الجزء الثالثgadir.free.fr/ar/edeb/kutub2/mujamul_edeba/3.doc · web viewبن...

135
م ج ع م اء دب الأ وت ق ا ي ل وي م ح ل ا ء ز ج ل ا! ث ل ا! ي ل ا مد ح ا ن;pma& ب! حارت ل ا ن;pma& ب+ ارك ي م ل ا ار ز ج ل ا ي ل وا م& ن م و ه ، وً زا ع ا! ، وكان;pma& ش ة ق! ث ل ا بً ا وف ص و م،ً را! كث م ة ن;pma& راوي ، كا ي ب ا ي ع ل ، وا يH ن ئ مدا ل ن;pma& ا س ح ل ا ي ب ا ة ز، راوي عف ج و ب ا ل ر ث ي& ، وكان ن;pma& ي يT ئ ن;pma& وما سي م ح ع و ث س ة ن س ة ج ح ل ا ي د ي ف ة، ن ع ي ب ا ب ر ر م ل ع، ورواه ا ن ا ره ف ك ما د ي ف، ار ز ج ل ا ر، ومات و ص ن م ل ا ن;pma&. سي م ح ع و س ت ة ن س ي ف ل: مات ي فرها، و ب ا ق م ي ف& ن ف د ، ف ة وف ك ل ا ات ب ي ف ة، نv ئ ن;pma& ا ع ز، ه ن;pma& طا ب مد، ح ن;pma& ا ب لة د ال يv ب ع ي ب ر ث خ ل: ا ا ;pma& هارون;pma&، ف ن ب ي عل يH ن! ئ ال: حد ق ف س: ب ي ق م ل ا ي ف ي ب ا ب ر ر م ل ره ا ك ود لة: ل ي ق ف ن;pma& لة، ي ب وا ب م ه عل ج يً الأ ور رح ص ن م ل ا ث طل ال: ة، ف نv ئ ن;pma& ا ع م! ش ي ها ل و م طاح، ن ل ن;pma& ا ب ح، ل ن;pma& صا ب مد ح م& ن ع ري لة ث! ش ا ، ف امة م ي ل ا ق ي ف ر ي ف لأ م ا ه د ح يه، ولأ و ج و ل ا لأت ص وس، ف ث ل ال اH د ب ول، ا ص م الأ ا ي ل وم ق لأ م ا ه ط ن ض ي لأ& ن ب مد¡ ح م اء ي ب ع ل ا ي ب د ا لأد، ح ح ي ق ب& ن م م& ان ك ، ف ون;pma& ق ا ي ل ا ي ق ب ، و ن;pma& ي ب وا ب م ه عض ب ر صث ف، امة م ي ل ن;pma& ا م لأم ع “ي ن ئ ما. ار ز ج ل ا! حارت ل ن;pma& ا ب مد ح د ا ن;pma& عطار، ح ب م ي هرا ب د ا سان;pma& ح ح لأد، و ح& ن ب م ش ا ق ل اً زا ع! ش! حارت ل ن;pma& ا ب مد ح ا دت! س ت ل: ا ا ، ف حاق س ن;pma& ا ب& ن سي ح ل ا يH ن! ئ ال: حد ي ف حن ي& ن ب مد ح م ي ب ر ث خ : ا ي ب ا ب ر ر م لل ا ا وف، ري جث ب ل ا ع ل ي ف،ً ا ي ي! ش ة ن م عات ف، ري جث بل ل ال: ق ف مد ح ل ا لة ل ي عل ما ري ا ن;pma& م در ف لة ل ا ي الد زي ج ي ما كان;pma& ا د م ل عا ل ا ن;pma& م ي م ل عاً وما ب ولأ ا د ز ه الد ن;pma& م زي ه د رض عث ب& زمان ج ل ا ي ف ي لن مط م حك ي و ار ز ج ل ا ي ف زي ع! ش ة ن حر، وحا ب مد ل ن;pma& ا ب م ا ي هرا ب ا ي ف، ! حارت ل ن;pma& ا ب مد ح ن;pma& داود، لأ ب مد¡ ح م وروي ر:! ش ت ة وخ ل ي م ح ب ح وصا ف ل ص+ اك كد ر م ا+ وك ل م ل ا ف ل ت ح ي ث ن ا ف ي ق ل ب ر! ش لب ا ب ف طل ل وا ر! ش ت و م ه ا ق ل ب ة ي ف ث ح ا ب ن;pma& س ح ة وخ ل ا عال ف ل وا ا وب رم ك ا ة وخ ما س ة ي رف! ش

Upload: others

Post on 31-Jan-2020

11 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الثالث الجزءالخزاز المبارك بن الحارث بن أحمد

أبو جعفر، راوية أبي الحسن المدائني، والعتابي، كان راوية مكثرا، موصوفا بالثقة، وكان شاعرا، وهو من موالي المنصور، ومات الخزاز، فيما ذكره قانع، ورواه المرزباني

عنه، في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين، وكان ينزل في باب الكوفة، فدفنفي مقابرها، وقيل: مات في سنة تسع وخمسين.

وذكره المرزباني في المقتبس: فقال: حدثني علي بن هارون، قال: أخبرني عبيد الله بن أحمد، بن طاهر، عن أبيه، عن محمد بن صالح، بن النطاح، مولى هاشم عن أبيه،

قال: طلب المنصور رجاال يجعلهم بوابين له، فقيل له: ال يضبطهم إال قوم لئام األصول، أنذال النفوس، صالب الوجوه، وال تجدهم إال في رقيق اليمامة، فاشترى له مائتي غالم من اليمامة، فصير بعضهم بوابين، وبقي الباقون، فكان ممن بقي خالد، جد أبي العيناءمحمد بن القاسم بن خالد، وحسان جد إبراهيم بن عطار، جد أحمد بن الحارث الخزاز.

وقال المرزباني: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثني الحسين بن إسحاق، قال:فقال:أنشدت أحمد بن الحارث شعرا للبحتري، فعاب منه شيئا، فبلغ البحتري،

مـا عـلـى لله الحمدأرى

الـذي الله قدر منيجـري

من العالم ذا كان ماعالمـي

من الدهر ذا وال يومادهري

في الحرمان يعترضمطلبي

في الخزاز ويحكمشعـري

بشر:وروى محمد بن داود، ألحمد بن الحارث، في إبراهيم ابن المدبر، وحاجبه وصاحب جميل وجه

صلف الملوك أمر كذاك

يختلف بالبشر تلقى فأنت

واللطف به يلقاهم وبشر

جـنـف الوجه حسن يا

ويا والفعال به سما وجه أكرم

شرف الفعال قبيح ويا

ال بالحاجب أمره كل الذي غث

نطف وبشر تبني فأنت

يهـدمـه ليس والذم والمدح

يأتلـف وذكر أبو بكر الخطيب، فقال: كان الخزاز ذا فهم ومعرفة، صدوقا، أسمع المدائني كتبه

كلها، وهو بغدادي، روى عنه السكري، وابن أبي الدنيا، وغيرهما. وكان كبير الرأس، طويل اللحية كبيرها، حسن الوجه، كبير الفم ألثغ، خضب قبل موته لسنة خضابا قانئا، فسئل عن ذلك، فقال: بلغني أن منكرا ونكيرا، إذا حضرا ميتا فرأياه خضيبا، قال منكر

لنكير: تجاف عنه.قوله:ومن سائر شعره

أرى ال امرؤ إنيأقرعه بالباب

حاجب دوني تنمر إذاالبـاب

رد في امرأ ألوم والشرف ذي

الكـاره ود أطالب والاآلبـي

Page 2: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

ولما قتل بغا التركي باغر التركي، وهاجت األتراك على المستعين بالله، وخافهم، وانحدر من سر من رأى إلى بغداد، في سنة إحدى وخمسين إلى مائتين

في المحرم، قال أحمد بن الحارث: قتلوا لئن لعمري

بـاغـرا باغر هاج لقد حربا

طحونا الخـلـيفة وفر

والـقـائدا يلتمسون بالليل ن

السفينـا قبل ببغداد وحل

الشـروق ما منه بهم فحل

يكرهونـا لـم السفينة فليت

تـأتـنـا الله وغرقها

والراكبـينـاهي قصيدة يذكر فيها الحرب وصفتها.

المدبر:وقال أحمد بن الحارث، في بشر حاجب إبراهيم ابن بشرا لك وتركنالبشر تركناك قد

من وقال: له كتابه، في النديم إسحاق بن محمد وذكره الخلفاء، أسماء والممالك. كتاب المسالك الكتب: كتاب

بني دولة في البحر مغازي والصحابة. كتاب وكتابهم، أقريطش. كتاب صاحب حفص أبي وذكر هاشم،

الله صلى النبي نهى ما األشراف. كتاب القبائل. كتاب نوادر السراري. كتاب أبناء كتاب عنه، وسلم عليه

مغازي البطون. كتاب كتاب مختصر الشعراء. كتاب وأزواجه. كتاب وسراياه وسلم عليه الله صلى النبي شحنة والنوادر. كتاب األخبار العباس. كتاب أبي أخبار

والرهان. كتاب الحالئب النسب. كتاب البريد. كتابالجاهلية. في وأخبارهم كعب، بن الحارث نسب جمهرة

الحسنالسكوتي بن أحمد كان النسابة، الكندي السكوتي الله عبد أبو إسماعيل بن

بالمقتدر. ثم بالمكتفي، اختصاص له الكوفي، النجار، بن جعفر بن محمد الحسن، أبو ذكره ثعلب عن أخذ ممن كان وقال: إنه الكوفة، تاريخ في

الترسل، حسن المجلس، مليح وكان األدب، من ممكنابعينه. النجار ابن لفظ هذا نفسه،

عبدة ابن قال: قال الله عبد أبي عن النجار، ابن وحكى حقيقة، على العرب أنساب النساب عرف النساب: ما

بها فأظهر النزاريات، الكميت قال حتى كثيرا، علما رأيت فما شعره، في نظرت ولقد بالعرب منه أعلم أحدا

Page 3: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

وأيامها. فكان شعره، جمعت هذا، سمعت الله: فلما عبد أبو قال

العرب. أليام التصنيف على عوني الله عبد ألبي أنا ورأيت العرب، مياه أسماء في كتابا

تام: غير ونقلتهالقاسم، بن الحسن، بن أحمد

أبي جد الفلكي، يلقب بكر، أبو علي أبو الحسن، بنالهمذاني. الحافظ الفلكي الفضل

التميمي، الحسين بن الحسن عن شيرويه: روى قال وأبي البزاز، سعد بن الحسن، بن علي الحسن، وأبي

الله عبد أبو ابناه عنه روى الحافظ، سهل بن عمر بكر،الحسن. الصقر وأبو الحسين،

قال: وكان إماما فن، كل في جامعا باألدب، عالما العلوم، وسائر والعروض، والنحو، علم في وخصوصا

لقب ولذلك له: الحاسب، يقال كان فإنه الحساب، الناس. مات عند ومنزلة حشمة ذا هيوبا، وكان بالفلكي،

ابن وهو وثالثمائة، وثمانين أربع سنة القعدة، ذي فيسنة. وثمانين خمس

اليمان بن محمد، بن الحسن، بن أحمد أن إال أديب، رجل الله، عبد أبو الديناري، الفتح، ابن الذي خطه، لحسن هو إنما له، وذكرنا الحط، عليه الغالب

الغاية. فيه بلغ الرحيم، عبد بن سعد أبو الدولة، عميد الوزير أبو وقال

عبد أبو والده أحمد: وكان بن الجبار، عبد ابنه أخبار في الديناري الله أبي على خطه بحسن يزور مكرما، مقدما مقلة، بن الله عبد أديب، ولد وله له، يفطن يكاد ال تزويرا

بابه. في ذكر الجبار، عبد يعلى له: أبو يقالشقير بابن يعرف الحسين، بن أحمد

الفرج، بن العباس، بن الحسين، بن أحمد هو بكر، أبو وكان ناصح، بن عبيد بن أحمد عن أخذ النحوي، مشهورا

في عنه. ومات عبيد بن أحمد عن الواقدي، كتب برواية المقتدر، خالفة في وثالثمائة، عشرة سبع سنة صفر

منها: تصانيف، وله السراج، بن بكر أبي طبقة في وهو والممدود. المقصور النحو. كتاب في مختصر كتاب

والمؤنث. المذكر كتاب إلى ينسب الذي الكتاب مسعدة: أن ابن كتاب في قرأت

Page 4: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

هذا. شقير ابن تصانيف من الجمل، ويسمى الخليل،وجها. أربعين على فيه: النصب قال: يقول

المقرئ مهران بن الحسين بن أحمد من القاسم: أصله أبو الحافظ قال النيسابوري، بكر أبو

عصره إمام الحاكم: هو نيسابور. قال سكن أصبهان، مجاب وكان القراء، من رأينا من وأعبد القراءات، في

سنة شوال، من والعشرين السابع في الدعوة. مات وثمانين ست ابن مات يوم وهو وثالثمائة، وثمانين إحدى ذلك في وتوفي الطاهرية، ميدان في عليه وصلينا سنة،

الفلسفة. صاحب العامري، الحسن أبو اليوم، قال: سمعت الزاهد، أحمد بن عمر الحاكم: فحدثني قال

بن الحسين بن بكر أبا رأى أنه يذكر أصحابنا، من الثقة دفن التي الليلة في المنام، - في الله - رحمه مهران

بك? فقال: الله فعل ما األستاذ قال: فقلت. أيها فيها، بحذائي، العامري الحسن أبا أقام وجل، عز الله إن

النار. من فداؤك وقال: هذا األشعري، موسى أبي إلى رفعه بإسناد الحاكم ذكر ثم

كان وسلم: "إذا عليه الله صلى الله رسول قال: قال األمة هذه من رجل كل الله أعطى القيامة، يوم من رجال

إذا الخبر النار". وهذا من فداؤك فيقول: هذا الكفار،الشرع. براهين من صار بالرؤيا، قرن

بن بكر أبا بنيسابور، مهران ابن الحاكم: سمع قال السراج العباس وأبا خزيمة، بن إسحاق، بن محمد، التصانيف: من الماسرجسي. وله العباس وأبا الثقفي،

كتاب عمرو، أبي قراءة كتاب الغاية، كتاب الشامل، كتاب االنفراد، كتاب القرآن، وقوف كتاب القرآن، غرائب

اختالف كتاب التحقيق، شرح كتاب المعجم، شرح كتاب واالبتداء، الوقف كتاب اآليات، رؤوس كتاب السور، عدد

كتاب علل كتاب عمرو، بن الله عبد قراءة كتاب واالنفراد، االتفاق كتاب القرآن، آيات كتاب المبسوط،

والمبادئ. المقطع كتاب يقول: قرأت مهران بن بكر أبا الحاكم: سمعت قال

الصفار حامد، بن أحمد، بن محمد علي، أبي على وقال: قرأت آخره، إلى أوله من القرآن المقرئ،

بن محمد بكر، أبي على آخره، إلى أوله من القرآن على قال: قرأت ببغداد، الهاشمي موسى بن سليمان،

بن سعيد، بن خالد، ابن محمد بن الرحمن، عبد بن قنبل

Page 5: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

النبال، الحسن أبي على المكي. وقال: قرأت خرجة وقرأ واضح، بن وهب اإلخريط ابن على قرأ أنه وأخبرني بن الله، عبد بن إسماعيل على اإلخريط، ابن

عباد، بن شبل على قسطنطين، ابن وقرأ قسطنطين، الله عبد على قرأا أنهما فأخبراه مسكان، بن ومعروف

كعب، بن أبي عن عباس، ابن عن مجاهد، عن كثير، بنوسلم. عليه الله صلى الله رسول عن

األديب، مهران بن الحسين، بن الحاكم: ومحمد قال شيرويه بن الله عبد سمع بكر، أبي أخو الكاتب، الفقيه

إسحاق، بن محمد بكر، أبي من الكتب وسمع وأقرانه، ثمان سنة شعبان، في وأقرانه. ومات خزيمة ابن

سنة. وثمانين نيف ابن وهو وثالثمائة، وخمسينالضرير سعيد أبو خالد، أبي بن أحمد

البغدادي، رأيت في فوائد أبي الحسين، أحمد بن فارس، بن زكريا اللغوي، صاحب كتاب المجمل ما صورته: وجدت في تفسير أبي موسى، محمد بن

المثنى العنزي، ولم أسمعه، حدثني أبو معاوية الضرير، محمد بن حازم، حدثنا إسماعيل، روى عن أبي صالح،

هكذا أسماه، وقد سماه السالمي، كما ذكرناه في الترجمة، والذي ترجمناه أصح، ألني رأيته في مواضع

أخر موافقا له، والله أعلم. قال األزهري: كان طاهر بن عبد الله، بن طاهر، استقدمه من بغداد إلى خراسان، وقام بنيسابور

وأملى بها المعاني، والنوادر، ولقي أبا عمرو الشيباني، وابن األعرابي، وكان يلقي األعراب

الفصحاء، الذين استوردهم ابن طاهر نيسابور، فيأخذعنهم، وكان شمر، وأبو الهيثم يوثقانه.

ونقلت من كتاب نتف الطرف، تأليف أبي علي الحسين، بن أحمد السالمي، صاحب كتاب والة

خراسان، وقد ذكرناه في بابه، قال: خرج أبو سعيد الضرير، عن أبي عبيد، من غريب الحديث جملة مما غلط فيه، وأورد في تفسيره فوائد كثيرة، ثم عرض ذلك على عبد الله بن عبد الغفار، وكان أحد األدباء،

فكأنه لم يرضه، فقال ألبي سعيد: ناوني يدك، فناوله يده، فوضع الشيخ في كفه متاعه، وقال: اكتحل بهذا

يا أبا سعيد، حتى تبصر، فكأنك ال تبصر، ثم قال: سمعت أبا جعفر، محمد بن سليمان الشرمقاني قال:

Page 6: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

سمعت أبا سعيد الضرير يقول، كان يقال: إذا أردت أن تعرف خطأ أستاذك فجالس غيره، وله تصانيف: منها كتاب الرد على أبي عبيد في غريب الحديث، وكتاب األبيات. قال السالمي: حدثني أبو العباس، محمد بن أحمد الغضاري، قال: حدثني عمي محمد بن الفضل، وكان قد بلغ مائة وعشرين سنة، قال: لما قدم عبد

الله بن طاهر نيسابور، وأقدم معه جماعة من فرسان طرسوس وملطية، وجماعة من أدباء األعراب، منهم عرام، وأبو العميثل، وأبو الميسجور، وأبو العجنس،

وعوسجة، وأبو الغدافر وغيرهم، فتفرس أوالد قواده وغيرهم بأولئك الفرسان، وتأدبوا بأولئك األعراب،

وبهم تخرج أبو سعيد الضرير، واسمه أحمد بن خالد، وكان وافى نيسابور مع عبد الله ابن طاهر، فصار بهم إماما في األدب، وقد كان صحب بالعراق أبا عبد الله، محمد بن زياد األعرابي، وأخذ عنه، فبلغ ابن األعرابي،

أن أبا سعيد يروى عنه أشياء كثيرة مما يفتي فيه، فقال لبعض من لقيه من الخراسانية: بلغني أن أبا

سعيد يروي عني أشياء كثيرة، فال تقبلوا منه ذلك، غير ما يرويه من أشعار العجاج ورؤبة، فإنه عرض ديوانهما

علي وصححه. وحدث عن الغضاري، عن عمه قال: اختصم بعض

األعراب اللذين كانوا مع عبد الله بن طاهر، في عالقة بينهم إلى صاحب الشرطة بنيسابور، فسألهم بينة

وشهودا يعرفون، فأعجزهم ذلك: فقال أبو العيسجور: منا يبغ إن شهودا

لـنـا يشهـدون غـير لنـا شهود فال

األعـاريب يبغي وكيفمـعـرفة بنيسابـور

أرض بين داره منواللوب الحزن

قرأت بخط عبد السالم الصري، في كتاب محمد بن أبي األزهر. قال: حدثني وهب بن إبراهيم، خال عبيد الله، بن سليمان ابن وهب، قال: كنا يوما بنيسابور في مجلس أبي سعيد العفوف، وكان أبو سعيد عالما باللغة جدا، إذ هجم علينا مجنون من أهل قم،

فسقط على جماعة من أهل المجلس، فاضطرب الناس لسقطته، ووثب أبو سعيد، ال يشك أن آفة لحقتنا من سقوط جدار، أو شرود بهيمة، فلما رآه المجنون على تلك

الحال، قال: الحمد لله رب العالمين، على رسلك، يا شيخ ال ترع، آذاني هؤالء الصبيان، وأخرجوني عن طبعي، إلى ما ال أستحسنه من غيري، فقال أبو سعيد: امتنعوا عنه

عافاكم الله، فوثبنا وشردنا من كان ورجعنا، فسكت ساعة ال يتكلم، إلى أن عدنا إلى ما كنا فيه من المذاكرة، وابتدأ بغضنا بقراءة قصيدة من شعر نهشل بن جرير

قوله:التميمي، حتى بلغ يعـقـد ولـم فآبا الموت خاضا غالمان

Page 7: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

يد وراءهـمـاجانب كل من يلقيا متى فـال قـرنـا

أنـه بـد من مكروه سيلقاه

أسـود المـوت فما استتم هذا البيت حتى قال: قف يا أيها القارئ، تتجاوز المعنى وال تسأل عنه، ما معنى قوله: ولم وراءهما يد? فأمسك من حضر عن القول، فقال: قل يا شيخ، فإنك المنظور إليه، والمقتدى به، فقال أبو سعيد: يقول: إنهما رميا بأنفسهما في الحرب

أقصى مراميها، ورجعا موفورين لم يؤسرا، فتعقد أيديهما كتفا، فقال: يا شيخ، أترضى لنفسك بهذا الجوب? فأنكرنا ذلك على المجنون، فنظر بعضنا إلى بعض، فقال أبو

سعيد: هذا الذي عندنا، فما عندك? فقال: المعنى يا شيخ، آبا، ولم تعقد يد بمثل فعلهماالشاعر:بعدهما، ألنهما فعال ما لم يفعله أحد، كما قال

تميم عدت إذا قرممعـا

عدوه ساداتهابالخنصر

ثياب الله ألبسهالـنـدى

ولم عنه تطل فلمتقصر

قوله:أي خلقت له، وقريب من األول من مذحج بنو قومي

األمم خير يصعدون ال قدما

قـدم علـى يعني أنهم يتقدمون الناس، وال يطئون على عقب أحد، وهذان فعال ما لم يعطه أحد، فلقد رأيت أبا سعيد وقد احمر وجهه، واستحيا من أصحابه، ثم غطى المجنون رأسه، وخرج وهو يقول: يتصدرون ويغرون الناس من أنفسهم، فقال أبو سعيد بعد خروجه: اطلبوه، فإني

أظنه إبليس، فطلبناه فلم نظفر به. قال الشافعي: حدثني أبو جعفر الشرمقاني قال: كان أبو سعيد الضرير مثريا ممسكا، ال يكسر رأس رغيف له، إنما يأكل عند من يختلف إليهم، لكنه كان أديب النفس، عاقال. حضر يوما مجلس عبد الله بن طاهر، فقدم إليه طبق عليه قصب السكر، وقد قشر وقطع

كاللقم، فأمره عبد الله ابن طاهر أن يتناول منه، فقال أبو سعيد: إن لهذا لفاظة ترتجع من األفواه، وأنا

أكره ذلك في مجلس األمير، - أيده الله - فقال عبد الله: تناول، فليس بصاحبك من احتشمك واحتشمته، أما إنه لو قسم عقلك على مائة رجل، لصار كل رجل منهم عاقال، وقيل: إن هذا الكالم جرى بين الضرير،

وبين أبي دلف في مجلسه. وحدث قال: حدثني الغضاري قال: كان أبو سعيد الضرير، يختار المؤدبين ألوالد قواد عبد الله بن طاهر، ويبين مقدار أرزاقهم،

ويطوف عليهم، ويتعهد من بين أيديهم من أولئك

Page 8: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الصبيان، فاستقبله يوما في ميدان الحسين بعض أولئك المؤدبين، فقال له: يا فالن، من أين وجهك? قال: من شاذياخ. قال زد فيه ألفا والما، فقال من شاذيا خال، فقال أبو سعيد: اللهم غفرا، زدهما في

أول الحرب، ويلك، فقال: ألف الم شاذياخ، فقال صم صداك، كم رزقك? قال سبعين درهما، فقال: يصرف

ويبدل به غيره، وهو صاغر صد. وحدث الحاكم في كتاب نيسابور: سمعت أبا زكريا

يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت أبي يقول: لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر والية خراسان، سنة سبع عشرة ومائتين، وناوله العهد بيده قال: حاجة يا

أمير المؤمنين، قال: مقضية، قال: يسعفني أمير المؤمنين في استصحاب ثالثة من العلماء، قال: من هم? قال: الحسين ابن الفضل البجلي، وأبو سعيد

الضرير، وأبو إسحاق القرشي. فأجابه إلى ذلك، فقال عبد الله: وطبيب يا أمير المؤمنين، فليس في خراسان طبيب حاذق. قال: من? قال: أيوب الرهاوي. فقال يا

أبا العباس: لقد أسعفناك بما التمسته. قود أخليت العراق من األفراد، قال: فقدم الحسن بن الفضل

بنيسابور، وابتاع بها دارا مشهورة بباب غزرة، فبقي يعلم الناس العلم، ويفتي، إلى أن مات في شعبان،

سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وهو ابن مائة سنة وأربع سنين، ودفن في مقبرة الحسين ابن معاذ، قال: ولو

كان في بني إسرائيل لكان من عجائبهم، يعني الحسين بن الفضل. ذكر ذلك كله في ترجمة الحسين

بن الفضل. قرأت بخط األزهري من كتاب نظم الجمان للمنذري، سمعت أبا عبد الله المعقلي المزني يقول: سمعت أبا سعيد الضرير يقول: كنت أعرض على ابن األعرابي أصول الشعر، أصال أصال، وعرض عليه - وأنا أحضر - شعر الكميت في المجالس التي كان يحضرها، قال: فحفظته بعضره، وحفظت النكت التي أفاد فيها، فقال لي ابن األعرابي يوما: لم تعرض علي فيما عرضت شعر الكميت، فقلت له: عرضه عليك فالن فحفظته بعرضه، وحفظت ما أفدت فيه من الفوائد والنكت والمعاني، وجعلت أنشده، وأعرفه من تلك

النكت، فعجب.

Page 9: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

وقال أبو سعيد الضرير: سألني أبو دلف عن بيت امرئالقيس:

بصفرة البياض المقاناة كبكر قال: أخبرني عن البكر، هي المقاناة أم غيرها? قال: قلت هي هي: قال: أفيضاف

الشيء إلى صفته? قلت: نعم، قال: وأين? قلت: قد قال الله تعالى: "ولدار اآلخرة" فأضاف الدار إلى اآلخرة، وهي هي بعينها، والدليل على ذلك، أنه قال في سورة

لجرير:أخرى: "وللدار اآلخرة" قال: أريد أشفى من هذا? فأنشدته هوى إن ضب يا

أضلكم القيون أعور شيعة كضالل

الدجـالوتند بن داود بن أحمد

أبو حنيفة الدينوري، أخذ عن البصريين والكوفيين، وأكثر أخذه عن ابن السكيت. وكان نحويا لغويا،

مهندسا منجما حاسبا، راوية ثقة فيما يرويه ويحكيه. مات في جمادى األولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين،

وجدت ذلك على ظهر كتاب النبات من تصنيفه، ووجدت في كتاب عتيق: مات أحمد بن داود أبو حنيفة الدينوري. قبل سنة تسعين ومائتين، ثم وجدت على

ظهر النسخة التي بخط ابن المسبح، بكتاب النبات، من تصنيف أبي حنيفة، توفي أبو حنيفة أحمد بن داود

الدينوري، ليلة االثنين، ألربع بقين من جمادى األولى، سنة ثمانين ومائتين، ووجدت في كتاب الوفيات، ألبي عبد الله محمد بن سفيان بن هارون، بن بنت جعفر، بن محمد الفريابي البغدادي، مات أبو حنيفة أحمد بن داود، بن وتند، صاحب كتاب النبات، في سنة إحدى وثمانين ومائتين. قال أبو حيان في كتاب تقريظ

الجاحظ: ومن خطه الذي ال أرتاب فيه نقلت، قال: قلت ألبي محمد األندلسي، يعني عبد الله بن حمود

الزبيدي، وكان من عدد أصحاب السيرافي، وله في هذا الكتاب ذكر، قد اختلفت أصحابنا في مجلس أبي سعيد

السيرافي، في بالغة الجاحظ، وأبي حنيفة صاحب النبات، ووقع الرضا بحكمك، فما قولك? فقال أنا

أحقر نفسي عن الحكم لهما وعليهما، فقال: البد من قول. قال: أبو حنيفة أكثر ندارة، وأبو عثمان أكثر

حالوة، ومعاني أبي عثمان الئطة بالنفس، سهلة في السمع، ولفظ أبي حنيفة أعذب وأغرب، وأدخل في أساليب العرب، قال أبو حيان: والذي أقول وأعتقد وآخذ به، وأسنهم عليه، أني لم أجد في جميع من

تقدم وتأخر ثالثة: لو اجتمع الثقالن على تقريظهم،

Page 10: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

ومدحهم، ونشر فضائلهم، في أخالقهم وعلمهم، ومصنفاتهم ورسائلهم، مدى الدنيا إلى أن يأذن الله بزوالها، لما بلغوا آخر ما يستحقه كل واحد منهم، أحدهم: هذا الشيخ، الذي أنشأنا له هذه الرسالة،

وبسببه جشمنا هذه الكلفة، أعني أبا عثمان، عمرو بن بحر. والثاني: أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري، فإنه من نوادر الرجال، جمع بين حكمة الفالسفة، وبيان

العرب، له في كل فن ساق وقدم، ورواء وحكم، وهذا كالمه في األنواء، يدل على حظ وافر من علم النجوم، وأسرار الفلك، فأما كتابه في النبات فكالمه فيه، في

عروض كالم آبدي بدوي، وعلى طباع أفصح عربي، ولقد قيل لي: إن له في القرآن كتابا، يبلغ ثالثة عشر مجلدا، ما رأيته، وإنه ما سبق إلى ذلك النمط، هذا مع ورعه وزهده، وجاللة قدره، وقد وقف الموفق عليه، وسأله وتحفى به. والثالث: أبو زيد أحمد بن سهل

البلخي، فإنه لم يتقدم له شبيه في األعصر األول، وال يظن أنه يوجد له نظير في مستأنف الدهر، ومن تصفح

كالمه في كتاب أقسام العلوم، وفي كتاب أخالق األمم، وفي كتاب نظم القرآن، وفي كتاب اختيار

السير، وفي رسائله إلى إخوانه، وجوابه عما يسأل عنه، ويبده به، علم أنه بحر البحور، وأنه عالم العلماء، وما رئي في الناس، من جمع بين الحكمة والشريعة

سواه، وإن القول فيه لكثير، ولو تناصرت إلينا أخبارهما، لكنا نحب أن نفرد لكل واحد منهما تقريظا

مقصورا عليه، وكتابا منسوبا إليه، كما فعلت بأبيعثمان.

قرأت في كتاب ابن فرجة: المسمى بالفتح، على أبيالفتح، في تفسير قول المتنبي:

تشبيهي عنك فدعوكأنـه بما

وما فوقي أحد فمامثلي أحد

وقال فيه: ما لم يرضه ابن فرجة، ونسبه إلى أنه سأل عنه أبا الطيب، فأجاب بهذا الجواب، فأورد ابن فرجة هذه الحكاية: زعموا أن أبا العباس المبرد ورد الدينور زائرا لعيسى ابن ماهان، فأول ما دخل عليه وقضى سالمه، قال له عيسى: أيها الشيخ، ما الشاة المثمة، التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل لحمها? فقال هي الشاة

الراجز:القليلة اللبن، مثل اللجبة. فقال: هل من شاهد? قال: نعم قول الحميد آل من يبق لم

نسمه لجبة عنيز إال

مجثـمـه

Page 11: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

دخل، فلما الدينوري، حنيفة ألبي يستأذن بالحاجب فإذا عن نهينا التي المجثمة، الشاة ما الشيخ، له: أيها قال وذبحت ركبها على جثمت التي لحمها? فقال: هي أكل العراق، شيخ تقول? وهذا فقال: كيف قفاها، خلف من

وهي اللجبة، مثل يقول: هي المبرد العباس أبا يعني حنيفة: أيمان أبو فقال البيتين، وأنشده اللبن، القليلة هذا سمعه التفسير، هذا كان إن حنيفة، أبا تلزم البيعة

هذه، لساعتهما إال البيتان كان وإن قرأه، أو الشيخ عليك أرد أن أنفت فإنني حنيفة، أبو الشيخ فقال: صدق

ال عنه تسألني ما فأول شاع، قد ما وذكري العراق، من قال البهت وترك اإلقرار، هذا منه فاستحسن أعرفه،

الطيب أبو كان إن العلي، بالله أحلف فرجة: وأنا ابن حكاه الذي الجواب، هذا فأجاب البيت، هذا عن سئل قط

إال كان وإن جني، ابن متزيدا - عفا يدعيه، فيما مبطال هذا، من أحسن به واإلقرار - فالجهل له وغفر عنه، الله

الكتب من فقال: وله النديم إسحاق بن محمد وذكره كتاب العامة، فيه يلحن ما كتاب الباه، المصنفة: كتاب

في البحث كتاب الفصاحة، كتاب والشعراء، الشعر كبير، البلدان كتاب والمقابلة، الجبر كتاب الهند، حساب على الرد كتاب مثله، معناه في يصنف لم النبات، كتاب األخبار كتاب والتفريق، الجمع كتاب األصفهاني، لغزة

إصالح كتاب الجبر، نوادر كتاب الوصايا، كتاب الطوال، أبو قال الكسوف، كتاب والزوال، القبلة كتاب المنطق،

القرآن. تفسير في كتاب حيان: ولهاألندلسي رشيق بن أحمد

من أبوه وقال: كان الحميدي ذكره العباس، أبو الكاتب إلى وانتقل بمرسية، هو ونشأ شهيد، بني موالي

صناعة في وبسق فيه، وبرز األدب وطلب قرطبة، وتقدم نهايته، على المتفق الخط حسن مع الرسائل، الفقه إلى ومال العلوم، سائر في وشارك فيهما

وقدمه منزلة، أبلغ الدنيا رياسة من وبلغ والحديث، العامري الله عبد بن مجاهد الجيش أبو الموفق األمير

من عنده، ذلك له أكدت ألسباب دولته، في من كل على وكان النشأة، في والصحبة والنصيحة والثقة، المودة

العدل نظر فيها كان التي الجهة أمور في ينظر العلماء ويجمع والحديث، بالفقه ويشتغل والسياسة، من رأينا وما جهده، األمور ويصلح ويؤثرهم، والصالحين

Page 12: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

مفرطة، هيبة من مجراه، يجري من الرياسة أهل األربعين بعد مات القدرة، مع به، عرف وحلم وتواضع

مجموعة رسائل كتاب وله عالية، سن عن وأربعمائة، عيسى بن موسى عمران أبي إلى رسالة منها متداولة،

الرحمن عبد بن بكر وأبي الفاسي، نجح حاج أبي بن تراجم على وكتاب بينهما، اإلصالح في القيروان فقيهي

رأيته وقد منه، أشكل ما ومعاني للبخاري، الصحيح كتاب ولم قام، ثم أطرق الحكم مجلس في غضب إذا مرة غير

بكر أبي حديث إلى يذهب كان فظننته اثنين، بين يتكلم حاكم يحكم وسلم: "ال عليه الله صلى الله رسول عن الغضب عند قيامه أن غضبان" وظننت وهو اثنين بين

القدماء المصنفين بعض رأيت حتى إليه، سبق ما شيء في غضبي قال: إنما أنه حبيب أبي بن يزيد عن حكى قد

ومضيت. أخذتهما أكره ما سمعت إذا نعلي،الحسن أبو رضوان بن أ؛مد

علي أبي أصحاب عن النحو أخذ ممن أظنه النحوي،الفارسي.

خيثمة أبو زهير بن أحمد هو أبو بكر، أحمد بن أبي خيثمة، زهير بن حرب، ابن شداد، النسائي األصل، سمع أبا

نعيم الفضل ابن دكين، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأخذ علم النسب عن مصعب بن عبد الله الزبيري، وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني، واألدب عن محمد

بن سالم الجمحي، ومات في شوال سنة تسع وسبعين ومائتين، في خالفة المعتمد على الله، عن أربع وتسعين سنة، ذكر ذلك كله الخطيب، قال: وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه، وكثر فائدته، قال: وال أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي ألفه

أحمد بن خيثمة، وكان ال يرويه إال على الوجه، فسمعه منه الشيوخ األكابر، كأبي القاسم البغوي ونحوه، قال: واستعار أبو العباس ابن محمد بن إسحاق السراج من أبي

بكر بن أبي خيثمة شيئا من التاريخ، فقال: يا أبا العباس علي يمين أن ال أخذت بهذا الكتاب إال على الوجه، فقال أبو العباس وعلي عزيمة أن ال أكتب إال ما اشتهيه فرده

خيثمة:عليه، ولم يحدث في تاريخه عنه بحرف، وأنشد الخطيب البن أبي من اهتجارك قالوا

تساله تهواه لي فما هجرت فقد

أساله لست في ير لم كان من

الهوى هذا أثرا آثـار لـيرى فليلقنـي

بـلـواه يلق يلقني من

بصبوتـه مرهونا الـدهـر يفـك ال متيما

قـيداه بالـحـب شفه متيم

مـالـكـه الـذي يشـاء ولـو

داواه أدواه أكثر الكتاب، كبير خيثمة أبي ابن الخطيب: وكان قال

السماع. عنه الناس

Page 13: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

قال: وتسعين، سبع سنة مات الفرغاني: أنه كتاب في من التاريخ صاحب خيثمة أبي ابن مات شوال آخر وفي

وله وأيامهم، الناس بأخبار معرفة له وكانت سكتة، وكان بالقدر، القول إلى ينسبونه الناس كان مذهب،

عيسى. بن بعلي مختصاالكاتب الحسين أبو سعد بن أحمد

ذكره حمزة في أهل أصبهان، فقال ندب في أيام القاهر بالله إلى عمل الخراج أبو الحسين أحمد بن سعد، فورد أصبهان غرة جمادى األولى، سنة إحدى وعشرين

وثالثمائة، وعزل عنها أبو علي بن رستم في جمادى اآلخرة من هذه السنة، ثم قدم أبو الحسين بن سعد من فارس متقلدا لتدبير البلد، وعمل الخراج، من قبل األمير علي

ابن بويه، يعني عماد الدولة، في جمادى األولى سنة ثالث وعشرين وثالثمائة، ثم صرف في سنة أربع وعشرين. قال: ثم رد جباية الخراج في أربع وعشرين إلى أبي القاسم سعد بن أحمد بن سعد، قال ثم إن أبا الحسين عزل في شوال من هذه السنة، لم يذكره بعد ذلك، وعد فضالء أصبهان من أصحاب الرسائل، ثم قال: وأما أبو مسلم

محمد، وأبو الحسين أحمد بن سعد، فقد استغنينا بشهرة هذين وبعد صوتهما في كور المشرق والمغرب، وعند كتاب الحضرة، وإجماع أهل الزمان على فضلهما عن

وصفهما، وعامة الرسائل لهما، ثم ذكره في المصنفين فقال: له من الكتب، كتاب االختيار من الرسائل، لم يسبق إلى مثله، وكتاب آخر في الرسائل، سماه فقر البلغاء،

وكتاب الحلي والثياب، وكتاب المنطق، وكتاب الهجاء، قرأت في كتاب عتيق. حدثني شيخ كبير قال: تنبأ في مدينة أصبهان رجل في زمن أبي الحسين بن سعد، فأتي به، وأحضر العلماء والعظماء والكبراء كلهم فقيل له من أنت? فقال: أنا نبي

مرسل، فقيل له: ويلك: إن لكل نبي آية، فما آيتك وحجتك? فقال: ما معي من الحجج لم يكن ألحد قبلي من األنبياء والرسل، فقيل له: أظهرها: فقال: من كان منكم له زوجة حسناء، أو بنت جميلة، أو أخت صبيحة، فليحضرها إلي أحبلها بابن في ساعة

واحدة، فقال أبو الحسين بن سعد: أما أنا فأشهد أنك رسول، وأعفني من ذلك، فقال له رجل: نساء ما عندنا: ولكن عندي عنز حسناء، فأحبلها لي: فقام يمضي، فقيل له إلى أين? قال أمضي إلى جبرائيل وأعرفه أن هؤالء يريدون تيسا، وال حاجة بهم إلى

نبي، فضحكوا منه وأطلقوه وأنشد لإلصبهاني أبي الحسين هذا أشعارا منها في جوابمعمى:

له أصفي أخ رماني الود جـاهـدا

بالـمـودة يتطوع ومنيحـمـد

علـى تعيي بداهبةعـالـم كـل

المعمى بوجهمـؤيد بالـصـواب

الوحش سرب وحملسره والطير

بـبـيداء تكـرا وأرسلهاقـردد

وهو قلبي فانهضتجارح نفس في

يغد ومن يومايصطـد بالجوارح

الصنفين لي فحاشأرنـب بين من

الوحوش يقودوهـدهـد طائعات

أسراب لنا يسوقتتـابـعـت طير

مثل نسق علىالمنـضـد الجمان

وعادت حتى بالزجر ومزقتها عباديدا

Page 14: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

مـبـدد بشـمـلتـحـولـت بالفكر وراوضتها

تـذلـلـت حتى مسمح فمن طوعا

متجـلـد ومن السر فأخرجت

وأنـشـدت الخفي رهين قريض

دد ذي بالصـبـابة لكالخمـر وإياها وإني

والـفـتـى منهـا يستطع متى

يزدد الـزيادةالعميد:وله في الفضل محمد بن الحسين بن

بـالـهـم أفردنـي البينوالـكـمـد

الثكل حر جدد والبينكـبـدي فـي

من لي صار من فارقت واحدي عوضا

تجعلـنـهـا ال رب يااألبـد فـرقة

نفسي حشاشة أمسكبـهـا يطيف أن

بعد الدهر من كيدلـلـولـد الفـقـد

غـير فإني الحياة في المـغـتـبـط

انقصاف بعد بالعيشوالعضـد الظهر

الخلف لي ابق بلحيطـتـه المأمول

وأطـفـال عـيال علـىعـدد ذوي

في ضيعة يروا أن منالبلـد عرصة

كف في نهزة يروا وأنمضطـهـد

وحسب رجائي ربي المرء معتمدا

وصنع العميد نجلالصمد الواحد

وله إلى أبي الحسين بن لرة، في مملوك له أسود كانتبناه:

بشرى فديتك حذرتـبـرزه من

لفعة عليه أخاف إنيالـعـين

طرة منه لك بدت إذاسـبـلـت

وتحريف الجبين علىكنـونـين

حسبت تما بدا بدرافـأكـلـفـه

في نشرت غمامةثوبين األرض

في خط كأنماقـلـم أصداغـه

جاءا خطين بالحبرقوسـين نحو

غـير منـه ذلك لكندافـعـه

بعد وعن القبول عنالشـين من

وهذه قطعة شعر ألبي الحسين بن سعد على أربع قواف كلما أفردت قافية كان شعرااألبيات.برأسه إلى آخر

Page 15: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

قطعتها وبلدةبـضـامـر

عـيرانة خفيددركـوب

سهرتـهـا وليلةلـزائر

مواصل ومسعدحـبـيب

وصلتها وقينةبطـاهـر

العال ترب مسودنجـيب

أرشدتها غوت إذابخاطر

وهاجس مسددمصـيب

باكرتها وقهوةلـفـاجـر

دينه في عتد، ذيوروب

كسرتها سورتهابماطـر

جمة من مبردالقـلـيب

بختها خصم وحرببكائر

قومه في عدد ذيمهيب

سفتها بل معودابـبـاتـر

الطلى يفري مهندرسوب

نلتها حظوظ وكمقادر من

بصنعة ممجدالـقـريب

في شكرتها إذ كافيةسامر

للملك ومشهدالـرقـيب

الدمشقي الله عبد بن سعيد بن أحمد أبو الحسن، نزل ببغداد، وحدث عن الزبير بن بكار بالموفقيات وغيرها من مصنفاته،

وكان مؤدب ولد المعتز، واختص بعبد الله بن المعتز، روى عنه إسماعيل الصفار وغيره، وكان صدوقا، مات سنة ست وثالثمائة، ذكره المرزباني في كتابه، فقال: أبو بكر محمد ابن القاسم األنباري: حدثني أحمد بن سعيد، قال: كنت أؤدب أوالد المعتز، فتحمل أحمد بن يحيى بن جابر البالذري على قبيحة أم المعتز بقوم سألوها أن تأذن له في أن يدخل إلى ابن المعتز وقتا من النهار، فأجابت أو كادت تجيب، فلما اتصل الخبر بي جلست في منزلي غضبان مفكرا لما بلغني عنها، فكتب إلي أبو العباس عبد الله

سنة.بن المعتز، وله ثالث عشرة سعيد ابن يا أصبحت

مكرمة حزت من يقصر عنها

وينتـعـل يحفى قد حكمة سربلتنيشـيمـي هذبت

ذهني غرب وأججتمشتعل فهو

قسا شئت إن أكونخطابـتـه في

أو يوم وهو حارثامرتجل الفخر

فـي فكزيد أشأ وإنفـرائضـه

ما نعمان مثل أوالحيل بي ضاقت

الخليل أو الكسائي أو عروضيا نحـويا

Page 16: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

عـلـل لـهفـطـن أخـا ذهني بداهة تغلي

مركبـهـا في عـرفـت ما كمثل

األول آبـائي ما صارم فمي وفي

أحـد سـلـه ما فدرى غمده من

والجذل العيش ال طويل شكر عقباك

لـه نـفـاد مـا معالمه تبقى

اإلبـل أطـت كان حلزة، بن والحارث اإليادي، ساعدة ابن قس: هو

األنصاري، ثابت بن وزيد ببينها، آذنتنا قصيدة ارتجل وحدث والفقه، الرأي صاحب حنيفة، والنعمان: أبو أيضا

الدمشقي سعيد بن أحمد إلى المعتز ابن قال: كتب وابا كنت ما بمثل عندك نعمتي فيه: قيد استزاده كتاب عن

تحب ما واستدم الظن، أسباب عنها وذب به، استدعيتهامنك. أحب بما مني،

الدمشقي، إلى المعتز ابن وكتب كان اعتذار عن جوابا ال عنه: والله المعتز ابن بلغ شيء في الدمشقي، من

فلك من إليك إحساني تبع وال كفر، مني إحسانك قابل إلى أبسطها ال وأخرى نفعك، عن أقبضها ال يد مني

ذل عن وجهك أصون فإني يسخطني ما ظلمك،االعتذار.

شاهين بن سعيد بن أحمد ابن شاهين بن سعيد بن أحمد هو العباس، أبو البصري،

هو فقال النديم، إسحاق بن محمد ربيعة: ذكره بن علي العرب، قالته ما الكتب: كتاب من وله األدب، أهل من

العامة. أفواه في وكثرحزم بن سعيد بن أحمد

الحميدي ذكره عمر، أبو المنتجيلي، األندلسي الصدفي أحمد بن محمد منهم جماعة باألندلس فقال: سمع

إبراهيم بن إسحاق فسمع ورحل غيره، وذكره الزراد، بابن المعروف المصري، عيسى بن وأحمد النعمان، بن

كبيرا، الرجال، تاريخ كتاب وألف وغيرهما عجينة، أبي أهل في الناس أقوال من أمكنه ما جميع فيه جمع

المعروف أحمد، بن خلف منه سمعه والتجريح العدالة المعروف األشبيلي، محمد بن وأحمد جعفر، أبي بابن

يكمل لم إنه البر: ويقال عبد ابن قال الحزاز، بابن خمسين سنة الصدفي عمر أبو ومات لهما، إال سماعه

Page 17: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الناس بعض وذكر الحميدي، كتاب من هذا كل وثالثمائة، أبا ويكنى قرطبة، أهل من الحارث، بن جعفر ولد من أنه

والتاريخ، الحديث وجمع والسنن، باآلثار عني عمرو، ثوابة، بن أحمد منهم باألندلس، جماعة عنه وروى

المشرق، إلى ورحل وطبقتهم، العزيز، عبد بن وأسلم ارعيني، عبادة ابن أحمد مع وثالثمائة عشرة إحدى سنة

المنذر بن بكر وأبي العقبلي، جعفر أبي من بمكة فسمع إبراهيم، بن محمد جعفر، أبي والديبلي اإلشراق، صاحب على بمصر وسمع وغيرهم، األعرابي بن سعيد وأبي

سليمان، بن الربيع بن محمد الله عبد أبو منهم جماعة، ابن محمد بن ومحمد نصر، بن أحمد من وبالقيروان

فصنف األندلس، إلى انصرف ثم اللباد، في تاريخا إلى يحدث يزل ولم عليه، قرئ الغاية فيه بلغ المحدثين،

اآلخرة جمادى من بقين لتسع الخميس ليلة مات، أن لخمس الجمعة يوم ومولده وثالثمائة، خمسين سنةومائتين. وثمانين أربع سنة اآلخر ربيع شهر من خلون

الله عبد أبو الطوسي سليمان بن أحمد ابن محمد بن داود بن سليمان بن أحمد الله، عبد أبو هو

بن الفضل العباس أبي واسم الطوسي، العباس وكان حكيم، بن سنان بن المهاجر، بن سليمان فاضال

وعشرين اثنتين سنة صفر في الخطيب ذكره فيما مات شاذان: قال ابن سنة. قال وثمانين ثالث عن وثالثمائة

أبو عنه روى ومائتين، أربعين سنة ولدت الطوسي كتاب صاحب اإلصبهاني الفرج وأبو شاهين، ابن حفص

صدوقا. وكان المرزباني الله عبيد وأبو األغاني بقنينة المعروف الله عبد أبو المباشر طاهر ابن حدث

سليمان علينا يقول: قدم بمكة داود بن الخضر سمعت فرغ قد الزبير وكان البريد، على وهو الطوسي داود ابن

كثيرة، هدايا الطوسي إليه فأهدى النسب، كتاب من سليمان: أحب له فقال النسب، كتاب الزبير إليه فأهدى ابن أحمد ابنه وسمع عليه، فقرأه علي، تقرأه أن

ابن بكر أبو عنه فروى الكتاب، جميع أبيه مع سليمان المرزباني الله عبد وأبو شاهين، بن حفص وأبو شاذان،

والمخلص.وهب بن سليمان بن أحمد

ابن سعيد الكاتب، أبو الفضل، وأبوه أبو أيوب سليمان بن وهب الوزير، وعمه الحسن بن وهب معروفان مشهوران، مذكوران في هذا الكتاب، ونسب هذا البيت مستقصى

Page 18: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

في ترجمة الحسن بن وهب، مات فيما ذكره أبو عبد الله في كتاب معجم الشعراء في سنة خمس وثمانين ومائتين، وكان أبو الفضل هذا بارعا فاضال ناظما ناثرا، قد تقلد

األعمال، ونظر للسلطان في جباية األموال، وأخوه عبيد الله بن سليمان، والقاسم بن عبيد الله وزير المعتضد والمكتفي، وألحمد من التصنيفات: كتاب ديوان شعره، وكتاب

ديوان رسائله. حدث الصولي قال: وجدت بخط بعض الكتاب أن أحمد ابن سليمان سأل صديقا له

فقال:حاجة فلم يقضها له إني مرة نعم لي قل

بها أسر أرجوه ما عداني وإن

نعم من حتى ال تعودت فقد

ال كأنـك من إال ال قولك تعد

الكـرم قال: وحدثني الطالقاني: كنا عند أحمد بن سليمان على شرب، ومعنا رجل من الهاشميين ورجل من الدهاقين، فعربد الهاشمي علي الدهقان، فأنشد أحمد بن

سليمان: بيوم الصديق بدأ إذا

سـوء ذا آلخر منه شفكن

ارتقاب وأمر بإخراج الهاشمي، فقال له: أتخرجني وتدع

نبطيا? فقال، نعم: رأس كلب أحب إلي من ذنب أسد، وحدث عن الحسين بن إسحاق قال: كنت عند أحمد بن

سليمان بن وهب. ونحن على شراب، فوافته رقعة فيها أبيات مدح، فكتب الجواب فنسخته، ولم أنسخ الرقعة الواردة عليه، وكان جوابه: وصلت رقعتك -

أعزك الله - فكانت كوصل بعد هجر، وغنى بعد فقر، وظفر بعد صبر، ألفاظها در مشوف ومعانيها جوهر مرصوف، وقد اصطحبا أحسن صحبة، وتألفا أقرب ألفة، ال تمجها اآلذان، وال تتعب بها األذهان، وقرأت في آخرها من الشعر ما لم أملك نفسي أن كتبت

لجاللته عندي، وحسن موقعه من نفسي، بما ال أقوم به مع تحيف الصهباء لبي، وشربها من عقلي، مقدارشربي، ولكني واثق منك بطي سيئتي ونشر حسنتي:

أبا يا فداؤك نفسيالـعـبـاس

بعـد كتابك وافىالـيا طـول

وكنت وافى بوحشتي متـفـردا

للجـمـع فأصارنيواإلينـاس

شعرك وقرأتلحسنه فاستطلت

الخلصاء على فخراوالجـالس

عيون منه عاينتسـديت وشي

جانب في ببدائعالـقـرطـاس

بفـطـنة يحد أن عن وجل دقائقه فاقت

Page 19: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

وقـياسلـحـسـنـه الماء كجري شعر

لفظـه يخرج طبعك حسن من

األنفاس مخرج الناس شعر كان لو

يكن لم جسما مـكـان إال لكمالـه

الـراس وكان ألحمد خادم يقال له عرام، ويكنى أبا الحسام، وكان يهواه جدا، فخرج مرة إلى

إسحق:الكوفة بسبب رزقه مع إسحق بن عمران، فكتب إلى

الصب ونفسمذروفـه العين دموعمشغوفه

البدر إلى الشوق منبالكـوفـه يطلع ذيال

فلما قرأ كتابه وفاه رزقه، وأنفذه إليه سريعا، ومن كالمه: النعم أيدك الله ثالث، مقيمة، ومتوقعة، ويغر محتسبة، فحرس الله لك مقيمها، وبلغك متوقعها، وآتاك ما لم

تحتسب منها. قال: ودخل أحمد بن سليمان إلى صديق له، ولم يره كما ظن من السرور، فدعا بدواة

وكتب: زائرين أتينـاك قد

خـفـافـا عندك بأن وعلمنا

فـضـلـه دمع كأنه شراب من

مرهـا من لها أضأت ء

شعله الهجر الحـديث من ولدينا

هـنـات لك نعدها معجبات

جمـلـه مـا مثـل يكن إن

وإال تـريد هـي فإنما فاحتملنا

أكـلـه ومن مشهور شعره، الذي ال تخلو مجاميع أهل الفضل منه قوله يصف السرو من

غيره،أبيات، وربما نسبوه إلى كالقيان بسرو حفت

تلـحـفـت على الحرير خضر

معتدل قوام حين والريح فكأنها

تمـيلـهـا ثم التعانق تبغي

الخجـل يمنعهاسليمان:وكتب في صدر كتاب إلى ابن أخيه، الحسن بن عبيد الله بن

أخي ابن ويا ابني ياأبي ابن ويا األدنى

برداء والمرتديواألدب الـعـقـل

مـن جناحـي يزيد ومنبـه قـواك

زان مني عد إذا ومنحسـبـي لي

ومن منثوره كتب إلى ابن أبي اإلصبع: لو أطعت الشوق إليك، والنزاع نحوك، لكثر قصدي لك، وغشياني إياك، مع العلة القاطعة عن الحركة، الحائلة بيني وبين

Page 20: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الركوب، فالعلة إن تخلفت مخلفتي، وإيثار التخفيف يؤخر مكاتبتي، فأما مودة القلب، وخلوص النية، ونقاء الضمير، واالعتداد بما يجدده الله لك من نعمة، ويرفعك

إليه من درجة، ويبلغك إياه من رتبة، فعلى ما يكون عليه األخ الشقيق، وذو المودة الشفيق، وأرجو أن يكون شاهدي على ذلك من قلبك أعدل الشهود، ووافدي بإعالمك إياه أصدق الوفود، وبحسب ذلك انبساطي إليك في الحاجة، تعرض قبلك، ويعنى

بالنجاح منها عند، وعرضت حاجة ليس تمنعني قلتها من كثير الشكر عليها، واالعتداد بما يكون من قضائك

إياها، وقد حملتها يحيى لتسممها منه، وتتقدم بما أحب فيها، جاريا على كرم سجيتك، وعادة تفضلك، إن شاء الله. وكتب إلى أخيه الوزير، عبيد الله، وقد سافر

ولم يودعه، - أطال الله بقاء الوزير - مصحبا له السالمة الشاملة والغبطة المتكاملة، والنعم

المتظاهرة، والمواهب المتواترة، في ظعنه ومقامه، وحله وترحاله، وحركته وسكونه، وليله ونهاره، وعجل إلينا أوبته، وأقر عيوننا برجعته، ومتعنا بالنظر إليه:

كان شخوص الوزير - أعزه الله - في هذه المدة يغتة، أعجل عن توديعه فزاد ذلك في ولهي، وإضرام لوعتي،

واشتدت له وحشتي، وذكرت قول كثير: البالد تزينون وكنتم

ففارقـت زينها بنتم عشية

وجمالـهـا الراضون جعل فقد

لها أنتم إذ البالد بخصبوبالها يشتكون

خالد:والوزير - أعزه الله - يعلم ما قيل في يحيى بن ويذكر صنائعه ينسى

وعده أمثاله في ويبيت

يتفكـر وكتب إلى صديق له: ليس عن الصديق المخلص، واألخ المشارك، في األحوال كلها

يقول:مذهب وال وراءه، للواثق به مطلب، والشاعر واحوادث يصيبك وإذا

جـمة أخيك إلى حداك حدث

األوثق الوصول، والصديق المشفق، والولي األوثق، األخ وأنت

من الله عرفني قد والمحبوب، المكروه في والمشارك المتصرفة، األحوال على وفائك، وكرم صفائك، صدق

الحر، ويستعبد الشكر، يستغرق ما المتقلبة، واألزمنة استحكاما، تزداد بك وثقتي إال علي يأتي يوم من وما

Page 21: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

يزداد عليك واعتمادي في أنبسط والتياما، توكدا طول لك أسأل والله مسألتي، بنجح وأثق حوائجي، العوافي وأكمل وأسبغها النعمة أدوم في البقاء،

ببقائك، وبهجتها بك، نضرتها الدنيا يسلب وأال وأتمها، سواك، حسنة حاالته، في المتنكر الدهر بهذا أعرف فما

الطامحة، العيون من بالله فأعيذك غيرك، حيلة وال ال الذي حرزه في يجعلك أن وأسأله القادحة واأللسنة

ال التي بعينه يحرسك وأن يضام، ال الذي وكنفه يرام،واإلنعام. المن ذو إنه تنام،المعيدي سليمان بن أحمد

فقال: روى النديم إسحاق بن محمد ذكره الحسين، أبو أبي أخيه ابن وعن عبيد، أبي عن ثابت، بن علي عن

بن محمد بكر أبو عنه روى األعرابي، عن الوزير، العلماء أحد فيه: وهو يرغب وخطه مقسم، بن الحسين،

نواس. قال: أبو أبي ابن بخط قرأت الثقات، المشاهير ليلة المعيدي عمران: مات أبو لي قال حيويه ابن عمر

سنة صفر من بقين لثمان األربعاء يوم ودفن األربعاءومائتين. وتسعين اثنتين

زيد أبو البلخي سهل بن أحمد كان فاضال، قائما بجميع العلوم القديمة والحديثة، يسلك في مصنفاته طريقة الفالسفة، إال أنه بأهل

األدب أشبه، وكان معلما للصبيان، ثم رفعه العلم إلى مرتبة علية، كما اقتصصنا في أخباره، وقد وصفه أبو

حيان في كتابه، في تقريظ الجاحظ، بوصف ذكرته في أخبار أبي حنيفة أحمد بن داود، فاحتسبت به كعادتي

في اإليجاز، وترك التكرير، مات في سنة اثنتين وعشرين وثالثمائة على ما أذكره فيما بعد، عن سبع أو

ثمان وثمانين سنة. حكي عنه أنه قال: كان الحسين بن علي المروروزي، وأخوه وأنا صعلوك يجريان علي صالت معلومة دائمة، فلماصنفت كتابي في البحث عن

التأويالت قطعاها عني، وكان ألبي علي محمد بن أحمد بن جيهان من خرخان الجيهاني، وزير نصر بن أحمد الساماني جوار يدرها علي، فلما أمليت كتاب

القرابين والذبائح حرمنيها، قال: وكان الحسين قرمطيا، وكان الجيهاني ثنويا، وكان أبو زيد يرمى

باإللحاد، ذكر ذلك كله محمد بن إسحاق النديم، قال: وألبي زيد من الكتب: كتاب أقسام العلوم، كتاب

Page 22: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

شرائع األديان، كتاب اختيارات السير، كتاب السياسة الكبير، كتاب السياسة الصغير، كتاب كمال الدين، كتاب

فضل صناعة الكتابة، كتاب مصالح األبدان واألنفس، يعرف بالمقالتين، كتاب أسماء الله وصفاته، كتاب

صناعة الشعر، كتاب فضيلة علم األخبار، كتاب األسماء والكنى واأللقاب، كتاب أسماء األشياء، كتاب النحو

والتصريف، كتاب الصورة والمصدر، كتاب رسالة حدود الفلسفة، كتاب ما يصح من أحكام النجوم، كتاب الرد على عبدة األوثان، كتاب فضيلة علوم الرياضات، كتاب في أقسام علوم الفلسفة، كتاب القرابين والذبائح، كتاب عصمة األنبياء، كتاب نظم القرآن، كتاب قوارع

القرآن، كتاب الفتاك والنساك، كتاب ما أغلق من غريب القرآن، كتاب في أن سورة الحمد تنوب عن

جميع القرآن، كتاب أجوبة أبي القاسم الكعبي، كتاب النوادر في فنون شتى، كتاب أجوبة أهل فارس، كتاب

تفسير "صور" كتاب السماء والعالم ألبي جعفر الخازن، كتاب أجوبة أبي علي بن محتاج، كتاب أجوبة أبي إسحاق المؤدب، كتاب المصادر، كتاب أجوبة أبي الفضل السكري كتاب الشطرنج، كتاب فضائل مكة على سائر البقاع، كتاب جواب رسالة أبي علي بن المنير الزيادي، كتاب منية الكتاب، كتاب البحث عن التأويالت كبير، كتاب الرسالة السالفة إلى العاتب، كتاب رسالته في مدح الوراقة، كتاب الوصية، كتاب صفات األمم، كتاب القرود، كتاب فضل الملك، كتاب

المختصر في اللغة، كتاب صولجان الكتبة، كتاب نثارات على كالمه، كتاب أدب السلطان والرعية، كتاب فضائل

بلخ، كتاب تفسير الفاتحة والحروف المقطعة في أوائل السور، كتاب رسول الكتب، كتاب كتبه إلى أبي بكر بن المستنير، عاتبا ومنتصفا، في ذمه المعلمين والوراقين، كتاب كتبه إلى أبي بكر بن المظفر، في شرح ما قيل في حدود الفلسفة، كتاب أخالق األمم، وقرأت بخط أبي سهل أحمد بن عبيد الله بن أحمد،

مولى أمير المؤمنين، وتصنيفه كتابا في أخبار أبي زيد البلخي، وأبي الحسن شهيد البلخي، فلخصت منه ما

ذكرته في تراجم الثالثة. قال في أخبار أبي زيد، ولد أبو زيد أحمد بن سهل

ببلخ، بقرية تدعى شامستيان، من رستاق نهر

Page 23: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

غربنكي، من جملة اثني عشر نهرا من أنهار بلخ، وكان أبوه سجزيا يعلم الصبيان، هذا ما ذكره أبو محمد

الحسن بن محمد الوزيري، وله كتاب في أخبار أبي زيدالبلخي.

وسمعت أنه كان يعلم بهذه القرية المدعوة شامستيان أعني أباه، وكان أبو زيد يميل إليها ويحبها، ألجل

مولده بها، ونزعه إليها حب المولد، ومسقط الرأس والحنين إلى الوطن األول، ولذلك لما حسنت حاله، ودعته نفسه إلى اعتقاد الضياع واألسباب، والنظر لألوالد واألعقاب، اختارها من قرى بلخ، فاعتقد بها ضيعته، ووكل بها همته، وصرف إلى اتخاذ العقد بها

عنايته، وقد كانت تلك الضياع بعد باقية، إلى قريب من هذا الزمان، في أيدي أحفاده وأقاربه، بها وبالقصبة

ثم إنهم كما أقدر قد فنوا وانقرضوا، في اختالف هذه الحوادث ببلخ وغيرها، من سائر البلدان، فال أحسب أنه بقي منهم نافخ ضرم، وال عين تطرف، ال تحس منهم من أحد وال تسمع منهم ركزا. سمعت أن األمير أحمد بن سهل بن هاشم كان ببلخ، وعنده أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي، وأبو زيد ليلة من

الليالي وفي يد األمير عقد آلالئي نفيسة، ثمينة، تتألأل كاسمها، ويتوهج نورها، وكان حمل إليه من بعض بالد الهند، حين افتتحت، فأفرد األمير منها عشرة أعداد،

وناولها أبا القاسم، وعشرة أعداد أخر، وناولها أبا زيد، وقال: هذه الآللئ في غاية النفاسة، فأحببت أن

أشرككما فيها، وال أستبد بها دونكما. فشكرا له ذلك، ثم إن أبا القاسم وضع آللئه بين يدي أبي زيد، وقال:

إن أبا زيد وهو من هو مهتم بشأنهن، فأردت أن أصرف ما برني به األمير إليه، لينتظم في عقده فقال األمير: نعما فعلت، ورمى بالعشرة الباقية إلى أبي زيد وقال خذها فلست في الفتوة بأقل حظا، وال أوكس سهما، من أبي القاسم، وال تغبنن عنها، فإنها ابتيعت من الفئ، بثالثين ألف درهم، فاجتمعت الثالثون عند أبي زيد برمتها، وباعها بمال جليل، وصرف ثمنها إلى

الضيعة التي اشتراها بشامستيان. قال وكان أبو زيد كما ذكر أبو محمد الحسن الوزيري -

وكان رآه واختلف إليه - ربعة نحيفا مصفارا، أسمر اللون جاحظ العينين، فيهما تأخر ومثل بوجهه آثار

Page 24: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

جدري، صموتا سكيتا، ذا وقار وهيبة، وقد وصفه أبو علي أحمد المنيري الزيادي، في رسالته التي كتبها

إليه، وأراد أن يهدم بنيانه، ويضع شانه، ويوهي أركانه، فرند عليه أبو زيد في جوابها، ما ألبسه الشنار

والصغار، ونبه العالم أن حظه من العلوم حظ منكود، وأنه فيما أجرى له من كالمه غير سديد، قرأت على

أبي محمد الوزيري كلتا الرسالتين، فزعم أنه قرأهما عليهما، أعني أبا زيد والمنيري كليهما، فذكر المنيري في رسالته في جملة ما هجنه به، وأنك ال تصلح إال أن تكون زامرا، أو مغيرا، أو محتكرا فدل هذا الكالم على

أنه كان جاحظ العين، أشدق، مع قصر قامته، ودنو هامته، قال: ثم حدثت أنه كان في عنفوان شبابه،

وطراءة زمانه، وأول حداثته، ومائه، دعته نفسه إلى أن يسافر ويدخل إلى أرض العراق، ويجثو بين يدي العلماء، ويقتبس منهم العلو، فتوجه إليها راجال مع

الحاج، وأقام بها ثماني سنين، وجازها فطوف البلدان المتاخمة لها، ولقي الكبار واألعيان، وتتلمذ ألبي

يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي، وحصل من عنده علوما جمة، وتعمق في علم الفلسفة، وهجم على أسرار علم التنجيم، والهيئة وبرز في علم الطب والطبائع وبحث عن أصول الدين أتم بحث، وأبعد استقصاء، حتى قاده ذلك إلى الحيرة، وزل به عن

النهج األوضح، فتارة كان يطلب اإلمام ومرة كان يسند األمر إلى النجوم واألحكام، ثم إنه لما كتبه الله في األول من السعداء، وحكم بأنه ال يتركه يتسكع في ظلمات األشقياء، بصره أرشد الطرق، وهداه ألقوم السبل، فاستمسك بعروة من الدين وثيقة، وثبت من

االستقامة على بصيرة وحقيقة، فذكر أبو الحسن الحديثي قال: كان أبو بكر البكري فاضال خليعا ال يبالي ما قال، وكان يحتمل عنه لسنه، قال: أذكر إذ كنا عنده

وقد قدمت المائدة وأبو زيد يصلي، وكان حسن الصالة، فضجر البكري من طول صالته، فالتفت إلى

رجل من أهل العلم، يقال له أبو محمد الجحندي فقال: يا أبا محمد، ريح اإلمامة يعد في رأس أبي زيد، فخفف أبو زيد الصالة وهما يضحكان، قال أبو الحسن:

فلم أدر ما ذلك! حتى سألت ال أدري الجحندي أو أبا بكر الدمشقي فقال: أحدهما: العم أن أبا زيد في أول

Page 25: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أمره كان خرج في طلب اإلمام إلى العراق، إذ كان قد قال: وكان تقلد مذهب اإلمامية، فعيره البكري بذلك،

حسن االعتقاد، ومن حسن اعتقاده أنه كان ال يثتب من علم النجوم األحكام، بل كان يثبت ما يدل عليه الحسبان، ولقد جرى ذكره رحمه الله في مجلس

اإلمام أبي بكر، أحمد بن محمد بن العباس البزار، وهو اإلمام ببلخ، والمفتي بها، فأثنى عليه خيرا، وقال: إنه كان قويم المذهب، حسن االعتقاد، لم يعرف بشيء

في ديانته، كما ينسب إليه من نسب إلى علم الفلسفة، وكل من حضر من الفضالء واألماثل، أثنى

عليه ونسبه إلى االستقامة واالستواء، وأنه لم يعثر له مع ما له من المصنفات الجمة، على كلمة تدل على قدح في عقيدته، ثم لما قضى وطره من العراق،

وصار في كل فن من فنون العلم قدوة، وفي كل نوع من أنواعه إماما، قصد العود إلى بلده، فتوجه إليها مقبال على طريق هراة، حتى وصل إلى بلخ، وانتشر

بها علمه، فلما ورد أحمد بن سهل بن هاشم المروزي بلخ، واستولى على تخومها، راوده على أن يستوزره فأبى عليه، واختار سالمة األولى، والعقبى، فاتخذ أبا القاسم الكعبي وزيرا، وأبا زيد كاتبا، وكان أبو القاسم

الوزير وأبو زيد من الكتاب، وعظم محلهما عنده، وأصبحا بأرفع طرف عنده مرموقين وبأروى كأس من جنابه مصبوحين ومغبوقين، وكان رزق أبي القاسم

في الشهر ألف درهم ورقا، وألبي زيد خمسمائة درهم ورقا، وكان أبو القاسم يأمر الخازن بزيادة مائة درهم ألبي زيد من رزقه ونقصان مائة درهم من رزق نفسه،

فكان يصل إلى أبي زيد ستمائة درهم وإلى أبي القاسم تسعمائة درهم، وكان يأخذ لنفسه مكسرة،

ويأمر ألبي زيد بالوضح الصحاح، فبقوا على ذلك مدة غير طويلة، وعاشوا على جملة جميلة، حتى فتكت بهم

يد المنون، وهلك أحمد بن سهل عن عمر قصير، واستمتاع بإمامة غير كبير، قال: أخبرني أبو محمد

الحسن بن الوزيري: وكان لقي أبا زيد وتتلمذ له قال: كان أبو زيد ضابطا لنفسه ذا وقار، وحسن استبصار، قويم اللسان، جميل البيان، متثبتا نزر الشعر، قليل

البديهة، واسع الكالم في الرسائل والتأليفات، إذا أخذ في الكالم أمطر الآللئ المنثورة، وكان قليل

Page 26: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

المناظرة، حسن العبارة، وكان يتنزه عما يقال في القرآن، إال الظاهر المستفيض من التفسير والتأويل، والمشكل من األقاويل، وحسبك ما ألفه من كتاب نظم

القرآن، الذي ال يفوقه في هذا الباب تأليف. قرأت في كتاب البصائر ألبي حيان الفارسي، من

ساكني بغداد، قال: قال أبو حامد القاضي لم أر كتابا في القرآن مثل كتاب ألبي زيد البلخي، وكان فاضال يذهب في رأي الفلسفة، لكنه تكلم في القرآن بكالم لطيف دقيق في مواضع، وأخرج سرائره، وسماه نظم

القرآن، ولم يأت على جميع المعاني فيه. قال: وللكعبي كتاب في التفسير، يزيد حجمه على كتاب أبي زيد، قال الوزيري: وكان أيضا يتحرج عن

تفضيل الصحابة بعضهم على بعض، وكذلك عن مفاخرة العرب والعجم، ويقول ليس في هذه

المناظرات الثالث ما يجدي طائال، وال يتضمن حاصال، ألن الله تعالى يقول في معنى القرآن: (قرآنا عربيا

غير ذي عوج) اآلية وأما معنى الصحابة وتفضيل بعضهم على بعض، فقوله عليه السالم، أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم، وكذلك العربي

والشعوبي، فإنه سبحانه يقول: (فال أنساب بينهم يومئذ وال يتساءلون) ويقول في موضع آخر، (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) قال: وسمعت بعض أهل األدب يقول: اتفق أهل صناعة الكالم أن متكلمي

العالم ثالثة، الجاحظ، وعلي بن عبيدة اللطفي، وأبو زيد البلخي، فمنهم من يزيد لفظه على معناه، وهو الجاحظ ومنهم من يزيد معناه على لفظه، وهو علي بن عبيدة، ومنهم من توافق لفظه ومعناه، وهو أبو

زيد. وقال أبو حيان في كتاب النظائر: أبو زيد البلخي يقال له بالعراق جاحظ خراسان، وحكي أن أبا زيد لما دخل على أحمد بن سهل، أول دخوله عليه، سأله عن اسمه،

فقال أبو زيد، فعجب أحمد بن سهل من ذلك، حين سأله عن اسمه فأجاب عن كنيته، وعد ذلك من

سقطاته، فلما خرج ترك خاتمه في مجلسه عنده، فأبصره أحمد بن سهل، فازداد تعجبا من غفلته، فأخذه بيده ونظر في نقش فصه، فإذا عليه أحمد بن سهل، فعلم حينئذ أنه إنما أجاب عن كنيته للموافقة الواقعة

Page 27: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

بين اسمه واسمه، وأنه أخذ بحسن األدب، وراعى حد االحتشام، واختار وصمة التزام الخطإ في الوقت والحال، على أن يتعاطى اسم األمير باالستعمال

واالبتذال. وحكي أن أبا زيد في حداثته، وحال فقره وخلته كان التمس من أبي علي المنيري حنطة، فأمره

بحمل جراب إليه ففعل، فلم يعطه حنطة، وحبس الجراب، ومضى على هذا أعوام كثيرة، وخرج شهيد بن

الحسين إلى محتاج بن أحمد بالصعانيان، وكتب إلى أبي زيد كتبا لم يجبه أبو زيد عنها، فكتب إليه شهيد

بهذين البيتين، يعيره بحديث الجراب: منك النفس أمني

كتبي جواب لتسكن وأقطعهاتابي وهي

سوف قلت ما إذاقالت يجيب

المنيري رد إذاالجـرابـا

قال: وقرأت بخط أبي الحسن الحديثي، على ظهر كتاب كمال الدين ألبي زيد، قال أبو بكر الفقيه: ما صنف في اإلسالم كتاب أنفع للمسلمين من كتاب البحث عن التأويالت،

صنفه أبو زيد البلخي، وهذا الكتاب يعني كتاب كمال الدين. وكان ألبي زيد حافد يقال له علي بن محمد بن أبي زيد، قال: وألبي زيد نحو من

سبعين تأليفا، قال: ولقي أحمد بن سهل األمير أبا زيد في طريق، وقد أجهده السير، فقال له: عييت أيها الشيخ، فقال أبو زيد: نعم أعييت أيها األمير، فنبهه أنه لحن في

زيد:قوله "عييت" إذ العي في الكالم، واإلعياء في المشي، وأنشد أبو يسـر ضـيف امرئ لكل

بـقـربـه األحزان سوى ومالي

ضيف من والهم الحبـيب دار بنا تناءت

اقـتـرابـهـا رؤية إال يبق فلم

لـلـطـيف الطيف وقال أبو زيد: كان ببلخ مجنون من عقالء المجانين وكان يعرف بأبي إبراهيم إسحاق

بن إسحاق البغدادي، "من عقالء المجانين" دخل إلي وكنت أالعب األهوازي بالشطرنج، فقال أبو زيد واألهوازي لك فتحيرت في هذا الكالم، فقال لي احسب فحسبت بحروف الجمل، فكان ستون، قال فصل بين كنيتك وكنيته األهوازي، قال فوصلت، فإذا أبو زيد ثالثون، واألهوازي ثالثون، فقضيت عجبا من اختراعه في تلك

الوهلة هذا الحساب. وأما خبر وفاته، فقال صاحب الكتاب المذكور: ذكر أبو زيد الدمشقي قال: دخلت على

أبي زيد - رحمه الله - يوم الجمعة ضحوة لعشر بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وثالثمائة فوجدته ثقيال من علته، فسلمت سالما ضعيفا، ثم قال: يا أبا بكر قد

انقطع السبب، وما هو إال فراق اإلخوان، ودمعت عينه، وبكيت أنا، وقلت: أرجو أن يشفع الله الشيخ فينا وفي عترتنا بعافيته، فقال: أيهات: وقرأ هذه اآلية: (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) ثم قال: ال

تغب عني وكن بالقرب. فلما كان عند العتمة قال: انصرفوا حتى أدعوكم، وقال البنه الحسين إذا طلع القمر

ونزل في الدار فأعلمني، فلما طلع القمر أعلمه، فصاح بهم فجاءوا، وقال أطلع القمر? فقالوا: نعم، قال: اجمعوا كل من في المنزل، فاجتمعوا عليه، فسأل كل واحد

منهم عن حاله، وعن كسوته، وعن آلة الشتاء، ثم قال: بقي شيء لم أصلحه لكم. قالوا: ال: فاستحلفهم ثم قال: عليكم السالم، هذا آخر اجتماعي معكم، ثم جعل يتشهد

Page 28: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

ويستغفر، ثم قال: قوموا فقد جاء نوبة غيركم، فخرجوا من باب الطارمة، وهم يسمعون تشهده، ثم سكت فرجعوا وقد قضى نحبه، رحمه الله، هذا العقل والتمييز

تمام:صار كما قال أبو تلك انقضت ثم

وأهلها السنون وكـأنـهـم فكأنها

أحـالم قال المؤلف: هذا آخر ما كتبته عن كتاب أبي سهل أحمد بن عبيد الله من أخبار أبي

زيد، وما أرى أن أحدا جاء من خبر أبي زيد بأحسن مما جاء به، أثابه الله على اهتمامه الجنة، وسأكتب أخبار أبي القاسم، عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي عنه في موضعه،

ولم أخل من أخبار أبي زيد التي ذكرها بشيء مما يتعلق به، إنما تركت أشياء منفوائده تتعلق بكتب المجاميع.

وقال المرزباني: أحمد بن سهل البلخي محدث معتمدي وهو القائل يرثي الحسن بنببلخ:الحسين العلوي، وقد توفي

رامتنـا المنية إنبـأسـهـمـهـا

سهمها فأوقعتبالحسـن المسموم

األعـلـى محـمـد أبوفـغـادره

مع الصفيح تحتقرن في األموات

الذي إن قبر ياجـثـتـه ضمنـت

سادة عصبة منأفـن ذوي ليسـوا

ثـم وعـلـي محـمـدزوجـتـه

ابنه الحسين ثمالحسـن والمرتضى

عليهم اإلله صلىال والـمـالئكة

طوال مقربونوالـزمـن الدهـر

أيريد أدري وال المرزباني، قال المؤلف: هكذا قالكتبناه. مما بأكثر يذكره لم غيره? فإنه أو هذا صاحبنا أن البشاري، الله عبد ألبي البلدان كتاب في وقرأت

على به ليستعين بخاري، إلى استدعاه خراسان صاحب وجرية أمواجه تغطمط ورأى جيحون بلغ فلما سلطانه،

لما استدعيتني كنت إليه: إن كتب قطره وسعة مائه فلست النهر هذا عبرت إن فإني رأيي صائب من بلغك

عجب كتابه قرأ عبوره: فلما من يمنعني ورأيي رأي بذيبلخ. إلى بالرجوع وأمره منه

العراقي الصنديد بن أحمد شعر روى والشعر، األدب أهل من كان مالك، أبا يكنى

مناقضات الحصري مع وله شرح، فيه وله عنه، المعري الرساء ومدح طاهر، بني عند وكان األندلس، دخل

واألكابر.الفضل أبو طاهر أبي بن أحمد

واسم طاهر طيفور، مروروزي األصل، أحد البلغاء الشعراء الرواة، من أهل الفهم المذكورين بالعلم، وهو صاحب كتاب تاريخ بغداد، في أخبار الخلفاء واألمراء وأيامهم، مات سنة ثمانين ومائتين ودفن بباب الشام ببغداد، ومولده سنة أربع ومائتين مدخل

Page 29: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

المأمون بغداد من خراسان، ذكر ذلك ابنه عبيد الله، فيما ذيله على تاريخ والده، وحكاه عنه، قال: وروى عن عمر بن شبة، روى عنه ابنه عبيد الله، ومحمد بن خلف بن

المرزبان، وحدث جعفر بن أحمد صاحب كتاب الباهر: كان أحمد بن أبي طاهر مؤدب كتاب عاميا، ثم تخصص وجلس في سوق الوراقين، في الجانب الشرقي، قال: ولم أر ممن شهر بمثل ما شهر به من التصنيف للكتب، وقول الشعر أكثر تصحيفا منه وال أبلد علما، وال ألحن، ولقد أنشدني شعرا، يعرضه علي في إسحاق بن أيوب، لحن في بضعة

عشر موضعا منه، وكان أسرق الناس لنصف بيت وثلث بيت، قال: وكذا قال ليالبحتري فيه، وكان مع هذا جميل األخالق، ظريف المعاشرة، حلوا من بين الكهول.

وحدث أبو دهقان قال: كنت أنزل في جوار المعلى ابن أيوب، صاحب العرض والجيش في أيام المأمون، وكان أحمد بن أبي طاهر ينزل عنده، فأضقنا إضاقة شديدة، وتعذرت علينا وجوه احليلة، فقلت البن أبي طاهر: هل لك في شيء ال بأس به?

تدعني حتى أسجيك وأمضي إلى منزل المعلى بن أيوب، فأعلمه أن صديقا لي قد توفي فآخذ منه ثمن كفن فننفقه، فقال نعم: وجئت إلى وكيل المعلى فعرفته خبرنا، فصار معي إلى منزلي، فتأمل ابن أبي طاهر، ثم نقر أنفه فضرط، فقال لي ما هذا?

فقلت هذه بقية من روحه كرهت نكهته فخرجت مناسته، فضحك، وعرف المعلى خبرنا، فأمر لنا بجملة دنانير، والمعلى هذا هو الذي يقول فيه دعبل، وقيل أبو علي

البصير: نسب ما أبيك لعمر

المعلى الدنيا وفي كرم إلى

كريم إذا البالد ولكن

اقشعـرت رعي نبتها وصوح

الهشيم وحدث الجهشياري في كتاب الوزراء قال: مدح أحمد ابن أبي طاهر الحسن بن مخلد، وزير المعتمد، فأمر له بمائة دينار، وقال: إيت رجاء الخادم فخدذها منه، فلقي أحمد

الحسن:رجاء فقال له: لم يأمرني بشيء، فكتب إلى ما فأرجا رجاء أما

بـه أمرت لم كنت إن فكيف

?يأتمر تأمره مهما بجودك بادر

كنت مقتـدرا حال كل في فليس

مقتدر أنت فأمر بأضعافها له. وذكره محمد بن إسحاق النديم، وقال: له من الكتب كتاب المنثور والمنظوم، أربعة عشر جزءا، والذي بيد الناس ثالثة عشر جزءا، كتاب سرقات الشعراء، كتاب بغداد، كتاب الجواهر، كتاب

المؤلفين، كتاب الهدايا، كتاب المشتق، كتاب المختلف من المؤتلف، كتاب أسماء الشعراء األوائل، كتاب الموشى، كتاب ألقاب الشعراء، ومن عرف بالكنى

ومن عرف باالسم، كتاب المعروفين من األنبياء، كتاب المعتذرين، كتاب اعتذار وهب من ضرطته، كتاب من أنشد شعرا وأجيب بكالم، كتاب الحجاب، كتاب مرثية هرمز بن كسرى بن أبي شروان، كتاب خبر الملك العالي في تدبير المملكة والسياسة، كتاب المصلح

والوزير المعين، كتاب الملك البابلي والملك المصري الباغيين، والملك الحكيم الرومي، كتاب المزاح

Page 30: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

والمعاتبات، كتاب مفاخرة الورد والنرجس، كتاب مقاتل الفرسان، كتاب مقاتل الشعراء، كتاب الخيل، كبير، كتاب الطرد، كتاب سرقات البحتري من أبي تمام، كتاب جمهرة بني هاشم، كتاب رسالة إلى إبراهيم بن المدبر، كتاب الرسالة، في النهي عن الشهوات، كتاب الرسالة إلى علي بن يحيى، كتاب الجامع، في الشعراء وأخبارهم، كتاب فضل العرب

على العجم، كتاب لسان العيون، كتاب أخبار المتظرفات، كتاب اختيار أشعار الشعراء كتاب اختيار

شعر بكر ابن النطاح، كتاب المؤنس، كتاب الغلة والغليل، كتاب اختيار شعر العتابي، كتاب اختيار شعر منصور النمري، كتاب اختيار شعر أبي العتاهية، كتاب

أخبار بشار واختيار شعره، كتاب أخبار مروان وآل مروان واختيار أشعارهم كتاب أخبار ابن ميادة كتاب

أخبار ابن هرمة ومختار شعره. كتاب أخبار ابن الدمينة. كتاب أخبار وشعر عبد الله بن قيس الرقيات. وأنشد له

ابنه عبيد الله في كتابه: السيف إال الشعر وما

وحـده ينـبـو وهو ويمضي حسام

حـد بـذي ليس باإلحسـان كان ولو

شـاعـر يرزق يكدى الذي ألجدىيجدي الذي وأكدى

أيضا:ومن قوله في أصدق كنت قد

فصيرنـي وعدي فـي ذا لـيس كذابة

األدب جـمـلة يا عن حلت ذاكرا

وعهـدكـم عهدي أفضت الصدق فنصرةالكذب إلى بي

حدث المرزباني في كتاب المقتبس، عن عبد الله ابن محمد الحليمي، قال: أنشدنيالمبرد:أحمد بن أبي طاهر لنفسه في أبي العباس

المبـرد في كملتاآلداب

عقله في واستقلتاأللباب

كما الفتى أن غيرالنا زعم

مصحف دعي سكذاب

وحدث عنن الصولي، عن أبي علي بن عينويه الكاتب، قال: حدثني أحمد بن أبي طاهر قال: خرجت من منزل أبي الصقر، نصف النهار في تموز، فقلت ليس بقربي منزل

أقرب من منزل المبرد، إذ كنت ال أقدر أصل إلى منزلي بباب الشام، فجئته، فأدخلني إلى حويشة له، وجاء بمائدة، فأكلت معه لونين طيبين، وسقاني ماء باردا، وقال لي:

أحدثك إلى أن تنام، فجعل يحدثني أحسن حديث، فحضرني لشؤمي وقلة شكري بيتان، فقلت: قد حضرني بيتان أنشدهما? فقال: ذاك إليك، وهو يظن أني قد مدحته،

فأنشدته:

Page 31: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الشوق كحر ويومعاشق صدر في

أحـر مـنـه أنه علىوأومـد

عند به ظللت الـمـبـرد قـائال

في زلت فماأتـبـرد ألفـاظـه

فقال لي: قد كان يسعك إذا لم تحمد أال تذم، ومالك عندي جزاء إال أن أخرجك، والله ال جلست عندي بعد هذا، فأخرجني، فمضيت إلى منزلي بباب الشام، فمرضت من

الحر الذي نالني مدة، فعدت باللوم على نفسي. قال الخالدي حدثنا جحظة عن أحمد بن أبي طاهر قال: قصدت سر من رأى، زائرا بعض كتابها بشعر مدحته به، فقبلني وأحسن إلي، وأجزل صلتي، ووهب لي غالما

روميا، حسن الوجه، ورحلت أريد بغداد سائرا على الظهر، ولم أركب الماء، فلما سرت نحو الفرسخ أخذتنا السماء بأمر عظيم من القطر، ونحن بالقرب من دير السوسن،

فقلت للغالم: اعدل بنا يا بني إلى هذا الدير، نقيم فيه إلى أن يخف هذا المطر، ففعل وازداد القطر واشتد، وجاء الليل، فقال الراهب: أتت العشية ههنا، وعندي شراب جيد، فتبيت وتقصف، ويسكن المطر، وتجف الطريق وتبكر، فقلت: أفعل فأخرج إلي شرابا

ما رأيت قط أصفي منه، وال أعطر فقلت: هات مدامك، وأمرت بحط الرحل، وبتوقلت:والغالم يسقيني، والراهب نديمي، حتى مت سكرا، فلما أصبحت رحلت،

را مـن سر سقىوسـكـانـهـا

لسوسـنـهـا وديراالـراهـب

عـن تـدفـق سحابال رعـده

وبـارقـه صفـوقالـواصـب

ديره فــي بـت فقـدلـــيلة

غصـن على وبدرصـاحـبـي

سـقـانـي غزالالـصـبـــا

كـالـذهـب صفراء حالـذائب

حمرة من الورد علىالوجـنـت

من اآلس وفي ينالشارب خضرة

المـدامة سقانيمـسـتـيقـظـا

إلـى ونـام ونمـتجـانـبـي

لـك هـنـاة فكانتمـن الـويل

خـطـه الذي جناهاكـاتـبـي

واعف تب رب فيامـذنـب عـن

بـزلـتـــه مقـرتـــائب

السرخسي الطيب بن أحمد المحصلين، الفهماء العلماء أحد الفرائقي بابن يعرف

الباع األثر علم في له المتقنين، البلغاء الفصحاء الوقاد، الثاقب الذهن الحكماء علوم وفي الواسع، فن كل في وله الكندي تلميذ وهو الذراع، وبسطة

العباس أبي ندماء أحد وكان وتواليف، ومجاميع تصانيف، شأنه، بعض منه فأنكر به، والمختصين بالله، المعتضد

Page 32: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

إال. وال ذمة له يرع ولم نكاال، وجعله صبرا، حمامه فأذاقه أحمد بن محمد الحسن أبو دمشق: ذكره تاريخ في وقال يوم الحسبة الطيب بن أحمد قال: ولي القواس، بن

يوم الرقيق وسوق الثالثاء، يوم والمواريث االثنين، وثمانين اثنتين سنة رجب من خلون لسبع األربعاء، جمادى من خلون لخمس االثنين يوم وفي ومائتين

بن أحمد على المعتضد غضب وثمانين ثالث سنة األولى جمادى من بقين لثالث الخميس يوم وفي الطيب، إلى وحول سوط، مائة الطيب ابن ضرب األولى

ابن مات ومائتين وثمانين ست سنة صفر وفي المطبق،السرخسي. الطيب

قال الحاربي، عمر بن الله عبد عن القاسم، أبو حدث حمدون، بن الله عبد محمد أبو قال: حدثني أبي حدثني

متصيداته بعض في المعتضد قال: كان المعتضد، نديم قثاء في ناطور فصاح معه، وأنا بعسكره مجتازا

بعض فقال: أخذ صياحه، سبب عن وسأله فاستدعاه الجيش أنفس، بثالثة فجاءوا فقال: اطلبوهم شيئا

الناطور: نعم، القثاء? فقال أخذوا الذين فقال: هؤالء الغد من كان فلما بحبسهم، وأمر الحال، في فقيدهم وأنكر وسار، فيه، أعناقهم وضرب القراح إلى أنفذهم

على ومضت منه، قلوبهم ونحبت به، وتحدوا ذلك الناس عبد لي: يا فقال ليلة، أحادثه فجلست طويلة، مدة ذلك

أزيله، حتى شيئا? عرفني علي الناس يعتب هل الله، عليك فقال: أقسمت المؤمنين، أمير يا فقلت: كال

آمن? وأنا المؤمنين أمير قلت: يا صدقتني، إال بحياتي فقال: الدماء، سفك إلى قلت: إسراعك قال: نعم،

هرقت ما والله بحقه، إال األمر هذا وليت منذ قط دما فقال: الكالم، عليه ينكر من إمساك قال: فأمسكت

بن أحمد قتلت إنك فقلت: يقولون قلت، لما بحياتي فقال: ظاهرة، جناية له تكن ولم خادمك، وكان الطيب، ابن أنا هذا، له: يا فقلت اإللحاد، إلى دعاني إنه ويحك،

منصبه، منتصب اآلن وأنا الشريعة، هذه صاحب عم ال الخلفاء لي: إن قال من? وكان أكون حتى فألحد فسكت إطالقه، يصلح فلم ترض، لم غضبت وإذا تغضب، فقلت: كالم، وجهك فقال: في الكالم، يريد من سكوت قتلتهم الذين األنفس الثالثة أمر عليك ينقمون الناس

المقتولون أولئك كان ما فقال: والله القثاء، قراح في

Page 33: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

من حملوا لصوصا، كانوا وإنما القثاء أخذوا الذين هم فأردت القثاء، أصحاب أمر ذلك ووافق وكذا، كذا موضع

عسكري في منهم عاث من بأن الجيش، على أهول أن ليكفوا له، عقوبتي هذه كانت القدر، هذا في وأفسدوا

والوقت، الحال في لقتلتهم قتلهم أردت ولو فوقه، عما مغطين غد من اللصوص بإخراج وأمرت حبستهم، وإنما

تعلم فقلت: فكيف القثاء، أصحاب إنهم ليقال الوجوه، أحياء، القثاء أخذوا الذين القوم العامة? قال: بإخراجي

القوم، قال: هاتوا ثم الساعة، هذه في لهم وإطالقي قصتكم? لهم: ما فقال حالهم، تغيرت وقد بهم، فجاءوا

مثل فعل عن فاستتابهم القثاء، قصة عليه فاقتصواالتهمة. فزالت الحكاية فانتشرت وأطلقهم، ذلك

الرحيم عبد بن الله عبد بن أحمد بكر أبا يكنى موالهم، الزهري زرعة أبي بن سعيد ابن

بعد فيما ذكرنا وقد البرقي، بن أحمد اسمه آخر، برقيا وهو محمد، وأمر أمره علي اشتد وقد قم، برقة من أيضا واحد، بيت من أنهما شك وال وجدت، كما فنقلت هذا، أبو العلم، أهل من كلهم إخوة ثالثة أعلم. وكانوا والله

الرحيم، عبد سعيد وأبو محمد، الله عبد وأبو أحمد، بكر وفي هشام، بن الملك عبد عن المغازي ثالثتهم يروي أهل فيه ذكر الذي الفصل في لحمزة، أصبهان كتاب من كان البرقي الله عبد بن قال: أحمد واللغة األدب

والشعر، للغة الرواة أحد وهو رود، برق رستاق البرقي الله عبد أبو أخيه ابن فخرج قم، واستوطن

فاستوطنها. أصبهان الله عبد أبو قدم ثم هناك، حبيب: أخبرني ابن قال النسب جمهرة كتاب في قرأت

بنسب قم أهل أعلم - وكان البرقي الله عبد أبو من أحياء ثالثة قال: في الكلبي ابن - أن األشعريين هو وإنما مراطة، وقال أسن هو وإنما لسن األشعريين

ركاز. هو وإنما زكاز وقال إمراطة،قتيبة بن مسلم بن الله عبد بن أحمد

على وهو بمصر ومات ببغداد، ولد الكاتب، جعفر أبو عن روى وقد وثالثمائة، وعشرين اثنتين سنة قضائها،

النحوي، المراغي الفتح أبو عنه حدث كلها، تصانيفه أبيه أبو وقال وغيرهما، الزجاجي، إسحاق بن الرحمن وعبد

أبا إن النجيرمي خرزاذ بن يعقوب بن يوسف يعقوب ولم حفظا، بمصر كلها أبيه بكتب حدث قتيبة بن جعفر

Page 34: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الحسين أبي عن ذلك ذكر وأحسب كتاب، معه يكنالمهلبي.

الله عبد بن أحمد قال: قدم يونس بن سعيد أبو وحدث وثالثمائة وعشرين إحدى سنة مصر قتيبة بن مسلم ابن

سنة القضاء على وهو بها وتوفي القضاء بها وتولىوثالثمائة. وعشرين اثنتين

المعبدي الله عبد بن محمد بن أحمد أحد هاشم، بن المطلب عبد بن العباس، بن معبد ولد من

من وجه الكوفيين من العربية وعلم بالنحو اشتهر من ذكر تقدم وقد الزبيدي، ذكره الكبار، ثعلب أصحاب وجوه ونسب هذا أهو أدري ال سليمان، بن أحمد له يقال آخر

غيره? قرأت هو أم سليمان له يقال أعلى له جد إلى أبو لي قال حيويه، بن عمر أبو قال نواس أبي ابن بخط

صفر من بقين لثمان األربعاء ليلة المعبدي عمر: ماتومائتين. وتسعين اثنتين سنة

الفرغاني أحمد بن الله عبد بن أحمد بن خزيان بن أحمد بن الله، عبد محمد أبي بن منصور أبو

جرير بن محمد صاحب أبوه كان الفرغاني حامس فيما خبره كتبنا وقد والتاريخ، التفسير صاحب الطبري،

سنة األول ربيع شهر في هذا أحمد مات بابه، في بعد خلت ليلة عشرة لثمان ومولده وثالثمائة، وتسعين ثمان وكانت وثالثمائة وعشرين سبع سنة الحجة، ذي من عشرة اثنتي سنة في بها المصريون أخبرني كما وفاته

بها. كوني عند وستمائة ابن محمد جعفر أبي تصانيف أبيه عن منصور أبو روى

منصور أبو وصنف الطبري، جرير تصانيف، عدة أيضا سيرة وكتاب والده، تاريخ به وصل التاريخ، كتاب منها

وكتاب العلويين، إلى المنتسب مصر، سلطان العزيزمقامه. كان اإلخشيدي،وبمصر كافور سيرة

القرطبي بدر بن الله عبد بن أحمد عمر أبي عن روى المستنصر، الحكم مروان أبو النحوي،

وكان هذيل، بن بكر وأبي الحباب، أبي بن لغويا، نحويا وأربعمائة، وعشرين ثالث سنة مات عروضيا، شاعرا

قاله ووفاته، خبره وذكر الطبيبي، مروان أبو عنه حدثبشكوال. ابن

سليمان بن الله عبد بن أحمد

Page 35: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أبو العالء المعري، هو أبو العالء أحمد بن عبد الله بن سليمان، بن داود بن المطهر، بن زياد بن ربيعة، بن الحارث ابن ربيعة، بن أرقم بن أنور، بن أسحم بن

النعمان، ويقال له الساطع الجمال، بن عدي بن عبد غطفان، بن عمرو بن يربح، بن خزيمة بن تيم الله، بن

أسد بن وبرة ابن تغلب بن حلوان، بن عمران بن الحاف، بن قضاعة، وتيم الله مجتمع تنوخ من أهل

محلة النعمان، من بالد الشام، كان غزير الفضل، شائع الذكر، وافر العلم، غاية الفهم، عالما باللغة حاذقا بالنحو، جيد الشعر، جزل الكالم، شهرته تغني عن

صفته، وفضله ينطق بسجيته، ولد بمعرة النعمان سنة ثالث وستين وثالثمائة واعتل بالجدري، التي ذهب فيها

بصره سنة سبع وستين وثالثمائة، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة ثمان

وتسعين وثالثمائة، أقام ببغداد سنة وسبعة أشهر، ثم رجع إلى بلده، فأقام ولزم منزله إلى أن مات، يوم

الجمعة الثاني من شهر ربيع األول، سنة تسع وأربعين وأربعمائة في أيام القائم، وكان في آبائه وأعمامه، ومن تقدمه من أهله وتأخر عنه، من ولد أبيه ونسله فضل، وقضاة وشعراء، أنا ذاكر منهم من حضرني، لتعرف نسبه في العلم، كما عرفت ما أعطيه من

الفهم. كان سليمان بن أحمد بن سليمان جده، قاضي المعرة، ولي القضاء بحمص، وبها مات سنة تسعين

ومائتين، ثم ولي القضاء بعده بها ولده أبو بكر محمد،عم أبي العالء وفيه يقول الصنوبري الشاعر:

تـنـوخـــا سدتسـلـيمـان بن يا بأبيوشـيوخـا لعمري ناشـبـا الـسـادة وهممـنـيخـا بناديك حىأض مـن البغية أدرك

عـنـدك واردا وبـلـيخـا وفراتـانـيال متى منك واجدا

صريخا للمجد صرخاسـت

الناس في ماتالـه غـادر زمان فيمسوخا

والده:ثم بعده أخوه، أبو محمد عبد الله، والد أبي العالء ولعبد الله شعر في مرثية من أصبح كان إن

أهواه مطرحا فما حمص بباب

بمطرح حزني

Page 36: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أخفيه ما أيسر بان لوجزع من

أعدائي أكثر لماتالفـرح من

وتوفي عبد الله بحمص سنة سبع وسبعين وثالثمائة ومنهم أبو المجد، محمد بن عبدالزهد:الله أخو أبي العالء، وكان أسن من أبي العالء، وله أيضا شعر، منه في

منتهى المهيمن كرمأمـلـي

وال أجر نيتي العـمـلـي

يا جلت مفضالفـواضـلـه

حتى بغيتي عنأجلي انقضى

علي أفضت قد كمنعـم من

علي سترت قد كمزلـل من

مـا لي يكن لم إنبـه ألـوذ

فإن الحساب يوملـي عفوك

الشمعة:ومنهم عبد الواحد، أبو الهيثم أخو أبي العالء القائل في في كلوني لون وذات

تـغـيره في كدموعي وأدمع

تحدرهـا وباتت ليلي سهرتمسهرة لي

قلب في ناظرها كأنمسهرها

أيضا:وله ألن سال تراه قالوا

جفـونـه بيننا عشية ضنت

بدموعـهـا أن العجائب ومن

مدامع يفيض في تشب الغرام نار

ينبوعهـا هؤالء من حضرني، ممن كان قبل أبي العالء وفي زمانه، وقد تأخر عن زمانه من أهله من كان عالما فاضال، وأنا ذاكرهم ههنا ليجيئوا على نسق واحد، فمنهم القاضي أبو المجد، محمد بن عبيد الله، وأبو المجد الثاني هو أخو أبي العالء، وذكره العماد في

الخريدة، فقال: ذكر لي ابنه القاضي أبو اليسر الكاتب، أنه كان فاضال أديبا، فقيها على مذهب الشافعي، أريبا مفتيا خطيبا، أدرك عم أبيه أبا العالء، وروى عنه مصنفاته

وأشعاره، وولي القضاء بالمعرة إلى أن دخلها الفرنج - خذلهم الله - في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، فانتقل إلى شيرز وأقام بها مدة، ثم انتقل إلى حماة فأقام بها إلى أن مات، في محرم سنة ثالث وعشرين وخمسمائة، ومولده سنة أربعين وأربعمائة وله

شعره:ديوان ورسائل، ومن كأنـك نومي في رأيتك

مـعـرض الماللة فداويت مالال

بـالـتـرك أبغي وأصبحت شاهدا

فعـدمـتـه اليقين فغلبت فعدت

الـشـك على الود بصحف وعهدي

بـينـنـا تنشر فاجعل طويت فإن

بالمسـك ختامك أبـلـى األيام كانت لئن

جـديدهـا من وردت جديديضنك إلى رحيب

Page 37: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

السيف إال أنا فماجـفـنـه أخلـق

بمأمون وليسالفـتـك على الفرند

المعرة:قال: وأنشدني بعض أهل يدي الطبيب جس

لـه فقلت جهال اليوم فإن عني إليك

بـحـرانـي الذي ما لي فقال

له تشكو? فقلت بجهلي هويت إني

نجيراني بعض من يعجب فقاملـهـم وقال قولي

فـداووه سوء إنسانبـإنـسـان

قال: وأنشدني مؤيد الدولة، أسامة بن منقذ قال: أنشدني القاضي أبو المجد المعريلنفسه:

رأت وقائلة شيبـاعـالنـي

قميص في عهدتكبديع صبا

ترين فهل فقلتهشيم سوى

أيام جـاوزت إذاالـربـيع

قال األمير أسامة: ولما فارق أهله بالمعرة وبقي منفردا، وكان له غالم اسمه شعياقال:

أهل غاض زمانفيه الفضل

بـه للحمـام فسقياورعـيا

أتـراك بـين أسارىوروم

وفراق أحبة وفقدشـعـيا

قال: وقد سبقه إلى هذا المعنى الوزير المغربي، فإنه لما تغيرت عليه الوزارة وتغرب،فقال:كان معه غالم اسمه داهر

كفى مقيم أني حزناببلدة

األحبة بعد يعللنيداهر

يجمع مما يحدثنيعقـلـه

منها أحاديثوجائر مستقيم

قال األمير أسامة: لما بليت بفرقة األهل، كتبت إلى أخي، أستطرد بغالمي أبي المجد، والوزير المغربي،

اللذين ذكراهما في شعريهما: يا بعدك أصبحت

في النفس شقيق المبـرح الهم من بحر

زاخـر مـن بالهم متفرداسـاعة لـي

عـاللة أو شعيا برفاقداهـر

منها:الحديث شجون، يذكر الشيء بما يتصل به، وأشعار أبي المجد المعري كثيرة، البـالد الله أوسع قد

ولـلـفـتـى بعضها عن بعضها إلى

مترحـرح األمر صعب ودونك شـر إنهـا الهوينا فخل

Page 38: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أنجح فالصعبمـركـب تهوى ما نلت فإن

تمـت وإن فذاك خـير فللموتوأروح لـلـكـريم

ومنهم أبو اليسر، شاكر بن عبد الله، بن محمد، بن أبي المجد، بن عبد الله، بن محمد، بن سليمان، قال العماد: كان كاتب اإلنشاء لنور الدين محمود بن زنكي قبلي، فلما استعفى وقعد في بيته، توليت اإلنشاء بعده، ومولده بشيزر في جمادى اآلخرة، سنة ست وتسعين وأربعمائة، وكان قد تولى ديوان اإلنشاء سنين كثيرة، قال: وأنشدني

لنفسه: مورد بجهلي وردت

فارتوت الصب محض من عروقيوعظامي الهوى

بـعـد نظـرة إال تك ولمنـظـرة

منهـا غرة علىلـثـام ووضـع

مـن بقلبي فحلتلـوعة تـثـنـيه

حتى بها تفرتعظـامـي الممات

أيضا:وله أطال نظرة سارقته

بـهـا لـه وما قلبي عذاب

ذنـب الهوى حكم جور يا

عجبا ويا ويقطع عيني تسرق

القلبوله:

له يا دب إذا عارضاالخد في

عقرب تحت من دبيباصدغ

منهما القلب قعدبـالء فـي

قرص بين ما وعذابولدغ

وله: نوب بهم غريت

فاغتدوا الليالي لهـم يستقر ما

دار بـأرض طريف كأنهم حتى

بـضـائع الزمان أحداث وكأن

تـجـارأيضا:وله

رأسي تعممفساءنـي بالمشيب

نور تفتيح سرني ومابياضـه

عيني أبصرت وقدكثيرة خطوبا

أر فلم خطبا أسوداكبـياضـه

ومنهم القاضي أبو مسلم، وادع بن عبد الله، بن محمد، ابن عبد الله، بن سليمان، كان أبو العالء عم أبيه، تولى القضاء بمعرة النعمان وكفر طاب وحماة، وكان مشهورا

منه:بالكرم، ومولده سنة إحدى وثالثين وأربعمائة، وله رسائل حسنة، وشعر بديع بال ما وقائلة

أرمـدا جـفـنـك األحشاء وفي فقلتلدغ قولها من

Page 39: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

من عيناه سرقت لئنخـده لـون

نفض ربما بديع فغيرالصـبـغ

أيضا:ومن شعره وهـذا تالقينا ولما

بـنـاره بالدموع وهذا حريق

غريق الذي الدر تقلدت

جفنها فاض مقلتي من فرصعه

عقـيقالقائل:ومنهم أبو عدي النعمان بن مسلم، وادع من أهل العلم والفضل، وهو

تبرحوا ال المالك يأيهااألم

إلى وارجوها الكقابـل

صحت قد فالعامولكنهـا

والمشرف للعدلوالعامل

ومات أبو عدي بعد سنة خمسين وخمسمائة. ومنهم أبو مرشد سليمان بن علي، بن محمد بن عبد الله، بن سليمان، ولي القضاء بمعرة النعمان، وانتقل إلى شيزر بعد أخذ

الفرنج المعرة، وتوفي بها، وله رسائل وشعر، منه قصيدة التزم في كل كلمة منهاأولها:حرف النون،

نفاق عن لسانك نزهمنـافـق

الدين فإن وانصحالمؤمن نصح

المنكد المن وتجنبلـلـنـدى

من بنيلك وأعنوامنـن أعانك

ومنهم أبو سهل، عبد الرحمن بن مدرك، بن علي بن محمد بن سليمان، مولده ومنشؤه بشيزر وحماة، وتوفي في الزلزلة التي كانت بحماة سنة اثنتين وخمسين

ومنه:وخمسمائة وكان شاعرا مطبوع الشعر، خد بلحظي جرحت

الحبـي المقلة طالب فما ب

الفاعله من اقتص ولكن

مهجـتـي على الديات كذك

العاقلـهأيضا:ومن شعره

القلب سألت ولما الهوى عن صبرا

بالـصـدق وطالبتهيروغ وهـو

غـير أنـه منه تيقنتصـابـر

عـنـه سلوا وأنيسـوغ لـيس

أسلوه ال قال فإنصدقتني قلت

عنه أسلو قال وإندروغ قلت

هذه كلمة أعجمية معناها كذب، ومنهم أخوه أبو المعالي صاعد بن مدرك، بن علي، بن محمد، بن عبد

الله، ابن سليمان، مولده ومنشؤه شيزر وحماة، وماتبمعرة النعمان، ومن شعره:

Page 40: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

المبيني الوادي أيأيهالـنـا هـل

صنع فيه فنشكو تالقالتفـرق

مـن بي ما أبثكولـوعة غـرام

يضني جوى وفرطتشوق وطول

حين ترقى أن عسىرقـه ملكت

بهجرك مما له وترثيلقـي قد

غلة يروي بوصلواألسى الوجد

الجوى حر به ويطفيوالتحرق

وغير هؤالء حذفت أسماءهم اختصارا، وإنما قصدت اإلخبار عن إعراق أبي العالء فيبيت العلم.

ونقلت من بعض الكتب، أن أبا العالء لما ورد إلى بغداد، قصد أبا الحسن علي بن عيسى الربعي، ليقرأ عليه، فلما دخل إليه، قال علي بن عيسى: ليصعد اإلسطبل،فخرج مغضبا ولم يعد إليه، واإلسطبل في لغة أهل الشام األعمى، ولعلها معربة.

ودخل على المرتضى أبي القاسم، فعثر برجل، فقال من هذا الكلب? فقال المعري: الكلب من ال يعرف للكلب سعين اسما، وسمعه المرتضى فاستدناه، واختبره فوجده

عالما مشبعا بالفطنة والذكاء، فأقبل عليه إقباال كثيرا. وكان أبو العالء يتعصب للمتنبئ، ويزعم أنه أشعر المحدثين، ويفضله على بشار ومن

بعده، مثل أبي نواس، وأبي تمام، وكان المرتضى يبغض المتنبئ، ويتعصب عليه، فجرى يوما بحضرته ذكر المتنبئ، فتنقصه المرتضى، وجعل يتبع عيوبه، فقال المعري:

قوله:لو لم يكن للمتنبئ من الشعر إال منازل القلوب في منازل يا لك

لكفاه فضال، فغضب المرتضى وأمر فسحب برجله، وأخرج من مجلسه، وقال لمن بحضرته: أتدرون أي شيء أراد األعمى بذكر هذه القصيدة? فإن للمتنبئ ما هو أجود

القصيدة:منها لم يذكرها، فقيل: النقيب السيد أعرف، فقال أراد قوله في هذه من مذمتي أتتك وإذا

ناقص لي الشهادة فهي

كامل بأني ولما رجع إلى المعرة لزم بيته: فلم يخرج منه، وسمى نفسه رهين المحبسين، يعني حبس نفسه في المنزل، وترك الخروج منه. وحبسه عن النظر إلى الدنيا بالعمى: وكان متهما في دينه، يرى رأي البراهمة، ال يرى إفساد الصورة، وال يأكل لحما، وال

يؤمن بالرسل، والبعث والنشور، وعاش شيئا وثمانين سنة، لم يأكل اللحم منها خمسا وأربعين سنة، وحدثت أنه مرض مرة، فوصف الطبيب له الفروج، فلما جئ به لمسه بيده وقال: استضعفوك فوصفوك، هال وصفوا شبل األسد: وقد أوردنا من شعره ما

يستدل به على سوء معتقده، ويخبرك بنحلته ومستنده. وحدث غرس النعمة أبو الحسن الصابئ، أنه بقي خمسا وأربعين سنة ال يأكل اللحم وال

البيض، ويحرم إيالم الحيوان، ويقتصر على ما تنبت األرض، ويلبس حشن الثياب، ويظهر دوام الصوم، قال: ولقيه رجل فقال له: لم ال تأكل اللحم? قال: أرحم الحيوان، قال: فما تقول في السباع التي ال طعام لها إال لحوم الحيوان? فإن كان لذلك خالق فما أنت بأرأف منه، وإن كانت الطبائع المحدثة لذلك فما أنت بأحذق منها وال أتقن عمال، فسكت، قال ابن الجوزي: وقد كان يمكنه أن ال يذبح رحمة، وأما ما قد ذبحه غيره فأي رحمة بقيت? قال: وقد حدثنا عن أبي زكريا أنه قال: قال لي المعري: ما الذي تعتقد? فقلت في نفسي: اليوم أقف على اعتقاده، فقلت له: ما أنا إال شاك،

فقال: وهكذا شيخك. قال القاضي أبو يوسف عبد السالم القزويني: قال لي المعري:لم أهج أحدا قط، فقلت له: صدقت. إال األنبياء عليهم السالم، فتغير وجهه.

وحدث أبو زكرياء قال: لما مات أبو العالء أنشد على قبره أربعة وثمانون شاعراطويلة:مراثي، من جملتها أبيات لعلي بن الهمام من قصيدة

Page 41: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

ترق لم كنت إنزهـادة الدماء

من اليوم أرقت فلقددما جفني

سيرت في ذكراكـأنـه البالد

مسامعها مسكفمـا أو يضمخ

إذا الحجيج وترىلـيلة أرادوا

فدية أوجدب ذكراكأحرما من

كأنه يقول: إن ذكراك طيب، والطيب ال يحل للمحرم، فيجب عليه فدية، ومن شعرهالزهد:في

الضحك وكان ضحكناسفاهة منا

لسكان وحقيبكـوا أن البسيطة

صرف يحطمناكأنـنـا الزمان

لنا يعاد ال ولكن زجاجسـبـك

ومن شعره في الزهد: عنـك بدنيا تشرف فال

مـعـرضة بالدنيا التشرف فما

الـشـرف هو عنها فؤادك واصرفانصرفت مثلما

مغانيهـا عن فكلناسـينـصـرف

الـلـه لـحـاك دفـر أم ياوالـدة

وفيك الخناء فيكوالسـرف البؤس

أوقعت العرس أنك لوبهـا الطالق

عنك لي ما األم لكنكمنـصـرف

وحدث أبو الكرم، خميس بن علي الجوزي النحوي، حدثنا القاضي أبو يوسف القزويني قال: قال لي ملحد المعرة: ما سمعت في أمر الحسين بن علي رضي الله عنهما شيئا

يجب أن يحفظ، فقلت له: قد قال سوادي من أهل بالدنا أبياتا، ال يقول مثلها تنوخاألكبر،جدك

محمد بنت ابن رأسووصـيه

قنـاة على للمسلمينيرفـع

لمنظر والمسلمونولمشـهـد

وال فيهم جازع المتفـجـع

بمنظرك كحلتعماية العيون

أذن كل رزؤك وأصمتسمع

أيقظت وكنت أجفاناكرى لها

وأنمت تكن لم عيناتهجع بك

تمنـت إال روضة ماأنـهـا

قبرك ولخط تربة لكمضجع

قال ولم يسم لنا قائال: وقال أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر: وكان حدثني أبو الحسن الدلفي المصيصي الشاعر، وهو من لقيته قديما وحديثا في مدة ثالثين سنة، قال: لقيت بمعرة النعمان عجبا من العجب، رأيت شاعرا ظريفا يلعب بالشطرنج

Page 42: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

والنرد ويدخل في كل فن من الجد والهزل، يكنى أبا العالء، وسمعته يقول: أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر، قال: وحضرته يوما وهو يملي في

الرؤساء:جواب كتاب ورد عليه من بعض فأوجب الكتاب وافى

الشكرا ولثمته فضممته

عـشـرا وقـرأتـه وفضضته

فـإذا في كتاب أجلى

يقرا الورى من دمعي فمحاه

تـحـدره يدع فلم إليك شوقا

سطـرالنفسه:قال وأنشدني

وال أدري لستيدري المنجـم

القضاء يريد ماباإلنـسـان

قول أقول أني غيرمـحـق

فيه الغيب يرى قدالعيان مثل

كان من إن محسنافابكـينـه

عواقـب لجميلاإلحـسـان

حدث أبو سعد السمعاني في كتاب النسب، وقد ذكر المعري فقال بعد وصفه: وذكر تلميذه أبو زكريا التبريزي، أنه كان قاعدا في مسجده بمعرة النعمان، بين يدي أبي

العالء يقرأ عليه شيئا من تصانيفه، قال: وكنت قد أقمت عنده سنين، ولم أر أحدا من أهل بلدي، فدخل المسجد مغافصة بعض جيراننا للصالة، فرأيته وعرفته، فتغيرت من الفرح، فقال لي أبو العالء: إيش أصابك? فحكيت له أني رأيت جارا لي، بعد أن لم ألق أحدا من أهل بلدي سنتين، فقال لي: قم وكلمه. فقلتع: حتى أتمم السياق. فقال: قم

أنا أنتظر لك، فقمت وكلمته بلسان األذربية شيئا كثيرا، إلى أن سألت عن كل ما أردت، فلما رجعت وقعدت بين يديه قال لي: أي لسان هذا? قلت هذا لسان أهل

أذربيجان، فقال لي: ما عرفت اللسان وال فهمته، غير أني حفظت ما قلتما، ثم أعاد علي اللفظ بعينه، من غير أن ينقص عنه أو يزيد عليه في جميع ما قلت، وقال جاري:

فتعجبت غاية التعجب، كيف حفظ ما لم يفهمه. قال المؤلف: وهذا غاية ليس بعدها شيء في حسن الحفظ، وقال المؤلف: وأنا كثير

العالء:االستحسان لقول أبي الدمـع أتي أسالت

أسـيل فـوق لظل ومالتظـلـيل بالعـراق

البيت جارة أياأهـلـه الممـنـع

لي ومن غدوت?بمـقـيل عندكم

جمال من زكاة لغيريتكـن وإن

فاذكري جمال زكاةسـبـيل ابن

وأرسلت خان طيفابعـثـتـه لما

بـعـده من تثقي فالبـرسـول

نفـسـه أرانا خياالمـتـجـنـيا

صافي من زار وقدوصول الوداد

وجـنة مـن فعلقته العقد مكان نسيت

Page 43: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

بـمـسـيلالنوى دهش من السن ألجل وكنت

غـدية شمـس للبـين ولكنهاأصـيل شـمـس

أخانـا أسرتوإنـه بـالـخـداع

الوغـى اشتد إذا يعدبـقـبـيل

تملكي تطلقيه فإنقـومـه شكر

تـؤخـذي تقتليه وإنبـقـتـيل

ذلة القـى عاش فإنواخـتـياره

حـياة ال عـزيز وفـاةذلــيل

الجيش يجر وكيفغارة يطلب

الذيول لمجرور أسيركحـيلومن شعره لزوم ما ال يلزم:

منـي عليك محلى ياسـالم

وينجز أمضي سوفالموعود

التراب إلى فلجسميهبـوط

الهواء إلى ولورحيصعـود

تدوم حالها وعلىالـلـيالـي

لمعشـر فنحوسوسـعـود

أعـود أن أترجون?إلـيكـم

ال فإنـنـي ترجوا الأعـود

قرأت بخط أبي سعد، أنشدنا الوكيل بأصبهان، أنشدنا عبيد الله القشيري، أنشدنا أبوإياه.الوليد الدربندي، قال: أنشدني أبو العالء التنوخي في داره، عند وداعي

فارقتهـا بلدة كمومـعـاشـر

أسف من يذروندموعـا علي

أضاعتني وإذاأرى فلن الخطوب

الصفاء إخوان لعهودمضيعـا

توديع خاللتللـنـوى األصادق

خلي أودع فمتى?الـتـوديعـا

قال أبو الهبارية: أنشدني أبو زكريا الخطيب التبريزي قال: أنشدني أبو العالء، أحمد بنلنفسه:عبد الله، بن سليمان المعري

التصوف جيل أرىجـيل شر

وأهون لهم فقلبالحـلـول

حين الله أقالعـبـدتـمـوه

البهائم أكل كلوالي وارقصوا

الغزل:ومن شعر أبي العالء في في علقتني ظبية يا

تـصـيدهـا لم وهي أشراكها

بأشراكي تعلق

Page 44: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

وما قلبي أعييتحرمتـه راعيت

راعيت وال رعيت فلممرعـاك

أتحرقين قد فؤادابـه حلـلـت

حبك بنار وهـو عمـداواراك

لم حين أسكنتهسـكـن به يسكن

أن يحسن وليسبسكنـاك يسخى

غرامي داعي بال مايأمرني حين

الوجـد حر أكابد بأنينـهـاك

ذا القلب غدا ولمطمـع وذا يأس

ثم ترحميه أن يرجوكيخشـاكالقاسم:ومن خط ابن العصار، قال أبو العالء في رجل اسمه أبو

القاسم أبو هذاأعـجـوبة

وال يدري مـن لكليدري

وال الشعر ينظم الال يحفظ

الشاعر وهو قرآنالمقري

قرأت بخط أبي سعيد قال: سمعت المبارك بن أحمد ابن األخوث مذاكرة، خرج رجل على سبيل: الفرجة فقعد على الجسر، فأقبلت امرأة من جانب الرصافة، متوجهة إلى الجانب الغربي، فاستقبلها شاب فقال لها: رحم الله علي بن الجهم فقالت المرأة في

الحال: رحم الله أبا العالء المعري، ولم يقفا، ومرا مشرقا ومغربة، فتتبعت المرأة وقلت لها: أخبريني - عافاك الله - عما قال لك، وعما أجبته? فقالت: نعم، رحم الله

قوله:علي بن الجهم أراد بين المها عيون

والجـسـر الرصافة حيث من الهوى جلبن

أدري وال أدريقوله:وأردت بترحمي على أبي العالء

إن بالحزن دارها فيامزارها

ذلك دون ولكن قريبأهوال

قال أبو زكريا، يحيى بن علي، الخطيب التبريزي: أنشدني أبو العالء أحمد بن عبد اللهلنفسه:بن سليمان المعري

ومني الصدود منكرضـى بالصدود

في بهذا علي ذا منقـضـى هواك

غدا لو ما منك ليطلعت ما بالشمس

بالبرق أو الكآبة منومـضـا مـا

وأهليه دهري جربتتـركـت فمـا

ود في التجاريب ليغرضـا امرئ

ذم الفتى إذا عيشاشـبـيبـتـه فـي

عصر إذا يقول ماذقا?مضى الشباب

كل عن تعوضت وقدبمـشـبـهـه

أليام وجدت فماعـوضـا الصـبـا

Page 45: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أيضا:وله العقل مريض غدوت

فالقني والدين األمور أنباء لتعلم

الـصـحـائح األبيات: قرأت بخط عبد الله بن محمد، بن سعيد بن

سنان، الخفاجي الشاعر في كتاب له ألفه في الصرفة، زعم فيه: أن القرآن لم يخرق العادة

بالفصاحة، حتى صار معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن كل فصيح بليغ قادر على اإلتيان بمثله، إال أنهم صرفوا عن ذلك، ال أن يكون القرآن في نفسه معجز الفصاحة، وهو مذهب لجماعة من المتكلمين

والرافضة، منهم بشر المريسي، والمرتضى أبو القاسم، قال في تضاعيفه: وقد حمل جماعة من

األدباء قول أصحاب هذا الرأي، على أنه ال يمكن أحد من المعارضة بعد زمان التحدي، على أن ينظموا على

أسلوب القرآن، وأظهر ذلك قوم، وأخفاه آخرون. ومما ظهر منه قول أبي العالء في بعض كالمه: أقسم

بخالق الخيل، والريح الهابة بليل، ما بين األشراط ومطالع سهيل، إن الكافر لطيول الويل، وإن العمر لمكفوف الذيل، اتق مدارج السيل، وطالع التوبة من

قبيل، تنج وما إخالك بناج. وقوله: أذلت العائذة أباها، وأصاب الوحدة ورباها،

والله بكرمه اجتباها، أوالها الشرف بما حباها، أرسلالشمال وصباها، "وال يخاف عقباها".

وقال: في شماسك جار ما

كـلـمة يهوديك وال

بـالـطـامـع اشتق والطيلسان

لفظـه في المبتكر طلسة من

الخامـع لك خير والقس

أرى فـيمـا يخطب خاطب من

جامع فيأيضا:وله

جيد قالوا: فالنفأجبتـهـم

في ما تكذبوا الجيد البرية

الغناء نال فغنيهمببخـلـه

بصالته وفقيرهميتصـيد

والناس في أبي العالء مختلفون، فمنهم من يقول: إنه كان زنديقا، وينسبون إليه أشياء مما ذكرناها، ومنهم من يقول: كان زاهدا عابدا متقلال، يأخذ نفسه بالرياضة والخشونة،

والقناعة باليسير، واإلعراض عن أعراض الدنيا.

Page 46: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

قال كمال الدين أبو القاسم، عمر بن أبي جرداة: قرأت بخط أبي اليسر شاكر بن عبد الله، بن سليمان المعري، أن المنتصر صاحب مصر، بذل ألبي العالء ما ببيت المال

فقال:بالمعرة من الحالل، فلم يقبل منه شيئا، مـن غـاية لي كأنما

غـنـى مـعـدن عـن فعـد

أسـوان عن برغمي سرت

الصبي زمان وقـتـي يعجلني

وأكـوانـي لـمـا الطـيب أبي صد

غـدا شـعـب عن منصرفا

بـوانأيضا:وقال

األرزاق أطلـب الوال

علي يفيض مولىرزقي

القوت بعض أعط إنأع

ضعف ذلك أن لمحقـي

قال: وقرأت بخط أبي المعري في ذكره، وكان - رضي الله عنه -، يرمى من أهل الحسد له بالتعطيل، وتعمل تالمذته وغيرهم على لسانه األشعار، يضمنونها أقاويل

-:الملحدة قصدا لهالكه، وإيثارا إلتالف نفسه، فقال - رضي الله عنه قـوم إهوانـي حاول

فـمـا إال واجهـتـهـمبـإهـوان

يخرشونيبـسـعـاياتـهـم

نـية فغـيرواإخـوانــي

لوشوا استطاعوا لوال إلى بي

الشهـب في مريخوكـيوان

أيضا:وقال غـريت خالقها وبحمدأمة بـذمــي غريت

ما ربي وعبدتبـريت بريته ومن تاستطع

فـريت وما علي سدةحـا الجهـال وفرتني أني وعندهم سأح فـلـم علي سعروا

هريت فهرست كتبه على ما نقلته من خط أحد مستملي أبي العالء، قال: الذي أماله أبو العالء، أحمد بن عبد الله،

بن سليمان التنوخي - تجاوز الله عنه - من الكتب على ضروب: منها ما هو في الزهد، وقرأت في نسخة

أخرى: فهرست كتبه ما صورته، قال الشيخ أبو العالء - رضي الله عنه -: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة،

واجتهدت على أن أتوفر على تسبيح الله وتحميده، إلى أن أضطر إلى غير ذلك، فأمليت أشياء، وتولى نسخها

Page 47: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الشيخ أبو الحسن، علي بن عبد الله ابن أبي هاشم - أحسن الله معونته - فألزمني بذلك حقوقا جمة،

وأيادي بيضاء، ألنه أفنى في زمنه، ولم يأخذ عما صنع ثمنه، والله يحسن له الجزاء، ويكفيه حوادي الزمن

واألرزاء، وهي على ضروب مختلفة، فمنها ما هو في الزهد والعظات، وتمجيد الله سبحانه وتعالى من المنظوم والمنثور، فمن ذلك، الكتاب المعروف

بالفصول والغايات، والمرادب الغايات القوافي، ألن القافية غاية البيت، أي منتهاه، وهو كتاب موضوع على حروف المعجم، ما خال األلف، ألن فواصله مبينة على

أن يكون ما قبل الحرف المعتمد فيها ألفا، ومن المحال أن يجمع بين ألفين، ولكن تجئ الهمزة وقبلها ألف، مثل العطاء والكساء، وكذلك الشراب والسراب

في الباء، ثم على هذا الترتيب، ولم يعتمد فيه أن تكون الحروف التي يبنى عليها مستوية اإلعراب، بل

تجئ مختلفة. وفي الكتاب قواف تجئ على نسق واحد، وليست

المطلقة بالغايات، ومجيئها على حرف واحد، مثل أن يقال: عمامها، وغالمها، وغمامها، وأمرا، وتمرا، وما أشبه، وفيه فنون كثيرة من هذا النوع. وقيل إنه بدأ

بهذا الكتاب قبل رحلته إلى بغداد، وأتمه بعد عوده إلى معرة النعمان، وهو سبعة أجزاء، وفي نسخة، مقداره مائة كراسة، وكتاب الشاذن، أنشأه في ذكر غريب هذا

الكتاب، وما فيه من اللغز، مقداره عشرون كراسة، وكتاب إقليد الغايات، لطيف مقصور على تفسير

اللغز، مقداره عشر كراريس، الكتاب المعروف باأليك والغصون، وهو كتاب الهمزة والردف بخطه، يبنى على إحدى عشرة حالة، الهمزة في حال إفرادها وإضافتها، ومثال ذلك السماء بالرفع: السماء، بالنصب: السماء، بالخفض: سماء يتبع الهمة التنوين: سماؤه، مرفوع

مضاف، سماءه منصوب مضاف: سمائه مخفوض مضاف، ثم يجئ سماؤها، وسماءها، وسمائها، على

التأنيث، ثم همزة بعدها هاء ساكنة، مثل عباءه ومالءه، فإذا ضربت في حروف المعجم الثمانية والعشرين، خرج من ذلك ثالثمائة فصل وثمانية فصول، وهي سمتوفاة في كتاب الهمزة والردف، وذكرت فيه

األرداف األربعة بعد ذكر األلف، وهي الواو المضموم

Page 48: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

ما قبلها، والواو التي قبلها فتحة، ويذكر لكل جنس من هذه أحد عشر وجها، كما ذكر لأللف، ومن غير

خطه وهو في العظات وذم الدنيا، وهو إثنان وتسعون جزءا، نسخة أخرى، ويكون مقدار هذا الكتاب ألفا

ومائتي كراسة، ومن خطه الكتاب المعروف بتضمين اآلي، وهو كتاب مختلف الفصول، فمنه طائفة على حروف المعجم، وقبل الحرف المعتمد ألف، مثل أن

يقال في الهمزة: بناء ونساء، وفي الباء ثياب وعباب، ثم على هذا إلى آخر الحروف، ومنه فصول كثيرة على فاعلين، مثل باسطين وقاسطين، وعلى فاعلون، مثل

حامدون وعابدون، وفيه ما هو على غير هذا الفن، والغرض أن يأتي بعد انقضاء الكالم آية من الكتاب العزيز، مثل قوله "إياك نعبد وإياك نستعين"، وربما اقتصر على بعض اآلية، أو جئ بآيتين أو أكثر منهما،

إذا كانت اآليات من ذوات القصر، كآيات "عبس"ونحوها، ومقدار هذا الكتاب أربعمائة كراسة.

وكان السبب في تأليف هذا الكتاب، أن بعض األمراء سأله أن يؤلف كتابا برسمه، ولم يؤثر أن يؤلف شيئا في غير العظات، والحث على تقوى الله، فأملى هذا

الكتاب. كتاب تفسير الهمزة والردف، جزء، كتاب سيف الخطبة جزءان، يشتمل على خطب السنة، فيه خطب للجمع والعيدين، والخسوف والكسوف، واالستسقاء،

وعقد النكاح، وهي مؤلفة على حروف من حروف المعجم، فيها خطب عمادها الهمزة، وخطب بنيت على

الباء، وخطب على الدال، وعلى الراء، وعلى الالم، وعلى الميم، وعلى النون، وتركت الجيم والحاء وما يجري مجراهما، ألن الكالم المقول في الجماعات، ينبغي أن يكون سجسجا سهال، ومقداره أربعون

كراسة، وكان سأله في الكتاب رجل من المتظاهرين بالديانة، فصنف له كتاب نشر شواهد الجمهرة ولم يتم ثالثة أجزاء. كتاب دعاء وحرز الخيل، كتاب مجد األنصار

في القوافي، كتاب تاج الحرة في عظات النساء خاصة، وتختلف فصوله، فمنها ما يجئ بعد حرفه الذي بني الروي عليه ياء للتأنيث، كقوله: "شائي" وتشائي

وتسائي، وهابي، وترائي. ومنه ما هو مبني على الكاف، نحو غالمك وكالمك. ومنها ما يجيء على

تفعلين، مثل ترغبين وتذهبين، وأنواعه كثيرة، فيكون

Page 49: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

هذا الكتاب نحو أربعمائة كراسة. كتاب يعرف بدعاء ساعة، وكتاب آخر يعرف بوقفة الواعظ، وكتاب يعرف

بسجع الحمائم، يتكلم فيه على ألسن حمائم أربع، وكان بعض الرساء سأله أن يصنف له تصنيفا يذكره

فيه، فأنشأ له هذا الكتاب، وجعل ما يقوله على لسان الحمامة في العظة، والحث على الزهد. قال غيره: هو أربعة أجزاء، مقداره ثالثون كراسة. كتاب يعرف بلزوم

ما ال يلزم، وهو في المنظوم، بني على حروف المعجم، يذكر كل حرف سوى األلف بوجوهه األربعة، وهي: الضمة والفتحة والكسرة والوقف، ومعنى لزوم ما ال يلزم، أن القافية يردد فيها حرف لو غير لم يكن

مخال بالنظم، كما قال كثير: عزة ربع هذا خليلي

فاعقـال انزال ثم قلوصيكماحلت حيث

فلزم الالم قبل اتاء، وذلك ال يلزمه، ولم يفعل كما فعل الشنفري في قصيدته التي على التاء، ألنه لم يلزم فيها إال حرفا واحدا، ولكنه خالف بين الحروف التي قبل الروي،

فقال: أزمعت عمرو أم أرى

فاستقلت جيرانها ودعت وما

ولـت يومفيها:وقال

حلية نبت من بريحانةنـورت

غير حولها ما أرج لهامسنت

فيها:وقال فيها وفضة لها

ثالثون سيحفـا أولى أنست إذا

اقشعرت العداة ومن غير خطه ما هو ثالثة أجزاء، أو أربعمائة وعشرون

كراسة، يحتوي على أحد عشر ألف بيت من الشعر. كتاب زجر النابح، يتعلق بلزوم ما ال يلزم، وذلك أن بعض الجهال تكلم على أبيات من لزوم ما ال يلزم،

يريد بها التشرر واألذية، فألزم أبا العالء أصدقاؤه أن ينشئ هذا، فأنشأ هذا الكتاب وهو كاره، ومن غير خطه

ما هو شرح اللزوم، وهو جزء واحد، مقداره أربعون كراسة، كتاب يتعلق بزجر النابح، سماه بحر الزجر، كتاب ملقى السبيل، صغير، فيه نظم ونثر، كتاب الجلي والحلي، سأله فيه صديق له من أهل حلب،

يعرف بابن الحلي، مجلد واحد وعشرون كراسة، ومن غير هذا الجنس كتاب لطيف، فيه شعر قيل في الدهر

األول: يعرف بكتاب سقط الزند، وأبياته ثالثة آالف

Page 50: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

بيت، كتاب يعرف بجامع األوزان، فيه شعر منظوم على معنى اللغز، يعم به األوزان الخمسة عشر، التي ذكرها الخليل بجميع ضروبها، ويذكر قوافي كل ضرب من ذلك، مثاله أن يقال للضرب األول من الطويل أربع

قواف، المطلقة المجردة، ثم قول القائل: هند يا اسلمي يا أال

بدر بني هند حيانا كان وإن عدا

الدهر آخرالقيس:والقافية المردفة، مثل قول امرئ

عم أال البالي الطلل أيها صباحا والمقيدة المجردة، وذلك مفقود في الشعر القديم والمحدث، وربما جاء به المحدثون على النحو الذي يسمى مقصورا، كما قال بعض الناس وهو في السجن: هو صالح ابن

القدوس:عبد إنه أشكو الله إلى

الشكـوى موضع كشف يده وفي

والبلـوى المصيبة الدنيا من خرجدناأهلهـا من ونحن

باألحياء نحن فماالموتى وال فيها

عـن مخبر أتانا ما إذاحـديثـهـا

هذا جاء وقلنا فرحناالـدنـيا من

فـجـل الرؤيا وتعجبناحـديثـنـا

أصبحنا نحن إذاالرؤيا عن الحديث

تأت لم حسنت فإنوأبطلت عجلى

لم قبحت وإنعجلى وأتت تحتبس

والقافية المقيدة المؤسسة، مثل أن يكون العادل والقائل، وذلك مرفوض متروك، ثم على هذا النحو إلى آخر الكتاب، ومقداره ستون كراسة، ويكون عدد أبيات شعره نحو

تسعة آالف بيت، وهو ثالثة أجزاء. كتاب يعرف بالسجع السلطاني، يشتمل على مخاطبات للجنود والوزراء، وغيرهم من

الوالة. وكان بعض من خدم السلطان وارتفعت طبقته، ال قدم له في الكتابة، فسأل أن ينشأ له كتاب مسجوع من أوله إلى آخره، وهو ال يشعر بما يريد، لقلة خبرته باألدب، فألف هذا الكتاب، وهو أربعة أجزاء، وكتاب يعرف بسجع الفقيه، جزء، ثالثون كراسة، وكتاب

لطيف يعرف بسجع المضطرين، عمله لرجل مسافر يستعين به على أمور دنياه، وكتاب مختصر يعرف بذكرى حبيب، في غريب شعر أبي تمام، سأل فيه صديق ألبي العالء من الكتاب، وهو أربعة أجزاء ستون كراسة، وهذه الكتب المسئسول في تأليها، إنما تكلفها مؤلفها من فرط الحياء، وهو لتأليفها كاره، وكتاب عبث الوليد، فيما يتصل بشعر البحتري، وكان سبب إنشائه: أن بعض الرساء أنفذ نسخة ليقابل له بها، فأثبت ما جرى من الغلط، ليعرض ذلك عليه، وهو جزء واحد وعشرون كراسة، وكتاب يعرف

بالرياش المصطنعي في شرح مواضع من الحماسة الرياشية، عمل لرجل يلقب بمصطنع الدولة، ويخاطب باإلمرة، واسمه كليب بن علي، ويكنى أبا غالب، أنفذ نسخة من الحماسة الرياشية، وسأل أن يخرج على حواشيها شيئا لم يذكره أبو رياش، مما

يحتاج إلى تفسيره، فخشي أن تضيق الحواشي عن ذلك، فصنع هذا الكتاب، وجمع فيه ما سنح مما لم يفسره أبو رياش، أربعون كراسة، وكتاب يعرف بشرف السيف، عمل للرجل الذي كان مقيما بدمشق، وهو المعروف بنشتكين الدزبري. وكان السبب في

عمله: أنه كان يوجه إلى أبي العالء بالسالم، ويحفي المسألة عنه، فأراد جزاءه على ما

Page 51: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

فعل، - جزءان - وكتاب يعرف بتعليق الجليس، مما يتصل بكتاب أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، المعروف بالجمل - جزء - وكتاب إسعاف الصديق، ثالثة

أجزاء، يتعلق بالجمل أيضا، وكتاب قاضي الحق، يتصل بالكتاب المعروف بالكافي، الذي ألفه أبو جعفر النحاس، وكتاب الحقير النافع، مختصر في النحو، خمس كراريس، وكتاب يتصل به يعرف بالطل الطاهري، أنشئ لرجل يعرف بأبي طاهر حلبي، وكتاب المختصر الفتحي، يتصل بكتاب محمد بن سعدان، صنعه لرجل يكنى أبا الفتح، محمد بن علي بن أبي هاشم، وكان أبو هذا الرجل، تولى إثبات ما ألفه أبو العالء من جميع

هذه الكتب، فألزمه بذلك حقوقا جمة، وأيادي كثيرة، وكتاب في الرسائل الطوال، فيها رسالة الغفران، كتاب سميته خطب الخيل، يتكلم على ألسنتها، ومقداره عشر

كراريس، كتاب يعرف بخطبة الفصيح، يتكلم فيه على أبواب الفصيح، مقداره خمس عشرة كراسة، وكتاب شرح فيه ما جاء في الذي قبله من الغريب، يعرف بتفسير

خطبة الفصيح، وكتاب رسل الراموز، نحو ثالثين كراسة، وكتاب راحة اللزوم، ويشرح فيه ما في كتاب لزوم ما ال يلزم من الغريب، نحو مائة كراسة، وكتاب لطيف يعرف

بخماسية الراح، في ذم الخمر، ومعنى هذا الوسم، أنه بني على حروف المعجم، فذكر لكل حرف تمكن حركته خمس سجعات مضمومات، وخمسا مفتوحات، وخمسا

مكسورات، وخمسا موقوفات، يكون مقداره عشر كراريس، وكتاب المواعظ الست، وهو لطيف، ومعنى هذا التلقيب، أن الفصل األول منه في خطاب رجل، والثاني في خطاب اثنين، والثالث في خطاب جماعة، والرابع في خطاب امرأة، والخامس في خطاب امرأتين، والسادس في خطاب نسوة، نحو خمس عشرة كراسة، كتاب ضوء

السقط، تفسير غريب سقط الزند، مقادره عشرون كراسة، وكتاب الصاهل والشاحج يتكلم فيه على لسان فرس وبغل، مقداره أربعون كراسة، صنفه ألبي شجاع فاتك،

الملقب بعزيز الدولة، والي حلب من قبل المصريين، وكان روميا، وكتاب منار القائف، في تفسير الكتاب الذي قبله فيما جاء فيه من اللغز والغريب، عشر كراريس، كتاب دعاء األيام السبعة، وكتاب رسالة على لسان ملك الموت عليه السالم، وكتاب بعض فضائل أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكتاب أدب العصفورين، وكتاب السجعات العشر، موضوع على كل حرف من حروف المعجم، عشر سجعات

في المواعظ، كتاب شرح كتاب سيبويه، لم يتم، مقداره خمسون كراسة، كتاب يتصل بكتاب الزجاجي، يعرف بعون الجمل، عمل أيضا ألبي الفتح، محمد بن علي، بن أبي هاشم المذكور آنفا، وهو آخر شيء أماله، وكتاب في النحو يتصل بالكتاب المعروف

بالعضدي، ولقبه ظهير العضدي، وكتاب ديوان الرسائل، وهو ثالثة أقسام. األول رسائل طوال، تجري مجرى الكتب المصنفة، مثل كتاب رسالة المالئكة، وكتاب

الرسالة السندية، جزء، وكتاب رسالة الغفران، جزء، وكتاب رسالة الفرض، جزء، ونحوذلك.

والثاني: رسائل دون هذه في الطول، مثل كتاب رسالة المنيح، وكتاب رسالةاالغريض.

والثالث كتاب الرسائل القصار، كنحو ما تجري به العادة في المكاتبة، قيل إنه أربعون جزءا، وقيل إنه ثمانمائة كراسة، وكتاب خادم الرسائل، في تفسير ما تضمنته هذه الرسائل، مما يحتاج إليه المبتدئون في األدب، كتاب نظم السور، وكتاب عظات السور، وكتاب الراحلة، ثالثة أجزاء، في تفسير كتاب لزوم ما ال يلزم، وكتاب في

المنظوم، يعرف بكتاب استغفر واستغفري، مقداره مائة وعشرون كراسة، فيه نحو من عشرة آالف بيت، وكتاب يعرف بالرسالة الحضية، وكتاب رسائل المعونة، وهي ما كتبت على ألسن قوم، وكتاب مثقال النظم في العروض، جزء، وكتاب الالمع العزيزي،

في تفسير شعر المتنبي، عمل لألمير عزيز الدولة، وغرسها ابن تاج األمراء، أبي الدوام، ثابت ابن ثمال، بن صالح، بن مرداس، بن إدريس، بن نصر، بن حميد، بن شداد، بن عبد قيس، بن ربيعة ابن كعب، بن عبد الله، بن أبي بكر، بن كالب، ابن

ربيعة، بن عامر، بن صعصعة، ويقال له أيضا الالمع العزيزي، مقداره مائة وعشرونكراسة.

هذا ما وجدناه وأثبتناه عن جماعة من أصحاب أبي العالء، قالوا: وله بعض كتب في

Page 52: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

العروض والشعر، بدأها ولم تتم، أو تمت وشذ عنا أسماؤها.يلزم:ومن شعره الدال على سوء عقيدته من لزوم ما ال

واحذروا فانعموا أالالحيا في

زوال يسمى ملهى ةالنعـم

بأقوالهـم أتوكموالـحـسـا

مـا زاعم به يسد مزعـم

تلوا وجلوا باطالصـارمـا

فقلنـا صدقنا وقالوانـعـم

في ثبت ما زخارفالقلوب

بهن عليكم عمىالـمـعـم

ومن ذلك أيضا: فكم العناء طال فقد

تعـانـي كاتبها عاد سطورا

بطمـس وزال موسى دعا

عيسى وقام بصالة محمد وجاء

خـمـس غـير دين يجـئ وقيل

هـذا غد بين الناس فأودى

وأمـس المحال قلت إذا

صوتي رفعت اليقين قلت وإن

همسي أطلتأيضا:ومن ذلك

تخلقه الشرع وجدتالليالـي

الرداء خلق كماالشرعـبـي

يجري العادات هيمنها الشيخ

تعودها شيم علىالصـبـي

رام الحق وأشوىمشـرقـي

آخر يرزقه ولممـغـربـي

وذا يقـول عمـر فذاسـواه

في الرجلين كالغبي الدعوى

أيضا:ومن ذلك ذكرنا ما إذا آدمـا

وفـعـالـه البنيه بنتيه وتزويجهالخنـا في

من الخلق بأن علمنازنية أصل

من الناس جميع وأنالزنا عنثر

وقال في رسالة الغفران، ولما أجلى عمر بن الخطاب أهل الذمة عن جزيرة العرب، شق ذلك على الجالين، فيقال: إن رجال من يهود خيبر، يعرف بسمير بن أدكن، قال في

ذلك: المرء إن رويدك حفص أبو يصول

Page 53: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

ويرسب يطفوبـدرة علينـا حمـولة نتبع ال مكانك

مـاقـط شيء الزاد أن لتشبع

محـبـب موسى كان فلو

ظهرتم ما صادقا ثـم دولة ولكن علينا

تـذهـب إلى سبقناكم ونحن

فاعرفوا المين الذي البادي رتبة لنا

أكـذب هو آثارنا على مشيتمطريقـنـا في

أن في وبغيتكموترهبوا تسودوا

وهذا يشبه أن يكون شعره، قد نحله هذا اليهودي، أو أن إيراده لمثل هذا، واستلذاذه به، من أمارات سوء عقيدته، وقبح مذهبه، ومن أشعاره الدالة على سوء اعتقاده، قوله

أيضا:في لزوم ما ال يلزم فـي البـرية وهيهات

ضـالل لما اللبيب نظر وقد

اعتـراهـا التوراة صاحب تقدم

مـوسـى الخسار في وأوقعافتراها من

وحـي رجـالـه فقـالأتـاه

بل الناظرون وقالافتـراهـا

أحجـار إلى حجي وما?بـيت

تشرب الخمر كؤوسذراها في

إلـى الحليم رجع إذاحـجـاه

بالمذاهـب تهاونوازدراهـا

أيضا:وله واستخبر المرآة خذ

نجومـا األرى بمطعم تمر

المشور بال الممات على تدل

ارتياب على تدل ال ولكن

النشـورأيضا:ومنها

الحنيفة هفتاهتدوا ما والنصارى

حارت ويهودمضلله والمجوس

ذو األرض أهل إثنانبـال عقل

ال دين وآخـر دينلـه عـقـل

أيضا:ومنها ألقت الشرائع إن

بينـنـا إحـنـا أفـانـين وأورثتنا

الـعـداوات نساء أبيحت وما

عرض عن الروم بأحكـام إال للعرب

الـنـبـوات

Page 54: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أيضا:ومنها إال لنا ما تناقض

لـه الشكـوت من بموالنا نعوذ وأن

الـنـار مئين بخمس يد

فـديت عسجـد في قطعت بالها ما

?دينار ربع قال المؤلف: كان المعري حمارا، ال يفقه شيئا، وإال فالمراد بهذا بين، لو كانت اليد ال تقطع إال في سرقة خمسمائة دينار، لكثر سرقة ما دونها، طمعا في النجاة، ولو كانت

اليد تفدى بربع دينار، لكثر من يقطعها، ويؤدي ربع دينار دية عنها، نعوذ بالله منأيضا:الضالل. ومنها

الضحك وكان ضحكناسفاهة منا

لسكان وحقيبكـوا أن البسيطة

حتـى األيام تحطمناكـأنـنـا

لنا يعاد ال ولكن زجاجسـبـك

قوله:ومما يدل على كفره تصريحا بها تستخف عقول

سطور لمن الفتى يدري

?الثبور وكتاب محمد كتاب

موسى مريم ابن وإنجيل

والزبورأيضا:ومن ذلك

مفرق الزمان صرفاإللفين

بين إلهي فاحكموبيني ذاك

قتل عن أنهيت النفوس تعمدا

لقتلها أنت وبعثت?ملكـين

لها أن وزعمت معاداثانـيا

عن أغناها كان ما!!الحالين

ومن ذلك أيضا: يحظى ال كان إذا

عاقـل برزقك وترزق وترزق مجنونا

أحمـقـا رب يا ذنب فال

امرئ على السماء ال ما منك رأى

فتزندقـا يشتهيقوله:ومن ذلك أيضا

تقلـيد أمرك كل فيبـه تـدين

ربـي مقالك حتىأحـد واحـد

فـي بفكـر أمرنا وقدبـدائعـه

معشـر فيه تفكر فإنلـحـدوا

في التنافس لوالوضعت لما الدنيا

ال التناظر كتبالعمد وال المغني

قوله:ومن ذلك أيضا

Page 55: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

نقـول هكذا صدقتمقـديم خالـق لنا قلتمفقولوا أال مكان والزمـان بال زعمتموه

لنا ليست معناهخـبـئ له كالم هذاعقول

قوله:ومن ذلك أيضا وأنباء وكفر دين

وقـر تقال وتوراة ينص قان

وإنجـيل أباطيل جيل كل في

ملفـقة تفرد فهل يوما

?جيل بالهدىأيضا:ومن ذلك

أصبحت قد لله ألحمدلجـج في

هموم من مكابدا الدهر قاموسا

لم معاشر قالتإالهكـم يبعث

عيساها البرية إلىموسـا وال

الرحمن جعلوا وإنمامـأكـلة

للملك دينهم وصيرواناموسـا

لعاتبت قدرت ولوبغـوا الذين

حليف يعود حتىمغموسا الغي

قوله:ومن ذلك أيضا مقال تحسب وال

الرسل حقا زور قول ولكن

سطـروه في الناس وكان

رغي عيش بالمحال فجاءوا

فكـدروه قال المؤلف: نقلت هذا كله من تاريخ غرس النعمة محمد بن هالل، بن المحسن

الصابئ، وحمدت الله تعالى على ما ألهم من صحة الدين، وصالح اليقين، واستعذت بهمن استيالء الشيطان على العقول.

قرأت في كتاب فلك المعاني، أن كثيرا من الجهال يعد الموت ظلما من الباري عز وجل، ويستقبحه، بما فيه من النعمة، والحكمة والراحة والمصلحة، وقد قال أبو العالء

أحمد بن سليمان المعري مع تحذلقه ودعواه الطويلة العريضة، وشهرة نفسه بالحكمة،ومظاهرته:

قتل عن ونهيت النفوس تعمدا

لقتلها أنت وبعثتملـكـين

لنا أن وزعمت معاداثـانـيا

عن أغناها كان ما!!الحالين

وهذا كالم مجنون معتوه، يعتقد أن القتل كالموت والموت كالقتل، فليت هذا الجاهل لما حرم الشرع وبرده، والحق وحالوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يدع ما هو

يقل:برئ منه، بعيد عنه، ولم العقل مريض غدوت

فالقني والرأي العقـول أنباء لتعلم

الـصـحـائح

Page 56: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

حتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران، داعي الدعاة بمصر، فقال له: أنا ذلك المريض رأيا وعقال،

وقد أتيتك مستشفيا فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، أمر في آخرها بإحضاره حلب، ووعده على

اإلسالم خيرا من بيت المال، فلما علم أبو العالء أنه يحمل للقتل أو اإلسالم، سم نفسه ومات، وليته لما ادعى العقل خرس، ولم يقل مثل هذه الترهات التي

يخلد إليها من ال حاجة لله تعالى فيه. قال المؤلف: لما وقفت على هذه القصة، اشتهيت أن

أقف على صورة ما دار بينهما على وجهه، حتى ظفرت بمجلد لطيف، وفيه عدة رسائل من أبي نصر، هبة الله ابن موسى، بن أبي عمران، إلى المعري في هذا المعنى، انقطع الخطاب بينهما على المساكتة،

ولم يذكر فيها ما يدل على ما ذهب إليه ابن الهبارية، من سم المعري نفسه. ونقلها على الوجه يطول،

فلخصت منها الغرض، دون تفاصح المعري وتشدقه. الشيخ - أحسن الله توفيقه كتب ابن أبي عمران إليه:

- الناطق بلسان الفضل واألدب، الذي ترك من عداه صامتا، مشهود له بهذه الفضيلة، من كل من هو فوق

البسيطة، غير أن األدب الذي هو جالينوس طبه، وعنده مفاتح غيبه، ليس مما يفيده كبير فائدة، في معاشه أو

معاده، سوى الذكر السائر به الركبان، مما هو إذا تسامع المذكور به، علم أنه له بمكانة الجمال والزينة، مادام حيا، فإذا رمت به يد المنون من ظهر األرض إلى بطنها، فال بحسن ذكره ينتفع، وال بقبيحه يستضر، وإذا كانت الصورة هذه، كان مستحيال منه، - أيده الله - مع

وفور عقله، أن جعل مواده كلها منصبة إلى إحكام اللغة العربية، والتقعر فيها، واستيفاء أقسام ألفاظها ومعانيها، ووفر عمره على ما ال نتيجة له منها، وترك نفسه المتوقدة، نار ذكائها خلوا من النظر في شأن

معاده، وأن يختار من عمله ما ال ينفع، فيمكث إذا ذهب الزبد جفاء من غيره، فإذا هو - حرسه الله - بمقتضى

هذا الحكم، مرتو من عذب مشرب هذا العلم، وإنما ليس يبوح به، لضرب من ضروب السياسة، والدليل

على كونه ناظرا لمعاده، سلوكه سبيل العيش والتزهد، وعدوله عن المالذ، من المأكول والمشروب

والملبوس، وتعففه عن أن يعل جوفه للحيوان مدفنا،

Page 57: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أو أن يذوق من درها لبنا، أو يستطعم من استبدت عليه في حرثه وإنشائه، وهذه طريقة من يعتقد أنه إذا

آلمها جوزي بألمها، وهذا غاية في الزهد. ولما رأيت ذلك، وسمعت داعية البيت الذي يعزى إليه،

وهو: الدين مريض غدوت

فالقني والعقل األمور أنباء لتعلم

الـصـحـائح شددت إليه راحلة العليل في دينه وعقله، إلى الصحيح

الذي ينبئني أنباء األمور الصحائح، وأنا أول ملب لدعوته، معترف بخبرته، وهو حقيق أال يوطئني

العشواء فيسلك بي في المجاهل، وال يعتمد فيمايورده تلبيس الحق بالباطل.

وأول سؤالي عن أمر خفيف، فإن استنشقت نسيم الصبا، سقت السؤال إلى المهم: أسأله عن العلة في تحريمه على نفسه اللحم واللبن، وكل ما يصدر إلى

الوجود من منافع الحيوان، فأقول: أليس النبات موضوعا للحيوان يمتار منه? وبوجوده وجوده، وبقوة في الحيوان حساسة استولى على االنتفاع بالنبات، ولو لم يكن الحيوان، لكان موضوع النبات باطال ال معنى له، وعلى هذه القضية، فإن القوة اإلنسانية

مستولية على الحيوان، استيالء الحيوان على النبات، لرجحانها عليه بالنطق والعقل، فهي مسخرة له على أنواع من التسخير، ولوال ذلك، لكان موضوع الحيوان باطال، فتجافى الشيخ - وفقه الله - عن االنتفاع بما هو موضوع له، مخلوق ألجله، إبطال لتركيب الخلقة، ثم امتناعه عن أكل الحيوان، ليس يخلو القصد به من

أحد أمرين، األول: إما أنه تأخذه رأفة بها، فال يرى تناولها بالمكروه، وما ينبغي له أن يكون أرأف بها من خالقها، فإذا ادعى أن تحليلها وتحريمها، إنما كان من بعض البشر، يعني به أصحاب الشرائع، وأن الله لم يبح إراقة دم حيوان وأكله، كان الدليل على بطالن قوله، وقوع المشاهدة لجنس السباع وجوارح الطير، التي

خلقها الله سبحانه على صيغة ال تصلح إال لنتش اللحوم وفسخها، وتمزيق الحيوانات وأكلها. وإذا كان هذا الشكل قائم العين في الفطرة، كان جنس البشر وسيع العذر في أكل اللحوم، وكان من أصل لهم ذلك

محقا.

Page 58: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

والثاني: أنه يرى سفك دماء الحيوان خارجا عن أوضاع الحكمة، وذلك اعتراض منه على خالقه الذي أوجده. وإذا أنعم الشيخ وساق إلى حجة أعتمدها، رجوت

كشف المرض الذي وقع اعترافي به. الجواب من أبي العالء المعري إليه قال العبد الضعيف العاجر، أحمد بن عبد الله، بن سليمان: أول ما أبدأ به، أني أعد سيدنا الرئيس األجل، المؤيد في الدين - أطال

الله بقاءه - ممن ورث حكمة األنبياء، وأعد نفسي الخاطئة من األغبياء، وهو بكتابه إلي متواضع، ومن أنا? حتى يكتب مثله إلى مثلي، مثله في ذلك، مثل

الثريا كتب إلى الثرى وقد علم الله أن سمعي ثقيل، وبصري عن اإلبصار نقيل، قضي علي وأنا ابن أربع، ال

أفرق بين النازل والطالع، ثم توالت محني، فأشبه شخصي العود المنحني، ومنيت في آخر عمري

باإلقعاد، وعداني عن النهضة عاد. وأما ما ذكره سيدنا الرئيس األجل، المؤيد في الدين، فالعبد الضعيف العاجز، يذكر له مما عاياه طرفا، فأقول: إن الله -

جلت عظمته -، حكم علي باإلزهاد، فطفقت من العدم "غدوت في جهاد، وأما قول العبد الضعيف العاجز:

مريض العقل والدين فالقني" فإنما خاطب به من هو في غمرة الجهل، ال من هو للرياسة علم وأصل، وقد علم أن الحيوان كله حساس يقع به األلم، وقد سمع

العبد الضعيف من اختالف القدماء. وأول ما يبدأ به، لو أن قائال من البشر قال: إذا بنينا القضية البتية المركبة من المسند والمسند إليه، ولها واسطتان، إحداهما نافية، واألخرى استثنائية، فقلنا: الله ال يفعل إال الخير، فهذه القضية كاذبة أم صادقة? فإن قيل صادقة، فقد رأينا الشرور غالبة، فعلمنا أن ذلك أمر خفي، ولم يزل من ينسب إلى الدين يرغب في هجران اللحوم، ألنها لم يوصل إليها إال بإيالم

حيوان، يفر منه في كل أوان، وأن الضائنة تكون في محل القوم وهي حامل، فإذا وضعت وبلغ ولدها شهرا

أو نحوه، اعتبطوه فأكلوه، ورغبوا في اللبن، وباتت أمه ثاغية، لو تقدر سعت له باغية، وقد تردد في كالم العرب ما يلحق الوحشية من الوجد، والناقة إذا فقدت

الفصيل، فقال قائلهم: فرجعت أضلته كوجدي وجدت فما

Page 59: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الحنـينـاسقب أم وللسائل أن يقول: إن كان الخير ال يريد ربنا سواه، فالشر ال يخلو من أحد أمرين: إما

أن يكون قد علم به أو ال. فإن كان عالما به، فال يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون مريدا له أو ال. فإن كان مريدا له، فكأنه الفاعل، كما أن القائل يقول: قطع األمير يد

السارق، وإن لم يباشر ذلك بنفسه. وإن كان غير مريد، فقد جاز عليه ما ال يجوز على أمير مثله في األرض، أنه إذا فعل في واليته شيء ال يرضاه أنكره، وأمر بزواله، وهذه عقدة، قد اجتهد المتكلمون في

حلها فأعوزهم. وقد ذكرت األنبياء: أن البارئ - جلت عظمته - رؤوف رحيم، ولو رأف ببني آدم، وجب

أن يرأف بغيرهم من أصناف الحيوان، الذي يجد األلم بأدنى شيء، وقد علم أن الوحوش الراتعة يبكر إليها الفارس، فيطعن العير أو األتان، وهن ما أسدين إليه ذنبا،

وألي حال استوجب من يفعل بها هذا، "الرقة"? وهي لم تشرب من الماء بذنوب، ولم تجز ما تكسب من الذنوب، وقد رأيت الجيشين المنتسب كل واحد منهما إلى الشرع

المنفرد، يلتقيان وكالهما في مدد، ويقتل بينهما آالف عددا، فهذا محسوب من أي الوجهين? فليس عند النظر بهين. فلما بلغ العبد الضعيف العاجز اختالف األقوال، وبلغ ثالثين عاما، سأل ربه إنعاما، فرزقه صوم الدهر، فلم يفطر في السنة وال الشهر، إالفي العيدين، وصبر على توالي الجديدين، وظن اقتناعه بالنبات يثبت له جميل العاقبة.

وقد علم سيدنا الرئيس األجل، المؤيد في الدين وال ريب، أنه قد نظر في الكتب المتقدمة، وما حكي عن جالينوس وغيره، من اعتقاد يدل على الحيرة. وإذا قيل: إن الباريء رؤوف رحيم، فلم سلط األسد على افتراس نسمة إنسية?، ليست بالمفسدة

وال القسية، وكم مات بلدغ الحيات جماعة مشهورة?، وسلط على الطير الراضية بلقط الحبة البازي والصقر، وإن القطاة لتدع فراخها ظماء، وتبتكر لترد ماء تحمله إليها

في حوصلتها، فيصادفها دونهن أجدل فيأكلها، فيهلك فراخها عطشا، وذكر أشياء منالكافر:هذا الباب، ثم قال: وأعوذ بالله وأتبرأ من قول

أم بالتـحـية ألمتبـكـر

بكـر أم فحيوابـالـسـالم

طـوى بالطوى وكائنبـدر

يكلل الشيزي منبالسـنـام

ال بـكـر أم يا أالتـكـرى

أخي بعد الكأس عليهشام

وكان أبيه أخي وبعدقرمـا

شراب األقرام منالـمـدام

الرحمن مبلغ من أالعنـي

شهر تارك بأنيالـصـيام

زايل الرأس ما إذامنكـبـيه

من األنيس شبع فقدالطعام

أن كبشة ابن أيوعدناسنحـيا

أصداء حياة وكيف??وهام

الموت يرد أن أينزلعنـي

بليت إذا ويحييني??عظاميالملك.ولعن الله القائل. ويقال: إنه الوليد بن يزيد بن عبد

دون ال عنـــــــه مـنـي أدنـهـا

Page 60: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

اإلزارخـلـيلـــي غير أني أيقنت فلقد

لنار مبعوث دين يركـبـواحتى الناس سأروض

الـحـمـــار يطـلـب مـن وأرى

الـجــن فـي يسـعـى ة

خـســـارقال:وويل البن رعيان إن كان

وقد األولى هيبأخرى نعموا

الظنون وتسويفالسواف من

ما بعض يك فإن قالوه حقا

هو المبتليك فإنالمعافى

ومما حثني على ترك أكل الحيوان، أن الذي لي في السنة نيف وعشرون دينارا، فإذا أخذ خادمي بعض ما

يجب، بقي لي ما ال يعجب، فاقتصرت على فول وبلسن وما ال يعذب على األلسن، فأما اآلن، فإذا صار إلى من يخدمني كبير، فعندي وعنده هين، فما حظي إال اليسير المتعين، ولست أريد في رزقي زيادة، وال

أوثر لسقمي عيادة، والسالم. الجواب من ابن أبي عمران حوشي الشيخ: - أدام الله

سالمته - من أن يكون ممن قطف في مرض دينه وعقله بعلته، وأجاب دعوة الداعي منه، بالبيت الشائع عنه، لينال شفاء علته، جوابا يزيده إلى غلته غلة، إذا

يكون كما قال المتنبي: فلما الدنيا أظمتني

جـئتـهـا مطرت مستسقيا

مصائبا علي كان سؤالي له - حرسه الله - في شيء يختص بنفسه، في هجره ما يسد الجسم من اللحم، الذي ينبت اللحم، فأجاب بما أقول في جوابه: أهذه أنباء الخ، وهل زاد

السقيم بدوائه هذا إال سقما، واألعمى األصم في دينه وعقله بما قال إال عمى وصمما، على أن جميع ما

ذكره بنجوة عن سؤالي األول، ومعزل عنه، وال مناسبةبينهما وبينه.

وأما القول بأن اللحوم ال يوصل إليها إال بإيالم الحيوان، فقد سبق الجواب: ال يكونن الشيخ أرأف بها من خالقها، فليس يخلو من كونه عادال أو جائرا، فإن كان عادال، فإنه سبحانه يقبض أرواح اآلكل والمأكول

Page 61: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

جميعا، وذلك مسلم له، وإن كان جائرا، لم ينبغ أننرجع لعى خالقنا بعلنا وجوره.

وأما قوله وللسائل أن يقول: إن كان الخير هو الذي ال يريد ربنا سواه، فالشر ال يخلو من أحد أمرين، إما أن يكون قد عليم به أو ال، إلى آخره، فأقول: قيل إن إنسانا ضاع له مصفحف، فقيل له اقرأ "والشمس

وضحاها" فإنك تجده، فقال: وهذه السورة أيضا فيه، فأقول أيضا: إن هذا أيضا من ذلك، وجميعه ظلمات

فأين النور? وإنما قصدنا أن نعرف أنباء األمور الصحائح كما قاله. وأما قوله: لما رأي اختالف األقوال، وأيقن بنفاه وزوال، سأل ربه أن يرزقه صوم الدهر، واقتنع بالنبات، فما صح لي أن الرب الذي سأله، هو

الذي يريد الشر وحده، أو الذي يريدهما جميعا، والصوم فرع على أصل، من شرع يأتي به رسول، والرسول يتعلق بمرسل، وقصتنا في الرسل مشتبهة، يبعث رسوال يريد أن يطاع، أم ال يطاع? فإن كان يريد أن

يطاع، فهو مغلوب على إرادته، ألن من ال يطيعه أكثر، وإن كان يريد أال يطاع، فإرساله إياه محال، وطلبة

حجة على الضعفاء ليعذبهم، فإن كان موضوع صومه على هذا، فلم يفعل شيئا، وإن كان على غيره مما هو

أجلى وأوضح، فهو الذي أطلبه. وأما حكايته قول بعض الملحدين، واستعاذته بالله أن يكون من المعترضين، في قوله تعالى: "وأنه أهلك

عادا األولى، وثمود فما أبقى" اآليات. إن كان الباري سبحانه خلقهم، وهو يعلم أنهم مجرمون، ومن التوبة

واإلنابة يحرمون، فكان األولى به، وهو الرؤوف الرحيم، أال يخلقهم لئال يعذبهم، وإن كان ال يعلم، فهو

كأمثالنا، وال يدري ما يكون منه. وقول الشيخ بعده: معاذ الله أن نقول ذلك. بل نسلم ونتلو اآلية: "من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" فليس الملحد إذا قال: إن السكر حلو، والخل حامض، ال يقبل منه لكونه ملحدا. وقوله يقتضي جوابا. فإن

كان عند الشيخ جواب، فهو الذي نبغي، وإال فما التسليم في هذا الموضع، إال التسليم للملحد، ال شيء غيره، وأما إنشاده: "ألمت بالتحية أم عمرو" وما بعده من األشعار، وذمه من قال ولعنه، فمن الذي اتهمه

بشيء من ذلك? حاشاه، وما الذي أوجب اإلذكار

Page 62: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

بكفريات شعرهم?. وأما ختمه الرسالة بقوله: إن الذي حثه على ترك أكل الحيوان، أن الذي له في السنة نيف وعشرون دينارا، يصير إلى خادمه معظمها ويبقى له أيسرها، فتحمل مئونة القدر الذي يطعمه، لو كان

ثقيال لوجب تحمله، فكيف وهو الخفيف محمله?. وقد كاتبت موالي تاج األمراء، - حرس الله عزه -، أن يتقدم

بإزاحة العلة، فيما هو بلغة مثله من ألذ الطعام، ومراعاته به على اإلدرار والدوام، ليتكشف عنه غاشية هذه الضرورة، ويجري أمره في معيشته على أحسن ما يكون من الصورة، ثم إن قام من الشيخ نشطة لجواب، أعفاني فيه عن قصد األسجاع، ولزوم ما ال يلزم، فإن

ملتمسي فيه المعاني ال األلفاظ. سيدنا الرئيس األجل، المريد الجواب من أبي العالء"

في الدين، عصمة المؤمنين، هدى الله األمم بهدايته، وسلك بهم طريق الخير على يده، قد بدأ المعترف

بجهله، - المقر بحيرته، والداعي إلى الله سبحانه أن يرزقه ما قل من رحمته، في أول ما خاطبه به -، أن ذكر اعتقاده في سيدنا الرئيس األجل، المؤيد في

الدين، ضوأ الله الظلم ببصيرته، وأذهب شكوك األفئدة برأيه وحكمته، وما نفسه عليه من الذلة والحقرية

عنده، وأنه سحسبها ساكتة في بعض السوام، وعجب أن مثله يطلب الرشد ممن ال رشد عنده، فيكون

كالقمر الذي هو دائب في خدمة ربه ليال ونهارا، يطلب الحقيقة ممن أقمر بفالة يرد الماء على الصائد،

ويصيب قلبه بسهم. وقد ذكر - أيد الله الحق بحياته -، بيتا من أبيات على الحاء، ذكر وليه ليعلم غيره ما هو

عليه من االجتهاد في التدين، وما حيلته في اآلية المنزلة? التي هي قوله: "من يهد الله فهو المهتد"

وأولها: العقل مريض غدوت

فالقني والدين األمور أنباء لتعلم

الـصـحـائح أخرج ما تأكلن فال

الماء ظالـمـا تبغ وال من قوتا

الذبـائح غريض وال يقدر أحد يدفع أن الحيوان البحري، ال يخرج من الماء إال وهو كاره وإذا سئل

المعقول عن ذلك، لم يقبح ترك أكله وإن كان حالال، ألن المتدينين لم يزالوا يتركون مامطلق:هو لهم حالل

دون ألطفالها أرادت أمات وأبيض

Page 63: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الصرائح الغوانيصـريحة والمراد باألبيض: اللبن، ومشهور أن األم إذا ذبح ولدها وجدت عليه وجدا عظيما،

وسهرت لذلك ليالي، وقد أخذ لحمه، وتوفر على أصحاب أمه ما كان يرضع من لبنها، وأي ذنب لمن تحرج عن ذبح السليل? ولم يرغب في استعمال اللبن، وال يزعم أنه

محرم، وإنما تركه اجتهادا في التعبد، ورحمة للمذبوح، رغبة أن يجازى عن ذلك بغفران خالق السموات واألرض، وإذا قيل: إن الله سبحانه يساوي بين عباده في األقسام،

والرفق?فأي شيء أسلفته الذبائح من الخطأ، حتى تمنع حظها من الرأفة الطير تفجعن فال

غوافل وهي فالظلم وضعت بما

القبائح شر وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيد الليل، وذلك أحد القولين في قوله عليه الصالة والسالم: "أقروا الطير في وكناتها"، وفي الكتاب العزيز: "يأيها الذين آمنوا ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم، ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم" إلى غيرها من اآلي في المعنى، فإذا سمع من له أدنى حس هذا القول، فال لوم عليه إذا طلب التقرب إلى رب السموات واألرضين، بأن يجعل صيد الحل كصيد الحرم، وإن

بمحظور:كان ذلك ليس النحل ضرب ودع

له بكرت الذي أزهار من كواسبفـوائح نبت

لما كانت النحل تحارب الشائر عن العسل بما تقدر عليه، وتجتهد أن ترده عن ذلك، فال غرو إن أعرض عن استعماله، رغبة في أن تجعل النحل كغيرها، مما يكره فيه ذبح األكيل، وأخذ ما كان يعيش به لتشربه النساء، كي يبدن وغيرها من بني آدم، وقد

العسل:وصفت الشعراء ذلك، فقال أبو ذئب يصف مشتار لم النحل لسعته إذا

لسعها يرج بيت في وخالفها

عواسل لوب وروى عن علي عليه السالم حكاية معناها: أنه كان له دقيق شعير في وعاء يختم عليه، فإذا كان صائما لم

يختم على شيء من ذلك الدقيق، وقد كان عليه السالم يصل إلى غلة كثيرة، ولكنه كان يتصدق بها،

ويقتنع أشد اقتناع، وروي عن بعض أهل العلم أنه قال في بعض خطبه: إن غلته تبلغ في السنة خمسين ألف

دينار، وهذا يدل على أن األنبياء والمجتهدين من األئمة، يقصرون نفوسهم، ويؤثرون بما يفضل منهم أهل الحاجة. وقد عدل سيدنا الرئيس إلى اإليماء بأن

من ترك أكل اللحم ذميم، ولو أخذ بهذا المذهب، لوجب على اإلنسان أال يصلي صالة إال ما افترض عليه، ألن

ما زاد على ذلك، أداه إلى كلفة، والله تبارك وتعالى ال يريد ذلك، ولوجب أن الذي له مال كثير، إذا أخرج عن الذهب ربع العشر، ال يحسن به أن يزيد على ذلك، وقد حث الناس على النفقات في غير موضع من الكتاب األشرف. والعبد الضعيف العاجز، قد افتقر إلى مثل ذلك، ولو مثل بحضرته السامية، لعلم أنه لم يبق فيه

بقية ألن يسأل وال أن يجيب، ألن أعضاءه متخاذلة، وقد

Page 64: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

عجز عن القيام في الصالة، فإنما يصلي قاعدا، والله المستعان. وكيف له أن يكون يصل إال أن يدب على عكاز?. ثم استشهد على عجزه بأشعار العرب، وإني

ألعجز إذا اضطجعت عن القعود، فربما استعنت بإنسان، فإذا هم بإعانتي، وبسط يديه لنهضتي، ضربت عظامي، ألنهن عاريات من كسوة كانت عليهن. وأما

استشهاده ببيت أبي الطيب، فمن استرشد بمثل العبد الضعيف العاجز، مثله مثل من طلب في القتادة ثمر النخلة، وإنما حمل سائله على ذلك حسن الظن، الذي هو دليل على كرم الطبع، وشرف النفس، وطهارة

المولد، وخالص الخيم. وأما ما ذكره من المكاتبة في توسيع الرزق علي،

فيدل على إفضال ورثه عن أب فأب، وجد في إثر جد، حتى يصل النسب إلى التراب، فالعبد الضعيف العاجز، ما له رغبة في التوسع، ومعاودة األطعمة. وتركها صار

له طبعا ثانيا. وإنه ما أكل شيئا من حيوان خمساوأربعين سنة.

يتـرك ال والشيخأخـالقـه

ثرى في يوارى حتىرمسه

وقد علم أن السيد األجل، تاج األمراء، فخر الملك، عمدة اإلمامة، وعدة الدولة ومجدها، ذا الفخرين، نصيف أوالد سام وحام ويافث، وود العبد الضعيف العاجز، لو أن قلعة حلب، وجميع جبال الشام جلعها الله ذهبا، لينفقه تاج األمراء، نصير الدولة النبوية، على إمامها السالم. وكذلك على األئمة الطاهرين من آبائه، من غير أن يصير إلى العبد الضعيف من ذلك قيراط، وهو يستحي من حضرة تاج األمراء، أن ينظر إليه بعين من رغب في العاجلة بعد ما ذهب، وهو رضي أن يلقى الله جلت قدرته، وهو ال يطالب إال بما فعل من اجتناب اللحوم، فإن وصل إلى هذه الرتبة فقد سعد. ثم اعتذر عن السجع

بأخبار أوردها، واحتجاجات ذكرها. وسيدنا الرئيس األجل، المؤيد في الدين، الزالتصعير:حجته باهرة، ودولته عالية، كما قال ثعلبة بن

المين قوم ولربشذى ذوي

بهتر صدورهم تغليهاتر

قد بما مني القيتهمساءهـم

بحق باطلهم وخسأتظاهر

ولو ناظر أرسطاليس لجاز أن يفحمه، أو أفالطون لنبذ حججه خلفه، والله يجمل بحياته الشريعة، وينصر

بحججه الملة، وحسبي الله ونعم الوكيل. ما فاتحت الشيخ - "الجواب من ابن أبي عمران"

أحسن الله توفيقه - بالقول، إال مفاتحة متناكر عليه فيه، مؤثر ألن يخفي من أين جاء السؤال? فيكون الجواب عنه باستدالل ورفض حشمة، وحذف تكلف

Page 65: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

للخطاب بسيدنا والرئيس، وما يجري هبذا المجرى، إذ كان حكم ما يتجارى فيه، موجبا أال يتخلله شيء من زخارف الدنيا، وألني أعتقد أن سيدي بالحقيقة، من

تستقل دون يده يداي، صدا منه للدنيا، أو تمتار نفسي من نفسه، استفادة من معالم األخرى، فما أدري كيف انكشفت الحال?، حتى صار الشيخ - أدام الله تأييده -

يخاطبني بسيدنا والرئيس، ولست مفضال عليه في دنيا وال دين، بل شاد راحلتي إليه االستفادة، إن وردت موردها، أو صادفت نهرا أو عاللتها، قابلتها بالشكر

لنعمته، واإلسجال على نفسي بأستاذيته، وبعد، فإني أعلمه - أدام الله سالمته - أني شققت جيب األرض،

من أقصى دياري إلى مصر، وشاهدت الناس بين رجلين، إما منتحل لشريعة صبا إليها، ولهج بها، إلى

الحد الذي إن قيل له من أخبار شرعه: إن فيال طار، أو جمال باض، لما قابله إال بالقبول والتصديق، ولكان

يكفر من يرى غير رأيه فيه، ويسفهه ويلعنه، والعقل عند من هذه سبيله في مهواة وفي مضيعة، فليس يكاد ينبعث أن هذه الشريعة التي هو منتحلها، لم

يطوق طوقها، ولم يسور سوارها، إال بعد بلوغ نور العقل منه، فكيف يصح توليه أوال، وعزله آخرا?. فلما رمت بي المرامي إلى الشام، وسمعت أن الشيخ -

وفقه الله - يفضل في األدب والعلم، وقد اتفقت عليه األقاويل، ووضح به البرهان والدليل، ورأيت الناس فيما يتعلق بدينه مختلفين، وفي أمره مبتلين، فكل يذهب فيه مذهبا، وحضرت مجلسا جليال أجري فيه

ذكره، فقال الحاضرون فيه غثا وسمينا فحفظته في الغيب، وقلت: إن المعلوم من صالبته في زهده، يحميه

من الظنة والريب، وقام في نفسي أن عنده من حقائق الله سرا قد أسبل عليه من البقية سترا، وأمرا

يميز به عن قوم يكفر بعضهم بعضا، ولما سمعت البيت "غدوت مريض العقل" توثقت من خلدي فيما

حدثت عقوده، وتأكدت عهوده، وقلت: إن لسانا يستطيع بمثل هذه الدعوى نطقا، ويفتق من هذا

الفخر العظيم رتقا، للسان صامت عنده كل ناطق، من ذروة من جبل العلم شاهق، فقصدته قصد موسى

للطور، أقتبس منه نارا، وأحاول أن أرفع بالفخر منارا، لمعرفة ما تخلف عن معرفته المتخلفون، واختلف في

Page 66: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

حقيقته المختلفون، فأدليت دلوي بالمسألة الخفيفة، التي سألت عنها، ترقيا من دون إلى فوق، وتدرجا من صغرى إلى كبير فكان جوابه، أنه يصغر عن أن يكون لالسترشاد محال، فقلت: هذه زيادة في فضله، وما

يجوز صدور مثله عن مثله، ثم انتهى إلى اإلحالة على كون الناس ممن تقدم أو تأخر، في وادي الحيرة

تائهين، وفي أذياله متعثرين، من قائل يقول: إن الخير والشر من الله، ومجيب يجيبه، هل كان ما كان يستعيذ

منه رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعث السفر? وكل مستعاذ منه، خيرا أو شرا. فإن كان خيرا

فاالستعاذة منه باطلة، وإن كان شرا والله مريده، فاالستعاذة منه كذلك فضول وزيادة في المعنى،

وسؤال من يسأل: هل كان سم الحسن وقتل الحسين، عليهما السالم خيرا أو شرا? فإن كان خيرا فاللعنة على القاتل من أي جهة? وإن كان شرا والله مريده، زال اللوم عن القاتل. وقائل يقول: إن الخير

من الله، والشر من غيره، ومجيب يجيب بالجواب الذي يقطع به األسباب، وغيره مما أطال به الخطاب، من أشعار الملحدة وأقوالهم، فكان جوابي - أدام الله

سالمته - أنني من هؤالء الذين ذكرتهم، تبريت إليك، وتطايحت عليك. وإن كالمهم عندي قبل أن عللته

عليل، وهو على مسامع القبول مني ثقيل، فافتح لي إلى ما عندك بابا، وأفسح لي من لدنك جنابا، فلم

يفعل، ثم خاطبته على امتناعه من أكل اللحوم، فاحتج بكونه متحرجا من قصدها - أعني البهائم - بالمضرة واإليالم، متعففا عنها لهذه الجهة، فقطعت لسان حجته بعد تناهيها، وقلت: إذا كان الله تعالى سلط

بعضها لتأكل بعضا، وهو أعرف بوجوه الحكمة، وأرأف باخليقة، فال يكون أرأف بها من ربها، وال أعدل فيها من خالقها، ثم عدل إلى قصور يد االستطاعة دون

ذلك، إذ كان القدر الذي هو له في السنة منصرفا إلى من يتولى خدمته أكثره، وخالصا له أقله، فقطعت

الحجة في هذا الباب أيضا، وعينت له على جهة كريمة، من الذين ال يتعبون ما أنفقوا منا وال أذى، ما يقوم بقدر كفايته، من أطيب ما يأكلون، وأزكى ما في

البيوت يدخرون فتجافت نفسه - وقاها الله السوء - عن هذا الباب أيضا، وكتب في الجواب الثاني بأنه ال

Page 67: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

يؤثر ذلك، وال يرغب فيه، وال يخرق عادته المستمرة في الترك، وابتدأ يقول: إني طلبت الرشد ممن ال رشد عنده، وإن البيت الذي قاله مما تعلقت به،

وجعلته محجة إلى استقراء طريقته ومذهبه، إنما أراد اإلعالم باجتهاده في التدين، وما حيلته في اآلية

المنزلة "من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" فجمع بين المتضادين في كلمة واحدة، ألنه إن كانت اآلية حقا، كان االجتهاد باطال. وقال: إن لله سبحانه أسرارا ال يقف عليها إال األولياء، فنحن

على ذلك السر ندور، وعلى باب من هو عنده نطوف، فإن قلنا: إنه - حرسه الله - من أصحابه، بدعوى صحته في دينه وعقله ومرض الناس على موجب قوله، قال:

ال رشد عندي، فنظمه في هذا المعنى يناقض نثره، ونثره يخالف نظمه، فكيف الحيلة? ثم قال: إن البيت المقول:ر كفايته، من أطيب ما يأكلون، وأزكى ما في البيوت يدخرون فتجافت نفسه - وقاها الله السوء - عن هذا الباب أيضا، وكتب في الجواب الثاني بأنه ال يؤثر ذلك، وال يرغب فيه، وال يخرق عادته المستمرة في الترك، وابتدأ يقول: إني طلبت الرشد ممن ال رشد عنده، وإن البيت الذي قاله مما تعلقت به،

وجعلته محجة إلى استقراء طريقته ومذهبه، إنما أراد اإلعالم باجتهاده في التدين، وما حيلته في اآلية

المنزلة "من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا" فجمع بين المتضادين في كلمة واحدة، ألنه إن كانت اآلية حقا، كان االجتهاد باطال. وقال: إن لله سبحانه أسرارا ال يقف عليها إال األولياء، فنحن

على ذلك السر ندور، وعلى باب من هو عنده نطوف، فإن قلنا: إنه - حرسه الله - من أصحابه، بدعوى صحته في دينه وعقله ومرض الناس على موجب قوله، قال:

ال رشد عندي، فنظمه في هذا المعنى يناقض نثره، ونثره يخالف نظمه، فكيف الحيلة? ثم قال: إن البيت

المقول: العقل مريض غدوت

فالقني والدين العقول أنباء لتعلم

الـصـحـائحالثاني:يؤدي معناه البيت

أخرج ما تأكلن فال الماء ظالما

تبغ وال من قوتاالذبائح غريض

Page 68: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

فكأن مرض الدين والعقل من جهة أكل اللحوم، وشرب األلبان، وتناول العسل، فمن ترك هذه

المطاعم، كان صحيحا دينه وعقله، وهو يعلم أن صحة األديان والعقول ال تقوم بذلك، وال يجوز أن يكون هذا

البيت الثاني، ناسخا لحكم األول، فيكون محصول دعواه في فقر الناس، إلى أن يصح دينهم وعقلهم،

هو أن يقول لهم: ال تأكلوا اللحم واللبن!!! وأما قوله: إن الحيوان البحري كاره أن يخرج إلى البر، وإنه ليس

يقبح في العقول ترك أكله وإن كان حالال، ألن المتدينين لم يزالوا يتركون ما لهم طلقا، فما من

حيوان بحري وال بري، هو أجل من هذا اإلنسان الحي العاقل، وهو كاره للموت فيموت، وكاره ألن يأكله شيء، والدود يأكله في قبره، فإن كان ذلك صاندرا عن موضع حكمة، كان ما ذكره من الحيوان البري

والبحري جاريا في مضمار هذا، مثال بمثل، وإن كان معدوال به عن وجه الحكمة، كان محاال أن يكون صانعي

سفيها، وأكون - وأنا مصنوعه - حكيما. وأما قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى إلى أن تقرحت قدماه، فقيل له فيه، فقال: أفال أحب أن أكون عبدا شكورا? فما هذا مما نحن عليه في شيء،

واإلنسان له أن يصلي ما شاء من الصلوات، في األوقات التي تجوز فيها الصالة، على أال يزيد في

الفرائض وال ينقص منها، وهذا الكالم شرعي، وكانتالقضية للتكلم على العقليات.

وأما قوله: إنه عليه الصالة والسالم، حرم صيد الحرم، وإن لغيره أن يحرم صيد الحل تقربا إلى الله سبحانه،

فليس ألحد أن يحلل أو يحرم غيره، وأما قوله: إن عليا عليه السالم: لما قدم إليه الخبيص سأل: هل أكل

النبي صلى الله عليه وسلم منه? فلما قالوا ال: رفعه ولم يأكله، فهذه الحجة عليه ال له، فإن الناس مجمعون

على أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفارق أكل اللحم، وهو يهجره دهره، وذلك بالضد سواء، ولو أنه - حرسه الله - لم يستظهر علي بالشريعة، ولم يتجاوز نصبة العقل، لصنته عن هذا الجواب الذي عسى أن

يستغل سره. ويعز علي ذلك. وأما ما شكاه من ضعفه، وقصور حركته، وأنه لم يبق فيه بقية ألن يسأل وال أن يجيب، فما هو - حرسه الله - على عالته من الضعف

Page 69: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

والقوة، إال من محاسن الزمان، وممن سارت بذكر فضله الركبان، إال أنه على عدوان الدهر عليه، عدا على نفسه، بحرمانها مالذ دنياها، فإن وثقت نفسه

بمالذ تعتاض عنها، مما هو خير وأبقى منها، فما خسرت صفقته، وقام مصداق قوله بالبيت المقدم

ذكره، وإن كان يوسم بميسم الشح بمنع المنتجعين، ورد السائلين. وإن كان شق على نفسه من غير

بصيرة كما يدعيه اآلن، خوضا مع الخائضين، وتحيرا مع أمثالنا من المتحيرين، فقد أضاعها وجنى عليها، وادعى في البيت المقدم ذكره ما ال برهان له،

والغرض في السؤال والجواب الفائدة، وإذا عدمتفقد خفف الله عنه أن يتكلف جوابا.

وأما األسجاع ومساءلتي التخلي عنها، فما كانت إال ضحا بالمعاني أن تضل بتتبعها، وألنني إذا تتبعت

فضله، بصنعاته في األدب والشعر، وجدت في أرضه مراغما كثيرا وسعة، ومن أين لي، أن أظهر على

مكنون جواهر علوم دينه? كظهوري على مصنفات أدبه وشعره، وقبل وبعد، فأنا أعتذر عن سر له - أدام الله حراسته - أذعته، وزمان منه بالقراءة واإلجابة شغلته، ألنني من حيث ما نفعته ضررته، والله تعالى يعلم، أني ما قصدت به غير االستفادة من علمه، واالغتراف من

بحره، والسالم. وكنا بحضرة القاضي األكرم، الوزير جمال الدين، أبي الحسن علي بن يوسف، بن إبراهيم الشيباني - حرس

الله مجده - وفيه جماعة من أهل الفضل واألدب، فقال أبو الحسن، علي بن عدالن النحوي الموصلي: حضرت بدمشق عند محمد بن نصر، بن عنين الشاعر، وزير المعظم، فجاءته رقعة طويلة عريضة، خالية من معنى، فارغة من فائدة، فألقاها إلي قائال: هل رأيت قط رقعة أسقط أو أدبر من هذه، مع طول وعرض? فتناولتها فوجدتها كما قال، وشرعت أخاطبه، فأومأ

إلي بالسكوت وهو مفكر، ثم أنشدني لنفسه: رقعة منك وردت

أسأمتنـي الحمول صدري وثنت

ملوال المصيف كنهار ثقال

وكربـا الشتاء وليالي بردا

وطـوال

Page 70: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

فاستحسن أهل المجلس هذه البديهة، وعجبوا من حسن المعنى، فقال القاضي األكرم: مازلت أستحسن كالما وجدته على ظهر كتاب ديوان األعشى، في مدينة قفط سنة خمس وثمانين، يتضمن ألبي العالء المعري شعرا، يشبه ما في هذين البيتين من المقابلة، ضدا بضد في موضعين، ولعل هذين البيتين يفضالن على ذلك، فقلنا له: وما ذلك الكالم? فقال: حكي أن صالح بن مرداس صاحب حلب، نزل على معرة النعمان

محاصرا، ونصب عليها المجانيق، واشتد في الحصار ألهلها، فجاء أهل المدينة إلى الشيخ أبي العالء، لعجزهم عن مقاومته، ألنه جاءهم بما ال قبل لهم به، وسألوا أبا العالء تالفي األمر، بالخروج إليه بنفسه. وتدبير األمر برأيه، إما بأموال يبذلونها، أو

طاعة يعطونها، فخرج ويده في يد قائده، وفتح الناس له بابا من أبواب معرة النعمان، وخرج منه شيخ قصير يقوده رجل، فقال صالح: هو أبو العالء، فجيئوني به، فلما مثل بين يديه، سلم عليه، ثم قال: األمير - أطال الله بقاءه -، كالنهار الماتع، قاظ وسطه، وطاب أبرداه، أو كالسيف القاطع، الن متنه، وخشن حداه، "خذ العفو وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين" فقال صالح: "ال تثريب عليكم اليوم" قد وهبت لك المعرة

يقول:وأهلها، وأمر بتقويض الخيام والمجانيق، فنقضت ورحل، ورجع أبو العالء وهو من المعرة نجى

صالح براثن داء كل يعافي رب

معضل جناح فيها لي كان ما

بعوضة جناح ألحفهم الله

تفـضـل قال أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه، في سنة

صاحت امرأة يوم الجمعة في سبع عشرة وأربعمائة: جامع المعرة، وذكرت أن صاحب الماخور أراد أن

يغتصبها نفسها، فنفر كل من في الجامع، وهدموا الماخور، وأخذوا خشبه ونهبوه، وكان أسد الدولة في نواحي صيدا، فوصل األمير أسد الدولة، فاعتقل من أعيانها سبعين رجال، وذلك برأي وزيره تادرس بن الحسن األستاذ، وأوهمه أن في ذلك إقامة للهيبة،

قال: ولقد بلغني أنه دعي لهؤالء المعتقلين بآمد وميا فارقين على المنابر، وقطع تادرس عليهم ألف دينار، وخرج الشيخ أبو العالء المعري إلى أسد الدولة صالح، وهو بظاهر المعرة، وقال له الشيخ أبو العالء: موالنا السيد األجل، أسد الدولة، ومقدمها وناصحها، كالنهار الماتع، اشتد هجيره، وطاب أبرداه، وكالسيف القاطع،

الن صفحه، وخشن حداه، "خذ العفو وأمر بالعرف،وأعرض عن الجاهلين".

فقال صالح: قد وهبتهم لك أيها الشيخ، ولم يعلم أبو العالء، أن المال قد قطع عليهم، وإال كان قد سألفيه، ثم قال الشيخ أبو العالء بعد ذلك شعرا وهو:

منزلي في تغيبتبـرهة

فقيد العيون ستيرالحسـد

فراق لروحي وحم إال العمر مضى فلما

Page 71: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الجسداألقل بعثت إلى شفيعا

صـالـح رأي القوم من وذاك

فسد سجع مني فيسمع

الحمـام زئير منه وأسمع

األسـد هذا يعجبني فال

النـفـاق ما محنة نفقت فكم

كسـدالحميري نخيل بن الرحمن عبد بن أحمد

أبو العباس الشنتمري يقول فيه أبو العباس، أحمد بن عبد العزيز، بن غنزوان الكاتبشنتمرية:الشنتمري، وقد حضر القراءة عليه هو وجماعة من طلبة

لـشـر لـيس ومجلسبـه

فـيه الخير وباع باعمـديد

حـياة تقـضـى وربمابـه

فـيه العالـم وينثنيبـلـيد

جمـعـه في يزينهفـتـية

صباح تدري كما غرالخدود

جمعهـم في منهم ماواحـد

وذهـن نبل أخو إالحـديد

فقـيه حول تجمعواحـوى

حلما رأي مع وعلماسـديد

في التفكير خانك إنمشكـل

قـد ما يبلغ من فآتتـريد

الـذي كان يقل وإنقـالـه

لخلـق فيه يكن ولممـزيد

نجوم بين بدا بدرتـالمـــيذه بـين كأنـهالسـعـود

الضرير المهاباذي الله عبد بن أحمداللمع. كتاب شرح له الجرجاني، القاهر عبد تالميذ من

علي بن السيد عبد بن أحمد من متأخر الفضل، أبو النحوي األشقر، بابن يعرف الدبيثي بن الله عبد أبو ذكره األزج، باب قطيعة ساكني

وقال: هو السمعاني تاريخ على ذيله الذي كتابه، في الخطيب علي بن يحيى زكريا، أبي على قرأ فاضل، أديب

علو على وسمع فنه، في برع حتى والزمه التبريزي، قال: السالمي، ناصر بن محمد الفضل أبي من سنه،

النحوي الخشاب بن محمد أبا رأى أنه يذكر من وسمعت

Page 72: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

من مسائل عن يسأله وهو األزج، باب من بالقطيعة، أن إال العربية، األشقر: وأقرأ روى وقد ويباحثه، النحو

قليلة. عنه الرواياتالملك عبد بن أحمد بن الملك عبد بن أحمد

ابن عمر، بن محمد، بن عيسى، بن شهيد أبو عامر، أشجعي النسب، من ولد الوضاح، بن رزاح، الذي كان مع الضحاك يوم المرج، ذكره الحميدي وقال: إنه مات في جمادى األولى سنة ست وعشرين وأربعمائة بقرطبة، ومولده سنة اثنتي عشرة وثالثمائة وأبو عبد الملك بن أحمد، شيخ من شيوخ وزراء الدولة العامرية، ومن أهل األدب، وكان في أيام عبد الرحمن الناصر، له شعر وبديهة، ولم يخلف لنفسه نظيرا في علمي النظم

والنثر. قال: وهو من العلماء باألدب، ومعاني الشعر، وأقسام البالغة، وله حظ من ذلك بسق فيه، ولم ير لنفسه في البالغة أحدا يجاريه، وله كتاب حانوت عطار في نحو من

ذلك. وسائر رسائله وكتبه نافعة الجد، كثيرة الهزل، وشعره كثير مشهور، وقد ذكره أبو

محمد علي بن أحمد مفتخرا به، فقال: ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك، بن شهيد. وله من التصرف في وجوه البالغة وشعابها مقدار، ينطق فيه بلسان مركب من لساني

المختار:عمرو وسهل، ومن شعر أبي عامر قناتـي أالن وما

حـادثة غـمـز بحلمي استخف وال

إنـسـان قط الهول على أمضيينهنهني ال قدما

لسفيهـي وأنثنيحـردان وهـو

أقارض وال جهاالبجهلهـم

واأليام أمري واألمرأعوان

بالصبر أهيبثائرة والشحناء

الغيظ وأكظمنيران واألحقاد

وقوله: لو حتى بالحب ألمت

أجـلـي دنا لطعم وجدت لما

ألـم من الموت عمن كرمي وذادني

بـه ولهـت أو الحب من ويلي

الكرم من ويلي أبو يعقب أحمد: ولم بن علي محمد أبو قال: وقال

وكان بموته، أبيه الوزير عقب وانقرض عامر، ال جوادا النفس، عزيز فائت، على يأسى وال شيئا، يليق إلى مائال

وافر. نصيب الطب علم من له وكان الهزل،أحمد بن علي بن الملك عبد بن أحمد

ابن عبد الصمد، بن بكر المؤذن، أبو صالح النيسابوري، الحافظ األمين، الفقيه المفسر، المحدث الصوفي، نسيج وحده، في طريقته وجمعه وإفادته، ولد في سنة ثمان وثمانين وثالثمائة، ومات لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة، وكان أبو سعد السمعاني في المزيد فقال: ومن خطه نقلت، كان عليه االعتماد في الودائع من كتب

الحديث، المجموعة في الخزائن، الموروثة عن المشايخ، الموقوفة على أصحاب الحديث، وكان يصونها، ويتعهد حفظها، ويتولى أوقاف المحدثين، من الحبر والكاغد وغير ذلك، ويقوم بتفرقتها عليهم، وإيصالها إليهم، وكان يؤذن على منارة المدرسة

Page 73: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

البيهقية سنين احتسابا، ووعظ المسلمين وذكرهم، وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار، ويوصلها إلى ذوي الحاجات، ويقيم مجالس الحديث، وكان إذا فر، جمع وصنف وأفاد، وكان حافظا ثقة دينا، خيرا كثير السماع، واسع الرواية، جمع بين الحفظ واإلفادة

والرحلة، وكتب الكثير بخطه. ثم ذكر أبو سعد جماعة كثيرة، ممن سمع عليه، بجرجان، والري، والعراق، والحجاز،

والشام، ثم قال كما ينطق به تصانيفه وتخريجاته، ولم يتفرغ لإلمالء، الشتغاله بالمهمات التي هو بصددها، ثم ذكر جماعة رووا عنه. ثم قال: وصنف التصانيف، وجمع الفوائد، وعمل التواريخ، منها: كتاب التاريخ لبلدنا مرو، ومسودته عندنا بخطه، وأثنى

عليه ثناء طويال. وذكر أن الخطيب أبا بكر ذكره في تاريخه، وأنه كتب عنه، وكتب هو عن الخطيب،

ووصفه بالحفظ والمعرفة، والذب عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روى عنه أخبارا وأسانيد كثيرة، منها ما أسنده إليه، وقال: أنشد الشريف أبو الحسن عمران ابن

لنفسه:موسى المغربي منك وفائي حذيتوخـنـتـنـي غـدرا

التم بدور كذاكالـغـدر شـيمـتـهـا

البدر عند وحاولتسـلـوة والشـمـس

بـدر يا يسلني فلمبـدر وال شـمـس

لوعة مني الصدر وفيتـصـورت لو

ضاق شخص بصورةالصدر حملها عن

من البين اقتدار أمنتبـينـكـم بـعـد

بـعـد لفراق فماقـدر فـرقـتـكـم

الله هبة بن الوهاب عبد بن أحمد السيني، بن يحيى، بن الحسين، بن علي، بن محمد، ابن

له كانت الخلفاء، مؤدب الفرج، أبي بن البركات، أبو من عشر سادس في ومات باآلداب، حسنة معرفة

وخمسين ست عن وخمسمائة، عشرة أربع سنة المحرم،أشهر. وثالثة سنة،

أوالد يعلم البركات أبو الجوزي: كان بن الفرج أبو قال على قبض فلما بالمسترشد، أنس له وكان المستظهر،

مكانه السيني ابن ولي المخزن، صاحب الجوزي ابن وكان أشهر، وثمانية سنة المخزن في النظر عالما وخلف العلم، أهل على اإلفضال كثير والشعر، باألدب

دينار. وقف ألف بمائة حزر ما المال من مكة على وقوفاوالمدينة.

بلنجر بن ناصح بن عبيد بن أحمد أبو جعفر النحوي الكوفي، يعرف بأبي عصيدة. ديلمي

األصل، من موالي بني هاشم، حدث عن الواقدي، واألصمعي، وأبي داود الطيالسي، وزيد بن هارون،

وغيرهم. وروى عنه القاسم بن محمد، بن بشار األنباري، وأحمد بن حسن، بن شهير، ومات فيما ذكره

Page 74: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أبو عبد الله، محمد ابن شعبان بن هارون، بن بنت الغرياني في تاريخ الوفيات له، في سنة ثالث وسبعين

ومائتين. قالوا: وكان ضعيفا فيما يرويه، وله من التصانيف: كتاب المقصور والممدود، وكتاب المذكر والمؤنث،

وكتاب الزيادات في السفر البن السكيت في إصالحه، وكتاب عيون األخبار واألشعار. وحدث محمد بن إسحاق

النديم قال: كان أبو عصيدة وابن قادم يؤدبان ولد المتوكل، قال: لما أراد المتوكل أن يتخذ المؤدبين

لولده، جعل ذلك إلى إيتاخ، فأمر إيتاخ كاتبه أن يتولى ذلك، فبعث إلى الطوال، واألحمر، وابن قادم، وأبي

عصيدة هذا، وغيرهم من أدباء ذلك العصر، فأحضرهم مجلسه، وجاء أبو عصيدة، فقعد في آخر الناس، فقال له من قرب منه: لو ارتفعت، فقال: بل أجلس حيث

انتهى بي المجلس، فلما اجتمعوا، قال لهم الكاتب: لو تذاكرتم وقفنا على موضعكم من العلم، واخترنا.

فألقوا بينهم بيت ابن عنقاء الفزاري: خطئي إنما ذريني

وصوبي أنفقـت وإنما علي

مـال فقالوا: ارتفع مال بإنما، إذا كانت ما بمعنى الذي، ثم سكتوا، فقال لهم أحمد بن عبيد من آخر الناس: هذا اإلعراب، فما المعنى? فأحجم الناس عن القول، فقيل له: فما

المعنى عندك? قال: أراد ما لومك إياي? وإن ما أنفقت مال، ولم أنفق عرضا، فالمال ال أالم على إنفاقه، فجاءه خادم من صدر المجلس فأخذ بيده، حتى تخطى به إلى

أعاله، وقال له: ليس هذا موضعك، فقال: ألن أكون في مجلس أرفع منه إلى أعاله، أحب إلي من أن أكون في مجلس أحط عنه. فاختير هو وابن قادم، بخط عبد السالم

البصري. حدثنا أبو الحسن محمد بن يوسف، بن يوسف، بن موسى سبط فالن، قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله، ابن محمد، بن جعفر األزدي قال: سمعت أحمد بن عبيد، بن ناصح يقول: لما أراد المتوكل أن يعقد للمعتز والية العهد، حططته عن مرتبته قليال، وأخرت غداءه عن وقته، فلما كان وقت االنصراف، قلت للخادم احمله، فضربته من غير ذنب، فكتب بذلك إلى المتوكل: فأنا في الطريق منصرفا، إذ لحقني صاحب رسالة فقال: أمير المؤمنين يدعوك، فدخلت على المتوكل وهو جالس على كرسي، والغضب يبين

في وجهه، والفتح قائم بين يديه متكئا على السيف، فقال: ما هذا الذي فعلته يا أبا عبد الله? قلت: أقول يا أمير المؤمنين? فقال: قل، إنما سألتك لتقول، قلت: بلغني ما عزم عليه أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه - فدعوت ولي عهده وحططت منزلته، ليعرف

هذا المقدار، فال يعجل بزوال نعمة أحد، وأخرت غداءه، ليعرف هذا المقدار من الجوع، فإذا شكي إليه الجوع عرف ذلك، وضربته من غير ذنب، ليعرف مقدار الظلم، فال

يعجل على أحد، قال: فقال أحسنت، وأمر لي بعشرة آالف درهم، ثم لحقني رسول قبيحة بعشرة آالف أخرى، فانصرفت بعشرين ألفا. قال: وحدثنا أبو القاسم األزدي قال: سمعت أحمد بن عبيد، بن ناصح يحدث قال: قال لي المعتز يوما: يا مؤدبي،

تصلي جالسا? وتضربني قائما? فقلت له: وضربك من الفروض، وال أودي فرضي إال قائما، وقال عبد الله بن عدي الحافظ: أحمد بن عبيد، أبو عصيدة النحوي، كان بسر من رأى يحدث عن األصمعي، ومحمد بن مصعب القرقساني بمناكير، وقال أبو أحمد

Page 75: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الحافظ النيسابوري وذكره فقال: ال يتابع على جل حديثه قال أبو بكر محمد بن القاسمعبيد:األنباري: أنشدني أبي قال: أنشدنا أحمد ابن

التسلـيم عن ضعفتفـراقـنـا يوم

بالطرف فودعتهاتـدمـع والعـين

رد عن وأمسكترأى فمـن السالم

العين بطرف محبا?يودع قبـلـي

البين سيوف رأيتفـراقـنـا عنـد

الشوق جنود بأيدينلـمـع بالموت

مني الله سالم عليكمـضـاعـفـا

تغيب أن إلى حيث من الشمس

تطلعمحمد بن الله عبيد بن أحمد

ابن عمار أبو العباس الثقفي الكاتب المعروف بحمار العير، كذا قال الخطيب، قال: وله مصنفات في مقاتل الطالبيين وغير ذلك، وكان يتشيع، ومات في سنة أربع عشرة

وثالثمائة. حدث عن عثمان بن أبي شيبة، وسليمان بن أبي شيخ، وعمر ابن شبة، ومحمد بن داود بن الجراح، وغيرهم. ورى عنه القاضي الجابي، وابن زنجي الكاتب،

وأبو عمرو بن حيويه، وأبو الفرج علي بن الحسين األصفهاني، وغيرهم. وفيه يقول ابنالرومي:

عمـار ابن وفيعـزيرية

بهـا الله يخاصموالـقـدر

كان? وما لم كان مايكن لم

يكن? فهو لم لمالبشر وكيل

في خاصم فتى بل النفسـه

يفز لم لم وفاز قدماالبقـر

لـه كان من وكلنـاظـر

من له بد فال صافنظـر

هذا ما ذكره الخطيب. ووجدت في كتاب ألفه أبو الحسن، علي بن عبيد الله، ابن المسيب الكاتب، في

أخبار ابن الرومي، وكان ابن المسيب هذا، صديقا البن الرومي وخليطا له. قال: كان أحمد بن محمد، بن عبيد

الله، بن عمار، "هكذا قال في نسبه، بتقديم محمد على عبيد الله" صديقا البن الرومي، كثير المالزمة له،

وكان ابن الرومي يعمل له األشعار، وينحله إياها، يستعطف بها من يصحبه، وكان ابن عمار محدودا

فقيرا، وقاعة في األحرار، وكان أيام افتقاره، كثير السخط لما تجري به األقدار، في آناء الليل والنهار،

حتى عرف بذلك، فقال له علي بن العباس، بن الرومي يوما: يا أبا العباس، قد سميتك العزير، قال

Page 76: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

له: وكيف وقعت لي على هذا االسم? قال: ألن العزير خاصم ربه، بأن أسال من دماء بني إسرائيل على يدي،

بختنصر سبعين ألف دم، فأوحى الله: "لئن لم تترك مجادلتي في قضائي، ألمحونك من ديوان النبوة": وقال فيه: "وفي ابن عمار عزيرية" وذكر البيتين

اللذين في كتاب الخطيب وزاد: خاصم فتى بل ال،

نفسه في يفز لم لم وفاز قدما

?البقر له كان من وكل

نـاظـر من له بد فال صاف

نظر وكتب ابن الرومي إلى أحمد بن محمد، بن بشر المرشدي قصيدة يمدحه فيها، ويهنئه

فيها:بمولود ولد له، ويحضه على بر ابن عمار واإلقبال عليه، يقول صاحب لديكم ولي

فـاضـل وأن يبقى أن أحب

يصحبـا الطائر مبارك

مـيمـونـه من ذاك عن خبرني

جربـا يمنه من عندكم بل

شـاهـد وقد القول أفصح قد

أعربـا مـعـه فجاءت جاء

غـرة بها الناس تقبل

كـوكـبـا العباس أبا إن

مستصـحـب العباس أبا يرضي

مستصحبا الـشـيخ في لكن

عـزيرية تركته قد شرسا

مشـغـبـا العباس أبا فاشدد

بـه كـفـا المحطب ثقفت فقد

المحوبا أنت إن باقعة

خـاطـبـتـه فاكهته أو أعرب

أغـربـا الدهر أدبه

بـتـصـريفـه إذ الـتـأديب فأحسن

أدبـا ينشر غدا وقد

نعـمـاءكـم ناد كل في موجزا

مطنبـا والقصيدة طويلة. قال: وصار محمد بن داود، بن الجراح يوما إلى ابن الرومي مسلما عليه، فصادف عنده أبا العباس أحمد بن محمد بن عمار، وكان من الضيق واإلمالق النهاية، وكان علي بن العباس مغموما به، فقال محمد بن داود البن الرومي، وألبي

عثمان الناجم: لو صرتما إلي وكثرتما بما عندي، ألنس بعضنا ببعض، فأقبل ابن الرومي، على محمد بن داود فقال: أنا في بقية علة، وأبو عثمان مشغول بخدمة

صاحبه، يعني ابن بليل، وهذا أبو العباس بن عمار، له موضع من الرواية واألدب، وهو

Page 77: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

على غاية اإلمتاع واإليناس بمشاهدته، وأنا أحب أن تعرف مثله، وفي العاجل خذه معك، لتقف على صدق القول فيه. فأقبل محمد بن داود، على أحمد بن عمار، وقال

له: تفضل بالمصير إلي في هذا اليوم، وقبله قبوال ضعيفا، فصار إليه ابن عمار في ذلك اليوم، ورجع إلى ابن الرومي فقال له: إني أقمت عند الرجل وبت، وأريد أن تقصده وتشكره، وتؤكد أمري معه. ومحمد بن داود في هذا الوقت متعطل، مالزم منزله،

فصار إليه، وأكد له األمر معه، وطال اختالفه إليه، إلى أن ولي عبيد الله بن سليمان وزارة المعتضد، واستكتب محمد بن داود بن الجراح، وأشخصه معه، وقد خرج إلى

الجبل ورجع، وقد زوجه بعض بنات، وواله ديوان المشرق، فاستخرج البن عمار أقساطا أغناه بها، وأجرى عليه أيضا من ماله، ولم يزل يختلف إليه أيام حياة محمد بن

داود. وكان السبب في أن نعشه الله بعد العثار، وانتاشه من اإلقبار ابن الرومي، فما شكر ذلك له، وجعل يتخلفه، ويقع فيه ويعيبه، وبلغ ابن الرومي ذلك، فهجاه بأهاج كثيرة،

مصحف:منها وهو قـدري من تعظم أالعـمـار البن قل أاللشعري تعرض ال تكوالـد وحر أختك بحر

وأيرى عمـتـك حرتـنـسـى حين وتذكر??ألمـري منقاد حةالـرو فـرح فتى وإذ

تدري لست لكن يرانلـلـج خـاالتـك خر قال ابن المسيب: ومن عجيب أمر عزير هذا، أنه كان

ينتقص ابن الومي في حياته، ويزري على شعره، ويتعرض لهجائه، فلما مات ابن الرومي، عمل كتابا في

تفضيله، ومختار شعره، وجلس يمليه على الناس، وذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست، فقال: كان يصحب محمد بن داود، بن الجراح، ويروي

عنه، ثم توكل للقاسم بن عبيد الله، بن سليمانوولده.

وله من الكتب كتاب المبيضة، وهو في مقاتل الطالبيين، كتاب األنواء، كتاب مثالب أبي نواس، كتاب

أخبار سليمان بن أبي شيخ، كتاب الزيادة في أخبار الوزراء، البن الجراح، كتاب أخبار حجر بن عدي، كتاب

أخبار أبي نواس، كتاب أخبار ابن الرومي ومختار شعره، كتاب المناقضات، كتاب أخبار أبي العتاهية،

كتاب الرسالة في بني أمية، كتاب الرسالة في تفضيل بني هاشم ومواليهم، وذم بني أمية وأتباعهم، كتاب الرسالة في المحدب والمحدث، كتاب أخبار عبد اللهبن معاوية الجعدي، كتاب الرسالة في مثال معاوية.

وذكره أبو عبد الله المرزباني في كتاب المعجم فقال: وذكر أنه مات في سنة عشر وثالثمائة قال: وهو

القائل: يعطى الذي ذا ومن النقصان وعيرتني

Page 78: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

?فيكما الكمالشامـل والنقص ناقـص أني وأقسم

أنـنـي غـير قوم بي قيس إذا

تقـلـلـوا كثير الخلق هذا تفاضلوالحجـى بالعلم

هذين أيما ففيأنت? فتفـضـل

الـكـمـال الله منح ولوآدم ابـن

شـاء مـا واللـه لخلدهيفـعـل

أبو الوزير قال: كان الكاتب القاسم أبو زنجي ابن وذكر في أطلق قد الفرات، بن محمد، بن علي الحسن،

فأخذت درهم، ألف عشرين للمحدثين األخيرة وزارته يجيئني كان ألنه عمار، بن الله عبد بن أحمد العباس ألبي

حجر، ومقتل المبيضة، أخبار منه عندي: وسمعت ويقيم وأخبار المقدمي، وأخبار الجمل، وكتاب صفين، وكتاب

درهم. خمسمائة ذلك وغير شيخ، أبي بن سليمانكلوذاني الله عبد بن أ؛مد

قرعة، بابن المعروف الكلوذاني، الحسين أبو أحمد، بن من الكثير بخطه كتب الغزير، والفضل األدب أهل من

عليه وتضلع الصولي، بكر أبا والزم الطوال، المصنفات عاد ثم عمره، طول األدب وطلب عنه، وروى أدبه، من الناس، وقصده عمره، طول بها فأقام كلوذي، بلده إلى

عمره. آخر إلى بها يزل ولم وفاضلها، أيدبها فكانشقير بن الحسن بن الله عبيد بن أحمد

تاريخ في القاسم أبو الحافظ ذكره البغدادي، العالء أبو بن هارون بن محمد بكر أبي عن وقال: حدث دمشق، خلف، ابن والهيثم البلخي، شعيب بن وحامد المحدو،

بكر وأبي الزاهد، عمر وأبي والبغوي، الباغندي بكر وأبي بكر وأبي فارس، بن وأحمد دريد، وابن األنباري، بن

تمام عنه روى السجستاني، سيف الله عبد بن أحمد الوهاب عبد نصر وأبو الغمر، بن محمد بن ومكي الرازي،

الحسن ابن الله عبد بن ومحمد الحيان، بن الله، عبد بنالدوري.

منصور أبي بن يحيى بن علي بن أحمد وأعمامه، آبائه من واحد كل نذكر عيسى، أبو المنجم، وحده. وأما تعالى الله شاء إن بابه، في بيته وأهل يحيى جده باب في فنذكره وأوليتهم، ووالؤهم، نسبهم،

هذا، أحمد وكان الله، شاء إن المنجم، منصور أبي بن

Page 79: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

فقال: له النديم إسحاق بن محمد وذكره فاضال، نبيالالعالم. سني تاريخ كتاب

الميموني بكر أبو علي، بن أحمد البرزندي النحوي، ذكره أبو الفتح، منصور بن المعذر النحوي، األصفهاني المتكلم، وقد

ذكر جماعة من المعتزلة النحويين، فذكر أبا سعيد السيرافي، وأبا علي الفارسي، وعلي ين عيسى الرماني، وغيرهم، ثم قال: وأبو بكر أحمد بن علي النحوي البرزندي،

القائل:الشافعي النحوي المعتزلي، إلى فانعيني مت إذا

والنهى العلم يما كفي حبرت وما

المحابر في بهم قوم من فإني

الهـدى يصبح بالقوم أظلمت إذا

البصائر طرقخشكنانجه بابن المعروف علي بن أحمد

الحسين، أبا يكنى خشكنانجه بابن المعروف وصيف، بن ذكر وقد فاضال، بخشكنانجه، الملقب علي أبوه وكان إسحاق بن محمد وذكره ببغداد، أحمد مات بابه، في

وقال: كان النديم بليغا، كاتبا من وله شاعرا، فصيحا صناعة كتاب بالنظم، الموصول النثر الكتب: كتاب

الفوائد: كتاب البالغة،اللغوي القاساني علي بن أحمد

أبو العباس، يعرف بلوه، وقيل بابن لوه، ال أعرف من أمره إال ما قرأته بخط بديع بن عبد الله، فيما كتبه عن أبي الحسين، أحمد بن فارس اللغوي. أنشدني أحمد

بن علي بن القاساني اللغوي: من يديك إغسل

الثقـات صرم وأصرمهم

البتات على أخاك واصحب

بالـتـرهـات وداره ههوا

لساني فكن نبـالـلـسـا إال الود ماالصفات

وقال في موضع آخر منه: سمعت أبا العباس أحمد ابن علي القاساني يقول: سمعتيقول:أعرابيا بالبادية

أصبحت لدنيا قلبي تلعب

عليك الله سلطاآلخـره

هو:قلت أنا: هذا البيت معروف للحسين بن الضحاك، مع بيت آخر مـن أبرد أكن إن

قـنـينة فأمي الريش من أو

فاجره وقال في موضع آخر،: أخبرني أبو العباس، أحمد ابن علي القاساني، يعرف بلوه، وقال

في موضع آخر: يعرف بابن لوه بقزوين، قال: كنت بالبصرة، وبها أبو بكر بن دريد، فبينا نحن في مجلسه، ورد علينا رجل من أهل الكوفة، فجعل يسأله عن مسائل، يظهر

Page 80: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

فيها لنا أنه يتعنته ويتسقطه، فأقبل عليه أبو بكر فقال له: يا هذا: قد عرفت مغزاك، وأحب أن تجمع ما تريد أن تسألني عنه في قرطاس، وتأتيني به وتأخذ من الجواب بديهة إن شئت، أو روية، فمضى الرجل وجاءه بعد ثالث، وقد جمع له، فما سأله عن

مسألة إال وأبو بكر يبادره بالجواب، والرجل يكتب، ثم إنا سألنا الرجل، فأعطانا المسائل والجواب، فكتبتها، وهي هذه سماعي من أبي بكر لفظا، القهوسة: مشية

بسرعة، القعسرة: الصالبة والشدة، القعسنة: االنتصاب في الجلسة ويقال: الفقعسة أن يرفع الرجل رأسه وصدره، العقوسة: التذلل، الفقعسة: استرخاء وبالدة في

اإلنسان، البحدلة: القصر، بهدل: طائر، الكهدل: الشابة الناعمة، غطمش، من قولنا: تغطمش علينا: إذا ظلمنا، هجعم من الهجعمة: وهي الجرأة، خضارع من الخضرعة:

وهي التسمح بأكثر ما عند اإلنسان، التخثعم: االنقباض، الخثعمة: التلطخ بالدم، الشعفر: المرأة الحسناء، الكلحبة: العبوس، ويقال: كلحبت النار إذا مدت لسانها،

سنبس من الصالبة واليبس، البلندي: الغليظ الصلب، القرثعة: تقرد الصوف في خروفونحو هذه.

قال ابن فارس: أنشدني أبو العباس أحمد بن علي القلساني، وكان يعرف بابن لوه،األعراب:قال: أنشدني أبو عبد الله نفطويه لبعض

من حنت واله إذاحنة الليل

جاوبتها إلفها إلىبحنـين

روادهم ال هنالكيبلغوننـا

العمى يجلو خبر والبيقين

:وقال: قال أبو العباس: حججت فوقفت على أعرابية فقلت لها: كيف فقالت? أصبحت النوى أن على بخير

مطـمـئنة باد العين وأن بليلي

معـينـهـا تفرق من لباك وإني

شمـلـهـم للعين? مسعد فمن?يعينها من أم

وأنشدني:قال هل شعري ليت أال

لـيلة أبيتـن الجثجاث به بواد

والنضر والسلمالقاساني:قال ابن فارس: وأنشدني أحمد بن علي

الناس أحب وأمست ورؤية قـربـا

وإن سلمى قلبه إلىنـحـبـب لم

واد كـل إلـيه حبـيبتـحـلـه

سليمى كان خصيبامخصب غير أو

وأنشدني:قال بـهـا داع دعـا وإذا

فـديتـهـا جزع من وعضضت

يدي لفرقتها الشمائل تلك يبعدن ال

والحـلـي سكنت وإن منها

األبـد مـحـلهارون بن علي بن أحمد

ابن علي، بن يحيى، بن أبي منصور المنجم، والمنجم أبو الفتح، أحد من سلك سبيل آبائه في طرق اآلداب، واهتدى بهديهم في تلك إلى الفضائل من كل، روى عنه أبو علي التنوخي في نشواره فأكثر، ووصفه بالفضل وما قصر، وأنشد له أشعارا قال:

Page 81: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أنشدني أبو الفتح، أحمد بن علي، بن هارون، بن يحيى المنجم، في الوزير أبي الفرج،لنفسه:محمد بن العباس بن فسانجس في وزارته، وقد عمل على االنحدار إلى األهواز

سليل للوزير قلوالكـرم المجد

الدنيا قامت له ومنقـدم على

يداه ومن تجدي ماوردى نـدى

حكم عدل يجريهماوالقلم السيف

أن هم إذا ومنعزائمـه يمضي

تفعل ما رأيتاألمم في األقدار

تهمـي عوارفه ومنوعـادتـه

تنمى بدأته رب فيالقـدم على

رعي في أشهر ألنتوفي الذمام

نار من التكرم حكمعلـم على

في عبدك والعبدبعد وفي قرب

تظعن إن مواله وأنتتقـم وإن

ال أو يتبعك فمرهبـمـا فاعتمده

المالك عادة به تجريالخدم في

قال وأنشدني لنفسه، وذكر أنه ال يوجد لها قافيةرابعة من جنسها في الحالوة:

ومـن أنـت سيديعـاداتـه

وبـجـود باعتـدالجـاريه

المظلوم أنصفعبـرة وارحم

ودمـاء بدمـوعجـــاريه

بـقـول أكنـي ربماسـيدي

الهوى شكواي عندجاريه عن

المعنى:قال: وأنشدني لنفسه، والقافية كلها عود باختالف والريح عافية العيش

والـعـود هذا حاز من فكل

مسعود فهو في لكم الذي هذا

أنـق مجلـس العنبر شنجارهوالعـود الهندي

بالخلف وعدها وقينةمقـتـرن

راج يؤمـلـه بماومـوعـود

الـلـيل كنجوم وفتيةدأبـهـم

حداها كأس إعمالوالعود النار

بكاس علي فاغدوامترعة الراح

عودا فإن وبدءاعـودوا أحمدتم

Page 82: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

الكاتب البتي الحسن أبو علي، بن أحمد كان يكتب للقادر بالله عند مقامه بالبطيحة، ولما وصلته البيعة، كتب عنه إلى بهاء الدولة، وكان البتي حافظا للقرآن تاليا له، مليح المذاكرة باألخبار واآلداب، عجيب

النادرة، ظريف المزح والمجون، قال ابن عبد الرحيم: كان البتي في بدء أمره يلبس الطيلسان، ويسمع الحديث، ويقرأ القرآن على شيوخ عصره، وكان يذكر أنه قرأ

القرآن على زيد بن أبي بالل، وكان غاية في جمع خالل األدب، يتعلق بصدور وافرة من فنون العلم، ويكتب خطا جيدا، ويترسل ترسال ال بأس به، وينظم شعرا دون ما كان

حظي به من العلم، ثم لبس من بعد الدراعة، وسلك في لبسه مذاهب الكتاب القدماء، وكان يلبس الخفين والمبطنة، ويتعمم العمة الثغرية، وإن لبس اللجة لم تكن

االمربدية، وكان ال يتعرض لحلق شعره، جريا على السنة السالفة، وكتب من بعد في ديوان الخالفة، وكان له حرمة بالقادر بالله رعاها له، ثم غلب على أخالقه الهزل،

وتجافى الجد بالواحدة، وانقطع إلى اللعب، وكان شكله ولفظه، وما يورده من النوادر، يدعو إلى مكاثرته، والرغبة إلى مخالطته، فحضر مجلس بهاء الدولة ف يجملة الندماء، ونفق عنده نفاقا ال مزيد عليه، ولم يكن ألحد من الرؤساء مسرة تتم، وال أنس يكمل إال بحضوره، فكانوا يتداولونه وال يفارقونه، ونادم الوزراء، حتى انتهى إلى منادمة فخر الملك، وأعجب به غاية اإلعجاب، وأحسن إليه غاية اإلحسان، ومات في أيامه، وكانت

له نوادر مضحكة، وجوابات سريعة، ال يكاد يلحقه فيها أحد، وتعرض لغيبة الناس، تعرضا قلما أخل به على الوجه المضحك، الذي يكون سببا إلى تدارك تلك المنقصة،

وطريقا إلى استقالة زلته فيها، بما اعتمده من التطايب، وكان يذهب مذهب المعتزلة، ويميل إلى فقه أبي حنيفة، ويتعصب للطائي تعصبا شديدا، ويفضل البحتري على أبي

تمام، ويغلو فيه غاية الغلو. فمن نوادره الشائعة أنه انحدر مع الرضي والمرتضى، وابن أبي الريان الوزير، وجماعة من األكابر الستقبال بعض الملوك، فخرج عليهم اللصوص، ورموهم بالحراقات، وجعلوا يقولون: ادخلوا يا أزواج القحاب، فقال البتي: ما خرج هؤالء علينا إال بعين، قالوا: ومن

أين علمت? قال: وإال فمن أين علموا أنا أزواج قحاب? وكان البتي صاحب الخبر والبريد في الديوان القادري، ومات في شعبان سنة ثالث وأربعمائة، وله تصانيف منها:

كتاب القادري، وكتاب العميدي، كتاب الفخري. قال الوزير أبو القاسم المغربي: كان أبو الحسن البتي أحد المتفننين في العلوم، ال

يكاد يجاري في فن من العلوم فيعجز عنه، وكان مليح المحاضرة، كثير المذاكرة، طيب النادرة: مقبول المشاهدة، رأيته على باب أحد رؤساء العمال وقد حجب عنه، فكتب

إليه: أطلب باب أي على

ما بعد اإلذن الباب عن حجبتصاحبه أنا الذي

فخرج اإلذن له في الحال. وحدث الرئيس أبو الحسن هالل بن المحسن قال: كنت عند فخر الملك أبي غالب بن خلف باألهواز، فكتب إلى أبي ياسر عماد بن أحمد

الصيرفي: احمل إلى أبي الحسن البتي مائتي دينار مع امرأة ال يعرفها، واكتب معها رقعة غير مترجمة، وقل فيها: قد دعاني ما آثرته من مخالطتك، ورغبت فيه

من مودتك، إلى استدعاء المواصلة منك، وافتتاح باب المالطفة بيني وبينك، وقد أنفذت مع الرسول مائتي دينار، فأخذها أبو الحسن، وكتب على ظهر الرقعة:

مال ال أعرف مهديه، فأشكر له ما يوليه، إال أنه صادف

Page 83: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

إضافة دعت إلى أخذه، واالستعانة في بعض األمور به،قلت:

ألقـى من أدر ولمرداءه عـلـيه

عن سل قد أنه سوىمحض ماجد

وإذا سهل الله لي اتساعا، رددت العوض موفورا، وكان المبتدي بالبر مشكورا. وكان أبو الحسن قد فطن للقصة، وكتب على بصيرة ولما أنفذ أبو ياسر بالجواب،

أقرأنيه فخر الملك. فاستحسنت وقوع هذا البيت موقعه من التمثل. ومن شعر الرضيالمشهورة:الموسوي إليه، األبيات

أن أتحسب حسن أباشوقي

مكاثرة على يقلالخطوب

على لكم يهشقلبي الفرقان

الزور إلى هشاشتهالقريب

غيركم وألفظعندي ويسوغ

الماء مع ودادكمالشروب

بقوله:ورثاه الموسوي تـشـب قلبي على ناركـأنـهـا للهـمـوم ما

غرب العين كأن غربلـه يرقـا ال والـدمـع أحسـب كنت ما

أنـنـي األرزاء على جلد

صعب من أصابت إذا تالـنـائبـا أخطأتـك ما

تحببقوله:ورثاه المرتضى أخو الرضي

الدار على عرج مغبراجوانـبـهـا

بها فاسأل عن عجالالـدار ساكـن

كنـا ما أين لها وقلعـلـى نـراه

من بك المدى مر?وإمـرار نقض

اآلداب أوعـية وأينفــاهـــقة

جري خاللك تجريالجاري الجدول

علي بن أحمد ياعـرض والـردى

مـنـا بالرغـم يزورزوار كـل

غير بحبل منك علقتمـنـتـكـث

وعـود الحفاظ عندخـوار غـير

سخط في بلوتك وقدرضـى وعنـد

ألنـبـاء طـي وبـينوإظـهـار

مـا إال تـفـدنـي فلمبـه أضـن

إال تـزدنـي ولمأخـبـار طـيب

وهل المنون من شربت فيما عار ال

Page 84: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

?عار من بالموتغصـتـه اليوم نال ما سوى ينلك ولم

فـتـى كـل والقى المكان عالي

جـبـار كـلفقال:وأمر بهاء الدولة أبا الحسن البتي أن يعمل شعرا يكتب على تكة إبريسم

أتيه ال لمومضـجـعـي

الروادف بين?والخصور

اتشحـت وإنفـإنـنـي

الترائب بينوالنـحـور

الـخـدور لربـات إلفاصـغـيرة نشـأت ولقدالفقاع:وله يصف كوز

مصصته ثدي رب يابكـرا

خمار عراني وقدمغبـوق

شـربـت إذا هدير لهبـه

الفحول هدير مثلالنوق في

رشف إذا ترجيعه كأنالـرا

صياح فيه شفمخـنـوق

أيضا:وله من العين احمرت ما

بها أضر دمع أو طلل عرصتي في

مرتحل إثر يهوى الذي رآها لكن

نظـرت وقد آخر وجه في

الخجل من فاحمرت قال ابن عبد الرحيم: وكان القادر بالله استتر عنده، لما طلبه الطائع قبل انحداره، وأخذ يده أن يستلينه، فلما ولي وقضي األمر، صرف ابن حاجب النعمان،

ورتبه في كتابته، واتفق أن كان ذلك في وقت األضحى، فخرج إليه خادم على العادة في مثل ذلك، فقال له: رسم أن تحصى أسقاط األضاحي، فقال لغالمه: خذ الدواة، فإن القوم يريدون كراعيا، وال

يريدون كاتبا، وانصرف بهذا المزح من الخدمة، وكان الهزل قد غلب عليه، وعزب عنه الجد جملة، وكان بينه

وبين الرضي مقارضة لكالم جرى بينهما، فاتفق أن اجتاز بقرب دار الرضي، عند مسجد األنباري، فقال لغالمه: مل بنا عن تلك الدار، فإني أكره المرور بها، فالتفت فوقعت عينه على الرضي، فتمم كالمه من غير أن يقطعه وقال: فإنني ال وجه لي في لقائه، لطول جفائه، فاستحسن هذا من بديهته، ودخل دار

الرضي واصطلحا. ومن نوادره: أنه سمع يوما أصوات

Page 85: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

المالحين، وارتفاع ضجة، فقال: ما هذا? فقالوا: هؤالء أوالد أبي الفضل، بن حاجب النعمان، وأبي سعيد بن أبي الخطاب، وجماعة أوالدهم، فقال: ما بيننا وبين هؤالء إال موت اآلباء? ورأى معلما قبيح الوجه، يعرف بنفاط الجن، وكان وحشا انكشفت سوأته، فقال له يا هذا: استر عورتك السفلى، فإنك قد أدليت، ولكن بغير

حجة، واستقبل أبا عبد الله بن الدراع، في ميدان بستان فخر الدولة، وهو متكئ على يد غالم أسود، فقال أبو عبد الله: هذا األسود يصلح لخدمة سيدنا،

فقال البتي: أي الخدم? فقال: خدمة الفراش، فقال: اللهم غفرا، أرمى بالبغاء، وليس في منزلي خنفساء?

ويعرى منه سيدنا، وفي داره جميع بني حام. بشر ابن الحواري بمولود، وكان ابن الحواري سمج الخلقة، فقال له البتي: إن كان هذا المولود يشبهك

فويه، ثم ويه. وسقاه الفقاعي في دار فخر الدولة فقاعا، فلم

يستطبه، فرد الكوز مفكرا، فقال له الفقاعي: في أي شيء تفكر? فقال: في دقة صنعتك، كيف أمكنك أن تخرى في بهذه الكيزان كلها مع ضيق رأسها? وأتاه غالمه في مجلس حفل فقال له: إن ابنك وقع من

ثالث درج، فقال: ويلك من ثالث بقين? أو خلون? فلم يفهم عنه، فقال: إن كان خلون فسهل، وإن بقين

فيحتاج إلى نائحة. ودخل الرقي العلوي على فخر الملك، فقال: - أطال الله بقاء موالنا، واسعده بهذا اليوم -، فقال له وأي يوم هذا? فقال أيلون، فقال البتي بالنون، فقال: ما قرأت النحو، فقال البتي: أنت إذا معذور، فإنك ثالثة

أرباع رقيع، أراد رقي، إذا ألحقت به العين وهو الحرفالرابع، صار رقيع.

قال ابن عبد الرحيم: وكان بين البتي وبين أبي القاسم بن فهد مالحاة ومنابذة، ثم أصلح فخر الملك

بينهما، فعمل فيه أبياتا يقول فيها:بعيد من صلحي راملـمـا للبتـي قلت

أيضا:وكان يرمي بالبخر، ويزن باألبنة أيضا، وقال فيه للصلح شرط وكل

أقبلـه من أعفيتني أنت إن

القبل

Page 86: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

وحدث ابن عبد الرحيم قال: وكان البتي مقبوال، مستملحا في جميع أحواله، ولم يكن فيه أقل من شعره، فإنه كان في غاية البرد، وعدم الطبع، وكان قد عمل في فخر

فيها:الملك، وهو يسد فتق النهروان قصيدة، يصف فيها السكر قال من الماء أتاه إذا

جانب من بالسد عاجله

جانب فقال له: هذا والله أيها األستاذ بارد، وأعاده، فحكى البيت وتأمله، وقال نعم، والله هو

بارد، وجعل يعوج على نفسه، ويكرر اإلنشاد مستبردا له، فضحك فخر الملك منه،وقطع اإلنشاد ولم يتممه.

قال: ولم يكن يسلم أحد من لسانه، وتعويجه وثلبه له، وإذا اتفق أن يسمعه من يقول ذلك فيه، التفت إليه كالمعتذر، وقال: موالي ههنا? ما علمت بحضوره، ويجعل كونه ما

عليم بحضوره اعتذارا، كأنه مباح له ثلبه بالغيبة. قال: وكان مع ذكائه وتوقده، وكثرة طنزه وتولعه، أشد الناس غباوة في األمور

الجديات، وأبعدهم من تصورها، وكان له معرفة تامة بالغناء وصنعته، وال تكاد المغنية تغني بصوت إال ذكر صنعته، وشاعره وجميع ما قيل في معناه، وله من قصيدة في ابن

صالحان: بالخبتين الربع سل

معاهـده كيف القول برجع وأنى??هوامده منه

عفت بعد حقبارسـومـه األنيس

نـؤيه إال يبـق فلموخـوالـده

في الدمع نزفت ديارعرصاتهـا

أقرح أن إلى تؤامافارده الجفن

أرقت الدموع بعد دمانـزحـتـه

حتى القلب منشـوارده غيضته

الدهر سأستعتببـسـيد الخـئون

إذ الدهر جماح يردقـائده هـو

طارف عليه سواءالندى في المال

انتحاه ما إذوتـالـده السائلـون

فيه:وله اعتذرت إذا قرم

بـره نوافـل حقها دافع يلف لم

بمـعـاذر ورثوا معشر من

والعال المكارم وتقسموها عن كابرا

كـابـر حديثهم يقوم قوم

بـقـديمـهـم بمـجـد أولهم ويسير

اآلخـر وكان أبو إسحاق الصابئ قد عمل ألبي بشر بن طازاد نسخة كتاب أراد إنشاءه، ونحله

بذلك:إياه، فكتب إليه أبو الحسن البتي يعرض زكـاة العلوم زكاة

الـنـدى بذل المعارف وعرف

الحجى بـه يجـر ولـكـن

أهـلـه فضل بنيلك فأجر

الـتـقـى

Page 87: الجزء الثالثgadir.free.fr/Ar/Edeb/kutub2/Mujamul_Edeba/3.doc · Web viewبن الحسن، أبو علي أبو بكر، يلقب الفلكي، جد أبي الفضل الفلكي

الحموي لياقوت األدباء معجم

أوجبتـه كنت لئنقـربة

الموقع وقع لماالمرتضى

صدقاتك ومامـقـبـولة

فيها تنكبت ما إذاالهـدى

والمستعير، - العارية سيدي بقاء الله - أطال عرفت قد يجري هذا أن ظننت وما ذلك، في األمر جرى وكيف الغرض يقع ال "إذ منعه، يحسن ال الذي الماعون مجرى

البسه:" من لنفرته ساء بل موقعه،الله عبد أبو محمد، بن علي بن أحمد

أبو ذكره الشرابي، بابن المعروف النحوي، الرماني وأبا الكالبي، حسن بن الوهاب عبد فقال: سمع القاسم

الرحمن عبد القاسم وأبا الفقيه، أحمد بن الهيثم الفرج أبي بن يعقوب، بن علي، بن الحسن، بن الحسين، بن

بن ليعقوب المنطق، إصالح بكتاب حدث العقب، عن الجرجاني، أحمد بن محمد جعفر أبي عن السكيت،

الحسن أبي عن اآلمدي، إبراهيم ابن الحسن علي أبي السكيت، ابن عن ثعلب، عن األخفش، سليمان بن علي األكفاني: ابن الخطيب. قال طالب بن نصر أبو عنه روى

عبد أبو قال: توفي الكناني، أحمد بن العزيز عبد حدثنا يوم النحوي، الشرابي الرماني، علي بن أحمد الله، عشرة خمس سنة اآلخر، ربيع من مضيا ليومين الجمعة

وأربعمائة.