خمترص الدرة الفاخرة فيام انتفعت به يف طريق اآلخرة.

ةالدرة الفاخر 412

م اهللا محن بس حيم الر الرة إال باهللا العيل عاملني والعاقبة للمتقني وال حوال رب هللا دماحل ل وال قو

عني وسلم ،العظيم د وعىل آله أمج كثريا . امتسليام وصىل اهللا عىل حممن إخواين بمحر ن يكرم عيل م ني بعض م وسة دمشق أن أوقفه عىل كتاب سأل

ن لقيته فانتفعت به يف طريق اآلخرة أودعته ذكر بعض رضاحارضا فلم يكن عندي ،من يفخترصـذا املله ه فقيدت .فإين تركته باملغرب ؛عند سؤاله م ذكر بعض املشيخة

ل ن الصاحلني العارفني ،اهللا أه نني يف طريق أهل التحقيق م ريض اهللا عن -املتمكن لقيته ذكرأومل . -تعاىل -مستعينا باهللا ،- مجيعهم ورأيته وصحبته من فيه إال م

.ما تذكرت منهم يف هذا الوقت عىل قدر ،وكبري يف السن وصغري ء اونس رجالرق عادة أو ن كالم حكمة أو خ م ،كل واحد منهم حكاية رأيتها منه ننعكرت ذوا ،عظة وم .افعأض ،،وتركت منهم كثري ما ذكرت

كان .- اهللا رمحه -أبو عبداهللا حممد بن املجاهد -ريض اهللا عنهم -فمنهم لامء كان يعمل عىل .بمسجد املقيربات سرسدم ،فقيها يف مذهب مالك ،باهللا من الع

كم قبل أن حتاسبوا« :-سالم العليه -قوله ه ،»حاسبوا أنفس ،وكان حيفظ عىل نفسسه ةة العتمعد صالان ب فإذا ك ،مجيع خطراته وحركاته وما يقول وما يسمع خيلو بنف

. -و: تسليام

: حارض.ف و: عىل.

كثريا. -: ف

: يدرس.ف

كتاب الباء 414

بهويذكر عن نفسه ،يف بيته ه ذلك ،نيابة عن ر فام كان منه ،مجيع ما كان منه يف يومتيض االستغفار م وما كان منه يقتيض الشكر عليه شكر اهللا ،همن استغفرن فعل يق

ابل كل ،عليه ن خطاب الرشع وق وقام إىل نام قليالذا فرغ ا. فعمل بام يليق به مباع د إت . كان ،للسنة اورده يتهج ل -ريض اهللا عنه -ينام ويقوم وينام ويقوم ع قد ج

تبه حلقة وكان يقعد يف وسطهام تى ما فرغ من ذ،من ك كر يكون فيه أو فكرة أو فمتب. ذ يطالع يف تلك الك صالة أخ

افدخل عليه يوم ه: يا ثناء حديثفقال له يف إ ،ؤمنني أبو يعقوب زائرا امل أمري مامدة ،أبا عبداهللا : األ ؟أما تستوحش من الوح طع كل وحشة فقال وأين ،نس باهللا يق

ث مع ،ء معيالوحدة وهؤال أخذت -جل جالله -ريب إذا أردت أن أحتدأخذت -اهللا عليه وسلم صىل -اهللا رسولوإذا أردت أن أحتدث مع ،املصحف

مع السلف أخذت الكتاب الذي مأردت الكالم وإذا ،ـرمن كتب احلديث ما تيس هم ن سري فأين الوحدة يا ،هكذا يف كل من خطر يل أن أجالسه من العامل و ،يتضم

منها: ،بأبيات يف ذلك يشري إىل جمالسة الكتب ثم متثل؟ أبا يعقوب

هد ءاالب ما نمل حديثهم لنا جلسآء امامؤنون غيبا و مشد وننا من عندهم علم ما مىض يديف اوعقال وتأديبا ورأيا مسد

اوإن قلت أموات فلست مفند فلست بكاذب ءافإن قلت أحي

يوما. -: ف

الكالم. -: ف

ةالدرة الفاخر 416

: ا بن ءقال حلاجبه أبى العال افرصـنفلام أراد أمري املؤمنني اال دفع جامعفع إليه كيس ،الح شأنهللشيخ ما يستعني به عىل إص فيه ألف دينار ذهبا عينا، افد

: ال حاجة يل . فقال: ال بد من ذلك فإ ،هبذا فقال له الشيخ ن كل ما سو اهللا حمتاجه إىل صاحبه فإنه أحوج إليه مني، يشري إليه فع ، ه أ نأفقال صدقت فاد ذها بغري حق خ

ج وسط بيته، فلم يزل الكيس يف ك املال يفه وترل أمري املؤمنني وخرج من عندفخه عن ه فيه أمري املؤمنني، مل يفتحاملوضع الذي ترك ه الشيخ وال عرف ما فيه وال أزال

ا من اثنى ،سنة إعرشة مكانه نحو أبو إسحاق لطانالس أعلممات فلام ،ىل أن ماته وحرض جنازته ، فجاء بنفس سف بحديث املال -له مشهدا عظيام ورأيت - بن يو

ق يف الضعف روأم . قعىل طريق من قرابته عىل قدر أحواهلم ال ءاباملال أن يفر املرياثان عتيق، وكان له يشءومل يكن عنده ا إىل نفقةحتاج يوم ا خلق يساوي طيلس

للسمسارنصف طاه فأع ناددرهم السمسارعأو،ي عليهي انالناسلم طيلس هذا أند، فبلغ ثمنه عىل بعض ال ر فأخذ السمسا اا ذهب جار سبعني دينار تالفقيه ابن املجاه

: له الشيخ ما هذا؟ فقال له ءااملشرتي واملال والطيلسان وج إىل الفقيه فقالويقول: دين ابن املجاهد بسبعني فأطرق الشيخ يبكي ،ثمن الطيلساناملشرت: هذا

ا، يكرر ذلك ويبكي انه وقال للتاجر دينار وال ما يسو ،يا حبيبي :وضم طيلسه امتثاال أل ضم ،أبيع التاجر مال فقيل إنه ،باكيا الشيخ وخرج مرمالك، فضم

ق به ن وفتح اهللا ،تصد .حيث ال حيتسب عىل الشيخ من املسجد إىل بيت اخرج يوم ه، ال يعرفيتب اه فرأ شخص م فلام ،ه يف مجاعتهع

ك الك حاجة إن كانت ،ا هذاي :وقف وقال ،وصل إىل باب الدار فقال له: ال .اه ر ذ

ف: تويف.

ف: سبيل.

كتاب الباء 418

، فرأه معه يف حاجة ه الشيخ ودخل إىل منزله، وأغلق دونه الباب يل عندك، فرتك: دهليزال ؟ فقان أين دخلت والباب مغلق، وما م ،ا هذايفقال ال له: يا ستأذنت

لني إليك ألحفظك ر ةئك ولكني ملك من مال إين لست بإنيس ،شيخ س يب، أر.ي ودخل منزل، فجعل الشيخ يبكوأكون معك ه إىل أن مات ه وامللك معه ال يفارق

ه يف خرج عىل الذي هذا خمترصها. »الدرة الفاخرة«وقد استوفينا أكثر أحواله مجاعة كبرية رجال وم وأيب عمران املريتيلسق اهللا بن كأيب عبد لأي رجال يد

ه.تنتفعت بدعائه ورؤيا .شبيليةإأهل يوأكابر صاحل ى ألصبحوا يوالشنرتين

و أبو عبد - ريض اهللا عنهم -ومنهم ب ابن املجاهدح ص ،ماهللا بن قسه ه و ،وخدم ه عليه وورثه يف علم ستخلفه ا .حاله، وجر عىل طريقته بعد موتهوتفق

هاإل الشيخ ابن املجاهد يف يف موضعه، واجتمع عليه والتدريس ،مامة يف مسجديبسطه العلم ،للسنة االشأن متبع مجاعة من أصحاب الشيخ بعد موته. كان كبري

خوفه لتساوياالو وزن رج ،ويقبضه احلال عرشة ه زمانا نحوا من سبعصحبت .ءه وه عمل س ه، كان إذا صىل الظهر أخذ املصحف شيخ سنة، كان عمله يف حماسبة نف

كبتيه ه إىل صالة ،وجعله بني ر ه، ويتلو بحيث يسمع نفس ومشى عىل حروفه بيد، فقلت له يف ذلك، فقال يل: ،العرص حتى ينال «يتلو احلزب الذ يقوم به من الليل

و من كتاب اهللا ما يليق به ». كل عضها تخييط هذه القلنسوا ،يعيش من يده -اهللا عنه ريض -ن كا ويعيش ويبيع

هفتح شخص عليه امنها. فلام كان يوم ة فيها دراهم يف الباب جمهول، فرمى له برص

ف: رجل.

ةالدرة الفاخر 420

أتسبب فقطع التسبب ي أن من اهللا ريد: ما ي إىل عمل شغله، فقاليوم كان حيتاج فيه منغ لعبادة ربه، وبقي عىل الفتح مع اهللا يرزقه من حيث ال ن ذلك اليوم وتفر

. . وكان داورع شاف ا ،وكان يغلب عليه احلياء من اهللا حيتسب فال تراه إال مطرقا يف دين اهللا. ا غيور متفكر

رب إشبيلية فن قرية برشفم يلب رب ومنهم أبو احلجاج يوسف الش ى ش ل. ب تسم، وكان الشيخ ابن املجاهد خيتلف كان ض أصحابه البن املجاهد ه وحير يعظم قدر

ة ،ك به. كان تالء لكتاب اهللاعىل الترب . كانت له هر ح يف املصحف دائام ال يرب .عليهيدخل -تعاىل -هللا يلفه بكل ور ع فيها عالمة، ت هلهسوداء، جعل اهللا له

له ا، فقلت ا يتلو بتالوته يوم فقال: أو سمعته؟ فقلت ،ذلكيف سمعت صوتمؤمني اجلن ل:له: نعم، فقال: ، وألح عيل هو شخص من وأقسم ، سألني يف الصحبة

. ،ذنت له يف جمالستيأفربرت قسمه و ،عيل ني القرآن فهو يدارسه -اهللا عنه ريض -كان ، نوكان ،جماب الدعوة مثل شيخ يمشى عىل املاء

ة وبسط. دت بيني وبينه مود البئر ل وكانببمنزله بشرب يوم مجعة يهعليهدخلت تأك

ف: فتح عليه شخص.

ف: يف.

. -ف: وكان داورع شاف

ف: برشق. له. -ف: .عنده :و .فقال: أو سمعته؟ فقلت له: نعم، فقال -ف:

كتاب الباء 422

شجرةالأصل قى به مربوط يفتسيالذ منه إىل جانب بيته واحلبل أيتوضالذألتوضأ فقام الشيخ ليستقي فقمت وعظمت أغصاهنا ...و زيتون قد زامحت البئر

فقال: هذه الشجرة قد ضيقت عىل البئر، ،يا سيدنا :، فقلت لهءيلوضو يل ماء ه ونظر إليها هاهااحلبل مربوط يف أصل يهذه الت :قلت وأين الشجرة؟ فرفع رأس

ل يف هذهو ،ما كنت أحسب إال أن هذا وتد ،وقال: واهللا يا ولدي وما دت الدار وكانوا يكرهون ،فقلت له: يا سيدي ،زيتون إال يومي هذا علمت قط أن هنا شجرة

يكرهون فضول الكالم. واكانواالنظر كام فضول ، فأخذوا ما يف البيت من قامشعليه اللصوص ليللدخل والشيخ يف ة

ت يف عل قد نا ورأوا اجلدرا أرادوا اخلروج مل جيدوا باب ، ال علم له. فلام هصالمهم إىل ، فوقف واحد منهم عند السام عنان نظر وا القامش فوجدوا الباب ، فرد ء

فقالوا ،روج فلم جيدوا الباب الباقون القامش وأردوا اخل واواالباب وأخذ اا، ففعلوا ذلك مرار ما برحت من مكاين وال أر باب فقال: واهللا لصاحبهم:

،من اللصوص واحد فأخربين باحلكاية .وخرجوا تائبنيوتركوا املتاع واوانط ففت

ف: كانت.

عليه. -و: يف أصلها. -و:

كانوا. -ف:

ف: ودخلت. ف: أخذ.

و: فتقنطوا.

ةالدرة الفاخر 424

سنني إىل ا من عرشصحبته نحو ،وكراماته كثرية .سبب توبتي نكانوقال يل: ذلك .-رمحه اهللا -أن مات

إذا سمع ،اا صاحل كان شيخ .-اهللا عنه ريض -اجة تالعباس ابن ومنهم أبوكان .القرآن إال قال يل اتل عيل ايملك دمعته. ما جلست معه قط جملس القرآن ال

ه قد تغري ه، وتق مزاج ه يال ،العبادة والبكاء عيناه من كثرة رحتوضعف جسم فوت. كان الصالة من احلمرالا بني الظهر والعرص يف مسجدقد جعل يل جملس يف اجلامعة

ه فيه القرآن م س أ ،شبيليةإ النظر يف ف ال يستطيعقد ضع هبرصفإنه كان ؛ع. املصحف

نطقه اهللا به. كان إذا مشى ال ي إال يف أكثر األوقات كان ال خيطر يل خاطر ه وال اعرف أييرفع رأس ه لشغله بشأنه. كان حد ه بنفس -حتى يسلم عليه، ويعرف

فإن ،وأخذ العلم منه ،والتفكر فيه تعاهدهيوصيني إال بالقرآن و ال - اهللا عنه ريضكالرساج يوقد من ،والقرآن هو النور املبني ؛العلم نور فال يؤخذ النور إال من النور

علم من القرآن لاف ،ر،عىل اإليامن وهو نور فالعلم من القرآن نور من نور ،الرساجلني كىل نورا ا« :-وسلم صىل اهللا عليه -ل يقو ،من نور عىل نور نور يا ».جع

عر ،ولدي وذلك لنقتبس ،رضت واألانه نور السموأ-سبحانه -فنا احلق قدنا منه فال يطلب النور من غري م عدنه.أنوار

كان. -و:

.عىل اإليامن وهو نور فالعلم من القرآن نور من نور -ف:

ةالدرة الفاخر 432

حتى يا غائباباك ال يزال قائام رشاقاإليف حى كان إذا قام يف الركعة من صالة الض وي يأكل ب .ركع بعد فريكع حينئذ ما وهو ،الشمس له: قد زالت يقال وال رهانما ر

ا عرفي ، صاحبته نحو ثالث عرشة سنة.من أنه صائم أو غري صائم

كان من أهل اخلطوة، إذا .ةيشبيلإ ففرشمن يف اهللا الرش هم أبو عبدومنق املوسم ي بر ق شبيلية ممن كانوا يف إأهل من مجاعة هآر ،ام املوسم من البلد أيد ف

ه .وكان مستور احلال .احلج يف املوسم ه يف وقت من كان عيش ه األفيون، جيمع ه ويوردم ،العطارين عىل قوم ثقات من جتار ذ ثمنه ويقس فام فضل تصدق ،السنةعىل هويأخ

به.ا ا عظيام فرأ - سب د وأنا بجامع الع - لصالة الظهر دخل يوم من مجع

ىل جمعوا عىل حمتسب ي مجع الناس ل : القايضفقال يل: ما هذا؟ قلت له،الناس و يم وقال ،ناقر فأمجعوا عىل الغ ،عليهم يوىل عليهم غري من الظهر صىل اإذ :يل فتبس

،فصليت معه الظهر ،الظهر تعلم ذلك : إذا صليت ن هو؟ قال وم :قلت ،اختاروهنا هوال ف ،لبي الط ،ةب س احل وىل ن أنرأينا : قدقال القايض الصالةمن فلام فرغ

ها وال ،تهأمرامعهم شغل الرجل العاقل مع ل م ع فقال يل: رأيت ،وانرصف يشاورا .يعمل برأهي

ها، وكان هلا مات عنها ز وكان عندنا امرأة ما كان د فنف أوالد صغار،وجا ت بيدها فأصبح فقالت ،أو نحوهارازيانج أرطال عندها سو ثالثة يشء وال يوم

ها ه الشيخ الصبي جاءهذا الرازيانج يف العطارين. فلام ع ب :لولد به إىل السوق أبرص

ف: رشق.

كتاب الباء 434

ته فأخذ ق ما تصنع هبذا؟ فذكر له الصبي ،ولد فقال له: يا ،يفاهللا الرش أبو عبد ص: بارك اهللا لكم فيهو يف ه ن الرازيانج ثم رد ا م كف� ه رج ،عائه، وقال من ل فأبرص

: يا ،التجار فع للصبى فيه ثامنني أو د ف م،فقال: نعم، ،الرازيانج تبيع مني ،يصب فقالا ذهبا عيناس ه ال تزال الربكة فيهمس : يشء وقال ،بعني دينار امكان كف ،ه الرشيف بيدا ه م ىل أ وانرصف الصبي إ ،هن ظ .ةالقص وذكر هلا مرسور

ع أن يموت ملا أراد بعد هللا،اهللا، خوانه، فقلنا له: يا أبا عبدإأخىل بيته وود، وخرج من ا طويال،، فقال: إين مستقبل سفر تسافر أربعني سنة عد بيننا احلرش واملو

افيه د ل يعته التي و إىل ض د إىل الرشفالبل ام مريض ودرج إىل رمحة ا وأقام هبا ثالثة أيا لالختصارتركنا وله أخبار كثرية .اهللا ذا.منه ه ها يف األصل املخترص، وذكرناه

د اكان بإ .ادالعص بنيعرف با ،اخلياط دومنهم حمم أيض وتويف شبيليةا صاحلا اخاش بمرص، كان عبد ا، كان مصباح ه ه وج ، إذا رأيته كأنع كنا إذا .بأمه بر�

ه وهو يف بيته، فنعلم إنه وجيبنسمع نا عليه البابب جئنا إىل زيارته ورض قلبه صدرالة ا كنت .يف الص ا يف بيتي، وقد صليت العش يوم اء اآلخرة، فوجدت يف نفيس قلق

ا بعيدة والطريق وبينه ، واملسافة بينيىل بيتيود إوالع اعةلرؤيته يف تلك الس مزعج، ومل أجد ى دخلت جهدي حت وأعد رجت من بيتيإليه، فخ املسري منا دA ب خموف

ا، ،عليه يف بيته ا بعينيه إىل مستقبل القب فوجدته يف صحن الدار واقف لة ضارب

فقال: نعم. -ف:

و: + يا أبا عبد اهللا.

ف: + بن.

ةالدرة الفاخر 436

ل اخلاطر منعك أن جتيء : مايل عليه فقال ت فسلم ،األرض علينا، وأبطأت يف أو، فاشضيف من رجال اهللالليلة إنه وصل إلينا يف هذه ا يت أن هت، وهذا هو يف البيت

ت معي من ق فلو علمت ذلك س :، فقلت لهعشاءهذلك حتى تدبر له يف فرفتع، يشء ليس يف جيبيله: فقال: يكفيه الذي يف جيبك، فقلت ،ما يقوم به البيت

، فدفعتها إليه فوجدت مخسة دراهم فأدخلت يدي يف جيبي ،فقال: بل يف جيبيك. وانرصفت

، فع البيتوكان يل كوز يف ا للفقرالمفارغ ن عندنا ء عصيدة، ومل يك ت يوم العض الفقراء ليشرتي لنا عسال سل وال سمن تأكلها به فأخذت الكوز وناولته ب ع

، وجعل يصب من الكوز يف القصعة سمنا ومسكه بيده وقال: كلوا بسم اهللا .وعسال

ا يوم بعضوحرض دار نأكلفجعوعسالشرت لنا زالبية انا، فخوانإيف لنا هذا الشيخ: فقال ،عسال نشرتيحتى صربواا :، فقال صاحب البيتسل الع فرغففكنا نصبغ اللقمة يف الصحن ،، فأنكم ستجدون فيها،صبغوا اللقمة يف الصحنا

(فقال:) ،ريد رؤية العسلن :فقال أحدنا ،إىل أفواهنا والعسل ينطف منها فنرفعهاح كالعرقأيد واسكوافم ،فامسكوا أيديكم م امسمن هيم، فرأيت العسل يرش

.، فأكلنا وفضل منه فضلةعةالقص القصعة حتى امتألت أر فيمن رأيت من مل، عرفته وصحبته ما يزيد عىل ثالثني ،شتهيت أن اكون مثله سواها وأخباره كثرية

ف: يعرف.

. -ف: وناولته بعض الفقراء ليشرتي لنا عسال

.: فيهف

ف: فامسكوا.

كتاب الباء 438

سنة.

بن العص أومنهم ه أمحد ؤم بمسجد كان ي .توىف أيضا بمرص د،اخوه وشقيقيف دين اهللا كأن صلب قوي كان ذا حال .كان يعرف بمرص بأمحد احلريري .ديلالقنا

ما يبدو له أمر ستدامة التجيلاإنه كان يضعف عن شهادة إال له الغيب إهلي عند، من ساعته إىل عامل عنه، ويرجعيفنيه ذلك وأقول له فيه، خذ عليه يفأوكنت احلس

توبته عىل يد أخيه، خدمه كانت هذا غاية استعدادي. ،هذامن فيقول أكثر ورحل يف رؤية ،يد ومجاعةن وابن ج بيريوالع سيدبونوصحب الشيخ أبا أمحد بن

وانتفع هبم.الصاحلني فأبرص مجاعة ا فال -يعنى احلق تعاىل -يقول: إين ألجهد أن أر سواه سمعته يوم

::د نش ي وكان ،أستطيع وال أجد الورإن هجع اليلب مؤنيسيا

ثي من بينهم بنهار وحمد :د:ينشدكثريا ما وكان

فنائه بعد تملن أبقيت ظهرت كنتهنك بال كون أل فكان

.عنه رس قد مات ثم ي نقول حتى نهلونه ر ويأخذه احلال ويصف

ف: وكان كثريا ما ينشد.

ف: وكان ينشد أيضا.

ف: أيقنت.

ةالدرة الفاخر 440

يف اجلامعات - رمحه اهللا - يلاملتحنا احلسنومنهم أبو ا للصلوات كان مالزمأحد،دائام يكلم ه،،ا وال جيالسهال التأو شديد الفكرة كثري بنفسه كثري مشغول

ا الكمد صحبته نحوا من ،ا هبارA وكان ب كان له أم ، فكان يواصل مخسة وعرشين يومجئت:ما قال يل يوماعرش سنني أين ؟وال إىل أين متيشمن

اا يف شهر متوز قعود كنا يوم ،فتبسم احلر شتد اوقد ،يف املسجد اجلامع ادبعباده ،شديد فقلت له: ما شأنك؟ فقال: إن احلر وىف العرص ينزل ،واهللا لطيف

لت األودية امطرا عظيام س ت ر ط م أ وء، العرص غيمت السام وقت املطر، فلام جاء منه.

اه الشيخ أبو أمحد بن رب ،عىل عبادة اهللا من صغره نشأ أمحد الرشييشومنهم ويأخذه احلال فيقع يف النار فال تعد -بن عرش سنني أو دوهنا او وه -سيدبون، كان

ا يفذلك منه مر رأينا ،عليه .ال :أتعلم بذلك؟ فيقول :لهموضع كان، فكنا نسأ أي ارودفناه به سنة ثامن وستامئة، طلب من أبيه أن يرتكه عيل بشعبمات يف صحبتنا

فقال ؟ومتيشترتكنيأنا أبوك وقد أردتك لنفيس ف ، فقال له أبوه: يا ولدي،حيج ملاملا اهللاب ،أبتيقال: يا ؟قولتما :، قال:ن صدقتني فيام أقول لكإ ،له: يا أبتي

لونه. -و:

.: قعودف

ف: فيرتكني. ف: عىل. ف: قال: يا بني، ملا.

ةالدرة الفاخر 452

ا وزن فيهن م إنه كل أخربين احلق فإن ؛بع درهم منهار إال وال يؤخذ من كل إنسان د اخلري ألمة ب عتيق من النار وأنا أح فهو ها له كام فجمعنا ،- السالم عليه - حمم .رسم

ان ك ا قعود ستسقيأل »ةماتقرص ك«أن امشى إىل م يل، فقال إن اهللا رس ا يوم »البحر املحيط«وبيننا وبني املوضع مصب ،شبيلية تسعة أيامإمن ، وخرج وهيهلم

تعاىل - ء، فأنزل اهللاافلام أرشف عليها دعا بامل ،أن ال أدخلها، فمشى قال: ورسم يل .طراملن م صيبه يشء ال ي باطساع عىل طريقه كأنه يفورج ،احلال وسقاهم يف ء املا -

دخديمه فأخربين ا أخربين ،عىل الشيخ وقلت له: يا سيدنا فدخلت ،حمم د نه أ إن حممصبك مل ت حيث عيل عز ،قلت له: يا سيد ،نعم :قال، ما أصابكم من املطر يشء

ض بنفسه للمطر ر يتع -م وسل صىل اهللا عليه -ولقد كان رسول اهللا ،اهللا رمحة ؟هذا املشهدمن فأين أنت ،»إنه حيث عهد بربه« :ويقول ويربز لهاحلادث ليصيبه

وكراماته .ين ت ه ب ما ن عىل اهللا فاحلمد ،ذلك ا خطر يلم ،أخي واهللا يا :وقال فبكى رض االختصار.والغ ،وأخباره كثرية

أوحد زمانه يف - اهللا عنه ريض -ي ورستاذ املوراهللا بن األ ومنهم عبد وبد الرزاق وأبا ون وعبدببن سيدابا مدين وأالتوكل والصدق، صحب الشيخ

ان يفارغبه .اهللا بن حسان عبدر والكامد وأبا واملغاو مصاهرته فامتنع عليه. بن حسذا مقام التوكل يدور عىل ه رأيت ،شى يب عليهااهللا عىل املقامات وم لعنيملا أط

قطبها.ىلما تدور الرحى عىل لمثل ريالشيخ املورو

مثل. -ف:

كتاب الباء 454

ا م الةة فع كان صاحب مه فيشبع ،ناي ع ، كان يأكل عن الشخص الغائب طعام الغائب ا ذلك ن يعا ،اقه حتى يمتلئ شبع ل ح به نازال يف س من ذلك الطعام بعينه وحي

بلده كانت له بنت يف ،و باحلياةفارقته وه وي زمانا نصحب .فيه ك ش ال ي حيث بمنه الذكر واجتمعوا حلقة ء يففكانت إذا حرض الفقرا ،ن حالهالسنة فكساها م دون

وقد ؛ر؛وتدور ئمة عىل قدمهااط احللقة قوس يف ف ها وتق م أ رج ح يفتثب واحدة قلبها عىل أن اهللا قد جعل يف ل وكانت عىل هذا السن تأتى باألمور تد ،غلبها الوجد

ا ماتت قبل الفطام. ،عرفته به نورهذا وقد تقدم ذكره يف -اهللا حممد اخلياط عبد دار أيب معه ليلة يف بت

ميل إىل فإنه كان ي ؛عقيدته يف هوكنا نتهم ،البسكري وبات معنا حممد -الكتاب دمام د بن ،كان معنا تللك الليلة أمحد اللويشو ،ءذاهب الق وأمحد ،الفضلأيب وحمم

ادا احلريري القبلة وكل مستقبلني ناسادة فقعدناوكلهم ،ةبن املحب او ،بن العصوتلك نفيس ة فرأيت ن شبه الس فأخذين ،مفكرو بني ذاكرواحد رأسه بني ركبتيه من

وكل ،مل يكد يراها هانسان فيها، إذا أخرج يده اإلبيت مظلم شديد الظلمة اجلامعة يفاه به يف ءيستيض اذاته نورمنا ينبعث من مجيع واحد فكنا يف ،تلك الظلمة وال يتعد

أنا :م علينا وقالل من ذواتنا فدخل علينا شخص من باب البيت املظلم وس نور عقيدته؟ مه يفهت نما تقول يف هذا الذي كنا :نشري إليهفكنا .احلق إليكم رسول

ده :فقال :ثم قلت له ،توحيده إيامنه ال يف نتهمه يفكنا وكذلك كان وإنام .و موح

و: إىل.

وتدور. -ف:

.و: فقدنا (هكذا رسم)

فيها. -ف:

ةالدرة الفاخر 456

يف الوجود والرش اخلري يف لتعلموا أن « :فقال لنا ،لغ ما جئت بههيا الرسول ب أ ياياوصفاته ق بأسامئهختل ،وجوده يف وجعله وحداني�ا هجودبنسان د اإلأوج ،العدمو وال فكان ه ، ه س إىل أ فرأ نفسه بنفسه وعاد العدد ،عنها بمشاهدة ذاته وفني

إىل حيس من دت ثم إين ع .»تنأ ثم ،غرتوااوا وما هذه الرؤيا فأخربت اجلامعة فرسمعنى ما رأيت يفيفت ثبأ تنا وجعلت لرجعنا إىل حا كل تاذلك أبيا يف فنظمت ،نفيس

فإنك ،بجأ :به فقالجفلم أ ،وصاح يب يراملورو فاستيقظ ،نفيس ذلك يف ،صدقت :وقلت له رأيس فرفعت ؟-سبحانه -اهللا توحيد ا يفمستيقظ تعمل شعر

نظم :فقلت ،د ئصاعليك وأنت تعقد شبكة كوشفت :من أين لك هذا؟ قالفإن الشبكة ال ؛دئفهو شعر وكونه شبكة لصا ،ورة هو نظم كالم منثورخيوط منث

ذا ر كيال والكالم والشعر ،وحر ذواد فيها إال يص تعاىل -اهللا إذا كان يف وح إال ون.-رىض اهللا عنه-فطنتهن مذا ه،التوحيدنه يفأفعلمت -

ه ا ال نقدر نسيغ اج ا أج ح ل م سياحة معه فجئنا ماء كنا يفوا يوم تعطشتاب ذ ء ع وسقانا ذلك املا -تعاىل -فسمى اهللا ات ر ييهذا الرجل رأيت طبربكةو .ا ف

سرية يكون بيننا وبينه م الياال ع ب ج نتهى برصنا رأينا م ذاإذاكنا األرض بحيث إنا خطوة يف ،ما كان أمامنا نا عىل قدرففنر ذلك اجلبل خل واحدة نمد خطوة ،أيام

لة.أهذه املس ا يفومل يكن معنا حارض ،ذا الرجله واحدة بربكة

و: أنا.

يف. -ف:

ف: عطش.

و: إنا إذا كنا.

كتاب الباء 458

د بن أرشف عبد بوأومنهم ندي اهللا حمم مل يأو إىل معمور .شيخ اجلاملالركان .»البحر املحيط«عىل ساحل احة بروطه السيه يفصحبت،ربعا وعرشين سنةأة زمانه يف دحدوأ القبلة الزيتون فتامرينا يف رشانةمعه بخارج م صليت ،الورع واهلم

به حتى فرأيت البيت والطائفني .هذه الكعبة فصلوا :وقال ،كذا :فقال بإصبعهفلام فرغنا من الصالة ،لينا عىل يقنيفص ،املجاورين هبا رأيت طائفا به من أعرفه يف

البلد أقمت فلام جئت ،جتمع وافرتقنانوبينه وعد يكان بين احجب البيت عنا.من يناثاليوم ال فلام كان يف ،إىل تونس أميش أن ان وقت وعده وخطر يلحو اراشهرأ

لقيت باألمس :فقال يل ،هيفخرجت إل حفالح الباب رجل هذا اخلاطر قرع عيلإذا وصلت إىل ،، فقال: يا هذاذا مهابة رجال شبيلية من إاثنى عرش فرسخا ببلجانة

خوك ابن أرشف كان أ :وقل له ،م عليه منيوسل ابن العريبن دار ع ل فس إشبيلية لك امليش إىل تونس ف فخطر ،عدلو لإليك هذا طريقه يف أمان اهللا وإذا رجعت رس

، فسافرت إىل إفريقية وبهنجتمع

ىف املجتهدات يف الطريق اهللا فذكرت هلا احلديث فخرجت من عند وكانتومشت إليه فوجدته عندما فرج من عند، أصابه املرض فقالت له: يف أمر التزويج

و: واحد.

عنا. -ف:

ف: شهرا.

فالح. -ف: