مقالة في العبودية المختارة - أتين دي لابويسيه

105
ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﺎرة- أﺗﻴﻦ دي ﻻﺑﻮﻳﺴﻴﻪwww.fsjes-agadir.info

Upload: rguigue-nabil

Post on 08-Mar-2016

265 views

Category:

Documents


20 download

DESCRIPTION

مقال في العبودية المختارة..أيتن دي لابُويسيه مقال في العبودية المختارة هو أحد أشهر النصوص السياسية والفكرية في التاريخ الأوروبي التي تعالج قضايا الطغيان ودور رجل الشارع العادي في دعم الطغيان وإتاحة الفرصة له كي يزدهر ويستمر. مؤلف هذا المقال هو الفرنسي أيتن دي لابويسيه الذي ولد في نوفمبر 1530 ودرس القانون في الجامعة وحصل علي تصريح من الملك هنري الثاني يبيح له حق العمل قاضيا في برلمان يوردو. وكانت تلك الفترة التي ظهر فيها دي لابُويسيه مرحلة صراع ديني شديد في فرنسا بين الكاثوليك والهجنوت وهو الاسم الذي أطلق علي أشياع كالفن بفرنسا. وتعرض الهجنوت لعقوبات صارمة بل

TRANSCRIPT

Page 1: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

أتين دي البويسيه - مقالة في العبودية المختارة

www.fsjes-agadir.info

Page 2: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

2

أتين دي البويسيه

مقالة في العبودية المختارة

:ترجمةمصطفى صفوا

www.fsjes-agadir.info

Page 3: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

3

قدمة المترجمميف مدينة ، 1530ولد أتني دي البويسيه يف العام

منتميا ، وإىل الشرق من بوردو، موجإىل اجلنوب من لي، سارالإىل عائلة ميسورة من النواب الذين كلفتهم الطبقة األرستقراطية

النصراف هذه الطبقة إىل البقاء يف خدمة ملوك ، بإدارة أعماهلامن رجال الكنيسة ، الذي تويف وهو طفل، وكان أبوه.فرنسا

فنشأ أتني على تقديس ، املتضلعني يف الالهوت واألدبجبامعة ، من مث، وقد التحق.اليوناين والالتينية» إلنسانياتا«

، أورليان اليت كانت تعد ثانية جامعات فرنسا بعد جامعة باريسفانصرف إىل دراسة القانون اليت كانت دراسة لغوية

وملا حصل .يف املقام األول) أي منصبة على النصوص(فيلولوجيةن امللك هنري الثاين حصل م، 1553درجته اجلامعية يف العام

كان (على تصريح يبيح له حق العمل قاضيا بربملان بوردووقد ).احلصول على املنصب بالشراء حلاجة امللك إىل املال

مستشار ، انعقدت أواصر صداقة بينه وبني ميشيل دي لوبيتال

Page 4: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

4

فه صديقه الذي يكربه ، أم امللك –كاترين دي ميديسني فكلالذي انتصر اعضائه للفريق ، ن بوردوبربع قرن أن يشرح لربملا

نوت«الكاثوليكي املتعصب يف صراعه ضد وهو االسم (»اهلجن يف فرنسا الف سياسة التسامح ، )الذي أطلق على أشياع ك

فكاد ينجح يف عقد لقاء وطين بني ، ، الديين اليت ينتهجهاولما صدر مرسوم .لكن أعمال العنف توالت، الطرفنيالقاضي برتك حرية العبادة ألشياع ، 1562) فرباير(شباطكتب مذكرة شرح فيها النتائج ، دون اعتبارهم هرا قطة، كالفن

أن الردع ، املنحوسة اليت تنجم عن املنازعات الدينية وبنيبل إىل تفاقم ، الدموي ال يؤدي إىل القضاء على اخلصوم

.العداوة تفاقما يهدد البالد حبرب أهليةفكان البويسيه قد أثناء عمله قاضيا بربملان ، تعر

فانعقدت بني الرجلني ، إىل مونتين، 1557بوردو يف العام ولما تويف البويسيه يف الثامن .صداقة خلدها األخري يف مقاالته

نشر مونيين أعمال صديقه ، 1562) أغسطس(عشر من آب

Page 5: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

5

وترمجات عن املؤرخ ، شعر نظمه يف مقتبل العمر :يف قسمنيولكن مونتين مل .وأخرى متعددة عن بلوتارك، كسينوفون اليوناين

حياكة أدق «ألنه رأى فيها ، ينشر أعمال صديقه األدبيةوألطف من أن خترج إىل اجلو اخلشن الذي اتسم به هذا الفصل

وهي عبارة حتوي اإلشارة إىل الصراع السافر الذي ، »الفاسدني الدولة انتهت إليه العالقة بني حركة اإلصالح الديين وب

والذي جتاوز حدا ال عودة عنه بعد مذحبة أشياع كالفن ، امللكيةوهي املذحبة املعروفة باسم ليلة القديس ، 1572يف العام مقالة يف العبودية «واألرجح أن البويسيه كان قرأ .بارتوليمي

ا .على بعض أقرانه يف جامعة أورليان فاستنسخوها» املختارة وملاقتبسوا ، ستنسخني يف عداد الكالفينينيصار بعض هؤالء امل

م مع تصاعد العداء ، أجزاء من هذه املقالة يف كتابالكن استتباب .واستخدموها ألغراض سياسية، واستحكامه

مقالة «جعل، خالل القرن السابع عشر، األمر للحكم امللكية من القراء» يف العبودية املختارة ، نصا ال يلتفت إليه إال قل

Page 6: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

6

، مونتين» مقاالت«درها أن ال تظهر منشورة إال يف ظل وكان ق .إذ نشر النص على حدة، 1835حىت العام

إذا كان حيظى اليوم بانتباه منقطع ، إن هذا النص، واالجتماع، النظري من جانب املشتغلني بالفلسفة السياسية

ال ، منذ احلرب العاملية الثانية، فألن أحداث العصر الذي نعيشهومن مواجهة هذا ، ا من التفرقة بني السيادة واالستغاللترتك بد وما ، هل استغالل اإلنسان لإلنسان هو أساس السيادة :السؤال

أم أن للسيادة جذورا أخرى ما كان االستغالل ، هذه إال نتيجته بغريها يف صورة الدولة؟ ليستتب

ة من دروس أخرى على أن القارئ قد يستخلص مجلوحسبنا أننا نقدمها إليه هنا من ترمجة ، ويسيهيف مقالة الب

مع هوامش من وضعه مثبتة يف آخر ، املفكر مصطفى صفوان .النص

Page 7: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

7

Page 8: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

8

العبودية المختارة .iملك واحد .كفى سيد واحد، كثرة األمراء سوء

ولو .ذه الكلمات خطب أوليس القوم يف هومريوس :أنه وقف عند قوله

»كثرة األمراء سوء«لكنه حيث وجب .ل مبا ال مزيد عليهألحسن القو

تعليل ذلك بالقول بأن سيطرة الكثريين ال ميكن أن يأيت منها مىت تسمى باسم ، اخلري ما دامت القوة املسندة إىل واحد

صعبة االحتمال منافية للمعقول راح يعكس الكالم ، السيد :فأضاف

.»ملك واحد، كفى سيد واحد«إذ مل يكن له مفر من بيد أن أوليس رمبا وجبت معذرته

استخدام هذه اللغة حىت يهدئ ثورة اجليش مطابقا مبقاله املقام فإن وجب احلديث عن وعي صادق فإنه .بدل مطابقة احلقيقة

يستحيل ، لبؤس ما بعده بؤس أن خيضع املرء لسيد واحد

Page 9: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

9

فإن ، ، الوثوق بطيبته أبدا ما دام السوء يف مقدوره مىت أراد د األسياد تعد د البؤس الذي ما بعده بؤس بقدر ما منلك تعد

وما أريد يف هذه الساعة طرق هذه املسألة اليت كثر اجلدل .منهماألخرى تفضل حكم iiإذا ما كانت أشكال اجلماعة :فيها

ولو أردت لوددت قبل النظر يف مكانة هذا احلكم بني .iiiالواحدألن من ، األشكال األخرى أن أعرف أوال هل له مكانة ما

لصعب االعتقاد ببقاء شيء خيص اجلماعة حيث ينفرد واحد اولكن هذه مسألة مرتوكة لوقت آخر وتقتضي ، بكل شيء

.مقاال يفرد هلا وإال جلبت معها مجيع املنازعات السياسيةفأما اآلن فلست أبتغي شيئا إال أن أفهم كيف أمكن

من األمم أن ، من املدن، من البلدان، هذا العدد من الناسحيتملوا أحيانا طاغية واحدا ال ميلك من السلطان إال ما أعطوه

وال ، وال من القدرة على األذى إال بقدر احتماهلم األذى منهم لوال إيثارهم الصرب عليه بدل كان يستطيع إنزال الشر

إنه ألمر جلل حقا وإن انتشر انتشارا أدعى إىل األمل .مواجهته

Page 10: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

10

، اليني من البشر خيدمون يف بؤسمنه إىل العجب أن نرى امللت أعناقهم دون أن ترغمهم على ذلك قوة أكرب بل وقد غ

م جمرد االسم الذي ) فيما يبدو(هم قد سحرهم وأخذ بألبام أال خيشوا جربوته، ينفرد به البعض فليس معه ، كان أوىل

وال أن يعشقوا صفاته فما يرون منه إال خلوه من ، غريهإن ضعفنا حنن البشر كثريا ما يفرض علينا .يتهاإلنسانية ووحش

طاعة القوة وحنن حمتاجون إىل وضع الرجاء يف االرجاء ما دمنا فلو أن أمة أجربت بقوة احلرب .ال منلك دائما أن نكون األقوى

ملا وجب ) ivمثل أثينا الطغاة الثالثني(على أن ختدم واحداتها بل الرثاء لنازلتها ي م و باألحرى ما وجب أ، الدهش خلاد

الدهش وال الرثاء بل الصرب على املكروه والتأهب ملستقبل .أفضل

إن من شأن طبيعتنا أن تستغرق واجبات الصداقة فمن العقل حمبة .املشرتكة بيننا قسطا ال بأس به من جمرى حياتنا

الفضيلة وتقدير األعمال اجلليلة وعرفان الفضل من حيث

Page 11: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

11

نا عن بعض ما فيه راحتنا لنزيد به واالستغناء أحيا، تلقيناهفلو أن بلدا رأى .شرفا وامتيازا من حنب ومن استحق هذا احلب

سكانه كبريا منهم يبدي بالربهان فطنة كبرية يف نصحهم وجرأة وترويا مجا يف حكمهم فانتقلوا من ، شديدة يف الدفاع عنهم

ات إىل حد إعطائه ميز ، ذلك إىل طاعته وإسالم قيادهم لهم فما أدري أهي حكمة أن ينقلوه من حيث كان يسدي دو

أن التخلي عن .اخلري إليهم إىل حيث يصبح الشر يف مقدورهخشية الشر ممن مل نلق منه إال اخلري حلكمة لو كان حماال أال

.خيالط طيبته نقصو لكن ما هذا يا ريب؟ كيف نسمي ذلك؟ أي تعس

لة تعسة؟ أن نرى عددا ال أو باألصدق أي رذي، هذا؟ أي رذيلةحصر له من الناس ال أقول يطيعون بل خيدمون وال أقول

م ستبد كمون بل ي ال ملك هلم وال أهل وال نساء وال ، حيم نفسها ليست هلم أن نراهم حيتملون ! أطفال بل حيا

السلب والنهب وضروب القسوة ال من جيش وال من عسكر

Page 12: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

12

بل من واحد ال ، ن حياضهم ضدهأجنيب ينبغي عليهم الذود عرقل وال مششون بل خنث هو يف معظم األحيان أجنب ، vهو

ال ألفة له بغبار املعارك وإمنا بالرمل ، من يف األمة وأكثرهم تأنثاا الناس) إن وطأها(املنثور على احللبات ، وال حيظى بقوة يأمر

؟ أنسمي ذلك ج! viبل يعجز عن أن خيدم ذليال أقل أنثى بنالو أن ثالثة ، أنقول أن خدامه حثالة من اجلبناء؟ لو أن رجلني

أو أربعة مل يدافعوا عن أنفسهم ضد واحد لبدا ذلك شيئا ولوسعنا القول عن حق إن اهلمة ، لكنه بعد ممكن، غريبا

:لو أن ألفا احتملوا واحدا أال نقول، ولكن لو أن مائة.تنقصهمم ال يريدون صده ليس أل ال ، م ال جيرأون على االستدارة لهإ

عن جنب بل احتقارا له يف األرجح واستهانة بشأنه؟ فأما أن مليون ، ألف مدينة، نرى ال مائة وال ألف رجل بل مائة بلد

أن نراهم ال يقاتلون واحدا أقصى ما يناله من حسن ، رجلمعاملته أي منهم هو القنانة والرق فأىن لنا باسم نسمي به

ا تأىب طبيعتها جتاوزهذل فلقد .ك؟ أهذا جنب؟ إن لكل رذيلة حد

Page 13: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

13

، فأما مليون، فأما ألف.خيشى إثنان واحدا ولقد خيشاه عشرةفأما ألف مدينة إن هي مل تنهض دفاعا عن نفسها يف وجه

كما ، واحد فما هذا جبنب ألن اجلنب ال يذهب إىل هذا املدىه حصنا أو أن يهاجم أن الشجاعة ال تعين أن يتسلق امرؤ وحد

فأي مسخ من مسوخ الرذيلة هذا الذي ال .جيشا أو يغزو مملكةوالذي ، يستحق حىت اسم اجلنب وال جيد كلمة تكفي قبحه

تنكر الطبيعة صنعه وتأىب اللغة تسميته؟ضع جبانب مخسني ألف رجل مدججني

دعهم يصطفون للمعركة .وضع مثلهم باجلانب األخر.بالسالحبعضهم أحرار يقاتلون دفاعا عن حريتهم والبعض ، مث يلتحمون

ترى من تظنك تعد بالنصر؟ من تظن .األخر بغية سلبهم إياهام ذاهبون إىل ساحة القتال خبطى مقدامة؟ من يأملون أ على عنائهم أم أولئك الذين سواء كالوا االحتفاظ حبريتهم جزاء

استعباد الغري؟ الضربات أو تلقوها مل ينتظروا أجرا عليهم سوىاألولون يضعون دائما نصب أعينهم سعادة احلياة املاضية وتوقع

Page 14: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

14

وال يفكرون يف القليل الذي تلزم ، نعيم مياثلها يف املستقبلفرض عليهم أبد ، مكابدته زمن املعركة بقدر ما يفكرون فيما سي

فأما األخرون فال حافز هلم .هم وأوالدهم ومجيع ذريتهم، الدهروال ميكن ، من الطمع ال يلبث أن يسكن أمام اخلطرإال وخز

ا أن يبلغ التهابه حدا ال تطفئه أول قطرة من الدم تنض خذ املعارك املشهودة اليت خاضها ميلسيادس .جروحهم

واليت ما زالت حتيا يف ، viiوليونيداس ومثيستوكل منذ ألفي عامر إال صفحات الكتب وذاكرة البشر حىت اليوم كأن رحاها مل تد

من أجل اإلغريق ومن أجل أن ، باألمس على أرض اإلغريقما الذي يف زعمك أعطى فئة قليلة :تكون مثال للدنيا قاطبة

قلة اإلغريق إذ ذاك ال أقول القوة بل اجلرأة على الصمود يف وعلى أن ، وجه أساطيل بلغ من حشدها أن ناء بثقلها البحر

ا أن كتيب ة اإلغريق بأسرها ما كان يدحروا أمما بلغ من كثريكفي جنودها تزويد أعدائها ولو بالقواد ليس غري؟ ماذا سوى يدة معركة اإلغريق ضد أن املعركة مل تكن يف هذه األيام ا

Page 15: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

15

، بقدر ما كانت تعين انتصار احلرية على السيادة، الفرس وانتصار العتق على جشع االسرتقاق؟

ا إنا ندهش إذ نسمع قصص الشجاعة اليت متأل أما ما يقع يف كل بلد لكل الناس .احلرية قلوب املدافعني عنها

فمن ذا ، أن يقهر واحد األلوف املؤلفة وحيرمها حريتها :كل يومالذي كان يسعه تصديقه لو وقف عند مساعه دون معاينته؟ ولو أن هذا القهر مل يكن حيدث إال يف بلد أجنيب وأرض قاصية مث

أكان أحد يرتدد يف ظنه كذبا وافرتاء ال حقيقة واقعة؟ تردد نبأهفهو ، ومع هذا فهذا الطاغية ال حيتاج األمر إىل حماربته وهزميته

وال األمر .بل يكفي أال يستكني البلد الستعباده، مهزوم خلقةفللبلد .حيتاج إىل انتزاع شيء منه بل يكفي االمتناع عن عطائه

كل ما ، ء ما فيه منفعتهإذا أراد أال يتحمل مشقة السعي وراالشعوب إذا هي .يقتضيه األمر هو اإلمساك عما جيلب ضرره

ا تكبل أنفسها بأنفسها ما دام اليت ترتك القيود تكبلها أو قل إالشعب هو الذي يقهر .خالصها مرهونا بالكف عن خدمته

Page 16: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

16

هو الذي ملك اخليار بني الرق .نفسه بنفسه ويشق حلقه بيدههو املنصاع ملصابه أو .الص وأخذ الغلوالعتق فرتك اخل

فلو أن الظفر حبريته كان يكلفه شيئا .باألصدق يسعى إليهأليس أوجب األمور على اإلنسان أن حيرص :لوقفت عن حثه

وأن يرتد عن احليوانية viiiأكرب احلرص على حقه الطبيعي؟ ولكنين ال أطمع منه يف هذه اجلرأة وال أنا أنكر ، ليصبح إنسانا

تفضيله نوعا آمنا من أنواع احلياة التعسة على أمل غري عليهولكن إذا كان نوال احلرية اليقتضي ! ولكن .حمقق يف حياة كرميةأكنا نرى على ، وكان يكفي فيه أن نريد، إال أن نرغب فيها

أو يقبض إرادته ، وجه األرض شعبا يستفدح مثنا ال يعدو متنيهاه على ، الدمعن اسرتداد خري ينبغي شراؤه ب ويستوجب فقد

؟ إن الشرارة الشرفاء أن تصبح احلياة مرة عندهم واملوت خالصاكلما وجدت حطبا زادت اشتعاال مث ، تستفحل نارها وتعظم

يكفي أال نلقي إليها ، ختبو وحدها دون أن نصب ماء عليهالك ا إذا عدمت ما سي بال ، باحلطب كأ لك نفسها ومت

Page 17: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

17

قوة وليست نا بوا طمعوا .را كلما دمروا , كذلك الطغاة كلما ناهم وخدمناهم زادوا جرأة واستقووا وزادوا ، وهدموا كلما مو

فإن أمسكنا عن متوينهم ورجعنا عن .إقباال على الفناء والدمارعرايا مكسورين ال شبيه ، بال حرب وال ضرب، طاعتهم صاروا

اء والغذاء فجف هلم بشيء إال أن يكون فرعا عدمت جذوره امل .وذوى

، إن الشهام ال خيشون اخلطر من أجل الظفر مبطلبهمأما اجلبناء واملغفلون .كما أن األذكياء ال حيجمون عن املشقة

وإمنا يقفون عند ، فال يعرفون احتمال الضرر وال حتصيل اخلريفالرغبة يف امتالكه إمنا ، يسلبهم اجلنب قوة العمل عليه، متنيه

م حبك هذه اإلرادة الفطرية أمر ، هذه الرغبة.م الطبيعةتلصق به ، ويشرتك فيه الشجاع واجلبان، يشرتك فيه احلكيم وامللتاث

ا السعادة والرضى شيء .يودون تلك األشياء اليت جيلب اكتساواحد ال أدري كيف تركت الطبيعة الناس بال قوة على الرغبة

حىت أن ، ألطيباحلرية اليت هي مع ذلك اخلري األعظم وا :فيه

Page 18: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

18

ضياعها ال يلبث أن تتبعه النواكب ترتى وما يبقى بعده تفسده احلرية وحدها هي ما ال يرغب .العبودية وتفقده رونقه وطعمه

م لو رغبوا لنالوها حىت ، الناس فيه ال لسبب فيما يبدو إال ألم إمنا يرفضون هذا الكسب اجلميل لفرط سهولته .لكأ

يا ألمم ، ل ويا لبؤسهايا لذل شعوب فقدت العقتسلبون أمجل مواردكم ، أمعنت يف آذاها وعميت عن منفعتها

ترتكون حقولكم تنهب ومنازلكم ، وأنتم على السلب عياند من متاعها القدمي املورث عن آبائكم ر حتيون نوعا ! تسرق وجت

لك ما ا نعمة ، من احلياة ال متلكون فيه الفخر مب حىت لكأظركم لو بقى لكم ولو النصف من أمالككم كربى يف نا

هذا البؤس وهذا الدمار ، وكل هذااخلراب، وأسركم وأعماركميأتيكم ال على يد أعدائكم بل يأتيكم يقينا على يد العدو

والذي متشون إىل احلرب بال وجل من ، الذي صنعتم أنتم كربهأجله وال تنفرون من مواجهة املوت بأشخاصكم يف سبيل

ذا العدو الذي يسودكم إىل هذا املدى ليس له إال ه.جمده

Page 19: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

19

وال ميلك شيئا فوق ما ميلكه ، ixعينان ويدان وجسد واحداليت ال حيصرها العد إال ما أسبغتموه ، أقلكم على كثرة مدنكم

ا .عليه من القدرة على تدمريكم فأىن له بالعيون اليت يتبصص ا عليكم إن مل تقرضوه إياها؟ وكيف له باألكف اليت

يصفعكم إن مل يستمدها منكم؟ أىن له باألقدام اليت يدوسكم ا إن مل تكن من أقدامكم؟ كيف يقوى عليكم إن مل يقوا بكم؟ كيف جيرؤ على مهامجتكم لوال تواطؤكم معه؟ أي قدرة

الذي ينهبكم شركاء للقاتل ، له عليكم إن مل تكونوا محاة للصريهخونة ألنفسكم؟ ت، الذي يصرعكم ذ تؤثثون .بذرون احلب لي

ا حىت تعظم سرقاته تربون بناتكم كيما جيد ما .بيوتكم ومتألوتنشئون أوالدكم حىت يكون أحسن ما يصيبهم .يشبع شهواته

زرة ولكي يصنع منهم ، منه جرهم إىل حروبه وسوقهم إىل اتتمرسون باألمل كيما .وزراء مطامعه ومنفذي رغباته االنتقامية

وتزيدون وهنا ليزيد قوة ، مسراته ويتمرغ يف ملذاته القذرة يرتفه يفكم بلجامه م س كل هذه األلوان من املهانة اليت إما .وشراسة وي

Page 20: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

20

ا يسعكم اخلالص ، أو ما كانت حتتملها، البهائم ال تشعر اعقدوا ، منها لو حاولتم ال أقول العمل عليه بل حمض الرغبة فيه

العزم أال ختدموا تصبحوا أح فما أسألكم مصادمته أو دفعه .راراحبت .بل حمض االمتناع عن مساندته فرتونه كتمثال هائل س

.قاعدته فهوى على األرض بقوة وزنه وحدها وانكسربيد أن األطباء حمقون بال شك إذ ينهون عن ملس

وال أظنين أسلك مسلكا حكيما إذا ، اجلروح اليت ال برء منهاوعظة إىل الشعب بعد أن فقد كل أردت أن أسدي هنا امل

وصار فقدان حساسيته باألمل دليال كافيا ، معرفة منذ أمد طويل لنحاول أذن أن نتبني لو أمكن .على أن مرضه قد صار مميتا

إرادة ، ذلك كيف استطاعت جذور هذه اإلرادة العنيدةإىل هذا املدى البعيد حىت صارت احلرية نفسها تبدو ، العبوديةا شيء ال ميت إىل الطبيعة بسبباليوم ك .أ

إنه ألمر ال أظن الشك يتطرق إليه أننا لو كنا ، أوال نعيش وفاقا للحقوق املمنوحة لنا من الطبيعة والدروس اليت

Page 21: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

21

غري ، خاضعني للعقل، تلقننا إياها لكنا طيعني للوالدين بالطبعن فالطاعة اليت حيملها كل منا ألبيه وأمه دو .مسخرين ألي كان

الناس مجيعا شهود عليه أن يهديه إليها إال صوت الطبيعة أمر عن نفسه فأما العقل وهل يولد معنا أم ال فمسألة تقارع .كل

ومل تتخلف مدرسة من املدارس الفلسفية ، xفيها األكادمييوناآلن إذ أقول إن ، وال أظنين أجانب الصواب، عن اخلوض فيها

إذا ، تزدهر يف شكل الفضيلةبنفوسنا بذرة طبيعية من العقل ولكنها على العكس ، تعهدناها بالنصيحة الطيبة والقدوة احلسنة

غري أن الشيء احملقق هو .كثريا ما تغلبها الرذائل فتخمد وتنفقأنه إذا كان يف رحاب الطبيعة شيء واضح باد للعيان وال جيوز

ق أن نعمى عنه فذلك أن الطبيعة وهي وزيرة اخلالق وآمرة اخللا ، إذا جاز التعبري، قد سوتنا مجيعا على شبه واحد حىت لكأ

وذلك حىت يعرف يف اآلخرين رفاقه ، قد صبتنا يف القالب ذاتها قد .أو باألصدق إخوته وإذا كانت الطبيعة وهي توزع هبا

وإذا كانت رغم ، أسبغت على البعض مزية جسدية أو عقلية

Page 22: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

22

ومل تفوض ، حقل مغلقذلك مل ترتكنا يف هذه الدنيا كأننا يفهم يف األقوياء واملكرة بافرتاس الضعفاء كقطاع طرق أطلق سراح

ا إذا أعطت البعض نصيبا أكرب، الغابة ، فلذلك دليل على أدف إال إىل أن ترتك ، والبعض األخر نصيبا أصغر مل تكن

ال للتعاطف األخوي حىت يظهر وجوده ما دام البعض ميلك افإذا كانت هذه األم .والبعض اآلخر احلاجة إليه ،قوة العطاء

وأنزلتنا مجيعا ، الطيبة قد جعلت لنا من األرض قاطبة سكناأتنا على منوذج واحد كيما يتسىن لكل منا أن ، املنزل نفسه وهي

وإذا كانت ، يتأمل نفسه ويقرتب من معرفتها يف مرآة اآلخرينالصوت والكالم حىت هبة ، قد وهبتنا مجيعا تلك اهلبة الكربى

نزيد تعارفا وتآخيا وحىت تتالقى إرادتنا باألعراب املتبادل عن وإذا كانت قد جهدت بكل السبل حىت نزيد توثق ، أفكارنا

رى التحالف واالجتماع بيننا وإذا كانت قد بينت يف كل ما ، عدف إىل أن دف إىل توحيدنا مجيعا بقدر ما ا ال تصنع أ

نكون مجيعا فقد ارتفع بذلك كل شيء يف أننا مجيعا ، آحادا

Page 23: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

23

، أحرار بالطبيعة وامتنع أن يدخل يف عقل عاقل ، ما دمنا رفاقا .أن الطبيعة قد ضربت علينا الرق بيننا هي قد آلفت بيننا

غري أن احلقيقة هي أن اجلدل فيما إذا كانت احلرية دمنا ال لن يكون إال حتصيال للحاصل ما، حقا طبيعيا أم ال

وما دام الغنب أكره ، نسرتق كائنا دون أن نلحق األذى بهإذن يبقى أن احلرية .األشياء إىل الطبيعة اليت هي مستودع العقل

ذا عينه أننا، شيء طبيعي ال نولد أحرارا ) فيما أرى(ويبقى فإن .بل حنن أيضا مفطورون على حمبة الذود عنها، وحسب

ك فيما أقول وأن بلغ من فسادنا اتفق بعد ذلك أن ساورنا شمل يبق ، وال مشاعرنا الطبيعية، أننا مل نعد نستطيع متييز مصاحلنا

وأن أترك احليوانات ، إال أن أكرمكم اإلكرام الذي تستحقونمتت إىل املدنية بصلة تصعد املنرب لتعلمكم ما هي اليت ال

ه بعوين (إن احليوانات.طبيعتكم وما وضع وجودكم !) أخذ اللم لسمعوها تصرخ فيهم عاشت احلرية :إذا البشر مل يصموا آذا

فكما السمك .الكثري منها ال يكاد يقع يف األسر إال مات!

Page 24: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

24

ضوء وتأىب العيش كذلك هي ترتك ال، يرتك احلياة إذا يرتك املاءفلو كانت هلا مراتب جلعلت من .بعد فقدان حريتها الطبيعية

فهي ال ، فأما البقية من أكربها إىل أصغرها.احلرية عنوان نبالتهاتستسلم لألسر حني نقتنصها إال بعد أن تظهر أشد املقاومة

معلنة بذلك مدى ، واألقدام، واملناقري، والقرون، باألظافرمث هي تبدي لنا العالمات اجللية مدى .دإعزازها ملا تفق

ا حىت أننا لنعجب إذ نراها تؤثر الضوى على إحساسها مبصاا إمنا تقبل البقاء لرتثي ما خسرت وليس لتنعم ، احلياة كأ

هل يقول الفيل شيئا آخر حني يقاتل دفاعا عن نفسه .بعبوديتهاهو فإذا ، حىت يستنفذ قواه ويرى ضياع األمل وشوك األسر

يه هل يقول شيئا آخر ، يغرس فكيه حمطما على الشجر سنفتحثه ، سوى أن رغبته الشديدة يف البقاء حرا تلهمه الذكاء

على مساومة قناصيه لعلهم يرتكون له احلرية مثنا لعاجه ولعله ا على يفتدي به حريته؟ إننا نستأنس اجلياد منذ مولدها لندر

جنيء إىل ترويضها نعجز عن فإذا كنا مع ذلك حني ، خدمتنا

Page 25: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

25

ة م ك وتنفر من ، مالطفتها إىل احلد الذي ال جيعلها تعض احلا إمنا تقبل ، املهماز فما هذا يف اعتقادي إال شهادة منها بأ

ما القول إذا؟ .خدمتنا كارهة ال خمتارة حىت البقر أن حتت النري وشكا يف أقفاصه الطري

، xiني شغلين فيه نظمنا الفرنسيكما عن يل قوله حمازجا بالكالم أشعاري اليت ال xiiألين وأنا أكتب إليك يا لوجنا

ال أخشى قط أن جيرك ما تبديه من الرضا عنها إىل ، أقرأها أبداا كانت مجيع .جعلها مدعاة لفخري م خالصة القول أنه ل

الكائنات احلاصلة على احلس تشعر إذ حتصل عليه بأمل وهي ، وملا كانت احليوانات، وتسعى وراء حريتها خضوعها

عولة خلدمة اإلنسان ال تستطيع أن تألف العبودية دون أن ، افما هي تلك ، تبدي احتجاجا يعرب عن الرغبة يف الضد

وهو وحده ، الرذيلة اليت استطاعت أن متسخ طبيعة اإلنسان األول وأن جتعله ينسى ذكرى وجوده، املولود حقيقة ليعيش حرا

وينسى الرغبة يف استعادته؟

Page 26: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

26

البعض ميتلك احلكم :هناك ثالثة أصناف من الطغاة، والبعض اآلخر بقوة السالح، عن طريق انتخاب الشعب

فأما من انبىن .والبعض الثالث بالوراثة احملصورة يف ساللتهمم يسلكون يف ، كما نقول، حقهم على احلرب فنعلم جيدا أ

م وأما من.أرض حمتلة ولدوا ملوكا فهم عادة ال يفضلون قط ألميتصون جبلة الطاغية ، وقد ولدوا وأطعموا على صدر الطغيان

م إىل تركة ، وهم رضاع وينظرون إىل الشعوب اخلاضعة هلم نظرويتصرفون يف شؤون اململكة كما يتصرفون يف ، من العبيد

أما .كل حبسب استعداده الغالب حنو البخل أو البذخ، مرياثهمفينبغي فيما يبدو أن يكون ، من واله الشعب مقاليد الدولة

ولقد يكون األمر كذلك على ما اعتقد لوال أنه .احتماله أهونوما أن يستغويه ، ما أن يرى نفسه يرتقي مكانا يعلو به اجلميع

حىت يعقد النية على أال ، هذا الشيء الغريب املسمى بالعظمةيتلقف هؤالء هذه الفكرة حىت وما أن .ينزاح من مكانه قط

نشهد إىل أي مدى يبزون سائر الطغاة يف :نشهد شيئا عجبا

Page 27: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

27

م، مجيع أبواب الرذائل دون أن يروا سبيال إىل ، بل يف قسوسوى مضاعفة االستعباد وطرد ، تثبيت دعائم االستبداد اجلديدحىت يعفو عليها النسيان رغم ، فكرة احلرية عن أذهان رعاياهم

مقرب فكلمة احلق هي أين أرى بعضا من .حضورها يف ذاكرألن الطرق ، ولكين ال أرى اختيارا بينهم، االختالف بني الطغاة

ا على زمام احلكم ال يكاد خيتلف فمن :اليت يستولون والغزاة كأنه ، انتخبهم الشعب يعاملونه كأنه ثور جيب تذليله

امتلكوه امتالكا والوارثون كأنه قطيع من العبيد ، فريستهم .طبيعيا

ب يف هذا املوضع أن الصدفة شاءت أن يولد منط ه فـوال ، ال ألفة هلم بالعبودية وال ولع باحلرية، جديد من البشر

مث خريوا بني ، بل جيهلون حىت امسيها، يعلمون ما هذه وال تلك م ، الرق وبني احلياة أحرارا فعالم جيمعون؟ ال جمال للشك يف أ

هذا إال ، ثرون طاعة العقل وحده على خدمة رجل ماسوف يؤ

Page 28: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

28

إسرائيل الذي نصب طاغيا *إذا كان هؤالء القوم هم شعبوإنه لشعب ال أقرأ قصته أبدا دون :عليه بغري إكراه وال احتياج

أن ميلكين حنق عظيم حىت ألكاد أجترد من اإلنسانية فأفرح املا بقي ولكن ط.xiiiجبميع ما نزل عليه بعدئذ من الباليا

باإلنسان أثر من اإلنسان فهو يقينا ال ينساق إىل العبودية إال :عن أحد سبيلني مكرها إما بسالح . **إما مكرها وإما خمدوعا

ما قوات االسكندر، أجنيب مثل مدينيت إسربطة وأثينا ، إذ قهرمثلما حدث يف أثينا يف زمن أسبق ، وإما بطائفة من جمتمعه

فأما اخلديعة .xivسرتانس على مقاليد احلكمحني استوىل بيسيمن حيث تؤدي أيضا إىل فقدان احلرية فرجوعها إىل تغرير الغري يف أكثر االحيان عن رجوعها إىل كون الناس خيدعون أنفسهم

هذه ليست خاصية لشعب إسرائيل و أنه خلق هكذا إمنا هي ثقافة مكتسبة ميكن أن *

الناشر. تصيب كل أمة مهما كانت أسباب إنسياق اإلنسان إىل العبودية فهي راجعة إىل ذاته و ليس إىل سبب **

ناشرال. »قل هو من عند أنفسكم«خارجي

Page 29: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

29

إذ هجم ) عاصمة صقيلة(مثال ذلك شعب سرياقوصة.بأنفسهمه عن كل شيء إال *عليه األعداء من كل جانب وهلا فكر

فرفع ديونيسيوس إىل الرياسة دون نظر إىل ، طر احلاضرعناخلاه ، وأسند إليه قيادة اجليش، املستقبل ومل يدرك إىل أي حد قو

إال حني رجع هذا الداهية منتصرا كأنه قد غزا مواطنيه ال فتسمى باسم القائد مث بامللك مث بامللك ، أعداءهم

عب مىت وإنه ألمر يصعب على التصديق أن نرى الش.xvاملطلقيسقط فجأة يف هاوية من النسيان العميق حلريته ، مت خضوعه

وجيعله يسرع ، إىل حد يسلبه القدرة على االستيقاظ السرتدادهاأ ملن يراه أنه مل خيسر هي إىل اخلدمة صراحة وطواعية حىت لي

صحيح أن الناس ال يقبلون على .حريته بل كسب عبوديته ولكن من يأتون ، وخضوعا للقوة اخلدمة يف أول األمر إال جربا

ويأتون طواعية ما أتاه ، بعدهم خيدمون دون أن يساورهم أسف

.هلا يلهو من اللهو *

Page 30: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

30

ذلك أن من ولدوا وهم مغلولو األعناق مث .السابقون اضطرارادون نظر إىل أفق أبعد يقنعون ، أطعموا وتربوا يف ظل االسرتقاق

أو يف مث انه ملا كان التفكري يف حال خمتلفة .بالعيش مثلما ولدوافهم يأخذون وضعهم حال ، حق آخر ال يطرأ على باهلمومع هذا فما من وارث إال نظر .مولدهم مأخذ األمر الطبيعي

ته كاملة أم ، أحيانا يف مستندات أبيه لريى هل يتمتع حبقوق تركمع ، لكن ال شك أن العادة.أن غبنا قد أصابه أو أصاب سلفها علينا يف كل جمال ال تظه ر قوة تأثريها مثلما تظهر حني سيطر

مثلما قبل عن ميثريدات الذي ، وحني تعلمنا، تلقننا العبودية كيف جنرع سم االسرتقاق ، xviصار السم عنده شرابا مألوفا

ال جدال يف أن للطبيعة نصيبا كبريا يف .دون الشعور مبرارتهوأننا نولد على ما تدخره لنا من فطرة ، توجيهناحيث تشاء

ا علينا ، و سيئةحسنة أ ولكن المناص من التسليم بأن سلطايقل عن سلطان العادة ألن االستعداد الطبيعي مهما حسن

يف حني أن العادة تفرض علينا ، يذهب هباء إذا مل نتعهده

Page 31: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

31

ها أيا كان هذا االستعداد غ و فالبذور اليت تنشرها فينا الطبيعة .ص، غذاء منافر هلا ضئيلة واهية إىل حد ال جيعلها حتتمل أقل

ا وتفىن ا شأن ، فرعايتها ال تتم مبثل السهولة اليت تتبدد شأكل شجرة منها هلا طبيعتها اليت تؤيت مبقتضاها :أشجار الفاكهةولكنها خترج عن طبيعتها وتؤدي مثارا غريبة ، مثارها إذا تركتها

متها كل عشب له :كذلك األعشاب.غري مثارها إذا طعولكن الربد واجلو مث الرتبة ويد البستاين ، عته وتفردهخاصيته وطبي أو تعوقه كثريا حىت أن النبات الذي نراه يف قطر ، تعني منوه كثريا

ختيل رجال رأى أهل مدينة البندقية .ال نكاد نعرفه يف قطر آخر– حىت ليأىب أقلهم جاها ، وهم قلة من الناس يعيشون أحرارا

ولدوا ونشأوا على أال يعرف أي ، مأن يتوج ملكا على مجيعهمنهم مطمعا إال اإلدالء بأحسن النصح من أجل احلفاظ على

تربوا منذ املهد وتشكلوا على أال ميدوا ، احلرية والسهر عليهاأيدهم إىل سائر نعم األرض جمتمعة عوضا عن ذرة من

مث ذهب بعد ، أقول ختيل رجال رأى هؤالء القوم – xviiحريتهم

Page 32: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

32

ك أن غادره م إىل أراض ينشر عليها سلطانه من لقبناه مبلأرض يرى فيها أناسا ال يولدون إال خلدمته وال ، xviiiزمانه

ترى هل يظن أن هؤالء وأولئك من ، يعيشون إال لدوام قوتهأم األرجح أنه سوف يعتقد أنه قد ترك مدينة ، عجينة واحدة

مشرع (آدمية ودخل حظرية للدواب؟ حيكى أن ليكورجقد رىب كلبني خرجا من بطن واحد ورضعا الثدي ) xixطةإسرب وترك األخر جيري يف ، فجعل أحدمها يسمن يف املطابخ، ذاته

فلما أراد أن يبني لشعب .احلقول وراء أبواق الصيدم تربيتهم جاء بالكلبني xxالسيدومونيا أن الناس هم ما تصنع

، وسط السوق ري فإذا أحدمها جي، ووضع بينهم حساء وأرنباومع هذا فهما :فقال ليكورج.وراء الطبق واألخر وراء األرنب

هكذا جنح بفضل قوانينه ودستوره يف أن ينشئ سكان ! أخوان جعلت كال منهم يفضل املوت ألف ميتة ، السيدومونيا تنشئة

.على أن خيتار لنفسه سيدا آخر سوى القانون والعقلالزمان و يطيب يل هنا أن أتذكر حديثا جرى يف قدمي

Page 33: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

33

بني أحد املقربني إىل اكسرس ملك فارس األعظم وبني رجلني وهو يعد جيشه الضخم لغزو ، أخذ اكسرس.من السيدومونيا

يبعث رسله إىل املدن اليونانية يطلبون إليها املاء ، اليونانم ، وهو تعبري كان يستخدمه الفرس :والرتاب إشارة إىل أ

فقد جتنب أن ، وإسربطة إال أثينا.يأمرون املدن باالستسالم ذلك أن األثينيني واإلسربطيني كان قد سبق هلم .يرسل هلم أحدا

أن أمسكوا بسفراء أبيه داريوس فزجوا بعضهم يف احلفر والبعض ! خذوا ما تريدون من املاء والرتاب :اآلخر يف اآلبار قائلني

غري أن .كانوا قوما ال يطيقون ولو كلمة متس حريتهمم قد جروا ، بعد أن صنعوا هذا الصنيعاإلسربطيني أدركوا أ

بنوع ، إله الرسل، على أنفسهم غضب اآلهلة وغضب تالثيبيوسثال ، خاص م فقرروا أن يرسلوا إىل اكسرس مواطنني من بينهم لي

من رسل ما ما يشاء انتقاما ملن قتل بني يديه وليصنع مها سربثيوس اسم أحد، فتطوع رجالن ليدفعا هذا الثمن.أبيه

وبينما مها يف الطريق صادفا قصرا ميلكه رجل .واسم اآلخر بولس

Page 34: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

34

كان امللك قد عينه واليا على مجيع املدن ، فارسي امسه هندرانما أكرم ترحيب، الواقعة على الساحل وأطعمهما ، فرحب

مث سأهلما بعد أن أخذوا يتجاذبون أطراف ، بغري حساب يرفضان إىل هذ أنظرا إيل «قال .ا احلد صداقة امللكاحلديث مل

أيها اإلسربطيان واختذا مين مثاال تعلمان منه كيف يعرف امللك لرأيتما ، وتذكرا أنكما لو صرمتا من أتباعه، تشريف من استحق

من صنيعه ما رأيت وإنكما لو دنتما له بالطاعة وعرف أمركما ملا خرج كالكما عن أن يكون أمريا ملدينة من مدن

هلذا يا هندرمان أمر ال متلك فيه « :فأجابه حمدثاه.»اليونانا ولكنك ، إسداء النصح إلينا نا ألنك جربت النعمة اليت تعد

وأما احلرية ، لقد ذقت حظوة امللك، ال تعلم شيئا عن نعمتناولو فعلت لنصحتنا ، فلست تعرف ما مذاقها وال مدى عذوبتها

هذا .»بل باألسنان واألظافر بالدفاع عنها ال بالرمح والدرعومع هذا فال شك أن ثالثتهم ، اجلواب وحده هو الصدق

م فما كان للفارسي أن يستشعر األسف ، حتدثوا وفاقا لنشأ

Page 35: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

35

وال لإلسربطي أن حيتمل التبعية ، على احلرية وهو مل ينلها قط .بعد أن ذاق احلرية

األوتيكي وهو طفل حتت الوصاية كثري xxiو كان كاتويروح وجييء مىت شاء ال ، xxiiدد على منزل الدكتاتور سيالالرت

صد الباب يف وجهه أبدا لكرم حمتده ما كان بينه وبني سيال ، ي ولوكان معلمه يصحبه يف كل زيارة على ما .من أواصر القرابة

ومل يلبث أن تبني .جرت به العادة إذ ذاك مع أبناء األسر العريقةالدار مبحضر من سيال نفسه له أن مصائر الناس حتسم بتلك

دان :أو بأمره سجن والبعض ي ، هذا ينفى وهذا يشنق، البعض يطالب مبصادرة أمالك أحد املواطنني وذاك يطلب هذا ي

تبني له باالختصار أن األمور ال جتري على ما ينبغي لدى .رأسهوأن ، مسؤول أعملته املدينة بل لدى طاغية استبد بالشعب

عندئذ قال .احة للعدل بل مصنعا للطغياناملكان مل يكن سأىن يل خبنجر أدسه حتت ردائي فإين كثريا ما أرى « :الفىت ملعلمه

وإن بساعدي لقوة تكفي ، سيال يف حجرته قبل أن يستيقظ

Page 36: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

36

هذه حقا كلمة تليق برجل من معدن .»خالص املدينة منه وهكذا بدأت حياة هذا البطل الذي مات كرميا مثلما، كاتو

ومع هذا هب أنك مل تذكر االسم وال البلد مكتفيا .عاش كرمياال شك أن الواقعة سوف تتحدث :بذكر الواقعة كما هي

لسوف يستدل السامع منها أن ، عندئذ عن نفسها بنفسهاقائل هذا القول روماين ولد بأحضان روما حني كانت روما

أقول ذلك؟ طبعا ال ألين أظن أن ال.مدينة حرة بلد أو األرض ملفالعبودية مرة بكل قطر وجو ، يضيفان إىل الشيء ما ليس فيه

مولدهم ، واحلرية عزيزة ق النري ب ولكن ألين أرى أن من سفواجبنا عذرهم أو الصفح هلم إذا كانوا ال يرون ، جديرون بالرثاء

ل احلرية وال مسعوا عنها ، ضرا يف عبوديتهم ما داموا مل يروا ولو ظينيف.قط ر م ، فيما يقول هومريوس xxiiiلو كان مثة بلد كبلد الس

وإمنا بعد أن ، بلد ال تشرق عليه الشمس شروقها املألوف عليناتفيض عليهم بنورها ستة أشهر متوالية ترتكهم نياما يف احللكة

من ولدوا يف غياهب هذا :خالل النصف اآلخر من السنة

Page 37: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

37

تة أحدا يتحدث عن الليل الطويل إذا كانوا مل يسمعوا البم ألفوا الظلمات اليت ولدوا فيها دون ، الضوء هل نعجب لو أ

أن يستشعروا الرغبة يف النور؟ إنا ال نفتقد ما مل حنصل عليه قط ودوما تأيت ذكرى الفرح ، وإمنا يأيت األسف يف أعقاب املسرة

أجل إن طبيعة اإلنسان أن يكون حرا .املنقضي مع خربة األملولكن من طبيعته أيضا أن يتطبع مبا نشأ ، د كونه كذلكوأن يري

.عليهلنقل إذن أن ما درج اإلنسان عليه وتعوده جيري عنده

فال شيء ينتسب إىل فطرته سوى ما ، مبثابة الشيء الطبيعيومنه كانت .تدعوه إليه طبيعته اخلالصة اليت مل ميسها التغيري

ن اجلياد الشوامس كشأ :العادة أول أسباب العبودية املختارةا أخريا وبعد أن ، تعض احلكمة بالنواجذ يف البدء مث تلهو

وال تكاد تستقر حتت السرج إذا هي اآلن تتحلى ، كانت ترجما كانت ، برحاهلا وتركبها اخليالء وهي تتبخر يف دروزها تقول إ

ا ، وإن آباءها عاشت كذلك، منذ البدء ملكا ملالكها وتظن أ

Page 38: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

38

ذا اإللزامملزمة باحتم ومير ، ال اجلور وتضرب األمثلة لتقتنع ا إياها ولكن احلقيقة هي .الزمن تدعم هي نفسها امتالك طغا

أن السنني ال جتعل أبدا من الغنب حقا وإمنا تزيد اإلساءة آجال أو عاجال يظهر أفراد ولدوا على استعداد .xxivاستفحاال

هزه هزا وال وال يتمالكون عن، أحسن يشعرون بوطأة الغلبل هم مثلهم كمثل ، يرضون أنفسهم أبدا على التبعية واخلضوع

أوليس وهو جيتاب األرض والبحر عساه يرى الدخان الذي ال ميسكون قط عن التفكري يف حقوقهم ، يصعد من داره

أولئك .الطبيعية وعن تذكر من تقدموهم وتذكر وضعهم األول هم الذين إذ ملكوا فهما نافذا ورأ ، وانصقلت عقوهلم، يا بصريا

مل يكتفوا كما يفعل العامة بالنظر إىل مواطئ أقدامهم دون ودون أن يتذكروا وقائع ، التفات إىل ما أمامهم وما وراءهم

ا يف احلكم على املستقبل وسرب املاضي ليسرتشدوا م بطبيعتها فزادوها .احلاضر أولئك هم الذين استقامت أذها

بالدراسة واملعر ذيبا ت على وجه .فة أولئك لو أن احلرية احم

Page 39: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

39

ا يف عقوهلم، األرض وتركتها كلها لتخيلوها ، وأحسوا .وتذوقوها ذوقا ومل جيدوا للعبودية طمعا مهما تربقعت

:هذا األمر أحسن أدراك xxvلقد أدرك قراقوش الرتكأدرك أن الكتب والثقافة الصحيحة تزود الناس أكثر من أي

، حلس والفهم اللذين يتيحان هلم التعارفشيء آخر بادليل ذلك خلو أرضه من ، واالجتماع على كراهية الطغيان

ويف سائر األرض بوجه عام تظل .وبعده عن طلبهم، العلماءم للحرية وتظل حمبتهم دون أن يكون ، محاسة من أخلصوا قلو

فالطاغية :هلما أثر مهما كثر عددهم النقطاع التواصل بينهمولو أمكن فحرية ، حرية العمل وحرية الكالم :هم كل حريةيسلب

وعليه فما بالغ .فإذا هم منفردون منعزلون كل يف ختيله، *الفكرإذ شهد اإلنسان الذي ، يف سخريته xxviاإلله الساخر موموس

فنصحه أن يضع أيضا بقلب صنيعه نافذة xxviiصنعه فولكان

هذه فكرة هامة فال ميكن أبدا سلب حرية الفكر من أحد ألن اإلنسان دائما حر إذا * الناشر . رغب و إال فال

Page 40: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

40

د قيل إن بروتوس ولق.صغرية لكي تتسىن رؤية أفكاره من خالهلاأو باألصدق حترير ، حني شرعا يف حترير روما xxviiiوكاسيوس

وهو املدافع املنقطع عن .أبيا أن يشركا شيشرون، العامل أمجعفيما عقدا العزم عليه إذ كان من رأيهما أن ، املصلحة العامة

كانا يثقان .قلبه أضعف من أن يثبت يف هذا املوقف العصيبوإن لفي وسع من .منان شجاعتهيف صدق أرادته دون أن يض

أن يتحقق أن من ، أراد استقراء وقائع املاضي وسجالت التاريخرأوا بلدهم تساء سياسته وتستحوذ عليه أياد جانية فعقدوا العزم

ال تردد فيها قل أال حيالفهم ، مستقيمة، على حتريره بنية صادقةنظر ا.وأن احلرية تساندهم يف الدفاع عن قضيتها، النجاح

هارموديوس وأرسطجيتون وثراسيبول وبروتوس األقدم وفالريوس :xxixوديون ، لقد كان عملهم ناجحا مثلما كان فكرهم فاضال

ألن احلظ ال يكاد يتخلى أبدا يف مثل هذه القضية عن مناصرة كذلك جنح بروتوس األصغر وكاسيوس يف رفع .اإلرادة الطيبة

هورية قد خسرا احلياة خسارة وإن كانا إذ اسرتجعا اجلم، العبودية

Page 41: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

41

ما ة هذه أن تنسب احلطة إىل أمثال (ال حتط من شأ فأي سببل خسارة عانت !) هؤالء القوم سواء يف احلياة أو يف املمات

واندثرت ، وعانت البؤس أبد الدهر، منها اجلمهورية أكرب الضررا قد دفنت بدفنهما فأما ما تال ذلك من احلركات .اندثارا كأ

فلم تكن إال مؤامرات حاكها ، وجهة ضد األباطرة الرومانينياملفقد كان من ، قوم طاحمون ال يستحقون الرثاء على سوء مآهلم

، الواضح أن مطلبهم مل يكن تقويض العرش بل زحزحة التاجهؤالء قوم ما .مدعني طرد الطاغية مع اإلبقاء على الطغيان

م قد ضربوا وإنه ليسرين أ، كنت نفسي أود هلم جناحابأنفسهم املثل على أن اسم احلرية املقدس ال جيوز استخدامه

.مع اعوجاج القصدو لكين لكي أعود إىل موضوعنا الذي كاد يغيب عن

الذي جيعل الناس ينصاعون ، نظري أقول إن السبب األول

Page 42: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

42

، طواعية لالستعباد م يولدون رقيقا إىل .وينشأون كذلك *هو كوإن الناس يسهل حتوهلم حتت :ب آخرهذا السبب يضاف سب

ولكم أشكر أبا الطب هيبوقراط .وطأة الطغيان إىل جبناء خمنثنيوعرب عنه أحسن تعبري يف كتابه المعلى عن ، إذ فطن إىل ذلك

لقد كان هذا الرجل ميلك يقينا يف مجيع أحواله قلبا .األمراضالعطايا أبدى ذلك حني أراد ملك الفرس جذبه ب، يزخر باملروءة

واهلدايا فأجابه أنه لن يسلم من وخزات الضمري لو أنه أشتغل وراح خيدمهم ، الذين يريدون موت اإلغريق، بعالج األجانب

وال يزال خطابه املرسل إىل .بفنه بينما هو يريد إخضاع بالدهميشهد مدى ، ملك الفرس ماثال إىل يومنا هذا بني سائر كتاباته

من احملقق إذا أن احلرية .طبيعته النبيلةالدهر على قلبه الطيب و فالقوم التابعون ال مهة هلم يف القتال وال .تزول بزواهلا الشهامة

، جلد م يشدون إليه شدا م يذهبون إىل اخلطر كأ أشبه ، إ

طبعا ال يولد إنسان رقيقا باجلينات و لكن املناخ الذي يولد فيه جيعله وكأنه هكذا فالرق * الناشر. ثقافة مكتسبة

Page 43: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

43

ال يشعرون بلهب احلرية حيرتق ، بنيام يؤدون واجبا فرض عليهمم ويود لو ، ي املخاطرهذا اللهب الذي جيعل املرء يزدر ، يف قلو

د بني أقرانه إن األحرار .اكتسب بروعة موته الشرف واوينتظرون ، يتنافسون كل من أجل اجلماعة ومن أجل نفسه

أما ، مجيعا نصيبهم املشرتك من أمل االنكسار أو فرحة االنتصاردون فهم عدا هذه الشجاعة يف القتال يفقدون أيضا ب ستع امل

م وختور وتقصر عن عظيم ، موقفاهلمة يف كل وتسقط قلو .األعمال فهم ما أن يروا الناس ، وهذا أمر يعلمه الطغاة جيدا

يف هذا املنعطف إال عاونوهم على املضي فيه حىت يزيدوا .استنعاجا

سينوفون وهو مؤرخ جاد من أئمة ، xxxلقد وضع كد وبني كتابا ختيل فيه حوارا بني سيموني، املؤرخني اليونانيني

هذا الكتاب مليء .طاغية سرياقوصة هريون حول كروب الطاغيةوإن اتسمت مع ذلك يف رأيي ، بنظرات نقدية طيبة جادة

ليت طغاة األرض وضعوا هذا .بأقصى ما ميكن من اللطف

Page 44: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

44

! الكتاب نصب أعينهم أىن وجدوا لتكون هلم منهم مرآة هلم يف هذا احلوار .فلو فعلوا لتبينوا رذائلهم وألخجلتهم مساعيهم

إذ يضطرهم األذى الذي .يصف كسينوفون كرب الطغاة قائال بني ما يقول ، يلحقونه بالناس مجيعا إىل خشيتهم مجيعا

إن امللوك الفاسدين يستخدمون املرتزقة األجانب يف شن قا من ترك السالح يف أيدي رعاياهم ر الذين أمعنوا ، احلروب فـ

لصحيح أن التاريخ قد شهد بني هذا وإن يكن من ا.(يف غبنهمملوكا ، ويف املاضي أكثر منه يف احلاضر، أنفسهم، الفرنسيني

بل ، صاحلني جندوا جيوشا من األمم األجنبية ال عن حذروتقديرا منهم أن خسارة املال يبخس ، حرصا على بين وطنهم

وأظنه ، مثنها يف سبيل صيانة األرواح عمال مبا يسند إىل سيبيونمن قوله أنه يفضل لو أنقذ مواطنا على أن يدحر ، xxxiفريقياأل

ولكن الشيء احملقق هو أنه ما من طاغية يظن أبدا ).ألف عدو

Page 45: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

45

أن السلطان قد استتب له إال أن يبلغ تلك الغاية اليت هي مورين بأمره حبيث حيق .من كل رجل ذي قيمة ما، *تصفية املأ

اسون يف إحدى لنا أن نوجه إليه التقريع الذي يفخر تري أألنك تأمر :مسرحيات تريانس بتوجيهه إىل مروض األفيال

؟xxxiiجترؤ هذه اجلرأة.األنعامبيد أن هذا التحايل من قبل الطغاة على التغرير برعاياهم ال ميكن أن يتجلى على حنو يفوق جتليه فيما صنع

إذ دحرهم بثرائه واستوىل على ، xxxiiiكسرى إزاء الليدينيسر كريسوس ملكهم الذي ضربت بثرائه وأ، عاصمتهم سارد

وكان .وعاد به إىل بالده فبلغه أن أهل سارد قد ثاروا، األمثاليسعه سحقهم إال أنه رغب عن تدمري مدينة فاق مجاهلا

ا جيشا ، األوصاف مث هو مل يكن يريد أن جيمد ا إىل مأربه.حلراستها فتح :فتفتق ذهنه عن حيلة كبرية توصل

م إليهالطاغية ال يثق ب * الناشر. أحد فيصفي حىت أقر

Page 46: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

46

ونشر أمرا حيض ، *واخلمر واأللعاب اجلماهرييةدور الدعارة فكانت له من هذه احليلة .السكان على اإلقبال على هذا كله

، حامية أغنته إىل األبد عن أن يسل السيف يف وجه الليدينيفقد انصرف هؤالء املساكني البؤساء إىل التفنن يف اخرتاع

من حىت أن الالتينيني اشتقوا، األلعاب من كل لون وصنفا على اللهو فقالوا لودي م ، امسهم الكلمة اليت يدلون وكأ

صحيح أن الطغاة مل يعلنوا مجيعا عما .يريدون أن يقولوا ليديولكن ما فعله هذا صراحة .يسعون إليه من ختنيث الشعوب

واحلقيقة هي أن تلك طبيعة العامة .يتوخاه معظم اآلخرين خفيةفهم شكاك فيمن ، منهمالذين تضم املدن القسط األوفر

فال تظنن أن مثة عصفورا .سذج حيال من خدعهم، أحبهمرع إىل الطعم مبثل ، xxxivيسهل اقتناصه بالصفافري أو مسكة

ا إىل العبودية كل الشعوب منجذبة كما ، العجلة اليت تسرع

. كما كان يشجع االستعمار الطرق اخلرافية يف املماراسات الدينية اليت ال متت إىل الدين * الناشر

Page 47: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

47

بة تقرب فاها، نقول غ وإنه ألمر عجيب أن نراها تندفع .بأقل زاملسارح واأللعاب .فيه جمرد زعزعتها يكفي، هذا االندفاع

واملساخر واملشاهد واملصارعون والوحوش الغريبة وامليداليات هذه وغريها من املخدرات كانت لدى الشعوب ، واللوحات

عبوديتها م ع ا، ومثن حريتها، القدمية ط هذه .وأدوات االستبداد اة الوسيلة وهذا املنهج وهذه املغريات هي ما تذرع به الطغ

هكذا تأخذ الشعوب .القدامى حىت تنام رعيتهم حتت النريوتتسلى بلذة باطلة ختطف ، املخدوعة إذ تروق هلا هذه املالهي

، أبصارها يف تعود العبودية بسذاجة تشبه سذاجة األطفالولكن ، الذين ختلب لبهم الكتب املصورة فيحاولون فك حروفها

تشافا آخر فوق هذا واكتشف الطغاة الرومانيون اك.بتخبط أكربيكثرون من الدعوة إليها يف األعياد xxxvموائد العشرات :كله

الذين ال ينقادون لشيء مثلما ، متويها على هؤالء الرعاع ، ينقادون للذة الفم ، والذين ما كان يستطيع أشدهم مكرا

م إىل أمساعهم أن يرتك وعاء حسائه ليسرتجع حرية ، وأقر

Page 48: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

48

ونصف ، غاة جيودون برطل من القمحكان الط.مجهورية أفالطونوكان أمرا يدعو إىل احلسرة أن يعلوا ، وبدرهم، ليرت من النبيذفما كان خيطر على بال هؤالء ! عاش امللك :عندئذ اهلتاف

م إمنا كانوا يسرتدون جزءا مما هلم وحىت هذا اجلزء ، األغبياء أمن .إياه ما كان الطاغية ليجود به عليهم لوال سبقه إىل سلبهم

، يلتقط اليوم الدرهم ويأكل حىت التخمة مسبحا حبمد تيربيوسال ينبس حبرف يزيد عما ينبس به ، وبسخاء عطائهما، ونريونوال تصدر عنه خلجة تزيد عما يصدر عن اجلذع ، احلجر

حني يرغم غدا على أن يرتك أمالكه جلشع هؤالء ، املقطوعم، األباطرة املفخمني ال بل دمهم نفسه ، وأطفاله لشهوا

م .لقسو مفتوح :ذلك كان شأن الشعب اجلاهل دائماتقضي باإلمساك *مستسلم للذة اليت كانت األمانة، الذراعني

اللذين كانت األمانة ، فاقد اإلحساس بالغنب واألمل، عنها

). 72األحزاب،(إن عرضنا األمانة على السموات و األرض و اجلبال فأبني أن حيملها * الناشر

Page 49: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

49

ما إين ال أرى اليوم أحدا يسمع حديثا عن .تستدعي الشعور رد ذكر هذا الوباء ، اسم هذا املسخ الكريه نريون إال أرتعد

ومع هذا فال سبيل إىل ، الشنيع القذر الذي لوث العامل أمجعحني ، هذا الوحش الضاري، هذا اجلالد، إنكار أن هذا السفاح

قد أثار مبوته هذا حزن ، xxxviمات ميتة ال تقل خزيا عن حياته الذي راح يتذكر ألعابه ووالئمه حىت، الشعب الروماين النبيلوهو ، هذا ما كتبه كورنيليوس تاسيت –أوشك على احلداد

م وال أظننا .xxxviiمؤلف جاد حمقق يف طليعة من يوثق سنعجب لذلك كثريا إذا تذكرنا ما صنعه هذا الشعب من قبل

، حني مات يوليوس قيصر ، الذي استهان بالقوانني واحلرية معاكثر والذي ال أرى يف شخصه مزية ما ألن إنسانيته اليت

احلديث عنها يف كل معرض ومقام كانت أبلغ ضررا من قسوة اليت ، فاحلقيقة هي أن هذه احلالوة املسمومة، الوحوش الضارية

ت طعم العبودية لدى الشعب الروماين ولكنه ما أن مات ، سكرا تزل والئمه يف فمه م وعطاياه ، حىت شرع هذا الشعب ول

Page 50: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

50

املنتثرة يف امليدان العام يف تكرميه وتكديس املقاعد، بذاكرته مث بىن له نصبا تذكارية ملقبا ، ليوقد منها النار اليت حتوله ترابا

وأبدى له من ، )هذا ما جاء بعالية النصب(إياه بأيب الشعبمظاهر التشريف ميتا ما مل يكن ينبغي إبداؤه حلي إال إذا أردنا

هذا أيضا xxxixمث لقب وكيل الشعب.xxxviiiأن نستثين قاتليهملا كان ، مل ينسه األباطرة الرومان التلقب به الواحد بعد اآلخر

مث ألن القانون اقتضاها ، هلذه الوظيفة من احلرمة والقداسةبذا أرادوا اكتساب .للدفاع عن الشعب ومحايته يف ظل الدولة

ثقة الشعب كأمنا كان هم هذا األخري هو مساع االسم ال سن عنهم صنع.الشعور بنتائجه الذين ال ، ا طغاة اليوموما حي

يرتبكون شرا مهما عظم دون أن يسبقوه بكالم منمق عن خري ، xlيا لوجنا، ألنك تعلم حق العلم :اجلماعة وعن األمن العام

ا تغذية فصاحتهم وإن ، ثبت الصيغ احملفوظة اليت يريدون كان ملوك .جانبت الفصاحة غالبيتهم لنفورها من وقاحتهم

ال يظهرون عالنية إال بعد ، لوك ميدياومن بعدهم م، آشور

Page 51: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

51

ليرتكوا اجلمهور يف شك أهم بشر ، وقت متأخر بقدر املستطاعلموا هلذه األحالم أناسا ال ينشط خياهلم ، أم شيء يزيد س ولي

هكذا عاشت .إال حيث يعجزون عن احلكم على األشياء عيانا يف ظل اإلمرباطورية اآلشورية شعوب متعددة ألفت خدمة هذا

وخدمته طائعة مبقدار جهلها أي سيد ، السيد الغامضال بل هي كانت ال تكاد تعلم إن كان ملثل هذا ، يسودها

فخشيت مجيعها بعني االعتقاد واحدا مل يره أحد ، السيد وجودكذلك ملوك مصر األوائل كانوا ال يظهرون عالنية إال وقد .قط

، محلوا على رؤوسهم حينا قطا و ، وحينا فرعا ا ، حينا نارا تقنعوا وبذا أثاروا بغرابة املنظر املهابة واإلعجاب ، وتربجوا كاملشعوذينوكان أجدر بالناس لوال فرط محقهم ، يف نفوس رعاياهم

إال مدعاة للهو ، على ما اعتقد، وعبوديتهم أال يروا يف هذا كلهإنه ألمر يدعو إىل الرثاء أن نسمع بأي الوسائل .xliوالضحك

متذرع ال وإىل أي احليل التجئوا دون ، طغاة حىت يؤسسوا طغيام فال يرمون ، أن تتخلف الكثرة اجلاهلة يف كل زمان عن مالقا

Page 52: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

52

ا من املشقة حىت ، شبكة إليها إال ارمتوا فيها وخال تغريرهم م إمنا ينجحون يف خداعها أكرب النجاح حني يسخرون منها أ

.أكثر السخريةقة أخرى تلقفتها الشعوب القدمية مث ماذا أقول عن حمر

ام ا نقد ال زيف فيه؟ لقد دخل يف اعتقادها أن إ كأكان يصنع املعجزات ويشفي ، ملك اإليبرييني، xliiبريوس

لوا القصة فأضافوا أن هذا اإلصبع قد ، أمراض الطحال مث مجمل تصبه النار بأذى بعد أن احرتق ، ظهر سليما وسط الرماد

ذا يصنع الشعب نفسه األكاذيب كيما يعود هك.اجلسد كلهولكن ، هذه احلكايات قد سجلها كثري من الناس.ليصدقها

م مل يعدوا نقلها عما تردد على منط ال يرتك جماال للشك يف أرجع xliiiمنها أن فاسياسيان.وعلى أفواه العامة، يف جلبة املدن

يقه فصنع يف طر ، من آشور فمر باإلسكندرية متوجها إىل رومامي :املعجزات رج ورد البصر إىل الع م الع وأتى عجائب ، قو

ال يغفل يف رأيي عن زيفها إال من أصابه ، أخرى من هذا القبيل

Page 53: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

53

إن .عمى يغلب عمى الذين ينسب إىل فاسياسيان شفاؤهمالطغاة أنفسهم يعجبون لقدرة الناس على احتمال ما يصيبه

ا احتموا بالدين هلذ، على رؤوسهم من اإلساءة إنسان مثلهمولو استطاعوا الستعاروا نبذة من األلوهية سندا ، واسترتوا وراءه

م الباطلة يف ، الذي تروي العرافة xlivإليك بسالونيوس.حلياأنه يرقد اآلن يف قاع اجلحيم عقابا على هزئه ، ملحمة فرجل

:بالناس إىل حد جعله يريد تقمص جوبيرت أمامهم ىحلقه شديد العذاب إذ ابتغ

حماكاة جوبيرت رعده وصواعقه فشد أربعة جياد صواهل إىل عربته الفانية مث عالها ممسكا بشعلة من النار الساطعة

ا و جرى يف سوق إليدا ناثرا الرعب بني سكانون ادعى ملك السماء وادعى بالصاج ا

!حماكاة الرعد الذي يأىب دويه احملاكاة احلقة و لكن جوبيرت رماه بالصاعقة

Page 54: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

54

فقلب عربته يف زوبعة من النار ا وصاعقته .غطتها هي وجيادها ور

.كان النصر قصريا ولكن العذاب مقيمفإذا كان هذا املأفون ال يزال يلقى هذا العقاب يف

فيقيين ، بينا هو ال يعدو أن ركبته نزوة من احلمق، الدار األخرى .كيل أعظم أن من تذرعوا بالدين حتقيقا لشرورهم ينتظرهم

أما طغاتنا حنن فقد نثروا يف فرنسا رموزا ال أدري كنهها ، xlvوالشعلة الذهبية، والقارورة املقدسة، والزنابق، كالضفادع

ا أن أثري التشكك فيها ما وكلها أشياء ال أريد أيا كانت ماهياإذ ، مل نر مدعاة لالرتداد عن تصديقها، وما دام أجدادنا، دمنا

، شجعان يف احلرب، دوام ملوكا طيبني يف السلموهبنا على الم وإن ولدوا ملوكا مل تسوهم الطبيعة على حىت ليخال املرء أ

وإمنا اختارهم اهللا القدير قبل أن يولدوا حلكم ، غرار اآلخرينوحىت لو مل يكن األمر كذلك .xlviهذه اململكة واحلفاظ عليها

نقدها وال، ملا أردت اخلوض يف احلديث عن صحة قصصنا

Page 55: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

55

حىت ال أفسد مجاال قد يتبارى فيه شعراؤنا أمثال ، نقدا دقيقام حسنوا شعرنا، xlviiرونسار وباييف وبالي ، الذين ال أقول أ وبذا تقدموا بلغتنا تقدما جيعلين أجرؤ ، بل خلقوه خلقا جديدا

على األمل يف أال تعود بعد ذلك لليونانية والالتينية مزية عليها فال شك يف أين سوف أسيء اآلن إىل .قدمسوى حق األ

ألنه إذا كان ، وال أنكر أين استخدم هذه الكلمة طواعية(نظمنافمن احلق ، من احلق أن البعض قد جعل من النظم صنعة آلية

أيضا أن هناك عددا كافيا من القادرين على اسرتجاع نبله دته أقول أين أسيء اآلن إىل نظمنا لو أين جر ، )ومقامه األول

بعد أن رأيت بأي رشاقة ، من حكايات امللك كلوفيس اجلميلةاته إين أحس أثر .وسهولة يسبح فيها وحي رونسار يف فرنسوي

لسوف :إين أعرف توقد فكره وأعلم لطفه، الرجل يف املستقبلدروع :يويف الشعلة الذهبية حقها مثلما صنع الرومان بدروعهم

.xlviiiالسماء امللقاة على أرضنالسوف يرفق بقارورتنا رفق االثينيني ، قول فرجيلكما ي

Page 56: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

56

ة إريكتون ولسوف جيعل الناس تشيد بشعاراتنا مثلما ، xlixبسلالذي ال زالوا حيفظونه يف برج ، شاد األثينيون بغصن الزيتون

هلذا كنت أجتاوز احلد يقينا لو أين أردت تكذيب كتبنا .مينرفاموضوعي الذي ولكين لكي أعود إىل.وجريت يف مراتع شعرائنا

أحلظ أن الطغاة كانوا يسعون ، ال أدري كيف أفلت مين خيطهم إىل تعويد الناس على أن يدينوا ، دائما كيما يستتب سلطا

فكل .lبل باإلخالص كذلك، هلم ال بالطاعة والعبودية فحسبما ذكرته حىت اآلن عن الوسائل اليت يصطنعها الطغاة ليعلموا

م طوا عية إمنا ينطبق على الكثرة الساذجة الناس كيف خيدمو .من الشعب

إين أقرتب اآلن من نقطة هي اليت يكمن فيها على ما ويكمن أساس الطغيان ، أعتقد زنبلك السيادة وسرها

احة واحلرس وأبراج املراقبة حتمي .وعماده إن من يظن أن الرم ، يف رأيي، الطغاة خيطئ م إمنا يعمدون .خطأ كبريا ففي يقيين أ

اسة تصد من ال .إليها مظهرا وإثارة للفزع ال ارتكازا إليها فالقو

Page 57: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

57

ولكنها ال تصد املسلحني ، حول هلم وال قوة على اقتحام القصرمث أن من السهل أن نتحقق أن أباطرة .القادرين على بعض العزم

الرومان الذين محاهم قواسوهم يقلون عددا عمن قتلهم ، وال فرق املشاة وال قوة األسلحة ،فال مجوع اخليالة.حراسهم

ولكنه ، األمر يصعب على التصديق للوهلة األوىل.حتمي الطغاة، هم دوما أربعة أو مخسة يبقون الطاغية يف مكانه :احلق عينه

يف كل ، أربعة أو مخسة يشدون له البلد كله إىل مقود العبوديةربعة أو أ، عهد كان مثة أربعة أو مخسة يبقون الطاغية يف مكانه

يف كل عهد كان ، مخسة يشدون له البلد كله إىل مقود العبوديةيتقربون منه أو ، مثة أربعة أو مخسة تصيخ إليهم أذن الطاغية

م إليه ليكونوا شركاء جرائمه وقواد ، وخالن ملذاته، يقر ، شهواته ب هؤالء الستة يدربون رئيسهم على .ومقامسيه فيما نـه

تمع بل بشروره ، بشروره وحدهاال، القسوة حنو اهؤالء الستة ينتفع يف كنفهم ستمائة يفسدهم الستة .وشرورهم

مث هؤالء الستمائة يذيلهم ستة آالف ، مثلما أفسدوا الطاغية

Page 58: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

58

م إما حكم األقاليم، تابع ، يوكلون إليهم مناصب الدولة ويهبوم، وإما التصرف يف األموال ، ليشرفوا على خبلهم وقساو

م مىت شاؤواوليطيح تاركني إياهم يرتكبون من السيئات ما ، وا إال يف ظلهم وال بعدا عن طائلة القوانني ، ال جيعل هلم بقاء

ا إال عن طريقهم !ما أطول سلسلة األتباع بعد ذلك .وعقوبا أن ه إن من أراد التسلي بأن يتقصى هذه الشبكة وسع

ى املاليني يربطهم بل أن ير ، وال مائة ألف، يرى ال ستة آالفمثل جوبيرت إذ جيعله هومريوس يتفاخر بأنه ، بالطاغية هذا احلبل

من هنا جاء تضخم .لو شد سلسلته جلذب إليه اآلهلة مجيعا، وجاء خلق املناصب اجلديدة، liجملس الشيوخ يف عهد يوليوس

كل هذا يقينا ال ، وفتح باب التعيينات والرتقيات على مصراعيهبل أوال وأخريا من أجل أن تزيد ، العدالة من أجل إصالح

ىن من .سواعد الطاغية خالصة القول إذا هي أن الطغاة جتفإذا من رحبوا من ، وجتىن مغامن ومكاسب، ورائهم حظوات

إليهم، الطغيان ء ي يعدلون يف النهاية من يؤثرون ، أو هكذا ه

Page 59: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

59

ال إن فكما يقول األطباء إن جسدنا ال يفسد جزء منه إ.احلريةكذلك ما أن ، دون غريه، اجنذبت أمزجته إىل هذا اجلزء الفاسد

يعلن ملك عن استبداده باحلكم إال التف حوله كل أسقاط وما أعين بذلك حشد صغار اللصوص ، اململكة وحثالتها

، واملوصومني الذين ال ميلكون لبلد نفعا بل أولئك ، وال ضرالتفون حوله ي، liiالذين يدفعهم طموح حارق وخبل شديد

وليصريوا هم أنفسهم ، ويعضدونه لينالوا نصيبهم من الغنيمةهكذا الشأن بني كبار . *طغاة مصغرين يف ظل الطاغية الكبري

وفريق ، فريق يستكشف البلد :اللصوص ومشاهري القراصنةقبة وفريق خيتبئ، يالحق املسافرين ر فريق ، فريق يقف على م

وكانوا ، عددت املراتب بينهمولكنهم وإن ت.يقتل وفريق يسلبإال أنه ما من أحد منهم إال خرج ، بعضا توابع وبعضا رؤساء

أال حيكى أن .إن مل يكن بالغنيمة كلها فيما انتشل، بكسب ما

الناشر. الطغاة الصغارحق الفيتو امتياز للطغاة الكبار الذين حيمون *

Page 60: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

60

مل تبلغ فقط كثرة عددهم حدا مل جيعل liiiالقراصنة الصقلينيبل هم فوق ، بدا من إرسال بوميب أعظم قواد العصر ملهامجتهم

وا إىل التحالف معهم عددا كبريا من املدن اجلميلةذلك ، قد جرم لقاء بعض ، والثغور العظيمة ا بعد غزوا اليت كانوا يلوذون

م؟ الربح مكافأة على إخفاء أسالحيرسه ، هكذا يستعبد الطاغية رعاياه بعضهم ببعض م االحرتاس منه لو كانوا يساوون شيئا وهكذا ، من كان أوىل

ها .ال يفل اخلشب إال مسمار من اخلشب ذاته :املثل يصدقم ال ، هو ذا حييط به قواسته وحراسه وحاملوا حرباته ال أل

بل ألن هؤالء الضالني الذين ختلى ، يقاسون األذى منه أحياناه عنهم يستمرئون احتمال األذى حىت يردوه ، وختلت الناس، الل

م مثلهم دون أن ميلكوا إال بل إىل من قاسوه ، ال إىل من أنزله غري أين إذ أنظر إىل هؤالء الضالني الذين جيرون وراء .الصرب

ات الطاغية ر م من وراء طغيانه، ك ومن وراء ، حىت حيققوا مآرعبودية الشعب على حد سواء يتملكين أحيانا كثرية العجب

Page 61: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

61

م ، فهل يعين القرب من الطاغية :وأرثي أحيانا حلماقتهم، لرداءا ، احلقيقة يف شيئا آخر سوى البعد عناحلرية واحتضا

إذا جاز التعبري؟، بالذراعنيوليتجردوا ولو قليال من ، ليرتكوا ولو حينا مطامعهم

:ولينظروا بعدئذ إىل أنفسهم وليقبلوا على معرفتها، خبلهمالذين حيلو هلم ، لسوف يرون عندئذ أن أهل القرى والفالحني

وحتلو هلم معاملتهم معاملة ، ا استطاعوادوسهم باألقدام طاملسوف يرون أن هؤالء ، أشر من معاملة السخرة والعبيد

املستضعفني هم مع ذلك أسعد حظا وأوفر حرية بالقياس رب عليهما ، وإن استعبدا، فاألجري واحلريف.إليهم يفرغان مما ض

ولكن الطاغية يرى اآلخرين يتزلفون إليه .بأداء ما يطلب إليهمافعليهم ال العمل مبا يقول وحسب بل ، ويستجدون حظوته

وغالبا ما حيق عليهم أن حيدسوا ، عليهم أيضا التفكري فيما يريدفطاعتهم له ليست كل شيء بل .ما يدور خبلده حىت يروضه

، وجيب أن يعذبوا أنفسهم، واالنقطاع له، جتب أيضا مماألته

Page 62: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

62

نفقوا يف العمل حتقيقا ملراميه ا كانت نفوسهم ال تلذ مث.وأن ي ملوليتكلفوا ما ليس ، فليرتكوا أذواقهم لذوقه، هلم إال إذا لذت له

، عليهم االنتباه لكلماته وصوبه، وليتجردوا من سليقتهم، منهملينزلوا عن أعينهم وعن ، ولنظراته، وملا يبدر منه من العالمات

وليكون وجودهم كله رصدا من أجل حتسس ، أرجلهم وأيديهمأهذه حياة سعيدة؟ أتسمى هذه حياة؟ هل .غباته وتبني أفكارهر

، ال أقول على رجل ذي قلب، يف الدنيا شيء أقسى احتماال وإمنا على كائن حظي بقسط من ، وال على إنسان حسن املولد

أو له وجه إنسان ال أكثر؟ أي وضع أشد تعسا ، الفهم العام، شيئا لنفسه من حياة على هذا النحو ال ميلك فيها املرء وحياته؟ وحريته وجسده ه مستمدا من غريه راحت

كما :لكنهم يريدون العبودية ليجنوا من ورائها األمالك بينا هم ال يستطيعون ، لو كان يف مستطاعهم أن يغنموا شيئا

م ميلكون أنفسهم يودون لو حازوا األشياء كأن .أن يقولوا أم هم الذين أعطوه وي، للحيازة متسعا يف ظل الطاغية تناسون أ

Page 63: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

63

دون أن يرتك ألحد ، على أن يسلب اجلميع كل شيء *القوةم يرون أنه ما من شيء يعرض الناس .شيئا ميكن القول إنه له إ

وأنه ال جرمية حنوه تستحق املوت يف نظره ، لقسوته مثل اخلريم يرون أنه ال حيب إال .كحيازة ما يستقل به املرء عنه إ

وهم مع هذا يسعون إليه .وال يكسر إال األثرياء ،الثرواتولكي ، مألى مكتنزين، سعيهم إىل اجلزار كي ميثلوا بني يديه

م أال يتذكروا من .يستثريوا جشعه هؤالء املقربون قد كان أوىل بل أولئك الذين بعد أن كدسوا املغامن ، غنموا من الطغاة كثريا

بعض الوقت خسروا املغامن واحلياة مجي م أن ، عا كان أوىل بل بالقلة اليت استطاعت ، اليت أثرت، يتعظوا ال بالكثرة

لنستعرض كل القصص القدمية ولنستعد .االحتفاظ مبا كسبتلسوف نرى ملء عيوننا إىل أي مدى :تلك اليت تعيها ذاكرتنا

حمركني سوء ، كثر عدد الذين اجتذبوا آذان الطاغية بطرق خبسة

وما كان يل عليكم من سلطان إال إن دعوتكم فاستجبتم يل فال تلوموين ولوموا « * الناشر). 22إبراهيم،.(»أنفسكم

Page 64: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

64

بلتهم سحقون يف ، ني غفلتهمأو مستغل، ج مث إذا هم بعد ذلك يال يعدل مقدار السهولة ، النهاية سحقا بأيدي األمراء أنفسهم

م ا إال مقدار ما خربوه من انقالب إىل ضر وهم هذا .اليت علالذين عاشوا يف محى هذه الكثرة من ، العدد الغفري من الناس

إن مل نقل مل ، ليلمل يسلم منهم يقينا إال الق، امللوك األرذالمن قسوة الطاغية اليت بدأوا بتأليبها ضد ، يسلم منهم أحد

ففي معظم األحيان يثرى الغري مبا يسلبون بعد أن أثروا :اآلخرين .هم مبا سلبوا يف ظل ما متتعوا به من احلظوة

لو وجد بينهم رجل واحد حيبه ، أما القوم األفاضلهما سطعت فيهم وم، فهم مهما لقوا من قبوله، الطاغية

ما أحد ولو كان أردأ الناس ، الفضيلة والنزاهة اللتان ال يقر هؤالء القوم ال دوام هلم ، إال أثارتا فيه بعضا من االحرتام، صنفا

وال ، فهم يؤولون إىل ما آل إليه اجلميع :يف كنف الطاغيةخذ مثال .جيدون مفرا من أن يعرفوا خبربة مرة ما هو الطغيان

وس، سينيكا :األفاضلهؤالء األوالن منهما .livوترازياس، وبور

Page 65: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

65

، كان من نكد طالعهما أن عرفا الطاغية فرتك هلما إدارة أشغالهخاصة وأن أوهلما كان قد تعهده ، وأكن هلما التقدير واإلعزاز

ولكن ثالثتهم ، وكان له يف ذلك ضمان لصداقته، يف طفولتهم األليم شهادة كافية بأن حظو ة السيد الرديء ليس يشهد مو

ا ويف احلق أي ضمان يرجتى من رجل قسا قلبه .أقل من ضماه املذعنة ألمره ه مملكت ، ونضبت فيه معرفة احلب، حىت مشل كره

فلم يعد يعرف إال كيف يعدم نفسه ويدمر إمرباطوريته؟فلو قلنا إن هؤالء الثالثة إمنا تردوا يف هذه العواقب

النظر حول نريون نفسه لنرى أن كفى أن نسدد، حلسن خلقهممل يدم عهدهم ، الذين لقوا حظوته واستقروا فيها بأرذل الوسائل

من الذي مسع عن حب استسلم له صاحبه بال .زمنا أطولعن إعزاز بال قيد؟ من الذي قرأ يف أي زمن من األزمنة ، حد

عن رجل ولع بامرأة ولعا عنيدا مالزما كولع نريون هذا قبل

Page 66: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

66

ينا! *؟ مث بعدئذ دس هلا السمlvبوبيا lviأمل تقتل أمه أجريبزوجها كلوديوس حىت تفسح له اهليمنة على اإلمرباطورية؟ أمل

أمل تقبل طواعية على كل إمث إعالء له؟ ومع ، تبذل ما وسعتامرباطورها الذي صنعته ، رضيعها، هذا ما لبث إبنها هذا

، بيدها ا يف أن انت، ما لبث بعد أن جحدها مرارا زع حياوإنه لعقاب ما كان أحد ينكر أنه جزاؤها املستحق لو ، النهاية

نته ك ا غري يد من م أي رجل كان أسهل .أن يدا أخرى أنزلته أو باألصح أكثر بلها من اإلمرباطور ، وأكثر سذاجة، انقيادا

؟ ومع lviiكلوديوس؟ أي رجل ركبته امرأة مثلما ركبته مسالينا ! ا ليد اجلالد هذا أسلمها أخري ، إن الغباوة تالزم الطغاة دائما

ولكنهم ، حىت حني يريدون إسداء احلسن إذا أرادوا إسداءهال أدري ، حني يريدون البطش باملقربني إليهم يستقيظ فيهم

ا .القليل من فصاحتهم، كيف أال تعلم هذه النادرة اليت فاه

م إليه * الناشر. الطاغية ال يثق بأحد فيصفي أقر

Page 67: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

67

ا أميا ش، هذا الذي رأى صدر املرأة حىت بدا ، غفاليت شغف ا ذه املزحة، كأنه ال يستطيع احلياة دو :رآه عاريا فداعبها

هذا العنق اجلميل قد يقطف قريبا لو أردت؟ هلذا كان معظم الطغاة القدامى يالقون حتفهم مل يستطيعوا االطمئنان إىل إرادة

يسيان اتني .الطاغية بقدر ما حذروا قوته وم وقتلت ، هكذا قتل د، كما قتل أنطونان على يد مارسان، إحدى حمظياته كومودس

.lviiiوهكذا يف سائرهم وال ، إن من املستيقن أن الطاغية ال يلقى احلب أبدا

ا ال ، فالصداقة اسم قدسي وجوهر طاهر.هو يعرف احلب إوال تؤخذ إال بالتقدير املتبادل ، تعرف هلا حمال إال بني األفاضل

ا يأمن إىل الصديق ملا يعرفه فالصديق إمن.وليس بإغداق النعمفال .ضمانته هي استقامته وصدق طويته وثباته، من استقامته

حيث ، حيث اخليانة، مكان للصداقة حيث القسوةال حب يسود ، فاألشرار إذا اجتمعوا تآمروا ومل يتزاملوا.اجلور

.فما هم بأصدقاء بل هم متواطئون، بينهم وإمنا اخلشية

Page 68: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

68

عن هذه العوائق لتبينا أن من و حىت لو صرفنا النظرألنه إذا عال ، الصعب أن يضم فؤاد الطاغية حبا يوثق به

ذا عينه عن حدود الصداقة ، وعدم كل رفيق، اجلميع قد خرج واليت تأىب دوما التعثر يف ، اليت مقعدها احلق هو املساواة

ا املتساوية أبدا شيئا من القسط ) فيما يقال(هلذا نرى.خطوام متزاملون متكافلون، اللصوص عند اقتسام الغنيمة بني ، أل

وال ، وإذا كانوا ال يتبادلون احلب فهم على األقل يتبادلون احلذرم بالتفرق بدل الوحدة أما الطاغية فما .يرغبون يف إضعاف قو

ما دام قد تعلم منهم ، يستطيع املقربون إليه االطمئنان إليه أبداوال واجب .وأنه ال حق، ل شيءأنفسهم أنه قادر على ك

وما دام تعريفه صار يقوم يف اعتبار إرادته العقل ويف ، جيربانهأليس أمرا يدعو إىل الرثاء أن كل .انتفاء كل نظري وسيادة اجلميع

ال تدعو أحدا إىل ، وهذا اخلطر الدائم، هذه األمثلة الواضحةا دد الغفري وأن يتقرب إىل الطاغية طواعية هذا الع، االتعاظ

من الناس دون أن جيد أحد احلصافة واجلرأة اللتني متكناه من أن

Page 69: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

69

مللك الغابة ، على ما ورد يف احلكاية، يقول ما قاله الثعلبكنت أزورك طواعية يف عرينك لوال أين « :الذي اصطنع املرض

و ما أرى أثرا ، أرى وحوشا كثرية تتجه آثارها قدما إليك .»يعود

وينظرون ، يرون بريق كنوز الطاغية هؤالء التعساءم أشعتها ر فإذا هذا الضوء يغريهم ، مشاهد بذخه وقد

م إمنا يلقون بأنفسهم يف اللهب ، فيقرتبون منه دون أن يروا أ، الطفيلي lixهكذا صنع الساتري.الذي لن يتخلف عن إهالكهم

الذي حتكي احلكاية أنه شهد النار اليت اكتشفها بروميثيوس لها فاحرتق، ضيءوهي ت مثله .فرأى هلا مجاال فائقا فذهب يقب

مثل الفراشة اليت تلقي بنفسها يف النار أمال يف احلظوة بلذة من ا األخرى، نورها ا احلارقة :فإذا هي تعرف قو كما يقول ، قو

ولكن لنفرض أن هؤالء األغرار يفلتون من .lxالشاعر التوسكاينملك آت من بعد؟ إذا كان أيعلمون أي ، قبضة من خيدمون

صنعوه وإذا كان سيئا ، طيبا وجبت اإلجابة عما صنعوه ومل

Page 70: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

70

شبيها بسيدهم فلسوف يصحبه أيضا أتباعه الذين ال يقنعون بل تلزمهم أيضا يف معظم ، باالستحواذ على مكان اآلخرين

م ، أميكن إذا وهذا مدى التهلكة.األحايني أمالكهم وحياأن يكون هناك امرؤ يرغب يف ملئ هذا ، ومدى قلة األمن

املكان البائس ليقاسي خدمة سيد هذا مبلغ خطره؟ أي ، أيها الرب احلق، أي استشهاد هذا، عذاب أن يقضي املرء

بينما هو خيشاه ، النهار بعد الليل وهو يفكر كيف يرضي واحداأن ، مع ذلك أكثر مما خيشى أي إنسان آخر على وجه البسيطة

وأذنا تسرتق السمعيكون عي حىت حيدس مأتى ، نا دائمة البصوحىت يقرأ يف وجوه أقرانه أيهم ، وموقع املصائد، الضربة القادمة

، يغدر به ال عدوا سافرا ، يبتسم لكل منهم وهو خيشاهم مجيعاال قبل له ، الوجه باسم والقلب دام، يرى وال صديقا يطمئن إليه

!بالسرور وال جرأة على احلزنو لكن األغرب هو أن نرى ما يعود عليهم من هذا

والكسب الذي يستطيعون توقعه من ، العذاب الشديد

Page 71: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

71

م البائسة م وحيا فالذي يقع هو أن الشعب ال يتهم .مكابدوإمنا ينسبه طواعية إىل من سيطروا ، الطاغية أبدا مبا يقاسيه

:عليه واألمم لعامل ويعرفها ا، هؤالء تعرف أمساءهم الشعوبا، قاطبة ويصبون عليهم ألف ، حىت الفالحون واألجراء يعرفو

كل أدعيتهم وأمانيهم تتجه ، قذيعة وألف شتيمة وألف سبةاعات يقع فيه ، ضدهم م من الباليا واألوبئة وا كل ما يلحق

فإن تظاهروا أحيانا بتبجيلهم سبوهم معا يف ، اللوم عليهمم هذا .ينفرون من الوحوش الكاسرةونفروا منهم كما ال ، قلو

د، هو الشرف اللذان ينالون جزاء على ما صنعوه ، وهذا هو اجتاه الناس الذين لو ملك كل منهم جزءا من أجسادهم ملا

فإن أدركهم املوت مل ، وال رأى فيه نصف عزاء عن شقائه، شقايسود ، يتوان من جييء بعدهم عن أن يظهر بينهم ألف قلم

وميزق مسعتهم يف ألف ، هؤالء lxiاء آكلي الشعوبمبداده أمسا، كتاب ميرغها ، إذا جاز هذا التعبري، وحىت عظامهم ذا

م م على فساد حيا .الوحل عقابا هلم بعد مما

Page 72: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

72

، لنتعلم .إذا لنرفع .لنتعلم مرة أن نسلك سلوكا حسناا، أعيننا إىل السماء بدعوة من كرامتنا ، أو من حمبة الفضيلة ذا

إذا أردنا الكالم عن علم فيقينا بدعوة من حمبة اهللا القادر أووهلو الشاهد الذي ال يغفل عن ، على كل شيء وتبجيله

أما فيما يتعلق يب فإين .والقاضي العادل يف أخطائنا، أفعالناوهو ، ولست باملخدوع ما دام ال شيء أبعد عن اهللا، ألرى

لدار األخرى للطغاة إنه يدخر يف ا، الغفور الرحيم من الطغيان .وشركائهم عقابا من نوع خاص

Page 73: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

73

هوامش املرتجم

i كانت جيوش … 204ن عن اإللياذة،األنشودة الثانية،البيتااليونانيني حتاصر طروادة منذ تسع سنوات دون أن تتمكن من االستيالء عليها،فبدأ احملاربون يستهويهم اقرتاح العودة إىل ديارهم دون حتقيق

إال أن أوليس استوقفهم يشرح حجته للقواد من أقرانه،فإن حتدث .النصروالرأي إمنا يكونان إىل جندي عنفه وذكره أن واجبه الطاعة ألن األمر

.لواحدحوايل القرن احلادي (هذا ولقد كانت املدن أو الدول اليونانية األوىل

تتألف من عصبيات يرأسها ملوك وأمراء،مثل الذين )عشر قبل امليالدم على طروادة صحيح أن هومريوس كان يفصل .أشاد هومريوس حبرو

ه كان يستند يف أغلب بينه وبني هذه الوقائع حنو ثالثة قرون،وإن اهلامالقرن (الظن إىل روايات كانت ما تزال ترتدد على األفواه إبان حياته

إال أن التطابق بني أوصافه وبني ما ميكن استنباطه من )م.الثامن قفال شك يف أن هؤالء امللوك .احلفريات يدعو إىل األخذ بصحتها

Page 74: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

74

م إىل اآلهلة،وأن هذا االنتساب مل يكن واألمراء كانوا يتفاخرون بانتسايلقى تصديق اجلميع وحسب،بل إن عامة الناس كانت ترى فيه حتديدا

وهذه .السبب الذي من أجله تسرع إىل خدمتهم والقتال يف سبيلهمتمعات ظاهرة ما نزال نشهدها بني العشائر اليت يتألف منها كثري من ا

تمعات إىل يومنا هذا،كل االختالف الذي ينجم حني تعتنق هذه اعقيدة التوحيد،هو أن الرؤساء ال ينسبون أنفسهم إىل اآلهلة،بل إىل

.األنبياء،والغزاة،واألبطال،من كل مضمارذلك أن الكلمات الدالة يف اللغة .أمر أخر جيدر الوقوف عنده

مثل (على علو املكانة)واللغة دستور اجلميع إذا جاز التعبري(اليونانيةكانت تدل كذلك على السمو )أريسطوس وأجاثوس وأستلوس،أخل

وهذه أيضا ظاهرة ما نزال نشهدها إىل يومنا يف اللغة اإلجنليزية .اخللقيا على االنتماء إىل الطبقة )نوبل(مثال حيث تدل الكلمة ذا

األرستقراطية،وعلى صفة تسند إىل أفعال الشخص أو حىت إىل ما يقدمه .من النبيذ

ii ماعة هي ما يرتجم اليوم باجلماعة هي ما الكلمة اليت ترمجناها هنا باجلولكنها كانت ترد يف القرن السادس العشر .يرتجم اليوم باجلمهورية

Page 75: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

75

باملعىن احلريف الذي خيرج من اشتقاقها،وهي مشتقة من كلمتني يف اللغة ومنه كان معناها .رس مبعىن شيء،وبويليكوس مبعىن عام :اليونانية

وملا كانت هذه الفكرة أحد .عامةاألضبط هو املنفعة أو املصلحة البعد –التصورات األساسية اليت ينبين عليها القانون الروماين،فقد بدا لنا

أن أقرب ما يعادهلا يف الفقه –أن نبهنا إليه الدكتور إمساعيل عبد اهللا .العريب هو تصور اجلماعة

iii كم هنا أيضا يستخدم املؤلف كلمة ترتجم اليوم بامللكية،وترمجناها حبالواحد الشتقاقها من اليوناين مونوس مبعىن واحد،وآركي مبعىن السلطة أو

.احلكمiv ال تنفصل )مثلها يف الواليات املتحدة اليوم(كانت الدميوقراطية يف أثينا

لذا أعلن .عن سياستها املسيطرة أو اإلمربيالية،اليت تكفل رغد مواطنيهاسة عدد من املدن أو درءا هلذه السيا.م.ق 431عليها احلرب عام

الدول اليونانية تزعمته إسربطة،وهي احلرب املعروفة باسم حرب زمية .م.ق 404و يف العام .البيلوبونيز انتهت هذه احلرب الطويلة

أثينا،وبأن أملت إسربطة على شعبها جمتمعا يف جملسه اختيار ث ومل يلب.أوكل إليهم حترير دستور جديد)لوغوغوافوي(»حمرر«ثالثني

Page 76: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

76

هؤالء الثالثني،الذين ينتمون إىل الطبقة االوليغاركية،أي إىل القلة الثرية ذات احلسب،أن استولوا على زمام احلكم،ومل يلبث حكمهم أن انقلب

اجليش اإلسربطي يرابط فوق :إىل رعب مسلط على الرؤوساالكروبول،األجانب املقيمون بأثينا ومواطنوها أنفسهم إما يقتلون أو

م،أما الدستور املوعود فلم ير الضوءيشردون وبلغت .أو تصادر ممتلكاا حني قتل زعيم املعتدلني بني الثالثني،الثريامني،وانفرد املأساة ذرو

إال أن الطغاة مل يستطيعوا دفع مجاعة من .باحلكم أعتاهم،كريتياسة املتمردين ترأسهم ثراسيبول عن االستيالء على برييه،مرفأ أثينا،بعد معرك

ذا االنتصار تسىن .).م.ق 44/43يناير –ديسمرب (قتل فيها كريتياساالتفاق بني املعتدلني من األوليغاركيني وبني الدميقراطيني اتفاقا توسط

وانتهت احملنة برجوع النظام الدميقراطي يف أواخر صيف .فيه ملك إسربطةة من ويعد هذا االتفاق صفح.،والقضاء على فلول الثالثني.م.ق 403

أجمد صفحات الدميقراطية يف أثينا،ألن ثراسيبول قد أمكنه من جهة ومن ناصره )أي الفالحني واحلرفيني وبعض التجار(فرض مطالب الشعب

من العبيد واألجانب،ولكنه من جهة أخرى قد أمكنه إقناع الشعب بأال اية هلا يف .يشتط يف مطالبه إىل احلد الذي خيلق حزازات وضغائن ال

Page 77: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

77

خرجت فيه أثينا والدول اليونانية عامة من احلرب ضعيفة منهكة وقتومكن فيليب املقدوين وابنه االسكندر .إىل حد مل تقم هلا قائمة بعده

ويذهب بعض الكتاب املعاصرين إىل أن االتفاق املذكور .من افرتاسهاكان مبثابة النقلة اليت حلت فيها فوقية القانون أو سيادته العليا حمل

ولكن املغزى األوضح الذي خيرج من هذا االتفاق .ة ارادة الشعبفوقيإمنا يعين هنا العقد،الذي مت مبقتضاه الرتاضي بني »القانون«هو أن

.الطبقات يف وقت مل يكن فيه بد من الرتاضيv يبتدع البويسيه يف هذا املوضع لفظا فرنسيا استمده من لفظ التيين

رط،مبعىن صيغة التصغري من جتده عند شيشريون،واملؤلف املس رحي بلخنث «من»خنث«آثرنا ترمجته بكلمة.»رجيل«رجل،كما لو قلنا بالعربية

ر وتثن فكان على صورة الرجال وأحوال :الرجل خنثا كان فيه لني وتكس ).عن املنجد(»النساء فهو خنث

vi ذا الوصف أهو شارل التاسع أو هنري :ثار نقاش حول من املراد لكن األصح أن املؤلف إمنا أراد أن يرسم صورة منوذجية،وإن الثالث؟ و

علوا صدقت على كثري من احلكام،دحضا للرأي القائل بأن هناك من ج .بطبيعتهم للسيادة وهناك من جعلوا مسودين

Page 78: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

78

vii ميلسيادس قائد أثيين حتقق بفضله أول انتصار حازه اإلغريق ضد

ثيميستوكل قائد آخر .م.ق490الفرس،وذلك يف معركة ماراتون عام يرجع إىل سياسته من أجل تقوية األسطول االثيين،ويرجع إىل براعته ونبوغه الفضل األول يف انتصار اليونانيني احلاسم يف معركة سالمني

ا محلة كسركس الثانية،اليت كان .م.ق480البحرية عام ،اليت انتهكت أما .قدر بألف سفينةقد أعد هلا جيشا يقدر مبائة ألف مقاتل،وأسطوال ي

د ذكره استشهاده مع ثالمثائة من رجاله يف معركة ليونيداس فإسربطي خلهذا ولقد .مضيق ثرموبيل،اليت خاضها بغية تعويق تقدم الفرس يف الرب

وصحيح أن .صار هذا االنتصار رمزا إىل انتصار احلرية على االستبدادا مشاركة حرمت منها يف أغلب شعوب اإلغريق كانت هلا يف إدارة شؤو

الظن شعوب العدو،وأن هذا الفارق رمبا لعب دورا يف هذا ولكن ذلك ال مينع أن هذه احلرب،أيا كان وجه استخدامها .االنتصار

دف كل ألغراض الرمز،كانت يف واقع أمرها صراعا ضاريا بني قوتني املدن أو ومن املعلوم أن .فارس وأثينا :منها إىل السيطرة على املعمورة

الدول اليونانية ما أن حتقق هلا هذا النصر املشرتك،حىت عادت إىل تفرق بعد احتاد،وحىت شن بعضها احلرب على أثينا يف حرب البيلوبونيز اليت

Page 79: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

79

.سبقت اإلشارة إليهاviii أول نص تشريعي صاغ فكرة القانون،أو احلق الطبيعي،هو موسوعة

ا األساسية القانون الروماين اليت قام جبمعها وتبو يبها وتعريف تصوراواالشراف على حتريرها،بأمر من اإلمرباطور جوستنيان،أمام رجال

ذا التعريف.تريبونيان :القانون يف عصره قانون الطبيعة هو «:يبدأ النص تلي ذلك التفرقة بني .»القانون الذي غرسته الطبيعة يف مجيع املخلوقات

بني قانون «و»ون كافة الشعوبقان«هذا القانون املسمى أيضا باسمذه الدولة أو تلك،مث بيان عن سبب هذه »الدولة ،أي القانون اخلاص إن ضرورات احلياة اإلنسانية مبطالبها قد أدت بشعوب العامل «:التفرقة

نشبت احلرب بينها،وأسر البعض وصار عبيدا :إىل سن شرائع معينةالطبيعة ولدوا أحرارا يف فالناس حبسب قانون.خالفا لقانون الطبيعة

تصدر مجيع العقود تقريبا عن قانون كافة «هذا بينما.»البدءالشعوب،سواء تعلق األمر ببيع أو أجيار أو شركة أو إيداع أو قرض أو

فكل شعب يطبق قانونا خيصه جزء منه،ويشرتك جبزء آخر منه مع »غريهن فكرة الدولة ولقد استعاد مفكرو العصور الوسطى،الذين مل تك.غريه

م إمنا كانوا يشهدون دوال جديدة آخذة يف عندهم قضية مسلمة،أل

Page 80: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

80

النشوء على أنقاض الدولة الرومانية املندثرة،استعادوا فكرة القانون م واجهوا هذا السؤال كيف ميكن أال يكون القانون :الطبيعي هذه،أل

القانون ومن إال بالدولة ومن أجلها ويف ظلها،وأال تكون الدولة إال بله بنوع خاص أجله ويف ظله؟ فوجدوا املخرج يف التمييز الذي فص

القانون «و»القانون الطبيعي«القديس توماس االكويين بنيم يف هذا الباب .»الوضعي هذا وقد جتدد يف عصرنا االهتمام مبناقشا

كما يف غريه،خاصة وأن السؤال الذي أثاره قد ارتبط ارتباطا وثيقا هل جوهر القانون هو العقل أو اإلرادة؟ :آخر ال يقل عنه حدةبسؤال

ix ال شك أن البويسيه يلمح هنا إىل نظرية أذاعها املشرعون اإلجنليز يفعصر أسرة تيودور مؤداها أن للملك جسدين،أحدمها مادي فان واآلخر

هذه النظرية املضحكة فيزيولوجيا كانت هلا .غييب ال يتطرق إليه الفناءظيفة سياسية بالغة األمهية،هي إدخال التمييز بني ما يعود من احلكم و

هذا التمييز هو الذي .إىل شخص احلاكم،وما يعود إىل وظيفته أو منصبهمسح لإلجنليز مبحاكمة امللك شارل ستوارت وإعدامه بتهمة اخليانة،دون أن يذهبوا إىل إلغاء امللكية كما فعل الفرنسيون يف

م،أسم للدوام،باق مبا هو »امللك«،ألن1793 كما قال أحد قضا

Page 81: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

81

ويف هذا … طاملا بقي الشعب )حسب القانون(رأس الشعب وحاكمه أضف أن هذه النظرية مستقاة ال من العقائد .االسم ال ميوت امللك أبدا

،وأكاد أقول أوال من النصرانية عن املسيح والكنيسة وحسب،بل أيضاكل جمتمع ديين أو مدين،وعلى استعارة اجلسد من حيث تطلق على

مقوماته املختلفة مبا فيها االحتادات املهنية واجلامعية اليت لعبت دورا هاما يف تطور الغرب،واليت يطلق عليها يف لغاته اسم ترمجته احلرفية

.»املتجسدات«هيx املراد باألكادمييني هنا هم أشياع الفلسفة األفالطونية يف القرن

،على أرجح التقدير،أسس .م.ق 385 ففي.السادس عشرأفالطون،بضاحية من ضواحي أثينا،مدرسة عرفت باسم األكادميية ذا االسم،نسبة إىل البطل لوقوعها حبديقة وملعب عرفا

استمر نشاط هذه املدرسة تسعة قرون،إىل أن حلها .أكادميوسويف القرن اخلامس عشر،بعد أن سقطت .م.ب 529جوستينيان يف

نية يف يد الرتك،وهجرها العلماء اهيللينيون،سنحت للغرب القسطنطيمعرفة املخطوطات املشتملة على حماورات أفالطون ورسائله،وما لبثت

ومع هذا ظلت اجلامعات تعرض عن .أن ظهرت هلا ترمجات متعددة

Page 82: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

82

هلذا عاد الفضل يف نشر .تدريس فلسفته لغلبة الفلسفة األرسطية عليهايت مل يتم انتصارها إال يف القرن السابع عشر،إىل الفلسفة األفالطونية،ال

ومل يكن غريبا أن يتجه أول اهتمام هؤالء .رجال عرفوا باسم األكادميينيا اشتغاال ال يكاد إىل مسائل الفلسفة السياسية اليت اشتغل أفالطون يرتك جماال للشك،يف أنه إمنا أسس مدرسته بغية تكوين التالميذ تكوينا

.خلدمة املدينة على أفضل وجه يؤهلهمxi ال وجود هلذين البيتني يف أشعار البويسيه اليت نشرها مونتين.

xii عضو برملان بوردو الذي أخذ البويسيه مقعده،وإليه أهدى خمطوطه. xiii صموئيل األول،اإلصحاح (إشارة إىل ما ورد يف العهد القدمي

صموئيل يسألونه من أن كل شيوخ إسرائيل اجتمعوا،وجاءوا إىل )الثامنوكان حيكم إسرائيل (أن جيعل هلم ملكا يقضي هلم كسائر الشعوب

فساء األمر يف عيين صموئيل،فصلى إىل الرب فأمره بأن يصنع ما )قضاةهذا يكون قضاء امللك الذي ميلك «:فأنذره.طلب الشعب بعد أن ينذره

يأخذ بنيكم وجيعلهم لنفسه ملراكبه وفرسانه فريكضون أمام.عليكموجيعل لنفسه رؤساء ألوف ورؤساء مخاسني فيحرثون حراثه .مراكبه

ويأخذ بناتكم .وحيصدون حصاده ويعملون عدة حربه وأدوات مراكبه

Page 83: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

83

ويأخذ حقولكم وكرومكم وزيتونكم .عطارات وطباخات وخبازاتر زروعكم وكرومكم ويعطي خلصيانه .أجودها ويعطيها لعبيده ويعش

وشبانكم احلسان ومحريكم ويستعملهم ويأخذ عبيدكم وجواريكم.وعبيده .لشغله ر غنمكم وأنتم تكونون له عبيدا فتصرخون يف ذلك اليوم .ويعش

يف وجه ملككم الذي اخرتمتوه ألنفسكم فال يستجيب لكم الرب يف فأىب الشعب أن يسمعوا لصوت صموئيل وقالوا ال بل يكون .ذلك اليوموقع بإيعاز من الرب ومما يذكر أن اختيار صموئيل قد.»علينا ملك

قنينة الدهن وصب على رأسه وقال أليس «فجعله ملكا بأن اخذ.شاول وهكذا بدأت طقوس الدهن .»ألن الرب قد مسحك على مرياثه رئيسا

.اليت سبقت اإلشارة إليها يف الرتاث اليهودي املسيحيxiv برز يف احلرب .كان بيسرتاتس ينتمي إىل الطبقة األرستقراطية احلاكمة

فلما دب االنقسام يف أثينا بني .م.ق 565ني أثينا وميغارا،حوايل العام باحلكام ترأس هو فريقا أو حزبا ثالثا ضم إليه املعتقني واملدقعني،مث نصب

غري أن أعداءه .م.ق 561نفسه طاغية حبرس منحه إياه الشعب،عام حتالفوا عليه فطردوه من احلكم بعد أن ظل ميارسه زهاء مخس

ت،فلم يستتب له االستبداد به إال بعد أن رجع وانتصر عليهم سنوا

Page 84: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

84

ولقد حرص .بعد مرض 527مات عام .م.ق 546انتصارا حامسا عام بيسرتاتس على االلتزام بدستور صولون فلم يذهب إىل حد مصادرة أمالك النبالء وتوزيعها بالتساوي،ولكنه شجع صغار املالك بتيسري

حة البطالة من الريف معتمدا يف هذه القروض هلم،وعمل على إزاالسياسة على الضرائب املفروضة على اإلنتاج،والتجارة،يف وقت ازدهرت فيه صناعة اخلزف،وانتشرت يف كل بالد اليونان،مجل أثينا ومجع أشعار هومريوس ونشرها،وكان من نتائج حكمه الطويل أن أضعف قبضة

االت،مما مهد النبالء على أشياعهم،وشجع ظهور الفردية يف كثري من ا .الطريق لعودة الدميقراطية بعد أن ختلص الشعب من أبنائه

xv م.ق 367و430ديونيسبوس بني. أخفقت 406يف عام .تقريباسرياقوصة يف حترير اجرجينتا من قبضة القرطاجنيني،فتسىن له إقناع جملس

الءه وتزود مث مل يلبث أن أزاح زم.الشعب بانتخاب قواد جدد بينهم هو سوى .حبرس خاص وظل انتخابه على رأس الدولة يتكرر تكررا منتظما

أنه أخفق يف وقت تقدم القرطاجنيني،وواجه ثورة أرستقراطية جعلته يقبل فلما تغلب على املعارضة الداخلية عاد إىل .صلحا باهظا مع قرطاجنة

ا املتعددة وسع سلطانه مث بعدئذ.حماربتها حىت انتصر عليها،وصد غزوا

Page 85: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

85

على اجلزء الغريب من صقليه،وعلى إيطاليا،حىت امتد نفوذه إىل كان ديونيسيوس طاغية من الطراز األول،اتسم حكمه مبزيج .االدرياتيك

ة ما زال يثري العجب حىت اليوم .من البأس واحلنكة واألxvi حكم .املراد ميثريدات السادس ملك بونطوس جنوب البحر األسود

أوهلا مصرع .ازدمحت حياته باألحداث العاصفة.م.ق 63و120بني أبيه ووصية تدعو إىل االرتياب يستخلف فيها زوجته وولديه

فر من أمه وظل هاربا حىت عاد فجأة إىل العاصمة سينوب .األصغرينمث استأنف سياسة والده التوسعية .فحبس أمه،وقتل أخاه،وتزوج أخته

ت فتوحاته إىل اليونان حيث فاستوىل على معظم آسيا الصغرى،وامتدوقعت بينه وبينهم عدة حروب انتهت باستيالئهم على .رده الرومان

فلما أراد االنتحار تبني .وثورة الرعية،وعلى رأسها ابنه فارناسس.بونطوسفمات .أن نظاما من الوجبات الوقائية قد جعل له مناعة ضد السم

ال شك أن .عاما 69بسيف حارس من حراسه وقد بلغ به العمر ميشريدات كان أصلب أعداء روما عودا يف مكره،وشجاعته،وقدرته،على

ولكنه خال من املهارة يف التخطيط،وعجز عن .تعبئة اجليوش وتنظيمهامث هو يف النهاية مل يكن ميثل متثيال صادقا ال .االحتفاظ بوالء رعيته

Page 86: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

86

م ه على تقليد تدل صور (اليونانيني الذي كان مييل إليهم،وحيب التشبه ،وال اإليرانيني الذين كان يتكون منهم العنصر الغالب بني )االسكندر .أبناء شعبه

xvii كان مثقفو عصر النهضة يرون يف مجهورية مدينة البندقية املثلا،على ما خيربنا به لد األمجل للحرية،حىت أن البويسيه كان يؤثر لو و

ولكن احلقيقة هي ).28 املقاالت،الكتاب األول،الفصل(صديقه مونتينا شأن مجيع املراكز العمرانية :أن األمر كان له وجهان فالبندقية شأ

الكربى اليت يؤمها التجار والصيارفة،وصانعوا الثروات من كل حدب وصوب،كانت تتمتع فعال حبرية اجتماعية واسعة،تتيح جتاور اجلميع

م وأزيائهم سية فقد احتكرت أما من الناحية السيا.على اختالف عاداحلكم فيها،منذ القرن الرابع عشر،طبقة من األعيان ذوي الثروات

وأعين باألخص احلرفيني الذين كان هلم (الطائلة انقطعت صلتها بالشعبوإن حرصت على أال ينفرد به واحد )على العكس دور مهم يف فلورنسه

لس،الذي ند.هلذا أسندت السلطة إىل جملس العشرة.منهم ر أن هذا احاذاه جهاز يف اجتاهه احملافظ،هو الذي كان يقوم بانتخاب الدوق املنوط به جتسيد قوة البندقية،ولكن مع قيود ترمي مجيعها إىل ختفيف

Page 87: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

87

.دوره الشخصيxviii ننبه إىل أن الشعوب األوربية كانت تتسمى يف القرن .سلطان تركيا

كانت الثالث عشر باسم املسيحية أو بالد املسيحيني،وهي تسميةتصدر عن الشعور بالوحدة الدينية اليت بثته فيها احلروب الصليبية،ويف

ال .القرن اخلامس عشر ظهرت التسمية باسم أوربا أو الشعوب األوربيةألن هذه الشعوب كانت قد حتققت بينها وحدة سياسية،فقد حدث

صارت فكرة اإلمرباطورية الواحدة أو الشاملة ادعاء ال صلة له :العكسالواقع،بينما بدأ ظهور الدول احلديثة بانقسام الشعوب األوربية إىل ب

ممالك حيكم كل منها ملك غيور على استقالله،كما تدل عليه العبارة أال أن هذه الشعوب .»كل ملك إمرباطور على مملكته«:اجلارية إذ ذاك

كان يبدو هلا أن ملوكها هؤالء،ووالة األمر فيها كانت هلم فيما تعاملهم معها،قواعد ختتلف مما يتبعه طغاة الشرق،ومنه كان بينهم،ويف

ظهور التسمية اجلديدة ينطوي على تعريف الغرب لنفسه باحلرية أضف إليه تقوي الشعور بالوحدة الثقافية،مث حاجة التمييز –السياسية

ا القارة ،وأعين اجلغرايف بالنسبة إىل األرض املكتشفة حديثايب هذا التعريف من الصحة أو الكذب فهذا ما فأما نص.األمريكية

Page 88: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

88

.يستحق أن يفرد له مبحث خاصxix ع نسب إليه اإلسربطيون دستورهم ونظامهم السياسي ليكورج مشر

يوجهون إليه من .م.واالجتماعي،وظلوا حىت منتصف القرن الرابع قأما العصر الذي عاش فيه فهذا .مظاهر التبجيل ما ال حيظى به إال اآلهلة

اختلفت فيه الروايات اختالفا تفاوت بني القرنني التاسع والسادس ما هذا االختالف وهذا التبجيل املفرط جعال بعض الكتاب ينحون .م.ق

إىل الشك يف وجوده،حمتجني أيضا بأن الكثري من مسات نظامه تشبه ولكن معظم الثقاة يتفقون على أن قواعد النظام .السنن القبلية البدائية

،وأنه ما من حجة متنع .م.ي قد أرسيت يف القرن السابع قاإلسربط .االعتقاد بأن إرساءها هذا كان من صنع مشرع واحد عظيم

xx مث غلبت داللته .ورد اسم السيدومونيا يف هومريوس مرادفا إلسربطةاجلغرافية والسياسية،إذ أطلق على هذه املدينة والريف التابع هلا مبا هي

بينما تتكثف حول إسربطة مستدعيات تارخيية .يةمجيعها وحدة سياس .شعرية فلم يستخدم امسها أبدا للداللة على األرض دون املدينة

xxi أحد كبار رجال الدولة الرومانية يف أواخر .)م.ق 46 – 95(كاتوانضم .عرف بصرامته وبانتصاره الذي ال يلني للمبادئ.عهد اجلمهورية

Page 89: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

89

وانتهت به .ة بينه وبني يوليوس قيصرإىل بوميب حني قامت احلرب األهليمدينة على (تقلبات هذه احلرب بأن حاصرته قوات قيصر،وهو بأوتيكا

قا )الساحل األفريقي ال تبعد عن قرطاجنة حيث مات موتا مشهودا ممز .كما ورد يف سري األعالم لبلوتارك –أحشاءه بيده

xxii بني هو أول قائد روماين استغل قوته.)م.ق 78 – 138(سيالالعسكر فاستحوذ على زمام الدولة مستهدفا تقوية اجلمهورية فيما يبدو

بلغ .ولكنه يف الواقع إمنا رسم املثل الذي احتذاه بعد ذلك من هدموهامن إمعانه يف مصادرة األموال والنفي واالغتيال أن عم اخلوف مناصريه

.أنفسهمxxiii ون الوارد ذكرهم يف(السمريون التوراة،سفر وباآلشورية اجلمري

شعب أقام على شواطئ البحر األسود حيث االحتاد السوفيييت )التكوين،مث طرده السكيثيون فغار على آسيا الصغرى مقوضا عرشها،ناشرا سابقاالذعر يف ربوعها،إىل أن قضت عليه شيئا فشيئا األوبئة وحروبه ضد

ى شعب أسطوري ولكنه يرد يف اإللياذة للداللة عل.الليديني واآلشورينييستوطن أبعد بقاع املعمورة،حيث ال تشرق الشمس أبدا،وإليه قصد راف ثرييسياس،الذي كان أوليس بغية استحضار املوتى،واستفسار الع

Page 90: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

90

الراجح أن البويسيه يلمح هنا إىل أسطورة أهل .ينسب إليه العلم بالغيب .الكهف عند أفالطون

xxiv الرأي القائل بأن أساس احلق يتضمن النص هنا رأيا قانونيا يدحضوتتأيد هذه الداللة إذا تنبهنا إىل أن الكلمة .هو العادة أو العرف

،إذا رجعنا إىل اشتقاقها،انتفاء الفرنسية اليت ترمجناها بالغنب تعين،حرفيا .احلق أو عدمه

xxv التعبري الفرنسي ترمجته احلرفية الرتكي الكبري،ولكنه ينطوي علىب كالم .له كان يعد الرمز األول للطغياناستخفاف،مث إن حام ذ ك وال ي

البويسيه هنا وإن مل يكف يف تأييده ما خيربنا به الدكتور إبراهيم ،عن التعليم 1939سالمة،يف رسالته املقدمة إىل السوربون عام

.اإلسالمي يف مصر من أثر سياسة األتراك يف القضاء على املدارسxxvi حية أكثر منه خلق أسطوريهذا اإلله الساخر شخصية مسر.

xxvii فولكان إله النار واحلدادة،هيفايستوس عند اليونان. xxviii بروتوس وكاسيوس قاتال يوليوس قيصر. xxix هارموديوس وأرسطوجيتون شابان أرادا قتل هيساس الذي توىل

أنظر هامش (حكم أثينا مع أخيه،بعد موت أبيهما بيسرتاتوس

Page 91: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

91

ما رأى.،ولكنهما،أخفقا وماتا شر ميتة)14 األثينيون يف مو –استشهادا،وأشادوا بذكرمها ملقبني إيامها بلقب ماحني االيسومونيا

أما بروتوس .4عن ثراسيبول أنظر اهلامش .وهو املساواة أمام القانونأما ديون فكان .األقدم وفالريوس،فكانا بني مؤسس اجلمهورية الرومانية

أراد أن جيعل ).15هامش (صهرا لديونيسيوس األول الذي سبق ذكرهمن ابنه ديونيسيوس الثاين ملكا فيلسوفا متأثرا يف ذلك بعالقته بأفالطون

فلما أخفق خلص البلد منه ولكن زمام األمور أفلت من .واألكادمييةيديه،فاشتد وتعسف،برغم ادعائه االستناد إىل املبادئ الفلسفية،حىت

.قتل بدورهxxx وضع كتبا كثرية رمبا كان .م.ق 354و 427عاش كسينوفون بني

أما .انفرد باهتمامه بالقضايا املالية واالقتصادية.أشهرها دفاعه عن سقراطالكتاب الذي كتبه يف شكل حوار،كما ينبغي لرجل تتلمذ على سقراط ن فيشري عنوانه هريون إىل طاغية فتح بالطه للشعراء والفالسفة،بينما

6/476مات عام .صيت زادته انتصاراته يف األلعاب صيتا علىوكان سيمونيد،وهو طاغية آخر حكم جزيرة رسبوس،قد زاره .م.ق

.م.ق 476بسرياقوصة عام

Page 92: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

92

xxxi لقب أحدهم .محل كثري من رجال الدولة الرومانية اسم سيبيون

.باألفريقي ألنه فتح أفريقيةxxxii الفصل الثالث،املشهد األول، .من مسرحية اخلصي

xxxiii س اإلمرباطورية الفارسية يف القرن املراد كسرى األكرب،الذي أس .السادس قبل امليالد،وليديا من ممالك آسيا الصغرى

xxxiv طريقة يف اصطياد العصافري تقوم يف استدراجها بالصفري هلا على .حنو معني

xxxv موائد يلتف حوهلا أفراد الشعب عشرة حول كل مائدة. xxxvi ه الشعب فر نريون من روما بعد أن مترد عليه حكام األقاليم،ولفظ

فلما حلق به مطاردوه انتحر يف خمبئه وهو يولول،غري .جبميع طبقاته .مصدق ملا حيدث له،هكذا كان مبلغ فتونه بنفسه

xxxvii بعد امليالد،وال نعلم 56وصف دقيق هلذا املؤرخ الذي ولد عامتقلب يف أرفع املناصب،وكتب كتبا كثرية .على التحقيق مىت ماتوصف فيه احلرب األهلية مبا زخرت به .اريخأشهرها املعروف باسم التو

سواء من املطامع واملؤامرات،أو من أمثلة الشجاعة والصداقة،وصفا ال .يداىن يف قوته

Page 93: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

93

xxxviii وصف املؤرخ سويتون جنازة قيصر يف كتابه حياة القياصرة األثين

فلما أعلن عن موعد اجلنازة نصبت احملرقة يف ميدان :عشر فقالوشيد جتاه منصة اخلطابة )ابنة قيصر(نب قرب يولياجبا)إله احلرب(مارس

مبىن مطلي بالذهب،على طراز معبد فينوس الوالدة،وضع به سرير من ووضعت على رأس السرير شارات .العاج غطي األرجوان والذهب

وملا تبني أن اليوم .انتصارات قيصر مع الثياب اليت كان يرتديها حني قتلصدر قرار .اصطفوا حاملني قرابينهمكله لن يكفي مرور الناس الذين

بأن حيمل كل من شاء قرابينه إىل ميدان مارس متبعا أي طريق كان دون ويف خالل األلعاب اجلنائزية تغىن الناس باألشعار .االنتظام يف الصف

اليت تثري الشفقة على قيصر،والنقمة على قاتليه،مثل هذا البيت يات أخرى باملعىن نفسه وأب»أوجب أن ينقذهم ليصبحوا قاتليه؟…«يف رثائه بأن طلب إىل أحد املنادين )مارك(واكتفى القنصل انطونيو…

أن يقرأ مرسوم جملس الشيوخ الذي أسبغ على قيصر باإلمجاع كل التشريفات اإلهلية،واإلنسانية،وكذلك العهد الذي كان مجيع الشيوخ قد

كلمات ومل يضف هو إال .أقسموا فيه على الذود عن حياة قيصرمث بعدئذ محل النعش إىل امليدان أمام منصة اخلطابة عدد من كبار .قليلة

Page 94: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

94

وكان البعض يرى حرقه يف معبد .رجال الدولة احلاضرين والسابقنيوإذا برجلني .جوبيرت على الكابيتول،والبعض اآلخر يف جملس الشيوخ

متنطق كالمها بسيف ومحل بيده رحما يشعالن فيه النار فجأة بشموع ومل يلبث مجهور املشيعني أن كدس حوله احلطب واملقاعد .وقدةم

بعدئذ خلع العبو .ومنصات القضاة،مث مجع اهلدايا اليت وسعها أن جيدهااملزامري واملمثلون ثياب االحتفال بالنصر،اليت كانوا ارتدوها هلذه ا يف النار،كما زج قدماء اجلنود الذين حاربوا حتت لوائه املناسبة،وزجوا

ا للمشاركة يف جنازته ال بل إن عددا .باألسلحة اليت كانوا قد تزينوا م إىل .كبريا من األمهات رمت يف النار حليها وحلي أطفاهلن وعباءا

جانب هذه املظاهر العامة اليت جتلى فيها حزن اجلمهور أدت اجلاليات األجنبية مراسم احلداد،كل جالية على حدة حسب طقوسها وخباصة

ألن قيصر (هود،الذين ذهبوا إىل حد التجمع حول قربه ليايل متعددة،الي ).هو الذي هزم بوميب الذي كان قد استوىل على القدس

يد له العامة عمودا من مرمر و بعد أن انتهت اجلنازة على الفور ش،ونقش عليه .»إىل أيب الوطن :نوميديا بلغ ارتفاعه حنو العشرين قدما

xxxix ذلك أن رومولوس .حيتاج إىل بعض اإليضاحلقب وكيل الشعب

Page 95: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

95

كان قد قسم الشعب الروماين تقسيما إداريا وليس على أساس صالت الدم،أو الرحم،إىل عشر قبائل يرتأس كال منها عشرة آباء،أو

ذا االسم لس املعروف أما امللك فلم .شيوخ،ويتكون من جمموعهم افإن مات السابق .ه سابقهيكن يتوىل احلكم بالوراثة،بل كان يستخلف

دون أن يستخلف أحدا تناوب الشيوخ احلكم إىل أن خيتار الشعب وكانت سلطة امللك،أو .ملكا بشرط أن يوافق الشيوخ على اختياره

إمارة مطلقة تشمل حق السلم واحلرب )امربيوم(باألدق إمارته املدنيةتنفصل عن مث هي كانت ال.وحق احلياة واملوت على مجيع سكان املدينة

اليت تبيح له حق استشارة اآلهلة ملعرفة مشيئتهم )آوسبيسيوم(إمارته الدينيةويف القرن اخلامس قبل امليالد سقط .يف شؤون السياسة واحلرب والقضاء

ولكن مجيع ).2انظر اهلامش (»اجلمهورية«النظام امللكي،وحلت حملهرهم،فنجم عن الوظائف القيادية يف إدارة الدولة ظلت بيد الشيوخ وأس

ذلك شقاق هدد بانصداع األمة كلها لوال أن العامة ظفرت حبق ومل يكن .انتخاب وكالئها الذين يتحدثون بامسها دفاعا عن مصاحلها

هؤالء الوكالء يشاركون يف احلكم مشاركة إجيابية،ولكنهم كان يف مستطاعهم محاية شرف العامة ومصاحلها مبمارسة حق الفيتو إزاء مجيع

Page 96: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

96

رارات اإلدارية،وازاء القوانني اليت يصدرها جملس الشيوخ على القهذا ولقد كانت الكلمة الالتينية اليت ترمجناها .السواءمشتقة من كلمة تريبوس مبعىن قبيلة،ألن كل قبيلة )تريبونوس(بالوكيل

ويقال أيضا لبعضهم ماجستري،ومعناه كل –كانت ختتار وكالءها لب بعد ذلك اطالقه على القضاة موظف يف جهاز الدولة،وإن غ

.خاصةxl كان لوجنا،وهو عضو برملان بوردو،الذي أخذ البويسيه مكانه،يعلم

بطبيعة احلال نصوص القرارات واملراسيم امللكية اليت مل يكن خيلو واحد .منها من نفاق التعلل باخلري املشرتك،واملنفعة العامة

xli شيئا يزيد على _ وكذلك ملوك آشور _كان ملوك مصر القدميةكان فرعون أقرب إىل الشمس منه إىل .البشر فعال،كما يقول البويسيه

فهو حوريس :فهو ابن رع،وإىل السماء منه إىل األرض :سائر اخللقبعث إليها يف احمللق فوق القبة الزرقاء،وكانت له بعد املمات حياة ي

ألولئك أداء مث هو كان الوسيط بني اآلهلة والبشر،يضمن.شكل أوزيريسلذا مسي حكمه حكما ثيوقراطيا .الفرائض وهلؤالء الرغد والعدالة والنصر

وكان حصول هذه املكانة فيه ).إله أورب= باليونانية :ثيو(أو ربوبيا

Page 97: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

97

يتحقق بطقوس من نوع ما يسمى يف االنثروبولوجيا بطقوس تتويج التطهري االنتقال،يدبرها الكهنة تدبريا دقيقا أمهها عدا التزيية وال

باملاء والدهن بالزيت،ومنه مسي امللك يف املسيحية بعد أن انتقلت إليها هذا إال أن القيمة .»دهني اهللا«بعض هذه الطقوس عرب التوراة باسم

احلقيقة (الكربى اليت كان يعلقها قدماء املصريني على اإلهلة من سمى باحلكم كانت حتول دون جنوح احلكم الفرعوين إىل ما ي)والعدالة

املطلق،وإن تكن هذه القيمة قد بقيت يف صورة العرف دون أن تتخذ ا سائر .شكل التشريع أضف أن هذه املكانة اليت كان فرعون يعلو

البشر مل تكن تضفي عليه من حيث وجوده الفردي البيولوجي بل من لذا خيطئ القارئ إذا ظن أن هذه التعلية قد احمت .حيث وظيفته العامة

فلفظ فرعون نفسه لفظ مركب من كلمتني .يوم آثارها بفضل التقدمالتعنيان باملصرية القدمية البيت الكبري،مثلما نقول اليوم البيت األبيض،أو

أما األغاين اليت كانت .االليزبه،داللة على رؤساء الدول املعاصرينليفرح البلد كله فقد «:تصحب طقوس الدهن أو التتويج،كهذه األغنية

والغمر فاض والنهار … عال سيد مجيع األراضي .الزمن السعيدجاء ،فهل من ينكر أن »الليل انضبطت ساعاته والقمر يرجع يف مواقيته.طال

Page 98: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

98

التغين باحلكام من شيم الشعوب؟ xlii هو أشهر ملوك ابريوس جبوار .)م.ق 272 – 219(بريوس

االنتهازية ر معاصريه برباعته يف فنون احلرب والقتال ومبهارته.مقدونيا رمبا كان أهم آثاره أنه حول .يف جمال السياسة،ولكنه مل حيقق نصرا دائما

.ابريوس إىل دولة قوية مندجمة اندماجا تاما يف العامل اهللليين

xliii كان أبوه جابيا للضرائب،وكانت أسرة .م 9ولد فسباسيان عامتقل درجة أمه تنتمي إىل ما يسمى يف روما بطبقة الفرسان،وهي طبقة

تقلب يف أكرب .عن طبقة الشيوخ،وإن يكن أخوها قد دخل جملسهممناصب الدولة املدنية والعسكرية،مث ملا احتدم الصراع حول خالفة اإلمرباطور جالبا أعلنت فرقتان رومانيتان باإلسكندرية اختيارمها له

،ومل يلبث أن حذت حذوها 69إمرباطورا يف األول من يوليه عام كان ذا طاقة كبرية على العمل .الرومانية يف فلسطني وسوريااجليوش

متواضعا يف حياته حمبا ألسرته حبا احنرف إىل احملاباة،حىت أنه استخلف رمبا كان أعظم .ولديه كاملتبع يف ممالك الشرق وخبالف املتبع يف روما

اء احلرب األهلية ونشر السالم ة هذا ولقد كان االعتقاد بقدر .منجزاته إامللوك على اتيان الشفاء ال يزال ساريا يف عصر البويسيه يف فرنسا

Page 99: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

99

كان املرض بالتحديد هو الربص،وكان الشفاء .واجنلرتا على السواءوكان .يتلمس املواضع املصابة ورسم عالمة الصليب تتلوه صدقة نقدية

املفروض أن هذه الكرامة تدخل فيما حيصل للملك بفضل طقوس هذا االعتقاد،ألن الوقائع كذبته فكون العلة تدخل يف ومل يبطل.الدهن

ا على إحداث نتائج تدخل يف سجل سجل الوهم ال مينع قدر .الواقع،ولكن بفضل الثورات السياسية اليت بدأت يف إجنلرتا وفرنسا

xliv ورد ذكر ساملونيوس يف النشيد السادس من ملحمة فرجيل،عنال شبه جزيرة اليونان قريبا من وقائع اينيه،على أنه ملك إليدا يف مش

يرتدد يف هذه القصة صدى الطقوس السحرية املبنية على .البحر األيويت .كقرع الطبول استثارة للوعد :تقنية احملاكاة

xlv كانت هذه الرموز تزين خوامت امللوك وأختامها وأزياءهم وسالحهمت واألساطري ومتاعهم،وكان كل منها مبثابة نواة تراكمت حوهلا احلكايا

فالزنابق مثال أصلها أن امللك كلوفيس قبل أن يهتدي .على مر العصورة وهنا تنطوي القصة على خلط بني (إىل املسيحية كانت رموزه األهل

ولكن ناسكا أعطى زوجته املسيحية كلوتيلد درعا ).الوثنية واإلسالم حيمل الزنابق الثالث مؤكدا هلا أن زوجها منتصر به،فما ان تصر تنصر

Page 100: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

100

وهي راية يف صورة الشعلة أكثر استخدامها (كذلك الشعلة الذهبيةقصتها أن إمرباطور القسطنطينية رأى )استخدام زخريف يف مواكب امللوك

يف املنام فارسا يقف جبانب مضجعه وبيده رمح خرج منه ه أن هذا الفارس ال أحد غريه هو الذي نب اللهب،وعندئذ بدا له مالك ي

وكان هذا الفارس هو شارملان .لص أراضيه من قبضة العربسوف خيولكن أحب هذه القصص إىل النفوس،وأثبتها يف االعتقاد .ملك الفرجنة

التصاهلا باملشاعر الدينية،كانت تلك املتعلقة بالقارورة أو القنينة املقدسة،وهي زجاجة صغرية كانت حتوي الزيت الذي كانت تقتضي

قيل أن القس املكلف .ما سبقت اإلشارة إليهالطقوس بدهن امللك به كبإحضار الزيوت الطاهرة قد عاقته حشود اجلماهري عن الوصول يف امليعاد يوم تعميد امللك كلوفيس،فهبطت ميامة من السماء حتمل إىل

صغرية حوت الزيت » أنبولة«)االسقف املعمد(القديس رمييفوظا يف هذا الدهان الذي ليس من هذه األرض ظل حم.املطلوب

قارورته األصلية بكاتدرائية رانس،وهذا كان تتويج ملوك فرنسا يتم دائما .يف هذه املدينة

xlvi أغلب الظن أن البويسيه ال يشري هنا إىل رموز امللك،بل إىل

Page 101: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

101

ا متيز العائالت النبيلة يف إمارات العرق،مثل عالمة الرمح اليت قيل أيات عن امللوك املسيحيني يف نسجت أمثال هذه الروا.طيبة اليونانية

م يتميزون بعالمة يف هيئة الصليب على الكتف القرون الوسطى،فقيل أ .األمين دليال على اختيار اهللا هلم

xlvii ينتمي هؤالء الشعراء الثالثة إىل جيل قريب العهد باكتشافذخائر األدب اليوناين،فكانت أول رغبات املثقفني يف وقت بدأت

عر الوطنية مع حتقق وحدة اململكة،على يد أسرة فالوا تتأجج فيه املشاهي أن يسبغوا على اللغة الفرنسية،وشعرها،اجلمال الذي أحبوه يف

أعلن بالي مذهبهم يف كتابه دفاع وبيان عن اللغة الفرنسية .اليونانيةوتألفت منهم مجاعة اليلياد كما مساها .1549الذي نشر عام

وال غرو أن يعرب .جزا يف فن الشعررونسار،الذي نشر هو أيضا مو م،فقد أثروا اللغة الفرنسية بوسائل ال حتصى :البويسيه عن إعجابه

خلق اجلديد،اسرتجاع القدمي،االشتقاق من الالتينية واليونانية واإليطالية،حرية الصرف والنحت،ابتكار صيغ جديدة الوجود هلا يف

.ى،اخلاللغة الفرنسية وإن وجدت يف اللغات األخر xlviii ا سقطت من السماء على أرض روما يف عهد امللك دروع قيل أ

Page 102: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

102

ا .نوما،وأن الغلبة سوف تظل دائما هلذه املدينة طاملا احتفظ الرومان xlix أريكتون بطل أسطوري قيل أنه احندر من هيفاستوس ملك

،وإن اآلهلة أثينا عنيت به عند والدته )فولكان عند الرومان(احلدادينا إىل ثالث أخوات،شريطة أال فوضعته يف سلة عهدت

ن اجلنون إما لغضب اآلهلة،وإما ألن الطفل يفتحنه،ولكنهن فعلن فأصا،وألقني بأنفسهن من قمة جبل كان إنسانا نصفا ونصفا ثعبانا

وإليه ينسب أيضا .صار الطفل ملك أثينا فأدخل عبادة اآلهلة.األكروبول .صفه الثعباينأنه اخرتع العربات ليخفي ن

l اتني النصيحتني إىل املالك يف –ال فض فوه –يسدي ابن الربيعم،وجعل طاعتهم رغبة ال :سياسة مجهور الرعية جيتهد يف استمالة قلو

ليجعل حمبتهم له اعتقادا دينيا ال طمعا يف أغراض «و.رهبةسلوك املالك يف تدبري املمالك،حتقيق ناجي .(»الدنيا .).18ييت،بغداد،التكر

li املراد يوليوس قيصر. lii املراد بالبخل هو بوجه خاص االكتناز باملعىن الذي سجله ماركس،إذ

من أجل متعة خيالية ال حدود هلا «:قال يف وصف سيكولوجية املكتنز

Page 103: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

103

.»يرتك كل متعة يف الواقعliii القراصنة املشار إليهم كانوا يفدون باألصح ال من صقيلة،بل من

.على ساحل آسيا الصغرى اجلنويب سيسيلياliv سينيكا هو الفيلسوف الرواقي املعروف،بوروس كان معلما لنريون

ثالثتهم اشتغلوا مستشارين .وتراسياس كان عضوا مبجلس الشيوخمهم نريون خبداعه والكيد له،فحكم على بوروس لنريون،وثالثتهم ا

.بالسجن،أما اآلخران فانتحراlv 65عام –ن،تزوجها مث قتلها،ويقال بركلة قدم بوبيا حمظية نريو.

lvi تزوجت أجريبينا أم نريون ثالث مرات،وكان آخر أزواجها عمهاجعلته يتبىن ولدها نريون مث مسته حىت يعتلي نريون .اإلمرباطور كلوديوس

ا فأمر بقتلها.العرش .ولكنه ضاق lvii وديوس وأم الزوجة الرابعة لإلمرباطور كل)48 – 15(كانت مسالينا

.ضربت بفجورها األمثال.بريتانيكوس وأكتافيا

lviii الذي عرف باسم (األباطرة دوميسيان وكرمودوس وانطونانإىل 80حكموا على الرتتيب يف السنوات اآلتية )كاراكاال

.217إىل 192،211إىل 96،180

Page 104: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

104

lix يطلق جمازا على .كائن يف صورة إنسان له قرون املاعز وأقدامها

.الفاجرlx ملراد برتاركا.

lxi آكلوا الشعوب وصف ورد يف اإللياذة عدة مرات خلعه هومريوس .على بعض امللوك

Page 105: مقالة في العبودية المختارة -  أتين دي لابويسيه

105