الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

23
ر ه ز الأ عة ام ج ة ي ب ر لع وا ة ي م لأ س الأ سات الدزا ة ي كل# وهاجس ب ات ن لب ل ة ي ب ر لع م ا عل ى ف ة دي ن ل وز ا ه ز ل ا رف لص وا و ح< ن ل ا# ن م ازة ت خ م وعات ض و ماد عد ا ى ض ا ق ل ا# ن سي ح د ن م ح ل د ا ن ع دة ن م ح . د / ا د ن ع وات ت ل د ا ن ع ى من د / ة ي كل ل ا ساعد ب م ل ا اد ن س الأ ة ي كل ل ا مدزس ب ل ا1437 ه /2015 م

Upload: sameh-saad

Post on 28-Jan-2016

234 views

Category:

Documents


0 download

DESCRIPTION

الزهور الندية فى علم العربيةموضوعات مختارة من النحو والصرفأ . د / حميدة عبد الحميد حسين القاضى د / منى عبد التواب عيد

TRANSCRIPT

Page 1: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

جامعة األزهركلية الدراسات اإلسالمية والعربية

للبنات بسوهاج

الزهور الندية فى علم العربيةموضوعات مختارة من النحو والصرف

إعــــداد

د / منى عبدأ . د / حميدة عبد الحميد حسين القاضىالتواب عيد

المدرس األستاذ المساعد بالكليةبالكلية

م2015 هـ / 1437

Page 2: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيممقدمة

الحمدC للــه ربB العــالمين ، والصــالة والســالم علىمFد وعلى آله وصحبه أجمعين . GحCسيدنا م

وبعدل وأحــاديث نبيــه Fز Gنــ Cفال شك أن فهم كتاب الله الم

ل Gس Pر Cهمــا الوســيلة إلى ســعادة الــدارين ، وأصـلهالم Fذلك العلوم العربية ومن أهمها علم النحــو ، والحــق أن النحــو العــربى لم يكن إال خدمــة لكتــاب اللــه الكــريم ،ــه ، وال من خلفــه ، ــه الباطــل من بين يدي ــذى ال يأتي الين ، خ] Bاة والمــؤر Gوهذا بإجماع العلمــاء واتحــاد آراء الن[حــ ا بفطــرة حفظهــا اللــه فى cث النــاس قــديمFفقــد تحــد

لسانهم ، ورتFب عليها ملكاتهم . والمصنفات فى النحو ال تدخل تحت حد وحصر ،ة Fخالطه ذرCقرر بيقين ال تCوأحسب أننى أستطيع أن أ

شك واحدة بعد رحلتى مع النحو العربى أنه فى حاجةر وإدراك صحيح يع]ى ما فيه حقيقية إلى تأم[ل وتبص[

ر نفيسة ، دون أن يكتفى بما يشيع على سطحه GرCمن د من آراء قد ينقصها ما ينقص غالبcا اآلراء الشائعة من

تمحيص وتدقيق وتحقيق ، فقد أثبتت الحقائقcوالظواهر ، وما زالت تثبت أن شيوع اآلراء ليس دليال

تها ، بل ربما يعود شيوعها إلى سهولتها ، Fعلى صح وأنF ما يشيع من اآلراء واألحكام واالتجاهات فى النحو

العربى ليس مبنيuا بالضرورة على أنها األكثر صوابcا ،ا فى إدراك اللغة cواألوفق رؤية واألعمق فهم

واستيعاب ظواهرها ، وليست اللغة والنحو فى هذاالمجال إال بعض حقائق المجتمع وظواهره .

ومن أجل هذا كله لجأتC إلى الله العلى القديرا cر FيسCا مcمنه الهداية والتوفيق فى أن أكتب كتاب Cأطلب

Cيستفيد به كل من قرأه ، ووفقنى الله إلى ما أردت فكتبتC هذا الكتاب وسميتCه ) المنال فى اللغة العربية (

صتC فيه كلF الحرص على أن تكون العبارة Gوقد حر رة قريبة المنال فى غير اسهاب وال FيسCواضحة سهلة م إيجاز ، واعتنيتC فيه باألمثلة الكثيرة من القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف والشعر العربى ، وسرتC فيه

Page 3: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

على منهج ابن مالك صاحب األلفية ، ووضعتC عقب كل باب من أبواب النحو أسئلة وتمرينات كى تكون

ا للقارئ يهتدى بها . cنبراس وأضرعC إلى الله عز وجل أن يجعل هذا العمل

ا لوجهه الكريم إنه سميع مCجيب الدعاء . cخالصأ . د / حميدة عبد الحميد حسين القاضى

Page 4: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

تمهيد

ا بفطرة حفظها الله فى cث الناس قديمFتحد لسانهم ، ورتب عليهم ملكاتهم ، ونشأت اللغة العربية

فى أحضان جزيرة العرب خالصة ألبنائها مذ وCلدت ،نقيFة سليمة مما يشينها من أدران اللغات األخرى .

لبثت كذلك أحقابcا مديدة كان العرب فيها يغدون ويروحون داخل بالدهم على ما هم عليه من شظف

العيش ، غير متطلعين إلى نعيم الحياة وزخارفها فيما حولهم من بالد فارس والروم وغيرها ، وإن دفعتهم

الحاجة إليها حينcا وتبادل المنافع حينcا آخر ، على أنهم كان فى أسواقهم الكثيرة التى تقام بينهم طوال

العام فناء أى فناء فى عيشتهم البدوية القانعة ، ومن أشهرها سوق ) عكاظ ( ، ولقد كان فى هذه األسواق فوق ما تضمه من مرافق الحياة ومتطلبات المعيشة

منتديات لألدب ، يعقدون فيها المجامع ذات الشأن يتبارى فيها مداره الخطباء ، ومفوهو الشعراء من

القبائل المتنائية األصقاع ، يعرضون فيها مفاخراتهم ومنافراتهم وكل ما يعن[ لهم فى جيد الخطب وبديع

الشعر . عاد ذلك كله على اللغة بتثبيت دعائمها وإحكام

رسوخها وجودة صقلها ، وبقيت كذلك متماسكة البنيان غير مشوبة بلوثة األعاجم ، إلى أن سطع نور

اإلسالم على ما حول الجزيرة العربية بالفتوحاتا ، ثم cاإلسالمية ودخل الناس فى دين الله أفواج

تتابعت الفتوحات فى عهد الخلفاء الراشدين ، فوصلت فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -

ا إلى نهرى السند وجيحون ، وغربcا إلى الشام cشرق ومصر ، فكان من الطبعى هبوط العرب ومعهم

عشائرهم وعمائرهم إلى هذه األمصار التى افتتحوها ودخلت تحت حوزتهم ، وبحكم الفتح قد كثCر تملكهم

للموالى فى البالد المفتوحة إلى الجزيرة العربية ، إذ فيها المدينة المنورة حاضرة اإلسالم ومقر الخلفاء الراشدين وعلية الدولة ، وفيها مكة المكرمة وبها

الكعبة المشرفة التى يؤمها كل من قال ال إله إال اللهد رسول الله ، وهكذا ازداد هذا النزوح من FحمCم

Page 5: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

الجانبين كلما توالت الفتوحات تترى فى عهد بنى أمية.

ومع انتشار اإلسالم فى بقاع األرض ، ودخولا اختلط العرب باألعاجم ، cالناس فى دين الله أفواج

وزاد هذا االختالط بالمقاربة والمودة ، والنسب ،دGت Gب اللحن ، وفس Fوالمعاملة ، فكان أن تسر

السليقة ، ودعت الحاجة الملحة إلى وضع هذا العلم ،حتى ال يتسرب اللحن إلى كتاب الله العزيز .

Page 6: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

سبب وضع علم النحو

قال أبو الطيب : ) واعلم أنF أوFل ما اختلF من كالم العرب وأحوج إلى التعلم اإلعراب ألنF اللحن ظهر

فقدهفى كالم الموالى والمتعربين من عهد النبى روينا أن رجالc لحن بحضرته فقال : " أرشدوا أخاكم

فقد ضل " . وقال أبو بكر - رضى الله عنه : " ألن أقرأ

.(1)فأسقط أحب إلىF من أن أقرأ فألحن " ( وقال ياقوت : ) ومر عمر بين الخطاب - رضى

الله عنه - على قوم يسيئون الرمى فقرعهم فقالوا إنا قوم "متعلمين" ، فأعرض مغضبcا وقال : والله

لخطؤكم فى لسانكم أشد[ علىF من خطئكم فى رميكم ، وسنرى أمثلة كثيرة من اللحن عند الكالم على(2)(

واضع النحو . لهذا وذاك أهابت العصبية العربية بالعلماء فى

الصدر األوFل اإلسالمى أن يصدوا هذا السيل الجارف الذى كاد يكتسح اللغة العربية بما قذف فيها من لحن

نة الشريفة بما تسربت عدواه إلى القرآن الكريم والس[هدوا إليه وسموه ) علم النحو ( .

متى وأين كان وضعه ؟

عرفت مما سلف أن وضعه فى الصدر األوFل لإلسالم ، ألنF علم النحو ككل قانون تتطلبه الحوادث

وتقتضيه الحاجات ، ولم يكC قبل اإلسالم ما يحمل العرب على النظر إليه فإنهم فى جاهليتهم غنيون عنتعرفه ألنهم كانوا ينطقون عن سليقة جبلوا عليها ...

وقد كان وضعه ونشوءه فى العراق ، وموضعه البصرة ؛ ألن العراق على حدود البادية وملتقى العرب

وغيرهم ، توطئة الجميع لرخاء الحياة فيه ، فكان أظهر بلد انتشر فيه وباء اللحن الداعى إلى وضع النحو

. وقد اختلف العلماء فى أوFل ما وضع منه على

ينظر : مراتب النحويين ، ونقل هذا السيوطى فى المزهر أوائل)(1 النوع الرابع واألربعين ، والحديث الشريف مذكور فى : الخصائص

.10 ، 9 ، ونشأة النحو ص 82 / 1 ، ومعجم األدباء 8 / 1 .10 ينظر : نشأة النحو ص )(2

Page 7: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

رأيين : : أن أوFل ما وضع من أبوابه هو ما وقع اللحن فيه أحدهما

ثم استمر الوضع فيما بعده على هذا النمط ، وذلك ما ذهب إليه جمهور النحاة اعتدادcا بالروايات

المستفيضة التى اقترن فيها الوضع باللحن ، إال أن تعيين الباب الموضوع أوالc منوط بالرواية التى

قوى سندها من بين الروايات . : أن أوFل ما وضع منه ما كان أقرب إلى متناولواآلخر

الفكر فى االستنباط ، ألن وضعه مبنى على أساس من التفكير فى استخراج القواعد من

الكالم لداعى انتشار اللحن فالموضوع أوالc ما كثر دورانه على اللسان ثم ما يليه وهكذا ، ولذا قيل

إن الموضوع أوالc ) الفاعل ( ثم ردفه المفعول ثم أطبق(3)المبتدأ والخبر وهكذا ، وما تقدم هو ما

ا بعد سلف . cعليه علماؤنا خلفالتمهيد الثانى : واضعه :

علمت إجماالc أنF واضعه من رجاالت عصر اإلسالم فى أو�ل مGن وضGع(4)على ما تقدFم بيانه واختلف الناس

ورسم النحو ، فقال قائلون : أبو األسود الدؤلى ، وقال آخرون : نصر ابن عاصم الدؤلى ، ويقال :

الليثى ، وقال آخرون : عبد الرحمن بن هرمز، وأكثر الناس على أبى األسود الدؤلى ، واسمه : ظالم بن

عمرو بن سليمان بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدى ابن الدئل بن بكر بن كنافة ، وكان من سكان البصرة ، والنسبة إليه دؤلى� كما ينسب إلى نمر : نGمGرى� ، فيفتح

. (5)استثقاالc للكسرة ا أن يكون اإلمام على� - Fعلى أن هذا االختيار إم م الله وجهه - أو ألبى األسود الدؤلى - رضى الله Fكر

عنه - كما يراه السابقون ، فأما عزو الوضع إلى نصر بن عاصم الليثى أو عبد الرحمن بن هرمز فبمعزل عن

االختيار والتأييد .

بتصرف .14 : 12)( ينظر : نشأة النحو ص 3 ، ومــراتب59 ينظر هذا الخالف فى : الفهرست البن النديم ص )(4

، وأخبــار النحــويين البصــريين3 ، ونزهــة األلبــا ص 6النحويين ص ،34 ، 33ألبى سعيد السيرافى ، تح أ . د / محمد إبراهيم البنا ص

.22 / 2 ، وبغية الوعاة 4 / 1واإلنباه ينظــر : الصــحاح واللســان مــادة ) د أ ل ( ، وانظــر فى تخفيــف)(5

.543 / 3الهمزة : الكتاب

Page 8: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

وكان أبو األسود ممن صحب عليuا - رضى الله عنه - وكان من المتحققين بمحبته ومحبة ولده ، وفى ذلك

يقول : يGقولC األGرذGلونG بGنو

ير� GشCنسىقGهر] ال تGالد GوالGط (6)عGليuا c ديدا Gش cب�ا Cح c دا Fم GحCح]ب[ مCأ

ي�ا ةG وGالوص] Gمز GحGو cب�اساGعGو

cشدا Cم رCب[ه Cح CكGإ]ن ي Gف Cبه تC بمخطئ إ]ن كانGأCص] PسGل Gو

وقد اختلف الناس فى السبب الذى دعا أبا األسودغGي�ار بن Fإلى ما رســمه من النحــو ، فقــال أبــو عبيــدة معمــ ــالب - ــود عن على� بن أبى ط ــو األس ــذ أب ــنى : أخ المث رضى الله عنه - العربية ، فكان ال يخرج شيئcا مما أخذه عن على� بن أبى طــالب - رضــى اللــه عنــه - إلى أحــد ،ــع ا ينتف cا تكون فيه إمامcحتى بعث إليه زياد : اعمل شيئ ــك ، الناس به ، وتعرب به كتاب الله ، فاستعفاه من ذل چحتى سمع أبو األسود قارئcا يقـرأ قـول اللـه تعـالى :

....ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃڃ چ بجر الم ) رسول]ه ( فقــال : مــا كنت أظن أن أمــر(7) چ

Cالناس صار إلى هذا ! فرجع إلى زياد فقال : أنــا أفعــل ما أمر به األمير ...

وروى يحيى بن آدم ، عن أبى بكر بن عيــاش ، عن عاصم قال : أول من وضع العربية أبو األسود الــديلى ،ــد ــرب ق ــال : إنى أرى الع ــرة فق ــاد بالبص ــاء إلى زي ج خالطت األعاجم وتغيرت ألسنتهم ، أفتأذن لى أن أضعا يعرفون - أو يقيمون - بــه كالمهم ؟ قــال: cللعرب كالم ال ، قال : فجاء رجل إلى زياد فقال : أصلح الله األمير،ــا وتــرك توفى أبانا وترك بنونcا، فقال زياد : تــوفى أبان بنونcا ! ادع لى أبـا األسـود ، فقـال : ضـع للنـاس الـذى

.(8)نهيتك أن تضع لهم

، وأخبــار17/ 1، واإلنباه 706 ينظر األبيات فى : نزهة األلبا ص )(6 .34النحويين البصريين ص

.3 سورة التوبة : من اآلية )(7 ) بتصرف ( .37 : 33 ينظر : أخبار النحويين البصريين ص )(8

Page 9: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

ا أن أبا األسود قالت له ابنته : ) ما cويروى عنه أيض أحسنC السماء ( فقال لها : نجومهــا ، فقــالت : إنى لمــا : إذن ــال له ــنها ، فق ــا تعجبت من حس ــذا وإنم أرد ه فقولى : ) مــا أحســنG الســماءG ( فحينئــذ وضــع النحــو ،

.(9)وأوFل ما رسم منه باب التعجب والصـــحيح أنF أوFل من وضـــع النحـــو على� بن أبى طالب - رضى الله عنه - ؛ ألن الروايات كلها تســند إلى أبى األسود أنه سئل فقيل له : من أين لك هذا النحو ؟

.(10)فقال : لفقت حدوده من على� بن أبى طالب

مGنP الذى عمل النحو الذى نعرفه إلى اليوم ؟

ويظهــر لى أن نســبة النحــو إلى أبى األســود لهــا أساس صحيح ، وذلك أنF الــرواة يكــادون يتفقــون على أنF أبا األسود قام بعمل من هذا النمط وهــو أنــه ابتكــرليــة فى Fهــذه خطــوة أو Fشكل المصــحف ... وواضــح أن سـبيل النحـو تتمشـى مـع قـانون النشـوء ، وممكن أنــذا يلفت ــذلك أن ه ــح ك ــود ، وواض ــأتى من أبى األس ت النظر إلى النحو ، فعمل أبى األسود يسلم إلى التفكيرا Fفى اإلعراب ووضع القواعد له ... وأن هذه األمــور لمــ ع العلمــاء فيهــا بعــد وســم[وا كالمهم نحــوcا ســحبوا Fتوس اســم النحــو على مــا كــان من قبــل عن أبى األســود ، وقالوا : إنه واضــع النحــو للشــبه فى األســاس بين مــا صنع وما صنعوا ، وربما لم يكن هو يعــرف اســم النحــو بتاتcا ... إنما الذى كان له الفضل األكبر فى ذلك الخليلFبن أحمد الفراهيدى ذو العقل الجبار المبتكر الذى قل أن يوجد له نظير فى علماء ذلك العصــر ... وهــو الــذى

.(11)عمل النحو الذى نعرفه إلى اليوم ــل ال على ــل من الفض ــا للخلي ــر م نعم نحن ال ننكــة ... نعم قــد النحو بل على كثير من علوم اللغة العربي تطور بمسايرة الزمن وأCضيف إليه من كــل طبقــة بعــدا مســتكمل الــدعائم مــرتب uه فنــ GرFمه وصــي Fأخرى ما ضخ األبواب منظم التقسيم ، مع التعاريف التى امتازت بها

.18 ينظر : نشأة النحو ص )(9 .18 ينظر : نزهة األلبا ، ونشأة النحو ص )(10 وما بعدها ) بتصرف ( ، وينظر :286 / 2 ينظر : ضحى اإلسالم )(11

.21نشأة النحو ص

Page 10: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

األبواب والتقاسيم واالصطالحات العلمية الخاصــة ، إال أنه مما ال يختلف فيه اثنان أنF النهضــة بهــذا العلم فى تلك النواحى كان عمادها الخليل بن أحمد ، فمن عهده انتظم شتاته ، والتأم عقده ، واتخذ تعليمه دوره الفنى ... ومع هذا فإن عناصره األساسية الــتى اهتــدى إليهــا أبو األسود بتعليم وإقرار اإلمام على� - رضى الله عنه -

لم تتغير ولم تتبدل .Fولقد اعترف العلماء متقدمين ومتــأخرين على أن أبا األسود هو الذى ابتكر شكل المصــحف ، فلعــل ذلــك كان منه تكميالc لما بدأ بــه من القيــام بمــا يحفــظ على

.(12)المسلمين كتابهم ولغتهم الشريفة التمهيد الثالث : نشأة النحو وتدرجه بإيجاز

ا شأن كل كائن ، فوضع cل أمره صغيرFنشأ النحو أو أبو األسود منه ما أدركه عقله ، ونفذ إليه تفكــيره ، ثمه اإلمــام على� - رضــى اللــه عنــه - على مــا وضــعه Fأقــر وأشــار عليــه أن يقتضــيه ، فقــام بمــا عهــد إليــه خــير

قيام ...ــاريخ أن البصــرة موضــع النحــو ، وأن ــا الت روى لن البصريين هم الذين وضــعوه وتعهــدوه بالرعايــة قرابــة قرن كانت فيــه الكوفــة منصــرفة عنــه بمــا شــغلها من رواية األشعار واألخبــار والميــل إلى التنــدر بــالطرائف من الملح والنوادر ، ثم تكاتف الفريقان على استكمال قواعــده ، واســتحثهما التنــافس الــذى جــدF بينهمــاا من الدهر يــنيف على مائــه ســنة ، cواستحرت ناره ردح خــرج بعــدها هــذا الفن تــام األصــول كامــل العناصــر ، وحينــذاك التــأم عقــد الفــريقين فى بغــداد ، فنشــأــريقين ، المذهب البغدادى الذى عماده الترجيح بين الف ثم شعF نور هذا العلم فى ســائر البالد اإلســالمية الــتى احتفظت بــه ... ، وفى طليعتهــا األنــدلس فى عصــرها

.(13)الزاهر ، ومصر المعزية ، والشام كمــا أن البصــرة قريبــة من الحجــاز ، وســهل على سكانها أن يتصلوا بالعرب األصل ، يستقون منهم اللغة

.22 ، 21 ينظر : نشأة النحو ص )(12 بتصرف . 25 ، 24 ينظر : نشأة النحو ص )(13

Page 11: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

Fــا أن ، ويقعدون للنحو فى ضوء ما سمعوا قواعده ، كما تسمى سوق ) المربد ( cبالبصرة فى ذلك الزمان سوق ، وكـــانت شـــبيهة بســـوق ) عكـــاظ ( ، حيث مـــورد الفصـــاحة ، ومنبـــع البيـــان ، وقـــد انشـــغلت الكوفـــة بالشـــعر ، فكـــان للبصـــرة فضـــل الســـبق ، ثم لحقت

، ومرF النحــو(14)بأختها ؛ ليتم للنحو دور النمو واالرتقاء بمراحـــل وأطـــوار أربعـــة : طـــور الوضـــع والتكـــوين ) بصرى ( ، وطــور النشــوء والنمــو ) بصــرى كــوفى ( ، وطور النضوج والكمال )بصرى كوفى( ، وطور الترجيحــدادى وأندلســى ومصــرى والبســط فى التصــنيف ) بغ

وشامى ( .األول : طور الوضع والتكوين ) بصرى ( :

ــدأ من عصــر ابى األســود إلى أوFل هــذا الطــور يب عصر الخليل بن أحمــد ، ووضــعه انتهى فى عصــر بــنى

أمية . هذا هو الطور الـذى اسـتأثرت بـه البصـرة صـاحبة الفضل فى وضعه ، والكوفة منصرفة عنــه بمــا شــغلهاــا يقــرب من ــوادر م ــار والن ــة األشــعار واألخب من رواي

قرن .ــة األولى الـــتى أخـــذت عن أبى األســـود والطبقـ استمرت فى تثمير ما تلقته عنه ووفقت إلى اســتنباط كثير من أحكامه وأذاعته بين النــاس ، وكــان من أفــذاذ هــذه الطبقــة )عنبســة بن معــدان الفيــل(، و )نصــر بن عاصم الليثى( ، و ) عبد الرحمن بن هرمز ( ، و ) يحيىــدرك أحــد من رجــال هــذه الطبقــة بن يعمــر ( ، ولم ي

الدولة العباسية ....ــددcا من ــثر ع ــانت أك ــتى ك ــة ال ا الطبقــة الثاني Fــ أم سابقتها ، فقد كانت أوفر منها حظuا فى هذا الشــأن إذ تهيFأت لهــا الســبل فــازدادت المبــاحث لــديها وأضــافتــدت ا من القواعد ، ونشأت حركة النقاش بينها فج cكثير فى تتبع النصوص واستخراج الضوابط ما هيFأ لها وقتهاــدة ، ، واستطاعت التصنيف فدوFنت فيه بعض كتب مفي وكان من المشار إليهم فيها ) عبد الله بن أبى إسحاق

.5 / 1 ينظر : األزاهير الندية فى نحو العربية )(14

Page 12: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

ــان ــو الطيب : ) وك ــه أب ــول في ــذى يق ــرمى ( ال الحض يقــال : عبــد اللــه أعلم أهــل البصــرة وأعقلهم ففــرع

.... ، و ) عيســى ابن عمــر الثقفى ((15)النحو وقاسه ( صاحب الكتابين فى النحــو : الجــامع ، واإلكمــال ، وقــد

نوFه عن فضلهما الخليل بن أحمد بقوله :يعcا كCل�ه م] Gج Cو PحFالن GبGهGذ

ى بن Gع]يس GثGد PحGا أ Gم GرPيGغ

Pر GمCع©ع ام] Gا جGذ GهGال© و GمPإ]ك GاكGذ

مPس© Gاس] شFا للن Gم Cه Gف

Pر Gم GقGو ) أبـــو عمـــرو بن العالء ( صـــاحب التصـــانيفو الكثيرة ، ورجال هذه الطبقة أظلتهم الدولــة العباســية

117جميعcا خال عبد الله بن أبى إسحاق الذى مات سنة هـ .

الثانى : طور النشوء والنمو ) بصرى كوفى ( :

هــذا الطــور من عهــد الخليــل بن أحمــد البصــرى ، وأبى جعفر محمد ابن الحسن الرؤاسى، إلى أوFل عصر

المازنى البصرى، وابن السكيت الكوفى. فهــذا الطــور مبــدأ االشــتراك بين البلــدين فى النهــوض بهــذا الفن والمنافســة فى الظفــر بشــرفه ، فقــد تالقت فيــه الطبقــة الثالثــة البصــرية برياســةــذا ــى ، وك ــة الرؤاس ــة بزعام ــل ، واألولى الكوفي الخلي بعدهما طبقتان من كــل من البلــدين فــوثب هــذا الفنا أن uوثبة حيى بها حياة قوية ... وكان هــذا الطــور حريــ

يسمى طور النشوء والنمو .ــمل ــذى يش ــام ال ــاه الع ــالنحو معن ــد اآلن ب ونقص مبــاحث الصــرف ؛ ألن مبــاحث رجــال الطــور الماضــى كانت منصرفة حــول أواخــر الكلمــات كمــا عــرف عنهم بخالف رجال هذا الطور فإنهم قد اتجهت أنظارهم إلىا ، فقد راعهم ما اعتورها من cمراعاة أحوال األبنية أيض خطأ يجب درؤه ، وذلك أنهم ما حاولوا صون الكالم منــادة غوائل اللحن فى أطرافه إال ضنuا به أالF ينهض باإلف

ينظر : مراتب النحويين .)(15

Page 13: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

واالستفادة المقصودتين منه، ورعايــة أواخــر الكلمــات بقـــوانين النحـــو ، وإن كفلت دفـــع اللحن عن الكالمــك ــة إال أنF تل ــة العام ــه الصــورى للتأدي وأصــلحت هيكل التأديــة ال تتم فيــه إال إذا ســلمت جــواهر أجزائــه الــتى يتقوم بها ... فمن هذا الحين ظهــرت مبــاحث الصــرفFا ، وعم cــ ــا فراغـ ــغلت منهـ ــو ، وشـ فى طى كتب النحـ األمرين اسم النحو ، واستمر هــذا االنــدماج طــويالc من الــزمن حــتى تــدوول فى بعض كتب المتــأخرين ، ولــذا عرف بعضــهم النحــو بأنــه علم يعــرف بــه أحــوال الكلم

العربية إفرادcا وتركيبcا ليشمل األمرين . ابتدأ هــذا الطــور وأخــذت العلمــاء فى كتب النحــو ومباحثه سمتcا آخــر غــير مــا اتجهــوا إليــه فى الماضــى على مــا عــرفت ، ونشــطوا فى التقصــى واالســتقراءــتخراج ــر واس ــال الفك ــرب ، وفى إعم ــأثور عن الع للم القواعد ، وكان مبعث ذلك النشاط هو التنافس البلدى الذى عرض إبان هذا الطور ، فرام كل من أهل البلدين ) البصرة والكوفة ( ظفر على اآلخر ، فالخليل بعــد أنا العـرب فى cجاب بـوادى الحجـاز ونجـد وتهامـة مواجهـ صحرائها مستمعcا ألحاديثها يعود إلى البصرة ويسـتجمعــرغ للبحث عن آللئ كل ما سمع ويشحذ ذهنه الحاد ويف هذا الفن من بحر علمه العميق حتى جمع أصوله وفرع تفاريعه ، وضم كل شىء إلى ل]فقــه وســاق الشــواهد ، وعلل األحكام وبلغ فى ذلك غايــة محمــودة فــاقت كــلــع ــرة م ــة فى البص ــل الراي ــبقه ... ، وممن حم من س الخليــل يــونس بن حــبيب ، إال أنــه قصــر مجهــوده على التلقى عنه ونصــب نفســه لإلفــادة فكــانت لــه حلقــات دراســة يؤمهــا القاصــى والــدانى من فصــحاء األعــراب وأهل العلم ، وكان له فى النحو أقيسة ومذاهب خاصة

تفرد بها . ولقد عاصرهما ) الرؤاسى الكوفى ( شيخ الطبقة األولى الكوفية فإنــه بعــد اشــتراكه معهمــا فى التلقى عن الطبقــة الثانيــة البصــرية أمF الكوفــة وألقى عصــاه فيها ، وقد ألفى عمه ) معاذ بن مســلم الهــراء ( الــذىف BلــCا يــزاول هــذا العلم إال أنــه كuكــان أقــدم منــه ســن

Page 14: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

ــه ــارين إلى أن غلبت عليـ ــة والتمـ ــالبحث عن األبنيـ بـــون ــ ــا الكوفي ــ ــتى التفت إليه ــ ــرفية ال ــ ــة الص ــ الناحيا من القواعد التى سبقوا بهــا cواستنبطوا للصرف كثير البصريين ، حتى عدهم المؤرخون الواضعين للصرف إذ كـان الصـرف عنـد البصـريين فى المحـل الثـانى ، ولمــاء وانبعثت ــر فيهم علم ــيين ، فظه ــك الكوف ــف ذل يكل فيهم فكرة التأليف ، وكــان أوFل مؤلــف تــداولوه بينهم كتاب ) الفيصل ( للرؤاسى ، روى ابن النــديم وغــيره ، وقـــال الرؤاســـى : ) بعث الخليـــل إلىF يطلب كتـــابى فبعثت إليه فقرأه ، وكل مــا فى كتــاب ســيبويه وقــال

.(16)الكوفى كذا فإنما يعنى الرؤاسى ( ــه من ــل ومن مع ــامين الخلي ــد اإلم ــوFن على ي تك البصريين ، والرؤاسى ومن معه من الكوفـيين مدرسـة خاصة لها علم تنحاز إليه كل فرقـة وتتـابعت الطبقـات المتعاصرة من كال البلدين ، فسطع فى ســماء البصــرة نجوم متألقة تألف منها عقــد الطبقــة الرابعــة بزعامــة ) سيبويه ( الذى وهب ملكة التصنيف والتنســيق فأبــدع كتابه على مثــال لم يســبق إليــه ، ولم يــدع للمتــأخرينــة استدراكcا عليه ، وكان يعاصرها الطبقة الثانية الكوفي التى كان يقودها ) الكسائى ( الذى لم يألC جهــدcا حــتى أخرج للناس مؤلفــات اســتفادوا منهــا ، وشــدF من أزرهــداد ، إقبال الدنيا عليه بعد اتصاله بالخلفاء واألمراء ببغــوFن من فاعتدF للكوفيين فيها متكأ وسعى سعيه حتى كــرية ــة البص ــام الجبه ــة تثبت أم ــة قوي ــيين جبه الكوف ووقفت منها موقف الند للند ، فإنــه الــذى يعتــبر بحــق

المؤسس للمذهب الكوفى ، ولواله لذهبت ريحهم ... واألخفش البصرى شيخ الخامسة يصنف ويذيع

على الناس ما أCوتيه من علم ، ومعاصره الفراء الكوفى أستاذ الثالثة تغمره عطايا المأمون وتحفزه

إلى نشر العلم ، وتتيح له أن يدون طوال الكتب التىراجت فى بغداد والكوفة .

كل ذلك بفضــل المنــاظرة الــتى بــدأت هادئــة أول

ــة ،)(16 ــة الثاني ينظر : الفهرست البن النديم الفن الثانى من المقالا c122 / 18ونزهة األلبا ترجمة الرؤاسى ، ومعجم األدباء أيض.

Page 15: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

ــى ، ثم ــل والرؤاس ــد الخلي ــدين على ي ــر بين البل األم اشتدت على مــرور األيــام وكــان لهــا أثرهــا الفعــال إذا إلشــعال نــار االجتهــاد والــدأب على cا صالحcكانت وقود

.(17)استكمال ما بقى من مواد هذا الفن .... الثالث : طور النضوج والكمال ) بصرى كوفى ( :

هذا الطور من عهد ) أبى عثمان المازنى البصرىكBيت ( إمـــام الطبقـــة السادســـة و ) يعقـــوب بن الســـ] الكوفى ( إمام الرابعة ، إلى آخر عصر المــبرد البصــرى

شيخ السابعة ، وثعلب الكوفى شيخ الخامسة .ــال ــور الكم ــذا الط ــالف له ــور الس ــأ الط ــد هي لق والنضوج بفضل ما بذل رجاله من جهــد مضــن� كــان لــه األثر الناجح فى تخــريج جمهــرة من العلمــاء امتــاز بهــا

هذا الطور عن سابقيه فى كال البلدين .ر الجميع عن ساعد الجد ونزلــوا الميــدان Fولقد شم ــان ــو عثم ــرة أب ــة فى البص ــبية البلدي ــوقهم العص تســد ــو محم ــرمى ، وأب ــالح الج ــر ص ــو عم ــازنى ، وأب الم التــــوزى ، وأبــــو على الجرمــــازى ، وأبــــو حــــاتمــيرهم ، وفى ــبرد وغ ــى ، والم ــتانى ، والرياش السجســعدان ، ــد بن س كBيت ، ومحم ــ] ــوب بن الس ــة يعق الكوفــا جمعت ــ ا م cــير ــ ــيرهم ، وكث ــ وال وغ Cــ ــ وثعلب ، والطــل ــداد ( بين حين وآخــر على تعصــب ك الفــريقين ) بغــانت لمذهبه ، وانتقال هذا التعصب لمن يشايعهما ، فكا GنــFا وتوط cمنــاظرات وإفحامــات .... حــتى تالقيــا جميعــ ــام ــاقب األي ه تع Gــ ب Gــوب أذه ــغن فى القل ــداد على ض بغ

وانقراض المتنافسين شيئcا فشيئcا . كل ذلك دعاهم إلى االنهماك والنشــاط ، فــأكملوا ما فات السابقين وشرحوا مجمــل كالمهم ، واختصــروا ما ينبغى ، وبسطوا مــا يســتحق ، وهــذFبوا التعريفــات ، وأكملوا وضـع االصـطالحات ، ولم يــدعوا شــيئcا منــه إالا من غــيره إال فصــلوه ، فخلص النحــو cنظروه ، وال أمــر من الصرف ... وأوFل من سلك هذا السبيل ) المازنى ( فقد ألFفG فى الصــرف وحــده وشــقF ذلــك الطريــق لمنــأليف فى ــالك الت ــعبت مس ــذا الحين تش ــده، ومن ه بعف فى النحــو وحــده ، ومن Bــ العلــوم العربيــة، فمن مؤل

) بتصرف ( .34 : 30 ينظر : نشأة النحو ص )(17

Page 16: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

مصنBف فى الصــرف وحــده ، ومن خالــط بينهمــا ، وقــدــل ( ــه ) الكام ــبرد ( فى كتاب ــديم ) الم ــد الق رعى العه الــذى جمــع فيــه من كــل دوحــة غصــنcا ... وكــانت أكــثر

المصنفات فى ذلك العصر فى النحو . لم ينسلخ هذا الطور حتى فاضت دراساته فى

المدن الثالث ) البصرة والكوفة وبغداد ( واغترف الجميع من منهله وبذلوا الجهود الجبارة فى استكماله

واإلحاطة بجميع قواعده - وكان لهم ما أرادوا -ا على قدميه ، ومثلت صورته بارزة cفاستوى النحو قائم

للجميع وامتازت شخصيته ، فتمت أصوله وانتهى االجتهاد فيه بين الفريقين على يدى اإلمامين : المبرد

خاتم البصريين ، وثعلب خاتم الكوفيين .ــات القــرن كانت نهاية هذا الطور الثالث فى أCخري

.(18)الثالث الهجرى الطور الرابع : طور الترجيح :

ــاء مدرســة البصــرة ، ــذا الطــور التقى علم فى ه وعلماء مدرسة الكوفة فى بغــداد وأدFى ذلــك أن يتتلمــذ عليهم جيل جديــد من العلمــاء وعمــل هــذا الجيــل على الموازنة ، والــترجيح بين المــذهبين ، فوضــعوا نتــاجهم تحت ميزان النقد والبحث مع عرض الشواهد واألقيسة للقواعد حتى توضع فى موطنهــا من الصــحة والفســاد ويحكم عليهــا بالضــعف أو القــوة حــتى يصــدر حكمهم على أساس سليم ، ونشــأت بــذلك مدرســة ثالثــة ، هى المدرسة البغداديــة ، وازن علماؤهــا ورجحــوا واختــاروا

من المدرستين بال تعصب . ولم يظل الحال على مــا هــو عليــه ، ولكن نشــأتاء ، GضــGمدرسة أندلســية وكــان من أهم علمائهــا : ابن م وابن عصفور ، وابن مالك ، وأبــو حيــان الــذى يعــد فى

فترة متأخرة عن سابقيه . وكان نشاط هـذه المدرسـة يتجـه اتجـاه المدرسـة البغدادية ، من كـثرة التعليالت واختالف اآلراء وتـرجيح

المختار . ثم نشــأت مدرســة مصــرية بعــد ذلــك ، وبــدأت

) بتصرف ( .37 : 35 ينظر : نشأة النحو ص )(18

Page 17: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

الدراسات النحوية فى مصر مبكــرة مــع العنايــة بضــبط القــرآن الكــريم وقراءاتــه ن فنشــأت بــذلك طبقــة منــانوا ــذين ك ــدلس - من ال ــدث باألن ــا ح ــؤدBب]ين - كم الم يCعلBمون الشــباب فى مدرســة الفســطاط واإلســكندرية مبــادئ العربيــة ، وأســهم فى ذلــك علمــاء كثــيرون من أقدمهم ) عبــد الــرحمن بن هرمــز ( تلميــذ أبى األســود

الدؤلى . وكان أوFل من حمل راية النحو بمصر ) والد بن محمد التميمى البصرى األصل ( الناشئ بالفسطاط

الذى رحل إلى العراق فلقى ) الخليل بن أحمد ( وقد أخذ عنه ، وعاد إلى مصر ليحاضر الطالب فيها ، وكان يعاصر آنذاك ) أبو الحسن األعز ( تلميذ الكسائى ، مما

يجعلنا نقول : اتصلت بسبب ذلك الدراسات النحوية بمصر فى زمن� مبكر بإمامىP المدرستين البصرية

والكوفية .ــا اســم ــة لمــع فيه ــك طبقــة ثاني ــد ذل وجــاءت بع ) الدينورى أحمد بن جعفر ( الــذى رحــل إلى البصــرة ،

ا . cفBا ومصن cثم رجع إلى مصر معلم ثم توالى بعد ذلــك ظهــور علمــاء مصــر من الــذين رحلوا إلى العراق ، ثم رجعوا معلمين ومصنفين ، ونبعــألFقGت ــماؤهم وت عGت أس Gــيرون لم ــاء كث ــؤالء علم من ه مCؤلFفاتهم فى سماء الع]لم بمصر ومختلــف البالد ، ومن

أشهر هؤالء العلماء : هـ ( ، ومن761 - ابن هشــــام ) المتــــوفى ســــنة 1

مؤلفاته الشهيرة : أ - شذور الذهب ، وقد حققه الشيخ محمــد محــيى

الدين . ب - أوضــح المســالك ، وقــد حققــه الشــيخ محمــد

محيى الدين .ج - مغنى اللبيب ، وحققه كثيرون .

هـ (905 - الشــيخ خالــد األزهــرى ) المتــوفى ســنة 2ومن مؤلفاته :

أ - شرح التصريح على التوضيح .ب - تنقيح األزهرية .

Page 18: الزهور الندية فى علم العربية- الجزء الأول

ف شــرح769 - ابن عقيل ) المتــوفى ســنة 3 Bهـ ( مؤلــ ابن عقيل على ألفية ابن مالك .

ــنة 4 ــوفى سـ ــيوطى ) المتـ هـ ( ومن أهم911 - السـمؤلفاته :

أ - شرح على مغنى اللبيب .ب - شرح على ألفية ابن مالك .

ــع ــع الجوامـ ــرح جمـ ــع على شـ ــع الهوامـ ج - همـوغيرها .

هـ ( ، وأهم مؤلفاته :206 - الصبان ) المتوفى سنة 5حاشية الصبان على شرح األشمونى .