א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ...

56
٤٣٩ א א א و א א אא א م א وאد دL ون ل א א ز م א א دא א

Upload: others

Post on 09-Mar-2020

22 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٣٩

���א�����و��� ��א����א���א���� �

���א���א���א������א��������"!� ��م�� ��و%��� ��א�$�#�� �

� ��)'�אد �

�ز0��.��'���א/�.��).�א �-�%ل�+�ون�Lد� �

��7 ���6א�5��3�40� ���א� �م�2�'� ��א.����9د�א�89 �� �

Page 2: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٠

Page 3: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤١

بسم اهللا الرمحن الرحيموالسالم على أشرف األنبياء واملرسـلني، احلمد هللا رب العاملني، والصالة

: أما بعد. نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثرياً إىل يوم الدينفاستجابة للدعوة املوجهة إيل من اللجنة املنظمة ملـؤمتر القـرائن الطبيـة املعاصرة وآثارها الفقهية، وحرصاً على اإلفادة واالستفادة من أعمال هذا املؤمتر

البصمة الوراثية ( ارك فقد ارتأيت أن تكون مشاركيت ببحث خمتصر بعنوان املبإذ إن البصمة الوراثية تعد اليوم واحدة من أهم الوسـائل ) وأثرها يف اإلثبات

العلمية اليت مت اكتشافها مؤخراً؛ مما أدى إىل االستفادة منها يف جماالت خمتلفـة؛ لوصول إىل املطلوب، ولعلي من خالل هذا نظراً لدقتها املتناهية، ولقدرا على ا

البحث أبني املقصود ذه البصمة، وهل ميكن أن يستفاد منها يف اإلثبات شرعاً :أم ال، من خالل املباحث اآلتية

:ماهية البصمة الوراثية وفيه أربعة مطالب: املبحث األول .تعريف البصمة الوراثية: املطلب األول . صمة الوراثية وتكوينهاطبيعة الب: املطلب الثاين

. DNA طريقة إظهار بصمة احلمض النووي: املطلب الثالث .DNA خصائص ومميزات البصمة الوراثية: املطلب الرابع

.جماالت استخدام نتائج البصمة الوراثية: املبحث الثاين . أثر مطابقة البصمة الوراثية يف اإلثبات: املبحث الثالث

: وفيه ثالثة مطالب .إثبات احلدود والقصاص بنتائج البصمة الوراثية: طلب األولامل

.إثبات النسب بالبصمة الوراثية: املطلب الثاين .أثر البصمة الوراثية يف اإلثبات اجلنائي: املطلب الثالث

:وإليك تفصيل الكالم يف هذه املباحث

Page 4: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٢

Page 5: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٣

�א��;!�א:ول � ���א����א���א���� � �

: وفيه أربعة مطالب تعريف البصمة الوراثية : ألولاملطلب ا

وهو احلـامض ) DNA ( البصمة الوراثية هي عبارة عن احلمض النووي اختـصار ) DNA ( النووي الرايبوزي منقوص األكسجني، وحروفه الثالثـة

، وقد مسي بـاحلمض النـووي؛ )Deoxyribo Nucleic Acid (لالسم العلمي، ومبا أن البـصمة (١)لكائنات احلية نظراً لوجوده ومتركزه يف أنوية خاليا مجيع ا

الوراثية من القضايا اجلديدة والنوازل احلادثة اليت مل يـتكلم عنـها الفقهـاء املتقدمون فقد سعى بعض الفقهاء املعاصرين إىل تعريف البصمة الوراثية تعريفاً

: اصطالحياً فجاءت تعريفام متقاربة، ولعل من أبرزها ما يأيتهي املادة احلاملة للعوامل الوراثية :" رفها بعضهم فقال ع : التعريف األول

.(٣)" يف الكائنات احلية (٢)واجليناتهي املادة املورثة املوجـودة يف خاليـا مجيـع :" وقيل : التعريف الثاين

.(١)"الكائنات احلية

.٥٠تطبيقات تقنية البصمة الوراثية يف التحقيق والطب الشرعي للجندي واحلصيين ص: ينظر )١(ني وهو عبارة عن قطعة أو جزء حمدد من السلسلة الطويلة للدنا اليت حتمـل القـراءة اجلينات مجع ج )٢(

أو جزء من DNAالوراثية الالزمة لتصنيع بروتينات اجلسم، مبعىن أنه عبارة عن جزء احلمض النووي .الكروموسوم الذي يتحكم بأظهر صفات وراثية حمددة

، وتطبيقات تقنية البصمة ١٤٨٧ب لعبد القادر اخلياط صتقنيات البصمة الوراثية يف قضايا النس: ينظر .٤٤الوراثية يف التحقيق والطب الشرعي للجندي واحلصيين ص

.١٥٠البوليس العلمي أو فن التحقيق لرمسيس نام ص : ينظر )٣(

Page 6: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٤

وعرفتها ندوة الوراثة واهلندسة الوراثية واجلينوم البشري :التعريف الثالث ـ وكذا امع الفقهي اإلسالمي لرابطـة )٢(إلسالمية للعلوم الطبيةللمنظمة ا

البنية اجلينية ـ نسبة إىل اجلينات أي املورثات ـ : " ـ بأا (٣)العامل اإلسالمي ".التفصيلية، اليت تدل على هوية كل فرد بعينه

هي عبارة عن مادة كيميائية تتحكم يف تطـوير : " وقيل :التعريف الرابع اليا واألنسجة يف جسم اإلنسان، فهي مبثابة خريطة خاصة بتطـوير شكل اخل

.(٤)"اجلسم، حمفوظة داخل كل خلية من خالياهالعالمة أو : " وعرفها الدكتور سعد الدين اهلاليل بقوله :التعريف اخلامس

.(٥)"األثر الذي ينتقل من اآلباء أو من األصول إىل الفروع كثر تفصيالً ـ وجعله التعريف املقتـرح وعرفها يف موضع آخر بتعريف أ

تعيني هوية اإلنسان عن طريق حتليل جزء أو أجزاء من حامض : " منه ـ فقال الدنا املتمركز يف نواة أي خلية من خاليا جسمه، ويظهر هذا التحليل يف صورة شريط من سلسلتني كل سلسلة ا تدرج على شكل خطوط عرضية مسلـسلة

األمينية على محض الدنا، وهو خاصة لكل إنسان متيـزه وفقاً لتسلسل القواعد عن اآلخر يف الترتيب، ويف املسافة ما بني اخلطوط العرضـية، متثـل إحـدى

.٥٧البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها لوهبة الزحيلي ص: ينظر )١( . ٢/١٠٥٠ة الوراثة واهلندسة الوراثية واجلينوم البشري والعالج اجليين ثبت أعمال ندو: ينظر )٢(القرار السابع بشأن البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها، الدورة الـسادسة عـشرة مـن : ينظر )٣(

.هـ٢٦/١٠/١٤٢٦ـ٢١ .٥٩أدلة اإلثبات اجلنائي والتكنولوجيا احلديثة للدكتور مجيل الصغري ص: ينظر )٤( .٢٥البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية لسعد الدين هاليل ص: ينظر )٥(

Page 7: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٥

ومتثل السلسلة األخرى ) صاحب املاء ( السلسلتني الصفات الوراثية من األب .(١))صاحبة البويضة ( الصفات الوراثية من األم

خري أنه نظر إىل أثر أو نتيجة استخدام البصمة وظاهر من هذا التعريف األ .الوراثية

وعلى كل فعند التأمل يف التعريفات السابقة نـدرك أـا وإن اختلفـت ما حيمله اإلنسان مـن جينـات : عباراا إال أا تدل على مضمون واحد وهو

حتمل صفاته الوراثية اليت أخذها من أبويه، واليت تدل على هويته ومتيـزه عـن .ريهغ

.٣٥املرجع السابق ص : ينظر )١(

Page 8: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٦

�א��@?�א�<�=> ��#A0�BCא���א����و���D�����א�� �

لقد خلق اهللا تعاىل اإلنسان، وركب بنيته من اخلاليا احلية اهلائلة الـيت ال حيصيها إال هو، ومتتاز هذه اخلاليا ـ ما عدا كريات الدم احلمـراء منـها ـ

عـد غالباً ما تكون كروية الـشكل ـ وت ـ ) Nueleus( باحتوائها على نواةهذه النواة مركز نظام اخللية، ويوجد ا املادة الوراثية الالزمة لبقـاء اخلليـة

ويف معظم اخلاليا تكون تلك املادة الوراثيـة ). ١(وتكاثرها، ينظر الشكل رقم مرتبة على أشكال أجسام صغرية جـداً تـسمى عنـد أهـل االختـصاص

ال حتـت اهـر وال ميكن رؤيتها إ ) Chromosomes ( (١)بالكروموسومات وذلك بعد صباغتها، ولذلك مسيت بالصبغيات Y أو X اإللكتروين على شكل

).٢(ينظر الشكل رقم

الكروموسومات هي تراكيب موجودة يف نواة اخللية، وتنتقل بواسطتها الصفات الوراثية من جيل إىل )١( .اجليل التايل وهي اليت حتمل اجلينات

، تطبيقات تقنية البصمة الوراثية يف ٨ها على األحكام الفقهية خلليفة الكعيب ص البصمة الوراثية وأثر: ينظر .٣٩التحقيق والطب الشرعي للجندي واحلصيين ص

Page 9: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٧

)١(الشكل رقم

منـها ) زوجاً ٢٣( كروموسوماً ٤٦وتضم نواة كل خلية يف جسم اإلنسان متماثلة يف كل من الـذكر واألنثـى تـسمى ) كروموسوماً ٢٤( زوجاً ٢٢

خيتلف يف الذكر عنه يف األنثـى، ٢٣لكروموسومات اجلسدية، والزوج رقم اوحيتوي على املعلومات اليت حتدد اجلنس، ويسمى بالكروموسومات اجلنـسية،

).XX ( ويف األنثى باحلرفني ) XY ( ويرمز هلا يف الذكر باحلرفني ٢٣ويبدأ خلق اإلنسان بإذن اهللا تعاىل حبيوان منوي مـن األب حيمـل

وبويضة من األم حتمـل ) Y + فردي ٢٢، أو X + فردي ٢٢ (كروموسوماًوبعد التلقيح يصبحان بـإذن اهللا تعـاىل ) X+ فردي ٢٢ ( كروموسوماً ٢٣

XX+ زوجاً ٢٢ ( زوجاً من الكروموسومات ٢٣خلية واحدة ملقحة حتمل ا نصف الصفات الوراثية من األب والنصف اآلخـر ) XY+ زوجاً ٢٢أو

Page 10: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٨

فهي ال تتطابق مع كروموسومات أبيه من كـل وجـه، وال مـع ،(١)من األم كروموسومات أمه من كل وجه، بل جاءت خليطاً منهما، فجـل القائـل يف

.(٢)) إنا خلقنا اإلنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه مسيعاً بصرياً ( كتابه بقلـب ويشغل احلامض النووي اجلزء الداخلي للكروموسوم أو ما يسمى

الكروموسوم، وهو يف حالة التفاف شديد على هيئة سالمل ملتفة حول بعـضها ويوجد على هذا احلـامض ،(٣)مشكالً وحدة البناء األساسية للكروموسومات

وهي األجزاء الـيت حتمـل ) Genes (أجزاء تدعى بالعقد اجلينية أو اجلينات كنوع فصيلة دمه، : وتكوينهالصفات الوراثية املوجودة باجلنني منذ بداية نشأته

. وبروتينه، ولون بشرته وعيونه وحنو ذلك

كروموسومات اإلنسان) ٢(الشكل رقم

.٢٢البصمة الوراثية كدليل فين أمام احملاكم للجندي واحلصيين ص: ينظر )١( ).٢(سورة اإلنسان اآلية رقم )٢( . ١٠٨عايطة واملقذيل ص األدلة اجلنائية للم: ينظر )٣(

Page 11: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٤٩

" النيوكليوتيـد " وتسمى كل وحدة من وحدات احلامض النووي بــ وهي مكونة من سكر الرايبوز اخلماسـي منقـوص األكـسجني، وحـامض

:ى النحو التايلفوسفوريك وأربع قواعد نيتروجية هي عل ).A ( ويرمز هلا باحلرف ) Adenin ( األدينني . ١ ).T ( ويرمز هلا باحلرف ) Thyamin ( الثيامني . ٢

). C ( ويرمز هلا باحلرف ) Cytosin ( السيتوسني . ٣

).G ( ويرمز هلا باحلرف ) Gwanin ( اجلوانني . ٤

بعضوالتركيب الكيميائي هلذه القواعد يقتضي أن تتحد كل قاعدتني مع )A-T أو T-Aأو ،G-C أو C-G ((١)ومن املستحيل أن توجد توافقات غريها.

:وبناء على ما سبق ميكن إيضاح احلامض النووي فيما يأيتمن سلـسلتني طـويلتني مـن DNA يتكون جزء احلامض النووي : أوالً

النيوكليوتيدات املتعددة ملفوفتني على بعضهما البعض، وعلى شكل سلم لوليب ).٣(ينظر الشكل رقم ). Doubehelix ( وينأو حلز

.٥٩٢البصمة الوراثية وحكم استخدامها يف جمال الطب الشرعي والنسب للميمان ص: ينظر )١(

Page 12: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٠

DNAالشكل احللزوين املزدوج جلزيء ) ٣(الشكل رقم

تتكون البنية األساسية لكل سلسلة من الفوسفات وسكر الرايبـوز : ثانياً) Pyrimdines ( والربمييدين ) Purines ( منقوص األكسجني، وقواعد البيورين

.لنيتروجية املنطقة الداخلية من السلم اللوليبوتشمل القواعد اعند كل قاعدة نيتروجينية بروابط DNAء ترتبط السلستان يف جزي : ثالثاً

حبيث ترتبط القاعد النيتروجينية يف السلسلة ) Hydrogen Bonds (هيدروجينيةاألوىل مع قاعدة نيتروجينية واحدة يف السلسلة الثانية وبشكل منتظم، فريتـبط

( برابطتني هيدروجينيتني، ويرتبط السيتوسني ) T ( مع الثاميني ) A ( ديننياأل

Page 13: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥١

C ( مع اجلوانني) G ( بثالثة روابط هيدروجينية، فإذا كان ترتيـب القواعـد :النيتروجينية يف السلسلة األوىل هو

A – A – C – T – G – A – T – A – G – G :يكون ترتيبها على النحو التايلفإا ترتبط بالسلسة الثانية واليت جيب أن

T – T – G – A – C – T – A – T – C – C ، ٤(ينظر الشكل رقم.( وتنتهي يف ) ٥( والسلسلتان متعاكستان يف االجتاه، تبدأ األوىل من النهاية

. )٥( وتنتهي يف النهاية ) ٣( ، بينما تبدأ الثانية من النهاية )٣( النهاية

ارتباط األدينني مع الثاميني، والسيوسني مع اجلوانني ) ٤(ل رقم الشك

Page 14: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٢

ثبت علمياً أن تسلسل القواعد النيتروجينية على جزيء احلـامض : رابعاًالنووي خيتلف من شخص إىل آخر، وهذا االختالف هو األساس العلمي ملـا يسمى بالبصمة الوراثية، أو بصمة احلامض النووي، حيث ال يوجد شخـصان متشاان يف تسلسل هذه القواعد النيتروجينية على جزيء احلامض النووي إال

واليت أصلها حيوان منوي واحد، وبويـضة (١)يف حاالت التوائم املتماثلة فقط واحدة، وهذا التسلسل ال يرى بالعني اردة؛ ألنه يلتف بعضها على بعض حىت

. (٢)يصبح واحداً على املليون من املتر أو أقل

,١١١األدلة اجلنائية للمعايطة واملقذيل ص: ينظر )١( . ٢٦البصمة الوراثية كدليل فين أمام احملاكم للجندي واحلصيين ص: ينظر )٢(

ومـا ٧٩األدلة اجلنائية والتحقيق اجلنائي ملنصور املعايطة ص : الوراثية وينظر يف تفصيالت البصمة وما بعدها، أدلة اإلثبات اجلنائي ٢٧بعدها، البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية لسعد الدين هاليل ص

وما بعدها، حتقيق شخصية اإلنسان بالطرق غري التقليدية للدكتور حـسني إبـراهيم ٥٩للصغري ص وما بعدها، الكشف ١٧٨عدها، توظيف العلوم اجلنائية خلدمة العدالة لبدر اخلليفة ص وما ب ١٦٤ص

، الطـب ٢٢٠اجليين عن ارم لعبد اهللا غامن، الطب الشرعي يف التحقيقات اجلنائيـة للجنـدي ص .٢٦٢الشرعي مبادئ وحقائق حلسني شحرورص

Page 15: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٣

�Wא��@?�א�<��! ��Fو�Aא��GHא��.���#I(���0�DDNA� �

موجودة يف نواة كل DNA سبق أن أشرت إىل أن بصمة احلامض النووي خلية يف جسم اإلنسان ما عدا كريات الدم احلمراء إذ ال نواة فيهـا، وعليـه فيمكن استخالص هذا احلمض من العديد من اآلثار اليت قد توجد يف مكـان

دم،واملين،واللعاب، والشعر ـ إذا كان حمتوياً على البصيلة الـيت كال: احلادثتكون مغروسة يف اجلسم ـ واخلاليا اجللدية واملخاطية، وكذا البول، وتعتـرب

.العظام من أفضل ما ميكن أن يستفاد منه يف حال تعفن العينات املأخوذةم مـن وعلى كل فإن استخالص هذا احلامض إلجراء املقارنات الالزمة يت

: خالل مراحل عدة اختصرها فيما يأيتمجع العينات املشتملة على اخلاليا واليت يراد اسـتخالص احلمـض : أوالً

منها، مث يقوم املختص بإخراج وفرز اخلاليا من العينة باستخدام جهاز الطـرد .حيث تترسب اخلاليا يف قاع أنبوب اجلهاز) Centnifuge (املركزيا للوصول إىل ما بداخل األنوية بإنزميات خاصة، إال أن حتطيم اخلالي : ثانياً

هذه اإلنزميات بعدما تقوم بدورها تعمد بطبيعتها إىل مهامجة احلمض النـووي وحتليله مما يضطر املختص إىل اإلسراع بتثبيط عملها بواسطة مركبات خاصـة

.حىت ال تفسد عليه ما بداخل النواةوجود داخل النواة بعد فصله عن باقي استخالص احلمض النووي امل : ثالثاً

.املكونات اجلزئية املختلطة به، وترسيبه من احملاليل املستخدمة يف عملية الفصل

Page 16: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٤

يتم بعد ذلك حتليل احلمض النووي املستخلص إلجراء املقارنـات : رابعاً

: عليها، وتوجد طريقتان مستخدمتان يف هذا اال ميكن اختصارمها فيما يأيت )RELP( طريقة التقطيع املنتظم : األوىلالطريقة

تترتب DNA وتعتمد هذه الطريقة على وجود مناطق يف احلامض النووي فيها القواعد النيتروجينية بشكل معني، وتكون متكررة بأعداد خمتلفة ختتلف من

يف مناطق حمددة بإنزميات متخصصة، مث DNA شخص إىل آخر، فيقطع شريط ) T ( يف ناحيـة، والثـاميني ) G ( واجلـوانني ) A( تفصل قواعد األدينني

يف ناحية أخرى، ويسمى هذا اإلنزمي باآللة اجلينية، أو املقص ) C ( والسيتوزين .اجليين

وبعد فصل القطع حسب حجمها يتم نقل وطبع قطع احلامض النـووي على غشاء نايلون خمصص هلذا الغرض، مث يتم تظهري وتصوير قطـع احلـامض

وي املفصولة على غشاء النايلون، وميكن إجراء ذلك بوضع غشاء النـايلون النووملدة من الزمن حيمض الفيلم لتظهر ) X-ray film ( على فيلم األشعة السينية

).٥(على شكل خطوط داكنة اللون ومتوازية، ينظر الشكل رقم ـ ة وينبغي أن يعلم أن هذه الطريقة ال تستخدم إال إذا كانت كميـة العين

.املتحصل عليها كافية، أما إذا كانت ال تكفي فيعدل إىل الطريقة الثانية

Page 17: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٥

RFLPاخلطوات املتبعة يف نظام ) ٥(الشكل رقم ) PCA( طريقة التفاعل البوليمريزي : الطريقة الثانية

إىل DNAوتقوم هذه الطريقة على مبدأ تكاثر جزيء احلامض النـووي درجـة ٩٥تبدأ الدورة األوىل بتسخني احلمض على درجـة ماليني النسخ، و

درجة للسماح للمنشأ ٥٥مئوية لفصل السلسلتني، مث ختفض درجة احلرارة إىل )Premers ( لتلتحم من السلسلتني املنفصلتني، وبعد ذلك ترفع درجة احلرارة

بوجـود ) Polymerizgtion( درجة مئوية لتحـضري عمليـة البلمـرة ٧٢إىل

Page 18: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٦

ليدات الالزمة وأيون املاغنسيوم حيث تتكون سلسلتان جديدتان، وتكرر النيوك .(١)العملية مراراً حىت حيصل العدد املطلوب

:املسألة الرابعة DNAخصائص ومميزات البصمة الوراثية

: تتميز البصمة الوراثية جبملة من امليزات واخلصائص ميكن إمجاهلا فيما يأيتة خاصة به، ومن املستحيل أن تتطابق بصمته يتميز كل إنسان ببصمة وراثي . ١

.(٢)مع بصمة غريه إال يف حالة التوأمني املتطابقنيعلى حتمل الظروف اجلوية السيئة احمليطـة DNA مقدرة احلمض النووي . ٢

كالرطوبة واجلفاف، وارتفاع درجة احلرارة، فيمكن عمل البصمة الوراثية .(٣)يت مضى عليها وقت طويلمن التلوثات املنوية أو الدموية اجلافة ال

أنه ميكن عمل البصمة الوراثية من مجيع العينات البيولوجية السائلة كالدم . ٣ . (٤)واملين واللعاب، واألنسجة كالشعر واجللد والعظم

بصمة الوراثية ورياح التغيري لعبـد ، ال ١١٦ـ١١٣األدلة اجلنائية للمعايطة واملقذيل ص : ينظر ) ١(، الباب الثاين من مذكرة دورة تطبيقات البصمة الوراثيـة يف دراسـة اآلثـار ٨٣٣الواحد إمام ص

هـ، تطبيقات تقنية البصمة للجندي واحلصين ١٤٢٢البيولوجية للحنيطي واملعقودة جبامعة نايف لعام ، توظيف ٥٥إلثبات ألسامة الصغري ص وسائل فحصها وحجيتها يف ا : وما بعدها، البصمات ٧١ص

. وما بعدها١٨٢العلوم اجلنائية خلدمة العدالة لبدر اخلليفة ص، التحليل البيولوجي للجينات ٤٧البصمة الوراثية كدليل فين أمام احملاكم للجندي واحلصيين ص : ينظر )٢(

.٧٣البشرية وحجيته يف اإلثبات حملمد النجيمي ص، الطب الـشرعي يف التحقيقـات ١٨٨ اجلنائية خلدمة العدالة لبدر اخلليفة ص توظيف العلوم : ينظر )٣(

.٨١، األدلة اجلنائية والتحقيق اجلنائي ملنصور املعايطة ص٢٢٤اجلنائية إلبراهيم اجلندي ص، توظيف العلـوم اجلنائيـة ٤٦البصمة الوراثية كدليل فين أمام احملاكم للجندي واحلصيين ص : ينظر )٤(

.١٨٨لة لبدر اخلليفةصخلدمة العدا

Page 19: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٧

يكفي ملعرفة البصمة الوراثية حتليل عينة ضئيلة ـ ولو كانت حبجـم رأس . ٤ .(١)الدبوس من أعضاء اجلسم أو سوائله

النهائية لعمل البصمة تكون على شكل خطوط عرضية ختتلـف يف النتيجة . ٥السمك واملسافة، وهذه النتيجة تسهل قراءـا وحفظهـا وختزينـها يف

.(٢)إليها. احلاسب حلني احلاجةنتائج البصمة الوراثية شبه قطعية، إذ ال تقل نسبة صحتها يف حتديد هويـة . ٦

.(٣)ةإذا أجريت طبق معايري وضوابط معين% ٩٨صاحبها تتمتع البصمة الوراثية وجزيء احلامض النووي مبقدرته على االستنـساخ، . ٧

.(٤)وبذلك يعمل على نقل صفات النوع من جيل إىل جيل

البصمة الوراثية وحكم استخدامها يف جمال الطب الشرعي والنسب ضمن حبوث مـؤمتر اهلندسـة )١( .٥٩٤الوراثية بني الشريعة والقانون ص

، الطب الـشرعي يف التحقيقـات ١٨٨توظيف العلوم اجلنائية خلدمة العدالة لبدر اخلليفة ص : ينظر )٢( .٨١، األدلة اجلنائية والتحقيق اجلنائي ملنصور املعايطة ص٢٢٤ي صاجلنائية إلبراهيم اجلند

.٧٣التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجيته يف اإلثبات حملمد النجيمي ص: ينظر )٣( .٣٢البصمة الوراثية خلليفة الكعيب ص: ينظر )٤(

Page 20: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٨

Page 21: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٥٩

�א��;!�א�<�=> ����L�MאK59�אم�=�J��5א����א���א��� �

يرى أهل االختصاص أنه ميكن استخدام نتائج البصمة الوراثية يف العديـد :(١)إمجاهلا فيما يأيتمن ااالت ميكن

:جمال النسب: أوالًميكن االستفادة من البصمة الوراثية يف إثبات النسب أو نفيه عند حدوث

تنازع على بنوة طفل، أو يف احلاالت اليت يصعب فيها معرفة النسب ـ ينظـر : ـ ومنها على سبيل املثال) ٦(الشكل رقم

، أو حـاالت االشـتباه يف حاالت تبديل املواليد يف مستشفيات الوالدة . ١ .(٢)أطفال األنابيب

.احلاالت اليت ينكر فيها شخص أنه األب لطفل غري شرعي لتربئة نفسه . ٢احلاالت اليت يدعي فيها شخصان نـسب الولـد اهـول النـسب أو . ٣

.اللقيط،وهذا يشمل ما لو ادعى رجالن أو امرأتان أو رجل وامرأة

ت اجلنائية إلبـراهيم اجلنـدي ينظر هذه ااالت بشيء من التفصيل يف الطب الشرعي يف التحقيقا )١(، البـصمة ٤٣ـ٢٩، البصمة الوراثية كدليل فين أمام احملاكم للجندي واحلصيين ص ٢٢٩ـ٢٢٦ص

، البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلنايـة ٥٥ـ٤٥الوراثية خلليفة الكعيب ب الشرعي إلبراهيم اجلنـدي ، تطبيقات تقنية البصمة الوراثية يف التحقيق والط ١٤لعمر السبيل ص

، األدلة اجلنائية للمعايطـة ٨١، األدلة اجلنائية والتحقيق اجلنائي ملنصور املعايطة ص ١٣٤ـ١١٤ص .٢٦٢ـ٢٥٥، التحقيق اجلنائي املتكامل حملمد البشري ص١١٨ـ١١٦واملقذيل ص

ل الطبيعي اجلنسي بني يعرف طفل األنبوب بأنه تلقيح البويضة حبيوان منوي بطريق غري طريق االتصا )٢(الرجل واملرأة، ويتم ذلك بالتلقيح خارج جسم املرأة بواسطة العقاقري الطبية، مث زرعها مرة أخرى يف

. أحكام اجلنني يف الفقه اإلسالمي لعمر حممد غامن: ينظر. رحم املرأة

Page 22: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٠

ل، مث يتنازع فيها األب احلقيقي مع احلاالت اليت يتم فيها اختطاف األطفا . ٤ .املختطف على أبوة الطفل

احلاالت اليت يدعي فيها رجل نسب شاب جمهول النسب، أو العكس بأن . ٥يدعي شاب نسبه إىل رجل معـني؛ طمعـاً يف اإلرث منـه، أو اخللـوة

.مبحارمه

فيه استخدام البصمة الوراثية إلثبات النسب أو ن) ٦(الشكل رقم :وميكن التمثيل هلذا اال مبا يأيت: جمال التحقق من هوية األشخاص: ثانياً

Page 23: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦١

التعرف على أصحاب اجلثث املشوهة أو املتفحمة يف احلوادث والكوارث . ١ .اجلماعية

إثبات درجة القرابة يف األسرة، أو االنتساب إليها، كما يف حاالت اهلجرة . ٢ر أن الذين بـصحبته هـم أوالده، إىل البالد األوروبية حيث يدعي املهاج

ويطلب تسهيل دخوهلم وحصوهلم على اإلقامة الشرعية، ومن مث اجلنسية، ).٧(ينظر الشكل رقم

.التعرف على األسرى واملفقودين الذين عادوا بعد طول غياب . ٣ :اال اجلنائي: ثالثاً

ذلك أنه ميكن االستفادة مـن البـصمة الوراثيـة يف إثبـات أو نفـي م،والتعرف على اجلاين يف كثري من القضايا واجلرائم اجلنائية كجرائم الدم، اجلرائ

أو جرائم االعتداءات اجلنسية، أو السرقة، أو االختطاف، وذلك من خالل مـا يتركه اجلاين يف مكان اجلرمية من آثار ـ كالدم أو الشعر أو املـين أو اللعـاب

على طوابع الربيد وحنو ذلـك املوجود على بقايا األكل أو أعقب السجائر، أو ).٨(ـ تدل على هويته بعد فحصها ومقارنتها ببصمة املشتبه به، ينظر الشكل رقم

إثبات العالقة األسرية بالبصمة الوراثية ) ٧(الشكل رقم

Page 24: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٢

يتضح من خالل هذا الشكل أن األوالد األربعة أخذوا نـصف صـفام أخذوا النصف اآلخر من األب ممـا ٤ و ٣ و ٢الوراثية من األم، واألوالد رقم

. ليس ابناً هلذا األب١يدل على بنوم هلما، بينما الولد رقم

التعرف على اجلاين من خالل البصمة الوراثية) ٨(الشكل رقم يف الشكل السابق وجد احملقق تلوثات دموية يف مكان جرمية قتل، وهي ال

لنووي ومقارنته مع بصمات املشتبه ـم ختص املقتول، وبعمل بصمة احلمض ا .، وبراءة من عداه٣اتضح مطابقتها للمتهم رقم

Page 25: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٣

�א��;!�א�<��! ������ ��.���א����א���א������א����� �

من خالل ما سبق من بيان مفصل عن ماهية البصمة الوراثيـة، وكيفيـة ة النتـائج احلصول عليها، وما أفاد به أهل االختصاص يف البحث اجلنائي من دق

املأخوذة منها،وأنه من خالهلا ميكن التعرف على املـشتبه ـم مـن اجلنـاة واملتهمني، كما ميكن التحقق من نسبة شخص إىل آخر، ميكن يل القول بـأن

يف جمال اإلثبـات يف البصمة الوراثية تعد قرينة قوية ميكن االستفادة منها شرعاً .جوانب كثرية

لقد ثبت أن استعمال األسلوب العلمي : " واحد يقول الدكتور جنم عبد ال احلديث بأعداد كثرية من العينات الوراثية كدالالت للبصمة الوراثيـة يـسهل اختاذ القرار باإلثبات أو النفي لألبوة والنسب، باإلضافة إىل خمتلـف القـضايا اجلنائية مثل التعرف على وجود القاتل أو الـسارق أو الـزاين مـن عقـب

وحيث إن وجود أثر اللعاب أو وجود بقايا من بـشرة اجلـاين، أو السيجارة،شعرة من جسمه، أو مسحات من املين مأخوذة من جسد املرأة تشكل مـادة خصبة الكتشاف صاحب البصمة الوراثية من هذه األجزاء،ونـسب النجـاح للوصول إىل القرار تصبح مطمئنة؛ ألنه يف حالة الشك يتم زيادة عدد األمحاض

. (١)."مينية، ومن مث زيادة عدد الصفات الوراثيةاألولئن كانت البصمة الوراثية من القرائن القوية إال أنه ينبغي أن تراعـى يف ذلك الضوابط املعتربة شرعاً، واليت من خالهلا حيصل التوافق مع ما هو مقـرر

. ٥البصمة الوراثية وتأثريها على النسب إثباتاً ونفياً ص: ينظر )١(

Page 26: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٤

سلفاً عند أهل العلم، ولعلي من خالل هذا املطلب أفصل القول يف ذلك مـن : الل املطالب اآلتيةخ

.إثبات احلدود والقصاص بنتائج البصمة الوراثية: املطلب األول .إثبات النسب بالبصمة الوراثية: املطلب الثاين

.أثر البصمة الوراثية يف اإلثبات اجلنائي: املطلب الثالث : وإليك تفصيل القول يف هذه املطالب

Page 27: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٥

�א��@?�א:ول �J��5A.ص����א����א���א���)�����אH�ود�وא�� �

إذا كانت البصمة الوراثية واحدة من القرائن القوية فإن الفقهاء رمحهم اهللا تعاىل قد اختلفوا يف حكم إثبات احلدود والقصاص بالقرائن، وحيث إن املقـام هنا ال يسمح ببسط احلديث عن املسألتني فإين سأقتصر على ذكر األقوال فيهما

والذي من خالله ندرك احلكم )١(لقول الراجح منها مع االستدالل ببعض األدلة ل : يف مسألتنا، وميكن بيان ذلك فيما يلي

إثبات احلدود بالقرائن : املسألة األوىلاختلف أهل العلم ـ رمحهم اهللا ـ يف جواز إثبات احلدود بالقرائن القوية

: على قولني : القول األول

يـق إثباـا يف اإلقـرار ال جيوز إثبات احلدود بالقرائن، وحـصروا طر .والشهادة

.)٤(وهو املعتمد عند احلنابلة)٣(والشافعية)٢(وإىل هذا القول ذهب احلنفية

أراد االستزادة يف املسألة بأدلتها ومناقشاا فلرياجع رساليت للدكتوراه املوسـومة بـالقرائن من ) ١( .املادية املعاصرة وأثرها يف اإلثبات

وما بعدها، تبيني احلقائق ٥/٢٨، البحر الرائق ٤/١٨٤، فتح القدير ٧/٥٩بدائع الصنائع : ينظر ) ٢( ، ١/٩١، الفتاوى اخلريية ٣/٣٣٠اوي ، خمتصر الطح١٠-٤/٩، رد احملتار ٣/١٦٤،١٩٧

، مغين ١٠/٩١،١٧٠، روضة الطالبني ١٢/٣٩٥، البيان للعمراين ١٣/٤٠٩احلاوي الكبري : ينظر ) ٣(، حتفـة احملتـاج وحواشـيها ٨/١٦، اية احملتاج وحاشية الشرباملسي عليـه ٥/٥٢٠احملتاج

.٤/٢٦٣، زاد احملتاج ٤/١٧٨، شرح احمللي على املنهاج١٧٣-٩/١٧٢، اإلنصاف ٦/١١٨، كشاف القناع ٤/٢٣٣، الكايف البن قدامة ٥٠١، ١٢/٣٧٧املغين : ينظر ) ٤(

.٩/١٠٤، املبدع ٢٦/٤٣١

Page 28: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٦

: القول الثاين .جواز إثبات احلدود بالقرائن

اختـاره شـيخ وهو قول عند احلنابلـة )١( وإىل هذا القول ذهب املالكية .)٢(وتلميذه ابن القيم اإلسالم ابن تيمية

هر يل واهللا أعلم أن القول األول هو الراجح لقوة ما استدلوا به والذي يظ :ووجاهته ومن أدلتهم ما يلي

: الدليل األوللـو كنـت : " �قال رسول اهللا : قال �ما جاء عن عبد اهللا بن عباس

رامجاً أحداً بغري بينة لرمجت فالنة، فقد ظهر منها الريبة يف منطقها، وهيئتـها، . )٣("ومن يدخل عليها مل يقم حد الزنا على املرأة �أن احلديث دليل على أن النيب : وجه الداللة

مع وجود القرائن الدالة على إتياا الفاحشة من منطقها وهيئتها ومن يـدخل .عليها

، منح اجلليـل ٨/٨١، اخلرشي على خمتصر خليل ٢/٢٣٣، بداية اتهد ٧/١٤٦املنتقى : ينظر ) ١(

.١٠٤، ٢/١٠٣، تبصرة احلكام ٦/٢٩٤، التاج واإلكليل ٤/٤٩٦، ٨، الطـرق احلكميـة ٩/١٠٤، املبدع ٢٦/٤٣١، اإلنصاف ٥٠١، ١٢/٣٧٧املغين : ظرين ) ٢(

قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه اهللا ـ بعد . ٣/١٦، إعالم املوقعني ١٠٢السياسة الشرعية ص وينبغي أن يعلم أن هذا القول لـيس علـى : " أن ذكر رأي ابن القيم يف إقامة حد الزنا باحلبل

أن ال يكون من ظهر ا احلمـل ذات : األول: اه عنهم، بل هو مقيد بأمرين إطالقه عند من حك أن ال تذكر شبهة موجبة لدرء احلد، كدعوى أا مكرهة بأمارة ظـاهرة : زوج وال سيد، الثاين

كأن تأيت ـ مثالً ـ تدمي مستغيثة عند نزول األمر ا، فإذا حتقق هذان القيدان كـان احلبـل .جبة إلقامة حد الزنا على هذا القولحينئذ قرينة ظاهرة مو

.١٤٩-١٤٨احلدود والتعزيرات عند ابن القيم ص : ينظر ).٨٠( سبق خترجيه ص ) ٣(

Page 29: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٧

: الدليل الثاين شرب رجل اخلمر فسكر فلقي مييل يف : أنه قال �ما جاء عن ابن عباس

فلما حاذى دار العباس انفلت ودخل على العباس � الفج، فانطلق به إىل النيب .)١(ومل يأمر فيه بشيء" أفعلها؟: " فضحك وقال�فالتزمه، فذكر ذلك للنيب

مل يقم عليه احلد وإن كان ذهاب عقله وسـكره �أن النيب : وجه الداللة . دليل على شربه للخمر

: الدليل الثالثدرء احلـدود بالـشبهات، استدلوا مبا ورد من نصوص وآثار تدل على

: " قال �وأكتفي من ذلك مبا رواه الترمذي عن عائشة رضي اهللا عنها أن النيب ادرأوا احلدود عن املسلمني ما استطعتم، فإن وجدمت للمسلم خمرجـاً فخلـوا

.)٢("سبيله، فإن اإلمام ألن خيطئ يف العفو خري من أن خيطئ يف العقوبة

هذا مما تفرد : وقال) ٤٤٧٦( برقم ٤/٦١٩رواه أبو داود يف كتاب احلدود باب احلد يف اخلمر ) ١(مة، والبيهقـي يف كتـاب ، من طريق عمرو بن دينار عن عكر ١/٣٢٢به أهل املدينة، وأمحد

، واحلاكم يف )١٧٥٠٩( برقم ٨/٥٤٦األشربة باب من وجد منه ريح شراب أو لقي سكرانا هذا حديث صـحيح اإلسـناد ومل خيرجـاه : كتاب احلدود من طريق ابن جريج، قال احلاكم

).٨١٢٥( برقم ٤/٤١٥رمذي يف كتاب احلدود باب ما الطريق األول رواه الت : روي هذا احلديث ذا اللفظ من طريقني ) ٢(

، والبيهقي يف كتاب احلدود باب ما جـاء يف درء )١٤٢٤( برقم ٤/٣٣جاء يف درء احلدود ، والدارقطين يف كتاب احلدود والـديات وغريهـا )١٧٠٥٧( برقم ٨/٢٣٨احلدود بالشبهات

ن زياد عن حممد بن ربيعة عن يزيد ب ) ٨١٣٦( برقم ٤/٣٨٤ واحلاكم يف كتاب احلدود ٣/٨٤ . الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة

عن ٨/٢٣٨الطريق الثاين رواه البيهقي يف كتاب احلدود باب ما جاء يف درء احلدود بالشبهات رشدين بن سعد : رشدين بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً، وقال البيهقي

.ضعيف

Page 30: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٨

طها احتماالت كثرية وشـبهات عديـدة أن القرائن حتو : وجه الداللة وجب درء احلد ا وإقامة احلد بالقرائن إقامة له مع وجود الشبهة، وهـذا احلديث وإن كان ضعيفاً من حيث سنده، إال أن العلماء جممعـون علـى

.العمل به كما سيأيت : الدليل الرابع

ـ �ما روي عن عمر بن اخلطاب د أن امرأة رفعت إليه ليس هلا زوج وقأنا امرأة ثقيلة الرأس، وقع علي رجل وأنا نائمـة : محلت، فسأهلا عمر، فقالت

.)١("فما استيقظت حىت فرغ، فدرأ عنها احلد اهللا عنه مل يقم احلد على املرأة مبجرد القرينة �أن عمر : وجه الداللة

بل استفصل يف األمر مث درأ احلد عنها لوجود الشبهة، والقرائن ال ختلو من .شبهاتال

:الدليل اخلامس: أنه أيت بامرأة فادعت أا أكرهت، فقال �ما جاء عن عمر بن اخلطاب

.)٢("أال يقتل أحد إال بإذنه " خل سبيلها، وكتب إىل األجناد

إال من حديث حممد بن ربيعة عن يزيد بن زياد الدمشقي هذا حديث ال نعرفه مرفوعاً : قال الترمذي عن الزهري، ورواه وكيع عن يزيد بن زياد ومل يرفعه وهو أصح، مث أخرجه عن وكيع عن يزيد بـن

.زياد موقوفاًصحيح اإلسناد ومل خيرجاه، وتعقبه الـذهيب : يزيد بن زياد ضعيف يف احلديث، وقال احلاكم : م قال ث

.ئي يزيد بن زياد شامي متروكقال النسا: بقوله ).١٧٠٤٧( برقم ٨/٢٣٦رواه البيهقي يف كتاب احلدود باب من زىن بامرأة مستكرهة ) ١( ).١٧٠٤٨( برقم ٨/٢٣٦رواه البيهقي يف كتاب احلدود باب من زىن بامرأة مستكرهة ) ٢(

Page 31: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٦٩

اهللا عنه مل يقم احلد على املرأة مبجرد القرينة بـل �أن عمر : وجه الداللة الشبهة، والقـرائن ال ختلـو مـن استفصل يف األمر مث درأ احلد عنها لوجود

.الشبهات :الدليل السادس

أراها قامت من : بلغه أن امرأة متعبدة محلت فقال �ما ورد من أن عمر الليل تصلي، فخشعت فسجدت، فأتاها غاو من الغواة فتجشمها، فأتته فحدثته

).١(بذلك، فخلّى سبيلهاوجود القرينة القوية، مل يقم احلد على املرأة مع �أن عمر : وجه الداللة

).٢(بل التمس هلا العذر يف ذلك، فدل على عدم اعتبار القرائن يف احلدود مل يقـم عليهـا � وميكن أن يناقش مبثل ما نوقش به سابقه من أن عمر

احلد ليس ألنه ال يرى إقامة احلدود بالقرائن، ولكن ألن املرأة مكرهـة علـى .الزنا، ومع اإلكراه ينتفي احلد

اء على كل ما سبق فالذي يظهر يل هنا أنه ال جيوز إقامة احلد بناء على وبن .جمرد مطابقة البصمة الوراثية بل ال بد من إقرار أو شهادة

فلو محلت امرأة بسبب زنا وأنكر املتهم ذلك، وأثبتت نتيجـة البـصمة لنتيجة؛ الوراثية كون اجلنني من هذا الزاين فإنه ال يقام عليه احلد بناء على هذه ا

ملا سبق أن قرره أهل العلم من أن احلدود تدرأ بالشبهات، وال شك أن البصمة الوراثية يعتريها من االحتماالت والشبهات ما يعتريها ليس يف نتائج البـصمة ذاا، وإمنا فيما يالبسها أو خيالطها من شبهات تتعلق بظروف حميطة ا مـن

). ١٣٦٦٤( برقم ٧/٤٠٩رواه عبد الرزاق يف مصنفه باب البكر والثيب تستكرهان ) ١( .٦٦القرائن ودورها يف اإلثبات لصاحل السدالن ص: ينظر ) ٢(

Page 32: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٠

عينة املراد فحصها أثناء مجـع األثـر، أو الطبيب أو اآللة، أو غريمها كتلوث ال نتيجة عدم تغيري القفازات بعد االنتهاء من فحص كل عينة وقبل االنتقـال إىل األخرى، كما حيدث اخلطأ نتيجة عيوب يف الطريقة أو اإلحـصاء، أو نقـص املعدات العلمية يف املخترب الذي جترى فيه عملية الفحص، كما يصعب التأكـد

.(١) حالة التقارب العائلي وحنو ذلكمن النتائج يفومع كل ما سبق فإن عدم إقامة احلد ال يعين أبداً إبراء املتهم من التهمـة وإطالق سراحه، بل حيقق معه، وقد يعزر إذا استدعى األمر ذلك مـن أجـل

. الوصول إىل احلقيقة :إثبات القصاص بالقرائن: املسألة الثانية

: تعاىل ـ يف هذه املسألة على قولنياختلف الفقهاء ـ رمحهم اهللا : القول األول

.جيوز إثبات القصاص بالقرائن، وابـن فرحـون مـن )٢(وإىل هذا القول ذهب ابن الغرس من احلنفيـة

ـ وهو منسـوب إىل ابن )١( ـ عند تكاثر القرائن )٤(والدســوقي)٣(املالكية .)٤(اه بعض الباحثني، وارتض)٣(، واختارته جمـــلة األحكام العدلية)٢(القيم

، البصمة الوراثية كدليل فين أمام ٦٢البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها لوهبة الزحيلي ص: ينظر )١( .٤٨احملاكم للجندي واحلصيين ص

.٨٤ـ٨٣الفواكه البدرية ص: ينظر) ٢( .٢/١٠٧تبصرة احلكام : ينظر )٣(هو حممد بن أمحد بن عرفة الدسوقي املالكي، كان ممن برعوا يف التدريس والتأليف يف زمانه، له عدة )٤(

). هـ ١٢٣٠(حواش من أشهرها حاشيته على شرح الدردير ملختصر خليل، تويف سنة

.١/٣٦١، شجرة النور ٣/٤٩٧تاريخ اجلربيت : ينظر

Page 33: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧١

ـ رمحه اهللا ـ اعتبار النكول عن اليمني قرينة يؤخذ ونقل عن أيب حنيفةا يف دعوى القصاص يف األطراف ال يف الـنفس، وخالفـه يف ذلـك أبـو

فقال " دد اللوث ال مينع القسامة، بل هي واجبة رغم تعدد اللوث تع: " جاء يف الشرح الكبري للدردير )١(والقصد مما هنا إفادة أن تعدد اللوث ال يغين عن القسامة، كذا قيل، وفيه نظر : " الدسوقي معلقاً عليه

.٦/٢٦٦حاشية الدسوقي : ينظر" فتأمل ملنعم البهي يف كتابه طرق اإلثبات عبد ا / د: نسب هذا القول إىل ابن القيم العديد من املعاصرين مثل )٢(

إبراهيم الفايز يف كتابه اإلثبات بـالقرائن يف الفقـه اإلسـالمي / ، و د ٩٩يف الشريعة والقانون ص ، وغريهم كثري ممن ٥٢٧، وحممد الزحيلي يف كتابه وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية ص ٢٧٠ص

.تابعوهمكتب ابن القيم ما يدل على هذه النسبة، بل ظاهر كالمه إال أنين مل أجد ـ فيما اطلعت عليه ـ من

وهل : " أنه يرى ما يراه اجلمهور من اعتبار القرائن لتوجيه أميان القسامة، فقد قال يف الطرق احلكمية يشك أحد رأى قتيالً يتشجط يف دمه، وآخر قائم على رأسه بالسكني أنه قتله؟ وال سيما إذا عـرف

ر العلماء لويل القتيل أن حيلف مخسني مييناً أن ذلك الرجل قتلـه، مث قـال بعداوته؛ ولذا جوز مجهو .٩ـ٨ص: ينظر" مالك وأمحد يقتل به،وقال الشافعي يقضى عليه بديته

وللوث تأثري يف الدماء واحلدود واألموال، أما الدماء ففي القسامة، وأمـا : " وقال يف إعالم املوقعني .٤/٢٨٢: ينظر" ل ففي قصة الوصية يف السفر احلدود ففي اللعان، وأما األموا

فهذان النصان ليس فيهما ما يدل على تصرحيه بالعمل بالقرائن يف القصاص، بل فيهما خالف ذلك، ولكن لعل من نسب إليه هذا القول كان بسبب تعميمه لكالم ابن القيم وال سيما وأنه قـد صـرح

وافقيه كابن الغرس وابن فرحون بذلك، وهذا أمر وال بالعمل بالقرائن يف احلدود، إضافة إىل تصريح م .شك مما خيفف الالئمة على من نسب إليه هذا القول

. من الة١٧٤١و١٧٤٠الفقرة رقم : ينظر )٣(، النظرية العامة لإلثبات يف ٢٤٧القصاص يف النفس يف الشريعة اإلسالمية لفيحان املطريي ص : ينظر) ٤(

، حجية القرائن يف اإلثبات اجلنـائي حملمـد الترهـوين ٤٠٤د الاله أمحد ص املواد اجلنائية هلاليل عب .٢٥٠، عطية مهنا ص٢٨٦ص

Page 34: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٢

بعدم القصاص مطلقاً، بـل الواجـب : ، وقاال )٢(، وحممد بن احلسن )١(يوسف .)٣(األرش، أو الدية

: القول الثاين .)٤(إثبات القصاص بالقرائن، وإىل هذا القول ذهب مجهور الفقهاءال جيوز

هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس، أبو يوسف األنصاري، لزم أبا حنيفة، وغلـب عليـه )١(د، ومن الرأي، له فضل يف نشر املذهب احلنفي، فقيه جمتهد، ويل قضاء بغداد يف خالفة هارون الرشي

).هـ ١٨٢(وقيل ) هـ ١٨٣(وغريمها، تويف سنة ) األمايل ( و ) اخلراج : ( تصانيفه .١/١٩٨، شذرات الذهب ٢٧الفوائد البهية ص: ينظر

هو حممد بن احلسن بن واقد الشيباين بالوالء، نشأ بالكوفة وصحب أبا حنيفة، وأخذ عنـه الفقـه، )٢(وغريمهـا، ) اجلامع الكبري ( و ) اجلامع الصغري : ( أشهرهاونشر مذهبه، ودافع عنه، له تصانيف من

.١/٣٢١، شذرات الذهب ٢٦٨الفوائد البهية ص: ينظر ). هـ ١٨٩(تويف سنة .٨/٣٨٩، تكملة فتح القدير ٦/٢٣٠بدائع الصنائع : ينظر) ٣(ا انعدم ذلك فإن يرى مجهور الفقهاء أن الطريق األصلي إلثبات القصاص هو اإلقرار، أو الشهادة، فإذ ) ٤(

املالكية والشافعية واحلنابلة يرون مشروعية القسامة عندما تشري القرائن القوية إىل املتهم، فإذا حلـف األولياء على املتهم استحقوا الدم عند مالك وأمحد والشافعي يف القدمي، أو الدية عنـد الـشافعي يف

.بل ال بد من القسامةاجلديد، فالقرائن وحدها ال تكفي عندهم إلثبات القتل، وأما احلنفية فريون أن القرائن حتوطها احتماالت كثرية، ودعاوى الدماء مما جيب االحتياط فيها، فال يعتمد على القرائن يف إثباا، والقسامة جتب على املدعى عليهم، إذا وجد القتيل بني أظهرهم، فـإذا

.حلفوا وجبت عليهم الدية، تكملـة فـتح ٤٠٩ـ١٢/٤٠٨، البناية ٧/٤٢٢، بدائع الصنائع ٥/١٧٧خمتصر الطحاوي : ينظر

، الـتلقني ٢/٦٧٨، جممـع األـر ٣٠٧ـ١٠/٣٠٦، تكملة ابن عابدين ٤٠٢ـ١٠/٤٠١القدير ، اخلرشي على خمتـصر ٢/٢٨١ املعونة ٢/٨٤١، اإلشراف له ٤٨٨، ٢/٤٨٧للقاضي عبد الوهاب

، الفواكـه ٢/١١١٩يف ال بن عبد الـرب ، الكا ٨/٥٩،شرح الزرقاين على خمتصر خليل ٨/٥٨خليل ، ١٠/٢٣، روضة الطالبني ١٠٧ ـ ٤/١٠٦، الوسيط ١٤و١٣/٤، احلاوي الكبري ٢/٢٤٨الدواين

، ٢/٢٦١، شرح منهج الطـالب ٢/٧١٨، اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع ٥/٣٩٨مغين احملتاج

Page 35: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٣

والذي يظهر يل واهللا أعلم أن القول الثاين هو الراجح لقوة ما استدلوا بـه

:ووجاهته ومن أدلتهم ما يلي :الدليل األول

: قـال ما رواه البخاري ومسلم ـ واللفظ له ـ عن سهل بن أيب حثمة ومحيصة بن مسعود بن زيد، حىت إذا كانـا يف يدخرج عبد اهللا بن سهل بن ز

خيرب تفرقا يف بعض ما هنالك، مث إذا حميصة جيد عبد اهللا بن سهل قتيالً، فدفنه، هو وحويصة بن مسعود، وعبد الرمحن بـن سـهل، �مث أقبل إىل رسول اهللا

وكان أصغر القوم، فذهب عبد الرمحن ليتكلم قبل صاحبيه فقال له رسول اهللا ـ الكرب يف السن ـ فصمت فتكلم صاحباه، وتكلم معهما، فذكروا " كبر �

أحتلفـون مخـسني ميينـاً : " مقتل عبد اهللا بن سهل فقال هلـم �لرسول اهللا : " وكيف حنلف ومل نـشهد، قـال : قالوا" فتستحقون صاحبكم أو قاتلكم؟

ـ : قالوا" فتربئكم يهود خبمسني مييناً ار؟ فلمـا رأى وكيف نقبل أميان قوم كف .)١(" ذلك، أعطى عقله �رسول اهللا

مل يعتمد يف حكمه على القرائن بـالرغم مـن �أن النيب : وجه الداللة توافرها يف هذه الواقعة، فالعداوة قرينة قوية، ووجود القتيل يف حملة القوم قرينة

، ٦/٥٥، الفروع ٣٤/١٥٥، جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ١٢/٢٠٤، املغين ٢/٣٠٠احملرر .٣/٦٣٧، شرح الزركشي ٨/٣٤١، معونة أويل النهى ٦/٧٦كشاف القناع

). ٧٧( سبق خترجيه ص )١(

Page 36: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٤

إىل القسامة، فدل على أن دعـاوى القتـل ال �كذلك، ومع ذلك عدل النيب .)١( فيها أقل من الشاهدين أو أميان القسامة عند عدمهمايقبل

:الدليل الثاينأن االحتياط يف الدماء مثل االحتياط يف احلدود بل أكثر منها وأوىل، وملـا كانت القرائن يف الدماء ـ يف كثري من احلاالت ـ يكتنفها الغموض واإلـام

يدرأ بالشبهات كمـا فإن هذا يعد شبهة جيب أن تكون دارئة للقصاص؛ ألنه .)٢(تدرأ به احلدود

وبناء على ما سبق فإنه ال يقتص من املتهم رد مطابقة البصمة الوراثيـة؛ ألن املطابقة تدل على وجود املتهم يف مكان اجلرمية ال على أنه هو القاتل، وال شك أن الدماء حيتاط فيها ما ال حيتاط يف غريها، وال سيما أن األثر املوجـود

ذا املتهم يف مكان احلادث قد يكون سابقاً للجناية، مبعىن أنه كان موجوداً قبل هل .وجود اجلناية لسبب أو آلخر، وغري ذلك من االحتماالت اليت تضعف التهمة

ومع كل ما سبق فإن عدم القصاص ال يعين أبداً إبراء املتهم مـن التهمـة األمر ذلك مـن أجـل وإطالق سراحه، بل حيقق معه، وقد يعزر إذا استدعى

. الوصول إىل احلقيقةكما أنه ميكن اعتبار مطابقة البصمة الوراثية، وعدم إتيان املتهم مبا يثبـت براءته من اللوث القوي الذي يدل على أن املتهم هو اجلاين، مما جييز ألوليـاء

، القـضاء بـالقرائن يف الفقـه ٢٧٣اإلثبات بالقرائن يف الفقه اإلسالمي إلبراهيم الفايز ص : ينظر )١( .٦٤اإلسالمي حملمد رأفت ص

القضاء بالقرائن يف الفقه : ، و ينظر.٥٥ ـ ٥٤لعبد العال عطوة صحماضرات يف علم القاضي : ينظر )٢(، وسائل ٢٧٢، اإلثبات بالقرائن يف الفقه اإلسالمي إلبراهيم الفايز ص ٦٥اإلسالمي حملمد رأفت ص

.٥٢٨ ـ ٥٢٧اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية حملمد الزحيلي ص

Page 37: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٥

ص املقتول أن حيلفوا مخسني مييناً؛ ليستحقوا بذلك القود أو الدية، فيكون القصا .حينئذ بسبب القسامة،ال مبجرد مطابقة البصمة الوراثية

: املسألة الثانية .إثبات النسب بالبصمة الوراثية

: وميكنين إيضاح هذه املسألة بشيء من التفصيل من خالل الفرعني اآلتيني حكم إثبات النسب بالبصمة الوراثية : الفرع األول اثية يف جمال النسبضوابط استخدام البصمة الور: الفرع الثاين

وإليك تفصيل الكالم يف هذين الفرعني :حكم إثبات النسب بالبصمة الوراثية: الفرع األول

قبل أن أبدأ يف احلديث عن حكم إثبات النسب بالبصمة الوراثية، حيـسن يب أن أقدم بيان الطرق املعتربة شرعاً ـ واليت نص عليها الفقهـاء ـ إلثبـات

مهماً للحديث يف مسألتنا، وميكنين إمجال هذه الطرق النسب؛ لتكون مدخالً : فيما يأيت

الفراش: الطريق األولواملقصود به فراش الزوجية الصحيح، وهو الذي كان بعقد معترب شـرعاً، أو ما يشبه الصحيح كالعقد الفاسد، أو املختلف يف صحته، وكما لو حـصل

.وطء بشبهةفأمـا : " علم، قال ابن القيم رمحه اهللا وهذا الطريق جممع عليه عند أهل ال

، كما حكى اإلمجاع ابن عبـد (١)"ثبوت النسب بالفراش فأمجعت عليه األمة .(١)الرب وغريه

.٥/٤١٠زاد املعاد : ينظر )١(

Page 38: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٦

فاحلنفية علـى أنـه : وقد اختلف الفقهاء يف أي شيء تكون املرأة فراشاً ون ـور الذين يـشترط ـ،خالفاً للجمه (٢)مبجرد العقد تكون فراشاً لزوجـها

.(٣)تالقي بني الزوجني ممكناًكون الوقد دل على اعتبار هذا الطريق إلثبات النسب قول النيب صلى اهللا عليـه

.(٤)"الولد للفراش، وللعاهر احلجر : "وسلم )االستلحاق ( اإلقرار أو : الطريق الثاين

ويثبت ويقصد به إقرار مكلف على نفسه بأن فالناً ابنه، فيلحق حينئذ به، .نسبه منه

، إال أـم اشـترطوا (٥)هذا الطريق من الطرق املتفق عليها بني الفقهاء و :لصحة ذلك اإلقرار مجلة من الشروط ميكن إمجاهلا فيما يأيت

.أن يكون املقر بالنسب بالغاً: الشرط األول .أن يكون املقر له جمهول النسب: الشرط الثاين

مث ال خالف بني العلماء رمحهـم اهللا أن : " وفيه١٧/٩٩املبسوط : ، و ينظر ٨/١٣٨التمهيد : ينظر )١( .النسب يثبت بالفراش

.٥/٢٣٠، حاشية ابن عابدين ٣/٢٧٤، تبيني احلقائق ٦/٣٦٨بدائع الصنائع : ينظر )٢(، الـشرح ٥/٣٩٧، الفروع ٢٣/٤٦٨، اإلنصاف ٥/٦٢، مغين احملتاج ٢/٥٣٠بداية اتهد : ينظر )٣(

.٤٦٨ـ٢٣/٤٦٧لكبري ا ). ٥٢( سبق خترجيه ص )٤(، شـرح ٦/١٠٠، اخلرشي على خمتصر خليـل ٥/٢٣٧، حاشية ابن عابدين ٣٠/٦٩املبسوط : ينظر )٥(

، روضة الطالبني ٨/٥٣، احلاوي الكبري ٩٠و٤/٨٧، تبيني املسالك٦/١٠٥الزرقاين على خمتصر خليل ، منتهى اإلرادات مـع ٩/١٣٧، املغين ٣/١٥ وعمرية ، حاشيتا قليويب ٣/٣٠٤، مغين احملتاج ٤/٤١٤

. ٣/٣١٨، السلسبيل ٥/٣٩٥حاشية النجدي

Page 39: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٧

به من املقر، بأن يولد أن يكون املقر له ممن ميكن ثبوت نس : الشرط الثالث ".أال يكذبه احلس : " مثله ملثله، وهو ما يعرب عنه بعض الفقهاء بقوهلم

.(١)أن يصدقه املقر له، فإن مل يصدق مل يصح اإلقرار: الشرط الرابع البينة: الطريق الثالث

ويقصد ا شهادة الشهود العدول، فلو ادعى رجل بنوة فالن من النـاس، ، ووقـع (٢)دلني على صحة دعواه ثبت نسبه منه إمجاعـاً مث أحضر شاهدين ع

اخلالف فيما لو أثبت دعواه بغري ذلك كثبوته بشهادة رجل وامرأتني، أو شهادة .(٣)أربع نساء، أو رجل وميني املدعي، واجلمهور على أنه ال يثبت ا النسب

القيافة: الطريق الرابعالشتباه مبا خص اهللا به امللِحـق معرفة النسب وإحلاقه بغريه عند ا : والقيافة

.(٤)من فراسة وعلم من خالل النظر إىل األشباه بني أعضاء امللحق وامللحق به

اخلرشي على خمتصر : واملالكية ال يرون اعتبار هذا الشرط فيثبت النسب ولو مل يصدقه املقر له، ينظر )١( .٦/١٠٥، شرح الزرقاين على خمتصر خليل ٦/١٠٠خليل

، اخلرشي على خمتـصر ٢/١٨٧، جممع األر ٥/٢٣٩ابن عابدين ، حاشية ١٦/١١٤املبسوط: ينظر )٢(، مغـين ١١/٢٥٣، روضـة الطـالبني ٢/٣٣٣، املهذب ٦/١٨٠، التاج واإلكليل ٧/٢٠٠خليل ، ٥/٥١، الفروع١٤/١٢٧، املغين ١٦ـ٣٠/١٥، اإلنصاف٦/٣٦٨احملتاج

.املراجع السابقة: ينظر )٣(الذي يعرف : " العلم للقائف حيث عرفه اجلرجاين بقولههذا التعريف مقتبس من تعريفات بعض أهل )٤(

من يلحق النسب بغريه عنـد : " ، وقال الشربيين القائف "النسب بفراسته ونظره إىل أعضاء املولود قوم يعرفون األنساب بالشبه، وال خيـتص : " ، وقال ابن قدامة "االشتباه مبا خصه اهللا تعاىل من علم

."عرف منه املعرفة بذلك وتكررت منه اإلصابة فهو قائف ذلك بقبيلة معينة، بل من .١٦/٣٤١، الشرح الكبري ٦/٤٣٨، مغين احملتاج١٧١التعريفات للجرجاين ص: ينظر

Page 40: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٨

وقد وقع اخلالف بني أهل العلم يف صحة إثبات النسب عن طريق القيافة عند وجود التنازع وعدم وجود ما يرجح دعوى أحد املتنازعني من فـراش أو

: ى قولنيبينة، وجاء خالفهم علـ صحــة إثبات : القول األول ذا النسب عن طريق القيــافة، وإىل ه

القول ذهب .(٣)، وهو مشهور مذهب املالكية يف أوالد اإلماء(٢) واحلنابلة(١)الشافعية

عدم صحة إثبات النسب عن طريق القيافة، وإىل هذا القول : القول الثاين .(٥)يف احلرائر، وهو مشهور مذهب املالكية (٤)ذهب احلنفية

والراجح ـ واهللا أعلم ـ ما ذهب إليه أصحاب القول األول من صـحة إثبات النسب عن طريق القيافة؛ لداللة السنة على ذلك يف غري مـا حـديث،

دخـل علـي : ولعل من أبرزها ما جاء يف حديث عائشة رضي اهللا عنها قالت : " سارير وجهه فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ذات يوم مسروراً تربق أ

نظر آنفاً إىل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد وعليهمـا (٦)أمل تر أن جمززاً املدجلي

. ٨/٣٧٥، اية احملتاج ٦/٤٤٠،مغين احملتاج١٢/١٠١، روضة الطالبني ١/٤٣٧املهذب : ينظر )١(، منتـهى ١٦/٢٣٦، الـشرح الكـبري ٤/٢٣٧اع ، كشاف القن ٢/٣٦٨الكايف البن قدامة : ينظر )٢(

.٣/٣٢٥اإلرادات مع حاشية النجدي، تبصرة احلكام ٦/١١٠، شرح الزرقاين على خمتصر خليل ٦/١٠٥اخلرشي على خمتصر خليل : ينظر )٣(

٢/٩١. .٤/٢٩٧، البحر الرائق ٦/٣٧٢، بدائع الصنائع ١٧/٧٠املبسوط: ينظر )٤(، تبصرة احلكام ٦/١١٠، شرح الزرقاين على خمتصر خليل ٦/١٠٥خليل اخلرشي على خمتصر : ينظر )٥(

٢/٩١. هو جمزز بن األعور بن جعدة بن معاذ بن عتورة الكناين املدجلي، وإمنا قيل له جمزز؛ ألنه كلما أسـر )٦(

.أسرياً جز ناصيته وأطلقه، كان قائفاً مشهوراً، شهد فتح مصر، وليس له رواية .١٢/٥٧فتح الباري : ، و ينظر٥/٦٧ أسد الغابة: ينظر

Page 41: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٧٩

إن هذه األقدام بعضها من : " قطيفة قد غطيا رؤوسهما، وبدت أقدامهما فقال . (١)"بعض

أن الناس تكلموا يف نسبة أسامة إىل زيد فساء ذلك رسـول : وجه الداللة اهللا صلى عليه وسلم فلما مسع الرسول قول املدجلي سر به واستبشر، ومعلوم أن اهللا

.الرسول ال يظهر السرور إال مبا هو حق، فدل ذلك على اعتبار القيافة القرعة: الطريق اخلامس

وقد اختلف الفقهاء ـ رمحهم اهللا ـ يف اعتبار القرعة طريقاً من طـرق ) الفراش، البينة، القيافـة ( قدمة إثبات النسب عند تعذر أحد طرق اإلثبات املت

أو يف حال تعارض البينتني،أو تعارض قول القافة، أو عدم وجود مرجح، وجاء : خالفهم على قولنيال يصح إثبات النسب عن طريق القرعة، وإىل هذا القـول : القول األول

.(٢)ذهب مجهور العلماءقول املالكيـة يف يصح إثبات النسب عن طريق القرعة، وهو : القول الثاين

.(٤)، ونص عليه الشافعي يف القدمي وبه قال بعض الشافعية(٣)أوالد اإلماء

، ومسلم يف كتاب الرضـاع )٦٧٧١( برقم ١٢/٥٧رواه البخاري يف كتاب الفرائض باب القائف )١( ).١٤٥٩( برقم ١٢/٣٢باب العمل بإحلاق القائف الولد

، شرح الزرقاين ٦/١٠٥، اخلرشي على خمتصر خليل ٨/٣٨٦، بدائع الصنائع ١٧/٤٢املبسوط : ينظر )٢(، ٥/٤٤٠، روضة الطـالبني ١/٤٣٨، املهذب ٦/٣٤٠، التاج واإلكليل ٦/١٠٩على خمتصر خليل

.٥/٣٠٧، املبدع ١٦/٣٣٥الشرح الكبري البن قدامة ، التاج واإلكليل ٦/١٠٩، شرح الزرقاين على خمتصر خليل ٦/١٠٥اخلرشي على خمتصر خليل : ينظر )٣(

٦/٣٤٠. .٥/٤٤٠روضة الطالبني : ينظر )٤(

Page 42: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٠

فإن هذه الطريقة غري معمول ا يف هذا الزمـان بفـضل اهللا " وعلى كل تعاىل مث بالتقدم العلمي يف جمال حتليل الدم والبصمة الوراثيـة، فقـد شـاعت

نسب، وال ريب أن القرعة ال يصار إليها واستقر العمل ا يف حمل التنازع يف ال .(١)"لوجود الدليل املرجح

هذه هي الطرق اليت نص الفقهاء عليها يف إثبات النسب، ومبا أن البـصمة الوراثية من القضايا احلادثة واملكتشفات العلمية املتأخرة فإنه ال يوجد للفقهـاء

املعاصرين تنـاولوا هـذه املتقدمني أي كالم حياهلا، إال أن الكثري من الفقهاء احلادثة بالبحث والتفصيل، ومع ذلك مل أجد فيما اطلعت عليه مـن حبـوث فقهية، ودراسات شرعية ـ تناولت البصمة الوراثية ـ من مينع من اعتبارهـا

بل إن مجيعهم يرى جواز األخذ ا يف إثبـات طريقاً من طرق إثبات النسب،ن الضوابط اليت سنشري إليها إن شاء اهللا النسب ـ وإن كانوا قد جعلوا مجلة م

ـ نظراً ملا أكده األطباء واملختصون من دقة نتائج البصمة، وهو ما سـبق أن .(٢)حبثته بشيء من التفصيل عند احلديث عن ماهية البصمة الوراثية

. ٥٩البصمة الوراثية وحجيتها لعبد الرشيد أمني قاسم ص: ينظر )١( ، البـصمة الوراثيـة وحكـم ٢٠٤البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية لسعد الدين هاليل ص : ينظر )٢(

استخدامها يف جمال الطب الشرعي والنسب ضمن ثبت أعمال مؤمتر اهلندسة الوراثية بني الـشريعة مة الوارثية ودورها يف إثبات ونفـي النـسب ضـمن الثبـت الـسابق ، البص ٦١٣والقانون ص

، ١٣٨،إثبات النسب ونفيه بالبصمة الوراثية وتطبيقاا القضائية لعبد العزيـز آل جـابرص ٥٧٦ص، البصمة الوراثية ومدى مشروعية ١٩استخدام البصمة الوراثية يف إثبات النسب للهادي الشبيلي ص

، البصمة الوراثية وحجيتها لعبد الرشيد أمني قاسم ٤٦ لعمر السبيل ص استخدامها يف النسب واجلناية ، القـضاء ٨٤، التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجيته يف اإلثبات حملمد النجيمـي ص ٦٧ص

Page 43: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨١

وقد استدل الفقهاء على مشروعية إثبات النسب بالبصمة الوراثيـة مبـا : يأيت

عموم األدلة الدالة على مشروعية العمل بالقرائن، وال شك : الدليل األول .(١)أن البصمة الوراثية من القرائن القوية، فتدخل يف ذلك العموم

.قياس البصمة الوراثية على القيافة: الدليل الثاينذلك أنه إذا جاز احلكم بثبوت النسب بناء على قول القافة الستنادها على

ـ مبنية على الفراسة واملعرفـة واخلـربة يف إدراك عالمات ظاهرة ـ أو خفية الشبه احلاصل بني اآلباء واألبناء، فإن األخذ بنتائج الفحص بالبصمة الوراثيـة واحلكم بثبوت النسب بناء على قول اخلرباء أقل أحواله أن يكـون مـساوياً

لـة للحكم بقول القافة، إن مل تكن البصمة أوىل باألخذ ا؛ العتمادها على أد خفية حمسوسة من خالل الفحوص املخربية، والبحـث يف املورثـات اجلينيـة

.املستقرة يف نواة اخللية البشرية إلثبات الشبهوهذا الشبه يف البصمة يتميز يف داللته على النسب بالدقة والتطابق بناء

على ما حتمله البصمة من أوصاف جينية خاصة بكل فرد من بـين اإلنـسان، .(٢)ضها عن طريق الوراثة فقط من اآلباء إىل األبناءوينتقل بع

البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها لوهبة الزحيلـي ٢٨٥بالقرائن املعاصرة لعبد اهللا العجالن ص ، ٢٧ـ٢٦ الفقهية يف البصمة الوراثية وتأثريها على إثبات أو نفي النسب ص ، بعض النظرات ٥٦ص

.٣٠ و٢٧البصمة الوراثية من منظور الفقه اإلسالمي للقرهداغي ص .٦١البصمة الوراثية وحجيتها لعبد الرشيد أمني قاسم ص: ينظر )١(، استخدام ٤٦اية لعمر السبيل صالبصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلن: ينظر )٢(

.٢٣ـ٢٠البصمة الوراثية يف إثبات النسب للهادي الشبيلي ص

Page 44: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٢

افة قياس بعيـد، وال يـصح ي وقد رأى بعض الباحثني أن القياس على الق : (١)االستدالل به ملا يأيت

أن البصمة الوراثية قائمة على أساس علمي حمـسوس، فيـه دقـة : أوالًـ وم علـى االجتـهاد متناهية، واخلطأ فيه مستبعد جداً، خبالف القيافة اليت تق

.والفراسة، وهي مبنية على غلبة الظن واخلطأ فيها واردبأن القيافة املعتربة شرعاً هي الصادرة من القائف احلاذق : وميكن أن يناقش

الذي عرف بعلمه وجتربته وخربته يف هذا اال، وليست حدسـاً أو ختمينـاً، ألن اخلطأ وارد يف البـصمة وعليه فكون اخلطأ وارداً ال مينع من القياس عليها؛ .أيضاً وإن كان يف نطاق ضيق، أو العتبارات معينة

أن القيافة يعمل ا يف جمال األنساب فقط، خبالف البصمة الوراثيـة : ثانياً .فهي تتعداها إىل جماالت أخرى، كتحديد اجلاين وحتديد شخصية املفقود

أمر غري مسلم، بـل بأن حصر القيافة يف جمال األنساب : وميكن أن يناقش القيافة يعمل ا حىت يف إثبات اجلرائم، وما علم قصاص األثر وتتـبعهم آلثـار أقدام اجلناة وغريهم إال عمل بالقيافة، ومعلوم أن االستدالل بآثار األقدام مما له أصل يف الشريعة كما ثبت ذلك من حديث أنس بن مالك رضي اهللا عنـه يف

فبعث يف : " راعي إبل الصدقة، حيث جاء يف احلديث قصة العرنيني الذين قتلوا .(٢)"الطلب يف آثارهم

.٦١ـ٦٠البصمة الوراثية وحجيتها لعبد الرشيد أمني قاسم ص: ينظر )١( ). ٤١٩٢(، برقم٧/٥٢٤رواه البخاري يف كتاب املغازي باب قصة عكل وعرينة برقم )٢(

Page 45: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٣

أن القيافة تعتمد على الشبه الظاهر يف األعضاء كاألرجل، وفيها قدر : ثالثاًمن الظن الغالب، أما البصمة الوراثية فتعتمد اعتماداً كلياً علـى بنيـة اخلليـة

. تكون قطعيةاجلسمية اخلفية، وتكون من أي خلية ونتائجهابأن العلة يف قياس البصمة على القيافة هي اعتماد كـل : وميكن أن يناقش

من اخلبريين على التشابه يف عملية إثبات النسب، أما كون أحدمها يثبت ذلـك بالشبه الظاهر واآلخر يثبته بالشبه اخلفي فإن هذا مما ال مينع القياس، بل ملا كان

إا أوىل باجلواز؛ فية اليت ال يدركها أي أحد قلنااعتماد البصمة على األمور اخلألن بعض الفقهاء نص على ترجيح قول القائف املستند يف قوله إىل شبه خفـي على قول القائف املستند يف قوله إىل شبه ظاهر؛ ألن الذي يستند إىل شبه خفي

مـن وال شك أن يف البصمة الوراثية (١)معه زيادة علم تدل على حذقه وبصريته زيادة العلم واحلذق واكتشاف املورثات اجلينية الدالة على العالقة النسبية ما ال

.(٢)يوجد مثله يف القافةأن القافة ميكن أن خيتلفوا، بل ميكن أن يلحقوا الطفل بأبوين لوجود : رابعاً

الشبه بينهما، أما البصمة الوراثية فال ميكن أن تلحق الطفـل بـأبوين البتـة، .متاماً اختالف نتائج البصمة الوراثية ولو قام ا أكثر من خبريويستبعد

بأن العلة اجلامعة بينهما يف القياس هي ـ كما سبق ـ : وميكن أن يناقشاعتماد كل منهما على التشابه يف عملية إثبات النسب، وإذا كان الشارع قـد

لف القافـة جعل القيافة طريقاً إلثبات النسب مع أنه ـ كما ذكرمت ـ قد خيت فيما بينهم، وميكن أن يلحقوا الطفل بأبوين، فلئن يقال جبعل البصمة الوراثيـة

.٤/٤٩١مغين احملتاج : ينظر )١( .٤٧البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص: ينظر )٢(

Page 46: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٤

طريقاً لإلثبات مع دقتها وعدم اختالف اخلرباء يف نتائجها من باب أوىل، وهذا .هو عني قياس األوىل كما يعرب عنه أهل العلم

.حتصيل املصلحة املشروعة: الدليل الثالثذلك أن الشريعة إمنا وضعت ملصاحل العباد ودرء املفاسد عنهم، ويف القول بإثبات النسب بالبصمة الوراثية حتصيل ملصلحة ظاهرة، ودرء ملفسدة قائمـة، وهي انتماء الولد إىل أب شرعي وعدم ضياعه، أو نسبته ملن ال ينتمي إليه زوراً

.(١)وتاناًل الشرع وقواعده والقياس الـصحيح وأصو: " يقول ابن القيم رمحه اهللا

يقتضي اعتبار الشبه يف حلوق النسب، والشارع متشوف إىل اتصال األنـساب وعدم انقطاعها،وهلذا اكتفى يف ثبوا بأدىن األسباب من شهادة املرأة الواحـدة على الوالدة،والدعوى اردة مع اإلمكان، وظاهر الفراش، فـال يـستبعد أن

.(٢)" عن سبب مقاوم له كافياً يف ثبوته يكون الشبه اخلايل .التمسك بالرباءة األصلية: الدليل الرابع

ذلك أن األصل يف كل ما يستجد من أمور مما مل يرد فيها نص من كتاب أو سنة، أو مل ينقل فيه إمجاع يدل على منعه، فإنه حيكم بإباحتـه وجـوازه،

فيكون إثبات النسب ا ممـا والبصمة الوراثية واحدة من هذه األمور املستجدة . (٣)ال بأس به متسكاً باألصل

، البصمة الوراثيـة ومـدى ٢٣استخدام البصمة الوراثية يف إثبات النسب للهادي الشبيلي ص : ينظر )١(لجينـات ، التحليل البيولـوجي ل ٤٨ـ٤٧مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص

.٨٢البشرية وحجيته يف اإلثبات حملمد النجيمي ص

.٢٠٩الطرق احلكمية ص: ينظر )٢( .٢٦استخدام البصمة الوراثية يف إثبات النسب للهادي الشبيلي ص: ينظر )٣(

Page 47: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٥

:الدليل اخلامسأن النسب يعد حقاً من احلقوق الشرعية للمكلف يسعى إلثباته بأي وسيلة من وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية، واليت منها البينة واإلقرار والفـراش،

احتمال خطأ نادر جـداً فيلـزم والبصمة الوراثية قرينة شبه قطعية لإلثبات مع .(١)األخذ ا يف إثبات النسب

: الدليل السادسأن األمة ـ ومنها فقهاؤها ـ قد قبلوا يف إثبـات الشخـصية وسـائل مستحدثة أثبتت جدواها علمياً، كاألخذ بنتيجة فحص بصمة األصابع والتوقيع

ـ ة إلثبـات اخلطي، وكذلك الصورة الشخصية تكتفي ا مجيع اجلهات الرمسيالشخصية، ومل نسمع أن أحداً من أهل العلم والفقه أنكر العمل بشيء من هذه الوسائل الثالث، بل استخدموها يف أنفسهم كما استخدمها غريهم، وهذا نوع من أنواع اإلمجاع العملي له أثره يف إثبات األحكام، فكذلك البصمة الوراثيـة

.(٢)بة هويل النسبينبغي أن تستخدم يف إثبات األبوة بالنس ضوابط استخدام البصمة الوراثية يف جمال النسب: الفرع الثاين

تقدم فيما سبق القول جبواز اعتبار البصمة الوراثية طريقاً من طرق إثبـات النسب يف هذا العصر، إال أنه ينبغي التنبيه إىل أن القول باجلواز لـيس علـى

يت رآها بعض الباحثني ـ وإن كانت إطالقه، بل إن هناك مجلة من الضوابط الليست حمل اتفاق بني اجلميع ـ ولعلي من خالل هذا املطلب أورد أهم تلـك

:الضوابط وأعلق عليها مبا يقتضيه املقام، وهي على النحو التايل أن يكون استخدام البصمة الوراثية يف إثبات النسب ال يف نفيه: أوالً

.٨٢التحليل البيولوجي للجينات البشرية وحجيته يف اإلثبات حملمد النجيمي ص: ينظر )١( .سابقاملرجع ال: ينظر) ٢(

Page 48: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٦

ت النسب؛ ولذلك شرع مجلة مـن ألن الشارع احلكيم يتشوف إىل إثبا ، فـال يلجـأ (١)الطرق إلثباته، بينما حصر نفيه بطريق واحد فقط وهو اللعان

حينئذ إىل غريه عند إرادة نفي الولد، حىت ال يفتح الباب أمام الناس فتثور الفنت ال جيـوز شـرعاً : " (٢)والشكوك، وهلذا جاء يف قرار امع الفقهي اإلسالمي

، وال جيـوز تقـدميها علـى البصمة الوراثية يف نفي النـسب االعتماد على .هـ.أ"اللعان

وقد قال بعض املعاصرين جبواز االكتفاء بالبصمة الوراثية يف نفي النسب : ، إال أن هذا القول مردود من عدة أوجه(٣)دون احلاجة إىل اللعان

علـى أن يف هذا القول مصادمة للنصوص الشرعية، واجلرأة : الوجه األول إبطاهلا، وإلغاء العمل ا؛ ألن األحكام الشرعية الثابتة ال جيوز إلغاؤها أو إبطال

.العمل ا إال بنص شرعي يدل على نسخها وهذا أمر مستحيللو أقرت الزوجة بصدق زوجها فيما رماها به من الفاحـشة : الوجه الثاين

الولـد للفـراش : "فإن النسب يلحق الزوج لقول النيب صلى اهللا عليه وسلم .، وال ينفى عنه إال باللعان(٤)"وللعاهر احلجر

.شهادات مؤكدات بأميان من زوجني مقرونة بلعن أو غضب: اللعان )١( .٥/٣٩٠كشاف القناع : ينظر

.٢٦/١٠/١٤٢٢ـ١٢يف دورته السادسة عشرة املنعقدة مبكة املكرمة يف املدة من )٢(البـصمة ذهب إىل هذا الرأي من املعاصرين الشيخ حممد املختار السالمي يف حبثه إثبات النـسب ب )٣(

ضمن البحوث املقدمة للندوة الفقهية احلادية عشرة من أعمال املنظمة اإلسـالمية ٤٠٥الوراثية ص هـ، وكذلك الدكتور يوسف القرضاوي وقد نسبه إليه الدكتور عبد الرشيد ١٤١٣للعلوم الطبية سنة

موضوع البصمة أمني قاسم يف حبثه البصمة الوراثية وحجيتها ـ من خالل مساعه لرأيه ضمن مناقشة ، كما ذهب إىل هذا الرأي الدكتور سعد اهلاليل يف ٦٧الوراثية بامع الفقهي السادس عشر ـ ص

.٣٥١كتابه البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية ص ). ٥٢( سبق خترجيه ص )٤(

Page 49: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٧

أن اللعان يشرع لدرء احلد عن الزوج، وإن مل يكن هنـاك : الوجه الثالث ولد يراد نفيه، أو قد تكون الزوجة حامالً ويعلم الزوج أن احلمل منه ولكنـها

منعه من هذا زنت بعد احلمل، فرييد أن يدرأ احلد عن نفسه باللعان، فال جيوز .(١)احلق الثابت شرعاً

أال تستخدم البصمة الوراثية يف التأكد من نسب ثابت : ثانياًألن استخدامها يف مثل هذا يؤدي إىل التشكيك يف أنساب الناس، وينشر

.(٢)سوء الظن بني األزواج، ويقوي الريبة بني أفراد اتمع التأكد من صحة النـسب وقد دلت قواعد الشرع على أنه ال جيوز حماولة

بعد ثبوته شرعاً؛ التفاق الشرائع السماوية على حفظ الـضروريات للحيـاة اإلنسانية، ومنها حفظ النسب والعرض، وملا جاءت به الشريعة املباركـة مـن جلب للمصاحل ودرء للمفاسد، ومبا أن حماولة التأكد من صحة األنساب الثابتة

أنواعاً من األضرار النفـسية واالجتماعيـة فيه قدح يف أعراض الناس، ويلحق باألفراد واألسر واتمع، ويفسد العالقات الزوجية، ويقوض بنيـان األسـر، ويزرع العداء والبغضاء بني األقارب واألرحام فإنه ال جيوز حماولة التأكد مـن

.(٣)صحة النسب عن طريق البصمة الوراثية وال غريها من الوسائلال جيوز استخدام البصمة الوراثية بقصد : " امع الفقهي وقد جاء يف قرار

التأكد من صحة األنساب الثابتة شرعاً، وجيب على اجلهات املختـصة منعـه وفرض العقوبات الزاجرة؛ ألن يف ذلك املنع محاية ألعراض النـاس، وصـوناً

".ألنسام

.٤٣ـ٤٢البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص: ينظر )١( ,٣٣ـ٣٢استخدام البصمة الوراثية يف إثبات النسب للهادي الشبيلي ص: ينظر )٢( .٦٤البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص: ينظر )٣(

Page 50: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٨

نصوص عليها أال تستخدم البصمة الوراثية بديالً عن الوسائل امل: ثالثاًفتقدم الوسائل والطرق املنصوص عليها يف إثبات النسب وال سيما املتفـق عليها كالفراش واإلقرار والبينة؛ ألن هذه الطرق أقوى يف تقدير الشرع، فـال يلجأ إىل غريها كالبصمة الوراثية والقيافة إىل عند التنازع يف اإلثبات، وعـدم

.(١)ةالدليل األقوى، أو عند تعارض األدلأما ما مل يتفق عليه من الوسائل والطرق فال بأس من تقدميها عليه، ويكون تقدميها على القافة من باب قياس األوىل، وتقدميها على القرعة من باب احلكم

.(٢)باملؤكد على ما هو مظنونوقد قال بعض املعاصرين جبواز استخدام البصمة الوراثيـة بـديالً عـن

: ، إال أن هذا القول مردود من عدة أوجه(٣)هاالوسائل املنصوص عليقـد ) الفراش، اإلقرار، البينـة ( أن الطرق املنصوص عليها : الوجه األول

أمجعت األمة عليها منذ عهد الصحابة إىل يومنا هذا، فكيف يسوغ أن تتقـدم عليها البصمة الوراثية اليت ال تزال يف طور التجربة واالختبار، ويعترف اخلـرباء

.احتمال أن يعتريها اخللل من الناحية الفنية أثناء إجراء التحاليلبأن عمدة البصمة الوراثية هو قياسها على القيافة، فغاية األمر : الوجه الثاين

.أن تأخذ حكمها، وتقع يف مرتلتهاأن البصمة الوراثية قد تصحبها بعض السلبيات اليت تؤثر يف : الوجه الثالث

من خالل تلوث العينة املشتبه فيها أو املراد فحصها أثنـاء دقة نتائجها، وذلك

.٦٠البصمة الوراثية وجماالت االستفادة منها لوهبة الزحيلي ص: ينظر )١( .٣٥ة الوراثية يف إثبات النسب للهادي الشبيلي صاستخدام البصم: ينظر )٢(منهم الشيخ حممد املختار السالمي يف حبثه التحليل البيولـوجي للجينـات البـشرية وحجيتـه يف )٣(

. ٤٦٠ـ٤٤١، والدكتور حممد األشقر يف حبثه إثبات النسب بالبصمة الوراثية ص٢/٤٦٦اإلثبات

Page 51: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٨٩

مجع األثر، أو نتيجة عدم تغيري القفازات بعد االنتهاء من فحص كل عينة وقبل أو أو نقص املعـدات، االنتقال إىل أخرى، أو نتيجة وجود عيوب يف الطريقة،

.(١)غري ذلك مما يدركه أهل االختصاص البصمة الوراثية حكماً عقلياً مقرراً يف الشريعةأال ختالف حتاليل: رابعاً

فال بد أن توافق نتائج البصمة الوراثية العقل واملنطق، فال ميكن أن تثبـت البصمة الوراثية نسبة شخص إىل آخر ال يولد ملثله؛ لـصغر سـنه، أو لكونـه

ن مقطوع الذكر واألنثيني، كما ال ميكن أن تثبت أبوة من عمره ثالثون عاماً مل .(٢)عمره مخس وثالثون؛ ألن مثل هذا حمال عقالً

أن يكون مجيع القائمني على العمل يف املختربات اخلاصة بتحليل :خامساًالبصمة الوراثية ـ سواء كانوا من خرباء البصمة أو املساندين هلم يف أعمـاهلم املخربية ـ ممن تتوافر فيهم أهلية قبول الشهادة كما يف القـائف، إضـافة إىل

.(٣)معرفته وخربته يف جمال ختصصه الدقيق يف املخترب أن تتخذ االحتياطات املطلوبة لضمان الوصول إىل نتائج صحيحة :سادساً

وهذا الضابط يف الواقع يرجع إىل الشروط الفنية واملعملية، ولعل من أبرز :تلك الشروط ما يأيت

ي للجينات البشرية وحجيته يف اإلثبـات حملمـد النجيمـي تنظر هذه األوجه يف التحليل البيولوج )١( .٤٨، البصمة الوراثية كدليل فين أمام ااكم للجندي واحلصيين ص٨٥ـ٨٤ص

.٣٣البصمة الوراثية وأثرها على األحكام الفقهية خلليفة الكعيب ص: ينظر )٢(، البـصمة ٢١اخلامسة عـشرة ص مناقشات امع الفقهي برابطة العامل اإلسالمي يف دورته : ينظر )٣(

.٥٥الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص

Page 52: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٩٠

بعـة للدولـة، أو أن تكون املختربات اخلاصة بفحص البصمة الوراثية تا . ١تشرف عليها إشرافاً مباشراً، مع توفر مجيع الضوابط العلميـة واملعمليـة

.(١)املعتربة حملياً وعاملياً يف هذا االعمل التحاليل اخلاصة بالبصمة الوراثية بطرق متعددة، وبعدد أكـرب مـن . ٢

األمحاض األمينية ضماناً لصحة النتائج وحتقيق أكرب قدر مـن اليقينيـة يف .(٢)إجراء التحاليل اخلاصة ا، والتأكد من سالمة األجهزة ودراية الفنيني

توثيق كل خطوة من خطوات حتليل البصمة الوراثية، بـدءاً مـن نقـل . ٣العينات، إىل ظهور النتائج النهائية؛ حرصاً على سالمة تلـك العينـات، وضماناً لصحة نتائجها، مع حفظ هذه الوثـائق للرجـوع إليهـا عنـد

.(٣)اجةاحل :املسألة الثالثة

أثر البصمة الوراثية يف اإلثبات اجلنائييف الكثري من اجلرائم والقضايا اجلنائية يترك اجلاين أثراً يف حمل اجلناية ميكن من خالل حتليله ومقارنته مع البصمات الوراثية للمتهمني الوصول إىل صاحب

اثية لألثر املوجود مع بـصمة األثر بعينه، ولذلك فإن عدم مطابقة البصمة الور .املتهم تدل داللة قاطعة على أن املتهم بريء، وأنه ال ارتباط له ذه اجلناية

.٥٥البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص: ينظر )١(راثية يف إثبـات ، أثر البصمة الو١٦البصمة الوراثية وتأثريها على النسب لنجم عبد الواحد ص : ينظر )٢(

، البصمة الوراثية وعالئقها الشرعية لسعد ٨٠اجلرائم ونفيها وتطبيقاا القضائية لعبد اهللا األمحري ص .٢٤٣الدين هاليل ص

. ٥٥البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص: ينظر )٣(

Page 53: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٩١

أما إذا تطابقت البصمات فإن هذه قرينة قوية تدل داللة واضحة علـى أن املتهم كان موجوداً يف مكان اجلناية، وال يقبل منه إنكار ذلك، ومـن مث فـإن

طلب من املتهم أن يثبت مشروعية وجوده يف ذلك املكـان، القاضي أو احملقق ي فإن أثبت ذلك وأقام عليه البينة، وتكونت لدى القاضي أو احملقق القناعة بصدقه حكم برباءته، وإن مل حيصل شيء من ذلك فإن ظهر علـى املتـهم عالمـات اخلوف ومل يبني سبباً مشروعاً لوجوده يف مكان احلادث فإن للقاضي أن حيكم مبوجب البصمة الوراثية بأنه هو اجلاين، ويوقع عليه ما يـراه مـن العقوبـات

. (١)املشروعة يف غري احلدود والقصاص على ما رجحناهويدل على اعتبار البصمة وسيلة من وسائل اإلثبات يف اال اجلنائي عموم

(٢)اصاألدلة الدالة على مشروعية األخذ بالقرائن القوية يف غري احلدود والقـص وال شك أن البصمة الوراثية تعد من القرائن القوية، بل والقوية جداً، ولـذلك

.جند اطمئنان أهل االختصاص إىل نتائجها أكثر من اطمئنام إىل غريهاكما أن يف هذا القول متشياً مع مقاصد الشريعة يف احلد من اجلرمية واجتراء

.ارمني، وحفظ األنفس واألموال واألعراض

ـ ٦٦خدامها يف النسب واجلناية لعمر السبيل ص البصمة الوراثية ومدى مشروعية است : ينظر )١( ، ٧٩ـ ص ٢٦بصمة اجلينات ودورها يف اإلثبات لعارف علي عارف، حبث منشور يف جملة احلكمة عـدد

، أثر البصمة الوراثية يف إثبات اجلرائم ونفيهـا وتطبيقاـا القـضائية لعبـد اهللا األمحـري ٢٦٩ .١٠٧ـ١٠٥ص

ومـا ٥٥ للدكتوراه القرائن املادية املعاصرة وأثرها يف اإلثبات ص تنظر هذه األدلة مفصلة يف رساليت )٢( .بعدها

Page 54: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٩٢

وختاماً أضع بني يديك قرار امع الفقهي اإلسالمي بشأن البصمة الوراثية : وجماالت االستفادة منها؛ ليكون به متام هذا البحث، وهذا نصه

:احلمد هللا، والصالة والسالم على من ال نيب بعده، أما بعد" فإن جملس امع الفقهي اإلسالمي يف دورته السادسة عشرة املنعقدة مبكة

ـ ١٢املكرمة، يف املدة مـن هــ الـذي يوافقـه مـن ٢٦/١٠/١٤٢٢ـم، وبعد النظر إىل التعريف الذي سبق للمجمع اعتمـاده يف ١٠/١/٢٠٠٢ـ٥

نـسبة إىل ( البصمة الوراثية هي البنية اجلينية : " دورته اخلامسة عشرة، ونصه بحوث اليت تدل على هوية كل إنسان بعينه، وأفادت ال ) اجلينات، أي املورثات

والدراسات العلمية أا من الناحية العملية وسيلة متتاز بالدقة لتـسهيل مهمـة من الدم، أو اللعـاب، أو ) بشرية(الطب الشرعي، وميكن أخذها من أي خلية

" .املين، أو البول، أو غريه وبعد االطالع على ما اشتمل عليه تقرير اللجنة اليت كلفهـا امـع يف

رة بإعداده من خالل إجراء دراسة ميدانية مستفيضة للبصمة الدورة اخلامسة عش الوراثية، واالطالع على البحوث اليت قدمت يف املوضوع من الفقهاء واألطبـاء واخلرباء، واالستماع إىل املناقشات اليت دارت حوله، تبني من ذلـك كلـه أن

الوالدين أو نتائج البصمة الوراثية تكاد تكون قطعية يف إثبات نسبة األوالد إىل اليت توجد يف مسرح ) من الدم أو املين أو اللعاب ( نفيهم عنه، ويف إسناد العينة

اليت هـي إثبـات ( احلادث إىل صاحبها، فهي أقوى بكثري من القيافة العادية وأن اخلطـأ يف البـصمة ) النسب بوجود الشبه اجلسماين بني األصل والفرع

وإمنا اخلطأ يف اجلهد البـشري أو عوامـل الوراثية ليس وارداً من حيث هي، : التلوث وحنو ذلك،وبناء على ما سبق قرر ما يأيت

Page 55: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٩٣

ال مانع شرعاً من االعتماد على البصمة الوراثية يف التحقيق اجلنائي، : أوالً" واعتبارها وسيلة إثبات يف اجلرائم اليت ليس فيها حد شرعي وال قصاص خلرب

، وذلك حيقق العدالة واألمن للمجتمع، ويـؤدي (١)"ادرؤوا احلدود بالشبهات .إىل نيل ارم عقابه وتربئة املتهم، وهذا مقصد مهم من مقاصد الشريعة

إن استعمال البصمة الوراثية يف جمال النسب ال بد أن حياط مبنتـهى : ثانياًاحلذر واحليطة والسرية، ولذلك ال بد أن تقدم النصوص والقواعد الشرعية على

.ة الوراثيةالبصمال جيوز شرعاً االعتماد على البصمة الوراثية يف نفي النـسب، وال : ثالثاً

.جيوز تقدميها على اللعانال جيوز استخدام البصمة الوراثية بقصد التأكد من صحة األنساب : رابعاً

الثابتة شرعاً، وجيب على اجلهات املختصة منعه، وفرض العقوبات الزاجرة؛ ألن .ع محاية ألعراض الناس وصوناً ألنساميف ذلك املن

جيوز االعتماد على البصمة الوراثية يف جمال إثبـات النـسب يف :خامساً :احلاالت اآلتية

حاالت التنازع على جمهول النسب مبختلف صور التنـازع الـيت ذكرهـا - أالفقهاء، سواء أكان التنازع على جمهول النسب بسبب انتفـاء األدلـة أو

.ان بسبب االشتراك يف وطء الشبهة وحنوهتساويها، أم كحاالت االشتباه يف املواليد واملستشفيات ومراكز رعاية األطفال وحنوهـا، - ب

.وكذا االشتباه يف أطفال األنابيب

). ١٠٣( سبق خترجيه ص )١(

Page 56: א و אא א...٤٤١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ،ﲔﻠـﺳﺮﳌﺍﻭ ﺀﺎﻴﺒﻧﻷﺍ ﻑﺮﺷﺃ ﻰﻠﻋ ﻡﻼﺴﻟﺍﻭ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ

٤٩٤

حاالت ضياع األطفال واختالطهم، بسبب احلـوادث أو الكـوارث أو -ج ـ ى احلروب، وتعذر معرفة أهلهم، أو وجود جثث مل ميكـن التعـرف عل

.هويتها، أو بقصد التحقق من هويات أسرى احلروب واملفقودين : سادساً

ال جيوز بيع اجلينوم البشري جلنس، أو لشعب، أو لفرد، ألي غرض مـن األغراض،كما ال جتوز هبتها ألي جهة، ملا يترتب على بيعها أو هبتـها مـن

.مفاسد : يوصي امع مبا يأيت: سابعاً

لفحص اخلاص بالبصمة الوراثية إال بطلـب مـن أن متنع الدولة إجراء ا - أالقضاء، وأن يكون يف خمتربات للجهات املختصة، وأن متنـع القطـاع اخلاص اهلادف للربح من مزاولة هذا الفحص، ملا يترتب على ذلك مـن

.املخاطر الكربىتكوين جلنة خاصة بالبصمة الوراثية يف كـل دولـة، يـشترك فيهـا - ب

طباء، واإلداريون، وتكون مهمتها اإلشراف املتخصصون الشرعيون، واأل .على نتائج البصمة الوراثية، واعتماد نتائجها

أن توضع آلية دقيقة ملنع االنتحال والغش، ومنع التلوث وكل ما يتعلـق –ج .باجلهد البشري

يف حقل خمتربات البصمة الوراثية، حىت تكون النتائج مطابقة للواقع، اجلينـات ( ملختربات، وأن يكون عدد املورثـات وأن يتم التأكد من دقة ا

.بالقدر الذي يراه املختصون ضرورياً دفعاً للشك) املستعملة للفحص . واهللا ويل التوفيق، وصلى اهللا على نبينا حممد