ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك...

29
1 الرحمف الرحيـ بسـ ا1 - ـ التوحيد: مثؿ :ات عم التي تعتبر مقدميات ا( اف آؿ عمر1 - 7 ) ( 79 - 80 ) ( منعاـ ا14 - 18 ) ( 102 . ) ( الحديد1 - 6 ) - روفلكاف اص. اهخ ان سورة آل عمريةمن ا( 1 ية إلى ا7 ) ىج المفسرين ل منا من خ تقرر العقيدةيد , في لعمـ التوحيلمقدمات اف مف ا سورة آؿ عمرطمعت السبع مف ميا تعد ايف , وتبطؿلمخالف ترد عمى اوبيـ , كما أنيائـ الحؽ في قمثبت دعاوس المؤمنيف , وتي نف فعتقاد .ـ في اي نواحي ومجؿ ذلؾؿ كتبيـ ؛ة , ومف خختمفتيـ المف بتوجياى أقواؿ المفسريوؿ الوقوؼ عم : نحا( الـ{: قاؿ تعالى1 ( وـ ي ق ال ي ح ال و ى إ و ل إ و الم) 2 ف ي ا ب م ا ل ق د ص م ؽ ح ال ب اب ت ك ال ؾ ي م ع ؿ ز ن) ي ج ن اه و اة ر و الت ؿ ز ن أ و و ي د ي( ؿ3 ـ ي ل و الم ات آي وا ب ر ف ك يف ذ ال ف إ اف ق ر ف ال ؿ ز ن أ و اس من ى ل د ى ؿ ب ق ف م) ( اـ ق ت و ان ذ يز ز ع و الم و يد د ش اب ذ ع4 اء م ي الس ف و ض ر ي ام ف ء ي ش و ي م ى ع ف خ ي و الم ف إ) ( 5 ي ي ذ ال و ى) ( يـ ك ح ال يز ز ع ال و ى إ و ل إ اء ش ي ؼ ي ك اـ ح ر ي ام ف ـ ك ر و ص6 ؿ ز ن ي أ ذ ال و ى) ي وب م ي ق ف يف ذ ال ا م أ ف ات ي اب ش ت م ر خ أ و اب ت ك ال ـ أ ف ى ات م ك ح م ات آي و ن م اب ت ك ال ؾ ي م ع غ ي ز ـ ت ي ف الر و و الم إ و يم و أ ت ـ م ع ا ي م و و يم و أ ت اء غ ت اب و ة ن ت ف ال اء غ ت اب و ن م و اب ش ا ت م وف ع ب ـ م ع ي ال ف وف خ اس سورة آؿ} اب ب ل و ام ول أ إ ر ك ذ ا ي م ا و ن ب ر د ن ع ف م ؿ ك و ا ب ن آم وف ول ق ي( اف عمر1 - 7 .) :السمف : أوف باهخبار االى سورة آؿ عمر تبارؾ وتع السعدي : " ...افتتح ا يقوؿ الشيخ عبد الرحمف, فكؿ معبود سواه جيو لو والتعبد إنبغي التألو ي ىو الذي إلو إ أنو اهلو الذي, و ىيتو بألولحيا إلى ا مرجعياة التيت املوىيلمتصؼ بصفا اهلو الحؽ ا ىوطؿ, وا فيو با والقيومية, ةلحياة إ تكمؿ ا تتـ و التيلصفاتزمة لجميع استمة المملكام العظيمة الحياةلحي مف لو ا فالذي قاـ ا}القيوـ{ اـ ير ء والدواـ والعز الذيلبقا والعظمة والسمع والبصر والقدرة والقوة بيا كاقرت إليو جمي, وقاـ بغيره فافت قاتوخموف جميع مسو فاستغنى ع بنفد واهعدادهيجاتو في اخموقا ع موب وامرواح.ـ, تدبير لنجساـ ولمقمفيئؽ وتصريـ بتدبير الخلذي قا واهمداد, فيو ا

Upload: others

Post on 07-Sep-2019

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

1

بسـ اهلل الرحمف الرحيـ اآليات التي تعتبر مقدمات عمـ التوحيد: مثؿ : -1

( .102) –( 18-14األنعاـ ) ( 80-79) –( 7-1آؿ عمراف ) اإلخالص. –الكافروف - (6-1الحديد )

من خالل مناىج المفسرين (7إلى اآلية 1)من اآلية سورة آل عمران

تعد اآليات السبع مف مطمع سورة آؿ عمراف مف المقدمات لعمـ التوحيد , فيي تقرر العقيدة في نفوس المؤمنيف , وتثبت دعائـ الحؽ في قموبيـ , كما أنيا ترد عمى المخالفيف , وتبطؿ

نواحييـ في االعتقاد .

: نحاوؿ الوقوؼ عمى أقواؿ المفسريف بتوجياتيـ المختمفة , ومف خالؿ كتبيـ ؛ وألجؿ ذلؾ ( نزؿ عميؾ الكتاب بالحؽ مصدقا لما بيف 2( المو ال إلو إال ىو الحي القيوـ )1قاؿ تعالى :}الـ )

نجي ـ 3ؿ )يديو وأنزؿ التوراة واإل ( مف قبؿ ىدى لمناس وأنزؿ الفرقاف إف الذيف كفروا بآيات المو لي( إف المو ال يخفى عميو شيء في األرض وال في السماء 4عذاب شديد والمو عزيز ذو انتقاـ )

ـ )( ىو الذي ي 5) ـ في األرحاـ كيؼ يشاء ال إلو إال ىو العزيز الحكي رك ( ىو الذي أنزؿ 6صوـ الكتاب وأخر متشابيات فأما الذيف في قموبي ـ زيغ عميؾ الكتاب منو آيات محكمات ىف أ

ـ تأويمو إال المو والر فيت اسخوف في العمـ بعوف ما تشابو منو ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويمو وما يعم (.7-1عمراف) يقولوف آمنا بو كؿ مف عند ربنا وما يذكر إال أولو األلباب { سورة آؿ

أوال :السمف :يقوؿ الشيخ عبد الرحمف السعدي : " ...افتتح اهلل تبارؾ وتعالى سورة آؿ عمراف باإلخبار

بألوىيتو, وأنو اإللو الذي ال إلو إال ىو الذي ال ينبغي التألو والتعبد إال لوجيو, فكؿ معبود سواه ة والقيومية, فيو باطؿ, واهلل ىو اإللو الحؽ المتصؼ بصفات األلوىية التي مرجعيا إلى الحيا

فالحي مف لو الحياة العظيمة الكاممة المستمزمة لجميع الصفات التي ال تتـ وال تكمؿ الحياة إال { الذي قاـ بيا كالسمع والبصر والقدرة والقوة والعظمة والبقاء والدواـ والعز الذي ال يراـ }القيـو

ع مخموقاتو في اإليجاد واإلعداد بنفسو فاستغنى عف جميع مخموقاتو, وقاـ بغيره فافتقرت إليو جمي واإلمداد, فيو الذي قاـ بتدبير الخالئؽ وتصريفيـ, تدبير لؤلجساـ ولمقموب واألرواح.

Page 2: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

2

إثبات الصفات :} إف اهلل ال يخفى عميو شيء في األرض وال في السماء { وىذا فيو تقرير إحاطة عممو

بالمعمومات كميا, جمييا وخفييا, ظاىرىا وباطنيا, ومف جممة ذلؾ األجنة في البطوف التي ال ر, يدركيا بصر المخموقيف, وال يناليا عمميـ, وىو تعالى يدبرىا بألطؼ تدبير, ويقدرىا بكؿ تقدي

[ }ىو الذي يصوركـ في األرحاـ كيؼ يشاء ال إلو إال ىو العزيز الحكيـ{ 122فميذا قاؿ ] ص . (1)مف كامؿ الخمؽ وناقصو, وحسف وقبيح, وذكر وأنثى

: االباضية : نيا ثا

تأويل الصفات :يقوؿ أطفيش عند تفسير قولو تعالى : } إف اهلل ال يخفى عميو شيء في األرض وال في

السماء { :" دليؿ عمى أنو تعالى حي؛ ألف ذلؾ مف كماؿ القدرة, وألنو يعمـ األشياء مع التنزه عف تعالى بمعنى الفعؿ, الحموؿ فييا والبعد عنيا والقرب منيا إال مف خمقيا, والحياة في صفتو

والقدرة والعمـ, ألف ذلؾ مف لواـز الحياة في الجممة, وعيسى يخفى عميو كؿ شيء إال ما أظير اهلل تعالى لو, واآلية وعيد عمى الكفر؛ ألف اهلل يعممو فيعاقب عميو.

: الصوفية :ثالثا

يظير الجانب الصوفي كثيرا في التفسير , وذلك من خالل : وفية :العبارات الص (1

يقوؿ ابف عجيبة في تفسير قولو تعالى: }نزؿ عميؾ الكتاب بالحؽ مصدقا لما بيف يديو وأنزؿ نجيؿ {:" لما أراد الحؽ أف يشير إلى وحدة الذات وظيور أنوار الصفات -جؿ جاللو-التوراة واإلشارات , ال يفيميا إال مف غاص في قاموس بحر الذات , وغرؽ في تيار , قدـ قبؿ ذلؾ رموزا وا

الصفات , فيستخرج بفكرتو مف يواقيت العموـ وغوامض الفيوـ , ما تحار فيو األذىاف , وتكؿ عنو عبارة المساف , فحينئذ يفقيـ دقائؽ الرموز وأسرار اإلشارات , ويطمع عمى أسرار الذات

الكتب السماوية , وما احتوت عميو مف العموـ المدنية , والمواىب وأنوار الصفات , ويفيـ أسرار

الكريـ الرحمف في تفسير كالـ المناف , عبد الرحمف بف ناصر بف السعدي , تحقيؽ : عبد الرحمف ( تيسير 1) لبناف, بتصرؼ يسير. –بيروت –مؤسسة الرسالة -ـ 2000-ىػ 1420( 1( , ط)1/121بف معال المويحؽ)

Page 3: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

3

الربانية , ويشرؽ في قمبو أنوار الفرقاف , حتى يرتقي إلى تحقيؽ أىؿ الشيود والعياف. جعمنا اهلل .(2)منيـ بمنو وكرمو"

الوالية وتقديس األولياء : (2ـ عذاب شديد والمو عزيز يقوؿ ابف عجيبة في تفسير قولو تعالى: } إف الذيف كفروا بآيات المو لي

ذو انتقاـ {:" اإلشارة : ظيور أولياء اهلل لطؼ مف آيات اهلل , فمف كفر بيـ حـر بركتيـ , وبقي في عذاب الحجاب وسوء الحساب , تظير عميو النقمة والمحنة , حيف يرفع اهلل المقربيف في

.(3), ويكوف الغافموف مع عواـ المسمميف , )ذلؾ يـو التغابف(, واهلل تعالى أعمـ" أعمى عمييف

. طاعة الشيخ .3ـ في األرحاـ كيؼ يشاء ال إلو رك يقوؿ إسماعيؿ حقي في تفسير قولو تعالى: }ىو الذي يصو

ـ :" اإلشارة أف اهلل تعالى كما يصور الجنيف بصورة اإلنسانية عمى نطفة إال ىو العزيز الحكيسقطت مف صمب والية رجؿ مف رجالو نطفة إرادة سقطت في الرحـ بتدبير األربعينات فكذلؾ إذا

في رحـ قمب مريد صادؽ, والمريد يستسمـ لتصرفات والية الشيخ, وىي بمثابة ممؾ األرحاـ ويضبط أحواؿ ظاىره وباطنو عمى وفؽ أمر الشيخ, ويختار الخموة والعزلة؛ كيال يصدر منو

وفسادىا ويقعد بأمر الشيخ وتدبيره, فاهلل حركة عنيفة أو يجد رائحة غريبة يمـز منيا سقوط النطفة تعالى يصرؼ والية الشيخ المؤيد بتأييد الحؽ بمرور كؿ أربعيف عميو بشرائطيا, يحوليا مف حاؿ إلى حاؿ, وينقميا مف مقاـ إلى مقاـ إلى أف يرجع إلى حظائر القدس ورياض األنس التي منيا

ما وصؿ إلى مقامو األوؿ أيضا بقدـ صدر إلى عالـ اإلنس بقدـ األربعينات األولى, فماألربعينات, كما جاء تـ خمؽ الجنيف في رحـ القمب, وىو يجعؿ خميفة اهلل في أرضو فيستحؽ اآلف أف ينفخ فيو الروح المخصوص بأبناء أوليائو وىو روح القدس الذي ىو متولى إلقائو كقولو

وح مف أمره عمى مف يش .(4)("15آء مف عباده{ سورة غافر)تعالى : }يمقى الر

اسي أبو العباس , ( البحر المديد , أحمد بف محمد بف الميدي بف عجيبة الحسني اإلدريسي الشاذلي الف2) لبناف . –ـ, دار الكتب العممية ػ بيروت 2002-ىػ1423( 2( , ط)1/287) (.1/287( البحر المديد )3)( , دار إحياء التراث 2/4( تفسير روح البياف , إسماعيؿ حقي بف مصطفى اإلستانبولي الحنفي الخموتي , )4)

لبناف . –بيروت –العربى

Page 4: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

4

العمم بالتأويل عن طريق الكشف :يقوؿ القشيري في تفسير قولو تعالى : } ىو الذي أنزؿ عميؾ الكتاب منو آيات محكمات

ـ الكتاب وأخر متشابيات{:" جنس عمييـ الخطاب فمف ظاى ر واضح تنزيمو , ومف غامض ىف أمشكؿ تأويمو, القسـ األوؿ لبسط الشرع واىتداء أىؿ الظاىر , والقسـ الثاني لصيانة األسرار عف اطالع األجانب عمييا , فسبيؿ العمماء الرسوخ في طمب معناه عمى ما يوافؽ األصوؿ , فما

عموؿ الفكر سمموه إلى عالـ حصؿ عميو الموقوؼ فمقابؿ بالقبوؿ , وما امتنع مف التأثر فيو بمالغيب, وسبيؿ أىؿ اإلشارة والفيـ إلقاء السمع بحضور القمب , فما سنح لفيوميـ مف الئح

.(5)التعريفات بنوا عميو إشارات الكشؼ"

( سورة آل عمران من خالل مناىج المفسرين 80-79اآليات : )

ـ يقوؿ لمناس كونوا عبادا لي قاؿ اهلل تعالى : }ما كاف لبشر أف يؤتيو ـ والنبوة ث المو الكتاب والحكـ تدرسوف * وال ـ تعمموف الكتاب وبما كنت ـ أف مف دوف المو ولكف كونوا ربانييف بما كنت يأمرك

ـ مسمموف *{ سورة آؿ عمراف )تتخذوا المال ـ بالكفر بعد إذ أنت -79ئكة والنبييف أربابا أيأمرك80.)

أوال :السمف :" و"الخمؽ", وقد قاؿ اإلماـ الطبري :" و"البشر" جمع بني آدـ ال واحد لو مف لفظو مثؿ:"القـو

اهلل الكتاب" يقوؿ: أف ينزؿ اهلل عميو كتابو, "والحكـ" يعني: ويعممو يكوف اسما لواحد, "أف يؤتيو فصؿ الحكمة, "والنبوة", يقوؿ: ويعطيو النبوة, "ثـ يقوؿ لمناس كونوا عبادا لي مف دوف اهلل", يعني: ثـ يدعو الناس إلى عبادة نفسو دوف اهلل, وقد آتاه اهلل ما آتاه مف الكتاب والحكـ والنبوة,

ذا آتاه اهلل ذلؾ, فإنما يدعوىـ إلى العمـ باهلل, ويحدوىـ عمى معرفة شرائع دينو, وأف يكونوا ولكف إرؤساء في المعرفة بأمر اهلل ونييو, وأئمة في طاعتو وعبادتو, بكونيـ معممي الناس الكتاب,

.(6)وبكونيـ دارسيو

(.1/221)( لطائؼ اإلشارات 5) جعفر أبو اآلممي, غالب بف كثير بف يزيد بف جرير بف محمد: المؤلؼ, القرآف تأويؿ في البياف جامع( 6)

مؤسسة , ـ2333 - ىػ 1423( 1( , ط)6/538, ) شاكر محمد أحمد ( , تحقيؽ : ىػ 313 - 224) الطبري لبناف . –بيروت – الرسالة

Page 5: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

5

معنى الرباني : اختمفوا في تأويمو عمى ثالثة أقواؿ :وأما قولو:"كونوا ربانييف", فإف أىؿ التأويؿ

كونوا حكماء عمماء. (1 الحكماء األتقياء. (2 والة الناس وقادتيـ. (3

باف", الذي يرب وقد رجح اإلماـ الطبري أف الربانييف : جمع"رباني", وأف"الرباني" المنسوب إلى"الرعمقمة بف عبدة: وكنت امرأ الناس, وىو الذي يصمح أمورىـ, و"يربيا", ويقوـ بيا, ومنو قوؿ

ـ بو أفضت إليؾ ربابتي... وقبمؾ ربتني, فضعت, ربوب, يعني بقولو:"ربتني": ولي أمري والقيا قبمؾ مف يربو ويصمحو, فمـ يصمحوه, ولكنيـ أضاعوني فضعت.ذا كاف ذلؾ كذلؾ فالعالـ بالفقو والحكمة مف المصمحيف, ي رب أمور الناس, بتعميمو إياىـ وا

ـ التقي هلل والوالي الذي يمي أمور الناس عمى المنياج الذي وليو المقسطوف مف الخير, و الحكيالمصمحيف أمور الخمؽ, بالقياـ فييـ بما فيو صالح عاجميـ وآجميـ كانوا جميعا يستحقوف أف

ربانييف"فالربانيوف إذا: ىـ عماد الناس في الفقو يكونوا ممف دخؿ في قولو عز وجؿ:"ولكف كونواوالعمـ وأمور الديف والدنيا؛ ولذلؾ قاؿ مجاىد: "وىـ فوؽ األحبار"؛ ألف"األحبار" ىـ العمماء, و"الرباني": الجامع إلى العمـ والفقو, البصر بالسياسة والتدبير والقياـ بأمور الرعية, وما يصمحيـ

(.7) في دنياىـ ودينيـ

فضل التوحيد :( أف يأمر عباده بذلؾ :"أيأمركـ بالكفر", أييا الناس, نبيكـ, ثـ قاؿ جؿ ثناؤه نافيا عف نبيو )

بجحود وحدانية اهلل "بعد إذ أنتـ مسمموف", يعني: بعد إذ أنتـ لو منقادوف بالطاعة, متذلموف لو .(8)بالعبودية, أي أف ذلؾ غير كائف منو أبدا

اآلية عمى أف العمـ الصحيح, والفقو, وفيـ أسرار الشريعة يستدعي العمؿ, والطاعة, والتزاـ ودلت التكاليؼ الشرعية؛ ألف مف عرؼ المو ىابو, ومف ىابو امتثؿ أمره, ومف آتاه المو الكتاب والحكـ

والنبوة يكوف أعمـ الناس بالمو.عتبار أماـ المو, وكاف عممو وباال عميو, فمف تعمـ عموـ الشريعة وترؾ العمؿ بيا فيو ساقط اال

وحجة عمى ضاللو وىالكو وفساده.

(.544-6/543) القرآف تأويؿ في البياف جامع( انظر: 7) (.6/549)القرآف تأويؿ في البياف جامع( 8)

Page 6: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

6

والتقرب إلى المو ال يكوف إال بالعمؿ بالعمـ, والعمـ الذي ال يبعث عمى العمؿ ال يعد عمما صحيحا. والكفر يتنافى مع اإلسالـ, واإلسالـ ديف الفطرة, وىو في عرؼ القرآف: ديف جميع

.(9)األنبياء : المعتزلة : نيا ثا

معنى الرباني:قاؿ الزمخشري:" والرباني منسوب إلى الرب بزيادة األلؼ والنوف, كما يقاؿ: رقباني, ولحياني,

-وىو الشديد التمسؾ بديف اهلل وطاعتو, وعف محمد ابف الحنفية أنو قاؿ حيف مات ابف عباسالحسف: ربانييف عمماء فقياء, وقيؿ: , وعف (10):" اليوـ مات رباني ىذه األمة"-رضي اهلل عنيما

عمماء معمميف, وكانوا يقولوف: الشارع الرباني, العالـ العامؿ المعمـ. كيف تحصل الربانية:

تحصمتـ عمى الربانية بسبب كونكـ عالميف, وبسبب كونكـ دارسيف لمعمـ, أوجب أف تكوف الربانية راسة, وكفى بو دليال عمى خيبة سعي مف التي ىي قوة التمسؾ بطاعة اهلل مسببة عف العمـ والد

جيد نفسو وكد روحو في جمع العمـ, ثـ لـ يجعمو ذريعة إلى العمؿ, فكاف مثمو مثؿ مف غرس شجرة حسناء تونقو بمنظرىا, وال تنفعو بثمرىا.

: الرافضة :ثالثا البشر: يقع عمى القميؿ و الكثير, فيو بمنزلة المصدر, مثؿ: الخمؽ, تقوؿ: ىذا بشر (1

وىؤالء بشر, كما تقوؿ: ىذا خمؽ وىؤالء خمؽ؛ و إنما وقع المصدر عمى القميؿ والكثير ألنو جنس الفعؿ, فصار كأسماء األجناس, مثؿ: الماء والتراب ونحوه.

الرباني: ىو الرب, يرب أمر الناس بتدبيره و إصالحو إياه, يقاؿ: رب فالف أمره ربابة (2ه نعس ينعس وىو نعساف, وأكثر ما يجيء فعالف وىو رباف إذا دبره و أصمحو, ونظير

مف فعؿ يفعؿ, فيكوف العالـ ربانيا؛ ألنو بالعمـ رب األمر ويصمحو, وقيؿ أنو مضاؼ إلى عمـ الرب, وىو عمـ الديف الذي يأمره بو, إال أنو غير في اإلضافة ليدؿ عمى ىذا

ىػ = 1428( , اإلعادة التاسعة 2/333التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنيج , أ. د/ وىبة الزحيمي , ) (9) سورية . –دمشؽ -ـ , دار الفكر1991( 1ـ , ط)2333(2ـ , ط )23375

(.6284 , رقـ:)ىػ435ألبي عبد اهلل محمد بف عبد اهلل الشيير بالحاكـ, ت: المستدرؾ عمى الصحيحيف, (10)

Page 7: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

7

معظيـ الرقبة: رقباني, المعنى, كما قيؿ في اإلضافة إلى البحريف: بحراني, وكما قيؿ ل ولمعظيـ المحية, لحياني, فقيؿ لصاحب عمـ الديف الذي أمر بو الرب: رباني .

الدعوة إلى اإليمان :"وال يأمركـ " أي: وال يأمركـ اهلل, عف الزجاج, وقيؿ: وال يأمركـ محمد, عف ابف جريج, وقيؿ: وال

اهلل ", فمعناه: وال كاف ليذا النبي أف يأمركـ عيسى, ومف نصب الراء عطفو عمى " أف يؤتيو يأمركـ " أف تتخذوا المالئكة و النبييف أربابا " أي: آلية كما فعمو الصابئوف والنصارى "أ يأمركـ نما استعمؿ في اإلنكار ألنو مما لو بالكفر بعد إذ أنتـ مسمموف" ألؼ إنكار أصمو االستفياـ؛ وا

ف لـ يكف الغرض تعرؼ الجواب, أقر بو المخاطب لظيرت فضيحتو, فمذلؾ ج اء عمى السؤاؿ, وا ليدعو الناس إلى اإليماف, -صمى اهلل عميو وآلو وسمـ -ومعناه أف اهلل تعالى إنما يبعث النبي .(11)فال يبعث مف يدعو المسمميف إلى الكفر

: الصوفية :ا رابعحتى يقبموف أرجميـ, يقوؿ ابف عجيبة:"ما زاؿ الفقراء يعظموف أشياخيـ , ويبالغوف في ذلؾ

والتراب بيف أيدييـ, ويجتيدوف في خدمتيـ, فإذا رآىـ األشياخ فعموا ذلؾ سكتوا عنيـ؛ ألف ذلؾ ىو ربحيـ وسبب فتحيـ, وفي ذلؾ قاؿ القائؿ : بذبح النفوس وحط الرؤوس تصفى الكؤوس,

تعظيميـ وحط رأسيـ لكنيـ يرشدونيـ إلى الحضرة , حتى يفنوىـ عف شيود الواسطة , فيكوف إنما ىو هلل ال لغيره , وحينئذ يكونوف ربانييف , عمماء باهلل مقربيف , وكاف شيخنا يقوؿ: "ال تزوروني عمى أني شيخكـ , ولكف اعرفوا فينا , وافنوا عف رؤية حسنا , حتى يكوف التعظيـ إنما

ذلؾ مقصودا ألنفسيـ , وحاشاىـ ىو هلل ربنا", فداللة األشياخ لمفقراء عمى التعظيـ واألدب ليس مف ذلؾ, ما كاف لبشر أف يؤتيو اهلل الخصوصية ثـ يقوؿ لمناس كونوا عبادا لي مف دوف اهلل , ولكف يقوؿ ليـ : كونوا ربانييف عارفيف باهلل؛ حتى يكوف تعظيمكـ إنما ىو هلل , وال يأمر أيضا

لكف يأمر بالجمع؛ حتى يغيبوا عما سوى اهلل , بالفرؽ حتى يتخذوا األشياء أربابا مف دوف اهلل , و وكيؼ يأمرىـ بالفرؽ , وىو إنما يدليـ عمى الجمع ؟ أيأمرىـ بالكفر بعد أف كانوا مسمميف, وهلل

.(12)تعالى أعمـ

( بتصرؼ.783-2/781) الفضؿ بف الحسف الطبرسي يعم وأبآف , مجمع البياف في تفسير القر ( 11), أحمد بف محمد بف الميدي بف عجيبة الحسني اإلدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس ,البحر المديد ( 12) لبناف . – دار الكتب العممية ػ بيروتـ, 2002-ىػ1423( 2( , ط)1/338)

Page 8: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

8

: االباضية :خامسا , حيث يقوؿ:" -عميو السالـ –يرى اليواري في أف ىذه اآليات نزلت في حؽ مف عبد عيسى

ـ لفريقا يمووف ألسنتيـ بالكتاب لتحسبوه مف الكتاب وما ىو مف الكت ف مني اب ويقولوف قولو: } وا ـ يعمموف { أي: حرفوه عف ىو مف عند اهلل وما ىو مف عند اهلل ويقولوف عمى اهلل الكذب وى

مواضعو وجعموه قراطيس يبدونيا ويخفوف كثيرا, وقاؿ بعضيـ: حرفوا كتاب اهلل وابتدعوا فيو, نيـ زعموا قبموا وزعموا أنو مف عند اهلل, ثـ احتج عمييـ بيذا لقوليـ: إف عيسى ينبغي أف يعبد, وا

ذلؾ مف عند اهلل, وىو في كتابيـ زعموا الذي نزؿ مف عند اهلل, فقاؿ اهلل } ما كاف لبشر أف يؤتيو ـ يقوؿ لمناس كونوا عبادا لي مف دوف اهلل { أي ـ والنبوة { كما آتى عيسى } ث اهلل الكتاب والحك

دوف اهلل, يقوؿ: ال يفعؿ ذلؾ مف آتاه اهلل الكتاب والحكـ والنبوءة" .اعبدوني مف بينما يرى أطفيش أنيا عامة لكؿ مف أنزؿ اهلل تعالى كتابا , فيو يعمـ سبب النزوؿ, حيث يقوؿ:"

كذا قيؿ عف ابف عباس, فتنكير بشر لمتعظيـ, -(, والكتاب: والقرآف فالبشر: سيدنا محمد ), ولعؿ ابف واألظير أف المراد عموـ البشر المنزؿ عمييـ الكتاب والحكـ والنبوة, فالتنكير لمعمـو

( مف جممة البشر المؤتيف الكتب, والحكـ, والنبوة, وأف كتابو القرآف, عباس أراد أف رسوؿ اهلل )اس أف كما أف كتب سائر األنبياء التوراة واإلنجيؿ والزبور وغيره, وذكر الفخر الزارى عف ابف عب

اآلية نزلت بسبب قوؿ النصارى: المسيح ابف اهلل, والييود: عزير ابف اهلل, أفقيؿ أف نصارى نجراف قالوا: أمرنا عيسى أف نعبده ونتخذه ربا فنزلت اآلية, وقيؿ: " قاؿ رجؿ: يا رسوؿ اهلل نسمـ

دوف اهلل, عميؾ كما يسمـ بعضنا عمى بعض, أفال نسجد لؾ؟ قاؿ:" ال ينبغي أف يسجد ألحد مفولكف أكرموا نبيكـ واعرفوا الحؽ ألىمو " , وعمى كؿ حاؿ فمعنى اآلية أنو ال يمكف أف يقوؿ مف

لو كتاب وحكـ ونبوة: كونوا عبادا لي؛ ألف الكتاب والحكـ والنبوة يمنعف مف ذلؾ".

فضل التوحيد:ـ أف تتخذوا المالئكة والنبييف أربابا {: فاعؿ يأمر, ضمير يعود إلى اهلل, قولو تعالى:} وال يأمرك

( أو إلى بشر بمعنى عيسى, أو إلى بشر بمعنى النبي, فأفرد أو إلى بشر بمعنى محمد )الضمير لمراعاة لفظ بشر, ىذا ما ظير لي, في توجو قولي مف قاؿ: إف فاعؿ يأمر ضمير

وىو قوؿ الزجاج, والقوؿ الثاني قوؿ ابف جريح, وجممة } عائد إلى األنبياء, والوجو األوؿ أولى,ال يأمركـ { مستأنفة, قيؿ: أو حاؿ مف واو } تعمموف { أو } تدرسوف { أو كونوا, قمت: أو

تعطؼ عمى جممة ما كاف لبشر..إلخ, ولعمو مراد مف قاؿ مستأنفة.

Page 9: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

9

( سورة األنعام من خالل مناىج المفسرين18-14اآليات : )ـ قؿ إني قاؿ اهلل تعالى : ـ وال يطع } قؿ أغير المو أتخذ وليا فاطر السماوات واألرض وىو يطع

ـ وال تكونف مف المشركيف ) ؿ مف أسم ربي ( قؿ إني أخاؼ إف عصيت 14أمرت أف أكوف أوف يمسسؾ 16( مف يصرؼ عنو يومئذ فقد رحمو وذلؾ الفوز المبيف )15عذاب يوـ عظيـ ) ( وا

ف يمسسؾ بخير فيو عمى كؿ شيء قدير ) القاىر ( وىو 17المو بضر فال كاشؼ لو إال ىو وا

ـ الخبير ) (.18-14سورة األنعاـ ) { (18فوؽ عباده وىو الحكي

أوال :السمف ::"قؿ", يا محمد, ليؤالء المشركيف ()قاؿ اإلماـ الطبري :" يقوؿ تعالى ذكره لنبيو محمد

, والمنكريف عميؾ إخالص التوحيد لربؾ, الداعيف إلى عبادة ـ العادليف بربيـ األوثاف واألصناأستعينو عمى النوائب اآللية واألوثاف: أشيئا غير اهلل تعالى ذكره:"أتخذ وليا", أستنصره و

رض أتخذ وليا؟ ؼ"فاطر السماوات", مف نعت اهلل والحوادث...أشيئا غير اهلل فاطر السماوات واألتعالى وصفتو؛ ولذلؾ خفض, ويعني بقولو:"فاطر السماوات واألرض": مبتدعيما ومبتدئيما وخالقيما... وأما قولو: "وىو يطعـ وال يطعـ" , فإنو يعني : وىو يرزؽ خمقو وال يرزؽ... وقد

ـ(, أي: أنو يطعـ خمقو, وال يأكؿ ىو, ذكر عف بعضيـ أنو كاف يقرأ ذلؾ: )وىو ي ـ وال يطع طع وال معنى لذلؾ؛ لقمة القراءة بو.

ـ وال تكونف مف المشركيف {القوؿ في تأويؿ قولو : ؿ مف أسم : } قؿ إني أمرت أف أكوف أولمذيف يدعونؾ إلى اتخاذ اآللية أولياء مف :"قؿ", يا محمد,()يقوؿ تعالى ذكره لنبيو محمد

دوف اهلل, ويحثونؾ عمى عبادتيا: أغير اهلل فاطر السماوات واألرض, وىو يرزقني وغيري وال يرزقو أحد, أتخذ وليا ىو لو عبد ممموؾ وخمؽ مخموؽ؟ وقؿ ليـ أيضا: إني أمرني ربي:"أف أكوف

ية, وتذلؿ ألمره ونييو, وانقاد لو مف أىؿ دىري أوؿ مف أسمـ" يقوؿ: أوؿ مف خضع لو بالعبودوزماني "وال تكونف مف المشركيف" , يقوؿ: وقؿ: وقيؿ لي: ال تكونف مف المشركيف باهلل, الذيف يجعموف اآللية واألنداد شركاء, وجعؿ قولو: "أمرت" بدال مف: قيؿ لي؛ ألف قولو:" أمرت" معناه:

ي: كف أوؿ مف أسمـ, وال تكونف مف المشركيف, فاجتزئ بذكر قيؿ لي, فكأنو قيؿ: قؿ إني قيؿ ل األمر مف ذكر القوؿ, إذ كاف األمر, معموما أنو قوؿ .

Page 10: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

11

يقوؿ تعالى } قؿ إني أخاؼ إف عصيت ربي عذاب يوـ عظيـ {: القوؿ في تأويؿ قولو : دليف باهلل, الذيف يدعونؾ إلى عبادة أوثانيـ: إف : قؿ ليؤالء المشركيف العا()ذكره لنبيو محمد

ني أخاؼ إف عصيت ربي", فعبدتيا "عذاب يوـ عظيـ", ربي نياني عف عبادة شيء سواه, "وا يعني: عذاب يوـ القيامة؛ ووصفو تعالى ب"العظـ" لعظـ ىولو, وفظاعة شأنو .

مف يصرؼ ذ فقد رحمو وذلؾ الفوز المبيف {:} مف يصرؼ عنو يومئ القوؿ في تأويؿ قولو : فقد رحمو, "وذلؾ ىو الفوز المبيف", أي: النجاة مف اليمكة, والظفر , اهلل عنو العذاب يومئذ

دراؾ الطمبة. بالطمبة, "المبيف" , يعني الذي بيف لمف رآه أنو الظفر بالحاجة وا ف يمسسؾ بخير القوؿ في تأويؿ قولو : ف يمسسؾ المو بضر فال كاشؼ لو إال ىو وا } وا

: يا محمد, إف يصبؾ اهلل ()يقوؿ تعالى ذكره لنبيو محمد فيو عمى كؿ شيء قدير {: اهلل "بضر", يقوؿ: بشدة في دنياؾ, وشظؼ في عيشؾ وضيؽ فيو, فمف يكشؼ ذلؾ عنؾ إال

الذي أمرؾ أف تكوف أوؿ مف أسمـ ألمره ونييو, وأذعف لو مف أىؿ زمانؾ, دوف ما يدعوؾ ف يمسسؾ العادلوف بو إلى عبادتو مف األوثاف واألصناـ, ودوف كؿ شيء سواىا مف خمقو, "وا ف يصبؾ بخير, أي: برخاء في عيش, وسعة في الرزؽ, وكثرة في الماؿ, فتقر بخير", يقوؿ: وا

ابؾ بذلؾ "فيو عمى كؿ شيء قدير" , يقوؿ تعالى ذكره: واهلل الذي أصابؾ بذلؾ, فيو أنو أصعمى كؿ شيء قدير, ىو القادر عمى نفعؾ وضرؾ, وىو عمى كؿ شيء يريده قادر, ال يعجزه شيء يريده, وال يمتنع منو شيء طمبو, ليس كاآللية الذليمة الميينة التي ال تقدر عمى اجتالب

تعبد مف كاف سيا وال غيرىا, وال دفع ضر عنيا وال غيرىا, يقوؿ تعالى ذكره: فكيؼنفع عمى أنفىكذا, أـ كيؼ ال تخمص العبادة, وتقر لمف كاف بيده الضر والنفع, والثواب والعقاب, ولو القدرة

.الكاممة, والعزة الظاىرة؟ـ الخبير{:} وىو القاىر فوؽ عباده القوؿ في تأويؿ قولو : يعني تعالى ذكره وىو الحكي

بقولو: "وىو", نفسو, يقوؿ: واهلل الظاىر فوؽ عباده, ويعني بقولو: "القاىر" , المذلؿ المستعبد نما قاؿ:"فوؽ عباده"؛ ألنو وصؼ نفسو تعالى ذكره بقيره إياىـ, ومف خمقو, العالي عمييـ, وا

ميا عميو .صفة كؿ قاىر شيئا أف يكوف مستعفمعنى الكالـ إذا: واهلل الغالب عباده, المذلميـ, العالي عمييـ بتذليمو ليـ, وخمقو إياىـ, فيو

فوقيـ بقيره إياىـ, وىـ دونو, "وىو الحكيـ" , يقوؿ: واهلل الحكيـ في عموه عمى عباده, وقيره إياىـ

Page 11: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

11

ومضارىا, الذي ال يخفي عميو عواقب بقدرتو, وفي سائر تدبيره, "الخبير" بمصالح األشياء .(13)األمور وبوادييا, وال يقع في تدبيره خمؿ , وال يدخؿ حكمو دخؿ

: الصوفية :ثانيا يقوؿ ابف عجيبة:" في اآلية حض عمى محبة الحؽ , وواليتو عمى الدواـ , ورفض كؿ ما

سواه ممف عمو الفقر مف األناـ , وفييا أيضا : حث عمى المسابقة إلى الخيرات , والمبادرة إلى اهلل , الطاعات , اقتداء بسيد أىؿ األرض والسماوات , فكاف عميو الصالة والسالـ أوؿ مف عبد

ديف{وأوؿ مف توجو إلى مواله , قاؿ تعالى : ؿ العاب سورة }قؿ إف كاف لمرحمف ولد فأنا أو , فمو جاز أف يتخذ ولدا , لكنت أنا أولى بو ؛ ألني أنا أوؿ مف عبده".( 81الزخرؼ )

أي : أمرني حيف كنت جوىر فطرة }قؿ إني أمرت أف أكوف أوؿ مف أسمـ{قاؿ الورتجبي :" الكوف, حيث لـ يكف غيري في الحضرة , أف أكوؿ أوؿ الخمؽ في المحبة والعشؽ والشوؽ , وأوؿ الخمؽ لو منقادا بنعت محبتي لو , راضيا بربوبيتو , غير منازع ألمر مشيئتو, وقاؿ بعضيـ

.(14): أكوف أوؿ مف انقاد لمحؽ إذا ظير" :: االباضية ثالثا ـ {:يرزؽ عباده ما يكوف, } وىو يطعـ {:قولو: ال يرزقو أحد؛ ألنو ال يأكؿ, وأنو } وال يطع

المالؾ لكؿ شيء, وال يحتاج لشيء, ولو قاؿ:" وىو يرزؽ وال يرزؽ" لعـ ما ينتفع بو مأكوال أو شراب منو؛ ألنو يبنى عمى مشروبا أو غيرىما, لكنو ذكر الطعاـ؛ ألف الحاجة إليو أشد, ويفيـ ال

األكؿ, أو يدخؿ في الطعاـ؛ ألنو قد يقاؿ: طعمت الماء, وجممة ىو يطعـ حاؿ مف المستتر في فاطر مستقبمة؛ ألف اإلطعاـ بعد خمؽ السماوات واألرض؛ ألف ما يأكؿ خمقو بعد خمقيما إال أف

ؿ لمخمؽ, والطائر الذي يعتبر الحوت في الماء قبؿ أف يخمؽ األرض والسماوات, والحوت الحاميأكؿ في كؿ يوـ خردلة حتى فنيت, وقد مؤلت سبع دنيا كؿ مقدار دنيا كدنيانا ىذه أو أكثر مف سبع أو أقؿ, ونحو ذلؾ مما يذكر في القصص, فتكوف الحاؿ مقارنة, أو الجممة معطوفة عمى

جممة :" ىو السميع العميـ".

جعفر أبو اآلممي, غالب بف كثير بف يزيد بف جرير بف محمد: المؤلؼ, القرآف تأويؿ في البياف جامع( 13) , ـ2333 - ىػ 1423( 1( , ط)288-11/282, ) شاكر محمد أحمد ( , تحقيؽ : ىػ 313 - 224) الطبري لبناف . –بيروت – الرسالة مؤسسة

, أحمد بف محمد بف الميدي بف عجيبة الحسني اإلدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس ,البحر المديد ( 14) لبناف . – دار الكتب العممية ػ بيروتـ, 2002-ىػ1423( 2( , ط)2/242)

Page 12: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

12

العمم بالتوحيد سبب الوالية:ف يمسسؾ اهلل بضر {:} قولو: كفقر ومرض, والباء المتعدية قائمة مقاـ ىمزة التعدية, أي وا

ف يمسسؾ ضر بضـ الياء وكسر السيف األولى, أي: يصير اهلل الضر ما سألؾ, } فال كاشؼ وا ف يمسسؾ بخير {:مزيؿ لو عنؾ, لو {: ء } فيو عمى كؿ شيكفتى وصحة وجسـ, } إال ىو وا أي: فقد جاءؾ مف اهلل؛ ألنو عمى كؿ شيء قدير, فيو أيضا ال يصمؾ, وال يقدر غيره قدير {

ذا كاف الخير والشر بيد اهلل , فكيؼ أتخذ غيره وليا؟ عمى رده, وا الموقف من الصفات اإلليية:

الغالب لخمقو عمى ما يريد, ال يعجزه شيء, الكامؿ القدرة } وىو القاىر فوؽ عباده {:قولو: الذي قدرتو فوؽ قدرة السالطيف وغيرىـ, مف كؿ قوى مف خمقو, و"فوؽ" متعمؽ بمحذوؼ خبر ثاف, أو حاؿ مف المستتر في قاىر, وىو مؤكد, والمراد بالفوقية عمو القدرة.

ـ {:قولو: العميـ بما } الخبير {:ضعو المدبر لممصالح, المتقف لؤلمر الواضع لو مو } وىو الحكيفقالوا: "يا محمد لقد سألنا ()يدؽ عممو كما في الصدور, قاؿ الكمبي: أتى قريش رسوؿ اهلل

عنؾ الييود والنصارى, فزعموا أف ليس لؾ عندىـ ذكر وال صفة, فأرنا مف يشيد لؾ أنؾ رسوؿ .(15)ىاهلل, وما رأينا أحدا يصدقؾ؟" فنزؿ قولو تعال

( سورة األنعام من خالل مناىج المفسرين102اآليات : )

أوال السنة:

تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري مق كل شيء فٱعبدوه وىو } { عمى كل شيء وكيل ذلكم ٱلمو ربكم ال إلـو إال ىو خ

يقوؿ تعالى ذكره: الذي خمؽ كؿ شيء وىو بكؿ شيء عميـ, ىو اهلل ربكـ أييا العادلوف باهلل اآللية واألوثاف, والجاعموف لو الجف شركاء, وآليتكـ التي ال تممؾ نفعا وال ضرا وال تفعؿ خيرا وال

ف اهلل جؿ ثناؤه لمذيف زعموا أف الجف شركاء اهلل, يقوؿ جؿ شرا. } ال إلو إال ىو { وىذا تكذيب مثناؤه ليـ: أييا الجاىموف إنو ال شيء لو األلوىية والعبادة إال الذي خمؽ كؿ شيء, وىو بكؿ شيء عميـ, فإنو ال ينبغي أف تكوف عبادتكـ وعبادة جميع مف في السموات واألرض إال لو

, بتصرؼ , موقع : جامع التفاسير : ىػ(1332( ىمياف الزاد إلى دار المعاد , محمد يوسؼ أطفيش )ت:15)http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=49&tSoraNo=112&tAyah

No=2&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1.

Page 13: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

13

ييا, فإنو خالؽ كؿ شيء وبارئو وصانعو, وحؽ عمى المصنوع أف خالصة بغير شريؾ تشركونو فيفرد صانعو بالعبادة. } فاعبدوه { يقوؿ: فذلوا لو بالطاعة والعبادة والخدمة, واخضعوا لو بذلؾ. } وىو عمى كؿ شيء وكيؿ { يقوؿ: واهلل عمى كؿ ما خمؽ مف شيء رقيب وحفيظ يقـو بأرزاؽ

تو وسياستو وتدبيره وتصريفو بقدرتو.جميعو وأقوا ثانيا: الشيعة:

و مدقق مصنف ىـ( 548* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي )ت لما قدـ سبحانو ذكر األدلة عمى وحدانيتو عقبو بتنبيو عباده عمى أنو اإللو المستحؽ لمطاعة

فقاؿ } ذلكـ { أي ذلؾ الذي خمؽ ىذه األشياء ودبر ىذه والعبادة وتعميميـ االستدالؿ بأفعالو عميو التدابير لكـ أييا الناس ىو } اهلل ربكـ { أي خالقكـ ومالككـ ومدبركـ وسيدكـ } ال إلو إال ىو خالؽ كؿ شيء { أي كؿ مخموؽ مف األجساـ واألعراض التي ال يقدر عمييا غيره } فاعبدوه {

عمى كؿ شيء وكيؿ { أي حافظ ومدبر وحفيظ عمى خمقو فيو ألنو المستحؽ لمعبادة } وىو وكيؿ عمى الخمؽ وال يقاؿ وكيؿ ليـ.} ال تدركو األبصار { أي ال تراه العيوف ألف اإلدراؾ متى قرف بالبصر لـ يفيـ منو إال الرؤية

أضيؼ إلى كؿ كما أنو إذا قرف بآلة السمع فقيؿ أدركت بأذني لـ يفيـ منو إال السماع وكذلؾ إذاواحد مف الحواس أفاد ما تمؾ الحاسة آلة فيو فقولػيـ أدركتو بفمي معناه وجدت طعمو وأدركتو بأنفي معناه وجدت رائحتو.} وىو يدرؾ األبصار { تقديره ال تدركو ذوو األبصار وىو يدرؾ ذوي األبصار أي المبصريف

الموجودات ألف منيا ما يرى ويرى كاألحياء ومعناه أنو يرى وال يرى وبيذا خالؼ سبحانو جميع ومنيا ما يرى وال يرى كالجمادات واألعراض المدركة ومنيا ما ال يرى وال يرى كاألعراض غير المدركة فاهلل تعالى خالؼ جميعيا وتفرد بأف يرى وال يرى وتمدح في ىذه اآلية بمجموع األمريف

وكما تمدح في اآلية األخرى بقولػ[ وروى العياشي باألسناد المتصؿ أف الفضؿ بف سيؿ ذا 14]األنعاـ: { وىو يطعم وال يطعم }

الرياستيف سأؿ أبا الحسف عمي ابف موسى الرضا )ع( فقاؿ: أخبرني عما اختمؼ الناس فيو مف الرؤية فقاؿ مف وصؼ اهلل بخالؼ ما وصؼ بو نفسو فقد أعظـ الفرية عمى اهلل ال تدركو

ر وىو يدرؾ األبصار وىذه األبصار ليست ىي األعيف إنما ىي األبصار التي في القموب األبصا ال يقع عميو األوىاـ وال يدرؾ كيؼ ىو.

Page 14: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

14

ثالثا: اإلباضية

و مدقق مصنف ىـ( 1332تفسير ىميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش )ت العظاـ, كخمؽ السماوات واألرض, وخمؽ كؿ شئ, وعمـ } ذلكـ اهلل ربكـ { ذلكـ الموصوؼ بالصفات

كؿ شئ ىو اهلل ربكـ, المستحؽ لمعبادة ال األصناـ وغيرىا مف الخمؽ, واهلل خبر, وربكـ خبر ثاف, أو بدؿ, أو اهلل بدؿ مف ذلؾ, أو بياف, وربكـ خبر أو ذلؾ مبتدأ واهلل عطؼ بياف, وربكـ بدؿ مف اهلل والخبر قولو:

ىو { وفى غير ىذا الوجو يكوف ىذا خبرا ثانيا أو ثالثا وقولو: } خالؽ كؿ شئ { خبر ثاف } ال إلو إال أو ثالث أو رابع, أو خبر محذوؼ, أى ىو خالؽ, ويجوز أف يكوف ربكـ نعتا هلل } فاعبدوه { ألنو

رقيب عمى أعمالكـ المستحؽ لمعبادة لتمؾ الصفات, وىو النافع الضار, } وىو عمى كؿ شئ وكيؿ { بالرزؽ, حفيظ وغيره, فكموا أموركـ إليو, وال قائـ بيا سواه فتوسموا إليو بعبادتو.

رابعا: الصوفية

تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة أي؛ } ذلكـ { المنعوت بما ذكر مف جالئؿ الصفات, ىو } اهلل { المستحؽ لمعبادة خاصة, } ربكـ {

مالؾ أمركـ ال شريؾ لو أصال, } خالؽ كؿ شيء { , مما كاف وسيكوف, وال تكرار مع ما قبمو؛ ألف المعتبر فيما تقدـ خالقيتو لما كاف فقط, كما تقتضيو صيغة الماضي, بخالؼ الوصؼ يصمح لمجميع,

ذا تقرر أنو خالؽ كؿ شيء } فاعبدوه {؛ فإف مف كاف خالقا لكؿ شيء, جامع ا ليذه الصفات, ىو وا المستحؽ لمعبادة وحده, } وىو عمى كؿ شيء وكيؿ { أي: ىو متولي أمور جميع عباده ومخموقاتو, التي أنتـ مف جممتيا, فكموا أمركـ إليو, وتوسموا بعبادتو إلى جميع مآربكـ الدنيوية واألخروية, فإنو يكفيكـ

أمرىا بقدرتو وحفظو.

مناىج المفسرينمطمع سورة الحديد من خالل

ـ )قاؿ اهلل تعالى: ( لو ممؾ السماوات 1}سبح لمو ما في السماوات واألرض وىو العزيز الحكيؿ واآلخر والظاىر 2واألرض يحيي ويميت وىو لى كؿ شيء قدير ) والباطف وىو بكؿ ( ىو األو

ـ ما 3شيء عميـ ) ـ استوى عمى العرش يعم ( ىو الذي خمؽ السماوات واألرض في ستة أياـ ثـ والمو يمج في األرض وما يخرج منيا وما ينزؿ مف السماء وما يعرج فييا و ـ أيف ما كنت ىو معك

Page 15: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

15

لى المو ترجع األمور )4بما تعمموف بصير ) ( يولج الميؿ في 5( لو ممؾ السماوات واألرض وا دور ) (.6-1( { سورة الحديد )6النيار ويولج النيار في الميؿ وىو عميـ بذات الص

أوال :السمف :قاؿ اإلماـ الطبري:" يعني تعالى ذكره بقولو:}سبح لمو ما في السماوات واألرض{: أف كؿ ما

ذعانا لطاعتو, كما قاؿ جؿ ثناؤه:}تسبح لو قرارا بربوبيتو, وا دونو مف خمقو يسبحو تعظيما لو, وا {السما ـ ف مف شيء إال يسبح بحمده ولكف ال تفقيوف تسبيحي وات السبع واألرض ومف فييف وا

ـ{ يقوؿ: ولكنو جؿ جاللو العزيز في انتقامو ممف 44سورة اإلسراء ) (, وقولو: }وىو العزيز الحكيـ{ في تدبيره أمرىـ, وتصريفو عصاه, فخالؼ أمره مما في السمو ات واألرض مف خمقو, }الحكي

إياىـ فيما شاء وأحب, وقولو: }لو ممؾ السماوات واألرض{ يقوؿ تعالى ذكره: لو سمطاف السموات واألرض وما فييف, وال شيء فييف يقدر عمى االمتناع منو, وىو في جميعيـ نافذ األمر, ماضي

الحكـ.قولو: }يحيي ويميت{ يقوؿ: يحيي ما يشاء مف الخمؽ, بأف يوجده كيؼ يشاء, وذلؾ بأف و

يحدث مف النطفة الميتة حيوانا, بنفخ الروح فييا مف بعد تارات يقمبيا فييا, ونحو ذلؾ مف شيء األشياء, ويميت ما يشاء مف األحياء بعد الحياة بعد بموغو أجمو فيفنيو, }وىو عمى كؿ

عزاز ماتة, وا قدير{: وىو عمى كؿ شيء ذو قدرة, ال يتعذر عميو شيء أراده, مف إحياء وا ؿ{ قبؿ كؿ شيء بغير حد,}واآلخر{ يقوؿ: واآلخر بعد ذالؿ, وغير ذلؾ مف األمور, }ىو األو وا

نما قيؿ ذلؾ كذلؾ؛ ألنو كاف وال شيء موجود سواه, وىو كائف بعد فناء كؿ شيء بغير نياية. وا (, وقولو: 88األشياء كميا, كما قاؿ جؿ ثناؤه: }كؿ شيء ىالؾ إال وجيو{ سورة القصص )

}والظاىر{ يقوؿ: وىو الظاىر عمى كؿ شيء دونو, وىو العالي فوؽ كؿ شيء, فال شيء أعمى إلى شيء منو, كما قاؿ: منو, }والباطف{ يقوؿ: وىو الباطف جميع األشياء, فال شيء أقرب

( .16}ونحف أقرب إليو مف حبؿ الوريد { سورة ؽ )}وىو بكؿ شيء عميـ{ يقوؿ تعالى ذكره: وىو بكؿ شيء ذو عمـ, ال يخفى عميو شيء, فال

في كتاب يعزب عنو مثقاؿ ذرة في األرض وال في السماء, وال أصغر مف ذلؾ وال أكبر, إال مبيف.

وقولو: }ىو الذي خمؽ السماوات واألرض في ستة أياـ{ يقوؿ تعالى ذكره: ىو الذي أنشأ السموات السبع واألرضيف, فدبرىف وما فييف, ثـ استوى عمى عرشو, فارتفع عميو وعال.

ـ ما يمج في األرض وما يخرج منيا{ يقوؿ تعالى ذكره: مخبرا عف صفتو, وأنو وقولو: } يعمـ ما يمج في األرض{ مف خمقو, يعني بقولو: }يمج {: يدخؿ,} ال يخفى عميو خافية مف خمقو,} يعميا وما يخرج منيا وما ينزؿ مف السماء{إلى األرض مف شيء قط, }وما يعرج فييا{, فيصعد إلي

{ يقوؿ: وىو شاىد لكـ أييا الناس أينما كنتـ يعممكـ, ويعمـ ـ ـ أينما كنت مف األرض, }وىو معك

Page 16: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

16

أعمالكـ, ومتقمبكـ ومثواكـ, وىو عمى عرشو فوؽ سمواتو السبع,}والمو بما تعمموف بصير{ يقوؿ: عصية, ذو بصر, وىو ليا محص؛ واهلل بأعمالكـ التي تعممونيا مف حسف وسيئ, وطاعة وم

ـ ال يظمموف{ ليجازي المحسف منكـ بإحسانو, والمسيء بإساءتو,}ولتجزى كؿ نفس بما كسبت وى .(16)(22سورة الجاثية )

ثانيا : الرافضة : أدلة الوحدانية:

قاؿ مقاتؿ: يعني كؿ شيء مف « قاؿ الطبرسي: "قولو تعالى: لو ممؾ السماوات واألرض ذي الروح وغيره, وكؿ خمؽ فييما, ولكف ال تفقيوف تسبيحيـ, وتحقيقو: أف العقالء يسبحونو قوال,

يحو ما فيو مف واعتقادا, ولفظا, ومعنى, وما ليس بعاقؿ مف سائر الحيوانات والجمادات فتسباألدلة الدالة عمى وحدانيتو, وعمى الصفات التي بايف بيا جميع خمقو, وما فيو مف الحجج عمى أنو ال يشبو خمقو, وأف خمقو ال يشبيو, فعبر سبحانو عف ذلؾ بالتسبيح, ويجوز أف تكوف "ما"

ـ{ أي: القادر الذي ال ي متنع عميو شيء المحكـ ألفعالو ىاىنا بمعنى:" مف" , }وىو العزيز الحكي العميـ بوجوه الصواب في التدبير.

تأويل الصفات:}األوؿ{: أي أوؿ الموجودات, وتحقيقو أنو سابؽ لجميع الموجودات بما ال يتناىى مف

تقدير األوقات؛ ألنو قديـ, وما عداه محدث, والقديـ يسبؽ المحدث بما ال يتناىى مف تقدير خر{: بعد فناء كؿ شيء؛ ألنو يفني األجساـ كميا, وما فييا مف األعراض ويبقى األوقات, }واآل

وحده, ففي ىذا داللة عمى فناء األجساـ, وقيؿ: األوؿ قبؿ كؿ شيء بال ابتداء, واآلخر بعد كؿ شيء بال انتياء, فيو الكائف لـ يزؿ, والباقي ال يزاؿ, }والظاىر{: وىوالغالب العالي عمى كؿ

فكؿ شيء دونو, }والباطف{: العالـ بكؿ شيء, فال أحد أعمـ منو, عف ابف عباس. شيء,ـ استوى عمى العرش{: المعروؼ في السماء, وقيؿ: استوى عمى الممؾ, فمف قاؿ باألوؿ قولو }ث

فنائو و تصريفو قاؿ البعيث :ثـ استوى بشر ع مى قاؿ: استواؤه عميو كونو قادرا عمى خمقو, وا العراؽ مف غير سيؼ ودـ ميراؽ, وبشر ىذا ىو: بشر بف مرواف, واله أخوه عبد الممؾ العراؽ,

وقيؿ: معناه: ثـ عمد وقصد إلى خمؽ العرش.

جامع البياف في تأويؿ القرآف , المؤلؼ : محمد بف جرير بف يزيد بف كثير بف غالب اآلممي, أبو جعفر ( 16)ـ , 2333 -ىػ 1423( 1( , ط)173-23/165ىػ ( , تحقيؽ : أحمد محمد شاكر , ) 313 - 224الطبري )

لبناف, بتصرؼ. –بيروت –مؤسسة الرسالة

Page 17: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

17

إثبات المعاد:لى المو ترجع األمور{ يوـ القيامة, يعني أف جميع مف ممكو شيئا في الدنيا يزوؿ قولو: }وا

سبحانو بالممؾ, كما كاف كذلؾ قبؿ أف خمؽ الخمؽ, }يولج الميؿ في النيار ممكو عنو, وينفردويولج النيار في الميؿ{أي: يدخؿ ما نقص مف الميؿ في النيار, وما نقص مف النيار في الميؿ,

براىيـ, }وىو عميـ بذا دور{ أي: أي: حسب ما دبره فيو مف مصالح عباده, عف عكرمة وا ت الصىو عالـ بأسرار خمقو, وما يخفونو مف الضمائر واالعتقادات واإلرادات والكراىات والعزائـ في

.(17)قموبيـ, ال يخفى عميو شيء منيا, وفي ىذا تحذير مف المعاصي

: الصوفية :ثالثا إثبات الوحدانية:

يقوؿ ابف عجيبة: "}سبح هلل{ أي : نزه المو عما ال يميؽ بجاللو, اعتقادا, أو قوال وعمال, مف استقر }في السماوات واألرض{ مف المالئكة والجف واإلنس والجمادات, بمساف الحاؿ والمقاؿ,

ديـ, الواجب الوجود, فإف كؿ فرد مف أفراد الموجودات يدؿ بإمكانو وحدوثو عمى الصانع الق المتصؼ بالكماؿ, المنزه عف النقائص.

الموقف من األسماء والصفات:}ىو األوؿ{: القديـ قبؿ كؿ شيء, }واآلخر{: الذي يبقى بعد فناء كؿ شيء, }والظاىر{:

الذي ظير بكؿ شيء, }والباطف{: الذي اختفى بعد ظيوره في كؿ شيء . وات واألرض في ستة أياـ{ مف أياـ الدنيا, ولو أراد أف يخمقيا في طرفة عيف ىو الذي خمؽ السما

لفعؿ؛ ولكف جعؿ الست أصال ليكوف عمييا المدار, وتعميما لمتأني, }ثـ استوى{ أي: استولى }عمى العرش{, حتى صار العرش وما احتوى عميو غيبا في عظمة أسرار ذاتو.

التفسير االشاري: شاري ليذه اآليات:من التفسير اال

التسبيح مأخوذ مف السبح, وىو العوـ, فأفكار العارفيف تعوـ في قمزـو بحر الذات أوال: وتيار الصفات, وترجع إلى ساحؿ البر لتقوـ بوظائؼ العبودية والعبادات, وقد سبح في بحر

نات غريقة في بحر الذات وغرؽ فيو أىؿ السموات واألرض, شعروا أـ لـ يشعروا؛ بؿ كؿ الكائالذات, ممحوة بأحديتيا, قاؿ القشيري: تنزييا هلل تعالى مف حيث االسـ الجامع لجميع األسماء والصفات الجاللية والجمالية ما في السموات الذات مف األسماء الذاتية, المتجمية في المظاىر

.بتصرؼ(, 348-9/346) الطبرسي الحسف بف الفضؿ عمي أبو, القرآف تفسير في البياف مجمع( 17)

Page 18: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

18

ىر الجزئية, اعمـ أف الكمية, وما في أرض الصفات مف األسماء الصفاتية, المتجمية في المظافمؾ الذات سماء الصفات, وفمؾ الصفات أرض الذات, وكذلؾ فمؾ الصفات سماء األسماء, وفمؾ األسماء أرض الصفات, وىذه السموات واألرضوف كميا مظاىر اسـ اهلل األعظـ, وىو

في مقاـ الجمع. -بالكسر -في مقاـ التفصيؿ, والمسبح -بالفتح -المسبح قولو تعالى: }ىو الذي خمؽ السماوات واألرض في ستة أياـ{ قاؿ القشيري: يشير إلى ا:ثاني

مراتب الصفات الستة, وىي: الحياة, والعمـ, والقدرة, واإلرادة, والسمع, والبصر, أي: ىو الذي تجمى لؤلشياء كميا بذاتو الموصوفة بالصفات بالصفات الستة.

ـ ثالثا: ما يمج في األرض وما يخرج منيا وما ينزؿ مف السماء وما يعرج فييا قولو تعالى: }يعمـ والمو بما تعمموف بصير{: يعمـ ما يمج في أرض البشرية مف المساوئ, ـ أيف ما كنت وىو معك

مف سماء الغيوب عمى القموب المطيرة, مف العمـو وما يخرج منيا بالتخمية والمجاىدة, وما ينزؿواألسرار, وما يعرج فييا مف حالوة الشيود, وىو معكـ أينما كنتـ بذاتو وصفاتو, عمى ما يميؽ بجالؿ قدسو وكماؿ كبريائو؛ إذ الصفة ال تفارؽ الموصوؼ, فإذا كانت المعية بالعمـ لزـ أف

.قفافيم, وسمم إن لم تذتكوف بالذات, حدثني شيخي, الفقيو المحرر: " الجنوي " : أف عمماء مصر اجتمعوا لممناظرة في صفة

المعية, فانفصؿ مجمسيـ عمى أنيا بالذات, عمى ما يميؽ بو, وسمعتو أيضا يقوؿ: إف الفقيو العالمة: سيدي أحمد بف مبارؾ لقي الرجؿ الصالح سيدي: أحمد الصقمي , فقاؿ لو:" كيؼ

د: }وىو معكـ أيف ما كنتـ{" ؟ فقاؿ: "بالذات", فقاؿ لو: "أشيد أنؾ مف العارفيف" ىػ. قمت: تعتقفبحر الذات متصؿ, ال يتصور فيو انفصاؿ, وال يخمو منو مكاف وال زماف, كاف وال زماف وال

.(18)وىو اآلن عمى ما عميو كان"مكاف, : االباضية : رابعا

إثبات المعاد:}لو ممؾ السماوات واألرض{ فإنو الموجد ليا والمتصرؼ فييا, وىو الغني يقول أطفيش:

عف الخمؽ, وىـ المحتاجوف إليو, } يحيى ويميت {: استئناؼ أو خبر لمحذوؼ, أي: ىو يحيي, ماتة األحياء, وقيؿ: إحياء النط ؼ أو حاؿ مف ىاء لو, والمراد: إحياء النطؼ والبيض والموتى وا

ماتة األحياء, ماتة األحياء,} وىو عمى كؿ شيء قدير { مف والبيض وا وقيؿ: إحياء الموتى وا اإلحياء واإلماتة وغيرىا قدير تاـ القدرة.

المديد , أحمد بف محمد بف الميدي بف عجيبة الحسني اإلدريسي الشاذلي الفاسي أبو العباس , البحر( 18) لبناف, بتصرؼ. –الكتب العممية ػ بيروت دارـ, 2002-ىػ1423( 2( , ط)7/307-311)

Page 19: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

19

الموقف من األسماء والصفات:ؿ{: سابؽ الموجودات؛ ألنو موجدىا وال ابتداء لو, }واألخر{: الباقي بعد الفناء, وىو حي }ىو األودائما, والظاىر أنو اآلخر ببقاء صفاتو والخمؽ تفنى صفاتيـ, وقالت المعتزلة: تفنى ذواتيـ

ليو المسببات, وقيؿ: بالكمية, وتمسكوا باآلية, وقيؿ: األوؿ تبتدئ منو األسباب, واآلخر ننتيي إاألوؿ القدير واآلخر الرحيـ, وقيؿ: األوؿ ببره إذا عرفؾ توحيده واآلخر بجوده إذ عرفؾ طريؽ التوبة, وقاؿ الجنيد:" األوؿ بشرح األفئدة, واآلخر بغفراف الذنوب", وقيؿ: األوؿ خارجا, واآلخر

{: عف إدراؾ الحواس دنيا وأخرى, وقاؿ ابف ذىنا,}والظاىر{: ظير وجوده بكثرة الدالئؿ, }والباطف عباس:" الظاىر: الغالب عمى كؿ شيء, والباطف: العالـ بباطف كؿ شيء", وقيؿ: الحكيـ والعالـ, وقيؿ: الموفؽ والساتر, وقاؿ الجنيد: "الظاىر يكشؼ الكروب, والباطف يعمـ الغيوب",

مو باآلخر, وعممو بالظاىر كعممو وسأؿ عمر كعبا عف معنى اآلية فقاؿ: "عممو باألوؿ كعمبالباطف", وعف الحسف: "اجتمعت أربعة أمالؾ فقاؿ الثالثة ألحدىـ: مف أيف جئت؟ فقاؿ: مف السماء السابعة مف عند ربي, وقالوا لمثاني: مف أيف جئت؟ فقاؿ: مف األرض السابعة مف عند

, فقالوا لمرابع: مف أيف جئت؟ ربي, فقالوا لمثالث: مف أيف جئت؟ فقاؿ: مف المشرؽ مف عند ربي فقاؿ: مف المغرب مف عند ربي ثـ تال اآلية: } ىو األوؿ واألخر والظاىر والباطف {".

ـ استوى عمى العرش{: استولى عميو بالممؾ بعد خمقو, وقيؿ: العرش الكرسي, قولو تعالى: }ثـ{ آخر العمـ عف الخمؽ؛ لما ي أتي } ما يمج فى األرض { كالبذر والمطر والموتى, }وما }يعم

يخرج منيا { كالزرع وماء العيوف والمعادف والموتى, }وما ينزؿ مف السماء{ كالمطر والرحمة والسخط والوحي. المراد بالمعية:

ـ { بالعمـ ـ أيف ما كنت والقدرة والحفظ قيؿ بإجماع األمة عمى ىذا قولو تعالى:} وىو معك .(19)التفسير

: التفاسير جامع: موقع, بتصرؼ( ىػ1332:ت) أطفيش يوسؼ محمد, المعاد دار إلى الزاد ىمياف( 19)http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=49&tSoraNo=112&tAyah

No=2&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1 .

Page 20: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

21

سورة الكافرون من خالل مناىج المفسرين

ـ عابدوف ما أعبد )2( ال أعبد ما تعبدوف )1}قؿ يا أييا الكافروف )قاؿ تعالى: ( وال أنا 3( وال أنتـ ) ـ عابدوف ما أعبد )( 4عابد ما عبدت ـ ولي ديف )5وال أنت ـ دينك ( { سورة الكافروف.6( لك

أوال :السمف :(, وكاف المشركوف مف قومو فيما ذكر قاؿ اإلماـ الطبري:" يقوؿ تعالى ذكره لنبيو محمد )

يتيـ سنة, فأنزؿ اهلل معرفو جوابيـ (آلعرضوا عميو أف يعبدوا اهلل سنة, عمى أف يعبد نبي اهلل )يا محمد ليؤالء المشركيف الذيف سألوؾ عبادة آليتيـ سنة, عمى أف يعبدوا إليؾ : }قؿ{في ذلؾ

ـ عابدوف ما مف اآللية واألوثاف اآلف , ال أعبد ما تعبدوف{ ,}باهلل }يا أييا الكافروف{سنة }وال أنت{فيما أستقبؿ, }وال أنا عابد{اآلف, أعبد{ ـ ـ عابدوف{فيما مضى, }ما عبدت فيما تستقبموف }وال أنتنما قيؿ ذلؾ كذلؾ, ألف الخطاب مف اهلل كاف لرسوؿ }ما أعبد{أبدا, أنا اآلف, وفيما أستقبؿ؛ وا ال يؤمنوف أبدا, وسبؽ ليـ ذلؾ في ( في أشخاص بأعيانيـ مف المشركيف, قد عمـ أنيـ اهلل )

( أف يؤيسيـ مف الذي طمعوا فيو, وحدثوا بو أنفسيـ, وأف ذلؾ السابؽ مف عممو, فأمر نبيو )(مف الطمع في إيمانيـ, ومف غير كائف منو وال منيـ, في وقت مف األوقات, وآيس نبي اهلل )

أف قتؿ بعضيـ يوـ بدر بالسيؼ, وىمؾ أف يفمحوا أبدا, فكانوا كذلؾ لـ يفمحوا ولـ ينجحوا, إلى .(20)بعض قبؿ ذلؾ كافرا"

: الرافضة : ثانيا بيذه السورة عبادة -صمى اهلل عميو وآلو وسمـ -قاؿ الطبرسي: "قاؿ الزجاج نفى رسوؿ اهلل

آليتيـ عف نفسو في الحاؿ, وفيما يستقبؿ, ونفي عنيـ عبادة اهلل في الحاؿ, وفيما يستقبؿ, وىذا قـو أعممو اهلل سبحانو أنيـ ال يؤمنوف, وقيؿ أيضا في وجو التكرار: إف القرآف نزؿ بمغة في

العرب, ومف عادتيـ تكرير الكالـ؛ لمتأكيد واإلفياـ, فيقوؿ المجيب: بمى بمى, ويقوؿ الممتنع: ال ر سبحانو؛ ال ,عف الفراء, وىذا أولى المواضع بالتأكيد؛ ألف الكافريف أبدوا في ذلؾ, وأعادوا فكر

ليؤكد أيأسيـ, وحسـ أطماعيـ بالتكرير, وقيؿ أيضا في ذلؾ: أف المعنى ال أعبد األصناـ التي تعبدونيا, وال أنتـ عابدوف اهلل الذي أنا عابده إذا أشركتـ بو, واتخذتـ األصناـ وغيرىا تعبدونيا

نما يعبد اهلل مف أخمص العبادة لو". مف دونو؛ وا

جامع البياف في تأويؿ القرآف , المؤلؼ : محمد بف جرير بف يزيد بف كثير بف غالب اآلممي, أبو جعفر (20)ـ , 2333 -ىػ 1423( 1( , ط)24/661د محمد شاكر , ) ىػ ( , تحقيؽ : أحم 313 - 224الطبري )

لبناف. –بيروت –مؤسسة الرسالة

Page 21: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

21

فضل العبادة الصحيحة:

{ قولو تعالى : ـ ـ أي: ال أعبد عبادتكـ, فيكوف ما مصدرية,:}وال أنا عابد ما عبدت }وال أنتأي: وما تعبدوف عبادتي عمى, فأراد في األوؿ: المعبود, وفي الثاني: العبادة, عابدوف ما أعبد {

, فما معنى اختالؼ العبادة؟ قمنا: إنو يعبد اهلل عمى وجو فإف قيؿ: أما اختالؼ المعبوديف فمعمـواإلخالص, وىـ يشركوف بو في عبادتو, فاختمفت العبادتاف؛ وألنو كاف يتقرب إلى عبادتو إلى

نما يتقربوف إليو معبوده باألفعاؿ المشروعة الواقعة عمى وجو العبادة, وىـ ال يفعموف ذلؾ؛ وا بأفعاؿ يعتقدونيا قربة جيال مف غير شرع.

البراءة من الكفار :مف جية اإلخبار بما يكوف في -صمى اهلل عميو وآلو وسمـ -تضمنت السورة معجزة لنبينا

األوقات المستقبمة, مما ال سبيؿ إلى عممو إال بوحي مف قبؿ اهلل سبحانو العالـ بالغيوب, فكاف ما مبطميف أخبر بو كما أخبر, وفييا داللة عمى ذـ المداىنة في الديف, ووجوب مخالفة الكفار وال

.(21)والبراءة منيـ ثالثا: االباضية :

ـ ولي ديف{يقوؿ أطفيش: قولو: ـ دينك الذي أنتـ عميو كتب اهلل أنكـ ال تتركونو, ولي ديني }لكنما بعثني اهلل داعيا الحؽ, ولـ تقبموا مني فدعوني في الذي أنا عميو كتب اهلل أف ال أتركو, وا ديني, ال تدعوني إلى الشرؾ, أو لكـ دينكـ تجازوف بو, ولي ديني أجازي بو, وعمى كؿ حاؿ

منع عف الجياد, فضال عف أف يكوف منسوخا, كما زعـ بعضيـ, فميس في ذلؾ إشارة ليدنة, والكما أنو لـ يكف في ذلؾ إذف في الكفر, وفي ذكره إعالـ ليـ أنو مأمور بذلؾ القوؿ مف عند اهلل

ف األمر جد مف عند اهلل مف كونيـ ال يؤمنوف" .(22)تعالى, وا

.بتصرؼ(, 842-11/841) الطبرسي الحسف بف الفضؿ عمي أبو, القرآف تفسير في البياف مجمع (21)

: التفاسير جامع: موقع, بتصرؼ( ىػ1332:ت) أطفيش يوسؼ محمد, المعاد دار إلى الزاد ىمياف( 22)http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=49&tSoraNo=112&tAyah

No=2&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1 .

Page 22: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

22

: الصوفية :رابعا ـ ولي ديف{يقوؿ ابف عجيبة:" وقولو تعالى : ـ دينك تقرير لما تقدـ, والمعنى: إف دينكـ }لك

الفاسد, الذي ىو اإلشراؾ, مقصور عميكـ, ال يتجاوزه إلى الحصوؿ لي, كما تطمعوف فيو, فالتعمقوا بو أطماعكـ الفارغة؛ فإف ذلؾ مف المحاالت, كما أف ديني الحؽ ال يتجاوزني إليكـ؛ لما

ـ مف الشقاء, والقصر المستفاد مف تقديـ المسند قصر إفراد حتما. واهلل تعالى أعمـ.سبؽ لكاإلشارة: إذا طمبت العامة المريد بالرجوع, إلى الدنيا واالشتغاؿ بيا, يقاؿ لو: قؿ يا أييا الكافروف نا بطريؽ التجريد, والتي ىي سبب حصوؿ التوحيد والتفريد, ال أعبد ما تعبدوف مف الدي

وحظوظيا, أي: ال أرجع إلييا فيما يستقبؿ مف الزماف, وال أنتـ عابدوف ما أعبد مف إفراد الحؽ بالمحبة والعبادة, أي: ال تقدروف عمى ذلؾ, وال أنا عابد ما عبدتـ مف الدنيا في الحاؿ, لكـ دينكـ

أو لكـ دينكـ المكدر المبني عمى تعب األسباب, ولي ديني المبني عمى التعمؽ بمسبب األسباب,بالوساوس والخواطر واألوىاـ, ولي ديني الخالص الصافي, المبني عمى تربية اليقيف, أو: لكـ دينكـ المبني عمى االستدالؿ, ولي ديني المبني عمى العياف, أىؿ الدليؿ والبرىاف عمـو عند أىؿ

.(23)("الشيود والعياف, كما قاؿ الشاذلي)

ي تفسير سورة اإلخالصاالتجاىات العقدية ف

مد ◌}قؿ ىو المو أحد ـ يولد ◌المو الص ـ يمد ول ـ يكف لو كفوا أحد ◌ل {ول

لـ يختمؼ السمؼ الصالح في تفسير آيات العقيدة , فحمموىا عمى مضامينيا ومستمزماتيا ومقتضياتيا , بؿ ومنيا نيموا عقيدتيـ , حيث اعتبروا أف القرآف الكريـ ىو المصدر األوؿ ا الستقاء العقيدة ؛ وذلؾ أف القرآف الكريـ ىو كالـ اهلل تعالى الذي شرع لنا ىذه المنيج , وأمرن

باالستسالـ لو واالنقياد واإلذعاف , بما يحمؿ في مضامينو مف العقائد أوال والتشريعات واألحكاـ والعبادات والمعامالت .

, العباس أبو الفاسي الشاذلي اإلدريسي الحسني عجيبة بف الميدي بف محمد بف أحمد, المديد البحر( 23) . لبناف – بيروت ػ العممية الكتب دار, ـ2112-ىػ1423( 2)ط( , 8/363)

Page 23: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

23

لقد فسر السمؼ الصالح آيات العقيدة في القرآف الكريـ تفسيرا سميما ىو كما يرضى ربيـ يمة التي لـ ينميا التغيير والتبديؿ سبحانو , تفسيرا يتوافؽ مع العقوؿ و األفياـ والفطر السم

واالنحراؼ .

أما غيرىـ مف أىؿ األىواء كاألشاعرة والمعتزلة والرافضة ... فقد حمموا النصوص عمى عقوليـ وفسروىا تفسيرا يخالؼ الفطر والعقوؿ , فحكموا عقوليـ في النصوص حتى أدى بيـ

حؽ واالستقامة .ذلؾ إلى تحريؼ العقيدة , فضموا وأضموا عف منيج ال

. (1سورة اإلخالص ) {قؿ ىو المو أحد }مثاؿ : تفسير قولو تعالى :

قاؿ اإلماـ القرطبي في تفسيره : " أي الواحد الوتر الذي ال شبيو لو وال نظير وال أوال : السمف :صاحبة وال ولد وال شريؾ وأصؿ ) أحد ( : وحد قمبت الواو ىمزة ومنو قوؿ النابغة : ) بذي الجميؿ عمى مستأنس وحد ( ... و} أحد { مرفوع عمى معنى : ىو أحد وقيؿ : المعنى : قؿ :

: اهلل أحد وقيؿ : ) أحد ( بدؿ مف قولو : ) اهلل ( وقرأ جماعة ) أحد اهلل ( بال األمر والشأف .(24)تنويف طمبا لمخفة وفرارا مف التقاء الساكنيف ومنو قوؿ الشاعر : ) وال ذاكر اهلل إال قميال ( "

وكماؿ ويرى ابف كثير أف ىذه اآلية تعد مف أعظـ اآليات الدالة عمى إثبات وحدانية اهلل تعالى

ذاتو وأفعالو وأسمائو وصفاتو , حيث قاؿ : " } قؿ ىو المو أحد { يعني: ىو الواحد األحد, الذي ال نظير لو وال وزير, وال نديد وال شبيو وال عديؿ, وال يطمؽ ىذا المفظ عمى أحد في اإلثبات إال

.(25)عمى اهلل, عز وجؿ؛ ألنو الكامؿ في جميع صفاتو وأفعالو" : الرافضة : ثانيا

تعد الرافضة مف أكثر الفرؽ المخالفة لما عميو السمؼ , وليـ عقائد كثيرة يعترييا الشطط واالنحراؼ , ومف خالؿ تفسير الطبرسي لسورة اإلخالص نالحظ منيج التأويؿ الذي ينيجو

في الرافضة , معتمديف في ذلؾ عمى الكذب عمى األئمة االثنيف عشر , حيث قاؿ الطبرسي

الديف شمس الخزرجي األنصاري فرح بف بكر أبي بف أحمد بف محمد اهلل عبد أبو, القرآف ألحكاـ الجامع( 24) عالـ دار, ـ2113/ ىػ 1423( , ط 21/244, ) البخاري سمير ىشاـ, تحقيؽ : (ىػ 671 ت : ) القرطبي . السعودية العربية المممكة - الرياض – الكتب

( ىػ 774- 733) الدمشقي القرشي كثير بف عمر بف إسماعيؿ الفداء أبو, العظيـ القرآف تفسير( 25) لمنشر طيبة دار: نشر , ـ1999 - ىػ1421(2ط ) ( ,528_8/527) سالمة محمد بف سامي تحقيؽ : .والتوزيع

Page 24: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

24

تفسيره : " فالياء تثبيت لمثابت , والواو إشارة إلى الغائب عف درؾ األبصار ولمس الحواس وأنو يتعالى عف ذلؾ ؛ بؿ ىو مدرؾ األبصار ومبدع الحواس , وحدثني أبي عف أبيو عف أمير

شيئا المؤمنيف )عميو السالـ( أنو قاؿ : " رأيت الخضر في المناـ قبؿ بدر بميمة فقمت لو : عممني أنتصر بو عمى األعداء , فقاؿ : قؿ : يا ىو يا مف ال ىو إال ىو , فمما أصبحت قصصت عمى رسوؿ اهلل )صمى اهلل عميو وآلو وسمـ( , فقاؿ : يا عمي عممت االسـ األعظـ فكاف عمى لساني

يا مف فمما فرغ قاؿ : يا ىو« قؿ ىو اهلل أحد » يوـ بدر " , قاؿ و قرأ )عميو السالـ( يوـ بدر ال ىو إال ىو اغفر لي و انصرني عمى القوـ الكافريف , و كاف يقوؿ ذلؾ يوـ صفيف وىو يطارد , فقاؿ لو عمار بف ياسر : يا أمير المؤمنيف ما ىذه الكنايات ؟ قاؿ : اسـ اهلل األعظـ وعماد

ىو و الممئكة و أولوا العمـ قائما }شيد المو أنو ال إلو إالالتوحيد هلل : ال إلو إال ىو , ثـ قرأ : ـ{ , وآخر الحشر , ثـ نزؿ فصمى أربع (18سورة آؿ عمراف )بالقسط ال إلو إال ىو العزيز الحكي

. (26)ركعات قبؿ الزواؿ " : االباضية :ثالثا

ألىؿ السنة والجماعة , ويعد تفسير تعد االباضية فرقة مف فرؽ الخوارج , وىي مف أقرب الفرؽ : ىمياف الزاد إلى دار المعاد مف أشير تفاسيرىـ , وينسب إلى : محمد يوسؼ أطفيش , قاؿ في

تفسير سورة اإلخالص :"} أحد { : رد عمى الثنوية أف األشياء تكونت مف نور وظممة , واألحد الواحد كما تدؿ لو قراءة

واحد ال شريؾ لو فعال , وال صفة , وال قوال , وال ذاتا , وقيؿ : أعـ ابف مسعود : قؿ ىو اهلل المف الواحد , قاؿ بعضيـ : الواحد المنفرد , ال إلو معو , واألحد : جامع صفات الجالؿ , وىو مف وجوب الوجود والقدرة الذاتية والحكمة التامة , وال جسـ وال عرض وال تحيز وال شركة , وال

ألحد عند بعض , والضمير لمذي سألوا عنو , أي : الذي سألتـ عنو ىو اهلل , يوصؼ غير اهلل با ومعنى اهلل : المنزه عما تقولوف , الجامع لصفات الكماؿ وعائد هلل بعده إيضاحا بعد إبياـ...

يقرأ : اهلل أحد بإسقاط " قؿ ىو" , وأنو قاؿ : اهلل أحد يعدؿ القرآف , وتمؾ ()وروي أف النبي رواية عف ابف مسعود , وىي غير السابقة قؿ ؛ ألف ىذا توحيد بقولو تارة ويأمر بو أخرى , بخالؼ " قؿ يا أييا الكافروف " , فإنو موادعة ليـ و" تبت" , فإنيا معاتبة عمو , وىذا ظاىره أنو

رأه بقؿ وتارة بتركو في ىذه السورة, وقيؿ : إف األعمش قرأ " قؿ ىو اهلل أحد" , وكذا عف تارة يقذا وقفت ذا وصمت كسرت التنويف ورققت الالـ , وا عمر , وىي السابقة عف ابف مسعود , وا

. (13/863) , الفضؿ بف الحسف الطبرسي يعم وأبآف , مجمع البياف في تفسير القر ( 26)

Page 25: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

25

سكنت الداؿ وفخمت الالـ , وقرأ بعضيـ بإسقاط التنويف وصال اللتقاء الساكنيف فتفخـ الالـ .(27")يؿ , قالو ابف ىشاـوىذا قم

ويالحظ مف خالؿ تفسيره أمور متعددة :القرب مف أىؿ السنة في إثبات الصفات , ولكنو يستخدـ مصطمحات الفالسفة كالجوىر (1

والعرض ونفي الحيز...

, أو عف الصحابة , كما ال حظنا في رواية ابف ()عدـ توثيؽ الروايات المنسوبة لمنبي (2 مسعود.

: قيؿ كذا , وقيؿ كذا , دوف الترجيح , مما يقمؿ مف أىميتو.التفسير بصيغ (3

: الصوفية :رابعا

يعتقد الصوفية باالتحاد والحموؿ ووحدة الوجود والفناء؛ وليذا السبب نجد أنيـ ينيجوف في تفسيراتيـ آليات العقيدة إلى إقرار ىذه المعتقدات .النوري : التوحيد شيود كؿ الذي ال حد لو , وىو قاؿ أبو عبد الرحمف السممي في تفسيره:" قاؿ

اهلل الواحد الصمد الذي ال يوجد وال يحد , وقاؿ جعفر الصادؽ : في قولو تعالى : " قؿ ىو اهلل أحد": إشارة إلى الذات مف عند الصفات, فاهلل محتجب غير محجوب , ومتجؿ غير مشيود" ,

ليو ممجأىـ ومفزعيـ , وقاؿ : إظيار وقاؿ الواسطي : الصمد الذي اضطر الخمؽ إليو , وا الصمدية إياس عف المطالعة عمى شيء مف حقائؽ الصفات ؛ ألنو أظير الصفات إستارا واحتجابا لمذات , والصمدية تبيف عف معاني الصفات , فإنيا أظيرت عمى مقادير الخمؽ , وقاؿ

في سرمديتو , وقاؿ ابف عطاء : إف : األحد بأسمائو والواحد بأفعالو , واألحد في أزليتو والواحداهلل أظير ربوبيتو في كؿ شيء فال ينكره شيء , وخرج الحؽ بصمديتو وال يدركو شيء , كما ال

" .(28) تدرؾ ذاتو كذلؾ ال تدرؾ كيفية صفاتو

ىػ( , موقع : جامع التفاسير :1332( ىمياف الزاد إلى دار المعاد , محمد يوسؼ أطفيش )ت:27) (1http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=49&tSoraNo=112

&tAyahNo=2&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1 . ( , ىػ1321-412) أبو عبد الرحمف محمد بف الحسيف بف موسى األزدي السممي, حقائؽ التفسير ( زيادات28)

لبناف , توزيع : -بيروت –ـ , دار المشرؽ 1995( 1ط), 232جيرىارد بووريسنغ , ص : حققيا وقدـ ليا لبناف . -بيروت –المكتبة الشرقية

Page 26: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

26

ومف خالؿ ما سبؽ نالحظ أف السمات العقدية في تفسير السممي لآلية تتمثؿ فيما يمي : المتعارؼ عمييا لدى الصوفية , كالتجمي والشيود ...استخداـ العبارات (1

النقؿ عف أرباب المذىب الصوفي بتوسع . (2

التأويؿ المبطف آليات الصفات. (3

أقسام التوحيد عند المفسرين

(174-172األعراف ) ( + آية الكرسي22-21البقرة ) ( .36الجاثية ) (3الزمر )

أقسام التوحيد عند السمف

بين توحيد الربوبية واأللوىية:التفريق

ـ والذيف مف يقوؿ اإلماـ الطبري عند تفسير قولو تعالى: ـ الذي خمقك } يا أييا الناس اعبدوا ربكـ تتقوف... { ـ لعمك أحدىما :" فأمر جؿ ثناؤه الفريقيف المذيف أخبر اهلل عف(22-21سورة البقرة ) قبمك

أنو سواء عمييـ أأنذروا أـ لـ ينذروا أنيـ ال يؤمنوف؛ لطبعو عمى قموبيـ وعمى سمعيـ, وعف اآلخر أنو يخادع اهلل والذيف آمنوا بما يبدي بمسانو مف قيمو: آمنا باهلل وباليـو اآلخر, مع

ىـ مف سائر خمقو استبطانو خالؼ ذلؾ, ومرض قمبو, وشكو في حقيقة ما يبدي مف ذلؾ, وغير فراد الربوبية لو والعبادة دوف األوثاف واألصناـ -المكمفيف باالستكانة, والخضوع لو بالطاعة, وا

واآللية؛ ألنو جؿ ذكره ىو خالقيـ, وخالؽ مف قبميـ مف آبائيـ وأجدادىـ, وخالؽ أصناميـ وأجدادكـ وسائر الخمؽ غيركـ, وأوثانيـ وآليتيـ, فقاؿ ليـ جؿ ذكره: فالذي خمقكـ وخمؽ آباءكـ

أولى بالطاعة ممف ال يقدر لكـ عمى نفع وال ضر. -وىو يقدر عمى ضركـ ونفعكـ توحيد األسماء والصفات:

ـ{ يقوؿ اإلماـ الطبري عند تفسير قولو تعالى: {: :" و(255سورة البقرة ) }وىو العمي العظي }العمي{:ال يعمو عموا", إذا ارتفع, فيو عاؿ وعمي,والفعيؿ مف قولؾ:"ع ذو العمو واالرتفاع عمى }العمي

ـ{خمقو بقدرتو, وكذلؾ قولو : ذو العظمة, الذي كؿ شيء دونو, فال شيء أعظـ منو, : } العظي

Page 27: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

27

بمعنى أنو متصؼ بصفة العظمة, فال نصؼ عظمتو بكيفية, ولكنا نضيؼ ذلؾ إليو مف جية عنو أف يكوف ذلؾ عمى معنى مشابية العظـ المعروؼ مف العباد؛ ألف ذلؾ اإلثبات, وننفي

تشبيو لو بخمقو, وليس كذلؾ, وال يصح أف تكوف بمعنى "المعظـ", ولو كاف كذلؾ لوجب أف يكوف قد كاف غير عظيـ قبؿ أف يخمؽ الخمؽ, وأف يبطؿ معنى ذلؾ عند فناء الخمؽ؛ ألنو ال

.(29)معظـ لو في ىذه األحواؿ" أقسام التوحيد عند الرافضة

ومف خالؿ استعراض كتب التفسير عند الرافضة: وجدت أف الرافضة يقسموف التوحيد إلى أقساـ مغايرة لما عميو أىؿ السنة, حيث يقوؿ ناصر الشيرازي في تفسير سورة الفاتحة: "إنيا تتضمف

, ويفصؿ عند (30)العبادة" في الواقع توحيد الذات, وتوحيد الصفات, وتوحيد األفعاؿ, وتوحيد تفسير سورة اإلخالص, فيقوؿ:" فروع دوحة التوحيد, نذكر لمتوحيد عادة أربعة فروع:

ويعني: أف اهلل تعالى غير مركب مف ماىية ووجود؛ ألف التركيب مف الماىية توحيد الذات: أوال:كيب مف الجنس والفصؿ والوجود فرع لمحدودية الموجود, بينما وجوده سبحانو غير محدود, والتر

فرع مف أف يكوف لمموجود ماىية, وما ال ماىية لو, ليس لو جنس وال فصؿ.أي أف صفاتو ال تنفصؿ عف ذاتو, وال تنفصؿ عف بعضيا, عمى سبيؿ ثانيا: توحيد الصفات:

المثاؿ: العمـ والقدرة في اإلنساف عارضاف عمى ذاتو, ذاتو شيء, وعممو وقدرتو شيء آخر, كما ف عممو وقدرتو منفصالف عف بعضيما, مركز العمـ روح اإلنساف, ومركز قدرتو الجسمية ذراعو أ

وعضالتو, لكف صفات المو ليست زائدة عمى ذاتو, وليست منفصمة عف بعضيا؛ بؿ ىو وجود كمو عمـ, وكمو قدرة, وكمو أزلية وأبدية.

ف كاف مركبا الحتاج إلى األجزاء, والمحتاج ال يكوف واجبا ولو لـ يكف ذلؾ الستمـز التركيب, وا لموجود.

ويعني أف كؿ وجود, وكؿ حركة, وكؿ فعؿ في العالـ يعود إلى ذاتو التوحيد األفعالي: ثالثا:المقدسة, فيو مسبب األسباب وعمة العمؿ, حتى األفعاؿ التي تصدر منا ىي في أحد المعاني صادرة عنو؛ فيو الذي منحنا القدرة واالختيار وحرية اإلرادة, ومع أننا نفعؿ األفعاؿ بأنفسنا, وأننا

, فالفاعؿ مف جية ىو المو سبحانو؛ ألف كؿ ما عندنا يعود إليو: )ال مؤثر في مسئولوف تجاىيا الوجود إال المو(.

(.437-5/435) القرآف تأويؿ في البياف جامعانظر: ( 29)

(.1/18) الشيرازي مكاـر ناصر, المنزؿ اهلل كتاب تفسير في األمثؿ( 30)

Page 28: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

28

أي تجب عبادتو وحده دوف سواه, وال يستحؽ العبادة غيره؛ ألف التوحيد في العبادة: رابعا: العبادة يجب أف تكوف لمف ىو كماؿ مطمؽ, ومطمؽ الكماؿ, لمف ىو غني عف اآلخريف, ولمف

.-سبحانو–ىو واىب النعـ وخالؽ كؿ الموجودات, وىذه صفات ال تجتمع إال في ذات المو اليدؼ األصمي لمعبادة ىو: االقتراب مف ذلؾ الكماؿ المطمؽ, والوجود الالمتناىي ىو: السعي إلنارة النفس بقبس مف صفات كمالو وجمالو... وينتج عف ذلؾ االبتعاد عف األىواء والشيوات

.(31)واالتجاه نحو بناء النفس وتيذيبيا أقسام التوحيد عند االباضية

, -عندىـ -ومف خالؿ استعراض تفاسير االباضية, لـ أجد تصريحا يدؿ عمى تقسيـ التوحيدولكف يمكف استنباط ذلؾ مف ثنايا تفسيرىـ لآليات القرآنية العقدية, فعمى سبيؿ المثاؿ: يقوؿ

"قاؿ العمماء: تميزت آية الكرسي بكونيا أعظـ (: (255سورة البقرة ) أطفيش في تفسير آية الكرسي)آية في القرآف؛ لما جمعت مف أصوؿ األسماء والصفات, مف األلوىية, والوحدانية, والحياة, والعمـ, والقيومية, والممؾ, والقدرة, واإلرادة, واهلل تعالى أعظـ مذكور, فما كاف لو ذكرا مف توحيد

: إشارة إلى توحيد }ال إلو إال ىو{إشارة إلى الذات, }اهلل { : ـ األذكار, فػ وتعظيـ كاف أعظ{الذات, الذي يقـو } القيـو {: إشارة إلى الصفات الذات, أو جاللو, فإف معنى: }الحي القيـو

: تقديس لو مف } ال تأخذه سنة وال نوـ {بنفسو ويقوـ بو غيره, وذلؾ غاية الجالؿ والعظمة, و : إشارة إلى األفعاؿ كميا, وأف جميعيا منو }لو ما في السماوات وما في األرض{صفات الحادث

ليو, : إشارة إلى انفراده بالممؾ والحكـ واألمر, وأف مف } مف ذا الذي يشفع عنده إال بإذنو {وا } عنو في الحكـ, واألمريممؾ الشفاعة إنما يممكيا بتشريفو إياه واإلذف فييا, وىذا نفى الشركة

: إشارة إلى صفة العمـ وتفضيؿ بعض }شاء{إلى قولو: يعمـ ما بيف أيدييـ وما خمفيـ {رادتو, } المعمومات, واالنفراد بالعمـ حتى ال عمـ لغيره إال ما أعطاه ووىبو عمى قدر مشيئتو وا

يئوده حفظيما {:} وال: إشارة إلى عظمة ممكو وكماؿ قدرتو, وسع كرسو السماوات واألرض {إشارة إلى } وىو العمي العظيـ {: إشارة إلى صفة القدرة وكماليا, وتنزييا عف الضعؼ والنقصاف,

أصميف عظيميف في الصفات". ومما سبؽ: يمكف أف نبيف أقساـ التوحيد عند االباضية, وىي كالتالي:

.}ال إلو إال ىو{توحيد الذات: (1{توحيد الصفات: (2 .}الحي القيـو .}لو ما في السماوات وما في األرض{وحيد األفعاؿ: ت (3

(.561-23/557, )المنزؿ اهلل كتاب تفسير في األمثؿ( 31)

Page 29: ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك آْ§site.iugaza.edu.ps/khamdan/files/2014/10/... · 1 Àْحك محك لله سب ثم ْحÃتك لع ªامقم بتعت ّتك

29

ومما يؤكد ىذا التقسيـ: أف بعض أئمة االباضية شرح سر تسميتيـ التوحيد بيذا االسـ, فقاؿ :" نما عبر االباضية عف ىذه األمور, والتي ىي صرح اإليماف بجممة التوحيد؛ نظرا إلى ...وا

ج تحتيا مدلوالت جزئياتو, فاف كؿ اعتقاد صحيح عف اهلل, تعبيرىا عف كميات اإليماف, التي تندر وصفاتو, وأفعالو دنيا وأخرى تفسير ليا, كما أف كؿ ما تستمزمو عقيدة التوحيد مف األعماؿ

. (32)الصالحة وفاء بحقيا" أقسام التوحيد عند الصوفية

ابف عجيبة في تفسير قسـ الصوفية التوحيد إلى ثالثة أقساـ, وأقروىا في تفاسيرىـ, حيث يقوؿـ إلو واحد ال إلو إال ىو الرحمف الرحيـ } قولو تعالى: ليك : " واعمـ أف توحيد (163سورة البقرة ) {وا

خمؽ اهلل تعالى عمى ثالثة درجات : وىو الذي يعصـ النفس والماؿ , وينجو بو مف الخمود في النار, وىو األولى : توحيد العامة:

نفي الشركاء واألنداد, والصاحبة واألوالد, واألشباه واألضداد.: وىو أف يرى األفعاؿ كميا صادرة مف اهلل وحده, ويشاىد ذلؾ بطريؽ الثانية: توحيد الخاصة

ـ الخاصة يقيف في القمب الكشؼ ال بطريؽ االستدالؿ, فإف ذلؾ حاصؿ ل نما مقا كؿ مؤمف, وا بعمـ ضروري ال يحتاج إلى دليؿ, وثمرة ىذا العمـ االنقطاع إلى اهلل, والتوكؿ عميو وحده, فال

يرجوا اهلل, وال يخاؼ أحدا سواه, إذ ليس يرى فاعال إال اهلل , فيطرح األسباب, وينبذ األرباب.: وال يشيد معو سواه, فيغيب وجود إال اهلل )توحيد خاصة الخاصة(الدرجة الثالثة: أال يرى في ال

عف النظر إلى األكواف في شيود المكوف, وىذا مقاـ الفناء, فإف رد إلى شيود األثر باهلل سمي .(33)مقاـ البقاء. قاؿ بعضو ابف جزي باختصار"

, نقال عف: االباضية عقيدة 131تعميؽ الشيخ: أحمد الخميمي عمى كتاب: )مشارؽ أنوار العقوؿ( , ص (32) .88ومذىبا ص

, أحمػػد بػػف محمػػد بػػف الميػػدي بػػف عجيبػػة الحسػػني اإلدريسػػي الشػػاذلي الفاسػػي أبػػو العبػػاس ,البحػػر المديػػد ( 33) لبناف . – دار الكتب العممية ػ بيروتـ, 2112-ىػ1423( 2( , ط)1/164)