وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعة باتنة ملحقة فسديس

كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية واإلسالمية

قسم علم النفس

محاضرات السنة الثالثة عيادي

في مقياس:

النمو الحسي الحركي

من إعداد األستاذة : عطال يمينة

2012/2013 السنة الجامعية :

: مقدمة

يحظى علم نفس النمو باهتمام كبير بين علماء النفس المعاصرين ،

أكثر مما تحظى به فروع علم النفس األخرى ، والجزء األكبر من هذا

االهتمام يتركز على مرحلة الطفولة ، ذلك لما لهذه المرحلة من أهمية

في تشكيل معالم شخصية الفرد والتي ستبقى معه طول العمر .

ودراسة النمو اإلنساني بشتى فروعه وأبعاده ) الجسمية والحركية

والمعرفية واالنفعالية واالجتماعية.... ( مهم بالنسبة للمختصين في علم

النفس بشتى تخصصاتهم ، ومفيد للمربين والمعلمين واآلباء واألمهات ،

وكذا لكل فرد وللمجتمع بصفة عامة .

وتختلف تقسيمات هذه المراحل باختالف أهداف الباحث وميدان دراسته ،

ورغم ذلك يقسم العلماء النمو اإلنساني إلى مراحل لغرض تسهيل

دراسته ، وهناك عدة تقسيمات أكثرها استعماال تقسيم المراحل اإلحدى

عشر من مرحلة قبل الميالد إلى مرحلة الشيخوخة ،وفي محاضراتنا هذه

سوف نعتمد على هذا التقسيم مقتصرين على فترة النمو والممتدة من

مرحلة اإلخصاب إلى سن المدرسة.

هي تلك الفترة الممتدة من اإلخصاب إلى سنفترة النمو إن

الثامنة عشرة ، وهي الفترة التي يحدث فيها كل التطورات على المستوى

الجسمي والحسي والحركي والعقلي واللغوي واالجتماعي واالنفعالي ،

وأي اضطراب يحدث خالل هذه المرحلة، سواء كان اضطرابا عضويا أو

وظيفيا ) نفسي أو معرفي ( يمس أحد هذه الجوانب أو كلها ، يؤثر سلبا

على كامل شخصية الفرد بشكل بسيط أو معقد .

أوال : النمو العصبي- الحسي - الحركي قبل الميالد :

نتناول النمو العصبي قبل الميالد – النمو العصبي قبل الميالد :1

نظرا ألهميته في حياة الجنين واإلنسان بصفة عامة ، فال يكتمل النمو

عامة والنمو الحسي والحركي خاصة دون اكتمال النمو العصبي ، وسالمة

الجهاز العصبي من سالمة الحواس والحركة ، وإصابته يستدل عليها عن

طريقهما .

تبدأ حياة اإلنسان بالبويضة الملقحة ، لتصبح فيما بعد جنينا ينمو ويتطور

خالل عدة مراحل يقسمها علماء األجنة إلى ثالث مراحل أساسية :

وتظهر عند دخول الحيوان المنوي جدار البذرة أو الزيجوت :

البويضة ، وعند إذن تتفاعل الصبغيات األنثوية والذكرية وتتحدد بذلك

صفات النسل الجديد ، وجنسه ، وتتكاثر البويضة الملقحة بطريقة

االنقسام الخلوي ، ويزداد عدد خالياها ، لكنها ال تتغير في الحجم كثيرا ،

ألنها ال تعتمد بعد في غذائها على األم ، وتنتقل هذه البذرة من قناة فالوب

إلى الرحم وهي تنقسم إلى عدد كبير من الخاليا ، لتنغرس فيه حوالي

اليوم الرابع إلى نهاية األسبوع األول من التلقيح ، عند إذن تتكون األغشية

الجنينية ، ومنها يمتد الحبل السري الذي يصل البذرة باألم ، وهكذا تبدأ

عملية التغذية ، وتصبح البذرة مضغة .

تبدأ في تكوين ثالث طبقات البذرة بالرحم عندما تلتصق المضغة :

أساسية تبدأ منها أجهزة الجسم وهي :

: منها يتكون الجهاز العصبي والحواس .... Ectoblasteالطبقة الخارجية

: يتكون منها الجهاز الدوري والقلبMésoblasteالطبقة الوسطى

والعضالت ....

: يتكون منها الجهاز الهضمي والغدد ....Endoblasteالطبقة الداخلية

المضغة

جدول يبن مختلف األعضاء المتكونة من

الطبقات الثالث

الدماغ ، النخاع الشوكي ، العقد النخاعية ،الطبقة الخارجية

األعصاب المحيطية ، العينين، األذنين ، الجلد،

المستقبالت الحسية اللمسية والذوقية والشمية .

الهيكل العظمي ، العضالت ، األنسجة الضامة ،الطبقة الوسطى

الجهاز الدوري والقلب ، الكلى ، المسالك التناسلية

.

األمعاء ، الكبد ، البنكرياس ، الجهاز التنفسي ،الطبقة الداخلية

الغدد الهضمية .

رسم تخطيطي يوضح تكون أعضاء الجسم من الطبقات الثالث

األساسية في المضغة

هذا وتمتد هذه المرحلة من نهاية األسبوع الثاني إلى نهاية الشهر الثاني ،

وفيها تكون جميع أجهزة الجسم قد بدأت في التكون وتصبح المضغة

جنينا .

وفييبدأ الجهاز العصبي في التمايز ، من اإلخصاب17في اليوم

يتشكل األنبوب العصبي الذي يمثل النخاع الشوكياألسبوع الثالث

.25في اليوم ويتشكل الدماغ من الجزء العلوي منه

فان األنبوب العصبي يغلق وتكون النهاية األمامية 28اليوم في حوالي

له ثالث حجيرات متصلة ، وتصبح هذه الحجيرات هي البطينات الحقا ،

والنسيج المحيط بها يصبح الثالث أجزاء الرئيسية للدماغ ، الدماغ األمامي

واألوسط والخلفي .

يظهر النصفان الكرويان للمخ .30في اليوم

يكون نمو األعضاء والعضالت واألعصاب إلى الشهرين40من اليوم

في أوجه ،بما يسمح بالحركات األولى للجنين ، وفي هذه المرحلة الخاليا

العصبية ال تتكاثر فحسب بل تبعث باستطاالتها إلى الجلد والعضالت .

من45اليوم وأولى االرتباطات العصبية العضلية يمكن مالحظتها حوالي

اإلخصاب ، وهكذا يدخل الجنين مرحلة الحركة العصبية العضلية ، حيث

تتقلص العضالت تحت سيطرة الجهاز العصبي ويكون هذا التحكم كامال في

الشهر الثاني .

بانتهاء الشهر الثاني تبدأ حياة الجنين وتستمر إلى نهاية الجنين :

الحمل ، وما يميز هذه المرحلة تطور هام في الطول والوزن ونمو

األنسجة وبداية تشغيل األجهزة المكتملة ، والحركات العصبية العضلية ،

وبداية تشكل العظام في الهيكل العظمي .

وبالنسبة للجهاز العصبي فان الخاليا العصبية الموجودة في األنبوب

العصبي هي التي تكون خاليا الجهاز العصبي المركزي ، وهذه الخاليا

تنقسم لتكون النيرونات والخاليا الغروية ، ثم تهاجر هذه الخاليا بعيدا عن

المركز لتكوين طبقات القشرة وباقي مكونات الجهاز العصبي ، إال أن ما

يقارب نصف هذه الخاليا يموت أثناء الشهر الخامس من الحمل ، وذلك

لعدم قدرتها من االرتباط بأي منطقة من أعضاء الجنين ، هذا الدمار

المقصود للخاليا العصبية يحدث بشكل طبيعي لضمان بقاء الخاليا العصبية

التي تمكنت من عمل ارتباطات بمناطق من أعضاء الجنين ، ولحماية المخ

من ازدحام خاليا ال حاجة له بها ، وأحيانا يخرج هذا الدمار عن السيطرة

وتدمر أيضا وصالت عصبية مهمة ، وأحيانا يكون الدمار غير مكتمل فتبقى

خاليا زائدة ، وهذا ربما ما يفسر القدرات المذهلة والخلل في نفس

الوقت لدى التوحديين .

وتشير الدراسات إلى أن أكثر أجزاء الدماغ تطورا عند الوالدة هو

الدماغ األوسط وأقلها تطورا هو القشرة الدماغية ، حيث أنها ال تبدأ في

النمو وزيادة درجة تعقيدها حتى ما بعد الوالدة حين يبدأ الطفل في

اكتساب الخبرات وتبدأ البنية المعرفية في التطور مع مراحل العمر

الالحقة لتصبح على درجة عالية من التعقيد .

النمو الحسي :

يظهر التجويفان في جانبيأربعة أسابيععندما يبلغ الجنين البصر :

رأسه الذي ستظهر فيه العينان فيما بعد .

من الحمل يبدأ ظهور الشكل األولي لشبكيةاألسبوع السادسفي

.25األسبوع العين ، وال يتم تكامل طبقاتها الحساسة للضوء إال بعد

تبدأ الجفون في تغطية منطقة العينين وتصبحاألسبوع التاسعفي

.27األسبوع ملتحمة مع العينين ، وتبقى هكذا حتى

تبدأ العينان في االقتراب من بعضها البعض بعد أن 13في األسبوع

كانت على جانبي الرأس ، وتصبح عضالت العين أكثر تماسكا وإحكاما .

27 ، وفي األسبوع 22تنمو الجفون والحواجب بشكل تام في األسبوع

يستطيع الجنين فتح عينيه وإغماضهما ) حوالي الشهر السابع من الحمل (

وفي األسبوع التالي يستطيع لف رأسه في حركات مستمرة تجاه الضوء

الذي يشعر به من الخارج ، إال أن الجنين ال يستطيع اإلبصار نظرا للظالم

الذي يحيط به ، وعدم نضج الشبكية ، وعدم اكتمال نمو العصب البصري

حتى وقت متأخر من حياته الجنينية بل حتى بعد الميالد .

:السمع

، وهي أول مكوناتآخر األسبوع الثالثتنمو الصفيحة السمعية في

آلة السمع ، وتتطور أذن الجنين الداخلية من هذه الصفيحة .

قبل الميالد الكيس الغشائي لحلزون األذن ،األسبوع الرابعفيظهر في

األسبوعالذي ينمو طوليا ويلتف لفتين ونصف مكونا الحلزون الكامل في

.الثامن

، وينمو حتى 18في األسبوع ثم تتم إحاطة الحلزون بغالف غضروفي

، وذلك21نهاية األسبوع يصل حجمه الحجم الطبيعي عند البالغين في

عندما ينمو فيه عضو كورتي وتظهر فيه الخاليا الشعرية الحسية التي

تحاط بنهايات العصب السمعي ، وبهذا تكون األذن الداخلية قد نمت

واكتمل نضجها لتصل إلى حجمها الطبيعي ، وأصبحت جاهزة للقيام

من الحمل .الشهر الخامسبوظيفتها المخصصة لها في

هذا القسم من األذن يمكنه أن يؤدي دوره منفردا في تحسس األصوات

ونقل اإلشارات السمعية إلى الدماغ إلدراكها ، دون ضرورة مساهمة األذن

الوسطى والخارجية ) فالسائل األمينوسي ينقل الذبذبات الصوتية وكذلك

عظام الجمجمة ( .

تتكون األذن الوسطى وتتولد العظيمات وعضالت األذن الوسطى وقناة

إلى10األسابيع أوستاكيوس وغشاء الطبلة والممر الخارجي خالل

، كما أن صوان21األسبوع في ، ثم يتم اتصالها باألذن الداخلية 20

األذن يتضح في بداية الشهر الخامس ويتكامل نموه في األسبوع الثاني

والثالثين .

إذن يمكن للجنين أن يسمع األصوات في الشهر الخامس ، فقد ثبت علميا

أنه يستطيع سماع حركات أمعاء وقلب أمه ، وتتولد نتيجة هذا السمع

إشارات عصبية سمعية في األذن الداخلية والعصب السمعي والمنطقة

السمعية في المخ ، يمكن تسجيلها بآالت التسجيل الحديثة ، لكن لم

تسجل مثل هذه اإلشارات العصبية في المنطقة البصرية للجنين إال بعد

والدته .

الحواس األخرى :

قامت بعض الدراسات بمالحظة حواس الجنين وهو في بطن أمه ، وذلك

باستثارته بمثيرات مختلفة ورصد استجاباته لتلك المثيرات ، وكذا مالحظة

حواس األطفال الذين ولدوا قبل األوان ، وقد توصلت إلى ما يلي :

أن أجهزة السمع والشم والذوق واللمس تصل في نموها إلى درجة-

تؤهلها إلى القيام بوظيفتها عقب الميالد ، ويعوق عمل هذه األجهزة

امتالؤها بالسوائل الجنينية .

للحمل ،الشهر الثالث في نموها بدءا من الذوقتبدأ براعم -

وهناك دراسات بينت أن المستقبالت الخاصة بالتذوق لوحظ نضجها

، وبذلك يكون الجنين قادرا على االستجابة11األسبوع خالل

لمختلف المذاقات الموجودة في السائل األمينوسي ، وقد بينت

األبحاث أن الجنين لديه أيضا ما يفضله من المذاقات ، فهو يشرب

من السائل األمينوسي كلما كان ذوقه حلوا أو منكها ببعض النكهات

التي يفضلها والتي تأتي من طعام األم، وهذا ما قد يحدد ميوله

المستقبلية وتفضيالته لبعض األطعمة عن غيرها .

قبل فإن األغشية المخاطية لألنف تتمايز وتكتمل للشم بالنسبة-

وبالتالي فإن المستقبالت الشمية تقومنهاية الشهر الثاني

بعملها بعدها ، فالسائل األمينوسي غني بالمثيرات الشمية الناتجة

من األغذية التي تتناولها األم ، ويمكن القول أيضا أن الجنين لديه

ذاكرة شمية ، حيث يتذكر الروائح التي خبرها في السائل

األمينوسي وهذا يلعب دورا أيضا في تفضيال ته لألطعمة بعد ميالده .

فيتفق أغلب الباحثين أنها الحاسة األولى التي للمس أما بالنسبة-

الرابع الى األسبوع السابعتبدأ في اإلكتمال والتطور ، وذلك مابين

المنطقة الفمية فيبدأ نمو المستقبالت اللمسية أوال حول عشر،

فيراحة اليدين ، وفي األسبوع الثامنحوالي ، واألنف

كلو، 11األسبوع في كل الوجه ، وفي األسبوع العاشر

. في الشهر الرابع قبل الميالدالجنين يكون حساسا جلد

أما بالنسبة لإلحساس بالبرودة والحرارة واأللم فالجنيين يكون-

حساسا لها قبل ميالده لكن حساسيته تبقى ضعيفة مقارنة ببعد

الميالد .

كان يعتقد أن األجنة و المولودين الجددفالبنسبة لالحساس باأللم : -

ال يحسون باأللم نظرا لعدم نضج جهازهم العصبي ، لكن هذه

الفرضية دحضت وبينت دراتسات عديدة أنه حتى األجنة لديها

احساس باأللم ، وقد حددوا فترة نضج المستقبالت الحسية لأللم

29األسبوع في

الحركة :

تكاد جميع أبحاث علم األجنة تتفق على أن أول حركة للجنين سجلت

، وهي حركة انعكاسية لألطراف ، وهذا من الحملاألسبوع السابعفي

راجع إلى نمو المسارات العصبية الحركية ، ومع نمو األطراف وتمايز

،األسبوع العاشرأصابع اليدين والرجلين ، وزيادة طول األذرع حوالي

حركات تشنجيةيبدأ الجنين في الرفس والحركة بشكل بسيط في

، ويالحظ أن الجنين يسبح في السائل11األسبوع في ومتقطعة

األمينوسي وبفضله يأخذ أوضاعا مختلفة ، وتصدر عنه حركات إلتوائية ،

وتمدد لألطراف مما يسمح له باالنتقال وكأنه يسبح .

فيالبلع ، واألسبوع الثامن فتبدأ مبكرا في انعكاسات المصأما

ويصبح المص قويا12األسبوع في تحريك اللسان ، واألسبوع العاشر

في هذه الفترة أيضا .

تشتد حركاته وتنتظم وتصبح أكثر قوة ، وبهذا20 إلى 16في األسبوع

تحس بها األم ، وتظهر حركات الجفون واألصابع ) حركة مص االبهام ( ،

ويقوم ببعض الحركات التنفسية التمرينية وذلك بتقلص وانقباض الحجاب

يظهر ابتساماتالشهر الخامسالحاجز لفترات متقطعة ، في

وتكشيرات وايماءات .

يصبح السلوك الحركي للجنين مشابها للسلوكالشهر الثامنوفي

الحركي للوليد، رغم ذلك يتباين السلوك الحركي لألجنة تباينا شديدا ،

% . 5 % من الوقت ويهبط عند البعض 75فيبلغ عند بعضها

وتتأثر حركة األجنة بالحالة االنفعالية لألم فالشعور الشديد بالخوف أو

الغضب يزيد من حركتها ، وكذلك يزداد نشاطها كلما ازداد تعب األم ،

ويقل عندما تتناول طعامها .

كما تؤثر الحالة النفسية لألم بصفة عامة على سالمة الجنين من كل

النواحي مثلها مثل تأثير األمراض وسوء التغذية والتدخين والكحول

واألدوية وغيرها ....، من العوامل التي تعيق نمو وتطور الجنيين وسالمة

أعضائه خاصة الحسية والعصبية .

يا – النمو الحسي والحركي بعد الميالد : ثانـ

أ – النمو الحسي :

إن الحواس هي الينابيع األولى التي يستقي منها الفرد اتصاله المباشر

بنفسه وبعالمه الخارجي ، واإلحساس ضرب أولي من ضروب الخبرة

تنتقل إلى الجهاز العصبي عبر األجهزة الحاسية المختلفة التي تتلقاها

وترصدها وتنقل آثارها ، وشعور الفرد بنوع هذه اإلحساسات وبدرجتها

وبعالقاتها باألشياء األخرى يسمى إدراكا حسيا .

هو الدعامة األولى لصلة الفرد بعالمهاإلحساس الخارجي : و

الخارجي ، حيث يستقبل تنبيهاته وينقلها إلى الجهاز العصبي الذي بدوره

يفسرها ويصدر أوامر لالستجابة وفقها بطرق مختلفة

وتقسم إلى السمع والبصر والشم والذوق واإلحساس

بالبرودة والحرارة واأللم والضغط .

– حاسة السمع :1

يمكن للمولود أن يسمع األصوات بعد بضعة أيام من

والدته ، وذلك بعد امتصاص السوائل الموجودة في أذنه

الوسطى والمحيطة بالعظيمات ، ثم يصبح السمع حادا

بعد أيام قليلة من والدته ، وقد ثبت أن المناطق السمعية

المخية تتطور وتتكامل وظائفها قبل المناطق البصرية ،

وذلك ألن الجهاز السمعي يقوم بوظيفته مبكرا في

الرحم ، وتحفز األصوات التي يسمعها الجنين خالل النصف

الثاني من حياته الجنينية المنطقة السمعية المخية لتنمو

وتتطور وتتكامل عضويا ووظيفيا ، لذا نجد المولود الجديد

تجذبه األصوات المختلفة أكثر من األلوان ويتعرف على

صوت أمه قبل أن يتعرف على صورتها ، بحيث يستطيع

تمييز صوتها عن باقي األصوات حوالي الشهر الثالث .

وأثبتت دراسات عديدة أن المولود الجديد قادر على تمييز

مصدر الصوت في أيامه األولى ، كما أنه قادر على تمييز

بعض الخصائص اللغوية سواء للغته األم من اإليقاع إلى

النغمية وهو ما يسمى بالخصائص العروضية للغة ، كما أنه قادر على

أيام من الميالد (6-4تمييز لغة ما بأنها أجنبية وهذا كله في األيام األولى )

هذه القدرة تتطور.

وبينت أيضا أن الرضع ذو شهر قادرون على تمييز بعض األصوات اللغوية

" ، كما أنهم يفضلو ن ba- pa , ma-na , s-zحتى في لغة أجنبية ، مثل "

األصوات البشرية على التسجيالت الموسيقية .

إن تطور القدرة على التمييز السمعي مرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور اللغوي

، فبعد أن يكون الطفل قادرا على التمييز بين األصوات المختلفة في

المحيط الخارجي ، يأتي إدراكه لألصوات التي يصدرها فتظهر المناغاة ،

ويتطور هذا اإلدراك لألصوات اللغوية البسيطة إلى المركبة فيبدأ في

الثرثرة ثم التقليد وهكذا إلى إدراك وفهم اللغة األم ثم إنتاجها بالتدريج.

وتدل األبحاث على أن القدرة على التمييز السمعي تنمو بسرعة من سن

الثالثة إلى سن العاشرة ، وتكاد تبلغ نضجها في نهاية سن الثالثة عشر .

– حاسة اإلبصار :2

1/10 تكون حاسة اإلبصار ضعيفة جدا عند الميالد ، وتقدر حدة اإلبصار بـ :

،وتكون الشبكية حساسة للضوء في اليوم الثالث أو الرابع ،ثم تزداد

حساسيتها في الشهر الثالث إلى السادس ، وتبلغ أوجها في نهاية العام

األول حيث تكون حساسيتها مشابهة لحساسية شبكية الراشد ، وبنمو

وتطور حساسية الشبكية ينمو ويتطور اإلدراك البصري لألشياء المرئية .

وال يستجيب الوليد لألضواء الساطعة بل يحدق فيها دون وعي أو

إدراك ،ثم يتطور به األمر عندما تستجيب حدقته باالتساع والضيق حسب

، وتتطور استجابته بحيثاليوم الثاني إلى الثالثشدة الضوء حوالي

يغمض عينه عند اإلضاءة الساطعة كفعل منعكس ، إال أنه ال يتحكم في

حركة عينيه فتبدو دائمة الحركة أو بها حول وال يستطيع تركيز أو تثبيت

سم ،30/50بصره على نقطة محددة ، وإدراك المرئيات يكون على بعد

ونقول أنه نوعالثامن إلى العاشرويستطيع تثبيت بصره حوالي اليوم

من التآزر الحسي الحركي .

يستطيع الوليد تتبع األشياء القريبة وذات األحجامحوالي الشهر في

° على المستوى األفقي ، وفي90الكبيرة والقريبة منه بزاوية قدرها

° على مستوى180 يكون تتبعه لألشياء بزاوية قدرها الشهر الثاني

خط الرؤية األفقي ، ويرى األلوان بشكل فاتح ، وينجذب للوجوه البشرية

وينظر إليها ويبتسم .

ويذهب العلماء إلى أن القشرة البصرية تشكل ارتباطات مشبكية غزيرة

فيما بين الشهر الثاني إلى الرابع ، وهذا ما يؤدي إلى زيادة في الكفاءة

البصرية للوليد التي تبلغ ذروتها في الشهر الثامن .

80ففي الشهر الثالث إلى الرابع تكون الرؤية واضحة حتى على بعد

سم ، يكون التتبع البصري على مستوى الخطين العمودي واألفقي .

ومن الشهر الرابع إلى السادس تتطور الرؤية الثنائية، والثالثية األبعاد ،

ويتفق الباحثون على أن الصورة تكون واضحة جلية في عين الطفل في

الشهر السادس ، ومن الشهر التاسع إلى العامين تتطور الرؤية الدقيقة

لألشياء والتآزر البصري الحركي ، وإدراك العمق ، كما تتطور الرؤية

الجانبية من الشهر الثاني عشر إلى الثامن عشر وفي سن العامين تكون

. 10/10حدة اإلبصار

إال أن ما يميز بصر األطفال في الطفولة المبكرة وبداية الطفولة

المتوسطة هو ظاهرة طول النظر ، فالطفل في هذه المرحلة يميز ويرى

بشكل جيد األشياء البعيدة أفضل من األشياء القريبة ,وكذا يميز ويقرأ

الحروف أو الكلمات الكبيرة أفضل من الكلمات الصغيرة ، لذا يجد

األطفال في بداية تعلمهم القراءة صعوبات كثيرة حتى أنهم يصابون

بصداع ) هذا باإلضافة للحركة الدقيقة والمعقدة للعين أثناء القراءة ( ، ثم

تتطور كفاءة العين شيئا فشيئا مع العمر ويستطيع الطفل التحكم أكثر في

عضالت عينيه ويصبح بصره عاديا مع نهاية سن العاشرة .

ويمكننا أن نشير إلى عامل مهم يساهم في تطور القدرة البصرية للطفل

قبل هذا السن باإلضافة إلى النضج والخبرة والتدريب وهو التطور الحركي

.

) والجدول التالي يبن تطور قدرات السمع واالبصار من الميالد الى

العامين ( .

تطور البصر تطور السمع السن

عند

الوالدة

يسمع األصوات الشديدة ، ويهدأ عندما يسمع األصوات

الهادئة . يجفل أو يبكي عند سماع

صوت قوي مفاجئ،ويستيقظ إذا كان نائما .

يغمض عينيه عندما يسقطالضوء مباشرة

يبدأ بالتحديق لمثير أمامه كالوجه ، وتكون الصورة غير

واضحة .

6

أسابيع

يحاول تتبع صوت المتحدث يفضل األصوات األنثوية

الحادة .

يتبع شيئا بعينيه ببطيء لكن يضيعه على مسافة بعيدة عن

وجهه . الشهر

الثالث

يهدأ عند سماع صوت األم يصدر أصواتا غير البكاء .

يحرك رأسه لرؤية ما يدورحوله

يتبع حركات أمه والمحيطينبه بعينيه وبرأسه

الرابع

إلى

الساد

س

يبحث عن مصدر الصوتويدير جسمه تجاهه .

يزداد وعيه لألصوات الهادئة أو الضعيفة واألصوات

الجديدة كرنين الهاتف أوصوت التلفاز .

يستجيب لكلمة " ال " أوعندما نغير نبرة الصوت .

يعرف اسمه عند مناداته به. تجذب انتباهه األلعاب

المصوتة .

يستطيع االلتفات في كلاالتجاهات ليرى أفضل

القدرة البصرية في هذه المرحلة مقاربة للقدرة

البصرية لدى الكبار . يمكنه أن يرى أجساما صغيرة

.

السابع

إلى

التاسع

يلتفت عند مناداته باسمه يستجيب لألوامر البسيطة

مثل تعال أو اجلس يصغي عند التحدث إليه ،

ويدمج أصواتا لتكوينكلمات .

يرى الفارق بين شخصمألوف وآخر غير مألوف . عند رؤية شيء ما يمد يده

اللتقاطه . يبحث على األشياء التي

تتحرك بعيدا عنه يستطيع أن يرى األجسام

الدقيقة كالدبابيس والتقاطها . التاسع

إلى

السنة

يستطيع تمييز الكلمات الدالة على األشياء العامة والبسيطة مثل : الصحن ،

كأس ، كرسي ...الخ

يشير إلى األشياء التييريدها .

ينظر إلى األشياء التييوقعها .

تتطور مقدرته على تحديدمصادر األصوات .

تزداد استجاباته اللفظية . ظهور الكلمات األولى الدالة

على معنى

يحب النظر إلى الصور .

عام إلى

عامين

يفهم اختالف المعاني مثل الفرق بين الكبير والصغير ،

فوق وتحت يستمر في مالحظة

األصوات مثل رنين الهاتفودق الباب

يستطيع تنفيذ أوامر مركبة مثل هات الكرة وضعها على

الطاولة . يقلد نبرة األصوات التي

يسمعها .

يركز عينيه على جسم بعيد . يمكنه أن يجد شيئا من بين

كومة أشياء . يمكنه العثور على شيء

مخفي . ينظر إلى األشياء وإلى الكتب

المصورة .

- تطور الحواس األخرى : 3

عند الوالدة تكون هذه الحاسة متطورة لدى الوليد ، فبعد زوال- الشم :

السوائل الجنينية من األنف في اليومين األولين ، يمكن للوليد أن يميز

رائحة أهله ويمكنه تمييز رائحة أمه عن غيرها .

ويؤكد العلماء أن حاسة الشم ترتبط بقوة الذاكرة ، وتلعب دورا مهما في

التعلم المبكر لألطفال .

وال يستجيب الوليد استجابة واضحة للروائح إال بعد فترة من التعلم

والخبرة ، ويحددها العلماء بالشهر السادس .

وما قلناه عن الشم ينطبق على الذوق ألن هاتين الحاستين- الذوق :

مرتبطتان وظيفيا ،كما يساعد الشم براعم الذوق إلدراك المذاقات في

األسبوع األول بحيث يستجيب الوليد للمذاق المر والحامض بحركات

عضلية في الوجنتين والفم واألنف تشير إلى االمتعاض ، وتظل هذه

االستجابة التلقائية مالزمة لإلنسان ، فال يتم التحكم فيها إال بعد التعلم

وتعمد إخفائها .

ويتضح نضج هذه الحاسة مبكرا من خالل سلوكيات األطفال الذين

يقومون بفحص كل شيء يلتقطونه بوضعه في فمهم .

ويستجيب األطفال منذ الميالد بشكل مختلف لكل المذاقات ، ويفضلون

الحلو منها ، وفي الشهر الخامس إلى السادس يستجيب استجابة مناسبة

للحامض إذ يغمض عينيه ويزم شفتيه ، وللمالح بأن يظهر تكشيرة .

وفي بداية الشهر التاسع يبدأ بقبول مذاقات مختلفة ، ويكشف عما يحب

ويكره من األطعمة وقد يستمر هذا التفضيل بقية حياته .

تنتشر على الجلد مستقبالت حسية كثيرة منها- الحساسية الجلدية :

مستقبالت الحرارة والبرودة والضغط واللمس واأللم ، ويختلف انتشارها

على الجسم حسب وظيفتها ، وكذلك تختلف حساسية األعضاء التي

تنتشر بها حسب مراحل النمو المختلفة ، وهي تخضع في توزيعها هذا

لالتجاهات الرئيسية للنمو ، فتبدأ من الرأس وتنتهي بالقدمين ، ومن الجذع

إلى األطراف ، ومن العام إلى الخاص ، ولهذا فوجه الوليد أكثر حساسية

من ظهره وبطنه وقدميه ، وعضالت الوجه أكثر استجابة إلحساسات

البرودة والحرارة والضغط واللمس واأللم من باقي مناطق الوجه ،

الرتباطها بالحاجة البيولوجية للغذاء ، وأسرع اإلحساسات اللمسية تطورا

هي اإلحساس بالحرارة الشديدة

وتشير الدراسات إلى الصلة الوثيقة بين اللمس واستمرار البقاء وتطور

النمو المعرفي في الفترة المبكرة من حياة الطفل ، فحاسة اللمس تحفز

بعد الوالدة تطور الخاليا في النهايات العصبية وتستثيرها، وذلك باستثارة

نظام التنشيط الشبكي الذي بدوره ينشط كامل القشرة الدماغية ألداء

مهامها ، وغياب هذه االستثارة اللمسية يؤدي إلى بطء التطور العصبي ،

وبذلك لن يحدث تطور لوظائف الجسم الرئيسية وبالتالي قد ينتج عنه

الموت . لذا يكون الطفل بحاجة إلى اللمس باستمرار في بداية حياته

وهذا ال يفيد فقط بقاءه حيا وإنما أيضا سليما من الناحية الحسية والعصبية

والمعرفية وخاصة النفسية .

وكما قلنا سابقا الحواس هي نافذة اإلنسان على عالمه الخارجي ، بها

يدرك ما يضره وما ينفعه ، وبها يتطور جهازه العصبي بالدرجة األولى ، ثم

نموه المعرفي واللغوي والنفسي وحتى العاطفي واالجتماعي . وكلما

تعددت هذه النوافذ كانت جوانب النمو أكثر تطورا وتقدما ، وكلما حرم

اإلنسان من حاسة أو أكثر قلت فرص نموه السوي

ونظرا ألهمية هذا الجانب من النمو ، فقد نادت العديد من المناهج

التربوية والعالجية الستغالل الحواس في التعلم والتعليم وكذا في العالج

النفسي خاصة مع األطفال ، كما أثبتت العديد من الدراسات أهمية التعليم

متعدد الحواس ، والفائدة الكبيرة الستخدام المعينات السمعية البصرية.

: ب – التطور الحركي

الحركة مظهر هام من مظاهر النمو اإلنساني ، وكما قيل أن ما يميز

اإلنسان ويرفع مكانته بين سائر المخلوقات هي لغته ، نقول إن ما يجعله

أكثر إنسانية مهاراته الحركية ودقتها وتآزرها مع باقي الحواس والوظائف

اإلنسانية.

فاإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يولد وهو غير قادر على الحركة ، ال

لنقص تركيبه العضوي لكن لتعقد هذه الوظيفة وتشابكها وارتباطها بجوانب

النمو األخرى ، فهي ال تتطور وتكتمل إال بعد تطور بعض الوظائف

واكتمالها ومن أهمها الوظيفة العصبية والحسية .

والنمو خالل السنوات الست األولى هام جدا ، فدماغ الطفل ينمو في هذه

% من وزنه90الفترة أكثر من أي فترة أخرى من حياته ، فيصل وزنه

النهائي ، وتعتبر السنوات األولى عموما هامة لكل نواحي النمو فيتم خاللها

وبشكل سريع النمو العقلي والعاطفي واالجتماعي ، وبقدر ما يستند هذا

النمو إلى البيئة والتعلم فهو يستند أيضا إلى التقدم في النضج العصبي

والحسي الحركي ، ويتفق أغلب الباحثين أن في عمر السنتين تكون

أسس شخصية الطفل قد اكتملت .

ويقول أحد العلماء " إن الطفل الذي يبدأ في المشي في عمر السنة

وينطق كلماته األولى في هذه السن وبأول الجمل بين السنة والنصف

والسنتين ويصبح نظيفا في الشهر الخامس عشر أو الثامن عشر من

عمره سوف يمر بنمو عقلي طبيعي إذا لم يقع له أي حادث " .

والتطور الحركي هو الوعي التدريجي للطفل بنظامه العضلي ويكون هذا

باختفاء الحركات األولية أو ما يسمى بالمنعكسات المميزة لحياته األولى ،

ونضج الجهاز العصبي المركزي وتطور الوعي بالذات وهذا التطور ال

يكتمل دون تطور حسي يتماشى معه ويكمله .

والحركة كسائر جوانب النمو األخرى تخضع لنفس القوانين التي يخضع لها

النمو بصفة عامة وهي :

: حيث تبدأ مظاهر النمو الحركيوالمستعرض االتجاه الطولي -

األولى تتضح في عضالت العين والوجه والرقبة ، فالطفل يتحكم في

عضالت عينيه فيستطيع تثبيت نظره ومتابعة األشياء المتحركة ، ثم

عضالت رقبته فيستطيع رفع رأسه وكذا االلتفات وتتبع حركة األشياء

واألشخاص ،في الشهر الثالث ، وفي الشهر السادس يحرك ذراعيه أمام

ناظريه و تتطور لديه قدرات القبض على األشياء التي يراها واإلمساك بما

يريد .

تتميز حركة الطفل عند الميالد بأنهااالتجاه من العام إلى الخاص:

فيحرك الطفل كامل جسمه ، عشوائية وعامة ال تحقق له أهدافا معينة

يتطور به النمو وينحو به نحو اإلتقان والدقة ثم ،لتحقيق حركة معينة

أغلب حركاته التي ال فائدة لها وينتهي به األمر لتحريك العضو فيخفف من

. وحتى العضلة الخاصة بأداء هذه الحركة أو المهارة

يبدأ التوافق الحركي منمن العضالت الكبرى إلى الصغرى :

العضالت الكبرى إلى العضالت الصغرى ، فالطفل يزحف ويمشي ويجري

قبل أن يتعلم أن يأكل ويلبس ويكتب بمفرده .

عندما يتجه النمو الحركي من العام إلىمن التبذير إلى االقتصاد :

الخاص ومن العضالت الكبيرة إلى الدقيقة ، فهو يتجه نحو االقتصاد في

الطاقة والجهد ، و يتميز بدأ تكوين المهارات الحركية ببذل طاقة تزيد

بكثير عن الجهد الالزم لكسب مهارة معينة، وقد تجد هذه الطاقة منفذا لها

في أحد األعضاء البدنية األخرى فيؤدي إلى توترها وحركة عضالت أعضاء

أخرى ال دخل لها بتنفيذ هذه المهارة ، ثم يتطور النمو الحركي إلى أن

يستطيع الطفل تحريك العضالت أو األعضاء المسئولة فقط على تنفيذ

مهارة معينة .

أما عن مراحل نمو المهارات الحركية فقد حاول بعض العلماء أن يرسموا

الخطوط العامة لتطور بعض المهارات الحركية المعروفة فقسموها إلى

خمس مستويات هي :

حركات عشوائية غير واضحة الهدف لكنها تمهدالمستوى األول :-

لظهور األنماط الحركية المختلفة .

: حركات عامة بدائية مؤقتة ،تهدف بصفة عامةالمستوى الثاني-

لكسب المهارة الحركية ،لكنها تسرف في بذل الطاقة والجهد .

: حركات موجهة توجيها جزئيا لكسب المهارة وان- المستوى الثالث

كانت تشوبها بعض الحركات التي ال ضرورة لها لكن بنسبة ضئيلة .

: حركات موجهة توجيها تاما نحو كسب المهارة ، وال- المستوى الرابع

تشوبها الحركات اإلضافية التي كانت تظهر في المستويات السابقة .

: اتساق بين حركات بعض المهارات الصغيرة- المستوى الخامس

لكسب مهارة كبيرة ، فالمشي يعتمد على إتقان مهارة الوقوف ، ومهارة

حركة األرجل واألقدام ،ومهارة االتزان العام للجسم .

وتقسم المهارات الحركية حسب نوعها إلى : مهارات حركية ويدوية أو

عامة وخاصة ، ألن الثانية جزء من األولى وليس العكس ، ومن أمثلة

المهارات الحركية الحبو والمشي ، أما اليدوية فمنها القبض على األشياء ،

األكل الكتابة .

أما من حيث نوعها فتقسم إلى مهارات بسيطة ومعقدة ،وتعتمد األولى

على توافق وانتظام عدد قليل من العضالت مثل المشي والجري ، أما

الثانية فتعتمد على نشاط وتوافق عضالت عدة ، وهي بذلك تحتاج

لمستوى عال من النضج الجسمي والحركي ويستغرق إتقانها وقتا طويال

مثل الكتابة والرسم والعزف على البيانو .

ويمكننا أن نلخص مظاهر النمو الحركي في العامين األولين من خالل

الجدول التالي الذي يمثل مراحل التطور النفسي الحركي حسب إيران

( . Iren Lezineلوزين )

الثبات

والحركة

التكيف

والتآزر

التغذيةاللعب

والنظافة

االستلقاء أشهر 4 على الظهر

الجانب ،البطن

يرفع قسم من جسمه

مستندا إلى يديه عندما يوضع على

بطنه

يضع يديه أحيانا على

زجاجةالحليب

وضعية أشهر 6 الجلوسالمؤقت

يمسك رجليهالتدويس أو أشياء

بعيدة

يشرب من الكأس بمص

جوانبه يجلس لمدة أشهر8

أطول

ينهض ليجلس يلتفت وهو

جالس

يلعب بقذف األشياء أو

ضربها واحدةبأخرى

يأكل بملعقة طعام صلب

مثل العصيدة

يقف لبعض أشهر 10

الوقت

يقف بمساعدة

ويحركقدميه

يضع شيئاداخل شيء

يشرب من الكأس إذاساعدناه

يحاوليمشي 14-15 االكتشاف

يلعب بمأل وإفراغ

يشرب بمفرده

في كلشهرااالتجاهات

وإدخال األشياء في

بعضها

ويأكلبمفرده

يصعديجري شهرا 18 الساللم

بمساعدة

يدفع األشياء إلى األمام

ويهتم بالصور

يطلب

الذهاب إلى

المرحاض

دائما في شهرا 24 حركة ويبحثعن التوازن

يصعد وينزل

السالم

ألعاب التقليد ونشاطات

الراشد

يستطيع نزع مالبسهوحذائه

مراحل النمو الحركي إن النمو الحركي هو من األمور البديهية التي تالحظ لدى الرضع منذ

األسابيع األولى ، ويكون هذا النمو سريعا في العام األول إذ يتحول المولود

من كائن ضعيف ورخو إلى طفل له حركات مميزة ومنتظمة ، تساعده

على التكيف مع البيئة المحيطة .

والتطور الحركي هو الوعي التدريجي للطفل بنظامه العضلي وتطور

الوعي بالذات ، ويكون هذا باختفاء الحركات األولى أو ما يسمى

بالمنعكسات ، ونضج الجهاز العصبي المركزي ، وال يتم هذا التطور

ويكتمل دون تطور حسي الذي يتماشى معه ويكمله .

وهناك العديد من الباحثين الذين اهتموا بدراسة النمو الحركي وتطور

( ( ، الذيGalahue 1982الحركات لدى اإلنسان ، ومن أبرز هؤالء جاالهو

قسم مراحل النمو الحركي إلى أربع مراحل هي : مرحلة الحركة

اإلنعكاسية ، مرحلة الحركة األولية ، مرحلة الحركة األساسية ، مرحلة

الحركة الرياضية .

( : Reflexive Movement Stage – مرحلة الحركات اإلنعكاسية )1

يتميز سلوك الوليد في األيام واألشهر األولى في معظمه بأنه سلوك

انعكاسي بسيط جدا ، وهذا السلوك غير اإلرادي يمثل األساس للنمو

الحركي فيما بعد ، وتشمل األفعال المنعكسة:

- أفعال إنعكاسية أولية : مثل منعكس المص والبلع ودفع األشياء من

الفم ، وتعتبر بمثابة ميكانيزمات لضمان بقاء الوليد ،وبدونها يصبح الوليد

غير قادر على الحصول على غذائه .

(: والتي تعتبرPostural reflexes- المنعكسات القوامية ) م . القوام ()

نموذجا آخر لألفعال الالإرادية رغم وجه الشبه الكبير بينها وبين الحركات

اإلرادية التي تشاهد الحقا في سلوك الوليد ، وإن سالمة هذه المنعكسات

القوامية غير اإلرادية تعتبر مؤشرا جيدا لكفاءة النمو الحركي للطفل

( ،locomotionوخاصة ألداء الحركات األساسية مثل : التحرك المكاني)

Stability (، أو الثبات واالتزان) Manipulationوالتحكم والسيطرة )

movement. )

ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين متداخلتين هما :

وهي مرحلة النشاط الحركي الالإرادي الملحوظأ – المرحلة األولى :

أشهر ، وأثناء هذه المرحلة فإن مراكز المخ4حتى يبلغ الرضيع عمر

السفلى تنمو أسرع من القشرة المخية ، كما أن هذه المراكز الموجودة

في الجزء السفلي للمخ تسبب ردود الفعل الالإرادية المتنوعة والمتفاوتة

في الشدة ، هذا وتخدم المنعكسات في هذه الفترة حاجات الرضيع من

الغذاء والحماية .

تبدأ في حوالي الشهر الرابع ، وأثناء هذه المرحلةب- المرحلة الثانية :

يحدث كف تدريجي للعديد من المنعكسات ، حيث أن مراكز المخ العليا

تستمر في النمو والتطور وتتخلى المراكز السفلى تدريجيا عن التحكم

وتوجيه الحركات الهيكلية ، ويحل مكان تلك المنعكسات نشاط حركي

إرادي ، وتهدف هذه المرحلة إلى إحالل السلوك الحركي اإلدراكي مكان

النشاط الحسي الحركي ) المنعكس ( ، لذلك فإن نمو التحكم اإلرادي

للحركات الهيكلية للرضيع يشمل عملية المثير الحسي مع تخزين

للمعلومات وليس رد فعل للمثير الحسي فقط .

Rudimentary – مرحلة الحركات األولية أو العشوائية )2

Movement Stage : )

وتمتد من الميالد إلى سن العامين ، وتكون الحركات هنا عشوائية وغير

منتظمة ، وليس للوليد أي سيطرة على حركة العينين واليدين والرجلين ،

وتتطور الحركة لديه تدريجيا بعد النضج العام ونضج الجهاز العصبي

المركزي ، كما تلعب البيئة دورا أيضا في تطورها ، ويتمكن الطفل من

السيطرة تدريجيا على حركات كثيرة وتصبح إرادية ، وتكون هي أساس

حركاته األساسية في المستقبل . وتشمل هذه الحركات :

- حركات االتزان أو الثبات: مثل السيطرة على عضالت الرأس والرقبة و

الجذع .

- حركات التحكم والسيطرة : مثل الوصول لألشياء ومسكها والتخلص

منها .

- التحرك المكاني : مثل الحبو والزحف والمشي .

وتقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين هما :

( :Reflex Inhibition Stageأ – مرحلة انطفاء الفعل المنعكس)

حيث يزداد انطفاء العديد من األفعال المنعكسة واختفائها تدريجيا ، وخاصة

ذلك إحالل السلوك الحركي حيث ينتج عن مع نضج القشرة المخية ،

اإلرادي مكان المنعكسات األولية والقوامية .

وجدير بالذكر أن الحركة اإلرادية في هذه المرحلة يعوزها التميز

والتكامل ، نظرا ألن األجهزة الحركية العصبية لدى الرضيع مازالت في

بداية النمو ، وبالرغم من أن الحركة تكون إرادية وهادفة ولكنها تتميز

باإلسراف في الجهد والطاقة ، فضال عن عدم التحكم والسيطرة

التامة .مثل : عندما يريد الرضيع إمساك شيء أمامه فإنه يحرك اليد

والذراع والكتف وحتى الرجلين لكي يصل إلى مبتغاه .

( :Pre Control Stageب – مرحلة ما قبل السيطرة ) التحكم ()

عندما يبلغ الرضيع السنة تتسم حركاته بالمزيد من الدقة والتحكم ، كما

تظهر عملية التمييز فيما بين األجهزة الحسية الحركية ، والتكامل بين

المعلومات اإلدراكية والحركية على نحو أكثر فاعلية .

هذا ويتحقق خالل هذه المرحلة النمو السريع للعمليات المعرفية العليا

للطفل ، كما تنمو لديه المقدرة على التحكم والسيطرة على حركاته ،

فضال عن االنتقال والتحرك المكاني .

( :Movment Stage Fundemental – مرحلة الحركات األساسية ) 3

وتمتد من سن الثانية إلى سبع سنوات ، وتعتبر الحركات األساسية بمثابة

استمرار نمو الحركات األولية للرضيع ، وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل

حركات متنوعة سواء من حيث احتفاظ الجسم باالتزان والثبات ، أو من

حيث التحرك أو من حيث التحكم والسيطرة ، ويبدأ الطفل تعلم كل نوع

من أنواع هذه الحركات بصفة مستقلة ، ثم يتم التزاوج فيما بينها في

مرحلة متقدمة من النمو الحركي ، وعندما تنمو أنماط الحركة األساسية

عند الطفل يصبح قادرا على أداء الحركات المتقطعة أو المتكررة أو

المستمرة بمزيد من التحكم والسيطرة وبقدر أكبر من التنسيق والدقة .

وقد قسمت هذه المرحلة أيضا إلى مراحل هي :

،من عامين إلى ثالث سنوات (: Initial Stageأ – مرحلة مبدئية )

تمثل هذه المرحلة الحركات المبكرة ألداء الحركات األساسية وتستمر

الحركة فيها بالمبالغة واستخدام أجزاء الجسم ككل وينقصها االنسيابية

والتوافق.

سنوات ،4 – 3من ( : Elementary Stageب- المرحلة األولية )

تتميز بالتحسن في أداء المهارات الحركية األساسية من حيث التحكم

والسيطرة والتوافق لعناصر الحركة من حيث اإليقاع الزماني والمكاني ،

ولكنها تتميز باإلسراف في بذل الجهد والطاقة ، وتشوبها حركات غير

ضرورية .

وقد أثبتت العديد من الدراسات أن األطفال الذين ال ينجحون في تطوير

أدائهم للحركات األساسية خالل هذه الفترة من العمر فإنه يصعب عليهم

تطويرها خالل مراحل العمر المقبلة ، وخاصة إذا لم تتح لهم فرصة

الممارسة والتعلم الجيدين .

سنوات تتميز هذه6-5 من ( :Mature Stageج- مرحلة النضج )

المرحلة بالتوافق والسيطرة الجيدين ألداء المهارات األساسية ، ومن

األهمية أن يتمكن الطفل في هذا العمر من إنجاز الحركات األساسية

أشهر لظهور هذه8-6بمستوى جيد ، لكن يمكن أن نالحظ فارقا يقدر ب

الحركات لدى طفلين من نفس العمر ، ونفس الطفل يمكنه إتقان حركة

قبل أخرى بفارق زمني معتبر .

( : Sport-Related Movement Stage – مرحلة الحركة الرياضية )4

تمثل هذه المرحلة امتدادا لنمو الحركات في المرحلة السابقة ، فبعد أن

كان تعلم الحركة في حد ذاته هو الهدف في المراحل السابقة ، تصبح

الحركة في هذه المرحلة وسيلة تستخدم في األنشطة واأللعاب سواء من

أجل اللعب والتسلية أو من أجل المنافسة وأغراض أخرى .

وتتطلب هذه المرحلة من الطفل أداء الحركات األساسية على نحو جيد ،

ليس هذا فحسب ولكن من األهمية أن يكتسب التآزر والتزاوج بين هذه

المهارات الحركية األساسية حتى يتمكن من توظيفها كمتطلبات ألداء

األنشطة الرياضية .

وتتحد فترة بداية واستمرار تطور نمو المهارات الحركية الرياضية وفقا

لعوامل عديدة منها ما يتعلق بالجانب المعرفي واالنفعالي والنفسوحركي .

وتقسم هذه المرحلة بدورها إلى ثالث مراحل فرعية هي :

General or Transitional Stageأ- المرحلة العامة ) أو االنتقالية ( )

سنوات يكون مهيأ ألداء المهارات الحركية8-7 عندما يبلغ الطفل عمر (:

العامة ، تلك التي تشبه الحركات األساسية التي تم تطويرها وتنقيحها

لذاتها في المرحلة السابقة ، وتصبح اآلن أفضل من حيث الشكل والدقة

والتحكم الحركي ، فضال عن المزاوجة بين أكثر من مهارة أساسية بغرض

استخدامها في مواقف اللعب والمباريات .

ويتميز األطفال في هذه المرحلة بالنشاط والحيوية من حيث استكشاف

ومزاوجة العديد من المهارات واألنماط الحركية ، كما يشعرون باالبتهاج

والرضى بزيادة ونمو مقدرتهم على تحقيق ذلك . وهنا يلعب مدرس

الرياضة واألولياء دورا كبيرا في إتاحة الفرصة لألطفال بتطوير وتوسيع

قدراتهم الحركية .

Specifec Movement Skillب – مرحلة المهارة الحركية النوعية)

Stage : )11- 13سنة ، هذه الفترة تشهد تغيرات هامة في نمو المهارة

الرياضية ، وذلك لزيادة مساهمة القدرات المعرفية والوجدانية ، فضال عن

تنوع واتساع الخبرات الحركية التي يواجهها الطفل .

ويالحظ في هذه الفترة تفضيل الطفل ممارسة بعض األنشطة الرياضية

والعزوف عن أخرى ، ويتوقف ذلك على االستعداد البدني والنفسي ، ومن

المهم أن تشهد هذه المرحلة المزيد من االهتمام والتركيز على األداء من

حيث الشكل والسرعة والدقة .

Specialized Movementج – مرحلة المهارة الحركية التخصصية )

Skill Stage: ) سنة ، وتستمر حتى مرحلة14 تبدأ هذه المرحلة في عمر

الرشد ، وتأتي هذه المرحلة في قمة السلم الهرمي لمراحل النمو

الحركي ، وتتميز بالتخصص في مجال نشاط رياضي معين واالستمرار

لفترات طويلة في ممارسته ، وذلك لغرض المنافسة أو الترويح

والتسلية .

الحركات االنعكاسية

لقد قلنا سابقا أن الجنين والمولود الجديد ، قادر على تأدية العديد من

األفعال المنعكسة ، وأنه يملك قدرا محدودا من الحركات اإلرادية .

والفعل المنعكس يعني : استجابة حركية تتم من خالل استقبال الحواس

لمثيرات حسية معينة ، ثم توصل السيالة العصبية الناتجة إلى عضلة أو

غدة فتقوم باالستجابة المناسبة للمثير من تقلص أو تمدد للعضلة أو زيادة

إلفرازات الغدد .

ويمثل هذا الفعل المنعكس ضرورة بالنسبة للوليد في أيامه األولى ، إذ

عن طريقه يستطيع التكيف مع العالم الخارجي والحفاظ على بقائه، مثل :

منعكس المص والبلع ، المنعكس الحدقي ، العطس ....الخ .

وتظهر األفعال والحركات المنعكسة في عمر معين وبعضها يختفي في

عمر معين أيضا وبعضها يبقى مدى الحياة ،ويفيدنا هذا في معرفة سير نمو

الطفل هل هو طبيعي أم ال ، لكنه ال يفيدنا بالتنبؤ بمهاراته الحركية

والمعرفية في المستقبل ، وتعتبر الحركات المنعكسة اللبنة األولية لتعلم

خبرات حركية أكثر تطورا .

ويقسمها العلماء إلى ثالثة أنواع : منعكسات أولية – منعكسات القوام –

منعكسات االنتقال .

وترتبط بحصول الوليد على الغذاء والبقاءأ – المنعكسات األولية :

على قيد الحياة ، وتظهر في المرحلة الجنينية وتستمر خالل العام األول

من عمر الطفل ، ومن أهمها :

: يظهر قبل الميالد ويستمر حواليمنعكس المص ) الرضاعة (-

الشهر الثالث ، حيث يختفي كمنعكس ويستمر كاستجابة إرادية ، ويظهر

هذا المنعكس عند لمس الوجه أو أعلى وأسفل شفتي الرضيع فيقوم

بمص إصبعك.

إذا لمست طرف خدي الرضيع أو شفتيه يلتفتمنعكس االلتفات : -

إلى اتجاه اللمس .

عند امتالء فم الرضيع بسائل يقوم بالبلع تلقائيا .- منعكس البلع :

يبدأ ظهور هذا المنعكس في- منعكس القبض ) اإلمساك (:

المرحلة الجنينية ، ويزداد قوة في اليوم الثاني عشر إلى الشهر الثالث بعد

الميالد ، ثم يضعف عادة في الشهر السادس ) أو السابع والثامن عند

ظهور القبض اإلرادي (، ويختفي تماما مع نهاية العام األول .وان ضعف

هذا المنعكس في األشهر األولى من الميالد يعني خلال عصبيا ما .

يظهر هذا المنعكس في الشهر األول من الميالد- منعكس بابكين :

ويستمر حتى الشهر الثالث ، ويظهر عند الضغط على راحة يد الرضيع

فانه يقوم بفتح فمه وغلق عينيه وثني الرأس إلى األمام .

يظهر هذا- منعكس مورو :

المنعكس في المرحلة الجنينية

ويتضح أكثر في الشهر الثالث، أما

عن زمن اختفائه فهناك العديد من

اآلراء تراوحت بين الشهر السادس

إلى التاسع ، وان عدم ظهور هذا

المنعكس أو استمراره فترة زمنية

أطول يدل على خلل عصبي ما .

ويمكن اختبار هذا المنعكس عند إصدار صوت قوي أو إمساك الرضيع من

أسفل كتفيه ومحاولة هزه وكأننا سنسقطه ، فإن الرضيع يقوم بعدة

حركات منتظمة تبدأ بفرد الذراعين والرجلين والرأس إلى الوراء ثم إعادة

ضمهم إلى األمام وكأنه يقوم بحركة عناق .

ب- المنعكسات القوامية :

وكما يتضح من اسمها فهي منعكسات تساعد الرضيع على االحتفاظ

بانتصاب قامته في الوضع العمودي لذا يطلق عليها البعض اسم منعكسات

الجاذبية ، وهي أساس الحركات اإلرادية التي سيؤديها الطفل فيما بعد ،

ومنها :

يظهر حوالي الشهر الثاني إلى الثالث ،منعكس انتصاب القامة :-

ويبدو ظاهرا عند وضع الرضيع في وضعية الجلوس و محاولة تحريكه في

اتجاهات مختلفة ) األمام ، الخلف ، اليمين ، اليسار( فإنه يحرك رأسه

ورقبته عكس اتجاه الحركة وذلك لكي يحافظ على الوضعية العمودية

للجسم .

- منعكس موازنة الرأس

يظهر حوالي الشهروالجسم :

الثاني ويختفي في الشهر

وهنا يتبع الرأس السادس ،

والجذع حركة الرجلين

والذراعين والعكس ، أي إذا

أدرنا الرأس في جهة معينة فإن

الرجلين والذراعين تتبعانها

بالدوران في نفس االتجاه، ونفس الشيء إذا أدرنا الرجلين أو الذراعين

في اتجاه فإن الرأس والجذع تدور في

ذلك االتجاه .

منعكس الشد لألعلى بالذراعين : -

يظهر في الشهر الرابع ويختفي مع نهاية

العام األول ، ويظهر عند رفع الرضيع في

وضعية الجلوس أو الوقوف وإمالته إلى

األمام أو الخلف ، فإنه يقوم بثني ذراعيه

وشدهما إلى األعلى للحفاظ على الوضعية

العمودية للجسم وكأنه يحاول موازنة جسمه للوقوف .

من- منعكس السحب :

وضع الجلوس عندما نمسك

الرضيع من يديه كمحاولة

لسحبه للنهوض ، فإنه يحاول

التمسك والسحب للنهوض ، وهذا المنعكس يظهر خالل الشهر الثالث

ويستمر إلى غاية العام األول .

ج - المنعكسات اإلنتقالية :

تستمد اسمها من الحركات اإلرادية الموافقة لها

التي سوف يؤديها الطفل فيما بعد ، وتظهر هذه

المنعكسات قبل ظهور الحركات اإلرادية

الموافقة لها بفترة زمنية طويلة ، ومنها :

يظهر عند الميالد ويختفي- منعكس الزحف :

فيما بعد حوالي الشهر الثالث إلى الرابع ، ويبدو

واضحا عند وضع الرضيع على بطنه فإنه يقوم

بحركات برجليه وذراعيه وكأنه يحاول الزحف

لكن دون أن يتمكن من ذلك .

: يظهر هذا المنعكس من الميالد ويختفي في الشهر- منعكس المشي

الخامس ،

ويبدو واضحا عندما يرفع الرضيع من بين إبطيه في وضعية الوقوف مع

وضع رجليه مالمسة لسطح صلب مستو ، فإنه سوف يقوم بحركات خطو

متبادلة مع المبالغة في ثني الركبتين .

يظهر هذا المنعكس في األسبوع الثاني من الميالد- منعكس السباحة :

، ويختفي في الشهر الخامس لكنه قد يبقى إذا حفز بشكل مستمر

بالتدريب ، ويظهر هذا المنعكس متزامنا مع منعكس كتم النفس الذي

يبديه الرضيع عند ما يغطى وجهه بشيء ما أو يوضع في الماء ، أما

منعكس السباحة فيظهر عندما يوضع الرضيع في وضع منبطح في داخل

أو على الماء ، فإنه يقوم بحركات إيقاعية متتابعة ومنتظمة من التمدد

واالنثناء للذراعين والرجلين ، حيث تبدو كحركات السباحة التبادلية .

النمو النفسي الحركي

يعرف بأنه : ( Le développement psychomoteurالنمو النفسي الحركي )

" تطور للنشاطات الحركية التي تسمح للفرد باكتساب حركات موجهة

نحو هدف ، واكتساب التوجه المكاني والزماني ، والصورة الجسمية

والجانبية " .

" النمو النفسي الحركي يوافق االكتسابات الحركيةويعرف أيضا بأنه:

والمعرفية للرضيع ثم للطفل في مراحل نموه ، ويشمل أربع عناصر

رئيسية هي : التفاعل االجتماعي والفهم ، اللغة ، الحركات الدقيقة

والتعامل اليدوي ، الوضعية والحركات العامة ".

: وهي قدرة معرفية متطورة تتطلب (les praxiesالحركات الموجهة )

( ، أي تذكر كيف نقومm . procéduralتدخل قدرات الذاكرة األدائية )

باألشياء أو األفعال بشكل غير لفظي مثل : اللبس ، األكل ، رفع شيء .

( :Orientation spatio-temporelle)التوجه المكاني والزماني فهي بناء سيكولوجي وتركيب ذهني يتحقق باندماج عنصري المكان

والزمان باعتبارهما عنصران مترابطان ، فالبنية المكانية تكون باكتساب

القدرة على التموضع

والتوجه والتنظيم

والتنقل في المحيط ،

واكتساب مفاهيم المكان

يكون انطالقا من مختلف

و له االدراكات والمعلومات البصرية والسمعية واللمسية والدهليزية ،

عالقة مباشرة باكتساب الصورة الجسمية والجانبية ، أما البنية الزمانية

فهي اكتساب القدرة على الفهم والتمييز بين عناصر البنية الزمانية التي

منها : التنظيم والتعاقب ) إدراك مفاهيم قبل ، بعد ، أمس ، غدا...( ، ال

رجعية الزمن ، المدة ) طولها أو قصرها ( ، السرعة ، المرحلة ) كل ما

يعود بصفة دورية مثل الليل والنهار ، األسابيع ، األشهر ، الفصول (،

اإليقاع ...الخ.ويتطور الوعي بهذه العناصر مع التطور المعرفي حتى

الوصول إلى المرحلة التجريدية .

وهو تمثيل للجسم في ثالثة (: Schéma corporelالصورة الجسمية )

أبعاد ويتغير هذا المفهوم عن جسمنا مع الزمن ، وهو المعرفة التي لدينا

حول أنفسنا ككائن عضوي ، حدودنا في الفضاء وإمكانياتنا الحركية ،

وقدرتنا على تسمية أجزاء من جسمنا وإدراكها ، وقدرتنا على التعبير بهذا

الجسم وتمثيله عقليا وخطيا .

هي حالة من عدم التماثل الوظيفي على (: latéralitéالجانبية )

المستوى الحسي الحركي ، تظهر من خالل تفضيل استخدام اليد اليمنى

مثال )أو الرجل أوالعين أو األذن ( على اليسرى ، وذلك في السلوك

العفوي أو الموجه

إن تطور هذه القدرات مرتبط بالتطور المعرفي، العاطفي ،اللغوي ،

فبدون تكامل وارتباط بين العضوية والنفس لن يكون هناك تكامل وتناسق

وهدف لحركاتنا ،والتطور الحركي السليم ال يرتبط فقط بالنضج العضلي

والعصبي ، ولكن هناك عوامل أخرى تساهم في ذلك منها :الوراثة ،

النضج، التغذية الجيدة ، الظروف المعيشية والسكن ، التعلم والتدريب ،

االستثارة التي يتلقاها الطفل في سنواته األولى ، والعاطفة االيجابية

والمطمئنة الممنوحة من طرف الوالدين .

ويقسم المختصون التطور النفسي الحركي إلى ثالث مراحل رئيسية ،

في كل مرحلة جملة من التطورات الهامة ، وتحدد المرحلة األولى من

شهرا ( ، أما المرحلة الثانية فهي15الميالد إلى اكتساب المشي ) حوالي

إلى ست سنوات ، والمرحلة األخيرة15أطول مرحلة وتمتد من الشهر

تبقى فيها بعض التطورات الطفيفة وتأتي بعد سن السادسة .

المرحلة األولى من النمو النفسي الحركي:

وهي فترة التغيرات الكبرى حيث تتطور الحركات من المنعكسات إلى

األنظمة الكبرى للحركات اإلرادية ، التي تساهم في التحكم في المقوية

العضلية والتوازن والوضع والقبض و التنقل .

فالمهارات الحركية تتطور خالل العامين األولين بشكل كبير ، وتبدأ عادة

على شكل ردود أفعال انعكاسية وحركات عفوية ، وتتدرج حتى الوصول

إلى التحكم في وضعية الجسم والتحرك والتحكم اليدوي في األشياء .

ومن أهم التطورات التي تحدث في هذه المرحلة هي :

( Tonus axial- اكتساب المقوية العضلية للقوام )

- تطور قدرات القوام أو الوضع ومنها : استقامة الرأس ، وضعية

الجلوس ، وضعية الوقوف .

- تطور قدرات التنقل أو التحرك ومنها : الزحف ، الحبو ، المشي .

- تطور قدرات القبض أو التعامل اليدوي .

- اكتساب المقوية العضلية للقوام : 1

هي الصالبة الكامنة أو التوتر الموجود في العضلة ،المقوية العضلية :

أو هي أدنى نشاط تحافظ عليه العضلة أثناء الراحة .

ومهمتها : - المحافظة على توازن الجسم أثناء الحركة - تدعم وتسند

الجسم – اإلبقاء على الجسم في وضعية معينة في الفراغ حتى في حالة

الراحة .

تتطور المقوية العضلية بسرعة وبشكل مكثف في هذه المرحلة :

- فعند الميالد : نالحظ على الوليد ارتخاء في الجذع والرأس حيث ال

يستطيع حمل رأسه أو االحتفاظ باستقامة ظهره، وهذا راجع إلى أن

المقوية العضلية لعضالت الجذع ) عضالت الرقبة أيضا( ضعيفة وغير كافية

لتحافظ على تقلص وصالبة هذه العضالت ،وتؤدي إلى حالة من االرتخاء

.Hypotonieالطبيعي والتي تسمى:

في المقابل هناك مقوية عضلية ايجابية معتبرة في األطراف العلوية

والسفلية ، حيث تجعلها تبدو متصلبة ومنثنية دائما ، وتفتقر لالرتخاء

Hypertonie desوالليونة واالنسيابية عند تحريكها ، وتسمى هذه الحالة

membres.

- تدريجيا يكتسب الرضيع مقوية عضلية هامة لعضالت الرقبة والجذع مما

يسمح له بحمل رأسه بثبات ، والمحافظة على استقامة ظهره وذلك في

حدود الشهر الثالث إلى الرابع .

-وتبدأ المقوية العضلية في التناقص في األطراف العلوية والسفلية ابتداء

من هذه المرحلة إلى أن تصل إلى ضعف فيزيولوجي فيها وتسمى

Hypotonie Physiologiqueحوالي الشهر السادس إلى الثامن ، حيث

يستطيع الرضيع في هذه الحالة مد ذراعيه في كل االتجاهات والتقاط

األشياء ، وكذلك مد رجليه واللعب بهما حتى أنه قد يضعهما في فمه .

((، وضعفhypo-extensibilité- إن زيادة المقوية يصاحبه نقص في التمدد

(( ، لذا فاألطفالhyper- extensibilitéالمقوية يصاحبه زيادة في التمدد

الذين يظهرون مقوية عضلية زائدة في األشهر األولى من الميالد ،

يكتسبون مبكرا وضعية الوقوف والمشي والتنقل ، أما قدرات القبض

فتتأخر لديهم مقارنة بالمتوسط.

أما األطفال ذو المقوية العضلية الضعيفة فيتأخرون في اكتساب وضعية

الوقوف والمشي ، أما قدرات القبض لديهم فمتقدمة .

- تطور قدرات الوضع والقوام : 2

تترجم هذه القدرات من خالل تحكم الرضيع في ثبات الرأس والرقبة ،

ووضع الجلوس ووضع الوقوف .

وثبات الجسم أو الوضع هو المحافظة على الثبات وعدم التحرك في

وضعية ما خالل وقت معين قصير أو طويل وتقسم إلى نوعين :

- قدرات الوضع ضد الجاذبية : والتي تسمح للرضيع بان يحفظ توازنه في

وضعيات مختلفة ، وهي متعلقة بالنضج العصبي والحاسة الدهليزية والنضج

العضلي .

- قدرات الوضع التوجيهية : وهي التي تسمح للرضيع بتوجيه جسمه في

االتجاهات المختلفة ، مثل توجيه الرأس والجسم من أجل استقبال بصري

أفضل ، وهي متعلقة بالتآزر البصري الحركي .

ويمكننا تلخيص تطور قدرات الوضع بصفة عامة فيما يلي :

أ – استقامة الرقبة والرأس : في الشهر الثالث .

ب- وضعية الجلوس : في الشهر الثامن ، لكن ابتداء من الشهر السادس

يستطيع الجلوس لوقت قصير والجذع مائل إلى األمام ويحفظ توازنه

بوضع يديه أمامه .

ج- وضعية الوقوف : في الشهر الثامن – التاسع يقف الطفل والجذع مائل

يكتسب وضعية الوقوف .12-10قليال إلى األمام ، وفي الشهر

– تطور قدرات التنقل والحركة : 3

- يستطيع الرضيع أن يحرك رأسه وعينيه الستكشاف المحيط في األسبوع

الرابع إلى السادس .

° ( . 60° - 30- يرفع نصف جسمه إلى األعلى في الشهر والنصف )

- يتقلب في الشهر الرابع إلى السادس ، ويستند الى ذراعيه لرفع نصف

جسمه إذا وضع على بطنه .

- يزحف في الشهر السادس ويحبو في الثامن .

- يمشي في الشهر العاشر بمساعدة .

وقد يتأخر المشي إلى15- يمشي لوحده مع نهاية العام األول إلى الشهر

يعتبر تأخرا .20-19 ، وعدم اكتسابه حتى الشهر 18الشهر

إن التطور السريع للمهارات الحركية في هذه المرحلة يضمنه التحكم في

العضالت الكبرى ونموها المتدرج من الرأس إلى الصدر ثم البطن ثم

األطراف ، وكذلك النضج العصبي للقشرة الحركية .

– تطور الحركات االتصالية : 4

- ابتداء من الشهر الثالث يبتسم الرضيع ابتسامة اجتماعية) المنظم األول

حسب شبيتز( ، وقبل ذلك تعتبر ابتسامة انعكاسية في األيام األولى من

الميالد ، وابتسامة تلقائية لكل من ينظر إليه كاستجابة الستثارة خارجية

في األسبوع الثاني إلى الثامن .

- في الشهر الثامن يميز بين وجوه األشخاص المألوفين والمقربين ووجوه

األشخاص الغرباء غير المألوفين لديه ) قلق الشهر الثامن – المنظم الثاني

حسب شبتز( .

( :la préhension- تطور قدرات القبض واإلمساك ) 5

وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بقدرات اإلبصار واإلدراك البصري لذا تسمى

أيضا قدرات التآزر البصري الحركي .

- في الشهرين األولين يمتلك الرضيع منعكس القبض على األشياء التي

توضع في يده .

- في الشهر الثالث إلى الرابع يكون القبض على األشياء المالمسة ليده

وفي نفس الوقت يكتشف يديه ويصبح مشغوال بهما .

- في الشهر الخامس يستطيع الرضيع التقلب وااللتفاف ومشاهدة األشياء

بجانبه ومحاولة الوصول إليها والقبض عليها بكلتا يديه وهنا تبدأ قدرات

القبض اإلرادي .

- في الشهر السادس- السابع يتطور القبض اإلرادي من القبض الكلي أو

الكفي براحة اليد واألصابع دون استخدام اإلبهام ، ثم بكل باألصابع ،

ويستطيع نقل األشياء من يد إلى أخرى .

- في الشهر التاسع إلى العاشر تنمو عضالت المعصم للرضيع مما يمكنه

من إدارة معصمه وبالتالي يتحكم أكثر في حركات القبض ويظهر القبض

المتطور باإلبهام والسبابة كما لدى الراشد .

تتطور قدرات القبض في العامين األولين بسرعة مع تطور العضالت

الدقيقة لألصابع ، حيث يستطيع الطفل في نهاية العام الثاني األكل

بمفرده وتنظيف نفسه والرسم والخربشة .

وترتبط مهارات القبض والتعامل اليدوي ارتباطا قويا بالذكاء وهذا ما حاول

أن يبينه كاتل من خالل أبحاثه ، حيث حاول معرفة ذكاء األطفال من خالل

طريق قبضهم والجدول التالي يوضح تطور قدرات القبض والتعامل

اليدوي في ثالث سنوات األولى من حياة الطفل .

المرحلة الثانية :

في هذه المرحلة يتم تكوين جميع المهارات األساسية للحركة ، ويقوم

الطفل بالتحكم والسيطرة على العضالت الكبيرة لديه ، ويكون قادرا على

المشي والجري والقفز والوثب والرمي والتوازن ، ويستطيع القيام ببعض

المهارات اليدوية المتطورة كالكتابة والرسم ومهارات مساعدة الذات .

تتسم حركات الطفل في هذه المرحلة باإلفراط في بذل الجهد ،

وبإشراك عضالت ال يحتاج إليها ، وال تهدف معظم حركاته لتحقيق غرض

معين ، ويمكننا أن نلخص أهم اإلكتسابات فيما يلي :

(ou de base tonus de fond أ – تطور المقوية العضلية لألساس )

:

يختفي ضعف المقوية المالحظ في الشهر الثامن إلى الشهر الثامن عشر

( في التراجع منl'angle poplité ش ( ، وتعود زاوية المئبض ( 18 – 8)

سنوات . 3° في سن 160° - 150° إلى 180

يستمر تطور المقوية العضلية الداخلية ) أو لألساس وهي : حالة من

التقلص الخفيف والدائم للعضالت الالإرادية ، والتي تبقى حتى في حالة

(extensibilitéالراحة أو النوم ، وتدرس أو تقاس باختبارات التمدد )

( ( . ballantوالتأرجح )

وفي هذه المرحلة يجد الطفل صعوبة في االرتخاء اإلرادي للعضالت ، بينما

يكون االرتخاء تلقائيا عند النوم ، وتسمى هذه الظاهرة بالبراتونيا )

paratonie . )

إن عدم اكتمال تطور المقوية العضلية الداخلية يؤدي إلى ظهور مايسمى

( وهي حركات ال إرادية أو طفيليةles syncinésiesبالحركات الطفيلية )

في أحد األعضاء ترافق الحركات اإلرادية للطفل في تحقيق حركة إرادية

ما) ترافق الحركات اإلرادية لعضو ما حركات في عضو آخر غير مقصود

بالحركة ( ، وتظهر على مستوى :

اليد غير المفضلة عند قيام اليد المفضلة بعمل ما . -

الرأس . -

إخراج اللسان عند الكتابة . -

فتح وغلق الفم في نفس الوقت الذي يفتح ويغلق فيه المقص . -

وهذا كله ناتج عن زيادة في المقوية العضلية في العضو غير المقصود

بالحركة ) سوء تنظيم وتوزيع في المقوية العضلية ( ، وتختفي هذه

% من األطفال . 80الحركات قبل سن السادسة لدى

la motricité ب – الحركات الدقيقة وتنسيق الحركات المتعلمة )

fine et les praxies : )

يستطيع الطفل في هذه المرحلة ممارسة بعض األنشطة الحركية التي

تتطلب استعمال العضالت الدقيقة ، كقذف أو رمي األشياء ، لعب الكرة ،

لعب التركيب ، القص ، التلوين ......وغيرها .

كما تتطور لديه بعض القدرات المعرفية الحركية ، وهي القدرة على

، وهي قدرة معرفيةles praxiesتنسيق الحركات الموجهة نحو هدف

( ، أيm . procéduralمتطورة تتطلب تدخل قدرات الذاكرة األدائية )

تذكر كيف نقوم باألشياء أو األفعال بشكل غير لفظي ، وتتطور هذا النوع

سنة ، ومن أهم النشاطات12من القدرات الحركية تدريجيا حتى سن

التي تدل عليها في هذه المرحلة هي:

شهرا ( . 18- يأكل بنفسه بالملعقة شيئا صلبا ) النشاطات اليومية :

سنوات ( . 3ينزع مالبسه ويغسل أسنانه ) -

سنوات ( . 4يلبس ويزرر قميصه ) -

سنوات ( . 5يمشط شعره ) -

سنوات ( . 6يربط رباط حذائه وينظف أنفه ) -

نقل خط مستقيم ) عامين ( التخطيط : -

سنوات ( . 3دائرة ) -

سنوات ( . 4مربع ) -

سنوات ( . 5مثلث ) -

سنوات ( . 6معين ) -

سنوات ( . 4في خط مستقيم ) القص والتلوين : -

سنوات ( 5على محيط شكل بسيط ) -

سنوات ( 6على شكل ذو زوايا ) -

سنوات ( 4القبض المتطور للقلم ) -

سنوات ( 5التلوين مع التوقف عند الحدود ) -

صف مكعبين ) سنة ( اللعب : -

شهرا ( 18 مكعبات ) 3-

مكعبات ) عامين ( 6-

سنوات ( 3 مكعبات ) 3تركيب برج بواسطة -

سنوات ( . 5 مكعبات ) 6تركيب هرم من -

( والتوجهSchéma corporelج – إكتساب الصورة الجسمية)

( و الجانبية)orientation spatio-temporelleالمكاني – الزماني )

latéralité : )

في سن الثالثة يتعرف الطفل على مختلف أقسام جسمه وجسم اآلخرين،

ويستطيع أن يمثل نفسه بطريقة بسيطة ) رسم الرجل ( ، وصورة الجسم

هي المعرفة التي نكونها عن ذاتنا أي :

حدودنا في الفضاء ) الشكل أو المورفولوجيا ( -

إمكاناتنا الحركية) السرعة والتآزر ( -

إمكانية التعبير من خالل جسدنا ) الوضعيات ، اإليماءات ( -

إدراك مختلف أجزاء الجسم -

اإلشارة والتسمية لمختلف أعضاء الجسم -

إمكانية تمثيل جسمنا ) ذهنيا أو خطيا ( .-

وتتكون هذه الخبرات من خالل النضج العصبي و الخبرات الحسية الحركية

و العاطفية ، وتستمر مدى الحياة .

فهي المرحلة الوسطى بين الصورة الجسمية والتنظيمالجانبية أما

المكاني الزماني.

وهي السيطرة الواضحة لجانب من الجسم على اآلخر على المستوى

الحسي الحركي ، أي تفضيل اليد أو الرجل أو العين أو األذن اليمنى مثال

عن اليسرى .

(la manualitéوقد أثبتت البحوث العصبية أن التفضيل اليدوي أو اليدوية )

تظهر مبكرا عند محاولة الطفل القبض والوصول لألشياء ، ففي الشهر

سنوات4 يستعمل الطفل كلتا يديه ، وفي سن العامين إلى 24 إلى 14

يالحظ عدم استقرار في الجانبية أي مرة يستخدم اليد اليمنى وأخرى

سنوات تستقر الجانبية في أحد6 إلى 4يستخدم اليسرى ، وفي سن

8 إلى 7جانبي الجسم ويستطيع الطفل أن يميز بين يمينه ويساره ، من

12 إلى 9سنوات يستطيع الطفل أن يميز يمين ويسار اآلخرين ، وفي

سنة يستطيع معرفة يمين ويسار األشياء واألشياء الموجودة في اليمين

والموجودة في اليسار .

% يستخدمون10 %من األشخاص يستخدمون اليمين و 85حوالي

% يستخدمون كال الجهتين ) هذه النسب عالمية وتأكد على5اليسار و

دور العوامل الجينية واالجتماعية في تحديد الجانبية ( .

( عندما تكون اليد والرجل والعينhomogèneنتكلم عن جانبية متماثلة )

(ambidextreالمفضلة في نفس الجانب أيمن أو أيسر ، وجانبية مختلطة )

latéralitéعند استعمال الجانبين معا وبنفس الكفاءة ، وجانبية مضطربة )

croiséعند استعمال الجانبين معا دون انتظام أي تارة اليمين وتارة )

اليسار .

فهي بناء سيكولوجي وتركيب ذهنيالبنية المكانية والزمانية : أما

يتحقق باندماج عنصري المكان والزمان باعتبارهما عنصران مترابطان ،

فالبنية المكانية تكون باكتساب القدرة على التموضع والتوجه والتنظيم

والتنقل في المحيط ، واكتساب مفاهيم المكان يكون انطالقا من مختلف

و له االدراكات والمعلومات البصرية والسمعية واللمسية والدهليزية ،

عالقة مباشرة باكتساب الصورة الجسمية والجانبية ، أما البنية الزمانية

فهي عبارة عن مدة ، ترتيب وتتابع ، واكتساب مفاهيم المكان يكون قبل

سنوات . 7 سنوات ، أما مفاهيم الزمان فتتأخر نوعا ما إلى مابعد 7

المرحلة الثالثة :

يتم في هذه المرحلة التكامل والسيطرة على الحركات السابقة

) الكبرى والدقيقة خاصة ( ، وأدائها بمهارة ) الدقة والسرعة ( ،

وتساعد في ذلك تطور القدرات اإلدراكية والعضلية في تحقيق

الحركات من المستوى العالي .

فهي المرحلة التي يتم فيها صقل المهارات الحركية التي تعلمها الطفل

في المراحل السابقة ، واللعب باستخدامها في مواقف مختلفة ،

والجمع بينها واأللعاب االجتماعية والترفيهية ، وأهمية هذه المرحلة

تكمن أيضا في أنها تعاصر سن المدرسة لجميع األطفال وبالتالي

يفترض أن يكون كل طفل قادرا على القيام بالمهارات الحركية

األساسية ، كالجري والتسلق والقذف وركوب الدراجة والقدرة على

التوازن .

أما بالنسبة للحركة الدقيقة فإنها تتطور ببطء ، ويبدي بعض األطفال

ميال إلى استعمال عضالتهم الدقيقة مثل : دق المسامير وأعمال

النجارة وحمل األواني وبناء األبراج بالمكعبات ، ومن المطلوب تشجيع

هذه النشاطات وتنميتها ألنها تساعد على تنمية قدرات التآزر والتناسق

الحركي وبالتالي النمو المعرفي واإلدراكي السليم .