١

٢

...ين لتعرف من أناأحب إيناس حليم& لبىن غامن

____________________

٢٠١٠الطبعة األوىل حقوق النشر حمفوظة

دار املصري للنشر والتوزيع ش مسجد الرمحن من أمحد زكي، دار السالم، القاهرة٤

٠١٨٢٣٤٣٨٧٩: تEmail: elmasrypublishing@gmail.com

يوسف ناصف : املدير العام

___________________

حامت عرفة: الغالف

جمموعة ضمة: التدقيق اللغوي

٢٤٢٦٠/٢٠٠٩:رقم اإليداع

٣

...ين لتعرف من أناأحب

جمموعة قصصية ــ لـ

إيناس حليم& لبىن غامن

٤

إهداء

..إىل ...من اتسعت دائرة اهتماماته، لتشمل كل العامل

...وتشملنا إسالم مصباح/ إىل الكاتب، واألخ، والصديق

إيناس حليم & لبىن غامن

٥

:قالوا عن المجموعة

موعة قصصية مثرة تعاون بني كاتبتني، مجعتهما الصداقة وامليول األدبية للمرة األوىل تقع بني يدي جماملدهش فيها متانة اللغة إىل جانب إتقان الفن القصصي والتنوع الفكري وصفوة القول، فإن . املشرتكة

.التجربة تستحق اإلشادة والثناء الكاتب السوري نزار بهاء الدين الزين

غتها الشاعرة من رتابة املشاهد الرومانتيكية ومنطية األفكار واملشاعر ختلصت ل.. يف قصص إيناس حليم

.إيناس تتحدث عن أناس يعيشون أشكال معاناة متعددة.. احلاملة اخلالية من العمقا تدغدغ أما لبىن غامن فتتخذ قصصها الثيمات التقليدية للفعل الرومانسي مع توافر العذوبة فيها، و

دفقه يف ظل واقع قاس حولنا، وتبدأ العامية يف الظهور عرب أحداث ميكن حواس من هم يف حاجة ل .تسمية أغلبها بأحداث الفرص الضائعة أو القليلة أو اليت انتهت

الكاتب والصحفي حسن الحلوجي ٢٠١٠ ابريل ٣الدستور

ا مشاعر كل امرأة أرادت التعبري عنها بالكلمات فخذلتها، ولكن مشاعر لبىن وإيناس مل ختذهلما إ

تمعنا الشرقي، االبنة، األخت، احلبيبة، الزوجة، األم " النص احللو"وقررتا نقل صور يومية من حياة ا يف البيت املصري" ".تصور أديب عصري حليا

الصحفية مروة مظلوم ٢٠١٠ يوليو ٢روز اليوسف

٦

متعشق الباركيه هو" "... ؟!!ليه كده ...الفكرة تباغتها

...-أبواك يطيقها ال أشياء تفعل أن ساحر هو كم -

إيناس حليم

٧

...الحكاية األولى

تعطر بأنفاسه... وقدح شاي كوخ وبسمة

٨

كانت هي ممددة على األرض، تتوسد بعض ... سي هزاز، ال يربح مكانهكان غافيا كاملالئكة على كر

...القش األصفر، وتستند برأسها على صخرة قاسية بعض الشيءيف كوخ صغري، خال◌ إال من ذلك الكرسي، مذياع قدمي يصدر منه صوت فريوز نقيا كبلورة، وقدح

شاي اعتاد أن حيضره هلا كل ليلة، معطرا ...ببعض من النعناع، وبعض من أنفاسهبس هال ما بتذكر شكل وجك، بس بذكر أديش كان أليف" ...

بعدو أليف؟ بعدك ظريف؟ بعدو بيعنيلك متلي اخلريف؟؟ " خرجا مسرعني ليقبال نسمات ... استيقظت روحامها إثر الصوت والعطر ا ستستمر أكثر من - ظنا أ

–ذلك بالطريان، ولعلمهما باستحالته، اكتفيا بالسري قليال على ذلك - مستحيل–لم مشرتك كان لديهما ح

اللوح الزجاجي الذي يغطي البحر على اتساعه كان دائم النظر إىل الشمس، وكانت دائمة النظر إىل . ...ذلك السمك امللون حتتها

ا هلا، لكنها مل ... تستطع يوما أن متتلكها كانت هنالك لؤلؤة ختربها كل يوم أمل تكن تعلم حينها أن للزجاج أيضا سرطان، فقط مربع صغري حتت قدميها به شرخني أو أكثر، كان

...كفيال بأن ترتاجع، وتنسى أمر السمك امللون، واللؤلؤة ...مل جترؤ أن تطلب منه ذلك، لكنه كان يعلم منذ البداية

ا قدر املستطاع... لوانية، وبسمة مرحةعادا إىل الشاطئ حبركات .حاوال التمسك ربط عينيها بشريط حريري أخضر، وطلب أن تنتظر دقيقة، مل يكن حباجة إىل حفرة عميقة؛ كي يصل

زاهية مستديرة، كانت كافية جدا الستمرار السعادة أسبوعا آخر" ماكينتوش"إىل الكنز، علبة . ا بفرحة، تناو ا إىل أقرب خنلة، " بسولوفانة "لت تلك املغلفة التهمت ألوا بنفسجية براقة، وركضت

سعفة تدلت يف طريقها استطاعت أن تصوغ منها ضفرية قوية، تسلقتها إىل القمة، مل تستبدل حينها ا بالبندق .التمر بالشوكوالتة، فقط اكتفت باالستمتاع بالشوكوالتة حىت اكتشفت أا تطري، نسر صغري حلق فوق رأسها مباشرة،قفزت فوق النخ الت بسهولة، ظنت لربهة أ

-السولوفانة- سقطت .. مل ختف، ظلت متمسكة بالسولوفانة البنفسجية حىت النهاية حزنت قليال، وتابعت الطريق

...عنها كان ال يزال هناك، يفكر يف اللحاق يوما الفراولة، ومل ملتقطا أخرى بطعم الفراولة، هي مل حتب ،

ا قدح شاي ترتشفه كل مساء ...حتبه، لكنها على األرجح كانت حتتاج ألنفاسه؛ كي تعطر "بووووووووووووووم"

...سقطت تتناوب على رأسها عشرات التمرات، كانت السقطة كافية جدا كي تستيقظ لتجده غافيا على كرسي

ددة على األرض، تتوسد بعض القش األصفر، وتستند برأسها على هزاز، ال يربح مكانه، وجتد نفسها مم ...صخرة قاسية بعض الشيء، وفريوز ال تزال تغين، له وللخريف

٩

كان هلا كوخ محيم، وبسمة مرحة، وقدح شاي تعطر بأنفاسه، وكانت له حملة حلوة، قال أنه سيحزن إذا ...ما تالشت

ومل يكن مهما مدى صدقها، املهم أنه كانمل تكن متأكدة من مدى صدقه، ... ا كانت ... وأ

١٠

...الحكاية الثانية

... احتفال بحذاء وردي اللون "zero" مقاسه

١١

بكامل أحشائها كامل الحتواء إرادية؛ ال أمومية حماولة يف بطنها، تتحسس العيادة باب من خرجتا مجيع كانت ابتسامة، تعلوه ووجه بالدمع، اغرورقت عينني راحتيها، بني ما، فرحة تفضح قسما

ا االجناب، على للقدرة الفاقد لزوجها حبها بني نفسي صراع يف قضتها عشرسنوات،...طويال انتظر أكرب عيادات بني قضتها سنوات، عشر...لألمومة الفطري عشقها سواه، وبني يوما تعشق مل الذي

احلمل لطريقة فاشلة جتارب وعدة للعطارين، الغريبة الوصفات تلك وبني وخارجها، البالد داخل ألطباءا تتعلق كانت...باألمل للتمسك حماوالت عدة وبني باألمل، شعور بني سنوات، عشر...باألنابيب

تعدك اليت العقيمة ةالتلفزيوني االعالنات تلك فيهم مبا طرقته، إال بابا ترتك شيء، مل شيء، وأي بكل ...العقم بوداع محقاء بثقة

كتبت اجنليزية، كلمات بضع يف الدنيا سعادة السنني، تأتيها عذابات اجلحيم، وكل كل اليوم، بعد سنوات، جبوارالكلمات ساعتني، ومنذ منذ تنتظره جلست محل حتليل نتيجة إىل تشري بيضاء، ورقة على

"...يبإجيا "تعين جدا صغرية عالمةا يف جاحمة برغبة األطفال، شعرت مستلزمات بيع حمالت إحدى إىل نشوى يف قدميها عجالت أخذ

إىل تسلل... الطفل ختص اليت األشياء كل... اهلزازة والسرائر واأللعاب، واألحذية، املالبس، كل شراء الذي زوجها مع ا لتتشارك ة؛الصغري األغراض تلك شراء سعادة تأجيل فقررت باألنانية، شعور عقلها اخلشبية األرفف تلك عن بعيدا ناظريها تنحي أن تستطع مل لكنها زمن، منذ اإلحساس ذلك ينتظر

ا تتأرجح اليت جدا الصغرية األحذية بعض مبرح، عليها املرصوص ودرجات األزرق، درجات بني ألواا وتتأرجح الوردي، اللون "...zero "الـو اخلمسة بني ما مقاسا

أو صبية ستكون أحشائها بني حتمله ما بأن منها قناعة الوردي اللون وأزهاهم، اختارت أصغرهم انتقت ...ذلك متنت رمبا

"...zero "مقاسه اللون وردي وابتسامتها، وحذاء حبها معها حاملة األطفال حمل من خرجت بعض تتخللها البنفسج، من كبرية باقة بنفسها الزهور، رتبت حمل إىل راقصة شبه خطوات يف اجتهت

الشوكوالتة، بطعم تورتة أكرب لتنتقي احللوى؛ بيع حمالت أفخر إىل ومنها بعد، تتفتح مل بيضاء قرنفالت اليوم حفلتها لتكون شديدة؛ بعناية شيء كل اختارت... املعطرة والشموع امللونة، البالونات من والكثري

.سبةاملنا وخصوصية روعة يفا بصديقتها تعثرت املعلقة، األجراس ذي الزجاجي الباب من خروجها حلظة الشابة تلك ،"حبيبة "وجار

.صغرية سن يف أرملة إىل حتولت اليت اجلميلة ؟؟ !حاجة تشرتي دي، جيا احللوة الصدفة إيه" حبيبة "- :وجهها على جليا بدا توتر يف ...و ميالدي عيد النهاردة أصل أص... سلمى،أنااا يا ازيك - ؟!وحشة يا متعزمنيش كده طيب طيبة، وإنت سنة كل!! جبد - ...أصللل هااا، معلش - .آجي هقدر مكنتش كده كده عموما - ده؟؟ إيدك يف اللي وإيه ليه؟ هنا جيا انت صحيح بس؟ ليه قصدي هللا، قصدي احلمد -.باخلرب يعلم أن جيب من أول هو زوجها ألن سد؛ لكناحل من خوفا أو ما، خلبث سلمى، ليس جتب مل

************

ا على .الشوكوالتة وتورتة البنفسجية، زهورها وضعت جواره إىل فاخرا، عشاء جهزت الصغرية، مائد بغطاء طىمغ كبري دائري" سرفيس "طبق املنتصف يف الشموع، وضعت وأضاءت األنوار، كل أطفأت "...zero "مقاسه اللون وردي صغريا، حذاء حبب وضعت الغطاء براق، وحتت معدين

١٢

اليامسني بعطر ودنياها نفسها عطرت المعة، مث كبرية بفراشة شعرها وعقصت فساتينها، أمجل ارتدت ...حيبه الذي

مساعه فور عينيه يف تراها سوف اليت السعيدة النظرة تلك هلفة يف تنتظر الدافئة، أريكتها على جلست .اخلرب

اليت املوسيقى جيدا، تلك راقصة، تألفها إسبانية موسيقى وقع أذنيها إىل تسللت الوقت، ذلك يف .النافذة من اقرتبت كلما علوا يزداد وقعها كان ا، زوجها بولع تأثرا يوما؛ أحبتهاا لرتى ببطء؛ ستائرها أزاحت طويلة، قليال، أكمامه منفوش أسودا فستانا ترتدي يلة،اجلم األرملة جار .مكشوف شبه وظهره وقدماها الفضاء، يكسو يكاد منثور واضح، شعرها جبموح اإلسبانية األنغام تلك على ترقص كانت

.أصابعها ألطراف متتد برقة ترفعهما مث وبدائية، عنف يف بكعبيها األرض متاما، تضرب حافيتان باخلجل شعور ساورها امليالد، ضحكت، مث بعيد االحتفال يف الغريبة الطقوس تلك من ىسلم تعجبت

.الغري خصوصيات القتحام السيئة؛ احملاولة تلك من جيدا، مل تألفه ظل اقرتاب الحظت حني فجأة فتحتها، توقفت كما ببطء الستائر اسدال يف بدأت

.بعيد من ترقب وظلت فضوهلا، مجاح كبح تستطع سرتته جيب من خيرج مث اخللف، من جدا، حيتضنها يقرتب" حبيبة "من يقرتب لرجل عريضا ظهرا حملتويقبلها، يشاركها رقبتها به أيضا، يطوق لؤلؤ، تألفه عقدا مالحمه لتتسلل ذابح، ببطء فيستدير الرقصة، ...وستائرها ستائره عرب رويدا ...تراه ...املنتظرة طفلتها الدوحبيبها، و هو، زوجها إنه ...حلظة يف

ينزف كي قلبها؛ أعماق أعمق يف أحدهم حاد،غرسه سكني من إال شيء أي من خال العامل أن تشعر شعور إسبانية، يقتحمها هراءات حلمل جيدا تصلح كبرية، رقص حلبة دماؤه العمر، وتفرتش طول

.للمستقبل بصيص أدىن ترى احلاضر، وال تستوعب املاضي، فال كل باملرارة، تتذكر ...تبكي... ختتنق... تدمع

...كثريا تبكي مث يف تتجه مث األرض، إىل والشموع بالورود وتدفع الصحون، كل حتطم املائدة، إىل اتزان أدىن بال تتجه الباب، إىل هلع وحيد، وحذاء يبدأ، أن أىب احتفال ومظاهر تبكيها، جدران وراءها خملفة

...اللون وردي نكا "...zero "مقاسه

١٣

...الحكاية الثالثة

...نصف وجه

١٤

عابس، بوجه إليها ينظر باعتذار، زوجته، ترفض جبانب ليجلس الكراسي؛ تبديل أحدهم منها يطلب ...النظر يطيل ال لكنهقرص ا ويستهويه يقبلها، النيل، مياه صفحة إىل األفق من يهرع دامي ...طراوا لو وتتمىن النافذة، من تراه .مكانه أ

التذاكر، فحص يطلب" الكمسري "صوت على شرودها من تفيق صارمة، مالمح مينحها عجرفتها، من يتعجب وجهه، إىل تنظر نأ دون أصابعها بأطراف التذكرة تعطيه ...النظر يطيل ال لكنه

النافذة، عرب أمامها يتحرك الذي الرباح ذلك البصر، إىل امتداد من أقصى امتدادها خضراء مساحات ...التوت وشجر والطلمبات، والذرة، العشب، بني وتلعب تقفز أن النظر، تتمىن سلمى تطيل

.باإلتساع اإلحساس ذلك توت، يرحيها شجرة نفسها تتخيل :الرباح من األخضر، العامل ذلك من يأخذها اليسار، من يأتيها دافئ صوت

فاضي؟؟ حضرتك جنب اللي الكرسي مسحت، لو - .موافقة برأسها تومئ

أقعد؟؟ ممكن طيب - .اإلمياءة تكرر

...تزعجها وال تزعجها، لقها،تق إليها نظراته اليسرى، عينها بطرف ترمقه ... مجيلة رآها كم .النافذة حنو ميينا احننائها لشدة األيسر؛ وجهها نصف ير سوى مل أنه رغم

...مجيلة رآها العامل، كم وحيتل كيانه، حيتل سواده يكاد شعر املهر، كعني عني وضاء، بياض اخلالق، حويسب وجهها، من القريب النصف ذلك يتأمل لدقائق ظل

:احلديث أطراف معها يتجاذب أن بأدب حاول فني؟ نازلة حضرتك هو -

:جدا خافت بصوت ردت طبيعته، رغم السؤال، بغتة من جسدها اقشعر إسكندرية -

قرر إعجابه فرط ومن لكنه املتطفل، الفضويل مبظهر يظهر أن وخشي الرد، اختصار من حاجبيه قطب ...وحياة وولدا، بيتا، ختيل قليلة دقائق يف حقا، هاإلي اجنذب يستسلم، أال

:متوقعة غري مبباشرة سأهلا مرتبطة؟؟ حضرتك هو -

ــان ...بركـــ

١٥

...اللحظة تلك يف ونفسها جسدها اجتاح بركان، ...سواها انفجاره ومواقيت أسباب يعلم مل بركان،

...لتلتقطه احننت؛ االرتباك يضف ومن يدها، من" املوبايل "سقط االرتباك، فيض من ...إياه ليناوهلا األرض؛ إىل بدوره فاحنىنهول وجهها نصف رأى الوجهان، أخريا، تقابل .ا

...الزمن عقارب فيها توقفت حلظة يفت ...الوسيم

..." الصدمة ونوع األشخاص، باختالف األفعال ردود ختتلف الصدمة، تباغتك حني" تأملها، ثوان، سبع وملدة واالرتباك، الدهشة مالمح هتغزو بوجه ...لكنه

يطل مل ...النظر ا وأعادت األرض، عن احملين جسدها تأملت، رفعت ...الرباح إىل النافذة، إىل نظر

...املشؤومة احلادثة تلك على سنة مرتنون ذلك صورة مازالت ا يف تالحقها ا .ويقظتها مناما

اكتظاظا يؤكد منظره كثيف، كث شعره كريهة، رائحة ذو بدين رجل جيلس... هادئ شبه شارع يف يستند يسرت، مما أكثر يكشف ما املالبس من يرتدي القدمني، حايف للهواء، وحليته يطلقه باحلشرات،

صغرية، زجاجة يديه بكلتا وميسك وحيدة، شجرة جذع على بظهره "الدنيا أكره اأن: " واحد شيء سوى خترب ال عيناه

احساس حارق يطفىء للسماء، عصماء وقفة البدين فجأة، وقف .األبد إىل ضحكتها ...صدمة

...األمل أشكال كل يفوق أمل ...الزجاجة بداخل ما عرفت

"نار مية"نون ألقاها بوجه عمرها، من تبقى ما لتعيش الدنيا، على نقمه فيها ازداد حلظة يف اهلواء، يف عشوائيا ا ...حمرتق نصف

************** ..."األول زي هرتجعها مش التجميل عمليات طويل، وقت وهياخد أوي، صعب عالجها"

...الدرجة الثالثة من حرق بأنه خيربها وهو الطبيب، نربة تذكرت هكذا

١٦

...القدر ورهبد ويتلقفها النافذة، تتلقفها كبرية، ساخرة ابتسامة القطار يهدئ حني بوضوح سلمى تراها اخلضراء، اللوحة وسط يف صغريا جامعا تعلو طويلة مأذنة

...تفكر مستجابة، السفر يف الدعوة بأن أمها كلمات تتذكر سرعته، من !!اهللا تدعو مباذاا النهاية، يف سيكرمها أنه جليا وتعلم بأقداره، ترضى حتبه، إ !!تتمىن ماذا!! تدعوه مباذا نولك

...السماء إىل طويال نظرت األصدقاء، عودة تتمن مل

.حمرتق نصف بوجه فتاة، جبوار السري من يوما خجلوا لقد .األمين بنصفها مر كلما األرض، يف وجهه ويضع األيسر، خدها يقبل زوجا تتمن مل .األمنية بصعوبة مهاأبويها، لعل قلب من الغصة تزول أن تتمن مل .مضت سنة منذ يديها بني كانت كثرية، أشياء تتمن مل ...فقط، فقط أحدا أن لو نفسها، قرارة يف متنت القدر، لكنها تتمن تغيري ومل

...النظر أطال

١٧

...الحكاية الرابعة

...أن تكون حرا

١٨

ملفتة بسرعة تتجه هلع، يف عنك الغطاء تزيح عصرا، والنصف الرابعة يف كعادتك فراشك من تستيقظ.القطيفة قماش من القامتة األرجوانية ستائرها وإسدال مجيعا، غلقها إحكام من تتأكد غرفتك، نوافذ إىل

خافت، ضوء من طوليا خطا ليكون الغرفة، أرض إىل عربهم يتسلل أن استطاع واحد، شعاع فقط

.قسماتك ودمامة وجهك، شحوب مدى لرييك مرآتك؛ يف منه جزء انعكس .املستطاع قدر عنه االبتعاد حتاول جدا، لكنك خافت شعاع الربتقايل الشعر ذلك الورقة، كما البياض ناصعة البشرة تلك تتأمل نصف،وال الساعة ملدة أمامها تقف زرقاوين، لعينني باهتا إطارا لتصوغ تقريبا؛ اللون بنفس اصطبغت اليت ورموشك الصفار، إىل املائل

.معىن أي من خاليتني تتقمص باالنفصام، غريب شعور يتملكك مالحمك، على التعرف حماولة املرآة وجه إىل أصابعك متتد ...عينيك، أمهق زرقة ا تزهو كثيفة، ورموش فاحم شعر ذي أمسر، غجري صيب دور

الفرتة ذات املدرسة يف أقرانك تتذكر الصغر، منذ ا نعتوك اليت الكلمة تلك تذكرت كلما باملرارة تشعر .إليها تذهب كي الغروب؛ تنتظر كنت حيث املسائية،

ال اليت املكتومة، والضحكات واهلمسات، النظرات، تلك الفصل، تتذكر يف لك ومي أول تفاصيل تتذكرعاملا دخل غريب، جسم بأنك إال خترب

...الغرباء كثريا يستوعب ال

فيه، مبالغ بشكل وراثيا إليه تفتقد الذي امليالنني ذلك األحيان، متقت معظم يف حتزن أحيانا، ترضى . بالشمس اإلحساس رةفك جمرد من لع جيعلك ...أنت مسكني

من بالنقص، تتخذ باإلحساس املغلفة الروح بتلك تتعذب سواك، يتفهمها ال النفسية معاناتك بأن تقر ...وسجنا مأوى الظل ومن حياة، الليل ومن عدوا، الشمس ...أنت مسكني

.رالنو باحتضان قدمي وحلم مرآتك، وضبابات خلوفك، أسري بتصويرها واكتفاءك النهارية، احملاضرات حلضور جتنبك اجلامعية، أيامك أيضا خاطرتك إىل تقفز .الزمالء من

...الزمالء ...بفضلك بفضلهم، ورمبا رمبا كثريا، منها عانيت مشكلة

أنوارك املرآة، تضيء عن ببطء تبتعد وذكرياتك، وتأمالتك، شرودك، أغوار من عنوة نفسك تنتزع مالبسك لرتتدي خترج مث احلمام، إىل تتجه الظالم، من انتزاعها إثر لربهة؛ عينيك وتغلق ،"النيون"

.جديد يوم مساء تبدأ كي بأفكارك؛ املوحش املنزل جدران وترتك األنيقة، كمحاسب به تعمل الذي للفندق الزجاجي الباب ذلك إىل تصل حىت احلائط؛ حبذاء منكمشا تسري

على الوقع جديد مالئكي شدو يتسلل-النطوائيتك تعجبهم رغم بذلك لك يشهدون - حمرتفا العاملني أحد خيربك مسعك، .املوسيقى معهد من اجلديدة" السوبرانو "أ

...تراها االستقبال، صالة إىل ببطئ تتجه ترتدي تقريبا، ظهرها نصف إىل وممتد كتفيها، على منسدل طويل كستنائي شعرها البشرة، مخرية مجيلة، .األجنحة مطلوقة فضية، لفراشة صغريا قرطا وضعت أذنيها ويف الذراعني، مكشوف أسودا فستانا مع ويصوغون أنيقة، سوداء بدالت أيضا يرتدون العازفني، من جمموعة وحوهلا املنتصف، يف تقف

ا مالئكية .استثارك حوله، كما من كل ويستثري املكان، يعطر أن استطاع حلنا صوا تنهي تراه بعيد، من أنت تلمحها ثقة، يف منها ويقرتب إليها، أحدهم يتجه حاد، تصفيق فيتبعها فقر

.تام باستسالم معه متشي واضح، حبنو ذراعها ميسك ...صمت يف إليها تنظر

لتغيري املخصصة الغرفة ىلإ تتجه فتلمحها خلفها، تسري جتعلك حذرة، نشوة مشاعرك إىل تتسلل

١٩

.زمن منذ متقتها اليت النظرة تلك لتحمل واالستعداد حذرك، عن بالتخلي قوية رغبة تنتابك املالبس، .األرض إىل بعدها آلت وإن تكفيك، منها نظرة فقطمستكينا مرتبكا، خائفا، مباشرة، خلفها تقف ... كنهها، تشفلتك فتستدير خلفها، األنفاس حبرارة هي تشعر

ا األرض، أو إىل بعدك أحدهم نظرة تؤول ال حياتك، يف مرة وألول لعينيها، أنت تستسلم الواقع يف أ ...شيء إىل تؤول ال

...ضريرة ...ضريرة نعم،

.تبتسم مازالت ذلك ورغم أنت، متقته الذي الدائم الليل يف تبتسم، حتيا ولكنها منتصف يف تسري بيديها، متسك املسارح، النوادي، الشوارع، لك معها جتوب وأنت اليوم، ذلك منذ

...ونسماته وأقماره، جنومه، بكل باملساء معها وتستمتع األركان، عن البعد كل تبتعد الطرقات، .الشمس وعن العامل، وعن األصدقاء، عن باالستغناء معها تشعر كثريا، حتبها كثريا، تستمتع ...جديدا مبعىن تشعر سنوات، منذ مرة وألول قلبك، كل من تبتسم سنوات، منذ مرة وألول

. حرا تكون ألن

٢٠

...الخامسة الحكاية

"لؤلؤة سوداء"

٢١

عالقيت بك، كعالقة طفل بالطبع يصعب عليك تفهم ذلك؛ ألنك ،"املارشيميلو" صغري شغوف حبلوى .مل تكوين يوما كبقية األطفالالطويلة " عباد الشمس"، ذات احلديقة املربعة املمتلئة بزهور "الفيال"عندما قفزنا للمرة األوىل فوق سور

طلبت مين أن أنزع لك أطوهلا، وأن أستبدل بامسها جدا، كما تعلمت يف حصة الدين " باع الشمست" -أن العبودية هللا وحده-

كانت املرة األوىل، اليت خيربك فيها أحد أن هنالك زهرات تلد اللب، ا، إذا ما رأت قبلة بكر بني نفس طاهرة وأخرى أكثر طهرا، وأنحينها انتهزت الفرصة؛ كي أخربك أيضا بأن بذور اللب تتساقط من زهر فضية حبجم أذنك، أو معلقة بذيل " أم اخللول" بداخل حبة - صدفة –اللؤلؤة السوداء ستجدينها يوما .قنديل حبر لطيف، يلدغك مرة واحدة، وبعدها يرحل

وألنين كنت دوما بارعا يف حتويل احلواديت اململة إىل أخرى ممتعة، وألنك األكثر طهرا يف هذا العامل، .صدقتها

حتملينها إىل آخر صخور الشاطئ، وتفرشينها قرب كبرية،" أم اخللول" أصبحت تشرتين كل يوم سلة . وتبحثني بني صدفاتك عن تلك اللؤلؤة الومهية تتحملني لدغات القناديل واحدة تلو األخرى، البحر،

قفني أسفل أطول زهرة تباع ت لنكرر قفزتنا اليومية إىل احلديقة،" الفيال"تعودين يل يف املساء عند سور فتكتفني بطبع قبلة -كالعادة–ختونك قامتك القصرية مشس، وحتاولني ملس وجهها اإلسفنجي األصفر،

".املارشيميلو"قبلة بطعم صغرية على خدي األمسر اجلاف،ومل تكف أنت يوما عن انتظار سقوط اللب مل أستطع أبدا االحتفاظ بنكهتها، ...

٢٢

...السادسة الحكاية

...األحالم نحو وثبا

٢٣

قررت السخيفة، التجارية احملالت تلك يف تالئمها مالبس عن للبحث فاشلة، حماوالت عدة بعد حاملة فريوزية هالة بإضفاء تتميز واليت األقدام، من الكثري تطؤها ال اليت الكافيترييات إحدى يف اجللوس

.الفضائية األغاين لقنوات املعتاد اجلو من بدال املكان إىل ...وأبعدها أقصرها، تنتقي األركان، طاوالت عن بناظريها تبحث

تثب تبحث الرصاص، وقلمها امللونة، النقوش ذا الصغري ودفرتها وجتلس الكرسي، إىل االحرتافية وثبتها .اليوم هذا الصغرية لوحتها منه تستلهم أن يستحق عمن بعينيها

للجبنة، أكثر زيادة مع املشروم بصوص" إسباجييت "معكرونة وتطلب املكان، يف النادلني أطول اديتنا .األشياء يف املبالغة تستهويها كما كثريا،" اإلسباجييت "حتب إ وحدات تلتقط أن وحتاول فمها، عن ملحوظ بشكل الشوكة تبعد ألكلها، اخلصوصية شديدة طريقة يفا،بأ" اإلسباجييت" . مضحك طفويل استمتاع يف بشفتيها تسحبها مث سنا

.للمكان زائف محيمي جو لصنع حماولة يف عليها، ومن الكراسي ترقب أزراره، مع منهمكا فقط،" توب الالب "وجهازه جيلس رجال تلمح

ا تفكر للوحدة، الناس بعض اختيار من تتعجب عام مكان يف وحدها اجللوس اختارت ملا حملهم، لو أ .أبدا

ا أكثر، حبنو ختجل، يضغط يدها، ميسك احللوة، املراهقة طقوس ميارسان وفتاة لشاب آخر، منظر جيذ ...واحد كوب من الشرب يف ويشرتكان فتبتسم خبث، يف هي ترقبهما وحتلم، ...ترمسهم ال لكنها

ا ا للرجال، سوى تلتفت ملاذا تعلم ال إ أطوهلم عن النساء، تبحث كل إىل داعم النظر تتجنب كأ للحذاء، مقاسا وأكربهم قامة،

.ترمسهم أن يستهويها من فقط هما بطلب وتلحقه املعكرونة، بصحن تلذذها تنهي أن حتب هكذا ،"هازلنت كابوتشينو "املفضل ملشرو .التصنع إىل أقرب اجنليزية بلغة تقوهلا السكر تفضل طويل، بشكل السكر أكياس فيها املرتب الفخار علبة لتلتقط النحيل؛ جبسدها تشبا يف منطقية غري كمية تضع األبيض، على البين .نسبيا الكبري فنجا

ا تم طوال، مل وأكثرهم السكر، قصب أنواع أجود من مستخلص البين السكر أن يوم، ذات أمها أخرب .املعلومة صحة مبعرفة كثريا

٢٤

ا رتشافبا اكتفت احللو اإلحساس وذلك للبندق، الساحرة النكهة بتلك واالنتشاء رويدا، رويدا فنجا .شفتيها يكسو رغوة من لشاربا على الزجاجية نظارته خلف من ضاحكة نظرات تتسلل البعيد، كرسيه فوق من هو يلمحها شاراوحر ،"اإلسباجييت "أكل يف الغريبة طريقتها جتذبه الرغوي، قلمها تركيز رغم ملحوظ، بشكل املشتتة كا

.الصغري دفرتها يف الدائم جدا، كبرية أقداما هلا وترسم رجاال، حتسبها هليئات طويلة سوداء ظالال ترسم كانت الدفرت، ذلك يف

:واحد شيء يف تشرتك لكنها وألوانا، أشكاال ختتلف واألحذية، بالظالل فقط تكتفي .الكبري حجمهاا لنفسها وتؤكد املتسللة، نظراته تالحظ تفشل آلخر، حني من تتمناها اليت اإلعجاب نظرات إحدى أ

.ظله رسم يف تنجح عينيه، لكنها لون حتديد يفــك حلم عندي فيك، بعد أكرت مين بدك شو بيكفي فيك، أمل عندي فيك، ثقة عندي" ــ ..."فيـ

...انتشاء وتزداد االبتسامة، هلا، تبادله إهداء يبتسم اهلواء، يف بينهم فريوز تشدو يرتدد، كلمات، بعض قلما، يكتب النادل من ويطلب صغرية، عشوائية ورقة األنيقة حمفظته من خيرج

أيضا، حياول ويرتدد غريها، ويلتقط يكرمشها، عينيها، ومن حوله، الفريوزية اهلالة تلك من االستلهام ".حلمي أنت " كلمتان فقط يكتب

:مهس يف له يقول اخلدوم، لنادله مناديا رأسه يرفع "هناك قاعدة اللي للبنت دي الورقة تدي ممكن فضلك، من"

.الفراغ إىل يشري أنه ليفاجأ السبابة، إلصبعه ينظر ...يقفحلم أمامه من املكان، يتالشى بعينيه ميسح دفرتها، فوق يرمسه كان بنطاله جيب يف واألخرى جبهته، فوق اليمىن يده يضع ا،متعجب غاضبا ...فجأة :مليقة حبركة بنطاله من تسحبه صغرية بيد يشعر يقرتب، قصريا ظال أمامه يلمح

"لألطفال السخيف املزاح ذلك يكره كم" ا،جد األسفل إىل مث األسفل، إىل ينظر التمسك، يف ازديادا يالحظ بقوة، اليسرى قدمه يهز

يرتبك، يصعق، حيملق، ...ويصمت

ا هي، إ

٢٥

الكستنائي، الشعر وذلك الناعم، الوجه ذلك يف يتجسد احللم، إنه ...طفلة وجسد من صداه يصله جدا خافتا صوتا يسمع شفة، ببنت خالهلا ينبت ال حلظية، ذهول حبالة الصدمة تصيبه

:ليسمعه كثريا؛ االحنناء إىل يضطر األسفل، تشيلين؟؟ ممكن - !!! نعم - ...حاجة أقولك عايزة شيلين -

:خبث يف أذنه،مهست من الصغري ثغرها الصغريات، قربت أخواته بنات حيمل كما القامة، طويل محلها

" األحالم إىل الوثب يستطيعون عزيزي، يا األقزام حىت"

٢٦

...السابعة الحكاية

رزنامة

٢٧

ـا، أسـباب أحـد هي والبكاء، اجلفن بني املعلقة تلك تكن مل مـن الليمـون زهـرة اختفـاء يكـن مل كمـا حز . الفراشة لوجع الرئيسي السبب هو املدينة،

ـا؛ يف جتلـس غرفتها، لنافذة مواز سرير على ذراتـه حتـصي الوسـادة، تلـك خيـاوي الـذي ضوءالـ لتـشم مكا .جتويفا أكثر دوائر بداخلها جموفة، دوائر بداخلها جموفة، دوائر يف حوهلا احلائمة

هي املفضل، الرتكي مسلسلها حلقات آخر بتحميل وتبدأ ،"توب الالب "جبهازها الطرف، متسك على ا تعلم ا أ آخر؟؟ ليوم احلكاية يف تعاش لو يضريها ماذا ولكن، باألمس شاهد

مألوفـة النهايـات وكـل اصـطناعية، حتـسبها الـذي بالقـدر زاهيـة األلـوان كـل فـاتن، شيء كل احلواديت يف . القصة غموض رغم

خزانتهــا وأن املفــضل، رقمهــا لــيس ثالثــني أن يــوم كــل ختربهــا غرفتهــا، جــدار علــى بوقــار الكائنــة رزنامتهــا . فساتينها يشبه ال ا،فستان تستوعب مازالت

ا حبس حتاول االجتاهات، كل صوب ببصرها ترنو ببـصرها فرتنـو تفـشل، قدميـة، عطـر زجاجة يف فضاءا .الرزنامة صوب

-دقائق الزمن من باقي ــا تلقــي صــاغت ضــجر جديلــة ختــرج. اجللديــة حقيبتهــا لتلــتقط أصــابعها؛ ومتــد الغرفــة، أرض علــى حبنا

أبـيض،" بدبدوب "تدثرها مث اهلالة، قدسية وتعاويذ بتمائم حتصنها تعتقها، تكملها، ا،منه جزءا باألمس "متيم "زمن منذ أمسته وردية، أنفه "؟!!ليه كدة متعشق الباركيه هو " ...الفكرة تباغتها -أبواك يطيقها ال أشياء تفعل أن ساحر هو كم -

ا، خلف من صدئة مطرقة تتناول تدق اخلزانة، باب إىل بظهرها تستند لقرفصاء،ا جتلس ستار نقاط كل أكثـر دوائـر بـداخلها جموفـة، دوائـر بـداخلها جموفـة، دوائـر إىل حتيلها تثقبها، العطب، اخلشب يف الضعف

... جتويفا -باقي من الزمن ثوان -

بني الرماد مترر. وحترقها الكريهة، قةاملنط إىل ولوجها ورقة تنزع تعنفها، بالرزنامة، متسك اجلدار، إىل تتجه .املعروفة الضجر وجديلة احلنان، بذاك تواريه مث الفجوات،

تك ... ا والبكاء، اجلفن بني معلقة كانت اليت ختربها ا، أسباب كل أ املدينة، من الليمون زهرة اختفاء وأن حز

...الفراشة موت أسباب كل هو

٢٨

...الثامنة الحكاية

...المفرش طرف على

٢٩

عزيزيت ذات الكمون، لبالط الغربة سحر قان، .ولسحره برودة، وعري مفروغ منه

أليس من ... أعلم كم هو جنوين أن جتدي رسالة مصاغة، خبط عريب أصيل على طرف مفرشك، ولكنأن نطل من نفس الزجاج على خليج أسود، شوارع ال نعرفها، فس املقهى،اجلنون أن نكون اآلن يف ن

؟...وبيوت ال تعرفنا ؟...بعيدتني حد األمان أليس من اجلنون أن جيلس كالنا على طاولتني قريبتني حد األنامل،

عزيزيت،ارات أومن بأن سحر األشياء يكمن يف أصوهلا، وأصول األشياء هناك، عتيقة ألفتها يف تسكن علبة

. مطبخ أميحيث الشمس بإشراقة حبة كركم مكتنزة، واجلدران بنعومة حبات الصنوبر هناك، . حيث الفلفل األسود يتكور أكثر، خيرج كل دنايا الروح بعطسة حقيقية هناك، . رائحة أوراق أجلس ملتحفا مبالءات رائحتها، ك أنتقي ذلك الركن احلميم يف ذاكريت، فقط هناك، هناك، ...أستبدل بلفافات التبغ أعواد القرفة اخلشبية، وأفكر الزعرت،

تراها أي البهارات تالئمك؟؟وفرحة حواديت ابتسامة بدفء احلارة، باغتتين من بني شدقتيك ابتسامة أودعتها طرف الكأس، حينها،

.ولون الكمون أمي،استأذنت كأسك إىل احلمام، حينها، .ذنتهوبدوري استأ

ذلك ما انتشلته من القاع، ونثرت بعضا من حصواته على رسغي، تنشقته؛ كي " كمون بلدي حصى" وكتبت على طرف بعمر أحالم الطفولة،" برميا"يعلق يب ذلك العبق ألطول فرتة ممكنة، مث أخرجت قلم ...املفرش، شكرا

ا أطلقت يف نفسي القلقة، شكرا عزيزيت؛ ألن حصواتك احلميمة أحيت أصول العامل؛ و أل مساحات رحبة للتطلع ...

٣٠

...الحكاية التاسعة

صباح مكرر ...

٣١

... صباحايت ... ما شيء إىل تفتقد ما دوما

أتذكر ال قرأته، مهم خرب آخر تذكر أحاول ظ،أغتا جرائد، لبائع منكر صوت على نومي من أستيقظ ... فأغتاظ شيئا،

... الدفء أترك أن يستهويين. احتوائي من أكرب دوما صابونيت الصنبور، حتت يوميا عنها أحبث املنال، صعبة غاية أزيد أجتاهله، ،"صح تعيشها صح احسبها "إعالن أتذكر ممكنة، فرتة ألطول الساخن املاء حتت يدي البخار، يتلحفين حىت الصنبور فتح من

... مكسور مكسور، دوما بشراع صغريا مركبا املرآة على أرسم ... جبديد ليس يوم، بدء وأقرر ببطء الصنبور أغلق

" فاحلة مانيت واهللا "بثقة ويهمس مبالقة، لسانه خيرج بامتعاض، ينظرين أبيض محار العمل، إىل الطريق يفكم أغتاظ، األعلى إىل سنتيمرتات بعض الذقن برفع إراديا ال غيظي على أ

-الدنيا يف خاصة حالة أو استثناء، أنفسنا نعتقد حني نرتكبه، فادح خطأ- يضحك، املرآة، عرب السائق يالحظين ...فأغتاظ

من ،أعلى إىل أسفل من يتفحصها اخللف، من فتيات أجساد يف حيملق البوابني أحد أملح املبىن، أمام " العظيم اهللا أستغفر "يتمتم أسفل، إىل أعلى األجل، معلومة غري مفرطة،" شيزوفرينيا "من يعاين العامل بأن أقر ،"احلرمان بئر "يف" حسين سعاد "أتذكر .النظرة نفس ويبادلين يلمحين، بازدراء، أنظره

- ما حد إىل -األشياء حقائق إدراك تستطيع السادس، الطابق يف شرفة من صلعاء، معظمها ورؤوسا الرتاب، يكسوها خمتلفة بارتفاعات سطوحات أرى

كم أيب، أتذكر املكان، عطرت بقهوة" حسن عم "يدركين أرحل كي الوقت؛ وأتوسل الذكرى، على أ .هنا من " عايزك البشمهندس "-

...أتأفف "تتعلمي؟ شانع معايا تسافري رأيك إيه. ..مطروح يف جديدة مناقصة فيه "-

احلسىن، اهللا بأمساء دقيقة كل يشدو" موبايل"و آلخر، حني من مسترتة مغازلة !!!! قبل من أقل أمل " البيت يف عندي هريضى حمدش أصل معلش "-

٣٢

. املوقف تدارك فنون أجيد لكين القهوة، صنع أجيد ال رمبا !!" حتة كل تسافري وبيسبوكي لوحدك، قاعدة مانيت "-

أختنق، ،أغتاظ .أستأذن

... البحر .احلزن على للتهكم األماكن خري

الدفعة، ترضيين اهلواء، يف أقصيهما إىل ذراعي أفرد للكورنيش، املنخفضة األسوار أحد بانتشاء أعتلي تفاديا أم الدنيا، على مشوخا كان إن أدري ال جدا، األعلى إىل مث األعلى، إىل تدرجييا رأسي أرفع

... أنفي من تتساقط أن كادت رشح تلقطرا البحر، من اآلخر الطرف إىل بناظري أرنو

.ذلك من أكثر تبعثرين ريح إىل كم، بأال تدعوين حبنو، األمحر أنفي تدغدغ النكهة خريفية نسمات أو القراميد، لعشاق باال ألقي بأال أ

أرجلهم، حتت متوء عرجاء قطة ألمر أذعن يوما، أكرتث وبأال أسأم، وأال أحزن، بأال ختربين

...وحيدة لكوين

٣٣

...العاشرة الحكاية

"إنت كيفك"

٣٤

يطيب .بذكراك املعتق ليلي و سواي، يبقى وال الناس، كل ينام حني املساء، يف ذكرك يل ينبض، دتهفوج! ال أم ينبض الزال كان إذا ما ألعرف قليب؛ إىل السمع أسرتق حينها

...بصعوبة بالبحث أشعر ولكين باحلنني، شعور ينتابين ال بيننا، ذكرى هلا كانت أسطوانات عن أحبث نفسي أجد .احلنني عن ...إليك حنيين رد تذكرك، رد بالنشوى أشعر لكنين و حيايت، يف شيئا تعد مل رمبا

فريوز، ليلة كل لفريوز، أسطوانة أختار أجدين مشرتك، شيء بيننا الزال أنه أشعر أن رد وساعات، عاتلسا أمسعها ...حتكي

قلتها، كلمة آخر وقتها بتذكر سنتها، شفتك مرة آخر بتذكر“ ... "شفتك عدت ما و .مركون درج يف وضعتها لك، صورة عن املطبخ، أحبث إىل حذر يف أجته أجدين مث

غريي، به يعبث ال درج .حلوة أياما معها وأتذكر ومالحمك، تفاصيلك أتذكر وكأنين طويال، إليها أنظر

ا رغم منها، احللوة سوى أيامنا من أتذكر ال مل أعلم ال كثرية، تكن مل أ ترضيين، حينها تكن ومل

...أبتسم و أتذكرها، وجدتين لكنين يف إليه تنظر ،أستشعرك أن أحاول فيه، أراك ما دوما الذي املكتمل القمر إىل أنظر الشرفة، إىل أجته

.الوقت نفس على ليعينين صدري، كل ميأل كي بعمق؛ أستنشقه أن أحاول بعطرك، دوما احململ الصباح، نسيم ويأيت

آخر، ليوم التنفس ...ذكراك دون أحياه الدنيا، وصخب اجلرائد، وبائعي السيارات، بأصوات بعطرك، حممل نعم، ...وذنيب السبب، من أو منه صأختل أن دون يوم، كل به أشعر ...ذكراك

:النربة ونفس اهليئة، بنفس امليعاد، نفس يف زوجي، يستيقظ "؟؟ الفطار حضريت“

٣٥

أمسعها مل اليت جدا، اخلاصة" البيتهوفينية "أصواته إىل أستمع وأنا احلمام، يف اليومية مهامه ينجز ريثما قبل، من منك .عيوين يف املزيف والرضا الواسعة، ميتابتسا معه وحضرت الفطور، حضرت قد أكون .تقريبا اللون نفس فكلها يهم، ال سواها أو باألمس، ارتداها اليت البدلة نفس لريتدي احلمام؛ من خيرج

اعتاد كما فطوره ليتناول جيلس؛ .صمت يف

...نوبوذ صحون، من األمس من تبقى ما ألغسل املطبخ؛ إىل بدوري فأجته عمله، إىل يتجه بعدها، سريري؛ إىل أنطلق مث

...ألنااااااااام

٣٦

...الحادية عشر الحكاية "الشتويه رجعت "فريوز مع تقرأ

...ندرڤ ال

٣٧

تلك املزينة بزهور ا يستهويها أن جتلس وأشياءها خلف نافذة غرفتها يف عصاري اجلمع الشتوية،

ندر، ڤلال

واملطلة بزاوية منفرجة على كورنيش الشاطيب احلنون

... ،... أمحر، أسود، أخضر، أسود، زهري، أسود، أرجواين، أسود

حتمل صندوقها اخلشيب الضخم، املطعم بزخارف ذهبية توحي ، تتفحص بكرات الرتيكوه "بالروقان"

.الصوفية، املرصوصة بعشوائية يف قاع الصندوقتفضل املوضوعة أمامها على استحياء،" الكاسرتد"، و"البودينج"أطباق األرز باللنب، وتلتهم كل

.بالفانيليا على أي طبق آخر" الكاسرتد"هي تؤمن بأن السريالية ميكن أن ترتك أثرها . تلتقط البكرة األرجوانية، واخلضراء، والصفراء، والبنفسجية

...فياتوالكو يف اللوحات، واملوسيقى، واحلياة،حتيكها بغرز تعرفها، وأخرى تكتشفها، تبدأ يف غزل كوفية لن ترتديها، .كما اعتادت أمام التلفاز

ينتظرها كل مجعة خلف زجاج نافذته اخلالية من الستائر، واملطلة بزاوية شاب وسيم بأنف كبرية،" وسيم" .منفرجة أيضا على نفس الكورنيش

"اغزليلي كوفية بلون عنيكي: "ناة مزيكاتقرأ يف شريط الرسائل أسفل ق .تبتسم تسرتق النظر إىل انعكاس صورة التلفاز يف مرآته،ا هلا، كل مجعة، تأتيها تلك الرسالة يف نفس الوقت، ...كل مجعة تبتسم تعلم أ

*************** .كوفية سرتتديهاتبدأ يف غزل األسبوعية،" التسبيل"تتناول البكرة السوداء، وتبدأ رحليت الغزل و

... "ويف حبك أنا مشغول البااااااااال من كام سنة وأنا ميال ميال،"ا .يسخر عقلها من عتاقة األغنية، لكنه ال يكف عن االبتسام عرب اهلواء،" عمرو دياب"تلتقط أذ

:تقرأ عرب قناة مزيكا ..بني وردة ناديه، وبني كوفية يا ساكنة قليب والشباك، "

.. إن الوردة من يوم ما شفتك ا صبية،حمدش قلك ي مزروعة على طرف خدك؟؟

وإن شم الورد يف قلب وحداين، على خدود الصبايا،

غية؟؟ والنيب يا شيخة تقوليلها،

ينوبك ثواب يف شاب أمسر، تكون نفسه يا حلوة يف كوفية،

بلون عيون الصبية،

٣٨

"٠١٢٣٢٥٨٩٦٢لإلستعالم اتصل على

بالفانيليا،" كاسرتد"تلتهم طبق لعثم إبرة الرتيكوه بني يديها،تت ترتبك،ا مش هتخسر حاجة"تلتقط هاتفها، وتقرر "إ

. ألوو- ... أ أ لو-

مش عايزة تديين الكوفية بتاعيت ليه؟؟ -

ـــ...أ...أ - ...أنا معملتـ

أنا هستناك عند نفق الشبان بعد نص ساعة، - .إنت والكوفية

...أصل، بس -

...تيـــت... تيــت... تيــتوضها شبه السريع، يرتك عالمات تقعر، وحتدب واضحة على وجه املرتبة تتعثر حركة املرور بني السرير .

ا كزهرة ال واخلزانة، .ندر صغريةڤترتدي أحد فساتينها السوداء، وتضع كوفية بلون عينيها غرزتسدل قصتها على جانيب وجهها؛ لتواري ام ا مل تواري الغمازات تبحث عن فتحيت . تالء ما، وتتأكد أ

أذنيها؛ لتضع قرطا على شكل حبة محص، وشوكوالتة تضع يف حقيبتها كوفيته ووردة،. ال جتدمها .ومتضي تتجنب النظر إىل اجلزء األسفل من املرآة، بالكراميل،

.تتقدم حنوه تتعثر، تلمحه جبوار النفق، .يرتاجع للخلف يتعثر، ق،يراها أمام النف

.ميعن النظر إىل منطقة البطن، واجلوانب، واألرداف .تتجنب النظر إىل منطقة البطن، واجلوانب، واألرداف

...مث تركض تستدير، ترتاجع، . تلتهم قطعة الشوكوالتة، ودمعة

خيتفي شريط رسائل تضيق زاوية نافذته، وتنفرج خاصتها أكثر،. تنتظر عصاري اجلمع، واأليام األخرىا التالف أسفل اخلزانة مزيكا إىل األبد، .تتجاهل ميزا

وهي تالحظ حتوال بالفانيليا،" الكاسرتد"، و"البودينج" تواصل التهام املزيد من أطباق األرز باللنب، و ...ندرڤما يف لون زهور الال

٣٩

...عشر الثانية الحكاية

...منخفض سقف

٤٠

ا ممتد جسدي الليل، منتصف بعد والنصف الثانية الساعة إ معينة زاوية يف حتملق وعيناي سريري، على ايته أرى شريط ين،عي أمام بطيئا مير شريطا حيايت أرى الزاوية، تلك يف كامل برتكيز. غرفيت سقف من .الليلة هذه يف

ا. فارغة فأجدها يساري على مالءيت ألحتسس يدي؛ مددت السقف، عيين عن أبعد أن دون إىل مدد حىت جسدي، كامل يف سرت قوية، قشعريرة الربودة تلك باردة،أحدثت وساديت ألجد قليال األعلىا النافذة، إىل نظرت. قدمي أمخص إىل وصلت يف الربودة تلك أن حينها وعرفت مغلقة، فوجد .أعماقيهيء حىت ارتفاعا، يقل غرفيت وسقف وبرودة، اتساعا ويزداد يتسع، بسريري شعرت بني و بينه أن يل .سنتيميرتات بضع أنفيا :واحد شيء وىس هذه حلظيت يف أمتىن ال وأنا ويرحل، مكانه يرتك ليلة أول بدونه، أقضيها ليلة أول إ أبكي، أن

...أبكي أن أريد وقليب، حنجريت يتملك غريب، باختناق أشعر وأنا العني، بكاء من مرة ألف أصعب القلب بكاء

...أبكي أن بعد إال يزول لن اختناق يدق منبهي صوت إىل انتبهت السقف، من الزاوية نفس يف أمحلق وأنا علي، مرت طويلة ساعات بعد

ببطء الفراش من قدمي أنزلت.العمل إىل للذهاب استيقاظي ميعاد صباحا، الثامنة الساعة إىل مشريا .ونفسي جسدي متلك شديد مخول وبرودة، جفافا أشد األرض ألجد

الصباح، قهوة لعمل املطبخ إىل وتوجهت وجهي غسلت أخرى، وارتشفت سكر، قطعة يهاإل أضفت غريبة، مرارة ا فوجدت واحدة، رشفة منها ارتشفت

...أيضا مرة للنزول، ألستعد غرفيت؛ إىل ذهبت مكانه، الفنجان تركت. تقل ال املرارة األخرى، تلو قطعة أضفت التجميل؛ مساحيق إضافة حاولت السوداء، اهلاالت منهما متلكت قد عيين ألرى مرآيت إىل نظرت

.سحرية مساحيق سوى ختفيه ال البؤس معامل كنول البائس، وجهي زرقة و ألخفيها يبكيين، أن اهللا ودعوت باألمس، اعرتاين الذي االختناق ذات إنه

...أبكي أن أريد .أسود ثوبا ألتناول فتحتها؛ خزانيت، إىل واجتهت السخيفة، مساحيقي تركت

كان اليت بذالته إحدى لتقطأل يدي مددت ثيايب، جبوار ثيابه ألرى قليال؛ اليسار إىل مقلتاي اجتهت .بقوة احتضنتها و صدري، إىل البذلة أدنيت مث طويال، إليها نظرت يفضلها،

.األخرى هي لتحتضنين أكمامها؛ يف الروح بعث اهللا أن لوهلة شعرت

٤١

"ماما : "الدنيا برقة ينادي حنون صوت على شرودي من أفقت حىت لدقائق، شردت .بقوة إيل ألضمه ركبيت على نزلت مث الصغريين، جفنيه يداعب عاسوالن ابين، وجه ألرى التفت الرقيق، خده على مبللة بقطرات شعرت فجأة،

فقط، حينها األمل، من بشيء أحسست

الراحة، من وشيء ...بكيت لقد

٤٢

...حالم هامش ...أنا أكن ومل أنت، تكن مل العامل، غري عامل يف ...أنا أكن مل أنت، تكن مل

...أطيافا كنا

بظهرهزيل يستند هادئا، طيفا كنت القمر، نصف ظهر على

...استجمام يف أزرق، صوفيا جوربا أرتدي

للقمر، البعيد الطرف على واحدة بقدم أتكئ ...للحياة تتدىل األخرى وأترك

أزرق، دبدوب حضين يف

أزرق، مصباح قليب ويف

...حويل وأنت

ومرح، رشاقة، يف لنجماتا بني تتنقل ...تضحك

أعلى، من األرض إىل ينظر كالنا يكرتث، وال ...أنا أكن مل أنت، تكن مل العامل، غري عامل يف

٤٣

األخضر، التل ذلك تعلو برية زهرة كنت النور، شعاع أنت وكنت التل، عطر وأنت األخضر، العشب وأنت

...أنا أكن مل أنت، تكن مل العامل، غري عامل يف

بيضاء، أقحوانات كنا مضيئة، فراشات

السرب، داخل التغريد تأىب طيورا ...نطري كنا ...نطري كنا ...أنا أكن مل أنت، تكن مل العامل، غري عامل يف

أنت، ترتدد أن قبل

...أنا أستيقظ أن وقبل

٤٤

شكرا لكل من ...أيب

...غربيت ...فريوز استثنائية

...القدوس عبد إحسان روح

...إطاللة يف أصدقائي ضيف، أبو مروة أماين، لبىن، ...الصغرية األشياء يف النظر أمعن كيف علمين من وكل

حليم إيناس

٤٥

اليت احلمراء الورود من باقة حامال تأيت أن تنتظرك ،بعيد من القمر ترقب ،شباكها حافة على جتلس ...فتسعدها حتبها

...جبوارك لرتفعها يدك؛ متد ،السحاب فوق جالسا أحيانا اكتر ...هي من وتعرف ،وحتبها ،تراك أن تتمىن ،تنتظرك يء يف ترتدد وال طويال، تنتظر الترتكها ،يسعدها فمجيئك ،ا ...حيييك لكنه

غانم لبنى

٤٦

...األولى الحكاية

.. رسائل

٤٧

لقــد تعــود منهــا دائمــا أن تناديــه . دون أي ألقــاب" علــي"انتابــه االنــدهاش الــشديد ملــا مسعتــه أذنــاه، نادتــه أخـذ حيـدق فيهـا . التفـت ليجـدها أمامـه بكامـل أناقتهـا، خمتلفـة عـن أي يـوم رآهـا فيـه" بشمهندس علي"

" وحشتين: "، وبني حلظة اندهاشه وصمتها، تنبع كلمة من أعماق قلبها، فتتهتهمليااحلـاد، فتقطـع عليـه تلـك احلالـة " التتنـيح"صعقته الكلمة، أربكته، فلـم يـستطع الكـالم، وأصـابته نوبـة مـن

ا املرتعشة، وعيناها الدامعة تقول له فـل معقول شهر خمتفي، حمدش يعرف عنك حاجه، وكمـان قا: "بنرب "موبايلك

". أنا، أنا كنت تعبان شوية: "فيجيبها بكلمات متقطعةفتجيبـه بكلمـة واحـدة اختـصرت كـل املـسافات، وفـسرت فيتساءل عن سر تلك اللهفة والـدموع بعينيهـا،

كل الكلمات، وكسرت كل احلـواجز بـني البـشمهندس علـي و البـشمهندسة سـلمى، فتخـرج الكلمـة مـن ".ـــبكحب: "بني شفتيها كاهلمس

كــادت الكلمــة أن تطــيح بــه أرضــا، رجــع خطــوات متباطئــة إىل اخللــف، وأســند يــده اليــسرى إىل احلــائط متسك بيده اليمىن . فتقرتب أكثر، فيبتعد قليال خلفه، وكأنه حيافظ على ثبات تلك احلائط ال ثباته هو،

". أمازلت مريض: "متسائلةده اجلافة البائسة، فكـاد ينهـار احلـائط عليـه، وكأنـه وصـله ذلـك اختل توازنه عندما ملست بيدها الناعمة ي

. اإلحساس الذي شعره حينهاكما يـروق لـه أن " البشمهندس علي"أو مل تكن سلمى يف ذلك اليوم، البنت اخلجولة اليت عرفها علي،

. يسمع ذلك اللقب يسبق امسه، حىت من أقرب الناس إليه

متستغربش إين اجترأت وقولتها، أنا : "ما تسمعه أذناه، وهي تقول لهنظر إليها مندهشا، غري مصدق ". مش عارفة أزاي نطقتها

"بس: "فينظر هلا قائال ".أنا مش مصدقة، إين اعرتفت حبيب ليك: "تقاطعه ثانيا قائلة

زم أي قلب يقف ا اليت تكاد ا، ونربات صو يزداد اندهاشه، فيكاد أن يغشى عليه من وقع كلما . أمامها

لقد أدليت باعرتايف، أما آن األوان أن تعرتف أنت : "تنظر إليه بكل ثقة، وبلغة عربية فصحى متسائلة ". اآلخر حببك يل

ا مل تكد تفارقه يف ذلك اليوم؛ ملا يسمعه، ويراه أمام عينيه من " التتنيح" فأصابته نوبة مرة أخرى، بل أأعماق القلب اليت مل يسمعها قط على مدار تاريخ حياته، شوق، وهلفة، وكلمات صادقة، خترج من

وسنوات عمره اخلامسة والعشرين، فلم متنحه حياته العملية الفرصة ألن يشعر مبثل ذلك اإلحساس، أو .يسمع تلك الكلمات

ا حتررت من سجنها !!"أي اعرتاف، وأي حب: "فتخرج الكلمات مندفعة من فمه فجأة، وكأ حبال علي، فتكاد تسقط مغشيا عليها ملا مسعته، مل تكن تتوقع أبدا أن يبادل اعرتافها يتبدل حال سلمىا، مثلما . حببها له بتساؤل توقعت أنه عندما يسمع تلك الكلمة منها، سيحملها بني ذراعيه ويدور

.كانت تشاهد يف أفالمها الرومانسية، وأحالمها الوردية، ولكن حدث العكس متامامش إنت اللي كتبت كل اجلوابات دي: " نفسها قليال، وسجنت دموعها بعينها وسألتهمتالكت "

٤٨

" ؟...أي جوابات: "فينظر هلا بتعجب مستهزئا بكالمها فتمد يدها يف حقيبتها، وخترج الرسائل؛ لتعطيها له،

ا . فيؤكد هلا، دون أن ينظر لتلك الرسائل، أنه مل يكتب أي حرف لقد ظنت أنه هو الذي يضع هلا تلك . يف دموعها، وندمها، وتسرعها يف االعرتاف له حببهاتركها غارقة

ا قبل أن . الرسائل يوميا يف حقيبتها إن تلك الكلمات اليت كانت كل يوم تقرأها، وتضعها حتت وساد .تنام، هي وحدها اليت جعلتها حتبه، لوال ذلك، ما كانت شغلت باهلا به

ائمة على وجهها، تفكر يف ماهية ذلك الشخص الذي يضع هلا تلك الرسائل جلست حائرة، هالذي يربطها به عمل دائم؟ " علي" غري -كما يكتب-حبقيبتها، فمن هو ذلك الشخص القريب منها

خويف من الرفض أحبك جدا، وقريب منك، ليتك تعلمني من أنا،"من هو صاحب تلك الكلمات " أجد منك أي إشارة متهد يل باالعرتاف، ليتك تعلنني إشارة البدءمينعين من االعرتاف لك، مل

الذي يقف خلف احلائط املقابل هلا، تنهمر الدموع من عينيه؛ ملا مسعه ورآه، " حممود"زاد بكاؤها، وا، . فهو سبب كل ما حدث وقف سامعا وشاهدا لكل ما دار بني علي وسلمى، نادما على ما فعله املشرف على عملها، أما هو " علي"و الشخص القريب بالنسبة هلا، لكنه كان البشمهندس فلم يكن ه

. فاكتفى بالنظر إليها من بعيدبينما هي جالسة منحية رأسها على ذلك الكرسي اخلشيب الذي جتلس عليه، يقرتب حممود بعينيه

".أنا آسف: "قائال الدامعتني، وقلبه احملرتق ليقبل رأسها، ".بشمهندس حممود: "ها، والدموع غامرة وجههاترفع رأس

".آسف يا سلمى، مقدرتش أوصلك إحساسي: "يكرر مجلته .أدركت سلمى يف هذه اللحظة أن الشخص الذي كان يضع هلا الرسائل، هو حممود

فلم تشعر بنفسها إال وهي نظرت له نظرة الئمة، فمد يده؛ ليمسح تلك الدموع املتساقطة من عيناها، . ملقاة بني أحضانه

مل تعلم حينها ملاذا دفنت نفسها بني ذراعيه، هل؛ ألنه بالفعل هو الشخص الذي أحبته، ولكنه كان ا كانت حباجه إىل حضن تدفن فيه أملها جمهوال عنها، .أم أل

ا حممود يف عيد زواجهم ا األزرق، تتذكر كل ما حدث، والطريقة اليت أحبت ا جلست سلمى بفستاالثالث، وهي تنري الشموع، وحتضر املائدة املفروشة بالورود احلمراء، وتنثر العطر الذي حيبه يف كل مكان

. باملنزلا كانت قد ذابت مع أنغام دخل حممود ليقطع عليها شرودها، لكنها مل تكن تشعر بوقع خطواته؛ أل

ا منومة مغناطيسيا للحظات، اليت يعشقها، واليت جعلتها تشعر وك"Mozart"موسيقى الساحر أ : فأيقظتها قبلته اليت طبعها على خدها، فأخذها بني ذراعيه لعامل آخر يرتاقصان على أغنيتهما املفضلة

I want to spend my life time loving you ""

٤٩

...الحكاية الثانية

...أكره نفسي التي تحبك

٥٠

تقف، تنظر إىل القمر، تشكي له مهوم يومها، فيأيت من خلفها، يغمرها، فتنسى ما كانت تفكر به، كم هو قادر . وتنسى القمر الذي يطل عليهما من بعيد، وتستسلم حلضنه الدافئ الذي يذيب بردها

لى إذابتها، فتصبح بني يده ال شيء؛ ألنه كم هو قادر ع. على إذابتها كاجلليد، وصهرها كاحلديدا فيه، فأصبحت جزءا من كيانه، جزءا منه باختصار أذا .

أنا آسفة إين زعلتك إمبارح، مل يكن من املفرتض أن : "فتلتفت له، وتغمره بقوة، وبعني باكية تعتذر له ".أفقد أعصايب هلذه الدرجة، وأقول كالما يغضبك مين

".مقدرش أزعل منك مهما عمليت: " وجيفف دموعهافينظر هلا حبنان، ".أمتىن مزعلكش مين أبدا: "فتبتسم، وتلقي بنفسها بني أحضانه

ا ا من يدها، ويتفوه لسا دائما كانت تشعر بالذنب، وتأنيب الضمري، فرغما عنها ينفلت قيد أعصا كم كان لطيفا معها، يساحمها دائم. بكالم جارح له أحيانا ا فلم تكن بالنسبة له زوجة فقط، بل كانت طفلته املدللة اليت مهما فعلت يساحمها على الفور، فعندما تأيت له معتذرة، يضعف أمام دموعها،

.فيساحمها بال ترددأشياء كثرية تفعلها ال يرضى عنها، وال هي يف قرارة نفسها راضية عنها، لكن رغما عنها تفقد ا، فقد تث ، أو أعصا ا عن احلد ري غضبه أحيانا، عندما يكونا جالسني مع أصدقاءمها، وتعلو ضحكا

.لسذاجتها وسطحيتها عندما تتحدث إليه يف موضوع ماا الكثرية، كم متنت أن يأيت، ويصفعها ا، وملت من مساحمته هلا، وحبه هلا رغم عيو ملت من تصرفا

ا طفلة صغرية يف حضن أبيهاعلى وجهها عندما تغضبه، لكنه ال يفعل سو . ى أن يضمها إليه، كأكم من مرة أتى من عمله مل . دائما ما تشعر باليأس يف أن تتغري، أخطاؤها كثرية وحبه يفوق كل شيء

جيدها قد أعدت الطعام حلجج واهية، فتلمح على وجهه الغضب املكتوم، فتنهض مسرعة تقبله، وتقول ". ، فتجعله عاجزا على أن يقول هلا أي شيءحاال األكل هيكون جاهز: "له

ا ال تستحق كل هذا احلب، فهي لكن كفى، فقد كرهت نفسها، وكرهت حبه هلا؛ لشعورها دائما أ ا تغضبه أكثر مما تسعده تشعر دائما أ ا بلهاء، عصبية، . تشعر دائما بالسذاجة والغباء أحيانا، أ خلق املشاكل، وهو يقابل كل شيء حبب وحنان، رمبا شفقة عليها، أو ثرثارة، وأستاذة، ورئيسة قسم يفأخذت حتدث نفسها يف املرآة باكية، ما الذي مينعه أن يطلقين ويبحث . حبا هلا، أو أمال يف أن تتغري

عن غريي؟ ما الذي مينعه أن خيونين ويعشق غريي؟ ملاذا مصر على حيب رغم كل عيويب، أنا أحبه تصور حيايت بدونه، أمتىن كثريا أن أسعده، لكن بغبائي ال أستطيع تغيري أي شيءجبنون، وال أ .

زوجي العزيز ساعدين،: "أمسكت بورقة وقلم، وأخذت تكتبأعلم أين أغضبتك كثريا، أعلم أين متاديت يف أغالطي وأخطائي، وأنك كنت معي أحن من احلنان كم أحبك، أحبك جدا، . يوجد يف شخص إال فيكنفسه، وتقابل كل شيء أفعله حبب وعطف، ال

ساحمين يا أحب إيل من نفسي، حاول . أكثر من حيايت، وكم ميلؤين احلزن و الكآبة عندما أغضبك مينكم سألت نفسي ملاذا تساحمين كل مرة، وتدفن غضبك بني . أن تساعدين؛ كي أغري من نفسي

أعلم . ن مثلك يصرب هكذا، فرجل غريك لن يستطيعأحضاين؟ كم أنت رائع، من مثلك يفعل هكذا، ميا رجال لن . أين ال أستحق حبك يل، كم خيجلين حبك من نفسي، وحتريين رقتك، وطيبتك، وحنانك

يتكرر يف تاريخ الرجولة، حاول أن تساعدين، وإن كنت قد مللت مين، فاتركين، فهذا أقصى عقاب أن أتغري من أجلك فقط، سأحاول، فقط ساعدين فأنا تستطيع أن تعاقبين به، ولكين عندي أمل يف

..."حباجة إليك، ويف النهاية أنت سيد القرار .طويت الورقة ووضعتها على مكتبه، فهي تعلم أنه بعد الغداء يفضل اجللوس مبكتبه؛ ليقرأ

٥١

النوم، عندما عاد من عمله، تناوال الغداء سويا، وذهب كعادته لغرفة املكتب، وذهبت هي إىل غرفةهل قرأها أم مل يرها بعد؟ أخذت تبكي؛ ألنه مل يكن يستحق منها . تبكي وتنتظر رد فعله من رسالتها

أن تغضبه دائما، فكم حاول إسعادها وإرضاءها، وكانت دائما مستهرتة ال تبايل بأي شيء . ذه قرأ رسالتها املبللة بدموعها، وانتابته الدهشة لما يقرأه، ازداد خفقان قلب ه، رمبا زاد حبه هلا أكثر

ا، وعلت بنظره كثريا الرسالة، رمبا زادت سعادته . : دخل عليها الغرفة، فوجدها تبكي، فأمسك بيدها وحنى بيده شعرها املبلل بدموعها عن وجهها

".قولتلك أنا عمري ما أزعل منك مهما حصل، وهفضل أحبك على طول" . "أنا مستحقش حبك ليا: "فرتد هي ". تستحقي أكثر منه بكثري: "فيجيب

.فيزداد بكاؤها، فيضمها إليه، يغمرها، يذيبها، يصهرها، فتصبح كقطعة اجلليد الذائبة بني يديه

٥٢

...الحكاية الثالثة

...غريقا ببراثن السحر

٥٣

عيناها الزرقاوتني، وشعرها الكستنائي اللون يزيدها روعة ومجاال، ترتدي فستانا بلون البنفسج، جتعل كل ا من يراها يؤسر جبماهلا، يقف أمامها عاجزا عن احلركة، غريقا برباثن السحر الذي أوقعته فيه، حني رأ ظل . كون تلميذة بنفس القسم الذي حياضر فيهعيناه دون قصد منها، ودون تعمد منه، متىن حينها أن ت

واقفا ينظر إليها من بعيد، بينما هي واقفة أمام بوابة اجلامعة يبدو عليها القلق، فقد تبني له ذلك من ا يف ساعتها دائما، رمبا كانت تنتظر شخصا ما، أو شيئا ما، ال يدري نظرا د . فتأيت سيارة من بعيد، تبد

ينزل منها السائق؛ ليفتح هلا الباب . لى وجهها، وتظهر بدال منها ابتسامة يزينها األملمظاهر القلق عا، بينما تلحقها عيناه إىل أن تالشى أثرها متاما، فأغلق باب سيارته، ودخل . اجلامعة مسرعا؛ فقد تأخر عن موعد حماضرته، وليس من عادته التأخر على تالمذتهفتصعد هي إىل سيار

ا قابعة يف ذهنه، فهو مل ير حبياته ذلك اجلمال اهلادئ الذي يأسر من مير يومه، وتبقى صور ا طوال اليوم أن يراها يف منامه. يراه ا، ومتىن أن يراها ثانية، رمبا جعله تفكريه . بات ليلته يفكر هو بعيدا، ينظر إليها، مجيلة مثلما رآها يف احلقيقة، تقف وحدها بفستان يشبه فساتني العرائس، ويقف

.فتبتسم، فيقرتب، فيدق منبهه ويوقظه من حلمهيتكرر املشهد ذاته بعد عدة أيام، ولكن هناك اختالف ما، مل يصدق عينيه عندما وجدها

مجيلة، هدوؤها قاتل ومثري، وعيناها البامسة حترك شيئا ما بداخله، تدفعه أحيانا . جالسة أمامه يف املدرج ل إليها، ويصرخ يف وجهها ،ويقول هلا من أنت، وما فعلت يب، ويضمها إليه، ويقبلها أمام أن ينز . اجلميع

فمنذ أن أصبح معيدا بتلك اجلامعة، مل ير فتاة تقلب حياته هكذا رأسا على عقب من يوم طالبا، وال عندما أصبح أستاذ◌ارآها فيه، بل مل يعرف قلبه حبا من قبل ال عندما كان عاد بذهنه .

الشارد إللقاء حماضرته، بينما عيناه دائما عليها، وعقله غائب عن اجلميع إال هي، وأسئلة تدور بداخله، ا، أم شيء آخر ال أعرفه؟ انتهت احملاضرة، ومل ماذا حيدث يل أهذا هو احلب، أم هو جمرد انبهار

إليها، فرتبكها نظراته، ختجل، فتحمر وجنتيها لتزيدها سحرا فوق سحرها، تكف عيناه عن النظر ومجاال فوقه مجاهلا، وتزيده هلفة، وشوقا، وجنونا يقف حىت ينصرف مجيع الطالب، تبقى حىت ينتهي . يقرتب إليها بنظراته اهلائمة، ترتبك وال تبايل . الزحام، فتخرج يف هدوء، هاهي فرصته كي يتحدث إليها

م باالنصراف، فتزداد ربكتها وتقع أوراقها فتتبعثر أمامها، فيجمع معها األوراق املبعثرة، بنظراته، وفيلمح يف تلك األوراق رسومات غاية يف الروعة واجلمال، فتنظر له بنظرة بامسة خجولة دون كالم، فتزيد

.جنونه جنونا، ومتأله حريةين شخصا يساعدك يف مل أوراقك املبعثرةانتبهي مرة أخرى، قد ال جتد: "فقال هلا "

انتظر منها كلمة واحدة، لكن مل جيد منها سوى نظرة، وابتسامة، ووجنتني اصطبغتا باحلمرة من شدة خجلها، فعندها كاد جين جنونه، ولكنها انصرفت مسرعة، فضرب يديه باحلائط من رد فعلها الذي مل

.يكن يتوقعه "ألف سالمة: "ابطا يده، فيسأله معظم الطالب اجلالسني عن السبب، ويرددونيأيت يف اليوم الذي يليه ر

يف منتصف احملاضرة، ينظر إىل الطالب، وينظر هلا . بينما هي صامتة، فتزيده استفزازا دون عمد منها "تقدري تقويل، كنت بقول إيه دلوقت: " حتديدا

فتنظر له مشرية بيدها إىل نفسها، " ة أنتأيو: " فيؤكد هلا

فتنظر له بعني دامعة، مل يفهم منها شيئا، بينما ينبهه الطالب لشيء آخر مل يفهمه أيضا،

٥٤

وهو مصر على أن تعيد ما قاله، ، وترفعها له، "أنا مش بتكلم"فتنزع ورقه من كشكوهلا، وتكتب عليها خبط عريض

رع هي خارج املدرج باكي ة،فيقع على كرسيه من صدمته، بينما .فتبني له حينها سر صمتها، و هدوئها، فهرع وراءها؛ ليعتذر هلا، ولكنه مل جيدها

أسبوع مير . انتظرها أن تأيت يف اليوم التايل؛ ليعتذر هلا أمام الطالب فلم تأت، فيزيد ضمريه تعذيبا بهيزداد يوما بعد يوم، بأيامه السبعة، وكأنه سبعة أشهر، رمبا سبع سنوات، مل تأت ومل يرها، وشوق بداخله ا، فأعلن هلا اعتذاره أمام مجيع . وندم، وتعذيب ضمري يؤرقه وبعد أسبوع، وجدها جالسة مبكا

الطالب، وطلب منها أن تكتب له إذا كانت قبلت االعتذار أم ال، فابتسمت له ابتسامة صافية تدل ا قبلت اعتذاره، وكتبت له قبوهلا العتذاره قليال عندما ابتسمت له، لكنه لن يرتاح ارتاح قلبه. على أ

ائيا حىت يعرتف هلا باعرتافه اآلخر، ولكن شيء بداخله مينعه، وأسئلة بداخله تدور هل يستطيع العيش ا؟ بات ليلته يفكر بتلك األشياء، فأصبح معها هكذا، وهي صامتة؟ كيف سيواجه أسرته وأصدقاءه

ا، فضرب بأفكاره وأسئلته عرض احلائط، وقرر أن يوما بعد يوم، ال يستطع أن مينع نفس ه من التفكري يصارحها حببه، وليكن ما يكون، لكن السؤال الوحيد الذي أصبح يراوده، هل حتبين أو على األقل تشعر

ا؟ .حبيب هلا؟ هل نظرايت هلا أرسلت هلا إشارة ما بأين معجب .أن خيربها بكل شيء رغم حبر احلرية الذي غرق به، قرر عندما يراها

ا، فأوقفها وطلب منها يتحدث إليها قليال، فوافقته، مل يكن كانت آخر من خيرج من املدرج كعادا تدعوه للحديث أخذ حيدثها متلعثما، أخربها أنه . يدري كيف يبدأ احلديث صمت قليال، بينما نظرا ا، فنظرت لألرض، وقد ظ هرت عليها مالمح اخلجل، وأخذت من يوم رآها، مل يكف عن التفكري

:تكتب بعض الكلمات يف كشكوهلا، فهم باجللوس جوارها؛ كي يرى ما تكتبابتسم واتسعت " إن اهللا قد أخذ مين نعمة الكالم، ولكنه منحين اإلحساس، وكنت أعلم مبا تشعر به "

رت يل، أدركت كم أنت وعندما اعتذ" حدقة عينه من الدهشة والفرحة، ولكنها استمرت يف الكتابة ومازال هو سعيد مبا ختطه يداها " شخص رائع طيب القلب، ورمبا راودتين أحاسيس ومشاعر جتاهك

ولكين رغم كل ما قلته، أرفض أن أضعك يف موقف املالم من اجلميع، وأرفض أن أكون حمل شفقة " " اآلخرين يب، وأوهلم أنت

بعينيها،أمسك بيدها، ونظر إليها، وقد ترقرقت الدموعلن أقف موقف املالم عندما أعلن حيب لك أمام اجلميع، بل سأقف موقف احملسود من : "وقال هلا

لقد وهبك اهللا نعمة أخرى، وهي الرسم، . اجلميع، لن تكوين حمل شفقة، بل ستكونني حمبوبة اجلميعيضغط على يدها، فتنظر له بنظره ميألها اخلوف، ف" سأساعدك؛ كي تصل لوحاتك هذه لكل الناس

.فيمنحها بعض االطمئنان والقوةذهبت إىل بيتها سعيدة متألها الفرحة، أخربت أمها مبا حدث فلم تصدق نفسها من شدة فرحتها، بعد

. أن فقدت األمل يف أن ترتبط ابنتها الوحيدة، وتتزوج مثل باقي البنات الالئي يف مثل سنها

ا، رمبا كان وذهب هو اآلخر إىل بيته سعيدا مبا ح دث معه اليوم، ولكن مل تكن سعادة كاملة كسعادا بعض اخلوف بل الذعر والندم أحيانا، وأسئلة تدور داخل نفسه، ما الذي فعلته؟ رمبا تسرعت يشوفيما قلته هلا اليوم، ماذا بشأن أبنائي يف املستقبل لو تزوجتها؟ رمبا جعلين حيب هلا غري مدرك ببواطن

بدوامته فرتة، مل يذهب فيها إىل اجلامعة، ومل حياول رؤيتها قط، تركها هي األخرى غارقة األمور، غرق . بدوامة احلرية والشك، والقلق عليه، واخلوف منه أحيانا أخرى

٥٥

تدور بداخلها الشكوك، أنه فكر باألمر مليا وخاف مواجهتها حىت ال جيرح مشاعرها، وشيء ما ا وجدت من حيرك مشاعرها ألول بداخلها يلتمس له العذر، ف ا وجدت من حيبها، ويكفيها أ يكفيها أ

.مرةقررت أن تنسى ما قاله هلا فقد تبني هلا األمر، أدركت أنه خائف من املستقبل، وخائف أيضا من

قررت أن تنقل أوراقها جلامعة أخرى، . مواجهتها، فقررت أال تضعه يف موقف حيرجه، وجيرح مشاعرهان حبها بقلبه، و لتحيا هي حببه، فال سبيل سوى ذلك، ولكن مثة شيء قد حيدث، فيبدل كل وليدف

ا، خوفه، قلقها، وشكه، أو تبقى بعيدة حتيا باحلب، ويبقى هو بعيدا مييته إحساسه شيء، ظنو ...بالذنب

٥٦

...الحكاية الرابعة

ورقة خريف

٥٧

شيئا تفعله، فقد ملت من قراءة تلك الرواية اليت تشبه فيها بطلتها كثريا، جتلس يف منتصف الليل، ال جتد ا مرة أخرى يف تلك الرواية ا األربعةألقتها سأما منها ومن بطلتها اليت تشبهها، ومن . ملت من قراءة قصة حيا ا الكئيب حبوائطها الداكنة، وصور املالك احلزين اليت تزين جدرا . جو حجر

ا؛ لتشاهد التلفاز، أخذت تتنقل بني حمطاته اليت رمبا مل جتد فيها خرجت ملال منها، ومن كل شيء ضالتها، فقررت أن تستمع إىل املوسيقى عرب الراديو، لعلها تغفو على نغمات املوسيقى املنبعثة من ذلك

حيبونه، أما هي فال تطيق اجلهاز الصغري، فتجد برناجما يتحدث عن احلب، هو برنامج يعرفه اجلميع ون ن، وكأ ا تكره مساع تلك القصص، وتلك الفتيات الاليت تتشابه نربات أصوا مساعه باملرة؛ رمبا ألشخصية واحدة، ال تدري ما الذي جعلها هذه املرة تستمع إليه؛ رمبا كانت رغبتها يف اخلروج من حالة

ا يف ذلك الوقت جلست شاردة الذهن، تستمع إىل ذلك الربنامج، فتارة .امللل والفراغ اليت كانت تنتاترأف حبال هؤالء املتصلني الذين اشرتكوا يف عذاب واحد، وهو احلب، وتارة أخرى ترأف حباهلا الذي ال ا أقوى من ذلك الشيء اهلالمي القادر اجلميع، بل لدرجة إقناخيتلف كثريا عن حال هؤالء؛ رمبا كانت شخصيتها القوية هي السر يف عدم بوحها جبرحها، وإخفائه عن ا ليس حبا، وأ ع نفسها أن ما كان حبياعلى صعق أي قلب بكل ثقة وسهولة، ولكن فجأة انتابتها نوبة بكاء حادة، قطعت عليها شرودها، و

ا ويعرفها عنها اجلميع، ا أفاقتها من ومهها وكذبتها اليت صدقتها، فرغم قوة شخصيتها اليت تتميز إال أا، فقد أرهق ها شدة اهلواء فجعلها غري تأشبه بأوراق اخلريف اليت أوشكت على السقوط من فوق أغصا

ا مثلها متاما، فقد أرهقها اهلوى فلم تعد قادرة على محل قلبها بداخلها من الفرق بني اهلواء واهلوى ليس كبريا منثقل جراحه، وكأنه أصبح جبال بداخلها ال تقوى على محله، رمباقادرة على التشبث بأغصا وجهة نظرها، فنحن ال نستطيع العيش بدون اهلواء الذي نتنفسه مهما كانت شدته، اليت ا اإلطاحة بكل شيء، وال نستطيع أن حنيا بدون اهلوى مهما كان عذابه، ومهما ترك يف قلوبنا بإمكا

ا عها، وأفكارها اليت جتيء ذهابا وإيابا بعقلها، مهت وبني شرودها، ودمو. جروحا غائرة يصعب مداوا ا، تفكر يف أن ترسل رسالة لذلك الربنامج حتت اسم جمهول، ال حلل لتلتقط هاتفها، وألول مرة يف حيا .مشكلتها، ولكن؛ لتخفف عنها محل ذلك اهلم الثقيل بداخلهاابة، وأي كلمة ستكتب، هل ستكتب أن أمسكت هاتفها بيدها املرتعشة، ال تعرف بأي حرف تبدأ الكت

ا حتب ذلك قلبها الزال متشبثا بأول حب عرفه، رغم حماولة آخر امتالكه، ورغم شعورها للحظة أا وجدته عوضا هلا عن حبها األول، رمبا وجدته أقرب إليها من أي شخص آخر، أو رمبا اآلخر؛ رمبا أل

ا، واليت كانت تكمن يف أول حب هلا، فبدون أن أنه حيمل نفس الصفات اليت تتمناها بشريك ح ياتشعر، يأخذها حنينها إىل املاضي للتفكري بذلك احلب السابق، فبني ماضيها وحاضرها تقف الذكريات تأىب الرحيل، ترفض أن تقبع بصندوق املاضي فتدفن فيه إىل األبد، أو تعود من جديد حلاضرها فتصبح

واقعا معاشا، فتقع يف حبر ا تراجعت يف حلظة عن تلك الفكرة املسيطرة . ملقارنة بني حاضرها وماضيهاا اآلن، وإىل . على ذهنها، وتركت املوبايل من يدها بني حلظات من . األبد، وإن كان حنينها يغلبها لتفكر به من حني آلخر، أو تتذكره من حني آلخرتراجعت عن الفكرة متاما، فهو خارج نطاق حيا

لتحدي لنفسها، ينتزع روحها صوت ليس بالغريب عليها، فريدها إليها ثانية، ويرتكها يف ذهول اإلصرار واتام، ولكن كيف هو، وهو الذي أخربها ذات يوم أنه مثلها ال يطيق مساع هذا الربنامج، وال يعري تلك

استغراب ودهشة، التافهات اهتمامه، فيؤكد مقدم الربنامج أنه هو عندما ناداه بامسه، انتابتها حلظات مرت ثالث سنوات كاملة على فراقي لإلنسانة اليت أحببتها، : "وأخذت تنصت جيدا إليه، وهو يقول

أصابت كلماته قلبها بصعقه " ويف عيدها الرابع والعشرين، أقول هلا كل عام وأنت خبري يا مالكيأخذت تدق عليه، مل يكن كهربائية، كادت أن تصعقها، وحبركة ال شعورية منها، أمسكت هاتفها، و

ا املتتالية اليت تتسارع هاتفه مسجال بذاكرة هاتفها، ولكنها حتفظه عن ظهر قلب، فيستجيب هو لدقاملاذا تركتين؟ وبعدك حتبين، ملاذا جعلت تلك الفوارق االجتماعية " معها، دقات قلبها، ويفاجئ بسؤاهلا

٥٨

أطلب منك أن تأيت يل باحملال، فقط كل ما أردته تفرق بيننا؟ مل أطلب منك أن تسكنين قصرا، ومل "أنت، أن تكون جبواري دائما

. كنت أود أن أكون جديرا بك: فيجيبها بصوت متقطع وهل أصبحت اآلن جديرا يب ؟ -كل ما أردت إخباره لك أين مازلت أحبك، وسأظل أحبك، وبعد أن أصبحت اآلن جديرا -

.ال أفسد عليك حياتكبك عجزت عن االقرتاب منك، حىت وأنا اآلن مل أعد جديرة بك، وال بغريك، فقد أصبحت كورقة اخلريف، يتقاذفها اهلواء هنا -

.وهناك

ا األخرية، وأغلقت اخلط ... قالت كلما

٥٩

الحكاية الخامسة

... حبك وحده ال يكفيني

٦٠

عندي يقني دائم، أن احلب وحده ال يكفي الستمرار احلياة اهلادئة يف أي عالقة حب بني اثنني، كان حتاول دائما أن جتعل مين الفتاة اليت طاملا حلمت . ومازلت أمتسك بيقيين هذا، فحبك وحده ال يكفيين تقسو علي أحيانا، وتعود من جديد لتعتذر، وأقبل . ا، لكنك تفشل دائما اعتذارك بكل حب، تتهمين أحيانا، وتقول عدمية اإلحساس، مات قلبها مع أول حب هلا، أمسعك . ملتمسة لك كل أعذارك

تعود مرة أخرى لتعرتف أنك أخطأت . وأنا صامتة، وقليب يصرخ من األمل من وقع كالمك اجلارح عليه ... حبقي، أسامح وأصفح، لكن إىل مىت

حتبين أم ال، حىت إحساسي حببك صار قابال للشك، هل هو حب أصبحت ال أدري إن كنت حقاحقيقي أم وهم بنيته خبيايل؛ ألين شعرت يف حلظة ما أنك حتبين، وأنه من املفرتض أن أبادلك ذلك

مل تعطين سوى إحساسا باحلب . وتعود لتأكد يل أنك حتبين، لكن حبك وحده مل يكفيين. اإلحساس ك دائما تريدين كما تريد أنت، ال كما أريد أنا، تريدين دائما مطابقة متاما للوحة األمل؛ ألن. ملبدا باألمل . فماذا أحببت يف بعد؟ ال تقل بعد ذلك أنك حتبين وتريدين. رمستها يل خبيالكفمثلما تريدين كما تشاء، أريدك أنا أيضا فارس أحالمي، أريدك من حلمت به ومتنيته، أريدك من يأسر

. روحي، وعقلي، لكن ماذا أعطيتين لكي أعطيك كل ذلك؟ ال شيء سوى كلمات مسيناها حباقليب، وكل منا يريد من يكمله، وأصبحت ال تكملين يف شيء، وال أكملك يف شيء؛ رمبا اجنرفت مشاعرنا

رغما عنا عندما شعرنا بذلك اإلحساس الذي مل نعرف له امسا بعد ولكن إنين ال ألقي باللوم عليك، . فال تقل اآلن أنك حتبين، فقد . ألقيه على نفسي اليت أغمضت عينيها، واجنرفت حنوك، لوهم حبك هلا

مل . كرهت تلك الكلمة، ومللت مساعها، وإن كنت حقا حتبين، فاعلم أن حبك وحده مل يعد يكفيين . دد حيب دائما باملوتتكن يل األمن واألمان، مل تكن يل احلبيب والصديق، فقد كنت دائما كشهريار

فكلما اقرتبت منك أجد ما يبعدين عنك، وأكتشف أنك مل تفهمين بعد وأن حبك من البداية مل يكن ال أدري ماذا أقول بعد، أعلم أنه ال جدوى اآلن من كالمي، فقد انتهى كل شيء، فأنت دائما . حبا . ناتريد كل شيء حولك كما تريد أنت، وال يهم اآلخرين، وال أ

أعدك أنين سأتوقف عن الكتابة اآلن، فقد أطلت عليك وبداخلي الكثري، ولكن مهما كتبت، وقلت فلن أستطيع أن أصف لك كم األمل الذي سببه يل حبك، فهذا خطايب األخري لك، وإن كانت البداية

.أحبك، فالنهاية أيضا أحبك، ولكن مل أعد أريدكعلى جرحه وحبه، وأخذت تلقي باخلطاب يف صندوق الربيد، وتلقي أغلقت هاتفها، وأغلقت معه قلبها

.معه إحساسا غري مؤكد باحلب، وصرخات قلب عاىن من ذلك اإلحساسا بصدمة، كادت أن جتعله يغشى عليه مل يكن يتوقع ذلك منها، فقد تعود دائما أنه مهما . تلقى خطا

ففي هذه املرة، حاولت أن تثبت له أن األمور . املرةفعل، تعود له مرة أخرى، ولكن يبدو أنه أخطأ هذها املستقل، وإن كانت تسامح وتعفو، فذلك كان باسم شيء ال تسري دائما كما يريدها هو، وأن هلا كيا ما يدعى احلب، ولكن أي حب اآلن، فقد هدم بيده كل شيء، وجلس يبكي، وألول مرة من أجلها،

ا، وليبق فكم تسبب يف بكائها وعذا ا، فليذق مرارة األمل اآلن وحده، وتطوي هي صفحته من حيا .هو يف عامله يغريه حسبما يشاء، أما هي فلن تبقى دائما كما يشاء

مرت . رجعت بيتها، فوجدت حبديقتها زهرة جديدة تتفتح أوراقها للحياة، بشرى من احلياة هلا باألملنني، فكلما نظرت إىل شاشة التليفون، وجدت رقمه، فتقرر عدم الرد أيام، تليفون املنزل مل يتوقف عن الر

عليه، ورفعت مساعة التليفون؛ حىت ال يزعجها رنينه مرة أخرى، ولكن ما هي إال دقائق معدودة، وتبدل ا الدموع تطلب منها السماح، . برنني اهلاتف رنني جرس الباب فتحت فوجدته أمامها، بعني مأل

انت تلمح بعينه الدموع، كادت تضعف أمامه، ومتسح له دموعه، وتفتح له ذراعيها؛ ليهدأ وألول مرة ك

٦١

ا، وتربت على ظهره كطفل صغري عاد إىل حضن أمه، ولكنها لن تفعل، فلطاملا فعلت، بني أحضا . ظلت واقفة أمامه صامتة، يتكلم وال جتيب. ولكن بال جدوى

ى كالمه، قررت أن تغلق البا ب بكل هدوء وصمت، فقد نفذ صربها عليه، وقد نفذت كل وعندما أ ...الفرص، وتعب قلبها، وآن األوان أن يهدأ ويرتاح

٦٢

...الحكاية السادسة

...أحبني لتعرف من أنا )رفيقة القمر (

٦٣

أنين أشبهك متاما؟ أنت حتيا وحيدا يف كبد السماء، برغم كثرة النجوم حولك مثلي أتعلم أيها القمر، ليس هذا فقط ما أشبهك فيه، فأنت أيها القمر، ليس من . متاما تعرتيين الوحدة، برغم كثرة من حويلمن أنه مل يعد الوصول إليك صعبا اآلن إال أنه ليس كل من متىن الوصول إليك يصلك، مثلي متاما فأنا السهل الوصول إليك، عندما كنت صغرية كنت أقول لنفسي كم سلما سأحتاج ألصل إليك، وبالرغم امرأة صعب الوصول إليها، ليس كل من يتمناها يسهل له الوصول إىل قلبها وعقلها، فأنا يا رفيقي،

كم أنت حمظوظ أين اختذتك امرأة صعبة املنال، هناك من يتمناين رفيقة دربه، لكن مل أجد سواك رفيقي، .رفيقا، وواقفة أمامك أحدثك عن حايل

رب مين وتتوارى بني تلك الغمامات؟ أمل يعجبك أيها القمر، هل تسمعين؟ أين اختفيت؟ ملاذا . حديثي، أم ناداك شاب وحيد واقف يف شرفته؛ لكي يقص لك أقصوصته

قد أكون تلك الفتاة اليت . أحبين لتعرف من أنايا أيها الشاب الذي أعشقه خبيايل، إن كنت تسمعين، قد أشبهها وتلمح يف جزءا منها أو ال أشبهها، ولكنه حتما سيتبني . زارتك يوما يف منامك أو ال أكون

قد نلتقي يوما حتت . لك حينها من أكون، فقط أحبين يف خيالك، وحينها ستعرف وحدك من أنا لبحر، ولكنه حتما سنلتقي يومااملطر، أو ساعة الغروب عند ا . هكذا هو حال رفيقة القمر، جتلس وحيدة على حافة شباكها ترقب القمر من بعيد، تنتظرك أن تأيت حامال باقة من الورود احلمراء اليت حتبها، تراك أحيانا جالسا فوق السحاب متد يدك إليها؛ لرتفعها

يء يف ترتدد وال ،كثريا تنتظر ترتكها ال... هي من وتعرف ،هاوحتب ،تراك أن وتتمىن ،تنتظرك. جبوارك ،ا .حيييك ولكنه ،يسعدها فمجيئك

طول املطر، فهذه هي فرصتها الكربى؛ لتنزل إىل الشارع، غاب عنها القمر كثريا، وأنذرت السماء ا. تركض كاألطفال الصغار ا هاربة من شيء ما، من أحزا ، ومهومها، ومن أي شيء أخذت جتري وكأ

ا اللحوحة اليت تالحقها باألسئلة، ومن الذين حوهلا، ومن كل شيء ا، هاربة من ذا . يعكر صفو حياطل مطرا فقط، فقد أرسلت إليها رفيقا جديدا يركض هو اآلخر حتت املطر، قد ولكن رمبا السماء مل

".آسفة جدا: " نظرت له يف خجل وارتباك. يكون هاربا مثلها، تصطدم به بقوة أثناء جريها . آنسة مرمي-كنت واقف يف البلكونة، شوفت الدنيا مطرت نزلت . إنت تعرفين، أنا حسام جاركم يف الدور السابع-

.أجري حتت املطر، وانت نازلة ليه يف الوقت ده . نفس السبب اللي نزلك نزلين، مهست القمر- . أي قمر- . رفيقك- . اهم مش ف-

وقف متعجبا عندما وجدها تنظر إىل السماء، ومتتم بكالم مل يفهمه رمبا . وقف متحريا يف أمرها. حسبها جمنونة، فأي شخص يف مكانه سيفكر يف ذلك .

سألته عن أي شيء كان حيدث به القمر قبل قليل، وقبل . طلب منها أن جتري معه حتت املطر، فوافقت . نظر إليها مندهشا" كنت تشكي له وحدتك، وأنك تشبهه متاما: "أن جييب، أجابت هي

من أين عرفت كل هذا؟ -

٦٤

عندما غاب القمر بني الغيوم، ظننت أن هناك شابا ناداه . القمر، القمر رفيق دريب أخربين: فأجابته- .ليسمعه

هو الوحيد الذي ميكنه مساعنا وأنا عندما غاب، اعتقدت أن هناك فتاة مجيلة تتحدث إليه، فالقمر- .دون أن ميل

أنظر إىل السماء، غاب القمر بني الغيوم متاما. والبحر أيضا- . . رمبا أراد أن يبلغنا رسالة- أي رسالة؟- . أن اختذك رفيقة بدال منه، و يبقى القمر أيضا رفيقنا-

نتظريه الليلة رمبا ذهب لفتاة أخرى تشكي له فقال هلا ال ت..نظرت له مبتسمة، مث نظرت إىل السماء .مهها، أو شاب مثلي حباجه إليه

استيقظت من نومها يف ساعة متأخرة من الليل، اجتهت مسرعة حنو شرفتها، كان القمر ظاهرا ولكنه كان هناك شخص واقف ينظر إىل ... توارى خلف السحاب، فنظرت إىل الشرفة اليت تعلو شرفتها .السماء

رمبا هو من رأته مبنامها، ضحكت عندما تذكرت أن كل ما حدث، كان حلما، ولكن السماء تنذر أخذت تدور وتدور . ارتدت معطفها، ونزلت؛ لتجعل حلمها حقيقة. طول املطر لعل احللم سيتحقق

ا أفاقت على حلم آخر غري ا لذي رأته، حتت املطر، مغمضة عينيها، ذاهبة لعامل آخر، ولكنها يبدو أأين هو يا ترى؟ هل سيأيت بعد قليل أم . فكل ما رأته مبنامها حدث بالفعل، إال ذلك الشاب الذي رأته

أنين لن أراه سوى يف أحالمي؟ كانت تسأل نفسها، وتنظر للسماء علها ترى القمر، ولكنها مل تره، ومل الية بالقادم ناحيتها عله حبيبها الذي شعرت بوقع خطوات يقرتب منها، ظلت تدور غري مب. تر رفيقها

: تنتظره، ولكنها أفاقت من حلمها الوردي، فوجدت أمامها كهال قد جتاوز الستني خري يا مرمي يا بنيت، إيه اللي منزلك دلوقت؟ - !هه، حضرتك تعرفين؟: فأجابته بشفاهها املرتعشة- ا- عشان يديك اجلرايد، أنا جاركم اجلديد يف الدور أيوة يا بنيت مسعت البواب مرة بينادك؛ : فأجا

.السابع، امسي عمك حساما، وأطلقت . كتمت مرمي ضحكتها، وذهبت دون أن جتيب على سؤاله دخلت غرفتها، وأغلقت با

ا املكتومة، ونامت علها حتلم حلما آخرا، وكلما رأت العم حسام أدارت وجهها عنه؛ سراح ضحكا ...ا املكتومة اليت ال يعرف سرها كلما رآهاحىت ال يرى ضحكا

٦٥

...الحكاية السابعة

أوالدعني أحترمك

٦٦

ا يبدو لوالديها، ولكن األوىل الفرحة كانت مأسع أ ا يف مبجيئها، فأتعسوها د أبصرت فعندما. حياا، دنياها حلظة يف أمامه شيء بأي يطيح يكاد قاسيا رجال حزينة، وأبوها تعسة امرأة أمها وجدت وحيا

اخلمس عمرها يتعدى يكن مل. أيضا هي حىت وال الطائشة، يده من تسلم مل أمها حىت غضب،ان، فتقف ربتض أمها ترى كانت عندما سنوات، وهي بعيد، من املنظر تشاهد بعيدة زاوية يف و

.تبكي قاسيا رجال دائما تراه كانت الذي أبيها، بطش من الضعيفة أمها حتمي كي شيء فعل عيتستط ال

.عنيفا فيحن بكاءها يرى عله والنحيب، البكاء سوى شيء فعل تستطيع وال مرات، عدة أمامها املشهد تكرر- اجلرأة ومتلكتها قليال، كربت إن وما ذلك، يفعل ال ولكنه أجلها، من ألمها ضربه عن ويكف ،قلبه ".ماما متضربش بابا، يا عليك حرام الء: "تقول أن -قليال رمبا

ا واألهانة، واحلبس، واإلذالل، الضرب، أمها مصري مثل مصريها فكان . تغتفر ال جرمية ارتكبت كأ تتحمله ال قد ما حتملت أجلها، من والكثري الكثري حتملت اليت الصبورة للمرأة مثاال أمها ترى كانت

ا، يف مشردة تعيش ال حىت أجلها من ذلك كل حتملت فقد أخرى، امرأة نضج عندما ولكن حيا عندما نفسها، حق ويف حقها، يف فادحا خطأ ارتكبت أمها أن للحياة، اكتشفت ووعيت تفكريها

كرامتها بإهدار مسحت حينما أخطأت. وإهانة ضرب من حتمله ما وكل التعيسة، احلياة تلك لتحتم الرجال كل تكره جعلتها بدورها اليت صغرية، وهي املشاهد تلك كل ترى تركتها عندما أخطأت وحقها، يوم، كل مشاهده ترى ظلت اليت التعيسة احلياة من املسلسل ذلك كان فقد أبيها، من نسخة وتراهما مجيع تزوجت والعشرين، اخلامسة عمرها بلغ فقد الزواج، من منعتها اليت األسباب أقوى صديقا

ا إلحدى نسخة أو أمها، من مكررة نسخة تكون أن فرفضت هي، أما وأجننب، كثرت اليت صديقا .زواجهن بعد مشاكلهن

تشتكي هلا، وثالثة وإهانته عليها هقسوت من تشكي وثانية ا، زوجها اهتمام عدم من تشكي فواحدة ا، وجربوت تسلط من بال وتبديه شخصيته على أمه تطغى الذي زوجها من تشكي ورابعة محا

...أمامها شخصية ختتلف وقد األدوار، ختتلف وقد خيتلف املؤدون، قد بيت، كل يف تدور اليت املسلسالت من وغريها

".وألبنائهم هلم التعيسة احلياة "وهي وواضحة، واحدة القضية ولكن املشاكل، لقد. الزواج من متنعها خماوف من إليه وصلت ملا قويا سببا لتكون كفيلة كانت العوامل، تلك كل

ا أصبحت جتد فلم". الزواج: "امسه خييفها، شبح احلياة، يف عقد ا نفعا؛ معها أمها نصائح لن أل تدفعها اليت األسباب كانت مهما. وحتملت أمها صربت اإلهانة، مثلما على تصرب أن تستطيع .رجل ألي األيام من يوم يف مسخرة تكون أن الظروف، من ظرف أي حتت تستطيع لن فهي لذلك،

٦٧

ا، ختضع أن هلا كيف حتت تعيش أن رد قدميه؛ حتت قربانا وتقدمها وشخصيتها، وكرامتها، ذا ظالله؟

".حيطة ضل وال اجل،ر ضل "املثل يقول كما أو سوى آخر مسكنا متتلك مل رمبا وطلب الطالق، منه، بالفرار هلا تسمح مل ذاك، حني أمها ظروف رمبا

الكافية، اجلرأة متتلك مل وذاك، ورمبا هذا بني فرق فال زوجها، يديره الذي السجن أو زوجها، مسكنا فعلتها، عليها وموناآلخر، ويل هو جمتمعها يظلمها أن من خوفا الطالق لتطلب احلفاظ بعدم ويتهمو

.بيتها على أال فقررت هي، جمتمعها، أما من آخر ظلم حتمل باستطاعتها تكن فلم واحد، ظلم حينها فكفاها

كرامتها بعد شيء فال واألسباب، الظروف كانت مهما كرامتها يهدر أن كان، مهما لشخص تسمحا سوى . مو

مات أيامه، آخر يف حىت السباب عن ويكف السليط، لسانه يهدأ مل الذي والدها، ملوت كثريا حتزن مل تستطيع ال هلا، واليت سببها اليت النفسية والعقد هلا، تركها اليت الكئيبة الذكريات متت مل ولكن والدها،

لزواج،ل يدها ليطلب أحد هلا يتقدم عندما بذهنها تعلق اليت اهلواجس من والتخلص منها، التخلصتكن لكي فرصة؛ ولو مينحها مل الذي أبيها مثل يكون أن هاجس رد فرتفضه أو االحرتام، بعض له ا أزواج أحد مثل أو احلب، . وأقربائها صديقا

باقي مثل أمامها يكرب وتراه دهده، طفل لديها ليكون شوقها يزداد العمر، ا تقدم كلما لكن و صديقتها،

ا أطفال رأت فكلما باألمومة، الشعور هلذا ومتشوقة فةشغو أصبحت فكم هلذا شوقها يزداد صديقا .اإلحساس

الدنيا فيها ترى فرصة نفسها متنح وأن الزواج، مبسألة تفكريها لتعيد قويا ودافعا سببا كان ذلك ولعل طوال بذهنها علقت اليت الصورة تلك يغري الذي هؤالء، عن املختلف الشخص جتد رمبا. خمتلف بلون

تفعل كما األرض يف رأسها وتطأطئ مثلهن، هي تكون فلن مثلهم وجدته إن وحىت املاضية، األعوام .النعامة

توطدت قد كانت الفرتة هذه ويف عمرها، من والعشرين السابعة يف وأصبحت عامان، مر قد وها أن إىل عالقتهما توطدت األخرى، هي ا تعمل اليت بالشركة العامة العالقات بقسم هلا بزميلة عالقتها .محيمة لصداقة سريعا تطورت

والعشرين، التاسعة عمره يتجاوز ال الذي النفسي الطبيب ذلك زوجها، أخو بالعمل عليها مر يوم ويف عليها خوفا بيتها إىل بتوصيلها ليقوم جاء. عاجلها اليت احلاالت وعن عنه، الكالم كثرية كانت والذي

ا خصوصا الزحام، من السابع، شهرها يف حامل أ

٦٨

يوصلها أن ترفض دائما كانت. ليأخذها مير يوم كل كان فقد سفره، قبل عليها أوصاه أخاه ألن ا إال وحاهلا، ترتكها ال اليت هواجسها من خوفا ا تنكر مل اهلواجس، تلك رغم أ وبشخصيته به، إعجا عندما وخصوصا ا، إعجابه عن األخرى هي هلا ملحت واليت أخيه، جةزو دائما عنها حتكي كانت اليت

ا . طفلها وضعت عندما باملستشفى زار أكثر، معا ليتحدثا فرصة احلفل ذلك كان ورمبا السبوع، حفل يف لتساعدها أتت وعندما هي لتوقظها اثبا من تستيقظ بدأت هواجسها أن إال كذلك، هي وبدت حبديثها، معجب أنه فبدا

كل مثل يكون فقد يدريها بعقلها، فما اهلواجس تدور أصبحت. تلك السعادة حلظة من األخرى إخفاء دائما وحياول حسن، كل سوى الرجل يظهر ال املرحلة هذه ففي عنهم، مسعت الذين الرجال تكون ألن لنفسها تسمح لن احلالتني كلتا ففي فلتجرب، لكن الزواج، بعد تدرجييا تظهر اليت مساوئه

ا أمها مثل .وصديقا الزفاف، بعدها مت أشهر، ثالثة دامت اليت خطبتهما ومتت شيء، بكل صارحها ما سرعان .تتصور مما عليها أحن كان فقد خري، كل سوى منه فيهم تر مل

.منه حذرها تأخذ أن فعليها يسلم، ال األمر لكن الفرصة هلا يدع مل لكنه شيء، كل يف واملتحكم املسيطر الشخص هي نتكو أن زواجها بعد حاولت

وتفاهم، دوء مشاكل من ما مير ملا وختطيهما معها، وتفامهه عليها، وحنانه عقله، فرزانة ذلك، لتفعل .وحلبه له مستسلمة.. .رايته حتت تعيش أن إال تفعل جيعلها مل وذهبت هواجسها، تبددت ما وسرعان وحنان، حب من مشاعر، من متلك ما كل عليه فأغدقت

.حلاهلا وقرأت مسعت اليت األصناف وهؤالء أبيها، عن خيتلف الرجال، من خمتلفا صنفا هناك أن حينها وأيقنتا احلظ سعيدة هي كانت فرمبا عنهم، لصربها مكافأة كان ورمبا املختلف، الصنف هذا قابلت أ

ا يف وشقائها ،املاضية حيا ...وزوجها حببيبها، التقت حينما ودعتها اليت

٦٩

...الحكاية الثامنة

...ال تعرفه ... وال يعرفها

٧٠

سيقام احتفال يوم اليتيم العريب ،أول مجعة من : "يها الفتات مكتوب علاملقر عملهتلمح يف طريقها ا نفس اإلعالن، ومقر احلفل"أبريل ا، جتد شعرت حينها . وإذا بورقة تلقى عليها من شباك سيار

مار ا . بغصة تعتصرها، ودموع بعينها على وشك اال شعرت حينها باملرارة اليت يعانيها الطفل اليتيم؛ ألأحست كم من املؤمل أن يرتىب طفل دون أب، أو أم، أو كليهما، فيعيش دائما حباجه ذاقتها من قبل، و

إىل األمان، احلنان، والدفء، الذي يفقده بفقدهم، ويظل يبحث عنهم طوال حياته يف شخص آخر، يعوض له ما فقده، فال جيد من يضاهي كل ذلك فيعيش يتيما طوال عمره .

ب إىل هذا احلفل، وأن تكون جبوار هؤالء األطفال الذين هم حباجتها قررت يف تلك اللحظة، أن تذهاستكملت طريقها إىل العمل، وعندما وصلت أخذت ترتب كيف ستذهب، . مثلما هي حباجتهم

اشرتت هدايا تذكرت أن يوم اجلمعة هو غدا،. وتفكر باهلدايا اليت ستأخذها معها هلؤالء األطفال . وم التايلكثرية، وذهبت للحفل يف الي

وبدأ احلفل وبدأت معه دموعها اليت كانت حتاول سجنها جلست يف أول الصف الثاين من القاعة،ابتدأ احلفل مبقطوعة موسيقية يعزفها شاب على . بعينها طوال الوقت؛ خشية أن تنهمر رغما عنها

الشاب الذي يعزف تلك البيانو، كانت حتمل كل معاين احلزن والشجن، مل يتبني هلا حينها من هو وفجأة تعانقت نظرات أعينهما الدامعة، املقطوعة، واليت أدمت قلوب كل املوجودين، وليس هي فقط،

زميلها االنطوائي الذي كان جيلس دائما مبفرده، لكنه رمبا لن يتذكرها، فقد " أمحد: "ومهس بداخلها يردد أبكت اجلميع، واليت كانت قادرة على مزج انتهت املقطوعة اليت. مرت مخس سنوات على خترجهما . دموعهم بالتصفيق احلار

ا حينها احلرج، فذهبت لتقدم اهلدايا غىن األطفال بعد ذلك على عزفه الذي أطرب أذنيها كثريا، وبعد انتهاء احلفل قررت أن تذهب له، وحتييه على عزفه، ولكنها كانت ختشى عدم تذكره هلا، وينتاأدركت أنه مل يتذكرها بعد فلم تبال باألمر، فإذا بصوت يأيت . ن هو واقفا على مقربة منهالألطفال، وكا

: فتسأله" نعم، أنا سارة: "فتلتفت له جميبة بابتسامة مرسومة على شفتيها" سارة؟: "من خلفها متسائال . فريد عليها باإلجياب" أمحد؟"

م، مل تكن سارة تعلم عن أمحد شيئا، سوى أنه فأثنت على عزفه وتضامنه مع هؤالء األطفال األيتازميلها، وأنه شخص انطوائي جيلس دائما مبفرده، ونادرا ما جتده وسط جمموعة من األصدقاء، باإلضافة إىل أنه كان دائما األول على الدفعة، وكان أحيانا يعريها كشكول حماضرته دوئه، . كان دائما يأسرها لية، لكنها مل تكن تعلم عن موهبته بعزف البيانو، استدرك ما جيول خباطرها، وتفوقه، وأخالقه العا

تعلمت عزف البيانو من والديت رمحها اهللا، وقررت استغالل تلك املوهبة يف خدمة : "واستطرد قائال ".هؤالء األطفال

ويف قبل أن يراه، وأن مل تكن تعلم سر انطوائه وانغالقه على ذاته، ولكنها عرفته حينما علمت أن والده ت . والدته توفيت منذ مخس سنوات عقب خترجه مباشرة

أدركت حينها ذلك السر الذي جيعله دائما حزينا، وحيدا مثلها، عندما تودع أصدقاءها، وتذهب إىل ا اليت ال تعلم مىت بيتها، وتنظر إىل الصور املعلقة على حيطانه تؤطرها أشرطة سوداء، وبينهما صور .يوضع عليها ذلك الشريط األسودس

أدرك أمحد شرودها فسأهلا عن السبب، قصت له قصتها اليت تشبه قصته كثريا، ولكنها يف نظرها أكثر : منها دميتها ووضعت بداخلها البطارية، فنطقتتتكلم، فاحنت لتقبل تلك الصغرية اجلميلة، وأخذت خانتها دموعها، وسقطت رغما عنها، فقاطعتها طفلة صغرية مجيلة تسأهلا كيف جتعل دميتها .مرارة

٧١

دمعت " سارة: "فضمتها إليها، وسألتها عن امسها، قالت فأعطتها هلا، وقبلتها الصغرية،" ماما، ماما"أخذت تلك الطفلة جتفف هلا دموعها بيدها الصغرية، وقالت هلا ". امسي سارة أيضا: "عيناها، وقالت هلا

ارتسمت على شفتيها ابتسامة صافية، " عيطيش؛ عشان أجبلك شيكوالتةمت: "بلهجة طفولية مجيلة . قبلت الصغرية، وتركتها تلعب مع أصدقائها

دار ذلك املشهد أمام عيين أمحد، الذي اكتشف فيه وألول مرة شخصية سارة بعد مخس سنوات من ومل تكن تعرف عنه شيئا خترجهما، فرغم سنوات الدراسة اليت مرت عليهما، مل يكن يعرف عنها شيئا،

ما زمالء بالدراسة ندم على سنوات انغالقه على ذاته، وعدم تقربه منها، فكم هو حباجة . سوى أ .إلنسانة مثلها، تشعر مبرارة ما عاناه، ويظنها أيضا حباجة إىل شخص مثله يقدر ما عانته

ا نابعة من قلبها، قابلها هو ب ابتسامة متمنيا أن يلقاها قريبا يف حفل آخر ودعته سارة بابتسامة، أيقن أ ...يقوم هو بالعزف فيه، أومأت برأسها، وابتسمت، ومضت

٧٢

...الحكاية التاسعة

...طيبة، بدرجة مالك

٧٣

ا سبب هي طيبتها، كانت يقولون أناسا تسمع كانت صغرية، كانت أن فمنذ الدنيا، هذه يف حري...".والدك يف حد أطيب أوي، طيبة دي بنتك "ألمها

ا تفرح؛ ذلك يقولون تسمعهم عندما كانت بعد◌ تدرك تكن مل أل هذا يف الكلمة تلك تعين ماذا وبراءة املالئكة، وطيبة حبنان كانت فقد الزمن، مبرور ستتغري الكلمة تلك أن أبدا تدرك مل الزمن،

م تتعكر مل اليت األطفال ا، بعد تتلون ومل الدنيا، وخداع الزمن بغبار بعد براء كانت أن فمنذ بقسو تلمح كانت لكنها تعرفهم، تكن مل آخرين وأناس أصدقائها زمالئها، معلميها، مجيع حيبها كان صغرية ميلك منهم فكل زائفة، وجوها كانت الوجوه تلك أن ذلك، بعد أدركت الذي احلب وجوههم على يراها ما غري الدنيا ترى كانت فقد ،مناسبا يرونه الذي الوقت يف يريده الذي جهالو يظهر ،وجه ألف

مالئكة ا حييطون من كل أصح مبعىن أو ،األرض على مالئكة كلهم الناس أن تعتقد كانت. الناس .فيها مبن للدنيا كرهها زاد كربت وكلما ،كربت لكنها ،حبقها خيطئوا أن يصح وال ،خيطئون ال ،نور من

سرتته -عليه حيسدها اجلميع كان الذي - ظهرها على املنسدل احلرير شعرها األشياء، بعض عن ختلت احلياة وحب وجهها، على دائمة ابتسامة رأيت رأيتها، إذا كنت. ومالئكية مجاال فزادها حبجاب. نقية بعد فمازلت مثلها، فتاة يف جتدها ال قد اليت والرباءة، باحلب الالمعة عينيها من يفيض والناس بأحد السوء تظن وال دائما، األعذار هلم تلتمس فكانت حوهلا، من خيدعها أن أبدا تصدق ال كانت

ا لعدم تقتنع مل رمبا ا، حميطني أشخاص من باحلذر إقناعها اآلخرون حاول مهما أبدا يف الكافية خرب طيبتها يقدرون ا احمليطني من خراآل البعض كان. اآلخرين نظر وجهة من لسذاجتها أو احلياة

ا ا ويصفو تفكر اليت املالئكية بالطريقة يفكر أحد ال حيث اخلطأ، الزمن يف جاءت اليت الصح الفتاة أا إال ا، تتصرف اليت والعفوية ا، ا، من تدرجييا تفوق بدأت الوقت، مرور ومع أ الواقع وتدرك غفو

تعتقد كانت ما األخرى، تلو الواحدة عليها تتواىل الصدمات فكانت هي، دركهت أن قبل أدركها الذيا تأيت أن أبدا مل أناس. األخذ تنتظر وال تعطي، سبيلهم يف كانت اليت إليها، الناس أقرب من صدما أجل من مؤقت حب آخر، نوع من حبهم كان لكن احلب، مقابل واحلب الصداقة غري منهم تريد تكن حبها يف خمطئة تكن مل فهي اخلطأ، أم الصواب هي كانت إن تدري ال متخبطة أصبحت. ما شيء

األرض، على يعيشون نور، من مالئكة الناس هؤالء أن اعتقدت عندما أخطئت رمبا لكنها للناس،ا أدركت أخريا لكنها طيبتها، بنفس ويتعاملون يفكرون الساذجة أو الدنيا، هذه يف الوحيد املالك أ

ا مؤخرا اكتشفت واليت جيدا، احلياة تدرك مل اليت الغبية كانت رمبا لوحيدة،ا .البشر من غابة أ أو بيدها، تقتله أن من خائفة بداخلها، الربيء املالك هذا ميوت أن وقلقا وحزنا، خوفا، أكثر أصبحت

وحقدا، وغرية، انية،وأن وصالبة، قسوة، أكثر مثلهم ليكون املالك ويتحول فيها، اآلخرون يقتلها؛ على انغالقا أكثر أصبحت وبالتايل تدرجييا، تقل بنفسها ثقتها فبدأت. واستغالال ا ذا أدركت أل

ا ا إال ا، حييطون من كثرة برغم العامل، هذا يف وحدها تعيش غريبة، وحيدة أ ا فيهم جتد مل أ ذا.داخلها من نبعت ت تساؤال حتاصرها كانت دائما. احلريى

االبتسامة كانت أن فبعد فيه، جاءت الذي الزمن يف أم احلياة، يف أم فيها، العيب كان إن تدري تعد ملا ومبا عينيها، الدموع وغلفت وجهها، على مرسوما دائما احلزن أصبح. متلؤها والفرحة تفارقها، ال أ

ا أدركت أخريا تطلق أن قررت فقد األرض، على يعيشون ال الئكةامل أن ومبا البشر، دنيا يف تعيش أ باقي مثل مثلها األرض على هي وتبقى السماء، يف قرنائه مع ويعيش ليصعد بداخلها، املالك عنان جيد مل تركها، املالك يرفض مرة كل يف لألسف لكن عنهم، تنفصل أن ومستحيل منهم، هي اليت البشر. هلا حصر ال متاعب هلا ويسبب كثريا، يتعبها كان ولكنه به، ئنامطم هادئا ينام قلبها، سوى ملجأ وتعامل الزائدة، الطيبة تلك عن تتخلى أن تقرر مرة كل. بالفشل حماولتها وتبوء حتاول احلالة ذه ظلتا على ينتصر بداخلها املالك كان ولكن مببدئها، الدنيا ا فبدت بالتغيري، إراد يف وجدية حدة أكثر وكأ

ا، ترى تعد مل اليت الدنيا، هذه يف والعيش التأقلم تستطيع حىت الدور هذا تقمص حاولت رمبا تعامالا يف أصبح شيء فكل جديد، معىن احلياة على يضفي بريق أي تلمح تعد مل معىن، أي هلا بال حيا

٧٤

ا صارت هي حىت معىن، بال والناس معىن، بال احلب معىن، أمامها المهاأح تتحطم. معىن بال وكأ عمر رمبا طويال، وقتا حيتاج عالجها بقلبها، جروحا ،فتحدث عليها الصدمات وتتواىل رمادا، لتصبح

وال أحد، بأي تثق تعد مل قليال، رمبا لكن تغريت. ا األمل ويسكن جراحها، تضمد كي عمرها فوقا تزداد أن خوفا شخص؛ ألي األمان تعطي بيدها، ليأخذ جاء هو، جاء أن إىل هكذا ظلت. صدما

ا، دوامة من وخيرجها كل كان. تدرجييا انعدمت أن إىل تقل بدأت الناس يف وثقتها خوفها ولكن حري باآلخرين، وثقتها بنفسها، ثقتها هلا يعيد أن ثقة بكل استطاع ولكنه منه، االقرتاب من مينعها ذلكا هلا يؤكد دائما فكان ا وأن خطأ، زمن يف تجاء ولكنها الصواب، أ اآلخرون يفهمها الربيئة تصرفاا زجاج خلف من يرى كان فقد أخرى، مبعان حتاول اليت واحلرية، احلزن ميألها عينني الشمسية نظار

ميأله نقيا أبيض قلبا التعامل، يف واحلدة واجلدية، القسوة، تلك وراء وأن النظارة، بتلك دائما إخفاءمها دون الحظها عندما املالئكة، إىل طيبته يف أقرب قلبها أن إحساسه له وتأكد أكثر، منها اقرتب. احلنان

حلوة بكري دبلت هالوردة: "بطرس جوليا أغنية إىل تستمع وهي تبكي، وحدها جالسة وهي تدري أن عمرهال صار شو حبالك قويل... مشاوير كال والدنيا هالشمس شافت عادت ما كتري حلوة بعدها ألوان فيها أخبار الربيع محلين أسرار عندك يف بعرف احتار الدنيا قلبك طويل مشوار ... مشوار الباقي

احتد فإذا أخرية، فرصة ومتنحه الدنيا متنح أن فقررت ا، إحساسه يف خيطئ مل أنه أدرك حينها" عصافريا، تتحلى نأ من بكثري أهون فذلك عنها سرتحل املرة، هذه عليها والدنيا هو سيتعلق قلبها بصفا

املالئكي الذي ال يزال طفال به الكثري، وعيناها أصبحت ال ترى يف الدنيا سواه، ومتر األيام، ويأيت هو : ليقول هلا

.أنا جايل عقد عمل يف دولة عربية وهسافر... وبعد تردد... أنا... يامسني- أن يتوقف عن اخلفقان،انتابتها حلظة صمت واندهاش، كاد فيها قلبها

.وتذكرت ذلك املشهد الذي ودعها فيه حبيبها السابق، وتركها بال أسباب ا، ويف هذه اللحظة، شعرت باقرتاب موعد موت املالك ومو

: مث نظرت إليه، والدموع متأل عينها ...طب وأنا -

. هتكوين معايا - . إزاي يعين - ...حلظه صمت ... تتجوزيين -

ا حتولت دموع ا إىل دموع الفرح، اليت سقطت منها رغما عنها، وامتزجت دموعها بابتساما حز ... وضحكها

٧٥

...الحكاية العاشرة

الكشكول األزرق

٧٦

أتعلم كم اشتقت لرؤيتك؟ كم اشتقت ملأمين؟ أتعلم ما هو مأمين؟ هو حضنك الدافئ، الذي يأخذين اشتقت هلمساتك وصوتك العذب . قت لرائحتك وعطرك الذي أعشقهاشت. من عاملي إىل عاملك

اشتقت إىل نفسي اليت ال أجدها . اشتقت ألحلانك وكتبك اليت تقرأها، وكل شيء يربطين بك .احلنون. كم أنا معدمة بدونك، أقضي يومي بني غسيل األطباق، وتنظيف املنزل، وطهي الطعام... إال بقربك

ا إليكأشعر وكأنين سندريال، أما . ولكن سندريال وجدت الساحرة اليت ختلصها من كل شيء، وتأيت أتعلم أن أكثر ما . أنا فلم أجد سوى هذا الكشكول األزرق ألنعي لك فيه مهومي وأحزاين بدونك

يعذبين هو بعدك عين؟ أشعر أن هناك مسافات طويلة تبعدين عنك، وأنا مكبلة ال استطيع الوصول ا تشعر مبا أشعر به اآلن، رمبا تفعل مثلي اآلن، وتكتب يل يف كشكولك األزرق، وتتساقط إليك، رمب

ال أعلم إن كنت أزورك باملنام مثلما تزورين أنت أم ال، ولكين أريدك . الدموع من عينيك من شدة احلننية أمس؟ حلمت أتعلم ماذا حلمت ليل. أن تعلم أنين أحلم بك كل يوم، بل إنين أشتاق للنوم حىت أراك وعندما استيقظت، طبعت قبلتك على .بك توقظين من نومي حبنان شديد، وكأنك ختاف أن توقظين

ال أعلم مىت سيكون . جبيين، فشعرت حينها أنين مازلت أحيا؛ ألنك متنحين احلياة حببك وحنانكإن حدث ذلك ووقفت ال أعلم إن كان لساين سيتلعثم حينها أم ال، ولكن . لقاؤنا ألخربك مبا أشعر به

أمامك عاجزة عن الكالم، أعلم أنك ستشعر حبيب لك، رمبا من نظرايت اخلجولة، رمبا يعلو صوت دقات لقد حان وقت إعداد الطعام، سوف . لكين أعلم أنك ستعلم حينها كم أحبك... قليب املتتالية فتسمعه

م يقولون. أتركك اآلن ولكنك ستظل دائما بقليب وعقلي يل أين طاهية ماهرة؟ أتعلم ما هو أتعلم أ هو أنت يا عشقي الوحيد، فانا أطهو الطعام بنكهتك، وهذا ما جيعله أشهى وألذ، السر يف ذلك؟

. أحبك كثرياا، عندما رأت كشكوهلا األزرق بيد زوجها، ى مبكا أمام نظرات عينيه اليت ينبعث منها الشر، تسمرت

اكادت نظراته احل. وقفت صامتة وقفت عاجزة عن قول أي شيء، لكنها . ارقة تصهرها يف مكاام ينسبه إليها، لكن قبل أن ني كرامتها، أو أي ا متالكت قواها قبل أن ينطق لسانه بكلمة واحدة

مل مينحها فرصة لتدافع عن نفسها، ولكنها متالكت ". إنت طالق: "تنطق حبرف واحد، قال كلمة وحيدة . لتدافع عن نفسهاقواها مرة أخرى؛

ذا الكشكول، لكن قبل أن تنعتين باخليانة، ذا أعلم ما دار برأسك عندما قرأت ما فإن كل ما كتبته الكشكول هو لك أنت، مل أعشق حبيايت غريك، ومل يقتحم رجل حيايت غريك، ولكين اكتشفت أن

الذي عرفته، ففضلت أن الشخص الذي أحببته ثالث سنوات، وتزوجته، هو شخص آخر غري كم من مرة أعددت لك عشاء رومانسيا، وتقابل ما أفعله باستهزاء . أعشقك كما كنت، ولكن خبيايل

فتقتل بكالمك فرحيت بعودتك إيل؟ "من أي فيلم رومانسي اقتبست تلك الفكرة: "وسخرية، وتسألين" كل سنة وأنت طيبة: "ور، وتقول يلكم كنت أنتظرك لتأيت يوم عيد ميالدي حامال باقة من الزه

ال أدري ملاذا أصبحت تنساه بالرغم أنك الذي كنت تذكرين به من . لكنك مل تفعل؛ ألنك دائما تنساهكم مرة حتملت معاملتك اجلافة، عندما اتصل بك ألطمئن عليك يف عملك، فإما تؤثر عدم الرد . قبل

: افةفيزداد قلقي، أو ترد لتدمي قليب بكلماتك اجلكويس اقفلي عندي : "فتجيبين" مفيش كنت بس حابة أطمن عليك: " فأجيبك" نعم يف حاجة"

".شغل مل متنحين دقيقة واحدة من وقتك، تعاملين فيها برفق، فماذا حدث لذلك احلب الكبري بينا؟ هل مات

هل مللت حيب أم . واجناأم ألقت عليه السنني صدأها؟ ال أدري ما سر حالة التحول اليت انتابتك بعد ز مللتين؟

ا دموع الندم . كان كالمها خيرج من فمها كسهام موجهة إىل عينيه اليت ترقرقت

٧٧

فإن كنت تعترب ما حيويه هذا الكشكول خيانة، فهي جمرد خيانة : "فعاودت توجيه كالمها إليه مرة أخرىخائنة وتريد هجري أو قتلي فقد على ورق، من قلب احرتق بنار حبك، وإن كنت مازلت تصفين أنين

ولكن هجرتين وقتلين منذ تزوجتين، ولكين كنت أحارب املوت على أمل أن تتغري، وتعود إيل من جديد، ". يبدو أنين كنت آمل باملستحيل

وبقي هلا كشكوهلا األزرق، ذلك الكشكول الذي .نزعت من يديه كشكوهلا، خملفة وراءها جرح السننيألقها على الساحة األدبية، مل تكن تعلم قيمة ما حيويه ذلك الكشكول بني طياته، كان السبب يف ت

. سوى رسائل كتبتها حلبيب تسبب يف جرحها

٧٨

... عشر الحادية الحكاية

...الموت حتى أحبك

٧٩

تتشابك أصابعهما بدت إن ما تشعر، أن دون ليده يدها استسلمت. سويا الدرج صعدا بيدها، أمسكا بقوة، يدها انتزعت حىت لتلمح وراءها، تنظر أن دون تركته دافئة، حلظة نفسها على استكثرت كأ هربت؟ ملاذا تدري ال وذهبت، تركته. الغضب أو االندهاش عالمات وجهه على

بعدما ملاذا احتضنتك؟ أن بعد يده تركيت ملاذا تعاتبها، بيدها، متسك تتساءل، منهمرة عهابدمو مضت من فائدة ال ولكن شي، كل من دائما اخلائفة نفسها لتلوم تعود عنه؟ انفصلت واحدة يدا أصبحتما

وحدها تبات. يفعل مل لكنه يدها، ملس عندما انتفضت ملاذا ليسأهلا خلفها؛ يركض أن انتظرت. ذلك .مهها له تشكي القمر، إىل تنظر

يعين ماذا ياريب، آه ؟!!حلما كان هل تتسائل وجلست أغلقته املنبه، رنني نومها على من استيقظت وجهها، لتغسل ذهبت تطاردها، اهلواجس أخذت عودة؟ بال سنرحل أننا يعين هل الغريب؟ احللم هذا

يوم فهو العادي، غري يومها صفو تكدر تكاد اليت اللعينة اهلواجس تلك وترتك آخر، بشيء باهلا وتشغلا اليت املاجيستري رسالة مناقشه اليت رسالته فتحت رسائله، تقلب أخذت اتفها، أمسكت. أعد :كتب ما تقرأ وهي ابتسمت،..." احلب عيد ليلة: "أمس هلا أرسلها

من وآخر أحببت، من أول إىل موعي،د وجففت آالمي، خففت من إىل حببها، قليب أسعدت من إىل "... مالكي يا حيايت فلك سواء، أصبحت األشياء فكل لك، أقدمه شيئا أجد مل العيد، هذا يف. أحب "أحبك

أن حاولت لكنها أكثر، اخلوف فتملكها بداخلها، تدور هواجس أي لتمحو كافية الرسالة تكن مل ا، أعدت اإلمكان، قدر طبيعية تبدو ا ارتشفت املالحظات، بعض كتبت ا،أوراقه قهو بسرعة، قهو

ا قائلة هلا ودعت أمها، ودعتها ا، تعمل اليت للجريدة طريقها يف سرتسله مقاال أعدت ا ستلحق أا ورنني منزهلا، حتت سيارته" كالكس "صوت مسعت إن وما اجلامعة، على ووالدها هي يستعجلها تليفو ظلت بقوة، يده واحتضنت عليه، سلمت بلهفة، السلم درجات نزلت ىتح موعدها، عن تتأخر ال حىت "؟!مالك: "مندهشا سأهلا يدها حمتضنة يده "علطول إيدك حاضنة تفضل إيدي عايزة: "له قالت

كتابا أصبح لقد جيدا، تعرفه هي.خوف واضطراب نظرة ا حملت لكنها املبتسمتني، بعينيه نظر إليها تستطيع ال فكيف شهرين، بعد املنتظر وزوجها وحبيبها، صديقها، فهو إليها، بالنسبة ومفهوما مفتوحا بالغريب، ذلك ليس. احللم نفس اآلخر هو رأى رمبا عنها، بعيدا بعينيه فهرب به، ما سألته فهمه؟ قلقله ليداري فابتسم األحالم، نفس رأوا ولطاملا ذاته، الوقت يف الكالم نفس يتحدثان كان فلطاملا ".حببيبيت فرحان: "قائال

السيارة، من ونزال اجلريدة، مقر إىل وصال. بقوة بيده ممسكة وظلت معه، السيارة صعدت سويا، ومضيا جلسا الرسالة، مناقشة حلضور اجلامعة إىل ذهبا يومهما، أكمال. ترتكها ال بيده ممسكة يدها ومازالت

على وحصوهلا الرسالة، قبول املناقشة جلنة أعلنت إن ما ة،بقو متشابكة يدامها مازالت املنصة، أمام ".جنحت اللي أنا إين حاسس النهاردة: "هلا وقال جبينها، وقبل احتضنها، انتفضا، جدا، جيد تقدير

".أنا إنت: "مبتسمة فردت أهاهن جناحها، سبب دائما ألنه جناحها؛ وأهدته ساعدوها، من كل وشكرت للمنصة، صعدت مث

هلذا قادها الذي اإلنسان مع بنجاحها لتحتفل مجيعا؛ استأذنتهم أصدقاؤها، أبوها، أمها، اجلميع،ا وعدته سويا، وخرجا اجلميع ودعا. معهم ستحتفل تعود وعندما النجاح، يده، ختاصم يدها تدع لن أ .أبدا يدها يرتك بأال ووعدها

: معها وغنيا فريوز غنت كثريا، أحباها لطاملا أغنية على" تالكاسي "وأدار سويا السيارة صعدا

٨٠

ركاب عاملوقف دارينا، موقف ع أسامينا، العرفوا أساميهن العرفنا دارينا، موقف ع كتري كتري، نطرونا" موقف ع جبينا نسمة يا خدينا، نسمة يا خمطويب وتقلوا وليل صيف يقال وشب مهيويب وبنيه وليل، نطرونا لوين، عارف ماحدا اتنني اتنني، والعشاق والغرية، والليل، زغرية، سيارة دارينا، قفمو ع دارينا، "دارينا موقف ع كتري كتري،

الكبرية السيارة تلك من وبنفسه، ا ينجو أن يستطع مل قدرمها، على أفاقا حىت األغنية، انتهت إن وماما، اليت املسرعة، وعيها اسرتدت أن إىل بيده ممسكة يدها ظلت ة،اللحظ تلك يف وحىت أطاحت بسيار

.يده جتد مل باملستشفى، فذهبت تراه، أن منهم طلبت املركزة، العناية بغرفة أنه فأجابوا عنه سألت بدونه، وحدها نفسها وجدت

: وقالت بيده وأمسكت له، لو ضيعه غريك، من هعيش مش معايا، وعدك ختلف إوعى إيدي، هتسيب مش إيدك إن وعدتين "

".سبتين ".وغيايب وجودي يف قوية، داميا عايزك : "األخرية أنفاسه يلفظ وهو وابتسم، إليها، نظر

".وحدي ترتكين ال: "سوى التردد الكالم، على تقوى ال تبكي، ".أحبك: "األخرية كلمته قال يدها، من وسقطت املرة، هذه خذلتها لكنها بيده، ممسكة وظلت بكت .تتوقعها تكن مل أخرى بصورة لمهاح حتقق لقد

ة، األيام كل أصبحت بطيئة، متر األيام بدأت اللحظة تلك منذ يف رغبة بأي تشعر تعد مل متشا .وحيدة وتركها رحل احلياة، يف أملها رحل فقد احلياة،

دور من شيء، كل ومن شيء، أي من عليه ختاف كانت خاص، نوع من حبا له حبها كان فقد تبكي، ظلت مرض إذا كان. به شعر خفيف تعب أي من رأسه، آمل صداع من أو البسيط، نفلوانزااأل

ا يف اهللا وتدعو ال احلياه، هذه يف به أتنفس الذي النفس إنه يارب،: "تقول كانت يشفيه، أن صلوا ".بدونه معذبة أعيش ال حىت معا توفنا او روحه، قبل روحي أسلب يارب، يارب منه حترمين

الذي وقمرها دائما، املشرقة ومشسها شفتيها، تداعب اليت والبسمة واحلب، واألمل، احلياة، هلا كان لقد مل منه، قريبة دائما فكانت شديدا، حبا حيبها أيضا هو كان. الطريق ضلت إن ويهديها ظالمها ينري

صديقته، فكانت به، يثق ديقص له يكن مل عليه، دائما احلنونة أخته فكانت أخت، أو أخ له يكن هو وكان له، شيء كل فكانت يده، على تتعلم اليت النجيبة وتلميذته املدللة، وطفلته وأمه، وحبيبته،

تتوقع، تكن فلم اية، بال تركها. القصة يكمل أن دون رحل عنها، رحل واآلن هلا، شيء كل اآلخر تفارقها، ال احلادث كوابيس حزينة، بطيئة، امهاأي مضت. هو مبوته القصة تنتهي أن تصدق ال تزال وال

ا يرن مازال وصوته خياهلا، تفارق ال وصورته يف رأته الكئيبة، احلزينة األيام تلك من يوم ويف. بأذ :وقال منها اقرتب شاردة، حزينة، وحيدة، جالسة وهي وراءها، جاء. مبتسما كان كما منامها،

مالكي، يا لك العمر طوال لعشت بيدي حيايت كانت لو باختياري، يكن مل فاملوت حبيبيت، حتزين ال“ اآلن تعذبيين فال واك، معذبا يوما أعش فلم مالكي، يا أرحييين علي، حزنك يؤملين حبيبيت، حتزين ال

"مالكي يا فلتعيشي قدري، فاملوت وتزوجي، بعدي أحيب واجنحي، تفوقي واك، مل وكأنه فيها، أمله له حتقق وأن احلياة، مع تتعامل أن قررت بالكثرية، وال ةبالقليل ليست سنوات مرت

فكانت بدونه، والنجاح الفرح مبذاق تشعر تكن مل ذلك كل ورغم كثريا، وجنحت تفوقت عنها، يرحل الدنيا، ا ضاقت فكلما دائما، بقلبها فعال، جبوارها كان بل جبوارها، وهو لنجاحها تصل أن تتمىن

ا صداها يرتدد زال ما اليت بكلماته جبوارها وجدته إحباط، حلظة وأصابتها "متخافيش معاك أنا: "بآذا

٨١

"بعض؟ نسيب ممكن إحنا: "مرة ذات سألته حينما وتذكرت ا غري ملناش عشان بعض؛ هنسيب مش: "الغرفة نفس يف جبوارها يقف وكأنه صوته، صدى فأجا ...".بعض

٨٢

شكر

فما أمجل حينها أن جند جبوارنا أناسا ميدون لنا يد كثريا ما تقف يف حياتنا عثرات تعرقل مسار خطواتنا، . العون؛ كي نواصل الطريق ... فشكرا لكل من وقف جبانيب

شكرا إليك أمي شكرا ألول من شجعتين أن أمسك القلم، وأخط حرويف على الورق، ... ... يب الذي ساندين كثرياشكرا أل

أمتىن أن يتوج بالنجاح، حلم حلمناه سويا، واآلن أصبح حقيقة، شكرا لتوأميت اجلميلة إيناس حليم،شكرا لدعمك يل دائما، صديقيت العزيزة ...

لكم كل احلب والتقدير واالحرتام ..شكر خاص جلميع أصدقائي األعزاء

لبنى غانم

٨٣

..عن الكاتبات /حليم يناسإ

ا معظم. ذلك تذكرت كلما كثريا وتندهش مدين، قسم هندسة بكالريوس على حاصلة ،1983 عام السرطان برج مواليد من - ا ومعظم الشتاء، يف كتابا ا. الصيف يف محاقا يف تكمن احلقيقية معانا ".الدنيا يف بلد أحلى دريةاسكن "أن على وتصر مجا، حبا الباذجنان حتب. 36 مقاس حذاء عن البحث

.القصرية القصة لكتابة السكندرية إطاللة ورشة أعضاء أحد -الت بعض يف منشورة أدبية أعمال هلا - .وااللكرتونية الورقية ا :اخلاصة مساحتها -

com.blogspot.enashaleem://Http/

/غامن أمحد لبىن جامعـة_وتلفزيـون إذاعـة شعبة_إعالم_آداب ليسانس على حاصلة ،1988 مواليد برج السرطان من -

.٢٠٠٩ املنصورة ٢٠١٠جامعة القاهرة –حصلت على الشهادة التمهيدية للماجستري من كلية اإلعالم - أما حنافتها، بسب هو طموحها أن الغالب يف احلدود، من أبعد ما إىل حاملة احلدود، أبعد إىل طموحة -

يعـرف مـن وحـدها هـي املـشمش، مـرىب برطمـان يف بـه حتـتفظ الـذي اخلـاص كنزهـا فهي رومانسيتها، عن .مكانه

الت بعض يف منشورة أدبية أعمال هلا - .وااللكرتونية الورقية ا :اخلاصة مساحتها -

com.logspotb.thebestimes://Http/

٨٤

احملتويات

حكايات إيناس* ٧............................................وقدح شاي تعطر بأنفاسه.. كوخ وبسمة -١ ١٠.........................................."zero"احتفال حبذاء وردي اللون مقاسه -٢ ١٣.....................................................................نصف وجه -٣ ١٧...................................................................أن تكون حرا -٤ ٢٠....................................................................لؤلؤة سوداء -٥ ٢٢................................................................وثبا حنو األحالم -٦ ٢٦.........................................................................رزنامة -٧ ٢٨..............................................................على طرف املفرش -٨صباح مكرر -٩ ...................................................................٣٠

٣٣...............................................................كيفك إنت - ١٠ ٣٦...................................................................ندرڤال - ١١ ٣٩...........................................................سقف منخفض - ١٢ ٤٢...............................................................هامش حامل - ١٣

٨٥

حكايات لبىن* ٤٦.........................................................................رسائل -١ ٤٩...........................................................أكره نفسي اليت حتبك -٢ ٥٢.............................................................لسحرغريقا برباثن ا -٣ ٥٦....................................................................ورقة خريف -٤ ٥٩ ..........................................................حبك وحده ال يكفيين -٥ ٦٢................................................)قمررفيقة ال(أحبين لتعرف من أنا -٦ ٦٥..............................................................دعين أحرتمك أوال -٧ ٦٩............................................................وال يعرفها.. ال تعرفه -٨ ٧٢.............................................................طيبة، بدرجة مالك -٩

٧٥..........................................................الكشكول األزرق - ١٠ ٧٨..........................................................أحبك حىت املوت - ١١