تفسيرسوره كوثر )عربی(بسم الله الرحمن الرحيم

**********اناانزلناه في ليلة مباركه

ماهي الليلة المباركة التي انزل الله القران فيها و فيها يفرق كل ام%%ر حكيم الي من انزل القران في الليلة المباركه الليلة زمان ي%%نزل ش%%ي ء في الزم%%ان و ال ي%%نزل الي الزمان و هل يكون للزم%ان و المك%ان دخل ان ي%نزل فيه%ا ش%%ي ء و ال س%%يما العلم و الكتاب ت%نزل العلم و الكت%اب الي ش%خص يك%%ون فيهم%ا ال اليهم%ا ال اعتب%ار بزم%ان و مك%%ان ال يك%%ون فيه%%ا اح%%د و هل يك%%ون زم%%ان و مك%%ان اش%%رف من الكعب%%ة و االي%%ام المعلومات ان الله تعالي ال يعباء و بهما ان لم تكن فيهما احد فيقول تعالي ال اقسم بهذا البلد و انت حل بهذا ليلد فاليكون الزمان زمانا" وال لمكان مكان%%ا" اال باالنس%%ان انما عظمت الكعبه بانها بيت اهل البيت . فيسئل هناك من هي الليل%%ة المب%%اركه ال%%تي انزل الله فيها القران و يفرق عندها و فيه%%ا كل ام%%رحكيم من المق%%درات فكن علي يقين بان الليلة المباركة هي فاطمة سالم الله عليها و ان الله تع%%الي انش%%اء حق%%ايق العلوم فيه%%ا فتفك%%ر في ه%%ذه االي%%ات و ان الله تع%%الي جعله%%ا ظرف%%ا" لمظ%%روف هي القران فالبدوان يكون هي في وجودها ظرف غير متن%%اه ليجعل فيه%%ا مظ%%روف غ%%ير

متناه و هي علم القرآن . فهي س%%الم الله عليه%%ا ك%%وثر الخ%%يرو البرك%%ة ك%%وثر الرأف%%ة و الرحم%%ة ك%%وثر العلم و الحكمه كوثر يخرج منها اللولو و المرج%%ان كوثربه%%ا ال%%روح و الريح%%ان ك%%وثر بمع%%ني الجنه و الجنان حبيبة الله و حبيبة رسوله ام االئمة المعصومين ام االمامه و النبوه و الوالية اول واف%%ده علي الله تب%%ارك و تع%%الي الجن%%ة يفتح بش%%فاعتها اب%%واب الجن%%ان و بشكائها ابواب النيران فاالئمه عليهم السالم كتب الله الناطقه و هي ام الكت%%اب هي مصداق سورة الحمد و االئمه هم القرآن يقول الله تع%%الي و لق%%د اتين%%اك س%%بعا" من المثاني والقرآن العظيم افردها الله تعالي بالذكر قبال المعصومين كما افرد بالحمد

قبال القرآن . و اني لما رأيت في بعض الروايات يقول انها س%%ميت فاطم%%ة الن الله فطم ش%%يعتها عن النار فجعلتها اما لكل مومن و م%%ومنه فطمت عن الن%%ار و دخل الجنه علمت انه ال يمكن فطام اح%%د عنه%%ا اال ان ترتض%%ع بلب%%ان حكمته%ا و معرفته%%ا النه%ا ام الموم%%نين حقيقتا" ام االنبياء و المرسلين ام االئمة المعصومين فمن عرفها بالعص%%مة و الجالل فقد ارتضع من لبان حكمتها و معرفتها قويت بذالك عظم ايمانها و لحم تقواه%%ا كم%%ا ترتضع الصبي بلبن امه فاقدمت علي تاليف هذا الكتاب بعد تاليف كت%%اب )شخص%%يت حضرت زهرا و مريم از نظر قرآن و علم عرفان ( ليعرفها العارف بانه%%ا ام الحكمه

1

و العرفان حقيقة جعلها الله تبارك و تعالي اصال" و مبدء" لما يفيض بها علي الن%%اس الخيرات و البركات في الدنيا واالخرة سميت الكوثر بما هي كوثر الحياة و المعارف اندمجت فيها من العلوم و المعارف الخاص%%ة به%%ا س%%الم الله عليه%%ا م%%اال س%%ابقة له%%ا فسميت هذا الكتاب بالكوثر فخذها متعمق%%ا متفك%%را" تعرفه%%ا كم%%ا هي حق معرفته%%ا انشاء الله ارجو بذالك ان تكون ممن ورد علي رسول الله حوضها الك%%وثر كم%%ا ق%%ال قبيل رحلته ص اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و ع%%ترتي هم%%ا كه%%ا تين ح%%تي ي%%رد اعلي الحوض و ماعني بالورود علي الحوض اال معرف%%ة الح%%وض الك%%وثر و عين م%%اء الحيوة اعني فاطمة سالم الله عليها فمن عرفها بعص%%متها و حكمته%%ا و واليته%%اعرف

االئمه و دخل بعرف%%انهم الجن%%ة و من لم يعرفه%%ا لم يع%%رف االئمه و من لم يع%%رفهم لم ي%%دخل في

واليتهم فدخل النار. اتيتك يا سيدتي و موالتي به%%ذه الوج%%يزه البض%%اعة المزج%%اه ارج%%و منك ان تتص%%دقي

علي بمحبتك و شفاعتك . عبدك محمد علي صالح غفاري

الفهارس من سورة الكوثر - ظهور المعارف من طرق ثالثه التاريخ والروايات والمكاشفات 1فصل

- وجوب المبادي لالعداد وبيان المبدء و المبدء للف%%اعليه والغ%%ائيه و بي%%ان 2 فصل ان فاطم%%%%%%%%%ة هي المب%%%%%%%%%دء لظهورالعله الغ%%%%%%%%%ائيه و هي اص%%%%%%%%%ل العرفان

- تحقيق كامل للمبدء والمبادي 3 فصل - كيفيته نزول القرآن في اللبله المباركه 4 فصل - تجليها في آيات واحاديث ورد في ش%%انها س%%الم الله عليه%%ا و تجليه%%ا في 5 فصل

المباهلة - نجليها سالم الله عليها في حديث الكساء 6 فصل - الحوادث اللتي وقع بمنظر العالمين من اهل السماء واالرض 7فصل

- ح%%ديث فط%%رس و ان المالئك%%ة ك%%انوا في ظلم%%ة ف%%رش عليه%%ا من ن%%ور8 فصل فاطمة - تاويل آيات و روايات ورد في شانها سالم الله عليها 9 فصل

2

- تفسير عرش الله في التكوين و التشريع و معارف عظيمه في هذا10 فصلالفصل وان فاطمة في العرش

- حاكمية الله في التكوين و التشريع 11 فصل - كلما يخلق الله في العالم هبة منه فاطلب الموهوب له 12 فصل - من هو المطلوب بالذات عند الله تعالي 13فصل

- معاني اسمائها والقابها سالم الله عليها 14 فصل - العلوم الكليه و الجزئيه في شرح المحدثه من اسمائها سالم الله 15 فصل - آثارها العلمي والعملي في 16فصل

- شرح خطبة خطبتها سالم الله في المسجد 17 فصل

فصل اول

شأن نزول سوره كوثر نزلت سوره الكوثر بعد العاديات علي مانقله تفسيرالبرهان وهي نزلت في شان

فاطمه سالم الله عليها كما ان العاديات نزلت في شان اميرالمؤمنين عليه السالم تقديرا" لغزوه بالواداليابس فنزلت في تعريفها و بيان ماهي عليها من الفض%ل و الكمال و العلم و الحكمه و العظمه والجالل ففي القرآن سورتان و هما من اقل

السور آيه و اكثرها معني و محتوي ...االولي سوره االخالص نزلت بخمس آيات مع البسمله و االخري سوره الكوثر نزلت باربع آيات مع البسمله قصرت آيه عن سوره

التوحيد و نزلت سوره االخالص في تعريف الله و توصيفه علي ما هو عليه من العظمه و الجمال فيعرف الله تعالي نفسه في هذه السوره كماهو بال زياده ونقصان ونزلت سوره الكوثر في شان فاطمه سالم الله عليها كما هي عليه

بالزياده ونقصان عرفها الله تعالي كما خلقها و رباها و زكاهاو طهرها من الرجس تطهيرا" فجعلها الله تعالي كوثرا" مبدا" للخيرالكثير و النعم الكثيره جعلها الله

تعالي عطيه وكرامه " خص بها محمدا" نبيه فجعلها بنتاله )ص ( من بها علي نبيه فقال انا اعطيناك الكوثر ثم انه تعالي جعل فاطمه نعمه " عظيمه " جسيمه " جميله " جعلها كفوا" لعلي اميرالمؤمنين عليه السالم زوجه له كماقيل في هذا التزويج لو لم

3

تكن فاطمه لم يوجد كفولعلي عليه السالم ولولم يكن علي ل%%م يوجد كفو لفاطمه سالم الله عليها فتزوج علي بها شاكرا" لربه بماانعم الله بها عليه زوجه له ع

وامالولده عليه السالم الي يوم القيامه ثم ان الله تبارك و تعالي من بها علي االئمه عليهم السالم فجعلهاامالهم كماقيل ولهاامومه االئمه جعلهاالله تعالي امالتوليدهم و عزهم و شرفهم و فخرهم و جعلهااما" لعلمهم و حكمتهم وكرامتهم وما يفيض الله

تعالي عليهم من البركات الي يوم القيمه والي االبد في الدنيا و االخره فلهاجالل لي%%س فوق جاللها االجالل الله جل جالله ولهانوال ليس فوق نوالها االنوال الله عم

نواله فهي عليهاالسالم ام و مبداء لظهور جميع البركات و الخيرات و الفيوضات واالفاضات في الدنياواالخره فيفيض الله تعالي عليها الفيوضات اوال" ثم بها علي

االئمه و المؤمنين والصلحاءوالمتقين الي يوم القيامه فهي ام بتمام االميه وام لجميع المواليد و البركات و الخيرات فقالت االئمه عليهم السالم في شاءنهابانهاام

االئمه ولهاامومه االئمه وكذلك قال الرسول )ص ( في شانهابانهاام ابيهاوانها عليهاالسالم ام الكتاب في تاويل القرآن وهي ام المؤمنين ايضا" في تاويل القران

فلذلك جعلهارسول الله )ص ( اصال" في آيه التطهيروحديث الكساء و آيه المباهله فانزل الله تبارك وتعالي علي رسوله وامره بان يباهل نصاري النجران امر رسوله ان ياتي للمباهله بمن هو نفسه وبمن هوابنائه ونسائه ففي ظاهرآاليه نسائه احدي زوجاته التي سميت بام المؤمنين وابنائه في ظاهرآاليه ابنائه من صلبه فجاءمقام نسائه بفاطمه ومقام ابنائه بالحسن و الحسين عليهما السالم ومقام نفسه بعلي عليه السالم فعلي نفسه وفاطمه من نسائه والحسنان ابنائه و كذل%%ك في حديث الكساء امرالله تبارك وتعالي ان يتظاهرباهل بيته الذين طهرهم الله من الرجس

تطهيرا" فيكسيهم بكسوه كساهم الله به ليعرف الناس انهم اهل بيته ويعرفهم الناس انهم اولي بمقام رسوله واولي بدينه وكتابه من بعده فاظهرهم رس%ول الله

بكسوه خصه الله بهامن الخالفه والواليه واالهليه لبيوت الله وبيت الل%ه مسجدالحرام في اول االمرالنه اول بيت وضع للناس واهل البيت من ولدفيه مث%%ل

علي ومن هي مثله في اهليته كما يقول الله تعالي حين اخرجوارسول الله من المسجدالحرام فهاجرالي المدينه واخراج اهله منه اكبرفاخبرالله في هذه االيه بان

رسول الله )ص ( اهل المسجدالحرام واهل البيت صاحبه ومالكه احل الله الهل البيت في بيته مالم يحل الحد من الناس فلم ياذن الله تعالي الحد من نساء العالم

ان يضع حمله في بيت الله والسيما مسجدالحرام و اذن ذلك لفاطمه ام علي ان تضع حملها فيه فهي عليها السالم وابنها اهل المسجد و قال رسول الله )ص ( حين

اذ بني مسجدا"في المدينه و بني اصحابه بيوتا"حول المسجد يفتح ابوابهامن المسجد وكانواياتون المسجد و ينامون فيها و هم جنب فامررسول الله ان

يسد باب كل من فتح باب بيته من المسجد اال باب علي و فاطمه والحسنان فسد االبواب من المسجد دون باب علي فلما قيل له في ذلك ماقيل قام خطيبا" وقال ان الله تعالي امرني ان ابني له بيتا" طاهرا" اليسكنه غيري وغيراخي وابناه فابان

4

بذلك فضل اهل بيت%%ه و جعلهم اهال" لبيت الله يجوزلهم في بيوت الله مااليجوز لغيرهم النهم مطه%%%رون بتطهيرالله تعالي اليعرض عليهم االحداث من طمث

وجنابه ونفاس و رجاسه و دنائه كمايعرض علي غير هم فهم اهل بيت الله وفاطمه امهم وام المؤمنين الي يوم القيامه و البدلناان نعرف فاطمه سالم الله عليهاو

اباهاو يعلها و بنيها بمانزلت في شانها و شان ولدها من االخبار وااليات واالثار منهم .

طرائق معرفه االنسان واعلم انه يظهرلنا معرفه االنسان من ثالثه طرق خيرها و افضلها ثالثها الطريق االولي نعرف االنسان من طريق آثاره واعماله واقواله مماظهر في التاريخ ورخه

المورخون و قضا لهم او قضا عليهم القضاه من العلماء و الفقهاء كما قضي المورخون والعلماء في كتب التاريخ وعرفوااالنبياء والعلماء والسالطين علي ما

كانوا في زمان حيوتهم و علي ماعملوا و علموافي طريق الحق والباطل .... الطريق الثاني معرفه االنسان من بيان االنبياء و العلماء و اولياء الله من طري%ق الوحي كماعرف االنبياء بعضهم بعضا" و عرفوا كذلك طواغيت زمانهم والصلحاء م%%ن المؤمنين والمتقين وعرفوا كذلك من الكتب النازله من السماء قضي الله

تبارك وتعالي لهم او عليهم في كتابه كااليات النازله في الفراعنه والنم%%%%ارده و الشياطين والطواغيت في ماسبق من حيوه االنسان علي وجه االرض وآاليات

النازله في شان االنبياء و االولياء كااليات النازله في شان عيسي و مريم وامثالهم يعرف االنسان في هذه االيات والروايات من طريق الوحي فنعرف مريم

بانهاصديقه صدقت ربه فيما اوحي اليها من انه تعالي يلقي اليهاكلمه ويخلق بهاانسانا" بال اب يجعله نبيا" الي بني اسرائيل و عرف عيسي نفسه كذلك بانه

عبدالله آتاه الكتاب فجعله نبيا" وكااليات النازله في شان رسول الله خاتم النبيين )ص ( وااليات المووله باالئمه عليهم السالم يعرفهم الله في هذه االيات اشاره

عليهم وكالروايات الوارده في شان فاطمه سالم الله عليها واالئمه من ولدها و كالروايات الوارده في شان العلماء و الفقهاء فيعرف االنبياء و االولياء بهذه االيات

والروايات و ليست هذه التعاريف مثل ما يعرفهم التاريخ والمورخون بآثارهم واعمالهم .... ففي التاريخ يكثراالكاذيب و المبالغات و ما هو خالف الواقع وليس

هكذاالتعريفات م%%ن طريق الوحي واالنبياء والروايات النها ان كان حتمي الصدور يكون طبقا للواقع ويمكن ان يقال ان االثار من االنبياء و االولياء علي قسمين عام و خاص فاالثار العامه منهم مايظهربهم في مراي و منظر من الناس يريهم بهذه االثار

جمع كثير من الناس فيحكي بعضهم لبعض هذه االثار متواترا" ويحكي عنهم المورخون فبهده االثار يعرف في التاريخ ويعرفه المورخون وهناك آثاراخري خاص

اليراه واليعرفه االالخواص م%%ن افراد البشر من االنبياء واالولياءوالصلحاء كاثار

5

قولي و عملي يظهرمن نبي لنبي اخري و من ولي لولي اخري وكالعلوم واالثارالتي افاضهارسول الله الي علٍي عليه ٍ السالم وافاض بهاعلي الي االئمه يظهربهذه

االثارالروايات واالحاديث فالروايات واالحاديث آثارقولي عملي افاضهااالمام عليه السالم الي بعض اصحابه وحكي ه%ذا البعض لبعض اخري فصارت روايه كالروايات الوارده من رسول الله )ص ( ومن علي عليه السالم .كثل الخطبه الشقشقيه مثال" افاضهاعلي الي ابن عمه عبدالله ابن عباس و مثل اجوبه المسائل التي سئلهابعض الناس من االئمه كما يقول الراوي مثال" سئلت عليا عليه السالم عن احكام الوحي

وعن ارث الوالدين فقال كذا و كذا وكمايروي اصحاب الباقر والصادق عليهم السالم وكالحديث اللوح يرويهاجابراب%ن عبدالله عن فاطمه عليهاالسالم وكذلك

سايرالروايات واالحاديث التي روته الروات وحدث بهاالمحدثون مماثبتت في كتب الحديث فالروايات واالحاديث ليست كمثل الحوادث والقضاياالتي يورخهاالمورخون فمايثبت في التاريخ هي الح%%%وادث و القضايا حدث بمرآ ومنظرجمع كثيرمن الناس

فرووه و نقلوه متواترا" فاشتهروا بها اليمكن الحد ان ينكره ومن انكره انكر ضروريا" ولكن الروايات واالحاديث آثار قولي وعملي حدثت من االئمه عليهم

السالم لبعض اصحابهم وللخواص من تالمذته%%م مثل مايرويه مفضل يقول سئلت عن ابي عبدالله كذا و كذا فاجانبي كذا و كذا فالروايات ان كانت متواترا" كمثل

الغدير و خطبه رسول الله )ص ( في حجه الوداع بمسمع جمع كثيرمن الناس اليحتاج الي علم الرجال والتحتاج هذاالمتواترات الي تحقيق%%ات اخري في جبنهاليستدل بها انهاكان باطال" اوحقا" صدقااوكذبا" ولكن الروايات الوارده الغيرالمتواتره تحتاج الي

تحقيقات اخري في جنبها يعرف بهذه التحقيقات من علم الرجال ومقابله هذه االحاديث بآي القرآن وسايرالقواعدالعلميه الت%ي افاضتهااالئمه عليهم السالم ليعرف بها صدقها و كذبها و انهاكانت حقا" اوب%%%اطال"فمعرفه االنسان من هذين الطريقين

اليمكن ان يصل باالنسان الي حقيقته ماعلي%ه االمام عليه السالم مثل قوله انا مدينه العلم وعلي بابها او يقول علي اقضاكم واعلمكم و اناوعلي من شجره واحده

وسايرالناس من شجر شتي فنحن نسمع مثل هذه الروايات ونتعبد بانهاحق وان عليا" باب مدينه علم الرسول كماعرفه رسول الله و لكن النع%%%رف بذلك كيف

يكون رسول الله )ص ( مدينه وعلي بابها و كيف يوحي الي رسول الله آي القرآن وان كنااعتقدناوتعبدنابانه يوحي اليه وانه خاتم النبيين )ص (فالمعرفه من هذين

الطريقين طريق التاريخ وطريق الروات يحتمل الصدق والكذب كالروايات واالحاديث نعتقدبهامتعبدا" بانهاحق من نبي لنبي اخري ومن امام المام اخري و

النعرف حقيقتهاكيف هي وكيف يكون والنعرف بهذه الروايات و التواريخ االولياءعلي ماهم عليه من العلم والعرفان فانكرمقامهم جمع كثيرممن سمعوامثل هذه

التعاريف . والطريق الثالث تجهيزاالنسان العارف بماجهزالله به االنبياء و االولياء و الصلحاء والمتقين بان يجعل الله في االنسان ماجعل في االنبياء من روح االيمان والمعرفه

6

وكشف الحقايق والدقائق فاليجد احد علم االنبياء كيف يكون اال من اوجد فيه علمه%%م وال يجد معني الوحي وااللهام االمن اوحي اليه من قبل الله ويلهمهم علم الغيب وال يجد معني االيمان االمن جعل الله فيه روح االيمان والتقوي فان للعلوم

ثالثه مراحل وعلم االنبياء في المرحله الثالثه . المرحله االولي الرؤيه وتصور االشياء و االشخاص في الحافظه بان يري االنسان شيئا" ويحفظه ويسمع علما"

كذلك فيحفظه او يحس شيئا" فيحفظه وماياتي لالنسان ويحفظه من قبل الحواس الخمسه ثم يتبع مايحفظ ويظنه علما". والمرحله الثانيه ربط المصنوعات

بعضهاببعض كربط االشجار باشجار اخري و رب%%ط االشياء باالشخاص واالشخاص باالشياء و كشف المقايسات والموازنات والمرابطات كش%ف محسوس من

محسوس اخري وكشف شيئي غايب من حاضر و كشف مايبعد ممايقرب وملخص الكالم الكشف بالمقائيس والموازين مماخلق الله تبارك وتعالي في العالم فان االنسان يري ارضا" وسماء"ويري في السماء شمسا" وقمرا" ونجوما"وكواكب

وغيرها ويري علي وجه االرض انسانا" وحيوانا" وسايرماعلي وجه العالم ثم يعرف القمر بالنسبه الي االرض ويقاس القمربالشمس والشمس بالكواكب فيعرف

من هذه المقايسات كيفيتهاو خلقتها و بعدها و قربها فيعرف من ذلك كيف يبدا القمر هالال" ثم بدرا" ث%م يرجع الي ماكان قبل ذلك وكيف يظهرالفصول فيكشف من ذلك

آثارالشمس والكواكب علي وجه االرض يستدل بالمحسوس الي محسوس اخري وبالمكشوف الي مكشوف اخري كما يعرف كيفته ظهورالقمر هالال" وبدرا"فيكشف

البدربظهورالهالل والهالل بظهورالبدر واغني بذالك االستدالل باالشياء ممايحس بالحواس الخمسه الي اشياءاخري ايضامما يمكن ان يحس بالحواس الخمسه فمثل

هذه العلوم يشترك فيهاالمومن والكاف%%%ر يوجد بالمجاهده والتجربه والتفكر و التامل فكل هذه العلوم يظهرمن كشف الص%ور علي وجه العالم وكشف الروابط

بين هذه الصور واليمكن لمثل هوالء العلم%اء ان يدركوا و يكشفواماوراءهذه الصور و ماوراء الطبيعه فيعرفون المواد و االجسام واالشكال والصور واالنوار والظلمات

واليعرفون ماوراءهذه الصورواالشكال يعرفون المشتق%ات واليعرفون المبادي يعرفون الموادواالجسام واليعرفون القوي في المواد و الاالرواح فيهافهذه العلوم

كلهايشترك فيهاالمومن والكافروالفاسق والمتقي وهناك مرحله ثالثه خصه الله بالمومن ومنهم االنبياء و الشهداء وهي درك ماوراء هذه الصور واالشكال درك

مااليكون من جنس المحسوسات بل هي من جنس المعق%%والت فال يعرف باالستدالل والتصوربل يعرف بالكشف واالستدراك يستدل اليه بالمحسوس%ات

واليكون محسوسا" و يستدل اليه باالشكال والصور و الحركات والمتشكالت و اليكون شكال والصوره وال حركه وال سكونا"و لذلك يسمي ماوراء الطبيعه و ماوراء

االشكال واالجسام يسمي قوه يتقوي بها الماده وروحا"يحيي بهاالجسم ونورا" يستضيئي بهاالظلمات وهذاالعلم اليحصل الحداالان يومن بالله اوال" يجعل الله

وسيله امن في حركت%%ه اليه تعالي يدفع بهذاالوسيله الخوف والوحشته عن نفسه

7

فيتخطابخطواته ال%%ي الله تعالي وخطواته اعماله الصالحه كمايذكرالله العمل الصالح في كل آي%%ه يذكر فيها االيمان فكم مرةٍ يقول في كتابه

آمنواوعملوالصالحات ثم يكون مخلصا" باعماله الصالحه اليريد به دنياه والحب نفسه فاذاكان مومنا" مخلصا"في ايمانه يفتح الله عليه ابواب الغيب وينزل عليه

البركات العلميه كما يقول و يعد بذلك في كتابه ولوانهم آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء واالرض و روي عن الرسول )ص ( انه من اخلص لله اربعين يوما" فجرالله في قلبه يناب%يع الحكمه فيفتح علي المومن ابواب الغيب من طريق االيمان

والعمل الصالح فقط اليمكن الحد ان يعرف ماوراءالماده والطبيعه االالمومن فاليعرف احد الروح ماهي االالمومن وال العقل و التقوي اال المومن واليحس

تائيدات الله بالوحي و االيمان اال المومن و اليعرف االخره و اليومن به ويعمل لهااالالمومن و ال يعرف معني االيم%ان اال المومن فاليمكن للكفار ان يجهزوا

وجودهم بروح االيمان والتقوي فيفتح عليهم ابواب الغيب الن االيمان روح ينفخ في وجود االنسان ينفخه الله فهو حقيقه نوريه يستضيئي به المومن فيري به الروح و المالئكه ويعرف بم ولم و كيف فمن آمن بالله تعالي يعرف االيمان والمومن و من قذف في قلبه نور االيمان ورقي بااليمان ال%%ي ربه عرف المؤمنين بمايكونون فيه من نور االيمان فيعرف المؤمنين والصلحا" و المتقين فاليعرف النبوه ا ال بااليصال

بمقام النبوه و كذلك اليعرف الواليه واليصل احد الي مقام اولياءالله فيعرفهم االبنورالله ينظربه فخير المعرفه و اكملها التي يعرف الشي ء اوالشخص بحقيقتها

هي المعرفه في المرحله الثالثه بان يجهز االنسان في عقله وحلمه و ايمانه و منطقه و شرح صدره بماجهزالله به االنبي%اء و المرسلين فهذه معرفه عيني تعرف

به الشي ء بعينها تري االيمان فتعرف به المومن ثم تري نورااليمان في وجودك فتعرف كيفته هذا النور في االنبياء و المرسلين ثم تصل بتنزل المالئكه والروح في وجودك الي الروح الكلي في العالم او في االنبياء و المرسلين فال يعرف الشمس اال شمس مثلها و القمر اال قمر مثلها فهذه المعرفه يسمي حق اليقين و المعرفه في

مراحلهااالولي والثانيه علم اليقين و عين اليقين ... فالحسن للسالك الي الله ان يستعين الله في صالته و قيامه و قعوده ويطلب منه ان يعلمه كماعلم االنبياء و يفقهه في دينه كما فقه االنبياء واالولياء و كذلك يري%ه ما اريهم ويعرفه ماعرفهم

فتري االئمه عليهم السالم يعلمونك مثل هذه الدعوات ان تقول الهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك و كذلك تقول عرفني نبيك و وليك الي

آخر فلوكانت المعرفه يحصل لك من صفحات التاريخ اومن صفحات االيات واالخبارلكان يمكن لكل احدان يعرف االنبياء و االولياءمن هذين المسيرين ولكان

يمكن ان يعلم علم القران كل من قرئه وحفظه ويعرف االئمه كذلك كل من رائهم او راي آثارهم فخيرالعمل ان يخضع االنسان لدي ربه ويطرح نفسه بين يديه

فيدعوه و يستعين منه و يطلبه بان يجعل في وجوده روح العل%م و الحكمه ويعلمه كمايقول الرحمن علم القران اويقول و علم آدم االسماء كلها فم%%ا حصل لك من

8

ربك من طريق الدعاء والسلوك اليه باالخالص فهوالعلم يحصل لك المعرفه باالنبياء واالولياء كما هم عليه فعليك باالخالص لله تبارك وتعالي كمايقول رسول الله )ص (

من اخلص لله اربعين يوما"فجرالله في قلبه ينابيع الحكمه .

الروايات في شأن فاطمه فلنشرع هناك في بيان االيات واالحاديث والروايات في شان فاطمه سالم الله

عليها وتعريفها. فنقول االيات الموله في شان فاطمه سالم الله عليهاكثيره مختلفه منهاهذه السوره سميت كوثرا" سماهاالله تعالي كوثرا" واعطاه رسوله فقال انا

اعطيناك الكوثر و منها الحوض الكوثر و الحوض كلمه ذكرته االئمه و ذكره رسول الله )ص ( في حديثها المشهور في شان الثقلين فقال اني تارك فيكم الثقلين كتاب

الله و عترتي هما كهاتين لن يفترقا حتي يردا علي الحوض و وصفت الحوض بالكوثر فقيل انها ف%ي المحشريرد الناس عليه ينشعب منها انهار يجري في قلوب المؤمنين ومنها االيه )انهاالحدي الكبر( اولت االيه بها في سوره المدثريقول الله

تبارك و تعالي كال والقمر و الليل اذاادبروالصبح اذا اسفرانها الحدي الكبرنزلت هذه االيه في شان الكافرين من قريش لماسمعوا وصف نار جهنم يقول الله تعالي عليها مالئكه غالظ شداد و يقول عليها تسعه عشر فهزئوا بنار جعل الله عليها تسعه عشر من المالئكه فقالوا نقتل تلك المالئكه فنخرج من نار جهنم فردالله عليهم بان النار آيه كبري من آيات عظمته اليمكن للكفاران يبارزوها فيطفئوها و يخرجوا بانفسهم

عنها ثم اولت هذه االيه بفاطمه سالم الله عليها اذ حقرتها رجال من قريش فغصبوا حقها و ضربوها و لم يراعوا حق رسول الله فيها فقال الله تعالي انها ليست كمثل

نساء كم حقيره ضئيله صغيره ال تقدران تدفع عن نفسهاوليس لهااحد ان يدافع عنها بل انها عظيمه كبيره جدا" ذو قدره و سلطان يدفع عن نفسهاويهلك ويعذب اعدائها

و اليظهرسلطانها االيوم القيامه و الثالثه )انهاليله القدروانهاخيرمن الف شهر( ننزلت هذه السوره في شان فاطم%ه سالم الله عليهابيانا" و توضيحا" لرويا رآه

رسول الله فانه راي في منامه قرده ينزون علي منبره فاغتم بذلك لماعلم من تلك الرؤيا بانه سيلعب بدينه بعده فانزل الله عليه هذه السوره فقال اناانزلناه في ليله القدر و انها خير من الف شهر تملكها بنو اميه بعدك يلعبون بدينك وينزون كالقرده علي منبرك وكما ان سوره الكوثر نزلت في فاطمه سالم الله عليهاردا" علي بني اميه اذسموه ابت%%ر نزلت سوره القدرايضا في شان فاطمه سالم الله عليها ردا" علي بني اميه ف%ي ما ملكوا هذه االمه الف شهربعدرسول الله وظنوا انهم احق

بهامن بني هاشم فق%%ال الله تعالي ان ليله من ليالي القدر في امتك وهي المعرفه بواليتها و واليه ولدها خير ل%ك من الف شهر او الف سنه تملكهابنواميه . ومن

9

االيات التي وردفي شانها الليله المباركه في قوله )اناانزلناه في ليل%%ه مباركه ( فسرت هذه الليله ايضابفاطمه سالم الله عليها فهي اليله المباركه التي بارك الله فيها و في اوالدهاوفي علمهاوفي حكمتهاوكل شي ء من فيوضات الله و المباركه عباره اخري عن الكوثرفكل البركات كوثر و كل كثره يظهرمن بركات الله تعالي

فبارك الله فيها حيث ما اخرج منها اوالدها مثل الحسن و الحسين و سايراالئمه كانوامباركين في علومهم و اخبارهم واخالقهم و احالمهم و ساير آيات الله فيهم و

كذلك كل آيه كريمه في كتاب الله يرجع في تاويلها اليهم كماروي عن علي عليه السالم فقال نزل فيناكرائم القرآن وآاليات الكريمه في القرآن هي االيات الت%ي

يعظم الله تعالي فيها انسانا" يصفه بالعلم و االيمان والحكمه والشجاعه واالمر بالمعروف والنهي عن المنكركمايقول والذين آمنوااشد حبالله اويقول الله نور

السموات واالرض و مثل نوره كمشكوه فيهامصباح اويقول اطيعواالله واطيعوا الرسول واولي االمرو سايرااليات مثلهاكثيره في كتاب الله فلولم يكونوا ه%والء قبال هذه االيات ال يوجد مصاديق لهذه االيات في العالم فان كل انسان عرفناه

ف%ي تاريخ البشرمبتلي بضعف اوشي ء من جهل و قصور و تقصيرحتي بعض االنبياء مبتلون بترك اولي كمايقول فعصي آدم ربه فغوي او يخاطب نوحا عليه السالم بقوله ان%%ي اعظك ان تكون من الجاهلين وغيرذلك فهوالءاالئمه عليهم السالم

مصاديق كامله لمثل آيه النور و آيه التطهير و آيات القدرو المباركات اليكون فيهم قصور و تقصير بل هم طاهرون مطهرون من كل رجس ومن ارجس االرجاس

الجهل و قله العلم فطهره%م الله تعالي من كل ذلك وجعلهم خلفاءفي ارضه وحججا" علي عباده ..

فلنبدء في كيفته تاويل هذه االيات بفاطمه سالم الله عليهاواالئمه من ولدها فالبد لبيان عظمتهم و شانهم عندالله تبارك و تعالي من بيان حكمه خلق االنسان وخل%ق

العالم له و بيان شان االنسان عند الله تبارك و تعالي و ما اراد الله تعالي بخلق االنسان وتربيته وتعليمه .

فنقول ان العالم بتمامها و كمالها ما في سمائهاو ارضهاو شرقهاوغربهامن السم%وات العلي الي ماتحت الثرا كلها شي ء ليس في العالم من يفهم ويعلم اويمكن لله تعالي ان يعلمه و يخاطبه غيراالنسان فاالنسان هوالذي يعلم بعلم

ويعرف بعرفان ف%كان العالم كلها كتاب كتبه الله بيده واالنسان هوالذي يقدران يقرء هذا الكتاب ويعلم مافيه وكيف مافيه فلوال االنسان لم يقدر احدان يعلم ويقرء هذاالكتاب فاجعل االنسان في جهه والله تبارك وتعالي في جهه اخري ثم انظرالي

ماسواهمامما في السماء و االرض فكل ماكان في العالم غيرالله تعالي وغير االنسان شي لم يرده الله تبارك وتعالي بنفسه بل اراده لغيره فلم يخلق الله تعالي

الشمس والقمرليكونا شمسا" و قمرا" بل ليكونا شمسا" وقمرا" لالنسان ينتفع بهما االنسان وكذلك لم يخلق نورا" وظلمه ليكونانورا" و ظلمه مطلوبين لله تعالي

10

بانفسهمابل ليكونا نورا" وظلمه " لالنسان ينتفع بهما و كذلك كل شي ء سوي الله وسوي االنسان خلق%%%ت لالنسان وال يكون شي ء في العالم مطلوبا" لله بنفسه بل

كل شي ء مخلوق لالنس%%ان و مطلوب له واالنسان مطلوب لله تعالي لذاته و ماسوي االنسان في اي عالم من العوالم واي جنس من االجناس مطلوب ومخلوق لالنسان فيظهرلك هناك سئوال ان تسئل ل%%%م خلق كل شئي لالنسان ولم يكون كل شئي مطلوبا" و مقصودا" لالنسان واالنسان مطلوب لله و مقصودله تعالي لذاته كماقيل في احاديث ليله المعراج يخاطب الله تعالي رسوله )ص ( ويقول

خلقت االشياء الجلك وخلقتك الجلي اويخاطب رسول الله )ص ( بقوله انا و انت و خلقت االشياء الجلك يعني بذلك ان كل شئي خلق لك وخلقت انت لي فانت لي

وانالك وكل شئي مماسوي الله لك اللي وال لغيرك . فنقول في تفسيرذلك ان الله تعالي لم يخلق ماخلق من االشياءمن الشمس والقمر و الكواكب الحتياجه تعالي اليها والنتفاعه بهاكان يقال خلق الشمس

والقمرليستضئي بهما و الكواكب ليهتدي به%ا فينتفع مما خلق كماينتفع االنسان مماخلق الله تعالي عن ذلك علواكبيرا فان%%ه تعالي في الظلمه كماهوفي النور و

في النار كما هو في الجنه فاليتاذي بالظلم%ه و النار كما الينتفع بالنور وال بالجنه انه تعالي غني بذاته غني عما يخلق هو بارادت%ه غني مما يخلق االنسان لنفسه فاحسب

ان العالم لم يكن فكيف يكون الله اذ ل%م يكن شئي ثم احسب ان العالم كان باجمعهاباحسن هيئتها فهل يكون الله في اح%%د هذين الحالتين غير ما يكون في

الحاله االولي بل الله تعالي كمايقول غني ع%%ن العالمين فاذاكان ذلك غنائه عماسواه فيسئل لم خلق الله تعالي من الشم%س و القمر والنجوم والكواكب

والنوروالظلمه والجنه والنارفلم خلق ما خلق و يخلق ما يخلق وهوتعالي في حاله خلق اولم يخلق سواء فلو سئلت عن الله تبارك وتعال%ي لم خلقت الخلق يجيبك

عن العله الغائيه فانه البدلظهوركل شئي من العلل االربعه كلها عله تامه لولم يكن واحد منها لم يكن شئي وهذه االربعه احدهاالفاع%ل فلولم يكن الفاعل لم يكن فعل

الثاني العلل الماديه التي يصنع بهااالشي%%اء كالتراب لظهورالنباتات والحيوانات وكالفلزات لظهورالمكائن و السيارات و العله الثالثه الهندسه والتقدير و يسمي

العله الصوريه فكل شئي عنده بمق%دار فلولم يقدر المواد االوليه في تركيبهاوهندستها و موازناتها و تسويتهالم يكن شئ%ي العله الرابعه العله الغائيه وهي الفوائد و المنافع المتصوره التي يستهد فها الصانع ويصنع الشي ء لظهورها كاالنتفاع

بالسكني في االبنيه و الركوب للسيارات و كل ماينتفع به من االشياء واالشخاص التي صنع الشي ء اوخلق لظهورها فه%%%ي العله الغائيه فليسئل مايريدالله من العله

الغائيه بهذاالخلق العظيم فنقول لقد عرفناان العلل االربعه كلها في حقيقتهاو واقعيتهاعله تامه والعل%ه التامه بمعني ان كل واحد منهاكل العله الان كل واحد منها

ربع من العله التامه بحيث اذاجتمعت االرباع كانت المعلول واذا لم يجتمع لم تكن كان تقول لوظه%%ر ربع منهاظهرالمعلول بربعها و لو ظهر اثنان ظهرالمعلول بنصفها

11

لوظهرت الثالثه ظهرت المعلول بثالثه ارباع و لو ظهرت االربعه ظهرت المعلول بتمامهاوكماله%ا هذااذاكانت كل واحدمن هذه العلل االربعه ربع عله لظهورالمعلول وامااذا كان كل واحد منها عله تامه ظهرت المعلول اذاكانت العله ولم يظهراذا لم تكن فكل واحد منهاعله تامه بنفسه وان كانت تظهرباراده الله تبارك وتعالي .....

مثال" اذاارادالباني ان يبني بناء اوارادالله ان يخلق خلقا" فلوكان هن%%اك الباني ولم تكن المصالح والمواداالوليه يصنع البناء ال يمكن ان يظهرالبناء او يكون الباني

والمواداالوليه ولم يكن في علم الباني الهندسه التي يبني عليها البناء فال يظهرالبناءوان كان الباني والمصالح موجوداويكون العلل الثالثه م%ن الفاعل

والمصالح و الهندسه و لم يكن هناك عله غائيه واليمكن للباني ان يتصور نفعا" ينتفع انسان من بنائه كان يبني بناء" في الفلوات التي اليمكن ان يسكن فيهااحد فاليظهر

بنائه واما اذاكان هذه العلل االربعه يظهرالمعلول بالشك و ريب ففي خلق العالم وخلق االنسان نقول ان االئمه عليهم السالم وفيهم فاطمه س%%الم الله عليها العلل

الغائيه وهم الثمره من شجره الخلق فلولم يكونوا مقدرين او حاضرين في علم الله ولم يمكن ان يظهرانسان مثل هوالء لم يكن لله تعال%%ي ان يخلق خلقا" من انسان

اوغيرانسان ويكون خلقه عبثا كبناءالبيت في الفلوات فهم العله الغائيه في خلق العالم يعلم الله تعالي حين يخلق الخلق بانه يظهر من شجره االنسان ثمرات مثل هوالء يعرفون ربهم حق معرفته ويشهدون خل%%%%ق العالم وخلق االنسان فيعرفون

كم الخلق وكيفها و هندستهاو تقديرها كمايقول الله تعالي فيمن يعبدالشيطان ويشرك بربه مااشهدتهم خلق السموات واالرض والخل%%%ق انفسهم ينفي الله تبارك

وتعالي عن الشيطان معرفه الخلق ومشاهدتهاويثب%%ت بذلك ان هناك اقوام يشهدون خلق السموات واالرض وخلق انفسهم ومن شهدالخل%%ق يعرفه ويعلمه

فيظهر بهوالءالمعصومين ماارادالله من خلق السموات و االرض وم%%ا فيها و مابينهماكمايقول ماخلقت الجن واالنس االليعبدون مااريدمن رزق منهم وما اريدان

يطعمون ومايريدالله تعالي هي المعرفه الكامل وتسليم المحض من االنسان . فهناك ايضايطرح سئوال وجواب يظهرمن طرح هذالسئوال والجواب علم نطلبه

ف%%ي فطرتنا و وجداننا.... فالسئوال هي نقول مايريدالله تبارك وتعالي بخلقه الخاليق ومامراده من ه%ذا

الخلق العظيم ايريد شيئا" من خلقه الخلق اواليريد فاذا كان اليريد شيئا"من خلقه الخلق يظهرالخلق بالعلة غائيه وهومحال فان العله الغائيه من احدالعلل االربعه

التامه التي اذالم تكن لم تكن شئي فمرادالله من خلقه الخلق هو العله الغائيه ثم نسئل هل العله الغائيه التي اراده الله تعالي من خلقه الخلق شئي يطلب%ه الله

فينتفع به او يطلبه االنسان فينتفع به او يطلبه كالهما فينتفعان فاذا اثبتنا بان الله ارادالعله الغائيه ويطلبه لنفسه هل يثبت بذلك فقراواحتياج يخالف غنائه الذاتيه

12

اويطلب العله الغائيه واليثبت احتياج منه تعالي اليه فال بدلنا من تفسيرالفقر والغناءاوال" ثم االنتفاع بشي ء ثانيا" .

فننظرهل الله ينتفع بشي ء مكمل بهذااالنتفاع غنائه اوهو غني عن االنتفاع بشي ء اوبشخص مطلقا فنقول معني الفقرامعلوم ومشهور وهواالحتياج الي شئي اوشخص يستكمل به حيوت%ه بحيث لولم يكن هذالشي ء اوالشخص المحتاج

اليهمالبقيت الحيوه ناقصا" كاحتياج االنسان الي معين او ناصرا و احتياجه الي ماينتفع به من طعام وشراب ونور وضياء فلولم يكن شئي اوشخص من هذه

االموربقي االنسان في حيوته ناقصا" والغناء ض%د الفقر و هو ان يكون الشخص في حال ومقام يجدكل مايطلب او يوجد كل مايريده و ينتفع به ثم الغناء في

هذاالموضع غنائان غناء ذاتي وهوان يكون الشخص بحال او مقام يجدبنفسه ومن نفسه وبارادته كل مايريده ويطلبه وغناء غير ذاتي و ه%%%وان يستغني الشخص

بشئي اوشخص اليقدران يوجدهابارادته مايطلبه بل يحتاج الي غيره يستعين به الي مايريد فيستغني به فغناءالله تبارك وتعالي غناءذاتي يج%%%%د بنفسه وارادته كل مايريد ثم انه تعالي يكون علي حدمن الغناء ال يتغيرعما هو عليه في ذاته كانت الخاليق اولم تكن فهوفي الظلمه كماهو في النوروفي عدم االشياء كماهوفي

وجوده الينقص فيكمل واليكمل عن نقص في ذاته فهوغني عن العالمي%%ن و لكنه يريد ان يكون الخاليق فيعرفونه ويكون معه انسان يخاطبه ويعرفه بجنسيته يسئله

فيجيب والعلم يحكم بان وجودالشي ء خيرمن عدمه ففي علم الله تعالي يكون وجودالخاليق خيرمن عدمها و هو تعالي باقتضاء ذاته و قضاوت علمه و حكمته

يطل%%%%ب الخيرفيطلب الخاليق يوجدها و يطلبها و لما كان ذوعلم و حكمه في ذاته منزه ع%%%ن السفاهه والجهاله وصاحب العلم يعمل مايعلم ويصنع مايريد لوجود العله الغائيه يطلبه بعلمه ويوجده ويجده وهذا غيراالنتفاع بالشي ء كماتبني دارا"

وتصن%%%%ع سياره تنتفع به بحيث لولم يكن الداروالسياره بقينا في حيوتنا ناقصا"محتاجا" فاالئمه واالولياء هم العله الغائيه التي تقوم بهم مايريدالله من العل%%%م و المعرفه ومايريد. من خلقه الخاليق فاذا قلنا انه تعالي يطلب العلم

والعرف%ان نعني بذالك انه يريده لئاليكون خلقه عبثا ال انه ينتفع بعلم العالم و عرفان العارف . بل العلماء والعرفاء هم الذين ينتفعون بعلم الله ومعرفته وتوضي%%ح ذلك

ان الله تبارك و تعالي علم وقدره وحيوه في ذاته وهو واحد في فردانيته صمد في قيوميته فهواذاكان وحده و ال يكون معه غيره يعرفه بقي كانه اليكون في العالم علم

وعرفان الن العلم والعرفان شي ء يظهربين شخصين فاذا لم يكن الشخص%%ان ال يظهرعلم وعرفان وبيان ذلك فاحسب نفسك انك تقدران تري وتسمع وتعلم يظهر

لك هذه الصفات باقتضاءذاتك و خاصيتها و لكن ليس هناك نداء وصداء تسمع والشئي تري%ه و تنظراليه والمعلوم فتبقي حينئذ التسمع فتكون سميعا"

والتنظرفتكون ناظرا واليقال انك سميع بصيرو ال يقال انك عالم عليم الن العلم انمايظهربالمعلوم وهوشي ء خارج ع%%ن ذات العالم و كذلك السميعيه والبصيريه

13

انمايظهربشي ء خارج عن ذاتك تسمعه وتبص%ره فاذالم يكن هذين الشئين ال يظهرهناك سمع وبصروكذلك الله تبارك وتعالي فان%ه وان كان عالما" بذاته حيا"

قديرا" بصيرا" سميعا" بذاته ولكن اليظهر هذا العلم والسمع والبصر النه ليس هناك شئي يعلم اونداء يسمعه او شئي اخري يبصره فاليقال انه سميع بصير قبل

المسموع والمبصرو دليل ذلك سئوال الفيلسوف العمران الصابي في مجلس المامون كان يناظراالمام علي ابن موسي الرضا عليه السالم فسئله ه%%ل كان

الكائن االول عالما" بنفسه قبل ان يخلق الخلق فاجاب عليه السالم انم%%ا العلم )اوالمعلمه ( لنفي الخالف وليس هناك شئي يخالفه فيعلم انه غيره فتري االمام عليه السالم ينفي علم الله بنفسه قبل خلقه الخلق الن العلم انما هي بالمعلوم

والمعلوم شئي يخالف ذات العالم و خارج عن ذاته فقبل ان يخلق الله خلقا" اليظهر علم الله بنفسه و بغيره الن نفسه هي العلم و غيره اليك%%%%ون فيعلمه

فلذلك نقول انما قوام العلم بالمعلوم فاذا ارادالله تعالي ان يك%%ون علم وعرفان في العالم يجب ان يخلق عالما" يظهربه العلم وعارفا" يظهر ب%%ه العرفان

فيظهربهماالعلم والعرفان في العالم فالعالم والعارف انما يخلقهما الله تعالي لظهورالعلم والعرفان ال الن يكون هوتعالي عالما" عارفا" فالعلماء هم العله الغائيه

في خلق العالم يظهر فيما بين انفسهم و بين ربهم علم وعرفان فاذالم يكونوالم يكن العلم ويكون خلقه تعالي سفها" عبثا".

ولعلك تقول ان كان العلم والعرفان هي العله الغائيه في خلق العالم ك%%%ان هذان موجودان قبل خلق العالم الن الله تبارك وتعالي علم في ذاته وحيوه ف%ي وجوده

وقدره في ارادته فهو تعالي علم و حكمه فيكون العلم والحكم%ه موجودا"قبل خلق الخاليق فان كان الله تعالي يخلق الخاليق لظهور العلم و الحكمه وهوتعالي

بذاته علم وحكمه يكون ذلك من قبيل تحصيل الحاصل الن العلم ال%%ذي يريده الله بخلق الخاليق يكون موجودا" قبل خلقه الخاليق فاليلزم خلق الخالي%ق لظهورالعلم

والحكمه وان كان يلزم ويجب لعله غائيه اخري . فنقول في الجواب ان العلم الذي هوذات الله تعالي غيرالعلم الذي يعلمه بعلم ذاته انمايريدالله بخلقه الخاليق ظهور العلم الذي يعلم به ويعرف بانه حي عالم

قدير و هذا العلم انمايقوم بغي%ر الله تعالي فاحسب نفسك مثال" في مكان تكون وحدك اليكون معك غيرك فانت وح%دك في الفلوات عالم قادر قاهر ذوعلم وقدره فتحب ان يكون هناك احد يعرفك به%ذا العلم والعرفان فماتصنع ان تريدان تعرف فهل تقول اعرف نفسي فيكفيني اوالب%د من احد غيرك يعرفك بانك عالم عارف

فالبد لك ان تطلب او تخلق عالما" عارف%%%ا" يعرفك بهذاالعلم و العرفان بينك و بين غيرك الن العلم والعرفان اليقوم اال باثنين اواكثرليكون هناك عالم ومعلوم وعارف

ومعروف فالتقوم العلم و العرفان بواح%%د فقط كان الواحد هوالله او غيره فالبد لله تعالي ان يخلق خلقايعرفه بانه هوالله الشريك له و هذا الخلق غيره فيقول احببت

14

ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف فه%%و تعالي يريد بخلقه الخاليق ان يكون هناك احدغيره يعرفه بهذه االوصاف واالسم%اء فيظهربه العلم والعرفان ال انه يريد بخلقه

الخاليق ان يكون عالما" فقط بالمعلوم فانه تعالي عالم بذاته ولكن اليكون هناك احد يعرفه فيخلق الخاليق ليعرفوه فلوامك%ن ان يقوم العلم والعرفان بعالم واحد

مثل الله تبارك وتعالي كان يجب عليه ان يكتفي بعلمه بالمعلوم وعرفانه بالمعروف ولكان الله تبارك وتعالي نال بما اراد قبل ان يخلق مايريد فانه تعالي

اراد ان يكون هناك علم وعرفان وعالم وع%%ارف فهوتعالي عالم حكيم ولكنه تعالي لم يرد بخلقه الخلق ان يكون هوعالما"عارفا"فقط بل ارادان يكون غيره عالما"

عارفا" به فخلق الخاليق ليعرفوه الليعرف الخاليق فانه عالم باالشياء قبل ان يكون شيئا" و عارف بالخاليق قبل ان يخل%%%ق خلقا" فلو خلق الخاليق ليكون هوتعالي

عالما" عارفا" بالخاليق لكان هذا تحص%يال للحاصل و هو محال فخلق الخلق ليعرفوه وليكون معروفا" عندالخاليق ويظهرالعل%م بينه وبين غيره كمايقول احببت ان اعرف

فخلقت الخلق لكي اعرف فهذاالعرف%%ان الذي يقوم بالخاليق غيرالعلم والعرفان الذي هي ذاته تعالي فالعله الغائي%ه هي العلم التي يحصل بعد ان يخلق الخاليق

العلم يعلمها الله قبل خلق الخاليق ولكن اليحصل هذا العلم االبعدان يخلق الخاليق و التقوم اال بالخاليق كما ان الثمره م%%ن الشجره اليحصل االبعد ان يغرس

االشجاروينبت فلذلك تقول الحكماءان العله الغائيه يكون في علم الخالق قبل خلقه الخاليق اال انه اليظهراالبعدان خلق الخاليق واقامتهم في طريق يصلوااليه فلذلك

نقول ان االئمه عليهم السالم والسيما فاطمه س%الم الله عليها هم العله الغائيه ارادهم الله تعالي ان يكونوا ثمره من شجره الخلقه فهم ان لم يكونوالم يكن عله

غائيه لظهورالخاليق ولولم تكن العله لم تك%%%ن المعلول و هذا معني االخبار واالحاديث التي روي عنهم عليه السالم في انهم اذالم يكونوالم يكن شئي كماروي

عنهم بانه لولم تكن الحجه لساخت االرض باهلها و بهم يرزقون و بهم يمطرون وبهم قامت السموات و االرض ان تزوالومثل ذلك ماروي عنه%م .

فصل دوم

اعلم ان المومن بعلمه وايمانه وعرفانه ولوعلي حدضعيف هي العله الغائيه في خلق العالم ومن لم يكن مومنا" عالما"وهوفي خط يخط فيه الي العلم وااليمان فهوايضاعله غائيه يريده الله ويحبه ثمره من شجره الخلقه وبه%%%%ذه النسبه عله

غائيه لخلق العالمين الي ان يظهرمن الناس انسان كامل في علم%ه وايمانه يتم الله تعالي به كلماته و آياته صدقا" وعدال" المبدل لكلماته فالكامل من افرادالبشرالذين

عرفوابكمال العلم والحكمه واكمل الله تعالي بهم دين%ه وكتابه هم االئمه

15

المعصومون ومنهم فاطمه سالم الله عليها و محمد صلي الله عليه واله خاتم النبيين فهوالءاالربعه عشرمعصومون مطهرون ليس بهم وفيهم قص%%ور و تقصير

رفع الله تعالي عنهم النقايص و اذهب عنهم االرجاس واالدناس وطهرهم م%%ن كل نقص وجهل وخطاء تطهيرا فهم كماارادالله خلفاء في ارضه وخزائن رحمته وحمله علمه وحكمته وهم كماجاءفي وصفهم الروايات والزيارات والسيماالجامعه الكبيره

فان االمام الهادي عليه السالم وصف االئمه كماهم عليه في علمهم وايمانهم و حكمتهم ومن االوصاف في هذه الزياره مايقول االمام بكم بدء الله و بكم يختم و

بكم ينزل الغيث وعندكم مانزلت به رسله وهبطت به مالئكته فتري ان الله بدءالخلق بهم ومعني بدءالخلق بهم انهم كانواقبل خلق الخاليق فبدءبهم الخاليق

واق%%ام لهم العالمين كمايقول االمام علي عليه السالم في كتاب يكتبه الي معاويه بن ابي سفيان يكتب فيه بانانحن صنايع ربنا والخلق بعد صنايعنا او صنايع لنافهم

خزائن رحمه الله وحياض علمه وحكمته ومنه فاطمه سالم الله عليهاسيده نساءالعالمين يزهر فيهم كما يزهرالكواكب الهل االرض و لها مقام خاص عنداالئمه

عليهم الس%%%%الم يتوسل االئمه بها كانها سالم الله عليها حجه عليهم كماهم حجه علي العالمين جاء في وصفهاروايات كثيره عجيبه يقول االمام الصادق عليه السالم

يعرف لنامب%ادي علمهم وحكمتهم ويقول منها صحيفه فاطمه سالم الله عليها فيها علم ماكان و مايكون و اسماءالزعماء والسالطين الي يوم القيامه فانااذاتعمقناو

تاملنافي ماروي ف%ي شان فاطمه سالم الله عليها رايناهاسماء" فيهاشموس واقمار وبروج و كواكب فم%%ن هذه الشموس واالقمار االئمه االطهار سالم الله عليهم

يقول الله تعالي هوالذي جعل في السماءبروجا" وجعل فيهاسراجا" وقمرا" منيرا فسماها الله تعالي كوث%را" و من بهاعلي نبيه محمدصلي الله عله وآله وقال

انااعطيناك الكوثر و هذه من عظمه شانهاو علو مقامهاان من الله بهاعلي نبيه محمد فهي الحوض الكوثر التي يحي%%ي بعلمها و نورها العالمين و يقول الرسول اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي هما كهاتين لن يفترقا حتي يردا علي

الحوض و الحوض في هذاالبيان ليس من ه%%%ذه الحياض والمياه هي الحوض الكوثرياوي اليهاويرتوي بها من كان عطشانا" يطل%ب العلم والحيوه فمن عرف

فاطمه سالم الله عليهاعرف االئمه بواليتها و يكمل معرفته بهذه المعرفه فان المعرفه اما يحصل باالسماء و االلقاب كما نقول فالن نبي وف%%الن امام وعلي

اميرالمؤمنين )ع ( وامام المتقين و اما يحصل بحقيقه ماهي عليهاصاحب المقام من العلم والحكمه وان لم تكن له اسماء و القاب و مقام و عنوان ففاطم%ه سالم الله عليهالم يعرف بنبوه وامامه كماعرفت بعلم و عصمه و حكمه و شفاع%%ه من الله

بها علي رسوله بانها بنته و علي علي بانها زوجته وعلي االئمه عليه%%%م السالم بانها امهم و علي االمه بانها ام المؤمنين في تاويل كتاب الله وشفيعتهم يوم القيامه و

روي في شانهابان لهاجالل ليس فوق جاللها اال جالل الله جل جالل%ه و لهانوال ليس فوق نوالهااالنوال الله عم نوالها فجالل فاطمه في هذاالموضع م%ا تجلي بها في

16

عوالم الملك والملكوت بالعلم والحكمته ونوالهاهي البركات والنعم التي خصهاالله تعالي بهابمايحتاج اليه البشريه في الدنيا واالخره فليس لها فوق اال ربهاو خالقهاو

غيرها يتساويها ان لم يكن دونها فهي الجنه و الكوثر و هي اول وافده علي الله تبارك وتعالي الجنه يتبعهاالنبي واالئمه وغيرها من اه%ل الجنه و هي اول من

يخاطبهاالله تعالي و يكلمها في الجنه و يقول لها حبيبتي سليني اعطك ماتشاء يسئل الله تعالي الشفاعه الكامله البيهاو ولدها و سايرالمؤمنين و هي كماعرفت في حديث الكساءعرفهاالله تعالي و قدمها بالذكر علي غيره فقال ه%م فاطمه و

ابوها و بعلهاوبنوها و هي في العالم مبداء الفيوضات و البركات و غي%%رها من اولياء الله اعداد هاوالعددبعدالمبداء و ان كان عددا" كبيراتعم االع%%%%داد فالواحد عدد

والعشره والماه وااللف و واحد من الماليين او ميليارد او فوقها الي ما تصل اليهاكلهااعداد والمبادي فوق االعداد الن العدد من اوله يخرج من المب%%داء فان الله

تبارك وتعالي جعلها اما"في جميع المراتب و الفيوضات من الروحانيات واالنسانيات والمالئكه والناس اجمعين والعلوم والحكم واالمثال وغير ذلك فهي اول روح متصله باراده الله مايشاء و مايريدالله شيئا االو بها يشاء و يريد فهي اول من تشاء بهامشيه الله وتظهربهااراده الله ويفيض بهاالفيوضات والبركات ال%ي الخاليق اجمعين ولذلك سميت مباركه في تاويل ليله القدر و ليله مباركه يق%%ول الله تعالي

اناانزلناه في ليله مباركه و ذلك ان الله تبارك و تعالي الي%%ريد واليشاء شيئا" اال بعد مايعرف بهذه االراده والمشيه لئاليكون ارادته ومشيه لغ%وا عبثا"اليعرف به و انك

لتعلم ان مشيه الله وارادته اليظهر علي وجه العالم للعالمين اال ان تتحول بتحوالت وتتنزل بتنزالت جل هذه التحوالت والتنزالت مراتب سبع%%ه او ثمانيه فهذه الثمانيه

التي تحمل عرش الله علي رئوس العالمين مراتبي الانها عددي و ولعل في كل مرتبه من المراتب خلق عظيم كثير مثال" اذا اراد الله ان يخل%ق علي وجه االرض

شيئا" من االرزاق اوالحيوانات والنباتات فهذاالشي ء الظاهر علي وجه االرض بصوره فاكهه او حيوان و غيرها اذا تعمقتها و تاملتها من مبدئها الي منتهاها رايتها و

قد تحولت بتحوالت سبعه من مبدئهانازال" الي منتهاها و من منتهاهاتصاعدا"وتكامال" الي مبدئها فاول مايفعل الله بعدان يشاء شيئا" بعلمه وقدرته ايجاد ما به يبدء

الشي ء اعني خلق المبادي من نوراو روح يظهربه الحيوه والحركه ثم ماده وجسم يتحرك بالحيوه والروح ثم تركيب واتصال بين هذين ليظهر بهذا التركي%ب و االتصال

مواد حيه متحركه ذواثر و خاصيته بحركتها ثم تركيب اخري بين هذه المواد الحي ليظهربهذه التركيب الواحدات االوليه من المواد ثم تركيب اخري بين ه%ذه

الواحدات ليظهر بها المواد االولي يصنع بهاالجمادات فيظهر بصوره المواد ثم تركيب بعد ذلك ليظهر ترابا" من امالح مختلفه ثم تركيب بين التراب

والماءوالهواءليظهر بهذه التركيب نباتا" او فاكهه ثم تركيب بين هذه النباتات لينموبها حيوان%ا" و غيرها فتري ان الشي ء اليظهرعلي وجه االرض االبعد هذه

التحوالت السبعه فانك ت%ري الفاكهه ثمره علي شجره فتقول انهاتفاحه او عنب و

17

غيرها و غيرك اعمق منك علما" يري الفاكهه ويعلم انهاتركيبات من امالح الترابيه والمائيه والهوائيه ورجل اخري اعمق علما" يري هذه الفاكهه ويعلم انهاتركيبات

وعليهاالوان وحرك%%ات في موادهامن نورالشمس والرابع اعمق علما" من الثالث يري الفاكهه ويري فيها مواداوليه يسميهاملكوال" وغيرهاالواحدات االولي التي

يظهربتركيبهاالواح%دات التي يظهربتركيب هذه الواحدات ماء وهواء وتراب والخامس اعمق علما" من الرابع يري الفاكهه وتري فيهاالمواداالولي مثبتها و

منفيهاباسماء خاص غيراالسماءال%تي سميت بها االشياء في العالم والسادس اعمق علما" من الخامس يري الفاكهه وي%ري مايظهربهاالماده ذااثر و حيوه والسابع اعمق

علما" من السادس يري الفاكهه ويري فيهاالمبادي االولي التي يظهر بتركيب هاالحيوه والحركه والثامن اعمق علم%%ا" من السابع يعلوالمبادي االولي

فينظرالي مشيته الله ويعرف الله بعلمه ومشيته البارادته وفعله فهذه مراتب سبع اوثمانيه في كل مرتبه آحاد من افراد البشر و فاطمه سالم الله عليهافوق هذه

المراتب متصله بعلم الله تبارك وتعالي تعرف مشيه الله اذا شاء و ارادته اذا اراد و غيرها يعرف بعد ان شاء و اراد فهي الكوثر بتمامهاوكمالهالولم تكن لم يردالله

واليشاء شيئا" واذا لم يردالله ولم يش%ا شيئا" لم يكن شي ء النه انمايريد و يشاء ليعرف بارادته و مشيته فيجب ان يكون هناك احد يعرفه بهذه االرادة والمشيه

واليعرفه العارف االبشده االتصال واالرتباط الن المشيه بعدالعلم وعلمه ذاته تعالي فالفصل بين المشيه والعلم وجاء في بع%%%ض الروايات تصف االمام انفسهم بان

قلوبهم اوعيه مشيته الله ويقول االمام زي%ن العابدين عليه السالم في بعض دعواته نحن اشبه االشياء بمشيتك و اولي االمور بك في تقديرك والدليل علي ذلك

ماجاءفي شانهاسالم الله عليهامايدل علي اوليتها و اولويتها عندالله تبارك وتعالي ففي الحديث ماروي في سفيه البحارفي شانه%ا يوم القيامه هي اول وافده علي

الله تبارك وتعالي الجنه فيقول الله ت%بارك وتعالي حبيبتي سليني اعطك ماتشائين الي آخرالروايه وانت تعلم ان الجنه انما يعرف ويدرك ويدخل فيهابتكامل النفس

وتكامل العلم وااليمان البالحركه من مكان الي مكان اوزمان الي زمان فالجنه والجنان مترادفان فالجنان هي الجنه والجنه هي الجنان والجنان قلب االنسان

يفيض الله تبارك وتعالي عليه من رحمته الواسعه يجعل علم االنسان كعلمه وارادته كارادته اراداالنسان شيئا" ان يقول له ك%%ن فيكون كمااذا ارادالله شيئا" يقول له

كن فيكون ففي الروايات ماجاءفي عب%%د يتقرب الي الله بالنوافل يحكي االمام عن الله تبارك وتعالي يقول اليزال يتقرب الي عبدي بالنوافل حتي كنت سمعه الذي

به يسمع وبصره الذي به يبصر و يده الذي به يبطش حتي انه اذاارادشيئا" يقول له كن فيكون كماانااذا اردت شيئ%%ا اقول له كن فيكون فقلب مثل هذالقلب واراده

مثل هذه االراده هي الجنه والجنان فاالول في هذه الحاله اول في الجنه والثاني فيهاثان والثالث والرابع كذل%ك فتري في هذاالحديث بان الله تبارك وتعالي يخاطب فاطمه بالواسطه لما انه%%ا اول وافده علي الله ومسلم ان االوليه في هذه الروايه

18

انماهي بالتكام%%%ل و االرتباط اوليه الرتبيه الاوليه الزمانيه والمكانيه كماروي عن رسول الله )ص ( حين سئل بماذا سبقت علي االنبياء وانت آخرهم فقال لقد سبقتهم باالقرار فالسبق%ه باالقرارغيرالسبقة بالزمان اوالمكان فهذه السبقه

انماهي رتبي تكاملي ف%%ي العروج الي الله تبارك وتعالي وجاءفي بعض الروايات عن الرسول )ص ( انه ق%ال الجنه حرام علي االنبياء واممهم االبعدان ادخل فيه انا

وامتي وروي عنه صلي الله عليه واله في وصف المحشرقال اناالحاشر يحشرالناس علي قدمي فتري انه صلي الله عليه واله اول من يدخل الجنه من

االنبياءوامته كذلك من االمم فهذه االوليه انماهي بالرتبه والكمال فانه اكمل االنبياءواشرفهم كمااتم الله ب%ه دينه و ختم به النبوه فكماان االوليه في هذه الموضع

انماهي بالرتبه والتكامل كذلك االوليه في قوله هي اول وافده علي الله تبارك وتعالي الجنه وايض%%%ااولت سوره القدروالليله المباركه في القرآن بهاسالم الله

عليهايق%%ول الله تعالي اناانزلناه في ليله القدر و انا انزلناه في ليله مباركه فاذاكانت ه%%ي ليله القدروليله المباركه التي يفرق فيهاكل امرحكيم يجب ان ينزل

الق%%رآن في وجودهاسالم الله عليها الن الله يقول اناانزلناالقرآن في ليله القدر ومعني نزول القرآن في وجودهاتكاملهابعلم القرآن وحقايقه فهي كانهاظرف

لمظروف و هو علم الله تعالي في القرآن جعل فيهافقلبهاوعاءلعلم القرآن وحكمته وايضا روي في شانهابان لهاامومه االئمه يعني بذلك انهاام لالئمه جميعا" واالمي%%%ه

في هذاالمورد ليست بمعني االميه بالتوليد الن لكل امام من االئمه والده غي%رها بل االميه في هذاالمورد بمعني االصاله واالصليه في العلم والحكمه واالم اص%%%ل

لفروع يتفرع عليها ومعني هذه االميه انهاام االئمه بالروحانيه والعلم والحكمه و سايرالفيوضات والكماالت و لعله علي ذلك ماروي في شانهابانهاام ابيها والب%%د من التعمق في هذه الروايه المشهوره من الرسول صلي الله عليه وآله حيث كني ابنته

باالميه فقال ام ابيهاماالدليل في هذه التكنيه وقال بعض العلماء في وصفهابهذه الكيفه بانها خدمت اباها و عاونته في البيت قبل تزويجهابعل%%%ي عليه السالم وكانت

تخدم كماتخدم االم ابنه لكن اليناسب هذه الكنيه بدليل مثل هذه الخدمه كم من انسان يخدم انسانا" اخري واليقال للخادم اب و ام فان فاطمه سالم الله عليها و

ان خدمت اباها كثيرا" في البيت قبل التزويج ولكن اليمك%ن ان تكون اكثرخدمه البيهامن ابيهالها حتي تنقلب من البنتيه الي االميه ولعل ه%ذا الحديث ينظرالي معني

اخري علي ماوردمن االئمه بانهالهاامومه االئمه فان كان%ت لهاامومه االئمه بمعني اصل الواليه و مبدئها و معني اصالتها و اميتهاان الفيوضات والبركات بهاومنهايبدء و

فيهايجري علي الخالئق اجمعين فالرسول ولي وامام بتعبير اخري قبل ان يكون رسوال" نبيا" واعمق من هذه الروايه قوله وهي روحي الت%%ي بين جنبي وانالنعلم ان

رساله الرسول ونبوته ونبوغه انماهي بالروح البالبدن وفاطمه روحه كماهي امه )ص ( الي هناينتهي ماورد في وصفهامن االيات والرواي%ات ومااولت من االيات

من امثال ليله القدروام الكتاب وليله المباركه .

19

ثم البدلنامن بيان علمي يبين لناحكمه ماارادالله بفاطمه لالمه ولالمامه فنقول انه البدلكل عددمن المخلوقات في العالم من مبدء ولكل مبدء يتولد منه االعداد مبدء )بضمه الميم ( فالبدللعددمن المبدء و البد للمبدء من الُمبدء لالعداد والمبادي ث%%%%م

المبدء للمبادي واالعداد علي اقسام االول الُمبدء للمبادي ثم االع%%%%%دادبمعني الفاعليه و الجاعليه ويسمي في الحكمه بالعله الفاعليه وهوالله تبارك وتعالي معلل المعلوالت و مشيئي االشياء مبدءالمبادي )بالضم ( واالعداد بارادته وصنعته البتجلي%ه و جلوته كمايقول بعض فيصفونه بمبدءالمبادي و عله العلل بالتجلي الباالراده فالعله

بمعني التجلي ينتهي بهااالمربان يقول ان الموجودات وكل ماظهرعلي وجه العالم اثرذاتي لله تعالي كلمعات النور من الشمس و ظهورالحراره من النارفليس عليت%ه

تعالي بهذاالمعني ان يكون ماظهر اثرذاتي له بل العليه بمعني االراده ف%%كل ماظهرفي العالم ظهر بارادته و صنعته البذاته و وجوده فان الشي ء اوالشخص

اليك%ون مختارا" باظهارآثاره الذاتي بل االختيارانمايكون بظهور آثاراالرادي فاث%ارك الذاتي مثل انك تكون وتري في اعين الناس فلست تقدران التري عندالن%اس وان التكون بعد ماكونك الله تعالي وآثارك االرادي مثل ماتتكلم و تعمل و تفعل وتقوم

وتقعد فانك قادرمختاران تمنع آثارك االرادي مثل القول ولست بقادرمختار ان تمنع آثارك الذاتي والوجودي مثل ماانك كائن مرئي متحيزفي مكان و زمان فالعالم

باجمعهاآثار ارادي لله تبارك وتعالي كان الله ولم يكن هذه االث%ارو االفعال والخاليق ثم ارادان يكون فخلق المبادي ثم اخرج من المبادي االع%%داد واالفرادفكل ماعلي

وجه العالم من الخاليق الماديات و الروحانيات والمالئك اث%ر ارادي لله تبارك وتعالي لم يبدء منه بل بدءبه وبارادته فهوتعالي العله الفاعليه فهوالفاعل الجاع%%ل

واليوصف بالعليه كمالم يصف نفسه بتلك الكلمه الن العله من جنس المعل%%ول و المعلول من وجودالعله كالناروالحراره ولم يظهرالمخلوقات منه تعالي عن ذلك بل

اراده وفعله وصنعه فاليوصف بالعليه بل باالراده والفاعليه فالبدالف%%%%راد الخاليق واعدادهامن المبادي كماهي شان العدد والمبدء فلم يظهر عدد لولم يك%%ن

مبدءكالقطرات يخرج من البحار واللمعات يخرج من مبادءالنور والنباتات كذل%%ك من مباديهاالترابيه والهوائيه والمائيه ثم انه البدللمبادي من مبدء)بالضم ( يبدئها ال من شي ء الانه يبدهامن شي ء فان الشي ء اذاب%دي من شئي اخري يكون عددا"

المبدء" فالمبدءمايخرج المن شي ء كمايقول االمام علي%ه السالم خلق االشياء المن شئي كان قبلها و يصف الله نفسه في سوره االخالص بانه لم يلدولم يولد فبقوله

لم يلد ينفي عن نفسه المبدئيه )بالفتح ( النه اذاولدمنه شئي بكيفيه التوليد اوالتجلي اوالتحول يكون مبدءلماتفرع عليه وظهرمنه والفروع من جن%س االصول وبقوله لم يولدينفي عن نفسه ان يكون عددا" ليكون مخلوقا" مح%%دودا" معدودا"

الن الشي ء اذا تولد من شي ء باي نحو كان التولد بالظهوراوالفرعيه من اصل فهوبعض من كل يكون عددا" والبدلكل عدد من مبدء فينفي الله تبارك وتعالي في

هذه السوره عن نفسه و وجوده ان يكون مبدء او عددا" فهو مبدء المبادي بضم

20

الميم واليوصف بالمبدئيه تعالي عن ذلك علوا" كبيرا" فهوتعالي العله الفاعليه صانع مري%د مختار ذوعلم و حكمه قبل ان يخلق شيئا"فيشاء ان يخلق شيئا يوصف مشيته ه%%%%ذا بالمبدئيه و للمشيه في هذاالموضع معنيان معني وجودي مرتبط بعلمه تعالي

فهو كان عالما" بانه يخلق مايخلق بعد ذلك ومعني اخري وجودي مرتبط بما اراد فخلق و مصداقه المبدء االولي لخلق الخاليق فمشيته مخلوق بالمعني الثاني وعلم

بالمعني االول تقول شاء اذا علم بعلمه انه يخلق شيئا" ولذلك جاءفي الروايات بان الله تعالي خلق االشياء بالمشيه وخلق المشيه بنفسها و المشية المخلوقه في

هذاالموضع ما اراده تعالي ان يكون الخاليق فاوجد للخاليق مبدء وصفه بالمشيه الن المشيه لله تعالي غيرالمشيه لنا و منا فمشيتناخاطره يخطر ببالناو اليظهرفي

الخارج شي ء و مشيته تعالي مايخرج بارادته وهواول خلق من المخلوقات و هو مبدءالمخلوقات بفتح الميم ولذلك سئل عن الباقر عليه السالم عن اول شئي خلقه الله فاجاب عليه السالم اول شئي خلقه الله تعالي االصل الذي بدء منه االشياء النه البد لكل شئي حقيراكان او عظيما م%%ن مبدء فانك تقول اول ماخلق الله تعالي نور

محمد و نحن نقول اول ماخلق%%ه الله تعالي المبدء الذي بدء منه و صنع به نور محمد فانه و غيره من االنبياء و االولي%اء اعداد او صنايع صنعه الله تعالي بيده والبد

لكل عدد و صنعة من مبدء قبلهايصنع به ويخرج منه فمحمد صلي الله عليه و آله بناء بناه الله و خلقه و ركبه و صوره والبد لكل بناءمن مبادي قبلهايبني الله البناء

بها كاالنسان في صنايعه يهيئي لم%%%ا يصنعه اوال"المواد التي يصنع بها صنعته كاالخشاب لالبواب والتراب والطين للبناء ثم يصنع بهامايصنع فمشيته تعالي بدءها

المن شئي اول اصل منه اوجده بالسابق%ه فاخرج منهامااخرج من المخلوقات فخلق الله تعالي االشياء بالمشيه والمشي%%%ه بنفسها و معني جعل المشيته بنفسهاالجعل االول وهوجعل الشي ءال من مبدء جعل بسيط ال جع%%ل مركب اعني اخراج الشي ء

من معدنهاو جعل الشيي ء شيئا". ولعلك تقول المشية هناك وموارد اخري مثلهابمعناه المفهومي التي تنشاء م%ن

العلم البمصداقها الخارجي التي يوجدها و يصنعهابعد ماشاء فان المشيه في االنس%ان خاطره يخطر بباله يشاء قبل ان يفعل ويريد قبل ان يعمل ولعل الله تبارك وتعالي كذلك في مشيته وارادته يشاء شيئا" قبل ان يخلقه . فنقول ان

المشيه واالراده من الله تبارك وتعالي كلهافعل وعمل الن المشي%%%ه بمعني الخاطره انمايكون في االنسان يشاء شيئا" بعدالتفكر والتروي ثم يتفك%%ر فيما شاء ليعلم ان مشيته يوافق الحكمه والمصلحه ماه في ماه اوال" فاذا ايق%%ن بان مايريد

و يشاء علي وفق المصلحه فعل بعدذلك ثم انه بعدماايقن انمايشاءعلي وفق المصلحت يعجزان يخلق مايريدفي آن مافبين مشيه االنسان وعلمه القطع%%%%ي

اليقيني فاصله زماني لضعف علمه وعقله ثم بين علمه و عمله فاصله زماني ايضا لعجزه فاالنسان اليقدر ان يعلم آنا" ماعلما" يقينا" واليقدر ان يعمل ويصنع م%ا يريدآنا" ماخلقا" يوافق الحكمه والمصلحة فالبدلالنسان ان يعلم اوال" ثم يتروي

21

ويتفكر فيما يعلم ثم يهئي مايريدان يصنعه و يهيئه لما يريدولكن الله تبارك و تعالي اليكون كذلك في علمه وحكمته لم يبدء علمه عن جهل يتروي ويتفكرلينته%ي الي

اليقين فعلمه ذاته وذاته علمه فهوعالم باالشياءقبل االشياء كما هو عالم ب بها بعدها فهو يعلم ماكان و مايكون الي االبد ويعلم ان لوكان كيف يكون ويعلم مال%م يكن ان لوكان كيف يكون يعلم كل شئي في وقتهافاليكون مشيته تعالي بمعن%%%%ي الخاطره

والتروي فاليشاءاالان يفعل واليريد اال ان يعمل فارادته ومشيته فعله ال ان يكون معني قبل الفعل كالمشية واالراده في االنسان ولذلك يقول خلق المشية بنفسها

الن المشية بمعناه المفهومي و بمعني الخاطره ليست بمخلوق انماهي العلم وهواثرالذاتي لله فالعلم بذاته مشيته والمشيه بذاته علم فليست المشية بهذا

المعني مخلوق واليكون الله تبارك وتعالي ذومشيه بهذاالمعني ومشيت%%%%ه بمعناه المفهومي علمه تعالي ازلي كوجوده وذاته فالمشيه المخلوقه منه تعالي بمعني اول

خلق يخلقه المن شئي وهوالمبدء لما يبدء منه بعد ذلك فالمشيه في الحديث المشهور)خلق الله االشياء بالمشيته و خلق المشيته بنفسها( بمعناه المخلوقي و

المفعولي فاول مشيته تعالي ابداعه االصل الذي ينشاء منه ما يريد من المخلوقات والموجودات فهوتعالي الفاعل لمايشاء مبدءالمبادي ومعلل العلل اليكون في ذاته مبدء"وال عله " بمعناه الطبيعي والفلسفي كمايقول علي عليه السالم في بع%%%ض

خطبه كيف يبدء منه ما هو ابداه ويعود فيه ماهوااجراه اذا" لتجزي ذاته والمت%نع من االزل معناه فهوتعالي فعال لما يريد و اول مافعل مشيته يعني شي ء واصل ابدعه بمشيته االولي بعدان علم فالبدلله تعالي كماانه البد لكل صانع و فاعل ان يخل%ق خلقا" اوال" يجعله اصال" ومبدء" يخرج منه مايريد من االعداد والمشتقات بل الب%د

له تعالي ان يجعل اوال" مبادي متعدده متباينه في ذاتهايخرج منهامايريد م%ن المخلوقات بالتركيب النه اليمكن التحول والتغييرفي ذات بسيط ساذج اليكون ف%ي نفسها غير نفسها الن الشي ء بذاته اليتغير و اليظهرفيه التغييرو انماالتغييربالتركيب واليظهرالتركيب االمن مبادي متفاوته " متباينه " والاقل من مبدئين اثنين اآلثار في

عالم المخلوقات والموجودات كلهامن الحيوه والحركه انماهي بالتغير والتركيب والتركيب االمن اجناس مختلفه وال اقل من جزئين فعلي هذا نقول ان الله تبارك وتعالي من حيث الفاعليه مبدءمبدع )اسمي الفاعل ( يريد ان يخلق خلقا" فيخرج

بهذا الخلق من الخفاء والكتمان فيشاء ان يكون غيره فهذه المشيه االولي مبدء لما يريد ان يخلق فيمابعد وما يخرج ثم مايخرج من ه%%ذه المشيه من المخلوقات اعداد فاعدادالمخلوقات مايخرج من المبدء بفتح الدال والمبدء ه%%ي المشيه االولي التي

يظهربنفسها والله تبارك وتعالي هوالمبدء لهذه المبدء وما يخرج منه من االعداد فهناك ثالث اصول متواليات البدبينها من فواصل زماني الفواصل رتبي فاالول في

هذاالموضع هوالله تبارك وتعالي اول بالاول سابق علي االوقات و االعدام فهو اول اليوصف باالوليه من الزمان وال باالوليه من حيث الرتبه والتقدم الوجودي بل هواول بالكم والكيف وال اضافه و افاضه اول مطلق كمايصفه موالناعلي عليه السالم سبق

22

االوقات واالعدام فانك ان تظن ان هناك شيئا" قبل الخلق قديما و اوال"كائنا في نفسها شي ء غيرمخلوق اليحتاج الي محدث يحدثه لكان هي الزمان والعدم ان

العدم بمعناه الواقعي اليمكن ان يكون مجعوال" بل يكون غيرمجعول واال فاليكون عدما" و كل ماكان غير مجعول ازلي ابدي فالبد لنا ان نقول بانه ان كان في االزل

شي ء مع الله تعالي لكان هو العدم والزمان الن العدم اوالزمان ان كانا شيئان " اليك%%ونان مسبوقان " بسابقه فتري عليا")ع ( يقدم وجودالله تعالي علي العدم

والزم%%ان و يقول سبق االوقات كونه والعدم وجوده وكذلك االوقات والزمان امر عدمي اعتباري اليكون مجعوال" بجعل الجاعل فان تظن ان الزمان يكون شيئا"

ايضا كمثل مفهوم الع%%دم فهوالشئي اليكون مجعوال" وكل ماثبت بانه غيرمجعول فهو قديم فالزمان ايض%%%ا" قديم الن الزمان ظرف لمايظهر فيه والظرف مقدم

علي المظروف فالزمان ان ك%%ان مجعوال" يجب ان يكون في زمان قبله والزمان الذي قبله كذلك يجب ان يكون ف%ي زمان قبله فيتسلسل اويدور و كالهما باطل

فالزمان والعدم مترادفان ليستابشي ء فيكوناقديمين اوحادثين بل هماامران اعتباريان يعتبر بالشي ء الحادث فاذاحدث شي ء بالسابقه قلناانه لم يكن فكان فمن

حيث انا نقول انه لم يكن نعتبر عدم هذا الشي ء ومن حيث اننانقول فكان نعتبرله زمانا" فالزمان والعدم مفهومان يتبعان وجود الشي ء الحادث واليتبعان وجودالقديم

ان القديم هوالذي يسبق مفاهيم االوقات واالعدام . فنقول ان الله تبارك وتعالي اول المطلق وال يقيد بهذه االوليه ايضااال انه يوجد

شيئا" ويخلق خلقا" فاذا خلق خلقا" وكان شيئا" بعدان لم يكن قلناانه تعالي اول قديم و هوتعالي اول االوائل والاول له ولولم يخلق خلقا" اليوصف باالوليه ث%م بعد هذايشاء بمشيته يبدع و يوجد شيئا" المن شئي فيجعله مبدء" واالوليه لهذاالشي ء اوليه زماني فيظهرفي الزمان ويكون بينه وبين الخالق امد غير متناه ف%%ي االزل النه البدلهذاالشي ء المجعول المخلوق ان يوجدالمن شئي ويوجد بعد ان لم يكن

شيئا"النه ان وجد هذاالشي ء من مبدء قبله فهذاالشي ء الذي يكون مبدء له اماكان في االزل فيثبت مع الله شي ء غيره قديم اليكون الله تعالي خالقا" له وان كان

هذاالمبدء وجودالله تعال يجب ان يخرج من وجوده تعالي شي ء باي نحوكان بالتجلي كظه%%%ور الشعاع من الشمس اوبالتوليدكظهورالنبات من الجماد فيتجزي

ايضا" ذاته كم%%ا يقول موالناعلي ايضافي بعض خطبه كيف يبدءمنه ماهوابداه ويعودفيه ماهواجراه اذالتجزي ذاته فاليكون الله تعالي مبدءا لشئي يخرج منه

بالظهور اوالتجل%ي الن الظهور و التجلي انمايكونان من شي ء لشئي اخري فيظهرله ويتجلي له و كيف يمكن لنا ان نتصورشيئا" اليكون الله معه فيتجلي ويظهرله كل

ذلك اليناسب تجرد ذات%%%ه تعالي عن كل قيد و حدود داخلي او خارجي فنقول كان الله تعالي ولم يكن معه شي ء فاخرج شيئا" المن شئي جعله مبدء لمايريد ان يخلق

فيمابعدمن اعدادالمخلوق%%ات فالله تبارك وتعالي كان ولم يكن شئي معه فهوالمبدء)بكسر الدال (ثم جعل المبادي فجعل%%ه اصال" لمايتفرع عليه ثم بعدذلك

23

اخرج من هذه المبدء اوالمبادي اعدادالمخلوقات والموجودات فبين هذه الثالثه العددوالمبدء والمبدء )بالضم ( فواصل زماني .

اليقول احد انا لوجعلنابين الله وبين خلقه فواصل زماني لكان ينتهي ذالك الي االزل فيما النهايه له ويلزم من ذالك تعطيل الفيض فيمااليتناهي الن الله قديم والخل%%%ق

حادث بحدث زماني قلناانا النجد هذه الفاصله االزمه بين الحادث والقديم وليكنه البدمن ذالك هذاشان الحادث والقديم غيرقابله للرفع واالل%%م يكن الحادث حادثا"

والقديم قديما" اويجب من ذالك قدم المبادي وانه اليك%ون مجعوال" لله تعالي اوحدوث رتبي ان ينشاءالخلق من وجودالخالق ان يكون الخالق مبداءوالخلق يشتق منه وينتهي ذالك الي بطالن الخالق والمخلوق فهوتعال%%%ي فاعل من حيث االيجاد

واالبداع و ماشاء في اول ما شاء مبدء لما يشتق منه فيمابعد م%ن االعداد. ثم انه البدلكل شئي ان يكون له عله غائيه كمايكون له عله ماديه وفاعليه فم%%ن

حيث العله الغائيه ايضايكون شئي مبدء" واخري عددابالنسبته اليه ومن ه%%ذا المبحث يظهرموقعيه فاطمه سالم الله عليهاو يظهر كوثريتها و انهامبدء لنزول

بركات الماديه والمعنويه وكذلك يظهرموقعية ائمه المعصومين سالم الله عليهم فالعله الغائيه ايضا" كالعله الفاعليه والماديه عله مستقله اصيله في ذاته عله لو لم تكن لم تكن المعلوالت كماان الفاعليه والماديه كذلك فلولم يكن الفاع%%ل لم يكن

فعل ابدا" ولولم يكن فعل لم يكن شي ء في العالم وكذلك العله الماديه التي جعلناهامبدء" لمايظهرمنه فلولم يكن المبدءلم يظهرالعدد الن الله تبارك وتعالي اذا

ارادان يخلق نمله اوبقه اواكبرواصغرمن ذلك البدله تعالي ان يخلق شيئا" يؤخذ منهاجسم هذه االشياء و روحا وساير مافي خلقتهامن الذرات والق%وي التي

يظهربهاالحركات والسكنات فلولم يكن في العالم شيئي اولولم يخلق الله تعالي في العالم شيئا" يظهربه الجسم كالموادوالذرات اوشيئا" اخري يظهر بهاالروح والنور و

سايرالقوي اليمكن بل يمتنع ان يظهرشي ء في العالم صغيرا" اوكبي%%%را فالمبادي ايضاكمثل الفاعل عله تامه في ذاتهاثم بعدالفاعل والمبادي العل%ه الغائيه والعله

الغائيه هي التي يستهدفه الفاعل ويريدالشي ء الجله كالثم%%%ره لغرس االشجار و منافع كل شئي كالسكني للبناء والركوب للسيارات والطي%%%ارات فلوعلم الفاعل انه الينتفع بهذاالمسكن اليبنيه او الينتفع من هذه السي%%%ارات اليصنعها فالبد لكل فعل يفعله الفاعل الحكيم من عله غائيه اي منافع يظهر بهاو منهاينتفع بهاالفاعل

الحكيم لئاليكون فعله هذالغوا" وعبثا" وهذه العله ايضا" في ذاتهااصل و فرع فالعله الغائيه التي هي اصل في ذاتهايريدها الفاعل اوال" ثم يريد ما يتفرع عليها مبدء

لظهور ما يتفرع عليهاو ما يتفرع عليهاعدد فالعله الغائيه التي هي اصل مثال" لغرس االشجار هي الثمرات والعله الغائيه الفرعي%ه في شعاع هذااالصل هي االوراق

واالوراد من االشجاروكذلك العله الغائيه التي هي اصل في بناءالمساكن هي االنتفاع الكلي بالسكني والتي هي فرع علي هذااالصل سايرالتزئينات والذي يريده الله تبارك

24

وتعالي في خلق آدم باالصاله ثم غيره بالفرعيه يسمي مبدء" وعددا" في العله الغائيه ايضا"كماكانت المبادي اصال" ومايخرج منهامن االعداد فرعا" عليها فالبدان

ينظرفي عمق ودقه فيماظهرمن االيات والروايات التي يعرف لنا كل شئي كما هي عليه في ذاتها و قيمتها واصليتها و فرعيتها و ما يريد باالصاله اوغيرهافان االيات

والروايات يعرف لناكل شئي كما هي بمتنها ولطائفهاكماروي عنهم عليهم السالم في قولهم انه فينانزل كرائم القرآن وم%ا في كتاب الله من كريمه في جهتيه الحق والباطل االوعنانا ربنا واعدائنا و الظالمين لحقنا و علي ذلك تري انه مامن آيه من

مثل االيات الذين كفروا والذين ظلموا اال و اولت بمن ظلم آل محمد حقهم و كفربهم وما من آيه من امثال الذين آمنوا والذين يومنون والذين يصدقون والذين

يتقون و امثالها اال و اولت بمحمد وآل محمد عليهم الصلوه والسالم انهم المومنون والمتقون حقا" وسئل عن الحسين كما روي في كتاب بالغه الحسين قيل له

مامعرفه الله فاجاب )ع ( ان معرفه الله معرف%ه االمام الذي افترض الله طاعته علي الناس فمن عرفهم عرف الله و من ع%رف الله عرفهم وكمافي دعاء

المشهور اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك الح فيظهرمن هذه االيات والروايات ان االئمه المعصومين )ع ( اصول ارادهم الله تبارك

وتعالي اول ماار ادان يكون احد من خلقه ثم ارادبعدهم و عليهم ساير الناس ولذلك قيل لوالالحجه لساخت االرض باهلها و قيل الحجه قبل الخلق وبعد الخلق ومع

الخلق . فصل سوم

في تحقيق المبادي

فنقول في تحقيق المبادي واالصول االوائل ثم الفروع واالعدادمنهاففي العلل االربعه االولي التي قلنا انه ال يكون شي ء شيئا" و ال يظهر شي ء االبهذه

االربعه بحيث لولم يكن واحدمنهالم يكن شي ء فاالول في هذه االربعه التي يكون اصال" ومبدء" لمايظهر بعدها هوالله تبارك وتعالي فهوكان ولم يكن شي ء قبله و معه

ويكون وال يكون شي ء بعده ومعه فهو تعالي اول لهذه االربعه فكان ولم يكن معه شي ء فاراد ان يخلق مااراد فاول ماخلقه الله تعالي المبادي التي يخرج منهاالجن واالنس و المالئكه والنور و الماده و غيرها فاالصول بمعني المبادي لم يكن ال في ذات الله و المع الله ثم كان باراده الله لم يخلق الله تعالي شيئا" من اصول ازليه

كان منه او معه فانه ان كان الخاليق ظهر من الله تعالي بالتجلي او باالظهار او بالتحول كان الله تعالي مبدء فيقال انه تعالي جعل نفسه خلقا" بعد ان كان خالقا"

و مصنوعا" بعد ان كان صانعا" كماروي عن علي عليه السالم اذا"لتجزي ذاته و المتنع من االزل معناه و ان كانت االصول والمبادي التي يخرج منها اعداد

25

المخلوقات و يتفرع عليها االشياء مع الله في االزل بحيث لم يجعله الله تعالي و لم يخلقه الله بل كان ازال" ويكون ابدا"كمايقوله الماديون و الطبيعيون لكان هذه

المبادي معه ازال"لم يخلقهاالله تعالي مع انه تعالي ادعي في كتابه بانه الذي جعل كل شئي و ابدعها فكيف يكون خالقا"لماكان معه في االزل اوكيف يدعي انه خلق ماكان معه في االزل فالبدان نقول ان االصول و المبادي االولي ظهر باراده الله

تعالي خلقها المن شئي كمايستفادمن االيات و الروايات بانه تعالي اوجد المبادي وابدعها ثم اخرج منهاسايرالخاليق ففي خطبه فاطمه سالم الله عليها انه تعالي

اخرج االشياء ال من شي ء كان قبلهاو مثله في بعض خطب نهج البالغه انه تعالي سبق االوقات كونه والعدم وجوده فيلزم من ذلك ان يجعل االشياء ال من شئي حتي يكون هوتعالي سابقا" عليها ويكرر مثل هذه الجمالت )خلق االشياء المن شي ء كان

قبلها( فيماروي عنهم )ع ( وفي االيه االولي من سوره االنعام انه تعالي جاعل النور والظلمات يخبر عن جعل النور والظلمه بجعل بسيط و الجعل البسيط ان يجعل

الشي ء بالسابقه و بال مبدء و في قباله الجعل المركب وهوان يجعل الشي ء شيئا"اخري كما يجعل التراب نباتا" ويجعل النبات حيوانا" وانسانا" وغيرها فيخبرالله

تعالي بانه جعل النور و لم يخبر بانه اظهرالنور او تجلي بالنور و غيره فهو تعالي اول للعل الماديه والمبادي خلق المبادي ثم اخرج منها المخلوقات فكذلك هوتعالي

اول بالنسبته الي العله الصوريه الن العله الصوريه في ذاتها كم و كيف و هندسه و تقديرو قواعد يظهر علي مدارهااالشياءبصور مختلفه و هذه المقادير و القواعد كلها

ظهر بارادته فهو الذي اخرج الكم والكيف والحساب والتقدير من مبادئها كما روي عن علي ايضا"بانه خلق االشياء بال احتذاء امثله امتثلها فلم يكن قبل خلق العالم كم

وكيف وهندسه و تقدير و حساب و مقياس كل ذلك كان في علمه تعالي و علمه ذاته ثم اخرج هذه المقادير والمقائيس علي ماعلم قبله فهو تعالي اول للعله

الصوريه كماكان اوال"بالنسبته الي المبادي ثم انه تعالي اول ايضا بالنسبته الي العله الغائيه الن الغائيه هي التي يريدهاالله تعالي و يجعل الشي ء لظهورها والعله الغائيه

يظهرمن الخاليق بعد خلقتهاويقال في تعريفها بان العله الغائيه اول في علم الخالق و آخر في خلقه و فعله فهو تعالي يريدالعله الغائيه في علمه اوال" ثم يخلق الخاليق

لظهور مااراده في العالم مثال" انه يريد من خلقه الخاليق ان يعرفوه كما روي كنت كنزا"مخفيا" فاحببت ان اعرف فاحببت ان اعرف قبل الخاليق فخلق الخاليق ثم

ظهربها المعارف و المقصود من هذاالبحث اثبات المبدء والعدد في كل شئي من العلل الثالثه .فنقول كل شئي في العالم اما مبدء واما عددمن هذاالمبدء ففي

العلم والحكمه ان الله تعالي اول اليجادالعلل الثالثه بعده و العلل الثالثه عدد بالنسبه الي المبدء العظيم )بالضم ( و هو الله تبارك و تعالي واوليته تعالي في هذاالمورد اصالته باالراده البالتجلي و االشتقاق كماتقوله الفالسفه فهو تعالي اول بمعني انه

يوجدالمبادي لخلق العالم المن شي ء ثم يخرج من هذه المبادي ساير المخلوقات و يخرج من خلقه مايريد من العله الغائيه فهو اول والمبادي ثان بارادته ثم االعداد من

26

المبادي ثالث ثم من االعداد العله الغائيه رابع و اما العلل الثالثه بعدالفاعل هي المبادي و االعداد و النتايج بمعني الثمرات من االعداد فالمبادي اول لمايظهر منه

بعد واالعداد ثان من المبادي والفوائد و النتائج ثالث يظهر من االعدادثم ننظر هناك الي العلل الغائيه وهي مايريده الله تعالي من خلقه الخاليق و هذه العله ايضا"

مبسوط علي الخاليق بمعني ان كل شئي في العالم من االجزاء و االفراد و مجموع هذه االجزاء واالفراد خلق لظهور عله الغائيه فكل شئي خلق لشي ء اخري خلق

التراب لظهور النبات و

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( خلق النبات لظهور الحيوان و خلق كل شئي لظهوراالنسان وخلق االنسان لظهورالمعارف فالمعارف العله الكليه الغائيه خلق كل

شئي لالنسان وخلق االنسان لظهور المعرفه والمعرفه ماارادهاالله تبارك وتعالي من خلق العالم كما روي في احاديث المعراج ان الله تبارك وتعالي ق%ال لنبيه خلقت االشياء الجلك و خلقتك الجلي ويخاطب الله تعالي نبيه موسي بقول%ه و اصطنعتك لنفسي اي خلقتك الجلي وروي ايضا خاطب الله نبيه بقوله اناوانت

وخلقت االشياءالجلك فاالنسان الكامل مثل النبي )ص ( واالئمه عليهم السالم ثم االنسان العارف وان لم يبلغ معرفته حدالكمال هي العله الغائيه يعني ان الله تبارك

و تعالي اراد االنسان لعرفانه وارادالعرفان لنفسه كماقلنافي ماسبق ان المعرفه هي التي اراده الله تعالي بخلق العالم وقلنا انه اليثبت بذلك احتياج من الله تعال%ي ليقول قائل ان الله احتاج الي ظهورالمعرفه بينه و بين خلقه وخلق الخاليق

لظهور المعارف فليس هذابمعني االحتياج تعالي الله عن ذلك بل هي بمعني الحكمه والهدف النه اذا لم يكن للشي ء عله غائيه يكون هذاالشي ء لغوا" وعبثا"

وتعال%%ي الله عن اللغووالعبث انه حكيم ذوحكمه و تقتضي حكمته ان يصنع الشي ء لظهورشئي اخري يكون بمعني العله الغائيه فيخلق الثمرات والفواكه لتغذيه

االنسان و يخلق النورليستضيئي به االنسان و يخرج به من الظلمات الي النور ثم يخل%ق الظلمه و الظلمات ليعرف بهاالنوروالضياءوكذلك يخلق كل شئي

لظهورالفائده لشئي اخري فيخلق االنسان ايضا لظهورالمعرفه ويريدبخلق االنسان ان يعرف به و يعرف باالنسان ماصنعه وخلقه فالمعرفه هي العله الغائيه من خلق االنسان . ثم انه البد لظهور المعرفه من مظاهريظهربهاالمعارف المعارف كمثل الثمرات و مظاهرهاكمثل االشجار فاالنسان شجره تظهربه ثمره العلم والمعرفه

واالنسان كذلك مظهرلظهور المعرفه والمعرفه في ذاتها مقوله بالتشكيك ذومراتب شديده وضعيف%ه يعني ان المعرفه كساير ما في العالم يبدء صغيرا" ثم يكمل حتي ينتهي الي الكمال وبين هذه الكمال والمبدء درجات كثيره ال يحصي فاالنمله تعرف

مااراد الله له%ا والحشرات كذلك يعرفن ما خلق لهن وكل حيوان يعرف ما خلق له 27

حتي ينتهي الي االنسان واالنسان كذلك يبدو بمعرفته صغيرا"ثم يكمل ويكبرالي ان يصل حدالمعرفه الكامله فيعرف في هذاالحد كل شي ء كان اوكائن اويكون

فيمابعدكماهي عليه . فالبدلناان نعرف فاطمه سالم الله عليهافي هذاالحدمن المعرفه لنعرف بذلك معني الكوثريه ونزول هذه السوره في شانها.

فنقول فكماان لظهوركل شئي مبدء و عدد كذلك للعله الغائيه ومظاهرهامبدءوعددفبعض المظاهر تكون مبدء و بعضهايكون عددا"

والمبدءفي هذا الموردايضا" بمعني االوليه واالخريه فيقال ان الله تبارك وتعالي اليريدشيئا" صغيرا" كان اوكبيرا" واليشاءواليفعل شيئا" االبعدان يطلب به%%%ذا

الشئي فيعرف به النه تعالي منشاءاالفاضات والبركات وال يبدومنه شي االويكون هذا الشي ء نعمه منه تعالي يفيضهاعلي من ارادوالنعمه منه اليعدنعمه اال ويعرف فيطلب

به فاذاعرف عارف نعمه فطلبها يجيبه الله تعالي بهذاالشي ء المطلوب ثم يع%%رف بانه منعم ومن طلب هذه النعمه منعم عليه فاليظهر منه النعمه في خالء ابدا"

الخالء في هذاالموردظهورالنعمه منه فيمااليعرف به وفيمااليعرف احد هذه النعمه بانه من الله تعالي فالينزل الغيث علي االرض اليكون فيهاانس%%%ان يعرفه

والماء والغذاءفي ارض بهذااالنعام ثم يطلب و كذلك اليخلق شجرا" والنباتا" ومكان اليكون فيهاانسان يطلب هذه النعم ثم يعرفه به فتريه يقول في كتابه

وآتاكم من كل ماسئلتموه فنقول ان الله تبارك وتعالي خلق السموات واالرض ومافيهماومابينهمالعلمه تعالي بانه يخلق انسانا"يصل الي مق%%ام الخالفه و يطلب

منه ماخلق من السموات واالرض الن العالم ومافيهماانماخل%ق لمن ينتفع بهايطلبهافيعرف بها ربه ان الله تعالي غني ان ينتفع بما خلق فانه في النوروالظلمه

سواء الينتفع بالنور فيري باالنوار شيئا و ال يتضرربالظلمه اويتع%%طل ارادته وفعله في الظلمات فيخلق النورلرفع الظلمه من نفسه تعالي عن كل ذلك علوا" كبيرا" انه يري بنفسه لنفسه ويعلم بنفسه لنفسه ويبصرويسم%ع كذلك وروي في بعض

الروايات في الكافي انه تعالي يبصربكله ويسمع بكل%ه ويعلم ويقدربكله يعني انه تعالي بذاته سمع و بصرو علم و قدره فاليكون مثل االنسان ان يسمع بسمع

والسمع غيره اويبصرببصر والبصرغيره فينتفع بغيره فهو غني علي االطالق اليكون في وجوده خالء فيقال انه الجوف له كماروي ف%%%ي تفسير الله الصمد يعني انه

الجوف له فاليكون في داخل وجوده خالء فيكون ناقصا يمالءبعدبعلم وقدره كما يكون االنسان في وجوده كذلك يخلومن العلم فيعلم بعد ومن القدره فيقدر بعدوكذلك اليكون في خارج وجوده خالءفيحدبوجوده عندهذاالخ%%الء فيكون

محدودا" فاليقال انه من كذاالي كذاليطلب له مبدءومنتهي في وجوده فانه تعالي غيرمتناه في علمه وقدرته وغناه وغيرذلك ماله من االسم%اء و الصفات فهولنفسه

وبنفسه الينتفع بشي في العالم كماينتفع االنسان بشي يصنعه اويصنع له الله تعالي فخلق الشمس والقمرالنتفاع االنسان بضياء الشمس والقمروخلق الكواكب ايضا

النتفاع االنسان بالكواكب كذلك خلق السماء والهواءوماعلي وجه االرض كلهاالنتفاع 28

االنسان به فهوتعالي علم قبل ان يخلق االنسان احتياج االنسان الي مايخلقه له وانتفاع االنسان بماخلق وان كان بعدطول االمدالي االبد يخلق لالنسان مالئين

سنوات قبل ان يخلق االنس%ان ويقول في كتابه خلق لكم مافي االرض جميعا" و سخرلكم مافي السموات ومافي االرض واسبغ عليكم نعمه ظاهره وباطنه وعلي ذلك يقول وآتاكم من كل ما سئلتموه يعني من كل ماتسئلون بعدان تخلقوا فعلي ذلك نقول الب%%%د لنعمه تعالي من طالب وسائل يطلب النعم منه فينتفع بمايطلبه

ويجيبه تب%%ارك و تعالي بماطلب منه االنسان فيعرف عنداالنسان باالكرام واالنعام الن وج%%وده تعالي ايضانعمه كامله لالنسان واليكمل النعم لالنسان االبمعرفه

الله تبارك وتعالي ومعرفته من تمام النعم وكمالهافيقال ان نعمه تعالي علي ثالث%%ه اقسام اوعلي ثالثه مراتب كلهايرجع الي االنسان وينتفع االنسان به .

االولي نعمه الماديه من الشهوات واالغذيه والمناظروكل ماينظراليه فيلتذبه فينفع به من طريق الالمسه و الباصره و الذوق والشم والسمع كذلك فك%%ل ما

يلتذبه االنسان بحواسه الخمسه نعمه ماديه خلقها الله تعالي اللتذاذاالنسان وانتفاعه به .

والثاني ماينتفع انسان بانسان اخري من االنس والمحبة و ظهورالعالقه بينهمافان االنسان لالنسان من الذ النعم وانفعهافاحسب نفس%ك في خالء من االنسان يكون

لك من الماديات فوق مايمكن ولم يكن معك انس%ان تانس به وتحشرمعه فتجانسه وتخاطبه وغيرذلك فتري نفسك هناك في خالءعجيب عميق كانك لم تكن ولم يخلق

لك شي فتعرف بذلك ان االنسان من اكرم نعم الله تعالي و اشهيها والذها و هذه نعمه ثانيه في المرتبه الثانيه مكمل لساي%%ر نعم الله تعالي ممايلتذوينتفع به . و النعمه الثالثه في المرتبه الثالثه العلم والمعرفه والحكمه واليحصل العلوم

والمعارف االبالله تعالي و تعليمه فمن علم شيئا" خطاخطوه الي الله بعلمه فلولم يكن علم ومعرفه في العالم كان الله كانه لم يكن و العلم من الذالنعم

ايضاواشهيهافهي الشراب الطهور في القرآن يقول وسقاهم ربهم شرابا" طهورا" و في آيه اخري يقول عينا" يشرب بهاعبادالله ولم يقل يشرب منهاالن هذه

الشراب لوكان من انواع المايعات كمثل الماء والخمروالعسل وغيرهالكان يجب ان يقول عينا" يشرب منهافقال يشرب بها و هي العلم والحكمه الن بالعلم والحكمه يحصل لالنسان ما خلق له من سايرالنعم فبالعلم و بالحكمه يطلب من الله تعالي

النعم وبع%د ماطلبه وجده وحي به حياه طيبه كمايقول الله تعالي في كتابه بعدمايذكر نعم الجنه من المساكن والفواكه واالنهاروالحوراء وغيرهاورض%%%وان الله

اكبروذلك هو الفوز العظيم فلطفه تعالي ومحبته من افضل النعم واليطل%ب اال بالعلم والحكمه فلذلك شرط الله تبارك وتعالي في كل شي خلقه لالنس%%%ان العلم والمعرفه فمن علم ان النعم من الله فقد شكره وعبده بهذه العلم و و فسر الشكر في بعض الروايات بان تعلم ان النعم من الله تعالي واعل%م ان عرفان االنسان بنعم

29

الله تعالي وطلب النعمه منه علي درجات ومراتب كثيره اليحصي يبدء من حدقريب من الصفر و ينتهي الي مااليتناهاوبعض الناس يعرفون النعم بكليتهاانهامن الله

واليعرفون كل جزء من اجزاء النعم في جميع االوقات والحاالت انهامن الله فيقول ان العالم ومافيهاكلهامخلوق من الله وبعض الناس يشكرون الله تعالي قبال اجزاء النعم وافرادهااليشرب ماء وال ياكل طعاما"واليري شيئا" من االشياء اال و يظن او

يعتقد انهامن الله فيشكرربه ولكن ليس لهم علم بجميع االجزاء واالفرادفلهم ايضا" علم اجمالي بان النعم من الله وليس لهم علم تفصيلي وبعض الناس يعرفون الله

بارادته ومشيت%ه وتقديره يرون و يعلمون بان كل مايقدرالله من نعمه اوسلب نعمه كلهانعمه منه لالنسان فيعلمون بان منع الله كمثل عطائه وعطائه مثل منعه

نعمه منه ينتفع به االنسان وفي الناس افرادمن اولياءالله تعالي يعرفون ربهم في جميع االوقات والحاالت يشاهدون خلق السموات واالرض وخلق مافيهماومابينهما بكليتها و جزئيتهايعرفون الله بارادته وقبل ارادته ومشيته وقبل مشيت%%ه فقلوبهم

اوعيه مشيه الله وهم في لقاء ربهم اليشاء الله شيئا" جزاء"وكال" االويعرفونه بمشيته يمنع عن الناس ويقبض عنهم اويبسط لهم و يرون ان يديه

تعالي يدي المنع والعطاء مسبوطتان فاليشاء الله شيئا"االويعرفونه به%ذه المشيه و يشكرونه قبال ماشاءفهم في هذه الدرجه من المعرفه والشكرمبادي نعم الله

تعالي وهم خزائن علمه في هذا الموردوحمله كتابه اليري%%%دالله شيئا" االويعرف بهذه االراده عندهم واليشاء شيئا" اال و يعرف بهذه المشيه عندهم فهم الذين

يطلبون من الله تعالي نعمه وآالئه النفسهم ولمن سواه%م من الخاليق فلوالهم اليعرف الله تعالي بمايريدويشاء وبمايجعل ويخلق ولوال يعرف اليريد شيئا و ال يخلق الن خلقه في مااليعرف يكون سفها"وعبثا" وتعالي من السفه والعبث فنقول هوالء من اوليائه مبادء النعم يعرفون الله بكل جزء من اجزاءالعالم مثل مايعرفونه بكل العوالم بل يعرفونه بمالم يخل%ق ان لو خلق كيف خلق ينعم الله عليهم اوال" وينعم

بهم علي سايرالخلق فكم%%%ا قلنابان المبادي لولم يكن لم يكن من المبادي اعداداواالصول لولم يكن لم يكن عليهافروع وقلناالبدلكل عددمن مبدء فالبد

النعامه تعالي والرادته ومشيته ومايريدويحب الفرادالبشران يكون مبدءوعددا"واصال" وفرعا" فهناك مبادي النعم من يطلب من الله النعم ويعرفه بكل ماانعم اويريدويشاء ان ينع%م فاليريدالله شيئا" اال بهم واليشاءكذلك االبهم والينزل نعمه واليقبض واليبسط واليقدرواليدبراالبهم اونقول ال يقدر الله شيئا"

جزاء"كان اوكالما" االبعدمايدبر ويطلب هوالءاالولياءالذين قلناانهم المبادي في العله الغائيه اي ظهور العلم والمعرفه وسايرالناس فرع عليهم واعدادمتصالت بمباديهم ولذلك قيل في شانهم بانه لوالالحجه لساخت االرض باهلهاولوالهم لمايمطرالناس والينزل عليهم غيث من السماء و الينبت لهم نبات من االرض ولوالهم يسدابواب العلم و النعم بتمامهاالن الله الينعم االبعدمايطلب بهذه النعمه ويعرف بهذااالنعام

وليس احدمثلهم يطلب من الله مايكون فرضا"وواجبا" الفراد البشرولواله%م ال

30

يعرف الله احدبمايريدويشاءمن كل مايريدويشاء وهناك نعرف االيه في سوره الدخان وحري بان نسيمهاسوره المباركه يقول الله في شان ليله المبارك%ه

فيهايفرق كل امرحكيم فكل امرحكيم نعمه منه تعالي في وجود فاطمه يب%دء وينشاء وهناك ننظرثانيا"في تاويل االيات التي اولت بفاطمه سالم الله عليها

ولطائف هذه االيات ممايعظم الله شانهاعليهاالسالم ويعلوبهاالي ف%%وق ما يحتمله العقول و االوهام فهذه االيه في سوره الدخان اناانزلناه في ليل%ه مباركه

اناكنامنذرين فيهايفرق كل امر حكيم فاولت بهااليله المبارك%ه و روي انهافاطمه سالم الله عليهاانزل فيهاالقرآن الحكيم وفي وجودها وسعه علمها و حكمتها يفرق

كل امرحكيم واولت بهاايضاسوره القدريقول الله تعالي انا انزلناه في ليله القدرالي آخرالسوره فيخبر الله تعالي بانه انزل القرآن في ليله القدروروي في شانهابانهاليله

القدر فننظر في شرح هذه االيات و السور.

فصل چهارم

كيفية نزول القرآن و العلم من الله

فنقول ان الله تبارك وتعالي يخبرعن نزول القرآن بكلمات متفاوته وتعبيرات مختلفه لكل منهاشان يخص به فاعلم اوال"ان نزول القرآن اوتنزيله اوانزاله بمعني التعليم يعلم الله تعالي االنبياءعلما"فيخبرعن هذاالتعليم بان%ه انزل اونزل عليهم

كتابا"فكماان الغيث والمطرينزل علي هذه االرض فتحي%ي وتخرج منهااالشجارواالرزاق كذلك ينزل من سماء اخري علم وحكمه ال%%ي ارض اخري

قبال هذه السماء فتحيي هذه االرض ايضابماانزل عليهاالعلم والحكمه فتخرج منهاثمرات العلم وتنبت منهاشجرات الحكمه تغتذي منهاوتشرب به%%ا عبادالله فهناك سمائان وفي قبالهما ارضان سماءينزل منه المط%رواالرزاق وهي هذه

السماء وارض قبالهاكذلك تجذب هذه االمطارفتخرج منهاالنباتات و االشجاروسماء اخري ينزل منهاالعلم والحكمه الي ارض قبالهافهذه السم%اء الثانيه وجودالله تبارك

وتعالي فالله سماءبالنسبته الي الخاليق سم%%اء بفوقيتهاواحاطتهاالوجودي اي علوه الذاتي علي غيره من الخاليق العلوالفضائي وارض هناك ايضا"قبال هذه السماء

وهواالنسان ثم يظهربين هذه االرض والسماء مياه وامطاروغيث ينزل من الله تعالي الي عبده فيقبل قلب هذاالعبدكل ما نزل عليه من قبل ربه من علم وحكمه

يقول الله تعالي انزل من السماءماء فسالت اوديه بقدرهافيقول االمام في تفسيرهذه االيه انزل من السماءعلما" فسالت القلوب بقدرهاوفسرالسماءبمن

31

يبدءمنه العلم وهوالله تبارك وتعالي وفسرالنزول بمعني تعليم العلم باراده الله وفسراالوديه بقلوب المتعلمين من الله العلم والقابلين منه تعالي الحكمه فكل

سماءوارض اونزول وتنزيل اواخراج الثمرات في كتاب الله يفسربهذين المعينين سماءفوق العي%%ون و االبدان وارض تحتهاكذلك وسماء فوق العقول واالفكاروارض

تحتهاكذلك فم%%ا ينزل من السماء االولي هي الغيث والمطرينتقل من مكان الي مكان اخ%ري و ماينزل من السماءالثانيه العلم والحكمه ينزل من وجودالي

وجوداخ%%%%ري فالوجوداالولي الذي يعلم العلم والحكمه وينزل منه القرآن هوالله تبارك وتعالي يعلم عبيده العلم ويفيض عليهم من الحكمه والوجودالثاني قبال هذه

السماءالذي ينزل اليه العلم والحكمه هواالنسان وعبادالله فقلب النبي والولي صلوات الله عليهاارض ووجودالله تعالي سماءينزل من ه%%ذه السماءالي هذه

االرض العلم والحكمه فيخرج من هذه االرض اي النبي والولي ثمرات الفضيله واالخالق والكماالت ممايحيي به جوامع البشروافرادهافنعل%م من ذلك ان تنزيل العلم والقرآن بين هذين الوجودين انماهي بمعني التعليم الن العلم ليس بمعني

شيئي كالمطرينزل من السماء الي ارض عرفهااحداول%م يعرف بل هي بمعني العلم والعلم اليقوم االبالمعلم والمتعلم فكلمه يلقيها العالم الي المتعلم ويعلمهاالمتعلم يسمي علما" ولولم يتعلم المتعلم لم يسم ايضا" علما" كماان تجعل الكتاب علي حجراوتكتبه في لوح من خش%ب اوقرطاس فالعالم يكتب علومه في القراطيس

ولم يظهربين هذاالعال%%%%م و القراطيس شيئي بمعني العلم والقراطيس يقبل هذه النقوش والكتاب%%ات وال يظهرفيهاالعلم فالعلم مفهوم يقوم بالعالم والمتعلم فقط فلولم يعل%%%م العالم لم يظهرالعلم ولولم يتعلمه المتعلم لم يظهرايضا" العلم فبا

لعالم والمتعلم قوام العلم والحكمه ولذلك يقول الله تعالي كنت كن%زا" مخفيا"الي آخرفيقول احببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف وهذادليل علي انه تعالي لولم يخلق الخلق لم يعرف واليظهرالعلم والمعرفه النه المعلم ان لم يكن متعلم

والمتعلم ان لم يكن عالم معلم فعلي هذاقلناان نزول القرآن وتنزيل الكتاب كلهابمعني التعليم فهناك ننظرالي معاني نزول العل%%م و مفاهيمهاالمختلفه .

فنقول كلمه نزل ينزل ومشتقاته جميعا" لهامعني عام يجري في جميع الصيغ والمشتقات ومعني خاص يخص ببعض الصيغ من ابواب المزيد فيه فمعناه العام هي

النزول اي االنتقال من مكان الي مكان اوحال الي حال كماتقول ن%%%زل المطرينزل والشرط لهذاالنزول ان يكون بمعني السقوط والتنزل بمعن%%ي ان يكون

للشئي حينمانزل قيمه اكثرمن حاله قبل النزول اويساويهاكمثل سقوط الورق في الشجر او يكون بعكس ذلك في اكثرالمواردويكون الشي في حال نزوله وبعدمانزل اكثرقيمه واكمل بالنسبته الي قبل النزول فالمطرمثال"ينزل من

السماءالي االرض ويكون كماله في نزوله فيتحول االرض نباتا" وشجرا" وغير ذلك واالوراق مثال" من االشجاريسقط الي االرض ان اطلقناعليهاالنزول بعك%س ذلك

يعني يكون في سقوطه ونزوله اقل قيمه بالنسبته الي قبل السق%%%%وط فاالوراق 32

علي االشجارحيه ذوحياه وبعدسقوطه تكون ميتة ولعله يطلق علي مثل هذه النزوالت من قبيل سقوط االوراق من االشجاراوسقوط االنسان وشئي اخ%%ري من السقف هبوطا" اوسقوطا"فان كان الشي تتنزل بالنزول اي صاراقل قيم%ه يقال

لهاالهبوط وان سقط بنزوله فصارميته كانه لم يكن يقال لهاالسق%وط كسقوط االنسان من مقامه اوحياته وان انتقل وتحول من حال الي حال اوم%ن مكان الي

مكان وكان في الحاله الثانيه اكثرقيمه من حالتهااالولي كنزول المطروغيرذلك اونزول العلم والكتاب مثال" يطلق عليهاالنزول واليطلق عليها السقوط اوالهبوط فيقال للمطرنزل من السماء النه بعدنزوله يتحول نباتا"

وشجرا" وغيرذلك وكذلك يقال نزل العلم والكتاب من السماءالن العلم بع%د نزوله ينتقل علما" وقبل نزوله اليسمي علما" فيتكامل العلم بعدنزوله من العالم الي

المتعلم وان كان العالم هوالله تبارك وتعالي الن العلم ف%%ي ذاته تعالي ووجوده اليسمي علما" وعرفانا" بل يسمي علما"بعدنزوله م%%%ن العالم الي المتعلم ان العلم والعرفان اليقوم بالعالم فقط بل هي شي بين العالم والمعلوم والعارف

والمعروف فتكون قيام العلم بالعالم والمتعلم فالعلم اليكمل واليظهراالبهمافيجوزان يقال يتكامل العلم بنزوله من العالم الي المتعلم .

فنقول كلمه نزل ينزل يطلق علي شي يتحول من حال الي حال اوينتقل م%%%ن مكان الي مكان فيكون في الحاله الثانيه اعلي قيمه منهافي الحاله االولي فيتكامل بنزوله ويتحول الي حال احسن منه في الحاله االولي وان لم يتكامل بنزوله بل انتقل

الي حاله اقل قيمه منهافي الحاله االولي يقال لهاالهبوط والسقوط واليطلق عليهاالنزول ثم ان النزول يستعمل مطلقا"اوفي اكث%%%%ر المواردفي الشيي يتحول

بنزوله من حال الي حال اومن وجودالي وجود اخري واليستعمل في انتقال الشي من مكان الي مكان اخري اسفل منه فاليطلق النزول علي الحجرالتي سقط من

علي الجبل اوالسقف وغيرذلك بل يطلق علي مثل ه%ذه السقوط والشي النازل هي التي في حالتهاالثانيه اكثرقيمه منهافي حالتها االولي اي يتكامل الشي بنزوله فيطلق النزول مطلقا"علي الشي في حال%%%ه الثانيه من الشي المتكامله بالنسبته

الي حالتهااالولي فالنزول بمعن%%ي تكامل الشي الهبوطه و سقوطه فقط يقول الله تعالي وانزلنا الحديد في%ه با س شديدفالينزل الحديدمن هذه السماء الي هذه االرض

بل ينزل بص%%%%وره التكامل والتحول تتكامل المواداالرضيه في االحجاروالجبال حدي%دا" فيقول الله تعالي انزلناالحديدفيه باس شديد.

ثم انه البدلناان ننظرفي موارداستعمال هذه اللغه من ابواب المختلف%%%ه مجردا"اومزيدا"وننظرفي موارداستعمالهافي لسان الفصحاء والبلغاءوالسيما القرآن

النه ابلغ بالغه وافصح فصاحه من كل بليغ وفصيح يخاطب الله تعالي االعراب في زمان نزوله وكانواافصح االقوام بالنسبته الي ماقبلهم ومابعدهم يخاطبهم فيقول لسانهم الذي يلحدون اليه اعجمي وهذالسان عربي مبي%%%%ن فالعربي المبين كتاب

33

الله فقط ويتلوه النبي واالئمه عليهم السالم في بال- غتهم وفصاحتهم النهم اهل القرآن والمتادبون بادابه فنجعل المالك في كشف معان اللغات كتاب الله واهل الكتاب فقط من االئمه المعصومين عليهم السالم فننظرالي كلمه نزل ينزل في

موارداستعماله فتريهافي حالتهااالولي اي الثالثي المجردتدل علي انتقال شئي من مكان الي مكان اومن حال الي ح%ال وغالبا" يستعمل في المعنويات كمايقول الله تعالي يصف القرآن في نزوله وبالحق انزلناه وبالحق نزل فيستعمل تاره من باب

االفعال وتاره مج%ردا" غيرمزيدفيه فيقول انزلناالقرآن بالحق وقلنافيماسبق ان ماينزل من الله تعالي الي عبده من الوحي والكتاب بمعني التعليم والتعلم انزل

الق%رآن اي علم القرآن يقول بالحق انزلناه اي اظهرنامعاني القرآن وآياته في روع المتعلم وقلبه الظهارالحق فانزلنايكون بمعني التعليم وانك تعلم ان العلم الينزل من

شئي الي شخص اومن شخص الي شئي بل العلم ينزل من شخص الي شخص فينزل القرآن من الله تعالي وهوشخص ذوعلم واراده الي النبي )ص ( و هو ايضا شخص ذوعلم واراده فمن حيث التعليم يقول انزلناومن حيث التعلم اي وقوع العلم في قلب االنسان يقول نزل ثم نري استعمال هذه الكلمه تاره من باب

االفعال يقول اناانزلناه في ليله القدرويقول بالحق انزلناه و بالحق نزل ويقول انزل من السماءماءاي انزل من السماءعلما" وسايرموارداالستعمال و تاره يستعمل من باب التفعيل يقول نزلناه علي قلبك لتكون من المنذري%ن وفي

موارداخري يقول نزل المالئكه تنزيال" ويقول تنزيل الكتاب م%%ن الله العزيزالحكيم الي آخرموارداالستعمال من هذاالباب وتاره يستعمل ه%%%%ذه الكلمه من باب التفعل

يقول تنزل المالئكه والروح وفي مورداخري وماتنزلت به الشياطين ولم يستعمل في كتاب الله من غيرهذه االبواب الثلثه ثم - ننظر الي معاني االستعمال في مواردهافنري االنزال يستعمل في كتاب الله بمعني التحول في التكوينيات

فيخبرالله عن هذه التحول باالنزال من باب االفعال كمايقول انزلناالحديدفيه باس شديدونعلم ان الحديداليسقط من السماء الي االرض بل يتحول ويتكون في

موادالطبيعيه فيجعل الله االحجاراوالم%%%%واد حديدا" يجعله بايدي االنسان اويقول انزلنامن الثمرات رزقا" لكم ونعلم ان الثمرات الينزل من السماء بل يتكون في الموادفنعلم بذلك ان االن%زال يخبرعن تحول الشي اوالشخص من حاله الي حاله اخري ثم نري في لسان رسول الله )ص ( يستعمل الكلمه من باب االفعال بمعني التحول والتكوين فيقول في ماروي عنه توقوالبردفي اوله وتلقوه في آخره فانه

اذاجاء يوّرق واذاذهب يورق فيستعمل كلمه الورق تاره من باب االفعال وتاره من باب التفعيل ثم تنظرالي االيراق والتوريق فنري االيراق يخرج من الشجربعامل داخلي فيتحول الشجرمتورقا" والتوريق يظهرعلي االشجاربعامل خارجي ليس

بمعني التحول و التكون بل بمعني اسقاط االوراق من الشجرفنري انه )ص ( استعمل الكلمه م%ن باب االفعال في مواردالتحول والتكون بعامل داخلي وهي

اراده الله فكم%ا انه يجعل الموادحديدا" فيقول انزلناالحديديجعل الموادايضا" ورقه

34

عل%ي االشجارويقول اورقنااالشجاراويقول الرسول ان الربيع يورق االشجار )من باب االفعال ( والب%رد يورق االشجارحاله ذهابه ونعلم بذلك ان الموثراراده الله

تعالي ثم ن%ري االمام يفسرااليه في كتاب الله انزل من السماءماء"بمعني انزل من السماء علما"ونعلم ان العلم الينزل من هذه السماء فوقناالي هذه االرض

تحتنابل العلم ينزل باراده الله في وجوداالنسان كمايقول وعلم آدم االسماء كله%ا فكلمة نزل في هذه االيه بمعني التعليم كمااخبره االمام والتعليم ال%ذي يظهربكلمه انزال العلم يخبرعن تحول وجوداالنسان علما" بعدان كان جه%ال" كمايخبرعن تحول

االحجارحديدا" فتعليم الله تعالي العلم لالنسان بمعن%%ي صيروره االنسان الجاهل عالما" وهذه الصيروره بمعني رشداالنسان ونم%%%اء وجوده بالعلم والحكمه

ورشداالنسان ونمائه بالعلم غيرمايتعلم العل%%%م انسان من انسان اخري فانسان المعلم يعلم العلم والمتعلم يتعلم من%ه و هذه التعليم كلمات وعبارات يظهرببيان

انسان ويجعل في فكرانسان اخري و اليتحول به االنسان وتعليم الله بمعني تقويه روح االنسان بالعلم وااليمان وروح العلم غيرتعليم العلم كماان روح االيمان

غيرتعليم االيمان ف%%%روح العلم قوه يجعل في قلب االنسان يتحول القلب به عالما" كمايقول ف%%ي ما يصف االعراب بانهم ليسوابمومنين بل هم مسلمون يقول ولمايدخل االيمان في قلوبهم وانك تعلم ان االيمان دخل في فكرهم بدعوه

الرسول )ص ( وتعليم%%%ه فاسلمواعلي هذه الدعوه ولم يومنوافااليمان روح يدخل في قلب االنسان ينمو قلب االنسان به كنماءالنباتات واالشجارونماءاالحجاريتحول

حديدا" وي%%قول الله في موضع اخري يخاطب رسول )ص (وكذلك اوحينااليك روحا" من امرناماكنت تدري ماالكتاب والااليمان فيقول اوحينااليك روحا"من امرنافعلمت

به الكتاب وااليمان وهذه الروح روح العلم والحكمه يسمي روح االيمان ايضا" فمعن%%ي وحي الروح الي الرسول ص نماء قلب الرسول بااليمان والحكمه

ونماءالقل%ب بالعلم غيرجعل العلم في فكراالنسان االنسان يذكرالعلم النسان اخري مثل%ه والله تعالي يوحي اي يجعل روح العلم والحكمه في قلب االنسان

فينموبه%ا االنسان شجره العلم والحكمه . فنقول اذااخبرالله تعالي بانزال الكتاب الي انسان يخبربهذه الكلمه انه اوحي روح

العلم وااليمان في قلب هذه االنسان وانمي وجوداالنسان بالعل%%م فجعله شجره يثمرعلما" وحكمه كمايقول كلمه طيبه كشجره طيبه اصلهاثابت و فرعهافي السماء توتي اكلهاكل حين باذن ربهافاذااولناليله القدربفاطم%ه سالم الله عليهاعلي مااولته

االئمه بهاوقلناان كلمه انزلنابمعني علمن%ا يخبرعن نماء الليله المباركه بروح العلم والحكمه الي ان تحول شجره طيبه يخبرالله تعالي في سوره القدروكذافي سوره

الدخان بانه تعالي رقي ونمي بوجودفاطمه الي ان جعلهاشجره يخرج منهاآي القرآن وعلومه فهي س%الم الله عليهاشجره القرآن فانزال العلم بمعني نماء

االنسان بالعلم والحكمه كما ان انزال الحديدبمعني نماء الموادحديدا" وكماان ايراق االشجارب%%%ذهاب البرد بمعني انماء االشجارحتي يتحول شجره مورقه فانزال

35

القرآن في ليله القدربمعني انماء ليله القدربالقرآن الي ان تحول قرآنا" ناطقا" فيخبر الله في هذه السوره انه تعالي نمي ورقي بوجودفاطمه سالم الله عليه%%ا الي ان جعلهاكتابا"ناطقا" بالعلم والحكمه وفيهالطائف عميقه عجيب%%%%ه يخبرعن

شان فاطمه )س (عندالله تعالي وحري بان نسيمهاشجره االنبياءواالولياء وامهماكماهي ام ابيهاولهاامومه االئمه سالم الله عليهم فيخبرالله تعالي في هذه

السوره عن اصالتهاعندالله تبارك وتعالي ان جعلهاظرفا" لمظ%روف وهي علم القرآن كمايقول اناانزلناه في ليله القدروظرفا" لنزول المقدرات والحوادث

كمايقول اناانزلناه في ليله مباركه ويقول فيهايفرق كل ام%%ر حكيم فنمي الله تعالي بشجره وجودهاالي ان جعلهاظرفا" لظهورعلم القرآن و المقدرات في ليله

القدر.... و اعلم ان كلمه نزل في ثالثيهاومزيد هاتاره يتعدي بالي يقول الله تبارك وتعالي

يخاطب الناس بقوله وانزلنااليكم نورا"مبينا" وتاره يتعدي بعلي يقول الله تعالي ونزلناه علي قلبك لتكون من المنذرين وتاره يتع%%%%دي بالباءان كان ثالثيا" كمايقول

نزل به الروح االمين علي قلبك وتاره يتعدي بفي وياتي من باب االفعال كمايقول اناانزلناه في ليله القدراناانزلناه في ليله مباركه ولكل منهالطائف ......

ثم اعلم انه يشترك جميع هذه اللغات في ان نزول العلم من السماءال%%%ي االرض بمعني تعليم العلم من قبل الله كان التعليم بالتذكراوبالرش%%%دو التحول فاذاتعدي بالباءيدل علي مصاحبه العلم فقط والسبب بمن يات%%%%ي بالعلم من قبل الله فنزول

القرآن بالروح االمين يعني ياتي جبرئيل بالعلم وبمصاحبه العلم الي رسول الله )ص ( فاليدل هذه الكلمه علي ان مصاحب العلم يعلم فكم من ياتي بالقرآن اوبالحديث

والروايه وهواليعلم الق%%%رآن و الروايه الي من يعلمهاكماجاء في الحديث يقول االمام )ع ( رب حامل علم او فقه الي من هواعلم منه اوافقه منه ويقول في موضع

اخري حديث تدريه خير من الف ترويه فراوي الحديث غيرداريهافجبرئيل ينزل بالقرآن عل%%%ي قلب الرسول واليعلم وانمايعلمه رسول الله )ص (. واذاعدي هذه

الكلمه بالي كمايقول الله وانزلنااليكم نورا" مبينا" يدل هذاعلي ان المنزل اليهم بعداءعن العلم والمعلم ويكون بينهم وبين معلمهم الذي ارسل العلم اليهم فواصل

كماتقول ارسلت الكتاب الي اخي تدل بذل%ك علي ان اخاك لم يكن عندك فارسلت اليه فالناس في تفكراتهم وتعقالته%م و استعداداتهم بعداء عن الله تعالي يرسل الله الكتاب اليهم فكلمه ال%%ي دليل علي هذاالبعدبين الناس وبين ربهم وهذه البعدفاصله وجودي المكاني و الزماني كوجودالفاصله بين الطفل وابيه العالم .... واذاعدي

هذه الكلمه بعلي كمايقول ونزلناه علي قلبك يدل اوال" علي ان%ه اليكون فاصله بين هذالقلب وربه ويكونان متقارنين فيجعل الله العلم علي هذاالقلب كم%%ا تجعل

البذرعلي االرض اوكماتجعل الكلمات علي االلواح والقراطيس فيجعل الله تعالي هذه االيات علي قلب الرسول )ص ( ثم ينموبقلبه الي ان يصل حقيق%%%ه العلم والكتاب

36

واذاعدي بفي كمايقول اناانزلناه في ليله القدريدل هذه الكلم%%%ه اوال" علي شده اتصال هذاالقلب باراده الله وثانيا" يدل علي سعه ه%ذاالقلب و هذاالظرف ان جعل ظرفا" الراده الله وعلمه تعالي فلكل حرف من هذه الحروف لطائفهاودالئلهافتامل هناك في شان ليله القدران جعلهاالله تبارك وتعالي ظرفا" الرادته وعلمه وحكمته يقول فيهايفرق كل امرحكيم اي في هذه اليله وهي قلب فاطمه يقدرالمقدرات

كلهاثم يفرق بعضهامن بعض ولذلك جعلهاالله تبارك وتعالي ليله مباركه النه تعالي اليقدرشيئا" االبالبركه والرحمه فان منع شيئا" عن شيئي اوشخص فمنعه

عطاءورحمه وان اعطي شيئا"احدا" فعطائه ايضا" رحمه وبركه كمايقول في كتابه بل يداه مسبوطتان اي يدالمن%%%ع و العطاءمنه فيض يفيض به علي العالمين ثم

اعلم اوال" ان العلم حقيق%%ه و كيفية التقوم االبين العالم والمتعلم فالعالم يعلم والمتعلم يتعلم باي نحويقع التعليم فتاره يقع التعليم بالتذكره كماتذكرالخيك وتنبهه

وتقول هذاماءوكالء وارض وسماء وتاره يقع التعليم بايجادالمعلوم عندالمتعلم او بارائه المعلوم المتعلمين كماتري شيئا"الخيك والتكلمه تاتي بالماء والغذاء اليه

والتقول شيئا" فيعلم انه ماءوغذاءوكذلك يريناربنامماف%%%ي االرض و السماءواليكلمنابكلمه فيريناالشجروالمدروالنبات والحيوان وغيرهافنعل%م بالرويته

انهاماءوكالءوغذاءوتازه يظهرالعلم بالوحي علي القلب اوبالنقر اوالنكت في االسماع والقلوب فالوحي علي القلب موج يظهرب%%%%اراده الله يظبطهاقلب االنسان فيعلم

ان الله قال كذاوكذاوكماان االنسان يسمع بالسمع كذلك يسمع بالقلب والقلب يضبط االهتزازعلي شعاع االنوارواالرواح والس%مع يضبط االمواج علي الهواء

بالتكلم فينقلب هذين الموجين كالما" في سم%%%ع االنسان وعلي قلبه ويوصف تمويج الهواءبالموج وتمويج االنوارواالرواح ب%ا الهتزازواالهتزازغير التموج وتاره ينقرالله نقرا" في االسماع والنقرم%وج يتكون في السمع باراده الله الانه موج

ياخذه السمع من الهواءفيسمع الكالم واليري المتكلم يسمع الكالم واليسمعه غيره من اهل المجلس يقول الله تعالي فاذانقرفي الناقورفذلك يومئذيوم عسيروجاءفي

االحاديث والروايات في تفسير هذه االيه بان الناقورسامعه االمام ينقرالله فيه يامره بالقيام فيقوم في آخرالزمان والنكت كذلك من نوع النقراالان النكت ضرب علي

القلب من خارجه وان لم يكن موج في الهواءوالنقرضرب علي السامعه من داخله وكل ذلك م%ن الوحي اوالنقراوالنكت يظهرباراده الله تبارك وتعالي اوباراده انسان

له اراده متصرفه في قلب االنسان يظهرالعلم بهذه الكيفيات بين العال%%%م و المتعلم فاذاكان العالم ولم يكن متعلم لم يظهرالعلم وان ظهرفي الهواء

النداءوالنطق والكالم واذالم يكن المعلم وكان هناك المتعلم ايضا" اليظهر العلم فالعلم انمايظهربين العالم والمتعلم باي نحوكان فهناك لعلنانقدر ان نعرف موقعيه

فاطمه )س ( في العالم فنريهاتاره " يعرفهاالله تعالي علمه وحكمته وماعلمهاوماتعلمت منه تعالي وتارةً يخبرهاالله تعالي من الحوادث في العالم

ومايريدويشاء ويقدرللعالمين فلهاسالم الله عليهافي كتاب الله آيتين يعرف الله

37

تعالي شانهافي هذين االيتين آيه يعرف الله تعالي علمها وحكمتهاوهي قوله تعالي يخبرعن نزول القرآن في قلبهاويقول اناانزلن%اه في ليله القدروقلنافي معني كلمه

النزول من باب االفعال انهابمعني الرشد والتحول في وجوداالنسان رشداالنسان بباطنه وبقلبه وجعل العلم في وج%%ود االنسان فكماان الله تعالي ينبت النباتات

وينشاء هذه االنبات م%ن باطن الحبة في باطنهاويورق االشجاروينشاءهذه االوراق في الشجره من باطنها الي ظاهرهاكذلك ينشاءالله تعالي في وجوداالنسان علما"

وينبت االنس%%%ان بالعلم والحكمه ويخبرعن هذه االنبات بقوله اناانزلناه في ليله القدر او في ليله مباركه ففي هذه االيه لطائف يعرف فيهاسعه وجودهاسالم

الله عليها بان الله انزل القرآن اي انبت القرآن فيهااي في وجودهاالاليهاليخبر عن فاصله بينهاوبين ربهاوالعليهاليخبر عن االتصال بوجودالله بل فيهابمعن%%%ي ظرفية وجودهاالراده الله فتفكرماشئت في كلمه فيهاوانزال القرآن وقلناان االنزال في هذه االيه بمعني انبات قلب االنسان بالعل%%%م كانبات االشجارباالوراق ينبت الله

تعالي الشجرفيخرج منهااالوراق واالوراد واالثماركذلك ينبت الله قلب االنسان بالعلم والحكمه فيظهرمن هذاالقل%%ب ينابيع الحكمه كماجاء في الحديث من اخلص

لله اربعين يوما" فجرالله في قلبه ينابيع الحكمه فهي س فيماروي عنها اخلص الن%%%اس لله تعالي اخلصت نفسهالله اذكانت عندابيهاتخدمه واخلصت لله اذكانت

عند بعلهاتخدمه وروي انهاسالم الله عليهالم تسئل من بعلهاشيئا" متاع%ا" او غيره قط وكذلك اخلصت لله في جهادهاوالدفاع عن حقهافي ماغصب عنهام%%%ن اموال الفدك والدفاع عن بعلهافيماغصب عنه من الخالفه والوراثه حتي قتلت واستشهدت في هذاالدفاع وماتت سالم الله عليهاشهيده بماجري عليهامن القنفذ لعنه الله تعالي نكزهابنعل السيف حتي اسقط محسنهاوكثرضلعا" من اضالعها وماتت حين ماتت

وعلي عضدهاكمثل الدملج ولذلك سمي بتوال" والبتول مبالغه من البتل والتبتل وغيره اي المنقطع عن الخلق طرا" في جميع االح%%وال و المتوجه المتراجع الي

ربه وبعباره اخري البتول بمعني المنقطع عن الخلق الي الله فانها)س ( لم تكن تشكوالي احدفيماجني عليهاوضرب وغصب حقهاالي ان استشهدت في سبيل الله

لم تشكوالناس الي بعلهااوالي غيربعلهاوشك%%ت الي الله تعالي كماقالت في الخطبه التي خطبتهافي المسجدفي اظها رحقها وقالت فيماقالت ونعم الموقف القيامه ونعم الحكم الله ونعم الزعيم محمد )ص (فكانت )س ( بتوال" منقطعا" عن

الخلق كماعرفت بذلك الكلمه فكماانه%%%ا اخلصت نفسهالله في عيشهاوحيوتهااخلص الله لهابارادته ومشيته فانبته%%ا الله تعالي علي علم القرآن

واحيافي وجودهاكتابه لتعرف بذلك االحي%اء و واالنبات ربه تعالي فانبتهاالله نباتا"حسنا" فهي سالم الله عليهابي%%%ت الله واالئمه اهل هذاالبيت فكماان بيت االنسان زوجته واهل بيته و ول%%ده كذلك بيت الله في تاويل القرآن فاطمه س

واهلهاابوهاوبعلهاوبنوها كم%ا عرفت في حديث الكساءاذ سئلت المالئكه ربهم من هوالءمجتمعين تحت الكس%%اء فقال الله تعالي هم فاطمه وابوها و بعلها و

38

بنوهافقدم الله ذكرفاطمه ال%ي ابيهاوبعلهاوبنيهافهذه االيه في هذه السوره تدل علي ان الله تبارك وتعالي انبتهابعلم القرآن حتي جعلهاشجره العلم والحكمه ومااكثر ما

روي في بيان عظمه علمها)س ( في كتاب الكافي يخبراالمام الصادق ع يعددلنامدارك علومهم ويقول من هذه المدارك صحيفه فاطمه س بامالء فاطمه

وخط علي ع فيهاعل%م ماكان ومايكون وماهوكائن الي يوم القيمه حتي ارش الخدش يقول ومنه%%%ا صحي%فه فاطمه فيهااسماء الملوك الي ان يقوم القائم ع

وغيرذلك مماروي في شانهاوعبادتهاواخالصهالربهاومسلم من طريق االيات والروايات انهاعالمه بماكان ومايكون وماهوكائن فااليه في هذه السوره

تخبربانهاشجره العلم و الحكمه وااليه االخري في سوره دخان تخبربان في وجودهايفرق كل امرحكي%%م فهي ليله القدرفي تاويل القرآن واليله المباركه بورك

فيهاوفي ولده%او علمهاوحكمتهاوسايرمايريدالله بهافوصفهاالله تعالي بانهاليله مباركه و مااكثرالبركات منهاعليهاالسالم ومن بركاتهااوالدهاواالئمه من ولدهاوماخرج

منهاومن االئمه العلوم والحقايق ومانشاءبهذه العلوم من العلماء والحكماء والفقهاءالي يوم قيام القائم فتاره يخبرفي هذه السوره ايضا" بان الله انزل

القرآن في هذه الليله المباركه وتاره يخبربان في هذه الليله يفرق كل امرحكيم واالمر في هذه االيه مايقدرالله تعالي لالنسان علي وج%ه االرض من قبض اوبسط اوطول عمراوقصرهااوكثره الرزق وقلتهاوسايرالحوادث المقدر لالنسان علي وجه

االرض المقدرلكل فردولجميع االفرادفان االئمه ع والسيم%%ا االمام القائم الحي منهم وكلهم احياء هم المدبرات المرالله علي وجه االرض يقول الله فيهم

والمدبرات امرافمايقدرالله تبارك وتعالي للخالئق يقدرها بماتعرف فاطمه سالم الله عليهاوهي الحرم االمين والبلداالمين في تاوي%%ل القرآن كمااول هذه االيات

باالئمه عليهم السالم وهي منهم فمايقدرالله تعالي للخالئق عاماوخاصا" فهي سالم الله عليهااول من تعرف المقاديرالن فيه%ااي في وجودهايفرق كل امرحكيم فتعرف لم قدركذاوكيف قدركذاوبم قدركذافه%%ي الجنه وملكه الجنه والجنه

االبهاوالناراالبشكائهاوغضبهاوالمروي في كت%%اب سفيه البحارانهااول وافده علي الله تبارك وتعالي الجنه فيقول الله لها حبيبتي سليني اعطك ماتشاء فتسئل الله

الشفاعه الكبري فيوذن لهاولولدها من االئمه وسايراوالدهاواوالداوالدهاومحبيهاومحبي محبيهاثم تشكوال%ي الله اعدائهاالي

آخرالروايات فهذان االيتان اوالسورتان في القرآن سوره القدر وسوره الدخان يخبرعن كمالهابالعلم والحكمه ومديريتهاومدبريتهاللعالمين فايه سوره

القدرتخبرعن كمال علمهاوآيه فيهايفرق كل امرحكيم في س%%وره الدخان تخبرعن مديريتهاومدبريتهاومن هذين آاليتين استخرجت واستنبطت ما روي عن االئمه )ع (

في شانهافااليه في سوره القدركماقلنافي معني كلمه نزل من باب االفعال تخبرنابانها س في وجودهاواستعدادهاوقواهاوتفكرهاوساير مابه يكون االنسان عليما" حكيما" يدل علي انهافي وجودهانمت وربت ونبتت وانبتت حتي بلغت

39

حدا"تكون وجودهاوفكرهاظرفا" لمقاديرالله تعالي وبيتا" لماينزل من قبل الله ولذلك سميت ايضا" مباركه الن كلمه المبارك من برك االبل يبرك يدل علي ان

سعه وجودهاسالم الله عليهامحل نزول الفيوض%%ات و البركات ويسمي مبارك االبل مباركالظهورالبركات باناخته البعيران االبال كانت تحمل ارزاق الله تعالي من

بلدالي بلدفاذا ورد بلدا" هيئي لهاقبل ورودهاميدانا" يناخ فيه االبال وتبرك وتضع حملهامن االرزاق فيوخذ من%%ه االرزاق يبارك بهذه االرزاق علي الناس وسميت

هذاالميدان مباركا" لظه%ور البركات فيه بمجيي االبال واناختهافلو جعلت وجودالله تبارك وتعالي مبدء ومنبعا" لظهورالفيوضات والبركات منه الي الخاليق اجمعين مما

يحتاج%%ون اليه من الماديات والمعنويات وسايرمايسمي رزقا" ثم جعلت لحمل ه%%%%ذه البركات من الله تعالي الي الخاليق عوامل يحمل هاالي ماسوي الله فه%%ذه العوامل مالئكه الله اجمعين فان المالئكه تحمل من الله اليناوتعمل لن%ا مايريدالله

لنا مما نحتاج اليه فالمالئكه عوامل تعمل مايشاءفي العالمي%ن عوامل باراده الله ومشيته والمالئكه في العالم كالبرق والكهرباء في صنايع االنسان ثم جعلت لهذه

البركات النازله من الله تعالي بالمالئكه ميدانا" ينزل فيه ثم من هذاالميدان الي الخاليق اجمعين فهذاالميدان فاطمه س%الم الله عليهافهي س ام العالمين وكل ماقلنافي هذاالبحث انه البد لظه%%ور البركات من مبدء ثم عوامل تحمل البركات

ثم مقصد ومنتهي ينتهي الي%%%ه العوامل بالبركات من باب تشبيه المعقول بالمحسوس فان البركات واالرزاق والنعمات من الله تبارك وتعالي انماهي ارادته

وتقديره فاذاارادرزق%ا" لعباده من اي نوع من االرزاق يصنع بارادته االرزاق فيخلقهااواذااراد ان يرزق انسانا" ولدا" اوصحته " وسالمته " في جسمه اوقوه في

بدنه وسايرمايريد ان يخلقه علي وجه االرض في الدنياواالخره فكل هذه التقديرات برك%%%ات و فيوضات ونعمات ينشاء ويخلق باراده الله تعالي فمبدئيته تعالي لالرزاق

ارادته ومشيته لخلق االرزاق فانه تعالي ان يكون مبدءلشيي يخرج من ذاته ويتولدمنه فاالرزاق كلهاانماهي صنايعه وبدايعه فاذاارادان يرزق عب%اده يخلق لهم

هذه االرزاق اوارادان يرزق عبده علما" وحكمته " يخلق في قلب%ه روح العلم والحكمه اويوحي اليه بكالم وبيان يكون علما" في وجودعبده لي%س مبدئيته لالرزاق

بمعني ظهورالمنافع والموادمن وجوده تعالي عن ذلك عل%وا" كبيرافمبدئيته لالرزاق انماهي ارادته ان يخلق االرزاق فاذاارادان يخل%ق رزقا" اويحدث شيئا" في العالم البدلظهورارادته من عوامل يظهربه ارادته الن االرزاق كلهاصنايعه واليظهرالصنايع

االبالعوامل وهذه العوامل الت%%%ي يصنع بهااالرزاق علي قسمين قسم يصنع منه وقسم يصنع به فالقسم الذي يصنع الصنايع ويخلق منه هي الموادفي العالم

يخرج منه الجمادات والنباتات و الحيوانات ومايكون الزما"واجبا"لالنسان والقسم الثاني الذي يخلق االرزاق به نوريتحرك الموادبه ويتركب الي ان يكون شيئا" ويسمي

هذه االنوارمالئكه " ايضا" فالمالئكه عوامل باراده الله وهي روح يحيي به االموات وقوه يق%وي به الموادونوريضيئي به الظلمات وغيرذلك فعرفت ان مبدئيته تعالي

40

لالرزاق بمعني خلق االرزاق بارادته الخروج االرزاق من وجوده بتجل وغيرذالك كم%%ا تقوله الفالسفه تعالي عن ذلك ثم انه البدلكل تقديرمن الله تبارك وتعالي

ولكل مشيته واراده يخلق به ما يريدلعباده ان يعرف بهذه االراده والمشيه كماقلنافي ماسبق انه تعال%%ي اليريدواليخلق شيئا" االبعدان يطلب بمايريدويعرف

بارادته وخلقه لئاليك%ون خلقه سفها" وعبثا" وقلناان المعرفه هي العله الغائيه لخلق العالمي%%ن فالذي يعرف الله تبارك وتعالي حق معرفته ويعرفه بمشيته

وارادته ويطلب منه تعالي للعالمين مايحييهم في عيشهم فهوالعله الغائيه وهوبمنزل%%%%ه الميدان التي ينتهي اليهاالبركات واالرزاق من قبل الله

فهوكاليدالسائل والله تبارك وتعالي كاليدالمعطي اوهوبمنزله القابل يسئل الله تعال%ي بقابليته ان يجودعليه واراده الله تعالي اليدالجاعل كمايقال العطييات

بقدرالقابليات فلولم يكن قابل لم يكن جاعل ابدا" ولولم يكن طالب سائل بالعطاء والجودلم يظهرجودوعطاء بالمعطي ابدا" فهي سالم الله عليه%%%ا بقابليتهاتطلب

من الله مايجب لهاوللعالمين والله تعالي يعطيهاماتطلبها كماروي في حديث وفودهاسالم الله عليهاالي ربهايوم القيامه اخبرت االئمه بانهااول وافده علي الله تبارك وتعالي الجنه فيقول الله تعالي له%%%ا حبيبتي سليني اعطك ماتشاء فتسئل

الشفاعه و الجنه الحبائهافعل%%%%ي ذلك نقول انهاسالم الله عليهامباركه ينزل فيه البركات من الله تبارك وتعالي وهي سالم الله عليهاسماء في هذه االيه يخرج منه

بروج وشموس واقماريق%ول الله هوالذي جعل في السماء بروجا" وجعل فيها سراجا" وقمرا" منيرا" فكما ان في آيه اناانزلناه في ليله القدروآيه فيهايفرق كل امرحكيم جعله%%ا الله تبارك وتعالي ظرفا" لنزول العلم والبركات وانك لتعلم ان

الظ%%رف اوسع من المظروف يجعل المظروف في الظرف الالظرف في المظروف فجعلهاف%%ي هذه آاليه سماء" فيهانجوم وشموس واقمارفالبروج االئمه

عليهم السالم عرفوا انفسهم بهذه الكلمات فقالوانحن النجوم يهتدي بنافي البروالبحر والنجوم والبروج ايضا" بتعبيرآخريزين بهاالسماءو يتزين

السماءبهاكمايق%%%ول الله تعالي ولقدجعلنافي السماءبروجا" وزينناهاللناظرين وحفظناهامن كل شيطان رجيم فهي سالم الله عليهاالسماءالمتزينه بالبروج االثني

عشرالمتزين%%%ه بالشمس والقمرولذلك قيل في شانهامالم يقل في شان غيرهافقيل فلهاج%%الل ليس فوق جاللهااالجالل الله جل جالله فليس احد فوق

السماء محيط بالسماء االاراده الله وعظمته وكل شئي غيرالسماءفي السماءوالسماء تحيط بهاوكل شئي ف%%وق السماء تحيط بالسماءوليس للسماءشي

فوقهااالاراده الله وعظمته الن السماء سميت سماء" لفوقيهاواحاطتهابشموسهاواقمارهافلوكان فوق السماء شيي غي%ر السماءلكان

هوسماء" لفوقيتهاالالسماءالمشهورولذلك قيل ليس فوق جاللهااال جالل الله وقيل ايضا" لهانوال ليس فوق نوالهااالنوال الله عم نواله فسميت نواال" لنزول البركات

والتقديرات فيهاواليهامن قبل الله تعالي كماقي%ل فيهايفرق كل امرحكيم وقيل

41

اناانزلناه في ليله مباركه وسميت جالال"لظهور جالل عظمه الله تعالي بهاوبولدهاكماعرفهاالله تعالي في حديث الكساء هم فاطمه و ابوها و

بعلهاوبنوهافتزينت فاطمه بالفرقدين وهماالحسن والحسي%%ن روي عن رسول الله )ص ( اذافتقدتم الشمس فاقتدوابالقمرواذافتقدتم القم%ر فاقتدوابالفرقدين

فقيل يارسول الله ما معني الشمس والقمروالفرقدان فقال الشمس اناوالقمرعلي اميرالمومنين والفرقدان الحسن والحسين فالفرقدان نجوم في السماءوالنجوم

بروج فكماان هذه السماء المحسوسه تزينت بنجومها وبروجها كذلك سماء وجودفاطمه سالم الله عليهاتزينت بولدهامن االئمه وم%ا خرجت من مكتبهم من

العلم و العلماء والحكماء والفقهاء و المجتهدين فهوالء االئمه والفقهاء كلهانجوم سماءالعلم والحكمه تتزين السماء بهم وتحفظ بهم من شركل شيطان رجيم الذي

تمس السماءاي تمس الدين و علمه باختطافها و اختالسها تختطف العلم و تختلسهالتتظاهربهامسلما" عالما" و هو شيطان في وجوده فيرميه الله تعالي بهذه

النجوم و البروج في السماءتخرجهاعن حوزه الدين وااليمان مطرودا" كمايقول في كتابه االمن اختطف الخطفه فاتبعه شهاب ثاقب .

فصل پنجم تجليها في احاديث ورد في شانها

فهناك نذكر االحاديث الوارده في شانها و تجليها سالم الله عليهافي هذه االحاديث وااليات وفي تفسير الصافي و تفسير نور الثقلين عن الكاظم عليه الصلوه و

السالم سئله نصراني عن تفسيرآيه انا انزلناه في ليله مباركه في الباطن فقال امامهم محمد)ص ( و هو في كتاب هود الذي انزل عليه و هو منقوص الحروف و اما

الكتاب المبين فهو اميرالمومنين علي عليه السالم و اما الليله ففاطمه سالم الله عليها و اما قوله فيهايفرق كل امرحكيم يخرج منها خير كثير و رجل حكيم و رجل حكيم و في تفسير البرهان في تفسير هذه آاليه عن امير المومنين )ع ( في حديث

له طويل قال عليه السالم فيه و انما اراد الله بالحق اظهار قدرته و ابداء سلطانه و تبين براهين حكمته فخلق ما شاء كما شاء و اجري فعل بعض االشياء علي ايدي

من اصطفي من امنائه فكان فعلهم فعله و امرهم امره كما قال )من يطع الرسول فقد اطاع الله ( و جعل السماء و االرض وعاءلمن يشاء من خلقه ليميز الخبيث من

الطيب مع سابق علمه بالفريقين من اهلها و ليجعل ذلك مثاال" الوليائه و امنائه و عرف الخليقه فضل منزله اوليائه و فرض عليهم من طاعتهم مثل الذي فرضه منه لنفسه و الزمهم الحجه بان خاطبهم خطابا" يدل علي انفراده و توحيده وابان لهم

اولياء اجري افعالهم و احكامهم مجري فعله فهم العباد الكملون ال يسبقونه بالقول 42

و هم بامره يعملون هم الذين ايدهم بروح منه وعرف الخلق اقتدارهم بقوله عالم الغيب فال يظهر علي غيبه احد" اال من ارتضي من رسول وهم النعيم الذي يسئل

عنه يقول ولتسئلن يومئذ عن النعيم ان الله تبارك و تعالي انعم بهم علي من اتبعهم من اوليائهم قال السائل من هوالء الحجج قال هم رسول الله و من حل

محله من اصفياء الله قرنهم الله بنفسه و برسوله وفرض علي العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه وهم واله امرالدين الذين قال الله فيهم )اطيعو

الله و اطيعو الرسول ولوردوه الي الرسول و الي اولي االمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم ( قال السائل ماذلك االمرقال عليه السالم ال%%%ذي به تنزل المالئكه

في الليله التي يفرق فيهاكل امرحكيم من خلق

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( ورزق واجل و عمل و حياه و موت و علم غيب السموات واالرض والمعج%زات التي الينبغي االلله واصفيائه والسفره بينه و بين

خلقه و هم وجه الله الذي قال فاينماتولوافثم وجه الله هم بقيه الله يعني المهدي عليه السالم الذي ياتي عندانقضاء هذه النظره فيمالء االرض عدال" كما ملئت جورا"

ومن آي%%اته الغيب واالكتتام عندعموم الطغيان وحلول االنتقام ولوكان هذااالمرال%%%ذي عرفتك نباه للنبي صلي الله عليه وآله وسلم دون غيره لكان

الخطاب ي%دل علي فعل ماض غيردائم والمستقبل ولقال نزلت المالئكه و فرق كل امر حكي%م و لم يقل تنزل المالئكه و يفرق كل امر حكيم .

ومن جمله ماجاء في شانهاسالم الله عليهاماروي عن رسول الله ص بانه من آذاها فقد آذاني من آذاني فقد آذي الله وما روي في ان الله تبارك وتعالي يرضي لرضاها و يغضب لغضبها و ايدت اه%%%ل السنته و كتابهم و رواتهم هذين الحديثين عن رسول الله )ص ( في شان فاطم%ه كمايويده صاحب الغدير العالمه االميني رحمه الله عليه فهذان الروايت%%ان تدالن علي ان شانها سالم الله عليهامتصله بشان الله تبارك و

تعالي و شان واله االمرالذين افترض الله طاعتهم علي الناس اجمعين فقال رسول الله )ص ( م%ن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذي الله فجعل ايذائهاكايذاء الله

تعال%ي النها معصومه في قولهاو عملها اليمكن لهاان تذنب ذنبا" تستحق قبالها ايذا"ء فان الرجل او المرئه الن اذنبا ذنبا" فاوذيابذنبيهما اليكون هذه االي%%%ذاء

ايذاءالله تعالي بل هي ايذاء بذنبهم ان الله تعالي يدع المذنب ويمهله اياما"يعذب بذنبه والعذاب يخرج من الذنب ال انهايخرج باراده الله فم%ن اذنب ذنبا" البدله ان يوذي بذنبه فهي سالم الله عليهاذو عصمه كساير االئمه عليهم السالم اليمكن ان

تذنب ذنبا"توذي بذنبها فالتوذي اال ظلما" و ع%دوانا" كما اوذيت سالم الله عليها بتجاوز الناس علي بعلهاوغصب حق بعلها و غصب اموالها و فدكها و تراثها كما

43

يحكي علي عليه السالم في خطبه المعروفه بالشقشقيه ) اري تراثي نهبا"( فاوذيت سالم الله عليهافي طريق الدفاع عن حقها و حق بعلها و حق ولدها حتي ماتت

حين ماتت وعلي عضدهاكمثل الدملج . ومن عجيب ماروي في شانهاقول الرسول )ص ( ان الله يرضي لرضاهاويغض%%%ب

لغضبها فاخبر بان رضاها رضا ربها و غضبها غضب ربها و هذه الروايه دليل علي عظمه شانها و نبوغه%ا ف%%ي علمهاوحكمتهااذ بلغت مقاما" من العلم والحكمه ان

جعل رضاها رضي الله فان الله تعالي اليرضي عن احد اال عن علمه و حكمته بانه يستحق رضي الله فاليمكن لله تعالي ان يشتبه عليه امراحدمن الناس فيرضي عمن

يستحق الغضب اويغضب علي من يستحق الرضا بل هوتعالي بصير خبير بما عليه العباد من استحقاق الرضا و الغضب فتري في هذه الروايه ان فاطمه سالم الله

عليهابلغت مقاما" بعلمها و حكمتها انهاتع%%رف من يستحق رضي الله فيرضي عنه كمايرضي الله تعالي عنه وكذلك تعرف بعلمها و حكمتها من يستحق غضب الله

فتغضب عليها كمايغضب ربها تبارك و تعالي ف%%ان كان علم فاطمه سالم الله عليهاو حكمتها و بصيرتها بعبادالله ناقصه دون علم الله تعالي فيشتبه عليها االمر

بنقص علمها فيجوز لها ان ترضي عمن اليستح%%%ق الرضا و تغضب علي من اليستحق الغضب فيخالف رضاها رضا ربها و غضبها غضب ربه%%ا فكيف يمكن حينئذ ان يرضي الله تعالي عمن ترضي عنه فاطمه ويغض%%%ب الله تعالي علي من تغضب عليه فاطمه ان الله اليدع حكمته و علمه ليطلب رض%%%ي انسان من اوليائه يخالف

علم ربه اال ان نقول انها سالم الله عليهابلغت بعلمها و حكمته%%ا و بصيرتها مبلغا"اليشتبه عليها امر من االمور كما اليشتبه علي الله تبارك و تعالي فال ترضي

اال عمن يستحق الرضي في علم الله و التغضب اال علي من يستحق الغض%%ب عندالله و بعباره اخري نقول مالله تبارك و تعالي جعل رضاه و غضبه تبع%ا" لرضي

انسان مثل فاطمه سالم الله عليها فان كان ذلك علي شده حب الله اياها بحيث نقول شده حب الله اياهااقتضي ان يجعل رضي نفسه تعالي تبعا" لرضي فاطمه

فلعل فاطمه رضيت عن انسان واحب انسانا" اليكون مستحقا" للرض%ي و المحبه كمانري بعض االفراد يحبون اوالدهم و يرضون عنهم بانهم اوالدهم ال بانهم صلحاء متقين فيحب ولده للوالده او يحب بعض اقاربه و يرضي عنهم بدليل انهم اقاربه و

ابوه و اخوه و غيرذلك ال بدليل انهم اهل الصالح والسداد فتري ه%%ذه القاعده جاريه حاكمة علي افرادالبشريحبون اوالدهم و اقاربهم واحبائه%م ال لصالح و تقوي يرون

منهم كماتري نوح النبي عليه السالم راي ابنه و قد ادركه الغرق وكذلك راي اكثرالناس ادركهم الطوفان فحن علي ولده و ق%%ال رب ان ابني من اهلي وان

وعدك الحق فلم يرضي لولده ان يغرق فطلب لولده النجاه فقال الله تعالي يانوح انه ليس من اهلك انه عمل غيرصالح فتري نوح%%ا"عليه السالم احب من لم يحبه

الله ورضي عمن اليرضي الله عنه فت%%رك الله تبارك و تعالي رضي نوح لرضي نفسه و لعل فاطمه سالم الله عليها رضيت ع%%%ن احد من ولدها او غير ولدها

44

رحمة و محبة لهم و ان كانواغيرمستحقين ولم يكونوا اهال" لله تبارك وتعالي فهناك ان كان الله تعالي احب هوالء ورضي عنه%%م لرضي فاطمه سالم الله عليها فقد آل االمر الي ان يدع الله حكمته ورضي ع%%ن انسان غير مستحق لرضي الله تعالي وال يجوز ذلك في علم الله و حكمته بل يجب ان يرد علي فاطمه رضاهاو يقول لهاانه

ليس من اهلك انه عمل غيرصالح ف%%ال تسئليني ماليس لك به علم فحينئذ اما يخص القاعده المذكوره مماجاء ف%%%ي شانها ان الله يرضي لرضاهااو يدع الله تبارك وتعالي علمه و حكمته واح%%ب انسانا" غيرمستحق للمحبه لمحبه فاطمه اياه

فماتقول في هذا المورد هل يدع الله تعالي حكمته و علمه و يرضي عن انسان غيرمستحق لرضاه او يرد علي فاطمه رضاها كمارد علي نوح النبي رضاه و قال انه

ليس من اهلك او يكون هناك وج%ه ثالث اليردالله تعالي رضي فاطمه ويتبع رضاهاو اليرد علمه و حكمته فنقول

الوجه الثالث ان نقول ان فاطمه سالم الله عليهالم تكن ليشتب%%%ه عليها امر يخالف علم الله و حكمته كما اشتبه علي نوح النبي امر ابنه فسئ%ل نجاته فردالله عليه و قال انه ليس من اهلك فال تسئلن ماليس لك به علم ان فاطمه سالم الله

عليهابلغت بعلمهاو حكمتها و كمالها مبلغا" اليخفي عليه شئي في االرض و الفي السماء و اليشتبه عليهاامر من االمور فالتحب انسانا"لم يحب%ه الله وان كان من

ولدها ولم يغضب علي انسان لم يغضب عليه الله و ان ك%ان من غير ولدهابل هي تعرف المنافق منافقا" كما يعرفه الله و تعرف الكاف%%ر كافرا"كمايعرفه الله

والمومن مومنا" كذلك فوافقت سالم الله عليهابعلمها وحكمتهاعلم ربهاو حكمة ربهافرضاها رضي الله اذكان علمها علم الله و غضبها كذلك غضب الله اذكان

علمهابالمصالح والمفاسد و الخير و الشر علم الله تبارك و تعالي و هذه الحديث من ادل الدالئل علي عظمتها و كمالها و نبوغها في ايمانها و تقويها و بعباره اخري ان الله تبارك وتعالي في تربيته و تعليمه الن%%اس و في حكومته علي الناس يجعل

بينه وبين خلقه وسائط يتوسط بهم في تعليمه وتربيته ويتوسط بهم في حكومته يعلم الناس مايشائون ومايلزم لهم م%%%ن العلم والحكمه في تعليماته و ينجوهم من

المهاوي والمهالك و يصل بالن%%اس الي نعمته ورحمته في حكومته ففي حكومته علي الناس و تدبير امره%م و كذلك في تعليمهم و تربيتهم البد من وسائط بين الله

وبين خلقه يكونون هذه الوسائط كحلقه متصله يصلون بالخلق الي رحمه الله و علمه و حكمته فان%%ه اليمكن لله تبارك و تعالي ان يتنزل بوجوده عن ربوبيته و

عظمته في ذات%%%ه يواجه خلقه يرونه الخلق و يواجهون بانفسهم اليه يسئلون ربهم بال واسط%%ه فيجيبهم الله كذلك عمايسئلون فانك تري الخاليق بعداء عن ربهم بنقصهم و جهلهم يكون بينهم و بين ربهم فواصل وجودي بعيده اليمكن لهم

بنقائص وجودهم ان يالقوا ربهم و يواجهوه فيسئلونه بال واسطه فيجيبهم ربهم كذلك بالواسط%%ه ففي هذه الفواصل يحرمون العبادعن فيض علمه و حكمته و تدبيره في حكومت%ه فيهلكون بهذه المحروميته عن فيض ربهم فالبد لله تعالي ان يجعل بين%ه و

45

بين الخاليق وسائط يتوسط بهم الي نزول فيضه ورحمته الي عباده وه%%%%ذه الوسائط يجب ان يكونواكملين في علمهم و حكمتهم و عرفانهم يعرفون ربهم حق معرفته و يقدرونه حق قدره يعلمون المفاسد والمصالح كمايعلمه الله ويعرفون

البشركال علي قدر ايمانه و معرفته كما يعرفهم الله ففي حاله االرتباط و االتصال بالله تبارك وتعالي يكونون في قابلياتهم وكمال علمهم كما يري%دالله ان يكونو

اكذلك فاليقيدون الله واليحددونه في افاضته فيضه و رحمته وبركات%%ه في تعليمه و حكومته اذ يقال ان العطيات بقدرالقابليات فان كانت القابليه محدودا" محصورا"

يحددبها و يحصرالعطيات و ان كانت القابليات غيرمح%دود ال يحدد العطيات فيفيض الله فيضه بغيرحساب اذكان المستفيض غيرمحدود و غير محصور فهوالء الوسائط

الذين هم مظاهررحمته الواسعه ومعادن حكمته العظيم الجزيله هم االئمه المعصومون ومنهم فاطمه سالم الله عليها في علمها و استعدادها وايمانها فهم مرتبطون باراده الله ممسوسون بذات الله كما قالت فاطمه ان عليا" ممسوس

بذات الله فيفيض الله الفيض عليهم و بهم يفيض علي العباد فكما ان علم الله و حكمته و دينه و كتابه ظهر بهم في الحيوه الدنيا وختم بهم الي خت%%%امه و تم%%امه

كذلك يظهر حكومته و حكمه و سلطانه به%%م في الحيوه االخره بهم يحكم الله علي العباد و بهم يعذب من يعذب في النارو ينعم من ينعم في الجنه فهم اذا قاموا

الظهار عدل الله في حكومته قامت بهم القيامه و يحشرالناس عن قبورهم في حكومته%م ويرجعون الي%%هم ويرفع االختالف من بينهم كما قيل يحكم الله بينهم يوم

القيامه فيما يختلفون و يرجعون الي الله بعد ان يبعثوامن قبورهم ويحشروا الي ربهم فالبد من وسائط مثل هوالء بين الله و بين عباده يكونون مع الله كمثل الله

في علمهم و حكمتهم و مع العباد كمثل العباد في جنسهم وبشريتهم وانسانيتهم و لولم يكن وسائط بين الناس وبين الله كمثل هوالء اذايعطل مقاديرالله ويعطل فيضه

ويسلب او يمنع عن الناس لطفه تعالي واللطف واجب . ومن الوقايع التي تدل علي عظمه وجود فاطمه سالم الله عليها وانها الحدي االكبر

عندالله تبارك وتعالي مقامها في المباهله فنري جاءت علماءالمسيح من اهل نجران الي رسول الله ص في المدينه ليروا منه عالئم النبوه وانه النبي الذي بشر به

عيسي ابن مريم فلما راو منه ص من دالئل العظمه والنبوه لم يقدروا ان ينكروا نبوته او يغلبوا بحجتهم عل%%ي حجه رسول الله ص فلم يبق لهم شي اال ان يومنوا

بالله واسلموا يقول الله تبارك وتعالي فيه%م فان حاجوك بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسناو انفسكم ثم نبتهل لعنه

الله علي الكاذبين فدعيهم رسول الله الي المباهله وفال لهم ان لم تومنوا و تكونون في شك مماانافيه تعالوا ندع عليكم وتدعو علينا فنسئل من الله تبارك وتعالي ان

يعذب و يهلك الكاذب من بيننا فان كناكاذبين في ادعاء النبوه يجيب الله تعالي دعوتكم فيجعل لعنته و عذابه علينا فيهلكنا وان كنا صادقين في ادعاء النبوه و

الدعوه الي الله وانتم كاذبون في تكذيب الحق يجيب الله تعالي دعوتنا عليكم 46

ويجعل لعنته عليكم فيعذبكم ويهلككم بعذابه فقبلت علماءالمسيح دعوه الرسول ال%ي المباهله يدعون هوالء علي رسول الله و يدعو رسول الله عليهم ثم يهلك الله تعالي الكاذب منهم فشاوروا فيمابينهم وقالوا ننظرالي محمد غدا" فان رايناه ياتينا

بخاصه اهله و ولده نعلم بذلك انه صادق في نبوته يهلكنا ربنا بدعائه علينا وان رايناه ياتي للمباهله بقومه من هواله المسلمين نعلم بذلك انه ك%اذب في دعوته

فاليستجيب الله دعائه علينا فرائو رسول الله غدا" وقد اتي للمباهله بخاصه اهله اتي بعلي و هونفسه و بفاطمه سالم الله عليها و هي نسائه وبالحسن والحسين وهما

ابنائه حين امره الله تعالي ان ياتي للمب%اهله بنس%ائه و ابنائه ونفسه فكان علي نفس رسول الله بدالله هذه االيه والحسنان ابنائه و فاطمه نسائه .

والدليل علي انه اليجوز له ان ياتي للمباهله بغير هوالء بل ياتي بخ%اصة اهله من قومه ان المباهله بمعني الدعوه علي احد والسئوال من الله تبارك وتعالي ان ينزل عذابه علي من يريده الس%%ائل او الداعي فال%داعي في هذا المورد يحب ان يكون

حقا" مومنا" تقيا" ذو عظمه مطهر من االرجاس و االدن%اس كلها حتي يجوز بحقانيته وعصمته ومظلوميته في هجم الناس عليه ان يسئل من الله تبارك وتعالي العذاب علي عدوه ممن يخالفه و يظلمه فلوكان الداعي في هذا المورد عاصيا" اوغير معصوم اليجوز لله تبارك و تعالي في حكمته و عدالته ان يجيب داع غير معصوم ومبتلي بالعصيان علي قوم اخري مثله فلو ات%ي رسول الله للمباهله بغير هوالء

من المعصومين لكان يحب علي الله ان اليستجيب دعائهم علي غيرهم من اهل نجران فاحست علماءالنجران ذلك فرئوا رسول الله اتي بنفسه وخواص اوالده ممن

يقوم بهم امره بعده موقنا" مطمئنا" فخافوا ان يباهلوا رسول الله و قالوا انا رايناوجوها" لوسئلوا الله تعالي ان يجعل السماءارضا" واالرض سماء اليردهم الله تعالي دعوتهم فجائوا الي رسول الله ص وسئلوه ان يرفع عنهم المباهله ويصالحم في دينهم علي مايريد فقبل منهم رسول ال%ل%ه ذلك فصالحهم فتري في هذه االيه

ان رسول ال%ل%ه اتي للمباهله بمن كان مثله معصوما" مومنا مستجابا" دعوتهم ومنهم ف%%اطمه سالم الله عليهافجعل فاطمه ردفا" لنفسه و لولده وكان له نساء

غير فاطمه و اصحاب اخري غير علي لكنه اتي بفاطمه لعلمه بانها بلغت من العصمه الي ح%د لو سئلت الله تعالي اجابه و لواتي بنسوة غيره غير معصومه

لم يكن الله ليجيبه ما تسئله فابان رسول الله ص بذلك مق%ام ابنته فاطمه وابن عمه عل%%%ي و ولديه الحسن والحسين عن غيرهم فتري فاطمه س وقد تجلت

في هذا المجل%ي بعصمته االنبياء وبمحبوبيتها عندالله تعالي بانه مستجاب دعوتها. ومن مجالي تجليها ماعرفها الله تعالي و عرفها رسول ال%%ل%%ه في مجلس عرف

بالكساء و حدثوا عما وقع في هذاالمجلس بحديث الكساء...... واعلم ان الحديث المشهور بحديث الكساء و ان كان بظاهرها يخبر عن واقع%ه

ساذجه عرفي ال اهميه له في الظاهر النه يخبرعن واقعه يقع مثله%%ا لكثير من الناس 47

او الكثرهم لكنها في عمقها ولطائفها حديث عجيب عميق يخبر عن عظمه خاصة و جالل مخصوص لمحمد ص واهل بيته فعرف في االح%%اديث الوارده عنهم

عليهم السالم بحديث الكساء وعظموا شانها وامروا بمذاكرتها ومحادثتها ووعدوا فضائل جمه وثوابا"عظيما" لمن يقرئها او يسمع قرائته%%%ا او يجلس في مجلس

يذكر هذا الحديث فيها فان االحاديث والقصص كالظروف يعلي ويسف%ل بمظروفها ومحتويها فان كان محتوي كلمة او بيان علم من العلوم الماديه اوالمعنويه فيعلي

ويسفل بما فيها من الم%%%اديات والمعنويات فيقول لك المتكلم بكالم يهديك فيه الي مال او يهديك فيها الي مقام وايمان فلك%%ل كلمه من هذه الكلمات قيمتها بمحتواها

فالهدايه الي مال يقوم بهذاالمال والهدايه الي االيمان يقوم بااليمان وخيرالكلمات والعبارات مايدلك ال%ي ايمان وفضيله و حسن خلق و عمل صالح او مايهديك

ويرشدك الي الله و اوليائه بيان و كالم يجعلك مومنا" صالحا" تقيا" نقيا" وغيرذلك من الفوائدالمعنويه فاليك في بيان عظمه االحاديث وشانها ماروي عن الرسول ص

حين امر عليا" ان يخرج الي اليمن لشان كان لها واراد رسول الله ص حج بيت الله فكان عل%%ي طلب من الرسول ان يكون معه في زياره بيت الله فاكد رسول الله امره و ق%ال له اخرج الي اليمن فان لوهدي بك احد الي دين الله او هديت احدا" الي دين الله لكان ذلك خيرلك مماتطلع عليه الشمس في شرقهاو غربها واليك

ايض%ا" في بيان عظمه االحاديث وماروي عن اولياءالله وماروي عن فاطمه سالم الله عليها انها جائها رجل و سئلها حديثا" من احاديث رسول الله فقال له%ا هل

عندك حديث من رسول الله ص فتطوقنيه فقال فاطمه لخادمتها فضه ه%%اتي تلك الجريده فذهبت فضه لتاتي بها فلم تجدها فاخبرتها بانها لم تجدها فاكدت فاطمه

عليها االمر و قالت لها هاتي تلك الجريده فانها تعدل عندي حسنا" وحسينا" )والروايه في سفينه البحار وكتاب منيه المريد ( فتري فاطمه سالم الله عليها

تع%%دل بهذاالحديث حسنا" وحسينا" والحسنان تعرفهما بشانهما ومقامهما فذهبت فضه وحاولت مجدده فوجدتها وقد قممتها في قمامتها واتت به فاطمه فاعطته%%%ا السائل و اذا" فيها قال رسول الله ص ليس من المومنين من لم يامن جاره بوايقه و

من كان يومن بالله واليوم االخر فاليوذ جاره ان الله تعالي يحب الخي%%%ر الحليم المتعفف ويبغض البذي الفاحش و ان الفحش من البذي والبذاء في النار فتري مثل

هذه الكلمات عدلت بها فاطمه حسنا" وحسينا" ولوترك الناس كلما بايديهم من العلوم واخذو بهذالحديث فتح الله عليهم ابواب البركات من السماء واالرض

فاالحاديث والكتب والكلمات واالشعار والقصص والروايات كله%ا يقوم بمعانيهاومحتويها وما يتعقل ويعتبربها

فصل ششم تجليها في الكساء و الكسوة اال الهيه

48

وكذلك الحديث المعروف المشهور بالكساء نريها في االحاديث الوارده وقد عظم بشانها وامر بحفظها وروايتهاو وعد لحافظها وقاريها وسامعه%ا ثوابا" عظيمه مع ان مانري من المحتوي في ظاهر الحديث تحكي وتخبر عن حادثه حدثت لرسول ال%ل%ه ص فالتجاالي بيت ابنته فاطمه ليرفع عن نفسه بذلك الضعف فتقول فاطمه اتاني

رسول الله يوما فقال السالم عليك يا فاطمه فقلت عليك السالم يا ابه قال اني اجدفي بدني ضعفايافاطمه ايتيني بالكساء اليماني فغطين%ي به فاتيته

بالكساءاليماني فغطيته به وصرت انظر اليه واذا وجهه يتاللو كانه البدر في ليله تمامه وكماله ........

فانظر في هذه الحديث في الضعف الذي حدث لرسول الله ص فقال البنته فاطمه اني الجد في بدني ضعفا" فايتيني بالكساء اليماني و غطيني به ماهي

هذاالضعف في بدن رسول الله ص اهي كساله ومرض من انواع االسقام و االالم حدثت لرسول الله ص فجاء الي بيت فاطمه ليعالجها بالكساء يستريح فيهاساعه

فنري انه اليناسب الكساء اليماني ان يعالج به ضعف و مرض حدث لرسول الله ص واليحتاج لدفع المرض عن نفسه ان يجئي الي بيت فاطمه ليدفع المرض بالكساء

فالذي يمرض مرضا" يستريح عن مرضه في بيته او يعالجه باالدواء واالطباء و السيما ممانري في هذا الحديث من قول فاطمه سالم الله عليها بانها حين ماغطت اباها بالكساء رات وجه رسول الله ص كالبدر في ليله تمامه وكماله ثم نري تحكي

لناهذاالحديث بانه لما غطي رسول الله ص نفسه بالكساء جاء اليه الحسن و الحسين وعلي وبعدهم فاطمه سالم الله عليها فاستاذنوا له ان يكونوا معه تحت

الكساء فاذن لهم ثم جائت ام السلمه فاستاذن رسول الله ص فلم ياذن لها وقال انت علي خير ولكن هوالء ثقلي وحملي سلمنا ان الضعف في هذا ال%مورد بمعني

مرض البدن و ضعف في بدنه فماشان غيره ان يكون معه تحت هذاالكساء واليمكن لنا ان نقول انهم كلهم ضعفوا في ابدانهم ومرضوا بامراض وجب عليم ان يغطوا

ابدانهم بالكساء لدفع المرض فاالمر في الواقع غيرما نعرفه من ظاهرالحديث بل هو امر مهم اراد رسول الله ص ان يتظاهر في هذاالمجلس بما هو عليه من الشان عندال%له ليعرف عند الناس علي ماهو عندال%ل%ه تبارك وتعالي من العظمه والجالله والنبوه فان الناس كانواينظرون اليه واهل بيته فيظنون انه و اهل بيته مثلهم و هم

مثله و مثل اهل بيته كانوا اليعتنون بشان رسول الله ص و بشان اهل بيته و اليعرفونهم بما هم عندالله تبارك وتعالي ليلتجئوا اليهم و يستضيئوا بنورهم فانه في حكمه الله تعالي البد ان يعرف كل شي وكل شخص بما هو عليه عندالله لئال يشتبه

الجوهر بالخزف و اليلتبس ال%ردي بالجدي و يعرف الناس خزائن رحمه الله و معادن حكمته و ينابيع العلم و الحيوه ليرجعوا اليهم ويرتووا بهم من ماءالحيوه فيحيون و يعيشون فكما انه يجب في الحي%%وه ان يعرف كل جماد ونبات و حيوان عندالناس

49

بما هي عليه لينتفع الناس بها فالبد وان يعرف الغنم من الذئب والغزال من النمر والظلمه من النور وكل نافع من الضار لئاليشتبه علي االنسان فيطلب الذئب

مكان الغنم والضار مكان الناف%ع كذلك يجب ان يعرف االشخاص بما هم عليه عندالله تبارك و تعالي لئال يتشبه علي الطالبين الن%افع من االشخاص مكان الضار

منهم الهادي من االنسان مكان الضال المضل منهم والجاهل مكان العالم فان الن%اس في وجودهم وماافاض الله عليهم من العلم والحكمه معادن كمعادن الذهب

والفضه فكم%ا انه يجب ان يعرف الفضه من الذهب يجب ان يعرف من الناس من كان ذهبا" و سفاال" و زخرفا فكل مانري في االشياء من الجماد والنبات والحيوان والض%%ار و النافع يكون مثال" في االفراد من الناس ففي الناس من يكون ذئبا" و

نمرا" و ثعلبا" واسدا" ومنهم من يكون من نوع الحشرات و منهم من يكون من نوع الغنم والغزال ينتفع الناس بهم كماينتفعون بالغنم والغزال و فيهم من يكون كمثل النور والضياء يستضئي به الناس ومنهم من يكون من نوع الظل%مه والجهاله يضل

به الناس فيعمي عليهم طرق عيشهم وحيوتهم فيجب في حكمه الله تعالي ان يعرف كل انسان عندالناس بما هوفيه وعليه ان كان نافعا"ينتفع الناس به اوكان ضارا" يجتنب الناس عنهم ان كان ذئبا" يفراالنسان عنه اوان كان غنما" ينتفع الناس به ففي الحديث ان الناس لوتساوو اهلكوا فلعل التساوي في هذاالحديث الذي يكون

منشا" للهالكه هوان يظن كل انسان نفسه كمثل غيره و اليتمايز بين االفراد و االشخاص فخينذ يتساوي الجاهل والعالم والسفيه والحكيم والمومن والكافر فال يمكن للجاهل في هذا التساوي ان يتعلم من العالم وال الضال ان يهتدي بالهادي

فيجب ان يعرف كل انسان عند غيره بما هو عليه من النفع والضرر لينتفع غيره به او يتجنب عنه لئاليضار به فكانت العرب وقريش فيهم و سايرالناس يساوون

انفسهم برسول الله ص واهل بيته و اليعرفون ان بين رسول الله ص و اهل بيته وسايرالناس فرق فاحش وبون بعيد و هم كمثل السماء ينزل منه الغيث و ساير الناس كالتراب ينتفع بالغيث ان كان مومنا" مستعدا" او الينتفع به لوكان كمثل

الحجر والرمال فيهلكون في هذه التساوي بعقيدتهم اليعرفون النور فيستضيئون به و الالظلمه فيستوحشون ويفرون منه فضعف رسول الله ص في بدنه وبدن اهل

بيته في هذا المورد انهم اليعرفون عندالناس بما هم عليه من العلم والحكمه والعظمه والجالل فينتفع الناس بهم ويهتدوا بهداهم فاراد رسول الله ص ان يتظاهر

بالكسوه والكساء فيعرف هو و اهل بيته بماهم عندالله وتمام الدقه والتعمق في هذاالحديث مجيئه لبيان هذااالمر الي بيت فاطمه وطلب الكسوه والكساء منها س وافتتاح هذاالمجلس بها وختمها بها ايضا" الن المجلس فتحت بيدها و ختمت بها فهي الفاتح و الخاتم لهذاالمجلس ثم الدقه والتعمق في

لغه االكساء واالكتساء بها فان االنسان يعرف عندالناس بزيه و كسوته فهناك البسته ثالثه يلبسهااالنسان فيعرف به فلكل رجل لباس متعارف يلبسه في بيته

عنداهله ثم بعدذلك لباس له متعارف يلبسه عندالناس و يلبسه الناس جميعا" يعرف 50

بهذاللباس انه كساير الناس و سايرالناس مثله و هناك لباس اخري يلبسه االنسان فيعرف به مقامه و عظمته وجالله ويسمي هذه اللباس كسوه فالكسوه والكساء

غيراللباس و االلبسته المعتاده بها الكسوه والكساء لباس يلبسه االنسان فيعرف به عندالناس بما هو عليه من العظمه والجالل والسياده والرياسته فالملك مثال" اذا

تظ%%اهر عندالناس بماعليه الناس فلبس مايلبسون وفعل فيهم مايفعلون اليعرف بهذا التظاهر انه ملك يجب علي الناس اطاعته و تعظيمه النه اليعرف بلباسه

المتعارف انه ملك مطاع واذا ظهر في الناس بلباسه المخصوص المشعر بانه ملك في شان الملوك يقال انه ظهر في الناس بكسوه الملوك فحينذ يعظمه الناس

بمايرونه في كسوه الملوك و يطيعونه فالكسوه والكساء هناك لباس مخصوص يلبسه من كان في مقام خاص و عظمة مخصوص يعرف بهذه الكسوه امتيازه عند

الناس فكان رسول الله ص واهل بيته يتظاهرون في الناس وعندالناس بما عليه ساير الناس من االلبسه اليعرف بهذاالتظاهر امتيازه و اهل بيته عندالناس فكان

الن%اس يرون رسول الله ص مثلهم في المجامع و المجالس حتي قيل انه ص كان يجلس مع اصحابه في مجلس فياتيه رجل اليعرف منهم من كان مطاعا" ومن كان

مطيع%ا" فيقول ايكم محمد ص فيشير اليه اصحابه فاراد رسول الله ص ان يعرف بكس%%وته المخصوصه المشعره بانه عندالله تعالي في وجوده وعلمه و حكمته و مقامه و وسيادته غير ما هو عندالناس ليعرفوه ويعظموه ويقتدو به فاليساوون

انفسهم برسول الله ص واليجلسون واليدعون مقامه ومقام اهل بيته فلماارادان يتظاهر بهذه الكسوه المخصوصه المشعره بمقامه المخصوص و ما خص الله به

جاءالي بيت فاطمه الن بيت فاطمه بيت الله و حرمه االمين في تاويل القران و اهل البيت ولدها وبعلهاوابوها كما اخبرالله به في هذا الحديث والملوك اذا ارادوا ان

يعرفوا بانهم ملك وانهم مستحقون ان يتظاهروا بكسوه الملوك يجلسون في مجلس خاص يدعون الي هذا المجلس رجال المملكه وروسائها وساي%ر المل%%وك ليتتوجوا في هذاالمجلس بتاج الملوك و يتظاهروا بكسوتهم يسمي هذا المجلس

وهذااليوم بالفارسي )تاجگذاري ( فيضعون علي رئوسهم تاج الملوك يضع التاج علي رئوسهم من هو خير الناس في ملكهم و مملكتهم وانما يفعلون ذلك بان يعرفوا في

الن%%اس بانهم ملوك و فالن ولي عهدهم يجب علي الناس تعظيمهم واطاعتهم فان الملوك و ان كانوا غير مستحقين بان يتظاهروا بكسوه الملوك اال ان

يجعلهم الله ملكا" ويرقي الله بهم مقام الملوك و هذه الكسوه وان كان اليناسبهم النهم ليسوا بملك حقيقه وانما الملك عندالله من اق%امه الله و بعثه الداء رسالته ولكنه كم%%%ا قيل المجاز قنطره الحقيقه فهناك في كل زمان ملك منصوب من

قبل الله تعالي مامور بامره وقائم بارادته ليقودالناس الي النجاه من المهالك وقبال هذاالملك المنصوب القائم المامور بامرالله ملك اخري منصوب بهوي نفسه و هوي

غيره من الناس وفي الواقع ملك منصوب بامر الشيطان فرسول الله ص الملك المنصوب القائم المبعوث بامرالله تعالي فهو ملك حقيقه متوج بتاج الكرامه و

51

النبوه فحري به ان يتتوج بتاج الكرامه و ويتظاهر بكسوه الملوك النه الملك حقيقه وساير الملوك اسراء الشيطان فيجب عليه ص ان يتظاهر بكسوه خصه الله تعالي به

ليعرف بانه ملك منصوب من قبل الله قائم بامره لئال يدعي احد من ساير الناس مقامه واليتظاهر بكسوته اال ان يكون كاذبا" فجاء الي بيت فاطمه وجعل بيت الله

مجلسا"ليتتوج فيه بتاج الكرامه فيعرف بانه ملك و فاطمه سالم الله عليها هي اللتي يتوج اباها بتاج الكرامه و تكسي قامته بكسوة االلهيه ليعرف بجالله و عظمته

المخصوصه به فقال يافاطمه ايتيني بالكساءاليماني و غطيني به فانه وان كان في الظاهرالكسوه اليماني عباء تاتي بها و تغطي اباها بها ولكنها في الواقع

كسوه الله و تاج الكرامه تضعها فاطمه علي راس ابيها فال يطلب هذه الكسوه من احد غير فاطمه الن غيرها اليعرف مقام رسول الله و عظمتها التي هو عليها من

قبل الله تعالي فال تعرف رسول الله بروح النبوه والعصمه والواليه غيرفاطمه وكذلك اليعرف فاطمه غير ابيها وساير االئمه ع فرسول الله ص و علي والحسنان

والتسعة المعصومين من ولدالحسين ملوك توجتهم فاطمه بتاج الكرام%ه وتكسيهم بكسوه الله تبارك و تعالي فتحكي فاطمه سالم الله عليها تقول فاتيت ابي بالكساء

اليمانيه و غطيته به و صرت انظر اليه و اذا" وجهه يتأللؤ كانه البدر ليله تمامه فتبين لنا سالم الله عليها كيفيه هذه الكسوه و مقام من يكتسيه و يخبرنا بان ابي طلب

مني تاج الكرامه ان يتتوج به فيعرف بزيه ومقامه عندالخاليق اجمعين فكان هذاالمجلس غير ساير المجالس ومن يجلس فيه غير سايرالن%%اس ممن يستحق الجلوس في هذاالمجلس النها مجلس اراد رسول الله ان يجلس فيه ويتتوج بتاج

اكرمه الله به ويعرف ب%%انه ملك عظيم ثم يعرف للناس واله عهده ومن يقوم مقامه بعده لئال يشتبه علي الناس امر الخالفه والواليه بعده ففتحت ف%اطمه المجلس و

غطت اباها بكسوه الله فجاء علي ع فوقف عندالباب لما علم بان هذا المجلس والجلوس غيرالمجالس اللتي ياتيه علي والحسنان صباحا"ومسائا" في كل يوم فلما

شعر علي بعظمه المجلس وانها مجلس اليجلس فيه اال من اراده الله و كسوه اليكتسيه اال من كساه الله و قف عندالباب واستاذن من الرسول ص فاذن له

رسول الله ص النه عرف عليا" بانه وليعهده و وصيه و خليفته وانه يكون علي ما كان رسول الله ص ويقوم علي ما يقوم عليه رسول الله ص فاذن له فاكتسي علي نفسه بكسوه اكتسي به رسول الله وتوج بتاج توجه الله رسوله ثم جاءالحسن فراي

وعرف عظمه هذاالمجلس وقف عندالباب لم يدخل اال بعد االذن و االستيذان من امه و جده فاذن له رسول ال%ل%ه ص كما اذن لعلي لما يعرف ابنه بانه حجه الله و

وليه وامام الخلق بعدابيه فدخل الحسن واكتسي بكسوه رسول ال%ل%%ه ثم جاء الحسين ع وعرف من هذا المجلس ماكان يعرف ابوه واخوه فاستاذن واذن له ثم جائت فاطمه ختاما" للمجلس واذن لها كما اذن لبعلها و بنيها النها سالم الله عليها خير اولياء الله وحججه فاذن لها رسول الله ص فاكتستها بكسوه اكتست بها اباها وبعلها وابناها ثم جائت ام السلمه و وقفت عندالب%%%%اب واستاذنت رسول الله ان

52

تكون معه تحت الكساء فلم ياذن لها رسول الله ص وقال انت علي خير و لكن هوالءثقلي وحملي فاراد رسول الله ص ان يبين بهذاالرد والقبول عظمه اهل بيته و

واله امره لئال يدعي احد مقامهم كما ادعتها عايشه و الط%لحه والزبير وساير هوالء الغاصبين فيدلنا هذاالحديث وهذا المجلس والكسوه والكساء علي ان رسول الله ص

اراد تشكيل هذاالمجلس ان يبين لنا وللبشريه مقام النبوه والواليه لئال يلتبس ويشتبه علي الناس امره فيمابعد من الزمان

وحكي لنا في هذاالحديث عن فاطمه س تقول .. لمااكتملناجميعا"تحت الكساء اخذ ابي رسول الله بطرفي الكساء و اومي بيده اليمني الي السماء وقال اللهم ان

هوالءاهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي و دمهم دمي يولمني ما يولهم و يحزنني ما يحزنهم انا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم و

محب لمن احبهم انهم مني و انا منهم فاجعل صلواتك و بركاتك و رحمتك وغفرانك و رضوانك عليهم واذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا".

فانك تري في هذاالحديث انه ص ارادان يجمعهم معه ويعرفهم عندالناس كم%ا هم عليه فكان هذاالمجلس والكساء غير مجالسه فيما قبل و مابعد وغير وروده بيت فاطمه فيما قبل وفيمابعد فانه ص كما حكي عنه الياتي عليه صباح و مساء اال و

ياتي بيت فاطمه س يقول السالم عليكم يااهل البيت فيجلس عند ابنته و ابن عمه و ولده اليسافر الي سفر االو يخرج من بيت فاطمه والياتي من السفر اال و ياتي بيتها فهي سالم الله عليها اخر من يوادعه رسول الله ص الي اسفاره واول من يزوره عند قدومه من السفر فكم من مجالس له واهل بيته تجمعهم و غيرهم

في بيت فاطمه س ولم تحك فاطمه و الغيرهم عن هذه المجالس الكثيره ماحكت فاطمه س عن هذاالمجلس فتحكي انه لما جلس رسول ال%ل%ه ص تحت الكساء

جائني علي وقال السالم عليك يابنت رسول الله ص فقلت عليك السالم ياابي الحسن ويا اميرالمومنين فقال يافاطمه اني اشم عندك رائحه طيبه كانها رائحه اخي وابن عمي رسول الله ص فما هذه الرائحه التي يشمها علي عند فاطمه ال في بيتها وال

عند غيرها فكم كان رسول الله »ص « في بيت فاطمه وكم كان علي يزوره في بيتها ولم يحك عن شم رائحه رسول ال%ل%ه »ص « مثل ماحكي عن هذا المجلس فهذه رائحه النبوه ودالئل العظمه والجالل في رسول الله »ص « يشمها علي و فاطمه

والحسن%ان و اليشمها غيرهم فراي علي رسول الله ص في المجلس علي مقام وعظمه خصه الله به فوقف عندالباب واستاذن رسول الله ص وكثيرا" ماكان يدخل

بيته ورسول الله ص فيه فلم يستاذن كما يقال اليكرم الرجل عنداهله فهو اهل رسول الله ص و رسول الله اهله واليستاذن اهل عن اهل و الصاحب البيت عن بيته

فراي علي رسول الله بهذه الكسوه متوجا" بتاج الكرامه اراد ان يبين للناس انه اليجوز الحد ان يجلس مثل هذا المجلس ويكتسي بمثل هذه الكسوه اال باذن الله

عن باب الله و باذن رسول الله ص فكان كل واحد منهم يدخل هذا المجلس من بابه

53

و هي فاطمه سالم الله عليها كانوا يسلمون علي فاطمه حين ورودهم ثم يستاذنون رسول الله حين جلوسهم وكانوا يشمون رائحه عند ورودهم غيرمايشمون في

سايرالمج%الس فكل ذلك دليل علي ان رسول الله ص اراد باذن الله تعالي حين نزل عليه ايه التطهير ان يعرف البشريه مصداق هذه االيه لئال يشاركهم احد في

ماخص الله بهم واليزاحمهم في مقامهم وما خص الله بهم فلما اجتمعوا تحت الكساء قال فيهم رسول الله ص ماقال مثل هذه االقوال في غديرخم وسايرالموارد

والمجالس يقول لحمهم لحمي ودمهم دمي يولمني مايولمهم الي اخرما قال مثل ما قال في غديرخم من كنت مواله فهذا علي مواله اللهم وال من وااله وعاد من عاداه فصدقه الله تعالي في السماء فعرفهم عند اهل السموات كما عرفهم عند

اهل االرض فكان مجلسا" يضئي الهل السموات كما يضئي الكواكب الهل االرض و قال تبارك و تعالي يامالئكتي وسكان سمواتي اني ماخلقت سماء مبنيه وال ارضا"

مدحيه و القمرا"منيرا وال شمسا" مضيئه وال فلكا يدور وال بحرا" يجري وال فلكايسري اال في محبته هوالء الخمسه الذينهم تحت الكساء فخاطب الله تعالي

المالئكه و سكان السموات و المالئكه عوامل يعمل الله بهم مايشاء فهم في العالم وفي متن السموات واالرض كالروح في بدن االنسان فكما ان الله تعالي يعمل

مايعمل في البدن بالروح فيجري الدم بالروح في العروق و يقوي االعصاب بالروح في الدماغ و ساير مايفعل في وجود االنسان كذلك اليعمل الله عمال" في االرض و

الفي السماء االبروح فيها بيده فبالروح يدور المدارات في افالكهاوبالروح يقلب الليل والنهار و بالروح يضئي الشمس و ينورالقمر فهذا الروح الذي بيده يصنع به مايشاء

يسمي ملكا بالنسبه اليه تعالي و يسمي روحا" بالنسبه الي خلقه ومعني خطابه المالئكه و تعريفه اهل البيت انه تعالي سخرالمالئكه لهم و جعلهم ب%%ايديهم كما يحكي عن ادم و يقول وقال للمالئكه اسجدوا الدم فان سجده المالئكه بمعن%%ي

تسخي%رهم لالنسان و جعلهم بيد االنسان مامورا" بامراالنسان الكامل لتحصل لالنس%%ان الك%%امل الواليه التكويني كما حصل لهم بعلم الله تعالي الواليه التشريعي

فخطاب الله المالئكه و تعريفه اياهم اهل البيت امرهم بالسجده لالنسان الكامل وجعل االمورالتكويني بايدي هوالءالكملين وسكان السموات في هذاالمورد

ذوي العقول من خلقه في االرض والسماءفكما ان لله تعالي علي وجه االرض ذوي عقول من االنس والجن يع%قل و يفهم جعلهم الله تعالي سكنه االرض كذلك

في السموات اي العوالم فيها ذوي عقول من جنس االنسان يعقل ويفهم فان العوالم واهل العوالم الينحصربارضنا هذه حتي نقول ان العوالم كلها خلو من ذوي العقول اال ارصنا اللتي نحن عليها فيحكي لنا آي القران بان في السموات دواب كما في االرض

وفي السموات ذوي عقول يملكهم الله كما في االرض فيقول من في السموات ومن في االرض فكما ان من في االرض انسان يعقل ويفهم كذلك من في السموات

انس%%ان يعقل ويفه%%م يخاطب الله سكان السموات كما خاطب سكان االرض فعرف رسول الله ص واهل بيته سكان السموات كما عرفهم سكان االرض وجعلهم

54

في العالم مكان العله الغائيه وقال اني ماخلقت سماء مبنيه والارضا" مدحيه اال لمحبة هوالء الخمسه الذين هم تحت الكساء الن مكان االنسان الكامل مثل هوالء

المعصومين في العالم كمكان الثمره من الشجره فكما ان الشجره اليغرس اال الجل الثمره كذلك اليبني السماء واالرض اال الجل الثمره وثمره الخلقه العرفان الكامل يقوم باالنسان الكامل وهم الكملون في العوالم ومنهم االئمه المعصومون وفاطمه

وابوهاس يلحقهم مومنون يمتحن الله قلبهم لاليمان كماعرفوابذلك في احاديث المرويه عن االئمه بان حديث ال محمد صعب مستصعب اليحتمله اال ملك

مقرب اونبي مرسل او مومن امتحن الله قلبه لاليمان .

7 فصل الحوادث التي وقع بمنظر العالمين

واعلم انه وقع علي وجه االرض حوادث و مجامع رمقته العالمون من اهل السماء واالرض و من كان فيما قبل او يكون فيما بعد الن هذه الحوادث او المجامع عالمي

مربوط بما سوي الله فمن هذه الحوادث يوم الغدير عرف ورئي في السماء و االرض و عرف فيمن مضي كماعرف فيمن ياتي وسمي في السماء يوم المشهود او

يوم الميثاق فحين يقوم رسول ال%له ص ياخذ بيد علي و يقول من كنت مواله فهذاعلي مواله كانه يخاطب ماسوي الله من الجن و االنس و المالئكه اجمعين فيما مضي و فيما ياتي فكل من خلق و رزق من رزق الله و يدب في السم%اء او االرض

اخذ عليه هذاالميثاق البد ان يومن بالرسول و بعلي اميرالمومنين و من هذه الحوادث التي شهدته اهل السماء واهل االرض وما مضي وماياتي يوم العاشور كما

قيل عجبت من صبره مالئكه السموات و االرض واحدقوا اليه من كل جانب و ضجت المالئكه الي الله تعالي حين رات الحسين والشمر جالس علي صدره

فسئلت المالئكه ربهم ان ينصر وليه وينتقم من هوالء الكافرين المعاندين فارايهم الله تبارك وتعالي شبح القائم عن يمين العرش وقال مشيرا" الي الحسين ع

بهذاانتقم لهذا اي بالقائم من ولدالحسين انتقم للحسين عليه السالم فهذه الحادثه رمقته اهل السماء و االرض و بكت علي الحسين اهل السماء واالرض و من مضي و من ياتي كما نري في تاريخ االنبياء ان آدم و نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و

ذكريا و يحيي كلهم بكوا علي ال%حسين واقاموا عزاء مصيبته كماتري الله في القران في سوره مريم يحكي عن زكريا عليه السالم مصابه و بكائه علي الحسين في

حروف المقطعه كعهيص وفسر هذه الحروف بان الكاف يشير بها الي كربال و الهاء يشيربها الي هالك الحسين واصحابه و اوالده و الياء يشيربهاالي الطاغي يزيد بن

معاويه والعين يشيربها الي عطش الحسين ع والصادالي صبره كذلك فسره االمام القائم كما روي احمدبن اسحاق القي عن الحسن العسگ%ري ابي القائم عليه السالم .

55

ومن هذه المجامع والحوادث اللتي رمقته اهل السماء واالرض واخذالله الميثاق علي العالمين هذه المجلس الذي عرف بحديث الكساء او مجلس الكساء فتري الله تبارك و تعالي و جهت المالئكه الي بيت فاطمه و الي من يكون تحت الكساء يعرفهم الله

ويقول يامالئكتي و سكان سمواتي الي اخر ما قال يعرفهم الله تعالي بانهم لولم يكونوا لم يكن سماء مبنيه والارض مدحيه و الفلكا" يدور البحرا" يجري و الفلكا

يسري و كذلك عرفوا في الروايات بانهم لوالهم لس%%اخت االرض باهلها الي اخر ماروي و حكي مثل هذه الروايات و كذلك تعرفهم في الزياره الجامعه المشهوره

يقول بكم يمسك السماء ان تقع علي االرض االباذنه وبكم ينفس الهم وبكم يكشف الضرالي اخرماتحكي لنا هذه الجامعه فهي مجلس سماوي وارضي وتاريخي لما مضي ولما ياتي يجب علي من في االرض والسماء ان يعرفوا ملوكهم وقادتهم ومربيهم والمفيض عليهم بفيض ال%%ل%%ه تعالي في الدنياو واالخره النهم وسائط بين الله وبين خلقه في الدنيا و االخره ففي الدنيا وسائط التعليم ونزول العلم و

الحكمه اقام الله بهم وبواليتهم دينه من لدن آدم الي قيام القائم و وسائط حكومه الله و سلطانه في االخره يظهر بهم سلطان الله يثيب الله بهم من يثيبه

في االخره يعاقب الله بهم من يعاقبه في االخره فهم ملك الله و سلطنته و حكومته و هم الشفعاء والخصماء يشفعون من واالهم و يخاصمون الي الله من عاداهم

فوسايط مثل هذه الوسائط يجب ان يعرف في الدنيا و االخره ليعرف المستفيضون منابع الفيض والحكمه .

ثم تري في هذاالحديث لفاطمه س شانا" خاصا" خص الله بها فمن هذه الشئون ان الله تعالي فتح هذا المجلس بها سالم الله عليها فاتيها رسول الله ص و طلب منها

كسوه االالهيه و تاج الكرامه ان تكسيها بقامه ابيها و يغطي اباهابها فقال لها يافاطمه ايتيني بالكساء اليماني و غطيني به الرفع بها ضعفي عن اعين الناس ليروا

ماانا عليه من النبوه والكرامه والجالله والعظمه فاليسئل هذه الكسوه من غير فاطمه و اليفتح مثل هذه المجلس بغير فاطمه و الفي بيت غير بيتها النه اليعرف

رسول الله بما هوعندالله اال فاطمه سالم الله عليها و ابنائهافتري رسول الله ص جاء الي بيت فاطمه ليعرف في هذاالبيت بما هو عليه من العظمه و يتوج في هذاالبيت بتاج الكرامه و كسوه الله و بيت فاطمه بيت الله بل هي نفسها بيت الله الن البيت

اليعرف بيتا" االبمن تقوم بهاو اليقوم بيت الله و بيت رسول الله اال بفاطمه سالم الله عليها ومن شئون الخاصه لفاطمه س ان هذاالمجلس ختمت بها كمافتحت

بها فهي اخر من جائت الي رسول الله واستاذنت له ان تكون معه تحت الكساءفكان الخمسه الطيبه بدئت بها و ختمت بها

56

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( سالم الله عليها و من شئون الخاصه العظيمه بها ما يبدء الله تعريف الخمسه بها فيبدء بفاطمه س و يعرف الرسول و اوليائه بفاطمه

حين يقول يعرفهم للمالئكه هم فاطمه و ابوها و بعلها و بنوها. فكما نحن في تعاريفنا نبدء بما هو اشهر او اعرف واعظم لنا كذلك الله تبارك و تعالي يبدء في

تعاريفه بما هواعظم عنده فاذااردنا ان نعرف اهل بيت او قوم من االقوام و قبيله من القبائل نعرفهم عندالمخاطب بمن هواعظم و اعرفهم عندنا فنبدء بالروس

والوجوه ونضم الباقي اليها فاذا اردنا ان نعرف جماعه المسلمين نقول انهم امه محمد او نقول المسلمون محمد ص و متبعوه و المتقربون بدينه اليه او اذا اردناان نعرف شيعه علي نقول الشيعه متبعو علي فاذا بدءالحكيم بفرد خاص في تعريف

االقوام او البيوت علم بذلك ان لهذا الفرد شان علي غيره فبدء الله به بهذا الترجيح لئال يكون بدئه باسم خاص او فرد مخصوص بال دليل فيكون سفها و عبثافنري في

ذلك الحديث ان الله تبارك وتعالي بدء بفاطمه في تعريف الخمسه الطيبه او االئمه المعصومين و نري حول هذا التعريف و االبتداء بها سوره و آيات نزلت في شان

فاطمه لم ينزل مثلهافي شان احد غيرها كمثل نزول سوره الكوثر في شان فاطمه و تاويل ام الكتاب و الفاتحه بها و نعرف ان سوره الحمد قبال سايرالسور اصل

اصيل جعل الله تبارك و تعالي سوره الحمد قبال القران وافردها بالذكر حيث يقول و لقد آتيناك سبعا" من المثاني و القران العظيم و فسرت السبع المثاني بسوره

الحمد و القران العظيم بكتاب الله و اولت سوره الحمد بفاطمه س الن الحمد ام الكتاب و كل واحد منهم كتاب و هي سالم الله عليها امهم فمن هذا التاويل و نزول

سوره الكوثر وتعريفها بانها كوثر و تعريف رسول الله ص حوض الكوثر في يوم القيامه بانها حوض مملوه من ماء الحيوه يشرب منها شيعه علي و محبوه و يمنع عنها من اليعرف عليا" و يبغضه وينكر حقه و عرف علي ع بانها ساقي الحوض يوم القيامه يسقي بها من يحبه و يمنع عنها من اليحبه ثم جعل الله تبارك وتعالي لهذا

المعروف بحوض الكوثر شانا" خاصا" فقال الرسول اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي و قال هما كهاتين )اشار باصبعيه متصال( حتي يردا علي الحوض

يعني بذلك ان الكتاب و العتره متحدان متصالن و متوافقان يمشيان باالمه حتي يردا علي الحوض و الحوض في هذا المورد هي الحوض الكوثر وهذا الحوض ليس

كهذه الحياض ان يكون شيئا" و ال مائه كهذه المياه ان يكون شربه و شرابا"يشربون منه بل الحوض في هذاالبيان هوالبئرالمعطله في كتاب الله يقول وبئر معطله و

قصر مشيد ففسرت البئر باالئمه عليهم السالم فاذا كانوا بئرا" يكون مياه هذا البئر علمهم و حكمتهم فكما ان البئر المعطله في الفلوات اليعرف و اليسقي منه كذلك االئمه عليهم السالم لم يعرفوافي فلوات الجهل والسفاهه و لم يسق منهم ماء اال الجمع القليل من شيعتهم و العارفين بحقهم اجتمعوا حول البئر و ارتووا من مائها

فحيوا بها حيوه االيمان و كانوا بهذه الحيوه من اهل الجنه فاذا كانوا بئرا"و كان 57

علومهم مائا" فيكونون حوضا"ايضا" و علومهم مياه يحيي به النفوس و االرواح ففاطمه سالم الله عليها فيهم هي حوض الكوثر اي بحر علم الحيوة فمن عرفها

شرب من ماء هذاالحوض شربه و من لم يعرفها لم يشرب منها شيئا" فتامل في تاريخ االسالم و تفكر في حال المسلمين و انظر الي مسلم عرف االئمه »ع « بالعلم والعرفان و الحكمه و الواليه و عرف ان لهم شأن غير مايكون في ساير

الناس عرفهم بان لهم حق الواليه و االمامه و علم بان من زاحمهم في هذاالحق فلم يلجا اليهم و لم ياخذ منهم دينه و غصب مقامهم فهو كافر في تأويل القران و ان كان مسلما" في ظاهر االسالم فهذا العرفان ماء من مياه الحوض الكوثر ماء

يعرف بنور االيمان و يحيي بهاالقلوب فهل يمكن لك ان تعرف فاطمه بانهاالحوض الكوثر او البحر العميق و تعرف بان حول هذاالحوض آبار و انهار يجري بها و منها

الي القلوب فتحيي بحيوه العلم وااليمان فهناك حوض و انهار يعرفهم الله تبارك و تعالي في ايه اخري في سوره الدهر يقول عينا" يشربون بها و ال يقول يشربون منها فان كان العين و الحوض من هذه العيون الجاريه و الحياض و مائها من هذه المياه

السائله الجاريه يقال في تعريفها يشربون منها واليقال يشربون بها وان كان هذه العيون والحياض عيون العلم والحكمه فيقال لشاربها يشربون بهاو اليقال

يشربون منها الن العلم والحكمه سبب اليجاد ما تحب و ترضي فالعالم الحكيم يصنع بعلمه و حكمته مياها" وانهارا" و حياضا"و ابارا" يشرب منها فيعيش و يحيي فالعلم

جنات تجري من تحتها االنهار اي يصنع و يطلب بها ما يريد فتري االئمه و االنبياء »ع « يخرجون بارادتهم مياها في البراري و الفلوات يشربون منها و يصنعون

النفسهم فواكه واثمارا" و طعاما" و شرابا" في الفلوات يغتذون بها و يشربون منها فعلمهم وحكمتهم اللتي يقدرون بها علي اجراء المياه واالنهار في الفلوات او من

االحجار )كماتري في حجر موسي فانفجرت منه اثنا عشر عينا"( عيون يشرب بها واالنهار الجاريه بها عيون يشرب منها فانظر الي موسي و ماجري من المياه من

حجر يقول الله تعالي اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منهااثناعشر عينا قد علم كل اناس مشربهم فعصي موسي عين يشرب بها و المياه الجاريه من الحجر عيون يشرب منها فهذاالعين اللتي يشرب بها و يظهر بها عصا" موسي و يد بيضاء هي

عين بيد موسي و عيسي و ساير االنبياء من حوض الكوثر النها بمعني العلم و االيمان و المعرفه فبالعلم والحكمه يطلب الجنان و يصنع فيها اشجار و ثمرات و يجري فيها انهار.فاذا عرفت فاطمه بانه الحوض الكوثر نزلت فيها سوره الكوثر

عرفتها بانها مبدء االنهار و العيون و االئمه عليهم السالم واالنبياء و المؤمنون كذلك كلهم انهار جاريه من هذا البحر العظيم و الحوض الكوثر فهي س كما قلنا في العلل الغائيه للخاليق مبدء و غيرها اعداد يبدء منها فاعرف مبدئيتها في تعريف الله اياها و

بدء الله باسمها في حديث الكساء و الكسوه يقول هم فاطمه و ابوها و بعلها وبنوها ولذلك المبدئيه قيل بان لها امومه االئمه ع و انه%ا ام ابيها.

58

فصل هشتم حديث فطرس و ان الماليكه كانوا في ظلمة فرش الله عليها من نورها

ومن الداليل علي مبدئيتها في العلوم والمعارف و مايفيض الله بها علي خلقه ما روي بان الله تبارك وتعالي خلق المالئكه و هم في ظلمه فشكواالي الله الظلمة فرش

عليهم من نور فاطمه س و هذه الحديث يشبه حديث فطرس علي ماروي في شأن موالنا الحسين »ع « بان فطرس كان ملكا" مردودا" مغضوبا" عليه فراي يوما"

جبرئيل و جنودا" من المالئكه نازلين من السماء الي االرض فسئلهم عن سبب النزول فقال له جبرئيل ان الله تعالي و هب محمدا" واهل بيته ولدا" مباركا" ونحن ننزل اليه نحييه و نهنيه تحيه الله فقال له فطرس هل يمكنك ان تاخذني معك الي هذا

المولود المبارك التوسل به الي الله لعل الله تعالي يرجعني الي مقامي المسلوب عني و جناحي الماخوذه عني ببركه هذا التوسل بهذا المولود فاخذ به جبرئيل الي رسول الله »ص « فابان لرسول الله »ص « حال الفطرس و قال انه يتوسل اليك و

ياخذك شفيعا" الي ربه فامره رسول الله »ص « ان يمس ببدنه مهدالحسين ع فلماتوسل به رجع اليه جناحه الذي سلب عنه فمثل هذه الروايات في شان ملك او

المالئكه يدل علي معني عميق خاص غير ما يفهم من ظواهرها هذه الروايات من باب تشبيه المعقول بالمحسوس ان المالئكه ليست كمثل هذه الطيور يطيرون في

جو السماء وليس لهم جناح مثل هذه االجنحه والمالئكه ليست بافراد مشخصه بعضها عن بعض بحيث يعدد و يحصي ويشار اليه بل هي في ذواتها اطوار كمايقول موالنا علي »ع « في خطبه المشهور اللتي يصف فيها كيفته خلق السماء واالرض و

خلق المالئكه يقول في هذه الخطبه فمالهن اطوارا" من مالئكته منهم سجود ال يركعون و ركوع الينتصبون و صافون اليتزايلون الي اخر ما يقول ويصف المالئكه

وانك لتعلم بان االطوار غيراالفراد فانظر الي بدنك وروحك في بدنك فان بدنك ذواجزاء وافراد يمتاز بعضها عن بعض كمثل اليد والرجل واالضالع و العروق و

االعصاب و روحك في بدنك اطوار فهي حقيقه واحده ليست بمحدود في ذاتها حتي يقال من هنا الي هنا و ليست بذي اجزاء مثل البدن ال يري الروح و اليسمع و اليحس

و اليجس فروحك كانه في بدنك وليست في بدنك فان اردت ان تريها وتمسها فكانها ليس في بدنك وان اردت ان تعرفها وتري آثارها فكانه في جميع اجزاء بدنك فال تري جزئا"من اجزاءالبدن صغيرا" اوكبيرا" حتي كمثل الذرات الغيرالمتجزي اال

و تري آثار الروح فوق هذاالجزء ودون هذاالجزء ومعه فالروح في بدنك حقيقه واحده ذو اطوار يتطور باطوار مختلفه فبطور يسمع و بطور آخر يري و بطور يدب

و يدرج و بطور اخري يدرك و يعلم و يشعر و بطور يعقل و كذلك ذو آثار مختلفه وفي ذاتها حقيقه واحده و المالئكه كذلك في السموات و االرض ليست بمواد ذو

اجزاء و الجماعه ذوافراد فهي محيطه بظواهرالعالم وبواطنها و شرقهاو59

غربهايصفهم علي و يقول منهم الثابته في االرضين السفلي اقدامهم و المارقه من السموات العليااعناقهم والخارجه من االقطار اركانهم والمناسبه لقوائم العرش

اكتافهم فتري عليا"ع يصفهم بانهم منفي عنهم الحدود مبعد عنهم االقطار فالبد ان ننظر و نتامل في مثل هذه الروايات يشبه المعقوالت فيهابالمحسوسات يقول كانت

المالئكه في ظلمه فشكت الي ربها ظلمتها فرش الله عليهم من نور فاطمه و شكي فطرس الي محمد سلب جناحها فتوسل بالحسين ع فرد الله اليه جناحه فقام

في المالئكه يفتخر بانه عتيق الحسين ع فسئل الله تعالي ان يكون في خدمه الحسين يبلغ اليه السالم من زوارالحسين و يرد اليهم الجواب فيحفظ زوارالحسين حين

يخرجون الي زيارته الي ان يرجعو الي او طانهم فاذا كانت المالئكه اطوار كمثل الروح في البدن فمامعني انهم في ظلمه او مسلوب عنهم جناحهم فانظر الي

روحك و هي في ذاتها مجرد غير مادي والمجردات تابي بذاتها ان تكون مظلمه و المالئكه في ذواتها ايضا" انوار مجرده تابي في ذواتها ان تكون مظلمه فان الن%%ور الينقلب ظلمه كما ان الظلمه الينقلب نورا" الن آثار الذات مالزمه بالذات اليسلب

عن الذات فما معني ان المالئكه كانوا في ظلمه فرش الله عليهم من نور فاطمه والبد لنا من تبيين مثل هذه االحاديث و توضيحها.

فنقول ان لكل شي ذاتا" واثرا" والذوات اليعرف اال باالثار و االعمال فاذا لم يكن لشي ذات فهو عدم اليكون و اذا كان لشي وجود و ذات ولم يكن له اثر و عمل

فكانه عدم ايضا" اليكون فان قوام كل شي بشيئي اخري و جوده و آثاره الوجودي فاحسب نفسك في الفلوات التتحرك و التعمل و التقل و التري و التسمع و سلب

عنك جميع االثار فتري نفسك كانك لم تكن و لم تخلق فلكل شي كذلك وجود وآثار فاذا كانت الوجود و لم تكن له آثار فكانه معدوم في ظلمه فانظر الي الكهرباء مثال"

و هي ما صنعه االنسان واستخرجه من مكامنها فالكهرباء كانت في العالم منذ مالئين سنه ولم تكن له اثر يستضيئي به االنسان و اليعمل به عمال" ثم استخرجه

االنسان من مكمنه فاضاء به العالمين و صنع به هذه الصنايع العجبيه فلنا ان نقول كانت الكهرباء في ظلمه اي في حاله كانها لم تكن فكانها معدوم فاضائها الله بنور االنسان اي بعلم االنسان و ارادته و رش عليها من نور االنسان و قدرته فاستخرجه واضاء به العالمين فكما ان الكهرباء كانت في ظلمه اذلم يخرج و لم ير آثاره كذلك المالئكه في ظلمه كانها معدوم لم يرلها آثار ولم يعمل بها اعمال فالبدلنا ان ننظر

الي السبب الذي يتسبب به الي ظهور الم%%الئكه باثارها و اعمالها الوجودي فاذا وجدنا هذاالسبب اللتي اخرجت المالئكه من مكامنها الي ظهور اعمالها وآثارها قلنا بان الله رش بنور هذا السبب الي المالئكه فاخرجها عن ظلمتها و الفطرس كذلك

طور من اطوار المالئكه لم يكن لها عمل و اثر قبل الحسين ع فلما ان ولد الحسين وظهر في العالم وفعل مافعل مما يهتدي به العالمون وينجون به من الهالكه كان

والبد من ظهور اثار الحسين في قلوب المومنين وتحول المومنين في و جودهم بان يدركوا به معني االيمان و االيثار و البد من ظهور آثار مثل هذا اآلثار اللتي

60

كان الحسين ع سببا" اصليا" له و البد من عامل يظهر به هذه اآلثار وسمي هذا العامل ملكا" فطرسا" وغيرها فانظر الي شان فاطمه س عندالله انها ان لم تكن

لم تكن شي في العالم واذاكانت كانت االشياء فالمالئكه في العالم كمثل االرواح في وجود االنس%ان ذواطوار ليسوا افراد محدوده ممتازه بعضها من بعض ولم تكن من

عوامل يصنع الله بها المخلوق%ات و يتحرك بها المتحركات ينزل بهاالله ماينزل و يصعد بها ما يصعد وفي لسان االئمه عليهم السالم تعبيرات مختلفه متفاوته يدل

علي هذه الحقيقه ان المالئكه عوامل ينزل بهم شي ويصعد بهااالشياء فتري علي ابن الحسين ع في دعائه يدعو للمالئكه و يقول و النازلين مع قطرالمطر فيخبرنا بان مع القطرات مالئكه ينزلون مع قطر المطر ويدعو لهم االمام فما هي التي ينزل

مع قطرالمطر فالبد ان تعرف بما ينزل المطر و بما يصعد البخار فلو نظرت الي العامل التي ينزل بها القطرات عرفت بانها عامل غير مادي ينزل بها االمطار فعلي

و جه االرض عامل يجذب الي االرض القطرات و في القطرات ايضا" عامل غير مادي يجذب به الي االرض فلولم يكن هذان العامالن لم تجذب االرض شيئا" ولم تجذب شي الي االرض فهذان العامالن اللذان يكون اثرهما في االرض و

القطرات و اليري حقيقتها ملكان في الواقع ينزالن مع قطر المطر فلو تاملت وتعمقت في كل جسم من االجسام وكل ماده من المواد تري مع هذه المواد

واالجسام شيئا" غير جسم و ال ماده فانظر الي ذرات الماء والهواء فيقول العلماء ان بين ذرات الماء والهواء فواصل و قع الذرات في قطرات الماء والهواء

في فواصل بعضهابالنسبه الي بعض فلو رفع هذه الفواصل بين ذرات الماء والهواء و قرب بعض المواد من بعض او اتصل بعضهاببعض لتراكم وصغر حجمها مثال" تنظر

الي البحر فتريه مياها" مايعا" سياال" منبسطا" و ظهر بصوره بحر عظيم فلو اعصرت المياه وجعلتها تحت عصر و ضغط شديد قربت ذرات المياه والهواه يقرب

بعضها من ببعض لتراكمت الذرات و صغر حجمها و دني بعض المواد من بعض و رفعت الفواصل بين الذرات و المواد تصير البحر العظيم بهذاالعصر والضغط الشديد جسما" صغيرا" وتراكمت المياه بهذاالظغط والعصر بعضها فوق بعض فانظرالي فواصل ذرات المياه والهواء باي شي يمسك بعضها بعضا" في حد

مخصوص و موازنه خاصه اليقرب بعض المواد من بعض فيرفع الف%واصل كذلك اليبعد بعض المواد عن بعض فيسع هذه الفواصل باي شي يمسك المواد بعضها بعضا"اليبعدن و اليقربن وباي شي يمسك المواد بعضها بعضا"اليقع بعضها علي

بعض فيتراكم ويصغر حجمها وال يبعد بعضها من بعض فينبسط ويكبر حجمها فباي شي يمسك المواد بعضها بعضا" و هي في فواصل مختلفه ال تبعد و التقرب فان

قلت الفاصله بين الذرات من المياه والهواء وساير االجسام وان كل ماده من مواد المياه والهواء متصل بمادة االخري ال فاصله بينهما قلنا فان كان كذلك و كانت المواد في الهواء والماء متصله بعضها ببعض اليمكن ان يدخل في المياه جسم

اخري غيرالماء و ال في الهواء غيرالهواء فانك يمكنك ان تغمس بيدك في الماء او في

61

الهواء و اليمكنك ان تغمس يدك في حجر ومدر وكالهما الماء والحجر جسمان فتغمس يدك في هذا وال تقدر ان تغمس في الحجر فتعرف بذلك ان بين الذرات

والمواد من الماء والهواء فواصل يقع كل ذره وماده في حد مخصوص و وضع مخصوص اليقرب و اليبعد فالبد هناك من ماسك غير مادي يمسك بهامواد من

الهواء والماء بعضها بعضا" وكذلك البد بين االرض و المياه ماسك او جاذب غير مادي يمسك بهااالرض المياه والهواء فوقها كمواد االجسام الي نفسها و هذه

الجاذب الذي يحفظ ويمسك كل شي وكل ذره و ماده في حدها اليدعهافيقرب ويبعد يسمي هذه الماسك اوالجاذب بروح االستمساك كما تري في بعض الروايات يقول االمام ع ان الله تبارك و تعالي جعل في االجسام روح االستمساك يمسك به

بعضها بعضا" واضاف في النباتات روح النباتيه و في الحيوانات روح الحيوه و في االنسان روح العلم به يعلم ويدرك وفي المومنين روح االيمان يعبد به ربه وفي

االنبياء روح القدس يفعلون به مايشائون يعصمهم الله بهذاالروح من الخطاء والزلل فتري يقول االمام ع بان في االجسام روح االستمساك فهذاالروح هي اللذي يمسك به

ذرات الهواء بعضها بعضا" وذرات الماء ايضا" بعضها بعضا" وكذلك ساير االجسام فلولم يكن هذاالروح في جسم من االجسام اليمكن ان يصير جسما" يمسك بعضها

بعضا" وتمسك ببعضهابعض فان الذرات والمواد في ذاتها منفصله و االنفص%ال كمثل االبعاد الثالثه اثر ذاتي لها اليتصل بعضها ببعض فينقل%ب حجرا" اوحديدا" اوهوائا" و ماء" اال بشي اخري غير م%%%ادي و اليكون اال روح االستمساك فهذا

الروح وان لم ير في االجسام لكنه يدرك ويعرف ببرهان العقل والعلم كمثل الروح في بدن االنسان والحيوان يعرف و اليري والروح في ذاتها ملك بتعبيراخري و الروح والملك جنس واحد شي مجرد غيرمادي يظهر بها االتصاالت والحركات

في المواد واالجسام فيمكن لك هناك ان تجد هذاالمجرد بين الذرات والمواد وان التريها فهي المالئك يصنع الله بهم مايشاء في العالم و وجود هذا المجرد في المواد و االجسام كمثل وجود الروح في االبدان و كمثل الكهرباء و البرق في الصنايع فلو اراد احد ان يعمل بالبرق و الكهرباء عمال" يخرجها من سكونها و عدم تحركها البد له ان

يصنع صنايع و يولج البرق و الكهرباء في صنايعه يفعل بها مايشاء فانظر الي المكائن الكهربائيه انها في وجودها و تقديرها مختلفه لكل شكل خاص و حجم

مخصوص و مقادير كذلك يجري فيها قوه يسمي برقا و كهرباء يحييها ويحركها . ثم يخرج منها هذه القوه فيموت و يسكن كلها فان كان هذه القوه من لوازم

االجسام والذرات و قلنا ان كل مكينه من حيث انها فلز مخصوص و جسم خاص قوه و كهرباء في ذاتها فان اثر الذاتي اليعطي ذاتا" و اليسلب عن الذات فكل

مكينه ان كان بدليل انها مكينه كهرباء اليجوز ان يسلب عنها ما يالزم ذاتها فالنفي واالثبات بالنسبه الي الكهرباء و البرق دليل علي ان الكهربا شي خارج عن ذوات

المكائن يثبت فيه وينفي عنه فكل العالم باجمعهافي ذاتها و اجزائها وكراتها و شموسها و اقمارها كذلك النباتات والحيوان كلها مكائن في ذاتها يتحرك و يدور و

62

يالزم بعضها بعضا" يتصل بعضها ببعض و ينفصل كذلك وفي خالل هذه الذرات والمواد قوه مرموزه مستوره اليري و اليحس و اليمس يجري في هذه المكائن

فيحييها ويخرج عنها فيميتها و يحفظ كل ماده و جسم في حدها اليدع المواد تقرب بعضها من بعض فيتقابض و اليدعه%%ا يبعد بعضها عن بع%ض فيتباسط و يخرج عن

حده المخصوصه فما هي التي بين المواد والذرات من الماء والهواء وسايراالجسام وهي منفصله في ذاتها ما الذي خالل هذه المواد اليدعها يقرب بعضها من بعض او

يبعد بعضها من بعض . فان قيل انه الشي بين ذرتي%%%ن و مادتين من مواد الهواء غير انها مواد و ذرات

موضوعه علي حد مخصوص قلن%ا فان لم يكن بين مادتين من مواد الهواء والماء شي فلم اليقرب بعضه%ا من بعض فيتراكم و يزاحم الواردين و لم اليبعد بعضها عن

بعض فينفصل و اليزاحم الواردين فالبد لك ان تقضي بان بين المواد والذرات و االجسام والكرات شي غير مادي اتصل به بعض االجسام ببعض و يكون رابطا" بين

كل شي في العالم فما هي التي بين االرض و ال%قمر والشمس يوثر بعضها في بعض فتري القمر يج%ذب اليها مياه البحار فيكون مدا" .

ثم يدعها فيكون جزرا" فباي شي يجذب القمر المياه و يوثر علي و جه االرض و باي شي يجذب االرض القمرالي نفسه اليدعها يقرب فيسقط علي وجه االرض و اليبعد

فيفر عن االرض الي الفضاء فيقولون ان بين الكرات شي مرموز يسمي جاذبه تجذب به االرض ماعلي سطحها ومافي خارجها من المواد و الذرات و كذلك تجذب الشمس الكرات ماحولهاو تحفظها في مدارها فالذي بين الذرات والمواد من الماء

والهواء كمثل الذي بين الكرات من قوه الجاذبه فاحكم قطعا" و حتما" بان في العالم غيرالمواد واالجسام شي مرموز غيرمادي حييت به المواد واالجس%%%%ام

واتصل به االشياء بعضها ببعض و يوثر بهذاالشي المرموز بعضهافي بعض فهي بين الذرات والمواد يسمي ويوصف بروح االستمساك الن به يمسك المواد بعضها بعضا"

و بين الكرات يسمي قوه الجاذبه يمسك به الكرات و االقمار بعضها بعضا" وفي النباتات واالشجار يسمي روحا" نباتيا" ينمو بها االشجار والنباتات وفي الحيوان

و االنسان روح الحيوه يحيي بها الحيوانات فيحس و يدرك فهناك في السماء و االرض وفي باطن الذرات و خارجها شي مرموز يصنع الله بها ما يصنع و يفعل بها مايريد يسمي روح العالم وبتعبير اخري يسمي ملكا" كمايقول علي بان الله فتق

مابين السموات العلي و االرضين السفلي فمالئهن اطوارا" من مالئكته الي اخر ما قال فوصف المالئكه بانه%ا اطوار كما ان االرواح في االبدان اطوار ايضا" فروحك

في بدنك من حيث انه يحييك ويحركك الي ماتشاء يسمي روحا" ومن حيث ان الله بهذاالروح يحركك و يحييك يفعل في بدنك مايشاء يسمي ملكا" و كذلك يحرك

ويحيي كل الع%%%الم باجمعها فما سوي الله شخص مجسم مجسد بين يدي الله حي يفعل فيها و بهاما يشاء يغيرها علي مايريد يحييها ويميتها في داخلها وخارجها و

63

اجزائها و ابعاضها فهذاالشي الذي يفعل بها في العالم مايشاء يسمي ملكا" و بتعبير اخري يسمي روحا" وبتعبيراخري يسمي نورا" وقوه وغير ذلك فهناك في العالم شي غيرمادي يفعل الله به في المواد مايشاء فاذا اراد ان يحرك ساكنا" يحركه بهذا الروح او يسكن متحركا" يوقفه الله و يدعه في مكانهابهذا الروح فيقال امات و احيا فانظر

الي هذاالروح الكلي في بدن العالم والعالمين فانهامثل البرق والكهرباء في صنايع االنسان .

ثم تامل في هذاالروح اوالمالئك بم يسكن باراده الله وبم يتحرك بم يضئي الله به و بم يظلم وبم يفعل الله ما يشاء فان كان هذاالروح في العالم ساكنا" اليفعل الله به

شيئا" يقال آنهاميت في ذاته و اذا كان و يفعل الله تعالي به شيئا" به يحيي وبه يميت ويفعل مايشاء يقال انه تعالي احياالعالمين و يقال بان هذه الروح او المالئك حييت في ذاتها واستضائت بنوراراده الله مايضئي ويظلم مايظلم و به يصنع مايشاء

وبه يحرك ويسكن فان وجدت هذاالسبب االصيل في العالم يدور علي مدارها كل دوار و علي محورها كل متحرك مستدير فتحكم وتقضي باصاله هذاالسبب وانها

مبدء االعداد و االثار و الحركات فهناك نوضح لك ونبين هذاالسبب االصيل . فنقول ايضا)في بيان استضائه االشياء و تنوره%%ا بانواع مختلفه ( تاره يكون الشي

ظلمانيا" كمثل الهواء والفضاء في الليل فيستضئي بطلوع الشمس وتاره يكون الشي ساكنا" ساكتا" غير منتج و المثمر كبذر الشجره وال%%%زراعه في خزائنها

فيستضئي هذه البذر باالنبات واالثمار فينبت و يثمر و ترينا موجوديته كما يرينا الليل و الهواء وجودها بالنور كذلك ترينا هذه البذور و االشجار وجودهابالثمرات فيحوز لنا ان نقول استضائت االشجار و الزراعات بنور الدهقان و علم الزارع و الغارس فان

الزارع والغارس اخرجا الزراعه والشجره من مكا منها وظلمتهافافلقيها واثمراها واريا وجودها فيجوز لناان نطلق االستضائه وا الستناره علي كل شي كامن مستور

لظهورها وخروجها و وصولها الي الثمرات فنقول استضائت الفلزات بنور صانع السي%ارات و الطيارات النه ان لم يكن هناك عامل مهندس مقدر يصنع بعلمه و

ارادته الفلزات علي هيئه السيارات و الطيارات لبقيت الفلزات في معادنهاو مكامنها مستوره في ظلمه اليري و اليعرف فاخرج العامل هذه الفلزات من معادنها فارايها واظهرها بصوره هذه الصنايع فهن%%اك ايضا"يجوز لناان نقول كانت الفلزات

في ظلمه فاستض%ائت بنور العامل والصانع اي بعلمه و قدرته و خرجت في ميدان العيش والحيوه كذلك يمكن لك ان تطلب فتجد مع%اني رواي%%ات امث%%ال

مايقول كانت المالئكه في ظلمه فاستضائت بنور فاطمه او يقال كانت الجنه في ظلمه فاستضائت بنورالحسن و الحسين اويقال كانت الحجاز والعراق في ظلمه فاستضائت بنور رسول الله ص و امثال هذه االحاديث يخبرنا بانها لولم يكن هوالء

علي و جه االرض او في السماء لم تكن السماء واالرض ان تظهرفيها وسائل العيش والحيوه فهناك فانظرالي مواد العالم واصولها بصوره الظلمه والنور او

64

بصوره الماده والروح منفصلين بعضهاعن بعض لم يظهرالروح بالجسم ولم يظهرالجسم بالروح ولم يظهرالماده بالقوه و الالقوه بالماده او لم يظهر االرض و

الكواكب بالشموس ولم تظهرالشموس بالكواكب اولم تحيي االرض بالدواب والحيوانات ولم تظهرالدواب باالرض او يقال لم تحيي االرض وكل شي علي

وجه االرض باالنسان ولم يظهراالنسان بما علي وجه االرض فانك اذارايت االجزاء او االشياء منفصله بعضها عن بعض ولم يرتبط بعضها ببعض تظل االشياء بهذا االنفصال ميتا بعدان كان حيا اوتظل باالتصال و االرتباط حيا"بعدان كان ميتا

فان حيوه كل شي بشي اخري غيره كمايقال يعرف االشياء باضدادها فالجسم يحيي بالروح و كذلك الروح يحيي بالجسم كصنايع االنسان فالبرق و الكهرباء يحيي

بالمكائن والسيارات والصنايع اللتي يتحرك بالبرق و الكهرباء فان الحيوه علي وجه االرض اثر تركيبي يظهر من تركيب االجزاء بعضها ببعض كتركيب الماده بالقوه

والجسم بالروح او تركيب االشخاص بعضهاببعض كظهور العيش باالنسان والحيوان وماخلق الله لهماعلي وجه االرض فيعيش النبات بالتراب وتعيش التراب بالنبات

وتعيش الماء بالموادالميته اللتي تحيي بالماء كما تعيش الماء بهذه المواد ف%%الحيوه وجميع االثارفي العالم اثرتركيبي يظهر من تركيب االصول والفروع واالجزاء

واالبعاض بعضها ببعض فانظر هناك الي عامل او سبب يظهر به او بسببه هذه التراكيب واالثار فنقول ان العالم وجميع اجزائها وموادها وذراتها ونورها وظلمتها وكل شي في متنها واصلها كانت ميته ساكنه غيرمتحرك وغير ظاهره بشكل واثر و

خاصيه كان النور في ذاتها كانها ليس بنور اذلم يظهر بالنورانيه وكانت الماده و الظلمه في ذاتها ساكن غير متحرك لم يظهر بالماديه و الظلمانيه و كذلك كانت

االرض كانها في ذاتها ميته لم يظهر بالنبات والحيوانات والفصول والليل والنهار و غير ذلك كان كل شي في بدوخلقها كانها لم تكن و كل متحرك في بدو

حركتهاكانهاساكن لم تكن و كذلك كل شي في مكامنها و معادنها االولي كانه لم يكن فاظهرالله تعالي كل شي عن حالتها االولي كانت فيه%ا ساكنه ساكته غير

ظاهره و غير مثمره فاخرجها الله تعالي الي الحيوه والي الثمرات والحركات وجميع ماتري من االثار واالنوار فانظر اوال"الي العامل االصيل الذي لولم يكن لم يكن شي

في العالم و هو الله تبارك وتعالي فانه مبدء المبادي ومعل%%ل العلل ومؤصل االصول و مخرج كل شي المن شي ثم انظر الي هذا العامل االصيل العالم الحكيم الذي تابي

ذاته و علمه و حكمته ان يعمل عمال" او يخلق خلقا" سفها" بال حكمه و ال ثمره يظهر من اعماله و صنايعه فانظر الي العله االولي التي علمه الله تبارك و تعالي بانها

ستخرج من شجره الخلقه او كانت ثمره خارجه مثمره ظاهره قبل الخلق باراده الله كما روي لنا بان الحجه قبل الخلق و بعد الخلق و مع الخلق وروي عن

الحسين ع بانه لماخلق الله آدم واستويه و علمه اسماء كل شي جعل محمدا"و عليا" وفاطمه و الحسن والحسين اشباحا" خمسه في ظهر آدم يدلنا بهذه الكلمات

والعبارات بانهم كانوا قبل آدم و قبل كل شي و وجود هذه الثمره كانت قبل الشجره

65

او بعدالشجره هي العله الثانيه ايضالظهورالعمل من العامل االصيل الذي لولم يكن لم يكن شي ابدا"و قلنا في ماسبق فكما انه البد لظهوركل عدد من مبدء البد

لظهور كل عله غائيه من مبدء تكون عله غائيه قبلها فالثمره علي الشجره من نوع العله الغائيه نقول لم تكن الشجره ان لم تكن ثمره فالثمره عله غائيه لغرس

الشجره وظهورها . ثم ننظرالي هذه الثمره فنريها وقد خلقت لعله اخري كمثل ارزاق االنسان بها و

لولم يكن انسان لم ياكل الثمرات ولم يحتج اليهالم يكن الخالق ليخلق هذه الثمرات فالثمرات خلقت لعله غائيه اخري وهو اكل االنسان و ارتزاقه بها فنقول الثمرات

اعداد من العله الغائيه و االنسان مبدء لهذه االعداد النه لولم يكن االنسان لم يخلق الثمرات كما انه لولم يكن البحار لم يظهرالقطرات وكذلك ننظرالي عله اخري عله

غائيه خل%ق االنسان الجلها فنجعلها مبدء لظهوراالنسان فنري العله الغائيه لخلق االنسان وظهوره هي المعارف و ظهورالعلم و الحكمه باالنسان وان يعرف الله تبارك وتعالي و ماخلق في السماء و االرض باالنسان الن االنسان مظهر العلم خلق لظهور

العلم و الحكمه لم يخلق االنسان ال لالكل وال للشرب و ماعليه ساير الحيوانات و لم يخلق الن يعمل عمال"يعمر االرض ويغرس االشجار و غير ذلك من االعمال التي عليها العاملون فيقال وجب علي كل انسان ان يكون شاغال" مشتغال" بعمل خاص

يعين اخوانه من بني آدم كما يقولون خلق االنسان ليكون زارعا" او غارسا" اومعمرا"او بشغل اخري من النجر والبناء كان الله تبارك و تعالي خلق االنسان

ليكون ع%%امال"شاغال" يكتسب بنفسه ولنفسه االرزاق فقط و يعيش بما يكتسب باعماله و ليس كما يظنون ان االنسان خلق ليكون شاغال" عامال" بل خلق االنسان يكون عالما"عارفا" ولو سلك االنسان مسلكا" يطلب و يكتسب به العلم والعرفان

يهيئي الله تعالي له كل مايريد من المواد و االرزاق و مايعيش به و اليامره بان يطلب رزقه بالكد والتعب كما نريه تعالي خلق آدم في الجنه و قال له ولزوجته اسكناالجنه

و كال منها رغدا" حيث شئتما وقال ايضا" لكما ان التجوعا فيها والتعريا والتظم%%ا فيها و التضحيا فتري الله تبارك وتعالي خلق االنسان و هياله مايريد من المعايش

واالرزاق ولم يطلب من االنسان ان يعمل عمال"بيده و انما طلب منه ان يكون في اطاعه الله يغتذي من ثمرات العلم والحكمه و اليقرب شجره نفسه االماره تامره

بالسوء و الفحشاء فلو قلنا وقضينا بان الله تبارك و تعالي خلق االنسان ليكون مشتغال" بشغل ويعمل عمال" يعمر سكناه و يطلب رزقه من االرض لكان يجب

علي الله تعالي ان يخلق آدم ويدعه في الفلوات يطلب العيش بكداليمين وعرق الجبين و نري بعكس ذلك ان الله تعالي خلق جنه وخلق فيها االنسان ياكل

منها رغدا"حيث شاء. ثم انا النحكم بان الحيوانات والحشرات اكرم علي الله تعالي من االنسان فتري انه تعالي هيئي و خلق للحيوانات ارزاقهم بين ايديهم ولم يطلب منها عمال" بكد و تعب

66

و مشقه و لكنه طلب من االنسان الشغل والعمل وابتليه بالفقر والجوع و حمله علي اعمال و اشغال يطلب رزقه بالكد والتعب فنقول ان الله لم يخلقنا لنطلب

ارزاقنا بكد و عمل و نبتلي بهذه الباليا من الخوف والجوع و نقص من االموال واالنفس و الثمرات بل هوتعالي خلقنا لنكون في امن من العيش و سعه من الرزق

فيقول و لوانهم امنوا و اتقوا لفتحا عليهم بركات من السماء واالرض ويقول في موضع اخري ولو بسط الله الرزق لعباده لبغو افي االرض ولكن ينزله بقدر مايشاء و يقول في موضع اخري ما خلقت الجن و االنس اال ليعبدون ما اريد من رزق منهم و

ما اريد ان يطمعون ان الله هوالرزاق ذوالقوه المتين فنعلم من هذه االيات انه تعالي خلقنا لاليمان والتقوي واجتناب المحارم و الماثم و خلقنا لنعبده اي لنعرفه

كما فسر قوله ماخلقت الجن واالنس اال ليعبدون اي ليعرفون فنعلم من جميع هذه االيات وما يعدناو يوعدنافي كتابه انه تعالي خلق االنسان ليكون في رفاهيه من

العيش وليكون في الجنه ياكل فيها رغدا" و وليكتسب العلم والمعرفه ويكون في امن ياكل رزق ربه فيقول ما اردت منه من رزق وما اردت منه ان يطعمون

يعني بذلك ماخلقت االنسان ليكتسب لنفسه الرزق و الطعام بل اناالرزاق ذوالقوه المتين فاذ الم يرد منا رزقا"و ال طعاما"و وعدنا بانه يخلق لنا االرزاق و االطعمه

علمنا بذلك انه تعالي خلقنا للعلم والمعرفه وال يحصل لنا العلم والمعرفه االلنكون في خط االيمان و التقوي نسلك الي الله لكسب المعارف والحديث القدسي ايضا"

يدلنا علي ذلك حيث يقول كن%ت كنزا" مخفيا" فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف و هذاالخلق الذي يعرف الله تبارك وتعالي و يمكن ان يعرف به الله هو

االنسان فقط االنسان هوالذي يعرف ربه ويعبده وليس لله غير االنسان احد يعبده و يعرفه الن ماسوي االنسان شي والشي اليعرف ربه واالنسان شخص يقدران يتعلم

العلوم و يعرف ربه فيعلم من جميع تلك االيات و الروايات ان الله تعالي خلق االنسان لكسب العلم والمعرفه ال لكسب الرزق و الثروه بيده فلو سلك العالمون كلهم مسلكا" يطلبون العلم و الحكمه مومنين بالله تعالي ومتقين و

متورعين عن المحارم لفتح الله عليهم االرزاق هنيئا" مهناة من السموات واالرض ياكلونها ويعيشون فيها بالكد و تعب يكونون في جنه يعيشون فيه و لكنهم كماقال

الله كذبوا بايات الله فحرم عليهم االرزاق والمعايش و اخذوا بما كانوا يكسبون فقدرال%%ل%ه تعالي االعمال و االشغاالت والعيش بكد و تعب لما راه يكذب بايات الله وينحرف عن خط االيمان والتقوي فجعل الله تعالي االعمال مقدمه للعلم وقدر له ان يكتسب العلم من العمل واالشتغال فيقال ان ظهور العلم و المعرفة هي العله

الغائيه خلق االنسان له ظهر هذه العلوم والمعارف قبل االشتغال بهذه االعمال وقبل االبتال بالكد والتعب كمايحصل الولياء الله او ظهرالعلوم و المعارف بعد

االشتغاالت و االبتالئات كما يقدرالله كذلك الكثرالناس فالعله الغائي والهدف النهائي حصول العلم والمعرفه لالنسان من طريق العمل واالشتغاالت او التعلم و التقوي

67

فالعلم والمعرفه هي العله الغائيه وهي المبدء لظهور اعداد وافراد مثل االنسان كماان البحار مبدءلظهور القطرات واالنهار .

ثم نطلب مظهرا" لهذا المبداء العظيم و اعدادها" حولها او نطلب سماء من العلم و المعرفه و فيها وحولها شموش واقمار وكواكب كمايقول الله هوالذي جعل في

السماء بروجا" و جعل فيها سراجا" وقمرا" منيرا"فاعلم انه يجب في بيان حقايق القران وتاويله ان يوئول و يفسر كل شي في القران بشخص في كتاب ال%ل%ه فان

للقران كما روي من تفسير االئمه ع ظاهر و باطن و تفسير و تاويل و كل ايه في القران كذلك له تفسير و تاويل وله ظاهر و باطن فالظاهر من آي القران

مايحكي به عن شي و شخص معروف معلوم في العالم كما يقول الله تعالي جعلنا الليل لباسا" و جعل النهار معاشا" و جعلن%ا الجب%%ال اوتادا فالنهار في ظاهر القران

هوالنهار المعروف من حين طلوع الشمس الي غروبه والليل كذلك من حين غروب الشمس الي طلوعهاو الجبال هي الجبال المعروف علي و جه االرض و البحار

واالنهار كذلك فيفسر القران بهذه الظواهر .

فصل نهم تاويل آيات و روايات

ثم لهذه االيات تاويل و باطن اليعلم باطنه من ظاهره و التاويله من تفسيره اال و يبينه العالم به و هم الراسخون في العلم االئمه االطهار عليهم السالم فهم عليهم

السالم كما اوضحوا و بينوا لنا تفسيرالقران وظاهره كذلك اوضحوا و بينوالنا تاويله مامن آيه في كتاب الله تعالي اال واولوه لنا ففسروه و اظهروا لنا بواطنه كما

بينوالنا ظواهره ثم انا ننظرفي تاويالتهم عليهم السالم نري في كتاب الله انهم اولوا كل شي تقريبا"بشخص ففسروا لنااشياء في ظواهرالقران ثم اولواالشياء

باالشخاص في بواطن القران فانك تقرء في كتاب الله والشمس و ضحيها والقمراذاتليها والليل اذا يغشيها الي االخر فظواهرها ماهوالمعلوم المع%روف من الشمس والقمر والليل والنهار و بواطنها اشخاص فقالوا عليهم السالم في تاويل هذه االيات الشمس رسول الله ص و القمر اميرالمومنين والليل بني اميه والنهار

الذي يجلي لنا الشمس هواالمام القائم عليه السالم يطلع من مغربها فيضئي لنا مااجمل و كتم من العلوم و المعارف كما يحكي الله ايضا"في آيه اخري يقول و اشرقت االرض بنور ربها فظاهرهذه االيه اشراق االرض بنور الشمس والشمس

رب االرض تربي كل مافيها من النباتات والحيوانات و غير ذلك فاولت االئمه ع هذه االشراق ايضا" بظهور االمام فقالوا اشرقت االرض بنور امامها فاالمام

68

ينورافكار العالمين بالعلم و الحكمه كماينور الشمس وجه االرض بنورها و هكذا اولو اكل شي في جهتيه الخير والشر بشخص في جهتيها فاولوا النار والجحيم

بانسان ناري يصليها يوم القيامه كذلك اولوا الجنه و الجنان بانسان يقوم بقيامه يفتح ابواب الجنان و السماء في تاويل آي القران اول بانسان يكون سماء يقول اذا السماء انشقت و اذا االرض مدت كذلك االرض اولت بانسان يكون ارضا"قبال هذه

السماء كما تري في تاويل آيه يقول الله فيها انزل من السماء ماء فسالت اوديه بقدرها يقول االمام ع يعني بذلك انزل من السماء علما" فسالت القلوب بقدرها

فتريه يؤل الماء المنزله من السماء بالعلم و يوؤل االوديه بالقلوب و يوؤل السماء بانسان ينزل منه العلم فهم عليهم السالم سماء او جبال في سماءالعلم ينزل منهم

العلوم الي اوديه واالدويه قلوب الناس وقلوب محبيهم والمتمسكين بهم والمعتصمين بحبل مودتهم الن العلم الينزل من شي الي شي كما ينزل المطر و هو شي من السماء وهي شي الي االرض وهو شي وانما العلم ينزل من شخص الي شخص ينزل من الله تعالي و هو شخص الي نبيه عليهم السالم و هوايضا"شخص وكذلك

ينزل العلوم من االئمه ع وهم اشخاص الي محبيهم وهم اشخاص و علي ذلك تجري قواعدالتاويل في كتاب الله فكل ماتري في كتاب الله كلمات و عبارات كامثال

السماء و النجوم و الكواكب و الشموس و االقمار او االرض و االشجار و النباتات كلها نافعهاو مضرها وكل ماتري في كتاب الله من كلمات و عبارات كامثال العيون و

االنهار والسيول و االدويه و البرد و الثلج والمطركل ذلك في باطنها اشخاص في جهتيه الخير و الشر فتري في ايه و هديناه النجدين يؤل االمام بنجدي الخير والشر

فقال نجدالخير علي واالئمه من ولده و نجد الشر بنواميه ومن يحذو حذوهم فوجوه الكفر نجدالشرو وجوه العلم وااليمان نجدالخير والنجد في ظاهره البقعه المرتفعه علي و جه االرض يعرف بالتل والتالل ايضا" يعني به الجبال الصغيره غيرالشامخه و غير المرتفعه فما تري في اي القران من امثال هذه االشياء اال

وتؤوله باالشخاص علي مااولت االئمه عليهم السالم فيقول الله تعالي هوالذي جعل في السماء بروجا" و جعل فيها سراجا" و قمرا" منيرا فالسماء شخص في باطنه و

البروج في هذه السماء اشخاص ايضا" والقمرالمنير والسراج المضيئه ايضا"اشخاص فقالوا البروج االئمه االثني عشر والشمس رسول الله ص والقمر من يتلو الشمس والبروج تستضيئي بنورهم ثم قال و الفجر وليال عشر والشفع و الوتر و الليل اذا

يسر كل ذلك اولت باشخاص يكونون فجرا" و ليال" و شفعا" و وترا فعلي ذلك يجب علينا ان نطلب لتاويل هذه االيات معاني و مظاهر من افراد البشر كما نطلب

لظواهرها تفسيرا" من االيات كلها ثم نري علي هذه القواعد انه البد لكل عدد من مبدء و البد لكل مبدء)بفتح الميم (مبدء بضمها النه يمتنع االعداد بنفسها ان يكون ُمبدء وَمبدء فهناك ننظرالي المبادي للعله الماديه و االعداد منها و المبادي للعله

الغائيه ثم االعداد منها والمبادي للعله الصوريه ثم االعداد منها و المبدء )بالضم (لجميعها هوالله تبارك وتعالي ثم ننظرالي شان االئمه في العلل الغائيه

69

والماديه و الصوريه و ليعلم ان العله الغائيه من اهم العلل الثالثه االخري بحيث لولم تكن هذه العله لم يكن العله الصوريه و لم يخلق العله الماديه ولم يفعل العله

الفاعليه فعال" فان العله الفاعليه فان كان يكن شيي ولولم يكن لم يكن شي النه فاعل و الفعل خلق والخالق مقدم علي المخلوق ليكناننظر الي عامل يحمل الفاعل

علي الفعل و هوالعله الغائيه و هي لولم يكن في علم الفاعل لم يفعل الفاعل فعال" وان العله الغائيه في فعل الفاعل وحركاته بمنزله المقصد من سفر

المسافرين و عمل العاملين فانك تري المسافر خرج من موطنه و محل سكناه و توقفه فانظراي عامل حمله علي هذا الخروج من موطنه فتري العامل المحرك

المخرج هي المقصداي بلد يقصده او عمل يقصده او مال يطلبه فالمقصد و الهدف حاكم علي كل متحرك و عامل ولذلك قالوافي تعريف العله الغائيه انها مقدم علي

الماديه والصوريه في تصور العامل وموخر عنها في الظهور مثال" ان الغارس والزارع يتصوران و يستهدفان اوال" ثمره الزارعه والغرس ثم يزرعان ويغرسان و

يظهر الثمره لهما بعدالزرع والغرس فتري ثمره الزارعه والغرس حاكمه علي العامل في عمله ومقدم علي العلتين قبله%ا الماديه و الصوريه فلولم تكن العله

الغائيه لم يفعل الفاعل الحكيم فعال" وال العامل العليم عمال" فان الله تبارك وتعالي و ان كان والشي قبله وكان سابقا" علي االوقات واالعدام لكنه تعالي بم يفعل مايفعل ولم يريد مايريد واي شي حمل الله تعالي علي ان يخلق ماخلق و يفعل

مافعل فتريه تعالي يحكي لناعن هذا الشي الذي حمله علي خلق الخالئق فيقول كنت كنزا" مخفيا" فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف يقول في كتابه ماخلقت الجن واالنس االليعبدون اي ليعرفون فتصورالمعرفه و ظهورها من شجره يغرسها وبذر يزرعها هي الحامله علي فعله االفعال و خلقه الخالئق فلولم يكن المعرفه لم

يخلق خلقا" وكان خلقه عبثا فهوتعالي علم من خالئقه انه سيظهر منهم العلم والعرفان بربهم فيعبدوه ويعظموه فلماعلم ظهور هذه الثمره من شجره الخلقه

غرسها و سقاها و رباها الي ان اثمره فعلي ذلك نقول ان العله الغائيه متقدمه علي الماديه والصوريه و ارادها الفاعل قبل فعله لولم تكن لم تكن ولولم تكن العله

الغائيه لم يعمل العامل عمال" ولونظرنا الي شان العله الغائيه عرفناها مبدء لظهورالعمل من العامل و ظهور سايرالعلل الماديه والصوريه والجزئيه والكليه ف%%االمام عليه السالم وبعدهم االنبياء والصلحاء والعرفا و من يحذو حذوهم من المومنين و المتقين هم االصل االصيل والمبدء لبدء كل شي وخلق كل مخلوق

في االرض والسماء فعلي ذلك نري اخبارا" عجيبه في شانهم ع فقالوا الحجه قبل الخلق وبع%د الخلق ومع الخلق و قبليه هذه الحجه رتبي الظهوري الن الحجه

هي العلم والمعرفه بالعالم والمعارف و هي الثمره من شجره الخلقه فالبد لله تعالي يخلق الخالئق اوال"ثم يربيها بعلمه و حكمته الي ان يثمر ويخرج ثمراتها

فتقدم الحجه عل%%ي الخلق تقدم رتبي ان لم تكن تقدما ظهوريا" كما قيل انه سئل رس%ول الله ص بم سبقت االنبياء وانت آخر هم فاجاب ص انما سبقتهم باالقرار

70

يخبر عن ذلك بانه ص سبق االنبياء بالعلم و الحكمه و االعتراف بالربوبيه فتقدم الحجه علي الخلق تقدم رتبي ثم تريهم يقولون لوال الحجه لساخت االرض باهلها و قالوا وبكم يمسك السماء ان تقع علي االرض وقالوا بهم يمطرون و بهم يرزقون و

مثل ذلك من االخبار الوارده في شانهم ع وهم العله الغائيه لخلق الخالئق . وهناك نذكر ماورد في شانهم بعض هذه االحاديث و الروايات نستدل بذلك عل%%ي شانهم و خاصه شان فاطمه س منهم فمن هذه االحاديث حديث المعروفه بالكساء

و قد بينا لك شان فاطمه سالم الله عليها فيها وانها كانت فاتحه و خاتمه لهذا المجلس و ان الله تعالي يبدئ و باسمها في تعريف الخمسه الطيبه وتري في اخر الحديث ان الله تعالي يعلل بهم و بها خلق ماخلق من السموات و االرض و تربيه

من ربي من الناس اجمعين يقول الله تعالي ما خلقت سماء مبنيه وال ارضا مدحيه و ال قمرا" منيرا" والشمسا" مضيئه وال فلكا" يدور والبحرا"يجري وال فلكا"يسري اال

في محبه هواله الخمسه الذين هم تحت الكساء ثم يحكي جبرئيل هذه العبارات لرسول الله ص حين ينزل عليه فيقول ان ربك يقرئك السالم و يخصك بالتحية و االكرام ويقول لك وعزتي وجاللي اني ماخلقت سماء مبنيه و ال ارضا" مدحيه وال

قمرا" منيرا" والشمسا" مضييه وال فلكا" يدور وال بحرا" يجري وال فلكا" يس%ري اال الجلكم و محبتكم فتري في هذه العبارات انهم ع هم العلل الغائيه في خلق

السموات و االرض و مافيها وما بينهما وان الله لم يخلق خلقا" اال لمحبته%م و دليل ذلك انه لوال هوالء الخمسه الطيبه و بعدهم االئمه من ولدالحسين ع الي القائم لم

يظهر علم و الحكمه و لم يعرف الله تعالي ولم يعبد علي وجه االرض ولوقع الناس في هرج و مرج ياكل قويهم ضعيفهم و يفني بعضهم بعضا" و يفني بفنائهم كل شي فجعل الله تعالي امامتهم نظاما" للمله و امانا" للفرقه ينظم بهدايتهم و تعليماتهم و معارفهم امور الناس و يرفع بهم االختالف بين الناس فيما يدعي المدعون مقامهم

فلوال العلم والحكمه التي خرج بهم الي الناس لم يرفع الجهل عنهم ولولم يرفع الجهل لهلكوا في اختالفهم وكان خلقه%%م عبثا" فهم العله الغائيه في خلق العالمين ثم تري في اخر هذاالحديث يسئل علي ع رسول الله ص فيقول ع مالجلوسنا هذاتحت

الكساء من الفضل عندالله فقال النبي و الذي بعثني بالحق نبيا" واصطفاني بالرساله نجيا"ماذكر خبرنا هذا في محفل من محافل اهل االرض و فيه جمع من شيعتناو محبينا اال و نزلت عليهم الرحمه وحفت بهم المالئكه واستغفرت لهم الي

ان يتفرقوا فقال عل%ي اذا"والله فزنا وفازت شيعتناو رب الكعبه فقال النبي ثانيا" يا علي والذي بعثني بالحق نبيا" واصطفاني بالرساله نجيا" ما ذكر خبرنا هذا في

محفل من محافل اهل االرض و فيه جمع من شيعتنا ومحبيناو فيهم مهموم اال و فرج ال%ل%ه همه وال مغموم اال وكشف الله غمه و الطالب حاجه اال وقضي الله حاجته

فقال علي اذا"و الله فزنا وسعدنا وكذلك شيعتنا فازوا و سعدوا في الدنيا واالخره فتري في اخر هذاالحديث يخبر بان المالئكه يحفون بمن يكون في مجلس

من مجال%س اهل االرض يذكرفيهم هذاالحديث وما هم عليه من الفضل عندالله 71

تبارك وتعالي فانهم ع مبدء كل رحمه وفيض و بركه التي ينزل بالمالئكه من قبل الله تعالي علي الناس فلوال اتصال الناس وربطهم بهم ع والتعلم منهم و كسب المعارف و الفضائل بهم لوقعوا في تيه و ضالله وحيره و جهاله فالزم الله تعالي العالمين ان

يتولوهم فيدركوا بهم كل خير او يتركوهم فيبتلوابكل شر و يقعوا بترك مودتهم و واليتهم في نار جهنم ثم يخبر رسول الله ص بان ذكر هذاالحديث في المجالس و

المحافل يرفع الهم و الغم الن الهم والغم انمايعرض علي الناس بما يرون انفسهم و هم محرومون من نعم الله تعالي و خائبون غير راجين بفضل من الله تبارك وتعالي

فيرون ان العيش والحيوه ينقطع بهم و اليرون النفسهم بابا" يكشف بهم الهم والغ%%%م فيدهمهم الخوف و الحزن بمايرون ان الحيوه ينقطع بهم بما يعرض عليهم

من الحوادث و االفات و ذلك اذا كانوا منقطعين عن واليه اهل البيت و محبتهم واذا كانوا من اهل واليتهم يرون ان الخير والنعمه و البركه والفضيله ينزل بهوالء عليهم و يدوم بدوامهم و بقائهم فاليرون ان العيش ينقطع عنهم بموتهم او بما يعرض عليهم من الحوادث و االفات بل يدوم العيش بدوامهم و دوامهم بدوام الله و انه تعالي لم

يزل واليزال . وروي في جلدالسابع والعشرين من مجلدات البحار عن رسول الله ص قال ان الله

عزوجل لما خلق العرش كتب علي قوائمه الاله اال ال%ل%ه محم%د رس%ول ال%%ل%%ه علي اميرالمومنين و لما خلق الله عزوجل الماء كتب في مجراه الال%ه اال ال%ل%ه

محمد رسول الله علي امير المومنين ولما خلق الله عز وجل الكرسي كتب علي قوائمه ال اله اال الله محمد رسول الله علي امير المومنين و لما خلق الله عز

وجل اللوح كتب فيه الاله اال الله محمد رسول الله علي امير المومنين و لما خلق الله عز وجل اسرافيل كتب علي جبهته الاله اال الله محمد رسول الله علي امير المومنين و لما خلق ال%له عزوجل جبرئيل كتب علي جناحه الاله اال الله محمد

رسول الله علي اميرالمومنين ولما خلق الله عزوجل السموات كتب في اكنافها الاله االالله محمدرسول الل%ه علي امير المومنين و لما خلق الله عزوجل االرضين

كتب في اطباقها ال اله اال الله محمد رسول الله علي اميرالمومنين ولما خلق الله عزوجل الجبال كتب في روسها الاله اال الله محمد رسول الله علي اميرالمومنين

ولماخلق الله عز وجل الشمس كتب عليها الاله اال الله محمد رسول الله علي امير المومنين و لما خلق الله عزو جل القمر كتب عليه الاله االالله مجمد رسول الله

علي امير المومنين و هو السواد الذي ترونه في القمر فاذا قال احدكم الاله اال الله محمد رسول الله فليقل علي اميرالمومنين ولي الله فانك تري في هذاالحديث و

اشباهه يقول االمام عليه السالم كتب ال%له علي السموات كذا و علي االرض كذا وعلي وجه الشمس والقمر كذاو انك لتعلم ان هذه الكتابه ليست كسايرالخطوط يخط

علي لوح من خشب او قرطاس فخطوط مثل هذه الخطوط يتركب من الحروف فيقرئه الناس بل الكتابه في هذه الموارد مايدل عليه هذه المخلوقات اما علي

صانعه و هوالعله الفاعليه او علي مباديه و هي العله الماديه او علي نقشه و صورته 72

و هي العله الصوريه تدل علي علم الله تعال%ي او تدل علي غايته و علتها الغائيه فان المالك من الخط والكتابه الدالله ان الخطوط و الكلمات عالئم تدل علي معانيها فكل شي يدلك علي معني خط و كتابه و ان لم تكن بهيئه هذه الحروف و الكلمات

المخطوطه المكتوبه فكلمه الشج%ر)ش -ج -ر( تدل علي هذه الشي المخلوقه المتورقه المثمره ثم تدل علي الله تبارك و تعالي ثم هذه االوراق و الثمرات ايضا تدلنا علي انها شجر فصوره الشجر خط وكتابه ثم هذه االشجار تدلنا و ترشدنا الي

صانعها و خالقهافهذه االشجار من حيث هذه الدالله ايضا خط و كتابه كسايرالخطوط خطوط جميله مبينه مرتفعه يقرئها كل قارء و ان كان اعمي واصم

يقول الشاعر الفارسي سعدي عليه الرحمه برگ درختان سبز در نظر هوشيار هرورقش دفتري است قدرت پروردگار فهذه العالم بارضها و سمائها ونورها و ظلمتها و اشجارها و اقمارها خطوط وكلمات تدل علي خالقها وصانعها فيجوز لك ان تقول مكتوب علي وجه العالم و علي وجه كل شي ان%ي اناالله ال اله اال انا الن هذه العبارات لوكانت بالحروف المركبه تدل علي ال%له فترشدنا اليه فكذلك الشجر

والمدر و كل ماعلي وجه االرض تدلك علي الله تعال%ي فكل شجر خط و عباره ثم ان هذه االشياء المخلوقه المصنوعه تدلك بنفسها علي مباديها من الماده والقوه

والجسم والروح و ظهور التركيب بين هذه المبادي فمن هذه الجهه ايضاكل شي خط وعباره تدل علي مبادئها ثم ان هذه االشج%%ار بكيفتها وكميتها وموازناتها

ومعادالتها واعتدالها في هيئتها وتركيبها و حسن نظمهاو انتظامها تدل علي علم الله تعالي وحكمته العجيبه العميقه اللطيفه و انه يعلم كل شي قبل ان يكون و

بعد ان يكون فيجوز لك ان تقول مكتوب علي كل شجر ومدر باني اناالله العالم الحكيم الخبير البصير اللطيف بما يشاء لما يشاء فانه ان كان هذه الكلمات و

العبارات مخطوط مسطور علي كل شي تدلك علي الله تعالي فكذلك االشياء بحسن تركيبها و هيئتها تدلك علي علم الله تعالي و حكمته فهي ايضا من حيث الدالله

خطوط وكتابه مثل خطوطنا وكتابتنا . ثم هذه االشياء في االرض والسماء وكل شي خلقه الله تبارك و تعالي تدلنا بخلقتها ومصنوعيتها عل%%ي وجودالعله الغائيه و علي وجود من خلق له و به ان الشجره تدلنا

علي ظهور الثمره و تدلنا علي انها غرست مقدمه لالثمار الن كل شي خلق لجهه اخري غيرنفسها وغير وجودها فالسياره والطياره تدلنا بهيئتها وخلقتها علي انها

صنعت ليسافر به المسافرون من بلد الي بلد وكذلك االنعام من البعيرو البغال و الحمير تدلنا بخلقتها علي انها خل%قت ليركبها الراكب و تحمل بها اثقالها من بلد الي بلد فاذا رايت سياره غير مكتوبه عليها انها خلقت للركوب تعلم بصنعتها انها خلقت للركوب فال فرق ان يكشف هذه المعني بخطوط مسطوره عليه بخلقته و صنعته

فكل شي تدلك علي ماخلقت له كان هذه الدالله مكتوبه بخطوط عليها ام ال و قلنا في ماسبق انه البد لظهور كل شي من وجودالعلل االربعه قبله و كل هذه العلل

االربعه معلول في درك االنسان تعلقه بوجود هذا الشي المخلوق%ه باراده الله و هذه 73

االربعه و السيما العله الغائيه و الفاعليه ليستاموجودتين مرئيتين في متن هذاالشي المخلوقه باراده الله فانك تري السياره و الطياره والتري او التعلم ا نهامن حديد او غير ذلك من الفلزات وكذلك تريهاو التري فيهم%ا علم صانعها وحكمته اللتي خلقت بها علي هذه الهيئته ثم انك التري مع كل شي علتهاالغائيه اللتي خلقت لها فالتري كثيرا" مع السياره و الطياره المسافرين يسافرون بهما و كذلك التري معها خالقها و صانعهافان هذين العلتين الفاعليه و الغائيه يكونان في خارج وجود المعلول التي خلق وصنع فالذي خلق السياره خارج عنها اليري معها و كذلك الذي خلقت السياره

له و هوالمسافر والراك%ب خارج عنها اليري معها و لكنها تدل عليها دالله واضحه معلومه كانها مخطوط مكتوب فالفرق للدالله بين ان يكون خطا" او غيرخط

والمالك المطلوب هي الدالله فقط الغير و قلنا في ماسبق ان العله الغائيه في خلق العالم و السيما خلق االنسان ظهورالعلم والمعرفه فالعالم و العارف ثمرات ارادهاالله تبارك و تعالي في خلق العالمين فرجال مثل محمدص وعلي وفاطمه والحسنان من افضل هذه الثمرات و اكملها ارادهم الله تعالي ثم اراد لهم و بهم غيرهم كما حكي لنا في حديث المعراج ان الله تعالي خاطب محمدا"ص بقوله انا وانت وخلقت االشياء الجلك خلق%ت كل شي الجلك و خلقتك الجلي الي غيرذلك

من الروايات فهم عليهم السالم العلل الغائيه التي ارادهم الله قبل الخلق وبعدالخلق و مع الخلق فالخاليق يدل بدالله العقل علي وجودهم كما تدل علي وجود الله تبارك

وتعالي فكمايجوز لك بهذه الدالله ان تقول مكتوب علي كل شي الاله اال الله الن كل شي تدل علي وحدانيه الله تعالي كما تقول الشاعر وفي كل شي له ايه تدل

علي انه واحد فيمكنك ان تقرء كلمه التوحيد واالخالص في كل شي وعلي كل شي فكذلك يجوز لك ان تقول مكتوب علي كل شي في االرض و السماء محمد رسول

الله ص و علي ولي الله و فاط%م%ه حبيبته الي غيرذلك ماتدل العوالم باجمعهاعلي العله الغائيه اي علي الذين خلق العالم لهم كما تدل علي العله الفاعليه

فالخطوط علي وجه الشمس والقمر هي الدالالت الالعبارات والسواد علي وجه القمر من حيث الدالله خطوط يرشدنا الي رسالت محمد و واليه علي وان لم

تكن مركبه من الحروف و الكلمات فهذه االخبار كلها يحكي لناهذه الدالالت االربعه و يبينها من حيث الدالله بالح%%روف و الكلمات المخطوطه المسطور و مثل هذه

االحاديث حديث في جلدالثالث واالربعين من البحار مرفوعا" الي سلمان الفارسي رحمه الله ع%ليه قال كنت جالسا" عندالنبي ص في المسجد اذ دخل العباس بن

عبدالمط%%لب فسلم فردا النبي ص ورحب به فقال يا رسول الله بما فضل الله علينا اهل البيت علي بن ابيطالب و المعادن واحده فقال النبي ص اذن اخبرك ياعم ان الله خلقني و خلق عليا" و السماء و ال ارض و الجنه و النار وال لوح و القلم فلما ارادالله عزوجل بدو خلقنا تكلم بكلمه فكانت نورا" ثم تكلم كلمه ثانيه فكانت روحا" فمزج

فيما بينهما واعتدال فخلقني وعلي%ا"منهما .

74

ثم فتق من نوري نورالعرش فانا اجل من العرش ثم فتق من نور عل%ي نورالسموات فعلي اجل من السماوات ثم فتق من نورالحسن نورالشمس و من نور الحسين نور القمر فهما اجل من الشمس والقمر وكانت المالئكه تسبح الله تعالي و تقول في تسبيحها سبوح قدوس من انوار ما اكرمها علي الله تعالي فلما اراد الله

تعالي ان يبلو اللمالئكه ارسل عليهم سحابا" من ظلمه وكانت المالئكه التنظر اولها من اخرها و الاخرها من اولها فقالت المالئكه الهنا وسيدنا منذ خلقتنا ما راينا مثل

ما نحن فيه فنسالك بحق هذه االنوار اال ماكشف عنا فقال الله عزوجل وعزتي وجاللي الفعلن فخلق نور فاطمه الزهراءع يومئذ كالقنديل وعلقه في قرالعرش فزهرت السماوات السبع واالرضون السبع من اجل ذلك سميت فاطمه الزهراء

وكانت المالئكه تسبح الله و تقدسه فقال الله و عزتي و جاللي ال جعلن ثواب تسبيحكم و تقديسكم الي يوم القيامه لمحبي هذه المرئه وابيهاو بعلها وبينها قال سلمان فخرج العباس فلقيه علي بن ابيطالب فضمه الي صدره وقبل مابين عينيه وقال بابي عتره المصطفي من اهل بيت مااكرمكم علي الله تعالي وهذاالحديث

ايضامايدل علي عظمه اهل البيت عليهم السالم من حيث انهم العله الغائيه والثمره من شجره الخلق كما ان الله تبارك وتعالي هوالعله الفاعليه والغارس لهذه الشجره

فان عباس ابن عبدالمطلب ظن في نفسه بان عظمه رسول الله ص انماهي بالوالده من بني هاشم و لم يعلم ان هذه العظمه بالعلم والمعرفه والنبوه وانماحدث

له هذاالظن وعقيب الظن هذه السئوال لم%اراي في حديث سداالبواب بان رسول الله ص سد كل باب عن المس%جد االباب علي عليه السالم فلماسئل عن ذلك

اعتراضا" عليه بهذاالتبعيض اجاب ص بان الله تعالي امرني بسد ابوابكم وفتح بابه وقال فيما قال بان الله تعالي امرني ان ابني له بيتا" طاهرا" اليسكنه غيري و

غيراخي وابناه الحسن والحسين و عباس ابن عبدالمطلب كان من اشدالناس ممن اعترض علي رسول الله ص قائال" باني عم%ك و علي ابن عمك وانك تفضل ابن العم

علي العم فالح علي رسول الله »ص « اال ان يجعل له من المسجد شيئا فلما راي رسول الله ص طاقته في دلك اذن له ميزابا"الي المسجد ولم ياذن لغيره وانماسئله

عباس ابن عبدالمطلب هذه السوال لماراي هذه االمتياز للرسول و لعلي وهماابنااخيه علي مايحكي عنه السلمان فقال يا رسول الله ص بما فضل الله علينا

اهل البيت علي ابن ابيطالب والمعادن واحده فاجابه رسول الله ص واعلمه بان هذاالتفضيل انما يكون بالعلم والحكمة وااليمان والتقوي البالوالده ونح%%ن

مشتركون بالوالده اذ خرجنامن معدن واحد ومن صلب ابراهيم ولكن اختلفنابما جعل الله تعالي فينا روح العلم والعظمه وايدنابروح القدس ولم يجعله فيكم فيقول في هذاالحديث بعد ان خلقناالله تبارك وتعالي واعتدلنا في خلقنا فتق من نوري

فخلق منه العرش فانا اجل من العرش ثم فتق من نورعلي ن%%%ور السموات فعلي اجل من السماوات الي اخر مايقول فيخبرنا في هذاالحديث بان عليا" اجل من السموات واالرض كماانااجل من العرش فهذه االحديث و اشباهه يدل علي انهم

75

عليهم السالم صاحب العوالم والعوالم بيوتهم فكما ان اهل ال%بيت اجل واعلي من البيت يكونون هوالء اجل من العرش والسموات والشمس والقمر و غيرها وهذه

االجليه انما هي من حيث انهم صاحب العرش والسموات فالعرش في العالم نورالله تبارك وتعالي الذي يحكم به علي الخاليق تكوينا" وتشريعا" بهذاالنور يخلق و

به يميت و يحيي و به يحرك الشمس والقمر ويدور االفالك يفعل به مايفعل في حكومته التكويني ثم يحكم في حكومته التشريعي فان الله تعالي مليك السموات

واالرض كما يقول له ملك السموات واالرض و مافيهما و مابينهما وانك لتدري ان الملكيه والملكيه انما يظهربالحاكميه علي االشياء و االشخاص فمن الحاكميه علي االشياءيظهرالمالكيه و من الحاكميه علي االشخاص يظهرالملكيه وبهذين

الحاكمتين يظهر الملك له تعالي كما يقول له ملك السموات واالرض فمن يملك شيئا" و اليملك شخصا اليقال انه ملك وان يقال انه مالك وذلك مثل من يملك

االموال واالثقال واالغنام فالراعي مالك الغنم وليس ملك%هم وم%ن ملك االشخاص ولم يملك االموال يقال انه ملك واليقال انه مالك الن الشخص ال يملك

واليكون الملك االشيئا" ولذلك ذم الله تبارك وتعالي اقواما" ملكواالناس بالبيع والشراء فقيل شرالناس من باع الناس فهو تعالي من حيث انه خل%ق العوالم يحكم

عليهابالخلق والتكوين واالحياء واالماته يقال انه مالك السموات واالرض ومن حيث انه خلق االنسان فجعله عاقال" عالما" حكيما" يطيع امره وال يعصيه ويعبده باهليته تعالي يقال انه ملك ويقول له ملك السموات واالرض فملك من حيث الحكومه التشريعه يامرو ينهي ويودب ويعلم ويثيب ويعاقب و من حيث انه يخلق مايشاء من الخاليق

يخرجهم من العدم الي العدم يحيي ويميت ويمنع يقال انه مالك وحاكم بالحكومه الت%كوينيه فالله ملك ومالك بهذين الحكومتين في الدنياواالخره وخص

حكومته التشريعته وملكيته بيوم القيامه و قال مالك يوم الدين اي ملك يوم الدين الن اكثرالناس في الدنيايعصونه وال يطيعونه ويكون لهم ملك من جنسهم

غيرالله تبارك وتعالي فيملكهم هوي انسان اوهوي انفسهم وفي يوم القيامه يطيعه جميع الناس كما يقول وعنت الوج%وه للحي القيوم وقدخاب من حمل ظلما" فهو

تعالي مالك في الدنيا وملك في االخره والبد لكل ملك من عرش يستوي عليه فيحكم علي مادون العرش فكما ان للملوك عرش يجلسون عليه فيحكمون علي من دون

عرشهم كذلك لله تبارك وتعالي عرش يستوي عليه فيحكم به علي من دونه فعرش الملوك من خشب و ساج و عاج منضده بالجواهر و االلوان و عرش الله تعالي ليس

كذلك ان يكون من خشب و عاج وانما عرشه نور عظمته التي يفعل به مايشاء فانظرفي نفسك وانت في طاعه الله كيف يحكم الله عليك و بم تكون في طاعته فانت تقوم بامره او تقعد او تقول او تسكت فتريه يحكم عليك بعلمك و روحك و

القوي في بدنك فبروحك يحييك و يميتك ينفخ الروح فيك فتحيي ثم ينفخ فيك تاره اخري اي يخرج عنك الروح فتموت فبهذا الروح يميتك و يحييك و هذه حاكميته

التكوينيه يقال انه ملك بالتكوين ثم انه تعالي يامرك فتاتمر و ينهيك فتنتهي و هذا

76

حكومته التشريعي فانظرباي شيي ء يامرك و باي شي ء ينهيك يامرك بعلمك اي يعلمك امره و يعلمك نهيه فتدرك بعقلك و علمك امره و نهيه فتكون في طاعته و

يقال لك انك عبد مامور و كذلك يحك%م علي االنبياء و االولياء فهذاالروح الكلي المجرد غيرالمادي الذي به يحيي و يميت و يقوي و يضعف و ينور به روح

االنبياء فيعلمهم و يحكم بعلمهم عليهم هو عرش الرحمن استوي عليه فقهر به كل شي فكما قلناان لله تبارك و تعالي حاكميتان تكويني و تشريعي يلزم من ذلك ان يكون لله تعالي عرشان تكويني و تشريعي الن العرش مابه الحاكميه للملك يظهر به الملك و السلطنته فعرشه التكويني مجري و مجلي ارادته تعالي في العالم يريد به ما يشاء و يفعل به مايشاء و االراده منه مراد و الفاصله و البينونه بين ارادته و مراده و هي بتعبيراخري الشي الذي به يفعل مايفعل ويريد مايريد فانظر باي شي

يحرك االجسام و المواد في العالم فالبد لكل متحرك من محرك و البد لكل محرك من شي بيده به يح%%رك المتحركات فانظر الي سيارتك و طيارتك متحركتان في

الجو او علي وجه االرض و انت محركهما فانظر الي شي به تحرك السياره و الطياره فهذه الشي اما قوه تسميه برقا" او كهرباء بهذه القوه تصلي مافيها

من النفت و البنزين او مواد اخري مصطليه فتشتعل هذه المشتعالت بقوه البرق ترسلها اليها فتتحرك بامرك الي ماتريد فهذه القوي التي ادخرتها و جمعتها في الطياره والسياره من البرق و البنزين عرشك في حاكميتك علي الطياره

والسياره به تامرهما فيتحركان و به تنهيهما اي تحبس عنهما القوي فيقفان فانت ملك في الطياره والسي%اره تامر و تنهي فاحسب العالم و ماسوي الله كمكينه او سياره بيده تعالي يقويها و يضعفها يحركها و يسكنها يحيي موادها و يميتها و غير ذلك مايفعل فيها فالبد من شي هناك بيدي الله تعالي به يقوي و به يضعف و به

يميت و به يحيي وبه يخلق مايخلق و قلنا في ماسبق انه البد لظهور كل شي من العلل االربعه احدها العله الماديه و العله الماديه هي التي به يحيي و به يق%وي فالبد لله تبارك وتعالي ان يجعل شيئا" في الماده يقوي به يتحرك و البد ان يخرج

شيئا" من الماده به تضعف وتسكن و البد لله تعالي ان يكون بيده شيئا" ينفخ في االجسام فتحيي و يخرج هذه الشي من االجسام فتموت كالبرق و الكهرب%اء بايدينا نقوي المكائن فنحركها ثم نضعفها فنسكنها والبدان يكون هناك نور بيدالله غير ذاته تعالي بهذا النور يضئيي المواد في جرم الشمس فيكون سراجا"وهاجا" او ياخذ هذه

االنوار من المواد في جرم الشمس فتظلم و التري شيئا" فالبد من كل متنور من نور بيدالله تعالي به ينورها فيتنور و البد لالشياء المظلمه الظلماني ان ياخذ عنها

نورا" فيظهرالظلمه و السواد و كذلك البد لله تعالي لكل متلون من لون بيد الله به يلون المتلون فيتلون فهذه االن%وار الموجوده في العالم ظاهره و باطنه عرشه تعالي جعلها بيده واستوي عليه كما يقول الرحمن علي العرش استوي و يقول

االمام ع في تفسير هذه االيه استولي علي مادق و جل فما هي هذه الدقيق الجليل التي النقدر ان نريها فضال" ان ناخذها فنتصرف فيها فهذه الدقيقه الجليله البسطيه

77

المبسوطه علي الظاهر والباطن عرش الله تعالي استولي عليها فهو تعالي فوقها محيط بها و الخاليق دونها محاط بها فبه%ذا النور الجليله الدقيقه ينور المواد في

جرم الشمس و بهذا النور الساطعه من الشمس ينور وجه القمر ينور بها وجه االرض فتكون نهارا" او يسلخ عن وجه االرض هذه االنوار فتكون مظلمه كما يقول ومن اياته الليل نسلخ منه النهار فاذا انتم مظلمون و هذه الدقيقه الجليله التي يكون

نورا" بيده فيكون بنورانيه الوانا" مختلفه حمراءو صفراء و بيضاء و زرقاء و خضراء كما يصف علي ع نورالعرش بهذه االلوان يقول ان الله تعالي خلق العرش من انوار اربعه نور احمر منه احمرت الحمره ونور اخضر منه اخضرت الخضرء ونور اصفر

منه اصفرت الصفره و نورابيض منه ابيضت الب%ياض ثم يقول بهذه االنوار يقوي كل قوي و يحيي كل حي فهو حيوه كل شي و قوه كل شي فهذه االنوار التي هي لون

في ذاتها مختلف%ه بيدالله تبارك و تعالي وهو تعالي مستوي عليه مسلط يظهر به حاكميته التكوينيه به يخلق و به يجعل و به يقدر و به ينور و به يظلم و به يسود و به

يبيض و يحمر ويصفر الي غير ذلك من افاعي%%له التي التكاد تحصي فهذه االنوارعرشه التي به يستولي علي هذه السماء فوقنا و علي هذه االرض تحتنا.

واعلم ان هذه السماء غير السماء التي في هذاالحديث يقول رسول الله ص خلقني و عليا"قبل ان يكون سماء و ارضا" ولوحا" وقلما" و شمسا" و قمرا" و غير ذلك

النهما عليهماالصلوه والسالم كمثل ساير الخلق خلقا كما خلق غيرهما البد لهما من سم%%اء وارض يعيشون فيها و من شمس و قمر يستضيئون بها النهما كما يحكي

الله عنهمابشر مثلنا يوحي اليهمافاليمكن ان يكون هذه السماء واالرض و الشمس و القمر مخلوق بعدهما يخلق بنورهما وهناك سماء وارض اخري يظهر بهما و يتاخر

عن خلقهما و كمالهما في الوجود يشيراليه رسول الله ص بقوله خلقني و عليا" قبل ان يكون سماء" وارضا" فالبد لهذه الحاكميه اعني حاكميته التشريعي ايضا" من عرش و سماء و ارض كما للحاكميه التكويني فهناك سمائان وارضان احدهما يظهر بوجود االنسان الكامل و ان كان السبب االصلي والخالق االصلي هو الله

تبارك و تعالي الثاني يظهر قبل وجود االنسان باراده الله تبارك و تعالي وقبال هذين السمائين ارضين مثلها و السماوات في هذه المورد اعني سماءالعلم في حاكميته

التشريعي ايضا" سبع طبقات كما ان االرض قبالها سبع طبقات يقول الله تبارك وتعالي خلق سبع سماوات طباقا" ومن االرض مثلهن يتنزل االمر بينهن قد بينا

هذه الطبقات محسوسا" و معقوال" في كتابنا المسمي ببرهان المعراج و شق القمر و نشير هناك ايضا" اليهما مقدمه لبيان المقصود من السماء و االرض اللذين هما فرع علي وجود االنسان الكامل فالسماء االولي ماقلنا هذه السماء فوقنا متزينه

بالنجوم و الكواكب و الشمس و القمر و االرض قبالهاهذه االرض التي تحتنانمشي في مناكبها ونعيش عليها و السماء الثانيه في تاويل االيات و بيان االئمه المعصومين عليهم الصلوه و السالم سماء ينزل منه العلم ويرتفع اليه العلم كما يقول الله في كتابه اليه يصعد الكلم الطيبه والعمل الصالح يرفعه و قبال هذه السماء ايضا ارض

78

ينزل اليها العلم و ينبت فيها كما ينزل من هذه السماء قط%رات المطر و هذه السماء هي جهه التي تفوق علي االنسان المتعلم ينزل منه العلم الي المتعلم كما

يقول الله في كتابه انزل من السماء ماء فسالت اوديه بقدرها و يفسراالمام عليه السالم هذه االيه بانه انزل من السماء علما" فسالت القلوب بقدرها فجعل

القلوب مكان االوديه و جعل السماء الجهه التي ينزل منه العلم و جعل مي%اه النازله من السماء العلوم النازله علي القلوب فانظر الي الجهه التي ينزل منه العلم

الي الجهه التي ينزل اليهاالعلم فان و جدتهما علمت بان هناك ايضا ارض و سماوات فكل عالم بالنسبه الي متعلمه سماء وكل متعلم بالنسبه الي معلمه ارض و ما

يظهر بين هذا السماء واالرض علم ينبت بهذا العلم من القل%وب االعمال الصالحه و ينبت فيها االشجار و من االشجار الثمرات فاول عالم يظهر منه العلم الي المتعلم

هوالله تبارك وتعالي فه%%و تعالي س%%ماء بالنسبه الي ماسويه سماء بتفوقه الوجودي و العلمي و االحاطي ال بالتفوق الزماني والمك%%اني تعالي عن ذلك

كمايصفه مولناعلي ع سبق في العلو فالشي اعلي منه و قرب في الدنو فالشي اقرب منه فهو تعالي من حيث انه فوق كل شي و محيط بظاهر كل شي و باطن كل شي

سماء بالنسبه الي غيره من الخاليق و اول ارض التي يقع قبال هذه السماء قلب يتعلم منه العلم و قلب االنسان في هذا المورد كاودي%%ه تسيل منه السيول من

القطرات وقلب انسان متعلم متفقه من الله تبارك و تعالي كاالرض قبال السم%%%اء هو االنسان الذي ترمق بعينه السماء و ترفع بيديه الي الله تبارك و تعالي قائما"

قانتا"آناءالليل يدعوه تضرعا" و خفيه ينتظر من الله تعالي الرحمه و الرافه و الموده فينظرالله تعالي اليه نظر رافه و رحمه يفتح له مسامع قلبه فيسمع منه

العلم والحكمه يلهم و يوحي اليه مايشاء ممايصلح به امره في ال%%دنيا و االخره فمن هذه السماء ينزل المياه الي هذه االراضي فسالت كل بقدرها فخذ بهذه السماء و

االرض وانظر و تامل فيه كيف خرج من سماء سماء" ومن ارض ارضا" ومن عال%%م عالما" و من العلماء عوالم فانتقل بنفسك و تفكرك الي هذه السماء واالرض و

اصعد بجناحيك العلم و العمل الي ماتشاء فيها تجد هناك سماوات واراضي اليحصي كثره وسعه و فضائا"الي مااليتناهي فهذه السماء بمعني فضاء العلم والحكمه و

فضاء الفكر والتعقل مخلوقه كالسماء الذي فوقنا متزنيه بالكواكب واالرض التي تحتنا متزنيه باالشجار فخذ بقلوب االنبياء و االولياء و الصلحاء و المتقين وكل من

قدران يومن بربه و يتعلم منه العلم و االيمان علما" يعتقد بوجوده و تقدسه تعالي و لوكان كمثل اعتقاد الراعي الذي يحكي عنه صاحب المثن%%وي باشعاره اللطيفه

الفارسيه )توكجايي تاشوم من چاكرت ( فهذه القلوب كلها اراضي تحت سماء العلم و الحكمه فتري هذه القلوب من حيث انه يتفقه و يتعلم من الله تعالي بواسطه او بال واسطه اراضي فيها فلوات واشجار وانوار و جبال واوديه شامخ و غيرشامخ يحكي

الله تعالي في تاويل كتابه ماعلي سطح هذه القلوب من النباتات والحشرات والحيوانات فانك ماتري علي وجه هذه االرض التي تح%ت قدميك من شجر و مدر و

79

حشره وفضاء و هواء و سحاب و ماء اال وتري مثلها علي وجه هذه القلوب التي جعلناها ارضا" قبال سماء العلم والحكمه فكماان هذه السماء فوقنامخلوق مبني باراده الله تبارك تعالي و تطلع فيهاالشمس والقمر كذلك سماء العلم تطلع فيها

نجوم العلم و شموس الحكمه كالهما مبني ايض%ا مخلوق باراده الله تبارك و تعالي فخلقها و رفع سمكها فسويها و اغطش ليلها واخرج ضحيها فكم من نجوم وكواكب

في سماءالعلم والحكمه خلقها الله تعالي و اضاء بهاالعالمين و هدي بهذه النجوم كل مسافر و متحير في فلوات الجهل و السفاهه فان اردت ان تعرف هذه السماء بنجومها و شموسها و اقطارها و امطارها و مياهها فانظر الي العالم في بدء خلقها

اذ لم يدب علي و جه االرض انس%%ان يوحي اليه و يتعلم العلم من الله حين لم يكن علي وجه االرض غيراالشياء من نبات و جماد وحيوان فهناك التري سماء ينزل

منه العلم وارضا" يتعلم منه العل%م فينبت بالحكمه و الموعظه الحسنه فابونا آدم اول من خلق فاهبط الي االرض كان يمشي علي وجه االرض في حيره و ضالله الي ان آن له ان يتوب الي ربه فيسئ%ل منه الفرج والنجاه فقيل انه كان يمشي علي و

جه االرض متحيره ماتين سنه ال يدري كيف يعيش و مايقول و مايفهم فقيل انه اليمر علي ارض اال وانت%قل هذه االرض بعده قريه اوبلدا" الي ان مر علي ارض كربال

فعثر بقدمه وانكب عل%ي وجه االرض وسال الدم من رجله وانكسر قلبه و تضرع بفطرته و شعور باطنه الي الله و سئل منه الفرج و النجاه مما هو فيه من الم

فراق الجنه وفراق زوجته حواء فنزل عليه جبرئيل وقال له ان كنت تريد الفرج و النجاه مماانت فيه فتب الي ربك و توسل بهوالء الخمسه الذين رايتهم و عرفتهم

في الجنان يقول الله في كتابه فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم فهذه الكلمات هم االئمه المعصومون عليهم السالم فقال ياحميد بحق

محمد ياعال%ي بحق علي ويافاطرالسموات واالرض بحق فاطمه و يامحسن بحق الحسن و يا قديم االحسان بحق الحسين فلما ان تلقي هذه الكلمات تاب الله عليه

فسالت دموعه علي خديه وانكسر قلبه شديدا" بعد ماجري علي لسانه اسم الحسين ع و حكي له جبرئي%%ل بعض مصائب الحسين ع في هذه االرض وهي ارض

كربال فاشتد حزنه و بكائه علي الحسين ع فقتح له ابواب الفرج اخذ جبرئيل بيده واتي به سريعا"الي زوجته حواء ثم اتي بهما الي موضع البيت علمهما الطواف و

السعي وسايرالمن%%اسك ثم طواف النساء فجمع بينهما في خيمه خضراء فبدء بهما العيش و الحيوه في هذه الحيوه الدنيا فهذه الحاله في آدم وحوا حين تعلما العلم و

المناسك والتوسل من ربهما هي افتتاح هذه السماء التي ينزل منه العلم و ورود االنسان فيه%ا بجناحيه من العلم والعمل فاقتدي بآدم ابنائه الصالح من االنبياء

واالولياء في هذه السماء و وسعوها و رفعوها بعلومهم و عقولهم حتي اذا انتهي الي محمدص فكان هناك عند ظهور محمدص سماء و سيعه مرفوعه فيها نجوم كمثل االنبي%اء الي ان طلع في هذه السماء شمس وجود خاتم النبيين ص فاضائها ونورها كما يمكن فانظر هناك الي فضاء وسماء فتحها االنبياء و وسعوها ليس هذاالسماء

80

من جنس ماتري فوقك و الاالرض قبالها من جنس االرض التي تحتك بل هي سم%%اء العلم والحكمه التي ينتهي الي معرفه الله تبارك وتعالي و كمال العل%م

والدين وارض بمعني المتعلم و متلقي العلم والحكمه من طريق الوحي اوا لتفكر والتعقل فهذه السماء ايضا" له طبقات ونجوم واقمار فادم اول من فتح هذه

السماء بتوبته و تلقيه كلمات من الله تعالي كما يقول وتلقي آدم من ربه كلمات وك ان قبل ذلك في جهل و وسوسه من الشيطان وهبوط من امرالله تعالي الن الله امر

آدم في الجنه ان اليقرب شجره نفسه و جهله فوسوس اليه نفسه ترك امرالله تعالي بقصوره البتقصيره اذلم يكن ليعلم حقيقه امرالله و ان كان عالما" بحقيقه هذااالمر و هالكته فيه او عالما"بحقيقه وسوسه من الشيطان لم يقدر الشيطان ان يوسوس اليه فيخرجه من الجنه فكان الشيطان قاسم آدم انه له لمن الناصحين

فقبل آدم هذه القسم وقرب من شجره نفسه وجهله فاهبط وك%ان في هبوطه هذافي حيره علي البراري والفلوات ولم يكن ليتفقه بانه يمكنه ان يرجع الي ربه او الي الجنه بالتوبه و ترك وسوسه النفس ولكن لم يعلم كل هذه االمور حتي اذادهته

داهيه في ارض كربال فانفلق بحرنفسه و طلع عقله عليه في بيداء وجوده وظهر في هذاالطلوع جبرئيل فعلمه ماعلمه من التوبه وتل%%%ق الكلمات فادم في هذه التوبه

فتح علي نفسه و علي ولده من بعده باب السماء بمعناه الثانيه اي باب العلم ومعرفه الله والتوجه اليه تعالي من طريق هذه المعرفه فهناك فضاء علم و حكمه فتحت بابه علي ادم وكان علم آدم في هذا الموردان يتوب الي ربه واليعص بعد

ذلك فعرف العصيان والتوبه و ذاق طعم العصيان بما اخرج من الجنه وحالوه التوبه حين تاب الي الله فاعتدلت نفسه بين هذين اي قبول التوبه وترك العصيان وكان هذاعلمه ثم علمه الله تعالي اربع كلمات اخري جعلها اساس%ا" لدينه و صراطا"

يسلكه ومن بعده من ابنائه الي الجنه فنزل عليه جبرئيل وقال له ان كنت تحب ان ترجع الي الجنه التي خرجت منها وتكون في نعمه دائمه مقيمه فخذ بهذه الكلمات

االربعه وهي صراط الجنه تسكلها فاوحي اليه اربعه كلمات احدها ان يعبدالله واليشرك به شيئاالثاني ان يكون عليه الدعاء وعلي الله االجابه يجيبه الله اذادعاه و

يدعه اذا ترك الدعاء الثالث ان ينصف الناس من نفسه فيحب للناس مايح%ب لنفسه و يكره للناس مايكره لنفسه و الرابع ان يجيبه احوج مايكون اليه بشرط ان

ال ياوي الي غيره لرفع حاجته بل الله تعالي هوالذي يقضي حوائجه حين اذا احتاج فهذه الكلمات االربع اصول علمه الله تعالي ادم ع الي يوم القيامه وهذه سماءالعلم والحكمه فتحت له ثم وسع هذه السماءاالنبياء والرسل بعده كما يقول الله تعالي والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون فكل نبي حفظ من نبي قبله ماحفظ من العلم

والكلمات ثم زاد عليه زياده فكان نوح علم البشر واراهم بان الدنيا بحر عميق البد للنجاه عنها من سفينه يركبها االنس%%ان فيجوز به من الغرق فاظهرالله للناس

الطوفان وعلم نوحا"صنعه الفلك الجاريه فركبها من ركبها ونجي وتخلف عنها من تخلف عنها فغرق الي ان انتهي الي ابراهيم وموسي وعيسي وكل وسع هذا السماء

81

توسعه فتح علي البشر ابواب%ا" اخري من العلم والحكمه الي ان انتهي االمرالي محمدص فانزل الله اليه كتاب%%ه وتمت به كلماته صدقا" وعدال" فتح ابواب العلم في

مامضي وفيما ياتي كما يصفه الزائر في زيارته عند باب حرم اميرالمومنين يصف رسول الله ص يق%ول الخاتم لماسبق الفاتح لما استقبل وفتح علي الناس ابواب

علم الله تعالي بكتاب الله و هي سماء اليتناهي حتي اذا رفعه الله اليه و جعل االمر بيد االئمه عليهم السالم بينوا للناس كتاب الله و فسروه و اولوه و اوضحوه

ولم يتركوا في الكتاب مجمال" االوبينوه والمبهما" االو فصلوه وال متشابها" االبينوا للناس مصاديقه ولم يتركو في كتاب الله بابا" مغلقا" مقفال" علي الناس اال وفتحوه

ببي%ان العلم والحكمه فهي سماء عظيمه عجيبه مرفوعه الي ماالنهايه له فيهاطبقات بعضها فوق بعض وفيها اراضي كثيره من المتعلمين يتعلمون في

هذاالسماء ما يريدون من العلم والحكمه فهي سماء التي خلقهاالله تعالي باالنبياء والسيما بخاتمهم محمدص و علي ع و االئمه من ولدهم فاتح ابواب العلم والحكمه

وف%اتح هذه السموات بطبقاتها فهم اجل واعظم منهاكمايقول رسول الله ص في ذيل الحديث فعلي اجل من السموات فعلي هذاالتحقيق يكون السماءالمخلوقه بهم و

االراضي المخلوقه بهم غير هذه السموات واالراضي المحسوسه المخلوقه بارادة الله بل هي االراضي والسماوات المعقوله فبعد بيان هذه المقدمه نشرح

متن الحديث الوارده عن الرسول ص فتريه يقول خلق من نوري نورالعرش وخلق من نور علي نورالسموات الي اخر و العرش في هذاالمورد ايضا" غيرالعرش

المخلوقه في العالم يحكم بهاالله تعالي في التكوينيات و قلنا في ماسبق للعرش مفهومان عرش بمعني حاكميه الله تعالي في التكوين يخلق بها ما يشاء في العالم و

قلنا بانها انوار مجرده غير ماديه يحيي بنفختها في العالم مايحيي ويميت بنفختها ايضا" مايمي%ت من الجمادات والنباتات والحيوان واالنسان وعرش اخري بمعني

حاكميه ال%%ل%ه تعالي علي العباد يطيعونه فياتمرون امره وهي العرش المخلوقه بنورالنبي ص اي بهدايته فان رايت ان تدرك معني هذاالعرش فانظرالي الله تعالي في عظمته سلطانه وانه مليك مقتدر يملك السموات و االرض فبم و مما ظهرلله

تعالي هذه السلطنه والعظمه فلعلك تقول انه تعال%ي سلطان عظيم في ذاته و وجوده يظهر هذه السلطنه بذاته و قيوميته قلنا في جوابك فان كان ظهور

سلط%%انه تعالي وعظمته بذاته ال يلزم لله ان يخلق الخاليق ويحكم عليهم فيعرف بهم ارايت ان لم يكن في العالم مخلوق ذو علم وحكمه يمشي في اطاعه الله

تعالي يعرف ربه كيف يمكن لله تعالي ان يظهر بعظمته وسلطانه ف%انه يجب لظهور الشي شيئان المظهر والمظهرله فان لم يكن هذين لم يظهر شي وان لم يظه%ر ولم يعرف شي بوجوده وآثاره يظل كانه لم يكن فالله تبارك وتعالي علي%م

بذاته قائم قادر بذاته وعظيم بعظمته و سلطن%%%ته فالبدل%%%ه تع%%%الي من شي اوشخص اخري يظهر به عظمته و سلطانه اعني الوجودالمظهرله البد من انسان يعرف الل%%%ه تعالي و يع%%%رفه الي ساير الخاليق فلولم يكن انسان في العالم لم

82

يظهر الله تعالي بعظمته و س%%%لطانه فاالنس%%%ان الكامل ف%%%ي علمه و حكمته و اطاعته هوالذي بني به لله عرش العظمه و الق%%%دره النه ال%%%ذي عرف ربه ق%%%در معرفته و عل%%%م ما اراد الل%%%ه تعالي به فاطاعه تعلم منه و جعل الناس في خط اطاع%%%ه الله فظهر به%%%ذه االطاعه عظمه الله و سلطان%%%ه وبني له تعال%%%ي بناء عظيم فوق السموات والكواكب فهذا االنس%%%ان الذي بني به وباطاعته لله تعالي عرش العظم%%ه والق%%دره اجل و اعظم من هذا العرش ال%%%ذي بني به و خلق له

كما جاء في بعض االحاديث يق%%ول االم%%%ام ع بنا عب%%%د الله و بن%%%ا عرف الله ل%%%والنا ما عبدالله لوالنا ماع%رف الله فهم ع اطاعوا ربهم و ع%%%لموا الن%%%اس

االطاع%%%ه و عب%%%%دوه علمو الناس العب%%%اده و المعرفه بهذه العبادات و االطاعات و التعليمات ظهر سلط%%%ان الله تعالي و عظمته علي الع%%%%المين حتي اذا اتانايوم القيامه ملكا" عظيم الشان وسلطانا" ذوق%%%دره وعظمه و ج%%%الل و جب%%%روت عرفه الناس وخضعت له الجبابره و الملوك كما يقول الله تعالي وعنت الوجوه

للحي ال%%%قيوم فهذه العظمه والسلطنه هي التي ظهرباالنبياء و االئمه المعصومين و ساير الصلح%%%اء والم%%%تقين وبهذه العظمه يعرف بانه مليك مقتدر و بهذا االقتدار الظاهره المعروفه المعلومه ي%%%حكم علي العالمين يامرهم وينهيهم ويظهر بذلك انه

ذو عرش يستوي عليه فانظر الي نفسك من الذي جع%%%لك في اطاعه الله حتي تكون عبدا" له و يكون هو موالك و سلطانك فالذي جعلك من عبيدالله ه%%%و الذي

جعل بهذه التعلي%%%مات لله عرشا"استوي عليه و هذه العرش التي ع%%رف الله ب%%%ه وفيه يحكم به علي العالمين عرش ظه%%رباالنبياء السيمابخاتمهم محمدص فمحمد اجل من الع%%رش الن هذاالعرش ظهربه و ل%%م يظه%%ر هوب%%العرش ثم انظر في

هذا الحديث يقول رسول ال%%%له ص ان الله خلقني وخلق بي عرش%%ه فانا اجل م%%%ن العرش و خلق عليا" و خلق به السم%%وات فهو اجل من السموات فما ه%%%ذا

الع%%%رش التي بني لل%%%ه برسول الله وما هذه السم%%%%وات التي بني بعل%%%ي ع و علمت ان كل ذلك علوم و معارف و احك%%%ام وحكمه ظهر بهم عليهم الصلوه و

الس%%%الم و جع%%%%ل الن%%%%اس في عب%%%اده الله فرسول الله ص رفع لله عرشا" بما ان%%%ه بدعوته و تع%%%ليماته اتقن و اب%%%رم ح%%%اكميته الله تعالي وسلطنته علي

العالمين فكسر كل صنم و الغي كل الهيه غير الل%ه تبارك و تعالي فق%%%ال ق%%%ولوا الاله االالله تفلحوا فهو الذي بني لله عرشااستوي الله عليه و ظهر سلطانه كما تريه

علي العالمين ف%%%انظر الي حاكمي%%%ه دي%%%ن الله

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( تعالي علي العالمين ثم قسم الناس اقساما" بعضهم يعيشون في حاكم%يه الله يقومون بامره وينتهون بنهيه عما نهيهم يطلبون رضي الله

في دينهم ف%اذا تركوا امرا" تركوه لما نهيهم الله عنه او اذا فعلوا فعال" فعلوه لما83

امرهم الله به فهوالء في طاعه الله مومنون بالله و باالخره و يعملون عمل الصال%%ح معتقدون باالخره ويعملون لها فهوالء المعتقدون االمنون بامرالله كلهم في

اطاعه الله يحكم الله وانبيائه واوليائه عليهم بهم يقوم عرش الله و سلطنته ثم انظر الي قسم اخري من الناس كافرون بالله العظيم اليقومون و ال يقعدون االلطلب

المال والثروه فهوالء في طاعه الله وهوالء في طاعه الشيطان ولوتاملت في مايكون الناس فيه من العيش والحيوه لرايت يكثر هوالء المومنون و يقل هوالء الكافرون ويخبرالله عن هذه الكثره والقله في كتابه يقول وان من اهل الكتاب االليومن به قبل موته اي مامن اهل الكتاب احد اال و ليومن قبل موته بعيسي او بموسي او بمحمد خاتم االنبياءص او بعلي ع فاذالم يكن احد م%ن اهل الكتاب اال

وليومن بالله اوباالنبياء قبل موته فهذادليل علي ان الناس يرجعون عاقبه االمر في خط حيوتهم الي ربهم حتي ال االمر الي ان اليكون فتنه ويكون الدين كله لله و يحكي الله تعالي عن هذه العاقبه بقوله يوم اليملك نفس لنفس شيئا" واالمر

يومئذلله او يقول كتب الله الغلبن انا ورسلي فهن%اك يغلب الله علي العالمين ويقوم الناس لرب العالمين فيظهر سلطان الله علي العالمين فهذا عرش الله قام به االنبياء والمرسلون والسيماخاتم النبين بني لله عرشه بعلمه و دعوته و اطاعته

وكتابه وعترته فهو و عترته صلوات الله عليهم ودينهم وعلمهم وكتابهم عرش الله تعالي يحكم بهم وبدينهم علي العالمين و يرجع الله تعالي بهم الناس الي دينه وملكه وسطلنته فتري رسول الله وق%د بني لله عرشه بدينه و دعوته وعترته ع فمن اعتقد بدين نبي واطاع في دينه نبيه فقداعتقد بحكومه الله وجعل الله تعالي بهذا االعتقاد

ملكا" وسلطانا"علي نفسه ولعلك تتعجب علي ماقلنا بانه يكثرالمومنون المعتقدون باطاعة الله و يقل الكافرون وقلت هذاخالف مايحكي الله في كتابه عن الن%%اس

بقول اكثرهم اليعقلون واكثرهم اليومنون وغير ذلك من االيات فنقول في جواب هذا السئوال ان مثل هذه االيات يحكي احوال الناس ابتداء بلوغهم وبدو ورودهم

في العيش والحيوه ففي ابتداء االمر يجذبهم الشيطان ويجرهم الكافرون الي حكومتهم كما يحكي الله تعالي عن الشيطان قوله ثم التجداكثرهم شاكري%ن و قوله التينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وشمائلهم الي اخرما يقول ولكن

في النهايه يرجع اكثر الناس الي ربهم النهم يعرفون الشيط%ان الذي اضلهم اذاابتلوا بعذاب الكفر والضالله فان كثره جنودالشيطان انم%ا يكون في ابتداءالعيش والحيوه

ولكن في انتهااالمر و السيمااياما" قبل الموت يعذب اكثر جنود الشيطان بعذاب الكفر والضاللله فيرجعون الي ربهم ويتوبون فيثبت ايمانهم قبل موتهم فان الناس

من حيث االيمان واالعتقاد بالله تعالي وان كان ضعيفا ايمانهم واعتقادهم علي ثالثه اقسام وهم المومنون خالصا" مخلصا" وان كانواقليال" في كل زمان ومكان ثم المستضعفون ضعفاءالعقل و االيمان جعلوا في اطاعه الشيطان بضعف عقلهم

وايمانهم و هم اكثرالناس جدا" والقسم الثالث روسا" الشياطين الكفره الفجره يجرون الناس بالدعوه واالرهاب و التطمي%ع و التهديد الي اطاعتهم فيطيعهم

84

اكثرالناس اما لضعف عقلهم او لشده االحتياج اليهم في حيوتهم فيطيعونهم باالبدان البالعقل والقلوب يطيعونهم في ظاهر االمر ويلعنونهم في قلوبهم وفي باطن االمر و هو ال الكفره الذين عرفوا الحق فضيعوه و عرفوا الباطل فاخذوا به قليل في كل

زمان وهم روسا الشياطين ففي ابتداء امر الحيوه يرجع هوالء المستضعفون بضعف ايمانهم وقواهم الي هوالء الشياطين وفي النهايه يرجعون بقلوبهم وايمانهم ال%%ي ربهم فيعفوالله عنهم كما يقول االالمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين

اليستطيعون حيله و ال يهتدون سبيال" فاذارجع المومنون و بعدهم المستضعفون الي ربهم فعفي الله عنهم بقيت الكفره الفجره وهم قليل في نارجهنم خالدين كما

يقول الله ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا" او يقول ثم لننزعن من كل شيعه ايهم اشد علي الرحمن عتيا فعلي ذلك قلنايكثر المومنون عاقبه االمر ويقل

الكافرون ولهذه الكثره والقله دالئل من االيات واالحاديث نذكر لك شطرا"منهافان الكفر و مايتلوه من العذاب انمايقع في الطريق وااليمان و مايتلوه من الجنه في

المقصد فالطرق ينقضي والمقصد يبقي فانظرالي االيات في سوره الدخان يحكي الله تعالي عن عود اكثريه المستضعفين اليه تعالي ورفع العذاب عنهم يقول الله يخاطب نبيه فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبي%ن يغشي الناس هذاعذاب اليم ثم

يحكي عن المومنين في هذه العذاب بقوله ربنا اكشف عنا العذاب انا مومنون فيعدهم الله تعالي كشف العذاب عنهم بدليل عودهم ورجوعهم اليه تعالي يقول انا

كاشفوا العذاب قليال" انكم عائ%دون يوم نبطش البطشه الكبري انا منتقمون والبطشه الكبري قيام االمام ع وظهور فتح االكبر بالبطشه الكبري يفتح الله له مشارق االرض ومغاربها ويصلح الله تعالي امره في ليله واحده فيما روي عن االمام الباقرع في تحف العقول فتري في هذه االيات يعدالله العفو والمغفره

للمومنين الذين وقعوا في دخان ظاهره من السماء بدليل عودهم اليه تعالي يقول انا كاشفوالعذاب قليال" انكم عائدون فيخبر عن عودالناس المبتلون بالعذاب اليه

تري يقول الله تبارك وتعالي في سوره مريم يبين لناالمعاندين الكافرين المحكومين بنارجهنم خالدين يق%ول في هذه السوره ثم لنحن اعلم بالذين هم اولي بهاصليا" اي

نعلم الكفره الفجره المستحقين لنار جهنم خالدين ويقول ثم لنزعن من كل شيعه ايهم اشد عل%%ي الرحمن عتيا اي ننزع من اصحاب الكفر روسائهم و وجوهم الذين

اوقدوا في كل زمان نارالحرب ثم اوقدوانارجهنم يصل%ي باراده الكفار ويوقد عليه%م باعمالهم وصنايعهم فتري في هذه االيه انه تعالي ياخذ وجوه الكفاروروسائهم

فيصلونهم نارجهنم فان اكثر الناس المتولدين في بالد الكفر الناشئين في حيطه الكفار و جو هيئوها لهم مستضعفون بضعف العقل اوالقوي واكثرهم مغرورون

مفتونون بفتنه الكفار ليس لهم عقل يعرفواالحق فيتبعوه والقوه لهم عل%ي الكفار فهم يتبعون الحق اذاعرفوه فهم بين مستضعف بعقله ومستضعف بقواه وحيوته فان

لم يعرفوالحق وظنواالباطل حقا" فتبعهم فهم مستضعفون مغرورون وان عرفهم في باطلهم ولم يقدرواان يتركهم وصارو اسره بايديهم فهم ضعيف ايضا" اسيربيد

85

الكفار واالشرار فهوالء المستضعفون الذين اليستطيعون حيله و اليهتدون سبيال" يعدهم الله تعالي بقوله عسي ان يعفوعنهم ان الله كان عفوا"قديرا" فهذه االيات يدلنا

بدالله العقل والحكمه بان الله تعالي يعذب ويخل%د يوم القيامه روساءالكفرو وجوهم الذين يسوقون اويقودون باكثرالمستضعفين الي كفرهم و ضاللتهم ثم يعفو

تعالي عن المستضعفين المجلوبين المسوقين بهم ودليله في عقلنا وفطرتنا انك اذا رايت لصا فتن بناتك وبنيك فسلب عنهم عقولهم ودعاهم الي الضالله فغررهم وسرقهم ليسلب عنهم مامعهم من االموال فتعقب هذالسارق الليئم الذي فتن

اوالدك وذهب بهم فاذا وجدته غالبا" قاهرا" عليه تقتل السارق المغري الذي ذهب باوالدك و بنيك والتقتل اوالدك بمافتنوا واغروا باغراء اللص الليئم فاذاطغي طاغ من

اهل قريه علي السلطان المسلط عليهم وجمع اهل القريه لغزوالسلطان فغلب السلطان علي هذه الطاغي الباغي واهل القريه فهل يقتل الطاغي الباغي بما

انه جمع اهل القريه وحارب به%%%م السلطان اويقتل اهل القريه بما اجابوا هذالطاغي الباغي فان عليا" ع غلب علي اهل البصره الطاغين عليه في حرب

الجمل فقتل روسائهم و اسر عايشه امهم ولم يقتل اهل البصره فعفي عنهم فكما ان في هذه الحكومات يقتل روساء اهل القريه من اهل البصره في حربهم

سلطانهم كذلك يوم القيامه يحكم بالخلود في النار روساء اهل الكفر و الضالله و روسائهم هم الذين عرفواالحق وضيعوه و عرفوا الباطل واتبعوه واتخذوه طريقا"

لهم واما ساير الناس المجلبي%%ن المجذوبين بهم المسوقين بسياقتهم وقيادتهم يعفي عنهم اذاكانوامستضعفين اما بضعف المقاومه اذلم يقدروا ان يقومواقبال

هوالء الكافرين فسيق بهم الي قتال اهل الحق في الدنياوالي الناريوم القيامه فالمومنون و المستضعفون معفوون بعفوالله تعالي يوم القيامه وروساء الكفر هم

المخلدون في ن%%ار جهنم واليك في تبين هذاالمطلب ماروي عن علي في كتاب االحتجاج للطبرس%ي رضوان الله عليه انه جاء يهودي الي اميرالمومنين يسئله عن

اي من القران يظنها متنا قضا" مخالفا" بعضهالبعض فيقول يااباالحسن رايت هذين االيتين في القران ينقض بعضها بعضا" واليمكن ان يكون كالهما حقا" ثابت%%%%%ا"

الن المتناقضين اليجتمعان واليرتفعان فقال له علي ع اي االيتين في كتاب الل%ه رايتها ينقض بعضها بعضا" فقال رايت في ايه يقول الله تعالي وقفوهم انهم مسئولون وفي

ايه اخري يقول فيومئذ اليسئل عن ذنبه انس والجان فان كان ال يسئل عن ذنبه انس والجن فلم يقول وقفوهم انهم مسئولون فيناقض السئ%وال عدم السئوال فقال له علي ع ان االيتين يحكي الله تعالي عن موقفين في القيامه فموقف يمرالناس عليها

ويسئلون عن ذنوبهم فيحكم عليهم ثم موقف اخري بعدها يمرالناس عليها فيعفوالله عنهم يقول اليسئل عن ذنبه انس والجان فلعله كفيك هذه الدالئل علي ان اكثر الناس يرجع الي ربه قبل موته او مواق%ف اخري في البرزخ والقيامه فيعفوالله

عنهم ويبقي اقل منهم اليرجع الي ربه ويخلدفي كفره وطغيانه فيخلد في عذاب

86

جهنم ففي العاقبه يعود اكثر الناس الي%%ه تعالي فيتوب الله عليهم ويظهر له تعالي والوليائه الملك العظيم ال%%%ذي الحدله والنهايه .

فتري ان هذاالملك العظيم ظهر لله تعالي بدعوه االنبياء الناس الي الله و بجها دهم وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فيظهر عاقبه االمر من طري%ق العلم وااليمان حاكميه الله تعالي وملكه علي العالمين وهذه الحاكميه العظيمه علي الناس من طريق

علمهم وايمانهم بالله عرشه العظيم الذي يقول الرسول ص ثم فتق من نوري نورالعرش فانا اجل من العرش ونوره علمه وهدايته .

ثم يقول في ذيل هذاالحديث ان الله تعالي فتق من نور علي نورالسموات فهوع اجل من السموات وعلمت ان فتق السموات بنورعلي في هذاالمورد كمثل فتق

الع%%رش بنور محمدص فنورمحمد علمه وحكمته ودعوته وبرهانه الذي دعي الناس بهاالي اطاعه الله فاجابوه وجعلوا في اطاعه الله فرفع لله تعالي عرش سلطنته بهذه

الدعوه وفتق السموات من نور علي كذلك فنور علي علمه وحكمته وتعليماته وماحدث به عليه السالم من العلم والحكمه في افكار الناس ال%%ي ان رفع%وا بالعلم والحكمه الي سماءالمعرفه فالسماءالذي بني بعلي وغيره من العلماء سماء العلم

والحكمه السماء فوقنا مثل هذاالجو والفضاء اوارض تحتنا مثل هذه االرض فان هذه السماء واالرض بني وخلق باراده الله تعالي وقدرته البعلي وغيره من الناس فكل مايكون من نوع االيجادوالخلقه يخلقه الله بارادته و قدرته اليلزم له معين وناصر يخلق بهم ويفعل مايشاء فهوتعالي بارادته يخلق االرض والسماء ويخلق االشجار والنباتات

وساير ماتريه بعينك او تحسه بحواسك او تعلمه بعلمك وعرفانك كل هذه مخلوق باراده الله اليحتاج في خلقه الي معين وناصر والي واسطه يتوسط به الله في خلق

مايشاء... ولكن ظهورالعلم والمعرفه في العالم ونشوءالناس وارتقائهم بالعلم والمعرفه البدله من واسطه يتوسط به الله لظهورالعلوم والمعارف فان العلوم

اليخل%ق في وجوداالنسان بل يعلم االنسان بهذه العلوم بعدان خلق مجهزا" ومستعداالن يعلم فالبد من معلم يعلمك بان هذاسماء وهذه ارض والسماء

فوق االرض ويعرفك اسم كل شي ء وشخص وسمتهما في العالم ولواليعلمك مع%%ل%%م لهذه االمور بقيت متحيرا" في تيه وضالله التدري شيئا"نافعا"والشيئا" ضارا"

ان االنسان لوترك بحاله حين تسقط من بطن امه اليعلمه معلم شيئا" واليرشده مرشد يبقي في جهل مطلق بحيث لعله اليدري كيف يمشي وكيف يشرب مائا" وياكل غذائا" فاليج%%د االنسان شيئا" االمن طريق التعليم والتعلم والبدللتعليم

والتعلم من مشافهه ومخاطبه فالمعلم االولي لالنسان هوالله تبارك وتعالي هوالذي خلق االنسان وعلمه البيان لكنه تعالي من حيث اليري واليمكن ان يتجسد ويتمثل بذات%%ه قبال االنسان ليحصل المشافهه والمخاطبه يجعل بينه وبين عبده المتعل%%م واسطه من امثال المالئكه والروح و وسائط اخري فيتمثل المالئكه باراده الله قبال االنسان فيعلم الله تعالي عبده العلم بهذه االمثله و االشباح الذي يسميه ملكا" فيقع

87

التعليم بهذه االشباح ابتدائا" حتي اذاعلم االنسان ماعلم فيجعله الله واسطه نبيا" ورسوال"الي ساير الناس فما يحصل بالتعليم والتعلم ومن ينزل منه العلم سماء مثل هذه السموات يطير االنسان في هذه السماء بفكره وعقله كما يطير طائر بجناحيه في هذه السماء فوقنا فرسول الله ص بني لله تعالي عرش الملك والسلطنه بما جاء

بالناس الي طاعه الله وقبول الدعوه وعلي ع بعدالرسول واالئمه بعدذلك وضعوا انفسهم موض%ع التعليم والتعلم فعلموا الناس وبينوالهم حقايق القران وفسروا

مجمله و مبهمه ومحكماته ومتشابهاته حتي اذا بنوالطيران االفكار والعقول سماءالعلم والمعرفه جعلوا اثارهم العلميه المثال خطبه وقصاركلماته بين يدي

الناس ودعواالناس الي مكتبهم بينوا لهم دقايق العلم والحكمه وبينوا لهم مجمالت القران فالسماء المبينه بنورعلي هي سماء العلم والحكمه والمعرفه و ماعلم الناس وعقلوه الي ان يطلع في هذه السماء شمس وجوداالمام المهدي ع في اخر الزمان

ففي هذه السماء المبنيه بعلم علي واالئمه من ولده شموس واقمارو نجوم وكواكب تطلع وتغرب وتشرق وتضئيي وتظلم هذه السماء كهذه السم%%اء فوقنا

تطلع فيها الشمس والقمر فالنجوم الطالعه في سماء العلم والحكمه هم العلماء والعرفاء والمومنون وهم المصابيح

التي تزينت بهم سماءالدين والحكمه و رجم الله تعالي بهم الشياطين كما يقول في كتابه ولقد زنين%ا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا" روي عن الرسول ص في شان

الحسين عليه السالم حسين مصباح الهدي و سفينه النجاه فالحسين مصباح وعلي ابن الحسين ومحم%د بن علي وابنه جعفر ومن يتلوهم من االئمه والعلماء نجوم

تطلع في سماءالتي بني وفتق من نورعلي عليه الصلوه والسالم ثم يقول بعد هذافي الحديث فتق الله من نورالحسن نور الشمس فالحسن اجل من الشمس وفتق

من نورالحسين نورالقم%%ر فالحسين اجل من القمر فيكون في هذين الجملتين ايضا" ماكان في الجمالت االول%ي من هذاالحديث عرفت عرش الذي بني برسول الله ص انه

هيئي لله تعالي واقام بدعوه االسالم قوائم حكومه الله ورفع لله تعالي عرش سلطنته ثم بني الله تعالي بعلي ع سماء العلم والحكمه فانه ع علم الناس معاني

االس%الم وان االسالم حق و وعلم وحكمه اليقبل السفاهه والجهاله فاليكون مسلما" من يمشي مشي الجاهليه واليكون موحدا" من يتبع هوي نفسه ويريد علوا في االرض

اوفسادا"كمثل بن%ي اميه فكل هذه العلوم والحقايق بني بعلي ع وعلي هو الذي رفع ووسع باقواله واعماله فضاءالعلم والحكمه فهوع باني سماوات العلوم والحقايق ثم الب%د لهذه السماء المبينه بتعليم علي ايضا" من شمس وقمر كما لهذه السماءفوقنا يهتدي الناس بهما في ليله حيوتهم ونهار معاشهم فمن الذي يضئي الدي%ن وينوره

بعدعلي ومن الذي يري الناس كيف معاشهم ومعادهم وحيوتهم بعدعلي ع انما هوالحسن ابن علي هو شمس في مكتب علي اميرالمومنين يستضئي الناس به

ويهتدي بهداه فهو شمس في هذه السماء وهذه الشمس اعلي وافضل من شمسنا التي في هذه السماء فوقنا نستضيئي به لمعايشنا فان هذه الشمس لم تكن

88

شمسا"لولم تكن فينا علم و حكمه فبالعلم والحكمه نعرف هذه الشمس وننتفع بضيائه و تربيته فانظر الي هذه الشمس هل هي شمس للحشرات والحيوانات اوهي شم%%س لالنسان المومن فقط فالحشرات يهلكون انفسهم في ضياء هذه الشمس

اذاليعلم%ون مايفسدهم ويصلحهم وكذلك الذئاب والكالب يفترسون االغنام ويهلكون انفسهم بضياء هذه الشمس اذاليعرفون الرافه والمحبه واليعرفون الذئابه والسبعي%ه

وانما هواالنسان المومن ينتفع بنورالشمس لمعايشه يخرج من بيته في ضياء هذاالشمس فيخدم الناس ويهئيي وسائل الحيوه الهل بيته يستضيئي بضياءالشمس

لزراعته و غرسه و حرثه و حراسته و غير ذلك فالشمس شمس للمومن العالم فقط والقمر كذلك قمر بمن يستضيئي بنورالقمر في الليل المظلم للخدمه والعباده فم%ن

اين ظهر لك هذاالعلم الذي تعرف به الشمس شمسا" والقمر قمرا" وكل شي ء شيئا" تنتفع به فمظهر هذاالعلم اجل من هذه الشمس والقمر فوقنا فالحسن ع شمس الهدايه في سماء علم بنيها علي و هي سماء العلم و الحكمه فمن آمن

بعلي ع انتفع بصلح الحسن لدينه فترك الدنيالبني اميه و اخذ بالدين لحكمته و علمه وعبادته و آخرته فتري معاويه في شعاع هذه الشمس المضيئه اهلك نفسه و دينه و

احل قومه دار البوار وتري الحسن ومن اطاعه من هذه االمه احيوا دينه%%م و آخرتهم في الدنيا المتروكه لبني اميه وكذلك الحسين ع قمر يستضيئي الناس به بعد وفات

علي والحسن ع والحسين مصباح و قمر في هذه السماء المبينه بعلم علي و الشمس المضيئه بصلح الحسن و حلمه و ترك الدنيا لبني اميه ياكلونها كما تاكل

االنعام والنار مثوي لهم فالحسن ع فضح بني اميه واظهر كفرهم في نهار اضائه بعلمه و حكمته وقيام الحسين ع مصباح يهتدي الناس بهافي هذه السماء و ضياء هذه

الشمس فمن آمن بعلي و تعلم منه علم بان مافعل الحسن ع كان حق%ا و من آمن بالحسن و تعلم منه و علم ان مافعله حق علم قيام الحسين و استض%اء بنور قيامه

و علم ان مافعل الحسين ع كان حقا"و غير ذلك فكل ذلك انما يع%رف بالعلم والحكمه و التعقل و التفكر و معرفه الحق .

فالنبي عرش في سماء العلم و علي سماء في فضاء العلم و الحسن و الحسين شمسان قمران في هذه السماء و فاطمه سالم الله عليها في قرالعرش كما تري

في ه%%ذا الحديث يقول رسول الله ان الله خلق نور فاطمه و جعلهاكالقنديل في قر العرش فزهرت السماوات السبع و االرضون السبع بنور فاطمه من اجل ذلك سميت فاطمه الزهراء و كانت المالئكه تسبح الله و تقدسه فقال الله و عزتي

وجاللي الجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم الي يوم القيامه لمحبي هذه المرئه و ابيها و بعلها و بنيها و م%%ن عجايب الكالم في هذاالحديث مايبين به شان فاطمه س

يقول خلق نور ف%%%اطمه فجعلها كالقنديل في قرالعرش فزهرت السموات السبع واالرضون السبع بنورها وهذه الحديث يفسر لناآيه النور في سوره النور اذ يقول الله

تعالي مثل نوره كمشكوه فيها مصباح يمثل تعالي نور علمه و نور وجودها و ذاتها بمشكوه فيه%ا مصباح يعرف لنافي هذاالتمثيل ظرفا" و مظروفا" لمصابيح الهدايه

89

وان%وار العلم والحكمه علمنا من تفسير هذه االيه منهم ع بان المصابيح والزجاجه و الكواكب الدري و الشجره المباركه الزيتونه في هذه االيه هم االئمه المعصومون ع كما قيل حسين مصباح الدجي وسفينه النجاه فمحمد و علي ع مصباحان والحسن و

الحسين زجاجتان علي هذين المصباحين ينور بعلمهما و يضئيان بعلمهما قلوب المومنين و علي ابن الحسين و محمد ابن علي الكواكب الدري يوقدان من شجره علم جعفر الصادق ع و موسي ابن جعفر و يعتدل نور هذا المكتب بشمس وجود

علي الرضاء ع يستقيم فالشرقي و الغربي و يضئي بقيام امام الجوادع كمايقول الله يكاد زيتها يضيئي و لولم تمسسه نار ينور القلوب بنورالج%وادع و بموقعيته في امامته و صغر سنه و كبر مقامه في هدايه الناس ثم ياتي بعده نور علي نور اي

ام%ام بعد امام و هما علي ابن محمد وحسن ابن علي الي ان يعتدل نورالله بتمامها و كمالها بظهور االمام الحجه الغايب ع وهو عليه السالم نور الله في هذه االيه يقول

الله تعالي يهدي الله لنوره من يشاء يهدي الله تعالي المومنين بنور االمام الثاني عشر في غيبته الي ان يظهره الله تعالي و يظهربه دينه علي الدين كله ولوكره

المشركون فهوالء االئمه المعصومون ع و معهم نبيهم ص شموس و كواكب و اقمار كلها مستقرون و سابحون في سماء وجود فاطمه س و هي سالم الله عليها ظرف

لهوالء الكواكب و المصابيح يعرفهاالله تعالي في هذه االيه بالمشكوه يجعلها بهذه التعريف اوسع فضائا" و سمائا" من هوالءالمصابيح والكواكب فكانت المصابيح

في المشكوه و ليست المشكوه في المصابيح ففي هذه االيه يبدء الله تعالي باسم فاطمه و بمقامها و شانها و سعه وجودها كما بدء باسمها في حديث الكساء و قال هم فاطمه و ابوها و بعلها و بنوها وهي سالم الله عليها سماء في آيه البروج االثني عشر والشمس والقمر يقول الله تعالي و هو الذي جعل في السماء بروجا" وجعل فيها سراجا" وقمرا" منيرا" فالبروح االثني عشر االئمه االثني عشر اولهم علي ع و

آخرهم المهدي سالم الله عليه والسراج المنير و الشمس المضيئه في هذه السماء محمد ص يضيئي ص في مكتب علي و هدايه الحسن و الحسين و ساير االئمه

فمحمد »ص « مكتومه مستوره مكفره حقه و شانه في خارج هذه المكتب فاليعرفه من لم يعرف عليا" و االئمه ع و ينزلونه عن مقامه و شانه الخاصه به حتي يساوونه

بمن يقيمونه مقامه فمن ظن في نفسه ان فالنا" خليفه محمد و قايم مقامه جعل محم%%%دا" مساويا" له فالخلفاء الذين قاموا مقامه لم يعرفوه حق معرفته و

لوعرفوه لم يقوموا مقامه فهوص مكتومه مجهوله في هذه االفكار و الخلفاء القائمه مقامه الغاصبه مقام علي و االئمه ع فاليعرف رسول الله في شعاع خالفه يزيد و معاويه اال متهمه مجهوله مكتومه اذ يظنه الناس انه الذي اقام هوالء مقامه و انه ص اليع%رف بالنبوه و العلم و الحكمه و بما انه شمس مضيئه و سراج منيراال

في مكتب علي واالئمه من ولده ع فهوالء كلها جعلوافي سماء محيطه بهم و هي فاطمه س كما وصفوها بامومه االئمه و وصفها رسول الله ص بانها ام ابيها وانها

روحه التي بين جنبيه فتري في جميع هذه االيات و االخبار و االحاديث المووله بشانها

90

المعرفه مقامه%%اان جعلوها اصال" و اما و سماء و ظرفا"لجميع الكواكب و البروح و تري هذه الحديث عرف لنا عرشا" و سماء" و شمسا" و قمرا" و جعلت فاطمه

في قرالعرش فالعرش كما علمت في مامضي هوالعلم والحكمه يقوم بهاانسان يحكم الله تعالي علي هذا االنسان بعلمه و حكمته و يحكم و بهذااالنسان العالم

الحكيم علي غيره من سايرالناس فنحن ندري بانه تعالي عظيم في سلطانه قادر قاهر في حكومته قائم بالقسط بمايريد في عباده فهو سلطان يامر وينهي و يريد و

يدبر فنقول بم يقول بم يحكم الله علي من يحكم و بم يقيم العدل في عباده و بم يقوم بالقسط يصف نفسه بانه قائ%%%م بالقسط و بم يقهرالعباد و بم يرحمهم و يراف بهم فانه تعالي ابي ان يجري االمور اال باسبابها فكما اننا النعمل عمال" و

النفعل فعال" اال بسبب من االسباب كذلك الله تعالي فانه يضيئي لنا الفضاء و الهواء و اليضييها اال بالشمس فالشمس سبب االضائه كذلك ينور لنا الهواء و الفضاء في

الليل المظلم بالقمر و اليمكن ان ينورها بالسبب و ينبت لنا النباتات و االشجار بالماء و ال%هواء و النور والحراره وال يمكن ان ينبت اال بهذه االسباب فلو سئلت ربك

ان يرفع عنك الظلمه بالنور او يحيي ميته بالروح او يحرك ساكنا" بال محرك لكان سئوالك عبثا"و تعالي ربنا ان يعبث بمايريد فيرفع الظلمه بالنور و النور غيره كذلك يحيي االبدان باالرواح و االرواح غيره و يحرك كل ساكن بالقوي الذي يجعلها فيه و

هو تعالي غير هذه القوي فلو امكنك ان تتقدر او ان تقدر ان يقع شي ء بالسبب فافهمه وقدره ث%م بين لنا ماقدرت فلو نظرت عميقا و تاملت بليغا مليا" لعلمت ان

و قوع الشي ء بالسبب من االسباب ممتنع في ذاتها باراده الله او باراده خلق الله فاليرف%%ع الظلمه بال نور و كذلك اليحجب النور بالظلمه وال يحيي ميت بال روح

وكذلك كل شي ء بالسبب فهو تعالي يريد ان يحكم علي االنسان يامره و ينهياه فالبد من سبب بين الله و بين هذا االنسان يحكم به عليه و يامره فهذه السبب روح

العلم والحكمه في االنسان فهو تعالي يربيك و يعلمك و يجعل فيك روح العلم و الحكمه ثم يوحي اليك يامرك و ينهياك فهل يمكن لله تعالي ان يامر ميتا" و ينهياه او

ي%%%امر جاهال" و ينهياه فاليمكن فهو تعالي يحكم بروح العلم علي العلماء وبروح االيمان علي المومنين و بروح النبوه علي االنبياء و بروح القدس علي االولياء فهذه

االرواح في وجود االنسان سبب يتسبب الله به لالمر و النهي والحكم علي هذا االنسان او بهذا االنسان علي ساير العباد فالقران مثال" حكمه و امره و نهيه و هو برنامج حكومته و دستور اقامه عدله و قسطه في جوامع البشر فحكم علي الناس

بالقران فاذا كان القران حكمه تنظر الي من به حكم هذا الحكم و به امر هذا االوام%ر و نزل به هذا الكتاب و هو النبي ص فالنبي عرش الرحمن به يحكم

علي الناس وبه يقيم العدل و القسط في الناس و روح النبوه ايضا" عرشه يحكم به علي النبي ص كما يقول و كذلك اوحينا اليك روحا" من امرنا ماتدري ماالكتاب و

الااليمان فحكم بروح النبوه علي النبي ص و بالنبي علي عبيده في الناس فروح النبوه عرش الله في وجود النبي يستوي الله علي هذا العرش يحكم به

91

علي النبي ص و النب%ي ايضا" عرش الله في خلقه و عباده يحكم به عليهم يامرهم وينهياهم ويق%%وم فيهم بنبيه بالقسط والعدل كما ان عرش الملوك كذلك يجلسون علي عروشهم و عروشهم مقامهم و مكانهم في سلطنتهم و حكومتهم ثم يامرون

بهذا العرش عل%ي العباد فالبد لله تبارك و تعالي من عرش يحك%م به عل%%ي الخ%%اليق في حكومته التكوينيه و التشريعيه والتكوين يتبع التشريع فلولم يخلق في تكوينه لم يحكم في تشريعه فان حكومه الله تعالي في التكوينيات امره التكويني بخلق الخاليق كما يقول اذا ارادالله شيئا ان يقول له كن فيكون وروي عن االئمه عليهم السالم في

تفسير هذه االيه بان قوله تعالي كن فعل منه و يكون مفعوله بهذاالفع%ل كما انك تقوم و تقعد و تصنع شيئا" فكانك تامر نفسك بالقيام و القع%ود و فعل اخري غيره فامرك نفسك بالقيام ليس من مقوله القول بان تخاطب نفسك قم فتقوم بل هي من مقوله الفعل فاذا امرالله باحياء نفس ميته ينفخ فيه الروح فيحيي ثم يقول قل الروح من امر ربي فيامر باحياء نفس الميت امرا" تكوينيا" ليس من قبيل القول و االراده و تارة " يامرالله تع%الي عبده عيسي باحياء نفس فينفخ عيسي روح الحيوه في الميت بامرالله فيحيي الميت فهناك امران تشريعي و تكويني فامره التشريعي

قول منه تعالي يقول لعيسي احي هذه النفس و انفخ فيه الروح فيحيي عيسي بامرالله و االمر التكويني في هذاالمورد فعل عيسي و احيائه الميت بنفخ الروح

فامور التكويني في الع%%ال%%%م خلقه المخلوقات يامر لرجل و امرئه ان يكون لهما ولد من ذكر او انثي فيخلق لهما في الرحم ولدا"بالقول وبالرويه و غير ذلك من

افاعيله تعالي فماخلق في العال%م خلقا" اال بامره التكويني و امره خلقه و هذه االمر ايضا" يجري بواسطه ال بالواسطه والواسطه في اجراء امره التكوين%ي روح الحيوه في احياء االجسام وروح النباتات في انبات النباتات و روح القوه و االستمساك في

خلق الجمادات فانه اليمكن ان يحيي ميت من الجماد والنب%ات والحيوان اال بنفخ روح فيه فيحيي فان النباتات مثال" كانت قب%ل ان تنبت مواد مختلفه في التراب

اوالماء والهواء ولم تكن في هذه المواد حيات نباتي و ان كانت فيها حيات جمادي فالهواء حي بروح الجماديه ال النباتيه وهي روح االستمساك جعل الله تعالي في موادالهواء روحا" يمسك به بعضهابعضا" والهواء مثال" خلقت من مواد مختلفه

وامالح متفاوته من االكسيژن والهيدروژن واالزت و بخار الماء وغيرذلك من االمالح اختلط هذه االمالح بعضهافي بعض بتناسب مخصوصه فتري الماء يمسك بعضها

بعضا" وساير االمالح واالزت يمسك االكسيژن وغيرها فبم يمسك االكسيژن الهيدروژن و بم يمسك بخارالماء ساير االمالح من اله%واء فتري كل واحدمن

الواحدات التي اجتمعت واختلطت فظهرت بهاالهواء والماء مثال" يمسك بعضها بعضا" في حدود معينه مخصوصه فبم يمسك بعضهابعضا" بحيث اليقرب

بعض الموادمن بعض فيتكاثف و يتالغظ و يكون جسما" جامدا" واليبعدبعضها من بعض عن حدها التي حدده الله فيتهافت وينفصل بعض المواد من بعض فيخرج عن

حدالتكون فيهاهواء فالبدمن شي ء بين تلك الموادالمختلفه و االمالح المتفاوته يمسك

92

به بعضها بعضا" فهذه روح االستمساك في الهواء وساير االجسام فان المواد في ذاتها منفصله واالنفصال امر ذاتي لها و الينفك شي ء عن ذاتياته فاليتص%ل هذه

المتصالت بعضها ببعض اال بشي ء غيرمادي وهي روح االستمساك فتري المواد في االجسام اتصلت بعضها ببعض بعد ماكانت منفصله و امسكت بعضها بعضا" فانقلبت بهذه االتصاالت واالمساكات جسما" كامثال الحديد و االحجار فهذه روح االستمساك جعل الله تعالي في االجسام فخلق بهاماشاء من الجمادات و هذا الروح عرشه تعالي في الجمادات يحكم بهذاالروح علي المواد فيكون حديدا" او حجرا" او ذهبا" و فضه

ثم اذا اراد ان يامر امرا" تكوينيا" فيكون هذه االجسام نباتا" بعد ان كانت جمادا" ينفخ في هذا االمالح روح%ا" اخري يسمي روحا" نباتيا" فتجتمع االمالح المختلفه

بنفخ هذا الروح فتقوي وتنمو ويقال لهاروح نباتيه تتدفع النبات بهذاالروح عن نفسها ما الياليمه وتجذب الي نفسه ماياليمه فتنمو و تكبر بهذا الدفع والجذب فهذاالروح ايضا" عرشه في النباتات يحكم به علي االمالح الجامده ان يكون نباتا" واذا ارادان يامرهذه المواد بان يكون حيوانا"تجمعه%%ا بتناسب مختلفه وتضم بعضهاالي بعض

بالتركيب والتسويه يصورها فينفخ فيها روح الحيوه فتكون حيوانا" فهذه االرواح التي يصنع بهاالجمادات و النباتات و الحيوانات عرشه تعالي استوي عليه و اليمكن الحد

غيره ان يس%توي علي هذه االرواح فيتصرف فيه فيعمل به مايشاء فهذااموره التكويني يخلق به مايشاء وعرشه المحيط بالجماد والنبات والحيوان و لذلك جي ء في الروايات في تفسير العرش والكرسي اقوال و قيل ان كل شي ء في العرش

وكل شي ء في الكرسي وقيل تمثال كل شي ء في العرش والكرسي وامثالها وقيل ان العرش والكرسي محيطه بالسموات السبع واالرضين السبع محيطه بظاهرها

وباطنها وخارجها وداخلها ويستف%اد من االيات والرواي%ات بان العرش والكرسي غير متناه في ذاتها و خلقتهاكما ان السموات واالرضين وما فيها و مابينهما متناه في

ذاتها و حدودها و الشي الغير المتناهي محيطه بالشي ء المتناهي احاطه بظاهرها وباطنها النها اذالم يحط بشي ء يحد بحدود عند مااليحيط بها مثال" اذالم يحط الروح

بباطن الجسم يحد هنا عندالباطن حدا" داخليا" يوصف بهذاالحد مجوفا" واذالم يحط الروح بظاهر البدن بعد مااحاط بباطنها يحددالروح دون الجلد و يتشكل بش%%كل

خاص وهذه المحدوديه تنافي عدم تناهيه فكما ان الروح في ابداننا محيطه بظاهرالبدن وباطنها احاطه وجوديه الاحاطه سطحيه في الداخل والخارج كاحاطه الدم العروق واالعصاب فان احاطه الدم البدن احاطه داخليه و خارجيه و

محدود باحاطته في الداخل و الخارج فالدم في داخل العروق وفي داخل كل عرق الفي خارجهاوليس كذلك احاطه الروح بالجسم والبدن فانه محيطه بداخل كل ذره وماده من مواد البدن وبخارج كل ذره وماده فالتجد عصبا" و عرقا" و دما"اال و تجد فيهاالروح قبلها و بعدها و معها فتجد في البدن خال" من المواد كالفواصل بين ذرات

تجسم بها البدن و التجد خال" من الروح في داخل البدن و ظاهرها فانك التمس باط%ن البدن االوتمس قبلها الروح فخذ بيدك ابره تمس بها جلدك فتحس بتلك

93

االمساس وجعا" في وجودك فاذا كانت الروح تحت الجلد التحس الوجع اذامست االبره بظاهر الجلد و اذاكانت الروح فوق الجلد التحس الوجع بامساس االبره تحت الجل%%د فان االحساس بعداالمساس انما هي بالروح البالبدن ولذلك التحس الميت وجعا"و ان قطعت اربا"اربا" فنقول الروح غير متناه في البدن النك بالروح تص%%%ل السموات واالرض و ما فيهما و مابينهما فكانك بالروح عندالكواكب اذارايتها و عند الهواء و الماء اذا احسستها وعند كل شي ء اذاعلمتها فالعرش والكرسي في عالم

الوجود كالروح في االبدان و الروح في البدن شعاع من العرش كم%%%ا وصف العرش علي ع فيما روي في كتاب االحتجاج الطبرسي يسئل يهودي عل%%يا"ع عن العرش

فيصفه له علي ع ويقول في وصف الع%%رش بانه لون كل شي ء ونوركل شي ء و حيات كل شي ء وقوه كل شي الي اخر مايقول ع فالروح في ابدانناالذي به حيواتنا

لمعه من لمعات العرش اولجه الله تعالي في ابداننا فالعرش والكرس%ي روح العوالم والعالمين سمي عرشا" باستواءالله عليهاو كرسيا" باحاطته علي العوالم والعالمين

و بجعله المواد واالجسام و ماخلق بها و منها دونها و تحتها كما ان كرسي الملك كذلك فبالنسبه الي فوقها والملك جالبس عليها يسم%ي عرشا" وبالنسبه الي تحتها و

مادونها يسمي كرسيا" كذلك نور عظمه الله و الروح الكلي الذي ينشاء بهذاالنور ويحيي بهاالعالمين فبالنسبه الي فوقيته لكل شي ء وانها دون الله و فوق كل شي ء

يسمي عرشا" و بالنسبه الي ان ماسوي الله من الخاليق دونه وتحته ومحاط به يسمي كرسيا"يقول الله تع%%ال%%ي وسع كرسيه السموات واالرض و يقول الرحمن

علي العرش استوي فالعرش والكرسي نورالعالمين وروحها ينشاء به في المواد قوه فيتقوي به ولون فيتلون به وروح فتحي%ي منه ونور فيستضيي به كل شي ء الي اخر

مايوجد في المواد واالشياء من الكماالت واالثار والخاصيات وكل شي ء يظهر في المواد ويظهربها المواد فهذاعرش الل%ه في التكوين يحكم به الله تعالي علي كل

شي ء اي يخلق به كل شي ء يصنع مايشاء. ثم ان هناك عرش له تعالي في التشريع حين مايامر وينهي و يحكم و يقض%%%ي فيكون ملكا" بهذا العرش كماانه يكون مالكا" بالعرش االولي التي وصفته%ا لك

فبالعرش االولي يصنع االشياء و يخلق و اليحصل لله تعالي بالنسبه الي ما يخلق من االشياء الملكيه والملكيه وان يحصل بها الملكيه والمالكي%ه بكسر الميم فالملك والملك والمملكة عناوين يظهر للقاهر القادر بالنسبه الي الشخص واالشخاص فمن جمع االشخاص تحت امره يامرهم و ينهياهم ي%%%امرهم فياتمرون و ينهياهم فينتهون

فهو ملك بالنسبه الي من يملكه باالمر والنهي و يحصل له الملكيه بما ملك االشخاص و ذوي العقول ومن صنع شيئا" و خلقه اعني خلق شيئا" اليمكن ان يامره وينهياه بحيث لو امره الياتمر او ينهياه الينته%ي النه شي ء غيرذي عقل التقبل االمر و النهي يحصل للخالق بهذا المعني الملكيه و المالكيه فيحصل لله تعالي من

حيث انه خلق االشياء من االرض و السماء وم%%ا فيهما و مابينهما المالكيه وكل شي ء خلقه من االشياء ملك له تعال%%%ي وهو مالكه يتصرف فيه كيف يشاء ومن

94

خلق االشخاص ذوي عقل كاالنسان في%%امرهم و ينهياهم باالمر والنهي يحصل له من هذه الخلقه و الصنعه الملكيه و الملكيه فيقال انه ملك و هذا االنسان ملكه و مكان

يعيش فيه االنسان مملكته فعلي هذا يمكننا ان نقول بان يوم القيامه يحصل لله تعالي الملكيه النه يملك االشخاص اجمعين يامرهم وينهياهم وليس غيره ملك و

اليكون لغيره ملك فيقول في وصف هذا اليوم لمن الملك اليوم يجيبه عباده بان الملك لله الواحدالق%%%هار فعلي هذا فاالحسن ان نقرء االيه في سوره الحمد ملك يوم الدين وان يقرئه العموم مالك يوم الدين بان المالكيه يحصل لله بالنسبه الي

االشياء و الملكيه بالنسبه الي االشخاص فمالكيه تعالي ثابت علي الخاليق اجمعين و لكن ملكيته غيرثابت له خاصه قبل يوم القيامه و يثبت له بعد يوم القيامه ففي

يوم القيامه مل%ك و قبل يوم القيامه مالك فهو ملك يوم الدين يملك الناس اجمعين من االولي%ن واالخرين يامرهم وينهياهم .

فعرشه تعالي بالمعني التشريعي و بالمعني الذي يحصل له الملك فيكون ملكا"هي مالك مابه يامر و ينهي فانظر الي امره و نهيه تعالي فيما امراالنبياء و نهاهم

وامربهم االمم و نهياهم فلو وجدت شيئا" به يامر وينهي انسانا" فهو عرشه فانظر في نفسك ان الله تعالي امرك باقامه الصلوه فتصلي و ب%%%اداء الزكوه فتزكي فتري

انه تعالي امرك بعلمك و فهمك و عقلك عقلت امره و نهيه فاطعته و بذلك العقل امر و نهي كل نبي و اقامه في خط اطاعته فقوه االدراك ف%ي وجود االنسان

يامرالله به االنسان و يدرك االنسان به االمر والنهي عرش%ه النه اذالم يكن فيك هذه القوه التي تسمي به عاقال" عالما" انقلبت بع%دم هذه القوه شيئا" بعد ان كنت شخصافهذه القوه التي تعلم بها و تعقل امر وجودي اوجده الله فيك و حقيقه روٍح

جعله الله فيك فانقلبت حيا" بالعقل وااليمان فهذه القوه لطيفه روحي من جنس الروح التي يحصل بهاالحيوه كمايصفه الله في كتابه بالروح وهو علم يقول الله

وكذلك اوحينا اليك روحا" من امرنا ما كنت تدري ماالكتاب و الااليمان فرسول الله قبل وحي هذا الروح لم يكن يع%رف الكتاب و االيمان و بعد وحي هذا الروح علم

الكتاب و االيمان فما به حصل العلم و المعرفه لرسول الله ص روح اوحي الله اليه و هذا الوحي بمعني خلق روح العلم في النبي ص البمعني االلهام اللفظي فتاره

يوحي الله الي نبي ص قوال" يقول له قم فانذر قم فصل و زك قم و جاهد الكفار و غير ذلك من هذه االوامر والنواهي فهذه اوامر لفظي ياخذه رسول الله ص من الله

او امين الوحي جبرئيل فه%%وص نبي قبل ان ياخذ هذااالمر و النهي و تاره يوحي الله اليه روحا" بمعني ينفح فيه روحا" يحصل له قدره الفهم و االدراك و االستعداد

فيفهم بهذا الروح و يعلم الحق و الباطل يدع المعاصي بهدايه هذا الروح ويذكر ربه و يناجيه بهدايه هذا الروح فالوحي في هذه االيه التي يقول و كذلك اوحينا اليك

روحا" بمعني خلق روح العلم و االيمان التي يحصل بهاالمعارف فيحيي حيوتا دينيا"بعد ان كان حيا" بحيوه االنسانيه فلالنبياء روح يخصهم ويحصل بها النبوه

اليكون هذا الروح في غيرهم كما روي في الروايات يعد االرواح في االنسان بمراتبها95

يقولون ان الله جعل في الجمادات روح االستمساك وفي النباتات روح النباتيه و في الحيوانات روح الحيوه التي بهايدرج و يمشي و في االنسان روح االنسانيه و العلم

التي بها يعلم و يفهم ماال يعلمه الحيوانات و في المومنين روح االيمان التي بها يعبد ربه و يطيعه و اليعصيه و في االنبياء روح القدس التي بها يوئيد و يوحي اليه من قبل الله تعالي فهذه االرواح حقايق وجودي مخلوق في وجود االنسان و الحيوان .

فصل دهم

معاني عرش الله في التكوين و التشريع

ثم نري في تفسيرالعرش مماروي في كتاب احتجاج الطبرسي يصف علي ع الع%رش لعالم يهودي سئله عن معني العرش فقال في وصف العرش بانه

نوريحصل به%ا الضياء وااللوان وروح يحصل بهاالقوه والحيوه يقول وهو اي العرش حيوه كل شي ء وقوه كل شي ء فبهذاالروح التي جعل الله فيك صرت به مومنا" عالما" يامرك الله ينهياك فلولم يكن هذاالروح فيك انقلبت كافرا" فاليمكن لله تعالي ان يامرك واليمكن لك ان تاخذاالمر منه تعالي فتاتمر و تنتهي فروح العلم

وااليمان فيك وفي كل انسان يعلم به االمروالنهي يقبله فيطيع الله تعالي عرشه فيك و في كل انسان مثلك اليمكن واليقدراحدان يستوي علي هذاالعرش فيامرك وينهياك ولكن الله تعالي يستوي عليه فيامرك وينهياك فال يمكن الحدان يتسلط عل%%ي انسان

يامره بشي ء اوينهياه االالله تبارك وتعالي فهذاعرشه التشريع%%%ي او واليه الله التشريعي يحكم بهاعلي العبادفيحصل له بهذاالعرش الملك والمملكه وانه ملك

يوم الدين يجري امرالله تعالي ونهيه في عرشه التكويني بالواسطه وامره ونهيه في عرشه التشريعي بالوسائط فالبدله تعالي في ظهورالعلم والمعرفه والتعليم والتربيه

والواليه والحكومه من وسائط يتوسط بهم بينه وبين عباده فهوتعالي يخلق بالواسطه ويعلم اويامر بالوسائط لما قلنا في ماسبق بانه البد للتعليم والتربيه واالمر والنهي

من المواجهه بين العالم والمتعلم يري المتعلم العالم فيتعلم منه ويري الموتمراالمرفياخذمنه االمر والنهي وليس كذلك في حكومته التكويني اي فيما يصنع

يامرون ويخلق ليس كاالنسان اوالملوك فان الملوك اذا ارادوا ان يصنعوا شيئا" غيرهم من الصناع ان يصنعواله فيامرون الحدادان يصنع له الحديداوما يشتق منه

ويامرون النجاران يصنعوا له االبواب والعروش والكراسي وغيردلك يامرون الخياط اوالحياك ان يخيطوا ويحيكواله من االلبسته واليقدر بنفسه وارادته ان يصنع ما

يشاءلنفسه اواهل ملكته فجنود الملوك ورعاياه وسائط للملوك يتوسط بهم فيما96

يريدان يصنع ويخلق اويامر و ينهي وليس كذلك الله تبارك وتعالي انه بنفسه وارادته غني عن غيره فيما يفعل فاذا اراد ان يصنع شجرا"وفي الشجراوراق%%ا"

واورادا" واثمارا"وغيرذلك اواراد ان يصنع حديدا" في المعادن اوذهبا" وفضه يخل%ق يصنع هذه الصنايع بارادته وبنفسه النه مع كل شي ء واليكون شي ء اوشخص اق%%رب

منه الي االشياءواقدرمنه واليمكن لغيره ان يصنع الشي ء كمايصنعه الله اويخلق االشياء كمايخلقه الله فتقول مثال"انه تعالي اذااراد ان يخلق نمله اوبقه من مواد

العالم فمن الذي يخ%لق النمله والبقه بامره ومن هوالذي يامره الله ويقول له اصنع لي اولعبادي نمله اوبقه فالبدلمن يامره الله بخلق النمله ان يكون اقرب الي النمله التي

يخلقها من الله تعالي وكيف يكون شي ء اقرب الي شي ء منه تعالي انه محيط بكل شي ء من باطنه وظاهره اومن هوالذي يقدران يصنع كما يصنعه الله او يعلم

مايصنع كما يعلمه الله فهوالذي يخلق مايريدوهواللطيف الخبير انه تعالي خالق فاعل بالنسبه الي كل مايريدان يخلقه من الذره او النمله اوالشجره وال%بقرواالبل والجبل

واالرض والسماء فهو لكل شي ء و مع كل اله كامل ورب قاهر قادر اليتجزي في ارادته اوفي وجوده بتجزي االشياء وال يحددفي ارادته وعلمه بمحدوديه االشياء كذلك اليتعجل بارادته و وجوده بعجل االشياء اواالشخاص انه تعالي اليشغله شان عن شان

والشي ء عن شي ء والفعل والزمان ومكان عن زمان و مكان ليس كمثلنا وليس كمثله شي ء فانا اذا اردناان نصنع شيئا" اونخلق خلقا" نتجزي

بارادتنابتناسب اجزاءالمصنوع ونتحدد بمحدوديه صنايعنا فاذا اردنا ان ننشر خشبنا بالمنشاراو نسمر سمرا" بالمسمار او حديدا" باالالت فالشي ء الذي نصنعه بارادتنا يملكنا ويجذبنا بارادتنا اليه كما نجذبه بارادتنا الينا ويشغلنا شي ء عن الشي ء وفعل

عن الفعل فهل تقدران تتكلم بكلمتين مع مخاطبين في زمان واحد والكالم ايسرشي ء تصنعه وتقدر ان تصنعه فحين تكلمني وتخاطبني املكك وخطابك

والادعك ان تكلم احدا" غي%ري وتخاطبه في االن الذي تخاطبني وتكلمني فكما انك ملكتني بالخطاب ملكتك بالتكلم فكما جعلتني بالخطاب محدودا"اليك الاقدر

ان اتجاوزمنك الي غيرك كذلك جعلتك محدودا" الي حال خطابك وتكلمك اياي فاليمكن لك ان تري%%%%د ارادتين وتعمل عملين في زمان واحد وخطاب واحد وهذاكما يقول الله تعالي ماجعلنا لرجل من قلبين في جوفه اي ماجعلنالرجل

من ارادتين في زمان واحد ليقدران يفعل فعلين في ان واحد الن القلب هو االراده اومايشاء به االراده فعلي هذايتجزي االنسان يتجزي اعماله ويملكه اعماله كما يملك

اعماله يحدد ويقيد بحدود االعمال وقيوده اليق%دران يكون انسانا" امرا" عامال" صانعا" بصنعه في هذاالزمان وفي هذااالن يامر انسانا" اخري ذواراده وعمل

بالنسبه الي عمل اخري النه يشغله شان عن شان واراده عن اراده اخري وليس الله كذلك انه اله في االرض يصنع فيها في ان واحد ماالنهايه له وحين هواله في االرض يصنع ويفعل مايريد مالئين صنعه واراده هواله في السماءيصنع فيهاما

يشاء ويريد يقدران يكلم مالئين مالئين انسانا" في ان واحدبكلمات مختلف%ه وعبارات

97

متفاوته كانه مع كل مخاطب االه كامل عالم قادر حي مريد اليحدد بحدود اعماله واليقيد بقيود مخاطبه واليملكه افعاله واعماله كما يملكنا وهذامن عجايب ماله من الصفات وتعالي ان يوصف بوصفنا اوان يقدر بقدرن%ا فلذلك قلناانه اله كامل

ورب عالم مع كل ذره يصنعه اوانسان يربيه اليتجزي واليتبعض بارادته ومشيته كمانتجزي ونتبعض بارادتنا ومشيتنا.

فرب يكون كذلك اله مع كل شي ء وقادر علي كل شي ء ومحيط بكل شي اليملكه االشياء وهوالذي يملك االشياء كيف يحتاج الي صنع صنايعه وخلق خاليقه

من الصغير و الكبيراومن الذره الي الدره والجبال والكرات الي شي اوشخص يتوسل به ويتوسط به مما يشاء ان يصنعه ويخلقه انه تعالي يقدر في ان واحدان يفعل

ماالنهايه من االفاعيل المختلفه المتفاوته كل فعل من هذه االفعال يحتاج في خلق%%ه و وجوده الي رب مثله تعالي فهوالفعال لمايريدوالخالق لمايشاء غني في ذاته

وارادته ان يتسبب بسبب اويتوسط بوسائط الي مايريدان يخلق ويصنع كاالنسان والملوك يتوسل بغيره فيما يريد من الصنايع والخاليق .

وان قلت كيف يمكن لله تعالي ان يخلق شيئا" بالسبب يتسبب به الي خلق هذا الشي ء وهوالذي يقال فيه ابي الله ان يجري االموراالباسبابها فهل يمكن لله تعالي

ان يصنع ورقا" اوشجرا" وحجرا" بالسبب يتسببه ن%%%قول في جوابك ان االسباب التي يتسبب بهاالمسبب الي مايريد علي قسمين اسباب بمعني االبزار واالالت شيئا" كان هذه االالت اوشخصا" كما توجدالحراره في االجسام بالنار او الحركه في المكينه

بالبرق اوتصنع االبواب من الخشبه بالمنشار وغيرذل%%ك فهذه المفاتيح وال%مغاليق والمناشيراالت تصنع بهاماتشاء من االشياءوتاره يكون السبب شخصا" يصنع لك

ماتشاء ب%%ارادته كالنجار يصنع لك االبواب و الخياط يخيط لك االلبسه فهناك سبب شي ء وسبب اخري شخص البد لك ان تتس%%بب بهما اوباحديهما الي ماتريد وهناك

سبب اخري يتسبب به المسبب الي م%%ا يشاء وهي التي يصنع به ومنه الشي ء البمعني االليه بل بمعني المواداالوليه فاذااردت ان تصنع ابوابا" تحتاج الي سببين لظهور االبواب احدهمااالخشاب تصنع منه االبواب واالخري المناشير والمسامير

والمثقبه تنشربه االخش%اب وتصورها بها علي ماتشاء فالبد لالنسان من هذين السببين تصنع بهاصن%ايعه اعني المواداالوليه واالالت التي يتوسل بها الي صنع هذه المواد ولكن الله تبارك وتعالي في صنعته وخلقه الخاليق اليحتاج الي السبب االولي

بمعني االالت واالبزار كمثل المنشار و المفاتيح ولكنه البدله من ظهورالصنايع من موادها االوليه التي يخرج منها صنايعه ويبدء بها مايريد فهوتعال%ي اذا

ارادان يصنع ابوابا" من االخشاب يكفي له االخشاب فيصور االخشاب ويشكلها ب%ارادته البالمنشار والمسمار واذا ارادان يصنع خشبا"من التراب والماء والهواء ال

يحتاج الي اله وشي ء يجمع الموادويركبهافتكون خشبا" بل يصنع ذلك بارادته وكذلك كل مايصنع تعالي من الصنايع يجب ان يكون لصنايعه المواد االولي%ه يركبها ويمزج

98

بعضهاببعض ويغير ذواتها من صوره الي صوره وخاصيه الي خاصيه اخري واليجب له االالت التوسيله يتوسل بها لصنع الصنايع كما يحتاج االنسان الي هذه االالت الن

االالت واالسباب التوسليه بهايصنع الصنايع انما يحتاج اليه من اليصل بنفسه وبارادته وبيده وانامله الي المصنوع ليعملها كي%ف يشاء كاالنسان التصل بارادته الي

االبواب المغلقه واليصل بيده كذلك ان يعمل بيده مايعمل االبالمفتاح فلما اليصل بارادته ويده الي المص%نوع يصنعها يحتاج الي االت واسباب غيرارادته ويده يتوسل بها الي مايري%د و ذلك الن االنسان اليكون بوجوده وارادته في حوزه المصنوع بل

هو من مصنوعه ومصنوعه بمناي منه كل في مكان خاص واذااراد ان يتجاوز االنس%ان عن مكانه المخصوصه به الي مكان مصنوعه يحتاج الي االت واسباب

يصل بها الي حوزه المصنوع لكنه تعالي بوجوده وارادته محيط بظواهراالشياءوبواطنها اليخلومنه مكان و زمان اليناي بنفسه عن شي ء واليناي

شي ء بنفسه عنه اقرب م%ن كل قريب وابعد من كل بعيد فلذلك اليحتاج الي االالت واالسباب التي يتوسل بها والينتقل به بارادته الي مراده فهو في باطن الذرات

وخارجهامحيط بظاهرها وباطنها فهو بنفسه وارادته في مكان كل من خاليقه وفي حوزه المصنوع من صنايعه فاليجب له من هذه االسباب واالالت يفتح بارادته

االبواب المغلقه ويصنع بارادته المواد الي مايشاء كيف يشاء ولكنه البدله لصنعه وصنايعه من المواد االوليه التي ينشاء منهاخلقه فاذاارادان ينشاء جسما" وجسدا" البدله من مواد يضم بعضهاالي بعض ويمزج بعضها في بعض ليظهربصوره االجسام

او اذا ارادان يحيي انسانا" بحيوه الحيوانيه واالنسانيه اوجمادا" ونباتا" بحيوه النباتيه اوالجماديه البدله تعالي من روح يحيي به االموات واالجسام ولذلك يقول فاذاسويته

ونفخت فيه من روحي فقعواله ساجدين ويخبر عن الجنين في بطن امه اذا خلقه الي ان جعله عظاما" وكساالعظام لحما" بقوله ثم انشانا فيه خلقا" اخر.

وهذا الخلق هو الروح يحيي به الجني%%ن بحيوه الحيوانيه كما كان حيا" قبل هذابحيوه النباتيه فالبدله من خل%%ق الجسم والحيوه من مواد يظهر بهاالجسم

وروحا" يظهر بهاالحيوه فهوتعال%ي وان كان يخلق المواد واالرواح المن شي ء اال وانه البدله من خلقه الخاليق من هذه المواد يظهر بهااالشكال ومن هذه االرواح

يظهربهاالحيوه واليمك%%ن ان ياخذالعدم ويجعل العدم شيئا"الن العدم في ذاته عدم اليقبل الوجودفهوتعالي في خلقه الخاليق وفي حكومته التكويني التي يحكم بها بخلق

الخاليق ويقول له كن فيكون اليحتاج الي االسباب التوسليه بل يكفيه المواد االوليه ولكنه في مقام التعليم والحكومه يجب له تلك االسباب التوسيله من

شي اوشخص يتوسل بهاالي التعليم والتربيه اوالي الحكم والحكومه فامره في التعليم والتربيه والحكومه يجري باالسباب من شي ء اوشخص وامره في الحكومه التكوينيه

ي%جري بالمواد االوليه فقط واليجب له من سبب يتسبب به من شي ء اوشخص فهناك ننظر في حكومته التشريعه التي يعرف بهاملكايملك العباد وحاكما"يحكم

علي الخاليق .99

ولك ان تقول اذا كان ويجب لله تعالي في حكومته علي العباداوتعليم%%هم العلوم او هدايتهم الي الطريق من وسائط يتوسط بهم الي التعليم فكيف وقع التعليم من الله

تعالي في اول االمر وفي ابتداءالخلقه فرضناان الله تعالي علم ادم االسماء كلهاواالدم علم ولده ماتعلم من الله تعالي وكذلك علم الله تعالي كل نبي وعلم النبي

امته فتقول ان الله جعل ادم واسطه لتعليم ولده واالنبياء واسطه لتعليم امتهم كذلك جعل كل عالم واسطه لتعليم متعل%%مه فكيف هوتعالي في اول تعليمه قدعلم

ادم االسماءوالادم قبله ليعلمه به وان قلت انه تعالي خلق روح العلم ومواده في وجودالعالم كما جعل فيه السمع والبصروالفوادفيكون التعليم خيئذ من نوع الخلقه

يظهر في حكومته التكوينيه فكما انه تعالي يخلق بالواسطه من شي ء اوشخص كذلك يعلم بالواسطه كما عل%م ادم ويعلم كذلك جميع االدمين بالواسطه يخلق فيهم العلم

والحكمه فيصبحون عالمين حكيمين قلنا في جوابك ان العلم الذي من نوع الخلقه بمعني افاضه روح العلم وااليمان غيرالعلم بمعني التعليم واالرائه اواله%%دايه ان الله تعالي خلق ادم كذلك يخلق كل ادم من االدميين مستعدين قادرين ان يتعلموا الانه يخلقهم عالمين فان قدره التعلم غيرالعلم يخلق الناس ق%ادرين ان يتعلموا فتري

انك تقدران تعلم انسانا" كذوكذا" والتقدران تعلم حيوانا" فتعلم بني ادم بان هذاشمس وهذاقمر والشمس تضيئي وتربي النباتات والجمادات والقمر ينور

والتقدران تعلم مثل هذه االمورحيوانا" الن الله تعالي خل%%ق االنسان قادرا" ان يتعلم الانه خلقه عالما" وخلق الح%%يوان غيرق%%%ادران يتعلم فان كان يمكن ان

يخلق انسان عالما" قادرا" حكيمالخلق الله تعالي كل انسان كذلك فانه تعالي حريص بتعليم العباد النه اليحيي حقه وحق الخاليق االبالعلم والحكمه واليعبد تعالي االبالعلم والحكمه واليعرف االبعرفانهم واليترك الكفر والمعاصي االبالعلم والحكمه فانه تعالي

اليرضي لعباده الكفروالعصيان فان كان ويمكن له تعالي ان يخلق الناس جميعا" عالمين عارفين حتي يدعون الكفر والعصيان بعلمهم يعبدوا ربهم بعرفانهم لكان

فعل ذلك ولكنه اليمكن اواليجوز لله تعالي في حكمته ان يعلم العباد االبالتعليم والتعليم البدله من المواجهه والمشافهه يقول العالم

ويسمع المتعلم فهوتعالي خلق ادم قادرا" ان يتعلم كذلك يخلق كل انسان قادرين ان يتعلمو فلو خلق ادم عالما"لما يقدر الشيطان ان يوسوس اليه فيخرجه من الجنه

فانك تدري بان ادم عصي ربه فغوي فهل يمكن للعالم العارف ان يعصي ربه اويكفر بربه الوهذا خالف ش%ان العلم كما قيل ان حجية العلم والقطع ذاتيه اي اليمكن ان

يظهر من العلم والعالم الكفر والعصيان ويجب ان يظهرمن العلم االيمان واالطاعه فانت تعلم قطعايقينا مثال" بان هذه الشربه من الدواء سم يقتلك انا" حين تشربه فهل تقدر ان تخالف علمك فتشرب السموم كذلك الكفر والعصيان

والوسوسه من الشيطان سم قاتل فان كان ادم وزوجته عالمين بان هذه الوسوسه من الشيطان سم يهلكهما بالكفر والعصيان لم يمكن لهما ان

100

يعصياربهما فك%%ان ادم وزوجته وساير االدميين قادرين ان يتعلمواالانهم عالمين بالعلوم والحقايق .

فيجب علي الله تبارك وتعالي بعدان خلق االنسان قادرا" للتعلم ان يعلمه و يهديه الي ماجعله مستعدا" بالتعلم والبدللتعلم من المخاطبه والمشافهه ..... ويمكن لك ان تقول كيف وقع التعليم في اول امره وكيف هوتعالي عل%م ادم االول وهديه الي

طريق المستقيم قلنا في جوابك انه البد في التعل%%يم من المشافهه والمواجهه واليمكن للمتعلم ان يواجه ربه فيسمع منه ويتعلم النه تعالي اليري في الدنياواالخره فيجعل هوتعالي بينه وبين عبده شبح%%%ا" و و تمثاال" بصوره االنسان والمتعلم يظن

انه واجه انسانا" مثله كما واجهت مريم روح القدس في محرابه وظنته انسانا" وقالت اني اعوذبالرحمن منك ان كنت تقياوهذه التمثال شبح بصوره االنسان الانه

انسان عالم فيعلم الله تعالي ادم من وراء هذاالشبح اوبهذه الصوره والتمثال فالمتكلم بالشبح هوالله تعالي هوالذي يقول بهذاالشبح ويتكلم ويعلم فيسمع منه المتعلم يصف هذا الشبح بالملك واسماء اخري جبرئيل وميكائيل فاذاعلم االنسان

بهذه االشباح وهديه طريق نجاته وحيوته يصيراالنسان بتلك التعلم عالما" فيعلم غيره من ابنائه وامته ثم يجعل الله تعالي هوالءالعلماء وسايط لتعليم من يتعل%%م

منهم كما انه تعالي علم نبيناالقران والنبي علم امته و ولده من االئم%ه المعصومين . و وسائل التعليم بين الله وبين خلقه كثيره منها مظاهرالطبيعه مما خل%ق الله تعالي

من الحيوانات والحشرات بانواعها فكل هذه الحيوان%%ات من حيث انها مخلوق منه تعالي تكون من ايات قدرته وعظمته تهديناالي جالله وجبروته النها اثار ودالله االثار

علي الموثر قهري طبيعي اليمكن الحد ان يقطع الدالله عن الموثر ومن حيث ان كل حيوان من الدواب والطيور والحشرات مجبول ف%%ي خلقته بحكم من حكمته تعالي

ومهدي بهدايته الي العيش والحيوه يعلم االنسان كيفيه الحيوه فمن الحشرات مثل النمل يعلم االنسان كيف يطلب الغذاء والمواد الغذائيه و يدخرها لنفسه و يعلم االنسان كيف يصنع خزائن الدخارالموادالغذائيه اومثل النحل من الحشرات تهدي

وتعلم االنسان كيف تكون في حيوه االجتماعيه تعاون بعضهم بعضا" وكيف ينتظمون امرهم في حيوتهم االجتماعيه جعل للنح%ل من انفسهم ملكه يجمعهم حوله تامرهم وتنهياهم ويجعل لهم نظاما" في عيشهم فتعلم االنسان من النحل ان يجعلوا النفسهم ملكا" تكون مالك امورهم به ينظمون امورهم فينتظمون ومثل حمامه مثال" تعلم الزوج

والزوجه كيف يعيشان متعاوني%ن في التوليد وتكثير النسل وتربيه االوالد وكذلك كل دابه من الدواب تك%ون مظهرا" لحكم من حكمته يعلم االنسان كيف يعيش وكيف

يطيع ويعبد ربه فتري في اي القران يحكي لنا انه علم قابيل قاتل هابيل كيف يواري سواه اخيه في التراب فان قابيل ارادان يقتل اخاه فلم يعلم القتل فراي

يوما"حجرا" سقط من علي الجبل الي حيه نائمه فقتلهافتعلم من هذاالسقوط كيفيه القتل فقتل بالحجراخاه في نومه ثم حمل نعش اخيه علي عاتقه اليعلم كيف يصنع

101

به وكيف يواريه لئاليراه ابوه قاتال" الخيه فكان يحمل نعش اخيه اربعين صباحا"حتي بعث الله غرابا" يبحث في االرض ليريه كيف يواري سواه اخيه فقال يا ويلتي

اعجزت ان اكون مثل هذاالغراب فاواري سواه اخي فتري ان الله تعالي علم بني ادم بالغراب كيف يوارون سواه امواتهم في االرض وكذلك كل واح%د

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( من الطيور و البهائم و السباع و الوحوش والحشرات تعلمنا شيئا" من امرالحياه كماقيل ان الديك يعلمناكيف نباكر و كيف نناجي ربنا

وكيف نحمي عن عائلتنا كما تحمي الديك عن الدجاجه و كيف نغير علي نواميسناكما قيل تعلموا الغيره من الديك فعلمت االنسان من الحيوانات كيف يزوج و كيف يولد و

كيف يحصن وليده و حفدته فمن كان قادرا" ان يتعلم حيوته وعيشه من الحيوانات تعلم منهاو ان كان في مرتبه اعلي من التعقل و التفكر علمه الله تعالي باالشباح في النوم او في اليقطه كما علم الله تعالي االنبياء واالولياء فاالشباح النوريه التي

تعلمنا او ترينا حقايق في النوم اواليقظه هي من اسباب التعليم بيننا وبين ربنا والمتكلم هو الله تعالي يكلمناباالشباح النورانيه اوالتماثيل وكذلك الحيوانات يعلم االنس%ان العيش و الحيوه وال يعلمون بانفسهن كيف العيش والحيوه فان الحمامه

مثال يعلمك كيف تحصن ولدك وكيف تغذي ولدك الصغار و كيف تصنع الوالدك عشا" او وكره تحميهم عن الحر و البرد ويعلمك كيف تدافع عنهم و التعلم الحمامه

مايصنع فالحيوانات كمثل االشباح اسباب وابزار باراده الله تعالي فان النحل مثال يصنع لنفسه بيوتا" من احسن البيوت وادقها و الطفها اشكاال" مسدسه اليقدر

االنسان ان يصنع مثل ماصنع او يفعل مثل مافعل لكن النحل اليدري مايصنع هو واليعرف نفسه انه نحل وانها حشره كذلك ال يعلم و ال يعرف كيف العسل و كيف

يهئيها و غير ذلك انما هي اسباب بيدالله يحركها تبارك وتعالي بما جعل في طبيعتها من المقتضيات فكل ما خلق الله في العالم يكون بين الله و بين االنسان وسائط للتعليم و التربيه ومن حيث انها آيات لله تبارك وتعالي و مظاهر لحكمته و علمه يكون و سائطا" للتذكر و التفكر فالله تعالي يعلم االنسان بهذه الوسائط حتي اذا

تعلم االنسان منها و بلغ مبلغا"من العلم فيجعله الله تعالي خليفته للتعليم والهدايه كما يعلم الله تعالي االنبياء باالشباح من طريق الوحي ثم يعلم باالنبياء ساير الناس فمعلوم ان التعليم والتربيه من قبل الله تعالي ال يمكن االبالتوسط والتسبب وكذلك

حكومته تعالي فانه اذا ارادان يكون ملكا" يملك الناس بارادتهم و اختيارهم يجعل بينه و بين البشر خلفاء بهم يامر و بهم ينهي و بهم يحكم علي الناس و بهم يثيب وبهم يعاقب فهم مظاهر حكمه و حكومته ومظاهر ملكه و سلطنته وال يمكن لله

تعالي ان يحكم علي الناس ويكون لهم ملكا بال واسطه يواجههم ويواجهونه الن االمربين المالك و الملوك اوالملك و المملكه كاالمربين العالم والمتعلم اليظهر

102

العلم بين العالم والمتعلم اال بالمشافهه والمخاطبه يري المتعلم المعلم و المعلم المتعلم وكذلك بين الحاكم والمحكوم او بين الحاكم ومجاري الحكم البد من

المشافهه والمباصره يري الملك مملوكه فيامره و المملوك ملكه فياتمر امره و هذه المشافهه ايضا اليمكن بين الخلق و بين الله تعالي كما قلنا في التعليم والتربيه فالبد لله تعالي ان يجعل بينه وبين خلقه ملكا" خليفه يملك الناس به و يحكم عليهم

يامرهم و ينهاهم و ويثيبهم ويعاقبهم ويقضيي لهم او عليهم فهوالءالوسائط ملوك علي الناس بامرالله تعالي و هوتعالي ملك الملوك فاالنبياء كلهم ملوك يخلفهم الله

تعالي في خلقه كما يقول ياداود انا جعلناك خليفه في االرض فاحك%%م بين الناس بالحق او يقول اني جاعل في االرض خليفه و غير ذلك من االي%ات و الروايات تدل كلها علي ان الله تعالي جعل االنسان العالم الكامل خليفه بينه وبين خلقه و االئمه

ع ايضا" ملوك بين الله وبين خلقه خلفائه في ارضه وحججه علي الخالئق اجمعين بهم يثيب الله اهل الثواب وبهم يعاقب اهل العقاب كما روي في ان عليا"ع قسم

الجنه والنار فالجنه ثواب يثيبهم بها علي و النار عقاب يعاقب الكفره الفجره علي ع فهم ع ملوك يظهر بهم ملك الله وسلطنته يوم القيامه ويوم يقوم القائم ع ويخبرالله

عن هذه السلطنته في كثير من االيات يتبعه الروايات يق%ول ام يحسدون الناس علي ما اتاهم الله من فضله لقد اتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمه وآتيناهم ملكا"

عظيما و الناس المحسودون في هذه االيه الذين حسدهم الحاسدون الي ان قتلهم هم االئمه ع حيث قالوا مامنا االمسموم او مقت%%%ول حسدتهم بنواميه وبنوالعباس

وسايرالطواغيت وروي بعض الروايات منهم عليهم السالم قالوا نحن الناس وشيعتنا اشباه الناس وسايرالناس نسناس فهم الناس كامال" عينهم الله في هذه االيه بقرينه

انهم المحسودون ويتبعهم االنبياء والمرسلون وساير عبادالله المومنين فهم المصاديق الكامل الجامع من الناس و هم آل ابراهيم في هذه االيه يقول الله ولقدآتيناآل ابراهيم الكتاب والحكمه واتيناهم ملكا" عظيما" فالكتاب المطلق هو القران و الحكمه ماعلمهم الله من القران اذ اخبر بان عندهم علم الكتاب و هم

الراسخون في العلم يعلمون تاويل القران وحكمة االحكام بتعليم الله تعالي وقد ثبت في تاريخ االسالم بانهم العلماء الحكماء بينواللمسلمين المجمالت من القران وفسروا لهم المبهمات مالم يبين ولم يفسرغيرهم فمااكثر ماروي عنهم الروايات

في بيان العلوم و الحقايق كتبتها العلماء والفقهاء في كتبهم الكثيره وما اثر عن غيرهم اثار مثل مااثرعنهم و لم يظهر في االسالم علم او عالم اال واخذ علمهم عنهم

بواسطه او بالواسطه فمن المفسرللقران في زمان الرسول غيره ص و في زمان الخلفاء غير علي واالئمه ع فانظرالي ماروي عن الرسول و عن علي ع مثل نهج

البالغه و نهج الفصاحه والمواعظ المرويه عنهم و الحكم المتعاليه والفقه واالحكام كله%%او ماروي عن الحسن والحسين من المواعظ والنصايح جمعته العالمه المجلسي

في كتب البحار و السيماكتاب مواعظ النساء منه و غير ذلك من الكتب المولفه الفته علماء الشيعه و غيرالشيعه ممايروون عنهم ع و ما من حكم و حكمه و موعظه

103

و بيان علم اال واخذ عنهم وهم كانوا مبدئها و منتهاها فما اكثرماروي عن الباقر والصادق ع في فقه االسالم وبيان االحكام وماروي عن الرضاع في بيان العلوم

واالحتجاجات فهم مبادي العلم و معادنها و اخبرالله في هذه االيه بانه سيؤتيهم ملكا" عظيما" و يظهر هذاالملك بقيام القائم منهم ع يفتح الله تعالي علي يديه

مشارق االرض ومغاربها و يجمع الله تعالي في حكومتهم االولين و االخرين من لدن آدم الي قيام القائم يقول علي ع في مايوصي الي كميل ابن زياد والوصيه مكتوبه

محفوظه في كتاب تحف العقول و في تفسيراالصفي للمحقق ال%كاشاني رضي الله عنه يا كميل البد لماضيكم من اوبه والبد لنافيهم من غلبه يخبره في هذه الجمله بانه

سيرجع مامضي من الناس الي الحيوه ويغلب عليهم آل محمدص وما اكثرالروايات في ان قيامهم و ملكهم ال%قيامه والملك العظيم لله تعالي ولهم فاذا قام القائم

يقوم معهم االئمه من قبورهم واالنبياء واالولياء و العلماء كلهم يجمع الله لهم االولين و االخرين وفي كتاب الزام الناصب في اثبات حجه الغائ%ب روي روايات

كثيره بان قيام القائم هوالساعه و هوالقيامه و هواالخره و هو يوم الدين يحشرالله اليهم االولين واالخرين و قيامهم هو اليوم الوقت المعل%وم الذي اعطي الله

الشياطين النظره الي هذاالوقت بقوله انك من المنظرين الي يوم الوقت المعلوم ويقول في آيه اخري انكم لمجموعون الي ميقات يوم معلوم الي غير ذلك من

االيات و الروايات في شان هذاالقيام وهذه السلطنه فهم الحكام والملوك علي جميع افراد البشر من االولين واالخري%ن الي ماال نهايه له ملك عظيم منفي عنه

الحدود المكاني و الزماني والكمي والكيف%ي يملكون السموات كما يملكون االرض وهم يمين الله في االيه التي يقول السموات مطويات بيمينه فلهم ملك السموات و االرض كما ان لله تعالي ملك السموات واالرض وهم قبضه الله في قوله و االرض

جميعا" قبضته يوم القيامه وهم رب االرض والسماء في قوله تعالي واشرقت االرض بنور ربها و فسرت الرب في الروايات بالقائم ع و في قول الله تعالي اذا

السماء انشقت و اذنت لربها فالسم%%اء دين االئمه و معارفهم و رب السماء هو رب االرض و هو القائم ع يفتح له ابواب السماء كم%ا يفتح له ابواب االرض في قوله تعالي و اذااالرض مدت والقت ما فيها وتخلت و اذنت لربها وحقت فهو ع رب

االرض و رب السموات بهم يرب الله تعالي في تعليمه و تربيته اهل السموات و االرض الي ان انتهي بهم الكماالت فهم ع وسائط بي%ن الله وبين خلقه في حكومه

الله و ملكه العظيم كما كانوا وسايط بين الله و بين خلقه في بيان العلوم و المعارف و تعليم الناس و تربيتهم وهم بتعبير اخري عرش الله و حمله عرش الله

فعلي هذايكون لله تبارك و تعالي في حكومته التكويني و التشريعي عرشان عرش يستوي عليه فيحكم به في خلق الخاليق و الموجودات في االرض والسماء وعرش اخري يستوي فيامر و ينهي و يقوم و يقعدو يحكم به علي العباد والبد ان يعلم ان

مفهوم العرش مايعمل به العامل ويحكم به الحاكم فلولم يكن شي او شخص يعمل به و يحكم فاليسمي عرشا" فاحسب ان للملك عرشا" من ساج و عاج في الفلوات

104

يجلس عليه و اليمكن له ان يعمل عمال" به%ذا العرش او يحكم حكما" علي احد فهو وحده في ا لفلوات اليكون معه انسان يامره او فعل يفعله فاليسمي عرشه في هذاالمحل عرشا" بل هو شي من خشب او ساج او عاج يجلس عليه كما يجلس علي صفح جبل فالعرش اليسمي عرشا" االما يجلس الجال%س عليه فيحكم به حكما" او يعمل به عمال" و كذلك عرش الله فعرشه تعالي ف%%ي التكوين شي

يستوي عليه فيخلق به مايخلق و كذلك في التشريع شخص يستوي عليه فيحكم به مايحكم فيحصل له الحاكميه بمعني الخالقيه و الحاكميه بمعني اآلمريه ففي

حكومته التكويني البدله من عرش يستوي عليه اذا اراد شيئا" ان يق%ول له كن فيكون فكلمه كن ب%صوره االمر فعل منه تعالي في حاكميته التكويني و اليظهر فعل

اال بشي ءيفعل به فاذا اراد ان يحكم علي شي يقول له كن شجرا" فيكون شجرا" اليمكن ان يظهر شجر من خالء في خالء او من عدم في عدم فالب%%د هناك من شي

يتقبل امر الله في التكوين بقوله كن فيكون الشجر فهذاالشي الذي يخلق به الشجره عرش له في حكومته التكويني .

ولننظر في ماخلق من الخاليق باي شي خلقهامثال" ننظرالي االنسان فنريه روحا" و جسدا" فجسده ظهر بجميع المواد فتجسدبه و حيوته ظهر بنفخ الروح فحي به فحاكميته تعالي في خلق االنسان ظهر بالروح و الماده جمع المواد فنفخ فيها

روحا" فمثلث انسانا" ذا اذهان يجيلها وفكر يتصرف بها فحكمه التكوين%ي بكلمه كن جري بالروح و الجسد ولما يكون الروح بالنسبه الي الجسد الطف و ادق يمكن لنا

ان نقول الروح الذي به يحيي االحياء والقوه الذي به يقوي االقوياء وبه يحرك المواد عرشه تعالي و هو مستوي عليه النه تعالي بهذا الروح والمواد يفعل افاعيله ولولم

يكن هناك شي بمعني الروح وشي ء اخري بمعن%ي الماده اليجري حكم الله من عدم في عدم او من خالء في خالء فهو يحكم علي شي ء بقوله كن جسدا" و بشي اخري

كن روحا" ويحكم مره ثالثه بقوله له كن انسانا" او حيوانا" فماهذه االشياء التي يجري حكمه به فيكون انسانا"و حيوانا".

فان قلت انه الشي هناك يظهر بحكم الله قلنا في جوابك فاذا كان و الشي هناك فكيف يجوز ان يظهر من الالشي شي ء اليجوز ان يظهر من العدم وجود او

يجعل العدم وجودا" الن العدم عدم مثله اليتعلق بالعدم امر في التكوين والتشريع فالبد من مامور يامره االمر في حكومته التشريعه او البد من شي يجعله الخالق شيئا في حكومته التكوينيه فالبدان يكون هناك شي اليكون حيوانا" فيجعله ال%له

تعالي حيوانا"او شيئا" اخري التكون انسانا" فيجعله الله انسانا" فهذاالشي ال%%ذي يجري به حكم الله في حكومته التكوينيه فيخلق به مايشاء عرشه التكويني

كمثل الماده يظهر به االجساد والروح فيها يظهربهاالحيوه و القوي فانه تعالي بالماده يجسداالجساد و بالروح يحيها فيكون انسانا" او حيوانا" او شيئ%ا" اخري فهذه الروح

التي يظهر بها الحيوه عرشه تعالي النه بهذاالروح يحيي الماده فيحكم بالحيوه

105

وبهذاالروح يقوي الماده فيحكم بالقوه و بهذاالروح يجعل االتصاالت في المواد بعد ماكانت منفصله و بهذاالروح يجعل الحركات في المواد واالجسام بعدان كانت ساكنا" فهذاالشي الذي به يحيي و يميت و به يقوي و يضعف و يسكن و يحرك

عرشه تعالي في حكومته التكويني .. فان قلت ان كان والبد هناك من شي يجري به حكم الله في خلقه الخاليق نقول

ماهذاالشي التي يظهر بها الخلق ويظهر بهاالحيوه فان كان هناك شيئاف%ي ازل االزال و ابداالباد يصنع الله بها مايشاء فيجب عليك ان تحكم بان ه%ذه االشياء التي

يفعل الله بها فعله و يظهر بهاالخاليق شي ء ازلي قديم كما ان الله تعالي ازلي قديم اليجوز لله تعالي ان يدعي او يخبر بانه خلق هذا الشي الذي يظهر به الخاليق النه ان كان خلقه فهو فعله و اليجري فعل الله اال علي شي يكون قبل فعله وارادته

وان لم يكن فعل الله فهو ازلي اليجوز لل%ه ان يدعي انه خلق شيئا"ازليا"غيرمسبوق بالعدم .

فنذكر اوال" في جواب ه%%ذا السئوال ماروي عن الباقرع في كتاب السماء والعالم من مجلدات البحارقال ع لن يخرج االشياء من العدم االالله و لن يخرجه الي العدم

االالله ولن يجعل الشي شيئا" اال الله ويقول في جواب من سئله عن اول شي خلقه الله تعالي سئله السائل ماهي اول شي خلقه الله فاجاب ع االصل الذي بدء

منه االشياء فه%ذا االصل الذي بدء منه االشياء اول شي ء خلقه الله النه ان كان هذااالصل قديما" لم يخلقه الله فاليجوز لله تعالي ان يدعي بانه خالق االشياء

اصولها و فروعها و اليكون خالقا" لما كان في االزل وان كان بدء االشياء من ذاته و وجوده تعالي فيلزم من ذلك ان يتحول مخلوقا" بعدان كان خالقا" اوانه يفعل بنفسه علي نفسه فيجب ان يجعل االصل االول المن شي ثم يخلق منه االشياء ويقول في

هذا المعني موالنا علي ع في بعض خطبه متعجبا" منكرا"علي القائل بانه المبدء لالشياء في مايبدء منه والمعادلهافي مايعوداليه يقول كيف يبدء منه ماهو ابداه

ويعود فيه ماهواجراه اذا"لتجزي ذاته و المتنع من االزل معناه اي اليمكن ان يبدء من ذاته و وجوده تعالي ماابداه من الخاليق كما يبدء من البح%ر البخارات والقطرات

ومن النورالضياء واللمعات و اليعود في ذاته تعالي ما هواجراه كما يعود الي البحار ماخرج منه من المياه فاذن لتجزي ذاته اي يجب ان يجعل بعضا"من وجوده و ذاته

تعالي مخلوقا" بعدان كان خالقا" فهذا المخلوق الذي ابدئه من ذاته و وجوده يجب ان يكون جزا" من ذاته تعال%ي كماهي شان سايرالمشتقات والمتولدات يجعل االم

واالب من ذاتهاجزا" ولدا" يخرج منها ويجعل الشجرمن ذاته جزا" ورقا" يتولد منه ثم يقول و المتنع من االزل معناه اي يمتنع ازليته تعالي الن االزليه بمعني القدم والقدم ينافي الحدوث فما خرج من ذاته حادث وينقلب الذات محال" للح%%وادث

وغيرذلك من العوارض الذي اليجوز في العلم من انه البد لظهور الصنايع من التركي%ب و التنظيم واضافه شي علي شي لينقلب مصنوعا" مخلوقا" اليخرج الصنايع

106

المختلفه من ذات واحد مجردا" و بسيطا و غيرذلك فتري في هذه الجمالت عن االئمه ع يخبرون بان االصل االول الذي بدء منه الفروع شي مخلوق بدء المن شي ء وانه تعالي جعل اصال" بالفرع وكم ظهر من تكرار هذه الجمله في لسان

االئمه ع خلق االشياء المن شي كان قبلها وبالاحتذاء امثله امتثلها. ففي هذه الجمالت يخبرون بان المخلوقات في ذواتها وصورها حادث خلق الل%ه

ذواتها المن شي وكذلك صورها ونقشها بالاقتباس من نقش وصورقبل ذلك والب%د لظهورالصنايع قبل وجودهامن شيئين عرف هذان الشيئان بعله الماديه و الصوريه فالبدلظهور الشي من مواد اوليه يخرج به ومنه االشياء ثم البدمن نقش و صوره

يصورعلي حذائهاو هي ما نسميها بالنقشته فتري النجار والحداد يصنعون م%ن الحديد واالخشاب مايشائون ففلزالحديد والخشب الذي يخرج من المعادن ه%ي

العله الماديه والنقشه والصوره التي يصورصنايعهم عليهافي هندستهاوتركيبها واتصال اجزائها هي العله الصوريه يسمونها فرموال"و قاعده و غيرذلك فيخبر االمام ع بان العوالم والمخلوقات في كلتاهذين االصلين بدئا المن شي فك%%ان الله تعالي ولم

يكن معه شي من االصول يبدء منه الفروع من ماده او روح و غيرذلك ثم كان هوتعالي ولم يكن معه شي من الصور و االمثال يخلق و يصور االشياء يقدرها

ويهندسهاعلي حذائها فكل ماتري في العالم غيرالله تعالي بدئت ال من شي ورايت في هذاالحديث يقول االمام ع لن يخرج االشياء من العدم االالله يعني اذاكان هناك و

الشي غيرالصانع والفاعل واراد ان يصنع شيئا فالبدان يخرج ذواتها وموادها المن شي الن العدم الينقلب وجودا" و الينقل%%ب مبدا" للوجود فالبدان يخرج االشياء المن

شي فالله تعالي هوالقادرعلي ذلك فقط اليعلم و اليقدر كيف ذلك االالله تعالي وكذك لن يخرج االشياء الي العدم االالله اي اليقدر احد ان يخرج شيئا الي مالم يكن

يعدمه بحيث اليبقي من%ه شي فان االنسان يفني ويعدم صوراالشياء الوجودها و ذواتها فيخرج مابدء م%ن المواد الي المواد ومن االنوارالي االنوار و اليقدر ان يخرج

المواد الي الش%ي و االنوار كذلك الي الشي انما هوالله تعالي علم ذلك و قدر عليه .. النه ان كان بدء االشياء من اصول ازليه فلم يكن هذه االصول خلقالله تعالي

وهو تعالي يخبر و يدعي بانه هوالذي خلق كل شي فقدره تقديرا فال بدلك بضروه العلم والحكمه وببرهان العقل والنقل ان تعتقد بان الله تعالي ابدع االصول المن شي

و اخرجها المن مبدء ثم جعل هذه االصول اصال" اخرج منها ماشاء من خاليقه و صنايعه فلم يخرج شي من وجوده تعالي ليكون مبدئا" لما خرج منه كمايخبرفي

سوره التوحيد بانه لم يلد ولم يولد فبقوله لم يلد يخبر بانه لم يخرج من ذاته شي باي كيفته كان بالخروج اوالتجلي كم%ا يظهر النور من النور والماده من المواد و

بقوله لم يولد يخبربانه لم يخرج من شي كان قبله ليكون فرعا" علي هذا االصل او مشتقامن هذه المبادي فهوتعالي احد بوحدانيته الذاتي والوجودي لم يكن له

كفوا"احد في االزليه و االبديته والقدم والصفات والوجود وغيرذلك ..

107

وان قلت كيف يمكن ان يبدء شي المن شي قلنا في جوابك بدليل ظهور المحاالت العقلي ان لم يكن كذلك النه ان قلنا بان االشياء خرج من اصول ازليه قديمه فالبد ان نعترف بان هذه االصول القديمه ليست مجعوله بجعله تعالي وال

مخلوق بخلقه و البدان يكون الشي بال خالق و جاعل مع انه تعالي ادعي و اخبر بانه خالق لما سويه وجاعل غير وجوده اي شي كان "فنقول في هذاالموضع بان االصول

القديمه االزليه ان كان يستغني بوجوده و ذاته عن جاعل و خالق وجب ان يكون في وجوده كامال" غنيا" غير محتاج الي غيره مع انانري ان االحتياج من لوازم ذات

الخلق فالماده في حركاته و سكناته وتاثيراته وتاثراته و ظهور الصفه و االثرفيه من موته وحيوته يحتاج الي غيره و هذه االحتياج مالزم لذاته فالمواد في ذاتها يحتاج الي

محرك يحركه و جعل قوه فيها يتحرك بها و لذلك االحتياج نري المواد واالجسام والذرات كلها في حاله بين الموت والحيوه والحرك%ه والسكون والقوه والضعف فان كانت االصول في ذواتها و وجودها قديمه فلم لم يكن غنيا" بقدمتها وازليتها فانهاان

كانت ازليه يجب ان يكون مستغنيا" بذاته و في ذاتها عن غيره ويجب ان يكون متحركا" غنيا" عن محرك و حي%%ا" غنيا" عن المحيي و قويا" غنيا" عن المقوي و

كذلك في كل مايحتاج في ذاته و وجوده اليه واذا" اليجوز علي االشياء ظهور هذه التقديرات والتحوالت كما نري ان كل شي في العالم يجري عليه تغييرات و

تحوالت يسكن بعدماكان متحركا" و يضعف بعد ماكان غنيا" و يموت بعد ما كان حيا" يتلون بالوان مختلفه يظهر عليهاحاالت وحركات لم يكن ويسلب عنها حاالت

وحركات كان فان الشي اذاك%ان غنيا" في ذاته لم يحتج الي جاعل يجعله وخالق يخلقه يجب ان يكون ف%%%ي حالتين اما اليكون ازال" و ابدا"واما ان يكون غنيا" في

ذاته عن المكون فاليجوز لنا ان نعتقد ونقول االشياء لم يكن من االزل الي االبد بضروره انا نري باعيننا ونعلم بعلمنااننانكون و هذامن شبهات السوفسطايئه بما

اعتقد وابان كل مافي الكون وهم اوخيال اونقوش في مرايااو ظالل فالنقول كما تقول السوفسطائيه اهل الوسوسه والسفسطه النانكون و يكون معنا كل شي نريه

معنا في حيالنا مواجها"بنافي االرض و السماء فهل تظن نفسك عدما" او تظنني عدما" مثلك او تظن ساير ماتري وتعرف اعداما" فان كنت عدما" فلم ظننته نفسك

و ظننتني معك و ظننت ساير ماحولك بحذائك فظنك دليل علي انك كائن ومعك ساير االكوان فان الظن شي يظهرمن شي فان كان الظن عدما" فلم ظننته وان

كان الظن اثر من عدم فالعدم عدم في وجوده وآثاره فالشك انك وغيرك من االكوان كائن فهذه الكائنات المتحوله المتغيره في ذاتهاان كان اصوال" ازليه مستغن في ذاتها عن الجاعل والمغير المحول لكان يجب ان يكون في حد الكمال مستغنيا" عن التحول و التغير الن التحول والتغير يظهرمن الحركه والحركه يظهر من منشاء

االحتياج يريدالمتحرك بحركته ان ينال شيئا" اليكون فيه ليدفع عن ذاته الفقر و االحتياج فالمواد الترابيه يتحرك لينال بحركته حاله تكون فيه نباتا" والمواد النباتيه

ايضا" يتحرك لينال بحركته حاله تكون فيه حيوانا" وكذل%ك كل شي يتحرك فيتحول

108

عما كان عليه من نقص الي كمال او من كمال الي نقص و غيرذلك من مفاهيم الحركه .

فان كانت االشياء من اصول ازليه قديمه مستغن عن الجاعل لكان يجب ان يكون بذاتها في ذاتها كامال" غير محتاج الن الشي ء اذاكان غنيا" غيرمحتاج لم يظهر عليه

الحركات والتحوالت فان الغني هوال%ذي نال بذاته بما يمكن ويجب ان ينال و الغناء يناقض الفقر. فان قلت بدء االشياء من اصول قديمه ازليه اخبرت بقولك هذا عن

غناء هذه االصول عن الجاعل والغناء هي الكمال والغناء والكمال يناقضان الفقروالنقص فان لم يكن في ذوات االشياء فقر و نقص و كان في ذاته غنيا" عن غيره لم يكن يجوز عليهاتواردالحدثان و ظهورالتحوالت والتغيرات الن هذه التغيرات

والتحوالت دليل علي ان االشياء في ذاتهافقر فيتحرك متحوال"الي الغناء و االستغناءو بعباره اخري نقول ان االشياء في ذواتها اما ناقص اوكامل فان كان كامال"يج%ب ان يكون كمثل وجود الله اليعرض عليه العوارض و اليجري عليه الت%%غييرات وان كان ناقصا" فالنقص دليل االحتياج فتقول الناقص بالتكوين اولي منه بالكون والكامل بالكون اولي منه بالتكوين فلما كان الله تبارك وتعالي كام%ال" في ذاته عن غير

نقص و غنيا" في ذاته عن غيرفقريكون بالكون اولي بالتكوين فكان هو تعالي ازليا" ابديا" واما غيرالله تعالي من الخاليق والموجودات نريه مالزما" للفقر والنقص

واالحتياج فاليكون غيره تعالي كامال" غنيا" في ذاتها فنقول هذه الموجودات الناقصه في ذاتهاالمحتاجه في وجودها و كماالتها يكون بالتكوين اولي منه بالكون فالله تعالي

بالكون اولي منه بالتكوين وغيره تعالي بالتكوين اولي منه بالكون الن الله تعالي في وجوده غناء ال يحتاج الي عامل يكمل و يغنيه و غيرالله تعالي في

وجودهافقريحتاج الي مكمل يكمله فيجب لنا ان نقول بان مبادي الفقر فقر مثل مايتفرع عليها فكماان العالم في تكامله و نمائه وظهوراته فقر يحتاج في كل حركه الي محرك و في كل سكون الي مسكن وكل تركيب الي مركب كذلك يحتاج في اصوله الي موصل وفي مباديه الي مبدء كمايحتاج في فروعه الي مفرع فبدليل ان

غيرالله فقر في ذاتها والله تعالي غناءفي ذاته قلنا بان االصول والمبادي مصنوع%%%ه مخلوقه كمثل الفروع واجزاءالمركب مخلوق مثل التركيب اليكون شي ازلي ابدي

غيرالله تبارك وتعالي فهو تعالي في ذاته بتمام وجوده غني قديم و غي%ره من المبادي والمشتقات في ذاتها حادث فقير. فعلي هذا نقول لم يخلق االشياء من اصول ازليه قديمه ولم يبدءاالشياء باسرها من فروعها واصولها ولطيفها و كثيفها و

روحانياتها و جسمانياتها من وج%ود الله تبارك وتعالي ليكون وجوده تعالي اصال" يتفرع عليه الفروع ومب%دا" يبدء منه المشتقات كما تقوله الفالسفه ان

جعلواوجودالله مبدا" وغيره فروع يتفرع عليه وماهيات يبدء منه كمايقول موالناعلي ع كيف يبدء منه ماهوابداه الي اخر.

109

ثم اعلم انه البد لظهورالخلق والصنايع من مبادي يبدء منه بكيفيه التركيب ال ان يظهر منه بكيفيه التجلي فالخاليق بالتركيب البالتجلي و مايظهرمن الخاليق من االثار

كلهاآثار تركيبه الهي آثار ذاتيه فالفالسفه القائلون بان المشتقات من مبادئها تجل وظهور يقولون بان الوجود في ذاتها مجرد حقيقي و بسيطه ذاتي ليس في ذاته و

وجوده غير وجوده ينفون عنه الغيريه بمعانيه المحسوس او المعقول يعني ان الوجود يكون بحيث اليكون في ذاته غيرذاته ليظهرالغيريه في تعقلك و تصورك و الغير ذاته يظهر الغيريه قبال حس من حواسك فالوج%ود مطلق ال بقيد االطالق

يقول شاعرهم في وصف الوجود )چنان درقيداطالقي كه اطالق توراقيداست هان اي ايزد پاك ( يعني بذلك يجب علي%%ك ان تظن او تعقد بان الوجود منفي عنه كل

قيد وان كان هذاالقيد بمعني االطالق فمنفي عنه كل حد و رسم كما يقوله الفيلسوف السبزواري الحاج مالهادي معرف الوجود شرح االسمي و ليس بالحد وال

بالرسمي فجعلت الفالسفه وجودا" بهذاالمعني مبدا" فقالواانه يتجلي و يتظاهربوجوده فيتحول بهذا التجلي و التظاهر خلقا" وعل%ي هذا كيفيه ظهورالخلق

عندهم انما هي بتجلي المبدء و ظهوره البش%%ي غيرالمبدء او ظهور بالتركيب فقالواان الوجود)ويظنونه الها" خالقا" ( يتجلي بوجوده فيكون بقيد التجلي والتظاهر

خلقا" و بقيد انه شي يتجل%ي و يتظاهر خالقا" فمفهوم الخلقيه و الخالقيه عندهم انما هي بالتعقل واالعتبار البالعين والحقيقه فاذا التعقل و الاعتبار اليكون هناك

خالقا" ومخل%%%وقا" فوصفوا الوجود في وجوده بانه مبدء المبادي و عله العلل ثم وصفوه بانه معاد لما يبدء منه فعلي هذا المعني يجتمع العلل االربعه في حقيقه

واحده و هذه الحقيقه عله فاعليه باعتبار انه تتجلي بظهوره فيري بعدان لم يكن ي%ري ويحس بعد ان لم يكن يحس و يظهر بعد ان لم يكن يظهر ثم ان هذاالوجود

بتجليه العله الماديه النه هوالذي يتجلي بالماهيات و يتظاهر بصوره الخاليق وكمها و كيفها كما ان النور هوالذي يتجلي بصوره الشمس والقمر فلو سئلت النور و طلبت

منه ان يجعل ضيائا" ونورا" يتجلي لك و يتظاهر بنوره و ضيائه الان%ه يجعل لك شيئا" منورا" غيرظهور نوره فالنورفي هذه الفرض هي العله الماديه لظهور االنوار

من وجوده ال انه بالفاعليه شي ء و بالعله الماديه شي اخ%%%%ري فالوجود عندهم كذلك فمن حيث انه يظهر ويتجلي عله فاعليه و من حي%%ث انه يتظاهر بصوره

الماهيات عله ماديه ثم انه بهذاالمعني عله صوريه ايض%ا" الن الوجود هوالذي يظهربالكميات والكيفيات و الموازنات و المقارنات بالوضع و العين و الجده وغير ذلك من المقوالت كماان النور هوالذي يطلع علينا بصوره الشمس و القمر او

المواد هي التي تظهرلناانواع االجسام من الجماد و النبات و الحيوان فالوجود بظهوره باعتبار الكميات و الكيفيات والتقدير و الهندسه بذاته عله صوريه ايضا" فهو

في ظهوره او بظهوره علي هذه الهيئات و االشكال والصورليس شي غيره كما يقولون ليس في الدار غيره ديار ثم الوجود ب%%هذا المعني التي يكون مبدا" هي العله

الغائيه ايضا" الن العله الغائيه هي التي استهدفه الفاعل فاراد وجودالعله الغائيه و

110

ظهورها ففعل فعله فالعله الغائيه هي المهيات بمفهوم الرجوع الي مرجعها و بمفهوم العود الي مبدئها فقالوا ان االشياء يظهر من مباديها الوجوديه بصوره التجلي و يرجع اليها بص%وره الصعود و التكامل فمن حيث ان المهيات بدء من

الوجود سميت عله فاعليه و ماديه و صوريه و من حيث انها يصعد اليه في سيره الصعودي يوصف بانها عله غائيه كما يقولون اليه يصعد الكلم الطيب فملخص

الكالم ان مفاهيم الخلق والخالق عندهم انما هي مفاهيم ظهور الوجود وافولها فمن حيث الظهور م%ن مبادئها بلباس المهيات )وهي حدود اعتباريه الحقايق واقعيه ( يسمي خلقاو باعتبار رجوعها الي الوجود و فنائها في مبادئها يسمي خالقا" او

ي%%%وصف بالعلل الغائيه فعلي ذلك اذا فرضنا بان هناك في الواقع و في الحقيقه الشي و الحقيقه اال وجود الله وذاته تعالي وجعلنا هذاالوجود مبدا" لما يظهر منه و

مرجعا" لما يرجع اليه يجتمع العلل االربعه في حقيقه واحده و الميز بينها اال باعتباركما يقولون ان المهيه اعتباريات و حدود و رسوم و امتيازات ذات%ي وغيرذاتي

ليس في الحقيقه شي في العين اوالذهن كماتظن الماء قطره فالقطره بعنوان المائيه شي ء و بعنوان القطره الشي ء اوينقلب الماء بخارا" ف%البخار بعنوان المائيه شي ء و بعنوان انه بخار الشي ء فانك رايت البحر حينئذ يخرج منه بخارالماء ينقلب

قطره مطرا"او ثلجا ثم ينقلب انهارا" واوديه ثم يرجع الي البحر في النهايه فاذا سئلت البحر من الموجد للبخارات و القطرات و من الفاعل الذي فعل البخارات والقطرات واالنهار يجيبك بقوله اناانقلبت بخارات و قطرات وانا انقلبت نهرا و

اوديه و سيوال ثم اذا سئلته بم جعلت البخارات و القطرات و ساير مايخرج منهايجيبك انابنفسي و بمائي جعلت مائي بخارا" و قطرات وانهار فيخبرك بانها

بنفسه العله الفاعليه و هي بنفسه العله الماديه ثم اذا سئلت البحر بانه كيف جعلت البخار والقطرات يجيبك اناالذي جعلت الماء بخارا" و قطرات مثلها بصوره البخار

بالماء و بصوره القطرات ايضا"بالماء ماركبت مياهي بشي ء غير مائي ليكون به بخارا" وقطرات فيخبرك بانها هي العله الصوريه التي يسئل عنها بكلمه كيف ثم اذا

سئلت البحر لم فعلت بخارا" و مياه%ا" و انهارا" يجيبك فعلت ذلك ليعود الي بعد خروجه مني فعلت ذلك لتنقلب بحرا"بعد ان كان قطرات و بخارا" وانهارا" فيجيبك

بان البحر هي العله الغائيه ايضا فالبحر او المياه بنفسهاهي الفاعليه و الماديه و الصوريه و الغائيه كان فاعال" جاعال" بنفسها من قلب الماء بخارا" و قطرات بنفسها

و تصور بصوره البخار و المياه و االنهار بنفسها ثم انقلب بحرا" بعد ان كان مطرا" ونهرا" بنفسها فانك تري المياه بنفسها قبل ان يتجلي او يتحول بصوره القطرات

تسمي%%ها وجودا" بحرا" او مياها" او غير ذلك تصفها بالمبدئيه والفاعليه و غير ذل%%ك من صفات يناسب شانها ثم اذ انقلب البحر بخارات و قطرات تسميها بسمه اخري تقول قطره و مطر و نهر ففي هذه السمه و الصفه تجعلها خلقا" و تسميها باسم

غير ماكان فيه من وجود الماء ثم اذارجع الي حالتهااالولي رجع الي البحربعد ان كانت مطرا" و ثلجا تسمي رجوعه هذاالي مبدئه معادا" بفناء القطرات ف%ي بحرها

111

فتقول انقلب القطره بحرا" بعد رجوعه الي البحر كذلك يصفون الخالق و المخلوق و الجاعل و المجعول و المبادي وماظهر منه يقولون بان هناك حقيقه واحده اليحد و اليرسم و اليوصف بصفه و اليسمي باسم اليدرك و اليتصور ليس لهذاالحقيقه كم و كيف و صوره و غير ذلك مما نفهمه و ندركه باذهاننا يسمون هذه الحقيقه في هذه

الحاله قبل االدراك والتصور والظهور والنمو والت%%جلي وجودا" و يقولون الوجود في و جوديته قبل الظهور و التجلي اليدرك و اليجس و اليمس و اليعلم له اين و اليقال له متي و كيف و كذلك يلغي فيه كل مايمكن من االدراكات و الصفات و االلفاظ و

غير ذلك حقيقه بحت بسيط مجرد منفي عنه الحدود مبعد عنه االقطار اليقال له هو اال هو وجود بالمهيه وجود اليري لنفسه غير نفسه و اليعلم و ال يجد هناك خالقا" و مخلوقا" ورازقا" ومرزوقا" الن هذه الصفات واالدراكات انما هي بتجلي الوجود و

ظهوره في مهياتها فاذا لم يتجل لم يظهر اليدرك بصفه و اليسمي باسم و السمه ملغا" عنه كل لفظ و عباره و ادراك فاذا اراد ان يكون له غيره و يكون مخلوقا" معه يظهر هذه العناوين والصفات والسمات و االدراك يتجلي الوجود بجلواته و

بذواته و ظهوراته ظهورا" بالتجلي ال بالفعل فهوفي هذه الظهور و التجلي غيره ذو مهيه و محدوديه و قابليه للصفات و السمات و االدراكات يتجلي هذاالوجود المطلق

بجلوات مختلفات بالمراتب البالذوات يتجلي بجلوته االولي ينقلب عقال" كلياثم يتجلي بظهور آخر ينقلب روحا" كلياثم يتجلي بظهورآخر تنقلب نفسا" ناطقه ثم

يتجلي بظهور آخر ينقلب ملكوتا" مالك كل شي ء ثم ينقلب بتجلي االخر طبيعه ماده ملكا" باقسامها من الجمادات و النباتات و الحيوانات فعالم الجماد والنبات انتهاء

تجلي الوجود نازال" كما ينتهي البحربظهوره نهرا" و سيال" وجمدا" الي ان يرجع الي مبدئه ثم يرجع الي الوجود من هذا االنتهاء صعودا" الي ان يرجع الي مابدء منه ينقلب االجسام بصعوده نباتا" و النباتات بصعودها حيوانا" و الحيوانات بصعودها

انسانا" واالنسان بصع%وده نفسا" ناطقه و الناطقه بصعودها تنقلب روحا" والروح بصعودها تنقلب عقال كليا و هذاالكلي بصعودها يفني في بحر الوجود فتنقلب وجودا"

فهذاالوجود مبدا" و هي العله الفاعليه مشتقه عنه ما بدء منه من المهيات و المجع%والت ففي هذه التحوالت بنفسها عله ماديه ثم هي بهذه الكيفيات عله صوريه

ث%م بعنوان رجوع المهيات في تكاملها الي مباديها عله غائيه فليس شي غيره من البدو الي الختم يقول موالنا علي ع ردا" علي هذه الفرضيات المختلفات كيف يبدء

منه ماهوابداه ويعود فيه ماهو اجراه هذا ما فرضته الفالسفه و وهمته في بيان كيفيه الخلق والخالق والمبدء و المشتق و اليقبل هذه الوهميات العقل و البرهان

الن الشي اوال" اذا كان في ذاته و وجوده مجردا" بحتا" بسيطا" و ليس في ذاته و وجوده غير وجود مجرد بحت بسيط غير متناه يمتنع ان ينقلب غيرماهو فيه و عليه

اال باضافه شي غيره عليه او بنقص شي غيره عنه فانه البد لكل تغيير صوري اوحقيقي من ثالثه و اليظهر التغيير الي النقص او الكمال بغي%ر هذه الثالثه .

112

االولي البدلكل تغييرحدا" كان او رسما" من مغير غير هذا المتغير و خارج عن هذا المتغير بخروج الوجودي مثال" يريد احد ان يجعل الماء جمدا" او الجمد مائا"

فلوجعل هذا الجمد او الماء في خالء مطلق ليس لها عامل خارج عنه او داخل فيه يجعله جمدا"ان كان مائا" او يجعله مائا"ان كان جمدا" اليمكن ظهور هذاالتغيير

ابدا" النه ال مغير هناك للجمد يجعله مائا"و الللماء يجعله جمدا" و اليمكن الحدوث بالمحدث والتغيير بالمغير ابدا" فمن الذي او ما هوالذي يجعل الجمد مائا"بادخال

الحراره فيه او بادخال الحركه في ذات الجمد ينفصل به اجزاءالماء بعضها من بعض او من الذي يجعل الماء جمدا" باخراج الحراره عنه يتصل به بعض اجزائه ببعض

فيكون مايعا" سايال" ينقلب بعده هذا االنفصال متصله فان قلت العامل ذات الماء او الجمد يجعل الجمد نفسه مائا" او يجعل الماء نفسه جمدا" قلنا ان كان هذاالجعل

و التغيير اثر ذاتي و وجودي للماء او الجمد فيمتنع ان يدع الشي اثره الذاتي و الوجودي فهل يمكن للجمد ان يدع البروده بنفسه او الماء ان يدع الحراره بمائيته

فان المائيه ان كان باثره الوجودي

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( مائا" الينفك هذااالثرعنه ابدا" الن الشي اليدع لوازم نفسه و وجوده كما ان االربعه اليدع اثره الزوجيه بنفسه والثالثه اليدع اثره

الفرديه بنفسه الن ل%%وازم الوجود عين الوجود اليكون الشي بلوازم وجوده شيئين ليدع احدهما ويحف%ظ االخرهل يمكن للنور ان يدع نورانيته اوللظلمه ان يدع

ظلمانيته اوللماده والجسم ان يدع بعده ومحدوديته فاليمكن فالماده ابدا"ازال"ذابعد ذانوريه وضياء وكذلك كل شي ولوازمه الوجودي وح%%دود والنورابدا" ازال"

اوماه%وي فالزوجيه يالزم االربعه وينقسم الي قسمين متساويين والفرديه يالزم الثالثه والينقسم الي قسمين متساويين وكذلك كل شي ولوازمه فان كان

الجمد بذاته جمدا" اليمكن ان يدع الزمه الذاتيه بنفسه اوبعامل خارج عنه وكذلك الم%اء ان كان السياله من لوازمه الوجوديه اليمكن ان يدع بنفسه اوبعامل خ%ارج

عنه لوازمها الوجوديه فينقلب جمدا" اوغيره فليس الجمديه وهي اتص%%%%%ال االجزاء وسكونهاعن حركتها من لوازمهاالماهيه والوجوديه وكذلك الس%%ياله للماءليست من

لوازمه الوجوديه والمائيه فالبد النفصال االجزاءلينقلب الجمد مائا"اواتصال االجزاء فينقلب الماء جمدا" من عامل خارج عنها الن الذوات اليقبل التغييرابدا" االبعامل

خارج عنه بعدان كان متقبال" في ذاته االثار و التغييرات فالجمد في ذاته متاثر اوال"اي قابله لقبول التاثيروهذه التاثر ينشاء من قابليه انفصال االجزاء وحركتها

بعدسكونهااوسرعه حركتهابعدبطئها ثم بعدهذه القابليه البدلوجود هذاالتاثر من شي يتاثر به وعامل يوثر فيه اي يجعل فيه هذه االثرفالعامل الموثر في الجمدلينقلب مائا" هي الحراره يدخل فيه اذاكانت الحراره بحركه االجزاء فيدخل اوبعامل محرك لالجزاء

113

في%%حرك ينقلب الجمد مائا"ثم البد من عامل اخري يخرج الحراره عن الماء فيس%%%كن فينجمداويدخل الحراره فيذوب ويسيل فينقلب مائا"فان كان والبدمن

مثل هذه التغييرالسازج البسيط من عامل مغير ومن شي اخري يغير به العامل ويتغير به المعمول فكيف لخلق مثل هذاالخلق العظيم وهذه التغييرات العم%%%يقه

العجيبه في وجودها وفي خارج وجودهامن نوع الذاتيات والعرضيات فهذاالوجود الذي فرضته الفالسفه مبدا"وقالت انها تغيرت وتحولت في ذاتها و وجودها الي غيرها

فصارت خلقا" بعدان كان خالقا"وماهيه بعدان كانت وجودا"مع ما فرضوه وجودا" مجردا" بحتا" بسيطالم يكن في وجوده غيروجوده فكيف انقلب محدودا" بعدان كان

في وجوده غيرمتناه نافيه الحدود وكيف انقلب ساكنا"او متحركا" بعدماكان في حد وجوده نافيه السكون والحركه وكيف انقلب متضادين اومتناقضين بعدان كان في حد

وجوده نافيه التضاد والتناقض وغيرذلك مما ينقلب به الوجود الي المهيات فيتنزل كما يقولون في سيره النزولي اوكيف ينقلب المهيات الي الوجود متصاعدا" فيدع

عن ذاتها ماهيتها ول%%%%وازم ماهياتها فانقلب وجودا" بعدان كان ماهيه فاذاكان واليمكن للجمدان ينقلب مائا" من غيرعامل ومابه يعمل اوالماء ينقلب جمدا"

بالعامل اومن غيرم%ا به يعمل فكيف يمكن لهذاالوجود البحت المجرد البسيط ان ينقلب مح%%دودا" بحدود الماهيه اومعروضا" عليها العوارض اوجوهرا" يعرض عليه

العوارض و غيرذلك بالعامل خارج عنه اوبالدليل يتاثراويوثر فيه الموثرات فدع عنك ان تفرض وجودالله تبارك وتعالي مبدا" وغيره من الخاليق ناشئا" عن هذاالمبدء

بايه نشوء و اشتقاق ممكنه اومفروضه وخذبمايقوله علي ع نابغه التوحيدوعارف الحق حق المعرفه يقول كيف يبدء منه ماهوابداه ويعود فيه ماهواجراه اذا" لتجزي

ذاته والمتنع من االزل معناه ولصار مخلوقابعدان كان خالقا"ومحدثا" بعدان كان محدثا"فانف عن وجودالله تعالي كل هذه المفروضات والموهومات والخياالت فانه تعالي ينفي مبدئيته بقوله لم يلد ومعاديته بقوله لم يولد فلم يولد عنه شي ئ ليرجع

فيه فيكون معادا" ولم يلد شيئا"بدء منه فيكون مبدا" فليس هو تعالي مبدا"والمعاد انما هوالمبدء والمعيد فعال لمايريد.

ولعلك تقول فان كان الله تبارك وتعالي لم يلد شيئا" اي لم يخرج عن وجوده شي باي كيفيه كان وتقول اليمكن ان يكون مبدا"لشي بدءمنه فمن اي شي بدء

المخلوقات اوخرج منه فانا نري ونعلم ان االشياءمعدودات محدودات كلهايشار اليه وكلها محدودبالكم والكيف فلذلك يكون اعدادا"اواحادا" بمعني العدد والبد لكل عددمن مبدء فماهي مبدء االشياءاذاليكون الله تعالي مبدا" فانه البد لكل واحد

عددي محدودمشاراليه في العين والعلم من واحدمبدي يبدءمنه وبعباره اخري ان موجوديه كل مانري بالعلم اوالعين انماهي بالكم والكيف . فالكم يحكي

لنا مقاديره من االبعاد الثالثه ومن الواحدات المنف%%%رده او المجتمعه يحصل به الحجم اوالسطح اوالخط فكل مايقدر بمقدار يسمي كماواما بالكيف وهي االثار

والخواص والموازنات والمعادالت والمقارنات والعين والوضع والجده وغيرذلك مما114

وصفوه كيفا" وانك لتعلم ان الك%%%م والكيف كلها عرض يعرض علي الشي والعرض في ذاتها عدم والذي يكون وجودا" اوموجودا" انما هي معروض العوارض

الالعوارض بنفسها فالمياه مثال"بالعرض يجعل قطره ونهرا" وبحرا" وغيرذلك والموادكذلك بالعرض يجعل كمامن االبعاد والسطوح والخطوط والمقادير من

الزمان والمكان وساير المقياسات فكل شي يظهرلنا في اعيننا اوفي اذهاننابصوره اوبخاصيه واثراوبموازنه ومعادله وساير مايمكن ان يكون به الشي شيئا" انما هي

بالكم والكيف وهما ذاتها و وجودهما عرضان ودليل عرضيه هذين قابليتهما للسلب فكما انهما تعرضان علي الجوهر فتثبتان ثم تسلبان عنه فينفيان فااللوان تعرض

علي الملونات و االبعاد كذلك علي المواد واالجسام وغيرذلك تعرض علي شي فيظهربهذه العوارض كما هي شان الصنايع ومواده االوليه فالفلزات مثال" تكون

حديدا" والتك%ون سياره وطياره واالخشاب تكون خشبا" والتكون عرشا" وكرسيا" وغيرذلك فت%عرض عليه هذه الصورواالشكال تتحول سياره وطياره كذلك المواد

الترابيه تتحول نباتا" وشجرا" وغيرذلك فالذي يكون به الشي شيئا"انماهي بالماهيه والماهيات عرضيات اعتباريات ليست بحقايق ثابته فان كانت الماهيات في نفسهاحقايق ثابته لم يكن ليثبت اوينفي منه فصوره السياره

والطياره بالمق%%%ايس%ات والمعادالت يعرض علي الفلزات فتكون بهذه العروض سياره ثم يسلب عنها هذه الصوره فترجع الي ماكان في المعادن حديدا"اوذهبا"

وفضه وكذلك يعرض علي المواد الترابيه صورالنباتيه بالكم والكيف فتكون شجرا" اوحيوان%ا" او انسانا" ثم تسلب عنه هذه الكميات والكيفيات فترجع الي التراب

في%%%كون ترابا". فنسل هناك من اين ظهرهذه الصورواالشكال والعرض علي الموادفتحول به نباتا"

شجرا" اوعرض علي الفلزات فتحول به سياره وطياره ماهي قبل عروضه ومايكون بعدعروضه من اين يجيئي هذه الصوروالي اين يذهب فمايكون العرض قبل عروضه

علي الشي ء اوحين عروضه اوبعد عروضه فماهي صوره السياره والطياره قب%%ل عروضه علي الفلزات اوحين العروض فنري كل هذه اعدام اعتبرناها وجودا" ولم يكن

وجودا" في الواقع ... اليمكن الحد ان يقول اويدعي بان صوره اللبنة العارضه علي الطين شي موجودقبل العروض وحين العروض ومسلوب موجود بعدالعروض

واليمكن الحد ان يقول زيدعلي الطين صوره بمعني اللبنة فامتزجت بالطين اوادغمت فيه اوركبت الطين بالصوره فهما شيئان موجودان حقيقتان

احدهمايسمي عرضاواالخره معروضا" فماهي اللتي عرضت علي الطين فصارت لبنه اوعرضت علي الفلزات فانقلب فتحولت به سياره و طياره الشك ان العوارض في

ذاتها و وجودهااعدام واليكون في الواقع موج%ود حقيقي قابله للروئيه بالعين والعلم االمعروض العوارض التي سمته الفالسفه جوهرا" اووجودا". ثم انا نقدر ان نسلب

عن كل شي ماعرض عليه من الكم والكيف فنرجع بالخاليق الي ماالكم فيه والكيف . فنسل هناك ماهي التي بقيت في العالم بعدسلب العوارض من الكميات والكيفيات

115

فان قلت لم يبق شي بل عدم االشياء بعدم عروضها و معروضها فالبد ان نقول بان كل شي عدم خرج من عدم ورجع الي عدم فالعرض والمعروض عدم كلها

وهذاشبهه السوفسطائيه الذين قالوابان كل ما في الكون وهم اوخيال اونقوش في مرايا اوظالل والشك ان مايقولون مردود طردته جميع العلماء والمحققين .

وان قلت بان هناك بقيت شي بعد سلب العوارض كلها من الكم والكيف فهن%اك شي اواشياء بالكم وكيف جوهرفي وجوده اووجود في حقيقته مسلوب عنه الكميات

والكيفيات بحذافيرها اليجس واليمس واليحس بالحواس واليشاراليه بالعق%ول والبنان فهي شي الاسم له والرسم له والعين له والمتي واليقال كيف يكون اوكيف كان كل ذلك السئواالت ملغاه في علم السائل والمسئول فهناك بعدسلب العوارض من الكم والكيف من الحدود والرسوم شي الكاالشياء اليكون له كفووالشبيه جعلناها

مبدا"لظهور مابدء منه . فان جعلته ربا" فهورب اوخالقا"فهوخالق وهذه المبدء اوالمبادي هي اللت%ي ضلت فيه عقول الفالسفه وفلسفتهم فجعلوه مبدا" وخالقا"

وربا" وقالوا ان كان هناك رب واله يبدء منه المخلوقات فهو وان لم يكن رب واله فلم يك%ن غيرالمبدءاوالمبادي في العالم شي فهو شي وحقيقه

في الواقع مبدءالموجودات فسمه باي سمه شئت ثم قالت الفالسفه في فرضياتهم وتعقالتهم بانه البدللمهيات من الوجود والبد للمكن من الواجب فلولم يكن

وجودلم يكن ماهيه ولولم يك%ن شي واجب ثابت لم يكن اولم يمكن ظهور شي ممكن ودليل الوجود انماهي ظهور الماهيات كذلك دليل الوجوب انماهي االمكان

ودليل الجوهراوالجواهر انم%ا هي العوارض فبدليل العوارض والماهيات نحكم قطعاجزما" بان هناك وجوداو وجودات ظهربالماهيات واشيربها عليه فان المهيات

اوالممكنات كما بيناه انما هي في ذاتها وجودات اعتباريه الحقيقه لهافلوكانت المهيات في نفسها حقايق فان الحقايق في ذاتها ثوابت اليسلب الحقايق

عن حقيقتها والالوجود عن موجوديتها والمهيات قابله للسلب واالثبات كما بيناوالمهيات في نفسها موازنات معادالت واشكال وصور عرضت علي الوجود

اوظهرت الوجودبها فتركن%ا المهيات والصور واالشكال التي تجمعهاويبينهالغه الكم والكيف وراءظهورنا اوتركناها وراء العلم والعين الن التي يدرك بالعلم ويشاربالعلم

ال%%يه انما هي شكل وحدود كما ان التي يري بالعين ويشار بالعين اليه انما ه%ي حدود وعوارض فندع مانري في العلم اوالعين ونرجع الي وراء العلم والعين

وحيئذتبطل وتنقضي مافي عيونناوعلومنا فنقول حيئذ ماهي في ماوراء العلم والعين اهناك شي ظهرقبال العلم والعين بالعوارض واالشكال اوالشي فاليمكنناان نقول انه

الشي خرجت بصوره الشي ب%ل يجب علينا ان نقول شي خرجت بصوره هذه االشياء فماهي ماوراءالعلم والعين و هي التي فرضته الفالسفه ربا"فسمته وجودا" وقالت ان

كان هناك خالقا" فهو اوربا" والها" فهو ينطبق عليه صفات الربوبيه وااللوهيه بتمامهاوكمالها النه الشي وغيره الشي وانه مشئي االشياء ومعرض العوارض

وانه الذي يظهروبه يظهر غيره اويخفي وبه يخفي غيره ويقوم غيره ويحيي وبه يحيي 116

غيره ولولم يكن هوال يمكن اواليكون شي غيره فمالنانتجاوز عنه الي غيره فنسميه ربا" ونفرض هذه الشي في وراء العين اوالعلم مبدءللمخلوقات

فان كانت المخلوقيه بالكم والكيف فمنفي عنه الكم والكيف وان كانت المخلوقيه باالشكال والصور فهذا التي في وراء العين والعلم منفي عنه

االشكال والصور وان ك%%%%انت المخلوقيه بالعدديه والمعدوديه فهي منفي عنه العدد والمعدوديه وكذلك التجدفي المخلوق اوالمخلوقيه صفه به المخلوقيه والمجعوليه

االومنفي عن هذاالشي الذي في وراء العلم والعين الرويه بالعين والعلم هي الصفه التي به جعلته مخلوقا" فاليري هذاالشي في وراءالعلم والعين واليدرك واليجس

واليمس وال يشبه بشي والمثل له والنظير الن موجوديه كل هذه االمثال والنظائر انما هي بالكم والكيف وهذاالشي الذي في وراءالعلم والعين منفي عنه كل

كم وكيف فمالنا النجعلها ربا"والنعتقدهاالها" وهي التي ينطبق عليه كل مايمكن ان ينطبق علي شي يكون ربا" والها" فلذلك قالت الفالسفه وتابعوها باجمعهم انهااله و

رب في وراءالعلم والعين وجوديبدء منه الموجودات ومبدءيظهرمنه المشتقات .

فنقول الفالسفه باجمعهم طرا" علي اختالف مذاهبهم واقوالهم في السلوك من االشراقيين والمشائيين واهل الكالم وتابعي وحده الوجود اوالموجود وتابعي اصاله الماهيه اواصاله الوجود لم يختلفوافي االعتقادبان ماوراءالعلم و العين شي واحد فمن قال باصاله الماهيه علم بان المهيات في حقيقه%ا شي واحد وغيرها اعتباري

ومن قال باصاله الوجودعلم وعرف بان الوجودفي ماوراء المهيات شي واحد وحقيقه واحده ومن سلك مسلك العرفان والوصول الي الحقايق باالشراق علم وعرف بان

ماوجده مبدء االشراق شي واحدوحقيقه واحده ومن سلك مسلك المشائين وارادان يجدالحقيقه بالمشي واالستدالل استدل ايضا" علي ان الحقيقه حقيقه واحده

واليكون الوجود االشي واحدجعله مبدا"فكل هوالءاالقوام قالوا باجمعهم ان الحقيقه واحده وان الوجود اصل واحد وحقيقه واحده وما سويه امورعرضيه اعتباريه فانك التجد هناك من الحكماءوالفالسفه واهل الكالم من اعتقدمنهم بان هناك في الوجود

حقايق مختلفه متفاوته احدها مبدء بالضم واالخري بالفتح مبدء والتجدهناك من يقول بان الخاليق والمهيات في وجودها غيرالوجودوانما جعلواغيرية المهيات بالنسبه الي الوجود بالمهيئه واالعتبار البالحق%يقه و الوجود فاشتراك الوجود

واختالف المهيئه امر قالته الفالسفه والحكماء باجمعهم وقالوا بان منشاء االختالف هي المهيات الالوجود فالوجود حقيقه واحده والمهيات امور مختلفه اعتباريه وظنوا

ان لواعتقدوا بان هناك في الحقيقه وبالحقيقه شيئان مختلفان احدهاوجود الله تعالي واالخري وجوديبدء منه المخلوق%%%ات اعتقدوالله تعالي شريكا" لواعتقدوابان

وجودالخاليق غيروجود الخال%%ق .

117

المسئله المشكله المعضله ان نقول ماهي التي يبدء منه الخاليق الي الكم والكيف واالشكال والصور وماهي الذي يبدءالمبادي ثم يخرج من هذه المبادي التي

ابدالخاليق واالشكال والصور هل المبدء والمبدء في حقيقتهما شي واحداوشيئ%ان مختلفان متبانيان في ذاتهما وحقيقتهما فانانري ان هناك في العالم اشكاال" وصورا"

واجناسا" وانواعا"يشار اليها بالعلم والعين سميناها اع%دادا و احادا" عدديا" نشيراليها ونقول هذاوهذاوذلك وتلك وهوالء غيرذلك ممايدل علي ان ماعلمناها

اورايناهااشيائا" محدوده معدوده قابله للوحده والكثره والتعددوغيرذلك نسمي هذه االشياء التي نشير اليها في العلم والذهن احادا" عدديا" النها اعدادحقيقه في

العلم والعين نقدر ان نعددها باعينن%%%ااو بادراكنا وعلومنا فكما انا نقدر اويمكن لنا ان نعددونحصي ما نريه يمكن لنا ان نعددو نحصي ما نعلمه فالعالم يحصي ما علم

والرائي يحصي مايري فالمعلومات والمرئيات محصيات ومعدودات في ذاتها وحقيقتها تشير بعقلك وفكرك وساير ماتدرك به من التفكر والتعقل الي معلوماتك فتحصيها وتعددها وتكتبهافي في الصحائف واالوراق الي ان تنتهي الي منتهاها الي حيث التعلم والتدري شيئا" االواحصيت فهناك ينتهي علمك الي منتهاه وتقول في

احصاء ماتعلم اني اعلم النباتات بانواعها واعلم االجسام والجمادات بانواعها تقول هذاشجر وهذامدر وهذاجبل وهذانوع وهذاجنس وهذاجوهروهذاجن وهذاجبرئيل وميكائيل وهذامااعلمه لوح وهذاقلم وغيرذلك مما تعلم والتري وكذلك تحصي

وتعددم%ا تريه بعينك كما احصيت وعددت مارايته بعلمك فتقول جميع ماتري وتعل%%%م معدودات اواحاد محدوده يشمله االعداد الي اخرها فتقول كوكب - كوكب%ان - كواكب - سماء - سمائان - سموات سبع سموات وس%%بع ارضين ومالئين من الكواكب

اوتقول ملك - ملكان - مالئكه الف ملك عشره االف ملك يقول االمام علي اب%%ن الحسين ع في وصف المالئكه ويدعولهم يقول والنازلين مع قطرالمطروالحافين

حول العرش وغيرذلك من العبارات والكلمات يصف المالئكه بانهامحدودات معدودات يثني ويجمع ويستعمل فيهااالعداد من واحدالي ماليين والف والف ماليين مما النهايه له من االعدادفالمالئكه والجن واللوح والقلم وغيرذلك معلومات ليست بالمرئيات ان

يري بالعين فيعددويشاراليه بالبنان فعلي ذلك نقول كل مانعلم اونري معدودات محدودات في ذاتها مشاراليه بالعين اوالعلم ممتازه بعضها عن بعض فشي نعرفه

بانه جبرئيل غيرشي نعرفه بانه ميكائيل اوغيره م%%%ن المالئكه والمالئكه الذين نعرفهم بانهم حافين حول العرش

غيرالمالئكه الذين نعرفهم بانهم النازلين مع قطر المطر اوالمصورين في االرحام اوالموكلين لقبض االرواح و اماته النفوس وغيرذلك من االفاعيل التي تفعله المالئكه فعلي ذلك نقول ان الذي نعلم ونري كلها في ذاتها محصيات ممتازه بعضهاعن بعض

بالحدود واالشكال والصور والصفات ويخبرالله تعالي عن هذه االحصاء والتعديد في كتابه يقول في مايصف المالئكه واالرواح بقوله في سوره مريم ان كل

من في السموات واالرض االاتي الرحمان عبدالقداحصاهم وعدهم عدا" و كلهم اتيه 118

يوم القيامه فردا" وكذلك يقول في سوره يس يصف علم االئمه ع بقوله وكل شي احصيناه في امام مبين يخبرالله تعالي عن احصاء ماعلمه اوعلمه االئمه ع فلولم يكن ما علمه تعالي اوعلمه االئمه ع احادا" عدديه ممتازه بعضهاعن بعض او مراتب كذالك

لم يخبر عن احصائها فان االحصاءوالتعديدانما يجري في اشياء مصوره محدوده ممتازه بعضها عن بعض في اشكالها وصورها اوفي ذواتها وحقيقتها و مراتبها

فلوكانت االشياء و االشكال حقيقه واحده غيرمتشكله وغيرمحدوده وغيرممتازه بعضها عن بعض لم يمكن ان يحصي ولم يخبرالله تعالي عن احصائهافانك وغيرك

من العلماءاليقدر ان يحصي المياه في البحر الن المياه في البحر حقيقه واحده غيرممتازه بعضها عن بعض ويمكن للعالم ان يحصي المياه بصوره القطرات

اواالنهارالنهابصوره القطرات اشكال مختلفه وفي البحر حقيقه واحده فاخبارالله تعالي عن احصاء ماعلمه اوعلمه االئمه ع وتعديد ماعده دليل واضح وبرهان مبين علي ان هذه المحصيات والمعدودات اشياء متفاوته مختلفه في

صورها واشكالها اوحدوده%ا وعوارضها فلوكانت الشي الذي يصفه ويسميه بانه جبرئيل عين الشي ال%%%ذي يصفه ويسميه بانه ميكائيل اليجوز في العلم والحكمه ان

يصف حقيقه واح%ده بصفتين اويسمه باسمين احدها جبرئيل واالخري اسرافيل االباالمتيازوالحدود اوالمراتب وان كانت االمتيازات والحدود اعتباريات واالحصاء والتعديد دليل عل%ي ان ما احصاه وعدده اشياء وافراد ممتازه بعضها عن بعض

محدودات بحدودمعينه فيجوز لناان نقول بان كل مانري ونعلم احادعددي يستعمل فيه االعدادبالتعديد واالحصاء فتلك التي نريه ونعلم احاد عددي ثم انه البدلكل

عددمن مبدء يخرج منه ولولم يكن المبدء لم يكن العدد الن االشياء مصنوعه مخلوقه ممتازه بعضها عن بعض فالبد ان يوخذ من شي يصنع به ويركب

ويخلق يجعله الله شيئاثم يسميه بسمه او وصف ثم يعلمه خلقه ويقول له هذاجبرئيل وهذاميكائيل وهذاجن وهذا عرش ايضااوسماءاوغيرذلك وبتعبيراخري البدلظهور كل شي من علل مادي يصنع به ومنه واليمكن بل يمتنع في العلم ان يظهرالشي بالشي

يشيئه اويظهرالصوره بالشي يصوره والعلل الماديه هي التي يصنع بهااالشياءويخلق يريدالله تعالي ان يخلق ملكااوروحا" وهما من الروحانيات فالبدله تعالي قبل خلق

المل%%ك والروح ان يخلق ويجعل شيئايصنعه ملكا" والشي الذي يصنع الله به ومنه المالئكه اوروحا" اخري من الروحانيات هي العله الماديه فلوسئلت

ربك وقلت له ب%م صنعت روح علي ع وبم خلقته وبم صنعت جبرئيل وميكائيل البدلله تعالي بقضاوه العلم والحكمه ان يجيبك جوابا" عن سئوالك ويبين لك شيئا"

اخذمنه وج%%ود االنبياء واالولياء والمالئك وسئوالك هذاعن الروحاني%%ات مثل سئوالك ع%ن الماديات فلوسئلت ربك بم صنعت الشجرو المدروالحجروالتراب يجيبك عن مواد صنع به الحجر والتراب يجيبك عن مواد وذرات ركبه فصنعه بشكل االحجار و االشجار فلوقال المن شي يجيبك عن خلق شي بالعله ماديه وخلق الشي بالعله

ماديه كخلقه بالعله صوربه وغائيه وفاعليه فكما ان خلق الشي بالعله فاعليه

119

اوص%%وريه ممتنع في العلم والحكمه كذلك خلق الشي اواالشياء بالعله ماديه ايضا" ممتنع والممتنع هي التي اليجوز في الحكمه واليجوزه علم الله تعالي وعلم االنبياء و

المرسلين فلذلك نري في بعض االحاديث ان االئمه ع يجيبوننا عن خلق العرش والروح وساير االنوار بعله ماديه اخري خلقه قبله يقول علي ع ان الله خلق العرش من انوار

اربعه نور احمر به احمرت الحمره ونور اصفربه اصفرت الصفره ال%ي اخر ما يقول فعرش الله تعالي انما هي من الروحانيات وعرش الله تعالي ف%ي الروحانيه اعلي

واجل من المالئكه النه جعل المالئكه حافين حول العرش ول%م يجعل العرش يحف حول المالئكه فعرش الله وكرسيه من الروحانيات قطعا ال من الماديات فيخبرعلي ع

بانه خلق العرش من االنوارفجعل االنوار عله ماديه لخلق العرش والحيوه والقوه في الحديث الذي روي في كتاب احتجاج الطبرسي ..... وملحض الكالم انه يمتنع

في العلم والحكمه ان يكون العدم مبدا" لظهورالوجود والبدلظهور كل شي خلقه من شي اخري يكون له عله ماديا" فلوسئلت بم خلق الله النور البدله تعالي ان يجيبك عن

شي جعله نورا" وسئلت بم خلق الله االشياء البدله ان يجيبك عن شي خلق بهااالشياءوهداالشي التي يخرج منه االشياءويصنع به هوالعله الماديه لخلق الصور

واالشكال وهذه العله الماديه هي المب%دء وهي التي يخرج منه الكم والكيف واليكون في ذاته و وجوده كما" وكيفا" و يخرج منه االشكال والصور واليكون في وجوده

شكالوصوره يخرج منه المالئكه ولم يكن ملكا" يخرج منه االلوان ولم يكن قبل ذلك لونا" يخرج منه ال%%%%روح والروحانيات ولم يكن قبل ذلك روحا" وروحانيه وغيرذلك

فكل ماخرج من هذا الشي بصوره الروح اوالملك عدد وهذاالشي الذي خرج منه االشياء مبدءفلذلك نقول البدلكل عددمن مبدء والعددفي

هذاالموردبمعني الشي المخلوق في العالم الشي الذي نشيراليه ونعرفه باعدادناالخطي اواللفظي الذي نقول اونكت%ب يك - دو- سه ففي الواقع العددفي هذاالمورد معدوداعدادنااللفظي اوالخطي فلو قدرت اوعلمت بان تعلمناعن عدد

معدود ممتازه في ذاتها ووجودهاعن غيره بالمبدءفافعل وكيف يمكن ظهورالعددبالمبدءاوظهورالمبدء) بفتح اليم ( بالمبدء )بضمها( فالبحث كل البحث في هذاالمورديدورحول المبادي و المشتقات والعددوالمعدود.فنقول ماهي المبدء

الذي بدءمنه وظهرمنه الخاليق من الروحانيات والمالئك و العرش والكرسي والعقول واالوهام والمواد وكل ماسوي الله تعالي فان بدء الخاليق من وجودالله وذاته ان

تقول اخرج الله تعالي المبادي والمشتقات من هذه المبادي من ذاته و وجوده بحيث يكون وجودالله تعالي مبدا" لغيره واخرج الله تعالي كل شي من وجوده بحيث نقول باشتراك الوجود بين الخاليق وخالقها فيجب اويجوزلله تعالي ان يجعل وجوده خلقابعدان كان خالق%%ا" وحدثا" محدثا" بعدان كان محدثا" خالقا" وهذاباي نحو كان

بكيفيه التجلي اواالخراج يوجب لناويجبرناان نقول بان وجوده تعالي صارا" مبدا"ومرجعا" للكميات والكيفيات ويحب لنا ان نقول بانه تعالي تجلي واجري في

وج%وده التجزئه والتبعيض بان جعل بعض وجوده ملكا" وبعض وجوده روحا"

120

وبعض االخري عرشا" ولوحا" وقلما" وغيرذلك فتعالي عن ذلك علوا" كبيرا" بان يكون بينه وبين خلقه تشابها" وجوديا" التشابها" ماهويا" وانه تعالي جل عن مالئم%ه الكيفيات ومشابهه الموجودات في وجودها وماهيتها كما في دعاءالصباح يا من دل

علي ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته و جل عن مالئمه كيفياته و يجب عليناان نقول بانه اليكون عددا" والمبدا" لظهوراالعدادفنرفع عن وجوده

معني المبدئيه كمارفعنا عنه معني العدديه . وان قلت ان لم يكن هوتعالي عددفماله فقد وصف نفسه باالحديه وال%واحديه يقول

انما الهكم اله واحد وهوالله الواحدالقهارثم يقول قل هوالله اح%د الي اخرالسوره فالواحد واالحد عدد. فنقول انه تعالي واحداحد لم يكن له ثان كماتكون لسايراالحاد

فاالنسان و الشجر والحجر وغيرذلك ممانري في العالم واحد ويضمها واحداخري فيكون لها ثان واخري يكون لها ثالث فمامن واحد من الكميات والكيفيات

االولهانظائر مثلها يكون ثان لها وثالث ورابع وهوتعالي ايضاواحد واليكون له ثان وثالث ورابع فالفرق بين واحديته تعالي و واحديه غيره انه يكون لسائراالح%%اد

نظائرواليكون له تعالي مثل ونظيرفاليرفع عن وجوده تعالي معني ال%واحديه بدليل انه اليوجد له مثل والنظير ونقول في جوابك ايضايطلق العددواالعداد علي الشي

بدليل المحدوديه وبدليل انه يشاراليهاوبدليل انه يكون له نظائر مثلها وبدليل انه يخرج من مبدء متناه اوغيرمتناه فالشي الذي كان له مبدء وحد بحدود وامتيازات خاص وكان

له نظائرويشاراليه يكون عددا" وهوتعالي اليكون واحدا" بهذه الصفات فهوواحد غيرمحدودوغيرمتناه و واحد اليشاراليه بالعين اوبالعلم والعقل وواحداليكون له نظير

في جنسه وساير صفاته وه%و واحد اليتجزي واليتبعض و واحد لم يخرج من شي فيكون له مبدء ولم يخرج منه شي فيكون مبدء لشي وهو واحد ليس له نظير

والشبيه في ذاته وصفاته وه%%و واحد البمعني العددكما يصفه علي ع في كتابه و في خطابه واحدبالعددواحداحدي الذات ومعني احدي الذات انه اليجري في ذاته

تجزيه وتبعيض واليكون في ذاته انفصال اوخالءوجوف كما يفسراالمام ع كلمه الصمد بانه الجوف له فان كان في ذاته ووجوده اجزاء منفصله اومتصله فبانفصال االجزاء

اوباتصال االج%%زاء بعضها عن بعض ان خرج عنه شي يظهر في وجوده خالءبتلك الخروج الن الخ%ارج اليكون منه واليناسبه وان عرض عليه عرض اوحد بحدوداخري يكون وجوده معرضا" لعروض العوارض والحوادث فالمعروض له العوارض والمحدود

بحدود خاص غي%ر تلك المعروض والمحدود فيظهر في وجوده وعلي وجوده ميز وامتي%از وحدود وعوارض فهوتعالي بتلك الحدود والعوارض غير تلك الحدود

والعوارض كما ان الهواء اذاعرضت عليه عرض اوتغيرت بتغييرحدودي اوماهوي اوغيرذلك من االمتيازات تكون تلك الهواء اوالفضاءالمعروضه عليه

العوارض غير هواء و فضاء لم يعرض عليها هذه العوارض فهوتعالي واحد البمعني العددينفي ع%%ن نفسه العدديه بقوله لم يولد النه تعالي اذاولدعن شي يكون عددا"

الن الشي الذي ولدمنه قابل الن يخرج منه مولودمثل ماخرج منه فيكون واحدا"121

عددا" له مبدءوالمبدء فوق العددفينفي تعالي عن نفسه العدديه بقوله لم يولدفهو واحد بالمبدء وبالحدود وامتيازات بتمام معاينه الحدود العقلي والعلمي و الواقعي

وغيرذلك . ثم انه تعالي ينفي عن نفسه المبدئيه بقوله لم يلد النه اداولدمنه شي باي معنا" كان بالتجلي اوالظهور اوالخروج بمعني التجزيه فهذاالذي ولدمنه غيره يجب ان

يكون بعضا" منه كمايتولد النور من النور فيكون بعضه وغيره ويتولد الماده من الماده والروح من الروح وسايرالمشتقات بكيفيه الظهور والتجلي وغيرذلك

فاليجوزان يخرج منه تعالي شي يكون ولدا" منه وهوتعالي مبدا" لهذاالخارج فهولم يلد ولم يولدلم يكن واحدا" بمعني المبدء ليخرج منه الشي ولم يكن واحدا"

بمعني العددليخرج من شي فهوواحد البمعني العددوالمبدء. وان قلت يمكن لنابتحليل من العقل و تبيين وتوجيه ان نقول بدءاالشي%اء من وجوده بمعني الجلوه والتجلي والظهور فالنقول انه مبدءخرج منه شي كمث%ل خروج الماده

من الماده والنورمن النوربل نقول انه مبدء بمعني الظهور في شي وعلي شي كمايظهر لناالماء بالخروج شي من الماءمنه ويظهرلنا النور بال تجزيه وتبعيض وبالخروج نور من النور فمبدئيه تعالي كمبدئيه نورالش%م%%س بشعاعها ومثل

سراجنايظهرلناالشمس بعدحجاب بينناوبينهاورفع هذاالحجاب فنستضي ء بنورالشمس بالخروج نورمن نورها فهذاالنور في بيننامتصله بنورالشمس لم يخرج من نور الشمس نوربل خرجناالي نورالشمس فعلي هذايمكن لناان نقول لم يخرج

منه شي فيكون والدا"ولم يخرج من شي فيكون مولودا" بل هوتعالي ظهرلنابوجوده وتجلي بنوره فهومبدء لظهوروجوده لناولم يخرج شي منه ليجري في ذاته التجزيه والتبعيض ويكون مرجعا" للحوادث والكميات والكيفيات ..... فنقول في

جوابك زعمناانه تعالي كان ولم يكن معه شي الن البحث في بي%ان وجودالموجودات وراءالعين والذهن الن مايري في العين اوالذهن انماهي كميات وكيفيات جعلناهاخالئق للخالق وصنايع للصانع فندع هذه الكميات والكيفيات ونرجع الي ماوراءالكم والكيف

حيث يكون شي بالكم وكيف او وجود بالماهي%ه فالبحث في هذاالوجود بالماهيه واليكون فيه ومعه شي فهووحده ليس معه غيره وليس معه شي غيره يري بالعين

اويدرك بالعلم والذهن فهذالذي فيم%ا وراء العين والذهن وفيماوراءالمهيات ماهوفي ذاته و وجوده هل هي خلق ام خالق وهل هي مصنوع اوصانع هل هي كم اوكيف

وقدفرضناهابالمهيه وبالكم وكيف يجب لك ان تقول ان هناك ماوراء العلم والعين اليكون اال وجودا بحتا" بسيطا" مجردا" غيرمتناه منفي عنه الحدود مبعد عنه

االقطار اليظهرفي العين فيكون مرئيا والفي العلم ليكون معلوما" الن الذي يظهرفي العلم والعين انما هي مهيه و بعباره اخري كم وكيف محدود مشاراليه في مرئيته ومعلوميته يجب عليك ان تقول ان ماوراء المهيات وهوالوجود غيرمتناه في وجوده وغيرمحدود في ذاته غير معدود وغيرمشاراليه النه ان كان متناه في ذاته و وجوده

122

يكون محدودا" و المحدود بمعني المعدود والمعدود هي العددالذي يشاراليه وهوغ%%%يرذلك ال يشاراليه واليحد واليعد واليوصف كما يصفه مولناعلي ع من وصفه

فقدقرنه ومن قرنه فقد حده ومن حده فقد جزئه ومن جزئه فقدثناه ومن ثناه فقداشاراليه الي اخرمايقول فيدع عليه السالم كل مايدرك ويوصف ويري

عن ذات الله ووجوده . فنقول لك هذاالوجود في وراءالعلم والعين في ذاته غيرمتناه اليكون له خالء داخلي فيجوف والخالءخارجي فيحددنعني بذلك انه تعالي اليحد و اليري في داخ%ل وجوده خالء فيكون مجوفا" يمالء بعده واليجدلوجوده حدا" خارجيا" فينتهي اليه كما نجد في

وجودنا هذين الحدين فنحن نجد في داخل وجودنا الجسم%%ي خالء بين االجزاء واالعضاء فيكون جسمنا مجوفا" بجسمانيته ثم نجدالجسامناخارجا" ينتهي اليه جسمنافكل جسمنامترمكعب اليكون جسمنا في خارج حده والفي داخ%ل جوفه

وكذلك روحناوهي بتعبيراخري نفسنااوقلبناالذي يجمع فيه مانعل%م و يكون مركزا" لمايصدرمنه اويردفيه فروحنا مثل جسمناايضامجوف متناه نري في مركزوجودنا خالء

من العلم والقدره نكتسب العلم والقدره فيمالءثم نري في خارج نفوسناوارواحناايضا" خالء ممايصل اليه علمناوقدرتنافكم من حقايق النعلمه والنراه

والنقدر عليه فنجعله تحت ارادتناوقدرتنافنحن من جهه الجسم والروح مجوف محدودلنا وفينا حدود داخلي فيكون مجوفا"وحدود خارجي فنك%ون محدودا" و وجود

الله تعالي غير ذلك فانه تعالي اليجدفي داخ%%ل وجوده خالء فيكون مجوفا يمالئه

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( بشي غيره و كذا اليجد لوجوده حدا" خارجيا" محدودا"فهو في وجوده غير متناه نبحث في هذاالوجود الغيرالمتناه الصمدالذي

الجوف له والعظيم الذي الحدله فنقول ماهذا الوجود في وجوده وعدم تناهيه هل يمكن ان تظن بان هناك شي يقابله غيره او شخص يقابله فيكون غيره ثم ليجب

علي الوجود الغيرالمتناه ان يتجلي لهذا الشي و هذاالشخص فيظهرله فيعرفه هذاالش%ي و هذاالشخص وقدفرضنافيما ذكرناباننا رجعناالي ماوراءالعين والعلم

وفرضنا بانه اليكون مع الوجود المطلق غيره من شي اوشخص فاذا فرضنابانه لم يك%%ن هناك غيره فكيف يمكن لهذاالوجود ان يظهراو يتجلي و انماالظهور والتجل%ي

لمكان وجودالغير وقد فرضنا بانه ليس مع الوجود شي فاليكون معه غيره بل هو وحده في ذاته و وجوده لم يكن معه خلق في االزل ولم يخلق هذاالوجود شيئا"او شخصا"كماقيل في بعض الحاديث بانه كان الله ولم يكن معه شي ء فاذا فرضنا هذاالوجود فقط ولم يكن معه شي ء فلما يظهراويتجلي وانماالجلوه والظهور يقع لوجود غيرالمتجلي والظاهر مثال" تريدالشمس ان تظهر او تتجلي فيقال لهالمن

123

تظهر و لمن تتجلي فيكون ظهوره وتجليه لغوا" و عبثا" اذلم يكن معه غيره و تعالي الله عن اللغو والعبث فامتنع الظهور والتجلي اذاكان هو وحده ولم يكن معه غيره . وان فرضت بان معه غيره فيظهرالوجود او تجلي لهذاالغيرنرجع ببحثناالي هذاالغير الذي يكون مع الوجود او مع الله فنقول ماهذا الغيراومن هو هل هو خلق

من الخاليق و صنع من صنايع الله اولم يكن خل%ق ال%ل%ه تعالي بل كان شيي ء معه في ازل االزال فان لم يكن معه خلق من الخاليق بل كان معه شيئي في االزل فاذايجب

عليك ان تفرض بان هناك شي ء اوشخص مع الله في االزل وهو غيرالله في االزل فلم يكن خلق الله بل هو شيي ء اوشخص مستغن في وجوده عن الرب والخال%ق

فيجب ايضا" عليك ان تحكم بان مع الله شي ء لم يكن خلقه بل هوكان معه ويجب عليك ان تدعي اوتعتقد بان هناك شي ء او شخص يكون شريكا" للرب تعالي غير

مصنوع له ل%%م يقدرالله تعالي ان ينفيه كمالم يخلقه في االزل فان حكمت بهذاالحك%م او فرضت مثل هذه الفرضيه خالفت جميع االنبياء و المرسلين وخالفت

كتب النازله من السماء فاليجوزلك ان تحكم بان هذاالغيركان مع وجودالله في االزل فتجلي الله او ظهرله بل يجب عليك بان تحكم بان مايكون مع الله و غيرالله فهو

خلق الله تعالي و تحكم بان الله كان ولم يكن معه شي ء فخلق الخاليق ويجب عليك ان تحكم بان غيرالله مخلوق الله و مصنوعه اوجده الله وخلقه ثم ظهراوتجلي

لهذا الخلق . فنقول ممابدء هذاالخلق و علي ماتفرع هذاالفروع فانه البد لكل شي ء او شخ%ص

لم يكن فكان من مبدء يبدء منه اواصل يتفرع عليه فانا فرضنا و تصورنابان غيرالله تعالي مخلوق له لم يكن فكان فاذاكان هذا الغيربعد ان لم يكن فكان فهو فرع او عدد خرج من مبدء او تفرع علي اصل فنرجع باقوالنا و فرضياتنا الي هذا االصل الذي تفرع عليه الفروع او بدء منه االعداد فهل يمكنك ان تظ%ن ان هناك شي ء

لم يكن فكان من غير ان تكون فرعا" الي اصل او عددا" من مبدء فهذاالفرض خالف مايقتضيه العقول و االفكار فيقضي العقل علي الفروع بانه البدلها من اصل اواصول

ويقضي علي االعداد من المخلوقات بانه البدله من مبدء يبدء منه هذاالعدد ويتفرع عليه هذاالفرع كما تخرج القطرات من البح%%%ار والنباتات من االرض وكل مايحدث من اصل قبله حادث لم يكن فكان او قديم كان مع الله في االزل فالبدلنا ان نبحث

في هذااالصل الذي تفرع عليه الفروع م%ن الخاليق او بدء منه االعدادمن المخلوقات .

فنقول الريب في اننا وغيرنا ممانريه و نشهده اشياءموجودين مخلوقين ل%%م يكونوا فكانوا انالم اكن فكنت وانت كذلك لم تكن فكنت ومانري من الجمادات والنباتات والحيوانات كلها لم تكن فكانت ولكل شي ء من هذه االشياء او شخص من هذه

االشخاص ابتداء وانتهاء وهي موجود بين هذا االبتداء و االنتهاء و مابي%ن هذين الحدين من الزمان نصفه باالول و االخر و هي عمركل شي ء اواشياء يط%%ول او

124

يقصر فبعض االشياء يتولدون ويحيون ساعه فيموتون فعمرهم ساعه وبعضه%%%ا يعيشون سنه فيموتون اوسنوات اوالف سنه او مليون و مالئيين واليجدالعلم هناك

شيئا" اليقع بين هذين الحدين من االبتداء واالنتهاء ثم انه البد لنا ان نقول في ان كل شي ء اوشخص اليظهر و الينمو و اليخلق االبحدود وقواعد وموازن%%%ات و معادالت

ترتيبية او تركيبية اوتشريكيه و هذه الترتيبات والتركيب%%%%%ات و الموازنات والمعادالت والتشريكيات كلهاامور اعتباريه كلها قوالب و موازن يعادل بها االشياء فيظهر كما

ان الطين لم تكن لبنه فظهر بصوره اللبنه والبحر لم يكن بخارا" وقطره ونهرا" وغير ذلك من المياه فظهرت بهذه الص%ور كذلك المواد و مافيها من القوي لم تكن

ماده و قوه وظهرت بهذه الصور و االشكال وكل شي ء يخرج من مبدئها اليزيد عليها بخروجها من مبدئهااال قوالب وموازنات و معادالت وتسويه و تقدير وكل هذه الموازنات والمعادالت التي تكون بها الشي ء شيئا" انما هي اموراعتباريه في ظهورها و بروزها فالحدود اليكون شيئا" في ذاتهااال المحدودات كذلك الصور

والموازنات اليكون في وجودها و ذواتها شي ء االماظهر بهذاالموازين والمعادالت واالبعاد

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( كذلك اليكونوافي ذاته شيئااالما ظهربهذاالبعد و االشكال بانواعها ليس في ذاتها شي اال ماظهربهذه االشكال فيظهر الماء بصوره

القطره و اليزيد عليه شي ء ليكون به القطره اويظهر بصوره الثلج و المطر واليزيد عليهاشي ليكون مطرا"او قطرا"وثلجا"و جمدا" وغير ذلك فهل يزيد علي الطين

شي ء فتكون به لبنه اوهي الطين فقط يظهربصوره اللبنه اوه%ل يظهرعلي الحديد شي ء فيظهر بهذه الصور واالجزاء فينقلب سياره او طياره او اليزيد شي ء

علي الحديد بل هوالحديد يظهر بهذه الصور فتاره يظهربصوره المسمار و تاره يظهربصوره ساير القطعات وكذلك هل يزيد علي الماده االصليه شي ء فتظهر

بصوره التراب اواالخشاب او هي الماده تظهر بهذه الصور و علي اي حال واي شكل اخري فعلي هذا نقول اليكون هذه الموازنات والمعادالت والحدود و االبعاد و الصور

و االشكال في ذاتها شي ء اال ما يخرج و يظهربهذه الحدود و االبعاد و نق%%ول هذه المعادالت و الصور و الكميات و الكيفيات وكل مابه الشي ء شيئا" يسمي بسمه او يوصف بصفه انما هي امور فرضيه اعتباريه ال انها في ذاتها اشياء و مايظهر بهذه

الصور اشياء اخري فادغمتا او ركبتا فظهرتا بها فندع الكم و الكيف و كل صوره و شكل و نرجع الي ماوراء الصور و االشكال ثم نقضي و نقول بان كل ماراينا من الحدود و االبعاد و االشكال و الصور والموازنات و التقديرات امور اعتباريه نظنه

شيئا" مستقال"وليس شي ء كما اشبهتابالظل يقول االمام ع الم ترالي ظلك شي ء و ليس بشي ء يسمي شيئا" بدليل انه في ذاته و وجوده شي ء ظهرلنا فانه ان ك%ان

125

في ذاته الشي ء لم يكن و اليجوز ان يظهراالشي ء بصوره الشي ء و ان كان في ظه%وره وحدوده شي ء يجب ان يكون هناك شيئان مستقالن يركب بعضها ببعض

ويدغم بعضها في بعض فتكون شيئا" انظرالي لبنتك التي خرجت من الطين تقول هذا لبنة و هذا طين فاللبنه من حيث انها لبنه ال شي ء و من حيث انها طين شي ء و علي ذلك المنوال كل ماتري في العالم الشي ء من حيث الظهور والشكل و الكم و الكيف التي ظهرت بصوره خاصه و سميت باسم خاص و شي ء من حيث انها في

وجودها شي ء ظهرت بهذه الصوره الانها الشي ء ظهرت بصوره من الحدود واالبعاد فشي ء من حيث وجودها و حقيقتها و الشي ء من حيث حدودها و ابعادها و هناك

بحث بين الفالسفه من ان شيئه الشي ء بالصوره او الماده و الشك ان الذي تظهركل شي ء بها هي الماده التي قامت بهااالجسام لطيفها و كثيفها فاالجسام اللطيفه مثل

الهواء و الفضاء و ظهور النور بذراتها النوريه و االجسام الكثيف مثل الجمادات و النباتات والحيوانات فمعلوم انه اليق%وم شي ء في هذا العالم من الكثيف واللطيف االبالماده و الماده مشترك بين جمي%ع االجسام لطيفها و كثيفها فبالماده قوام كل جسم و قيامها ثم ان هناك يجري علي المواد تقديرات و مقياسات و موازنات و معادالت تظهربها بشكل خاص و صوره مخصوصه فبهذه التقديرات والمقياسات

امتازت الجماد من النبات و النبات من الحيوان والحيوانات بعضها من بعض بانواعها واقسامهاالمختلفه فك%%ماان اللبنه واللبن ترجع الي طين و الطين واحد و تبدء منه

باشكال مختلفه واليزيد علي الطين شي ء في هذه االشكال كذلك االنواع من الموجودات تبدء من ماده واحده باشكال مختلفه و اليزيد علي ماديتها او علي طينها

االولي شي ء بهذه االشك%ال و التقديرات و المعادالت فهناك بحث من ان شيئه الشي ء بماديته و بمايكون به قوام وجوده او شيئه الشي ء بهندسته و مقاديره فيقال باي شي ء تكون انسانا" و هو حيوان و اخري جماد و نبات ابالماده صارت انسانا" و

صارت جمادا" ونباتا" او بالمقايسات والمعادالت التي ظهرت بها ماده وجودك فالشك ان شيئه الشي ء انما هي بالصوره والمقادير تجمع اللبنه واللبنات فتصنع

بهابيتا" تقول هذابيت و قبل ذلك كنت تقول هذا لبنه فباي شي ء ظهرت البناء فان كانت البيت باللبنه و اللبن فيجوز ان يقال كل لبنه بيت وان كانت اللبنه بهذه الهيئه

و الصوره فالتكون بمااستعمل فيه بيت بل بما ظهرت به و علي ذلك كل شكل و صوره وهيئه في العالم فع%ل%ي ذلك يقال ان شيئه كل شي ء بالصوره البالماده

فتنظرالي التراب والتقول مشيرا" الي التراب هي شجر و حجر ثم تتحول التراب شجرا" حجرا" فتشيراليها فتقول هذا شجر و حجر مع ان التراب ومااخرجت منه

مشتركات في العناصر و المواد و مختلفات بالهيئه و الصور فالشجريه انما هي بالصوره والهندسه البالمواد والعناصر والحيوانيه كذلك فعلي ذلك نقول ويقولون ان

شيئه كل شي ء بالصوره والشكل ويدلنا علي ذلك بعض ايات القران ايضا"حيث يقول الله تعالي وكل شي ء عنده بمقدار والمقدار هي الهندسه يعني بذلك ان شيئه

كل شي ء انماهي بالهندسه والمقادير التي تجري عليه فعلي ذلك نقول ان كل

126

شي ء في وجوده وصورته شيئان ماده وصوره فبالماده قوامه و بالصوره هندسته وموجوديته .

ثم ننظر في هذه الماده والصوره هل هماشيئان موجودان مستقالن ثابتان ركبت بعضها ببعض و ادغمت بعضها في بعض كماركبت الحروف او ادغمت بعضها في

بعض فتظهر بصوره الكلمات فيجب علي ذلك ان تكون الصوره و المقادير شيئا" مستقال" موجودا"قبل الماده اومع الماده يتركب الماده به و يتركب هي بالماده فهما قبل التركيب شيئان مستقالن و مع التركيب ايضا" شيئان مستقالن و بعد الترك%يب كذلك كماهي شان الحروف مركبه بعضها في بعض فتنقلب حسنا" و حسينا" وانسانا" و غير ذلك فهذه الحروف قبل التركيب مستقل و عند التركيب كذلك و بعدالتركي%ب ايضا" مستقل اذا جزيتها و فرقت بينها ترجع الي المفردات

المستقالت فه%%%%ل يمكنك ان تفرق بين صوره االنسانيه و الماده او صوره الشجريه و الماده فتبق%ي لك بعد التفريق مواد و صوره اوال يمكنك فتعلم هناك ان الصوره و الهيته ف%%ي ذاتها الشي ء وان ظهرت بصوره الشي ء و التي هي شي ء قبل الشجر و

مع الشجر وبع%د الشجر انماهي المواد التي تقوم بهاصوره الشجريه و غيرها فهي من حيث انها شجره الشي ء ومن حيث انها مواد قامت بها صوره الشجره شي .

فعلي ذلك يمكنك ان تقول ان كل شي ء في العالم شي ء من حيث الماده و الشي ءمن حيث الصوره والهندسه .

ثم هناك يظهر لك سئوال وجواب اخري و هي ان يقال ان الصوره والمقادير ان كانت في ذاتها و وجودها ال شي ء فكيف ظهرت بصوره الشي ء و قامت بهااالشياء وان كانت في صورتها وهندستها شي ء فلم لم يكن قبل الماده اومع الماده اوبعد الماده كما هي شان الحروف المركبه بهاالكلمات فانه ال يجوز ان يظهرالالشي ء بصوره الشي ء او يجري الالشي ء علي الشي ء فكيف يكون العدم منشاء" لظهور

الوجود اوجاريا"علي الوجود فماهي الصوره في ذاتها اهي شي ء عرض علي المواد او الشي ء ظهر بالمواد اليجوز في كلتاالسئوال ان يظهرالالشي ء بصوره الشي ء

اويجري الالشي ء علي الشي . فنقول في جوابك ان عرضت الالشي ء علي الشي ء فظهرت الشي ء بهذاالالشي ء شيئا"آخر اليمكن ذلك الن الالشي ء اليكون شيئا"

فيعرض علي شي ء ويظهر به الشي ء شيئا" اخ%ري وان قلت ان الصوره الشي ء في ذاتها ظهرت بهاالمواد و تحولت بها شيئا"اخري نقول في جوابك هذا ايضا" اليجوز

ان ينقلب الشي ء بالالشي ء شيئا"اخري ان الالشي ء عدم في ذاته و عدم كذلك في آثاره فندع االعدام وراء ظهورنا ال نقول فيه قوال" والنكتب فيه كلمه .

فنقول ان الصوروالمقائيس والتقدير والمقادير انما هي المواد فقط ظه%رت لنا بهذه الهيئات و الصور ال انها شي ء عرضت علي الماده بل الماده شي ء ظه%%رت

بهذه الهيئه فان الطين اوالطينه في ذاتها شي ء تاره يظهر بصوره اللبنه و تاره بصوره الكره واخري بصوره اخري فالصور انما هي االبعاد و االبعاد انماهي المواد

127

والمواد بعد في ذاته كما انها ماده في وجوده تظهرالماده بصور مختلفه من غيران يزيد عليها شي ء باسم الصوره او ينقص منها شي ء بهذااالسم وبتعبيراخري نقول ان هناك فعل و فاعل فالفعل هي الماده ظهرت بهذه االبعاد و الصور و الفاعل هوالله

تعالي او غيره اظهر المواد بهذه الصور و االشكال فكان قبل ذلك فاع%ل و مواد الغير و نري االن بعد فعل الفاعل مواد و فاعل واشكال ظهرت المواد بها فكان

قبل ان يفعل الفاعل فعال" اثنان الفاعل والمواد وبعد ان فعل الفاعل فعله ظهرت ثالثا" الفاعل و الماده والصور و االشكال فنقول من اين جائت هذه االشكال

فظهرت بها المواد اومن اين جاء الفاعل بهذه االشكال فاظهر بها المواد فما هي هذه االشكال الذي ظهرت بعد ان لم يكن وظهرت ثالثا" بعدان كان قبله اثنان اهي

الشي ء عرضت علي االشياء او ظهرت االشياء به فهذاماقلناانه ممتنع ان يظهرالالشي ء بصوره الشي ء او ان يظهرالشي ء و هي المواد بالالشي وهي االشكال

شيئا" اخري فان الالشي ء اليركب بالشي ء واليتركب الشي ء به و اليكون الالشي ء عارض%ا" وال معروضا" فالبدان نقول ان هذه االشكال شي ء عرضت علي المواد

اوظهرت المواد بها فان كانت شيئا" فهي خالف ما رايناقبل فعل الفاعل فكان قبل ان يفعل الفاعل فعال"اثنان و بعد ان فعل الفعل ظهرت ثالثا" فمن اين جائت

االشكال ولم يفعل الفاعل فعال" اال علي المواد او بالمواد. فنقول في الجواب انمااالشكال في ذاتها هي االبعاد فقط و االبعاد انماهي المواد

في ذاته فاالبعاد مالزم للمواد الزمه وجوديا" ال الزمه تركيبيا" الماده ف%%ي وجودهابعد و البعد في وجودها ماده فاالبعاد كامن في الماده مالزم لهايظهرالله

تعالي المواد بهذه االشكال الكامنه الالزمه به و فيه فاظهرالمواد باشكال كمثل المربع والمثلث وغيرها فانك التجد شيئا" يزيد علي هذه االبعاد الثالثه او

ينقص عنه مامن شكل االوهي حدود من االبعاد الثالثه فعلي ذلك نقول لم يعرض االشكال علي المواد حتي تقول كانت قبل العروض شيئا" او الشي ء بل ظهرت المواد

بهذه االشكال بعد ان كانت مالزمه لها الزمه وجوديا" العرضيا" وال تركيبا". ومن هذايظهربطالن ماتقوله الفالسفه علي اصول بنوه في مذهبهم في تع%%ريف الممكن

بانه زوج تركيبي وجود و ماهيه فنقول البد من التركيب الاقل من اصلين و جزئين حتي يتركبا فيظهر اشيئا" واحدا" بعدان كانتا شيئين فانا ممكن وانت كدلك وكل

شي ء من الممكنات ممكن وكل هذه الممكنات زوج تركيبي في مذهبكم و فلسفتكم فما هذان الزوجان الذان تركبتا و ظهرتا ممكنا" فان قلتم هي الوجود و الماهيه

تركبتا و ظهرتا ممكنا" نقول لكم انكم تعرفون الوجود بانه في ذاته و وجوده بحت بسيط مجرد غير متناه منفي عنه الحدود مبعد عنه االقطار فان كان الوجود في

وجوديته بسيط مجرد منفي عنه الحدود فمن اين جائت بهذه الحدود وظهرت بهذه االشكال فان المتناهي اليمكن ان يظهرغيرمتناه و كذلك الغيرالمتناهي اليمكن ان

يظهر متناه التناهي او الال تناهي ان كان من لوازم الذات وم%%ن لوازم الوجود فاليجوز لوجود وذات ان يدع مايالزمه في وجوده فاليجوز لالربعه ان يدع الزوجيه

128

فاليقسم قسمين متساويين او الثالثه ان يدع الفرديته فينقسم قسمين متساويين اواليجوز للنور ان يدع نورانيته و هي من لوازم وجوده وكذا للظلمه ان يدع

ظلمانيته وهي من لوازم وجوده فان موجوديه كل موجود انما هي بلوازمه الذاتيه والوجوديه و اليجوز ان يقال ان كل وجود تركبت بلوازمه مثال" يقال ان االربعه

تركبت بالزوجيه او الثالثه بالفرديه فمن حيث ان االربعه اربعه زوج و الثالثه كذلك فرد فوجودكم الذي ظهرت بصوره الممكنات و ظه%رت بالحدود واالشكال و

هذه المقياسات والمقادير والموازنات التي تعرفونه%ا بالماهيه فان كان الوجود في وجوديته غيرمتناه و غير محدود فمن اين يجئ%%%ي التناهي و المحدوديه الن

غيرالتناهي من لوازم الوجود اليسلب عنه فكيف يحدد بهذه الحدود و يظهر بهذه االشكال و هو في وجوده و ذاته بالحد و شكل فان المحدوديته ينافي الالمحدوديه وهذا مثل ان تقولون بان االربعه تظهر فردا" و الثالثه تظهر زوجا" فيقال من اين

جاء الزوجيه و الفرديه التي لم تكن مالزمه لوج%%%ود االربعه والثالثه وانما تظهراالربعه زوجا" لمالزمه الزوجيه وجودها و ماهيتها والثالثه فردا" كذلك فانه اليمكن ان يظهرفي الفروع شي ء لم يكن في اصله%ا االان يتركب في فرعيتها

بشي ء خارجه عن اصلها فهذا الوجود الذي جعلتموه%ا مبدء المبادي و عله العلل ان كان في وجوديته غير محدود و غير متناه بالمهيه و حدود و عروض و اشكال فمن اين ظهرت الوجود و هي باقيه علي بساطته وتج%رده تجزي في وجوده وظهرت في تجزيته بهذه الحدود واالشكال فنقول اوال" ان الشي ء الذي اليكون في ذاته و

وجوده القابليه للتجزئه والتحديدبماانه مجردبسيط اليجوز ان يتجزي ويحدد و يظهربشكل ليس في ذاته فان كان المجرد في وجوده و ذاته التقبل الحدود و

التجزيه فنقول ماهذه الحدود و من اين جائت فان كانت في ذاتها الشي ء ظهرت بهاالوجود فاليجوز ان يتركب الشي ء بالالشي و اليجوز لكم ان تقولوا في تعاريفكم بان كل ممكن زوج تركيبي كيف يتركب الممكن بالالشي و اليكون في وجوده غير

الوجود و ان كان هذه الحدود و االشكال شي اخري غيرالوجود الذي يظهربصوره االمكان فهو ايضا" اصل في وجوده وذاته ركبت به الوجود و ظهرت ممكنا" و انكم التقولون باصل اخري متاصل في الكون غيرالوجود و قلتم ب%ان

االصل هوالوجود و غيره مهيئه اعتباريه فاليجوز في مذهبكم ان يكون هناك اصالن تركبت بعضها ببعض فيحب عليكم ان تقولوا امابان الوجود في ذاتها محدود مالزمه بهذه الحدود واالبعاد الزمه وجوديه فهذا ينافي قولكم في تعريف الوجود بانه بحت

بسيط مجرد غيرمتناه اوتقولوابان هذه االشكال والحدود واالعراض في ذواتها اشياء ظهرت بهاالوجود فهذا ينافي قولكم بان جعلتم الوجوداصال" وغيرهامهيه اعتباريه فيجب عليكم ان ترجعوا عن قولكم بما قلتم بان المبدء اصل واحد مجرد بحت

بسيط ليس في وجوده غير وجوده و قلتم بان الوجود مطلق المهيه له واليتصور له المهيه و المهيات انما يظهر بظهور الوجود في مراتبه شده و ضعفاوالبدلكم ان

تقولوابان المهيات والحدود واالشك%%ال كانت مالزمه للوجود في اصل الوجود

129

ظهرت الوجود بماكانت يالزمه فانااذاقلنابان البحر اوالماء في وجودمائيته وبحريته غيرمتناه وفي وجوده مجرد بسيط التقبل التجزيه والتبعيض والتقبل الحدود

واالشكال يمتنع ان يظهرالماء بصوره البحر والنهر او القطرات والبخارات و غير ذلك مما يظهر بهاالمياه باشكال مختلفه متفاوته النه يلزم من ذلك ان يظهرالماء

بماليس به و فيه و منه و قلناان الماده ف%ي ذاته مجرد و المجرد التقبل التجزئه و الحدود وقلنا ان الماء في ذاته لي%س غيرذاته وغيرمائيته فهي في ذاته سيال

والسياليه تالزم ذاته و وجوده فتمتنع ان تظهربشكل الجمد وغيرذلك مما اليسيل فاذاكانت الماء في ذاته مجرد بسيط والمجرد التقبل التجزئه والتبعيض و اليقبل

الحدود و االشكال فمن اين ظه%رت القطرات و البخارات و االنهار وسايرالمشتقات من الماء فيجب عليكم ان تقولواامابان الماء تركبت بشي ء اخري فصارت جمدا" وبخارا" فهذاينافي قول%%كم ليس في العالم غيرالماء اوغيرالوجود واما ان تقولوا

كانت الماء في مائيته مالزمه لهذه االبعاد واالشكال فهذاايضا" ينافي قولكم بان المبدء في مبدئيته و وجوده بحت مجرد بسيط غيرمتناه فالحق مانقول كانت مبادي هذه االشكال و القطرات والبخارات و سايرالمشتقات مالزمه في ذاته بهذه الحدود

و االشكال قابله للتجزئه والتبعيض فجعلناه بهذه القابليه مبدا" فمبدءالمهيات في ذاتها مالزمه بالمهيات فاذاكانت مالزمه بالمهيات ليست في ذاته مجرد بح%ت بسيط

فالبد ان نطلب مبدا"اخري مجردا" بسيطا" في ذاته اليتبعض واليتجزي واليتحول من حال الي حال واليظهربالضعف والشده و المراتب وغير ذلك فالمبدء ال%%ذي

ظهرت بهذه المهيات يمتنع ان يكون في ذاته مجردا" غير محدود و غير متن%اه لما نري ان هذه المشتقات خرجت متجزيه متبعضه محدوده متناهيه اليمكن ان

يظهرفي الفروع ماليس في االصول النه كما قيل كل فرع يحكي عن اصله فلول%م يكن المبادي ماده ذوجرم و جسم لم يخرج الفروع منه ماديه جسمانيه جرمانيه و

كذلك لولم يكن المبادي في ذاتها متجزمتبعض او قابله للتجزيه والتبعي%ض لم يخرج الفروع منها متجزئه متبعضه فليس في الفروع اال ما في االصول وال يظهر في

الفروع االمافي اصوله وانما تزدادالفروع علي االصول الهندسه والتقدي%ر والتحديد علي وجود هذه التقديرات والهندسه في اصولها فالقطره قطره في اليم وكذا مائيه القطره وسياليتها ماء سيال في اليم فلم يزد في القط%%ره ماكان في اليم كذلك لم

ينقص من القطره ماكان من اليم فخذ غرفه او قطره من اليم تجد فيها ماتجدفي اليم و تفقد فيها ماتتفقد في اليم فاليجوزلك ان تقول زيدت علي القطره من

الشكل والحدود مالم يكن في اليم بل القطره كانت قط%ره بهذه الشكل الكرويه في اليم متصله بحدودها حدود اليم وانت الذي اخرج%ت القطره و اريتها الناس

فقلت انها قطره . و بعباره اخري المبادي كل والفروع المخرجه المشتقه من المبادي جزء و اليمكن

ان يظهر من االجزاء االما كان في الكل وانما الجزء ظهورالكل و الغير ذلك فهل تجد جزئا" يزيد علي الكل اوينقص من الكل فالقطره جزء واليم كل يظهر في

130

القطره ماكان في اليم و في اليم ماكان في القطره فمبادي المهي%ات كل والمهيات جزء خرجت منه فاليمكن ان تجد في الجزء مالم يكن في الكل فانم%ا

الجزء بجزئيته يظهرالكل بكليته فالوجود التي جعلتموه مبدا"لهذه المهيات و المشتقات اليمكن ان ينآ بذاته و وجوده و كليته عن هذه الحدود واالشكال والمهيات

فاللون لون في المبدء و النور كذلك نور في المبدء و الحدود كذلك بحدودها و اشكالها شكل وحد في المبدء كماقلنا في ظهور القطره من الي%م فكيف تقولون

المبدء المهيه له والمهيات كلها خرجت من المبدء فلولم يكن المبدء في مبدئيته و وجوده ذاحدود و اشكال و تجز و تبعض و تضاد و تن%اقض لم يخرج هذه الحدود

وااللوان واالشكال منه فيمتنع ان يخرج المحدود من المحدود و الماديه و الجسمانيه من المجردات او الظلمانيه من النورانيه و غير ذلك مما نسميه مهيه وشكال"

وتقديرا" وهندسه من العوارض فالوجودالذي ظهرت بهذه المهيات و بهذه العوارض واالشكال يمتنع ان يكون في وجوديته بالحدود و شكل و تجز وتبعض فندع

الوجودالذي جعلتموه مبدا" لهذه المهيات والمخلوقات وراء ظهورنا ونطلب الها" غيرذلك اذ هوفي ذاته شبه ماخرج منه و جنس ماظهر به اليمكن ان يكون ربا"

اله%ا" خالق%ا" لماخرج منه و ظهرت به فنترك هذه المبادي والوجود وراء ظهورنا و نطلب الله تعالي وراء ذلك فان وجدنا ربنا في وراء هذه المهيات والوجودات كما

يصف نفسه في كتابه منزه عن م%شابهه الموجودات و المخلوقات تنزها ذاتيا" و وجوديا" متعال عمايوصف به خلقه في وجوده و حدوده و تقديره لقد وجدناربنا ونلنا مقاصدنا و ان لم نجده كم%ا وصفوه بانه اليدرك بالعقول و االفكار نومن به كما هو وصف نفسه وننآ بوجوده عن مشابهه الوجودات والمخلوقات كلها فنقول انه تعالي

اليمكن ان يكون مبدا"للخاليق )بفتح الميم (بل هو مبدء موجد مبدع لمبدء العالمين و وجودها فضال" عن تقديرها و ماهيتها تعالي عما يصفه الواصفون والمشبهون

علوا"كبيرا" فنقول المبدء اسم مكان من ب%%دا يبدء بدوا" اوبدا" ناقص واوي ابدلت الواو بالهمزه في آخره فصرف علي%ه تقول بدا يبد بدوا" اوبدا" والمصدر منه بدو ان كان ناقصا" واوي%ا" و بدا" ان كان مهموز الالم اسم لشي ء يخرج ويصدر منه شي ء اخ%%ري بحي%ث يكون ماخرج جزء عن كل ماخرج منه او فرع علي اصل تفرع منه و البد لظهورالمبدء و المشتق اتحادالوجوديه و الجنسيه و اختالف الفروع و الحدود

كالقطرات و البخارات يخرج من البحر واللمعات يخرج من النور و الحراره يخرج من مبدئهاو مكامنها و االوراق يخرج من االشجار واالشجار يخرج من التراب و غير ذلك

من الفروع عل%ي االصول والمشتقات علي ما يبدء منه فالبخارات و القطرات يخالف مبدئهابحدودها وتقديرها وهندستها في وجودها او كماقيل بمهياتها ويجانس

مبدئهابحقيقتها و وجودها اليكون بين المبدء والمشتق تباين وجودي جنسي بل بينهما تب%اين تقديري و حدودي فاالوراق واالشجار المتفرعه عن اصل التراب و الماء و

الهواء التخالف اصلها في ماديتها و جسمانيتها و امالحها وساير موادها و تخالف%%ها بحدودها و اشكالها و موازناتها و معادالتها في داخلها و خارجها و كذلك اللمعات

131

الخارجه من مبادي النور اليخالف مبدئها في نورانيتها و يخالفها في حدودها وهندستها و غير ذلك هذا شان المبدء و مايبدء منه .

ثم انالنجد العالم والعالمين بلباس الهندسه والتقدير والتشكل والتحول والتفرع علي اصولها النري شيئا" االونجدها بصوره الفرعيه علي اصل بدء منه او بصوره

االشتقاق عن مباديها و اليمكن لنا او يمتنع علينا ان نجد و نري مبادي هذه المشتقات واصول هذه المتفرعات فماهي االصول التي بدء به و منه الماء والهواء والتراب والجماد والنبات وغيرذلك مما خلقه الله تعالي ف%انك ان هاجرت من فروع هذا العالم الي اصولها واردت ان تجداالصول بالفرع و المبادي بال اشتقاق اوالعلل

بالمعلول ما تجد في سفرك هذاشيئا" االبلباس الحدود واالشكال التي تدل علي فرعيته و ما وجدت شيئا" علي اصولها فكل مارايت او رايته بلون و لباس و حدود و

اشكال يخالف بعضهابعضا" فاليمكنك ان تجد في هذه الهجره والحركه المبادي االولي بحالها بالخروج شيي ء منها فتري الماء فرعا" علي اصل لتخالفه الهواء في

الصوره والحدود و تجانسها في الجنسيه و الماده فالماء و الهواء مشتركان في ماديتها و جسمانيتها و مختلفان في حدودهما و هيئتهما وهذه االختالف دليل علي

فرعيه كل منهماعن اصل مشتركه خرجتامنه و هي الماده فالماده مشتركه بين الماء والهواء و هذه االشتراك دل%يل واضح علي ان الماء و الهواء خرجتاعن

الماده وتفرعتاعليه فاليمكن ان تق%ول ان الماء خرجت عن الهواء او الهواء خرجت من الماء لتكون بعضهااصال" لبعض اخري و يمكنك ان تقول ان الماء و الهواء بدئتا

و خرجتا عن الماده المشتركه بينهما و من هناك تجد مابه االشتراك اعني الماده االولي التي خرجت منه الماء و الهواء فان سافرت من الماء والهواء الي اصولها

تري هذه المواد ايضا" في ذاتها و صورتها و حركتها مختلفات بعضها من بعض فتري المواد بحالتها االولي امالح مختلفه ماده منها يسمي اكسيژن و االخري هيدروژن و

ماده اخري بهيئة اخري و هذه االختالف بين االمالح و المواد ايضا" دليل علي ان المواد المختلفه ايض%ا"خرجتابصوره الفرعيه عن اصل بدئامنها النا نري بين هذه

االمالح و المواد اصال" مشتركا" كماوجدنا عن هذه االصل المشتركه فروعا" مختلفات فهاجرت الي هذه االصول الطبيعيون والماديون المتعمقون في حقيقه

العالم ليجدوا مبادي هذه المواد علي مبدئيتها و اصالتها فلم يجدوا في هجرتهم هذا الي اعماق المواد والطبيعه اال و وجدوا هناك ايضا" مواد واشياء مختلفات بعضها لبعض فسموا ما وجدوها باسماء مختلفه واختالف االسماء والتعبيرات دليل علي اختالف المسميات واختالف المسميات ايضا" دليل علي فرعيه هذه المختلفات علي اصولها المشتركات فوجدوا المواد في حالتهااالولي ذراتا" مختلفه بعضها جاذب سموها مثبت%ا" و بعضها مجذوب سموها منفيا" فسموالمثبتات بروتونا و المنفيات الكترون%ا"ولوكانت هذه المواد مبادي االولي واصول االوليه علي هذه

الفروع لم تكن في هيئتها وحركاتها وقواها مختلفات لتكون بعضها مثبتا" و بعضهامنفيا"بعض مدارا و بعضها دائرا" وبعض اخري غير دائر و غيرمدار سموها نترونا".

132

فهاجر من هذه الذرات المختلفه ايضا" الي مبدئهااالولي الي ان التجد هناك فرعا" واصال" و اختالفا" و ائتالفا" لعلك تجد االصول باصالت%ه%ا و المبادي بمبدئيتها و الشك ان كل ماوجدت في هجرتك التحقيقيه مشتركات في اصول و مختلفات في فروع

علي هذه االصول فما وجدت ايضا" اصوال" في ذواتها الن االصل او االصول مااليكون و اليوجد فيها اختالف وايتالف ليحكم بفرعيه بعض و اصليه بعض اخري بل

االصول والمبادي هي التي تكون في ذاتها بسيطا" اليظهر بكم و كيف بل يظهر باصالتها بالكم و كيف فانك ان وردت بحراالصول و خضت فيها التجدفيها غيرماء و اليجوز لك ان تسمي هذا البحر مائا" الن التسميه انمايقع لنفي الخالف واثبات ان هذا غير هذا و هذا غيرهذا ولم يكن لك هناك شي تشار اليها باالشاره او التسميه

لتجعل هذا قبال هذا و هذا قبال هذا و لذلك نقول ان االص%%ل انما يسمي اصال" ويشاراليها باالصاله لتنفي عنهاماكان فرعا" عليهاو تقول في اشارتك هذااصل غير

هذا و هذا فرع غير هذا فاذالم تكن الفرعيه لم تكن االصليه ايضا" الن كل ظهور باالشاره او االسماء او غير ذلك انما هي بالضديه كما قيل يعرف االشياء باضدادها فاذالم تجد الظلمه مع النور لم تقدر ان تقول هذا ظلمه و هذا نور الن النور يعرف

بالظلمه و الظلمه يعرف بالنور واالصل و الفرع ايضا" متقارنان متضادان يعرف هذابهذا و هذا بهذا فاذالم تكن احديهما لم تعرف االخري ايضا" واليشار اليها باشاره

و ال يسمي باسم فاالصل حقيقه اذا وجدتهالم تعرفها باالصليه او المبدئيه اذلم تخرج منها شي ء ولم يقع هناك اختالف لتقول هذااصل و هذا فرع و هذا مبدء و هذا

مشتق و غير ذلك فالمبدء هي التي في ذاتها واحده لم تكن معها غيرها وانا النجد كل شي ء في متن العالم اال بالفرعيه بدلي%%ل االختالف في امالحها و اجزائها

والفروع يحكي عن االصول و يدلنا عليه و الن%ري االصول باصالتها االان ندع في طريقنا و هجرتنا الي المبادي كل فرع بفرعيته و نصل الي شي ء اليكون في ذاتها و

وجودها غيرذاتها و وجودها اليحد بحد و اليرسم برسم و اليشار اليها باشاره و اليسمي باسم و اليقع عليها ادراك االنسان فهذا االصل الذي تفرع عليها الفروع و

بدء منها االشياء مبدء و اصل لماخرج عن%ه وتفرع عليه . فنسئل من العقول والعقالء ماهي هذااالصل في ذاتها اهي شي ء ابدعه الله وجعله

اصال" لما يتفرع عليه من الفروع او هي في ذاتها هوالله الذي كان المن شي ء و يكون الالي شي ء اول االوايل و اخراالواخر فان جعلت االصل الذي تفرع عليه

الفروع و بدء منه المبدئات ربا" والها" يجب لك ان تحكم بان كل شي ء مخلوق بفرعيته وااله باصليته وان جعلت هذااالصل مبدء لكل شي ء و قلت ليس هناك في ظاهر العالم وباطنها شي ء غيره كما يقولون باشتراك الوج%ود يجب عليك و علي

من تبعك في رائيك و حكمك ان تحكم بان كل شي ء االه في وجوده و مخلوق في حدوده و ماهيته و الحدود ليس بشي ء في ذاته فكل شي ء اله و وجود كما ان كل ما

خرج من البحر ماء في وجوده وان سمي بانها قطره وبخار و انهار و غي%%ر ذلك فالنهر ماء و البحار ماء والقطرات ماء وكل مايخرج من البحر و يرجع اليه ماء كذلك

133

كل مايخرج عن هذاالمبدء وجود في موجوديته و كل موجود في موجوديته وجود والوجود اله فكل موجود اله في وجوده و موجوديته وان سمي باسم اخري غيرذلك

و اشيراليه باشاره اخري غير ذلك فنجعل في االستدالل علي ان كل مشتق من مبدء من حيث انها خرج من المبدء مبدء و من حيث الخارجيه اوالمخرجي%ه مشتق

مقدمه و صغري وكبري باصطالح اهل المنطق و الفالسفه فنقول هذه القطره التي خرجت من البحر ماء و كل ماهو ماء يشترك البحر في مائيته فهذه القطره تشترك البحر في مائيته و كذلك نشيرالي الطين اوالطينه التي تخرج منه اللبنه فنقول هذه

اللبنه طين وكل ما خرج من الطين طين مثله فهذه المخرج طين كمثل مبدئه و غيرذلك او نشير الي الوجود المطلق الذي بدء منه ما بدء من المشتقات

والمخرجات فتقول هذه المبدء وجود وكل ماخرج منه مثله وجود فهذه المخرج اوالخارج من المبدء وجود وغير ذلك فاذا جعلنا الوجود المطلق الها" و اطبقنا عليه كل صفه من صفات االلوهيه عليه يجب ان نقول كل ماخرج من الوجود وجود مثله

فاذا لم يكن ماخرج من الوجود وجودا" مثله لوجب ان يكون ماخرج من الوجود غيرالوجود و الغيريه تدل ان مع الوج%ود وجودا" غيره فاذا كان الوجود الها" يجب

ان يكون معه اله غيره و لذلك قالوا باشتراك الوجود المعنوي النا اذا جعلنا الوجود مبدا" يجب ان يكون ماخ%رج منه من جنسه في وجوده و موجوديته فاليقدر احد ان

يفرق بين القطره و البحرفي الماييه او بين اللمعه والنور في النورانيه او بين الماده و ماخرج منه فرقا" في الماديه ان المبدء والمشتق شيئان متجانسان في

حقيقهما و ان كانتا مختلفان في الصغرو الكبر او المراتب كما يقولون . فندع هذاالوجود الذي جعلوه مبدا"لما خرج منه من الماهيات و المخلوقات وراء

ظهورنا ونخاف من الله تعالي ان نشبهه في وجوده بهذه الموجودات او نشبه هذه الوجودات في وجودهابوجود الله تعالي فنقول البدلكل شي ء ظهر بصوره

المخلوقيه من مبدء مثله مخلوق الن المبدء والمشتق جنس واحد اليجوز ان نجعل المشتق مخلوقا" و المبدء خالقا" فمبدء الماده مثله ماده مخلوق و مبدء النور مثله

نور مخلوق و مبدء كل ماهيه مثل ماهيته مخلوق كما ان مبدء القطره مثله ماء مخلوق اليجوز في العلم والعقل ان نفرق بين المبدء والمشتق نجعل احدهما خالقا

واالخر مخلوقا" تعالي عن ذلك علوا" كبيرا" فمبدء العالم وكل ماخرج من هذه المبدء مخلوق في وجودهما و موجوديتهما وجنسيتهماو ذايتهما و جوهريتهما و حقيقتهما و كل مايجوز لك ان تقول في المهيات يجوز لك ان تقول في مبدئها

والتفريق بين المبدء و المشتق في الموجوديه والوجوديه وغيرذلك مما يظنون اليقبله العقل السليم فالتراب ماده جسم مجسم ذوابعاد ثالثه و ما خرج منه ايضا" مثل النباتات واالشجار واالحجار مثله ماده ذوابعاد قابله للتجسم وكذل%ك اللمعات

انوار الشمس والشمس نورمثل مبدئهاومثل النور المطلق الذي خرج منها فمالكم تدعون بان البحرماء والقطره غيرماء او تقولون بان التراب ماده و جسم و ماخرج منه غيرالماء وغيرالجسم او تقولون بان ماخرج من مبدء الروح روح و هذه المبدء

134

غير روح او ليس بروح و هل تج%دون جزء" من غيرجنس الكل اوكال" من غير اجتماع االجزاء هل يمكن لكم او لعاق%ل من العقالء و عالم من العلماء ان يفرق

بين الكل والجزء في الجنسيه فان ك%%ان الكل ماده فالجزء منه كذلك وان كان الكل حيوه فالجزء منه حيوه كذلك و ان كان الكل نورا وجوهرا و غير ذلك مما تقولون

فاالجزاء منه كذلك من جنسه وانما يستدل باالجزاء علي الكل وبالجزئيات علي الكليات فكل اثر وآثار في االجزاء دليل علي مثلها في الكل والكليات ان االجزاء

طريق الي الكل و الكليات مبدء لظهور االجزاء فعلي ذلك نستدل من ماديه اجزاء العالم علي ان مبدئها ايضا"مثلها ماده ومن محدوديه اجزاء العالم وانها في ذاتها ذو

ابع%%اد ثالثه نستدل علي ان مبدء االجسام والمواد مثلها ذوبعد و حدود كذلك نستدل بكل خاصيه في االجزاء علي ان مبدئها مثلها في هذه الخاصيات

والخصوصيات وغير ذلك فاليمكن لنا ان نقول بان مبدء العوالم في ذاتها و وجودها رب ال%%ه واجب الوجود و االجزاء منها مخلوق ضعيف عاجز مردود مطرود فاحكم

قطعا"بان مب%دء العوالم والمخلوقات مثل ماخرج منه مخلوق و الله تبارك و تعالي غير ذلك و لذلك لم يصف الله تعالي نفسه بالمبدئيه في كتابه و في ادعيه الماثوره

عن االئمه ع بل نفي تبارك و تعالي عن نفسه المبدئيه بقوله في كتابه لم يلد ولم يولد فننظرفي مبادي الخلق و نحكم قطعا" بان هذه المبادي مخلوق محتاج الي م%ن

يبدئها النه اليخلوالشي اما ان يكون غنيا" غير محتاج الي ماسويه او فقيرا" محتاجا" الي ماسواه و الفقر و الغناء نقيضان و النقيضان اليرتفعان و اليجتمعان بل البد اما ان اليكونا ابدا"فاليكون هناك علم و معلوم وفرض و عباره و قول و عقيده و شي

اخري اويكونان فان كانا البد ان يكونا في احد طرفي ال%%ن%قيض اليجتمعان واليرتفعان فالشي ان كان في ذاته و وجوده غنيا" فهوغن%ي ازال" وابدا" اليتغير عما

هي عليه من الغناء الن التغيير والتغير حركه في الش%ي و الحركه دليل علي طلب الغناء والكمال و اليجوز للكامل الغني ان يطلب الكمال والغناء فيتحرك اليه الن

طلب الغناء دليل علي فقرالشي و طلب الكمال دليل علي نقص الشي و قلنا في الفرض بان الشي او االشياء غني في ذاته و كامل في غنانه فاليتصور للغني

الحركه للطلب فان لم يتحرك لم يتغير و هذااي عدم التح%رك والتغير خالف مانريه ضروره في الشي او االشياء فانا النري شيئا"اال و هي متح%رك متغيرفي ذاته و

وجوده يطلب كماال" بعد ان كان ناقصا"وغنائا" بعدان كان فقرا"وحركه الموجودات الي الكمال من الضروريات و البديهيات اليري علي وجه االرض بالعلم او العين

شيئا" ساكتا" متوقفا" بل كل شي متحرك وبالتح%%رك متغير و بالتغير يطلب الغناء والكمال ولذلك ظهرت لغات وعبارات في عل%%م البشر من المبدء و المنتهي واالول

واالخر او المبدء و المعاد و غيرذلك كل هذه اللغات دليل علي حركه الشي اواالشياء واالشخاص فالجمادات متحرك في ذاتها تطلب ان تكون نباتا" او

جمادا"اكمل فيما يكون و النباتات متحرك في ذاتها متغير في هيئتها و صورتها تطلب ان تكون حيوانا" اونباتا"اكمل مماهي فيه وعليه والحيوانات كذلك متحركه في و

135

جودها او في اعمالها و اختياراتهاتطلب ان تكون انسانا"او تتحول حيوانا"اكمل مماهي فيه واالنسان كذلك اكمل االشياء واشدها حركه وطلبا"وتغيرا" وتغييرا" تطلب

حيوتا"اكمل مماهي فيه و علما"انفع مما تعلمه و حكمه وبرهانا" كذلك فمنهم من ينتهي بقيامه وحركته الي اسفل السافلين ومنهم من ينتهي بقيامه وحركته الي

اعلي عليين فكل شي او شخص في ذاته و وجوده متحركه والحركه دليل علي انها في ذاتها و وجودها فقرتطلب الغناء ونقص تطلب الكمال يقول الله تبارك وتعالي

ياايهاالن%%اس انتم الفقراء الي الله و الله هوالغني الحميد فهذه الحركه المعلومه ضروره وبداهه في كل شي وشخص دليل علي انهابدئت من مبدء فقير ضعيف

ن%%%اقص الن الكمال انما هي في المنتهي ال في المبدء فحين مامشيت من المنتهي الي المبدء مشيت من الغناء الي الفقر ومن الكمال الي النقص و حين

مامشيت من المبدء الي المنتهي مشيت من الفقر الي الغناء ومن النقص الي الكمال فان كان في المبدء ماتطلبه المتحركون في المنتهي فحركتهم عبث و سفاهه و هل

تجد مسافرا"تطلب في مقصده ماكان في بدو مسافرته فاهل البراري يسافرون الي القري النه يوجد لهم في القري مااليوجدلهم في البراري واهل القري يسافرون الي بلد اعظم من قريتهم النهم يجدون في البلد ما اليجدون في قريتهم واهل البلد

كذلك يسافرون الي بلد اكمل و اعظم من بلدتهم التي يكونون فيهامثال" النهم يجدون في هذه العظيمه مااليجدون في بلدتهم التي ها جروا عنها و كذلك

كل متحرك تطلب بحركت%ه كماال" و تعلم ان ماتطلبه انما هي في المنتهي الفي المبادي فمبادي االشياء افقر و انقص مماخرج عنهاتطلب الكمال فالبد ان تعتقدبان مبدء الحيوه غيرحيه و مبدء الغناء غيرغني و مبدء الحركه غير متحرك و مبدءالكمال كذلك غيركام%%ل والمقصود من هذه المبادي الحاالت االولي من المخلوقات وتسمي

هذه المب%%%ادي بالعلل الماديه فكماان صنايعنايبدء من مبدء فقر في ذاته كذلك صنايع الله يبدء من مبادي فقر ونقص فانك تري اهل الصنايع يطلبون المواد االولي

لصنايعهم فالمخترعون والحدادون يطلبون مبادي لصنايعهم الحديدي وكذلك كل صان%%ع يطلب النجارمبادي لصنعت النجر من االخشاب ويطلب الحداد مبادي لصنايع الحديد مثل السيارات والطيارات من المعادن و الفلزات ويطلب باني البيوت لصناي%ع البيت والدورمن مثل التراب و االحجارواالخشاب فلذلك التري شيئا" من صنايع اهل الصنعه في مباديها االو هي في ذاتها فقر محتاج ان تكون سياره و طي%%اره و بيوتاو

دورا" و غير ذلك و كذلك صنايع الله مثل الجماد و النبات و الحيوان فان كان هذه المخلوقات في مبادئها كامال" اليجوز لله ان يخرج الكامل الي النقص والحي

الي الممات . فلعلك تقول الموادالتي هي مبادي االجسام تكون في مبدئهاحيا" قوي%%%%ا" متحركا"

عالما" شاعرا" مدركا فنقول لم اخرج الله االشياء من قوتهاال%%ي الضعف و من حركاتهاالي السكون و من حيوتها الي الموت واليك مايقول الله في كتابه يخاطب

االنسان ويريه ماكان هوفي بدو حركته يقول كنتم اموات%%%%ا" فاحياكم 136

فيشيرالي التراب ويقول منهاخلقناكم و فيهانعيدكم و منهانخرجكم تاره اخري فيري االنسان بهذه العبارات مبدئهاالذي خرج منه فيقول كنتم ميتا" فاحياكم الله و كنتم

ترابا" فخلقكم الله فان كان االنسان في مبدئه الذي بدء و خلق به حيا" عالما" قادرا" شاعرا" انسانا" فلم اخرجه الله تعالي م%ن مبدئه الكامل الي النقص

والممات فاليجوز ان نطلب في مبادي العالم مانريه في ماخرج منه الي المنتهي بل البدان نعتقد و نحكم بان هذه االشياء التي خرجت من مبادئها و عللهاالماديه خرجت من النقص الي الكمال و من الموت الي الحيوه و من الجهل الي العلم فاليجوزان يكون

في المبادي ان يكون في ما اخرج الله الي المنتهي فاليكون مافي المعادن من الفلزات سياره و طياره و في االخشاب بيدالنجار صورمن مثل االبواب والعروش والبيوت

وغيرذلك فاحكم قطعا" والتحكم بغيرذلك بان العلل الماديه والمبادي التي خرجت منه االشياء في ذاتها فقرمحض ونق%ص وموت و غيرذلك من دالئل الفقر و االحتياج

فمبادي الموجودات افقرواح%وج واضعف مماخرج منه وبدء به فكيف يمكنك او يجوز لك ان تجعل هذه المبادي الفقيره الضعيفه الضئيله في ذاتهاو وجودها ربا"و

خالقا"و تظن انها في ذاتها مبدء بالضم كماهي في ذاتها مبدء بالفتح و هي في ذاتها جاعل خالق فتصف هذه المبادي الفقيره الضعيف%ه الضئيله العادمه كل كمال بما

تصف به الله العظيم القاهر القادرالغالب الحي القيوم في ذاتها و وجوده . فدع عنك المبادي ان تصفهابماتصف الله تبارك وتعالي واعلم و اعتقد بان خالق

العالم و خالق المخلوقات غيرمبادئها بل هوتعالي مبدءالمبادي و معلل العلل و جاعل المعلوالت كمايقول و يصف بذلك نفسه انه هو يبدء و يعيد و هوالغفورالودود فعال

لمايريد فمبدء هوتعالي بالضم ليس بمبدء و جاعل العلل وليس بعله و م%%وجب الواجبات ليس بواجب و معيد االشياء الي مراجعها و ليس بمعاد تعالي عمايصفه

الواصفون المشبهون علوا" كبيرا". ثم انه يجب عليناان نبين في نفي المبدئيه والمعاديه عنه تعالي واثباته لغيره من المخلوقات ونفي االصليه بمعني كونه اصال" لمايتفرع عليه الف%روع كمثل

الشجره تكون اصال" لفروعها و المواد تكون اصال"لمايتفرع عليه فالبد لنفي هذه االمور والصفات عنه تعالي ان نبين ان الوجود علي ما يقولون مجرد في ذاته بحت

بسيط فنقول ان الشي المجرد اليمكن ان يتغيرفي نفسه لنفسه عما هو فيه وعليه او ان يظهر علي غير ما هو فيه و عليه او يتحول عن نفسه في نفسه غيرمافيه و

علي%ه و ملخص الكالم انه اليمكن التغيروالتغييرفي الشي البسيط المجردالنافي بوجوده الحدود و االبعاد فان التغير و التحول في شي من اشياءينافي تجردالشي

المتغير و بساطته فالبد لظهورالتغير و التغيير اوال" من شي ء وجودي يتحول و يتغيرو يك%ون قبل التغير و التحول ناقصا" فقيرا" في وجوده فينقلب بالتحول

غنيا"كامال" الالشي او العدم اليمكن ان يتحول ويتغير الن التحول و التغير فرع الشي ال%%ذي يتغير و يتحول فاليظهرالتغيروالتحول في العدم الن العدم عدم في ذاته

137

و وجوده و عدم في اصالته فاليتفرع فرع عن اصل يكون عدما" فالبدان يكون المتغي%%%ر والمتحول شيئا" وجوديا" موجودا" و البدان يكون المتغيراصل بالفرع و

وجود بالماهيه و شي ء بالشي ء زائد عليه حتي يمكنه ان يتحول و يتغير و يصل بالتحول والتغيرالي مالم يكن فيه وبه وان كان امرا"اعتباريا" من قبيل الح%دود واالشكال فيجب عليك ان تحكم وتعتقد بان االصل الذي يتغيرفيتحول بتغيره ان

يكون شيئا" موجودا" قبل التغير والتحول العدما"من االعدام و ال ان يكون شيئا" اعتباريا" من االعتبارات التي العين له في الخارج والبد ان يصل هذاالشي بالتغير والتحول شيئا" اخري لم يكن فيه وبه في ذاته ليكون التحول مفعوال" غي%ر عبث .

الثاني البدلظهورالتغيرللشي المتغيرمن اضافه شي اخري عليه لم يكن في%ه قبل التغيير الن التغير و التغيير اليخلو من شيئن امابمعني التكامل ليجدالشي

المتغيرمالم يكن فيه و اما بمعني التسافل و التنزل ليدع الشي المتغير شيئا" كان فيه فان لم يكن هذان لم يكن ولم يمكن التغير فاذا كان الشي المتغي%ر يتكامل بتغيره يجب ان يفاض عليه شي اخري لم يكن فيه قبل التغير فان الشي اليتغير

بنفسه في نفسه وهل يمكن ان يتغيرالماء بمائيته غير ماء او يتغيرالماده بماديته غير ماده او يتغيرالنور بنورانيه غيرنور و كذ اهل يمكن ان يتغيرالبسائط

ببساطتهاغيربسيط بل البدلظهورالتغيرمن شي يفاض او يضاف علي المتغيريثبت فيه ان كان التغيرتكامليا" و يسلب عنه ان كان التغير تنازليا"و تسافليا" مثال"

تريدان تجعل الماءجمدا" والجمد مائا"فاحسب انه اليك%%ون عندك شي غيرالجمد من حراره ونور و غير ذلك فهل يمكن لك ان تجعل الجمد مائا" بالشي ء تفيض عليه او تضيف به بل البدلك هناك من وجود حراره بالنور اوالن%ار تذيب بهاالجمد فتجعلها مائا" يتكامل بتحوله مائا" او يكون مثال" عندك مياه كثيره كالبحر وليس معك شي

غيره او في الماء غيرالماء تريد ان يتسافل بالماء و تنزله عماهي عليه فتجعله جمدا" جامد فهل يمكن لك ان تجعل الماء جمدا"بالشي تسلب عنه او تضيف عليه

وهي الحراره فالبد لك ان تاخذ عنهاالموادالناريه فتخرج منها الحراره فتنقبض المياه بعد خروج الحراره عنه فينقلب جم%%دا فهل يمكن لك ان توجدمثل هذه التغييرالسازج البسيط بالشي غيراالصل فض%ال"ان تغيرالماء فتنقلب شجرا" او

حجرا" او شيئا" اخري يكون الفواصل بينهم%ا بعيد اليرفع هذه الفواصل بين الماء وشي ء اخري انقلبت اليه من الشجروالحج%ر االباضافه اشياء كثيره علي الماء

لينقلب شجرا" او سلب اشياء كثيره عنها ليتنازل فينقلب شيئا" اخري . فيجب عليك في العلم والحكمه ان تعتقد و تعلم بانه اليمكن ان يتحول الش%%ي البسيط المجرد

التي ليس في نفسه و وجوده غيرنفسه و وجوده االبافاضه ش%ي اخري عليه او اضافه شي اخري عليه غيرماهوفي وجوده او سلب شي اخري عن%%ه كذلك فانهم

يقولون ان وجود التي هي مبدء المبادي و عله العلل في ذاته و وجوده بحت بسيط مطلق بالحدود و ماهيه الي ان قالوا في بيان بساطته بان صرف الوجود اليكون

غيره و انه مطلق بكيفيه ينافي قيداالطالق حتي يقول الشاعرفي وصف%ه 138

بالفارسيه )چنان درقيداطالقي كه اطالق توراقيداست هان اي ايزدپاك ( فجعلتم وجودا" مثل هذامبدئا" لما صدر عنه او ظهر منه و به من مثل هذه التحوالت والتغيرات الكثيره التي اليحصي عددا" كما"وكيفا" فكيف يمكن ان يتح%ول

المجرد في تجرده غيرماهوفيه وعليه بالشي اخري يزيد عليه او ينقص منه . وان قلتم ان هذه التحوالت والتغيرات امور اعتباريه حدوديه عرضيه الشي في ذاتها

و وجودها و حقيقتها وان الذي يكون حقيقه موجوده هو ذو التغير الالتغيير و ذوالحدود ال الحدود و ذوي االعراض ال االعراض قلنافي جوابكم ان االعتبار اليمكن

اال بذي االعتبار و لولم يكن هناك شي اليظهر بتغيرو ال يوصف بصفه و اليسمي باسم و قلنا في بيان الحدود و االبعاد انها هي الماده ال انهاشي ء يعرض علي الماده

او يظه%%ر الماده به فاناجعلناالطين لبنه و جعلنا االبواب اخشابا" و جعلناالماء قطره وقطرات و قلناان الماءظهرقطره والطين ظهرت لبنه فان كان هي بالظهور عين ماهي قبل الظهور لم يزد عليها و لم ينقص منهاشي فلم قلناقطره ولبنه ولمع%ه و

غيرذلك وان كان بالظهور زاد عليهاشي ء وان كانت اعتباريه نقول في هذاالزايد الحادث هي الحدود فقط وهي اعتباريه فسميناالماء قطره بهذه الحدود والطين

ايضا" لبنه بهذه الحدود و كل شكل من االشكال المختلفه فبهذه الح%دود صارت قطره و لبنه و قبل ذلك بالحدود كانت مائا" و طينا". فنقول من اين جائت هذه الحدود هل كان مع الماء فظهرت بها اولم تكن فعرض%ت عليها فالبدلك ان تاتي

بواحدمن هذاالقولين فان قلت انها كانت مع الم%اء فظهرت بهابعد ماكانت مستوره قلنا في جوابك انهاكانت فظهرت فلم تكن شيئ%%%ا"اعتباريا" غيرحقيقي فالحدود

حقيقه طين والطين حقيقه ابعاد كذلك الم%%اء حقيقه قطره والقطره حقيقه ماء و النقص انماهي في رويتنااو بصيرتناك%%انت قطره فرايناه مائا"او كانت مائا" فرايناه قطره فان قلت ان هذه الحدود شي غيرالماء و غير الطين فعرضت عليهاو ظهرت

بها قلنا في جوابك اي شي هذاالعارض و هذاالمعروض فان كانت شيئا" قبل عروضه فعرضت علي الماء و ظهرت به قطره فالبد ان يكون شيئا" حقيقتا" غير اعتباري كاللون تعرض علي المصنوع والروح تلج في الجسد و ان لم يكن العرض قبل المعروض شيئا" في خارج المعروض و في داخلها فال يمكن ان يظهرالالشي شيئا" بالعرضيه او المعروضيه فاعلم و اعتقد يقينا" بان هذه العوارض و الحدود

الذي جعلتموها ماهيه و قلتم انها الشي في حقيقهاو الحقيقه انما هي الوجودالذي ظهربه%%%ذه العوارض كل هذه الحدود والماهيات كانت امورا" حقيقية مخلوقه

موجوده فظهرت لنابعد ماكانت غير ظاهر فان مابه الشي شيئا" اماهي بالحدود واماهي بالعوارض فالشيئه بالحدودكمثل الطين تتحول لبنه او الماء تتحول قطره

فهذه الشيئ%ه التي ظهرت بهالبنه و قطره هي الحدود فقط وهي االبعادالثالثه لم يزد علي الطين شي فينقلب لبنه اوعلي الماءشي ء فينقلب قطره بل

هي الماءوالطين كانت مالزمه في وجودهابهذه االبعادفظهرت بماكانت تالزمه فانانجد

139

حدودا للبنه في الطي%ن و هي االبعاد الثالثه فالطين بعدفي ذاته و وجوده والبعدطينه كذلك الماءقطره في مائيته محدوده ذاابعاد و ظهرت بهذه الحدودالتي تالزمه

فظهرت قطره فالحدود و االبعادكانت مالزمه لذي المحدود والبعد. واماان يكون العرض شيئا" خارجا" عن المعروض فتعرض عليهاكاللون تعرض علي الجسم والروح تلج فيها والقوه تعرض علي الماده فتتحرك بهافذواللون كانت في ذاته فاقده لهذا

اللون وكذلك ذوالروح كانت في ذاته فاقده لهذه الروح وكذلك ذو النوراي الجسم المضيئه المستضيئه كانت في ذاتها فاقده لهذا النور والضياء فعرضت اللون علي

ذي اللون و الروح علي ذي الروح و النور كذلك علي ذي النور فكما عرضت عليهاينفك عنها فتاره يعرض الروح علي الجسم فتكون حيا"وتاره يسلب عنهافتكون

ميتا" فهناك العارض و المعروض كانافي وجودهما شيئان مختلفان عرض احديهماعلي االخري فظهرت حيا"او مصبوغا" واليك مايقول االمام ع باقرالعلوم في

ماروي في كتاب البحارالجلدالسابع عشرفي بيان ظهور الحيوه في الجسم فيقول ع ان كانت الجسم في وجوده حيافمن اين يجئي الموت وان كان في وجوده موتافمن

اين يجئي الحيوه فيعلمنااالمام ع بان الحي والحيوه في وجود هماشيئان مختلفان تعرض الحيوه علي الميت فتنقلب حيا" وتسلب عن%%ه الحيوه فينقلب ميته فهناك العارض والمعروض شيئان مختلفان في وجودهم%%ا يعرض احديهما علي االخري . والتخرج الماهيات في ظهورهاو وجودهامن احد هذين اماحدوديظهربهاالمقارنات

والمواصالت والمعادالت والمحاذات واماعوارض يظهربهاالمعروض ذالون و ذاضياء و ذاروح فكيف يمكنك ان تقول ان الماهيات في ذاتها اعتباريات ليست شيئا"في

حقيقتها وانماالحقيقه هي الوجودفقط يظهربهذه الماهيات . فنقول في جوابك ان كان الوجودالذي جعلتموه مبدا" لهذه الماهيات ومنها

الحيوه حيا" فمن اين يجئي الموت وان كان الوجودفي وجودها موتا" فمن اين يجئي الحيوه و ان كان الوجود في ذاتها بالحدود فمن اين يجئي الحدود و غير ذلك

من االمورالذي جعلتموهااعتباريا" فدع هذاالوجودالذي جعلتموه مبدا"لهذه الحدود و االشكال ان يكون الها" ربا"يعبد انماهي في وجوده شي مخلوق خلقه الله تعالي

اوال" ثم جعله مبدئا" لمايخرج منه الصنايع والمخلوقات فعل%ي ذلك ندع هذاالوجود الذي بدء منه المخلوقات والموجودات وراء ظهورنا و نطل%ب ربنا وراء

هذاالوجودالذي جعلتموه مبدئا" فالمبدءالذي ظننتموه ربا" هي الذي يلد منه شي ء وهي الماهيات ان لم يولد من شي فالينطبق عليه سوره التوحي%د اذ يعرف الله

تعالي فيها نفسه ويقول لم يلد و لم يولد فكيف لم يلد و هي الذي خرج منه او ظهربه هذه االشياءمن الحدود و االعراض فالذي لم يلد ولم يولد اليمكن و يمتنع في العقل ان

يكون مبدئا" يخرج منه االعداد او عدد" يخرج من مب%دء غيره فاليمكن ان يظهرالشي ء الذي في ذاتها غيرالحدود و االبعاد و االع%%راض ان يظهربالحدود و االبعاد و االعراض حتي كانهالم يزد عليهاشي ء و لم ينقص منهاش%ي فالالزم ان

ندع الله تبارك وتعالي وراءالوجود والماهيات فانا ان جعلناها وراء المهيات والحدود140

و االبعاد يجب ان نجعله مبدئا" يظهر بتجليه غيره ممانزهناه تعالي عن مشابهه وجوديه النه ان ناي بوجوده عن المهيات فتنزه عن مشابهه المهيات ولم ينا بوجوده

عن مشابهه وجود المهيات بل هوفي الوجود كغي%%ره من الوجودات و لو تركناه تعالي وراء المبادي و مايخرج منها و جعلناه وراء الوجود والمهيات نزهناه عن

مشابهه الموجودات في الوجود و عن مشابهه المهيات ف%ي المهيه فهوتعالي في هذاالتنزيه اليجوز ان يكون عددا" وال مبدئا" لالع%داد فينطبق علي وجوده ما عرف

وجوده في كتابه بقوله لم يلد و لم يولد فلم يخرج منه شي باي خروج نتصوره ليكون مبدئا" لما ظهر به و عنه او خروج اواخراج عن وجوده فينفي عن وجوده المبدئيه و

العليه الماديه او الروحيه او النوريته بكل ما عليه كان االالعليه الفاعليه فاليكون مبدئا" ثم هوتعالي لم يخرج و لم يظهر عن مبدء غيره ليكون له مبدئا" وهوتعالي يكون عددا" لهذاالمبدء ف%ان الذي يخرج عن شي اليكون االمتناه بدليل الخروج و

الظهور عن هذاالشي فاليمكن ان يخرج من غيرالمتناهي ماالنهايه له الن ماخرج عن غيرالمتناهي يحدد بخروجه عنه قطعا" و يفرع علي غيرالمتناهي تفرع كل فرع

علي اصلها فالبد ان يك%%%%ون الخارج متناه قطعا" بحدوده و وجوده بدليل الخروج عن شي اخري او الظهور منه كان المخرج منه متناه او غير متناه فالالزم الواجب

القطعي ان يكون الخارج من المبدء او الظاهر منه بالتجلي او باي وضع كان عددا" محدودا" مشارا" اليه فلوكان لوجوده تعالي مبدئا" غيره فالبد له ان يكون عددا" لهذاالمبدء و البد من حاكميه هذاالمبدء عليه حاكميه قهريا"وجوديا" كحاكميه كل

مبدء علي مابدء منه فاليكون هوتعالي عددا" ليشبه سايرالمعدودات ويكون له كفوا" من االعدادول%م يخرج عن وجوده شي غيره ليكون مبدئا" و يشبه في مبدئيته سايرالمب%%%ادي ليكون له تعالي كفوا من المبادي والعلل . فغيره تعالي في وجوده

اليخلوامن اثنين اما مواليد و اعداد و اما مبادي لهذه المواليد واالعداد و هوتعالي لم يخرج منه شي ليكون مبدئا" كسايرالمب%ادي ولم يخرج عن شي ليكون عددا"

كسايراالعداد فينتج بانه لم يكن له كف%%وا" احد كما وصف به نفسه . فعلي ذلك نقول ندع ربناوراء وجودكل وجود و وراء كل مبدء و عله و وراء ك%%ل

عدد و ماهيه فالنشبهه تعالي بشي شباهه ماهويا عدديا كماتقوله المشركون و الشباهه وجوديه كما تقوله الفالسفه بل نصفه كماوصف به نفسه لم يلد و لم يولد

ول%%م يكن له كفوا" احد. ثم ننظرالي ميدان حاكميه التكويني فنطلب في هذاالميدان عرشه تعالي و ما

يحكم به يامر او ينهي يقبض و يبسط كمايقول اذاارادشيئا"ان يقول له ك%%ن فيكون فهناك يمكن لناان نطلب مقام فاطمه و موقعيتها سالم الله عليها ف%ي هذاالعرش

اي عرشه التكويني الذي يتبعه عرشه التدويني او التشريعي تفسيرا" للحديث الذي مضي حيث قال وان فاطمه في قرالعرش . فانه البدمن ظهور عرش الله التكويني

الذي استولي عليه ويحكم به حكمه التكويني بقوله اذاارادالله شيئا" ان يقول له كن

141

فيكون من بيان كيفيه خلق الل%ه تبارك وتعالي وانه كيف يحكم بحكمه التكويني الذي يتبعه حكمه التشريعي فنقول نجعل الله تبارك وتعالي مكان صانع قادرحكيم

عليم يصنع مايشاء كيف يشاء و صنايعه كلها حكومته في التكوين فان المكون بتكوين شجره او ثمره علي 7 هوالصانع و الصانع هوالمكون فهوتعالي يريدان يحكم

الشجره او بتكوين حيوان و انسان فخلقه تعالي يكون عطائا" و هبه منه تعالي الي غيره فيحكم بان يكون لوالد ولدا" او الم صبيا" و صبيه او يحكم بان يكون النسان

نهرا" او بستانا" او يحكم تعالي ان يكون للناس مطرا"او ثلجا" او يحكم هوتعالي ان يكون للناس صحه و سالمه او يحكم بان لهم خوفا" و وحشته وغيرذلك يحكم ان

يكون لراع غنما"و لراع اخري ذئبا" وامثال ذلك مماتري في التكوينيات يخلق مايشاء و يبس%%ط مايشاء و يقبض ما يشاء فتريه تعالي كل يوم هوفي شان

من الشئون اوكل آن م%ن االنات في فعل من االفعال طوال" و عرضا" اي يخلق اشياء كثيره التحصي ف%ي آن واحد علي وجه العالم فيكون هذه صنايعه و خاليقه في العرض ففي آن واحد يرزق لمالئيين من الوالدين مالئيين من االوالد او يرزق

مالئيين من الجايع اوالعط%شان مالئيين من االرزاق من الماكل والمشارب ثم يتبع هذه المالئيين يخلقه ف%%ي آن واحد مالئيين اخري ممايخلق و يرزق في آن الثانيه و الثالثه و الرابعه و في اليوم و في الغد و غيرذلك فمايحكم في آن واحد اوفي يوم واحد فهو حكمه التكوين%ي او صنايعه و خاليقه في عرض و مايحكم في غد او بعد غد فهو صنايعه و خاليقه في طول فخاليقه في العرض مايخلق في اليوم والساعه

علي وجه العالمين وخاليقه ف%ي الطول مايخلق بعد و يرزق بعد هذه الساعه غدا" فهويخلق اليوم مااليحصي كثره و يخلق غدا" ايضا" مااليحصي كثره يقول في وصف ذلك كل يوم هوفي شان فيخبر بهذه االيه عن خاليقه الطوليه يخلق شيئا" بعد شي كما يخلق الولد بعد خلق الوالد او يخلق ارزاق اليوم قبل خلق ارزاق الغد و خاليقه

العرضيه مايخلق في هذه الساعه او اليوم مااليحصي علي وجه العالم يخبرعن خاليقه العرضيه بقوله اليشغله شان عن شان يعني بذلك انه يخلق في آن واحد مااليحصي من االضداد و من االشياء المختلفه يوتي في آن واحد مايمنع اخري و يمنع في آن واحد مايعطي اخري فيميت في هذاالن مايريد ثم يحيي في عرض

مايريد مااليحصي كثره فاليشغله شان عن شان وفعل عن فعل ابدا" فكل مايخلق تعالي عطياته يحكم به في حكومته التكويني الحد غيره فمايخلق شيئا" اال لشي او

لشخص اخري فيخلق االغنام لالنسان و االنسان النسان اخري و هكذا فهذه حكومته التكوينيه يحكم به بمعني يخلق ما يشاء فيحكم للوالدولدا" وللجايع ماكال و مشربا"

فهوتعالي مستو و مستول علي مايخلق و مايرزق في حكومته التكوينيه . ثم اعلم انه البد لظهور حكومه الله و ملكيته تعالي في التكوين اوالتشريع من حاكم و محكوم ليظهربوجود هذين الحكم والحكومه فاليكون الحاكم حاكم%ا" اال

بالمحكوم له اوالمحكوم عليه واليكون المحكوم اال وان يكون معه الحاكم فكل هذه الصفات واالسماء انمايظهر بالتقابل و التضايف فاليكون الملك ملك%ا" اال بعدان

142

يكون له ملك ومملكه واليكون الملك ملكااو مملكه اال ويكون فيه اناس محكومون مامورون ممتثلون بماامرهم الله به او منتهون عمانهياهم الله عنه فال يكون الملك

ملكا" بنفسه ولم يكن معه ذوعقل ياتمرامره وينتهي عم%ا نهياه فهل تجد سلطانا" و ملكا" في الفلوات اليكون معه من يامره اوينهاه او يهب له او ياخذ منه و غير ذلك

فاليظهر هذه االسماء و الصفات اال بالمامور و القائال"االبالمقول له و المتكلما" االبمن يتكلم معه و القادرا" االبمايخلقه ويق%%در عليه وكذلك اليكون عالما" اي

اليظهر علمه تعالي االبالمعلوم فلذلك اليك%ون ملكا" اال بالمملوك وال حاكما" االبالمحكوم والمستوي علي عرش االبمن يكون له دون العرش يامره و ينهياه

فتفكرفي ظهور هذه الصفات كلهالله تبارك وتعال%ي تعلم بعدالتفكربانه اليمكن لله تعالي من ظهور صفه من صفاته االبغيره و كذلك صفته الملكيه والملكيه

فانظرالي الله تعالي وهوفي عرشه كيف يظهرله عرش وال علي العرش حكم ثم بهذاالعرش آمر و مامور فلوكان هوتعالي وحده الشي ء و الشخص معه هل يمكن

ان يتصورله عرشا" اوهل يمكن لله ان يجعل معه عرشا"يستوي عليه فهذاكمثل ان تقول ان الله تعالي يقول وليس معه شي ء او شخص يقول له او هوتعالي يخاطب

وليس معه مخاطب او هو تعالي يتكلم وليس معه من يسمع كالمه فكل ذلك محال ممتنع فلوجعلت لله تعالي عرشا" في التكوين او التشريع و جعلته بذلك

ملكاسلطانا" البدلك ان تجعل معه من ذوي العقول دون الع%%رش من يامرهم وينهياهم فاليظهراو اليتصور هذه الصفات و هوتعالي وحده لم يخلق خلقا والعبدا" ياتمرامره و ينتهي عمانهيه فهناك تعلم جدا" بانه اليقوم لله تعالي معني الملكيه والعرشيه والحاكميه اال بحاكم و محكوم و آمر و مامور فننظر هناك مايقوم به

عرش الله و سلطانه من هو و ماهي . قلنافي ماسبق ان مايخلق الله تعالي في االرض والسماء كلها هبه من الله تعالي

لمن يهبه اياه فالشمس هبه منه والقمركذلك والنجوم و االرض و ما علي وجه االرض كلهاهبه و عطاء من الله تبارك و تعالي اعطاهاغيره من الخاليق فوهب الجب%ال حين خلقه و وهب البحارحين خلقه و وهب االرض كذلك حين خلقه و

يخبرعن هبته هذا في كتابه حيث يقول واالرض وضعها لالنام يعني بذلك ان االرض وهبها لالمام كما فسراالنام باالمام او يقول خلق لكم مافي السموات و مافي

االرض فخلق السموات و االرض هبه وعطائ" لالنسان ينتفع بهاو يقول في موضع اخري سخرلكم ماف%%ي السموات ومافي االرض سخرلكم الشمس والقمردائببن

سخر لكم الليل و النهار او يقول جعل لكم الليل لباسا" و النهار معاشا" وغير ذلك من االيات والرواي%ات يخبرنا ربنابانه ما خلق خلقا" في االرض و الفي السماء اال هبه

لمن يهبه اياه فاالشجار والنباتات والصحاري والبراري واالنهاركلهاهبه منه تعالي جعلها طعمه لمن ينتفع بهافعلي الظاهرانه تعالي ما خلق شيئا" في االرض و الفي السماء من جم%اد و نبات وحيوان اال لالنسان و يخبرفي كتابه بانه تعالي خلق كل شي لالنسان و يعلم االنسان في فطرته و خلقته بان الله تعالي جعله حاكما" علي

143

كل شي ف%%ي االرض والسماء جعل الله لالنسان حقا" فطريا" في خلقته و طبيعته بانه تعالي اباح لالنسان كل ما خلق علي وجه االرض فاالنسان يملك الصحاري و

البراري و الوحوش و الطيور واالنعام وكل مايدب علي وجه االرض واليسئل االنسان عماملكه مما علي وجه االرض و ذلك لمايجد االنسان في عقله و فطرته

بانه مالك االرض وصاحبهايحق له ان يملك البحار و مافيها و ينتفع بهافعلي ذلك نقول خلق الله كل شي لالنسان و جعل كل شي هبه و طعمه لالنسان ثم نرجع الي االنسان و هوالءالذين يدبون علي وجه االرض فيهم كافر و مومن و جن و انس و

صالح وطالح و قاصر و مقصر و عالم و جاهل و عالم واعلم كامل واكمل نري بعضا" منهم في اسفل السافلين واخري في اعل%ي عليين و بين هذا االسفل

واالعلي مراتب كثيره في كل مرتبه اناس اليحصي كثره ومرتبه و غير ذلك فنقول خلق كل شي لالنسان فلمن خلق الجن واالنس ونقضي هناك بقضاوه العقل بان كل ناقص خلق للكامل وكل جاهل خلق للعالم وكل شريف خلق لالشرف كذلك الي ان ينتهي الي انسان كامل جعله الله خليفته و جعله حجه علي العالمين فعلي

ذلك خلق كل انسان لالكمل منه وخلق كل ناقص للكامل منه كذلك كل شريف لالشرف ففي قاعده الفداء و التفديه جعل الله النباتات فدائا" للحيوانات تغتذي به

وجعل الحيوانات فدائا" لالنسان تنتفع به و خلق الجن لالنس ينتفع االنس بالجن كمايحكي عنهم الله في آيه في سوره االنعام يقول الله تعالي حاكيا" عن انسان

حكم علي طايفه من الجن يقول و قال اوليائهم من االنس ربنا استمتع بعضنا ببعض حتي بلغنا اجلنا الذي اجلت لنا فهوالء االولياء المستمتعون بالجن اناس كانوا حاكمه

علي هوالءالجن و غير ذلك فعلي قاعده امكان االش%%رف وانتخاب االحسن يجعل الله تعالي كل شريف لما هو اشرف منه الي ان ينتهي الي من ليس احد فوقه و

هوالء هم االئمه المعصومون ع خلق الله كل شي لهم و بهم فجعل لهم بذلك الخلق سلطانا" عظيما".

فصل يازدهم

حاكمية الله في التكوين و التشريع

ثم البدفي تصويرالعرش والمستوي علي العرش و من هوفي قرالعرش ان نري ربنا في مقام حاكميته التكويني والتشريعي ومايعطي في هذه الحاكميه ومن يعطيه

في حاكميته و مايمنع و من يمنعه شيئا" في حاكميته ومن يامر وبمايامر و من ينهي

144

وبماينهي ثم نري في ذلك التصوير و التقديرمالك حاكميه الل%ه تعال%%ي وآمريته ومايدور عليه االمر والنهي في سلطانه تعالي ففي هناك يتصور ابح%اث كثيره .

االولي عرش الله تعالي واستوائه علي العرش . والثانيه حاكميه الله تعالي في سلطنته وقدرته .

والثالثه مايعطيه الله تعالي ومايمنعه .

والرابع من يعطيه شيئا" و من يمنعه . الخامس اوامره التشريعي يدور مدار اوامره التكويني .

السادس من هو او ما هو مالك االمر و النهي في حاكميته التكويني و التشريعي . والسابع ماالذي يريدالله تعالي ان يبلغه في هذه الح%%%اكميه و المن%%ع و العطاء.

ففي بيان البحث االول وهوعرش الله تعالي واستواءالله عليه فقد بينا لك في ماسبق بان الله تبارك وتعالي جعل لخلق العالم والعالمين اصلين بدء خلقه من

هذين االصلين بكيفيه التركيب و االفاضه فانه البد لظهورالخلق و ظهور بدايع الله و صنايعه من شيئين يعمل الله به و عليه فهوتعالي يريد ان يخل%ق حيوانا" او انسانا" او

غير ذلك من خاليقه فالبدان يكون بيده شي ء يجعله حيوانا" او انسانا" فهذاالشي الذي بدءمنه االشياء هي االصول الذي يعمل به الله كمايريد و يصنعه كمايشاء وهي

في هذاالموضع النور والماده او يقال النور و الظلمه يخبر عنهمافي كتابه بقوله جاعل النورو الظلمات .و الظلمات المجعوله في هذاالموضع لله تعالي بجعل

البسيط ليس بمعني عدم النور كما ظنته اهل الفلسفه بل هي بمعني شي يفقد النور ينور بالنور فينقل%ب نورانيا" و يسلب عنه النور فينقلب ظلمانيا" و لوكان

الظلمه بمعني ع%%دم النور فقط و هي في ذاته الشي ء اليمكن ان يتحول الالشي نورانيا" او ظلماني%%ا" فان الالشي ء هي الذي اليري و اليدرك اليكون في ذاته شي فيحكم عليه بحكم ف%%ال يتعلق النور بالعدم فينقلب العدم نورانيا" واليتحول النور

عن النوراني%ه في ذاته فينقلب النور في ذاته ظلمه او ظلمانيا" الن الذات اليسلب عن ال%ذات و اليتحول الذوات عن ذاتها غيرذاتها انماالتحول و التغير بالتركيب

والتركيب البدله من اجزاءالمركب الاقل من جزئين يتركب بعضها من بعض فيتغير و ينقلب عما هي في ذاتها قبل التغيير فلو ظننت انه ليس في بدو العالم و مبدء الموجودات اال شيئا" واحدا" وهي النور و النور بذاته في ذاته نور جعله الله تعالي

نورا" بجعل البسيط فكيف يمكن ان يجعل النور النور فينقلب ظلمه او يجعل الظلمه الظلمه فينقلب نورا" فهل يسلب نورانيه النور عن ا لنور او ظلمانيه الظلمه

عن الظلم%ه فهذا شي ء ممتنع محال فالظلمه شي والنور شي ء اخري اصالن متباينان ينورالل%ه تبارك وتعالي الظلمه بالنور يفيض بالنورعلي الظلمات فيجعلها

145

نورانيا" ثم يسلخ بالنور عن الظلمات فتنقلب ظلمانيا" كما هي شان الصنعه والتركيب . فهناك نقول النور اصل غيرالظلمه و الظلمه اصل غير النور و الظلمه

في هذاالموضع هي الماده والمواد يظهر بها االجسام و الجسمانيات فخلق الله تبارك وتعال%%ي شيئا" المن شي و هي الظلمه مواداالولي التي يظهر منه االجسام

من الجماد و النبات و الحيوان ثم جعل الله تعالي شيئا" اخري المن شي ء وهي النورينور به الظلمات ويحيي بها االموات فيفيض الله تعالي بهذاالنورالذي خلقه

المن شي ء علي المواد فينقلب المواد بهذه االفاضه نورانيا" وتنقلب بهذه النورانيه حيا" بحي%%وه الجماديه اوالنباتيه اوالحيوانيه وغير ذلك فالنور في هذاالموضع عرشه

تبارك وتعالي استوي عليه النه من المجردات ليس من الم%%اديات والمجردات من الطف االشياء اليحد واليوصف في لطافته و اليقدر االنسان ان يتسلط

علي المجردات اال باذن الله فاستوي الله تعالي علي اصل النور في هذاالموضع فحكم به بحيوه الظلمات و المواد افاض النور علي الماده فهذاعرشه التكويني

يامربه في خلقه الخالي%ق بمايشاء و انما امره اذااراد شيئا" ان يقول له كن فيكون فكن منه تعالي فعل يفعله و خلق يخلقه فيقال للماده الظلمانيه كن نورا" فينقلب

نوراني%%ا" بماافاض الله فيه من النور ثم يامرشيئا" نورانيا" بقوله كن ظلمه فيسل%ب عن الظلمات النوركمايقول في كتابه نسلخ منه النهارفاذاهم مظلمون وعل%ي ذلك مدارحاكميه التكويني علي افاضه مايفيض علي المواد و الظلمات التي تكون في ذاتهاساكتا" ميته " ظلمانيا" فيحيي الله تعالي الموادالظلمانيه بافاضه النور تنقلب

حيا"بحيوته الجماديه والنباتيه والحيوانيه واالنسانيه و غير ذلك فانظرالي الله تعالي في حاكميته التكويني يفعل بالنور مايشاء

واعلم انه البدفي افاضه الله تعالي الفيوضات والبركات من مفيض و فيض و مستفي%ض فلولم يكن الفيض اليمكن االفاضه ولولم يكن المفيض لم يكن المستفيض فظهور كل واحد منهمايتوقف علي االخر و ليس هذاالتوقف بمعني الدورالباطل ان

تقول اليوجد المفيض اال بعد ان يوجدالمستفيض و اليوجد المستفيض االان يوجدالمفيض بل ه%%ي بمعني بمعني التقابل والتضايف و بمعني ظهور االفاضه و االستفاضه كمثل االبوه و البنوه لولم يكن ابن لم يكن اب ولولم يكن اب لم يكن ابن و هناك عام%ل اخري يخلق االباء و االبناء و يخلق باالباء االبناء فهناك البد من

ثالثه امورلظهور افاضه الله تعالي ومنع االفاضه االولي البدلظهوراالفاضه من المستفيض وهي شي اوشخص يطلب بنقائص

وج%%%وده الكمال من الله تعالي فيطلب بفقره الغناء و بجهله العلم و بضعفه القدره و بجوعه الطعام وبعطشه الماءوبكل نقص في وجوده كماال" من الله تبارك و تعالي فلولم يكن هناك شي ء يكون في ذاته و وجوده هذه النقص يطلب ويقتضي بنقائص

وجوده الكماالت اليظهر من المفيض االفاضه و من المعطي العطاء فتفكر. يريدالله مثال ان يسقي عطشانا" بالماء او يغذي جوعانا"بالغذاء فالبد لظهور هذه االعطاء

146

من جايع يطلب الغذاء و من عاطش يطلب الماء و اليمكن ان يكون المستفيض عدما" محضا" كمايظنه بعض الفالسفه الن العدم في عدمه اليطلب و اليطلب اليستفيض و اليفاض عليه فكيف يمكن لمعطي العطيات ان يوتي العدم عطائه

يسقي العدم مائا" اويطعم العدم طعاما" فهذالغو عبث ممتنع فالبد هناك شيئا" او شخصا" يوجد في وجوده نقائص فيطلب من المفيض رفع النقائص فيفيض المفيض عليه فيضه يرف%ع بتلك االفاضات نقائص وجود المستفيض فالمستفيض هناك شي

وجودي موجود بايجاد الله تعالي اليمكن ان يكون عدما". والثاني البدلظهور االفاضه من فيض يفيضه المفيض علي المستفيض كالماء

للعطشان والغذاء للجوعان فاحسب انك جائع تطلب من ربك الغذاء و ربك تعالي مطع%%%م يطعمك فالبد هناك من طعام يصنعه الله و يخلقه فيطعمك به فالجايع

مستفي%%ض والطعام فيض والمطعم تعالي هوالمفيض وكذلك الشي ء الميت في ذاته مستفيض و مابه يحيي و يرفع عن وجوده الموت فيض والله تبارك وتعالي هوالمفي%%%ض بالحيوه الي الميت فالميت في ذاته شي وجودي يطلب او يقتضي

الحيوه و الشي الذي بافاضته يحيي الميت شي وجودي ايضا و الله الذي يحيي الميت بروح الحيوه ايضا شخص عظيم موجود تبارك و تعالي فاليظهرالحيوه او االحياء

لولم يكن ه%ناك ميت و اليمكن احياء الميت االبشي ء يظهربه الحيوه و اليظهرالحيوه اال بمن يحي%ي الميت و هوالله تبارك وتعالي فالشي الميت في ذاته و وجوده

كال%%ج%%ايع والعطشان يطلب الماء و الغذاء و الحيوه هناك مثل الماء و الغذاء الذي خلق%ه الله تعالي يطعم به الجايع ويسقي به العطشان و االحياء هناك بمنزله االطعام

و السقايه فالميت في ذاته شي وجودي فلوكان عدما" اليمكن للعدم ان يطل%ب الحيوه و اليمكن افاضه الحيوه علي العدم كما اليطلب العدم الغذاء والم%%%اء فالميت

شي غير حي ال انه عدم الحيوه فقط كمايظنه بعض الفالسفه النه اليجوز في الحكمه ان يحيي العدم و اليطلب العدم الحيوه و الحيوه هناك ايضا" شي وجودي

موجوديخلق به الحيوه في الموتي و يسمي روح الحيوه ينفخه الله تعالي في ما يشاء فلوكان روح الحيوه ايضامثل الموت امرا" عدميا" اليمكن االفاضه بالعدم فاليفاض العدم الي عدم و اليستفيض العدم عدما" مثله فالبد ان يكون الموت والحيوه هناك

شيئان وجوديان يظهربهما االفاضه و االستفاضه فالمستفيض والفيض شيئ%ان وجوديتان خلقهماالله تعالي قبل االفاضه و االستفاضه كمايقول في كتابه هو الذي

خلق الموت و الحيوه ليبلوكم ايكم احسن عمال" فلوكان الموت شيئ%%%ا" عدميا" فقط لم يمكن ان يكون مخلوقا" فكيف يخلق االعدام او كيف يمكن لل%ه ان يقول

خلقت العدم ولوكان الموت في ذاته و وجوده حيا" فكيف يمكن ان يسلب عنه الحيوه الن الشي اليسلب عن ذاته و اليطلب مافي ذاته كيف يمكن للجسم ان

يطلب الجسمانيه او كيف يمكن ان يسلب عن الحجم الجسمانيه الن المسل%وب و المسلوب عنه شيئان مختلفان والسالب غيرهما فالموت هناك شي ء سلب

عنه الحيوه والحيوه ايضا" شي وجودي سلب عن الميت . 147

الثالث البدلالفاضه واالستفاضه من مفيض يفيض بفيضه علي المستفيض فيحييه بعد موته و يقويه بعد ضعفه و يضئيه بعد استضائته فلولم يكن المفيض لبطل

االفاضه و االستفاضه ولو بطل االفاضه واالستفاضه لبطل المستفيض واالفاضه فلك هن%%اك ان تنظرالي هذه الثالثه لظهورالفيض واالفاضه ماهي فنقول

المستفيض هو الذي يجداو يوجدفي ذاته و وجوده نقائص يطلب عن المفيض رفع

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( هذه النقائص و الفيض ف%%ي هذاالموضع الذي يفيض به المفيض علي المستفيض و من هوالمفيض في هذاالموضع الذي خلق الفيض و االفاضه ليقوم بهذه االمور حاكميه التكويني لله تعالي . ولعلك تقول ان كان و البد

من هذه الثالثه لظهورحاكميته التكويني لله تعالي ان يحكم في حاكميه بفيض للمستفيض يجب لناهناك ان نقول بان وجود هذه الثالثه ازلي كانت في االزل وتكون

الي االبد النا نحسب ان المفيض و هو الله تبارك وتعالي ازلي كماهوحق كذلك انه تعالي لم يزل كان و اليزال يكون قديما"ازلي%%%ا"ابديا" المن وقت كان وال الي وقت يكون سبق االوقات كونه و العدم وجوده كما يصفه بذلك موالنا اميرالمومنين فالله تبارك وتعالي هوالمفيض يريد ان يفيض بفيض علي شي او شخص يكون في ذاته

المستفيض ففي هذه الحاله يدوراالمربين شيئين اما ان يكون معطال" فيض الله من االزل الي االبد و اليمكن منه تعال%%ي ظهور فيض ولطف ابدا"واماان يكون الفيض والمستفيض ازليان كالمفيض تعالي و اليقول به احد ان يكون غيرالله تعالي ازليا"

ابديا"النه ان ارادان يفيض البدله في هذه االفاضه من الفيض والمستفيض فلولم يكونالم يكن له تعالي فيض ابدا" ولم يقع منه االفاضه . فنقول في جوابك نعم

ان لم يكن الفيض لم يمكن لله تعالي االفاضه النه يقال و يسئل حيئذ بمايفيض الله تعالي مايفيض فان لم يكن مايفيض عليه ولم يكن هناك فيض لم يقع االفاضه

مطلقافهناك تعطيل الفيض فاذاكان فيضه تعال%ي و افاضته معطال" لم يظهر ولم يكن هذاالخلق العظيم . وان قلت لعله تعالي يجعل عن نفسه الفيض

والمستفيض والجعل في هذاالمورد بمعني الظهور و الخروج لعله تعالي يخرج من وجوده اويظهر عن وجوده شيئا ناقصا"في ذاته يجعله مقام المستفيض ثم يرش علي هذا المستفيض من ذاته شيئااعلي واكمل فيكون بافاضته هذا مفيضا علي

المستفيض فهناك يجب ان نقول ليس الفيض واالفاضه والمستفيض اال هو تبارك وتعالي كما يظن االمركذلك بعض الفالسفه او من يعرف بوحده الوجود يظنون ان الوجود العظي%م كالبحرالعظمي تجلي و ظهر بذاته و وجوده بخارا" وقطرات و غير

ذلك فافاض من وجوده ايضاعلي هذه البخارات والقطرات فان قلت و ظننت ان االمر كذلك و تعالي عن ذلك علوا" كبيرا".

148

نقول في جوابك كما ذكرنا مرارا" انانظن ان الله تعالي في وجوده ليس اال وجود بحت مجرد مطلق فهوليس في وجوده االوجوده ليس في ذاته جزء غيره ليخرج هذاالجزء من ذاته كما يخرج من وجودنا اشياء غيرنا و ايضانقول انه تعالي ف%ي

وجوده مجردبحت والمجردالذي ليس في وجوده غير وجوده اليمكن ان يتج%زي و يتبعض و يخرج من وجود شي ء ناقص غير وجوده يجعله مستفيضا" ثم يخرج من

وجوده شي ء اخري غير وجوده يجعله فيضا" ثم يفيض بهذاالفيض علي المستفيض تعالي عن ذلك علوا" كبيرا انه تعالي كمايصف نفسه لم يلد و لم يولد فلم يخرج منه

االشياءالكثيفه كمثل الجسمانيات والماديات او شي ء لطيف كمثل النورانيات و الروحانيات فلوخرج منه شي ء من اللطيف او الكثيف لكان والدا" لماتولد من%ه باي

كيفيه كان ثم يلزم من ذلك ان يخرج منه غيره فيقال ماهي الغيرالذي خرج عن ذاته تعالي فان كان مواد خرج عن وجوده فيجب ذلك ان يكون وج%وده مشحونا"

مخلوطا" بهذه المواد او انوار خرج من وجوده يجب ان يكون وجوده تعال%ي مشحونا مخلوطا" بهذه االنوار اوحدودا" اخري اعتباريات خرج من وجوده كما

يصفون الماهيات كذلك يجب ان يكون في وجوده هذه الحدود االعتباريه لم يظهرفظهربعده كمانري البحر و النري القطره فيخرج من البحر قطرات بحدود

اعتباريه و الماء ماء البحر فقلنافي ماسبق كانت الحدود االعتباريه في البحر و لم تكن تريه ثم ظهرلنافي العقل فسميناه قطرات وبخارات فيجب ان يكون في

وجود الله تعالي كما في وجود البحر حدود اعتباريه لم يظهرفيظهربعدتعالي ربناعن جميع ما نقول او نعقله و نصفه علوا" كبيرا" فاليكون هوتعالي في وجوده غير

وجوده هو واحد في وحدانيته احدي الذات اليتجزي و اليتبعض واليكون محدودا" ليتجلي في خارج هذه الحدود فنقول انه تعالي تجلي بجلوته كما ان الشمس يتجلي

في خالء من نوره فنقول طلع علينا ثم تغيب عن هذه الخالء فتجعلنا في ظلمه فتقول انها غرب عنا فهل تجد لوجودالله تعالي خالءفي خارج وجوده ليظهر فيه

بالتجلي او خالء في داخل وجوده فيتجلي فيه كيف و هوتعالي نافي الحدود واالبعاد عن وجوده و ذاته لم ينته بوجوده الي حد فيقال انه لم يكن بعد هذه الحدود

ولم يب%دء بوجوده من حد يقال انه بدء عن هذا الحد فيظهر هناك خالء في داخل الوجود فيكون مجوفا" او في خارج الوجود فيكون محدودا" متناه ثم نقول انه تجلي فيمن لم يكن فكيف يمكن ان يتصورالجلوه و التجلي في شي ء غير متناه مالء منه

كل ماكان او يكون لم ينته الي حد فعلي كل حال اليمكن لك و لغيرك من ذوي العقول و االلباب ان يقولوا بانه تعالي اخرج الفيض عن ذاته او تجلي بفيضه

الوجودي فجعل بتجليه هذا فيضا و مستفيضا ثم االفاضه بوجوده فدع رب%%ك وراء عقلك و التتجاوز عن حدك فتقول فيه تعالي ما التناله فاليمكن لك ان تقدره بقدر فتصوره بصور او تكيفه بكيف فهوالله تبارك وتعالي كان في االزل و يكون ال%ي

االبد سبق االوقات كونه و العدم وجوده ولم يكن معه غيره فيكون فيضا او مستفيضا

149

ثم هوتعالي اراد ان يخلق خلقا" ليعرف عند خلقه كمايقول في ماروي من حديث القدسي المشهوركنت كنزا" مخفيا" فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف .

فننظرهناك فيما بعدالي المستفيض و الفيض فهل كانا معه في ازل االزال او كونها الله تعالي و اخرجهما المن شي ء فان قلت كان معه شي في االزل غني فيستغني

بكونه و وجوده عن فيضه او فقير ا فيحتاج الي فيضه نقول في جوابك ماهي هذاالشي ء الكائن الذي كان معه في االزل فان كان في االزل فقد استغني بكونه و

وجوده عن غيره فليس لله تعالي المكون المبدء ان يدعي بانه هوالذي كون هذا الكائن معه في االزل فان كان الله هوالذي كون هذاالكائن فينافي تكوينه تعالي

ازليه هذا الكائن الن ماكان في االزل فقد استغني بازليته عن المكون فاليجوز لله ان يدعي بانه هوالذي كون غيره مماكان معه في االزل واذا كان الشي ء

في االزل ليجب ان يكون غنيا" مستغنيا" عن غيره فاليجتمع الفقر و الغناء النهما متناقض%ان و اجتماع النقيضين محال اليناله العلم و القدره فان كان هذاالشي ء

الذي مع الله في االزل غنيا" في ذاته فليس معه تعالي هناك شي ء فقي%%%ر يستفيض بفقره من المفيض فيضا الن الغني مستغن عن غيره ولوكان هذاالشي

غنيا"بذاته في ذاته عن غيره لبطل هذه التغيرات والتغيرات و التحوالت و المقدرات كلهافي العالم الن جميع هذه التغيرات و التغيرات و التحوالت انما جاء من الشي ء

المتحول المتغيرالذي احتاج الي التحول فتحول فاذا قلنا ان الشي ء الكائن معه في االزل كان غنيا" عنه تعالي لكان يجب ان يكون معه و فيه كلمايطلبه و يريد و يلزمه

فيبطل بهذه الغناكل تحول و تغير يجري له و عليه الن التغيرانمايظهرمن شي ء فقيرمحتاج الي فيض فيفيض الله عليه فيتغير و يتحول بهذه االفاضه من الفقر الي

الغناء فيقال هذاالشي ء الكائن معه في االزل ان كان غنيا" عنه تعالي فكان حيا" اليحتاج الي االحياء و اليمكن ان يعرض عليه االماته فال يدور امره بين الموت

والحيوه الن هذه الحاالت انمايجري علي شي ء ميت في ذاته فيحييهاالله تعالي او حي في ذاته فيميتهاالله تعالي و ك%ال هذين ينافي الغناء الذاتي و الوجودي فانك

قلت انه كان معه في االزل غنيا" عن الجعل و االيجاد و االبداع فاذاكان غنيا" كان حيا" ويجب ان يكون هذه الغناء غناالوجودي و الذاتي اعني بذلك ان الشي ء الكائن مع الله في االزل مالزم%ا" وجوده بالغناء و الحيوه فالكائن في االزل يجب ان يكون

حيا" في االزل و اليمكن ان يسلب عنه الحيوه فيعرض عليه الموت الن الحيوه ذاته بغناء ذاته فلم يكن ليحيي قبل ذلك فيسلب عنه الحيوه بدليل غنائه عن الجاعل فاذا

بطل السلب و االثبات لبطل التحوالت و التغيرات جميعهافيجب ان النري انفسنا اواشي%%اء اخري غيرنا اال علي وجه ثابت غير متغير و المتحول و هذا خالف مانري

ضروره وبداهه النا النري شيئا" اال متحوال" متغيرا" الي التكامل واقعا" امره دائما" بي%ن النفي و االثبات فنري وجه االرض ظلمانيا" ثم يتحول نورانيا" و نريها نورانيا" فيتحول ظلمانيا" ونري وجه االرض ميتا" النبات له او جامدا" الم%%%%%اءفيه فيتحول

نابتا" رطبا" غير يابس و غير ذلك مانري في العالم شيئا" صغيره%%او كبيرها داخلها و150

خارجها اال و نريها متحركا" متحوال" في ميدان وجوده و حركته و كذلك مانري انفسنادائما" االشيئا بين الفقر والغنايحس الفقر و الغنايحس الفقر في ذاته فيطلب الغنا نري انفسنا ميتا" فنحيي و حيا" فنموت و جائعا" فيشب%ع و مشبعا فيجوع و غير

ذلك من التحوالت و التغيرات يقول مولناالحسين ع الهي علمت باختالف الحاالت وتنقل الصفات ان مرادك مني ان تتعرف الي في كل شي ء حت%ي ال اجهلك في

شي ء نري الفقر مالزما" بوجود االشياء و مانري كل شي ء اال و هي في ذاته مفقودالكم والكيف يحتاج في ذاته الي كم فيكبر و يكثر و الي كيف فيجم%%ل و و

يحسن ولوال هذه الكميات والكيفيات لبطل كل شي ء ويرجع الي حال كانه لم يك%%ن فالفقر مالزم لذات كل شي ء و وجوده فالنري شيئا" مفقودا" عنه الفقر و

موجودا"فيه الغنا فهذا دليل واضح علي ان غيره تعالي فقر في ذاته عدم كان لم يكن فاليجمع هذاالفقر الذاتي الغناء الذاتي اذا قلنا بان غيره تعالي كان معه في

االزل مستغن عنه تعالي عن جعل وايجاد فيجب ان نقول كل شي ء وكل ذره و ماده في ذاته فقر والفقر هوالعدم و العدم هوالفقر فاليجمع الفقر و الغنا الن الشي ان

كان فقيرا" بذاته فهي فقر في جميع المراتب و من المراتب ان يكون خارجا" عن العدم وان كان غنيا" في ذاته يجب ان يكون غنيا" في جميع المراتب و من

المراتب ان يكون في االزل مستغنيا" عن الجاعل فاليجمع الفقر و الغنا فيج%%ب عليك ان تقول بفقركل شي ء في ذاته و من مراتب الفقر فقركل شي ء في

العلم الي الوجود في العين نعني بذلك احتياج كل شي ء في العلم ان يكون في العين ففي علم العالم تعالي ان يكون معه غيره ليظهر بينه و بين هذا الغيرالمعرفه فلهذا

الغير وجود علمي هي علم الله فقط يعني يعلم الله تعالي بعلم ذاته و وجوده انه يجب ان يكون معه غيره فيوجد هذا الغيرالذي علمه قبل االيجاد فينقلب هذاالغي%ر وجودا" عينيا" بعدان كان وجودا"علميا فيوجده تعالي علي علمه فيكون بعد ان لم

يكن و دليل تكونه مانري من المكونات والموجودات فاليجوز الحد ان يقول كان هذاالغير معه في االزل لماقلنا انها فقرفي ذاته والفقرعدم يحتاج ال%ي ايجادالموجد فيوجده الله تعالي وهذا شان الفيض والمستفيض الن كالهمافقرفي جميع المراتب .

فالفيض و هوالذي يفيض به الله و يوتيه غيره فقر في ذاته يحتاج الي االفاضه او االضافه و المستفيض كذلك فقر في ذاته يحتاج الي فيض الله فهوتعالي يوج%%د

بارادته علي طبق علمه اوال" شيئايكون بفقر وجوده مستفيضا و شيئا اخري يكون بفقر وجوده فيضا فيفيض الله تعالي بهذاالفيض الي المستفيض فيظهر بافاضته

تعالي هذه االشياء و االشخاص المتغير و المتحول الي ان يتحول انسانا" كامال"يقوم مقاما" يكون فيه خليفه الله ... فتقول ماهذاالمستفيض والفيض اللذان لم يكونا معه

في االزل فكونهاالله تعالي و جعلها مبدا" لظهورالخاليق منهما فنقول المستفيض في هذاالموضع المواد التي خلقها الله تعالي المن شي ء سماهاباسماء و منها الظل والظلمات و الظلمات في هذاالمورد كلمه تعم كل نقص في هذه المواد فمن جهه نقص النور منهايسم%ي ظلمه و من جهه نقص الحيوه منهايسمي موتا" يقول الله

151

تعالي خلق الموت و الحيوه و من جهه نقص القوه منها يسمي ضعفا" يقول الله تعالي خلقكم م%ن ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوه ومن جهه نقص العقل والعلم منهايسمي جه%%ال"يقول االمام ع خلق الله الجهل من يجر اجاج ظلماني و خلق الله

العقل من بحر عذب فرات نوراني يقول الله في كتابه جاعل النور والظلمات فاخبرب%%%ان الظلمه اوالظلمات مجعول بجعل الله جعال" بسيطا" والجعل البسيط بمعني جعل الشي ء المن شي ء كماان الجعل المركب بمعني جعل الشي ء شيئا"

اخري كما يجع%ل الله التراب نباتا" او يجعل النبات حيوانا" فيخبريجعل بسيط بانه جاع%ل الظلمات و النور.

فالظلمات هناك اسم نقص كما ان النور هناك اسم كمال الن الظلمه يحتاج الي النور ليستضئي به احتياجا" وجوديا" ذاتيا" والنور اليحتاج الي الظلمه النه في ذاته

نور و هي في ذاته ظلمه فالظلمات شي ء مجعول بجعل الله ال انها الشي في ذاته بمعني عدم النوركماتقوله الفالسفه او الفلسفه الن العدم اليكون مجعوال" والينسب الجعل الي العدم وكل شي ء مالزم لنقيضه واليكون نقيض الشي ء مجع%وال" اليجوز

ان يقال جعلت نورا" وعدم النور جعلت حيوتا" وعدم الحيوه اويق%%ال جعلت شجرا"و عدم الشجر فالشجر وعدمه نقيضان ينسب الجعل الي وجود الشجر ان

يقول الله تعالي جعلت شجرا" و الينسب الي عدمه فليست االعدام مجع%وال" النها الشي والمجعول شي ء والشي ء يناقض الالشي ء فلو كانت الظلمات بمعني

عدم النور في قوله تعالي جاعل الظلمات والنور او الموت بمعني عدم الحيوه في قوله تعالي خلق الموت والحيوه لكان يجوز ان يكون العدم مجعوال" والمجعوليه

يناق%%%ض العدميه فالظلمات التي مجعول بجعل الله تعالي شي ء فاقد النور الآنها الشي ء بمعني عدم النوركذلك الموت في قوله خلق الموت وقوله يخاطب الناس

كنتم امواتا"فاحياكم شي ء فاقد الحيوه الانها الشي ء بمعني عدم الحيوه فعلي هذاكل نقص شي ء فقد عنه الكمال الان النقائص عدم الكمال وكل شي ء ناقص في

وجوده و ذاته يطلب كماال" يسمي مستفيضا" وكل شي ء يرفع به النقائص عن الناقص يسمي فيضا" فالظلمات يطلب النور والمواد واالجسام يطلبان الروح

والحيوه وكل جاهل كذلك يطلب العلم وعلي ذلك المنوال يدورالفيض والمستفيض . فالظلمات موادفي العالم يصنع به االجسام واالنوار حقايق في العالم ينور به

الظلمات ويقوي به االجسام فهناك في بدوالخلق اصالن مختلفان متبانيان في وجودهما وذاتهما جعليان فالله مبدء خلق العالمين وهما العله الماديه في خلق كل

شي ء كما يقال البد لوجود كل شي ء من علل اربعه العله الفاعليه و العله الماديه و الصوريه و الغائيه فهذان االصالن في بدو الخلق اللذان سميت احدهما بالظلمات

واالخري بالنور مبادي لظهورالخاليق جعل الله تعالي احدهامستفيضا" واالخري فيضا" فالمستفيض هي الماده يطلب ان يكون جسما" نورانيا"ذا روح و حيوه وعلم و حكمه فهي بذاتها وبلسان حالها و وجودهايطلب الفيض النهافي ذاتها من حيث

152

فقدان القوه يسمي ضعفا" ومن حيث فقدان الحيوه والروح يسمي موتا" وجسما" ومن حيث فقدان النور يسمي ظلمه ومن حيث فقدان اللون يوصف اويسمي

اسودا" وغيرذلك من اسماءالنقائص . فلوكانت الظلمات في ذاتها اعدام فاالعدام اليطلب الفيض و اليستضئي بالنور واليمكن وتمتنع ان ينوراالعدام اويحيي بالحيوه اويقوي بالقوه فالله تعالي ينوربالنور فالبدهناك من شي ء يتنور و من فاعل هناك

ينور المتنور بالنور وكذلك الله يحيي فاليجوز ان يحيي االعدام الن االعدام عدم اليطلب الحيوه فيحيي و اليتعلق الحيوه بالعدم فالبدهناك من شي يسمي موتا"من جهه فقدالحيوه فيطلب الحيوه فيحييه الله تعالي و البد هناك ايضا" شي اخري يظهر

به الحيوه في الميت و من فاعل يحيي بروح الحيوه الميت فيجعلها حيا" وكذلك سايرالقوي والكماالت فاليطلب العدم كماال" واليكمل الع%%دم او اليعطي الكماالت

االعدام . فهناك من شي ء يطلب الكمال سميناه مستفيضا" و شي ء اخري يظهربه الكمال وسميناه فيضا" و عامل فاعل يخلق الفيض والمستفيض فيفيض

بالفيض عل%ي المستفيض يرقي به الي الكماالت يسمي مفيضا" فالبد هناك لظهورالخاليق م%%ن اصول متعدده و ال اقل من اصلين يبدء منهما الخاليق و يرتقي

الي الكم%ال الن التكامل والترقي باي نحو كان ينشاء من التغير و التغير في الكم و الكيف الينشاء من اصل واحد وحقيقه واحده كما بيناه مرارا" فالنكرر اما التكامل

الكم%ي بمعني كثره الحجم والمقدار وغيرذلك مما يسمي كما فاليتكامل فيها الشي ء بنفسه الن هذه الحقيقه الواحده التي يظهر بها الكم والمقادير ان كانت في

ذاتها بلوازم ذاتها و وجودها متصله فاليجري عليها االنفصال النه كما قيل الذاتي اليعلل اي اليجري العله والمعلول بذات علي ذاته فعله النور نور و عله الظلمه ظلمه فلم يظلم الظلمات بعله خارجه عنها كذلك لم ينورالنور بعله خارجه عنها

فاليسلب عن النور نورها وعن الظلمه ظلمتها الن نورانيه النور و ظلمانيه الظلمه من لوازم الوجود والذات كالزوجيه لالربعه فاليسلب الشي ء عن نفسه ولذلك نقول

الشي ء الذي يحصل بهاالكم والمقدار ان كانت في ذاتها متصله فيكثر و يكبر بهذا االتصال الذاتي و الوجودي فاليسلب عنه االتصال ليعرض عليها االنفصال فيصغر بعد ماكان كبيرا" ويقصر بعد ماكان طويال" النافرضن%ا االتصال من لوازم ذاتها و وجودها

فلم يحصل االتصال بعله خارجه عن ذات%ه ولم يعرض االتصال عليها من خارجها فيسلب عنها كالزوجيه لالربعه . وان كانت مايحصل به الكم شي ء في ذاتها من

لوازم وجودها و ذاتها منفصل%ه فاليعرض بهذا االنفصال االتصال ليكبر بعد ماكان صغيرا" اويقصربعد ماكان طويال"فتري مثال" بعض االعداد في ذاتها منفصالت )ونعني باالعداد المعدودات مث%%ل البر والشعير و غيرها مما يتعدد باالنفصال (

فاليتصل هذه الحبوبات اال بشي ء خارج عنها فالشي ء الذي به يحصل الكم الينتهي الي كم خاص اال بشي ء غير مايحصل ب%ه الكم وبعامل غيرها خارج عنها كذلك

الكيفيات و مايحصل به الكيف مثل اللون و النورانيه و الحركه و الوضع و غير ذلك من الكيفيات فان كان اللون بذاتها و وجودها لونالم يعرض عليها شي ء خارج عنها

153

فيلون به و اليسلب عن ذاتها و وجودها اللون فيعدم اللون النا فرضنا ان اللون لون بذاتها و وجودها فلم يعط اللون لونا" ليسلب عنها انمايعطي باللون الي شي ء لم يكن ملون%ا" و يسلب اللون عن شي ء كان ملونافعلي قاعده كليه نقول اليحصل

التغيير و التغير في شي بذاته بعله ذاته انما يعرض التغير والتغي%ر علي شي ء بشي ء اخري غير ذاته و وجوده وبعامل خارج عنها ليحصل بتلك التغيرات والتبديالت العله والمعلول والدليل والمدلول والصنايع و التركيبات و كلما كان او يكون فالبدلظهور التغير فيها باي نحوكان من ثالثه االولي شي ء يتغير كالماء ينقلب جمدا" او الجمد ينقلب مائا" الثاني شي ء يحصل به التغير و يتغير به كالحراره يجعل الجمد مائا" و

يجعل الماء بسلبها جمدا" والثالث العامل المغير البد من شي او شخص غير الماء و غيرالحراره يجعل الماء بسلب الحراره جمدا" والجمد بالحراره مائا" فالتجد هناك

في عالم التغيرتغييرا" او متغيرا" االبهذه الثالثه . فهناك نرجع الي المستفيض والفيض و المفيض فالبدان يكون المستفيض شيئ%ا" ناقصا" في وجوده يطلب

بنقص وجوده الفيض يحصل به الكمال مثال" يكون المستفيض غيرمتحرك فيطلب الحركه و غير قوي فيطلب القوه و غير ملون فيطلب اللون و غير موضوع بوضع خاص فيطلب الوضع و غيرم رتبط بشي ء فيطلب االرتباط و غير متصل في ذاته

فيطلب االتصال وغيرحي في ذاته فيطلب الحيوه وغير عالم في ذاته فيطل%ب العلم و الي غير ذلك ماشاء فان كان المستفيض عدما" فالعدم اليطلب الفي%%ض الن

الطلب انما هي بنقص شي ء موجود البعدميه العدم فالبد للفقير ان يكون موجودا" يطلب الغناء و كذلك كل ناقص فالعدم اليكون طالبا" و المطلوبا" فالبد للمستفيض

ان يكون شيئا" موجودا. ثم انه البد للمستفيض ان يفقد فيضا" يطلبه و يستفيضه فلوكان مايطلب حاصال"في وجوده لكان طلب الحاصل تحصيل الحاصل وتحصيل

الحاصل غلط محال و سفه وعبث فالبد للجاهل ان يكون شيئااوشخصا" يفقد العلم فيطلبه و كذلك للضعيف ان يكون شيئايفقد القوه فيطلبه وغيرذلك من الكماالت

بدليل ماقلنا ان%ه يمتنع تحصيل الحاصل و يمتنع طلب االعدام فالمستفيض في ذاته و وجوده موجود ناقص يطلب الفيض .

ثم انه البدان يكون الفيض و المستفيض متباينين غير متجانسين اليكون واح%د منهما من جنس االخري كانت هذه التباين واختالف الجنسيه بالعرض او بالوجود فانه اليمكن ان يفيض بالمتجانس علي جنسه فاليفيض بالماء علي الماء وال بالهواء علي

الهواء الن الماءبنفسه عندنفسه ماء فاليطلب لنفسه مائا" اخري ليكون هذا الطلب من نوع تحصيل الحاصل فكذلك التراب في نفسه تراب اليطلب تراب%ا" لنفسه

ليكون الطلب من نوع تحصيل الحاصل فلذلك كل جنس اليطلب جنسه و مثله االان يكون بين الطالب والمطلوب تباين وامتياز بالوجود او بالعرض فتطلب المرئه مرئا"

والمرء بالعرض غير المرئه و كذلك تطلب المرء مرئه والمرئ%%ه بالعرض غيره ان لم يكن بالذات وهذه قاعده كليه البد ان يكون المطل%وب غيرحاصل عند الطالب و

غيرموجود له عند نفسه لئاليكون الطلب سفه فيقال للطالب انك تطلب شيئا"154

يكون معك و فيك ولذلك نقول البدان يكون المطلوب من غيرجنس الطالب الذي يطلبه فاليكون الماده فيضاللماده و التطلب الماده م%اده من جنسها النه اليعلو و

اليرقو بهذ الطلب و اليستفيض الجنس من جنسه المماثل له االان يكون من المطلوب نفعا" للطالب و هذا النفع في المطلوب هو االمتياز الذي عندالطالب

فطلبه لنفسه فلذلك نقول يجب ان اليكون الفيض هو المستفي%ض و اليكون الفيض عندالمستفيض و يجب ان يكون المستفيض فاقدا" للفيض ال%%%%ذي يستفيضه و

يطلبه فيفيض الله بهذاالفيض علي المستفيض . فهناك ننظرالي المستفيض و الفيض والمفيض فالمفيض هوالله تبارك وتعال%ي حتما" انه المفيض االول يفيض بفيضه علي المستفيض فيرقوا بهم الي الدرجات و المستفيض هناك الماده حتما" الن

الماده تطلب الحيوه و هوميت في ذاته تطلب القوه وهي ضعف في ذاته تطلب النور وهي ظلمه في ذاته تطلب العلم و هي جاهل في ذاته كذلك تطلب الكمال وهي ناقص في ذاته الن الماده لوكانت الحيوه لم تكن تطلب الحيوه و اليجوز لله

تعالي ان يفيض بالحيوه علي ماهوحيوه في ذاته اوالماده لوكانت علما" عالما" بذاته لم تطلب العلم اوال" واليجوزلله تعالي ان يفيض بالعلم الي ماهوالعلم ذاته اويفيض بالقدره علي من القدره ذاته وكذلك الماده التكون نورا" في ذاته النه لوكان نورا

يضيئي بماديته فال يستضيئي بشي ء اذكان نورافي ذاته و وجوده فيجب ان تكون الماده ظلمه ظلمانيا" في ذاته تطلب من الله تعالي النور فيفيض الله تعالي بنوره

علي المواد الظلمانيه فيستضئي بنورالله و كذلك كل فيض للمستفيض . فالمستفيض شي ء ناقص فاقد في وجوده ليست بعدم من حيث الوجود و لكنه ع%دم بالنسبته

الي الفيوضات والبركات فطلب عن الله تبارك وتعالي بنقائص وجوده الكماالت فيفيض الله تعالي بفيضه علي هذاالموجود الناقص فيكمله ويرقوبه الي

الدرجات العاليه فعلي ذلك نقول المستفيض في هذا الموقع هوالماده فقط الماده التي يظهربه االجسام واالحجام لطيفها و كثيفها و الفيض في هذا الموقع شي ء

يفيض الله به علي الماده فيخرج به الماده عن نقصه الي الكمال فالماده مثال" في ذاته ميت يحتاج الي روح تحيي به فينفخ الله تعالي في الم%اده من روحه فتحيي

بروح الحيوه فيجوز لنا ان نصف الفيض في هذاالموردبكلمه النور الن اول نقص يوجد في الماده هي الظلمه و اول كمال يحصل لها هي النور فيرش الله تعالي بنوره

علي الظلمات فتخرج المواد الظلمانيه برش النورعليها من ظلمه وجودها الي النور فيستضئي بنورالله . ثم ان الماده في ذاته موت يطلب الحيوه فيرش الله تعالي بنوره علي الماده فيحييه والماده في ذاته ايضا" جهل يطلب العلم فيرش الله تعالي بن%وره علي الماده يعلمه فيجعله عالما". فالنور في هذاالموقع فيض الله والمستفيض هي الماده و المفيض بهذا الفي%%ض علي المستفيض هوالله تبارك

وتعالي جعل الماده المن شي فاقامه مقام المستفيض ثم جعل النور المن شي ء فاقامه مقام الفيض ثم افاض بهذاالنورالي الموادالظلمانيه التي موت في ذاتها وجهل

وضعف كذلك في ذاتها وظلمه في ذاتها فاضائها و احياها واقويهاحتي رقي بهامن

155

الحاله االولي التي كان ناقصا"الي الكماالت والدرجات الي ان نالها مقام االنسان .يقول الله تعالي في كتابه الم ترالي ربك كيف مدالظل ولوشاءلجعل%%%%%ه ساكنا".

فصل دوازدهم

كلما يخلق الله هبة منه فاطلب الموهوب له

ثم ان هناك بحث اخري يجب علينا ان نعلم وهوان كل مافعل الله ف%عال" او كان في شان من الشئون يكون فعله هذا او منعه هبه وعطائا" يعطيه شخصايطلب منه

هذه الهبات والعطيات وذلك الن كل ماارادالله او يريد او شاء او يشاء يعطي بارادته ومشيته اويمنع يخلق بارادته اولم يخلق فكل ذلك انما يريدالله و

يفعل ليعرف بارادته و فعله اوال" وينعم بهذه االراده او الفعل علي احدم%%ن عبيده ثانيا" فكل مافعل تعالي نعمه منه في االول ينتفع به غيره من الخالي%ق ومبدء

معرفه يعرف به في الثاني عند عبد من عبيده وخالئقه واليخلو من هذين كل مايريد او يمنع فمنعه تعالي عطاء يعرف و يحمد بالمنع وعطائه تعالي ايضا عطاءيعرف

باللعطاء او باالعطاء و يكون هناك احد غيره تعالي يحمده بمنعه و عطائه الي من يحذو حذوه و يطيع امره تعالي في مايفعل من المنع والعطاء يقول في كتابه يلعن اليهود بماقالوابان يدالله مغلوله )وقالت اليهوديدالله مغلوله غل%ت ايديهم و لعنوا

بماقالوابل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء(وكلمه يداه ف%%ي هذاال%مورد اماكنايه عمايفعل تعالي فان الله مظهرالقوه والقدره يفعل به االفاعيل فكما ان لالنسان يدان يظهربهما قدرته كذلك لله تعالي واليدله مثل هذه االيدي تعالي عن ذلك فانه

ليس بجسم و اليشبه االجسام بل هي كنايه ع%ن اعمال القدره باليدين مع ان قدرته واحده اليوصف بالوحده العدديه يق%ول وما امرنا اال واحده كلمح بالبصر فكما ان اللمح بالبصر عمل واحد اليوصف بالوحده كذلك امره تعالي واحد فقدرته تعالي

ايضاواحد فانه يفعل مايشاء باالراده و المشيه ومشيته ينشاءعن علمه و علمه ذاته تعالي و ذاته واحد احدي الذات واحد بالعدد اليوصف بالوحده فقدرته تعالي واعمال

القدره به امره واحد و يد واحد فنقول ارادتعالي بهذااليدين )يداه مبسوطتان ( يدالمنع والعطاءفانه تعالي يفعل فيعطي ويمنع فاليعطي ففعل فعال" انعم بفعله

علينا شيئا"ثم لم يفعل فمنعناعن شي ء وكل الحيوه من البدوالي الختم يدوربين هذين االمرين وان%ت تحيي و تعيش بين هذين شي ء خلق الله لك واعانك علي االنتفاع به

وشي ء لم يخلقه لك و منعك فلم تنتفع به فيجوز ان يقال بان يديه تعالي يدالمنع والعطاء و كالهما مبسوطتان فانه تعالي يمنعنا ما يمنعنا لحكمه يرجع علينا فننتفع

156

به و يعطينالحكمه يرجع الينافننتفع به فكلتا يديه تعالي مبسوطتان يقول االمام زين العابدين ع في دعائه اذامرض يقول اللهم لك الحمد علي مالم ازل اتصرف فيه من سالمه بدني ولك الحمد علي مااحدثت بي من عله في جسدي فماادري يا الهي اي الحالتين احق بالشكرلك واي الوقتين اولي بالحمد لك اوقت الصحه التي هناتني

فيها طيبات رزقك ونشطتني بها البتغاءمرضاتك وفضلك و قويتني معها علي ماوفقتني له من طاعتك ام وقت العله التي محصتني بها و النعم التي اتحفتني بها تخفيفالماثقل علي من الخطئيات وتطهيرالماانغمست فيه م%ن السيئات الي آخر مايقول ع يعرف حالتيه من الصحه والمرض وماان%%عم الله تعالي عليه من الحكمه

في ذلك من نعم الله عليه فنريه ع يشكرربه في حالتيه الصحه والمرض بماانعم الله تعالي عليه في هذين الحالتين ففي حاله السالمه انعم الله تعالي بالسالمه عليه

وجعله سالما" في بدنه ومزاجه يهناعلي%ه طيبات الرزق وفي وقت المرض منع الله تعالي عنه نعمه الصحه والسالمه فخف%ف ماثقل عليه من الخطئيات وطهره عما انغمس فيه من السيئات فنري ربنا ان منعه عطاء و عطائه ايضا" عطاء فيجوز

لناان نقول بان يديه تعالي بمعني يدالمن%ع والعطاء فان اليهود اذارائوه تعالي يبارك فيهم بنعمه ينزل عليهم الغيث و يجعلهم في سنه خصب يعيشون ويتمتعون فيه فلم يشكروا ربهم وتجاوزوا ع%%%ن حدودهم االنسانيه والدينيه واعتدي بعهضم علي بعض فمنعهم الله تعالي سنه اخري نعمه وجعلهم في سنه قحط وغال االسعار فظنوا ان

الله تعالي لم يقدر ان يفيض عليهم البركات اويمنع عنهم ورائواايضا في حيوتهم بانه تاره يتسلط عليهم الظالمون فيفاجئهم بالقتل والهالك ويمهل الله تعالي هذاالظالم و لم يهلكه فقالوابان يدالله مغلوله ظنوافي انفسهم بانه تعالي اليقدران يدفع عنهم الظلم باهالك الظالم اوينعم عليهم باحياء حكومه عادله صالحه فردالله تعالي عليهم

وقال بل يداه مبسوطتان بمعني انه تعالي ينعم عليهم حين ما جعلهم في سنه خصب يكثرعليهم االرزاق اوحكومه عادله صالحه وينعم عليه%م ايضا حينما يسلط

عليهم ظالما" يهلكهم ويزري بهم ويجعلهم في سنه قحط وغالء يرجع بهم عن تجاوزاتهم واعتدائاتهم الي سنه االنبياء و يكفرعنهم السيئات فيداه تعالي

مبسوطتان لم يغل واليغل ابدا". فيجب علينا ان نبين في هذاالفصل بانه تعالي مايفعل فعال االانه يري%%دان يعرف به وينعم بفعله علي احد من عباده فيجب في

ظهور تلك المعرفه واالنعام بالنعمه ان يكون هناك احد يعرفه بفعله هذا . فاقول كل ذلك مقدمه لتعرف مق%%%ام فاطمه سالم الله عليها بانهابنفسهابيت الله و

الينزل الله نعمة اال في بيته فانظر الي مايفعل الله تعالي ويخلقه في العالم فانه كمايقول كل ي%وم هوفي شان اليجري علي الله تعالي زمان اومكان لم يفعل فيه

فعال"اولم يخلق فيه خلقا" ويعطل فيضه علي المستفيض حتي ان الفالسفه امتنعوا علي الله تعالي تعطيل الفيض وقالواان االفاضه واجبه عليه وقالوالم يمكن له تعال%%ي ان يعطل فيضه فكما ان الشمس لم تقدر ان تدع االضائه كذلك النجوم والكواك%ب

لم تقدر ان تدع االناره كذلك لم يمكن لله اويقال لم يقدرالله تعال%ي ان يعطل فيضه 157

علي المستفيض وانما قالت الفالسفه ذلك علي ماظنوابان الفيض من المفيض تعالي اثرذاتي و وجودي له وانه تعالي يتجلي علي الخاليق بافاضه الفيض كماان الشمس والقمريتجليان علي الخاليق باضائه الضوء و اناره النور فاليجوز لله تعالي في علمه

وحكمته اولم يمكن له في كمال قدرته ان ال يخلق خلقا" وهو يقدر علي خلق الخلق ويكون في خلق الخاليق حكمه فهوتعال%ي كل يوم في شان و معني اليوم في هذاالموقع الزمان المطلق قليال" كان او كثيرا"له تعالي شان في كل دقيقه

وثانيه وساعه ويوم وليله وفي كل زمان ومكان فهوفي افاضه الفيض وخلق الخاليق دائما" سرمدا" وان لم يكن خلق%ه الخاليق وافاضه الفيوضات بالتجلي والظهوربل

يكون باالراده والحكمه لم%ا قلنا في محله بان الخاليق كلها امرارادي له تعالي يصنع ويفعل مايش%اء الانها اثرذاتي و وجودي له كماتقوله الفالسفه .

فانظراليه تعالي وهوفي خلقه الخاليق وافاضه الفيوضات في حالتي المنع و العطاء كل ذلك نعمه منه ينعم بهاعلي عبد من عبيده ليعرف بهذااالنعام لدي عبيده

فهوتعالي اذاانبت نباتا" في الفلوات او اقطر قطرات من السماءينعم بهذااالنبات و االمطار علي عبدمن عبيده لماقلناان العله الغائيه في خل%ق العوالم والعالمين ظهورالعلم والمعرفه كماجاء في حديث المعروف كنت كنزا مخفيافاحببت ان

اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف . وبتعبيراخري لتوضيح البيان في المقام تقول ان العالم باجمعها ماي%%ري و ما اليري كتاب تكويني له تعالي ذوصفحات واوراق

وكلمات وعبارات ونق%ط و حروف كتبه الله تعالي ليعلم بهذه الكتابه خلقه و ليبين له بها علمه و قدرته و حكمته و ما هوفيه و عليه من العظمه والجالل فكماان الكاتب اليكتب حرفا" و الكلمه وسطرا" االويريد ليعلم بهذاالسطر و الكلمات

عالما" متعلما عنده و اذا علم العالم اوالكاتب بانه يكتب و اليجد احدا" يقرء كتابته ويعلم علمه فال يكتب شيئا" كذلك الله تعالي فان كل ماتري علي وجه االرض او في

السماء كلمات منه كتبه في صفحه االرض وجوالسماءفاليجوز له تعالي ان يخلق شيئااوشخص%ا صغيرا"او كبيرا اال وهو يعلم بان هناك انسان يعرفه بهذاالخلق

والكتابه فال يرزق ولدا" االللوالد او والده يعرفانه بهذاالرزق كذلك الينبت نبات%%ا" واليخلق حيوانا" االويجعلها رزقا النسان ينتفع بها فيعرف ربه بهذا االنتفاع فهناك البد

لنا ان نجدانسانا" يقوم في مقام ينعم الله عليه بهذه النعم الكبيره الكثيره ويعرفه هذااالنسان بهذا االنعام فيشكره بمااعطي او منعه فانان%ري عليا"ع يقول في ماكتب

الي معاويه ابن ابي سفيان يذكرله بعض مفاخره يقول نحن صنايع ربناوالخلق بعدصنايع لنافيعرف نفسه بانه صنعه صنعه الله تعالي ورباه واكمله حتي اقامه مقام

الخالفه والواليه ثم صنع ماصنع له ولغي%ره من االئمه المعصومين و االنبياء و المرسلين و الصنعه هناك بمعني الترب%ي%ه ال بمعني الخلقه فان مقام الخلقه

غيرمقام التربيه فخلق الخاليق كلهابي%%د الله تبارك وتعالي يخلق الخاليق من جماد ونبات وحيوان و جن وم%لك وارض و سماء يعرفونه او اليعرفونه علموااو اليعلمون

وبعدالخلقه ياتي مقام التربي%ه فيرب الله تبارك وتعالي ماخلق من العالمين و158

السيمااالنسان يربيه بالح%وادث واالفات والتعليم فيعلمه بذلك الي ان يقف به موقف العلماءوالحكماءيعرف الله تعالي بعلمه و حكمته فينقلب عله غائيه لخلق

الخاليق و مطلوبا" لله تعالي النه خلق الخاليق ليعبدونه ويعرفونه كمايقول ماخلقت الجن واالنس االليعبدون وهذه المعرفه انماتحصل بتربيه الله تعالي البخلقه الخاليق فكماتري نفس%ك خلقت في رحم امك ولم تعلم شيئاوالتعرف ربك كذلك

ولدت وكنت صبيامرضعالم تعلم شيئاوكذلك سايرافراد االنسان مثلك خلقوافي ارحام امهاتهم و ولدوا صبيا" اليعلمون شيئافجعلهم الله تعالي بعدالخلقه مقام

التربيه رباهم و علمهم شيئا" فشيئا" حرفا" فحرفا"و كلمه فكلمه الي ان علموايحكي الله تعالي عن هذاالتعليم والتربيه بالصنعه يخاطب موسي نبيه ليله اذ

بعثه و ارسله الي فرعون بقوله و اصطنعتك لنفسي اذهب انت واخوك باياتي والتنيافي ذكري فيحكي عن تعليم موسي و تربيته بكلمه الصنعه يقول صنعتك و

علمتك وربيتك لتكون لي رسوال" الي فرعون وبني اسرائيل فيقول علي ع نحن صنايع الله يعني بذلك نحن العلماء والحكماء علمناالله تعالي و ربانا والخلق بعد

صنايع لنايعني بذلك ان الخاليق من افراد البشر يربون ويعلمون ليكونوا لناويعرفونناوياتم%%%ون بامامتنا و ينظمون في شعاع واليتنا. فعلي ذلك نقول حتما"ان

كل مايريدالله تعالي ان يخلقه صغيرا" ك%%ان او كبيرا" فهي في الحقيقه هبه منه يهبه عباده فيجوزلناان نقول بان كل مخلوق موهوب وكل موهوب مخلوق و البد لكل موهوب من واهب وموهوب له . فنسئل هناك من الموهوب له المنتفع بهذه

الهبات الكبيره العظيمه و م%ن هذا الذي يهب الله اياه كل ماخلق فمن الذي و هب الله العالم و مافيهام%%%ن سمائها وارضها ومابينهما و من هذاالذي يخلق الله له كل

مايخلق و يرزق الله له كل مايرزق ويريدالله له كل مايريد و يشاء. فاجعل العالم بما فيها هبه و اطلب الموهوب له بهذه الهبه العظيمه فاذاوجدت الموهوب له بهذه الهبه

العظيم لوجدتها و رايتهافي قرالعرش اي في قرارحاكميه التكويني لله تعالي وحاكميه التدويني والتشريعي .

فان قلت ان الله تعالي اليخلق مايخلق الحد غيره بحيث لولم يكن احد غيره لم يخلق شيئا" بل الله يخلق مايخلق لنفسه اللغيره كمايقول لله مافي السموات

ومافي االرض ولله ملك السموات واالرض وله ماسكن في الليل والنهارفيخبرف%ي هذه االيات بان كل شي ء في االرض والسماءانماهي له تعالي اللغيره ف%%الشمس والقمروالنجوم والكواكب والشجر و المدر والصغيرو الكبيركلها لله فيجوز لنا ان

نقول خلق الله تعالي كل ماخلق لنفسه اللغيره بحيث لولم يكن احد غيره تعالي لم يخلق شيئا فكماان االنسان يصنع مايصنع لنفسه ينتفع به و يخل%%ق مايخلق لينتفع به

نفسه كذلك الله تعالي يصنع مايصنع لنفسه ولو قال احد انه تعالي خلق ماخلق لالنسان اللنفسه نقول في جوابك به انه تعالي خلق ماخلق لالنسان وخلق االنسان

لنفسه كماروي في حديث المعراج خاطب الله تعالي رسوله وقال خلقت االشياء الجلك و خلقتك الجلي فيوول االمر الي ان نقول بان الله تعالي خلق كل ماخلق

159

لنفسه فان كان خلقه تعالي هبه منه يهبه به اياه فتقول يهب كل شي ء لنفسه فنفسه تعالي هوالموهوب له وان كان الواهب ايضانفسه كماتري يهب االنسان

شيئامن نفسه لنفسه مثال" يصنع دارا" لنفسه و لينتفع به نفسه ويغرس شجرا"و يربيهالنفسه او يزرع زرعا و يربي غنما" لنفسه فتري االنس%%ان اليصنع شيئا و اليخلقه اال لنفسه و ليكون هوالمنتفع به لوصنع شيئا" لغيره كمثل االجيريرجع

االنتفاع به الي نفسه فيصنع لي شيئا فيبيعهااياي ياخذ قيمت%%ه وينتفع به فنقول هناك ان كان مايخلقه االنسان و يصنعه هبه منه يهبه فال%%م%%وهوب له والمنتفع بماصنع

انماهي نفسه بال واسطه او بواسطه فكماان االنسان اليصنع واليعمل شيئااال لنفسه ونفسه هي الموهوب له و هي المصنوع له الصنايع والمنتفع به كذلك الله تبارك و تعالي لم يخلق شيئاو اليصنعه اال لنفسه و لكان هوتعالي المنتفع بماخلق بواسطه

او بالواسطه كمايخلق االرض ومافيهالالنسان و يقول خلق لكم مافي االرض جميعا" ثم يخلق االنسان لنفسه ويقول ما خلقت الجن و االنس االليعبدون . فعلي ذلك يجوزلناان نقول بانناان فرضناان كل ماخلقه تعالي و صنعه هب%ه منه يهبه غيره ويكون الموهوب له غيره يكون هو تعالي الموهوب له والمخلوق له كل ماخلق

وهوتعالي المنتفع بكل ماخلق بواسطه او بال واسطه في الم%%%ال قلنافي جواب هذاالفرض يجب حينئذ ان نثبت بان الله تعالي ينتفع ببعض ما يخلقه كماينتفع االنسان ببعض مايصنعه ينتفع االنسان بدار يبنيه و بسي%اره و طياره يصنعه

و يستضيئي االنسان بمصباح يصنعه كذلك نقول ان الله يستضيئ%ي بنورالشمس والقمر فيصنع الشمس والقمرلالنتفاع ب ضيائهمااو نقول ان الله تعالي ينتفع باالرض و مافيها وبالماءيخلقها فان اثبتنابان الله تعالي ينتف%%%ع بصنايعه كاالنسان )فح ( يجوز

لنا ان نقول بانه خلق كل ماخلق اوبعض ماخلق لنفسه فهل يمكن لك ان تثبت و تقول بان الله تعالي ينتفع بشي ء ممايخلق%ه مثال" ينتفع بضياءالشمس ولو لم تكن

الشمس يقع في ظلمه او تقول ينتفع بالماء والهواء ولو لم يكن الماءوالهواء يقع في عطش و خفق%%%ان و غيرذلك . فحينئذ اليجوز لك ان تصف الله تعالي بالغناءالذاتي

بل يل%زم من ذلك ان تقول انه محتاج الي مايخلقه يخلق مايخلقه لرفع احتياج نفسه اللرفع احتياج خلقه فخلق الشمس والقمرلنفسه فان كان الله تعالي محتاجا" ينتفع

بشي مما يخلقه اويخلق له غيره لم يكن ربا" غنيا" قادرا" علي كل شي ء بل هواذن محت%اج و االحتياج ينافي الربوبيه وغنائه الذاتي و هوالذي يصف نفسه بانه غن%%%%ي

حميد. وايضا" يجب علي الله تعالي ان يخلق اضعاف ماخلق و ان اليقنع ابدا"بماخلق وان اليرفع ابدا" احتياجه الذاتي ليصل الي غناءال%%ذاتي و ذلك الن الله تعالي غير متناه في وجوده و علمه و حكمته الينتهي بوجوده الي حد زمان%%ي او مكاني او

علمي و غيرذلك و خلقه متناه الن خلقه محدود معدود و كل محدود معدود متناه فاليمكن ان يستغني الغيرالمتناهي بالمتناهي . وبعباره اخري نقول ان وجود المحتاج كمثل الظرف يملئومن ماء وغذاء و مارفع به االحتياج كمثل المظروف مثل الغذاء و

الماء يجعل في ظرف كمثل المع%%%ده يطلبها فاذا قلنا ان الله تعالي محتاج 160

ينتفع بمايخلقه فيكون وجوده كالظ%%رف يخلو تاره مماينتفع و يمالتاره اخري بماينتفع كبطن االنسان والحيوان تاره يخلو من الغذاء و تاره يمال منها و بجانب اخري نقول انه تعالي غيرمتناه ف%ي وجوده الينتهي الي حد فوجوده ان جعلنا ظرفا" غيرمتناه و

ما يخلقه و ماينتفع به مظروف متناه فيجوزلناان نقول ان الغيرالمتناهي يمالء ويشب%%%%ع بالمتناهي وهذه الفرضيه خالف ماعليه التناهي والالتناهي فهوتعالي اما ان

يكون غنيا" في ذاته اليخلووجوده فيحتاج الي ان

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( يملئه واماان نقول ب%ان الغيرالمتناهي يمالء و يشبع بالمتناهي و هذا خلف فهوتعالي غني اليحتاج ال%ي شي ء ينتفع ويتقوي به فاليجوز لناان نقول بانه تعالي ينتفع بمايخلقه و يحتاج الي منافع مايخلقه انه تعالي يري

في الظلمه كمايري في النور و يفعل في الضيق كمايفعل في السعه اليعاني بوجوده شيئا" ليتوقف حين عاناه و اليعانيه شي ء ليوقفه تعالي عمايريد فهو في الظلمه

مثل ما هو في النور و في باطن االشياء مث%ل ماهوفي ظاهره لم يرنفسه في خالءابدا" فيحتاج الي ان يماله بشي ء اذااراد شيئاان يقول له كن فيكون . فعلي

هذايخلق مايخلق في االرض والسماء التنفاع غيره بمايخلقه و يخلق مايخلق لرفع احتياج الخاليق الي مايخلقه كمايقول تعالي ايهاالناس انتم الفقراءالي الله والله

تعالي هوالغني الحميد فثبت علي ذلك يان كل مايخلق%%%ه تعالي في االرض والسماء هبه منه يهبه غيره من عبيده فيجب عليناان نطلب العبد الذي يخلق كل مايخلق له ويهب كل مايهب اياه عبدا" يكون مطلوبا" محبوبا"لله تعالي يحبه فيخلق له مايخلق .

نقول ان الله تعالي ارادان يجعل في االرض خليفه فقال للمالئكه اني جاع%ل في االرض خليفه و الشك ان هذه الخليفه هواالنسان الغيره من المالئكه والجن و سايرالمخلوقات فان المالئكه كانت قبل آدم فلم يكن خليفه الله فلوكان يمكن ان يجعل خليفه الله من الجن والمالئكه لجعلهما فقال الله تعالي للمالئكه اني جاعل

في االرض خليفه فالشك انه كان آدم فاتخذ خليفه الله من افرادالبشر ونوع االنسان فيجب علي الله تعالي قبل ان يخلق آدم وزوجته وقبل ان يجعلهما خليفه له ان يخلق

لهمامكانا"يسكنان فيه ومايحتاجان ويتغذيان به فالواجب علي الله تعالي ان يخلق االرض و السماء و ما فيهماو مابينهمامن الشموس واالقم%%ار والنجوم والكواكب و

ماعلي وجه االرض من النباتات و االشجار و الثمرات واالرزاق كل ذلك يجب ان يخلق قبل آدم ليكون مسكنا و رزقا" الدم وذريته فقيل ان الله خلق الجنه قبل آدم

واسكن آدم و زوجته فيها يقول و قلنا الدم اسك%ن انت و زوجتك الجنه وكال منها رغدا" حيث شئتما و هذه الجنه علي ماروي في الروايات جنه علي وجه االرض تطلع عليها الشمس والقمرفكانت االرض جنه الدم وزوجت%%ه الن هذه الخاليق من االرض

161

والسماء و مافيهما ومابينهما من لوازم خلق االنسان و اليمكن لالنسان ان يحيي ويعيش في خالء منهابل البد ان يكون له ارض مث%ل هذه االرض وسماءمثل

هذه السماء وغيرذلك ممافيهما و بينهمافعلي ذلك نقول ان الله تعالي خلق كل شي لالنسان وجعل كل شي هبه وهبهااالنسان وقال في كت%%%ابه واالرض جعلهالالنام فيها

فاكهه والنخل ذات االكمام ويقول في موضع اخ%%ري خلق لكم مافي السموات واالرض واسبغ عليكم نعمه ظاهره وباطنه و الشك ان الله خلق كل ماخلق لالنسان .

فصل سيزدهم

من هو المطلوب بالذات عندالله

ثم ننظرالي آدم وذريته هل هومطلوب بالذات او مطلوب للغير والمطلوب بالذات هو االنسان الذي يكون عالما"عارفا"مومنا"حكيمايكون في علمه و حكمته كما

يريده الله اليعصي واليذنب واليجهل ويعرف الله حق معرفته و يطيعه حق اطاعته ثم نري ان آدم و زوجته وذريته لم يكونوابهذاالمنوال عارفا" عابدا"لله تعالي كماهو شان الله يقول الله تعالي وعصي آدم ربه فغوي اويقول فوسوس اليهم%ا الشيطان

واخرجهمامماكانافيه فتعرف بذلك ان آدم واكثرذريته لم تكن مطلوبا"لله بالذات ولم يكونواانساناكمايريده الله و يطلبه فنطلب علي ذلك انسانا"يكون مطلوبا" لله تعالي

معصوما" محفوظا" من الخطاءوالزلل والجه%%%%%%ل والسفاهه يكون كمايريده الله بالعيب ونقص فنري ان مثل هوالء المعصومين غيرآدم وزوجته وذريته و يخبرعنهم

في كتابه بانهم كانوا قبل آدم ثم خلق الله تعالي آدم و ذريته لهم فقال فيماقال يخاطب ابليس استكبرت ام كنت من العالين يعن%%%ي بذلك استكبرت ان تسجد آدم

اوكنت من هوالءالعال%ين فتثبت هذه االيه لن%%اان هناك قبل خلق آدم كان قوما" عالين اليجوز لهم ان يسجدوا الدم الن الله تعالي امرالمالئكه ان يسجدوا الدم ف%لم

تكن المالئكه قوما" عالين ثم هوتعالي امرالجن وابليس وذريته ان يسجدو االدم فكانت الجن و االبليس دون آدم امروا ان يسجدوا الدم فاستكبروا و اخرجوامن

جوار رحمه الله فهوالءالعال%ين غيرآدم و غي%ر الجن وغيرالمالئكه . ثم انانري فيماروي لنامن الروايات بان الله تعالي خلق محمدا"ص و عليا" و فاطمه و غيرهم من المعصومين قبل آدم روي عن الرسول كماهوالمشهور يقول كن%ت نبيا"

وآدم بين الماء والطين فيخبرانه كان قبل آدم ثم نري فيماروي عن الحسين ع في حديث ذكرناه قبل يخبرفي هذاالحديث بان الخمسه الطيبه كانت قبل آدم و

قدامرالله آدم باالنقيادلهم واطاعتهم يقول ع ان الله لما خلق آدم واستوي%ه وعلمه 162

اسماءكل شي جعل محمدا"وعليا"وفاطمه والحسن والحسين اشباحا"خمسه في ظهرآدم ثم امرالله تعالي المالئكه بالسجود الدم اعظاما" له بان جعله و عائا" لتلك

االشباح التي قدعم انوارها االفاق الي آخرالحديث منقوالعن البحار في كتاب بالغه الحسين و فس%رايضا هوالء العال%ين في قوله تعال%%%%ي ام كنت من العال%ين

بمحمدص واهل بيته . وهناك آيه اخري دليل علي انهم كانواقبل خلق آدم في الوج%ود في سوره الكهف

يقول الله تعالي تعريضا للشياطين و الكافرين مااشهدتهم خلق السم%وات واالرض والخلق انفسهم وماكنت متخذاالمضلين عضدا" تثبت لنا هذه االيه ان هناك

قوما"اشهدهم الله خلق السموات واالرض و خلق الجن والشياطين و الكافرين واتخذهم الله تعالي عضدا" لدينه الن كل مايثبت للكفار من العذاب ينفي

عن المومنين وك%ل ماينفي عن الكفارمن الجنه والرحمه يثبت للمومنين ف%في هذه االيه ينفي الله تعالي االشهاد علي خلق السموات واالرض و خلق النفوس

عن الكافرين و الشياطين يقول ما اشهدتهم اي الشياطين والكافرين خلق السموات واالرض والخلق انفسهم . فيسئل حينئذبانه هل يجوز لله تعالي ان يشهداحدا"

خلق السموات او هل يمكن الحدان يشهد خلق السموات فيجوز لقوم دون قوم فاذا لم يمكن الحد ان يشهد خلق السموات او اليجوز لله ان يشهداحدا" خلق السموات فاليجوزلله ان يثبت االشهاد الحد و ينفي عن غيره فنفي الشي عن احددليل علي

اثباته او جواز اثباته لغيره مثال"يقول الله تعالي بانه اليدخل الكافرين الجنه او يقول اليعذب المومنين بالن%ار فهذاالنفي دليل علي االثبات لغيرهم فيستنبط من قوله

اليدخل الكافرين الجنه انه يدخل المومنين الجنه اويعذب الكافرين بالنار فيقول في هذه االيه بانه لم يشهدالكفار والشياطين خلق السموات واالرض وخلق النفوس فهذا

دليل علي انه تعالي اشهد غيرالكافرين والشياطين من المومنين خلق السموات ويقول ب%%انه تعالي اليتخذالظالمين عضدا" وناصرا"لدينه فهذادليل علي انه

يتخذالعادلين المومنين عضدا"وناصرا" لدينه فهناك قوم شهدوا خلق السموات و االرض و شهدوا خلق النفوس من المومنين والكافرين فيسئل من هوالء الشاهدين لخلق السموات والنفوس المتخذين عضدا وناص%%%را"لله تعالي فيثبت لناهذه االيه

بان هناك اقواما" من اولياءالله يشه%%دون خلق السموات و خلق النفوس ومن شهد شيئا عرفه فمن شهد خلق السموات يعرف السموات ومن يشهد خلق النفوس

يعرف النفوس بماهي عليه و هذا علم االئمه الطاهرين ع يعرفون كيف الخلق وخلق النفوس يعرفون كل انسان بماهوفيه وعليه يكونون بكل رجل وامرئته اعرف

منهمابنفسه ولهذايكونون اولي لكل نفس من نفسه كما يقول الله النبي ص اولي بكم من انفسكم ويقول النبي في يوم الغديرالست اولي بكم م%ن انفسكم قالوابلي

يارسول الله فقال من كنت مواله هذاعلي مواله والواليه يتبع المعرفه فمن لم يعرف شيئا او احدا" اليجوز ان يلي امرهذاالشي ء ف%%%االئمه ص يعرفون

اهل السموات واهل االرض ويعلمون كيفيه خلق العالم و هم معروفون ب%%ذلك العلم 163

ومااكثرالروايات في بيان علومهم بان االمام يعرف ماكان و مايك%ون و ما هوكائن الي يوم القيامه ويقول الله في شانهم وكل شي احصيناه في ام%%ام مبين فاحصي الله لهم علم كل شي خلقه في االرض و السماء ففي كل هذه االيات دالئل علي انه كان

قوم قبل خلق آدم شهدواخلق السموات واالرض و شهدوا خلق آدم فكانوا من العال%ين الذين يذكرهم الله و يوبخ ابليس في ترك السجده بقوله استك%برت ام كنت من العالي%ن فهوالء العال%ين الذين كانوا قبل آدم او مع آدم شه%دوا خلق آدم و

خلق النفوس و شهدوا خلق السموات و االرض ومن هذه االيات يكشف صح%%ه ماروي عن النبي ص اوماروي عن علي كنت نبيا" وآدم بين الماءوالطين يخبر عن

نفسه بانه كان نبيا" قبل خلق آدم ويقول علي ع كنت مع االنبي%%%اءسرا" ومع محمدص جهراالي غيرذلك من الروايات في ان جبرئيل كان في الجنه يري آدم و زوجته قصرا"

من كذ و كذا وراي فيهاامرئه متوجه بتاج و مطوقه بطوق في عنقها وقرطين في اذنهافسئل جبرئيل عنهافعرفه جبرئيل بانها فاطمه س وتاجهاابوها و طوقهابعلها و قرطاها ابناها الحسن و الحسين و غير ذلك مما راي آدم مكتوبا"اسماء هوالء علي

ابواب الجنه و علي قائمه العرش و يقول الحسين ع جعل محمدا"وعليا"وفاطم%ه والحسن والحسين اشباحا" خمسه في ظهرآدم ومعني في ظهرآدم ان ال%ل%ه جعل هوالءالخمسه ظهيرا" الدم و لغيره من االنبياء يعينهم علي امر دينه . فهذه االخبار

بضميمه آيه الشريفه استكبرت ام كنت من العال%ين و اية اشهدتهم خلق السموات كلهاتدل علي وجود الخمسه الطيبه واالئمه ص بعدهم قبل خلق آدم فيدل هذه الروايات علي انه%%م كانوا موجودين كملين عالمين قادرين قبل خلق آدم وفي

بعض االخبار يقول االمام كنانسبح بين يدي الله و في زياره الجامعه الكبيره يقول االمام الهادي يصف االئمه بقوله خلقكم الله انوارا" فجعلكم بعرشه محدقين حتي من الله علين%%ا فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكرفيهااسمه وانت تدري ان

عرش الل%ه تعالي كان قبل السماءواالرض كمافي حديث اخري في الكافي يقول االمام في تفسير آيه الشريفه وكان عرشه علي الماءيقول كان

عرشه علي الماءوالارض والسماءيعني بذلك بان العرش خلقهاالله تعالي قبل السماءواالرض فاذاكان العرش قبل السماء واالرض واالئمه س

هم المحدقون بعرش الرحمن تدل ذلك علي انهم كانوامع العرش او قبل العرش فكل هذه االيات والروايات دليل واضح علي انهم كانواقبل خلق العالم والعالمين فهناك

يظهرسئوال البدله من جوابه .. والسئوال هذابانانعلم قطعابان محمداص وذريته من اوالد آدم من آباء وامهات معينه نقول في بعض عبارات الزيارات اشهدانك كنت

نورا" في االصالب الشامخه واالرحام المطهره فيصفهم بانهم كانوافي االصالب واالرحام كسايرالناس فالنبي ابن عبدالله وامه آمنه وكذلك علي ابن ابيطالب وامه

فاطمه بنت اسد كذلك فاطمه الزهراءبنت رسول الله وخديجه وآبائهم وامهاتهم من ولدآدم كسايراوالد خلق الله آبائهم وامهاتهم قبل ذلك الي ان اخرجهم من صلب

آبائهم و امهاتهم فكيف يمكن ان نقول ان االبن اب او قبل االب اوالبنت ام او قبل االم

164

فهذايناقض ماشاهدته الناس انهم اخرجوامن صلب آبائهم وامهاتهم قطعافهم من ذريته آدم كساير خلق الله فكيف يمكن ان نقول كانت الخمسه الطيبه او االئمه قبل آدم ابي البشر حتي ينطبق عليهم االيه الشريفه و االحاديث الوارده مثل قوله تعالي

ام كن%%ت من العال%ين . فنقول في الجواب بان هناك دالئل اخري حسي علمي علي انهم ولدوامن امه%%م

عالمين ولدوا عالما" حكيما"ائمه ونشئواكذلك بالعلم و الحكمه فتريهم بانهم يعلمون في صغرهم مايعلمون في كبرهم فكل من ولد عن امه من ابناءالبشرابتدء

بالتعلم والتفكر اليعلم شيئافي رحم امه و اليعلم شيئابعد تولده يقول الله تعالي والله اخرجكم من بطون امهاتكم التعلمون شيئافالبشركال يتعلمون شيئ%%%%ا" فشيئا"

الي ان يصبحوا و ينقلبواعالمين غيراالئمه ع فانانريهم و قد خلقوا وولدوا حكماء علماء فهذا محمدابن علي الجوادع يقوم مقام ابيه و هوابن خمسه سنين او سبع سنين يسئله العلماء عن المسائل وغوامض العلم والحكمه فيجيبهم بماهوش%ان

العلم والحكمه وروي انه ع اجاب ثالثين الف من المسائل في ايام قليله اليجوز ايامه عن اثنين اوالثالثه وهذااالمام الثاني عشرع يقوم مقام ابيه في االمامه وهوابن خمس سنين يصلي علي جنازه ابيه ع بعدموته وينقلب مرجعا" لعلم%%اء الشيعه يسئلونه من

غوامض المسائل فيجيبهم بماهوحق ويجعل العلماءنائبا"له واحدا"بعد واحدالي ان ياذن الله له في القيام والظهور وروي في الكاف%ي ان اباحنيفه دخل

علي االمام الصادق ع وراي في دهليزالباب صبيا" ابن سنه او سنتين فقال لصاحبه اسئل هذاالصبي عن بعض المسائل لمانعلم بان اهل هذا البيت يعلمون في

الصغرمايعلمون في الكبرفسئل الصبي قبل ان تسلم عليه وقال اذا دخل غريب بلدا" اوقريه واحتاج الي الخلوه فاين يضع حاجته فاجابه الصبي اوال"بااليه الشريفه وقل

سالم فسوف تعلمون فخجل ابوحنيفه بماانه بدء بالكالم قبل السالم واجابه الصبي بان هذاالغريب يتقي الطرق وحواليهاكذلك شط%وط االنهار و حواليهاو تحت

االشجارالمثمره او فيئي النزال وغيرذلك فبين االمام موسي ابن جعفرهذه االحكام علي وفق الحكمه وهوابن سنتين او ثالث سنين وتائيد ذل%ك ماروي عن امهات االئمه

بانهن شاهدن اوالدهم ساجدين لله تعالي حين ول%دوامن بطن امهم فهذاكلهادليل علي انه جري عليهم عوالم قبل ان ينزلوا عالمنا هذا تعلموافي هذه العوالم فعلمواو

كملوا فجاء بهم الله تعالي الينا ليعلمونا كما رايت في الزياره تقول فجعلكم في بيوت اذن الله بعد ان خلقكم ان%وارا" فهذاكله دالئل علي انه جري عليهم عوالم قبل

عالمنا هذا و تعلموا قبل ان نتعلم فعلمواقبل ان نعلم . وهناك الندري بان اوليتهم ع بالنسبه الي آدم وذريته رتبي في علم الله تعال%ي

اوزماني فان قلنابان اوليتهم ع اولي%ه زماني قبل خلق آدم فيخلق الله تعالي لهم آدم والعالم الذي هوفيه وان قلنا بان اوليتهم ع رتبي بانهم اول بالعلم والحكمه والمعرفه

وااليمان واالقرار كماروي في ان النبي ص سئل بم سبقت االنبياء وانت آخرهم

165

فاجاب ص باني سبقتهم باالقرار فيجيب بان اوليته رتبي بالعل%م وااليمان واالقراركذلك يمكن ان يكون اوليه علي و فاطمه و الحسن والحسين ايضا اوليه

رتبي في علم الله تعالي بمايعلم الله بانهم اعلم هذه الخاليق اجمعين وان كانوامن ولد آدم يتولدون من االصالب واالرحام بعد دهر وزمان طويل ف%ان امتنعناان نقول

بانهم خلقواقبل آدم وعلمواقبل آدم قبلنابان اوليتهم رتبي فكانوافي علم الله اوال" وان كانوافي الزمان وسطااو آخرا و اليمتنع في العقل ان يكونوامخلوقين حكماء

عالمين قبل خلق آدم تعلموامن الله تعالي في عوالم قبل هذاالعالم ثم خلق الله تعالي لهم هذه الخاليق و جاء بهم اليناليعلمونناويئودبوننا و جعلهم الله في بيوت اذن الله ان ترفع و يذكر فيهااسمه و يخرجهم م%%ن االصالب الشامخه و االرحام المطهره ان الله

تعالي علي كل شي قدير و تمام الكالم في كتاب مكارم االخالق )مدينه فاضله (فهناك نرجع الي بيان الحديث بان فاطمه كانت في قرالعرش .

فقدعلمت فيماسبق بان الله تبارك وتعالي في حاكميته التكويني بمعني خلق ما يخلق وفي حاكميته التشريعي بمعني االمروالنهي سلطان عظيم اليوصف بالعظم%ه

فكماان لكل سلطان عرش يجلس عليه فيحكم علي من حكم بجلوسه علي هذا العرش كذلك لله في عظمته و سلطنته عرش يستوي عليه و يحكم به علي من حكم و يصف عرشه في كتابه يقول الرحمن علي العرش استوي او يقول و كان

عرشه علي الماء و تري المالئكه حافين حول العرش او يقول ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيه و ف%ي بعض االيات يصف عرشه بالكرسي يقول وسع كرسيه السموات واالرض الي غيرذل%ك في االيات والروايات . ولعله يقول قائل بان عرش الله تعالي هي قدرته و رمزحكومته وليس العرش موجود خاص من شي او شخص

يستوي الله عليه فيحكم به فان كان عرش الله تعالي بمعني الحاكميه واعمال القدره فاليكون موجودا" خاصا" غيرالله تعالي بل هوالله في قدرته وامره ونهيه

يخلق مايشاء و يختار. فنقول في جواب هذاالقول بانانري عليا"ع فيماروي عنه في كتاب احتج%%اج

الطبرسي يجيب سائال" يسئله عن العرش يصف العرش بانه نور استوي الله عليه يخلق بهذاالنورالحيوه في الخلق وااللوان والعلم والقدره يقول ع فيمايصف ب%ان

حيوه كل حي من العرش كذلك قوه كل شي ولون كل شي من العرش يقول ع بان الله تعالي يحمرالحمره بنورالعرش كذلك يخضرالخضره ويصفرالصفره

ويبيض البياض كلهابنورالعرش ويحيي االموات ويقوي الضعفاءكذلك بنورالعرش فهذه الجم%%%الت فيما روي عنه دليل واضح بان العرش مخلوق موجود استوي الله عليه و حكم ب%%ه فليس العرش في ذاته الشي اوشي هوالله تعالي في قدرته و

عظمته النه اليحي%ي حي بالشي ء اوبحيوه ذاتي من الله كذلك اليلون ملونا" بالشي ء اوبوجودالله و اليقوي ضعيف بالشي ء اوبقوه ذات الله فاحسب ان الله تعالي يريدان يلون او يصنع جسما"بلون الحمره اوالخضره فالبدله تعالي من لون يخلقه ويلون به

166

الجسم النه اليلون الشي ء بالعدم فليس للعدم اثر وجودي وااللوان وجودات في االجسام فكماان االنسان اذااراد ان يصبغ ثوبا بلون الحمره البدله من لون

يصبغ الثوب به كذلك تبارك وتعالي يريدان يصبغ الورد مثال" بلون الصفره اوالحمره البدله من لون يخلقه ويلون به الورد بلون الحمره و اليجوز ان يلون الله تعالي

االلوان بذاته و وجوده النه تعالي في وجوده ليس بلون من الحمره اوالخضره يلون به االجسام واالوراد واالوراق فعلي ذلك البدان يخلق لونا" فيلون به مايريد من االشياء او نق%ول ان الله تعالي يريدان يحيي الميت فيجعله حيا" او يقوي الضعيف فيجعله قويا"فالبدله ان يخلق شيئا"يحيي به االموات اويخلق قوه يقوي بهاالضعفاء فاليحيي

الميت بالشي بل بشي ء يسمي حيوتا" كذلك اليقوي الضعيف بالشي ء بل بشي يسم%%ي قوه كذلك اليحيي الله تعالي االموات بحيوته الذاتيه والوجوديه لتق%ول ان الحيوه في االموات نشاءمن وجودالله تعالي بحيث اذاارادالله ان يحيي ميتا يجعل

روحا" من وجوده في الميت ينقلب الميت بتلك الروح من وجودالله حي%%ا" النه يلزم من ذلك ان يهب الله تعالي نفسه للميت فيحيي اوللضعيف في%ق%وي تعالي عن ذلك

انه اليتجزي واليتبعض فاذن اليمكنناان نقول بان الله خلوم%ن خلقه وخلقه خلومنه النه يلزم من ذلك ان نقول بان الحيوه في العالم اوف%ي وجودناهوالله تعالي

وقدانكرت ذلك االئمه المعصومون ع بان يكون الروح في وجود االحياءمن تعلق ذات الله بذات االموات ليكون الحيوه في االموات اثرا"وجوديا"لله تعالي الخلقايخلقه

في االموات فينقلب االموات به احيائا" فالبدله تعالي ان يخلق شيئايلجه في الميت ينقلب الميت به حيا"اوالضعيف به قويا" كذلك يصف موالنااميرالمومنين ع يقول

بان الله تعالي خلق نورا" سماه عرشا فجعل من ذلك النورالحيوه في االموات والقوه في الضعفاءواللون في االجسام الملونه فعل%ي ذلك نقول العرش شي ء

مخلوق خلقه الله تعالي يحكم به اذاارادان يخلق كذل%ك يحكم به اذا ارادان يامروينهي .

فنقول العرش في حاكميه الله التكويني شي ء يخلق به مايشاء والعرش في حاكميه الله التشريعي شخص يامره الله تعالي وينهياه فالعرش له معنيان شي ء وشخ%ص استوي الله تعالي عليهما و حكم بهما. وانماقلناان العرش في حاكميه الله التكويني

شي ء وفي التشريعي شخص لمانعلم بانه لكل صنع من صنايع الله و خلق من خاليقه من علل مادي يصنع به يصنع الله ويخلق به مايخلق فاحسب ان الله تعالي يريدان يخلق شجره اوبقره فخلق هذا الشجر والبقرحكم تكويني من الله تعالي وحكمه

فعله و خلقه في هذاالموقع كما يقول اذاارادالله شيئاان يقول له كن فيكون يفسراالمام ع هذه االيه بان قوله تعالي كن فعل منه ويكون مصنوع يظهربهذاالفعل فليس كن في هذاالموردامر بمعني اللفظ والعباره يامربه المامورانماهي فعله تعالي

وفعله خلقه ف%%اذا ارادان يخلق شجره والشجره فعله البد لوجود هذه الشجره من مبادي ماديه او غير ماديه يحولهاويصورهابالتركيب والتصويربصوره

البقروالشجرفالبدلخلق الشجر من مواديركب بعضهاببعض لتنقلب جسما" للشجرو167

البقر.ثم البدلتركيب هذه المواد وظهورالحيوه في هذاالجسم من روح وقوه ينفخهافي المواد فتنقلب الموادبنفخ هذاالروح والقوه جاذبا" مجذوبا"

ليسهل التركيب وينموبجاذبيتها ومجذوبيتهاويحيي بهافاليتقوي الماده جاذبا و مجذوبا"االبش%ي ء ينفخ فيهافيتقوي بهاكذلك اليحيي الجسم حيوه حيوانيه

اونباتيه اوانسانيا"االبروح ينفخ فيهافينموبهاويحس بهاليكون حيوانا" اويعلم بهاليك%%%%%ون انسانا". فهذه الروح المنفوخه في المواد و هذه الموادالمتصله

بعضهاببعض هي الع%ل%%ل الماديه في خلق الخاليق مثال"يريدالنجاران يصنع ابوابا" وسررا" من االخشاب فارادته هذاحاكميته في خلق االبواب والسرر والبدلخلق االبواب من مبادي يعرف بالعلل الماديه فيحكم النجارعلي االخشاب بفعله وعمله )كن ابوابا"

وسررا"( فهذه المبادي مالك حاكميه النج%%%%%%ار والمعمارفي خلق البيوت واالبواب كذلك حاكميه الله التكويني فالمبادي االولي في العالم التي اليكون شيئا اليسمي باسم

عرشه تعالي يصنع بهامايشاءفاللتي يظهربها الجسم هي المواد ثم اللتي يظهربهاالحيوه و المجردات من الروح والنوريسمي عرشاوالله تعالي مستوي محيط

مسلط علي هذه المبادي يجعل القوي في المواد تنقلب حيا" بحيوه جماديه يوصف بروح االستمساك يمسك بعضهابعضا" ليك%%ون جسما" ثم تنفخ في هذه الموادروحا" اخري يصورها ويقدرها كيف يشاء فتنقل%%%ب بهذاالنفخ والتصويرنباتا" ينموويعل%و و يثمرثم اذا ارادان يخلق حيوانا" يجمع هذه السلوالت النباتيه يسويهاويصورهاكيف

يشاءعلي هيئه الحي%%%%وان فتنفخ فيهاروحا" يحس ويدرك فيظهربنفخ هذاالروح الحيوه الحيوانيه كذل%%ك بنفخ اخري وتسويه مخصوصه تنقلب الحيوان

انسانا" كمايقول نفخت فيه م%ن روحي اويقول في خلق الجنين وانشانافيه خلقا" آخرفتنقلب انسانا" فه%ذه المبادي التي

يظهربصنعتهاوتسويتهاوتركيبهاهذه االشياءعرش الله تعالي . واليك دليل في بيان هذه المعني من كتاب الله يقول وكان عرشه علي الماءويفسر االيه االمام بقوله كان عرشه علي الماء و ال ارض و السماء والماءعامل الحيوه يحيي الله تعالي بالماءكل جمادونبات وحيوان وانسان كمايقول و جعلنامن الماءكل شي حي فنسئل هناك بان

حيوه الحيوان بالماءوحيوه الماءبم فباي شي يحيي الله الماء ثم يحيي بالماءالنبات والحيوان فان كان حيوه الحيوان بالماءفحيوه الماءبالعرش كمايقول وكان عرشه

علي الماء و يقول موالناعلي ع في جواب اليهودي يسئله عن العرش بان من العرش حيوه كل شي وقوه كل شي ولون كل شي فالع%رش مابه يحيي االموات

ويظهربهاالقوي وااللوان في الخاليق فعلي هذا نقول عرش الله في حاكميته التكويني نور و روح اوبتعبيراخري مالئك وعقول يصنع بهامايشاءفي العالم يقول الرحمن

علي العرش استوي . فعلي هذانقول بان العرش في حاكميه الله التكويني شي هي ءمبادي الحيوه النه يصنع الشخص صنايعه باالشياء وانماقلنايصنع الشخص بالشي ء

نظرا" الي المبادي االولي التي يصنع بهااالشياءاواالشخاص وانك تري وتدري ان الخاليق باجمعهاشيئاكان اوشخصامخلوقون مصنوعون مربوبون فكماان

168

صنايعنالم تكن في المبادي كذلك صنايع الله تعالي لم تكن في المبادي وانما ظهر وخلق بالمبادي فنقول مبدءالنباتات التراب والهواءفلم يكن الت%%راب والهواء نباتا" ومبدءالتراب والهواءوالماءمبادئهااالولي التي صنع بهامن الموادوالذرات فلم تكن

الموادوالذرات مائا" والهوائا" لماقلنافي ماسبق بان شيئه كل شي بالتقديروالتصويرالبالمبادي التي يظهربهاالتصويروالتقدير فاالبواب ابواب

بهندستهاالبخشبهاكذلك الطيارات والسيارات طياره وسي%اره بهندستهاوتركيبهاالبموادهاومبادئهااالولي فكانت حديدا" والسياره ثم انقلبت سياره فكانت السياره سياره بالهندسه والتصويركذلك خاليق الله تبارك وتعالي فاالنسان

انسان بهذه الهيئه والتركيب فلولم تكن بهذه الهيئه لم تكن انسانا"بل تراب اوماءوسايرالمبادي فمبادي الخلقه اليكن خلقا" خاصا" من جماداو نبات اوحيوان

الن كل هذه بالهندسه والتصوير.... والمبادي مايفقدفيهاالهندسه والتصويرفيقول االنسان بهذه الهيئه والتركيب شخص بدليل انه يعقل

ويشعرويختارويريدواالنسان قبل ذلك في المبادي شي من تراب اوماءوهواءاوروح وماده وغيرذلك مماصنع به االنسان فلوكان االنسان في مبادئهااالولي

من الماءوالتراب والقوه والروح انسانا" يعقل ويشعر و يختار و يريدلم يكن الله ليخلق موجودا" يعقل ويشعرباسم االنسان النه تحصيل للحاصل وتحصيل الحاصل

محال . فنقول ارادالله ان يكون مخلوقا"موجودا" يعقل ويشعرويعرف ربه فلوكان%ت الروح التي حييت به االنسان يعقل و يشعركذلك الموادالتي صنعت به يعقل ويشعر وكانت المبادي التي يخلق منهاوبهااالنسان يعقل ويشعرفاليجب علي الله خلق موجوديعقل ويشعركمااذاكانت االخشاب بماهوخشب باب وسريرلم يحتج النجاراو غيره ان يصنع من االخشاب ابوابا" وسررااومن الحديدطياره وسياره . فعلي هذانقول يصنع الشخص

بالشي وكل شخص يعقل ويشعركان قبل ان يخلق شيئا اليعقل وال يشعر. ثم نقول واليصنع الشي بالشخص وهذامثل ان تصنع االخشاب باالبواب اوالحدي%%د

بالسياره والطياره حديدا" اوفلزا" اخري فعملك هذاسفاهه وعبث واليج%%وز العبث والسفاهه من الله تعالي ان يهلك االنسان ويصنع به ترابا"ومائ%ا"وغيرذلك مماخلق

به االنسان كماكانت قبل ذلك فان االنسان ينقلب شيئابالموت والهالك كماانقلب شخصاباالحياءوالتقديرولكن الله تعالي ال يعبث بعمله فيصنع باالشخاص االشياءاويرجع

بالشخص الي الشي والموت الذي نريه باعينناانماه%ي انتقال من نشاه حيوتيه الي نشاه اخري كمايقال التموتون بل تنقلبون من دار الي دار.

فنعلم من ذلك ان مبادي الخلقه كانت في وجودهاوذواتهاشيئااليعقل واليشع%ر واليدرك كمايقول الله تعالي يخبرعن بدو خلقه االنسان كيف تكفرون بالله و كنتم

امواتا" فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم فيخبراالنسان بانه كان قبل حيوته ميتا"والميت شي اليدرك واليعقل فكناقبل ذلك ترابا" ومائا" و هوائا"ونورا"وحراره

169

ومابه نقوي ونحيي وماكناانسانا" يعقل ويشعرفمزج الله تعالي هذه المبادي واالشياء من الماء والتراب و النوروالحيوان بعضهاببعض علي طبق علمه يقدر و يسوي فجعلها

انسانا" ذا اذهان يجيلهاو فكر يتصرف بهاكمايقول موالناعلي ع يصف فيه خلق االنسان فمبادي هذاالخلق العظيم من السماءواالرض ومافيهماوبينهما لم تكن بصوره

هذاالخلق العظيم فلم تكن السماء قبله سمائا" و الاالرض قب%ل خلقهاارضا و الالشجر قبل خلقته شجرا" كذلك لم يكن االنسان في الماءوالت%راب و الروح والقوه

قبل ان يخلق انساناو اال لبطلت الصنعه و الحدوث . ودليل ذلك ان كل اثرمن االثاروكل خاصيه من الخواص وكل شكل من االشكال انما

يظهربالتركيب والصنعه فيكون كل ذلك آثارتركيبي الحيوه في عالم الخل%%ق اثرتركيبي من مبادي الخلق والنور والحراره ايضااثرتركيبي من مبادي النور والحراره

كذلك العقل والشعورفي االنسان اثرتركيبي من مبادي الشعور واالدراك واالثارالتركيبه هي التي لم تكن قبل ذلك في اجزاءالمركب فحصل بالتركي%ب

فاالجزاء التي ركب به االنسان لم تكن في ذواتهاذواثرمن الحيوه االنسانيه والعقل واالدراك فحصلت هذه االثاربتركيب هذه االجزاءبعضهاببعض كمايقول الله تعالي

يخبرعن بدوخلق االنسان اناخلقنااالنسان من نطفه امشاج نبتليه فجعلناه سميعا" بصيراو االمشاج بمعني االخالط يخبربان االنسان خلق من نطفه مخلوط فيها االجزاء

المختلفه واالمالح المتفاوته فركب تعالي هذه االجزاء و االمالح بعضه%ا ببعض صورها و سويهافاخرج منهاخلقامثل هذااالنسان ذوحيوه و شعور و ادراك . فاليجوز

في العلم ان تقول ان االثارالتركيبه كانت بعضهاموجوده قبل التركيب في اجزاءالمركب الن هذه االثار ان كان في اجزاءالمركب اليجوزالتركيب ويك%%%%%ون

التركيب تحصيال للحاصل فعلي ذلك نقول ان هذه االثارالتي نريه في عالم الخلق ونريه في وجوداالنسان لم تكن في مبادي الخلق ولم تكن في العلل الماديه التي

صنعت بهااالشياء و االشخاص وبعباره اخري نقول بان المعلول لم يكن واليجوزان يكون في العله وااللبطلت العله والمعلول فنعدهناك العلل االربعه العله الفاعليه والعله الماديه والصوريه والغائيه كل هذه علل ينشاءمن جميعهامعلول فكم%ا

ان الحراره اليكون االبالناروالنارغيرالحراره الن الحراره ماتحسهابالن%ارال انهانارفي ذاتهافاذالم تكن حس لم تكن حراره فاذالم تكن الفاعل لم يك%ن المفعول

كذلك اذالم يكن العله الماديه مثل االخشاب لالبواب لم تكن االبواب واذالم تكن الصوره والهيئه والهندسه لم يكن الشي شيئايسمي باسم خاص كذلك اذالم تكن

المصنوع فمبادي الخلقه عله ماديه لهذاالخلق العظيم فاليجوزان تقول كان هذاالخلق العظيم قبل ذلك في مبادئهاوهذامثل ان تقول كان%%%ت االشجارفي التراب

وكانت الثمرات في االشجاراوتقول كانت السياره والطياره في المعادن وكانت السررواالبواب في االخشاب فان كان كذلك لكانت المعلول في ذاته عله والعله

في ذاته معلوال" وبطل العله والمعلول فنقول مبادي الخلقه عرش الله تعالي في حاكميه التكويني يصنع بهامايشاءكماان الفلزات في المع%%ادن مبادي السيارات

170

والطيارات يحكم بهامن يصنع السيارات والطيارات فان الل%ه تبارك وتعالي اذاارادشيئاان يقول له كن فيكون فهذه الشي الذي يصنعهاويخرجها من المبادي

حكمه التكويني حكم ان يكون التراب شجراوالماءوالتراب انسان%ا"و حيوانا" والمبادي الذي يصنع بهااالنسان اوالحيوان عرشه الن المبادي مجاري احكامه التكويني

كماان التراب والماء مجاري حكم الله في خلق االنسان والحيوان وكماان عرش الملوك مجاري اوامرهم ونواهيهم فاجعل الله تعالي مستوي عل%%ي مبادي الخلق

يريدان يصنع بهاومنهامايشاء من الخاليق ويلزم لظهورهذه الخاليق من علل مادي و هي المبادي و من علل صوري و هي النقشه والصورفي علم الله و من علل غائي و هي ماينتج بعدمن الخاليق اراده الله و خلقه لظهور هذه النتايج . فالحاكم في حكمه

التكويني يحكم علي العلل الماديه و علي مبادي الخلق يجع%ل هذه المبادي بحكمه التكويني سمائا" وارضا" وترابا" وشجرا" وحجرا"وانسانا" وحيوانا" وغيرذلك

ممايخلق . فهناك تقدران تتعقل عندك عرش الله تعالي في حكومته التكويني وهي مبادي الخلق و السيماء نورالذي به الحياه والحركه ومبادي الخلق علي قسمين

قسم يبدء منه االجس%%%%%%ام والصورلطيفهاوكثيفها مثل الماءوالتراب والهواءو قسم اخري يبدءمنه القوه يتقوي بهاالمواد واالجسام ويبدء منه الروح يحيي بهاالمواد

واالجسام ويبدءمنه روح العقل وااليمان يعقل ويعلم بها االنسان . فماتري في وجودك من الموادالمختلفه واالمالح المتفاوته بدئت من مبدءيبدءمنها

الموادو الذرات وصفهاالله تعالي في كتابه تاره بالظلمات فقال جاعل النور والظلمات وتاره بالظل بقوله الم ترالي ربك كيف مدالظل والظل والظلمات هي

الماده االولي يبدءمنهااالجسام والحدودواالشكال يصورهاويحددها علي م%ا يشاءمن الصورالمختلفه واالمالح المتفاوته ثم ماتري في وجودك من قوه وحي%وه وعقل وايمان وغيرذلك ممابه حيوتك وقوتك وفضيلتك وكمالك وعملك يبدءم%ن

مبدء يسمي نوراو بتعبيراخري يسمي عرشاكماذكرنالك فيماقبل حديثامن كت%اب احتجاج الطبرسي عن علي ع في جواب سئوال سئله اليهودي عن عرش الله تعال%ي فقال علي ع خلق الله العرش من انواراربعه الي ان يقول وهواي العرش قوه كل شي

وحيوه كل شي فتريه ع يصف عرش الرحمن بانهانورفي ذاته و وجوده يبدء منه االلوان والضياء والقوي واالرواح في وجودالخاليق فعلي ذلك يبدء حيوتناو قوتناو الواننا

من نور يسمي عرشا" فهذه النوراصل اخري يبدءمنهاالحيوه في االجسام . فهناك اصالن في بدوالخلقه اصل مادي يبدءمنهااالجسام واصل نوراونوران%%ي

يبدءمنهااالرواح فهذا االصل الذي يبدء منه الضياء و الحيوه والقوه لطيف في ذاته و وجوده جدا" وهواصل غيرمادي الينقلب من شده لطافته جسما" يظهرمنه االجسام

واليتصرف فيه النه من المجرداات ليس له حد و بعدوغيرذلك من صفات االجس%ام و هذااالصل في ماوراءالماده فيماورائهاالوجودي الالمكاني فالنورلشده تجردها

ولطافتهاداخل في الموادواالجسام الكدخول جسم في جسم اوماده في ماده اخ%ري

171

ليشتغل مكانا" في الماده بل في ماورائهاالوجودي كالروح في وراءالب%%دن فليس وراء مكانيا" يكون البدن في ظرف مكاني والروح في ظرف مكاني اخري بل الروح

يكون فيمافيه موادالبدن والبدن وموادهايكون فيما فيه الروح و الحيوه يدرك البدن وموادهاباحدمن حواس الخمسه باللمس اوالذوق اوالبصروالسم%ع و اليدرك الروح

باحدمن هذه الحواس بل يثبت وجوده بالتعقل والتفكر فلذلك نقول الروح في وراءالبدن كذلك نورالله الذي يسمي عرشايحيي به الله مايشاءيكون في ماوراءالماده

وفي حيث يكون الماده وراءوجوديا"لها ال وراءمكاني%ا" او زمانيا" ليكون النورفي مكان يزاحم الماده اوالماده في مكان اخري يزاح%م النوركماهي شان الموادواالجسام

في المزاحمه اليدخل بعضهافي بعض . فهذان االصالن النوروالماده مبادي هذاالخلق العظيم والعلل الماديه يحكم الله بهافي حاكميه التكويني يصنع بهامايريدفالنورفي

هذاالموقع عرش الرحمن وهو تعالي مستوي عليه واليقدراحدان يتسلط علي هذاالنور فيستوي عليه ويفع%%ل بهامايشاءفاليستوي احدعلي روح الحيوه

وسايراالرواح في المواد و االجسام ليحيي بها و يميت اال باذن الله . فهناك تقدران تصف فاطمه س في قرالعرش يصنع الله لهامايشاء.

فانظرالي مبادي هذالخلق العظيم والنورالذي به يروح االرواح وينوراالنوار ويحيي بهااالموات حيوه جماديه اونباتيه اوحيوانيه وغيرذلك فهوتعالي ف%ي جالله وعظمته واستوائه علي هذه المبادي فاعل عله فاعليه وهذه المبادي م%ن النوروالماده عله

ماديه وقدعرفت فيماسبق بانه اذالم تكن العله لم تك%%%ن المعلول فيجب لوجودالممكنات وظهورالمعلوالت من علتين اخرويتين العل%%%%%%ه الغائيه والعله

الصوريه فالعله الصوريه التي يظهربه المعلول اذاظهرويجب الممكن اذاوجب علمه تعالي بكم االشياءوكيفهافيقدر تعالي كل شي بقدرهايصوره%%%او يركبهاكيف

يشاءفهوتعالي يعلم بعلمه الذاتي انه اذاارادان يصنع نبات%ا"اوحيوانا" اوشجرا" ومدرا" كيف يصنعهاوكيف يقدرهابهندسه مخصوصه فانظ%ر الي عملك انك تريدان يصنع

من الطين لبنه طولهاوعرضهاوعمقهامترواحدمثال" اوسانتيمترليكون لبنتك سانتيمترمكعب بهذه الهيئه والطين في هذاالموردعله ماديه اتيت بهامن التراب

والماءوانت بارادتك عله فاعليه تصنعهاكيف يشاءو هذه الهيئه المخصوصه المكعب اعني لبنه طولهاوعرضهاو ضخامتهاسانتيمترواحده علتهاالصوريه التي بهاتكون اللبنه تمتازبهاعن غيرهافاسئل نفسك من اي%ن اتيت بهذه العله الصوريه ومن اين اخذتها و

جئت بهالرايت انك اخذت هذه العله والهندسه من علمك فعلمك يحملك ان تجعل اللبنه كذاوكذاتقدرهاوتهندسه%%ا بهندستهاالمخصوصه فهذه الهندسه

والتقديرالتي بها تكون اللبنه لبنه اثر علمك في ذاتك اثرذاتي للعلم الاثرتركيبي اوعرضي اضافي فقوه علمك م%%%ن حيث انهاعلم يقضي بهذه الصوره والهندسه كماهي شان العلم فليس الحدان يقول هذه الصورالعلميه من الكميات والكيفيات

والتقديرات وجودات مستقالت غي%%%ر العلم منضمات في العلم اومركبات بهاحتي يقال من خلق هذه الصوروالكيفيات ومن ركبهاومزجهااو مرجهابالعلم بل هي

172

شان العلم فالعلم من حيث انهاعل%م يقضي بهذه الصوروان لم يقض اليكون علما" فكماان الزوجيه لالربعه الزم%%%ه وجوديه لها التركيبه واضافيه كذلك

هذه الصوروالكميات والكيفيات والتقديرات العلميه الزمه وجوديه للعلم التركيبه واضافيه فان لم تكن االربعه زوج%%ا" لم تكن اربعه كذلك ان لم تقض

العلم بهذه التقديرات لم تكن علمافعلم ال%ل%ه كذلك . فهوتعالي من حيث انه حي عالم قادرومن حيث انه قادريفعل مايشاءومن حيث انه

عالم يعلم مايشاءفنقول انمايظهرالعلل الصوريه من علم الله تعالي ال بمعني ان هذه الصوروالمعلومات حقايق يزيدعلي علم الله تعالي بل هي م%%ن لوازم علمه

واقتضاءحكمته كمثل ان الزوجيه من لوازم االربعه واالبعادالثالثه من لوازم الماده فعلي ذلك نقول العله الصوريه التي يكون بهاالشي شيئ%%او يعرف بهاالمخلوقات هي علمه

تعالي ينشاءمن علمه باقتضاءحكمته فكماان%ه لولم يكن قادرا" يعجزعن فعل شي صغيرا" كان اوكبيراكذلك لولم يكن عالما"يعجزعن تقديراالشياءوتصويرهاكما" يكون

اوكيف . فنقول العله الصوريه في خلق الصوروالتقديرانماهي اقتضاءعلمه تعالي والزم حكمته بقي هناك العله الغائيه التي

من شانهاايضاانهالولم تكن لم تكن المعلومات والمخلوقات . فنقول العله الغائيه في خلق العالمين العرفان بالله تبارك وتعالي كماهو في جالله وعظمته والعرفان

بمايفعل ويخلق ليعرف االنسان حكمه مايقضي الل%ه ويقدرليخرج بهذاالعرفان فعل الله تعالي من السف%ه والعبث فاليعيب اح%%د ربه بمافعل بل يعظمه ويجلله

بفعله تعالي لمايري في افعاله من الحكم%ه والمصلحه ثم هناك تقتضي المعرفه طلب العارف وسئوال السائل بمايريدالله ان يفعل ويخلق لماقلنافيماسبق بان كل

مايريدالله تعالي ويشاءوكل مايخلق ويفعل هبه منه تعالي وعطاءلمن يهبه اياه ويعطيه والبدمن الهبه والعطاءان يكون هن%%%اك سائال" محتاجا" يستحق مايهب الله

تعالي اياه ويعطيه فظهوركل هذه المسائل عله غائيه يدع الله تعالي ويحمله ان يفعل مايفعل ولولم تكن هذه االموراو بعضهايلزم ان يخلوخلق الله من الحكمه

والعله الغائيه فيكون خلقه تعالي سفها وعبثا" وتعالي الله ان يعبث بخلقه ويسفه بمايريد.. وانمايظهرهذه المسائل )اعني العرفان بالله بماهوفي جالله وعظمته

والعرف%ان بافعاله وخلقه تعالي بمايكون في قضائه وقدره من الحكمه والمصلحه ث%%%م الطلب والسئوال عن الله تعالي ان يفعل مايفعل علي طبق هذاالعرفان (باالنسان

العارف الكامل واليكون في العوالم والعالمين من يعرف الله في جالله وعظمته ويعرف حكمه ماقضي وقدرغيراالنسان . والمالئكه وان كانوامسبحين ومقدسين كمايحكي الله عنهم يقولون نحن نس%%ج ونقدس لك االانهم ليسوابعالمين عارفين

بالله تعالي ليمكن لهم ان يكونوا خلفاءالله تعالي بعلمهم وعرفانهم علي وجه االرض فالمالئكه في ذواتهم انوار واطوارواسباب يتسبب الله تعالي بهم يخلق مايخلق ويفعل مايفعل و يعلم ما يعلم ليسواعلماءقادرين مختارين عارفين ان يفوض امرالله اليهم

بعلمه%م وعرفانهم ولوكانواكذلك علماءفقهاءلم يجزلله تعالي ان يخلق انسانا" ثم 173

يامرالمالئكه بالسجودالدم فالعارف العالم بالله العظيم هواالنسان فقط واالنسان والسيمااالنسان الكامل العالم العارف بالله العظيم هوالذي يريدويشاءويختار و يفعل

مايشاءثم يعرف الله تعالي في قضائه وقدره يعرف حكمه مايفعل ويريد فغيراالنسان شي واشياءفي العالم وانماالشخص الذي يعلم ويفهم هواالنس%%ان

يعرف ربه فيسئله ويعطيه .. فالبدهناك قبل خلق ابيناآدم وقبل خلق االدميين وقبل خلق العالم والعالمين ان يكون هناك انسان كامل عالم عارف يسئل الله تعالي

بخلق العالم والعالمين فيجيبه الله ويخلق له مايشاءفهذااالنسان العالم العارف الكامل هوالع%%ل%ه الغائيه في خلق العالم والعالمين يدعوالله تعالي ان يفعل مايفعل لمايري

ان فعله وخلقه اليكون عبثاوسفهابل هوتعالي يعرف بخلقه الخاليق كماهوف%ي جالله وعظمته فكماان الله تعالي اليخلق ابنا"والابنه االالب وام يعرفان الل%ه تعالي بخلق

االبن واالبنه فيسئالنه تعالي ان يرزقهماولدا" كذلك البدفي خلق العالم والعالمين ان يكون هناك انسان يعرف الله تعالي فيسئله ان يخلق له

مايريدويشاءوهذاسرماقال علي ع في كتاب كتبه لمعاويه نحن صنايع الله والخلق بعدصنايع لنااوصنايعنافيقول ع ان الله تعالي خلق لناهذاالخلق العظيم ونحن صاحب

الخاليق اجمعين خلقهم الله تعالي لنالنحكم عليهم ونامرهم بمايصل%ح شانهم وننهيهم عمايفسدامورهم ونربيهم ونسلك بهم الي مدارج العلم والحكمه فهم ع اولياءالله وحججه كانواقبل الخلق ومع الخلق وبعدالخلق كماروي عنهم ع الحجه قبل الخلق

ومع الخلق وبعدالخلق . فانظرالي الله تعالي في حاكميه التكويني وهومستوي علي عرشه في هذه الحاكميه يجب ان يكون هناك انسان يعرف الله تعالي في مايخلق

فيخلق لهم مايخل%%ق فهناك قبل خلق آدم وزوجته حواءوماينسلون فيمابعدانسان يعرف الله تعالي كماهوفي جالله وعظمته ويريه كماهومستوي علي عرشه فيسئله ان

يجعل لهم ملكا" عظيمايقوم اباناسي كثيرافيخلق الله تعالي لهم مايخلق لمايريهم بانه%%م العله الغائيه يعرف الله بهم ويعبدبهم علي وجه االرض كماروي عنهم ع

في الكافي يقول االمام ع بناعرف الله وبناعبدالله ولوالناماعرف الله وماعبدالله ومثل ذلك روايات كثيره عنهم .

فهناك تعرف كيف يكون فاطمه س في قرالعرش جعلهاالله تعالي اصال" وام%%ا"ينبت بهاومنهاالعالمون هذاشان فاطمه س عندالله تعالي ولسناندري كيف

هي في مقامهاوشانهاوامتيازاتهافي وجودهاوتقدمهاعلي غيرهامن اولياءال%%ل%%ه ولعلهاس افرغ حاالبالله عن غيرهاواشغل بذكرالله عندالله حيث ان االنبياءواالولياء

كلهم عاملون مشتغلون بدعوه الناس وتربيتهم والسلوك بهم الي الله تعال%%ي فحيث انهم مشتغلون بدعوه الناس وتربيتهم والسلوك بهم الي مدارج الكمال لعلهم

يشتغلون بتلك االشتغال عن ذكرربهم وعن التوجه واال نقطاع الي الله تعالي فانه اليمكن لالنسان ان يشتغل بشغلين اوان يعمل عملين في آن واحدفاالنسان يكون

يحيث يشغله شان عن شان والله تعالي هوالذي اليشغله شان عن شان فلو اشتغل االنسان بذكرالله مثال" يشغله ذكرالله عن غيرالذكرولواشتغل بغيرذكر الله

174

يشغله هذاالغيرعن ذكرربه فلوتوجه االنسان الي الله تعالي يشغله هذا التوجه عن غيرالله ولوتوجه بغيرالله يشغله هذاالتوجه بغيرالله عن الله فاليمكنه ان يكون في

شانين وشغلين في آن اوزمان واحدوان كانت هذه االشتغاالت بامرالله واطاعته فان الله تعالي يامرعليامثال" بالجهادوقتل العدوفه%و)ع ( حينمايقاتل عدوه في

ميدان القتال هل يمكنه في هذه االنات المشتغله فيه%ا بالقتال ان يكون متوجه الي ربه ذاكرا" عظمه االله كحين فراغه واشتغال%ه بالعباده وهل يمكنناان نقول ان علياع

وسايراالئمه اوسايراالولياالله في حال كونهم مشتغلين بالعباده والذكرمشتغلين بسايراالعمال فهم في ح%%%ال يزرعون الزراعه

ويغرسون االشجاراويقاتلون االعداءكمثلهم في حال الصلوه والذكر وسايرالعبادات حتي يمكنناان نصفهم ايضا" بانهم اليشغلهم شان عن شان و فعل عن فعل فمثل هذا

اليناسب خلق االنسان فان االفعال يشغل الفاعلين واليمكن لفاعل حين ان يفعل فعال" خاصا" يفعل في هذاالحال فعال"اخري لتري انسانا" شاغال"بشغلين اوفاعال" بفعلين

في زمان واحدفحين تكون ذاهبا" التكون جائيا" وحين تكون قائما" التكون قاعدا" وحين تكون تغرس شجرا" ال يمكنك ان تقلع حج%را"او تعمل عمال"اخري في آن

وزمان تكون شاغال"بشغل خاص فاالنبياء مامورون م%ن قبل الله تعالي بدعوه الناس وهدايتهم ولكنهاس اكثرتوجهاالي ربه عن غيره و اقل شغال" عن غير الله تعالي فهي اشدانقطاعا" الي ربه عن غيره واكث%%ر تبتال"الي ربه تعالي ولذلك يسمي بتوال"والبتول فعول مبالغه من البت%%ل و التبتل يعني بذلك انهاس كثيراالنقطاع

عن الناس الي الله و كثير االشتغال بذكر الل%ه تع%ال%%%%ي ودرك عظمته ومعرفته عن غيره فالتكون ماموره كساير اولياءالله ان تدعوهم الي ربه و تربيتهم و السلوك بهم الي ربهم . فاذاكانت س اكثراشتغاال" بذكرالله تعالي والتبتل اليه تكون اشغل بالل%ه تعالي عن غيره واذكرلله تعالي عن غيره واكثرارتباطا" واتصاال"بمشيه الله

تعالي و ارادته عن غيره فحين اذاارادالله شيئا هي س افرغ عن غيره ل%درك اراده الله ومشيته فهي اعرف بالله و باراده الله و بمشيته عن غيره ولذلك يمكننا ان نقول ان الله تعالي جعلهااصال" و مبدء لما يريد و يشاءلما راها الله تعال%ي اكثر

اشتغاال" بذكرالله واشدارتباطا" واتصاال" به تعالي عن غيره فجعله%ا اصال" و اما لمشيته وارادته فهي س اول من يعرف ماشاءالله واراد و اول من يري ربهافيمايريد و يشاء و تدرك ماقضي و قدر المور العباد فلذلك جعلهاالله تعالي في قرالعرش اي

في محل قرارحاكميه التكويني و التشريعي و بعباره اخري ان لم نقل انهااقل فراغه عن غيرالله واكثراشتغاالوارتباطا" بالله من غيره نقول انها سالم الله عليهابنفسها

بيت الله وليس لك ان تتعجب بانهابيت الله الن الله يقول كمافي حديث القدسي ال يسعني ارضي وال سمائي ولكن يسعني قلب عبدي الم%ومن فان كان الله تعالي

اليسعه ارضه و سمائه بهذه الوسعه ولكن يسعه قلب عبده المومن فهي سالم الله عليهااول مومنه بالله العظيم و افضل المومنين و المومنات فهي بيت الله حقيقه

وما من نعمه والبركه من البركات اال و يوتي بهاالي البيت فكما انك تات%ي بما رزقك

175

الله الي بيتك ثم من بيتك الي غيرك كذالك الله تبارك ياتي بما يرزق و يخلق الي بيته اوال" ثم من بيته الي ساير الخاليق و البيت التقوم االبالمرئه فكذالك لله بيت و اهل بيت وبيته ف%%%اطمه سالم الل%%%ه عليهاو االئمه اهل بيته فالبد ان يكون بيت الله

مبدءالبركات فيجوز ان تقول انه البدلكل شي من اصل يتفرع علي%%%ه الفروع واالصل هوالذي يكون الجاعل اكثرعنايه له من غيره و ان يك%%%ون اوال" مب%%%دء

بالنسبه الي مايظهرله من االعدادوالحركات فالله تبارك وتعال%ي هو االصل االول واول االوائل بالنسبه الي مايظهروياتي بعده من الخاليق و وص%ف نفسه بهذه االوليته في كتابه بقوله هواالول واالخروالظاهروالباطن ثم بعده تبارك وتعالي

لظهورالخاليق ايضا" البد من اصول يكون الله تعالي بهااكثرعنايه واول اراده ومشيته بهامن غيره اعني بذلك ان الله تعالي اذا اراد و شاء البد ان يتعلق ارادته ومشيته

بمايكون اوال" بالنسبته الي ماياتي ويكون هوتعالي اكثرعنايه بهذااالول من غيره النه ان لم يكن االصل لم يكن الفرع ولولم يكن المبدئيه لم يكن العدد والمبدءقبل االعداد

والمبدء هوالذي يظهرمنه العدداالول والثاني و الثالث الي ماالنهايه والمبدءمحيط باالعدادكماان االصل محيط بالفروع فهو تعالي اصل االصول واول االوائل

ومبدءالمبادي هوتعالي اول اليوصف باالولي%%ه والعدديه والمبدئيه بل يوصف باالوليه قبل المبادي واالعداد فهو اول قب%%%ل المبادي يخلق المبادي بارادته و مشيته و

المبادي اول قبل االعداد يظهر من المبادي عدد االول واالخر كما ان القطره االولي و الثانيه يظهرمن البحرفالبحر اول بالنسبته الي

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( القطرات محيط بها فالبدان ننظرالي المبادي االولي بعد المبدء و هو الله تبارك و تعالي و هو تعال%ي مبدء المبادي بالضم ال بالفتح و معلل العلل اليوصف بال%%%مبدئيه و العليه الن المبدء بالفتح من جنس االعداد و

االع%%داد من جنس العله كالنار و الحراره فهو تع%الي اليجانس غيره و ال يش%%%ابه ما سويه كمايجان%%%%س العله المعلول فالنصفه بالعليه و المبدئي%%%ه تعالي عن ذل%%%ك

علوا" كبيرا" بل هو معلل العل%%%%ل و خال%%%قها و مبدعها و مبدء للمب%%%%%ادي بالضم فنرجع عن وصف%%%%ه تعالي باالوليته التي يشابه الثواني واالعدادو ان كان مشابهه

وجودي%%%ه كم%%%%ا تصفه ب%%%ذلك الفالسفه و اهل وحده الوجود نرجع عن وصفه تعالي به%ذه االوص%%%اف وننظرفي المبادي االولي لظ%%ه%%%ور الخاليق اواالصول

االولي لظهور الفروع . فنقول اذا اراد الله تعالي شيئا او يش%%%اء فما هي التي اكثرعنايه لهاباالراده و

والمشيه وبعباره اخري نقول ان الله تعالي يريدان يخلق و يغرس شجره الخاليق فماهي التي تحمله تعالي بغرس شجره الخاليق حتي تكون اوال" في علمه تعالي و

176

ارادته اهي العله الغائيه اوعله الصوريه اوالماديه فهذه العلل الثالثه كلها مبادي واصول لظهور ماياتي بعده من شجره الخاليق فالعله الماديه اصل البدلها قبل ظهورالصنايع و

االعداد كذلك الهندسه و التقدير بمعني العله الصوريه هي ايضااصل و مب%%%دء بالنسبه الي مايظهر من االعداد و االشكال كذلك العله الغائي%ه اي الثمره من هذه

الشج%%%ره اصل بالنسبه الي ماياتي من الفروع و هذه االصول ه%%ي التي تك%%%%%ون في علم الله اوال" تتفرع عليه االعداد و الفروع و هذه االوليه بمعن%ي االوليه العلمي

او االوليه الوجودي في علم الل%%%%ه تع%%%%الي و ال يكون بمعني االولي%%%%ه في الظهور فانا ان راينا واردنا االوليه العلم%%%ي نعلم بان االولي%%ه العلمي في علم الله تعالي

انماهي الثمره من هذه الشجره التي سميناها عله غائيه واذا اردن%%%ا االوليه ال%%وجودي و الظهوري في الظاهر ف%%%االول في هذا المورد هي العل%%%ه المادي%%%ه اي

مبادي خلق الله التي يجري عليه التق%%%دير و الهن%%%دسه فالعله الغائيه اول و لذا يصفونه بان%%%ه اول في العلم و آخر في الظهور فالع%%%%له الغائي%%%%ه التي جعلن%%%اها

اوال" في علم الله تعالي الذي يحمل الفاعل علي خلق الخاليق ويحمله ان يريدويشاءهي اول االوائل ومبدءالمبادي ومعلل العلل بعدالله تعالي النهالولم تكن

يكون الله في ارادته ومشيته وخلقه مايشاءالغيا" عابث%ا" و تعالي عن ذلك ان يلعب ويعبث بخلقه فنقول العله الغائيه في خلق الخالي%%ق التي هي بمنزله المبدءلمايتفرع

عليه والعله الماديه بعده كذلك التقدي%%ر والهندسه بعده مبدءلم%%%ايتفرع عليها و العله الغائيه هي فاطمه س في خلق هذا الخلق العظيم من لدن آدم الي قيام القائم ومن القيام الي ان تعرج المالئكه والروح اليه تعالي في يوم كان مقداره خمسين

الف سنته . و هناك نذكراوليتهافي علمه تعالي وان كان آخرافي الظهور و انهاالثمره االولي

االعلي من هذه الشجره فنقول ذكرنا مرارا" في مطاوي ماذكرنابان العله الغائيه في خلق العالم والعالمين ظهورالعلم والمعرفه بالله تعالي كمايحكي عن%ه فاحببت ان

اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف والتقوم المعرفه بالله تعالي االبغيره تعالي فهوتعالي معروف بالمعرفه ومعلوم بالعلم والعارف الذي يعرفه غيره فاليقال انه تعالي

يريدبخلق العالم ظهورالعلم والمعرفه وهوتعالي يع%%رف نفسه فيكتفي بهذاالعلم والمعرفه النه يقال في الجواب بان مثل هذه المعرفه وهوعرفان العارف بنفسه

لوكان لكان تحصيالللحاصل وتحصيل الحاصل محال ممتنع النه تعالي كماكان في االزل عارفا" بنفسه والعلم والعرفان نفسه فلغوان يقول اني احببت ان اعرف

فخلقت الخلق لكي اعرف فاحسب انك عالم عارف قادرذوعلم كثيره واعمال عجيبه لطيفه وانت وحدك اليكون هناك احدغيرك يعرفك به%%ذه العلوم والفنون فهل

تكتفي برويتك نفسك وبعرفانك نفسك اوالبل تجدوتجتهد ان تجدهناك عالما" غيرك تعرفه نفسك وتريه علومك وفنونك فتعرف عنده ف%ال تقوم المعرفه للواحدبنفسه

ومع ذلك اليظهرهناك علم العالم بنفسه وعرف%%ان العارف بنفسه الن المعلمه كمايقول موالناعلي ابن موسي الرضاع انماهي لنف%ي الخالف فلولم يكن هناك شي

177

اوشخص غيرك لم يظهرمنك علم بانك غيره وهوغيرك فالواحدبالنسبه الي نفسه ووجوده سكوت صموت الي ان يظهرعنده غيره ويتكلم وينطق وكماان التكلم

والخطاب اليقوم االباثنين اوثالثه كذلك العلم والعرفان اليظهراالبين اثنين اوثالثه فاليجوزان يقال ان الله تعالي عارف بنفسه قبل غيره فيكتفي بهذه المعرفه لماقلناانه

اليظهرالعلم والمعرفه لنفس بنفسه لول%%م يكن احدغيره ولوظهرلكان تحصيالللحاصل وهومحال ممتنع فالبدان يكون هن%اك احدغيرالله تعالي يعرف الله

تعالي ويعرفه الله تعالي نفسه فظهورالمعرف%%ه بالله تعالي عله غائيه لخلق الخاليق واليقوم هذه العله االبعالم عارف غيره تعالي فيجب علي الله تعالي لظهورالعلم والعرفان ان يخلق خلقايقيمه بي%%ن يديه فيعرفه ويخاطبه . ولعلك تقول ان كان

يجب ذلك في علم الله وان الله تعالي اليخلق خلقااالبعد ان يعرف بهذاالخلق وان كان المرادظهورمعرفه الله تعالي بالخاليق ال%%%ذي يخلقهم فهذه العلم والعرفان

اليظهراالبعدخلق الخاليق وانك قلت في ماسبق بان خلق الله وكل مايحدث بامرالله تعالي هبه منه تعالي يهبه غيره وقلت ايضا ان الله اليريدشيئاواليشاء ال يخلق

شيئااالبعدان يعرف بخلقه هذه الخاليق و ارادته لمايريدفان كان كذلك يجب هناك ان يكون قبل الخاليق خلقايعرف الله بخلقه الخاليق ويهب الله تعالي مايخلقه اياه

وهذاالفرضيه ينتهي ال%%%ي التسلسل والتسلسل باطل في قضاوه العقل والحكمه فالبدلله تعالي ان يخلق خلق االول من غيران يكون هناك خلق قبله يعرف الله تعالي بهذه الخاليق فيخلق الخالي%ق من غيران يعرف ثم يربي ويعلم ماخلق فتظهرالمعرفه

بهذه الخاليق الذي خلقهم وعلمهم قلنافي جوابك بان العلماءوالحكماءعرفواالعله الغائيه بانهااول في عل%%م الفاعل وآخرفي ظهوره بالمفاعيل فان الله تعالي في علمه يريدان يعرف فيخلق الخاليق لظهورهذاالعرفان فيعلم الخاليق

ويربيهم الي ان يظهرفيهم العلم والعرفان بربهم فظهورالعلم والعرفان بالخاليق كمثل ظهورالثمره بالشجره يكون اوال"في علم الغارس وآخرا" بعدظهورالشجره

ورشدهاثم ان الله تعالي يعرف بالخاليق الذي عرفهم وعلمهم قبل ذلك بمايخلق لهم بعدذلك وفاطمه س وسايراولياءالله من ولده من الذين خلقهم الله قبل

هذاالخلق والخاليق ثم رباهم وعرفهم نفسه واوصلهم الي العرفان الكامل والعلم الشامل ثم خلق لهم هذاالخلق العظي%م الذي اناوانت منهم فهوتعالي اليخلق

خلقا" واليرزق رزقااالويعرف عنده%والء المعصومين بخلق هذه الخاليق واالرزاق . وبتعبيراخري ان الله تعالي يريدبخلق الخاليق واالرزاق ان يعرف بعلمه وحكمته وجالله وعظمته فهوتعالي يتجلي بخاليقه ويظهربعلمه وحكمته بخلق الخاليق كما يكون كذلك كل عالم وصانع حكيم فمامن عالم وصانع االويخلق بعلمه شيئ%%ا ليعرف بهذاالخلق والصنعه فالمعماروالبناءيبنيان الدوروالبيوت ليعرفوا ببناءالدوروالبيوت كذلك صانع

الطياره والسياره يصنع السياره والطي%%اره ليعرف بصنعته هذاعلمه وحكمته فكل عالم يعرف عندالناس بمظاهرعلم%%ه وال يظهرعالم في الفلوات اوفي مكان

اليري احدا" يعرفه بهذا العلم فالكاتب اليكتب كتابا" االلمن يقرءكتابه ويعرفه به

178

كذلك كل صانع وحكيم فلوبني البان%%ي بنائا" في الفلوات واليكون احدا"يعرفه بهداالبناء اوينتفع بمايبنيه يسفه الباني بهذاالبناء النه بني بنائه في موضع اليعرف ببنائه والينتفع به كذلك سايرالصناع فاليصنع صاحب السياره سياره اوطياره يدعه

في الفلوات في مكان الينتفع احدبسيارته وطيارته واليعرف به كذلك الله تبارك وتعالي انه عليم حكيم منزه عن السفه والعبث وان يخلق شيئافيمااليعرف

بهذاالخلق والينتفع به فانا نريه تبارك وتعالي يخلق في اعماق البحارخاليق عجيبه اوفي اوديه الجبال اوسفح الفلوات يخلق فيماهناك خاليق عجيبه عظيمه و اليكون

هناك في اعماق البحار اواوديه الجبال احديعرفه بهذه الخاليق العجيبه اوينتفع بماخلقه تعال%%ي فيسئل خيئذ ماالحكمه في خلق هذه الخاليق في البحاراوالفلوات فان

كان الل%ه تعالي اليخلق خلقااالويعرف بخلقه ويتجلي بعظمته وعلمه فمن هوالذي يعرفه في خوض البحاراوالفلوات فيكون خلقه هذاسفها" عبثابالعله غائيه اال ان يكون

هناك احديريه ويعرفه تبارك وتعالي بخلق هذه الخاليق العظيمه العجيبه فهو تعالي منزه عن السفهه والعبث فلذلك نقول لولم يكن له تعالي خلق مث%%%ل االنسان يعرفه بهذه الخاليق لكان الله وقد خلق خلقا" بالعله غائيه وانبت شجره بالثمره

فيكون تعالي بخلقه هذه الخاليق سفيها" عابثا" تعالي عن ذلك علوا كبيرا". فنقول في الجواب ان هناك قبل خلقه تعالي هذه الخاليق اومع خلقه اوبعدخلقه

اولياءوحجج يشهدون خلق السموات واالرض فيعرفونه تعالي بك%ل ذراو ذره او ذريه يخلقه في العالم فيتجلي عند هوالء االولياء بعلمه وحكمته تعالي ويع%رف عندهم

بخلقه هذه الخاليق العجيبه واليك في الدالله علي ماقلناآيه في سوره الكهف يخبرالله تعالي فيهاعن قوم يشهدون خلق المسوات واالرض وخلق انفسهم يقول الله

تعالي في مقام ردالظالمين والكافرين فيمايدعون انهم الهه الخلق يعبدون دون الله عزوجل يقول مااشهدتهم خلق السموات واالرض والخلق انفسه%م و ماكنت

متخذالمضلين عضدايعني بذلك انه تعالي مااشهدالظالمين والكافري%ن والطواغيت واالصنام خلق السموات واالرض فنفي هذااالشهادعن الطواغيت دلي%%ل بارزعلي ثبوت االشهادفي قوم يكونون من اوليائه فانك اذااخبرت بانه اليدخل الكافرالجنه

فنفي دخول الجنه عن الكافردليل علي اثبات دخول الجنه لغير الكافروهوالمومن فاذاقال الله اني مااشهدت الكافرين خلق السموات واالرض يثبت بذلك انه

تعالي اشهدغيرالكافرين خلق السموات واالرض وهم اولياءالله فاولياء الله هم الذين شهدواخلق السموات واالرض باشهادالله تعالي وهم الذين اتخذهم الله تعالي عضدا"

وناصرالدينه فاظهربهم علمه وحكمته وقدرته ودينه ومن شهدخلق السموات واالرض عرفه وعرف الله تعالي بهذه المشاهده .

فهناك انسان يري خلق الله في اعماق البحارواوديه الجبال وعلي متن الفلوات و هم اولياءالله وحججه كمثل علي ع واالئمه من ولده يشهدون كل خلق وكل ذروذريه

يخلقه الله تعالي في اي ارض اوزمان اومكان فاليخلق الله تعالي خلق%ااال و

179

يعرفهم نفسه بهذاالخلق ويتجلي لهوالءاالولياءبخلقه الخاليق كمايقول عل%ي ع في بعض خطبه الحمدالله المتجلي لخلقه بخلقه فيخبربانه تعالي بخلقه الخاليق يتجلي

لبعض خالئقه فمن هوالءالخلق الذين تجلي الله تعالي لهم بخلقه الخاليق فان كنت انت اوانا اواحد مثلنامن اجناسناوامثالنافانالسناندعي بانناعرفنا ربنابكل خلق

خلق اوعرفناه بعجايب يخلقها في اعماق البحارفاناوانت وامثالنا لسنامن الذين شهدواخلق السموات واالرض او شهدواخلق انفسهم فلسنا من الخلق الذين تجلي الله

لهم بخلقه الخاليق بل الذين تجلي الله لهم بخلق الخاليق هم الذين شهدوا خلق السموات واالرض واشهدهم الله تعالي علي ذلك ولذلك جاء في بعض الروايات

بان الحجه قبل الخلق ومع الخلق وبعدالخلق ونري فيمايخبرون عن خلق آدم ابي البشرو زوجته في الجنه بان الله تعالي خلقهماوذريتهماالوليائه واريهمااشباح اوليائه

في الجنه وامرهماباطاعه هوالء االولياء كماقلناقبل ذلك في روايه عن الحسين ع بانه جعل محمدا" وعلياوفاطمه والحسن والحسين اشباحا" خمسه في ظهرآدم

وظهرآدم غيرصلبه فالداليل قطعي يقيني علي ان اولياءالله واالئم%%ه المعصومون ع من القوم الذين يشهدون خلق السموات واالرض واليخلق الله تعالي خلقا االبهم ولهم كماذكرهذاعلي ع في كتاب كتبه لمعاويه نحن صنايع ربناوالخلق بعدصنايع لنايعني

بذلك انهم قوم خلقهم الله تعالي ورباهم وعلمهم واوصلهم الي الكمال ثم خلق لهم هذه الخاليق ففاطمه س من قوم اليخلق الله تعالي خلقا االلهاواليخلق خلقااالحين

ارائتهاواشهادهاعلي هذاالخلق واليخلق الله تعالي خلقااالوه%%ي س%%الم ال%%ل%%%ه عليهاتطلب ال%%%ل%%ه بخلق هذاالخ%%ل%%%%ق و وتعرف الله بخلق هذاالخلق ليكون خلقه

تبارك وتعالي في موضع يحصل به%%ا العلم والعرفان كماان االنسان اليتكلم بكالم االويكون له مخاطبايخاطبه به%%ذا الكالم ولولم يكن المخاطب لم يتكلم المتكلم

وكذلك اليصنع االنسان شيئ%ااال عندمن يعرفه بهذه الصنعه وينتفع به كذلك الله تبارك وتعالي اليتكلم بكالم االوالبدله من مخاطب يخاطبه بهذاالكالم واليصنع صنايع

االعندمن يعرفه بهذه الصنايع ويطالبه بهالئاليكون نقصافيمايجب ان يكمل العالم به فف%اطم%%ه س في قرارالعرش اي اليحكم الله تعالي بحكم تكويني فعلي اوبحكم

قولي االوهي المخاطب بتلك االحكام والعباره بالله العظيم بهذه الخلق ودليل اخري علي انها)س (اشدارتباطا" بربهامن غيرهاانه البدلكل حركه من مبدء ينشاءمنهاومن

مركزاومقصدياوي اليه فالبدلكل مبدءمن منتهي ولكل منتهي من مبدءواال الينشاءالحركه اويكون لغواوذلك مثل حركاتك وسكناتك فيم%%اتحب و تطلب

من يومك وليلتك فحركه اليوم انك طلبت شيئافقمت اليه فهناك لهذه الحركه والقيام مبدءومنتهي فمبدءالحركه وجودك وارادتك فانت باراداتك مبدءالطلب والقيام

النك الذي اردت ان تطلب وتجد شيئافقمت اليه فانت مبدءلهذه الحركه ثم انه البدلحركتك هذامن منتهي ينتهي اليه والمنتهي هي المقصدفقمت مث%ال"لزرع الزراعه

وغرس االشجاراولطلب شي اخري تعيش به فالمنتهي لغرس االشج%ار والزراعه ظهورالثمرات منهاوحملهاالي البيت لتغتذي وتعيش به فحين تجل%%س الي الخوان

180

وتغتذي بهذه الحبوبات والثمرات انتهيت بقيامك للزارعه وغرس االشجاروكذلك جميع الحركات كان من نوع االنتقال من مكان الي مكان اومن نوع التحول والتكامل

من زمان الي زمان فالبدلكل هذين الحركتين من مبدءومنتهي فحين تلدمن امك تقوم متحركاالي مقصدالحيوه والعيش تنمووتنشاءشيئافشيئا الي ان تبلغ اشدك

وشبابك فتتزوج وتعيش بزوجتك فتبلغ الحيوه المهن%%ات فهذه الحيوه مقصدلحركاتك التكاملي والتحولي حين ولدت واالنتقال من بلدالي بلدكذلك

لهامبدءومقصدفمبدءالحركه بلدخرجت منه ومنتهي االنتقال بلداردته ودخلت فيه حتي تجدفيهاماالتجدفي غيرهاكذلك الحركات االرادي اومايريدالله تعالي ممايصنع

ويخلق فكل مشيه واراده من الله تعالي حركه منه تعالي وقيام الي مايريدواليص%ف الله تعالي بحركات مثل حركاتناوقيام مثل قيامناليك%ون بهااالنتقال من مكان الي مكان

اوالتحول من زمان الي زمان تعالي الله عن ذلك علواكبيرا" يقول مولنااميرالمومنين ع يصف ربه بمايريدويفعل فيق%ول فاعل البالحركات واالله يعني

بذلك انه تعالي يفعل واليحدث بفعله في ذاته حركه كمايحدث بافعالنافي ذواتناحركات فهوتعالي يفعل واليتحرك يق%وم وال يحدث في وجوده تعالي اضطراب وحركات فمشيته ارادته وارادته فعله قيامه فهوتعالي قائم علي كل نفس بماكسبت فاليحدث في وجودالله حركه واضط%%راب فهوتعالي اذاارادان يتكلم بكالم اوارادان يصنع شيئافكالمه وصنعه حادث%ه يحدثه والحادثه بمعني الحركه والبدبهذه الحادثه من

مبدءومنتهي فمبدئه%%ا وجوده تعالي انه تعالي هوالذي يقول ويتكلم ويفعل مايريدثم منتهي ه%ذه الحادثه من الكالم والفعل انسان يخاطبه الله ويكلمه اويفعل الله

له مايفعل له . فهناك نقول من المنتهي اوماهوالمقصدلكالم يتكلم اوبفعل يفعله تعالي فاذا رايت

المقصداوالمركزلظهورهذاالكالم اوالفعل فاحكم بان هذاالمقصدوالمركز هوالمنتهي لحدوث حركه مثل الكالم والفعل من الله ويجوز لك ان تصف ه%%%ذا المنتهي بانهابيت

ياوي اليهاماحدث من قول الله وفعله وذلك كمايقول الل%ه تعالي اليسعني ارضي والسمائي ولكن يسعني قلب عبدي المومن يعني انه تعالي اليخاطب السماءواالرض واليكلمهابكالم واليصنع له%اصنعاولكنه تعالي يخاط%%ب قلب المومن بكالمه ويفعل له مايشاء من صنايعه وافعاله فقلب المومن بيت الله وهي البيت المعمورالذي يذكره الله

تعالي في كتابه يقسم به ويقول والطور وكتاب مسطورفي رق منشوروالبيت المعمورفاذاطلبت هناك بيتاينتهي اليهاما شاءالله ويريده من قول وفعل فهذاالبيت هي فاطمه س انهابيت الله حقيقه يحدث فيهاماشاءالله وارادوهي س اول من تحس

خطابات الله تعالي وارادته ومشيته النهابيت الله وابوه وبعله و ولده اهل البيت انها)س (بيت الله في تاوي%%%ل القرآن كماان بالمرئه قيام كل بيت من البيوت فبيتك

وحرمك زوجتك الت%%ي بنيت بهاولهاالبيت فمن لم يكن له زوجه لم يكن له بيت كذلك بيت الله تعالي انه تعالي اجل عن ان يكون لهاصاحبه وزوجه كماتكون لالنسان تعالي

عن ذلك علواكبيرالم يتخذصاحبه والولدا" لكنه البدلله تعالي لكل ماينزل منه م%ن 181

العلوم والحكم واالرادات واالفاعيل من منتهي ينتهي اليه وهذاالمنتهي لم%ا يجئي من قبل الله تعالي بيت الله فكماانك التطلب شيئاوالتريداالوتجئي به%ا بيتك كذلك الله

اليريدواليفعل االويجئي بمافعله واراده الي بيته وبيت الله تعالي اليكون من حجروالمدروالمن جنس السماءواالرض النه اليسعه سمائه والارض%%ه فبيته شخص

انسان وهي قلب المومن والمومنه وفاطمه سالم الله عليهامن اش%د الناس ايمانا" بالله تعالي واشدهم انقطاعا" وتبتالاليه فهي اول من تتصل وترتبط بالله وقلبهااول

ماينزل فيهاماحدث من الله تعالي من الفعل والكالم وهي المقصداالولي والعله الغائيه االكمل االعلي لخلق العالمين فاليك اوليتهاس في جميع مظاهرالتجلي

والظهورفالبدلكل شي اوشخص مجلي اومجليات يتجلي فيه ويظهرفيعرف به كمانقول العالم بحذافيرهاوشرقهاوغربهاوسمائهاوارضهامجلي قدره الله وعظمته

تجلي لخلقه بخاليقه كماكذلك يصفه موالنااميرالمومني%ن ع يقول الحمدالله المتجلي لخلقه بخلقه فالعالم باجمعهامجلي اومظهرظه%ور قدره الله ثم كتاب الله اوكتبه

المنزله من السماء من صحف ابراهيم وموس%ي ومن زبورداودوانجيل عيسي وهذاالقرآن مجلي علمه وحكمته تبارك وتعال%%ي فتجلي لنافي كتابه بعلمه وحكمته

نعلم من القرآن انه تعالي عالم متكل%%م فصيح بليغ من افصح مايمكن كمايصف نفسه بهذه الفصاحه والبالغه يخاطب فصحاء العرب وغيرهم فيقول لسانهم الذي يلحدون

اليه اعجمي وهذالسان عربي مبين يعني بذلك ان الذي يتكلم به العرب وفصحائهم يظنون انفسهم فصحاءبلغاءفه%م عجماءبالنسبه الي كتاب الله ثم تريه في كتاب ينزل االحكام بحكمتهاواالي%ات مفصال" مفرقامبينا" يقول كتاب احكمت آياته ثم

فصلت من لدن حكيم خبيرفال يوجدفي كتابه آيه اوعباره ينباعن شي خالف ماهوعليه في الواقع ليك%%%%ون انبائه تعالي مريبا" مشكوكا" كماكذلك

اكثرمايكتبه اويقوله العلماءفم%ا اكثرمايحقق المحققون فيخبرون عن شي خالف ماهوعليه ثم يجددون آرائه%م و يبدلون اقوالهم ويقولون غيرماقالوااويحكمون

بغيرماحكموافالقرآن مجل%ي علمه وعظمته تبارك وتعالي وكذلك االنبياءواالولياءوالعظماءمن افرادالبشر مجلي عظمته وقهاريته وحاكميته فكماان لله

تعالي مجالي يتجلي بهاوفيه%ا بماهوعليه من العلم والحكمه كذلك الوليائه تعالي ايضامجالي يتجلون به%ا وفيهابعلمهم وقدرتهم فكتاب نهج البالغه المكتوبه فيهاخطب

اميرالمومنين ع وخطاباته وكلماته مجلي علمه وحكمته بهذاالكتاب يظهرعلم اميرالمومنين ع وبصيرته وتدبيره وسياسته وعلمه

بمصالح االمورومفاسدها.

فصل چهاردهم

182

معاني اسمائها و القابها سالم الله عليها

ولفاطمه س ايضامظاهرتتجلي بها و فيهابماهي عليه من الحكمه والعرفان وااليمان والخلوص لله تعالي تاره تتجلي بماهي عليها في اسمائهاوالقابهاجعل الله تعالي

اورسوله ص لفاطمه اسماءحاكي%ه بهذه االسماءماهي عليهامن الشئونات والدرج%ات والمقامات فكماان الله تعالي اليصف نفسه باسم او صفه اال و يكون هذا االسم

والصفه مطابقا"لماهوعليه تعالي من معاني هذ االسماء والصفات فاليسمي نفسه بالل%ه االويظهرفي وجوده معني االلوهيه يوجدفي فكرالمتفكرين الوله واالشتياق

لماهو عليه من الجالل والعظمه كذلك اليصف نفسه بالرحمانيه او الرحيميه االبع%%دان يكون فيه الرحمه العامه الشامله لجميع الخاليق

والرحمه الخاصه الش%%%%امله لعباده المومنين فالتجدفيمايصف الله تعالي نفسه اسم بالمسمي اوصفه عل%%ي خالف مايكون عليه كذلك اسماءالنبي والقابه واسماءاالئمه

والقابهم اسماء طبق لمسماهاوصفات مطابقه لمعانيهافي وجودهم فسموه محمدا"ص لمافيه م%%%ن محموديه الصفات والذات و سموه احمدا" كذلك لبلوغه

اعلي درجات المحمودي%ه كذلك سموه نبياالنبائه عن الغيب اورسوال"لرسالته الي الخاليق و وصفه الله تعالي خاتم النبين النه ختم ماسبق

من العلوم وفتح ماياتي من الحكم واالسرار فاليسبقه احد من االولين واالخرين الي ماعلمه الله تعالي وانزل عليه من الحكم واالثارفختم الله به النبوه بعدان اكمل به

دينه واتم به نعمته وكذل%ك و صفواعليا" لعلوه علي كل من سويه فالاحد يعلو عليه من االولين واالخرين اال ربه تعالي فالله تعالي هواالعلي اشتق له اسما" من اسمائه

سماه عليا"ولقبوه كذلك باماره المومنين النه اميرحقيقه علي كل مومن ومومنه من االولي%%%ن و االخرين فالياتيهم امرالله تعالي االبعلي كما اشتهرعنه ع يقول كنت

مع االنبياء سرا" ومع محمدجهرا" فهواميرالمومنين حقيقه واليناسب هذااللقب غي%ره وان كان قائمامقامه من االئمه المعصومين فاالسماء و االلقاب والكني

مظاهردرج%ات المسميات بهاومظاهرماهم عليه من العلوم واالعمال فهناك سمو فاطمه س باسماء و وصفوهابصفات والقاب لمايكون فيه معاني هذه االسماء

والصفات وهذه االسماء والصفات لها)س ( من اظهرالمظاهرواجلي المجالي لماهي عليه من العظمه والجالل فنذكرهذه االسماء و معانيهالنري ماهي عليهامن العظمه . سموهافاطمه من لغه الفطم وجاء في الروايات في شرح هذااالسم يقول سميت

فاطمه فاطمه النها فطمت شيعتهامن الناراي منعت ففسرواالفطم بالمنع وقالواهي فاطمه شيعتهامن الناراي مانعه شيعتهاعن النار ولكن اقول المنع مالزمه

لمعني الفطم وهذامن باب تفسيرالشي باحدلوازمهافمن فطم شيئامنعه عمايضادالفطم و م%ن منع شيئا اليفطمه بمنعه هذاعن شي فكل فاطم مانع و اليكون كل مانع فاطم%ا"الن الفطم بمعني ان تجعل رشدا" وقوه في المفطوم

183

تمنعه بتلك القوه ع%%%ن الفساد او مايالزم الفسادكماتفطم المرضعه رضيعه باللبن الي ان آن اوان فطامه اي قطعه عن اللبن فالمرضعه تتقوي رضيعه باالرضاع ترضعه

يوما" فيوما"و يشد بهذه الرضعات عظمه ولحمه الي ان ت%قوي الرضيعه بتلك الرضعات تشتدبذال%ك عظماولحما" حتي يمنع من الموت او من الضعف اواالمراض

المهلكه فالرضيعه ف%ي اوان رضاعهاضعيفه تعرض عليهااالفات واالمراض والحروالبرد فتهلكهاحتي تموت البدللوليده او الرضيعه ان تودع وتوجدفي وجوده

قوه تقدربتلك الق%دره ان يدفع عن نفسه االفات واالمراض فالمرضعه بارضاعهاتقوي الرضيعه وتحييه شيئا فشيئاالي ان تت%قوي فتشد عظمه ولحمه تدفع عن نفسه بتلك القوي االفات واالمراض الي ان آن اوان فطامه وفطامه انمايقع في

يوم ارتضع ماشاء من اللبن حولين كاملين واليجوز الفطام قبل ذلك فلماارضعت االم رضيعه حولين كاملين وراته قادرا"علي ان يغتذي بسايراالرزاق وتدفع بالقوي

واالشتداد عن وجوده االفات واالمراض يفطمه عن اللبن اي يقطعه عنه فالفطام اليجوز واليقع االبعدارض%اع الكامل واشتداداللحم والعظم بالرضعات فكماان الطفل ترتضع بلب%ن امه و تشددبه عظمه كذلك االنسان يرتضع بروح االيمان والتقوي حتي

يقوي بتلك الروح وتقدران تدفع عن نفسه النار ففاطمه س بمنزله االم لجميع المومنين والمومنات ترضع اوالده علما"وحكمه وايمانا" ومحبه وكل ذلك

القوي من االيمان والتقوي والعلم والحكمه ارواح يلج في قلب االنسان فيشتدبه روحه وينموبهاقواه و يزكوبهانفسه فكماان مزاج الطفل تشتدوتقوي بالرضعات

واللبن غذاءالبدن كذلك روح االنسان تقوي وتشتدبروح االيمان وتلك االرواح كلهاينشاء من مبدء عرش الرحمن وفاطمه س في قر عرش الله اليبدء من عرش الله شي

من القوي واالرواح والحيوه االعن اذنهاومحبتهاس كماقلنالك فيماسبق بان فاطمه مبدءالفيوضات والبركات والله تعالي هوالمبدءيفيض

بتلك الفيوضات علي ارواح عباده المومنين ف%البدان تغتذي بلبن االم الذي ولدت االوالد واالرواح كذلك تغتذي بلبن االم الذي نشات به القوي واالرواح فهي سالم الله

عليهابمنزله االم بانهامبدءالفيوضات والبركات والبشر كلهابمزله االوالد تستفيض وتغتذي بفيوضات امه الي ان تتقوي وتشتد روح االيمان بنورالرحمن فهناك ياتي اوان الفطام فالمومن متكامل في دينه ومغت%%%ذي باغذيه الروح من ثمرات الشجره الطيبه

الي ان تكمل معرفته ويعرف بتلك الكمال اصل الشجره وامهاو هي فاطمه سالم الله عليها فمن عرفهابانهاصديقه طاه%%%ره حبيبه الله وحبيبه رسوله معصومه

من المعصومين ومطهره من االرجاس واالدناس فمن عرفهاكذلك فطمت بتلك المعرفه عن النار يعني قويت روحه وكملت عقل%%%ه واشتدحلمه فاليعرض عليه

امراض الروحيه من الضالل والفسادوالعصيان فيدخ%ل بعصيانه النار فمعني فطم شيعه فاطمه عن الناركمال معرفتهم بمعرفتها وهذه المعرفه اليحصل االبروح

االيمان وكماله والروح الينشاء االمن نورالله وعرشه وفاطمه س في مبادي تلك االنوارو االرواح فلواغتذيت بروح االيمان كانك اغتذيت بلبن ام المومنين والمومنات

184

تشتد بتلك التغذيه روحك الي ان آن اوان فطامك فتنقطع بفطامك عن االفات والعاهات الروحيه التي تتبعهانارجهنم فسميت فاطمه بدليل اميتهاللمومنين والمومنات

ترضعهم بالعلم و الحكمه و تقويهم بروح االيمان الي اوان فطامهم .ثم اعلم كما قلنا انه يحصل المعرفه باولياءالله تعالي من ثالثه طرق اليحصل بهاالفطام

االبواحدمنها الطريق االولي ان تعرف بشه%%ره التاريخيه بين المسلمين كماتعرف غيره%%ا بتلك الشهره فتعرف زوجات رسول الله ص ومنهاعايشه وحفصه وام السلمه فكلهن مشهورات في تاريخ االسالم بانهن امهات المومنين وزوجات رسول الله ص

فم%%ن عرفهابتلك الشهره اليحصل بتلك المعرفه له كمال روحي اويقال اليغتذي بتلك المعرفه باالغذيه الروحانيه فاليشتدبتلك المعرفه روحه والتقوي عقله وحلمه الن%%%%%%%ه يعرف فاطمه كمايعرف عايشه وانهماسيان بنظره و لعل عايشه بنظره

افضل من فاطمه س النهااكثراشتهارا" واتباعا" في ظاهراالسالم . والطريق الثاني ان تعرفهابايات وروايات وردت في شانها سالم الله عليهافتقرء القرآن وتري

ان الله تعالي انزل في شانها سوره الكوثراو سوره القدر وصفهاتاره بالكوثروتاره بليله القدر و بليله مب%%%%%اركه ثم تري وتقرءماجائت ب%%%ه الروايات في شانهايقول

ابوها)س ( بان فاطمه بضعه مني وهي روحي اللتي بين جنبي ويقول من آذاهافقدآذاني ومن آذاني فقدآذي الله وروايات اخري عجيبه في شانهامن رسول الله

ص واالئمه المعصومين فاليحصل الفطام بمعرفه الحاصله من طرق الروايات ايضا النها علم يحصل للمومن وغيرالمومن من التعلم فالموم%%%ن يحفظ هذه االيات

والروايات ويعلم بذلك ان لفاطمه س شان عندالله وكذل%%%ك الفاسق والكافريقرآن ويحفظان تلك االيات والروايات فاليحصل بقرائه تل%%%ك الروايات فطام نفس وقوه

روح النهاقرائه المعرفه فكم من قارء اليعرف و م%%ن عارف اليقرء فاليعرف بحفظ االيات والروايات ماهي عليهامن الشان عندالل%%%%ه بل البدمن تغذيه الروح

وتزكيه النفس والتروي من الكوثر عين ماءالحيوه . والطريق الثالث حصول المعرفه بالتكامل الروحي والعلمي وااليماني فهي معرفه قلبي روحي وهدايه تكويني يحصل لالنسان بهدايه الله تعالي واذنه يحصل بالسلوك

الي الله تعالي وعرفانه كمايخبرعن شان تلك العلم والهدايه وانهابيده تعالي فقط يخاطب رسوله ويقول انك التهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء و ف%ي

موضع اخري يقول انك التسمع الموتي و التسمع الصم الدعاء اذا ولو مدبرين و يقول في آيه اخري ردا" علي االعراب الذين يظنون انهم آمنوابالله ورسوله يق%ول

قالت االعراب آمناقل لم تومنواولكن قولوااسلمناولمايدخل االيمان في قلوبهم فيخبرهم الله تعالي بان االيمان هدايه تكويني قلبي يدخل القلب باذن ال%ل%ه فااليمان امر بيدالله وااليمان روح ينشاءفي قلب االنسان اوينفخ فيه باذن الله يشتدبتلك الروح

فقه االنسان وعقله و قلبه فنفخ هذه الروح من قبل الله تعالي و ظهورهافي قلب المومن يكمل به المومن ويسلك به الي رضوان الله تعالي فم%ن حصل له

تلك المعرفه فانه يساوي اويوازي بمقدار روحانيته ون%%وران%ي%ت%%ه اولياءالله 185

يعرفهم بروح االيمان البالقرائه والقرآن اوبنقل االحاديث والروايات و حفظهاالنه اليعرف النوراالبالنور و اليعرف الهدايه التكوينيه والعلوم القلبيه االبهدايه تكويني يحصل

للمومن باذن الله فمن ظهرفي قلبه روح االيمان يعرف المومن وااليمان ومن هديه الله تعالي بالعلم والحكمه يعرف الهداه المهديين وحجج الله تعالي كماهم عليه

بمقدارمايساويهم ويوازيهم بتلك المع%%رف%ه فاالغذيه الروحانيه حصول تلك الهدايه والمعرفه في قلب االنسان باذن الله تعالي وارادته واليمكن الحد من البشر وان كان

من اولياءالله تعالي ايجاد تلك المعرفه والهدايه او نفخ روح االيمان في القلب اال باراده الله تعالي ولذلك يقول يخاطب نبيه انك التهدي من احببت ولكن الله يهدي من

يشاء فيحصل الفطام بتلك المعرفه والهدايه الن من يهتدي بنورااليمان بنفخ روح االيمان والتقوي كانه صب%%%ي يرتضع بلبان الحكمه من ام المومنين فكماان

الصبيان يرتضعون بلبن امهاتهم كذلك المومنون يرتضعون من حياض الكوثر و فاطمه سالم الله عليها هي الحوض الكوثر والكوثرالكبري اليساويهاو اليوازيهافي هذه المرتبه

احد من اولياءالله فعليك بتلك المعرفه تسلك به سبل ربك ذلالتخرج من فمك شراب العلم والحكمه تهتدي بهدايه الله فعلي ذلك انها)س (فاطم والمومنون

مفطومون عن معرفتهااي مجبولون بمعرفتهابنفخ روح االيمان فهي فاطم والناس مفطوم كماان االم المرضعه فاط%م بارضاعه و صبيه مفطوم بارضاعه عن رضاعه الن الفطام عن الرض%اع اليحص%%ل اال بالرضعات و هل رايت صبيا" يفطم بال ارضاع

اويبلغ او ان فطامه بغيرارضاع فال يحصل الفطام عن الرضعه االباالرضاع فيرضع الصبي ثم يفطم عن رضاعه كذلك فطام الناس عن المعارف اليحصل لهم اال

بالمعارف ولذلك جئي في تفسيرتسميتهاس بفاطمه يقول االمام ع سميت فاطمه الن الناس فطمواعن معرفتهافتاتي بكلمه الفطام متعديه بعن واليستعم%%%%%%%ل كلمه عن االفي مقام التجاوزبمعني خروج شي عن ش%%%%ي خروجا تكاملياكخروج الثمرات

عن الشجره وظهورالبلوغ عن الصباوه كذلك بل%وغ كل شي الي حدالكمال و ظهور دالئل الكمال عن النقائص فهذه الفطام يحصل للناس عن معرفه فاطمه س اي

اليحصل للناس كمال المعرفه اال بعد معرفه فاطمه س فمعرفتهاس اصل ينشاءمنه التكامل والفطام كماان الرضعات من االم اصل ينشاءمنه الفط%ام للصبيان كان

هذه الفطام ثمره ينشاءعن شجره االرضاع باالم كذلك ثمرات المعرفه فمعني الفطام عن معرفه فاطمه س ظهوركمال المعرفه بمعرفتها الولياءالله و ليس هذاالفطام

بمعني المنع ان يكون الناس ممنوعون عن معرفه فاطم%%%ه و هي من اولياءالله مع مااوجب الله تعالي علي كل بشرمعرفه اوليائه والناس مامورون بتحصيل المعرفه ال

انهم ممنوعون عن المعارف فمعني الفطام عن المعرفه حص%ول الكمال لالنسان بمعرفه فاطمه س كمايكون الفطام عن الرضعات حصول الكم%%%%ال بالرضعات

بلبن االمهات فاليحصل الحدكمال المعرفه االبمعرفه فاطمه س النها اليعرف بشهره تاريخيه كمثل الملوك وغيرهم وكذلك اليعرف بمقام مشهور بين الناس ان تكون

اماما"لهم اوقايده بهم كذلك التعرف بنص سماوي او حديث من اوليائه الله

186

كماتعرف مريم س بايات في القرآن يقول الله لهاان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك علي نساءالعالمين فليس في ظواهرالقرآن وكرائم االيات نصوص كذلك في شانهاس وان كان بواطن القرآن وكرائم االيات كلهافي شانهافهي س التعرف اال

بحصول الفطام عن المعرفه اي حصول الكمال بروح االيمان فكن مرتضعه بالبانهامستقي%%%%ا" بساقيها من حوضها مرتويا" بشربه من ماء واليتها مغتذيا" بثمره

من ثم%%%رات شجرتهاتفطم بذلك عن معرفتهاتكمل فتنقلب ثمره من ثمرات طوباهاو كلمه م%ن كلمات علمهاو حكمتها.

ومن اسماءالذي سميت بهاتدل علي ماهي عليهامن البهاء والكمال تسميتهابزهراء والزهراء فعالء من الزهر و منه الزهره صفه مشبهه مثل الصفراء و الحمراء و

البيضاء تحكي هذه الصفه عن كثره نورانيتها و شده طراوتهابجلواتهافي مجليهافه%%ي س مشكوه نورالسموات واالرض ينشاءمنها علم الله تعالي و حكمته و

فيضه و فياضيته علي العالمين وهي مبدءالعلم والحكمه ولذلك روي في تسميتها بهذه الكلمه بان المالئكه كانت في ظلمه فشكت الي ربهم الظلمه فرش الله تعالي

عليهم من نوره وقيل لهم بانهانور فاطمه س زهرت بهاالسموات واالرض والزهركلمه فيه النماء والنماءينباعن تكامل الشي ونمائه الي ان يزهر فتنفلق منه

االوراد كما تزهر الشجره بالورد و تزهر الورد بالثمرات فتدلنا هذه الكلمه بانهاس شجره تنفل%ق بالمالئكه والمالئكه كلهااوراق واوراد و اثمار نشات من شجره

وجودها النهاس من اولياءالله افضل من آدم بل هي ام االدم واالدميين عندالله تبارك وتعال%ي فتسجدلها المالئكه اجمعون وكل مايوحي الي ملك من المالئكه انمايوحي اليهم من شجره وجودها لما قلناانهافي قرالعرش والمالئكه حافين حول العرش

فايهما اقرب الي الله تعالي من هي في قرالعرش اومن يحف حول العرش فمن يكون ف%ي قرالعرش اقرب الي الله ممن يحف بالعرش وقلناانها)س (بيت الله

فالينشاءم%ن الله تعالي شي اال و ينزل في بيته و بيتها وجودها و يقول الله تعالي انا انزلناه في ليله القدرفليست هذه الليله من نوع الفضاء والهواء و الزمان

بمعناه المشهور بل هي ولي من اولياءالله جعل الله تعالي في وجودهاعلم القرآن وانشاهاعلي الوحي والتنزيل فنشات بها ازهار كمثل المالئكه و انهار كمثل العلماء و

الحكماء واثمار كمثل المومنين والمومنات فهي اصل شجره الواليه وام شجره التوحيد وهي شجره الطوبي في الجنه .

ولعلك تقول ان كانت سميت بالزهراء النها ت%زه%%ر بهاالمالئك%%%%ه و االنبياء و االولياءاي تعلو وتنبت بهافكيف تزهرالمالئكه وتنبت شجره المالئكه بانسان مثل

فاطمه س اوكيف تنبت شجره النبوه بام مثلهامع ان المالئكه اصول ثابته مجرده نوراني و هذه االصول ثابته في متن العالم اليزيدعليهاشي والينق%ص عنهاشي فالمالئكه كماتري يصفهم علي ع في بعض خطبه من كتاب نهج البالغه يقول مالهن اطوارا" من مالئكته منهم سجود اليركعون و ركوع الينتصبون و صافون اليتزايلون

187

الي آخرمايصفهم علي ع بانهم اطوار وانوارثابته اليزولون و اليتزايلون عماه%م عليه وليس بهم وفيهم تحول وتغيركمثل مافي عالم الملك من الجمادوالنب%%ات والحيوان

فاذالم يكن بهم وفيهم تحول وتغير اليمكن ان يقال انهم يزه%رون كماتزهر النباتات و االشجار و الزهره بمعني النماء مع الطراوه والتاللوء فيمكن ان يقال ان النباتات تزهربنورالشمس وان االشجاركذلك تزهربنورالشمس والحراره فكيف يمكن ان

يقال ان المالئكه كمثل جبرئيل وميكائيل وغيرهما تزه%ران و تنبتان بنورشمس الواليه والنبوه فهل يجوز ان يقال ان الثوابت والثابتات من المجردات تزهربنور

فاطمه س ولعل مثل هذه الجمالت والعبارات تخيالت وخياالت يوصف بهامن يوصف ويصف بهامن يصف .

قلنافي جوابك يجب عليك ان تنظرالي العالم باجمعهامتفكرا" متعمقا" ف%ي تحوالته وتغيراته و منشاته بم ولم يتحول مايتحول و يتغيرمايتغيرويعمل م%ا يعمل بم ولم

تطلع الشمس والقمر والنجوم والكواكب وبم ولم تنبت النبات%ات واالشجاركذلك بم ولم تنزل الوحي والتنزيل فان وجدت مالك مابه يتحرك ك%ل متحرك وج%%%دت مالك ماتنبت كل نبات وتزهركل زهره فاحسب عندنفسك وفي نفسك ان ملكامثل جبرئيل

مثال"نورمجردثابت اليزول واليزال في وضعه الوج%%%%%ودي والنوري اليظهربه اثر واليوجد به آثار كمثل الوحي وااللهام لم يكن هناك نبي او ولي ليوحي الله تعالي اليه بملك مثل جبرئيل فجبرئيل هناك في مالم يكن نبوه و الوحي والتنزيل كتاب نور في

وضعه الوجودي لكن اليعرف بانه امين الوحي والتنزيل وبانه جبرئيل ينزل بامرالله الي االنبياء و المرسلين فان الش%ي ال يمكن ان يوصف بوصف اويسمي باسم اال بظهور االث%ارمنه فاذالم يكن للشي اثرلم يكن له اسم و صفه فجبرئيل بنورانيته وتجرده الوجودي بذر غير نابت مفقود آثاره جميعا" واسمائه و اوصافه طراوكال"

بتبعيه فقدان االثار فهوكمثل البذر في الفلوات الينمو و الينبت و اليظهرمنه وبه اثرالي ان يبعث الله تبارك وتعالي نبيا" يريدالله ان يوحي اليه بالكتاب فهناك

يظهرمن عامل نوراني مج%رد باسم جبرئيل آثار يوصف بظهور تلك االثاربامين الوحي وروح القدس ويسمي باسم خاص مثل جبرئيل وبظهور هذه االثارتنبت وتزهر

شجره مثل شجره جبرئيل و غيره فكما ان جبرئيل يقف في مقامه البذريه و الوجوديه عن كل اثرو عمل فاليوصف باسم و الصفه كذلك كل العالم والعالمين

فالعالم باجمعها شجره تنبت وتزهر فتاره هي ثابته في مقامه البذريه الينموو التزهر و اليظهرمنه اثر و حركه فهي في هذاالحال والمقام كانه ليس بموجوداذ

اليظهرباثرحتي يوصف باسم وصفه فالعالم في هذه الحال ثابت في مقامه البذريه والوجوديه بالاثران لم يكن عدما" فهومث%%ل العدم حتي اذا اظهره الله تعالي

باثاره الوجوديه فاجبل جباله الشوام%خ و اترب ترابه واجري مائه واهوي هوائه ودور دوائره و كواكبه وشموسه واقماره حتي اظهرهاباثاره وخواصه فهناك يوصف

بالعالم والعالمين فانظرالي م%الك هذه الحركه وظهور االثاربمن ولمن يطلع الشمس والقمر و بمن و لمن ينبت النباتات فاذا لم يكن هناك انسان عارف كامل يكون

188

وجوده عله غائيه لظهورالعالم و العالمين فهل يجوزلله تعالي ان ينبت نباتا" اوشجرااو ينزل غيثا" ومطرا" وغيرذلك من االثارفاذن يكون لغوا و عبثا و تعالي ان

يلغوويعبث يخلقه الخاليق فوجوداالنسان الكامل و السيماام مثل فاطمه س هي التي يزهربه مازهر ويعلو به ما علي و رفع به مارفع فكماانه لولم يكن نبي ونبوه

اليظهرملك باسم جبرئيل كذلك لولم يكن ام واصل هي في وجودهابيت الله فيماينزل فيه و يصعد عنه ل%م يكن ليعمل عامل اويتحرك متحرك اويزهرنابت في العالم

والعالمين فالمالئك كلهاكمثل البذور واالشجار في وجودهم ثابت غيرمتحرك الي ان وجدانسان كامل يسجدله المالئكه اجمعون ويدور به الدائرات ويدحوبه المدحوات

ويتحرك ب%ه المتحركات وتزهربه المالئك اجمعون فهي الزهراءحقيقه زهرت ونمت بوجوده%%ا العالم والعالمون والمالئك اجمعون فتفكرفي ذلك عميقا" ارشدك الي ما

فيه الرشاد. ومن اسمائهاس التي تكون مجلي تجلي%هاوجلواتهاالمباركه يقول الله تعالي في كتابه

اناانزلناه في ليله مباركه والمباركه اسم مكان اي مكان نزول البركات اوزمان نزول البركات ويمكن ان يكون اسم مفعول من بارك يبارك مبارك مبارك ومباركه وهي شي او شخص بورك فيه وانزل فيه البركات من قبل الله تبارك وتعالي فهي

كماانهابيت ينزل فيه ماينزل من قبل الله تعالي ويصدرمنه مايفيض الله تعالي به علي العالمين فهي مباركه في وجودهاوفيماانهابيت الله تعالي وساي%%%ر اولياءالله اهل هذاالبيت والمبارك اوالمباركه اسم لميدان يبرك فيه االبال فانك تدري ان البعيرواالبل

مراكب للناس يحمل%ن االرزاق والبركات من بلدالي بلدفاذانزلواقريه اوبلدا" باحمالهم واثقالهم ينزل بهافي هذه القري%%%ه ارزاق الله وبركاته فالميدان الذي يبرك فيه االبال

يضعون احمالهم واثقالهم مباركه لن%زول البركات فيه ثم هذاالميدان مبدءلمايصدرمن هذه القريه من االرزاق باالبل اوالحمير فكانهاس في سعه وجودها

و كثره معرفتها وشده ايمانها بالله العظيم وقرب اتصالهابعلم الله وارادته ومشيته ميدان نزول البركات من قبل الله تعالي و صدورالبركات منهاالي الخاليق اجمعين فلوجعلناهااوال" عندالله تعالي مستنبطا اوليتهامن االخباروالروايات مماجعلوهااصال" وام%%ا"و وصفوهابامومه االئمه فهي سالم الله عليهااول ماينزل اليهاماينزل من قبل الله تعالي ويصدرمنهامايصدرالي العالمين فان الناس بايمانهم واعمالهم و اخالصهم

متسابقون الي ربهم كمايقول تعالي وسابقواالي مغفره من ربك%%%م فم%%%ن سب%%%%ق الي%%%%ه تع%%%ال%%%%ي ف%%%%ي ه%%ذه المسابقه تكون اوال"ويجب علي الله تعالي

ان يخبرالناس بهذه المسابقه يعرف االول او االخر و غيرها ممايلحقهابعدهافالالحق باالول وان يكون كمثل االول في درجته و مكانته و مقامه االان االوليه محفوظه

بالمسابقه فلو رايناالناس في سبقهم الي ربهم ونظرنا الي ماروي عن الله تعالي او عن االئمه ع في بيان هذه المسابقه رايناه%ااوال" و سابقا" وذكرت حديثا" من سفينة البحاربانهااول وافده علي الله تبارك وتعالي الجنه فجعلهاالله تعالي في مسابقتها هذا وانقطاعهاعن الخلق الي الله تعال%ي اوال" و مبدء و بارك فيهامايريد ان يبارك

189

بهاعلي العالمين فهي مباركه ف%%%ي وجودهاو شانهابارك الله فيها و اوالدها و فسر بهافي لسان االئمه االيه الشريفه يقول الله تعالي اناانزلناه في ليله مباركه

اناكنامنذرين فهي الليله المباركه لماقلنافي ماسبق بان الزمان في زمانيتها شي ء اليس%ع الله تبارك وتعال%ي و كذلك المكان في مكانيتهاايضا" شي ء اليس%ع اراده الله و مشيته كماقي%%%%%ل ماثورا عن االئمه ص يقول الله تعالي اليسعني ارضي و السمائي و

لكن يسعني قلب عبدي المومن فالينزل القرآن في الزمان والمكان وانماينزل علي االنسان فالليله المباركه ليست بمعني الزمان بل هي انسان تقوم بهاالزمان

وينزل فيه القرآن وه%ذه االيه في سوره الدخان كمثل االيه في سوره القدر يقول الله تعالي اناانزلناه في ليله القدر و القدر بمعني التقديرات فيه يدلناهذه االيات علي

انه اليقدر الحد شي ء من خيراو شر او فقر او غناء االو ينزل في وجودهاس كل هذه التقديرات التي يبارك الله بهاعلي العالمين فهي مباركه حقيقه وهي ايضا" في

وجودها قريه مباركه حيث يقول الله تعالي و جعلنابينهم و بين القري التي باركنافيها قري ظاهره فالقري المباركه في هذه االيه االئمه المعصومون ع بارك الله فيهم و بهم علي العالمين وهي س ام لهذه القري واالم اصل لماقيل بان لها امومه االئمه فالتنكراصالتها واوليتها ومبدئيتهافي الخيرات والبركات باذن الله تعالي فهي قريه

مباركه اوليل%%ه مباركه او فاطمه مباركه تكون مبدء"و منبتا" و معدنا لهذه البركات كلهاف%%ي الدنياواالخره فاالئمة قري مباركة و هي ام القري .

ومن القابهاالتي تكون مجلي لتجليه%اكلمه الصديقه وانهاس صديقه فكلم%%%ه الصديقه اخذت من الصدق مبالغه كمثل الشرير والنحرير و غيرهاوالصدق تاره

تات%%ي بمعني االخبارعن حادثه مطابقه للواقع كماتخبرعن شي ء صدقاو يكون اخبارك مطابق للواقع كمااخبرت تقول زيدقائم و هو قائم اوقاعد و هوكذلك قائم او قاعد و

تاره تكون بمعني االخبارعن الواقعيات كماهي تكون موجودا" في زمان االخب%%%اراو سيوجدفي مستقبل الزمان فمن اخبرعماكان كماكان اوعمايكون كمايكون اوعما

هوكائن كماهوكائن فهو صادق صديق تاتي الصفه لهامن كلمه الصدق بصوره المبالغه ليدل علي انهايخبرصدقافي جميع اخباراته اليشوبهاكذب ابدا" وتاره يات%ي كلمه

الصديقه بمعني التصديق لما يخبرالمخبرون فرجل يخبرعن واق%%%%%%%%ع ورجل اخري يصدقه في اخباره ويقول له صدقت فالمخبر كثيره الصدق في اخباره

والمستخبركثيره التصديق فكماان الذي يخبرعن الحقايق بالزياده و نقصان صادق صديق في اخباره فالذي يصدق الصادق في اخباره الصدق ايضا مصدق صديقه

ففاطمه س صديقه في اخباره عن الحقايق النهاس تعلم وتعرف كل شي ء كما هي و تخبر عن الحقايق كماهي بالزياده ونقصان والمبالغه وافراط او تفريط في اخباره كماانهاس يصف نفسهابانهاصادقه في اخبارهافي خطبه خطبهافي

المسجديقول انافاطمه الاقول مااقول شططا و الاقول االحقا" ثم يخاطب الناس بماخاطبهم فهي س من حيث انها تري و تعرف الحقايق فيمامضي وفيماياتي كماهي واقعيتها و حقيقتها فتخبر عنها علي حذاء علمها و عرفانهاصديقه صادقه في اخبارها

190

النهاس كماروي في شانه%%ا عالمه بماكان ومايكون وماهوكائن وما لم تكن ان لوكان كيف يكون فالتخب%ر عماتخبرجهال" ونسيانا" ومتشابها" عليهابل تخبر عماتخبركماهي

في حقيقتها و واقعيتها. ثم هي س صديقه مصدق%ه مااخبرهاالله تعالي في كتابه بلسان نبيه او في علمها و

حكمتها بلسان ربوبيته فانهاس من حيث ان الله تعالي انزل القرآن في ليله القدر ويقول اناانزلناه في ليله القدر عالمه بعلم الله و حقايق القرآن كالطرا كانهاس

نشئات ونمت بعلم القرآن كماهي شان االنزال من باب االفعال لما قلنا بان الفعل اذااتي بهامن باب االفعال تخبرعن تعديه الفعل علي المفعول بعامل داخلي باطني او

كماقيل بحركه جوهري فاذا قلت اورق الله تعالي الشجره تخبر عن نماءالشجره و انباتهابعامل داخلي واذا قلت ورق الله تعالي الشجره اخبرت عن اسقاط االوراد

بعامل خارجي فاذا قلت نزل الله تعالي القرآن علي احد تخبر عن وقوع علم القرآن عليه بعامل خارجي واذا قلت انزل الله تعالي القرآن في احد اخبرت بظهور علم

القرآن في باطنها برشدها و نماها بعلم القرآن بعامل داخلي جوهري فليله القدرفاطمه س انزل الله فيهاالقرآن يعني بذلك انبتهاالله تعالي وانماها و ازكيها و ارشدها و رباها بعلم القرآن و حقايقه كانهاشجره نمت ورب%%ت وانبتت واثمرت

بحقايق القرآن ثم انهاس من حيث آنهاتسمع القرآن بلسان ابيها كمايسمعها غيرها من االئمه مصدقه ماجاء به ابوهامحمدص صدق نبي الله فيمااخبر عن الله تعالي

بلسان القرآن او بغيره و اليشك فيما اخبرها رسول الله طرفه عين ابدا" فهي صديقه مصدقه مااخبرهاالله تعالي بلسان نبيه فانا نري ربن%%%ا تبارك وتعالي يصف

مريم بهذالكلمه حين مااخبرهابانها ستلد غالما و لم يمسسها بشر و سيكون هذاالغالم نبيا رسوال" يكلم الناس في المهد و كهال فاخبره الله تعالي عن غالم بالاب قبل ان يكون لها زوجا" و قبل ان تتزوج باحدمن الناس فكل م%ا اخبرهاالله تعالي

اخبارغير معتاده لم يكن لهاسابقه في البشريه فاخبرها آنها ستلد غالما" بالبعل وسيكون هذاالغالم نبيايكلم الناس في المهد فصدقت هذه االخبارات كلها و سلمت نفسهالربهافيماقدرالله لهامع ان ماقدرالله تعال%ي لهاثقيل عظيم التحتملها عقول

الرجال فضال" عن عقول النساءفصدقت بكلمات ربها وكذلك فاطمه س صدقت بكلمات ربها فيمااخبرهارسول الله مايجري علي ولده%%ا من االمه فاخبرهاعن

قتل الحسن والحسين وماجري عليهما و علي ولدهمافي ي%%وم عاشوراالي قيام القائم اخيرت س بكل هذه الحوادث فصدقت بكلمات الله صدق%ت علي ماعلمت

واتقنت فهي س صديقه بكمال الصدق والتصديق . ومن القابهاانهاطاهره مطهره علي طبق ماانزل الله تعالي في شانها و ش%%%ان

ولدها في آيه ا لتطهيرانمايريدالله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا فمن القابها الطاهره المطهره فالطاهره صفه مشبهه وان جري علي

وزن اسم الفاعل الن الصفات المشبهه مايخبرك عن الطبايع التي خلقهاالله تعالي و

191

جبل االنسان علي هذه الصفه واليكون بيداالنسان كسايرالصفات فمن ضرب و قتل يوصف بان%%ه ضارب و قاتل و هوالذي اوجد لنفسه هذه الصفات كذلك من ضحك

وبكي يوصف بانه باك وضاحك وهوالذي اوجد لنفسه هذه الصفه وان نشات من حال بعامل مزاجي و طبيعي فمثل هذه الصفات غيرمشبهه يظهرلالنسان بعمله وارادته و

هناك صف%ات اخري يظهرفي طبيعه االنسان و ذاته و خلقته باراده الله فقط كالحسن والجمال والشرف والشجاعه فمن كان حسنا جميال يعلم بان الله تعالي

خلقه حسناجمي%%ال فالله تعالي هوالذي اوجد تلك الصفات في االنسان ولم يكن باراده االنس%ان وال بعلمه فمثل هذه الصفات التي يوجدالله في وجود االنسان يسمي

صفاتا" مشبهه و لها اوزان مخصوصه ذكر في علم الصرف ياتي غالبا" علي وزن غيروزن اسم الفاعل فالطاهره وان كان علي وزن اسم الفاعل ولم تكن علي

اوزان صفه المشبهه اال انهاايضا" كالصفات المشبهه يخبرعن طهاره ظهر في االنسان باراده الله تعالي كالحسن والجمال ولعل هذه الصفات ياتي غالبا" علي

وزن اسم الفاعل الن مقدمات الطهاره بيد االنسان وان لم يكن الطهاره الذاتي بيده بخالف الحسن والجم%%ال النهاك لها بيدالله من البدو الي الختم وانمايعمل االنسان

علي طبيعته ان ك%%ان جميالشجاعا" بخالف الطهاره ينجس االنسان في بدنه ولباسه فيطهره فيحصل ل%%ه الطهاره او ينجس االنسان في نفسه وارادته بالحدث والخبث

فيرفع عن نفس%%ه هذين الخبثين بالغسل والوضوء او بترك الذنوب و العصيان فيحصل له طه%%اره بدنيه اونفسانيه . فلماكان بعض مقدمات الطهاره بيداالنسان وان

االنسان يقدران يطهربدن%%%ه او لباسه اونفسه ببعض الطهارات جئي بكلمه الطهاره علي وزن اسم الفاعل فوصف به االنسان وان كان طاهرا" في ذاته وطبيعته . فاللطهاره ثالثه مراحل المرحله االولي ظهورالطهاره في البدن واللباس يق%%در

االنسان بهذه الطهاره ان يصلي اويدخل المساجد والمشاهدالشريفه يحصل ه%ذه الطهاره لالنسان بدفع النجاسات والقاذورات عن بدنه ولباسه .

والمرحله الثانيه الطهاره في النفس وهوطهاره يحصل له بالغسل وال%%وض%%وء وقبالهانجاسه يحصل له بالحدث والخبث كمثل من اجنب نفسه اواخبث نفس%%ه بدفع المدفوعات النجسه عن بدنه فيحصل له في نفسه بالحدث االصغراواالكبر

دناسه روحي نفساني اليرفع هذه الدناسه اال بالغسل و الوضوء فاذااغتسل او توضوء حصل له طهاره نفساني روحاني يجوزله بهذه الطهاره ان يقوم للصاله وساير

العبادات . والمرحله الثالثه الطهاره الذاتي والروحي قبال مايظهرلالنسان خباث%ه و رجاسه نفساني يوصف بظهور تلك الدناسه رجسا" نجسا" وهذا كمثل نجاسه الكفر والعصيان والشرك والنفاق فالكافرالعاصي اوالمنافق المشرك يظهرفي وجودهما و ذاتها رجاسه نفساني يكونون بتلك الرجاسه كافرا" نجسا" و هذه الرجاسه يحصل

بالكفر و العصيان فمن عصي ربه بالكذب و الخيانه و الخمر و الميسر و سايرالمعاصي جعل نفسه رجسا"نجسا" خبيثا" اليحصل له طهاره نفساني اال

بالتوبه وت%%%رك الذنوب و العصيان .192

وهناك طهاره اخري اكمل الطهارات يحصل لالنسان باراده الله تعالي بتفوي%ض االمراليه فمن طرح نفسه بين يدي الله تعالي وانقطع عن الخلق متبتال"الي%ه تعالي

سائال" عنه الطهاره من االرجاس واالدن%اس والجهل والنسيان وكل مايخالف العصمه الذاتيه والطهاره النفسيه يطهره الله تعالي عن االرجاس واالدن%%اس والدنائه

والسفاهه والجهل والنسيان وكل نقص من النقائص يطهره الله تعالي تطهيراو يزكيه تزكيه خاصه يكون بذلك التطهير من اولياء الله تعالي و عبادالله المتقين ويحصل له

بتلك التطهيرات لقاءربه فيواجه الله تعالي بنفسه الطاهره و عقله الزاكيه الزكيه فيحصل لالنسان في هذه الحاالت و التحوالت طهاره نفسانيه روحانيه اليمكن له بعد

ان ينجس نفسه او يرجع الي الرجاسه والدنائه بارتكاب الذنب والعصيان فهوفي هذه الحاله معصومه مطهره بتطهيرالله تعالي البتطهيره نفسه و هذه الطهاره من

خيرالطهارات اليمكن لالنسان الطاهر في هذاالمقام ان ينقلب عاصيا" مذنبااوجاهال" سفيهافيمابعد.

ففاطمه س طاهره بتطهيرالله تعالي الانهاطاهره بتطهيرها بدنهاو لباسهام%%ن النجساسات او بتطهيرهانفسهامن الحدث والخبث لتكون كسايرالعابدين المتعبدين و البتطهيرهانفسهابترك الذنوب والعصيان لتكون كسايرالزاهدين المتعبدين بل هي س

طاهره بتطهيرالله و بتفويض الطهاره اليه تعالي فهي طاهره عن الجه%ل و السفاهه و عن الرجاسه و الدناسه و الخباثه كلها اليشوبهاشي ء يخالف راي ربهاتبارك وتعالي فهي معصومه بكل العصمه طاهره مطهره بكل التطهيرات انزل الله تعالي في شانها و شان ولدها انمايريدالله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهرك%%م تطهيرا فتري

ربهاتبارك وتعالي ينسب تطهيرهاالي ارادته و مشيته كذالك تطهير بعلها و ابيها و بنيها و يقول بان الله تعالي هوالذي طهرهم و الينسب اليهم التطهير

فغيرهم من المتقين والعابدين والزاهدين يطهرون انفسهم بترك الذنوب و العصيان و لكنهم س طهرهم الله و ما ابعد و اكثرالفرق بين هذين التطهيرين احدهايحصل باراده االنسان وعمله واالخري يحصل باراده الله تعالي وتطهيره فهم س مطهرون بتطهير الله البتطهيرهم انفسهم و غيرهم مطهرون بتطهيرهم انفسهم البتطهير الله تعالي

فهي س في نهايه الطهر و الطهاره اليشوبهاريب والرين ابدا". فالبدن واللباس ينجس بالنجاسات و يطهر بالتطهيركذلك نفس االنسان ايض%%ا" كانها ينجس بالحدث االصغر و االكبر و يطهربالغسل والوضوء تقربا الي الله ولول%%م يكن النفس تنجس

بالحدث لم يامرهاالله تعالي بالتطهير فهوتعالي يق%ول ان جاء احدمن كم من الغائط او المستم النساء فلم تجدوا مائا" فتيممواصعيدا"طيبا اويقول ان كنتم جنبا فاطهروا ثم هناك تطهير اخري للنفس من الرذائل والدنائه يقول الله تعالي ونفس و ماسويها فالهما فجورها و تقويها قد افلح من زكيهافينجس النفس بالذنب والعصيان فالكاذب

رجس والخائن رجس والكافر و المشرك رجسان يقول الله تعالي انماالمشركون نجس و يقول انما الخمر و المسيرو االنصاب و االزالم رجس من عمل الشيطان

فهذه االعمال هي الفجورالتي الهم الله تعالي نفس االنسان و علمهابانها فجور تنج%س 193

النفس بها و ترك هذه الفجورتطهير و تزكيه للنفس فم%%ن ترك الفجور و المعاصي و عمل الصالحات فقد زكي نفسه و طهره هذه الطه%%%ارات و التزكيه تاره يظهر

باراده االنسان و هو المومن الذي يترك المعاصي ويعمل صالحا" بعدااليمان بالله و االخره و تاره يظهر بالتفويض ان المومن يفوض امره الي الله مخلصا" له طارحا"

نفسه بين يدي الله يسئل الله تعالي ان يزكيه ويطهره من الدنائت والرذائل فيطهره الله تعالي فالمرئه تاره تحيض فتطهر نفسه و ت%اره يطهرهاالله تعالي فالتحيض والتجنب و فاطمه س ممن التطمث والتحيض و التجن%ب و التحدث

حدثاتحتاج الي الغسل والتطهير بالماءان الله تعالي طهرها من هذه الحوادث كلهافالتذنب و التهم بالذنب و التعصي و التنوي العصيان ان تطهرنفسه بعد ذلك

بالتوبه و االستغفار فكماان الله تعالي طهرهامن الطمث والحيض والجنابه فاليحتاج الي غسل تنام و تلد في بيوت الله تعالي كذلك التذنب والتعصي فتطهرنفسه بالتوبه

و االستغفارفهي في ذاتها طاهره مطهره وقد رايت في حديث سداالبواب ان الل%ه تعالي امر رسوله ص ان يامرالناس يسد ابوابه%%م المفتوحه من المساجد االب%%اب

علي وفاطمه والحسن والحسين ونهي الناس ان يكونوا ويسكنوا في المسجد االعليا وفاطمه فقال ان الله امرني ان ابني له بيتاطاهرا" اليسكنه غيري و غيراخ%ي وابنيه

الي آخرماقال فهم س بيوت الله و السيمافاطمه س اليعرض عليهم نجاسه و الرجاسه والذنب مطهرون نقيات ثيابهموا تجري الصلوه عليهم اينما ذكروا فمثل

هذه التطهيراليحصل للمومن اال بعد تفويض كامل واخالص لله تعالي واليحصل ه%ذاالتفويض واالخالص اال ان يكون المومن في حاله لقاءالله .

ومن اسمائهاس الزكيه اخذت من التزكيه يقول الله تعالي قدافلح من زكيه%%ا فالزكيه صفه مشبهه من الزكوه و قلناان الصفات المشبهات يخبرعن صفه جبلي طبيعي يثبت و يظهر باراده الله تبارك وتعالي فان الصفات انماياتي لالنس%ان من طريق

االثار واالعمال و االثار واالعمال كلها ينشاء من مباديها باراده االنسان او باراده الله تعالي في خلقته فتاره يظهرالعمل و بعده الصفه باراده االنس%ان وعمله كماتقول

زيدضارب و قاتل و غيرذلك وتاره يبدءالصفه من حال يظهرف%%ي االنسان كما تقول زيد ضاحك و باك فان الضحك والبكاء ينشان من حال لم تكن باراده االنسان وان كان مقدمات لظهورالحاالت باراده االنسان و عمله فيظهرله من التعجب مثال" و

من الغم حاله ضحك او بكاء فيضحك و يبكي ثم يوصف بانه ضاحك باك وتاره يظهرالصفه لالنسان من طبيعته و خلقته لم يكن شي ء من ظهورهذه الصفات

واالعمال بيده كالحسن والجمال مثال" تقول فالن حسن جميل وفالنه حسنه جميله فالحس%ن والجمال كلهابيدالله تعالي فانه تعالي هوالذي حسن الحسن واجمل

الجميل ويقال لمثل هذه الصفات الصفه المشبهه يشبهه هذه الصفات اسم الفاعل و اليكون مثلها الن اسماء الفاعل كالضارب والقاتل ينشاء باراده االنسان وهذه ينشاء بفعل الله تعالي والزكيه من الصفات المشبهات فرجل زاك وامرته زاكيه فهمااللذان

يزكيان انفسهابارادتهما و عقلهماثم هناك رجل زكي وامرئه زكيه و همااللذان 194

زكاهماالله تبارك وتعالي بارادته وحكمته كانهاشجرتان زكتا و نمتا باراده الله ففاطمه س زكيه زكت ونمت بتزكيه الله تعالي وانمائه وابنائه كمايقول في آيه

التطهيراذهب عنكم الرجس اهل البيت وطهركم تطهيرا" والتزكيه بمعني النماء يظهر ب%%%الطهاره وكل زاك طاهره وليس كل طاهره زاك الن الطه%%اره بمعني رفع

النجاسات ودفعها فقط اليدل علي ان الطاهرنمت وانبتت والتزكي%%ه بمعني دفع النجاسات و رفعها توامه بالنماء و التربيه كمثل نماء النب%%%اتات واالشجار فان الحبه في التراب لعلهاتنجس بالقاذورات فيها و كذلك الشجره فكما ان االنسان في بدنه

ولباسه ينجس بالقاذورات والنجاسات كذلك الحبه والنواه في القاذورات في التراب تنجس بها ولكن الله تعالي ينبت الحبه و يفلقهاورقه خضراءاو ورده حمراء

صفراءلطيفه رايعه زاهره اوثمره يانعه حلوه فال%ل%ه تعالي يدفع عن الحبه اوالنواه التراب ومافيهامن القاذورات فيطهرهابدفعه هذا تلك الموادالمضره ثم ينمو و

ينبتهابجذب الموادالنافعه في التراب اوبجعل الموادالمضره النجسه طاهرا" مطهرا" ثم جذبها اليهاان يخرجهاشجره خضراء و ثمره يانعه لطيفه حلوه فمثل

هذه التطهيرالتي لالشجار والنباتات يسم%%%ي تزكيه فاالشجار تزكو و تنمو باراده الله تعالي البنفسها و عملها كذلك االنس%%%%ان فاالنسان في العالم وفي الحيوه في بني نوعه كالحبه والنواه يطرح بي%%%%ن القاذورات والنجاسات من بني نوعه او باعماله واخالقه فتاره يطهرنفسه من تلك االعمال الخبيثه التي وقعت فيها في الحيوه من

بني نوعه كالمومن يق%ع بين الكافرين والعاصين فيخرج نفسه ان يتلوث باعمال هوالء و اخالقهم فيخ%رج فرارا" عنهم هاجرا" الي ربه من اعمال السيئه يحصل له

الطهاره في اخالقه و اعماله وتاره يخرجه الله تعالي عن هوالءمن بني نوعه و اعمالهم فيطهره الله تعالي من كل رجس ودنس و قذاره وكثافه ينموبه ويذهب

عنه الرجس ويطه%%%ره تطهيرا فيعلمه و يربيه الي ان بلغ به اعلي درجات المقربين فمثل هذه التربيه والتطهيريسمي تزكيه و المزكي بهذه التزكيه يوصف بانه زكيه

ففاطمه س شجره طيبه انبتهاالله وانماها و رفع بها اعلي درجات المقربين الي ان جعلهابيت%ا له تعالي و اقرها في قرار عرشه كمارايت في الروايه بان فاطمه س في

قرالع%رش الينشاء باراده الله و مشيته شي ء اال و هي س اول من يدرك تلك االرادات والمشيئات الن كل ماينزل من الله تعالي انماينزل في ليله القدرا و ليله مباركه و

ه%%ي ليله القدر و الليله المباركه و بيت الوحي و ساير الناس من اولياء الله وانبيائه اهل هذا البيت .

ومن اسمائهاالراضيه المرضيه وهذان االسمان ايضا" من المجليات التي تجلت س بها في العالم والراضيه المرضيه اسم الفاعل والمفعول من الرضي والرض%وان الناقص الواوي من باب علم يعلم رضي يرضي راضيه مرضيه كانتا في االصل راضوه و مرضوه و الرضاو الرضوان حاله يكون الشي ء عند الطالب مرضيا"

مرغوبامطلوبا"بمافيه من الخواص والكماالت التي يطلبه الطالب من المطلوب فلو عطشت مثال او جعت فوجدت مائا باردا" التذذت بشربها و برودتها فرفع بها عنك

195

الظما والعطش مع ما نلت بشربهامن اللذه وجدت بهاالحي%وه او وجدت غذائا" لذيذا" مقوياكامال" فاكلته%ا و نلت بهاماكنت تطلب من الماكوالت والمشروبات فغذائك و

شرابك هذا مرضيه لك و انت راض منهابما طلبت منها فانظر الي الله تبارك وتعالي و مايطلب بعلمه وحكمته من االنسان لم خلقه ولم رزقه ولم رباه و لم علمه و

ما الذي يطلب الله تعالي من االنسان و ماالذي يريده الله تعالي من االنسان فانه تعالي يطل%%%ب االنسان ان يكون عالما" قادرا" قاهرا" حكيما محيطا بما خلقه الله

تب%ارك و تعالي في العالم يريد الله تعالي بخلق االنسان وتربيته ان ينال مقاما" في العلم والحكمه يكون بنيله هذا المقام من خلفاءالله حيث يقول اني جاع%ل في

االرض خليفه فاذا نال االنسان مقاما" من العلم والحكمه يكون فيه خليفه لله تعالي في مايستخلف عنه تعالي يهدي و يعلم عباد الله كما يريد الله تعالي يدبر امورهم كما يريد الله يرزقهم ويعيش بهم كمايريدالله بحيث اليري الل%ه تعالي في اطاعه

هذا االنسان و عبوديته نقصا من قصور او تقصير بل هو كما يريدالله تعالي منه و يطلبه كماتري مولنا اميرالمومنين يقول في بعض دعواته اللهم انت كما احب

فاجعلني كما تحب يسئل الله تعالي ان يرفع عن وجود عبده عل%ي ع كل نقص و جهل و قصور و تقصير و يجعله انسانا" كما يحب الله تعالي و يطلبه عالما" كمايحب الله

تعالي ان يكون عالما" قادرا" حكيما شجاعا"كمايريد الله تعالي موحدا" متوحدا" منفيا عنه الشرك و العصيان بتمام دركاتها كما يقول لم يشرك بالله طرفه عين فيكون هذا االنسان مطلوبا" لله تعالي كماهويطلبه يجدالله تعالي في وجود هذا االنسان ما يريد من عبد مومن كامل فهذا االنسان مرضيه لل%ه تعالي رضي الله

تعالي عنه بما وجده كمايريده و هذااالنسان ايضا بعل%%م%ه و حكمته ونباهته و زكاوته و فطرته و طبيعته و خليقته و تربيته يجد في ربه تعالي ما يطلب و يرضي كما يقول علي ع اللهم انت كمااحب يعني بذلك ان ربي يكون لي كما احب ان اكون له جالل

و عظمه كمااحب و علم و حكم%ه و قدره كما احب ان يك%%ون قادرا" قاهرا" فيقول علي ع ان ربي في ربوبيته و مولويته كما احب ان يكون ربا" موال الاري في وجود

ربي نقصامن قصور او تقصير فربي تعالي كما احب ان يكون ربا" فتري عليا"ع يرضي ربه بالربوبيته مفتخرا بعبوديته لربه تعالي يقول في بعض دعواته كفي بي فخرا" ان اكون لك عبدا و كفي بي عزا" ان تكون لي ربا فيجد لنفسه في اطاعه

ربه فوق مايفتخر به المفتخرون و يتعزز به المتعززون فعلي ع راض لربه تعالي يطلب و يجد ربه كمايريد و يرضي وهو كذلك مرضي لله تعالي يجد الله تعالي في%ه

مايج%%%%ب ان يجد و يطلبه كمايريد ان يطلبه فالله تعالي راض عنه و هو مرضي عندالله تعالي فهذان الصفتان الراضيه والمرضيه صفت%ان و صفت بهافاطمه س وهي راضيه رضيت عن ربها النها وجدت ربهابعلمها وحكمتها كما تحب ان يكون

لهاربا" و طلبت من ربه%%%%%%%%%اتعالي و وجدت بهامايك%%ون مطلوبا" لهاس فيماتطلبهافهي راضيه عن ربهارضا" عن علم و حكمه و معرف%%ه كامله شامله ولعل

غيره يرضي ربه ويكون رضاه رضا عن جهل و قله معرفه كمثل انسان جعله الله

196

تعالي في سعه من المال و الثروه فرضي عن ربه بما وسع الله له فهو يرضي ربه بمااعطاه من المال والثروه ولو قدر الله عليه رزقه و قدر له الفقر يشكو عن ربه و

اليرضي عنه تعالي فرضاه رضايه عن جهل و قصور و ليست فاطمه س كذلك ان ترضي عن ربه بجهل و قصور بل هي ترضي عن ربه بحكمه شامله و معرفه كامله فتحب ربه وترضي عنه في الفقركماتحبه و ترضيه في الغناء و تري فق%را" قدرالله

لهاكغناء و ثروه قدرالله لهابكثره معرفته فهي راضيه عن الله تعالي بما قدر و قضي و كذلك مرضيه لله تعالي بما راي الله فيهامن كمال العلم و المعرفه والحكمه

كمايقول الله في كتابه يصف اوليائه يقول رضي الله عنهم و رضوا عنه فاوليائه بما رضوا عنه راضون و هم بمارضي الله عنهم مرضيون وفاطمه كذل%%ك راضيه عن الله

بكمال العلم والحكمه ومرضيه لله ايضا بما فيها و في وجودهامن العلم والحكمه فلذلك وصفت وسميت بالراضيه المرضيه .

ومن القابهاالبتول اخ%ذت من التبتل الي الله تعالي و االنقطاع اليه عن غيره يقول الله تعالي في كتابه يخاطب نبيه في سوره المزمل و تبتل اليه تبتيال يعني

انقطع بنفسك عن الناس ان تجعلهم موثرا" لحياتك في جهتي الخير والشر فتتوجه اليهم طالبا" منهم دفع الشراو جلب الخير و اعلم ان الموثر الواقعي بكل اثر من

االثار هوالله فقط امايعمل بعوامل الطبيعي كمايعمل بالغيث و المط%%%%رو النباتات و االشجار و امايعمل بعوامل االنساني كمايعمل لالبناء بابائهم و لالباء بابنائهم و

بانسان يعمل النسان اخري اويعمل علي انسان اخري فاالنسان وان كان لبني نوعه عامل خيراو شر اال انه يعمل بمشيه الله فاليقتل انسان انسانا" وال يضربه و يشتمه كذلك اال بمشيه الله و اليعمل انسان لبني نوعه خيرا" وش%را اال بمشيه الله و ارادته فان عمل شرالبني نوعه فهو بمشيه الله و ان عمل خيرالبن%ي نوعه فهو بمشيه الله

وارادته فالموثرالحقيقي والعامل الواقعي في كل حادثه هوالله تعالي فيجب علي انسان يطلب خيرا" اويدفع شرا" ان ينقطع الي الله تعالي ويجعله بحيث يطلب به

الخيراو يدفع به الشر فيجب االنقطاع عن الخل%ق الي الله تعالي في طلب كل خير و دفع كل شر و هذا االنقطاع اليه ان كان توامه بالتضرع والدعاء يسمي تبتال و

يوصف االنسان في هذه الحاله بالمتبتل و المبالغه من البتل البتول و اليعرف من هذه اللغه استعماله بصوره الثالثي و لعل قل%%ه استعماله انماهي لقله وقوعه فانك

التجد من البشر احدا" انقطع بنفسه و ارادته في جميع مايحتاج اليه و يطلبه الي الله حتي يوصف بانه الباتل او البت%%ول او يقال فالن بتل الي ربه فهو باتل فلم يوجد من

هذه اللغه في ثالثيه فعل او اسم فاعل او مبالغه لقله وقوعه ال لعدم جواز استعماله فقله االستعمال م%%ن هذه اللغه انما نشات من قله الوقوع اذ اليوجد احد

انقطع عن الخلق ال%ي الله اال نادرا" و االنبياء و ان كانوا في طلب الخير و دفع الشرور منقطعين الي الله تعالي و لكن ليس انقطاعهم عن الخلق الي الخالق

بحيث يعرفوا و يوصفوا بكلمه البات%ل او البتول فاكمل االنبياء خاتمهم ص اذ يامره الله تعالي بالتبتل يقول و تبتل اليه تبتيال و لعله لم يوجد في العالم مصداق لبيان

197

حقيقه هذه اللغه اال فاطمه س فوصف بانهابتول النها كانت في جلب الخير و دفع الشر منقطعه عن الخلق الي الله كامال" كمال" بحيث آنهاكانت التطلب من ابيها او

بعلها شيئا و اليسئلهما شيئا" وان كان هذه السئوال جايزه شرعا" وعرفا"تطلب المرئه عن زوجها خيرا"او دفع شر و هكذا تطلب االبن او االبنه عن ابيه و امه جلب خيراو دفع شر و فاطمه س لم تكن تطلب من ابيه شيئااومن بعله وانماكانت تطلب

عن الله تعالي و تريهافي هجوم المصائب و المتاعب اليهابعدابيهابحيث غصب حقهاو ضربت الي ان سقط جنينهاالي ان قتلت و مات شهيدا فلم يلجاء الي احد تدفع به

شرا او تجلب به خيرا و كان اقرب الن%اس اليهابعلهاعلي ع وهو في قدره و شجاعه معروفه لم ير مثلهافي العالمين فل%%م تسئله و لم تامره ان يدفع عنه الشرور و

المصائب و ياخذ حقهالماعلمت بانه مامور بالصبرفانقطعت الي ربه كامال" في دفع كل شرو جلب كل خير فهي س بتول بحقيقه معناهامتبتله متفرغه الي

ربهافيمااصابهامن الشرورواالفات فلم يوصف اح%د غيرهابهذه الكلمه والبتول مبالغه من لغه البتل اوالتبتل والبتول اكثرمعنا ومحتوي من التبتل فمن تبتل الي ربه كانه

تكلف االنقطاع الي ربه ومن بتل الي ربه انقطع الي ربه انقطاعا" علمياايمانيا بالتكلف والبتل والتبتل ف%%ي استعماالتهاكمثل علم وتعلم تقول فالن علم وفالن

تعلم فمن علم يكون اق%رب الي العلم واسهل لتناول العلم ممن تعلم فهي س في ايمانهاوانقطاعهاالي ربه%ا وتفويض امورهاالي ربهافريده وحيده لم ير مثلهافي حيوه البشرو لذلك سمي%ت بتوال" مبالغه بالتوجه الي ربه تعالي وهذاالذي قلنا في لغه البتل والبتول والتبتل انما هو شرح اللغه و تبينها و اليجوز لك ان تقول سميت فاطمه بتوال" وامر ابوهاص بالتبتل فتقول كانت فاطمه س اكثر انقطاعا" الي ربها عن ابيهاص وانهم نور واحد فما جاز لواحد منهم يجوز الخريهم ومن وصف منهم

بصفه خاصه يجوز الخريهم ان يوصف بهذه الصفه فيوصف السادس منهم بالصادق والسابع منهم بالكاظم و غيرهم بلغه و صفه اخري فاليكون هذه الصفات خاصه

انحصاريا" بحيث اليوص%%%ف غيرهم بهذه الصفه فكلهم صادق و كلهم باقر و كلهم تقي و نقي و غير ذلك ....

اصل پانزدهم

العلوم الكليه و الجزئيه

ومن القابهاواسمائهاالتي تتجلي بهاالمحدثه اسم المفعول من التحديث ويمكن ان يقال المحدثه بالكسرولكن المناسبه بشانهاان تكون بالفتح والمحدث%ه هي التي

198

يح%%%%%%دثهااحد غيره فمن حدثك بحديث واخبرك عن شي فهو محدث مخبر بالكسروانت محدث مخبربالفتح وهي من اعظم القابهاالتي اليوازيهاواليساويهالقب

غيره فالمحدثه هي التي يحدثهاالله تبارك وتعالي بمايحدث والحديث مايخبرعن الحادث واالخبارعن الحادث اوالحوادث من اعظم العلوم واشرفهاالتي

اليمكن الحدان يكتسبهاويتعلمهابل هي من علوم البد ان يخبرالعالم بهافان العلوم من حيث االكتساب علي اقسام .منهامايحصل لالنسان جزئا"فجزئا"من

طريق التعلم كمايتعلم النحو اوالصرف اوالمنطق والفلسفه جزئا" فجزئا"مرتبا"مبوبا"الي ان يحصل لك كلي%ات هذاالعلم ومبانيهاو قواعدهافتسلط

عليهاوتجعلهابارادتك واختيارك محيط%ابهاكماكانت قبل ذلك في طريق تعلمك مسلط محيطا" بك و عليك فهذاعلم يعلم ويضبط بالقواعد والكليات كماتعلم

قواعدالنحو و قواعدالصرف فتحيط باج%%زاء هذه القواعد علي اجزائها و جزئياتهافاليعرض عليك كلمه وعباره االوتعرف مبدئها ومنتهاهاوالعلم الثاني علم يحصل لك بالتجارب والتجربه كمايقول موالناعلي ع التجربه فوق العلم و هذاالعلم

يحصل بالممارسه و المعالجه والتعلم وهي العلوم الطبيعي اوالطبيعيات ينتج العالم بهاالصنايع واالختراعات وهذاكمثل علم الطب والداء والمعالجات يعلم الطبيب

اوال" االمراض و انواعها ثم يمارس كشف هذه االمراض في بدن االنسان اوخارج البدن كماكشفت االطباءبهذه الممارس%%ات كيفيه ظهوراالس%قام ومبادي

ظهورهامن العوامل والميكروبات واالنحراف%%%ات افراطا"او تفريطابالتغذيه او سايرالعلوم من كشف المعادن والمواد وخواصها فهذه العلوم يحصل بالتعلم والتجربه

و في النهايه يحصل لالنسان كليات م%ن العلوم الطبيعي كمايعلم الطبيب كيفيه نشاءالميكروبات و عوامل الم%%%%رض كلياتهافيكشف بهذه الكليات الجزئيات

في المرضي و هناك علوم اخري يحصل لالنسان بتعليم الله تعالي من طريق الروئيه والمكاشفه وهذ اكمثل علوم االنبياءيوحي اليهم او يريهم الله تعالي في نومهم

ويقظتهم بعض الحقايق فيريهم الله تعالي االحكام بالحكمه وهذا علم االنبياء يحصل لهم بتعليم الله تعالي بكيفته االرائه فيري المومن والنبي بارائه الله تعالي الحكم والحقايق في العالم كمايقول الله تعالي لرسوله فاحكم بما اريك الله و التكن

للخائنين خصيما فيريهم الله تعالي كيفته الحكم والحكمه يعرفون بتلك التعليم الكليات من الحقايق والدقائق يعرفون الناس ويعرفون كيفيه ظهورااليمان والكفر و درجات

االيمان و دركات الكفريعرفون كيفته قضاءالله و قدره يعلمون بان الله تعالي لم ق%%در الحدالفقر و كيف قدره و لم قدر وقضا الخري الغناء و الثروه و كيف قدره

وامث%%ال ذلك فهذاالعلوم ايضاحقايق كليه يعرف به القضاء والقدروكيفته خلق العالم و خلق االنسان فهذه االقسام الثالثه من العلوم كلهاعلوم كليه يعرف العالم بالكليات و قواعدالعلم المعلومات بحيث يعرف العالم بهذاالكليات الجزئيات ولكن اليقدران يطبق

او يطابق الكل او الجزء بمصاديقهاومباديهافي العال%%%م ليكون له كليات العلم وجزئياتها منطبقه بمصاديقهافي الخارج مثال"يعلم كيفية الكفرو االيمان والكافر و

199

المومن و اليعرف بتلك العلم مصاديق الكفروااليمان في الخارج ليعرف بانه كافرواخري بانه مومن اويعرف فالنا"بانه كافر و ستكون في المستقبل

مومنااويعرف مايحدث في العالم من االنسان اومايحدث لهم جزئا" فجزئا" من الله تعالي في االنسان مثال" اليعرف تعدادالثمرات التي ستثمره%االشجره من الكم

والكيف اليعرف بان هذه الشجره مثال" يثمرالف او الفين تفاحه كل واحدمنهاعلي كذامن اللون والطعم واللطافه و غيرها و هذاالعلم من اعظ%م العلوم التي اليحصيها

و اليعرفهااالالله تبارك وتعالي بحيث انكربعض العلماء ان يعرف الله ايضا"االجزاءوالجزئيات كمايعرف الكل والكليات فانكروا و ج%ود هذاالعلم لله تعالي من شده عظمتها و خفائهاو قالواان الله يعرف الجزئيات من طريق الكليات ولم

يعلموابان الله تعالي اعظم من كل شي وهوبكل شي علي%م وهذا علم يحص%ل لالنسان بالتحديث والمخابره البالكشف والتعلم فال يمكن الحد غيرالله تعالي ان

يراني فيعلم و يخبر عما اقوله او افعله غدااوبعد غد كيف اقوله وكيف افعله يصنع الصانع سيارته اوطيارته اوصناي%ع اخري مثلهاو اليقدران يعرف مايحدث بهذه

السياره والطياره حتي يخبربانها تفعل كذا غداوكذابعد غد و امثال ذلك من الحوادث فاالجزاء والجزئيات او الحوادث الجزييه اليكشف من الكليات من طريق العلم

بالكليات فاليكون احداعرف من االب واالم باوالدهم يولدونه ويربونه حتي يبلغوابه الحلم والعيش وكذلك اليك%ون احداعرف باخري من الصانع

بالنسبه الي مصنوعه فيربون اوالدهم واليدرون ان%ه مايفعل غدااو بعد غد و اليعلمون ماياتي عليه من الحوادث ومايصدرعنه فاليكش%ف الجزئيات بالكليات فلوعرفت كل

شي كماهي اوعرفت انسانا" في خلقته و تربيته كماهي اوعرفت خلق العالم وشاهدتهافي خلقتهاكماهي بحيث يمكنك ان تخل%%ق خلقامثل هذاالخلق مع ذلك

اليمكن لك ان تخبرعنها مايعرض عليهاو مايصدر منها من الحوادث واليكون احداعرف بشي واعلم به من الصانع بمصنوعه وقلنالك بان الصانع يصنع ويخلق

مصنوعه واليقدران يخبرعن الحوادث التي ياتيه و يخرج عنه هذا علم مخصوص لله تبارك وتعالي هوالذي يحصي كل شي عددا" كمايقول ف%%%ي كتابه يخبرعن خلقه لقداحصياهم وعدهم عدا" واالحصاء عرفان الشي بجمي%%%%ع عوارضه و خصائصه

ومايصدرمنه وماياتي عليه واالحصاءبمعني عرفان الجزئي%ات بمثل الكليات فان الله تعالي يعرف انسانا" خلقه يعرف ماياتي عليه وم%ا يصدرعنهم

من االقوال واالعمال والنيات حتي ان الله تعالي يقدران يخبرعن رجل اوامرئه بانه يعمل غدا" كذاويقول كذاوينوي فيحصيه بجميع اعماله و اقواله و افعاله وادراكاته واحساساته بالزياده والنقصان فهذاعلم مخصوص لله تعالي اليمكن الحدان يعلمها بالتعلم وانمايعلم من يعلم بالمخابره البالتعل%%%%م فاولياءالله يتعلمون من الله تعالي

كل علم بالتعلم يعلمون االنسان و كيفيه خلقته والحيوان كذلك وكيفيه خلقهاوالمومن والكافروكيفيه خلقتهماكذل%%ك يتعلمون كل شي بكمهاوكيفهافهم

علماءحكماءيعلمون كل شي بم ولم وكيف فهذا علومهم الكليات تلقوه من الله تبارك 200

وتعالي يقال انهم عالم بماكان ومايكون وما هو كائن الي يوم القيامه ولكن اليعلمون بتلك الكليات الجزئيات حت%ي يخبروابعلمهم عن الجزئيات والحوادث الجزئيه كمايخبرون بعلمهم عن الكليات االان يخبرواويحدثوابه لذلك قيل في كيفته

علم االئمه ع انهم يعلمون اذا شائوا ان يعلموايعني بذلك انهم اذا شائواان يعرفوك و ماياتي عليك من الح%وادث يعرفونك وحوادثك الجزئيه كلهامع ان العلم يعلمه العالم شاء او لم يشاء فهل تق%%%دران تجهل ماتعلمه واوتعلم ماتجهله فانك مثالتعلم اسمك واسم ابيك وابنائك ودارك واهلك وتعلم شغلك وكسبك وتعلم ماتعلمت و التقدر ان تجه%%ل هذه المعلومات كانهالم تكن وكانك لم تعلم فاليمكن لعالم ان يكون ج%اهال"

كما اليمكن لجاهل ان يكون عالما" اال ان يعرض عليهماعوارض من االسق%%%%ام و النسيان فينسون مايعلمون وغيرذلك فاالئمه ع حكماء علماء تعلمواالعل%%م و تلقوه

من لدن حكيم عليم فكيف يمكنهم ان يدعوا معالمهم فيكونواجاهلي%%ن بعدان كانواعالمين فهم علماء شائوااولم يشوءا و هذاالعلم الذي يعلمونه ان شائواو

اليعلمون ان لم يشئواهوالعلم بالجزئيات والحوادث الجزئيه مثاليرونك و اليعلمون ابن من انت ومن اين جئت الن هذه من الحوادث التي عرض علي%%%%ك الالحوادث التي نشاءمن خلقك و خلقتك فاذاارادو ان يعرفوااسمك وابن م%%%ن انت ومن اين جئت فيخبرونك باسمك واسم ابيك يخابرهم الله تعالي اذا شائوا ان يكونواعالما" خبيرا"

فاذا شائواان يعرفوامن اين جئت والي اين يخبرهم الله تعالي فورا" انه جاء من اصبهان مثال" الي تهران والدليل علي انهم ع يعرفون الحوادث والجزئيات والعوارض

بالمخابره قوله تعالي في كتابه يقول اولم يروا انا جعلنالهم حرما" آمنايجبي اليه ثمرات كل شي وفسرواهذاالحرم االمين اوالبلداالمين باالئمه ع فهم حرم الله تعالي بمعناه الحقيقي والواقعي والثمرات التي يجبي اليهم هي مايحدث شيئا" فشيئا" من

اعمال الناس يعرض عليهم يخبرهم الله تعالي بماحدث ويحدث ويخبرهم بان فالنا"عصي و فالن%%ا" اطاع وفالنا" سقم وسلم وغيرذلك من الحوادث

ولوكان هذه العلوم بتعلم الكليات اوبكشف الجزئيات من الكليات لم يحتاجواالي المخابره ان يخبرهم الله تعالي ويعلمون شائوااولم يشئوا لماقلنابان العلوم اليترك

باراده االنسان و اليق%در احدان يجعل نفسه جاهال" بعدان كان عالما" او عالما"بعدان كان جاهال" فهذه االيه دليل واضح قطعي بانهم ع يخبرون بالحوادث الجزئيه و

يحدثون بهافه%م محدثون يحدثهم الله تعالي بالحوادث وفاطمه س منهم ومن قبيلهم محدثه منباه باالنباء والحوادث و هذه الصفه لهاس من ادل الدالئل وامتنها و اكملها

دالله علي كمالهاو بلوغهاحدا" من الكمال اليمكن لغيرهاان يعلمهاكماهي وبتعبيراخ%ري بينالك فيماسبق بانهاس بيت الله بمعناه العلمي والعرفاني الن

بي%ت ال%ل%ه اليكون من حجرومدر انماهي قلب المومن او المومنه كماذكرنالك مايقول ال%ل%ه تعالي اليسعني ارضي والسمائي بل يسعني قلب عبدي المومن ففاطمه س

بيت ال%ل%%ه يحدث في هذاالبيت ماحدث باراده الله تعالي و مشيته وقلنالك ايضا" في متون ماسبق بانه البدلكل حركه من مبدء و منتهي واال

201

لم تكن الحركه حركه واراده الله ومشيته فيمايقول اويفعل حركه من الحركات وحادثه من الحوادث والحوادث حركه وان كان من نوع المشيه واالراده بل وان كان

مشيه الله وارادته وان ل%%م يتصور في هذه الحركه من نوع المشيه ان يكون انتقاال" من مكان الي مك%%ان او زمان الي زمان فانهاحركه وحادثه وان كان من نوع الحركات التكاملي او التحولي او كماقيل من نوع الحركات الجوهري فمشيته

وارادته تعالي حرك%ه وحادثه البدلهامن مبدء ومنتهي فمبدئه هوالله تعالي قطعا"حتما"ومنتهاه اليجوز ان يكون من نوع الزمان والمكان اوشي ء من االشياء النه

تعالي اليخاط%%ب الشي ء و اليخاطب الزمان والمكان انمايخاطب انسانا" يدرك الخطاب فمشي%ته و ارادته وكذلك قوله بيان و خطاب يبدء منه وينتهي به

الي المخاطب والمخاطب شخص من االشخاص يدرك الخطاب من الله تعالي يحق ان يخاطبه الله تعالي . وكذلك الحوادث ان كان من فعل الله تعالي كخلق الخاليق و خلق

االرزاق للعباد فخلقه تعالي ايضا" حركه يبدء منه حركه في الفعل الفي الفاعل النه تعالي كما يقول مولينافاعل البالحركه فالبد ان ينتهي الي منتهي لما قلنابان الله تعالي اليعمل عمال" واليخلق خلقا" االحين ان يعرف بهذاالعمل والخلق

وقلناايض%%ا خلقه تعالي هبه منه يهبه والبد لكل هبه من الموهوب له و البد لكل حادثه و فعل منه تعالي من شخص عارف يعرفه بهذه الحادثه وهذاالشخص الموهوب

له اوالعارف بفعل الله منتهي افعاله تعالي واقواله . وبتعبيراخري لوضوح المقام نقول ان الذي يحدث باراده الله تعالي عل%%%ي قسمين فعل يظهربه الخاليق والصنايع وقول يظهربه العلم والحكمه فالبد لظهور القول منه

تعالي من مخاطب يدرك قول الله تعالي فيتعلم به العلم و فعل%ه كذلك نعمة منه تعالي ينعم بهاعلي عبدمن عبيده اوهبه منه يهبه اح%دا"من عبيده والبدالنعامه تعالي من المنعم عيله والمنعم عليه هوالذي ياخ%%ذ النعمه من يدالله تعالي فيشكره علي

هذه الهبه واالنعام فالمنعم علي%ه او الموهوب له هوالمنتهي لظهورالنعم من الله تعالي كماانه تعالي هوالمبدء لخلق النعمه فالبد للمنعم عليه ان يكون شخصا"

ياخذالنعمه من الله تعالي يعرفه بهذه النعمه و يشكره اويكون مخاطبالخطابات الله تعالي يعرف ربه بتلك الخطابات فيتعلم منه و يشكره فلذلك نقول بان قول الله و فعله حركه و الب%د لكل حركه من منتهي ينتهي اليه الحركه

والمنتهي اليجوز ان يكون من ن%وع االشياء بل هي من نوع االشخاص يخاطبه الله تعالي و ينعم عليه وفاطمه س م%%ن االشخاص التي يخاطبهاالله تعالي وينعم

عليهابهذاالخلق العظيم ففاطم%%ه بيت الله ينتهي اليهاقول الله و فعله و يحدث في روعهامايحدث باراده الله و هي ايضاالحرم االمين يجبي اليه ثمرات كل شي واالمام المبين احصي الله فيها كل شي كمايقول وكل شي احصيناه في امام مبين فهي س محدثه يحدثهاال%ل%%ه تعالي ب%كل مايريدويفعل والدليل المويدعلي انهامحدثه بتحديث

الله تعالي االيه الشريفه في سوره الدخان يخبرالله تعالي فيهاعن المقدرات كماهي شان ليله القدريقول اناانزلناه في ليله مباركه اناكنامنذرين ثم يقول فيهايفرق

202

كل امرحكيم اي يفرق في الليله المباركه كل امر ينزل من الله تبارك وتعالي علي وفق الحكمه وقلنافيماسبق في معني التنزيل والنزول بان التنزي%%ل و السيما اذاكان بمعني االخبار والتعليم الينزل من شي ء الي شي ء ومن شخص الي شي ء و انماينزل

من شخص الي شخص والشك ان المنزل بهدااالخبارواالحاديث ه%%%والله تبارك وتعالي انه هوالمنزل ينزل اموره وتدابيره ومقدراته في ليله القدر ثم الشك ان

المنزل به او ماينزله الله تعالي انماهي من نوع االمروالنهي او االخبار بمقدرات البشراوالعلوم فينزل الله تعالي امره اونهيه او يخبر ما قدره للناس اويعلم

كيفه التقدير والتدبير و كل هذه االمور الينزل من الله تعالي الي شي ففي ظاهرااليه ان امرالله تعالي ينزل في ليله مباركه اوليله القدر و الليله المباركه ان كان

بمعني الزمان فهي شي ء في الواقع الينزل الله تعالي امره الي شي ء او اليخبرالشي ء عن المقدرات فهل رايت آمرا" او مخبرا" يامرالشي ء او يخبره بخبر او

يعلمه فالبدلك ان تقول بان الليل المباركه في هذه االيه وامثالهاشخص وكل شخص يكون في الزمان والمكان فالتعبيروان كان بالزمان والمكان االانه شخص في الزمان والمكان يعبربه عن المكان والزمان كماتقول مثال"ارسلت كتابي الي الطهران او بلد اخري فالطهران وان كان مكانا" في الواقع االانه اليرسل اليه الكتاب انمايرسل الي

شخص في المكان فالله تعالي ينزل بكتابه او باوامره الي الليله المباركه واليقوم الليله اال بشخص يكون في الليله فيخبرالله ف%%ي هذه االيه بانه تعالي ينزل

اوامره ونواهيه ويخبربالمقدرات الي شخص ف%%ي الليله المباركه شخص تقوم به الليله و التكون الليله ليله و الالبلد بل%دا" اذالم يكن هذاالشخص فمن هي

في الليله المباركه ينزل الله تعالي في%%%ه المقدرات ثم يقول فيهايفرق كل امرحكيم فهي س التي اول بهاالليله اول%ت االئمه ع االيه بفاطمه س فقالواهي الليله المباركه ينزل الله تعالي فيه كل امر حكيم و عندهايفرق كل مايفرق يعني عندهايفعل االمور تفصيال مثال" فيفسرالل%%ه تعالي لهاو عندها المقدرات يقول مثال" يجب ان يلدفي هذه السنه فالن ويم%وت فيهافالن ويبارك في هذه السنه علي قوم خاص فيكونون

في سعه من الرزق ث%%م يقدرعلي قوم خاص من االرزاق فيكونون في ضنك من العيش و ضيق من المعاشي والشك ان الله تعالي اذاخبرانسانا" بمايقدره تبارك

وتعالي في ليله القدريك%%ون هذااالنسان محدثامخبراعن الحوادث واالخبار ففاطمه س محدثه بتحديث الله تعالي اياهابمايقدر الفرادالبشركلها.

فهذه االيه ومثله االيه في سوره اناانزلناه من اعظم الدالئل علي انه%%اس زكت ونمت الي ان صارت شجره اصلهاثابت وفرعها في السماءو انهاهي التي رفعت

بالعلم والكمال والعقل وااليمان الي ان وصلت السماء و السماء لشجره وج%%ود االنسان هي الله تعالي فاليكون هذه السماء فوقنا سمائا" لشجره وجودنانصل اليه و

الهده االرض تحتناارضا" تنبت فيه انماالسماء فوق االنسان مقام العلم والحكمه واالمروالنهي وهوالله تبارك وتعالي ففاطمه س شجره و صلت بتكاملهاالعقل%ي

203

وااليماني الي ربها فحدثهاالله تعالي ماحدثها و علمهاعلم ماكان ومايكون وماهوكائن الي يوم القيامه .

16 فصل

اثارها العلمي و العملي

ثم نذكربعد ذلك آثارهاالعلمي والعملي التي تكون مجال"لهاتتجلي فيهابالعلم وااليمان فلهاس آثارثالثه االولي آثارهاالوجودي التي قدرالله لهااظهره لهابالوحي وااليات

اومسائل اخري مربوطه بها والثاني آثارهاالعملي واالخالقي التي عملت بهافي زمان حيوتهاوتخلقت بها والثالث آثارهاالعملي التي تكلمت بهاوخطبت

بهاوعلمهاغيرهامن النس%%%اء والرجال فلنبدءباثارهاالوجودي التي اظهرهاالله تعالي باالنبياءونبي%%ه محمدص ومااظهرلهاالدم في الجنه ونوح في السفينه وبساير االنبياءفي آثارهم

فاعلم ان الله تعالي اخذ ميثاق النبيين كلهم علي محبه هوالءالخمسه اواالربعه عشر والتولي بواليتهم فكان آدم في الجنه عرفه الله تعالي هوالءالخمسه بمظاه%%ر مختلفه

تاره بصوره االشباح كمايقول الحسين ع في حديث ذكرناه فيما سبق يقول ان الله تعالي لماخلق آدم واستويه وعلمه اسماءكل شي جعل محمدا و عليا و فاطمه

والحسن والحسين اشباحا" خمسه في ظهرآدم وكانت انوارهم تضئيي في االف%اق من الحجب والجنان فامرالله تعالي المالئكه بالسجود الدم تعظيما" له بان جعله

وعائا"لتلك االشباح التي قدعم انوارهااالفاق فسجدالمالئكه كلهم اجمع%ون االابليس ابي ان يتواضع لجالل عظمه الله والنوارنااهل البيت فكان بابائ%%ه ذلك

من الكافرين فتريه ع يخبرعماكانوافيه وعليه في زمن خلق آدم واسكانه في الجنه وامرالمالئكه بالسجود الدم يقول امرالله المالئكه بالسجود الدم بماان جعله وعائا" لتلك االشباح فكانت عظمه آدم متصله بعظمتهم اعظمه الله تعالي بالخمسه الطيبه واسكنه الجنه واعلم ان االفاق في هذاالحديث وامثالهام%ن سايراالحاديث وااليات انماهي االفكارالتي تطلع فيها و عليها شموس العلم و الحكمه يقول الله في كتابه

يخبرعن مشاهدات نبيه ص يقول وهو باالفق االعلي او يق%ول في سوره التكوير و ما صاحبكم بمجنون ولقد راه باالفق المبين فهذه االفاق اوالحجب والجنان انماهي

اشخاص علماءمن اولياءالله تعالي فافق االفاق وشمس الشم%وس ونور االنوار في بدواالمر هوالله تبارك وتعالي وهوتعالي من اعظم االفاق يطلع منها و فيهانورالعلم

علي اوليائه ع وفي حديث كان رسول الله ص عند فاطم%%%ه س فجاءالحسين ع 204

فلمانظررسول الله ص الي الحسين بكي فقالت له فاطمه يا ابت%%امايبكيك فاجاب ان الله طلع علي من راس الحسين وقال لي كذا و كذ افطلوع الله في هذاالموردليس

بمثل طلوع الشمس والقمرعلي الفضاءوالهواءفان هذه الطالع%ات انمايطلع علي الفضاء والهواء فيستضئي بهاالزمان والمكان وهناك طالع يطلع علي اولياءالله

يطلع عليهم بالعلم و الحكمه فلله تعالي كمثل الشموس والنجوم طلوع و غروب يطلع علي ولي من اوليائه فيعرفه نفسه ويريه ماشاء من العلوم والحقايق

والدقايق يفيض اليه بالعلم والحكمه فالله تعالي في هذا المورد طالع و اوليائه مطلوع لهم وفضاء الفكر و الروح من اولياءالله آفاق يطلع الله تعالي من هذه االفاق علي اوليائه فكماننظرالي االفق نريه فلقا" مستضيئه كذلك ينظراولياءالله الي ربهم

فيطلع عليهم في قلوبهم و افكارهم كمارايت في حديث مضي يقول مايسعني ارضي و السمائي ولكن يسعني قلب عبدي المومن فقلب المومن و قلوب االولياء و

االنبياء مطلع طلوع شمس الحقيقه و هوالله تعالي يستضيئون بنورالله تعالي فيعرفونه حق المعرفه ويعرفونه بتعليم الله في آفاق قلوبهم ثم ينقلب هذه القلوب

شمسا"بتعليم الله تعالي وبارائه الحقايق والدقايق فيقول الحسين ع في هذاالحديث وهي من عجايب االحاديث وكانت انوارنا تضيئي في االفاق من الحجب والجنان

فخلقهم الله تعالي شموسا" واقمارا" يضيئون بالعلم والحكمه ثم جعل لطلوعهم وغروبهم اراضي وسموات من نوع االنسان فه%م طلعواعلي قلب آدم ثم علي قلب

نوح و ابراهيم وموسي وعيسي الي ان آن اوان طلوعه%م ظاهرا" وباطنا"فطلع شمس وجه محمدص ومعه علي اضائواكل ظلمه واستضاءبهم الظلمات و هي

افكارالجاهليه فاالنسان يقع تاره في معرض التعليم والتربيه باوليائه الله و هوفي ه%%ذه الحاله كشجرونبات يطلع عليهاالشمس والقمرثم هذااالنسان يقع تاره اخ%ري

معرضا" عن اولياءالدين يختطفه الشياطين فيقع في ليل مظلمه يخرج من النور الي الظلمات كمايقول الله تعالي والذين كفروااوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النورالي الظلمات فما دام المومن عند ولي من اولياءالله يكون في مع%%رض طلوع الشمس

يستضيئي بهاافق قلبه و فكره ومتي يكون عند عدو من اعداء الله يقع في ظلمه يذهب عنه العلم والحكمه فاالئمه ع انمايضيئي انوارهم في آفاق القلوب و االفكار ال في الفضاء والهواء والحجب في هذاالموقع سايراولياءالله ممن يكون من االنبياء والجنان في هذا الموقع قلوب االنبياء و االولياء فهم يضيئ%ي انوارهم في قلوب

االولياء و االنبياء و منهم آدم ونوح وابراهيم واسمعيل فيخبرالحسين ع انهم كانواقبل آدم ونوح فجعلهم الله تعالي في ظهرآدم اي جعله%%م ظهيرا" الدم و ذريته

فكل انسان يطلب الحق فيقبله و يعمل به يظاهرباالئم%%ه المعصومين واولياءالله يكونون ظهيراله ولوترك الحق الي الباطل يح%%%رم من مظاهره اولياءالله و لم يكن

له ولي و النصير فبنور هوالء االئمه ع يضئي االفاق من الحجب والجنان فتري في هذاالحديث يخبرالحسين ع بان فاطمه من اولياءالله التي اضائت بنوره االفاق

من الحجب والجنان فالله تبارك وتعالي يضئي لهم ع في آفاق افكارهم و قلوبهم و

205

هم يضيئون في افكار من دونهم من انبياءالل%%ه واوليائه وهوالء االنبياء شموس و اقمار يضيئون في آفاق من دونهم من المومني%ن والمتقين ثم هوالءالم%%%%وم%%ن%ون

مصابيح يضيئون في افكارمن دونهم الي ان ينتهي الي الظلمات و هم الكفار و المنافقين فالمومنون في المرحله االول%ي حجب لالنبياء و االنبياء حجب الولي العزم

منهم من الرسل واولوالعزم منهم حج%ب لخاتمهم وخاتم النبين واوصيائه حجب بين الله وبين خلقه يستضيئون بنورالله من وراءالحجاب يقول علي ع في بعض خطبه

واعلم بان الراسخين في العلم ه%%م الذين اغناهم الله عن السددالمضروبه دون الغيوب االقرار بجمله ماجهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فتريه ع يخبر

بان الراسخين في العلم وهم االئمه ع حجب بين الله وبين خلقه فمن ارادان يصل الي لقاءالله يرتفع الحجاب بينه وبين ربه البدله ان ينالهم ع فيما هم فيه من العلم و الحكمه ان يعلم ماعلمواويعمل بماعلموا و يخلص لله دينه الخالصهم ع يطيع الله

كاطاعتهم ويطلب رضي ربه كطلبهم يسلك فيم%ا سلكوا و ينال مانالوافحينئذ يقع في لقاءربه ويرفع الحجب بينه وبين ربه تعالي و هذه الحجب بين الله وبين االنسان او

بين االئمه ع وسايرخلق الله حجب بمعن%%%ي النقص والكمال اوالجهل والعلم اوالسفاهه والحكمه اواالهم والمهم والحسن واالحسن وهذه الحجب كمثل ماتري بين الولدو والده وبين المعلم والمتعلم وبين االساتيذ و تالمذتهم فالولد اذااراد ان

ينال مقام والده يعلم مايعلم والده و يقدرعلي ماقدروالده ي%جب عليه ان يدفع ويرفع عن وجوده النقائص التي حجبه ان يكون مثل والده او معلمه واستاذه فكل

ماعلم وتعلم من معلمه رفع بينه وبين معلمه حجاب الجهل ونال مانال معلمه وكل ماجهل و غفل عما علمه والده واستاذه وقع دون حجاب بينه وبين والده بماجهل

حتي اذاعلم ما جهل فبالعلم يرفع الحجاب وبالجهل يحجب الجاهل عن العالم فانظر فيمابينك وبين ربك اوما بينك وبين امامك فانظرالي علمهم و جهلك عماعلموا و

قدرتهم و ضعفك عماقدروا و مايكون لهم من الحكم والعلوم والعلم بالمصالح والمفاسد و مااكثرالف%رق بينك و بينهم او بينك و بين ربك اوانظرالي عظمه الله

تعالي وسلطانه و قدرته و علمه و حكمته و ماهوتعالي عليه من العلم والقدره فاين انت واين ربك وم%ا اكثرالفرق بينك وبين ربك فكل ماجهلته وعلمه ربك اوامامك

حج%اب بين%%ك و بين ربك وامامك فمااكثرنقائصك ومجهوالتك ومااكثرمعلوماتهم ومقدوراته%م يجب عليك ان تتعلم منهم ماعلمواوتكتسب عنهم القدره فيماقدروا

فكل ما علمت مجهوال" بينك وبينهم يرفع بينك وبينهم حجاب بكشف المجهوالت و كسب المعلومات وسلوك المسالك وكسب المعارف فاذانلت مانالواو وصلت الي ما

وصلوا وكنت كمثلهم في درجتهم ومقامهم القيت ربك كماالقوه وعرفته كماعرفوه فحيئذ رفع الحج%%ب بينك و بينهم تقف بين يدي ربك وائمتك ع بالحجاب وكنت من

اهل الله و آل الله كماهم ع تكون في درجتهم ومقامهم فكل نقص بنا و مناالي كمال لهم ومنهم حجاب بيناوبينهم وكل من يكون في درجه من العلم والحكمه فوق

ماتكون عليه و دون مايكون هوالء فيه حجاب بينك وبينهم فالحجاب تاره يكون

206

بمعني جهلنا و علمهم و ضعفنا و قدرته%%%م و سل%%%وكهم وت%%اره يكون بمعني العالم فوقنا يعلم ما النعلم ف%%انظ%%رال%%ي االن%%ب%ي%%اءف%ي درجاتهم و مقاماتهم يقول الله تبارك وتعالي تلك الرسل فضلنابعضهم علي بعض منهم من كلمه الله فاالنبياءفي مقاماتهم

و درجاتهم وسلوكهم مسالك ربهم مختلفون متفاوتون ومنهم آدم ع يوسوس الي%ه الشيطان فيهبط ويخرج من الجنه ثم يتوب الي ربه ومنهم شيث وادريس الي نوح

وهو من اولي العزم من الرسل ونوح ع دون ابراهيم الخليل اذ جاوز مقام النب%وه والرساله ونال مقام الخليليه ثم جاوز عن هذاالمقام ونال مقام االمام%ه يقول الله

تعالي اني جاعلك للناس اماما" فبعضهم مومن نبي في ادني درجه النبوه وبعضهم مومن نبي في اوسط درجه النبوه وبعضهم في اعلي درجه النبوه دون الرساله

وبعضهم رسول في ادناهااواوسطهااواعليهادون مقام اولوالعزم من الرسل اودون مقام الخيليه اوالواليه اواالمامه فكل هوالءاالنبياء دون خاتمهم والخاتم منهم واحد

نال اعلي درجه النبيين والمرسلين الي ان عرج معراج ربه واس%ري به من المسجدالحرام الي المسجداالقصي الي مايقول الله تعالي ف%%%ي سلوكه وتقربه

ثم دني فتدلي فكان قاب قوسين اوادني فكل نبي في درجته حجاب بين من فوقه ومن دونه واليرفع الحجاب عمن دونه الي ربه اوالي من فوقه من نبي االبسلوكه

مسلكه وعرفانه ماعرفه وعلمه بماعلم والعمل بمايعلم كمايعمل من فوقه من االنبياءفاليمكن رفع الحجاب دون السلوك بالعلم والتعلم وااليمان واالخالص لله

تعالي كل هذه من النقائص اوالناقصين اوالكماالت والكاملين حجب في هذه الدرجات الي الله تبارك وتعالي واالئمه ع في مقام رفع الحجاب بينهم وبين ربهم فهم خلفائه

واوليائه الكملين يعرفون ربهم ويرونه برويه االيمان والقلوب كمايقول علي لم اعبدربا" لم اره ثم يقول يريه القلوب بحقاي%%%ق االيمان فهم في لقاءربهم يسئلونه

فيجيبهم ويتعلمون منه فيعلمهم فكان%وا في هذه المقام خلفائه بينه وبين خلقه وحججه علي الخاليق اجمعين فاالئم%%ه المعصومون بكمال علمهم ودرجاتهم

وتقربهم الي الله تعالي حجاب بين الل%%ه وبين خلقه النه اليمكن معرفه الله تعالي االبهم بهم يعرف الله ويعبدكماروي عن االمام الصادق ع في الكتاب الكافي يقول

بناعبدالله وبناعرف الله لوالنا ماعبدالله ولوالناماعرف الله فالي%%ع%%ب%%%دال%%%ل%%ه واليعرف االبهم النه%م مظاهراسماءالله الحسني

ومظاهراسم الله اوالرحمن يقول الله تعالي قل ادعوالله اوادعوالرحمن ايا" ماتدعوا فله االسماءالحسني النه البدلكل اسم وصفه ل%%ل%ه تعالي من مظهريعرف االسم

اوالصفه بهذاالمظهرثم يعرف الله تعالي بمظاه%ر االسم والصفه فلوتركت الكتب والعبارات وااللفاظ باجمعها و جعلت في مكت%%%ب الخطاب فيه واللغه والكتابه

فهناك يكون لله اسماء و صفات يعرف الله تعالي بهذه االسماءوالصفات و هذاالمكتب الذي الكتاب فيه والكتابه والخطاب والعب%%%%%اره في كالمه هي العالم باجمعهامن سمائها و ارضها و انسانها و حيوانهاونباته%%%%%ا وجبالهاوبحارها و كل

مافيها والعالم ياجمعه هي الكتاب المبين الذي الريب فيه هدي للمتقين واالنسان في

207

هذاالعالم من احسن الكلمات واجمعهاللصف%%%%%%ات والمعاني فهي مظهراسم العالم والقادروالحكيم والعليم والمتكلم والصادق وغير ذلك واالنسان الكامل في هذاالمقام

مظهراسم الله و اسم الرحمن يقول االمام ع في تفسيرااليه الشريفه ولله االسماءالحسني فادعوه بهايقول نحن والله اسماء الله الحسني وامثاله

العلياويقول علي ع الصوره االنسانيه هي اكبرحجه الل%%ه علي خلقه وهي الكتاب الذي كتبه بيده فاالنسان بعلمه وحكمته وكماالته اكبرالحجج واجمع الكتب فلوقابلنااالنسان

وقايسناه بماسويه من العالم و العالمين لرايناه اكبر و اعظم مماسويه بمراتب كثيره او بمااليتناهي ولعل هذالمقابله والمقايسه مقابله الشي بالشخص فاليتقابالن ابدا" ولكن نقايس مافي وج%ود االنسان من مظاهرعلم الله وحكمته وصنعته بما هو

موجود في العالم من الجم%اد والنبات والحيوان والسماء و مافيها و االرض و ما عليهافنري في و جود االنسان م%ا يكون في العالم ففي وجوداالنسان اراضي و

سماوات كمافي العالم وفي وج%%%ود االنسان جماد و نبات و حيوان و جبال و براري و صحاري و بحار و نجوم و كواكب و شم%وس واقمار كما في العالم و لسنانقدر ان نحصي ماخلق الله تعالي في العالم و في وج%ود االنسان واليك في بيان هذاالمعني

قول الله تعالي وكل شي احصيناه في امام مبين واالنسان الكامل هواالمام المبين وهوالكتاب فيه تبيان كل شي كمارايت في قول االمام جعل االنسان اكبرحجه الله و

في شعر منسوب الي موالناع يقول اتزعم انك جرم صغير و فيك انطوي العالم االكبرفجعل االنسان بصغرحجمهامظروف%%%ا"للعالم الكبيرالذي لعله اليتناهي

بفضائهاوسمائهافجعل العالم في االنس%%%ان بقوله وفيك انطوي العالم االكبرولم يجعل االنسان في العالم والظرف يج%%ب ان يكون اوسع من المظروف واال لم يقع

الظرفيه والمظروفيه ولكن االنسان مع سعه وجوده اكبرمن العالم كلها باصلين غير متناهيين اليكون هذان االصالن في م%%ا سويه االولي اصل العلم والحكمه بروحانيته

وسعه وجوده فان الروح والعلم في االنسان غيرمتناه و اليكون فيما سوي االنسان روح مثل هذاالروح ينشاء بها و منه%ا علوم مثل هذه العلوم فالتكون االرض

والسماءعالمتين وال في السماء و االرض كذلك علم فكل شي غيراالنسان شي اليدرك و اليشعر و اليدري كيف هو و مما هو و االنس%ان هوالذي يدري

ويشعرواالصل الثاني درك عظمه الله وااليمان به ينتفع بعلم ربه و بقدرته تعالي وبماهويكون عليه في جالله و عظمته فاالنسان هوالذي يدرك الله تعالي و يشعره و يعرفه في علم بعلم الله و يقدر بقدرته ويحكم بحكمته تعال%ي و يجوز له ان يكون خليفه لله تعالي يفوض الله امره اليه يخلق كمايخلق الله ويحيي كمايحيي ويميت

كمايميت الله فيجري بيده وعلي يديه مايجري بعل%%م الله و قدرته تعالي وهذا االص%%الن الغيرالمتناهيان هي الذي تقدم بهااالنسان علي ما سويه من العالم

والعالمين فكان بهذين االصلين صاحب العالم و مالكها و المنتف%ع بها يقول الله تعالي في كتابه واالرض وضعهالالنام ثم يقول سخرلكم مافي السموات ومافي االرض

فجعل السموات و االرض ملكا" لالنسان و دارا" له يحيي فيه ويعي%ش فيكون االنسان

208

اظهرمظهرلكل اسم من اسماءالله تعالي فالله تبارك وتعال%ي اظهر علمه بعلم االنسان و قدرته بقدره االنسان و اظهرارادته الذي يقول له كن فيكون

باراده االنسان واظهرالوهيته وربوبيته باالنسان فاليعرف الرب رب%ا" االباالنسان والالها"اال باالنسان واالنسان الكامل مظهرجميع اسماءالله تعال%ي يعرف الله نفسه

به فيعبدبه ويستوي به علي عرش العظمه والحكمه . و من الذين يكونون من اسماءالحسني وامثاله العليا فاطمه س و لعلها من ا

كبراسمائه تعالي و لما جعلهاالله تعالي بيتا" لن%زول ماينزل منه و مجري لجريان م%ا يجري بارادته و مشيته و بما جعلهاالله تعالي في قرالعرش كمارايت في حدي%ث مضي جعل بهاقرارعلمه وارادته وحكمته فيمايشاء و يريد فجعلها في تاوي%ل آي

القرآن اصال" انتسبت اليهاماسويها من االئمه و االنبياء فانظرالي ماجاء في شانها في آيه يعرف الله تعالي في هذه االيه نفسه بهوالءالمعصومين ويجعل فاطم%%%ه س

اظهر مصاديق التعريف بمايجعلهامشكوه فيهامصباح في زجاجه الي آخر االيه فيقول الله نورالسموات يعني به انه تعالي هادالهل السموات واالرض ثم يعرف تبارك

وتعالي مثال" لنوره النه تعالي غيب مطلق غيب عن القلوب و االفكار و عن الرويه واالنظارفيجب ان يعرف نفسه بالمثل واالمثال فيقول مثل نوره كمشكوه و اول%ت

المشكوه في هده االيه بفاطمه س في تاويل االيات وهي س ابين المصاديق و اظهرها لتاويل المشكوه اليها الن المشكوه كماقيل و يقال حباب او قنديل يجعل فيه%%ا

المصابيح وهي ظرف للسرج المضيئه و االقمارالمنيره فان جعلنا االئمه ع مصابيح لعلوم الله تعالي وانواره فهي ظرف لهذه المصابيح كمايقول مشكوه فيه%%ا مصباح

و بتلك االصاله والظرفيه عرفوهابان لها امومه االئمه وانهاام ابيها و االم اصل وظرف لمايتولد و ينشاء فيهاو منها و هذه االميه ليست بمعني توليد ابدان االئمه منهاس

فقط بل هي بمعني اصالتها و مبدئيتهالمايبدء منها ارواح االئمه و علومهم و حكمهم فهي س اصل في هذه االيه ينسب اليهامتفرعه منهاالمصابي%ح و الزجاجه والكواكب

الدري يوقد من شجره مباركه زيتونه ثم ان الله تعالي يشبهها في آيه اخري في سوره الفرقان بالسماء و يشبه االئمه ع بالبروج و االقمار في هذه

السمايقول هوالذي جعل في السماءبروجا" وجعل فيهاسراجا"و قمرا" مني%%را" فالبروج االثني عشر هي االئمه ع في تاويل القرآن كماان الشهور االثني عشراول بهم في روايات كثيره في تفسيرآيه الشريفه ان عده الشهورعندالله اثني عشرشهرا"في كتاب الله ف%هم البروج و الشهور و اولت السراج المنيربمحمدص كماانزل الله تعالي

في شانه يقول مخاطبا" له في سوره االخراب وداعيا" الي الله باذنه و سراجا" منيرا"و االقمارالمنيره في هذه السماءهم الهداه المهديون الي واليت علي ع واالئمه

من ولده فهي س سماء في تاويل هذه االيه فان جعلتم االئمه بمنزله النجوم والبروج فيجب عليكم ان تاتون بسماء لتكون ظرفا" لتلك الب%%%%روج والشموس فهي

فاطمه س الميتها لالئمه و يقول الله ايضا" في سوره البروج والسماء ذات البروج واليوم الموعود و شاهد و مشهود فالبروج هي االئمه و السماء فاطم%%%ه س و اليوم

209

الموعوديوم خروج القائم النه س هوالذي وعده الله تعالي الخاليق اجمعين كما يقول في آيه اخري في سوره الرعد و اليزال الذين كفروا تصبيهم بما صنعوا قارعه او

تحل قريبا" من دارهم حتي ياتي وعدالله و وعدالله الذي به يظهراليوم الموعود و به وعدالله عباده المومنين قيام القائم ع يفرج الله به الكرب والبالء عن المومنين

يمالءبه االرض قسطا" وعدال" كماملئت ظلما" وجورا ففي تاويل هذه االيات وماورد في شانهامن االحاديث يعرف اصالتها و مبدئيتهاس فيمايفيض اليها من الله و ينشاء

بها من االنبياء واالولياء واليك ماروي في بيان اصالتها و ظرفيتها سوره ليله الق%%%%در والليله المباركه في سوره الدخان اولت بهاليله القدر والليله

المباركه فهي س ليله انزل فيهاالقرآن والمقدرات الي يوم قي%%%ام القائم فان جعلناهاليله مباركه يجب علينا ان نجعل االئمه ع بمعني الق%%رآن الذي انزل فيها الن

اليله ان كان بمعني الشي ء وهي الزمان فيكون القرآن المنزل فيها هي الكتاب وااليات علي رسول الله ص فانزل الله تعالي القرآن و معانيها علي رسول الله ص في

ليال القدر و ليال المباركه في شهررمضان كان رسول الله يعبد ربه في هذه الشهر وكان في صيام وقيام ايامها و لياليهافانزل الله تعالي عليه علم القرآن و آياتهاو علمه

معانيهاو مبانيها و تفسيرها و تاويلها وان جعلن%%%ا الليله بمعني الشخص كمااول بهاالليله المباركه ولي%له القدرفالق%%%%رآن المنزل فيه ايضا" هي الكتاب الناطق و

هم االئمه س فاالئمه كتب الله الناط%%%%ق و القرآن الناطق انزلوافي مشكوه وجود ف%اطمه س كمايقول مثل نوره كمشكوه فيها مصباح الي آخر فجيمع هذه االيات

ومايتلوه من الروايات و السيما الرواي%ه المذكور في صدر هذاالكتاب الذي روي في شان فاطمه بانهافي قرالعرش وما بين الله لها في حديث الكساءبان جعلهاالله تعالي مبدئا" و مفتاحا" لهذه الجلوس والكسوه و بما عرفهاالله تعالي بقوله هم

فاطمه وابوها اليبقي الحد شك وري%ب في اصالتهاو مبدئيتها و اميتها لمايتفرع عنها و اليها من االئمه و اولياء الله و اليك نبذه فيماوردفي شانهامن الروايات واالحاديث

في كتاب ناسخ التواريخ قال النبي ص فاطمه سيده نساءالعالمين من االولين واالخرين وانهالتقوم ف%%ي محرابها فيسلم عليها سبعون الف ملك من المقربين و

ينادونها بمانادت به المالئكه مريم فيقولون يافاطمه ان الله اصطفيك و طهرك واصطفيك علي نساءالعالمي%ن وروايات اخرفي كتاب بيت االحزان منها روي الشيخ

الكليني عطرالله مرقده ع%ن محمدبن سنان قال كنت عندابي جعفر الثاني ع فاجريت اختالف الشيعه فقال يا محمدان الله تبارك وتعالي لم يزل متفردا"

بوحدانيته ثم خلق محمدا"و عليا" وفاطمه س فمكثواالف دهرثم خلق جميع االشياءفاشهدهم خلقهاو اجري طاعته%%%م عليها و فوض امورها اليهم فهم

يحلون مايشاون ولن يشاوااالان يشاءالله تبارك و تعالي ثم قال يامحمد هذه الديانه من تقدمهامرق ومن تخلف عنهامحق وم%%ن لزمهالحق خذها اليك يامحمد و منها في حديث طويل في هذاالكتاب اخدنامنه مابه حاجاتنا ثم قال و ان عندنا مصحف

فاطمه ع ومايدريهم ما مصحف فاطمه س قال :قلت وما مصحف فاطمه س قال فيه

210

مثل قرانكم هذاثالث مرات والله مامنها في قرانكم منها حرف واحد قلت هذا والله العلم قال انه لعلم وماهوبذلك و منهافي هذاالكتاب قلت لكعب االحبار ماتقول في

هذه الشيعه شيعه علي بن ابيطالب ع قال ياهمام اني الجد صفتهم في كتاب الله المنزل انهم حزب الله وانصار دينه و شيعه وليه و هم خاصه الله من عباده و نجبائه من خلقه اصطفاهم لدينه وخلقهم لجنته مسكنه%%م الجنه الي الفردوس االع%لي في

خيام الدر و غرف اللولو و هم في المقربين االبرار يشربون من الرحيق المختوم وتلك عين يقال لهاتسنيم اليشرب منها غيرهم وان تسنيما عين وهبهاالله لفاطمه بنت

محمد زوجه علي بن ابيطالب ع تخرج من تح%%ت قائمه قبتها علي بردالكافور وطعم الزنجيل وريح المسك ثم تسيل فيشرب منه%ا شيعتها و احبائها و ان لقبتها اربع قوائم قائمه من لولوبيضاء تخرج من تحتها عين يقال لها طهور و قائمه من زمرده خضراء تخرج من تحتهاعينان نضاحن%%%ان من خمر و عسل فكل عين منهاتسيل الي اسفل الجنان االالتسنيم فانها تسيل الي عليين فيشرب منهاخاصه اهل الجنه و هم

شيعه علي ع واحبائه وتلك قول الل%ه عزوجل في كتابه يسقون من رحيق مختوم الي قوله المقربون فهنئيا" لهم ثم قال كعب والله اليحبهم اال من اخذ الله عزوجل منه

الميثاق و في هذاالكتاب روايه اخري في فضيلتهاو شيعتهاقال السلمان لرسول الله يام%%%%والي سالتك بالله اال اخبرتني بفضل فاطمه يوم القيامه ؟ فاقبل

النبي ص عليه ضاحكا" مستبشرا"ثم قال والذي نفسي بيده انهاالجاريه التي تجوز في عرصه القيمه علي ناق%%ه راسها من خشيه الله و عيناها من نورالله الي ان قال :

جبرئيل عن يمينها و ميكائيل عن شمالهاو علي امامها و الحسن و الحسين و رائهاوالله يكالهاو يحفظها فيجوزون في عرصه القيمه فاذا النداء من قبل الله

جل جالله معاشرالخاليق غضواابصارك%م ونكسواروسكم هذه فاطمه بنت محمد نبيكم زوجه علي امامكم ام الحسن والحسين فتجوزالصراط و عليهاريطتان

بيضاوان فاذادخلت الجنه و نظرت الي ما اعدالله لهامن الكرامه قرات بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي اذهب عناالحزن ان ربنا لغفور شكور الذي

احلنا دارالمقامه من فضله اليمسنافيهالغوب قال :فيوحي الله عزوجل اليهايافاطمه سليني اعطلك وتمني علي ارضك فتقول اله%%ي انت المني وفوق المني اسئلك ان

التعذب محبي و محبي عترتي بالنار فيوحي ال%ل%ه اليهايافاطمه وعزتي وجاللي وارتفاع مكاني لقد اليت علي نفسي من قب%ل ان اخلق السموات واالرض بالفي عام ان الاعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار وت%ري في هذه الروايات من العنايه به

شانهاعجايب فهناكيفته و الدتها و حمل امهابه%%ا فتري الله تبارك و تعالي يامرنبيه ص باالنعزال عن زوجته خديجه اربعين يوما يامرهامده هذه االنعزال بالصيام والقيام

كما امرالله تعالي موسي ان ينعزل عن قومه و يهجرعنهم ثالثين يوما" ثم يتمهاالله تعالي بعشره ايام فيكم%ل اربعين يامره بالصيام والقيام ليتهئي متكامال"في

سلوكه الي الله تعالي لقبول كتاب التورات ينزل الله تعالي عليه يقول و اذ واعدنا موسي ثالثين ليله فاتمناها بعشرفتم ميقات ربه اربعين ليله ففي هذه االربعين

211

يكمل الله تعالي عب%%ده موسي و يهئيه بالقيام والصيام الدراك ماينزل عليه في االلواح فيقول وكتبنا عليه في االلواح من كل شي موعظه وتفصيال لكل شي

فان االنسان يدرك العل%%%وم والحقايق بتكامل النفس يبلغ بهذاالتكامل الي حيث يقدر علي درك حقاي%%%ق العلم فكماان الصبي اليقدر ان يتعلم العلم اال بالبلوغ

وتكامل النفس كذل%%%ك االنسان اليقدران يتعلم من الله تعالي و يدرك حقايق العلم منه االبتكامل النفس يبلغ به حيث يمكنه ان يتعلم من الله و يمكن لله ان

يعلمه مايشاء فان فاطمه س ايضاكتاب ناطقه تكويني صنعت باراده الله تعالي ينزلهاعلي النبي ص يام%%ر نبيه بالصيام والقيام اربعين يوما" يتهئي بصيامه وقيامه

لقبول ه%%%ذه التفاحه من الجنه االنسيه الحوراء فياخذ رسول الله هذه الكتاب من الله تعال%ي فيصبح مجري وممرا" لظهور فاطمه س في هذاالعالم فقالت

خديج%%%%ه اخب%%رت رسول الله ص بان هذاالجنين في بطني يكلمني ويونسني فيجيبها رسول ال%%ل%ه ص يقول ان هذا جبرئيل يخبرني بانها انثي و

انهاالنسله الطيبه الطاهره الميمونه المباركه ويقول من هذه الشجره تخرج االئمه المعصومون وسايراولي%%%اءالله المطهرون نجوم سماء العلم والحكمه فتري في

هذه االحاديث الوارده بوالده فاطمه ان الله تعالي عني بشانها اشد عنايه فكانه امر رسول ص ان يستقبل االنسيه الحوراء مليكه الجنه بصيامه و قيامه و من عجايب

ماتري عنايه الله تعال%%%%ي بشانهافي اخباراالئمه ع عن ظهورهاو ورودهافي المحشر يقول االمام ع يخبرع%%%ن عظمتهايوم القيامه بانها اول وافده علي الله تعالي الجنه كانه يخبرب%%%ان ابواب الجنه اليفتح اال بقيامهاو ورودهافي صف المحشرو ان الجنه حيوه

ونعمه اليظهرللبشراال بسوالهاو طلبها عن الله تعالي يقول الله لهاحبيبتي سليني اعطلك ماتشاء فتسئل عن الله تعالي الشفاعه الكبري ينجو

بشفاعتها االنبياء و االولياء و المومنون و المتمسكون المتوسلون بهاو بولدهاو محبيهاو يدخلون الجنه و يرزقون فيهابغيرحساب و هناك نبين لك نيذة من

آثارهاالعلميه والعمليه الحاكيه عن مقامهاوعظمه علمها و حكمتها و بصيرتهاوصبرهاعلي ماابتلي بهامن المسائل .

فمن اعظم آثارهاالعمليه صبرهاواستقامتهافيمااصابهامن المصائب والمتاعب بعدالنبي ص اذابتلي بمالم يبتل بهااالولون واالخرون كميه و كيفته فان المصائب

كماقيل يظهركبيرا" عظيماويدوم صغيرا" حقيرا" فكل شي في العالم يبدو صغيرا"فيكبرالي ان انتهي منتهاهااالالمصائب فانهايبدوكبيرا" عظيما ثم يصغرالي ان

انتهي والمصائب كاالحراق بالنارفان المحترق بالناريصاب بمصائب كثي%%%ره - يعذب باحتراق كل عصب من اعصابه وكل عرق من عروقه من لحم ودم وعظم وغي%ر ذلك ثم يقل االحتراق و يصغرحتي اذانتهي وانقلب الشي اوالشخص كانه لم يكن

وكذلك كانت مصائب فاطمه س فانها ابت%ليت في ايام قليله بعد وفات ابيه%%%ا ببالياعظيمه كبيره لم تظهرمثل هذه الباليا الحد قبلها و البعدها قط فمن اعظ%%%م

المصائب لها وفات ابيهاكماروي انهاقالت في رثاءابيها صبت علي مصائب لوانها212

صبت علي االيام صرن لياليا حتي تقول في بعض اشعارهاتخاطب قبرابيهاب%%ان االرض والحيوه انكسفت وصارت مظلمه بعدوفاتك و غيرذلك فانك بعدالتوج%%%ه

بمقام اب رئوف و دود رحيم و بعدالتوجه بمقام ابنته مثل فاطم%ه س نمت وربت في حجرابيهابعدوفات امها الي ان تزوجت وال اظن انك تجد انسانين في العال%م

يظهرالموده والرحمه والرافه بينهمامثل ما ظهرت بين فاطمه و ابيهاس وروي عنهم ع عن حاالتهم وغربتهم ليله اذ دفنوا رسول الله ص و قعدوا في بيتهم اليرون معهم اباهم يحكون عن حالتهم هذا و يقولون اصبحنا و امسيناكانه السماء تظلنا وال ارض تقلنا يعنون بذلك بانا صرنا غرباء في وحشه و دهشه و في ليله مظلمه دهماء واليقدر ان يتصور احد كيف هم و كيف كانوافي ليلتهم بعد وفات رسول الله االم%ن

يكون مثلهم وفي معرفتهم برسول الله وفي حالتهم التي عرضت عليهم فكان فراق رسول الله لهم ع و السيمالفاطمه س من اعظم المصائب ثم بعد هذه المصيبه العظمي والفاجعه الكبري التي المثلها مصيبه و الفاجعه هجمت عليها الرجال

والرجاله و سلبت عنها حقوقهابالكليه هجمواعليهاو غصبوا حقها و ابعدوا بعلها عن مقام%%ه الخاصه به و هذاايضا" من اعظم المصائب لقدازالواعليا" واالئمه من ولدهاع

عن مقامهم التي رتبهم الله بها و حملواالناس علي اكتافهم و الشك ان فاطمه س كانت بصيره عالمه حكيمه بمايعرض عليها و علي ولدهامن هذه المصيبه العظمي اعني غصب الخالفه وازالتهم عن مقامهم فكانهم قتلوهم مرارا" كثيره و اعظم

القتل قتل الشخصيه قبل قتل الشخص وقتل الشخصيه من اكبرالمقات%ل الن شخص االنسان انمايكون ويقوم بالشخصيه دون شخصه والشخصيه انماهي آث%%%ار المرتبط بالمقام والمناصب فمن قام في مقامه الخاصه به وترتبت وظه%رت علي

مقامه آثاره بحد شخصيته و كيانه وكينون%ته كماكان يكون حيا" ومن لم يقم في مقامه اوازيل عنهاولم يظهرله آثاره المخصوصه به فلم يقم باالثار شخصيته و

عظمته وكينون%ته الالئقه به فكانه مات او قتل و لذلك من ارادان يقتل شخصاعظيماكبيرايقتل شخصيته و يسلب منه آثاره ثم يقتله بتهمه كثيره الي ان

يكفره ثم يقتله الن االنسان انما يكبرو يعظم بمقامه و آثاره الالئق%ه المخصوصه به ثم يصغر و يحقربسلب تلك المقامات واالثار و اذا صغر و حقر يسهل امر قتله

للقاتل فغصبواعن علي ع وفاطمه و اوالدهمامقامهم ثم اتهموهم بماامكن لهم من االتهامات و االفترائات والكذب عليهم فقتلوافاطمه و ولدها شخصيتهاو عظمتها و

آثارها و كينونيتهاحتي ظنوا انهاس الترث من ابيها شيئاو تكون هي و ابوهااهل ملتين والملتان المختلفان اليرثان فكل هذه المصائب العظيمه كالسيل والطوفان

دهمتهاس وافجعتها في اسبوعه واحده فانظر الي عظمه المصائب تعرف كيف صبرها و استقامتها في ذات الله وعدم شكائهاالي غيرالله تب%ارك و تعالي و حقيقه

ما دهمتها التظهراال عن بيانهاوقولهاس حيث اذيقول صبت علي مصائب لوانهاصبت علي االيام صرن ليالها و لوكناشبهنا مثل هذه المصائب والمتاعب بالسيل تسيل

من جبال الكفر و النفاق او بالطوفان تهب بالشيطنه والشياطين هجمت علي اهل

213

االيمان والتقوي راينافاطمه س اول م%ن اصيب بهذالسيل والطوفان فانظرالي بيت علي هجمت عليهاالرجال%ه يقولون اخرجوا الي بيعه خليفه رسول الله او الحرقن

البيت ومن فيهاو فاطم%ه س في ظهرالباب تقول اتحرق بيتي يافالن يقول لها اي والله اال ان تدخلو ما دخلت فيه االمه فيهددهابالناروالحطب ويتهمهابالخروج عن

مله االسالم فيظن ف%%الن ان من دخل%ت في بيعه فالن مسلم ومن لم يدخل فيهاخارج عن االسالم وبيت علي ممن لم يدخل في هذه البيعه فجمهواعلي بيت علي

وهتكوابيت فاطمه س وضربوه%%%%ا اشدالضرب كسروا ضلعا" من اضالعهاو اسقطواجنينها و ماتت حين ماتت و علي عضدها كمثل الدملج بماضربهاقنفذ بامرمن

امره فقتلت هي س شهيده في سبيل الله وف%ي سبيل الدفاع عن امامه االسالم فانهاس اول من دافع عن مقام االمام واالمام%ه بعد رسول الله ص فلم يكن هناك

احد ينصرعلياع فيدفع هوالء الرجاله عن بيته اال فاطمه س فقتلت في سبيل الدفاع عن االمام و االمامه وما اصيب قبل موتهابما اتهمواها بالخروج عن مله االسالم

واخرجوامن يدها ما وهبها رسول الله ص من الحبائط السبعه من فدك في خيبرو قد وهب اياهارسول الله فكان يخرج اليهاخراجها فتنفقها في سبيل الله ثم منعواهاان ترث

اباهاكذبا" علي الله وعلي رسوله اذيكذبون علي رسول الله يحدثون عنه نحن معاشراالنبياء النورث فماتركناه صدقه فهولولي االمربعدنا فظنواانفسهم ورثه رسول الله و منعوافاطمه ارثهامن ابيها الي ان احتجت علي ابي بكرفي قولهاافي كتاب الله يابن قحافه ان ترث اباك وال ارث ابي فاصيبت )س ( باعظم المصائب

الي ان قالت رب عجل وفاتي سريعا" فصبرهاعلي ما اوذيت في سبيل الله و في سبيل الدفاع عن االمام واالمامه من اعظم آثارهاالتي اليمكن هذا الصبراال عن

اولياءالله ومن آثاره العجيبه العظيمه وسياستهاالكبري لحفظ كيان االسالم انهاس لم تشك الي احد مصبائهاالتي اصيبت بها و غصب اموالهاوماضربواهاالي ان قتلوهاوكان يمكن لهاان تدعوالناس الي القيام والدفاع عن حقهاو حق بعلهاو ولدهااذكانت محبوبه

عندالناس و هي من اهل بيت رسول الله ص الوحيده وكانت ريحانه رسول الله ص وكان المسلمون يرون شده حب رسول الله اياها اذكان رسول الله يقبل يديهاو

يقوم عند قدومهااليه وكان يقول فاطمه بضعه من%ي من اذاها فقد آذاني ومن شده محبوبيتها عندالناس ان ابابكر و عمر و غيرهم ممن ظلموهاو غصبوا حقها جائاها

يعودانهافي مرضهاالتي توفيت فيها فلوكانت س تقوم وتشكوال%ي الناس مااصيبت واوذيت بعد ابيهالكان الناس يجيبهاويدافع عن حقهاولكنهاس صبرت علي االذي ولم

تشك الي احد حفظا" لكيان االسالم و وحده المسلمين و علمت بانهالوشكت الي الناس واراهم مااصيبت بهامن المصائب لكان اصبح المسلم%ون متفرقين ف%رقه

يجتمعون حولها يدافعون عن حقها و فرقه يجتمعون حول من ظلمها وغصب حقهافيفرق المسلمون في اول ظهوراالسالم فيفني بتفرقها دين االسالم فصبرت

حفظا" لرعايه وحده المسلمين القامه دين االسالم ولعلهالحفظ هذه الوحده كتمت علي نفسه%%%%ا مااصابتهامن القتل والجراحه مما نكزها فالن بنعل السي%ف حتي

214

اسقط محسنهاو اوصت الي علي ان يغسلهاليال" من فوق ثيابهاو يدفنهاليال" واليعلم احدا" بوفاتهاو دفنها فانهالوكانت غسلت و دفنت بمراي و منظر من نساء المسلمين

لضج المسلمون و لوقع االختالف بينهم يقاتلون بعضهم بعضا" وكانت هذه التفرقه خالف المصلحه فشكت )س ( الي ربهاكماقالت في خطبه في المسجدنع%%%م

الحكم الله والموع%ديوم القيامه والزعيم محمدص فكتمت علي نفسهامصائبهاو اوصت هذه الوصيه لكتمان مااصابهامن المصائب بيدالمنافقين لئاليلعن المسلمون

بعضهم بعضا"ويضرب بعضه%م رقاب بعض فيصبحوامتفرقين في اوائل ظهوراالسالم .

و من آثارها شجاعتها في الدفاع عن حقها وكيفيه احتجاجها آنهاسالم الله لماغصبت فدكهااستاذنت من علي ع ان تاتي المسجد فيحتج علي من

غصب فدك و ماحباهارسول الله ص من حبائط السبعه امتثاال" المرالله تعالي لماانزل عليه قوله وآت ذي القربي حقه فانهاس من افضل مصاديق هذه القربه و

اليوجد احداقرب الي رسول الله رحما" وقرابه و علما"وايمانا" منها علي ماخص الله تعالي رسوله من العلم والحكمه فلذي القربي مصاديق لم يوجد اكمل من ه%%%ذه المصاديق مثل مايكون لفاطمه س .. والقربي فعلي من القرب وهي افعل التفضيل

مونث اقرب تقول هو اقرب الي ثم تقول هي قربي اليه ومالك القربي رسول الله ص فيقابل الناس اليه بالقرابه و العلم و االيمان و الحكمه والتقوي والشجاعه و غير ذلك ممايقرب به احد من احد او بعد منه فاول مصاديق ذي القربي هو االقربيه

بالرحم فاالخ اقرب الي اخيه من ابن االخ اواالخت والعم اقرب الي عمه من ابن العم او العمه فاقرب االنسان الي االنسان رحما" وقرابه ابنه او بنته من صلبه

فهي س اقرب الي رسول الله م%ن غيره الن الغيراماعم لرسول الله او عمته اوابن العم اوالعمه و ساير اقربائه فعلي ع ابن عم لمحمدص و هي بنت له فهي

اقرب رحما"من علي ع ثم االقربيه بااليمان والتقوي فهي س اكمل المومنين و المومنات واتقي المتقين فاليفوقها احد بااليمان والتقوي وهي س كفو لعلي ع من

حيث االيمان و التقوي والعلم و الحكمه والشجاعه فان كان علي ع نفس رسول الله من حيث االيمان فهي س ايضاروح رسول الله ونفسه من حيث االيمان والتقوي كماروي عن الرسول يصفه و يقول وه%ي روحي التي بين جنبي فجعلهاس مقام

روحهاو جعل الله عليا" مقام نفس النبي كما في آيه المباهله ففاطمه س تكافي و توازي عليا" في مراتب تكامل النفس من العلم والحكمه و االيمان والتقوي و هي

كفولعلي كماروي من انه لو لم يكن علي لم يكن لفاطمه كفو من لدن آدم الي يوم القيامه ولولم تكن فاطمه لم يكن لعلي ايضا" كفو و

215

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( هذه الكفويه في جميع مراتب الكمال من العلم وااليمان الم%ن حيث النسب وحده فهي س اقرب الناس واكمل مصاديق القربي

لرسول الله فيجب علي رسول الله ان يودي اليهاحقهاامتثاال" لهذه االيه يخاطبه الله تعالي خاصه يقول وآت ذي القربي حقه و هذه االيه من خصوص االيات المن عمومها و هناك آيه اخري من عموم االيات يقول الله تعالي قل الاسئلكم عليه اجرا"االالموده

في القربي يجب بدالله هذه االيه ان يود كل مسلم ذوي القربي من رسول الله و يجعل مودت%ه خالصه لذوي القربي وآيه و آت ذي القربي حقه خاصه لرسول الله

يام%%ره الله تعالي ويقول و آت ذي القربي حقه فيلزم من ذلك ان يكون هناك حق لذي القربي يجب علي رسول الله ان يوتي هذاالحق فاعطاه رسول الله »ص « الحبايط السبعه امتثاال" المرالله تعالي الله في زمان حيوته و لم يكن الحبايط من تركه رسول الله حتي تدع الورثه بعد رسول الله بان لها حقا فيما ترك الرسول او

يقال نحن معاشر االنبياء النورث بل هي حبوه حباها رسول الله و وهبها لفاطمه في زمن حيوتهافكانت بيد فاطمه في زمن الرسول ص تاخذ خراجها و تنفق في

سبيل الله فكان يجب عليها ان يطلب حقهامن غاصبها فاستاذنت من علي ع ان ياتي المسجد يخاطب الناس في استرداد حقها و الدفاع عن مظلوميتها فاذن لها علي

امير المومنين ع فقامت بلمه من نساء بني هاشم فجائت الي المسجد فنيطت بينها و بين المسلمين مالئه و سترافلمارات المنبر و المحراب ذكرت اباها رسول

الله »ص « ومادهمت المسجد والمحراب من الغربه و الوحشه عن وفات رسول الله »ص « فانت انه اجهش لهاالقوم بالبكاء وارتجت المجلس و صارت كانها صيحه واحده من البكاء عن بكاء فاطمه س ثم سكتت و صبرت هنيئه حتي سكنت نجيش

القوم فطفقت تخاطب القوم بهذه الخطبه العجيبه العظيمه تشتمل خطبته سالم الله عليها علي اقسام من المطالب نذكر تلك االقسام ثم نبينهاعلي مانقدر من

البيان . االولي تحمد الله تبارك و تعالي و تشكره علي ما انعم عليهامن النعم الماديه و

المعنويه . الثاني تشهد بشهاده االخالص و تذكركلمه التوحيد فتصف هذه الكلمه باحسن

صفات و تذكر نتايج يظهر بهذه الكلمه في القلوب والعقول . الثالث تذكر كيفيه الخلق و بدء الموجودات في االرض والسماء و تذكر فيها حكمه

هذاالخلق العظيم و انه تعالي لم خلقها. الرابع تذكر الثواب و العقاب بانها منوطه باالطاعه و المعصيه و تذكر حكمة الثواب

و العقاب . الخامس تشهد برساله ابيهاص تذكر في هذه الشهاده نبذه من عظمه الرسول و سابقته في تقديرالله و حكمه الله تعالي في ابتعاثه اياه و انه تعالي ابتعثه التمام

216

حكمته . تذكر في هذه القسمه نبذه مماكانت االمم عليها من الجهاله و الضالله وتذكر كيفيه وفات رسول الله ص و ان الله تعالي اختارله داراالخره .

و السادس تخاطب اهل المجلس من المهاجرين واالنصار و تذكر في هذا الخطاب ما يجب ان يكون عليه المسلمون من امرالتبليغ و القيام بدين الله واداء امانه

دين الله الذي استامنهم الرسول »ص « ان قال لهم فليبلغ الشاهدالغايب . السابع تذكر لهم نبذه في وصف ما ترك فيهم رسول الله بقوله اني تارك فيكم

الثقلين فتذكرلهم ما كلفهم الله تعالي قبال ماترك فيهم من الكتاب الناطق والصامت تصف هذين الكتابين باحسن وصف وبيان .

الثامن تذكر االحكام من الصلوة والزكوة و الحج و الجهاد و بعض المحرمات والكبايرمن المعاصي تذكرهابحكمه وجوبها و حرمتها.

التاسع تعرفهم نفسها بانهاص من اهل العصمة وال يليق بها ان تقول ما يقول غلطااو شططا و تذكر في هذه القسمته نسبتها و انها ابنة رسول الله .

العاشر تذكر نبذة مما عمله رسول الله من هداية الناس من الجهالة و الضاللة وكسر االصنام و ما كانت الجاهلية عليه قبل ان يقوم فيهم رسول الله ص .

الحادي عشر تذكر نبذة مما كان عليه علي ع في زمن رسول الله ص من الجهاد والقيام بامرالدين خالصا" مخلصا" لله تعالي الي ان قام بجهادة دين الله .

و الثاني عشر تذكر س نبذة مما وقع فيه المسلمون بعد وفات رسول الله ص بانهم كيف افتتنوا و اختطفوابهتاف الشيطان و ضلوا عن طريق الدين القويم تذكر هذه القسمه متعجبا"من ضاللة الناس و انحرافهم و فيهم كتاب الله و عترة رسول

الله . الثاث عشر تذكر نبذه مما اقدمت الشياطين و المنافقين اليه فيما اتهمو اهل بيت

رسول الله من التهم و تحملوا عليهم من االكاذيب الي ان جعلوهم كانهم خرجواعن المله وليسوا علي دين االسالم .

الرابع عشر تحتج علي ابي بكر ترد عليهم ما افتعلوه من االكاذيب علي رسول الله بانه اليورث و اليرثه احد تحتج عليه باي من القرآن يذكر الله فيهاسهم االوالد

من البنين والبنات و ما كان ترث ابناأاالنبياأ من ابائهم . الخامس عشر تخاطب المهاجرين واالنصار و تنكر عليهم سكوتهم و غمض عينهم

عن هذه المظلمه ان تغصب باعينهم حق علي اميرالمومنين ع و حق فاطمه من غصب الفدك و مانحلها رسول الله في زمن حيوته اوترثه بعد وفاته تذكر في هذه

217

نبذه ممادهمت علي الناس وعلي العالمين من المصايب من وفات رسول الله ص تطلب من المهاجرين واالنصاران تنصرواابنه رسول الله ص .

السادس عشريجيبها ابن ابي قحافه يصفها في هذا الجواب باحسن وصف ثم يدعي بانه سمع من رسول الله يقول نحن معاشر االنبياء النورث وانه اخذ ما اخذ

عنهامن االموال من الضياع والعقار يقاتل بهاالمرده من الكفار و تقيم بهاامرالمسلمين .

السابع عشرترد عليه س ماادعي ابن ابي قحافه بانه سمع من رسول الله ص نحن معاشراالنبياء النورث تستدل علي رد ماادعي بايه الفرايض والمواريث .

الثامن عشر يجيبها ابن ابي قحافه عاجزاعن جواب مااستدلت عليها يقوله هوالءالمسلمون بيني وبينك قلدوني ماتقلدت الي االخر.

التاسع عشر تخاطب فاطمه س اهل المجلس ثانيه يوبخهم علي فعلهم القبيح بانهم قلدوا امرالخالفه ابابكر و عاونوه او حملوه علي غصب اموال فاطمه س و مواريثها.

العشرون تلجاءس ايسه من المسلمين ان ينصروها الي قبر رسول الله ص تذكرهناك اشعاراترثي فيها اباهاس .

الحادي و العشرون ترجع عن المسجد الي بيتها و علي ع يتطلع طلوعها عليه ثم تخاطب علياع بماتخاطبه معتذره عما خاطبته ع بهذه الخطابات و ما يجيبها علي ع .

فلنذكر الخطبه الشريفه و شرحها الحمد لله علي ما انعم و له الشكر علي ما الهم تبدء خطبتهاس بحمدالله تقتدي بكتاب الله كما تري يبدء الله تعالي بعض

السور بكلمه الحمد االولي فاتحه الكتاب يقول الحمدلله رب العالمين فكانه تعالي يبدء كل القران وكل مخاطباته بالحمداذالحمد فاتحه الكتاب و يبدء سورا اخري ايضا

بكلمه الحمد كسوره الكهف وسوره الفاطر وسوره االنعام و تقتدي ايضابسنه رسول الله كماروي عنه ص حديث ان يقول في احديهماكل امرذي بال لم يبدءفيه ببسم الله فهوابتر وفي حديث اخري كل امرذي بال لم يبدء فيه بحمد الله فهو

اقطع و كالهما صحيح مروي عن الرسول ص وهوايضاتقتدي في عملهاو بيانها هذا بكتاب الله الن الله في مفتتح كتابه يبدءاوال بالبسمله و ثانيا بالحمد النهم ع ال يتجاوزون القران في اعمالهم و اقوالهم و كذلك فاطمه تفتح خطابها بالحمد

والبسمله اقتداء بكتاب الله فتحمدالله تعالي علي ما الهم تذكربعدالحمد افضل نعم الله تعالي انعم بها علي عبيده و هو االلهام يبدء منه العلم و الحكمه فان

الله تعالي يعلم العبد العلم بااللهام و االلهام امرعام يشمل المومن والكافر بخالف الوحي فانه يشمل المومن فقط الن الوحي بالواسطه او بال واسطه حاله يعرض علي المومن ينتظر من الله تعالي الهدايه فيوحي الله تعالي اليه يهديه بوحيه و يعلم

الموحي اليه بان هذا الكالم الملقي اليه بالوحي اوااللهام هي كالم الله فقط فكما218

يقع بينك و بين انسان اخري تعرفه و يعرفك كالم و خطاب او مكاتبه بالواسطه اوبواسط فتعلم ان فالنااوحي اليك بهذا الخطاب او الكتابه كذلك المومن الموحي اليه ينتظر من الله تعالي بعدماعرفه ان يلقي اليه كالمايهديه و يرشده الي ماينتظر

من الهدايه ولذلك يقول الله تعالي في كتابه ماكان لبشران يكلمه الله االوحيااومن وراء حجاب او يرسل رسوال فيوحي باذنه ... فالوحي في هذه االيه بمعني تلقي العلم

والخطاب من الله تعالي بالواسطه او بواسطه اللملك و االلهام ظهور مايطلبه االنسان من العلم في تفكره و ترويه فان االنسان المتفكر مومناكان او كافرا

كالغايص في البحر يطلب لنفسه جوهره او لولوأه و المتفكر يطلب العلم بتفكراته فيجدالعلم في حاله التفكر واليدري من اوجد هذا العلم في فكره فهذا العلم الموجد

الملقي في فكره يسمي الهاما يقول الكافر علمت و يقول المؤمن الهمت كذلك فااللهام علم يجده االنسان بتفكره فتاره يظن انه هوالذي وجد هذا العلم فيقول

علمت بعدما تفكرت وتاره يظن ان هذا العلم القي في فكره فيقول الهمت علم ان الملهم هوالله تعالي او لم يعلم فالمومن يعلم بان الملهم هو الله و الكافر ال يعلم

فيشكرالمومن علي االلهام ولم يشكرالكافر يحكي المومن عن علمه هذابانه نعمه من الله و يحكي الكافرعن علمه هذابقوله اوتيته علي علم عندي كما يحكي الله تعالي

عن القارون يقول اوتيت هذااالموال علي علم عندي ولم يدر بان العلم افاضه علي المتعلم المتفكر من الله تعالي فانه تعالي يصف نفسه بانه نورالسموات واالرض

و فسر هذه االيه بانه هاد الهل السموات واالرض فالهدايه علم يهدي الله تعالي به المومن والكافر و يقول في موضع اخري كال نمد هوالأ وهوالأيعني انه تعالي

يمدالكافرين والمومنين بالعلم او بالمال و غير ذلك فااللهام اعم من الوحي والوحي اخص من االلهام و بينهما عموم مطلق .

فتذكرس افضل النعم و هي العلم تذكرالحمد قبال االنعام والشكرقبال االلهام تقول )الحمدلله علي ما انعم و له الشكرعلي ماالهم ( فتدلنابذلك علي ان الله تعالي يحمد باالنعام ويشكر بااللهام فااللهام في هذا المورد هو العلم و الحكمه يظهر بتعليم الله

تبارك وتعالي فان الله تعالي يعلم االنسان كمايقول علم ادم االسماء كلها ويقول خلق االنسان علمه البيان و غيرذلك فيحمد تعالي عقيب تعليم العلم والحكمه و العلم

و الحكمه هي التي يحمل االنسان علي ان يحمد ربه الن العالم يري الله محموده الصفات و االفعال و يسبح الله علي كل فعل منه و علي كل مشيه واراده كان هذا

الفعل من نوع االنعام ينعم به علي عبيده او من نوع االنتقام يعذب الكفره الفجره فيحمد علي كالهذين الفعلين من الوعد و االيعاد الن كالهما يجري في مجريه

الواقعي فيعذب من يستحق العذاب بحيث لولم يعذب و يرحم عليه كان سفها و عمال علي خالف الحكمه وينعم علي من يستحقه النعمه بحيث لولم ينعم عليه كان سفها و

عمال خالف الحكمه و المصلحه فيدلناقولها هذه ان الحمد ينشا اوال من العلم والحكمه و يكون الله مستحقاللحمد من حيث انه محموده الصفات واالفعال وانه اليفعل فعال اال علي وفق الحكمه يعذب من يشاء و يرحم من يشاء فيحمد علي

219

التعذيب و الترحيم . واماالشكريظهر قبال االنعام فنشكره اذا انعم علينا ونحمده علي انه محموده الصفات و االفعال فال يحمد غيره تعالي من حيث ان الغيران كان

يعمل باراده الله فقد ينسب فعله و عمله الي الله كمثل اعمال االنبياء و االولياء فمن اطاعهم فقد اطاع الله و ان كان هذا الغير يعمل بمشيته و ارادته فاليمكن ان

يكون عمل هذاالغير موافقا الراده الله و حكمته بحيث اليكون مفرطا و ال مفرطا فمثل هذه االفعال محكوم مردود في علم ا لله تعالي فالينبغي ان يحمد الفاعل علي فعل اليكون موافقا للحكمه والمصلحه واما الشكر اعمال و افعال يظهرمن العامل يشكربه ربه فان الله تعالي اذا انعم علي عبديجب ان يري اثرنعمته عليه فان انعم علي احد بالمال و الثروه يجب ان يري اثر هذه النعمه عليه بالبذل واالنفاق او اذا

انعم علي احدبا لعلم والحكمه يجب ان يري اثرالنعمه عليه بالتعليم و الهدايه و يجب العمل عقيب العلم و الحكمه . ثم تقول بعد الشكرعلي االلهام .

)والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها و سبوغ االأاسداها.( فتثني ع ربهابالثناء قبال ماقدم الله تعالي عليهامن النعماء الوافره و االالء السابغه فتقول من عموم نعم ابتداها و النعم االبتداييه من الله تعالي هوالذي ينعم علينا قبل

ان نطيعه و نعبده فيفيض علينا من رحمته الرحمانيه و االالء السابغه قبال النعم هوالعلم و الحكمه و الهدايه و االيمان و التوفيق فان الله تبارك و تعالي يقول

في كتابه ولمن خاف مقام ربه جنتان يرزق عباده و ينعم عليهم من جنتين احديهما العلم والحكمه واالخري النعمه واللذه فانه تعالي يرزق البهايم والسباع و اليعلمهم

العلم والحكمه فالينفعهم هذه اللذايذ دون العلم والحكمه . واللذه انما يكون لذه اذا كان في شعاع العلم و الحكمه فاذا علمك الله تعالي علما ثم رزقك رزقايمكن لك

ان تقول انعم الله علي او يقول الله تعالي انعمت عليك النك تشرب وترتوي او ترزق و تغتذي من جنتين جنه يحصل لك بها العلم و االخري يحصل لك بها النعمه

واللذه فتريها سالم الله عليهاتذكرنعم الله تعالي عليها اثنين تقول من عموم نعم ابتداها و سبوغ االء اسداها تذكر االالء مع النعماأثم تذكر بانها.

)جم عن االحصاء عددها و ناي عن الجزاء امدها.( فتذكرالناس كثره نعم الله تعالي من حيث العدديه واالمديه فالعدديه اشير بها الي

احصاء النعم و تعدادهاالموجود في العالم و االمديه اشير بها الي تواتر نعم الله تعالي علي االنسان و توافرها الي االبد فتقول جم عن االحصاء عددها اي ال يقدر

االنسان علي احصاء نعم الله تعالي و تعدادها بالعدد النها فوق االحصاء وفوق االعداد واالنسان ال يقدر علي ان يفوق العدد وانما يفوق العدد خالقها فقط ولذلك قيل بان االعداد غير متناه في عدديته و االنسان من حيث انه يحصي االعداد متناه فال يبلغ

المتناهي الغير المتناهي وانما يفوق غيرالمتناهي من يكون في وجوده و علمه غير متناه و هو الله تبارك وتعالي . و هناك في بيان احصاء النعم يظهر سوال و جواب

220

كان قائال"يقول ماهي االعداد من النعم اهي اعداد موجود او اعداد مقدره في علم الله تعالي فان قلت انها اعداد موجوده فالموجودات من االعداد متناه في تعداده

والمتناهي يمكن ان يعدد او يحصي الي اخرها فكيف اليقدر االنسان ان يفوق المتناهي من االعداد و ان كان كثيرا و ان كان المقصود من اعداد النعم الموجود و

المقدر كالهما فهي غيرمتناه في علم الله تعالي اليقدر االنسان ان يفوق الغيرالمتناهي . و الجواب عن هذه السوال نقول سلمنا المقصود من اعداد النعم هي الموجودات والمخلوقات من نعم الله تعالي علينا و هل يقدر احد ان يحصي

هذه الموجودات في كثرتها فهل تقدر ان تحصي او تعدد ما خلق الله في وجودك من النعم من اجزائك و اعضائك و ذرات وجودك او هل تقدر ان تحصي ما خلق الله

لك في خارج وجودك المالزم المتصل بوجودك مما في االرض اوفي السماء فان ما خلق الله لك في وجودك و في خارج وجودك في االرض و السماء كلها لك و ان كان

متناه في عدديته و معدوديته اال ان االنسان ال يقدر ان يبلغ بعلمه و قدرته هذه الموجودات ولذلك تقول »س « جم عن االحصاء عددها يعني بذلك ان اعداد النعم يفوقك وان كان متناهيا في عدديته والسيما احصاء هذه االعداد فان االحصاء غير التعديد فالتعديد بمعني ان تشير الي كل واحد و تقول واحد اثنان ثالثه اربعه الي

ماتبلغه واالحصاء بمعني تعديدكل عدد بمشخصاتها كان تقول هذه الشجره في مكان كذا و في زمان كذا طوله كذاو عرضه كذا و اوراقه و اغصانه كذا و ثمراتها و ساير

مشخصاتها. فكل عدد في االحصاء اعداد كثيره و ان كان في التعديد عدد واحد فاليمكن الحدان يفوق اعداد المخلوقات بمشخصاتها و احصائها و ان كان يدوم

عمره الي االبد و لذلك نري ربنا تبارك و تعالي خص احصاء الموجودات و المخلوقات بنفسه ودلنا علي انه تعالي هو الذي يقدرعلي اعداد المخلوقات واحصاأها فقط و اليقدر عليها احد غيره يقول في ايه من سوره مريم ان كل من في السموات

و االرض االاتي الرحمن عبد القد احصيهم و عدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامه فردا.فيذكرنا هذه االيه في الكتاب و هذه الجمله في لسان فاطمه س بان الموجود من اعداد النعم و ان كان متناهيافي عدديته يبدء من االول و ينتهي الي االخر اال ان االنسان اليقدر ان يفوق هذه االعداد و ان الذي يفوقها هو الله تبارك وتعالي فعلي

ذلك يكون المعدود من االعداد والمخلوق من المخلوقات متناهيا في عدديته و ال يمكن ان يكون غير متناه النها عدد و كل عدد معدود و كل معدود محدود و

المحدودينافي الاليتناهي فاذا قلت ان ما خلق الله تعالي من االعداد غير متناه جمعت بين النقيضين اليمكن واليجوزا وكل ما خلق عدد و العدد متناه فالموجود من

الخاليق متناه النها معدود محدود ولكنها يجل عن االحصاء باالنسان و انما يحصيهاالله فقط النه بوجوده محيط غير متناه .

ثم تقول ع ناي ما انعم الله تعالي علينا عن الجزاء امدها فتدلنا سالم الله عليها في هذه الجمله العزيزه العجيبه العميقه بان االنسان ال يقدر ان يشكر ما انعم الله عليه

ال مديه هذه النعم و ابديتها و كلمه ناي من الناي ناي يناي بمعني الخروج عن حد221

الشيي والجزاء في هذا المورد بمعني مجازات نعم الله بالشكر فمن شكر ما انعم الله عليه كانه جزي ربه و اعطي ربه جزاء نعمته و هذا كما يسلم عليك انسان فتجيبه بالسالم فلو اجبته فقد جازيته فمن شكر ماانعم الله عليه كانه اجاب سالم الله تعالي عليه فكيف يمكن لالنسان ان يشكر ما انعم الله تعالي يجازيه به و هذا الجزاء و الشكر ممتنع من جهتين االولي عدم قدره االنسان علي احصاء النعم كما

ذكرنا و الثاني ان نعم الله تعالي يدوم علينا فكل نعمه متصله دايمه الي االبد و اليبلغ العدد االبد فكل شكرمنك تشكره عدد من النعم و ما ينعم الله عليك عدد

اخري متصله باالبد كما تقول س ناي عن الجزاء امدها فتدلك علي عجزك ان تشكر نعم الله عليك يقول االمام زين العابدين ع كلما شكرتك و حمدتك يجب علي ان

اشكرك بهذا الشكر و الحمد ثم اشكرك بهذا الشكر الن هداالشكرالذي شكرتك به نعمه منك تنعم بها علي فكيف يمكن لي ان اودي حقك بالشكر واليمكن الحد ان

يحصي نعم الله تعالي عليه او ان يشكره . ثم يقول

)و تفاوت عن االدراك ابدها( يعني بذلك ان ابديه النعمه و امديتها عليك يفوتك عن االدراك و التفاوت من الفوت

متعديه يعن تقول فات هذا المعني عن ادراك االنسان الن االدراك عدد وعمل محدود والنعم الموجوده و المقدره غير متناه فال يبلغ المتناهي الغير المتناهي كما

قلنا. ثم تقول

)وندبهم الستزادتها بالشكر التصالها و استحمد الي الخاليق باجزالها وثني بالندب الي امثالها.(

فكلمه الندب في هذا المورد بمعناها المشهوره و هوالمندوب قبال الواجب تقول هذا واجب و هذا مندوب فالواجب ما الزمت اوالزم غيرك علي العمل به و البدلك

ان تجيي به وااليكن امرك او عملك ناقصا و الناقص كالمعدوم والمندوب بعكس ذلك لم تلزم بالعمل به و لم يكن غيرك ملزما باالتيان به ولكن العمل به اواالتيان به محبوب مطلوب والواجب والندب كما يكون في االعمال تكون في الهبات و العطيات

فهبة واجبه يجب عليك ان تهبه كمثل الزكوات وهبه اخري مستحبه وكذلك الهبات والعطيات من الله تعالي تكون واجباومند و با فهبه الواجبه يوصف بالرحمه

الرحمانيه وعطيته المندوبه او المستحبه يوصف بالرحمه الرحيميه فيجب علي الله تعالي في حكمته ان يخلق الخلق كما تري و يرزقهم الي ان يبلغوا حلومهم و

ادراكاتهم يعرفون ببلوغهم الخير والشر فيعملون الخيرو يتركون الشر فعلي الله تعالي ان يفيض علي الناس بخلقهم وارزاقهم الي ان يبلغوا ويكملوا و يختاروا اما

222

الكفرا و االيمان ثم بعد ذلك يفيض عليهم بالعلم و العقل و المعرفه و االيمان و التقوي في الدنيا و يتبعها نعمه تعالي في االخره فمايترتب علي االيمان والتقوي ثم يتلوهانعم الله تعالي في االخره فهي من الرحمه الرحيميه يعطيها من يشاء و يمنعها عمن يشاء و مابه يخلق و يرزق في الدنيا من رحمته الرحمانيه يعطيه كل احد من خلقه مومنا كان او كافرا.فتذكرنا موالتنا فاطمه س في هذه الجمله بان الله وعد عباده بان يزيد هم فيما انعم عليهم في الحيوه الدنيا بما ندب عليهم من االعمال

المستحبه يترتب عليهانعم الله في الدنيا واالخره فمن عمل بالمستحبات كالنوافل و االذكارو االوراد المستحبه فقد شكر ربه فيما انعم عليه بالدين والتقوي و من شكر

ربه يزيد الله تعالي بهذا الشكر نعمه عليه كما يقول الن شكرتم الزيدنكم . فالمستحبات من االعمال و االخالق انماندبها ربنا الينالنعمل بها فيزيد علينا مما

يفيض علينا من النعم في الدنيا و االخره . ثم تقول :

و استحمدالخلق باجزالها. واستحمدمن باب االستفعال بمعني طلب الحمد يعني بذلك ان الله تعالي طلب من

عباده ان يحمده والحمد فوق الشكر كما ذكرلك والحمد تطلب المعرفه بالله تعالي فمن عرفه حق معرفته يحمده كما هو اهله فال يقدر ان يحمد الله تعالي من لم يعرفه باهليه الحمد وليس الحمد ذكر اللسان فقط بل هو ذكر يجري علي اللسان

من طريق المعرفه بالله والخشيه منه فلو عرفته بالعلم والحكمه و القدره وادركت عظمته و حصل فيك الخشيه منه تقدر ان تحمده النك تعرفه بانه تعالي محموده الصفات و االفعال التنكر عليه شي ءا فيما يقدرعليك تحمده في البالء كما تحمده

في الرخاء و ال تفرق بين ان يمنعك ربك شيئا اويعطيك النك تجده محمودا في المنع و العطاء و تعلم بان كال هما عطاء لك فلو منعك عن شيئي افاض لك علماو معرفه

بمامنع عنك ثم يفيض عليك بهذا العلم والمعرفه اكثر واعلي ممامنعك . فالشاكر يشكرالله و ان لم يعرفه ولكن الحامد اليحمد الله االبعد بعدان عرفه فهو تعالي

يطلب الحمد من العباد يطلبه بالحمد و المعرفه فمن حمده تعالي يجزل الله تعالي له بالنعم واالجزال بالنعمه غيراعطاء النعمه . الجزاله والجزيل واالجزال نعمات

مطلوبه كريمه فوق هذه النعمات المعموله المتداوله وانما يجزل الله تعالي بالنعم الخواص من عباده المكرمين . و عليك بقرائه االيات في سوره الرحمن او الواقعه

فتري كيف باين الله تعالي بين ما اعطي عباده المقربين المكرمين و ما يعطي غيره من عباده المستضعفين المتوسطين فانه كما يقال المعروف بقدر المعرفه . فتري في بيان فاطمه س تستعمل كلمه الزياده قبال الشكر و كلمه االجزال قبال الحمد

فمن حمده تعالي اجزل الله تعالي عليه بالنعمه يعني يعطيه بالنعم فوق ما هو معروف متداول و من شكره تعالي زاد الله تعالي له من النعم يعني يعطيه من

النعم ما هو معروف متداول . ثم تقول : ثني الله تعالي بالندب الي امثالها. و كلمه ثني 223

من التثنيه و هي بمعني التضعيف و التضاعف يعني انه تعالي وعد عباده ان يكرر عليهم النعمه باعمال المستحبه وياتي اليهم بالنعم اضعافاوامثاال كمايقول في كتابه عطاء غير مجذوذ. اوغير مقطوع يعني انه تعالي يفيض عليهم النعمه متصال مرتبطا

غير مجذوذ و ال مقطوع . ثم تقول س :

)واشهد ان الاله االالله وحده ال شريك له كلمه جعل االخالص تاويلهاو ضمن القلوب موصولها وانار في التفكر معقولها الممتنع من االبصار رويته و من االلسن صفته و

من االوهام كيفيته .( فتذكرس كلمه الشهاده و نتايجها في الموحدين . فانهاس ال تذكر

في خطاباتهاحكمااالبحكمتها وال اصال اال بفروعها المتفرعه عليها و ثمراتها اللتي يظهربها. و من هذه االصول المنتجه شهاده الاله االالله فالشهادتين لهما وجه حكمي

امرالله تعالي كل مسلم ان تشهدبهماو اليقوم االسالم اال بالشهادتين ثم لهذين الشهادتين وجه علمي عقلي اليدركه االالعلماأ والخواص من الناس كما

يقول الله تعالي : انما يخشي الله من عباده العلماأ.فتذكرس الشهاده بوجهه العلمي واللبي فتقول اشهدان الاله اال الله وحده الشريك له كلمه جعل االخالص تاويلها.. تذكر

الشهاده بمعناه التفسيري العلمي والتاويل و تاويل الكلمات مايوول اليه بالتلفظ فكان كل كلمه بذراو اصله تنموو تظهربها ثمرات العلم و الحكمه فيوول البذر الي

الثمرات والثمرات تاويل الشجره الن الشجره بنمائهاوحركتها التكاملي توول اليه فتذكرلنا تاويل كلمه الشهاده تقول : كلمه جعل االخالص تاويلها..يعني التنفع لك كلمه الشهادتين اال باالخالص فاذا اخلصت نفسك و اعمالك لله تعالي تصل بهذا

االخالص الي معني كلمه الشهاده فالشهاده تنموو تثمر باالخالص فاذاقلت اشهدان الاله االالله يجب عليك ان تجعل نفسك خالصا اللهك الذي شهدت بوحدانيته حتي تجد بهذه الكلمه ثمراتها و نتائجها. فاالكتفاأ بذكر اللفظي فقط دون ان تعبد ربك مخلصا

اليكون لك نافعامنتجا فما اكثر المسلمون يتكلمون بهذه الكلمه و هم في جهلهم وسفاهتهم واعمالهم شر من الكافرين .

ثم تقول : ضمن الله تبارك وتعالي القلوب موصول هذه الكلمه .

الموصول من الوصل اي يصل الله تعالي باالنسان الي معني هذه الكلمه او يصل هذه الكلمه بقلب االنسان الي الله فالقلب موصول وكلمه الشهاده واصل يعني

بذلك ان كل شيئي وشخص مما هوفي العالم يصل بك اوتصل به بالبدن . فالمال و االوالد متصله ببدنك و فكرك و كذلك سايراالشياء واليصل شيئي منها الي قلبك اال

الله تبارك وتعالي فانه تعالي معنا و محيط بنا من خارج وجودنا ومن باطن وجودنا224

وهوالقلب اليصل الينابالمقارنه كوصول االشياء اواالشخاص والينفصل عنابالمزايله كزوال االشياء و االشخاص بل هو تعالي يصل الينا ونصل اليه باالحاطه الوجوديه . فهو محيط بقلوبنامن خارجهاوداخلها و قلوبنا تصل اليه كذلك من خارجها و داخلها

وظاهرها و باطنهاان كان لقلوبنا ظاهر و باطن .فالقلوب موصوله بوجود الله تعالي و ارادته او هوتعالي واصل بقلوبنا وجودا و اراده من غيران يكون هو تعالي جزء في

قلبنا او قلبنا جزئا في وجوده بل االنسان بقلبه متصله بربه اتصاال وجوديا من غيران يكونا شيئاواحدااو شيئين بينهما بين و زوال .

ثم تذكرس قسما اخري من ثمرات الشهادتين فتقول : انار في التفكر معقولهاو كلمه انار من النور من باب االفعال وكلمه النور و النار من لغه واحده . فكماان النور

والنار متالزمان في ظهورهما مامن نار اال و لها نورو مامن نور االولها ناركذلك جعلهمامتالزمين في لغتهما و التلفظ بهما فقالوا نار و نور انار ينير نائراونائره فالنار بظهورها و شعائهايسمي نورا و بوجودها و حركتها يسمي نارا فتقول س انارت هذه الكلمه معقولها في الفكر يعني بذلك اذاتفكرت في هذه الكلمه تستضي أ بها وتتنور

بها فكرك و عقلك . فان مثل العقل في القلب مثل السراج في البيت وكما ان السراج تكثر بالضياء والنور فتعلو وتكثرنورها كماو كيفاكذلك عقل االنسان تكثر و تنمو و تضيئي كثره الي ان تبلغ شمسامضيئه . فتجعل س كلمه الشهاده الستكثار نور العقل بها و االستضائه بهابمنزله الزيت في السراج فكماان بالز يت يتسرج السراج

و تكثر نورهاكذلك بكلمه الشهاده والتوحيد تكثر نور العقل و تستضيئي بها فتنيركلمه الشهاده العقل ضيائا و نورا و حركه الي ان يبلغ الكمال .

ثم تذكرس نبذه في وصف الله تعالي و عظمته تقول : تمتنع من االبصاررويه الله . فان الله تعالي ال يري بالبصر و البصيره كالهما فال يكشف بالنظر والبصر كساير

الموجودات و ال يري كسايرالمخلوقات و المعقوالت بل هو تعالي فوق العقل واالدراكات محيط بها و التصل المحاط المحيط يقول الشاعرفي وصف هذه االمتناع

بالفارسي : بذات پاكش خردبردپي اگررسد خس بقعردريا. ثم تقول : و تمتنع من االلسن صفته و من االوهام كيفيته .. فان الوصف والتوصيف تابعتان للدرك و التعقل فلو عقلت شيئاوادركته و صفته و اذا لم تدركه لم تقدر ان

تصفه فكما اليدرك الله بالعقول واالبصار اليوصف بالعقول واالبصاركذلك يمتنع علي االوهام ان يدرك كيف الله تعالي في وجوده . فالوهم في هذا المورد بمعني التفكر و

التعقل وروي عن االئمه ع يقولون كلما تصورتموه باوهامكم في ادق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود اليكم و الله تعالي غيرذلك ولعلك تقول تثبت س في هذه الجمله بان لله تعالي كيفيه و لكن ال يدرك االوهام كيفيته و هذا خالف ما عليه

الموحدون ان يكون لله كيفيه النه يقال في وصفه : كيف الكيف والكيف له . فنقول في جوابك انه تعالي ال يكون له كيف في ذاته و وجوده ولكن لوقابلته الخالئق لكان

225

لكل واحد منهما كيف خاص فاليشبه الخلق و اليشبهه خلقه و ال يمكن الحد ان يدرك هذه الكيفيه النه ال يقابل الخلق و اليقابله خلقه .

ثم تذكرس ابتداء الخلق و تذكر فيها معاني عميقه و عجيبه التصلها و التدركهااالذوي االلباب و العقول الكامله تقول :

)ابتدء االشياء المن شيئي كان قبلها و انشاها بالاحتذاء امثله امتثلها كونها بقدرته وذراها بمشيته من غيرحاجه منه الي تكوينها و ال فائده له في تصويرها االتثبيتا

لحكمته و تنبيها علي طاعته و اظهار القدرته و تعبد البريته واعزازا" لدعوته ثم جعل الثواب علي طاعته و وضع العقاب علي معصيته ذياده لعباده عن نقمته و

حياشه منه الي جنته ..( فمن اهم المسائل الحكميه التي عجزت عن دركها العقول و االوهام ارتباط الخلق

بمبادئها و ظهور المبادي ال من شيئي و بالسابقه . ظهور الشيئي ال من شيئي او خروجها الي العدم من اغمض المسائل و لعلها من المسائل التي يخص علمها بالله

تعالي وباالئمه ع و تكون خارجه عن حيطه العقول و االوهام . فان درك بعض المسائل من الممتنعات بتعقل االنسان و تفكره و ان كان سهالبتعليم الله تعالي .

فمن هذه المسائل رويه الذات بالبصر اودركها وتعقلها بالبصيره و العقل . فاعجزت االئمه االنسان عن التفكر في هذه المسائل و اخبروا بانهم الينالون بتفكر هم ذات

الله و وجوده فقالوا تفكروا في صفات الله و ال تتفكروا في ذات الله . ويقول الله تعالي : ال تدركه االبصار و هو يدرك االبصار. وليست االبصار في هذه االيه

بمعني الرويه بالعين بل هي بمعني الرويه بالعقل الن العين تري و ال تدرك و العقل تدرك والتري .فلوكانت االبصار بمعني البصرلكان يجب ان يقول التريه االبصار وقال

التدركه االبصار فاالبصارالمدركه هي العقول و االوهام . و من جمله المسائل الممتنعه دركها بادراك االنسان ظهور الشيئي اواال شياأ ال من

شيئي . يقول االمام باقرالعلوم ع فيما روي عنه في البحار: لن يخرج االشياأ من العدم االالله و لن يخرجه الي العدم االالله و لن يجعل الشيئي شيئااالالله . فيخبربان

هذه المسائل من الممتنعات دركاو فعال اذ يقول ال يخرج االشياأ من العدم اال الله . و هناك بحث يجب ان يذكر ثم يذكر ما يتلوه من المباحث و هي ان يقال

هل االنسان يقدر مايعلم او يعلم مايقدر او االنسان يعلم ما اليقدر عليه او يقدر ما ال يعلمه فهذا اربعه مسائل يقال هل العلم و القدره متالزمان فيقدر االنسان ما يعلم او احدهمايسبق االخري فاليقدر االنسان كل ما يعلم و يسبق العلم قدرته اوال يعلم

االنسان كلمايقدر فيسبق القدره علمه . فاالخيره ممتنعه النه اليمكن ان يفعل االنسان اويقدر علي ما اليعلمه فكل شيئي يقدر االنسان عليه يعلمه و العلم اساس القدره كما ان الجهل اساس العجز فال يفعل االنسان شيئا صغيرااوكبيرااالوقد قدر عليه بعلمه العلم والقدره متالزمان و يقدم العلم علي القدره و الفعل اوالعمل يتبع

226

العلم فالعامل يعلم ثم يعمل . ثم يقال هل االنسان يقدر علي كل ما يعلم فيكون العلم والقدره متساويين متالزمين فما علمه قدرعليه و ماقدرعليه علمه فانا نري

بالضروره ان االنسان ال يقدر علي بعض مايعلم من المسائل فلعل االنسان يعلم كيفيه العروج الي السماء والهبوط عنهااو يعلم كيفيه النشاه والنماء فيعلم كيفيه

نبت االشجارو النباتات واليقدر ان ينبت نباتا اوينمي شجره فهناك يتاخرالقدره عن العلم و يسبق العلم القدره . ولك ان تقول عجزاالنسان في هذا الموارد عمايعلم

انما هي من حيث اليكون عنده من االسباب اللتي يتسببها الي فعل ما يعلم . فلوكانت الوسائل بايدينا كما هي بيدالله تعالي يمكننا ان نرقي الي السماأو نهبط

عنها او نخرج النباتات و االشجار من التراب و غير ذلك كمعراج نبيناص الي السماء و احياء الموتي بيدالنبيين و ساير المعجزات . فعلي هذا يمكن ان يقال بتالزم

العلم والقدره فكل شيئي علمه االنسان يقدر عليه و كل مايقدر عليه يعلمه . فنري في هذا الحد يث يخص االمام ع اخراج الشيئي ال من شيئي واخراجها الي ال شيئي و

جعل الشيئي شيئا بالله تعالي فقال :لن يخرج االشياء من العدم اال الله و اليخرجه الي العدم اال الله . فيمكن ان يقال عجز االنسان عن فعل هذه االفاعيل دليل علي

جهل االنسان بكيفيه هذه االفعال . فلو علم االنسان كيف يخرج االشياء من العدم قدران يخرج الشيئي من العدم فلما لم يعلم لم يقدر و الفالسفه كلهم انكرواخروج

الشي المن شيئي و جعلوامبادي االشياء وجودا ازليا و خروج االشياأ عن هذه المبادي حادثا مخلوقا فقالو بازليه المبادي وابديتهاو حدوث مايخرج من هذه المبادي . قالوا بازليه الوجود و حدوث المهيات عن هذاالوجود و انماقالوا ذلك النهم انكرواخروج

الشيئي المن شيئي فقالوا ان قلنا بان العدم انقلب وجودا فمحال ان ينقلب العدم وجودا او ينقلب الالشيئي شيئا ولو قلنا بان االشيائ خرج من العدم فقد اثبتنا بان

العدم مبدأ الوجود و ان العدم كان و كينونه العدم مناف لعدميته فكيف يكون العدم مبدأ للوجود و كيف يخرج الشيئي من الشيئي فهي ايضا محال ممتنع و لو قلنابان

مبدأ االشياء كان في االزل و هو غير الله تبارك و تعالي فقد اثبتنا بان هناك شيئين قديمين ازليين و يشكل علينا هناك ابحاثا" ممتنعه و هو تزاحم المبادي اوالوجودات

اوتحديد بعضهابعضا و تخصيص كل شيئي بمكان يخصه وهذه التحديدا و التزاحم ينافي وجود الله تبارك وتعالي فانه مطلق غير متناه ازلي

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( ابدي مالأ في وجوده غير خالأفال يدخله شيئي و ال يدخل في شيئي ليتزاحما. ثم هناك يظهرمشكل آخر وهو ان قلنابان مبدأالموجودات

ازلي ابدي مثل وجودالله تعالي يكون هذا المبدأاالزلي غيرمجعول و غير مخلوق باراده الله مستغن عنه و كل ما يكون مستغن عن الله اله في نفسه يلزم ان يكون شريكالله و هذا خالف . فيقول الحكيم السبزواري الحاج مال هادي في بحث اصاله

227

الوجود و الماهيه لو قلنا بانهما اصالن مستقالن غير متفرع بعضها علي بعض لكان يجب علينا ان نقول بان هناك اصلين قديمين ازليين مستقلين و هذا شرك ال يقولها

احد. فاثبتت الفالسفه هناك اصال قديما ازليا سمته وجودا او الها وربافجعلوه مبدأ لما يظهر منه المهيات و الموجودات فاشكل علي الفالسفه درك هذه الحقيقه و هو

خروج الشيئي المن شيئي انكروهااشداالنكار فقالوا الحوادث انما هي بالمهيات والعوارض البالحقيقه والمبادي . فال بدلنامن اثبات ايجاد شي ء ال من شيئي و عدم

تزاحم االشياأ و تعانيها وجود الله تعالي طبقالما يشير اليه القران و المعصومون و هذه الجمله في خطابتهاس مكرره في لسان االئمه ع وهو ايجاد الشيئي المن شيئي .

و بعضهم من الفالسفه يقولون المنظور من ايجاد الشيئي المن شيئي هو ايجاد الصور و المهيات و الذوات الايجاد الوجود التي بها ومنها ينشاأالصور و المهيات

فقالوا علي ذلك باصاله الوجود و اعتبارالمهيه . والمنظور من الوجود مايوجد به الشيئي و يسمي من العلل االربعه بالعله الماديه والمقصود من المهيات هي

مايكون به الشيئي شيئا الن شيئيه الشيئي بالمهيه والصوره البالوجود و المبادي مثال بم تقول هذا شجر و هذا حجرو هذاانسان وغيرذلك بم يكون الحيوان حيوانا و

االنسان انسانا فتعرف ان كل ذلك بالمهيه والصوره . يسمي انسانا بما خلق و صنع انسانا في ذاته و صورته و يسمي حيوانا او شجرا كذلك بهذه االرواح والتركيبات و

التصويرات . فكما ان اللبنه ال تكون لبنه والبناأ التكون بناأ خاصا االبهيئه المخصوصه كذلك االنسان و الحيوان وغيرذلك من االشياء ال يكون شيئا االبهده التصويرات

والتركيبات وجعل الذوات والمهيات . لعله الي ذلك يشير قول الله تعالي اذ يقول و كل شيئي عنده بمقدار يعني به ان شيئيه كل شيئي بهذه التصويرات والمقادير. فلو رجع االنسان الي التراب اليكون انسانا او اللبنه الي الطين اليكون لبنه فبهذه الهيئه والتصويرات يكون الشيئي شيئاو بهدمها و ارجاعها الي ما كان يهدم شيئيه الشيئي . ويسمي شيئيه الشيئي في عرف اهل الفلسفه بالمهيه فقالوا شيئيه كل شيئي بمهيته

البوجوده .ثم قالوا ان الشيئي بمهيتها يري و يدرك وبوجودها اليري وال يدرك الن الوجود ان لم يظهراو يتظاهر بمهيته مخصوصه اليري بالذهن والبالعين وقالوا بان

كل شيئي بمهيتها حادث و يبدء المن شي ء و بوجودها شي ء قديم ازلي فوجهوا مثل هذه الجملة في لسان فاطمة »س « ) ابتدا االشياء ال من شي ءكان قبلها( بان

المهيات و الصور امور ذهنيه اعتبارية ال حقيقه لها و ال وجود لها في الحقيقه انما هي الوجود يظهر بهذه الهئيه و المهيته فالطين ينقلب لبنة و ال يزيد علي طينتها

شي ءو البحر ينقلب قطرة و بخارا و اليزيد علي مائيتها شي ء و ال ينقص فالقطرة و اللبنه بهذه الهئيته امر عدمي اعتباري يتصوره االنسان بفكره و ذهنه و ال وجود لها

حقيقي واقعي فبهذه المهيه و الشئيته خلق ال من شي ء وكذلك كل شي ء من االشياء هذا قولهم كانهم غفلوا عن حقيقه هذه الجمله في لسان االئمة و ما يتفرع عليها من االشكاالت و اال بهامات التي ال تقبلها العقول السالمة و غفلوا عن جملة اخري يتبع هذه الجملة يشير بها الي صور االشياء و مثلها او ماهيتها تقول )ع ( و بال

228

احتذاء امثلة امتثلها ان يصور الله هذه التصويرات و يمثل لكل شي ء تلك المثل بال احتذاء اي صور الصور ال من شي ء صورة كان قبلها و اال حتذاء من الحذاء و منها المحاذات و هي ان يوخذ الصورة من الصورة و يؤخذ الحدود من الحدود و يجعل

مهيه قبال مهيه اخري و ينشاء الصورة الثانيه علي حذاء صورة قبلها فاذا اردت ان تصنع شيئا اخذت رسمها و صورتها من شي ء قبله كانك انشأت الصورة من صورة

قبله حاذيت بتلك الصورة صورة كانت قبلها و هذه الصور يسمي في عرف اهل الهندسه و الرياضيته بالنقوش و الرسوم تحكي »س « في هذين الجملتين بان

االشياء ال سابقه لها و ابتدء المن شي ء بوجودها و مهيتها فلم يكن لهيئة العالم و العالمين مثاال" يأخذ الله تعالي شيئيته كل شي ء و صورتها من االمثله و كذلك لم يكن لظهور االشياء اصوال" ازلية يخلق الله تعالي مايخلق من هذه االصول فقولها س ابتدأ االشياء ال من شي ء كان قبلها و انشأها بال احتذاء امثلة امتثلها يشير بها

الي ان االشياء ال سابقة لها من حيث المهئية و الوجود فاوجد الله تعالي مبادئها ال من شي ء و صورها علي ما يشاء دون ان يحاذي صورة كل شي ء و مهيتها و

هندستها برسم وصورء كان قبلها مما سوي الله من الخاليق و العجايب في االرض و السماء ال سابقه لها من حيث الوجود و المهئية ال من حيث المهئية فقط دون

الوجود. لقد بينا في ما سبق كيفيه ظهور الخاليق ان الله ال يكون مبدءا بل هو المبدء و نذكر ما يتفرع علي هذه المسئلة من االشكاالت و الممكنات و الممتنعات العقليه

تبيينا" لقولها سالم الله عليها ابتدء االشياء ال من شي ء كان قبلها فنقول نفرض ان االشياء حادثة بمهيتها و قديمة ازلية بوجودها فنسئل ماهي هذا الوجود الذي انقلب مبدا" لكل شي ء ولكل مهيته من المهيات فالبد من هذه المهيات مما يري وال يري من كل مايطلق عليه اسم الخلق و نفرضه غيرالله و ما سوي الله من اصل يتفرع عليه و مبدء يبدء منه فنرجع بالبحث الي هذا االصل والمبدء الذي يكون اصال" لكل

شي ء فنقول ماهي هذا المبدء اهو كان في االزل او لم يكن بل هو حادث كمثل حدوث ما يتفرع عليه مسبوقا" بالعدم و الزمان فان كان في االزل غير مسبوق

بالعدم هل كان هوالله تبارك و تعالي او كان غير الله فانا نعلم ان الله تعالي كان حيا قديما" ازليا" سبق االوقات كونه و العدم وجوده فما هي هذا االصل الذي كان معه في االزل الذي جعل او جعله الله اصال لكل شي ء و مبدا لكل مهيته فان كان هذا االصل لم يكن مجعوال لله تعالي فكما انه لم يكن لله جاعل اذ هو تعالي ازلي

فكذلك لم يكن لهذا المبدء ايضا جاعل اذ فرضنا انه ازلي و قلنا فيما سبق من االبحاث بان الشي ء ان كان ازليا يكون مستغن عن الجاعل واالستغناء ينافي الفقر و االحتياج فانا نري الفقر مالزما" لذوات االشياء و وجودها و هذا ينافي االستغناء و

االزلية فيجب علينا ان نقول بحدوث االصول و المبادي لفقره الذاتي .....

229

ثم ان قلت هذا االصل الذي يكون مبداء" لكل ما يتفرع عليه من العالمين هوالله تعالي فقط فهو تعالي كما انه يكون مبدا" جاعال" مبدعا" )بالضم ( لغيره يكون

اصال" مبدا" لما ينشاء منه فنقول علي هذا الفرض فكما ان التراب يكون مبدءا" لما يتفرع عليه مما يخرج منه والبحر مبدءا" لما يظهر منه من القطرات و البخارات

كذلك يكون وجودالله مبدء" لما ظهر غيره و ما سويه في العالمين نقول يجب حنيئذ ان ينقلب الخالق مخلوقا" و يتحول الجاعل مجعوال" مع انه تعالي في ذاته

مجرد بحت بسيط ال يكون في وجوده غير وجوده ليظهر منه فرع غيره و ان كان هذه الغيريه بالحدود والماهيته وقد اشبعنا البحث في هذه المسئله في ما سبق من بيان مبادي الخلق وينكر هذه الفرض موالنا علي »ع « اذ يقول كيف يبدء منه ما هو

ابداه و يعود فيه ما هو اجراه اذن لتجزي ذاته و ال متنع من االزل معناه ولصار مخلوقا بعد ان كان خالقا" و محدثا بعد ان كان محدثا و ينافي هذه الفرضيته ايضا" قوله تعالي يصف به وجوده لم يلد ولم يولد فينفي تعالي عن نفسه المبدئيه بقوله لم يلد والعددية اوالفرعيته بقوله لم يولد فاليكون لوجوده و تعالي اصل و ال يكون

وجوده تعالي اصال" لشيي ء بل هو تعالي كما كان في ازل آالزال يكون في ابد آالبادلم يتأصل لشي ء و لم يتفرع عنه شي ء..

فاذا بطل هاتان الفرضيتان ثبت الفرضية الثالث و هي ما تقول فاطمة »س « في هذا المورد تقول ابتدا االشياء ال من شي ءكان قبلها فتنفي »س « ايضا"ان تكون

لوجوداالشياء و مهياتها اصال"او رسما"ازليا هي المثل االفالطوني اواالعيان الثابته في علم الله و وجوده ان ظنناه غير الله و وجوده كما طنته من امثال افالطون

والمثبتين لله صفاتا" زائدا" علي وجوده فتنفي »س « ان يكون لهذه المثل واالعيان سابقة بقوله »س « و بال احتذاء امثلة امتثلها .....

فالجملة االولي ينكر ان يكون لالشياءاصال"ازليا" و الجملة الثانيه ينكر ان يكون لالشياء رسما" او نقشا" او مثال او مهية ازلية فثبت بعد ابطال هذه الفرضيات ان االشياء ما سوي الله تعالي بوجودها و مهياتها حادثة محدثة ابدع الله تعالي وجود

االشياء اوال" ثم من هذه الوجود صورها و مهياتها ثانيا" تشير»س « الي حدوث االصل بقوله كونها بقدرته فجعل القدرة اصال" كما روي في بعض الروايات بان

الله تعال خلق االشياء بالمشيته والمشيته بنفسها فهذه المشيته المجعولة بنفسها هي االصل الذي جعلها الله مبدا" لكل شي ء و اصال" لكل فرع تقول كونها بقدرته و

معني كونها اي جعلها مكونا و وجودا" شيئا مما نقول بالفارسي »هستي « فان التكوين يرجع الي الكون و الكون هو الوجود فال يجوز ان يكون الله تعالي الكون او

يوجد الله تعالي الوجود الن هذه الفرضيته يرجع الي تحصيل الحاصل و هي محال فاذا كان مبادي الخلق كونا" ال يجوز ان يكونها الله فتكوين الله تعالي دليل انه لم

يكن فكونها الله ....

230

ثم تشير»س « الي ظهور المهيات و الصور و المعادالت والمقائيس بقولها ذرئها بمشيته فان كلمة ذرء يخبر عن ظهور االشياء عن مكامنها كظهور النباتات من بذورها و االشجار من نواتها فالجملة االولي يخبر عن حدوث المبادي و الجملة

الثانية يخبر عن ظهور الصور و المهيات من هذه المبادي ...ثم تقول س من غير حاجة منه الي تكوينها االتبيينا" لحكمته فتبين حكمة التكوين بان منافع الخلق يرجع

اليهم و هم الذين ينتفعون بها يرفعون بها حوائجهم من غير حاجة منه الي تكوينها و من غير فايدة له في تصويرها اال تبيينا" لحكمته و اظهارالقدرته و تعبدا لبريته تبين

فيها ما اراد الله في خلق العالم و العالمين تقول ان الله تعالي التحتاج الي ما خلق و لو كان خلق ما خلق لحاجة الله اليه لكان يجب ان يخلق اضعاف ما خلق .....

ثم هناك بيان في انه هل ترفع حاجة من كان في وجوده غير متناه بشي ء متناه في العالم و هل يشبع الغير المتناهي بالمتناهي فهناك مطالب لطيفه عجيبة فانك

تعرف الله تعالي بانه في وجوده غير متناه ال يبدء من حد زماني او مكاني فينتهي الي حد زماني او مكاني فالحدلوجوده تعالي وال جهة هو اول االوائل وال اول له و

آخر اال واخر و ال آخر له فهو تعالي غير متناه فاحسب انه تعالي يخلق الخلق لحاجته اليه والخلق في مخلوقيته و وجوده متناه محدود معدود النه محصول من الكم و الكيف عدد في ظهوره و نمائه معدود محصاة في تعدده فلو تعرفت في تفكرك و كشف المناسبة بين المحدود و الالمحدود لرأيت ان المحدود قبال اال

محدود صفر اوهي فقير حقير فلو اكتفي الوجود الغير المتناهي بالوجود المتناهي فكانه اكتفي الشيئي بالشيئي اواكتفي قادر عالم عظيم بشي ء حقير صغير فالبد من المناسبة بين المكتفي والمكتفي به فانك تأتي بظرف وسيع عميق التمالء و التشبع اال ببحر عظيم ثم تأتي بقطرة من البحر تريد ان تمالء بها ظرفك الوسيع فالمناسبه

بين الظرف و المظروف في هذا المورد فظرف وسيع عميق التمأل االببحر وسيع عيمق فهل تجد المناسبته بين الوجود الغير المتناهي بالوجود المتناهي فتري ان كل

ما خلق الله تبارك و تعالي في االرض و السماء قبال وجوده صفر محض اوشي ء حقير يسير فال تجد المناسبته ابدا" فال بدلك ان ترفع حاجة الله عن خلقه و تقدسه

تعالي ان يكون خلق ما خلق ليرفع حاجته تعالي و لذلك يقول االمام علي ابن موسي الرضا »ع « في مناظرته عمران الصابي بمحضر المأمون يقول لو كان الله

خلق ما خلق لحاجة منه اليه لكان يجب ان يخلق اضعاف ما خلق فلم يخلق الله خلقه لحاجته اليه بل خلق الخلق لحاجة الخلق الي الخالق او الي المخلوق فتقول

فاطمة س بل اظهارا" لقدرته يعني انه تعالي خلق الخلق ليظهر بهذا الخلق العظيم قدرته و اظهار القدرة بخلق الخاليق يحتاج الي من يعرف الله تعالي باظهار القدرة

و هم المعصومون »ع « و منهم فاطمة س فانهم يعرفون الله تعالي قادرا" بما خلق لهم هذا الخلق العظيم فتقول س خلق الله الخلق ليظهر قدرته علي كل شي ء و

يبين بخلق الخلق حكمته كما تري ان الخاليق مظاهر لعلمه و حكمته تجد حكمة الله تعالي في خلق الخاليق فتعرف بانه تعالي لم خلق الشمس و القمر و النجوم

231

والكواكب ولم خلق الجبال واالودية و البحار و غير ذلك فتريه تبارك و تعالي وضع كل شي ء موضعه ولم يدع شئيا يجب في الحكمة ان يكون كذلك لم يخلق شيئا"

وجب في الحكمة ان ال يكون يشير الي تماميته الخلق و كمالها واكمالها في آية من سورة الملك يقول ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فتور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا" و هو حسير يخاطب االنسان في هذه آاليات بانك اذاتاملت و تعمقت و كررت نظرك و تعمقك ان تجد في خلق

العالم نقصا" فتجد شيئا" ال يجوز في العلم ان يكون او كماال يجب في العلم ان كان التري و ترجع اليك بصرك خاسئا" اذلم يجد في خلق الله ما اراد من نقص و

تفاوت فالعالم باجمعها مظهر لظهور علم الله و حكمته و ارادالله تعالي بخلق العالم و العالمين ان يبين حكمته للعباد المتعلمين المتفقهين فتقول »س « خلق

الخلق تبيينا" لحكمته و تعبدا لبريته يعني اراد الله تعالي بخلقه الخلق ان يدعو الناس الي عبادته يرغبهم و يشوقهم ليعبدوه و يطيعوه فما احسن لك ان تكون

عبدا" لربك تعالي تسلك مسالكه فتتعلم مما خلق لك من مظاهر الحكمة .... فتقول ثم جعل الله تعالي الثواب في اطاعته و العقاب علي معصيته والثواب والعقاب في هذاالمورد كما في ساير الموارد هي نتيجه االعمال فلو كنت في

اطاعة ربك تنقلب شجرة ينموبك الخير و العلم و الحكمة الي ان تثمر ثمرة انقلبت كجنات عدن تجري من تحتها االنهار فهذه ثواب االطاعة و لو كنت في العصيان و

الطغيان لربك تعالي انقلبت بعصيانك هذا شجرة خبيثة تفلق و تثمر ثمرات يوصف بالحجيم يصفها الله تعالي في سورة الدخان يشير الي شجرة الكفر يقول كال انها شجرة الزقوم طعام االثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم و هذه عقاب

المعصيته تخرج من شجرة وجود الكافرين وليس الله تعالي بظالم للعبيد. ثم تقول س جعل الله هذا الثواب و العقاب ذيادة منه عن نقمته و حياشة منه الي

جنته فتبين لنا حكمة الثواب و العقاب تعني بذلك انه تعالي جعل العقاب في المعصيته ليذود اي ليدفع العذاب و النقمة عن االنسان فتأتي بكلمة عن للداللة

علي التجاوز و خروج الشي عن الشي ء بصورة النماء و ظهور الثمر و تقول بذلك ان شجرة الكفر يزيد للكافرين العذاب و النقمه في الدنيا و االخره حتي انتهت بهم

الي اسفل السافلين فتذود عذاب المعصيه عن المومنين تعني سالم الله عليها ان العذاب في متن المعصيه اراد الله ان تذود بعذاب في متن العصيان المومنين عن

العصيان وكلمة الذياده بالذال من ذاد يذود دفع يدفع ثم تذكر حكمة الثواب علي االطاعة تقول و حياشة لهم الي جنته و كلمه الحياشة هناك بمعني الحول و الحوش

يعني بذلك انه تعالي خلق الهل االطاعة ثوابا" في حواشي الجنة و حاشيتها تشبه الجنة بحديقه غائبة عن االنظار و االفكار ال يريه اهل الجنة فيسرع اليه فجعل الله

تعالي في حواشي الجنة و في الطريق اليها من الثواب ما ينتفع به اهل الجنة يتقدم اليها خطوا خطوات " تنتفع في طريقه الي الجنة بما جعل الله له من الثواب

232

ليسرع السالك مشتاقا" الي ان انتهي بسلولكه المقصد آالخره فانك تري المومن يعمل عمال" صالحا" ينتفع باعماله الصالحة في حيوته الدنيا قبل الورود الي آالخرة

يكتسب باعماله الصالحة المودة في قلوب الناس يفتح له ابواب الخير و البركة فيصبح في سعة من العيش و رفاهيته في الحيوة و بعكس ذلك الكافر الذي يعمل السيئات فتريه يصبح في ضنك من العيش و زيادة عقاب و عذاب قبل انتهائه الي

آالخرة يقول الله تعالي و لنذيقنهم من العذاب االدني دون العذاب االكبر لعلهم يرجعون اي يرجعون عن غيهم و ضاللتهم بما يذوقون من العقاب و العذاب في

حيوتهم الدنيا...... و في القسم الخامسة من خطبة الشريفة تشهد برسالة ابيها ص وتقول .

) و اشهد ان ابي محمدا" عبده و رسوله اختاره و انتجبه قبل ان ارسله و سماه قبل ان اجتبله و اصطفاه قبل ان ابتعثه اذالخاليق بالغيب مكنونة و بستر االهاويل

مصونه و بنهاية العدم مقرونة علما" من الله تعالي بمائل االمور و احاطة بحوادث الدهور و معرفة بمواقع المقدور ابتعثه الله اتماما" المره و عزيمة علي امضاء

حكمه وانفاذا" لمقادير حتمه فراي االمم فرقا في اديانها عكفا" علي نيرانها عابدة الوثانها منكرة لله مع عرفانها فانار الله بمحمد ظلمها و كشف عن القلوب بهمها و

جلي عن االبصار غممها و قام في الناس بالهداية و انقذهم من الغواية و بصرهم من الغمايه و هدا هم الي الدين القويم و دعا هم الي الطريق المستقيم ثم قبضه

الله قبض رأفة و اختيار و رغبة و ايثار فمحمد عن تعب هذه الدار في راحة قد حف بالمالئكة االبرار و رضوان الرب الغفار و مجاورة الملك الجبار صلي الله علي ابي

نبيه و امينه علي الوحي و صفيه و خيرته من الخلق و رضيه و السالم عليه و رحمة الله و بركاته ....(

و في هذا القسم اقسام من الحقايق ما يخفي علي غيرها من الناس تشهدس بالرسالة و تذكر نبذة مما كان عليه رسول الله قبل بعثته تقول اختاره و انتجبه قبل ان ارسله و اجتبله تذكر في هذه الجمالت بان الله تعالي انتجب واجتبل رسول الله قبل ان يرسله الي الناس فتذكر بان النبوة البدلها من سابقة بين النبي و بين ربه

فيمضي علي االنبياء مدة يعلمهم الله تبارك و تعالي و يفقههم و يؤتيهم الحكمة يجعلهم نجيبا" فيجبلهم علي الخير و العلم يجعل في ذواتهم و فطرتهم الحكمة و النباهة والذكاوة يجعلهم كالجبال منابع الخير و البركة فكما ان الجبال ياتي عليها

من السماء ماء فترتوي بالمياه ينبع بها فتكون كما يقول الله انزل من السماء مائا" فسلكه ينابيع ) فالجبال سميت جباال" النها جبلت بالخير والبركة و المعادن من

الذهب و الفضة و ماء الحيوة ( كذلك االنبياء يفيض الله عليهم الخير و البركة قبل بعثتهم فيجبلون بذخائر من العلم و الحكمة ثم يرسلهم الله تبارك و تعالي الي

233

الخاليق يأمرهم بدعوة الناس الي الله تعالي فتشير فاطمة س الي هذه السابقه لرسول الله تبين لهم بان اباها محمد ص ليس من اجناسهم و من امثالهم ان

يتعلموا و يتفقهوا بنزول آيات الله بعد بعثته بل الرسول انقلب بالعلم و الحكمة رسوال" قبل البعثة فتعلم من الله العلم و الحكمة و السياسة و الشجاعة و كل خير ان االمة تبدء علومهم و تقويهم و ايمانهم و ساير فضائلهم بنزول االيات و قرائتها و

الرسول يبدء علومه من والدته الي بعثته فاالمة تالمذة الرسول يتعلمون منه و رسول الله معلمهم يعلمهم الحكمة و العلم والبد من المعلم ان يكون عالما" قبل التعليم فلو لم يكن عالما" قبل تعليم الناس لم ينقلب معلما" لهم فاالمة متعلمون

يبدء تعلمهم بآيات القرآن و االنبياء علماءقبل ان ينطقوا لالمة بآيات النازلة اليهم و قبل ان يرسلو الي االمة بالهداية و النذاره فتشير فاطمة س الي حاالت كان عليها

ابوها قبل البعثة تبصر المسلمين بانهم ليسوا من جنس رسول الله ص فيقومون مقامه و يظنون انفسهم بانهم مثله ص فتقول .اختاره و انتجبه قبل ان ارسله و

سماه قبل ان اجتبله و اصطفاه قبل ان ابتعثه فبهذه الجمالت تشير الي ان رسول الله كان مصطفي و مختارا و منتجبا عالما" حكيما" قبل ان يرسل الي الناس

فتقول كان رسول الله عالما" فقيها"اذ الخاليق بالغيب مكنونة و بستر االهاويل مصونة و بنهايه العدم مقرونه فتخاطب الناس بانكم كنتم كذا الي ان ابتعث الله

رسوله . و بعض العلماء او العرفاء يرون بان هذه سابقة رسول الله قبل ان يتولد من امه و قبل ان يظهر و يخلق في هذا العالم فيقولون بان محمدا" ص كان كاملة في عالم االرواح قبل االجساد او في عالم الذر قبل ان يكون ذريه من بني آدم فيقولون انه

ص كان في االزل عالما" حكيما" قبل ان يخرج من صلب ابيه او من بطن امه و يقولون ذلك استنادا" الي هذه الجمالت و روايات مثل ذلك في الكتاب الكافي و المشهور منه ص كنت نبيا" و آدم بين الماء و الطين و امثال ذلك فيقولون بان محمدا" ص و االئمة من ولده كانوا كاملين عارفين عالمين قبل ان يخلق آدم و

يظهر في هذا العالم فاتي الله تعالي بهم من االصالب و االرحام الي ان آن اوان ظهورهم فظهروا الي الناس واحدا" بعد واحد الي خاتم االوصياء صاحب العصر

والزمان .... و قد اثتبا في ما سبق في هذه الكتاب ذلك بان فاطمة س او الخمسة الطيبة ع و

منهم التسعة من ولد الحسين كانوا قبل خلق آدم و خلق لهم آدم و من دونه من ولده ولكنهم بشر مثل ساير الناس عرض عليهم ما عرض علي ساير افراد البشر و يمكننا ان نقول بانهم كانوا انسانا" كامال" قبل خلق آدم فال نقول بان خلقة االنسان بدء من آدم و ولده و لم يكن قبل آدم آدم ابدا" في طول الزمان او لم يكن مع آدم

انسان في ساير العوالم فان الزمان و المكان ال ينحصر بنبينا آدم و بعالمنا هذه و هي االرض و من فيها و عليها بل كان قبل زمان آدم و مع خلق هذا العالم عوالم

234

كثيره و آدم مثله كثير كما يكون مذكورا" في بعض الروايات في كتاب السماء و العالم من مجلدات البحار فيمكن ان يقال بان محمدا" ص كان انسانا" كامال" نبيا"

رسوال" عالما" قبل خلق آدم و كذلك االئمة من ولده ولكن هذه الجمالت في خطبة فاطمه ال يمكن ان يستفاد منها بانها تشير بهذه الجمالت الي سابقة ابيها قبل

الوالدة و قبل ان يظهر في هذا العالم من صلب ابيه و امه بل هي س تشير بهذه الجمالت بان رسول الله ص كان عالما" حكيما" بصيرا" قبل ان يبعث و يرسل الي

العالمين فتقول .... اختاره الله وانتجبه و اجتبله قبل ان يبعثه و ال يقول قيل ان يتولد فيمكن ان يقال

بان هذه الحاالت والصفات وقعت لرسول الله قبل بعثته القبل ظهوره في هذا العالم فهو ص حين ولد من بطن امه كان بين يدي رحمة الله تعالي يربيه و يهديه و

يعلمه و يفقهه و يصطفيه و يختاره الي ان بلغ اربعين سنة فصار انسانا" عالما" كامال" بصيرا" ثم بعثه الله تعالي الي العالمين واليستفاد من هذه الجمالت بانه ص

كان مصطفا" و مختارا" و منتجبا" قبل ان يتولد من امه و ابيه و ان كان ص في علم الله كذلك فان االشياء و االشخاص و ان كان تظهر في هذا العالم متدرجا"

واحدا" بعد واحد في زمان بعد زمان اال ان الخلق كلها كانت حاضرة ثابتة عند الله تعالي في علمه يربيهم الله تعالي بعلمه و حكمته فيري االول مع االخر و االخر مع االول و اال واخر مع اال واسط و االوايل فكل الخاليق عند الله تبارك و تعالي حضور

يريهم الله و يعرفهم قبل ان يخرجهم من االرحام و االصالب ففي علم الله تعالي يكون رسول الله اوال" قبل االنبياء و قبل ابيه آدم و ان كان في الظهور و الخروج

الي هذا العالم آخرا" و وسطا" و غير ذلك و في علم الله تعالي كان منتجبا مختارا" يعلم الله تعالي بانه سيظهر في هذا الزمان انسان ص كذا و كذا يبعثه نبيا" خاتما"

فتعرفه فاطمة و تعلم الناس بانهم ليسوا كمثل ابيه اذ قاموا مقام ابيه فان ابيها س كان عالما" حكيما" منتجبا" مختارا قبل ان يبعث رسوال" فتقول كان ابي كذلك اذ

الخاليق بالغيب مكنونة تعني بذلك ان الخاليق كانت في علم الله و لم تكن ظاهرة فحين كانوا غائبين كان ابي رسول الله عالما" حكيما فاخرج الله الخاليق الي

رسوله ليكون له امة يقودهم رسول الله الي منجاتهم فتخاطب الناس بانكم لم تكونوا انسانا" بعد ان كان ابي نبيا" فضال" ان تكونوا عالما" حكيما" تقومون مقام

رسول الله فتعرف رسول الله بصفاته و كماالته لئال يدعي مدع بانه يمكنه ان يكون خليفة لرسول الله قائما" مقامه .....

و في قولها ص و بنهاية العدم مقرونة اشارة الي ان الخاليق كانت من حيث الصفات و الفضائل والتمدن في نهاية العدم كاد ان يفني و يهلك كان لم يكن فرحم

الله تعالي علي الخاليق و امر نبيه ان يخرجهم من العدم الي الوجود فاتي بهم رسول الله ص من المهاوي و المهالك الي الفضائل و الكماالت و الدليل علي انها

235

س تشير الي سابقة الرسول في علم الله قولها علما" منه بمائل االمور و احاطة بحوادث الدهور و معرفة بمواقع المقدور.....

فتخبر في هذه الجمالت بان الله تعالي عالم باالشياء و االمور قبل هذه االشياء و االمور فعلي مدار علمه هذا يخرج كل شي و كل شخص في زمانه المخصوص

المتناسب به و االمور في هذا الموضع اوامر الله فيما يأتي علي االنسان يربيه و يعلمه و يكمله الي ان بلغ مبلغه فاالنبياء بمنزلة المعلمين واممهم بمنزلة المتعلمين

و لكل امة اجل اذا جاء اجلهم اليستأخرون ساعة واليستقدمون فالمة موسي اجل ص خاص و هي مدة يتعلمون من موسي و كتابه و يصلحون به امورهم الي ان

يبلغوا ما بلغ كتابهم و نبيهم فتعلمت االنبياء بعد موسي منه ما تعلم موسي من ربه و تفهموا كتابه التوارات طبق ما جعل الله تعالي فيها العلم و الحكمة و بعد انقضاء

مدتهم يحتاجون الي نبي غير موسي و كتاب غير التوارة ليسهل عليهم ما صعب عليهم في دينهم و يعلمهم بعض ما لم يكن في كتاب موسي و تعليماته كما يحكي الله عن عيسي ابن مريم يقول لبني اسرائيل و الحل لكم بعض الذي حرم عليكم

يعني بذلك اسهل لكم في دينكم بعض ما صعب عليكم فعيسي س يخرج الي الناس في زمانه المتناسب به في زمان يميل امر الناس اليه بحيث لو لم يخرج في

زمانه الذي خرج فيه لنقص امر الناس و صعب عليهم الدين النهم يحتاجون الي علم لم يكن في دينهم الذي جاء به موسي او خفي عليهم بتحريف المنافقين بعض ما جاء به موسي فيحتاجون الي نبي يجدد عليهم دينهم و يفتح عليهم ابوابا" اخري

من العلم و الحيوة غير ما فتح عليهم موسي و كذلك يظهر رسول الله ص في زمانه المتناسب بظهوره يميل اليه امور الناس و الناس في تفكراتهم و سياساتهم و تمدنهم و حركتهم الي الحيوة يحتاجون الي نبي مثل محمد ص و لو لم يكن مثله

نبي و كتاب في زمانهم لوقعوا في خالء و ال يجدون ما يحتاجون اليه من مسائل عيشهم و حيوتهم فاخرجه الله تعالي في زمان مالت امور الناس اليه كما تقول ص علما" من الله تعالي بمائل االمور و احاطة منه تعالي بمواقع المقدورفامور الناس

و مقدراتهم محجوبه بالناس الي ظهور نبي مثله و هكذا يجدد دين الله و علمه و حكمته في آخر الزمان بقيام المهدي ع و انه ع يقوم في زمان يميل اليه امور الناس

و يحتاجون الي ظهوره و قيامه فتشير س الي حكمة بعث النبي ص تقول . ابتعثه الله اتماما" المره و عزيمة علي امضاء حكمه و انفاذا" لمقادير حتمه . تشير في هذه الجمالت الي نقص االمم و االديان قبل النبي في تعلماتهم و

تفكراتهم و انهم يحتاجون الي علم فوق ما علموه و دين فوق ما تدينوا به فان االنبياء قبل النبي و ان كانوا علي الحق و جاؤا من عند الله بالحق فلم يقولوا باطال"

ابدا"االان الذي جائوا به في زمانهم لم يكن كامال" و مطابقا"بكل ما كان عندالله محتاجا" اليه البشرية ابداالدهر فجائوا بما قدروا ان يعلموه و يفهموه و قدرت

امتهم ان يتعلموا منهم فكانت ااديانهم و كتبهم علي قدر طاقتهم و استعدادهم فلم 236

يقدروا ان يجيؤا بتمام دين الله و تمام علمه و حكمته الي ان ظهر رسول الله خاتم النبيين فختم الله به العلم و الحكمه لزم من ذلك ان يختم به النبوة ايضا" النه ص جاء بدين الله كامال" تماما"اذ كان في نهاية الكمال و فاق النبين في خلقه و خلقه

يقول الله تعالي و تمت كلمة ربك صدقا" و عدال" فتخبر فاطمة ص عن اتمام الدين و اكماله بقيام الرسول ثم تقول وعزيمة علي امضاء حكمه فتخبر في هذا الجملة

بان رسول الله كان من اولي العزم من الرسل اولي عزم و قاطعية و صبر و استقامة علي امضاء حكم الله تعالي و انفاذ امره فصبرص علي االذي ما حكم الله تعالي في كتابه قاتل المشركين و المنافقين الي ان نزل آيات الله و جعل بين ايدي الناس تعلم فيه من يريد العلم و يهتدي به من يريد الهداية كما اخبر رسول الله عن ذلك بقوله اني قاتلت علي التنزيل و فيكم من يقاتل بعدي علي التأويل فامضي الله

به ما حكم و ختم به ما قدر للبشر الي بوم القيامه ..... ثم تخبر س عما كانت عليه االمم حين بعثته او قبل بعثته ص تخبر س عن احوال

االمم فتشير الي اهل الكتاب و تقول )راي النبي اهل الكتاب فرقا"متفرقا"في اديانهم ( كانت اليهود افترقت احدي و سبعين فرقه الي ان انتهي الي ظهور عيسي بكتاب االنجيل وافترقت امة عيسي بعده اثنين و سبعين فرقة الي ان انتهت بظهور

محمد ص فتخبر في هذه الجملة بان الدين انما جئيي به اليجاد الوحدة بين المتدينين والدين طريق الي الله و هي طريق واحد و صراط مستقيم ال يمكن ان يكون طريقين او طرائق مختلفة فان كانت االمم في دينهم سالكين الي ربهم غير

ضالين وال مضلين لكان يجب ان يكونوا متحدين في دينهم الن الطريق يجمع السالكين فيوحدهم و لذلك يكون االصل االولي في كل دين هو التوحيد و التوحيد بمعني جمع االفراد و توحيدهم في طريق واحد يسلكون فيه الي ربهم فمن خرج

عن هذه الوحدة او التوحيد فقد خرج عن طريق الدين و الخارج عن الطريق ضال مضل و لذلك نري في بعض االيات يصف الله تعالي الشرك بالتفرقة و التفرق

بالدين فيقول و ال تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم فبين لنا داب المشركين بانهم المتفرقين في دينهم فالمتفرقين في دين الله هم المشركون و

لذلك تشير فاطمة ص الي اهل االديان فتخبر بانهم كانوا متفرقين في دينهم اي مشركين ...

ثم تشير الي المجوس و سكنة االيران فتصفهم بانهم كانوا عاكفين علي نيرانهم اذ كانت المجوس تعبد النار و تشير الي ساير اهل العالم من الذين لم يكونوا من اهل

الكتاب و لم يكن لهم نبي او كتاب من السماء فتقول انهم كانوا كلهم عابدة الوثانهم فيقسم اهل االرض قسمين قسم من اهل الكتاب و قسم من عبدة االوثان فكانت اهل االرض كلهم ضال مضل في حد الشرك مشرفين علي الفناء و الهلكة

ثم تصف اهل العالم بانهم كانوا منكرين لله تعالي مع انهم كانوا عارفين به و االنكار انما يكون بعد المعرفة و المنكرهو الذي عرف شيئا فانكره فكان اهل الكتاب و

237

ساير العالمين يعرفون ربهم بظهور االنبياء قبلهم و ظهور اآليات باالنبياء فانكروه و لم يطيعوه فبعث الله تعالي في هذه الحالة نبيه و انار به ظلم االمة اذ كانوا في

ظلمة الجهل و الكفر فانار الله تعالي بنزول اآليات و القرآن فضاء عيشهم و حيوتهم علمهم الله تعالي باالسالم كيف العيش و الحيوة فتقول و كشف به عن

القلوب بهمها و جلي عن االبصار غممها فتصف القرآن و ما جاء به محمد ص باوصاف مختلفة تقول انارالله تعالي به ظلمة االرض و مبهمات القلوب و رفع الغمام عن االبصار يصف القرآن بانه نورء في بدو ظهوره و علم للقلوب بعد

ظهوره و رفع الحجاب عن المقاصد االنسانيه حين السلوك فالقرآن نور و علم و سلوك الي الله تبارك و تعالي فلو كان االنسان في ظلمة لم يقدر ان يري شيئا"

يقوم اليه فالبد ال بدله من نور يستضئي به يري و يعرف المقصد ثم بعد ان قام الي ما يريد يلزم له ان يعرف كيفته السلوك الي مقصده فالقرآن علم في هذا الموضع للمتقين ثم ينتهي هذا العلم الي الحكمة و الحكمة كشف المقصد و رؤيتها و كشف

العلة الغائيه في خلق العالم و العالمين فمن عرف العلة الغائيه في خلق وجوده رفع عنه الحجاب و الغمام فعلم الي ما يؤول امره و من لم يعرف العلة الغائيه فهو

كالمسافر الذي ال يدري الي اي بلد يسير فيتحير في الظلمات و المبهمات .... ثم تقول و تصف اباها بانه قام في الناس بالهداية و الهداية هناك بمعني ارائة

الطريق فتقول و دعاهم الي صراط مستقيم و الصراط المستقيم والية الله تبارك و تعالي تقوم بوالية علي ع و لذلك فسر الصراط المستقيم باالئمة ع كما نصفهم

في زيارتهم بانهم السبيل االعظم و الصراط االقوم فتقول س انقذ الناس من الضاللة و الغواية بعد ان قام فيهم بالهداية و بصرهم من العماية و العمايه هناك

عمي القلوب و هداهم الي الدين القويم ثم تشير الي وفات رسول الله ص فتذكرفيها مطالب عميقه عجيبه في شأن رسول الله عند الله تقول ......

ثم قبضه الله اليه قبض رأفة و اختيار و رغبة و ايثار فمحمد عن تعب هذه الدار في راحة قد حف بالمالئكة االبرار و رضوان الرب الغفار و مجاورة الملك الجبار... فتقول قبض الله تعالي ابي قبض رأفة و رغبة و ايثار تعني بذلك ان الله تعالي

رأف محمدا" فاخرجه و نجاه من دارالدنيا فلم يقبض الله نبيه اجبارا" عليه و الزاما" ليختم بهذا القبض حيوته كما يقبض كذلك حيوة ساير الخاليق فان الناس

حين اذحان موتهم علي ثالثة اقسام قسم منها مسلوب عنهم النعمة و الحيوة النهم اذ داموا في حيوتهم يكونون شرا" النفسم و لغيرهم او غير نافع النفسهم و غير هم

فبقائهم في الحيوة الدنيا علي خالف الحكمة و المصلحة و قسم اخري منهم غير نافع النفسهم و غير ضار ال ينتفعون بحيوتهم و ال ينتفع بحيوتهم غير هم و لعلهم لودامت عليهم الحيوة وقعوا في معصية الله فيفوت عنه رضي ربهم فيختم الله

عليهم الحيوة رضوا بذلك ام لم يرضوا الن الله تعالي ولي المؤمنين حاكم عليهم فاذا رأي مؤمنا" قد بلغ حدا" من الحيوة ال ينتفع بايمانه و ال يتضرر به يقبض روحه و

238

يختم عليه الحيوة اذ كان بقائه عبثا" سفها"ال تضر و ال تنفع او ال ينفع و يضر و قسم منهم قد بلغ في حيوتهم و عيشهم مبلغا" من العلم و االيمان رضي الله عنهم و

رضوا عنه فانتفع لنفسه و لغيره من حيوته ما يمكن ان يكون منتفعا" و يكون صعبا" عليه دوام العيش في الحيوة الدنيا فيقبض الله تعالي روحه اختيارا" له دار اآلخرة و رأفة به اذ يكون محبوسا" مسجونا" في الحيوة الدنيا ال ينتفع بحيوته و ال ينتفع به غيره كان نافعا" لهم ماامكنه و محمدص من الذين انتفع بحيوته لنفسه ما امكن ان ينتفع به كان مؤمنا" مجدا" مجتهدا" متكامال" و قد عرج في حيوته معراج

ربه حتي اذا القي ربه ليلة المعراج خاطبة ربه بما شاء فلم يبق لنفسه شي لم ينتفع به و قد بلغ العلي ما امكن ان يبلغه و انتفع به و بدعوته و بدينه العالمون كما

يقول الله يخاطبه و ما ارسلناك االرحمة للعالمين فافاض الله به فيضه العامه و الخاصه علي الناس اجمعين من االولين و اآلخرين الي يوم القيامة فدوام حيوته ليس اال مصيبة له بعد ما بلغ من العلم والعمل مبلغه ص فرأف الله به و اختاره لنفسه و اختار له الدار اآلخره كما روي عنه ص يقول خيرت بين الدنيا و اآلخره

فاخترت اآلخره و تركت الدنيا فكان قبض روحه قبض رأفة و اختيار كما تقول فاطمة ص و هي س من الذين شاهدت ما كان بين رسول الله و بين الله حين اذ

قبض و هي التي س اذنت لعزرائيل بعد ان اذنت اباها فيقبض روحه فكان بيتها س من البيوت التي لم تدخل فيها ملك اال باذنها كما ذكرنا فيما مضي و اثبتنابانها س بيت الله و ساير االولياء و االنبياء اهل هذا البيت و قلنا ان بيت الله ال يكون من حجر و مدر انما يكون من علم و حكمة و ايمان و هي قلب المؤمن و المؤمنه و

قلبهاس من اعز البيوت و اشرفها فال يمكن ان يشاء الله شيئا و يريد او ينزل ملك و يصعد و ال تحس مشيته الله و صعود المالئك و هبوطها الجراء مشية الله كما روي

انها في قرالعرش فهي كانت تعلم بان الله تعالي قبض روح محمد قبض رأفة و اختيار و رغبة و ايثار تعني بذلك ان الله رغب محمدا" واحبه و رفعه اليه و آثر

لمحمد ص الحيوة اآلخرة فعلي ذلك يكون محمدص من تعب دار الدنيا في راحة ال يعذب بنفاق المنافقين و كفر الكافرين و ايذاء الجهلة من الناس حين اذ يقول ما

اوذي نبي مثل ما اوذيت ... ثم تقول قد حف ابي بالمالئكة االبرار و رضوان الرب الجبار النه ص هو االدم

االولي و آدم االكمل و االفضل كان نبيا" و آدم بين الماء و الطين و قد اسجد الله المالئكة آلدم ابي البشر بعد ان جعل محمدا" و عليا" و فاطمة و الحسن و الحسين

في ظهر آدم و بعد ان جعله و عائا" لتلك االشباح فسجود المالئكة آلدم كان سجودا" لهم في الواقع فروحه ص مسجود للمالئكة اجمعين و محفوف بالمالئكة

المقربين و هو عند الله في لقاء الله يخاطب الله و يخاطبه الله و رضي الله عنه و رضي هو عن ربه كما يقول في كتابه يصف المؤمنين رضي الله عنهم و رضوا عنه

فان كانت المؤمنون في رضوان الله فهو ص من افضل المؤمنين و اكملهم و فاطمة ممن تعرف جميع هذه االمور فتخبر عن كيفيه قبض رسول الله و شانه في

239

اآلخرة عند الله و تحكي عن مخاطبة الله رسوله و خطاب الرسول به بقولها و مجاورة الملك الجبار تعني بذلك ان ابي محمد عند الله يكلم الله و يكلمه الله و

يسئل الله فيجيب فهو في لقاء الله ... ثم خاطب س المهاجرين و االنصار في مسجد الرسول و تذكر لهم ما عاهدهم

عليه رسول الله ص من مسائل الدين تذكر هم ما هم يكونون موظفين عليه من قبل االسالم فتقول ..

)انتم عبادالله نصب امره و نهيه و حملة دينه و وحيه و امناء الله علي انفسكم و بلغاؤه الي االمم زعيم حق له فيكم و عهد قدمه اليكم و بقية استخلفها عليكم كتاب الله الناطق و القرآن الصادق و النور الساطع و الضياء االمع بينة بصائره

منكشفة سرائره متجلية ظواهره مغتبط به اشياعه قائد الي الرضوان اتباعه مود الي النجاة استماعه به تنال حجج الله الموره و عزائمه المفسره و محارمه

المحذرة و بيناته الجاليه و براهينه الكافيه و فضائله المندوبه و رخصه الموهوبه وشرائعه المكتوبة ....(

فتشبههم بعالئم ينصب في الطريق يهتدي به المارة الي الصراط تشبه دين الله بالصراط المستقيم الي الله تعالي كما هو صراط في واقع االمر يسلك بالسالكين الي االنتهاء و المقصد فهم كانوااول من واجههم رسول الله و دعاهم الي دين الله رباهم و زكاهم اقام بهم الصلوة و آتي بهم الزكوة الي ان انقلبوا مسلما" مؤمنا"

فرسول الله ص كشمس طلع بهم في افكار البشر فمن اراد من العالمين ان يهتدي بدين الله يهاجر الي المدينه فيهتدي باصحاب رسول الله ص فهم كالنصب

المنصوبة يهتدي به المارون ..... ثم يصفهم بانهم حملة دين الله و وحيه الن كل مااوحي الله الي رسوله منذ اذ بعث بالرسالة افاضه اليهم تلي عليهم االيات من كتاب الله و بين لهم الحالل و

الحرام فحفظو منه ص ما اوحي الله اليه و الحملة جمع الحامل وصفهم بانهم حملة دين الله و وحيه ثم تقول و انتم امناء الله علي انفسكم و بلغائه الي االمم و

االمناء جمع االمين كما ان البلغاء جمع البليغ فتصفهم بانهم امين الله علي انفسهم و مبلغي دينه الي االمم تعني بذلك بان نفوسهم امانة من الله عندهم فليسوا ما

لكي انفسهم ان يفعلوا بها ما يشائون يختاروا النفسهم خيرا"او شرا" فان الله تبارك و تعالي كما هو خالق النفوس مالك النفوس خلقنا وانفسنا و الخالق مالك

لما يخلقه فنحن له تعالي ال النفسنا و نفوسنا امانة منه تعالي عندنا البدلنا ان نئود االمانة الي اهلها كما يقول الله يامركم ان تؤدوااالمانات الي اهلها و اليؤدي هذه

240

االمانة الي صاحبها االمن طريق يطرقه لنا صاحبها و هو طريق الدين فلو تدينا بدين الله و سلكنا مسلك الدين رجعنا بنفوسنا اليه تعالي ادينا االمانة الي اهلها و لو

ضللنا عن الطريق و اخذنا بارائنا واتبعنا هوي انفسنا هلكنا و ضيغنا امانة الله عندنا و من خان نفسه واضلها خان الله تبارك و تعالي بضياع االمانة فتقول ع انتم امناء الله علي انفسكم و نفوسكم امانة الله عندكم فال يجوز لكم ان تحيدوا عن الدين القويم فتضلوا و تضيعوا امانة الله ثم تقول انتم معاشر اصحاب رسول الله بلغاء

دين الله الي ساير االمم يجب عليكم ان تدينوا بدين الله و تبلغوا باعمالكم و اقوالكم دين رسول الله الي ساير االمم الن شمس النبوة طلعت منكم و فيكم و

من اراد ان يطلب دين الله و يهتدي بهداه يطلبكم و يهتدي بهداكم و لو تركتم دين الله وراء ظهوركم اصبحتم خائنين بساير االمم التي يجب عليكم ان تبلغوا اليهم

دين الله ... ثم تشير س الي ما ترك رسول الله ص فيهم اشارة الي حديث مشهور مجمع

عليه بين الفريقين يقول رسول الله اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا و لن تزلوا ابدا" فتشير الي ما ترك رسول الله فتقول

زعيم حق له فيكم و عهد قدمه اليكم و بقية استخلفها عليكم فتقول ما ترككم رسول الله همال" مهمال"بل جعل لكم زعيم حق واخذ منكم العهد و البيعة الطاعة

الزعيم و رعاية هذا العهد و الزعيم بقية منه ص استخلفها عليكم و جعله خليفة بعده .

ثم تشير الي هذا الزعيم و تقول هو كتاب الله الناطق و القرآن الصادق فكتاب الله الناطق و زعيم الحق هو خليفة رسول الله علي اميرالمؤمنين تعرفها فاطمة

س بانه كتاب الله الناطق الذي ال ينطق القرآن اال به و بلسانه فان القرآن صامت ال ينطق عن حقايقه و ال بدله من مبين و مفسر لمجمالته و متشابهاته و هو الزعيم

بعد رسول الله علي ابن ابيطالب ع و لو كان نظرها س من هذه البقية و الزعيم كتاب الله فقط لم يعرفها بانها كتاب الله الناطق فتشير اليهما معا" يقول كتاب الله الناطق و القرآن الصادق فالقرآن الصادق هذا القرآن بين ايدينا و كتاب الله الناطق

علي ع . ثم يصفها بانها النور الساطع و الضياء الالمع فتصف القرآن بالنورانيته كما يصفه الله تعالي يقول انزلنا اليكم نورا" مبينا" او يقول قد جائكم من الله نور و كتاب مبين و نور الله القرآن و االئمة واضح معلوم نورالهداية يهتدي الناس بهم و هذا النور علومهم و احكامهم و ما ينبعون لنا من الحقايق و الدقايق تقول في زيارة

الجامعة كالمكم نور و امركم رشد الي آخر تصف القرآن بانه ال تكون مجمال"مبهما" بحيث اليقدر احد ان ينتفع ويهتدي به .

241

فتقول بينة بصائره و البصائر ما يزيد العقل و البصيره مبينا"يبينها لنا االئمة ع منكشفة سرائره اي ال يكون في القرآن سرا" مبهما" مخفيا"بحيث ال يقدر احد ان

يقهمه و يتبصر به يل يكون منكشفة تكشف االئمة عن سرائره و بواطنه . ثم تقول بان ظواهر القرآن متجلية يتجلي لكم لو كنتم من اهل االيمان و التقوي

فان القرآن يتجلي للطالع المطالع المتفكر المتبصر المستبصر كانها يخاطب قاريها و المتفكر فيها تقول مغتبط به اشياعه واالشياع جمع الشيعه و هو من شايع القرآن

يتبعه و يقفو اثره فمن اتبع القرآن ينال درجة رفيعة من العلم و الحكمة يغتبط به من لم يكن في هذه الدرجة فالقرآن كتاب يرفع باالنسان درجات العلم و الحكمة و الحيوة و العيش الي ان ينال متبعه درجة يكون فيها مغبوطا" للناظرين و االغتباط ضد الحسد فالحسد و الحاسد من اليحب ان يراك في نعمة و درجة نلت به فيريد ان يسلب عنك تلك النعمة و ينازلك من تلك الدرجة و المقام او تقتلك بما اليقدر

ان يراك في هذا المقام و المغتبط هو الذي يجعلك مطاعا" و متبعا متبوعا" في درجتك و مقامك فيتبعك لينال مانلتها من العلم و الحكمة و ال يحسدك ابدا"

فالحاسد كافر بنعم الله تعالي و المغتبط مؤمن تطلب من الله تعالي ما تفضل به علي عباده ....

ثم تصف القرآن بانه قائد من يتبعه الي رضوان الله االكبر وذلك هو الفوز العظيم فمن اراد ان ينال الرضوان فليتبع القرآن و تقول بان استماع القرآن يؤدي الي

النجاة فمن استمع القرآن و انصت حين قرائة القرآن يرحمه الله كما يقول اذا قرء القرآن فاستمعوا له و انصتوا لعلكم ترحمون و من رحمه الله ينجوه من الهلكة و

الجهل و النفاق ثم تصف القرآن بان بالقرآن تنال حجج الله المنورة و عزائمه المفسره و الحجج في هذا المورد جمع الحجة و الحجة ما ينطق عن الحق و الصدق

و هو علم يقود بك الي ما هو حق عند الله تبارك و تعالي و الحجة علم الينشاء اال بالله تعالي تجري علي لسان االنبياء و المرسلين و الصلحاء و المتقين فالحجة علم مأخوذ من الله تعالي و هو علم مرتبط بالمعلوم بالزيادة و نقصان يقود بالعالم الي المعلوم يرفع بها الشك و الريب عن المتعلمين فكم من علم جهل في الواقع و من عالم يكون جاهال" حقيقة " و هذه العلوم يكون جداال" في الواقع يجادل به من علمه و ال يعرف و الجدال ما نشاء من قواعد مضبوطة مكتوبة وافق الواقع اولم يوافق

لم ينشاء عن العلم و الحجة بل نشأت من الجهل في بدو االمر و ذلك مثل ما يقول القائل يشير الي ما يكون ثابتا" علي وجه االرض ال يتغير عما هو عليه يقول العالم مستغن عن الموثر و كل ما يكون مستغن ع الموثر قديم فالعالم قديم فهذا حجة

في الظاهر نشأ عن جهل بحقايق العالم و انك ال تجد شيئا لم يكن مسبوقا" بالعدم او يكون ثابتا" غير محتاج الي الموثر.

ثم تصف القرآن بان عزائمه مفسرة و محارمه محذرة فتراها س تقسم القرآن باقسام لم يقسم احد قبلها و تقسم احكامها باقسام مختلفه فبينت ان للقرآن عزائم

242

و محارم و رخص و بينات و براهين و شرايع فالعزائم من القرآن هي االوامر التي ال يجوز الحد تركها و يجب علي كل احد العزم علي العمل بها بحيث لو ترك احد

العزائم من القرآن فقد خسر في وجوده و ترك دينه ناقصا".... و المحارم ما حرم الله تعالي علي كل احد تركهااو ماجعل الله تعالي لها حريما" و

اوجب علي العباد االحترام بها كما حرم االم و االخت ان يتزوج بهما احد فهذا التحريم من الحرمة جعل الله تعالي لالم حرمة و الزواج النبي حرمة فاوجب علي

الناس رعاية هذه الحرمة .... و الرخص احكام و اعمال و سنن و آداب جعل الله للمكلفين رخصة "في تركها

كمثل المستحبات من النوافل و ساير السنن و اآلداب مثل آداب الورود الي المسجد....

والبينات اآليات المبينه في متنها اآليات التي التحتاج الي آية اخري او حديث يفسرها كقولك الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم و امثالها....

والبراهين الدالئل القاطعة علي وجود الله تعالي و صفاته الذايته الثبوتيه و السلبيه دالئل معها مدلولها ال ينفك عن مدلولها ابدا" اال ان يترك بجهل الجاهل كداللة

المصنوع علي الصانع و الحوادث علي المحدث و دالئل علم الله و حكمته و لذلك تصف الرخص بانها موهوبة اذن الله للمكلفين ان يتركها و المحارم بانها محذروة

حذر الله عباده ان يقربوا منها...

) تفسير سوره الكوثر ( ) ( و اما الفضائل المندوبه هي الدرجات يحصل لالنسان بالمستحبات و النوافل جعلها الله تعالي مستحبا محبوبة له و اعلن عباده بان مثل

هذه االعمال و الفضائل احبه واطلبه لكم و فيكم فيامر عباده استحبابا" بكسب هذه الفضائل امثال مكارم االخالق وصله االرحام ...

والشرايع جمع الشريعه و هي احكام و اعمال يوسع علينا العيش و الحيوة و التفكر و التعلم فهي كالنهر يجوز لالنسان ان يشرب منها ما شاء يرفع عطشه و كل حكم

من احكام الله شريعة او نهر يرتوي بها االنسان فيقوي و يحيي بما فيها من العلم و الحكمه فالصلوة نهر يشرب بها عبادالله كمايشرب العطشان المياه فيرفع عطشه

والشرب من الصلوت اوبالصاله بمعني تقويه روح االيمان و كذلك الزكوة و امثالهافتصف س القرآن و اقسامها من الواجبات و المستحبات و السنن واآلداب

243

ثم تبين لنا احكام الله بحكمتها تبين كل حكم بمصالحها و مفاسدها و نتائجهافتقول ...

)جعل الله االيمان تطهيرا" لكم من الشرك ( فهناك البدلنا ان نذكر نبذة في بيان الحكم و الحكمة ثم نأتي بكيفيته بيان الحكمة

في هذه الجمالت فنقول .... الحكمة اصل العلوم و مبدئها و منشاء االحكام و مصدرها فلولم يكن الحكمة لم يكن حكم في العالم و لو صدر حكم ال عن حكمة لغي هذاالحكم و يكون سفها"

عبثا" فمن اوتي الحكمة من الله تعالي فقد اوتي االحكام بحذا فيرها من البدو الي الختم و من لم يؤت الحكمة لم يؤت الحكم بتمامها يمكن ان يؤتي ببعض االحكام و يحرم عن بعضها و الحكمة هو العلة الغائيه يسعي بهاالعمل باالحكام و االحكام في عالم العلم كالصنايع في عالم الصنعة فكماان كل صنعة ال بدلها من علل اربعة واال لم يكن كذلك كل حكم البدلهامن هذه العلل االربعه وااللم تكن . و هي العله الفاعليه

و الماديه والصوريه والغائيه . و بينافيما سبق بان كل عله من هذه العلل عله تامه بحيث لولم يكن واحد منها لم يكن المصنوع . فالعله الفاعليه في ظهور االحكام هو

الحاكم الذي يحكم بحكم والحاكم المطلق في جعل االحكام هو الله تعالي . هوالذي يعلم االحكام يبينه لرسوله يقول : واتيناه الحكم صبيا. و العله الماديه لجعل االحكام

هي الحروف المقطعه يصاغ بهاالكلمات و العبارات ويحكم بهاالحاكم حكمه كمايقول : اقم الصلوه و اتي الزكوه . والعله الصوريه لجعل االحكام هي الهيئه الحكميه

ينشاء من تركيب االحكام بالعمل كصوره اقامه الصاله وايتاءالزكوه . والعله الغائيه في جعل االحكام هي المصالح والمفاسد التي ينشاء من العمل باالحكام يرجع

المفاسد والمصالح الي من عمل باالحكام ثم منه الي من حكم باالحكام . والعله الغائيه هي االصل االولي المحرك للعله الثالثه االول العله الغائيه هي التي يحرك

الفاعل ان يفعل وياتي بالمصالح . فمن عرف العله الغائيه التي يامر الفاعل ان يحكم فهو الذي اوتي الحكمه من الله تعالي . يقول فمن يوتي الحكمه فقداوتي خيرا كثيرا. فمن عرف الحكمه عرف الحكم و العكس . فرب عارف الحكم لم يعرف الحكمه و

فاطمه س ممن اوتي الحكمه من الله تعالي و سميت كوثر لكثره العلم الذي اتاهاالله تعالي بتعليم الحكمه .وبين الكوثر و الخيرالكثيرفي االيه مناسبه

كامله . فمن اوتي الخيرالكثير يكون كوثرا و من يكون كوثرا فقد اوتي الخيرالكثير.و فاطمه س ممن اوتيها. ففي هذه الجمالت تبين لنا حكمه االحكام وتقول : جعل الله

االيمان تطهيرالكم من الشرك . فجعلت االيمان قبال الشرك فتقول اليطهر االنسان من رجاسه الشرك و نجاستها اال بااليمان .فمن آمن بربه تعالي و اخذه تعالي وسيله امن لنفسه و ترك ماسويه تعالي الي ورائه و اقبل الي ربه فقد طهر من الشرك . ان

الشرك ينشاء من عدم معرفه الله تعالي و عدم االيمان فمن ترك ربه و اخذ بغيره و جعل غيرالله معتمدا و ملجالنفسه يتكاء عليه و يسكن اليه فهو في دائره الشرك و

244

حاكميتها. يحكم عليه من اتخذه ندالله تعالي فيحكم عليه االصنام او الطواغيت اوغيرهما سوي الله فيجره الي النار و اليمكن الحد ان يخرج من دائره الشرك و

حاكميه الطواغيت اال بااليمان بالله .فمن آمن بربه اخذبحجزه ربه عصمه ربه ان يهلك ويخرجه من الظلمات والهلكات الي النور و النجاه .فكماامرالله تعالي المتنجس ان

يطهر نفسه بالماء كذلك يامرالله تعالي المشرك النجس ان يطهرنفسه بااليمان . فالطهاره من نجاسه الشرك مالك حكم االيمان حكم الله تعالي بااليمان طهاره من

الشرك كماتقول س فجعل الله تعالي االيمان تطهيرالكم من الشرك . و كيفيه التطهير ف ي هذاالموردان تخرج بفكرك وارادتك واعتقادك و عملك عن حاكميه كل

حاكم الي حاكميه الله تعالي فتلجأاليه معتمدابه . ثم تقول :

)جعل الصلوه تنزيهالكم من الكبر..( والكبر في االنسان حاله يري نفسه اكبرمن كل شيئي او شخص اويري نفسه متقابال متساويا لبعض االشخاص و اليري احدا فوقه . فهذه الحاله في االنسان كبريستكبربه

فيكبر علي كل شيئي و شخص ويعلوعلي ماسويه .والكبرالذي يظهر به االستكبار لالنسان من اعظم المهالك واد يهلك فيه االنسان كما هلك فيه اكثر االولين و اول

من هلك فيه ابليس يقول الله تعالي له : استكبرت ام كنت من العالين . وتلك الحاله المهلكه في االنسان انما ينشاأ حين اذ اليري و اليعلم احدا اكبرواعلي منه فالبدلله

تعالي الولي المنجي عباده من كل هلكه مهلكه ان يزيل عن االنسان هذه الحاله المهلكه فينجيه كما هوشان كل ولي للمولي عليه و انما يزول تلك الحاله عن االنسان بارائه شيئي اوشخص اعلي و اكبر من هذا المستكبر محيط مسلط عليه .

فاذا قابل االنسان شخصااعلي منه واكبر و قايس نفسه اياه تزول عنه الكبر و الكبرياء ومن هوالذي يكون اكبر و اعلي من االنسان كبرياأ وجوديا ال اكتسابيا عرضيا االالله تبارك وتعالي فان الله تعالي اكبر و اعظم من ان يوصف و علم االنسان بان

يكبر ربه يقول لنبيه ص في سوره المدثر و ربك فكبر و ثيابك فطهر و ذلك الن كل ما يريه االنسان و يقابل نفسه اياه يري نفسه اعلم و اكبرمن كل مايري فيقابل

نفسه الشموس والكواكب والسماأ يري نفسه اكبر منه النه شخص والسماأ و مافيهااشياأ ثم يقابل نفسه االرض و ما فيها وما عليها فيري نفسه اكبر من كل مافيها و ما عليهاثم يقابل نفسه الحيوانات كلهايري نفسه اكبر و اقوي منها ثم يقابل نفسه االفراد من بني نوعه فيريهم في هذه المقابله علي ثالثه اقسام .قسم يكونون دونه

بالعلم والمال والقدره يصفهم بالضعف و قسم يريهم فوقه بالمال و العلم و القدره يريهم اقوي منه فيذل عندهم و قسم يريهم متساويا في العلم و القدره و

المال .فيستخدم الضعفاأ ممن هو دونه في القوه يريد ان يتسلط بالحرب والفساد في العالمين .فمامن حرب وقتل وظلم علي نوع االنسان اال و قد ظهر بهذا التفكر في االنسان .فالبد ان يزول عنه ذلك التفكر و يري نفسه كما هو.فباي شيئي يزول

245

عن االنسان تلك الصفه المهلكه فتقضي حينئذ البد الزاله تلك الصفه المهلكه عن االنسان بارائه قدره و علم محيط عليه و هو الله تبارك و تعالي و انما يعرف و

يدرك ذلك بالصلوه . فبالصلوه يري االنسان ربه يريه فوقه محيطا به و عليه من كل جهه و جانب فيزول عنه الكبر و يخضع لدي ربه فيصبح مومنا سليما خاضعا خاشعا منفيا عنه الشرور و االفات اليظلم نفسه و الغيره من االشيا أو االشخاص . فال دواء

الزاله الكبر المهلكه عن االنسان االالصلوه .بالصلوه تزول الكبر و تزول معه الفحشاء والمنكرات يقول الله تعالي : ان الصلوه تنهي عن الفحشاء والمنكر.

ثم تقول س : )جعل الزكوه تزكيه للنفس و نماأ في الرزق ..(

فتذكربهذه الجمله فائدتين من حكمه الزكوه . و حكمه االحكام ثمراته او نتائجهاالتي تظهر من العمل بها وما من حكم اال و لها ثمرات و نتائج يسمي ثوابا

بتعبيراخري .فتقول س جعل الله الزكوه تزكيه للنفس . فللزكوه نتائج نفساني و اخري مادي طبيعي . فنتائجهاالنفساني تزكيه النفس . و للتزكيه معنيان تقوم بهما.االولي دفع ما الياليم و الثاني جذب ماياليم ينمو الشيئي بتلك الدفع و الجذب .فالنفس

بمنزله الشجره و كل حكم من االحكام بمنزله نبت ينبت من بذره الخاصه به في النفس . فكماان البذر او الشجره ينموفي التراب بجذب مايالئمه و يدفع ما

اليالئمه .تجذب الموادالمالئمه بطبيعته فتنموو تكثر اوراقه و ثمراته و تدفع ما اليالئمه من التراب واالحجار ورائهافتعلو فوق االرض تتفرع في السما أو تصير كما

يقول الله تعالي : اصلها ثابت و فرعها في السماء..كذلك االنسان شجره في الجامعه غرسه الله تعالي بيديه البد له ان ينمو بتلك الدفع والجذب فيجذب مايالئمه

في طبيعته وهو اخوانه المومنين من بني نوعه يكثر بهم و ينمو الي ان ينقلب امه عظيمه و تدفع عن نفسه ما اليالئمه و اليفيده اال بما تقوم به حيوته و

هوالمال والثروه والماديات من الطبيعيات . فمن جمع المال و دفع االنسان عن نفسه ينقلب وحيدا" فريدا في الجامعه االنسانيه اليحب احدا و اليحبه احد. فهو كبذر او شجره سجن في التراب الينبت والينمونمائها و االنسان كذلك . اذا لم يجعل الله

تعالي له ودا في قلوب الناس وودا من الناس في قلبه و اليقوم حيوه االنسان اال باالنسان كماروي عن االئمه ع يقولون حيوه االرض باالنسان و حيوه االنسان بالعلم .

فمن اراد ان يعرف كيفيه الحيوه و قيمتهاو يعلم بان الحيوه التقوم اال ببني نوعه فليخرج بماله و ثروته من الجامعه االنسانيه الي الفلوات او الي اوديه الجبال وليقم

هناك بمايعيش فتجد في نفسه الغربه و الوحشه فيري كان الحيوه انقلبت لهاموتا.فانه يري معه كل شيئي و اليري معه انسانا يعيش به فيعرف هناك

بان الحيوه انما تقوم باالنسان فقط و ظهور االنس بينه و بني نوعه يدفع به الوحشه والغربه فالبد لالنسان ان يجذب الي نفسه االفراد من بني نوعه يحبهم و يحبونه

يانس بهم و يانسون به يرفع بتلك االنس والمحبه عنه الغربه و الوحشه . فاالنسان 246

انما ينمو باالنسان و يزكي بدفع ماال يالئمه و اليانس به من غيراالنسان و اليحصل بين االنسان و بني نوعه موده ومحبه االبقيام الخدمه لهم . ومن انواع الخدمات

انفاق المال في سبيل الله يحصل له المحبه في قلوب المومنين .فمن انفق من ماله شيئا و احيابه انسانا من بني نوعه يكتسب بتلك االنفاق المحبه في قلوب المومنين

فينقلب بتلك المحبه شجره عظيمه يتجلي و يتزين باالفراد من بني نوعه فيزكو وينمو بجلب المحبه و يطهرعن التعلق بالماديات و زخارف الدنياويه فيزكي نفسه

كمايقول الله تعالي : قد افلح من زكيها و قد خاب من دسيها.. ثم تذكرس فائده اخري للزكوه و هي نماء الرزق . فان االرزاق ينموو يكثر باالنسان

فقط و االنسان هو الذي يعمراالرض فينمو به الزراعات والصناعات والتجارات . فلولم يكن االنسان علي وجه االرض تنقلب خرابا غير معمره .فمن الذي كثرت به

االرزاق و عمرت به االرض و الجبال و الفلوات ومن الذي ينبت به الزراعات و يثمر به الثمرات انما هو االنسان فقط فهل يقدر احد ان يكثر االرزاق و ينموهابنفسه

بغير استعانه و اعانه من بني نوعه فاالرزاق انما ينمو و يكثر باالنسان فال بد لك ان تستعين من بني نوعك يحصل و يكثر باعانتهم لك و خدمتهم اياك المال و الثروه و اذااردت ان تستعين باخوانك وبني نوعك ليكثر باعانتهم رزقك البد ان يكون بينك و

بينهم موده و محبه يحبونك و تحبهم و التحصل تلك المحبه اال باالنفاق من مالك . فبالزكوه تكثر اعوانك و باالعوان تنمو ارزاقك وتعلو مالك و ثروتك . فالزكوه

كمايكون تزكيه للنفس يكون سببا لنماء الرزق يكثراالعوان للمزكي يعاونونه علي البروالتقوي كما عاونهم بايتاأ الزكوه . فيعمراالرض حينئذ و يكثراالرزاق .

ثم تذكرس حكمه الصيام وتقول : )جعل الله تعالي الصيام تثبيتا لالخالص ..(

واالخالص من اعظم ما انعم الله تعالي علي العبد و خير ما وفقه الله له و باالخالص يبتغي و يجلب رضي الله تعالي و رضوان الله اكبر.فاذا رضي الله تعالي عنك دفع عنك كل سوأو يوفقك لكل خير و ينعم الله عليك مايشاأ.فانه تعالي ليس بضنين

يضن بنعمه من نعمه علي عبده .وانمايجلب رضي الله تعالي باالخالص واالخالص بمعني ان التري غيره تعالي تطلبه بماهواهالله ربا الها و تخلص له عملك ال تعمل لغيره و ال تعبده لصفه من صفاته كما حكي عن موالنااميرالمومنين ع تقول : ما

عبدتك طمعا في جنتك و الخوفا من نارك بل وجدتك اهال للعباده فعبدتك . فلوعبدت ربك طمعا في جنته او خوفا من ناره عبدته لصفه من صفاته عبدته النه يرزقك الجنه

او يدفع عنك عذاب النار فلم تعبده لماهوتعالي اهال للربوبيه و االلوهيه فجعل الله تعالي الصيام ليبتلي عباده في الخلوات انه صام لله او صام رئائا و خوفا من الناس .

فانه البد و ان ياتي علي الصائم حاالت و خلوات يكون فيهاجائعا عطشانا يمكن له ان يشرب ماء" او غذائا و اليريه احد غير الله تعالي و حينئذ فلو صبر علي العطش و

247

الجوع و لم يفطر فقد صبرلله تعالي واخلص دينه له فيجازيه الله بصومه كماروي في حديث القدسي يقول الله تعالي : الصوم لي وانا اجزي به )اواجزي بضم االلف ( فلو

قرئ هذاالفعل معلومايدل علي ان الله تعالي هو الذي يجزي عبده ثواب صومه بنفسه بالواسطه .اليثيب عبده بملك من المالئكه و ال يدخله الجنه بشفاعه نبي

من انبيائه بل يتعهد جزاء الصائم بنفسه فيكرم عبده الصائم و يبسط له في الجنه مايشاء من النعم . ولو قري مجهوال يقول الله تعالي انا اجزي به يعني بذلك اناالذي

اكون جزاء صوم عبد مخلص . فاجعل نفسي له و ارادتي له اجعل نفسي جزاألصومه ومن و جد رضي الله و جد معه كل شيئي و من ترك رضي الله لعله يجد

منه تعالي رزقا او لم يجد.فان الصائم المخلص كما جعل نفسه لله تعالي و طلب رضي ربه باخالصه جعل الله تعالي نفسه له .فحكمه الصوم تثبيت االخالص اليقدر المرائي والمنافق وال الجاهل بامرالله تعالي ان يصوم في الخلوات وان كان يصوم

رئاء الناس لئال يظنونه كافرا مشركا. ثم تقول س تذكر حكمه الحج :

)اوجب الله تعالي الحج تشييد اللدين ...( والتشييد بمعني التحكيم تعني بذلك ان الله تعالي يشدد امر دينه بالحج و اجتماع الناس فيها. فان الدين اثر الهي علمي نزل من الله تعالي باالنبياء فالبد له من مظاهر عملي يظهر بالناس ليعرفه الجاهل بهذه

المظاهر والناس مظاهر الدين يقوم بهم و باعمالهم دين الله تعالي فكل ماكثرت هذه المظاهرعظمت بها دين الله باعين الناس . فجعل الله تعالي الحج ليجتمع الناس حول البيت محرمين ملبين طوافين يتظاهرون بلباس الدين فينقلبون جندالله تعالي

بعد ان كانوا جندا النفسهم او لغيرالله تعالي . فاذا اجتمع حول البيت من هوالأ المسلمين الحاجين الوفا او مالئين يعظم باجتماعهم دين الله تعالي في

اعين الشياطين و الكافرين و المنافقين يتم بتلك االجتماع الحجه علي الجهالأ و يشد امر الدين قبال الشياطين يستوحشون بتلك االجتماع واالشتداد ان يريدوا كيدا

لالسالم و المسلمين . وروي في بيان حكمه الحج يقول االمام ع : اليزال هذا الدين قائما ما قامت الكعبه .و يقول الله تعالي في كتابه : جعل الله الكعبه البيت الحرام قياما

للناس وامنا..فيقوم الناس في زياره بيت الله القامه دين الله يهزم بقيامهم هذا جنود الشياطين و يشتد به امرالدين . ثم تبين س حكمه العداله االجتماعي التي امر

الله تعالي بها في كتابه كرارا ومرارا يقول انزل الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط .فتبين لناحكمه انزال الكتب و ارسال الرسل يقول فعل الله ذلك القامه

العدل و القسط .ويقول في موضع اخري : اليجرمنكم شنان قوم علي االتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوي . فالعدل بمعني رعايه حقوق الناس و رعايه حق انسان

علي انسان اخري . فتبين لنا س حكمه العدل و امرالله تعالي به . )تقول اوجب الله تعالي العدل و رعايتهاتنسيقاللقلوب .(

248

والتنسيق مصدر باب التفعيل من النسق بمعني ربط القلوب بعضها علي بعض وجعلها علي نظام واحد يعيشون في تلك النظام ال يتجاوز احد حده و اليتعدي بعضهم علي بعض .فان الناس كما يقول رسول الله ص قبال ما جعل الله لهم من الحقوق كاسنان المشط اليثبت الحد حق الخري اال و ثبت الخري حق عليه مثل ماله . يقول علي ع : الحق اوسع االشياء في التواصف واضيقها في التناصف

اليجري الحد اال و يجري عليه و ال يجري عليه اال و يجري له . فالناس كلهم عيال الله و الله تعالي هوالذي يعيلهم و يرزقهم في عيشهم ولم يخلق خلقا و النعمه و رزقا

اال لهم كلهم و اليمكن ان يقال بان حق احد من الناس اكثر من حق اخري عليه الناس في الحقوق و االنتفاع بهامتساويات اباح الله لكل احد ماخلقه علي وجه

االرض يقول واالرض وضعها لالنام ..فالنعمه كلها كشعاع الشمس والقمر ينتفع بها كل من اراد ان ينتفع فاليجوز الحد ان يمنع احدا حقه و يحبس عنه ما خلق الله له

: الفقراأ عيالي واالغنياء وكالئي . فاالغنياء و كالأ مامور من عند الله تعالي يجب يقو عليهم ان يوزعوا علي الناس ماجعل الله بايديهم من االرزاق لئاليعلو احد علي احد

فيحرمه حقه او يتسلط عليه باعمال القدره .فالبدان يكون القلوب بعضها لبعض كما يكون االبدان بعضهاقبال بعض .فكما ان االبدان متناسقه في خلقتها اليفوق

احدعلي االخري وال ينقص احد عن االخري كذلك يجب ان يكون االفكار و القلوب متناسقه متساويه بعضهابالنسبه الي بعض كلهم قائمون بين يدي

ربهم .وانمايكون تناسق القلوب باجراأالعدل و اقامه القسط فلو عال احد علي احد باعمال القدره و حبس االرزاق بالظلم والعدوان اسقط بعضهم بعضا عن حد

البشريه و جعلهافي حد الحيوانيه تخرج القلوب بتلك التبعيض عن النظام والتنسيق الي ان يكون الحيوه حرجا.فاوجب الله تعالي العدل تنسيقا للقلوب .

ثم تقول س من عمق بصيرتهابحقايق االمور و بحقيقه واليه الله و واليه االئمه المعصومون ع

)وامامتنا نظاما" للملة ( و هذه الجمله منهاس برهان كامل علي اميتها لالئمه المعصومين . و قلنا فيما سبق بان هذه االميه ليست بمعني التوليد فقط فلالئمه

امهات غيرهابل هي بمعني االصاله والمبدئيه لمايفيض الله تبارك وتعالي علي االئمه من العلم والحكمه والقدره و سايرالبركات جعلهاالله تبارك وتعالي اصال ومبدئا يتفرع عليهاالفروع من االولياأ واالنبياأ والمومنين و المومنات .فانهاس اصل الواليه لعرفانها

بمقام واليه الله و واليه االئمه .فتقول جعل الله تعالي امامتنااهل البيت نظاما للمله االسالميه الينظم امورالمسلمين و بعد المسلمين امورالخاليق اجمعين اال بامامتنا و

واليتنا عليهم . فالبد ان ينظر هناك و يبحث في هذه المسئله وهي يقال بم و لم و كيف ينظم امرالمسلمين و امرالناس اجمعين بواليتهم . بم تكون الواليه مالك النظام

ويظهرالنظام به و من او مايكون محورا لنظم االمور كلها و مرجعايرجع الناس اليه لرفع حوائجهم الماديه و المعنويه فينالون حوائجهم بالرجوع الي مرجعهم فالبد

249

لمرجع الناس ان يكون ذا بركات ماديه معنويه يقضي حوائج الناس اجمعين يعلم من تعلم منه و يهدي من اهتدي به يشبع الجائع و يروي الظمان ماديه و معنويه ويكون

ذا قدره واحاطه عظيمه يحيط بعلمه و قدرته الخاليق اجمعين ال يمكن لمحتاج ان يخرج من شعاع واليته و حكومته الحاطته و بركاته الكامله الشامله . فمن هوالذي يكون له علم بالنهايه و قدره كذلك بالنهايه و مبدأ لجميع البركات الماديه و المعنويه

فمن هوالذي يكون سماأ محيطا علي االرض واهلها فهي الليله المباركه التي يعرفهاالله تعالي في كتابه حم والكتاب المبين انا انزلناه في ليله

مباركه ..الي ان يقول : فيهايفرق كل امرحكيم . جعلهاالله تعالي ليله مباركه انزل فيها العلوم كلها و جعلها محيطابالشموس واالقمار و النجوم و هي التي انزل الله تعالي

في شانها: هوالذي جعل في السماأ بروجا و جعل فيها سراجا و قمرا منيرا. فالبروج االئمه االثني عشر و هم الشهوراالثني عشرو الشمس رسول الله ص

والقمر من اهتدي بهداهم و حذي حذوهم و دعي الناس اليهم .فهي س و االئمه من ولدها علماء حكماء معصومون مطهرون جعل الله تعالي فيهم و بايديهم كلما يحتاج اليه البشريه في الدنيا و االخره فهم كما عرفواانفسهم في الجامعه الكبيره معادن

حكمه الله و حفظه سرالله يستغني بهم كل فقير ياوي اليهم الناس يومنون كل خائف في الدنيا واالخره خائف من الفقر او من الجهل اومن االعداأو يشبعون كل جائع

اتاهم الي االبد و يعلمون كل متعلم عالم و يهدون الناس الي الصراط المستقيم . فكل طالب للهدايه مهتد بهم فهم البحار وسايرالناس بمنزله االنهار يبدأ منهم و يرجع

اليهم فالينظم المله االسالميه ومعهم البشريه في الدنيا و االخره اال بهم و هم القريه المباركه الذي يسافرالناس اليهم من الفلوات والمفاوز من شده الفقر و

الجهل و غير ذلك .اليرفع وحشه الفقر و الجهل والظلم و الطغيان و الحرب االبهم . فهم ذوعلم كعلم الله و ذوقدره كقدره الله اليخيب من رجاهم و اليضل من اهتدي بهم

و ال يجهل من تعلم منهم و اليموت من احيي بهم .فهم نظام االمه االسالميه الينظم المله االبهم .فهي س عارفه بمقام واليه الله و واليه االئمه تقول علي

هذاالعرفان جعل الله تعالي امامتنانظاماللمله والناس في هرج و قتل و فقر و ظلم و طغيان ابدا حتي يرجعوااليهم و يتولوا بواليتهم .فليشرقوا واليغربوا اليجدون

مايطلبون اال بهم ع النه ليس لهم مثل في البشرمن االولين و االخرين . ثم تقول س :

)جعل الله امامتنااماناللفرقه ..( و امامتنا اماناللفرقه ..فلولم يامن الناس من الفرقه لم يصلوانظاما في ملتهم . فان

النظام يحصل من الوحده والتعاون ، والحرب ينشاأمن االفتراق والتنازع ولولم يرفع االختالف والتفرقه من االمه لم يحصل لهم نظام يامنون فيه من وحشه الفقر

والحرب والنزاع .وكل واحد من االختالف والنزاع داء اليداوا اال بدواء يخصه و هذه الدواأالتي يعالج به مرض االختالف واالفتراق واليتهم ع كما قلنا ان الناس ينالون

250

في شعاع واليتهم مايطلبون و يريدون في الدنيا واالخره من العلم والحكمه و من الماديات والمعنويات و المقامات و الرياسات و كل مايطلبه االنسان .فانهم ع

القريه المباركه و البلداالمين يامن االنسان في واليتهم من كل خوف و جوع و نقص من االموال واالنفس والثمرات . فدواء االفتراق امامتهم الن الناس في حيوتهم و فطرتهم مهاجرون الي الله متكاملون في مهاجرتهم يطلبون االحسن فاالحسن و االجمل فاالجمل الي ان يصلوا موطنهم و مقصدهم الذي فيهاما تشتهيه االنفس و

تلذاالعين و في مهاجرتهم هذا البد لهم من امورثالثه .البدلهم من مقصديستهدفونه و يرجعون اليه يسمي اما و االم هي االصل و المقصدالذي يطلبه االنسان في فطرته

بهجرته و تكامله ،اصل وام يتولد منهاالهجره و الحركه .ثم البد لهم من امام بفتح الهمزه اي ميدان وطريق يسلكونه و يتحركون فيه الي مقاصدهم فان الحيوه

كلهاهجره و جهاد كالمسافر في المفاوز والفلوات و البدلكل حركه و هجره من مبدأ و منتهي و البد لهم من العبورمن صراط بين المبدأ والمنتهي و هذاالصراط بين

المبدأوالمنتهي امام لهم يؤمه االنسان حتي ينال امه و مقصده ثم البد لالمه التي يطلب اما و مقصدا لها و يتحرك اليها من امام )بكسرالهمزه ( ياتم به يسلكه الي

وطنه الذي يستوطن فيه و مقصده الذي ينال فيهامايشاأ فاليمكن للمسافرالمهاجران يسافرالي مقصد مجهول اليعرفه و البد له من امام ي

اتم به .فباالمام القائدالذي يقودبالمسافرين المهاجرين الي مقاصدهم يحصل الوحده بين المهاجرين جميعا.فان كان لهم امامايقتدون به ينالون كلهم مايريدون من

مقاصدهم وان لم يكن لهم امام يقع بينهم االختالف فيتفرقون يميناو شماال اليحصل بينهم الوحده والسلوك ابدا فيتخذ كل سبيال و يتفرق بهم السبل عن مقاصدهم و منافعهم فيضلون في الفلوات ويهلكون .فاالمام البد من وجوده

للمهاجرين السالكين ان ينالوا به مقصدهم واالمام هوالذي عرف الطريق و يسلكه من مبدئه الي منتهاه و هم ع السبيل االعظم والصراط االقوم و اليمكن الحد ان يكون

اماماللناس يقتدي الناس به غيرهم ع .ولذلك تقول س جعل الله تعالي امامتنااماناللفرقه ،اليرفع االختالف : بين الناس اال بامامتناو

اليحصل الوحده بين المهاجرين السالكين الي الله تعالي اال باالقتداء بهم ع النه بهم ينال كل احد مايريد في الدنيا واالخره و الينال بغيرهم جزأا ممايريد فضال عن كله .

ثم تبين لناس حكمه الجهادو المجاهده في سبيل الله تقول : جعل الله تعالي الجهادعلي االمه ليكون عزالالسالم والمسلمين . و الجهاد في هذاالجمله

و نظائرها في اي القران و االحاديث لهامعنيان معني عام غيرمعروف عندالناس بعموميته و هو بمعني الجهد و المجاهده ليطلب بذلك الجهد شيئا ينمو ويرتقي به و معني خاص معروف مشهور عند كل احد و هوالحرب مع االعداأ في سبيل الله . القتل

والمقاتله و كلمه الجهاد مصدرمن باب المفاعله و مصدره الثالثي الجهد يسمي جهادالظهورمعناه و قيامه بين شيئي و شخص اوشخص و شيئي اوبين شخصين .

فالجهادبين شخص وشيئي جهدك تكسب علما وماال و متاعا و غيرذلك . والجهادبينك

251

و بين غيرك بين شخصين .جهادك مع عدوك في سبيل الله و جيئي به من باب المفاعله لقيامهاغالبا بفاعلين يجهد احديهما باالخري ما يجهداالخري به كالمضاربه والمقاتله كما هي معني المشهورمن باب المفاعله . والبدلالنسان من الجهد والجهاد

يكسب به علماو حكمه و ماالو مايعيش به في الدنياواالخره .والجهادعلي االنسان فرض تكويني اليقدر ان يتوقف بنفسه ويناي

عن الجهاد. فكل يجهد علي فطرته وشاكلته يكسب المال اوالعلم اوالدين او المقام و التجد احدا اليطلب شيئا فاليجهد فكل حي يكون في جهاد والجهاد من لوازم الحيوه .

فبالجهد والجهاد يهجراالنسان من النواقص الي الكماالت في الماديات والمعنويات والجهاد هذا بمعناه المشهور فرض في االسالم علي المسلمين فيجب علي

كل مسلم ان يكون مجاهدا تطلب عيشه و حيوته مايعيش به و يحيي من المال والعلم والحكمه و محبه االنسان او تطلب رضي الله تعالي فكل شيئي او شخص

مماخلق الله تعالي يكون مطلوبالالنسان وانماخلق الله ماخلق لالنسان فقط و لولم يكن انسان علي وجه االرض لم يخلق الله تعالي شيئاوكان خلقه عبثا. فالبد

لالنسان ان يطلب ماخلق الله له في الدنيا واالخره و اليجد مايطلب االبالجهاد ولذلك نري فيماروي عن االئمه المعصومين ع اوجبواالجهاد بمعناه العام علي كل مسلم و

مسلمه و حرمواعليهم ان يكونواكال علي الناس التطلب لنفسه شيئايجعل ثقل حيوته علي عاتق غيره . فروي منهم ع يقولون لعن الله من القي كله علي الناس . فمن

لم يجهد و لم يجاهد اليقدران يدع عيشه و حيوته بل البدله ان يحيي و يعيش فيجعل كله علي الناس يرزقه غيره و ال يرزق غيره . وروي عنهم ع يقولون ان الله يحب

الرجل الشجاع ولو بقتل حيه . وروي عنهم : الكادلعياله كالمجاهد في سبيل الله . وروي عنهم ع : جهادالمراه حسن التبعل . فاوجبوا الجهادبمعناه العام علي كل مسلم و مسلمه

يجب علي كل احد ان يجهد يطلب بتلك الجهاد ماخلق الله له و قدره في الدنيا و االخره . واماالجهادبمعناه المشهور القتال في سبيل الله مع اعداأالله الذين يريدون ان

يطفئوانورالله فيجب علي كل مسلم و مسلمه ان يدافع لنفسه و لدينه و عرضه و حيوته و اليدع ظالمايتسلط عليه و علي نواميسه . وروي عن االئمه المعصومين ع

يقولون التكن ظالما و المظلوما.فاليجوز الحد ان يدع الجهاد و يسلط الظالم علي نفسه ومن فعل ذلك اليشكواال عن نفسه .فلو ترك الجهادكل واحد و ترك

الظالم يتسلط عليه يتسلط بتسلط الظالم الباطل علي الحق . وروي عنهم ع يقولون : ال تتركوااالمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيوليكم شراركم .اي يتسلط

عليكم شراركم .فهناك يغلب الباطل علي الحق و يذل المومنون و يذل معهم دين الله .و لذلك تقول س جعل الله الجهاد عزالالسالم والعز ضدالذل و االنسان البد

و ان يكون عزيزا او ذليال.فلوترك العزه يطلبه الذله و لوترك الذله يطلبه العزه . والعزه في اللغه بمعني عدم االنفعال يترجم بالفارسي )نفوذناپذير(. فالعزيز الينفعل

واليتاثرمن شيئي او شخص فيترك بذلك التاثر حقاله فمن كان كذلك و اليدع باطال او ظالما يوثرعليه بباطله و ظلمه او اليتاثر و الينفعل من فعل باطل ابدا فهو عزيز

252

في دينه واسالمه .فتبين لناس حكمه الجهاد بان الله تعالي جعلهاعزالالسالم .فاالسالم دين الله و صراطه المستقيم يقود بالناس الي ربهم و درجاتهم في الجنه .فكما لم يقم

هذا االسالم اال بالجهاد اليدوم اال بالجهاد.فاالسالم حصن الله الحصينه و البد للحصن من سور او حصار يتسور به ليكون محفوظاعن شراالعداأ و عوامل التخريب و حصاره و ان كان باراده الله تعالي وان الله تعالي انزل القران وهو له حافظ االان اراده

الله تعالي انمايعمل بالمومنين ، والمومنون المجاهدون مجاري اراده الله تعالي يجاهدون بامره في سبيله فيدفع الله بهم االعداأعن حوزه االسالم و يحفظ دينهم بهم و

الياذن الحد من الكفار يتسلط علي االسالم والمسلمين فيضيعها و يفعل بهامايشاأ.فالمومنون المجاهدون حصن االسالم يحفظ االسالم بهم من

شراالعداأ والكافرين الي ان يظهرالله تعالي دينه علي الدين كله و لوكره المشركون . ثم تقول س تبين لناحكمه الصبرفتقول

)جعل الله تعالي الصبرمعونه علي استيجاب االجر..( فالبدان نبين اوال الصبر بمعناه و كيفيته و ثانيا كيف يكون الصبرمعونه علي استيجاب االجرمن الله تعالي . فيقال

هل الله تعالي يستعين بصبرالمومنين ان يوجرهم باعمالهم و يجيب دعائهم اذا دعوه او المومنون يستعينون بالصبرالي ان آن اوان االجر فنري في كتاب الله يامرنا

ربناكرارا و مرارا بالصبر و يقول انه تعالي يوفي الصابرون اجرهم بغيرحساب . و يقول اصبروا و صابروا و رابطوا.و في موضع اخري يقول استعينوا بالصبر

والصلوه ..او يقول اصبروا فان الله مع الصابرين .وروي عن االئمه المعصومين ع قالوا الصبر من االيمان بمنزله الراس من الجسد.فكما انه الجسد لمن الراس له كذلك

الايمان لمن الصبرله .وااليات واالخبارمتظافره متكاثره في معني الصبر و محبوبيتها لله تعالي .فتاره يقول انه مع المحسنين و تاره اخري يقول انه مع الصابرين .فالصبرعمل

او صفه مامور بهافي االيات والروايات . فنقول ان كان الصبرحاله او صفه فينا اليجوز ان يامرالله تعالي عبيده بكسب

الحاالت والصفات الن الحاالت والصفات انمايظهر باراده الله تعالي و ينشاء من خلق االنسان و فطرته والخلق والفطره يوجدبامرالله تعالي و هوالذي يخلقنا كما يشاأو

يفطرناعلي مايشاأ،اال ان يكون للصبرمقدمات باختيار االنسان فيامره الله بحفظ هذه المقدمات او العمل بها.فالصبرفي اللغه يعرف بانه كف النفس عن معصيه الله و حمل النفس علي اطاعه الله تعالي وانتظار االجر من الله تبارك وتعالي في طريق كف

النفس عمانهي عنه و حملها علي العمل بما امره الله تعالي .فاالنسان يواجه تاره المعاصي و تاره علي االوامر ثم ينتظربكف النفس عن المعاصي و حملها

علي العمل باالوامراجرامن الله تعالي فان الثواب والعقاب ياتي االنسان علي طبق عقله و رشده و العقل الينشاأ في وجوداالنسان االبظهورالحوادث الطبيعي او

غيرالطبيعي فكل حادثه محرك وكل محرك يسلك باالنسان الي عقل و علم و اجرالله تعالي الذي ي يجازي به االنسان ياتي علي االنسان علي طبق عقله و رشده فالبد له

253

ان يعقل فيوجر ويثاب . فلذلك جاأ في الروايات بان الله تعالي يثيب كل انسان في القيامه علي قدرما آتاه من العقل في الدنيا فالله تعالي يقدرالخير واالجر لعباده و البد للعباد ان يسلكواالي ربهم ينال بسلوكهم اليه الثواب المقدر والبد لهذاالسلوك

الي المنتهي من مده كماهي شان الحركات بمعني قطع المسافات الزماني او المكاني يسافر االنسان في المكان و الزمان او في الزمان فقط والبدلهذه المسافره من مبدأ

و منتهي واال اليسمي مسافره و مهاجره و سلوكا.فحاله االنسان في طول هذه المده التي ينتهي بسلوكه الي منتهاه يسمي صبرا.فيجب علي االنسان ان يسلك الي ربه و يصبرعلي مايبتلي به او يحرم عنه الي ان ينال ماقدر الله تعالي له من االجر والثواب

ولذلك تقول س ان الله تعالي جعل الصبرمعونه علي استيجاب االجر.فيعين االنسان نفسه بالصبرلينال اجرالمقدراو يعين الله تعالي عبده بسبب

الصبرليستجيب له دعائه . والبد لظهورالصبرفي السلوك الي الله من عناصر يستحق االجر باجتماع هذه العناصر.

االولي ان يستهدف شيئا و بمعني آخران يكون طالب شيئي في صبره و يعلم انه الينال مايطلبه اال بالصبر.

الثاني ان يهاجرالي مايطلبه النه الينال مايطلبه اال بالسلوك والمهاجره فالصابربمنزله المهاجريدع الفلوات والقراء وراء ظهره ليصل الي البلدالعظيم و قريه

مباركه . والثالث البدله من طول زمان ينتهي به من المبدأ الي المنتهي .

الرابع البد ان اليكون مايطلبه في المبدأبل يكون في المنتهي . فيجتمع كل هذه العناصرفي السلوك الي الله يسمي صبرا.فالصبربمعني العمل والسلوك بالعمل الي الله تعالي لينال ماقدرالله له من االجر والثواب وليس

الصبربمعني ترك الوظائف و القعود عماامره الله تعالي به كمايظنه طائفه من الناس .فالصابر بمنزله الزارع يزرع فيعمل فينتظر المحصول .ثم تبين لناس

حكمه االمربالمعروف فتقول )جعل الله تعالي االمربالمعروف والنهي عن المنكر مصلحه للعامه .( فالمصلحه

من الصالح واالصالح بمعني االعمال التي يصلح عامه الناس يحملهم علي االعمال الصالحه والحركه في خط الصالح واالصالح من االعمال التي يسلك بهم الي العدل و

االحسان و ايتاأ ذي القربي و صله الرحم و االحسان بالجار و غيرذلك ممايولف بين القلوب ويجلب المحبه والموده يسلك بهم الي عيش و حيوه

بمعني المدينه الفاضله يكون الناس فيهامتحابين متعاونين . فكل خير في االسالم مما امرالله تعالي به واجبا او مستحبامماينتفع الناس به ويوجب الموده والمحبه بينهم النه

اليمكن ان يامرالله تعالي بشيئي الفائده فيه و الينتفع الناس به . ان االحكام 254

كلهايحكم به علي مدار المصلحه و المفسده و لو لم يكن في امر مصلحه او في نهي مفسده يكون االمر به والنهي عنه لغواعبثا و تعالي الله ان يامراوينهي عبثا.فالواجبات

والفرائض والمعاريف كلهاممايصلح به امر العامه يقوم به دوله االسالم و حكومه القران .فبناء االجتماع كبناأالدور والبيوت فمن خرب بيتا ولم يمنعه احد ممن يراه و

هو ساكن في البيت ،يستحق ان يخر عليه السقف من فوقه فيهلك . فكمايجب علي ساكن البيوت ان يحفظوابيوتهم و يعمروهاليدوم عيشهم بها و فيهاكذلك يجب

علي من في الجمع واالجتماع ان يعمر بناأالجامعه االسالميه ليعيش الناس فيهامتعاونين متوادين .فمن حاول فعل المنكرات

ويعمل بالمعاصي فهوكمن يخربيتايسكن فيه اويسكن فيه الناس يجب عليه ان يترك المعاصي ويجب علي كل ناظران ينهاه حفظالنفسه والهل دينه وحفظا لدين الله تعالي .فباالمربالمعروف والنهي عن المنكريصلح امرالعامه يعيشون فيها عيشاو

حيوه طيبا. ثم تبين للناس حكمه برالوالدين التي امرناالله تعالي بهامراراوكرارافي كتابه

)و برالوالدين وقايه للسخط (. فعظم الله تعالي حق الوالدين وامراالوالد باالحسان اليهمايقول و قضي ربك اال

تعبدوا اال اياه و بالوالدين احسانا. فالوالدان من احق الناس واعظمهم حقاعلي االوالد اذ بهماقامت حيوتهم في الجامعه و هما بمنزله االصل واالوالد بمنزله الفروع ولولم يكن اصل لم يتفرع عليه فرع ابدا.فاليك دعاأاالمام علي ابن الحسين ع في صحيفه السجاديه يذكرفيهاحق الوالدين و يستعين الله تعالي علي البربهما فكماان

الفروع و االوراق علي الشجره لم يقم لها حيوه اال باصل الشجره ،كذلك لن تقوم حيوه االوالد االبحفظ اصولهم وهمااالبوان . فمن ضيع حق والديه او ظلمهما قطع

بهذاالتضييع والظلم فرع الشجره عن اصلها فكما ان الفرع يموت بقطعهاعن االصل كذلك االوالد يموتون بقطع حبل الموده عن اصولهم و هما

االبوان .فيسخط الله تعالي علي ولد ضيع حق ابويه و ظلمهما.فان الله تبارك و تعالي قدر لكل ولد ان يغتذي و يتقوي بوالديه يرزق االوالد من طريق االبا أواالمهات

فلوتركواابويهم بتضييع حقوقهم قطعواعن انفسهم مواد رزقهم وقطع ماده الرزق يكون سبباللهالك . فجعل الله تعالي برالوالدين وقايه لسخط الله كماتبينتهاس .

ثم تبينت س لناحكمه صله الرحم تقول جعل الله تعالي

)صله الرحم منماه للعدد..(

255

والمنماه اسم االله كالمفتاح و المقراض من النماء تقول نمي ،ينمو،نماء ناميا، منميا و منماوا، فابدل واوه بالهمزه و الهمزه بالتاأ.فالمنماه ما به ينموالشيئي و يزكو

فيكثر اعداده كما و كيفا كنماء الشجره و البذور و غيرها.فتذكرلناس في هذه الجمله بان االنسان ينمو فيكثرو يقل في جهتي الكمال والنقص . فكما ان الشجره تنمو

بجنسها و التنموبالحجروالالحجر بالمدر بل تنمو بالفروع و االوراق التي تنشاأ منها من جنسها،فكذلك االنسان شجره تنمو بافراد مثله .تكسب االنسان االنسان بالموده

والمحبه .فاذا احبك احد فهولك من اهلك و من شجرتك اواحبك رجالن كذلك و رجال .فلو كان االنسان وحده غريبا فريدا،اليانس احدا و ال يانسه احد اليحشر مع

احد و اليحشر معه احد تقع بذلك في غربه و وحشه عظيمه اذ اليضمه احد من جنسه و اليضم احدا من جنسها.فالغريب هوالذي يكون وحيدا فريدا في نفسه عند نفسه .فكماان االنسان تطلب لنفسه ماال و ثروه كذلك يجب عليه ان تطلب لنفسه اخا يواخيه ، يقول موالناعلي ع فيماروي عنه من كلمات القصاراعجزالناس من عجز

عن اكتساب االخوان و اعجز منه من اذا ظفربواحد منهم تركه .فيعد علي ع من اليقدران يكتسب اخا" لنفسه من اعجزالناس .فاالخوه و االخوات مكتسبات يجب

علي االنسان ان يكتسب لنفسه اخا" كمايكتسب لنفسه ماال و ثروه و االنسان اليكسب احدا و اليكسبه احد اال بالموده و المحبه و الموده التكتسب اال بالخدمه و

االحسان كما روي عنهم يقولون االنسان عبيداالحسان .فلو احسنت الي احد فقد اكتسبت محبته و مودته فاكتسبت لنفسك اخا في الله تنمو به و ينموبك . فاكسب

لنفسك ما تقدر من االخوان تكثر بهم .فاول مايجب عليك و تقدر ان تكتسبه سريعا بادني خدمه و احسان محبه الوالدين .فاحسن الي ابويك تكتسب بذلك مودتهم و

محبتهم فيكونون لك في الدنيا و االخره ،ثم احسن الي زوجتك تكتسب بذلك محبتها فتكون لك في الدنيا و االخره و اكتسب كذلك اخوه اخاك واختك تكونون لك اخا"

واختا في الدنيا و االخره و لذلك شرعت االسالم للمسلمين صله الرحم وفرض علي كل مسلم و مومن ان يصل رحمه يحسن اليهم و يعاونهم في معاشهم و

معادهم يزورهم يسئل عن حوائجهم فيقضي حوائجهم ماكان يقدر عليه .اوجب الله تعالي علي كل احد ان يشد حبل الموده بينه و بين اقربائه و ان يحفظ االخوه و

االبوه والبنوه و الزوجيه و كل حسب ونسب مما جعل الله تعالي من طريق خلقته . ان الله تعالي كان قادر ان يخرج االنسان من التراب كما اخرج النباتات و االشجار و

كما اخرج ادم و زوجته من تراب ثم قال لهماكن فيكون . فلو خلق االنسان كذلك لم يحصل بينهم موده و رحمه و لم يظهر بينهم تواد و تحاب و كان االنسان محروما من

محبه انسان غيره .ولكن الله تعالي قدر في حكمته ان يخرج االنسان من االنسان و ينمي شجره االنسان باالنسان فاخرج االبناأ من االباأ جعل بينهم رحما اخرجهم من صلب واحد و رحم واحد، كمايقول خلق من الماأ بشرا فجعله نسباو صهراو كان ربك قديرا.وانما جعل الله تعالي ذلك ليجعل بينهم الموده و الرحمه و يظهر بذلك

الموده و التعاون فيسلكون مسالك االنسانيه واالخوه ،يظهرلهم بتلك الموده المدينه

256

الفاضله و حيوه الجنه .فاوجب علي كل احد ان يحفظ ماجعل الله له في حيوته ،يحفظ االبوه بالخدمه واالحسان كما جعل الله له ابا و كذلك يحفظ االخوه كما جعل الله له اخا و اختا و يحفظ لنفسه ساير االقارب ثم يتخذ لنفسه اصدقاأ واحباأ و لذلك اوجب صله الرحم علي كل انسان .و تذكر فاطمه س هذه الفريضه تبين لنا حكمته

فتقول جعل الله تعالي صله الرحم منماه للعدد..يعني يكثر االنسان بصله الرحم و يقل عددا بقطع الرحم ، احسب مثال ان لك ماة رجال و نساأ من اقاربك فلو

وصلتهم تكون لهم ويكونون لك تكثربذلك و تكون وحدك كانك ماء و لو تركتهم و قطعت رحمك تركوك كماتركتهم فيخسرون بتركك اياهم رجال واحدا و بقطعك اياهم تسعه و تسعين . فقاطع الرحم اكثر خساره من المقطوعين عنهم .فعليك

بصله الرحم تنموالي ان تكون شجره عظيمه .. ثم تبينت لناس حكمه القصاص كمايقول الله تعالي و لكم في القصاص حيوه

يااولي االلباب . و تقول س

)جعل الله تعالي القصاص حقناللدماء. ( والحقن بمعني الحفظ و حقن الدماء نقيض هدر الدماأ. فتاره تظهر عوامل في الجمع يهدر بهاالدماأ و تاره تظهر عوامل تحقن

بهاالدماأ و من هذه العوامل القصاص ، يقول الله تعالي ولكم في القصاص حيوه ..فاوجب الله تعالي القصاص . والقصاص بمعني قص الشعر وقص الظفر

وقص كل شيئي زائد كان القاتل بتجاوزه و قتله جعل نفسه شيئا زائدا في االجتماع .فكماانه يقص الغصن الزائد من الشجر و الشعر الزائد من البدن ،كذلك

يقص الفرد الزائد من الجامعه و السيماان كان هذاالزائد مزاحما و ممانعا.فتاره يكون الشعر و الظفر زائدا فيجب ان يقص بدليل الزياده و تاره تكون زائدا مزاحما فهذ الزائدالمزاحم اولي بان يقص ويقطع و القاتل فرد زائد في الجامعه و مزاحم متجاوز فالبد ان يقطع و يقتل لئاليكون في الناس رجل قاتل فيظهرالوحشه بهافي قلوب المسلمين . ثم انه البدفي تقديرالله و تربيه االنسان ان يرجع اليه من الناس كل ماخرج منه الي الناس ،ان خيرا فخير و ان شرا فشر ليذوق الفرد في الجامعه

ماذاقت الجامعه منه فيحسن الي من احسن و يسيئي الي من اساأ كما يقال الناس مجزيون باعمالهم . فمن اذاق بظلمه و غيره عذاب القتل و الجرح البد و ان يرجع اليه ما صدر منه الي الناس فيرجع القتل الي القاتل و الجرح الي الجارح و كل اذي

الي الموذي ليذوق بالناس ماذاق الناس به .فيجب القصاص لحفظ الدماأ ولذلك اوجب الله تعالي العقاب والعذاب علي كل كافر عاص متجاوز معتد يقول في

كتابه : نبي ء عبادي باني انا الغفور الرحيم و ان عذابي هوالعذاب االليم . فجعل تعالي رحمته قبال غضبه و ان كان تسبق رحمته غضبه .فتبين لناس في هذه الجمله حكمه

القصاص تقول جعل الله تعالي القصاص عامال لحفظ الدماأ و الفروج ..

257

ثم تبين لنا س حكمه الوفاأ بالنذر فتقول )والوفاء بالنذر تعريضا للمغفره ( اوجب الله تعالي علي كل ناذر الوفاأ بنذره تعريضا

للمغفره .والوفاأ بالنذر من الواجبات يصف الله تعالي عباده المومنين يقول : يوفون بالنذر و يخافون يوماكان شره مستطيرا.وفي الفقه االسالمي اوجبت الكتاب والسنه

علي كل ناذر ان يفي بنذره النه عهد بين الله تعالي و عبده والعهد مسئول ،يقول الله تعالي : واوفوابالعهد ان العهد كان مسئوال.وفي موضع اخري :

ياايهاالذين امنوا اوفوا بالعقود..والعهود من العقود.فمن عاهد ربه عهدا يجب عليه الوفاأبعهد عاهده و النذر من المعاهدات والنذر و العهد مشتركان في انهما

عهدبين العبد وربه يعاهدالعبد ربه ويتعهد ان يفعل كذاابتغاألمرضات ربه اال ان القسم عهد غير مشروط تقول لله علي ان افعل كذا، او تقول اقسم بالله ان افعل كذا.والنذر

عهد مشروط تعاهد ربك ان تفعل كذاان فعل الله كذا. فتقول لو برئني الله من هذاالمرض او قضي لي حاجه كذا لصليت كذاركعات او صمت كذا اياما او

عمالاخري راجحا عندالله تعالي مماامرالله به .فاليتعلق النذر بفعل المكروه والحرام او فعل مباح الن المباحات لم يامرالله بهاو لم ينه عنهاو اليتعلق النذر كذلك بفعل واجب عليك كمثل الحج والصلوات الواجبه و يتعلق بافعال المستحبه المطلوبه لله

تعالي كالصلوه المستحبه و الحج والعمره المستحبتان و االنفاقات المستحبه كذلك . فلو نذرت لله نذراو قضي الله تعالي لك مانذرت له يجب عليك الوفاء

بالنذر.فبالوفاأبالنذر كذلك تعرض نفسك لجلب المغفره و الغفران .فكان الله تبارك وتعالي يفيض عليك بالنذر افاضتين و يوجرك عليهااجرين الفيض االولي مانذرت لله نذرك وقلت لو براأني الله تعالي من كذا فعلت كذا فبراك الله من المرض

واالجرالثانيه هي ماتقول س جعل الله تعالي الوفاأ بالنذر تعريضاللمغفره .فيشكرالله تعالي وفائك بالنذر فيغفرك و المغفره في هذاالموضع و سايرالمواضع بمعني رفع نواقص الوجود يرفع بها عن االنسان الذنوب . فان الذنوب تاره تظهر بالقصور و

تاره تظهر بالتقصير فالذنوب التي يرتكبهااالنسان بتقصيره يسمي عصيانايحتاج الي عفوالله ، والذنوب التي يرتكبهااالنسان بقصوره و جهله يسمي ذنبا تحتاج الي غفران الله . فبالمغفره يرفع عنك ضعف العقل والعلم و ضعف االيمان يتقوي

بمغفره الله ايمانك وعقلك واستعدادك فيوفقك الله ت عالي علي ترك المعاصي والسلوك اليه باتيان الواجبات . فمن وفي بنذره عرض نفسه لرحمه الله تعالي و

توفيقه و مغفرته . . ثم تقول س اوجب الله تعاي علي االنسان

)توفيه المكاييل والموازين تغييراللبخس ( يامرالله تعالي االنسان بتوفيه المكاييل والموازين يقول اوفواالكيل و التبخسواالناس اشيائهم .والبخس هناك بمعني النقص

ظلما فمن بخس شيئا يلزم عليه ان يوفيه فقد ظلم نفسه بما ظلم اخاه في الدين . والبخس ظلم مخفي عن الناس يسلب الله تعالي بالبخس عن الباخس موده الناس

258

اياه و مودته في قلوب الناس و الموده من احسن نعم الله تعالي علي االنسان ان يودك الناس و تودهم يحبونك و يتقربون اليك بالعمل بمايرضيك و تتقرب اليهم

بالعمل بماترضونه ،يعدالله تعالي بالموده اقوامايومنون بالله و يعملون عمال صالحايقول الله ان الذين امنوا و عملواالصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. والموده

جعله الله تعالي اجرا من االمه لنبيهم ص يقول ما اسئلكم عليه اجرا االالموده في القربي .فمن خدم الناس وقضي حوائجهم و رضي باليسير منهم فقد اكتسب مودتهم ،يجعل الله تعالي له ودا في قلوب المومنين و من بخس الناس اشيائهم

يسلب عنهم تلك الموده و اتي له مكان الموده العداوه فيعدوه الناس . ولذلك يامرالله تعالي اهل المكاييل والموازين ان يوفوا الكيل والميزان و اليبخسواالناس

اشيائهم .فمن وفي للناس بكيله او وزن المتاع او سايراالجناس او كال لهم كيله موفرا لهم بالكيل و الوزن فقد غيرالبخس ، اذهب بالبخس و نفاه و اكتسب بذلك الموده ،و من بخس الناس اشيائهم فهو من المطففين الذين اذا اكتالواعلي الناس

يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون . ثم تبين لناس حكمه شرب الخمر و سايرالمسكرات التي يزيل عقل االنسان و

يهبطه من حداالنسانيه الي الحيوانيه فاليعقل و اليشعر. فتقول س :

)حرم الله تعالي الخمرتنزيهاعن الرجس ..(

واخذ بيانها هذا من القران اذ يقول الله تعالي انماالخمروالميسر واالنصاب واالزالم رجس من عمل الشيطان والرجاسه بمعني عق النفس و قطعها عن قبول

رحمه الله تعالي .فان النفس بمنزله البذر بذرتها في التراب و غيرها،البد ان ينمو و يزكوالي ان يكون انساناطاهرامطهرا.فالواجب عليها ان تكون

منوطامربوطاباراده الله تعالي و مشيته و هذه االناطه واالرتباط انمايكون بالتعقل و االيمان فاذاانقطع عن الله تعالي لم ينل رحمه الله تعالي فيترك و اليزكو فيكون غيرمزكي و غيرمطهر و غيرمقبول عندالله تعالي فينقلب رجسانجسابمايدعه

الله تعالي و يلعنه .فحرم الله تعالي الخمرو االنصاب و االزالم لينزه بتلك المحرمات نفس االنسان عن الرجاسه التي تعق بها عن رحمه الله الواسعه .فان االنسان

اذالم يعقل و لم يدرك لم يمكن له ان يسلك سبيل العلم والمعرفه فينقطع بعدم السلوك عن رحمه الله يتوقف في حدالحيوانيه اويردالي اسفل السافلين .والرجس

بمعني نجاسه الباطن وكل رجس نجس واليكون كل نجس رجسا الن الرجس بمعني نجاسه الباطن والنجاسه بمعني نجاسه الظاهرفالكلب يكون نجسا و اليكون

رجسا و الكافر يكون رجسافيكون نجسافمن نجس باطنه نجس ظاهره و العكس .

259

ثم تبين للناس حكمه اجتناب القذف بماجعله الله تعالي حراماولعن من قذف المحصنات وجعل الله تعالي حداللقذف يقول الله تعالي : والذين يرمون المحصنات ثم لم ياتوا

باربعه شهدأ فاجلدوهم ثمانين جلده والرمي يمعني القذف وهمابمعني االتهام ان تتهم مسلمااو مسلمه بالزنااو بمعاصي كبيره غيرها.فتقول س :

)حرم الله تعالي القذف ليكون حجاباعن اللعنه (

واللعنه في هذاالموردبمعني لعن الناس بعضهم بعضاوتنفربعض عن بعض .فان المسلمين يدواحده وجمع واحد مجتمعون متفقون متوحدون مولفه باالسالم بين قلوبهم .فقلوبهم منوطه مرتبطه بعضهاببعض ببركه االسالم واالسالم

اليظهرمن احد لغيره االباتيان الواجبات وترك المحرمات فمن حفظ صالحه و سداده واتي بمااوجب الله تعالي عليه وترك ماحرم الله تعالي عليه فهو مسلم اخ

لسايرالمسلمين يحبهم و يحبونه ،يحصل باالسالم بينهم تواد وتحابب يعيشون بعضهم ببعض فيكونون في امن وامان يرحم بعضهم بعضاويدعو بعضهم لبعض . فمن ارتكب

بينهم كبيره قطع بتلك الكبيره نفسه عن سايرالمسلمين فينقلب عندهم حيوانابعدان كان انسانا فيلعنه المسلمون يخرجونه بتلك اللعنه عن حضارتهم واجتماعهم فيكون

بتلك الخروج اواالخراج ملعوناولذلك امهل الله تبارك وتعالي العاصين مده معينه ليرجعواعن غيهم و عصيانهم الي دينهم و

اليهدم الله تعالي في تلك المده الممهله للعاصي حضارته و وجاهته في الجمع و ترك باب التوبه مفتوحاعليه ويسهل الله تعالي بكتمان عيبه و عصيانه توبته والرجوع الي دينه .ففي تلك المده المعينه لمهله العاصين المستوره عليهم مايرتكبون من الكبائر و

الصغائر حرم الله تعالي علي الناس غيبه هذاالعاصي اوالتهمه عليه وان كان صادقافيمايقول المغتاب اوالمتهم فلو رايت من اخيك عصيانا صغيره او كبيره يجب عليك ان تكتم عصيانه فالتذيعه في الناس فتسد عليه باب االسالم و التوبه في مده

امهله الله .ولذلك يقول الله تعالي ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشه في الذين آمنوالهم عذاب عظيم .فحرم الله تعالي شياع الفاحشه كماحرم الفاحشه نفسها،يقول و ينهي

عن الفحشاأ و المنكر..فكتم الله تعالي علي العاصي عصيانه لئاليعرفه الناس بالعصيان فيلعنونه و يخرجونه عن حضارتهم و اجتماعهم .فان العاصي المكتوم عصيانه

عن الناس الذي يعرفه الناس صالحا و هو طالح عند نفسه اسهل توبه و رجوعاالي ربه و ترك عصيانه من العاص المعروف عندالناس بالكفر و العصيان .فحرم الله تعالي

اشاعه الفحشاأ حفظالتلك محمد علي الحمدلله اوال و آخرا و انا العبد -

صالح غفاري

260