٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

K

الفوزانبن فوزان فضيلة الشيخ الدكتور صالح

:احلمد هللا, وبعدفقد قرأت الرسالة التي بعنوان ألنبياء عليهم الصالة من أخالق ا«:

د بن عبداهللا السدحان, عبدالعزيز بن حمم: تأليف الشيخ» والسالمفوجدهتا رسالة مفيدة يف موضوعها, جيدة يف عرضها وأسلوهبا, حتث ع ىل

.]٩٠: األنعام[ _ÅÄ Ã +: باألنبياء عمال بقول اهللا تعاىلاالقتداء فجزاه اهللا خريا عىل ما كتب ونفع به, وصىل اهللا وسلم عىل نبينا

.د وآله وصحبهحمم :كتبه

صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلامء

هـ٢٣/٣/١٤٢٨

٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

K

لرمحن اجلربينعبداهللا بن عبدافضيلة الشيخ الدكتور

F احلمد هللا رب العاملني, وصىل اهللا وسلم عىل أرشف املرسلني, نبينا

:حممد وآله وصحبه أمجعني, وعىل مجيع األنبياء واملرسلني, وبعدفقد قرأت هذه الرسالة التي تتعلق بأخالق األنبياء عليهم الصالة

بن حممد السدحان وفقه اهللا والسالم, والتي ألفها الشيخ الدكتور عبدالعزيزتعاىل وسدد خطاه, فوجدهتا رسالة قيمة مفيدة يف هذا املوضوع الرشيف,

حسن اخللق وآثاره ونتائجه, وقد أورد ما تيرس له من األخالق احلسنة : وهووالتي دل عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة, فأحسن يف االنتقاء

اد وأفاد, فننصح بنرش هذه الرسالة واالستفادة منها ليحصل واالختيار وأجالتخلق هبذه األخالق الرشيفة وليقتدي اخللف بالسلف, حتى حيصل

.االنتفاع والتأثر هبذه السامت الفاضلة ونتائجهاوفق اهللا تعاىل هذه األمة ملا فيه اخلري والصالح, واهللا أعلم, وصىل اهللا

ه وصحبه وسائر النبيني, وسلم تسليام كثريا إىل يوم الدينعىل نبينا حممد وآل . عبداهللا بن عبدالرمحن اجلربين هـ٥/٥/١٤٢٨

٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

A

,نا حممد وصىل اهللا وسلم عىل نبي, العاملنياحلمد هللا رب :ا بعد أم,وعىل آله وصحبه أمجعني

قرأ موضوع جدير بأن ي»إل أخالق األنبياء« موضوع فإن فاألنبياء ,اخلري كلهفيه ألن; وأن يسمع فيه,تكلم فيه وأن ي,فيه

,غوا رساالت اهللا إىل أقوامهمهم الذين بلـ عليهم الصالة والسالم ـ وهلم من الفضائل واخلصال ما ال يوصل ,ألوهم صفوة خلق اهللا

.ؤتيه من يشاء وذلك فضل اهللا ي,إىل مثلهـ بل ما ال يقرب ـ ,مات بني يدي املوضوع مقدIQHالرسالةهذه وسأذكر يف صدر

وملقام امات فيها بيان ألمهية هذا املوضوع خصوصوهذه املقد : كذلكا وخصوصاة عمومالنبو

/ ٩/٢مغرب يوم الثالثاء »تجامع أيب هريرة «أصلها حمارضة ألقيت يف )١(

هـ, ثم ألقيت بعض معاملها يف إذاعة القرآن الكريم يوم الثالثاء ١٤٢٨عبدالكريم املقرن, / مع الشيخ» معكم عىل اهلواء«هـ يف برنامج ٧/٤/١٤٢٨

. للطبعوكان ذلك وقت إعداد الكتاب

٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:املقدمة األوىل* الذي يضع : واحلكيم هو,»احلكيم« من أسامء اهللا تعاىل أن

.األمور مواضعهاعرتهيا مهام بلغت ي لكن حكمة البرش,برش حكامء يف الإن

.النقص واخللل, ه بالغة يف الكامل أعالها يف شأن حكمة اهللا تعاىل فحكمتأم

,]٨٣: األنعام[ _Z Y ] \ + وبالغة يف الكامل منتهاه, + ,]١٧: النساء[ _} | { ~ + ] \ _

.]٨٤: فالزخر[ _ � ¡ ¢ + ,]٢: التحريم[ له األسامء أل وهو ,رب اهللا تعاىل بذكر هذه الصفات لهخي

.ىلاحلسنى وله الصفات الع :املقدمة الثانية*

من حكمة اهللا تعاىل وعظيم صنعه يف خلق الناس أن فاضل : قال تعاىل, وخالف بينهم يف األلسنة واأللوان,بينهم يف األنساب

+ u t s r q p o z y x wv| { _ ]٢٢: الروم[.

٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

, وفيهم الغني والفقري,ئيس واملرؤوسفالناس فيهم الروفيهم العجمي والعريب . وفيهم الفاضل واملفضول,

:املقدمة الثالثة* وعقوهلم وعلومهم يف تغاير أحوال الناس واختالف أنساهبم

: ومن تلك احلكم,وكثرة أمواهلم وغري ذلك حكم عظيمة فلو كان الناس كلهم أغنياء لتعطلت ,كمل إال بذلك احلياة ال تأن

ولكن, ولو كان الناس كلهم فقراء لتعطلت منافع كثرية,منافع كثرية¸ º ¹ « ¼ ½ ¾ ¿ + :قال تعاىل

Æ Å Ä Ã Â ÁÀ_ ]٣٢: الزخرف[, + W V U _ ] \[ Z Y X_ ]٢: التغابن[.

يف أحوال الناس عىل اختالف بت الطرف فأنت إذا قل رأيت ... واختالف ألسنتهم وألواهنم,أعصارهم وتباعد أقطارهم

مؤمن , رئيس ومرؤوس, سليم وعليل, غني وفقري:فروقا كثرية . وهلم جرا..وكافر

:املقدمة الرابعة* فعة احلقيقية الر أن إال.. أحوال الناس ومع متايزهممع تغري

وتكاثرت مهام تغايرت أنساب الناس,ألاهللا هي رفعة اإليامن ب

١٠ õbîjãþa@Öýc@åß إل

وهي رفعة ةفعة احلقيقي فالعربة بالر,أموال بعضهم عىل بعض .]١٣: احلجرات[ _vu t s r q +, اإليامن

ويزن الناس أنفسهم بموازين ,وهلذا يتفاضل الناس. .ميزان العشرية. .ميزان الولد. .ميزان املال. .بميزان النسب

وهبا يف ,زين هبا يتفاضل الناس عىل بعضهم البعضوهذه املوا ما إال,جمالسهم وجمتمعاهتم يزنون أنفسهم يف غالب أحواهلم

وهذه املوازين ال قيمة هلا إذا خلت من امليزان ,شاء اهللا ره صاحبه يف وهلذا ميزان النسب باطل إذا مل يسخ,احلقيقي

¸ º ¹ « + وهلذا,طاعة اهللا ويستعن به عىل طاعة اهللا .]١٠١: املؤمنون[ _ ¼ ½ ¾ ¿

a ` _ ^ ] \ [ Z + :ميزان كثرة املال والولدf e d c b _ ]٨٩−٨٨: الشعراء[. Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì + :ميزان العشرية

Ö Õ..._ ]٣٦−٣٤: عبس[. t s r q + :ا امليزان احلق والرفعة احلقيقيةإذ

vu_ ]١٣: احلجرات[.

١١ õbîjãþa@Öýc@åß إل

نقيصة تقي عبد عىل وليس ن حاك أو حجم التقو وإقا حقإذ

:املقدمة اخلامسة* :فعة باإليامن رفعتانالر

فاملؤمنون مرتفعون عىل غريهم من ;الرفعة باإليامن ألهله املؤمنني −١ .]١٣٩: آل عمران[ _ � ¡ ¢ £¤ + .غري املؤمنني

وأهل اإليامن فيهم أناس يرتفعون عىل من سواهم من بقية −٢ . وهي العلم,لهم هباهم اهللا وفضاملؤمنني بخاصية خص

فقال ,]١١: اآلية[ فعتني يف سورة املجادلةوقد مجع اهللا الر هذه الرفعة األوىل باإليامن_Þ Ý Ü Û Ú + :أل+ ãâ á à ß_ة وهذه الرفعة الثاني.

فعة والر,ألهل اإليامن عىل غري املؤمننيهي ة فعة العام الر;اإذ .ألهل العلم من أهل اإليامن عىل سائر املؤمننيهي اخلاصة

:املقدمة السادسة* ;ة بالعلم واإليامن يتفاوتون فيام بينهمفعة اخلاصأهل الر

ف هلا التشوب يصع هناك منزلة أن إال,فالعلامء يتفاوتون بينهم

١٢ õbîjãþa@Öýc@åß إل

هبا أل اهللا منزلة خص.. ناهيك عن بلوغها,رهبا عن قالفض تلك , من خلقها منزلة اصطفى اهللا هلا أناس,ا من الناسأقوام .سالةة والر منزلة النبو: هياملنزلة

قد بلغوا إلفأولئك الثلة املباركة من أنبياء اهللا ورسله دأحـ قارهبا بل لن يـ إليها هبا لن يصلـلهم اهللا فضمنزلة

.من الناسn m l + :تلك الثلة املباركة اصطفاهم اهللا

sr q p o _ ]٧٥: احلج[ ,+ Å Ä ÃÈÇ Æ_ ]١٢٤: األنعام[.

l k j i h g + :هذه الثلة املباركةq p o n m _ ]٤٧−٤٦: ص[. V U X W+ :نرص اهللا من نرصهم وآواهم

Y_ ] \ [ Z _ ]٥١: غافر[. b a + :وعاقب اهللا وأخز من كذهبم وعاداهم

l k j i h g f e d cm_ ]٤١: األنبياء[.

١٣ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:املقدمة السابعة* يتفاضلون ـ عليهم الصالة والسالم ـ سل األنبياء والرأن ML K J I HG F E D C B + :فيام بينهم

P O N_ ]سل فأولوا العزم أفضل الر.]٢٥٣: البقرة, وأفضل ,ج نا حممدنبي وجاخلليالن إبراهيم وأفضل أويل العزم اخلليلني نبينا حممد أفضل األنبياء واملرسلني بتفضيل ج , فهوج

عليه وعىل مجيع األنبياء واملرسلني أفضل وأزكى ,اهللا تعاىل له .IQHالصالة والتسليم

:املقدمة الثامنة* ورفيع منزلتهم ورشيف إلمن عظيم مكانة األنبياء

وصدق ألسنتهم ,ر تطمئن لصادق دعوهتمط الفمرتبتهم أن

هنا أمر ال بد أن نعلمه ألمهيته يف تقرير البدع والسنن; فتفضيل املكان وتفضيل )١( مردها إىل الشارع احلكيم, فالرسل عليهم الصالة .. الزمان, وتفضيل اإلنسان

C B +والسالم يتفاضلون, والذي فاضل بينهم هو اهللا الذي أرسلهم, G F E D _ل, فاملساجد أفضل البقاع; ألن الرشع , والبقاع تتفاض

فضلها, واألزمنة تتفاضل, فلرمضان فضل وليوم عرفة فضل وليوم عاشوراء وهكذا, فإذا رأيت من يفضل إنسانا أو مكانا أو زمانا تفضيال .. ولصيامه فضل

رشعيا دون نص من الرشع فاعلم أن تفضيله ذاك باب إىل البدعة .

١٤ õbîjãþa@Öýc@åß إل

, العقول تقطع بصحة كالمهم وبحقيقة دعوهتم وأن,ومقاهلم .وا به وتستكني لصدق ما جاؤوالقلوب تطمئن

وألن, املنزلةتبة ورشيفمن عظيم الر إلوذلك ملا لألنبياء . وما سواها فباطل,هي الدعوة احلقو ,دعوهتم هي دعوة التوحيد

:املقدمة التاسعة* ; أهنم برش إال, ورفيع مرتبتهمإلمع عظيم رشف األنبياء

.. ويموتون, وتضيق صدورهم, ويبكون, وحيزنون,يمرضون+ IH G F E D C B A _ ]٤٣: النحل[, + ¼ » º ¹ ¶ µ ¾ ½ _ ]١٢: هود[, +Å Ä Ã Â _ ]٨٠: الشعراء[, + f e d c

i h g _ ]رشب إلاألنبياء ف ..]٩٧: احلجر ليس فيهم يشء .بوبية أو األلوهيةمن صفات الر

+ É È Ç ÆÅ Ä Ã Â Á ÀÊ_ ]٣٤: األنبياء[, + t s r q p o n

£ ¢ ¡ � ~ }| { z y x w v u ¦ ¥¤ ® ¬ «ª © ¨ §_ ]٥٠: األنعام[.

١٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:املقدمة العارشة* هم اهللا تعاىل فقد خصـ الصالة السالممعليهمع برشيتهمـ

وهذه اخلصائص ال خترجهم عن دائرة ,بخصائص دون الناس .هم واصطفاهم هبا دون غريهمخصـ وعال جلـ البرشية ولكن اهللا

.الوحي: سل دون الناسفمن خصائص األنبياء والر .العصمة: هاومن .IQHنهم تنام لكن قلوهبم ال تنام أعيأن :هاومن

عند املوت هل تريد أن تبقى برشا خملدا ون ري خيمأهن :ومنها IRHN?أو أن متوت وقد جاء يف ,دفنون يف املكان الذي ماتوا فيهأهنم ي :هاومنما قبض نبي إال دفن حيث« :احلديث .ISH» يقبض .ITHم عىل األرض أن تأكل أجسادهمحر أل اهللا أن :هاومن .ونلص يف قبورهم يأهنم أحياء :هاومن

وكذلك األنبياء ... «: الطويل يف اإلرساء واملعراج قالتأنس يف حديث )١( ).٧٥١٧(أخرجه البخاري . »تنام أعينهم وال تنام قلوهبم

ما من نبي «: قالجعن النبي بحديث عائشة الصحيحني من كام يف )٢(يمرض إال خ .» بني الدنيا واآلخرةري

له طرق لكن , وبإسناد ضعيف تعن أيب بكر )١٦٢٨(أخرجه ابن ماجه )٣( .وشواهد يصح هبا

نعم, لكنها : قد يكون ذلك خاصية لغري األنبياء من الشهداء? فيقال: فإن قال قائل )٤( . بخالف غريهم, فقد ينعم عىل بعضهم دون بعضإلخاصية جلميع األنبياء

١٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:ةاملقدمة احلادية عرش* خصائص دون ـ عليهم الصالة والسالم ـ لألنبياء كام أن

له , عليه الصالة والسالمنا حممد أفضلهم وهو نبي فإن,الناسفيام إل فهو يشارك األنبياء ,إل ر األنبياءخصائص دون سائ . ويزيد عليهم بخصائص له دون غريهسبق من اخلصائص

جرسول اهللا سمعت : قالتفي حديث أيب هريرة ف ,مل الكجوامع يتعط أ: عىل األنبياء بستلتضف«: يقولا طهورلت يل األرضع وج,ت يل الغنائملح وأ,عب بالرترصون

.IQH»ون النبيم يبت وخ, إىل اخللق كافةلترس وأ,اومسجد يتعطأ« : قالج النبيأن: ب جابر بن عبداهللا عنورص ن:بيل قد أحنهعطا مل يمخس , شهرعب مسرية بالرتتي ام رجل من أما فأيورها وطت يل األرض مسجدلعوج

, قبيل ألحدت يل املغانم ومل حتللح وأ, فليصل الصالةأدركته عثتة وب إىل قومه خاصثبع ي وكان النبي, الشفاعةيتعطوأ

.IRH»ةإىل الناس عام

.أخرجه مسلم )١( .أخرجه الشيخان )٢(

١٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:ج دنا حممفمن خصائص نبي كام تقدم يف حديث أيب هريرة :مل الكعطي جوامعأ جأنه −١

الرشذكر بعضو . قريبات أن »جوامع الكلم« اح أن من املعاين العظيمة الكثريل حتتها دخ أو مجلة ييتكلم كلمة

.اجلميلةرصن أل اهللا أن−٢ .عب مسرية شهربالر ج ه

بن عبداهللا حتت حديث جابر:قال احلافظ ابن حجر عب بالرد لغريه النرصه أنه مل يوجمفهوم«: املتقدمب

ا فال, لكن لفظ ا ما دوهن منها, أمثرة وال يف أكيف هذه املدعب ولو بالر عىل العدورصتون« :رواية عمرو بن شعيب

ه به فالظاهر اختصاص,»كان بيني وبينهم مسرية شهره وبني دل با ألنه مل يكن بنيل الغاية شهرعا, وإنام جمطلقىل له ع منه, وهذه اخلصوصية حاصلة من أعدائه أكثردأح

ه بغري عسكر, وهل هي اإلطالق حتى لو كان وحد .IQH»ته من بعده? فيه احتامل ألمحاصلة

. بخالف من قبله,ج ت لهلح الغنائم أ أن−٣

).١/٥٢١(» فتح الباري« )١(

١٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

بخالف ,اورها وطته مسجدوألم جت له لع األرض ج أن−٤ . يف أماكن الصالةون إاللصمن كان قبله فإهنم ال ي

. يوم القيامةال وأفضلهم وأكثرهم تابعسلرخاتم ا ج أنه −٥ل إىل رس ي نبي فقد كان كل,ةللناس كاف ج أن رسالته −٦

u+ . إىل الناس كافةثع فقد بجنا ا نبي أم,قومه{ z y x w v_ ]٢٨: سبأ[ ,

+ y x w v u t s r_ .]١٥٨: األعراف[

وهو حمفوظ,هي القرآن الكريمزته اخلالدة وعج بقاء م−٧ _ m l k j i h g + ,بحفظ اهللا تعاىل

.]٩: احلجر[ :ةاملقدمة الثانية عرش*

أهنم ـ عليهم الصالة والسالم ـ من لوازم منزلة األنبياء أخالقهم أفضل من الزم ذلك أن فإن,إذا كانوا أفضل البرش

فهم أهل ,طالق آداهبم أفضل اآلداب عىل اإل وأن,األخالق عليهم ,السمت واملروءة واألخالق النبيلة والصفات الرشيفة

.الصالة والسالم

١٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:ةاملقدمة الثالثة عرش* وعظيم شأن أخالقهم وهدهيم إللعظيم شأن األنبياء

عليه الصالة نا حممدوهو نبيـ هم أمر أفضل أل اهللا فإن,ودعوهتم ¾¿ À + :ج له ـ فقال أن يقتدي هبداهمـ والسالم

ÅÄ Ã ÂÁ_ ]د هب, اقتد يا حممد:أي ]٩٠: األنعام .األنبياء من قبلك

:ةاملقدمة الرابعة عرش* , إل ذلك وسار عىل هدي إخوانه األنبياء ج لزم النبي

وكانت ,منزلة إل ء األنبيا فكان أعظمالوزاده اهللا تعاىل فض .ها األخالق وأرشفه أعظمأخالق

.]٣: النجم[ _ N M L K+ : لسانه اهللاىفلقد زك .]١٧: النجم[ _ t s r q p+ :هوزكى اهللا برص

خلقهوزكى اهللا :+n m l k _ ]٤: القلم[. لد وتعظيم العظامء لليشء ي:قال بعض علامء الشافعية

م هو أعظم فكيف إذا كان املعظ,له يف العظمةعىل توغ .ـهو اهللا و,العظامء

٢٠ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:ةاملقدمة اخلامسة عرش* :جد نا حممبلزوم االقتداء بنبيـ وعالجلـ نا اهللا أمر

+ Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â ÁÑ Ð Ï Î Í_ ]٢١: األحزاب[.

رشيف أخالقه وري عىل هنجه وباالقتداء هبديه نا بالسأمر .نبيلة ج صفاته ومجيع,وصفاته

:ةملقدمة السادسة عرشا* عظم اإلسالم : منها, األخالق وذلك من وجوه كثرية شأن

:لقه الفاضل بعظيم خج اهللا تعاىل أثنى عىل نبيه أن −١+n m l k _ ]٤: القلم[.

وهو أعظم وأفضل البرش ـ عليه الصالة والسالم النبيأن −٢ :ألخالقسن اقه حرزه بأن ي ربـ كان يدعو اأخالق

,IQH» أنتدي ألحسنها إال األخالق ال هي ألحسنواهدين« .IRH»قيلن خسلقي فحنت خ كام حساللهم«

إذا قام إىل جكان «: , وأولهتمن حديث عيل ) ٧٧١(رجه مسلم أخ )١(

وجهت وجهي للذي فطر السموات واألرض: الصالة قال .احلديث» ..., تمن حديث ابن مسعود ) ١/٤٠٣(» املسند«أخرجه اإلمام أمحد يف )٢(

.لمن حديث عائشة ) ١٥٥, ٦/٦٨(وكذا

٢١ õbîjãþa@Öýc@åß إل

اوي بعض س قد تربةسن األخالق قل حع ج اإلسالمأن −٣لقه سن خك بحرديل لج الرإن« :ج قال .ب العظيمةرالق

.IQH» القائم بالليل الصائم بالنهاردرجةهم الناس إليه يوم القيامة أحسن أقرب أنني بج النبيأن −٤

يومالنزي م وأقربكم منكم إيل أحبإن«: ج قال .اأخالق .IRH»االقيامة أحاسنكم أخالق

ئها سييوارصف عن« :ج قال .هائاحلذر والتحذير من سي −٥ .ISH» أنتها إالئ سيي عنال يرصف

,ا أو فسادار عىل العمل صالح األخالق تؤث أن بنيج أنه −٦» ...هم للناس الناس إىل اهللا تعاىل أنفعأحب« :جقال

اخللوء سإنو... «: آخره ويف,احلديث ق يفس د العمل كام د اخلل العسلفسي «ITH.

.لمن حديث عائشة ) ٦/١٨٧(, وأمحد )٤٧٩٨(أخرجه أبو داود )١(من حديث أيب ) اإلحسان−٥٥٥٧(, وابن حبان )٤/١٩٣(أخرجه أمحد )٢(

ثعلبة اخلشني .ت, وتقدم قريباتمن حديث عيل ) ٧٧١(أخرجه مسلم )٣( . » قضاء احلوائج«, وابن أيب الدنيا يف )١٢/٤٥٣(» الكبري«أخرجه الطرباين يف )٤(

).٩٠٦(» الصحيحة«وحسنه األلباين يف ). ٤٧ص(

٢٢ õbîjãþa@Öýc@åß إل

:ةاملقدمة السابعة عرش* وما ,ن أخالقهم وشأإلم من عظيم شأن األنبياء ا تقدمم

فيعة والدرجات من املنزلة الر أللألخالق يف اإلسالم عند اهللا ري بكل ح..املنيفة وأن يكون ,ى بتهذيب أخالقهعن مسلم أن ي وأن يستشعر ,ق يف مجيع جوارحه ويف مجيع جمالسهن األخالسح

, صامتة األخالق احلسنة دعوةعلم أن وأن ي, اخللق احلسنمنزلة وكم ,كم دخل يف اإلسالم من قوم بسبب األخالق احلسنةف

هم لإلسالم بسبب سيئغض من أقوام وزاد بأبغض اإلسالمى هذا اجلانب فيام يتعلق رع مسلم أن يكلب فحري,األخالق

.بتحسني أخالقه :ةاملقدمة الثامنة عرش*

أي خل أن: وهي,مات أختم بمقدمة أخريةبعد هذه املقد ق ألن;إل فهو يف مجيع األنبياء ,يف بعض أنبيائه ألره اهللا كذ

. وكل واحد منهم يقتدي بمن قبله,بعضهم يقتدي ببعض أسوق بعض ما ..ة عرشمات الثامين سياق تلك املقدوبعد

سل عليهم الصالة اهللا تعاىل من أخالق األنبياء والريرس : فأقول وباهللا تعاىل التوفيق,والسالم

٢٣ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أل هللا إل خشيتهم

.م لرهب أهنم أكثر الناس خشية:إلمن أخالق األنبياء

¯ ° ± ² ³ + :أعلم الناس باهللا إلفهم µ´ _ ]هلذا ,ألأخشى الناس هللا إل واألنبياء .]٢٨: فاطر ل يف اآليات الكريمة ويف األخبار النبوية عن األنبياء فمن تأم :األمثلةـ بل مئات ـ رأ عرشات إلÛ Ú Ù Ø + :عنه ألقال اهللا : ؛آدم ف

å ä ã â á à ß Þ Ý Ü _ ]٢٢: األعراف[. I H G F E D C B A + :؛فبادر

L K J_ ]٢٣: األعراف[. ق أنه مل يوفنجاة ابنه وتبني أله ا سأل رب مل:؛ نوحو

ومل يتوان ؛ بادر ,ه خطأ ذلك منه له رب وبني,إىل الصوابØ × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï + :هواستغفر رب

Þ Ý Ü Û Ú Ù E D C B A

٢٤ õbîjãþa@Öýc@åß إل

W V U TS R Q P O N M LK J I H GFZ Y X_ ]ا وخوفخشية ؛ فبادر .]٤٦−٤٥: هود

\ [ + : عقابه وسخطه وخشيةألا يف مرضاة اهللا وطمع _ ^ l k j i hg f e d c b a `

o n m _ ]٤٧: هود[. غضب عىل قومه وسخط عليهم:؛يونس ذو النون

+ :رجع فبادر ومل يتوان أله هه رب لكن ملا نب,ومل يصرب _ ~ m l k j i h g f e d c b a

t s r q p o n_ ]ويف .]٨٧: األنبياء x w v u t s r q p + :ة الصافاتسور

¥ ¤ £ ¢ ¡ � ~ } | { z y أله رب؛فدعا ... ]١٤٦−١٤٣: الصافات[ _ ¦ §

.ذلك لهـ فاستجاب اهللا ,نجيه أن يه وسألهدووح وكز رج:؛موسى و له خطأ ذلك فامت وتبنيال _ t s r qp o n m lu + :األمر

فاعرتف أنه ظلم نفسه وسأل اهللا ؛ سارع ثم.]١٥: القصص[

٢٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

b a `_ ~ } | { z y x w + :املغفرةd c_ ]١٦: القصص[.

يف ارسيع إل كان كسائر إخوانه األنبياء :؛داود : يف احلكم بني اخلصمنيأل ملا امتحنه اهللا األوبة والعودة

+ ´ ³ ²» º¹ ¸ ¶ µ _ ]٢٤: ص[. من املنازل املنيفة ؛ فمع ما لألنبياء ; حالوبكل

إذا تبني الناس أوبة أرسعا فقد كانو..ب النبيلة الرشيفةتوالر .واأهنم أخطؤ

٢٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أل مع اهللا إل أدبهم

ا مع اهللا الناس أدب أهنم أعظم:إلومن أخالق األنبياء

.أل القرآن علينا يف شأناهللا تعاىل يف ومن شواهد ذلك ما قص

:ـ يعلم ذلك وهو تعاىلـعندما قال اهللا تعاىل له ؛عيسى + | {z y x w v u t s r

k j i h gf e d c b a _ ~ } z y x wv u t s r q p o n ml

.]١١٦: املائدة[ _} إىل إل فدعوته ودعوة مجيع األنبياء ,لهق مل ي؛فهو

أدب سلك مسلك؛ ولكن عيسى ,التوحيد وهدم الرشك .ـ ممع رهب إلاألنبياء

ب يف وهذا توفيق للتأد« :قال ابن كثري رمحه اهللا تعاىل .»اجلواب الكامل

٢٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

ألنفسهم إلعدم انتقامهم

أهنم ال ينتقمون ألنفسهم :إلومن أخالق األنبياء

,ألم هم ومقصدهم مرضاة رهببل كان مه, ترصون هلاوال ين .ا ألنفسهم فال أممات اهللا تعاىل,ركت حه إذا انتفال ينتقمون إالم أبناؤه بافتضاح أمرهم وعلموا لا عمل :؛يعقوب

وحي يموجود يوسف بخطئهم وعلموا أن ق يف ذلك رزW Z Y X + :رجعوا منكرسين إىل أبيهم.. الوقت

؛ يعقوب ومع أن.. .]٩٧: يوسف[ _] \ [ ^ين من بعد يوسف عنه وم األمرذاق ن مكر إخوانه به ومن

` f ed c b a +: ه مع هذا كل..كذهبم عليهi h g _ ]٩٨: يوسف[.

»سأستغفر« : ومل يقل» أستغفرسوف« : ملاذا قال: هنا مسألةثم ? هلم مبارشةومل يدع

ر ألنه حه هلم إىل السر دعاءين بأنه أخأجاب بعض املفرس وهلذا أثنى اهللا تعاىل عىل املستغفرين باألسحار ,ى لإلجابةأرج

٢٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

.]١٧: آل عمران[ _R Q + :ـ وقالكذلك مل ينتقم من إخوانه مع شناعة ما :؛يوسف و: قال ملا علموا أمره إنام,درته عىل االنتقام منهم ومع ق,فعلوا به

+ d cb a ` _ ~ }| { z y p o n m l k j i hg f e

r q_ ]فقال إخوته, ]٩٠: يوسف: + u t| {z y xwv_ ]٩١: يوسف[..

ألهنم األنبياء . . وكال حاشا? هل فعل?خ أو وب?هل انتقم¥ � ¡ ¢ £¤ + : بل قال,فيعأهل اخللق الر

« ª © ¨§ ¦_ ]٩٢: يوسف[. أنه ملا ـ عليه الصالة والسالم ـ بل بلغ من عظيم أدبه

r q p o n + :اجتمع شمله مع أبيه وإخوته قالt s_ ]ح ر حتى ال جي,بمن اجلو : ومل يقل,]١٠٠: يوسف

z y } | { ~ � + : قال ثم,مشاعر إخوانهغ من جهة زغ من جهته ولكنه ننزي الشيطان مل مع أن,_¡¢ فلم ,ه ذلك من باب عدم جرح مشاعر إخوت ولكن كل,هإخوت

.لنفسهـ عليه الصالة والسالم ـ ينتقم

٢٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أما نبينا حممد ما انتقم رسول اهللا «: ل قالت عائشة :ج .IQH»مات اهللارنتهك ح حتى ت, لنفسه يف يشء قطج

طأ عليه ويساء إليه ولكنه خيـ عليه الصالة والسالم ـ كان l k +: ألنه كام ذكر اهللا عنه;كان يعذر ويلتمس العذر

n m _ ]٤: القلم[. ج مع النبيخرجت« : قالتعن أنس ابن مالك

وعليه برد فجبذ فجاء رجل,جراين غليظ احلاشية ن الربد حتى ر الربدأث , مر يل من د يا حمم: قال ثمج ق النبين يف صفحة ع

ثم ضحك ثم ج رسول اهللا التفت إليهف! عندكمال اهللا الذي .IRH له بعطاءأمر

د وأساء بالقول الربذبل الفعل حني ججلقد أساء هذا الر .تهلغلظة اخلطاب وشد

أن ـ عليه الصالة والسالم ـ ولقد كان بمقدور النبي ولكنه كام قال اهللا تعاىل ,اعطيه شيئ ال يره وأنعزعاقبه وأن يي

.]١٢٨: التوبة[ _¨ © ª+ :عنه

.لمتفق عليه من حديث عائشة )١( .تمتفق عليه من حديث أنس )٢(

٣٠ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أن النبي » املسند«ويف ملا قسم بعض ج املؤلفة الغنائم أعطى من يف نفسه د بعض األنصار وج فكأن, وترك األنصارقلوهبم بلغ اخلرب النبي فلام,ذلك م مع مجعهـ عليه الصالة والسالم ـ

ولكن انظر إىل ,درته عىل أن يعاقب من قالعلمه بام قالوا ومع قرشعا مي« :عظيم األدب ورفيع اخللق حيث قال الةا قمار, األنص

. ذلك مع أهنم قالوا,م إنكم قلت: مل يقل,»?منكي عنتغلبأما واهللا« :هلم ج قال ثم لو شئتم لقلتم فلصد قتم وصدقتم :

أتيتنا مكذبا فصدقناك وخمذوال فنرصناك, وطريدا فآويناك, , وعائال فأغنيناك أوجدتم يف أنفسكم يا معرش األنصار يف لعاعة ,

من الدنيا تألفت هبا قوما ل يسلموا ووكلتكم إىل إسالمكم ? أفال ترضون يا معرش األنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعري

وترجعون برسول اهللا يف رحالكم ـ ج ـ فوالذي نفس حممد بيده ? لوال اهلجرة لك نت امرأ من األنصار ولو سلك الناس شعبا ,

وسلكت األنصار شعبا لسلكت شعب األنصار اللهم ارحم , األنصار وأبناء األنصار وأبناء أبناء األنصار فبكى القوم حتى .»

أخضلوا حلاهم وقالوا, رضينا برسول اهللا قسام وحظا: «IQH. . وانظر إىل عدم االنتقام للنفس,ةفانظر إىل كامل األخالق النبوي

.تمن حديث أيب سعيد اخلدري ) ٣/٧٦(» مسند اإلمام أمحد« )١(

٣١ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أل هللا إل همشكر

.ألأهنم أشكر الناس هللا :إلومن أخالق األنبياء

, شكور بأنه عبد؛ القد وصف اهللا نوح :؛نوح _ f en ml k ji h g + :ـ فقال

.]٣: اإلرساء[W V U + : أثنى اهللا عليه بقوله:؛إبراهيم

cb a ` _ ^ ] \ [ Z Y Xh g f e d _ ]١٢١−١٢٠: النحل[.

x w + : قال ذكر اهللا تعاىل يف كتابه أنه:؛سليامن ¡ � ~ } | { z y_ ]١٩: النمل[ ,

z yx w v u t s r q } +: أيضاوقال .]٤٠: النمل[ _ | { ~� ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦

:حثه اهللا عىل الشكر مع أنه من الشاكرين :؛موسى + JI H G F E DC B

٣٢ õbîjãþa@Öýc@åß إل

N M L K_ ]١٤٤: األعراف[. .]٣٤−٣٣: طه[ _ Ñ Ð Ï Î Í Ì+ : ؛وقال كان أشكر الناس هللا تعاىل مع رشيف منزلته :ج دنا حممنبي

يقوم الليل ـ عليه الصالة والسالم ـ فقد كان ,وعظيم مرتبته كلم يف ذلك وقيل له فلام,حتى تتفطر قدماه هذا مل تفعل كل:

أفال « :جقال ?روقد غفر اهللا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخ .IQH»?اا شكورأكون عبد

ـعليه الصالة والسالمـ كر اهللا تعاىل حثشولعظيم أمر أعني ـ وهلذا كان من عظيم هذه العبادة ,أل أمته عىل شكر اهللا

. أهنا عند اهللا تعدل أكثر من النعمة نفسهاـشكر اهللا تعاىل عليها إال اهللارك فشعمة ن عىل عبد اهللاا أنعمم«: جوقال

.IRH»ذ من الذي أخكان الذي أعطى أفضل كان الذي أعطى من الشكر أفضل من الذي أخذ من :أي

.معالن

.تمتفق عليه من حديث املغرية )١(وحسن إسناده البوصريي . تمن حديث أنس ) ٣٨٠٥(أخرجه ابن ماجه )٢(

.»زوائدال«يف

٣٣ õbîjãþa@Öýc@åß إل

في الخيرات إلمسارعتهم

أهنم أرسع :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

.الناس يف فعل اخلريات¸º¹ + .فهم ال يتوانون عن فعل اخلري

À¿ ¾ ½ ¼ ».._ ]٩٠: األنبياء[. .]١٦٣: األنعام[ _ ´ µ ¶ ... + : قالجنبينا

¡ ¢ £ ¤ + :قال اهللا تعاىل عنه :؛زكريا ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¹ ¸ ¶µ ´ ³ ² ± °  Á À¿ ¾ ½ ¼ » º

Ã_ ]٩٠−٨٩: األنبياء[. عىل املسارعة واملسابقة إىل فعل اخلري أل اهللا وهلذا حث

B + ,]٢١: احلديد[ _ d cg f e + :فقالF E D C_ ]فاملسابقة إىل فعل .]١٣٣: آل عمران

.وأخالقهم إلاخلريات من أعامل األنبياء

٣٤ õbîjãþa@Öýc@åß إل

بالوعد إل وفاؤهم

أهنم أوىف :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

.الناس بالوعد إذا عاهدوا وواعدوا :والعهد عهدان

.العهد مع اهللا −١ .الناسالعهد مع −٢

.واألنبياء عليهم الصالة والسالم أوىف الناس بالعهد + t s r q p o n m l k

� ~} | { z y x w v u ¬ « ª ©¨ § ¦¥ ¤ £ ¢ ¡

.]٨١: آل عمران[ _ ® ¯ °أخذ اهللا عليهم هبذا العهد أنه إذا بعث حممد وأحد ج

منهم حي أن يت فوفوا بام عاهدوا عليهم بعه فالتزموا بذلك, .الصالة والسالم

وهلذا مدح اهللا ,ا مع الناس فكانوا أوىف الناس بالعهدأم

٣٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

_ Z Y X W V ] \+ : فقال؛إسامعيل .]٥٤: مريم[

جعل , وهلذافنستفيد من هذا عظيم شأن الوفاء بالوعد فقال عليه , اإلخالف بالوعد من صفات املنافقنيجالنبي

ومن ,اا خالص فيه كان منافقن كن مأربع« :الصالة والسالم »...ة من نفاق حتى يدعها كانت فيه خل منهنةكانت فيه خل .IQH»إذا وعد أخلفو... « :وذكر من ذلك

وعىل هذا; فينبغي أن يكون املسلم عامة وطالب العلم ئة, وأن يكون بخاصة من أبعد الناس عن تلك اخلصال السي

مثاال حيتذ يف الوفاء بالوعد, والعجيب أن اجلاهليني كان .يعدون إخالف الوعد من عظائم األمور

أن «: ـيف اجلاهلية اجلهالءـ وكان قال عوف بن النعامن يموت الرجل عطشا خري له من أن يكون خمالفا ملوعد «IRH.

:, منهاثار يف ذم إخالف الوعد فكثريةوأما اآل

.بيث ابن عمرو متفق عليه من حد )١(جتريد « ,)٣/١٤٢(» تاريخ بغداد« ,)٤١ص(» أدب اإلمالء واالستمالء« )٢(

).٤٢٩ص(للذهبي » أسامء الصحابة

٣٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

يا «: أنه قال البن لهإ ما روي عن سليامن بن داود ي, إذا وعدت فال ختلف فتستبدل باملودة بغضانب «IQH.

حدثني هارون بن سفيان : وقال عبداهللا بن أمحد بن حنبلكيف تعرف الكذابني? : قلت ألبيك أمحد بن حنبل: املستميل قال

.بمواعيدهم: قال .وعد خشية اإلخالفوكانوا يتحاشون امل

تعدين? : قلت لقبيصة: قال حممد بن إدريس احلنظيل .IRHإذا جئتني فرأيتني لقيتني: فقال

:ومن مجيل ما قيل يف املوعد من الشعرإذا قلت يف يشء نعم فأمته فإن نعم دين عىل احلر واجب وإال فقل ال واسرتح وأرح هبا لئال يقول الناس إنك كاذب

:وقول اآلخر ورش من البخل املواعد واملطلهاإذا اجتمع اآلفات فالبخل رش

فال خري يف قول إذا كان كاذبا وال خري يف قول إذا مل يكن فعل

).٤١ص(» أدب اإلمالء« )١( ).٤٢ص(» أدب اإلمالء« )٢(

٣٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

حق الوالدين إل معرفتهم

معرفة حق:ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

:قام الوالدين يقال, ويف شأن مالوالدين بالوالدين وأمهلوا من الناس بأمر الربلقد هتاون كثري

. وهذا من اخلطورة بمكان,شأنهق بني املرء وكم فر,م عقوق الوالدين من بيوتدفكم ه

ب بسببه يف الدنيا من وكم عذ, وكم أفقر من أناس,وزوجه . وحق الوالدين يف اآلخرة عند اهللا عظيم..أناس . الناس بالوالدين أبرإلقد كان أنبياء اهللا و

.]٢٨: نوح[ _ Ö Õ Ô Ó+ : قال ؛نوح .وكانا مسلمني

V U T S R +: عنهأل اهللا قال؛حييى W_ ]١٤: مريم[.

.]٣٢: مريم[ _...o n + : قال؛عيسى

٣٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

z y x w } | + : قال؛سليامن .]١٩: النمل[ _{ ~ � ¡

m l k + .؛ بيعقوبا كان بار؛ يوسفq p on x w v u t s r

} | { z y _ ]١٠٠−٩٩: يوسف[. .؛ا بإسحاق كان بار؛ويعقوب

.؛ بإبراهيم ني كانا بارإوإسامعيل وإسحاق . وهو كافرا بأبيه أعظم الرب كان بار؛وإبراهيم بأبيه مع أن أباه عىل ابار كيف يكون إبراهيم :وقد يقال

?غري دينهe d + : خاطب أباه فقال؛ إبراهيم إن:فيقال

s r q p o n m l k j i h g f ~ } | { z y x w v u t j i h g f e d cb a ` _t s r q p o n m l k _

.]٤٥−٤٢: مريم[

٣٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

وهل هناك ? بالعايص أفضل من هذا الربراك بفهل هنعبارات بنوة إىل مقام األبوة وأرحم وألطف وأحكم من أرق

?هذه الكلامت مع أبيه ؛تلطف اخلليل :ين رمحهم اهللايقول بعض املفرس

ات إىل أبيه أربع مر؛ب اخلليل فقد حتب, اخلطاب بأرقهوخاطب عنده وأن, وعظيم وخم العاقبة, خطأها لهن مبي_ d +بقول زل معه بل كان يستغفر له حتى هناه اهللاي مل و, قد خفي عىل أبيهعلامo n m l kj i h + :أل

zy x w v u t s r q p_ ]١١٤: التوبة[. ,ا بأبويه عليه الصالة و السالم فقد كان بارنا حممدوأما نبي

?يكون ذلك وقد مات أبواه قبل البعثة كيف :يقالقد و أن يزور قرب أمه فأذن له, ألأليس قد استأذن ربه :فيقال

بكاء شديدا حتى جواستأذنه أن يستغفر هلا فأبى عليه, فبكى اكان بارـ عليه الصالة والسالم ـ أنه , وIQHأبكى من حوله

يف : أيIRH» أبيهونل صج الرعم« : وقد جاء يف احلديث,بأعاممه

.تمن حديث أيب هريرة ) ٩٧٦(أخرجه مسلم )١( .تمن حديث أيب هريرة ) ٩٨٣(أخرجه مسلم )٢(

٤٠ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أبر الناس بأعاممه ـ عليه الصالة والسالم ـ وقد كان ,مقام أبيه .وهم يف مقام أبيه

: انقسموا إىل أقسام ثالثةجوأعامم النبي .ب كالعباس ومحزة به ونرصه,منآ قسم

قسم نرصه . وهو أبو طالب, ولكن مل يؤمن به . وهو أبو هلب, عاداه وحاربه وآذاهقسم

هبم ابارـ عليه الصالة والسالم ـ ه كان ومع هذا كله أيب طالب نه بقي عند فراش عمإ حتى , هدايتهمعىل حريصا

قل ال إله إال اهللا ,يا عم« :ه وهو يقول لهحتى خرجت روح ما ? العظيم أرأيت هذا الرب,IQH» لك هبا عند اهللاكلمة أحاج

زال مع عمه حتى خرجت روحه ف ما لكألستغفرن«: جقال مل أنه عنك «IRH.

جيجوكان يف تفيجل محزة , ب محزة والعباس ل وجي,دستشهحياته قبل أن ي ,»هيا عام« :وخياطبه ت العباس ل

.ج من النبي وهذه من أعظم الرب,هقبل شفاعتوي

.تليه من حديث املسيب متفق ع )١( .قطعة من احلديث السابق )٢(

٤١ õbîjãþa@Öýc@åß إل

إل حرصهم

على أوالدهم وأهليهم ووالديهم

أهنم أحرص :اء عليهم الصالة والسالمومن أخالق األنبي .اس عىل أوالدهم وأهليهم ووالدهيمالن

بأهل بيته أنه ما زال يدعو ؛ من بالغ عنايته :؛نوح ابنه ويستعطفه ويرغبه لريكب معه يف سفينه النجاة :+ w

} | { z y x_ ]ومع هذا كله ما ]٤٢: هود ,ه لعله يستجيب, ولكن ذلك فارقه بل ما زال يدعوه ويتلطف إلي

¡ ¢ £ ¤ + : االبن استمر عىل عصيانه وقال , ومع رمحة األبوة واحلرص عىل الذرية ]٤٣: هود[ _¥ ¦§

+ ³² ± ° ® ¬ « ª © , وما زال معه حتى _ º ¹ +فرق بينهام ¶ µ _.

أل اهللا يته أنه دعامن حرصه عىل أهله وذر :؛إبراهيم أن هي x w v u + : قال تعاىل.يته ما وهبه اهللا إليه ذرب

§ ¦¥ ¤ £ ¢¡ � ~ } | {z y

٤٢ õbîjãþa@Öýc@åß إل

« ª © ¨_ ]١٢٤: البقرة[. U T S R Q + : عىل لسانهألوقال اهللا

Y X W V _ ]١٢٨: البقرة[. X W V + :هيته أنه دعا رببل بلغ من حرصه عىل ذر

_ ] \ [ Z Y_ ]٣٥: إبراهيم[. هذا من أعظم الرب بل إن,؛وهذا من فقه اخلليل

.ه من الكفر به وعبادة األصناميته أن حيفظ ذرحيث دعا رب عىل نفسه بعد البالء نأمن يم« :: قال إبراهيم التيمي

.IQH»?؛اخلليل فعندما أخربه ,تهيا عىل ذركان حريص :؛يعقوب

G F E D C B + : برؤياه قال له؛يوسف KJ I H _ ]ق األرسة أن تتفر؛خيشى , ]٥: يوسف.

وملا أرادوا الرجوع إىل مرص مرة أخر أوصاهم ؛ _ xw v u t s r q p o n +: فقال

ذكر بعض املفرسين أنه خيش عليهم من اإلص. ]٦٧: يوسف[ ابة

).٥/٤٦(» الدر املنثور«أخرجه ابن جرير وابن أيب حاتم, كام يف )١(

٤٣ õbîjãþa@Öýc@åß إل

؛بالعني إذا دخلوا مجيعا من باب واحد, وهذا من عنايته .وحرصه عىل أهل بيته

بعدما ـا مجع اهللا شملهم مل أيضا أنه ؛ومن حرصه ,؛ب عليهم يعقوب ثر مل يـفعلوا بيوسف وأخيه ما فعلوا

يته أنه ما زال يوصيهم عىل ذر؛بل بلغ من عظيم حرصه ¨ © ª » + : خروج الروحويربيهم عىل اخلري إىل

¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹

Ä Ã Â Á _ ]١٣٣: البقرة[. وهو عىل : أي_» ¬ ® ¯ +: فانظر قوله أن يكون : ما عندهأهم, يويص أوالده وذريته بفراش املوت

سأهلم وأجابوه فلام,ألاألبناء عىل توحيد وعىل إيامن باهللا عبادة اهللا وحده وعدم اإلرشاك به ـوهو ـ بأهنم الزمون للحق

. ومات قرير العني؛اطمأن قلبه بلغ من حرصه عىل مجع شمل أهله وآل :؛يوسف

¸¹ +: أن قال إلخوته ابيته كام سلف آنفº_ ]بل ,ب ومل يعنف إخوتهرثأنه مل ي, و]٩٣: يوسف

٤٤ õbîjãþa@Öýc@åß إل

وأنعم عليه ومجع شمله وجاء من السجن محد اهللا أن أخرجه . ومل يذكرهم أمر البئر,هبإخوت

. يف عنايته بأهله؛كان كأبيه إبراهيم :؛إسامعيل Z Y X W V UT S R Q ] + :قال تعاىل

f e d c b a _ ] \ _ .يته فأوىل الناس بالداعي إىل اخلري هم أهل ب,]٥٥−٥٤: مريم[

كون هله سي قومملا جاءه املالئكة وأخربوه أن :؛لوط .]١٦٩: الشعراء[ _ i h g f e +: قال

فاستجاب اهللا دعوته فقال,انظر إىل رمحته وخوفه عليهم: الشعراء[ _r q p o n m l k + :أل قومه عىل م حيث كانت حتث,ه وهي امرأت,]١٧١−١٧٠ عاداة

.ته أذي وعىل؛لوط ة وخيشى الرضر كان يعتني بأهله قبل النبو :؛موسى

z y x w v u } | { ~ _ + :عليهمd c b a ` _ ]تستدفئون:أي ]٧: النمل .

ة فام بالك بعد أن فإذا كانت حاله مع أهله قبل النبو

٤٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

األمر أعظم وأنال شك أن? اصطفاه اهللا برساالته وبكالمه .األثر أكرب

ه أن يطيب يته أنه دعا ربمن بالغ عنايته بذر :؛زكريا NM L K J I H G F + :يته قبل خلقهاأمر ذر

Q P O_ ]ه قبل خلق الحظ أنه دعا رب,]٣٨: آل عمران .جيعلها طيبةية أن الذر

وكان أعظم,حرص الناس عىل أهلهأكان :ج دنا حممنبي . وكان أحرص الناس عىل صالح أهله,الناس عناية بأهله

¡ ¢ £ ¤ + :هل أل قال اهللا وهلذا .]١٣٢: طه[ _ ¥¦

: وكان يقول,ه ألمر رب الناس امتثاال أرسعجوكان .IQH» وأنا خريكم ألهيل,كم ألهلهريكم خخري«

ع اإلنسان بكثرة املشاغل التي تشغله عن فمهام تعذر وتذر; أكثر الناس مشاغلج فالنبي,ذره مردود غري مقبولهله فعأ

كان يدعو إىل اهللا, ويعلم الناس, ويؤمهم يف الصالة, ويقيض

.لوصححه من حديث عائشة ) ٣٨٩٥(أخرجه الرتمذي )١(

٤٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

وكان يقود الغزو وجيهز اجليوش والرسايا,بينهم, ويفتيهم, يسم إبل الصدقة جكان و ويستقبل , ويعود املرىض, ويغزو, :ومع ذلك يقولإىل غري ذلك, ... ائزع اجلنيش وي,فودالو

.» وأنا خريكم ألهيل,خريكم خريكم ألهله« ,ا دون عنايةبأهله أنه مل يرتك أحد جومن عنايته

من متر الصدقة ملا أكل احلسن مترةال فمث,ا وال كبرياال صغريأما شعرت أنا ال نأكل ,خكخ ك« : لهج وأدخلها يف فيه قال

.IQH»?الصدقة العب زينب وكان ي,العب احلسن واحلسني يجكان و

يا زوينب! ينبويا ز« :الصغرية ويقول هلا وكان إذا , IRH مرارا» حتى ا ساجدج وهو ساجد بقي ظهرهصعد احلسن عىل

.ISHينزلد لا مرض وملـ ريض اهللا تعاىل عنهن ـ إحد بناته بل إن

.تمتفق عليه من حديث أيب هريرة )١() ١٧٣٣ ,١٧٣٢(رقم ) ٥/١٠٩(» املختارةاألحاديث «أخرجه الضياء يف )٢(

سنده صحيح, رجاله «): ٢١٤١(» الصحيحة«ويف . تمن حديث أنس .»ثقات

.تمن حديث شداد ) ٣/٤٩٣(, وأمحد )٢/٢٢٩(أخرجه النسائي )٣(

٤٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

جليه ليأيت فأتى عت فأحل, أرسلت إليه ليأيت فاعتذرهلا صغري ,ـ أهنا ستخرج : يعنيـعقع قه ت الصغري ونفسورفع الصبي IQHNج من رمحته وكامل شفقته جفذرفت عيناه

فاطمة ابنته جومن رمحته وعنايته بأهل بيته أنه ملا جاءته فأخربت ,ج ها فلم تلقتسأله خادمـ ريض اهللا تعاىل عنها ـ

, بذلكجالنبي ل أخربت عائشة ثم,بذلك لعائشة :قال هلامفودخل عليهام ب وفاطمة إىل بيت عيلججاء ف ا عند النوم أربعان اهللاكرب ت?ن خادمري لكام مام عىل خكل أدأال«

وحت,وثالثني , وثالثنياحان ثالثسب وت, وثالثنيادان ثالثم .IRH» لكام من خادمفذلكام خري

,ب من بيته إىل بيت عيل وفاطمة ج ئهي جم:والشاهد عىل عظيم عنايته وحرصه عىل آل بيته عليه الصالة وهذا دليل

.والسالم وريض اهللا تعاىل عنهم

.بأخرج القصة الشيخان من حديث أسامة بن زيد )١( .تمتفق عليه من حديث عيل )٢(

٤٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أسئلة الناس إل تحملهم

.حتمل أسئلة الناس :إلومن أخالق األنبياء

ل أسئلة عىل داعي اخلري ومن كان عنده علم أن يتحمإن : ومنها, يف ذلك مصالح كثرية ألن;لناسا

وتزيل جهال,ؤجر عليهايو ألب هبا إىل اهللا تقريربة أهنا ق ألجر جيري عليه إذا انترش خرب جوابه ا ويستمر,عند السائل

.عىل أسئلة الناسد عوعىل أن تـ رعاك اهللا ـ فال تتهاون يف ذلك واحرص

لعلمك وملا إال أتوا إليك ما م ألهن;ل أسئلة الناسنفسك حتملون كيف كانوا يتحمإل وانظر يف سري األنبياء ,آتاك اهللا

وسواء كانت تلك األسئلة من الكفار أو من ,أسئلة الناس ,نيا وسواء كانت تلك األسئلة لتحصيل أمر دين أو د,املسلمني

فإن كانت تلك األسئلة من ,لون كل ذلك يتحمإلفقد كانوا وإن كانت من املسلمني فذلك ,ذلك لرجاء هدايتهمالكفار ف

.لتكون اإلجابة زيادة يف تعليمهم ألمر دينهم

٤٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

k + :؛ موسى قوميقول اهللا تعاىل عن :؛موسى w v u t s r q p o n m l

¢¡ � ~ } | { z y x £«ª © ¨ § ¦ ¥ ¤_ ]٦١: البقرة[.

ومل يسألوه عن مسألة ,نويع األكلت يف افهم سألوا موسى طمعل أسئلة بني إرسائيل وحتم,ذلك ؛ل موسى فتحم,علمية . هدايتهمرجاء

بذلك ؛وملا أمرهم اهللا بذبح البقرة وأخربهم موسى q p +: حيث قال اهللا تعاىل,ة أسئلة وبينها هلم عدهسألو

~} | { zy x w v u t s r £ ¢ ¡ � « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤

Ê É È Ç Æ Å Ä + هلم فبني_ ¬ ® ¯ °±ÌË_ فبني هلم + J I H G F E D C B A

L K _لكن بعضهم , هدايتهم ذلك رجاءكل, هلم فبني .ا أمره خرسد فكان عاقبةحج

وليس هذا من السؤال ,ه منه آيةطلب قوم :؛صالح

٥٠ õbîjãþa@Öýc@åß إل

يزعمون أنه كاذب عىل صدقه; ألهنم لكن أرادوا آيةالعلمي و¬ ® ¯ ° + : لكن من باب التعجيز,هوهم يعلمون صدق

½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ±Â Á À ¿ ¾ _ ]١٥٥−١٥٤: الشعراء[.

ل عليهم مائدةنز قومه أن يطلب منه بعض :؛عيسى , ولكن أحلوا عليه وخوفهم منه,ـ هللارهم با فذك,من السامء

I H G F E +: ؛فقال أله رب؛فسأل T SR Q P O N M L K J

W V U _ ]١١٤: املائدة[. وإن يلبون أسئلة أقوامهم إل أنبياء اهللا فانظر كيف أن

. مصلحة يف سبيل هدايتهمكان فيها تعنت إذا كان يف إجابتهمل يتحمجلقد كان :ليه الصالة والسالم حممد عنانبي

ل طلب شفاعتهم أو ما يطلبون منه أن أسئلة قومه ويتحم .يفعله هلم بقدر املستطاع إذا كان يف ذلك مصلحة

ومع ذلك ,فكثرت عليه األسئلة عليه الصالة والسالم . وكان أوسع الناس باال,ا الناس صدركان أرحب

٥١ õbîjãþa@Öýc@åß إل

.]١٨٩: قرةالب[ _ ~ � ¡¢ ++ ÊÉ È Ç_ ]٢١٥: البقرة[. +dc b a ` _ ^_ ]٢١٧: البقرة[. +¹¸ ¶ µ ´ _ ]٢١٩: البقرة[. + HG F E _ ]٢٢٠: البقرة[. +sr q p _ ]٢٢٢: البقرة[. + hg f e d_ ]٤: املائدة[. + DC B A _ ]١: األنفال[. +ÆÅ Ä Ã Â Á _ ]١٨٧: األعراف[. +àÁ À _ ]٨٥: اإلرساء[. +×Ö Õ Ô Ó _ ]٨٣: الكهف[. + b a ` _ ]١٠٥: طه[. +~} | { z y x w v u _

.]١٥٣: النساء[ ,مه اهللايب بام عل جيجهذه بعض األسئلة ومع ذلك كان

: يف املعلم التايل وهذا يتبني,فإذا أمره اهللا باإلمساك أمسك

٥٢ õbîjãþa@Öýc@åß إل

إلوحذرهم ورعهم

بال علم ألمن القول على اهللا

أهنم أورع :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم القول ذلك ألنمن القول عىل اهللا بال علم, همالناس وأحذر

. بل هو أعظمها;عىل اهللا بال علم من أعظم املوبقات :قال ابن القيم رمحه اهللا تعاىل

وقد حرم اهللا سبحانه القول عليه بغري« علم يف الفتيا والقضاء, وجعله من أعظم املحرمات, بل جعله يف املرتبة العليا

y x w v u t s r q p +: فقال تعاىل. منها f e d c b a _ ~ } | { z

l k j i h g_ ]فرتب املحرمات أربع . ]٣٣: األعراف هلها وهو الفواحش, ثم ثنى بام هو أشد حتريام مراتب, وبدأ بأس

منه وهو اإلثم والظلم, ثم ثلث بام هو أعظم حتريام منهام وهو الرشك به سبحانه, ثم ربع بام هو أشد حتريام من ذلك كله وهو القول عليه بال علم, وهذا يعم القول عليه سبحانه بال علم يف

٥٣ õbîjãþa@Öýc@åß إل

.IQH»أفعاله ويف دينه ورشعهأسامئه وصفاته و الناس وأحذر الناس أبعد إلولقد كان أنبياء اهللا تعاىل

: ومن شواهد ذلك,من القول عىل اهللا بال علمN M + :أل هملا سأل اهللا نجاة ابنه عاتبه رب :؛نوح

] \ [ Z Y X W V U TS R Q P O f e d c b a ` _ ^ l k j i hg

o n m _ ]فدعا ربه وخافه بعد أن ,]٤٧−٤٦: هود .استعاذ به أن يقول ما ليس له به علم

r + :ـوهو أعلم به ـ ه عندما سأله رب :؛عيسى ~ } | {z y x w v u t s

gf e d c b a ` __ ]ألن اإلهلية حق ]١١٦: املائدة ; يليق بمخلوق أن يدعيهاهللا وحده فال .

أدبه رب :نا حممد عليه الصالة والسالمنبي n + :ه فقال له { z y x w v u t s r q p o «ª © ¨ § ¦ ¥¤ £ ¢ ¡ � ~ |

.]٥٠: األنعام[ _¬ ®

أعالم املوقعني عن رب العاملني« )١( «)١/٣٨.(

٥٤ õbîjãþa@Öýc@åß إل

للضيف إل إكرامهم

أكرم أهنم :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

.الناس بالضيف مع أضيافه ؛ هقص اهللا علينا خرب :؛إبراهيم

¥ ¦ § ¨ © ª »¬ ® + :فقال¶ µ ´ ³ ² ± °¯ _ ]ويف اآلية ,]٦٩: هود

األخر: +Å Ä ÃÂ Á À ¿ ¾ ½_ .]٢٧−٢٦: الذاريات[

مجعت هذه اآلية آداب الضيافة وأصول :قال بعض العلامء .الكرم

والفرق معروف بني , جاءه الضيوف فجأة؛فإبراهيم عليه ـ فكان , للضيوف قبل جميئهم ومن أتوه فجأةمن استعد

.أكرم الناسـ الصالة والسالم : اهللا تعاىل قال عنه أن؛من بالغ كرم اخلليل اأيض

٥٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

والروغان,_½ ¾ ¿+ يف ؛ر فلم يتأخ, من الرسعة: .حق ضيافتهم

+ Á À_ ومن صفات هذه ,عجل ومل يأت ببعض : أي_µ ¶ + : ويف آية أخرÂ_, + العجل أنه . عىل احلجرمشوي

+ Å Ä_وهو تقريب , وهذا من أكمل الضيافة , أعراف الناس ختتلف يف ذلك ومعلوم أن,الطعام للضيف قال ب الطعام إىل أضيافه ثم قر؛ إبراهيم ولكن الشاهد أن

أبلغ األدب يف وهذا من , أداة عرض_ È Ç + :؛ .الضيافة مجلة اسمية _ ¹+ قال _µ + يف حتيتهم ملا قالوا اأيض , أطيب الطعام؛ فاختار , السالم عليكم دائام: أي,دةمتجد

وعرضه ومل يأمرهم بالذهاب إليه, به إليهم وقر,بأرسع األوقات كام أنه اختار أطيب ألفاظ الرتحيب ,عليهم بألطف العبارات

.باألضيافملا جاءه األضياف أتاه قوم :؛لوط ه هي ون إليه عر

٥٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

: هداية قومه وصيانة أضيافه؛ فكان مهه ,يريدون الفاحشة+ Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â

Ó Ò Ñ Ð Ï Î E D C B AF_ ]إن كنتم تريدون الزواج الرشعي: أي.]٧١−٦٨: احلجر

يف اإلسالم; ألن النبي أب فكلهم بنايت, بنات القريةفاختاروا من بالزواج أو من بنايت يف بيتي أعطيكم إياهن,للمؤمنني مجيعا

.زون ولكن اتقوا اهللا يف ضيفي وال تفضحون وخت,الرشعي ,دافع عن أضيافهوهلذا كان من أبلغ اإلكرام يف الضيافة أن ي

جوهن بالزواج ؤالء بنايت تزو ه:ويقول ملن أراد االعتداء عليهممة لشناعتها وقبح التعامل مع وا عن الفاحشة املحرالرشعي وكف

.الضيف بل كان , أكرم الناس يف ضيافتهجلقد كان :جنا حممد نبي

ه عىل نفسه بالطعام ولو ثر أضيافؤيـ عليه الصالة والسالم ـ ?ا فكيف إذا كان الطعام كثري,كان قلياليف ت فإذا بالصحايب اجلليل أيب هريرة ة مرجخر يقول ,أنه جائعـ عليه الصالة والسالم ـ فعرف ,الطريق

جون را عىل طريقهم الذي خي يومقعدت ...« :تأبو هريرة

٥٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

ني عشب ليه عن آية من كتاب اهللا ما سألته إال أبو بكر فسألتمنه فمره ه عن آية من كتاب اهللا ما سألتر فسألتم يب عر م ثم, ومل يفعلفمر م حني فتبسج يب أبو القاسم مر ثم, فلم يفعلني فمرعشب ليإال

: قلت,»يا أبا هر« قال ثم,ف ما يف نفيس وما يف وجهيررآين وعه فدخل فاستأذن ومىض فتبعت,»قحلا« : قال, يا رسول اهللايكلب

,»? هذا اللبنمن أين« :ا يف قدح فقالوجد لبن فدخل ف,فأذن يل يا لبيك: قلت,»أبا هر« : قال. أو فالنة فالن أهداه لك:قالوا

وأهل : قال.»هم يلة فادعف الصق إىل أهلحلا« : قال,رسول اهللاد ون إىل أهل وال مال وال عىل أح اإلسالم ال يأوة أضيافالصف

وإذا أتته هدية,اا إليهم ومل يتناول منها شيئ بعث هبإذا أتته صدقة : فساءين ذلك فقلت,أرسل إليهم وأصاب منها وأرشكهم فيها

من هذا أنا أن أصيب أحق كنت!?وما هذا اللبن يف أهل الصفة أنا أعطيهم وما فإذا جاء أمرين فكنت, هبا أتقواللبن رشبة

ن من طاعة اهللا وطاعة ومل يك?عسى أن يبلغني من هذا اللبنم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن هلم هم فدعوهت فأتيت,د بجرسوله

يك يا لب: قلت,»يا أبا هر« : قال.وأخذوا جمالسهم من البيت فجعلت القدح فأخذت: قال.»ذ فأعطهمخ« : قال. اهللارسول

يه القدح فأعط عيل يرد ثم, حتى يروبرشل فيجأعطيه الر

٥٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

القدح فيرشب حتى ثم يرد عيل,الرجل فيرشب حتى يرو وقد روي ج إىل النبي ثم يرد عيل القدح حتى انتهيت,يرو

:م فقال فتبس فأخذ القدح فوضعه عىل يده فنظر إيل,القوم كلهم ,»بقيت أنا وأنت« : قال, لبيك يا رسول اهللا: قلت,»أبا هر«

فقعدت,»د فارشباقع« :قال . يا رسول اهللا صدقت:قلت حتى »ارشب« فام زال يقول , فرشبت»ارشب« :فرشبت فقال

,»فأرين« : قال!ا له مسلك ما أجد ال والذي بعثك باحلق:قلتى ورشفأعطيته القدح فحمد اهللا وسم .IQH»ةلض الفب

فأي كر !?م بعد كرمه عليه الصالة والسالم

.تمن حديث أيب هريرة ) ٦٤٥٢(أخرجه البخاري )١(

٥٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

ينعوبالمد إل رحمتهم

أهنم أرحم:ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

.ين رجاء هدايتهمالناس باملدعو . ونه أن هيتدي املدعو مهألفالداعي إىل اهللا

:ا عليهم وخوفب إىل قومه شفقةيتحب :؛نوح +c b a ` _ _ ]بنيبل ,]٦٢: األعراف

b a ` _ ^] \ [ d c + :خوفه عليهمh g f e_ ]٥٩: األعراف[.

هلكون وأخربوه بأهنم سياملالئكةا جاء مل :؛إبراهيم ` b a + :فقال اهللا عنه ؛إبراهيم قوم لوط جادهلم

m l k j i h g f e d c |{ z y x w vu t s r q p o n

a ` _ ~ }_ ]٧٦−٧٤: هود[. وه بالسفه وهتكموا بهمه ورآذاه قوم :؛هود : + ¿

É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À Ê

٦٠ õbîjãþa@Öýc@åß إل

Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í Ì Ë Ø× Ö Õ Ô F E D C B A

G_ ]هم إن هم أطاعوه باخلري برش ثم,]٦٨−٦٦: األعراف: + Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã

Î Í Ì Ó Ò ÑÐ Ï_ ]٥٢: هود[. ?بأقوامهم إل رمحة كرمحة األنبياء قة وأي شففأي

فخاطب إلسلك إخوانه األنبياء سلك م :؛صالح قومه وحذرهم مغبة املعصية : + D C B A

M L K J I H G F E X W V U T S RQ P O N

Z Y _ ]٧٤: األعراف[. وىل ومع ذلك ملا رأ إعراضهم ت,فعاندوا وأعرضوا

z y x } | { ~ + :عنهم وقال .]٧٩: األعراف[ _ � ¡ ¢ £

. الناس بأقواهلم كانوا أرحمإل أن األنبياء: فالشاهد

٦١ õbîjãþa@Öýc@åß إل

بهلما يأمرون إل لزومهم عما ينهون عنه إل وبعدهم

أهنم ألزم الناس :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

. ينهون الناس عنهام عهم وأبعد, بهألنفسهم فيام يأمرون الناس¬ + : قوله؛لقد أخرب اهللا عنه :؛شعيب

» º¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® È Ç Æ Å Ä Ã Á À ¿ ¾ ½ ¼

ÊÉ _ ]٨٨: هود[. .]١٦٣: األنعام[ _ ´ µ ¶ +: قال: جنبينا حممد

فأنا إذا أمرتكم بأمر: قومه مع نبي حال كلوهكذا لسان وهذا ,ل املنتهني وإذا هنيتكم عن يشء فأنا أو,ل املؤمترينأو

اهللا من خالف ما أمر وهلذا ذم, من أعظم األخالق وأرشفها .ن أمر الناس وائتمر مفهم من ذلك مدح وي, بهالناس+ t s r q p o n m l k

| { z y x w v u_ ]٣−٢: الصف[, + t ~ } |{ z y x w v u_

.]٤٤: البقرة[

٦٢ õbîjãþa@Öýc@åß إل

للمخالف إل استمرار دعوتهم

استمرار :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

.دعوهتم للمخالف وعدم قنوطهم منهاستمر يدعو قومه ألف سنة إال مخسني عاما :؛نوح

استمر يدعو سورة نوح, و عنه يفألبكل وسيلة كام ذكر اهللا .ه إىل أن حال بينهام املوجابن

ه أبا طالب عم كان يدعو:نا حممد عليه الصالة والسالمنبي : عند فراش املوت يقول لهج والنبي,هحتى خرجت روح

.IQH» لك هبا عند اهللا أحاج كلمة, قل ال إله إال اهللا,يا عم« الغالم اليهوديجوزار ودعاه فاستجاب له ومات

احلمد هللا الذي أنقذه من النار«: جمسلام, فقال «IRH.

., كام تقدمتمتفق عليه من حديث املسيب )١( .تمن حديث أنس ) ١٣٥٦(أخرجه البخاري )٢(

٦٣ õbîjãþa@Öýc@åß إل

بمن تبعهم إل استمرار عنايتهم

استمرار :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

وذلك ,عنايتهم وحرصهم عىل أهل اإليامن من بيوهتم وأمتهم .من باب الزيادة يف تثبيتهم

يته يدعوهم مع أهنم أهل عىل ذرايصكان حر :؛يعقوب ° ± ² ³ + .إيامن ® ¬ « ª ©

¼» º ¹ ¶ µ ´ ½Ä à  Á À ¿ ¾_ ]١٣٣: البقرة[.

.ا أن يزيدهم ثبات؛فأراد

٦٤ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أذية أقوامهم إل تحملهم

ل أذية حتم:ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

.أقوامهمهنم أهل إ : وقالوا, شعراء: وقالوا,هاء سف:فقالوا عنهم

ا وأكثر الناس صدرأرحب إل ومع ذلك كان األنبياء ,جنونل أذية السفهاء حتى وهكذا الداعي عليه أن يتحم,الناس حتمال

ينال األجر من اهللا ويرجو بذلك هدايتهم ودخوهلم يف دعوة .اخلري

٦٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

بالعصاة إذا عوقبوا إل عدم شماتتهم

أهنم ال يشمتون : األنبياء عليهم الصالة والسالمومن أخالق

.بالعصاة إذا وقعت العقوبة هبم من إل واألنبياء ,لق الفاضلفالشامتة ليست من اخل

وانظر كيف كان ,أبعد الناس عن الشامتة عند حلول العقوبات : عندما حلت العقوبة بمخالفيهمإلأمر األنبياء وحاهلم

q p o n r + :؛قوم صالح s _ ]هبم؛م صالح هل شمت أو هتك,]٧٨: األعراف?

z y x w v u } +: قال اهللا تعاىل عنه ,]٧٩: األعراف[ _ | { ~ � ¡ ¢ £

.منتهى الرقة والعطفy x w v u + :؛قوم شعيب

¥ ¤£ ¢ ¡ � ~ } | {zª © ¨ § ¦_ ]٩١: األعراف[.

٦٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

® ¯ ° ± ² ¬+ :والشاهد½ ¼ » º ¹ ¸¶ µ ´ ³_

.]٩٣: األعراف[يل أن حتمد من ابتفعليك يا من تدعو إىل اخلري إذا رأيت

:لابتىل فق رأ ممن« : قال عليه الصالة والسالم.أل اهللا قلن خ مملني عىل كثري به وفضا ابتالك هللا الذي عافاين مماحلمد .IQH»ه ذلك البالء, مل يصبتفضيال

.تمن حديث أيب هريرة ) ٣٤٣٢(أخرجه الرتمذي )١(

٦٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

البعد على إل حرصهم

عن أسباب الجهالة

أهنم أحرص :ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم .عد عن أسباب اجلهالةالب عىلالناس

ملا سأل ربه نجاة :؛نوح ألنه مل يعلم حاله ابنه هناه J I H GF E D C B A LK + :ربه تعاىل

Z Y X W V U TS R Q P O N M _ إىل ؛له سارع ألبنهي ربه ؛ علم نوح فلام.]٤٦: هود[

\ [ ^ _ ` a + :البعد عن أسباب اجلهالة فقال n m l k j i hg f e d c b

o _ ]٤٧: هود[. } | {~ + قومه بذبح البقرة مرملا أ :؛موسى

االستهزاء ف.]٦٧: البقرة[ _� ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ .عد عن أسباب اجلهالةهذا فيه الببالناس جهالة, و

٦٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

على التزود من العلم إل حرصهم

أهنم أحرص : ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم

.د من العلمالناس عىل التزو . ليزداد منه علام؛ إىل اخلرض ؛ولذا رحل موسى

أن يسأله ـ عليه الصالة والسالم ـ اه حممدمر اهللا تعاىل نبيوأ وكان ,]١١٤: طه[ _ S R Q P+ :الزيادة من العلم فقال

.ه العلم النافعل ربصالة والسالم يسأعليه ال

٦٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

أل باهللا إل عظيم ثقتهم

ـ وحسن ظنهم به

عظيم ثقتهم : ومن أخالق األنبياء عليهم الصالة والسالم .ـ وحسن ظنهم باهللا أل باهللا

قال عليه . ألا باهللا هم أحسن الناس ظن إلفاألنبياء إن ظن; عبدي يب أنا عند ظن:قال اهللا تعاىل« :الصالة والسالم

.IQH»ا فعليه سوء وإن ظن,ا فلهخري سينرصه ألأن اهللا ة يقينه ه وقوسن ظنمن ح :؛شعيب

z a }+ :قالوينتقم من الكافرين _ ~ }| f e d c b_ ]٨٩: األعراف[.

سينرص من عظيم ظنه باهللا الظن احلق أنه :؛موسى } | {~ + :قال لقومهاملؤمنني وهيلك الكافرين

¨§ ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ � ©ª_ ]ويف سورة الشعراء,]١٢٨: األعراف : + B A

O N M LK J I H G F E D CP_ ]٦٢−٦١: راءالشع[.

.تمن حديث أيب هريرة ) ٢/٣٩١(أخرجه اإلمام أمحد )١(

٧٠ õbîjãþa@Öýc@åß إل

هو إلكر من أخالق األنبياء ما ذ اعلم أن;وبعد ذلك .نا أفضل الصالة والتسليم فعليهم وعىل نبي,قليل من كثري

٧١ õbîjãþa@Öýc@åß إل

إل من ثمرات التخلق بأخالق األنبياء

أفضل الناس أمجعني; كان من الزم إلملا كان أنبياء اهللا

وأعالها, ذلك أن أخالقهم أحسن األخالق وأزكاها وأطيبها وكل مسلم حيرص عىل التخلق بيشء من تلك األخالق العظيمة, إال أن دعاة الناس للخري هم أوىل الناس بسلوك مسلك تلك

.إلاألخالق; ألن دعوة الناس إىل اخلري هي وظيفة األنبياء فإذا سلك داعي اخلري منهج أخالقهم يف دعوهتم جنى

كثرية, فمن ثمرات التخلق من رياض أخالقهم وآداهبم ثامرا :إلبأخالق األنبياء

وذلك أن املسلم إذا :بو يف القلإلزيادة حمبة األنبياء −١ وكيف كانوا إلأمعن النظر يف عظيم أخالق األنبياء

أعظم قدوة يف طيب ألفاظهم وحسن أفعاهلم مع ما فإذا تذكر املسلم .. أصاهبم من عناد املعاندين وأذيتهم

وزاد رغبة يف سامع سريهم إله لألنبياء ذلك زاد حب .وفضائلهم, وأبغض أعداءهم وشانئيهم

٧٢ õbîjãþa@Öýc@åß إل

_Ã ÅÄ+ :جنا حممد امتثال أمر اهللا تعاىل لنبي −٢, كام قال اهللا ج نا االقتداء بنبيبنحن مأمورون ف, ]٩٠: األنعام[

Ë Ê É È Ç Æ Å Ä ÃÂ Á +: تعاىلÑ Ð Ï Î Í Ì _ ]فاقتداء املسلم ]٢١: األحزاب ,

.إل اقتداء بجميع األنبياء جبالنبي إل ذلك ألن أخالق األنبياء :ألزيادة اإليامن باهللا −٣

جتمع فضائل األعامل واألقوال, والتمثل بفضيلة واحدة يزيد إيامن العبد, فكيف بفضائل كثرية? ناهيك إذا كانت

. وأقواهلمإلتلك الفضائل من أعامل األنبياء سيئ نه للعبد من عن تلبيس الشيطان وما حيسعدالب − ٤

ختلق العبد بأخالق األنبياء فإذا :األقوال واألعامل ثم أراد الشيطان تزيني سيئ العمل له تذكر العبد إل

أبعد الناس عن ذلك فتتيقظ نفسه إلأن األنبياء ويزجرها ويردعها عن اإلقدام عليه .+ z y

` _ ~ } | { c b a d _ ]٢٠١: األعراف[.

فاألنبياء :االناس عموماملدعوين من سن التعامل مع ح −٥ هلم ويرغبوهنم يف أل يبلغون أقوامهم رساالت اهللا إل

٧٣ õbîjãþa@Öýc@åß إل

اخلري وحيذروهنم من الرش, ويتحملون عنادهم رجاء هدايتهم, وال يشمتون هبم عند وقوع العقوبات عليهم,

نبوية إذا تذكرها دعاة اخلري ولزموها عظم فتلك األخالق ال أجرهم وكثر نفعهم, وكانوا قدوة لغريهم يف مجيع أمورهم .

; فاملسلم الدين واألوالدلوبدءا با :بنياألقرسن التعامل مع ح −٦يعتني برب والديه كام كان األنبياء كذلك, ويعتني برتبية إل

رمحه ويتودد ويصل كذلك, إلأوالده كام كان األنبياء . كذلكإلإليهم كام كان األنبياء

إن من أمهل شأن والديه حلجة التفرغ لدعوة : وهاهنا يقال الناس أو طلب العلم فإن تلك األعذار واهية مردودة; ذلك

هم أحرص الناس عىل الدعوة وهم مع ذلك إلأن األنبياء أبر الناس بوالدهيم وأكثر الناس عناية بأو .الدهم وبيوهتم

فإمهال أمر الوالدين واألوالد مناف ألمر اهللا تعاىل وجمانب من ج, ولذا فمع كثرة مشاغل النبي إلألخالق األنبياء

استقبال وفود وقيادة جيوش وعيادة مرىض وتشييع جنائز جمع ذلك كله فإنه ... وتقسيم غنائم وصدقات وزكوات

خريكم «: جم قيام, كام قال كان قائام بأمر أهله وبيوته أت .»خريكم ألهله, وأنا خريكم ألهيل

فإذا استشعر املسلم تلك :تعميق معنى القدوة يف النفوس −٧

٧٤ õbîjãþa@Öýc@åß إل

األخالق النبيلة واخلصال الرشيفة وكيف أثرها عىل أصحاهبا والعاملني هبا والسامعني عنها تعمق معنى أثر

نفع نفسه أوال القدوة يف نفسه, ولزم ذلك السمت واهلدي لي وينفع غريه ثانيا, فالقدوة الفعلية دعوة مؤثرة, فكيف إذا

ضم إليها القدوة القولية من طيب األلفاظ وحسنها? األنبياء وذلك أن أخالق س; نفالمعرفة مكامن النقص يف −٨

مرآة صافية تكشف لناظرها حسن أموره وسيئها, إل املرء أخالقه وترصفاتفإذا عرض ه عىل مرآة أخالق

عرف ـ بل تيقن ـ بام يلزم من األخالق وبام إلاألنبياء جيانب فيها, فجميع ظروف حياته وأطوار جمتمعه قد مر

أعظم منها وأشد, ومع ذلك مل يفارقوا إلباألنبياء أحسن األخالق يف رسائهم ورضائهم مع عامة الناس

.وخاصتهماحلذر من العجب والرياء −٩ والبعد عن أسباهبام ولزوم سبيل

وبيان ذلك أن داعي اخلري إذا أقبل : اإلخالص هللا تعاىلالناس إليه وتكاثرت اجلموع عليه فربام تعجبه نفسه ويرغب يف سامع مدحهم وثنائهم, وهذا من أعظم أبواب تلبيس

.الشيطان وكيف كانوا أخلق الناس إللكنه إذا ذكر أخالق األنبياء

٧٥ õbîjãþa@Öýc@åß إل

تعاىل ـ مع ما أظهر اهللا تعاىل هلم من آيات عظيمة أهبرت هللا ألأقوامهم وأدحضت حجج املعاندين, ومع ما أنزل اهللا

عىل املخالفني هلم من العقوبات املتنوعة ـ ومع كل ذلك كانوا وأنزل الناس وأكثرهم جمانبة ألالناس هللا أخلص إل

للرياء والس .معة بالقدح يف آحادهم ولو من الدفاع عنهم وعدم التهاون −١٠

فالعاقل تأنف نفسه وال ترىض بالقدح يف : طرف خفياملسلم املستور, فكيف بمن ظهر فضله من عامة املسلمني? فكيف بعلامئهم? بل إذا كان من الديانة الدفاع عن علامء السنة املشهود هلم بالعلم والفضل, فكيف يكون الشأن يف

!?إلم وهم أنبياء اهللا ورسله قدوة العلامء ومصابيحهالبعد عن أبواب اليأس والقنوط واحلذر من تلبيس الشيطان −١١

فإذا قدمت نصيحة ألحد فردها ومل يقبلها:وتثبيطه فال تيأس منه وال من غريه ممن يستحق النصح, بل استمر يف دعوة املقرصين بعلم ورفق, ولو قدر عدم استجابة األكثرين ل ك

فتذكر أن بعض األنبياء مع طول مدة حياته إلمل يستجب له إال قلة من قومه, كنوح x w +: ؛

{ z y _ ]إل, بل إن بعض األنبياء ]٤٠: هود

٧٦ õbîjãþa@Öýc@åß إل

مل يستجب له أحد البتة كام جاء يف احلديث عنه : جيل عتضرع« ومعه والنبي,هط الر ومعهالنبي فرأيت األممومع ذلك كله كانوا , IQH» ...د أح وليس معه والنبي,لجلرا

ـ عليهم الصالة والسالم ـ مستمرين يف دعوهتم ألقوامهم عىل أحسن سرية وأصدق رسيرة, فكيف بمن يغرق يف بحر

اليأس والقنوط من أول مرة أو مرات? ***

إنا نسألك بأسامئك احلسنى وصفاتك العىل اللهم أن هتدينا ألحسن األخالق ال هيدي ألحسنها إال أنت, وأن ترصف عنا

سيئها ال يرصف سيئها إال أنت . اللهم كام حسنت خلقنا فحسن أخالقنا .

اللهم أنا نعوذ بك من منكرات األخالق واألهواء واألدواء . وصىل اهللا وسلم عىل نبينا حممد وآله وصحبه ومجيع ا ألنبياء

.وتابعيهم بإحسان إىل يوم الدين

.باس متفق عليه من حديث ابن عب )١(

٧٧ õbîjãþa@Öýc@åß إل

ة

الصفحة املوضوع

٥ تقديم فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان ٦ تقديم فضيلة الشيخ الدكتور عبداهللا اجلربين

٧ مقدمة ٨ مقدمات فيها بيان أمهية املوضوع

٨ احلكيمأل من أسامء اهللا −١ ٨ مفاضلته بني الناس أل من حكمته −٢ ٩ يف تغاير أحوال الناس حكم عظيمة−٣ ٩ الرفعة احلقيقية هي رفعة اإليامن−٤ ١١ الرفعة باإليامن رفعتان −٥ ١١ أهل الرفعة يتفاوتون بينهم−٦ ١٣ بينهمإل تفاضل األنبياء والرسل −٧ ١٣ إل اطمئنان الفطر لصدقهم −٨ ١٤ رشبرشفهم فإهنم عظيم مع إل األنبياء −٩

٧٨ õbîjãþa@Öýc@åß إل

١٥ إل من خصائص األنبياء −١٠ ١٦ ج هو نبينا حممد إلأفضل األنبياء −١١ ١٨ هي أفضل األخالقإل أخالق األنبياء −١٢ نبيه حممدا ألأمره −١٣ ١٩ باالقتداء هبداهمج ١٩ إل هدي إخوانه األنبياء ج لزومه −١٤ ٢٠ ج إيانا بلزوم االقتداء بنبينا أل أمره −١٥ ٢٠ الم شأن األخالقتعظيم اإلس −١٦ ٢٢ حري بكل مسلم العناية بتهذيب أخالقه−١٧ خلقا لبعض أنبيائه أل ما ذكره اهللا −١٨ فهو إل

يف مجيعهم ٢٢

٢٣ أل هللا إلخشيتهم ٢٦ أل مع اهللا إلأدهبم

٢٧ ألنفسهمإلعدم انتقامهم ٣١ أل هللا إلشكرهم

٣٣ يف اخلرياتإلمسارعتهم ٣٤ بالوعدإلوفاؤهم

٣٧ حق الوالدينإلمعرفتهم ٤١ عىل أوالدهم وأهليهم ووالدهيمإلحرصهم

٧٩ õbîjãþa@Öýc@åß إل

٤٨ أسئلة الناسإلحتملهم ٥٢ بال علمألمن القول عىل اهللا إلورعهم وحذرهم

٥٤ للضيفإلإكرامهم ٥٩ باملدعوينإلرمحتهم ٦١ عام ينهون عنهإل ملا يأمرون به وبعدهم إللزومهم

٦٢ للمخالفإلعوهتم استمرار د ٦٣ بمن تبعهمإلاستمرار عنايتهم

٦٤ أذية أقوامهمإلحتملهم بالعصاة إذا عوقبواإلعدم شامتتهم ٦٥

٦٧ البعد عن أسباب اجلهالةعىل إلحرصهم ٦٨ عىل التزود من العلمإلحرصهم

وحسن ظنهم به أل باهللا إلعظيم ثقتهم ٦٩ ـ ٧١ إلق األنبياء من ثمرات التخلق بأخال

٧٧ فهرس