الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

19
وان ي ح ل ا ماد ج ل وا ة ي ل و ي س م ل ا- اب ق ع ل وا ل ي ر ب ا- 2014 م لة ئ سا م وان, ي ح ل ا ماد ج ل وا ما ه ب ا ق ع و دراسة[ ة ي3 ح ي ار ئ] ة ي3 ن و3 ن ا ق- ور ي ك الد ن س ح ي عل ي ل ج م3 اد ت س ا وم ل ع ون3 ن ا ق ل ا ي ئ ا3 ن ح ل ا عة ام ج- عاء3 ن ص س ي3 ق:W وك نhttp://www.facebook.com/drhasan.megal li د رئ ب,: ي3 ئ رو كت ل] ا[email protected] ع ق و م ل ا: ي3 ئ رو كت ل] الإhttp://hasanmegalli.com//ar/index.php ي3 ف ة ق3 ف ل ا ي3 من ي ل ا م ي د ق ل ا: / home/website/convert/temp/convert_html/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc 1 ح ح ص ب ح س و ي3 ف

Upload: hasan-ali-megalli

Post on 12-May-2017

225 views

Category:

Documents


2 download

TRANSCRIPT

Page 1: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

- أبريل والعقاب - المسئولية والجماد الحيوان م 2014

وعقابهما والجماد الحيوان مسائلة - قانونية[ تاريخية ]دراسة

الدكتورمجلـي علـي حسـن

- جامعة الجنائي القانون علوم أستاذصنعاء

بوك: فيسhttp://www.facebook.com/drhasan.megalli

[email protected] إلكتروني: بريد اإللكتروني: الموقع

http://hasanmegalli.com//ar/index.php

: القديم اليمني الفقه في تناول الفقه اليمني القديم مسئولية اإلنسان عن الحيوان التابع له في كافة المراجع الفقهية

والشرعية التي تضمنت أحكام الجنايات، ومن أشهر وأهم المراجع الفقهية الشرعية القديمة التي

فصلت المسئولية عن الحيوان كتاب )شرح األزهار( - 426 )ص]حيث ورد في )باب الجنايات( منه

إن من األسباب الموجبة للضمان )جنابة[:(428 بة طردت في حق عام( من طريق مسبل أواد

سوق أو نحوها )أو( في )ملك الغير( على وجه التعدي فإن طاردها يضمن ما جنت حينئذ، )أو

فرط( مالكها )في حفظها حيث يجب( التحفظ، وهو إذا كانت الدابة عقورا فإنه يضمن ما جنت ألجل تفريطه، )فأما رفسها فعلى السائق( لها

يعني أن الدابة والبهيمة إذا.)والقائد والراكب(

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc1

وسحب صحح في

م13/4/2014

Page 2: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

و قائد أوأجنت بسبب ذلك بتسييرها من راكب سائق وكانت الجناية بالرفس ال بالنفح ألنه في

حكم المباشر، )و( إذا قتلت بالرفس لزم المسير هذهلها أن يدفع الدية إضافة إلى )الكفارة( ألن

تلزم في المباشر وما في حكمه دون التسبب، رف)فإن اتفقوا( جميعا سائق وقائد وراكب )ك

الراكب( منهم وأما جنايتها فعليهم أثالثا وأما لم يملك ردها، بللو غلبتها على الراكب حتى

ذهبت حيث شاءت وبطلت حكمته عليها )فهدر( ماجنت بأي هذه الوجوه )غالبا( يحترز من صورتين:

ست وكان ابتداء ركضه لها في إذا تشم : األولى موضع تعد كالطريق والشارع، فإن ما جنت في

وكان ابتداء ركضه لها في موضع تعد)تشمسها (كالطريق والشارع فإن ما جنت في تشمسها

.)على الفاعل البشري( حينئذ مضمون إذا أوقفها على شيء لتبول عليه : الثانية

فتهلكه فإنه يضمن حينئذ )وكذلك نفحتها( أي ركضتها كما يعتاد عند قرص الذباب أو نحو ذلك )و(

كذا )كنجها( أي قبض عنانها حتى تراجعت إلى و أيها بعود أوأسها( أي طعن مؤخرها، خورائها )ون

( فإنة )ارتكبت جنايتنجغيره فانزعجت ف )المعتادة( من هذه األفعال وما تولد منها هدر )غير

مضمون(، )وإن( ال تكن النفحة والكبح والنخس معتادة بل مجاوزة للمعتاد )فمضمونه هب وما تولد منها حيث يجب التحفظ أما النفخة فنحو أن تكون

عقورا برجلها وأما الكبح والنخس فإذا جاوز المعتاد كان متعديا فتكون كلها مضمونة وكذلك ما تولد

منها، نحو أن ينخسها فتثير حجرا فتصيب به أحدافإنه مضمون.

: الميكانيكية اآللة جناية

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc2

Page 3: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

( من القانون المدني اليمني319نصت المادة ) ه في أن حائزاتتعديلوم 1992( لعام 19رقم )

الحيوان وإن لم يكن مالكا له مسئول عما يحدثه الحيوان من ضرر بسبب تقصيره )اإلنسان(، ولو

ضل منه الحيوان أو تسرب، ما لم يثبت أن الحادث كما نصت، فيه له )اإلنسان( كان بسبب أجنبي ال يد

( من ذات القانون على أن حائز320المادة ) الشيء الذي يتطلب عناية خاصة أو حراسة كاآلالت الميكانيكية يكون مسئوال عما يحدثه هذا الشيء من ضرر بالغير ما لم يثبت أن وقوع الضرر كان بسبب أجنبي ال يد له فيه، مع مراعاة ما يرد في ذلك من

أحكام خاصة في القوانين والقرارات واللوائح.

: الحيوان من القصاص ذكر الفيلسوف اليوناني الشهير )أفالطون(

في كتابه )القوانين( أنه إذا قتل حيوان إنسانا كان ألسرة القتيل الحق في إقامة دعوى عليه وعلى الحيوان أمام القضاء، وفي حالة ثبوت الجريمة

يجب قتله قصاصا وإلقاء جثته خارج،على الحيوان ، ويستثنى من )تغريب جثة الحيوان(حدود البالد

ذلك حالة القتل الناشئ عن مبارزة اإلنسان والحيوان في مسرح األلعاب العمومية )مصارعة

الخ(، فإن هذا ال يترتب عليه ...الثيران أو األسود أي إجراء قضائي. وإذا سقط جماد على إنسان

فقتله، سواء أكان سقوطه ناشئا عن عامل طبيعي أو بفعل إنساني، اختار أقرب الناس إلى القتيل

قاضيا من جيرانه ليحكم على الجماد بالنبذ)الورثة( (، ويستثنى من ذلكالجماد)تغريب خارج الحدود

األشياء التي تقذف بها النيازك والصواعق وما إليها، فإذا تسببت هذه األشياء في قتل إنسان

فإنه ال يترتب على ذلك أي إجراء قضائي.

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc3

Page 4: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

: ات والحيوان الجماد محاكمة لدى بعض العشائر والقبائل أنه إذا مات أحد

أفرادها إثر سقوطه من شجرة فإنه يجب االنتقام من هذه الشجرة بأن تجتث وتقطع وتترك للرياح

وقد تحرق، وفي )اليونان( القديمة ظهرت محاكم لمحاكمة األشياء والحيوانات وظلت قائمة تمارس اختصاصها حتى إطاللة القرن الرابع الميالدي أي

قبل قرابة ألف وستمائة عام. وفي )فارس( القديمة )إيران حاليا( كان

ى عنازجصاحب الكلب الذي يرتكب جريمة ما ي فعل كلبه، بينما يعاقب هذا الكلب بقطع األذن

اليمنى، ثم إذا تكررت أفعاله الضارة تقطع أذنهاليسرى، وبعد ذلك أقدامه تباعا.

كما أن قانون )صولون(، المشرع األثيني قبل الميالد( قد588 - 640)اليونان( الشهير، )

تضمن مسئولية الكلب إذا عض إنسانا، حيث يلتزم صاحبه، عندئذ، بتسليمه إلى المجني عليه مقيدا

ولهذا أن يفعل به ما يشاء. كذلك تضمنت القوانين القديمة لما قبل الميالد

مسئولية الحيوان في حالة قتله لحيوان آخر، إذ كانت هذه القوانين تدع لمالك الحيوان القتيل

الخيار في أن يستبدل به الحيوان المعتدي فيتنازل كال المالكين لآلخر عن حيوانه الحي والميت، أو

م المقرر، ولسنا نتفق معيطالب مالك األخير بالغر البعض في أن الغرض من تسليم الحيوان المعتدي

هو تحقيق عوض مالي للمجني عليه، ولكننا نرى أن ذلك تم لتمكين مرتكب الجرم من أن يتخذ حيال

الحيوان الجاني ما يشاء فنحن بصدد مسئولية

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc4

Page 5: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

وجزاء جنائيين يتحملهما الحيوان نفسه وينشآن.(1)عما أحدثه من ضرر

: العقوبة من الحيوان إعفاء قضى )القانون الحثي( بأن وثوب ثور، جنسيا،

نأعلى رجل يستتبع قتلهما معا، ثم عدل النص ب نص على أن يقتل الثور في هذه الحالة مع اإلبقاء

(ةعلى حياة الرجل واالستعاضة عن قتله بـ )فديهي عبارة عن شاة تذبح بدال عنه.

وفي إطار المحافظة الشديدة على الملكية بعض التشريعات في روماتوالحدود فقد تضمن

القديمة مادة تقضي بتوقيع عقوبة اإلعدام على ، أثناء عملية عمداالثور وصاحبه اللذين يتسببان

الحرث، في نقل الحد الفاصل بين الحقل المحروث والحقل المجاور له، ويؤكد الباحثون أن

ثنى عشر( البابلية قررتإ- األلواح ال )شريعة مسئولية الحيوان في حالتين: إحداهما إذا تسبب

في إتالف أو ضرر، وثانيهما إذا رعى عشبا غير مملوك لصاحبه، وكانت المسئولية في هذا الصدد

تتجه إلى الحيوان نفسه وتتعقبه في أي يد تتملكه. على أن بعض مؤرخي القانون يذكرون أن

القانون الروماني القديم قد تميز في بعض الفترات التاريخية بظاهرة فريدة مخالفة لمعظم

القوانين القديمة، وهي عدم إقراره مسئولية الحيوان، إذ لم يعتبره فاعال لجريمة إذا سبب ضررا،

وإن كان قد ترفع المجني عليه إمكانية استخدام دعوى خاصة ترفع لمطالبة مالك الحيوان

الطبعة الثالثة،، (المسئولية والجزاء د. علي عبدالواحد وافي، ))?(1 ول ديورانت، ترجمة::، تأليف(قصة الحضارة: )(. كذلك23) م، ص1963

اإلدارة الثقافية:الدكتور زكي نجيب محمود، اختارته وأنفقت على ترجمته(.24في جامعة الدول العربية، ص )

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc5

Page 6: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

بالتعويض، دون إثارة فكرة االنتقام من الحيوان مسبب الضرر، أو فكرة المسئولية الجنائية، أو

تطبيق المعايير المعتادة في تحديد النشاط اإلجرامللكائن اإلنساني على الحيوان.

: للثور الرجم عقوبة من الجدير بالتنويه أن الديانة اليهودية القديمة

وعقابه في حالتين:-تقرر مسئولية الحيوان تتعلق إحداهما بأن يتسبب الحيوان في قتل

إنسان، وقد نص عليها )سفر الخروج( في الكتاب إذ يقرر أنه إذا نطح ثور رجال أو المقدس )التوارة(،

ة وأفضى ذلك إلى موت النطيح )المجنيأمرام أكل لحمه، وال تبعة عليه(، وجب رجم الثور وحر

على مالكه إذا لم يكن الثور معتادا النطح، فإذا كان يعبأأو ذلك من عادته ولم ينذر الناس صاحبه

بإنذارهم وأهمل رقابته حتى تسبب في هالك رجل أو امرأة كان جزاء الثور الرجم وجزاء صاحبه

.(1)اإلعدام وتتعلق الحالة الثانية باالتصال الجنسي بين

وقد نص عليها )سفر الالويين(، (2)إنسان وبهيمة في الشريعة اليهودية إذ يؤكد أنه إن قرب رجل

كليهماىبهيمة )أي فعل بها الفاحشة( حكم عل وإن قربت امرأة حيوانا وجب قتل المرأة،بالموت

والحيوان.

فإن عشيرة، فإنه إذا افترس نمر أحد أفرادها،وفي بعض القبائل )?(1 القتيل ترى لزاما عليها أن تقتل النمر المعتدي أو أي نمر آخر وتأكل

القبيلةباشر تلحمه، ولدى بعض العشائر التي تسكن )جزر مدغشقر( والثأر فيها بأكلاالنتقام أيضا تجاه التماسيح إذا التهمت أحد أفرادها

لحمها. (.23) صم. س.، ، (المسئولية والجزاء د. علي عبدالواحد وافي، ))?(2

(.24ص )م. س.، ، (قصة الحضارة: )كذلك

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc6

Page 7: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

: ( يبيض ) الذي الديك عقوبة يقرر عالم االجتماع الفرنسي )إميل دور كايم( بأن العقوبة لدى الشعوب البدائية كانت تتألف من

رد فعل انفعالي، مما أدى إلى عدم بحث الجماعات البدائية في عدالة العقوبة أو جدواها، باعتبار أن ما

ولذلك عاقبت، - هو توقيعها فقط-كان يشغلها األشياء والحيوانات، ولم تتقيد بمنطق العقوبة

على الفاعل العاقل )اإلنسان(الذي يحتم توقيعا.(1)وحده

وقد انتشر في القرون الوسطى بأوروبا االعتقاد بأن أنواعا معينة من الحيوانات، وخاصة

األليف منها، شريرة تتقمصها الجن، أو أنها شياطين على هيئة حيوانات، ولكن في حالة

تنكرية. ومن الوقائع التاريخية بهذا الخصوص إحراق

، وكان ذلك أواخر القرنةديك بتهمة وضعه بيض عتقاداالخامس عشر بمدينة )بازل( األلمانية ألن ال

الخرافي الذي ساد أذهان البعض آنذاك هو أنه ال تخذ هيئةايمكن أن يبيض إال كائن شيطاني

الديك؟!. أصدرت إحدى المحاكم سنة(إنجلترا)وفي

م، حكما قضائيا بإعدام كلب بحجة أنه1949 شيطان متنكر، وهو ما أثار تعاطف جزء كبير من

الشعب اإلنجليزي مع الكلب الذي حكم عليه باإلعدام، فتبرعوا باألموال لمالك الكلب حتى

يستأنف الحكم. وإذا ما عدنا إلى البحث في األساس الذي تقوم

نه هو اعتقادأعليه فكرة معاقبة الحيوان، نجد الجريمة والعقوبة في التفكير.. )القانون ، نظر: د. محمد السيد بدوي ا)?(1

االجتماعي الفرنسي( المجلة الجنائية القومية، القاهرة، العدد األول،(.27 ) ص،م1965مارس

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc7

Page 8: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

القائمين على الحكم، بأنها كائنات عاقلة تأتي ، أو واعية نتائجه،هيتهالسلوك اإلجرامي مدركة ما

كاإلنسان سواء بسواء.جنائيا عنه لتها ءفيلزم مسا ويرى البعض من الفقهاء الشرعيين القدامى ذوي االتجاه الجبري )خالف المعتزلة الزيديه(، إن

البهائم ال تقدر على فعل شيء فال تفعل شيئا ألن أفعالها فعل الله تعالى من طريق الفطرة ال من

طريق القصد. وقد تصدى لهم فريق آخر من ن قولهم في أفعالأ فرد عليهم بةالفقهاء الزيدي

البهائم: أنها أفعال الله تعالى، فيه نسبة لقبيح إلى الله عز وجل، ألن في أفعال البهائم المليح

والقبيح.

الميت! جثة معاقبة تجد مساءلة الحيوان تعليلها في أنه كان يقابل

الضرر، أيا كان مصدره، بضرر مشابه بل أشد ولو كان مصدر الضرر حيوانا غير عاقل أو جماد، إذ

كانت عناية القانون منصبة كلها على مادة الفعل وأثره المادي وضرره الواقعي دونما التفات إلى

شخص الفاعل. ولذلك فقد تضمن القانون الصيني القديم مثال نصا يقضي بأنه إذا قتل شخص أحد أبويه ومات في السجن قبل أن ينال جزاءه، وقعت على جثته نفس العقوبات التي كان يجب توقيعها عليه لو كان حيا.

والعقوبة في هذه الحالة هي تقطيع األوصال. وغرض هذه العقوبة هو تعذيب الروح، العتقاد

قدامى الصينيين أن الروح ال تبقى كاملة سليمة إالفي جسد كامل سليم.

خس بشأن الم، قديما،ولعل االعتقادات الشائعة والتحول النوعي بالسحر وتقمص الشياطين للناس

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc8

Page 9: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

والحيوان على السواء هي من األسباب الهامة في نشوء الظن، بأن السلوك الحيواني هو نشاط

لزوم مساءلة ومعاقبه صاحبه،عقالني، ومن ثمعما يصدر عنه من أفعال.

وقد نتج عن ذلك االعتقاد الفاسد نتيجة غريبة بدورها هي أن كانت الحيوانات في أوروبا، وحتى

نهاية القرن الثامن عشر، تحاكم في المحاكم المدنية والجنائية والدينية، وفقا لإلجراءات

أ المقررة وتوقع عليها مختلف العقوبات أو تبر، شأنها شأن البشر.(1)ساحتها

: زة ــ ن الع ة ـــ محاكم - ونقصد بذلك في إحدى روائع األدب العالمي

رواية )أحدب نوتر دام( للروائي الفرنسي الشهير زةـ- وصف شيق لمحاكمة عن )فيكتور هوجو(

.(2)الغجرية الجميلة )اميرالندا( ومن الجدير التنويه إليه هنا أنه حتى القرن

كانت تطال عقوبة السجن المؤبد السابع عشر، الحيوانات أيضا، ففي التراثيات األلمانية ما يشير

إلى أن واحدة من محاكم ذلك العصر قد حكمت بالسجن االنفرادي المؤبد على بعض الكالب بسبب

جرائم ارتكبتها مثل عقرها إنسانا ما. كما كانت في العصور الوسطى بأوروبا، توقع عقوبة اإلعدام على الحيوانات. وكان ذلك يتم إما

بشنقها أو قطع رأسها أو دفنها حية أو رجمها بالحجارة أو حرقها حتى الموت، وفقا لما ينص

عليه الحكم الصادر عليها باإلعدام. بل إن بعض القوانين في القرن العشرين قد أقرت مسئولية األشياء، )?(1

، على سبيل المثال،حيث قضى قانون قديم بوالية )نيوجرسي( األمريكيةبتحطيم أية سيارة يكون لها عالقة بقتل إنسان.

هو مؤلف رواية )البؤساء( الشهيرة. )?(2

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc9

Page 10: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

ولم يترك القضاء للجهاز التنفيذي الحرية في اختيار شكل اإلعدام ووسيلته في األحكام الصادرة

ضد الحيوانات إال منذ أواخر القرن الثامن عشر. وقد أدرك القائمون على األمر، مع إشراف

العصور الوسطى على نهايتها، أهمية االستعاضة عن اإلعدام ببيع الحيوان المحكوم عليه به،

لالستفادة من ثمنه، فحكم في أواخر القرن السادس عشر مثال، ببيع البقرة المحكوم عليها وإعطاء نصف الثمن للمجني عليهم، أما النصف الثاني فتم تخصيصه لخزانة الدولة. ويشبه هذا

اإلجراء تشغيل المحكوم عليه بعد استبدال الحكم.(1)عليه باإلعدام بعقوبة السجن المؤبد

! ر ــــ زي ـ خن دام ــــ إع كانت طقوس تنفيذ عقوبة اإلعدام تتشابه بين

كل من البشر والحيوان المحكوم عليه بهذه العقوبة. ومن ذلك أن تنفيذ الحكم كان يتم في

ساحة المدينة بحضور جمع غفير من الناس مصحوبا بقرع األجراس )في اليمن القديم كان

حيث يقوم،يستخدم النفير لإلعالن عن اإلعدام( الجالد الرسمي بالتنفيذ بعد أن يكون الحيوان قد

تم إحضاره محاطا بالجمهور إلى ساحة اإلعدام فيثياب خاصة بذلك؟!.

وقد ينص الحكم على تعليق الحيوان من رجليه بعد اإلعدام كما حدث في منتصف القرن الخامس

عشر ببعض البالد األوروبية ألحد الخنازير الذيحكم عليه بسبب قتله أحد األطفال.

،يجوز تشغيل المحكوم عليهاإلجراءات الجزائية اليمني، وفي قانون )?(1 ، راجع إن أردت،كما يجوز استبدال السجن بمبلغ مالي في أحوال معينة

األكاديمي المقرر اليمني(، والقضاء القانون في الجنائي الجزاءكتابنا: ) الطبعة صنعاء، جامعة والقانون، الشريعة كلية الثاني، المستوى على

صنعاء. المعاصر، الفكر دار م،2007 - 2006 السادسة،

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc10

Page 11: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

ومن المالحظ أنه يجوز توقيع عقوبات على الحيوانات في الشريعة اإلسالمية أيضا كحبسها أو

.(1)قتلها أو تحريم أو كراهية أكلها ألسباب متعددة وفي كتاب )األزهار( لإلمام اليمني )المرتضى(

))ولو: قال،يحرم أكل لحم البهيمة التي زني بها ،كم الزنى بهيمة فحكمه حجركان اإليالج في ف

فيكره أكلها((. حتى تموت،ةومؤدى هذا هو إما تركها طليق

وعدم ذبحها بقصد التغذي بها إن كانت مما يؤكل لحمه كالبقرة، أو قتلها ثم رميها للوحوش والطيور

كي تنهش لحمها الذي صار مكروها باالتصالالبشري جنسيا بها.

)الشوكاني( أن في الحديث النبوي دليل على و والعلة أن يقال: )هذه.قتل البهيمة إذا أتاها إنسان

وقد ذهب إلى تحريم لحم،التي فعل بها كذا وكذا( البهيمة المفعول بها وإلى أنها تذبح، اإلمام )علي( كرم الله وجهه في الجنة وذهب اإلمام )الشافعي(

تنـزيهاواإلمام )أبو حنيفة( إلى أنه يكره أكلها .(2)فقط

ونرى أن عقاب الحيوان يتعارض مع أسس ومبادئ الشريعة، ألنه من المعلوم أن ال تكليف

دون عقل، كونه من الشروط األساسية في المساءلة الجنائية، وما يترتب عليها من عقاب، أي

أنه ال بد أن يكون المخاطب باألحكام قادرا على فهمها والوعي بها، ألنها تكليف يقتضي قدرة المكلف على االلتزام بها، وال يكون ذلك دون

، ص )(لشاطبيلإلمام )ا ،قارن: الجزء األول من كتاب )الموافقات( )?(1 ، مكتبة(337 - 336)، المجلد الخامس، ص (شرح األزهار)( كذا: 192

.غمضان أن البهيمة المزني بها تذبح ثم تحرق وال(الحنفية) عن (الطحاوي)وروى

يحل أكل لحمها وعلى الواطئ قيمتها واإلجماع أن الواطئ للبهيمة يعزروالبعض يقام عليه الحد.

(.126 )نيل األوطار(، الجزء السابع، ص ))?(2

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc11

Page 12: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

والحيوان كالمجنون ال يمكن إلزامه بحكم، فهمها عدم جواز العقاب على مخالفته،ما، ومن ثم

لتخلف المقتضى الذي يجعله غير أهل للمساءلةوما قد يترتب عليها من عقاب.

: ة للعام الفالسفة خضوع في الختام ال بد من اإلشارة إلى أن عقاب الحيوان، كان يستهدف غايات وأهداف متعددة

منها:منع أذاه مستقبال.- 1 حرمان مالكه منه حتى ال يهمل في- 2

حراسته. س )النجاسة( في ظلنالتطهير من الد- 3

.(1)العقاب الديني محو ذكرى الجريمة في الجرائم الخلقية- 4

المنافية لألخالق الحميدة. ولم يكن الدافع إلى عقاب الحيوان هو الغضب لألخالق بقدر ما كان الرغبة في الوقاية من عقاب

اآللهة وتجنب العدوى اإلجرامية، وهذا الدافع األخير هو ذاته الذي يحدو بنا إلى عزل المصابين بمرض

على أنه إذ ما يتسر للمجرم.معد )الجذام مثال( التخلص من ذلك الدنس الذي اجتمع فيه اإلثم

وسوء الطالع معا، ففي وسعه أن يعود مرة أخرى المجتمع اإلنساني.حظيرةإلى

وال شك أن مثل هذه العقائد السائدة، من شأنها أن تدفع التشريع إلى تقرير مسئولية غير

اإلنسان، وهو ما حدث فعال، فلم يتورع الفيلسوف

س أو النجاسة إالنوعلى الرغم من سيادة الطابع قبل )األخالقي( للد )?(1كلية، على العقلية السائدة في ذلك العصر. ،أنه لم يكن مهيمنا

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc12

Page 13: الحيوان والجماد - المسئولية والعقاب - أبريل 2014م

فالطون( على سبيل المثال وال القانونأاليوناني ) رغم بلوغهما شأناوالمدنية السائد في عصره

امعظيما في التفكير عن تقرير ذلك نتيجة تأثره باألفكار السائدة في عصرهما، حول المسئولية

والعقاب، ومنها النظر إلى الجرائم باعتبارهانشاطا يثير غضب اآللهة.

على أن المشرع اليمني لم يترك بالمقابل فنص في،الحيوانات في اليمن دون حماية كافية

( لعام12( من قانون العقوبات رقم )320المادة ) م على معاقبة من يقتل حيوانا بالسجن أو1994

الغرامة.

/tt/file_convert/577cce1e1a28ab9e788d5cbc/document.doc13