العظيم القرآن تأويل

الثالث الجزء

بسم اهللا الرحمن الرحيم المجلد الثالث. )أنوار التنزيل وحقائق التأويل(تأويل القرآن العظيم � لفضيلة العالمة العربي الكبير محمد أمين شيخو (قدس سره). � جمعه وحققه المربي األستاذ عبد القادر يحيى الشهير بالديراني. � اف فضيلة محدث دمشق المرحوم الشيخ محمد الديراني. بإشر �/ تاريخ 39373موافقة وزارة اإلعالم ـ مديرية الرقابة تحت رقم/ �27/5/1997 تطلب كتب فضيلة العالمة العربي الكبير محمد أمين شيخو (قدس �

دار نور البشير ـ سوريا ـ دمشق سره) من: 11777: ص ب

).0096311(6329717هاتف: على شبكة اإلنترنت: موقعنا �

www.amin-sheikho.com www.rchss.com

الكبير إلنسانيفضيلة العالمة ا حممد أمـني شيخو

قدس اهللا سره

تأويل القرآن العظيم اجلزء الثالث

جمعه وحققه المربي األستاذ الشهري بالديراين عبد القادر حيىي

الفھرس

7 ......................................................... اإلهداء

8 ........................................................... مقدمة

20 ................................ )109( وآياتها يونس سورة تأويل

60 ................................ )123( وآياتها هود سورة تأويل

101 ............................. )111( وآياتها يوسف سورة تأويل

138 ................................ )43( وآياتها الرعد سورة تأويل

158 ..............................) 52( تهاوآيا إبراهيم سورة تأويل

180 ............................. )99( وآياتها الحجر سورة تأويل

201 .............................. )128(وآياتها النحل سورة تأويل

241 ............................ )111( تهاوآيا اإلسراء سورة تأويل

ا�ھداء

تنزيل من حضرة اهللا ورسوله العظيم إلى عباده

الصادقين المخلصين وللحق على الباطل ناصرين،

الذين يبغون وجه الحقيقة والحق والدين،

ولو عارضت آراء المنحرفين، بل لو أطبق ضدهم

آل الثقلين... من ال يخشون في الحق لومة الئم...

عن طلب اليقين من رب اليقين...وال ينزاحون

... الذين امتحن اهللا قلوبهم للتقوى...

إن تلقه األسد في آجامها تجم ومن تكن برسول اهللا نصرته

7

مقدمة

أعوذ باهللا من الشيطان الرجيم

) سورة يوسف106( {وما يـؤمن أكثـرهم بالله إال وهم مشركون}

ن ترتك األمة اإلسالمية تتخبط يف حبر جلي ال يدري ية أهل أبت الرمحة اإل خائضه فيم أحبر وإالم سريسو!.

ال حيظى بصيد وال ماء غدق يغين نفسه عن حب الدنيا وزيفها.

يضيع يف علوم الكالم والتفاسري ذات األوجه املختلفة املتناقضة.. واالغرتار بزخرف األقوال دون حقائق معانيها.

االت واألوهام... جتده يف أمسيات عمره يرى قلبه فارغا من أي ملته باخليمعىن لإلسالم، عاجزا عن متع الدنيا وشهواا بسبب اهلرم والشيخوخة...

فيقع صريع نزوات نفسه وسقوطها املريع، فالقنوط واليأس من الدارين.

ضعيف فإما أن يفسق فريتع بني اجلفاء والعمى والغفلة والعتو وهو مذموم البنية القتناص امللذات وباحلقائق املفيدة جاهل،عندها جيفو، فيحتقر احلق وأهله، وميقت مساع كالم اهللا الشايف املنري للقلوب، وينسى الذكر ويتبع الظن، وهو يف حرد مع خالقه ال ينفك عن جنوى الشيطان، فيطلب املغفرة

دون توبة وال استقامة.

ظاهر بني يديه؟!.ولكن مل واحلق اآلن

8

أو قد جيين على نفسه بأن يعيش كاألنعام بل أضل سبيال، تاركا ما خوله اهللا وراء ظهره.

حيسب غيه رشدا، تغره األماين بالشفاعات وغريها... ولكن هيهات فال شفاعة بـال عمل صاحل، فال بد من ساعة تأخذه فيها احلسرة والندامة،

نكشاف الغطاء عنه باملوت، فيبدو له ما مل يكن حيتسب، وتنتهي قضيته باأو أن يصيبه صغار بعد استكبار، وجيد أمنياته اليت طاملا نسج عليها سرابا.

يسجد لشمس احلضارة، فينهل من معينها اآلسن املمقت للنفوس مع عجزه ه وعاره، فتقبح عنده احلسنات، وحتسن السيئات، لسانه عريب وامسه مسلم وقلب

أعجمي..

تراه يف شقاق يسلك الوعر من الطريق، تعرتض عليه أموره فال جيد خمرجا ولو كان ضيقا.. كأمنا وي به الريح يف مكان سحيق، تضيق عليه دنياه رغم وسعتها، تراه يتحشرج ويزفر زفرات ملؤها الضيق والضنك، فما الذي

دهاه؟!.

، املصلي والصائم، مل مل يسق ماء وهو املسلم التايل لكتب العلوم اإلسالميةومن تابعهم �غدقا؟. كما استقاه السابقون األولون صحب رسول اهللا

بإحسان!.

ية!... وحاشاه تعاىل. إهل أم أن هناك حماباة

9

وهناك من يتعمق مغال ال ينيب للحق، وال يزداد إال غرقا يف غمرات وطيات لليل، وأىن له النور، فما أقدم إىل جانب ربه:املخطوطات، ينشد الضياء يف ا

) سورة النــور، يرتك كالم 40{.. ومن مل جيعل الله له نورا فما له من نور} (اخلالق العظيم ويلتمس بغريه النور، كساع إىل اهليجا بغري سالح. يتخبط يف

لدسوس اآلسنة.. ينازع يف الرأي دوامات من الوساوس واألوهام واملغاالة بامع طول جلاجه، يدعي الفهم مع عظيم جهله بابتعاده عن كتاب اهللا..

جيادل من غري هدى وال علم وال كتاب منري...

تـرى على الله كذبا أو قال أوحي إيل ومل يوح إليه {ومن أظلم ممن افـ: يعجبه ) سورة األنعام93.} (.ن قال سأنزل مثل ما أنزل الله شيء وم

رأيه،يهوله ما بني يديه من عبادة ألفى عليها آباءه، فينكص على عقبيه، ممرت يف الدين، مرتدد يف الريب، يصد الناس عن كتاب اهللا من حيث يدري

لكتب غرورا، تطؤه أو ال يدري بتحويلهم إىل زخرف القول املدسوس باسنابك الشياطني، مستسلما هللكة الدنيا واآلخرة، ويعلم ملن اشرتى عمله ما

له يف اآلخرة من خالق...

مستبدال الذي هو أدىن بالذي هو خري من املضلني الضالني عن عمد بال حجة وال برهان وال دليل.. من كثرت غوائلهم، ومل تؤمن بوائقهم، حيللون ما

رم اهللا، وحيرمون ما أحل اهللا على هواهم ورأيهم اخلاطئ. ح

10

) سورة 32ولكن: {.. ويأىب الله إال أن يتم نوره ولو كره الكافرون} ( التوبة.

وها قد أشرقت األنوار ففاضت بالربكات، واستضاءت حكم من ثنايا كالم ض باحلجة كل جمادل مناجز إلخالصها ، يمن على من سبقها، تدحلهاإل

واستظهارها لسلطان احلق القرآن الكرمي:

ليحق احلق ،{.. ويريد الله أن حيق احلق بكلماته ويـقطع دابر الكافرين ) سورة األنفال. 8-7ويـبطل الباطل ولو كره المجرمون} (

الم خالق الكون وإرادته، فهل من حيول دون إرادته تعاىل؟.هذا ك

إنسانا كان أو جنا، أفرادا ومجاعات، جيوشا وأمما، ولو كان بعضهم لبعضهم (( ظهريا))!.

من بيده مقاليد كل شيء من الذرة إىل ارة، أو يطفئ نورا هو سبحانه !!. ؟متمه

جند: واآلن: يف هذا السفر املبارك

ي، واملآل املرام به من قوله هل شروحات أتت على آيات باهرة من املراد اإل تعاىل بالقرآن العظيم.

بأسلوا الساحر لأللباب، ببالغتها السامية اليت ال يطار هلا جبناح على ما فيها من البساطة يف التعبري، فهي حبق من أسلوب السهل املمتنع، جاءت:

11

ىل أفق سام، ولتنزيهها عن الشهوات البهيمية، تأمر باملعروف لرتقى باإلنسانية إناهية عن املنكر، حاثة على الفضائل والكمال، تقبح الرذائل واألوهام، تدعو اإلنسان من بين آدم عليه السالم أيا كان أبيض أم أسود أم أصفر لألخوة

كافة، فيكون اإلنسان واملودة بالقرىب إلخوام بالبشرية، بل اإلحسان للخلق أخا حمبا لإلنسان.

وترسم خطة النجاح احلقيقي والفالح الدائم والسالم، وطريق السلوك القومي الذين سادوا به �،وصحب النيب )1(الذي سلكه كافة الرسل واألنبياء

لكافة شعوب األرض، �القارات الثالث آنذاك، ونقلوا به روحانية الرسول أهل الصني وبالد ما �ات لعقود خلت، حىت تغىن به واليت تنقلهم للجن

وراء النهرين بالقول:

وق نورــــــور فــــــت نـــــــــــــــــــــــــأن س أنت قمرــــــــأنت مش

)2رور(ـــــأنت يا وجه الس ال ــــــــــري وغــــــت إكســــــــأن

إال اهللا يزول من اإلنسان إلهذا السلوك حيث الوصول لإلميان احلق بال كل أثر ألنانية، وحييا لنفع إخوانه باإلنسانية، وينقلب القساة اجلفاة قدوة برمحتهم للرمحاء، ذوو نفوس كرمية، ال يقابلون مسيئا بإساءته، وال حيقدون

على إنسان، بل إذا ملكوا عفوا، وإذا نالوا أنالوا..

مة الكبري حممد ) للعال 90ـ79لطفا انظر كتاب تأويل القرآن العظيم اجلزء الثاين (سورة األنعام) اآليات:( )1(

أمني شيخو قدس سره.

12

ن ما تتضمنه كل آية، ال بل كل كلمة ويعجز البيان ويقصر اللسان عن تبيامن كلمات القرآن الكرمي من معان، ألنه كلما أقبل اإلنسان على خالقه أكثر وأكثر تفتحت له معان جديدة من كالم اهللا تعاىل، وكان الشهود لديه أوسع وأظهر، وال شك أن هذا رقي ليس له حد وال انتهاء. ففي بعض من

، ومن مث متابعة )املر، الر(ر الكرمي جند الرموز:أوائل السور يف هذا السف اخلطاب منه تعاىل:

) سورة إبراهيم، وغريها من اآليات، أفال 1.} (.{الر كتاب أنزلناه إليك موجها لشخص؟! أو ليست كاف اخلطاب )املر(بـ جيب أن يكون اخلطاب

بكلمة إليك ملخاطب؟!..

على من أنزل؟!..

سبحانه وتعاىل هذه الرموز ذا الشكل ليستحث تفكري أما وضع اإلنسان؟. فإن مل يفكر اإلنسان ا كيف يستعظم القرآن؟!.

البد قبل اخلتام من اإلملاح إىل أننا آلينا على أن يكون هذا السفر املبارك هو باحلرف الواحد، متوخني ما أخذ عن لسان العالمة اجلليل حممد أمني شيخو

بساطة لفظه، وسهولة أسلوب حماكاته، معرضني يف ذلك عن تنميق العبارات وتوشية الكالم، أمانة يف النقل دون عدول عن األصل.

فقد جاء العالمة "قدس سره" يف جمالسه القدسية بروعة البيان وتفرده، وكمال املعىن ووضوحه،وحضور احلقيقة وكماهلا، فكانت كلماته تقع يف نقطة

13

هلدف وتكون يف قلوب السامعني بردا وسالما ونورا يأخذ بألبام فتطري ا بنفوسهم إىل عليني.

بدد الظلمة ومزق التناقضات وقضى قضاء مربما على مدارس الدسوس م، واجلدل العقيم الذي أقام يف عقول الناس فجوة كربى بينهم وبني ر

ه.. ربا رحيما حكيما عادال منعما وكمال صفات لهفعرف الناس حقيقة اإلمتفضال يستحق العبادة لذاته وكونه صاحب اجلمال والكمال، فهو الذي ال حيمد على مكروه سواه لما يعود على املرء بالشفاء والعطاء، وهو الغين عن العباد وعن والئنا له وطاعتنا إياه، فنحن حنتاج إىل الدخول عليه يف حصن

ن النوراين فنتقي به كل مكروه وسوء.اإلميا

لقد كان سفر حياته الشريفة ترمجة عالية ودستورا واضحا ملا أتى به من بيان مذهل تنطوي فيه حقائق مدهشة صاعقة تدير الرؤوس وحتين اجلباه، فكانت احلقيقة نورا والصورة برهانا وكان املثل والتطبيق العملي الصحيح عنوانا..

قد عجزت عن مثيله وإىل اآلن حضارات العامل وقوانني الدنيا بيان الوضعية..

مل خلقنا؟. ومل هذا الكون العظيم، ما فائدة طقوس الدين؟.

مل اجلوع فاألكل برمضان؟. ما مردود وفائدة الصالة؟.

مل احلج يف صحار، ال ماء فيها وال شجر؟.

ت وماذا حقا بعده؟.مل وجدنا؟. وأين كنا؟. مل املو

14

ما هي النفس؟. ما هي الروح؟. وما العقل؟.

ماهية اجلنة؟. ماهية جهنم؟.

القضاء والقدر؟. عامل األزل؟.

حقائق وأسئلة غابت عن أذهان الناس، إذ انشغلوا بالدنيا وزخرفها ونسوا أن يبحثوا يف ملفات الوجود ويتعرفوا على أسراره.

اهللا انطالقا من منهج ال يعرف اخلطأ أبدا: لقد كانت دعوته إىل

{قل هذه سبيلي أدعو إىل الله على بصرية أنا ومن اتـبـعين وسبحان الله وما ) سورة يوسف. على ضوء هذه اآلية الكرمية قام 108أنا من المشركني} (

الثني عاما بصورة يدور فيها حول النقاط يدعو إىل اهللا ما ينوف عن ث التالية:

تعريف الناس بكمال اهللا تعاىل وبيان رمحته بعباده وعدله يف خلقه، ورد كل ما علق باألذهان وما دار على األلسنة مما يتناىف مع العدالة والرأفة والرمحة

ية ونرباسه يف ذلك قوله تعاىل: هل وسائر الكماالت اإل

األمساء احلسىن فادعوه ا وذروا الذين يـلحدون يف أمسآئه سيجزون ما {ولله ) سورة األعراف. 180كانوا يـعملون} (

بيان كمال الرسل عليهم الصالة والسالم الذين شهد اهللا تعاىل يف كتابه ال عليا للعاملني يقتدون م، الكرمي بطهارة نفوسهم وعصمتهم وجعلهم مث

15

كما ورد يف كتابه الكرمي "عصمة األنبياء" وذلك ما مل تستطعه األوائل. ودحض كل افرتاء أو تفسري يتناىف مع مسوهم ورفيع مكانتهم متمسكا يف

ذلك بقوله تعاىل:

األنعام. ) سورة90.} (.{أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقـتده

الدعوة إىل التمسك بأهداب الشرع الشريف، وتقوى اهللا حق تقاته مع حتذير اإلنسان من أن يتبع نفسه هواها ويتمىن على اهللا األماين راجعا إىل

قوله تعاىل:

جيد له {ليس بأمانيكم وال أماين أهل الكتاب من يـعمل سوءا جيز به وال ) سورة النساء.123من دون الله وليا وال نصريا} (

:�وقول رسول اهللا

الكيس من دان نفسه وعمل ملا بعد املوت، والعاجز من أتبع نفسه هواها « )1(».ومتىن على اهللا األماين

�هللا إرشاد الناس إىل خطوات اإلميان الصحيح وفق ما بينه رسول األصحابه الكرام أخذا عن كتاب اهللا، إذ ما من امرئ خالطت بشاشة اإلميان قلبه إال استقام على أمر اهللا وكان له رادع من نفسه، وقد أشار تعاىل

إىل ذلك بقوله الكرمي:

أخرجه الرتمذي. ) 1(

16

) سورة التغابن.11.} (.{.. ومن يـؤمن بالله يـهد قـلبه

ه وبيان شأنه العايل عند اهللا،مث اإلرشاد إىل طريق وتعظيم �توقري رسول اهللا ، وبيان ما تثمره حمبة تلك النفس الزكية الطاهرة من إقبال بصحبتها �حمبته

على اهللا واصطباغ النفس املؤمنة املستشفعة ا بكمال من اهللا تأسيا بقوله تعاىل:

واتـبـعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم {.. فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه ) سورة األعراف.157المفلحون} (

كان عمرا غاليا مثينا قضاه هذا اإلنسان الطاهر باجلهاد والرغبة يف التقرب من اهللا.. وذا القرب نال ما نال من درجات وكمال.. وحقق ما حقق من

ل مشحونة باجلهاد اإلنساين املقدس.. وبالتضحيات اإلنسانية أجماد وأعماالكربى.. حىت كانت حياته مثال أعلى لسلوك أمسى من أجل نصرة احلق..

ببطوالت ال مثيل هلا هزمت الباطل وجعلته زهوقا.

لقد رهن حياته الثمينة بأمجعها خلدمة أخيه اإلنسان.. يسابق عجلة األيام ي الشمس بنورها.. وقد حتول على يديه ليل الشام إىل ار يف جريها ويضاه

ملا يسطع عليها من أنوار أعماله وبركات تضحياته، حىت كان يواصل الليل بالنهار متجاوزا عن راحته ولو مل يطرق النوم له جفنا عدة ليال متواليات

ن باستثناء غفوات، وهو حياول وجياهد يف سبيل إنقاذ أخيه اإلنسان ممستنقعات احلزن واآلالم، غري مبال مبا يعرتضه من أخطار املوت أو اإلعدام،

17

وال مبا يتكبده يف سبيل اهللا من مال أو تنازالت.. وكثريا ما كان يبقى خاوي الوفاض على الرغم من سابق غناه املادي.. وهنا فال غرابة وال غرور أن يفتح

، ويعرج له حىت يشاهد ملكوت اإلاهللا عليه بليلة مباركة ذلك الفتح املبنيبنفسه يف تلك العوامل القدسية العلية احملمدية اليت هيأها اهللا له، واليت حصل عليها بصدقه وجمهوده وتضحياته.. كذلك فكل من جاهد ألجلها وصدق

فالباب مفتوح له ولكل سالك مريد صادق. �يف حبه وطلبه هللا وللرسول

بالدين وتأويل القرآن العظيم منهجا ساميا عليا، يسمو لقد ج العالمةباإلنسان ألمسى حياة... مل يكن عليه من سبقه من الكتبة واملفسرين والعلماء السابقني، منهجا ميكن أي إنسان أيا كان مستواه اإلدراكي والثقايف

:لكرميأن يدركه مبستواه، ويسعد مبعانيه، ويعلم ساعتها كيف أن القرآن ا

) سورة يونس. جممال ومفصال.1ر تلك آيات الكتاب احلكيم} ({ال

لتعلم حقائق اآليات بدقائقها واملراد منها.

وض بالدعوة إىل اهللا فربهن وأبان احلجج ترتى.

ودحضها باملنطق واحلجة، )1(كشف حقائق املذاهب والطرق امللتوية استنهض تفكريه، وعرض نظام األكوان وما فيها فخاطب اإلنسان ونفسه، و

من إحكام يف التسيري وإتقان يف صنع اخللق: من عظمة للجبال.. هي

لطفا انظر كتاب (كشف خفايا علوم السحرة) للعالمة الكبري حممد أمني شيخو "قدس سره". ) 1(

18

حبقيقتها عظمة خالقها اليت أضفاها عليها، ووسعة وعظمة للبحار والسموات أضفاها عليهما أيضا الواسع العظيم جل شأنه لتصل النفس

ه ووسعته الالائية كما آمن وأيقن ل عظمة اإل ة لإلميان لليقني بشهودالطالبالسابقون األول. إذ يأىب اهللا أن يرتك هذا اإلنسان املعرض منغمسا يف شهواته، متجردا عن إنسانيته، معرضا عن موئل الفضائل واملكرمات جل

.كماله، ضائعا ال يدرك خريا من شر وال حسنا من سيء

جنا وقيدا لطاقاته وإمكانياته وحريته، فأرسل له من يوقظ س لهيرى تعاليم اإلتفكريه، وينبهه إىل مغبة أمره وعظيم خسرانه، ليأخذ بيده إىل دار السالم حيث الرضى واملكرمات والسعادة واإلكرام باألمان.كل ذلك ليتوب اإلنسان

وينال املكرمات، ولكي ال يقول غدا وهو باحلسرات:

) سورة الفرقان.27ين اختذت مع الرسول سبيال} ({.. يا ليت

باب التوبة والسعادة مفتوح، فالتوبة بالعجل قبل فوات األمل.

األستاذ املريب تقدمي عبد القادر حيىي الشهري بالديراين

19

)109تأويل سورة يونس وآياتھا (

بسم اهللا الرحمن الرحيم

ىل هذه الرموز ليستحث تفكري اإلنسان،فإن مل وضع اهللا سبحانه وتعا }:ر{ال ـ1 ر هذا اإلنسان فلن يستفيد أبدا يفك . ل اإلنسان فكره. هذا وقد املدار أن يشغ

: يالطيفا، بلحظة يعرج }ل{.: أي: يا أمحد اخللق}ا{خاطب سبحانه رسوله بـ: ا : مل }احلكيم تلك آيات الكتاب { .يما خبلقيــيارح: }ر{مبن معه إىل اهللا. �

لكن مع فصرت ذه املنزلة أنزلنا عليك هذه اآليات. سعيت أنت واجتهدتر اإلنسان ا فإن مل يفك ، حكمتهااألسف ال يوجد اآلن من يفكر يف اآليات و

؟ له أن يستعظم القرآنفأىن!.

نا إىل رجل منـه {ـ2 هذا : }م أن أنذر الناس..أكان للناس عجبا أن أوحيـواجتهد فارتقى وصار مبرتبة عالية، واآلخر شخصان أحدمها درس !. عجيب

كذلك بالنسبة ملعرفة اهللا. فلوال أن رسول اهللا ،ع فصار يف احلضيضضي� .اجتهد وسعى ملا نال

فهل يعجبون منك؟!. ،لو سلكوا الطريق اليت سلكتها لنالوا اخلريات

األمور :هم التهوا بالدنيا. إذن، رتعوا، أنت فك هدت وهم ضي أنت اجت ) سورة النجم.39{وأن ليس لإلنسان إال ما سعى} ( واجلد ، بالسعي

20

أما ، ر وقرأه وفهم احلكمة منهال يعجب إنسان فك }: أكان للناس عجبا {عليه ا عرفوا علم سيدنا آدم املالئكة عندم،عجبيإن مل يفكر به فهذا

أما من ال يفكر فال ، خاضعني لعلمه وهاموا استعظموه، فسجدوا السالم يقدر.

الطاهر، والطهارة بالصالة اليت تتم هذا القرآن ال ميكن أن يفهمه إال ،اهللا إال إلهوالثقة، والثقة واالستقامة تتمان بعد اإلميان بال باالستقامة

والتفك بعد ترك الدنيا ر باآليات الكونية، والتفكري هذا ال ينجب و ينتج إال بالتفكري باملوت من القلب، وال حيصل هذا إال، ن من فراق الدنيا. والتيق

وذلك بسبب عدم تفكريهم. ،فهذا الكتاب اآلن ال أحد يعرف احلكمة منه

.فكر ودقق فعقلكل من اجتهد ف: وهم: }وبشر الذين آمنوا {

. : }أن هلم قدم صدق عند رم { بتفكريه باملوت صدق يف معرفة املريب

بعد درجة. فلن ميشي بطريق ة أخذ يتقدم درج جل وعال بصدقه عند الربا يرى اهللا معه، اإلنسان و يؤمن. اإلنسان املؤمن حق هذا احلق ما مل يعقل يده التتحرك إال باحلق، و عينه ال تطرف إال باحلق، و رجله ال تسري إال

.باحلق

. الناكرون عظمة اهللا، امللتهون بالدنيا و الزخارف: }قال الكافرون {

حيث أم ما عرفوا احلق. ،: قالوا سحر}إن هـذا لساحر مبني {

21

م، ر أهل احلقاملؤمن الذي عرف احلق يقد حيث ، . أما الكافرو يلحق ر. كذلك اآلن البعيد عن اهللا ال يرى شيئا يف القرآنأنه ما عرف فهو اليقد.

مع ذلك فالكافرون ،هعليوالذي ال شائبة ،الكامل اللطيف �فهذا رسول اهللا ر مثله فمن ال يفك ، اآلنكذلك و هذا ساحر.: الذين استهووا الدنيا قالوا

ال يتوافق اليوم مع املدنية احلديثة.كمثلهم، تراه يقول: القرآن

الذي {قيامك به. ، هو املريب لك، حياتك به،: واحد}إن ربكم الله { ـ3، يف ستة أيام: لرتبيتك، : ألجلك}خلق السماوات واألرض يف ستة أيام

ب هذا شتاء، ربيع، وليل و ار، من الذي رت أربعة فصول صيف، خريف،!. لن يصل لشيء ؟ماهذه الكرة األرضية؟!. ما أعظم من يدورها !.؟الرتتيب

مث استـوى على {وتسري به. ،من ال يفكر، أنزل القرآن لتفهم معانيه: بعد أن رتب اهللا تعاىل األرض والكون على هذا النظام جتلى عليه }العرش ويدير هذه ،رى الذي خلق الكونفهل يا ت،وأنت جزء من الكون، فسار

!.؟الكرة األرضية اليت أنت عليها، تاركك لنفسك

: ال أصبع يقارن أصبعا، والشيء }ما من شفيع {: كله. }يدبـر األمر { لشيء.

يدك ال تتحرك، عينك ال ،به تعاىل : فال حركة إال }إال من بـعد إذنه { .قلبك ال ينبض إال به، كل الكون سائر به ،به إال وال تنظر تطرف

22

: امسع داللته اليت يتلوها عليك }فاعبدوه { .: هذا هو}ذلكم الله ربكم {: من هذا الكون شيئا!. من هو }أفال تذكرون { .� بواسطة رسول اهللا

املسري ، الكون؟!.مداد كيف يسري هذا إلفإن مل حيصل ا؟. اخلالق، املريب

يعا { -4 ر فك ،يف الدنيا؟!. ستذهب منها : هل أنت باق }إليه مرجعكم مج لك من املوت. البد لك من املوت مهما علوت، مهما مجعت البد

له، انظر من سبقك، فالذي خلق الكون هل تركه : ال مرد }وعد الله حقا {ؤاال وجوابا وجزاء. كل إنسان على رت عرفت أن هناك س!. إن فك ؟سدى

سيسألكم :محسب ما قد.

ليجزي الذين آمنوا { .: غدا }مث يعيده {: يبدأ يف اخللق. }إنه يـبدأ اخللق { .: كل إنسان وعمله}وعملوا الصاحلات بالقسط

فلم يستعظم ، يهل الفضل اإلببالرتبية و : وهم كل من مل يعبأ}والذين كفروا {يم {ربه وقدرته. ألنه مريض. إذ بسبب كفرهم شذوا، :}هلم شراب من مح

ب. ا: بسبب هذا الشر }وعذاب أليم { فاستحقوا هذا الدواء املر.

سن حىت ال هو اهللا. اخرت احل الفع : مل يروا أن املسري }مبا كانوا يكفرون { .تعطاه

.؟: لكم. من هو الذي جعلها لك}هو الذي جعل الشمس ضياء{ -5

يستضيء من الشمس. : دققوا فيه. }والقمر نورا {

23

مث يعود. كل يوم وله ، يتناقص، ) يزداد30- 1: من (}وقدره منازل { ؟.جا مث يصغرر وجيعله يكرب متد ،مشرق. فمن الذي ينقله من مشرق آلخر

،: لوال ذلك ملا عرفت السنني باألشهر}لتـعلموا عدد السنني واحلساب {ه حىت جعل السنني؟!. أليس من ،والشهر بالتناقص فمن الذي ينقله ويغري

وتدير؟!. يد تسري } باحلق لتعرف ربك. ضمن }ما خلق الله ذلك إال : انني خلقها، فال ختتلف ثانية واحدة أبدا.أنظمة وقو

فإن، اهللا. ولطاليب العلم باهللا إال إله : ال}يـفصل اآليات لقوم يـعلمون {آمنت رأيت التفصيالت. إن آمنت عرفت مل خلق الكون، الشمس، القمر،

كلها مل خلقت؟. ؟..النجوم، الليل والنهار

عينه ن با مهما فصلت له لن يفهم، ال خري منه م طال للحق ومن مل يكن . بالدنيا

: لوال طول الليل وقصره ملا أكلت }إن يف اختالف الليل والنـهار { -6طعامك. وهذا الرتتيب من تزايدمها ونقصهما الخيتلف من سنة لسنة. النظام

من آذار من كل مثال: يف أول يوم مستمر، والشروق بوقت واحد منتظم.وما خلق الله يف السماوات { سنة كما سبقها، كما بعدها، وكذا سائر األيام.

: لطالب اإلميان، إن مل تطلب فلن تستفيد، إن }واألرض آليات لقوم يـتـقون أمرك بالطلب، طلب العلم " ،مل تسع فلن يأتك اخلري. أعطاك اهللا اخليار

اطلب تنل، إن مل تطلب ظللت على ما أنت عليه،إن نلت التقوى التقوى "

24

رأيت هذا وما فيه من آيات، هو ملتفت دوما عليك، فول وجهك حنوه .تعاىل، خلق الكون كله لك كي تسعد

نـيا{ - 7 ذين ال يـرجون لقاءنا ورضوا باحلياة الدال أكرب مههم الدنيا. }إن : .؟: ظنوا أا كل شيء. ملاذا جاءهم هذا البالء}أنوا اواطم

: حيث أنه مل يفكر باآليات وقع }والذين هم عن آياتنا غافلون {بالبالء،حبب الدنيا، إذ بغفلته عن آيات اهللا احنط هلذا الشيء، أما من يفكر

.يعطيه اهللا ويطلب

: من بعده }مبا كانوا يكسبون {: نتائجه للنار. }هم النار أولـئك مأوا{ -8عن اهللا اليكسب إال السفالة واالحنطاط، فال يناسبهم سوى النار، ملا يرى

أحدهم سفالته، دناءته وحقارته، خيجل ويستحي فريمتي يف النار.

، إال إله: من آمن بال }إن الذين آمنوا { -9 اهللا وعرف ربه. اإلميان باملريبوعملوا { ميدك بالليل والنهار.،ترى أن ربك معك دوما ال يفارقك

: إىل التقوى، إىل طريق احلق إىل اجلنان، }الصاحلات يـهديهم ربـهم بإميام يف جنات {ت. : اخلريا}جتري من حتتهم األنـهار { يرى احلق من الباطل.

: من جنة جلنة، ومن حال حلال أعلى وهلم جرا. املؤمن الصحيح }النعيم .طلبه رضاء اهللا، مىت آمن اإلنسان حقا وصل للتقوى

: ما أعظم فضلك، رمحتك.}دعواهم فيها سبحانك {- 10

} هماهللا للجميع": ما أعظمك. "}الل.

25

) سورة 3.} (.سماوات ويف األرض يـعلم سركم وجهركم {وهو الله يف ال: أمان من اهللا عليهم }وحتيتـهم فيها سالم {األنعام. فاصدق وكن معه.

دائمي، إىل ما الاية له.

}المني {أن احلمد لله رب الع :سواء يف اجلنة أو يف النار. }وآخر دعواهم { .يرون أن اهللا عامل اخللق كلهم باخلري، وبكل عطف وإحسان وحنان

11 - } راس الشل الله للنكما}استعجاهلم باخلري { اهلالك. }ولو يـعج : : هللكوا. يطلب اخلري يفتح }لقضي إليهم أجلهم { .يطلبون اخلري ألنفسهم

يعرقل ذلك عليه، وال يفتحه له مبجرد طلبه، إال إذا أصر له، يطلب الشر وصمم يفتح له.

املؤمن ال يصر يف أمر بل يتخذ األسباب، إن فتح له سار وإال تراجع. واهللا فـنذر الذين ال { تعاىل يعاكس لإلنسان ما يطلبه من شر لعله يرتاجع.

: يدعه حىت يتم أجله ليخرج ما فيه.}يـعمهون يـرجون لقاءنا يف طغيام

: لنصرته. هذا حال البعيد، }وإذا مس اإلنسان الضر دعانا جلنبه { - 12فـلما {: يف احلالتني حسب مرضه. }أو قاعدا أو قآئما {يف الضر يلتجئ.

: أهكذا يفعل صاحب }دعنا إىل ضر مسه كشفنا عنه ضره مر كأن مل ي الوجدان؟!. حيث أنه مل يسر على أسس ينسى، من الالزم أن يبىن إميانك على أساس، فمن ال يسري على أساس فإنه يستجري وقت الضر، ولكنه عند

اخلالص ينسى.

26

وهم الذين أضاعوا احلياة الغالية : }كذلك زين للمسرفني ما كانوا يـعملون { .اليت هي أوان اجلد والعمل، والشيطان يزين للبعيد اهلالك

أال تفكرون مبن سبق؟!. : }قد أهلكنا القرون من قـبلكم لما ظلموا {- 13 !.هؤالء الذين فسقوا، ما نتائجهم؟!. ؟أين هم اآلن،نالوا املراتب العالية

.، كما نبني لكم اآلن�: كما جاءكم حممد }تـهم رسلهم بالبـيـنات وجاء{

كذلك جنزي القوم {: رغم كل اآليات اليت جاءم. }وما كانوا ليـؤمنوا { .: مثلهم}المجرمني

: }كيف تـعملون مث جعلناكم خالئف يف األرض من بـعدهم لننظر {- 14 .هذه الكلمة تبني حرية االختيار لإلنسان

فلو كان األمر كما يقولون: كتب على اإلنسان الشقاوة والعمل الرديء، فكيف يقول تعاىل: لننظر كيف تعملون؟!. إن هذه اآلية تنفي زعمهم نفيا ظاهرا، لو كان

لون: أنت قيدتنا فكيف تعذبنا األمر كما يدعون ملا كان هللا حجة عليهم، إذ يقو !.؟وتسألنا عن أعمالنا

لى عليهم آياتـنا بـيـنات {- 15 بعد هذا البيان السامي الرفيع، :}وإذا تـتـقال الذين ال يـرجون لقاءنا { :�واحلق املزهق لكل باطل بداللة رسول اهللا

. ا ال يناسب عصرنا: هذ}ائت بقرآن غري هـذا

له { هذا فيه شدة،خفف عنا بعض الشيء، صالة واحدة، من دون }أو بد :له من تلقاء نـفسي{حجاب. هذا ينفي }قل ما يكون يل أن أبد :

27

األحاديث الناسخة للقرآن كلها ، كيف يقال: إن السنة تنسخ القرآن؟!. : }ا يوحى إيل إين أخاف إن عصيت ريب عذاب يـوم عظيم إن أتبع إال م {

حبديث من عنده غري كالم �رغم مقامه العايل، هناك عدالة، فلو تكلم اهللا وحاشاه حلبط عنه عمله، وألصابه العذاب. فكل حديث خمالف للقرآن

، وال أصل له. �فهو منسوب كذبا لرسول اهللا

تعرفون أنين : أنا سائر بأمره وبيده.}قل لو شاء الله ما تـلوته عليكم {- 16: }وال أدراكم به فـقد لبثت فيكم عمرا من قـبله {ما كنت أعرف شيئا منه.

قبل الرسالة مل أتكلم بشيء، فمن أين جئت به؟. من علمين هذا؟!. ما : أنا }أفال تـعقلون {سنة سابقة، مث جئت به. )40(خالل قلت لكم شيئا

اجتهدت قبل الرسالة حىت صرت أهال للرسالة، فأوحي إيل، وال أبلغكم سوى كالمه.

ممن افـتـرى على الله كذبا أو كذب بآياته {: لنفسه منه }فمن أظلم {- 17: إنه رم ذاك الذي يبدل كالم اهللا، وال خري فيه أبدا، }مجرمون إنه ال يـفلح ال

إنه منسلخ عن الكمال، إذ مل يشتق كماال من اهللا وما أقبل عليه تعاىل، هذا .هو ارم، وهو ال يفعل املعروف واخلري

يش كانت تعبد : قر }ويـعبدون من دون الله ما ال يضرهم وال ينفعهم {- 18األصنام؛ وهي صور لصلحاء، وكانت نفوس املشركني متعلقة باألصنام. وحنن اآلن نتعلق بفالن وفالن ونطلب منهم حوائجنا، والفعال هو اهللا. حقا كانوا

ويـقولون هـؤالء شفعاؤنا عند {يعبدون األصنام، وحنن اآلن نعبد بعضنا بعضا.

28

قل أتـنبئون الله مبا ال يـعلم يف السماوات وال يف {ادعاؤهم. : هذا}الله : هذا مجاد ال يعلم شيئا، كيف خيرب اهللا حباجتكم؟!. أتكلمه بواسطة }األرض

!،واآلن يظن الناس أن فالنا ينفعهم، مع أنه بشر مثلهم ال ؟حجر ال يفقه شيئا .!: ما أعظمه}وتـعاىل عما يشركون سبحانه {حول له.

: ال فرق بني واحد وواحد، بل كلهم }وما كان الناس إال أمة واحدة { - 19: هذا مال للشهوة ، هذا مال للحق، هذا فكر }فاختـلفوا {يعبدون اهللا.

: بأن }قت من ربك ولوال كلمة سبـ { وعقل، هذا حلق شهوته دون تعقل.نـهم فيما فيه خيتلفون { لكل منهم أجال معينا. .: باهلالك للظالم}لقضي بـيـ

: الكنا. ليهلكنا لو كان }ويـقولون لوال أنزل عليه آية من ربه {- 20ا الغيب {مبعجزة. رسوال، فليأت الالزم لكم علمه عند اهللا. }لله فـقل إمن :

: ساعة البالء.}فانـتظروا {

ثنا عنها لتأتنا اآلن، }إين معكم من المنتظرين { قالوا: الساعة اليت حتد :فأجاب: هذا علمه عند اهللا، اهللا أعلم بالوقت، وكذا املعجزة إن كانت توافق

يرسلها لكم، هو أعلم باملناسب.

هم {- 21 إذا {: فقر ، مرض. }وإذا أذقـنا الناس رمحة من بـعد ضراء مستـ: شفاه بعد املرض ، أغناه بعد فقر، ينسب الشفاء }هلم مكر يف آياتنا

للطبيب، اخلالص لعمله، كما حيب أن يغري داللة اهللا، أو ليتخلص من عمل إن رسلنا يكتبون ما { .: ولكن خلريكم}له أسرع مكرا قل ال{املعروف.

29

: تدبرياتك تكتبها املالئكة عليك، تدابريك، حيلك اليت تقول أا }متكرون شرعية، كل ذلك سيعود عليك.

، : كذلك األرض كلها يف الفضاء}هو الذي يسيـركم يف البـر والبحر { - 22{.. : أنت يف يده، هو املسري }حىت إذا كنتم يف الفلك {يف فلك. كأنك

وجرين م {. ) سورة البقرة255.} (.من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه جاءتـها{حسب رغائبهم وهواهم. : وجاءم الدنيا}بريح طيبة وفرحوا ا

وجاءهم الموج من كل {: ساعة بالء قد تذهب بدنياه كلها. }ريح عاصف دعوا الله خملصني له { : بالبالء واهلالك.}مكان وظنوا أنـهم أحيط م

ين روا. }الدساعتها يعرتفون، هذا حاهلم أولئك الذين مل يفك :

: هذا حال }لنكونن من الشاكرين { : تقولون ذلك.}نا من هـذه لئن أجنيتـ { .اإلنسان يف الشدائد

غون يف األرض { - 23 : }بغري احلق {: بالفساد: }فـلما أجناهم إذا هم يـبـا بـغيكم عل { هكذا يفعل إن مل يفكر. اس إمنها النعملك }ى أنفسكميا أيـ :

يساق لك من يعتدي عليك، إن ؛عائد عليك حسنا كان أم سيئا. تعتدييساق لك من يسرق مالك، عملك البد أن يعود عليك، افعل ما ؛تسرق

خلقك ؛و حيذرك، رؤوف بك رحيم شئت، فاهللا تعاىل من حبه بك ينبهك: مؤقت. كله مدة مؤقتة، لكن إن شذذت }متاع احلياة الدنـيا{ .للسعادة

.عذبت نفسك هنا وهناك ، الدنيا مؤقتة سريعة الزوال

30

.: كل إنسان البس ثوبه}مث إلينا مرجعكم فـنـنبئكم مبا كنتم تـعملون {

نـيا كماء أنزلناه من السماء ف {- 24 ا مثل احلياة الد اختـلط به نـبات إمن .واآلن هكذا حال الدنيا، وهذا مثال عن الساعة اليت ستقع غدا :}األرض

: طيارات، }مما يأكل الناس واألنـعام حىت إذا أخذت األرض زخرفـها{سيارات، أبنية، قصور، هواتف..،كل شيء على أمته: الدنيا كاملة.

} يـها{...:بأنوار الكهرباء}نت واز ظنوا أم : }وظن أهلها أنـهم قادرون عليـ .فأشاحوا عن مالك امللك بعملهم سيطروا على الطبيعة،

: ليال على الشرق وارا على }ليال أو نـهارا {: باهلالك. }أتاها أمرنا{ الغرب.

كأن مل {كما حيصد الزرع، هذه البنايات ستحصد. : }فجعلناها حصيدا {: }كذلك نـفصل اآليات لقوم يـتـفكرون : كأا ما كانت. {}تـغن باألمس

.وال يفيد شيئا من هذا من ال يفكر، إن مل يفكر فال خري فيه

ويـهدي {األمان والراحة. يدعوك لدار:}والله يدعو إىل دار السالم {- 25: فإن كان كما }إىل صراط مستقيم {: كل من شاء يهديه إليه. }من يشاء

يقولون: اهلداية ملن يشاؤه اهللا، وما دامت اهلداية بيده فلم يدعو؟!. لو أن إنسانا دعا ضيوفا، ملا جاؤوه صار يقبل أناسا ويرد آخرين، هل هذا مقبول

!.؟منه

31

: احلياة احلسنة دنيا وزيادة }احلسىن وزيادة {: السري. }للذين أحسنوا {- 26: ال تلحق }وال ذلة {: عبوس ، كآبة. }وال يـرهق وجوههم قـتـر {غدا.

: }ن أولـئك أصحاب اجلنة هم فيها خالدو {وجوههم كآبة وال حزن والذلة. .لما خلقوا له

: الفاعل اإلنسان، هو كسب. هم }والذين كسبوا السيئات {- 27: تلحقهم، زهم }جزاء سيئة مبثلها وتـرهقهم {باختيارهم كسبوها.

ما هلم من الله من {: يرى نفسه سافال، واطيا، ومخا. }ذلة { وتزعجهم. : ثوم لبسوه، من خيلصهم منه؟.}اصم ع

ا أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما { وجهه أسود من فعله، }كأمن :أولـئك أصحاب النار {دعاه للمائدة فأىب، فتمر عليه موجات وموجات.

.: خلقنا للسعادة مجيعا }فيها خالدون {: هم بذام خيلدون إليها. }هم

يعا مث نـقول للذين أشركوا مكانكم {- 28 : قفوا التتحركوا.}ويـوم حنشرهم مج

نـهم { وقال : بني الشركاء واألتباع، فرقنا بينهم. {}أنتم وشركآؤكم فـزيـلنا بـيـ: أنتم حلقتم هواكم، تابعتمونا هلوى يف }ا تـعبدون شركآؤهم ما كنتم إيان

أنفسكم. جناسته جعلته يلحق اخلبيثني، اخلبيث يلحق باخلبيث.

: على ما يف أنفسكم. }فكفى بالله شهيدا {فريدون على زعمائهم: - 29نكم إن كنا عن عبادتكم لغافلني { نـنا وبـيـ م دللتمونا، وما كنا نعرف : أنت}بـيـ

.ما يف داللتكم

32

لو كل نـفس ما أسلفت {- 30 : تلبس عملها، ما عملت يعود }هنالك تـبـ: زال }وردوا إىل الله موالهم احلق وضل عنـهم ما كانوا يـفتـرون {عليها.

احلق. يسأل اهللا تعاىل اإلنسان االفرتاء والكذب وليس له أن يقول إال:

: أفال تتفكرون ذا الرزق؟. }قل من يـرزقكم من السماء واألرض {- 31لكن أيها اإلنسان أليس من الواجب عليك أنت أن ؛احليوان ال يدري،ال يفكر

تتساءل وتفكر؟!.

يف هذا: من ينزل أترضى أن تكون كاحليوان؟!. إن مل تفكر مبا سبق، فكر: من هو }أمن ميلك السمع واألبصار {األمطار؟!. من خيرج األمثار؟!.

املالك مسعك وبصرك؟!. ما هذه اآللة؟!. من املرتب هلا؟!. ما هذا السمع؟!. من الذي ركبه ونظمه؟!. من بيده كل شيء وتصريف كل

قد أعطاك ربك أهلية وقابلية شيء؟! احليوان ال يدرك ذلك، أما أنت ف رت عرفت فضل هذا املريبللتفكري ، إن فك.

} ت من احليت وخيرج الميمن المي من الذي ينبت لك }ومن خيرج احلي : الزرع؟!.

يقوم جبميع ذلك، أمر الكون كله. ما هذه الفصول؟!. :}ومن يدبـر األمر {ذه الشمس؟!. من املمد هلا؟!. ما هذا التنظيم؟!. لوال الفصول كيف ما ه

يتسىن لك أن تعيش يف الدنيا؟!. احليوان اليفكر مقيد لك، لكنك أنت عندك أهلية، أفال تفكر؟!.

33

قوال، قوال غري مستند إىل تفكري. هل يكفي أن يقولوا :}فسيـقولون الله {باع. كل الناس يقولون: اهللا، لكن أين دليلك؟. هل ذلك؟. ال بل عليهم االت

فكرت وعرفت أنه هو املدبر؟. إن فكرت وصدقت توصلت للدليل.

به؟!. إن كنت حقا آمنت، : به. أال تنسرتون وتستنريون}فـقل أفال تـتـقون {ن أفال جيب أن تتقي؟!. احلقيقة أكثر الناس يقولون حنن مؤمنون، لكن بالظ

وبال دليل، ومن ال دليل له فإميانه ظن وال فائدة له. ليس الناكر هللا هو فقط لعدم عرفه به. الكافر. الكافر: هو الذي ال يقدر اهللا وال يعظمه

:هو }ربكم احلق فماذا بـعد احلق {: املدبر هلذا كله. }فذلكم الله {- 32، خالق الطعام و الل {الشراب. املسريالض أين قوهلم عن أصحاب }إال :

أم معلقني، ال إىل اهلدى واجلنة وال إىل الضالل والنار؟!.. إن مل األعرافتسر يف طريق احلق فليس لك إال الضالل، وكذا يف اآلخرة إما جنة وإما نار.

} إىل أين؟!. }فأىن :

: أإىل الرذيلة والدناءة؟!. إن من ال يعرف املريب ال يعرف اهللا، }تصرفون { ايته الضالل، أال فاصرف نفسك للحق، للجنة.

: خرجوا عن احلق. }كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا {- 33لوصول فهذا قانون: من مال للدنيا الدنية وشهواا ال يؤمن وال يتطلب ا

للحق.

34

: هذا اإلنسان وما مل يفكر باملريب ويستقيم ال يتوب، }أنـهم ال يـؤمنون {وإن ما تاب فنفسه ال تقبل على اهللا، وإن مل تقبل فلن ترى. الدنيا جيفة، فيا إنسان إن مل حتول عينيك عنها فأنت أقل وأدىن من احليوان. ففكر يف

، وعندها تصدق يف طلب احلق وتؤمن. ساعة الفراق حىت ختشى

من يستطيع أن ينبت :}قل هل من شركآئكم من يـبدأ اخللق مث يعيده {- 34النبات مث يعيده مث ينبته يف العام التايل؟. هؤالء الذين تدعون أن هلم فعال هل من

قل الله يـبدأ اخللق { !.أحد منهم ينبت الزرع مث يعيده؟!. كما ترى من فعل اهللا: هو الذي خيرج لكم الرزق من األرض، من الشجر، مث يعيده يف العام }مث يعيده

ر حىتولك فيه دليل على اهللا، لكن فك املقبل. فما من شيء يف الكون إال .تتوصل إليه تعاىل

ول نفسك لغري اهللا!. هل حت : إىل أي شيء تتحول؟!.}فأىن تـؤفكون { يرزقك هذا الذي حتول نفسك إليه منصرفا عن اهللا؟!.

من يـهدي {: األصنام وغريها ممن تتبعوم: }قل هل من شركآئكم{- 35 {: للطريق اإلنساين!. }إىل احلق أفمن يـهدي إىل احلق قل الله يـهدي للحق

ي أحقيهد ن البع أمال يستطيع هداية نفسه بل حباجة ملن يهديه، :}أن يـت: إن مل }إال أن يـهدى{ال يتحول إال إذا حوله أحد وحركه. صنم يـتبع!.

ه متشيه ال يعرفك، اجلاهل ال ميشيك. هذا �فما لكم كيف حتكمون {تسري : وتعبدون األصنام!. احلكم،

35

: الناس أكثرهم سائرون بالظن }وما يـتبع أكثـرهم إال ظنا {- 36: }إن الظن {بالشفاعات، فأكثرهم باألوهام سائرون، أملهم بالشفاعة.

: إن مل يسر اإلنسان على دليل واضح فلن }ال يـغين من احلق شيئا {هذا. . دليل ينبثق من نفسك، وإال فصالتك وصومك كله ال يفيد يستفيد بشيء

إن الله عليم مبا {إن مل يكن ذلك مبنيا على إميان منبعث من نفسك. : كل إنسان وفعله معلوم. ال يضيع تعاىل مثقال ذرة، وفعلك كله }يـفعلون

بعلمه وسيحاسبك عليه، اخلري باخلري، والشر بالشر.

ال ميكن أن يكون :}ما كان هـذا القرآن أن يـفتـرى من دون الله و {- 37 ذلك،فكر. لو اجتمع كافة العاملني، هل يأتون مبثله؟.

ال ميكن ألحد أن يأيت مبثله، حىت �فهذا البيان الذي بينه لك رسول اهللا هذا ال يدركه لو اجتمع اجلن واإلنس فهم ال يستطيعون اإلتيان مبثله،ولكن

فهو يدرك أنه ال ميكن أن يأيت به بشر.،إال من أضحى وله علم بالقرآن

:التوراة واإلجنيل تصديق للقرآن الذي جاء به }ولـكن تصديق الذي بـني يديه {: أي القرآن معرفة }وتـفصيل الكتاب {أنه من عند اهللا. �رسول اهللا تفصيالته.

: ال تكون إال }من رب العالمني {عن احلق، أمر مقطوع فيه. :}ب فيه ال ري {، فإن مل تؤمن باملريب فلن تصدق رسول اهللا فلو اجتمع �بعد اإلميان باملريب .

36

اخللق كلهم فهم ال يستطيعون أن ينظموا قانونا كامال مثله، أو ليس هذا دليال ؟!. واضحا أنه من عند اهللا

: بعد هذا البيان!. فهو شخص. أنتم اجتمعوا }أم يـقولون افـتـراه {-38 قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من {كلكم وأتوا بآية أو سورة. فلن يستطيعوا اإلتيان مبثله، هذا الكالم قاله:}دون الله إن كنتم صادقني

يا اخللق على مر الزمان، وهذه �رسول اهللا عن لسان اهللا يوم بعثته متحدمعجزة ودليل أنه كالم اهللا. اإلنسان يتحدى عصره ال كل عصر. لكن أكثر

الناس ال يدرون ما فيه وال يقدرونه.

بوا مبا مل حييطوا بعلمه {- 39 وا ومل يفكروا به لقد كذبوا مبا مل يعلم:}بل كذ كذلك كذبوا به من قبل أن يعلموا:}ما يأم تأويله {لعدم إدراكهم ما فيه.

ال يريدون مساعه وال فهمه، يكذبون به دون أن يبحثوا عما فيه ،تأويله ومعناه :األمم السابقة.}كذلك كذب الذين من قـبلهم {وال عن املراد منه.

: نتائج هؤالء }كيف كان عاقبة الظالمني { : دقق يا إنسان.}فانظر { بت فال بداملكذبني، ماذا كان مصريهم؟. أما هلكوا؟!. أنت كذلك إن كذ

.؟أن يصيبك ما أصام، تتبع أحوال من كذبوا، ماذا كانت نتائجهم

.منهم من يفكر بالرتبية ويؤمن: من مجاعتك، }ومنهم من يـؤمن به {- 40

هم من ال يـؤمن به { : مبداوام. }وربك أعلم بالمفسدين {: أنت بلغ. }ومنـ إن مل يصدق املفسد فيطلب احلق فلن يهتدي.

37

بوك فـقل يل عملي ولكم عملكم {- 41 قل كل يعمل على }وإن كذ:: السافل يتربأ من }أنتم بريئون مما أعمل {لكم دينكم ويل دين. شاكلته،

: ال }وأنا بريء مما تـعملون {العمل الطيب، من عمل اخلري، حيب السفالة. أسري إال بالكمال، فأنتم ال تسريون بسرينا وحنن ال نسايركم.

هم من يستمعون إلي {- 42 :يستمع دون أن يعي، يسمع ولكن ال }ك ومنـ يطبق.

: على من يسمع أن يفكر }أفأنت تسمع الصم ولو كانوا ال يـعقلون { ويعقل،

أما من يسمع وال يفكر وال يعقل فلن يستفيد شيئا، فاملستمع إن مل يفتح صري له التفات فلن أذنيه هو من نفسه فال يسمع، إن مل يقبل ويفكر في

يسمع ألنه معرض، املسألة راجعة لإلنسان ذاته. إن مل تنظر يف السموات ويف األرض ومل تعقل هذه الذكرى فلن تستفيد منها شيئا، كمن يقرأ يف

كتاب لغة أجنبية ال يفهمها، فما يفيد من قراءته؟!.

أفأنت {كالمك. : ينظر إليك وال يفقه}ومنهم من ينظر إليك {- 43: يرى صورتك غري مدرك حقيقتك. }تـهدي العمي ولو كانوا ال يـبصرون

البشر كلهم على حسب الصورة متماثلون، لكن كل واحد وله حقيقة. .املؤمن ينظر بنور اهللا

.ة أهلية: أعطى اخللق كلهم مجيعا سوي }إن الله ال يظلم الناس شيئا {- 44

38

: هو ضيع نفسه. هذا صار له ميل باحلق }ولـكن الناس أنفسهم يظلمون {فاهللا تعاىل أعطى اإلنسان .فسبق، وذاك خالف داللة ربه وسار على هواه

االختيار، بني له الطريقني، أي طريق حتب فاسلكه.

: أولئك الذين مل }بثوا إال ساعة من النـهار ويـوم حيشرهم كأن مل يـل {- 45يفكروا. كل الدنيا كأا ساعة واحدة دخل من باب وخرج من باب. مثال: بستان وله بابان، املؤمن يأخذ مصباح نور قبل ولوجه، وبيده كتاب دليل

ا مثل يهديه، فإن وجد جوزة مثال رفع القشرتني وأكل القلب وهلم جرا. أم الكافر الذي ال عقل له فهو: كمجنون جائع دخل بستانا فال ضياء بيده وال كتاب يهديه، فهو يأكل اجلوزة بقشرتيها، فالقشرة اخلضراء مبا فيها من مواد كيمائية خترب أمعاءه، فال تستطيع القيام بعملية متثيل الطعام، وأما القشرة

اللب باملعدة وال ميثل باألمعاء، وبذا ال اخلشبية فتكسر أسنانه فال يهضميستفيد منه اجلسم بل ميرض، وعندما خيرج من البستان فإىل املستشفى. أما

نـهم { .املؤمن فيخرج سليما فإىل النعيم املقيم : عن أعماهلم يف }يـتـعارفون بـيـ. ذين قد خ { الدنيا، يرى كل امرئ عمله ويرى غريه من سار ومن توىلسر ال

بوا بلقاء الله كذ{ .معهم أنه قريب ممد :} ما اهتدوا، }وما كانوا مهتدين :. روا ومل يعرفوا املريبم مل يفكبوا ألكذ

:ما يصيبهم بسبب أعماهلم من }وإما نريـنك بـعض الذي نعدهم {- 46نا مرجعهم { .البالء والشدائد والعذاب مث الله {: غدا. }أو نـتـوفـيـنك فإليـ

39

: سيبني هلم عملهم. ما من حركة إال بعلمه، فكر }شهيد على ما يـفعلون .تستدل، هذا هو اإلميان

فإذا جاء {، ما ترك اهللا اخللق. �: رسولنا حممد }ولكل أمة رسول {- 47نـهم بالقسط {: غدا يوم القيامة. }سوهلم ر يسأله : شهد عليهم.}قضي بـيـ

اهللا: أما بلغتهم؟. فيقول: بلى يارب. وهكذا أي إنسان إن فكر وآمن باهللا عندها تسوقه ،إال اهللا فاستقام وصلى صار من أهل الكمال إلهفعرف ال

يكا، يسأل ويبحث وجيتمع. أما إن نفسه حنو أهل الكمال ولو كان يف أمر مل تفكر ولو كنت مع الرسول فال تعرفه. الرسول ال ينقطع فهو موجود يف

وهم {كل حني، لكنك إن صليت حقا فإنك جتتمع بأهل احلق وتستدل. : شيئا إذ ينال كل إنسان حقه.}ال يظلمون

: مىت القيامة والشهادة؟. }ن كنتم صادقني ويـقولون مىت هـذا الوعد إ {- 48مىت هذا الشيء؟. استهزاء وعدم تصديق لعدم سريهم بالتحقق، هذا بني

املعرضني.

: أنا أبلغكم عن }قل ال أملك لنـفسي ضرا وال نـفعا إال ما شاء الله {- 49د أنكم كتبتم على أنفسكم لذائذ لسان اهللا: ما دمتم ال تتطلبون اإلميان، فال ب

.رسول اهللا وعطاءات اهللا . أي خسرمت)1(الشقاء، وباخلسران واحلسرات األبدية

ابن آدم اطلبين جتدين فإذا وجدتين وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء وأنا « احلديث القدسي:) 1(

بلفظ (من طلبين وجدين 469الزبور، إحياء علوم الدين: اجلزء الرابع، ص .»ليك من كل شيءأحب إ يقول هذا). �ومن طلب غريي مل جيدين، فقال أبو الدرداء: أشهد أين لسمعت رسول اهللا

40

إذا جاء أجلهم فال {: هلا يوم معلوم، لكل أناس أجل. }لكل أمة أجل { .دم وال تأخر: بساعته ميوت، ال تق}يستأخرون ساعة وال يستـقدمون

قل أرأيـتم إن أتاكم عذابه بـياتا أو نـهارا ماذا يستـعجل منه {- 50: ماذا ترد منه عن نفسك؟!. ما يأتيك من البالء يف ساعته!. ماذا }المجرمون

!.؟حضرت له؟. أترجو خريا يومها

51 -} عندها تؤمن كإميان }إذا ما وقع آمنتم به {: عند وقوعه تؤمن. }أمث :: آمنت. يطلب منك اإلميان لتعمل معروفا وإحسانا، يقال }آآلن { .فرعون

لك اآلن: ما فائدة إميانك ساعتها؟!. عند املوت كل اخللق تؤمن، لكن ما الفائدة؟!.

.: بالبالء}وقد كنتم به تستـعجلون {

ظلموا أنفسهم بارتكاب الدنايا واألعمال :}يل للذين ظلموا مث ق {- 52 املنحطة.

: على طول. ما كان خيلد إليه يف دنياه يزيد حريقه }ذوقوا عذاب اخللد {اهللا لن يفيدك شيئا، بل سيعود وختسريه، أنت يا من تسمع كالم غري

أعداء يوم القيامة، عليك...أبوك، أمك، صديقك، حبيبك، سيكونون لك: ملا فيه من سفالة ورذيلة يلقي نفسه بالعذاب }ذوقوا {وينكرون اتباعك هلم.

: ما كسبته يأتيك. ما }هل جتزون إال مبا كنتم تكسبون { ليتخلص منها. عملت يرجع عليك،فاعمل ما شئت فإنك جمزي به.

41

يسألونك هذا الكالم الذي تقوله حق!. :}ويستنبئونك أحق هو {- 53

} {: نعم حق، سيحل بكم ذلك. }قل إي وريب ه حلقمنه.}إن ال بد :

: ال تستطيعون رده. هل رب من ملك املوت إن }وما أنتم مبعجزين {جاء؟!. أما رأيت ما حل مبن سبق؟. هل من صاحب لك ساعتها؟. أال

ذه النهاية؟!. أتشك باملوت؟. أين ر بتلك الساعة؟!.تفك هل من شك !.؟من سبق من ملوك عظماء وأنبياء؟!. أما ماتوا كلهم؟. أفال متوت أنت

: لو كل الكون }ولو أن لكل نـفس ظلمت ما يف األرض الفـتدت به {- 54وأسروا الندامة لما {ا الفائدة؟. كان بيدها لسلمته لتخلص مما ا، لكن م

نـهم بالقسط وهم ال يظلمون : كل إنسان وحقه، }رأوا العذاب وقضي بـيـ .ماذا كسب؟. رحبك خذه، وكل أخذ حقه

؟!. : بعد هذا البيان، أال تفكر}ال إن لله ما يف السماوات واألرض {- 55أليس هللا ما يف السموات واألرض؟. هل من شيء عائد لغري اهللا؟. هل ألحد

؟. وعد الله {يد يف الكون سوى اهللا؟!. أال حيتاج هذا الكون ملسري أال إن رت بالكون }حقأن يقع. إن فك أليس وعد اهللا حق؟. هذا الشيء ال بد:

إال اهللا لصدقت البعث والسؤال، وعلمت إلهوبآياته فعرفت املريب وقلت ال أن كالم املسري حق.

: إلعراضهم وعدم رغبتهم سلوك طريق احلق، }ولـكن أكثـرهم ال يـعلمون { .لغلبة شهوام عليهم

42

: باإلقبال عليه حتيا. إن أقبلت عليه صرت إنسانا كامال. }هو حييي{- 56اض عنه ميوت قلبك، فال عمل خري لك. إن أدبرت صرت : باإلعر }ومييت {

.: غدا، أنت قائم باهللا دوما }وإليه تـرجعون {من أهل الفسق.

: اتعظ، ال تضيع }يا أيـها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم {- 57 احلياة.

منت وأقبلت طهرت نفسك، فال : إن فكرت فآ}وشفاء لما يف الصدور {إال اهللا صرت تعمل إلهتشتهي إال اخلري. إن فكرت باملريب وقلت ال

املعروف، صليت، صار لك شفاء من األدران، عندها تطهر نفسك فتحب : تدي ذا }وهدى{أهل الكمال وتدخل مبعيتهم على اهللا فتستنري.

: اإلميان كمال }ورمحة للمؤمنني {.اخلرياهلدى، تعمل اخلري فيعود عليك .اإلنسانية

: ال بالوظائف والرتب }قل بفضل الله وبرمحته فبذلك فـليـفرحوا {- 58ر مما جيمعون {والدنيا. الفرح بفضل اهللا ال بالدنيا. : من الدنيا كلها.}هو خيـ

: من الذي ينزل الرزق؟. }تم ما أنزل الله لكم من رزق قل أرأيـ {- 59

.؟!�أما هو

: أن حتللوا وحترموا!. يقولون: }فجعلتم منه حراما وحالال قل آلله أذن لكم {الربا بنسبة قليلة ال مانع، ما هو حرام، وجه املرأة فقط ما هو بعورة،وما هو

43

رام، فمن أين جاؤوا ذا؟!. هل أذن اهللا هلم ذا؟!. كل ذلك من ح .عندهم

: هل تكلم القرآن مبا تقولون؟. اإلنسان العاقل ال }أم على الله تـفتـرون {يسمع كالم أحد إال كالم اهللا. يقولون فالن أفىت، فإن خالف القرآن فإفتاؤه

لنفسه، كالمه مردود عليه.

: ما سيكون }ظن الذين يـفتـرون على الله الكذب يـوم القيامة وما{- 60: ينزل هلم اخلريات، يدهلم }إن الله لذو فضل على الناس {عليه مصريهم؟!.

: }ولـكن أكثـرهم ال يشكرون {على طريق السعادة، لكن ال يدركون ذلك. .!قك؟. مل دلك؟. كله فضله تعاىل، وأنت ال تعرفهملاذا خل

يف حال ما من الشؤون، ما :}يف شأن {: أيها اإلنسان. }وما تكون {- 61لو منه {من خاطر جيول يف نفسك. من { :تنطق من هذا احلال بقول:وما تـتـ

: تتكلم به. وما تتلو من هذا الشأن من قول. }قـرآن

ال كنا عليكم {:أو يتعدى القول إىل العمل. }لون من عمل وال تـعم {:فسوف تظهرون به يوم القيامة، }إذ تفيضون فيه {: غدا يوم القيامة. }شهودا

غدا ويظهر حالكم. كل واحد البس ثوبه، حنن نبني لكم أعمالكم تتلبسون به يومها.

} بة وما يـعزب عن رثـقال ذريف األرض وال يف {: ال خيفى عليه. }ك من م .: كله بعلمه ومسجل عليك}السماء وال أصغر من ذلك وال أكبـر

44

.: كتاب مكتوب عليك. مبني، ظاهر لك}إال يف كتاب مبني {

، كل إنسان جيب عليه أن يوايل : الذين والوا اهللا}أال إن أولياء الله {- 62 كل من ال يواله آخرته للنار. ،اهللا حىت يدخل اجلنة

أولياء اهللا: الذين طبقوا داللة اهللا وساروا على هداه.

وال خوف عليهم يف الربزخ ،: ال يهان يف الدنيا}ال خوف عليهم { .؟إذ جيدون خريا منها. من هم : على الدنيا غدا }وال هم حيزنون {.واآلخرة

: ناظرا بنور اهللا اخلري من الشر. آمن وكان }الذين آمنوا وكانوا يـتـقون {- 63 .ينسرت بنور اهللا عن احملرمات

نـيا{- 64 ي عليه باخلريات}هلم البشرى يف احلياة الدنيته ،: دوما اهللا متجل ،ب حبك هللا حيبك. من عملك اخلري يعيده عليكعالية طيبة، على حس

ويف اآلخرة ال تـبديل لكلمات {ويف اآلخرة أيضا. ، ترى إحسانه تعاىل فتحبهوليست ، : هذه هي السعادة}ذلك هو الفوز العظيم {: وعده حق. }الله

.السعادة باملال واجلاه واألكل

إن {ستغلبهم مجيعا. ، : بتكذيبهم}قـوهلم {: يا حممد. }وال حيزنك {- 65يعا : }هو السميع { .ال بد أن يرفع شأنك، : وعدك بالنصر}العزة لله مج

.: حبالكم وحباله}العليم {لقولكم ولكل خملوق.

66 -} ماوات ومن يف األر {أليس؟. :}أال إنهل ألحد :}ض لله من يف الس .أجسامهم ،النجوم ،القمر ،الشمس ،ملك معه؟. كل الكون بيده

45

من ، : الفاعل هو اهللا تعاىل}وما يـتبع الذين يدعون من دون الله شركاء{ونسبوا السلطان ، . هم نصبوا بعضهم!يشاركه باخللق والتسيري واإلمداد والبقاء؟

: يظنون ظنا. }ون إال الظن إن يـتبع {للنطف.

عندما يسمع احلق يسكت. ،: لسانه ال يعود يتكلم}وإن هم إال خيرصون {

. !: فكر ذا. مل الليل؟}هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه {- 67 : لرتى عملك. }والنـهار مبصرا {. فيه لتسرتحيوا

يفقه، ،: صاحب السمع يسمع، يعقب}إن يف ذلك آليات لقوم يسمعون {األصم تذكر له هذه اآلية ال يسمع، ال يدرك منها شيئا، هل فكرت بالليل

.وفوائده؟. لواله ماذا يكون؟. لواله ما كان شجر وال مثر

هل املخلوق يكون ، فكر .هود: النصارى والي}قالوا اختذ الله ولدا {- 68: ال مياثله }سبحانه {. !!. قبل عيسى عليه السالم من خلق الكون؟؟خالقا .شيء

} ن {: عن الولد. }هو الغينماوات وما يف األرض إن عندكم مله ما يف السبن اهللا؟!. ا م: ألديكم برهان واضح أن عيسى عليه السال}سلطان ـذا

.!: من عقلكم}أتقولون على الله ما ال تـعلمون {

: ال دنيا وال }قل إن الذين يـفتـرون على الله الكذب ال يـفلحون { ـ69 .آخرة، ليس له عمل طيب أبدا

46

نـيا{ ـ70 تة، يأكل}متاع يف الدة مؤقع، : قليل ملدمبسكن، تلمع له يتمت قليال.

نا مرجعهم { : }مث نذيقهم العذاب الشديد مبا كانوا يكفرون {: غدا. }مث إليـ باهللا. بإنكار هذه النعم.

: اذكر لعبادي نبأ نوح. جاء للهدى }واتل عليهم نـبأ نوح {- 71يا قـوم إن كان كبـر عليكم مقامي وتذكريي بآيات إذ قال لقومه {والداللة.

عوا { يصعب عليكم أن تروين أدعوكم للحق. :}الله فـعلى الله تـوكلت فأمج: ال }مث ال يكن أمركم عليكم غمة {: كل من يلوذ بكم. }أمركم وشركاءكم

وا باجلهل، فكروا، أعلموين باملنطق خطئي إن كنت على خطأ. دققوا تسري روا به حىت تعقلوا، كذلك كالم املرشد دقوال {ق فيه. بقويل، فك اقضوا إيل مث

نوا. التصديق ال يفيد، التكذيب ال يفيد، بي ت: فكروا واعقلوا مث }تنظرون .ولكن ال بد من العقل

: ال غاية يل بدنياكم }فما سألتكم من أجر {: أعرضتم. }فإن تـوليتم {- 72: أدعوكم }إن أجري إال على الله وأمرت أن أكون من المسلمني {ومالكم.

ا أعظكم بواحدة أن تـقوموا لله م :لسعادتكم وخريكم ثـىن..}:التصديق {.. إمن. {.. وفـرادى..} . امسع الدرس مث ارجع وفكر بعد ذلك فيهوحده ال يفيد

هل هذه الداللة حق؟!. ) سورة سبأ:46(

47

بوه - 73 روا بقوله. {فكذعه يف الفلك {}: مل يفكناه ومن م : وغرق }فـنجيـا أصل البشر من بعدهم. هو ومن معه : صارو }وجعلناهم خالئف {اآلخرون. كيف كان عاقبة { .:يا إنسان}وأغرقـنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر {خالئف. .: من يسمع وال يفكر نتائجه اهلالك}المنذرين

غوا كما بلغ وبعده مجاعته بل ،: عن سيدنا نوح}مث بـعثـنا من بـعده رسال {- 74: دعوا قومهم للتفكري }إىل قـومهم فجآؤوهم بالبـيـنات {نوح عليه السالم.

بوا به من قـبل {بالرتبية، باملوت. األول. سائرون : }فما كانوا ليـؤمنوا مبا كذ: املصرين على }كذلك نطبع على قلوب المعتدين {ظوظ أنفسهم. حب

فال نريه ما وراء ،الرذيلة، نرسل له بالء بعد خروج الشهوة. أوال يطبع على قلبه .عمله لنخرج ما يف أنفسهم من خبث، فتخرج الشهوة مث البالء

: مع }مث بـعثـنا من بـعدهم موسى وهارون إىل فرعون وملئه بآياتنا{- 75: عن اتباعه. قالوا:"هذا كان فينا }فاستكبـروا {يه السالم. موسى عل

: ال خري فيهم قط، ال ألنفسهم وال لغريهم. مبا أنه }وكانوا قـوما جمرمني {وليدا"التكذيب إمنا يكون من البعد عن اهللا، الكامل ،عارضوا وكذبوا ،ليس فيهم كمال

.يقدر أهل الكمال

بالبيان ،: على لسان موسى عليه السالم}اءهم احلق من عندناما ج {- 76 .: كل هذه اآليات قالوا سحر}قالوا إن هـذا لسحر مبني {العايل واملعجزات.

.: هذا القول إنه سحر}قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم {- 77

48

: }وال يـفلح الساحرون { .حر؟!. فكروا فيه، انظروا:هل هذا س}أسحر هـذا{الساحر عاقبته اهلالك. مهما عال اإلنسان فنتيجته هالك ودمار إن خرج عن

املستقيم ال بد له من ،احلق. كل من سار على احلق ال بد أن يرفع اهللا شأنه .العز ورفع الشأن

:لتحولنا عن هذا السري }نا عما وجدنا عليه آباءناقالوا أجئتـنا لتـلفتـ {- 78:حىت حيصل لكما }وتكون لكما الكربياء يف األرض {الذي سار به آباؤنا!.

.:مهما فعلتما}وما حنن لكما مبؤمنني {شأن ومكانة. هكذا امومها.

،:ألغلب موسى، هكذا ظن}كل ساحر عليم وقال فرعون ائـتوين ب {- 79حيث أنه مل يفكر حسب أن األمر سحر، كل رسول يأيت على حسب حال

، العصا بزمن سيدنا موسى عليه عليه السالم قومه، الطب يف زمن سيدنا عيسى �" البالغة بزمن سيدنا حممد ،السالم اليت أبطلت سحر العامل بعهد فرعون

".

:أظهروا }ما جاء السحرة قال هلم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فـل {- 80 .بينوه ،علمكم

إن { .:هذا هو السحر}فـلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر {- 81لح عمل إن الله ال يص {:ألقى العصا فتلقفت ما يأفكون. }الله سيبطله

:الفساد. }المفسدين

49

طريق احلق ال : }وحيق الله احلق بكلماته {واحلق ال بد أن يظهره اهللا: - 82:رغما عنهم. مهما طال }ولو كره المجرمون {بد أن يرفع اهللا شأنه. كن كان.

األمر.

83 -} ذر ن قـومه فما آمن لموسى إالة مي{ الكبار ما آمنوا، ما آمن إال: ،رأوا املعجزات فصدقوا ،الشباب. فالكبار مل يعظموه بل قالوا كان فينا طفال

لكنهم مل يعظموه. الصغار منهم الفتيان آمنوا. اليوم املصدق حاله كحال باملنطق، فكر جيب أن تؤمن إميانا ال أن تصدق تصديقا. سر ،بين إسرائيل

من ؟.بنفسك، استدل، اعقل،فكر بالبداية، النهاية، من يطعمك ،بالكون:مع أم خائفون آمنوا، رغم الشدة }على خوف من فرعون {. ؟يسقيك

وملئهم أن يـفتنـهم {لكنهم أخفوا إميام لئال يفتنهم فريدهم. ، واخلوف آمنوا:كان عظيم }ن فرعون لعال يف األرض {هم للكفر. و ن يرد :ومن أهلهم أ�

.:يف الدنيا}وإنه لمن المسرفني {الشأن فيهم، وظامل.

فـعليه {:حقا أنه الفعال. }وقال موسى يا قـوم إن كنتم آمنتم بالله {- 84 .ال أحد يردك ،:هو الفعال� تـوكلوا إن كنتم مسلمني

نة للقوم {:آمنا واستسلمنا. }فـقالوا على الله تـوكلنا{- 85 ربـنا ال جتعلنا فتـ :لكن حنن خائفون أن يكون يف أنفسنا شيء فيفتنوا بنا لريدونا. }الظالمني

ون يـفتن لعل بأنفسنا شيئا، فـ ال تسلطهم علينا، فال جتعل أذانا على يدهم، بأذانا،اغفر لنا،تبنا إليك يا رب، الذي عليه دين يقتص منه.

50

.:املعرضني}وجننا برمحتك من القوم الكافرين {- 86

نا إىل موسى وأخيه أن تـبـوءا لقومكما مبصر بـيوتا {- 87 ذا}وأوحيـ اخت: وجيتمعوا بنفسيكما فيتجهوا ،قومكما مبصر " مكانا " بيوتا كي يتجهوا حنوكمال

:يا بين }واجعلوا {معكما إىل اهللا.أما الكعبة فلتجتمع بإمامك. لة {. ، قلوبكم:نفوسكم}بـيوتكم {.إسرائيل :متجهة حنو موسى أو هارون، }قبـ

ىل اخلطاب أيضا إىل موسى باجتماعها معهما حتصل التقوى. كما وجه تعالة {وهارون عليهما السالم ضمنا وأقيموا { .:لقومكم}واجعلوا بـيوتكم قبـ

ر المؤمنني { .:فيها. عندها اجعلوا الوجهة إىل اهللا فيها}الصالة املؤمن }وبش:اجتماع نتائجه اخلري دنيا وآخرة. إذن القصد من الكعبة سريه هذا الذي

. هذه اآلية خاصة ألهل اإلميان، ألن اهللا تعاىل يبني فيها. �األنفس بالرسول

: والقصد ملن آمن من قومكما مبصر:بأي مكان كان منها،}تـبـوءا لقومكما{ذها موسى عليه السالم، قبلة لكم، وأقيموا واجعلوا أيها املؤمنون بيوتكم اليت اخت

ر المؤمنني و {الصالة ا. يف سورة البقرة :بالنصر. وقوله تعاىل}بش:

لة اليت كنت عليـها إال لنـعلم من يـتبع :{..املؤمنني:}..{.. وما جعلنا القبـسيدنا إبراهيم عليه السالم إماما ،: املؤمنون اتبعوه) سورة البقرة143(}الرسول..) 44.} (.{.. قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ألهل اإلميان::. القرآنللمؤمنني

تقرؤه عليهم بعد أن ارتبطوا بك، فالصالة الصحيحة مع رسول اهللا :سورة فصلتاملؤمن بكماله حيب أهل ،مؤمنا ، ال يصلي اإلنسان هذه الصالة ما مل يغد �

51

أن يسعى ليصبح مؤمنا كي يعرف أهل الكمال، فريتبط م. فعلى اإلنسان .اإلميان

وقال موسى ربـنا إنك آتـيت فرعون ومأله زينة وأمواال يف احلياة {- 88نـيا وا عن سبيلك {:بساتني وحدائق. }الدنا ليضلأنت ما أعطيتهم هلذا، }ربـ .!:فال { :إذ أن هؤالء:}س على أمواهلم واشدد على قـلوم ربـنا اطم { .ليضلوا

.يرجعون :فلعله إذا وقعت الشدة عليهم}يـؤمنوا حىت يـروا العذاب األليم

!. ؟على كالمي، هل أنا غافل:}قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما{- 89كل إنسان، أنا سري :أنا مطلع على}آن سبيل الذين ال يـعلمون وال تـتبع {

حكيم وعليم، هذا طريق الذي ال يعلم شيئا يدعو ذا، ال تكونا كالذين ال الذي ال علم له يعلمون. اهللا تعاىل عليم وحكيم يعطي كل امرئ حقه،

. يدعو ذا الدعاء

ه، ولكن اهللا أجاما باملثىن موسى عليه السالم خاطب ربه وحدفاستقيما،فلماذا؟. ذلك أن هارون مرتبط مبوسى عليهما السالم، فلساما

.واحد

(داللة): بالدعاء والتوجه الصادق تطهر النفس فريفع البالء، ليست املسألة .ألن اهللا ليس بغافل وال بعيد ،بصورة الدعاء

:يف املاضي }لبحر فأتـبـعهم فرعون وجنوده بـغيا وجاوزنا ببين إسرائيل ا{- 90 :مسرعا ليتعدى عليهم اآلن.�وعدوا {وجتاوزا عن احلد.

52

قال آمنت أنه ال إلـه إال الذي آمنت {:كاد يغرق. }حىت إذا أدركه الغرق {:استسلمت اآلن للحق. اهللا تعاىل أوحى }ا من المسلمني به بـنو إسرائيل وأن

: آمنت، اآلن ما عاد لك فعل خري. أنت جئت للدنيا }آآلن {يف قلبه. .لفعل اخلريات، فكل إنسان يؤمن عند املوت، لكن الكافر ال جيديه إميانه

. أرسلتك للدنيا .:ضيعت عمرك كله سدى واآلن آمنت!}آآلن {- 91ها ولكن: أنت ضيعت كل عمرك واآلن آمنت، مل تعمل عمال لتكسب

صاحلا.

إال اهللا لكي تستقيم إلهإلنسان للدنيا للعمل الصاحل، اإلميان بال اجاء عندها يف اآلخرة حتزن وتتحسر، وهذا ،وتعمل، فإن مل تؤمن فلن تعمل

.:يف األرض}سدين وقد عصيت قـبل وكنت من المف { .سبب دخول النار

.:ذا اإلميان الذي آمنته خنرج جسدك}فاليـوم نـنجيك ببدنك {- 92

لعله إن أحد رأى جسدك يؤمن، وذه املوعظة :}لتكون لمن خلفك آية { ،حيصل لفرعون ختفيف من عذاب النار، لكن اهللا ال يعطيه عطاء يف اآلخرة

وإن كثريا من الناس {بعمله، فكل ينال على حسب نيته. حيث أنه ال نية له :عنها ال }لغافلون {، واليت نتلوها عليهم. :يف السماء واألرض}عن آياتنا

.يتعظون ا. فال يـعرفون مل خلق الكون كله

53

د فرعون صار هلم بفلسطني :بع}ولقد بـوأنا بين إسرائيل مبـوأ صدق {- 93شأن وهداية للناس. جعلناهم من أهل اإلرشاد والعلم، صاروا يدلون الناس

على اهللا.

:عن هذا السري. }من الطيبات فما اختـلفوا {:على هذا احلال. }ورزقـناهم{، فلما : إىل أن شذوا بعد موسى عليه السالم حبني}حىت جاءهم العلم {

سيدنا عيسى عليه السالم يدعوهم إىل احلق انقسموا قسمني: :جاءهم العلم مؤمنني ومعاندين.

نـهم يـوم القيامة فيما كانوا فيه خيتلفون { :حيكم باحلق. }إن ربك يـقضي بـيـهم رسول اهللا ملا مسع هذا عنهم خاف على نفسه الشريفة أن يكون مثل

فطمأنه اهللا تعاىل.

94 -} ا أنزلنا إليك {:على نفسك من الضالل. }فإن كنت يف شكحنن }م: وسقنا املعجزات وكفروا. ،عاملناهم بعشرات املعامالت احلسنة

!.؟:هل آمنوا كمثل إميانك}فاسأل الذين يـقرؤون الكتاب من قـبلك {

:أنت فكرت وآمنت، سرت على القانون الذي }احلق من ربك لقد جاءك { ،أما هم فقد صدقوا جمرد تصديق، فتصديقهم كانت نتائجه ارتدادهم ،رمسته

شفوقا، ،أنت صرت عاليا من إقبالك على ربك، رحيما أنت آمنت حقا، ، فصرت كامال من أهل ال رت باملريبكمال. هذا وال حتب اخلري ألنك فك

. بعد عرفه باملريب يصبح اإلنسان كامال إال} أنت ال ميكن أن }فال تكونن:

54

:ذا الذي طبع يف قلبك أنت ال تكون أبدا }من الممرتين { .تكون منهم .: ممن مل يروامن املمرتين

بوا بآيات الله {- 95 ذين كذمن ال بإميانك }فـتكون من اخلاسرين وال تكونن: .تكون مثلهمميكن أن باملريب وإقبالك ال ميكن أن تكون من الذين كذبوا، فأنت ال

:هؤالء الذين مل يسلكوا هذا }إن الذين حقت عليهم كلمت ربك {- 96املريب لن يصري :إن مل يعرف اإلنسان}ال يـؤمنون {املسلك الذي بينته.

مؤمنا،ومن ال يكون مؤمنا ال يصلي، ومن ال يصلي ال ينال خريا أبدا. وال .ميكن الوصول إىل اإلميان إال ذا الطريق

:كما }حىت يـروا العذاب األليم {:معجزة. }ولو جاءتـهم كل آية {- 97وت، فمن ال يؤمن باملريب ال يؤمن إال حصل لفرعون، ال يؤمنون إال ساعة امل

.ر إىل أن تعقل وتصل لإلميان احلقفك ،اإلميان وأنت صحيحفعند املوت.

فـنـفعها { .:هذا اإلميان املذكور}فـلوال كانت قـرية آمنت {- 98 إال قـوم { .:لكان نفعها ورفع عنها البالء، لكن ما آمنوا فهلكوا}إميانـها .:هؤالء آمنوا}يونس

هم عذاب اخلزي يف احلياة الدنـيا{ فكروا :بالبالء. }لما آمنوا كشفنا عنـ .:وهكذا املؤمن حيفظ}ومتـعناهم إىل حني {ورجعوا فكشفنا عنهم.

:لكشف هلم احلقيقة، }ا ولو شاء ربك آلمن من يف األرض كلهم مجيع{- 99لذلك لن تتكون هلم ثقة بأنفسهم بأن اهللا تعاىل راض ،لكن أنفسهم غري طالبة

55

ويكون هؤالء ، م بأعماهلم، إذ ال يفيد املرء شيئا من عمله املكره عليههعنولكن ال تتولد ثقة من عملك. ،مكرهني. لو كشف لك لعملت لنفسك

} اس حىتلو كان ،:قسرا!. أنا أعطيتهم اخليار} يكونوا مؤمنني أفأنت تكره النوال فائدة لإلنسان إن مل يكن له ، األمر باإلكراه ملا استفادوا من أعماهلم

.اختيار

: {ومتت :الصدق أوال }وما كان لنـفس أن تـؤمن إال بإذن الله {-100إذا ، وهذا ال يكون إال ) سورة األنعام115.} (.عدال كلمت ربك صدقا و

ذا اليوم الذي سيأتيك غدا، ليس لك إال رأزحت حب الدنيا. فك، عملك، عندها ختاف نفسك فتستطيع أن تفكر فتستقيم وحتصل ثقة لك

وبعملك املنبعث عن اختيارك تقبل على اهللا غدا وترقى. فاملرء ،فتعمل باملريب ينقطع عن السفالة فيؤذن له بالدخول يف أهل اإلميان.بتفكريه

هو البالء املسيء له، ::والرجس}وجيعل الرجس على الذين ال يـعقلون {فمن ال يفكر وال يعقل شيئا عن الكون ال يؤمن، يفتح له الدنيا وجيعل

يتوب ويرجع، فمن ال يعقل مث يساق له بالء يسوؤه لعله، األذى على يديهية فينظر يف الكون جيعل األذى على يديه، إن مل يتب عاوده هل الرتبية اإل

البالء وحىت اية احلياة. فالسعي سعيك، وإن مل تسع فلن تنال شيئا، أنت اجتهد.

ماذا يف السماوات { :كيف تعقل؟!. انظر.}قل انظروا {- 101النظر، عندها تعقل أن السري كله بيد اهللا، انظر إىل ما فيها، العقل ب:}واألرض

56

مهما أراك تعاىل من آيات إن مل تفكر فتعقل ما يف السموات واألرض فلن :املعجزات ال }وما تـغين اآليات والنذر { :إن مل تنظر ولكن،تستفيد شيئا

ر وتعقل.تفيدك إن مل تفك

ومهما ،:ذا الطريق، ال حيصل اإلميان بغري هذا الطريق}ون عن قـوم ال يـؤمن {وإن مل تنظر هذه النظرة فإن اآليات" املعجزات " ، مسعت تنسى، ال بد من العقل

.ال تفيد

:أليس أمامنا }فـهل ينتظرون إال مثل أيام الذين خلوا من قـبلهم {- 102منه مهما طالت احلياة؟!. إن مل يؤمن املرء ومل يعقل املوت؟!. هل من خملص

قل فانتظروا إين معكم من {. فماذا ينتظر؟. سيحل به ما حل موسرتون النتائج. من عقل ما سينال، ومن مل يعقل ما هي نتائجه؟. :}المنتظرين

من عقل سيدخل يف باب األمان، كلنا ننتظر املوت.

:معهم.}والذين آمنوا {:عند نزول البالء. }مث نـنجي رسلنا{- 103

نا ننج المؤمنني {:هذا قانون. }كذلك { :املؤمن خيلصه اهللا، فاملؤمن }حقا عليـ .ال يصيبه شيء

يه. قالوا : مما أدين إل}قل يا أيـها الناس إن كنتم يف شك من ديين {- 104فال أعبد الذين تـعبدون من دون {هذا حممد له غاية، ليسيطر على العامل.

:سريي ليس مثل }ولـكن أعبد الله الذي يـتـوفاكم {:ال أمسع كالم أحد. }الله .أما أنتم فإن احنطاطكم من الشيطان،سريكم، بطاعيت لريب صرت ذه الصفات

57

إال اهللا. ال جدوى له من ال يؤمن ا، أنا إله:بال }أمرت أن أكون من المؤمنني و {، منه أشتق الكمال، أما أنتم فسريكم مع الشيطان، من الشيطان هذه السفالة مقبل على ريب

اليت أنتم عليها.

:مياال بنفسي}حنيفا {:لطريق احلق. }وأن أقم وجهك للدين {: أمرين - 105 .:بشرين تعاىل}وال تكونن من المشركني {. لطريق احلق

ما ال ينفعك وال {:هكذا أمرين.}وال تدع من دون الله { - 106الفعل فعله تعاىل ، :ليس ألحد فعل، ال شيء ينفعك وال شيء يضركيضرك}

.وحده

: إنك ال }فإنك إذا من الظالمني {:قل هلم، أي إن طلبت. }فإن فـعلت { ميكن أن تطلب من أحد. قل هلم، يا إنسان:

، ال :ال يرفعه سواه}وإن ميسسك الله بضر فال كاشف له إال هو {-107:وال }آد لفضله وإن يردك خبري فال ر { .أحد يصرف السوء عنك سوى اهللا

:اسلك احلق، }يصيب به من يشاء من عباده {أحد يسوق لك خريا سواه. اطلب وعندها يعطيك. كل من طلب الفضل منحه اهللا إياه. إن شئت حقا

لطلبك الفضل من أن تؤه وهو الغفور {ل نفسك. عملت وسعيت. ال بد .كله من اهللا تعاىل خري ورمحة ،إلنسان ليشفيه ويرمحه:حياول هلذا ا}الرحيم

، إن }قل يا أيـها الناس قد جاءكم احلق من ربكم {-108 من طريق املريب:، مما سواه ال فال. فمعرفة احلق من طريق املريب رت وعقلت اهتديت، وإالفك

58

:ذا }فمن اهتدى{تعرف احلق. وال أن، يكون لك أن تكون إنسانا عاليا ا يـهتدي لنـفسه {الطريق. العائد عليك باخلري لك، مراده سعادتك}فإمن:.

} ها{عن هذا الطريق. }ومن ضل ا يضل عليـ النتائج عليه، حيرم نفسه }فإمن:ك يف اب من السعادة، كل حلظة أعظم من حلظة، سعادة أبدية. فكر مبن ر

. بطن أمك

.. إن مل يفكر يضل!وما قبل، أين كنت؟

:الرسول، النيب، املرشد، وظيفته التبليغ.}وما أنا عليكم بوكيل {

على اهللا. �إن آمنت تدخل مبعيته

يا إنسان، غ واألمر عائد إليكبل ماهللا تعاىل أعطاك االختيار واحلرية، الرسول .تنال إن مل تشتغل ال

حىت حيكم {:عليهم. }ما يوحى إليك واصرب {:يا حممد. }واتبع {-109ر احلاكمني {:بينكم. }الله :لك وهلم. }وهو خيـ

والحمد هللا رب العالمين

59

)123( تأويل سورة ھود وآياتھا

بسم اهللا الرحمن الرحيم

، يا أمحد اخللق، يا لطيفا، يا رحيما �خياطب اهللا تعاىل رسوله :}رال {-1 بعبادي، ذا أصبحت أهال ألن ينزل عليك هذا الكتاب.

الفاحتة، ترتبط �يا أمحد اخللق يا لطيفا:عندما تقف يف الصالة تسمع منه خل مبعيته على اهللا من دون شعور منك.به، تد

فهي مرتابطة، وهذا قانون، :}كتاب أحكمت آياته { ويا رحيما بعبادي:القرآن الكرمي آياته مرتابطة بعضها مع بعض، فكل تأويل يبني ترابط اآليات ببعضها فهو صحيح، وما سوى ذلك خطأ، قد يقص اإلنسان قصة فتجدها

مرتابطة.

هذا الرتابط ميزان القرآن، :}من لدن حكيم خبري {. بينت :}مث فصلت { لن تفهمه إن مل تر الرتابط.

وال الصديق وال عثمان نظم، هذا �ال سيدنا حممد :}أحكمت آياته { توسع بياا. :}مث فصلت {تنظيم رب العاملني.

بكل الكون. :}كيم خبري من لدن ح {

الطاعة ألوامره. خلقكم كي تسمعوا كالمه فال :}أال تـعبدوا إال الله {-2ملن يسمع بأن آخرته النار، إن مل تطيعوا :}إنين لكم منه نذير يطاع سواه. {

60

، ولكم إن سرمت أبشركم خبري كبري :}وبشري {فلكم عذاب أليم، كبري. سعادة أبدية.

. إن عرفت هذا املريب :}وأن استـغفروا ربكم {-3 اطلبوا الشفاء من املريبمث توبوا {اطلب الشفاء منه مما بك. ال أحد يرفع قدرك ويشفيك سواه.

ولكن بالتوبة أي: بعدم الرجوع إىل اإلمث. إن عرفته حقا فلن خترج :}إليه باحلياة. فإذن مل :}ميتـعكم {عندها وامره بل تنقطع عن اآلثام؛عن أ

حبياة طيبة، خلقك للسعادة :}متاعا حسنا {خلقكم؟!. أليس لإلحسان؟! دنيا وآخرة، فإن حصل لك شدة وضيق فسببه أنت، خلقك ليحسن إليك

ال ) سورة الطالق،2جا) (ومن يـتق الله يجعل له مخر دنيا وآخرة.(...يوجد امرؤ مستقيم ويسلط عليه أحد. فاملستقيم ال يصيبه شيء، إن

يف الدنيا حتيا :}إىل أجل مسمى أصابك شيء ففتش عن خطئك. { حياة طيبة إن عرفته وسرت ضمن أمره.

يد عليك سن باإلحسان. يعاحملجيازي :}ويـؤت كل ذي فضل فضله { فعلك. كل ما تعمله من معروف يرده عليك وتراه.

:ما له اية. حذرهم.}وإن تـولوا فإين أخاف عليكم عذاب يـوم كبري {

مهما عشت، أين أين املفر أيها اإلنسان؟!. :}إىل الله مرجعكم {-4 :}و على كل شيء قدير وه {هل لك مفر؟!. مرجعك إليه. تذهب؟!.

قادر على اإلحسان وعلى رد اإلساءة، ويعطي ومينع بقدر. الجزافا، كل شيء مبقداره. العمل احلسن مبقداره تنال اإلحسان، وكذا السيء مبقداره،

61

وكل امرئ وحقه، النار واجلنة كالمها على حسب االستحقاق، وهو قدير على كل شيء.

حني تذكرهم باملوت يلوون :}م يـثـنون صدورهم ليستخفوا منه أال إنـه {-5 وجوههم، يدير ظهره كي ال يسمع، يتحول عنك إذ ال يريد مساع داللتك.

فكر يف ذلك. ما حالك يف القرب؟. ما نتيجة هذه الدنيا؟!. ما مصريك؟.

سون باجلرائم اليت ارتكبوها، عندما تلبسه يتلب :}أال حني يستـغشون ثيابـهم {يـعلم ما { يعلم أن اهللا: :}يـعلم ما يسرون {نيته، عند وضعه يف الكفن.

كل ما يدور يف خلدك يعلمه اهللا، عليم بك. ال بد أن :}يسرون وما يـعلنون هي :}يم بذات الصدور إنه عل {يداويك ولو حتولت، وما أردت أن تسمع.

النفس. عليم مبا يف نفسك، على حسب نفسك ميشيك.

تدب على األرض، من إنسان وحيوان. :}وما من دآبة يف األرض {- 6

:تكفل برزقك، الـرزق عـلى اهللا مكفـول، لكـن اجلنـة }إال على الله رزقـها{لكن رزقك الحق بالدنياالناس بالعكس، أنت يعمل والعمل، اآلنبالسـعي

عليك االستقامة وعلى حسب سريك احلق يوسع رزقك. اهللا،مكفول عند سر بطريق احلق يتوسع رزقك، لكنك ال تستطيع السري باحلق إال إذا نويت

:}اويـعلم مستـقره {النية الطيبة، هذه النية ال تصح إال بالتفكري واإلميان. :}ومستـودعها{على أي شيء هي. حمل وجودها يف األزل، ويف ظهر أبيها.

وماذا أودع فيها. يف بطن أمها، ويف هذه الدنيا أين هي موجودة، ورزقها الحق

62

سوف ترى أن اهللا تعاىل ما تركك. :}كل يف كتاب مبني {ا أينما حلت. وكفل لك رزقك، األمور بيد اهللا، كل إنسان له كله عند اهللا، رتب لك ترتيبا،

أجل ويوم. كم ولد سيأيت.

صيف وشتاء، :}وهو الذي خلق السماوات واألرض يف ستة أيام {- 7، من الذي رتب هذه )1(خريف وربيع وليل وار. أربع فصول وليل وار

األرضية؟!. من يولد الليل والنهار؟!. الفصول والليل والنهار؟!. من يدير الكرة هل أنت لك تصرف يف شيء من هذا؟!. من يرزقك إذا؟!. رتبها حلياتك، لسعادتك. كل واحدة هلا فائدة، فكر تعرف املعاين واملراد، وتعظم خالقك وتراه

لى قبل خلق الكون. بتجليه ع :}وكان عرشه على الماء{معك حيثما سرت. هذه النطفة حيييها، خلقت، صرت إنسانا، الذي رتبك هذا الرتتيب وخلقك

لوكم أيكم أحسن عمال { هذا اخللق هل تركك من دون رزق؟!. :}ليبـوخلقك لالمتحان. هلذا خلقك، خلقك للدنيا لتعمل العمل العايل، فتقبل

بالنظر لوجهه الكرمي، حىت على اهللا، خلقك لتتقرب إليه سبحانه وتتنعم ولئن قـلت إنكم مبـعوثون من بـعد الموت {ترقى يف اجلنة أرسلك للدنيا.

يقول كيف من بعد أن نكون :}ليـقولن الذين كفروا إن هـذا إال سحر مبني كما بدأك أول لكن أما هو قادر الذي خلقك أن يعيدك ترابا نعود؟!.

مرة؟!. الذي خلقك وأوجدك أيصعب عليه أمر إعادتك؟!. هل هذا

) " الكشف العلمي اجلبار.. احلقيقة الرهيبة للسموات السبع واأليام 4(البحوث ايدة) رقم( انظر كتاب )1(

للعالمة اإلنساين حممد أمني شيخو قدس سره الستة".

63

سحر؟!. هل هذا خيال؟!. ذكرهم هل هذا البعث سحر وخيال ال أصل .له؟!.

هم العذاب {-8 حبكمتنا أرجأنا عذام ظنوا الضعف. :}ولئن أخرنا عنـ

ن من البشر يؤم لشيء، هذه الشهوات اليت كل إنسا :}إىل أمة معدودة {بنفسك يعطيك منها شهوة واحدة، مث يسوق لك عالجا، إن تبت خلصت

شهوات يؤمها حىت خيرج ما فيه. ال :}أمة معدودة {من كثري من الشهوات. ينزل اهلالك حىت ينقي لك قلبك من كل شهوة، وبعدها بالء، إن طهرت،

ظم. كل عمل وله عالج. إذا أخرنا العذاب إىل الوقت الذي وإال فبالء أع تستلزم معه املداواة وحتق.

ما مينعه؟!. قالوا ما مينع اهللا من عذابنا؟. :}ليـقولن ما حيبسه {

هم { حني نصيبهم به فمن يستطيع أن :}أال يـوم يأتيهم ليس مصروفا عنـوقع عليهم ما أنكروه، :}اق م ما كانوا به يستـهزئون وح {يصرف عنهم؟!.

وسبب نكرام عمى قلوم. إذا وصل للنهاية حل البالء.

رزقا ماال أو جاها.. أو وظيفة، جتارة. :}ولئن أذقـنا اإلنسان منا رمحة {- 9عمة من صحة، مال، أوالد، وما تاب. ضايقه أزلنا هذه الن :}مث نـزعناها منه {

إنه {أو سلبها منه. اهللا يعطي هذا اإلنسان لعله يكون أهال وإال يسحبها منه. ؟!. بل :}ليـؤوس كفور ال يفكر ملاذا ضايقناه، وال يقول مل سحبها اهللا عين

64

حلياة اآلخرة. فلم ييئس ويكفر:حنانا عليه عاملناه ذا حبا به حىت ال تفوته ا هذا اليأس؟. كل ما يصيبك خري.

كان فقريا متضايقا، أو بالعكس :}ولئن أذقـناه نـعماء بـعد ضراء مسته {- 10ليـقولن ذهب السيئات عين إنه لفرح {مث أعطاه. بعد الشدة فرجنا عنه.

يعرف املنعم. وال يقول أعطاين اهللا كي أشكر. إن مل يفرح حباله وال :}فخور يعرف املريب فلن تؤثر به الشدة وال الرخاء. يظن أن لن حناسبه على ما اقرتف من

إمث.

على البالء والشدائد،إذ عرف أن هذا الشيء منه :}إال الذين صبـروا {- 11م اهللا. هذا ال بد أن وهو املتسبب، وأن اهللا ساق له ذلك دواء، ورضي حبك

حيث عرف املصدر :}وعملوا الصاحلات {يشفيه اهللا ويعيد له النعمة. فصرب.

عطاء كبري، بعرفه باملريب آمن، :}وأجر كبري {شفاء. :}أولـئك هلم مغفرة { فعرف أن اهللا كله عطف ورمحة وإحسان.

:حتاول هدايتهم بشىت الطرق، }ما يوحى إليك لعلك تارك بـعض {- 12تنبئهم بشيء وتغفل شيئا:كان يتمىن أال يكلمهم بذلك ألم جهلة حفاة.

أن {:تتضايق، يضيق صدرك الشريف من معارضتهم.}وضآئق به صدرك {اهللا املال الكثري برغم : لئال يقولوا مل مل يعطه }يـقولوا لوال أنزل عليه كنز

استقامته وصالحه.

65

:يقولون لك ذلك وال يفكرون بقولك.}أو جاء معه ملك {

ا أنت نذير { كال إن عطاء اهللا أكرب من هذا، وعليك أن تؤدي الرسالة }إمن:والله على كل شيء {بقوة، أنت مبلغ. قل هلم أنا هذه وظيفيت.

يعطي كل إنسان حقه. :}وكيل

:هذا القرآن.}أم يـقولون افـتـراه {- 13

:من هذا القرآن،افرتوا مثله إن كنتم }قل فأتوا بعشر سور مثله مفتـريات {:ائتوا }وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقني {تزعمون ذلك.

به. اجتمعوا ومن تشاؤون. لن تستطيعوا ذلك. مبثل ما جئت

ا {:هؤالء الذين تعبدوم وتطيعوم. }فإن مل يستجيبوا لكم {- 14 فاعلموا أمنـه إال هو فـهل أنتم وأن ال إل {:هذا كالم اهللا. }أنزل بعلم الله

تستسلموا إليه؟!. إذا عجزوا كلهم، ووجدمت أنه ال :اآلن!. أفال جيب أن }مسلمون يستطيع أحد أن يأيت مبثله فاعلموا أنه كالم اهللا واستسلموا إليه.

نـيا وزينتـها نـوف إليهم أعماهلم فيها{- 15 طالب }من كان يريد احلياة الد:ات فاخرة... ويعمل هلا، هو الدنيا نعطيه إياها، يريد بنايات وقصور، سيار

:نعطيه كل ما يف }وهم فيها ال يـبخسون {ليعمل، وحنن نعطيه ما يتطلب. نفسه من شهوات. (املؤمن ينظر لنفسه، إن كان ربه راضيا عنه وكان

مستسلما هللا، فهذا هو اخلري وهذه هي السعادة). لكن أولئك بعدها:

66

:دائما يف الدنيا تعبان، }يس هلم يف اآلخرة إال النار أولـئك الذين ل {- 16:كل }وحبط ما صنـعوا فيها{ويف اآلخرة ليس له دواء أحسن من النار.

:وعند املوت كأنه مل جيد }وباطل ما كانوا يـعملون {عمله يذهب هباء منثورا. ذين أعطاهم اهللا يف الدنيا هذا مؤقت هلم.يف هذه الدنيا شيئا من نعيم، ال

:أقبل على اهللا، وفكر واستنار وآمن }أفمن كان على بـيـنة من ربه {- 17باملريب، فكر، دقق، نظر يف السموات، األرض، الكون، كله لريبيه حبياته

لوه شاهد منه {وصحته. بغذائه ونومه. لقرآن وهو يرى يف القرآن :يتلو ا}ويـتـلوه}{احلق، : مشاهد من اهللا على ما يف }شاهد منه { :الرسول أو املرشد،ويـتـ نفسه.

من يفكر هذا التفكري يؤمن "هذا من طرف املرشد، :}أولـئك يـؤمنون به {صار لديه :}به أفمن كان على بـيـنة من ر {النيب. اآلن من طرف املريد":

لوه شاهد {علم مبين على نظر وتفكري أن اهللا تعاىل هو وحده املريب. ويـتـ: عندها يتلو هذا املؤمن الصادق هذا الكتاب "القرآن" مشاهدا ما فيه }منه

ذكر هذا يف كتاب :}ومن قـبله كتاب موسى إماما ورمحة {من خري وحق. ده أيضا إماما. إن آمن اإلنسان باملريب جيد أن هذا الكتاب ، جي�موسى

من يقرأ الكتاب بنور :}أولـئك يـؤمنون به {يؤمه إىل اخلري لينال الرمحة.وبصرية يؤمن مبا انطوى عليه من احلق:هذا الذي يؤمن به فقط، وهذا قانون،

فكر وتؤمن باملريب فلن بغري هذا الطريق لن تصل لإلميان بالكتاب. إن مل ت غريهم. :}ومن يكفر به من األحزاب {تستطيع الوصول لإلميان بالكتاب.

67

ال بد هلذا الذي مل يفكر ويكفر به، ال بد له من :}فالنار موعده { شك من أمر املعرض،أال ترى أنه ما مل :}فال تك يف مرية منه {العذاب.

إذ ال طريق إال يعرف املريب فال جدوى له، ال معجزة وال شيء يرده للحق؛. اإلميان:شهود بعينك مث شهود بنفسك، ما سوى ذلك ليس اإلميان باملريب

بإميان.

لعدم :}ولـكن أكثـر الناس ال يـؤمنون سنة اهللا.{ :}إنه احلق من ربك {.معرفتهم باملر يب

ومن أظلم ممن افـتـرى على الله كذبا أولـئك يـعرضون على رم ويـقول {- 18هـؤالء الذين كذبوا {من أنبياء ورسل، واملالئكة يشهدون عليهم. :}األشهاد

د؟!. أيدخل أحد على اهللا تعاىل أليس ذلك ينتج البع :}على رم أال لعنة الله أنفسهم، إذ حرموها من السعادة. فالظامل :}على الظالمني {وهو قذر وسخ؟!.

هذا الذي ظلم نفسه.

يصد نفسه عن احلق. وبالتايل :}الذين يصدون عن سبيل الله {- 19غونـها عوجا {يبعدون الناس عن اهللا. لدنيا حسب أهوائهم، يريدون ا :}ويـبـ

:}وهم باآلخرة هم كافرون {فهو يريد أن تسري الدنيا على حسب هواه. ن، هو غري مفكر باآلخرة.و ناكر

ال بد أن ميوتوا، ماذا حل مبن :}أولـئك مل يكونوا معجزين يف األرض {- 20وما كان هلم من {جهم؟!. قبلك من رؤساء، ملوك، وزراء؟!. ما هي نتائ

68

هو املمد الذي به القيام، يوليك على حسب ما يف :}دون الله من أولياء :}يضاعف هلم العذاب {نفسك. احذره، اخجل منه، اخجل من عملك.

يف :}ما كانوا يستطيعون السمع {من درجة لدرجة ملا فيهم من شدة وبالء. الدنيا، ال هو نظر يف الكون، وال مسع من غريه. الدنيا غالبة عليه وهو ال

لك يبلغك، املرشد يبلغك إن صحت نفسك أمسعك. وما {حق ا، امل

من الكون شيئا. :}كانوا يـبصرون

خلق تعاىل النفس للسعادة ال :}أولـئك الذين خسروا أنفسهم {- 21 اء.للشق

هم ما كانوا يـفتـرون { خلق اهللا تعاىل النفس ليسعدها سعادة :}وضل عنـ أبدية، أما هو فضيعها.

هل من شيء قليل يثبت خالف هذا؟!. هل هناك أي :}ال جرم {- 22أنـهم يف اآلخرة هم {دليل صغري أم مل خيسروا يف اآلخرة؟!.

كافة اخللق، شر الربية: أشر اخللق كافة. :من}األخسرون

وعملوا الصاحلات وأخبتوا إىل {إال اهللا. إلهبال :}إن الذين آمنوا {- 23اجلنة :}أولـئك أصحاب اجلنة {قنتوا هللا أي:سكنت نفسه إىل ربه. :}رم

:ال يبغون عنها حوال أبدا. }فيها خالدون هم {هلا أهل على حسب العمل.

كاألعمى {يف الدنيا، فكر بني الرجلني هذا وهذا. :}مثل الفريقني {- 24 ال يرى وال يسمع، هذا املعرض عن اهللا، مل يعرف اهللا ومل يسمع :}واألصم

69

الذي فكر، رأى املريب :والبصري والسميع}{احلق، هل هو واملؤمن سواء؟!. هو اهللا ومسع كالمه، هل مها متساويان يف السري والعمل؟!. فكر، انظر،

هل :}هل يستويان مثال أفال تذكرون {دقق، هل يستويان هذان معا؟!. الذي عرف املريب واملسري سريه كالبعيد عن اهللا؟!.

تعاىل إىل أصول اإلميان من تفكري بالرتبية أراد واآلن بعد أن أرشدنا - 25مساه اهللا تعاىل :}ولقد أرسلنا نوحا {أن يبني لنا نتائج من مل يفكروا.

ره عليهم، ظلي نوحا لشدة حنانه وعطفه على قومه وتأثنوحا،وقد مساه أهله مس �/ سنة يدعوهم، وما آمن معه إال قليل. فسيدنا حممد 950/

ذا، ومساه اهللا بأمحد.

هذا الذي يسري يف طريق :}إين لكم نذير مبني {من قبلكم. :}إىل قـومه { الضالل، انظروا أعماله وأخالقه " املؤمن وأعماله "، ونتائج كل منهما.

ان أال يسمع يف كل عصر وزمان على اإلنس :}أن ال تـعبدوا إال الله {- 26غري كالم اهللا، كل قول قد يشوبه خطأ إال كالم اهللا، فال يطاع أحد إال اهللا.

(ويل، صحايب، نيب)، إن مل يوافق كالم اهللا مهما نسبوا القول لعامل صاحل فهو مردود.

أملون يوما تت :}عذاب يـوم أليم {يف الدنيا واآلخرة. :}إين أخاف عليكم {لما يراه اإلنسان من خسارته، وملا يراه من دناءته، فيتأمل كثريا فيه جدا،

ويصيبه العذاب بعدها.

70

من قومه ما نـراك إال {إال اهللا. إلهبال :}فـقال المأل الذين كفروا {- 27من الكمال، فلم يقدر هذا الذي مل يعرف اهللا مل يكسب شيئا :}بشرا مثـلنا

، بل وجده كغريه ال ميزة له. فما رأوا كماله، عطفه، �سيدنا نوحا حنانه.

فتياننا، الضعفاء، كذلك: الطيبون :}وما نـراك اتـبـعك إال الذين هم أراذلنا{ ه تعاىل بعباده ال يوسع عليهم ال يوسع اهللا عليهم يف دنياهم كثريا. ومن حب

تفكريهم صغري، ما هلم :}بادي الرأي {دنياهم كيال يقعوا بسببها باملهالك. نا من {رأي. صغارنا الذين ما زالت أفكارهم غري ناضجة. وما نـرى لكم عليـ

ال نصدقكم. :}بل نظنكم كاذبني {حىت نسمع كالمكم. :}فضل

أنا صحيح مثلكم، :}أرأيـتم إن كنت على بـيـنة من ريب قال يا قـوم {- 28. أنا استدللت، أنتم مل تستدلوا لذلك رت وأيقنت وعرفت املريبلكين فك

هم تكربوا على )1(» التكبر على المتكبر صدقة« تفوقت عليكم. ) سورة البقرة212( .}{. والذين اتـقوا فـوقـهم صحابته فأدم بإباء.

البشر كلهم سواء، كل من استفاد من هذه األهلية تفوق. كالمي منطقي عندما عرفته فتح علي وتفضل بفضله :}وآتاين رمحة من عنده {فكروا به.

الكبري، اسلكوا مثلي يعطيكم ما أعطاين. انظروا عطفي، حناين.

.4شرح اجلامع الصغري ج )1(

71

ان ربه حقا طهرت نفسه وأقبل واشتق الكمال، هذا ميزان، إن استغفر اإلنسفكل من تاب وانقطع عن املنكر نال اإلقبال على اهللا، فاشتق منه تعاىل

من :}من عنده {الرمحة، بقدر رمحتك على خلق اهللا بقدر قربك من اهللا. يت عليكم {إقبايل على اهللا صار بقليب رمحة عليكم. ا، فما رأيتم شيئ :}فـعم

هذه الداللة باإلكراه!. إذا أنت ما :}أنـلزمكموها{ال ترون عطفي وحناين.!. إن أنت مل تنظر وتفكر ال يكون، إن مل }وأنتم هلا كارهون {سرت ا.

تسر بالداللة ال أستطيع أن أجعلها بقلوبكم، أنت خمري ولك اإلطالق، فكر رت لعرفتين وعرفت إرشادي، مقامي.لتصل لإلميان واملعرفة. لو فك

ليس يل غاية سوى هدايتكم. :}ويا قـوم ال أسألكم عليه ماال {- 29

كما تطلبون، كيف :}إن أجري إال على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا {ى عنهم فهم قريبون من اهللا. واهللا يرض :}إنـهم مالقو رم {أطردهم؟!.

ال وماذا بعدها؟!. مل الدنيا؟!. مل احلياة؟!. :}ولـكين أراكم قـوما جتهلون {تعرفون شيئا عما وراء هذه الدنيا، ال تعرفون إال األكل والكيف والبسط

باألشياء املادية.

أليست :}الله إن طردتـهم من {منكم. :}ويا قـوم من ينصرين {- 30ملاذا :}أفال تذكرون {املسألة بيد اهللا؟!. أال يعاقبين إن فعلت ذلك؟!.

أعامل الفقري هذه املعاملة؟!.

72

لست غنيا كيما أحظى ذه :}وال أقول لكم عندي خزآئن الله {- 31ال أعرف :}وال أعلم الغيب { املكانة اليت أنتم تتفاخرون ا يف دنياكم.

الغيب.

:}وال أقول إين ملك وال أقول للذين تـزدري أعيـنكم لن يـؤتيـهم الله خريا {هذا ال :}الله أعلم مبا يف أنفسهم {هؤالء بإقباهلم على اهللا ال بد أن يعطيهم.

إن جاريتكم وفعلت ما تريدون. :}ين إذا لمن الظالمني إ {أعلمه.

فأتنا مبا {دعنا وشأننا. :}قالوا يا نوح قد جادلتـنا فأكثـرت جدالنا{- 32إن كنت صادقا فلينزل البالء علينا، ال نريد :}تعدنا إن كنت من الصادقني

فيه. ترك ما حنن

ا يأتيكم به الله إن شاء{- 33 وصار من الالزم مىت آن األوان؛ :}قال إمنهل مثة أحد يدفع املوت :}وما أنتم مبعجزين {نزوله أنزله، أمرين أن أبلغكم.

عن نفسه إذا جاء؟!.

إن كان الله يريد أن وال ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم {- 34إن كان هذا ظنكم السيء بربكم أن اهللا سبحانه وتعاىل هو :}يـغويكم

الذي يغويكم، وبقيتم مثابرين على هذا الظن املسبب إلعراضكم عنه؛ بنسبكم الظلم إىل اهللا، فلن ينفعكم نصحي ملا نشأ يف نفوسكم بإعراضكم

بب هذا الظن اخلاطئ، كما نسب إبليس هذا عن ينبوع اخلري جل وعال، بس) سورة 39( .}.:{.. ألزيـنن لهم في األرض هذا الظن السيء لربه

73

ذلك ظنكم بربكم أرداكم. أهكذا ظنكم؟!. فأكثروا جدال نوح ،الحجر: إن ذلك غري �، ومما قالوا له: إن اهللا يريد غوايتنا، فرد عليهم �

فنصحي لكم لن ينفعكم وبالتايل فليس مثة منطقي، إذ لو كان هذا حقا حاجة إلرسايل إليكم رسوال، ومبا أين أرسلت إليكم فمعىن ذلك أن اهللا ال

يريد غوايتكم.

. )2(..»أنا عند ظن عبدي بي «ويف احلديث القدسي الشريف:

إن وصل املرء إىل درجة استحقاق اهلالك، فلن يفيده النصح. إن مل تطهر فمهما نصحك أحد؛ فلن تسمع النصيحة إذا أراد تعاىل أن وتزكي نفسك

ر نفسك، فال بدخيرج لك اخلبث الذي هو فيها. إن مل تتب فتقبل وتطه من أن نعطيك شهوتك.

أنا ليس بيدي :}هو ربكم {يرتكه يغوي كما يريد هو ليسقيه الدواء املر. سري اخللق كله بيد اهللا. بكل أموركم. :}وإليه تـرجعون { شيء.

من :}افـتـراه {أبعد هذا البيان والقصص اليت جئت ا. :}أم يـقولون {- 35قل إن افـتـريـته فـعلي إجرامي وأنا {أين جئت به؟!. هل مثة أحد يعرفه؟!.

مما تقولون أين مفرت. :}بريء مما جترمون

رواه الشيخان. )2(

74

أنه لن يـؤمن من قـومك إال من {ملا طلبوا اهلالك. :}إىل نوح وأوحي {- 36ال حتزن وال تتأمل :}فال تـبتئس مبا كانوا يـفعلون {ال جدوى هلم. :}قد آمن

من عدم اهتدائهم. فكيف يقولون أن لنوح خطيئة؟!. وأنه دعا على قومه ه اهللا تعاىل أم ال ميكن أن يؤمنوا طلب هلم ملا أخرب �فمن حنانه

اهلالك، كرجل له قريب عزيز مريض يتأمل ال ميكن شفاؤه، يتطلب له املوت طلب هلم اهلالك بعد وحي �كي خيلص من آالمه، وكذلك سيدنا نوح

اهللا له أم لن يؤمنوا ليقل شقاؤهم.

داللتنا. :}ووحينا{نلهمك. نراك و :}واصنع الفلك بأعيننا{- 37

ال تتوسط يف دفع البالء عنهم، وال ترتجى :}وال ختاطبين يف الذين ظلموا {فيهم. بعد أن دعاهم ألف سنة إال مخسني عاما، ملا امتنعوا عن اإلميان

رغم معارضام له كان �والطاعة حق عليهم اهلالك، لكن سيدنا نوحا ال بد منها. :}إنـهم مغرقون { دايتهم.يتمىن ه

واآلن :}ويصنع الفلك وكلما مر عليه مأل من قـومه سخروا منه {- 38قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم {يسخر اجلهلة من كثري من املؤمنني.

نستخف بعملكم أيضا كما تستخفون، أي:أنتم حنن :}كما تسخرون تستهزؤون يب وتستخفون، وأنا مستخف بسريكم.

فتش عن :}من يأتيه عذاب خيزيه غدا ترون. { :}فسوف تـعلمون {- 39رتبة عالية يف اآلخرة لك، إن صارت لك منزلة عالية يف الدنيا فماذا يكون

75

من ال يستقيم ال بد له من :}عليه عذاب مقيم وحيل {وضعك غدا؟!. زوال الدنيا عنه واخلسران.

صنع الفلك وانتظر، وجاء األمر الكهم. :}حىت إذا جاء أمرنا{- 40

نبعت العيون. منافذ املاء تعطي على حسب اللزوم اآلن، :}وفار التـنور {ل فيها من كل زوجني {ر أغرق األرض. لكن يومها فتحها اهللا مبقدا قـلنا امح

مما يلزمك يف احلياة من بقر، غنم، مجل... مما يلزمك يف الفالحة. :}اثـنـني ولو كان من أهلك، إن كان بعيدا عن :}وأهلك إال من سبق عليه القول {

اهللا فال تأخذه معك.

بعد كل هذه املدة :}وما آمن معه إال قليل {قومك. من :}ومن آمن { / سنة. 950/ شخصا هم الذين آمنوا خالل /17يقال/

اهللا، متشي وترسو باسم :}وقال اركبوا فيها بسم الله جمراها ومرساها{- 41لغفور {لبالء.ذه الشدائد وا :}إن ريب {أنتم ال ختافوا مهما حصل.

لنا وهلم رمحة ملن غرق، رمحة ملن جنا، رمحة ملن غرق:حيث أم كلما :}رحيم عاشوا زاد بالؤهم.

عن :}وهي جتري م يف موج كاجلبال ونادى نوح ابـنه وكان يف معزل {- 42يا بـين اركب معنا وال { عنهم.أبيه، إذ كان يتظاهر باإلميان واآلن غدا بعيدا

باهلالك. :}تكن مع الكافرين

76

أصعد لرأس اجلبل. مل :}قال سآوي إىل جبل يـعصمين من الماء{- 43من سار بالعمل :}قال ال عاصم اليـوم من أمر الله إال من رحم {يصدق.

نـهما الموج فكان من {تكن مؤمنا فال خملص لك. الطيب. إن مل وحال بـيـمل �فال أحد حيمي أحدا، كل إنسان وعمله، سيدنا نوح :}المغرقني

خيلص ابنه. اهللا تعاىل عادل يعطي كل إنسان حقه.

ا. ملا مل يبق أمرت املياه بالعودة ملكا :}وقيل يا أرض ابـلعي ماءك {- 44وغيض الماء {عن املطر. :}ويا مساء أقلعي{هلا لزوم عادت ملواضعها.

أجود بقعة على األرض، }:وقضي األمر واستـوت على اجلوديبعدم :}وقيل بـعدا للقوم الظالمني {اجلودي:جبل عال جيد فيه اخلريات.

هم وعدم إميام. استجابت

كما أعلم. :}ونادى نوح ربه فـقال رب إن ابين من أهلي{- 45

} وعدك احلق وأنت أحكم احلاكمني {وعدتين أن أهلي سينجون. :}وإن{: أنت جتري كل شيء باحلكمة ومبواضعه.

ر صالح قال يا نوح إنه ليس م {- 46 أنا عليم :}ن أهلك إنه عمل غيـفال تسألن ما {حباله. كل إنسان وعمله، وكل واحد على حسب عمله.

هذا ليس من خصائصك، أنا عليم مبا يلزم وأدرى حبال :}ليس لك به علم ن تكون أ {أحذرك. :}إين أعظك {كل إنسان. كذلك املؤمن يستسلم.

77

ال تكن من اجلهلة ممن ال يعرفونين. أنا عادل، وكل واحد :}من اجلاهلني نبهه اهللا هلذا. وكذلك املؤمن يتعظ. �وحقه. فسيدنا نوح

:أمه وأباه، سيدنا لوط �:مل خيلص ابنه، سيدنا إبراهيم �سيدنا نوح يستطيع أن يشفع :عمه، كل إنسان بذاته، وال �:زوجه، سيدنا حممد �

بأحد.

يا رب أنا :}قال رب إين أعوذ بك أن أسألك ما ليس يل به علم {- 47 موقن بكالمك. لكن احلنان الذي وضعته بقليب دفعين هلذا السؤال.

ن وتـرمحين أكن م {تشفيين من هذا امليل باحلنان إليه. :}وإال تـغفر يل {أنت ارفع هذا الشيء من قليب كيال خيطر ابين ببايل. فعلى :}اخلاسرين

اإلنسان أال يعلق قلبه بأحد من أقاربه املعرضني عن احلق، ويطلب من اهللا أن يرفع هذا احلنان عليهم من قلبه، لئال يتلوث قلبه منهم.

:}ركات عليك وعلى أمم ممن معك قيل يا نوح اهبط بسالم منا وب {- 48مث { يف هذه الدنيا. :}وأمم سنمتـعهم {نسل ويسريون بسريك. سيأتيهم

مث تزول عنهم. وكل أمة ال تسلك طريق احلق، وال تفكر :}ميسهم منا عذاب أليم باملريب هذه هي نتائجها.

ملريب كي تصبح إنسانا، وإال هلكت. إذن:فكر با

تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تـعلمها أنت وال قـومك {- 49على قومك، :}فاصرب {هذه القصة ما كان لك علم ا. :}من قـبل هـذا

78

ال بد أن نرفع :}تقني إن العاقبة للم {على قومه. �كما صرب نوح شأنك. التقي ال بد أن يرفع اهللا شأنه ويعلي جاهه. ال بد من ظهور وتفوق

املؤمن.

أطيعوا أمره. امسعوا :}وإىل عاد أخاهم هودا قال يا قـوم اعبدوا الله {- 50ره ـه ما لكم من إل {كالم اهللا، ال كالم عبد مثلكم. ما من رزاق :}غيـ

ومسري سواه. من الذي ينزل األمطار؟!. من يسوق الشمس والقمر؟!. :}إن أنتم إال مفتـرون {الليل، النهار، الفصول، من يدير الكرة األرضية؟!. على اهللا بادعائكم ذه اآلهلة، بعبادتكم األصنام.

:}ه أجرا إن أجري إال على الذي فطرين يا قـوم ال أسألكم علي {- 51أفال تفكرون ولو قليال؟!. العاقل يفكر بأي كلمة :}أفال تـعقلون {أظهرين.

يسمعها، إن كانت صحيحة اتبعها وإال ردها. أليس من الالزم أن يعقل اإلنسان هو بذاته؟!.

، كل شيء إن فكرت به :}روا ربكم ويا قـوم استـغف {- 52 آمنوا باملريب استدللت، من رباك يف بطن أمك ملـا كنت نطفة؟!.

. إن مل تستغفر فتطلب الشفاء من هذه الشهوات كل شيء يدل على املريبفإا تظل متعلقة بقلبك. الزنا، السرقة، القتل، كلها جرائم تقع يف النفس،

تبت وعملت صاحلا أقبلت، فشفيت نفسك، عندها إن استغفرت و

79

، مبعيته تشاهد اخلري من الشر، وحتمد اهللا أن جناك �تصاحب رسول اهللا :مما أنتم عليه.}مث توبوا إليه {من املعاصي ملا تراه فيها.

قـوة إىل ويزدكم {ا يف شدة وضيق. وكانو :}يـرسل السماء عليكم مدرارا {حارمني أنفسكم من اخلريات، وأنتم :}وأنتم. {جمرمني :}قـوتكم وال تـتـولوا

ما فيكم خري أبدا. جئت للدنيا لتكون من أهل الكمال واملعروف. خلقت لإلحسان.

مهما :}قالوا يا هود ما جئتـنا ببـيـنة وما حنن بتاركي آهلتنا عن قـولك {- 53 كل كالمك ال نقر به. :}وما حنن لك مبؤمنني {قلت.

أي إنك رجل تعرضت :}إن نـقول إال اعتـراك بـعض آهلتنا بسوء {- 55- 54قال إين {نا بسوء، فسرتت نفسك عن احلق، وجعلتك تقول ما تقول. لك آهلت

أنا بريء :}} من دونه 54أشهد الله واشهدوا أين بريء مما تشركون { منهم.

يعا مث ال تنظرون { دبروا ما شئتم،شجاع ألنه أمني من :}فكيدوين مج را على احلق. نفسه، كونه سائ

ريب وربكم ما من دآبة إال هو {:الكل بيده. }إين تـوكلت على الله {- 56 ما من شيء إال وسريه باهللا. :}آخذ بناصيتها

80

حيث أنه مؤمن بأنه طاهر ومستقيم على أمر :}إن ريب على صراط مستقيم {لذا كان ام، عرف أن اهللا ال يسوق له شيئا من األذى على يد أحد؛اهللا بالتم

جريئا، كل من أخطأ ينال حظه من املؤاخذة.

فـقد أبـلغتكم ما أرسلت به {إن أعرضوا قل هلم ذلك. :}فإن تـولوا {- 57وال تضرونه {:يهلككم. }م ويستخلف ريب قـوما غيـرك {أنا بلغت. :}إليكم كل شيء حمفوظ عند : }إن ريب على كل شيء حفيظ {بكفركم. :}شيئا

اهللا، أنا وظيفيت التبليغ.

نا هودا والذين آمنوا معه برمحة منا{- 58 وبكل وقت : }ولما جاء أمرنا جنيـناهم من عذاب غليظ {حيفظ املستقيم. إذا نزل البالء قوي شديد : }وجنيـ

على قومه.

رأوها ما فكروا ا، فما صارت : }وتلك عاد جحدوا بآيات رم {- 59 م. رأى ذلك فما عقله. اآليات الدالة على املريبهلم رؤية ببدايتهم وتطورا

ذكروهم فما : }وعصوا رسله {نظروا فيها. ظاهرة مكشوفة، لكنهم ما تذكروا.

يتبعون األغنياء وأصحاب كذلك اآلن: }واتـبـعوا أمر كل جبار عنيد { الوظائف الكبرية.

نـيا لعنة {- 60 بعد.: }ويـوم القيامة {بعدا عن اهللا. : }وأتبعوا يف هـذه الد

81

ما رأوا الرتبية، إن مل تفكر بطريق الرتبية فلن : }أال إن عادا كفروا ربـهم { تصل، وهذه نتائج اإلنسان الذي ال يفكر باملريب.

دنيا وآخرة، احلياة كلها بالقرب من اهللا نعيمها : }أال بـعدا لعاد قـوم هود { وسرورها.

غري اهللا ال أحد : }اهم صاحلا قال يا قـوم اعبدوا الله وإىل مثود أخ {- 61حمب لك، عطوف عليك، ال مماثل له يف ذلك، ال يوجد غريه، كل الرسل

ـه ما لكم من إل {كالمهم واحد، والسائر على هديهم قوله مثل قوهلم. ره هـو وحـده : }غيـ

ك؟!. من الذي يسري . ك؟!. من الذي املسريك أتتحرسيارة من دون حمر حيركك؟!.

هذه الثمرة كيف تكونت؟!. فأكلها أبوك، : }هو أنشأكم من األرض {تولدت منها النطفة، فأودعت يف الرحم، وصارت إنسانا، أال تفكر بأصلك؟!. من الذي مجع هذه املواد إىل بعضها، وكون منها هذه النطفة؟!.

ذن ما أصل هذه النطفة؟!. مم جتمعت؟!. من التفاحة، السفرجلة، وغريها، إجعل لكل واحد عمرا. انظر : }واستـعمركم فيها{وهذه كلها من األرض.

ملن سبق، أتدوم لك هذه احلياة أنت؟!.

ارجعوا : }مث توبوا إليه {اطلبوا الشفاء، هو الشايف وحده. : }فاستـغفروه {يب {أقرب من السواد للبياض. : }إن ريب قريب {ألمره. إن فعلتم : }جم

82

ذلك وجدمتوه قريبا جميبا. إن صدقت جييبك بسرعة. كن قريبا منه جتب دعوتك.

ناظرين فيك أنك : }قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قـبل هـذا{- 62أتأتينا بدين جديد؟!. كل من : }انا أن نـعبد ما يـعبد آباؤناأتـنـه {عاقل.

أختالف كل سبقنا سار على هذا الطريق!. هل جئتنا أنت بشيء جديد؟!. من سبق؟!.

هذا شيء ظاهر خطؤه. : }وإنـنا لفي شك مما تدعونا إليه مريب {

أنا نظرت يف الكون : }تم إن كنت على بـيـنة من ريب قال يا قـوم أرأيـ {- 63، أنتم انظروا لكالمي، أحق أم ال؟!. روا بكالمي. واستدللت على املريبفك

فمن ينصرين من الله إن {هل من رحيم مثلي بينكم؟!. : }وآتاين منه رمحة {ر ختسري {م. إن خالفت وسرت معك: }عصيته إن سرت : }فما تزيدونين غيـ

: معكم، ال يلحقين منكم إال اخلسارة. وهنالك طلبوا منه معجزة الناقة فقال

فهل صدقتم أين رسوله؟.: }ويا قـوم هـذه ناقة الله لكم آية {- 64

نفسه، إن مل لكن لو جاءت آية " فلن يؤمن اإلنسان ما مل جيتمع فكره معجيتمعا فال جدوى، وال جتتمع النفس إال إذا خافت من املوت، إن خافت ، وهنالك يرى أن اجتمعت، فأجدى التفكري، وتوصل اإلنسان ملعرفة املريباملريب هو املسري الذي بيده السري كله، عندها يستطيع أن يصلي ويفهم معىن

فذروها تأكل يف {ريق احلق ". اآليات، عند ذلك تستنري النفس وترى ط

83

بعد هذه املعجزة، إن خالفتم هلكتم، : }أرض الله وال متسوها بسوء مباشرة، فما عبؤوا.: }فـيأخذكم عذاب قريب {

فـقال متتـعوا يف داركم ثالثة {تضايقوا على املاء والسقيا. : }فـعقروها{- 65ر مكذوب {أعطاهم مهلة ثالثة أيام لعلهم يتوبون. : }أيام : }ذلك وعد غيـ

واقع حتما.

نا صاحلا والذين آمنوا معه برمحة منا ومن خزي {- 66 فـلما جاء أمرنا جنيـ عند البالء تنزل باملعرض السفالة واخلزي. : }يـومئذ إن ربك هو القوي العزيز

على : }وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا يف ديارهم جامثني {- 67 ركبهم، مل يعبأ م أحد.

ذهبت منهم لذة الدنيا كلها. : }كأن مل يـغنـوا فيها{- 68

نكروا هذه الرتبية، رأى أنه يريب نفسه، فما عرف : }م إن مثود كفروا ربـه {، ومن ال يفكر باملريب ال جدوى له. ثمود}{املريبأليس من : أال بـعدا ل

احلق أن يصيبهم ذلك؟!.

أرسل اهللا تعاىل مالئكة تبشر : }ولقد جاءت رسلنا إبـراهيم بالبـشرى{- 69 وكان من أهل الكرم.: }قالوا سالما قال سالم {. �م سيدنا إبراهي

مسني، دوما طعامه حاضر، أراد تعاىل أن : }فما لبث أن جاء بعجل حنيذ {يبني شرف األنبياء، ولكن من أين جاءهم هذا الشرف؟. من إقباهلم على

لعكس صحيح. اهللا، فمن يسلك طريق اإلميان يغدو كرميا، شريفا، وا

84

وأوجس {ظنهم معادين. : }فـلما رأى أيديـهم ال تصل إليه نكرهم {- 70هم خيفة : }قالوا ال ختف {وهذه عادة املعادين ال يتناولون الطعام. : }منـ

حنن مالئكة ال نأكل.

للبالء. : }إنا أرسلنا إىل قـوم لوط {

ملا عرفت أم ليسوا : }فضحكت {من بعيد. : }وامرأته قآئمة {- 71فإن : }فـبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يـعقوب {بأعداء بل مالئكة.

ساره تأملت من عدم جميء ولد.

ال : }ا عجوز أألد وأن {يا ضعفي. : }قالت يا ويـلىت {بشرها اهللا. - 72كيف يكون : }وهـذا بـعلي شيخا إن هـذا لشيء عجيب {طاقة يل بذلك.

ذلك؟!.

أنا مسنة وزوجي مسن، وتربية الولد صعبة، فكيف ذلك؟!.

بـيت إنه قالوا أتـعجبني من أمر الله رمحت الله وبـركاته عليكم أهل ال {- 73يد يد جم لكم. : }مح

ببنيه.: }وجاءته البشرىاخلوف. {: }فـلما ذهب عن إبـراهيم الروع {- 74هذا أيضا بيان لشرف الرسل. فقد أخذ يطلب دفع : }جيادلنا يف قـوم لوط {

. البالء عنهم، وجعل يناقش املالئكة لعل القوم يتوبون

�فاهللا تعاىل يبني لنا عطف األنبياء وحنام، ولكن من أين جاء إبراهيم ذه الصفة؟!.

85

ألنه راجع إىل : }منيب {متأوه على اخللق. : }إن إبـراهيم حلليم أواه {- 75اهللا، صار بقلبه هذا احلنان والتحسر على اخللق. من رجوعه إىل اهللا، اشتق

، فبسبب إقباله على اهللا � هذه الصفات. هذا حال إبراهيم منه تعاىلوصل هلذا احلال، فكم يا ترى رأفة اهللا وعطفه وحنانه؟. على اإلنسان أن يلتفت هللا حىت يكتسب منه هذا الكمال، وال يويل وجهه للشيطان الذي

يرميه باهلالك.

إنه {بد هلم من اهلالك. ال جدوى وال: }يا إبـراهيم أعرض عن هذا{- 76: }وإنـهم آتيهم عذاب غيـر مردود {اهلالك حمتم. : }قد جاء أمر ربك

حتمي.

استاء وضاق صدره م.: }ولما جاءت رسلنا لوطا سيء م {- 77

ن قومه ضاق صدره من جميئهم، ألنه يعرف أ: }وضاق م ذرعا { ال خالص به. : }وقال هـذا يـوم عصيب {أراذل.

: السفالة: }وجاءه قـومه يـهرعون إليه ومن قـبل كانوا يـعملون السيئات {- 78 أزوجكم إياهن.: }قال يا قـوم هـؤالء بـنايت هن أطهر لكم {هذه صفتهم.

} وال ختزون يف ضيفي أليس منكم رجل {أال ختجلون؟!. : }قوا الله فاتـ أال يوجد فيكم رجل عاقل يستنكر هذا العمل؟!. : }رشيد

79 -} النساء.: }قالوا لقد علمت ما لنا يف بـناتك من حق ال حنب

من الوساخة والسفالة. :}وإنك لتـعلم ما نريد {

86

ظهر : }أو آوي إىل ركن شديد {ألردكم. : }قال لو أن يل بكم قـوة {- 80 أستند إليه، أو أحد أركن إليه يف دفعكم.

لك ال يعرف وهو بصورة إنسان، : }قالوا يا لوط إنا رسل ربك {- 81امل

السالم مل ماسيدنا إبراهيم وسيدنا لوط عليه ، زوجة�سيدنا إبراهيم لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل وال يـلتفت منكم {يعرفوهم.

كانت حتب قومها، كفرت حببها : }إال امرأتك {إليهم باحملبة. : }أحد ه مصيبـها ما {ه حلال من حيب. لقومها، مثلهم. كذلك حب املرء جيرإن

ستهلك معهم، ألا كافرة مثلهم. على اإلنسان أن يعلق قلبه : }أصابـهم جاؤوا وقت : }إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب {بأهل الطهارة.

الصبح.

حصل هلم زلزال.: }فلهافـلما جاء أمرنا جعلنا عاليـها سا{- 82

ها حجارة من سجيل { من سجل عملهم، كل واحد مسجل : }وأمطرنا عليـ متتالية، واحد بعد واحد. : }منضود {عليه عمله من حسنات وسيئات.

كل واحد وبالؤه على حسب ما يستحق، كل حجر وعليه : }مسومة {- 83: }عند ربك وما هي من الظالمني {حسب حاله. اسم صاحبه، يصيبه على

اآلن.كل واحد سينال حقه. زالزل هربوا منها، فإذا احلجارة ترمجهم من : }ببعيد {

السماء.

87

ه وا الله ما لكم من إل وإىل مدين أخاهم شعيبا قال يا قـوم اعبد {-84ره مجيع األنبياء نادوا هذا النداء، فإن مل يفكر املرء ويستدل على وجود :}غيـ

خالق عظيم، مث ينتقل إىل معرفة املسري فال جدوى له،وهكذا فكل الرسل دعوم واحدة، دعوة إىل عبادة اهللا وحده. اإلنسان مهما عال قد خيطئ،

: }وا المكيال والميزان وال تنقص فما على املرء إال أن يسري بداللة اهللا. {اآلن فتح اهللا تعاىل عليكم الدنيا، : }إين أراكم خبري {وهذا اآلن حاصل.

وإين أخاف {لكن إن مل تستقيموا ال بد من زوال هذه النعمة عنكم. يط فيها البالء: }عليكم عذاب يـوم حم من ساعة إذا حل فال خملص ال بد

منه، تزول عندها الدنيا واآلخرة عنكم. فكم من غين افتقر، قوي ذل، ولو أنه كان مستقيما ملا زالت النعمة عنه. فاهللا تعاىل خلق اإلنسان لإلحسان، وهؤالء كانوا ينقصون املكيال، مع أن اهللا تعاىل خلق البشر ليعامل بعضهم

بعضا باإلحسان.

فوا المكيال والميزان بالقسط وال تـبخسوا الناس ويا قـوم أو {- 85 ال تذم بضاعة من تشرتي منه كي تأخذها بأنقص من مثنها. : }أشياءهم

ال تعملوا : }وال تـعثـوا يف األرض مفسدين {اشرت بالعدل وبع بالعدل. قلوب العباد، كي يقعوا بالشح والبخل. أعماال تبثوا فيها الفساد وتدخلوه يف

مدتك بالدنيا قليلة، ال تضيع احلياة سدى. واآلن أكثر الناس واقعون ذا الشيء، ففي ذاك الزمان نقصوا املكيال وامليزان وهلكوا، اآلن واقعون بكل ما

88

هو حمرم، أفليس عمل الناس اآلن مبستحق البالء؟!. ال بد من حدوث شيء ما رآه أحد من قبل. عظيم

ر لكم {- 86 ما تأخذه من حالل، وما يرتكه اهللا لكم من : }بقية الله خيـترون ذلك، لكن الناس : }إن كنتم مؤمنني {الربح ضمن احلق خري لكم.

أنا أبلغكم بالغا : }وما أنا عليكم حبفيظ {اآلن ال يرون شيئا من ذلك. . فقط

رك ما يـعبد آباؤنا{- 87 طول عمرنا : }قالوا يا شعيب أصالتك تأمرك أن نـتـوحنن سائرون ذا، واآلن أنت وحدك فهمان!. كل الناس سائرون ذا وكانوا

النا؟!.ألسنا أحرارا يف أمو : }أو أن نـفعل يف أموالنا ما نشاء{يعبدون األصنام. وكانوا من قبل : }إنك ألنت احلليم الرشيد { متانعنا يف التصرف ا كما نشاء!.أهذا هل عقلك يدلك على هذا اآلن؟!. : يثنون عليه الثناء العظيم، فقالوا له

كالم املنطق؟!.

88 -} ن رنة مقال يا قـوم أرأيـتم إن كنت على بـيـ رون : }يبأال تفكأليست أال جتمعكم مع بعض؟. هذه الداللة منطقية أم ال؟!. بكالمي؟.

بإنسانية؟!.

علمين، فهمين، رزقين هذه املعرفة العالية.: }ورزقين منه رزقا حسنا {

ن أعاكسكم، ال أنا ال أريد أ: }وما أريد أن أخالفكم إىل ما أنـهاكم عنه {إن أريد إال اإلصالح ما استطعت وما {غاية يل من عملي إال خريكم.

89

أنا علي أن أرشدكم وأدلكم، فال أحد يهدي أحدا " املرشد : }تـوفيقي إال بالله ه تـوكلت علي {يدل واملريد يتبع ويفكر " العاقل يتبع ويسري، واجلاهل يعاكس.

أمري إليه راجع. : }وإليه أنيب

ال حترمكم املشاققة من اخلري : }ويا قـوم ال جيرمنكم شقاقي{- 89من اخلري خماصميت ومعانديت. إن عاندمتوين حرمتم واإلحسان، فال حيرمكم

أن {رة. من خري الدنيا واآلخرة. أنا أدعوكم ملا فيه سعادتكم دنيا وآخأما مسعتم ما حل م أنتم كذلك : }يصيبكم مثل ما أصاب قـوم نوح

: }أو قـوم هود {يصيبكم ما أصام. وحنن اآلن ال يوجد قوم فعلوا فعلنا. أو قـوم صالح وما قـوم لوط منكم { وما أصام؟!. أما مسعتم ما حل م؟.

تعرفون ذلك، وكانت قراهم قريبة من بعضها. ماذا أصام؟.: }ببعيد

فكر واعرف املريب واطلب منه : }ربكم {اآلن. : }واستـغفروا {- 90مث { من يؤمنها؟. ما هذه التغذية؟. الشفاء. فكر بأصلك من أين جئت؟.

صاحب اإلحسان ارجع من هذه السفالة، إن عرفته أنه املريب : }توبوا إليه إليه.

رحيم ويواددك، فإن رجعت إليه أمدك باجلاه : }إن ريب رحيم ودود {والعافية، باخلري، أعطاك اخلري وصرف عنك املكروه، فهذا الشقاء كله سببه

أنت.

90

نفهمه. أكثر كالمك ال : }قالوا يا شعيب ما نـفقه كثريا مما تـقول {- 91نفسه شاردة، جسمه مبكان، ونفسه مبكان، فاللفظ واحد، ولكن كل إنسان

أنت رجل جاهل ال : }وإنا لنـراك فينا ضعيفا {يفقه على حسب حاله. كان له عصبية " طائفة من : }ولوال رهطك لرمجناك {تدرك الذوق العايل.

نا {، فقط من أجل أقاربك. علية القوم "، لوال مجاعتك لقتلناك وما أنت عليـ مل يسمعوا اآلن. نفوسهم مشغولة. حجاب بينهم وبني احلق. : }بعزيز

رهطي أعز من اهللا : }{قال يا قـوم أرهطي أعز عليكم من الله - 92م اهللا ترمونه وراء ظهوركم. كال: }واختذمتوه وراءكم ظهريا {وداللته العالية!.

نفسكم بيده هل تستطيعون أن تفعلوا شيئا؟.: }إن ريب مبا تـعملون حميط { فلم أخاف؟!. أنتم ال حول لكم وال قوة، كل ساعة ووقت ناظر قريب.

افعلوا ما تشاؤون.: }ويا قـوم اعملوا على مكانتكم {- 93

ال : }سوف تـعلمون {ما أمرين به ريب، سائر على طريقي. : }ل إين عام {الكذاب ال بد أن : }من يأتيه عذاب خيزيه ومن هو كاذب {: بد أن يظهر

أيضا، : }إين معكم رقيب {البالء. : }وارتقبوا {يظهر كذبه مهما عمل. مراقب ذلك.

نا شعيبا والذين آمنوا معه برمحة {الكهم. : }جاء أمرنا ولما{- 94 جنيـوأخذت الذين {جناه، لكن ضمن رمحة، ال خوف وال شقاء معها.. : }منا

91

على : }صبحوا يف ديارهم جامثني {بصيحة واحدة. : }ظلموا الصيحة وجد هلم من يدفنهم.ركبهم، ما

دخل من باب، خرج من باب، كأن مل يكسبوا : }كأن مل يـغنـوا فيها{- 95شيئا من الدنيا، نعيمهم كله زال. ساعة البالء نسوا كل نعيم. اإلنسان إذا انبسط بنهاره كل البسط، ويف املساء آمله وجع ضرسه، فهل يذكر يف املساء

فالعاقل يسعى أن يكون نعيمه دائمي. .شيئا من نعيم اره؟

ال تضيع هذه احلياة سدى. : }أال بـعدا لمدين كما بعدت مثود {

أرسل اهللا تعاىل الرسل واألنبياء : }ولقد أرسلنا موسى بآياتنا{- 96 معجزات ظاهرة مكشوفة. : }وسلطان مبني {بالنصائح.

حيث أم : }فاتـبـعوا أمر فرعون {مجاعته. : }ىل فرعون وملئه إ {- 97على حسب : }وما أمر فرعون برشيد {الحقون بالدنيا مل يتبعوا احلق.

، ما نظروا، �الظاهر حلقوا القوة والغىن، فلم يفكروا بكالم سيدنا موسى الطاعة هللا وحده، فلم تطيع فالنا تفكر؟!.أعطاك اهللا ميزانا ملاذا ال

وفالنا؟!.

فأدخلهم : }فأوردهم النار {أمامهم. : }يـقدم قـومه يـوم القيامة {- 98 وهو معهم. : }وبئس الورد المورود {النار.

92

عن اهللا عمله رديءكله. بعد عن اهللا، البعيد : }وأتبعوا يف هـذه لعنة {- 99هم رفد وهو : }بئس الرفد المرفود {ال سرور هلم لبعدهم. : }ويـوم القيامة {

مرفود، وهم وراءه.

ها قآئم {-100 بآثارها ما تزال : }ذلك من أنباء القرى نـقصه عليك منـ أبيها، مل يبق هلا أثر. زالت عن بكرة : }وحصيد { قائمة ظاهرة.

حاشا هللا أن يظلم أحدا، خلقك وأعطاك أهلية : }وما ظلمناهم {-101 إنه كتب أناسا للنار، وأناسا للجنة؟!. : تامة. فكيف يقولون

به قوله تعاىل هم : }ولـكن ظلموا أنفسهم {وما ظلمناهم. : هذا كله يكذلريشدوهم، ما قدر اهللا عليك الشقاوة، م الرسل أعرضوا، فضلوا، أرسل هل

الشقاء، وإن سرت ذا أصابكلكن قدر أنك إن سرت ذا الطريق أصابك اخلري، ما حتم عليك. ظلموا أنفسهم إذ مل يفكروا، كل من اجتهد

هم آهلتـهم اليت يد {ففكر وعقل سبق، اتهد يرقى. عون من فما أغنت عنـاليت كانوا يعبدوا، كانوا يدعون آهلة، فما أفادم عند : }دون الله من شيء

ما : }لما جاء أمر ربك {البالء شيئا. كذلك كل من يطيع ما سوى اهللا. استطاعوا دفع البالء، كذلك اآلن عندما حيل املوت بأحد ال يستطيع دفعه

خسارة : }وما زادوهم غيـر تـتبيب {جند وقوة. عنه أحد، مهما كان له وخسران.

93

هذا قانون. كل من سار ذا السري حق عليه اهلالك. : }وكذلك {-102فكر بنفسك، أعطاك اهللا أهلية تستطيع ذا الكون الوصول لإلميان وحدك

ضمن عدالة، ال : }ظالمة أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي {من دون أحد. يأخذ إال الظامل.

يراها بعيدة. : ولكن ليس مثة من يفكر: }إن أخذه أليم شديد {

ن خاف عذاب {دالة، ظاهرة، مكشوفة. : }إن يف ذلك آلية {-103كا فقط، وهو كل من فكر واستدل، فعرف أن هناك موتا، ومل: }اآلخرة

سيقبض روحه،ومن بعده عذاب أو جنة، هذا الشخص يستفيد من هذا الكالم.

ففكر يا إنسان مهما فعلت ال بد من املوت. هذه آية ملن يفكر ويؤمن باآلخرة، فمن ال يفكر باملوت ال يفقه من كالم اهللا شيئا، األماين ال تغين.

. {وذلك يـوم إىل يوم القيامة �آدم من :}ذلك يـوم جمموع له الناس {تنكشف حقائق اخللق، كل إنسان البس ثوبه، كل واحد البس : }مشهود

عمله. هنالك اخلزي واهلوان فتب وصل اآلن، فاحلسنات يذهنب السيئات فتالف أمرك؛ال تنقطع عن اهللا حىت تنزع الثوب الوسخ، وتلبس الثوب

النظيف.

94

كل امرئ وله عمر : }إال ألجل معدود {هذا اليوم. : }نـؤخره وما {-104ال يزيد وال ينقص، فكل إنسان له عمر عندنا، يوم ينتهي اخللق كلهم يأيت

هذا اليوم.

ذلك : }إال بإذنه {يسكت اإلنسان. : }يـوم يأت ال تكلم نـفس {-105هم شقي {يوم الدين. اليوم ال حرية فيه، مالك : }وسعيد {ساعتها. : }فمنـ

منهم هم، فشقاؤهم منهم، وسعادم منهم.

الوسخ،: زفري: }فأما الذين شقوا ففي النار هلم فيها زفري وشهيق {-106وسخ قلبك، وسخ نفسك، عندما ترمي نفسك فيها خيرج منك، ومن شدة

. فمن شدة األمل والوجع هذا الشيء الوسخ الذي كان بقلبه خيرج أملك تشهقمن قلبه فينساه. جعلت النار لتخرج له سفالته ودناءته، من أمل النار خيرج منه ما فيه من دناءة وسفالة، كما أن وجع الضرس الشديد يذهب أمل فراق األحبة.

لنار ليخلص من آالمه من أمله عند احلرق يشهق، يرمي نفسه يف ا: }وشهيق { النفسية، لكنه من شدة حرقها يشهق.

مع كل هذا العذاب واحلرق ال خيرج، ألن هناك : }خالدين فيها{-107هذه ال تزول، ما : }ما دامت السماوات واألرض {أمله النفسي أعظم.

فوقك وما حتتك ال بد منه.

فا، ولكن كل إنسان حبسب ما هو متأمل، يعطي ال جزا: }إال ما شاء ربك {املناسب له، وطاملا أن اإلنسان معرض عن اهللا فهو يف هذا احلال على

95

استدراك لبيان أن كل عالج على : }إال ما شاء ربك {استمرار، فكلمة حسب حال صاحبه، ال يعذب الكل بدرجة واحدة. واآلن مريض النفس ال

ر. يستطيع أن يفك

وال يريد لعباده إال اخلري. وهذا العذاب خري هلم : }إن ربك فـعال لما يريد {ملا هم فيه، يريد تعاىل اخلري لإلنسان، فالنار احملرقة خري لإلنسان، فكم يف

نفس املعرض عن اهللا من عذاب!.

ن فيها ما دامت السماوات وأما الذين سعدوا ففي اجلنة خالدي{- 108أي ليسوا مجيعا بدرجة واحدة، كل إنسان جنته : }واألرض إال ما شاء ربك

ر جمذوذ {على حسب حاله. : ال حيب اخلروج ملا هو فيه من النعيم: }عطاء غيـر جمذوذ { له.متواصل ال ينقطع. وجنة كل إنسان على حسب عم }غيـ

ال يغيب عنك أن يرتك هؤالء : }فال تك يف مرية مما يـعبد هـؤالء{-109ما هم فيه من عبادة، مهما فعلت إن مل يرتكوا حب الدنيا ويرجعوا لداللتك

مهما : }ما يـعبدون إال كما يـعبد آباؤهم من قـبل {فال ميكن أن يهتدوا. إن مل يفكروا باملوت، ودهلم املوت على الرتبية فأوصلتهم الرتبية دللتهم

وإنا لموفوهم نصيبـهم غيـر {لأللوهية فال ميكن أن يؤثر شيء فيهم. ر اإلنسان باملريب : }منقوص إن مل يفك

ن يظل يف حال السفالة، وكل ما يف نفسه سنعطيه إياه. هذا ال بد منه. إأوصلتك الرتبية ملعرفة األلوهية عندها ترى أن اهللا تعاىل معك دوما، وكل

96

حركة من حركاتك به وبعلمه. عندها تصبح صالتك صحيحة، إذ ترى نفسك معه تعاىل.

نا موسى الكتاب فاختلف فيه {-110 كما اختلفوا معك يف : }ولقد آتـيـم أشربوا يف قلوم العجل. لو عرفوا أن هناك موتا ملا فعلوا احلق، حيث أ

أول كل �ذلك، وملا عميت عليهم األمور، إذ أم بعد سيدنا موسى حيث أن : }ولوال كلمة سبـقت من ربك {واحد منهم على حسب هواه.

نـهم {لكل واحد يوما. ألهلكناهم، ولكن لكل امرئ منهم : }لقضي بـيـ أجل.

مبا يسمع من تأويالت خاطئة حتصل له : }وإنـهم لفي شك منه مريب {شكوك، واآلن وبعهدك فاليهود ليسوا مبؤمنني بالتوراة، ولو آمنوا ا لتابعوك

ومل يعارضوك، وكذلك اآلن املؤمن ال خيالف كالم اهللا.

111 -} كـال ا {كل واحد من اجلماعات. : }وإنمك لهم ربيـنـليـوفـكل : }إنه مبا يـعملون خبري {هؤالء اخللق كلهم سينالون استحقاقهم. : }أعماهلم

واحد وحقه، على حسب عمله من خري وشر. إن عملت أعماال حسنة طهرك يف الدنيا.

بالتبليغ ضمن أمري.: }فاستقم كما أمرت {-112

قل هلم ال تظنوا أن : }وال تطغوا {ليبلغوا مثلك. : }اب معك ومن ت {إسالمكم، إميانكم، يسمح لكم بالتعدي. لو آذيت منلة لقوصصت عليها،

97

رفعت شأنكم، ال تتجاوزوا احلدود، وإال أصابكم ما أصاب غريكم. بغري دالليت اخللق كلهم هلم رب حماسب. : }صري إنه مبا تـعملون ب {ال ميكن أن يهتدوا.

ال متش معهم توافقهم على أعماهلم، : }وال تـركنوا إىل الذين ظلموا {-113فـتمسكم النار {ال متل إليهم بنفسك. إن ربطت قلبك مبنكر صرت مثله.

من خيلصك : }مث ال تنصرون {يولونكم. : }وما لكم من دون الله من أولياءساعتها منها؟. من يعلق قلبه مبنكر بعيد يتباعد مثله. إن ظلمتم فكل واحد

) سورة فصلت.34.} (.{.. ادفع بالتي هي أحسن ينال حقه.

الطرف األول بعد الزوال وهذه صالة : }وأقم الصالة طريف النـهار {-114، الطرف الثاين عندما تصبح الشمس أقرب إىل الغروب منها إىل الزوال الظهر

من : من الغروب للشفق، والثانية: }وزلفا من الليل {وهذه صالة العصر. إن {مغرب، عشاء، صبح. : من الفجر للشروق: الشفق للفجر، والثالثة

ـيئات لفعل املعروف، بالصالة تكتسب الصالة جتر : }احلسنات يذهنب السذلك ذكرى {الكمال، بكمالك تكثر حسناتك فتمحو السيئات.

اكرين هذه الصالة ذكرى له، إلهمن عرف أن اهللا رحيم كرمي، : }للذ ، مسري الصالة تدخل ا على اهللا، فتخرج منها وقلبك فيه حنان، عطف، كرم...

أجرك : }ن الله ال يضيع أجر المحسنني فإ {عليهم. : }واصرب {- 115 علينا.

98

: }أولوا بقية {: لو كان منهم: }فـلوال كان من القرون من قـبلكم {- 116هون عن الفساد يف األرض {متمسكني لنجوا من العذاب. لو كان : }يـنـهم {ملا هلكوا. مجاعة يسمعون كالم أويل البقية نا منـ هذه : }إال قليال ممن أجنيـ

واتـبع الذين {الفئة القليلة جنت. لو كان فيهم كثري ممن ينهون ملا أهلكناهم. فأهلكناهم.: }ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا جمرمني

حاشا هللا أن : }ى بظلم وأهلها مصلحون وما كان ربك ليـهلك القر {- 117يظلم، رحيم بعباده، حرم تعاىل الظلم على نفسه، للمحسن اخلريات، والذي ال

يسري باحلق ال بد له من اهلالك.

ولكن ال يستفيدون شيئا : }ولو شاء ربك جلعل الناس أمة واحدة {-118أعطاك احلرية لتحصل لك ثقة بعملك. لو شاء ألجربهم إن أكرههم، لكن

على السري باحلق، ولكن تظل نفوسهم خمتلفة، النفس ال تطهر إال إذا عرفت . يف احلق ما داموا بعيدين. : }وال يـزالون خمتلفني { املريب

الف. من سار على الطريق ممن اهتدى ال خي: }إال من رحم ربك {-119ومتت {للرمحة، ليسعدوا. : }ولذلك خلقهم {خلقهم ليعرفوا احلق ويرمحهم.

ممن مل يسريوا باحلق ال : }كلمة ربك ألمألن جهنم من اجلنة والناس أمجعني بد من العذاب.

120-} عليك من أنباء الر قصنـ ت به فـؤادك وكـالكي تعرف : }سل ما نـثب: }وجاءك يف هـذه {أنه إن مل يفكر اإلنسان بالربوبية فاأللوهية فال جدوى له.

99

: }وذكرى للمؤمنني {للخلق. : }وموعظة {من ربك. : }احلق {السورة. طاك اهللا حواسا والكون املؤمن فقط يتذكر، فلن تتذكر إن مل تصل لإلميان، أع

املنظم.

: }على مكانتكم {ما تشاؤون.: }وقل للذين ال يـؤمنون اعملوا {- 121 ه. ل على هدي اإل: }إنا عاملون {منزلتكم.

معكم، :}إنا منتظرون {مىت الساعة؟.: البالء، إذ قالوا: }وانتظروا{-122 ائج. وسرتون النت

إظهار : }ولله غيب السماوات واألرض وإليه يـرجع األمر كله {- 123دائما. : }وتـوكل عليه {أنت امسع كالمه. : }فاعبده { املغيبات راجع إليه.

كلكم، وكافة اخللق. : }وما ربك بغافل عما تـعملون {

رب العالمينوالحمد هللا

100

)111تأويل سورة يوسف وآياتھا (

بسم اهللا الرمحن الرحيم

لق، يالطيفا، يا ر: يا أمحد اخل، ال �: ينادي اهللا تعاىل حبيبه }رال {-1 رحيما بعبادي.

: أي: املبينة أن }المبني { .: الذي انطبع يف نفسك}تلك آيات الكتاب {فعلى .ى اهللا الرحيم، احلليم، الرؤوفه إال اهللا، آيات مكشوفة دالة علل ال إ

.إال اهللا إلهاإلنسان أن يفكر ا حىت يرى أن ال

فاهللا .: بألفاظ وأسلوب مكشوف واسع البيان}إنا أنزلناه قـرآنا عربيا {-2، بإقباله انطبع يف قلبه احلق وحاز العلم �أنزل الكتاب على قلب رسوله

، فلما صار هذا الشيء بنفسه أنزل عليه القرآن ليعرف به بأمساء اهللا تعاىلإن فكرت تعقل، وإن مل تفكر ،ما فيه من خريات}:لعلكم تـعقلون { .الناس

السماع ال يفيد، فعلى اإلنسان أن يفكر بذاته، من يسمع دون .فلن تعقلالبداية فلن يصل لإلنسان بداية، وإن مل يفكر ب .أن يفكر ال يصل لشيء

لكل شيء نظام .للنهاية، األكثرية ال يسريون بالتسلسل فال يصلون لشيءوال يصل املرء لشيء مامل يطبق نظامه، فإن سار باألصول رأى الصالة وما فيها من خريات، ورأى الصوم وما فيه، واحلج وما فيه. وكذلك يف هذه

عظيمة، إن فكرت عقلت ما فيها.السورة آيات

101

: ألن الرسل معصومون، وهذه }حنن نـقص عليك أحسن القصص {-3نا إليك هـذا القرآن .{القصص تبني عصمتهم وعلو شأم : الذي }مبا أوحيـ

: ما كنت تعرف شيئا عنه }وإن كنت من قـبله لمن الغافلني { .تبينه للناس .ن لك علم ذه القصة، أنزلناها عليك لتعرف الناس ايف املاضي، وما كا

.إخوته}:إذ قال يوسف ألبيه يا أبت إين رأيت أحد عشر كوكبا {-4

كان لسيدنا يعقوب عليه السالم اثنا عشر ولدا، يوسف وأخوه من أم، .واآلخرون من أم

: طائعني، طالبني املعونة }رأيـتـهم يل ساجدين والقمر { .أبوه}:والشمس {حيث أن سيدنا يعقوب عليه .واملعرفة بواسطيت، طالبني منه أن يعرفهم باهللا

السالم ذو بصرية عرف أن هذه الرؤيا حق، وفهم منها أشياء، كما عرف أن .أوالده مل يصلوا للكمال بعد

: ذلك ألم ال يزالون }ؤياك على إخوتك قال يا بـين ال تـقصص ر {-5فـيكيدوا لك كيدا إن الشيطان لإلنسان { .جاهلني يدخل الشيطان عليهم

: أولئك األوالد كانوا ميالني لإلميان، خاف عليهم أن حيسدوا }عدو مبني .أخاهم

: إن اهللا }جيتبيك ربك { .اهللا جيتبيك: وذه الرؤيا داللة أن }وكذلك {-6 .سيصطفيك، يقربك إليه، وعلى حسب علمك بأمساء اهللا تؤول كالمه

102

ويـعلمك من تأويل األحاديث}:التأويل: إبانة احلق، بيان كالم اهللا واملراد {{وعلى آل .ا يعلمك: مب}ويتم نعمته عليك { .منه، استنتج ذلك من الرؤيا

كما أمتها على أبـويك من قـبل { .: سريتفع شأم بك وبواسطتك}يـعقوب أي أن اهللا يعلم من .: بأهلية كل إنسان}إبـراهيم وإسحاق إن ربك عليم

: وحكيم يضع }حكيم { .يستحق أن يعطى مثل عطاء يوسف عليه السالم .مور يف مواضعها، فلكل حقهاأل

: عن طريق اإلميان، إن }لقد كان يف يوسف وإخوته آيات للسائلني {-7 .إال اهللا إلهفكرت يف هذه القصة عرفت واستدللت على ال

قالوا للرسول: إن كانت األمور بيد اهللا، فما ذنب اإلنسان إذا أجرم؟!. وإن د وضع فينا الشهوات والغرائز فكيف منتنع عن الشهوات؟!.كان اهللا ق

ن اإلقبال على اهللا فرد تعاىل عليهم ببيان حال سيدنا يوسف عليه السالم، وأ . يعصم صاحبه

قد يرد سؤال: ملاذا شدد اهللا تعاىل على سيدنا يوسف وأبيه وكالمها نيب عايل :السبباملقام؟!.

تجئ ظل مع أبيه ملا رقي، فقطعه عن أبيه لكي يل" لو سيدنا يوسف عال "" قلبه متعلق بابنه، فقطعه عنه لكي يلتجئ إىل اهللا، "سيدنا يعقوب عال

فريقى،كل فعل اهللا خري، احلمد هللا رب العاملني.

103

: رأوا ميل }ليوسف وأخوه أحب إىل أبينا منا{ .: فيما بينهم}إذ قالوا {-8: كثريون وحنن نعاونه، }وحنن عصبة {بيه إليه، أبونا مييل إليهما أكثر منا!. أ

إن أبانا لفي ضالل { .إن استعان بنا حنن أكثرية أعناه، يوسف وأخوه اثنان .فهو بعيد عن وجه الصواب .: غلطان غلط ظاهر}مبني

ادة أال وهم " األنبياء الناس على ثالث منازل: قسم يف األزل: نال شهقسم إكمال: نقص عليه بعض الدرجات، يف الدنيا يتالىف .والرسل الكرام "

.)1قسم رسب: إذا اجتهد يف الدنيا جنح( .أمر نقصه

ولكل إنسان األهلية التامة، وكل إنسان إن فكر نبغ، كل واحد وله طريق، .ن مهيأ هلذا الرقيففتش عن الشيء الذي إن فكرت به رقيت، اإلنسا

اقـتـلوا يوسف أو اطرحوه أرضا خيل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بـعده {-9: عرفوا أن وجهته هلم ترفعهم. وجهة املرشد لك تقربك إليه، }قـوما صاحلني

: �قال

له حتصل لكم الرابطة، . فبميل أبيكم لكم وميلكم )«)1ادوا حتابوا « وكذلك األمر مع اهللا، جيب أن ترى فضل اهللا .فاالرتباط يتم من الطرفني

عليك وتعلم أنه راض عنك بعملك العايل حتصل لك ثقة وهو تعاىل حيبك.. .كذلك احلال مع املرشد، ال بد من رابطة بني الطرفني

"قدس سره" . حبث األزل .. للعالمة العريب الكبري حممد أمني شيخو ،انظر كتاب ( عصمة األنبياء ) )1( /الد الثالث . 3373اجلامع الصغري رقم /) 1(

104

ن جهلهم ظنوا أن قتل أخيهم :لكن م}اقـتـلوا يوسف أو اطرحوه أرضا { .خيلي هلم وجه أبيهم، ال بد من رضاء اهللا مث رضاء املرشد، رضاء اهللا أوال

هم ال تـقتـلوا يوسف {- 10 : إن هذا عمل عظيم اخلطر، }قال قآئل منـطه يـلتق { .: هذا حل أفضل}وألقوه يف غيابة اجلب { .وكان هذا أحسنهم

: إن كان وال بد، }إن كنتم فاعلني {القوافل ألخذ املاء. }:بـعض السيارة .قتله حرام، وهذا الشيء كله ليس من رأيي

.: ملاذا ال تعطينا إياه}قالوا يا أبانا ما لك ال تأمنا على يوسف {- 11

فما خوفك عليه؟. : هذا أخونا}وإنا له لناصحون {

ويـلعب وإنا له {:يرعرع يتنشط.}أرسله معنا غدا يـرتع {- 12 .:فاطمئن عليه}حلافظون

هو يرى منهم .: أحب أال أفارقه}قال إين ليحزنين أن تذهبوا به {- 13خاف أن يأكله وأ { .عدم العطف على أخيهم، وأم ما زالوا جاهلني

ئب وأنتم عنه غافلون ص منهم}الذكي يتخل :.

اسرون {- 14 ا إذا خلئب وحنن عصبة إن هذا شيء ال }قالوا لئن أكله الذ : .يكون، وأصروا عليه

.:قرارة}علوه يف غيابة أن جي { .: قرروا}فـلما ذهبوا به وأمجعوا {- 15} اجلب{: نا إليه {: ورموه، وهو يف اجلب لتـنبئـنـهم {:ألقينا يف نفسه.}وأوحيـ

: كيف أوحى إليه؟. مبا رأى يف املنام، سيدنا يوسف عليه }بأمرهم هـذا

105

وهم .{بأمرهم هذاالسالم يعرف أباه عاليا، ورأى الرؤيا وتأويل أبيه له ففهم هنا طمأنه اهللا تعاىل، وبني له أن .: مبا لك من مستقبل عال }ال يشعرون

.الفعل فعل اهللا

ملا صار وحده ال أخ، وال صاحب، التجأ فارتفع، لو ظل عند أبيه ملا رقي، ولو كان عند سيدنا يعقوب ملا التجأ سيدنا يعقوب عليه السالم وملا ارتقى

الولد النبيه يضعه أبوه يف املدارس لينبغ، لذلك وحىت يتعرف .الرقيذاك .سيدنا يوسف على ربه سيتعرض هلذه السلسلة من الوقائع

.: كذبا }وجاؤوا أباهم عشاء يـبكون {- 16

نا نستبق وتـركنا يوسف عند مت {- 17 ئب قالوا يا أبانا إنا ذهبـ اعنا فأكله الذ: وهكذا }ولو كنا صادقني { .: ذاتا الكذاب يربر عمله}وما أنت مبؤمن لنا

.الكذاب يثبت كالمه فقد حيلف

: }وجآؤوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا {- 18ن اهللا بيده كل شيء، وال ميكن أن ميوت يوسف قبل أن تتحقق إلميانه بأ

.الرؤيا اليت رآها

فسيدنا يعقوب عليه السالم عرف من الرؤيا، وكان عارفا بإبنه فما صدق ذلك كله، فال بد لسيدنا يوسف عليه السالم من أن يرفع اهللا شأنه.

: على فراقه.}فصبـر {تيه خري كثري، فهذا الشيء نتائجه خري علي : بعد هذا الصرب سيأ}مجيل {

106

: }والله المستـعان على ما تصفون { .وعليه، هذا الصرب سيعود علي باخلري .هذه اآليات تدل على أن الفعال هو اهللا .أما هذا الشيء فما له أصل

.جللب املاء، يأتيهم به :}فأرسلوا واردهم { .: قافلة}وجاءت سيارة {- 19

قال يا بشرى هـذا غالم { .: وسيدنا يوسف متسك بالدلو}فأدىل دلوه { .: جعلوه كالبضاعة، أي: ضموه سرا للبضاعة}وأسروه بضاعة

فاهللا يريد أن يرقي .: كل هذا الشيء بعلم اهللا}والله عليم مبا يـعملون {يدنا يوسف، وال بد من مدرسة يدخل فيها، وبذا صار له تدرج من حال س

.حلال

: لعماهم عنه، مل }بثمن خبس دراهم معدودة { .: باعوه}وشروه {- 20: ذلك لعدم علمهم مبكانته مل يعرفوا قيمته، }وكانوا فيه من الزاهدين .{يروه

.للصورةالعربة للحقيقة ال

: توسم فيه اخلري، }وقال الذي اشتـراه من مصر المرأته أكرمي مثـواه {- 21:إذ كـان العزيز }عسى أن ينفعنا أو نـتخذه ولدا { .إذ رأى النبالة يف وجهه

ن والرأفة بقلب : وضع احلنا}وكذلك مكنا ليوسف يف األرض { .عقيما ولنـعلمه من تأويل { .العزيز وزوجه عليه، وكان يف قرية صار يف املدن

.: بيان كالم رب العاملني يف املستقبل، لكي نرقيه ونرفع شأنه}األحاديث

فيوسف عليه السالم كان معتمدا على حب أبيه له، ملا وصل اجلب انشغل طمأن اطمئنانا أمكن إقباله على اهللا واجتاهه إليه فكره، العزيز أكرمه، فا

107

فهذا الرتتيب كله لرفع شأن سيدنا يوسف عليه السالم، عرفه اهللا أنه .تعاىل .أهل هلذا السمو فأدخله املدرسة

: لكي حيصل له إقبال على اهللا }ولنـعلمه من تأويل األحاديث {إذن: والله غالب { .ل كالمه على حسب عرفه العايل باهللافيعرف أمساء اهللا، ويؤو

: ال مانع حيول دون إرادته، أمره يتم وال بد أن يقع، لكن يعطي }على أمره .كال ما يناسبه، فكل شيء بيد اهللا، ويعطي كل إنسان حسب حاله

.: أن الفعل فعله}{ولـكن أكثـر الناس ال يـعلمون

ناه { .: صار له إقبال ضمن راحة، صار رجال }ولما بـلغ أشده {- 22 آتـيـ"اليت كان والده وإخوته يصلوا"؟، مل الصوم؟، مل مل الصالة }حكما وعلما

هذا احلكم نشأ عن .جميئك إىل الدنيا؟، مل خلقك؟. كل واحدة صار يعرفها: كذلك كل من يسلك ويصبح من }زي المحسنني وكذلك جن { .علمه باهللا

لو ظل عند أبيه ملا .احملسنني نعطيه، كل حمسن من أهل اإلحسان يعلمه اهللاصار له هذا احلـال، ولو ظل سيدنا يعقوب عليه السالم وعنده ابنه لتعلق

طع االبن بإبنه، وابنه ما زال دونه، عندها يهبط من أعلى ألدىن، فاهللا تعاىل قية يرقى ا االبن واألب، إهل عن األب، واألب عن االبن، كل ذلك حلكم

.وصار هلما املقام الذي أهال له

كل شيء بيد اهللا، هو .: طلبته}وراودته اليت هو يف بـيتها عن نـفسه {- 23، وهي الفعال لكن ضمن حكمة، زوجة رئيس الوزارة، وهو يف سن الرشد

.دعته

108

: أنا }قال معاذ الله {: ادن مين. }وغلقت األبـواب وقالت هيت لك {إنه ريب أحسن { .معتز باهللا " واملعتز باهللا ال يدنو منه الشيطان "

، وأنا أقبلت على اهللا صار بقليب علم، )1(:زوجك أحسن مقامي}مثـواي إنه ال يـفلح { .رأيت هذا الطريق وما فيه هذا ال ميكنرمحة، حنان، و

: أنا ال أظلم، أكون ظلمتك، وظلمت نفسي، كذلك كل شاب }الظالمون .معتز بربه يرى هذا العمل منحطا

يوسف عليه السالم شاب ومجيل، وامرأة العزيز مجيلة، لكنه مبا أنه معتز باهللا .أىب

}وهم ا{ .مهت بأخذه .: دنت منه، أقبلت عليه}به ولقد مهت {- 24 .بردها، فلوال أن رأى شناعة العمل ملا هم بدفعها .بدفعها عنه

: ألنه بنور اهللا مستنري، لوال }لوال أن رأى بـرهان ربه :{كيف هم بدفعهاباهللا، إقبال على اهللا، لو مل يكن له علم .ذلك النور واالستنارة ملا هرب منها

إذن التقوى تعصم، وهذا من حكم دفعا أو ضربا، مشاهدة بنور اهللا، هلم ا .السورة

.: هذا قانون، كل من سلك هذا املسلك واستنار نصرف عنه}كذلك {لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من :{جرى ذلك وأريناه احلقيقة لنصرف

هذه الشهادة األوىل برباءته من أقوال بعض املفسرين بطلبه الفحش وحاشاه . ) 1(

109

: صار له اإلقبال والكمال، فاستخلصه اهللا،أخذ شهادة }بادنا المخلصني ع .عالية، بإميانه وتقواه حني بلغ أشده، وآتيناه حكما وعلما

؟!. )1("شهادة ثانية " فلو كان هو الذي هم كما مهت فلم هرب- 25 .: مزقت.}ت وقد { .: هرب وفر منها، وحلقت به}واستبـقا الباب {لدى الباب قالت ما جزاء من {: زوجها.}قميصه من دبر وألفيا سيدها{

من عادات العادة : هذه}أراد بأهلك سوءا إال أن يسجن أو عذاب أليم النساء " املكر ".

وشهد شاهد من { .:وسكت ومل حيلف}يقال هي راودتين عن نـفس {- 26: وكذلك الذي هو مع اهللا يسخر اهللا له أناسا من أعدائه يشهدون }أهلها: أصدر }إن كان قميصه قد من قـبل فصدقت وهو من الكاذبني { .معه

.حكما مبنيا على دليل منطقي حق

. }يصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقني وإن كان قم {-27

: شهادة ثالثة على براءته. }فـلما رأى قميصه قد من دبر {- 28

ه من كيدكنعظيم {أيها النساء، زوجها المها. :}{قال إن كيدكن إن{ : تدبريكن عظيم يف الشر واألذى.

مما امه به بعض الداسني من املفسرين عميان القلوب . ةوهذه شهادة ثاني) 1(

110

وهذه الشهادة الرابعة ألن عزيز مصر أراد أن يطفئ هذه الفضيحة. - 29: اسرتنا، اسكت عن هذا األمر ال تفشه. }يوسف أعرض عن هـذا{إنك كنت من {: هذا ذنب كبري. }لذنبك {: أنت. }واستـغفري{

عليه السالم. : ألا هي السبب والبادئة، هذا بيان لرباءته }اخلاطئني

: اخلدم شعروا ففضحوا األمر، نساء الوزراء }وقال نسوة يف المدينة {- 30امرأة العزيز تـراود فـتاها عن نـفسه قد {لمنها على عملها، قالوا: كيف؟!.

: }ضالل مبني إنا لنـراها يف {: إنه ملن اهلزء أن حتب فتاها!. }شغفها حبا امرأة وزير تراود فىت من فتياا!. ما أجهلها!. زوجة رئيس وزارة تتنازل

لفتاها!. ما أدىن عملها!. هذا مزري حبقها.

31 -} أرسلت إليهن عت مبكرهن وأعتدت هلن {: عزمتهن. }فـلما مس تفاح وغريه. : شيء من فاكهة تقشر من}متكأ

: }وآتت كل واحدة منـهن سكينا وقالت اخرج عليهن فـلما رأيـنه أكبـرنه {: }وقـلن حاش لله ما هـذا بشرا { .: وماشعرن }وقطعن أيديـهن { استعظموه.

.: فتنوا به}ذا إال ملك كرمي إن هـ{أن يكون بشر على هذه الصورة!.

: }{قالت فذلكن الذي لمتـنين فيه ولقد راودته عن نـفسه فاستـعصم - 32هنا أيضا دليل على الرباءة من اهللا، فهذه براءة خامسة أيضا له، وشهادة

111

: }ه ليسجنن وليكونا من الصاغرين ولئن مل يـفعل ما آمر { .)1(بطهارته .ألحبسنه وألذلنه

وعلى الرغم من وضوح براءته عليه السالم فسر العميان هذا خبالفه .وعكسوه

33 -} تصرف عين ا يدعونين إليه وإالمم إيل جن أحبالس قال رب كيدهن{: لوال أن رأى برهان ربه ملا فضل السجن وما فيه عن طلبهن

وبإميانه الذي آمنه وتقواه علم أن اهللا هو الذي يصرف كل كيد ،للفاحشةعمن ال يريده، فهو مع العلم واملعرفة والتقوى طلب من اهللا أن خيلصه

.فال جيوز للرجل مهما كان تقيا أن خيتلط بالنساء أو يكلمهن .منهن: يوسف عليه السالم مل يعتمد على نفسه بل استعان باهللا، }صب إليهن أ {

نيب ورسول مل يعتمد على نفسه، مل .على اإلنسان أال يعتمد على نفسهيقل أنا أمني من نفسي، طلب من اهللا أن حيفظه، فال جيوز لإلنسان أن

.يعتمد على نفسه وجيالس النساء

فيوسف عليه السالم طلب من : }وأكن من اجلاهلني أصب إليهن {إذن: .ربه أن أبعدين عنهن

عن الفحشاء ولتزهق أقوال كافة الداسني؟!. أوال تكفي هذه الشهادات اخلمس لبيان عصمته ) 1(

112

فيقتضي أال يكلم الرجل املرأة، ومن هنا يفهم احلجاب، وأن الرجل ال جيوز أن يرى امرأة، وأن احلجاب ضروري، فال جيوز كشف احلجاب وال رؤية

.النساء

.بعد عن احملارم فرضال .املؤمن يتباعد، مهما عال يتورع

: }فاستجاب له ربه {ألن يوسف طاهر خياف ربه وخياف املعصية:- 34: لقول }إنه هو السميع { .: تدبريان}فصرف عنه كيدهن { ليبعده.على حسب حاله يسوق له، يوسف عليه .: حباله}العليم { .اإلنسان

ه يف طريق حيفظ بهالسالم طلبه صدق، واهللا عليم به، لذلك سري .

: الدالة على براءته }من بـعد ما رأوا اآليات .{: ظهر هلم}مث بدا هلم{- 35{حىت .: أن سجنه أفضل إلماتة الفتنة والفضيحة}ليسجنـنه { .وطهارته

للغط حبق زوجة : ينطفئ هذا األمر وينساه الناس، فال يبقى هذا ا}حني العزيز، كما خاف الوزراء والوجهاء على نسائهم، فوجدوا األحسن حبسه،

.ليسرتوا نساءهم

ودخل معه السجن فـتـيان قال أحدمها إين أراين أعصر مخرا وقال {- 36ل فـوق رأسي خبزا تأك نا بتأويله إنا نـراك اآلخر إين أراين أمح ر منه نـبئـ ل الطيـ

داللته، كالمه، كما شاهدوا فعله، ،بالسجن رأوا لطفه: }من المحسنني .معاملته، أخالقه عالية، كاملة، عرفوه قريبا من اهللا

113

ن األمر : الطعام هنا: هو ما يظهر اهللا هلما م}قال ال يأتيكما طعام {- 37: إين أستطيع أن أبني لكما كل ما يرد }تـرزقانه { .يف املنام سوف يتحقق

.لكما يف املنام، وكل ما يرزقكما به اهللا من نبأ، كل شيء سيسوقه اهللا لكماأي: :قبل وقوعه، وقبل أن يصيبكما.}إال نـبأتكما بتأويله قـبل أن يأتيكما{

ختربونين عنه .يكما يف اليقظة وصور لكم يف الرؤيا أبينه لكمكل ما سيأت: هذا ليس من عندي، هذا }ذلكما مما علمين ريب { .أبني لكما تأويله

.كيف علمه؟. ملا صار له إقبال على اهللا، فغدا يرى بنور اهللا .تعليم ريب يلعن اهللا ما يعلم ويريد أن يهديهم هنا كان يوسف عليه السالم بني ملن معه

: }إين تـركت ملة قـوم ال يـؤمنون بالله { .مث بني هلما السبب .سواء السبيلمعتمدين على علمهم وقوم، هذا اهلجر جعلين أفرق بني احلق والباطل،

عن هذه العزيز ومجاعته وأهله هؤالء غري مؤمنني، تركتهم ورضيت بالسجن : ناكرين }وهم باآلخرة هم كافرون { .املعيشة رغم ما فيها من رفاهية

اآلخرة، ال يفكرون ا،غري سائلني عنها، مههم الدنيا، األكل والشرب، لوال أين تركتهم ملا علمين، كذلك إن مل ترتك الدنيا ال يعلمك اهللا، ما دمت

إن مل تكتحل عينك فلن ترى، " .ل بيد اهللامتمسكا بالدنيا ال تتعلم، الكح الطبيب ال يكحلك إال إذا اجتهت حنوه وتركت الدنيا ".

: ترك النمرود، وترك كل شيء لرضاء }واتـبـعت ملة آبآئـي إبـراهيم {- 38: كل شيء مما سوى اهللا نرميه، ال نـعرف غيـر }اهللا. {وإسحاق ويـعقوب

.إىل اهللاالستـسالم

114

ال فعل بيد أحد .: الفعال هو اهللا}ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء {كل خملوق إذا اتبع هذا أعطاه اهللا ،وكيف .سواه، وال نسمع سوى كالمه

ذلك من فضل { .نشرك وقد رأينا الكون كله سائر به تعاىل؟. عيننا فتحتنا ستنارت قلوبنا بإقبالنا ورأينا، إذ اخرتنا وأعطانا، عندما ختتار : ا}الله عليـ

: كل من طلب أعطاه هذا العطاء، هذه }وعلى الناس { يتفضل عليك. .قاعدة عامة للناس كلهم، ليست خاصة بيعقوب ويوسف عليهما السالم

وة، خلق اخللق : خلقك للسعادة ال للشقا}ولـكن أكثـر الناس ال يشكرون { .ليسعدهم

ر أم الله الواحد القهار {- 39 : }يا صاحيب السجن أأرباب متـفرقون خيـ.. لو كانوا عدة آهلة .القمر إلهالشمس، إلهالقوم كانوا يعبدون آهلة عدة،

كالم هذا واحد مسري الكون بنظام، أفمن يسمع إلهالختل النظام، بل وهذا؟!. أمن يسمع كالم اهللا وحده؟!. لو كان هناك أرباب حلصل

.اضطراب

ما تـعبدون من دونه إال أمساء مسيتموها أنتم وآبآؤكم ما أنزل الله ا {- 40: أقوال ال دليل عليها، أعظم رجل إذا احتبس بوله يصيح، }من سلطان

{.. إن الله ال يـغيـر .: هو الفعال وحده}إن احلكم إال لله { .يظهر ضعفهو ) سورة الرعد. يعطي كل إنسان 11.} (.ما بقوم حىت يـغيـروا ما بأنـفسهم

.ما يناسب نفسه

115

اللة أحد سواه، أما الرسول : أمرك أال تطيع د}أمر أال تـعبدوا إال إياه {واملرشد فكالمه ضمن كالم اهللا، إذن ال تسمع داللة غري داللته، وكل قول

ين القيم { .فإمنا نرجع فيه لكتاب اهللا، غري كالم اهللا ال نسمع ذلك الد{ : .املستقيم الذي يدين إليه اإلنسان العاقل

: إذ شغلهم عرض الدنيا الزائلة عن النظر }مون ولـكن أكثـر الناس ال يـعل { .بآيات الكون، واالستدالل للعلم باهللا العظيم الباقي

: أي أنه البد ناج }يا صاحيب السجن أما أحدكما فـيسقي ربه مخرا {- 41فـتأكل وأما اآلخر فـيصلب { .من السجن، وسيعمل يف خدمة امللك ساقيا

ر من رأسه : فأنكر هذا رؤياه وقال مل أر شيئا. }الطيـ

ولقد أخذ يوسف عليه السالم يف البيان للذي ظن أنه ال بد سيقتل لعله يتوب ويرجع، فيذهب اهللا عنه هذا اجلزاء ويبدله خبري منه، ولكن الرجل

ليه السالم عند كذب يوسف عليه السالم، ومل يؤمن له، فقال له يوسف ع : لذا حتتم وقوع ذلك. }قضي األمر الذي فيه تستـفتيان :{ذلك

هما اذكرين عند ربك {- 42 : تذكريا بنفسه.}وقال للذي ظن أنه ناج منـة، الفعال هو : نية الشيطان خبيث}فأنساه الشيطان ذكر ربه {اعقل وتوكل.

اهللا، وقد أعطى تعاىل الشيطان نيته ليظهر شرف سيدنا يوسف عليه مل يكن يوسف عليه السالم قد استوى لدى دخوله السجن، لذا .السالم

116

نسي الفىت أن يذكر سيده، وأثناء ذلك ازداد يوسف عليه السالم إقباال .ورقيا، وهكذا فإن فعل اهللا كله خري

وهو يف بطن أمه تويف أبوه، فولد منقطعا منكسرا، يف �سيدنا حممد السادسة ماتت أمه، يف الثامنة جده، فكفله عمه، عمه كان فقريا، فكان

/ سنة كان يذهب 15جيوع عنده، فيلتجئ إىل اهللا فريقى، وعلى مدى / يف اخلامسة .للرعي يف اجلبال حيث احلر والربد والعطش، وهذه هي الرتبية

ين من عمره الشريف زوجه خدجية، مث يف األربعني كان يذهب للغار، والعشر كذلك سيدنا يوسف عليه السالم مل يكن لدى .ملا استوى أرسله رسوال

دخوله السجن قد استكمل نضوجه، لذا ال ميكن خروجه حىت يستوي، والشيطان أنسى الفىت تذكري سيده، ولكن عدم خروج سيدنا يوسف عليه

إذ ذاك كان حمض اخلري، نية الشيطان خبيثة لكن نتائج العمل كلها السالم، .خري

وملا .: قيل ثالث سنني، قيل سبع قيل تسع}فـلبث يف السجن بضع سنني { .نضج وأصبح أهال لإلرشاد

: }اف وقال الملك إين أرى سبع بـقرات مسان يأكلهن سبع عج {- 43وسبع سنبالت خضر وأخر يابسات يا أيـها المأل أفـتوين يف { .ضعفاء

: إن كنتم تستطيعون التوصل للحقيقة اليت }رؤياي إن كنتم للرؤيا تـعبـرون ترمز إليها الرؤيا.

117

منامات ".: مجع أحالم " خربطة }قالوا أضغاث أحالم {- 44

.: ال علم لنا}وما حنن بتأويل األحالم بعالمني {

هما وادكر بـعد أمة {- 45 : بعد أن سأل امللك أمة من }وقال الذي جنا منـأنا أنـبئكم بتأويله { .املفسرين، وبعد أن عجز هؤالء الناس عن تأويل املنام

: إىل يوسف يف السجن. }سلون فأر

يق أفتنا يف سبع بـقرات مسان يأكلهن سبع عجاف {- 46 دها الصيوسف أيـ: }وسبع سنبالت خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إىل الناس لعلهم يـعلمون

ي عجزت عنه العلماء كافة. تأويلك الصحيح الذ

فما حصدمت فذروه .{: متواصلة، متتالية}قال تـزرعون سبع سنني دأبا {- 47: لئال يسوس، " ظهر من هنا أن القمح إن }يف سنبله إال قليال مما تأكلون .)1(ظل يف سنبله فهو ال يسوس "

متم { .: ال مطر فيها}يت من بـعد ذلك سبع شداد مث يأ {- 48 يأكلن ما قد ا حتصنون { .: من السنوات اخلصبة}هلنقليال مم للبذار}إال :.

.: باألمطار الغزيرة}مث يأيت من بـعد ذلك عام فيه يـغاث الناس {- 49

وقد قمنا حبفظ القمح يف سنابله قرابة ثالثني عاما ومل يطرأ عليه تغيري، وال يزال القمح لدينا حىت اآلن، داللة ) 1(

على مصداقية طريقة احلفظ الواردة، ومن أصدق من اهللا قوال.

118

: يستنفدون كل ما عندهم، حيث ال تبقى عندهم }رون وفيه يـعص { .إذ ال يبقون شيئا ،مؤونة

وقال الملك ائـتوين به فـلما جاءه الرسول قال ارجع إىل ربك فاسأله {- 50 عن أيديـهنيت قطسوة الال؟. ما قضي}ما بال الن؟.: ما قصتهنتهن

: اهللا عليم ا، إذن }إن ريب بكيدهن عليم {هل عرف امللك هذه املؤامرة؟. ال بد أن فيها خريا يل.

:ملاذا فعلنت ذلك؟. }قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نـفسه {- 51

:مل يفعل هو سوءا أبدا، هذه براءة }وء قـلن حاش لله ما علمنا عليه من س {: استبان }قالت امرأة العزيز اآلن حصحص احلق {سادسة من اهللا له.

: وهو }وإنه لمن الصادقني { .: أنا خمطئة}أنا راودته عن نـفسه { .وحقكله تربية من اهللا، حىت يظهر شرف سيدنا يوسف عليه األمر .طاهر شريف

يدقق ذه القصة. ؛إال اهللا إلهفمن يرد اإلميان بأال .السالم

لك مل مل خترج من السجن وتذكر قصتك للملك عندما فسأله رسول امل

طلبك؟!. فأجابه سيدنا يوسف عليه السالم: أنا مل أخرج بل طلبت سؤال النسوة:

.: للعزيز}أين مل أخنه { .: امللك وعزيز مصر}ذلك ليـعلم بالغيب {- 52وأن الله ال يـهدي كيد { .: أثناء غيابه}بالغيب {أي: أنا ما خنت العزيز.

: لو كنت خائنا ملا علمين ريب. }اخلائنني

119

.ذلك قوهلا}وما أبـرئ نـفسي{- 53

أنا بذايت ال .: من أقبل على اهللا}ن النـفس ألمارة بالسوء إال ما رحم ريب إ {حول يل، إن أقبل اإلنسان على اهللا واستنار بنور اهللا يعصم وحيفظ ويشفى

قلبه.

بالتقوى .: فهو تعاىل شاف ملا يف النفوس من أمراض}إن ريب غفور رحيم { احلقائق. يرى

: بعد أن امتنع سيدنا }{وقال الملك ائـتوين به أستخلصه لنـفسي- 54يوسف عليه السالم عن اخلروج من السجن كي يسأل امللك النسوة، بعدها

قال إنك اليـوم لديـنا {: رآه فهيما، ذكيا، أهال. }فـلما كلمه { .استقدمه .: رأى منطقه وكماله}أمني مكني

: }إين حفيظ { .: وزير مالية}قال اجعلين على خزآئن األرض {- 55من أين تعلم علم املالية، وهذه األصول، .: بتدبري الشؤون}عليم {عليها.

وصار أهال ألن يرأس الوزارة، ووزارة املالية؟!. من البئر، لبيت العزيز، ) سورة البقرة. 282.} (.{.. واتـقوا الله ويـعلمكم الله .ن، للوزارةللسج

: كل خملوق إن فعل كما فعل يوسف عليه السالم يريه }وكذلك {- 56: }مكنا ليوسف يف األرض { .احلق ويبعد عنه السوء، يرى الضالل والسعادةها حيث يشاء { .رفعناه بعد ضعف ، فأصبح رئيس وزارة : }يـتبـوأ منـ

.: إذا صارت لإلنسان أهلية أعطاه اهللا}نصيب برمحتنا من نشاء{وكذلك:

120

" وكل من سار بطريق .: يف الدنيا نرفع شأنه}وال نضيع أجر المحسنني {ه السالم فقط، احلق رمحتنا نعطيه إياها، وهذا ليس خاصا بسيدنا يوسف علي

.بل هو عام لكل حمسن "

جعلناه رئيس وزارة ووزيرا للمالية، ولكن اآلخرة }:وألجر اآلخرة خيـر {- 57إال اهللا، إله: ملن آمن باملريب مث بال }للذين آمنوا وكانوا يـتـقون {أعظم له و:

كما رأى سيدنا يوسف عندها حتصل له تقوى، فريى ا اخلري من الشر، .عليه السالم بتقواه، وكما رفع اهللا شأنه يف الدنيا، يف اآلخرة أعلى

: ألم }وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فـعرفـهم وهم له منكرون {- 58 .رموه بالبئر، ما خطر هلم ببال أنه سينال هذا املقام العايل

59 -} ا جهن أبيكم ولمكم مألعطيه }زهم جبهازهم قال ائـتوين بأخ ل : .: أعطيت كال منكم حقه بالتمام}أال تـرون أين أويف الكيل { حصته.

ر المنزلني { : أفال ترون معامليت، وأين أعطي احلق؟!. }وأنا خيـ

وال { .: ال أعطيكم شيئا }ه فال كيل لكم عنديفإن مل تأتوين ب {- 60 .: من أجله}تـقربون

.: ما تقول}قالوا سنـراود عنه أباه وإنا لفاعلون {- 61

يانه اجعلوا بضاعتـهم {- 62 يف { .: اليت جاؤوا ا عن أخيهم}وقال لفتـ إذا انقلبوا إىل { .: أن املنع حقيقي}يـعرفونـها{ .: أهله وأبوه}هم رحاهلم لعل

.: بأخيهم}أهلهم لعلهم يـرجعون

121

.: عن أخينا}فـلما رجعوا إىل أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل {- 63 .: فال ختش عليه}وإنا له حلافظون فأرسل معنا أخانا نكتل {

: هذا ال }قال هل آمنكم عليه إال كما أمنتكم على أخيه من قـبل {- 64 .يكون

ر حافظا { : لن }وهو أرحم الرامحني { .: إن شاء اهللا حافظه}فالله خيـ بدون كيل أخيكم. ينسانا من فضله بل يرزقنا

ردت { .: من أجل أخيهم}ولما فـتحوا متاعهم وجدوا بضاعتـهم {- 65 .: كالمنا حق}إليهم قالوا يا أبانا ما نـبغي

نا ومنري أهلنا{ وحنفظ {: نأتيهم مبرية عن أخينا. }هـذه بضاعتـنا ردت إليـ : فال يتعرقل عملنا، ويعطينا بسرعة. }أخانا ونـزداد كيل بعري ذلك كيل يسري

قال لن أرسله معكم حىت تـؤتون موثقا من الله لتأتـنين به إال أن حياط {- 66: }هم قال الله على ما نـقول وكيل {فـلما آتـوه موثق .: إذا شيء قاهر}بكم

.سلمنا أمورنا إليه، فهو املعطي لكل حقه

وقال يا بين ال تدخلوا من {مع العرف والعلم، حنانه غالب عليه: - 67: السبب: البعيد عن اهللا قرينه }باب واحد وادخلوا من أبـواب متـفرقة

لشيطان، فإذا نظر إىل شخص واستحسنه وكان املنظور بعيدا عن اهللا أيضا، ا .دخل الشيطان مع نفس هذا احلاسد إىل نفس احملسود فكان سببا يف أذاه

:إذن

122

فالعني احلاسدة هلا أصل ملن كان بعيدا عن اهللا ، وال أصل هلا ملن كان قريبا حسن فيه شيئا، وإذا كان وكما قلنا فإذا نظر شخص بآخر فاست .من اهللا

الشخصان بعيدان عن اهللا، دخل الشيطان مع الناظر إىل نفس املنظور وما أغين عنكم من الله من { .فآذاه، خبالف ما لو كان هلما إقبال على اهللا

: " وكان األب يفتخر ببنيه " لكن إن كنتم بعيدين عن اهللا }شيء أستطيع رده عنكم، املقبل على اهللا ال يؤذيه واستحققتم استحقاقا ما فال

.أحد

: يعطي كل }إن احلكم إال لله عليه تـوكلت وعليه فـليتـوكل المتـوكلون { .إنسان حقه

سيدنا يعقوب عليه السالم: مع العرف والعلم كان حنانه غالبا عليه، احلكم سري بيده كل شيء، املتوكل يتوكل عليه وحده. بيد اهللا، هو امل

: دخلوا من عدة أبواب، }ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم{- 68 .متفرقني

ما كان يـغين عنـهم من الله من شيء إال حاجة يف نـفس يـعقوب {اختاذ األسباب والعطف، حنانه وعطفه : الواقع ال بد منه، لكن}قضاها

: سيدنا يعقوب يعرف حنان اهللا وعدله }وإنه لذو علم { )1(دفعه لذلك

حفظــا لقلـــوم مــن نزغـــات الشــياطني فـــال يقعــون وال اســـتحقاق ،بويـــةملنــاظرم ومتـــابعتهم بوجهــة قلبـــه وأنــواره الن) 1(ــــيهم فيغلبــــون ويــــدوم حفظهــــم مــــا مل يرتكبــــوا عمــــال دنيــــا . أمــــا إن وقعــــوا مبعصــــية عنــــدها فلــــيس هلــــم مــــن محــــيم ،عل

وال شفيع يدفع عنهم استحقاقهم من القصاص: حىت يتوبوا حقا .

123

: أن املسألة واألمر }لما علمناه { .وحكمته، وأنه يعطي كل ذي حق حقه بيد اهللا، وأن الواقع واقع. فبأي مدرسة علمه اهللا؟.

.إنه بإقباله تعلم

: عدله، حنانه، رمحته، وحكمته، وأن األمر }لـكن أكثـر الناس ال يـعلمون و {بيده تعاىل، وال يغين أحد عن أحد، وذلك لعدم اتباعهم املدرسة اليت هو

تعلم ا.

وحني أخربه .: من أمه وأبيه}ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه {- 69 انوا يعذبونه.مبا ك

: وقد كانوا يعاملونه معاملة }قال إين أنا أخوك فال تـبتئس مبا كانوا يـعملون {سيئة، ويغارون منهما، وبغية أن يتقربوا إىل أبيهم أحبوا أن يبعدوا أخاهم

.ومكروا به، مع أن القرب إمنا يكون باملسري العايل ال ذا العمل

.: وعاء الكيل للملك}لما جهزهم جبهازهم جعل السقاية فـ {- 70

حقا إم أبرياء "}:يف رحل أخيه مث أذن مؤذن أيـتـها العري إنكم لسارقون {، ولكن أمل يسرقوا سيدنا يوسف عليه السالم من أبيهم من من هذه السرقة

قبل"؟.

.؟!. إقباهلم دليل براءم}:قالوا وأقـبـلوا عليهم ماذا تـفقدون {- 71

124

: }قالوا نـفقد صواع الملك ولمن جاء به محل بعري وأنا به زعيم {- 72 .كفيل بأن نعطيه محال

نا ل {- 73 : جئنا ألخذ املرية.}نـفسد يف األرض قالوا تالله لقد علمتم ما جئـ: بعمرنا، " وكانت هلم إذ ذاك شهرة بالصالح: يعقوب }وما كنا سارقني {

وأوالده ".

: بدعواكم أنكم أبرياء وظهرت }قالوا فما جزآؤه إن كنتم كاذبني {- 74 السرقة عند أحدكم، فما جزاؤه؟.

:هو جيازى كما هو }آؤه من وجد يف رحله فـهو جزاؤه قالوا جز {- 75: }جنزي الظالمني { .: هذا صحيح}كذلك :{فرد عليهم .معروف عندكم

.كذلك نفعل

فـبدأ بأوعيتهم قـبل وعاء أخيه مث استخرجها من وعاء أخيه كذلك {- 76ما كان {السبب يف ذلك: .: هكذا علمناه هذا الرتتيب}ليوسف كدنا

على حسب .: غصبا بل بينا له هذه احليلة}ليأخذ أخاه يف دين الملك القوانني، ال خيوله قانون امللك ذلك، كل إنسان وحقه، ما كان يوسف عليه

ب استطاع أخذ أخيه "رمحة". السالم ليأخذ شخصا ظلما، ولكن ذا الرتتينـرفع درجات { .: علمه اهللا هذا التدبري وهذه الطريقة}إال أن يشاء الله {

.:بالعلم}من نشاء

.: كلما أقبل املرء تعلم أكثر}وفـوق كل ذي علم عليم {

125

: هذا ليس بأخينا، له أخ }ن قـبل قالوا إن يسرق فـقد سرق أخ له م {- 77 .من أمه سرق قبله. كذبوا على يوسف عليه السالم

هلم قال أنتم شر { .: رمحة م}فأسرها يوسف يف نـفسه ومل يـبدها{ .: مبا تفرتون مبا ال يرضى اهللا وبعملكم}مكانا

.: حنن مل نسرق قط، قاهلا بنفسه}والله أعلم مبا تصفون {

قالوا يا أيـها العزيز إن له أبا شيخا كبريا فخذ أحدنا مكانه إنا نـراك {- 78: الطيب يذيع صيته، وتقر له الناس، كما رأوا عدله وكيله }من المحسنني

.باحلق ولطف معاملته

.: هذا ظلم}اذ الله أن نأخذ إال من وجدنا متاعنا عنده قال مع {- 79

.: هذا ال يكون}إنـا إذا لظالمون {

.: يتحدثون مع بعضهم}فـلما استـيأسوا منه خلصوا جنيا {- 80

موا أن أباكم قد أمل تـعل { .: الذي حال من قبل دون قتله}قال كبريهم {أخذ عليكم موثقا من الله ومن قـبل ما فـرطتم يف يوسف فـلن أبـرح األرض

: حكمه أخيـر }حىت يأذن يل أيب أو حيكم الله يل وهو خيـر احلاكمني يء منه تعاىل خري وحيمد عليه، ألنه أحسن أو فقر، كل ش شيء، من مصيبة

.دواء للنفس

126

ارجعوا إىل أبيكم فـقولوا يا أبانا إن ابـنك سرق وما شهدنا إال مبا {- 81 .: ليس األمر مبلكنا}وما كنا للغيب حافظني { .: هذا ما رأيناه}علمنا

: }القرية اليت كنا فيها والعيـر اليت أقـبـلنا فيها وإنا لصادقون واسأل {- 82 .بقولنا

: مل يصدقهم ألمرين: كما فعلتم }قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا {- 83 .من قبل بيوسف، ابين ال يفعل ذلك قط

كلها خري، علما منه حبال يوسف : نتائج صربي }فصبـر مجيل {يعا .{وأخيه : يوسف على حق، وأخوه على }عسى الله أن يأتيين م مج

إنه هو العليم { .حق، وكذلك الثالث، إذا ال بد أن يردهم اهللا تعاىلا، لن : أوالدي أطهار، أنا طاهر، إذا ال بد أن يأيت م اهللا مجيع}احلكيم

.يضيم أوالدي ألم طيبون

ناه من احلزن {- 84 هم وقال يا أسفى على يوسف وابـيضت عيـ : }وتـوىل عنـ : خايف حزنه. }فـهو كظيم { .حزنا على فراقه

سك. : مترض نف}قالوا تاهللا تـفتأ تذكر يوسف حىت تكون حرضا {- 85

.: لك نفسك}أو تكون من اهلالكني {

ا أشكو بـثي وحزين إىل الله {- 86 هذا الفراق، هذا الذي }قال إمن : .: أعلم مما علمين اهللا ومبا عرفت عن اهللا}وأعلم من الله .{أحزنين

127

األمور بيده "، ال يضيع : ما أدراكم بتدبريات اهللا؟!. " }ما ال تـعلمون { .أوالدي ويضيعين، هذا الشيء ال بد أن تكون نتيجته خريا

رأى سيدنا يوسف رؤياه أن أباه سيكون ممن يدخل :أسباب القصة ووقوعهامبعيته على اهللا، لكنه مل يكن قد وصل بعد إىل تلك الدرجة، فقطع عن أبيه

يه لئال يتعلق به أبوه، ألن العايل إذا لينصرف بكليته إىل اهللا، وأبعد عن أبتعلق مبن دونه توقف رقيه، فأبعد كي ينقطع األب عن ابنه ريثما يستويف

.كماله

: }يا بين اذهبوا فـتحسسوا من يوسف وأخيه وال تـيأسوا من روح الله {- 87لذا ييأس، أما املؤمن الذي عرف العدل الكافر ال يعرف رمحة اهللا وقدرته

.والرمحة يعلم أن اهللا ال يضيمه

: الذين ال يعرفون اهللا.. }إنه ال يـيأس من روح الله إال القوم الكافرون { .املؤمن يعرف كمال اهللا وقدرته

نا ببضاعة فـلما دخلوا عليه قالوا يا أيـها العز {- 88 يز مسنا وأهلنا الضر وجئـفأوف لنا الكيل { .: مع فدية عن أخينا، مزجاة عن أخينا مرتني}مزجاة

قني الله جيزي المتصد نا إن .: الكرب مقرون بالذل}وتصدق عليـ

: م، فما }تم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قال هل علمتم ما فـعل {- 89 كان لكم من علم بقدرمها، ال تعلمون قيمتهما!.

128

قال أنا يوسف وهـذا أخي قد من {:!. }قالوا أإنك ألنت يوسف {- 90نا إنه من يـتق ال يقع يف معصية كما جرى يل يتق: ينظر بنور اهللا، ف}:الله عليـ

مع امرأة العزيز.

: الصرب عن الشهوات الدنيا، والصرب على مراد اهللا، ويصرب: على }ويصرب { .ما يصيبه من شدائد حىت ينجو، كل ما يأتيك خري ونتائجه ستكون خريا

كلها إن اتقى اإلنسان ربه، إن ؛الصرب على البالء: البئر، البيع، السجنل مبعية أهل اإلميان حتصل له رؤية فيشاهد أمساء اهللا، العليم، القدير، دخ

.الكامل، عندها يشاهد ويعلم أن فعل اهللا كله خري يف حقه

ولد فطن شدد عليه أبوه، فهو يسر منه، وإن كان جاهال فشدد عليه فهو .يغضب

حصول إذن إن حصلت على التقوى تصرب، اللجوج عالمة على عدم إال اهللا يوصل للتقوى، التقوى إلهاإلميان، اإلميان مرتبط بالتقوى، العلم بال

فعلى املرء أن ينظر لنفسه عند .توصل للعرف باملريب وبكماله فيحصل الصربإن كانت نفسه طاهرة فهذه عالمة على أن اهللا سينقله حلال ؛املصائب

فإن الله ال يضيع { .ي يرجعأعلى، إن مل تكن نفسه طاهرة معناه تطهري لك .: النتائج للمحسن كلها خري}أجر المحسنني

نا{- 91 .: رفع شأنك}قالوا تالله لقد آثـرك الله عليـ

.أكربوه واعرتفوا له بذنبهم .: اعرتفوا}وإن كنا خلاطئني {

129

: ال ضري عليكم ساحمتكم ، هذه صفة }يـوم قال ال تـثـريب عليكم ال {- 92: بنا }وهو أرحم الرامحني { .: مىت تبت نلت املغفرة}يـغفر الله لكم .{املؤمن

.مجيعا، فمن حنان اهللا وعطفه وإحسانه يغفر لك

: كما أعماه }اذهبوا بقميصي هـذا فألقوه على وجه أيب يأت بصريا {- 93إذا ابيضت عني اإلنسان من احلزن، الفرح .احلزن فإن الفرح سيبصره

.يشفيها

." آن األوان "}:وأتوين بأهلكم أمجعني {

: ذلك لشدة }ولما فصلت العري قال أبوهم إين ألجد ريح يوسف {- 94الرابطة، من حبه البنه استنشق هذه هي .حبه ليوسف وحب يوسف له

: أال تعرفوا احلقيقة فتكذبوين وتفصلوا }لوال أن تـفندون { .رائحته عن بعد .باألمر

:" ما تزال باخلطأ على ما أنت }قالوا تالله إنك لفي ضاللك القدمي {- 95 عليه".

: وهذا احلزن }ه على وجهه فارتد بصريا فـلما أن جاء البشري ألقا{- 96قال أمل أقل لكم إين أعلم من الله ما ال { .فالفرح يفتحها ؛يبيض العني

: أنا أعرف أن ريب كله عطف وإحسان وأنتم ال تعلمون مثلي وأن }تـعلمون ا سريي على حق، وال بد اهللا ال يضيع مثقال ذرة، يوسف طيب طاهر، وأن

.فما وقع يل وألوالدي كله خري ؛أن جيمعين اهللا م، اهللا كله حنان وعطف

130

لوال أن سيدنا يوسف عليه السالم أبعد عن أبيه ملا ارتقى هذا الرقي، فببعده سيـدنا يعقوب عـليه السـالم، ببعد ابنه .عن أبيه أقبل على اهللا والتجأ فارتقى

ويف السجن التجأ فعلمه ربه .ي، وهكذا ففعل اهللا كله خريعنه التجأ فرقـ .فأضحى يعرف كل شيء، ملا ارتقى الطرفان اجتمعا، مجع اهللا بينهما

.: اعرتفوا}قالوا يا أبانا استـغفر لنا ذنوبـنا إنا كنا خاطئني {- 97

98 -} إن غفر لكم يوسف وتبتم إىل اهللا :}قال سوف أستـغفر لكم ريبحقوق اخللق ، ال بد .عندها يغفر اهللا لكم، أي: سأطلب لكم من يوسف

: أي: إىل أن أذهب ليوسف فأجتمع به أطلب لكم، }سوف .{من رضاهمحينما يعفو يوسف عنكم عندها نطلب لكم من اهللا: حق خاص، وحق

: إن صدقت توبتك يا إنسان ألقى العفو يف }إنه هو الغفور الرحيم { .عام .قلب غرميك

: أنا }فـلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبـويه وقال ادخلوا مصر {- 99 .: من كل ما ينغص}إن شاء الله آمنني { .حاكم هنا

وعلى مكان معد هلم مرتفع .: ملقام عال }ورفع أبـويه على العرش {-100: طلبوا منه أن يدخل م على اهللا، }له سجدا { .: مجيعا }وخروا { .احرتاما

.ومن بابه دخلوا مجيعا على اهللا " إذ رأوه أعلى منهم إقباال على اهللا تعاىل " .حقا لقد اعرتفوا له بقدره وبعجزهم، ودخلوا على اهللا من بابه

131

أبت هـذا تأويل رؤياي من قـبل قد جعلها ريب حقا وقد أحسن يب وقال يا{: إذ أدخلين السجن حىت صرت كامال " يوسف }إذ أخرجين من السجن

وجاء بكم من البدو من بـعد أن {عليه السالم من السجن خترج كامال". : نسبها للشيطان إذ وسوس هلم، لو كانوا }الشيطان بـيين وبـني إخويت نزغ

: نوره }إن ريب لطيف لما يشاء { .قريبني إذ ذاك من اهللا ملا وسوس هلممل ير شدة .ساري مع اخللق، يده على اخللق، مررين بلطف من حال حلال

املؤمن إذا اتقى قال: احلمد .له كلها لطف وتضييقا بل رأى معاملة الرحيمهللا رب العاملني راضيا بكل تصرفات اهللا به، يف فقره يف رضى، ويف مرضه يف

: على حسب }احلكيم { .: جيعل كل أمر يف حمله}إنه هو العليم { .رضى .علمه يعطي كل امرئ حقه

.: جعلتين عزيز مصر}رب قد آتـيتين من الملك {-101

: أنت املعلم. بإقباله على اهللا بتقواه علمه }وعلمتين من تأويل األحاديث {أنت { .: مظهر السموات}فاطر السماوات واألرض { .اهللا وهو يف السجن

نـيا واآلخرة ي يف الدر وأقبل واستسل}وليمن فك م صار اهللا وليه : وهكذا كلتـوفين { .ودليله، فريى بنور اهللا احلقائق، يرى الدنيا مدرسة فيسعى فيها

.: من تواضع هللا رفعه}مسلما وأحلقين بالصاحلني

وما كنت لديهم { .: يا حممد}ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك {-102 : بيوسف عليه السالم.}أمرهم وهم ميكرون إذ أمجعوا

132

إذا قد حيصل اإلميان بعد السماع،وحيصل بعد التفكري. {.. لو كنا نسمع {آمل،ذلك الكتاب ال .) سورة امللك، إما مساع وإما عقل10.} (.أو نـعقل

منون بالغيب ويقيمون الصالة ومما رزقـناهم ريب فيه هدى للمتقني،الذين يـؤ مع .إذا ما فكر وعقل ال يهتدي، فكر واعقل،) سورة البقرة3- 1ينفقون} (

كل هذا البيان الوارد يف السورة:

إن كل }ولو حرصت مبؤمنني { .: إن مل يفكروا}وما أكثـر الناس {-103هذا البيان عن اهللا ورمحته، وأنه هو املسري للكون وبيده كل شيء، مث ال

حيث أنه تعاىل جعل للهداية قوانني، وقد جعل اهللا .يؤمن لك أكثر الناسلقد جعل .تعاىل لكل شيء يف الكون نظاما، أما جعل لإلنسان نظاما ؟

م، أول اإلنسان لإلنسان ترتيبا عاليا، فكر، بصر، مسع...، والكون كله منظنطفة، فمن رباه يف رحم أمه؟. مث ولدت، فإذا وصلت حلد معني توقفت عن

.النماء

إن نظر املرء وفكر ذا عرف القانون، أما إن حلق الدنيا واستهواها عمي عن بنظرة صحيحة بنفسك تعرف أن لك مربيا، وأن يد املريب هي اليت .احلقائق

إال اهللا حقا، تراه حميطا بك فتحفظ من إلهل ال تسري الكون كله، فتقو اخلروج عن احلدود، إذ تراه دوما

ذا تتولد ثقة بنفسك أن اهللا راض عنك، عندها تصلي، نفسك ؛معكحتصل هلا ثقة بذاا أن اهللا راض عنها فتدخل على اهللا، وتكسب الكمال

سان خللق اهللا، عندها منه تعاىل، فتتبدل الشهوات بالعطف واحلنان واإلح

133

، إن صليت بالكعبة اجتمعت به، ودخلت مبعيته على �تقدر رسول اهللا ي، ويصبح لك نور من اهللا هل اهللا، فرتى الرمحة والعدل واحلنان واللطف اإل

." الدنيا ودناءا، اآلخرة وعلوها " .ترى به احلقائق

النفس مع الفكر، ويتم على أن التفكري بالرتبية ال يكون إال إذا اجتمعت .هذا االجتماع مىت خافت النفس من املوت

والصوم لتحصل الثقة للنفس، ويف اإلحرام يف احلج يتم خلع الدنيا من النفس بلبس ثياب املوت، وعدم االغتسال وقص الظفر واحللق والتباعد عن

يقيم . فالتضييق على النفس لتقبل على اهللا، عندها ويف النهاية.النساءاحلجة على شيطانه بعد أن فتح ورأى، ويرجم باحلصيات رمزا ملعاداته

.الشيطان، فمن ال يفكر ويعقل فلن يهتدي، أنت فكر واعقل

: أال تفكرون ذا؟!.. }وما تسأهلم عليه من أجر {-104

رمحة للعاملني أرسله اهللا، إن : هذه ذكرى، }إن هو إال ذكر للعالمني { فكرت، استسلمت، صرت مسلما.

: كم وكم يسمع وال يفكر؟!. }وكأين{-105

: ال يفكرون خبلق }من آية يف السماوات واألرض ميرون عليـها{ .فكر حللها معرضون {اهللا. ورا دون تفكري، : كم من آيات ميرون عليها مر }وهم عنـ

.وهذا الرجل"الذي ال يفكر" مهما أرشدته فلن يفقه شيئا

134

إن مل يفكروا .: بأن اهللا هو املسري للكون}وما يـؤمن أكثـرهم بالله {-106 ..جيعلون مع اهللا فعاال آخر، كأن يقول اإلنسان لوال فالن ملا حصل كذا

فاعال مع اهللا، يقول: فالن أذاين، وفالن ضرين، : جيعل}إال وهم مشركون { .حيث أنه مل يسلك الطريق، السماع عن األم واألب ال يكفي

: بالء عام، الساعة، }أفأمنوا أن تأتيـهم غاشية من عذاب الله {-107املوت!. أنت هل أمنت على نفسك من املوت؟!. من الذي هو آمن ال

أن تصيبه مصيبة أو يأتيه املوت؟. خيشى

: }وهم ال يشعرون { .: فجأة }الساعة بـغتة { .: بآخر الزمان}أو تأتيـهم { .إذ تأيت بغتة

ولكن هل أنت يف أمان من املوت أن يأتيك؟!.

أدعو { .: ظاهرة، طريق احلق كله ضمن املنطق}قل هـذه سبيلي{-108: بعد بيان }على بصرية { .: أدعوكم إىل اهللا، فكروا كي تدوا} الله إىل

هذا الكون أمامكم، فكر بعظمة اهللا، حبنانه، رمحته بالكون، كالمي .ومنطق: كل من آمن معي، كل من اتبعين هذا }أنا ومن اتـبـعين { .ضمن املنطق

.سريه

.: بكالمه كالم أحد}وما أنا من المشركني { .: ما أعظمه}وسبحان الله { .ال نؤمن أن ألحد حول وقوة مع اهللا

135

.: كما أوحينا إليك}وما أرسلنا من قـبلك إال رجاال نوحي إليهم{-109 .: منهم وفيهم}من أهل القرى{

فـينظروا كيف كان عاقبة {ء املعرضون!. : هؤال}أفـلم يسريوا يف األرض { : ماذا حل مبن سبق؟. ونتائج الذين مل يفكروا؟.}الذين من قـبلهم

ر للذين اتـقوا أفال تـعقلون { : شيئا من هذا الكون!. وأن }ولدار اآلخرة خيـلذائذها كلها خيال، ال راحة فيها، يضيق مل جئت للدنيا؟. .الفعال هو اهللا

.على املؤمن لئال يتمسك ا، والكافر كي يرجع عن التعلق ا

:كل من حول الرسل من الناس ينبئ }حىت إذا استـيأس الرسل {-110ا، بل : أصحام مل يؤمنوا حق}وظنوا أنـهم قد كذبوا { .بفشلهم مبسرية احلق

وال يـرد {: ينجى بعمله. }جاءهم نصرنا فـنجي من نشاء{ .صدقوا تصديقا : كل من جرم نفسه من اخلري، فمن ال خري فيه }بأسنا عن القوم المجرمني

.ال بد من هالكه

ويل ع { .: األنبياء والرسل}لقد كان يف قصصهم { -111 رة أل بـكل من فكر .:ملن كان له قلب، يعلمون ما ا من خري وحكمة}األلباب

ما كان .{حىت عرف ربه، والشخص الذي ال قلب عنده ال يفقه شيئا منهاذكرت القصة يف .: التوراة}حديثا يـفتـرى ولـكن تصديق الذي بـني يديه

كل شيء وهدى ورمحة لقوم { .: الكتاب}وتـفصيل { .التوراة أيضا

136

: من ال يؤمن ال جدوى له، إن مل يؤمن فلن يفقه من هذه السورة }يـؤمنون .شيئا

والحمد هللا رب العالمين

137

)43تأويل سورة الرعد وآياتھا (

بسم اهللا الرحمن الرحيم

يا ):ميالطيفا:صرت للعاملني شفيعا، ( ):ليا أمحد اخللق، ( ):ا( :مر}ـ ال{- 1إليك }:تلك آيات الكتاب يا رحيما بعبادي. { ):رحممودا عند خلقي، (

هذه اآليات اليت فيها سعادة اخللق، وهي اليت طبعت بنفسك. آمن واكتشفها اجلنات.يا إنسان حتظ ب

) سورة 43{.. أن تلكم الجنة أورثـتموها..} (يقول اهللا سبحانه: تلكم:هنا مبعىن هاكم خذوا. وتلك يف اآلية مبعىن تلق وخذ هذه األعراف:

اآليات اليت كانت كتبت يف نفسك بإقبالك علينا. فيكون اخلطاب إذا ) إليك المريا أيها املخاطب بـ ( ):الم، المرلرسول اهللا يف قوله تعاىل:(

:{ك احلقبذي أنزل إليك من روال} ..يشهد مبا طبعت عليه اآلياتنفسك،فما طبع يف نفسك صار تفصيله على لسان جربيل عليه السالم.

ألن الذي ال يفكر ال يهتدي، إن مل {ولـكن أكثـر الناس ال يـؤمنون}:يفكر فلن يؤمن. أما إن فكرت فعقلت آمنت؛ فما مل يفكر اإلنسان باآليات ويتعرف حىت حيوز العلم واليقني فلن يؤمن، فكيف هو طريق

اإلميان؟.

:فكر الله الذي رفع السماوات بغري عمد تـرونـها}{ فكر أيها اإلنسان: - 2جتلى عليها :مث استـوى على العرش}ن إال ذا الطريق. {ا، وال يكون اإلميا

138

فسارت. خلقها ونظمها مث جتلى عليها، فقام كل خملوق بوظيفته. نضج هذا الكون من إمداد اهللا. فأكثر الناس ال يؤمنون ألم مل يفكروا، فلم يعقلوا.

ما، كيف سخرمها اهللا هلذا الكون؟، كيف فكر فيه :وسخر الشمس والقمر}{؟. { ى}يشتغالن؟. من املمد؟. من املسريسمجيري ألجل م اليوم والسنة :كل

املقبلة، مثل اليوم هلما نفس األجل. لو كانت بنفسها لسارت بغري نظام، هذا ، من أمر الكون :يدبـر األمر}النظام يدل على مسري مرتب. {

:أنه معكم لعلكم بلقاء ربكم توقنون}لكم. { :يـفصل اآليات}يدبره؟!.{ دوما، هو احملرك ألجهزتك، قريب منك، معك، يبني لك هذا لتفكر.

ذه لك أمدها الذي من. احلياة أعطاها }:األرض مد الذي وهو {-3 من}:الثمرات كل ومن وأنـهارا رواسي فيها وجعل !. {وهيأها؟ اخلريات التزاوج؛ هذا كان ملا بنفسها كانت لو}:اثـنـني زوجني فيها جعل . {أجلك

والشتاء، الصيف والسماء، األرض واحلرارة، الربودة.زوجني؟ جعلها فمن الذي من }:النـهار الليل غشييـ !. {التالقح هذا بينهما وجعل والنهار، الليل

!.الشيء؟ هذا حيصل بذاته هل!. يغشي؟

، أما إذا حلق ر اإلنسان استدلإن فك:{رونقوم يـتـفكيف ذلك آليات ل إن} الدنيا ومل يفكر فلن يستفيد شيئا؛ إن مل تفكر فلن تصل لشيء.

4- ختتلف تربتها رغم جتاورها. كل أرض تجاورات}:{ويف األرض قطع متصلح لنوع، وكل تربة تصلح لزرع خاص. {وجنات من أعناب}: كل نوع

محص، فول، عنب...{وزرع}: شكل: مشمش، خوخ،

139

وان}: بندورة...{وخنيل}: متشابه، متشاات بالشكل، كلها أشكال.{صنـر صنـ غري متشابه. ولكن يف الثمرات اختالف كبري وان}:نبات. {وغيـ

بالرغم من أنه يشرب ماء بالثمر والطعم. {يسقى مباء واحد}:املاء واحد، والرتاب واحدا.{ونـفضل بـعضها على بـعض يف األكل}:

واحد،والنبات أيضا واحد، ولكن كل واحدة ذات شكل، وهلا فائدة، هل إن مل يفكر ر هذا من ذاته بذاته؟!. {إن يف ذلك آليات لقوم يـعقلون}:صا

فلن يعقل، وإن مل يعقل فلن يؤمن هذا اإلنسان، والسماع ال ينتج عقال.أن نقول بسم اهللا عند األكل والشرب لنفكر ونعقل، �أمرنا رسول اهللا

تعاىل معك حميط بك، إن فكرت رتب لك هذا الرتتيب لتستدل على أنهفعقلت آمنت. ليس هذا الكون كله لألكل والشرب، بل لتفعل املعروف

وترقى عند اهللا.

من إنكارهم مع ظهور هذه احلقائق، فقال له تعاىل: �وقد عجب -5 من عدم إميام، بعد هذه اآليات واخللق أم مل يؤمنوا. {وإن تـعجب}:

م}: فإن قوهلم أعجب:{أئذا كنا تـرابا أئنا لفي خلق {فـعجب قـوهل كفروا ال جديد}:!. هذه النقطة لو فكروا ا الستدلوا. {أولـئك الذين}:ما عقلوا، يرون إمكان حصول ذلك، سبب ذلك أم:{كفروا برم}:

هلية فأنكروها، مل ينظر أحدهم يف أصله، حيث أم مل يفكروا يف الرتبية اإللو فكر آلمن، نسبوا الفعل ألنفسهم، فنكروا فضل املريب وتكلموا ذا

الكالم.

140

الشهوات، ساقهم الشيطان للخبائث، إذ {وأولئك األغالل يف أعناقهم}:لشيطان عليهم، جتره الشهوات للسفالة، للرذيلة. ولو فكروا ملا استوىل ا

آخرته للنار.

هم خيلدون إليها ملا يف {وأولـئك أصحاب النار هم فيها خالدون}:نفوسهم من األمل. من دناءم واحنطاط خلقهم سيلقون بأنفسهم يف النار،خلقك اهللا تعاىل لتكون أمسى اخللق، إذا أعرضت صرت أسفل اخللق،

ا عليك، فتلقي بنفسك يف النار. فالواجب عليك عندها تلتهب نفسك أملأن تفكر اآلن ليحصل لك يقني أن اهللا معك اآلن. إذا فكر اإلنسان وجد الدين يسرا، أما إن مل يفكر فيستصعب األمور. وكل من فكر وصل، كل

من أمهل هذه اآللة كفر.

{ويدع . باملصيبة :السيئة}ب { .جلهلهم، لعدم إميام :ويستـعجلونك}{- 6 {..رب ما فيه شر عليه ) سورة اإلسراء:11(اإلنسان بالشيتطل} . قـبل

طلبوا البالء. :احلسنة}

ما حدث لألمم الغابرة. مسعوا مبن قبلهم {وقد خلت من قـبلهم المثالت}: اس على ورأوا أمثلة مبن سبق، ماذا حللنك لذو مغفرة لرب م؟!. {وإن

يرسل لك أنواعا منوعة من الشدائد لعلك ترجع. {وإن ربك ظلمهم}:يعقب كل عمل من أعمالك مبا يناسبه حىت آخر ساعة، لشديد العقاب}:

ال يرتك واحدة وال يرتكك.

141

أليست هذه اآليات وا لوال أنزل عليه آية من ربه}:{قول الذين كفر -7ا ا لن تعقل شيئا ولو رأيت املعجزة. {إمن رالسابقة بدالئل؟!. إن مل تفك

كل واحد وما يناسبه من طريق للهداية، فكل أنت منذر ولكل قـوم هاد}:باملنطق، أناس باملرض والشدة، وهلم إنسان وله شيء مناسب للهدى. أناس

جرا.

من ذكر أو أنثى، شجرة، حيوان، نبتة، {الله يـعلم ما حتمل كل أنثى}:-8يدخل فيها من امرأة. الشجرة كم تعطي من مثرات. {وما تغيض األرحام}:

وما تتقبل من ولد، الذرة هلا أنبوب يدخل ا غبار الطلع. وهكذا كل رحميف النمو، كل شيء له مقدار عنده. ال يزيد النماء عن شيء. {وما تـزداد}:

. {وكل شيء عنده مبقدار}: معني حتمل مبقدار ما يلزم الكون، وما يلزم حدكل إنسان، عدد األوالد، البنات، املقادير، احلجوم. كله عنده مبقدار، لوال

مت البطيخة إىل حد كبري ال توقف له. وكل إنسان وله وقت معلوم. ذلك لن

احلاضر، الظاهر. كال ما يف نفسك. {والشهادة}: {عامل الغيب}:-9مهما استعظمت هو الغيب والشهادة معلومان عنده. {الكبري المتـعال}:

أكرب وأعلى، ماله حد.

:أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل} سواء منكم من {-10 كله بعلمه تعاىل. يف اخلفاء يعمل، خمبئ نفسه. {وسارب بالنـهار}:

142

حتفظه، مالئكة حميطون به، {له معقبات من بـني يديه ومن خلفه}:- 11حيفظون أعماله . {حيفظونه من أمر الله}:لوال ذلك الختطفتك الشياطني

بأمر من اهللا:عملك كله مكتوب عليك.

تب إىل اهللا يرفع عنك {إن الله ال يـغيـر ما بقوم حىت يـغيـروا ما بأنـفسهم}:ت تغري علي ت، إن غري ك. ليس البالء، والنعمة ال تزول عنك إال إذا غري

هناك كتابة أزلية أنك من أهل النار والشقاء، على حسب حالك يعطيك بكل حلظة، كل ساعة، كل يوم.

ال يرده أحد، إذا استحق اإلنسان {وإذا أراد الله بقوم سوءا فال مرد له}: }:يتوىل شؤوم.البالء فال يرده عنه أحد. {وما هلم من دونه من وال

يريك النعيم ويتفضل عليك. {هو الذي يريكم البـرق}:- 12

باإلقبال على اهللا،يريك لتخاف من البعد عن اهللا. { وطمعا}: {خوفا}: اجلنة وما فيها من نعيم وخريات تربق أمامك، إن خفت طمعت باخلريات.

النية الثقيلة باخلريات، تصبح نفسك مشحونة :}ويـنشئ السحاب الثـقال {باخلريات، إذا صار لك هذا اخلوف والطمع فتفعل اخلري الذي جير لك العطاء

العظيم.

اإلنذارات بالتخويف من النار،وهذا جيعلك {ويسبح الرعد حبمده}:- 13 عليه. تسبح ربك مبا حيمد عليه، فتسري عندها مبا حيمد تعاىل

هلامات، تدب اخلوف يف نفسك لرتجع. يلقون يف نفسك اإل {والمالئكة}:

143

كل هذا حيصل لك إن صار لك خوف من ربك. {ويـرسل {من خيفته}:البالء، اهلالك ملن استحق ذلك وأراده لنفسه. {فـيصيب ا من الصواعق}:

إنه غري يقولون: الء. {وهم جيادلون يف الله}:ملن يشاء اهلالك والب يشاء}: احملاولة لردك للحق. عادل وأنه غري رحيم... {وهو شديد المحال}:

14 -:{له دعوة احلق} ذينك سواه. {والال وحده، وال أحد ميدهو الفعخملوقات مثلهم ال حول هلم وال بشيء}: يدعون من دونه ال يستجيبون هلم

قوة.

لغ فاه وما هو ببالغه}: هل املاء يصعد {إال كباسط كفيه إىل الماء ليبـتائهني. بنفسه؟. ال فعل هلم. {وما دعاء الكافرين إال يف ضالل}:

يعقل ال إله إال اهللا، فما عظم احلنان الكافر:كل من مل يعظم ربه، من مل والرمحة.

الكافر وغري {ولله يسجد من يف السماوات واألرض طوعا وكرها}:- 15الكافر، الصغري والكبري، وكل خملوق حمتاج هللا تعاىل. فالكل مفتقر إليه،

طالب فضله، وحيتاج لفضله.

:بالغدو واآلصال} عليهم من البداية لنهاية احلياة..{جتلي اهللا :وظالهلم}{ باإلمداد، من البداية للنهاية.

هل مثة أحد يعطي القوة للشمس، :قل من رب السماوات واألرض}{- 16هل من أحد غريه؟. فهو املسري :قل الله}للقمر؟. هل من أحد ينزل املطر؟. {

144

يدور بك األرض وميشيك كيفما شئت عليها، الذي يسري، ك معهم، يريب ويسريقل أفاختذمت من دونه أولياء ال ميلكون ألنفسهم فمن ال يفكر ال يؤمن. {

قل هل يستوي األعمى كلهم حمتاجون هللا تعاىل. { :نـفعا وال ضرا}مها متساويان أو مها حبال واحد؟. أال تفكر؟، طوال النهار هل :والبصري}

تعمل للدنيا دون حساب لآلخرة!.

هل الظلمة والنور سيان؟!. مل ال تفتح :أم هل تستوي الظلمات والنور}{ :ه}أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلق عينك؟!. أفال تستنري وترى احلق؟!. {

هل أحد خلق كخلق اهللا؟. هل من أحد خيلق شجرة أو بذرة تغرس فتصبح هل خيلق أحد مهما بلغ يف العلم ذبابة؟. :فـتشابه اخللق عليهم}شجرة؟!. {

ال كما حتب، بل يعطيك :قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار}{ ضمن احلكمة.

كله مبقدار، وملا يلزم زل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}:{أن- 17 هذه الكـرة األرضية بقـدر ما حيـتاج اخلــلق. {فاحتمل السيل زبدا رابيا}:

كل احلياة الدنيا كرغوة صابون. أكلك، مشربك، نعيمك، دنياك. رغــوة،

أيضا هلا رغوة :ليه يف النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثـله}ومما يوقدون ع { مثله.

:هذا مثلهما. الذي مهه الدنيا ويشتغل كذلك يضرب الله احلق والباطل}{ ماهلا وهذا حال الدنيا، يف :فأما الزبد فـيذهب جفاء}هلا سعيه فيها زبد. {

145

عملك :وأما ما ينفع الناس فـيمكث يف األرض}وشهواا وزخارفها. {من يشتغل العايل الذي نفعت به اخللق، هو الذي يبقى لك من الدنيا.

لآلخرة عمله باق فيمكث يف األرض.

فكر ا. :كذلك يضرب الله األمثال}{

مسعوا كالم املريب، ففكروا. الكون كله ضمن جابوا لرم}:{للذين است - 18قوانني وله نظام، أنت أليس لك نظام؟. لقد بينه تعاىل لك، الذين فكروا،

احلياة الطيبة دنيا وآخرة. هلم:{احلسىن}:

غدا له الشقاء.مل يفكر فلم يسر على قوانني، {والذين مل يستجيبوا له}:يعا ومثـله معه الفـتدوا به أولـئك هلم سوء { لو أن هلم ما يف األرض مج

الذل واحلقارة. {وبئس المهاد}: جهنم تعود احلساب ومأواهم جهنم}: وجد الكون. عليهم بالبؤس والشقاء األبدي. هذا كالم من خلقك وأ

ا أنزل إليك من ربك احلق كمن هو أعمى}- 19 سري {أفمن يـعلم أمن .!:األول إنسان، والثاين سافل منحط، هل عمل اإلثنني هل هو متماثل؟!.

املؤمن كعمل اجلاهل؟. جعل لك تعاىل كافة الرتتيبات لكي تعمل املعروف، خلقت أنت هلذا الشيء. فكر يا إنسان، انظر ملن وتكون نيتك طيبة،

حصلت له املعرفة باهللا تعاىل، هل معاملته كمعاملة البعيد عن اهللا؟!. عامل هذا وهذا وانظر لنفسك هل أنت إنسان؟.

146

ا يـتذكر أولوا األلباب}: ال القشور؛ اللب ينتفع به. ال يعرف الفضل إال {إمنرف أهل اإلميان إال أهل اإلميان. فمن غدا طاهر القلب إذ صار ذووه، وال يع

من أهل اإلميان هذا يعرف هذا الشيء. من هم أولو األلباب؟.

يف األزل، كافة اخللق عاهدوا اهللا قبل {الذين يوفون بعهد الله}:- 20 ون مقبلني متمسم يظلم إن جاؤوا للدنيا فإكني. جميئهم للدنيا بأ

ما جاء به الرسل، جاء للدنيا وثبت على احلق. {وال ينقضون الميثاق}: عاهد وصدق عهده.

{والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل}:دائما أنفسهم مرتبطة باهللا. - 21ك بأن رتب اهللا هلم قانونا فساروا عليه، وظلت نفوسهم دائمة الصلة، وذل

دائما حيسب حساب املريب. . {وخيشون ربـهم}:�جيعل صلته برسول اهللا عرفوا عدل اهللا وأنه سيأيت يوم ينال فيه كل {وخيافون سوء احلساب}:

إنسان حقه، وخياف أن خيجل غدا بني يدي اهللا، ما هو الطريق الذي سلكوه حىت وصلوا لذلك؟.

صربوا عن الدنيا وشهواا، عن املعاصي، على ن صبـروا}:{والذي- 22طالب رضاء اهللا. الشدائد لكي حيظوا باإلقبال على اهللا،{ابتغاء وجه رم}:

وكيف أوال:صرب وترك املنكر بالكلية، وأقام الصالة. {وأقاموا الصالة}: أقامها؟.

147

فعل املعروف، تصدق بيده، بلسانه، مباله، وبنفسه. ذه األعمال أقام الصالة " هذا هو الطريق لكي تصل نفسك مبا أمر اهللا به أن يوصل"، وعندها صلى وأقبل على اهللا، رأى حنان اهللا ورمحته ورأفته على مجيع

به. فهم يفعلون اخلريات املخلوقات، فما من شيء إال ورمحة اهللا حافة لتدخل نفوسهم على اهللا، ومن ال شيء عنده نيته ترقى به. {وأنفقوا مما

بعمل املعروف يصبح وله إقبال على اهللا، عندها رزقـناهم سرا وعالنية}: يعامل كل إنسان، كل خملوق صار ممن:{ويدرؤون باحلسنة السيئة}:

باإلحسان. يقابل السوء باإلحسان، تعامل املسيء لك مبا يناسبه وعلى حسب احلكمة مما فيه خريه ونفعه، هو أخوك، عليك أن تسعى يف ار}:غدا:هؤالء هلم اجلنة، ه للحق. {أولئك هلم عقىب الداإلحسان إليه لرتد

:نكرراجلنة تتوقف على عملك.

فمن هم؟. {والذين يصلون وفون بعهد الله وال ينقضون الميثاق}:{الذين ي ما أمر الله به أن يوصل}:دوما قلبه مرتبط باهللا تعاىل. {وخيشون ربـهم}:

يعرف أن اهللا دائما حاسب حساب املريب. { خافون سوء احلساب}: سيعطي كل:{مذين صبـروا ابتغاء وجه روال} .هعن الشهوات امرئ حق

الدنيا وزخارفها، النساء، البنايات، املالهي، حىت حيصل هلم إقبال. {وأقاموا فعلوا املعروف. الصالة}:

فالصلة ال :احلسنة السيئة}وأنفقوا مما رزقـناهم سرا وعالنية ويدرؤون ب { تكون إال برتك املنكر بالكلية واملعروف قدر املستطاع.

148

فما هي عقىب الدار؟. وما هو بعد هذه :أولئك هلم عقىب الدار}{ احلياة؟.

هي جنات دائمية من جنة جلنة. {يدخلونـها ومن {جنات عدن}:- 23الئكة يدخلون عليهم من كل صلح

من آبائهم وأزواجهم وذريام وامل

من اخلري الذي قدموه، فيدخلون عليهم بأعماهلم اليت فعلوها، باب}: فالدنيا مجيلة، لكن العمر الطويل حسن إن كان معه عمل صاحل.

ار}:{سالم عليكم مبا ص - 24 ما أمجلها!. هؤالء هلم بـرمت فنعم عقىب الد اجلنة. اجلنة تتوقف على عملك.

ما عاهدوا اهللا عليه، عاهد اهللا ونقض. {والذين ينقضون عهد الله}:- 25أن ما ورد عن لسان الرسل. {ويـقطعون ما أمر الله به {من بـعد ميثاقه}:

، وال يعمل عمال صاحلا جيعل له صلة يقبل �حممدا وآل حممد يوصل}:ا على اهللا،ال بد من عمل صاحل. فإن مل حتصل لك بنفسك ثقة عالية بأن

يشوق الناس اهللا تعاىل راض عنك فلن تقبل عليه. {ويـفسدون يف األرض}:الناس على املنكر: بنايات، للفساد ولألذى، يعمل أعماال يشجع

قصور،نساء، مالهي...

غدا. كل هذه البعد عن اهللا. { وهلم سوء الدار}: {أولئك هلم اللعنة}:األعمال اليت يعملوا ستكون غدا سببا الستيائهم واحنطاطهم، وذا احلال

يرمتون يف النار.

149

الرزق. طالب الدنيا يعطيه، لكن ليس :من يشاء}الله يـبسط الرزق ل {- 26له يف اآلخرة عطاء. ال تنغش يا مؤمن إذا رأيت شخصا أقبلت الدنيا عليه

{ومن أعرض عن ذكري فإن وسريه منحرف، هذه نقمة ال نعمة، قال تعاىل:مبقدار ما استقر لكن :ويـقدر}. {) سورة طـه124له معيشة ضنكا..} (

نـيا يف هؤالء املساكني. { :وفرحوا}يف نفسه. { نـيا وما احلياة الد باحلياة الد مدة قليلة مؤقتة. :اآلخرة إال متاع}

:ويـقول الذين كفروا لوال أنزل عليه آية من ربه}بعد كل هذا البيان:{ - 27فهل فكرت ذه الداللة؟. ماذا يطلب منك؟. يطلب منك أن تعيش حبياة طيبة

قل إن الله وبسعادة، فائدة قوله وداللته مرجوعها لك. ليست املسألة جزافا. {أعطاك االختيار، طالب الرذيلة يعطاها ليخلص قلبه منها، :يضل من يشاء}

خرجه له. ولكن فكر. فبسبب ما يف نفسه من خبث ولي

وأنت هو الفاعل. اهللا أعطاه رجع إىلكل من :ويـهدي إليه من أناب}{الفعال هو اهللا، يعطيك لينقيك ويشفيك، الضالل رمحة منه عليك الطلب،

تعاىل بك. إن التجأت سر باحلق.

، ومل تنظر بالكون، إن مل تعرف اآلخرة بتفكريك باملريب {الذين آمنوا}:- 28 وكيف حتصل الرتبية، ومل تؤمن بال إله إال اهللا، فلن حيصل لك اإلميان احلق.

هذه عالمة املؤمن يطمئن، يفرح؛ إذا ذكر له {وتطمئن قـلوبـهم بذكر الله}: املوت فرح. من أوجدك؟. من يعطيك؟. من له احلنان عليك؟.

150

أليس ذلك حقا؟. ألست بذكر اهللا تطمئن القلوب}: {أال بذكر الله تطمئن؟. أيطمئن قلبك بغريه؟!. فمن ال يفكر ال حيصل له اطمئنان بذكر

اهللا.

عالمة اإلميان الصحيح العمل :الذين آمنوا وعملوا الصاحلات}{- 29 الصاحل.

، هنيئا هلم. أقبلت نفوسهم على اهللا تعاىل حياة طيبة له غدا :طوىب هلم}{فطابت من كل دنس، ترك املنكرات، وعمل الصاحلات، فطابت نفسه.

حسن رجعة للحياة اآلخرة، رجعة حسنة، رجعة إىل النعيم :وحسن مآب}{والسعادة األبدية، دنيا وآخرة. الدنيا كلها ال تبادل بلحظة، املوت للمؤمن رمحة

لدنيا مدرسة:إن نلت الشهادة فتخرج من املدرسة إىل النعيم.ونعمة، ا

ألجل هذا، ليسعدوا ولينالوا فضلنا، كل اخللق هلذا :كذلك أرسلناك}{- 30 خلقوا. إذن فاهللا تعاىل مل يقدر من األزل أن أناسا للجنة، وآخرين للنار.

} ة قد خلت من قـبلها أمم لنا إليك}يف أم لو عليهم الذي أوحيـ انطبعت :تتـ بإقباله، مث أنزهلا عليه ليبلغها حبسب املناسب. �هذه اآليات يف نفسه

مع كل هذا الفضل وهذه العناية يعرضون عنه {وهم يكفرون بالرمحـن}:كذا من ينكر فضل اهللا، تعاىل، والكفر هو نكران النعم " إنكار نعم اهللا "،

كل هذا وينكرون حنان اهللا وفضله ونعمه!. أرسلناك لتنقذهم وترشدهم ملا فيه خريهم فيسعدون دنيا وآخرة، وهم يقابلون نعميت بالنكران!.

151

ال مسري للكون سواه. :قل هو ريب ال إله إال هو}{

عيت، أرجع إليه. رج :عليه تـوكلت وإليه متاب}{

لو أعطيناك معجزة فقلت للجبال :ولو أن قـرآنا سيـرت به اجلبال}{- 31 فسارت.

ملا آمنوا. :أو قطعت به األرض أو كلم به الموتى}{

يعا}{ له. إن مل يفكر فيعقل فما له من خواص، وال جدوى :بل لله األمر مجهو مسري العاملني مجيعا، يعطي كل إنسان على حسب ما يف نفسه. كافة األمور مرجعها على حسب ما يف نفسك، تدبريك، تفكريك، وعملك ال ينتج ت فيه وإليه، شيئا، ستسري فيما طبع يف نفسك، إن طبع بنفسك الكمال سري

ومنطق، ومهما وإن أعرضت وطبعت الرذيلة ستسري ا مهما مسعت من بيان رأيت من معجزات.

إذن ال بد من التفكري حىت تعرف أن سري الكون كله بيد اهللا، عندها تؤمن وختشى، تقبل فينطبع الكمال يف نفسك. فاملسألة بالتفكري، ال بالكالم وال بالداللة، ال بد من أن تذعن نفسك من ذاتك وتفكر. ذكر نفسك باملوت،

هايتك بالقرب، إن استسلمت لك وانقادت فكر بالكون امش من بدايتك لنحىت تدي إىل اهللا. إن آمنت بال إله إال اهللا:أن يدك، عينك، أعضاءك، ك على حسب ما يف ها به، عندها تقبل عليه فتكتسب الكمال، ويسريكل

و يشاء الله أما يئسوا من هذا؟. {أن ل نفسك. {أفـلم يـيأس الذين آمنوا}:

152

يعا}: فمن يصيح أملا من مرض يف معدته، قبل كل شيء ال هلدى الناس مجباحلق بد من إخراج ما فيه. جاء بالناس إىل الدنيا ليسعدهم، إن مل يسريوا

فما كسبوا شيئا. ملاذا أخرجنا تعاىل للدنيا؟. لنعمل املعروف واإلحسان، ا، عندها وباآلخرة نرى عملنا، فنقبل على اهللا؛ وبكل باختيارنا نطلب ويعطين

إقبال جنة وبعده جنة وهكذا، فجئنا لنعمل لنرقى بالنظر لوجه اهللا، لوال الدنيا ملا كان لنا رقي.

شدائد، يرسل اهللا تعاىل :وال يـزال الذين كفروا تصيبـهم مبا صنـعوا قارعة}{ء، ومصيبة إثر مصيبة، لعل هذا اإلنسان يرجع، فال تكتب بالء تلو بال

بنفسك الرذيلة، اكتب بنفسك الكمال ليأتيك اخلري. فإذا أضحت نفس اإلنسان قابلة للخري وعمل(اقرتف) سيئا، فاهللا تعاىل يضربه ليتوب، وذلك بأن

أردما يسوق له بالء. إذا أردت الدنيا أوتيتها، وال حظ لك يف اآلخرة، إن معا نلتهما، أما إن أردت اآلخرة ولك شذوذ جاءت املصائب.

يوم الوفاة. {إن أقارم. {حىت يأيت وعد الله}: {أو حتل قريبا من دارهم}: ما من أحد مرتوكا. الله ال خيلف الميعاد}:

32 - } ذين كفروا}ولقد استـهزئ برسل مأعطيتهم :ن قـبلك فأمليت للمث أخذتـهم فكيف كان الدنيا، وما ذاقوا من اللب شيئا،بل أخذوا القشر. {

كيف كانت نتائج عملهم؟. ماذا حل م أخريا؟. أال تفكر ذا :عقاب} الكون وتستدل؟!.

153

من هو؟. على كل نـفس مبا كسبت}:ـ {أفمن هو قآئم 33

بينوا صفتهم، ممن ال شيء بيدهم. {قل مسوهم}: {وجعلوا لله شركاء}:هذه عملهم، مباذا قاموا من أعمال؟!. {أم تـنبئونه مبا ال يـعلم يف األرض}:

اد وتقولون:إم وسطاء!. اجلمادات جتعلوا وسطاء بينكم وبينه!. مج

وهم يسعون خلبثهم، :أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم}{ وإشقائهم، يسعى يف أن يستند إىل مستند ليقارف شهواته، يتبجح بالناس.

لي. عن احلق. ذا العمل ال يستطيع أن يص {وصدوا عن السبيل}:

من مل يصل لكلمة (ال إله إال اهللا)، وال يؤمن ا، يضل {ومن يضلل الله}: ال يهديه أحد. نفسه عنها. {فما له من هاد}:

نـيا}، {هلم عذاب}:- 34 ومن أعرض ببعدهم عن اهللا. {يف احلياة الد}{ولعذاب اآلخرة ) سورة طـه124ضنكا..} ( عن ذكري فإن له معيشة

:{أشق .أشد

من يوقيه؟. النار بقلبه تشتعل فال مينعهم أحد. {وما هلم من الله من واق}:

اللذائذ اليت :مثل اجلنة اليت وعد المتـقون جتري من حتتها األنـهار}{- 35على طول متواصل، ال شبع وال جوع، مهما :أكلها دآئم}لبها النفس. {تتط

عليهم، التجلي اإلهلي دوما عليك. :وظلها}تلذذت جتد أكثر. {

154

ألنه ال يفعل املعروف، {تلك عقىب الذين اتـقوا وعقىب الكافرين النار}:ن جيعل اإلنسان إنسانا، يعامل اخللق باإلحسان، عمله رديء كله. اإلميا

فمن يأيت باآلخرة بعمل عال يكون وجهه أبيض، هذا له اإلقبال:اجلنة.

ناهم الكتاب}{- 36 ممن أقبلوا على اهللا، وطبع الكمال يف :والذين آتـيـاب اإلميان أصح :يـفرحون مبا أنزل إليك}نفوسهم من نصارى ويهود. {

:ومن األحزاب من ينكر بـعضه}يفرحون مبا أنزل، كالنجاشي وابن سالم. { ب لليهودية أو النصرانية ومل يؤمن، ينكر ما ال يوافق هوى نفسه، يقرحتز

بشيء وينكر شيئا.

ا أمرت أن أعبد الله وال أشرك به}{ معه أحدا. ال أشرك :قل إمن

رجعيت إليه. :وإليه مآب}أدعو إىل اهللا. { :إليه أدعو}{

، مفصل، منطقي، واسع البيان. {وكذلك أنزلناه حكما عربيا}:- 37 بنيبعد ما عرفت {ولئن اتـبـعت أهواءهم بـعد ما جاءك من العلم}: قل هلم:

كل إنسان ينال حقه، وأن اهللا تعاىل ناظر ملا طبع بنفس كل إنسان، بأن أنت فأصبحت تعرف احلق من الباطل. {ما لك من الله من ويل وال واق}:

تعلم هذا فكيف ميكن؟!.

وما كان لرسول ولقد أرسلنا رسال من قـبلك وجعلنا هلم أزواجا وذرية {- 38 :إال بإذن الله}الرسول بشر ليس بيده معجزة وال فعل. { :أن يأيت بآية}

األمر راجع هللا، اهللا تعاىل حكيم، فاملناسب يسوقه، واملعجزات من عند اهللا.

155

ما كتب يف نفوسهم، يعطيه الالزم، فعلى حسب احلال :لكل أجل كتاب}{ العالج املناسب. يتم

احملو واإلثبات مبين على ما يف نفسك. {ميحو الله ما يشاء ويـثبت}:- 39إن كنت منحرفا ورجعت إىل اهللا وتبت حما ما يف نفسك من درن وطبع

احلق، لكن املعول على ما يف نفسك.

) سورة 11ا ما بأنـفسهم..} ({.. إن الله ال يـغيـر ما بقوم حتى يـغيـرو فإن كان يف نفسك خبث فال بد من إخراجه. {وعنده أم الرعد.

إن رجعت إىل اهللا أثبت احلق فطبعه يف نفسك. هذا وال تكون الكتاب}: التوبة إال بعد اإلميان.

ا من البال {وإن ما نريـنك بـعض الذي نعدهم}:- 40 ك فإمنيـنء. {أو نـتـوفـنا احلساب}: فكل إنسان نعطيه ما يناسبه. عليك البالغ وعليـ

الفصول، ومرور الدنيا {أومل يـروا أنا نأيت األرض ننقصها من أطرافها}:- 41الدنيا، مث تتالشى واحدة بعد واحدة. تأيت املخلوقات فتأخذ نصيبها من

وتذهب، ولكل ترابه له ال لغريه. فلو أعطى الكون وتركه ألمثرت الشجرة أول مرة مث انقطع عملها، وكذا اإلنسان، لكن الشجرة تثمر مث تعود لإلعطاء

حكمه كامل واألخذ. الكون من يدبره؟. {والله حيكم ال معقب حلكمه}: (من كمال ألكمل)، ال نقص فيه. ، تكميلال حيتاج لتعقيب

156

كل واحد ينال حقه باحلال، ال تعتب على غريك، {وهو سريع احلساب}: اعتب على نفسك.

يعا}عملوا التدابري. { :وقد مكر الذين من قـبلهم}{- 42 :فلله المكر مج هواه وطلبه، التدبريات كلها بيد اهللا، عملهم كله ضمن علمه وبيده. يعطي كال

دبر ما شئت، فما بنفسك سيأتيه مناسبه. لكن الطاهر ال تقع عليه تدبريات عليم مبا يف نفسك، حالتك :يـعلم ما تكسب كل نـفس}سيئة إطالقا. {ار}:{لمن عق الناكرين داللة اهللا. :وسيـعلم الكفار}ستقع عليك. { ال ىب الد

بد من ذلك عاجال أو آجال.

بعد كل هذا البيان والداللة. :ويـقول الذين كفروا}{- 43

{قل كفى بالله شهيدا بـيين لست أنت الرسول. {لست مرسال}:نكم}: ين رسوله؟!.هذه الداللة على ال إله إال اهللا، أليست كافية على أ وبـيـ

مثلي، هل مثة أحد يفهم مثلي؟. فهمي وبياين :ومن عنده علم الكتاب}{ . هذا دليل على رساليت. وعلمي به أال يدل على أين رسوله؟!

والحمد هللا رب العالمين

157

) 52تأويل سورة إبراھيم وآياتھا (

بسم اهللا الرحمن الرحيم

: من أنت؟. }ر كتاب أنزلناه إليك ل ا{-1

) وما بعدها موجها لشخص؟!. لراأال جيب أن يكون اخلطاب بــ ( اخلطاب ملخاطب، على من أنزل؟. وكلمة:(إليك) فيها كاف

؟.�لرسول اهللا ) رموز فيها خطاب لرا( إذن أليست

): يا ل): يا أمحد اخللق، ( ا): خياطب اهللا تعاىل حبيبه: ( لراواآلن (): يا ر( .لطيفا، صرت للعاملني شفيعا،حيث أنه مل حيمدين أحد مثلك

.رحيما بعبادي

ملاذا جعله اهللا تعاىل خليفة؟. لرمحته. فخري اخللق وأرمحهم جعله تعاىل خليفة هذا .عل احلاكم املنصف يويل خري الناس وصيا على األيتامله، متاما كما يف

.: طبع يف نفسك}كتاب { .اخلطاب أنزلناه إليك، أي: لرسول اهللالتخرج الناس من الظلمات إىل { .: لرسول اهللا}إليك {: اآلن.}أنزلناه {

: فما هي هذه الظلمات والنور؟. }النور

فبنظرة .هلا صورة وهلا حقيقة، املؤمن يرى ما فيها من خري وشر: الدنيالظاهر الدنيا جتدها مجيلة، لكنها يف حقيقتها حية خميفة، أنت جئت للدنيا

158

ملدة مؤقتة، خلق لك الدنيا لتصبح ذا بصرية: تفعل املعروف فيغدو لك وجه تقبل به على اهللا.

: }إىل صراط العزيز احلميد { .صدقوا: وال تستطيع إن مل ي}بإذن رم {، تفكر ر فرتى املريبر باملوت لتجمع نفسك إىل فكرك، تفكالصراط: تفك، لكلمة ال إله إال اهللا، إن آمنت به استقمت، صليت، انتقش فتصل للمسري الكمال بنفسك منه، حتب أهل الكمال فتقبل معهم على اهللا، ترى بنوره

.اخلري خريا، والشر شرا

.وهكذا املؤمن إذا نظر بنور اهللا يرى اخلري خريا، والشر شرا

فاإلنسان يسعى كي يصبح ذا بصرية يرى ا احلقائق، فالدنيا خطرة، وعلى الدنيا: إن حلقت ا تبقى دوما يف .اإلنسان أن جيتهد كي ال يقع فيها

.نغص، وكذلك يف اآلخرة هالك

مىت صدقت اجتمعت .:إن مل يصدق اإلنسان فلن يفكر }ن رم بإذ { نفسك وفكرك معا، كذلك كل آية يف الكون إن عمقت فيها تصل للكل.

فإن أخذت تفاحة وتتبعتها وفكرت ا .ال بد من التفكري ومواصلة التفكري .طريق احلضرة اإلهلية: إىل }إىل صراط العزيز احلميد { توصلت:

جعل اهللا تعاىل لإلنسان عينا وأذنا وملكا يناديه: يا عبد اهللا فكر بآيات اهللا، بأصلك: نطفة، من أين جاءت؟!.

159

ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقني، ،مل اويف سورة البقرة قال تعاىل :{ كيف آمنوا؟. ،) سورة البقرة 3- 1.} (.ب الذين يـؤمنون بالغي

أصلي نطفة؛ من أين جاءت؟!. من األب، من مثرات، من تراب، ببطن أمي، كيف تكونت؟!. ملا ولدت، كيف تتزايد نسبة الغذاء والدسم يف احلليب الذي أرضعه من أمي؟. مىت كربت سأموت، ماذا وراء املوت؟. إن

هذا التفكري اهتديت، فكر عندها إن فكرت .عرف أنه سيموت صدقبالشمس، بالنجوم، بالغيم، باملطر، األمطار كيف تتكون منها الثمرات؟.

{والذين يـؤمنون .ولن يؤمن ما مل يفكر ويعقل .عندها يؤمن بال إله إال اهللا . ) سورة البقرة4.} (.بما أنزل إليك

): إليقاظ لرالذلك ( .رشاد وعقل فاهتدىمسع من الرسول، من أهل اإل .التفكري، فكر إىل أن تدي

: إن صرت مؤمنا، اإلميان يدعوك للعمل الصاحل، }من الظلمات إىل النور {نفسك إن مل تشغلها .حيفظك من السوء، كيفما حتولت ترى اهللا معك

.باخلري شغلتك بالشر، والعكس صحيح

لد الثقة أن اهللا تعاىل راض، بالثقة احلاصلة من فعل املعروف : تتو بالمعروفيقبل املرء على اهللا تعاىل، وبالصالة الصحيحة تطهر النفس ويصبح املرء كامال، فيحب أهل الكمال: إن مسع (الر) جتتمع نفسه بالصالة برسول اهللا

حبه يرى ويدخل معه على اهللا، عندها يرى أمساء اهللا جل جالله، فبقدر �

160

وحيب فيعشق حضرة اهللا الرحيم، ويستنري بنور اهللا فريى اخلري خريا وذلك إذا . �صليت مع رسول اهللا

: فكر ا :ما هذا }الله الذي له ما يف السماوات وما يف األرض {-2الكون؟!. ما هذا النظام؟!. مل خلق الدنيا كلها؟!. خلقها لسعادتك، إن

.رفت ربك سعدت هنا وغدا ع

: الكافر هو الذي ال يقدر نعم اهللا، نكر عظمة اهللا فما }وويل للكافرين {: }من عذاب شديد {.إال اهللا، إذ مل يقدر عظمته تعاىل وحنانهإله شاهد ال

عندما يرى نفسه قد أضاع حياته سدى، عندها حيرتق وتتقطع نفسه، فيتأمل .شد األملأ

نـيا على اآلخرة {من هم الكافرون؟. -3 ون احلياة الدذين يستحبنظره }ال :: يباعد }{ويصدون عن سبيل الله .للدنيا وكل مسعاه هلا.. مهه الدنيا

؟!. نظرك دوما لدنياك!. ذا املريب رغونـها عو {الناس. أفال تفك : }جا ويـبـ: عن }أولـئك يف ضالل بعيد { .يريد الدنيا على كيفه وحسب هواه

{ومن أعرض عن إذا نظرت لقلبه جتده خاليا من كل سعادة: .السعادة .) سورة طـه124.} (.ذكري فإن له معيشة ضنكا

: سيدنا موسى عليه السالم أرسله }قـومه وما أرسلنا من رسول إال بلسان {- 4 �قومه، وسيدنا عيسى عليه السـالم بالطب، سيـدنا حممـد غلب، بالعصااهللا

�كل واحد أيضا له ملك يناديه بلسانه: اإلفرنسي باإلفرنسي و... بالبالغـة،

161

هلم دون : طريق اإلميان، ليظهر احلق، طريق اإلميان ال عن مساع ب�ليبـني: كل من }فـيضل الله من يشاء { .عقل، اإلنسان يفكر، بعد التفكري يعقل

شاء السفالة والرذيلة وسكنت يف نفسه يضله تعاىل عن النتائج ليعطيه العالج، خيرجها من نفسه إن كانت مملوءة خبثا وسفالة ليسوق له من بعد

.: اخلري لنفسه}ويـهدي من يشاء { .العالج املر القوي

: يعطي كل واحد حبسب حاله، كل شيء ضمن }وهو العزيز احلكيم { .احلكمة، ويعطي كل إنسان ما يناسبه: إن اخرتت اخلري أعطاك، وبالعكس

: العصا، البحر، احلجر، إحياء امليت.. }ولقد أرسلنا موسى بآياتنا{-5، اعرفوا من بيده }من الظلمات إىل النور أن أخرج قـومك { روا باملريبفك :

: ماذا كان يعاملهم فرعون؟. كيف كانوا؟. من }وذكرهم بأيام الله { .األمر: يشدد اهللا تعاىل على عبده }إن يف ذلك آليات {أنقذهم؟. من الفاعل؟.

ال للسعادة: فهو تعاىل يسوق احملن لإلنسان من ليداويه، إذ مل خيلق اخللق إفقر ومرض وشدائد كي يفكر هذا اإلنسان فريجع للحق، ليستقيم وينال

: هذه }لكل صبار شكور {. كل حالاملؤمن يشكر اهللا على .السعادة اآليات للمؤمن.

عليكم إذ أجناكم من آل فرعون وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله {-6 : أما عرفتم هذا الشيء؟. أن كل ما يصيبك منك،}يسومونكم سوء العذاب

كان : }ويذحبون أبـناءكم ويستحيون نساءكم ويف ذلكم{ من عملك. ال من فرعون، حبا بكم، : البالء من املريب }بالء من ربكم { .عليكم

162

لقد أرسل لكم هذا البالء ليخرجكم من .ليعودوا للحق وينقلبوا مؤمننيالظلمات إىل النور، حيث عندكم قابلية للشفاء، شدد عليكم تضييقا

.عليكم، لرتجعوا للحق

األب إذا كان له ولد عاجز ال قدرة له على االجتهاد: أعمى، مقعد، مريض .عليه، لكن الصحيح الذي عنده قابلية، هذا يشدد عليهال يشدد

.: خريه عليكم، فيه خري لكم لريدكم}عظيم {

: سيدنا موسى عليه السالم قال هلم عن }وإذ تأذن ربكم لئن شكرمت {-7ألزيدنكم}:من نعمي، {لسان اهللا تعاىل، اآلن يا بين إسرائيل لئن أقبلتم:

.: ال أترككم}ولئن كفرمت إن عذايب لشديد { .أرفع شأنكم

يعا {- 8 : كلكم، إن كفرمت }وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن يف األرض مجمجيعا مباذا تضرونه؟. الطاعة، اإلحسان،كلها من أجلكم كي تكون وسيلة

لكـم تـرقون

.يرتقى، الفقري: باإلذالل تنكسر نفسه، ختضع لتذعن للحقاحملسن .ا غدا يد { : واهللا تعاىل غين عن العاملني، لكن رأفته، حنانه يقضي }فإن الله لغين مح

.بذلك

م أمل يأتكم نـبأ الذين من قـبلكم قـوم نوح وعاد ومثود والذين من بـعده {-9: أما مسعتم ماذا حل م؟. كم جاءت أمم وعوامل؟. أال }ال يـعلمهم إال الله

تفكر مبن سكن دارك قبلك؟. ماذا حل مبن سبق؟. لقد ناداهم اهللا فما

163

جاءتـهم رسلهم بالبـيـنات فـردوا أيديـهم يف {أفاقوا، مث خسروا الدنيا واآلخرة : بينوا هلم، قالوا: ال نريد أن نسمع قولكم، أحنرم أنفسنا }فـواههم أ

لذائذها؟!.

} ا لفي شكا كفرنا مبا أرسلتم به وإنوقالوا إن{ .المن الفع :} ا تدعونـنامملذة وكل : هذا شيء ظاهر أنه غري مقبول، هل حنرم أنفسنا كل }إليه مريب

بسط وسرور؟!. أفال تفكرون قليال: بالشمس ؛ والقمر وفوائده، باألمطار بالليل، بالنهار، الفصول، الكون وسريه، هذا النظام الكامل لنفسه أم ونزوهلا، لك؟!.

10 -} ال؟!.}قالت رسلهم أيف الله شكمن الفع:

ظر للكون، فكر ذا الكون: إن فكرت ان :}فاطر السماوات واألرض {ورأيت أن اهللا معك حيثما سرت عندها ال تعبأ بقول أحد، تسري باحلق، فتعلم

.�صدق رسول اهللا

: هذه هي الغاية من }ليـغفر لكم{: ما حاجة اهللا بك ؟!. }يدعوكم {ما يف القلب .: مما علق ا من أدران وأوساخ}من ذنوبكم { .دعوته لكم

لتشفى. إن فكرت بال إله إال اهللا، استقمت فصليت: شفي ما يف قلبك من أدران، وال عالج لك إال اإلقبال على اهللا، ألي شيء خلقك اهللا تعاىل؟. ليسعدك، تعمل معروفا فتقبل عليه تعاىل، فتسعد باإلقبال على اهللا،واإلقبال

164

ويـؤخركم إىل أجل { .اهللاعلى ال يكون بدون عمل، جنتك بإقبالك : تعيش حبياة طيبة.}مسـمى

والصحيح أن الرسل بشر : أنت واحد منا.}قالوا إن أنتم إال بشر مثـلنا{: }تريدون أن تصدونا عما كان يـعبد آبآؤنا{لكن حقائقهم سامية عالية.

ائرون ذا الشيء، أنت فقط تقول هذا !.كل الناس س

.: مبعجزة ظاهرة على صدقكم، معجزة كبرية}فأتونا بسلطان مبني {

: هذا حق كما تقولون. }قالت هلم رسلهم إن حنن إال بشر مثـلكم {- 11} الله مين على من { .تم افعلوا مثلنا: لكن حنن أقبلنا على اهللا، أن}ولـكن

وما كان {: املسألة بيده تعاىل، اطلبوا منه مثلنا، حنن شئنا. }يشاء من عباده : إن كـنتم }لنا أن نأتيكم بسلطان إال بإذن الله وعلى الله فـليتـوكل المؤمنون

األكثر قربا من اهللا أكثر رؤية، أما .ا يعطيكممؤمنني حقا أقبلوا عليه مثلن .البعيد فال يرى، لو أقبلت واستنرت لرأيت احلرام وما فيه

: رأينا }وقد هدانا سبـلنا{ .: ملاذا ال نقبل}وما لنا أال نـتـوكل على الله {- 12وعلى { .تكلموا مبا شئتم .أقوالكم: ب}ولنصربن على ما آذيـتمونا{ .احلق به

.: دائما }الله فـليتـوكل المتـوكلون

لرسلهم لنخرجنـكم من أرضنا { .: ما قدروا اهللا}وقال الذين كفروا {- 13: أنفسهم يف }هلكن الظالمني أو لتـعودن يف ملتنا فأوحى إليهم ربـهم لنـ

.الدنيا واآلخرة، حان وقت اهلالك

165

.: سيهلكون عما قريب}ولنسكنـنـكم األرض من بـعدهم {- 14

: سريفع شأنه، هذا الذي سريث }ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد { .األرض، واآلخرون ال بد من هالكهم

وخاب كل {.: الكفار بأذى الرسل، فجاءهم البالء}استـفتحوا و {- 15 .: أصام البالء}جبار عنيد

ويسقى {: الذل واحلقارة. }جهنم { .: هذا البالء واهلالك}من ورآئه {- 16 .: تصد نفسه عنه}من ماء صديد

وال يكاد {.كريه، ال يستطيع أن يعب منه : شيئا فشيئا، مر }يـتجرعه {- 17}:تكاد أعضاؤه من شدة يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو مبيت

: بعد شربه هلذا الشراب تتقطع }ومن ورآئه عذاب غليظ {أمله تتقطع. اإلنسان عندما يرى أنه جاء أمعاؤه، والسبب ذا الدواء الكريه الصعب: أن

للدنيا لينال السعادة فضيع ما كان سيأتيه من سعادة حيرتق، فيكون هذا البالء .لتسكني آالمه

، فما قدروا اهللا، ما }مثل الذين كفروا برم {- 18 الذين مل يعرفوا املريب : .ه تأتيه الدنيا والرزقعظموا، مل يفكر بالرتبية، بل حسب أنه مبهارت

.: صفوة}كرماد {: للدنيا من أبنية، متاجر. عند موته أعماله:}أعماهلم {: جاءت ريح عظيمة يف }دت به الريح {ركن وسعى للدنيا، ومجع ما مجع.

: ريح شديد، كل هذا الرماد ال }يف يـوم عاصف {فالة فتذهب بالرماد.

166

.هذا، عند املوت سعيه كله يزول عنه، كله سدى لككذ .يبقى منه شيءيزول :}ال يـقدرون مما كسبوا على شيء {يزول عنه كل مامجع من دنياه.

: عن السعادة كلها، }ذلك هو الضالل البعيد { .عنه سلطانه، ماله، رتبته أضاع سعادته يف الدنيا واآلخرة.

: }أن الله خلق السماوات واألرض باحلق { .: أيها اإلنسان}أمل تـر {- 19فكر أيها اإلنسان، كل شيء يف الكون وجد ويأخذ حقه، أال تفكر ذا النظام؟. أعطيتك جوهرة عظيمة، أال تفكر ا؟!. الكون كله جعلته ضمن

لك نظاما؟. نظام من أجلك، وأنت األصل، كله من أجلك ؛ أما جعلتهل نظامك أن تأكل وتشرب؟. ملاذا جعلت لك الفكر؟. أال تفكر به وتعرف مربيك؟!. إذن: هال رأيت أيها اإلنسان أن اهللا خلق السموات واألرض بنظام كامل؟. هل نظرت؟. هل فكرت؟. هل رأيت ما فيه من

لك كمال؟. الكون كله كامل مرتب، خلق من أجلك، وأنت: أما جعل نظاما؟. ما بالك مهان، حمتقر، فقري؟. ماالذي جر لك هذا؟. خلقتك لسعادتك، ألسعدك إن فكرت واهتديت هلذا النظام، عندها عاملت غريك

أين قلبك؟. ال يعي شيئا!. أين مسعك؟. أين .باإلحسان وعشت يف سعادة .ادة غدا بصرك؟. خلقتك لتعامل اخللق باإلحسان، لتعود إيل وتنال السع

أال تنظر من سبق ماذا حل م؟. صار هلم جاه أعظم مما لك، ومال أكثر، : إن فسقت وخرجت عن احلق، }إن يشأ يذهبكم {ولكن أين هم اآلن؟.

: حيث }ويأت خبلق جديد {ستموت. .املدة يف هذه الدنيا مؤقتة قليلة

167

دو السيطرة للنفس على اجلسم، عكس تنقلب النفس حميطة جبسدها، وتغ وضعنا باحلياة الدنيا، حيث النفس بالصدر والعمل والسيطرة للجسم.

: خلقك من نطفة، أيصعب هذا اخللق عليه }وما ذلك على الله بعزيز {- 20 ؟!.

يعا {- 21 : ماتوا، ستموت، وجيتمع اخللق وكل إنسان سينال }وبـرزوا لله مج عفاءه، ويف القيامة:{حقالذين كانوا تبعا لغريهم." استدل باهللا، ال }فـقال الض :

إنا كنا {: أي لرؤسائهم. }للذين استكبـروا {تستدل بداللة من دون داللته ".مل جتعل :؟. أنت}لكم تـبعا فـهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء

:ال مهرب لنا، ال }قالوا لو هدانا الله هلديـناكم {نفسك تبعا؟. مل ال تفكر؟. خملص.

نا أجزعنا أم صبـرنا{ يص {: حنن الطرفني. }سواء عليـ عملك }ما لنا من حم :ها إىل اهللا، وارجع لكتابه "على اإلنسان أن يفكر ويعقل، كل كلمة رد .ستلقاه

تعاىل ".

22 -} الله وعدكم وعد احلق ا قضي األمر إنيطان لمإن سرمت }وقال الش :بأمري: لكم السعادة دنيا وآخرة، فمن يفعل اخلري ستكون له سعادة الدنيا

تموه ذهب مسعاكم فيه :كل ما فعل}ووعدتكم فأخلفتكم {واآلخرة. سدى، وكل من سار على دالليت هلك، كيف حلقتم يب؟.

168

: دعوة صغرية حلقتم يب خلبث نفوسكم: }وما كان يل عليكم من سلطان { .نفسك مل يكن فيها كمال، على اهللا مل تقبل ومل تكسب شيئا

و يشم مشا ويدنو ليس للشيطان قوة، الشيطان سائر بالظلمة لكن له شم، فهمن مكان النجاسة، وكل من أحس اخلبث يف نفسه حلق به، وإمنا من اخلبيث

فاستجبتم يل فال {زينت لكم اخلبث. : }إال أن دعوتكم { .يدنو الشيطان: لو فكرت }ولوموا أنفسكم{: ملاذا تركت اهللا واتبعت هواك؟!. }تـلوموين

: ابعدوا }ما أنا مبصرخكم وما أنتم مبصرخي { .فت ربك ما دنا منكوعر : الشيء الذي دعوتكم إليه، أنا }إين كفرت مبا أشركتمون من قـبل { .عين

إن الظالمني { .كنت ناكرا له من قبل، وما كان يل فعل، فاتباعكم يل أذاين .: ليسكن له أمله، فالشيطان يتربأ من اإلنسان الضال غدا }عذاب أليم هلم

: أين عملك؟!. تصلي }وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصاحلات {- 23وتصوم، وال تعمل عمال صاحلا: الصالة، الصوم، لفعل اإلحسان، املؤمن

.الصحيح هو الذي يعمل العمل الطيب

ترتاءى له .: من حال حلال أعلى، ومن جنة بعد جنة جلنة أمسى}{جنات أعماله فتسره، ويتقرب بأعماله عمال بعد عمل، وتدور أعماله أمامه، وحيث أن املرء بالدار اآلخرة ال فكر له، بل له عقل فقط، لذا تتجدد

دة، وهذا هو النعيم املقيم إىل هذه هي السعا .أعماله أمامه إىل ما ال اية له .األبد، وهلذا أنت جئت

169

: خريات من طعام وشراب " أكل وشرب "، وما }جتري من حتتها األنـهار {: صدقوا،فكروا، آمنوا، أقبلوا، }خالدين فيها بإذن رم { .تشتهيه األنفس: أمان، }فيها سالم { .ا سالم: حيام كله}حتيتـهم { .عملوا، استحقوا

.بسط، سرور وهناء

: ضرب اهللا تعاىل مثال: داللة حق }أمل تـر كيف ضرب الله مثال {- 24انظر الكلمة الطيبة كيف تسري من ناس لناس. :}كلمة طيبة {منطقية.

: }وفـرعها يف السماء{ .: هلا أصل معقول}كشجرة طيبة أصلها ثابت {كلمة عالية واستدل الناس ا، ميوت قائلها وتأتيه اخلريات من بعده،انظر

فاهللا .الكلمة الطيبة كيف تسري من ناس لناس لناس، هذه الداللة ثبتتتعاىل ال يضيع مثقال ذرة، واخلري الناتج عنها يعود عليه، كلما فعل شخص

املتكلم األول " بناء على هذه الكلمة، جزاء الدال فعال طيبا عاد خريه علىعلى اخلري مثل أجر فاعله"، فكلماتك كان هلا أثر طيب يف نفس غريك، كل ذلك يعود عليك، وكلما عمل أحد ا يعود خريها عليك، والكل يف

. �صحيفة رسول اهللا

.يوم القيامة: من إنسان إلنسان إىل }تـؤيت أكلها كل حني {- 25: بنية عالية، }بإذن ربـها{ .(كمسافر له أمالك وهو يف سفره يأتيه ريعها)

: إن استقاموا }ويضرب الله األمثال للناس لعلهم يـتذكرون { .النية قبل العمل .ففكروا وعقلوا

170

: ينتج عنها }كشجرة خبيثة { .: سافلة منحطة}ومثل كلمة خبيثة {- 26اجتثت من فـوق {.السوء للغري ويسري ا، فعليه وزرها ووزر من عمل ا

: جذورها خبيثة مسوسة }ما هلا من قـرار { .: ليس هلا أساس منطقي}األرض تنقلب بسرعة.

ا مسع املؤمن داللة عن اهللا : إذ}يـثبت الله الذين آمنوا {الكلمة األوىل: - 27فالكلمة الطيبة إن مسعتها ومل تفكر ومل .متسك ا، له سعادة يف الدنيا واآلخرة

.تؤمن بال إله إال اهللا ال تتمسك ا

نـيا { .: بالقول احلق يتمسك به، تذكره فيقبل}بالقول الثابت { يف احلياة الد: مرضى القلوب يسهل هلم }ويضل الله الظالمني { .أيضا : }ويف اآلخرة ( لئن كان يف نفس املعرض شيء يريد أن خيرجه اهللا له، يسر له .شرب الدواء

الظامل لنفسه الذي مل يقبل ومل يتدبر .أمورا وجعله يتبعها، حىت خيرج ما بنفسه )طاط، مث يساق له البالء، وما يضل إلخراج ما يف نفسه من رذيلة وخبث واحن

يزال تصيبه الشدائد حىت اللحظة األخرية من حياته، كما فعل ببين إسرائيل .: كل امرئ وحقه}ويـفعل الله ما يشاء { ليعودوا للحق.

لوا نعمة الله كفرا {- 28 ذين بدرهم اهللا تعاىل: ق }أمل تـر إىل الوم :الذين ذكنوح عليه السالم،قوم هود عليه السالم، قوم صاحل عليه السالم، وقوم موسى عليه السالم،فرعون، اليهود: شتتهم اهللا يف اآلفاق، رفع شأم؛ أعزهم،

: دار }وأحلوا قـومهم دار البـوار خلصهم من فرعون، فبدلوا نعمة اهللا كفرا. { .ىل اخلسارةاحلرمان من اخلريات، إ

171

: دار الذل واحلقارة، هذه الدار هي اليت أوصلوهم إليها.}جهنم {- 29

.: استقروا مبا يعود عليهم بالبؤس}يصلونـها وبئس القرار {

: مماثلني يسمعون كالمهم، رؤساؤهم }وجعلوا لله أندادا {السبب: - 30 .مل يرجعوا لداللة اهللا. هذا ما فعله قومكقالوا هلم: افعلوا كذا فأطاعوهم و

.: اآلن ذه الدنيا}قل متتـعوا {: عن طريق احلق. }ليضلوا عن سبيله { .: كل ذلك فعلوه للدنيا، فلينتظروا النتائج}فإن مصريكم إىل النار {

هؤالء عباد اهللا حقا، إن مل .ال اهللا: بال إله إ}قل لعبادي الذين آمنوا {- 31يؤمن املرء فال جدوى له، املؤمن الصحيح: حيفظ لسانه، عينه، أذنه، يده، رجله ال متشي إال باحلق، نفسه ال ختطر خباطر ؛ مؤمن أن اهللا مطلع عليه

: ما هو سبيل إقامتها؟. يفعلوا املعروف }يقيموا الصالة { .ومعه أينما سار ويرتكوا املنكر.

: باإلنفاق. هذا طريق اإلقامة؛ اإلنفاق من اخلريات اليت تفضل ا }وينفقوا {: هذه عالمة من آمن حقا. يعملون }مما رزقـناهم سرا وعالنية {اهللا عليهم.

كسب ملنازل : ال}من قـبل أن يأيت يـوم ال بـيع فيه {أعماال تقيم صلتهم. : ال صاحب، ال أحد، كل واحد نفسي }وال خالل { .اخلري، ال عمال طيبا

.نفسي" ال خماللة هناك " أهل النار أضداد مع بعضهم

: هل }لله الذي خلق السماوات واألرض { .فكر حىت تصل لإلميان - 32ع ألوامر ربك: هذا من أحد سواه يطاع؟. كل من سواه عباد مثلك، ارج

172

: هل أحد غريه ينزل املاء؟. " على املاء }وأنزل من السماء ماء {الذي يطاع. املنزل تتوقف احلياة "، فكر إىل أن تعقل، كيف نزل املاء؟. وكيف ترتب؟، كيف أشرقت الشمس؟، كيف تصاعد البخار؟، اهلواء كيف مجعها؟. كيف

:أال تفكر }أخرج به من الثمرات رزقا لكم ف {تصاعدت وكيف هطلت؟. وسخر لكم ذا؟!. هل هذا خيرج جزافا؟. من الذي خلق لك هذا؟. {

وسخر لكم {: البحر من الذي خلقه؟. }الفلك لتجري يف البحر بأمره أن ختزا؟. كانت فسدت، جعلها : هذه املياه هل تستطيع أنت }األنـهار

لك ضمن معايري منظمة خالل العام كله، ما هي مستودعاا؟. أين هي؟. ؟. )1(ما أعظمها!. من بناها

: وراء بعضهما، حبسبان }{وسخر لكم الشمس والقمر دآئبني - 33: لواله ملا }م الليل وسخر لك {الدقائق والثواين، من الذي سخر لكم هذا؟.

: لواله ملا كان مثر أيضا، بالنهار تعمل، انظر دوران }والنـهار {كان مثر. الكرة األرضية، من الذي نظمها؟. أترتك طاعة اهللا وتلحق مبخلوق مثلك؟!.

ماذا فعل هذا املخلوق؟!. ماذا قدم لك من فضل وإحسان؟.

:ال تطلب شيئا إال وجتده،إذا صدق }ألتموه وآتاكم من كل ما س { -34وإن تـعدوا نعمت الله ال {.اإلنسان بطلب شيء فال بد أن يعطاه

لطفا انظر كتاب (مصادر مياه الينابيع يف العامل) للعالمة الكبري حممد أمني شيخو قدس سره. )1(

173

: }إن اإلنسان لظلوم {:ال تعد وال حتصى، أعطاك ما أعطاك. }حتصوها .ظامل لنفسه

لرذيلة، انظروا املؤمن ما يقول: : ناكر نعم اهللا، قلبه مليء باخلبث وا}كفار {

: انظر حلال املؤمن، إذا طلب يطلب طلبا معقوال }وإذ قال إبـراهيم {- 35 .:مـكـة}رب اجعل هـذا البـلد آمنا { .فيه مرضاة اهللا، اقتد ذا الرجل املؤمن

لوق صنم، حيث ال فعل وال قوة : كل خم}واجنبين وبين أن نـعبد األصنام { .) سورة اإلخالص2- 1{قل هو الله أحد،الله الصمد} (له:

رأى عبادم هالكا .إن مل يسري اهللا تعاىل اإلنسان وميده فال حول له عليهم، دعا هذا الدعاء:

:من عمل عملي، كيف }بعين رب إنـهن أضللن كثريا من الناس فمن ت {- 36كانت بداييت؟. بأن نظر يف أصله " كل من نظر مثلي وسار على طريقي، هذا

.أما إن صلى ومل يسر باحلق صالته كلها فاسدة، على غري أساس .هو املسلم ": }فإنه مين { .يقول غدا: قل إن كنتم حتبون اهللا فاتبعوين �وهكذا رسول اهللا

: خالف الداللة اليت بينتها }ومن عصاين {كون على نسق مع حايل.حاله سي: ستبعث له البالء والشدائد حىت }فإنك غفور {له عن لسانك"يا رب".

.: دنيا وآخرة ال ترتكه}رحيم {يعود.

174

مرك: : حسب أ}ربـنا إين أسكنت من ذرييت بواد غري ذي زرع {- 37أسكنت زوجيت وابين طاعة لك " املسلم يضحي جتاه أمر اهللا " كي يهتدي

.الناس م

: على الكافر، ال يستطيع كافر أن تدخل نفسه إليه، }عند بـيتك المحرم {ربـنا ليقيموا { .إذا صليت مع اإلمام يف البيت فلن يدنو الشيطان منك

ونوا أئمة،أسكنتهم ليفعلوا اإلحسان إىل اخللق.. : لغريهم يك}الصالة فاجعل أفئدة من { .حىت هذه التضحية خدمة للخلق .ليكونوا وسيلة لغريهم: ليكونوا وسيلة للعروج بنفوسهم إليك والدخول م }الناس تـهوي إليهم

زقـهم من وار { .عليك. سيدنا إبراهيم فعل ذلك من أجل اإلحسان للخلق : نعمتك. }الثمرات لعلهم يشكرون

ذه .وكلما أقبل املخلوق أكثر فهو يشكر أكثر، يرى الفضل أكثر فيشكر .املفاداة اليت قدموها سرتفع شأم، فريون فضلك فيشكرون

تنا، ال غاية لنا سوى : أنت عليم بني }ربـنا إنك تـعلم ما خنفي وما نـعلن {- 38هذا : }وما خيفى على الله من شيء يف األرض وال يف السماء{رضاك.

" يعلم أن اهللا مطلع " عارف بذلك مقر به،وهذا هو اإلميان.حال املؤمن

ا دليال : صار مرشد}احلمد لله الذي وهب يل على الكرب إمساعيل {- 39: دعوت ريب }إن ريب لسميع الدعاء{ .: أنبياء}. {وإسحاق وسيطا إىل اهللا

.فعرف صدقي وأعطاين

175

.: إماما للناس، بلساين وحايل}رب اجعلين مقيم الصالة {- 40

: أئمة من بعدي " سيدنا حممد وإمساعيل وإسحاق }ومن ذرييت {: ال }ربـنا وتـقبل دعاء{عليهم الصالة والسالم، كلهم من ذريته " ويعقوب..

.جميب سواك

41 -} نا اغفر يل ولوالديوالديه أو أبويه آدم ونوحا عليهما السالم.}ربـ : : هذا طلب املؤمن: اخلري لكل اخللق، }وللمؤمنني يـوم يـقوم احلساب {

.وتشفى قلوم وينالوا السعادة الدائميةليؤمنوا

42 -} المون { .: أيها الظامل}وال حتسنبا يـعمل الظكل }الله غافال عم :ا { عمله ضمن علم اهللا، اهللا تعاىل حكيم: خيرج له ما يف نفسه من خبث. إمن

ليـوم { .خبيثة: ميدهم بذلك ليخرج ما يف نفوسهم من شهوة }يـؤخرهم .: يبهت من هول ما سيحل به، جيمد بصره ناظرا }تشخص فيه األبصار

.: رأسه منخفض لذله}مقنعي رءوسهم { .: مذلولني}مهطعني {- 43

: نفسه ال }وأفئدتـهم هواء{ .: ال يتحرك بصره}ال يـرتد إليهم طرفـهم {" نفسه فاضية .لشيء أبدا، ليس يف قلبه شيء من الدنيا هلول ما فيهتنصرف

.إذ تنسى كل شيء "

: ساعة املوت، }يـوم يأتيهم العذاب {: يا حممد. }وأنذر الناس {- 44فـيـقول { .وكل خملوق تنكشف له احلقائق عند خروج الروح .ساعتها حيس رنا إىل أجل قريب { .سه، رماها يف الشقاء: ظلم نف}الذين ظلموا نا أخربـ{ :

176

ب دعوتك ونـتبع الرسل { .ولكن ال تأخري، إذا حل األجل فال يتأخر جن{ :عاهدمتوين يف األزل على :}أومل تكونوا أقسمتم من قـبل { .نسمع كالمهم

طاع " أقسمتم يف األزل أن تأتوا إىل الدنيا وتستنريوا دوام اإلقبال وعدم االنق بنوري" مث نكثتم.

: عن هذا احلال الذي لبسكم، عملك }من زوال { .: اآلن}{ما لكم كل شيء خلق ال ينعدم. .مالزم لك، وليس لك من زوال

الذين قبلك : أما رأيت}وسكنتم يف مسـاكن الذين ظلموا أنفسهم {- 45ماذا حل م؟. أال تتعظ م؟!. رأيت ما حل م، أما ماتوا؟. أما خطر

لكم كيف فـعلنا م {لفكرك أنك ستموت مثلهم؟. مل ال تفكر؟!. وتـبـني{ :أما رأيتم ما حل م؟. أما فكرت أنه سيحل بك ما حل م؟. {وضربـنا

.: كتاب متمم كله أمثال}مثال لكم األ

مكروا: .: فمن ال يفكر يعارض الرسل ويبعد}وقد مكروا مكرهم {- 46: هذه التدبريات كلها عند اهللا }وعند الله مكرهم {دبروا تدبريات لرد احلق.

ان وإن ك {" اهللا هو الفعال بيده كل شيء "، كل فعلهم ضمن علمه. : تدبريات عظيمة كلها ستعود عليهم، الكل بيده }مكرهم لتـزول منه اجلبال

تعاىل، ال أحد ميد يده بسوء ألحد: إذا استحققت ساق لك من يعتدي .عليك لعلك تتوب، واملعتدي يسوق له البالء ليتوب

177

.أهل احلق ال بد من نصرم :}فال حتسنب الله خملف وعده رسله {- 47: ميد اإلنسان ليخرج له }ذو انتقام { .: ال بد أن ينصر رسله}إن الله عزيز {

اخلبث من نفسه، مهما كان اإلنسان سيئا يعاجله ليخرج له ما يف نفسه.

وال بد أن يسوق هلؤالء املنكرين شدة ال تبقي يف نفوسهم أثرا للخبث، لكن خرهم ألجل أن يظهر عملهم مث ينصر رسله. يؤ

ر األرض {- 48 : كل هذا سيزول من بناء، مصانع، }يـوم تـبدل األرض غيـ: كلهم بني }وبـرزوا لله الواحد القهار { :أيضا.}والسماوات {مقاصف و...

.يديه

خلق اإلنسان .مل ينالوا من اهللا شيئا : الذين}وتـرى المجرمني يـومئذ {- 49صفحة بيضاء، فإن مل يقبل على اهللا فلن يكتسب من الكمال شيئا فهو

يف األصفاد: كل واحد .: مقرنني مع بعضهم}مقرنني يف األصفاد { جمرم. .منهم عمله حميط به

: نفسه }ران من قط {: خواطر عملهم السيء تلهب م. }سرابيلهم{- 50مألى باألوساخ، ينظر إليها فيلتهب حباله باحلزن واحلسرات، ويرى أعماله

: كي }املنحطة فتلتهب به نار اخلجل من الذل. {وتـغشى وجوههم النار .ينسوا هذا الذل والصغار، وال راحة هلم دون احلرق بالنار

178

: ال يكفي أن تقول: آمنت، }ت ليجزي الله كل نـفس ما كسب {- 51: }إن الله سريع احلساب { .صليت، بل ماذا فعلت من معروف وإحسان

مبجرد نيتك تعطى بسرعة، إذ كل نفس وهلا حقها.

: إنذار }ولينذروا به {: بلغ ذلك، للناس عامة. }هـذا بالغ للناس {- 52ا هو إل وليـعلموا { .بالبالء كل هذه .: كي يفهموا فيؤمنوا به}ـه واحد أمن

.املسري الفعال، وأن هذا الكون كله يؤول إليهله السورة لتعلم أن اهللا هو اإلإال اهللا)، عندها تستقيم فتتبع إله فهذا اإلنذار والبيان كله لتصل لكلمة ( ال

.�رسول اهللا

: إن مل تكن نفسك صادقة طالبة حق فلن تتذكر، }ا األلباب وليذكر أولو { وإن مل تصدق فلن تتذكر شيئا. .فمن كانت نفسه خبيثة لن يتذكر

والحمد هللا رب العالمين

179

)99تأويل سورة الحجر وآياتھا (

بسم اهللا الرحمن الرحيم

: أي: يا أمحد اخللق، يالطيفا، يا رحيما بعبادي، إذ لو مل ينل }ر ال {-1ه : الدالة على ال إل }تلك آيات {هذه الصفات ملا جعله اهللا تعاىل خليفة.

إال اهللا. إلهىل ال إال اهللا، واليت فيها سعادة البشر مبعرفة اهللا والوصول إ: ظاهر، }مبني {: بيان. }وقـرآن {: املطبوع يف نفسك. }الكتاب {

مكشوف.

: عندما يرى الكفار معاملة أهل }رمبا يـود الذين كفروا لو كانوا مسلمني {- 2لكن اإلميان بعضهم لبعض وحسن سريهم، يتمنون أن لو كانوا مؤمنني،

شهوم غالبة عليهم. وعند البحث واملناقشة تغلبه احلجة ويقر باحلق، لكن شهوته تتغلب عليه، فكل بعيد منحط يقر باحلق، إال أا الشهوات هي

املسيطرة عليه.

: }ويـتمتـعوا {: ألن الكافر ال يعرف غري األكل والشرب. }ذرهم يأكلوا {- 3: يسريون باألمل، يظن أن هنالك شفاعات، }يـلههم األمل و {بلذائذ الدنيا.

: ما تكون نتائجهم. }فسوف يـعلمون { ويسرتسل بشهواته.

: اهللا تعاىل رحيم، يطاول }وما أهلكنا من قـرية إال وهلا كتاب معلوم {-4يأخذه، وكل امرئ العبد حىت يصل لدرجة ال ميكن معها الشفاء، عندها

180

وحقه، وكل امرئ وعمله املسطر عليه، وعندما ال يبقى له طريق للشفاء، عندها يسوق له اهلالك.

: احلق أنه يطاول العبد، لكن ال يأيت اهلالك }ما تسبق من أمة أجلها{-5 تعاىل : يطاول اهللا}وما يستأخرون {قبل يوم اإلنسان، وأجله احملدد.

اإلنسان، حىت إذا جاء أجله فال تأخري.

: خمفي عليك كل }وقالوا يا أيـها الذي نـزل عليه الذكر إنك لمجنون {-6شيء من لذائذ الدنيا، فمع إقرارهم باحلق جييبون ذا، كيف ال نذهب

للمالهي؟!. كيف ال نتمتع بالدنيا؟!.

: رسوال.}إن كنت {: مل ال تنزهلا؟. }ا تأتينا بالمالئكة لو م {-7

: لتنزل املالئكة تشهد لك، وتكون لك عونا حىت }من الصادقني { نصدقك.

8 -} باحلق ل المالئكة إالعنـدما ال يبقى لـك طريق للـرجعة والـهدى، }ما نـنـز:: ال ينظرون، فاهلالك }وما كانوا إذا منظرين {كة. ساعة اهلالك ينزل املالئ

حتمي ساعتها، لكن بدال من هذا القول فكر بالقرآن، انظر هل هو منطقي؟.

:لذلك قال تعاىل

لوا فيه شيئا }:نا حنن نـزلنا الذكر وإنا له حلافظون {-9 هل تستطيعون أن تبدوا آية أو حرفا؟. أو تغري

181

: الذين شايعوا الشيطان ممن }ولقد أرسلنا من قـبلك يف شيع األولني {- 10سبقوا، والبشر اآلن شيع. إن مل نقبل على اهللا نبقى متفرقني، لكن كلمة اهللا

جتمع اخللق كلهم.

: هذه قاعدة، ملا يأيت }ستـهزئون وما يأتيهم من رسول إال كانوا به ي {- 11 ون. كل بعيد عن اهللا يستهزئ. ئالرسول ويدهلم فبه يستهز

: ممن مل يقبل }نسلكه يف قـلوب المجرمني {: هذا قانون. }كذلك {- 12على اهللا ومل يكتسب من كمال اهللا، يدخل االستهزاء يف قلبه فيستهزئ،

دنيوي نعطيه الشهوات، إذ ال يداوي اهللا العبد إال بعد فمن ال خري فيه طلبه عمله، يداوى بعمله لعله ينتبه فيقول: لوال عملي ملا جاءين هذا البالء.

: ال ميكن أن يؤمن بكتاب اهللا. إن مل تشتق الكمال }ال يـؤمنون به {- 13 فكيف تؤمن بالكمال؟!.

، مما يغزوكم به من نعمه، هذا ربك إذن أفال تتجه إىل مصدر الكمال؟. اهللافتؤمن به أنه معك، وسع الكون، فتتشرب الكمال فتؤمن بكافة رسله.

: إن مل يرتك اإلنسان املنكر، فال ميكن أن }وقد خلت سنة األولني { يهتدي.

: على املالئكة.}ولو فـتحنا عليهم بابا من السماء {- 14

فرأوهم وهم صاعدون ونازلون ملا رضوا ولقالوا: }:لوا فيه يـعرجون فظ {

182

ا سكرت أبصارنالقا{- 15 فمثلهم كمثل إبليس، مجعه اهللا بآدم }:لوا إمن، فعارض �وعاش يف جنته العالية، ومع ذلك تعاىل على آدم �

ى اإلنسان، إن مل يكن ورضي بفقدان اجلنة بدل التنازل عن كربه. فمهما رأبل حنن قـوم {هو بذاته طالبا للحق، فسينكث ويعود للمعارضة.

:ظنوا ذلك سحرا. إذن: اإلميان أصل، من دونه لن تصدق }مسحورون بطريق الكمال، كيف اإلميان؟. انظر يف السماء.

ا كي تصل للحق، ال : هذه فكر }ولقد جعلنا يف السماء بـروجا {- 16: الزينة }وزيـناها للناظرين {تتطلب املعجزات واملالئكة. هذا طريق اإلميان.

ذا الطريق فلن تؤمن بال إله إال ر وتسرا، فإن مل تفك لكي تراها وتستدل اهللا.

: حيث ال مطمح للنفس }حفظناها من كل شيطان رجيم و {- 17الشهوات فيها، فالشهوات املنحطة أرضية، فإن خاف املرء من معقبات ب

املوت، ونظر يف السماء مفكرا، ألوصلته لإلميان باهللا تعاىل.

: يذهب ليسرتق السمع }إال من استـرق السمع فأتـبـعه شهاب مبني {- 18 ريا ما يرى. فيلحق الشهاب بالشيطان وحيرقه، وهذا الشهاب كث

: لك، هذه فكر ا.}{واألرض مددناها- 19

نا فيها من كل شيء موزون { نا فيها رواسي وأنبتـ : فكر ذه اخلريات، }وألقيـ . فكل مثرة وهلا وزن معني

183

بل لو مل يكن هناك يد مدبرة مقدرة ملا وقفت التفاحة عند حد معنيالستمرت تنمو، وكذا سائر األمثار، فلو تركت مهما تركت فإا ال تكرب أكثر من حدها. فكل ما يف الكون بنظام وترتيبات. كل الكون وله نظام

وأنت أليس لك نظام؟.

أنت أيضا لك قانون ونظام بينه لك. طلب منك أن تفكر وتعقل كي تؤمن فكر فكيف تستدل؟. إن مسعت أباك وأمك يقوالن إال اهللا. إن مل ت إلهبال

ال إله إال اهللا وأنت مل تفكر فكيف تصل لإلميان؟!. الناس كلهم سواء، كل إنسان له فكر، الذي يستعمله يصل لإلميان. ال فرق بني إنسان وإنسان،

لكن الذي يفكر يتوصل.

العالية، الغنم، البقر، املعز، تأكل : النعم}وجعلنا لكم فيها معايش {- 20: هل أنت ترزقها وتؤمن }ومن لستم له برازقني {من حلمها، لبنها، مسنها.

طعامها؟!. هل أنت خترج هذه األشياء؟!. من يطعم هذه احليوانات حىت حتصل منها على هذه املواد؟!.

وما نـنـزله إال {: كله عند اهللا تعاىل. }نه وإن من شيء إال عندنا خزائ {- 21: كل شيء منظم مبقادير، وكل إنسان وله استحقاق ورزق }بقدر معلوم

ينزله له. كل إنسان له حق يف الكون ورزق. و ننزل هذا الشيء بقدر معلوم.

فأنزلنا من السماء {: تلقح السحب ببعضها. }وأرسلنا الرياح لواقح {- 22ناكموه وما أنتم له خبازنني : هل ختزنه أنت؟.لو نزل املطر شتاء }ماء فأسقيـ

184

فمهما كانت له خزانات ماذا تعمل صيفا؟. هل فكرت بالينابيع؟. ومقادير ر مبستودعاته؟!. من الذي رتبها، أين مياهها اليت متر طوال العام!. أال تفك

وضعت، أال تنضب؟!. فكر ذا لتصل لإلميان ال أن تتطلب نزول املالئكة.

: كنت طفال، }وحنن الوارثون {: فكر ذا. }وإنا لنحن حنيي ومنيت {- 23نطفة، من سواك؟. من هو الذي مييتك؟. وسترتك كل ما مجعت وتفارقه.

من يوم متوت فيه وتفارق ما مجعت، وميوت الناس مهما عشت، ال بد لك كلهم.

: معلوم }ولقد علمنا المستـقدمني منكم ولقد علمنا المستأخرين {- 24عند اهللا يوم جميئك وذهابك. عددنا، عمرنا، نوعنا " نساء أو رجاال " كله

معلوم عنده تعاىل.

إنه {: كافة اخللق هلم يوم فيه حيشرون. }هو حيشرهم وإن ربك {- 25: دنيا وآخرة، يعطي كل امرئ ما يناسبه. " كل واحد على }حكيم عليم

حسب عمله واجتهاده وسعيه " تناسبه اجلنة ونعيمها، أو النار وحريقها.

: اإلنسان من }مسنون ولقد خلقنا اإلنسان من صلصال من محإ { - 26تراب، فيه محو عظيم إىل أن أصبح رنانا ليس فيه مكروب، خلقك من

طينا مث جتلى تعاىل عليه حىت صار صلصاال نقيا �طني، كان أبوك آدم طاهرا.

185

: من هلب النار طاهرا. }واجلآن خلقناه من قـبل من نار السموم {- 27خلقه من شيء طاهر، ومل خيلقه جنسا، لكنه هو جنس نفسه، هلب أيضا

النار طاهر، وهذا هو الذي جعل إبليس يظن نفسه خريا من سيدنا آدم ، خلقه اهللا تعاىل طاهرا نظيفا، فاستكرب عن السجود لسيدنا آدم �� .

وعليه العجب: أساس بعد إبليس، كل خملوق إذا أعجب بنفسه هوى. ي هو اهللا، اعتز به. املال: ما نتيجته؟. اجلاه: ما نتيجته؟.القو

واجعلني في عيني صغيرا، وفي أعين الناس «.. يقول: �كان ت بعدت، أبلس عليك األمر. .)1(»كبيرا تواضع هللا يرفع شأنك، إن تكرب

ال من محإ مسنون وإذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من صلص {- 28؛ "جامع يفة راشد: سويته: أي بلغ سن الرشد، خل}} فإذا سويـته 28{

للكمال الصوري واملعنوي".

: اخضعوا له، ادخلوا }ونـفخت فيه من روحي فـقعوا له ساجدين {- 29 علي من بابه، وحيث أم أهل معرفة سجدوا.

: بال استثناء إطالقا. }المآلئكة كلهم أمجعون فسجد {- 30

/.1479اجلامع الصغري / )1(

186

: بعدم إقباله على اهللا، بسبب كربه مل يشاهد علم اهللا، }إال إبليس {- 31 : مع املالئكة الكرام. }أىب أن يكون مع الساجدين {حنان اهللا ورمحته لذا.

32 –} اجدين قال يا إبليس ما لك أالما جرى لك؟!. } تكون مع الس :

سجد لبشر خلقته من صلصال من محإ مسنون {- 33 أنا }قال مل أكن أل : أصلي طاهر، ذاك أنت طهرته، أصلي أنا أطهر.

ها{- 34 اب آدم : من هذه املرتبة العالية، لو دخلت من ب}قال فاخرج منـلصارت لك رفعة، دنيا وآخرة، كان لك جمال ألن تكون من السعداء،

: سعادتك من هذا الباب، وأنت }فإنك رجيم {فضيعت على نفسك. خرجت منه، فال سعادة لك.

: إىل أجلك عند املوت، }إىل يـوم الدين {: البعد. }وإن عليك اللعنة {- 35 . يتوقف االختيار

عثون {- 36 : حيث أنه ظل أعمى، فقد ظن }قال رب فأنظرين إىل يـوم يـبـ أن اهللا رفع بين آدم وكرمهم عليه.

: املؤخرين. }قال فإنك من المنظرين {- 37

: الذي عينته لك إىل يومك وأجلك. }إىل يوم الوقت المعلوم {- 38

: هذا اعتقاد أهل الضالل، ينسب أحدهم }رب مبا أغويـتين قال {- 39 اإلغواء إىل اهللا. الظلم ينسبه هللا.

187

كذلك الناس اليوم يقولون: اهللا كتب علينا الزنا أو الكفر وما إىل ذلك، وهذا كالم الشيطان، فهم ينسبون ذلك هللا ألم مل يؤمنوا، إذ ينسبون

دهم ذلك لنفسه، إذ مل يفكر بالكون فلم اإلغواء هللا، فلم ينسب أح يستدل.

: فنسب لنفسه الفعل، الضال }ألزيـنن هلم يف األرض وألغويـنـهم أمجعني {نظره باهللا نظرة سوء، ويظن أن له فعال. ما خلق تعاىل اإلنسان للفساد، بل

للسعادة، لكن إذا ملئت نفسك باخلبث أخرجه لك.

ية ال هل . الرمحة اإل)1(» أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء « تقتضي أن خيلق خملوقا وحيكم عليه بالنار، بل خلقه للسعادة.

هم المخلصني {- 40 : عرف أن الرسل نالوا الشهادة من }إال عبادك منـ األزل، فعرف أنه ال سبيل له عليهم.

: كل من يسر بأوامري، يفكر }ط علي مستقيم قال هذا صرا{- 41ويستدل، ال سلطان لك عليه. وهذا طريق كل من سلكه بعد عنه الشيطان،

عندما تغفل عن اهللا، عندها يدنو الشيطان منك.

: كل }إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إال من اتـبـعك من الغاوين {- 42من يغوي يف الدنيا بأن يلتفت إليها عن رضائي، هذا قارنه. وهكذا، فاخللق

/. 6049اجلامع الصغري /) 1(

188

سواء عند اهللا، فمن يستفد من هذه اجلوهرة الثمينة أال وهي الفكر يسم ويعل. وما جر إبليس ملا جره إليه إال عدم تفكريه، من أراد الوصول لإلميان

عليه بالتفكري.

43 -} جهن الذين سلكوا مسالك إبليس اآلتية:}م لموعدهم أمجعني وإن :

عة أبـواب {- 44 : كل مجاعة وما يلزمهم، أبواب املفاسد سبع: املال }هلا سبـمن حرام، كذا األكل، النساء، السلطان، اخلمر، امليسر، الولد: بالتعلق به

هم جزء {رغم شذوذه. : املستشفى اآلن شعب، }مقسوم لكل باب منـ شعبة األذنية، العينية، القلبية... كذلك السجن: سيلول أول، ثاين، ثالث..

: كل من فكر وصلى، صار من أهل }إن المتقني يف جنات وعيون {- 45الكمال، فرافقهم ودخل معهم على اهللا، فحاز من اهللا نورا شاهد به. هذا

يف جنات وعيون، متنقال من حال حلال أعلى، ومن جنة جلنة أمسى، غدا كراكب قطار يتنقل من منظر ملشهد بال انقطاع.

ال خوف عليكم وال حتزنون. }:ادخلوها بسالم آمنني {- 46

47 -} ن غلكل امرئ على حسب إقباله يرى، }ونـزعنا ما يف صدورهم م :: مسرورين }إخوانا {حاله املناسب " وقد استوىف كماله " فال حتاسد. وكل وله: خبالف أهل النار، أولئك مجيعا ضد بعضهم }على سرر متـقابلني { كلهم. بعضا.

189

ها مبخرجني {- 48 : إىل ما ال اية. }ال ميسهم فيها نصب وما هم منـنـبئ عبادي أين أنا { بقوله الكرمي: �اىل املصطفى خياطب اهللا تع - 49

أي أن كل فعله الذي يعامل به عباده للمغفرة، ولكن كيف }:الغفور الرحيم تكون املغفرة؟، بينها تعاىل بقوله:

: كيف ذلك؟. }و أن عذايب هو العذاب األليم {- 50

نسان بالء قويا شديدا ليخلصه مما يف نفسه، ولريجع يرسل اهللا تعاىل هلذا اإلإىل احلق. أرسل له عذابا قويا شديدا لريجع للحق، أنا خلقته ألسعده، فإذا

أعذبه شذوا أرسل هلم الفقر، الشدائد، األمراض، ليعودوا إىل احلق،( ).العذاب األليم ألشفي نفسه وأرحمها

به رمحة به وعطفا عليه. اهللا فاهللا تعاىل ال يعذب اإل لند، لكن يعذ نسان كندتعاىل كبري، كل ما يف الكون لو تركه تعاىل حلظة النعدم، اهللا تعاىل قوي عظيم، لكن يعامل اخللق مبا يعاملهم به رمحة م، فكل ما يصيبك سببه

اه أنت، حبا بك يرسل لك ما يرسله، فإذا أصابك شيء عليك أن تتلق بالقبول، وأن ترجع إىل اهللا.

هم عن ضيف إ {أرهم كيف تكون املغفرة والعذاب األليم: - 51 ونـبئـ . }براهيم

: اضطربنا، ما }إذ دخلوا عليه فـقالوا سالما قال إنا منكم وجلون {- 52 عرفتكم.

190

: باهللا تعاىل. مؤمن بال إله إال }شرك بغالم عليم قالوا ال تـوجل إنا نـب {- 53اهللا، له علم بربه أنه رحيم، كرمي، سيعلم أمساء اهللا احلسىن كلها: الرحيم، الرؤوف، الكرمي... ورسول اهللا أنزل هذا القرآن عليه عندما صار له علم بأمساء

اهللا احلسىن.

: فبأي طريق يأتيين }أن مسين الكبـر فبم تـبشرون قال أبشرمتوين على {- 54 الولد؟!. فهم املالئكة منه خبالف مراده.

: ظنوه مستبعدا قوهلم، }قالوا بشرناك باحلق فال تكن من القانطني {- 55 قالوا ال تقنط، ذا أمرنا اهللا. فرد عليهم:

: أنا غري قانط، لكنين }ومن يـقنط من رمحة ربه إال الضآلون قال {- 56 أسأل عن الكيفية.

: فقط جئتم هلذه البشرى، أم لكم }قال فما خطبكم أيـها المرسلون {- 57 مهمة ثانية؟. إىل أين؟.

:ما أقبلوا على اهللا، ما فيهم خري }ني قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرم {- 58أبدا. من ال يقبل على اهللا ال يظهر منه خري، وال يكتسب شيئا من الكمال، فكل ما يظهر من الكافر من اخلري فهو كذاب، ألن غايته شيطانية، ليس

فيه خري قط.

نجوهم إال آل لوط إنا لم {فذكر هلم عن لوط وأنه مؤمن قالوا: - 59 : كانوا باحلق سائرين، أقبلوا على اهللا، اشتقوا الكمال منه. }أمجعني

191

رنا إنـها لمن الغابرين {- 60 امرأته قد كانت مغربة النفس، حيث كان }إال :رنا{هلا حمبة لقومها، فجاءها البالء مبقدار ما تستحق. على حسب }قد :

يهم البالء: فمن حبها هلم وتعلقها م اغربت واتسخت حاهلم نزل علنفسها، فصارت رائحتها القلبية من رائحتهم، وهي حبسب حبها هلم وتعلقها أتى عليها البالء، اإلنسان الصحيح املؤمن ال يعلق قلبه إال بأهل

ب أهل احلق، وال يعلق قلبه بالكفرة. "املؤمن حيب هللا ويبغض هللا" فأحب الكمال.

: املالئكة، مل يعرفهم. }فـلما جاء آل لوط المرسلون {- 61

: حيث إنه مل ير ذا الشكل واهليئة }قال إنكم قـوم منكرون {- 62 واللطف واملنطق الطيب، روائحهم القلبية كاملسك، قومه حبال منحط وخم.

ناك مب {- 63 : ما كانوا عارفني أين هم }ا كانوا فيه ميتـرون قالوا بل جئـسائرون. ما هم عارفني نتائج أعماهلم، إذ ال يرون ما وراءها. األعمى يأكل األوخام وال يعرف، وهؤالء يعملون األعمال املنحطة، وال يدرون ما وراءها.

ئجهم يدركون،اهللا : ميرون مرورا وال يعرفون أين هم ماشون، وال نتا}ميتـرون { ". أقبل علي يا عبدي وانظر نتائج المعاصيتعاىل قال لك: "

64 -} ناك باحلق : الكهم. }وإنا لصادقون {: ال بد من هالكهم. }وأتـيـ

هم }فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم {- 65 سر وراءهم، سري :: بنفسه. وال يلتفت منكم أحد بقلبه }وال يـلتفت منكم أحد {أمامك.

192

إليهم خوفا من أن يهلك معهم، كما ستهلك زوجتك. فال يلتفت أحد منكم حببهم، وميل النفس إليهم. فعلى اإلنسان أن يعلق قلبه بأهل الكمال.

هللا حقا ترك كل شيء، فما : اإلنسان إذا عرف ا}وامضوا حيث تـؤمرون { من أحد وال شيء أحق منه تعاىل وال أرأف عليك.

نا إليه ذلك األمر أن دابر هؤالء مقطوع مصبحني {- 66 : فهمناه }وقضيـ أنه سوف ال يبقى هلم أثر يف الصباح.

ن دناءم ملا رأوهم حسبوهم : م}وجاء أهل المدينة يستبشرون {- 67 شبانا.

: أال ختجلون من ذلك؟!. }قال إن هؤالء ضيفي فال تـفضحون {- 68

: ما هذا العمل }وال ختزون {: انظروا بنور اهللا. }واتـقوا الله {- 69 املنحط؟!.

: أما قلنا لك }مني عن العال {: مالك وماهلم. }قالوا أومل نـنـهك {- 70 مالك وما لغريك وما للناس؟.

: أزوجكم بنايت، إن كنتم تريدون }قال هؤالء بـنايت إن كنتم فاعلني {- 71 .أزوجكم إياهن

: وعمرك وحياتك العالية يا حممد، لعمرك الذي مل تضيع منه }لعمرك {- 72، منذ � تعاىل حبياة الرسول العالية حلظة إال وكسبتها باخلريات. ويقسم اهللا

193

أن خرج إىل الدنيا مل يضيع من عمره حلظة، بل اكتسب احلياة كلها بأعلى شيء. فكم له من شأن ومكانة عند اهللا؟، كم له من عمل عال وخلق

: انطمس على قلوم بسبب }إنـهم لفي سكرم يـعمهون {كرمي؟!. اخلبيثة، وهم قد وصلوا حلال ليس هلم معه من طريق أحواهلم وأعماهلم

للرجوع.

: ملا مل يبق هلم طريق للخري جاءهم البالء. }فأخذتـهم الصيحة {- 73 صباحا. }:مشرقني {

وأمطرنا {: خسف، زلزال قلب األرض. }فجعلنا عاليـها سافلها{- 74 يل عليهم حجارة مل عليه }ن سجواهلارب أصابه حجر، كل حجر مسج :

مبقداره. البالء وكل واحد منهم نال حقه، على حسب استحقاقهاسم صاحبه .خمص◌ص، الرمحة خمصصة

كل واحد ينال حقه. املفعول به حيرق، و الفاعل يرمى من شاهق جبل، هم / جلدة جيلد. 100أول من أجرم ذا العمل الدينء، الزاين /

ني {- 75 لمتـومسيف ذلك آليات ل هذا لطالب اخلري من اهللا تعاىل، }إن :طالب احلق يفكر، يتعظ، امليت ال يعبأ بقولك. فالطالبون للخري من اهللا الذين يعرفونه تعاىل: أنه رحيم، كرمي، هذه آية هلم، لكن من مل يعرف رمحة

ة له. الكافر يرى من خالل ذلك قسوة من اهللا، املؤمن يرى اهللا فما هذه بآي رمحة اهللا من خالل هذه اآليات، فيزداد حبا هللا وتقربا إليه تعاىل.

194

: على طول دائمي لطالب احلق، يتعظ به كل من }إنـها لبسبيل مقيم {- 76أهلكهم، إذ يسمع به من الصادقني. فهذه القصة تبني رمحة اهللا تعاىل م.

، كلما عاشوا زادوا بالء، وآخر دعواهم أن صهم مما سيعود عليهم من شرخل احلمد هللا رب العاملني.

: طالب اإلميان هذه أيضا آية له، املؤمن }إن يف ذلك آلية للمؤمنني {- 77 . يستعظم، طالب اإلميان يستدل، يبتعد عن األشياء املنحطة املؤذية له

يغشون يف بيعهم، ولو كان }:وإن كان أصحاب األيكة لظالمني {- 78جرمهم أخف انتقمنا منهم، وهم أهل مدين، كانوا أصحاب زرع وخريات،

لكن أعرضوا وساروا يف طريق الضالل.

هم وإنـهما{- 79 كرهم يف التوراة : ذ }لبإمام مبني {: الفريقان. }فانتـقمنا منـ ظاهر، وما حل م، تعرفون قصتهم.

: البناية املكينة. أصحاب البنايات، هلا }ولقد كذب أصحاب احلجر {- 80: }المرسلني {طبقات، مفاتيحها بيده، هو مالك هلا يؤجرها، يأخذ ريعها.

جاءم الرسل، وبينوا هلم خطأهم، فردوا قوهلم.

ناهم آياتنا{- 81 إال اهللا، عندها إله: عرفناهم ا. استدلوا على ال }وآتـيـها معرضني {تعرفون احلق. : فأعرضوا عنها وما التفتوا إليها. }فكانوا عنـ

: عظيمة، }وكانوا يـنحتون من اجلبال بـيوتا {كيف كانوا يعملون؟. - 82: من الزوال،كأنه يف أمان من }آمنني { ال من أن يتعظوا بداللتنا.قصورا بد

195

املوت، ظنوا أا بقيت هلم الدنيا، ضخامة يف البناء وقوة كأنه مستقر يف الدنيا. آمنني من املوت، فما كانوا حيسبون للموت حسابا.

ار صباحا.: حل بساحتهم الدم}فأخذتـهم الصيحة مصبحني {- 83

هم ما كانوا يكسبون {- 84 : كله زال عنهم. مجع املال، بىن }فما أغىن عنـالبناء، كل ذلك ما رد عنه شيئا. جاءه املوت، فما استطاع رده. زال عنهم

كل شيء.

85 -} باحلق نـهما إال كله ضمن :}وما خلقنا السماوات واألرض وما بـيـأنظمة، أما هي كافية ألن تدلك على اهللا؟. أال تفكر ذا؟!. خلقت كل ما يف الكون ضمن نظام، وأنت أما وضعت لك نظاما؟. أرسلك للدنيا وتركك من

: بعد هذا الشيء، أي أن هؤالء }وإن الساعة آلتية {دون أن يعىن بك؟!. ن أبنية وغريها وسيهلكون، وعندها ال بد سيصلون ملا وصل إليه من سبقهم م

: ساعة نصرك. }الساعة {من ظهور احلق.

أنت بلغ واترك األمر يل، حىت إذا انتصرت }:{فاصفح الصفح اجلميل عليهم اصفح عنهم الصفح اجلميل.

ظر ربك : ما يظهر منهم وعليهم، ين}إن ربك هو اخلالق العليم {- 86لقلب اإلنسان، فعلى حسب حاله خيلق له ما يناسبه وما يشتهون، بناية،

سينما... كل ما استحكم بنفسه من أي شيء سيعطاه.

196

كذلك رب العاملني، ؛لدى الطبيب عدة أدوات، ولكل مرض آلة مناسبة فإنه خيلق لكل مرض ما يناسبه.

ناك سبعا من المثا{- 87 : هذه }والقرآن العظيم {: الفاحتة. }ين ولقد آتـيـالعظيمة واليت يأتيك اخلري منها. ال هذه الدنيا. هذا الذي يعود باخلري عليك

وعليهم.

(الحمد :فالفاحتة لتبلغها لعبادي ؛: كل قراءة تقرؤها فيها ترتفع االفاتحةين {3يم {} الرحمـن الرح 2لله رب العالمين { اك 4} مالك يـوم الدإي {

. )} اهدنــــا الصراط المستقيم 5نـعبد وإياك نستعين {

اهدنــــا: مل تقول: اهدنا، وال تقول: اهدين؟..ألن رسول اهللا يقول ذلك ناك الكوثـر} (وأنت معه، مث تسمع بعدها: .ورة الكوثر) س1{إنا أعطيـ

عندما تصلي فردا تقول: اهدنا بصيغة اجلمع وجييبك اهللا تعاىل بصيغة املفرد:

) سورة 1{قل هو الله أحد} (؟. ) سورة الفلق1.} (.{قل أعوذ :التأويل؟. اإلخالص

مع من معه، " إن كنت مرتبطا به يقول: (اهدنا). واهللا جييب �رسول اهللا ناك الكوثـر {(إن رسوله: } إن شانئك 2} فصل لربك وانحر {1ا أعطيـ

حمروم. (هو األبـتـر):وكل من يبغضك. }):3هو األبـتـر {

: تتلوه عليهم بعد الفاحتة.}والقرآن العظيم {

197

: أخاطبك أيها املؤمن:) سورة الفاتحة1.} (.{بسم الله

ين 3} الرحمـن الرحيم {2الحمد لله رب العالمين {( مالك يـوم الد { :ومن معي...)} اهدنــــا5} إياك نـعبد وإياك نستعين {4{

هم {- 88 نـيك إىل ما متـعنا به أزواجا منـ ء : هؤالء األغنيا}ال متدن عيـأصحاب الدنيا ال تطمع بأن يكونوا معينني لك يف دعوتك، ال تنظر لغناهم

وماهلم. هؤالء ال خري منهم.

: هذا املال كله أذى عليهم، لكن هذه شهوم. }وال حتزن عليهم {املؤمن يذل ؛: واخفض جناحك للمؤمن}واخفض جناحك للمؤمنني {

ه.للمؤمن ال يتكرب علي

: النذير لكم: غدا هالك، نار حمرقة، وكما }وقل إين أنا النذير المبني {- 89 جاء النذر من قبلي لقومهم.

قتسمني {- 90اليهود والنصارى الذين اقتسموا الدنيا. }:كما أنزلنا على امل

م منذرين، مث هلكوا. نزلنا هلم داللة، وأرسلنا رسال كما أرسلناك، وأرسلنا هل فأعط كل ذي حق حقه لتحفظ.

: استعدوا القرآن، رأوه مضيقا عليهم، }الذين جعلوا القرآن عضني {- 91رأوه معاديا هلم؛ عادوه. إذا خاطبته بلغة القرآن قال لك: هذا القرآن ما هو

هلذا الزمان، هذه األوامر ليست لنا.

198

{فـلنسألن : }لنسألنـهم أمجعني {مبا عرفت عنه تعاىل. : }فـوربك {- 92 . ) سورة األعراف6الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين} (

: ليعملوا ماشاؤوا، اعمل طيبا حىت إذا سئلت }عما كانوا يـعملون {- 93 كان عملك طيبا.

: ال تعلق نفسك م، }وأعرض {: اجهر. )1(}دع مبا تـؤمر فاص {- 94: الذين يظنون أن }عن المشركني {باعد هذا احلنان الذي بقلبك عليهم.

ألحد فعال سوى اهللا.

ناك المستـهزئني {- 95 هؤالء ال ضرر هلم ؛: املستهزؤون ال فعل هلم}إنا كفيـ ر حولك رجال، فما من أحد منهم جيرؤ على االستهزاء. عليك، وقد صا

ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق : « �كذلك بشر رسول اهللا .)2(» ال يضرهم من خالفهم

: ينسبون الفعل لغري اهللا، كما فعل }ا آخر إهل الذين جيعلون مع الله {- 96 فسوف يـعلمون {أن له حوال وقوة. الشيطان، إذ قال: ألغوينهم... ظن{ : إال اهللا: ال شيء يؤول إال إليه. إلهبعد موم، سريون نتائج شركهم بال

دهم، دع عنك ذلك واجهر باحلق. فاصدع: ال تم بص )1( / .53صحيح مسلم، اجلزء الثالث، رقم احلديث / )2(

199

: عندما يتكلمون ذا }ولقد نـعلم أنك يضيق صدرك مبا يـقولون {- 97بونه، يضيق، يتمىن هلم اخلري وه �الكالم، كان صدر رسول اهللا م يكذ

يتأثر عليهم. �فكان

: فسبح مجاعتك املؤمنني الذين اتبعوك، اذكر هلم }فسبح حبمد ربك {- 98عن فضل وحنان اهللا، سبحهم بفضل اهللا. عرف الذين آمنوا حبنان اهللا،

بفضله ورمحته، وأرهم معاملة اهللا هلم.

اطلب فضله، اطلب املعونة منه. }:من الساجدين {:دوما.}وكن{

: كل اخللق (يوم القيامة) ترى هذه }واعبد ربك حىت يأتيك اليقني {- 99 .)1(الساعة فيتيقنوا مبا سيقع هلم من هالك

والحمد هللا رب العالمين

نستنتج من هذه اآلية أن ال شفاعة يوم القيامة إذ تبني يقينيا أهل اجلنة للجنة، وأهل النار للنار فال ) 1(

ويصاحب أهل اجلنة فال وساطة وال تزر وازرة وزر أخرى، فالشفاعة يف الدنيا ومن مل يستشفع يف الدنيا شفاعة له يوم القيامة.

200

)128تأويل سورة النحل وآياتھا(

بسم اهللا الرحمن الرحيم

: يف املاضي نزل العذاب على من سبق من املكذبني. و(أتى): }أتى{-1فال {: جاء البالء. }أتى أمر الله {حمقق وقوعه على من يعاند.

أوسع رمحته : ما أعظمه، ما أرمحه، ما }سبحانه {: باملعاصي. }تستـعجلوه : اإلنسان: إذا }وتـعاىل عما يشركون {بكم، يطاولكم حنانا وحبا بكم.

فعل شيئا ال بد أن يصيبه البالء. هو ذو رمحة واسعة بكم، وأنتم تشركون به، مهما كنت حتب نفسك فاهللا حيبك أكثر من حمبتك هلا، وأكثر من حمبة

أمك وأبيك.

: باألوامر اليت فيها حياة البشرية. }ئكة بالروح من أمره يـنـزل المآل{-2

تطلب ذلك من حنانه على �: رسول اهللا }على من يشاء من عباده { اخللق. أعطاك اهللا تعاىل اخليار، رجعت املشيئة واالختيار لك.

ان، ، حيث طلب فعل املعروف واإلحس�وكذلك أنزل على رسول اهللا ج : احل}ه إال أنا فاتـقون أن أنذروا أنه ال إلـ {لكنه استعد لذلك ويأ له.

ية (الفرائض) هذه غايتها: أن ترى الفعل هل والصوم والصالة،كل األوامر اإل كله بيد اهللا.

201

خلق تعاىل السموات، األرض، والبحار، وخلق اإلنسان بنظام، ذلك كله ه إال اهللا، فيفعل اإلحسان، وينال اإلحسان يؤمن اإلنسان بال إل لكي

ي. فإذا مل يؤمن املرء باهللا ومل ينل التقوى فنهايته هالك: دنيا عذاب، هل اإلوآخرة دناءة وعذاب. وحىت تصل هلذا، فتنال التقوى باهللا، جعل لك قانونا

، انظر يف هذا تسري عليه، وهو التفكري خبلق السموات واألرض باحلق .الكون، أعطاك مسعا وبصرا وفكرا

3-} ماوات واألرض باحلقذا لتهتدي }خلق الس رر، فكانظر، فك :: هذا اخللق الكامل يصل بك إن فكرت لإلميان مث )إال اهللا إلهال (لكلمة

كله ذا النظام : خلق لك هذا الكون }تـعاىل عما يشركون {للتقوى. وتشرك معه!.

: إن مل تفكر بالسموات واألرض، فكر }خلق اإلنسان من نطفة {-4: }فإذا هو خصيم مبني {بأصلك، بذاتك، انظر ألصلك، ماذا كنت؟.

عندما يكرب خياصم ربه.

نظر لنعمه عليك : صوف، أفال ت}واألنـعام خلقها لكم فيها دفء {-5ها تأكلون {.. .: لبنها ومسنها}ومنافع {وإحسانه إليك؟!. : حلمها، }ومنـ

مع كل هذه النعم تعرض عنه تعاىل وال تفكر!.

: جعلها لك بشكل }ولكم فيها مجال حني ترحيون وحني تسرحون {-6. أ بعد هذا اإلحسان والعطف حتيد؟!. مجيل، تفيدك وتأنس برؤيتها وتسر

202

: هذا الفضل كله وال تقدر فضل ربك؟!. ارجع }وحتمل أثـقالكم {-7إىل بـلد مل تكونوا {ألصلك، مث انظر هذا الفضل الذي تفضل به عليك.

: لو أردت الذهاب من مكان ملكان فكم تتعب }بالغيه إال بشق األنفس : هذا اإلنسان غدا }إن ربكم لرؤوف رحيم {من دون هذه األنعام؟!.

حينما يرى فضل اهللا عليه ويرى تقصريه وكفره كم يتأمل؟!. هذه جهنم، هذا كله خلقه لك من شدة رمحته وحنانه عليك. أفال يقتضي أن تفكر به؟!.

أن تقدر فضله وحنانه، أفتعرض عنه؟!.

: تركبها وزينة، وكل الكون من }يل والبغال واحلمري لتـركبوها وزينة واخل {- 8وخيلق ما ال {أجلك. وكل شيء له قانون، أنت أما جعل لك قانونا؟.

: إن مل تقدر فضله سيبعث لك الطائرة، السيارة، لكك. }تـعلمون

: بيان الطريق، أن يبني لك طريق احلق. }ل وعلى الله قصد السبي{-9ها جآئر { : من األنفس من هو منحرف، ال يفكر أبدا، جامد، مع كل }ومنـ

:ولكن ال }ولو شاء هلداكم أمجعني {هذا الفضل ال يلتفت لشيء منه. وتقول ... دلك وبني لك !يناسبكم ملا فيكم. تقولون ذلك.. لو شاء هلدانا

لو شاء اهللا هلداين!. تنسب له وقوعك يف الفحشاء والضالل، أما بني لك؟!.

.: قدر هذه النعمة}هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب {- 10

203

: هذا الرتابط بني املرأة والرجل ينشأ بسبب املاء النازل من }ومنه شجر {: خترجون للدنيا، }فيه تسيمون {صل احلياة، ومنه تتشكل. السماء: فهو أ

تتزايدون بزرعه وتتفاخرون.

ينبت لكم به الزرع والزيـتون والنخيل واألعناب ومن كل {فكر ذا: - 11ذا، كيف يقولون: من :فكر }الثمرات إن يف ذلك آلية لقوم يـتـفكرون

يفكر يهلك!. واهللا يطلب منا التفكري!.

فكر ذه املعاين كلها، انظر فضل اهللا عليك، أصلك، ماذا كنت؟. انظر ذه النعم. خلق لك كل ما يف الكون، من حيوانات، عاملها باإلحسان.

لليل تسرتيح.:بالنهار تعمل، با}وسخر لكم الليل والنـهار {- 12

:لبعدها عنك، وال مشتهيات }والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره { نفسية لك ا، فكر فيها، يف سريها تصل. ما هذا الرتتيب العظيم؟!. ملن؟!.

فكر فيه تعقل حقيقته. كلها مسخرة ألجلك، كل ما يف الكون من أجلك.

:كم أنت ضعيف، وكم عناية اهللا بك!، }لك آليات لقوم يـعقلون إن يف ذ { إن فكرت عقلت.

: من أزهار ونباتات، ماء واحد }وما ذرأ لكم يف األرض خمتلفا ألوانه {- 13 .ومثر خمتلف، كلها من أجلك، من أجل راحتك، لسعادتك، لسرورك

: كل شيء تراه يذكرك. }ة لقوم يذكرون إن يف ذلك آلي {

204

لتأكلوا منه حلما {: من الذي سخره؟!. }وهو الذي سخر البحر {- 14: قبل األكل سم باهللا لكي تفكر. هذه بعض املنافع، فكر ا تصل }طريا

وتـرى {: لؤلؤا ومرجانا. }ية تـلبسونـهاوتستخرجوا منه حل {للكثري منها. : من الذي خلق لك احلديد واخلشب تصنع }مواخر فيه {: السفن. }الفلك

: للتجارة، كي تفعلوا اخلريات. }ولتبتـغوا من فضله { منه السفن؟. اهللا. : ترى اإلحسان كله من }تشكرون {: إن فكرمت. }ولعلكم {

: جباال تثبت األرض، اهللا }وألقى يف األرض رواسي أن متيد بكم {- 15خلق األرض، وجعل هلا اجلبال تثبتها يف سيـرها، فال تـضطرب وال تـهتز، أفـال

: }وسبال {: عيونا كبرية. }وأنـهارا {القدرة والعلم والرمحة؟!. تفكـر ـذه: }لعلكم تـهتدون { . أين هي خزاناا؟!. ما هذه الفتحات؟!.عيونا صغرية

إىل اهللا سبحانه. لتفكر وتدي إىل اهللا.

وبالنجم هم {إال اهللا. إله: كثرية، تدل على ال }وعالمات {- 16أال ترون كماله؟. عدالته، رمحته!. ذه الصحبة �: حممدا }يـهتدون ملرء على اهللا تعاىل. يدخل ا

، واستعظموا فاهتدوا، بلقيس �سحرة فرعون رأوا علم سيدنا موسى فاهتدت. أنت أفال تفكر بكمال رسول اهللا �عظمت سيدنا سليمان

؟!. �

205

: متساوون!. تلتجئ لبشر مثلك!،هل بيده }أفمن خيلق كمن ال خيلق {- 17ق شخص مثلك؟!. أتسمع كالم شخص شيء؟. أترتك خالقك وتلحق مبخلو

، �:بواسطة رسولكم حممد }أفال تذكرون {مثلك وترتك كالم اهللا؟!. سراجكم املنري!.

: كل النعم لك، مهما عددت، }وإن تـعدوا نعمة الله ال حتصوها{- 18عمة، لتطهر : لكن الشدائد كذلك هي ن}إن الله لغفور { .فهي أكثر وأكثر

ا وتشفى مما بك، وكل هذه البيانات من رمحته بك، حىت يغفر لك : كله تعاىل }رحيم {ويشفيك مما بك، مما أنت فيه، ويسعدك دنيا وآخرة.

رمحة. املؤمن حيمد اهللا تعاىل على كل حال، ألنه تعاىل كله فضل وإحسان.

غال وخبثا، فما من خاطر يقع : ال حتمل }والله يـعلم ما تسرون {- 19: من العمل: سرك }وما تـعلنون {بنفسك إال وهو معلوم عند اهللا.

وعالنيتك عنده، وعلى حسب ما فيك يسوق لك، فيسري كال على حسب ما يف نفسه. أطعه، اتبع أمره تنل منه اخلريات.

ال خيلقون شيئا {صنام ال فعل هلا. : األ}والذين يدعون من دون الله {- 20 : هم مثلك، ليس بيدهم شيء. }وهم خيلقون

ر أحياء{– 21 عثون {:ليس بيدهم شيء. }أموات غيـ : }وما يشعرون أيان يـبـال يعرف بعد مدة ماذا سيحل به، إىل أين يذهب به، وهذا الصنم ال يعلم إىل

ركه. أين حت

206

فالذين ال يـؤمنون {: ال مسري هلذا الكون سواه. }ه واحد هكم إل ـ إل {- 22: من ال يفكر، فكر باملوت إىل أن تعقل، إن عقلت زالت من }باآلخرة

: }قـلوبـهم منكرة {قلبك لذائذ الدنيا، وحل بقلبك حب اإلحسان واخلري. : }وهم مستكربون {ياء اليت تذكرها له ال يعبأ ا، والسبب: كل هذه األش

عن التفكري باملوت وبالكون وبأنفسهم.

لو فكر الستدل على اهللا فعرف كالم اهللا، حنان اهللا، عدل اهللا. وحيث أنه استكرب عن التفكري، فما فكر باحلساب والعقاب وصل لذلك.

ليال يثبت خالف ذلك. فكر قليال توقن ذا : ال شيء ق}ال جرم {- 23: }أن الله يـعلم ما يسرون وما يـعلنون إنه ال حيب المستكربين {بال ريب.

ألن املستكرب جير لنفسه التعاسة وكل بالء. استكبارهم سبب هالكهم دنيا وآخرة.

ماذا أنزل ربكم قالوا أساطري {. يفكرملن ال: }وإذا قيل هلم{- 24: هذا من قدمي نسمعه، معروف حكايات، حكايات وقعت فيما }األولني

مضى، هكذا يقولون!. مع أن هذه القصص، كل واحدة منها وهلا مراد وعربة وعظة.

ه على كتفه غدا. : كل واحد سيحمل محل}ليحملوا أوزارهم كاملة {- 25: يتكلم ويضل غريه بغري }يـوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونـهم بغري علم {

207

علم، جاهل ويريد أن يهدي غريه. حيمل وزر عمله وعمل من أضله، من يتكلم بكالم طيب له أجره وأجر من سار به، والعكس صحيح.

!. هذا الشيء السائرون فيه أال يسوؤهم؟!. هذا يقتل }رون أال ساء ما يز { هذا، هذا يسرق هذا، هذا يغش هذا. هذه األشياء أال تسوؤهم اآلن؟!.

هل أعماهلم اليت يعملوا منطقية إنسانية؟. لو مسعوا كالم اهللا لزال كل أذى، وألصبحوا حمسنني ال يؤذون أحدا.

يف الدنيا عملوا تدبريات وحيال وترتيبات : }من قـبلهم قد مكر الذين { - 26يانـهم من القواعد {. لرد احلق فخر {: من أصله، ما شعروا إال: }فأتى الله بـنـ

وأتاهم العذاب من {: قنابلهم نزلت عليهم. }عليهم السقف من فـوقهم : هم دبروا ليصدوا الناس عن احلق، واهللا أرسل هلم بالء، }رون حيث ال يشع

فالسكني اليت حدها ضرب نفسه ا، أذاه عاد عليه.

: يف الدنيا دبر تدبريات فوقع ونزل بالؤه }مث يـوم القيامة خيزيهم {- 27: }ذين كنتم تشاقون فيهم ويـقول أين شركآئي ال {عليه، وغدا يريه عمله.

إال اهللا، ودخل اإلميان إله: الذين آمنوا بال }قال الذين أوتوا العلم {رسلي!. : }والسوء على الكافرين { : احلقارة والسفالة.}إن اخلزي اليـوم {يف قلوم.

الذين نكروا نعم اهللا كلها.

28 -} اهم المالئكة ظالمي أنفسهم الظلم نفسه وكفر، وما فكر. }ذين تـتـوف :عن اهللا عند نزوله القرب تأتيه املالئكة فتسأله، فيقول مستغيثا فالبعيد

208

: يستسلم إذ ال جيد معه أحدا ناصرا له، ويصبح }فألقوا السلم {.مستسلما : مل أعمل شيئا فيجاب: }ما كنا نـعمل من سوء { خائفا لدى قدوم امللك.

: جتيبه }إن الله عليم مبا كنتم تـعملون {: أنتم تكذبون، ال تنكروا. }بـلى{ املالئكة ذا.

: اآلن. عندما يرى دناءته يدخل بالذل }فادخلوا أبـواب جهنم {- 29: بالذل واحلقارة، ومن رمحة اهللا تعاىل به أنه يرسل }يهاخالدين ف {واحلقارة.

له ملكا بصورة حنش خميف، فيقول له: أنا صاحبك ال أفارقك، يعاجل مع هذا احلنش إىل يوم القيامة، ويوم القيامة يرمي بنفسه يف النار لشدة ما جيده

ين {: مكان. }فـلبئس مثـوى{ من أمل. ب : ا}المتكربرون. جرلذين ال يفكاآلن يدك يف النار، كم تتأمل؟. فما أعظم األمل النفسي الذي يضطر اإلنسان

.!معه إللقاء نفسه بالنار

: بساعة نزول }ماذا أنزل ربكم {: نالوا تقوى. }وقيل للذين اتـقوا { - 30اإلميان والتقوى، ملا يسأل : كل من فكر، وحصل على }قالوا خريا {القرب.

يف القرب جييب ذا: " هذا الكتاب الذي أرسله اهللا لنا كله حق، وكله فائدة نـيا حسنة {وخري ". ذين أحسنوا يف هذه الدلله يف الدنيا اخلري وغدا. }ل :

ر ولنعم دار المتقني هو يف نعيم يبدأ معه منذ ذلك : ف}{ولدار اآلخرة خيـ احلني.

209

: من جنة إىل جنة إىل ما ال اية. {جتري }جنات عدن يدخلونـها{- 31: كل شيء }هلم فيها ما يشآؤون {: اخلريات الكثرية. }من حتتها األنـهار

فهكذا تنل. : إن اتقيت }كذلك جيزي الله المتقني { .تتطلبه

: من كل شائبة " ال شائبة }الذين تـتـوفاهم المآلئكة طيبني {- 32بنفوسهم "، نفسه طابت ليس فيها قذر وال وسخ، طابت نفسه بالصلة مع

إال إلهاهللا، صلت فطابت، فال تطيب نفسك إال باهللا، إن فكرت آمنت بال : }يـقولون سالم عليكم { .على اهللا وتطيباهللا تستقيم، فتدخل نفسك

: }ادخلوا اجلنة مبا كنتم تـعملون {األمان عليكم، فال شقاء وال نصب. ادخلوا يف النعيم مبا كنتم تعملون، فاجلنة بالعمل، اجلنة تتطلب أعماال ال

دعاء، وال تدخل اجلنة إال بعملك.

: مالئكة املوت لقبض }رون إال أن تأتيـهم المالئكة هل ينظ {- 33روحهم!. من الذي خلد يف الدنيا؟. هل من أحد باق؟. هل تعيش أنت وال

كذلك {: اهلالك العام بساعة واحدة: الساعة. }أو يأيت أمر ربك {متوت؟. وا، شذوا ومتتعوا بالدنيا، واهللا ذكرهم، أرسل هلم مل يفكر :}فـعل الذين من قـبلهم

: اهللا تعاىل أعطاك العطاء التام، ما ترك }وما ظلمهم الله {الرسل والشدائد. لك طريقا، فلله احلجة البالغة،أعطاك كمال الكمال، وطلب منك أن تفكر.

كر، أعطاه اهللا وأهله لنيل اخلري، : هو مل يف}ولـكن كانوا أنفسهم يظلمون {لكنه هو الذي حرم نفسه، وليس األمر كما يقولون :أن اهللا خلق أناسا غري

صاحلني.

210

وحاق م ما كانوا به { .: عند املوت}فأصابـهم سيئات ما عملوا {- 34 : البالء. }يستـهزئون

شركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء حنن وال وقال الذين أ { - 35: عندما تقول هلم: اهللا بيده كل شيء }آباؤنا وال حرمنا من دونه من شيء

جييب: لو شاء اهللا ما فعلت، وينفي احلرية يف االختيار واملشيئة. فمن ال و الذي ينسب التقديرات السيئة هللا. يعرف حنان اهللا ورمحته، ه

إال اهللا احتجوا إله: فالذين مل يفكروا بال }كذلك فـعل الذين من قـبلهم { بنفس احلجة، وهذا قانون، كل مشرك يقول هذا القول.

عادة، فالذي : يبينون طريق احلق والس}فـهل على الرسل إال البالغ المبني { ختتاره يعطيك إياه. ترك اهللا تعاىل لك احلرية؛ ألنه ذا تدخل اجلنة.

: يف كل عصر، كل يوم، ال يرتك }ولقد بـعثـنا يف كل أمة رسوال {- 36: هكذا قلنا هلم: امسعوا كالم اهللا فقط وما }أن اعبدوا الله { .اإلنسان مهمال

وأن يرسل أناسا يهدون، الرسل ال وافقه، فك روا، فاهللا تعاىل يف كل عصر ال بد. .يتكلمون بشيء من عندهم، كله عن اهللا، األحاديث النبوية: عن كتاب اهللا

هم من هدى الله {: الشيطان الذي يطغي. }واجتنبوا الطاغوت { : }فمنـهم م {حيث فكر فعقل واهتدى. : حيث أن }ن حقت عليه الضاللة ومنـ

يف األرض {: كلكم يا عبادي. }فسريوا {نفسه امتألت باخلبث والسفالة. بني نتائج أهل الباطل ماذا كانت؟. ال }فانظروا كيف كان عاقبة المكذ :

211

ق انظر متش على عمى، فكر، انظر، احبث، دقق مبن سبق، السائر باحل كيف هي حياته وسعادته. وبالعكس.

إن حترص على هداهم فإن الله ال يـهدي من يضل وما هلم من {- 37ال يهدي من يضل نفسه، أعطى تعاىل احلرية واإلطالق لإلنسان، :}ناصرين

قايس، إىل أن نفسك مطلقة، أقنعها إىل أن تسري معك. فكر، اعقل، قارن، ترضخ، لقد أعطاك تعاىل أشياء ثابتة، آيات، فكر إىل أن تعقل، فكر حىت تقنع

نفسك، القرآن لكي تفهم معانيه، ال لتقرأه دومنا فكر.

كان دوما يود هلم اهلدى، �: لرمحته وحنانه }إن حترص على هداهم {:إن }دي من يضل وما هلم من ناصرين فإن الله ال يـه {فأجابه اهللا تعاىل :

املسألة ترجع لإلنسان ذاته، فإن مل يصدق فال أحد يهديه، اإلنسان ذاته مسؤول. سعادتك منك، شقاوتك منك، كما ختتار يعطيك.

ين : بعد أن ف}وأقسموا بالله جهد أميام ال يـبـعث الله من ميوت {- 38ولـكن أكثـر {. حتما : }بـلى وعدا عليه حقا { أما فكرت بنفسك؟!.يعود!.

: ما سيحل م على هذا الكالم، إن مل يفكر فلن حيصل له علم.}الناس ال يـعلمون

39 -} ذ {: غدا. }ليبـنيذي خيتلفون فيه وليـعلم الهم كانوا هلم الين كفروا أنـ : يرون عملهم وكذم، وسيقر ويعرتف بكذبه. }كاذبني

212

ا قـولنا لشيء إذا أردناه أن نـقول له كن فـيكون { - 40 يرجعك }إمن :بسهولة كما خلقك أول مرة. فاهللا تعاىل نظم الكون هذا التنظيم لتفكر

، قادر أن خيلق الكون وخيلقك من دون هذا كله، لكن لتفكر. وتستدل

: هاجر من مكة إىل }والذين هاجروا يف الله من بـعد ما ظلموا {- 41 املدينة، كل من هجر الرذيلة والكفر. األعمال املنحطة اليت يقوم ا غريهم.

نـيا حسنة { هم يف الدئـنـوألجر اآلخرة أكبـر لو كانوا {: نعوض عليهم. }لنبـو : اآلخرون الكفار، ملا فعلوا هذا، بل لفعلوا فعل املؤمنني. }يـعلمون

: على ما أصام، وعن كل رذيلة.}الذين صبـروا {- 42

اهللا ويصرب. : مستسلم إىل اهللا تعاىل، يتوكل على}وعلى رم يـتـوكلون {

: مثلك. أرسلنا للخلق }وما أرسلنا من قـبلك إال رجاال نوحي إليهم {- 43رسال مثلك، لكن نوحي إليهم كما نوحي إليك، ألم أهل طهارة وحنان

: أنتم اليهود والنصارى، أما كان الرسل رجاال مثل حممد }فاسألوا {وقرب.من �: مثل النجاشي، اسألوهم عمن قبل حممد }لذكر أهل ا{ ؟!.�

: }إن كنتم ال تـعلمون {؟!. �رسل كلهم، أما كانوا بشرا رجاال مثل حممد ما ظهر لكم من دنياكم.

وأنزلنا إليك {: القاطعة للباطل. }والزبر {: الدالة على اهللا. }بالبـيـنات {- 44 للناس ما نـزل إليهم الذكر رون {: من وقائع. }لتبـنيهم يـتـفكا. }ولعل :

213

: زلزال. }أفأمن الذين مكروا السيئات أن خيسف الله م األرض {- 45 }.ون من حيث ال يشعر {: البالء. }أو يأتيـهم العذاب {

روحهم : }فما هم مبعجزين {. ملتهون بالدنيا: }أو يأخذهم يف تـقلبهم {- 46 بيده.

فإن ربكم {..: من املوت، مبرض أو حرب}أو يأخذهم على ختوف {- 47 : حبا بكم يذكركم، يطاولكم وينذركم. }لرؤوف رحيم

: كل ما يف }إىل ما خلق الله من شيء يـتـفيأ {: انظر. }يـروا أو مل {- 48: جتلي اهللا عليه عن طريق اخلري. }ظالله عن اليمني {الكون يستمد من اهللا.

: كل على حسب ما اشتملت عليه نفسه، مرض، فقر، شدة، }والشمآئل { نعم، كل واحد مبا يناسبه.

إال اهللا، لكن قل من يفقه املعىن، إذا كان القلب إلهمعىن اآلية داللة على ال مملوءا بالشهوات فلن يفقه شيئا. انظر لنفسك كيف أخذت تتقلب يف هذه احلياة، من نطفة، علقة، مضغة، جنني، بعد الوالدة، اللنب حمضر يف ثدي

ا!. لو مل تكن هنالك يد أمك، مث ظهرت أسنانك، مث صرت شابا فشيختعمل الستمر بك احلال على حال واحد، مناء مستمر ؛ كذلك الكون والنبات، والشمس والقمر، وكل شيء، إذا نظرت فيه وجدته يتقلب من حال إىل حال. هذا أال يدل على أن هنالك يدا هي اليت تعمل يف هذا الكون؟.

يكتب احلق فيه ولن ينطبع. لكن إذا كان على القلب شيء مطبوع، فلن

214

فانظر أيها اإلنسان هل يف هذا الكون شيء ثابت؟. أو ليست هنالك تبدالت على حسب احلال املناسب؟. فلو فتحت سيارة وسارت بنفسها لكان سريها مطردا يف جهة واحدة وملا سارت ميينا ويسارا. أهلك اهللا لكل

ر. كمال، وأعطاك تفكريا، لكنك ال تفك

وهم {}: الكل طالبون، والكل يتطلب ويستمد احلياة. سجدا لله {: كلهم مفتقرون، مرمتيا يف اإلقبال على اهللا. ال تصل لإلميان دون }داخرون

تفكري، وال حيدث التفكري إال إذا خلت النفس من الشهوات، فإن فكر خرجت الدنيا من قلبه، ورجعت اإلنسان ببدايته مث بنهايته فعرف أنه سيموت

نفسه طاهرة كما ولد. عندها إن فكر ينطبع احلق بنفسه، فيصلي ويرافق أهل الكمال، يدخل مبعيتهم على اهللا، فتحصل له التقوى.

: كل ما يف الكون }ولله يسجد ما يف السماوات وما يف األرض {- 49ا تدب، ممن تستمد؟. ممن يستمد الكون؟. لوال : أيض}من دآبة { .طالب

: عن }وهم ال يستكربون {: أيضا. }والمآلئكة {. ؟اهلواء ماذا يكون حالك طاعة اهللا.

: حيث صارت هلم }خيافون ربـهم من فـوقهم ويـفعلون ما يـؤمرون {- 50 إال اهللا. إلهمعرفة بال

ـهني ال تـتخذوا إل {: لرسله قولوا لقومكم " يا عبادي ". }وقال الله {- 51ا هو إل ف؟. التجؤوا إليه }ه واحد اثـنـني إمنهل من غريي له فعل أو تصر :

215

:انظر رمحته، قدرته، }فارهبون {: هللا وحده. }فإياي {وحده، هو املتصرف. ني، لكن فكروا بعظميت وحناين إهل حانه وتعاىل لنا: ال تتخذوا عدله. يقول سب

حىت حتصل لكم الرهبة، إن مل تفكروا فلن تستفيدوا شيئا.

وله {: كله راجع أمره إليه، كله له. }وله ما يف السماوات واألرض {- 52ين واصبا د سواه؟!. كله قائم : ظاهرا مكشوفا،أتدين نفسك ألوامر أح}الد

ر الله تـتـقون {على سعادة اخللق. : هل أحد سواه يطعمك، }أفـغيـ يسقيك؟!. أتستنريون بغريه؟!.

: إن مل تفكر فلن تدرك شيئا. انظر إىل }وما بكم من نـعمة فمن الله {- 53مث {ىت تعقل. هذه النعم املعطاة للخلق، هل هي من اهللا يا ترى؟!. فكر ح

: ساعة البالء تلتجئ إليه بالدعاء، تستغيثون }إذا مسكم الضر فإليه جتأرون لرفعه، ال تتذكره إال عند الشدة!.

: ينسب }مث إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم برم يشركون { - 54. .قول: مبسعاي، بقويت. أو تقول: الطبيب طيبين، وفالناخلالص لغري اهللا، ي

ولكن اجلرثوم الذي يف جسمك حياته مبن؟. باهللا. أال إنه يشدد عليك لرتجع إليه، كله منه خري، إذا فكر اإلنسان حبنان اهللا فإنه يرضى بكل شيء.

ناهم {- 55 : مدة قليلة }تمتـعوا فـ {: من نعمنا، ذه النعم. }ليكفروا مبا آتـيـ: ما ضيعتموه من الفضل املعد لكم، عند }فسوف تـعلمون { .ذه الدنيا

املوت ستظهر لك احلقائق.

216

: يعتمد على غريه تعاىل، }وجيعلون لما ال يـعلمون نصيبا مما رزقـناهم {- 56: واهللا مث واهللا وتسيريه }تالله {لقمر.. وكانوا يزعمون أن هناك آهلة للشمس وا

هلذا الكون ضمن العدالة والكمال، يدلك أنه ال بد أن تسأل عن عملك. :هذا النظام القائم أال يثبت لك أن السؤال }لتسألن عما كنتم تـفتـرون {

حق؟!.

: }سبحانه {ا بنات، إناث. : املالئكة يزعمو}وجيعلون لله البـنات {- 57: ويتطلبون }وهلم ما يشتـهون {اهللا تعاىل منزه عن ذلك، ال مياثله شيء.

لنفسهم الذكور، واألصنام اليت زعموها ذكورا. " املالئكة " مسوا ذا ألن اهللا تعاىل عندما عرض األمانة يف األزل ملكوا أنفسهم هللا، قالوا: حنن يارب ال

نريد شهوة من الدنيا، ملكنا أنفسنا إليك، ال نريد إال الوجهة لك.

ر أحدهم باألنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم {- 58 مع أن }وإذا بش : البنت قد تكون خريا من الذكر بكثري.

ر به أميسكه على من سوء ما بش {: يستحي. }يـتـوارى من القوم {- 59 . أو يدفنها: }أم يدسه يف التـراب {. دون أن يبايل ا إذا رباها فيخجل: }هون

هم؟. ء: هذا الرتتيب الذي رتبوه ألنفسهم أال يسو }أال ساء ما حيكمون { هم كثريا، إن دفنت البنت فمن أين يأيت الصيب؟!. ءهذا احلكم يسو

: من ال يؤمن باآلخرة، ال يؤمن وال يعرف }للذين ال يـؤمنون باآلخرة {- 60: عليهم كما يزعمون، مع أن البنت فيها خري عظيم إن }مثل السوء {احلق.

217

: هو يزعم أن البنت أذى عليه، لكن }ولله المثل األعلى {أحسنت تربيتها. : املتفرد بكل خري وكمال. }وهو العزيز احلكيم { .فعل اهللا تعاىل كله خري

ها من دآبة {- 61 : لكن حبنانه }ولو يـؤاخذ الله الناس بظلمهم ما تـرك عليـإىل أجل {: لعلهم يرجعون. }ولكن يـؤخرهم {ورمحته وشفقته يطاوهلم.

: فال يتأخر وال }جلهم ال يستأخرون ساعة وال يستـقدمون مسمى فإذا جاء أ يتقدم عليه، لكل يوم. فاحلنان والرمحة تقتضي مبطاولتهم، واإلنسان يداوى

خالل حياته مرة بعد مرة رمحة به، لكن إذا جاء يومه فال بد.

وتصف {ون أن املالئكة بنات اهللا. : يدع}وجيعلون لله ما يكرهون {- 62: األصنام. "ويفخرون بتقدمام احلضارية }ألسنتـهم الكذب أن هلم احلسىن

: }وأنـهم مفرطون {: حيث أضاعوا احلياة. }ال جرم أن هلم النار {الزائلة". أم يضيعونه. مفرطون حبيام، بعمرهم الثمني ال يدرون

: واهللا مث واهللا، تسيري هذا الكون يثبت لك أن رمحته، حنانه، }تالله {- 63: قل هلم ذلك. }لقد أرسلنا إىل أمم من قـبلك {اقتضى إرسال رسل.

: فهلكوا ملا حلقوا به. فالذي امتأل قلبه }فـزين هلم الشيطان أعماهلم {خلبث والشهوات بسبب إعراضه، يزين الشيطان له أعمال السوء فيهلك. با

: جلماعتك، }فـهو وليـهم اليـوم {وكذلك اآلن الذين يف عصرك يلحقون به. يسريون بداللته.

218

: أرسل اهللا تعاىل رسال لألمم، فنصحوا وبينوا }عذاب أليم {: بعدها. }وهلم {م فجاءهم اهلالك، هذه الدنيا ايتها املوت، احلج بثياب هلم، ولكن ما تبعوه

اإلحرام لكي يذكرك ذه الساعة، كذلك كل واحد ال بد له من هذه الساعة، فكر ذا.

هلم الذي اختـلفوا فيه {- 64 لتبـني هذه }وما أنزلنا عليك الكتاب إال " :طلة " جاء الكتاب ليبينها لك لتسري باحلق، فإذا مسع اإلنسان كالم االختالفات البا

اهللا وأوامره عندها يهتدي، ليتعاون الناس فيعملوا اخلري ويرتكوا الشر، ولكنهم خالفوا، فجاء األنبياء ليبينوا للناس طريق احلق، إذا اهتدى اإلنسان عاد ذلك عليه بالسعادة

:لطالب اإلميان، }وهدى ورمحة لقوم يـؤمنون {: دنيا وآخرة، ولذلك قال تعاىلالصادق بالطلب طالب اإلميان، وهو الذي فكر وعرف أنه سيموت، عندها

يطلب احلق، فإذا تال هذا الكتاب يؤمن به.

والصدق بالطلب يتم بالتفكري بالبداية والنهاية، وما مل يتم التفكري بالبداية وال تصل لإلميان. والنهاية ال تصدق

:دليل على ال }والله أنزل من السماء ماء فأحيا به األرض بـعد موا{- 65إال اهللا، وأن اهللا دوما موجود، "جيود باحلياة واخللق والوجود". هل فكرت إله

ذا يفكر، إال اهللا، طالب اإلميان إلهذا؟. إن فكرت وعقلت آمنت بال إذ ال ينبت الزرع، بل ال ،لوال املطر ملا نبت زرع، النهر وحده ال يكفي ماؤه

بد من املطر ألن فيها املواد احليوية، مرارا مل ينزل املطر وسقي الزرع مباء النهر إن يف ذلك آلية لقوم {فقط، فما أعطى الزرع قمحا بل تبنا فقط.

219

إذا أصغى عندها يفكر ويسري يف طريق اإلميان. إن فكرت باملاء :}يسمعون رأيت الشمس، القمر، البحر، فتصل لنفسك من أين جئت؟، عندها

تدي.

رة {- 66 : تعترب وترى، بالتفكري فيها تعرب نفسك إىل }وإن لكم يف األنـعام لعبـ: ما امتصته األمعاء من الغذاء. }من بـني فـرث نسقيكم مما يف بطونه {اهللا.

: كيف حتول بني الدم فانقلب إىل لنب خالص لذيذ؟!. عندما هضم }ودم {: فكيف صار هذا العلف }لبنا خالصا سآئغا للشاربني {وحتول لدم صار:

حليبا طيبا؟!. أفال تفكر ذا؟!.

: }لنخيل واألعناب تـتخذون منه سكرا ورزقا حسنا {ومن مثرات ا- 67يشرب ماء ال سكر فيه، فمن وضع لك السكر يف العنب والنخيل؟!. هذا السكر من أين جاء للشجر؟. يد من اليت أوصلت السكر هلذه؟. وبعض

رار لتلك؟!. مادام قلبك مملوءا الثمرات يعطي مثرا مرا، ويد من أوصلت امل

:إن فكر املرء }إن يف ذلك آلية لقوم يـعقلون {بالشهوات اخلبيثة ال حيس. وعقل يرى أن يد اهللا هي اليت أوصلت كل شيء لشجره.

68 -} جر وممذي من اجلبال بـيوتا ومن الش حل أن اختك إىل النا وأوحى رب انظر هلذا أيضا. : }يـعرشون

: لكل زهرة رائحة تشمها فتسلك. }مث كلي من كل الثمرات {- 69: الزهرة خاضعة لك، فهي ال متانع بإعطاء }فاسلكي سبل ربك ذلال {

220

منه أسود : }خيرج من بطوا شراب خمتلف ألوانه {سكرها هلا "ألجلك". : فيه أنواع: " الفيتامينات " احليوينات، }فيه شفاء للناس {وأبيض وأمحر.

جامع هلا، الصحيح حتصل له وقاية، الضعيف تنشطه، فهل عند النحل إن يف ذلك {علم؟. كيف ختتار وتعرف؟!. أو ليس هناك إهلام من اهللا؟!.

: هل فكرت يف العسل ويف فضل اهللا عليك؟. }آلية لقوم يـتـفكرون

ومنكم من يـرد {: أال تفكر ذا أيضا؟. }والله خلقكم مث يـتـوفاكم {- 70: ومنكم من يعيش طويال فيخرف، فإما املوت شبابا وإما }إىل أرذل العمر

وماذا تتأمل منها؟!. من ال يسلك اهلرم واخلرف، فماذا تنتظر بعد هذه الدنياطريق اإلميان خيرف، فهذه الدنيا متاع، وال بد من تركها مهما عشت، فال

لكي {تتأمل وتتمتع ا كثريا. ما من أحد إال ومات، حىت الرسل وامللوك. :" أرذل العمر " ال يتعلم شيئا إال ما تعلمه يف }ال يـعلم بـعد علم شيئا

صغره. إن مل تتعلم اآلن فإنك يف كربك ال تتعلم شيئا، تفكريك اآلن آلته ، الشاب يف صغره يتعلم بسهولة. )1(صحيحة، ما بعد اخلمسني ال رجعة لك

: يعطيه ولكن بقدر. }إن الله عليم قدير {

ستطيع بتفكريه حتويل النفس لتؤمن باآليات الكونية، قبل اخلمسني يكون احلكم للفكر بواسطة الدماغ في )1(

وبعـــد اخلمســـني يضـــعف اجلســـم بالشـــيخوخة أو العجـــز وتضـــعف معـــه آليـــة الـــدماغ فتصـــبح الســـيطرة للـــنفس فتغلب العاطفة على التفكري وال يستطيع املرء الرجوع للحق عن طريق التفكري باآليات. فإن كان عنده قابليـة

وجتاوز اخلمسني فـإن اهللا يرسـل لـه أبنـاء صـاحلني جيرونـه ـذه القابليـة للحـق عـن طريـق للخري واإلميان وضيعها العاطفـــة واحملبـــة لكـــي يـــؤمن ويســـعد، كـــذلك آبـــاء الصـــحابة باملدينـــة املنـــورة عنـــدهم قابليـــة أضـــاعوها بشـــبام

الضعفاء للنجاة. فأرسل اهللا هلم أبناء جروا آباءهم لإلسالم، وكذلك ذرية بين إسرائيل جرت اآلباء

221

ترى لنفسك : ال تفتخر و }والله فضل بـعضكم على بـعض يف الرزق {- 71فعال، غين وفقري كله حكمة. فاهللا تعاىل جعل الناس فقريا وغنيا، الغين يعطي

فما الذين فضلوا برآدي رزقهم على ما ملكت {فيشكر، الفقري يشكر. : أنت لست أعلى من الفقري، الـرزاق واحد، وأنت }أميانـهم فـهم فيه سواء

سـطة، عن يـدك يأتيه رزقه، العاطـي هو اهللا. لست أنت الذي أعطيت، رزق واأفبنعمة الله { الفقري جعله اهللا عندك، اشكره أن جعلك بابا للفضل والعطاء.

: العاطي هو اهللا، أمتن على غريك وتنسى املنعم عليك؟. }جيحدون

: ذكرا وأنثى.}أزواجا والله جعل لكم من أنفسكم {- 72

: أوالد، وأوالد األوالد، لتتحاببوا }وجعل لكم من أزواجكم بنني وحفدة {. أطعمك أطيب .: فاكهة، عسل}ورزقكم من الطيبات { .وتأنسوا ببعضكم

أن للناس فعال، : يزعم}أفبالباطل يـؤمنون { .األشياء فلم جيعلك كاحليوانفمن ال فضل له وال خيلق شيئا تلحق به وترتك ربك الرزاق املتفضل!.

: يكفر ا!. }وبنعمت الله هم يكفرون {

ويـعبدون من دون الله ما ال ميلك هلم رزقا من السماوات واألرض { - 73: بشر }وال يستطيعون {ألصنام ويطيع كالمهم. يذهب خلدام ا: }شيئا

مثلك ال قدرة هلم على شيء.

وأنتم {: ما سيحل بكم غدا. }فال تضربوا لله األمثال إن الله يـعلم {- 74 : عن اآلخرة حقا، وإال ملا كانت أعمالكم ذا االحنراف. }ال تـعلمون

222

لوكا ال يـقدر على شيء ضرب {- 75 ال فعل خري له. }الله مثال عبدا مم : يتصدق سرا وجهرا. :}ومن رزقـناه منا رزقا حسنا فـهو ينفق منه سرا وجهرا {

اإلسالم لكي تغدو صاحب رمحة وحنان ؛ أخلص نيتك وال بد أن يعطيك وما من أحد يصدق يف أمر إال ويكون له مطلبه، الصادق ال بد أن اهللا.

ينال، عندما ال يسلك اإلنسان طريق احلق عندها يضيق اهللا عليه الدنيا،أرسلك اهللا هلا لتسعد وترتاح، فإذا شذذت عندها يضايقك فيفقرك.

رذيلة : بنظرك، هل احملسن، ومن ال خري فيه بل عمله كله }هل يستـوون {وأذى، هل مها عندك نفس الشيء؟. وكذلك عند اهللا، لكل واحد جزاء

: ال }بل أكثـرهم ال يـعلمون {:للطرفني هذا وهذا. }احلمد لله {مناسب. إال اهللا وأمساءه احلسىن. إله

ال يـقدر {شيئا. : ال يعرف }{وضرب الله مثال رجلني أحدمها أبكم - 76أيـنما يـوجهه ال {: يطعمه ويسقيه فقط. }على شيء وهو كل على مواله

هل يستوي هو ومن يأمر {: يعود منكرا رغم كل املعامالت. }يأت خبري ة طيبة. هل عمل هذا !. من يدل دالل}بالعدل وهو على صراط مستقيم

أنت ال تساوي بينهما، فهل يساوي اهللا بينهما؟!. فما خلق مثل هذا؟!.اهللا تعاىل هذا للجنة وهذا للنار، لكن من يسري بالعدل ويفعل املعروف ايته

للجنة، ومن يشذ فللنار.

: ال أحد عنده علم الغيب. }ولله غيب السماوات واألرض {- 77

223

: ال }إال كلمح البصر أو هو أقـرب {:ساعة موتك. }وما أمر الساعة {إن الله على كل شيء {تدري مىت متوت، املوت قريب جدا وأنت ال تدري.

. كي تفكر وتعقل ساق لك }قدير نة مبقدار معنيكل امرئ وله حياة معي : هذه اآلية:

ال تـعلمون {:وأمم معكم. }والله أخرجكم من بطون أمهاتكم {- 78 !.؟: أفال تفكر ذا أيضا }شيئا

: مل يكن لك مسع وال بصر وال }وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة { لعلك تشكر اهللا على نعمه. : إذا فكرمت، فكر ذا }لعلكم تشكرون {قلب.

: تلتقط لك البعوض، }أمل يـروا إىل الطري مسخرات يف جو السماء{- 79كلها هلا وظائف، تقوم بأعماهلا لسعادتك. تنظف اهلواء،"حتسن البيئة"، من

إن يف ذلك {. : من ميسكها لك؟}ما ميسكهن إال الله {علمها ورتبها؟. : طالب اإلميان يفكر ذا، إذا فكر عرف احلكمة، يرى }آليات لقوم يـؤمنون أن اهللا تعاىل رحيم.

: منزال تسكن فيه، ونساؤكم ؛ }والله جعل لكم من بـيوتكم سكنا {- 80د األنـعام بـيوتا وجعل لكم من جلو {. نفسكم تبيت وتسكن عندها

ومن أصوافها وأوبارها {: خيم. }تستخفونـها يـوم ظعنكم ويـوم إقامتكم : فرش، كل شيء وله استعمال، الشعر له استعمال وال يصنع }وأشعارها أثاثا

: ال يدوم. }ومتاعا إىل حني { منه ثوب.

224

: من األشجار أعمدة للسقف. }لله جعل لكم مما خلق ظالال وا{- 81: مغاور وتراب تبين به. }وجعل لكم من اجلبال أكنانا {اخلشب تسقف به.

} متنعه عنك، القطن تصنع منه أثوابا. }وجعل لكم سرابيل تقيكم احلر :: يف احلرب إذا خرجت لرد أخيك، الدرع يقي من }م بأسكم وسرابيل تقيك {

املوت، فلعل هذا البعيد خياف فيسلم.

: لكن قل من يفكر بفضل اهللا }كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون { .ويستسلم إليه،" لينيله ويفيض عليه مبطلوبه العظيم"

82 -} ا عليك البالغ فإن تـول يتها.}وا فإمنهلم. أنت وظيفتك أد بني : : هذا الكون يشهد أن اهللا هو الرزاق، املمد، املريب، يربيك بدالل }المبني {

ونعم.

: ال يفكر ا. }مث ينكرونـها{: كلهم. }يـعرفون نعمت الله {- 83 : ناكرين نعم اهللا، ال يقدروا. }فرون وأكثـرهم الكا{

عث من كل أمة شهيدا {- 84 مث ال يـؤذن للذين {: على أمته. }ويـوم نـبـ: يومها ال يعاتب، إذ مل }وال هم يستـعتبون {: هلم بالقول باالعتذار. }كفروا

العتاب، ما اكتسبه اإلنسان يف دنياه فهو يبق له طريق للرجعة، فال جدوى من غاية ما وصل إليه، لن يستطيع أن ينال غري ما ناله يف دنياه.

225

هم {- 85 : لو دعا ال خيفف، }وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فال خيفف عنـوال هم {كلما اعتاد على العذاب ازداد العذاب ليسلو ما يف نفسه.

:"إسعاف سريع". }ينظرون

وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربـنا هـؤالء شركآؤنا الذين كنا { - 86 : فردوا عليهم. }ندعو من دونك فألقوا إليهم القول

صددناكم، لكن أنتم اتبعتم فقالوا: لسنا حنن الذين :}إنكم لكاذبون {شهواتكم اخلبيثة، فنفسكم اخلبيثة هي اليت رمتكم وجعلتكم تطيعون كالمنا.

هم ما { .: الفريقان، الطرفان}وألقوا إىل الله يـومئذ السلم {- 87 وضل عنـ : رأى خبثه وعمله.}كانوا يـفتـرون

: أفسدوا }وصدوا عن سبيل الله {نكروا نعمة اهللا. : }الذين كفروا {- 88: وزره، ووزر غريه. اهللا تعاىل يداويه }زدناهم عذابا فـوق العذاب {غريهم.

على عذاب نفسه األليم بعذاب النار لينسى ما يف نفسه من سفالة وحقارة. حير◌ض ا الناس. : الناس، يعمل أعماال }مبا كانوا يـفسدون {

.رسول: }ويـوم نـبـعث يف كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم {- 89

نا بك شهيدا { ونـزلنا عليك {. الرسل: }على هـؤالء{: يا حممد. }وجئـيانا لكل شيء ا القرآن، اطلبه : كل شيء تتطلبه موجود يف هذ}الكتاب تبـ

فهو �الصادق يرى. إذن كل ما جاء من حديث عن رسول اهللا جتده.

226

وهدى ورمحة وبشرى {مأخوذ من كالم اهللا، فالقرآن جاء بكل شيء. : به تدي، وتنصب عليك اخلريات.}للمسلمني

ا: حىت تسري بالعدل. : خالصة أوامر اهللا كله}إن الله يأمر بالعدل {- 90

:وتعامل مجيع املخلوقات باإلحسان. فاهللا تعاىل خلق الكون، }{واإلحسان أمر اهللا اإلنسان .خلق اخللق، أمرنا بالصوم والصالة واحلج والزكاة ألجل هذا

أن يسري بالعدل بني الناس، وأن يعامل غريه باإلحسان.

معرفتك. خلق اهللا اخللق لتعامل بعضها : القريب من }وإيتاء ذي القرىب {بالعدل واإلحسان، ليكون هلم وجه أبيض يقابلون به اهللا غدا، ليدخلوا

: يكون بأن )فالعدل(اجلنان. وكل من مل يسر ذا، فال صالة وال صيام له. ال يفضل اإلنسان أحدا على أحد، ولو قريبه أو ابنه. (واإلحسان): ال فرق

: كل }وإيتاء ذي القرىب {وغري مسلم، اإلحسان لكل خملوق. بني مسلم حمتاج ملعونة أيا كان. ومن يعامل أقاربه فقط باإلحسان هذا ليس مبحسن، اإلحسان للخلق كافة، فإذا أعطاك اهللا فكل حمتاج قريب منك ولك عرف به فأحسن إليه. املؤمن حمسن جلميع اخللق، هذا الذي يستحق اإلحسان

غدا، والنعيم عند اهللا.

واآلن إن كان كما يقولون: خلق اهللا تعاىل فريقا للجنة وآخر للنار فلم يأمرنا :بإقباله على اهللا يغنيه ويرضيه "فوق كل عطاء }ويـنـهى{ذه األوامر؟!.

: املسائل }عن الفحشاء{مادي"، فتنتهي نفسه عن الشهوات املنحطة.

227

الزنا، اللواط، كل ما يستحي أن يطلع عليه الناس. املنحطة، السرقة،: كل ما ال تريده لنفسك، عامل الناس كما حتب أن يعاملوك، }والمنكر {

: التعدي على الناس. }والبـغي {وامليسر واخلمر والسينما.

: إن صليت.. عرفت مل أخرجك إىل الدنيا، }يعظكم لعلكم تذكرون {املعروف، هذه أوامر اهللا تعاىل، هذا ما يتطلبه تعاىل منك، الدنيا تعيشها ففعلت

بسالم وسعادة، وكذلك اآلخرة.

: كلنا عاهدنا اهللا أن نأيت للدنيا وال ننقطع عن اهللا }وأوفوا بعهد الله {- 91أنت طرفة عني. اهللا تعاىل متجل على الكون كله وكل الكون قائم به، لكن

ال حتول ظهرك. اخللق منهم املقبل ومنهم املعرض، لو أقبل اخللق مجيعا صرمت مسلمني، إن كنت عاهدت ربك }إذا عاهدمت {لكملوا واستناروا.

حقا على السري باحلق فأوف بعهدك، فأوفوا بعهد اهللا الذي عاهدمت به يأمر بالعدل واإلحسان {إن الله على السري ضمن أوامر اهللا. �رسول اهللا

هى عن الفحشاء والمنكر والبـغي ) سورة 90( }..وإيتاء ذي القربى ويـنـ: ما يأتيك من اخلريات بطاعتك هللا. {بـعد }وال تنقضوا األميان { .النحل

لت إليه بإميانك، بعد أن تأكد لك ذلك أنه حق مبا توص }تـوكيدهاوقد جعلتم الله {أو مرشدا فال تنقض عهدك. �وعاهدت رسول اهللا

: اهللا مطلع عليك بكل عملك. }عليكم كفيال إن الله يـعلم ما تـفعلون

بعد كل جهد :}وال تكونوا كاليت نـقضت غزهلا من بـعد قـوة أنكاثا {- 92 �مالت لولـدها، امـرأة سيـدنا لـوط �ضيعت، امرأة سيدنا نوح

228

لقومها، فرتاجعتا، وأنت إن استقمت مدة طويلة مث أغمضت عينك هلكت، �أنت ليكن ميلك للحق، ليس لك وجهة إال إىل احلق، سيدنا سليمان

نا على كرسي ملا زاد جبري اخليل خجل، ) 34ه جسدا ثم أناب} ({.. وألقيـ. لو مل ينب لظل علمه حمجوبا عنه، إن آمنت حقا فإنك إمنا سورة ص

.. انصر أخاك ظالما أو مظلوما « ،حتسب جانب ربك قبل كل إنسان، فاحذر ما خيالف عهدك، احذر بعد أن سرت ضمن احلق أن تتخاذل )2(»

: }أنكاثا {الغايات الدنيوية. وتفعل شيئا خمالفا. ال تكن لك غاية مننكم {:خريكم. }تـتخذون أميانكم {ترتاجع. : فتعاون قريبك دون }دخال بـيـ

أن تكون أمة هي أرىب من {البعيد وتفضله، ال تفضل أحدا على أحد. ا يـبـلوك {:من اخلريات، الصالة اليت قمت ا، }أمة ليظهر }م الله به إمن :

: كل ذلك }وليبـيـنن لكم يـوم القيامة ما كنتم فيه ختتلفون {حقيقتك. سيظهر لك غدا، األمور كلها حمفوظة عنده تعاىل.

: بعد هذا البيان وهذه املعاين، }ولو شاء الله جلعلكم أمة واحدة {- 93ولكن يضل من {تقولون؟!. لو شاء اهللا هلدانا وجلعلنا حمسنني!. أهكذا

أعطاك تعاىل اخليار، قادر تعاىل أن يسوق اخللق كلهم بطريق واحد، : }يشاء وستسأل عن أعمالك، قادر أن يقيدك، ولكن ال تدخل لكن أعطاك اخليار،

دي من يشاء ويـه {اجلنة إن مل يكن لك عمل مبين على اختيار منك.

سنن ». .. قيل يا رسول اهللا نصرته مظلوما فكيف أنصره ظاملا قال تكفه عن الظلم فذاك نصرك إياه « )2( /. 2356الرتمذي رقم/

229

: فإن كان كما يقولون: إنه تعاىل جعل هذا }ولتسألن عما كنتم تـعملون للجنة وهذا للنار، فما معىن هذا السؤال؟!.

نكم فـتزل قدم بـعد ثـبوا{- 94 :نفسك }وال تـتخذوا أميانكم دخال بـيـنت أدرى بنفسك، إن سرت مع احلق صار لك وجه أبيض تعرف إساءا، وأ

وتذوقوا السوء مبا {تقبل به على اهللا، إن ملت عن احلق تتحول عن اهللا. : ختتزي وتتباعد عن اهللا، فال تستطيع أن تصلي، قد }صددمت عن سبيل الله

واثقة من أن اهللا تكفر. اعمل ما لك فيه نية عالية، من حيث تكون نفسك تعاىل راض عنها، ترتاجع نفسك بسبب كل عمل مل يكن ضمن أمر اهللا، ولو

:فاملؤمن }عذاب عظيم {: يف اآلخرة. }ولكم {كانت صورته حسنة. صاحب حق، ال يسري إال باحلق ولو على نفسه.

يع آخرتك بدنياك، فما : ال تض}وال تشتـروا بعهد الله مثنا قليال {- 95ر لكم {عاهدت اهللا عليه احذر أن تشرتي به الدنيا. ا عند الله هو خيـ إمن{

: ترون أن اآلخرة }إن كنتم تـعلمون {:إن نلت اإلميان والعلم عرفت ذلك. خري.

: }الله باق وما عند {:يزول، املال ال بد أن ينفد. }ما عندكم ينفد {- 96: إذا مل متل إال مع احلق رأيت ذلك }موجود.{ولنجزين الذين صبـروا أجرهم

: }بأحسن ما كانوا يـعملون {غدا، وجزاك أجرك. فاهللا ال يضيع مثقال ذرة. على أساس املرتبة األخرية اليت بلغها، على موجب أحسن عمل لك تنال

منزلتك.

230

: اإلميان ترافقه النية }من عمل صاحلا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن {- 97 أن يعمل صاحلا، العمل الصاحل ال بد العالية، ينتج العمل الصاحل، املؤمن ال بد

إال اهللا. العمل غري املقرون بالنية العالية ال يفيد. إلهأن ينتج عن اإلميان بال : كلما قام بعمل أقبل على اهللا، فازداد طهارة. وهذه }فـلنحييـنه حياة طيبة {

الشهوة إمنا هي سبب ووسيلة لإلقبال، إذ مبخالفتها إن كانت ال ترضي اهللا تغدو : يف }ولنجزيـنـهم أجرهم بأحسن ما كانوا يـعملون {ذو وجه أبيض، فتقبل.

آلخرة يعطيك أحسن مما قدمت. ا

: استعذ }فاستعذ بالله {: لكي تفهم كالم اهللا. }فإذا قـرأت القرآن {- 98من الشيطان {لتصبح قريبا من اهللا تعاىل، التجئ إىل اهللا، فهو قريب منك.

عاذة؟. إن : يهرب الشيطان عنك. اعتز به، ولكن مىت حتصل هذه االست}الرجيم إال اهللا قراءتك ال جتديك، إلهآمنت حقا أنه قريب، التجأت، إن مل تؤمن بال

ألنك ال تسمع وال تبصر. فإن آمنت استعذت وفهمت، فشرط القراءة اإلميان.

وعلى رم {إال اهللا. إله: بال }إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا { - 99 : مستسلمني إليه، رأوه معهم، قريبا منهم، يرى اهللا معه. }يـتـوكلون

ا سلطانه على الذين يـتـولونه والذين هم به مشركون {- 100 البعيد عن }إمن :اهللا كل فعله أذى، وهو شريك الشيطان باألذى، الشيطان مؤذ، والبعيد هو

بب رفقته، رأوا ألنفسهم فعال، ورأوا لغريه تعاىل فعال. أيضا مؤذي بس

231

فالطبيب له فعل، واحلاكم له فعل، ونفسه هلا فعل، هذا ما يراه كله ، ولو آمن حقا لعرف أن الفعال هو اهللا وحده.

لنا آية مكان آية {- 101 كما يف النهي عن الزواج من املشركات: }وإذا بد :ى، مث أحل ذلك، ى يف حال الضعف، مسح يف حال القوة. اآلن ال أوال

: }والله أعلم مبا يـنـزل {جيوز لضعف املسلمني، إذ يلحق الولد اجلهة األقوى. إذن:أول اإلسالم ى تعاىل عن الزواج باملشركات، ملا كان اإلسالم ضعيفا،

انبها هو األقوى، ملا قوي اإلسالم خوفا من احنياز الولد ألمه حيث كان جمسح، ألن الولد ينحاز جلانب أبيه األقوى. كذا آيات اجلهاد والنفقة، ملا رأى

ا أنت مفرت {الكفار هذا السماح تارة واملنع تارة: من عندك، كيف : }قالوا إمن ي من أوامره. هل تبدل كل يوم آية؟!. حيث أم مل يفهموا املراد اإل

بل {اآلن: ال جيوز الزواج مبشركة أو غري مسلمة الحنيازها جلانب دولتها. .: ما يف اآليات من أوامر، والفرق بينها}أكثـرهم ال يـعلمون

102-} ك باحلقبله روح القدس من ركل آية وهلا زمن }قل نـز :وهدى وبشرى {يرى املؤمن احلكمة فيزداد. :}ليثبت الذين آمنوا {وحكم.

: بقلوم إىل اهللا. }للمسلمني

ا يـعلمه بشر {- 103 هم يـقولون إمنم من :}ولقد نـعلم أنـكما قالوا تعل .الراهب حبريا

232

: ال يعرف }عجمي أ {يغطون احلق بالباطل. }لسان الذي يـلحدون إليه {العربية، ذاك ال يفهم وال يفصل معىن الصالة أو الصوم، وال احلكمة من األوامر.

وهـذا لسان عريب {لو تعلم من ذلك، هل يكون املتعلم أعلى من معلمه؟!. على الراهب حبريا الرومي؟!. "ما كان الروم �: كيف فهم رسول اهللا }مبني ون النطق باللغة العربية اليت ال شأن لقومها إذ ذاك ".يعرف

: كل من رأى الكون كله فما }إن الذين ال يـؤمنون بآيات الله {-104 أهليةاهللا أعطاك؟!، يهتديكيف ،اهللا،أعمى،أصم يهديهال استدل وال فكر إال اهللا ال إله تستدل، من ال يفكر فال يعقل فال يؤمن بال ، كـيفعالـية

ال يـهديهم الله وهلم {يصدق احلق، املؤمن يرى كالم اهللا كله ضمن املنطق. إال اهللا. إن مل تفكر وتستدل فال إله: الشرط: اإلميان بال }عذاب أليم

جدوى لك.

ا يـفرتي الكذب الذين ال يـؤمنون بآيا{-105 من ال يؤمن بال }ت الله إمن : : إذ مل يؤمنوا. }وأولـئك هم الكاذبون {إال اهللا ال يرى احلق، فيكذب. إله

: بعد أن }من بـعد إميانه {إال اهللا. إله: ما آمن بال }من كفر بالله {- 106إال من {اهللا. إال إلهأن كالمه منطقي وعايل، وكفر بال �آمن برسول اهللا

: باإلكراه، قال ما قال وقلبه مطمئن باإلميان. }أكره وقـلبه مطمئن باإلميان

233

فـعليهم {: انشرح صدره باإلنكار والكفر. }ولـكن من شرح بالكفر صدرا {شرح صدره بالكفر، هو : هذا الذي ين}غضب من الله وهلم عذاب عظيم

الكافر.

بعد أن صدقوه؟. استحبوا احلياة �ما سبب كفرهم برسول اهللا - 107ذلك بأنـهم استحبوا {الدنيا، وجدوها أحب إليهم من اآلخرة، فنكروا.

نـيا على اآلخرة وأن الله ال يـهدي القوم الكاف هؤالء بسبب : }رين احلياة الدكفروا، فهل هذه الدنيا تدوم لك؟. سترتكها وال معني لك، وال حب الدنيا

تزر وازرة وزر أخرى، الدنيا ال تغنيك، مرضاة اهللا وحدها هي املعني لك غدا. لو عظم نعم اهللا ملا وصل هلذا.

ا امتألت نفسه شهوات : لـم }أولـئك الذين طبع الله على قـلوم {-108إال اهللا، فما فكر وما عقل أن اهللا معه. لو عقل إلهخبيثة، وما آمن بال

خلاف، ولزال هذا الشيء من نفسه، حب الدنيا استحكم، وإلخراج ما يف : فما عاد رأى وال مسع.}ومسعهم وأبصارهم {النفس طبع اهللا على قلوم.

إال إلهإال اهللا، لو آمن بال إله:عن النتائج، عن ال }الغافلون وأولـئك هم {اهللا ملا زاغ قلبه، وملا طبع اهللا على قلبه. اهللا تعاىل ناظر لكل إنسان، وعلى

حسب حاله يعطيه.

إن مات ال جيد بني يديه : }ال جرم أنـهم يف اآلخرة هم اخلاسرون {- 109 شيئا.

234

: ا. فتح }من بـعد ما فتنوا {: هجرها. }مث إن ربك للذين هاجروا {- 110مث {تعاىل هلم الباب. ملا رأى ما حل مبن مات وأنه غدا سيموت، فهجر الدنيا.

: }رحيم إن ربك من بـعدها لغفور {: عنها. }وصبـروا : يف ردها. {}جاهدوا يشفيه ويرمحه، فما أوسع رمحته تعاىل وحنانه!. كان متعلقا بالدنيا وهجرها وردها،

على فراقها، يشفى من حبها، فانظر حنان اهللا وعطفه ورأفته، حىت ذا وصرب املنكر الفاسد.

لقي يومها كل إنسان ي :}يـوم تأيت كل نـفس جتادل عن نـفسها{-111وتـوىف كل نـفس {الذنب على صاحبه،واحلقيقة كل إنسان وميل نفسه وعملها.

: اهللا ال يضيع مثقال }وهم ال يظلمون {كل نفس تأخذ حقها :}ما عملت ذرة.

ها رغدا من كل وضرب الله مثال قـرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقـ {-112كانوا بوسعة، وكذلك كل إنسان يعطيه اهللا �: قوم سيدنا صاحل }مكان

: استهوت الدنيا، }فكفرت بأنـعم الله {ماال وأوالدا، كذلك حال أهل اليمن. فأذاقـها الله لباس {ال نظرت لفقري وال مسكني، ما التفتت جلانب ربك.

:أهل اليمن جاءهم الطوفان، "فهاجروا إىل املدينة وغريها"، }واخلوف اجلوع كذلك اآلن شدائد.

: يسلب النعمة منهم فال ترجع، على حسب عملهم. }{مبا كانوا يصنـعون

235

هم فكذبوه {-113 فأخذهم {: ذكرهم فما عبؤوا. }ولقد جاءهم رسول منـ: أنفسهم، هلكوا عن بكرة أبيهم. وهكذا حال كل }اب وهم ظالمون العذ

إنسان، يعطيك، فإن مل تفعل املعروف تسلب منك، مث اهلالك.

: مما أحل لك لتطيب نفسك }فكلوا مما رزقكم الله حالال طيبا {-114ت الله إن كنتم إياه واشكروا نعم {به من األدران، إن كان من حالل.

: إن كنت طائعا يأتيك اخلري، فتشكر اهللا عليه. }تـعبدون

ا حرم عليكم الميتة {-115 لوجود املكروب فيها، مل خيرج بالذبح }إمن :والتكبري عليه، إذ املكروب موجود بالدم. دمها بقي فيها، وفيه كافة األمراض

: جنس وكله أذى }وحلم اخلنزير { .: الدم كله مكروب}الدم و {.واألوجاع: الطعام }وما أهل لغري الله به { وديدان، وما فيه من احنطاط يف اخللق.

املقدم لغاية منحطة دنيئة، أي كل دعوة ليست هللا ال تذهب إليها وال تأكل يج نفسه، فيفور دمه ويطهر خبروج منه.بالذبح وعند ذكر اسم اهللا يفور و

دمه منه. وهكذا فاحليوان وعند ذكر اسم اهللا، يقبل على اهللا، فيفور دمه ويطهر، وهو ال يشعر بأمل الذبح بالتكبري، إن مل يذكر اسم اهللا تبقى به

: كاد ميوت }فمن اضطر {املكروبات. " لذة احليوان من الدنيا عند ذحبه ". ر باغ {جوعا فأكل. : بسبب جوع شديد، فباجلوع يفرز اجلسم ما }غيـفإن الله {: مل يعد مرة ثانية وما به من جوع. }وال عاد {يقتل اجلراثيم.

: ويرمحه. }رحيم {: يشفيه. }غفور

236

رام وال تـقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هـذا حالل وهـذا ح {- 116: كمن يستحل الربا بنسبة قليلة، الكشف للنساء }لتـفتـروا على الله الكذب

{الذين يـفتـرون على الله الكذب وترك احلجاب، اآلن حيللون ألنفسهم ذلك. : بعدها مهما اشتغل ال يفلح، ال دنيا وال آخرة. }ال يـفلحون

وهلم {: يف الدنيا، لكنه ال يعيش بسرور، وبعدها: }متاع قليل {-117 : يف اآلخرة. }عذاب أليم

: احملرم عليهم }وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قـبل {- 118 كاحملرم علينا، لكنهم زادوا ونقصوا وحرفوا، لقد يناهم عما بيناه لك اآلن،لكنهم خالفوا فتشتتوا يف األرض. هؤالء بنو إسرائيل، أبناء األسرة العالية، آباؤهم

ولـكن {: رفعنا شأم. }وما ظلمناهم { أنبياء لكن ملا شذوا تشتتوا وانذلوا.: لكن ملا فعلوا ما فعلوا انذلوا. هم حللوا وحرموا. }كانوا أنفسهم يظلمون

هذاخطاب أيضا لنا: إن مل تطع اهللا، بل خرجت عن احلق، فلك مثل ما و .أصام، أما إذا أطعت رفع اهللا شأنك

: فانظر حلنانه تعاىل ورمحته، }مث إن ربك للذين عملوا السوء جبهالة {- 119د ذلك مث تابوا من بـع {فالذي أحب الدنيا إن هجرها وجاهد وصرب:

: إن وقع من اإلنسان ما وقع، }وأصلحوا إن ربك من بـعدها لغفور رحيم ورجع للحق وصرب، فاهللا تعاىل شاف، رحيم به. " أما إذا تاب العبد ونكث،

فإنه يصبح خجوال فال يقبل ".

237

: وجهته }قانتا لله {والسبب: : للعاملني إماما، }إن إبـراهيم كان أمة {- 120ال نرغب باتباعك، هكذا قال أهل �هللا، قالوا له: حنن على ملة إبراهيم

: دائم الوجهة إىل اهللا. }قانتا لله {كان: �مكة، فرد عليهم: إبراهيم مع اهللا يف : }ومل يك من المشركني {: حبب، مائال باحلب إىل اهللا. }حنيفا {

طاعته وحبه أحدا، فهل أنتم على ملته؟. كذلك اآلن أناس يقولون: حنن من أمة ، فهل أنت سائر على شرعه أم جمرد قول؟.�حممد

نـعمه {-121 املتواردة دائميا "على طول"، أنتم هل تشكرون }شاكرا أل:: ذا اجتباه، فهل }اه وهد {: قربه. }اجتباه {اهللا على هذه النعم؟!.

: اإلمامية باألهلية. وكذلك حنن }إىل صراط مستقيم { .؟تفعلون أنتم فعله "، فهل نسري على شريعته أم خنالف؟. �نقول أننا على شريعة " حممد

نـيا حسنة {-122 ناه يف الد : اخلريات، حنن ال نضيع أجر أحد.}وآتـيـ : للسعادة األبدية، لعطائنا، لفضلنا. } اآلخرة لمن الصاحلني وإنه يف {

نا إليك أن اتبع ملة إبـراهيم حنيفا {-123 : أنت كلك كمال، }مث أوحيـأنت أيضا قانت وحنيف، أوحينا إليك أن تكون إماما للعاملني. أنتم اآلن

سريوا ذا.

: كما تفعلون. فقالوا: إن كان إبراهيم قد سرت }من المشركني وما كان {على شرعه، فهل مل يكن موسى على احلق؟!. حىت انقطع قومه عن العمل يوم السبت، فلم يوافقوا إبراهيم يف اجلمعة؟. فأجام: إم أمروا بالسبت

238

ساعة وساعتني كي يتفرغوا للعبادة ألم مل يسريوا،ضعفاء جدا، ال تكفيهمللتفكري كما عندنا يوم اجلمعة، أولئك جعل هلم السبت بطوله للتفكري لشدة

بعدهم.

ا جعل السبت { -124 على { .:انقطاعهم عن العمل، كان لليهود }إمنوإن ربك ليحكم {: صاروا نصارى ويهودا، اختلفوا. }الذين اختـلفوا فيه

: صاروا فرقا على باطل. }نـهم يـوم القيامة فيما كانوا فيه خيتلفون بـيـ

: الطريق املؤدي إىل الوصول إىل اهللا. }ادع إىل سبيل ربك {أنت: -125صباحا باملوت، بالقرب والسؤال، فكر مبن قبلك، إن فكر اإلنسان صباحا فكر

: باملنطق ال بالتهديد، مىت خرجت الدنيا بذكرى }باحلكمة { ر.سار طول النها. .املوت اجتمعت نفسك وفكرك، عندها تصل لإلميان باملريب، فتستقيم

: هلم. بني هلم األمرين أيهما }والموعظة احلسنة وجادهلم باليت هي أحسن {إن ربك هو أعلم مبن ضل {!. أحسن، كشف احلجاب مثال، أم احلجاب؟

: طالب اهلدى يعلمه، }وهو أعلم بالمهتدين {: عليك التبليغ. }عن سبيله مطلع عليه.

: ال تزد، }فـعاقبوا مبثل ما عوقبتم به {: أيها املؤمنون. }وإن عاقـبتم {- 126ر للصابرين و {بل مبقدار حقك. : وهذا بكل زمان، إن }لئن صبـرمت هلو خيـ

اعتدى أحد عليك لك احلق بأن تعاقبه، إن عاملته باإلحسان هذا كرم خلق منك، عندها يقدر عملك، لعله يهتدي إىل احلق. أنت مل تقابله باملثل، بل

بالشيء األحسن له.

239

ا خاص بك يا حممد، أنت اصرب : هذ}واصرب {:�لرسول اهللا -127أحدا بعمله، بل كان حيسن للمسيء، كان قلبه �دوما، فما عامل

رك إال بالله {الشريف كله عطف وحنان، ورمحة وإحسان. : دوما }وما صبـوال حتزن {مبا أنه قوي طلب منه الصرب. �اهللا أنت مع اهللا، رسول

: }وال تك يف ضيق مما ميكرون { ينا على اخللق.: كان دوما حز }عليهم تدابريهم ستزول وتنتصر.

: فهو ناصرهم }إن الله مع الذين اتـقوا والذين هم حمسنون {- 128 ومؤيدهم.

والحمد هللا رب العالمين

240

)111( تأويل سورة ا�سراء وآياتھا

بسم اهللا الرحمن الرحيم

سبحان الذي أسرى بعبده ليال من المسجد احلرام إىل المسجد {-1: من مكة إىل القدس، سبحانه: ما أعظم شأنه!. ما أعظم }األقصى

فكر اإلنسان يرى عظمة رمحته!. ما أعظم عنايته بك أيها اإلنسان!. إذا: }الذي أسرى بعبده {: فلماذا؟..}ليال {اهللا، عندها يرى رمحة اهللا به.

من املسجد احلرام الذي حرم على الكافر �أسرى اهللا تعاىل بسيدنا حممد يصلي عن طريق الكعبة، إذ أنه عندما كان يصلي �أن يدخل منه. وكان ذا البيت مسا وعال، ولذا أسري به ليصلي إماما بالرسل صالة صحيحة من ه

وباملؤمنني ممن سبق، هذا وعندما صلى م تولدت عنده ثقة أن اهللا راض عنه، ذه الثقة عرج باألنبياء وباملؤمنني، فآدم ومن دونه صلوات اهللا عليهم

أمجعني كلهم كانوا مبعيته.

ما رأى من كمال اهللا فصار له حب وهوى إىل ملا صار له هذا اإلسراء ورأىية: هل وذا قدر احلضرة اإل ،) سورة النجم1{والنجم إذا هوى} ( :قال تعاىلاهللا.

فألقى تعاىل يف قلبه القرآن.

لة القدر} ( :قال تعاىل . فرأى ما رأى من ) سورة القدر1{إنا أنزلناه في ليـ .الكربى، وما كان ذلك جزافا، بل ألنه كان مسيعا بصريا آيات ربه

241

: كان الرسل يقبلون من القدس ويصلون هللا، وكثري من }الذي باركنا حوله {بين إسرائيل تفضل اهللا عليهم هناك باإلميان، وكثري من املؤمنني منهم ارتقوا

نت أرواحهم مقبلة فغدوا أهل إحسان، أهل تقوى. هؤالء الرسل الذين كاوعرج م، وجاء إىل �من بيت املقدس لـما صار اإلسراء ارتبطوا مجيعا به

مكة، فغدت األنفس املؤمنة كلها مقبلة مرتبطة مع هذا اإلمام الذي فضلناه : لريى عطفنا وحناننا، آياتنا الدالة على }لنريه من آياتنا{على مجيع اخللق.

إنه {مسوا عال فغدا قاب قوسني. �على عبادنا، عندها مسا رمحتنا وعطفنا: بصريا بنور اهللا، }البصري {: حيث كان مسيعا ألوامر اهللا. }هو السميع

كالم كل واحد وكل خملوق،:}السميع { أسري به ونال هذا احلال العايل. �على أهليته. رسول اهللا : وبصري حباله، أعطاه هذا املقام بناء }البصري {

وعندما صار ذه األهلية سيده تعاىل على مجيع العاملني. فالصالة إمنا تكون ، تسمع منه كلمة احلمد هللا �عن طريق الكعبة، بذا جتد إمامك رسول اهللا

.. فتدخل مبعيته على اهللا، فرتى معاين القرآن..رب العاملني

ا من القلب، مىت خرجت رأى اإلنسان "والشدائد إمنا تتم كي خترج الدنيعيوبه، إن رآها التجأ إىل اهللا: شفي" فمن الفرض على اإلنسان أن يكون يف

إمام العاملني. �صالته مع رسول اهللا

الثقة أساس، بنيتك الطيبة توفق للعمل الصاحل، فتحصل لك الثقة وتقبل.

نا موسى الكتاب {-2 : هذا }وجعلناه {ذا املسجد. : التوراة قبله}وآتـيـ: أنا }هدى لبين إسرائيل أال تـتخذوا من دوين وكيال {الكتاب "التوراة".

242

إال اهللا، إلهالفعال. اهللا تعاىل بيده الرزق، هو الفعال ال تؤمن بغري هذا، ال ، اهللا يدلك على طريق أنت ختتار واهللا الفعال. ال تستسلموا لغري اهللا

السعادة، ال ميكن لإلنسان أن يصبح إنسانا إال بالتقوى، وهذه ال تكون إال إال اهللا. إلهباإلميان بال

من هم بنو إسرائيل؟..

، �: هؤالء من ذرية الذين آمنوا مع نوح }ذرية من محلنا مع نوح {- 3: نزلنا عليه }إنه كان عبدا شكورا {ن: أحد أبناء هذه الذرية لك �موسى

هذا الكتاب. أصلح نيتك كي يرفع اهللا شأنك دنيا وآخرة.

نا{-4 : إن مل تدخلوا }إىل بين إسرائيل يف الكتاب {: حكمنا وبينا. }وقضيـض لتـفسدن يف األر {علي ومل تسريوا ضمن أمري: �من باب موسى

إال اهللا، ملتم لغري اهللا، ما آمنتم باهللا: ستميلون إله: إن تركتم ال }مرتـني للدنيا وجتعلون الناس مييلون إليها، سيكون هذا مصريكم.

كذلك حيصل لإلنسان ضيق وبكل حني، أو رؤيا مذكرة، لعله يعود ويتوب وتطبقوا كالمي �فرييه اهللا العلة اليت بنفسه. إن مل ترتبطوا مبوسى

حيث : }ولتـعلن علوا كبريا {هذا الشيء وتفسدون مرتني. سيحصل معكم أن قلبهم ممتلئ باخلبث.

سيقع �إن تباعدمت عن اهللا ومل تعظموه ومل تدخلوا من باب موسى بقلبكم حب الدنيا وستعلون ا.

243

: الفساد األول. : سيكون هذا لكم}فإذا جاء وعد أوالمها{- 5

وقد فسدمت، وهذا وقع ملا تسلط :}بـعثـنا عليكم عبادا لنا أويل بأس شديد {يار {عليهم " خبتنصر ". فجاؤوا لتأديبكم، وحصل لكم }فجاسوا خالل الد :

، �ول اهللا : هذا اخلطاب لليهود يف عهد رس}وكان وعدا مفعوال ما حصل.{ذكرهم اهللا مبا جرى هلم. مث تبتم ورجعتم والتجأمت، وعاهدوا فجاءهم سيدنا

.�داود

، وانتصر سيدنا داود �: بعصر داود }مث رددنا لكم الكرة عليهم {-6وأمددناكم بأموال {على العدو ورفع اهللا شأم، فأعطيناكم ماال وأوالدا.

: صار لكم مقامكم العايل. اآلن أرسلنا لكم }بنني وجعلناكم أكثـر نفريا و ومعه القرآن، فخاطبهم تعاىل: � حممدا

: اآلن قد حصل لكم يا بين إسرائيل }إن أحسنتم أحسنتم ألنفسكم {-7باب حممد أوال ما حصل، ولكن إن أحسنتم وآمنتم به، فتبتم ودخلتم من

: ظللتم على ما }وإن أسأمت {علي حولت عنكم البالء، خلصتم منه. �: الوقعة }فإذا جاء وعد اآلخرة {: ستحصل لكم الثانية. }فـلها{أنتم عليه.

الثانية.

: ستستاؤون كما حصل لكم زمن"خبتنصر" إذ سنرسل }ليسوؤوا وجوهكم {ؤمنني، يف املرة األوىل اليهود يغلبون، يف الثانية النصر حتما لكم هؤالء امل

:}وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبـروا ما علوا تـتبريا {للمؤمنني:

244

ان ال يبقون لكم أثرا بل يقطعونكم تقطيعا. وهكذا فاهللا تعاىل يرسل على اإلنسإن فسد " ضربة " فريجع إىل اهللا فيعطيه الدنيا مرة ثانية، فإن نكل جاءه اهلالك

وال مفر منه.

، إن تبتم رفعت �:إن تبتم، اآلن بعهد حممد }عسى ربكم أن يـرمحكم {- 8: للمعارضات. }وإن عدمت {هنالك أناس سيؤمنون. عنكم الشدائد،

وجعلنا جهنم للكافرين {. وهذه عامة لكل إنسان. : لتأديبكم}عدنا{ : حتصرهم.}حصريا

: الذي أنزلناه على رسولنا يف ليلة القدر يوم أسري به. }إن هـذا القرآن {-9 : للبشرية، أهدى وأقوم وأمثل طريق.}يهدي لليت هي أقـوم {

لدنيا سعيدا ويف اآلخرة سعيدا. خلقك تعاىل للسعادة لتعيش يف ا

ر المؤمنني { احلات {: دنيا وآخرة. }ويـبشذين يـعملون الصالصاحل }ال :لإلنسانية، املثمر له دوما يؤيت أكله كل حني بإذن ربه، إذ ال شائبة فيه ألن

والنسل إىل يوم غايته بعمله وجه اهللا، ونتاج هذا العمل يدميه اهللا له على احلرثالقيامة، املؤمن حقا يعمل الصاحلات، يرى السعادة يف األعمال الصاحلة،

الصالة كلها وسائل للعمل الصاحل، لتكون من أهل اإلحسان.

: ال اية وال حد هلذا العطاء.}أن هلم أجرا كبريا {

245

ك سترتك الكل، أنت اله يف : لكن}وأن الذين ال يـؤمنون باآلخرة {- 10الدنيا فهل أنت مؤمن باآلخرة؟.. لست مبؤمن وال مبفكر ا، املؤمن ليس

هذا عمله.

: املؤمن ا حقا يستقيم، فال يشذ أبدا.}أعتدنا هلم عذابا أليما {

11 -} رري دعاءه باخل {: يتطلب ما فيه شر عليه. }ويدع اإلنسان بالش{ :ء املؤذي لك وحتسبه خريا!.. قبل دعائك فكر، انظر ب السيأنت تتطل

النتائج ملا تطلبه، أين تفكريك؟!..

: كما خلقك شيئا فشيئا، فكر. أقبل واستنر وال }وكان اإلنسان عجوال { .تستعجل بطلب األشياء قبل رؤية حقائقها

تتابعهما يدلك على اهللا، لكي تؤمن :}النـهار آيـتـني وجعلنا الليل و {- 12فمحونا آية {فكر ما، فكر ذا: من الذي يدير الكرة األرضية؟..

وجعلنا آية النـهار مبصرة {: كيف صار ذلك؟. أال تفكر به؟!..}الليل : هذا النظام البديع، }تـعلموا عدد السنني واحلساب لتبتـغوا فضال من ربكم ول

هل حصل هذا بذاته؟.. أم له رب مسري مدبر؟..

: ما تركنا لكم شيئا إال وبيناه. الكون كله }وكل شيء فصلناه تـفصيال { ضمن نظام وقوانني وأعطيناكم فكرا.

: }يف عنقه {: كل إنسان وعمله مرافق له. }لزمناه طآئره وكل إنسان أ {- 13وكل واحد وجرمه على عنقه. فاسم العمل طائر، كان ذنبا عالقا بنفسه، فلما

246

: بكل }وخنرج له يـوم القيامة كتابا يـلقاه منشورا {.باشر العمل طار منه أعماله صغريها وكبريها.

: ال يظلم اهللا تعاىل أحدا، أنت احكم على نفسك }رأ كتابك اقـ {- 14: أنت احكم على نفسك }كفى بنـفسك اليـوم عليك حسيبا {بنفسك.

وما تستحق: هذا طريق اجلنة للعطاء، وهذا طريق النار للعالج. الصحيح السليم خيتار قافلة النزهة، واملريض العليل له املستشفى.

ا يـهتدي لنـفسه {- 15 ن اهتدى فإمنالسعادة له ال لغريه، عائد ذلك }م :ا يضل {: عن الطريق احلق. }ومن ضل {عليك، خريك عائد لك. فإمن

ها وال تزر وازرة وزر {: أذاه يرجع عليه، وإن عملت خريا فلنفسك. }عليـله له، ما أحد حبامل عن أحد شيئا، وكل واحد : كل إنسان وعم}أخرى

ومحله على كتفه.

بني حىت نـبـعث رسوال { ا معذمن مرشد، }وما كن يف كل زمان وعصر ال بد :ودوما هناك ملك يناديك: أن يا عبد اهللا فكر ببدايتك وايتك. إن فكرت

إال اهللا، عندها إلهأيت املريب وال واتعظت وصدقت بطلبك وفكرت بالكون ر تستقيم فال مدخل للشيطان عليك، وتقبل على اهللا فتنال الكمال، وتعرف هذا الرسول فيبلغك كالم اهللا. واإلنسان له ملك، لـما تأتيه الشدائد يذكره لك ويناديه. إن مل تفعل ما سبق ال تصدق هذا الرسول، أما إن فكرت

امل

الطريق صدقت الرسول، فيعرج بك إىل اهللا، فرتى احلق. وسلكت

247

رفيها{: استحقت اهلالك. }وإذا أردنا أن نـهلك قـرية {- 16 من :}أمرنا متـرمحته تعاىل يسلط عليهم املرتفني. فمىت امتأل قلبهم باخلبث ال لكهم

ن يزين هلم أهل الرتف مباشرة، بل خنرج هلم خبثهم من أنفسهم، وذلك بأ: جاروا يف احلكم }فـفسقوا فيها{اخلبث، فيلحقون م فيخرج خبثهم.

على الرعية، فإن مل يرجعوا جعلناهم ليقتدي اخلبثاء م، فيخرج خبثهم.

ها القول { : مل نبق هلم }فدمرناها تدمريا {: بعد أن خرج خبثهم. }فحق عليـ .أثرا

: كم جاء من أقوام فسدت }وكم أهلكنا من القرون من بـعد نوح {- 17 .وهلكت. كلهم استهووا الدنيا، بنوا ما بنوا، وفعلوا ما فعلوا

: عليم بكل إنسان. العالق }وكفى بربك بذنوب عباده خبريا بصريا {فامح ما بنفسك باإلقبال على اهللا، بأنفسهم مشاهد بأمجعه عند اهللا، ستهلك إن مل متح ذلك من نفسك.

لنا له فيها ما نشاء لمن نريد {: الدنيا. }من كان يريد العاجلة {- 18 عج{ :قد يطلب وال نعطيه، إن كان لديه إمكانية للرجوع والشفاء، أما من تعلقت يف

مث جعلنا له جهنم { تكن له جدوى، هذا نعطيه.قلبه وأصبحت مستحكمة ومل : على وجهه.}يصالها مذموما مدحورا

: اجلنة بالعمل ال بالدعاء، فمن }ومن أراد اآلخرة وسعى هلا سعيـها{- 19هم إال اهللا"فصلى واستمسك بأهل احلق "فدخل مع إلهفكر واستدل على ال

248

: إن مل يكن مؤمنا ال }وهو مؤمن {على اهللا، فعندها يشاهد ويسعى. : }فأولئك كان سعيـهم مشكورا { يسعى، إن مل يكن مؤمنا فسعيه بطال.

عند اهللا.

د هـؤالء وهـؤالء من عطاء ربك {- 20 من الكل عند اهللا واحد، وكل }كال :{.. إن أكرمكم عند الله أتـقاكم إن الله ى على حسب سعيه امرئ يعط

: ما }وما كان عطاء ربك حمظورا {. ) سورة الحجرات13عليم خبير} ( تطلبه جتده.

بـعضهم على {: يف الدنيا. }كيف فضلنا{: أيها اإلنسان. }انظر {- 21كيف أن كل أناس مبقام، وزير، خادم، ويف اآلخرة أيضا درجات، كل : }بـعض

: }وأكبـر تـفضيال {: منازل. }ولآلخرة أكبـر درجات {على حسب سعيه. دائمية متزايدة على طول.

: هو وحده الفعال، ال تشهد معه غريه. }ها آخر ال جتعل مع الله إلـ {- 22: عند اخللق، يزول عزك وجاهك، وتنحط، وكل }عد مذموما فـتـق {

: بنفسه، حباله، وهذا سبب أن }خمذوال {املخلوقات تذمك وحتتقرك. اإلنسان يتطلب النار. إن صرت مؤمنا امسع كالم ربك وحده.

، وال ترض قوال : ال تسمع إال كالمه}وقضى ربك أال تـعبدوا إال إياه {- 23غري مطابق لكالم اهللا. النيب حماط، يعرف ما حوله، لكنه ال يعرف الكون، أما

وبالوالدين {اهللا فهو احمليط بالكائنات كلها، فكالمه ال باطل فيه قطعا.

249

لغن عندك الكبـر أحدمها أو ك {: نظري خدمتهما لك. }إحسانا المها إما يـبـ ما أفرا.}فال تـقل هلمتضج :

هرمها{ : حسنا. لو مل يكن هلم }وقل هلما قـوال كرميا { : بوجههما.}وال تـنـ حب، عليك أن تؤدي هلم واجبك.

: اليت بقلبهما عليك. اخلدمة: }واخفض هلما جناح الذل من الرمحة {- 24: من مل }وقل رب ارمحهما كما ربـياين صغريا {دين، للمرشد، وللضيف. للوال

يشكر الناس مل يشكر اهللا.

: نيتكم عالية }ربكم أعلم مبا يف نـفوسكم إن تكونوا صاحلني {- 25 وعملكم.

يك من املاضي شيء فرجعت إىل : إن كان عل}فإنه كان لألوابني غفورا {اهللا آيبا، فإنه تعاىل يشفيك وميحو من نفسك ما قد أخطأت به من قبل.

وصاحب النية العالية بنيته يقبل على اهللا فيشفى.

:اهللا تعاىل يبني لنا حصة الفقري أين هي، فيا }وآت ذا القرىب حقه {- 26و ملكك، اهللا تعاىل جعلك وكيال وجعل أيها الغين ليس املال الذي عندك ه

حصة الفقري عندك، فإذا خبل الغين سحبه اهللا منه، هذا املال الذي لديك إمنا هو حق أقاربك، الفقراء، أعطهم حقهم.

: املار يف الطريق }وابن السبيل {: العاجز عن العمل. }والمسكني {ر تـبذيرا {فانقطع. تلق مالك هنا وهناك، ال تلقه من دون : ال}وال تـبذ

250

تفكري، املال الذي أعطاك اهللا إياه ليس مالك لتصرف منه يف البذخ والرتف والفساد.

:الذي }كانوا إخوان الشياطني : الذي يزخرف. {}إن المبذرين {- 27اد للناس، يبذخ يف املال ويصرفه يف غري مواضعه أخو الشيطان، إذ يزين الفس

واملبذر كذلك يصرف املال فيزين الفساد للناس، يفسد الناس، شراء أمتعة زائدة، أبنية زائدة، هذا كله تبذير وهو من إخوان الشياطني؛ ألنه يزين

: ال يعرف عظمة اهللا، فمن }وكان الشيطان لربه كفورا {الفساد كالشيطان. لذي يفعل هذا الفعل، فمن كفره فعل ذلك.كفره صار ذا احلال. كذلك ا

هم {- 28 ابتغاء رمحة من ربك {: ألمر يقتضي اإلعراض. }وإما تـعرضن عنـ: هلم، تعرض عن أمك، إخـوتك، أقـاربك، أو املسـكني يف إعطـاء }تـرجوها

تهم وفسدوا فال شـيء من املال خوفا أن يصرفوه يف احلرام رمحة م، إذا أعطيبلطف ال تعطهم، وقابلهم :}فـقل هلم قـوال ميسورا .{مانع من حرمام

بالكالم اللني احلسن، "اإلنسان مسؤول عن كل شيء".

: ال تكن خبيال، وال متسك املال }وال جتعل يدك مغلولة إىل عنقك {- 29دوق ال تقرت على عيالك ونفسك، عن أرباب االستحقاق، أنت أمني صن

: ال تعطه حقه }وال تـبسطها كل البسط {وحترمهم أيضا من حاجام. فـتـقعد ملوما {وحق غريه، وال توزع كل مالك فتعطي مالك كله للفقري.

: تقعد الئما نفسك متحسرا، تظل عاطال عن العمل، فال يستفيد }حمسورا

251

وال غريه من ذوي احلقوق. السبب: أنه قد يتعرض هذا اإلنسان منك الفقري ملداواة من اهللا، فيتحسر على أنه أنفق كل ماله.

: كل من شاء يعطيه.}إن ربك يـبسط الرزق لمن يشاء {- 30

: مبقادير، كل واحد حبسبه يعطيه مبقدار ما يناسبه، ولكن الطلب }ويـقدر {باألماين بل بالسعي. واملؤمن إمنا يطلب الدنيا لفعل املعروف ال يكون

: يعطي كل امرئ على }إنه كان بعباده خبريا بصريا { فيعطيه اهللا أيضا. حسب حاله، وما يناسبه، حبسب علمه تعاىل بعباده يعطيهم.

ا كانوا يقتلون : باإلجهاض، قدمي}تـقتـلوا أوالدكم خشية إمالق {- 31أوالدهم وكما يفعل الناس اآلن، يرسل بناته أو بنيه للمدارس األجنبية اليت خترجه عن دينه، يرسلوم إىل بالد الكفار ليتعلموا خوفا عليهم من الفقر.

: الرزاق هو اهللا، }حنن نـرزقـهم وإياكم{أو يشرب دواء مسقطا للحمل. لهم كان خطءا {لذي خلقك يرزقك وال ينساك. رزقك على اهللا ا إن قـتـ

عليكم غدا، هذا الطريق الذي اختاروه لبنيهم هالكه وخسرانه عليهم :}كبريا مريع ال يطاق.

: كل ما جير للزنا، الكالم، الغناء، املصافحة، }وال تـقربوا الزىن {- 32ر للنساء، اللمس، كله زنا، فالعني تزين، األذن السينما،" الراديو " املذياع، النظ

تزين، اليد تزين، هذا إذا قربت عليه أوصلك للزنا، العني تقرب، األذن إنه كان {تقرب،املصافحة تقرب للزىن، احفظ عينك، مسعك، يدك، قلبك.

252

نحط : للولد يؤذيه، يوصلك للطريق امل}وساء سبيال {:سيء منحط. }فاحشة للنسل، وميشيكم للمحل الذي تضررون به.

: حىت }اليت حرم الله إال باحلق {: أي نفس. }وال تـقتـلوا النـفس {- 33 : من اخللق. }ومن قتل مظلوما {احلية والنملة.

: الويل بقتل القاتل، القريب }ل فـقد جعلنا لوليه سلطانا فال يسرف يف القت {له حق بأخذه حقه من القاتل، وال جيوز له أن ميثل بالقاتل، فمن أخذ حبقه

.ه كان منصورا { عليه أال يتجاوز احلدل بالقاتل، إن }إنعند اهللا غدا إن مث : : هذا الشخص الذي أخذت}منصورا {جـرت على القاتل سنأخذ له حقه. بثأرك منه إن كان قتلك إياه ظلما.

لغ أشده {- 34 احفظ: }وال تـقربوا مال اليتيم إال باليت هي أحسن حىت يـبـ له حقه وماله، شغل له ماله خبريه، ال تشاركه إال لتدير ماله مبصلحته.

: باألزل وبكامل }هد كان مسؤوال إن الع : ال ختن. {}وأوفوا بالعهد { االختيار "القبول". حينما تسلمت ماله أعطيت العهد بأن ترعاه يف مصلحته.

: البيع والكيل.}وأوفوا الكيل إذا كلتم {- 35

:لك.}ذلك خيـر {:للطرفني امليزان بالعدل. }وزنوا بالقسطاس المستقيم {

: مردا عليك. يرجع عليك باخلريات.}ن تأويال وأحس {

253

: ال علم لك به عن اهللا }ما ليس لك به علم {: شيئا. }وال تـقف {- 36ال تتبعه قبل أن تتحقق من مطابقته لكالم اهللا، حتقق باحلديث من حيث

مطابقته لكالم اهللا، ال تنقل ما مل حتقق.

قبل مباشرة : عنه.}والبصر والفؤاد كل أولـئك كان عنه مسؤوال إن السمع {العمل فتش عن مطابقته لكالم اهللا. اإلنسان يسأل، إذن ال تسمع قوال

وال تسر بعمل ال علم لك به من حيث مطابقته لكالم اهللا. من أحد،ال مانع، وهذا خالف كالم اهللا، يقولون الوجه ليس بعورة، والربا بنسبة قليلة

ارجع دوما لكالم اهللا.

: حسب هواك. للحياة قوانني، لألرض }وال متش يف األرض مرحا {- 37قوانني وأنظمة فال تسر على حسب هواك. هل خلق اهللا اإلنسان سدى؟.. فالذي خلق الكون كله وجعل له أنظمة، أما جعل لك نظاما؟!.. الكون

لك وأنت أليس لك قانونا؟!.. أما وضع لك قانونا؟.. أين هو هذا كله : مهما فعلت، فمهما عظمت لن خترج }إنك لن خترق األرض {القانون؟..

لغ اجلبال طوال {منها، أنت فيها مهما كربت وعلوت. : عمرا، }ولن تـبـتموت، ال بد مهما عشت لن يكون عمرك مثل عمرها. فمهما علوت س

لك من املوت، ستقف غدا بني يدي ربك يسألك عن عملك.

: ال يريده لك، بل يكرهه }كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها {- 38لك، إذ للسعادة ال للشقاء خلقك. ال يريد لك الشيء الذي يعود عليك

254

وه عند اهللا ال يريده لك. مل مبا يسوؤك، ال يريد لك إال اخلري، هذا كله مكر يقدر عليك الضالل كما يقولون، بل يكره لك ذلك.

.: ملا أنزل عليه القرآن}ذلك مما أوحى إليك ربك من احلكمة {- 39

ا فعاال آخر، ال فعل }ا آخر مع الله إهل {: أيها اإلنسان. }وال جتعل { مسري :ال قوة إال بإذن اهللا، ال أنت وال أحد له فعل من دون اهللا، اهللا تعاىل ألحد و

قال لك:يا عبدي هذا طريق اخلري، وهذا طريق الشر، اخرت اخلري، احذر من : }فـتـلقى يف جهنم ملوما {الشر، إن اختار اخلري ساقه إليه وبالعكس.

إ بذاتك تلوم نفسك.

ه ل ل عندك مثة دليل على كلمة ال إدحر نفسك إليها، فه: خمزيا ت}مدحورا {هل عقلت هذه الكلمة؟.. إن عقلت استقمت، فهل عندك دليل إال اهللا؟..

على هذا اإلميان؟.. كيف توصلت إليه؟.. هل فكرت وعقلت؟..

: كما كانت قريش تقول وادعى مشركوها.}أفأصفاكم ربكم بالبنني {- 40

هل هذا منطق أنه جعل املالئكة بنات له :}واختذ من المآلئكة إناثا {: نتائجه عليكم، يهلككم }إنكم لتـقولون قـوال عظيما {وخصكم بالذكور؟!.

هذا الزعم.

اآليات : لكي يفكروا. كل هذه}ولقد صرفـنا يف هـذا القرآن ليذكروا {- 41ال متش من دون ؟واألمثلة لتفكر: انظر بدايتك، ايتك، احلياة ما املراد منها

255

: كل من ال }وما يزيدهم إال نـفورا {تفكري، ومن ال يفكر ال جدوى له. يفكر يعرتض على اهللا، وينسب إليه نسبا ال تليق.

: أن هناك أشخاصا هلم فعل لكانوا }يـقولون قل لو كان معه آهلة كما {- 42 قربوكم ووصلوكم إىل اهللا فصرمت إنسانيني، لو كانوا وسطاء لوصلوهم إىل اهللا.

: الذي يوصلك إىل اهللا هذا مرشد }إذا البـتـغوا إىل ذي العرش سبيال { صادق.

: قول ال }قولون علوا كبريا وتـعاىل عما يـ }: ما أعظمه.}سبحانه {- 43 مستند له وال أصل.

44 -} بع واألرض ومن فيهنماوات السح له السكلها تسبح يف }تسب:فضله وحتتاج إليه وتستمد منه، كل ما يف الكون، كل ما يف السموات واألرض

بقى من دون هواء؟. يستمد من اهللا تعاىل من دون شعور، هل تستطيع أن ت:كلها تسبح بفضله مستمدة منه. كل }وإن من شيء إال يسبح حبمده {

: مبا حيمد تعاىل عليه، هذا ميرضه، وهـذا �حبمده �شيء يسبحه تعاىل. ء؟.. ملاذا يسوق هلم هذه األشيا :}ولـكن ال تـفقهون تسبيحهم {يفـقره و...

ولكن الكل حيمد عليه. فكل شيء يف الكون يطلب احلياة من اهللا، وكل : عليكم، حليم عليك }إنه كان حليما {الكون به قائم، هو احلي القيوم.

: ذا الشيء يشفيك. فهو تعاىل أحق وأحن من األم }غفورا ليغفر لك. {

256

ق بنفسك على عملك واألب والولد، سرتى غدا فضله عليك، وستحرت ولؤمك وإعراضك: هذه جهنم اليت حتملك ألن تلقي بنفسك يف النار.

نك {: إذا بينت هلم هذا البيان العايل. }وإذا قـرأت القرآن {- 45 جعلنا بـيـ: موجود لكنه خفي. فكل }وبـني الذين ال يـؤمنون باآلخرة حجابا مستورا

ال يفكر ومل خيطر املوت بباله هذا الذي متيل نفسه للدنيا ويتمسك ا، منفال يسمع احلق، إذ تقف دنياه يف وجهه، ومبا أنه ال يؤمن باآلخرة فال ميكنه

فهم القرآن، إذ أن قلبه مملوء بالدناءات وتلزمه املداواة، فاإلميان شرط.

: كي خترج }أن يـفقهوه {:غطاء. }وجعلنا على قـلوم أكنة {- 46شهوم، عندما متأل الدنيا قلبه فيجعل على قلبه أغطية، وال يرى ما وراء

ثقل، سدا. :}ويف آذام وقرا {الشهوة حىت خيرجها اهللا تعاىل له.

ال حيبون مساع :}م نـفورا وإذا ذكرت ربك يف القرآن وحده ولوا على أدباره {احلق. يسرت عنه وله ما وراء عمله من آالم، ليخرج له ما بنفسه. فالشرط

إال اهللا، وأن تعرف أن هناك آخرة. إلهاإلميان بال

] فاهللا تعاىل يعلم كل إنسان ويعلم ما يف }حنن أعلم مبا يستمعون به {- 47: مع الشيطان وللدنيا، خياطبهم }إليك وإذ هم جنوىإذ يستمعون {. نفسه

إذ {الشيطان ويزين هلم، ألنه بعيد عن اهللا، وحب الدنيا قد ملك قلبه. يتخيل األمور وينطق ا على :}يـقول الظالمون إن تـتبعون إال رجال مسحورا

غري هدى.

257

مد يتخيل ختيالت ويقوهلا لنا، إمنا يرى احلقائق الظامل لنفسه يقول: هذا حممن هو مع اهللا، فهو يقدر ما يسمعه، كلما ازداد اإلميان زاد مساع احلقائق، وكلما حلقت الدنيا تباعدت وصممت. فانظر يا إنسان، ما اية الدنيا؟. مهما عشت.. من قبلك؟. أما ماتوا؟!.. فكر ذا. جعل اهللا تعاىل لك

با عاليا، إذ جاء بك من طريق قذر ملا ولدت كيال تتكرب، وجعل اية ترتي احلياة املوت لتفكر فتحذر.

كيف ضربوا {: البعيدين عن اهللا بعد هذا البيان كله ماذا قالوا؟. }انظر {- 48ونك يا :إىل اهلدى بد}فال يستطيعون سبيال {: ا. }لك األمثال فضلوا

.رحيم، إن مل يؤمنوا ال جدوى هلم

أئذا كنا عظاما ورفاتا أإنا {: بعد هذا البيان كله أجابوا: }وقالوا {- 49عوثون خلقا جديدا : هذا ممكن!.. هذه النقطة لو فكروا ا لوصلوا. بل }لمبـ

ا؟!..مل يفكر بأصله كيف ريب يف بطن أمه؟، وكيف من

: صلبا، (صلبني)،مع ذلك يعيدكم إىل }قل كونوا حجارة أو حديدا {- 50 الرتاب.

: لو صرت مهما صرت، ومهما }أو خلقا مما يكبـر يف صدوركم {- 51لك منه، وأن بد بنفسك تعاظمت وتكربت فال بد لك أن متوت، واملـوت ال

ترابا، تعـود

258

فسيـقولون من يعيدنا قل الذي {للحساب على كل ما اقرتفت. مث تعاد:أصلك من تراب، مثرة، نطفة، علقة، مضغة، جنني، تسعة }فطركم أول مرة

أشهر، مث نزلت للدنيا، جعل لك احلليب يف الثدي، من جلبه؟!. األسنان، نازل، فلماذا توقف مناؤك؟.. لو مناك شيئا فشيئا ووصلت حلد توقفت، مث تت

مل تكن يد لدام بك النماء إىل ما ال اية وملا تنازلت. يعيدك الذي فطرك. اهللا تعاىل قادر أن جيعل الناس كلهم خيلقون دفعة واحدة، وميوتون معا، لكنه جعل هذا الرتتيب لتنظر ببدايتك وايتك، فتصدق بطلب احلق فرييك إياه،

الك يف منازل القرب والسمو. ولرتقى بأعم

لو كانت نفسك مرتبطة مع فكرك لعقلت مما ترى، ولكن وطاملا أن أذنك تسمع مساعا فلن تعقل. جعل اهللا تعاىل هذه اآليات كي ختاف النفس فتلتجئ لفكرها، عندها تصدق، فتنظر بالقمر فرتى ما فيه، لو نظرت بعدها

يبات رتبها لك رب العاملني إكراما بأي شيء كان الهتديت. كافة هذه الرتتخلاطرك لكي تفكر وتدي، فتعمل اخلري، وتأيت أبيض الوجه فتتنعم.

: }فسيـنغضون إليك رؤوسهم ويـقولون مىت هو قل عسى أن يكون قريبا { بكل ساعة اإلنسان معرض للموت.

:كل خملوق }فـتستجيبون حبمده {م القيامة. : يو }يـوم يدعوكم {- 52سيحمده. كلكم حتمدونه على ما سريكم به، إذ يعطي لكل إنسان ما

يناسبه. املريض حباجة إىل دواء، أما الصحيح فلشيء طيب.

259

: فيها. الدنيا بستان له بابان، ال }إال قليال {: يف الدنيا. }وتظنون إن لبثتم {تسر يف الدنيا بالظلمة، خذ نورا، وخذ الكتاب الدليل فبه تدي، أما إن سار

بالظلمة من دون اهتداء بالكتاب، فإنه يأكل الضار والنافع فيمرض.

:إذا أرادوا هداية إنسان }وقل لعبادي يـقولوا اليت هي أحسن {- 53وا القول ويلينوه. يعلمنا اهللا تعاىل أن البشر كلهم إخوة، فإن كان فليحسن

أخوك جاهال خاطبه بشيء يناسب مفهومه لتستميله، فيقبل عليك ويهتدي معك. اهللا يعلمنا كيف يتوجب علينا أن خناطب بعضنا، إذا استسلم إليك

إن {ساين. عندها تستطيع أن تفهمه، ال متزح مبا فيه اخلروج عن احلد اإلننـهم إن الشيطان كان لإلنسان عدوا {:يوقع بينهم البغضاء.}الشيطان ينزغ بـيـ

وذريته. �أبان عداوته ألبيك آدم }مبينا

: إن صارت نفسك بإقبالك بعد }ربكم أعلم بكم إن يشأ يـرمحكم {- 54بكم {ة نزلت عليها الرمحة. إميانك أهال للرمح أما إن كانت }أو إن يشأ يـعذ :

نفسك عن اهللا بعيدة فهو يسوق هلا البالء إلخراج ما فيها رمحة ا. فعلى : هو املتكفل، لست مسؤوال }وما أرسلناك عليهم وكيال { حسب حالكم.

عنهم، حنن أعلم بكل إنسان وما يناسبه.

: كل ما فيهما اهللا تعاىل به }ربك أعلم مبن يف السماوات واألرض و {- 55 : كل على حسب حاله.}ولقد فضلنا بـعض النبيني على بـعض {عليم.

نا داوود زبورا { .فكل على حسب درجته أعطاه �وحيكى أن داود :}وآتـيـ إقباله فهم، وبأهليته أعطاه ما أعطاه.كان سقاء ولكنه ب

260

فال ميلكون كشف الضر {: اهللا. }قل ادعوا الذين زعمتم من دونه {-56: من يرفع عنك. فإن كان اإلنسان معتمدا على أحد مما }عنكم وال حتويال

شيئا من األشياء؟. سوى اهللا فهل يستطيع أن يدفع أو حيول عنه بالء أو

م حقا. يدعون اهللا وإىل اهللا.}أولـئك الذين يدعون {املؤمنون: - 57 ر :

يرتبط :يقبلون على اهللا بصحبة رسوله لقربه منه.}يـبتـغون إىل رم الوسيلة {يرتبطون به، : أقرب واحد}أيـهم أقـرب {ليقبل معه على اهللا. �برسول اهللا

؟. �يتوسلون إىل اهللا بالقريب أكثر، من هو ذا الزمان وبعد رسول اهللا

فأقرأ شخص، وأعلم وأفهم إنسان، وأفقه امرء ينتخب إماما، ليدخل املصلون مبعيته، وهذه هي الشفاعة والوسيلة، يدخل اإلنسان على اهللا مبعية رجل

، جتمع ) سورة الفجر} وادخلي جنتي29فادخلي في عبادي {( مؤمن، :رمحة اهللا.}ويـرجون رمحته {نفسك بنفسه وتقبل معه.

:عندهم.}وخيافون عذابه إن عذاب ربك كان حمذورا {

شذ عن : كل من }وإن من قـرية إال حنن مهلكوها قـبل يـوم القيامة {-58احلق ال بد له من يوم، هذا قانون. كل أمة ال بد هلا من اهلالك أو العذاب

األليم لعلها ترجع.

بوها عذابا شديدا { ع من }أو معذجيب على اإلنسان أن يبحث ويتتب :سبق، ماذا حل م ملا ظلموا وشذوا؟. أرسل هلم تعاىل بالء وشدائد

وأمراضا.

261

: قانون ال بد منه. سنة متبعة.}ان ذلك يف الكتاب مسطورا ك {

إذن يبني اهللا تعاىل لنا أن هناك قوانني: فالقرية اليت تعم فيها السفالة والرذائل يهلكها اهللا برمتها، والقرية اليت فيها أناس وأناس يضيق اهللا تعاىل عليها علهم

فاهللا هو الفعال:يعودون إىل الصواب.

إن كنت تريد سعادة الدنيا واآلخرة فكر إىل أن تتعرف على اهللا، كل امرئ ينال حقه، أما هذه الشدائد اليت يسوقها لإلنسان فإمنا هي حبا به لعله يعود

للصواب.

:مل نرسل اآليات إذ كذب ا األولون. }وما منـعنا أن نـرسل باآليات {- 59: }إال أن كذب ا األولون {وكانوا قد طلبوا معجزات من رسول اهللا.

فهلكوا ملا أصروا على عنادهم، ولذلك وحلما من اهللا عليكم مل يرسل آيات بوا فتهلكوا. اقة {لكم، كيال تكذنا مثود الن .: إذ طلبوها}وآتـيـ

: ما }فظلموا ا {منوا ا أهلكناهم. :ناقة حية، فكما مل يؤ }مبصرة {آمنوا، بل عقروها وظلموا أنفسهم بذلك، فهلكوا. فاآلية ال جتعلك تؤمن، لكن فكر بالبداية حىت تدي. آخر عالج: مىت طلب املعجزة وكانت

وما نـرسل باآليات إال {قضيته قد انتهت فإنه يعطى املطلوب ويهلك. لعل اإلنسان يفكر، إن مل ختف وجيتمع فكرك مع نفسك فتفكر :}ختويفا

بالبداية فلن تسري بطريق اهلدى فتهتدي.

262

: اهللا تعاىل حميط بالكون كله، }وإذ قـلنا لك إن ربك أحاط بالناس {- 60 إال هو احلي إلهأنت باهللا قائم، حياتك وقيامك يا إنسان باهللا. اهللا ال

نة {: وهي الرؤيا بفتح مكة. }وما جعلنا الرؤيا اليت أريـناك { القيوم. إال فتـ : الدنيا. }والشجرة الملعونة يف القرآن {: ليفتنوا باحلق فيؤمنوا. }للناس

منها حب الدنيا قلنا هلم: احذروه ألنه سبب هالكهم، فالدنيا وكي حتذرهم اهللا ذكر إال فيها ما ملعون ملعونة الدنيا إن « أريناك حقيقتها لتبينها هلم:

فما يزيدهم إال طغيانا {: فال يعودون. }وخنوفـهم { .)1(..»وااله وما : إن مل يفكروا.}كبريا

ملا عرفوا خالقهم ورم أطاعوا اهللا :}وإذ قـلنا للمآلئكة اسجدوا آلدم {- 61: }فسجدوا إال إبليس {وسجدوا. فالذين عرفوا احلق وفكروا باحلال سجدوا.

قال أأسجد لمن {الذي أبلس عليه األمر، إذ مل يعرف ربه فما سجد، بل أىب:اهللا وما كذلك كل من مل يفكر سيكون مثله. فمن مل يعرف.}خلقت طينا

عظم: عارض وعاكس واستكرب.

: نسب الظلم }قال أرأيـتك هـذا الذي كرمت علي {وبقول إبليس: - 62إال {: ألحتك بذريته:}لئن أخرتن إىل يـوم القيامة ألحتنكن ذريـته { هللا.

ال هو اهللا تعاىل، عليك االختيار واهللا تعاىل رأى أن له فعال، الفع .}قليال يعطيك، خبري وعليم بك، حبسب حالك يعطيك.

/.2424رقم/3اجلامع الصغري ج )1(

263

هم فإن جهنم جزآؤكم جزاء موفورا {- 63 : }قال اذهب فمن تبعك منـ. كل من تبعك، كل من عمل عملك، كل من أبلس عليه األمر، كل كامال

يه األمر هو املتبع إلبليس إذ سار بطريقه وعمل عمله.من أعرض وأبلس عل

رنا كيف أن إبليس ببدايته عارض، فكان فعليك باإلميان إلزمه. اهللا تعاىل حيذأنه نشأ �مصريه ما كان، وأنتم ال تعارضوا كإبليس، ال تنظروا إىل حممد

بينكم طفال، انظروا لبيانه، لكالمه، داللته.

: حرض بقدر ما }من استطعت منـهم {: وسوس. }واستـفزز {- 64: خيل هلم. لكنه }وأجلب عليهم خبيلك : ناد هلم. {}بصوتك { تستطيع.

ال خييل لكل إنسان، بل ملا يشم من اإلنسان إعراضا يدنو منه فيخيل له. رهم ملآربك. : وقوتك وعزمك، ومن اإلنس الذين تسخ }ورجلك {: البعيد عن اهللا الذي ال يسمي، دوما }وشاركهم يف األموال واألوالد {

وعدهم وما يعدهم الشيطان إال {الشيطان معه، يأكل وينكح معه. : استخف م فأطاعوه، فاستدرجهم بالشهوات املنحطة للهالك.}غرورا

: الذين أطاعوين وعرفوين قلبهم مرتبط دوما يف، هؤالء }يإن عباد {- 65ليس لك {الذين يسريون بكالمي وضمن أوامري ال سلطان لك عليهم.

: لكنه يظل حائما حول املؤمن، إن غفل دنا منه فيتذكر، }عليهم سلطان . هؤالء استسلموا إىل : عنهم}وكفى بربك وكيال .{فيكون ذلك سببا لتيقظه

اهللا، فال تستطيع أن تدنو منهم، هو وكيل عنهم. فكر حبنان اهللا، عطفه، رمحته عليك.

264

: أال ترون فضله }لكم الفلك {: يسوق. }ربكم الذي يـزجي{- 66 .: لتعملوا املعروف وتقبلوا عليه}يف البحر لتبتـغوا من فضله .{عليكم

: هل ترتك هذا الرب الرحيم وتلحق بالشيطان؟!.}إنه كان بكم رحيما {

: ال تقول }وإذا مسكم الضر يف البحر ضل من تدعون إال إياه {- 67ساعتها إال يا اهللا، وقت الشدة والبالء ال تدعو إال اهللا، فال تدعو سواه، تقر

.ه بيده األمربنفسك أن

: كل هذه النعم }فـلما جناكم إىل البـر أعرضتم وكان اإلنسان كفورا {واخلريات ال يراها. فكر، هذا الكون بيد من يسري؟.. على أي شيء تقف

هذه الكرة األرضية؟!.. أين هي موجودة؟.. إا كالطائرة يف الفضاء.

: هذه األرض اليت أنت عليها }ن خيسف بكم جانب البـر أفأمنتم أ {- 68: بالء ومرضا }أو يـرسل عليكم حاصبا {أال ختشى أن يزلزهلا بك؟!..

داخليا " عقد مصران،سرطان "، هل أنت مستأمن من ذلك؟.. هل أمنت : من يرد ساعتها }مث ال جتدوا لكم وكيال {على نفسك من كل ذلك؟..

عنكم البالء؟!..

: فلعلك تعود }تارة أخرى{: يف البحر. }أم أمنتم أن يعيدكم فيه {- 69فـيـرسل عليكم قاصفا من الريح فـيـغرقكم مبا { إىل البحر وتغرق فيه.

مبصيبة فيخرج لك :نفسك مألى باخلبث، فهل أمنت أنه ال يصيبك}كفرمت

265

نا به تبيعا {خبثك؟.. : عندها ال تستطيع أن تقبل وال }مث ال جتدوا لكم عليـ طريقا تتبعه لتشفى مما فيك. ال جتاب وإن دعوت ساعتها.

: أال تفكر ذا؟، خلق الكون من أجل }ولقد كرمنا بين آدم {- 70: }والبحر {: اخليل، البغال، احلمري، اإلبل. }م يف البـر ومحلناه {خاطرك. : ال تأكل الشوك والتنب أو الشعري، بل }ورزقـناهم من الطيبات {السفن.

: عددا }وفضلناهم على كثري ممن خلقنا تـفضيال {األكل الطيب اللذيذ. ا املكلف"، أتنسى هذه النعم؟!.. أال تفكر بفضله كثريا، مجيع اخللق "أيه

عليك؟!..

: كل إنسان له إمام، فانظر من هو }يـوم ندعو كل أناس بإمامهم {- 71فمن {إمامك. فبإمامهم: ملا أم إليه، هذا أم إىل الفضيلة، وآخر أم إىل الرذيلة.

فأولـئك يـقرؤون {عمل املعروف واإلحسان واخلريات. : ب}أويت كتابه بيمينه : فتيلة النواة، اهللا تعاىل ال }وال يظلمون فتيال { : عمله كله عال.}كتابـهم

يضيع مثقال ذرة.

: احلقائق ترى بعني النفس ال بعني الرأس، }ومن كان يف هـذه أعمى{- 72 الصور يف الدنيا يف اآلخرة ال يرى احلقائق، إذ ال توجد فالذي مل ير إال

فـهو يف اآلخرة {صور، فالذي هنا مل يفتح ويعرف الطريق املوصل إىل اهللا: : ال يرى ساعتها إال أمله، إال نفسه الوسخة. األعمى: }أعمى وأضل سبيال

من ال يعرف الطريق، املفتح: عرف الطريق.

266

ن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يـوم القيامة أعمى} {وم عند خروج روحه يرى أوزاره،فيسليه الثعبان األقرع. أما .) سورة طـه124(

املؤمن البصري: فمنذ ساعة موته وحىت اآلخرة كلحظة واحدة متر عليه.

، أهل �يب حىت عرف الرتبية، مثل سيدنا إبراهيم ملن فكر باملر الطريق:الكهف: فتية ناشئني فكروا بأنفسهم كيف خلقنا؟، كيف منونا يف بطن أمنا؟!.. إذن لنا مريب، يف الدنيا نظروا بالليل، النهار، فإذن هناك دوران،

. صاروا .الصيف، الشتاء، عرفوا املريب، كيف خيرج الثمر، كيف يأيت املطرني، والتجؤوا إىل الكهف. كذلك كل الرسل ساروا على هذا. أنت أيضا مؤمن

فكر لتهتدي إىل اإلميان.

اهللا تعاىل أعطاك فكرا وملكا يناديك دوما، إن صدقت مسعت النداء، إن فكرت بالرتبية وعرفت املريب رأيت أن هنالك يدا تدير الكون كله فقلت: ال

رت رأيته معك. نفسك إن آمنت سلكت طريق احلق، إال اهللا، وحيثما س إلهال بل كل املخلوقات باإلحسان، فمىت عاملت املخلوقات أي: عاملت الناس

فأقبلت على اهللا، نفسك ال تقبل إال مىت باإلحسان كسبت ثقة بنفسك،وثقت من رضاء اهللا عنها، ليست نفسك بيدك، فهي ال تسري معك إال إذا

افة البشر كانوا أطهارا، املقبل على اهللا حسب قربه يزداد رأت إحساا. ك كماال، أما املعرض فعلى حسب بعده يزداد شقاء.

مىت أصبح اإلنسان كامال أحب أهل الكمال "وال يعرف الفضل إال ذووه"، {كهيعص} مثال " أو: (والعصر) : �لدى مساعه الثناء على رسول اهللا

267

باب اهللا، كافة أهل اإلرشاد �ه مرتبطا به وهو .. يصاحب) سورة مريم1(، وهو باب اهللا، إن ارتبطت به دخلت على اهللا، فهو �أبواب لرسول اهللا

على اهللا �دوما راكع ساجد يف حضرة اهللا، إن دخلت مع رسول اهللا {الذين هم على صالتهم رأيت الرمحة والعطف واإلحسان، فأحببت اهللا:

: فلن يدنو منك الشيطان بعدها أبدا. أما ) سورة المعارج23ون} (دائم له، فهو يف اآلخرة أعمى وأضل أعمى فهو ميوت مقعدا ال رقي من ظل

سبيال.

نا إليك {- 73 : قريش حاولت }وإن كادوا ليـفتنونك عن الذي أوحيـ. }لتفرتي {معهم. مبسايرا للرسول، لعله يتنازل قليال نا غيـره {: لتغري عليـ

: أتباع الرسول }خليال {ساعتها. :}الختذوك {: عندها يصادقونك. }وإذا كانوا شبابا، الكبار، الشيوخ استحقروا أولئك الشباب، وطلبوا إقصاءهم عن

جملس الرسول ليتحادثوا معه يف جملسه.

74 -} ناك ولوال أن ثـب لقد كدت تـركن إليهم {: قلنا لك ال تعمل ذلك. }تـ : هو من عطفه عليهم وقع خباطره أن يسايرهم، لكن اهللا ثبته.}شيئا قليال

ذقـناك ضعف احلياة {- 75 ضعف تعبك اآلن تتعبه، لو مسعت هلم }إذا أل :ا القيت معهم صعوبات يف سبيل وطبقت شيئا من عندك، كنت يف الدني

: يكون كفرهم مضاعفا وال يهتدون معك.}وضعف الممات {هدايتهم.

268

نا نصريا { لو �: هذه قوانني عند اهللا، حىت رسول اهللا }مث ال جتد لك عليـ طبق خالف ما أمر به لوقع يف الشدة.

ها وإذا {بتدابريهم. :}وإن كادوا ليستفزونك {- 76 من األرض ليخرجوك منـ: "حنن تاركينهم" لعلهم يهتدون معك، فإن فعلوا }ال يـلبثون خالفك إال قليال

ما صمموا عليه عندها ال مثرة من وجودهم، مىت ذهب عنهم الطبيب فال طريق ن النصر.هلدايتهم، هذا قانون، لو أخرجوك هللكوا وكا

لك من رسلنا{- 77 وال جتد لسنتنا {: هذا قانون. }سنة من قد أرسلنا قـبـ : كل إنسان وحقه.}حتويال

من الفجر، ومن طلوع الشمس لغروا :}أقم الصالة لدلوك الشمس {- 78: }وقـرآن الفجر {إىل ظلمته. : }إىل غسق الليل {ال تقطع صلتك باهللا.

: ) سورة الفجر2{وليال عشر} (الكون. }الفجر {بيانك عن الكون. بالصيف الليل يقصر، وبالشتاء يطول، إن مجعت الزيادات والنقص جمموعها

/ ليال، هذا النظام أال يكفيك لإلميان؟!.. انظر هلذه الليايل 10يكون: /. : كل سن )1(العشر ة بنظام كامل ال يتغري

: القمر مرتبط بالكرة األرضية، هل هو بذاته ) سورة الفجر3( }{والشفع : ؟!..( والوتر)إال اهللا إلهيسري؟!.. أما هو بدليل واضح على أنه ال

انظر كتاب تأويل جزء عم، سورة الفجر. )1(

269

: حىت يأيت الفجر. أليس ) سورة الفجر4( }{والليل إذا يسر الشمس. إال اهللا؟!.. الكون كله بنظام، أفليس لك إلهى أنه ال هذا بدليل واضح عل

: بيانك عن الكون، البيان الذي يبينه }إن قـرآن الفجر {أنت نظام؟!.. عن الكون ظاهر. اهللا تعاىل خلق الكون كله ضمن قوانني �رسول اهللا

له شهود، كلما : كالمك عنه ك}كان مشهودا { إال اهللا. إلهلكي تؤمن بال إذا ذكر شيئا فعن �زادت صلة اإلنسان باهللا كان بيانه أوضح. كان

شهود.

: نافلة: }نافلة لك {: جد: يأ للخريات. }ومن الليل فـتـهجد به {- 79عثك ربك مقاما {غنيمة، بالليل تتعلم، بالنهار تطبق وتعرف. عسى أن يـبـ

م.}مودا حم الناس على احلق ويسعدك شفيعا للعاملني. تدل :

: غاييت رضاك يا رب، ال مطلب يل }وقل رب أدخلين مدخل صدق {- 80: تأييدا، }وأخرجين خمرج صدق واجعل يل من لدنك سلطانا نصريا {سواك.

دوما. �واملؤيد بالنصر، وهكذا كان حال رسول اهللا أنت املوفق واملعلم

81 -} عند دخولك على مكة، وهذه بشارة بظهور احلق }وقل جاء احلق :: ال }وزهق الباطل {وفتح مكة، ستفتح عليك مكة، قل عندها جاء احلق.

كلما ضاقت، : هذه عالمة، }إن الباطل كان زهوقا {بد للباطل أن يزهق. إفرح بالفرج القريب،(عالمة الضيق قرب الفرج).

270

ورمحة {: إذا فهمت وتتبعت. }ونـنـزل من القرآن ما هو شفاء{- 82إن فكرت وعقلت زالت األدران من نفسك، صارت نفسك : }للمؤمنني

عليك اخلريات طاهرة، تفعل املعروف واإلحسان، عندها رب العاملني يصب صبا، الوسعة والصحة والغىن.

نـيا حسنة وفي اآلخرة حسنة نا آتنا في الدسورة 201.} (.{.. ربـ (: من مل يعرف حق اهللا فما عرف قدر اهللا، وما }وال يزيد الظالمني {. البقرة

ا علمها وما عرفها، لقد عرف ملاذا أرسله اهللا إىل الدنيا، ترك نفسه جاهلة فم : يف الدنيا تعيش شقية، يف اآلخرة أشقى.}إال خسارا {ظلم نفسه.

: إن أعطيناه صحة وماال، أهذه }وإذا أنـعمنا على اإلنسان أعرض {- 83هي املقابلة على اإلحسان؟!.. اهللا يعطيه شيئا من دنيا فينسى اهللا!.. تقريع

: أين فعلك؟، أين إقبالك؟!.. اإلنسان الصحيح }ونأى جبانبه {لإلنسان. : منا!. من فضل }وإذا مسه الشر كان يـؤوسا .{يفعل اإلحسان واملعروف

اهللا، أفال ينظر ملن رباه وعين به؟!..

: على حسب ما شاكلت بنفسك تعمل، }قل كل يـعمل على شاكلته {- 84ن كنت مع اهللا تعمل اإلحسان، املعروف، فمن شاكل الشيطان وصاحبه إ

على الطريق السائر عليه، إن آمن شكر :يعمل عمله. كل يعمل على شاكلته وتواضع فعرف، قدر النعمة فخدم الناس. وأحسن كما أحسن اهللا إليك.

271

، الشكر: فعل املعروف : اهللا عليم}فـربكم أعلم مبن هو أهدى سبيال { ..واإلحسان، فيزيده اهللا من نعمه

: أمر منه. اعرفوا }قل الروح من أمر ريب {:!.. }ويسألونك عن الروح {- 85املريب تعرفون جوابكم، قبل أن تسألوين ومتتحنوين اعرفوا ربكم، ما فائدتكم من

: طاملا مل تتعرفوا على اهللا فأنتم ال }م إال قليال وما أوتيتم من العل { جوايب؟!. تعلمون إال الدنيا، وهي زائلة.

نا إليك {- 86 نا لنذهنب بالذي أوحيـ : كل علمك بيدنا. حنن }ولئن شئـنا وكيال {علمناك هذا العلم. ع أن : ال أحد يستطي}مث ال جتد لك به عليـ

يرده عليك. فليعملوا مثلك ويقبلوا، أعلمهم كما علمتك.

: أنت طاهر طيب، فيفيض عليك من اخلريات. }إال رمحة من ربك {- 87 : أقبلت وتعلمت.}إن فضله كان عليك كبريا {

توا مبثل هـذا القرآن ال قل لئن اجتمعت اإلنس واجلن على أن يأ { - 88: العاقل املفكر يعرف قدره، إن }يأتون مبثله ولو كان بـعضهم لبـعض ظهريا

. نمل تصبح قريبا من اهللا فلن تدرك القرآ

فرتتبط �الرموز بأوائل السور بالقرآن بالتفكري ا تعرف مقام رسول اهللا (.. من اهللا فتغدو قريبا، وتفهم كالم اهللا. قانون التأويل احلق: به، وهو قريب

).1سورة هود( ) كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير

التأويل املرتابط هو التأويل احلق.

272

إذن: فكروا ذا الكالم قبل أن تسألوا عن الروح. لو اجتمع اإلنس واجلن ى أن يأتوا مبثل هذا القرآن لعجزوا.عل

: ما تركنا حجة هلذا }ولقد صرفـنا للناس يف هـذا القرآن من كل مثل {- 89إال {: ال تلحق باألكثرية. }فأىب أكثـر الناس {اإلنسان، كل شيء بيناه.

ر مهما ضربت له من أمثلة فال : حيث أم مل يفكروا، فمن ال يفك }كفورا جدوى له.

: طلب للدنيا. }وقالوا لن نـؤمن لك حىت تـفجر لنا من األرض ينبوعا {- 90 بدال من أن يفكروا، وما نظروا بالداللة.

يل وعنب فـتـفجر األنـهار خالهل {- 91 ن خنة ما تـفجريا أو تكون لك جن{ : وأطرافها ماء.

نا كسفا {- 92 : ملا هددهم اهللا بذلك، }أو تسقط السماء كما زعمت عليـ: أمامنا حىت نراه، حىت }أو تأيت بالله والمآلئكة قبيال {طلبوا سقوطها.

نؤمن لك، كل هذا من جهلهم.

إذا كنت غنيا نؤمن لك، نظرهم أيضا : }من زخرف أو يكون لك بـيت {- 93 للدنيا.

نا كتابا نـقرؤه قل { أو تـرقى يف السماء ولن نـؤمن لرقيك حىت تـنـزل عليـ سوال {: ما أحلمه عليكم!. }سبحان ريببشرا ر أنا بشر.}هل كنت إال :

273

) سورة 188.} (.{قل ال أملك لنـفسي نـفعا وال ضرا إال ما شاء الله . املسألة كلها بيد اهللا. أنا أدلكم هذه الداللة وتتطلبون هذه األعراف

املطالب!.. أال تفكرون مبعرفة اهللا؟!..

دى إال أن قالوا أبـعث الله وما منع الناس أن يـؤمنوا إذ جاءهم اهل {- 94أأسجد ملن خلقت :: ما قدروه. مثلهم كمثل الشيطان قال}بشرا رسوال

طينا؟!..

: مثلكم.}قل لو كان يف األرض مآلئكة ميشون مطمئنني {- 95

: لو رأيت ملكا }رسوال {هم. : من جنس}لنـزلنا عليهم من السماء ملكا {لقلت أنا لست مثله، هو ملك، أنا إنسان: لكن بعث لك إنسانا مثلك

تستطيع أن تكون مثله، سر على غراره، اقتد به.

نكم {- 96 إال اهللا، هذا إله: دالليت على ال }قل كفى بالله شهيدا بـيين وبـيـه؟. من ي ره؟. وهذه الداللة أليست كافية على رساليت؟!.. الكون: من يسريدب

: على حسب حاله يعطيه.}إنه كان بعباده خبريا بصريا {

إال اهللا، يهدي إله: من يفكر يهتدي بال }ومن يـهد الله وبكما {- 97إىل احلق، ومن ال :هذا الذي اهتدى }فـهو المهتد {إال اهللا. إلهنفسه لال إال إلهإال اهللا فما هو مبهتد. فكر بالرتبية لتصل إىل اإلميان بال إلهيؤمن بال

فـلن جتد هلم أولياء {: نفسه عنها، إذ مل يفكر فلم يهتد.}ومن يضلل {اهللا. : إذ مل ير يف دنياه. }م عميا من دونه وحنشرهم يـوم القيامة على وجوهه

274

مأواهم جهنم { ومل يسمع احلق.: }وصما {: مل يفهم باملنطق. }وبكما{زدناهم {سكنت، فاعتادوا على حرقها؛ لئال حيس بأمله: :}كلما خبت

ليخفف من أمله.:}سعريا

: فما فكروا ا، ما نظر بالشمس، }آياتناذلك جزآؤهم بأنـهم كفروا ب {- 98 .: مفتتة}وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا {بالقمر، بنفسه، بالشجر.

باآلخرة، هل هذا ممكن؟!. أيعقل ذلك؟!.:}أإنا لمبـعوثون خلقا جديدا {

: أما هو قادر؟.}السماوات واألرض أومل يـروا أن الله الذي خلق {- 99

: هل من شك }قادر على أن خيلق مثـلهم وجعل هلم أجال ال ريب فيه { إال اهللا. إلهباملوت؟!.. لو فكروا بذلك خلافوا ولفكروا واستدلوا على ال

اهللا، كفر بواحدة بعد واحدة. : بنعم}فأىب الظالمون إال كفورا {

مسكتم خشية اإلنفاق {- 100 إذا أل و أنتم متلكون خزآئن رمحة ريبقل ل{ ::من حرصكم على الدنيا وعدم تفكريكم }وكان اإلنسان قـتورا {من خبلكم.

مهما ملكتم ختافون باملوت تظنون أنكم ستعيشون طويال، ولذلك إذا ملكتم الفقر، وتبخلون لئال ينفد مالكم، فال يبقى معكم شيء. لو فكرت واستقر بنفسك أمر املوت لفكرت باآليات وآمنت، مىت فكرت حقا باملوت ختشى

فتلتجئ نفسك لفكرك، فتتعرف إىل اهللا.

نا موسى تسع آيات بـيـنات {- 101 ها اهللا : معجزات أرسل}ولقد آتـيـ : أما وقع هلم ذلك؟.. }فاسأل بين إسرائيل إذ جاءهم .{لفرعون وقومه

275

لكن فرعون رغم كل هذه املعجزات اليت رأا عينه ومبا أنه مل يفكر فما آمنت : وحيث إنه مل يفكر }فـقال له فرعون إين ألظنك يا موسى مسحورا {نفسه.

له هذه خياالت تتخيلها. قال

قال لقد علمت ما أنزل هـؤالء إال رب السماوات واألرض {- 102: ستهلك. فال يكفي }وإين ألظنك يا فرعون مثبورا {: رأيتموها. }بصآئر

الفكر، ال بد من مقارنة النفس له.

يعا فأراد أن يست {- 103 : هلكوا عن }فزهم من األرض فأغرقـناه ومن معه مج بكرة أبيهم.

وقـلنا من بـعده لبين إسرائيل اسكنوا األرض فإذا جاء وعد {- 104نا بكم لفيفا {: وفسدمت. }اآلخرة : جنمعكم يف فلسطني للهالك األخري. }جئـ

ي: عند فسادكم ثاين مرة جنمعكم للهالك.أ

: بقوانني }وباحلق نـزل : عليك ألهليتك العالية. {}وباحلق أنزلناه {- 105مبشرا ملن فكر وعقل، ونذيرا ملن مل :}وما أرسلناك إال مبشرا ونذيرا {احلق. يفكر.

شيئا فشيئا. :}تـقرأه على الناس على مكث وقـرآنا فـرقـناه ل {- 106 : آية، آية.}تنزيال {: عليك. }ونـزلناه {

:هنا بيان بأن االختيار لإلنسان: هذا }قل آمنوا به أو ال تـؤمنوا {-107: هم }بله إن الذين أوتوا العلم من قـ {طريق السعادة، وهذا طريق الشقاء.

276

لى عليهم خيرون {إال اهللا،آمنوا بالبداية كالنجاشي وغريه. إلهآمنوا بال إذا يـتـ : هذا هو السجود.}لألذقان سجدا

: حق واقع.}ويـقولون سبحان ربـنا إن كان وعد ربـنا لمفعوال {-108

السجدتني يف �: ومن هنا أخذ الرسول }ذقان يـبكون وخيرون لأل {- 109: خضوعا واستعظاما وهياما. الصالة بالرابطة }ويزيدهم خشوعا .{الصالة

حبقيقتها.

: أي اسم كان: قهار، جبار، منتقم..}قل ادعوا الله أو ادعوا الرمحـن {- 110أيا ما تدعوا فـله األمساء احلسىن وال {الرمحة. كلها أمساء حسىن، كلها ضمن

وابـتغ بـني ذلك {: يف الليل. }وال ختافت ا{: يف النهار. }جتهر بصالتك : موصال إىل اهللا.}سبيال

الذي { قراءة الفاحتة يف الصالة. �: من هنا أخذ }وقل احلمد لله {-111: كله بيد اهللا، وال }يف الملك {: معني. }مل يـتخذ ولدا ومل يكن له شريك

.حيرك أحد حركة إال بإذنه

: تكبريات االنتقال يف الصالة.}ومل يكن له ويل من الذل وكبـره تكبريا {

والحمد هللا رب العالمين

ون اهللا تعالى المجلد الثالث من تأويل القرآن العظيمتم بع

ويليه المجلد الرابع

277

الكبير نسانيتطلب كتب العالمة اإل

د أمين شيخومحم (س سرهقد) :من

دمشق -سوريا - دار نور البشير

11777ــ ص.ب: )00963 11 ( 6329717هاتف:

اإللكتروني: الموقع

www.amin-sheikho.com

www.rchss.com

278