-1-

كتاب

املختصر الوايف

بقلم

عبدا بن حممد العسكر

-2-

تقديم فضيلة الشيخ العالمة الدكتور

عبداهللا بن عبدالرمحن اجلربين

( املختصر الوايف )لكتاب

بسم اهللا الرحمن الرحيم

الحمد هللا رب العالمين ،وصلى اهللا وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين ، وبعد : فقد قرأت هذه الرسالة في بعض أحكام الطهارة من باب المياه إلى آخر باب الحيض والنفاس فوجدت الكاتب قد أحسن في االنتقاء واالختيار للمهم مما يحتاج الناس إليه في مسائل الطهارة ، مع ذكر الدليل

ومن قال بالمسألة من األئمة األربعة ومن اختارها من مشاهير العلماء كشيخ اإلسالم ابن تيمية وبعض المشايخ في هذه األزمنة من المملكة ؛ حيث أن ذلك مما يقوي المسألة في نفوس القراء فجزاه اهللا خيرا وأثابه على جهده . وهو أخونا عبداهللا بن محمد العسكر من سكان مدينة الخرج وممن له جهد في التعليم

والدعوة إلى اهللا تعالى فجزاه اهللا خيرا ، وصلى اهللا وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

عبداهللا بن عبدالرحمن الجبرينهـ 1425- 9-4

-3-

املقدمة

بسم اهللا الرحمن الرحيم الحمد هللا رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمدا عبد اهللا ورسوله األمين ، بعثه اهللا بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى اهللا بإذنه وسراجا منيرا . صلى اهللا وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم

:الدين . أما بعدفإن من أعظم ما يمتن اهللا به على عبده المسلم ويكرمه به أن يرزقه الفقه في دينه ، فيعرف ما أوجبه

عليه وما حرمه ونهاه عنه .فيكون ممن يعبد ربه على علم وبصيرة وفق ما يريده تبارك وتعالى . ومتى سار المسلم على بصيرة في عبادته لربه كان ذلك من دالئل الخير وأمارات التوفيق . لذا نجد

النبي _صلى اهللا عليه وسلم _ قد أبان لنا بأن المتفقه في علم الشريعة قد أكرمه اهللا بإرادة الخير به ، كما جاء في صحيح البخاري من حديث معاوية بن أبي سفيان _ رضي اهللا عنه _ قال : قال _صلى اهللا عليه

وسلم : " من يرد اهللا به خيرا يفقهه في الدين " . وأبواب الطهارة من األبواب المهمة في ديوان الفقه . ومعرفة أحكامها ومسائلها مما يحتاجه المسلم

كثيرا في حياته . ومن هنا جاءت فكرة جمع مهمات هذه المسائل في كتاب يكون برزخا بين الطول الممل واإليجاز

المخل ؛ ليعين طالب العلم المبتدئ على ولوج هذا الباب من أبواب العلم . وأحسب أن مادة هذا الكتاب مناسبة لمن أراد االستعانة بها في وضع منهج مختصر في كتاب الطهارة

للطالب من ذوي التخصصات غير الشرعية ، كما أنه يمكن االستفادة منها في إقامة دورة قصيرة في هذا الموضوع في حدود أربعة أيام أو خمسة .

ولعلي أن أذكر أبرز ما قمت به في هذا العمل وذلك من خالل النقاط التالية : أوال : تم إيراد ما يزيد على مئة وعشرين مسألة من مسائل الطهارة موزعة على عشرة أبواب وهي :

( المياه ـ اآلنية ـ إزالة النجاسة ـ الوضوء ـ المسح على الخفين ـ نوا قض الوضوء ـ آداب قضاء الحاجة ـ الغسل ـ التيمم ـ الحيض و االستحاضة و النفاس ) .

وقد حرصت على صياغة هذه المسائل بحيث تكون موجزة وشاملة في الوقت نفسه ألطراف كل مسألة .

-4-

ثانيا : أشرت في الغالب بعد كل مسألة إلى من قال بها من األئمة األربعة ومن اختارها من أكابر الفقهاء المتأخرين كشيخ اإلسالم ابن تيمية و تلميذه ابن القيم ، ثم أتبعت ذلك بذكر واحد ممن اختارها

من أعالم العلماء المعاصرين كالشيخ محمد بن إبراهيم والسعدي وابن باز وابن عثيمين . ثالثا : أوردت دليال على كل مسألة ما أمكنني ذلك ، وقد بذلت وسعي في أن تكون جميع األدلة ثابتة

صحيحة أو حسنة ، واستفدت في هذا الباب من تحقيقات وتصحيحات عدد من الحفاظ والمحدثين كابن عبد البر األندلسي والنووي وابن حجر وأحمد شاكر واأللباني وابن باز وغيرهم .

رابعا : اجتهدت في توثيق أقوال العلماء واختياراتهم في الهوامش وأرجعتها إلى مصادرها ، وذلك لتكون معينة لمن أراد التوسع في المسألة والرجوع إلى تفاصيل الخالف فيها وأقوال أهل العلم ومناقشاتهم

وأدلتهم . خامسا : ذكرت في هوامش بعض المسائل نتفا من الفوائد واإليضاحات لبعض المصطلحات

والكلمات الغامضة ، ولم أدونها في األصل حرصا على اإليجاز وإعراضا عن اإلطالة . وقد زان هذا العمل وجمله تعليقات سماحة والدنا الشيخ عبداهللا بن عبدالرحمن الجبرين الذي تكرم _

مشكورا _ بالتقديم والتعليق على الكتاب بالرغم من كثرة أعماله ومشاغله ، وقد كنت عرضت عليه هذا الكتاب بعد أن فرغت منه ، واستأذنته في أن يبدي رأيه في كل مسألة يرى خالفها ليتعرف القارئ على رأي سماحته في المسائل التي تم اختيارها فأجابني إلى ذلك جزاه اهللا عني وعن المسلمين خير ما يجزي عبدا

من عباده ، وأسأل اهللا أن يبارك له في عمره وعلمه وذريته .وأن يعلي في الدارين درجته آمين . وختاما : فهذا جهد المقل ، فما كان فيه من صواب فالفضل فيه هللا تعالى وهو أهل الفضل والجود ، و

ما كان فيه من نقصان وخطأ فمرده إلى نفس مقصرة وشيطان رجيم ، واهللا ورسوله بريئان منه .وأستغفر اهللا وأتوب إليه .

أسأل اهللا أن يجعل هذا العمل متقبال عنده نافعا لعباده وإمائه ، نقيا من شائبة الرياء والسمعة ، وأن يلحقنا ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا بصالح عباده المؤمنين في دار الكرامة والنعيم .

والحمد هللا رب العالمين ، وصلى اهللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . عبد اهللا بن محمد العسكر السعودية _ الخرج

هـ 1425 / 3 / 9 ) 11942) الرمز البريدي ( 20101 ص.ب (

ALASKAR@ISLAMWAY.NET البريد اإللكتروني

-5-

بسم اهللا الرحمن الرحيم

باب املياه

ريحه ) ؛ فإن تغيرت إحدى الصفات –-الماء طاهر ما لم يتغير أحد أوصافه الثالثة (لونه - طعمه 1السابقة بسبب ما وقع فيه من نجاسة فهو نجس : قل الماء أو كثر .

أو أكثر ، فالضابط هو 0FÎأما إذا لم يتغير الماء مع وجود النجاسة فيه فهو طاهر سواء أكان دون القلتين واختاره الشيخ 2FÐورجحه شيخ اإلسالم ابن تيمية1FÏالتغير وليس قلة الماء وكثرته ، وهو مذهب اإلمام مالك

. 3FÑابن باز : " إن الماء طهور ال ينجسه شيء " رواه قال : قال رسول اهللا الدليل : حديث أبي سعيد

. 4FÒالترمذي والنسائي وصححه اإلمام أحمد5Fوقد انعقد اإلجماع على أن الماء إذا وقعت فيه نجاسة فغيرته فهو نجس ، قل أو كثر .

Ó 7FÕ 0 ورجحه السعدي6FÔ- الماء نوعان فقط : طهور ونجس وهو اختيار شيخ اإلسالم2

0والطهور : هو الماء الباقي على خلقته التي خلقه اهللا عليها 0والنجس : هو الماء الذي تغير أحد أوصافه الثالثة بسبب ما استقر فيه من نجاسة

-ال يجوز االغتسال للجنب في الماء الراكد غير المتحرك . 3: " ال يغتسل أحدكم في الماء الدائم (أي الراكد) وهو جنب "رواه قال الدليل : حديث أبي هريرة

مسلم . والبول وقضاء الحاجة في هذا الماء أشد في النهي .

-يجوز للرجل أن يغتسل بما تبقى من الماء الذي اغتسلت منه المرأة ، كما أنه يجوز للمرأة أن تغتسل 4بما تبقى من الماء الذي اغتسل منه الرجل .

Î ، القلة : " جرة بقدر ما يطيق اإلنسان المتوسط حملها لو ملئت ماء ، وقدر الشافعية القلتين بمكعب كل بعد من أبعاده ذراع وربع ذراع

) . 336 لترا " .( معجم لغة الفقهاء ص 160.5 صاعا = 93.75بذراع اآلدمي ، وهي تساوي Ï 1/163المجموع Ð 1/231 ، الفروع 21/32مجموع الفتاوى Ñ 10/16مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة

Ò 66 ، وصحح الحديث األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم ( 2 بلوغ المرام ص (Ó 33اإلجماع البن المنذر ص

Ô 237، 19/236مجموع الفتاوى Õ 1/182فقه ابن سعدي

-6-

بفضل ميمونة " رواه مسلم ، وألصحاب السنن : قال : " اغتسل النبي الدليل: حديث ابن عباس في جفنة فجاء يغتسل منها فقالت إني كنت جنبا، فقال : "إن الماء " اغتسل بعض أزواج النبي

. 8FÎال يجنب "- لعاب الكلب نجس . وإذا ولغ في اإلناء وجب أن يراق ما في هذا اإلناء ثم يغسل اإلناء سبع غسالت 5

أوالها بالتراب الممزوج بالماء ، ثم يـتبـع بست غسالت بالماء . وهذا الحكم خاص بالكلب دونه غيره .

: " طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مـرات قال الدليل : حديث أبي هريرة 0أوالهن بالتراب " رواه مسلم

ورجحه شيخ 9FÏوجسد الكلب طاهر غير نجس وإنما النجاسة في لعابه وروثه وبوله ، وهو قول أبي حنيفة . 10FÐاإلسالم ابن تيمية

وعلى هذا : من مس الكلب فال ينتقض وضوؤه ، وال يجب عليه غسل يده ؛ حيث إن الكالب كانت تقبل وال عن الصحابة أنهم كانوا يتوقون من ، ولم ينقل عن النبي وتدبر في المسجد في عهد رسول اهللا

0مسها ، ولو كانت نجسة لوجب البيان ، ألن تأخير البيان عن وقت الحاجة ال يجوز ، أما إن تغير فهو 11FÑ-الماء الذي ولغ فيه الكلب إذا لم يتغير فهو طاهر ، وهي رواية عن اإلمام مالك6

نجس . : " إن الماء طهور ال ينجسه شيء " رواه الترمذي . السابق قالالدليل : عموم حديث أبي سعيد

ويمكن معرفة وجود النجاسة ( لعاب الكلب ) برؤيتها طافية على سطح الماء ؛ حيث تظهر هناك لزوجة بينة ، أو تكون هناك رائحة مميزة تدل على وجود هذا النوع من النجاسة .

0أما إن كان اإلناء صغيرا وولغ فيه الكلب فاألحوط أن يقال بنجاسة الماء الذي فيه . 12FÒ- سؤر الهرة (لعابها) طاهر . فلو شربت من إناء فإنه ال ينجس وهو مذهب الجمهور7

في الهرة : " إنها ليست بنجس ، إنما هي من الطوافين قال : قال الدليل : حديث أبي قتادة 13FÓ 0عليكم " رواه أهل السن

Î 1/64 صححه األلباني في إرواء الغليل Ï 1/322 حاشية ابن عابدين Ð 21/530الفتاوى Ñ 1/58بداية المجتهد Ò 1/70 ، المغني 1/225 ، المجموع 1/203االستذكار

Ó 1/61 وحسن إسناده الشيخ ابن باز في حاشيته على بلوغ المرام ج

-7-

- تطهير النجاسة يختلف بحسب نوعها : فقد يكون تطهيرها عن طريق غسلها بالماء وهذا هو األكثر ، 814Fوقد يكون بالريح أو بالشمس أو بالتراب كما إذا علقت النجاسة بالحذاء ، وقد يكون بالنـزح

Î أو ،بإضافة ماء طهور عليها حتى تذهب عين تلك النجاسة . وهذا كما لو وقعت النجاسة في ماء ويراد

0استعمال هذا الماء . ويمكن أن يكون التطهير بالوسائل الحديثة إذا كانت طاهرة في نفسها أن في قصة بول األعرابي الذي بال في طائفة المسجد فأمر النبي الدليل : حديث أنس بن مالك

0 من ماء فأهريق عليه " متفق عليه 15FÏيصب على بوله ذنوب : إن لنا طريقا منتنة فماذا نفعل الدليل على التطهير بالتراب :أن امرأة من بني عبد األشهل قالت للنبي

. 16FÐإذا أمطرنا؟ قال : " أليس بعدها طريق هو أطيب منها "؟ قالت : بلى ؛ قال فهذه بهذه " رواه أبو داود - قطع جزء من البهيمة حال حياتها حرام ؛ إال الشعر فهو جائز لمصلحتها ، وهو طاهر غير نجس . 9

. 17FÑأما كل عضو يقطع من البهيمة وهي حية فهو نجس ؛ ألنه صار في حكم الميتة : " ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميت " أخرجه قال : قال الدليل : حديث أبي واقد الليثي

18FÒ 0أبو داود والترمذي وحسنه19F- جسد الميتة من الحيوانات (باستثناء صيد البحر وما ليس له نـفس سائلة 10

Ó20 وباستثناء الخنـزيرF

Ô ( ينقسم من حيث النجاسة وعدمها إلى قسمين :

أ- األشياء الصلبة في الميتة طاهرة ، كالضرس والعظم والريش ونحو ذلك ؛ فهذه ليست نجسة وهو . 22FÖ ورجحه شيخ اإلسالم وعزاه إلى جمهور السلف21FÕمذهب الحنفية

مر بشاة ميتة فقال : " هال استمتعتم بإهابها " ؟ قالوا : أن رسول اهللا الدليل : حديث ابن عباس 23FÎÍ 0إنها ميتة ، قال " إنما حرم أكلها " متفق عليه

Î . كما لو كانت النجاسة وقعت في ماء فتزال منه وينـزح من الماء بقدر ما يذهب أثر النجاسة Ï 1/100الذنوب : الدلو الكبيرة ( معالم السنن (

Ð ) 512 وصححه األلباني في مشكاة المصابيح حديث رقم (Ñ 100 -99/ 1المغني

Ò 65/ 1 وحسن إسناده الشيخ ابن باز في حاشيته على بلوغ المرام ج Ó و المراد بما ليس له نفس سائلة : أي ليس له دم يسيل كالبعوض والذباب ونحوها .27فهي طاهرة وسيأتي ذكر ذلك في المسألة ، Ô فهو نجس كله حيا وميتا .

Õ 1/200بدائع الصنائع Ö 21/100مجموع الفتاوى

ÎÍ " : وإذا كان كذلك علم أن علة نجاسة الميتة هي احتباس الدم فيها ، فماال نـفس له سائله 000قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه اهللا 21/99وليس فيه دم فإذا مات لم يحتبس فيه الدم فال ينجس ، فالعظم ونحوه أولى بعدم التنجيس " الفتاوى

-8-

. 24FÎب- األشياء الرطبة كاللحم والدم والعصب فهذه نجسة باإلجماع

باب اآلنية - يحرم األكل والشراب في آنية الذهب والفضة . ويعد ذلك من الكبائر . 11

: " ال تشربوا في آنية الذهب والفضة والتأكلوا في صحافهما قال: قال الدليل : حديث حذيفة 0فإنها لهم في الدنيا ولكم في اآلخرة " متفق عليه

: " الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر وعن أم سلمة رضي اهللا عنها قالت : قال 0في بطنه نار جهنم " متفق عليه

- ال يجوز استخدام آنية الذهب والفضة حتى ولو لم يكن ألجل الشرب واألكل فيها ، كأن تتخذ زينة 12 27FÑ0 وهو قول الجمهور 26FÐ . قال ابن القيم عن هذا الحكم : " هذا أمر ال يشك فيه عالم "25FÏفي الجدران

27FÑ0 في حديث حذيفة السابق : " فإنها لهم في الدنيا ولكم في اآلخرة " وهذه هي العلة في الدليل : قوله

، وهذا يكون في استعمالها كآنية لألكل والشرب ولغيرها من 28FÒالمنع ، وهو ادخارها للمسلم في اآلخرة األغراض المختلفة ، وإنما ذكر األكل والشرب في الحديث ألن األصل في اآلنية أنها صنعت لذلك

فخرجت مخرج الغالب . والتزين بها للنساء في حليهن جائز ال حرج فيه .

وأما الرجال فيحرم عليهم التحلي بالذهب مطلقا . أما الفضة فيجوز للرجل اتخاذها خاتما ، واختلف فيما عداه .

Î 1/291المجموع Ï والشيخ ابن 1/66) و الشوكاني ( نيل األوطار 139/ 1) ، ورجحه الصنعاني ( سبل السالم 1/97وأجاز ذلك األحناف ( الفروع (

).1/62عثيمين (الشرح الممتع Ð 1/103 حاشية الروض المربع .Ñ 216- 1/215 ، وانظر مناقشة ابن حزم لهذه المسألة في المحلى 10/97 ، فتح الباري 1/305المجموع ( Ò ، وقال ابن القيم _ رحمه اهللا _ : " الصواب أن العلة واهللا أعلم ما يكسب استعمالها القلب من الهيئة والحالة المنافية للعبودية منافاة ظاهرة

بأنها للكفار في الدنيا إذ ليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في اآلخرة نعيمها فال يصلح استعمالها لعبيد اهللا في ولهذا علل النبي ) .351 /4 زاد المعاد( 0الدنيا وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته ورضي بالدنيا وعاجلها من اآلخرة "

-9-

. 29FÎ : " ولكن عليكم بالفضة العبوا بها لعبا " رواه أحمد قال الدليل : حديث أبي هريرة - من توضأ بماء موضوع في آنية الذهب أو الفضة مع علمه بالتحريم فهو آثم ؛ لكن وضوءه صحيح 13

31FÐ 0 ورجحه الشيخ ابن عثيمين30FÏوهو قول جماهير العلماء : 33FÒوذلك بشروط أربعة32FÑ- يجوز تضبيب اإلناء إذا انكسر بشيء من الفضة 14

0-أن تكون ضبة ، فلو جعل غطاء اإلناء أو يده من فضه حرم 1 0-أن يكون التضبيب يسيرا 2 0-أن يكون بفضة فيخرج بذلك الذهب 3-أن يكون ذلك لحاجة . 4

انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة " رواه أن قدح النبي الدليل : حديث أنس بن مالك 0البخاري

- أما التضبيب بالذهب فال يجوز إال في الضرورة بحيث ال يوجد ما يقوم مقامه ، وال يكفي التعلل بالحاجة كالفضة .

الدليل : حديث عرفجة بن أسعد أنه قطع أنفه يوم الكالب فاتخذ أنفا من ورق ( فضة ) فأنتن عليه ، فأمره . 34FÓ أن يتخذ أنفا من ذهب " . رواه الترمذيالنبي ، ولكن يشترط في هذه الميتة أن تكون من الحيوانات الطاهرة في حال 35FÔ- جلود الميتة تطهر بالدبغ 15

حال

وهو أحد قولي شيخ 37FÏوأحمد في الرواية األخيرة عنه 36FÏحياتها ، وهو قول أكثر أهل العلم كالشافعي .38FÐاإلسالم

Î .4/349 ، وحسنه األرناؤوط في تحقيقه لزاد المعاد 17/264 وقال عنه البنا ( شارح المسند ) " صالح لالحتجاج Ï 1/307المجموع Ð 1/64الشرح الممتع

Ñ 1/48 أي رقع المنكسر منه أوربطه بشيء من الفضة ، قال الصنعاني : " ال خالف في جوازه " ( سبل السالم ( Ò 1/64الشرح الممتع

Ó ) 1770 وحسنه األلباني في صحيح الترمذي حديث رقم (Ô 183الدبغ : إزالة النتن والرطوبة من الجلد بمواد خاصة ( معجم لغة الفقهاء ص (

-10-

فقد 39FÑ : " إذا دبغ اإلهاب قال : قال الدليل على طهارة جلد الميتة بالدبغ : حديث ابن عباس طهر " رواه مسلم .

- يجوز استعمال أواني المشركين ولكن بالتفصيل التالي : 16 أ- إذا رئي فيها أثر النجاسة كأن يكون فيها بقايا من لحم الخنزير مثال ، فهنا يجب غسلها أوال قبل

0استعمالها ب- أن ال يرى فيها أثر للنجاسة ، ولكن يعلم من حال هؤالء القوم أنهم يستعملون النجاسة في أوانيهم ،

0فهنا يكره استعمالها قبل غسلها ج- أن يعلم من حالهم أنهم ال يستعملون النجاسة في هذه األواني ، فهنا يجوز استعمالها بال كراهة ، وال

يلزم غسلها . قال : قلت يا رسول اهللا إنا بأرض قوم أهل كتاب أفنأكل في الدليل : حديث أبي ثعلبة الخشني

آنيتهم ؟ قال : ال تأكلوا فيها إال أال تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها " متفق عليه .

باب إزالة النجاسة

Î 1/102 اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع

Ï 1/162اإلنصاف Ð والقول الثاني لشيخ اإلسالم عدم طهارة جلد الميتة بالدباغ إال ما كان مأكول اللحم حال حياته . أما ماال 1/163 المصدر السابق ،

، 21/95يجوز أكل لحمه حال الحياة كالسباع فال تطهر حتى ولو دبغت وهو قول إسحاق بن راهوية وابن القيم .( انظر مجموع الفتاوى ) 758-5/757، زاد المعاد 42االختيارات الفقهية ص

Ñ 1/31 اإلهاب : "الجلد المغلف لجسم الحيوان قبل أن يدبغ "المعجم الوسيط

-11-

- ال يجوز إبقاء الخمر عند المسلم حتى ولو لم يستعملها في شرب ونحوه . 17وأما تحويلها إلى خل فعلى النحو التالي :

إن تحولت إلى خل بدون فعل آدمي ، كما لو ظلت الخمر فترة طويلة أو تغير عليها الجو من ظل إلى 40FÎ 0شمس أو العكس ، فهنا تصبح طاهرة ويجوز استعمالها . وهذا الحكم مجمع عليه

. 41FÏأما تحويلها إلى خل بفعل اآلدمي نفسه فمحرم ال يجوز وهو قول الجمهور عن الخمر تتخذ خال ؟ قال : " ال " رواه قال : سئل رسول اهللا الدليل : حديث أنس بن مالك

مسلم والمقصود بتخليل الخمر : إضافة شيء عليها كالخبز أو البصل أو الملح فتصبح بعد ذلك خال ، أو يكون

بإضافة خل كثير لها ، أو بنقلها من الشمس إلى الظل أو العكس . - الخمر نجاستها معنوية وليست حسية ، فلو وقعت على الثوب فال يلزم غسله . وهذا هو قول ربيعة 18

. 43FÑ ورجحه من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين 42FÐوالليث والمزنيالدليل : أن الناس كانوا يشربون الخمر قبل تحريمها فربما انسكبت على أثوابهم ، وكذلك فقد سكبها

أنه الناس فـي الشوارع حتى جلست المدينة أسبوعا وشوارعها تسيل فيها الخمور، ولم ينقل عن النبي أمر بالتوقي منها عند الذهاب إلى المسجد ، وال نقل أن أحدا أمر بإعادة الوضوء أو غسل ثوبه . فلما لم

44Fينقل دل ذلك على أن األصل فيها الطهارة .

**

Î 21/71مجموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية Ï 2/594المجموع Ð 2/99 ، أضواء البيان 1/581المجموع Ñ 1/366الشرح الممتع علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " والقول الثاني أنها نجسة حسيا فيجب غسل ما أصاب الثوب أو البدن **

منها ؛ ألن النبي صلى اهللا عليه وسلم سماها أم الخبائث ، وسماها اهللا رجسا من عمل الشيطان ، ولم ينقل أن الشوارع امتألت وسالت أسبوعا . وقولهم :" جرت في سكك المدينة " ال يدل على أنها مألت الطريق إلى جانبيه ، إال أن تكون كالبحار فيمكن أنها

شغلت قدر شبر من الطريق بطول عشرين مترا في خمسة أو أربعة طرق . ومعلوم أن اإلنسان بفطرته ال يتعمد أن يطأ في ماء يسيل في الطريق ولو كان منتعال ، فكيف يتعمد أن يطأ في مستنقع الخمر وقد علم أنها رجس من عمل الشيطان ؟! فعلى هذا يجب

غسل أثرها وما أصاب البدن أو الثوب منها كغسله من البول والبراز "

-12-

- بناء على ما سبق في المسألة السالفة ال حرج في استعمال الخمر في غير الشرب ، خاصة فيما 19دعت إليه الحاجة كاستعمالها في التعقيم الطبي . بل حتى لو قيل بنجاستها الحسية فإنه ال حرج في

. 45FÎاستعمال النجاسة في التداوي من غير الشرب واألكل - ال يجوز أكل الحمر األهلية : 20

أبا طلحة فنادى : إن اهللا قال : لما كان يوم خيبر أمر رسول اهللا الدليل : حديث أنس بن مالك 0ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر األهلية فإنها رجس " متفق عليه

- سؤر الحمار( أي لعابه ) طاهر غير نجس ؛ بل وكل السباع كاألسد والنمر والذئب فسؤرها طاهر. 21 . 47FÐ و أحمد في إحدى الروايتين 46FÏوهو قول مالك والشافعي

: أنتوضأ بما أفضلت الحمر ؟ قال : نعم وبما أفضلت قال : قيل لرسول اهللا الدليل : حديث جابر . 48FÑالسباع كلها " رواه الدار قطني وقوى سنده البيهقي

. 49FÒ- كل الحيوانات التي يجوز أكلها فلعابها طاهر ، وهذا باالتفاق 22 بمنى وهو على راحلته ولعابها يسيل على قال : خطبنا رسول اهللا الدليل : حديث عمرو بن خارجة

50FÓ0كتفي " . رواه أحمد وابن ماجة- ما يخرج من ذكر الرجل حكمه على التفصيل التالي : 23

51Fأ- البول : وهو نجس باإلجماع ، ومن بال وجب عليه غسل ذكره قبل أن يتوضأ

** . 52FÔب- الودي: وهو عصارة تخرج بعد البول على شكل نقط بيضاء وحكمه حكم البول .

Î التداوي بأكل شحم الخنزير ال يجوز ، أما 24/270 ، وقال شيخ اإلسالم في مجموع الفتاوى 286انظر أحكام الجراحة الطبية ص " :

التداوي بالتلطخ به ثم يغسله بعد ذلك فهذا مبني على جواز مباشرة النجاسة في غير الصالة ، وفيه نزاع مشهور ، والصحيح أنه يجوز للحاجة وما أبيح للحاجة جاز التداوي به "

Ï 1/67-.المغني Ð 28/ 1الكافي Ñ ولو فرض عدم صحة الحديث كما قال بذلك بعض العلماء فإن القول بطهارة سؤر الحمير والبغال ونحوها يقال به 1/100 عون المعبود ،

قياسا على طهارة سؤر الهرة وذلك لصعوبة التحرز منها وكثرة مخالطتها الناس ، ولم ينقل عنه عليه الصالة و السالم أنه أمر بالتحرز من لعابها 0.فيبقى القول بطهارتها هو األصل

Ò1/70المغني ، 33 اإلجماع ص Ó 6/88وصححه األلباني في إرواء الغليل علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " أو مسحه بحجر ونحوه وهو االستجمار " **

Ô 1/233 المغني

-13-

ج- المني : وهو سائل غليظ له رائحة ويخرج دفقا عند اشتداد الشهوة . وهو طاهر ليس بنجس ويوجب الغسل لمن أراد التطهر ألجل الصالة ونحوها ، وال يلزم غسل الثوب الذي أصابه بل يكفي حكه .

الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت : لقد كنت أحك المني يابسا بظفري من ثوب رسول فركا فيصلي فيه " . رواه مسلم ، وفي لفظ له: " لقد كنت أفركه من ثوب رسول اهللا " 0اهللا

د- المذي : وهو ماء رقيق ليس له رائحة كرائحة المني ويخرج بدون دفق عند فتور الشهوة بعد اشتدادها . 53FÎ. وهو موجب لغسل الذكر والخصيتين قبل الوضوء . وما وقع عليه يكفي فيه النضح

لمكان قال : كنت رجال مذاء وكنت أستحي أن أسأل النبي الدليل : حديث علي بن أبي طالب ابنته فأمرت المقداد بن األسود فسأله ، فقال : " يغسل ذكره ويتوضأ " رواه البخاري ومسلم .

- ما يخرج من فرج المرأة فحكمه على التفصيل التالي : 2454Fأ- البول : وهو نجس كبول الرجل ويجب منه غسل الفرج

** .ب- دم الحيض : وهو دم نجس ، يمنع الصالة والصوم ، ويجب االغتسال منه بعد انقطاعه لمن تستطيع

استخدام الماء ، فإن لم تقدر على استخدامه وجب التيمم . ج- ماء االحتالم : وهو كالمني بالنسبة للرجل يوجب الغسل .

الدليل : حديث أم سليم رضي اهللا عنها قالت : يا رسول اهللا إن اهللا ال يستحيي من الحق : هل على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ قال : " نعم إذا هي رأت الماء " رواه البخاري ومسلم .

د- السوائل الخارجة من الفرج والمسماة بالرطوبة ، وهذه طاهرة ليست بنجسة شأنها شأن العرق الخارج . 57FÑ ورجحه النووي 56FÐ والصحيح من مذهب الحنابلة55FÏمن الجسم ، وهذا هو المشتهر من قول األحناف

واألولى أن تتوضأ المرأة منه إذا أرادت فعل ما يوجب الطهارة كالصالة ومس المصحف . هـ- دم االستحاضة : وهو دم نجس يوجب الوضوء وإذا استمر فال يمنع الصالة والصيام ؛ لكن ال يلزم

االغتسال بعد انقطاعه كما في الحيض ( وسيأتي تفصيله في باب الحيض ) . - إذا وقع بول الطفل على ثوب أو سجادة فحكمه ما يلي : 25

Î 1/35 ، السيل الجرار43االختيارات ص علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " أو االستجمار باألحجار ونحوها " **

Ï 1/274حاشية ابن عابدين Ð 1/352اإلنصاف

Ñ 2/531 شرح مسلم

-14-

أ- إن كان الطفل ذكرا لم يطعم إال اللبن الذي يرضعه أو العسل أو الدواء أو نحو ذلك من السوائل فإنه 0يكفي في تنظيف الثوب أن يرش بالماء

ب- إن كان الطفل الذكر بدأ يطعم بنفسه غير اللبن والسوائل فالبد من غسل ما وقع عليه البول ، وال 0يكتفى بالرش ( النضح)

ج- إن كان الطفل أنثى فالبد من غسل ما وقع عليه بولها ؛ سواء طعمت غير اللبن أم لم تطعم سواه . : " يغسل من بول الجارية ويرش من بول قال : قال رسول اهللا الدليل : حديث أبي السمح . 58FÎالغالم" رواه أبو داود والنسائي

- بول الحيوان على نوعين : 26 60FÐ ورجحه شيخ اإلسالم59FÏبول ما يؤكل لحمه ؛ فهذا ليس بنجس ، بل وروثه طاهر أيضا . وهو قول الحنابلة

. 61FÑخالفا للجمهور يصلي في مرابض الغنم قبل أن يبني قال : كان رسول اهللا الدليل : حديث أنس بن مالك

0المسجد .رواه مسلم . وهذه المرابض ال تخلو من روث وبول العرنيين أن يلحقوا بإبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها "رواه البخاري عن وكذلك فقد أمر النبي

أنس . والنجس ال يباح شربه ، ولو أبيح للضرورة ألمرهم بغسل أثر أبوال اإلبل على أفواههم أو أوانيهم 0

ب- بول ما ال يؤكل لحمه : وهذا نجس . : 62FÒ- الدم من حيث النجاسة والطهورية أنواع 27

دم نجس ال يعفى عن شيء منه . وهو : أ _ ما خرج من أحد السبيلين .

ب _ ما خرج من حيوان نجس .

Î ) بسند جيد على شرط 1/97،98) ، وقال الشيخ ابن باز : "و[جاء ]في المسند (303 وصححه األلباني صحيح النسائي حديث رقم (

. 1/72مسلم عن علي رضي اهللا عنه مرفوعا مثله " حاشية الشيخ ابن باز على بلوغ المرام Ï 42االختيارات الفقهية ص ، 72 ، مسائل اإلمام أحمد برواية ابنه صالح ص2/345 الشرح الكبير Ð وقال رحمه اهللا : " وبول ما أكل لحمه وروثه ومنيه طاهر لم يذهب أحد من الصحابة إلى تنجسه ؛ بل القول بنجاسته 42االختيارات ص

قول محدث ال سلف له من الصحابة " Ñ ونقل زفر عن اإلمام مالك أن روث ما 1/453 ، حاشية ابن عابدين 1/222 ، مواهب الجليل 1/223اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ،

)1/197يؤكل لحمه طاهر ( بدائع الصنائع Ò 378- 374/ 1 الشرح الممتع

-15-

ج _ ما كان دما مسفوحا . دم طاهر ، وهو أنواع :

في البحر : " هو الطهور ماؤه أ _ دم األسماك والحيتان وكل حيوانات البحر ، ألن ميتتها طاهرة . قال . 63FÎالحل ميتته " رواه أهل السنن عن أبي هريرة

ب- الدم اليسير الذي ال يسيل ، كدم البعوضة والذباب . فلو تلوث الثوب بشيء من ذلك الدم فهو طاهر : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم قال ال يجب غسله . ومما يدل على ذلك حديث أبي هريرة

. البخاريفليغمسه ؛ فإن في أحد جناحيه داء ، وفي اآلخر شفاء " رواهج _ الدم الذي يبقى في الذبيحة المذكاة بعد تذكيتها كالذي يكون في العروق والقلب والكبد ؛ فهذا

طاهر: قل أو كثر . دم اآلدمي طاهر ما لم يكن خارجا من أحد السبيلين .والدليل على ذلك : أن األصل الطهارة حتى –د

يقوم دليل على النجاسة . ولم يثبت دليل صريح على نجاسة دم اآلدمي غير دم الحيض . مع أنه كثيرا ما . يخرج من اإلنسان دم من رعاف أو حجامة أو جروح ، ولو كانت تلك الدماء نجسة لبينها

64Fوقد كان الصحابة يصلون في جراحاتهم ودماؤهم تسيل على ثيابهم ،ولم يؤمروا بغسلها أو التحرز منها

Ï 65F

**

Î . 1/55 وحسن إسناده الشيخ ابن باز في حاشيته على بلوغ المرام Ï والدم والقيء وغيرهما من النجاسات الخارجة من غير المخرج المعتاد ال تنقض 28 وقال شيخ اإلسالم في ( االختيارات الفقهية ص " : (

الوضوء ولو كثرن، وهو مذهب مالك والشافعي " علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " والصحيح أنه نجس . فقد أمر النبي صلى اللع عليه وسلم من أحدث في **

الصالة أن يأخذ بأنفه ليوهم أنه مرعوف . فدل ذلك على أن من رعف انصرف من صالته وأمسك بأنفه لئال يتقاطر على ثوبه وال على المسجد وأن ما وقع عليها فإنه يغسل لنجاسته . وأما صالة عمر وجرحه يثعب دما فإن ذلك حدث دائم فما زال يسيل حتى مات . فصالته بالدم للضرورة ، وهكذا صالة الصحابي الذي رمي وهو يصلي واستمر في الصالة فإنه لو قطع الصالة ما توقف الدم ، فقد

يبقى الدم يوما أو أكثر . وأ ما بقية الصحابة فإنما خرج منهم دم يسير ال ينقض الوضوء . ومما يدل على نجاسة الدم أن النبي صلى اهللا عليه وسلم أمر بغسل دم الحيض بقوله : " تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه " مع أن دم الحيض أولى أن يتساهل فيه ؛

ألنه مادة اإلنسان التي يتغذى منها في الرحم واهللا أعلم "

-16-

باب الوضوء

. 66FÎ- السواك من سنن الوضوء : سواء قبل الشروع فيه ، أو عند المضمضة 28

: " لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك مع كل وضوء " الدليل : حديث أبي هريرة قال : قال 67FÏ 0أخرجه مالك وأحمد

دعا بوضوء فغسل كفيه ثالث مرات ثم - صفة الوضوء تؤخذ من حديث حمران أن عثمان 29تمضمض واستنشق واستنثر ، ثم غسل وجهه ثالث مرات ، ثم غسل يده إلى المرفق ثالث مرات، ثم

اليسرى مثل ذلك ، ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثالث مرات ، ثم اليسرى مثل ذلك ، 0 توضأ نحو وضوئي هذا " متفق عليه ثم قال : رأيت رسول اهللا

-غسل الكفين سنة وليس بواجب إال إذا كان قد قام من نوم ليل فإنه ال يجوز له أن يدخل يديه في 30 . 68FÐاإلناء إال بعد أن يغسلهما خارجه وهو المشتهر من مذهب الحنابلة

: " إذا استيقظ أحدكم من نومه فال يغمس يده في اإلناء حتى قال الدليل : حديث أبي هريرة يغسلها ثالثا ، فإنه ال يدري أيـن باتت يده" متفق عليه .

وهنا مسألتان : األولى : أن النوم الذي يجب منه غسل الكفين هو نوم الليل لمن أراد الوضوء ، وتغسل اليدان خارج اإلناء إن كان الماء موضوعا في إناء . والذي يدل على تخصيص الحكم بنوم الليل دون غيره

69FÑ0 في الحديث : " أين باتت يده " والبيتوتة ال تكون إال في الليل قوله الثانية : الغسل في الحالة السابقة واجب مرة ، أما الثالث فسنة لتحقق الطهارة بواحدة .

. 70FÎ- المضمضة واالستنشاق واجبان في الوضوء والغسل وهو قول الحنابلة 31

Î وهو أيضا مسنون في خمسة مواضع أخر : األول : عند كل صالة لرواية في حديث أبي هريرة السابق وهي في صحيح مسلم " عند كل الثالث: عند دخول 0 كان إذا قام من الليل يشوص فاه " رواه الشيخانصالة " . الثاني : عند االستيقاظ من النوم لحديث حذيفة أن النبي

إذا دخل البيت؟ قالت بالسواك . رواه مسلم . الرابع: عند قراءة القرآن لحديث البيت وقد سئلت عائشة : بأي شيء كان يبدأ رسول اهللا علي بن أبي طالب قال صلى اهللا عليه وسلم:" إن المصلي إذا قرأ في الصالة فإن الملك يدنو منه حتى يضع فاه على فيه ، فما يخرج من فم

) وصححه األلباني في ( صحيح 1/242المصلي فإنه في فم الملك" رواه البزار وجود إسناده المنذري وابن حجر في ( تلخيص الحبير : السواك مطهرة للفم ) الخامس : عند الحاجة إليه كأن تظهر رائحة الفم لحديث عائشة رضي اهللا عنها قال 215الترغيب حديث رقم (

) 1/214مرضاة للرب . رواه أحمد والنسائي وحسن إسناده ابن حجر ( هداية الرواة Ï 1/472وصححه ابن عبدالبر في التمهيد Ð وقال الشيخ محمد بن ابراهيم : " فال يحل إدخالهما قبل غسلهما ثالثا ، فإن أدخلهما قبل ذلك فهو عاص آثم 9زاد المستقنع ص ،

2/29 " مجموع الفتاوى مخالف ألمر رسول اهللا Ñ 1/112شفاء العليل شرح منار السبيل

-17-

: " إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر " رواه قال الدليل : حديث أبي هريرة 71FÏ 0:: " إذا توضأت فمضمض " رواه أبو داود قال الشيخان ، وحديث لقيط بن صبرة

. 72FÐ- المرفق داخل في غسل اليد أثناء الوضوء وهو قول جمهور أهل العلم 32 أنه توضأ فغسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم غسل اليسرى الدليل : ما روي عن أبي هريرة

" رواه مسلم . حتى أشرع في العضد وقال : هكذا رأيت النبي 73FÑ 0 أدار الماء على مرفقيه " رواه الدارقطني والبيهقيولحديث جابر بن عبد اهللا أن النبي

واإلمام 74FÒ- مسح الرأس مرة واحدة فقط ، ويكون لجميع الرأس ال بعضه وهو مذهب اإلمام مالك33 77FÕ 0 وابن القيم76FÔ وقول شيخ اإلسالم75FÓأحمد

مسح رأسه فأقبل بهما ( أي بيديه ) وأدبر مرة أن النبي الدليل : حديث عبداهللا بن زيد بن عاصم واحدة "رواه البخاري .

ومن مسح بعض رأسه ال ينطبق عليه أنه مسح رأسه ؛ بل بعضه . . 79FÎÍ واختاره ابن القيم78FÖ- األذنان تمسحان مع الرأس وهو من مفردات المذهب الحنبلي34

80FÎÎ0 : " األذنان من الرأس " رواه أبو داود والترمذي قال : قال الدليل : حديث أبي أمامة وطريقة مسح الرأس كما يلي :

يبل يديه بالماء، ثم يمسح بها على رأسه ابتداء من ناصية رأسه إلى آخره من الخلف ، ثم يعود بهما مرة أخرى إلى الناصية مع استيفاء جميع الرأس . ويعفى عن الشعرات اليسيرة . وأما األذنان فيكون اإلبهامان

خلف األذنين يحركهما على ظهر األذنين ويدخل إصبعيه السبابتين داخل الصماخين .

Î 1/116الفروع ، 1/57الكافي

Ï ) 144وصححه األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم ( Ð 1/419المجموع

Ñ ) 2067وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم (Ò 1/293مواهب الجليل Ó 1/358اإلنصاف Ô 21/123الفتاوى Õ 1/193زاد المعاد Ö 1/352اإلنصاف

ÎÍ 1/194زاد المعاد ÎÎ) 36 وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم (

-18-

إال إذا احتاج إلى ذلك كأن يكون الشعر 81FÎوأما الغضاريف فال يلزم مسحها . وال يأخذ ماء جديدا لألذنينالشعر كثيفا .

0وهذا الوصف لمسح الرأس عام للرجل والمرأة وال فرق بينهما . 83FÐ والحنابلة82FÏ- الترتيب في فروض الوضوء واجب ، وهو مذهب الشافعية35

الدليل : آية الوضوء ؛ حيث ذكر اهللا جل وعال ممسوحا (وهو الرأس) بين مغسولين .فدل على وجوب لم ينقل عنه الترتيب ، ولو لم يكن الترتيب واجبا ألخره حتى ينتهي من ذكر المغسوالت . كما أن النبي

أنه أخل بهذا الترتيب طيلة حياته . - المواالة في الوضوء هي : أن ال يؤخر المتوضئ غسل عضو إلى أن يجف الذي قبله . 36

وهي واجبة إال إذا وجد عذر ، كما لو انقطع الماء والحاجة إليه قائمة ، أو اشتغل بتنظيف بعض أعضاء . 86FÓ رجحه شيخ اإلسالم 85FÒ وقول لإلمام أحمد84FÑالوضوء . وهو مذهب اإلمام مالك

أنه عليه الصالة والسالم الدليل على وجوب المواالة : حديث خالد بن معدان عن بعض أصحاب النبي أبصر رجال توضأ وعلى قدمه مثل الظفر (يعني لم يصبها الماء) فقال له : "ارجع فأحسن وضوءك " فرجع

فتوضأ ثم صلى . رواه مسلم . . 87FÔ- ال يجوز أن يزيد المسلم في غسل أعضائه في الوضوء عن ثالث غسالت37

أن يعلمه صفة الوضوء الدليل : حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن أعرابيا سأل الرسول وضوءه المعتاد وغسل كل عضو ثالثا إال الرأس ثم قال : " هذا الوضوء فمن زاد فقد أساء فتوضأ

88FÕوتعدى وظلم " رواه أبو داود

Î 1/195 ، زاد المعاد 12االختيارات ص Ï1/42 بداية المجتهد Ð 68/ 1الكافي Ñ1/153 حاشية الدسوقي

Ò 1/192 المغني Ó هذا القول هو األظهر واألشبه بأصول الشريعة ، وبأصول مذهب أحمد وغيره 167-21/135وقال _ رحمه اهللا _ في مجموع الفتاوى " :

، وذلك أن أدلة الوجوب ال تتناول إال المفرط ، ال تتناول العاجز عن المواالة "Ô 1/367الشرح الكبير

Õ 3/479 وصحح إسناده النووي في شرحه لصحيح مسلم

-19-

. 90FÏ رجحه ابن حجر89FÎ- االستنثار واجب في الوضوء ، وهو قول لإلمام أحمد38 : " إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر " رواه قال : قال الدليل : حديث أبي هريرة

البخاري ومسلم . واألمر ظاهره الوجوب ، وال يوجد صارف له عن ذلك . . 91FÐ- المراد بإسباغ الوضوء : تبليغ الماء إلى المحل المفروض وليس تعديه 39

وفيه : " أسبغ الوضوء " رواه أهل السنن وصححه ابن الدليل على اإلسباغ حديث لقيط بن صبرة . 92FÑخزيمة

- المبالغة في االستنشاق سنة لغير الصائم . 40 الدليل : حديث لقيط السالف وفيه : " وبالغ في االستنشاق إال أن تكون صائما ".

- تخليل األصابع سنة . ويكون بالنسبة ألصابع اليدين بإدخال بعضها في بعض ، وأما أصابع الرجلين 41 . 93FÒفيكون بإدخال خنصر يده اليسرى في أصابع الرجلين

الدليل : على مشروعية تخليل األصابع : حديث لقيط السابق وفيه " وخلل بين األصابع " . إذا توضأ قال : رأيت النبي وأما الدليل على الصفة المذكورة للتخليل فحديث المستورد بن شداد

. 94FÓيدلك أصابع رجليه بخنصره " رواه أبو داود- يجب غسل ما تحت اللحية بالماء ، فإن لم يمكن غسله إال بالتخليل وجب التخليل ،وماعدا ذلك 42

فسنة ال واجب .فصاحب اللحية الخفيفة _ وهو من تبدو بشرة وجهه من خاللها _ يجب عليه غسل ما تحتها ، أما صاحب اللحية الكثة وهي التي تستر البشرة فيأخذ كفا من ماء ، ثم يخلل به الشعر حتى يرى

أنه روى البشرة . . 95FÔ كان يخلل لحيته في الوضوء " رواه ابن ماجة ، وفيه أن النبي الدليل : حديث عثمان بن عفان

95FÔ .

Î 327/ 1اإلنصاف ،1/116 الفروع

Ï 1/315 فتح الباري Ð وأما حديث أبي هريرة "فمن استطاع أن يطيل منكم غرته فليفعل "رواه الشيخان فهو مدرج من كالم أبي هريرة ، وليس من كالم النبي ،

1/196، زاد المعاد 1/285وهو فهم ألبي هريرة لم يوافقه غيره من الصحابة ، والعبرة بما روى الصحابة ال بما رأى . انظر: فتح الباري Ñ 10 بلوغ المرام ص Ò1/173الروض المربع حاشية

Ó ولعل ترجيح أن 148 ، وقد صحح الحديث األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم ( 1/221وحسنه ابن حجر في هداية الرواة . ( 0المراد الخنصر األيسر دون األيمن كون الموضع موضع تنظف فاستعملت الشمال ألنها المستعملة في إزالة القذى

Ô ) 350 وصححه األلباني في صحيح ابن ماجة حديث رقم (

-20-

96Fويقال في العنفقة

Î . ما يقال في اللحية وكذا باقي شعر الوجه أنه توضأ بثلثي مد .والمد : ربع الصاع ، وهو ملء كفي اإلنسان المعتدل - أقل ما ثبت عن النبي 43

توضأ فأتي بإناء فيه أن النبي :رضي اهللا عنها أم عمارة الدليل : حديث97FÏإذا مألهما ومد يده بهما . " فجعل يدلك ذراعيه " .وعند أحمد من حديث عبداهللا بن زيد 98FÐرواه النسائي .ماء قدر ثلثي المد

99FÑ . ويؤخذ منه سنية دلك األعضاء .- البدء باليمين في غسل األعضاء هو السنة ؛ لكن لو قدم المسلم غسل يده اليسرى على اليمنى أو 44

، وقال ابن قدامة : " ال نعلم فيه 100FÒوقد حكاه ابن المنذر إجماعا رجله اليسرى على اليمنى صح وضوؤه . . 101FÓفيه خالفا "

، واختاره الشيخ محمد بن 102FÔ -التسمية عند الوضوء سنة وليست بواجبة ، وهو قول الجمهور45 . 103FÕإبراهيم

األعرابي الدليل : عدم ذكر البسملة في آية الوضوء ، وكذلك حديث عمرو بن شعيب حين علم النبي أو أمر األعرابي بالتسمية . الوضوء (وقد سبق الحديث) ولم يذكر الراوي أنه سمى

- السنة في المضمضة واالستنشاق أن يكونا من كف◌◌ واحدة ، بحيث يؤخذ بعض ما في اليد 46 . 104FÖللمضمضة ويكون الباقي لالستنشاق

" ثم أدخل يده فمضمض واستنشق من قال في صفة وضوء النبي الدليل : حديث عبد اهللا بن زيد كف واحدة يفعل ذلك ثالثا " متفق عليه .

- من السنة أن يقول بعد الفراغ من الوضوء " أشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له ، وأشهد أن 47 . محمدا عبده ورسوله " رواه مسلم من حديث عقبة بن عامر

Î 1/631 العنفقة : هي شعيرات بين الشفة السفلى والذقن (المعجم الوسيط(

Ï 407 القاموس المحيط مادة ( مد ) ص Ð ) 74 وصححه األلباني في صحيح النسائي حديث رقم( Ñ ) 370 صحح إسناده شعيب األرناؤوط في تحقيقه المسند حديث رقم (Ò 34 اإلجماع ص Ó وقد ورد في هذا الباب عن علي بن أبي طالب 1/190 المغني ، أنه توضأ بالشمال قبل اليمين وقال : " ما أبالي بأي أعضائي بدأت

) 279/ 1" رواه البيهقي والدارقطني . وفي سنده مقال ، انظر ( تلخيص الحبير Ô وخالف الحنابلة في المشهور 1/130، نيل األوطار 1/145 ، المغني 1/137 ،اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع 1/107بدائع الصنائع

1/157، حاشية الروض المربع من المذهب فقالوا بالوجوب مع الذكرÕ2/39فتاوى الشيخ ابن ابراهيم مجموع Ö 1/192زاد المعاد

-21-

105FÎ 0 وله أن يزيد " اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين " رواه الترمذي، 106FÏ-األدعية الواردة عند غسل كل عضو ال أصل لها ، ولم يصح فيها حديث كما قال ابن الصالح 48

.وعلى هذا فقولها من البدع المحدثة . 107FÐوابن القيم

املسح على اخلفني

. 108FÑ- الخف : اسم لنعل مصنوع من جلود ويجعل فوق ظهرها جلد آخر تربط به ويخرز فيه49 109FÒ وهو مما نقل بالتواتر ، ولم ينقل عن أحد من السلف إنكاره والمسح عليه ثابت من فعل رسول اهللا

إال عن المبتدعة والخوارج والروافض ، قال اإلمام أحمد : " ليس في نفسي من المسح شيء ، فيه 109FÒإنكاره . " 110FÓفيه أربعون حديثا عن النبي

، واختاره ابن 111FÔوأما الجورب : وهو الشراب ، فالصواب جواز المسح عليه كما هو مذهب اإلمام أحمد . 113FÖ . وقد روي عن تسعة من الصحابة أنهم مسحوا على الجوارب 112FÕحزم

. 114FÎÍ مسح على الجوربين والنعلين "رواه وأحمد أبو داود أن النبي الدليل :حديث المغيرة بن شعبة

Î ، وورد ذكر آخر وهو قول " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال 1/196 حسن هذه الزيادة األرناؤوط في تحقيقه لزاد المعاد

) 1/151أنت أستغفرك وأتوب إليك " رواه النسائي ، وصحح إسناده ابن حجر موقوفا على أبي سعيد ،انظر ( تحفة األحوذي Ï 1/297تلخيص الحبير Ð 215الوابل الصيب ص Ñ 1/87إبهاج المؤمنين Ò وهي مرويات ضعيفة ال تثبت 1/169روي عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس إنكارهم للمسح بمرويات حكاها ابن أبي شيبة في المصنف

) 1/259 ، االستذكار 2/229عنهم . انظر ( التمهيد Ó 1/378الشرح الكبير Ô 373/ 1المغني

Õ 2/57المحلى Ö 1/374المغني

ÎÍ علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " وضعفه . 1/91 و حسن إسناده الشيخ ابن باز في حاشيته على بلوغ المرام اإلمام مسلم في كتابه " التمييز " وبين أنه غلط من الراوي "

-22-

- يشترط في صحة المسح على الخفين أن يكون قد لبسهما على طهارة مائية كاملة . ويخرج بذلك 50ما كان ملبوسا بطهارة التيمم . فلو تيمم لعدم استطاعته الوضوء بالماء ولبس الخف ثم وجد الماء وجب

. 115FÎنزع الخف إذا أراد الوضوء ، وال يجوز له المسح عليه ، وهذا مذهب اإلمام أحمد : " الصعيد الطيب وضوء المسلم وان لم يجد الماء عشر سنين قال النبي الدليل حديث أبي ذر

فإذا 116FÏ 0وجد الماء فليمسه بشرته فإن ذلك خير " رواه أحمد وأبو داود

والسنة أن ال يلبس الخفين إال بعد أن ينتهي تماما من الوضوء ؛ لكن لو غسل رجال ثم لبس خفها قبل غسل

. 119FÒ وهو اختيار شيخ اإلسالم118FÑ ، وعند األحناف يصح117FÐاألخرى فالذي عليه الجمهور عدم صحة المسح فتوضأ قال : كنت مع النبي . الدليل على اشتراط كمال الطهارة : حديث المغيرة 119FÒاإلسالم

فأهويت ألنزع خفيه فقال : دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين " رواه البخاري ومسلم . . 120FÓ- مدة المسح يوم بليلته للمقيم وثالثة أيام بلياليهن للمسافر، وهو قول جمهور العلماء51

للمسافر ثالثة أيام ولياليهن وللمقيم قال :جعل رسول اهللا الدليل : حديث علي بن أبي طالب 121FÔيوما وليلة " رواه أحمد .

وفي حال الضرورة يجوز تجاوز هذه المدة فيمسح بقدر وجود هذه الضرورة فمتى زالت وجب نزع الخف . 122FÕوااللتزام بالمدة المحددة شرعا ، وهو قول شيخ اإلسالم

من الشام وقد لبس خفيه من الجمعة إلى الجمعة أنه قدم على عمر الدليل : حديث عقبة بن عامر . 123FÖفقال عمر : أصبت ، وفي رواية أصبت السنة ،رواه البيهقي وابن ماجة

- ال يقال بأفضلية الغسل للقدمين مطلقا وال بالمسح على الخفين مطلقا ؛ بل من كان البسا للخف 52

Î 1/396 اإلنصاف Ï ) 332 وصححه األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم ( Ð 2/510صحيح مسلم بشرح النووي Ñ 1/82بدائع الصنائع Ò 26االختيارات ص Ó 1/47 ، وخالف مالك فجعلها مطلقة ، (بداية المجتهد 1/508 ، المجموع 35 اإلجماع ص . (

Ô ) 1126 وصححه شعيب األرناؤوط في تحقيقه للمسند حديث رقم (Õ وال تتوقف مدة المسح في حق المسافر الذي يشق اشتغاله بالخلع 26 وقال _ رحمه اهللا _ في ( االختيارات ص177/ 21الفتاوى " :(

واللبس كالبريد المجهز في مصلحة المسلمين " Ö 2622، وكذلك صححه األلباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( 21/177 وصححه شيخ اإلسالم في الفتاوى (

-23-

وابن 124FÎفالمسح في حقه أولى ، ومن كان كاشفا قدميه فالغسل في حقه أولى ، وهو اختيار شيخ اإلسالم . 125FÏالقيم ، واختار 126FÐ- مدة المسح تبدأ من أول مسح يعقب أول حدث ، وهي رواية في مذهب اإلمام أحمد53

فلو لبس الخف بعد وضوئه للظهر ثم جلس طاهرا وصلى به العصر 128FÒ0 والسعدي127FÑهذا القول النووي129Fوالمغرب ثم أحدث فمسح ؛ فمن مسحه هذا تبدأ المدة

** .- يجوز المسح على الخف المخرق من غير تحديد لحجم الخرق ، فما دام أنه يمشى به ويطلق عليه 54

. 130FÓاسم الخف فيجوز المسح عليه ، وهو قول شيخ اإلسالم الدليل : فعل الصحابة رضي اهللا عنهم حيث كان كثير منهم فقراء ، وإمكانية وجود خروق في خفافهم

وجواربهم واردة ، وكذلك فقد كانوا يمشون بها في غزواتهم وأسفارهم . وال شك أنها ستتعرض للشقوق . 131FÔ ينهى عن المسح على الخف المخرقمن الحجارة والشوك ونحوها ، ومع هذا لم يرد نص عن النبي

. 131FÔالمخرق وأما الشفاف من الجوارب أو الخفاف فالصواب جواز المسح عليه أيضا؛ لعدم ورود ما يحدد به نوع

الخف والجورب وسمكهما ومادة صنعهما ، فما دام يطلق عليه جورب أو خف فال يمنع من المسح عليه 132FÕ 133Fإال بدليل وال دليل ينص على المنع ، قال بذلك الشيخ ابن عثيمين

**0

Î 24 االختيارات ص Ï 1/199زاد المعاد Ð 1/80الكافي Ñ 1/512المجموع Ò 27المختارات الجلية ص علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " وتبدأ من العصر إن مسح قبل الحدث لظاهر الحديث " **

Ó 21/173الفتاوى Ô 188/ 1 ، إبهاج المؤمنين 21/172 مجموع فتاوى شيخ اإلسالم Õ 10فتاوى المسح على الخفين ص علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " والصحيح أن جوارب الصحابة من الصوف الغليظ ، وقد كانوا يمشون فيها **

بدون نعل مما يدل على أنها سميكة ال يخرقها الماء ؛ فلذلك ال يمسح على الشفاف وال المخرق منها دون الخفاف "

-24-

- من لبس خفا ومسح عليه قبل الحدث ، ثم لبس آخر فوقه ولم يكن قد أحدث بعد لبسه للخف 55األول جاز المسح على األخير ، لكن لو لبسهما في وقت واحد فالمسح على األعلى منهما ، وال يلزمه

0أن ينـزعه ويمسح على األسفل

- طريقة المسح على الخفين يكون بالمسح على ظاهر الخفين ال على باطنهما الذي يلي األرض . 56 : "لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعاله ، وقد رأيت الدليل : قال علي

. 134FÎ يمسح على ظاهر خفيه " رواه أبو داود رسول اهللا - يبل يديه االثنتين بالماء ثم يمسح باليمنى على اليمنى واليسرى على اليسرى في نفس الوقت ابتداء من 2

أطراف أصابع القدمين حتى يشرع في الساقين . ( وقد سبق ) " فمسح عليهما " ولم يقل بدأ باليمنى ، ولكن لو مسح الدليل : قول المغيرة بن شعبة

135FÏ0كال منهما على حدة بيديه االثنتين ، أو مسح اليمنى بيد ثم اليسرى بيد أجزأ كل ذلك- المسح على العمامة : 57

. 137FÑ خالفا للجمهور136FÐأ- يجوز المسح عليها وهو مذهب الحنابلة بناصيته وعلى العمامة " رواه مسلم . قال:" مسح النبي الدليل : حديث المغيرة بن شعبة

ب- ال يشترط في هذه العمامة أن تكون محنكة (وهي التي يدار بعضها تحت الحنك) ، وال ذات ذؤابة 138FÒ 139F(وهي جعل طرف العمامة مرخى ) . وهو اختيار شيخ اإلسالم

** . . 141FÔ، واختيار شيخ اإلسالم140FÓج- نزع العمامة ال يبطل المسح عليها . وهو قول ابن حزم

143F ، والقياس على الخف يحتاج إلى دليل 142FÕوعلى هذا فال يلزم لبسها على طهارة مائية كالخف

** .

Î 1/265وحسنه ابن حجر في هداية الرواة Ï 1/92إبهاج المؤمنين Ð 10زاد المستقنع ص Ñ 1/379المغني Ò 26االختيارات ص علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " والمسح عند مشقة نزعها ال مع عدم المشقة " **

Ó 68/ 2المحلى Ô 26االختيارات ص

Õ 1/388 اإلنصاف علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " لكن األصل أنها كالخف " **

-25-

د- طريقة المسح على العمامة : أن يمسح مقدم رأسه ( الناصية ) ثم يكمل المسح على العمامة ، فإن فعل

فحسن ، ولو مسح على العمامة بدون أن يمسح الناصية صح المسح . وال يلزم مسح األذنين لعدم النقل . 144FÎفي ذلك

. 145FÏ- يجوز للمرأة أن تمسح على خمارها إذا شق نزعه لبرد ونحوه . وهو قول الحنابلة 58- المسح على جبيرة أو لفافة مشدودة على كسر أو جرح جائز . 59

: " إنما كان أن رجال أصابته شجة في رأسه فاغتسل فمات ، فقال النبي الدليل : حديث ابن عباس 146FÐ0يكفيه أن يعصب على رأسه خرقة ويمسح عليها ويغسل سائر جسده " رواه أبو داود

: 147FÑ- يختلف المسح على الجبيرة عن المسح على الخف بأمور منها 60- أنها ال يشترط لجواز المسح عليها تقدم الطهارة لها ، بخالف الخف . 1- عدم التوقيت بمدة للمسح ، بل متى وجدت الحاجة لبقائها تعين المسح عليها . 2- ال ينتقض المسح عليها بالحدث األكبر بعكس الخف . 3- وجوب المسح على جميع ما كان مغطيا منها للعضو الواجب غسله ، أما الخف فالمسح على ظاهره 4

دون باطنه . - إذا وجد جرح أو حرق في أحد أعضاء الوضوء المستحقة للغسل فتكون طهارة ذلك العضو على 61

النحو التالي : أ- إذا كان الجرح على عضو من أعضاء الوضوء وكان مكشوفا وال يضره الغسل وجب غسله .

ب- إذا كان مكشوفا ويضره الغسل دون المسح فيجب المسح .

Î ال نعلم فيه خالفا " أي : في المذهب .1/421قال في الشرح الكبير " : Ï إن خافت المرأة من البرد ونحوه مسحت على خمارها ، فإن 21/218. وقال شيخ اإلسالم في مجموع الفتاوى 1/316الروض المربع :

أم سلمة كانت تمسح على خمارها ، وينبغي أن تمسح مع هذا بعض شعرها ، وأما إذا لم يكن بها حاجة إلى ذلك ففيه نزاع بين العلماء "أ.هـ . ومسح أم سلمة على الخمار رواه ابن المنذر وابن أبي شيبة بسند صحيح.

: " وأما ما يلبس في أيام الشتاء من القبع الشامل للرأس واألذنين والذي في 22وقال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى المسح على الخفين ص أسفله لفة على الرقبة ؛ فإن هذا مثل العمامة لمشقة نزعه فيمسح عليه "

Ð حسن الحديث األلباني دون زيادة " إنما كان يكفيه ..." ولكن قال الشيخ ابن جبرين : " روي من طريق أخرى عن ابن عباس يتقوى به 1/91الحديث ويعلم أنه صحيح " إبهاج المؤمنين

Ñ 1/193اإلنصاف

-26-

ج- إذا كان مكشوفا ويضره الغسل والمسح ؛ فعليه أن يتيمم لهذا الجرح بنفس طريقة التيمم المعروفة ، ويكون ذلك إما قبل الوضوء أو بعده .

د- أن يكون مستورا بلفافة وشبهها ويكون محتاجا إليها ، فهنا : يمسح على الساتر ويغنيه عن غسل . والمسح على محل الجرح يكون مرة واحدة فقط حتى لو كان ذلك العضو يشرع فيه 148FÎالعضو وال يتيمم

. 149FÏتثليث الغسل كالوجه أو اليدين- من مسح في سفر ثم رجع إلى بلده فله حكم المقيم . 62

وعلى ذلك : فإن كان قضى أكثر من يوم وليلة في سفره ثم رجع إلى بلده وجب عليه نزع الخف وغسل . 150FÐالقدمين عند الوضوء ، وهذا مذهب الحنابلة

وإن كان مقيما ثم سافر قبل إتمام مدة اإلقامة ( يوم بليلته ) فله حكم المسافر فيكمل ثالثة أيام بلياليهن ، وقت للمسافر ثالثة ؛ وذلك ألن النبي 152FÒ، والرواية التي رجع إليها اإلمام أحمد151FÑوهو مذهب الحنفية

153Fأيام بلياليهن ، ولم يفرق بين سفر وسفر

** .

نواقض الوضوء - من نام نوما مستغرقا زال معه شعوره ولم يبق إدراكـه معه ، حتى إنه ال يشعر بما حوله فحينئذ ينتقض 63

. 155FÔ والشيخ ابن باز154FÓوضوؤه ؛ ألنه ربما أحدث وهو ال يشعر . وهو اختيار شيخ اإلسالم . 156FÕ والنوم ليس بذاته حدثا ؛ إنما هو مظنة الحدث وهو قول جماهير العلماء

Î 1/424اإلنصاف

Ï 1/360 السابق Ð 1/372المغني Ñ 1/80بدائع الصنائع Ò 1/135الفروع علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " لكن االحتياط مسحه كمقيم تغليبا لجانب الحظر " **

Ó 21/82الفتاوى Ô 4/82مجموع فتاوى ابن باز Õ وانظر سرد النووي ألقوال العلماء ومناقشة ذلك في مسألة النوم هل هو ناقض للوضوء أم ال ؟ المجموع 21/118فتاوى ابن تيمية ،2/20

-27-

: " العين وكاء السه (أي: رباط الدبر) فمن نام قال : قال الدليل : حديث علي بن أبي طالب . 157FÎفليتوضأ " رواه ابن ماجة

أما من كان نومه دون ذلك بحيث قد يسمع كالم من حوله ولو خرج منه شيء شعر به فوضوؤه ال ينتقض . 158FÏ؛ سواء أكان قائما أو قاعدا أو متكئا أو مضطجعا

وسهم ؤ ينتظرون العشاء اآلخرة حتى تخفق ركان أصحاب رسول اهللا :"قال أنس الدليل حديث . 159FÐ"رواه مسلم ، وفي رواية عند البزار " ويضعون جنوبهم "ثم يصلون وال يتوضئون

- دم الحيض واالستحاضة ناقضان للوضوء(وسيأتي بيان ذلك في باب الحيض واالستحاضة والنفاس ) 64 .

- كل خارج من السبيلين من بول أو غائط أو دم أو مذي أو ودي أو مني فيعد من نواقض الوضوء ، 65. 160FÑوهذا بإجماع العلماء

161F- كل خارج من غير السبيلين ال ينقض الوضوء كالقيء والصديد والقيح والدم 66

إال إذا كان الذي **خرج من غير السبيلين بول أو غائط ، كمن ال يستطيع التبول والتغوط من مكانهما الطبيعي كحال بعض

واختاره 162FÒ وهو مذهب اإلمام مالك والشافعي0المرضى ، فهذا ينتقض وضوؤه بخروج البول والغائط . 163FÓشيخ اإلسالم

الدليل على عدم نقض ما خرج من غير السبيلين للوضوء : عدم ثبوت ما يدل على ذلك ، فاألصل عدم 164FÔ 165Fالنقض حتى يثبت الدليل

** .

Î ) 391 وحسنه األلباني في صحيح ابن ماجة حديث رقم ( Ï 1/228، الشرح الممتع 1/63األم

Ð علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " ولعله لم . 1/376 وهي رواية صحيحة صححها ابن حجر في فتح الباري يثبت عنهم الحترامهم المسجد عن االضطجاع "

Ñ وقد سبق تفصيل ذلك في باب إزالة النجاسة29اإلجماع ص ، علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " اليسير كنقطة أو نقطتين " **

Ò 1/97 ، السيل الجرار 1/123 ، سبل السالم 1/163، اإلقناع في حل الفاظ أبي شجاع 422/ 1 مواهب الجليل Ó 21/222الفتاوى Ô وأما حديث " من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف فليتوضأ ، ثم ليبن على صالته " رواه ابن ماجة ، فهو حديث ضعيف

)5426) وضعيف الجامع حديث رقم (225انظر ( ضعيف ابن ماجة حديث رقم(

-28-

- خروج الريح أو الصوت من الدبر ناقض من نواقض الوضوء . 67 166FÎ 0 : " ال وضوء إال من صوت أو ريح " رواه أحمد والترمذي قال الدليل : حديث أبي هريرة

167FÏ0أما خروج الريح من القبل فالصواب أنه ال يعد ناقضا

- مس المرأة بشهوة أو بدون شهوة ال ينقض الوضوء إال إن خرج من أحدهما شيء بسبب ذلك 68. 170FÒ، ورجحه الشيخ ابن باز169FÑ، والرأي األخير لشيخ اإلسالم168FÐفينتقض الوضوء حينئذ ، وهو قول أبي حنيفة

كان يصلي وهي في قبلته الدليل : على عدم النقض لغير شهوة : حديث عائشة رضي اهللا عنها أن النبي فإذا سجد غمزها فقبضت رجلها وإذا قام بسطتها " رواه الشيخان .

قبل امرأة من نسائه ثم أن النبي رضي اهللا عنها عائشة وأما الدليل على عدم النقض لشهوة : فحديث 171FÓ 172F**0 " رواه أحمد وأبوداود خرج إلى الصالة ولم يتوضأ

173FÔ- من شك : هل انتقض وضوؤه أم ال فهو طاهر ؛ ألن األصل بقاء الطهارة .69 : " إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه : أخرج شيء أم قال الدليل : حديث أبي هريرة

ال ؟ فال يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا " رواه مسلم . ، 174FÕ- مس الذكر ال ينقض الوضوء لكن الوضوء منه مستحب . وهذا أحوط ، وهو مذهب الحنفية70

علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال: " لكن في الرعاف قال النبي صلى اهللا عليه وسلم : " إذا أحدث أحدكم **

فليمسك بأنفه ولينصرف " صححه األلباني في " المشكاة " وهو دليل على أنهم إذا رعف أحدهم أمسك بأنفه وانصرف فيكون الرعاف ناقضا ويلحق به بقية الدماء إذا كثرت "

Î ) 10092 وصححه شعيب األرناؤوط في تحقيقه للمسند حديث رقم (

Ð ال ينقض الوضوء الهواء الخارج من فرج المرأة ؛ ألنه ال يخرج من محل نجس 4/197قال الشيخ ابن عثيمين في ( مجموع الفتاوى " :( كالريح التي تخرج من الدبر"

Ð 1/131 بدائع الصنائع Ñ 28االختيارات ص Ò 4/83فتاوى ابن باز

Ó ) 1/98) ، وكذلك قوى إسناده الشيخ ابن باز.في حاشيته على بلوغ المرام 179 وصححه األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم لكن حمل على أنه تقبيل شفقة ورحمة وغمزة لها ليس لشهوة ، وقد قرأ : " علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال **

بعض القراء السبعة قول اهللا تعالى ( أو لمسـتم النساء ) من اللمس بشهوة جمعا بين القراءتين "

Ô 1/294 شفاء العليل Õ 241/ 1 المغني

-29-

. 177FÐ، واختارها الشيخ ابن عثيمين176FÏ،رجحها شيخ اإلسالم175FÎ ورواية عن اإلمام أحمد فقال : ما ترى في مس قال : جاء رجل إلى النبي الدليل على عدم النقض: حديث طلق بن حبيب

. 178FÑالرجل ذكره بعد ما يتوضأ ؟ فقال : " وهل هو إال بضعة منك ؟ " رواه أبو داود والترمذي

.**179FÒ 180F وهذا الحكم عام للرجل والمرأة - مس األم لفرج طفلها عند تنظيفه (ذكرا أو أنثى) ال ينقض الوضوء ويكفي أن تغسل يدها . 71

، وذلك بناء على ما سبق تقريره في المسألة السالفة 181FÓوكذلك مس ذكر المريض وخصيتيه ال ينقض الوضوءالسالفة فكيف والحاجة داعية إليه هنا ؟! .

، 183FÕ، وهو اختيار ابن القيم182FÔ- أكل لحم اإلبل ناقض للوضوء وهو من مفردات المذهب الحنبلي72. 184FÖورجحه الشيخ ابن باز

فقال : أتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال : " إن أن رجال جاء إلى الرسول الدليل : حديث جابر بن سمرة شئت " قال : أتوضأ من لحوم اإلبل ؟ قال : " نعم " رواه مسلم .

185FÎ ويتبع في هذا الحكم أكل بقية أجزاء اإلبل كالكبد والكرش ونحوها.

Î 16مسائل أحمد براواية عبد اهللا ص Ï 28، االختيارات ص21/241الفتاوى Ð 234/ 1الشرح الممتع

Ñ 182، وصححه األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم ( 1/306 قال ابن حجر " وهو إما حديث صحيح أو حسن " الفتح ( ) واأللباني 1/265وأما حديث بسرة بنت صفوان :" من مس ذكره فليتوضأ " رواه مالك وأبو داود وصحح إسناده ابن عبد البر في ( التمهيد

) 28/ 2) فمحمول على االستحباب ، وقيل على من مسه بشهوة ، انظر ( اإلنصاف 181( صحيح أبي داود حديث رقم ( Ò ولعل مما يدل على ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال أيما رجل مس فرجه فليتوضأ ، وأيما امرأة مست فرجها " :

فلتتوضأ " رواه أحمد وصححه البخاري وابن القيم ... وهذا الحديث إن صح فهو محمول على استحباب الوضوء كحديث بسرة السالف .

أي من [علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال : " واألقرب أنه ينقض لحديث بسرة وحديث سعد عند مالك وغيرها ** ]األحاديث

Ó 4/203فتاوى الشيخ ابن عثيمين Ô 1/94 ، الكافي 105مسائل اإلمام أحمد برواية ابنه صالح ص Õ 1/217تهذيب السنن Ö 4/85فتاوى ابن باز

-30-

وأما مرقة لحم اإلبل فإن ظهـر طعم اللحم فيها انتقض الوضوء ، وإن لم يظهر له أثر فال يجب إعادة 186FÏ 0الوضوء ، إال أن األحوط اإلعادة

؛ ألنه ليس في 188FÑ رجحها الشيخ ابن باز 187FÐوأما لبنها فال ينقض الوضوء ، وهي رواية عن اإلمام أحمد لم يأمر العرنيين الذين دلهم على شرب ألبان اإلبل بالوضوء بعد شربها . مسمى اللحم ، وألن النبي

، أما من كان على جنابة فيحرم 189FÒ- قراءة القرآن للمحدث حدثا أصغر عن ظهر قلب جائزة باإلجماع 73. 190FÓعليه قراءة القرآن

، وال شك أن 191FÔ وأما مس المصحف : فال يجوز في حق المحدث حتى يتوضأ وهو قول األئمة األربعةالجنب يحرم عليه من باب األولى .

لعمر بن حزم : " أال يمس الدليل : حديث عبد اهللا بن أبي بكر أن في الكتاب الذي كتبه الرسول . 192FÕالقرآن إال طاهر " رواه مالك ووصله النسائي

، وقول 193FÖ أما حمل المصحف ومسه بحائل فجائز لكن ال يمسه بيديه مباشرة ، وهو اختيار ابن قدامة . 194FÎÍشيخ اإلسالم

. 195FÎÎ- تغسيل الميت ومس جسده ال ينقض الوضوء 74

Î قال الشيخ عبد الرحمن السعدي : "الصحيح أن جميع أجزاء اإلبل كالكرش والقلب والمصران ونحوها ناقض ؛ ألنه داخل في حكمها

1/275ولفظها ومعناها ، والتفريق بين أجزائها ليس له دليل وال تعليل " فقه ابن سعديÏ 1/253الشرح الممتع

Ð 1/254 المغني Ñ 86-85/ 1 مجموع فتاوى ابن باز Ò 2/188 المجموع

Ó 1/66 معالم السنن Ô 21/266الفتاوى البن تيمية Õ قال الشيخ ابن باز : " وهو حديث جيد اإلسناد رواه أبو داود وغيره متصال ومرسال وله طرق تدل على صحته واتصاله " فتاوى الشيخ ابن

4/90باز Ö 1/204 المغني

ÎÍ أما التفسير فيقول الشيخ ابن عثيمين : " كتب التفسير يجوز مسها بغير وضوء ألنها تعتبر تفسيرا ، واآليات التي 21/267الفتاوى ، الكتب للكفار وفيها آيات من القرآن الكريم ، فدل هذا على أن الحكم لألغلب فيها أقل من التفسير ، ويستدل لذلك بكتابة النبي

واألكثر. أما إذا تساوى التفسير واآليات فعلى القاعدة المعروفة عند أهل العلم أنه إذا اجتمع مبيح وحاظر ولم يتميز أحدهما برجحان فإنه يغلب جانب الحظر ، وعلى هذا فإذا كان القرآن والتفسير متساويين أعطي الحكم للقرآن ، وإذا كان التفسير أكثر ولو بقليل أعطي حكم

215-4/214التفسير " فتاوى الشيخ ابن عثيمين ÎÎ289/ 1 شفاء العليل

-31-

: " ليس عليكم في غسل ميتكم غسل ، إنه مؤمن قال : قال رسول اهللا الدليل : حديث ابن عباس 196FÎ0مسلم طاهر ، وإنما يكفيكم أن تغسلوا أيديكم " رواه البيهقي 197F

**

باب آداب قضاء احلاجة

- األولى اجتناب دخول الخالء بشيء فيه ذكر اسم اهللا إال إذا خشي على تركه خارج الخالء . 75 أما من كان معه أوراق نقدية فيها اسم اهللا ، أومن كان البسا خاتما منقوشا عليه لفظ الجاللة فإن استطاع

. 198FÏإخفاء ذلك فهو أولى وال شك ، وإن لم يفعل فال حرج عليه وأما المصحف فحرم بعض أهل العلم الدخول به مطلقا ، ألنه أشرف الكالم ، ودخول الخالء فيه نوع من

اإلهانة إال إذا خشي أن يسرق ، ولم يجد أحدا يحفظه له ، أو إن كان يخشى إن وضعه في الخارج أن . 199FÐيصيبه وسخ أو تراب فلعله يباح له الدخول به ، ولكن يجعله مخفيا داخل أثوابه ال بارزا

- يسن لمن دخل الخالء أن يقدم رجله اليسرى ويقول عند دخوله : " اللهم إني أعوذ بك من الخبث 76متفق عليه من حديث أنس والخبائث " 200FÑ .

: " ستر ما بيت أعين الجن وعورات بني آدم إذا ولو سمى قبل هذا الذكر لكان ذلك حسنا لقول النبي . 201FÎدخل الخالء أن يقول : "بسم اهللا " رواه الترمذي من حديث علي بن أبي طالب

Î 72 ، وكذلك حسنه األلباني في أحكام الجنائز ص1/372 وحسن إسناده ابن حجر في تلخيص الحبير واالحتياط االغتسال منه لقول النبي صلى اهللا عليه وسلم : " من غسل علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا الموضع فقال : " **

ميتا فليغتسل ومن حمله فليتوضأ " وهو حديث صحيح ، وحمل على االستحباب ، وقيل : أقل ما فيه الوضوء ، فيكون الوضوء واجبا واالغتسال مستحبا "

Ï 1/228 ، المغني 2/87 المجموع Ð 1/90 ، الشرح الممتع 1/129 ، حاشية الروض المربع 1/179 حاشية الدسوقي Ñ الخبث : جمع خبيث ، والخبائث : جمع خبيثة ، فكأنه استعاذ من ذكران الجن وإناثهم " 1/10. قال الخطابي في ( معالم السنن " :(

-32-

. 202FÏوإذا كان في الخالء يقول هذا الذكر عند تشميره ثيابه وهو مذهب الجمهور 204FÑ ويقول : "غفرانك"203FÐوعند الخروج من الخالء يقدم رجله اليمنى

205FÒ 0ولو زاد " الحمد هللا الذي أذهب عني األذى وعافاني " فال بأس- االستبراء والتنظف من الخارج من السبيلين على ثالث مراتب : 77

األولى : االستجمار بما يجوز به االستجمار ( وسيأتي بيانه ) ، ثم يتبعه الماء وهذه أكمل المراتب ؛ ألن 206FÓفيها زيادة في التنظف.

207FÔ0الثانية : االستنجاء بالماء فقط ، وهو أفضل من االستجمار بالحجارة ونحوهاالدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت لبعض النساء : " مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء ؛ فإني

. 208FÕ كان يفعله " رواه أحمد الترمذيأستحييهم ، فإن رسول اهللا ونحوها . 209FÖالثالثة : االستجمار فقط وهو إزالة األذى من المخرج باألحجار . 210FÎÍ وسمي استجمارا اشتقاقا من الجمرات وهي الحصيات الصغيرة

Î 1/87 صحح الحديث األلباني في اإلرواء Ï 1/71نيل األوطار Ð عن تقديم اليمين والشمال في أوامر الشريعة : " األحوال ثالثة : ( أ ) : 1/123فائدة : قال الشيخ ابن قاسم في ( حاشية الروض المربع (

ما كان من باب التكريم فتقدم فيه اليمنى رجال أو يدا .(ب) : ما كان من باب األذى فتقدم فيه اليسرى رجال أو يدا .( ج ) : ما تردد فيه ، يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله . متفق عليه " فاألصل فيه اليمين ؛ لقول عائشة رضي اهللا عنها : كان النبي

Ñ 1/91 .واأللباني في اإلرواء 28رواه أبو داود والترمذي وصححه النووي في كتاب األذكار ص Ò في سر الدعاء بهذا الذكر : 1/58 . وقال ابن القيم في ( إغاثة اللهفان211/ 1رواه ابن ماجة وحسنه إسناده ابن حجر في هداية الرواة (

أن النجو يثقل البدن ويؤذيه باحتباسه ،والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه ،فهما مؤذيان للبدن – واهللا أعلم –" وفي هذا من السر والقلب فحمد اهللا عند خروجه على خالصه من هذا المؤذي ببدنه وخفة البدن وراحته ،وسأل أن يخلصه من المؤذي اآلخر ويريح قلبه منه

ويخففه " Ó علق الشيخ ابن جبرين بقلمه بعد هذا ) . 1/82)، و ( إرواء الغليل 1/322 وردت فيه أحاديث ال تثبت ، انظر ( تلخيص الحبير

"– رضي اهللا عنه –الموضع فقال : " وثبت موقوفا عن علي Ô قال أبو عيسى الترمذي : " وعليه العمل عند أهل العلم يختارون االستنجاء بالماء ، وإن كان االستنجاء بالحجارة يجزئ عندهم ؛ فإنهم

) .1/68 وانظر ( إبهاج المؤمنين 1/31استحبوا االستنجاء بالماء ورأوه أفضل " صحيح سنن الترمذي Õ ) 24639) وشعيب األرناؤوط في تحقيقه للمسند حديث رقم (19 صحح إسناده األلباني في صحيح الترمذي حديث رقم (Ö 1/174 االستذكار

ÎÍ 1/67إبهاج المؤمنين

-33-

، فانطلق 211FÎ خذ اإلداوة قال : قال لي النبي الدليل على أن االستجمار وحده كاف :حديث المغيرة فانطلق حتى توارى عني فقضى حاجته " متفق عليه . فتـرك اإلداوة مع المغيرة وفيها الماء وذهابه عليه

212FÏ 0الصالة والسالم بال ماء يدل على أنه استجمر . فمن استجمر فال يلزمه أن يتبع استجماره بالماء- األماكن التي ينهى عن قضاء الحاجة فيها هي : 78

أ- طريق الناس وأماكن الظل التي يجلسون فيها . : " اتقوا الالعنين : الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم " قال : قال الدليل : حديث أبي هريرة

213FÐ 0رواه مسلم ب- موارد الناس : أي األماكن التي يردونها إما لكونها مجتمع ماء يستسقون منه أو يشربون أو أماكن

يردها الناس لحاجات أخرى . : " اتقوا المالعن الثالث : البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل " قال الدليل : حديث معاذ

. 214FÑرواه أبوداود : " ال يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي قال ج- نقع الماء أو الماء الراكد : لحديث أبي هريرة

0ال يجري ثم يغتسل فيه " رواه البخاري . 215FÒد- البول في الجحر : وهذا باتفاق األئمة األربعة

قال : " ال يبولن أحدكم في الجحر " رواه أحمد وأبو أن النبي الدليل : حديث عبد اهللا بن سرجس .والحكمة في ذلك : أنه ذريعة إلى خروج ما يؤذيه من هذا الجحر ، وقد يكون من مساكن الجن 216FÓداود

217FÔ 0فيؤذيهم بالبول فربما آذوه

Î 30اإلداوة : إناء صغير يحمل فيه الماء ( معجم لغة الفقهاء ص( Ï 1/255، االستذكار 1/74األم

Ð اتقوا الالعنين أي : صاحبي اللعن ، وهما اللذان يلعنهما الناس في العادة " . 3/503 قال النووي في ( شرح مسلم " : (Ñ ) 1/100إرواء الغليل وحسنه األلباني في( Ò 101/ 2(المجموع وحكاه النووي إجماعا(

Ó وقال الشيخ شعيب األرناؤوط في تحقيقه للمسند: " رجاله 1/66 ، والشوكاني في السيل الجرار 2/100وصححه النووي في المجموع ، ) 20775ثقات رجال الصحيح " . حديث رقم (

Ô ذكر بعض المؤرخين أن سعد بن عبادة : سيد الخزرج بال في جحر بالشام وما أن فرغ من بوله حتى استلقى ميتا ، فسمعوا هاتفا يهتف

1/277 ، سير أعالم النبالء 1/225نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده ، انظر : المغني

-34-

: " ألن يقعد أحدكم قال : قال رسول اهللا هـ- قضاء الحاجة على القبر . الدليل : حديث أبي هريرة على جمرة حتى تخرق ثيابه وتصل إلى جلده خير له من أن يقعد على قبر مسلم أو على قبر " رواه مسلم .

وهذا في القعود على القبر فكيف بقضاء الحاجة ؟! و- البول في المستحم ( مكان االغتسال) إذا كان يبقى الماء فيه ، أما إذا كان له مجرى كما هو الحال

اآلن فال ينهى عن التبول فيه . أن يبول الرجل في مستحمه " رواه ابن ماجة قال : نهى النبي الدليل : حديث عبد اهللا بن مغفل

218FÎ0 - من آداب قضاء الحاجة : 79

. 219FÏأ- االستتار أثناء قضاء الحاجة 0 وفيه " حتى توارى عني فقضى حاجته " متفق عليه الدليل : حديث المغيرة

0ب- عدم مس الفرج باليمين : " ال يمسن أحدكم ذكره قال : قال دليلهما : حديث أبي قتادة 0ج- عدم االستنجاء باليمين

بيمينه وهو يبول ، وال يتمسح من الخالء بيمينه ، وال يتنفس في اإلناء " متفق عليه . د- أن يبحث عن مكان رخو إذا كان في فضاء ألجل أال يصيبه شيء من رذاذ بوله . ويكره أن يستقبل

. 220FÐالريح لئال يرتد إليه بوله . وهذا باتفاق األئمة األربعة . 221FÑهـ- عدم الكالم أثناء قضاء الحاجة ، وهو قول جمهور أهل العلم

وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ، أنه أتى النبي الدليل : حديث المهاجر بن قنفذ 222FÒ 0ثم اعتذر إليه فقال : " إني كرهت أن أذكر اهللا عز وجل إال على طهر " رواه أبو داود وأحمد

. 223FÓ- يكره استقبال القبلة واستدبارها سواء في البنيان أو الصحراء ، وهو قول الحنفية 80 : إذا أتيتم الغائط فال تستقبلوا القبلة بغائط وال بول ، وال قال : قال الدليل : حديث أبي أيوب

تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا" متفق عليه .

Î ) 249 وصححه األلباني في صحيح ابن ماجة حديث رقم ( Ï 1/171زاد المعاد Ð 1/178 ، حاشية الدسوقي 2/109 ، المجموع 1/222المغني Ñ 1/68 ، السيل الجرار 2/103، المجموع 1/224الروض المربع

Ò ) 17 وصححه األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم ( Ó 1/76نيل األوطار

-35-

قال : منها : حديث ابن عمر ويحمل هذا الحديث على الكراهة لوجود صوارف من فعل النبي على لبنتين مستقبال بيت المقدس مستدبرا الكعبة " رواه البخاري ارتقيت على ظهر بيت لنا فرأيت النبي

ومسلم ، وهذا دليل على جواز استدبار القبلة . أن نستقبل القبلة بغائط أو قال : " نهانا النبي وأما ما يدل على جواز االستقبال فحديث جابر

. 224FÎبول فرأيته قبل أن يموت يستقبلها " رواه أحمد والترمذي وحسنه ، وصححه البخاري وال شك أن األحوط ترك االستقبال واالستدبار للقبلة في الصحراء وهذا ال مشقة فيه ، وفي البنيان بأن

ينحرف قليال يمينا أو شماال . . 226FÐ والحنابلة225FÏ- من استجمر فالبد من ثالث مسحات ، وهو مذهب الشافعية81

عن االستجمار بأقل من ثالثة أحجار " رواه مسلم . قال :" نهانا النبي الدليل : حديث سلمان فإن أنـقت وإال زاد ، واألفضل أن يجعلها وترا (خمسا أو سبعا... ) حتى ينقي .

: " إذا استجمر أحدكم فليوتر " رواه مسلم . قال : قال الدليل : حديث جابر بن عبد اهللا - ال يشترط في االستجمار أن يكون بحجر، بل كل طاهر مباح كالخشب والخرق والمناديل ونحو 82

ذلك ، غير ما نهي عن االستجمار به ( وسيأتي ) . 227FÑوهو قول أكثر أهل العلم

- األشياء التي ينهى عن االستجمار بها : 83 أ- العظم ؛ ألنه طعام الجن .

ب- الروث ؛ ألنه طعام دواب الجن . وأنهم سألوه الزاد فقال: " كل عظم وفيه ذكر مجيء الجن للنبي ودليلهما : حديث ابن مسعود

ذكر اسمه اهللا عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما ، وكل بعرة علف لدوابكم " رواه مسلم . 229FÏ والمالكية228FÎولو استجمر بروث أو عظم مخالفا األمر بعدم االستجمار صح وأجزأه وهو قول الحنفية

؛ لكن يبقى من فعل ذلك مستحقا لإلثم . 230FÐورجحه شيخ اإلسالم

Î ) 14872 وحسن إسناده شعيب األرناؤوط في تحقيقه للمسند حديث رقم ( Ï 1/153 اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع Ð 1/209المغني Ñ 1/221 ، المقنع 1/175االستذكار

-36-

0ج- الطعام كالفواكه وغيرها ؛ ألن فيه امتهانا للنعم . 231FÑد- الشيء المحترم ككتاب علم أو تفسير ، أو كل مكتوب يظن فيه اسم اهللا . 233FÓ خالفا للحنفية232FÒهـ- الشيء النجس ؛ ألنه ال يصح إزالة النجاسة بنجاسة . وهو قول الجمهور

بروثة ليستنجي بها فألقاها وقال: هذا ركس"رواه حين أتى للنبي الدليل :حديث ابن مسعود . 234FÔالبخاري ، وزاد أحمد " ائتني بحجر "

باب الغسل

- موجبات الغسل : 84

. 235FÕأ- الجنابة : وهي إنزال المني بوطء أو غيره أو بالتقاء الختانين ولو لم يكن هناك إنزال

Î 1/102بدائع الصنائع Ï 1/418مواهب الجليل Ð 17االختيارات ص Ñ 1/225اإلنصاف Ò 1/227 ، شرح الزركشي 154/ 1 ، اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع 414/ 1، مواهب الجليل . Ó 1/102بدائع الصنائع

Ô 1/145 وصحح إسنادها أحمد شاكر في تحقيقه للمحلى .Õ المراد بالختانان ختان الرجل وخفاض المرأة ، وختان الرجل هو مقطع جلدة كمرته ، وخفاض المرأة هو مقطع جلدة في أعلى فـرجها(تحفة

: " إذا جاوز الختان ) . وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية : " لو التزق الختان من غير إيالج فال غسل ، وكذلك قال 1/305األحوذي

-37-

: " إنما الماء من الماء " رواه مسلم ، ولحديث عائشة رضي قال :قال الدليل : حديث أبي سعيد : " إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل " رواه مسلم . اهللا عنها قال

ب- دم الحيض والنفاس : فإذا طهرت المرأة من حيضها أو نفاسها وجب عليها الغسل ، وسيأتي تفصيله في باب الحيض .

ج- الموت لغير الشهيد . في قصة الذي وقصته ناقته في حجة الوداع الدليل على وجوب الغسل للميت : حديث ابن عباس

في شأنه: اغسلوه بماء وسدر " متفق عليه . قال النبي في شهداء أحد : " ادفنوهم في قال : قال النبي أما دليل ترك الشهيد بال غسل : حديث جابر

دمائهم ولم يغسلهم " رواه البخاري . . 236FÎ- إذا نزل المني بدون دفق ولذة فال يوجب ذلك الغسل ، وهو قول الجمهور خالفا للشافعي85- المرأة إذا أسقطت ما في بطنها فإن كان بلغ أربعة أشهر وجب تسميته وتغسيله وتكفينه والصالة 86

. 237FÏ عليه ؛ ألنه قد نفخت فيه الروح ، وإن لم يصل عمره ذلك فإنه يدفن فقط : 238FÐ- إذا استيقظ اإلنسان فوجد بلال فال يخلو من الحاالت التالية 87

األولى : أن يتيقن أنه مني ، فيجب عليه حينئذ االغتسال سواء ذكر احتالما أم لم يذكر . الثانية : أن يتيقن أنه ليس بمني ، فال يجب عليه الغسل في هذه الحال ، ولكن يجب عليه أن يغسل ما

أصابه ألن حكمه حكم البول . الثالثة : أن يجهل هل هو مني أم ال ؟ ففيه تفصيل : أ-إن ذكر أنه احتلم في منامه فإنه يجعله منيا

ويغتسل . ، وإن لم يسبق نومه 239FÑب- إن لم ير شيئا في منامه : فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذيا

تفكير فالصواب أنه ال يجب عليه الغسل ؛ ألن األصل براءة الذمة . - صفة االغتسال على حالين : 88

. وحكى النووي إجماع العلماء على ذلك ( شرح 1/359الختان وجب الغسل" رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح " شرح العمدة

)4/34مسلم Î من اغتسل بسبب خروج المني 5/325 . جاء في فتاوى اللجنة الدائمة 178/ 1 ، اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع1/266المغني " :

ثم اغتسل وبعد االغتسال بال ومع البول خرج شيء من المني فالواجب عليه االستنجاء والوضوء فقط ، وال يلزمه إعادة االغتسال" Ï 374-373 /5الشرح الممتع Ð 4/221فتاوى العثيمين Ñ 0فيغسل ذكره وخصيتيه ويتوضأ

-38-

240FÎ0مجزئة : وهي أن يعمم سائر جسده بالماء مع المضمضة واالستنشاق مصطحبا النية في ذلك: وهي أن يسمي ثم ينوي بقلبه أن يغتسل غسل كذا ، ثم يغسل كفيه ثالثا ، ثم يفرغ الماء بيده 241FÏمسنونة

، ثم يتوضأ وضوءه للصالة ، ثم يأخذ بيديه 242FÐاليمنى على الشمال فيغسل فرجه ، ثم يدلك يده بالترابالماء ويروي أصول شعر رأسه ، ثم يصب على رأسه ثالث حفنات من الماء ، ثم يفيض الماء على سائر

جسده . ويستحب له أن يبدأ باليمين من أعضائه . قريبا مما الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها في الصحيحين . وقد ورد فيه ذكر صفة غسل النبي

ذكر آنفا . وإن كان في مكان فيه تراب فإنه يبتعد قليال ويغسل قدميه بعد انتهائه من الغسل كما جاء في حديث

ميمونة المتفق عليه . - الغسل بالنسبة للمرأة كالرجل تماما وال يشترط أن تنقض شعر رأسها، سواء في غسل الجنابة أو 89

الحيض ؛ بل يكفيها أن تفيض الماء على رأسها ثالث مرات وتغمره بالماء وتدلكه عند كل مرة دلكا شديدا . 244FÒ،واختاره الشيخ ابن باز243FÑحتى يبلغ الماء رأسها ، وهو قول أكثر الفقهاء

: " إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه الدليل : حديث أم سلمة رضي اهللا عنها حين قالت للنبي للحيض والجنابة ؟ قال : ال إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثالث حثيات ثم تفيضي عليك الماء

فتطهرين" رواه مسلم .

ورجحه 246FÔوالحنابلة 245FÓ- إذا دخل الكافر في اإلسالم وجب عليه االغتسال ، وهو مذهب المالكية 90 . 247FÕالشيخ السعدي

Î 11زاد المستقنع ص Ï . وهذه الصفة عامة لكل غسل : كالجنابة والجمعة ، وكذلك للطهارة من الحيض والنفاس بالنسبة للمرأةÐ ويقوم مقامه الصابون

Ñ 1/300 المغني Ò 182/ 10 مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة

Ó 453/ 1 مواهب الجليل Ô 1/275المغني

Õ 282/ 1 فقه ابن سعدي

-39-

أتيت النبي صلى اهللا عليه وسلم أريد اإلسالم فأمرني أن : "قال قيس بن عاصم الدليل : حديث. 248FÎ " رواه أبوداودأغتسل بماء وسدر

. 249FÏ- غسل يوم الجمعة سنة مؤكدة عند جمهور أهل العلم 91 . 250FÐأما من به رائحة تؤذي المصلين فيجب عليه الغسل ، وهو قول شيخ اإلسالم

: " من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ، قال الدليل : على عدم الوجوب حديث سمرة بن جندب . 251FÑومن اغتسل فالغسل أفضل " رواه أحمد أبو داود

وأما األحاديث اآلمرة بالغسل فمحمولة على االستحباب أو على وجوبه في حق من به رائحة مؤذية . . 252FÒ- يسن لمن كانت عليه جنابة وأراد أن ينام ويؤخر الغسل أن يتوضأ قبل ذلك ، وال يلزمه الغسـل92

إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت : كان رسول اهللا وتوضأ وضوءه للصالة " متفق عليه .

254FÔ 0 واختاره شيخ اإلسالم253FÓأما النوم للجنب بدون وضوء فمكروه وهو الصحيح عند الحنابلة- المرأة إذا كان عليها غسالن كغسل الجنابة والحيض ونـوت رفع االثنين أجزأها ذلك ، وكذلك من 93

نوى رفع الجنابة وغسل الجمعة أو العيد صح .

واختيار 255FÕ ومن اغتسل وهو ينوي رفع الحدث األكبر أجزأه ذلك عن األصغر وارتفع ، وهو قول الجمهور 255FÕ256واختيار الشيخ السعديFÖ . وال يلزمه الوضوء بعد الغسل وإن فعل فحسن .

الدليل : قوله تعالى : ﴿ وإن كنتم جنبا فاطهروا ... ﴾ أي اغسلوا جميع البدن ، ولم يأمر بالوضوء ، وألن جميع ما يجب في الحدث األصغر يجب نظيره في األكبر وزيادة .

Î 1/164 وصححه األلباني في إرواء الغليل

Ï . أما حديث أبي سعيد في الصحيحين " غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم " فيقول الشيخ 2/232 ، المجموع 3/225 المغني ابن باز _ رحمه اهللا _ : " معناه عند أكثر أهل العلم متأكد ، كما تقول العرب : ( العدة دين وحقك علي واجب )، ويدل على هذا اكتفاؤه

. 4/102بالوضوء في بعض األحاديث " مجموع فتاوى ابن باز Ð 2/117 اإلنصاف Ñ ) 540) ، وحسنه األلباني كذلك في تحقيقه مشكاة المصابيح حديث رقم ( 20174 حسنه شعيب األرناؤوط في تحقيقه للمسند (Ò 1/154 زاد المعاد Ó 2/153 اإلنصاف Ô 21/343الفتاوى

Õ 292/ 1 المغني Ö 30المختارات الجلية ص

-40-

: " إنما األعمال بالنيات " رواه البخاري . قال : قال ولعموم حديث عمر - ال يجوز للجنب البقاء في المسجد ؛ لكن يجوز له المرور به للحاجة . 94

الدليل : قال تعـالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون وال جنبا 257FÎإال عابري سبيل حتى تغتسلوا ... ﴾

أنه اغتسل بثالثة أمداد ، وثبت أنه اغتسل بصاع . فال حد ألكثره ما لم - أقل ما ثبت عن النبي 95 . 258FÏيبلغ حد اإلسراف

0 بثالثة أمداد" رواه مسلمالدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت : اغتسل النبي

باب التيمم

. وهو بدل عن 259FÐ- التيمم هو: التعبد هللا تعالى بقصد الصعيد الطيب للتمسح به على صفة مخصوصة 96

عن الطهارة بالماء ، جعله اهللا رخصة وتوسعة على األمة إذا تعذر استعمال الماء .وقد ثبتت مشروعيته بالكتاب والسنة . قال تعالى : ﴿ فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ﴾ . وفي حديث جابر بن عبد اهللا

Î جوز بعض أهل العلم البقاء في المسجد للجنب إذا كان ذلك لحاجة لكن بشرط : أن يتوضأ ألن الوضوء يخفف الجنابة ، وقد استدلوا بما

رواه سعيد بن منصور في سننه عن عطاء قال : رأيت رجاال من أصحاب الرسول صل يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضأوا وضوء )269/ 1قال ابن كثير:" هذا إسناد صحيح على شرط مسلم " انظر ( عون المعبود 0الصالة

Ï 394/ 1الروض المربع Ð 1/343 شفاء العليل

-41-

قال :قال جعلت لي األرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصالة فليصل " رواه " : 0البخاري

، 261FÏ، ورواية في مذهب اإلمام أحمد260FÎ- التيمم رافع للحدث إلى أن يوجد الماء وهو مذهب أبي حنيفة97. وعلى هذا يجوز للمتيمم أن يصلي بالتيمم صالة الفرض 263FÑ، والشيخ ابن عثيمين262FÐرجحها شيخ اإلسالم

والنافلة ويجوز له مس المصحف ، كما أنه يجوز له الصالة للفرض اآلخر بهذا التيمم ما دام أنه لم يحدث . 264FÒ. وال يلزمه تكرار التيمم إذا دخل الوقت الثاني

: "الصعيد الطيب طهور المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين قال : قال الدليل : حديث أبي ذر . وقد دل الحديث على أنه مطهر للمتيمم ، ولم يقيد ذلك بوقت وال بعبادة دون 265FÓ" رواه أحمد وأبو داود

0أخرى - صفة التيمم الصحيحة هي : أن يضرب بيديه على األرض ضربة واحدة فقط ، ثم يمسح بهما وجهه 98

، ثم يمسح بباطن اليمنى على ظاهر الكف اليسرى وبباطن اليد اليسرى على ظاهر الكف اليمنى ابتداء من . 267FÕ ، وإن شاء نفخ في يديه قبل أن يمسح بهما وجهه 266FÔأطراف األصابع إلى مفصل الكف في كل منهما

267FÕ . وفيها : "فضرب النبي في صفة التيمم التي علمه إياها الرسول الدليل : حديث عمار بن ياسر

بكفيه األرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه " رواه البخاري . - من كان جنبا فاستيقظ في ليلة باردة وخشي على نفسه الضرر من الماء فعليه أن يسخن الماء ، فإن 99

لم يمكنه ذلك ، أو لم يجد ماء فإنه يتيمم ويصلي ؛ لكن إذا وجد الماء وجب عليه أن يغتسل ، وال يجب عليه إعادة الصالة .

رأى أن النبي الدليل : عموم قوله تعالى ﴿ فاتقوا اهللا ما استطعتم ﴾ ، ولحديث عمران بن حصين : رجال معتزال لم يصل مع القوم فقال : " ما منعك ؟ قال : أصابتني جنابة وال ماء ، فقال له النبي

Î 1/186 بدائع الصنائع Ï 2/167اإلنصاف Ð 36 ، االختيارات ص21/355الفتاوى Ñ 1/314الشرح الممتع

Ò 21/473 ، مجموع الفتاوى لشيخ اإلسالم 82/ 2 المحلى Ó 16 سبق تخريجه ص Ô 133/ 1 السيل الجرار

Õ 1/529 فتح الباري

-42-

ماء وقال : " أفرغه على عليك بالصعيد الطيب فإنه يكفيك " ، ثم حضر الماء بعد ذلك فأعطاه النبي نفسك " رواه البخاري .

: 268FÎ- يصار إلى التيمم بدال عن الماء في الحاالت التالية 100 0أ- إذا لم يجد الماء

269FÏ0ب- إذا وجده لكن بقيمة أغلى من ثمنه المعتاد في مكانه وفي الشراء بهذه الزيادة كلفة ومشقة عليه 269FÏ0

ج- إذا كان الماء الذي معه ال يكفي إال لشربه أو طعامه ، فيصير إلى التيمم . د- إذا خاف من استعمال الماء بحصول ضرر على نفسه كالمريض ونحوه أو خاف تأخر الشفاء بسبب

استعمال الماء . الدليل : قوله تعالى : ﴿ فاتقوا اهللا ما استطعتم .. ﴾ وقوله : ﴿ وال تقتلوا أنفسكم إن اهللا كان بكم رحيما ﴾ .

- من كان عنده ماء ال يكفيه إال لبعض أعضائه وجب عليه أن يستعمله إلى أن ينتهي ، ثم يتيمم بعد 101 271FÑ ، قال بها ابن حزم الظاهري270FÐذلك لبقية األعضاء التي لم يصبها الماء ، وهذه رواية عن اإلمام أحمد

. 272FÒورجحها الشيخ ابن عثيمين : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " رواه البخاري . قال : قال الدليل : حديث أبي هريرة

- يصح التيمم بكل ما تصاعد على وجه األرض من تراب له غبار أو ليس له غبار ، أو رمل 102 ورواية في مذهب اإلمام أحمد رجحها شيخ 273FÓ أو حجر، وهو قول اإلمام أبي حنيفة واإلمام مالك

. 275FÕوابن القيم274FÔاإلسالم

الدليل : عموم قوله تعالى : ﴿ فتيمموا صعيدا طيبا ﴾ .

Î 12 زاد المستقنع ص Ï وقال شيخ اإلسالم بعد أن ساق 2/184قال اإلمام أحمد : " إذا كان ذا مال كثير ال تجحف به زيادة لزمه الشراء " الشرح الكبير ،

21/445النص السالف المروي عن اإلمام أحمد : " وأكثر العلماء على أنه ال يجب " الفتاوى Ð 1/315 المغني Ñ 2/87 المحلى Ò 1/322الشرح الممتع

Ó 2/246 المجموع Ô / 34االختيارات Õ 1/200زاد المعاد

-43-

يسافر ومعه الصحابة وربما أصابتهم السماء ولم يرو عنه ، وقد كان النبي 276FÎوالصعيد هو : وجه األرض . 277FÏأنه حمل التراب أو أمر به

- يجوز التيمم على الجدار إن كان مبنيا من حجر أو لبن ؛ أما إذا كان من خشب عليه طالء فإن 103كان عليه تراب جاز التيمم به ، وإال فال يجوز .

وكذلك الفراش بالنسبة للمريض العاجز عن استخدام الماء إن كان على الفراش تراب جاز وإال منع التيمم 278FÐ 0به

- من تيمم لعدم وجود الماء وشرع في الصالة ثم حضر الماء أثناء الصالة : فاألحوط أن يقطع 104 والشيخ ابن 281FÓ، ورجحه الشوكاني280FÒ، واإلمام أحمد279FÑالصالة ويتوضأ ، وقال بوجوب القطع اإلمام أبو حنيفة

. 282FÔوالشيخ ابن عثيمين الدليل : عموم قوله تعالى : ﴿ فلم تجدوا ماء ﴾ وهذا قد وجد الماء فبطل حكم التيمم ، وإذا بطل بطلت

في حديث أبي ذر السابق : "فإذا وجد الماء فليتق اهللا وليمسه بشرته "رواه أبو داود . الصالة . ولقوله - من دخل عليه وقت الصالة وليس عنده ماء ، لكن تيقن الحصول على الماء قبل خروج الوقت أو 105

ترجح عنده ذلك فاألولى تأخير التيمم حتى نهاية الوقت ، فإن ترجح لديه عدم الحصول على الماء قبل نهاية الوقت أو لم يتبين له شيء في ذلك تيمم ألول الوقت وصلى ، وال إعادة عليه لو حضر الماء قبل

. 283FÕخروج الوقت تيمما وصلـيا ثم وجدا الماء فأعاد أحدهما أن رجلين من أصحاب النبي الدليل : حديث أبي سعيد للذي لم يعد : " أصبت السنة وأجزأتك صالتك ". وقال للذي أعاد :" لك ولم يعد اآلخر ، فقال النبي . 284FÖاألجر مرتين " رواه أبو داود

Î21/364 ، وانظر مبحثا مستقال في المراد بالصعيد في مجموع الفتاوى لشيخ اإلسالم 374القاموس المحيط ص Ï 1/200 زاد المعاد Ð 4/241فتاوى الشيخ ابن عثيمين Ñ 1/190بدائع الصنائع Ò1/366 شرح الزركشي Ó 1/257نيل األوطار Ô 1/343الشرح الممتع

Õ وقال شيخ اإلسالم : " المسافر إذا وصل إلى ماء وقد ضاق الوقت فإنه يصلي بالتيمم عند جمهور العلماء ، وكذلك لو كان هناك بئر لكن 21/471ال يمكن أن يضع له حبال حتى يخرج الوقت ، أو يمكن حفر الماء وال يحفر حتى يخرج الوقت ؛ فإنه يصلي بالتيمم " الفتاوى

Ö ) 338 وصححه األلباني في صحيح أي داود حديث رقم (

-44-

- من لم يجد ماء وال ترابا أو رمال ؛ كأن يكون محبوسا أو مريضا ال يقدر على الماء ، وليس عنده 106تراب ؛ فيجب عليه أن يصلي ولو بغير طهارة ، وال ينتظر حتى يخرج الوقت ، وهو قول اإلمام الشافعي

. إال إذا كان الوقتان مما يمكن جمعهما كالظهر والعصر أو المغرب والعشاء 285FÎورواية عن اإلمام مالك . 286FÏفيجوز تأخير الصالة إلى الوقت الثاني إذا رجي حصوله على الماء أو التراب

بعث أناسا لطلب قالدتها التي أضلتها فحضرت الصالة الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها أن النبي ذلك وال أمرهم فذكروا له ذلك ، فنـزلت آية التيمم ، ولم ينكر النبي فصلوا بغير وضوء ، فأتوا النبي

باإلعادة . رواه البخاري و مسلم .

باب

احليض واالستحاضة والنفاس

Î 2/325 ،المجموع 1/327 المغني Ï 21/451 مجموع الفتاوى لشيخ اإلسالم

-45-

. 287FÎ- الحيض : " هو دم طبيعة وجبلة يخرج من قعر الرحم في أوقات معلومة "107وهو في األصل غذاء للجنين ، ولهذا فالمرأة في الغالب إذا حملت احتبس الدم فلم تحض .

288FÏ 0 وقد يسمى الحيض بالطمث والعراك والنفاس- ليس هناك سن محدد في الشرع ال يأتي الحيض المرأة قبله ، وإن كان الغالب أنه ال أقل من تسع 107

سنين . كما أنه ال حد للسن الذي يقف عنده ، واألغلب أنه يقف عند الخمسين ، وهذا هو اختيار شيخ

. فمتى رأت المرأة الحيض فهي حائض ولو دون تسع سنين ، وهكذا لو 290FÑ، والشيخ ابن عثيمين289FÐاإلسالماستمر معها بعد الخمسين : إن كان على نفس هيئته ووقته فهو حيض ، أما إذا اضطرب بعد هذا السن فهو

0دم استحاضة (فساد) الدليل : قوله تعالى : ﴿ والالئي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثالثة أشهر والالئي لم

يحضن ... ﴾ فقوله : ﴿ يئسن من المحيض ﴾ وكذلك قوله ﴿ لم يحضن ﴾ ليس فيه تحديد بسن معين ؛ بل العبرة بوجود الدم .

- األصل أن الحامل ال تحيض كما سبق لكن لو نزل منها دم فهو على حالين : 109أ- إذا كان الذي ينـزل عبارة عن صفرة أو كدرة أو شيء متغير ؛ فهذا دم فساد ال يمنع صالة وال صياما ،

ويباح لزوجها إتيانها . ب- إذا كان ينـزل معها الدم على هيئة دم الحيض المعتاد في لونه وريحه ( وهذا يحدث إذا كان الجنين

مريضا لم يقبل الغذاء ) فالدم هنا هو دم الحيض الذي يمنع الصالة والصيام ، وهذا مذهب المالكية .الدليل : قول عائشة رضي اهللا عنها : " إذا رأت الحبلى الدم فلتمسك عن الصالة فإنه حيض 291FÒوالشافعية

. ولم يرد في الشرع دليل صريح صحيح يمنع من نزول الحيض من الحامل . 292FÓ" رواه الدارمي- ال حد ألقل الحيض وال ألكثره ، فقد يكون يوما أو أقل ، وقد يصل إلى خمسة عشر يوما أو يزيد 110

، والضابط في هذا هو شكل الدم ؛ فإن كان هو هو على هيئته المعتادة فالمرأة حائض ، وهو قول

Î 1/493الروض المربع Ï 2/380 المجموع Ð 19/237الفتاوى Ñ 43مجموعة رسائل للمرأة المسلمة للشيخ ابن عثيمين ص Ò 1/88بداية المجتهد Ó الشيخ دبيان الدبيان 127-1/126 وإسناده صحيح انظر ( الحيض والنفاس رواية ودراية (

-46-

؛ لكن لو استمر الدم معها أبدا فهي مستحاضة قطعا ، 295FÐ وشيخ اإلسالم294FÏ، واختيار ابن حزم293FÎالمالكيةوسيأتي تفصيل ذلك .

الدليل : عدم وجود الدليل الصحيح القاضي بالتحديد ، فيبقى األمر مختلفا من امرأة إلى أخرى . . وقال شريك : "عندنا امرأة تحيض كل شهر 296FÑ قال األوزاعي : " عندنا امرأة تحيض غدوة وتطهر عشيا "

، وغالب النساء تحيض ستة أيام أو سبعة لحديث حمنة بنت 297FÒشهر خمسة عشر يوما حيضا مستقيما " . 298FÓجحش 300FÕ رجحها شيخ اإلسالم299FÔ- ال حد أيضا ألقل فترة للطهر بين الحيضتين . وهي رواية عن اإلمام أحمد111

. 301FÖ واختارها الشيخ السعدي300FÕاإلسالموعلى هذا فقد يكون الطهر بين الحيضتين شهرا أو أكثر أو أقل ، وقد وجد من طهرها ثالثة عشر يوما في

. 302FÎÍ كما في سنن الدارميعهد علي . 303FÎÎكما أنه ال حد ألكثر الطهر ، فقد تطهر المرأة أشهرا ! وهذا القول مجمع عليه

- يحرم بسبب وجود الحيض أمور : 112أ- الوطء في الفرج .

قال تعالى : ﴿ يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض وال تقربوهن حتى قال : كان اليهود إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يطهرن...﴾ ولحديث أنس بن مالك

فأنزل اهللا تعالى ﴿ ويسألونك عن المحيض...﴾ النبي يجامعوهن في البيوت ، فسأل أصحاب النبي

Î1/389 ، المغني 276/ 1 حاشية الدسوقي

Ï 2/127 المحلى Ð وهو ممن 40-38 ، للشيخ عبد الرحمن السعدي تفصيل واف في هذه المسألة ذكره في ( المختارات الجلية ) ص19/237الفتاوى ،

يرى عدم التحديد . 28 واالختيارات ص

Ñ 2/424 التمهيد Ò 1/389المغني Ó 45سيأتي بتمامه ص Ô 2/396اإلنصاف Õ 19/237الفتاوى Ö 39المختارات الجلية ص

ÎÍ1/506فتح الباري وصححه ابن حجر ÎÎ 2/409المجموع

-47-

: "اصنعوا كل شيء إال النكاح " رواه مسلم . فقال الرسول يأمر وإتيان الحائض فيما دون الفرج جائز . الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت : كان النبي

أزواجه وهن حيض أن تلبس إحداهن إزارا فوق العورة ثم يباشرها " رواه البخاري ومسلم . أما إتيان المرأة من دبرها فحرام بكل وجه وقت الحيض وفيما عداه . الدليل : حديث خزيمة بن ثابت

، 304FÎ : " إن اهللا ال يستحيي من الحق (ثالث مرات) ال تأتوا النساء في أدبارهن " رواه ابن ماجةقال : قال 305FÏ0 : "ملعون من أتى امرأته في دبرها" رواه أبو داود قال ، ولحديث أبي هريرة

306Fب - الطالق : حيث يحرم على الرجل تطليقه زوجته وهي حائض

Ð . أن ابنه عبداهللا طلق امرأته وهي حائض ، فتغيظ الدليل : حديث عبد اهللا بن عمر حين أخبر عمر النبي

ثم قال : "مره فليراجعها ، ثم ليطلقها طاهرا أو حامال " رواه البخاري ومسلم . رسول اهللا ج- الصالة والصوم : فوجود الحيض من المرأة يمنعها الصالة والصيام ، وال يجوز لها أداء تلك العبادتين

في وقت حيضتها ، إال أنها تقضي الصوم وال تقضي الصالة . الدليل : حديث معاذة قالت : سألت عائشة رضي اهللا عنها فقلت : " ما بال الحائض تقضي الصوم وال

قلت : لست بحرورية ، ولكني أسأل ، قالت : " كان 307FÑتقضي الصالة ؟ فقالت : " أحرورية أنت ؟! " 0يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة " رواه البخاري ومسلم

- الطواف بالبيت ال يجوز في حق الحائض . 113 : " افعلي ما يفعل الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها حين حاضت وهي في الحج فقال لها النبي

الحاج غير أن ال تطوفي بالبيت " . رواه البخاري ومسلم . إال أنه في حال الضرورة يترخص للحائض في الطواف بالبيت ؛ وذلك فيما لوكانت ال تستطيع الطواف إال وهي كذلك . كأن تكون معها رفقة يشق عليهم انتظارها ، ورجوعها إلى مكة فيه عسر وحرج ؛ عند ذلك

309FÏ 0 وتلميذه ابن القيم308FÎلعله أن يفتى لها بالطواف ، وهو قول شيخ اإلسالم ابن تيمية

Î ) 1561وصححه األلباني في صحيح ابن ماجة حديث رقم( Ï ) 1894 وصححه األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم( Ð ، يستثنى من ذلك غير المدخول بها وفي حال الخـلع فال يمنع الحيض من وقوع الطالق في كال الحالتين ، وهو قول أكثر أهل العلم

)5/220 ، زاد المعاد 33/21انظر ( فتاوى ابن تيمية Ñ يقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري ؛ ألن أول فرقة منهم –: " حروراء بلدة علي ميلين من الكوفة 1/502قال ابن حجر في الفتح

خرجوا على علي بالبلدة المذكورة فاشتهروا بالنسبة إليها ، وهم فرق كثيرة ؛ لكن من أصولهم المتفق عليها بينهم األخذ بما دل عليه القرآن ورد 0ما زاد عليه من الحديث مطلقا ، ولهذا استفهمت عائشة معاذة استفهام إنكار"

-48-

- يجوز للحائض أن تقرأ القرآن من غير أن تمس المصحف إذا احتاجت إلى ذلك ، كأن تكون 114معلمة للقرآن أو طالبة تختبر. ولو قرأت في غير ذلك لم يكن عليها حرج ، وإن كان األولى تركه خروجا

. 312FÒ واختاره الشيخ ابن باز311FÑ ورجحه ابن القيم310FÐمن الخالف . وهو مذهب اإلمام مالك الدليل : عدم ثبوت دليل يمنع الحائض من قراءة القرآن ، وقد كان النساء يحضن على عهد رسول اهللا

313FÓ0ولم يكن ينهاهن عن قراءة القرآن - يجوز للحائض أن تمر بالمسجد ، أو تدخله ألخذ حاجة ؛ لكن ال يجوز لها المكث فيه . 115

: " ناوليني الخمرة من المسجد " الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت : قال لي رسول اهللا قالت : فقلت : إني حائض . قال : " إن حيضتك ليست في يدك " رواه مسلم .

: 314FÔ- يعرف طهر المرأة من الحيض بإحدى العالمات التالية 116 0أ- إذا توقف الدم المعروف( دم الحيض ) عن الخروج توقفا كامال ، بحيث تحس المرأة بانقطاعه

ب- أن تحتشي بقطنة فتخرج بيضاء نقية من الدم . ج- إذا انقطعت آالم الحيض وآثاره . فكثير من النساء تعرف إقبال الحيض وإدباره بما تحسه من آالم

داخلية تعرف بها وجوده من عدمه ، وإن كان هذا ليس عاما لكل النساء . د- بخروج القصة البيضاء : ( وهي ماء أبيض يدفعه الرحم عند انقطاع الحيض ) . قال اإلمام مالك :

. 315FÕ" سألت النساء عن القصة البيضاء فإذا هو أمر معلوم عندهن يرينه عند الطهر"

Î بعد أن قرر أن الصواب جواز طواف الحائض للضرورة : " وكثير من النساء إذا لم ترجع 186-26/185قال شيخ اإلسالم في الفتاوى

مع من حجت معه لم يمكنها الرجوع ، ولو قدر أنه يمكنها الرجوع بعد ذلك فال يجب عليها أن يبقى وطؤها محرما مع رجوعها إلى أهلها ، وال تزال كذلك إلى أن تعود ؛ فهذا أيضا من أعظم الحرج الذي ال يوجب اهللا مثله ، إذ هو أعظم من إيجاب حجتين ، واهللا تعالى لم يوجب إال

حجة واحدة " Ï3/24 إعالم الموقعين Ð2/552 مواهب الجليل Ñ 24 ، 3/23إعالم الموقعين Ò 4/123مجموع فتاوى ابن باز Ó أما حديث ال تقرأ الحائض والجنب شيئا من القرآن " فقال عنه شيخ اإلسالم : " هو حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث " مجموع

21/459الفتاوى Ô 1/466شفاء العليل Õ 1/501فتح الباري

-49-

ودليلها : حديث مرجانة موالة عائشة رضي اهللا عنها قالت : كان النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها " رواه مالك في الموطأ والبخاري 316FÎالكرسف فيه الصفرة ، فتقول : " ال تعجلن حتى ترين القصة البيضاء

في صحيحه معلقا وجزم به . - الصفرة والكدرة التي تراها النساء تأتي على ثالثة أحوال : 117

أ- إن كانت قد نزلت من المرأة في زمان حيضها المعتاد فهي من الحيض ، ولها أحكامه ، وهو قول اإلمام . 317FÏأبي حنيفة و اإلمام الشافعي

ب- إن وجدت بعد طهر المرأة فال تعدها شيئا ، وال يمنعها ذلك من الصالة والصيام . لكن تضع ما . 319FÑ واختاره الشيخ ابن باز318FÐيمنع نزوله وتتوضأ وتصلي وال يضرها . وهذا قول اإلمام أحمد

الدليل: حديث أم عطية رضي اهللا عنها قالت : " كنا ال نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا " رواه أبو . 320FÒداود

ج- إذا نزلت الصفرة أو الكدرة قبل زمان حيضتها المعتادة ، فإن كانت متصلة بالحيض كأن تكون استمرت يوما أو يومين ثم تبعها الحيض ، فهذه تكون من الحيض . أما إذا لم تكن متصلة بالحيض بل توقفت وبعد أيام نزل الحيض فال تعد هذه الصفرة حيضا ، فتدخل تحت الحال الثانية : أي أنها تكون

321FÓصفرة وكدرة جاءت بعد الطهر فال تعد شيئا .بالحكم ذاكر 118 - يحرم إتيان الزوجة في الفرج حال حيضها( كما سبق ذكره ) . ومن فعل وهو عالم

مختار فهو مستحق لإلثم وعليه الكفارة . . 324FÖ وقال به شيخ اإلسالم323FÕ وهو من مفردات المذهب الحنبلي322FÔ والكفارة : دينار أو نصف دينار

وعلى المرأة مثل ذلك إن كانت مختارة عالمة بالحكم .

Î 500 / 1الدرجة : ما تحتشي به المرأة من قطنة وغيرها ؛ لتعرف هل بقي من أثر الحيض شيء أم ال ، والكرسف : القطن ( فتح الباري(

Ï 1/88 بداية المجتهد Ð 2/449الشرح الكبير

Ñ 4/120 مجموع فتاوى ابن باز Ò ) 300وصححه األلباني في صحيح أبي داود حديث رقم( Ó 51مجموعة رسائل للمرأة المسلمة ص Ô الدينار هو السكة من الذهب ، ووزنه مثقال ذهب. وهو بمقدار أربعة أسباع : " 2/98قال الشيخ محمد بن إبراهيم في مجموع الفتاوى

الجنيه السعودي وما وازنه ، ألن الجنيه المذكور ديناران إال ربعا " Õ 2/377اإلنصاف Ö 44االختيارات ص

-50-

أنه قال في الذي يأتي امرأته وهي حائض قال : " عن رسول اهللا الدليل : حديث ابن عباس . 325FÎيتصدق بدينار أو نصف دينار " رواه أبو داود

- إذا طهرت الحائض لكنها لم تغتسل ، فإن كل ما كان ممنوعا حال الحيض يبقى ممنوعا حتى 119تغتسل ما عدا :

. 326FÏأ- الصوم : قياسا على الجنب يصبح جنبا من جماع غير احتالم ثم يصوم" الدليل : حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت : "كان النبي

رواه البخاري ومسلم . 327FÐ 0ب- الطالق : ألنه إنما حرم الطالق حال الحيض لتطويل المدة وقد زال هذا المعنى هنا

. 328FÑ- االستحاضة : جريان الدم من فرج المرأة في غير أوانه ، وخروجه من عرق يقال له " العاذل "120 .

: 329FÒواالستحاضة دم يختلف عن دم الحيض بأربعة فروق- دم الحيض أسود ، ودم االستحاضة أحمر . 1- دم الحيض ثخين غليظ ، ودم االستحاضة رقيق . 2- دم الحيض منتن الرائحة ، ودم االستحاضة ليس كذلك ألنه عرق . 3- دم الحيض ال يتجمد إذا ظهر ، ودم االستحاضة يتجمد . 4

- المستحاضة تكون على إحدى ثالث حاالت : 121 : 330FÓمعتادة أو مميزة أو متحيرة ، ولكل منها حكم خاص به على النحو التالي

المعتادة : وهي التي لها عادة قد عرفتها استمرت معها نحو عشر سنين أو عشرين سنة ، فعرفت -‌أبأن حيضتها تكون ستة أيام أو سبعة مثال ، واستمرت على هذه الحال طوال هذه السنين ، ثم اختلط عليها األمر فأصبحت تزيد أيام الدم على ما كانت عليه ، ولم تعد تفرق بين الدمين ؛ فهذه تجلس وقت حيضتها

Î 1/217 واأللباني في اإلرواء 1/306وصححه ابن القيم في تهذيب السنن Ï 13زاد المستقنع ص Ð 1/383حاشية الروض المربع Ñ 1/487فتح الباري Ò 1/423الشرح الممتع Ó 1/417شفاء العليل

-51-

التي اعتادتها فقط ، وما عداها فهو استحاضة ، فتغتسل لحيضها ثم تصلي وتصوم بعد ذلك ، ولزوجها 332FÏ 0، واختاره الشيخ ابن عثيمين331FÎجماعها وهو قول جمهور العلماء

الدليل : حديث فاطمة بنت أبي حبيش قالت : يارسول اهللا إني امرأة أستحاض فال أطهر أفأدع الصالة ؟ قال : " ال ◌إنما ذلك عرق وليس بحيض ، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصالة ، وإذا أدبرت فاغسلي

عنك الدم ثم صلي " رواه البخاري ومسلم . ب- المميزة : وهي من ال يكون لها حيض معلوم قبل االستحاضة ؛ بأن تكون االستحاضة مستمرة بها من

أول ما رأت الدم ، أو أنها كانت لها حيضة لكنها غير ثابتة في عدد األيام وال في زمانها ، فمرة تأتيها خمسة أيام ومرة عشرة ، ومرة تأتيها في أول الشهر ومرة في آخره ؛ فهذه تنظر إلى الدم الغليظ األسود

المنتن فإذا انقطع ثم أتى بعده دم أخف منه رقيق ؛ فهنا تجعل الدم األول حيضا ، والثاني دم استحاضة . 333FÐ 0وهو مذهب اإلمام الشافعي

: " إذا كان دم الحيض فإنه الدليل : حديث فاطمة بنت أبي حبيش رضي اهللا عنها حيث قال لها النبي 334Fأسود يعرف

Ñ فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصالة ، فإذا كان اآلخر فتوضئي وصلي " رواه أبو داود ، 335FÒ 0والنسائي

ج- المتحيرة : وهي من اختلط عندها دم الحيض بدم االستحاضة ، فلم تعرف هذا من هذا بأن يكون مثال كله

لونا واحدا ، أو في يوم أحمر وفي يوم أسود وفي يوم كدرة أو صفرة ، أو أنها نسيت عادتها ال تدري هل هي في أول الشهر أو وسطه أو آخره ؛ فهي متحيرة في أمرها ، فهذه : تجلس كعادة أغلب نسائها

(أخواتها أو أمها) ، فإن لم يكن لها قريبة تجلس كعادة أغلب النساء وهي ستة أيام أو سبعة تتوقف فيها عن الصالة والصوم ، ثم تغتسل بعد ذلك وتصلي وتصوم ، وال يضرها نزول الدم إال أنها تتوضأ لكل وقت صالة وتصلي به ما شاءت ما لم تحدث . وإن قويت على االغتسال لكل وقت فهو

حسن ؛ لكنه ال يجب .

Î 2/561المجموع Ï 74مجموعة رسائل للمرأة المسلمة ص Ð1/242 اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع Ñ . وفي رواية يـعرف والعرف : هو الرائحةÒ 1/224وحسنه األلباني في إرواء الغليل.

-52-

فلما الدليل : حديث حمنة بنت جحش رضي اهللا عنها وهي من الالتي استحضن على عهد رسول اهللا شكت إليه الدم أوصاها أن تتحيض ستة أيام أو سبعة أيام ، ثم تغتسل وتصلي بعد ذلك بقية الشهر ، وتفعل

336FÎ 0ذلك كل شهر . رواه أبو داود وابن ماجة وحسنه البخاري : 337FÏ- من تقطع مجيء الدم معها ، فيوما ترى الدم ، ويوما يكون نقاء ، فهذه لها حاالن122

0الحال األولى : أن يكون الدم مع المرأة دائما كل وقتها فهذا دم استحاضة الحال الثانية : أن ال يكون مع المرأة مستمرا ؛ بل يأتيها أحيانا ، وأحيانا يكون لها وقت طهر صحيح ،

فالصواب : أن النقاء إذا كان أقل من يوم فال تكون المرأة حائضا إال إذا رأت ما يدل على أنه طهر كأن يكون هذا النقاء في آخر حيضها المعتاد ، أو أنها رأت القصة البيضاء ، أما إذا كان النقاء يوما فأكثر

، ولو عاد الدم 339FÑ ورجحه الشيخ ابن عثيمين338FÐفتكون المرأة طاهرا فتغتسل وتصلي . وهو قول ابن قدامةوكان دم حيض فهي حائض .

، وال حد ألكثره ما دام متصال وعلى 340FÒ- ال حد ألقل النفاس وهو قول جمهور أهل العلم123 . 342FÔ ، واختيار السعدي341FÓحال واحدة في هيئته ، وهو قول شيخ اإلسالم

امرأة ولدت فلم وهناك من النساء من ال يخرج منها دم بعد الوالدة ، وقد وجد على عهد رسول اهللا . 343FÕتر دما فسميت ( ذات الجفوف )

وقد روي أيضا أن امرأة ولدت فلم تر دما ، فلقيت عائشة رضي اهللا عنها، فقالت لها :" أنت امرأة . ويقال في التعليل بعدم التحديد ألكثر النفاس وأقله ما قيل في أكثر الحيض وأقله . 344FÖطهرك اهللا "

Î ) 510وحسنه األلباني كذلك في صحيح ابن ماجة حديث رقم( Ï 52مجموعة رسائل للمرأة المسلمة ص Ð 1/355المغني Ñ 1/436الشرح الممتع Ò 2/542المجموع Ó 46االختيارات ص Ô / 40المختارات الجلية Õ 1/428 ، وانظر المغني 1/343رواه البيهقي Ö " 4/194رواه البخاري في "التاريخ الكبير

-53-

- يثبت حكم النفاس إذا نزل الدم بسبب ما وضعته المرأة مما قد يتبين فيه خلق اإلنسان وهو 124مذهب . فإن كان ما نزل مضغة أو لحما متجمدا ولم يتبين فيه تفاصيل خلق اإلنسان فالدم 346FÏ، والحنابلة345FÎالحنفية

فالدم النازل دم استحاضة ، ال يمنع من الصالة . فإذا استمر معها ثم وافق وقت حيضتها المعتادة فتتحيض حينئذ ، وإذا انتهت مدة حيضتها تغتسل وتصلي وال يضرها نزول الدم لو استمر .

- الدم النازل قبل الوالدة بيومين أو ثالثة والمتصل بها فإن صاحبه طلق فهو دم نفاس وهو 125 348FÑ 0 واختاره الشيخ السعدي347FÐقول الحنابلة

- لو توقف الدم مع النفاس أياما أثناء األربعين ثم عاودها مرة أخرى فهذا النقاء بين الدمين يعد 126 . 350FÓ ورجحه الشيخ محمد بن إبراهيم349FÒطهرا . وهو المشهور من مذهب الحنابلة

واختيار الشيخ ابن 351FÔ ويجوز للرجل وطء امرأته خالل هذا الطهر وهي إحدى الروايتين عند الحنابلة . وذلك ألنه ما دام أن الصالة تصح منها فال يجوز أن يمنع زوجها إال بدليل وال دليل على المنع 352FÕعثيمين

المنع .

واحلمد هللا الذي بنعمته تتم الصاحلات

Î 1/161بدائع الصنائع Ï 1/530الروض المربع Ð 2/481اإلنصاف Ñ والشيخ ال يحدده بيومين أو ثالثة أيام ؛ بل لو زاد فهو دم نفاس ما دام أنه متصل بالوالدة .1/340فقه ابن سعدي

Ò 1/430 المغني Ó 2/102فتاوى ابن إبراهيم Ô1/443 شرح الزركشي Õ1/448 الشرح الممتع