بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

15

Click here to load reader

Upload: ahmed-berkouk

Post on 25-Oct-2015

351 views

Category:

Documents


1 download

TRANSCRIPT

Page 1: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

أبحاثودراسات

بيير بورديو: نحو سوسيولوجيا الكشف عنالهيمنة

الحقل التربوي نموذجا

حساين المأمون أستاد باحث في علم االجتماع

شهد الحقلPierre Bourdieu (1930-2002)  مع بيير بورديو السوسيولوجي قفزة نوعية، تتجاوز اإلسهامات المؤسسة مع إميل

وماكس فيبر( )1883-1818)، كارل ماركس (1883-1858دوركهايم ( )، لتشييد سوسيولوجيا نقدية تستند على أطر مرجعية متعددة1864-1920

(فلسفية، لغوية، أنثروبولوجية، سيكولوجية،..إلخ )، تمثلت في نظريته العامة حول الهيمنة والتي أطرت ووجهت نظريات خاصة مثل النظرية

التربوية، ولذلك فالحديث عن إحداهما ال يمكن دون التطرق إلى األخرى، باعتبار أن النسق البورديوي يشكل كال متشعبا ومترابطا، يتضح ذلك من

\"مع -....)1929خالل الكلمة التأبينية التي خصه بها يورغن هابرماس ( اختفاء بورديو اختفى أحد آخر كبار السوسيولوجيين في القرن العشرين،

والذي لم يكن يأبه بتخوم التخصصات وحدود المجاالت وقد كان بطبيعة الحال إثنولوجيا منذ أبحاثه األولى بصدد اصطدام المجتمع القروي الجزائري بالعقلية الرأسمالية، غير أن إنتاجه الذي تدفق دون كلل يتموضع تحت شارة السوسيولوجيا تماما كما ينتسب إلى الفلسفة واالقتصاد والعلوم االجتماعية

أو تحليل اللغة وجميع المجاالت التي دشن فيها آفاق جديدة ومنظوراتواعدة\" .

بالرغم من هذه التعددية، فإن الخيط الناظم للمشروع البورديوي يتمحور - من أين تستمد الهيمنة مشروعيتها؟  حول سؤالين مركزيين:

- لماذا تختفي أسس هذه المشروعية وال تظهر لبادئ الرأي؟ إن             مفعولية الهيمنة تزداد كلما ازداد الجهل بآلياتها الرمزية والخفية، فتستمد

قوتها من اختفائها وتواريها، ومن ثم تظل حقيقتها غائبة، هنا تتحدد الوظيفة األساسية لعلم االجتماع، كعلم يرفع النقاب عن حقيقة الهيمنة

السائدة داخل المجتمع (الحقول االجتماعية) وتعرية أسسها الخفية واللينة التي تجعل من المهيمن عليهم يتقبلونها باقتناع ورضى، وبالتالي

فالسوسيولوجيا تفضح االنخداع الذي يرعاه الجميع ويشجع عليه، فيشكل في كل مجتمع، أساسا ألكثر القيم قداسة، ودعامة للوجود االجتماعي بكامله، وهي تعلمنا مع (مارسيل موس) بأن المجتمع يخدع نفسه على

 الدوام\" ال شك أن هذه الوظيفة المنوطة بالسوسيولوجيا أي الكشف عن مثالب

الهيمنة، تدفعنا ال محالة إلى الحديث عن عالقة بورديو بالحقول االجتماعيةالتالية:

أ-الحقل الفني: حظي النسق الفني بإضاءات هامة، عبرت عن المنظور السوسيولوجي لألعمال الفنية، ومن أهم ما تطالعنا به البيبليوغرافيا

البورديوية ما يلي: - فن متوسط- مقالة بصدد االستعماالت المجتمعية للتصوير         

Page 2: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

)1965الشمسي()1966 - حب الفن- المتاحف الفنية األوربية وجمهورها (         )1979 - التميز- النقد المجتمعي للحكم (          ) يتوخى بورديو من1992 - قواعد الفن- تكون الحقل الفني وبنيته (         

خالل هذه األعمال إبراز دور العوامل االجتماعية والتاريخية، في الخلق الفني من جهة والتذوق الجمالي من جهة أخرى، فاستحضار هذه العوامل

يكشف عن زيف مقولة العبقرية والموهبة الطبيعية، بصفتها وهما، إذ ال وجود ألفكار خالصة، ويبقى مصدر ذلك الوهم هو تجاهل السياق

السوسيوتاريخي للحقل الفني، فعلى النقيض من كانط الذي جعل من الحكم على العمل الفني مسألة فردية، فإن بورديو يرى أنه نتاج تربية اجتماعية وثقافية، ومنه تغدو اإلنتاجات الفنية وليدة البنى االجتماعية

، واإلبداع autonomeلعصرها، \"إن صورة المؤلف أو الفنان المستقل هي بناءManet أو ماني  Flaubertالمتجسد من خالل أعالم كفلوبير

سوسيوتاريخي لم ينبثق إال في القرن التاسع عشر\" . والرؤية ذاتها تنبثقعن الفلسفة.

- الحقل الفلسفي: نميز فيه بين عملين رئيسيين:    ).1988 - االنطولوجيا السياسية عند مارتن هايدغر (                        ) يعتبر بورديو أن تاريخ الفلسفة1997 - تأمالت باسكالية (                        

كما يدرس هو ال تاريخي، لكونه يتجاهل التاريخ حيث يمزج بين فكر الماضي أو الرجوع إلى األصل نموذجا لهذاarchéوفكر الحاضر، وتمثل نظرية ال

التاريخ الالتاريخي، فتجد \"هذه اإليديولوجية المهنية للفيلسوف فقيه اللغة اكتمالها عند هيدغر الذي يعطي في قراءته للفالسفة قبل سقراط وفي

نظريته عن الحقيقة \"كانكشاف\" أكمل تعبير ألحد التبريرات الممكنة لممارسة األستاذ للتعليق هذا في الوقت الذي يدعم فيه روح النبوة عندما

يجعل المؤول هو ذاك الذي يكشف لمعاصريه الحقيقة التي طالما غ�لفت ون�سيت، وذلك بعودته إلى الخطاب األصلي في طهارته\" وبالمثل فإن

الكوجيطو الديكارتي يغدو تصورا وهميا عن الذات الحرة المشيدة لفكرها من جهة والمروضة للطبيعة من جهة أخرى. يترتب عن ذلك نتيجة مفادها أن كل

نتاج فكري سواء كان فلسفة أو أسطورة أو فنتازيا هو نتاج رؤية للعالممتجذرة في مجالها السوسيوتاريخي.

هذه النتيجة تدفعنا إلى القول بأن بورديو سقط في النزعة السوسيولوجيةsociologisme والتحليل اآللي للمنتوج الثقافي. وللتعبير عن موقفه إزاء

) في1662-1623ذلك سوف يستشهد بالفيلسوف والرياضي بليز باسكال ( معرض حديثه عن عالقة اإلنسان بالكون \"بالفضاء، فالكون يغمرني

ويحتويني مثل نقطة ما، وبالفكر فأنا أحتويه (الكون)\" وبالمثل فكل واحد منا، يتموقع في وضعية اجتماعية خاصة، والتي تمدنا برؤية خاصة عن العالم

خاصhabitusكذلك. وضمن كل وضعية داخل الحقل االجتماعي آبتوس ،perceptionيوافقها كذلك (...) أي نسق من شيمات لإلدارك الحسي

أي مجموعة المعارف التطبيقيةaction، والسلوك appreciationللتقويم المكتسبة عبر الزمن والتي تمكننا من اإلدراك، والتصرف والتقييم في فضاء

اجتماعي معين\" . نخلص إذن إلى القول بأن اآلبتوس يتحدد بخاصيتين أساسيتين:   - كونه بنية تبنى انطالقا من الفضاء االجتماعي في وضع سوسيوتاريخي    

معين. - كونه بنية بانية انطالقا من فاعلية الفرد داخل الفضاء االجتماعي في    

المساهمة في إعادة إنتاج هذا الفضاء. ج- الحقل اللغوي: أضاف بورديو للبحث السوسيو-لساني لبنة أخرى      

تطرق لها في األعمال اآلتية:

Page 3: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

)1982- داللة الكالم. اقتصاد المبادالت اللغوية (1                   ) يحتوي الفضاء االجتماعي2001- اللغة والسلطة الرمزية (2                  

سوقا لغوية متعددة، فهناك لغة القانون، الطب، المدرسة خاضعة لمعايير وقواعد محددة، وبالمقابل هناك لغة متحررة من هذه المعايير والقواعد مثل

لغة السجون أو عصابات المهمشين، ومن ثم فاللغة مرتبطة بمحيطها الخارجي الذي يمدها بالفعالية واإلجرائية. \"إن أي أداء للكالم سيكون عرضة

للفشل إذا لم يكن صادرا عن شخص يملك سلطة الكالم\" . وضمن هذاالسياق ففعالية اللغة تتطلب طقوسا إلنتاج خطاب معين، ومن أهمها:

- إقامة العالقة بين الخطاب وصفات من يلقيه وسمات المؤسسة التي تسند إليه أمر اإللقاء.

- أن يصدر الخطاب عن الشخص الذي عرف واعترف له بكفاءة اإللقاء (األستاذ الشاعر، القس..)

- إلقاء الخطاب في مقام المتلقي المشروع.   - أن يخضع الخطاب لقواعد النحو والصرف. 

يمكن القول إذن، إنه بمقدار ما تعددت الحقول االجتماعية، بقدر ما تعدد االهتمام البورديوزي، الشيء الذي يدفع بنا إلى القول أنه فتح آفاقا حوارية

بين العلوم اإلنسانية بعيدا عن الرؤى الضيقة في التخصصات األكاديمية، يتضح ذلك أكثر من خالل حضور الجانب اإلثنولوجي، والذي شكل منطلق

أبحاثه، والتي تجلت في المؤلفات التالية:)1958- سوسيولوجية الجزائر (1   )1960- اإلحساس بالشرف في المجتمع القبايلي (2   )1963- العمل والعمال بالجزائر مؤلف جماعي (3   )1998- الهيمنة الذكورية (4    تتبع بورديو مسار الهيمنة الذكورية من المجتمع القبايلي بالجزائر إلى    

اعتباطيا بين المجتمعات األوربية المعاصرة، حيث تساءل \"كيف أن تقسيما الجنسين صار بناء مجتمعيا طبيعيا، وذلك أن النظام المجتمعي عند أمازيغ

القبايل يشتغل كليا بصفته آلة رمزية ضخمة تنزع نحو تأبيد الهيمنة الذكورية، التي يقوم عليها، التقسيم الجنسي للعمل، للرجال الفالحة والحصاد

والحرب، وللنساء قطف الزيتون وجمع الحطب، بناء المجال عمومي للرجال وخصوصي للنساء سجينات البيت (...) هكذا فإن أخالق الشرف الذكورية

تحض الرجال على \"المواجهة والنظر إلى اآلخرين داخل عيونهم ضمن وضع مستقيم، في حين أن المرأة القبايلية تبين عن خضوعها ولين عريكتها

 بأوضاع منحنية أو مقوسة وهي تنظر إلى قدميها\". أن المشروع البورديوزي، يتغيى بناء نظرية  - تأسيسا على ما سبق، يتضح  

سوسيولوجية شمولية، تتوخى تتبع مسارات الهيمنة داخل المجتمع بصفة عامة والحقول االجتماعية بصفة خاصة من خالل نظريات وسيطية، تستمد

إطارها المرجعي من النظرية العامة وبالتالي فاالهتمام بحقل معين في النسق البورديوزي، يجعلها أكثر وضوحا، ويضعها أمام المساءلة والنقاش،

وعليه يقع اختيارنا للحقل التربوي بناءا على الدوافع اآلتية: الحيز الهام الذي شغلته المسألة التربوية من أعمال بورديو.  -    - كونها إحدى كالسيكيات سوسيولوجيا التربية التي تستدعي الوقوف   

عندها تحليال ومناقشة. - النقاشات التي خلفتها في محيطها وخارجه.    تجنب االنحشار داخل األنسقة النهائية، تمشيا مع روح الفكر العلمي  -   

الذي يقضي بأن قيمة نظرية علمية تعود إلى مدى قابليتها للتفنيد إبراز أهمية العوامل السوسيوثقافية في سير العملية التعليمية.  -   

المؤسسة التعليمية وإعادة اإلنتاج االجتماعي تمهيد                               

Page 4: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

        المفاهيم األساسية                      الحقل  1                              الرأسمال 2                              اآلبتوس 3                              بييربورديو: تفكيك مسلمات الخطاب التربوي  –              اإلرث الثقافي وايديولوجية الموهبة -1                             وظيفة المؤسسة التعليمية -2                             

خاتمة                                 - تمهيد:

ال تأتي أهمية علم االجتماع التربوي عند بيير بورديو وجان كلود باسرونBourdieu et Passeronمن الوقوف على وظيفة المؤسسة التعليمية ،

بصفتها آلية إلعادة اإلنتاج االجتماعي. وإنما في الكيفية التي حاوال من خاللها تحليل وتفسير ظاهرة الالمساواة أمام المدرسة من جهة، وفي

التنبيه على دور العوامل السوسيوثقافية في المسار الدراسي للمتعلمين من جهة ثانية، وفي السجال العميق الذي خلفته بحوثهما داخل وخارج

فرنسا من جهة أخرى. إن تناول نظرية بورديو في التربية، يستدعي الوقوف عند علبة مفاهيمية  

Habitus واآلبيتوس capital والرأسمال champمترابطة، كمفهوم الحقل بحيث يصعب الحديث عن مفهوم دون اآلخر، ثم تحديد المسلمات األساسية

التي شكلت منطلق هذه النظرية، بصفتها جهازا متماسكا من المسلمات والفرضيات والمفاهيم، والقواعد والقوانين التي تستعمل من أجل تحليل وتفسير أجزاء معينة من الواقع\". مع اإلشارة إلى أن هذه األخيرة انبثقت

ضمن مناخ فكري، ارتبط باتجاهات سوسيولوجية مختلفة في مرجعياتهاومنطلقاتها ومن ثم اختالف رؤيتها للمؤسسة التعليمية:

- االتجاه البنيوي الوظيفي: تتحدد وظيفة النظام التربوي في التنشئة   االجتماعية للفرد وإعداده المهني لتسهيل إندماجه في المجتمع ( إميل

دوركهايم، تالكوت بارسونز). - االتجاه الماركسي: يرى أن التعليم يعيد إنتاج السيطرة أي إعادة إنتاج  

العالقات االقتصادية واالجتماعية السائدة في المجتمع، من خالل إعادة إنتاج المهارات الالزمة لكفاءة العمل، ثم نقل اإليديولوجية المسيطرة وإضفاء

الشرعية عليها (ألتوسير). - االتجاه المنهجي الفرداني: يخرج من إطار الجدل الماكروسوسيولوجي  

حول صلة المدرسة بالمجتمع إلى مجال ميكروسوسيولوجي من خالل تركيزهعلى مفهوم الفرد واالستراتيجيات الفردية ( رايمون بودون).

- االتجاه البنيوي التكويني: يعتبر النظام التربوي، بنية تتشكل من فاعلين   ( أساتذة، بيداغوجيون، متمدرسون،...)، ينخرطون في تفاعل، يعبر عن

عالقات القوة في تشكيلة اجتماعية معينة، ويساهم من خالل مفعوله الخاص في حفاظ الطبقات السائدة على وضعية سيطرتها، يقول بيير دونديران \"

إن أحد األبعاد الهامة لنظرية الفعل البيداغوجي عند \"بورديو\" و\"باسرون\" إن لم تكن محورها األساسي، هو أن هذا الفعل ال يتحقق إال إذا تمكن من

إخفاء عالقات القوة التي تضمها وتحتويها، وإن السمة التحكمية لهذا الفعل يجب أن تزول وتظل متخفية، وإن الفعل البيداغوجي يجب أن يقدم البسا

لباس الشرعية\" . بيد أن عالقات القوة هذه تعود إلى التاريخ الثقافي للفردle passé culturelوالذي يحدد موقعه ضمن الجماعة المتمدرسة، ال إلى ،

الموهبة والجدارة كما يتداول داخل الخطاب التربوي، غالبا وهذا يتضح أكثرعند التطرق للمفاهيم األساسية.

-II المفاهيم األساسية

Page 5: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

يرفض بورديو النظر إلى المجتمع كما لو كان وحدة متكاملة ومنسجمة ( التوجه البنيوي الوظيفي)، أو كتل منقسمة حسب ملكية وسائل وقوى اإلنتاج بين المالكين وغير المالكين (التوجه الماركسي)، بل يعتبره فضاء

متشكال من حقول (سياسية، علمية، أدبية، جامعية، قانونية، دينية، صحفية، مهيمنون وآخرون مهيمن عليهم،agentتربوية،...) يشغلها مفوضون

بوساطة الرأسمال ال المادي فحسب، بل الرأسمال الرمزي واالجتماعيوالثقافي كذلك .

le champ- الحقل 1 إن الحقل كما يشير بورديو ليس مجرد تمثل ذاتي أو بناء نظري للعالم، بل 

له وجود موضوعي في الواقع، تعكسه حقيقة المؤسسات التي تعبر عنه،وكذلك الممارسات والمصالح المشتركة، ويتميز الحقل بالخصائص التالية:

- كل حقل في سيرورة تشكله التاريخي، يمر بمراحل طويلة وبطيئة،   وصراعات متعددة تستهدف الحصول على االستقالل الذاتي، إنه عويلم صغير

من العالم المجتمعي، يشتغل بطريقة مستقلة نسبيا، له قوانينه وقواعدلعبه الخاصة.

يتميز الحقل بوجود نوعين من الصراع، األول داخلي بين عمالئه، في تنافسهم على الشرعية وعلى امتالك الحق في تمثيل الحقل والتعبير عنه

واحتكار المنافع التي يدرها، وأيضا التنافس بين قدماء الحقل (اآلباء المؤسسون)، والوافدون الجدد (المحدثون)، والثاني هو صراع بين الحقل

وباقي الحقول المنافسة داخل الفضاء االجتماعي.الحقل إذن بنية لها تاريخ.

:Habitus- اآلبتوس 2 ، ويعني فعلhabereآبتوس كلمة يونانية مشتقة من الفعل الالتيني

ق.م) والذي أعطاه معنى322-384. استعمله أرسطو (avoirالملكية/التملك طريقة الوجود الثابتة والتي يصعب تعديلها أو تحويلها. كما استعمله طوما

) والذي أعطاه معنى العادة، وفي الميدان الطبي1274-1225االكويني ( ، آبتوس البلوراتteberculeuxيستعمل بمعنى العرض كآبتوس السل

لوصف شكلها الهندسي، آبتوس الكوارتز مثال، أما في الحقل السوسيولوجي ) في كتابه التطور البيداغوجي1917-1858فقد استعمله إميل دوركهايم (

) في حديثه1950-1872بفرنسا بمعنى الطبع واستخدمه مارسيل ماوس ( عن تقنيات الجسد ضمن مؤلفه األنثروبولوجيا والسوسيولوجيا بمعنى العادة

habitude وعادة االكتساب ،Habitude d\'acquisitionاآلبتوس بالنسبة . لبورديو \"نسق من االستعدادات الدائمة والقابلة للتحويل أو النقل

transposableبنى مبنية مستعدة لالشتغال بصفتها بانية، أي كمبادئ ، ). وبصيغتهle sens pratique p88مولدة ومنظمة لممارسات وتمثالت...\" (

العامة هو المجتمع وقد حل واستقر في الجسم عن طريق سيرورة التربية والتنشئة االجتماعية والتعليم والترويض، المجتمع (هنا)، بكل قيمه

وأخالقياته، بكل محددات السلوك والتفكير واالختيار... إنه ذلك التاريخ الذي األبتوس إذن يسكن األشخاص في صورة نظام قار للمؤهالت والمواقف\"

، اكتسبت اجتماعياtransposableنسق من استعدادات دائمة وقابلة للتناقل وتجدرت عميقا في الذات، تشمل على األقل ثالثة أبعاد أساسية: بعد نفسي

وجداني (االختيار، الميوالت، األذواق) بعد عقلي منطقي (األفكار، مبادئ الفهم والتفسير...)، بعد أخالقي عملي (األفعال، القيم...) إنه مؤشر على األصل أو الوسط االجتماعي، يقول بورديو حول وظيفة هذا المفهوم \"إن

إحدى وظائف مفهوم اآلبتوس األساسية هي التخلص من منزلقين متكاملينcomplémentaires النزعة اآللية :(...) mécanismeوالتي تعتبر أن ،

هو نتيجة آلية إلكراهات أسباب خارجية، ومن ناحية أخرىactionالفعل ، والتي تعتبر خصوصا مع نظرية الفعل العقالنيle finalismeالنزعة الغائية

Page 6: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

meditations، يتصرف بشكل حر وواع\" (agentأن المفوض pascaliennes،1977(

le capital  - الرأسمال3 تتنافس في الحقول االجتماعية مجموعة من الرساميل، والكل يراهن على

تحصيلها ومراكمتها قصد استثمارها، ليقع االعتراف بها اجتماعيا حيث تصبح رأسماال رمزيا، يخول لصاحبه موقعا معينا ضمن لعبة التمايز وأهم أنماط

الرأسمال: يمثل مجموع اللقاءاتle capital sociale أ- الرأسمال االجتماعي   

contactsوالعالقات والمعارف، والصداقات (...) التي تمنح المفوض ، agent مقدرا معينا من المثانة epaisseurاالجتماعية، وسلطة الفعل ورد

الفعل المالئم بفضل كم ونوعية هذه العالئق والروابط \" الرأسمال potentielles أو الكامنة actuellesاالجتماعي هو مجموع الموارد الفعلية

من العالقات شبه المؤسساتيةdurableوالتي ترتبط بحيازة شبكة دائمة institutionnalisés من التعارفات واالعترافات المتبادلة inter-

reconnaisanceأو بعبارة أخرى، االنتماء إلى مجموعة معينة أو مجموعة ،  \"utile (...) يتوحدون بروابط دائمة ومنفعية agentsمفوضين

:le capital culturelle ب- الرأسمال الثقافي     هو مجموعة المعارف والقدرات والمهارات النظرية والعملية في إطار ثقافة معينة ويتألف من الشواهد المدرسية واأللقاب الثقافية والتي تخول لمالكها

مراكز ووضعيات تتحدد بحجمها ونوعها.:le capital symbolique ج- الرأسمال الرمزي    

إنه باختصار \"ليس شيئا آخر سوى الرأسمال االقتصادي أو الثقافي عندما).choses dite p160يصبح ذائع الصيت، حسب أنواع التمييز التي تفرضه (

III.بيير بورديو : تفكيك مسلمات الخطاب التربوي -يقوم خطاب المؤسسة التعليمية على مسلمات أساسية:

- تلقن المؤسسة التعليمية األفراد جملة من المعارف والمهارات      اللغوية والفكرية والسلوكية.

- كل األفراد لهم الحظوظ نفسها في التعليم.       - لكل فرد الحرية في اختيار الشعبة التي تتالءم مع مواهبه ومؤهالته.       - يثمن كل فرد له القدرة واالستحقاق والجدارة على مجهوده بشهادة      

االستحقاق بعد االختبارات. يترتب عن ذلك مسلمة محورية مفادها أن المؤسسة التعليمية ديمقراطية 

وال تقصي إال من يقصي نفسه. ولما كانت المسلمة منطلق تخميني يتقبله الباحث مؤقتا في انتظار تفنيده أو تدعيمه، من خالل دراسة ميدانية أو تاريخية، سوف ينطلق بورديو من معطيات إحصائية ومالحظات ميدانية،

إلبراز تهافت هذه المسلمة. فإذا كانت الشرائح االجتماعية الدنيا تمثل نسبة أكبر إحصائيا فمن المفروض أن يمثل حضورها في التعليم العالي نسبة أكبر

كذلك، غير أن ما يحصل هو العكس. حيث أن \"فرص االلتحاق بالجامعة حسب مهنة األب تبين أن هذه الفرص تذهب إلى أقل من حظ على مائة

بالنسبة ألبناء المصنعين70بالنسبة ألبناء المأجورين الفالحيين وزهاء % بالنسبة ألبناء فئات المهن الحرة- هذا اإلحصاء يبرهن بوضوح80وأكبر من %

أن النظام التعليمي يمارس موضوعيا، إقصاء شبه كلي كلما توجهنا صوب الطبقات األقل حظوة لكن نادرا ما تظهر بعض األنماط الـأكثر خفاء من

ألبناء الطبقات الدنياrelégationالالمساواة أمام المدرسة كعزل فيpiétementوالمتوسطة في إطار بعض التخصصات، والتأخر أو التعثر

الدراسات\" . وضمن دراسته، سوف يتناول الباحث سلسلة من المتغيرات: كمتغير الجنس،

السن، المستوى االقتصادي، األصل االجتماعي... ليستقر على جملة من

Page 7: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

المالحظات هي كاآلتي: - كلما توجهنا صوب الفئات الدنيا، كلما ظهرت هناك فروق في حضور  

من الحظوظ لاللتحاق بالتعليم8الجنسين، فبينما تملك اإلناث أكثر من % ، وهذا الفارق يكاد ينمحي كلما توجهنا صوب الفئات10العالي يملك الذكور%

المتوسطة والعليا. - كلما اتجهنا نحو الفئات الدنيا، كلما تباين العمر الحقيقي والعمر المرتبط  

بمستوى دراسي معين والعكس بالعكس، هكذا (ف)نسبة الطلبة الذين لهم (بمعنى العمر األكثر ترددا في هذا المستوى)age modalالعمر المنوالي

،plus défavoriséesتنخفض بقدر ما يتوجه تجاه الطبقات األقل حظوة (ف) نسبة الطلبة المنحدرين من أصول دنيا تنحو إلى التزايد في الفئات

العمرية األكثر ارتفاعا\" . ال يكفي العامل االقتصادي في تفسير التعثر الدراسي ف\"العوائق

(و)mortalité scolaireاالقتصادية ال تفسر سوى نسب االنقطاع الدراسي بأنها تتباين حسب الطبقات االجتماعية كذلك. وال تملك أي مؤشر آخر

وتتجاهل السبل المتنوعة والملتوية في الغالب والتي تقصي بواسطتها المدرسة ضمنيا األبناء المنحدرين من أوساط غير محظوظة\"

ويمكن القول إذن على لسان بورديو أنه \"في التعليم األدنى حيث تأثير األصل االجتماعي يتبدى واضحا أكثر، (ف)يغدو من المشروع اعتبار كليات اآلداب ميدانا لدراسة فعل العوامل الثقافية في الالمساواة أمام المدرسة

بامتياز\" . والخالصة األولية التي يتوصل إليها الباحث هي أثر العامل الثقافي في

النجاح الدراسي، والذي يعد عائقا دراسيا عند البعض وامتيازا لدى البعضاآلخر.

- اإلرث الثقافي وإيديولوجية الموهبة:1 إن تجربة اإلخفاق أو التعثر الدراسي، يقوم األساتذة أو الطلبة بإسنادها إلى

التي يملكها، إن هذا التعثر أوle donالماضي القريب للشخص والموهبة النجاح حسب بورديو، ال يتوقف على الموهبة أو على الفرد ذاته، وإنما هو

نتاج توجيهات مبكرة لوسطه العائلي. ذلك أن الطلبة المحظوظين اجتماعيا يرثون من أوساطهم معارف ومهارات وأذواق، تنعكس على التحصيل

مع األعمالfamiliaritéالدراسي. ويتجلى االمتياز الثقافي، في شكل ألفة الثقافية، كالتردد المنتظم على المسرح والمتحف والمهرجان، ويتجلى كذلك

من خالل اإلطالع على األعمال المعاصرة(روايات، مجالت،...)، ومن ثم فالطلبة لهم معارف أكثر شمولية وغنى كلما كانت أصولهم االجتماعية أكثر

ارتقاء، غير أن هذه العوامل االجتماعية المحددة للفوارق الثقافية تتوارى داخل الفصل الدراسي، إذ أن \"البورجوازي الصغير والمجد باستطاعته أن

،la culture savanteيعادل االمتياز الذي تمنحه األلفة مع الثقافة العالمة ألبناء الطبقات العليا، إال أن القيم المختلفة التي توجه سلوكات متماثلة يمكنها أن تنكشف بطريقة غير مباشرة، من خالل الفوارق الدقيقة\" .

هكذا \"فأبناء الفالحين أو أطر متوسطة، وأبناء عمال أو أطر عليا يمكنهم أن يبدو معرفة متكافئة عن المسرح الكالسيكي دون أن تكون لهم نفس الثقافة

،le passé culturelفي هذا الميدان ألنه ليس لهم نفس الماضي الثقافي فتوحد المعارف ال يعبر بالضرورة عن نفس المواقف وال يستخدم القيم

نفسها: فعندما يالحظ عند البعض قدرة قاصرة على االنضباط والتعلم المدرسي يتجلى لدى البعض اآلخر قلة الخضوع لهذه األوامر المدرسية،

فاألمر يتعلق بامتالك هؤالء لثقافة يملكونها من وسطهم العائلي، (...) من متجليات هذا االمتياز الثقافي األكثر إثارة لالندهاش ذلك المرح التهكمي

واللياقة المتصنعة، أو الثقة النظامية التي هي من فعل طلبة ينحدرون من الطبقات العليا، حيث تشكل طرقهم هذه عالمة على االنتماء إلى النخبة\" .

Page 8: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

وبالتالي فإن هذا االمتياز الثقافي، الذي ورثه هؤالء في شكل إرث ثقافيhéritage culturel ينقل بطريقة خفية ،discretغير مباشرة، وفي غياب ،

أي مجهود منهجي، وكذلك كل فعل ظاهري، إنه تقريبا في األوساط األكثر ، حيث تقل الحاجة للوعظ على التفاني الثقافيplus cultivé  تثقيفا

وتقديم المساعدة بعزم وتدريب على الممارسة الثقافية، في مقابل الوسط البورجوازي الصغير حيث ال ينقل اآلباء ألبنائهم شيئا آخر سوى اإلرادة

، فالطبقات المثقفةla bonne volonté culturelleالثقافية الخيرة classe culturelleتهيئ حوافز جد متعددة ومقنعة، وذلك بغية تفعيل ،

االنخراط في الثقافة بواسطة نمط خفي من اإلقناع ومنه فالمدرسة تبقى \"السبيل األوحد والوحيد لولوج الثقافة (العالم الثقافي)، وهذا في

كل المستويات الدراسية، وبالتالي فالمدرسة هي الطريق الملكي لدمقرطة الثقافة (...)، فالطلبة يختلفون بمجموع االستعدادات والمعارف القبلية التي

تعود إلى وسطهم االجتماعي، فهم إذن ليسوا متساويين في اكتساب الثقافة العالمة إال صوريا\" ، وللتدليل على ذلك يضيف بورديو أن \"كل

تعليم، والسيما تعليم الثقافة (حتى العلمية منها) تفترض مسبقا وضمنيا، والتي تكونsavoir direشيئا من المعارف والمهارات والسيما آداب الكالم

تراث الطبقات المثقفة\" . وتأسيسا عليه، فإن سهولة استدخال الثقافة التي تنقلها المدرسة تزداد

كلما ارتقينا في سلم االنتماء االجتماعي، وهكذا فإن قاعدة النجاح المدرسي تتسع عند الطلبة المنحدرين من طبقات متوسطة وتزداد عند المنحدرين من

طبقات مثقفة، ومنه فاألستاذ الذي يقوم بتقييم عمل التلميذ المتألقbrillant أو الموهوب ،doué والتلميذ المجد ،sérieuxال يحكم في الغالب ،

سوى على عالقة بالثقافة، تتعهد كال منهم منذ والدته، \"والحال أن ثقافة النخبة إذا كانت تقترب من ثقافة المدرسة فإن ابنا ينحدر من وسط

بورجوازي صغير (فما أدراك بمن ينحدر من وسط عمالي أو فالحي) ال يمكنه االكتساب إال بالكد ، ما يتلقاه ابن طبقة مثقفة، اللياقة، الذوق، الفكر،

، هي طبيعيا تنتميsavoir vivreوباختصار فهذه المهارات وآداب السلوك إلى طبقة معينة ألنها ثقافة هذه الطبقة، فبالنسبة للبعض اكتساب ثقافة

النخبة هو امتحان عسير، وبالنسبة للبعض اآلخر إرث يضم السهولةوالتساهل في اآلن نفسه\" .

يطالعنا من خالل المعالجة البورديوزية، آلليات اإلقصاء التعليمي أن النظام التربوي يتغافل أثر العوامل االجتماعية من مرحلة ما قبل التمدرس أو

الحضانة إلى التعليم العالي ، وذلك بتحويل االمتياز االجتماعي إلى موهبة واستحقاق فردي، رغم ما يبديه من تكافؤ صوري للفرص التعليمية، بمعنى

آخر أن وظيفة المؤسسة التعليمية تكمن في إضفاء الطابع الشرعي عنالالمساواة االجتماعية.

- وظيفة المؤسسة التعليمية:2 تقوم المؤسسة التعليمية بتطبيع سلوكات األفراد عبر سلطة الفعل

البيداغوجيي وفق الميكانيزمات التداولية التالية:- الثقافة: نسق من الرموز والقيم والدالالت وأنماط السلوك.

- قناة: أي مؤسسة تعمل على ترسيخ هذه الثقافة في وعي الفرد وتشكلاألسرة والمدرسة أهم هذه المؤسسات.

ل: أي فاعل مؤهل يملك آليات تفكيك الرموز والتلقين. - م�رس³ - متلقي: أي مستقبل يعمل على استدخال هذه الثقافة وترجمتها على

مستوى السلوك والمؤسسات وبالتالي إعادة إنتاجها من جديد. - عالقة: تواصل بين المرسل والمرسل إليه. فما هي مميزات أطراف

التواصل؟ المرسل: متكلم يملك سلطة الكالم انطالقا من مؤسسة تخول له مشروعية

Page 9: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

الكالم، أي يتكلم بلسان الثقافة المشروعة التي يضعها ، هو عمل ترسيخيt.pبيداغوجيون، \"يتطلب النشاط التربوي- عمال تربويا –

البد من أن يدوم بما يكفي إلحداث تأهيل يتصل بالدوام، أي إلنتاج تطبع من خالل استبطان المبادئ التي ترسي تعسفا تربويا قادراhabitusتربوي

على االستمرار بعد أن يتوقف النشاط التربوي، تبعا لذلك على إدامة مبادئ التعسف المستبطن في سياقات الممارسة التربوية\" ، اعتمادا على عملية

تواصل بيداغوجي، مشروطة بآليات عمل محددة يعيش ضمنها الفاعل/األستاذ وضعية التعالي واالنغالق التي يوفرها له فضاء المدرسة

كالمسافة اللفظية مثال ، يقول بورديو\" و\"باسرون\": \"األستاذ يظل بعيدا vagues et\" العامة والمخيفة on ditعن طلبته ويحيط نفسه ب\"يقال

effrayantمحكوم عليه بأن يعيش المونولوج المسرحي واالستعراض ، الجاهز\" .

الرسالة: مجموعة دالالت ورموز أي نسق رمزي، يتجسد في األدوات التربوية التي تضعها المؤسسة \"علينا أن ال نعتبر األدوات التربوية التي يضعها ال (أن.ت.م) بتصرف عمالئه(كتب، تفسيرات، كتاب المعلم، برامج، تعليمات تربوية...) كمجرد عناصر مساعدة على الترسيخ، بل كأدوات ضبط لتدعيم

وتهدف هذه أرثوذوكسية العمل المدرسي في مواجهة الهرطقات الفردية\"األدوات إلى ترميز وتنميط الرسالة المدرسية وتنسيقها.

المرسل إليه: متلقي يستدخل هذه المعطيات، ومادام األفراد يختلفون من حيث انتماءاتهم االجتماعية فستختلف بالضرورة آبيتوساتهم، أي الرواشم

اإلدراكية والفكرية والتقييمية والعملية في استساغة هذه الرموز وفكل مالكا لها وضامنا لفهمها بحكم رأسماله آلياتها والتي يمثل الم�رس³

المعرفي. ينتج عن ذلك، القول بأن هذه الوضعية التواصلية، قائمة على سلطة رمزية

غير مرئية تمر عبر وسائل ناعمة ولينة، يتقبلها المتلقي برضى واقتناع، ومادامت الطبقات المهيمنة تسعى إلى تقنيع امتيازاتها بصفة الطبيعي

والبديهي للحفاظ على مواقعها، فإنها تعمل على انتقاء ما يتناسبومصالحها من الدالالت التي تراهن على نشرها في السوق الرمزية.

وبالتالي فكل من يتوافق مع هذه الدالالت يستقر وكل من يعجز أو ال يتوافق يجازى بالرسوب واالنقطاع ومن ثم فمادامت دالالت النسق التعليمي

تتفق وآبتوس الفئات العليا فإنه موضوعيا يكون هؤالء ذوو امتياز ومسار دراسي موفق وشواهد عليا تخولهم احتالل المراكز العليا والعكس بالنسبة

ألبناء الفئات الدنيا.يترتب عن ذلك النتيجة التالية:

المدرسة تعمل من جهتها على إعادة إنتاج التراتب االجتماعي وعلى تنميطوقولبة وعي وإدراك األفراد.

خاتمة:(أنظر الخطاطة في الصفحة الموالية).

الئحة المصادر والمراجع:

-Pierre Bourdieu et jean – claude Passeron: les héritiers، les étudiants et la culture. éditions de Minuit. 1964.

 P.Bourdieu et jean claude passeron: la reproduction، édition minuit.1970.

 sciences humaines، numéro spécial،\"L\'œuvre de Pierre

Page 10: بيير بورديو نحو سوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة

Bourdieu\" .2002.  -Christiane Chauviré، olivier Fontaine، le vocabulaire de

Bourdieu   Ellipses Edition Marketing.2003

- بيير بورديو: الفتى المتعدد والمضياف، إعداد وتوطئة عبد الجليل بن .2003 األزدي، المطبعة والورقة الوطنية، الطبعة األولى  محمد

- بيير بورديو: الرمز والسلطة، ترجمة عبد السالم بنعبد العالي ، دار توبقال.1986للنشر، الطبعة األولى

- بيير بورديو، العنف الرمزي ، بحث في أصول علم االجتماع التربوي، ترجمة.44. ص1994نظير جاهل ، المركز الثقافي العربي، الطبعة األولى