اتحاف البررة

263

Upload: katel-ketal

Post on 26-Jun-2015

101 views

Category:

Documents


21 download

DESCRIPTION

إتحاف البررة بموانع التكفير المعتبرةكتاب جميل يؤصل قواعد التكفير عند أهل السنة

TRANSCRIPT

Page 1: اتحاف البررة
Page 2: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

إتحــــاف�ة� ر� ـر� البـ�

ي كف� ان�ع� التـ� و� ر�ب�م�المعتبـــرة

لفضيلة الشيخ محمد سالم ولد محمد األمين

المجلسي كتبه بالسجن المدني - نواكشوط موريتانيا

ه1428

(2)والجهاد التوحيد منبر

Page 3: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونع��وذ بالل��ه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يه��ده الل��ه فال مضل له ومن يضلل فال هادي له، وأش��هد أال إل��ه إال الل��ه

وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

7 8ال 9ن7 إ وت ;م��9 ; ت ه8 و;ال 9ق;ات��8 <ه; ح;ق7 ت ? الل 7ق9وا ? ات 9وا 7ذ8ين; آم;ن Bه;ا ال ي; ;ا أ ﴿ ي

8م9ون; ل 9م مBس? ;نت . 1﴾و;أ

E7ف?س 9م مGن ن ;ق;ك ل ذ8ي خ; 9م9 ال��7 7ك ب ? ر; وا 7ق��9 اس9 ات ا الن��7 Bه��; ي; ا أ ﴿ ي��;

اء 8س��; ا و;ن Lير ;ث��8 L ك اال ا ر8ج��; ?ه9م��; ;ث7 م8ن ه;ا و;ب و?ج; ?ه;ا ز; ;ق; م8ن ل و;اح8د;ةE و;خ;9م? ?ك ;ي ;ان; ع;ل <ه; ك 8ن7 الل ح;ام; إ ر?

; 8ه8 و;األ 9ون; ب اءل ;س; 7ذ8ي ت <ه; ال ? الل 7ق9وا و;اتLا ق8يب د8يدLا2﴾ر; 9وا ق;و?الL س; 7ه; و;ق9ول 7ق9وا الل 9وا ات 7ذ8ين; آم;ن Bه;ا ال ي

; ;ا أ ﴿. يه; ع? الل��7 9ط��8 9م? و;م;ن ي ;ك وب 9م? ذ9ن��9 ;ك ;غ?ف8ر? ل 9م? و;ي ;ك ;ع?م;ال 9م? أ ;ك 8ح? ل 9ص?ل * ي

ا ع;ظ8يمLا Lه9 ف;ق;د? ف;از; ف;و?ز; ول س9 .3﴾و;ر;

إن خير الحديث كتاب الل��ه وخ��ير اله��دي ه��دي محم��د صلى الله عليه وسلم وشر األمور مح��دثاتها وك��ل بدع��ة

ضاللة، أما بعد:

فإنه بسب انتشار الجهل والبعد عن هدي النبي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم قلبت المف��اهيم ولعب باأللف��اظ وأخ��لL وإن بالموازين حتى صار مجرد االنتساب لإلس��الم توحي��داL ا أورث تخبط�ا mأخل صاحبه بأصله وقطع�ه بع�د وص�له مم� L في إج��راء الحكم على مس��تحقه ف��التبس الح��ق كب��يرا

بالباطل واختلط الحابل بالنابل.

ووجد المرجئة ض��التهم وتس��تر المرت��دون الممتنع��ون المح��اربون أله��ل الح��ق وراء كتاب��اتهم وأفك��ارهم ال��تي ميعت الدعوة إلى توحيد رب العباد، وأقرت أهل الش��رك

على ما هم عليه من الفساد والبعد عن سبيل الرشاد.

دلت ش�ريعته وأك�رم أع��داؤه فع9ب�د; م�ع الل�ه غ�يره وب�9 وأهين أولياؤه، وعذر بالجهل والتأويل واتباع الشبهات من رام ذل��ك وأقترف��ه، وعmن��ف من تمس��ك ب��الحق وعرف��ه،

.102 - آل عمران اآلية 1.1 - النساء اآلية 2.71-70 - األحزاب اآلية 3

(3)والجهاد التوحيد منبر

Page 4: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وتمادى أهل الضالل في غيهم. ال يؤاخذون لجهلهم ودف��اع

L من العالم. المmرجئة عنهم حتى صار الجاهل أوفر حظا

إن ثمة طائفة – ممن اهتموا بمسائل الكف��ر واإليم��ان – ادعت ما ليس لها ولبس�ت غ�ير ثوبه�ا، وتص�دت ل�دعاة التوحي��د بق��وة، ف��اتهمتهم بم��ا يص��د عن دع��وتهم لتبقى الساحة مفتوحةL لج�ر ذيوله�ا، مخلف�ة أثره�ا االستس�المي وروحها االنهزامي��ة بم�ا ت�دعو ل�ه من ت�رفE فك��ري مميت للهمم، وما تتشبث ب��ه من أنف��ة معتل��ةE في ع��الم الخي��ال

بعيدا عن الواقع.

إن مما يبين خطورة هذه الفتنة ويظهر م��دى تأثيره��ا، أن طائف���ة ممن ترعرع���وا في ظالل ال���دعوة الوارف���ة و;و;ردوا مناهلها الع8ذاب، لم يسلموا من سهامها الطائشة، ب��ل أص��ابتهم وخلفت جراح��ات ال ت��زال ت��نزف، فرام��وا أسلمة أهل الكفر، والتمسوا لهم العذر، رغم اس��تنكارهم ألعم��الهم الش��ركية، فوقع��وا في تن��اقض كب��ير، واتبع��وا;صل حب��ال mكنm االحترام ون L باالنتقاد جدير، ومع ذلك ن منهجا الم��ودة لمن منهم أخلص قص��ده، وب��ذل في طلب الح��ق

m اتباع هواه. جهد;ه، ال لمن منهم بطلت دعواه وأبى إال

إن مم��ا ال ش��ك في��ه أن فك��ر اإلرج��اء ك��ان ل��ه ال��دور الكبير في إض�عاف الع��زائم وإمات�ة الهمم وإطف�اء ج�ذوة

الجهاد واستعادة األمجاد في نفوس أبناء خير أمة.

لقد كان من دواعي كتابة ه��ذه الس��طور ظه��ور ص��ور كث���يرة من الش��رك في المجتمع���ات وتخب���ط كث���ير من المنتس��بين لل��دعوة – دون بحث وال دراس��ة – في تق��ويمL يص��يب دع��وة التوحي��د في مقاتله��ا، ف��أفرط ذل��ك تخبط��ا

بعضهم وفرط بعض وحاد الفريقان عن سبيل القصد.

نعم إن من ال��دعاة طائف��ة آث��رت الس��كوت وع��دم الخوض في هذه المسألة ألسباب وهؤالء نذكر محاس��نهم وسبقهم في مجال الدعوة إلى الخير، وال يدفعنا سكوتهم وك��ونهم لم يب��دوا م��واقفهم من عين المس��ألة إلى إنك��ار فضلهم أو التقليل من شأنهم، فلهم مزايا عظيمة وأخالق

ال يزالون عليها كريمة.

ز في وج��داني وأن��ا أكتب ه��ذه ;ح��9 وإن��ه ليؤرق��ني وي الورق��ات أن يظن أنه��ا رد على العلم��اء األخي��ار وطلب��ة العلم األفاض��ل ال��ذين ع��ذروا بالجه��ل بش��روط معلوم��ة،

(4)والجهاد التوحيد منبر

Page 5: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةL، متبعين قواعد L واضحا وبينوا ضابط التمكن من العلم بيانا س��ليمة وأدل��ة معت��برة، الس��يما منهم من ع��رف بال��دعوةL لل��رد للخ��ير والس�عي إلقام�ة ال�دين، ف��إني لس�ت م�ؤهالL وال مزية، وأهل الدعوة إلى الخ��ير L وال فضال عليهم ال علما في أمس الحاج����ة إلى االئتالف والبع����د عن الص����راع

واالختالف.

إال أن ثم��ة طوائ��ف من تي��ارات مختلف��ة توس��عت في قولهم واحتجت به في غير موضعه، فع��ذرت بالجه��ل من انتسب لإلسالم ولو لم ينخلع عن عبادة األص��نام، ف��وجب

البيان.

وق��د بينت في ه��ذه الرس��الة أن إطالق التوق��ف عنه التكفير حتى تكتمل الشروط وتنتفي الموانع خطأ، الزم��9 أال يكفر الشخص إال بالعناد8 وقص��د الكف��ر، والرس��الة في

الجملة دعوة لتحقيق التوحيد بتعلمه.

واعلم أيه���ا الق���ارئ الك���ريم أن الكتاب���ات في ه���ذاL لمواق��ف بعض الموضوع كانت في أك��ثر األحي��ان انتص��اراL عنه��ا، ب��دل البحث عم��ا تؤي��ده نص��وص العلم��اء ودفاع��ا الكت��اب والس��نة الحاكم��ة على أق��وال الن��اس. وق��د كنتL فيه���ا على االس���تدالل بالكت���اب والس���نة، بفهم حريص���اL دق��ة النق��ل وص��حة السلف وعلماء األمة األعالم، متوخي��اL قرب العبارة وسهولة األسلوب وسميتها: العزوى، مراعيا

" إتحاف البررة بموانع التكفير المعتبرة "

وإليكها أيها القارئ الكريم تص��فحها برف��ق، وال تع��رفالحق بالرجال تنعم في ظاللها وتجن ثمارها.

وما كان فيها من حق فمن الله وبفضله وتوفيقه، وم��ا كان فيها من خط��إ فمن نفس�ي ومن الش�يطان، وحس�بنا

الله ونعم الوكيل.

ربيع 20محمد سالم المجلسي الشنقيطي ه1428الثاني

(5)والجهاد التوحيد منبر

Page 6: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

فصل

حقيقة التوحيد

معنى ال إله إال الله.1شروط ال إله إال الله.2ــق.3 ــ ــالم لمن لم ي�حقـ ــ ال إسـالتوحيد

ال يجوز التقليد في التوحيد.4ــان.5 ــاغوت واإليم ــر بالط الكف

بالله

(6)والجهاد التوحيد منبر

Page 7: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

ال إله إال اللهىمعن.1 وهي تدل علي نفي اإللهية عما سوى الله تعالى كائن��ا من كان، وإثباتها لله وحده دون كل من س��واه فال معب��ود

17بحق إال الله 8ال ه; إ 8ل��; 7 إ دm ال ;هm و;اح��8 8ل 9م? إ ;�ه9ك 8ل ﴿، قال سبحانه: و;إح8يم9 ح?م;ن9 الر7 ?ل8ك; م8ن2﴾ه9و; الر7 ;ا م8ن ق;ب ?ن ل س; ر?

; ﴿، وقال: و;م;ا أد9ون8 ا ف;اع?ب��9 ;ن��; 8ال7 أ ه; إ 8ل��; 7ه9 ال; إ ن

; ?ه8 أ ;ي 8ل 9وح8ي إ 8ال7 ن ولE إ س9 ، وق��ال3﴾ر78 و?م ا ق��; ال; ي��; ه8 ف;ق��; 8ل;ى ق;و?م��8 ا إ L9وح�� ;ا ن ?ن ل س��; ر?

; د? أ ;ق��; ﴿س��بحانه: و;لون; 7ق��9 ;ت ;ف;ال; ت ه9 أ ر9 هE غ;ي��? 8ل��; 9م مGن? إ ;ك ا ل ه; م��; 9د9وا الل��7 ، وق��ال:4﴾اع?ب

9م ;ك ا ل ه; م��; ? الل��< د9وا 8 اع?ب��9 و?م ا ق��; L ق;ال; ي��; ;خ;اه9م? ه9ودا 8ل;ى ع;ادE أ ﴿ و;إون; 7ق��9 ;ت ; ت ;ف;ال ه9 أ ?ر9 ;�هE غ;ي 8ل اه9م?5﴾مGن? إ ;خ��; ود; أ ;م��9 ;ى ث 8ل ﴿، وق��ال: و;إ

ه9 ر9 ;���هE غ;ي��? 8ل 9م مGن? إ ;ك ا ل ه; م��; ? الل��< 9د9وا 8 اع?ب ;ا ق;و?م ا ق;ال; ي L8ح ،6﴾ص;اله; ? الل��< د9وا 8 اع?ب��9 ;ا ق;و?م Lا ق;ال; ي ?ب ع;ي ;خ;اه9م? ش9 ;ن; أ 8ل;ى م;د?ي ﴿وقال: و;إ

ه9 ?ر9 ;�هE غ;ي 8ل 9م مGن? إ ;ك ه;7﴾م;ا ل د; الل��< ;ع?ب��9 8ن ا ل ;ن��; ?ت ئ ج8; ? أ 9وا ال ﴿، وقال: ق��;

9نت; م8ن; 8ن ك ;ا إ د9ن ;ع��8 ا ت 8م��; ;ا ب 8ن ت? ;ا ف;أ ;اؤ9ن 9د9 آب ;ع?ب ;ان; ي ;ذ;ر; م;ا ك و;ح?د;ه9 و;ن

اد8ق8ين; ه88﴾الص��7 ? ب��8 9وا ر8ك 9ش��? ; ت ه; و;ال ? الل��< د9وا ﴿، وق��ال: و;اع?ب��9Lا ?ئ ي . 9﴾ش;

فتبين من ذلك نفي اإللهية عم��ا س��وى الل��ه – وهي) العبادة – وإثباتها لله وحده ال شريك له والقرآن من أول��ه

. 10إلى آخره يبين هذا ويقرره ويرشد إليه (

وتوحيد األلوهية هو حقيقة دين اإلسالم الذي ال يقبل) الل��ه من أح��د س��واه وال س��بيل إلى تحقيق��ه إال ب��إخالص جميع أنواع العبادة لل��ه تع��الى، من محب��ة وخ��وف ورج��اء

.54- انظر فتح المجيد ص 1.163 - البقرة اآلية 2.25 - األنبياء اآلية 3.23 - المؤمنون اآلية 4.65 - األعراف اآلية 5.61 - هود اآلية 6..85 اآلية - األعراف7..70 اآلية - األعراف8..36 اآلية - النساء9

..52 - فتح المجيد 10

(7)والجهاد التوحيد منبر

Page 8: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وتوك��ل وص��الة ودع��اء واس��تغاثة وذبح ون��ذر وط��واف

.1واستعاذة وتوبة...(

وق��د عب��د المش��ركون م��ع الل��ه آله��ة أخ��رى يري��دون شفاعتها والق�رب به�ا إلى الل�ه، فلم يش�فع لهم قص�دهمد9ون; م8ن د9ون8 ;ع?ب��9 ﴿ولم ينفعهم عند الل��ه، ق��ال س��بحانه: و;يند; ;ا ع8 ف;ع;اؤ9ن 9ون; ه;�ؤ9الء ش9 ;ق9ول ;نف;ع9ه9م? و;ي ; ي ه9م? و;ال Bض9ر; ; ي <ه8 م;ا ال الل; ف8ي م;او;ات8 و;ال ;م9 ف8ي الس��7 ;ع?ل ; ي ا ال 8م��; ه; ب ون; الل��< Gئ��9 ;ب 9ن ;ت ل? أ <ه8 ق��9 الل

9ون; ر8ك 9ش? ;ع;ال;ى ع;م7ا ي ;ه9 و;ت ان ?ح; ب ر?ض8 س9; .2﴾األ

8ال7:وقال د9ه9م? إ ;ع?ب��9 ا ن اء م��; 8ي��; و?ل; 8ه8 أ 7خ;ذ9وا م8ن د9ون 7ذ8ين; ات ﴿ و;ال

;ه9م? ف8ي م;ا ه9م? ف8يه8 ?ن ;ي 9م9 ب ;ح?ك 7ه; ي 8ن7 الل ?ف;ى إ ل 7ه8 ز9 8ل;ى الل ;ا إ 9ون ب G9ق;ر 8ي ل8ف9ون; ;ل ت ;خ? .3﴾ي

وما أحسن ما قال�ه العالم�ة ابن القيم – رحم�ه الل�ه –9ر8ي��د9ون; ه8 ت ةL د9ون; الل��7 8ه��; Lا آل 8ف?ك ;ئ ﴿في تفسيره لقوله تعالى: أ

;م8ين; ال ?ع��; بG ال ر; 9م ب��8 Bك ا ظ;ن أي فم��ا ظنكم ب��ه أن)، 4﴾* ف;م��; يجازيكم وقد عبدتم معه غيره ؟ وما الذي ظننتم به ح��تى جعلتم مع��ه ش��ركاء ؟ أظننتم أن��ه محت��اج إلى الش��ركاء واألع��وان، أم ظننتم أن��ه يخفى علي��ه ش��يء من أح��وال عباده حتى يحتاج إلى شركاء تعرفه بها كالملوك ؟ أو ه��و ق��اسE فيحت��اج إلى ش��فعاء يس��تعطفونه على عب��اده ؟ أم ذليل فيحتاج إلى ولي يتكثر ب��ه من القل��ة ويتع��زز ب��ه من الذلة أم يحتاج إلى الولد فيتخذ صاحبة يك��ون الول��د منه��ا

) L L كبيرا . 5ومنه؟ تعالى الله عن ذلك علوا

.42-39 - راجع تيسير العزيز الحميد ص 1.18- يونس اآلية 2.3- الزمر اآلية 3.86/87- الصافات اآلية 4 .325\3 - مدا رج السالكين 5

(8)والجهاد التوحيد منبر

Page 9: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

شروط ال إله إال الله.2 اعلم أن الشرط يلزم من عدم��ه الع��دم وال يل��زم من وجوده الوجود، فمتى فقد ش��رط99 من ه��ذه الش��روط لمL ل8 " ال إل��ه إال الل��ه " فال ينفع��ه عندئ��ذ يكن صاحبه م9حققا

النطق بها.

ئل وهب بن منبه: أليس " ال إل��ه إال الل��ه " مفت��اح)س9 الجنة؟ قال بلى ولكن ما من مفت��اح إال ول��ه أس��نان ف��إن

.1جئت بمفتاح له أسنان فتح لك و إال لم يفتح لك (

الشرط األول:.1

:Mوإثباتا Mالمن��افيالعلم بمعناها المراد منها نفيا ه9 8ال7 الل��7 ه; إ 8ل��; ه9 ال; إ ;ن��7 ;م? أ اع?ل ﴾للجهل بذلك ق��ال تع��الى: ف��; ﴿2،

?ح;قG أي ب8 " ال إله إال الله " 8ال ه8د; ب 8ال7 م;ن ش; L إ ﴾وقال: أيضا ﴿ ;م9ون; ;ع?ل ﴾ و;ه9م? ي ، بقلوبهم ما نطقوا ب��ه بألس��نتهم، وق��ال3﴿

8 ?م ?ع8ل ? ال 9وا و?ل9 ;ة9 و;أ 8ك ;ئ ?م;ال 7 ه9و; و;ال 8ال ;�ه; إ 8ل ; إ 7ه9 ال ن

; <ه9 أ ه8د; الل ﴿تعالى: ش;. وعن عثم�ان ?ح;ك8يم9 ?ع;ز8يز9 ال 7 ه9و; ال 8ال ;�ه; إ 8ل ; إ ?ق8س?ط8 ال 8ال L ب 8م;ا ﴾ق;آئ بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من مات وهو يعلم أن��ه ال إل��ه إال الل��ه دخ��ل

.4الجنة (

الشرط الثاني: .2

ومع��نى ذل��ك أن يك��وناليقين المنــافي للشــك:L، ف��إن L جازم�ا L بم�دلول ه��ذه الكلم�ة يقين��ا قائله�ا مس�تيقنا اإليم��ان ال يغ��ني في��ه إال علم اليقين ال علم الظن. ق��ال;م? 9م7 ل 8ه8 ث ول س��9 ه8 و;ر; 8الل��7 وا ب 7ذ8ين; آم;ن��9 9ون; ال ?م9ؤ?م8ن 7م;ا ال 8ن ﴿تعالى: إك; ;ئ��8 و?ل

9 ه8 أ 8يل8 الل��7 ب ه8م? ف8ي س; ;نف9س8 8ه8م? و;أ م?و;ال; 8أ 9وا و;ج;اه;د9وا ب ;اب ت ;ر? ي

.5﴾ه9م9 الص7اد8ق9ون;

- ذكره البخاري معلقا في كتاب الجنائز: باب من كان آخر 1(.109\3كالمه " ال إله إال الله " )

.19- محمد اآلية 2.86- الزخرف اآلية 3.26- رواه مسلم في كتاب اإليمان 4.15- الحجرات اآلية 5

(9)والجهاد التوحيد منبر

Page 10: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الل��ه صلى الله عليه وسلم ) أشهد أال إله إال الله، وأني رسول الل��ه. ال يلقى الل��ه بهم��ا عب��د، غ��ير ش��اك، فيحجب عن

.1الجنة(

وعن أبي هريرة رضي الله عنه من حديث طوي��ل )...L من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أال إله إال الل��ه مس��تيقنا

9ه فبشره بالجنة( .2بها قلب

الشرط الثالث:.3

القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه: وقد قص الله عز وج�ل علين�ا من أنب�اء م�ا ق��د س�بق من إنجاء من قبلها، وانتقامه ممن ردها وأباها كما قال تعالى:ال; 8ال7 ق��; ذ8يرE إ ةE مGن ن�7 ي�; ك; ف8ي ق;ر? ?ل��8 ;ا م8ن ق;ب ?ن ل س; ر?

; 8ك; م;ا أ ;ذ;ل ﴿ و;كار8ه8م ا ع;ل;ى آث��; 8ن��7 ةE و;إ 9م��7 ا ع;ل;ى أ ;اءن��; ;ا آب د?ن ا و;ج��; 8ن��7 ا إ ف9وه��; ?ر; م9ت9م? ;اءك ?ه8 آب ;ي Bم? ع;ل ;ه?د;ى م8م7ا و;ج;دت 8أ 9م ب 9ك ?ت ئ ;و? ج8 و;ل

; ;د9ون; * ق;ال; أ مBق?تانظ9ر? ?ه9م? ف��; ا م8ن ;ق;م?ن��; ون; * ف;انت اف8ر9 ه8 ك��; 9م ب��8 ?ت ل س8 ر?

9 8م;ا أ 7ا ب 8ن 9وا إ ق;ال8ين; ;ذGب ?م9ك ;ة9 ال ;ان; ع;اق8ب ?ف; ك ;ي 9وا3﴾ك ;ان 7ه9م? ك 8ن ﴿ . وقال سبحانه: إ

ون; 8ر9 ?ب ;ك ت ;س? 7ه9 ي 8ال7 الل ;ه; إ 8ل ;ه9م? ال; إ 8ذ;ا ق8يل; ل .4﴾إ

الشرط الرابع:.4

قالاالنقياد لما دلت عليه المنافي لترك ذلك: و; ه9 لل��ه و;ه��9 ;م; و;ج?ه��; ل ;س��? ا مGم7ن? أ Lن9 د8ين�� ;ح?س��; ﴿سبحانه: و;م;ن? أاه8يم; ر; 8ب��? ه9 إ ذ; الل��< 7خ��; ا و;ات L8يف�� ن اه8يم; ح; ر; 8ب��? ة; إ ع; م8ل��7 7ب��; نm وات م9ح?س��8

L 8يال ل 5﴾خ;و; ه8 و;ه��9 8ل;ى الل�7 ه9 إ 8م? و;ج?ه�; ل 9س�? L: و;م;ن ي ﴿. وق��ال أيض�اة9 ه8 ع;اق8ب��; 8ل;ى الل��7 ?ق;ى و;إ و9ث و;ة8 ال��? ?ع9ر? ال ;م?س;ك; ب��8 ت م9ح?س8نm ف;ق;د8 اس?

9م9ور8 ، أي بال إله إال الله. وال سبيل إلى تحقيق االنقياد6﴾األ? والوصول لغايته إال باتب��اع الن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم ومخالفة النفس والهوى وكل م�ا يح�ول دون ذل�ك. وق�الج;ر; ا ش��; وك; ف8يم��; Gم��9 9ح;ك 7ى; ي ت ون; ح; 9ؤ?م8ن��9 ; ي ك; ال Gب�� ; و;ر; ﴿تعالى: ف;ال? Gم9وا ل 9س��; ?ت; و;ي جLا مGم7ا ق;ض;ي ه8م? ح;ر; ;نف9س8 ? ف8ي أ ;ج8د9وا ; ي 9م7 ال ;ه9م? ث ?ن ;ي ب

.27- رواه مسلم في كتاب اإليمان 1.31- مسلم، كتاب اإليمان 2.25-23- الزخرف اآلية 3.35- الصافات اآلية 4.125- النساء اآلية 5.22- لقمان اآلية 6

1)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 11: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة8يمLا ل ;س? ، قال ابن كثير في تفسيره لهذه اآلي��ة ) يقس��م1﴾ت

الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه ال يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الل��ه علي��ه وس��لم في جمي��ع األم��ورL فم��ا حكم ب��ه فه��و الح��ق ال��ذي يجب االنقي��اد ل��ه باطن��اا ا مGم��7 Lج�� ه8م? ح;ر; ;نف9س8 ? ف8ي أ ;ج8د9وا ; ي 9م7 ال L ولهذا قال: ث ﴿وظاهرا، أي: إذا حكموك يطيعون��ك في 8يمLا ل ;س? ? ت Gم9وا ل 9س; ?ت; و;ي ﴾ق;ض;يL مم��ا حكمت ب��ه، بواطنهم، فال يجدون في أنفسهم حرج��اL وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تس��ليماL من غير م9م;انعة وال مدافع��ة وال منازع��ة كم��ا ورد في كليا الحديث ) والذي نفسي بيده ال يؤمن أح��دكم ح��تى يك��ون

L لما جئت به ( . 2هواه تبعا

الشرط الخامس:.5

L منالصدق المنافي للكذب: وهو أن يقولها ص��دقا قلبه، يواط8ئ قلب��ه لس��انه، ألن المن��افقين يقولونه��ا ولكن ﴿ليس على وجه الص��دق، فق��ال الل��ه تع��الى عنهم: و;م8ن;ا ه9م ر8 و;م��; 8 اآلخ��8 ;و?م ?ي ال ه8 و;ب��8 8الل��< ا ب ول9 آم;ن��7 ;ق��9 اس8 م;ن ي الن��7

8ين; 8م9ؤ?م8ن . وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله علي��ه3﴾بL وسلم قال ) ما من أحدE يشهد أال إله إال الل��ه وأن محم��دا

L من قلبه إال حرم الله عليه النار( .4عبده ورسوله صدقا

قال ابن القيم ) والتصديق ب " ال إله إال الله" يقتضي اإلذعان واإلقرار بحقوقها وهي ش��رائع اإلس��الم ال��تي هي تفص��يل ه��ذه الكلم��ة، بالتص��ديق بجمي��ع أخب��اره وامتث��ال أوامره واجتناب نواهيه... فالمصدق بها على الحقيقة ه��و الذي يأتي بذلك كله ومعلوم أن عصمة المال وال��دم على اإلطالق لم تحصل إال بها وبالقي��ام بحقه��ا، وك��ذلك النج��اة

.5من العذاب على اإلطالق لم تحصل إال بها وبحقها(

الشرط السادس:.6

: وهو توحيد الله في القصد، وتصفية العملاإلخالص;ال; ﴿بصالح النية عن جميع شوائب الش��رك، ق��ال تع��الى: أ

65- النساء اآلية 1 والحديث حسنه النووي وضعفه306\2- تفسير ابن كثير 2

ابن رجب وغيره، وال شك في صحة معناه..8- البقرة اآلية 3.128- البخاري كتاب العلم 4.43- التبيان في أقسام القرآن ص 5

1)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 12: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة?خ;ال8ص9 7ه8 الدGين9 ال 8ل د9وا1﴾ل ;ع?ب��9 8ي 8ال7 ل وا إ ر9 9م��8 L: و;م;ا أ ﴿. وقال أيضا

اء ;ف��; ن ه9 ال��دGين; ح9 ين; ل��; ه; م9خ?ل8ص��8 . وروى البخ��اري من2﴾الل��7 حديث أبي هريرة أن النبي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم ق��الL ) أسعد الناس بشفا ع��تي من ق��ال ال إل�ه إال الل�ه خالص�ا

.3من قلبه (

الشرط السابع:.7

ــه المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضــته ودلت عليــروطها ــتزمين لش ــا المل ــاملين به ــا الع وألهله

اس8 م;نوبغض ما ناقض ذلك ﴿: ق��ال تع��الى: و;م8ن; الن��7? وا 7ذ8ين; آم;ن��9 <ه8 و;ال ;ح9بG الل ;ه9م? ك Bون ب 9ح8 L ي ;ند;ادا <ه8 أ 7خ8ذ9 م8ن د9ون8 الل ;ت ي

ه8 Gل��< ا ل ب��� دB ح9 ;ش��; . وفي الص��حيحين من ح��ديث أنس أن4﴾أ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ) ثالث من كن فيه وجد فيهن حالوة اإليمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء; ال يحبه إال لله وأن يك��ره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف

. 5في النار (

قال الحكمي ) وعالم��ة حب العب��د رب��ه تق��ديم محاب��ه وإن خالفت هواه وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، ومواالة من والى الله ورسوله ومعاداة من عاداه، واتب��اع رس��وله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم واقتف��اء أث��ره وقب��ول

. 6هداه (

.3- الزمر اآلية 1.5- البينة اآلية 2.99- البخاري كتاب العلم 3.165- البقرة اآلية 4.43، مسلم، اإليمان 16- البخاري، اإليمان 5 إلى28 ، راجع الوالء والبراء ص 383\1- معا رج القبول 6

. 383 إلى 377\1 و معا رج القبول 38

1)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 13: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

ال إســــالم لمن لم ي�حقــــق.3التوحيد

وجوب معرفة التوحيد

ق��ال البخ��اري رحم��ه الل��ه ) ب��اب العلم قب��ل الق��ول7ه9 فبدأ 8ال7 الل ;ه; إ 8ل 7ه9 ال; إ ن

; ;م? أ ﴾والعمل لقول الله تعالى: ف;اع?ل ﴿ بالعلم(.

قال الحافظ ) قول��ه: "فب��دأ ب��العلم" أي ح��ديث ق��ال:8ك; ذ;نب ;غ?ف8ر? ل��8 ت ه9 ثم ق��ال: و;اس��? 8ال7 الل��7 ;ه; إ 8ل 7ه9 ال; إ ن

; ;م? أ ﴾ ف;اع?ل ﴿ ﴾ ﴿ والخط��اب وإن ك��ان للن��بي ص�لى الل��ه علي��ه وس��لم فه�و متناول ألمته واس��تدل س��فيان بن عيين��ة به��ذه اآلي��ة على فضل العلم، كما أخرجه أبو نعيم في الحلي��ة في ترجمت��ه من طريق الربيع بن نافع عنه أن��ه تاله��ا فق��ال ألم تس��مع

أنه بدأ به فقال "اعلم" ثم أمره بالعمل؟

وين��تزع منه��ا دلي��ل م��ا يقول��ه المتكلم��ون من وج��وب المعرفة، لكن النزاع كما قدمناه، إنما هو في إيجاب تعلم

.1األدلة على القوانين المذكورة في كتب الكالم (

فانظر رحمك الله إلى ما أشار إليه الحافظ من أن��ه ال نزاع في وجوب المعرفة أي معرفة التوحيد وإنم��ا ال��نزاع في إيج���اب تعلم األدل���ة على الق���وانين ال���تي وض���ع

المتكلمون.

مذهب أهل السنة والجماعة

وق��د نق��ل الن��ووي كالم��ا مط��وال للقاض��ي عي��اض واستحسنه قال: قال القاضي عي��اض: )... وم��ذهب أه��ل السنة أن المعرفة مرتبطة بالشهادتين ال تنفع إحداهما وال تنجي من الن����ار دون األخ����رى إال لمن لم يق����در على

.2الشهادتين آلفة بلسانه أو لم تمهله المدة ليقولها...(

الجهل بالله كفر على كل حال

.287\1 مجلدات 3- فتح الباري في 1.219\1- شرح صحيح مسلم 2

1)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 14: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وقد ذكر ابن تيمية عن محمد بن نصر الم��روزي ق��ال:L، وك��ان ) قالوا ولما كان العلم بالله إيمانا والجهل به كفرا،L L والجهل بها قبل نزولها ليس كفرا العمل بالفرائض إيمانا ألن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وس��لم ق��د أق��روا بالل��ه أول م��ا بعث الل��ه رس��وله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم إليهم، ولم يعلم��وا الف��رائض ال��تي افترض��ت عليهم بع��دL، ثم أن��زل الل��ه عليهم ذل��ك، فلم يكن جهلهم ب��ذلك كف��راL وإنما يكف��ر من الفرائض فكان إقرارهم والقيام بها إيمانا جحدها لتكذيبه خبر الله، ولو لم يأت8 خبر من الله ما كانL، وبعد مجيئ الخ��بر من لم يس��مع الخ��بر من بجهلها كافراL، والجه��ل بالل��ه في ك��ل المسلمين، لم يكن بجهلها ك��افرا

. 1حالE كفر قبل الخبر وبعد الخبر(

وقال عالء الدين أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني: ) ف��إن أب��ا يوس��ف روى عن أبي حنيف��ة رحم��ه الل��ه ه��ذه العبارة: فقال كان أبو حنيفة رضي الله عنه يقول: ال عذر ألحد من الخلق في جهله معرف��ة ال��رب س��بحانه وتع��الى وتوحي��ده لم��ا ي��رى من خل��ق الس��ماوات واألرض وخل��ق نفسه وسائر ما خلق الله سبحانه، فأما الفرائض فمن لم

.2يعلمها ولم تبلغه فإن هذا لم تقم عليه حجة ح9كمية (

ــا دون ــل بم ــذة بالجه ــدم المؤاخ ــد ع تقييالتوحيد

وأقوال علماء السلف حافلة بذلك، فإنهم إنما يقي��دونبالجهل الكفر في ترك الفرائض ال التوحيد.

قال عبد الله بن أحمد حدثنا س��ويد بن س��عيد اله��روي قال سألنا سفيان بن ع9يينة عن اإلرج��اء فق��ال: ) يقول��ون اإليمان قول وعمل، والمرجئة أوجبوا الجنة لمن ش��هد أالL بقلبه على ترك الفرائض، وس��موا ت��رك إله إال الله م9ص8راL بمنزلة رك��وب المح��ارم، وليس بس�واء، ألن الفرائض ذنباكوب المحارم من غير استحالل معصية وت��رك الف��رائض ر9

L من غير جهل وال عذر هو كفر99 ( .3متعمدا

مقتضى الشهادة ومدلولها

.325\7- مجموع الفتاوى 1.132\7- بدائع الصنائع وترتيب الشرائع 2.347،348\1- السنة لعبد الله بن أحمد 3

1)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 15: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من شهد أال إله إال الله وح��ده ال ش��ريك ل��هL عبده ورسوله وأن عيسى عب��د الل��ه ورس��وله وأن محمدا وكلمته ألقاها إلى م��ريم وروح من��ه، والجن��ة ح��ق، والن��ار

.1حق، أدخله الله الجنة على ما كان منه من العمل (

قال الشيخ عبد الرحمن بن حس��ن ) من ش��هد أال إل��هL بمقتض��اها L لمعناه��ا، ع��امال إال الله أي من تكلم بها عارف��اL، فال ب��د في الش��هادتين من العلم واليقين L وظ��اهرا باطن��ا8ال7 ه; إ 8ل��; ه9 ال; إ ;ن��7 ;م? أ اع?ل ﴿والعلم بم��دلولها كم��ا ق��ال تع��الى ف��;

7ه9 ون; 2﴾الل ;م��9 ;ع?ل ?ح;قG و;ه9م? ي 8ال ه8د; ب 8ال7 م;ن ش; إ ﴾، وقوله ، أم��ا3﴿ النطق بها من غير معرفة لمعناه��ا وال يقين وال عم��ل بم��ا تقتضيه من البراءة من الش��رك وإخالص الق��ول والعم��ل، قول القلب واللسان وعمل القلب والج��وارح، فغ��ير ن��افع

.4باإلجماع (

وقال بعد أن ذكر أقوال العلماء في مع��نى " ال إل��ه إال الله ": ) فدلت " ال إله إال الله " على نفي اإللهية عن كلL من كان وإثبات اإللهية لله وحده ما سوى الله تعالى كائنا دون ك��ل م��ا س��واه وه��ذا ه��و التوحي��د ال��ذي دعت إلي��ه الرسل، ودل عليه القرآن من أول��ه إلى آخ��ره، كم��ا ق��الGج8ن? ;ف;رm مGن; ال ;م;ع; ن ت 7ه9 اس? ن

; ;ي7 أ 8ل 9وح8ي; إ ﴿تعالى عن الجن ق9ل? أه8 ا ب��8 د8 ف;آم;ن��7 ش��? B8ل;ى الر ;ه?د8ي إ Lا * ي ب Lا ع;ج; آن ;ا ق9ر? م8ع?ن 7ا س; 8ن 9وا إ ف;ق;ال

دLا ;ح��; ا أ Gن��; ب 8ر; ر8ك; ب Bش? ;ن ن ، فال إل��ه إال الل��ه ال تنف��ع إال من5﴾و;لL واعتق��د ذل��ك وقبل��ه وعم��ل ب��ه، L وإثباتا عرف مدلولها نفيا وأما من قالها من غير علم واعتقاد وعمل، فقد تقدم في كالم العلم��اء أن ه��ذا جه��ل ص��رف، فهي حج��ة علي��ه بال ريب، فقول��ه في الح��ديث ) وح��ده ال ش��ريك ل��ه ( تأكي��د وبيان لمض��مون معناه��ا وق��د أوض��ح الل��ه ذل��ك وبين��ه في قصص األنبياء والمرس��لين في كتاب��ه الم��بين، فم��ا أجه��ل عباد القبور بحالهم، وما أعظم ما وقعوا في��ه من الش��رك المنافي لكلمة اإلخالص " ال إل��ه إال الل��ه " ف��إن مش��ركيL ومع��نى، العرب ونحوهم جح��دوا " ال إل��ه إال الل��ه " لفط��ا

ومسلم، كتاب اإليمان3435- البخاري، كتاب األنبياء 128،46.

.19- محمد اآلية 2.86- الزخرف اآلية 3 تحقيق أحمد حامد الفقي، تعليق ابن51- فتح المجيد ص 4

باز . .1/2- الجن اآلية 5

1)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 16: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةL وجح��دوها مع��نى فتج��د وهؤالء المشركون أقروا بها لفظا

.1أحدهم يقولها وهو يأله غير الله بأنواع العبادة (

ال شهادة إال مع العلم

وقال العالم المحدث سليمان بن عب��د الل��ه في كتاب��ه الموسوم ب "تيسير العزيز الحميد شرح كت��اب التوحي��د" عند هذا الحديث: ) قوله " من ش��هد أال إل��ه إال الل��ه " أيL L بمقتضاها باطنا L لمعناها عامال من تكلم بهذه الكلمة عارفا

ه9 8ال7 الل��7 ه; إ 8ل��; 7ه9 ال; إ ن; ;م? أ L كما دل عليه قوله: ف;اع?ل ﴾وظاهرا ﴿2،

;م9ون; ;ع?ل ?ح;قG و;ه9م? ي 8ال ه8د; ب 8ال7 م;ن ش; ﴾وقوله: إ أما النطق، 3﴿ــاها، بها من غير معرفة لمعناها وال عمل بمقتض

. فإن ذلك غير نافع باإلجماع

وفي الحديث ما يدل على هذا وه��و قول��ه "من ش��هد" إذ كيف يشهد وهو ال يعلم ومجرد النطق بشيء ال يسمى

.4شهادة به (

وق��ال عب��د ال��رحمن بن حس��ن في كالم��ه عن ح��ديث بعث معاذ في قوله صلى الل��ه علي��ه وس��لم ) فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أال إله إال الله(: ) وك��انوا يقولونه��ا لكنهم جهلوا معناه��ا ال��ذي دلت علي��ه من إخالص العب��ادة لله وحده وترك عبادة م��ا س��واه، فك��ان ق��ولهم ال إل��ه إال الل��ه ال ينفعهم لجهلهم بمع��نى ه��ذه الكلم��ة، كح��ال أك��ثر المتأخرين من ه�ذه األم�ة، ف�إنهم ك�انوا يقولونه�ا م�ع م�ا ك��انوا يفعلون��ه من الش��رك بعب��ادة األم��وات والغ��ائبين والطواغيت والمش��اهد، في��أتون بم��ا ينافيه��ا، فيثبت��ون م��ا نفته من الشرك باعتق��ادهم وق��ولهم وفعلهم وينف��ون م��ا

أثبتته من اإلخالص كذلك..

وق��د تق��دم أن ال إل��ه إال الل��ه ق��د قي��دت في الكت��اب والسنة بقيود ثقال منها العلم واليقين واإلخالص والص��دق والمحبة والقبول واالنقياد والكفر بما يعب��د من دون الل��ه، فإذا اجتمعت هذه القيود لمن قالها نفعته هذه الكلمة وان لم تجتمع هذه لم تنفعه، والناس متف��اوتون في العلم به��ا

.54- فتح المجيد ص 1.19- محمد اآلية 2.86- الزخرف اآلية 3.72- تيسير العزيز الحميد ص 4

1)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 17: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة والعمل، فمنهم من ينفعه قولها ومنهم من ال ينفعه كما ال

.1يخفى (

ــه إال الخطأ في فهم أحاديث من قــال ال إلالله

وهذه كلمات مض��يئة في ال��رد على من يخطئ��ون في فهم أحاديث الوعد لمن قال " ال إله إال الل��ه " فيحكم��ون لمن تلفظ بها باإلسالم ولو لم ينخلع عن عب��ادة غ��ير الل��ه

هم. كما يفعل القبور يون وغير9

قال محمد حامد الفقي ) كثير من الناس يخطئون في فهم أح��اديث " من ق��ال ال إل��ه إال الل��ه دخ��ل الجن��ة " فيظن��ون أن التلف��ظ به��ا يكفي وح��ده للنج��اة من الن��ار ودخ���ول الجن���ة وليس ك���ذلك، ف���إن من يظن ذل���ك من المغرورين لم يفهم " ال إله إال الل��ه " ألن��ه لم يت��دبرها إذ أن حقيقة معناها البراءة من ك��ل معب��ود والتعه��د بتجري��د ك��ل أن��واع العب��ادة لل��ه س��بحانه وح��ده، والقي��ام ب��ه على الوجه الذي يحبه ويرضاه، فمن لم يقم بحقها من العب��ادة أو قام ببعض أنواع العبادة ثم عبد مع الله غيره، من دعاء األولي��اء والص��الحين والن��ذر لهم ونح��و ذل��ك، فإن��ه يك��ونL. ول��و ك��ان L لها، فال تنفعه دعواه وال تغني عن��ه ش��يئا هادماL، لم يق��ع من المش��ركين م��ا وق��ع من مج��رد قوله��ا كافي��ا محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاداته قال الل��ه

7ه9 8ال7 الل ;ه; إ 8ل 7ه9 ال; إ ن; ;م? أ ﴾تعالى ف;اع?ل ه8د;2﴿ 8ال7 م;ن ش��; ﴿، وق��ال: إ

ون; ;م���9 ;ع?ل ?ح;قG و;ه9م? ي ال ، فمن لم ي���وف به���ا ويعم���ل3﴾ب���8L من بمقتض��اها، ال ينفع��ه التلف��ظ، وك��ل من جع��ل ش��يئا العب��ادة لغ��ير الل��ه فه�و إم�ا جاه��ل بمعناه��ا أو ك��اذب في ﴿ادعائه اإليمان وأولئك هم المغرورون األخسرون أعماال

7ه9م? ن; 9ون; أ ب ;ح?س��; ;ا و;ه9م? ي ?ي اة8 ال��دBن ي��; ?ح; 9ه9م? ف8ي ال ع?ي 7ذ8ين; ض;ل7 س��; ال

?عLا 9ون; ص9ن ن 9ح?س8 . وقال رحمه الله: ) كثير من أدعي��اء5 (4﴾ي العلم يجهلون " ال إله إال الله " فيحكمون على من تلف��ظL ب�الكفر الص�راح، كعب�ادة به�ا باإلس�الم ول�و ك�ان مج�اهرا القبور والموتى واألوث��ان واس��تحالل المحرم��ات المعل��وم تحريمها من ال��دين ض��رورة والحكم بغ��ير م��ا أن��زل الل��ه،

.48- قرة عيون الموحدين ص 1.19- محمد اآلية 2. 86- الزخرف اآلية 3.104- الكهف اآلية 4. 72- هامش فتح المجيد، 5

1)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 18: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةL من دون الل��ه، ول��و ك��انت واتخاذ أحبارهم ورهبانهم أربابا لهؤالء الجهلة قلوب يفقهون بها لعلموا أن مع��نى " ال إل��ه إال الل��ه " ال��براءة من عب��ادة غ��ير الل��ه، وإعط��اء العه��د والميثاق بالقيام بأداء حق الله في العبادة، يدل على ذلك<ه8 ف;ق;د8 8الل 9ؤ?م8ن ب 8الط7اغ9وت8 و;ي ?ف9ر? ب ;ك ﴿قول الله تعالى: ف;م;ن? يmم8يع ه9 س��; ا و;الل��< ;ه��; ام; ل ; انف8ص��; ?ق;ى; ال و9ث و;ة8 ال��? ?ع9ر? ال ك; ب��8 ;م?س��; ت اس?

m8يم ، وقد شهد النبي صلى الله عليه وس��لم للخ��وارج1﴾ع;ل بكثرة الصالة والصيام وقراءة القرآن المشحون بال إله إال الله، ومع ذلك فقد حكم عليهم بالكفر وقال ) لو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد ( كم��ا في الص��حيحين، ول��و ك��ان مج��ردL ما وقعت الح��رب والع��داء بين التلفظ بال إله إال الله كافيا الرسول صلى الل��ه علي��ه وس��لم وبين المش��ركين ال��ذين كانوا يفهمون ال إله إال الله أكثر مما يفهمه��ا أدعي��اء العلم في ه��ذا ال��زمن، ولكن طب��ع الل��ه على قل��وبهم فهم ال

.2يفقهون(

.256- البقرة اآلية 1.258- هامش فتح المجيد، ص 2

1)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 19: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

ال يجوز التقليد في التوحيد .4

تعريف التقليد ومنعه

قال الش��وكاني رحم��ه الل��ه في التقلي��د: ) ه��و العم��لL بع��د أن ذك��ر بعض1بقول الغير من غير حجة( ، وقال أيضا

أقوال العلماء فيه: ) وبه��ذا تعلم أن المن��ع من التقلي��د إذاL فهو مذهب الجمهور ( .2لم يكن إجماعا

التقليد في التوحيد

وقال في أول كتاب��ه ) الس��يل الج��رار (: ) إن قول��ه " الفرعية" يخرج األصلية أي مسائل أصول ال��دين وأص��ول الفقه، وإلى هذا ذهب الجمهور السيما في أص��ول ال��دين، فقد حكى األستاذ أبو إسحاق في شرح الترتيب: أن المنع من التقلي��د فيه��ا ه��و إجم��اع أه��ل العلم من أه��ل الح��ق وغيرهم من الطوائف. قال أب��و الحس��ن بن القط��ان: ) الL في امتن��اع التقلي��د في التوحي��د (، وحك��اه ابن نعلم خالفا الس��معاني عن جمي��ع المتكلمين وطائف��ة من الفقه��اء. وقال إمام الحرمين في الش��امل: ) لم يق��ل بالتقلي��د في األصول إال الحنابلة (. وقال االسفراييني لم يخالف فيه إال أهل الظاهر. ولم يح��ك ابن الح��اجب الخالف في ذل��ك إال عن العنبري، وحكاه في المحصول عن كثير من الفقه��اء، واستدل الجمه��ور على من��ع التقلي��د في ذل��ك ب��أن األم��ة أجمعت على وجوب معرفة الله س��بحانه وأنه��ا ال تحص��ل بالتقليد، ألن المقلد ليس معه إال األخذ بق��ول من يقل��ده،

.3وال يدري أهو صواب أم خطأ (

وقال القرطبي في تفسيره لسورة األعراف عن��د آي��ة.4الميثاق ) وال عذر للمقلد في التوحيد (

عاقبة المقلد في العقائد

. 441- إرشاد الفحول 1.445- إرشاد الفحول 2.12- السيل الجرار – الطبعة األولى في مجلد واحد ص 3.7/319- الجامع ألحكام القرآن 4

1)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 20: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وق��د روى البخ��اري من ح��ديث قت��ادة عن أنس أن��ه حدثهم أن رسول الله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم ق��ال ) إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه – وإنه ليسمع قرع نعالهم-أتاه ملكان فيقعدانه فيق��والن م��ا كنت تق��ول في هذا الرجل؟ لمحمد ص؟ فأما المؤمن فيق��ول: أش��هد أنه عبد الل��ه ورس��وله فيق��ال ل��ه، انظ��ر إلى مقع��دك من" L L من الجنة، فيراهم��ا جميع��ا النار قد أبدلك الله به مقعدا9فسح9 له في ق��بره، ثم رج��ع إلى قال قتادة: وذكر لنا أنه ي حديث أنس قال: وأما المنافق والكافر، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ال أدري كنت أقول ما يقول الن��اس، فيق��ال: ال دريت وال تليت ويض��رب بمط��ارق من حدي��د ض��ربة، فيص��يح ص��يحة يس��معها من يلي��ه غ��ير

.1الثقلين (

وفيه ذم التقليد في اإلعتقاداتقال الحافظ: ) لمعاقبــة من قــال، كنت أســمع النــاس يقولــون

.2..(شيئاM فقلته

التقليد سبب للضالل

وهل كان آفة كثير من الخلق إال التقليد؟ قال سبحانه:;ا د?ن 9وا و;ج��; 8ف9ون; * ق;ال ;ه;ا ع;اك 9م? ل ;نت 8ي أ 7ت 8يل9 ال 7م;اث ﴿ ... م;ا ه;ذ8ه8 الت

8د8ين; ;ه;ا ع;اب ;ا ل ;اءن ;ا ع;ل;ى3﴾آب ;اءن ;ا آب 7ا و;ج;د?ن 8ن ﴿. وقال سبحانه: إ;د9ون; ;ار8ه8م مBه?ت 7ا ع;ل;ى آث 8ن م7ةE و;إ

9 9وا4﴾أ ال ﴿. وقال س��بحانه: و;ق��;8يال; ب ;ا الس7 Bون ض;ل

; ;ا ف;أ اءن ;ر; 9ب ;ا و;ك ;ن اد;ت ;ا س; ;ط;ع?ن 7ا أ 8ن ;ا إ 7ن ب . 5﴾ر;

قال الشوكاني رحمه الله ) والمراد بالس�ادة والك�براء ه9م9 الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم، وفي هذا زجر عن التقلي��د ش��ديد، وكم في الكتاب العزيز من التنبيه على هذا والتحذير من��ه والتنف��ير عنه، ولكن لمن يفهم معنى كالم الله ويقتدي ب�ه وينص�ف من نفسه، ال لمن ه��و من جنس األنع��ام في س��وء الفهم

. 6ومزيد البالدة وشدة التعصب (

.1374- صحيح البخاري، كتاب الجنائز 1 ( طبعة في ثالث مجلدات.1/806- فتح الباري ) 2.53/ 52- األنبياء اآلية 3.22- الزخرف اآلية 4.67- األحزاباآلية 5.4/441- فتح القدير 6

2)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 21: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةه9 ل; الل��< ;نز; 8ل;ى م;ا أ ? إ ;و?ا ;ع;ال ;ه9م? ت 8ذ;ا ق8يل; ل ﴿وقال سبحانه: و;إان; و? ك��; و;ل��;

; ;ا أ ;اءن ?ه8 آب ;ي ;ا ع;ل ;ا م;ا و;ج;د?ن 9ن ب ? ح;س? 9وا س9ول8 ق;ال 8ل;ى الر7 و;إ;د9ون; ;ه?ت ; ي Lا و;ال ?ئ ي ;م9ون; ش; ;ع?ل ; ي ;اؤ9ه9م? ال . 1﴾آب

قال ابن كثير ) أي: إذا دعوا إلي دين الله وشرعه وما أوجبه وترك ما حرمه قالوا يكفين��ا م��ا وج��دنا علي��ه اآلب��اءو? و;ل��;

; ﴿واألجداد من الطرائق والمسالك، قال الله تع��الى: أد9ون; أي: ال يفهم��ون ;ه?ت��; ; ي Lا و;ال ?ئ ي ;م9ون; ش��; ;ع?ل ; ي ;اؤ9ه9م? ال ;ان; آب ﴾كL وال يعرفونه وال يهتدون إليه، فكيف يتبعونهم والحال��ة حقا

.2هذه؟ ال يتبعهم إال من هو أجهل منهم وأضل سبيال (

وق��د اتف��ق العلم��اء المحقق��ون على االس��تدالل به��ذه اآلي���ات - رغم وروده���ا في المش���ركين- وإيراده���ا فيL ك��ان ن��وع تقلي��دهم الم��ذموم، فم��ا الظن المقل��دين أي��ا

بالتقليد في الشرك بالله والكفر؟

التقليد سبب للتكذيب والعناد

ا ;م��7 ه8 و;ل ?م��8 8ع8ل ? ب وا 9ح8يط��9 ;م? ي 8م;ا ل ? ب 9وا ;ذ7ب ;ل? ك ﴿يقول سبحانه: ب;ان; ?ف; ك ;ي 8ه8م? ف;انظ9ر? ك ?ل 7ذ8ين; م8ن ق;ب ;ذ7ب; ال 8ك; ك ;ذ;ل 9ه9 ك و8يل

? ;أ 8ه8م? ت ت? ;أ ي

8م8ين; ال ة9 الظ��7 ، ق��ال الش��وكاني ) وانتق��ل إلى بي��ان3﴾ع;اق8ب��; أنهم سارعوا إلى تكذيب القرآن قبل أن يتدبروه ويفهم�وا معاني��ه وم��ا اش��تمل علي��ه، وهك��ذا ص��نع من تص��لب في التقليد ولم يبال بما جاء ب��ه من دع��ا إلى الح��ق وتمس��ك بذيول اإلنصاف بل يرده بمجرد كونه لم يوافق ه��واه، وال جاء على طبق دعواه قبل أن يع��رف معن��اه ويعلم مبن��اه،L والحاص��ل أن من ك��ذب كم��ا ت��راه عيان��ا وتعلم��ه وج��دانا بالحجة النيرة والبرهان الواضح قبل أن يحيط بعلمه، فهوL لم يتمسك بشيء في هذا التكذيب إال مجرد كون��ه ج��اهالL على لما كذب به غير عالم به، فكان بهذا التكذيب منادي��اL بقص��وره عن تعق��ل نفسه بالجهل بأعلى صوت، ومس��جال الحجج بأبلغ تسجيل وليس على الحج��ة وال على من ج��اء

.بها من تكذيبه شيء

.104- المائدة اآلية 1.2/108،109- تفسير القرآن العظيم 2.39- يونس اآلية 3

2)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 22: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

ما يبلــغ األعــداء منجاهـــل

ــل ــغ الجاه ــا يبل م. 1(من نفســه

من طلب الحق ال يعدم مطلبه

قال الشوكاني: ) إذا تقرر لك أن الع��امي يس��أل أه��ل العلم، والمقصر يسأل الكامل، فعليه أن يسأل أهل العلم المع��روفين بال��دين وكم��ال ال��ورع عن الع��الم بالكت��اب والسنة العارف بما فيهما، المطلع على ما يحتاج إلي��ه في فهمهما من العلوم اآللية حتى يدلوه عليه ويرشدوه إلي��ه،L منه أن يذكر له فيها ما في كتاب فيسأله عن حادثته طلبا الله سبحانه أو ما في سنة رسول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وسلم فحينئذ يأخذ الحق من معين��ه، ويس��تفيد الحكم من موضوعه ويستريح من الرأي الذي ال يأمن المتمس��ك ب��ه أن يقع في الخطإ المخالف للش��رع المب��اين للح��ق، ومن سلك هذا المنهج ومشى في هذا الطريق ال يع�دم مطلب�ه

.2وال يفقد من يرشده إلى الحق (

قال العالمة أبو بطي�ن مف��تي ال��ديار النجدي��ة: ) ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذهL عاب ذلك، وقال لس��نا مكلفين بالن��اس L وإثباتا الكلمة نفيا والقول فيهم، فيقال له ب��ل أنت مكل��ف بمعرف��ة التوحي��د الذي خلق الله الجن واإلنس ألجله وأرسل جمي��ع الرس��ل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي ال يغف��ر، وال عذر للمكلف في الجهل بذلك، وال يجوز في��ه التقلي��د ألن��ه أصل األصول، فمن لم يعرف المعروف وينكر المنكر فهو هال��ك، الس��يما أعظم المع��روف وه��و التوحي��د وأك��بر

.3المنكرات وهو الشرك (

.765- فتح القدير في مجلد واحد – الطبعة األولى – ص 1.451- إرشاد الفحول ص 2.11- عقيدة الموحدين، االنتصار لحزب الله الموحدين ص 3

2)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 23: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

الكفـــر بالطـــاغوت واإليمـــان.5بالله

ه8 8الل��< ؤ?م8ن ب اغ9وت8 و;ي��9 8الط��7 ر? ب ?ف��9 ;ك ﴿يقول س��بحانه: ف;م;ن? يmم8يع ه9 س��; ;ه;ا و;الل��< ; انف8ص;ام; ل ?ق;ى; ال ?و9ث و;ة8 ال ?ع9ر? 8ال ;م?س;ك; ب ت ف;ق;د8 اس?

m8يم . قال ابن كث��ير رحم��ه الل��ه ) أي من خل��ع األن��داد1﴾ع;ل واألوثان وما يدعو إليه الشيطان من عب��ادة ك��ل م��ا يعب��د من دون الله، ووحد الل��ه فعب��ده وح��ده وش��هد أال إل��ه إالا أي ;ه��; ام; ل ; انف8ص��; ?ق;ى; ال و9ث و;ة8 ال��? ?ع9ر? 8ال ;م?س;ك; ب ت ﴾الله ف;ق;د8 اس? ﴿ فق���د ثبت في أم���ره واس���تقام على الطريق���ة المثلى

.2والصراط المستقيم (

تعريف الطاغوت

) والطاغوت مشتق من الطغيان وه��و مج��اوزة الح��د، وقد فسره9 السلف ببعض أفراده، قال عم��ر9 بن الخط��اب

: الط��اغوت الش��يطان وق��ال ج��ابر رض��ي الل��ه عن��هر كانت تنزل عليهم الشياطين رواهما ابن الطواغيت كهان9 أبي حاتم وقال مجاه��د: الط��اغوت الش��يطان في ص��ورة اإلنسان يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم، وق��ال مال��ك:

. وق��ول عم��ر ق��ال3الطاغوت كل ما عب��د من دون الل��ه ( ابن كثير في تفس��يره إن��ه ق��ول ابن عب��اس وأبي العالي��ة ومجاه��د وعط��اء وعكرم��ة وس��عيد بن جب��ير والش��عبيL، فإن��ه دGي، وقال إنه ) ق��وي ج��دا والحسن والضحاك والس9 يشمل كل شرE كان عليه أهل الجاهلية من عب��ادة األوث��ان

.4والتحاكم إليها واالنتصار بها (

? وا 7ه9م? آم;ن��9 ن; ون; أ ع9م��9 ;ز? ذ8ين; ي 8ل;ى ال��7 ;ر; إ ;م? ت ;ل ﴿وقال تعالى: أ

? ;م9وا اك ;ح��; ;ت ;ن ي 9ر8ي��د9ون; أ ك; ي ?ل��8 9ن��ز8ل; م8ن ق;ب ا أ ?ك; و;م��; ;ي 8ل 9نز8ل; إ 8م;ا أ ب?ط;ان9 ي 9ر8ي��د9 الش��7 ه8 و;ي ? ب��8 وا ر9 ?ف��9 ;ك ;ن ي ? أ وا 9م8ر9 8ل;ى الط7اغ9وت8 و;ق;د? أ إ

;ع8يدLا L ب ;ال 7ه9م? ض;ال 9ض8ل ;ن ي .5﴾أ

.256- البقرة اآلية 1.1/311- تفسير القرآن العظيم 2.50- تيسير العزيز الحميد ص 3.1/311- تفسير القرآن العظيم 4.60- النساء اآلية 5

2)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 24: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وقال ابن كث��ير رحم�ه الل��ه بع��د أن ذك��ر بعض مع��اني اآلية: ) واآلية أعم من ذلك كله8، فإنها ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم إلى ما سواهما من الباط��ل، وه��و

. 1المراد بالطاغوت هنا... (

ه8 8يل8 الل��< ب 9ون; ف8ي س��; 8ل ات 9ق��; ? ي وا 7ذ8ين; آم;ن��9 ﴿وقال سبحانه: الاء 8ي��; و?ل

; ? أ 9وا 8ل ات 8يل8 الط7اغ9وت8 ف;ق��; ب 9ون; ف8ي س; 8ل 9ق;ات ? ي وا ;ف;ر9 7ذ8ين; ك و;الع8يفLا ;ان; ض��; ?ط;ان8 ك ي ?د; الش7 ;ي 8ن7 ك ?ط;ان8 إ ي ، ق��ال الط��بري2﴾الش7

) طاعة الشيطان وطريقه ومنهاج��ه ال��ذي ش��رع ألوليائ��ه.3من أهل الكفر بالله... (

أنواع الطاغوت

ورغم تعدد الطواغيت إال أنها ترج��ع إلى ثالث��ة، ذكره��ا س��ليمان بن س��حمان، فق��ال: ) الط��اغوت ثالث��ة أن��واع

.4طاغوت حكم وطاغوت عبادة وطاغوت طاعة ومتابعة (

وقال ابن القيم رحمه الله ) الطاغوت: ك�ل م�ا تج�اوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت ك��ل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورس��وله أو يعبدون��ه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعون��ه فيما ال يعلمون أنه طاعة لله، فه��ذه ط��واغيت الع��الم، إذا تأملتها وتأملت أحوال الن�اس معه�ا، رأيت أك�ثرهم ع�دلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت وعن التحاكم إلى الله والرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت وعن طاعته ومتابعة رس��وله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم إلى طاع��ة الط��اغوت

.5ومتابعته (

ــده ــه وح ــادة الل ــال بعب ــدم والم ــمة ال عصوالكفر بما يعبد من دونه

( من ح��ديث أبي مال��ك عن أبي��ه23وقد روى مسلم ) قال سمعت رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم يق��ول

.1/519- تفسير القرآن العظيم 1.76- النساء اآلية 2.5/169- تفسير الطبري 3.8/272- الدرر السنية 4.1/50- إعالم الموقعين 5

2)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 25: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ) من قال ال إله إال الله وكفر بما يعبد من دون الله ح��رم

. 1ماله ودمه وحسابه على الله (

ق���ال ابن القيم عن ال إل���ه إال الل���ه ) ... ومعل���وم أن عص���مة الم���ال وال���دم على اإلطالق لم تحص���ل إال به���ا وبالقيام بحقها، وك��ذلك النج��اة من الع��ذاب على اإلطالق

. 2لم تحصل إال بها وبحقها(

وال بد Mكان مشركا Mمن لم يكن موحدا

اف8رm و;م8نك9م 9م? ك��; 9م? ف;م8نك ;ق;ك ل ذ8ي خ; ﴿يقول سبحانه: ه9و; ال��7 mص8ير; 9ون; ب ;ع?م;ل 8م;ا ت 7ه9 ب ، قال البغوي )... وجمل��ة3﴾مBؤ?م8نm و;الل

ل��ه وكس��ب، القول فيه، أن الله خلق الكافر وكفره فعل9 له وكس��ب، فلك��ل واح��دE من وخلق المؤمن وإيمانه فعل9 الف�ريقين كس�ب واختي��ار، وكس�به واختي��اره بتق�دير الل��ه ومشيئته، فالمؤمن بعد خلق الله إياه يخت��ار اإليم��ان، ألن الل��ه تع��الى أراد ذل��ك من��ه، وق��دره علي��ه، وعلم��ه من��ه، والكافر بعد خل��ق الل��ه تعلى إي��اه يخت��ار الكف��ر، ألن الل��ه تعلى أراد ذلك منه وقدره عليه وعلمه منه، وه��ذا طري��ق8م; من ل أهل السنة والجماعة من سلكه أص��اب الح��ق وس��;

ة48الج��بر والق��د;ر( غ;ب9 ع;ن مGل��7 ر? ﴿. وق��ال س��بحانه: و;م;ن ي��;ه9 ;ف?س; ف8ه; ن 7 م;ن س; 8ال اه8يم; إ ?ر; 8ب .5﴾إ

قال البغوي ) قال ابن عباس: من خسر نفسه، وق��ال الكل��بي: ض��ل من قب��ل نفس��ه، وق��ال أب��و عبي��دة: أهل��ك نفسه، وق��ال ابن كيس��ان والزج��اج: معن��اه جه��ل نفس��ه،

وذلــكوالسفاهة الجهل وضعف الرأي وكل سفيه جاهل، ل� نفســه، ألنــه لم أن من عبد غير الله فقــد جهــ�

ا ه� ل�ق� . 6 (يعرف أن الله خ�

وقال ابن القيم فيها ) فقسم سبحانه الخالئق قسمينL، فالسفيه من رغب عن ملت��ه L ال أسفه منه ورشيدا سفيهاL L وعمال إلى الش��رك، والرش��يد من ت��برأ من الش��رك ق��وال

.23- مسلم 1.43- التبيان في أقسام القرآن ص 2.2- التغابن اآلية 3. 1319- معالم التنزيل ص 4.130- البقرة اآلية 5.66- معالم التنزيل – الطبعة األولى في مجلد واحد - ص 6

2)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 26: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةL L وحال�ه توحي�دا L وعمل�ه توحي�دا ه توحي�دا L فك�ان قول�9 وح�اال

.1ودعوته إلى التوحيد (

وقال رحمه الله ) فالمعرض عن التوحيد مشرك ش��اء.2أم أبى والمعرض عن السنة مبتدع ضال شاء أم أبى (

وق��ال ابن تيمي��ة ) من لم يعب��د الل��ه وح��ده فال ب��د أنL، فليس في L لغيره، يعبد غيره فيك��ون مش��ركا يكون عابدا بني آدم قسم ثالث، ب��ل إم��ا موح��د9 وإم��ا مش��رك، أو من خلط هذا بهذا كالمبدلين من أه��ل المل��ل، النص��ارى ومن

. 3أشبههم من الضالل المنتسبين إلى اإلسالم (

L ل��ه وقال رحمه الله )... فكل من لم يعبد الله مخلص��اL لغ��ير الل��ه وه��و في L عاب��دا الدين فال بد أن يك��ون مش��ركا

. 4الحقيقة عابد للشيطان (

.3/466- مدا رج السالكين 11/214- إغاثة اللهفان 2.14/282- مجموع الفتاوى 3.14/285- مجموع الفتاوى 4

2)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 27: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

فصل

بطالن الشركوقبحه

الميثـــاق والفطـــرة حجـــة.1على بطالن الشرك

قبح الشرك في العقل .2ــة على.3 ــاج بالربوبيـ االحتجـ

بطالن الشرك في األلوهية اقـــتران وصـــفي الشـــرك.4

والجهل

2)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 28: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

ــة على.1 الميثاق والفطرة حجبطالن الشرك

وه9 ﴿يقول سبحانه: ?ل��9 ;ت ه8 و;ي Gب�� ةE مGن ر7 Gن��; ;ي ;ان; ع;ل;ى ب ;ف;م;ن ك أ8ك; ;���ئ و?ل

9 ةL أ ح?م��; ا و;ر; Lم;ام��; ى إ ;اب9 م9وس��; 8ت 8ه8 ك ?ل ?ه9 و;م8ن ق;ب اه8دm مGن ش;; د9ه9 ف;ال ار9 م;و?ع��8 اب8 ف;الن��7 ز; ;ح��? ه8 م8ن; األ ?ف9ر? ب��8 ;ك 8ه8 و;م;ن ي 9ون; ب 9ؤ?م8ن ي; اس8 ال ;ر; الن��7 ?ث ك

; ;�ك8ن7 أ Gك; و;ل ب ?ح;قB م8ن ر7 7ه9 ال 8ن ?ه9 إ ;ةE مGن ي ;ك9 ف8ي م8ر? ت9ون; 9ؤ?م8ن . 1﴾ي

قال ابن كثير: ) يخبر تعالى عن حال المؤم��نين ال��ذين هم على فطرة الله تع��الى ال��تي فط��ر عليه��ا عب��اده، من

;ق8م? ﴿االعتراف له بأن��ه ال إل��ه إال ه��و كم��ا ق��ال تع��الى: أ ف��;ه9 م8ن; د7 ل��; ر; و?مm ال7 م��; 8ي; ي��; ?ت أ ;ن ي��; ?ل8 أ 8 م8ن ق;ب Gم ?ق;ي 8لدGين8 ال و;ج?ه;ك; ل

;ص7د7ع9ون; 8ذE ي ;و?م;ئ 7ه8 ي . 2﴾الل

ق��ال: رضي الله عن��ه وفي الصحيحين عن أبي هريرة ك��ل مول��ود يول��د) صلى الله عليه وسلم قال رسول الله

ويمجس�انه كم�اأوينص�رانه أعلى الفطرة ف��أبواه يهودان�ه 3 (تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من ج��دعاء

8ي آد;م; ﴿وقال في قوله س��بحانه: ، 4( ;ن ك; م8ن ب Bب�� ذ; ر; ;خ��; 8ذ? أ و;إت; ;ل;س���? ه8م? أ ;نف9س���8 ه;د;ه9م? ع;ل;ى أ ;ش���? ;ه9م? و;أ 7ت ي Gور8ه8م? ذ9ر م8ن ظ9ه���9ا ع;ن? 9ن��7 ا ك 8ن��7 ;ام;ة8 إ ?ق8ي ;و?م; ال ? ي 9وا ;ق9ول ;ن ت ;ا أ ه8د?ن ;ل;ى ش; ? ب 9وا 9م? ق;ال Gك ب 8ر; ب

8ين; ) أي: أوجدهم شاهدين ب��ذلك ق��ائلين ل��ه، 5﴾ ه;ذ;ا غ;اف8لر;﴿حاال وقاال والشهادة تارة تكون بالقول، كقوله: ;ا م;ع?ش; ي

8ي ات 9م? آي��; ?ك ;ي ون; ع;ل Bق9ص��; 9م? ي س9لm مGنك 9م? ر9 8ك ?ت ;أ ;م? ي ;ل 8نس8 أ ?ج8نG و;اإل ال;ا ن ;نف9س��8 ;ا ع;ل;ى أ ه8د?ن ? ش��; 9وا ال 9م? ه;���ذ;ا ق��; و?م8ك اء ي��; 8ق��; 9م? ل ;ك ون 9ن��ذ8ر9 و;ي? 9وا ان 7ه9م? ك��; ن

; ه8م? أ ;نف9س��8 ? ع;ل;ى أ ه8د9وا ;ا و;ش��; ?ي اة9 ال��دBن ي��; ?ح; ?ه9م9 ال ت ر7 و;غ��;;اف8ر8ين; ان;﴿وتارة تكون حاال كم��ا ق��ال تع��الى: ، 6﴾ك ا ك��; م��;

ه8م? ;نف9س��8 اه8د8ين; ع;ل;ى أ اج8د; الله ش; ? م;س; وا ;ع?م9ر9 ;ن ي 8ين; أ ر8ك ?م9ش? 8ل ل

.17- هود اآلية 1.30- الروم اآلية 2(.2658( ومسلم )1385البخاري )- 3 (2/223مختصر تفسير ابن كثير ألحمد محمد شاكر )- 4

.1424- 2003الطبعة األولى ، دار الوفاء .172األعراف اآلية - 5.130 اآليةاألنعام- 6

2)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 29: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةد9ون; ال��8 ار8 ه9م? خ; 9ه9م? و;ف8ي الن��7 ال ;ع?م��; 8ط;ت? أ 8ك; ح;ب ;ئ و?ل

9 9ف?ر8 أ ?ك 8ال .1﴾ب أي حالهم ش��اهد عليهم ب��ذلك ال أنهم ق��ائلون ذل��ك وكم��ا

ه8يدm ﴿قال تعالى: ك; ل;ش��; 7ه9 ع;ل;ى ذ;ل��8 8ن كم��ا أن الس��ؤال، 2﴾ و;إ ت�ارة يك�ون بالمق�ال وت�ارة يك�ون بالح�ال كم�ا في قول�ه

﴿; ه8 ال 8ع?م;ت; الل��< ? ن دBوا ;ع��9 8ن ت 9م9وه9 و;إ ?ت ;ل أ ا س��; لG م��; 9م مGن ك��9 اك و;آت��; mف7ار; 9ومm ك ;ظ;ل ان; ل 8نس; 8ن7 اإل 9ح?ص9وه;ا إ . قالوا ومما يدل على3﴾ت

أن جع��ل ه��ذا اإلش��هاد حج��ة عليهم في، أن الم��راد به��ذا اإلشراك فلو كان قد وقع ه��ذا كم�ا قال�ه من قال�ه، لك��ان كل أحد يذكره ليكون حجة عليه، فإن قيل إخبار الرس��ول

كاف في وجوده؟صلى الله عليه وسلم

فالجواب: أن المكذبين من المشركين يكذبون بجمي��ع ما ج��اءت ب��ه الرس��ل من ه��ذا وغ��يره. وه��ذا جع��ل حج��ة مستقلة عليهم، فدل على أنه الفطرة التي فط�روا عليه�ا

? أي: لئال، من اإلق��رار بالتوحي��د وا ;ق9ول��9 ;ن ت ﴾وله��ذا ق��ال أ ﴿ 8ين; أي: التوحي��د 7ا ع;ن? ه;ذ;ا غ;اف8ل 9ن 7ا ك 8ن ﴾تقولوا يوم القيامة إ ﴿

;ا اآلية. ;اؤ9ن ك; آب ر; ;ش? 7م;ا أ 8ن ? إ 9وا ;ق9ول و? ت; ﴾ أ ﴿4.

ل9 ا م8ن ق;ب��? ;اؤ9ن��; ك; آب ر; ;ش��? ا أ 7م��; 8ن ? إ 9وا ;ق9ول و? ت; ﴿وقال البغوي: أ

;ع?د8ه8م? )يقول: إنما أخ��ذت الميث��اق عليكم 7ةL مGن ب ي G7ا ذ9ر 9ن ﴾و;ك لئال تقول��وا أيه��ا المش��ركون إنم��ا أش��رك آباؤن��ا من قب��ل ونقضوا العه��د وكن��ا ذري��ة من بع��دهم، أي كن��ا أتباع��ا لهم فاقت���دينا بهم فتجعل���وا ه���ذا ع���ذرا ألنفس���كم وتقول���واون; أفتع��ذبنا بجناي��ة آبائن��ا ?ط8ل��9 ?م9ب ل; ال ا ف;ع��; 8م��; ا ب 9ن��; 8ك 9ه?ل ف;ت

; ﴾ أ ﴿ المبطلين فال يمكنهم أن يحتج��وا بمث��ل ه��ذا الكالم بع��د

تذكير الله تعالى بأخذ الميثاق على التوحيد.

;ات8 أي نبين اآليات ليتدبرها العباد 9ف;صGل9 اآلي 8ك; ن ;ذ;ل ﴾ و;ك ﴿ ج8ع9ون; من الكفر إلى التوحيد ;ر? 7ه9م? ي ;ع;ل ﴾ و;ل ﴿5 .

وقال الشوكاني: ) أن تقولوا يوم القيام��ة إن��ا كن��ا عنهذا غافلين( ) أي :عن كون الله ربنا وحده ال شريك له.

.17- التوبة اآلية 1.7 اآلية العاديات- 2.34 اآليةإبراهيم- 3.2/66.65مختصر تفسير ابن كثير - 4 ،500 واحد- ص دتفسير البغوي- الطبعة األولى في مجل- 5

. م2002ه� - 1423دار ابن حزم

2)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 30: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة?ل9 معطوف ;ا م8ن ق;ب ;اؤ9ن ك; آب ر; ;ش? 7م;ا أ 8ن ? إ 9وا ;ق9ول و? ت

; ﴾قوله: أ ﴿ ? األول، أي فعلن��ا ذل�ك كراه��ة أن تعت��ذروا وا ;ق9ول�9 ﴾على ت ﴿ بالغفلة، أو تنسبوا الشرك إلى آب��ائكم دونكم و "أو" لمن��ع الخلو دون الجمع، فق��د يعت��ذرون بمجم��وع األم��رين "مند8ه8م? ال ;ع��? ةL مGن ب ي��7 Gا ذ9ر 9ن��7 ﴾قب��ل" أي: من قب��ل زمانن��ا و;ك ﴿ ل; ا ف;ع��; 8م��; ا ب 9ن��; 8ك 9ه?ل ف;ت

; ﴿نهتدي إلى الحق وال نعرف الص��واب أ9ون; من آبائنا وال ذنب لنا لجهلنا وعجزنا عن النظر ?ط8ل ?م9ب ﴾ال

ر سلفنا. اواقتفائنا آث

الحكم�ة ال�تي ألجله�ا اآلي�ةبين الله س�بحانه في ه�ذه أخرجهم من ظهر آدم وأشهدهم على أنفسهم وأن��ه فع��ل ذلك بهم لئال يقولوا هذه المقالة يوم القيامة ويعتلوا به��ذه العلة الباطلة ويعتذروا بهذه المعذرة الس��اقطة "وك��ذلك"ج8ع9ون; ;ر? 7ه9م? ي ;ع;ل ;ات8 و;ل 9ف;صGل9 اآلي ﴾أي: ومثل ذلك التفصيل ن ﴿

1( إلى الحق ويتركون ما هم عليه من الباطل

، الطبعة األولى في مجلد واحد -630فتح القدير ص - 1. م دار ابن حزم1421-2002

3)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 31: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

قبح الشرك في العقل .2 والق��رآن زاخ��ر بال��دعوة إلى الت��دبر والتأم��ل وإعم��ال العق��ل للوص��ول إلى الحق��ائق خصوص��ا حقيق��ة التوحي��د وضرورته والشرك وبطالنه، وضرب الله على ذلك األمثلة للن��اس لعلهم يعقل��ون ول��و لم يكن قبح الش��رك معلوم��ابالعقل وكذلك حسن التوحيد لما كان لتلك األمثلة معنى.

قال ابن القيم ) وكذلك إنكاره سبحانه قبح الشرك به غيره معه بما ضرب به لهم من األمثالدةفي إلهيته وعبا

وأقام على بطالنه من األدل��ة العقلي��ة ول��و ك��ان إنم��ا قبح بالشرع لم يكن لتلك األدل��ة واألمث��ال مع��نى. وعن��د نف��اة التحس��ين والتق��بيح يج��وز في العق��ل أن ي��أمر باإلش��راك وبعب��ادة غ��يره. وإنم��ا علم قبح��ه بمج��رد النهي عن��ه في��ا

في تلك األمث��ال والحجج وال��براهينىعجبا! أي فائدة تبق الدالة على قبحه في صريح العق��ل والفط��رة؟ وأن��ه أقبح الق��بيح وأظلم الظلم. وأي ش��يء يص��ح في العق��ل إذا لم يكن فيه علم بقبح الشرك الذاتي وأن العلم بقبحه بديهي معلوم بضرورة العق��ل. وأن الرس��ل نبه��وا األمم على م��ا

في عقولهم وفطرهم من قبحه.

والق���رآن مل���يئ به���ذا - األدل���ة العقلي���ة على بطالن;ك9م﴿الشرك وقبحه- لمن ت��دبره كقول��ه تع��الى : ب; ل ر; ض��;

9م مGن 9ك ان ?م���; ;ي ;ت? أ ;ك ا م;ل 9م مGن م���7 7ك ل ل 9م? ه���; ك ;نف9س���8 ;الL م8ن? أ م7ث;ه9م? اف9ون ;خ��; و;اء ت 9م? ف8ي��ه8 س��; ;نت أ 9م? ف��; اك ق?ن��; ز; ا ر; ;اء ف8ي م��; ك ر; ش��9

ون; ;ع?ق8ل��9 E ي و?م 8ق��; ات8 ل ي��; 9ف;صGل9 اآل? 8ك; ن ;ذ;ل 9م? ك ك ;نف9س; 9م? أ 8ك ;خ8يف;ت .1﴾ك يحتج سبحانه عليهم بما في عقولهم من قبح كون مملوك أحدهم ش��ريكا ل��ه، ف��إذا ك��ان أح��دهم يس��تقبح أن يك��ون

ب�ذلك، فكي��ف تجعل��ون لي منىمملوكه شريكه وال يرض عبي��دي ش��ركاء تعب��دونهم كعب��ادتي ؟ وه��ذا ي��بين أن قبح عب��ادة غ��ير الل��ه تع��الى مس��تقر في العق��ول والفط��ر. والسمع نبه العقول وأرشدها إلى معرفة ما أودع فيها من

قبح ذلك.

;اء﴿وكذلك قوله تعالى: ك ر; ج9الL ف8يه8 ش��9 ;الL ر7 7ه9 م;ث ب; الل ض;ر;د9 ?ح;م��? ;الL ال ;ان8 م;ث ;و8ي ت ;س��? ل? ي ج9لE ه��; Gر; ;مLا ل ل ج9الL س; اك8س9ون; و;ر; ;ش; م9ت

.28- الروم اآلية 1

3)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 32: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةون; ;م��9 ;ع?ل ه9م? ال; ي ;ر9 ?ث ك

; ;ل? أ 7ه8 ب 8ل . احتج س��بحانه وتع��الى على1﴾ل قبح الش��رك بم��ا تعرف��ه العق��ول من الف��رق بين ح��ال

اسرون سيئوا الملكة وح��ال عب��دعمملوك يملكه أرباب متيملكه سيد واحد قد سلم كله له.

فهل يصح في العق��ول اس��تواء ح��ال العب��دين فك��ذلك حال المشرك والموحد ال��ذي ق��د س��لمت عبوديت��ه إلله��ه

.2الحق ال يستويان(

.29- الزمر اآلية 1.256-1/253مدارج السالكين - 2

3)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 33: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

االحتجــــاج بالربوبيــــة على.3 بطالن الشرك في األلوهية

وهذا كالم في غاية الحسن للعالمة محم��د األمين ول��د تفس��يره لقول��هدمحمد المخت��ار الجك��ني رحم��ه الل��ه عن��

ر9﴿تع��الى: Gش��; 9ب و;م9 و;ي ;ق��? 8ي ه8ي; أ 7ت 8ل د8ي ل 8ه��? آن; ي ر? ?ق��9 8ن7 ه;���ذ;ا ال إا Lير ;ب��8 ا ك Lج?ر; ;ه9م? أ ن7 ل

; 8ح;ات8 أ 9ون; الص7ال ;ع?م;ل 7ذ8ين; ي 8ين; ال ?م9ؤ?م8ن .1﴾ال قال : ) ويكثر في القرآن العظيم االس��تدالل على الكف��ار ب��اعترافهم بربوبيت��ه ج��ل وعال على وج��وب توحي��ده في عبادت��ه ول��ذلك يخ��اطبهم في توحي��د الربوبي��ة باس��تفهام التقرير فإذا أقروا بربوبيت��ه احتج به��ا عليهم على أن��ه ه��و المستحق ألن يعبد وح��ده ووبخهم منك��را عليهم ش��ركهم به غيره مع اعترافهم بأنه هو الرب وحده ألن من اعترف بأنه هو الرب وحده لزمه االعتراف بأنه هو المستحق ألن

يعبد وحده.

9م مGن;﴿ومن أمثلة ذل��ك قول��ه تع��الى: ق9ك ز9 ر? ل? م;ن ي��; ق��9ر8ج9 9خ��? ار; و;م;ن ي ?ص��; ;ب م?ع; واأل ك9 الس��7 ;م?ل��8 م7ن ي

; ر?ض8 أ; م;اء و;األ الس7

ر; ;م��? Gر9 األ 9د;ب ?ح;يG و;م;ن ي 7ت; م8ن; ال ?م;ي 9خ?ر8ج9 ال Gت8 و;ي ?م;ي ?ح;ي7 م8ن; ال ال<ه9 9ون; الل ;ق9ول ي ﴾ فلما أقروا بربوبيته وبخهم منكرا عليهمف;س;7ق9ون; ﴿شركهم بقوله: ;ت ; ت ;ف;ال .2﴾ ف;ق9ل? أ

8ن﴿ومنه��ا قول��ه تع��الى: ا إ ر?ض9 و;م;ن ف8يه��;; Gم;ن8 األ? ل ل ق��9

;م9ون; ;ع?ل 9م? ت 9نت ه8 ﴿، 3﴾ك 8ل��7 9ون; ل ;ق9ول ي ﴾ فلم��ا اع��ترفوا وبخهم س��;ون; 7ر9 ذ;ك ;ف;ال; ت��; ل? أ ﴾منك��را عليهم ش��ركهم بقول��ه: ق��9 . ثم4﴿

ش8﴿ق��ال: ر? ?ع��; بB ال ?ع8 و;ر; ب م;او;ات8 الس��7 بB الس��7 ل? م;ن ر7 ق��9 8 ?ع;ظ8يم فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقول�ه:5﴾ال

7ق9ون; ﴿ ;ت ;ف;ال; ت 7ه8 ق9ل? أ 8ل 9ون; ل ;ق9ول ي د8ه8﴿ثم قال: ، 6﴾ س; 8ي��; ق9ل? م;ن ب9م? 9نت 8ن ك ه8 إ ;ي��? ار9 ع;ل 9ج��; ير9 و;ال; ي 9ج��8 و; ي ي?ءE و;ه��9 لG ش��; وت9 ك��9 ;ك��9 م;ل

;م9ون; ;ع?ل فلما أقروا وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله:7﴾ت

.9- اإلسراء اآلية 1.31- يونس اآلية 2.84- المؤمنون اآلية 3.85- المؤمنون اآلية 4.86- المؤمنون اآلية 5.87- المؤمنون اآلية 6.88- المؤمنون اآلية 7

3)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 34: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةون; ﴿ ح;ر9 9س? 7ى ت ;ن 7ه8 ق9ل? ف;أ 8ل 9ون; ل ;ق9ول ي ومنها قوله تع��الى: .1﴾ س;ر;﴿ خ7 ر?ض; و;س���;

; م;او;ات8 و;األ? ق; الس���7 ;ه9م م7ن? خ;ل���; ?ت ل; أ 8ن س���; ;ئ و;ل

7ه9 9ن7 الل ;ق9ول ;ي ?ق;م;ر; ل م?س; و;ال ﴾ فلما صح اع��ترافهم وبخهمالش7ون;﴿ا عليهم شركهم بقول��ه: رمنك 9ؤ?ف;ك��9 7ى ي ;ن أ وقول��ه، 2﴾ ف��;

ه8﴿تعالى: ا ب��8 ي��; ح?; م;اء م;اء ف;أ ل; م8ن; الس7 7ز7 ;ه9م م7ن ن ?ت ل

; أ 8ن س; ;ئ و;له9 9ن7 الل��7 ول ;ق��9 ;ي 8ه;ا ل ;ع?د8 م;و?ت ر?ض; م8ن ب

; ﴾ فلم��ا ص��ح إق��رارهماأل?ل?﴿وبخهم منكرا عليهم شركهم بقوله: ه8 ب�; 8ل�7 د9 ل ?ح;م�? ل8 ال ق��9

ون; ;ع?ق8ل��9 ه9م? ال; ي ر9 ?ث��; ;ك ا﴿وقول��ه س��بحانه: .3﴾أ م��7; رm أ ي��? ه9 خ; آلل��7

9م مGن; ;ك ل; ل ;ن��ز; ر?ض; و;أ; م;او;ات8 و;األ? ;ق; الس��7 ل م7ن? خ;

; 9ون; * أ ر8ك 9ش? ي;ن 9م? أ ;ك ان; ل ا ك��; ةE م��7 ;ه?ج��; 8ق; ذ;ات; ب د;ائ 8ه8 ح��; ;ا ب ?ن ;ت نب

; م;اء م;اء ف;أ الس7ه;ا ج;ر; 9وا ش; 8ت 9نب ﴾ وال ش��ك أن الج��واب ال��ذي ال ج��واب لهمت

البتة غيره هو أن القادر على خلق السموات واألرض وما ذكره معهما خير من جماد ال يقدر على ش��يء فلم��ا تعين

ل?﴿اعترافهم وبخهم منكرا عليهم بقوله: ه8 ب��; ع; الل��7 هm م��7 8ل��; إ; أ

9ون; ;ع?د8ل واآليات بنحو ه��ذا كث��يرة ج��دا وألج��ل .4﴾ ه9م? ق;و?مm ي ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع أن كل األس��ئلة المتعلق��ة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم الت��وبيخ واإلنك��ار على ذل��ك اإلق��رار ألن المق��ر

.5بالربوبية يلزمه اإلقرار باأللوهية ضرورة(

وق��ال ابن القيم رحم��ه الل��ه ) واإللهي��ة ال��تي دعت الرسل أممهم إلى توحي��د ال��رب به��ا هي العب��ادة والتأل��ه ومن لوازمها: توحي��د الربوبي��ة ال��ذي أق��ر ب��ه المش��ركون فاحتج الل��ه عليهم ب��ه فإن��ه يل��زم من اإلق��رار ب��ه اإلق��رار

6.بتوحيد اإللهية(

وقال ابن كثير ) هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد;م? ه9م9﴿األلوهية، فقال تع��الى: ي?ءE أ ر8 ش��; وا م8ن? غ;ي��? 8ق��9 ل ;م? خ9 أ

8ق9ون; ال ?خ��; أوج��دوا من غ��ير موج��ود؟ أم أوج��دوا:ي أ 7﴾ال أنفسهم؟ أي ال هذا وال هذا بل الل�ه خلقهم وأنش�أهم بع�د

. 8أن لم يكونوا شيئا مذكورا(

.89- المؤمنون اآلية 1.61 اآليةالعنكبوت- 263 اآلية)العنكبوت- 3.60- النمل اآلية 4.أضواء البيان- 5(.2/135إغاثة اللهفان )- 6.35- الطور اآلية 7.4/244تفسير ابن كثير - 8

3)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 35: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة الل عليهمدوق��ال الس�عدي في تفس�يرها ) وه��ذا اس��ت

ب��أمر ال يمكنهم في��ه إال التس��ليم للح��ق أو الخ��روج عن موجب العقل وال��دين. وبي��ان ذل��ك أنهم منك��رون لتوحي��د الل��ه مك��ذبون لرس��له وذل��ك مس��تلزم إلنك��ارهم أن الل��ه خلقهم وقد تقرر في العق�ل م�ع الش�رع أن ذل�ك ال يخل�و من ثالثة أمور، إما أنهم خلقوا من غير شيء أي: ال خ�الق

وج��د، وه��ذا عين9ا من غ��ير إيج��اد وال موخلقهم، ب��ل وج��د المح�ال، أم هم الخ�القون ألنفس�هم؟ وه�ذا أيض�ا مح�ال، فإنه ال يتصور أن يوجد أحد نفسه فإذا بطل هذان األمران وبان اس��تحالتهما تعين القس��م الث��الث، وه��و أن الل��ه ه��و ال��ذي خلقهم، وإذا تعين ذل��ك، علم أن الل��ه ه��و المعب��ود

.1وحده الذي ال تنبغي العبادة وال تصلح إال له تعالى(

تنبيه:

ويس��تقبح الش��رك، لكن��ه، العقل يدعو للتوحيد وحسنه ليس حج��ة مس��تقلة على تع��ذيب من م��ات على غ��ير التوحي��د وهك��ذا الفط��رة والميث��اق ال يق��ع به��ا التكلي��ف،

هي ما جاء به الرسل. تاركهافالحجة التي يعذب

أهل الفترة:

ق��ال ابن القيم رحم��ه الل��ه في أه��ل الف��ترة ومن في حكمهم ممن لم تقم علي��ه الحج��ة الرس��الية: ) ه��ؤالء ال يحكم لهم بكفر وال إيمان فإن الكفر هو جحود ما ج�اء ب�ه الرس��ول، فش��رط تحقق��ه بل��وغ الرس��الة، واإليم��ان ه��و تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، وه��ذا أيض��ا مشروط ببلوغ الرسالة، ويلزم من انتف��اء أح��دهما وج��ود اآلخر إال بع��د قي��ام س��ببه، فلم��ا لم يكن ه��ؤالء في ال��دنيا كفارا وال مؤمنين كان لهم في اآلخرة حكم آخر غير حكم

الفريقين.

فإن قيل فأنتم تحكمون لهم بأحكام الكف��ار في ال��دنيا من التوارث والوالية والمناكحة قيل إنما نحكم لهم ب��ذلك

في أحكام الدنيا ال في الثواب والعقاب كما تقدم بيانه.

.196-7/195تفسير السعدي - 1

3)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 36: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة الوج��ه الث��اني: س��لمنا أنهم كف��ار لكن انتف��اء الع��ذاب عنهم النتفاء شرطه وهو قي��ام الحج��ة عليهم ف��إن الل��ه ال

.2يعذب إال من قامت عليه حجته(

.387طريق الهجرتين وباب السعادتين ص - 2

3)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 37: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

اقـــتران وصـــفي الشـــرك.4والجهل

قال الش��وكاني رحم��ه الل��ه في تفس��ير قول��ه تع��الى:م;ع;﴿ ;س��? 7ى ي ت ه9 ح; ج8ر?

; أ ك; ف��; ;ج;ار; ت 8ين; اس��? ر8ك ?م9ش��? ;ح;دm مGن; ال 8ن? أ و;إون; ;م��9 ;ع?ل 7 ي و?مm ال 7ه9م? ق��; ن

; أ ك; ب��8 ه9 ذ;ل��8 م;ن��;? 8غ?ه9 م;أ ?ل ;ب 9م7 أ <ه8 ث ;م; الل ;ال ،1﴾ك

لهما)إن استجارك أحد من المشركين ال��ذين أم��رت بقات��;م;﴿فأجره أي: كن جارا له مؤمن��ا محامي��ا ;ال م;ع; ك ;س��? 7ى ي ح;ت

<ه8 ﴾ منك ويتدبره حق تدبره ويقف على حقيقة ما تدعوالل;ه9 ﴿إليه م;ن

? 8غ?ه9 م;أ ?ل ;ب 9م7 أ ﴾ أي إلى الدار التي ي��أمن فيه��ا بع��دث أن يسمع كالم الله إن لم يسلم. ثم بعد أن تبلغ��ه مأمن��ه، قاتله فقد خرج من جوارك ورج��ع إلى م��ا ك��ان علي��ه من إباح��ة دم��ه، ووج��وب قتل��ه حيث يوج��د واإلش��ارة بقول��ه ) ذلك( إلى ما تقدم من اإلجازة وما بعده ) ب��أنهم ق��وم ال

س��بب فق��دانهم للعلم الن��افع. المم��يز بينبيعلم��ون ( أي ومم��ا ال يخفى أن. 2الخ��ير والش��ر في الح��ال والم��آل(

وصف الشرك يثبت قبل قيام الحج��ة الرس��الية، والق��رآن.حافل بذلك

قال ابن تيمية ) اسم الشرك يثبت قبل الرسالة، ألن��ه .3يشرك بربه ويعدل به (

" طبقـة المقلـدينقال ابن القيم رحم��ه الل��ه عن وجهــال الكفــرة وأتبــاعهم وحمــيرهم الــذين هم

) وقد اتفقت األمة على أن هذه الطبقة كفار" لهمتبع�� ( إلى أن ق��ال وإن كانوا جهاال مقدلين لرؤسائهم وأئمتهم

) واإلس��الم ه��و توحي��د الل��ه وعبادت��ه وح��ده ال ش��ريك ل��ه تباعه فيما جاء ب��ه فم��ا لم ي��أتاواإليمان بالله وبرسوله و

معان��دا فه��واالعبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن ك��افر.4كافر جاهل(

.6- التوبة اآلية 1.686فتح القدير الطبعة األولى في مجلد واحد ص - 2.20/38الفتاوي - 3.414طريق الهجرتين ص - 4

3)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 38: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وقال ابن تيمية ) وأعظم من ذلك أن يق��ول اغف��ر لي

.1وتب علي كما يفعله طائفة من الجهال المشركين(

) وأتباع الهوى درج�ات: فمنهم المش�ركون أيضاوقال والذين يعب�دون من دون الل�ه م�ا يستحس�نون بال علم وال

. أي على جه�ل. وق��ال رحم�ه الل�ه ) ف��إن ب�اب2بره�ان( جحود الحق ومعاندته غير باب جهله والعمى عنه والكف��ار

.3فيهم هذا وفيهم هذا(

وقال رحمه الله في ش��رك القب��وريين ال��ذين يقول��ون المسجد ب��ني تبع��ا للق��بر ) فمن ظن ه��ذا فينلجهلهم إ

فه��و من أض��ل الن��اس صلى الله عليه وس��لم مسجد نبينا وأجهلهم بدين اإلسالم وأجهلهم بأحوال الرسول وأصحابه وسيرته وأقوال��ه وأفعال��ه. وه��ذا محت��اج إلى أن يتعلم م��ا جهله من دين اإلسالم ح��تى ي��دخل في اإلس��الم وال يأخ��ذ

.4بعض اإلسالم ويترك بعضه(

شرك العبادة ال يقع إال مع الجهل

ق��ال عب��د الل��ه بن عب��د ال��رحمن أب��و بطين في ك��ونالشرك ال يقع إال مع الجهل:

) ألن��ه من المعل��وم أن��ه إذا ك��ان إنس��ان يق��ر برس��الة وي��ؤمن ب��القرآن ويس��مع م��ا صلى الله عليه وسلم محمد

ذكر الله سبحانه في كتابه من تعظيم أمر الشرك بأن��ه ال يغف��ره وأن ص��احبه مخل��د في الن��ار ثم يق��دم علي��ه وه��و يعرف أنه شرك هذا مما ال يفعل��ه عاق��ل .وإنم��ا يق��ع في��ه

.5( من جهل أنه شرك

وإذا كنت تدرك أن اإلنسان ال يتق��رب إلى الل��ه بعم��ل تقرب إلىيعتقد بطالنه، علمت أن المشرك الذي يزعم ال

الل��ه بعمل��ه الش��ركي لن يك��ون إال ج��اهال، وه��ذا يل��زم الق��ول ب��أن الكف��ر ال يك��ون إال بالعن��اد. وق��الالخص��وم

7﴿البغوي في قوله تعالى: 8ال اه8يم; إ ?ر; 8ب 7ة8 إ غ;ب9 ع;ن مGل ;ر? و;م;ن ية8 7ه9 ف8ي اآلخ8ر; 8ن ;ا و;إ ?ي ;اه9 ف8ي الدBن ?ن ;ق;د8 اص?ط;ف;ي ه9 و;ل ;ف?س; ف8ه; ن م;ن س;

.1/351وى االفت- 1.10/592الفتاوي - 2.11/345الفتاوي - 3.27/254الفتاوي - 4.10/394الدرر السنية - 5

3)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 39: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة8ح8ين; ;م8ن; الص7ال والسفاهة الجهل وضعف الرأي وك��ل): 1﴾ل

سفيه جاهل وذلك أن من عبد غير الله فق��د جه��ل نفس��ه.2ألنه لم يعرف أن الله خلقها(

ال عذاب إال بعد قيام الحجة الرسالية

قال ابن تيمية ) فال ينجو من عذاب الله إال من أخلص لله دينه وعبادته ودعاه مخلصا ل��ه ال��دين ومن لم يش��رك ب��ه ولم يعب��ده فه��و معط��ل عن عبادت��ه وعب��ادة غ��يره كفرعون وأمثاله فهو أسوأ حاال من المش��رك، فال ب��د من

على كل أحد فال يس��قط عنب عبادة الله وحده وهو واج أحد البتة. وهو اإلسالم العام الذي ال يقبل الله دينا غ��يره، ولكن ال يعذب الله أحدا حتى يبعث إليه رسوال وكما أنه ال

. وال يدخلها3عذبه فال يدخل الجنة إال نفس مسلمة مؤمنةي مشرك وال مستكبر عن عبادة ربه فمن لم تبلغ��ه ال��دعوة في ال��دنيا امتحن في اآلخ��رة وال ي��دخل الن��ار إال من اتب��ع الش��يطان فمن ال ذنب ل��ه ال ي��دخل الن��ار وال يع��ذب الل��ه بالن��ار أح��دا إال بع��د أن يبعث إلي��ه رس��وال فمن لم تبلغ��ه دعوة رسول إليه: كالصغير والمجنون والميت في الف��ترة المحضة فهذا يمتحن في اآلخرة كم��ا ج��اءت ب��ذلك اآلث��ار

)4.

نفي العــذاب قبــل قيــام الحجــة ليس نفيــا للكفر والضالل

يقول ابن تيمية رحمه الله ) فأه��ل اله��دى والفالح هم المتبعون لألنبياء وهم المسلمون المؤمنون في كل زمان

ىيبق. ومكان وأهل العذاب والضالل هم المكذبون لألنبياء أهل الجاهلية الذين لم يص��ل إليهم م��ا ج��اءت ب��ه األنبي��اء فهؤالء في ضالل وجه��ل وش��ر وش��رك، لكن الل��ه يق��ول:

﴿L وال س��9 ?ع;ث; ر; ;ب 7ى ن 8ين; ح;ت ذGب ا م9ع��; 9ن��7 ا ك L﴿ وق��ال: ، 5﴾و;م��; ال س��9 Bر د; ;ع��? ةm ب ه8 ح9ج��7 اس8 ع;ل;ى الل��< 8لن��7 ون; ل ;ك��9 7 ي ;ال 8ئ ر8ين; و;م9نذ8ر8ين; ل Gش; مBب

ا Lا ح;ك8يم�� Lه9 ع;ز8يز> ;ان; الل س9ل8 و;ك Bك;﴿ وق��ال: 6﴾الر Bب�� ان; ر; ا ك��; و;م��;.131 اآلية البقرة- 1.66تفسير البغوي في مجلد واحد ، ص - 2( ومسلم في اإليمان )3062رواه البخاري في الجهاد )- 3

111 ).14/477الفتاوى - 4.15- اإلسراء اآلية 5.165- النساء اآلية 6

3)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 40: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةا 8ن��; ;ات ?ه8م? آي ;ي و ع;ل ?ل��9 ;ت والL ي س9 مGه;ا ر;

9 ?ع;ث; ف8ي أ ;ب 7ى ي ى ح;ت ?ق9ر; 8ك; ال م9ه?ل8م9ون; ال ا ظ��; 9ه��; ه?ل

; 8ال7 و;أ ى إ ر; ?ق��9 8ك8ي ال ا م9ه?ل 9ن��7 ا ك فه��ؤالء ال، 1﴾و;م��; يهلكهم الل��ه وال يع��ذبهم ح��تى يرس��ل إليهم رس��وال وق��د رويت آثار متعددة في أن من لم تبلغه الرسالة في ال��دنيا

.2(فإنه يبعث إليه رسول يوم القيامة في عرصات القيامة

نفي االسم الواحد أو إثباته بحسب األحكام المتعلقة به

قال شيخ اإلس��الم: ) وجم��اع األم��ر أن االس��م الواح��د ويثبت بحس��ب األحك��ام المتعلق��ة ب��ه، فال يجب إذاىينف

ثبت أو نفي في حكم أن يكون ك��ذلك في س��ائر األحك��اموهذا في كالم العرب وسائر األمم، ألن المعنى مفهوم.

مثال ذل��ك المن��افقون ق��د يجعل��ون من المؤم��نين في موضع وفي موضع آخر يقال "م��اهم منهم". ق��ال تع��الى:

9م7﴿ 8ه8م? ه;ل و;ان 8خ��? 8ين; إل8 8ل ائ ?ق��; 9م? و;ال وGق8ين; م8نك ?م9ع��; ه9 ال ;م9 الل��7 ;ع?ل ق;د? ي L8يال 8ال7 ق;ل س; إ

? أ ?ب���; 9ون; ال ?ت أ ا و;ال; ي���; ?ن���; ;ي 8ل ﴾ فهن���اك جع���ل ه���ؤالءإ المنافقين الخائفين من العدو الناكلين عن الجهاد الن��اهين لغ��يرهم ال��ذامين للمؤم��نين منهم، وق��ال في آي��ة أخ��رى

﴿mو?م 7ه9م? ق��; 8ن ;���ك 9م? و;ل ا ه9م مGنك 9م? و;م��; ;م8نك 7ه9م? ل 8ن <ه8 إ 8الل 8ف9ون; ب ل ;ح? و;يق9ون; ;ف?ر; . وهؤالء ذنبهم أخف فإنهم لم ي��ؤذوا المؤم��نين3﴾ي

ال بنهب وال سلق بألسنة حداد ولكن حلفوا بالل��ه أنهم من المؤمنين في الب��اطن بقل��وبهم، وإال فق��د علم المؤمن��ون

9م?﴿أنهم منهم في الظاهر فكذبهم الله وقال ا ه9م مGنك و;م��;﴿ وهناك قال 9م? ﴾ ?م9ع;وGق8ين; م8نك 7ه9 ال ;م9 الل ;ع?ل ﴾. فالخط��اب ق;د? ي

لمن ك��ان في الظ��اهر مس��لما مؤمن��ا وليس مؤمن��ا، ألن منكم من هو به�ذه الص�فة وليس مؤمن�ا، ب�ل أحب�ط الل�ه

. 4(عمله فهو منكم في الظاهر ال الباطن

الكفر المعذب عليه والكفــر الــذي ال يعــذب عليه إال بعد قيام الحجة

قال ابن تيمية ) فإن حال الكافر ال تخلو من أن يتصور الرسالة أو ال، فإن لم يتصور فه��و في غفل��ة عنه��ا وع��دم

;ا﴿إيمان كما قال تعالى: ?ر8ن ;ه9 ع;ن ذ8ك ?ب ;ا ق;ل ?ن ;غ?ف;ل 9ط8ع? م;ن? أ و;ال; ت

.59- القصص اآلية 1.308-17/307الفتاوي - 2.56- التوبة اآلية 3.7/418الفتاوي - 4

4)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 41: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةا Lط�� ه9 ف9ر9 ر9 م��?

; ان; أ ;ع; ه;و;اه9 و;ك��; 7ب ?ه9م?﴿ وق��ال: 1﴾و;ات ا م8ن ;ق;م?ن��; ف;انت8ين; اف8ل ?ه;ا غ��; ? ع;ن 9وا ;ان ;ا و;ك 8ن ;ات 8آي ? ب 9وا ;ذ7ب 7ه9م? ك ن

; 8أ ;مG ب ?ي ;اه9م? ف8ي ال ق?ن ;غ?ر; ف;أ﴾2.

لكن الغفل���ة المحض���ة ال تك���ون إال لمن لم تبلغ���ه الرس��الة، والكف��ر المع��ذب علي��ه ال يك��ون إال بع��د بل��وغ الرسالة...فكل مكذب لما ج��اءت ب��ه الرس��ل فه��و ك��افر،

ذبا، بل قد يكون مرتابا إن ك�ان ن�اظراكوليس كل كافر م فيه، أو معرضا عنه بعد أن لم يكن ناظرا فيه، وقد يك��ون

يتصوره بحال، لكن عقوبة هذا موقوفة على غافال عنه لم ق��ال ) والكف��ر بع��د قي��ام الحج��ة و.3تبليغ المرس��ل إلي��ه(

موجب للعذاب وقبل ذلك ينقص النعمة وال يزيد، م��ع أن��ه ال بد من إرس��ال رس��ول يس��تحق مع��ه النعيم أو الع��ذاب

فمن هن��ا ت��درك أن.4فإن��ه م��ا ثم دار إال الجن��ة أو الن��ار( العلم��اء ينف��ون الكف��ر عن المتلبس ب��ه ويري��دون ب��ذلك الكفر المعذب عليه، فيقولون ال نكفره والحقيقة األص��لية باقية، وهي أنه كافر لكن األحكام المترتبة على كفره إنما هي متعلقة بإقام��ة الحج��ة علي��ه فيثبت االس��م الواح��د أو ينتفي تبعا لألحكام، وإذا علمت هذا نجوت ب��إذن الل��ه من

سوء فهم كالم العلماء والتباسه.

.28- الكهف اآلية 1.136- األعراف اآلية 2.79-2/78الفتاوي - 3.253-16/252الفتاوي - 4

4)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 42: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

فصل

تقسيم الدين إلى أصول وفروع وعالقته بإجراء

الحكم على المعين

تقسيم الدين بيان ما يسع الجهل فيه من أمور

الدين بيــان مــا ال يســع الجهــل فيــه من

أمور الدين في األصول فاقاإلت

إجراء الحكم على المعيـن ــائل ــاهرة والمسـ ــائل الظـ المسـ

الخفية

4)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 43: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

تقسيم الدين قال اإلمام محم��د بن جري��ر الط��بري – رحم��ه الل��ه -: ) القول في المعاني ال��تي ت��درك حق��ائق المعلوم��ات من أمور الدين، وما يسع الجهل به منه وما ال يسع ذلك في��ه،

ك فيه المجتهد الطالب، وما ال يع��ذر ب��ذلإوما يعذر بالخط فيه: اعلم��وا – رحمكم الل��ه – أن ك��ل معل��وم للخل��ق من

من أحد معنيين. 1أمر الدين والدنيا أن تخرج

من أن يكون: إما معلوما لهم بإدراك حواس��هم(1)إياه. وإما معلوما باالستدالل عليه بما أدركته حواسهم. (2)

هثم لم يع��د جمي��ع أم��ور ال��ذي امتحن الل��ه ب��ه عب��اد معنيين: أحدهما: توحيد الله وعدله واآلخر: ش��رائعه ال��تي

أحكام. وشرعها لخلقه من حالل وحرام وأقضية

فأم��ا توحي��ده وعدل��ه: فمدرك��ة حقيق��ة علم��ه(1)الال بما أدركته الحواس. داست

وأم��ا ش��رائعه فمدرك��ة حقيق��ة علم بعض��ها حس��ا(2)بالسمع وعلم بعضها استدالال بما أدركته حاسة السمع.

ثم القول فيما أدركت حقيقة علمه من�ه اس�تدالال علىوجهين:

م�أجور في��ه والمخطئإ- أحدهما: مع��ذور في��ه بالخط�� على االجته��اد والفحص والطلب كم��ا ق��ال رس��ول الل��ه

) من اجته��د فأص��اب فل��ه أج��رانصلى الله علي��ه وس��لم . 2( ومن اجتهد فأخطأ فله أجر

كانت األدلة على الصحيح من القولماوذلك الخطأ في في��ه مختلف��ة غ��ير مؤتلف��ة، واألص��ول في الدالل��ة علي��ه مفترق��ة غ��ير متفق��ة. وإن ك��ان ال يخل��و من دلي��ل على الصحيح من القول فيه. فميز بينه وبين السقيم منه، غ��ير

على كث��ير من طالب��هىأن��ه يغمض بعض��ه غموض��ا يخفلتبس على كثير من بغاته. يو

قال محقق " التبصير" : )هكذا في األصل ولعل - 1 .الصواب ال يخرج من أحد..(

.(1716( ومسلم )6919البخاري )- 2

4)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 44: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة فيه مكل��ف ق��د بل��غإ- واآلخر منهما غير معذور بالخط

كفر بالجهل به الجاهل وذلك ما كانتمحد األمر والنهي و ومؤتلفة غ��يرفترقةاألدلة الدالة على صحته متفقة غير م

ف��انظر رع��اك.1مختلفة وهي مع ذل�ك ظ��اهرة للح��واس( لما يحبه ويرضاه- إلى ه��ذا التقس��يم ال��دقيقكالله ووفق

والتفصيل البين من هذا اإلمام المحدث شيخ المفس��رين، وإن مم��ا تفيض ل��ه الم��آقي أن تقس��يم ال��دين وإج��راء األحكام تبعا لتقسيمه إلى أصول وفروع، وجد بين ال��دعاة

، علمرمن يقول ببدعيته دون برهان، فتقول على الله بغيرغم ما ابتلي به من سوء الفهم.

بيان ما يسع الجهل فيه من أمورالدين

ثم يزيد األمر وض��وحا بقول��ه رحم��ه الل��ه في ذك��ر م��ايسع اإلنسان جهله من أمور الدين:

) وأما م��ا أدركت حقيق��ة علم��ه من��ه حس��ا فغ��ير الزم واق��ع2 إال بعد وقوع��ه تحت حس��ه، فأم��ا وه��وافرضه أحد

تحت حسه فال سبيل له إلى العلم به، وإذا لم تكن له إلى العلم ب��ه س��بيل، لم يج��ز تكليف��ه ف��رض العم��ل ب��ه، م��ع ارتفاع العلم به. وذلك أنه من لم ينته إليه الخبر بأن الل��ه تعالى ذكره بعث رسوال يأمر الناس بإقامة خمس صلوات كل يوم وليلة، لم يجز أن يك��ون مع��ذبا على ترك��ه إقام��ة الص�لوات الخمس، ألن ذل�ك من األم�ر ال�ذي ال ي�درك إال بالسماع ومن لم يسمع ذلك ولم يبلغه فلم تلزمه الحج��ة

.3به، وإنما يلزم فرضه من ثبتت عليه به الحجة(

بيان مــا ال يســع الجهــل فيــه منأمور الدين

ثم ق��ال رحم��ه الل��ه في نص واض��ح وض��وح ش��مس النهار على عدم العذر بالجهل في التوحيد : )فأما الذي ال يجوز الجهل به من دين الله لمن ك��ان في قلب��ه من أه��ل التكليف لوجود األدلة متفقة في الداللة عليه غير مختلفة،

-112 الدين البن جرير الطبري ص مالتبصير في معال - 1113.

. قال محقق التبصير : ) لعله وهو غير واقع( - 2.116-115صير في معالم الدين تبال- 3

4)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 45: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ظاهرة للحس غير خفية، فتوحيد الله تعالى ذك��ره والعلم بأسمائه وصفاته وعدله، وذلك أن كل من بلغ حد التكليف

دليال داال وبرهان��اممن أه��ل الص��حة والس��المة فلن يع��د ض��حا يدل��ه على وحداني��ة رب��ه ج��ل ثن��اؤه، ويوض��ح ل��هاو

حقيقة صحة ذلك ولذلك لم يعذر الله جل ذكره أحدا ك��ان بالصفة التي وصفت بالجه��ل وبأس��مائه وألحق��ه إن م��ات على الجه��ل ب��ه بمن��ازل أه��ل العن��اد في��ه تع��الى ذك��ره والخالف عليه بع�د العلم ب�ه، وبربوبيت�ه في أحك�ام ال�دنيا

9م?﴿وع��ذاب اآلخ��رة فق��ال ج��ل ثن��اؤه: 9ك Gئ ;ب 9ن ل? ن ل? ه��; ق��9;ا ?ي اة8 ال��دBن ي��; ?ح; 9ه9م? ف8ي ال ع?ي 7ذ8ين; ض;ل7 س��; ;ع?م;االL * ال ر8ين; أ ;خ?س; 8األ? بوا ر9 ;ف��; ذ8ين; ك ك; ال��7 ;ئ��8 9ول ?عLا * أ 9ون; ص9ن ن 9ح?س8 7ه9م? ي ن

; 9ون; أ ب ;ح?س; و;ه9م? يو?م; ;ه9م? ي��; 9ق8يم9 ل 9ه9م? ف;ال; ن ال ;ع?م��; 8ط;ت? أ ب ه8 ف;ح; 8ق;ائ��8 Gه8م? و;ل ب ات8 ر; 8آي��; ب

Lا ن ;ام;ة8 و;ز? ?ق8ي جل ثناؤه بين هذا العامل في غيرىفسو، 1﴾ال ما يرضيه على حسبانه أنه في علم��ه عام��ل بم��ا يرض��يه، في تس��ميته في ال��دنيا بأس��ماء أعدائ��ه المعان��دين ل��ه،

الجاحدين ربوبيته مع علمهم بأنه ربهم.

وألحقه بهم في اآلخ��رة في العق��اب والع��ذاب، وذل��ك لم��ا وص��فنا من اس��تواء المجته��د المخطئ في وحدانيت��ه وأسمائه وصفاته وعدله وحال المعاند في ذلك في ظهور

لحواس��هما من األدل��ةفترق��ةاألدلة الدالة المتفقة غير الم والحجج وجبت التس���وية بينهم���ا في الع���ذاب والعق���اب

.2( وخالف حكم ذلك حكم الجاهل بالشرائع

في األصولفاقاإلت ق��ال ش��يخ اإلس��الم ) فالرس��ل متفق��ون في ال��دين

ي��ة فاالعتقادي��ة كاإليم��انلالجامع لألصول االعتقادية والعم ي��ة كاألعم��ال العام��ةملبالله وبرس��له وب��اليوم اآلخ��ر والع

.3( المذكورة في األنعام واألعراف

والعلماء متفقون على أن الحق في أصول الدين واحد من أخطأه فهو آثم سواء في ذلك ما كان عرضة للتأوي��ل

مع غيره من األصول.

وقد مر بنا كالم ابن جرير فيمن أخطأ في توحي��د الل��ه وأن��ه ال يع��ذر وس��يأتي كالم��ه الحق��ا في من أخط��أ في

.105-103- الكهف اآلية 1.118-116 صالتبصير في معالم الدين- 2.15/158الفتاوي - 3

4)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 46: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة األصول التي هي عرض�ة للتأوي�ل. وأس�وق هن�ا م�ا ذك�ره القاضي عياض أثناء رده على العنبري قول��ه في تص��ويب أق��وال المجته��دين في أص��ول ال��دين ال��تي هي عرض��ة للتأويل قال القاضي عياض ) وفارق في ذلك ف��رق األم��ة إذ أجمعوا س��واه على أن الح��ق في أص��ول ال��دين واح��د والمخطئ في���ه آثم ع���اص فاس���ق وإنم���ا الخالف في

.1تكفيره(

ولذلك ك��ان المخ��الف في ه��ذه األص��ول مبت��دعا ليس ع، ق��ال البغ��وي: ) عن��د كالم��ه عنوكالمخ��الف في الف��ر

التبري والمعاداة أله��ل وهجران أهل البدع ) هذا الهجران البدع المخالفين في األصول أما االختالف في الفروع بين العلماء فاختالف رحمة أراد الله أال يك��ون على المؤم��نين

.2طيع��ة(قح��رج في ال��دين ف��ذلك ال ي��وجب الهج��ران وال وسيأتي مزيد بيان له��ذه المس��ألة في الكالم عن التأوي��ل

بإذن الله.

الدين أصول وفروع وهذا ال ينك��ره إال جاه��ل أو مك��ابر وال يظه��ر غ��يره إال

وس��لكوافني��دم��وا التامتأول لم يعرف الجهال م��راده، فر سبل التقليد.

وقد مر بنا تقسيم ابن جرير رحمه الل��ه وك��ذلك فع��ل العلم��اء قاطب��ة، وه��ل ك��ان ليع��رف مج��ال االجته��اد دون

تقسيم الدين إلى أصول وفروع؟

وهل تمكن مساواة ما ال ينعقد اإليم��ان إال ب��ه بم��ا ه��و من مكمالته؟ وهل يخلو كتاب من كتب أص��ول الفق��ه من

تقسيم الدين إلى هذين القسمين؟

وأصل اإليمان التوحيد وأصل التوحيد عبادة الله وح�ده والكفر بما يعبد من دون��ه وض��ابطه أن��ه ه��و ال��ذي ي��دخل اإلنسان به اإلسالم وإن جهل غيره الذي ال يدخل اإلنسان اإلسالم باإلتيان به حتى يحقق هذا األصل الذي ه��و أص��ل

األصول.

الشفا بتعريف حقوق المصطفى بشرح نور الدين القاري- 15/395.

.1/229شرح السنة للبغوي - 2

4)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 47: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال شيخ اإلسالم ) التوحيد أص��ل اإليم��ان وه��و الكالم الفارق بين أهل الجنة وأهل النار وهو ثمن الجنة وال يصح

رحم��ه الل��ه ) وال��دين الق��ائملوق��ا. 1( إسالم أح��د إال ب�ه ب��القلب من اإليم��ان علم��ا وح��اال ه��و األص��ل واألعم��ال الظاهرة هي الفروع وهي كم��ال اإليم��ان فال��دين أول م��ا

من أص��ول ويكم��ل بفروع��ه كم��ا أن��زل الل��ه بمك��ةىيب��ن أصوله من التوحيد واألمثال ال��تي هي المق��اييس العقلي��ة

م��ا ص��ار ل��هلوالقصص والوعد والوعيد ثم أنزل بالمدين��ة قوة فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة.. فأصوله تمد

.2( بتها وفروعه تكمل أصوله وتحفظهاتثفروعه و

الفروع من لم يقرلـى يدعى إ الباألصل

أش��هد أن ال إل��ه إالوأصل اإلسالمقال ابن تيمية ) الله وأن محم��دا رس��ول الل��ه، فمن طلب بعبادت��ه الري��اء والسمعة فلم يحقق شهادة أال إله إال الله ومن خرج عم��ا أمر به الرس��ول من الش��ريعة وتعب��د بالبدع��ة فلم يحق��ق

رسول الله. اشهادة أن محمد

وإنما يحق��ق ه��ذين األص��لين من لم يعب��د إال الل��ه ولم ال��تي صلى الله عليه وسلم يخرج عن شريعة رسول الله

.3( بلغها عن الله

وقال ) فالدعوة إلى الله تكون بدعوة العبد إلى دين��ه، كما بعث الل��هوأصل ذلك عبادته وحده ال شريك له

بذلك رسله وأنزل كتبه( إلى أن قال ) فالرس��ل متفق��ون في الدين الجامع لألصول االعتقادية والعملية فاالعتقادي��ة

ي��ة كاألعم�الملكاإليمان بالله وبرسله وب�اليوم اآلخ�ر والع العام��ة الم��ذكورة في األنع��ام واألع��راف( إلى أن ق��ال ) ولهذا كان الخط��اب في الس��ور المكي��ة ) يأيه��ا الن��اس(

إلى الفــروعىإذ ال يــدعلعموم الدعوة إلى األصول، .4( من ال يقر باألصل

.24/235الفتاوي - 1.10/355الفتاوي - 2.11/617الفتاوي - 3.160-15/158الفتاوي - 4

4)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 48: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة فانظر يا أخا اإليمان بعين اإلنص��اف كالم��ه عن أص��ول

ل هذه األصول الذي هو عبادة الل��ه وح��دهصالدين وعن أ إلى غ��يره من األص��ول قب��لىال شريك له والذي ال ي��دع

تحقيقه ناهيك عن الفروع.

ص��لىومما يؤكد هذا حديث ابن عباس أن رسول الله بعث مع��اذ بن جب��ل إلى اليمن وق��ال ل��هالله عليه وسلم

) إنك ستأتي قوما أهل كتاب ف��إذا جئتهم ف��ادعهم إلى أن يشهدوا أال إله إال الل��ه وأن محم��دا رس��ول الل��ه ف��إن هم

.1( أطاعوا لذلك.. الحديث

)يق��ول عب��د ال��رحمن الس��عدي في توحي��د العب��ادة أعظم األصول التي يقررها القرآن وي��برهن عليه��ا توحي��د األلوهية والعبادة وهذا األصل العظيم أعظم األصول على اإلطالق وأكملها وأفضلها وأوجبها وألزمها لصالح اإلنسانية

)2.

وش��رعهوقال أيضا ) وهو الذي خلق الله الخل��ق ألجل�� واألخ��روي لمن ق��اميويالجهاد إلقامته وجعل الثواب الدن

والعقاب لمن تركه، وبه يحصل الفرق بين أهلهبه وحقق ، وأهل الش��قاوة الت��اركين ل��ه، فعلى بهالسعادة القائمين

المرء أن يبذل جه�ده في معرفت�ه وتحقيق�ه والتحق�ق ب�ه ويعرف حده وتفس��يره، ويع��رف حكم��ه ومرتبت��ه ويع��رف آثاره ومقتضياته وشواهده وأدلته وم��ا يقوي��ه وينمي��ه وم��ا ينقضه أو ينقصه ألنه األصل األصيل ال تصح األصول إال ب��ه

.3فكيف بالفروع؟ (

خطــأ من زعم أن تقســيم الــدينإلى أصول وفروع بدعة

وق��د تمس��ك بعض من رام التقلي��د ولم يع��ط اهتمام��ا للتحقي��ق بمقال��ة مقتطع��ة لش��يخ اإلس��الم في رده على الف��رق الض��الة ال��تي بنت م��ذاهبها على أص��ول وف��روع منطلق���ة في ذل���ك من العق���ل ورتبت على خالف ذل���ك

مختلفة فذكر شيخ اإلسالم أن ذلك التقس��يم علىاأحكام

( ومسلم قي اإليمان1996أخرجه البخاري في الزكاة ) - 1 (29)

.192القواعد الحسان - 2.57الحق الواضح المبين في توحيد األنبياء والمرسلين - 3

4)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 49: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ب في ذلك، أما ك��ون ال��دين ال��ذيريذلك الوجه بدعة وال

ينقسم المن عند الله صلى الله عليه وسلم جاء به النبي إلى أصول وفروع فهذا ال ينطق به من ذاق طعم العلم أو أوتي أق��ل ح��ظ من الفهم، وق��د تكلم ش��يخ اإلس��الم عن األصول والفروع التي وضع أهل األهواء مخالفين م��ا ج��اء

فم��ا من فرق��ة إال وله��ا صلى الله عليه وسلم به الرسول أصول توقف إسالم العبد على تحقيقه��ا، وف��روع هي دونذلك، ومن أخذ كالم شيخ اإلسالم أوله وآخره أدرك ذلك.

وقد رد شيخ اإلسالم على سؤال جاء في��ه: ه��ل يج��وز الخ��وض فيم��ا تكلم الن��اس في��ه من مس��ائل في أص��ول

ص��لى الل��ه علي��ه وس��لمالدين لم ينقل عن سيدنا محم��دفيها كالم أم ال ؟

فإن قيل بالجواز: فما هو ؟ فأجاب رحمه الله:

) الحمد لله رب العالمين ) أما المسألة األولى( فقول الس��ائل ه��ل يج��وز الخ��وض فيم��ا تكلم الن��اس في��ه من مسائل في أصول الدين لم ينقل عن س��يدنا محم��د فيه��ا كالم أم ال؟ س��ؤال ورد بحس��ب م��ا عه��د من األوض��اع

المبتدعة الباطلة.

فإن المسائل التي هي من أصول الدين التي تس��تحق مى أصول الدين أعني: الدين الذي أرسل الل��ه ب��هتسأن

رس��وله وأن�زل ب�ه كتاب�ه ال يج��وز أن يق�ال لم ينق�ل عن فيه��ا كالم، ب��ل ه��ذا كالم ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم الن��بي

متناقض في نفسه، إذ كونها من أص��ول ال��دين ي��وجب أن تك��ون من أهم أم��ور ال��دين، وأنه��ا مم��ا يحت��اج إلي��ه في

الدين.

صلى الل��ه علي��هثم نفي نقل الكالم فيها عن الرسوليوجب أحد أمرين: وسلم

أهم�ل األم�ور صلى الل��ه علي��ه وس��لم إما أن الرسول المهمة التي يحتاج الدين إليها فلم يبينها أو أن��ه بينه��ا فلم تنقلها األمة، وكال هذين باطل قطعا، ومن أعظم مط��اعن المن��افقين في ال��دين، وإنم��ا يظن ه��ذا وأمثال��ه من ه��و

أو صلى الله عليه وسلم جاهل بحقائق ما جاء به الرسول جاهل بما يعقل��ه الن��اس بقل��وبهم، أو جاه��ل بهم�ا جميع��ا. فإن جهله باألول يوجب عدم علمه بما اشتمل علي��ه ذل��ك من أصول الدين وفروعه وجهله بالثاني ي��وجب أن ي��دخل

4)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 50: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة في الحقائق المعقولة م��ا يس��ميه ه��و وأش��كاله عقلي��ات، وإنما هي جهلي��ات، وجهل��ه ب��األمرين ي��وجب أن يظن من

ن المس��ائل والوس��ائلمأص��ول ال��دين م��ا ليس منه��ا الباطلة، وأن يظن عدم بيان الرسول لما ينبغي أن يعتق��د في ذل��ك كم��ا ه��و الواق��ع لطوائ��ف من أص��ناف الن��اس حذاقهم فض�ال عن ع��امتهم.. فك��ل م�ا يحت��اج الن��اس إلى معرفته واعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بينه الله ورسوله بيانا شافيا قاطع��ا للع��ذر، إذ ه��ذا من أعظم م��ا بلغ��ه الرس��ول البالغ الم��بين، وبين��ه للن��اس وه��و من أعظم ما أق��ام الل��ه ب�ه الحج��ة على عب��اده في��ه بالرس��ل

الذين بينوه وبلغوه.

وإنم��ا الغ��رض التنبي��ه على أن في الق��رآن والحكم��ة النبوية عام��ة أص��ول ال��دين من المس��ائل وال��دالئل ال��تي تس��تحق أن تك��ون أص��ول ال��دين. وأم��ا م��ا يدخل��ه بعض الن��اس في ه��ذا المس��مى من الباط��ل فليس ذل��ك من أص��ول ال��دين وإن أدخل��ه في��ه مث��ل المس��ائل وال��دالئل الفاس��دة، مث��ل نفي الص��فات والق��در ونح��و ذل��ك من

.1( المسائل

ن ـإجراء الحكم على المعي خطر التكفير بغير حق

إن مم��ا ال ش��ك في��ه أن من أعظم مح��ارم اللس��ان إطالق التكفير بغير حق، فتكفير المسلم كقتله، وال يق��ف األمر عند عظم إثم صاحبه بل يترتب علي��ه من المخ��اطر ويفتح من أب��واب الفتن م��ا يجع��ل الم��ؤمن ال يق��دم على

التكفير مطلقا إال باألدلة القاطعة والحجج الساطعة.

قال العالم��ة الش��وكاني رحم��ه الل��ه تع��الى ) اعلم أن الحكم على الرج��ل المس��لم بخروج��ه من دين اإلس��الم ودخول��ه في الكف��ر ال ينبغي لمس��لم ي��ؤمن بالل��ه والي��وم اآلخر أن يقدم عليه إال ببرهان أوض��ح من ش��مس النه��ار، فإنه قد ثبت في األحاديث الص��حيحة المروي��ة من طري��ق

الصحابة أن من قال ألخيه يا كافر فقد باء به��ا منجماعة أحدهما، هكذا في صحيح ) البخ��اري( وفي لف��ظ آخ��ر في

وغيرهما ) من دعا رجال ب��الكفر أو ق��ال ع��دو2الصحيحين

. باختصار303-3/293الفتاوي - 1.(61( ومسلم )6045 البخاري ) _ 2

5)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 51: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة الله وليس كذلك، إال ح��ار علي��ه( أي رج��ع وفي لف��ظ في

( ففي هذه األحاديث وم��ا ورد الصحيح ) فقد كفر أحدهما مورده���ا أعظم زاج���ر وأك���بر واع���ظ عن التس���رع في

.1التكفير (

خطأ من يحذر من التكفير مطلقا

قال ابن القيم رحم��ه الل��ه أثن��اء ذك��ره لبعض م��ا في غ���زوة الفتح من الفق���ه ) وفيه���ا أن الرج���ل إذا نس���ب المسلم إلى النف��اق والكف��ر مت��أوال وغض��با لل��ه ورس��وله

بل، بل ال يأثمودينه ال لهواه وحظه فإنه ال يكفر بذلك. . وه��ذا بخالف أه��ل األه��واءاب على نيتــه وقصـدهثــي

والبدع، فإنهم يكفرون ويبدعون لمخالفة أهوائهم وبدعهم .2دعوه(بونحلهم وهم أولى بذلك ممن كفروه و

وهذا مما يبط��ل ق��ول المنف��رين من التكف��ير مطلق��ا، ح�تى وإن ك��ان بره��ان من حكم ب�الكفر كش�مس النه�ار، فإنهم يقولون وما تجنون من التكف��ير وم��اذا ي��ترتب على

ذلك؟

قال عبد الل�ه بن عب�د ال�رحمن أب�و بطين رحم�ه الل�ه تعالى: ) ومن العجب أن بعض الناس إذا س��مع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفيا وإثباتا عاب ذلك، وق��ال: لس��نا مكلفين بالناس والقول فيهم، فيق��ال ل��ه ب��ل أنت مكل��ف بمعرف��ة التوحي��د ال��ذي خل��ق الل��ه الجن واإلنس ألجل��ه، وأرسل جمي��ع الرس��ل ي�دعون إلي��ه، ومعرف��ة ض�ده وه��و

غفر وال ع��ذر لمكل��ف في الجه��ل ب��ذلك،9الشرك الذي ال ي وال يجوز في�ه التقلي�د ألن�ه أص�ل األص�ول فمن لم يع�رف

نك��ر المنك��ر فه��و هال��ك، ال س��يما أعظم9المع��روف وي.3المعروف وهو التوحيد وأكبر المنكرات وهو الشرك(

الح��ق ويخلص ويص��دق فيىفحسب الم��رء أن يتح��ر ه��ابإج��راء الحكم على من يس��تحقه ف��إن أص��اب الح��ق ف

ونعمت وإن أخطأه فهو معذور، بل مأجور على ق��در نيت��هوقصده، كما مر عن ابن القيم رحمه الله.

.978السيل الجرار- الطبعة األولى في مجلد واحد- ص - 1.3/423زاد المعاد - 2 ، فتاوي األئمة11االنتصار لحزب الله الموحدين ص - 3

.3/183النجدية

5)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 52: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةاالحتياط في المختلف فيه

قال العالمة أبو بطين : ) فما تن�ازع العلم�اء في كون�ه كفرا فاالحتياط في ال�دين التوق�ف وع��دم اإلق��دام م�ا لم

. صيكن في المسألة نص صريح عن المعصوم

وقد استزل الشيطان أكثر الن��اس في ه��ذه المس��ألة، فقصر بطائفة فحكم�وا بإس�الم من دلت نص�وص الكت�اب

ب��آخرين فكف��روا منىوالسنة واإلجماع على كفره، وتعد. 1حكم الكتاب والسنة واإلجماع بأنه مسلم (

نـ المعي وكفر النوع كفر

وه��ذه أهم مس��ألة في ه��ذا الموض��وع وحوله��ا وق��ع النزاع، فقد أخطأت طائفة فقالت إن كف��ر الن��وع ال يل��زم منه تكفير المعين إطالقا، وأخطأت أخرى فق��الت إن ك��ل من وقع في الكفر فهو ك��افر بعين��ه أي��ا ك��ان ن��وع كف��ره. والحق التفصيل المبني على ما ذكرنا في المقدمات فيما

يتعلق بأصول الدين وفروعه.

أصل ال��دين بجه��ل أو تأوي��ل أو اغ��ترفضفإن من نق الكفرية الظ��اهرة ال يتوق��ف في تكف��يره بعين��ه،المسائل

بخالف ما دون ذلك من فروع الدين والمسائل الخفية فاليكفر المعين فيه حتى تتوفر ثالثة أمور:

أن يكون القول أو الفعل كفرا ،

أن يثبت أن المعين فعله ،

ثبت شروط التكفير في حقه وتنتفي موانعه. تأن

قال ابن تيمية رحمه الله ) وهكذا األق��وال ال�تي يكف�ر قائله��ا، ق��د يك��ون الرج��ل لم تبلغ��ه النص��وص الموجب��ة

أو لمهلمعرف��ة الح��ق، وق��د تك��ون عن��ده ولم تثبت عن��د يتمكن من فهمها وقد يك��ون عرض��ت ل��ه ش��بهات يع��ذره الله بها، فمن كان من المؤمنين مجته��دا في طلب الح��ق

.2وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان(

.10/375الدرر السنية - 1.23/346الفتاوي - 2

5)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 53: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وتأم��ل قول��ه ) فمن ك��ان من المؤم��نين مجته��دا في طلب الحق..( لت��درك أن�ه يتكلم عن المخط��ئين من أه��ل إالقبلة، وسيأتي بيان ذل��ك عن��د الكالم عن رخص��ة الخط��

ألهل اإليمان.

وقال رحمه الله إنه إذا قيل ) من قال كذا فه��و ك��افر، هذا اللفظ شامل لكل من قال��ه، ولمألناعتقد المستمع

يتدبروا أن التكفير له ش��روط وموان�ع ق��د تنتفي في ح�ق المعين، وأن تكفير المطل��ق ال يس��تلزم تكف��ير المعين إال إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، ي��بين ه��ذا أن اإلم��ام أحم��د وعام��ة األئم��ة ال��ذين أطلق��وا ه��ذه العموم��ات، لم

. 1يكفروا من تكلم بهذا الكالم بعينه..(

وهذا الكالم منه رحمه الله تمسك به ق��وم لم يفهم��وا مراده به، فبالغوا في اعتبار شروط وموانع التكف��ير، ولم

يقيدوها بما قيدها به الشيخ رحمه الله.

وقد ذكر رحمه الله عين المسألة ال��تي يتكلم عنه��ا أال وهي مسألة خلق القرآن وما في معناها من األصول التي

فال يكفر ص��احبهاىهي عرضة للتأويل فهذه أمور قد تخفإال بعد إزالة شبهته وإقامة الحجة عليه.

ومما تمسكوا به: قول شيخ اإلسالم:

) وليس ألحد أن يكفر أحدا من المس��لمين وإن أخط��أ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحج��ة، ومن ثبت إسالمه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل ال يزول إال بعد

.2إقامة الحجة وإزالة الشبهة(

ف��تراهم ال يقي��دون ه��ذا الق��ول عن��د االحتج��اج على خصومهم ومع ذلك ترى بعض��هم يق��ول بكف��ر س��اب الل��ه

قب��ل صلى الله علي��ه وس��لم يبسبحانه وتعالى وساب الن من ق��درصإقامة الحجة عليه وإزالة ش��بهته إن ك��ان انتق

لش��بهة عن��ده أو جه��ل دفع��ه صلى الله عليه وسلم النبي إليه خالفا ألصلهم الذي تمسك به األلباني وغيره فع��ذروه

بجهله وسوء تربيته.

.488-12/487الفتاوي - 1.12/250الفتاوي - 2

5)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 54: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وقد قال شيخ اإلسالم في غ�ير موض�ع إن�ه ال يش�ترط

ه بخالف التوق�ف عن التكف�ير ح�تى9في إثبات الكفر قصد كف��ر أح��د إال9تقوم الحجة وتزول الشبهة، الذي الزم��ه أال ي

إذا قصد الكفر عنادا.

فما الذي جعل القوم يطلق��ون مث��ل ه��ذه األق��وال وال يذكرون لها قيدا ؟ وما الذي جعل بعض�هم يس�تثني أم�ورا كسب الل��ه ورس��وله والس��جود لص��نم أو ش��مس.. إال أن

ألصل الدين. ضذلك نق

المســـائل الظـــاهرة والمســـائلالخفية

يقول محمد بن عبد الوهاب في رس��الة إلى أحم��د بن وإزالة إش��كاله في كالم، عبد الكريم في الرد على شبهته شيخ اإلسالم عن تكفير المعين:

) وإذا ك���ان كالم ش���يخ اإلس���الم ليس في الش���رك وال��ردة، ب��ل في المس��ائل الجزئي��ات س��واء ك��انت في األصول أو الف��روع، ومعل��وم أنهم ي��ذكرون في كتبهم في مسائل الصفات أو مسألة الق��رآن أو مس��ألة االس��تواء أو غير ذلك، مذهب السلف ويذكرون أنه الذي أم��ر الل��ه ب��ه ورسوله والذي درج عليه هو وأصحابه، ثم يذكرون مذهب األش��عري أو غ��يره ويرجحون��ه ويس��بون من خالف��ه. فل��و ق��درنا أن��ه لم تقم الحج��ة على غ��البهم ق��امت على ه��ذا

ص�لىالمعين الذي يحكي المذهبين، م�ذهب رس�ول الل�ه ومن معه ...فكالم الشيخ في هذا الن��وع،الله عليه وسلم

ا الن��وع وأم��ا المعين ف��إن ع��رفويقول: إن السلف كف��ر. 1( الحق وخالفه كفر بعينه وإال لم يكفر

ثم ذكر من كالم شيخ اإلسالم م��ا يزي��د األم��ر وض��وحا فذكر قوله أثناء كالمه عن المتكلمين والطوائ��ف الض��الة:

ن��ه فيه��اإ) وهذا إذا كان في المقاالت الخفي��ة فق��د يق��ال مخطئ ضال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في األمور الظاهرة ال��تي يعلم

صلى الل��ه علي��هاالمشركون واليهود والنصارى أن محمد بعث بها، وكفر من خالفها مث��ل أم��ره بعب��ادة الل��هوسلم

الدرر السنية . وراجع )3/296فتاوي األئمة النجدية - 110/63.)

5)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 55: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وحده ال شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سواه من النبيين

والمالئكة وغيرهم، فإن هذا من أظهر شعائر اإلسالم.

ثم تج��د كث��يرا من رؤوس��هم وقع��وا في ه��ذه األن��واع فك��انوا مرت��دين وكث��ير منهم ت��ارة يرت��د عن اإلس��الم ردة ص��ريحة، وت��ارة يع��ود إلي��ه م��ع م��رض في قلب��ه ونف��اق والحكاية عنهم في ذلك مشهورة، وقد ذكر ابن قتيب��ة من ذلك طرفا في أول مختل��ف الح��ديث، وأبل��غ من ذل��ك أن منهم من صنف في الردة كم��ا ص��نف ال��رازي في عب��ادة الكواكب وه��ذه ردة عن اإلس��الم باتف��اق المس��لمين( أه� فعلق على هذا الكالم بقوله ) ف��انظر كالم��ه في التفرق��ة

.1بين المقاالت الخفية وبين ما نحن فيه من كفر المعين(

كالم شيخ اإلسالم هذا العالمة عب��د الل��ه بنقوقد سا عبد الرحمن أبو بطين في رده على س��ؤال ورد إلي��ه عن مع��نى كالم ش��يخ اإلس��الم في تكف��ير المعين فق��ال في��ه ) ف���انظر إلى تفريق���ه بين المق���االت الخفي���ة واألم���ور الظاهرة، فقال في المقاالت الخفي��ة ال��تي هي كف��ر، ق��د يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها ولم يقل ذلك في األمور الظاهرة، فكالم��ه ظ��اهر في الفرق بين األمور الظ��اهرة والخفي��ة، فيكف��ر ب��األمور الظ��اهرة حكمه��ا مطلق��ا، وبم��ا يص��در منه��ا من مس��لم

بعضبجهال... وال يكف���ر ب���األمور الخفي���ة جهال كالجه���ل .2الصفات (

خطأ في اإلطالق

وبهذه التفرقة يتبين ل��ك الخط��أ في إطالق الق��ول إن فعل الكفر ال يقتضي كفر فاعله، ألن األمر راجع إلى ن��وع الكفر، ف��إذا ك��ان في المس��ائل الظ��اهرة فيكف��ر مطلق��ا، قال عبد الله وإبراهيم أبناء عبد اللطيف بن عبد ال��رحمن وس��ليمان بن س��حمان: ) وأم��ا ق��ول القائ��ل: نق��ول ب��أن الق��ول كف��ر، وال نحكم بكف��ر القائ��ل ف��إطالق ه��ذا جه��ل

على المعين ومسألةإال صرف، ألن هذه العبارة ال تنطبق تكفير المعين مسألة معروفة إذا قال قوال يكون القول به كفرا، فيقال من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص

وراجع ) الدرر، 298-297 / 3فتاوي األئمة النجدية - 1 (.74-10/63السنية

( وراجع ) الدرر السنية3/315فتاوي األئمة النجدية - 210/360-375.)

5)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 56: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة المعين إذا ق��ال ب��ذلك ال يحكم بكف��ره ح��تى تق��وم علي��ه

الحجة التي يكفر بها تاركها.

دليله��ا علىىوهذا في المسائل الخفية ال��تي ق��د يخف بعض الناس كما في مس��ائل الق��در واإلرج��اء ونح��و ذل��ك مما قاله أهل األه��واء، ف��إن بعض أق��والهم تض��من أم��ورا كفري��ة من رد أدل��ة الكت��اب والس��نة المت��واترة، فيك��ون القول المتضمن لرد بعض النص��وص كف��را وال يحكم على قائله ب�الكفر الحتم�ال وج�ود م�انع كالجه�ل، وع��دم العلم بنقض النص أو بداللت��ه، ف��إن الش��رائع ال تل��زم إال بع��د

.1بلوغها(

فصل

موانع التكفيرالمعتبرة

الجهل المعتبر .1التأويل المعتبر .2الخطأ مانع .3اإلكراه مانع .4

،3/301، فتاوي األئمة النجدية 451عقيدة الموحدين ص - 1.83كشف الشبهتين ص

5)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 57: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

5)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 58: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

المعتبر الجهل.1هدم قاعدة العذر بالجهل 11الجهل الذي يعذر صاحبه 11أقسام أهل البدع 11جهل الصفة 11هل يعذر الناس اليوم 11

هدم قاعدة العذر بالجهل.1

كفر الجهلأ-

وقد تقدم أن العلم شرط في تحقيق التوحيد، فكيف تصور أن يعذر جاهل التوحيد إال إذا قبلنا التناقض، فمني

جهل التوحيد فهو كمن لم يوحد أصال ألن الشرط يلزم من عدمه العدم.

وكلمة التوحيد ال بد فيها من أمرين لقبولها:

العلم بمعناها ،والعمل بمقتضاها.

فالجاهل بالتوحيد كافر كفر الجهل.

بن القيم رحمه الله ) وأما كفر الجهل مع عدماقال الله عنه التعذيب حتى تقومىقيام الحجة فهذا الذي نف

.1( عليه الحجة

والكفر أنواع ) كفر جهل وتكذيب وكفر جحود، وكفر . وإذا تأملت أحوال 2( كفر نفاقواستكبار وعناد

ىالمتلبسين بالشرك، وجدت أنهم يكذبون كل من ينه عما هم عليه من الشرك كاالستغاثة بغير الله فيما ال

بسبب جهلهم. ، يقدر عليه إال الله وغيرها

.384 طريق الهجرتين ص - 1 أعالم الناس المنشورة العتقاد الطائفة المنصورة حافظ- 2

.93احمد حكمي ص

5)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 59: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة إن منهم من يقع في الشرك العظيم وهو يحفظ

القرآن ويعرف لغة العرب بل يدرسها ثم يأتي من ينسب للدعوة إلى التوحيد ويبذل ما في وسعه دفاعا عن

إسالمه ونبذا لتكفيره حتى تزال شبهته ويعلم بعد جهله.

ا﴿وقد قال سبحانه: Lف;و?ج Eم7ة9 9لG أ ر9 م8ن ك ;ح?ش9 ;و?م; ن و;ي

8ذ;ا ج;اؤ9وا ق;ال; 7ى إ ع9ون; * ح;ت 9وز; ;ا ف;ه9م? ي 8ن ;ات 8آي ;ذGب9 ب 9ك مGم7ن ي9ون; ;ع?م;ل 9م? ت 9نت م7اذ;ا ك

; ?مLا أ ل 8ه;ا ع8 9ح8يط9وا ب ;م? ت 8ي و;ل ;ات 8آي 9م ب ?ت ;ذ7ب ;ك .1﴾أ8ه8م?﴿وقال سبحانه: ت

? ;أ ;م7ا ي ?م8ه8 و;ل 8ع8ل ? ب 9ح8يط9وا ;م? ي 8م;ا ل ? ب 9وا ;ذ7ب ;ل? ك ب;ان; ?ف; ك ;ي 8ه8م? ف;انظ9ر? ك ?ل 7ذ8ين; م8ن ق;ب ;ذ7ب; ال 8ك; ك ;ذ;ل 9ه9 ك و8يل

? ;أ ت8م8ين; ;ة9 الظ7ال فهؤالء جهال دفعهم الجهل إلى.2﴾ع;اق8ب

.التكذيب بما لم يحيطوا به علما ولم يعذروا بجهلهم

آفة أهل النار الجهلب -

ومن المعلوم أن أهل النار جهال فقد وصفهم الله7ا﴿سبحانه بغاية الجهل ومنتهاه قال سبحانه: 9ن ;و? ك 9وا ل و;ق;الع8ير8 ص?ح;اب8 الس7

; 7ا ف8ي أ 9ن ;ع?ق8ل9 م;ا ك و? ن; م;ع9 أ ;س? وقال، 3﴾ن

?ج8نG﴿سبحانه وتعالى: ا مGن; ال L8ير ;ث 7م; ك ه;ن 8ج; ;ا ل ?ن أ ;ق;د? ذ;ر; و;لون; ?ص8ر9 9ب 7 ي 9نm ال ;ع?ي ;ه9م? أ 8ه;ا و;ل ;ف?ق;ه9ون; ب 7 ي ;ه9م? ق9ل9وبm ال 8نس8 ل و;اإل

Bض;ل; ;ل? ه9م? أ 8 ب ?ع;ام ;ن ;األ 8ك; ك ;�ئ و?ل9 8ه;ا أ م;ع9ون; ب ;س? 7 ي ;ه9م? آذ;انm ال 8ه;ا و;ل ب

9ون; ?غ;اف8ل 8ك; ه9م9 ال ;�ئ و?ل9 وقد ذكر الله سبحانه شك. 4﴾أ

المشركين فيما جاءهم من عند الله والشاك جاهل قال?ه8 م9ر8يبE ﴿سبحانه: ;ي 8ل ;ا إ ;ن ;د?ع9ون ك£ مGم7ا ت ;ف8ي ش; 7ا ل 8ن .5﴾8 و;إ

?ه9 م9ر8يبE ﴿وقال: ك£ مGن ;ف8ي ش; 7ه9م? ل 8ن .6﴾ و;إ

من يحسب أنه على حق وهو على باطل:ت - جاهل

9وا و;م;ا﴿يقول سبحانه: 7ذ8ين; آم;ن <ه; و;ال 9خ;اد8ع9ون; الل يون; ع9ر9 ;ش? ه9م و;م;ا ي ;نف9س; 7 أ 8ال ;خ?د;ع9ون; إ هذهقال الطبري ) .7﴾ي

اآلية من أوضح الدليل على تكذيب الله جل ثناؤه قول الزاعمين أن الله ال يعذب من عباده إال من

.84-83- النمل اآلية 1.39- يونس اآلية 2.10- الملك اآلية 3.179- األعراف اآلية 4.9- إبراهيم اآلية 5.110- هود اآلية 6.9 اآليةالبقرة- 7

5)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 60: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وبعد تقرر صحةكفر به عنادا بعد علمه بوحدانيته

ما عاند ربه تبارك وتعالى عليه من توحيده واإلقرار بكتبه ورسله عنده، ألن الله جل ثناؤه قد أخبر عن الذين

وصفهم بما وصفهم به من النفاق وخداعهم إياه والمؤمنين أنهم ال يشعرون أنهم مبطلون فيما هم عليه

وأنهم يخادعون الذي يحسبون أنهم، من الباطل مقيمون به يخادعون ربهم وأهل اإليمان به مخدوعون ثم أخبر

تعالى ذكره أن لهم عذابا أليما بتكذيبهم بما كانوا يكذبون من نبوة نبيه واعتقاد الكفر به، وبما كانوا في زعمهم

. 1أنهم مؤمنون وهم على الكفر مصرون(

وقال البغوي: ) وما يشعرون( أي : ال يعلمون أنهم.2يخدعون أنفسهم وأن وبال خداعهم يعود عليهم (

7ذ8ين;﴿ وقال ابن كثير ) وقوله تعالى: <ه; و;ال 9خ;اد8ع9ون; الل ي9وا أي: بإظهارهم ما أظهروه من اإليمان مع﴾آم;ن

إسرارهم الكفر يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك وأن ذلك نافعهم عنده وأنه يروج عليه كما قد يروج على

.3( بعض المؤمنين

;ة9﴿قال تعالى: ;ل ?ه8م9 الض7ال ;ي ف;ر8يقLا ه;د;ى و;ف;ر8يقLا ح;ق7 ع;ل7ه9م ن

; 9ون; أ ب ;ح?س; <ه8 و;ي ;اء م8ن د9ون8 الل 8ي و?ل; ;اط8ين; أ ي 7خ;ذ9وا الش7 7ه9م9 ات 8ن إ

;د9ون; .4﴾مBه?ت

وهذاقال ابن كثير في تفسيره: ) قال ابن جرير : من زعم أن الله الإمن أبين الداللة على خط

يعذب أحدا على معصية ركبها أو ضاللة اعتقدها، إال أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها،

. ألن ذلك لو كانفيرتكبها عنادا منه لربه فيها كذلك، لم يكن بين فريق الضاللة الذي ضل وهو يحسب

فرق، وقد فرق الله تعالى بيناله9دىأنه مهتد وفريق فهذا كالم شيخ .5( أسمائهما وأحكامهما في هذه اآلية

المفسرين وصاحب أصح التفاسير، وقال البغوي في أي هداهم الله﴾ ف;ر8يقLا ه;د;ى ﴿قوله عز وجل تفسيرها : )

﴿ وجب و;ف;ر8يقLا ح;ق7﴿ ;ة9 ﴾ ;ل ?ه8م9 الض7ال ;ي ﴾ أي اإلرادةع;ل

.1/240 تفسير ابن جرير- 1.17تفسير البغوي، الطبعة األولى في مجلد واحد ، ص - 2.1/81تفسير القرآن العظيم البن كثير - 3.30 اآلية األعراف- 4.2/14مختصر تفسير ابن كثير ، محمد أحمد شاكر- 5

6)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 61: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة<ه8﴿السابقة ;اء م8ن د9ون8 الل 8ي و?ل

; ;اط8ين; أ ي 7خ;ذ9وا الش7 7ه9م9 ات 8ن إ;د9ون; 7ه9م مBه?ت ن

; 9ون; أ ب ;ح?س; ﴾ فيه دليل على أن الكافر الذيو;ي.1يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء(

;ع?م;االL *﴿وقال تعالى: ر8ين; أ ;خ?س; 8األ? 9م? ب 9ك Gئ ;ب 9ن ق9ل? ه;ل? ن7ه9م? ن

; 9ون; أ ب ;ح?س; ;ا و;ه9م? ي ?ي ;اة8 الدBن ي ?ح; 9ه9م? ف8ي ال ع?ي 7ذ8ين; ض;ل7 س; ال?عLا 9ون; ص9ن ن 9ح?س8 .2﴾ي

) روى البخاري عن مصعب قال سألت أبي يعني سعدر8ين;﴿بن أبي وقاص عن قول الله: ;خ?س; 8األ? 9م? ب 9ك Gئ ;ب 9ن ه;ل? ن

Lع?م;اال; أهم الحرورية ؟ قال: ال، هم اليهود والنصارى أما﴾أ وأما النصارى صلى الله عليه وسلم االيهود فكذبوا محمد

فكفروا بالجنة وقالوا ال طعام فيها وال شراب والحرورية رضيالذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وكان سعد

.3 (يسميهم : الفاسقين"الله عنه

وقال علي بن أبي طالب والضحاك وغير واحد هم الحرورية، ومعنى هذا عن علي أن هذه اآلية الكريمة

تشمل الحرورية كما تشمل اليهود والنصارى وغيرهم. ال أنها نزلت في هؤالء على الخصوص وال هؤالء بل هي أعم

من هذا.

فإن هذه اآلية مكية، قبل خطاب اليهود والنصارى وقبل وجود الخوارج بالكلية وإنما هي عامة في كل من

عبد غير الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها، وأن عمله مقبول وهو مخطئ وعمله مردود كما

;ةm *﴿قال تعالى: 7اص8ب ;ةm ن ع;ةm * ع;ام8ل 8ذE خ;اش8 ;و?م;ئ و9ج9وهm ي Lة; ا ح;ام8ي Lار; ;ص?ل;ى ن 8ل;ى م;ا﴿وقوله تعالى: .4﴾ت ;ا إ و;ق;د8م?ن

ا L9ور ;اء م7نث ;اه9 ه;ب ?ن 9وا م8ن? ع;م;لE ف;ج;ع;ل وقال تعالى: .5﴾ع;م8ل9ه9 الظ7م?آن9﴿ ب ;ح?س; 8ق8يع;ةE ي ابE ب ر; ;س; 9ه9م? ك ;ع?م;ال وا أ ;ف;ر9 7ذ8ين; ك و;ال

Lا ?ئ ي ;ج8د?ه9 ش; ;م? ي 8ذ;ا ج;اءه9 ل 7ى إ .6﴾م;اء ح;ت

9م? ﴿وقال في هذه اآلية الكريمة 9ك Gئ ;ب 9ن ﴾ أي ق9ل? ه;ل? ن;ع?م;االL ﴿نخبركم ر8ين; أ ;خ?س; 8األ? ﴿ ثم فسرها فقال ب 7ذ8ين;﴾ ال

.461-460تفسير البغوي ص - 1.104-103الكهف - 2.4728البخاري - 3.4-2 اآليةالغاشية- 4.23- الفرقان اآلية 5.39- النور اآلية 6

6)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 62: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة;ا ?ي ;اة8 الدBن ي ?ح; 9ه9م? ف8ي ال ع?ي ﴾ أي عملوا أعماال باطلةض;ل7 س;

﴿على غير شريعة مشروعة مرضية مقبولة و;ه9م??عLا أي : يعتقدون أنهم على 9ون; ص9ن ن 9ح?س8 7ه9م? ي ن

; 9ون; أ ب ;ح?س; ﴾ي.1لون محبوبون(وشيء وأنهم مقب

آفة الخوارج ظنهم أنهم على حق وهوث - جهل

قال شيخ اإلسالم ) قال اإلمام أحمد : صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه وهذه العشرة أخرجها

مسلم في صحيحه موافقة ألحمد، وروى البخاري منها عدة أوجه، وروى أحاديثهم أهل السنن والمسانيد من

.2وجوه أخر(

وقد ذهب إلى القول بكفرهم إمام المحدثين البخاري وشيخ المفسرين الطبري واإلمام ابن العربي والسبكي

.3والرافعي والقرطبي في المفهم وغيرهم

قال البخاري في صحيحه: باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله تعالى:

;ه9م م7ا﴿ Gن; ل ;ي 9ب 7ى ي 8ذ? ه;د;اه9م? ح;ت ;ع?د; إ 9ض8ل7 ق;و?مLا ب 8ي <ه9 ل ;ان; الل و;م;ا ك m8يم ي?ءE ع;ل 9لG ش; 8ك <ه; ب 8ن7 الل 7ق9ون; إ ;ت . 4﴾ي

نهم إوكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على

، قال الحافظ ) قوله: " وكان ابن عمر يراهم5المؤمنين شرار خلق الله" وصله الطبري في مسند علي في

تهذيب اآلثار من طريق بكير بن عبد الله بن األشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية قال كان يراهم شرار خلق الله، انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين، قلت وسنده صحيح، وقد ثبت في الحديث

الصحيح المرفوع عند مسلم من حديث أبي ذر في وصف وفي صحيح .6رج "هم شرار الخلق والخليقة"(االخو

( من حديث أبي سعيد في قصة عبد الله6933البخاري )

.2/436مختصر تفسير ابن كثير - 1.7/479الفتاوي - 2.313-295/ 12 راجع فتح الباري ، كتاب الردة، - 3.115- التوبة اآلية 4.3/224 البخاري مع الفتح، طبعة في ثالثة مجلدات ، - 5. 3/625فتح الباري - 6

6)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 63: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة صلى الله عليهبن ذي الخويصرة التميمي لما قال للنبي

اعدل يا رسول الله، فقال ويلك ومن يعدل إذا لموسلم أعدل ؟ قال عمر بن الخطاب : دعني أضرب عنقه، قال

دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صالته مع صالتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم

( من6934وروى البخاري ) من الرمية... الحديث(. صلى الله عليه وسلمحديث سهل بن حنيف أن النبي

أهوى بيده قبل العراق وقال " يخرج منه قوم يقرأون القرآن ال يجاوز تراقيهم يمرقون من اإلسالم مروق

السهم من الرمية(.

الخروج من الدين من غير قصد بسببج - الجهل

وفيهقال الحافظ ابن حجر بعد ذكر حديث الخوارج ) أن من المسلمين من يخرج من الدين من غير

أن يقصد الخروج منه ومن غير أن يختار دينا وأن الخوارج شر الفرق المبتدعة، على دين اإلسالم

وقد نقل. 1من األمة المحمدية ومن اليهود والنصارى( في تهذيبرحمه الله عن ابن جرير الطبري أنه قال

اآلثار بعد أن ساق األحاديث في الخوارج "فيه الرد على ال يخرج أحد من اإلسالم من أهل القبلة بعدقول من قال

استحقاقه حكمه إال بقصد الخروج منه عالما فإنه مبطل لقوله في الحديث ) يقولون الحق ويقرأون القرآن

."2ويمرقون من اإلسالم وال يتعلقون منه بشيء(

صلى الله عليه وسلماالستخفاف بالنبيح - عن غير قصد

Bه;ا﴿قال شيخ اإلسالم عند كالمه على قوله تعالى: ي; ;ا أ ي

8يG و;ال; 7ب 9م? ف;و?ق; ص;و?ت8 الن ;ك ص?و;ات; ف;ع9وا أ ;ر? 9وا ال; ت 7ذ8ين; آم;ن ال

9م? 9ك ;ع?م;ال ;ط; أ ;ح?ب ;ن ت ;ع?ضE أ 8ب 9م? ل ;ع?ض8ك ;ج;ه?ر8 ب ?ق;و?ل8 ك 8ال ;ه9 ب وا ل ه;ر9 ;ج? تون; ع9ر9 ;ش? 9م? ال; ت ;نت قال ) ..فإذا ثبت أن رفع الصوت .3﴾و;أ والجهر بالقول صلى الله عليه وسلم فوق صوت النبي

يخاف منه أن يكفر صاحبه وهو ال يشعر ويحبط عمله بذلك، وأنه مظنة لذلك وسبب فيه، فمن المعلوم أن ذلك

والتوقير والتشريف والتعظيمرلما ينبغي له من التعزي

.12/313الفتح - 1.12/312فتح الباري ، - 2.2 - الحجرات اآلية 3

6)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 64: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة واإلجالل ولما أن رفع الصوت قد يشتمل على أذى له

واستخفاف به، وإن لم يقصد الرافع ذلك، فإذا كان األذى واالستخفاف الذي يحصل في سوء األدب من غير قصد

فرا، فاألذى واالستخفاف المقصوداصاحبه يكون ك. 1المتعمد كفر بطريق األولى (

وقال بعد أن ذكر جملة من األحاديث في كفر وبالجملة) صلى الله عليه وسلم المنتقص من النبي

فمن قال أو فعل ما هو كفر كفر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا إذ ال يقصد الكفر أحد " إال

.2 (ما شاء الله "

وإذا كان اإلنسان قد يخرج من اإلسالم دون أن يقصد الخروج منه فما معنى التوقف عن التكفير مطلقا حتى

تنتفي موانعه؟

وقال رحمه الله في معرض حديثه عن سب النبي كما أن الردة) والغرض هنا أنه صلى الله عليه وسلم

تتجرد عن السب فكذلك تتجرد عن قصد تبديل الدين وإرادة التكذيب بالرسالة، كما تجرد كفر

إبليس عن قصد التكذيب بالربوبية وإن كان عدم هذا القصد ال ينفعه، كما ال ينفع من قال الكفر

.3(أال يقصد الكفر

أما اشتراط قصد الكفر في التكفير فهذا يقتضي كما قال ابن الوزير في " إيثار الحق على الخلق" أال يكون

شيء من األفعال واألقوال كفرا إال مع االعتقاد حتى قتل ال يتحقق كفرفاألنبياء واالعتقاد من السرائر المحجوبة

كافر قط إال بالنص الخاص في شخص شخص" كما هو.اعتقاد المرجئة

وقد جاء في حديث طارق بن شهاب أن رسول الله قال ) دخل الجنة رجل في ذباب،صلى الله عليه وسلم

دخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال ) مر رجالن على قوم لهم صنم ال يجاوزه أحد حتى

يقرب له شيئا فقالوا ألحدهما قرب، قال ليس عندي فقرب ذبابا فخلوا، شيء أقرب، قالوا له قرب ولو ذبابا

.2/114/115 - الصارم المسلول 1.177 - الصارم المسلول ص 2.370 - الصارم المسلول 3

6)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 65: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة سبيله فدخل النار وقالوا لآلخر قرب فقال ما كنت ألقرب

ألحد شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل. 1الجنة (

فهذا الرجل لم يقصد عبادة غير الله بل قرب الذبابلينجو بنفسه ولم يكن يدري أن فعله ذلك يدخله النار.

ولذلك قال محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد: ) فيه مسائل.. التاسعة: كونه دخل النار بذلك الذباب الذي

لم يقصده بل فعله تخلصا من شرهم، الحادية عشرة: أن الذي دخل النار مسلم ألنه لو كان كافرا لم يقل " دخل

.2النار في ذباب" (

قال عبد الرحمن بن حسن ) وفي هذا الحديث فيهالتحذير من الوقوع في الشرك وأن اإلنسان قد يقع

.3 الشرك الذي يوجب النار(منوهو ال يدري أنه

االستهزاء بالله وآياتهخ -

;خ9وض9﴿قال تعالى: 7ا ن 9ن 7م;ا ك 8ن 9ن7 إ ;ق9ول ;ي ;ه9م? ل ?ت ل; أ 8ن س; ;ئ و;ل

; ;ه?ز8ؤ9ون; * ال ت ;س? 9م? ت 9نت 8ه8 ك ول س9 8ه8 و;ر; ;ات <ه8 و;آي 8الل ب; ?ع;ب9 ق9ل? أ ;ل و;ن

9م? 8ف;ةE مGنك 7ع?ف9 ع;ن ط;آئ 8ن ن 9م? إ 8ك 8يم;ان ;ع?د; إ 9م ب ت ;ف;ر? ? ق;د? ك وا ;ذ8ر9 ;ع?ت ت? م9ج?ر8م8ين; 9وا ;ان 7ه9م? ك ن

; 8أ 8ف;ةL ب 9ع;ذGب? ط;آئ .4﴾ن

قال أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله ) ال يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدا أو هزال، وهو كيفما كان

كفر، فإن الهزل بالكفر كفر، ال خالف فيه بين األمة فإن.5التحقيق أخو الحق والعلم والهزل أخو الباطل والجهل (

;خ9وض9﴿ قال ابن تيمية ) 7ا ن 9ن 7م;ا ك 8ن 9ن7 إ ;ق9ول ;ي ;ه9م? ل ?ت ل; أ 8ن س; ;ئ و;ل

?ع;ب9 ;ل ? ق;د?﴿: فاعترفوا واعتذروا ولهذا قيل ﴾ و;ن وا ;ذ8ر9 ;ع?ت ; ت ال9م? 8ك 8يم;ان ;ع?د; إ 9م ب ت ;ف;ر? نوا عندوفدل على أنهم لم يك ﴾ ك

أنفسهم قد أتوا كفرا بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر، فبين ه بعد9ر صاحب9أن االستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكف

(1/203( وأبو نعيم ) 16، 15 - رواه أحمد في الزهد ) ص 1. بسند صحيح ولم يصح رفعهعن طارق بن شهاب موقوفا

.140 - مجموعة التوحيد ، كتاب التوحيد ص 2.168 - فتح المجيد 3.66-65 - التوبة اآلية 4. 977-2/976 - أحكام القرآن 5

6)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 66: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة إيمانه، فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف ففعلوا

هذا المحرم الذي عرفوا أنه محرم، ولكن لم يظنوهكفرا. وكان كفرا كفروا به فإنهم لم يعتقدوا جوازه.

وهكذا قال غير واحد من السلف في صفة المنافقين الذين ضرب لهم المثل في سورة البقرة أنهم أبصروا ثم

عموا وعرفوا ثم أنكروا وآمنوا ثم كفروا وكذلك قال المثل إلقبالهم على المؤمنينبقتادة ومجاهد: ضر

.1وسماعهم ما جاء به الرسول وذهاب نورهم(

دخول العبد النار بكلمة ال يرى بها بأساد - لجهله

صلى اللهعن النبي رضي الله عنه عن أبي هريرة قال ) إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوانعليه وسلم

الله ال يلقي لها باال يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ال يلقي لها باال يهوي بها

.2في جنهم (

قال الحافظ بن حجر ) "ال يلقي لها باال": أي ال يتأملها بخاطره وال يتفكر في عاقبتها وال يظن أنها تؤثر شيئا وهو

9ون;﴿ :من نحو قوله تعالى ;ق9ول 9م? و;ت 8ك ;ت ن ?س8 ;ل 8أ ;ه9 ب ;ق7و?ن ;ل 8ذ? ت إند; Lا و;ه9و; ع8 Gن ;ه9 ه;ي 9ون ب ;ح?س; ?مm و;ت ل 8ه8 ع8 9م ب ;ك ?س; ل ;ي 9م م7ا ل ;ف?و;اه8ك 8أ ب

m7ه8 ع;ظ8يم . وقد وقع في حديث بالل بن الحارث3﴾الل المزني الذي أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه

الترمذي وابن حبان والحاكم بلفظ ) إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب

الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة( وقال في السخط مثل ذلك... وأخرج الترمذي هذا الحديث بلفظ ) ال يرى

وهذا الحديث .4بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا(من أعظم الزواجر عن إطالق الكالم بغير علم.

ذهاب العلم والعلماء يفتح باب الشركذ-

رضي اللهوقد روى البخاري من حديث ابن عباس قال ) صارت األوثان التي في قوم نوح في العربعنه

. 7/274 - مجموع الفتاوي 1.6478البخاري - 2.15 اآليةالنور- 3.3/379فتح الباري ، الطبعة األولى ، في ثالثة مجلدات - 4

6)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 67: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة بعد أما "ود" فكانت لكلب بدومة الجندل وأما سواع

فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف .بالجرف عند سبأ

وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير ل صالحين في قوم نوح فلمااآلل ذي الكالع: أسماء رج

الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلىىهلكوا أوح مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموها

بأسمائهم ففعلوا، ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي قال في فتح المجيد: )قوله: " ونسي. 1العلم عبدت(

العلم" ورواية البخاري وينسخ وللكشمينهي "ونسخ العلم" أي درست آثاره بذهاب العلماء، وعم الجهل حتى

صاروا ال يميزون بين التوحيد والشرك، فوقعوا في .2الشرك ظنا منهم أنه ينفعهم عند الله(

القدرية كفار رغم جهلهم ر -

روى مسلم من حديث يحي بن يعمر قال )كان أول من تكلم في القدر في البصرة معبد الجهني فانطلقت أنا

وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين .. الحديث، وفيه أنهم سألوا ابن عمر عن ناس يقرؤون

القرآن ويتقعرون العلم وذكر من ش�أنهم وأنهم يزعمون قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني أال قدر وأن األمر أنف

منهم وأنهم براء مني والذي يحلف به عبد الله بنبريء عمر لو أن ألحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه

. 3حتى يؤمن بالقدر ... الحديث(

قال النووي في شرحه للحديث : هذا الذي قاله ابن ظاهر في تكفيره القدرية، قال رضي الله عنه عمر

القاضي عياض رحمه الله : " هذا في القدرية األول الذين نفوا تقدم علم الله تعالى بالكائنات قال والقائل

.4بهذا كافر بال خالف(

وقال ابن تيمية ) وأما كون األشياء معلومة لله قبل كونها فهذا حق ال ريب فيه وكذلك كونها مكتوبة عنده أو

29/62 راجع تفسير الطبري 4920البخاري التفسير - 1 .1/184وإغاثة اللهفان

.263 - فتح المجيد 2.1 - صحيح مسلم كتاب اإليمان 3.1/150 - صحيح مسلم بشرح النووي 4

6)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 68: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة عند مالئكته كما دل على ذلك الكتاب والسنة وجاءت به

اآلثار، وهذا العلم والكتاب هو القدر الذي ينكره غالبية القدرية ويزعمون أن الله ال يعلم أفعال العباد إال بعد

وجودها وهم كفار. كفرهم األئمة كالشافعي وأحمد.1( وغيرهما

فتأمل كيف أن ابن عمر لم ينظر في حال هؤالء بل قالواوهكذا األئمة، قال بكفرهم بمجرد سماعه لمقالتهم

بكفرهم، ومعلوم أنهم ما قالوا مقالتهم إال بسبب الجهل والتأويل الفاسد، ثم إنها دون عبادة غير الله، فكيف بمن

وقع في الشرك بعبادة غير الله؟

عبادة غير الله مع الجهلز -

قال ابن جرير رحمه الله: ) فأما الذي ال يجوز الجهل به من دين الله لمن كان في قلبه من أهل التكليف

لوجود األدلة متفقة في الداللة عليه غير مختلفة ظاهرة للحس غير خفية. فتوحيد الله تعالى ذكره والعلم بأسمائه وصفاته وعدله. وذلك أن كل من بلغ حد التكليف من أهل الصحة والسالمة فلن يعدم دليال داال وبرهانا واضحا يدله على وحدانية ربه جل ثناؤه ويوضح له حقيقة صحة ذلك،

كان بالصفة التيا ولذلك لم يعذر الله جل ذكره أحد سمائه، وألحقه إن مات على الجهل بهأوصفت بالجهل وب

بمنازل أهل العناد فيه تعالى ذكره، والخالف عليه بعدم العلم به وبربوبيته في أحكام الدنيا وعذاب اآلخرة فقال

7ذ8ين;﴿ :جل ثناؤه ;ع?م;االL * ال ر8ين; أ ;خ?س; 8األ? 9م? ب 9ك Gئ ;ب 9ن ق9ل? ه;ل? ن9ون; ن 9ح?س8 7ه9م? ي ن

; 9ون; أ ب ;ح?س; ;ا و;ه9م? ي ?ي ;اة8 الدBن ي ?ح; 9ه9م? ف8ي ال ع?ي ض;ل7 س;8ط;ت? 8ه8 ف;ح;ب 8ق;ائ Gه8م? و;ل ب ;ات8 ر; 8آي وا ب ;ف;ر9 7ذ8ين; ك 8ك; ال ;ئ 9ول ?عLا * أ ص9ن

Lا ن ;ام;ة8 و;ز? ?ق8ي ;و?م; ال ;ه9م? ي 9ق8يم9 ل 9ه9م? ف;ال; ن ;ع?م;ال .3 (2﴾أ

قال محقق "التبصير" علي بن عبد العزيز بن علي الشبل –أحد المحققين الكبار- في تعليقه على كالم ابن

جرير هذا: ) ومثل هذا ما قاله – رحمه الله – في تفسيره ( فقال: ) والصواب من القول في15/28آليات الكهف )

ه;ل?﴿ : بقولهىذلك عندنا أن يقال إن الله عز وجل عنLع?م;اال; ر8ين; أ ;خ?س; 8األ? 9م? ب 9ك Gئ ;ب 9ن ﴾ كل عامل عمال يحسبه فيه ن

، وهو بفعله ذلكEرض9مصيبا، وأنه لله بفعله ذلك مطيع م

.2/152 - الفتاوي 1.105-103 اآليةالكهف- 2.116/118 - التبصير في معالم الدين ص 3

6)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 69: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة لله مسخط وعن طريق أهل اإليمان به جائر، كالرهبان

والشمامسة وأمثالهم من أهل االجتهاد في ضاللتهم وهم مع ذلك من فعلهم واجتهادهم بالله كفرة من أهل أي

دين كانوا( ا.ه�

وبعضهم ذو اجتهاد-قال المحقق ) وإن زعم هؤالء ، أنهم يتعبدون لله ويتقربون إليهته-وعبادة على طريق

ومع هذا كله كفرهم الله وسماهم بأسماء الكفرة وجعل لهم أحكامهم في اآلخرة، والزمه أنه لم يعذرهم على

من العملEن;س;جهلهم وظنهم ) حسبانهم ( أنهم على ح;ف;م;ن﴿ : سورة فاطر حيث يقول سبحانه فيصالح كما أ

اء ;ش; 9ض8لB م;ن ي 7ه; ي 8ن7 الل Lا ف;إ ن آه9 ح;س; 8ه8 ف;ر; وء9 ع;م;ل ;ه9 س9 Gن; ل ي ز97ه; 8ن7 الل اتE إ ر; ?ه8م? ح;س; ;ي ;ف?س9ك; ع;ل ;ذ?ه;ب? ن اء ف;ال; ت ;ش; ;ه?د8ي م;ن ي و;ي

;ع9ون; ;ص?ن 8م;ا ي 8يمm ب ﴾، قالها سبحانه في هؤالء وأمثالهم،ع;ل هفجهلهم غير مقبول لوجوب طلب الهدى عليهم وتقرر

في حقهم وهذه المسألة مهم فهمها".

د ابن جرير رحمه الله على من زعم أنه الرثم ساق يكفر بالله أحد إال من حيث يقصد إلى الكفر بعد العلم

بوحدانية الله. قال المحقق ) وهذا مثل كفرة أهل الكتاب ن عموما اليمن اليهود والنصارى والقبوريين بل والوثني

يكفرون حتى يعلم قصدهم للكفر وعناد الله سبحانه وتعالى وهذا باطل بصريح القرآن والسنة... وداللة.1( الفطرة والعقل السليم. فتأمله بلوازمه ترى أثره

فتأمل رحمك الله كيف عطف القبوريين على اليهود الوثنيين عموما مع العلم أنوالنصارى ثم عطف عليهم

منالقبوريين ينتسبون لإلسالم ويجهلون ما هم عليه الشرك بالله، فصنيعه هذا هو ما يقتضيه الفهم السليم

والمعرفة الحقة.

مالحظة مهمــة

إن من الباحثين من يقول بالعذر بالجهل حتى في وما، أصل الدين ثم تراهم يطلقون أقواال تخالف أصولهم

ذلك إال ألن القول بالعذر بالجهل يفتح الباب لجعل مجرد االنتساب لإلسالم كافيا لتحقيق اإليمان ولو لم يترك

صاحبه الشرك بالله.

.119، 118 - هامش التبصير في معالم الدين ص 1

6)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 70: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ي في تنبيهات مهمة فيبيمثال ذلك ما ذكره الوه

مسألة الخالف في العذر بالجهل أو عدمه، تحسن مراجعتها لتحقيق الوفاق واحترام المخالف والتزام

البحث العلمي والنقد البناء.

منها ما أفاده في قوله ) العذر بالجهل ال يشمل من مجمل ألصول اإلسالم، مثل أنضيقع في أمور فيها نق

يسجد للصنم أو للشمس والقمر أو ينكر نبوة محمد أو ال يؤمن باليوم اآلخر أو يزعم أنصلى الله عليه وسلم قد ألوهية البشر كبعض الباطنيةعتلله صاحبة أو ولدا. أو ي

أو يعتقد أن بعض الناس يسعهم الخروج عن الشريعةونحو ذلك.

فالعذر يكون لمن وقع في بعض االنحرافات العقدية أو بعض آحاد الشرك وصوره، ولم تقم عليه الحجة

فمحل العذر ما يتعلق بتفاصيل التوحيد ال بأصله واللهأعلم.

إذ ال بد من اإلقرار المجمل باإلسالم والتوحيد والبراءة وهذا منه نقض لما. 1( المجملة من الشرك وأهله

كان قرره من رفض تقسيم الدين إلى أصل ال يعذر جاهله وفروع هي محل العذر بالشروط

. المعروفة

.1/292 - نواقض اإليمان االعتقادية 1

7)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 71: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

الجهل الذي يعذر صاحبه .2

إن الجهل الذي يعذر صاحبه ويدخل الجنة إن مات على أصل اإليمان هو الجهل بالشرائع أو الجهل ببعض

الصفات.. ما لم يكن صاحبه متمكنا من العلم. ال الجهل بأصل الدين. فإن من مات على الشرك في أصل الدين مع عدم تمكنه من العلم يسمى مشركا ولكنه ال يعذب

حتى تقام عليه الحجة. أما إذا تمكن من العلم ومات على شركه وجهله فمعذب على شركه.

أقسام الناس في طلب الحق

ساع في طلب الحق لم يجد إال من.1يدله على الباطل

فهذا ال يؤاخذ بجهله، قال ابن حزم ) وأما من بلغ إليه وصححه صلى الله عليه وسلم خبر غير صحيح عن النبي

له م�تأول أو جاهل أو فاسق لم يعلم هو بفسقه فهذا هو مبلغ اجتهاد هذا اإلنسان، ولم يكلفه الله تعالى أكثر مما

في وسعه وال ما لم يبلغه فهو إن عمل بما بلغه من ذلك الباطل فمعذور بجهله ال إثم عليه ألنه لم يتجانف إلثم

واألعمال بالنيات، فهو مجتهد مأجور مرة في قصده بنيته. 1إلى الخير(

فهذا حكم من حقق التوحيد ولم يدرك الفرائض واألحكام فال يؤاخذ بجهله باتفاق. أما إذا لم يحقق التوحيد

لعدم تمكنه من ذلك فحكمه حكم غير المتمكنين الذين لم تبلغهم الحجة في الدنيا ويختبرون يوم القيامة كما في حديث العرصات، وال يمنع ذلك من إطالق وصف الشرك

عليه ألنه لم يحقق التوحيد. وألن وصف الشرك يثبتقبل قيام الحجة الرسالية.

ساع لطلب الحق لم يجد إال بعضه.2

فإذا حقق التوحيد وغاب عنه ما سواه من الفرائض ولم يتمكن من معرفته لندرة من يعرفه أو يدل عليه،

.1/65 - اإلحكام 1

7)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 72: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة فهذا ال يؤاخذ بما فاته وغاب عنه بعد سعيه وبذله

المجهود في تحصيله.

أن زيد بن عمرو بن نفيل) ومثاله ما رواه البخاري خرج إلى الشام يسأل عن الدين و يتبعه، فلقي عالما من

أن أدين دينكمىاليهود فسأله عن دينهم فقال: إني لعل فأخبرني فقال: ال تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من

ر إال من غضب الله وما أحملفغضب الله، قال زيد: ما أ أستطيعه؟ فهل تدلني علىىمن غضب الله شيئا أبدا وأن

غيره، قال ما أعلمه إال يكون حنيفا قال زيد وما الحنيف؟ قال دين إبراهيم، لم يكن يهوديا وال نصرانيا وال يعبد إال

الله، فخرج زيد فلقي عالما من النصارى، فذكر مثله فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة

ر إال من لعنة الله، وال أحمل من لعنة اللهفالله، قال ما أ أستطيع ؟ فهل تدلني علىىنأوال من غضبه شيئا أبدا و

غيره؟ قال ما أعلمه إال أن يكون حنيفا قال وما الحنيف؟ إالعبدقال دين إبراهيم لم يكن يهوديا وال نصرانيا وال ي

زيد قولهم في إبراهيم عليه السالم خرجىالله فلما رأ فلما برز رفع يديه فقال: اللهم إني أشهد أني على دين

.1 (إبراهيم

قال ابن حجر في رواية ابن إسحاق ) وكان يقول: اللهم لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به، ولكني ال

.2أعلمه ثم يسجد على األرض براحته(

وإذا أدركت هذا وعلمت أن مشركي العرب قبل من أهل النار كما مر صلى الله عليه وسلم مبعث النبي

في حديث ) إن أبي وأباك في النار( وحديث بني المنتفق وغيرهما.. ظهر لك جليا الفرق بين المتمكن الناجي

والجاهل المعرض.

ومثل هذا – أي النجاة بتحقيق التوحيد ومؤاخذة صلى الله عليهالمتمكن المعرض- حديث حذيفة أن النبي

قال ) يدرس اإلسالم كما يدرس وشي الثوب،وسلم ما صيام وال صالة وال نسك وال صدقة،ىحتى ال يدر

فيى على كتاب الله تعالى في ليلة فال يبقىيسرلو طوائف من الناس الشيخ الكبيرىاألرض منه آية، وتبق

والعجوز الكبيرة يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة ال

.(3827رواه البخاري )- 1.7/145فتح الباري - 2

7)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 73: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ر لحذيفة فماف بن زةإله إال الله فنحن نقولها( فقال صل

تغني عنهم ال إله إال الله وهم ال يدرون ما صالة وال صيام وال نسك وال صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة في الثالثة فقال

) يا صلة تنجيهم من النار، تنجيهم من النار( رواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، قال ابن حجر ) رواه ابن ، فهؤالء القوم ينجون بما1ماجه بسند قوي عن حذيفة (

حققوا من التوحيد وال يؤاخذون بما غاب عنهم منالفرائض مع عدم تمكنهم من تحصيله.

غير ساع في طلب الحق مع تمكنه.3

فهذا آثم ال عذر له، مؤاخذ بذنبه في الدنيا واآلخرة ألن الحجة قائمة عليه قال ابن القيم ) اعتراف العبد

بقيام حجة الله عليه من لوازم اإليمان أطاع أم عصى فإن حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به سواء علم أو

عنهىجهل فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونه. 2فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة(

أهل الجاهلية في النار لقيام الحجة عليهم

إذا كان الله سبحانه قد أقام الحجة على مشركي قريش وغيرهم بدين إبراهيم مع ندرة من كان على علم

الله سبحانه من سعى لطلبه وأدركىبه أو ببعضه، فنج بعضه، وعذب من لم يسع في طلبه ومات على شركه،

فكيف يعذر الناس بالجهل في بالد اإلسالم مع كثرة العلماء وانتشار العلم وظهور شعائر الدين.

عمرو بن نفيل إلى الدين الحق دلزيد بن ولما وصل ذلك على تمكن أهل الجاهلية منه ولذلك كانوا من أهل

ةE﴿ :النار كما يدل عليه قوله تعالى ف;ا ح9ف?ر; 9م? ع;ل;ى; ش; 9نت و;ك?ه;ا 9م مGن ;نق;ذ;ك 7ار8 ف;أ وكما في حديث أنس في .3﴾مGن; الن

(. وكما في حديث صحيح مسلم ) إن أبي وأباك في النار لقيط بن عامر في وفد بني المنتق وفيه ) لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك فقل

أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك، تجر على

.13/16فتح الباري - 1.1/239مدارج السالكين - 2.103 اآليةآل عمران- 3

7)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 74: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة عبد الله بن أحمد فيرواهوجهك وبطنك في النار(

"السنة" وابن أبي عاصم والطبراني وابن منده ... وقال جاللة النبوة، فيه ابن القيم ) هذا حديث كبير مشهور

بادية على صفحاته تنادي عليه بالصدق. وصححه بعض.1الحفاظ حكاه شيخ اإلسالم األنصاري(

.380، 379مختصر الصواعق المرسلة ص - 1

7)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 75: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

أقسام أهل البدع.3بن ( 2/403قال ابن القيم في نونيته ) أحمد بشرح

البدع أهل عن كالمه أثناء عيسى بن إبراهيم

هم عندنا قسمان أهلجهالة

جمع وفرق بين نوعيهاهما

و العناد فأهل كفروذفظاهر

متمكنون من الهدىوالعلم بال�

لكن إلى أرض الجهالةأخلدوا

لم يبذلوا المقدور فيإدراكهم ال شك فيىفهم اآلل

تفسيقهم 9م�هيدي ف�� عن والوقفذي ��ال لست

العناد وذانكووذوالقسمان

في بدعة ال شك يجتمعانوالجاهلون فإنهم نوعان

�أسباب ذات اليسرواإلمكان

واستسهلوا التقليدكالعميان

للحق تهوينا بهذا الشانوالكفر فيه عندنا قوالن

م وال������ر أنعته��بالكف�ان�اإليم�

فقال اآلخر القسم ذكر في شرع ثم

واآلخرون فأهل عجز عنبل���و

بالله ثم رسوله ولقائ��ه 9قوم دهاهم حسن ظنهم

بما في الناس لمةوديان

يجدوا سوى لو يقدرون على الهدى

لم يرتضوا فأوالء معذورون إن لم

يظلموا

غ الحق مع قصد ومعإيمان

وهم إذا ميزتهم ضربان قالته أشياخ ذووا أسنان

أقوالهم فرضوا بها بأمان ه من قائل البهتان ببدال ل����فروا بالجه����ويكدوان ���والع

7)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 76: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة فانظر رحمك الله كالم هذا اإلمام المحقق وهو يتكلم

عن أهل البدع، كيف أحسن التصنيف ودقق التقسيم.

فقسم أهل البدع إلى معاندين وجهال.

أما المعاندون فظاهر كفرهم، وأما الجهال فهمنوعان:

متمكنون أخلدوا إلى التقليد والجهل، فقصروا في-1 طلب الحق، ال شك في تفسيقهم أما تكفيرهم ففيه

قوالن، واختار رحمه الله التوقف. عاجزون مؤمنون بالله ورسوله واليوم اآلخر، غير-2

مقصرين في طلب الحق لو وجدوا الهدى ال تبعوه، لكنهم يجدوا غير أقوال شيوخ يحسنون الظن بهم فهؤالء لم

روا في إزالته غيرGقص9معذورون بجهلهم الذي لم يمؤاخذين بما جنوه بسببه.

واآلخرون مؤمنون بالله ورسوله واليوم اآلخر، لكن تشابهت عليهم األمور بسبب سلوك طرق الزيغ مع

: حسن قصدهم فهؤالء قال فيهم

الء بين الذنبأوفن أو������واألجري

إحداهما أو واسعران�������الغف

القيم ابن قول يذكر ممن العجب كل وأعجب

فأوالء معذورون إن لموا������يظلم

والع������دوانويكفروا بالجهل

ويستدل به على العذر بالجهل وإنما يتكلم ابن القيم عن أهل البدع مبينا ضابط التمكن فيا لمضرة الجهل

وخطورة الغفلة والتقليد.

الشرائع تلزم المتمكن

رأيت قوماقال أبو محمد بن حزم رحمه الله ) يذهبون إلى أن الشرائع ال تلزم من كان جاهال

وهذا باطل بل هيقال: بها وال من لم تبلغه، صلى الله عليه وسلمالزمة له ألن رسول الله

وإلى الجن كلهم وإلى، بعث إلى اإلنس كلهم . كل من لم يولد إذا بلغ بعد الوالدة

7)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 77: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة :قال أبو محمد: ) قال الله تعالى آمرا له أن يقول

9م? ج;م8يعLا ﴿ ?ك ;ي 8ل <ه8 إ ول9 الل س9 Gي ر; 8ن وهذا عموم ال يجوز أن، 1﴾ إك;﴿ :يخص منه أحد وقال تعالى ?ر; 9ت ن ي

; ان9 أ 8نس; ;ح?س;ب9 اإل? ;ي أدLى ، فأبطل سبحانه أن يكون أحد سدى والسدى2﴾س9

، فأبطل عز وجل هذا األمر،ىالمهل الذي ال يؤمر وال ينه وأما منولكنه معذور بجهله ومغيبه عن المعرفة فقط،

بلغه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حيث ما كان من ارتهنذففرض عليه البحث عنه، فإذا بلغته أقاصي األرض،

الدين الالزم لهبتباعه وطلاففرض عليه التصديق به و والخروج عن وطنه لذلك، وإال فقد استحق الكفر والخلود في النار، والعذاب بنص القرآن وكل ما ذكرنا يبطل قول

صلى اللهن في حين بعث النبيإمن قال من الخوارج يلزم من في أقاصي األرض اإليمان بهعليه وسلم

ومعرفة شرائعه، فإن ماتوا في تلك الحال ما توا كفارا<ه9﴿ :إلى النار. ويبطل هذا قول الله عز وجل ;لGف9 الل 9ك ; ي ال

;ت? ب ;س; ;ه;ا م;ا ك ع;ه;ا ل 7 و9س? 8ال ا إ Lف?س; وليس في وسع أحد علم3﴾نالغيب.

فإن قالوا فهذه حجة الطائفة القائلة إنه ال يلزم أحدا شيئ من الشرائع حتى تبلغه، قلنا :ال حجة لهم فيها، ألن

لف الناس فهو في وسعهم ... إال أنهم معذورون9كل ما ك يعذبون به إنابمغيب ذلك عنهم ولم يكلفوا ذلك تكليف

لم يفعلوه وإنما كلفوه تكليف من ال يعذبون حتى يبلغهم، أن له صلى الله عليه وسلم ومن بلغه عن رسول الله

أمرا من الحكم مجمال ولم يبلغه نصه، ففرض عليه إجهاد نفسه في طلب ذلك األمر، وإال فهو عاص لله عز وجل

;م9ون;﴿ :قال الله تعالى ;ع?ل ; ت 9م? ال 9نت 8ن ك ?ر8 إ ;ه?ل; الذGك ? أ 9وا ;ل أ ف;اس?﴾4) 5.

وإذا كان العلماء لم يعذروا القادر على التعلم فكيف إال الباطل بسبب تقصيره في طلبىبمن بلغه الحق وأب

الحق وإعراضه عما جاءه.

وأحسن عبد القادر عوده حين قال: ) من المبادئ األولية في الشريعة اإلسالمية أن الجاني ال يؤاخذ على

.158 اآليةاألعراف- 1.36 اآليةالقيامة- 2.286- البقرة اآلية 3.43- النحل اآلية 4.4/106فصل في الملل واألهواء والنحل - ال 5

7)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 78: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة الفعل المحرم إال إذا كان عالما علما تاما بتحريمه فإذا جهل التحريم ارتفعت عنه المسؤولية ويكفي في العلم

مكانه فمتى بلغ اإلنسان عاقال وكان ميسرا لهإبالتحريم أن يعلم ما حرم عليه إما برجوعه للنصوص الموجبة للتحريم وإما بسؤال أهل الذكر اعتبر عالما باألفعال المحرمة، ولم يكن له أن يعذر بالجهل أو يحتج بعدم

" ال يقبل في دار اإلسالمالعلم، ولهذا يقول الفقهاء .العذر بجهل األحكام"

ويعتبر المكلف عالما باألحكام بإمكان العلم ال بتحقق العلم فعال ألن ذلك يؤدي إلى الحرج ويفتح باب اإلدعاء

بالجهل على مصراعيه ويعطل تنفيذ النصوص وهذه هي القاعدة العامة في الشريعة اإلسالمية وال استثناء لها وإذا

كان الفقهاء يرون قبول االحتجاج بجهل األحكام ممن عاش في بادية ال يختلط بمسلمين، أو ممن أسلم حديثا ولم يكن مقيما بين المسلمين فإن هذا ليس استثناء في

الواقع، وإنما هو تطبيق للقاعدة األصلية التي تمنع من مؤاخذة من يجهل التحريم حتى يصبح العلم ميسرا. فمثل هؤالء لم يكن العلم ميسرا لهم، وال يعتبرون

عالمين بأحكام الشريعة، أما إذا كان مدعي الجهل ناشئا بين المسلمين أو أهل العلم فال يقبل منه اإلدعاء

. 1بالجهل(

وكالمه هذا عن أحكام الشريعة ال التوحيد إذ ال يمكنه القول إنهم " ال يعتبرون عالمين بالتوحيد" كما قال في "

معرفة التوحيد شرط في تحقيقأن أحكام الشريعة" إذ اإليمان فهو أصل األصول، الذي يدخل صاحبه دائرة

فجهل الفرائض، اإليمان وإن غابت عنه الشرائع والمحرمات وما دون أصل األصول ال يؤاخذ صاحبه وال

يعاقب عليه ما لم يكن متمكنا من العلم به.

قال ابن قدامة الحنبلي : ) وال حد على من لم يعلم تحريم الزنا، قال: عمر وعثمان وعلي : ال حد إال على من

الزانيىعلمه، وبهذا قال عامة أهل العلم، فإن أدع الجهل بالتحريم وكان يحتمل أن يجهله كحديث العهد باإلسالم والناشئ ببادية قبل منه ألنه يجوز أن يكون

صادقا، وإن كان ممن ال يخفى عليه ذلك كالمسلم الناشئ بين المسلمين وأهل العلم، لم يقبل ألن تحريم

الزنا ال يخفى على من هو كذلك فقد علم كذبه، وإن

.431، 1/430التشريع الجنائي اإلسالمي - 1

7)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 79: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة دعى الجهل بفساد نكاح قبل قوله ألن عمر قبل قولا

المدعي الجهل بتحريم النكاح في العدة، وألن مثل هذا .1 على غير أهل العلم(ىيجهل كثيرا ويخف

وهكذا ترى في كالم العلماء عذر جاهل مثل هذه ،األمور بالشروط المذكورة في ضابط التمكن من العلم

أصل الدين أوضوال يذكرون أنه يعذر بالجهل من نق ولو، ة ذلكلاحجهل ما ال يصح اإليمان إال مع العلم به الستكان ذلك باإلمكان لذكروه في هذا المكان.

جاهل ما دون التوحيد ال يكفر حتى يعرف

قال أبو محمد بن حزم ) ومن لم تبلغه واجبات الدين فإنه معذور وال مالمة عليه وقد كان جعفر بن أبي طالب

وأصحابه رضي الله عنهم بأرض الحبشة ورسول الله بالمدينة والقرآن ينزل والشرائعصلى الله عليه وسلم

تشرع فال يبلغ إلى جعفر وأصحابه أصال، النقطاع الطريق جملة من المدينة إلى أرض الحبشة وبقوا كذلك ست

وا بالمحرمملسنين فما ضرهم ذلك في دينهم شيئا إذا ع . 2( وتركوا المفروض

وا بماملومعلوم أن جعفرا وأصحابه حققوا التوحيد وع فلم يضرهم ما غاب عنهم من الشرائع التي لمه، يقتضي

لمن يقول إن ابن حزم يعذر جاهلاعجبياتبلغهم و التوحيد مستدال بهذا النص منه ففاعل ذلك لم ينتبه فضال عن كونه لم يمعن النظر بل سلك مسلك الغافلين واتبع

طريقة الجاهلين.

وقال ابن قدامة ) وال خالف بين أهل العلم في كفر من تركها –يعني الصالة- جاحدا لوجوبها إذا كان ممن ال

يجهل مثله ذلك، فإن كان ممن ال يعرف الوجوب كحديث اإلسالم والناشئ بغير دار اإلسالم أو بادية بعيدة عن

األمصار وأهل العلم لم يحكم بكفره وعرف ذلك وتثبت له أدلة وجوبها فإن جحدها بعد ذلك كفر، وأما الجاحد لها

ناشئا في األمصار بين أهل العلم فإنه يكفر بمجرد جحدها وكذلك الحكم في مباني اإلسالم كلها وهي الزكاة

والصيام والحج، ألنها مبادئ اإلسالم وأدلة وجوبها ال تكاد إذ كان الكتاب والسنة مشحونين بأدلتها واإلجماعىتخف

.10/156المغني مع الشرح الكبير - 1.4/60الفصل- 2

7)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 80: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة منعقد عليها فال يجحدها إال معاند لإلسالم، يمتنع من

التزام األحكام غير قابل لكتاب الله تعالى وال سنة رسوله وال إجماع األمة.. وكذلك كل جاهلصلى الله عليه وسلم

بشيء يمكن أن يجهله ال يحكم بكفره حتى يعرف ذلك.1وتزول الشبهة ويستحله بعد ذلك(

L وقال ابن حزم ) ولو أن امرءL بدل القرآن مخطئاL، أو صلى لغير القبلة كذلك، ما قدح ذلك في دينه جاهال

.2عند أحد من أهل اإلسالم حتى تقوم عليه الحجة بذلك (

ن من العلميـغير المتمكن

وغير المتمكنين من العلم كمن أسلم بدار حربأصلية أو حديث عهد باإلسالم أو من نشأ ببادية بعيدة.

قال شيخ اإلسالم ) اتفق األئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم واإليمان وكان حديث العهد

باإلسالم فأنكر شيئا من هذه األحكام الظاهرة المتواترة صلىفإنه ال يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول

.3(الله عليه وسلم

"ال صلى الله عليه وسلم وأعظم ما جاء به بالرسول إله إال الله" ومن دخل اإلسالم فال ريب أنه عرف معنى

"ال إله إال الله" وعمل بمقتضاها ولذلك كان مسلما فمتى ظهر منه نقض ل "ال إله إال الله " في أسمى معانيها دل

ذلك على عناده أو على جهله بها وفساد عقد إسالمه.

اعتبار الدار ومظنة العلم

ويجب على المكلف ) أن يؤمن بالله ورسوله ويقر من أمر صلى الله عليه وسلم بجميع ما جاء به الرسول

اإليمان بالله ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر وما أمر ونهى، بحيث يقر بجميع صلى الله عليه وسلم به الرسول

ما أخبر به وما أمر به فال بد من تصديقه واالنقياد له فيما أمر، وأما التفصيل فعلى كل مكلف أن يقر بما ثبت عنده من أن الرسول أخبر به وأمر به، وأما ما أخبر به الرسول

.132-1/131- المغني 1 وراجع الفتاوى )1/131حكام أحكام في أصول الإال_ 2

11/407)..11/407الفتاوى - 3

8)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 81: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ولم يبلغه أنه أخبر به ولم يمكنهصلى الله عليه وسلم

العلم بذلك، فهو ال يعاتب على ترك اإلقرار به مفصال وهو داخل في إقراره بالمجمل العام. ثم إن قال بخالف ذلك

متأوال كان مخطئا يغفر له خطؤه، إذا لم يحصل منه تفريط وال عدوان، ولهذا يجب على العلماء من االعتقاد

ما ال يجب على آحاد العامة، ويجب على من نشأ بدار علم وإيمان من ذلك ما ال يجب على من نشأ بدار

.1جهل(

.328، 3/327مجموع الفتاوى - 1

8)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 82: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

جهل الصفة.4 قال اإلمام ابن جرير: ) القول فيما أدرك علمه من

صفات الصانع خبرا ال استدالال: أما ما ال يصح عندنا عقد فهو ما1اإليمان ألحد وال يزول حكم الكفر إال معرفته

وذلك أن الذي ذكرنا قبل من صفاته، ال قدمنا ذكره. يعذر بالجهل به أحد بلغ حد التكليف كان ممن أتاه من

الله تعالى ذكره رسول أو لم يأته رسول، عاين من سوى نفسه. دا غيره أو لمن يعاين أحقالخل

أسماء وصفات جاء بها كتابه- تعالى ذكره-ولله مناأمته ال يسع أحد صلى الله عليه وسلم وأخبر بها نبيه

خلق الله قامت عليه الحجة بأن القرآن نزل به، وصح فيما روى صلى الله عليه وسلم عنده قول رسول الله

عنه به الخبر منه خالفه، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه به من جهة الخبر على ما بينت فيما ال سبيل إلى

إدراك حقيقة علمه إال حسا فمعذور بالجهل به الجاهل، ألن علم ذلك ال يدرك بالعقل وال بالروية والفكرة وذلك نحو إخبار الله تعالى ذكره إيانا أنه سميع بصير، وأن له

اء ﴿ :يدين لقوله ;ش; ?ف; ي ;ي 9نف8ق9 ك ;ان8 ي ?س9وط;ت ;د;اه9 م;ب ;ل? ي .2﴾ ب8ه8﴿ :وأن له يمينا لقوله ;م8ين 8ي 7اتm ب ماو;ات9 م;ط?و8ي و;الس7

9ون; ر8ك 9ش? ;ع;ال;ى ع;م7ا ي ;ه9 و;ت ان ?ح; ب :. وأن له وجها لقوله3 ﴾س98ال7﴿ 8كm إ ي?ءE ه;ال 9لB ش; 8ال7 ه9و; ك ;ه; إ 8ل ;هLا آخ;ر; ال; إ 8ل 7ه8 إ ;د?ع9 م;ع; الل و;ال; ت

ج;ع9ون; 9ر? ?ه8 ت ;ي 8ل ?م9 و;إ ?ح9ك ;ه9 ال .5(4﴾و;ج?ه;ه9 ل

وذكر غيرها من الصفات التي هي عرضة للتأويل فأثبت أن لله قدما وأنه يضحك وأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا وأنه ليس بأعور وأن المؤمنين يرونه يوم

فإن القيامة بأبصارهم وأن له أصابع، ثم قال رحمه الله ) هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله عز

صلى الله عليه وسلموجل بها نفسه أو وصفه بها رسوله

قال محقق التبصير : هذا ما في األصل ولعل الصواب - 1إال بمعرفته.

. 64 اآلية المائدة- 2.67 اآلية الزمر- 3.88 اآليةالقصص- 4.133-132التبصير ص - 5

8)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 83: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة مما ال تدرك حقيقة علمه بالفكر والروية، وال نكفر

.1( ، إال بعد انتهائها إليهابالجهل بها أحد

وقال الشافعي ) لله أسماء وصفات ال يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل، ألن علم ذلك ال يدرك

. 2بالعقل وال الروية والفكر (

رك بالعقل والروية والفكر ال يعذر بجهله،يدوكأن ما وهذا شبيه جدا بكالم ابن جرير، وأشير هنا إلى أن الذين

يعذرون بالجهل مطلقا ينقلون مثل هذه األقوال لالستدالل على عموم قاعدة العذر بالجهل وال يفصلون

وال يقيدونها بقيودها المعلومة.

صفات ال يسع أحدا جهلها

اعلم رحمك الله أن العذر بجهل الصفات ليس على إطالقه، قال ابن جرير رحمه الله ) قد دللنا فيما مضى

قبل من كتابنا هذا أنه ال يسع أحدا بلغ حد التكليف الجهل بأن الله جل ذكره، عالم له علم وقادر له قدرة ومتكلم

له كالم وعزيز له عزة وأنه خالق وأنه ال محدث إال وقلنا من جهل ذلك فهو باللهمصنوع مخلوق،

. فهذه الصفات ال يعذر جاهلها ألنها تطعن في3( كافراأللوهية والرب�وبية في الصم�يم.

الجهل وما ال يعذر فيهبتصنيف العلماء لما يعذر فيه به

لقد اعتنى العلماء الكرام بهذا الباب خصوصا في كتاب الردة، وسيأتي مزيد بيان لهذا الموضوع في الكالم

عن الردة عند الفقهاء.

قال القاضي عياض في خضم كالمه عن سب النبي : ) أن يكون القائل لما قال في جهته – عليه السالم –ص

غير قاصد للسب واالزدراء وال معتقد له، ولكنه تكلم في جهته – عليه السالم- بكلمة الكفر من لعنه أو سبه أو

تكذيبه أو إضافة ما ال يجوز عليه أو نفي ما يجب له مما

.139التبصير في معالم الدين ص - 1.13/418فتح الباري - 2.149التبصير ص - 3

8)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 84: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة هو في حقه – عليه السالم- نقيصة، مثل أن ينسب إليه

إتيان كبيرة أو مداهنة في تبليغ الرسالة، أو في حكم بين الناس أو يغض من مرتبة أو شرف نسبه أو وفور علمه

أو زهده أو يكذب بما اشتهر به من أمور أخبر بها – عليه السالم- أو تواتر الخبر بها عن قصد لرد خبره أو يأتي

بسفه من القول وقبيح من الكالم ونوع من السب في حقه، وإن ظهر بدليل حاله أنه لم يتعمد ذمه ولم يقصد سبه، إما لجهالة حملته على ما قاله أو الضجر أو سكر

اضطره إليه أو قلة مراقبة وضبط للسانه وعجرفة وتهورفي كالمه.

فحكم هذا الوجه حكم الوجه األول القتل وإن تلعثم إذ ال يعذر أحد في الكفر بالجهالة وال بدعوى زلل اللسان وال بشيء مما ذكرناه إذا كان عقله في فطرته سليما إال من

.1أكره وقلبه مطمئن باإليمان (

(2/277وأذكر هاهنا ما نقله القاضي عياض ) الشفا يجب االحتراز من التكفير في من قولهم – العلماء- "

أهل التأويل فإن استباحة دماء المصلين الموحدين خطر في سفكإوالخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخط

محجمة دم مسلم واحد" فإنما هو في إكفار المتأولين ضالله البعيد.ىال في إكفار من بان كفره وتجل

وقال أيضا في بيان ما هو من المقاالت كفر ) ... وكذلك نكفر بكل فعل أجمع المسلمون أنه ال يصدر إال

من كافر، وإن كان صاحبه مصرحا باإلسالم مع فعله ذلك الفعل . كالسجود للصنم وللشمس والقمر والصليب والنار والسعي إلى الكنائس والبيع مع أهلها والتزين بزيهم من شد الزنانير وفحص الرؤوس، فقد أجمع

المسلمون على أن هذا ال يوجد إال من كافر وأن هذهاألفعال عالمة على الكفر وإن صرح فاعلها باإلسالم.

وكذلك أجمع المسلمون على تكفير كل من استحل الخمر أو الزنا مما حرمه الله بعد علمه8رب9القتل أو ش

بتحريمه كأصحاب اإلباحة من القرامطة وبعض غالة.2المتصوفة(

، طبعة هشام2/331الشفا بتعريف حقوق المصطفى - 1.على حافظ ، الطبعة األولى

.2/397الشفا - 2

8)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 85: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال مال القاري تعليقا على قوله " فحص الرؤوس " )

لعل فحص الرأس – أي حلق وسطه- كان شعارا للكفر قبل ذلك، وأما اآلن فقد كثر في المسلمين فال يعد

.1كفرا(

فتأمل كيف نقل القاضي عياض اإلجماع على أن عبادة غير الله كالسجود لصنم ونحوه ال توجد إال من

بالعلم. وعندما ذكر استحالل المحرماتهاكافر ولم يقيد م. ذلك ألن أصل الدين الذي هولقيد كفر فاعله بالع

توحيد الله هو الذي دخل به المرء اإلسالم وعصم به دمه وماله وجرت عليه به األحكام ال بغيره من األصول فضال عن الفروع، ولذلك فإن من لقي الله محققا للتوحيد لم

يعمل غيره وغابت عنه الشرائع فقد فاز. بخالف من ه هباء منثورملعمل بالفرائض كلها ولم يحقق التوحيد، فع

ال ينجيه من الخلود في النار.

قال الشيخ سليمان بن سحمان النجدي : ) إن الشرك األكبر من عبادة غير الله وصرفها لمن أشركوا به مع الله

من األنبياء واألولياء والصالحين فإن هذا ال يعذر أحد في الجهل به بل معرفته واإليمان به من ضروريات

. 2اإلسالم(

وقال مفتي الديار النجدية أبو بطين: ) ومن المعلوم أن أهل البدع الذين كفرهم السلف والعلماء بعدهم، أهل

ولم يوقعهم فيما ارتكبوه إال، علم وعبادة وفهم وزهد الجهل. والذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار هل

آفتهم إال الجهل؟

ولو قال إنسان أنا أشك في البعث بعد الموت لم.3يتوقف من له أدنى معرفة في كفره والشاك جاهل(

عذر في الجملةببين أن الجهل ليس يوقال ) ومما في الخوارج ما قال مع صلى الله عليه وسلم قوله

عبادتهم العظيمة ومن المعلوم أنه لم يوقعهم فيما وقعوافيه إال بالجهل، وهل صار الجهل عذرا لهم ؟

.5/431 القاري يالشفا بشرح نور الدين مال عل- 1 ) فتاوى األئمة النجدية (63) كشف الشبهتين ص - 2

3/188)..185، 3/184فتاوى األئمة النجدية - 3

8)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 86: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة يوضح ما ذكرنا أن العلماء من كل مذهب يذكرون في كتب الفقه باب حكم المرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد

الشرك،إسالمه وأول شيء يبدؤون به من أنواع الكفر يقولون من أشرك بالله كفر ألن الشرك عندهم أعظم

ن مثله ال يجهله كما قالوا فيماإأنواع الكفر، ولم يقولوا . 1دونه (

جاهل التوحيد ليس مسلما على كل حال

قال العالمة ابن باز في رده على سؤال عن العذر بالجهل : ) األمور قسمان : قسم يعذر فيه بالجهل. فإذا

كان من أتى ذلك بين المسلمين وأتى الشرك بالله وعبد غير الله فإنه ال يعذر ألنه مقصر لم يسأل، ولم يتبصر في دينه فيكون غير معذور في عبادته غير الله من أموات أو أشجار أو أحجار أو أصنام إلعراضه وغفلته عن دينه كما

وا م9ع?ر8ض9ون;﴿ :قال الله سبحانه 9نذ8ر9 وا ع;م7ا أ ;ف;ر9 7ذ8ين; ك ... و;ال لما استأذن ربه أن صلى الله عليه وسلم وألن النبي2﴾

رفيستغفر ألمه ألنها ماتت في الجاهلية لم يأذن له ليستغ صلىلها، ألنها ماتت على دين قومها عباد األوثان، وألنه

قال لشخص سأله عن أبيه قال ) هو فيالله عليه وسلم يرهغالنار ( ألنه مات على الشرك بالله وعلى عبادة

سبحانه وتعالى. فكيف بالذي بين المسلمين وهو يعبد البدوي أو يعبد الحسين أو الشيخ عبد القادر الجيالني أو

أو يعبد عليا أو صلى الله عليه وسلم ايعبد الرسول محمد يعبد غيرهم، فهؤالء وأشباههم. ال يعذرون من باب أولى، ألنهم أتوا الشرك األكبر وهم بين المسلمين والقرآن بين

صلى الله عليه وسلم اللهأيديهم... وهكذا سنة رسول موجودة بينهم ولكنهم عن ذلك معرضون.

والقسم الثاني : من يعذر بالجهل كالذي ينشأ في بالد بعيدة عن اإلسالم في أطراف الدنيا أو ألسباب أخرى

من لم تبلغه الرسالة، فهؤالءمكأهل الفترة ونحوهم معذورون لجهلهم وأمرهم إلى الله عز وجل، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون فإن أجابوا دخلوا

7ا﴿الجنة وإن عصوا دخلوا النار : لقوله جل وعال 9ن و;م;ا ك L وال س9 ?ع;ث; ر; ;ب 7ى ن 8ين; ح;ت ﴾ وألحاديث صحيحة وردت فيم9ع;ذGب

ذلك.

راجع الدرر السنية )3/183فتاوى األئمة النجدية - 110/391.)

.3- األحقاف اآلية 2

8)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 87: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وقد بسط العالمة ابن القيم رحمه الله الكالم في

هذه المسألة في آخر كتابه : ) طريق الهجرتين ( لما ذكر.3 (طبقات المكلفين فليراجع هناك لعظم فائدته

فتأمل رحمك الله كيف جعل القسم الثاني – كالذي نشأ في أرض بعيدة - يعذر بجهله، لكن حكمه حكم أهل

الفترة. هذا إذا كان فعل ما هو مناقض ألصل التوحيد لبشر من دون الله، فمن عبد غير الله ليساكعبادة

مسلما على كل حال، وكونه جاهال غير متمكن من العلم إنما يمنع من القول بتعذيبه حتى يمتحن، كما في حديث العرصات، وقد ذكره ابن كثير وصححه بطرقه ) تفسير

( وابن القيم ) طريق31- 3/28القرآن العظيم ( وابن حزم )401 – 397الهجرتين وباب السعادتين ( )

( وجمع السيوطي طرقه في الحاوي4/105الفصل ( والبيهقي وغيرهم عن األسود359 – 2/356للفتاوي )

قال ) أربعة صلى الله عليه وسلم بن سريع عن النبي يحتجون يوم القيامة رجل أصم ال يسمع ورجل هرم

.ورجل أحمق ورجل مات في الفترة... الحديث (

مجموع فتاوى ابن باز – جمع محمد بن سعد الشويعر- 34/26 ، 27.

8)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 88: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

هل يعذر الناس اليوم .5 إنك يا أخا اإليمان إذا تأملت في ضابط التمكن من

العلم أدركت أنه من المتعسر جدا أن تجد معذورا بجهله في هذا الزمان، وإذا طبقنا قول بعض من يعذر بالجهل

مع ما في قوله من اإلجمال فإننا سنجد ذلك جليا واضحا.

مثال ذلك ما جاء في فتوى البن عثيمين وقد سئل عنشروط الحكم بتكفير المسلم ...؟ فأجاب قائال :

) للحكم بتكفير المسلم شرطان : أحدهما :

أن يقوم الدليل على أن هذا الشيء مما يكفر ،

والثاني: انطباق الحكم على من فعل ذلك بحيث يكون عالما بذلك قاصدا له، فإن كان جاهال لم يكفر

;ه9﴿: لقوله تعالى 7ن; ل ;ي ;ب ;ع?د8 م;ا ت س9ول; م8ن ب اق8ق8 الر7 9ش; و;م;ن ي8ه8 9ص?ل ;و;ل7ى و;ن Gه8 م;ا ت 9و;ل 8ين; ن ?م9ؤ?م8ن 8يل8 ال ب ?ر; س; 8ع? غ;ي 7ب ;ت ?ه9د;ى و;ي ال

ا Lاءت? م;ص8ير 7م; و;س; ه;ن 9ض8ل7﴿ :وقوله، 1﴾ج; 8ي <ه9 ل ;ان; الل و;م;ا كG9ل 8ك <ه; ب 8ن7 الل 7ق9ون; إ ;ت ;ه9م م7ا ي Gن; ل ;ي 9ب 7ى ي 8ذ? ه;د;اه9م? ح;ت ;ع?د; إ ق;و?مLا ب

m8يم ي?ءE ع;ل ?ع;ث;﴿ :وقوله، 2﴾ش; ;ب 7ى ن 8ين; ح;ت 7ا م9ع;ذGب 9ن و;م;ا ك L وال س9 إن فرط بترك التعلم والتبين لم، لكن .3﴾ر;

يعذر، مثل أن يبلغه أن عمله هكذا كفر فال. 4 ..(ثبت وال يبحث فإنه ال يكون معذورا حينئذتي

ن لم يعذر<فتأمل قوله ) .. إن فرط بترك التعلم والتبي ثبت وال يبحث ..( ورغمتمثل أن يبلغه أن عمله كفر فال ي

عدم التفصيل على ضوء ما تقدمو في اإلجمال طإالخ مما يعذر فيه بالجهل وما ال يعذر فيه به، إال أن الواقعين في الشرك بلغهم أن عملهم شرك وسمعوا األدلة على

إال البقاء على ماهم عليه من الشرك فماابطالنه فأبو الذي جعل القوم يناضلون عنهم والحجة قائمة عليهم،

حتى على قول من يعذر بالجهل من العلماء ذلك لتمكنهممن العلم وإعراضهم عن طلبه.

.115 اآليةالنساء- 1.115 اآليةالتوبة- 2.15 اآلية اإلسراء- 3.126 ، 2/125مجموع فتاوى ابن عثيمين - 4

8)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 89: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةسبب إعراضه بمن جهل اليوم ف

ونختم هذا الموضوع بكلمة مضيئة للعالمة الشوكاني في رده على سؤال في الموضوع يبين فيه أن الجاهل

اليوم معرض عن الحق غير معذور، لظهور معالم الدين وكثرة العلماء وتمكن الجهال من تحصيل شتى العلوم

فقال صلى الله عليه وسلم لقيام الحجة بمبعث النبيرحمه الله :

ألن، من وقع في الشرك جاهال لم يعذر) الحجة قامت على جميع الخلق بمبعث النبي

تي من قبل9فمن جهل فقد أصلى الله عليه وسلم، نفسه بسبب اإلعراض عن الكتاب والسنة وإال ففيهما

...﴿البيان الواضح كما قال سبحانه وتعالى في القرآن 8م8ين; ل ?م9س? 8ل ى ل ر; 9ش? ح?م;ةL و;ب ي?ءE و;ه9دLى و;ر; 9لG ش; Gك Lا ل ;ان ?ي 8ب .1﴾ت

) توفي رسول رضي الله عنه وكذلك السنة قال أبو ذر وما ترك طائرا يقلب جناحيه صلى الله عليه وسلم الله

قال وكما أ. 2بين السماء واألرض إال ذكر لنا منه علما فمن جهل فبسبب إعراضه وال يعذر أحدرضي الله عنه،

.3باإلعراض (

.89 اآليةالنحل- 1 ( والطبراني في5/162 ( و ) 5/153 - أخرجه أحمد ) 2

( وقال الهيثمي : ) رجال الطبراني رجال الصحيح1647الكبير ) غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري وهو ثقة ، وفي إسناد

(.264 ، 8/263أحمد من لم يسم ( مجمع الزوائد ،40 ، 39 األجوبة الشوكانية عن األسئلة الحفظية ص - 3

1410نشر دار األخالء للنشر والتوزيع – الدمام – الطبعة األولى . م1995ه�

8)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 90: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

الردة

عند الفقهاء الردة.1 التبصير وإزالة الشبهة بعد الحكم.2

بالردة تفصيل العلماء لألقوال واألعمال.3الكفرية

9)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 91: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

الردة عند الفقهاء .1تعريف الردة

قال المناوي الشافعي ) والردة لغة الرجوع عن الشيء إلى غيره، وشرعا قطع اإلسالم بنية أو قول أو

.1فعل مكفر(

وقال السبكي : ) التكفير حكم شرعي سببه جحد الربوبية أو الوحدانية أو الرسالة أو قول أو فعل حكم

.2 (الشارع بأنه كفر وإن لم يكن جحدا

وقال القرافي المالكي : ) وأصل الكفر إنما هو انتهاك صانع أو صفاتهالخاص لحرمة الربوبية، إما بالجهل بوجود

العال أو يكون الكفر بفعل كرمي المصحف في القاذورات أو السجود لصنم أو التردد للكنائس في أعيادهم بزي

.3النصارى ومباشرة أحوالهم...(

وقال خليل في مختصره ) الردة كفر مسلم بصريح أو لفظ يقتضيه أو فعل يتضمنه كإلقاء مصحف بقذر وشد

.4زنار وسحر..(

وقال ابن النجار الحنبلي في شرحه ل "المنتهى" : ) قال : ) باب حكم المرتد ( وهو لغة الراجع ) من كفر

ولو ( كان ) مميزا بنطق أو اعتقاد أو شك أو فعل (.5طوعا ) ولو كان هازال ( بعد إسالمه (

فتأمل كيف ذكر الشك وهذا كثير في مصنفات يقيد ذلكالعلماء والشاك جاهل كما تقدم ثم لم

بعد أن ذكر بعضبالطواعية ليخرج المكره ثم قال المحرمات التي يكفر مستحلها ) فأما من استحل شيئا مما تقدم ذكره ونحوه بغير تأويل ) أو سجد لكوكب أو

نحوه ( كالشمس والقمر والصنم كفر ألن ذلك إشراك،

.176 على مهمات التعريف ص قيفالتو- 1.2/586فتاوى السبكي - 2.1/224أنوار البروق في أنواع الفروق - 3.281ق ص ا خليل بن اسحرمختص- 4.8/541 النهى شرح المنتهى ي معونة أول- 5

9)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 92: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة8ه8﴿ :وقال سبحانه وتعالى ك; ب ر; 9ش? ;ن ي ;غ?ف8ر9 أ ; ي <ه; ال 8ن7 الل إ

<ه8 ف;ق;د? ض;ل7 8الل ر8ك? ب 9ش? اء و;م;ن ي ;ش; 8م;ن ي 8ك; ل ;غ?ف8ر9 م;ا د9ون; ذ;ل و;ي;ع8يدLا L ب ;ال ) أو أتى بقول أو فعل صريح في1﴾ ض;ال

8ن﴿ :االستهزاء بالدين كفر ( لقول سبحانه وتعالى ;ئ و;ل8ه8 ;ات <ه8 و;آي 8الل ب

; ?ع;ب9 ق9ل? أ ;ل ;خ9وض9 و;ن 7ا ن 9ن 7م;ا ك 8ن 9ن7 إ ;ق9ول ;ي ;ه9م? ل ?ت ل; أ س;

;ع?د; 9م ب ت ;ف;ر? ? ق;د? ك وا ;ذ8ر9 ;ع?ت ; ت ;ه?ز8ؤ9ون; * ال ت ;س? 9م? ت 9نت 8ه8 ك ول س9 و;ر;7ه9م? ن

; 8أ 8ف;ةL ب 9ع;ذGب? ط;آئ 9م? ن 8ف;ةE مGنك 7ع?ف9 ع;ن ط;آئ 8ن ن 9م? إ 8ك 8يم;ان إ? م9ج?ر8م8ين; 9وا ;ان .3(2﴾ك

فانظر كيف قيد كفر المستحل لبعض المحرمات بعدم التأويل ولم يفعل ذلك مع من سجد لكوكب أو شمس أو

قمر أو صنم أو أتى بقول أو فعل صريح في االستهزاء بالدين ألنه إشراك بالله وكفر به ال عذر لصاحبه إال من

.أكره وقلبه مطمئن باإليمان

قال عالء الدين الكاساني الحنفي :) فصل ... أما ركنها – يعني الردة – فإجراء كلمة الكفر على اللسان

بعد وجود اإليمان، إذ الردة عبارة عن الرجوع عن اإليمان.4فالرجوع عن اإليمان يسمى ردة في عرف الشرع (

616وقال ابن برهان الدين ابن مازه الحنفي ) ت ه� ( في "المحيط" من أتى بلفظة الكفر مع علمه أنها

لم يعتقد أو لم إن لفظة الكفر عن اعتقاد فقد كفر، و يعلم أنها لفظة كفر ولكن أتى بها عن اختيار فقد كفر

بنعند عامة العلماء وال يعذر بالجهل... ( نقله عالم ه� ( مقرا عليه ) الفتاوى التتار786العالء الدهلوي ) ت

(.5/458خانية

885كما استشهد به محمد بن فراموز الحنفي ) ت (، كما1/324ه� ( في درر الحكام شرح غرر األحكام )

أقره عبد الرحمن بن زاده داماد في مجمع األنهر في (، وهو معلوم متداول في2/487 )شرح ملتقى األبحر

كتب األحناف.

الردة دون قصد أو شعور

.161 اآليةالنساء- 1.66، 65 اآليةالتوبة- 2.8/546معونة أولي النهى - 3.7/134بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع - 4

9)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 93: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال محمد بن إسماعيل الصنعاني ) صرح الفقهاء في كتب الفقه في باب الردة أن من تكلم بكلمة الكفر يكفر

.1وإن لم يقصد معناها (

وقال محمد بن علي الشوكاني ) وكثيرا ما يأتي هؤالء الرعايا بألفاظ كفرية فيقول هو يهودي ليفعلن كذا

وليفعلن كذا فيرتد تارة بالقول وتارة بالفعل وهو ال يشعر)2.

بعدةالتبصير وإزالة الشبه.2الحكم بالردة

الوقوع في الكفر موجب للردة

جليا في ما مر من كالم العلماء في ذلكوقد ظهرأبواب الردة.

:قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى﴿? وا ;ف;ر9 9ف?ر8 و;ك ?ك 8م;ة; ال ;ل ? ك 9وا ;ق;د? ق;ال ? و;ل 9وا <ه8 م;ا ق;ال 8الل 8ف9ون; ب ل ;ح? ي

;اه9م9 ;غ?ن ;ن? أ 7 أ 8ال ? إ ;ق;م9وا ? و;م;ا ن 9وا ;ال ;ن ;م? ي 8م;ا ل ? ب ;م8ه8م? و;ه;مBوا ال 8س? ;ع?د; إ ب8ن 7ه9م? و;إ ا ل Lر? ي ;ك9 خ; ? ي 9وا 9وب ;ت 8ن ي 8ه8 ف;إ 9ه9 م8ن ف;ض?ل ول س9 <ه9 و;ر; الل

;ه9م? ة8 و;م;ا ل ;ا و;اآلخ8ر; ?ي 8يمLا ف8ي الدBن ;ل Lا أ <ه9 ع;ذ;اب ?ه9م9 الل 9ع;ذGب 7و?ا ي ;و;ل ;ت ي Eص8ير; ; ن 8ي£ و;ال ر?ض8 م8ن و;ل

; كفروا بهذههم) أي : أن، 3﴾ف8ي األ الكلمة بعد إظهارهم لإلسالم، وإن كانوا كفارا في

الباطن، والمعنى أنهم فعلوا ما يوجب كفرهم على تقدير.4صحة إسالمهم ...(

الغالب في الردة أن تكون.3عن شبهة بن محمد بعد أن عرف الردة وذكراقال أبو بكر

أنواعها، وهل تستحب استتابة المرتد أم تجب قال ) والصحيح أنها تجب ثم قال ) ألن الغالب في الردة أن

جز القتل قبل كشفهايتكون عن شبهة عرضت له، فلم

.30 اإللحاد ص رانتطهير االعتقاد من أد- 1.14الدواء العاجل ص - 2.74- التوبة اآلية 3.719فتح القدير ص - 4

9)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 94: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة واالستتابة منها كأهل الحرب فإنا ال نقتلهم إال بعد بلوغ

. 1الدعوة وإظهار المعجزة (

وقال الحطاب في "مواهب الجليل" شرح مختصر خليل : ) قال بن العربي في أول كتاب التوسط في

أال ترى أن المرتد استحب له العلماء:أصول الدين هال، لعله إنما ارتد لريب فيتربص به مدة لعله أنماإل

يراجع الشك باليقين والجهل بالعلم وال يجب ذلك لحصول . فهذا جلي في عدم اعتبار(العلم بالنظر الصحيح األول

.االجهل والشبهات أعذار

وقال صاحب الفقه على المذاهب األربعة: بعد أن ذكر على استتابة الكالم تعريف الردة وأسبابها ثم شرع في

المرتد قال:

المسلم عن اإلسالم –ارتد ) الحنفية قالوا : إذا والعياذ بالله تعالى – عرض عليه اإلسالم فإن كانت له

شبهة أبداها كشفت عنه، ألنه عساه اعترضت له شبهةفي الدين فتزاح عنه..

– الشافعية قالوا : إذا ارتد المسلم – والعياذ بالله فإنه يجب على اإلمام أن يؤجله ثالثة أيام، وال يحل له

عنأن يقتله قبل ذلك، ألن ارتداد المسلم عن دينه يكون تبين لهيشبهة غالبا، فال بد من مدة يمكنه التأمل فيها ل

الحق ..مام أن يمهل المرتدإلالمالكية قالوا : يجب على ا

ثالثة أيام بلياليها .. وإنما يستتاب المرتد وجوبا ذلكدود بالشبهات.حالقدر، صونا للدماء ودرأ لل

نه يجبإالحنابلة قالوا : في إحدى رواياتهم ية وفي روايةعاالستتابة ثالثة أيام مثل المالكية والشاف

.2أخرى عنهم إنه ال تجب االستتابة(

وهذا كله يهدم بجالء قاعدة القول بالعذر بالجهل والشبهات، ألنهم يجرون عليه الحكم – أي يطلقون عليه

الكفر – بمجرد وقوعه في الكفر، ال سيما إذا أشرك

.2/123كفاية األخيار - 1 الفقه على المذاهب األربعة -عبد الرحمن الجزيري –- 2

5/373 ،374.

9)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 95: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة مدة إلزالة شبهتههبالله ونقض أصل الدين ثم يمهلون

وتعليمه بعد جهله.

استتابة المرتد بسبب جهله

وقال الشوكاني رحمه الله ) ال يخفى عليك ما تقرر أنه ال يعتبر في ثبوتها العلم بمعنىدة منفي أسباب الر

.1ما قاله من جاء بلفظ كفري أو فعل فعال كفريا (

وقد نص الفقهاء على أن من خرج من اإلسالم بغير علم مرتد غير أنه يستتاب قال الحافظ ابن حجر : ) قال الطحاوي : ذهب هؤالء إلى أن حكم من ارتد عن اإلسالم حكم الحربي الذي بلغته الدعوة، فإنه يقاتل من قبل أن

يدعى، قالوا : وإنما تشرع االستتابة لمن خرج عن.2اإلسالم ال عن بصيرة، فأما من خرج عن بصيرة فال (

وقد ساق البخاري رحمه الله حديث الذين قالوا إن " باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم "عليا ربهم في

دل9وكذلك الشوكاني قال في "نيل األوطار" ) واست بالحديث المذكور في الباب على أنه يقتل الزنديق من

غير استتابة، وتعقب بأنه وقع في بعض طرق الحديث أن استتابهم كما في رضي الله عنه عليا أمير المؤمنين

الفتح من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال قيل لعلي : إن هنا قوما على باب المسجد يزعمون

أنك ربهم فدعاهم، فقال لهم : ويلكم ما تقولون ؟ فقالوا أنت ربنا وخالقنا ورازقنا قال : ويلكم إنما أنا عبد مثلكم

آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون .. قال.3الحافظ : إسناده صحيح (

رضي الله عنه،فهؤالء ارتدوا لما اعتقدوه في علي وما أوقعهم في ذلك إال الجهل، فاستتيبوا وليس ذلك

إقامة للحجة التي يكفر تاركها، وإنما هي استتابة تدخل فيها إقامة الحجة في مثل هذا ألن اسم الشرك يجري

عليهم بمجرد اغترافهم لما وقعوا فيه من الشرك.

ثم اعلم أن المناضلين عن المشركين حيثما وجدوا نها إقامة للحجة ليعذروا صاحبها وهكذا فيإاستتابة قالوا

.43الدر النضيد ص - 1.12/281فتح الباري - 2.9/57نيل األوطار - 3

9)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 96: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة صلى الله عليه وسلمديث المنتقصين من النبياأح

يقولون عذرهم بجهلهم وهذه غفلة شديدة وخالف ما لم يقصده وإن قرره أهل العلم، ومثل هذا ال يعذر صاحبه

صاحبه كما حقق ذلك شيخ اإلسالم في "الصارم صلى الله عليه وسلم،المسلول"، وإنما عفا عنهم النبي

أن يعفو ويترك حقه وليس لنا صلى الله عليه وسلم وله إال أن نستوفي حقه كامال كما قرر ذلك وأحسن ابن القيم

في أحكام أهل الذمة.

تنبيه

وهنا أذكرك أيها القارئ الكريم بمسألة مهمة وهي أن ترك الفرائض ليس كفرا لذاته إال إذا كان مع العلم بها.

وهكذا استحالل المحرمات وإنكار بعض الصفات فإن هذا مما يصح التوحيد مع الجهل به، ولكن بعد العلم به وإقامة الحجة عليه فإن مستحل الحرام كافر كتارك الفرائض ...

أما عبادة غير الله سبحانه وتعالى أو سبه أو سب فهذا شرك وكفر لذاته ولو صلى الله عليه وسلم النبي

نإقول نولذلك - لزيادة اإليضاح – ال لم يكن مع العلم. بن نفيل فعل الكفر لجهله بالفرائض وعذر،و عمرزيد بن

وإنما نقول لم يفعل كفرا إطالقا ألن ترك الفرائض إنمايكون كفرا ببلوغها وبعد العلم بها أو إمكانيته.

ولذلك قال سفيان بن عيينة أثناء رده على المرجئة.1) وترك الفرائض متعمدا من غير جهل وال عذر هو كفر(

فقيد كون تركها كفرا بالعلم بها .

ن بالردة عند الفقهاء ـالحكم على المعي

ن في رده على سؤال جاء فيه هل يجوزيقال أبو بط تعيين إنسان بعينه بالكفر فقال ) ... إذا ارتكب شيئا من

مر الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماعاألالمكفرات ف العلماء على أنه كفر، مثل الشرك بعبادة غير الله

سبحانه وتعالى، فمن ارتكب شيئا من هذا النوع أو جنسه وال بأس بمن تحققت منه شيئا فهذا ال شك في كفره.

هذا أنمن ذلك أن تقول كفر فالن بهذا الفعل يبين الفقهاء يذكرون في باب حكم المرتد أشياء كثيرة، يصير

. (348، 1/347كتاب السنة لعبد الله بن أحمد - 1

9)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 97: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة بها المسلم كافرا ويفتتحون هذا الباب بقولهم: من

أشرك بالله كفر.

ستتاب فإن تاب وإال قتل، واالستتابة إنمايوحكمه أن تكون من معين.

ولما قال بعض أهل البدع عند الشافعي إن القرآنمخلوق، قال كفرت بالله العظيم.

العلماء في تكفير المعين كثير، وأعظم أنواعكالمو الكفر الشرك بعبادة غير الله وهو كفر بإجماع

المسلمين، وال مانع من تكفير من اتصف بذلك، كما أن 1من زنى قيل فالن زان ومن رابى قيل فالن مراب (

( من اللجنة الدائمة لإلفتاء 4400الفتوى )

إجابة على سؤال عن العذر بالجهل

صلى الله عليه) كل من آمن برسالة نبينا محمد وسائر ما جاء به في الشريعة، إذا سجد بعد ذلكوسلم

عتبر كافرايلغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق مرتدا عن اإلسالم مشركا مع الله غيره في العبادة ولو

نطق بالشهادتين وقت سجوده بإتيانه لما ينقض قوله من سجوده لغير الله، لكنه قد يعذر لجهله فال تنزل به

العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثالثة أيام إعذارا إليه ليراجع نفسه عسى أن يتوب فإن أصر على

صلىسجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته، لقول النبي ) من بدل دينه فاقتلوه ( أخرجه اإلمامالله عليه وسلم

البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، فالبيان وإقامة الحجة لإلعذار إليه قبل إنزال العقوبة به ال

يسمى كافرا بما حدثمايسمى كافرا بعد البيان، إنل بن قعود وعبد الرزاق عفيفي وعبدلهمنه ( إفتاء : عبد ال

.2العزيز بن باز.

وهذا مبني على ندرة وجود فعل السجود لغير العبادة فصرفه ألي معبود من دون الله شرك به سبحانه والولي

وشيخ الطريقة يعبدهما الناس.

.417، 10/416الدرر السنية - 1. 1/220فتاوى اللجنة الدائمة - 2

9)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 98: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة الناس من يفعله للتحيةمن بخالف ما إذا كان

واإلكرام فإنه حينئذ يكون من األمور المحتملة، فال يكفرفاعله حتى يعلم أنه قصد به سجود العبادة.

سيأتي الكالم عن هذه المسألة عند الكالم عنو كالموالرد على من وضعوا رضي الله عنه، حديث معاذ

الشوكاني رحمه الله في غير موضعه.

9)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 99: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

التأويل التأويل كالم عنال االجتهادكالم عن ال

للتأويلالخطأ فيما كان عرضة التأويل العذر ب

التأويل المعتبر.2

التأويلالكالم عن تعريف التأويل

9)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 100: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة لغة: ) التأويل مشتق من آل يؤول إذا رجع، نقول آل

األمر إلى كذا أي رجع إليه ومآل األمر مرجعه، وقال النضر بن شميل إنه مأخوذ من اإليالة وهي السياسة،

يقال لفالن علينا إيالة وفالن أيل علينا أي سائس، فكان حكم على الكالم المتصرف فيه،تالمؤول بالتأويل كالم

وقال ابن فارس في فقه العربية: التأويل آخر األمر وعاقبته، يقال مآل هذا األمر مصيره، واشتقاق الكلمة

من األول وهو العاقبة والمصير.

صرف الكالم عن ظاهره إلى معنىواصطالحا: ، حمل الظاهر على المحتمل المرجوح، وهذايحتمله

يتناول التأويل الصحيح والفاسد فإن أردت تعريف التأويل الصحيح زدت في الحد بدليل يصيره راجحا ألنه بال دليل أو مع دليل مرجوح أو مساو فاسد، قال ابن برهان وهذا

الباب أنفع كتب األصول وأجلها ولم يزل الزال إال بالتأويل.1الفاسد(

ط التأويلوشر

أوال: أن يكون موافقا لوضع اللغة أو عرف االستعمال أو عادة صاحب الشرع، وكل تأول خرج عن هذا فليس

بصحيح.

الثاني: أن يقوم الدليل على أن المراد بذلك اللفظ هو المعنى الذي حمل عليه إذا كان ال يستعمل كثيرا فيه.

الثالث: إذا كان التأويل بالقياس فال بد أن يكون جليا ال خفيا وقيل أن يكون مما يجوز التخصيص به، على ما

تقدم وقيل ال يجوز التأويل بالقياس أصال.

أقسام التأويل

والتأويل في نفسه ينقسم إلى ثالثة أقسام قد يكون قريبا فيترجح بأدنى مرجح وقد يكون بعيدا فال يترجح إال بمرجح قوي وقد يكون متعذرا ال يحتمله اللفظ فيكون

مردودا ال مقبوال، وإذا عرفت هذا تبين لك ما هو مقبول

، تحقيق أبي مصعب محمد سعيد298إرشاد الفحول ص - 1 ه�1417البدري ، مؤسسة الكتب الثقافية الطبعة السابعة ،

.م1997

10)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 101: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة من التأويل مما هو مردود ولم يحتج إلى تكثير األمثلة كما

.1وقع في كثير من كتب األصول(

الكالم عن اإلجتهاد قال الشوكاني في " السيل الجرار": "االجتهاد في

اللغة مأخوذ من الجهد وهو المشقة والطاقة، فيختص بمافيه مشقة ليخرج عنه ما ال مشقة فيه.

قال الرازي في المحصول : هو في اللغة عبارة عن استفراغ الوسع في أي فعل كان. يقال استفرغ وسعه ،ةفي حمل الثقيل وال يقال استفرغ وسعه في حمل النوا وأما في عرف الفقهاء، فهو استفراغ الوسع في النظر

فيما ال يلحقه فيه لوم مع استفراغ الوسع فيه.

وهذا سبيل مسائل الفروع، وكذلك تسمى هذه ، وليس99المسائل مسائل االجتهاد والناظر فيها مجتهد

.2هكذا حال األصول(

متى يؤجر المجتهد

هناك شرطان ال بد من تحققهما:

أن يكون المجتهد عالما جامعا آللة االجتهاد عارفا-1 باألصول عالما باإلجماع ووجوه القياس فالجاهل ليس

أهال له. أن يجتهد في الفروع الظنية المحتملة فاألصول-2

ليست مجاال له.

شرح سنن أبي) فيقال أبو الطيب العظيم آبادي : داود عند كالمه عن حديث ) إذا اجتهد الحاكم فأصاب..(

)قال الخطابي : إنما يؤجر المخطئ على اجتهاده في طلب الحق ألن اجتهاده عبادة، وال يؤجر على الخطأ بل

يوضع عنه اإلثم فقط.

وهذا فيمن كان جامعا آللة االجتهاد عارفا باألصول عالما بوجوه القياس، فأما من لم يكن محال لالجتهاد فهو

301-300 - إرشاد الفحول ص 1 ، الطبعة األولى في مجلد واحد ،13السيل الجرار ، ص - 2

.دار ابن حزم

10)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 102: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة متكلف وال يعذر بالخطأ بل يخاف عليه الوزر ويدل عليه قوله صلى الله ) القضاة ثالثة واحد في الجنة واثنان في

النار( وهذا إنما هو في الفروع المحتملة للوجوه المختلفة دون األصول التي هي أركان الشريعة وأمهات األحكام

التي ال تحمل الوجوه وال مدخل فيها للتأويل فإن من أخطأ فيها كان غير معذور في الخطأ وكان حكمه في

.1 (( ذلك مردودا

وقال النووي في تعليقه على حديث: " إذا اجتهد الحاكم.." ) أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في

فإن أصابه فله أجران، أجر، هل للحكم9حاكم عالم أ بإصابته وإن أخطأ فله أجر باجتهاده، وفيرباجتهاده وأج

الحديث محذوف تقديره إذا أراد الحاكم فاجتهد، قالوا فأما من ليس بأهل للحكم فال يحل له الحكم فإن حكم فال أجر له بل هو آثم وال ينفذ حكمه سواء وافق أم ال. ألن اتفاقيته ليست صادرة عن أصل شرعي فهو عاص

سواء وافق الصواب أم ال، وهيهفي جميع أحكام.2 (وال يعذر في شيء من ذلكمردودة كلها

الحق في أصول الدين واحد

قال الشوكاني في إرشاد الفحول : ) المسألة السابعة: اختلفوا في المسائل التي كل مجتهد فيها

مصيب والمسائل التي الحق فيها مع واحد من المجتهدين. وتلخيص الكالم في ذلك يحصل على فرعين:

الفرع األول: العقليات وهي على أنواع

النوع األول: ما يكون الغلط فيه مانعا من معرفة الله ورسوله كما في إثبات العلم بالصانع والتوحيد والعدل،

قالوا فهذه الحق فيها واحد، فمن أصابه أصاب الحقومن أخطأه فهو كافر.

لة الرؤية وخلق القرآن وخروجأالنوع الثاني: مثل مس الموحدين وما يشابه ذلك فالحق فيها واحد فمن أصابه

فقد أصاب الحق، ومن أخطأه فقيل يكفر، ومن القائلين بذلك الشافعي، فمن أصحابه من حمله على ظاهره

ومنهم من حمله على كفران النعمة.

. 489-9/488عون المعبود - 1.12/13شرح صحيح مسلم للنووي - 2

10)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 103: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ذا لم تكن المسألة دينية .... كما في إالنوع الثالث: .1تركيب األجسام (

وقال أحمد بن عبد الرحمن حلولو في شرح: " جمع المسائل العقلية واحدفي خفاء أن المصيب الالجوامع" )

وحكى ولي الدين عن اآلمدي وغيره اإلجماع على ذلك ثم في المسائل العقلية إن أخطأ فيما ال يمنعئإن المخط

صلى الله عليه وسلممن معرفة الله ومعرفة رسوله كما في مسائل الرؤية وخلق األعمال فهو آثم من حيث

من حيث أخطأ الحق، ومبتدعئعدل عن الحق، ومخط من حيث قال قوال مخالفا للسلف الصالح، وإن أخطأ

فيما يرجع إلى اإليمان بالله ورسوله كنفاة اإلسالم من اليهود والنصارى، فهم مخطئون آثمون كافرون، وهذا

مجمع عليه من علماء األمة وال فرق في ذلك بين المجتهد وغيره، وال عبرة لمخالفة عمرو بن بحر الجاحظ

.2ري في قولهما...(بوعبد الله بن الحسن العن

الخطأ في معرفة الله ووحدانيته

باب ذكر الدليل على أن المجتهد)قال ابن منده: كالمعاند: قال معرفة الله ووحدانيتهالمخطئ في

9م? ﴿ :تعالى مخبرا عن ضاللتهم ومعاندتهم 9ك Gئ ;ب 9ن ق9ل? ه;ل? ن;ا ?ي ;اة8 الدBن ي ?ح; 9ه9م? ف8ي ال ع?ي 7ذ8ين; ض;ل7 س; ;ع?م;االL * ال ر8ين; أ ;خ?س; 8األ? ب

?عLا 9ون; ص9ن ن 9ح?س8 7ه9م? ي ن; 9ون; أ ب ;ح?س; .وهذا عين ما4 (3﴾ و;ه9م? ي

صلى اللهذكره الطبري رحمه الله في "التبصير" : ).(118عليه وسلم

الكافر الذي يظن أنه في دينه) إن البغويوقال .5 (على الحق والجاحد والمعاند سواء

الخطأ في ما كان عرضة للتأويل

قال القاضي عياض: ) وذهب عبيد الله بن الحسن العنبري إلى تصويب أقوال المجتهدين في أصول الدين فيما كان عرضة للتأويل، وفارق في ذلك فرق األمة إذ

.433إرشاد الفحول - 1.2/513الضياء الالمع شرح جمع الجوامع - 2.104-103 اآليةالكهف،- 3.1/314كتاب التوحيد البن منده - 4.461تفسير البغوي الطبعة األولى في مجلد واحد ،ص - 5

10)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 104: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة على أن الحق في أصول الدين واحد،هأجمعوا سوا

والمخطئ فيه آثم عاص فاسق وإنما الخالف في.1تكفيره (

ومسائل أصول الدين التي هي عرضة للتأويل يطلقها وعمل وخلق القرآن ل مسألة اإليمان قو العلماء على

وغير ذلك. والرؤية والصفات

وقال عبد الرحمن أيضا: سألت)قال العظيم آبادي: أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين

وما أدركنا السلف عليه وما يعتقدون من ذلك ؟

فقال: أدركنا العلماء في جميع األمصار حجازا وعراقا ن اإليمان قول وعملأومصرا وشاما ويمنا فكان مذهبهم

يزيد وينقص والقرآن كالم الله غير مخلوق بجميع جهاته، ن الله على عرشه بائنأوالقدر خيره وشره من الله، و

من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله ﴾ أحاط بكل شيء علما ﴿بال كيف، صلى الله عليه وسلم

. 2 (و " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

فهذه األصول التي هي عرضة للتأويل اختلف السلف في تكفير المخطئ فيها والحق أنه ال كفر فيما كان

عرضة للتأويل، وإنما يأثم ويبدع المخطئ فيه.

أما الشرك بالله كدعاء األموات من دون الله فيما ال يقدر عليه إال الله واالعتكاف عند قبورهم وسكب

العبرات أمال في كشف الكربات وقضاء الحوائج فهذاإخالل بالتوحيد الذي هو أصل األصول.

ترك تكفير أهل البدع المقرين بالتوحيد

قال الشوكاني رحمه الله: ) وأما المخطئ في ل المجتهد، فال شك في تأثيمه وتفسيقه وتضليلهصواأل

واختلف في تكفيره ولألشعري قوالن، قال إمام الحرمين وابن القشيري وغيرهما وأظهر مذهبه ترك التكفير وهو

اختيار القاضي في كتاب " المتأولين" وقال ابن عبد السالم: رجع اإلمام أبو الحسن األشعري عند موته عن

الشفا بتعريف حقوق المصطفى بشرح نور الدين القاري- 15/393.

.13/48عون المعبود شرح سنن أبي داوود ، - 2

10)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 105: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة تكفير أهل القبلة ألن الجهل بالصفات ليس جهال

بالموصوف. قال الزركشي وكان اإلمام أبو سهل الصعلوكي ال يكفر، فقيل له أال تكفر من يكفرك فعاد إلى

القول بالتكفير وهذا مذهب المعتزلة فهم يكفرونخصومهم ويكفر كل فريق منهم اآلخر.

وقد حكى إمام الحرمين عن معظم أصحاب الشافعي ترك التكفير وقال إنما يكفر من جهل وجود الرب أو علم وجوده ولكن فعل فعال أو قال قوال أجمعت األمة على أنه

ال يصدر ذلك إال عن كافر."

فيإعلم أن التكفير لمجتهدي اإلسالم بمجرد الخطاو االجتهاد في شيء من مسائل العقل، عقبة كؤود ال

يصعد إليها إال من ال يبالي بدينه وال يحرص عليه، ألنه مبني على شفا جرف هار، وعلى ظلمات بعضها فوق

بعض، وغالب القول به ناشئ عن العصبية وبعضه ناشئ عن شبه واهية ليست من الحجة في شيء وال يحل

التمسك بها في أيسر أمر من أمور الدين فضال عن هذا األمر الذي هو مزلة األقدام ومدحضة كثير من علماء

. 1اإلسالم(

صلى اللهوقد جاء في حديث ابن عمر أن رسول الله قال: ) أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدواعليه وسلم

أن ال إله إال الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم

وأموالهم إال بحق اإلسالم وحسابهم على الله(.

قال الحافظ: ) وفيه دليل على قبول األعمال الظاهرة والحكم بما يقتضيه الظاهر واالكتفاء في قبول

اإليمان باالعتقاد الجازم خالفا لمن أوجب تعلم األدلة وقد المقرين ترك تكفير أهل البدع منهفيه، ويؤخذماتقدم

.2(بالتوحيد الملتزمين بالشرائع

وأهل البدع إنما يطلقها العلماء على المتأولين في مسائل الوعد والوعيد والرؤية وخلق أفعال العباد وأشباه

3.ذلك على تفصيل يراجع في محله

.434إرشاد الفحول ص - 1. الطبعة األولى في ثالث مجلدات1/252الفتح - 2.3/60راجع منهاج السنة - 3

10)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 106: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةالعذر بالتأويل

ومما تقدم نستخلص أنه ال كفر بالتأويل أي في تأويل ما كان عرضة للتأويل رغم إثم المتأول المخطئ في ذلك، أما في مسائل الفروع وهي محل االجتهاد فإنه يعذر المجتهد المخطئ فيها بالتأويل وال يأثم بل يؤجر

على قدر نيته واجتهاده.

الفتح – كتاب الصالة- في الحديثفيقال الحافظ الدخشم بالنفاق، في ذكربن الذي رمى فيه أحدهم مالك

ومنها أن من نسب من يظهرفوائد الحديث ) اإلسالم إلى النفاق ونحوه بقرينة تقوم عنده ال

.1(يكفر بذلك وال يفسق بل يعذر بالتأويل

وقال شيخ اإلسالم ) وإذا كان المسلم متأوال في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك كما قال عمر بن

الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: يا رسول الله : دعني صلى الله عليهكفر النبي9أضرب عنق هذا المنافق، ولم ي

.2ال هذا وال هذا بل شهد للجميع بالجنة..(وسلم

أما من تأول فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، نوع تل، ومثال هذا حادثة9 وق;ر8ف9تأويل، فإنه يستتاب وإال ك

جوازىقدامة بن مظعون فقد روى عبد الرزاق أنه رأ :ال " بقوله تعالىدشرب الخمر لبعض الخواص مست

;احm ف8يم;ا﴿ ن 8ح;ات8 ج9 ? الص7ال 9وا ? و;ع;م8ل 9وا 7ذ8ين; آم;ن ?س; ع;ل;ى ال ;ي ل? 7ق;وا 9م7 ات 8ح;ات8 ث ? الص7ال 9وا ? و;ع;م8ل 9وا ? و7آم;ن 7ق;وا 8ذ;ا م;ا ات ? إ ط;ع8م9وا

8ين; ن ?م9ح?س8 9ح8بB ال <ه9 ي ? و;الل 9وا ن ;ح?س; ? و7أ 7ق;وا 9م7 ات ? ث 9وا .3﴾و7آم;ن

وكان قد استعمله عمر على البحرين فشهدت عليه امرأته وأبو هريرة وغيرهما أنه شرب الخمر، فأحضره عمر وعزله فلما أراد أن يقيم عليه الحد استدل باآلية

نه أخطأ التأويل، وأجمع الصحابة على أنهإفقال له عمر أصحابه فإن أقروا بحرمة الخمر أقيم عليهم ويستتاب هو

حد الخمر وإن لم يقروا به كفروا، فرجعوا عن قولهمواتفق الصحابة على جلدهم ولم يكفروهم.

.1/523فتح الباري - 1.3/284الفتاوى - 2.93 اآليةالمائدة- 3

10)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 107: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ومثل هؤالء المتأولين قال فيهم ابن تيمية ) يستتابون

وتقام الحجة عليهم فإن أصروا كفروا حينئذ، وال يحكم بكفرهم قبل ذلك كما لم يحكم الصحابة بكفر قدامة بن

مظعون وأصحابه لما غلطوا فيما غلطوا فيه من.1التأويل(

فمثل هذا ونحوه مما جاء في الصفات ال يكفر المخطئ فيه إال بعد إزالة الشبهة وإقامة الحجة، أما ما يتعلق بتوحيد الله وإفراده بالعبادة فالمخطئ في ذلك كافر ال يعذر بما يدعي أنه تأويل، شأنه في ذلك شأن

المحاربين لدين الله العابثين بحرماته المحلين لما حرم سبحانه، فإنهم ليسوا سوى متالعبين بشرع الله مدعين

لل�تأويل ولم يسلكوا مسالكه، وفي ذلك قال ابن الوزير: ) ال خالف في كفر من جحد ذلك المعلوم بالضرورة

للجميع وتستر باسم التأويل فيما ال يمكن تأويله، كالمالحدة في تأويل جميع األسماء الحسنى بل جميع

والقيامةبعثالقرآن والشرائع والمعاد األخروي من ال.2( والجنة والنار

.7/610الفتاوى - 1.415إيثار الحق على الخلق ص - 2

10)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 108: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

مانع الخطأالخطأ

لمن حققاالجتهاد رخصة الخطأ في التوحيد

صاحبه يعذروصف العلماء للخطأ الذي

10)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 109: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

الخطأ .مانع 3

الخطأ وهنا، والمراد به انتفاء القصد الناتج عن سبق اللسان

ال بد من التفصيل فمن قال كلمة الكفر ولم يقصد الكفر كفر، أما من قالها وهو ال يقصدها أي ال يقصد معناها فهذا

هو انتفاء القصد الذي ال شيء على صاحبه إطالقا، واليخلط عليك ما مر في كتاب الردة.

ودليله ما جاء في صحيح مسلم من حديث أنس قال: أشد فرحالله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله

بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فالة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس

ضجع في ظلها قد أيس من راحلتها شجرة فىمنها فأت فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ

فمثل هذا ال يكفر صاحبه باتفاق. 1من شدة الفرح (

لمنفي االجتهاد رخصة الخطأ حقق التوحيد

أما الخطأ في االجتهاد فقد تقدم الكالم عنه في;﴿مبحث التأويل، أما رخصة الخطأ في قوله تعالى: ;ا ال 7ن ب ر;

;ا ?ن ;خ?ط;أ و? أ; ;ا أ ين 7س8 8ن ن ;ا إ 9ؤ;اخ8ذ?ن ?س;﴿ : وقوله سبحانه2﴾ت ;ي و;ل

8ه8 9م ب ?ت ;خ?ط;أ ;احm ف8يم;ا أ ن 9م? ج9 ?ك ;ي وفي حديث عمرو بن3﴾ع;ل قال ) إذا اجتهد صلى الله عليه وسلم العاص أن النبي

،4الحاكم فأخطأ فله أجر وإذا اجتهد فأصاب فله أجران(8ه8﴿فهي مخصصة بقوله تعالى ك; ب ر; 9ش? ;ن ي ;غ?ف8ر9 أ ; ي <ه; ال 8ن7 الل إ

<ه8 ف;ق;د8 8الل ر8ك? ب 9ش? اء و;م;ن ي ;ش; 8م;ن ي 8ك; ل ;غ?ف8ر9 م;ا د9ون; ذ;ل و;ي?مLا ع;ظ8يمLا 8ث ى إ ;ر; . وهذا كحديث ) بايعوني على أال5﴾اف?ت

.2747صحيح مسلم - 1.286- البقرة اآلية 2.5- األحزاب اآلية 3 (3574( وأبو داود )1716( ومسلم )7352البخاري )- 4

.(2314وابن ماجه ).28- النساء اآلية 5

10)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 110: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة تشركوا بالله شيئا وال تسرقوا وال تزنوا وال تقتلوا أوالدكم

وال تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم وال تعصوا منكم فأجره على الله ومن أصابىفي معروف فمن وف

من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء الله

.1 (عفا عنه وإن شاء عاقبه

قال الحافظ : ) قال النووي: عموم هذا الحديث8ه8 ﴿مخصوص بقوله تعالى ك; ب ر; 9ش? ;ن ي ;غ?ف8ر9 أ ; ي <ه; ال 8ن7 الل ﴾ إ

.2فالمرتد إذا قتل على ارتداده ال يكون القتل كفارة له(

فهذه الرخصة إنما هي ألهل القبلة بل إنه من السياق :يعلم أنها فيما دون التوحيد وأصل اإليمان، يقول سبحانه

9ل¦ آم;ن;﴿ 9ون; ك ?م9ؤ?م8ن Gه8 و;ال ب ?ه8 م8ن ر7 ;ي 8ل 9نز8ل; إ 8م;ا أ ول9 ب س9 آم;ن; الر78ه8 ل س9 Bن رGم Eح;د; ?ن; أ ;ي ق9 ب G9ف;ر ; ن 8ه8 ال ل س9 8ه8 و;ر9 9ب 9ت 8ه8 و;ك ;ت 8ك <ه8 و;م;آلئ 8الل ب

?م;ص8ير9 ?ك; ال ;ي 8ل ;ا و;إ 7ن ب ;ك; ر; ان ;ا غ9ف?ر; ;ط;ع?ن ;ا و;أ م8ع?ن ? س; 9وا فمن .3﴾و;ق;ال لم يحقق هذا القدر من اإليمان فليس داخال في

. 4الخطاب

وقد نقل الشوكاني عن القرطبي في تفسير قول الله;ا ﴿ :تعالى ?ن ;خ?ط;أ و? أ

; ;ا أ ين 7س8 8ن ن ;ا إ 9ؤ;اخ8ذ?ن ; ت ;ا ال 7ن ب ، قال: )وهذا5﴾ ر; لم يختلف فيه أن اإلثم مرفوع وإنما اختلف فيما يتعلق

على ذلك من األحكام، هل ذلك مرفوع وال يلزم منه شيء أو يلزم أحكامه، ذلك كله اختلف فيه والصحيح أن

ذلك يختلف بحسب الوقائع، فقسم ال يسقط باتفاق كالغرامات والديات والصلوات المفروضات، وقسم

يسقط باتفاق كالقصاص والنطق بكلمة الكفر، وقسم ر رمضان أواثالث مختلف فيه كمن أكل ناسيا في نه

حنث ساهيا و مثله مما يقع خطأ ونسيانا ويعرف ذلك في.6الفرع (

فتأمل كيف نقل االتفاق على عدم مؤاخذة من نطق بكلمة الكفر خطأ أي عن غير قصد لتدرك أنه من الخطأحمل اآلية على من أخطأ في اجتهاده ووقع في الكفر.

.18البخاري –كتاب اإليمان- - 1.1/87فتح الباري - 2.285 اآليةالبقرة- 3.214راجع العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي ص - 4.286- البقرة اآلية 5.261فتح القدير ص - 6

11)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 111: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره لآلية: ) فرغبة

;ا﴿العبد إلى الله عز وجل بقول: ين 7س8 8ن ن ;ا إ 9ؤ;اخ8ذ?ن ; ت ;ا ال 7ن ب ر;;ا ?ن ;خ?ط;أ و? أ

; ﴾ فيما كان من نسيان منه لما أمر بفعله علىأ هذا الوجه الذي وصفنا ما لم يكن تركه ما ترك من ذلك

تفريطا منه فيه وتضييعا كفرا بالله – عز وجل- فإن ذلك إذا كان كفرا بالله فإن الرغبة إلى الله في تركه

المؤاخذة به غير جائزة، ألن الله – عز وجل – قد أخبر أنه ال يغفر لهم الشرك به، فمسألته فعل ما قد أعلمهم أنه ال يفعله خطأ وإنما تكون مسألته المغفرة فيما كان

من مثل نسيانه القرآن بعد حفظه بتشاغله عنه وعن.1قراءته ومثل نسيانه صالة أو صياما..(

وقال البغوي في تفسيره لآلية: ) قال عطاء : إن نسينا أو أخطأنا يعني إن جهلنا أو تعمدنا وجعله األكثرون

الذي هو الجهل والسهو، ألن ما كان عمدا منإمن الخط الذنب فغير معفو عنه بل هو في مشيئة الله، والخطأ

.2معفو عنه(

ومناط كالمه رحمه الله هو فيما دون الكفر بالله ألن قوله في الذنب المتعمد "هو في مشيئة الله" معلوم أنه

ليس في الشرك بالله والكفر به فإن هذا ليس في المشيئة بل هو مما ال يغفره الله بخالف ما دونه مما

لمن شاء. فيهإيغفره الله ويعفو عن الخط

وقال ابن تيمية عند كالمه عن حديث ) إن الله تجاوز ألمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به(

صلى الله"والعفو عن حديث النفس إنما وقع ألمة محمد المؤمنين بالله ومالئكته وكتبه ورسله واليومعليه وسلم

اآلخر، فعلم أن هذا العفو هو فيما يكون من األمور التي ال تقدح في اإليمان، فأما ما نافى اإليمان فذلك ال يتناوله

لفظ الحديث، ألنه إذا نافى اإليمان لم يكن صاحبه من في الحقيقة ويكون صلى الله عليه وسلم أمة محمد

عما في نفسه منىبمنزلة المنافقين، فال يجب أن يعف ن يدل عليه الحديث وبه<كالمه أو عمله وهذا فرق بي

تأتلف األدلة الشرعية وهذا كما عفا الله لهذه األمة عن والنسيان وحديث النفس كما يخرجون من النارإالخط

راجع العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي ألبي يوسف- 1.215مدحت آل فراج ، ص

.185ر البغوي ، الطبعة األولى في مجلد واحد ص يتفس- 2

11)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 112: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة بخالف من ليس معه اإليمان فإن هذا لم تدل النصوص

.1على ترك مؤاخذته بما في نفسه وخطئه ونسيانه(

الذي يعذرإوصف العلماء للخطصاحبه

قال ابن القيم رحمه الله وقد قرر أن انتفاء القصد صلى اللهيمنع من التكفير مستدال بقول حمزة للنبي

عبد ألبي ( رواه البخاري فيأ)هل أنتم إال عليه وسلم كتاب المغازي وكان قد شرب الخمر، قال ابن القيم

بذلك وكذلك الصحابي صلى الله عليه وسلم ) فلم يكفره الذي قرأ: "قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون ونحن

وكان ذلك قبل تحريم الخمر، ولم يعد"نعبد ما تعبدون بذلك كافرا لعدم القصد، وجريان اللفظ على اللسان من

ل قصد المتكلم ونيتههمغير إرادة لمعناه... فإياك أن ت وعرفه فتجني عليه وعلى الشريعة وتنسب إليها ما هي

.2بريئة منه(

وقد ذكر رحمه الله أن الله سبحانه ) لم يرتب تلك األحكام على مجرد ما في النفوس من غير داللة فعل أو

قول وال على مجرد ألفاظ مع العلم بأن المتكلم بها لم يرد معانيها ولم يحط بها علما بل تجاوز لألمة عما حدثت

تكلم به وتجاوز لها عماتبه أنفسها ما لم تعمل به أو تكلمت به مخطئة أو ناسية أو مكرهة أو غير عالمة به، إذا لم تكن مريدة لمعنى ما تكلمت به أو قاصدة إليه،

فإذا اجتمع القصد والداللة القولية أو الفعلية ترتب الحكم، هذه قاعدة شرعية وهي من مقتضيات عدل الله

وقال رحمه الله )ولو نطق بكلمة .3وحكمته ورحمته(.4( الكفر من ال يقصد معناها لم يكفر

وقال العز بن عبد السالم ) فصل فيمن أطلق لفظا ال يعرف معناه لم يؤاخذ بمقتضاه ( فقال: ) ... فإذا نطق األعجمي بكلمة كفر أو إيمان أو طالق أو عتاق أو بيع أو شراء أو صلح أو إبراء لم يؤاخذ بشيء من ذلك ألنه لم

.10/760تاوى فال- 1.3/66إعالم الموقعين - 2.3/117إعالم الموقعين - 3.3/75إعالم الموقعين - 4

11)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 113: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ويدخل في انتفاء القصد .5( مقتضاه ولم يقصد إليه يلتزم

من قال كلمة الكفر قارئا أو شاهدا أو حاكيا لها لبيان مافيها من الفساد.

.2/102قواعد األحكام في مصالح األنام - 5

11)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 114: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

اإلكراهاإلكراهمانع

اإلكراهشروطاإلكراهمسائل ليست من

11)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 115: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

اإلكراه مانع .37 م;ن?﴿قال تعالى : 8ال 8ه8 إ ;ع?د8 إيم;ان <ه8 م8ن ب 8الل ;ف;ر; ب م;ن ك

9ف?ر8 ?ك 8ال ح; ب ر; ;�ك8ن م7ن ش; 8يم;ان8 و;ل 8اإل 8ن¦ ب 9ه9 م9ط?م;ئ ?ب ?ر8ه; و;ق;ل ك9 أ

8ك; ;ه9م? ع;ذ;ابm ع;ظ8يمm * ذ;ل <ه8 و;ل ?ه8م? غ;ض;بm مGن; الل ;ي ا ف;ع;ل Lص;د?ر ;ه?د8ي ; ي <ه; ال ن7 الل

; ة8 و;أ ;ا ع;ل;ى اآلخ8ر; ?ي ?دBن ;اة; ال ي ?ح; ? ال Bوا ب ;ح; ت 7ه9م9 اس? ن; 8أ ب

;اف8ر8ين; ?ك ?ق;و?م; ال ، قال الطبري من كفر بالله بعد إيمانه1﴾ال وقلبه إال من أكره على الكفر فنطقه بكلمة الكفر بلسانه

مطمئن باإليمان، موقن بحقيقة اإليمان صحيح عزمه، غير مفسوح الصدر بالكفر، لكن من شرح بالكفر صدرا،

فاختاره وآثره على اإليمان وباح به طائعا فعليهم غضب.2من الله ولهم عذاب عظيم (

وسبب ذلك أنهم استحبوا الحياة)وقال ابن كثير الدنيا على اآلخرة، فأقدموا على ما أقدموا عليه من

.3(الردة ألجل الدنيا

9ه9﴿ :قال ابن حزم : ) ولما قال تعالى ?ب ?ر8ه; و;ق;ل ك9 7 م;ن? أ 8ال إ

9ف?ر8 ?ك 8ال ح; ب ر; ;�ك8ن م7ن ش; 8يم;ان8 و;ل 8اإل 8ن¦ ب ﴾ خرج من ثبتم9ط?م;ئ إكراهه عن أن يكون بإظهار الكفر كافرا إلى رخصة الله

الكفر ال قارئاأظهرتعالى والثبات على اإليمان وبقي من مكرها على وجوب الكفر لهالوال شاهدا وال حاكيا و

بإجماع األمة على الحكم له بالكفر وبحكم رسول الله منأن بذلك، وبنص القرآن على صلى الله عليه وسلم

﴿قال كلمة الكفر إنه كافر، وليس قول الله عز وجل9ف?ر8 ?ك 8ال ح; ب ر; ;�ك8ن م7ن ش; ﴾ على ما ظنوه – يعني المرجئة –و;ل

من اعتقاد الكفر فقط بل كل من نطق بالكالم الذي يحكم لقائله عند أهل اإلسالم بحكم الكفر ال قارئا وال

شاهدا وال حاكيا وال مكرها قفد شرح بالكفر صدرا بمعنى أنه شرح صدره لقبول الكفر المحرم على أهل اإلسالم

وعلى أهل الكفر أن يقولوه، وسواء اعتقدوه أو لم غيرعلى يعتقدوه، ألن هذا العمل من إعالن الكفر

. 4( الوجوه المباحة في إيراده وهو شرح الصدر به

.107 ، 106 اآليةالنحل- 1.14/182تفسير الطبري - 2.4/525تفسير ابن كثير - 3.250 – 3/249الفصل في الملل واألهواء والنحل - 4

11)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 116: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وقال الشوكاني في تفسيره آية اإلكراه : ) إنما صح

كره من الكافر مع أنه ليس بكافر ألنه ظهرماستثناء المنه بعد اإليمان ما ال يظهر إال من الكافر لوال اإلكراه .

قال القرطبي : أجمع أهل العلم على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل أنه ال إثم عليه

إن كفر وقلبه مطمئن باإليمان وال تبين منه زوجته.

وال يحكم عليه بحكم الكفر، وحكي عن محمد بن ظهر الكفر كان مرتدا في الظاهر وفيماأالحسن أنه إذا

بينه وبين الله على اإلسالم، وتبين منه امرأته وال يصلى عليه إن مات وال يرث أباه إن مات مسلما وهذا القول

مردود على قائله مدفوع بالكتاب والسنة، وذهب الحسن البصري واألوزاعي والشافعي وسحنون إلى أن هذه

الرخصة المذكورة في هذه اآلية إنما جاءت في القول وأما في الفعل فال رخصة، مثل أن يكره على السجود

لغير الله ويدفعه ظاهر اآلية فإنها عامة في من أكره من غير فرق بين القول والفعل، وال دليل لهؤالء القاصرين

لآلية على القول، وخصوصا السبب ال اعتبار به مع عموم.1اللفظ كما تقرر في علم األصول (

سبب نزول اآلية

أخذه رضي الله عنه، نزلت في عمار بن ياسر صلى الله عليهالمشركون فلم يتركوه حتى سب النبي

وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلما أتى رسول اللهوسلم يا¦قال ) ما وراءك ( قال : شرصلى الله عليه وسلم

رسول الله، ما تركوني حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، فقال ) كيف تجد قلبك ( ؟ قال مطمئنا باإليمان،

(24/122قال ) إن عادوا فعد (، رواه ابن جرير ) ( والبيهقي والحاكم وقال صحيح3/249وابن سعد )

اإلسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وذكر الحافظ ابن حجر له طرقا مرسلة ثم قال ) وهذه المراسيل يقوي

.2بعضها بعضا (

( أن ابن بطال قال12/314ونقل في الفتح أيضا ) تبعا البن المنذر : ) أجمعوا على أن من أكره على الكفر

.976فتح القدير – الطبعة األولى في مجلد واحد – ص - 1.12/312الفتح - 2

11)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 117: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة حتى خشي على نفسه القتل فكفر وقلبه مطمئن

باإليمان أنه ال يحكم عليه بالكفر .. (

شروط اإلكراهقال الحافظ ) شروط اإلكراه أربعة :

أن يكون فاعله قادرا على إيقاع ما يهدد به،-1، والمأمور عاجزا عن الدفع ولو بالفرار

، أن يغلب على ظنه أنه إذا امتنع أوقع به ذلك-2 أن يكون مهددا فوريا فلو قال إن لم تفعل كذا-3

كر زمنا قريباذضربتك غدا ال يعد مكرها، ويستثنى ما إذا .خلف9جدا، أو جرت العادة بأنه ال ي

أن ال يظهر من المأمور ما يدل على اختياره.-4

وال فرق بين اإلكراه على القول والفعل عند الجمهور، ويستثنى من الفعل ما هو محرم على التأبيد، كقتل

.1(النفس بغير حق

قال علي بن محمد الخازن في تفسيره ) قال العلماء يجب أن يكون اإلكراه الذي يتلفظ به معه بكلمة الكفر،

أن يعذب بعذاب ال طاقة له به مثل التخويف بالقتل والضرب الشديد، واإليالمات القوية مثل التحريق بالنار ونحوه... وأجمعوا أيضا على أن من أكره على الكفر ال

يجوز له أن يتلفظ بكلمة الكفر تصريحا، بل يأتي بالمعاريض وبما يوهم أنه كفر، فلو أكره على التصريح

يباح له ذلك بشرط طمأنينة القلب على اإليمان، غير معتقد ما يقوله من كلمة الكفر، ولو صبر حتى قتل كان

.2( أفضل لفعل ياسر وسمية وصبر بالل على العذاب

مسائل ليست من اإلكراه أما إذا كان للمسلم االختيار ولو فيما دون الكفر – إال

ما ال يبيحه اإلكراه – فإنه يجب عليه األخذ به، إذ يخرج من حيز اإلكراه على الكفر، وهذا كما عرضه قوم شعيب على شعيب والذين آمنوا معه من الخروج من قريتهم أو

7ذ8ين;﴿ :العودة في ملتهم قال سبحانه وتعالى 9 ال ?م;أل ق;ال; ال? م;ع;ك; 9وا 7ذ8ين; آم;ن ?ب9 و;ال ع;ي ;ا ش9 7ك; ي ن 9خ?ر8ج; ;ن ? م8ن ق;و?م8ه8 ل وا ;ر9 ?ب ;ك ت اس?

.312 ، 311/ 12فتح الباري - 1.4/117تفسير الخازن - 2

11)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 118: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة;ار8ه8ين; * ق;د8 7ا ك 9ن ;و? ك و;ل

; ;ا ق;ال; أ 8ن 7ت ;ع9ود9ن7 ف8ي م8ل ;ت و? ل; ;ا أ 8ن ;ت ي م8ن ق;ر?

<ه9 ;ا الل ان ;ج7 8ذ? ن ;ع?د; إ 9م ب 8ك 7ت ;ا ف8ي م8ل 8ن? ع9د?ن Lا إ ;ذ8ب <ه8 ك ;ا ع;ل;ى الل ?ن ي ;ر; اف?تع; ;ا و;س8 Bن ب <ه9 ر; اء الل ;ش; ;ن ي 7 أ 8ال 7ع9ود; ف8يه;ا إ ;ن ن ;ا أ ;ن 9ون9 ل ;ك ?ه;ا و;م;ا ي م8ن

?ن; ;ي ;ا و;ب ;ن ?ن ;ي ;ح? ب ;ا اف?ت 7ن ب ;ا ر; ?ن 7ل ;و;ك <ه8 ت ?مLا ع;ل;ى الل ل ي?ءE ع8 9ل7 ش; ;ا ك Bن ب ر;8ح8ين; ?ف;ات ?ر9 ال ي ;نت; خ; ?ح;قG و;أ 8ال ;ا ب .فال يشرع الوقوع في1﴾ق;و?م8ن

7اس8﴿ :الكفر والحالة هذه يقول سبحانه وتعالى و;م8ن; الن7اس8 ;ة; الن ?ن 7ه8 ج;ع;ل; ف8ت 9وذ8ي; ف8ي الل 8ذ;ا أ 7ه8 ف;إ 8الل 7ا ب ;ق9ول9 آم;ن م;ن ي9م? 7ا م;ع;ك 9ن 7ا ك 8ن 9ن7 إ ;ق9ول ;ي Gك; ل ب ;ص?رm مGن ر7 8ن ج;اء ن ;ئ 7ه8 و;ل ;ع;ذ;اب8 الل ك

;م8ين; ?ع;ال 8م;ا ف8ي ص9د9ور8 ال ;م; ب ;ع?ل 8أ 7ه9 ب ?س; الل ;ي و;ل; وهكذا .2﴾أ

الضرورة التي تفرض على المسلم نوعا من التنازالت الستضعافه وقلة حيلته، فإن مجرد تلك الضرورة ال تبيح

ه عليه بالشروط المذكورة.;كر9الوقوع في الكفر ما لم ي

.89 ، 88 اآليةاألعراف- 1.10 اآليةالعنكبوت- 2

11)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 119: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

الممتنعين

ن�الفرد له حكم الطائفة في الممتنعي.1 ن الش��روط���ن قب��ل تبي���تكف��ير الممتنعي.2

وانتفاء الموانع احتمال وجود مانع من التكف��ير ال يص��رف.3

ن�الحكم الظاهر عن الممتنعي

11)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 120: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

الفرد له حكم الطائفة في.1نـالممتنعي

;ق9ول9﴿ :يقول الله سبحانه 7ار8 ف;ي ;ح;اجBون; ف8ي الن ;ت 8ذ? ي و;إ9ون; 9م مBغ?ن ;نت ;عLا ف;ه;ل? أ ;ب 9م? ت ;ك 7ا ل 9ن 7ا ك 8ن وا إ ;ر9 ?ب ;ك ت 7ذ8ين; اس? 8ل الضBع;ف;اء ل8ن7 9ل¦ ف8يه;ا إ 7ا ك 8ن وا إ ;ر9 ?ب ;ك ت 7ذ8ين; اس? 7ار8 * ق;ال; ال Lا مGن; الن ;ص8يب 7ا ن ع;ن

;اد8 ?ع8ب ?ن; ال ;ي ;م; ب 7ه; ق;د? ح;ك 7ذ8ين;﴿ :وقال سبحانه .1﴾الل و;ق;ال; الى ;ر; ;و? ت ?ه8 و;ل ;د;ي ?ن; ي ;ي 7ذ8ي ب 8ال آن8 و;ال; ب ?ق9ر? 8ه;ذ;ا ال Bؤ?م8ن; ب ;ن ن وا ل ;ف;ر9 ك

Eع?ض; ;ى ب 8ل ;ع?ض9ه9م? إ ج8ع9 ب ;ر? Gه8م? ي ب 8م9ون; م;و?ق9وف9ون; ع8ند; ر; 8ذ8 الظ7ال إ9م? ;نت ;و?ال; أ وا ل ;ر9 ?ب ;ك ت 7ذ8ين; اس? 8ل 9ض?ع8ف9وا ل ت 7ذ8ين; اس? ;ق9ول9 ال ?ق;و?ل; ي ال

9ض?ع8ف9وا ت 7ذ8ين; اس? 8ل وا ل ;ر9 ?ب ;ك ت 7ذ8ين; اس? 8ين; * ق;ال; ال 7ا م9ؤ?م8ن 9ن ;ك ل9م مBج?ر8م8ين; 9نت ;ل? ك 9م ب 8ذ? ج;اءك ;ع?د; إ ?ه9د;ى ب 9م? ع;ن8 ال ;اك ;ح?ن9 ص;د;د?ن ;ن أ

;ه9م? ع;د9و�ا﴿ :وقال سبحانه .2﴾ 9ون; ل ;ك 8ي ع;و?ن; ل ;ق;ط;ه9 آل9 ف8ر? ?ت ف;ال8ين; 9وا خ;اط8ئ ;ان 9ود;ه9م;ا ك ن ع;و?ن; و;ه;ام;ان; و;ج9 8ن7 ف8ر? Lا إ ن .3﴾و;ح;ز;

;مG ف;انظ9ر?﴿ :وقال سبحانه ?ي ;اه9م? ف8ي ال ;ذ?ن ;ب 9ود;ه9 ف;ن ن ;اه9 و;ج9 ;خ;ذ?ن ف;أ8م8ين; ;ة9 الظ7ال ;ان; ع;اق8ب ?ف; ك ;ي .4﴾ك

إلى غير ذلك من اآليات التي لم يفرق الله سبحانه فيها بين تابع ومتبوع، ذلك ألن المتبوع ما كان ليتمكن من

الفساد في األرض والصد عن سبيل الله إال بجندهالتابعين له.

وكونها واردة في كفار أصليين ال يمنع من إنزالها على المرتدين الذين نقضوا إيمانهم باغترافهم الكفر ووقوعهم

في الضالل البعيد.

ومعلوم أن الصحابة الكرام إنما قاتلوا أنصار أئمة تباعهم ألئمتهم ونصرتهم لهم، ال ألنهم اختاروهمالالردة

وتبينوا اكتمال الشروط وانتفاء الموانع في حقهم.

قال شيخ اإلسالم ) والطائفة إذا انتصر بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب

فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها فيماوالعقاب...

.48 ، 47 اآليةغافر- 1.32 ، 31 اآليةسبأ- 2.8 اآليةالقصص- 3.40 اآليةالقصص- 4

12)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 121: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ألن الطائفة الممتنعة بعضها ببعض... لهم وعليهم

1 (كالشخص الواحد

هذه فتوى في هذه المسألة صادرة عن اللجنةوالدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء في السعودية رقم: )

9247.)

ما حكم عوام الروافض اإلمامية اإلثنى السؤال: عشرية، وهل هناك فرق بين علماء أي فرقة من الفرق

الخارجة عن الملة وبين أتباعها من حيث التكفير أو التفسيق ؟

الجواب: ) الحمد لله والصالة والسالم على رسوله العوام إماما من منوآله وصحبه وبعد : ) فإن من شايع

أئمة الكفر والضالل، وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغيا :وعدوا حكم له بحكمهم كفرا وفسقا، قال الله تعالى

اع;ة8 ... ﴿ 7اس9 ع;ن8 الس7 9ك; الن ;ل أ ;س? ;ا﴿ :﴾ إلى قوله ي 7ن ب 9وا ر; و;ق;ال8ه8م? ;ا آت 7ن ب 8يال; * ر; ب ;ا الس7 Bون ض;ل

; ;ا ف;أ اءن ;ر; 9ب ;ا و;ك ;ن اد;ت ;ا س; ;ط;ع?ن 7ا أ 8ن إا L8ير ;ب Lا ك ;ع?ن ?ه9م? ل ?ع;ن ?ع;ذ;اب8 و;ال ?ن8 م8ن; ال واقرأ اآلية2﴾ ض8ع?ف;ي

29، 28 من سورة البقرة واآلية رقم 167، 166، 165 من سورة64، 63، 62من سورة الفرقان، اآليات رقم

من سورة سبإ33، 32، 31القصص واآليات رقم من سورة الصافات واآليات36 حتى 20واآليات رقم

من سورة غافر وغير ذلك في الكتاب50 حتى 47والسنة كثير.

قاتل رؤساء صلى الله عليه وسلم ألن النبيو المشركين وأتباعهم وكذلك فعل أصحابه ولم يفرقوا بين

السادة واألتباع، وبالله التوفيق. وصلى على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ( عبد الله بن قعود وعبد الله بن

غديان وعبد الرزاق عفيفي وعبد العزيز بن باز ) فتاوى جمع :268، 2/267اللجنة الدائمة للبحوث واإلفتاء أحمد بن عبد الرزاق الدويش (.

ن قبلـتكفير الممتنعي.2الشروط وانتفاء الموانع

. باختصار312 ، 311/ 28الفتاوى - 1.28-27-26-25-24-23- األحزاب اآليات 2

12)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 122: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال شيخ اإلسالم في فتواه في التتار ) إذا كان السلف قد سموا مانعي الزكاة مرتدين مع كونهم

يصومون ويصلون ولم يكونوا جماعة من المسلمين، فكيف بمن صار مع أعداء الله ورسوله قاتال للمسلمين ؟

)1.

وقد جاء في حديث طارق بن شهاب قال ) جاء وفد إلى أبي بكر يسألونه الصلح، فخيرهم بين الحرببزاخة

المجلية والسلم المخزية، فقالوا: هذه المجلية قد عرفناها فما المخزية ؟ قال : تنزع منكم الحلقة والكراع،

ونغنم ما أصبنا منكم وتردون علينا ما أصبتم منا وتدون قتالنا وتكون قتالكم في النار وتتركون أقواما يتبعون

الله خليفة رسول الله والمهاجرينيأذناب اإلبل حتى ير أمرا يعذرونكم به، فعرض أبو بكر ما قال على القوم،

فقام عمر فقال، قد رأيت رأيا سنشير عليك، أما ما المجلية والسلم المخزية فنعم مابذكرت من الحر

ذكرت، وأما ما ذكرت أن نغنم ما أصبنا منكم وتردون ما أصبتم منا فنعم ما ذكرت وأما ما ذكرت تدون قتالنا

تلت فقتلت علىاوتكون قتالكم في النار، فإن قتالنا ق أمر الله، أجورها على الله ليس لها ديات، قال فتتابع

.2القوم على ما قال عمر (

قال الحميدي :) ( 13/210قال الحافظ في الفتح ) ختصره البخاري فذكر طرفا منه وهو قولهم ) يتبعونا

، وأخرجه بطوله (أذناب اإلبل إلى قوله : يعذرونكم البرقاني باإلسناد الذي أخرج البخاري ذلك القدر منه ثم قال الحافظ : ) وقوله قتالكم في النار ( أي ال ديات لهم

دية في الدنيا ألنهم ماتوا على شركهم فقتلوا بحق فال لهم، وقوله ) وتتركون ( بضم أوله و) يتبعون أذناب

يتها ألنهم إذا نزعت منهم آلة الحربااإلبل ( في رع في البوادي، ال عيش لهم إال ما يعود عليهمارجعوا أعراب

من منافع إبلهم، قال بن بطال : كانوا ارتدوا ثم تابوا، فأوفدوا رسلهم إلى أبي بكر، يعتذرون إليه فأحب أبو بكر أال يقضي بينهم إال بعد المشاورة في أمرهم فقال لهم :

اه�ارجعوا واتبعوا أذناب اإلبل في الصحاري.

.28/289الفتاوى - 1.7221رواه البرقاني ورواه البخاري مختصرا ) - 2

12)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 123: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة والذي يظهر أن المراد بالغاية التي أنظرهم إليها أن

فهؤالء أتباع، 3 (تظهر توبتهم وصالحهم بحسن إسالمهم طليحة بن خويلد وكذلك أنصار مسيلمة تغنم أموالهم علىوتسبى نساؤهم ويشهد على قتالهم أنهم في النار و

هذا أجمع الصحابة الكرام رضي الله عنهم، والمقتول شخص معين ال يشهد على أنه في النار إال إذا كان

مقطوعا بكفره.

احتمال وجود مانع من.3 التكفير ال يصرف الحكم الظاهر

نـعن الممتنعي العباس كافرا صلى الله عليه وسلم وقد اعتبر النبي

وأجرى عليه حكم الكفار في أخذ الفداء، ولم يعتبر دعوى عى، فقد أخرج البخاري من حديث ابن7اإلكراه التي اد

شهاب عن أنس أن رجاال من األنصار استأذنوا رسول فقالوا ائذن لنا فلنترك البن صلى الله عليه وسلم الله

.( والله ال تذرون منه درهما :)أختنا عباس فداءه، قال

إن رجاال من األنصار"قال الحافظ ابن حجر : ) قوله أي ممن شهد بدرا كما سيأتي وكان المشركون"

ابن إسحاق من حديثرج أخرجوه معهم إلى بدر ... أخ قال ) يا عباس صلى الله عليه وسلم ابن عباس أن النبي

فد نفسك وابني أخويك عقيل بن أبي طالب ونوفل بنا: الحارث، وحليفك عتبة بن عمرو فإنك ذو مال، قال إني

صلى الله عليهكنت مسلما ولكن القوم استكرهوني قال إن كنت كما تقول حقا إن الله يجزيك، ولكن ظاهروسلم

.2أمرك أنك كنت علينا (

ومن المعلوم عند أهل العلم أن من خرج من الكفار لقتال المسلمين حكم عليه بالكفر في الظاهر وإن كان

احتمال إكراهه واردا.

. 12/211فتح الباري - 3 (. والحديث رواه أحمد في المسند7/322) فتح الباري - 2

(1/353) .

12)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 124: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال شيخ اإلسالم : ) وقد يقاتلون وفيهم مؤمن يكتم إيمانه، يشهد القتال معهم وال يمكنه الهجرة، وهو مكره

على القتال، ويبعث يوم القيامة على نيته، كما في أنه قال : صلى الله عليه وسلم الصحيح عن النبي

يغزوا جيش هذا البيت فبينما هم ببيداء من األرض إذ) خسف بهم فقيل يا رسول الله وفيهم المكره، قال

وهذا في ظاهر األمر وإن قتل (يبعثون على نياتهم وحكم عليه بما يحكم على الكفار، فالله يبعثه

يحكم لهم فياعلى نيته، كما أن المنافقين من ،الظاهر بحكم اإلسالم ويبعثون على نياتهم

والجزاء يوم القيامة على ما في القلوب ال على مجرد الظواهر ولهذا روي أن العباس قال يا رسول الله كنت

أما ظاهرك فكان علينا وأما سريرتك فإلى"مكرها قال : .1 ( "الله

تنبيه

) من أحدث صلى الله عليه وسلم قال رسول الله حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والمالئكة والناس

. 2أجمعين (

قال ابن القيم رحمه الله : ) ومن أعظم الحدث صلى الله عليه وسلمتعطيل كتاب الله وسنة رسول الله

وإحداث ما خالفهما ونصر من أحدث ذلك والذب عنه ومعاداة من دعا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى

. 3(الله عليه وسلم

ومن تأمل حال أئمة الردة والضالل في هذه الزمان فاعلم رحمكوجدهم متصفين بتلك الصفات وأكثر،

الله أن تكفيرهم وتكفير أنصارهم وأتباعهم ال يتوقف على اكتمال الشروط وانتفاء الموانع

.لحدة شوكتهم وامتناعهم

.225 ، 19/224الفتاوى - 1. ( والنسائي بإسناد حسن4530رواه أبو داوود ) - 2.3/405إعالم الموقعين - 3

12)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 125: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

12)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 126: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

شبهات حول العذربالجهل والتأويل

شبهة أن الضالل ال يكون إال بعد.1البيان ن �قصة الحواريي.2حديث القدرة .3حديث ذات أنواط .4حديث سجود معاذ .5 في صفة العلمحديث عائشة.6حذيفة في جهل الفرائضحديث .7

شبهات حول العذر بالجهلوالتأويل

إلـى المحكمرد المتشابه

12)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 127: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة;اتm﴿قال تعالى: ?ه9 آي ;اب; م8ن 8ت ?ك ?ك; ال ;ي ل; ع;ل ;نز; 7ذ8ي; أ ه9و; ال

7ذ8ين; في م7ا ال; 8ه;اتm ف;أ اب ;ش; 9خ;ر9 م9ت ;اب8 و;أ 8ت ?ك 9مB ال ;م;اتm ه9ن7 أ مBح?ك

8غ;اء ?ت ;ة8 و;اب ?ن ?ف8ت 8غ;اء ال ?ت ?ه9 اب ;ه; م8ن اب ;ش; 8ع9ون; م;ا ت 7ب ;ت ?غm ف;ي ي 8ه8م? ز; 9وب ق9ل8 ?م ?ع8ل خ9ون; ف8ي ال اس8 <ه9 و;الر7 7 الل 8ال ;ه9 إ و8يل

? ;أ ;م9 ت ;ع?ل 8ه8 و;م;ا ي و8يل? ;أ ت

;اب8 ?ب ? األل 9وا و?ل9 7 أ 8ال 7ر9 إ ;ذ7ك ;ا و;م;ا ي Gن ب ند8 ر; 9ل¦ مGن? ع8 8ه8 ك 7ا ب 9ون; آم;ن ;ق9ول ي

قال ابن كثير في تفسيرها ) يخبر الله تعالى أن في، 1﴾ القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب أي بينات واضحة

الداللة ال التباس فيها على أحد ومنه آيات أخر فيها في الداللة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن اشتباه

رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه .2عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس (

قال صلى الله عليه وسلم وقد روت عائشة أن النبي ) ...إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين

أحسن ما قاله أبو قالبة :اوم .3سمى الله فاحذروهم ( ثوهم، فإني ال آمن أند) ال تجالسوا أهل األهواء وال تح

يغمروكم في ضاللتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم.4تعرفون (

شبهة أن الضالل ال يكون إال.1بعد البيان

;ع?د;﴿يقول سبحانه وتعالى : 9ض8ل7 ق;و?مLا ب 8ي <ه9 ل ;ان; الل و;م;ا كEي?ء 9لG ش; 8ك <ه; ب 8ن7 الل 7ق9ون; إ ;ت ;ه9م م7ا ي Gن; ل ;ي 9ب 7ى ي 8ذ? ه;د;اه9م? ح;ت إ

m8يم قالوا هذا يدل على أن الضالل ال يكون إال بعد .5﴾ع;لالبيان والكالم على هذا من وجوه.

الضالل المعذب عليه

L مGن﴿ :قال سبحانه ? ف;ض?ال ;غ9وا ?ت ;ب ;ن ت ;احm أ ن 9م? ج9 ?ك ;ي ?س; ع;ل ;ي لع;ر8 ?م;ش? <ه; ع8ند; ال ? الل وا 9ر9 ف;اتE ف;اذ?ك 9م مGن? ع;ر; ;ف;ض?ت 8ذ;ا أ 9م? ف;إ Gك ب ر7

;م8ن; 8ه8 ل ?ل 9م مGن ق;ب 9نت 8ن ك 9م? و;إ ;م;ا ه;د;اك وه9 ك 9ر9 8 و;اذ?ك ام ?ح;ر; الGين; Gين;﴿ : وقال سبحانه6﴾الض7آل 9مGي ;ع;ث; ف8ي األ? 7ذ8ي ب ه9و; ال

.7- آل عمران اآلية 1.1/344تفسير ابن كثير - 2.4547البخاري - 3.4/472سير أعالم النبالء للذهبي - 4.115- التوبة اآلية 5.198 اآليةالبقرة- 6

12)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 128: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة;اب; 8ت ?ك Gم9ه9م9 ال 9ع;ل Gيه8م? و;ي ك 9ز; 8ه8 و;ي ;ات ?ه8م? آي ;ي 9و ع;ل ?ل ;ت ?ه9م? ي والL مGن س9 ر;

E8ين لE مBب ;ف8ي ض;ال; ?ل9 ل 9وا م8ن ق;ب ;ان 8ن ك ?م;ة; و;إ ?ح8ك .1﴾و;ال

أي وإن كانوا من قبل بعثته)قال الشوكاني رحمه الله.2فيهم في شرك وذهاب عن الحق (

فالناس قبل بلوغ الرسالة إليهم ضالون وبيان هذا جلي في الكتاب والسنة ولكنهم ال يعذبون على ذلك إال

بعد قيام الحجة الرسالية.

ان8وقال سبحانه 8ل8س; 7 ب 8ال ولE إ س9 ;ا م8ن ر7 ?ن ل س; ر?; ﴿: و;م;ا أ

اء ;ش; ;ه?د8ي م;ن ي اء و;ي ;ش; <ه9 م;ن ي 9ض8لB الل ;ه9م? ف;ي Gن; ل ;ي 9ب 8ي ق;و?م8ه8 ل?ح;ك8يم9 ?ع;ز8يز9 ال فهذا الضالل هو المستوجب 3﴾و;ه9و; ال

،للعذاب لقيام الحجة، مع أن القوم قبل ذلك كانوا ضالال أنهم إنما ضلوا – سموا ضالين – بعد الرسالة.ال

وهكذا الضالل المذكور في اآلية هو الضالل المستوجب للعذاب، ولذلك فسر قوله ) ليضل ( ب :

اللهانليعذب . قال الضحاك في تفسير اآلية: ) وما ك.4ليعذب قوما حتى يبين لهم ما يأتون وما يذرون (

الجهل سبب الضالل

ف;هLا﴿ :قال سبحانه ;د;ه9م? س; و?ال; ? أ 9وا ;ل 7ذ8ين; ق;ت ر; ال ق;د? خ;س8

? Bوا <ه8 ق;د? ض;ل اء ع;ل;ى الل 8ر; <ه9 اف?ت ق;ه9م9 الل ز; ? م;ا ر; م9وا E و;ح;ر7 ?م ل ?ر8 ع8 8غ;ي ب;د8ين; ? م9ه?ت 9وا ;ان .5﴾ و;م;ا ك

;ام;ة8 ﴿ :وقال سبحانه ?ق8ي ;و?م; ال ;ةL ي ;ام8ل ه9م? ك ار; و?ز;; ? أ 9وا ;ح?م8ل 8ي ل

ون; ;ز8ر9 اء م;ا ي ; س; ;ال E أ ?م ل ?ر8 ع8 8غ;ي ;ه9م ب Bون 9ض8ل 7ذ8ين; ي ار8 ال و?ز;; .6﴾ و;م8ن? أ

قال الشوكاني رحمه الله ) أي قالوا هذه المقالة ليحملوا أوزارهم كاملة، لم يكفر منها شيء لعدم إسالمهم الذي هو سبب لتكفير الذنوب، وقيل إن الالم هي الم العاقبة

ألنهم لم يصفوا القرآن بكونه أساطير ألجل أن حملوا ،تهم ذلك حسن التعليل بهباألوزار، ولكن لما كان عاق

.2- الجمعة اآلية 1.1778فتح القدير في مجلد واحد ص - 2.4- إبراهيم اآلية 3.586تفسير البغوي في مجلد وحد ص - 4.140 اآليةاألنعام- 5.25 اآليةالنحل- 6

12)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 129: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة;ه9م? ع;د9و�ا﴿كقوله تعالى 9ون; ل ;ك 8ي ع;و?ن; ل ;ق;ط;ه9 آل9 ف8ر? ?ت ف;ال

8ين; 9وا خ;اط8ئ ;ان 9ود;ه9م;ا ك ن ع;و?ن; و;ه;ام;ان; و;ج9 8ن7 ف8ر? Lا إ ن ،1﴾و;ح;ز;;ه9م﴿وقيل الم األمر Bون 9ض8ل 7ذ8ين; ي ار8 ال و?ز;

; ﴾ أي ويحملونو;م8ن? أ بعض أوزار الذين يضلونهم ومحل ) بغير علم ( النصب

على الحال من فاعل يضلونهم أي يضلون الناس جاهلين غير عالمين بما يدعونهم إليه، وال عارفين بما يلزم من

ضلون من ال علمياآلثام، وقيل إنه حال من المفعول أي 8ه8م?﴿ :له، ومثل هذه اآلية ?ق;ال ث

; ?ق;االL م7ع; أ ;ث ;ه9م? و;أ ?ق;ال ث; 9ن7 أ ;ح?م8ل ;ي و;ل

ون; ;ر9 ;ف?ت 9وا ي ;ان ;ام;ة8 ع;م7ا ك ?ق8ي ;و?م; ال 9ن7 ي ;ل أ 9س? ;ي .3 (2﴾و;ل

وقد جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو قال ) إن الله ال يقبض صلى الله عليه وسلم أن النبي

العلم إذا انتزعه انتزاعا، وإنما يقبضه بموت العلماء حتى جهاال، فسألوهمLإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا كان الجهلفتبين أن فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا (.

سببا لضاللهم.

وقد بوب البخاري بابا في كتاب االعتصام بالكتاب والسنة من صحيحه : باب إثم من دعا إلى ضاللة أو سن

;و?م;﴿ :سنة سيئة لقول الله تعالى ;ةL ي ;ام8ل ه9م? ك ار; و?ز;; ? أ 9وا ;ح?م8ل 8ي ل

اء م;ا ; س; ;ال E أ ?م ل ?ر8 ع8 8غ;ي ;ه9م ب Bون 9ض8ل 7ذ8ين; ي ار8 ال و?ز;; ;ام;ة8 و;م8ن? أ ?ق8ي ال

ون; ;ز8ر9 .4﴾ي

وقد روى مسلم وأبو داوود والترمذي من حديث أبي ) من صلى الله عليه وسلم هريرة قال قال رسول الله

األجر مثل أجور من تبعه الندعا إلى هدى كان له م ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضاللة كان

عليه من اإلثم مثل آثام من تبعه ال ينقص ذلك من آثامهم.5 (شيئا

E﴿ :قال البغوي في قوله تعالى ?م ل ?ر8 ع8 8غ;ي ;ه9م ب Bون 9ض8ل ﴾يون; ﴿) بغير حجة فيصدونهم عن اإليمان ;ز8ر9 اء م;ا ي ; س; ;ال ﴾أ

.6ما يحملون (. ثم ساق بسنده حديث أبي هريرة

. 8ص اآلية القص- 1.13 اآليةالعنكبوت- 2.963فتح القدير في مجلد واحد - 3.25- النحل اآلية 4.2674مسلم - 5.707تفسير البغوي في مجلد واحد ص - 6

12)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 130: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة مناط اآلية

قال الشوكاني : ) لمانزلت اآلية المتقدمة في النهي عن االستغفار للمشركين خاف جماعة ممن كان يستغفر

لله بسبب ذلك االستغفار، فأنزل اللهالهم، العقوبة من 8ذ? ه;د;اه9م? ﴿ :سبحانه ;ع?د; إ 9ض8ل7 ق;و?مLا ب 8ي <ه9 ل ;ان; الل ﴾ أي و;م;ا ك

أن الله سبحانه ال يوقع الضالل على قوم، وال يسميهم ضالال بعد أن هداهم لإلسالم والقيام بشرائعه ما لم

قدموا على شيء من المحرمات بعد أن تبين لهم ذلك9ي;ه9م﴿ :فال إثم عليهم وال يؤاخذون به، ومعنى Gن; ل ;ي 9ب 7ى ي ح;ت

7ق9ون; ;ت ن لهم ما يجب عليهم اتقاؤه مني﴾ حتى يبم7ا ي8يمm﴿ :محرمات الشرع ي?ءE ع;ل 9لG ش; 8ك <ه; ب 8ن7 الل ﴾ مما يحل إ

.1لعباده ويحرم عليهم، ومن سائر األشياء التي خلقها (

خل اإلسالم محققا التوحيد الذي هو أصله،دفإن من ال يسمى ضاال بسبب ما غاب عنه من الشريعة وال يؤاخذ بذلك في الدنيا وال في اآلخرة، ألنه إنما دخل في اإلسالم

بالتوحيد ال بغيره من الفرائض، فإذا كان جاهال التوحيدمدعيا اإلسالم فال ينفعه مجرد ادعائه اإلسالم.

التوبة ( : ) إنه، 115قال ابن كثير في تفسير اآلية ) سبحانه ال يضل قوما إال بعد إبالغ الرسالة إليهم حتى

م7ا﴿ :يكونوا قد قامت عليهم الحجة كما قال تعالى; و;أ

?ه9م? ;خ;ذ;ت ?ه9د;ى ف;أ ?ع;م;ى ع;ل;ى ال Bوا ال ب ;ح; ت ;اه9م? ف;اس? ?ن ;م9ود9 ف;ه;د;ي ث9ون; ب ?س8 ;ك 9وا ي ;ان 8م;ا ك ?ه9ون8 ب ?ع;ذ;اب8 ال . 2﴾ص;اع8ق;ة9 ال

قال ابن جرير : يقول الله تعالى : وما كان الله ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالضالل بعد إذ رزقكم الهداية ووفقكم لإليمان به

وبرسوله، حتى يتقدم إليكم بالنهي عنه فتتركوا، فأما قبل أن يبين لكم كراهية ذلك بالنهي عنه، ثم ال تتعدوا نهيه

إلى ما نهاكم عنه، فإنه ال يحكم عليكم بالضالل، فإن الطاعة والمعصية إنما يكونان في المأمور والمنهي وأما من لم يؤمر ولم ينه فغير كائن مطيعا أو عاصيا فيما لم

.3يؤمر به أو ينه عنه (

.741 ، 740فتح القدير في مجلد واحد ص - 1.17فصلت اآلية- 2.2/166مختصر تفسير ابن كثير - 3

13)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 131: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة فتبين أن مناط اآلية متعلق باألمر والنهي المتوجه

لمن حقق التوحيد، فما كان الله ليؤاخذ بفعل منهي عنهأو ترك مأمور به إال بعد البيان وإقامة الحجة.

ثم إن الجهل ليس مانعا من الضالل والعذاب بل هو سبب لهما ال سيما إذا كان صاحبه غير عاجز. قال ابن

تيمية رحمه الله ) ولفظ الضالل إذا أطلق تناول من ضل عن الهدى سواء كان عمدا أو جهال ولزم أن يكون معذبا

;ا﴿ :كقوله Bون ض;ل; ;ا ف;أ اءن ;ر; 9ب ;ا و;ك ;ن اد;ت ;ا س; ;ط;ع?ن 7ا أ 8ن ;ا إ 7ن ب 9وا ر; و;ق;ال

ا L8ير ;ب Lا ك ;ع?ن ?ه9م? ل ?ع;ن ?ع;ذ;اب8 و;ال ?ن8 م8ن; ال 8ه8م? ض8ع?ف;ي ;ا آت 7ن ب 8يال; * ر; ب الس7ق;ى﴿ : وقوله تعالى1﴾ ;ش? ;ض8لB و;ال; ي ;ع; ه9د;اي; ف;ال; ي 7ب ف;م;ن8 ات﴾2)3.

نـقصة الحواريي.2;م;﴿ :قال تعالى ي ر? ?ن; م��; ى اب ا ع8يس��; ون; ي��; Bح;و;ار8ي��? 8ذ? ق;ال; ال إ

ال; م;اء ق��; د;ةL مGن; الس��7 ا م;آئ��8 ?ن��; ;ي ل; ع;ل Gز; 9ن ;ن ي Bك; أ ب ;ط8يع9 ر; ت ;س? ه;ل? ي8ين; 9م مBؤ?م8ن 9نت 8ن ك <ه; إ ? الل 7ق9وا .4﴾ ات

;ط8يع9قال البغوي : ) قرأ الكسائي " ت ;س? " بالتاء " ه;ل? تBك; ب " بنصب الباء هي قراءة علي وعائشة وابن عباسر;

ومجاهد، أي هل تستطيع أن تدعو وتسأل ربك وقرأ;ط8يع9 اآلخرون " ت ;س? Bك;" بالياء و" ي ب " برفع الباء، ولم ر;

يقولوه شاكين بقدرة الله عز وجل ولكن معناه : هل ينزل ربك أم ال كما يقول الرجل لصاحبه هل تستطيع أن

تنهض معي وهو يعلم أنه يستطيع، وإنما يريد هل يفعل ذلك أم ال وقيل يستطيع بمعنى يطيع يقال أطاع

واستطاع بمعنى واحد، كقوله أجاب واستجاب، معناه هل يطيعك ربك بإجابة سؤالك ؟ وفي اآلثار من أطاع الله

أطاعه الله.

وأجرى بعضهم على الظاهر فقالوا غلط القوم وقالوه قبل استحكام المعرفة وكانوا بشرا، فقال لهم عيسى

اتقوا الله إن)عليه السالم عند الغلط استعظاما لقولهم .5 أي ال تشكوا في قدرته ((كنتم مؤمنين

.68-67- األحزاب اآلية 1.123- طه اآلية 2.7/166الفتاوى - 3.113 اآليةالمائدة- 4.407تفسير البغوي في مجلد واحد ص - 5

13)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 132: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قول بعض من ينتصر لعذر الجاهلين،نفيا للعجب من

فينقل ما قيل من أنهم غلطوا في قولهم وكان ذلك قبل استحكام المعرفة ويترك ما رجحه هذا اإلمام المفسر

محيي السنة من أنهم لم يشكوا في قدر ة الله بناء علىالقراءة األخرى وأقوال الصحابة وغيرهم ..

جهل بعض الصفات

رير الطبري رحمه الله فيجوقد مر بنا مذهب ابن جهل الصفات حيث يقول بكفر من يجهل بعض الصفات قال رحمه الله ) ال يسع أحدا بلغ حد التكليف الجهل بأن

له قدرة ومتكلمقادر له الله جل ذكره عالم له علم و كالم وعزيز له عزة وأنه خالق وأنه ال محدث إال مصنوع

ولذلك قال، 1مخلوق، وقلنا من جهل ذلك فهو كافر (8ن﴿ :رحمه عن الحواريين : ) وأما قوله <ه; إ ? الل 7ق9وا ق;ال; ات

8ين; 9م مBؤ?م8ن 9نت عيسى للحواريين القائلينقال ﴾ فإنه يعني كم;اء﴿له 8د;ةL مGن; الس7 ;ا م;آئ ?ن ;ي ل; ع;ل Gز; 9ن ;ن ي Bك; أ ب ;ط8يع9 ر; ت ;س? ه;ل? ي

8ين; 9م مBؤ?م8ن 9نت 8ن ك <ه; إ ? الل 7ق9وا ﴾ راقبوا قول الله أيهاق;ال; ات القوم وخافوه أن ينزل بكم من الله عقوبة على قولكم

هذا، فإن الله ال يعجزه شيئ أراده، وفي شككم في قدرة الله على مائدة من السماء كفر به فاتقوا الله أن

8ين;﴿ينزل بكم نقمة 9م مBؤ?م8ن 9نت 8ن ك ﴾ يقول إن كنتم إ مصدقي على ما أتوعدكم به من عقوبة الله إياكم على

م;اء﴿قولكم 8د;ةL مGن; الس7 ;ا م;آئ ?ن ;ي ل; ع;ل Gز; 9ن ;ن ي Bك; أ ب ;ط8يع9 ر; ت ;س? ه;ل? ي) ﴾2

ابن حزم قول

وقد جعل ابن حزم جهلهم قدرة الله على إنزاله مائدة من السماء مما ال يكفر صاحبه، إال إذا علم أن

األنبياء جاؤوا به ثم كذبهم كما قال الدهلوي وابن الوزير في قصة الرجل الذي جهل سعة قدرة الله عز وجل كما

سيأتي قريبا.

فهؤالء الحواريون الذين أثنى الله عز)قال ابن حزم وجل عليهم، قد قالوا بالجهل لعيسى عليه السالم، هل

يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ؟ ولم

.149التبصير ص - 1.11/253تفسير الطبري - 2

13)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 133: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة يبطل إيمانهم، وهذا ما ال مخلص منه وإنما كانوا يكفرون

.1 لها (وتبينهم ذلك بعد قيام الحجة والو قال

والقوم لم يشكوا في قدرة الله كما قال البغويوروي عن الصحابة وغيرهم.

نهم شكوا في قدرة الله وظاهر مذهبهإوقال الطبري 9م﴿أنهم كفروا فاستتيبوا في قوله : 9نت 8ن ك <ه; إ ? الل 7ق9وا ات

8ين; ﴾.مBؤ?م8ن

نهم شكوا في قدرة الله على ماإوقال عامة العلماء ظنوه محاال، وجعلوه من الصفات التي يعذر صاحبها وال

يكفر إال بعد قيام الحجة.

ولم يقل أحد منهم أنهم جهلوا أن الله قادر وعذروا بجهلهم، وكيف يجهل الموحد أن الله قادر، وهو ما يطعن

في األلوهية في الصميم ؟ وكيف يعقل أن يعبد أحد معبودا ال يقدر على شيء ؟ فالعاجز ليس له خلق والملك وال أمر، كيف يعتبر فضال عن أن يعبد ويخشى ؟

حديث القدرة .3 ) قال رجل قال صلى الله عليه وسلم عن رسول الله

ذرواالم يعمل حسنة قط ألهله، إذا مات فحرقوه ثم في البحر، فو الله لئن قدر اللهفي البر ونصفه نصفه

عليه ليعذبنه عذابا ال يعذبه أحدا من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر

البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا ؟ قال من وهو حديث2خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر الله له (

عن أبي هريرة وأبي سعيد وحذيفة وغيرهم. جاءمتواتر

تأويل العلماء للحديث

ختلف العلماء في تأويل هذا الحديث،اقال النووي ) فقالت طائفة : ال يصح حمل هذا الحديث على أنه أراد نفي قدرة الله، فإن الشاك في قدرة الله تعالى كافر،

وقد قال في آخر الحديث : إنه إنما فعل هذا من خشية

.3/253الفصل - 1 ، مسلم – كتاب التوبة7506البخاري – كتاب التوحيد - - 2

–2756 .

13)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 134: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة الله تعالى والكافر ال يخشى الله تعالى وال يغفر له، قال

هؤالء فيكون له تأويالن:

العذاب أي قضاه،ي7 أن معناه لئن قدر عل :أحدهما يقال من قدر بالتخفيف وقدر بالتشديد بمعنى واحد.

: قال الله تعالىى أن قدر بمعنى ضيق، عل:الثاني;ن8 ﴿ ;ه;ان Gي أ ب ;ق9ول9 ر; ق;ه9 ف;ي ?ه8 ر8ز? ;ي ه9 ف;ق;د;ر; ع;ل ;ال; ?ت 8ذ;ا م;ا اب م7ا إ

; 1﴾ و;أ8ذ ذ7ه;ب;﴿ :وهو أحد األقوال في قوله تعالى Bون8 إ و;ذ;ا الن

;ن ال7 9م;ات8 أ ;اد;ى ف8ي الظBل ?ه8 ف;ن ;ي 7ق?د8ر; ع;ل 7ن ن ;ن ل Lا ف;ظ;ن7 أ م9غ;اض8ب8م8ين; 9نت9 م8ن; الظ7ال Gي ك 8ن ;ك; إ ان ?ح; ب ;نت; س9 8ال7 أ ;ه; إ 8ل .2﴾إ

هذاقاله قالت طائفة: اللفظ على ظاهره ولكن الرجل وهو غير ضابط لكالمه وال قاصد لحقيقة معناه

ومعتقد لها بل قاله في حالة غلب عليه الدهش والخوف وشدة الجزع بحيث ذهب تيقظه وتدبر ما يقول فصار في

معنى الغافل والناسي وهذه الحالة ال يؤاخذ فيها، وهو نحو قول القائل اآلخر الذي غلب عليه الفرح حين وجد

فلم يكفر بذلك الدهش( ربكا أنت عبدي وأن)راحلته والسهو .

وقد جاء في هذا الحديث في غير مسلم ) فلعلي وهذا يدل على أن قوله " لئن، أغيب عنه أيأضل الله (

قدر الله " على ظاهره.

وقالت طائفة هذا من مجاز كالم العرب وبديع ق9ل?﴿ :استعمالها يسمونه مزج الشك باليقين كقوله تعالى

9م? 7اك 8ي و? إ; 7ا أ 8ن 7ه9 و;إ ر?ض8 ق9ل8 الل

; م;او;ات8 و;األ? 9م مGن; الس7 ق9ك ز9 ;ر? م;ن ي E8ين لE مBب و? ف8ي ض;ال;

; ;ع;ل;ى ه9دLى أ فصورته صورة الشك3﴾لوالمراد به اليقين .

وقالت طائفة هذا الرجل جهل صفة من صفات الله، واختلف العلماء في تكفير جاهل الصفة، قال القاضي

أبوبه عياض وممن كفره بذلك ابن جرير الطبري، وقال وقال آخرون ال يكفر بجهل الصفة،، الحسن األشعري أوال

وال يخرج به عن اسم اإليمان بخالف جحدها، وإليه رجع أبو الحسن األشعري وعليه استقر قوله، ألنه لم يعتقد

.16- الفجر اآلية 1.87- األنبياء اآلية 2.24- سبأ اآلية 3

13)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 135: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ذلك اعتقادا يقطع بصوابه ويراه دينا وشرعا، وإنما يكفر

من اعتقد أن مقالته حق، وقال هؤالء ولو سئل الناسلوجد العالم بها قليال.

وقالت طائفة : كان هذا الرجل في زمن فترة حين ينفع مجرد التوحيد وال تكليف قبل ورود الشرع على

;دي﴿ :المذهب الصحيح لقوله تعالى ;ه?ت 7م;ا ي 8ن ;د;ى ف;إ م7ن8 اه?تر; ةm و8ز? ;ز8ر9 و;از8ر; ; ت ?ه;ا و;ال ;ي ;ض8لB ع;ل 7م;ا ي 8ن ه8 و;م;ن ض;ل7 ف;إ ;ف?س8 8ن ل

L وال س9 ?ع;ث; ر; ;ب 7ى ن ت 8ين; ح; 7ا م9ع;ذGب 9ن ى و;م;ا ك 9خ?ر; .1 ﴾أ

شرعهم فيه، في زمنانوقالت طائفة يجوز أنه ك وذلك من مجوزات، جواز العفو عن الكافر بخالف شرعنا

العقول عند أهل السنة، وإنما منعناه في شرعنا بالشرع;غ?ف8ر9 م;ا﴿ :وهو قوله تعالى 8ه8 و;ي ك; ب ر; 9ش? ;ن ي ;غ?ف8ر9 أ ; ي <ه; ال 8ن7 الل إ

?مLا 8ث ى إ ;ر; <ه8 ف;ق;د8 اف?ت 8الل ر8ك? ب 9ش? اء و;م;ن ي ;ش; 8م;ن ي 8ك; ل د9ون; ذ;ل .3 ( وغير ذلك من األدلة والله أعلم2﴾ع;ظ8يمLا

داللة تأويل العلماء للحديث

ضطر العلماءاولما كان ظاهر هذا الحديث مشكال إلى تأويله ومن المعلوم أن العلماء ال يلجأون إلى التأويل

كأنموجبهويسعون إليه عند وجود إال عند الضرورة. اهر النص مخالفا لقاعدة مقررة معلومة منظ) يكون

.4الدين بالضرورة أو مخالفا لنص أقوى منه سندا (

وقد بوب مسلم رحمه الله في صحيحه فقال : ) بابالدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا (

وقال النووي بعد أن قرر أنه ال ) يخلد في النار من مات على التوحيد ولو عمل من المعاصي ما عمل، كما

أنه ال يدخل الجنة أحد مات على الكفر ولو عمل من أعمال البر ما عمل ...فإذا تقررت هذه القاعدة، حمل

ديث الباب وغيرها، فإذا ورداعليها جميع ما ورد من أح

.15- اإلسراء اآلية 1.48- النساء اآلية 2.7/7470شرح مسلم - 3 وراجع107أصول الفقه لمحمد أبي زهرة ص - 4

. (261 ، 261 ، 10 ، 3/9الموافقات )

13)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 136: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة حديث في ظاهره مخالفة وجب تأويله عليها ليجمع بين

1نصوص الشرع (

قال الحافظ ) وأظهر األقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه حتى ذهب تعقله لما يقول، ولم يقله قاصدا لحقيقة معناه، بل في حالة كان فيها

خذ بما يصدر منه،اكالغافل والذاهل والناسي الذي ال يؤ نه كان في شرعهم جوازإ من قال : قولوأبعد األقوال

، وما ذهب إليه الحافظ فيه نظر وال2المغفرة للكافر ( سيما والحديث في سعة رحمة الله وعلى كل حال

فتأويل العلماء لهذا الحديث أكبر دليل على أنه ليس من قواعدهم العذر بالجهل لمن وقع في الكفر بالله وإال

قالوا إنه وقع في الكفر وعذر بالجهل وكفوا مشقةلالتأويل.

الرجل موحد لم يجهل قدرة الله

ضطر إلى أمرهماولو كان الرجل جاهال قدرة الله لما بما فعلوه، وإنما كان يكفيه أن يدفنوه بهيأته ويقول ) لئن

قدر الله علي ليعذبني ( وقد روى اإلمام أحمد الحديث بسند صحيح وزاد ) لم يعمل خيرا قط إال التوحيد (،

والنزاع إنما هو في جاهل التوحيد

وفي رواية عند مسلم ) فإنني لم أبتهر عند الله خيرا، هذا على أن الرجلدل ، فقد 3وإن الله يقدر أن يعذبني(

لم يجهل قدرة الله على بعثه وعذابه قال النووي : ) وإن الله يقدر على أن يعذبني ( هكذا هو في معظم النسخ

ببالدنا، ونقل اتفاق الرواة والنسخ عليه هكذا بتكرير "إن" وسقطت لفظة "أن" الثانية في بعض النسخ المعتمدة،

ن قدر اللهإفعلى هذا تكون إن األولى شرطية، وتقديره قة، وأما علىبفق للرواية السااعلي عذبني، وهو مو

رواية الجمهور وهي إثبات أن الثانية مع األولى فاختلففي تقديره ..

ويجوز أن يكون على ظاهره كما ذكر هذا القائل لكن يكون قوله هنا معناه أن الله قادر على أن يعذبني إن

فنتموني بهيأتي، فأما إن سحقتموني وذريتموني فيد

.1/217شرح مسلم - 1.6/604فتح الباري - 2. 2757مسلم - 3

13)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 137: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة البر والبحر فال يقدر علي، ويكون جوابه كما سبق، وبهذا

.1تجتمع الروايات والله أعلم (

ذر�عممتنعات يال فعل على قدرة اللهجاهلمع إقراره

فالرجل إنما جهل قدرة الله على فعل الممتنعات، خارجة عن نطاق القدرة فال تعلم إالالممتنعات و

بالشرع .

الحديث : )في قال الدهلوي إن هذا الرجل الذي ذكر ، لكناستيقن بأن الله متصف بالقدرة التامة

القدرة إنما هي في الممكنات ال في الممتنعات، وكان يظن أن جمع الرماد المتفرق نصفه في البر ونصفه في البحر ممتنع، فلم يجعل ذلك نقصا، فأخذ بقدر ما عنده

.2من العلم ولم يعد كافرا (

أنأن مات إلى قال ابن حزم ) ...فهذا إنسان جهل وقد غفر لهالله عز وجل يقدر على جمع رماده وإحيائه،

فهذا ما ظنه الرجل من3إلقراره وخوفه وجهله( نه جهل قدرة الله مطلقا فهوإالممتنعات، أما القول

محض جهل، إذ كيف يعقل أن يخاف الرجل من عاجز اليقدر على شيء ؟ .

وقد ذكر ابن القيم في معرض حديثه عن حكم من جحد فرضا من فرائض اإلسالم فقال ) أما من جحد ذلك جهال أو تأويال، يعذر فيه صاحبه، كحديث الذي جحد قدرة

الله وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح ومع هذا فقد غفر له الله ورحمه لجهله، إذا كان ذلك الذي فعله مبلغ

.4يجحد قدرة الله على إعادته عنادا أو تكذيبا (لم علمه، و

وقال ابن الوزير ) وإنما أدركته الرحمة لجهله وإيمانه وأما جهله بقدرةبالله والمعاد، ولذلك خاف العقاب،

الله على ما ظنه محاال فاليكون كفرا، إال لو ر ثمو، وأنه ممكن مقدعلم أن األنبياء جاؤوا بذلك

8ين; ح;ت7ى﴿كذبهم أو أحدا منهم لقوله تعالى: 7ا م9ع;ذGب 9ن و;م;ا ك

.84 ، 38/ 17شرح مسلم - 1.1/60 حجة الله البالغة - 2.252/3- الفصل 3.1/367ج السالكين رمدا- 4

13)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 138: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة L وال س9 ?ع;ث; ر; ;ب وهذا أرجى حديث ألهل الخطإ في التأويل1﴾ن

)2.

حديث ذات أنواط .4 صلى واقد الليثي قال خرجنا مع رسول اللهيعن أب

إلى حنين ونحن حديثوا عهد بكفر،الله عليه وسلم وللمشركين سدرة يعكفون عليها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله

صلى اللهاجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال ) الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قالتعليه وسلم 9م? ق;و?مm﴿بنو إسرائيل 7ك 8ن 8ه;ةm ق;ال; إ ;ه9م? آل ;م;ا ل ;�هLا ك 8ل ;ا إ 7ن اج?ع;ل ل

9ون; ه;ل ;ج? 3﴾ لتركبن سنن من قبلكم (ت

داللة الحديث

وقد نص العلماء الكبار على أن القوم طلبوا مجرد المشابهة، فأرادوا شجرة للتبرك بها وطلب النصر،

ولذلك ساق محمد بن عبد الوهاب هذا الحديث في باب نحوهما، واستفاد منه مسائل من تبرك بشجر أو حجر أو

)منها :

... الثالثة : كونهم لم يفعلوالم صلى الله عليه وسلم السابعة : أن النبي

يعذرهم بل رد عليهم بقوله : الله أكبر إنها السنن لتتبعنسنن من كان قبلكم، فغلظ األمر بهذه الثالث.

الحادية عشرة : أن الشرك فيه أكبر وأصغر ألنهم لم يرتدوا بهذا.

4. (رة : سد الذرائعشبعة عاالر

فهذا نص منه رحمه الله على أن القوم إنما فعلوا صلى الله عليه وسلمالشرك األصغر، وإنما غلظ النبي

ألن ما طلبوه ذريعة إلى الشرك المخرج من الملة، فسدتلك الذريعة. صلى الله عليه وسلم النبي

.15 اآليةاإلسراء- 1.436إيثار الحق على الخلق - 2 5/218 ( ورواه أحمد ) 2180أخرجه الترمذي وصححه )- 3

. (76 ابن أبي عاصم في السنة ) وعبد الرزاقو ( . مجموعة التوحيد138 ، 137كتاب التوحيد ص - 4

13)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 139: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال أبو بكر الطرطوشي في الحوادث والبدع : فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة

يقصدها الناس ويعظمونها ويرجون البرء والشفاء من قبلها ويضربون بها المسامير والخرق فهي ذات أنواط

فاقطعوها(

وكل هذه األمور دون الشرك األكبر، وهذه هي حقيقةذات أنواط.

ومن المعلوم أن التشبيه يأتي للتغليظ كما في قول .1) مدمن الخمر كعابد وثن ( صلى الله عليه وسلم النبي

في جميع الصفاتكما أن المشبه ال يماثل المشبه به وإنما في صفة منها أو بعضها، وقد قال جرير بن عبد الله

فنظر صلى الله عليه وسلم البجلي كنا عند رسول الله سترون ربكم كما ترون هذا)إلى القمر ليلة البدر فقال

فالتشبيه هنا إنما2القمر ال تضامون في رؤيته ...الحديث(هو في الرؤية والوضوح ال في الشكل.

وهكذا فإن طلب هؤالء هو كطلب بني إسرائيل في مشابهة المشركين، إال أن هذا الطلب هو مشابهتهم في الشرك األصغر وأما طلب بني إسرائيل ففي مشابهتهم

في الشرك األكبر .

الطلب إلى الوقوع في الشرك مثل هذاوكم آل األكبر، ولذلك عبر عنه بما يؤول إليه لسد الذريعة دونه،

على من قال صلى الله عليه وسلم كما غلظ رسول الله لما قد3له )ما شاء الله وشئت فقال : أجعلت لله ندا (

يؤول إليه من الوقوع في الشرك األكبر.

معرفة القوم لال إله إال الله ( السلسلة3375رواه ابن ماجه – كتاب األشربة ) - 1

. ( عن أبي هريرة677الصحيحة ) 4729 وأبو داود 633 ومسلم554 رواه البخاري - 2

.2551والترمذي والبخاري،صححه أحمد شاكرو ( 1/224رواه أحمد ) - 3

( والنسائي في عمل اليوم والليلة )783في األدب المفرد ) ( وفي سنده األجلح رواه عن يزيد بن2117 ( وابن ماجه ) 988

األصم عن ابن عباس ، وفي األجلح كالم وحديثه حسن ، وحسن.الحديث األلباني

13)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 140: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وكيف يدخل قوم من العرب اإلسالم وال يعرفهم النبي

رؤخإلههم الذي أسلموا له، أو يصلى الله عليه وسلم عنهم بيان ما افترض الله عليهم في الحال من كلمة

التوحيد ال سيما وقد فهم المشركون معنى هذه الكلمة،8ن7 ه;ذ;ا﴿فقال الله تعالى عنهم : ;هLا و;اح8دLا إ 8ل 8ه;ة; إ ل ;ج;ع;ل; اآل? أ

mع9ج;اب mي?ء ذلك ألن القرآن نزل بلسانهم إلقامة1﴾ ل;ش;;ابm﴿ :الحجة عليهم وقطع العذر عنهم فقال سبحانه 8ت ك

;م9ون; ;ع?ل E ي Gق;و?م �ا ل 8ي ب Lا ع;ر; آن 9ه9 ق9ر? ;ات فكيف يدرك2﴾ف9صGل;ت? آي معنى كلمة التوحيد من كفر ويجهله من آمن ؟

ن �أقوال المحققي

وهذا فهم العلماء الواضح وقولهم الموافق لقواعد الشريعة.

قال الشاطبي وهو يتكلم عن اتباع أهل الكتاب في بما أخذ القرون قبلها ( بدعهم : ) فقوله حتى تأخذ أمتي

يدل على أنها تأخذ بما أخذوا به إال أنه ال يتعين في اإلتباع تباع أعيان بدعهم، بل قد تتبعها في أعيانها وتتبعهاالهم

) لتتبعن سنن في أشباهها فالذي يدل على األول قوله حر9من كان قبلكم ..الحديث ( فإنه قال فيه ) لو دخلوا ج

خرب لتبعتموهم ( والذي يدل على الثاني قولهEب;ض جعل لنا ذات أنواط، فقال عليهافقلنا يا رسول الله :

جعل لنا إلها (االسالم : هكذا كما قالت بنو إسرائيل الحديث، فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ اآللهة من

دون الله ال أنه هو نفسه، فلذلك ال يلزم االعتبار بالمنصوص عليه ما لم ينص عليه مثله من كل وجه والله

3أعلم (

فتأمل قوله : ) فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ نظر إلى ماااآللهة من دون الله ال أنه هو نفسه ( ثم

يدعيه المناضلون عن الجهال المخلطون على أهلالضالل.

وقال ابن تيمية رحمه الله : ) ولما كان للمشركين شجرة يعقلون بها أسلحتهم ويسمونها ذات أنواط فقال

بعض الناس: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم

.5 اآليةص- 1.3 اآليةفصلت- 2.246 ، 2/245االعتصام - 3

14)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 141: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ذات أنواط فقال : الله أكبر قلتم كما قال قوم موسى

لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، إنها السنن، لتركبن صلى الله عليه وسلمسنن من كان قبلكم، فأنكر النبي

مجرد مشابهتهم الكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين عليها أسلحتهم فكيف بما هو أطم من ذلك من

فهذا شيخ، 1مشابهتهم المشركين أو هو الشرك بعينه ( اإلسالم ينص على أنهم طلبوا مجرد مشابهة الكفار في

اتخاذ شجرة يعكفون عليها ويعلقون عليها أسلحتهم، ولم يطلبوا الشرك بعينه، فما للقوم يعدلون عن فهم األئمة

المحقيقن إلى تقليد من هو دونهم، والقول بما تأباهنصوص الشرع وقواعده.

حديث سجود معاذ .5 ( من حديث عبد الله بن أبي1853بن ماجه )اروى

صلىلنبيلأوفى قال : لما قدم معاذ من الشام سجد قال : قال ) ما هذا يا معاذ ؟ ( قال :الله عليه وسلم

تهم وبطارقتهمقفأتيت الشام فوافقتهم يسجدون ألسا فوددت في نفسي أن أفعل ذلك بك، فقال صلى الله

عليه سلم ) ال تفعلوا فإني لو أمرت أحدا أن يسجد لغير الله ألمرت المرأة أن تسجد لزوجها ... الحديث (

عبداقال القوم إن معاذ ف (.1203 السلسة الصحيحة ) بهذا السجود، ولكنه عذره صلى الله عليه وسلم النبي .بجهله

سجود التحية

وقد ذهب العلماء المحققون وعامة المفسرين إلى أن سجود التحية كان مشروعا وأن سجود معاذ للنبي

كان على سبيل التحية، كما جاءصلى الله عليه وسلم ?﴿ :في قوله سبحانه وتعالى ج9د9وا ;ة8 اس? 8ك ;ئ ?م;ال 8ل ;ا ل ?ن 8ذ? ق9ل و;إ

;اف8ر8ين; ?ك ;ان; م8ن; ال ;ر; و;ك ?ب ;ك ت ;ى و;اس? ;ب 8يس; أ ?ل 8ب 7 إ 8ال ? إ ج;د9وا آلد;م; ف;س; قالوا : كان هذا) . فقد نقل ابن كثير عن المفسرين 2﴾

?ه8﴿ :سالم وإكرام كما قال تعالىوسجود تحية ;و;ي ب; ف;ع; أ و;ر;و8يل9

? ;أ ;ت8 ه;�ذ;ا ت ;ب ;ا أ ج7دLا و;ق;ال; ي ;ه9 س9 ? ل وا Bع;ر?ش8 و;خ;ر? ع;ل;ى ال8ذ? ;ي إ ;ح?س;ن; ب Gي ح;ق�ا و;ق;د? أ ب ;ه;ا ر; ?ل9 ق;د? ج;ع;ل ;اي; م8ن ق;ب ؤ?ي ر9

7زغ; ;ن ن ;ع?د8 أ ;د?و8 م8ن ب ?ب 9م مGن; ال 8ك 8ي م8ن; السGج?ن8 و;ج;اء ب ج;ن ;خ?ر; أ7ه9 8ن اء إ ;ش; Gم;ا ي ;ط8يفm ل Gي ل ب 8ن7 ر; 8ي إ 8خ?و;ت ?ن; إ ;ي 8ي و;ب ?ن ;ي ?ط;ان9 ب ي الش7

.314إقتضاء الصراط المستقيم ص - 1.34- البقرة اآلية 2

14)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 142: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة?ح;ك8يم9 8يم9 ال ?ع;ل ، وقد كان هذا مشروعا في األمم1﴾ه9و; ال

قال معاذ قدمت الشام، السابقة لكنه نسخ في ملتنا ألساقفتهم وعلمائهم، فأنت يا رسول فرأيتهم يسجدون

لو كنت آمرا بشرا أن)الله أحق أن يسجد لك فقال يسجد لبشر ألمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم

ه الرازي. قال بعضهم بل كانتححقه عليها ( ورج;ة;السجدة لله وآدم قبلة فيها كما قال تعالى 8 الص7ال ;ق8م ﴿: أ

?ل8 7ي 8ل;ى غ;س;ق8 الل م?س8 إ 9وك8 الش7 8د9ل وفي هذا التنظير2﴾ل نظر. واألظهر أن القول األول أولى، والسجدة آلدم

إكراما وإعظاما واحتراما وسالما وهي طاعة لله عز وجل .3ألنها امتثال ألمره تعالى (

لى:وقال الشوكاني رحمه الله في تفسيره لقوله تعا;ى﴿ ;ب 8يس; أ ?ل 8ب 7 إ 8ال ? إ ج;د9وا ? آلد;م; ف;س; ج9د9وا ;ة8 اس? 8ك ;ئ ?م;ال 8ل ;ا ل ?ن 8ذ? ق9ل و;إ

;اف8ر8ين; ?ك ;ان; م8ن; ال ;ر; و;ك ?ب ;ك ت ةيلوفي هذه اآلية فض"﴾ و;اس? آلدم عليه السالم عظيمة حيث أسجد الله له المالئكة،

وقيل إن السجود كان لله ولم يكن آلدم، وإنما كانوا مستقبلين له عند السجود، وال ملجأ لهذا فإن السجود

للبشر قد يكون جائزا في بعض الشرائع بحسب ما تقتضيه المصالح، وقد دلت هذه اآلية على أن السجود

9ه9﴿ : قوله تعالىيآلدم، وكذلك اآلية األخرى أعن ?ت و7ي 8ذ;ا س; ف;إاج8د8ين; ;ه9 س; ? ل وح8ي ف;ق;ع9وا Bف;خ?ت9 ف8يه8 م8ن ر; وقال4﴾و;ن

ج7دLا ﴿ :تعالى ;ه9 س9 ? ل وا Bع;ر?ش8 و;خ;ر? ?ه8 ع;ل;ى ال ;و;ي ب; ف;ع; أ ﴾ فال و;ر;

صلىيستلزم تحريمه لغير الله في شرعة نبينا محمد.5شرائع (الأن يكون كذلك في سائر الله عليه وسلم

;ه9﴿ وقال رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ? ل وا Bو;خ;ر ج7دLا ﴾ )أي األبوان واإلخوة والمعنى أنهم خروا ليوسفس9

سجدا، وكان ذلك جائزا في شريعتهم منزال منزلة التحية، وقيل لم يكن ذلك سجودا بل هو مجرد إيماء، وكانت تلك

6تحيتهم ..(

;ه9﴿ وقال رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ? ل ف;ق;ع9وااج8د8ين; ﴾. وفيه دليل على أن المأمور به هو السجود الس;

.100 اآليةيوسف- 1.78 اآليةاإلسراء- 2.1/121بن كثير اتفسير - 3.29 اآليةالحجر- 4.81فتح القدير قي مجلد واحد ص - 5.870فتح القدير ص - 6

14)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 143: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة مجرد االنحناء كما قيل، وهذا السجود سجود تحية وتكريم

ال سجود عبادة، ولله أن يكرم من يشاء من مخلوقاته كيف يشاء بما يشاء وقيل كان السجود لله تعالى وكان

.1آدم قبلة لهم

علم معاذ بالتوحيد

ملكان من أع رضي الله عنه اومن المعلوم أن معاذ ختاره رسول اللهاالصحابة رضي الله عنهم ال سيما وقد

لمناظرة أهل الكتاب ودعوتهم إلىصلى الله عليه وسلم أن رسول الله رضي الله عنه الدين، فعن ابن عباس بعث معاذا إلى اليمن وقال لهصلى الله عليه وسلم

تهم فادعهم إلى أنئ) إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا ج أال إله إال الله وأن محمدا رسول يشهدوا

.2الله ...الحديث (

قال الحافظ في الفتح : ) قوله " إنك ستأتي قوما ة للوصية لتستجمع همته عليها،ئأهل كتاب" هي التوط

لكون أهل الكتاب أهل علم في الجملة فال تكون العناية .3في مخاطبتهم كمخاطبة الجهال من عبدة األوثان (

وقال القرطبي في المفهم : ) وإنما نبهه على هذا ليتهيأ لمنظارتهم ويعد األدلة إلفحامهم ألنهم أهل علم

.4سابق بخالف المشركين وعبدة األوثان (

من صلى الله عليه وسلم فهل يعقل أن يختار النبي بين أصحابه من يعذر بجهله للتوحيد ليناظر أهل علم

وجدل على قدر أهل الكتاب ؟

سجود معاذ كان للتحية

لم رضي الله عنه ومما سبق ندرك أن سجود معاذ يكن على وجه العبادة وإنما كان على وجه التحية

واإلكرام، وقد كان ذلك مشروعا في الشرايع السابقة ثم نسخ في شريعتنا، واستدل العلماء كابن كثير والقرطبي

وغيرهما على ذلك بحديث معاذ.

. 926فتح القدير ص - 1. (29 ( ومسلم ) 1496رواه البخاري ) - 2.3/419فتح الباري - 3.1/181المفهم شرح صحيح مسلم - 4

14)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 144: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة بن تيمية رحمه الله : ) وال يجوز أناقال شيخ اإلسالم

يتنفل على طريقة العبادة إال لله وحده ال للشمس وال للقمر وال لملك وال لنبي وال لصالح وال لقبر نبي وال لصالح هذا في جميع الملل، وقد ذكر ذلك في شريعتنا حتى نهى

تنفل على وجه التحية واإلكرام للمخلوقات ولهذا نهىنأن معاذا أن يسجد له وقال : صلى الله عليه وسلم النبي

أنة أن يسجد ألحد ألمرت المرأا) لوكنت آمرا أحد تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ( ونهى عن االنحناء

نهاهم أن يقوموا خلفه في الصالة وهو وفي التحية. 1قاعد (

قال الشوكاني عند كالمه عن السجود لغير الله : لربوبيةاسجوده هذا قاصدب) فال بد من تقييده بأن يكون

من سجد له، فإنه بهذا السجود قد أشرك بالله عز وجل، وأثبت معه إلها آخر، وأما إذا لم يقصد إال مجرد التعظيم

كما يقع كثيرا لمن دخل على ملوك األعاجم أنه يقبل وقداألرض تعظيما له فليس هذا من الكفر في شيء

األعالم أن التكفير باإللزام من كان منعلم كل من .2 (أعظم مزالق األقدام

فالشوكاني رحمه الله يقول بكفر من سجد سجود د ذلكيعبادة لغير الله لقصده ربوبية من سجد له، ولم يق

بالعلم بكونه كفرا.

أما قوله في حديث معاذ : ) وفي الحديث دليل على ، فألنه قد يجهل3أن من سجد لغير الله جاهال لم يكفر (

الشخص أن سجود التحية منهي عنه فيسجد قاصدا التحية واإلكرام، فيعذر لوجود االحتمال، ال أنه عبد غير

سجود لصنم أوالالباب هذا الله على جهل، وليس من معبود أيا كان ألن ذلك ال يحتمل غير العبادة.

ولذلك جاء في فتاوى اللجنة الدائمة

صلى الله عليه) كل من آمن برسالة نبينا محمد وسائر ما جاءه به الشرع إذا سجد بعد ذلك لغيروسلم

الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا

. 1/74،75الفتاوي - 1 979ة األولى في مجلد واحد ص عالسبيل الجرار : الطب- 2

.في فصل الردة.6/234نيل األوطار - 3

14)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 145: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة مرتدا عن اإلسالم مشركا مع الله غيره في العبادة ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، بإتيانه لما ينقض قوله من سجوده لغير الله، لكنه قد يعذر لجهله فال تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة، ويمهل ثالثة أيام

عذارا إليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب فإن أصر علىإ صلىسجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته، لقول النبي

) من بدل دينه فاقتلوه ( أخرجه اإلمامالله عليه وسلم البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما،

عذار إليه قبل إنزال العقوبة به،إفالبيان وإقامة الحجة لل ال ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى كافرا بما حدث

.1منه (

نسخ سجود التحية بحديث معاذ وداللته

;ا﴿ :قال البغوي في تفسيره لقوله تعالى ?ن 8ذ? ق9ل و;إ;ر; ?ب ;ك ت ;ى و;اس? ;ب 8يس; أ ?ل 8ب 7 إ 8ال ? إ ج;د9وا ? آلد;م; ف;س; ج9د9وا ;ة8 اس? 8ك ;ئ ?م;ال 8ل ل

;اف8ر8ين; ?ك ;ان; م8ن; ال ) قوله "اسجدوا" فيه قوالن :2﴾و;ك سجود كان آلدم على الحقيقة وتضمن معنىالاألصح أن

الطاعة لله عز وجل بامتثال أمره، وكان ذلك سجود تعظيم وتحية ال سجود عبادة، كسجود إخوة يوسف له

ج7دLا ﴿في قوله عز وجل ;ه9 س9 ? ل وا Bولم يكن فيه وضعو;خ;ر ﴾ الوجه على األرض إنما كان انحناء، فلما جاء اإلسالم،

أبطل ذلك بالسالم.

? آلد;م; ﴿: وقيل معنى قوله ج9د9وا ﴾ ) أي إلى آدم، اس? الكعبة قبلة جعلتفكان آدم قبلة والسجود لله، كما

سيره لقولهف(. وقال في ت3للصالة والصالة لله عز وجل (ج7دLا ﴿ :تعالى ;ه9 س9 ? ل وا Bيعني يعقوب وخالتهو;خ;ر ( : ﴾

وكهم [ السجودلوإخوته، وكانت تحية الناس يومئذ ] لم رد بالسجود وضع الجباه على األرض، وقيل وضعوا9ولم ي

طريق التحيةلىالجباه على األرض وكان ذلك ع والتعظيم ال على وجه العبادة، وكان ذلك جائزا في األمم

.4السابقة، فنسخ في هذه الشريعة (

إفتاء عبد الله بن قعود عبد الرزاق عفيفي وعبد العزيز- 1. (1/220 ( فتاوى اللجنة الدائمة 4400بن باز فتوى رقم )

.34 اآليةالبقرة- 2.26تفسير البغوي في مجلد واحد ص - 3.663تفسير البغوي ص - 4

14)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 146: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة فهذه أقوال العلماء في أن سجود التحية كان معروفا ومشروعا ولكنه نسخ في هذه الشريعة، فيا ترى بم نسخ ؟ الجواب أنه نسخ بحديث معاذ مما يدل على أن سجود

عن صلى الله عليه وسلم معاذ كان للتحية فنهى النبي ذلك كما ذكر القرطبي وابن تيمية وأشار إليه ابن كثير

وغير واحد.

في صفة العلمحديث عائشة.6 صلى الله عليهوفيه أنها انطلقت على إثر النبي

حتى جاء البقيع ثم سبقته إلى بيته واضجعت، ثموسلم ) فلتخبريني أو ليخبرني صلى الله عليه وسلم قال النبي

اللطيف الخبير، قالت قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فأخبرته، قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قلت نعم،

هدها في صدرها، لهدة أوجعتها ثم قال أظننت أنلف يحيف الله عليك ورسوله قالت : ) مهما يكتمه الناس

. فقال القوم إن عائشة رضي1 الله ... الحديث (يعلمه الله عنها شكت في علم الله والشاك جاهل، والحق الذي

ال ريب فيه هو أن قولها "نعم" تقرير للعلم وأبعد ما يكون من الشك.

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : ) قالت هكذا هو في األصول...مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم

وهو صحيح وكأنها لما قالت : مهما يكتم الناس يعلمه الله.2صدقت نفسها فقالت نعم (

ال يقر على باطل وال صلى الله عليه وسلم الرسوليؤخر البيان عن وقت الحاجة

إنه ال يتصور أن تكون عائشة رضي الله عنها قد صلىشكت في علم الله سبحانه ثم ال تجد من النبي

أدنى لوم وال أخف بيان لما وقعت فيه.الله عليه وسلم

أشد اإلنكار على صلى الله عليه وسلم وقد أنكر النبي عهديالذين قالوا : "اجعل لنا ذات أنواط" وكانوا حديث

بكفر، كما أنكر على الذي قال : ) ما شاء الله وشئت ( فقال : ) أجعلت لله ندا (.

رواه مسلم في صحيحه، - كتاب الجنائز – باب ما يقال- 1 (.975عند دخول القبور والدعاء ألهلها )

.7/44شرح النووي لصحيح مسلم - 2

14)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 147: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة فكيف ال ينكر على زوجه وأقرب الناس إليه ويبين لها

ريالحق، وقد نقل العلماء االتفاق على أنه ال يجوز تأخالبيان عن وقت الحاجة.

وال خالف في أنه ال يجوزبن قدامة : ) اقال .1 (تأخير البيان عن وقت الحاجة

وقال الشوكاني : ) قال ابن السمعاني : ال خالف في امتناع تأخير البيان عن وقت الحاجة إلى الفعل، وال

.2خالف في جوازه إلى وقت الفعل (

صلىفإذا كان األمر كذلك فال يتصور أال يبين النبي ما هو فوري االمتثال كأمور العقائد، مماالله عليه وسلم

يدل على عدم وقوع عائشة رضي الله عنها في محذوريحتاج إلى بيان وهذا جلي ال يخفى.

حديث حذيفة .7 صلى اللهواحتج القوم أيضا بحديث حذيفة أن النبي

قال : ) يدرس اإلسالم كما يدرس وشيعليه وسلم الثوب حتى ال يدرى ما صيام وال صالة وال نسك وال صدقة

يسرى على كتاب الله تعالى في ليلة فال يبقى فيلو األرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس، الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : ال إله إال الله فنحن نقولها(. فقال صلة بن زفر فما تغني

وهم ال يدرون ما صالة وال صيام وال"عنهم "ال إله إال الله نسك وال صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة فرددها ثالثا كل

ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال :.3() يا صلة تنجيهم من النار، تنجيهم من النار

وفيه دليل على العذر بالجهل فيما دون التوحيد في ضعف نوري"بعض األمكنة أو األزمنة حيث ينتشر الجهل و

خفى على بعض الناس كثير من األحكاميالنبوءة ف الظاهرة المتواترة كوجوب الصالة والصوم، ولكن ال بد

.96روضة الناظر وجنة المناظر ص - 1. 173 إرشاد الفحول ص - 2 ( ورواه الحاكم وقال صحيح4049رواه ابن ماجه ) - 3

. (87على شرط مسلم وأورده األلباني في الصحيحة )

14)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 148: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة من اإلقرار الذي عليه مدار النجاة، ألنه بدون اإلقرار ال

.4يكونون مسلمين (

جادلون عن المشركينيوأعجب كل العجب من قوم الذين يعبدون غير الله على جهل محتجين بهذا الحديث،

تكلم عن جاهل التوحيد،نوهذه غفلة شديدة ألننا إنما كالذي يقع في عبادة غير الله، كدعاء األموات في الشدة والرخاء فأين ترك الصالة وغيرها من الفرائض ال ندارس

.؟العلم من ذلك

والحديث إنما هو في عذر المحقق للتوحيد غير قال حذيفة إنهاولذلك المتمكن من العلم وهذا جلي،

ال ينجو بها إال من علم معناهاهتنجيهم من النار ومعلوم أن و إال لزموعمل بمقتضاها، كما تقدم في حقيقه التوحيد.

القول بما يقوله المرجئة من أن مجرد النطق بها يكفي،مع أن في سند الحديث متهما باإلرجاء.

.1/231نواقض اإليمان االعتقادية - 4

14)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 149: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

أمثلة لإليضاح

شرك الدعاء واالستغاثة.1تولي الكافرين من دون المؤمني�ن.2

14)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 150: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

شرك الدعاء واالستغاثة .1ن الدعاء واالستغاثة ـالفرق بي

،1واالستغاثة هي طلب الغوث وهو إزالة الشدة والفرق بينها وبين الدعاء أن االستغاثة ال تكون إال من

8ه8﴿ :المكروب كما قال تعالى يع;ت 7ذ8ي م8ن ش8 ;ه9 ال ;غ;اث ت ف;اس?7ذ8ي م8ن? ع;د9وGه8 9م?﴿ :. وقال2﴾ ع;ل;ى ال 7ك ب 9ون; ر; ;غ8يث ت ;س? 8ذ? ت إ

د8ف8ين; ;ة8 م9ر? 8ك ?م;آلئ ;ل?فE مGن; ال 8أ 9م ب Gي م9م8دBك ;ن 9م? أ ;ك ;ج;اب; ل ت .3﴾ف;اس? والدعاء أعم من االستغاثة ألنه يكون من المكروب

وغيره.

الدعاء نوعان

والدعاء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة وهما متالزمان وكالهما شرك، فهو سبحانه يدعى للنفع والضر

.عبادة دعاء ويدعى خوفا ورجاءالمسألةدعاء

دعاء العبادة

8ي﴿ :يقول سبحانه في دعاء العبادة 9م9 اد?ع9ون Bك ب و;ق;ال; ر;9ون; ;د?خ9ل ي 8ي س; ;اد;ت ب ون; ع;ن? ع8 8ر9 ?ب ;ك ت ;س? 7ذ8ين; ي 8ن7 ال 9م? إ ;ك ;ج8ب? ل ت ;س? أ

7م; د;اخ8ر8ين; ه;ن فثبت أن الدعاء من أجل العبادة، 4﴾ ج; نه وتعالى، وأن الشرك فياوأكرمها على الله سبح

:الدعاء هو أكبر شرك المشركين، قال سبحانه;ال7﴿ Gي ع;س;ى أ ب ;د?ع9و ر; 7ه8 و;أ ;د?ع9ون; م8ن د9ون8 الل 9م? و;م;ا ت 9ك ;ز8ل ع?ت

; و;أ9د9ون; م8ن ;ع?ب ;ه9م? و;م;ا ي ل ;ز; ;م7ا اع?ت �ا * ف;ل ق8ي Gي ش; ب 8د9ع;اء ر; 9ون; ب ;ك أ

�ا 8ي ;ب ;ا ن ?ن 9ال� ج;ع;ل ;ع?ق9وب; و;ك ح;ق; و;ي 8س? ;ه9 إ ;ا ل ?ن 7ه8 و;ه;ب . وقال5﴾د9ون8 الل;ح;دLا ﴿ :سبحانه 7ه8 أ ;د?ع9وا م;ع; الل 7ه8 ف;ال; ت 8ل اج8د; ل ?م;س; ;ن7 ال ،6﴾ و;أ

عLا﴿ :أي ال تعبدوا مع الله أحدا، وقال Bض;ر; 9م? ت 7ك ب ? ر; اد?ع9وا

.214تيسير العزيز الحميد ص- 1.15- القصص اآلية 2.9- األنفال اآلية 3.61 اآليةغافر- 4.219راجع تيسير العزيز الحميد ص - 5.18- الجن اآلية 6

15)والجهاد التوحيد منبر0)

Page 151: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة;د8ين; ?م9ع?ت 9ح8بB ال ; ي 7ه9 ال 8ن ;ةL إ . ومثل هذا كثير جدا في7﴾و;خ9ف?ي

كتاب الله تعالى.

دعاء المسألة

8ن?﴿ : في دعاء المسألة تعالىوقال 9م إ 9ك ?ت ;ي أ ر;; ق9ل? أ

8ن ;د?ع9ون; إ <ه8 ت ?ر; الل غ;ي; اع;ة9 أ 9م9 الس7 ?ك ;ت ;ت و? أ

; <ه8 أ 9م? ع;ذ;اب9 الل ;اك ;ت أ?ه8 ;ي 8ل ;د?ع9ون; إ ;ك?ش8ف9 م;ا ت ;د?ع9ون; ف;ي 7اه9 ت 8ي ;ل? إ 9م? ص;اد8ق8ين; * ب 9نت ك

9ون; ر8ك 9ش? و?ن; م;ا ت ;نس; اء و;ت 8ن? ش; ;ه9﴿ :وقال سبحانه، 1﴾ إ ل;ه9م 9ون; ل ;ج8يب ت ;س? ; ي 8ه8 ال ;د?ع9ون; م8ن د9ون 7ذ8ين; ي ?ح;قG و;ال د;ع?و;ة9 ال

8غ8ه8 ;ال 8ب 9غ; ف;اه9 و;م;ا ه9و; ب ?ل ;ب 8ي ?م;اء ل 8ل;ى ال ?ه8 إ ;ف7ي ;اس8ط8 ك ;ب 7 ك 8ال ي?ءE إ 8ش; ب Eل; 7 ف8ي ض;ال 8ال ;اف8ر8ين; إ ?ك ?﴿ :. وقال2﴾ و;م;ا د9ع;اء ال ق9ل8 اد?ع9وا

; 9م? و;ال ف; الضBرG ع;نك ;ش? 9ون; ك 8ك ;م?ل ; ي 8ه8 ف;ال 9م مGن د9ون ع;م?ت 7ذ8ين; ز; ال L ;ح?و8يال ;﴿ :. وقال3﴾ت ;نف;ع9ك; و;ال ; ي <ه8 م;ا ال ;د?ع9 م8ن د9ون8 الل ; ت و;ال

8م8ين; 8ذLا مGن; الظ7ال 7ك; إ 8ن 8ن ف;ع;ل?ت; ف;إ ك; ف;إ Bض9ر; .4﴾ ي

شبهة واهية

من الناس من يعذر المستغيثين عند القبور بغير الله، ذلك ألنهم يجهلون أن الدعاء عبادة، ولو علموا ما صرفوا

خوفهم من الشرك.لدعاءهم لغير الله

ويضيف هؤالء أنه لما نص الشرع على أن الدعاء ت التي يجب إقامة الحجةياربعبادة، كان ذلك من الخ

بتبليغها قبل إجراء األحكام ألنها ال تدرك بالفطرة وهذا يفرق بين دعاءلم ة وتخليط ال يقع فيه إال من لجهل وغف

العبادة ودعاء المسألة.

وإذا سلمنا جدال كونه يجهل أن الدعاء عبادة فهل يسأل المدعو صفات الربوبية التي تفرد بهاهو يجهل و

الله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والملك واألمر، والتيأقر بها المشركون ؟

وماذا يريد هذا المستغيث من المستغاث به ؟ أم يا لك وال ينفع وال9مالترى يجهل أنه مخلوق ليس له خلق و

.55- األعراف اآلية 7.41، 40 اآليةاألنعام- 1.14 اآليةالرعد- 2.56- اإلسراء اآلية 3.106- يونس اآلية 4

15)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 152: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة يضر وليس له من األمر شيء ؟ وما حكمه إذا كان يجهل

7ه;ار8﴿ :ذلك ؟ يقول سبحانه وتعالى ?ل; ف8ي الن 7ي 8ج9 الل 9ول ي;ج?ر8ي 9ل¦ ي ?ق;م;ر; ك م?س; و;ال خ7ر; الش7 ?ل8 و;س; 7ي 7ه;ار; ف8ي الل 8ج9 الن 9ول و;ي

;د?ع9ون; م8ن 7ذ8ين; ت ?ك9 و;ال ?م9ل ;ه9 ال 9م? ل Bك ب 7ه9 ر; 9م9 الل 8ك م�ى ذ;ل ;ج;لE مBس; أل8 E9ون; م8ن ق8ط?م8ير 8ك ;م?ل 8ه8 م;ا ي 7م;ا﴿ :وقال سبحانه، 1﴾ د9ون 8ن إ

7ذ8ين; 8ن7 ال Lا إ 8ف?ك 9ق9ون; إ ل ;خ? Lا و;ت ;ان و?ث; 7ه8 أ 9د9ون; م8ن د9ون8 الل ;ع?ب ت

7ه8 ;غ9وا ع8ند; الل ?ت قLا ف;اب 9م? ر8ز? ;ك 9ون; ل 8ك ;م?ل 7ه8 ال; ي 9د9ون; م8ن د9ون8 الل ;ع?ب تج;ع9ون; 9ر? ?ه8 ت ;ي 8ل ;ه9 إ وا ل 9ر9 ك 9د9وه9 و;اش? ق; و;اع?ب ز? Gوقال، 2﴾ الر:

7جBوا﴿سبحانه ;ل ل ق;ه9 ب م?س;ك; ر8ز?; 8ن? أ 9م? إ ق9ك ز9 ;ر? 7ذ8ي ي م7ن? ه;ذ;ا ال

; أ E9ف9ور 9و£ و;ن .3﴾ف8ي ع9ت

الله في الشدة ـىون إلأالمشركون يلج

وقد كان المشركون يخلصون الدعاء عند الشدائد قال;ه9﴿ :سبحانه ل8ص8ين; ل 7ه; م9خ? ?ك8 د;ع;و9ا الل ?ف9ل 9وا ف8ي ال 8ب ك 8ذ;ا ر; ف;إ

9ون; ر8ك 9ش? 8ذ;ا ه9م? ي ;رG إ ?ب ;ى ال 8ل ;ج7اه9م? إ ;م7ا ن ولم، 4﴾الدGين; ف;ل : الشدة قال سبحانهفييكسبوا إيمانا بدعائهم لله وحده

;م7ا﴿ 7اه9 ف;ل 8ي 7 إ 8ال ;د?ع9ون; إ ;ح?ر8 ض;ل7 م;ن ت ?ب ?ضBرB ف8ي ال 9م9 ال ك 8ذ;ا م;س7 و;إا Lف9ور; ان9 ك ?س; 8ن ;ان; اإل 9م? و;ك ض?ت ;ع?ر; ;رG أ ?ب ;ى ال 8ل 9م? إ اك ;ج7 . 5﴾ ن

أما هؤالء فإنهم يريدون من الموتى كشف الكربات وقضاء الحوائج ويدعونهم في الشدة والرخاء، وقد وبخ

8ذ;ا﴿ :الله سبحانه المشركين بقوله ?م9ض?ط;ر7 إ 9ج8يب9 ال م7ن ي; أ

7ه8 ;هm م7ع; الل 8ل إ; ر?ض8 أ

; ;ف;اء األ? ل 9م? خ9 9ك ;ج?ع;ل وء; و;ي Bك?ش8ف9 الس; د;ع;اه9 و;يون; 7ر9 ;ذ;ك 8يالL م7ا ت . 6﴾ ق;ل

وقد كانوا يعلمون أن ذلك لله وحده وأن آلهتهم ليس لها شيء من ذلك ولهذا احتج سبحانه وتعالى عليهم بذلكاإلقرار منهم أنه هو اإلله الحق وأن إلهية ما سواه باطلة.

.13 اآليةفاطر- 1.17 اآليةالعنكبوت- 2.20 اآليةالملك- 3.65 اآليةالعنكبوت- 4.67 اآليةاإلسراء- 5.62 اآليةالنمل- 6

15)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 153: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةسم اإلسالم دون حقيقته ال ينفع إ

إنك يا أخا اإليمان إذا تذكرت أن المناضلين عن المشركين _ أعني الجهال الذين لم يفهموا أقوال العلماء

دعاه وإن أتىاإلسالم كل من ا– يكادون ينسبون إلى الشرك الصراح والكفر البواح عن جهل وتقليد واتباع

قواعدهم الباطلة ومذهبهمخطورة للشبهات، أدركت الفاسد على الدعوة إلى التوحيد الخالص.

فالقبوريون المستغيثون باألموات المتمسحون تقربينمبالعتبات.آملين قضاء الحاجات وتفريج الكربات،

ر متضرعين إلى القبور، هم عندهم منوبالذبائح والنذ المسلمين لنطقهم بالشهادتين وأدائهم فرائض اإلسالم،

حتى تقام عليهم في أحكام الدنيا واآلخرةوال يكفرون الحجة بأن فعلهم شرك، وتزال عنهم الشبهة التي

دفعتهم إليه، وهذه والله بلية عظمى، فما الفرق بينهؤالء القبوريين وعبدة األوثان من قريش غير االسم.

) النذر بالمال علىقال العالمة الصنعاني : الميت ونحوه والنحر على القبر والتوسل به

وطلب الحاجات منه، هو بعينه الذي كانت تفعله ، وإنما كانوا يفعلونه لما يسمونه وثنا وصنما،الجاهلية

وفعله في القبوريون لما يسمونه وليا وقبرا ومشهدا، واألسماء ال أثر لها وال تغير المعاني، ضرورة لغوية ماماءL وعقلية وشرعية، فإن من شرب الخمر وسماها

.1شرب إال خمرا ..(

وقال العالمة الشوكاني : ) ومن المفاسد البالغة إلى حد يرمي بصاحبه وراء حائط اإلسالم ويلقيه على أم

مكان الدين، أن كثيرا منهم يأتي بأحسنىرأسه من أعل وز من المواشي،حما يملكه من األنعام وأجود ما ي

فينحره عند ذلك القبر، متقربا به إليه، راجيا ما يضمن حصوله له منه، فيهل به لغير الله ويتعبد به لوثن من

إذ أنه ال فرق بين نحر النحائر ألحجاراألوثان، منصوبة يسمونها وثنا وبين قبر لميت يسمونه

قبرا، ومجرد االختالف في التسمية ال يغني من.2(الحق شيئا

.19 ، 18تطهير االعتقاد ص - 1.20شرح الصدور بتحريم رفع القبور ص - 2

15)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 154: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة وقد ذكر رحمه الله مكايد الشيطان ألهل القبور في

تحسينها وتجصيصها وإنارتها وغير ذلك مما يدخل الروعة والمهابة في قلب الزائر ) حتى يطلب من صاحب ذلك

القبر ما ال يقدر عليه إال الله سبحانه فيصير في عداد.1المشركين(

وقد بين رحمه الله معنى الشرك ردا على من يزعم أن المشرك هو من يعبد األصنام واألحجار .. فقال : ) الشرك هو أن يفعل لغير الله شيئا يختص به سواء أطلق على ذلك الغير ما كانت تطلقه عليه الجاهلية

كالصنم والوثن أو أطلق عليه اسما آخر، كالولي والقبر.2والمشهد ..(

وهذا كله مما يبين أن المستغيثين باألموات من دون الله مشركون وأن فعلهم هو الشرك بعينه، مهما تغيرت

. وقد تقدم في الكالم عن مانعىاألسماء وكثرت الدعاو "الجهل" أن مثل هذا الجهل ال يعذر صاحبه، ألنه نقض

يطلق تكفير صاحبه وال يتوقف فيه.، ألصل الدين

قال الشوكاني رحمه الله : ) ليس مجرد قول – ال إله إال الله من دون عمل بمعناها مثبتا لإلسالم فإنه لو قالها أحد من أهل الجاهلية وعكف على صنمه يعبده لم يكن

.3ذلك إسالما (

فيا لجهل من يعذره بجهله ويسميه مسلما، ويا لمضرته على الدعوة إلى التوحيد الخالص.

تولي الكافرين من دون.2ن ـالمؤمني

هذا من صور الكفر بالله والردة عن اإلسالم يقول;اء م8ن د9و?ن8﴿سبحانه : 8ي و?ل

; ;اف8ر8ين; أ ?ك 9ون; ال ?م9ؤ?م8ن 7خ8ذ8 ال ;ت 7 ي ال;ن 7 أ 8ال ءE إ ي? <ه8 ف8ي ش; ?س; م8ن; الل ;ي 8ك; ف;ل ;ف?ع;ل? ذ;ل 8ين; و;م;ن ي ?م9ؤ?م8ن ال

?م;ص8ير9 <ه8 ال 8ل;ى الل ه9 و;إ ;ف?س; <ه9 ن 9م9 الل ك 9ح;ذGر9 9ق;اةL و;ي ?ه9م? ت ? م8ن 7ق9وا ;ت .4﴾ت

.17شرح الصدور ص - 1. بتصرف يسير18الدر النضيد ص - 2.40الدر النضيد ص - 3.28 اآليةآل عمران- 4

15)والجهاد التوحيد منبر4)

Page 155: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة قال ابن جرير: ) من اتخذ الكفار أعوانا وأنصارا

وظهورا يواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين اللهئ من الله وبرئفليس من الله في شيء، أي قد بر

?﴿منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر، 7ق9وا ;ت ;ن ت 7 أ 8ال إL9ق;اة ?ه9م? ت أي : إال أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم ﴾م8ن

على أنفسكم فتظهروا لهم الوالية بألسنتكم وتضمروا العدواة وال تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر وال

7ذ8ين;﴿ :. وقال تعالى1تعينوهم على مسلم بكفر ( Bه;ا ال ي; ;ا أ ي

Eع?ض; ;اء ب 8ي و?ل; ;ع?ض9ه9م? أ ;اء ب 8ي و?ل

; ى أ 7ص;ار; ;ه9ود; و;الن ?ي ? ال 7خ8ذ9وا ;ت ; ت ? ال 9وا آم;ن?ق;و?م; ;ه?د8ي ال ; ي <ه; ال 8ن7 الل ?ه9م? إ 7ه9 م8ن 8ن 9م? ف;إ 7ه9م مGنك ;و;ل ;ت و;م;ن ي

8م8ين; . 2﴾الظ7ال

قال ابن جرير ) من تولى اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه من أهل دينهم وملتهم، فإنه ال يتولى متول

هو به وبدينه وما هو عليه راض وإذا رضيهوأحدا إال ه9وصار حكم، ه وسخطهالفورضي دينه فقد عادى ما خ

.3ه (;حكم

و;م;ن ﴿: وقال ابن حزم : وصح أن قول الله تعالى ?ه9م? 7ه9 م8ن 8ن 9م? ف;إ 7ه9م مGنك ;و;ل ;ت ﴾ إنما هو على ظاهره بأنه كافري

ثنان منامن جملة الكفار، وهذا حق ال يختلف فيه .4المسلمين (

بن تيمية : ) أخبر الله في هذه اآلية أن متوليهماوقال 8يG﴿ :هو منهم وقال سبحانه 7ب 8الله والن 9ون; ب 9ؤ?م8ن 9وا ي ;ان ;و? ك و;ل

?ه9م? ا مGن L8ير ;ث ;�ك8ن7 ك ;اء و;ل 8ي و?ل; 7خ;ذ9وه9م? أ ?ه8 م;ا ات ;ي 8ل 9نز8ل; إ و;م;ا أ

ق9ون; . فدل على أن اإليمان المذكور ينافي5﴾ف;اس8 اتخاذهم أولياء ويضاده، وال يجتمع اإليمان واتخاذهم أولياء

. 6في القلب، فالقرآن يصدق بعضه بعضا (

إال أنه في ظل جهل التوحيد وغياب حقيقة اإليمان ظهرت صور كثيرة من الوالء ألعداء الدين من تحكيم

تشريعاتهم وطاعتهم والركون إليهم ومجاملتهم

.3/228تفسير الطبري - 1.51 اآليةالمائدة- 2.3/227تفسير الطبري - 3. ( تحقيق حسن زيدان35 /13المحلى ) - 4.81 اآليةالمائدة- 5 232 وراجع "الوالء والبراء" ) ص 14كتاب اإليمان ص - 6

–234.

15)والجهاد التوحيد منبر5)

Page 156: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ومجالستهم وقت استهزائهم بآيات الله والوقوف في

. أهل الحق والرشادبةراحمصفهم ل

9م? ﴿ :قال القرطبي في قوله تعالى 7ه9م مGنك ;و;ل ;ت و;م;ن ي?ه9م? 7ه9 م8ن 8ن جوابه أي : ألنه قد خالف الله وشر ط)﴾ ف;إ

وجبت لهوتعالى ورسوله كما خالفوا، ووجبت معاداتهم، . 1النار كما وجبت لهم، فصار منهم، أي من أصحابهم (

9م? ﴿ :قال الشوكاني : ) قوله تعالى 7ه9م مGنك ;و;ل ;ت و;م;ن ي?ه9م? 7ه9 م8ن 8ن ﴾ أي فإنه من جملتهم وفي عدادهم وهو وعيدف;إ

شديد، فإن المعصية الموجبة للكفر هي التي بلغت إلى ( إلى أن قال في قوله تعالىغاية ليس وراءها غاية ..

8ي ?ت ;أ و?ف; ي 8ه8 ف;س; 9م? ع;ن د8ين ;د7 م8نك ت ;ر? ? م;ن ي 9وا 7ذ8ين; آم;ن Bه;ا ال ي; ;ا أ ﴿ ي

ةE ع;ل;ى ;ع8ز7 8ين; أ ?م9ؤ?م8ن 7ةE ع;ل;ى ال ;ذ8ل ;ه9 أ Bون ب 9ح8 Bه9م? و;ي ب 9ح8 E ي 8ق;و?م <ه9 ب اللE 8م ;و?م;ة; آلئ ;خ;اف9ون; ل ; ي <ه8 و;ال 8يل8 الل ب 9ج;اه8د9ون; ف8ي س; ;اف8ر8ين; ي ?ك ال

m8يم عm ع;ل <ه9 و;اس8 اء و;الل ;ش; 8يه8 م;ن ي 9ؤ?ت <ه8 ي 8ك; ف;ض?ل9 الل )وهذا﴾ذ;ل د بيان أن مواالةعالشروع في بيان أحكام المرتدين ب

.2الكافرين من المسلم كفر، وذلك نوع من أنواع الردة (

عن مواالة الكفار وبينىوقال ابن تيمية : ) ولما نه منن أن 7بي، أن من توالهم من المخاطبين فإنه منهم

. 3توالهم وارتد عن دين اإلسالم ال يضر اإلسالم شيئا (

تولي المرتد

﴿قال أبو بكر بن العربي في تفسيره لقوله تعالى ?ه9م? 7ه9 م8ن 8ن 9م? ف;إ 7ه9م مGنك ;و;ل ;ت ﴾ ) إن اآلية تفيد نفي اتخاذو;م;ن ي

اليخصمواالةال فالنهي عن 4األولياء من الكفار جميعا ( اليهود والنصارى ألن لفظ "اليهود والنصارى" هو لقب ومفهوم اللقب ال حجة فيه عند الجمهور، فالنهي يعم

الكفار جميعا، كما دل على ذلك القرآن، يقول سبحانه;اء م8ن د9و?ن8﴿وتعالى : 8ي و?ل

; ;اف8ر8ين; أ ?ك 9ون; ال ?م9ؤ?م8ن 7خ8ذ8 ال ;ت 7 ي ال;ن 7 أ 8ال ءE إ ي? <ه8 ف8ي ش; ?س; م8ن; الل ;ي 8ك; ف;ل ;ف?ع;ل? ذ;ل 8ين; و;م;ن ي ?م9ؤ?م8ن ال

?م;ص8ير9 <ه8 ال 8ل;ى الل ه9 و;إ ;ف?س; <ه9 ن 9م9 الل ك 9ح;ذGر9 9ق;اةL و;ي ?ه9م? ت ? م8ن 7ق9وا ;ت ت9م?﴿، وقال سبحانه : 5﴾ ;اءك ? آب 7خ8ذ9وا ;ت ; ت ? ال 9وا 7ذ8ين; آم;ن Bه;ا ال ي

; ;ا أ ي

.6/217تفسير القرطبي - 1.2/51،50فتح القدير - 2.18/300الفتاوى - 3.2/630أحكام القرآن - 4.28آل عمران - 5

15)والجهاد التوحيد منبر6)

Page 157: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة8يم;ان8 و;م;ن 9ف?ر; ع;ل;ى اإل ?ك ? ال Bوا ب ;ح; ت ;ن8 اس? ;اء إ 8ي و?ل

; 9م? أ ;ك 8خ?و;ان و;إ8م9ون; 8ك; ه9م9 الظ7ال ;�ئ و?ل

9 9م? ف;أ 7ه9م مGنك ;و;ل ;ت .1﴾ي

فر، وتسميتهاولذلك يدخل في جملته المرتد ألنه ك :طالق اسم الكفر عليه كما قال تعالىإمنع من تمرتد ال

8ك;﴿ ;�ئ و?ل9 ;اف8رm ف;أ ;م9ت? و;ه9و; ك 8ه8 ف;ي 9م? ع;ن د8ين ;د8د? م8نك ت ;ر? و;م;ن ي

7ار8 ص?ح;اب9 الن; 8ك; أ ;�ئ و?ل

9 ة8 و;أ ;ا و;اآلخ8ر; ?ي 9ه9م? ف8ي الدBن ;ع?م;ال 8ط;ت? أ ح;ب8د9ون; ال <ه9 ق;و?مLا﴿ :. وقال سبحانه2﴾ه9م? ف8يه;ا خ; ;ه?د8ي الل ?ف; ي ;ي ك

س9ول; ح;ق¦ و;ج;اءه9م9 ;ن7 الر7 ? أ ه8د9وا 8ه8م? و;ش; 8يم;ان ;ع?د; إ ? ب وا ;ف;ر9 ك8م8ين; ?ق;و?م; الظ7ال ;ه?د8ي ال ; ي <ه9 ال ;ات9 و;الل Gن ;ي ?ب . 3﴾ال

الكفرمنقال ابن تيمية ) وكفر الردة أغلظ باإلجماع .4األصلي (

وقد مر بنا في الكالم عن الممتنعين أن أمثال هؤالء تكفيرهمقفوإن كان كفرهم مما قد يخفى إال أنه ال يتو

الشروط وانتفاء الموانع.اكتمالعلى

.23 اآليةالتوبة- 1.217 اآليةالبقرة- 2.86 اآليةآل عمران- 3.28/478الفتاوى - 4

15)والجهاد التوحيد منبر7)

Page 158: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

خاتمةالوالء والبراء عقيدة

الوالء والبراء هو الصورة الفعلية للتطبيق الواقعي) لهذه العقيدة وهو مفهوم ضخم في حس المسلم بمقدار

ضخامة وعظمة هذه العقيدة والله سبحانه وتعالى?غ;يG﴿يقول : د9 م8ن; ال ش? B7ن; الر ;ي 7ب اه; ف8ي الدGين8 ق;د ت ?ر; 8ك ; إ ال

و;ة8 ?ع9ر? 8ال ;م?س;ك; ب ت <ه8 ف;ق;د8 اس? 8الل 9ؤ?م8ن ب 8الط7اغ9وت8 و;ي ?ف9ر? ب ;ك ف;م;ن? ي m8يم م8يعm ع;ل <ه9 س; ;ه;ا و;الل ; انف8ص;ام; ل ?ق;ى; ال ?و9ث .1﴾ال

والله جل جالله أراد للمسلم بل لإلنسان الكرامة في;رG﴿هذه األرض ?ب ;اه9م? ف8ي ال ?ن 8ي آد;م; و;ح;م;ل ;ن ;ا ب م?ن ;ر7 ;ق;د? ك و;ل

8يرE مGم7ن? ;ث ;اه9م? ع;ل;ى ك ?ن ;ات8 و;ف;ض7ل Gب ;اه9م مGن; الط7ي ق?ن ز; ;ح?ر8 و;ر; ?ب و;ال L ;ف?ض8يال ;ا ت ;ق?ن ل . فحين يكون والء المسلم لدينه وحزبه2﴾خ;

المؤمنين فهو بهذا يقدر هذا التكريم حق قدره ويعبد الله اعهض تريد إخ عبوديةحق عبادته ألنه تخلى بل وعادى كل

لسلطانها من دون الله أما حين ينتكس فيعبد غير الله سواء بالشعائر أم بالشرائع أم بالطاعة واالنقياد، فإنه بهذا يهبط من تلك المكانة والكرامة إلى عبودية أهواء

شتى، وآراء ومذاهب تمزق عليه حياته، وتضيق عليه آخرته فيعيش شقيا، وإن زعم أنه سعيد، ذلك أن مقياس السعادة والشقاوة في التصور اإلسالمي، نابع من عبادة

الله وحده وتحكيم شرعه والخلوص له أو عكس ذلك كاترعبادة الطاغوت والهوى والشهوة وتلك هي د

هدى اللهعن الشقاء التي يعيش فيها كل من أعرض ودينه . ومواالة غير المؤمنين – فضال عن أنها ردة

وعصيان لله سبحانه – هي مصدر التذبذب والفصام والنكد في حياة فاعلها، ألنه ال إلى هؤالء وال إلى هؤالء، وفي هذا العصر الذي اختلطت فيه المفاهيم، واضطربت

الحق ورفعتيفيه اآلراء، وخلط الحق بالباطل بل أقص ه ؟ؤيقف المسلم ؟ أين يكون والأين شارة الباطل،

ولمن يكون ؟ وهو يرى الكفر الصريح معلنا ومنفذا في "ال فتة بسيطة" إن ذلك الكحياة الناس ثم يضع لذل

يتعارض مع اإلسالم.

.256 اآليةالبقرة- 1.70 اآليةاإلسراء- 2

15)والجهاد التوحيد منبر8)

Page 159: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة ومثال ذلك من يدين باالشتراكية أو الديمقراطية أو

الشيوعية ثم يقال هذا ال يعارض أوالعلمانية أو القومية اإلسالم ألنه عالقة بين العبد وربه، لمن يكون والء

المسلم وهو يرى شرع الله محيدا من األرض ومحاربا، ثم يستورد القانون البشري ليكون هو دستور الناس في

حياتهم ومنهج مسيرتهم، ثم يقال إن هذا ال يعارض اإلسالم ألن التشريع اإلسالمي – سواء قيلت بلسان

الحال أو المقال – لم يعد مسايرا لركب الحضارةوالتطور ؟

ن والء المسلم وهو يرى المنافقين يتمسحونولمن يك في الحقيقة أخطر على الدين منمباسم اإلسالم، وهأعدائه الصرحاء؟

كمنتها ليكثيرة... واإلجابة عغيرها هذه أسئلة وأسئلة هؤنه ال يمكن للمسلم أن يكون والأ ..في الحقيقة التالية

لله ولدينه وللمؤمنين خالصا، إال إذا كان مدركا لحقيقة ممتثال لها،" ال إله إال الله محمد رسول الله "التوحيد مدلولها ومعناها، عارفا بمقتضياتها ولوازمها، ثممدركا

ه بالجاهلية والشرك والكفر والردة والنفاق حتى اللمع يكون مصيدة للوقوع في هذا الشر، ألنه ال يعرف اإلسالم

ثم عمله بحقيقة الوالء والبراء في من ال يعرف الجاهلية. المفهوم اإلسالمي الصحيح وهو أن الوالء والحب

والنصرة للمؤمنين من أي جنس كانوا وبأي لغة نطقوا أي مكان حلوا، ألنه ال يؤمن بما تؤمن به الجاهلياتفي و

سة التراب.خمن لوثة الدم ونتن العرق و

فهو مع إخوانه المؤمنين بقلبه ولسانه وماله ودمه، ه لجميع أعداءؤويألم أللمهم ويفرح لفرحهم، وبغضه وبرا

منافقين،و مرتدين أو كانوا كفارا أصليين أءLالله، سوا ه منهم : الجهاد بالنفس والمال والقلم واللسانقفومو

وكل ما أوتي من طاقة وعلى حساب جهده وطاقته.

إن هذه هي الحقيقة التي إذا أدركها المسلم وعمل ه.. فيعرف من يوالي ومنقفبها، يستطيع أن يحدد مو

يعادي، وماذا يريد اإلسالم منه وماذا يراد لإلسالم منأعدائه.

وبهذا يكون مسلما واعيا عزيزا بعزة الله غير واهن9وا﴿وحزين ألن الله معه وهو القائل : ن ;ح?ز; ; ت 9وا و;ال ;ه8ن ; ت و;ال

15)والجهاد التوحيد منبر9)

Page 160: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة8ين; 9م مBؤ?م8ن 9نت 8ن ك ;و?ن; إ ع?ل

; 9م9 األ ;نت . ومن كان الله معه1﴾ و;أ فلن يضره أن تجتمع البشرية بكاملها ألن تضره، فهي

بمجموعها ال تستطيع ذلك، إال إذا كان الله يريد له ذلك، وإال فهي أعجز من أن تنال منه شيئا بسيطا بغير قدرة

. وإلى هنا تم ما أردت جمعه وقصدت2الله وإرادته ( ختامه بالوالء والبراء ألنه ال سبيل إلى ترسيخ عقيدته إال

وما لم بتحقيق مسائل الكفر واإليمان والعمل بمقتضاها. تحقق عقيدة الوالء والبراء فإن المجال سيبقى مفتوحا

إلشعال نار الفتنة وإثارة نقع الفساد. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

.139 اآليةآل عمران- 1.251 – 248الوالء والبراء ص - 2

16)والجهاد التوحيد منبر0)

منبر التوحيد والجهاد* * *

sw.dehwat.www//:ptthten.esedqamla.www//:ptth

ofni.hannusla.www//:ptthmoc.adataq-uba.www//:ptth

wt.jtm.www//:ptth

Page 161: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

المحتويات

الصفحةالموضوع

.......................................................................... مقدمة ...

فصل: حقيقة التوحيد

مع�����������������������������������نى الإل�����������������������������������ه إال.1الله ...............................................................

ش����������������������������������روط الإل����������������������������������ه إال.2الله .............................................................

ال إس����������������������������الم لمن لم يحق����������������������������ق.3التوحيد ...................................................

ال يج�������������������������������وز التقلي�������������������������������د في.4التوحيد .......................................................

الكف������������������ر بالط������������������اغوت واإليم������������������ان.5بالله ...................................................

فصل: بطالن الشرك وقبحه

الميث��������������اق والفط��������������رة حج��������������ة على بطالن.1الشرك............................................

قبح الش������������������������������������������������������������������رك في.2العقل...............................................................

اإلحتج����������اج بالربوبي����������ة على بطالن الش����������رك في.3األلوهية ..................................

اق�������������������تران وص�������������������في الش�������������������رك.4والجهل ......................................................

ــإجراء ــه ب فصل: تقسيم الدين إلى أصول وفروع وعالقتالحكم على المعين

تقس����������������������������������������������������������������������������������يمالدين ............................................................................

16)والجهاد التوحيد منبر1)

Page 162: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

بي��������ان م��������ا يس��������ع الجه��������ل في��������ه من أم��������ورالدين ....................................................

بي��������ان م��������ا ال يس��������ع الجه��������ل في��������ه من أم��������ورالدين ..................................................

اإلتف����������������������������������������������������������������������������اق فياألصول ......................................................................

إج�������������������������������������������������������������������راء الحكم علىالمعين ..................................................................

المس������������������ائل الظ������������������اهرة والمس������������������ائلالخفية ...........................................................

فصل: موانع التكفير المعتبرة

الجهل المعتبر.1

ه����������������������دم قاع����������������������دة الع����������������������ذر.1بالجهل............................................................

الجه����������������������ل ال����������������������ذي يع����������������������ذر.2صاحبه...........................................................

أقس������������������������������������ام أه������������������������������������ل.3البدع ..................................................................

جه���������������������������������������������������������������������������������ل.4الصفة ......................................................................

ه����������������������ل يع����������������������ذر الن����������������������اس.5اليوم ..............................................................

الردة

ال�������������������������������������ردة عن�������������������������������������د.1الفقهاء...................................................................

التبص�����������ير وإزال�����������ة الش�����������بهة بع�����������د الحكم.2بالردة..............................................

الغ���������الب في ال���������ردة أن تك���������ون عن ش���������بهة أو.3جهل.........................................

16)والجهاد التوحيد منبر2)

Page 163: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرة

. التأويل المعتبر2

الكالم عنالتأويل ....................................................................

الكالم عناالجتهاد ...................................................................

الخط���������������أ فيم���������������ا ك���������������ان عرض���������������ةللتأويل ..........................................................

الع������������������������������������������������������������������������������������ذربالتأويل .......................................................................

. مانع الخطأ3

........................................................................... الخطأ ....

رخص�����������ة الخط�����������إ في االجته�����������اد لمن حق�����������قالتوحيد ............................................

وص����������ف العلم����������اء للخط����������إ ال����������ذي يع����������ذرصاحبه ..............................................

. مانع اإلكراه 4

م��������������������������������������������������������������������������������������انعاإلكراه ........................................................................

ش����������������������������������������������������������������������������������روطاإلكراه ......................................................................

مس����������������������������������ائل ليس����������������������������������ت مناإلكراه ............................................................

فصل: الممتنعين

الف������������������رد ل������������������ه حكم الطائف������������������ة في.1الممتنعين ............................................

تكف������ير الممتنعين قب������ل ت������بين الش������روط وانتف������اء.2

16)والجهاد التوحيد منبر3)

Page 164: اتحاف البررة

ان�ع� و� ة� ب�م� ر� ـر� إتحــــاف� البـ�ي ــــكف� ر� التـ�

المعتبـــــــــــــرةالموانع ...............................

احتم��ال وج��ود م��انع من التكف��ير ال يص��رف الحكم الظ��اهر عن.3الممتنعين ...........

فصل: شبهات حول العذر بالجهل

ش�����������بهة أن الض�����������الل ال يك�����������ون إال بع�����������د.1البيان ......................................

قص���������������������������������������������������������������������������������ة.2الحواريين .............................................................

حديث القدرة ..............................................................3 حديث ذات أنواط ..........................................................4 حديث سجود معاذ .........................................................5 ح�������������������ديث عائش�������������������ة في ص�������������������فة.6

العلم ............................................... ح�������������������ديث حذيف�������������������ة في جه�������������������ل.7

الفرائض ............................................

فصل: أمثلة لإليضاح

ش�����������������������������������رك ال�����������������������������������دعاء.1واالستغاثة .........................................................

ت����������������������������ولي الك����������������������������افرين من دون.2المؤمنين ..................................................

خاتمة

ال�������������������������������������والء وال�������������������������������������براءعقيدة .................................................................

..................................................................... المحتويات ......

16)والجهاد التوحيد منبر4)