(2005 مارس 17 )

1

الحياة الرهبانية بال شك أن هدف الراهب من حياة الرهبنة

أن يحي$$ا فى حي$$اة المس$$كنة ب$$الروح وحي$$اة هو الغرب$$$ة والم$$$وت عن الع$$$الم وحي$$$اة الكم$$$ال

يري$$د أنالمسيحى بتنفيذ الوصايا، إلى ج$$وار أنه مثلم$$ا, يحيا حياة التسبيح ويصير شريكا للمالئكة

أعطيت]نق$$$$$$$ول فى الق$$$$$$$داس اإللهى الذين هم على األرض تس$$بيح

ق$$$ال عن... توج$$$د ترتيل$$$ة ت[الس$$يرافيم أقتبس المع$$نى ال$$ذى القديس األنب$$ا أنطوني$$وس

ر يق$$ول قراره$$ا: "إنت,يق$$ال فيها ميت.. بش$$ س$$بت وبقيت.. زى ماليك$$ة الس$$ما.. ولال مالك.. س$$

سماك.. وبقيت بشر زينا" هذا ما يقول$$$ه الن$$اس األنبا أنطوني$$وس؛ القديس فى الكنيسة عنحاليا

مث$$ل المالئك$$ةص$$رتأى هل أنت تساميت حتى بش$$ر!!من الأم أنت مالك تركت السماء وصرت

هو مجرد تأمل ولكن بال ش$$ك أن مفه$$وم الن$$اس أنه$$اهىالكنيس$$ة عن الرهبن$$ة اآلب$$اء وومفه$$وم

حي$$$اة مالئكي$$$ة، يس$$$تعد فيه$$$ا اإلنس$$$ان لحي$$$اة نحالل من الع$$الم...ا ألن فيها ؛الملكوت من اآلن

نحالل من الكل لالرتباط بالواحد.ا ونري$$د أن ن$$رى اآلن عالق$$ة ال$$راهب بإخوت$$ه

الرهبان فى ضوء هذه المبادئ الروحية.الراهب والعالقات الرهبانية

2

من األمور الغريب$ة ال$تى نراه$ا فى بعض الس$$لوكيات الرهباني$$ة أن يتج$$ه راهب إلى حي$$اة

" ألن كلم$$$ة ؛-وه$$$ذا ه$$$و المف$$$روض الوح$$$دةmonaxoc"" مون$$اخوس" تع$$نى متوح$$د أى

ولكن بينم$$ا يم$$ارس إنسان يعيش حياة الوح$$دة- حياة الغربة والوحدة م$$ع إخوت$$ه الرهب$$ان، نج$$ده يفتح باب$$ه وقلب$$ه وأذني$$ه للعلم$$انيين؛ أى يم$$ارس حياة الوحدة فى عالقاته الرهباني$$ة داخ$$ل ال$$دير،

ليس ممن$$وع عليهم بالنس$$بة لهلكن العلم$$انيين أو مغارته ال يس$$$$تقبل فى قاليته؛الخلط$$$$ة معه

$$ا لكن من الممكن أن يس$$تقبل علم$$انيين. رهبان فما هو مفهوم هذه الوحدة داخل ال$$دير؟ يق$$ول:

عن د$$ألبع؛ }أنا أمارس حياة الوحدة داخل ال$$دير أخب$$ار ال$$دير ومش$$اكله، أن$$ا أري$$د أن أعيش فى سالم فى الدير وال أريد أن يكون لى عالقات م$$عنى إلى مت$$اعب، لكن العلم$$انيين ليس رهبان تجر

فأس$$تطيع أن أعيش فى؛لهم فى سياس$$ة ال$$ديرسالم حتى لو زارونى أو تعاملت معهم{.

3

طبعا هذا األسلوب هو أس$لوب فاش$ل تمام$ا ومرف$$$وض ش$$$كال وموض$$$وعا؛ ألن القديس$$$ين

غرب$$$اء نحن ي$$$ا أخى]يقول$$$$$ون: ف$$إذا أراد،[فلنكن غرباء بالكم$$ال

أن تكون غربةينبغىأحد أن يعيش حياة الغربة ف أن$$ا أق$$ول مجرد تظاهر بالوح$$دة.تحقيقة وليس

على العكس، ينبغى أن يتزاي$$$$$د اإلنس$$$$$ان فى لعلمانيين والخلطة بهم ويس$$تمر فىاالغربة عن

عالقات$$ه م$$ع الرهب$$ان، وعن$$دما يص$$ل إلى كم$$ال الغربة بالنسبة إلى زوار الدير وإلى أهل$$ه، حينئ$$ذ

يبدأ يتغرب عن مجمع الشركة فى الدير. وبم$ا أنن$ا نتكلم عن ال$راهب وعالقات$ه

بالرهب$$ان ف$$أحب فى ه$$ذا المج$$ال أن أوض$$ح أن هناك أساليب عكسية تحدث وال تتفق مع المنهج اآلبائى ال$$ذى تس$$لمناه عن حي$$اة الوح$$دة وحي$$اة

الغربة. حياة الشركة هى البداية

الناجحة يجب أن ينجحبداية كما هو معروف

الراهب أوال فى حياة الشركة داخل . وحياة الشركة داخل الدير تستدعى أنالدير

يقتنى الراهب الفضائل الروحية، فيعيش حياة المسكنة بالروح... ألن السيد المسيح قال:

وح ألن لهم ملكوت "طوبى للمساكين بالر

4

ماوات" فيقتنى فضيلة (.3: 5)مت الس االتضاع، وأيضا يمارس الفضائل المسيحية

األخرى التى أهمها فضيلة المحبة، فيكتسب محبة الرهبان ويخدمهم، ويشعر الدير أن هذا

الراهب قد خدم فيه كثيرا وتعب كثيرا فى فى الزراعة... أوأو العمل... تعب فى التعمير...

فيشعر الدير أن؛فى أى خدمة تخص حياة الدير طبقويدير, على الئاوجود هذا الراهب ليس عب

ذينالمبدأ الذى يقول "حاجاتى وحاجات ال (34 : 20)أع معى خدمتها هاتان اليدان"

ألن؛ويرفض مبدأ أن يعيش على خبز الصدقة سيالزمه حتى وهو؛هذا المبدأ إذا كبر عنده

متوحد بالبرية... يريد أن يلتمس الناس البركة من هذا األب القديس، ويبدأ الشيطان يعاكسه

بالمواهب الفائقة وأيضا يعاكسه الناس بأنه رجل نقل الجبال بصلواته، وأن الشياطين ترتعبي

وصوب فيتقاطر عليه الزوار من كل حدب؛منه يحملون إليه النذور والبكور، لدرجة أن أحد الرهبان فى أحد األديرة بنى عدة عمارات

-له وكنائس وغيرها، من تبرعات الزائرينوبنى ديرا شخصيا- خارج الدير وكنائس كامال

ومبانى شاهقة، وإذا قيل له هذه األشياء ملك . نجح مسئول عنهاهووالدير يقول ال، إنها ملكه

بعض الرهبان فى أن يستغلوا بساطة الناس يقرأون عنهمذينوثقتهم فى سير القديسين ال

، بطريقة ال تتفق أبدافى بستان الرهبان وغيره مع حياة الغربة وال حياة المسكنة وال حتى

5

فضائل المحبة بل بالعكس... مثل هذا الراهب تصدر منه مشاكل مع الربيتة ومشاكل مع

المسئولين فى الدير، وإثارة األصدقاء واألحباء بينما, هوهواهضد الدير لكى يعمل ما ي

المفروض أن يشعر الدير,المفروض العكس بأن هذا الراهب الذى عاش فيه قد تعب كثيرا، كل راهب يشعر أن له بركة وتذكار فى قاليته

من تعب هذا األب قبل خروجه إلى الوحدة، بلوجدران الدير نفسها تشهد بتعبه وسهره.

أن يشعر الراهب أنه جاء عموما ينبغى لكى يتغرب عن العالم والعلمانيين، وليس لكى

يتغرب عن إخوته الرهبان، يجب أن يضع هذا فى كىليموت عن العالم . هوقلبه منذ البداية

لكن ال الذى هو الدير، يعيش فى عالم جديد كى ينفر من مجمع الديرليموت عن العالم

ويعتبر أن هؤالء الرهبان أصحاب مشاكل ويفضل خفى عليكمأن يتخلص منهم ويبتعد عنهم؛ وال ي

قتنى إال من خاللفضيلة االتضاع لن تأن احتمال متاعب قد يتعرض لها الراهب

من اآلخرين.

6

أحيانا يخدع اإلنسان من الشيطان، مثل ذلك الراهب الذى أوحى إليه الشيطان أنه من

الممكن أن يتخلص من خطية الغضب التى يعانى منها، بخروجه إلى الوحدة، وبعد استئذان

رئيس الدير بالخروج ألجل خالص نفسه خرج وسكن فى مغارة، وهناك وضع قلة الماء على

مدخل الباب فانقلبت بفعل الهواء وسكب الماء والماء كان صعب -منها فمألها مرة أخرى

وتكرر األمر الحصول عليه فى تلك األماكن– إلى أن غضب وأمسك بالقلة؛عدة مرات

قد فاكتشف أنه ,وطرحها على األرض وكسرها ذهب إلى الوحدة ومعه طبيعة الغضب وشيطان الغضب، فعاد إلى الدير وطلب السماح واعتذر

وقال: }هنا تقتنى فضيلة االحتمال وفضائلالصبر{.

التطرف اليمينى والتطرفاليسارى

7

اآلب$اء الش$يوخ ال$ذين عش$نا معهم فى ال$دير ك$$انوا ينص$$حوننا نص$$$يحة هام$$ة ج$$$دا وهى: أن ال$$$$راهب من الممكن أن ينح$$$$رف إلى أح$$$$د

خوت$$هإإم$$ا إلى ك$$ثرة الخلط$$ة م$$ع تط$$رفين.. الرهبان بحيث يتحول إلى راهب من أتباع جلس$$ة "المص$$طبة"، أو أن يس$$رع إلى الوح$$دة قب$$ل أن

يقتنى فضائل حياة الشركة فى المجمع. أما األسلوب السليم فى حياة الرهبنة فهو

أن يهتم ج$$$دا بجلوس$$$ه فى القالي$$$ة فى حي$$$اة الوح$$$دة والس$$$كون من ج$$$انب، ثم يخ$$$رج من القالية ويتعامل مع الرهبان بروح االتضاع والحب

حتكاك$$ه م$$عافيخت$$بر نفس$$ه ويكتش$$ف من خالل الرهبان مدى تطور ونمو حيات$$ه الروحي$$ة واقتن$$اء

تعامله مع الرهبان من ج$$انب من خاللالفضائل آخر. كما أنه فى تعامله مع اآلباء الرهب$$ان ممكن أن يقتنى أيضا فضائل أخرى من خالل مش$$اهدته لفضائلهم الروحية، ألن هن$$اك فرق$$ا بين أن يق$$رأ اإلنسان عن الفضيلة وبين أن يتالمس معها على

فالتالمس مع الفضيلة علىمستوى الواقع، مستوى الواقع يجبر اإلنسان إجبارا على

أن يطبقها عمليا فى حياته. فمثال التعامل مع إنسان محب، باذل، خدوم

يخجل ال$$ذى أمام$$ه، ك$$ذلك التعام$$ل م$$ع إنس$$ان متواضع، ينكر ذات$$ه وينس$$ب الفض$$ل إلى غ$$يره،

-بينم$$ا وينسب إلى نفسه الجهل وع$$دم المعرفة هو يعرف الكث$$ير من األم$$ور- يجع$$ل من يتعام$$ل مع$ه يراج$ع نفس$ه بص$ورة قوي$ة ج$دا. ب$$ل وق$$د

8

فى منتهى العنف م$$ع أنه$$ا مراجعته لنفسه تكون هادئة جدا فى مظهرها الخارجى. فمثال لو راهب

ب والكبري$$اء والح$$ديث عنجمصاب بنوع من الع وتقاب$$ل م$$ع راهب زاه$$د,النفس وحب المناصب

فى المناصب وحب الظهور وينكر ذات$$ه س$$يراجع نفس$$ه ويق$$ول: }أين أن$$ا من الرهبن$$ة؟ أن$$ا لم$$ا بالحقيق$$ة{. أترهب بع$$د، لك$$نى ق$$د رأيت رهبان

إن]نعود إلى المبدأ الذى قاله اآلب$$اء الش$$يوخ: تخبزالقالية هى المخبز الذى

القالي$$ة]، [فيه العالقة مع ربنا هى المك$$ان ال$$ذى يمتلئ في$$ه

،[اإلنسان من ال$$روح الق$$دس القالي$$$ة هى المك$$$ان ال$$$ذى]

يراج$$ع في$$ه اإلنس$$ان نفس$$ه ويمارس حياة التوبة والشركة

دون أن... ثم يخ$$$رج من القالية[م$$ع الله يشعر أنه قد انحدر من سماواته العليا إلى جحيم

لكى يطبق عمليا م$$ااألرض بل يخرج من القالية ق$$$د اقتن$$$اه فى حي$$$اة الس$$$كون، ويخت$$$بر ه$$$ل سيستطيع أن يحفظ لس$$انه؟ ه$$ل سيس$$تطيع أن يتعام$$ل باتض$$اع؟ ه$$ل وج$$دت المس$$كنة ب$$الروح

9

$$ا إلى قلب$$ه؟ ه$$ل فض$$يلة االحتم$$ال طريقا حقيقي موج$$ودة عن$$ده؟ ه$$ل م$$ازال يس$$قط فى خطي$$ة

اإلدانة؟ فال يح$$زن من وج$$وده فى المجم$$ع ويق$$ول فى

فاألفض$ل أن أخ$رج؛قلبه: بم$$ا أن$$نى أدين غ$$يرى بل الوضع الس$$ليم أن يق$$ول.إلى البرية الجوانية

ما دمت أسقط فى اإلدانة فأنا محت$$اج أن أجلس ته$$$ا وأم$$$ارس س$$$ر التوب$$$ةم$$$ع نفس$$$ى وأبك

واالعتراف. ك$ذلك إذا ك$ان يغض$ب فال يق$$ول أن$ا أهرب من المجمع كى ال أغضب، بل بغض$$به ه$$ذاا روحي$$ة س$$اكنة فى يكتش$$ف أن هن$$اك أمراض$$

مثلم$$ا نق$$ول فى مديحة.داخله وتحتاج إلى عالج خد لك ط$$بيب ن$$افع]: الصوم الكبير

ل$دواك.. واكش$$ف ل$ه جرح$ك ببي$$ان.. فه$$و يعطي$$ك م$$رهم لش$$$$فاك.. توب$$$$ة واعتراف$$$$ا

ومن هنا ك$$انت أهمي$$ة وج$$ود أب.[وغفران م$$ازالخصوصا إن ك$$ان ,اعتراف مختبر لإلنسان

يجاهد ضد ضعفات معينة. الصالة مثال: قد يصاب الراهب أحيانا

ألنه ال يعلم لماذا يصلى،؛ بالضجر فى الصالة أنلكن عندما يشعر أن له ضعفات، ممكن

يكون للصالة طعم معين. ال أقصد أن أشجع على وجود ضعفات لكن أردت أن أوضح أنه

10

يساعدا قد تكون سلم,حتى هذه الضعفات اإلنسان على أن يرتقى فى حياة الصالة، بمعنى

"إلى متى يا رب أنه عندما يقول مثال مزمور ,(1 :(12) 13تنساني؟ إلى اإلنقضاء؟" )مز

:3"يا رب لماذا كثر الذين يحزنوننى " )مز (1 :6"يا رب ال تبكتنى بغضبك" )مز (,1

:(12) 13"إلى متى يرتفع عدوى علي!" )مز يقول كل هذا وهو يشعر فى داخله أن له(. 2

ضعفات تحتاج إلى إصالح، فالراهب الذى يحزن من وجود ضعفات له داخل حياة المجمع ويظن

متى سيتعلم,أن البعد أو ترك المجمع هو الحل أن يصلح نفسه عن طريق الصالة؟ إن لم تجد

هذه الضعفات فرصتها ألن تظهر بدال من أن يصاب بالمجد الباطل والسبح الباطل ويعتقد فى نفسه أنه أصبح رئيس المتوحدين فى البرية وهو فى الحقيقة لم يبدأ الطريق الروحى بعد. لذلك

فبعد أن يبدأ مثل هذا الراهب فى حياة الوحدة ال ,؛ فيبحث عن تعزيات من الناسيجد تعزية

تعزيات عن طريق شعوره بأن الناس تتحدث عنه كقديس، صانع المعجزات، الذى جدد عصر

.اآلباء، ويتهافتون عليه قد يكونابل وصل األمر إلى أن شخص

فىامكانأخذ وي -تحت االختبار– من ديرامطرود ؛س نفسه زى راهب ويلباالصحراء ويعمل دير

وصوبوالناس تتقاطر عليه من كل حدب ويختار لنفسه اسم قديس من القديسين أو

11

السواح ويوهم الناس أن هذا القديساآلباء تحت أمره ورهن إشارته، وإذا أتاه شخص فى

طلب يقول له: }سأقول للقديس فالن أن يقضى لك هذا األمر{ ويعتبر الناس جميعا أن

وكالة لهذا القديس، ومندوبالهذا األب هو العناية اإللهية السم هذا القديس وبركاته. وليس

يا علمانافقط الرهبان بل أحيانا نفاجأ أن كاهن يكون لديه مخطوطة لسيرة من سير القديسين

األبأو الشهداء أو الشهيدات... فيطلب من مطران أو أسقف األبروشية أن يدشن له أيقونة

على اسم هذا القديس أو الشهيد، وبعد أن سمى نفسه القس فالنيدشنها له نفاجأ أنه ي

خادم سيرة القديس فالن ونسأله: }هل رسمت على هذا القديس؟{ يقول: }ال، ولكن وجدت

مخطوطة بها سيرته{، وينشر المخطوطة فى مثل أن, باألخطاء الالهوتيةاكتاب ونجده مملوء

قديسة ترشم بالميرون أو ترشم بالزيت أو أن السيدة العذراء تظهر لها وترشم الناس

ال تتفق إطالقا مع أسرارمور وأ,بالميرون مخطوطة بكلالالكنيسة السبعة؛ وهكذا ينشر

ما بها من أخطاء دون أن يعرضها على أحد لمراجعتها، وهذا األمر يسبب له دعاية ورحالت،

وكل ما هنالك أيقونة دشنها األب األسقف أو األب المطران، ولكنه )القس أو القمص( اعتبر أنه خادم سيرة القديس فالن ومندوب العناية

اإللهية وكأن هذا القديس )أو القديسة( قد أقامه اراعيا لسيرته وأليقونته ولكتبه، ثم نجد كتب

12

أخرى عن المعجزات التى تحدث من هذا صراعات بين القس والمطرانتحدث القديس، و

عندما يراجعه بخصوص ما يفعله من أخطاء وبخصوص الكتب التى يطبعها وتضطر رئاسة الكنيسة أن تتدخل لفض هذه المنازعات. كل

يقيم نفسه كأنهاهذا بسبب فكرة أن شخصمندوب العناية اإللهية لقديس أو قديسة.

13

الوضع السليم بالنسبة للراهب الذى يس$كن خروجه للوح$$دة أن قبل فترة فى قالية فى الدير

يش$$عر الجمي$$ع أن قالي$$ة ه$$ذا ال$$راهب برك$$ة فى –دون أن يتكلم هو عن نفسه أو يسعى ه$$و الدير

لكن يقول$$ون إن فى ه$$ذه القالي$$ة س$$كن –ل$$ذلك أبونا فالن المبارك عدة س$$نين قب$$ل خروج$$ه إلى الوحدة وهذه القالية مباركة بس$$بب س$$كناه فيه$$ا

هو سكن فى قلوب الرهبان جميعLLافترة، ، ج$$دران ال$$ديرقبل أن يخLLرج إلى المغLLارة

كلها تشهد بدموع$$ه وص$$بره وص$$لواته واحتمال$$ه، تضاعه وروحانيته ومسكنته،اكنائس الدير تشهد ب

الدير كله يتمنى يوما من أيامه، ويتذكرون$$ه بك$$ل خير إن كان قد انتقل إلى السماء أو إن كان ق$$د

بركته على كل أحد وبركLLةخرج إلى البرية، .كل أحد عليه

إذا كل ا من التط$$$رفين ينبغى أن يتحاش$$$اهماالراهب:

: ك$$ثرة الخلط$$ة م$$ع الرهب$$انالتطLLرف األولوفقدان حياة السكون فى القالية.

العزل$$ة من مجم$$ع الش$$ركةالتطرف الثLLانى:بحجة السكون والبعد عن اآلخرين.

14

السالم بين الراهب والمجمعقبل الخروج للتوحد

15

ال يمن$ع أن$ه ق$د يت$دخل ع$دو الخ$ير وتح$دث حتكاكات فى الدير بين الرهبان، فالراهب يقولا

خمس$$ونلنفسه: }كم عدد الرهب$$ان فى ال$$دير؟ من الرهب$$انا مثال! لو خسرت كل يوم راهباراهب

)نتيج$$ة لتل$$ك االحتكاك$$ات( فعلى م$$دى خمس$$ين يوما أى أقل من شهرين سأخسر ال$$دير كل$$ه، أو$$ا من الرهب$$ان فعلى لو كل أس$$بوع خس$$رت راهب

اث$$نى عشرم$$دى خمس$$ين أس$$بوعا أى ح$$والى خس$$رت ال$$دير كل$$ه فى س$$نة ق$$د ش$$هرا أك$$ون

, لو دي$$ر في$$ه مئ$$ة راهب سيخس$$ر ال$$ديرواحدة{e[ فنق$$ول ل$$ه: كل$$ه فى س$$نتين `nrompi

ن$$ه خس$$رأل )إلى منتهى األعوام( )شى انرومبى( الدير. يق$$ول: }أبون$$ا فالن ال أحب التعام$$ل مع$$ه ألن$$ه إنس$$ان س$$ريع الغض$$ب، أبون$$ا فالن ال أحب التعامل معه ألنه يحب أن يتكلم عن نفسه، وهذا ال أحب التعام$$$ل مع$$$ه ألن$$$ه ال يحب أن يخ$$$دم اآلخرين، أبونا فالن ال أحب التعام$$ل مع$$ه ألن$$ه ال

ى ف$$روض االح$$ترام الواجب$$ة أثن$$اء الس$$المينيعط قبل صلوات المجمع، أبونا فالن ال أحب التعام$$لا قبلى وأخ$$ذ دورى، أبون$$ا م قسيس$$ معه ألنه رس$$ فالن ال أحب التعامل معه ألنه يوم زيارة أس$$رتى

م يعطها االهتمام الكافى، أبونا فالن ال أحب لهنا كث$$يرا م$$ع رئيس ال$$دير، التعامل معه ألنه يتعاون

يعطينى استعارة من المكتب$$ةأن وهذا ألنه رفض لكت$$$اب معين وق$$$ال ه$$$ذا الكت$$$اب ال يص$$$لح لالستعارة{؛ كل ف$$ترة ي$$رفض التعام$$ل م$$ع أح$$دالرهبان إلى أن يقرر مقاطعة جميع الرهبان.

16

فى ذات مرة أثناء سكنى فى القالية الخارجية فى دير السريان )قبل األسقفية(

جاءنى أب من اآلباء المباركين الذى تربطنى به الدير، وجلس يتناقش صداقة قوية منذ دخولى

فرجعت؛معى فحدث بيننا شد فى المناقشة إليه بعدها مباشرة فى قاليته وضربت له

ميطانية واعتذرت له؛ فوجدته يمتدح تصرفى هذا؛ فقلت له: }يا أبونا لو كل يوم خسرت أحد

الرهبان فسوف أخسر الدير كله{. فى هذا الوقت كان قداسة البابا قد طلب منى أن أعمل

قالية خارج الدير لكى أسكن فيها، لكن هل أسكن فى قالية خارج الدير وليس هناك سالما

بينى وبين الدير!! وكيف يخدم رهبان الدير إنسانا يعيش فى

عليهم وعالة!!ءالوحدة وهم يشعرون أنه عب إن لم يكن هو قد خدم الدير من قبل والرهبان

. أماءيحبونه، فسيشعر هو وهم كذلك بأنه عب ، قد يختصر الطريقالةهو فلكى ال يشعر أنه ع

ويقول: }أنا ال أريد شيئا من الدير، أصدقائى سيحضرون لى كل احتياجاتى{!! هنا وأتساءل: }هل أنت لم تعد راهبا فى هذا الدير؟!{ يقول

فأقول له: }بهذا }أنا أصلى القداس فى الدير{ إنالوضع تكون منتدبا للصالة فى الدير، لكن

لم تأكل من خبز هذا الدير فال تكون بعدراهبا فيه{.

فالبد إذا من وجود السالم والمحبة بينالراهب والمجمع قبل خروجه إلى الوحدة.

17

التدرج فى حياة الوحدة والبد أن حياة الوحدة تأتى بعد اقتناء فضائل

المجمع، ثم التدرج فى حياة الوحدة وليس كيف يتدرج اإلنسان فى حياة أى اإلسراع فيها،

الوحدة بطريقة تجعل الرهبان يشعرون أن هذا فى الدير وتطلبالراهب فعال تباركه كل نفس

,أيضا صلواته. وحتى عندما يبدأ طريق الوحدة لماذا ال,نتفع من هذا األبي يحتاج أن ربما الديرف

يكون مرشدا آلخرين من أبنائه أو إخوته الرهبان؟ وفى مقابل أن الدير يخدمه من

بعمل فىفكلالناحية الجسدية، وهو غير م م هو خدمة روحية للدير؟دق فلماذا ال ي,الدير

امثلما يقول معلمنا بولس الرسول: "إن كنات أفعظيم إن وحي نحن قد زرعنا لكم الر

ات؟" (،11 : 9كو 1) حصدنا منكم الجسدي يخدم الدير، يذهب إليهيا روحاأى يكون أب

أو من أسقف الرهبان بسماح من رئيس الدير الدير )إن لم يكن أسقف الدير هو أب اعتراف

جميع الرهبان( ويأخذ اعترافاتهم فى مكان فيستفيد منه الرهبان روحيا، وفى نفس؛وحدته

الوقت يخدمونه ويحضرون له األكل واالحتياجات التى ال يقدر أن يعثر عليها وهو فى الوحدة، وهو يعطيهم مشورة روحية أو إرشادا روحيا بسماح

من رئيس الدير.

18

بهذا نكون قد اهتممنا بعالقات الرهبان ببعضهم البعض بتحقيق التوازن بين حياة

الشركة وحياة الوحدة. ليس أفضل من أن يلقى

اإلنسان بالمالمة على نفسه ننتقل إلى بند آخر وهو كيف يحتفظ الراهب

بالبعد عن سياسات الدير فيما هو يعيش فىبكل أحداثه؟ الدير

أحد بنود هذا األمر أنه إذا أراد أن يحكى عن إن كان أب-وخاصة مشاكله ألب اعترافه

ممكن أال يذكر اسم اعترافه هو رئيس الدير- عنه، ويجب على أب الشخص الذى يتحدث

االعتراف أيضا أال يسأل )من الذى قال لك هذا الكالم؟( أو )من الذى فعل هذا التصرف؟( ألن

الراهب يريد أن يبعد فى اعترافه عن خطية اإلدانة، ويريد أن يبعد عن الدخول فى مشاكل

مع اآلخرين، فأحيانا فى االعتراف يكون مضطرا لذكر بعض أمور حدثت معه، فاألفضل أن يعتبر أن هذا االعتراف هو اعتراف بخطاياه هو وليس

بخطايا اآلخرين. ش$$نودةفى ذات م$$رة أتى إلى قداس$$ة البابا

-وهو كان أب اعتراف وما زال لكث$$ير منالثالث الرهب$$ان- راهب لكى يع$$ترف فأخ$$ذ يش$$كو من راهب آخر ومن تص$رفاته مع$$ه، وف$وجئ قداس$ة الباب$$ا أن ط$$وال جلس$$ة االع$$تراف ه$$ذا ال$$راهب يقص علي$$ه أخط$$اء راهب آخ$$ر فى ال$$دير بك$$ل

19

أنواعه$$$ا وتطوراته$$$ا. فقداس$$$ة الباب$$$ا بأس$$$لوبه$$$ا الم$$$رح فى بعض الممل$$$وء من ال$$$ذكاء وأحيان المواقف قال له: }يا أبون$$ا ممكن تس$$مح تن$$ادى

لكى أق$$رأ ل$$ه: لم$$اذا؟ ق$$ال له:أبونا فالن؟ فقال التحليل ألنه ه$$و ال$$ذى اع$$ترف وليس أنت.. لق$$د اعترفت بجميع خطاياه فيكون الباقى أن أقرأ له

وكان يقصد أن يوبخ ه$$ذا ال$$راهب على التحليل{أسلوبه فى االعتراف.

ففى االعتراف يجب أن يت$$ذكر اإلنس$$ان ه$$ذا ليس هناك أفضل من ]المبدأ: أنه

أن يلقى اإلنس$$$ان بالمالم$$$ة فإن,[على نفسه فى كل شىء

ر إن$$ك أنت ال$$ذى تس$$ببت غضب راهب علي$$ك فك فى غضبه، وأنت ذاهب لالعتراف تق$$ول: }ويحى

ألنى أع$$ثرت أخى وأس$$قطته فى؛أن$$ا الش$$قىالغضب{، وهذا كان منهج اآلباء القديسين.

كيف يلقى اإلنسان بالمالمةعلى نفسه

تلفان مع أحيانا عندما يأتى إلى اثنان مخ بعضهما -ليس بالضرورة رهبانا بل ممكن أى

أشخاص عاديين- وكل منهما يشكو ضد اآلخر، فأقول لهما سأقترح عليكما اقتراحا... ما رأيكما

أن نعمل نفس هذه الجلسة وكل منكما يقول األخطاء التى فعلها هو فى حق اآلخر بحيث أنه

20

ال يتعب نفسه ويقول أخطاء اآلخر؛ ألنه سيسمع بأذنيه الطرف اآلخر وهو يقول: )أنا عملت فيه كذا كذا(. وقلت لهما أن النتيجة ستكون واحدة

فى النهاية، فبدال من أن كل طرف يقول أخطاء اآلخر، سنعكس االتجاه وكل واحد سيقول ماذا

فعل هو فى اآلخر. قد يتساءل أحد }وما الفرق فى ذلك، فالمحصلة واحدة فى النهاية ،

وستسمع نفس القصص لكن بدال من أن تسمع هذه القصة من اليمين ستسمعها من اليسار

والعكس بالعكس؟{, أقول إن الفرق هو فى أن كل منهما سيكون قد أخذ فرصته فى أن يلوم نفسه، والنقطة الثانية أن كل منهما لن يجرح

مشاعر اآلخر بل بالعكس سيكون نوعا من االعتذار، فسيشعر الطرف اآلخر بالترضية،

فتحل المشكلة بسهولة وتصفى النفوس )أنا ال أتحدث هنا عن أشخاص إذا جلسوا وقيل ألحدهم

لماذا فعلت كذا فينكر أنه فعل، بل أتحدث عن أشخاص ال يكذبون بل ال ينكر كل منهما ما قد فعله ولكن يبرر ما فعله هو بما فعله الطرف

اآلخر من خطأ(. فلو تعود الراهب أن يلقى بالمالمة على نفسه سيستريح ويشعر بالسالم

الداخلى, فإذا دخل قاليته وهو شاعر أن اآلخر هو الذى أخطأ؛ ستكون القالية

آتونا, ويفقد سالمه فى القالية, ولكن إذا دخل القالية وهو يلقى بالمالمة على

21

نفسه؛ سيشعر بسالم داخلى ويطلب منالله أن يساعده فى أن يصلح أخطاءه.

العمل الداخلى للراهب توجد أحيانا مشاكل ال تحل إال بالعمل

الجوانى، وأنتم تعلمون قصة األخ الذى ذهب يشكو لرئيس الدير ويقول له: }لماذا أعمل

ميطانية ألخى؛ وهو يرفض أن يسامحنى{ فقال له: }ألنك وأنت تعمل له الميطانية لم تبكت

نفسك من الداخل ولم تشعر أنك أخطأت؛ فالروح القدس لم يحرك قلبه لكى يسامحك،

لكن لو أنت فعال نادم من الداخل فالروح القدس سيشتغل داخله، ويحدث نوعا من

الكهرباء، مثل التالمس ما بين إحساسك أنت الداخلى بأن الروح القدس يوبخك، وما بين

إحساسه هو الداخلى بأن الروح القدس يفتح قلبه لقبولك؛ فأنت لم توصل التيار الكهربائى

لذلك لم يقبل هو اعتذارك{. إذن هناك مشاكلتحل بالعمل الداخلى.

العمل الداخلى الذى أقصده إلى جوار لوم.هو اللجوء إلى الصالةالنفس

أحيانا يشعر اإلنسان أنه أساء التصرف فى أمر معين فى الدير، وأنه أدخل نفسه فى مشكلة

صعب أن تحل والموضوع بدأ فى التعقيد، فيجد فاالعتذار أحيانا,الراهب مشكلة ليس لها حل

-عمليا وليس يكون بدون نتيجة؛ فنحن شاهدنا نظريا- أن الراهب الذى يحاول أن يصلى بحرارة

22

ويرسل من قاليته مالئكة السالمة أو عمل الروح هذا الراهب الذى يجلس فى قاليته..القدس

من القلب وبإيمان يكون مثل برجيصلى صالة المراقبة فى المطار الذى يقول للطائرات التى

الذى زل وأين، وهو$فى الجو أية طائرة منهم تن يقول أيضا للطيار الذى على األرض استعد

أى أنه,تجاه، ومن أى ممراع من أى قللإلقالع وت ليس بكبرياء,جالس فى قاليته ويدير العالم كله

لكن بروح االنسحاق، كأن أمامه مفاتيح يضغط يحل مشاكل ويحرك قلوب الناس،؛عليها

فيقول: }يارب أنا أسأت التصرف وأنت تصلح، ممكن إذا ذهبت.وأنا عاجز وال أعرف ماذا أفعل

أعتذر المشكلة تكبر أكثر، أو إذا ذهبت أعاتب ممكن العتاب يزيد المشكلة{، فيدخل إلى قاليته

ليست الصلوات الروتينية والقوانينلكن يصلى ل أنت,رب أنت تحل هذا الموضوع يقول: }يابل

وأنت تعمل ما تراه تتكلم فى قلب فالن وفالن رب{، والعجيب أنه عندما يخرج من قاليته يا

يجد العاصفة قد هدأت واألبواب تتفتح، ويجد لم يعرف كيف يفتح نفس األشخاص الذين

هم أنفسهم الذين يأتون إليه أو؛الطريق إليهم يستقبلوه ببشاشة، وأن المواضيع قد بدأت تحل

.{والمياه بدأت ترجع إلى مجاريها} كما سبق القول إن اإلنسان لو شاعر بداخله

أنه أخطأ فمن المؤكد أن ربنا سوف يعطى له نعمة؛ ألنه سيلقى بالمالمة على نفسه؛ فالرب

23

سيتحدث فى قلب اآلخر أن يسامحه من كلقلبه.

دور عدو الخير ومواجهةمحاربات الشيطان

أكثر شىء يريد عدو الخير أن يفعله ،زع المحبLLة من بين الرهبLLانLLLهLLو أن ين

ولذلك يلزمنا هنا أن نتوقف عند كلم$$ات الب$$د أنر نفس$$ه به$$ا باس$$تمرار $$ذك ,يعيش بها ال$$راهب وي

ب$$ولس الق$$ديس وهى ال$$تى وردت فى رس$$الة ،13الرسول األولى إلى أهل كورنثوس األصحاح

اسفيق$$$$$$$ول نة الن م بألس$$$$$$ "إن كنت أتكلرت ة فق$$د ص$$ $$ة ولكن ليس لى محب والمالئك$$انت لى . وإن ك $$رن نجا ي ا يطن أو ص$$ نحاس$$$$ل علم وإن رار وك $$وة وأعلم جمي$$ع األس$$ نبى أنقل الجبال ولك$ن ك$ان لى كل اإليمان حتيئا. وإن أطعمت ت ش$$$ ة فلس$$$ ليس لى محب$$رق ى أحت مت جسدى حت كل أموالى وإن سل

يئا" ة فال أنتف$$$ع ش$$$ كو1) ولكن ليس لى محب13 $$$:1-3) – عن المحبة ، ثم يكم$$$ل كالمه

ة فىت$$افلومفروض ابتداء من اآلية التالية توضع الب$$د أنقالية كل راهب ألن هذا هو المنهج الذى

"المحبة تتLLأنى وترفLLق. نتعام$$$ل ب$$$ه– المحبة ال تحسد. المحبة ال تتفاخر وال تنتفخ. وال تقبح وال تطلب مLLLLLLLLLLLLLا

24

ؤ. وال لنفLLسها وال تحتد وال تظن الس تفرح باإلثم بل تفرح بالحق. وتحتمLLليء وترجLLو LLل شLLدق ك LLكل شيء وتص يء. LLل شLLبر على ك LLيء وتص LLل شLLك

(.8-4: 13كو1) المحبة ال تسقط أبدا" مثال الحسد بين الرهبان، أحيانا يكون مشكلة كبيرة ويعانى منها رؤساء األديرة معاناة شديدة جدا. لماذا أبونا فالن أخذ القالية الفالنية، ولماذا الوظيفة الفالنية، لدرجة أن رئيس الدير قد يريد

أن يضع راهبا فى وظيفة معينة وخائف من إعطائها له.. خائف من الحسد، أو يريد أن

يعطى ألحد قالية معينة ألنه محتاج إليها فعال، وشاعر بثقل من ردود فعل رهبان الدير، بينما

اإلنسان لو فى قلبه محبة يجب أن يقول: }لو وضعونى فى أى مكان فى الدير حتى ولو فى حجرة الخزين، فكتر خيرهم، أنا غير مستحق

لتراب هذا المكان{. هذه صفة هامة"المحبة ال تقبح"أيضا

جدا خاصة للرهبان. ،"المحبة ال تظن السوء" كذلك المحبة ال تظن السوء

إذا دخل الراهب إلى قاليته تكون نارا مشتعلة م علىسل يقول: }أبونا لم ي.بسبب سوء الظن

أو اليوم{م على فالن أحسن منىلوس حسنا ؛ يرانىابأنه ل أبونا فالن كان سائرا وتظاهر

فيصبر قليال ويقول ربما اليوم لم يرنى سأرى

25

غدا؛ فيتدخل عدو الخير وال يسلم عليه فى الغد رغم أن أعينهما كانتا فى أعين بعض فيقول

ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ قد جدف{}الراهب ممكن أن يكون سارحا فى اإللهيات أو فىو

قد يكون لمموضوع مهم لذلك لم يرد السالم أو يره فعال, وهذا يحدث معى أنا شخصيا أحيانا،

أمامى وأنا مركز تفكيرى فىايكون شخص واقف أمر معين وال أنتبه إلى وجوده، واألكثر من ذلك

أنه أن أحيانا شخص يكلمنى وأنا ال أشعر موجود، أنا أكلمكم عن نفسى وليس عن شخص

وسبب ذلك أنى كنت أحب الهندسة فى الخيال، الفراغية وهى أن تكون لدى الشخص قدرة على تخيل المنظر فى الفضاء لكى يستطيع أن يحل

سنوات فى هذا الجوعشرالمسألة، لقد عشت أدرس( فممكنخمسسنوات أدرس وخمس )

، ففى مقابل هذاهذه نتيجة طبيعية تكون أن ؛ أمامى وأنا ال أراهاممكن أن يكون شخص واقف

األنى أرى الفضاء الخارجى. ممكن هذا يكون عيب وال يصح والمفروض أن أقوم بتصحيح هذه

النقطة، لكن أقصد أن أحيانا يكون هذا بدون قصد؛ فالنقطة التى أريد أن أخرج بها من هذا

الموضوع هى: لماذا تبنى تفكيرك وقراراتك على بدال من ذلك ممكن أن أساس مالحظات فقط؟

تأخذ الموضوع بمحبة وتقول لهذا األب: }هل يوجد شىء أغضبت قدسك فيه؟{ فيقول: }ال

أبدا يا أبونا، أنت بركة{ فتستريح وتنتهى ال تبنى األمور على أساسالمسألة، أى

26

مالحظات واستنتاجات وتكون عداوة معالناس، فالمحبة ال تظن السوء.

ت منتغيرقد مثال قد ترى رئيس الدير مالمحه ، ويكون الجالس معه قبلها أبونا فالن،جهتك

فتقول: }أنا عارف إن أبونا فالن مدبر لى مكيدة وأغضب رئيس الدير منى، وطبعا لو سألت ألن؛رئيس الدير ألنه أب اعترافه لن يقول لى

فأنا سأتصرف مع هذا األب{!!؛هذا سر اعتراف لماذا كل هذا الكالم فقد يكون رئيس الدير

أو راهبئا سيا ألنه سمع خبر؛مالمحه متغيرة وليس بسببك أنت، يمر بظروف مرضية صعبة

لماذا تقول إن أبانا أغضب نيافة األنبا فالن منى؟ "ال تعطوا إبليسلماذا تعطوا إبليس مكانا؟

(.27: 4)أفمكانا" يقول توجد قاعدة مريحة للراهب وهى كما

إذا كان هناك أمور فيها]اآلباء: شك وليست يقين، توجه

سنللخير )أى افتراض ح ، وهذا[الظن وليس العكس(

التدريب نافع جدا للراهب، فربما الشخص الذى تظن أنه ال يريد أن يكلمك تكون أفكاره نقية ويصلى ويوجد اتصال بينه وبين ربنا فى هذا

الوقت.

27

أكثر شىء] واآلباء أيضا يقولون: يريد عدو الخير أن يعمله هو

أن ينزع المحبة من بين هذه العبارة مع أنها قصيرة إال أنها[الرهبان

ألنها تعبر عن خالصة خبرة؛تعتبر درة ثمينة هؤالء اآلباء، كرهبان أوال، ثم كآباء مدبرين أو

رؤساء أديرة أو كآباء اعتراف. كيف سنحارب الشيطان؟ هل بنفس

فالشيطان من ضمن أسلحتهأسلحته؟ الكبرياء، فهل سنحاربه بالكبرياء؟ أم نغلبه

الذى سيبطل عمل الشيطان؟ بالتواضعهو التواضع.

-يكره ربنا- من ضمن أسلحة الشيطان أنه عدو ؟..نحاربه بالمحبةفهل سنحاربه بالعداوة؟ أم

شوكته. المحبة هى التى ستكسر فى حالة غضب وثورةافإذا وجدت مثال راهب

عليك دون أن تعرف السبب.. ممكن فى أثناءه وتصلى,غضبه عليك أن تطلب معونة من الل

ه بقوة الروح القدس تيارا جارفا لكى يعطيك الل يستطيع أن يستوعب أخاك الراهب؛من الحب

"ألن ويجذبه لطريق المحبة ويعطيه الراحة، محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا

وح القدس المعطى لنا" :5)رو بالر5.)

28

فى التعامل معه..اهناك راهب يكون مريح أيضا لرئيس الدير،ا إلخوته الرهبان ومريحامريح

اء. يجد راحةيدخل إليهكل من ، مثل واحة غن ل$$ذلك أق$$ترح أن تعم$$ل لوح$$ة وت$$وزع على الرهب$$ان مكت$$وب عليه$$ا عب$$ارات المحب$$ة ال$$تى

لكى يراها ال$$راهب أمام$$ه؛(13كو1من ) قرأناها ويتذكرها باستمرار، وال مانع أيضا معها من بعض

غرباء نحن ي$$ا]العبارات الرهبانية مثل: ،[أخى فلنكن غرب$$اء بالكم$$ال

الطاعة والمس$$كنة يخض$$عان] ومث$$$ل تل$$$ك العب$$$ارات [الوح$$وش لنا

الجميلة التى يحبها الرهبان؛ ألننا رأينا فى حياتن$$ا عمليا كيف أن المحبة تستطيع أن تكس$$ب اآلخ$$ر

وتحتويه. "المحبLLة ال تظن السLLوء"من جه$$$ة

فالنظرة البيضاء هى اف$$تراض الج$$انب المض$$ىء دائم$$ا، مثلم$$ا ك$$ان قداس$$ة الباب$$ا ش$$نودة -أط$$ال

حاول أن]: الرب حياته– دائما ينصحنا ق$$$ائال تف$$$ترض الج$$$انب المض$$$ىء لألم$$ور طالم$$ا إن$$ه ال يوج$$د

29

ل$$$$$$ديك يقين عكس ذل$$$$$$ك.[فتتحرر من سوء الظن

المحبة تحتمل كل شىء ممكن راهب يقول: }أنا أحتمل كل شىء

ال أقدر علىا واحديئامن أخى الراهب إال ش صورتى عند رئيسشوهاحتماله وهو أن ي

الدير... هذا األمر ال أستطيع أن أحتمله، وإن تخذه لى عدوا إلى مدىأحدث فسوف

ألنه ال؛هنا ال تمر عند ربنا الدهور{، كلمة "إال"ه إال خطية التجديف توجد خطية ال تغفر عند الل

وما هو التجديف علىعلى الروح القدس, ؟ التجديف على الروح القدسالروح القدس

هو رفض عمل الروح القدس فى حياة اإلنسان، فال تغفر ألن الروح القدس هو الذى يقود

اإلنسان إلى التوبة. ممكن ذلك الراهب الذى يقول كالم فى

حقك عند رئيس الدير تحتويه أنت بمحبتك، فيذهب مرة أخرى ويقول له: }يا أبانا أنا لم أر فى حياتى راهب لديه محبة مثل هذا األب، أنا

فى أحدأمامك لكن لم أجد محبةأدنته جئت و وتقول }األيام أكثر منه{، وبذلك تنصلح األمور

بيننا{ أى مازال الطريق طويال، كل شىء ممكنر ف$ينصلح ر بل اغلب الش ك الش "ال يغلبن(.21: 12" )روبالخير

30

حياة الغربة فى المجمع إذا أردت أن تمارس حياة الغربة وأنت

يش فى المجمع، فحياة الغربة فى المجمعتع هى أال تتلهف على سماع أخبار اآلخرين، قبل أن تقول حياة الغربة هى فى المغارة، تسأل نفسك

أوال: }هل أنا فى المجمع مت عن حب االستطالع؟ هل مت عن حب سماع أخبار

اآلخرين؟{ هل أنت مت عن خطية اإلدانة حتى كى نفسك وتفرح بأنزولو بالفكر التى تجعلك ت

تسمع أخطاء غيرك بدال من أن تحزن عليها؟!!حياة التسبيح

أيضا حياة التسبيح... تأكد أن فترة وجودك ذوبفى مجمع الشركة هى فرصتك فى أن ت

إال"ليتورجية" الليتورجية، وال يجوز تسميتها فى مجموعة تسبح مع بعضها البعض، ألنالإذا كانت

بناء الكلمة نفسها يعطى هذا المعنى ، فالبد أن تشعر أثناء وجودك فى وسط مجمع يصلى أن هذا محفل للمالئكة، فممكن أن تصلى وحدك

وهذا شىء جميل، وممكن تسبح وحدك، ولكن حينما تدخل مجمع التسبيح البد أن تعلم أن هذا محفل، والمالئكة نفسها تشتهى أن تحضر فيه لذلك نقول: }السالم للكنيسة بيت المالئكة{

فتذهب إلى مجمع التسبحة وأنت متهلل وتكاد ألن هناك سوف تتقابل مع المالئكة؛تطير فرحا

حولك؛ لكن وأنت وحدك,وأرواح القديسين أجناد الشر الروحية فى السماويات منفردة بك،

31

البد أن ينتبه كل راهب لهذه النقطة، فلولم تكن تسلحت بالكامل أو بدرجة كافية ستجد نفسك

مستهدفا من أجناد الشر الروحية فىالسماويات.

كثيرة يأتى إلى راهب ولذلك فى أحيان ويقول: }أنا سأصلى التسبحة وحدى فى

القالية{ فأقول له: }عدو الخير سوف يعطى لك وبعد,انطالقة فى التسبيح قوية جدا فى البداية

فترة سيقول لك: سبح وأنت فى وضع نائم على "أنا نائمة وقلبىل مرقدك... سبح وق مثل عروس النشيد{، (2 :5مستيقظ" )نش

وخطوة تتلو خطوة إلى أن يصل إلى الكسل التام، بينما وجودنا فى مجمع التسبحة يسخن

وتدب فينا الحياة والحرارة الروحية. أسئلة أجاب عليها نيافة

األنبا بيشوى بعدالمحاضرة

سؤال: المحبة تصدق كل تفسير ذلك شىء... ما

وكيفية تطبيقه؟

32

حينما أحب شخصا، فإذا قال لى مثال: : اإلجابة }أنا لم أقصد أن أضايقك فى هذا الموضوع{

أنه يقول ذلك لكن الحقيقة فبدال من أن أفكر ؛أنه يقصد، مفروض أن أصدق أنه لم يكن يقصد

ألنى أحبه، وحتى لو أنا صدقته وهو لم يكن صادقا فى كالمه؛ فربما عندما يجدنى قد صدقته يحاول هو أن يثبت أنه كان صادقا، ألنه سيخجل

عندما يجدنى قد صدقته وهو لم يكن صادقا. لكن ال تصدق كل شىء لدرجة أن كل

شخص يأتى إليك بخبر تصدقه، ستصبح حينئذ مثل كرة يلعبون بها فى الدير، أى أنها تحتاج إلى حكمة فى التطبيق، فهو يقصد بها أن تكون فى

إطار معنى "المحبة ال تظن السوء".

سؤال: كيف ينج$$و اإلنس$$ان من ت$$$برير ذات$$$ه لكى يش$$$عر

بالندم ويحاول االعتذار ؟ه لن:اإلجابة إذا قال اإلنسان: }إن الل

يحاسبنى عن أخطاء اآلخرين بل عن أخطائى أنا{، سيقول فى داخله لو بررت نفسى سأدان،

أما لو لمت نفسى فسأتبرر، فدائما يحاول أن يبحث عن الجزئية الملوم هو فيها، ويتناسى

أخطاء اآلخرين.

33

كيف أقتنى المحبةسؤال: لكى أتخلى عن الحسد؟

المحبة هى إحدى ثمار الروح القدس:اإلجابة ( تسع ثمار،23، 22 :5الموجودة فى )غل

المحبة هى األولى فيهم، فالمحبة عطية وثمرة من الروح القدس فلكى تقتنيها تحتاج إلى

أمرين: تحتاج أن تصلى بحرارة من أجل اقتناء-1

هذه الثمرة. أن تجاهد وتأخذ تداريبا روحية من أجل-2

اقتناء المحبة. فعندما تكون أمينا فى القليل تؤتمن على الكثير، مثال المحبة تحتمل كل شىء، فتقول فى نفسك

سأمارس االحتمال كى أقتنى المحبة، وحينما تمارس االحتمال ولو قليال، سيراك الروح

القدس تجاهد وتستحق أن تأخذ قدرا من االمتالء الذى يساعدك فى أن تتزايد فى المحبة، أى

عندما تحتمل ستمتلئ، وعندما تمتلئ ستحتمل، أخذت.. فأنت أخذت النعمة ويجب أن تتاجر فيها

فضيلة االحتمال، فتبدأ تتاجر فيها وعندئذ تتزايد فى الفضيلة، قد تتساءل: }هل أبدأ بالمحبة لكى

أحتمل؟ أم أبدأ باالحتمال لكى أحب؟{ سأقول تاجر فى الوزنة، فبالتأكيدولك: صلى، وتدرج

لديك قدرا من االحتمال ولو قليل فتاجر بهوستربح، وحينما تربح ستزداد فى الفضيلة.

34

مثال الحسد: العمل الجوانى له دور كبير جدا فى مقاومة الحسد، فمثال شخص رسم قسا أو

أسقفا، وجاء إليه شخص آخر ليسلم عليه فلمل يده، كيف يحل هذا األمر من داخله؟! يقب

ممكن أن يقول فى نفسه: }أنا لما رسمت قسا لم أكن أريد ذلك، ولما أصبحت أسقفا كنت

، فألعتبر نفسى لم أرسم{، أو أب كاهناحزين تخطوا دوره أو تجاهلوه فى الصالة أثناء القداس وقد يسبب له ذلك حرجا أمام الموجودين، )وقد يقصد رئيس الدير ذلك ليعلمه فضائل رهبانية(

فممكن أيضا أن يقول فى داخله: }أنا يوم فألعتبر نفسى..رسامتى كنت رافض الرسامة

لم أرسم بعد، ومن يستحق أن يقف أمام ن!...{ فيجد نفسه متعزيا بهذان! ومموالمذبح!

األسلوب من التفكير وينتهى الموضوع. لكن اإلنسان ال يستطيع أن يستفيد من

تداريب رئيس الدير إال إذا كان لديه االستعداد ألن يستفيد. ففى موضوع الحسد، يقول فى

داخله: }أنا ال أستحق سوى أن أضرب وأسحل فى الدير وأن يرمونى فى أى حارة من حارات

الدير، فعالم سأحسد؟ كل الرهبان يستحقون الكرامة إال أنا، وال أستحق حتى قالية بل لو وضعونى فى جحر ثعلب، ال أستحق، فلماذا أحسد؟{. فلو خاطب اإلنسان نفسه بأنه ال

يستحق النعمة الكبيرة التى هو فيها؛ سيأخذنعمة من ربنا.

35

سؤال: نريد أن نتعلم كيف ال نحقد أو نكره عندما

نختلف ؟ لطيف جدا هذا التدريب، شىء لطيف:اإلجابة

أن يكون لدى اإلنسان استعدادا ألن يختلف وال يكره، ولكى يصل لهذا البد أن يكون لديه

لالستماع، أى أن يستمع لوجهة نظرااستعداد اآلخر، وإذا لم يتم التوصل إلى حل، يؤجل

لدراسة؛ )وهذا ما يطبقهلمزيد من االموضوع قداسة البابا فى جلسات المجمع المقدس عندما

يجد اختالفا فى الرأى حول موضوع ما، يقول هل ممكن أن يؤجل لمزيد من الدراسة؟ ويحول

الموضوع للجان المجمع للدراسة ويحاول أن يحفظ السالم بين اآلباء وبعضهم(.

فمن ضمن الحلول لمشكلة االختالف فى الرأى، تأجيل الوصول إلى قرار لمزيد من

البحث والدراسة والتفكير. أما إن لم يكن هناك فرصة للتأجيل ألنه موضوع عاجل، ولم تصلوا

فيه إلى حل، فممكن أن تتفقوا على أن تسمعوا صوت ربنا من خالل مستشارين آخرين، مثل

عرض األمر على أب روحى كبير أو رئيس الديرأو مجموعة معا يعرض عليها األمر .

والحقيقة أن تنوع اآلراء يعطى اتساعا أكثر فى الرؤية، وأحيانا االختالف هو الذى يوصل إلى

الحقيقة، نتيجة ألن هناك بحثا فى الموضوع،

36

فبدال من أن كل طرف لديه فكرة واحدة مستقرة وال يرى غيرها؛ فالبحث والنقاش يعطيه

رؤية أوسع متعددة الجوانب. وتنوع المواهبأيضا مطلوب فى الكنيسة.

سؤال: توج$$د فج$$وة كب$$يرة بين جي$$$$ل اآلب$$$$اء الش$$$$يوخ القديس$$$$$ين وبين األجي$$$$$ال الجدي$$دة، كي$$ف يتم التواصل بين الجيلين؟ خاصة أن اآلب$$اء الش$$يوخ لهم س$$مة البس$$اطة الجميلة التى بها رائحة القرن الراب$$$ع الجمي$$$ل، أم$$$ا جيلنا

الحالى فهو الجيل العقالنى. أنا أشعر فعال بهذه الفجوة... الجيل:اإلجابة

الحالى ليس فقط عقالنى بل هو جيل الكمبيوتر والموبايل وربما أشياء أخرى. أين أيام لمبة الجاز والشمعة؟ والنوم المبكر لالستيقاظ

لجرس التسبحة؟ فى أيامنا كان نيافة األنبا ثيؤفيلس -المتنيح- يسمح بتشغيل ماكينة

: الميالد والغطاس فقطالكهرباء فى أيام األعياد

37

والقيامة، بالرغم من وجود إمكانيات لديه أن تكون الكهرباء فى الدير كل أيام السنة، لكنه

كان يفضل للرهبان أن يعيشوا على لمبة الجاز، فكان كل الرهبان قبل الغروب تجدهم خارج

قالليهم كل منهم ينظف زجاجة اللمبة قبل حلول جميلة، وكنافطرية الظالم... حياة بدائية

نستعمل الحصيرة، ونستخدم وابور الجاز فى , والزلعة التى بداخل القالية,تسخين المياه

مجرد وجود ماء بحنفية وطبق داخل القالية كان كان مجرد صوت عصاتقدما حضاريا كبيرا جدا.

نيافة األنبا ثيؤفيلس فى الدير يخيف الرهبان، ولو سمع صوت من قالية أحد الرهبان يعرف أن

لديه راهب يزوره، فيقول من خارج القاليةفهما أنهما بصوته المميز: }أغابى{ لكى يعر بجلوسهما معا يضيعون وقت بعض )الحرص

على قيمة الوقت(. وكان يضع زلط فى الممر فلو راهب قام؛المؤدى إلى قاللى الرهبان

بزيارة زميل له ليال سيسمع صوت قدميه على الزلط وهو واقف أمام قاليته فوق، فيقول له

بطريقته المعروفة: }الساعة كام ياللى تحت{ فيعرف الراهب أنه قد كشف أمره فال يكررها

مرة أخرى. كان مجرد خبطة عصاته تجعل الدير كله ينضبط، وقد عشت ذلك بنفسى، مع أنها لم

ولكن مجرد إحساسناتكن تؤدى إلى شىء بالمهابة. كان إذا نادى على راهب فى الكنيسة ليصلى ولم يجده كان ينادى على أسماء الذين

رقدوا وتنيحوا، لكى يعطيه درسا أنه كما أن

38

الذين تنيحوا موجودون فى القبور فأنت أيضا لمتأت لتحضر الصالة.

فى نفس التوقيت كان يوجد اإلرشاد الروحى الجميل الذى نأخذه من قداسة البابا

، لدرجة أن قداسته حينما حضرتكأب اعتراف للدير بدأ يحفظنى التسبحة بنفسه، مع تأمالت

حتى فى نغمة التسبحة نفسها، فكان يقول: }هذا الجزء واطى كدة عشان فيه مسكنة، وهذا

عالى عشان كذا{. فعشنا مع قداسة البابا كراهب المغارة، وعشنا مع نيافة األنبا صرابامون

كمرشد روحى، وعشنا مع عصا نيافة األنبا ثيؤفيلس الغليظة، فهذه كلها كانت عوامل

مجتمعة معا: إرشاد روحى على أعلى مستوى، وفى نفس الوقت إرشاد روحى من شخصية

قريبة جدا من األب الكبير، وفى نفس الوقت تعاليم وتلمذة من رئيس الدير. فعال الجو قد

تغير، ومحتاجين إلى إعادة النظر فى هذا الجو الذى فى األديرة، ومحاولةModern )المودرن(

. قديماالتفكير كيف كان الرهبان يعيشون أما كيفية التواصل بين الجيلين... فربما فى

مثل هذه الجلسات )هذا المؤتمر مثال( نسمع من الرهبان القدامى كيف كانوا يعيشون قديما،

واآلباء رؤساء األديرة ممكن أن يحاولوا توفير الجو المالئم لبعض الرهبان لكى يعيشوا

باألسلوب الذى عاش به آباء زمان، كأن نعمل مثال أركانا فى الدير لرهبنة بدائية. كان يوجد

فكرة لعمل دير بدائى وال زالت موجودة ولكن

39

لم تنفذ بعد، وأقترح أن بعض اآلباء ينفذوها ولوفى جزء من الدير.

ونشكر الجميع على محبتهم.وإللهنا المجد الدائم إلى األبد آمين.

40