هكذا علّمتنى الثورة

47
مقاىت مجمعة ورة قصص قص

Upload: marc-castro

Post on 12-Mar-2016

235 views

Category:

Documents


12 download

DESCRIPTION

جميع المقالات و الخواطر و القصص القصيرة التى دُونت عقب ثورة الخامس و العشرين من يناير

TRANSCRIPT

Page 1: هكذا علّمتنى الثورة

مقاالت مجمعة و

قصص قصرة

Page 2: هكذا علّمتنى الثورة

متنى الثورة هكذا عل

Page 3: هكذا علّمتنى الثورة

الاهذاء

, الى ثورة الخامس و العشزين من يىايز

اعظم حزكات التحزر الاوساوى فى التاريخ ..

هكتب دون خوف ...مىحتيىا ان ز ألهك كشلا لك

Page 4: هكذا علّمتنى الثورة

الق هوةة رائح

-قصة قصيرة -

صاعد بخار قهوة الصباح ممازحا انفى برائحته النفاثة بعد ان ت

وضعه النادل كعادته امامى على الطاولة . تلمست بتثقل حافة الفنجان لعلنى اتخلص بسخونته المنبعثة من آخر بقاا النوم الرابضة بؤجفانى .

ؾ ملقاة بقلل من العناة راودنى النعاس كلما تذكرت ان حزمة من الصحامام عنى ، تجاورها بضع ورقات بضاء لم طؤها قلم . كل هذه استعدادا

لكتابة المقال األسبوعى للجردة الذى قلما افرغ منه فى موعده المحدد .

رشفت رشفة أخرة من القهوة قبل ان افرك وجهى بكلتا دى معلنا بإستاء بة . أخذت نفسا عمقا و انا أتطلع الى الكافه الواقع فى عن البدء فى الكتا

احدى أقدم و أرقى أحاء مصر الجددة ، حث ال تحلو لى كتابة اال هنا . أخذت انظر الى الزبائن ، و العاملن ، و أطباق الحلوى و األكواب

الساخنة المارة بجانب رأسى .. ال شىء جدد ! فؤجمل األشاء نطفىء قها بداخلنا حنما نفقد متعة اإلشتاق إلها ..بر

وضعت ابهمى على أحد أزرار البلبتوب محاوال اجاد دباجة مبلئمة لمقالى ، و مع أنى الزلت اجهل فى أى موضوع سوؾ أكتب اال ان هذا لس على قدر من األهمة ؛ فحنما دخل السؤم قلوبنا ال تختلؾ األشاء

.. كثرا فى مقدماتهاتذكرت أنى مكلؾ بتبنى ملؾ المرأة هذا األسبوع ، على اذا أن أكتب عنها

هذه المرة . بدأت فى نسج المقدمة حتى نظرت الى دى السرى و قد ارتسمت على شفتى ابتسامة فها من السخرة ما كفها لتبقى طوبل على

ة مع هذا وجهى . ببساطة دى السرى فارؼة ؛ لس لدى تجربة حقق الكائن الذى على ملء صفحات عنه .

و مع أنى كنت منزوع من أى حس اال أنى ارؼمت نفسى على التدون ، لهذا األسبوع . و تصفحت عدة مواقع إخبارة بحثا عن أة أنشطة نسائة

بنما تدخل أصابعى فى سباق مع عقارب الساعة و قد تبلشى بداخلى أى الزمان فى مواجهة هذا المارد المتسلط ؛ موعد احساس بالمكان أو الطباعة و النشر .

Page 5: هكذا علّمتنى الثورة

مرت بالقرب منى بنما أنا ؼارق فى صفحاتى ، لم ألحظ دخولها فى

البداة ، و لم ألتفت حتى لمعرفة ما اذا كان المار بجانبى رجبل ام إمرأة ، األبدى اال أن رائحة العطر الفرنسى الفاتن بدو انها ستظل فى صراعها

مع الرجال .. كانت كفلة إلخراجى من هذا االنكباب ألعرؾ من أن ؤتى هذا الرحق األنثوى األخاذ .

كانت قد جلست هى قبالى فى طاولة ال تبعد كثرا عنى . و مع انها لحظات بسطة التى تسللت فها ببصرى للتطلع الى هذه الزائرة الجددة ،

الكافى ألن تبقى مكانا لها فى ذاكرتى .اال انها كانت بالوضوح بساط من الشعر األصفر حط وجها بضاوى هادىء لفصح عن عنن

عسلتن تملإهما الرؼبة ...انتزعت نفسى من هذه الحالة االستسبلمة الولهانة التى طالما ارفضها، و

لها قد ظننت أنى فعلتها ، و لكن سرعان ما وجدت نفسى أطرق البصر مرارا و مرارا ..

صرنا نتناوب النظرات حتى اشتبكت عوننا فى بضع لحظات خاطفة بن الحن و اآلخر ، تطول حنا و تقصر حنا آخر .. حاولت للحظات التظاهر بعدم االكتراث اال أن ههات الصمود امام اصرار امرأة ..

هذا الكائن إن ثمة معضلة استشعر وجودها تقؾ حائبل بنى و بن

المجهول . فؤول امرأة فى حاتى ، التى منها انا خرجت ، لم شؤ القدر أن جمعنا سوا على أرض واحدة ، ففى الوم الذى جئت فه الى الحاة

ؼادرتها هى . ثم كانت تجربتى األخرى و األخرة ، اختى الكبرى التى أن صارعها المرض عنت بتربتى ، احببت فها األمومة المفتقدة الى

فهزمها..

تجربتان انتهوا بى الى حققة ثابتة ؛ إن هذا الجنس رتبط فى ذاته بثنائة مررة مع الموت و الفناء ، و من هنا كان هروبى المبرر من النساء الذى

هو فى الحققة هروب من الموت ..

متؤكدا إن و لكن انا اآلن جالس فى مواجهة امرأة ؼاة فى الجمال ، لست كان داء الموت قد اصابها أم ال ، و لكنها تظهر مفعمة بالحوة .. تجلس أمامى ، و بننا نظرات ممتدة ، تتعانق حنا و تنفك حنا .. أجد نفسى فى

مفترق طرق عسر ، أحمل ورائى تجربة ألمة لسدتن كانتا أعز ما املك

Page 6: هكذا علّمتنى الثورة

كنى فى ذات اللحظة أجد أمامى و قد جعبلنى اكتشؾ حققة الموت .. و ل واحدة أخرى من نفس هذا الجنس ، من عنها تتفتق الحاة ... و لس من

الذكاء أال نختار الحاة ...

من المإكد ان الورقة التى تركتها لها مع النادل ستكون بن دها حنما اكون على ابواب الكافه فى طرقى الى العمل بالجردة . فسنظل نتذكر كبلنا انى فى صباح هذا الوم كتبت لها على ورقة كان من المفترض ان تمؤل بجمل جوفاء تنشر لقرأها المئات ، أرادها هللا كلماتا مقتضبة لتصل

الى شخص واحد ، أو ربما لتذكرنى بهذا المثاق الجدد : " ا امرأة .. من شباكك ظانا كانت مبارزة ممتعة هذا الصباح ، حاولت فها اإلفبلت

منى انها الهبلك الى ان عرفت أن ما دونها هو كذلك ... ال همنى إن كنت قد احببتك أم ال ، و لكن كفى انى عرفت فى هذا الصباح أن هنالك رائحة

تفوق فى جمالها رائحة قهوتى الصباحة ... "

***

يذا يتهاوي ... و أهت أقشب م و بشغم البػاد صشث اقشب الىاط .. اخالك طيفا بػ"

". وسيذ الفؤاد

جىيتر -ماسك كاظترو

حلم آخر العمر

Page 7: هكذا علّمتنى الثورة

7

-قصة قصيرة -

3124ظبخمبر 32* وؽشث هزه القصت بمجلت مصشي الالكتروهيت فى جاسيخ

كما اريػت فى الشاديى غبر املىجت الثقافيت

امام ردهة من الماء البارد الذى وجد مستقره ستقامت قدمى بعد تعثر ا

فوق تجمعات من الطن األملس ، تلك التى تكونت بفعل اللالى الممطرة

التى خلفتها آخر انات الشتاء الحزنة . كنت قد امسكت باحد اطراؾ السلم

الرخامى الذى تراكمت على حوافه بضع كرات من الثلوج .. كانت كفلة

سابقة ألن تجوب برأسى األربع جهات قبل ان تلق بى جثة فى مرات

شخ ا االنزالق كلما تناست انى منهكة على سطحها الحجرى . باؼتنى هذ

فى عقده السابع ، عله ان تشبث بما بقى له من القوة بهذا السلم المكسو

بالجلد ، حتى تحاشى اى رجفة مفاجئة تصدر من جسده النحل و متفادا

ألى احتكاك و لو بسط مع عظامه الهشة و نظارته التى تكاد تنقل له

صورة مبهمة بفعل األمطار .. فمادامت روحى التزال عالقة بهذا البدن

على اذا ان اتعاش مع مقدار الطاقة المتبقة لى . حتى اذا ما جاءت

مزدا من اللحظة التى طالما انتظرتها و التى سترفض فها رئتى استقبال

دفقات االكسجن القادمة الها ، حنها فقط سؤستطع الطران بعدا ، خارج

تلك الضلوع التى كتمت بنها احبلم فإادى .. ستتهاوى روحى محلقة الى

كل تلك األمكنة التى رفضت ساقاى ان تصطحبانى الها ، الى كل تلك

لكتب التى عاصرت البلدان التى عرفتها او لم اعرؾ ، الى قلب تلك ا

مإلفها او لم افعل ، الى اى سماء و اى أرض سؤختارها ... ان الموت

سرد النا ما سلبته الحاة من عمرنا ...

اطرقت ببصرى الى البحر العاصؾ فاذا بانعكاس الشمس قد تبلشى من

على صفحة الماء ، لتمؤل ماه الؽمام الشاطىء الفسح حتى مل المشهد

Page 8: هكذا علّمتنى الثورة

8

كله الى الزرقة الداكنة . فاضت السحب بمائها الؽزر مخفة بثورتها اى

اثر آلشعة الشمس . كل هذا و انا اكاد اتلمس السلم الرخامى الذى فصلنى

لبضعة امتار عن ماه المد ، محاوال بكل ما فى من شهق و زفر ان اشبع

رأسى المجعدة شهوتى فى ان اشتم رائحة الجلد دون ان تتضرر فروة

بطلقات األمطار الثقلة و المتبلحقة . و بقدر ما تجلى مشهد من

عصؾ بؤجسادنا اال انه فى كثر من االحان ما عد االضطراب المناخى

اكثر ثباتا مما دور بداخلنا ، فاأللم ال خطىء فى انتقاء القلوب البائسة !

صفعنى مرات و مرات طلة فماذا عساه ان خبىء لعجوز فى سنى و قد

سنى حاتى .. ابعدت النظارة عن وجهى فى محاولة فاشلة لتجفؾ

قطرات الماء التى تحجب عنى الرإة .. كان لى أن اختبر األلم فى كل

فترة عشتها ، اصطدمت به فى الطفولة و أام الصبا حنما رأت الحرب

لونها األخضر ، لتحولها تجتاح األراضى التى لم تخطىء عنى فى تمز

الى أكوام من الحطب الابس .. و مع أن الحرب قد إنجلت بعد ذلك بفترة

بسطة إال ان ظبللها لم تزل تطارنا حتى آخر العمر . اصبحنا نخاؾ

الحرب .. لس حبا فى الحاة بقدر ما هى تجنبا مزد من الذل ...

األمطار تدرجا .. فرصة انطلقت موجة اخرى من البرق قبل ان تخؾ

اخرى ألن أرى األفق البعد بعد تبلشى حدة الشبورة . اجواء من الحذر

تحق بالشاطىء جعلتنى اسر بضع خطوات ، تدهس اطرافى السفلى

مستنقعات الطن التى تكونت .. هدأت حدة الحرب مع تعاقب فترة من

اإلستعمار ، و لكن سرعان ما الطاقة النابضة و السعى لبناء اوطان ما بعد

اكتشفنا ان تلك األنظمة التى حكمتنا كانت اكثر بطشا بنا من المحتلن

األجانب لتزدنا خنوعا و قهرا و استبدادا ... ترك األلم بصمته فى كل

فترة من حاتى ، كان ماردا نسج شباكه حتى فى ازهى لحظات الشبق .

ارضنا ، كم من وعود بالعودة اعطونا ، حتى الذن هجروا الحاة على

.. كانت لى سرعان ما تبخرت كلها لتجعل من التبلقى امرا شبه مستحل

اهداؾ كثرة فى أام شبابى ، تناثرت جمعها اثناء الترحال ، لم بق منها

سوى ذكرات تراود رجل سبعنى جلس متؤمبل البحر . احساس عمق

Page 9: هكذا علّمتنى الثورة

9

وصالى ، إحساس بؤنى لم احقق و لم انجز شئا فى بالخبة سطر على ا

أامى ...

ذكرات كثرة تلوح فى األفق خاصة مع بروز اولى لمحات الصباح

الجمل .. كؾ صؽر حانى نسدل على خدى ، لعد لى إحساسى بالزمان

و المكان ، حتى اكتشؾ ان للة كاملة قضتها على الشاطىء المضطرب

كل ما به من أسقام قد استطاع تحمل العاصفة الهوجاء التى و ان جسدى ب

سطرت على المكان حتى طلوع الفجر . كان السر فى هذه اإلستفاقة هى

حفدتى التى جاءت تحبو الى حث آوت انا على الرمال . قامت بشد

قمصى بكلتا دها و كؤنها تستجدنى للدخول بعدا عن آثار العاصفة .. و

و أنا مؽمض العنن تاركا الدفة بكاملها تحت ستجب لها .. قمتها انا ا

تسلط حفدتى ذات الثبلث سنوات .. اسلمت لها دى فى استسبلم تام لتلك

االرادة الطفولة البرئة . فإذا كنت قد فشلت فى قادة حاتى فما سبق ،

ا البضاوى فعلى اآلن ان اتركها فى د من هى اكفؤ .. نظرت الى وجهه

الهادىء و اردفت : " ا لنا .. لوال فارق العمر الشاسع بننا الصطحبتك

فى رحلتى األبدة "

***

م أجل الزي لم حعػىا ألاوقاث ان هبىح لهم بما فى قلىبىا ، و م أجل الزي غادسوها قبل

جىيتر –ماسك كاظترو – ... ان يػشفىا ما كان لهم فى قلىبىا

ديد الج المالع

Page 10: هكذا علّمتنى الثورة

-مقال سياسى -

خب هزا املقال فى اليىم الزي دخل فيه محمذ بذيؼ املشؼذ الػام لجماغت * ك

يشجذي الىقاب خؽيت الىقىع فى الاخىان املعلمين الى اغخصام سابػت الػذويت و هى

يذي قىاث ألاما

2

قبل تلك األفكار بما كان على التهمل قلبل فى محاولة منى لتنسق ر

عرضها على القراء ، و لكن المقاالت شؤنها شؤن األوطان ، حنما تكون مبعثرة مفككة صعب لملمتها فى اطار واضح المعالم...

قد ستوقفك اثناء االطبلع على هذه السطور ان الخط الزمنى قد تبلشى او فى بعض الفقرات ، لتخرج بعض الوقائع عن ساقها ربما نعدم تماما

الزمنى لتكون فى خدمة الرسالة التى اردت اصالها . كذلك لم اعتد بؤى محاولة لتصنؾ األحداث من حث األهمة ، فما هو هام فى ارض الواقع

قد تجده هامشى فى هذه السطور ، و ما بدو على درجة من السطحة على . الساحة الساسة قد تجده محورى فى هذا المقال

المضحكة المبكة تؤتى متصدرة امدادات شبكات حالة من التناقضالتواصل ؛ فالعاهرة _ كما دعون _ تتبرع بما تملك دعما لببلدها ، و

رجل الدن _ كما دعون اضا _ تخفى فى زى امرأة لحض اتباعه على ! الفتنة

قامت ؼادة عبد الرازق منذ ساعات بالتبرع بمبلػ ملون جنه لصندوق اذا لئلقتصاد الذى امسى على كؾ عفرت ، و قام محمد بدع فى مصر انق

ظهرة نفس الوم بالتخفى وراء النقاب لمخاطبة مإده فى محاولة بائتة تنبىء باالنهار الكارثى ألسطورة االخوان ... شخصتان جمعهما القدر نها فى وطن ملىء بالمتناقضات ، األولى بعطائها منحت حاة و الثانة بلسا

... اباحت موتا

Page 11: هكذا علّمتنى الثورة

2

الة من اإلضطراب على الصعدن الداخلى و الخارجى بعد جملة من ح

األحداث الهامة التى تؤتى متصدرة المشهد الساسى العالمى ، فما بن فة المرشد و انتصار مقاومة سقوط دولة و اعبلء كلمة شعب ، انهار خبل

امة .. كوكبة من التحوالت نتلمس فها اثار النجاح تارة و نشتم فها رائحة االخفاق تارة اخرى . خطوات ضالة تدخلنا فى صراع مع مرجعاتنا التى

. عهدناها

دعنى اذا اكون اكثر وضوحا ، الكثر ممن نتمون الى تار اإلسبلم النة على التصوت لصالح الدكتور مرسى و جماعة الساسى عقدوا

االخوان فى انتخابات رئاسة الجمهورة و اى انتخابات مقبلة و كؤنهم فى كذلك و من رباط ابدى مع هذا التار ، ظانن انهم بذلك حمون االسبلم !

الجهة األخرى نجد عددا من األقباط هرعون الى مكاتب الجوازات ، تلك قلهم الى ببلد العم سام حث الحرة و الدمقراطة و الحاة التى ستن

السعدة . مختصر القول ، لكل منا ظهره الذى حتمى به و ركن اله فى ... وقت الببلء . و شهد هللا اننا جمعا منقادون بشكل او بآخر

لؤلسؾ و تبعا لكل تلك المتؽرات جدر بى ان اقول ان حتى تلك المرجعات فى طرقها الى السقوط كما عهدنا من زعزعة كل ما هو ثابت فى هذه الدنا . فدولة االخوان و ما تمثله من حلم و سند و صافرة انطبلق

لخبلفة اسبلمة حلم بها عدد ال بؤس به من اهل الشرق ، تلك الدولة قد بثت ان وصلت آلت الى االنهار قبل حتى ان تؽادر أولى محطاتها ، فما ل

الى سدة الحكم فى مصر حتى لفظتها المعارضة فى تظاهرات هى األكبر فى تارخ البشرة ، و ها هى على وشك ان تعد قاداتها الى السجون مرة

.اخرى ... سقط درع الحماة الذى تشبث به الكثر من معتنقى هذا الفكر

إالء الذن احتموا و لو و لست ادعى ان األمر بعدا عن الفرق اآلخر ، فهنفسا على األقل بالوالات المتحدة معتبرن ااها نموذجا للتحضر قد

ستعجبون من هذا القرار الذى كتب عنه مجدى خلل الناشط الحقوقى بالخارج قائبل بؤنه وم اسود فى تارخ األمة األمركة ! لقد اصدرت

شترط ان كون رباطا المحكمة الفدرالة العلا قرارا جددا ب ؤن الزواج ال فقط و انما بن رجل و امرأة . ذلك القرار الذى ال عد اعترافا بالمثلن

Page 12: هكذا علّمتنى الثورة

تصرحا باعطائهم كافة الحقوق و االمتازات الممنوحة لؤلشخاص األسواء . و قد استؤنؾ مجدى خلل حدثه معلقا بؤن هذا عد بداة

. االنهار للشعب األمركى

نهاة القول ، اذا كنت تحتمى باالخوان معتبرا ااهم حماة دن فهلم نبحث و كما كتبت مرارا و تكرارا عنهم بن المساجن حث جزاء المفسدن ..

ان الذن فى كل مرة كان من المفترض ان حكموا بعدل هللا و شرعته ، آنسن بالحلم ... و اذا كنت من المت صاروا رسبل للشطان على األرض

األمركى فها هى حضارة قضى علها انفتاحها و تسطر علها نزواتها ... لتدب فى جذورها موارد الهبلك

ذلك هو العالم الجدد الذى نحن مقدمون عله ، عالم مزعزع الركائز ببل و ا لؤلسؾ ، و الحرة خارطة واضحة ، عالم صار له الدن تجارة

... رخصة للعهارة

ذكرنى هذا المشهدالمتخبط بقول الكتاب : " الجمع زاؼوا و فسدوا و اذا كان لك ان تحتمى ، و اذا كان ... نهاة القول ، اعوزهم مجد هللا "

فبلدك اذا اولى بؤن تحمك و لها الزال لك امان بذلك الخالق العظم ؛ . الحق دون ؼرها فى عرقك و جهدك

اقترفه ذوى اللحى اعطهم مزدا من الشفقة و ازلت برؼم كل مال

العطؾ ، فبالنسبة لطائفة اللبرالن و ؼرهم من معتنقى التارات المدنة فكرة تؽر رئس الجمهورة ال تعدو كونها احدى صور التؽر

الدمقراطى للنظام الساسى ، اما بالنسبة لئلسبلمن من معتصمى رابعة ارجوك ان تعى له اكثر من بعد ال مكن تجاهله . العدوة ، فالموضوع

! هذا ؛ فبالنسبة لهم انت لم تسقط رئسا .. بل دمرت حلما

ان التشبع الملحوظ بالحلم االسبلمى كما احب ان اسمه قد جعل فئة لست بقللة ألن تترك بوتها و تنخرط فى اعتصام مفتوح ألكثر من ثمانة اام .

. ا استثننا اى حدث عن تمول او معونة او ما شابههذا طبعا اذ

اذا اردنا حقا ان نعى مبررات هذا التعنت المستمت من قبل هإالء جب ان نفهم الدوافع من وراء تلك األفعال ، ان المسؤلة بالنسبة ألولئك

المعتصمن لست نضاال من اجل ساسة او نظام بعنه بقدر ما هى دفاعا

Page 13: هكذا علّمتنى الثورة

و حلم الخبلفة و الشرعة المسطر علهم . ان مثل تلك النفوس عن الدن تستحق منا بحق اإلشفاق علها .. اناس سكنوا جحورا و لس لقلوبهم

مؤوى سوى بن طات الخال التى رسمها لهم قاداتهم ، حملوا السبلح لس حبا فى القتال بقدر ما هو ارضاءا إلله ال عرفونه ، نزلوا المادن

انتقاما من اولئك الذن ظنون انهم دمروا مقاصد هللا و شرعته .. باختصار هم اناس كثر منهم لم روا الحاة اال من خبلل القضبان

الحددة ، فكؾ اذا تنتظر منهم تسامحا او قبوال !؟؟

ان ثمة شىء هم فى حاجة اله ، فهإالء الذن قاموا باقصاء الجمع ! ة كانوا فى اشد الحاجة للشعور بالقبول من قبل اآلخرنبطرقة عدوان

رد عله بالعنؾ ، و انما حتاج لعبلج اصل الداء و لس ان العنؾ ال العرض السطحى . نحن لم نر منهم وجوها سمحة كما لق برجال الدن ،

و فى هذا لنا كل الحق ، و لكنهم اضا لم جدوا فنا ادى رحمة تقبل . مداواة افكارهم

***

" القىة الػعكشيت ال جمىؼ فكشا

و العالح ليعت له القذسة غلى دحض الػقائذ و ظخطفى..و لى بػذ

.. حين

" غالجىا مىساثخكم و ال جذفىىا سؤوظكم

رجىيت –ماسك كاظترو

Page 14: هكذا علّمتنى الثورة

الحجاب ليس الحل

-مقال اجحماعى -

و جفؽيها فى مخخلف كخب هزا املقال بػذ بشوص ظاهشة الخحشػ و الاغخذاء الجيس ى *

. املصشي غقب ثىساث الشبيؼ الػشبى ؼشائح املجخمؼ

ا كان قد مات شهدا نما مات عباس بن فرناس تساءل العرب عما اذح

" و تساءل الؽرب عما اذا كانوا حقا ستطعون الطران ام منتحرا ..

اردنا حقا ان نفهم كؾ سبقتنا تلك االمم ، علنا ان نعد قراءة اذا

التارخ من زاوة اكثر عمقا ، بحث ال كون تركزنا على مجرد االفعال

التى قاموا بها فحسب ، و انما بتصوب انظارنا الى طرقة التفكر التى

. انتهجوها فى مسرتهم

... ؾ فكر هإالءحقا جب ان نعرؾ كؾ فكرنا نحن .. و ك

ان المثل الذى ذكرته ، على الرؼم من بساطته ، لكنه عكس واقعا حققا

,لفلسفة الشعوب و طرقة تقمها للواقع

فعلى الرؼم من تطور االزمان بصورة شددة السرعة و تشابه االحداث و

بحث مر كبل -الشرقة و الؽربة -التحدات التى واجهت كلتا الكتلتن

لفرقان بنفس الظروؾ التى واجهت الطرؾ االخر : الحروب ، الثورات ا

، الكساد و الفقر المطجع ، االستبداد الدنى ، سطرة رأس المال ... نهاة

لقذ اكحنفث جلك الصعاب كل تقاع االرض ... القول ، فى كل شىء تشابهوا

.اححى كادت ان جسلة مه كل امة هىيحها لحجعلها محساوية مع غيره

رها ، اال و هى طرقة شىء واحد فقط اختلفت فه كل امة عن ؼ ثمةان

و هو ما عنى كؾ تناولت كل امة الصعاب التى اعترضت ،التفكر

.ازماتها، و اى الخطط وضعتها لتعبر طرقها ، و من اى زاوة ناقشتها

Page 15: هكذا علّمتنى الثورة

جش او كل تلك الخواطر تجعلنا على قن بان حربنا القادمة لست مع

نعم ، الفكر الذى ال تقاومه الجوش ة عسكرة و انما هى حرب الفكر .قو

و ال ترهبه قوة السبلح ، الفكر الذى تحكم فى مصائر الشعوب ، الفكر

سوؾ ضع اى الذى على اقوام و ذل اقوام ، ذلك الذى ان لم نقتنه الوم

من الدول العربة فى ر اى القوة الوحدة التى لم تفك هان مستقبل لشعوبنا .

! لبلسؾ اقتنائها ..

قل وما انك االن موجود فى المكان الذى ساقتك اله افكارك ، و

! ستكون ؼدا فى المكان الذى تقودك اله افكارك اضا

،اس فهمون جوهر الدن ال ظاهرهان ،مستنرن اننا بحاجة الى مفكرن

الجنسن بل و تقدر دورهما ول تحترم كبلعق،اشخاص قدسون االنسانة

ع لنفع البشر ال لتصد اناس دركون ان الدن محبة و ان الشرائ معا .

نحن بحاجة الى اولئك الناس حتى تنهض شعوبنا . ال نحتاج اخطائهم .

!او اشخاص فحسب بقدر احتاجنا الى تؽر افكار الى تؽر افعال

احد من ضمن الكثر من تلك النماذج التى ل عباس بن فرناس هو وان مث

تفضح جهلنا امام العالم اجمع ، بحث تثبت اننا اصبحنا سطحن الى حد

قمء ، بل و االكثر من هذا اننا صرنا نتفاخر بجهلنا و برجعتنا ظانن

كمة !بهذا فى قمة الحاننا

ها و حنما ظهرت علاء المهدى على الساحة ، صرنا نتسابق على سب

شتمها و جعلنا كل تفكرنا فى كفة االنتقام من تلك الفاجرة الداعرة التى

عن قبل ان خدشت حاء االالؾ بفعلتها ، و كؤننا كنا قططا مؽمضة األ

حول كفة معاقبتها ، بل و ظل الجمع منصبن فى التفكر نرى جسدها .

ح فقط ) و اهى جرام نكتفى بالت ،ام بالرجم كحد الزانة ،هل بالسجن

ام ،بد و منعها من الكتابة ام باؼبلق مدونتها الى األ ،الفضائات كترة(

لها افكار تدور فى نفس الساق . بالقاء االدى علها كما حدث بالفعل ؟ ك

سؾ كل تلك االفتراضات تدور فى حلقة مفرؼة ، شددة السطحة مع األ

ع .و بعدة كل البعض عن صلب الموضو

Page 16: هكذا علّمتنى الثورة

سؾ لم نتبه احد لسؤل السإال البدهى و المنطقى : لماذا فعلت هذه لؤل

!!الفتاة هكذا ؟

انه السإال الذى كان جب ان نناقشه قبل ان نتطرق الى كل تلك

!التفاهات الفرعة

مع تحفظى الشدد على تصرفها العنؾ و الصادم نوعا -ان علاء المهدى

قد استطاعت ان تلقى الضوء على ما ال نراه نحن ، او فلنقل انها -ما

، و لكن فى مجتمعنا العربى رت عن الكثر من مشاكل المرأة عب

! بطرقتها هى

ال جب ان تمر على انها مجرد فعل شاذ قامت به احدى ان فعلتها هذه

قة الؽبة ، المنحرفات ، كبل ، ان مجرات االمور ال تإخذ بتلك الطر

ان ما .ا نخشاه نرجئه جانبا ، كبل اضا نناقش ما ال نستحى منه و اما م

تلك المدونة لس عشوائا ، او لنقل انها ارادت توصل رسالة ما فعلته

من خبلل الصور التى التقطتها لنفسها عارة ، و لكن كالعادة ، طرقة

.الرسالةتفكرنا العقمة هى التى منعتنا من فهم تلك

ان علاء المهدى فى نظرى هى قلت قببل : جهلنا فضحنا دائما !فكما

. ن، فان لم ننتبه لها فنحن الخاسروناقوس خطر دق

لقد كانت كل تلك الخواطر فى فكرى منذ سماعى عن تلك الفتاة و لكنى لم

ن لعقول التى تعرفونها ، و لكتلك ابان اكتب عنها خوفا من االصطدام اشؤ

ة شىء جدد خرج علنا فى تلك االام القللة الماضة بحث صار من م ث

تمعنا ت فى مجالصعب تجاهله ، اال و هى ظاهرة التحرش التى تفش

ربط ما لقادمة . ال اعرؾ ما الذى دفعنى فى الفترة ال بصورة تنذر بكارثة

د النظر ان نعاو ء المهدى ، و كؤننا كان جبحدث االن بما قامت به علا

فما فعلته تلك الفتاة علنا نفهم و نفسر ما حدث االن ...

كالعادة ال نناقش ظاهرة التحرش مثلما جب ان تكون ، لكننا " بنتلهى" فى

نفكر بالطرقة فعبل ال حلول و تفاسر واهة اما لنبرر جهلنا او ألننا

ى حلول ال عبلقة لها على مبلبسها و تارة نلجؤ ال بنتفتارة نلوم ال .المثلى

. بالمرض االساسى كالحجاب و النقاب او التؽطة بشكل عام

Page 17: هكذا علّمتنى الثورة

7

ن ؤاحترمه و لكن ال تحاول اقناعى ب طالما انك تإمن بالحجاب اذا انا

! سحرى لكل مشاكل المراة فى مصرالحجاب هو الحل ال

والتك المستمتة لتخدر انك ال تحاول اجاد حلول لتلك الظاهرة بقدر محا

سعى كالعادة تلعب طرقة تفكرنا الدور االكبر فى معركتنا ، فنفضمرك .

ال اساس لها من االكادمة ، كتحجب الى حل المشكلة بحلول واهة

ضت على المجموعات الفسبوكة التى حر تلك او الفتات و تؽطتهن ،

رش بفتاة ، كنوع من حاالعتداء على اى شاب او مراهق حاول الت

! االترهب طبع

ان التجربة اثبتت ان الحجاب او مبلبس الفتات ال صلة له بهذا السلوك

المنحرؾ و هو ما تظهره الصور بكل وضوح ، حث ان المتحرش ال

مز بن السافرة و بن الملتزمة دنا و فى هذا اعتقد ان هذه هى الرسالة

"" و من له اذنان للسمع فلسمع لها التى ارادت علاء المهدى توص

ان المشكلة ا اعزائى اكثر عمقا من مجرد مبلبس الفتات او ما شابه ، و

لذا فبلبد ان نعرؾ اصل علنا ان نحارب المرض من جذوره جب اذ

من البداة تكمن فى نظرة ان المشكلة . الداء ال العرض السطحى فقط

للمرأة ، تلك النظرة التى تتح للشاب او -الذكورى بطبعه -المجتمع

الرجل ان شعر بقدر كبر من االفضلة ، بل و قدر اكبر من الحرة التى

تكاد تكون ببل رقابة .

نفرعن ان تلك الطرقة على ما بدو هى ذاتها التى نعامل بها حكامنا ،

!فرعونا ؼداعون ثم نتساءل كؾ الفر

ان طبعة معاملة المجتمع للرجل هى التى اشعرته بكل تلك االمتازات ،

؟! ى بكل هذا القدر من االنحراؾثم نعود و نتساءل من الذى ات

ان المشكلة فى عقولنا نحن ، هى من جعلت من الرجل الواصى و المالك

و البحث م و األدهى من ذلك اننا نعاود الحدثو الدكتاتور ان شئنا ، ث

ا سدى هو نشؤ .المنحرفن نرجال و الشباعن كفة معاقبة هإالء ال

!فى بئة ذات فكر رجعى ، فباهلل علك كؾ ترد ان تقومه بالعنؾ ؟

انه فى النهاة ضحة سواء شئنا ام ابنا ، ضحة ذلك المجتمع الذى عالج

ة متخلفة بحث القى بكل الذنب على الفتاة ألنها ؼر محجبةانحرافه بطرق

Page 18: هكذا علّمتنى الثورة

8

..ااو ألن مبلبسها كذا و كذ

تعرضنا لفكر مشوه خاطىء قضى -رجل و امراة -نهاة القول كلنا

بدوره على احساسنا ببعضنا ، جعل للرجل كل الحقوق و كل االعذار و

ه و لكن بالعنؾ و حنما فلتت زمام االمور من ادنا صرنا نطالب باصبلح

االذاء البدنى بدال من تؽر فكره ... كذلك الفتاة حولناها من نفس بشرة ،

بده الكرمتن و نفخ فها من روحه و اعطاها عقبل و حكمة و خلقها هللا

منحها قدرا و مقاما ، حولناها الى مجرد جسد اجوؾ ، او لنقل اننا اردناها

لنسل ، ؽطها الرجل وقتما شاء و عرها هكذا ، مجرد لعبة للجنس و ل

...وقتما شاء

فتح السجون والمطابق لتعلن حرة حث ت ،اننا بحاجة الى ثورة الفكر

حث نضع حث تدشن ساحات الحوار و النقاش ، د ،ى و االعتقاأالر

.مةو بفكر مستنر تنهض األ ،تحداتنا موضع الحاد

اطلقوا ،ا موراثتكم تؽر مستقبلكم افعالكم ، ناقشوؼروا افكاركم تتؽر

العنان لعقولكم تجدون ثمرا نضرا لمجتمعكم ... ناقشوا و ناقشوا ، فكلنا

ال تناقشوا العرض و تصحح ألفكارنا و لحاتنا ككل .ضحاا نحتاج الى

. انما ؼوصوا لتعرفوا ماهة المرض ذاته

***

بن الدن

ش يخ المج اهدين

Page 19: هكذا علّمتنى الثورة

9

-مقال ساسى -

ؽش هزا املقال بمجلت مصشي الالكتروهيت فى 3124ظبخمبر 23* و

نما تبحث الوالات المتحدة األمركة عن رجل واحد لمدة تسع ح

سنوات و سبعة اشهر و خمس و عشرن وما ، بل و حنما عجز اكبر

د ما لما قرب من الم عن الوصول الى مجرد فرجهاز استخباراتى فى الع

بل ظاهرة تتعدى حنها فقط نستطع القول بؤننا امام رجل العشر سنوات .

كل اآلفاق الطبعة للبشر ، لتدخل بنا الى حز الشخصات االسطورة ،

ذوى الحكمة و تلك التى ختلؾ فى تفسر افعالها المفكرون و الساسة و

فهناك من إد خطاها ، و هناك من نبذها و لكن ظل ن .حتى رجال الد

..الجمع على اختبلؾ آرائهم منبهرن بقوتها وعجب ما تقوم به

فهو ما تحوها الكلمة من معان .ان بن الدن فى رأى اسطورة بكل

ظاهرة نادرة الحدوث ، ضبابة التفاصل الى حد الؽموض ، متضاربة

ولها الى حد التشتت ، و مع ذلك ما لبث ان اصطدم األقوال و األفكار ح

الناس بتوهجها حتى اعترفت بها قوى عظمى كخصم شرس ال قل

أن ستطع رجل فهو حقا اسطورة. . خطورة او دهاءا عن امركا نفسها

رهب قارة باكملها ، بل و شن حربا شعواء على امة بؤسرها ، انه حقا ان

ذلك المجاهد السلفى مصدر المعقول ، ان صرلس باألمر الهن او

!مم و ببلد على مدى عقد من الزمانرعب أل

حنما علمت بنبؤ موته منذ ما قرب من العامن ، كتبت فه كلمة و لكنى

خشت من عرضها فى ذلك الوقت ، ربما لؽرابة الطرح او الزاوة التى

العنوان حنها ، فلقد افتتحت كبلمى اتخذتها مثارا لحدثى ، او ربما لجرأة

! " بسإال اجبت عنه طلة المقالة و هو " ماذا تعلمت من بن الدن ؟

خفى على احد اعجابى ربما ندهش البعض من هذا السإال و لكن ال

Page 20: هكذا علّمتنى الثورة

، و للعلم فما لى و هو ما سؤقوم بؤضاحه ة هذا الرجلالشدد بشخص

اختلؾ مع بن الدن عقائدا و فكرا و اضا و لكى ال تإخذ على ، فؤنا

ادولوجا ، كما اختلؾ كلا مع طرقة معالجته للخطؤ ، و انما ما عننى

فى سرة هذا الرجل هو شىء بعد كل البعد عن تلك األمور الساسة او

ارد من . فقط التعاقد العسكرة التى نشبت بنه و بن دول الؽرب

ى قفز فوق كل هذه التفاصل ، متخلا قلبل القارىء ان تسع صدره حت

عمق جدد فى حاة هذا الرجل .عن فكرته السابقة لكما نسبح فى

لقد تعلمت ان ما من شىء نراه حولنا و لو كان حالك السواد اال و جب ان

نراه وؾ ة شىء جدد سم ثسواد بشعاع ضوء ، فمن المإكد ان نثقب هذا ال

كنا نظنها قببل ، ل ربما تتضح لنا افق جددة ، نرة مع وجود الضوء ، ب

. قاتمة السواد

ان بن الدن على الرؼم من كل ما اقترفه من قضاا ارهاب و قتل

للمدنن ، اراه و من وجهة نظر مختلفة بعض الشىء : رجل مبدأ حتى

! النهاة

حاة رؼدة ملارات و منان ترك هذا الثرى السعودى كل ما متلكه من

من عائلة ذات اسم و شؤن فى المملكة السعودة لفضل ان عش مترفة و

! هاربا و مختبئا فى هضاب و صحارى باكستان وسط الفقراء و المعدمن

فكؾ لرجل ان تصل عزمته الى حد الزهد فى كل ممالك الدنا دافنا نفسه

ناطح القوى التى فى خنادق و جحور الجهاد ، بل و تصل به الجسارة ألن

تركع لها معظم دول العالم بل و قسم على تحرر شعوبه من تحت وطؤتها

!!

عرقة و انى اعود و اكرر ، انى اتخطى اى نزاعات ساسة او دنة او

المجرد من حاة شخ المجاهدن ، فاذا كنا ننبذ اى انما استخلص هذا المبدأ

لصواب فى اى شخص و تحت اى لون من التعصب جب علنا ان نمدح ا

. مسمى

Page 21: هكذا علّمتنى الثورة

فى كل ما فعل ، لكن خبلفى مع فكره لم منعنى بن الدنانا اختلفت مع

ة فى حاته : ان صبح للمرء هدؾ من امجد تلك الصفة المضئة و الجل

ؽنه عن كل مباهج الدنا بل و كون مستعدا للقفز معه و لو آلخر

فى سبل هذا فى نهاة األمر حاتهالمسكونة حتى لو اضطر ان دفع

.. الهدؾ

فما من شخص فى المنطقة العربة كلها ظهر شفقة على اسرائل ، بل

رة من الدولة الصهونة ،باألحرى صرنا نتبارى فى كتابة اشعار منف

كثرون كرهون الخطؤ ، و األؼلبة نهاة القول : كلنا نكرهها ! ..

رهها بفنون الكبلم ، و لكن ما اال قلة قللة هى العظمى تستطع اظهار ك

التى تمتلك ما كفها من الشجاعة ألن تخطو خطوة فى سبل تصحح

! الخطؤ .. لؤلسؾ

ان اسامة بن الدن رؼم تعارضنا الشدد مع منهجه ، قد استطاع ان جعل

من كرهه هدفا قوا و عزمة من نار ، لتجعله ثب من المملكة الثرة و

الى التى الى البرارى المتقشفة ، و من الحزن القلب و مصمصة الشفاه

العمل الجبار ، القادر على القفز الى المجهول ، الذى جعل منه شخ

.. المجاهدن و سدهم

حقا التؤمل فها ، فهو السإال الذى طرح نفسه : ان جدر بنا انها شجاعة

بن الدن ؟؟جهاد من ة ؤت جهاد كل الدول العرب

!ان الفرق لس فى مقدار كره الخطؤ و انما فى مقدار االمان بالصواب

،ة ، القادرة على تحمل المستحبلتلقد احببت فه حقا تلك العزمة الصادق

... ذلك الهدؾ و تلك العزمة او بؤالحرى القادرة على صنع المعجزات

تى من قوة فى قلب العراكاالنسان بكل جوارحه و بكل ما أو تجعبل لتانال

فهذا الرجل آمن بما فعل الى منتهى ، جاهد بكل ما أوتى ، قادته

اختلفنا او اتفقنا ، فسظل شخ ة الصادقة الى حث أزهقت روحه ..العزم

المجاهدن وجبة دسمة لى على األقل ، ال همنى ما آمن به هذا الرجل و

ا من عزمة ال ترهبها الجوش و لو انما ما عننى هو مقدار ما ترك لن

تجمعت البادتها و ال تخفها القوة العسكرة بقدر امانها بهدفها األسمى

Page 22: هكذا علّمتنى الثورة

. من شخص آلخرهذا الهدؾ حتى و لو تبان

ان اعتقادى بذلك ، قد ستعجب البعض من كبلمى و انا اقدر هذا و لكن

وسط العتمة ، الفكر جعلن دائما ما ابحث عن شعاع من الضوء فى

فحنما كانت تصلن اخبار اولئك الملتحن الذن هاجمون هنا و هناك ، و

كنت انظر الهم نظرة اعجاب و تقدر ، من وسط ؼضبى الشدد منهم ،

ذه بكل بساطة و بدون ان تؤخر فهذا الملتحى ظن ان هللا ؤمره بهذا ، فنف

عمبل عظما هلل فنفذه دون انه قدم عن واجبه ... ان مثل هذا الشخص ظن

نقاش ، فكان باألولى اال حرك ساكنا و لكنه حمل على عاتقه مهمة تنفذ

! _ الوصة االلهة _كما فهمها هو

قلوبا ملئة اخبلصا و طاعة على األرجح ان مثل اولئك الناس متلكون

اال لما فقلبهم نبض شوقا الى تنفذ اوامر هللا وفربما كان و حب هلل ،

ان ما حتاجونه فقط هو تعدل بسط فى رإتهم !ساس تحركوا من اال

رن و مدونن مستن لتلك الوصة و هو ما نحمله نحن على عاتقنا ككتاب

لنجعل من شعوبنا امما

***

اللوحة رح ل ت ايضا

–رثاء نثرى -

Page 23: هكذا علّمتنى الثورة

وفاة مػلمى و اظخاري ، * وؽش هزا املقال بجشيذة مصشي الالكتروهيت فى ركشي

الكاجب و املحاضش الػالمى .الجليل الذكخىس ابشاهيم الفقى الػالم

خلد فها البلهاء "ع" جبا .. دنا نتشل منها العظماء و

. ا رثائى للحبب ابراهم الفقى هكذا كانت اولى كلماتى التى افتتحت به

و فبلسفة العصر حنما تصمت ، نهم عمار األرض حنما رحلونا

بكهم و كم من عون ت .فكم من فراغ تركوه برحلهم . افواههم الى األبد.

اذن حظت كل عن رأتهم تبكهم ، و كل.. و تذرؾ الدمع على فراقهم

نها شعلة الحكم حنما تنطفىء ..ا بسماعهم تنوح علهم ..

حنما ، تكن األنفس معدة لهذا الفراقحنما سطو الموت فجؤة ، بنما لم

اشد الحاجة الى علمهمختطؾ األحبة من بن ادنا بنما نكون فى

، ابق انذار بتلك الحققة الثابتةحنما نصطدم فجؤة و عن دون س ،و فكرهم

الموت ! طرق األرض كلها :

اته لتلقه بجوار من ال لجمع ، تقتنص من الحكم حل حقا ، نهاة واحدة

..عقل له

انها سطوة الموت كما اختبرها الكثرون ، و سلطة القدر كما كانت منذ

األزل .ان المؤساة هى كون الموت حكم ببل رجعة ، و ال نقض ، و ال

رتجع .. اعادة نظر فبل جدال، ال تحال على احكامه ، فمتى نفذ السهم ال

نفع و ال نقاش فد .

ان لدؼات الموت السامة دائما ما تطاردنا طوال العمر و لكنى اكاد اجزم

ان الموت كان اكثر بطشا بى هذه المرة ، لقد استطاع بدهاء ان هزنى من

اعماقى ، ان طعننى فى احدى ركائز عزمتى و ان صوب سهمه

ئشا ابدا هذه المرة ، لقد كن طااحببتهم . لكنه لم الطائش الى قلوب من

Page 24: هكذا علّمتنى الثورة

النهاة فى وجه من كان القدر ماهرا فى تصوبه بحث توجه بصافرة

شرفت بمعرفتى به ..

على مدى سنوات ، عاصرت خبللها د.ابراهم الفقى ، كان لى الحظ ان

اراه صدفة و ألول مرة على احدى الشاشات العربة و قد تعجبت حقا من

لقد ابهرنى بروعة تى تمتع بها هذا الرجل ،تلك الكارزما الرائعة ال

ستوقفتنى حقا تلك المسرة قد اف . الطاقة التى تنبعث مما تكلم بهحدثه و

من ؼاسل صحون فى احد فنادق و العمل الدءوب الذى قاده رائعةال

مونتلاير الى مدر عام ألكبر الفنادق فى كندا ثم الى واحد من اكبر خمس

و مسرة حافلة تستحق ة البشرة فى العالم . درب وعرفى التنم علماء

..التؤمل فها بحق منا

با لهذا الرجل فعلى مدى ثبلث سنوات قرأت فها مازد عن العشرن كتا

بالتدقق فى كل البرامج و األمسات التى اذعت فى خطاه تو قد تتبع

لتى الوحدة لوتوب هى تستلك الفترة ، و كانت حلقاته المسجلة على ا

فكم من مرات استقظت فها فى الرابعة الحباط و الضعؾ . فى اوقات ا

لقد كانت كلماته مبعث دراسة . فجرا الستمع لمواعظه قبل البدء فى اى

األمل فى حاتى و نورا ضىء السبل المستقم فى كل تفاصل ومى .

الكتب ، الى ان كل تلك الفترة كنت ارقبه من بعد ، من خبلل الشاشات و

الفقى الثقافى بالمركز الكندى " : " صالون ت الفرصة التى ال تعوضسنح

ان التقى وجها لوجه به و ان ،ة قشعر لها بدنى كلما تذكرتها كانت فكر

ن استمع اله دون اى حواجز او قود ، " و بصراحة كمان الدخول كا

لقاء لعنى لى الكثر ، ان لقد كان هذا ال .مجانا و ده الى فرحنى اكتر"

رودا الى ان و ما اجمل ان قترب الحلم رودا التلمذ بؤستاذه . لتقى

لقد بدأت التحضر لهذا اللقاء العن و ؤتنس به القلب . هتشهدصر واقعا

المرتقب و لعدم معرفتى بالعنوان فقد اصطحبنى عمى لنذهب سوا الى

بمدنة نصر . بالدكتور ابراهمالمركز الخاص

فبلزلت اذكر جدا ذلك المكان ، فكل درجة سلم و كل ورقة حائط و كل

رة ، لها معى ذكرات عددة . صورة معلقة على الجدران ، صؽرة او كب

و لكنها ال تنسى . ،زارة الوحدة لى لهذا المركز فمع انها كانت ال

العالمى ألجده امامى فما هى اال لحظات لدخل المفكر العظم و المحاضر

Page 25: هكذا علّمتنى الثورة

باسم الثؽر ال تفارقه ابتسامته الهادئة و عنه تلمعان حكمة و وجها لوجه

وقارا مهب .

كان عنوان المحاضرة هو " األمل " ، فعلى مدى ما قرب من الساعة و

النصؾ لم اجد مثلها من قبل ، ظل األستاذ ؽمرنا بفض علمه ... لقد

تمنح الطاقة لكل الحاضرن بحث ال تملك سوى كانت كلماته و قوة بانه

االنتباه و التدون لكل حرؾ خرج من فم األستاذ ، فضحكنا تارة و

.منحنا فرصة للتفكر تارة اخرى

فبعد سنوات من المتابعة اقل ما وصؾ به أنه كان رائعا .لقد كان لقاءا

مع و البصر .معرفتى به بؤن اراه ملء الس ، تتوج الجادة و القراءة

و لما زد عن لقد كان حلما بعد المنال و ها هو تحقق امام عنى

الساعة و النصؾ .

و بعد ان انتهت المحاضرة ، خرج العالم الجلل مارا بجانبى ، و لكن

لؤلسؾ لم تتح لى الفرصة ألن اتكلم معه و لو لبضع ثوان ، فاذ به دخل

محاضرة و قد اجتمعت حوله الحشود بطرقة الى مكتبه بالقرب من قاعة ال

اعاقت وصولى اله ...

لؤلسؾ لم مهلنى عمى الفرصة النتظاره بعد الخروج من مكتبه و قد

اصر على الرحل لتؤخر الوقت ، فقال لى " مفش فرصة نسلم على

دكتور ابراهم ، احنا نتصور جنب اى لوحة هنا و اهى تبقى ذكرى و

التقطت له صورة بجوار اللوحة كامرا ول اخذت الخبلص " ... بالفع

و حنما جاء دورى فى التصور قلتله : ال اتصور . الرئسة فى المركز

اه بس ، انا خبلص عرفت المكان و كل ومن تبلتة هتبلقنى هنا

باحضر المحاضرات بتاعته" !!

اقنعت عمى و بعد ان سرنا بعدا عن المركز مسافة المائتن متر كنت قد

من الحشود و نتمكن بالعودة مرة اخرى الى المركز فربما كون قد فرغ

و بالفعل عدنا الى المكان و لكن بدو اننا تؤخرنا كثرا ... لقد من مقابلته .

استقل األستاذ سارته و ابتعد جدا بحث كان مستحبل اللحاق به ...

و علنوا عن معاد و مع ذلك انا قلت مش مهم ، كلها ومن تبلتة

المحاضرة الجددة ، المرات الجاة كترة مش مشكلة !!

Page 26: هكذا علّمتنى الثورة

نا من فربما نكون قد اقترب صعب تخل ما تخفه لنا األام ..ان من ال

و ، اللقاء االول م بؤنه سكونلؤلسؾ لم اكن اعل النهاة اكثر مما نتوقع ..

خر اضا ..األ

ر كلمة النهاة فى حاة رجل قد قدر بؤن سط فما هى اال اام و شاء ال

اؾ الكثر الى كتاب االنسانة ..اض

لؤلسؾ اننا نتفنن فى التخطط و التدبر و نبنى قصورا فى مهب الرح

ن كل ؼر مكترثن ان مجرد كلمة الموت ربما تضع فاصبل ابدا بننا و ب

ما خططنا له ..

رى فه التلمذ وجه استاذه ... لقد كان فمن كان علم انه سكون آخر لقاء

تنطفىء البسمة هكذا فى وسطنا ضاحكا و مازحا ، فمن كان لتخل ان

فها لتقى ستكون المرة األخرة التى ا من كان لعلم انها سرعا ؟!! .

ابراهم الفقى ؟!ب

لقد ابتلعت النران كل شىء فى المركز الكندى حث كان عش الدكتور

ور العلوى ...هكذا قول الكتاب "باطل األباطل الكل باطل و قبض فى الد

الرح "... رحل األستاذ عن عالمنا متؤثرا بدخانها الكثؾ ... رحل و قد

كنت فى اشد الحاجة اله ... رحل بدون اى معاد او مقدمات ...

ختام القول : ان الموت ؤتى فى لحظة !

.، مع انى كنت اكثر الناس شؽفا بهتكلم معه وما لم سمح لى القدر ان ا

فلس كل ما رجوه المرء فى هذه الحاة ناله ... فمع كل اسؾ باؼته

لقد رحل تاركا فراؼا عمقا فى ان استطع الوصول اله ثانة . الموت قبل

قلوب كل من احبوه...

ناك قبل الحادث لم تبقى سوى تلك الصورة الوحدة التى التقطتها لعمى ه

باام قللة ... رفضت ان اتصور ؼر عالم بؤنها كانت الزارة األخرة

ان تنهشه النران بكل ما فه .. و من فه .. لهذا المكان قبل

فتشاء األقدار ان تكون تلك اللوحة الكبرة التى احبها الفقد و التقطت له

. تبقى من ذكرى لنا معه بعد رحلههى آخر ما العدد من الصور بجانبها

لت معه اضا و التهمتها هل رح .اعلم ما مصر تلك اللوحة اآلن .و لست

Page 27: هكذا علّمتنى الثورة

7

..؟ام انها ماتزال باقة ..النران

فستظل كلماته الخالدة تلمع امام عنى كلما تذكرتها :

" عش كل لحظة كؤنها آخر لحظة فى حاتك

عش باألمل

عش بالكفاح

عش بالصبر

عش بالحب

قدر قمة الحاة "

لكارل ماركس:" انه فى وم طرقة فردرك انجلز فى رثائه وعلى

الجمعة الساعة التاسعة و النصؾ صباحا ، المفكر العظم توقؾ عن

راح و جدناه و قد بالكاد دققتن و حنما عدنا، التفكر، و قد كنا تركناه

و لكن هذه المرة الى االبد ...، فى نوم عمق

***

لم حعػىا ألاوقاث ان هبىح لهم بما فى قلىبىا ، و م أجل م أجل الزي "

" ... الزي غادسوها قبل ان يػشفىا ما كان لهم فى قلىبىا

جىيتر -ماسك كاظترو

انه المسيح

-مقال جخيلى -

Page 28: هكذا علّمتنى الثورة

8

ان الجمع كثرا ، ال تستطع التمز بن األشخاص ، فالحشود ك "

. مستمرؼفرة و المدان متسع و البشر فى تبلحم

ن كان العراك شددا و الناس متشاحنون ال سكنون تارة ، فبل مكان لم

! لمن ستطع البقاء حا ، خور او ؽشى عله ، فالبقاء

لقد توهج المدان بنابع الدماء التى تفجرت لختلط لونها بلون تراب

بنها.التى تذرفها األمهات على العاصفة و الراح و لون الدموع الرقراقة

.كان الصراخ تزاد شئا فشئا و كان النحب ال نقطع من وسط الهتافات

ال سكون بن . القلوب قبل ارض المدان لؽسبل البكاء و الدموعتساقط

لقد سقطت كل .فكل شىء و كل همهمة تحدث ضججا ، ارجاء المكان

. العشرةفنون الحوار و انطمست كل آداب التواصل لتعدنا الى جهل

كدقق البشر و الدماء و األشبلء ، كل ، كان مشهدا رثى له حقا

، ن من بقى حا و من سقط صرعا ال تستطع التمز ب ،مطحون

كوحوش ذهان عن ماهة الصواب و الخطؤ .و بنظرة اكثر عمقا تته األ

. جوعى ، كل فرد فى تلك الهجمات الوحشة نطح من ؤتى امامه

،البعد، القرب ، ى اسوأ حاالته فى هذا التارخ لقد كان مدان التحرر ف

شوعى و زندق ... ، بن ثائر و فلول ، عدو و محب حنما ال تعد تفرق

ندفع الجمع الحاشد الى هوة المجهول ، حث ال نعد نرى فى األفق سوى

. ، مقساة قلوبها الى حد الؽلانفس ضائعة

ر الفهماء فى تفسره ، ان تلك المشاعر النبلة الحب الذى ح ان ذلك

بشر ، لقد اقتلعت من جوؾ ال ؟القادرة على صنع المعجزات ، الرءوفة

. متباؼضة لتجعل منهم بهائم متناطحة

Page 29: هكذا علّمتنى الثورة

9

المحبة و البصر و البصرة و الحكمة و التعقل ...كلهن بتن فى العراء

. دونهمطالما ان البشر قد فضلوا الحاة ب

اعادة احاء الثورة حمل على عاتقه ،لقد كانت الحاجة الى شخص واحد

حث ال تفتح السجون و المطابق المادة فحسب ، و انما تنشق الروحانة .

. كم الؽش و الخداع ،ا ما استطاعت ان تحوى هالقلوب لخرج من

ق السجناء و انما حرر الخطاة المستعبدن لنجاسات طل لن رجل واحد ،

تلك قلوبهم ، لن كون حكمه ارضى و انما ملك على القلوب المستقمة ،

تعد نحن حقا بحاجة الى تلك الثورة ، التى التى تقطر شهدا و نقاوة .

. نالمحبة الى القلب و الوجدا

سم ؼطاءا جوا و كان المدان الزال صارع الموت و قنابل الؽاز تر

... كؤنها تحجب خطة البشر عن انظار هللا

. لم ره الكثرون فى البداة ، حتى انا ، فؤجواء المدان كان هناك

. او ربما قلوبنا الصماء هدة األفق البعد الصاخبة لم تمهلنا فرصة لمشا

.. وقفت حاجزا لمشاهدة جمال طهره

تمز هئته ، كطؾ خفؾ لم استطع لقد وقؾ صامتا بعض الشىء.

ره بها ، ان لمحته . كان منظكقطرة ماء تحمل بداخلها المحط تهادى و

كان ال زال واقفا هناك ، تستطع انزال عنك من عله .اللحظة و لو ل

..ال تستطع تحدد مبلمحه ، كل ما تتمناه هو ان تقترب منه اكثر فؤكثر

التقدم لؤلمام ، الى احشاء المدان ، كلإلإ و ها هو هذا الشخص قد بدأ

. جاء المسح شق الطرق الى قلب العراك . مضىء و كنجمة متوهجة بدأ

. جاء الى حو ملتقى الثوار ، حقا انه هو .من آخر السماء و هب مندفعا ن

و بسط ! ، فى مشهد اسطورى ، بموكب ملوكى مدان التحرر

. لقد بدأ الجمع بالفعل ء و الزلت اجهل سبب الزارة . جاجاء السد وحده .

. بلحظونه ، فربما شعر احدهم بنسمة سبلم تمر بجانبه

Page 30: هكذا علّمتنى الثورة

، كما جاء قببل منذ طول األبض الزال السد مر فى الوسط ، بجلبابه ال

آمد بعد .. كان ألوؾ السنن .. كان سره مستقما كما كانت اقواله منذ

اعا واضحا و نظرة عنه تخرج كل لحظة بآالؾ وجهه ال بدى انطب

، ثناا وجهه رؾ ، ربما ظهر الحزن بن التفسرات . أحزن هو ؟ ال اع

حزن ممتزج بالمحبة و شفقة دون ،و لكن حزن الرب لس كسائر البشر

... احتقار و عشق دون ادنى كراهة : هكذا كان السد سر

معلقة بشخصه ، هدأت عاصفة فى لحظات معدودة صارت كل األنظار

لتتمكن من سماع انفاس المدان رودا رودا الى ان صارت الحشود

ون النظر فى عنه ، وقؾ هو فى الوسط ، لم ستطع الكثر المخلص .

ن كعون طفل ، و كجداول انهار األمزون ، و برئت نكانتا صافت

الجمع و كؤنما كانت الدهشة تخم على وجه مضىء ..ن كسراج حكمت

.. تقظ البشر فى لحظة لما كانوا قترفون

ؼارقا فى و ال زال و اذ بؽتة واصل السد سره لدخل وسط الجموع

عله عبلمات ال فارقه سبلمه و ان كانت قد بدأت تبدو صمته العجب

، و اذ فاجؤ الى العمق حث حتشد الناس دخل العجلة بعض الشىء .

بؤنه اندفع نحو احد الذن سقطوا اثر ضربات قوة وجهت عموم الثوار

اله ، و بدو من منظر انبطاحه على األرض و اللكمات الشددة التى

وصل السد ثورة احد المندسن فى المدان .اوكلت اله انه كان و بلؽة ال

ى مبلمح وجهه من المسح الى هذا الشاب الذى بدا مستحبل التعرؾ عل

مد زال تسطع فى مخلتى الى الآلنو فى لفتة مذهلة الت ابه .هول ما اص

السد ده الى هذا البدن المتهتك الذى ربما تكون نهاته على ادى

..المتواجدن بعد لحظات

كان رد الفعل عنفا بعض الشىء ، لقد بدأت تتعالى الصحات و التجدفات

سب اعتقادهم ، كؾ على شخصه ، فكؾ مد د العون لمن خان الوطن ح

ال تقدم اوال لضع الناشن على صدور الثوار ، كؾ ال صعد على

و هرتل كالباقن ؟ المنصة لندد و صح

انه لم كن كذلك !

Page 31: هكذا علّمتنى الثورة

كانت التزال . هور لم هتم السد بتجدفاتهم التى اعتاد علها منذ قدم الد

لرب لرى د ا ؼمائتهاا الشاب الذى بدأ فق من ده ممدودة الى هذ

ممدودة ، منتظرة ، مترفقة . انه لمشهد عجب حقا !

ا منه انه احد هإالء ن لشاب ان لمس ده فى البداة ، ظلقد خشى ا

د و نظر فى عنى الس المتربصن الذن سواصلون لكماتهم اله ، و لكنه

.. قد رأى اجمل بسمة فى الوجود و قد ارتسمت على شفتى المخلص

كانت الجموع قد بدأت تتدافع لتمنعه من تقدم الشفقة اكثر من هذا الى

او باألحرى كان جب ان تم رسالته الى ، الشاب ، لم عبؤ المسح بهم

..هذا اوال

خلصه ، و عنه تنهمر و بدن مرتعشتن اعطى الشاب ده الى خالقه و م

... المحبة و التسامح فى اجمل صورهما بالدموع ..

ربت سوع على كتؾ الشاب و ضؽط بكلتا ده لقمه من التراب . كانت

الصحات تتعالى من حولهما و قد حاول الكثرون القاء األدى مرة اخرى

ال مسه متقظا على ابنائه بحث كان على هذا الشاب و لكن السد

لقد احتضنه الفادى بكل قوته كى ال تصبه .. المتربصون و لو حاولوا

ضربات الجموع المحتشدة ...

متكئا اجمل مكان فى الوجود " د كان فى ان هذا الشاب و ان لم درك ، فق

" على صدر المخلص

بدأت ادى السد تخؾ تدرجا من عله و كؤنما كان حوطه لحمه الى

قبل ان رة الى هذا الشاب ح للمرة األختبسم المس تعبر العاصفة .ان

اكثر كانت نظرة حب عمق .تهؤ للنظر الى الحشود مادر ظهره ك

!حتى من كونها نظرة عتاب

فلم ؤتى هم فهمون هذا الدرس .ظل نظر الى وجوههم الحانقة عل

المسح لجازى األبرار الكاملن بقدر ما جاء قم البائسن و الخطؤة و

.ن الذن حطتهم األزمنةرفع المتنجس

Page 32: هكذا علّمتنى الثورة

شق السد طرقه عائدا من حث اتى من عند اآلب ، دون ان تكلم او

علهم حتذون بهرفع صوته .. خرج من وسطهم و قد ترك لهم مثبل حا

" ةم آت ألدعو ابرارا بل خطاة للتوبل"

هكذا تكون المحبة التى علمنا ااها و هكذا نسلك نحن و نإمن انك قدوس

. هللا و ال تشاء موت الخاطىءا

***

ان الزي لم يؤمىىا بىجىد هللا ليغ لػذم ايمانهم بىجىده و لك ألنهم لم "

يجذوا هللا الزي يحبىهه ، لقذ ظىىا اهه اله قاس ى و غليظ القلب ..

" لألظف

" من كتب " هللا كما تراءى لى –مارك كاسترو

ما بين بولس و اغسطينوس

Page 33: هكذا علّمتنى الثورة

-مقال فلسفى -

الخابػت لكىيعت العيذة الػزساء املقال الى مجلت غزساء الضيخىن * اهذي هزا

بالضيخىن

بدأ الفلسفة فى اإلبحار الى مدارك العقل البشرى متى عجز العلم ت

بكل وسائله ، عن تقدم اجابات شافة لتلك األسئلة التى كثرا ما تتبادر الى

فى تطلعها هذا العالم المادى الذى نحا حسب الذهن ، و التى ربما تفوق

قواننه . حنئذ تكون المتعة الجمة للمتعمقن فى تلك المذاهب الفلسفة اذ

فى جدون بعضا من اإلرتواء لظمؤهم المعرفى بن ثناا الكتب ، التى

دور محتواها فما وراء المادة . و لكن تصل الفلسفة اؼلب األحان ما

نائها األخر حنما تتصاؼر تلك األفكار بدورها امام احتاج من نوع الى م

آخر ، احتاج كلما تبلور و سطع ضوإه باتت اى متطلبات اخرى ال تعدو

... و اإلشباع الروحى كونها مجرد كمالات .. انه االحتاج للملء

را هما شخصتان ، دور حولهما حدثى فى هذه السطور ، كبلهما نال قد

و بقدر ما حصدا من بركات الشبع وفرا من الحكمة و المعرفة ،

الروحى تكونت لدهما مفاهمهما التى تكاد تتطابق عن جدوى الفلسفة و

حب الحكمة عموما . احدهما سطر بحبره اؼلب صفحات العهد الجدد ، و

. اآلخر استخدمه رب المجد فى إثراء األدب النسكى و دحض الهرطقات

... انهما الدرتن النفستن بولس و اؼسطنوس

ان بولس الرسول ، الذى تعده الموسوعة الحرة وكبدا كثانى اهم

ماكل شخصة فى المسحة بعد السد المسح نفسه ، و الذى عتبره

هارت فى كتابه الشهر كسادس شخص فى ترتب المائة األكثر تؤثرا فى

س بولس ، فلسوؾ المسحة ، الذى تطرؾ محبوه الى البشرة . هو القد

حد الزعم بؤن فكره له الفضل فى تدعم و ارساء العقدة . ان الرسول

بولس على الرؼم مما امتلكه فى حاته األولى من مقومات الفلسوؾ

Page 34: هكذا علّمتنى الثورة

هما العلم الواسع بالناموس على د المحنك ، الذى رتكز على دعامتن ،

نفتاح المطلع على الفلسفة الونانة بحكم البئة التى نشؤ و اال ؼماالئل

فمع ذلك ما لبث ان تكشؾ له بعدا جددا فى شخصة هذا الخالق بها .

القدر حنما تجلى له الرب سوع على مشارؾ دمشق ، حتى قرر ان

خلع عنه زى الحكماء المصطنع لجول خادما و كارزا بكل تواضع الى

عمة الشهادة .حث نال ن

و فى لفتة اخرى توضح صدق ما اقول ، قال دائما اذا اردت معرفة

مقاصد الشخص فانظر الى آخر كلمات او توصات نطقت بها شفتاه ، و

ها نحن نرى الوصاا االخرة التى اودعها فى قلب تلمذه تموثاوس حث

اعكؾ على ذلك .. وبخ ، قال له :" اناشدك اذا امام هللا .. اكرز بالكلمة ،

انتهر ، عظ .. اصح فى كل شىء .. احتمل المشقات .. تمم خدمتك "

فلنتؤمل جدا كلمات معلمنا بولس ، لم نجده مثبل طلب منه العودة الى

مساجبلت افبلطون او كتابات ارسطو ، بل وجه الرسول اهتمامه الى ما

حن ال نقلل من اهمة تلك ن ضفى اشباعا حققا للنفس فى هذا العالم .

العلوم اإلنسانة و لكن نعترؾ بعجزها عن اشباع الظمؤ الروحى الذى

شعر به االنسان الذى ال قتات من ثمار النعمة المعطاة له .

ان هذا دفعنا الى التؤمل فى الشخصة الثانة التى اود القاء الضوء على

، لم كلفنى كثرا من البحث بعض النقاط فها . فؤؼسطنوس ، ابن الدموع

فى هذا الساق ، حث ان ما سؤورده قد دونه هو بنفسه فى احدى اروع

فى كتب السرة الذاتة فى األدب المسحى ، حث نراه علنها جهارة

كتاب " اعترافاتى " :" لم اجد نفسى اال فى تعالم و روح اإلنجل . ابدا لم

بلطون ، او ارسطو ... لم ترو روحى اناشد تشبعنى فلسفة سقراط ، او اف

الونان و تسابح كهنة آمون . انجلك وحده الذى تسرب بنور حكمته الى

كلمات من الممكن ان تقال انها اروع اعماقى ، عرفتك اها المسح ... "

من شخص تهذب بالعلوم و استنار باإلمان ..

هما اتسعت مداركنا و افهامنا ، احبائى ، مهما وصلت درجاتنا العلمة و م

سظل النمو الروحى و الشبع العمق متوقفا على مقدار عبلقتنا الحة مع

السد المسح ، تلك التى قال عنها الشاعر : " كلهم ظمؤ و هى فى الكؤس

Page 35: هكذا علّمتنى الثورة

ما تضىء عقولنا بنور الحب اإللهى بقدر ما تترفع نفوسنا ماء " .. فبمقدار

رضى فانى .عن اى جوع او عوز ا

***

ال وعخطيؼ ان هقذم غقيذجىا للػالم ما ان لم جمىحىا هزه الػقيذة "

" ت ملىاجهت هزا الػالم بكل اخخالفاجهياملحبت الكاف

جىيتر -كاظترو ماسك

عن قداسة البابا ..

Page 36: هكذا علّمتنى الثورة

القى هزا الخطاب فى كىيعت مذسظتى ، دي الظال ، فى ركشي ألاسبػين لشحيل *

قذاظت البابا ؼىىدة الثالث

ى ذكرى رحل بابا المحبة و االنسانة ، و بعد مضى عاما كامبل ؾ

كان هو سر ة ، و هى تفتقد الهم ضوء فها ،اضاءت فه انوار الكاتدرائ

بهجتها ، و البسمة الحانة لشعبها ، و القوس المشدود فى وجه اعدائها ..

انت حى وب مهما طالت االام و السنون ..ا ابانا البار .. انت باق فى القل

ما حملتنا زمانا و ستبقى فى وجدان كل من احبوك .. فستظل فى فكرنا ك

ى اسمك فق امام عوننا لبقو ستمتد كلماتك لتفتح اال طوبل بداخلك ..

خالدا ا قداسة البابا ..

تبدى ة نوع من الشخصات قد تختلؾ معها فما تختلؾ ، بل و قد ان ثم

اال انك ال تملك فى نهاة اعتراضا على كثر من قراراتها و افكارها ،

ا عقب وفاة االمر اال ان تذرؾ الدمع على فراقها ، و هذا ما اتضح جل

شنودة . لقد ذابت كل المشاحنات التى كانت تطفو على السطح ، حتى البابا

صار وم ناحته عدا للمصالحة الوطنة ، تبلشت كل الفوارق العقائدة

كما و تدفقت برقات االنجلة تبكى لرحل قداسته . حتى خرجت المنابر

التعازى من بابا روما و الكرادلة لتنعى وفاة هذا االب الحكم ..

ملخص القول : ان البابا شنودة قد احبه الجمع كما احب هو الجمع ..

اته لتباركوا من جثمانه الطاهر،جاءه الناس من كل حدب و صوب بعد مم

كما جال هو فى حاته نشر بن الناس تعالم سوع .. عاش و سعش فى

قلوبنا كما عشنا نحن دهرا طوبل فى فكره و فى تضرعات صلواته ..

ألنه هكذا قول الكتاب :" ما زرعه االنسان ااه حصد " و الكل هنا علم

، كان فها على رأس بابا شنودة على مدار اربعة عقود مقدار ما زرعه ال

Page 37: هكذا علّمتنى الثورة

7

ن هو و اال لها ، و معلما و مرشدا لبنها . الكنسة المصرة راعا و مدبرا

.شفعا لها فى ارض االحاء .

و كان كمبلئكة هللا و خدم فنا ابا حانا ، عاش معنافسنظل نتذكر دائما ان

صانعا الخر كما لم فعل احد ، و كان لطلعته بهجة خاصة فى قلوب كل

من احبوه .

كؾ نحب ... ، فسنظل نتذكر دائما ان ابا عظما علمنا فى وم ما

***

Page 38: هكذا علّمتنى الثورة

8

صورة ما يحدث فى مصر اآلن

دفعت من حاتى فى مهرك .. و كم اذاقنى البرد، ببتى لو تعلمى ، كم ح

و السوط، و الكرباج ، فى طرقى الى صدرك ...

حببتى لو لم كن بننا حب و اشواق ، لو لم كن بننا قبلة بعد كل فراق ،

لو لم كن بننا فراش روى كل هذا االشتاق ...

الفتراضات ، لو لم تكن هذه آفاق لو لم كن هذا حالنا لقبلت كل الحجج و ا

خالنا لعزمت على الرحل منذ اول لقاء ...

حببتى كنا باألمس نبهر البعد و القرب ، لنضؾ الى كتاب االنسانة

بتهافت ارواحنا ، قصة حب و حبب ...

و بنما كانت احبلمنا تتعدى سحب السماء .. و بنما كانت ارواحنا تتبلقى

عصؾ الشتاء .. كان ثعبان زنم ربض برؼم

بكل ما اوتى من دهاء .. و برؼم الدهاء ، كان فى قمة الؽباء !!

فبنما انا مشؽول بقرص خدك ، و بنما انت هائمة و بكل الحب تؤخذننى

ه الزعاؾ ، لجول بن اجسادنا بن نهدك ، كان رأس األفعى ختبر سم

هذا العمق ، و رافضا ان ستمر عناقنا طوبل ...حانقا على حبنا

ا سدتى ، حواء اسقطت جنس البشر النصاتها الى الحة ،

دعنا ال نكرر الخطؤ ثانة ، و دعى سمها ان كان لها سم ، ان تسلل

بهدوء الى اوردة اجسادنا ، دون ان عكر علنا صفو هذه اللحظة .. دعها

كما تدعى ، فؤنا ن تنتزع ما بنا ... فلو كان لها قوة تنفث ما بها دون ا

عنك ... اتحداها فما بقى لى من الوقت ، ان تستطع ان تفصل شفت

اترن ، انها مجرد افعى خرقاء ، لن تستطع اذتنا ، لن تفعل

اكثر من محاولة اخافتنا ...

Page 39: هكذا علّمتنى الثورة

9

ال تحاولن اقناعى ؟ ا سدتى ، باهلل علك ، لماذا تبدن شاحبة هكذا

بؤن السم قد بدأ فى الجران فك ، انت بخر ، فضربات قلبك تعانق

ضرباتى لشكبل معا اجمل انشودة فى الكون ، و دك ، دك هذه الملساء ،

الزالت ممسكة بدى ..

اتوسل الك بكل ما عندك من رؼبة و ارادة ، دعك من هذا األلم الذى بدأ

لتسلل الى احشاك ... لماذا استشعر تلك الرجفة تحوم بن اوصالك ؟ فى ا

ا سدتى ، اقسم لك ان كل هذا من وحى خالك ، انت بخر ، لذا دعنا

نقولها بملء الفم : سنحا ، سنحا ألن ااما رائعة فى انتظارنا ، سنحا

ا ألن الحب لنستمر فى اعطاء األمل كما كنا نفعل من قدم األزل ، سنح

ه فقط فى رواات هوجو و دكنز .بن شفتك اجمل بكثر من ان نسمع عن

سنحا ألننا نرد ان نحا ...

ا سدتى ، بدو اننى قد اثقلت علك جدا ، فؤنا اضا وجهى قد بدأ فى

على االقل لن تقاسى الشحوب ، و نفس تلك الرجفة قد انتقلت الى بدنى ، ف

ناك نفس اخرى كانت تنوى ان تقضى الللة بن فه ،الموت وحدك

احضانك ، هى تتعذب اآلن بمثل عذابك ...

و ان لم كن لى ان احدد وقت مماتى ، فعلى االقل سؤختار ان سؤموت ...

حببتى ، فما الزال لى من األنفاس .. ان بقت ، فؤنا على وعد البقاء ...

التزال فك اذن تسمع و لم كن و ان ذهبت فسؤكون معك .. و ان كانت

اذا فعلك القرار السهم قد نفذ بعد و لم كن السم قد قضى على جسدك ...

...

***

ملا وجذث للحضن مكاها فى القلب ، صاس الىسيذ يىقل بذال م الذم "

جىيتر –" ماسك كاظترو ... دمػا

Page 40: هكذا علّمتنى الثورة

ةستبعد مة مقدم

* كاهت هزه بذايت لشوايت كىت اهخىي كخابتها ، و لكنى ار وجذث ان الابذاع الشوائى

يخطلب مجهىدا و خبرة ليعت مخىفشة غىذ الػبذهلل لزا اضؼ بين ايذيكم جلك

القطػت الىثريت التى بقيت م ركشي هزا الػمل

لى الذن نالوا من القدر اكثر مما تتحمل نفوسهم و اكثر مما تستطع ا

مبادئهم على الثبات ...

الى الذن صاروا سجناء انفسهم ، خاضعن تحت سلطان الجسد ، و

منقادن الى سطرة الهبلك ...

الى كل الذن اظهروا ؼر ما اخفوا و تكلموا بعكس ما عملوا و نادوا

بحاة ؼر تلك التى عاشوها ...

اكنة ، ع كجبال مستقرة و كؤنهار سالى اولئك الذن ظهروا للجم

بداخلهم براكن تتفجر ...و

ى حققتها تتمنى عبلجا حققا الى كل تلك النفوس التى اظهرت كماال و ف

ألسقامها ...

الحاجة الى كل تلك النفوس التى ابهرت الناس بجلدتها و فى داخلها اشد

حانة ... الى د

تخفى لناظرن و كانتس التى عبل وجهها ابتسامة تفتن االى كل تلك النفو

بها كم االلم و المعاناة ...

***

Page 41: هكذا علّمتنى الثورة

نهضة زائفة

* القى هزا املقال م خالل الاراغت املذسظت فى غض صم الاخىان و اثىاء جىليذ

الذكخىس محمذ مشس ى مىصب سئيغ الجمهىسيت

لى الذن شدوا الرحال على متن سفنة االحبلم ا

سحب السماء ،و كانت امانهم فى البداة تناطح

و لكن ، لما هاج البحر و اشتد االعصار ،

... صارت اجل امناتهم ان صلوا الى الشط بسبلم

هكذا دوما حال الشعوب ، منذ ان دون التارخ و الى ان تنتهى االرض ،

فالبشر ال تؽرون . ولدون و بداخلهم ما كفى ألن ؽر العالم بؤسره ،

رفوا ان تلك الحكومات و السلطات التى وثقوا بها، و لكن سرعان ما ع

اجمل ما فهم صارت هى الد اعدائهم على وجه األرض ، حتى اماتت

بطؽانها ، لتجعل منهم اجسادا ببل روح و عون ببل ابصار و عقول ببل

ادنى فكر . هما فئتان تتنازعتان فى صراع ابدى ، احداهما تملك و تستبد

تزرع ، حتى ترتفع على اجساد الفئة االخرى ، تلك التى لتؤكل من دون ان

مثل االؼلبة الكاسحة من تمثل القهر فى اقسى صوره ، فمع انها ت

... تبت جائعة فى آخر الللفهى تزرع و تتعب و مع ذلك و ،الشعوب

و فئتان ال تتؽر معالمهما على مر العصور ، فاألولى تصطنع كل الوجوه

و تبلطؾ كل التارات حتى اذا ما وصلت الى مبتؽاها االقنعة ترتدى كل

داست بؤرجلها كل تلك النفوس التى علقت آمالها علها ، فان اولئك الذن

كان من المفترض ان حكموا بعدل هللا و شرعته ، صاروا فى كل مرة

... رسبل للشطان على االرض

Page 42: هكذا علّمتنى الثورة

اروع مشاهد الدراما قول شكسبر على لسان الملك لر فى احدى

الكبلسكة واصفا اولئك الذئاب ، حث قول :" اما رأت كلب الفبلح نبح

جلوستر :" ببل ا سدى رأت " و رأت الرجل جرى فردلرإة شحاذ ،

نه " اذا ها كذلك الصورة خوفا من الكلب " " نعم ا سدى جرى م

... " اعط الكلب السلطة تجد من طعه الفا ،للسلطة

نهاة اننا بحاجة الى حكام قدرون ابسط مبادىء االنسانة ، رإساء

مستعدون للموت من اجل شعوبهم ، و لس شعوبا من اجل رئسهم ، اناس

فهمون جوهر الدن ال ظاهره ، اشخاص زرعون االمل مع البسمة لتهتز

. اركان الدولة بؤكملها فرحا و بهجة .. بالنهضة الحققة

***

Page 43: هكذا علّمتنى الثورة

ةباجا فرعا ىنتيل

- ةر يصق تصق -

الدنا به جاءت ، ام ببل ولدا تحتضن كؤنها رأسى حول راحتها ارخت

اطرافها تحؾ خافتة نبرة فى قالت ، شردا تركته و مجهول رحم من

من تنحدر عمبلقة شبلالت صوت و ، حولنا من الكنارى صوت

. األرض استدارة لتكمل البلمحدود

؟ معا نحا ان تردنا كؾ"

كتلك ، معرفتها لتمام لتطمئن تسؤلنى ربما او ، تعرؾ ال كؤنها و تسؤلنى

؟ تحبنى هل ، للة كل فى عشاقهن سؤلن البلتى

لثمت ثم ، الفراق من الخوؾ عند تنتهى و بلقاها تبدأ الحاة بؤن اجبتها

مدى على تكررت التى إلجابتى اطمؤنت خلتها و ، األام كل كعادة خدها

: جدد من السإال بذات فاجؤتنى لكنها. متتال وما عشر اثنى

؟ معا نحا ان تردنا كؾ"

حول ذراعى فشبكت ، قبلة مجرد من اعمق هو ما بلوغ تود ظننتها

انتابنى حتى تمنعت و فاجؤتنى لكنها ، ثانة قبلتها و ، احتضنتها و ظهرها

: ائسة و ، حذرة بلهجة قالت. تمقتنى بؤنها الرب

" سإالى على بصدق تجبنى حتى تلمسنى لن"

Page 44: هكذا علّمتنى الثورة

و نفسها لسكون تكفى السابقة اللالى من للة كل فى المعتادة اجابتى كانت

من. بننا شىء كل متعة تفقدها قد التى األفكار تلك من التحرر منحها

الى المرة هذه علها جوابى نفذ لم! الحب تفلسؾ امرأة تحب ان العسر

انها ام ؟ اذنها على المدوى تؤثره فقد ألعله ، قلبها فى له المخصص مكانه

؟ الملل بداء اصبت قد

! السإال هذا على بصدق اجبنى لذا ، اكثر اعرفك ان ارد"

مثل ان تعلم ال و ، فضولها تشفى اجابة نوال على عازمة هى و تسؤلنى

من االجابة فى الرؼبة نكتسب ألننا و. القلب شعلة من تزد األسئلة تلك

للة فى ، نفسها اله تتوق ما امنحها ان قررت لذا ، السائل رؼبة تؤجج

الفرصة لتمنح ربما ، الجسدن تبلقى متعة - بدو ما على - ؼادرتها

.. روحن لتبلقى

بشرتها باض قرب عن اتؤمل التى األولى لستى انك برؼم ، عززتى ا"

الساكن الجسد ذلك وراء ان منها بقربى شعرت التى الوحدة انك اال ،

و القلق عتره ال فلك فى لتدور ، البلنهائى الى تثب ان مقدورها فى روحا

. كآبة ال و بؽضة ثمة صفوه تعكر ال

كؾ معرفة تودن حسنا و ، اللحظة هذه حتى للة عشر اثنتى معك لى

، طوبل دهرا السإال هذا مع لى ان اخبرك ان حقا إلمنى ، معا سنعش

ما جبى فى احمل ، اشاء كفما و ، اتمنى كما اعش ان حلمت فلطالما

ما قلبى فى احمل و ، روحى اله تقودنى مكان اى الى للترحال كفنى

. اضا الحب من كفنى

Page 45: هكذا علّمتنى الثورة

، متتالن لومن واحد مكان فى ابقى فلن االختار على القدرة منحت ان

خرطة ببل سؤنطلق ، حدقة او بت فى نحصره ان من بكثر اكبر العالم

لما سؤستجب ، المسح سدنا قال كما مزود ال و عصا ال و ، بوصلة ال و

اصل سوؾ مكان بؤى محظوظا و سعدا سؤكون و ، ساقاى به تؤمرنى

مشقة تتحملى ال و ورائك تنظرى فبل الطرق فى قدماك اتعبتك ان. اله

، منه السخرة من تتولد االلم على فالنصرة ، ابتسمى فقط ، بذلك اخبارى

. المسر طوال ظهرى على سؤحملك حنها و

انشدته واحدا بتا مسمعك على اعد فلن ، االختار على القدرة منحت ان

جددة انشودة بننا لقاء كل فى سؤبدع بل ، قبل من

و البضاء بالزهور اعجابك سر عن سؤسؤلك. اعماقك فى تستقر ،

هذا علك سؤكرر و ، الحرة الى ترمز انها ، الفإاد بملء ستجبنى

الحرة مفهوم عن ابدا تتخلى لن انك ألطمئن فقط ، آلخر حن من السإال

. القود تذله قلب من تولد ان مكن ال الحب ألن هذا.

و ، سوا النجوم لنعد بجوارك فسؤجلس ، االختار على القدرة منحت ان

و اجملها سؤنتقى اجفانك تثقل ان قبل و ، مختلفا اسما منها كبل بمنح سنهتم

انت و للة كل فى النوم الى تخلدى حتى.. اسمك ألمنحها ، توهجا اكثرها

. دوما المضئة نجمتى بؤنك قن على

لقراءة العمر ستسع حتما ، سبقونا من ابدعه ما كل ما كل معى سؤحمل

تعزؾ بنما ، القمر ضوء على ، معا سنقرأها ، دستوفسكى رواات كل

. جددا سحرا منها حرؾ كل على لتضفى الشجى الكمان بجوارنا

Page 46: هكذا علّمتنى الثورة

بعرض سقوم مبتديء عازؾ حتى او شاب أدب بؤن سنسمع حنما

اول فى حتما فسنكون ، األرض هذه على مكان اى فى موهبته

اولئك ، البشر من الراقة و العذبة الفئة تلك ضمن مندسن ، الصفوؾ

القطارات كل و السفن كل سنستقل ، السعادة منابع الى بالفن اهتدوا الذن

بكل له سنصفق و تؤخر، دون موعدنا فى لنصل طرقنا فى حافلة اى و

، شخص مجرد كرمنا قد نكون بذلك اننا تظنى ال. حرارة من أوتنا ما

. للعالم جددا ارثا جلبنا قد نكون انما و

اللحاق من ستمنعنا الصؾ فى حرارة ال و الشتاء فى بردا ال ان لك اقسم

. نعشقها التى الحاة بتلك

، للة كل فى الفراش الى نؤوى ان قبل باتمامه نقوم سوؾ مقدسا طقسا إن

النا اساء من لكل الؽفران بتقدم سنقوم و ، المقدس الصلب قبالة سنجلس

شىء اى قلوبنا فى حاملن نحن و منا النوم تملك لن ، النهار هذا طلة

. الحب سوى

من اللل مفترق عند الفجر بزوغ قبل ، البحر مع موعد على نكون سوؾ

سر لتعرفى الشؽؾ سمؤلك و ، ارواحنا به تهم ما عله لنقص ، النهار

: واحدة بعبارة سؤجبك و ، البعد األفق الى التطلع و له عشقى

". مقاطعة دون ابوح دعنى من هو فقط البحر ان"

بلدان كل اجوب ان هى هواتى فستكون ، االختار على القدرة منحت ان

اسمع ان و ، زاوة و زاوة بؤلؾ الشمس شروق ارى ان اجل من ، العالم

. كنسة و كنسة ألؾ من القداس اجراس دوى

Page 47: هكذا علّمتنى الثورة

7

عن سؤكتب ، ارحل ان قبل اتممها ان حلمت لطالما التى الرواة سؤكتب

، األلم رحم من تتولد حن السعادة عن ، الحاة و الحب

عن سؤكتب. احبوا بمن ؤنسوا ان دون مضوا و جاءوا الذن العشاق عن

ربما ، قلوبنا فى لهم كان بما الهم لنبوح األوقات تسعنا لم الذن اولئك

. األخرة الفرصة تكون فلعلها ، الورق على بالحبر لو و اخبارهم استطع

ان اود ، حاة نصؾ عشت قد و القبر الى الذهاب اود ال ، باختصار

. األرض هذه على احاها لحظة كل الى شوقى بقدر الموت الى اشتاق

، شئت ان فلتقبله ، الساعة هذه حتى نفسى به جادت ما هذا ، حببتى

اما.. الحاة لهذه ادراكا ازددنا كلما علها اجاباتنا تتؽر األسئلة بعض ان

" ؟ العناق من مزدا تمانعن فهل اآلن

***