فيض الخاطر (الجزء السابع) · Ñt wc æp 9 *{ p z w t `kã ~ÿ t `kã ípsb ãÿ...

318

Upload: others

Post on 20-May-2020

22 views

Category:

Documents


1 download

TRANSCRIPT

Page 1: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 2: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 3: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (اجلزء فيضاخلاطر

واجتماعية أدبية مقاالت

تأليفأمـني أحمد

Page 4: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء فيضالخاطر

أمـني أحمد

٢٠١٢ / ١٥٥٨٣ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٦٤١٦ ٤٧ ٥ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للنارش محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم املشهرة

وأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعرب وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نرص مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مرص جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:[email protected] اإللكرتوني: الربيد

http://www.hindawi.org اإللكرتوني: املوقع

هنداوي ملؤسسة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

العامة.

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

Page 5: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

املحتويات

7 (١) الطلق الهواء يف11 (٢) الطلق الهواء يف15 (٣) الطلق الهواء يف19 (٤) الطلق الهواء يف25 (٥) الطلق الهواء يف29 محنته يف الرشق33 الروحية الحياة يف49 املئوي العيد53 االستقالل عبء59 التاريخ من صفحة63 املرصية الفكاهة ألوان من لون67 (١) العربي األدب يف71 (٢) العربي األدب يف75 (٣) العربي األدب يف85 (٤) العربي األدب يف91 (٥) العربي األدب يف99 (٦) العربي األدب يف119 السادة أخالق123 والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من139 عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

Page 6: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

183 العربي األدب يف الفكاهة191 اللغة دراسة يف الحديثة االتجاهات203 حرج موقف209 واألدبية اللغوية مشاكلنا219 األدبي الذوق223 والزعماء الزعامة231 الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث249 اإلسالم يف اإلنسانية255 مأساة259 اللغوي املجمع265 الرازق عبد مصطفى الشيخ271 العقيم الجدل275 القيم اختالف279 العرش الوصايا283 التوحيدي حيان أبو يصوره كما املنطقي سليمان أبو293 اإلصالح تعقيل299 مزمنة غفلة303 العقلية الجرائم307 الرأي قادة311 العنز عام315 رائع مثل

6

Page 7: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(١) الطلق اهلواء يف

من البحر يف فيما التفكري إىل املرة هذه واتجهت وحدي. اليوم جلست البحر شاطئ عىلاألرقام عنه تعجز مما وكم يموت، املاليني من وكم الساعة يف يولد املاليني من كم األحياء،

فيه؟ فني ثم فيه حييقبل كان فمنذ البحر، يف الحياة شأن الرب يف شأنه كان اإلنسان، إىل ذهني وانتقل

تفنى. ثم تحيا املاليني وماليني التاريخ، وبعد التاريخويف الرب يف حصدا، األلوف مئات تحصد يوم فكل الحياة أرخصت الحرب وهذه

املدمرات. سائر فعل ومن الغواصات، فعل ومن الطائرات، فعل من البحركلها؟ الحيوات هذه بجانب كله اإلنسان حياة وما العالم؟ لهذا بالنسبة األرض ما

واملستقبل؟ والحارض املايض يف كلهم الناس حياة بجانب أنا حياتي وماكل حياة وكذلك شعوري، أعماق ويف نظري يف الوجود يف يشء أهم فحياتي هذا ومع

شعوره. أعماق ويف نظره يف الوجود يف ما أهم إنسانفالفضيلة الكون، لتغري النظرة هذه تغريت ولو اإلنساني. العالم بني النظرة هذه عىلواألديان أنواعها، اختالف عىل والسياسية االجتماعية والنظم واإلفساد، واإلصالح والرذيلة،أني من غرائزي يف ركب ما األشكال بشتى تعالج كلها ومسائله، واإلقتصاد وقضاياها،

الوجود. يف ما أهميف هنة إال ليست األرض أن الفلكي فأثبت الفرد حياة شأن من العالم حقر مهماأن والكيميائي وارتقى، نشأ حقريا حيوانا إال ليس اإلنسان أن الحياة عالم وأثبت العالم،يرى الفرد، هو الفرد فسيظل العالم، مواد عىل يجري ما كل عليه يجري اإلنسان جسم

الوجود. يف يشء أهم أنه عىل شئونه جميع يف ويسري ويشعر،

Page 8: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

األشياء كسائر يشء أنه فريى هذه نظرته الفرد يغري أن العالم مصلحة من هلسخيف! سؤال محيطها؟ عىل نقطة ولكنه للدائرة، مركزا وليس الناس، كسائر وإنسانيف يشء أهم أنه يرى اإلنسان هو اإلنسان فسيظل سلبا أو إيجابا الجواب كان سواء ألنه

الوجود.نفسه يرى أن عىل حينا نفسه يروض وقد الوقت، بعض نفسه الفرد يعالج قدما وينىس العالج ينىس ما رسعان ولكن يشء، يف غريه من أهم وليس النفوس كسائر

األوىل. سريته ويعود عليه نفسه راضوأوالده وزوجته وأمه أبوه فدنياه اآلخرين؛ دنيا تساويها ال خاصة، دنيا إنسان ولكلوماله مشاكل، من يسبب وما به يقوم الذي وعمله ورسور، ألم من يبعثون وما وأقاربهالصغرى دنياه هي هذه ذلك؛ ونحو وأعداؤه وأصدقاؤه وخرج، دخل من به يصل ومابعضاليشء اإلنسان ارتقى فإذا وأحزانه. مرساته تقوم وعليها األوىل، املنزلة يف تهمه التيبوطنيته يتصل وما العالم أحداث من يشغله بما رقيه، بمقدار تتسع أخرى دنيا له كانالصغرى، بدنياه وثيقا اتصاال تتصل الواسعة الدنيا وهذه ذلك؛ ونحو وثقافته وبدينه

الصغرى. دنياه خالل من الكربى الدنيا حوادث يرى فهوالصغرى، بدنياي تتصل ال ألنها اهتماما؛ يف تثري فقلما الصني يف حادثة حدثت إذاعدوي أو لصديقي حدثت هي فإن اهتماما، أكثر لها كنت شارعي يف حدثت هي فإذاأعمدة واقرأ نفيس، من الصميم يف كانت بيتي يف حدثت هي فإن اهتمامي، تضاعفمختلفة، نغمات نفيس عىل كلها فتوقع املحلية وغري املحلية واألخبار الجرائد يف الوفياتوعظم النغمة علت الصغرى نفيس يمس الخرب كان فكلما ورقة، وغلظا وانخفاضا علواتغذي ألنها ممكن، عدد أكرب انفعال تثري التي هي الناجحة الجريدة كانت ولذلك األثر،

إلخ. العالم ودنيا السيايس ودنيا التاجر دنيا املختلفة، والدنى املختلفة النفوسكثريا اليوم يف يؤثر وما مطلقا، ثالث يف يؤثر وال قليال آخر يف يؤثر كثريا يف يؤثر وماال سوف ثم دنياي يمس كان ألنه مطلقا؛ غدا يف يؤثر ال وسوف قليال، أمس يف يؤثر كان

حسابها. من خرج ثم فيها كان يمسها،دنياك، ال دنياي عن منبعثة ألنها نظرك، يف قيمتها غري نظري يف أعمايل وقيمةيرسني وما يغضبك، ما غري يغضبني وما دنياك، يف مؤثرة هي مما أكثر دنياي يف ومؤثرةعندك، كله ذلك غري ودنياي وشخصيتي ومشاعري رأيي ألن وكيفا؛ نوعا يرسك، ما غري

تعرف. مما أكثر أعمايل عىل يل بالباعث أعرف وأنا

8

Page 9: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(١) الطلق الهواء يف

من بيننا ما بمقدار ونتفق األشياء عىل حكمنا يف نختلف وهي وهو وأنت وأنافروق من بيننا ما بمقدار أخرى وبعبارة واملشاعر، والرأي البواعث يف وموافقات، فروقأو دنيانا تتشابه ما بمقدار أخرى وبعبارة واملشاعر، والرأي البواعث يف وموافقات،اختالف تنتج خالف ووجوه رأي، اتحاد تنتج شبه وجوه الناس أغلب فعند تتخالف،

دنياهما. اتحدت قد اثنني تجد أن يمكن وال رأي،وأكثرها حقيقي بعضها األلوان، مختلفة كثرية متاعب إنسان كل دنيا ويف دنياي يفكانت فلو اإلمكان، يف ذلك وليس الدنى، أحسن الصغرى دنيانا تكون أن نحب وهمي،هللا أن وتظن يرضيك، ال وهذا شأنا، منها أقل بالطبيعة دنياك لكانت الدنى أحسن دنيايللجميع هللا أن مع الرشور، كل عنك ويدفع الطيبات، أحسن يمنحك أن ترجوه وحدك، لكمحوك تستلزم قد العوالم إىل والنظرة وعاملك أنت وما العوالم، ولكل ولسمائك وألرضكولكن املتاعب، من كثري علة وهذا نصنعها، أن نحب كما دنيانا تكون أن نريد الوجود؟ منبدنيا االرتباط كل مرتبطة ودنيانا الخلق، قدرة فينا وليس دنيانا نصنع أن يمكننا كيف

معها؟ ومنفعلة وفاعلة بها ومتأثرة غريناإىل تنظر التي النفس علتها ولكن نفسها، املتاعب سببها ليس املتاعب من كثريا إنونحن ذلك كيف ولكن نفسك، تغري حتى تغيريها يمكن وال متاعب، أنها عىل األشياءالقفص. والقفص نحن ونحن فيه ندور القفص يف كالعصفور دنيانا يف إننا املتاعب؟

دنيانا وال ميالدنا كان وما القدر، تحت محالة ال وهو القدر فوق أنه يظن منا كثريدنيانا. وكذلك أنفسنا كذلك فوجدنا أعيننا تفتحت ولكن باختيارنا، الكربى وال الصغرىودنياه، نفسه اإلنسان معرفة الوهمية املتاعب هذه عىل للتغلب الوحيد العالج ولعلمواضع يواجه يناسبها، الذي الطريق يف تسيريها أمكنه ومزاياها بعيوبها عرفها إن فهوأن يستطيع وقد قوة، مواضع أنها عىل القوة ومواضع ضعف مواضع أنها عىل الضعف

نتائجها. سوء يضيع مسلكا الضعف بمواضع يسلكوقليل الطعام من قليل يف الثالثة براكبيها الصحراء يف النزول إىل طائرة اضطرت لقدوكلما موت، من ينتظره وفيما وأوالد زوجة من دنياه يف يفكر فأخذ أحدهم فأما املاء؛ منلذائذها من وحرمانها نفسه يف فكر والثاني مات. وأخريا قلقه، تضاعف واملاء الزاد قلالثالث وأما جن، حتى به األمر وتزايد عيش، من فيه ما وشظف والرشاب الطعام قلة ويفنفسه ويسيل ويرشحها يحللها وأخذ النفسية، حالتهم عن مذكرات بكتابة نفسه فشغل

أنقذه. من القدر له ساق حتى والجنون املوت من فنجا ومالحظاته، خطراته بتدوين

9

Page 10: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يف الضعف موضع عن الطيار يعمى كما ضعفهم نقط عن يعمون الناس أكثرالعيب يتدارك أن وإما يطري أال فإما عيبها عرف هو فإن ويسقط، بها فيطري الطائرة،

عيبه. حدود يف يطري أن وإمانفيس، وبني بيني يفرصاحة بها وألعرتف هي، كما وأخطائي ضعفي مواطن فألواجهمن وليس ضعفه. مواطن إنسان فلكل ذلك، إىل وألطمنئ يناسبها، الذي الطريق ألرسم ثممواطن أيضا قوي كل يف بل الضعيف، الرجل عالمة الضعف مواطن تكون أن الرضوريواستعمله كان بما فارض وإال ونعمت، فبها وإزالتها أسبابها معرفة أمكنك فإن ضعف،

استعمال. خرييف كبري أثر لها كان والشباب والبلوغ الصبا عهد يف أحداث حياتك يف حدثت لقد

استخدامها. فأحسن تغيريها عليك تعرس فإن اآلن، هي كما نفسك تكوينأضعف كانت ولو فتحرق. قوية تكون قد فالكهرباء ضعفك، مواطن عىل تأس والينفع ال ما الجدول ينفع وقد الحجر، ينفع ال حيث الحصاة تنفع وقد الغرض، ألدت

البحر.ما فرتكت الرائع، الجليل ومنظره البحر يف الشمس غروب فرأيت رأيس رفعت وهنا

الرائع. الجالل هذا يف وفنيت فيه كنت

10

Page 11: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٢) الطلق اهلواء يف

ونفيس. البحر عىل جلستي فجلست عدتمن تجمعت وألوان الهواء، بها يلعب أمواج ظاهره، إال أرى لست البحر هو هذاووحوش أسماك من ممالك، بل مملكة من باطنه يف ما أما السماء، وزرقة الرمل صفرة

أعلمها. ولكني أراها فلست ومرجان ولؤلؤرجال من املمثلني رأيت أمس. شهدتها التي التمثيلية الرواية يف الشأن هو وهذاوراء فقط، الظاهر هو هذا ولكن تصدر، وأعمال يقال وكالم وكهول، وشبان ونساءيحفظون وممثلون يعدها ومخرج الرواية، يؤلف مؤلف األهم، وهو نره لم ما كله هذانيس من يلقن أن يستعد وملقن بها، الالئقني عىل توزع وأدوار تعد، ومناظر أدوارهم،

لها. انعكاسا إال الرواية مظهر ليس باطنة أمور من ذلك ونحوالبواطن. تسرت ظواهر الدنيا، أمور كل وهكذا

إال ليست ورش خري من الناس أمام تظهر التي أعمالك كل أن تر نفسك إىل فعدكنت يوم من يف تجمعت باطنة عوامل من تنبعث التمثيل، ومظهر البحر كمظهر ظواهر

أمي. بطن يف حمالفلعله حزين، بدم فغذيت جنني، وأنا فيها هبت نار من الشابة أختي احرتقت لقدالغناء، يف الحزينة األدوار تعجبني الحزن، إىل أكون ما أميل اليوم، إىل كبريا أثرا يف أثرتظهر الضحكة من أكثر عيني من تسقط للدمعة وأرس التمثيل، يف امللهاة دون واملأساةأن ببعد وليس الرسور، لعوامل تهتز مما أكثر الحزن لعوامل أعصابي وتهتز فمي، عىل

التكوين. بدء يف جسمي كون حزين دم من كوب أجل من هذا كل يكوناالجتماعات وأكره إيل، ينظر أحدا أن شعرت إذا مشيتي يف أتعثر خجول ذا أنا هايصدر ما لكل حساب ألف وأحسب حفل، أو مأتم يف جلوس قوم بني أمر وأن والحفالت،

Page 12: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يف أنظر أن أستطيع وال الناس. يستخفه هزيال يأتي أن خوف تأليف أو عمل من منيكان أيام الصبا منذ تكونت عادة هذه أن شك وال وهكذا، أحدثه أو يحدثني من وجهيعاقبني كان وأيام هذا» تفعل «ال هذا» تقل «ال النهي صيغ من يكثر هللا رحمه والديسلبني هذا كل الصغار. من غلطة ليس ما حتى أو اليسرية، الغلطة عىل الشديد العقاب

الخجل. هذا نتيجتها كانت بقيود وسلسلني العمل حريةعيل لسهل صفات من به أتصف وما عمل، من مني يصدر ما كل تتبعت لو وهكذاحوادث أضعفتها أو ونمتها الطفولة، منذ وتدرج بطء يف تجمعت أحداث إىل بها الرجوع

والكهولة. والشباب الصبابلينه الثاني سيدنا وكتاب وشدته، بحدته األول سيدنا كتاب رسمها صور من يف فكمعباس والدة مدرسة رسمتها صور ومن وإخوتي، وأمي أبي رسمها صور ومن وفوضاه،املرح، اللني العربية اللغة يف ومدرسها القايس الشديد الرياضة يف بمدرستها األول باشاالباطن الوعي يف اختفت وأمثالها الصور هذه كل واأللوان األشكال املختلفي وتالميذهاأو العمل عىل يل البواعث يف عملها تعمل تزال ال ولكن البحر، هذا يف السمك يختفي كما

الظاهرة. أعمايل عىل شتى بأشكال صورها وتنعكس الرتكيف ذاكرتي أجهدت مهما أذكرها ولست األعماق، يف غرقت الصور هذه بعض بلوال مني يحدث ما يفرس وهذا دورها، وتلعب عملها تعمل ذلك مع وهي استحضارها،الصور هذه عىل يدي أضع لم وما , تجنبته كيف أدري وال أتجنب وما أتيته، كيف أدري

اإلصالح. وال العالج يمكن فال الشمس نور إىل وأخرجها األعماق يف الغريقةغريي، إنسان أي اختزنها صور أي تماثل ال حياتي يف اختزنتها التي الصور وإنلألشياء وتقويمي الدنيا إىل ونظرتي وأغرايض وبواعثي وعقليتي مشاعري كانت ولذلكيقرب وإنما الوجود، يف آخر إنسان أي جميعا فيها يشاركني ال عليها أو لها وحكمياختلف هذا أجل ومن صوري؛ تشبه صورا حياته يف حاز من ومشاعري تفكريي يف منييرتك، أن يجب وما يعمل أن يجب وما والقبيح، الجميل وتقدير والباطل الحق يف الناس

وحده. أمة إنسان كل وكأن وجوههم، اختلفت كما نفوسهم واختلفتصحة يمنح أن ندر كما وعقله مشاعره يف كاملة صحة ما إنسان يمنح أن وندرالشعور بليد وهذا الذاكرة، ضعيف هذا ضعف، مواطن إنسان لكل بل جسمه، يف كاملةإىل أضيف فإذا واأللوان. األشكال آالف من وهكذا اإلرادة، ضيف وهذا العاطفة. حاد وهذاأحداث من لهم يعرض ما بسبب صور من حياتهم األشخاصيف يختزنه ما اختالف ذلك

وأوضح. أتم بينهم االختالف كان

12

Page 13: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٢) الطلق الهواء يف

نتيجتني: إىل يسلمنا كله هذايف يرسي أخالقي إصالحي قانون هناك وليس قانونه، له إنسان كل أن األوىل: النتيجةال الخاص تاريخه من الناشئة الخاصة متاعبه إنسان لكل وأن الجميع، عىل تفاصيلهسرينا فيها نسري أن يجب معالجتها أريد إن وأنه غريه، وكيفيتها كميتها يف يشاركهيمكن وال مختلفني، ملرىض عاما عالجا يصف أن لطبيب يمكن فال األجسام، طب يفثم أسبابه ويعرف املرض مكان عىل يده يضع أن بد ال بل غيابيا، املريض يعالج أن

دواءه. يصفوتغشها نفسها تخدع األحيان من كثري يف أنها النفس عالج يف األمر وأصعباإلقرار يف بالنقيصة تشعر ألنها نفسها عن عيوبها إخفاء يف وتجتهد عليها وتكذبيكون فقد حجبها، وراء من عليها أيدينا نضع أن أصعب فما نفسها، أمام حتى بعيبهاوواجب األسباب، من لسبب زوجاتنا أو أمهاتنا أو آلبائنا بالكره شعور نفوسنا باطن يفاالجتماعية والتقاليد أشياء نعمل أن نحب وقد املشاعر، فتتعقد بحبهم، يقيض الوفاءعملها وجوب ترى االجتماعية والواجبات أعماال نتجنب أن نحب أو بها، اإلتيان تأبى

الظاهر. وعينا يف ندركها ال قد مشاعر نفوسنا يف فتكتب ذلك، ونحوثم نفسه، بمكامن إليه يفيض صديقا اإلنسان يرزق أن النعم أهم من كان لذلككثري ويف االحتقار، من شيئا له يظهر أن غري من يشء كل يقول أن الصديق هذا يشجعهيتكلم ال أنه من اإلنسان اعتاده ما النفس كوامن إظهار من املانع يكون األحيان منمواضع فتبقى شاء، ما منه يحجز «الرقيب» عىل والفكر الكالم مر إذا إال يفكر والللمنطق، يخضع ولم شيئا، يحجز ال حتى الرقيب خدر هو فإن تعرف، ال كامنة الداءذلك أعان منطق، وال رقيب غري من لها يخطر بما تتحدث سجيتها عىل نفسه وترك

فيها. الداء كوامن معرفة وأمكنه حقيقتها، عىل املخزونة الصور ظهور عىلوأعقدها. األوامر أصعب من نفسك» «اعرف سقراط كلمة تزال فال كان ما وأيا

ملا واملغفرة والعفو التسامح وجوب من املقدمات هذه به تشعرنا ما الثانية: والنتيجةاختزنوه ملا طبيعية نتيجة إال ليس فهو عذرهم، به يأتون فيما فلهم غرينا، من يصدر

فعلهم. لفعلنا مكانهم كنا ولو نفوسهم أعماق صور منوعيي إيل وعاد أجمعها وراءها فجريت يدي من األوراق أطارت قوية ريح هبت وهنا

وبالبحر. حويل بما

13

Page 14: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 15: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٣) الطلق اهلواء يف

دفء، الشمس ويف برودة، الجو ويف الصحراء نخرتق ونزلنا املعادي إىل القطار وأخذنامتاع. الحديث ويف

إىل الحرب، ويالت بعد السلم ويالت إىل القطار، ازدحام من تباعا، الحديث جرىإىل تبخرت، قد الحرب بعد العالم صالح يف آمال من كان ما إىل والغرب، الرشق موقفرأسصديقنا حمي وأخريا مستمر. شقاء يف أو مستمر، تقدم يف هو وهل وتطوره، العالمكتابا أقرأ باألمس كنت لقد قال: البرشي املجتمع تطور يف رأيه لنا يرشح الكالم يف فاندفعبأدوار وتمر يتخلف، ال طبيعي قانون عىل سريها يف تجري املجتمعات أن يرشح أمريكيايسرية أصبحت القوانني هذه معرفة وأن كهولة، إىل شباب إىل طفولة من الفرد، يمر كماوبعد والدرس، البحث متناول يف األرض وجه عىل البرشية الجمعيات صارت أن بعداملقارن، القانون لبحث العلماء من طائفة فتخصصت املقارنات، يف البحوث تقدمت أنكتابا وجعلهم نواحيهم، شتى الناسيف أحوال كشف هذا كل إلخ، املقارن الحكومة ونظام

نواحيه. شتى يف العالم تطور كيف يعرف أن العالم منه يستطيع مفتوحاففي أدوار؛ ثالثة يف مرت البحث عليه دل كما البرشية املجتمعات أن الرأي وخالصةإىل هذا أسلمه ثم البيولوجي، والتكوين الغرائز تسريها الناس حياة كانت األول الدوروحيثما واألوهام، الهوى حسب بل وحدها للغريزة اإلنسان يخضع ال وفيه الثاني، الدورالدور يأتي ثم عشواء، خبط ذلك يف ويخبط الحارضة، الظروف إليه توحي وكما اتفق،

املايض. تجارب من مستفيدا العقل، حسب واملنهج بالنظام سريه يتقيد وفيه الثالث

Page 16: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

غامض. كالم هذا أ:األول الدور يف باملرأة الرجل عالقة فمثال باألمثلة، فألوضحه غموضا، فيه أرى ال ب:يف املرأة وموقف البيولوجي، والتكوين الجنسية للغريزة إال ليشء تخضع ال عالقة كانتخضعت ثم وثيق؛ أرسة نظام وال محكم، زوجية رباط هناك يكن ولم الرجل، موقف هذاعىل والهوى الغرية وبعثت املرأة عىل الرجل وتغلب للهوى الثاني الدور يف العالقة هذهيف تسري واالجتماعية املالية واألمور األوالد وتربية الزواج وكان بالرجل، املرأة اختصاصفاقترص والتجارب، العقل لحكم األرسة فخضعت الثالث الدور جاء ثم اتفق، حيثما األرسةيحكم للرجل ما الحقوق من املرأة ومنحت األرسة، ملصلحة واحدة امرأة زواج عىل الرجلحسب والبنات األبناء وربي األطفال، أساسمصلحة عىل األرسة نظام ووضع إنسانيتهما،

وهكذا. والتجارب، العقل قواننيما ويحصلون جماعات، يعيشون الناس كان اإلقتصادية: األمور يف الشأن وكذلكوفقريا؛ غنيا بينهم تجد وال يحصلون، ما ويقتسمون بالغريزة، يلبسون وما يأكلونوالشهوة الهوى فيتداخل الثاني الدور يأتي ثم لغرائز، إشباع إال ليس األمر ألنلذلك، ويستسلمون والحرمان، والتخمة والفقر الغني يكون وحينئذ املصادفات. وتحدثالثالث الدور يأتي ثم فيه، والضبط والتفكري للعقل مجال ال القدر، من أنه ويعتقدونالفقراء، ملصلحة األغنياء عىل الرضائب كفرض املالية، األمور وتنظم العقل فيتدخلبني الفروق يقلل مما وهكذا الشعب، لعامة وضمانتها الرضورية الحاجات وكتوفريالتنظيم وأن اإلنسان، صنع من والفقر الغنى أن يؤمنون فهم الجملة وعىل الطبقات؛

الرتف. من والحد البؤس رفع عىل قادر العقيلالسياسية. الشئون يف األمر وكذلك

ارتفعت والجو عروقنا، يف جرى والدم طال، فامليش بالتعب؟ تشعروا ألم جـ:بالجوع. وشعرنا حرارته،

والجوع. التعب أنسانا الحديث هذا إن أ:لثقل معكم أخرج أال عىل أعزم مرة كل ففي وجوعا، تعبا زادنا الحديث هذا بل جـ:مرحا حديثا فتتحدثوا الجو، مع تنسجموا أن أنصحكم مرة كل ويف ذوقكم، وقلة حديثكم

يقول: الشاعر ولكن الهواء، ورقة الصفاء هذا يناسب خفيفا

16

Page 17: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٣) الطلق الهواء يف

ال��ن��اق��ل ع��ل��ى ال��ط��ب��اع وت��أب��ى

لفائفنا وأخرجنا فجلسنا هضبة، يف صخرة تحت إال نجده فلم ظليال مكانا وتلمسنانهم. يف نأكل وأخذنا

سيدي. يا حديثك أكمل أ:العظيم. العيل باهلل إال قوة وال حول ال جـ:

الخضوع إال عندهم سياسة ال فالبدائيون السياسة؛ يف الشأن وكذلك أقول ب:املستبد الحاكم فيظهر والتخبط، والشهوة الهوى دور يأتي ثم مجتمعهم، يف للغرائزالقوي وتحكم والعبودية، الرق فيكون املستبدون، والنسب الحسب وذوو األرشاف وطبقةثم وهكذا، الخانع االستسالم يقابلها الطاغية والزعامة الفقري، يف والغني الضعيف يفواملحكوم الحاكم بني العالقة وتتأسس العبودية، هذه من الناس فيتحرر العقل دور يأتييف حريته ولكل عقيدته ولكل رأيه لكل ويكون والواجب، والحق واإلخاء الحرية عىل

املعقول. حدودقليال. حديثكم عىل أنام أن يل اسمحوا جـ:

حياة يف فاألخالق النمط، هذا عىل العقلية والحياة األخالق يف األمر وحتى ب:عىل املؤسسة األخالق تكون ثم الغرائز، يروي يشء يعاب وال الغرائز، أخالق األوائلفيها يتحكم التي واألخالق جانب، يف والذل جانب يف والعزة واالستبداد، الطبقات نظامومن العبودية ومن الطبقات من تتحرر التي األخالق دور يأتي ثم والتقاليد، العرفوالعلم التجارب، ضوء يف العقل يهدي حسبما الكافة مصالح عىل تؤسس والتي التقاليد،والعقائد واملأثور واألوضاع التقاليد ثم الغريزة، إليه تهدي ما إال يشء ال البدائيني عندعىل املؤسس العلم يتبعه الشك يأتي الدور هذا آخر ويف املرعية، واألنماط املتحجرة

اآلباء. من توورث ما عىل ال الربهان، عليه قام ما عىل واالتفاق والعقل، التجربةوعند القبيلة، تقاليد فيها وتطاع الغرائز فيها تستجاب حياة لألولني األعىل واملثلخلق األخريين وعند برهان، غري من باملأثور واإليمان الطبقات نظام احرتام املتوسطنيالقوي األول الدور يف املبجل والعظيم والربهان، التجربة أساسه وعلم العلم، أساسه

واملصلح. العالم الثالث الدور ويف والويل، القديس الثاني الدور ويف الغرائز،

17

Page 18: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

الكتاب؟ يف قرأته هذا أكل أ:تطبيقها. يف واسرتسلت الفكرة أخذت بل ب:

يقف؟ السلم من درجة أي وعىل الرشق يف رأيك ما أ:الثانية. عىل اليرسى رجله تزل وملا الثالثة الدرجة إىل اليمني رجله يرفع أظنه ب:الثالث بالدور مرحى تهذون؟ تزالون أال فقال): األخري القول عىل جـ (وصحا جـ

الشاعر: قول سمعتم أما الذرية، بالقنبلة توج الذي العملية، والتجربة العلم دور

ق��ت��ل؟ م��ا ال��ع��ل��م وم��ن ال��غ��زل ع��ل��م ج��ف��ن��ه

هأ هأ، هأ،ضحكا. كله فيها الحديث يكون القادم األسبوع يف رحلة ننظم أن أعدك ب:

18

Page 19: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٤) الطلق اهلواء يف

الحياة، موسم هو الربيع، هو هذا الخريية. القناطر إىل اليوم هذا وخرجنا بوعدنا وفينانارضة ثياب من لبست بما الرياض فيه تختال األلوان، ومعرض الجمال، ومحفلبأزهاره العني يروق الصادحة، الطيور أغاني من طربت بما األغصان فيه وترتنح زاهية،وتتعطر وتتربج، فتختال العروس، تجىل كما الطبيعة فيه تجىل الجميلة، وألوانه البديعةالسمع ويروق ومنمنم، ومدبج وملون، مخطط بني وحليها حللها يف وترفل وتتأرج،ذلك فوق وهو نسيمه، وعطر عبريه، بجمال الشم ويروق بالبله، وشجي طيوره، بأغاريدالجنان، ونموذج الزمان شباب ا حق فهو جميل، فيه يشء فكل فيه، ما بكل النفس يروقيف أو فقبلته، فم يف تجمع كله الجمال هذا أن لوددت األيام، وصوفة العام، وخالصةفترسي فيه نفيس تذوب أن فوددت يكن، لم فإن فاحتضنته، جسم يف أو فرشبته، كوب

أطياره. غناء يف تفنى أو أزهاره، ماء يف

الباسقة، واألشجار املنبسطة، املزارع الجانبني وعىل املاء، عباب تشق نيلية باخرة ركبناإىل يميل عليل والنسيم الهواء، يداعبها بأغصان ويتعمم السماء، إىل الجو يفرع والنخيلوبربد برد، من بدفء ننعم ونظل فنربد، الظل إىل ثم فندفأ، الشمس إىل ننتقل الربودة،

دفء. من

ضحكا. اليوم كله حديثك يكون أن وعدتنا فقد (ب) السيد أيها وعدك هات جـ:

Page 20: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ولكن. هذا، وعدتك نعم ب:هذه. «لكن» أكره إني جـ:

ولكن. تكرهها، أن الحق لك ب:«لكن». أكره إني قلت جـ:

نوادر من عندي مجموعة عىل فعكفت تبعتي، وقدرت وعدت ما ذكرت باألمس ب:لك أجمع فكاهية، فرنسية وأخرى إنجليزية، مجلة من مجموعة عىل عكفت ثم جحا،الرشقية الفكاهة بني الفرق يف عميق، بحث يف أغرق وجدتني ثم مضحكة، نوادر منهاإحداهما يف باأللفاظ اللعب ومقدار النوعني، يف الذكاء استخدام ومقدار الغربية، والفكاهةأبحث وظللت ناحية، يف واملستور ناحية يف املكشوف واألدب األخرى، يف بالذكاء واللعبكتب إىل يدي أمد رأيتني ثم شاهدا، تكون أن إال نفسها النوادر البحث هذا أنساني حتىنضحك؟ لم سؤالني: يثريون العلماء فوجدت وأسبابه. الضحك يف تبحث النفس علم يف

قيمة. بنتائج القراءات هذه من وخرجت الضحك؟ وظيفة ومالذة من ينشأ قد الضحك إن فقال: ناحية من الضحك أسباب يف بحث «فسبنرس»من ينشأ وقد بالهسرتيا، املصاب كضحك حاد ألم من ينشأ وقد السكران، كضحك حادةوالصدر، الوجه عضالت بواسطة العقيل التعب شحنة إفراغ الضحك ووظيفة فكه. منظرالبكاء ينفس وكما الغضب، عن القسوة أعمال تنفس كما العقيل التعب عن ينفس وهو

الحزن. عنداس إذا بقوله: حديثه فبدأ أخرى وجهة من الضحك فعالج «برجسون» وجاءالجماد دور مثل الرجل ألن نضحك؛ إنما نضحك؟ فلماذا رجله فزلقت موز قرشة رجلعقوبة فالضحك إنسان، هو حيث من بمركزه يحتفظ ولم الجاذبية، لقانون خضوعه يفيطبق البسيط املثال هذا من «برجسون» وأخذ السخيفة، اآللية األعمال أو اليسء، للسلوكالخطباء وإشارات البهلوانية الحركات حتى املضحكة، األعمال كل عىل هذه نظريته

والنوادر. وامللح السمجني،كله الضحك سبب وجعل وتعميمها، نظريته يف مبالغ «برجسون» أن إيل يخيل أ:الجمهور ضحك أن يرون ال واملضحكون املاجنون فهناك سخيف»، آيل عمل عىل «عقوبةوضحك عقوبة، ضحك هناك أن نقرر أن ويجب لضحكه، يرسون هم بل لهم، عقوبةالضحك ال الرعب ويصيبنا األرض، عىل فتمدد رجله زلقت ممن نضحك وملاذ استحسان،

فرتدى؟ جبل قمة من رجله انزلقت إذا

20

Page 21: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٤) الطلق الهواء يف

انفعاال يثري مما يكون أال الضحك يثري فيما فاشرتط هذا «برجسون» أدرك لقد ب:الحالة. كهذه قويا

وجاء يقول: واستمر النقد. بعض فيه يكون وقد قرأت ما أعرف فأنا حال كل وعىلووظيفة نفسية وظيفة وظيفتني للضحك إن فقال الضحك نظرية يف فبحث «مكدوجل»جهده، من ويريحه وتسلسله الفكر مجرى يقف هو النفسية الناحية فمن فسيولوجية،للدورة بتنشيطه واملخ الرأس إىل ورسيانه الدم جريان يف يزيد الفسيولوجية الناحية ومناألرضار فهو ضحكنا يسبب ما أما والرسور، الفرح أثر من نرى ما ذلك ويتبع الدموية،الضحك فيأتي األلم، من بيشء ممزوجا عطفا عليه، عطفنا فتثري بغرينا تنزل التي الخفيةرسرنا؛ إننا بل رسرنا، ألننا نضحك؛ لم فنحن يتألم، بدأ الذي الفكر هذا تسلسل ليقطع

ضحكنا. ألنناوليبعد صغري ألم عن لينفس أتى الضحك أن النظرية هذه من أستخلص لعيل أ:ال ولكنه نحن، يلحقنا الصغري األلم يف حتى الحاالت بعض يف صحيح وهذا استمراره،فانزالق يضحك، ال وبعضه يضحك الصغري األلم فبعض عاما، سببا يكون أن يصحيسبب مما ليس يضحك مما كثريا أن عىل تضحك، ال قد بإبرة ووخزة يضحك، قد الرجل

كبريا. وال صغريا ال أملاملشكلة أيضا فعرضوا آخرون باحثون وجاء أنقد، ولست أعرض إني قلت: ب:وضحك انتصار، فضحك أنواع: الضحك أن ببيان عني «جريجوري» فاألستاذ الضحكلم الباحثني فإن كان ومهما النفس، عن تنفيسا تنتج وكلها إلخ، إعجاب وضحك ازدراء،

الضحك. أنواع لكل واحدا قانونا يجدوا أن اآلن إىل يستطيعواإىل األسباب كل يرجعوا أن يريدون أنهم إىل راجع خطئهم سبب أن إيل يخيل أ:فمثلهم كذلك؛ مختلفة أسبابها تكون أن فيصح جدا، مختلفة الضحك وأنواع واحد. سببسببه يكون قد أنه مع واحد سبب إىل املختلفة املرض أسباب يرجع أن يحاول من كمثل

األسنان. سببه يكون وقد القلبيف ساعات أمضيت النفس علم كتب تصفح من فرغت أن وبعد صحيح، هذا ب:وبدءوا االجتماعية، الوجهة من الضحك يف يبحث أيضا بعضهم فرأيت االجتماع، علم كتبالتي النكتة كانت مهما غالبا وحده كان إن يضحك ال اإلنسان أن نقطة من حديثهممن جماعة يف العميق الضحك يستثار إنما العميق. للضحك مثرية ذهنه يف استحرضهاوهناك الجماعات بني الروابط توثيق هي وظيفة الضحك ولهذا املعارف؛ أو األصدقاء

21

Page 22: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أو ممثل من ضحكنا فإذا الشخص؛ عىل نضحك وأن الشخص من نضحك أن بني فرقعىل ضحكنا وإذا روابطنا، معه ونوثق املجتمع إىل ضمه نحاول فإننا متندر أو ماجننشعر فإنما غفلة أو منه ذوق لقلة أو ارتكبها ألخطاء وتحقري ازدراء ضحك شخصما مثل يف نقع ال أننا وهي مشرتكة، صلة بيننا أن عليه بضحكنا ونعلن ضده، بارتباطناينثر أن الخطيب عادة فجرت الرتابط، من الضحك يوثقه ما البلغاء عرف وقد فيه، وقعموضوع قبول يف فيستغلهم سامعيه، وبني بينه الصلة ليوثق يضحك ما حديثه ثنايا يفبد ال أنه الضاحك املجتمع يف الحظوا ثم وغريه. الروائي الكاتب يفعل وكذلك خطابته،يغرق قد ولهذا والثقافة؛ والعاطفة الذوق من مشرتك قدر بينهم يكون أن من لضحكهمبل التبسم، وال آخرين قوم من تستخرج ال أنها حني عىل نكتة، من الضحك يف قوم«حس يف يختلفون والبلدان والجماعات األفراد أن كما والنفور، االشمئزاز إىل تدعو قدعنده نما من ومنهم منه، يضحك مما يضحك فال الحس هذا فقد من فمنهم الضحك».نواح من املجتمع يخدم فالضحك الجملة وعىل يضحك، ال مما ليضحك حتى الحس هذاجماعاته، بني الروابط توثيق ناحية ومن عليه، الرسور وإدخار تفريحه ناحية من كثرية:ضحك عليه بالضحك — وأخالقه وعاداته — تقاليده عىل يخرج من تخويف ناحية ومن

وهكذا. واستهزاء، سخريةالقناطر. إىل وصلنا قد بهذا وكنا

واحدة نكتة إن وهللا الضحك؟ من محصولك كل أهذا هللا! شاء ما هللا، شاء ما جـ:نكتة أنه عىل أخذته إذا إال قيمة له يشء ذكرت ما كل يف وليس كله، قلت مما خري باردةأن قادر بقدرة تستطيع أنك وهي تجارى، ال موهبة لك أن صدقني أخي يا ولكن سمجة،جميال شيئا رأيت كلما السواد من «مستودع» نفسك باطن ويف غم، إىل رسور كل تقلببعد حالكا، أسود فانقلب املنظر هذا به ولطخت السواد هذا من أخرجت سارا منظرا أوحتى بركة وليزدك موهبتك، يف لكل هللا فليبارك زاهيا؛ أحمر أو ناصعا أبيض كان أناملجالت ونوادر جحا نوادر تحول أن استطعت كيف يل: فقل وإال سوادا. عيشتك تمألعلم كتب كل أعطيتني فلو أنا أما السخائم؛ هذه إىل والفرنسية اإلنجليزية يف املضحكة

مرشقة. نكتا لقلبتها العابسة واجتماعك نفسك

22

Page 23: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٤) الطلق الهواء يف

يف تعود أن إىل اآلن من امليدان لك وسأترك الباب، هذا يف بعجزي لك أقر ب:من ملحة كل عىل أطبق أن وهو واحد، بيشء يل اسمح ولكن وملحك، بحديثك إضحاكنا

كذبها. من صدقها ألتعرف و«جريجوري» و«مكدوجل» «سبنرس» نظرية ملحكخلدك. يف يدور بما تحدثنا أال وهو واحد، برشط هذا أبيحك جـ:

23

Page 24: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 25: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٥) الطلق اهلواء يف

تمامه. يف بالبدر ننعم الجديدة» مرص «صحراء إىل وصديقي املرة هذه خرجتمبادئ إىل وصلنا حتى ومشاكلها، والسياسة ومتاعبها، أوربا يف الحديث وبدأ

املتحدة». األمم و«هيئة األطلنطي» و«ميثاق «ولسن»

العرشين القرن وحواء آدم هما التاريخ قبل وحواء آدم إن ذلك؟ كل أتصدق هو:الرغبة وجدت لقد مظاهرهما. فيهما تغري وإنما طبيعتهما، تتغري لم واألربعني، والثالثنيآدم غريزة ولكن الحروب، ومنع السالم لنرش عرص كل يف الناس بعض عند الصادقةقرأت لقد للسلم، مطاردة للحرب مدعاة دائما الغريزة هذه وستظل ذلك، دون حالتستة بنحو املسيح قبل يعيش كان — الصني يف وزارة رئيس أن لطيفة، قصة مرةسلما عليهم واقرتح مؤتمر، يف كلها عرشة الثالث الصينية الدول رؤساء جمع — قروندعوته، فأجابوا ذلك، عىل حلفا يعقدوا وأن صفاء، يعكروا وال حربا، يثريوا فال دائمة،السالم إىل الداعي الوزراء رئيس الدول رؤساء وهنأ األيمان، بأوثق السالم عىل وتحالفواولكن ناحية، كل من التهاني عليه وتوالت للخري، وحبه إخالصه، وحسن نجاحه، عىلوالبالهة، بالغفلة ورماه عليه الثناء يف الناس يشارك لم أصدقائه أخلص من صديقاأن عىل هللا وليحمد تكريم، أي يستحق ال وإنه أوهام، مجرد إال ليس مرشوعه إن وقالعاريا يكون أن يجب وكان الحقيقة، وجه غطى ألنه يرجموه، ولم يعاقبوه لم الناسولكن اإلجماع، ومخالفته صديقه كالم من الوزارة رئيس فعجب الناس، يضلل ال حتىالصينية الدول بني الحرب ونشبت نقض، حتى أعوام عرشة الحلف هذا عىل يمض لم

السلم. عىل تعاقدت التيأن «أغسطني» القديس أعلن فقد متعاقبة، عصور يف نفسها الرواية هذه ومثلتلم ثم الناس. بني ويؤلف العالم من الحرب ليمحو هللا عند من جاء الرومان إمرباطور

Page 26: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

الرواية، هذه مثل ومثل الدعوة هذه مثل فدعا «ولسن» جاء وأخريا الحرب، كانت أن تلبثواملمثلون الرواية هذه اآلن تمثل املتحدة األمم هيئة هي وها أيضا، الحرب كانت ثملبديع بديعة رسالة قرأت أني وأذكر ألسنتهم. به تنطق ال بما قلوبهم تشهد أنفسهميقول: «والشيخ فيها: جاء مما فكان الزمان» «فسد له كتب من عىل ا رد الهمذاني، الزمانوسمعنا آخرها رأينا وقد العباسية الدولة أيف صالحا؟ كان متى يقول: أفال الزمان، فسديتتبع زال وما وكربال» والحرتان الكىل، يف يطعن والرمح األموية، الدولة يف أم بأولها؟خلق (يف تقول واملالئكة ذلك قبل «أم قال: ثم آدم، إىل فساده يف وصل حتى الزمان فسادالجامعة: الكلمة بهذه وختمها ماء﴾، الد ويسفك فيها يفسد من فيها ﴿أتجعل آدم):العرص وحواء آدم هما وحواءنا آدمنا إن القياس». اطرد ولكن الناس فسد ما «وهللاوهما اجتماعية، أحداث من األرض يف يحدث ملا الخامة املادة عرص كل يف وهما األول،وبالكره، بالحب مسري فاإلنسان قبل؛ من كانت كما اآلن البدائية الغرائز بعض تسريهماوهذه حديثا، شأنه قديما ذلك يف شأنه الغلبة وحب الجاه، وحب السلطة وحب وباالنتقامإال ليس العصور بني والخالف العقل، لها يخضع وأحيانا للعقل، تخضع أحيانا األمورال يقولون األول آدم عهد من واملصلحون واألنبياء اليوم، إىل آدم عهد من الطالء يف خالفاوالعالم ويرسق، وسيقتل ويرسق، يقتل ظل العرشين القرن آدم ولكن ترسق، وال تقتلالحاكمني شأن ذلك يف املحكومني وشأن السخافة، من وكثري العقل من بقليل محكوموال خريهم ال الجماهري، بعقول ولعبا وشيطنة طموحا أكثرهم الناس يف الحكم يتبوأعقله عىل الضحك عىل أقدر ألنهم لهم؛ يصفق والجمهور استقامة، أكثرهم وال أعدلهمفهل الحكم، بعد ما حد إىل يلتوي الحكم قبل املستقيم الرجل حتى له، تملقا وأكثرهم

ملك؟ إىل وضحاها عشية بني سيتحول آدم أن تظنالتاريخ. حتى أسود يشء كل ترى املزاج، سوداوي اليوم أنك صديقي يا يظهر أنا:يف بل فقط املظهر يف ال العرشين، القرن وآدم األول آدم بني فرق من كم أنه والحقانظر الغرائز. كبت إال املدنية وما غرائزه، كبت تعلم تطوره يف اإلنسان إن أيضا. الجوهراستطاعت كيف الغرائز، يف املدنية والرتبية الدينية، الرتبية متمدنة أمة يف فعلته ما إىلكبت كله وهذا الحياة، شئون يف والنظام للقانون والخضوع الطاعة الجمهور تعلم أنيسلب وال عنده، الوقتي للباعث وال منه الغضب ملجرد عدوه الرجل يقتل فليس للغرائز،عندهم، الوقتية للبواعث استجابة تنفيذهم قوة األفراد من سلبت وقد شهوته. ملجرد مالهبالقانون يحكمون والقضاة للمحاكم، كله ذلك وجعل رأيهم، لتنفيذ قوتهم واستخدام

26

Page 27: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٥) الطلق الهواء يف

فالشذوذ غضب أو رسقة أو قتل حدث فإن للغرائز؟ تهذيبا كله ذلك أليس والعدالة،اعرتضه فإن بالقوة، يشتهيه ما أخذ األول اإلنسان عند القاعدة كانت وقد القاعدة، الانقالبا؟ هذا ليس أو والعقل؛ القانون تحكيم اليوم القاعدة وأصبحت فالقتل، عارض

شيخ كان فقد الحاكم؛ ناحية من الشأن وكذلك الشعب، جمهور ناحية من هذامن ويعطي يشاء، من ويذل يشاء من يعز لسلطانه، حد ال امللك أو السلطان أو القبيلةحد اإلنسان تقدم فلما يشاء؛ من ويحيي يشاء من ويقتل يشاء، من ملك ويسلب يشاءفليس حقوق؛ من للشعب ما بقيود وتقيد غرائزه، كبتت أخرى وبعبارة سلطانه، منأن له وليس يصادر، أن وال األمة مال من يعطي أن يستطيع وليس ينهب وليس يقتليشء حدث فإن ملكه، وال حريته وال حياته يف شعبه من إنسان أي حقوق عىل يعتديانقالبا هذا أليس استثناء، ال قاعدة السالطني ظلم كان وقد قاعدة، ال فاستثناء هذا من

الغرائز؟ يف حتى خطريابني العالقات نظم كما األمم بني العالقات ينظم أن يريد الحديث العالم وهذافهو فشل، ثم األمم عصبة يف ذلك حاول األفراد، كمحكمة لألمم محكمة وينشئ األفراد،

التجارب. من يستفيد فشل كل يف وهو األمم هيئة يف يحاولهابينها. وتفاهم اتفاق من العالم) (لسالم بد ال بأنه تشعر الدول حكومات بدأت لقديجب املسلحة القوة هذه وأن التفاهم، يرد لم من تخيف مسلحة قوة من بد ال وأنهللهيئة خاضعة الكربى املسلحة القوة تكون وأن أمة، لكل املسلحة القوة فوق تكون أنلقوة بالنسبة املحكمة وقوة األفراد، مع املحكمة شأن ذلك يف شأنها العامة، الدولية

األفراد.حادث بد ال ولكنه عرشة، أو عامني أو عام يف سيحصل كله هذا أن أزعم لستذلك يف القى وإن إليه، املوصل الدرب يف سائر العالم أن عىل تدل الدالئل فكل قريبا،

أخريني. حربني أو حرب أهوالداره. باب عىل ووقفنا ساملني، قواعدنا إىل رجعنا قد وكنا

ما عند طويل رد مني له سيكون أن وأظن عميق، تفكري إىل يحتاج كالمك إن هو:قريبا. نلتقي

27

Page 28: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أسود. بمنظار األخرى املرة يف تقابلني أال أرجو ما كل أنا:األبيض؟ املنظار خلع منك أطلب ال فلم األسود املنظار خلع مني طلبت إذا هو:

افرتاق. وكان ضحكة، وكانت

28

Page 29: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الرشقيفحمنته

بها وتتأثر مصريه يتوقف عليها وأخطرها، املراحل أدق من مرحلة اليوم الرشق يجتازأجياله.

وله به الخاصة مشاكله فللرشق كذلك املرحلة هذه يجتاز كله العالم كان ولنئغريه. فيها يشاركه ال التي وآالمه آماله

الداخلية. وعالقاته الخارجية عالقاته من آتية الرشق ومشاكلنفسه ويحكم يستقل أن العاملي للتطور تبعا الرشق يريد الخارجية الناحية فمنأن اإلباء كل ويأبى حوله، وملن له املصلحة يقدر وكما يرى، كما شئونه ويرصف بنفسه،تباع التي السلع يف ترصفه فيه يترصف وأن قبل، من يتحكم كان كما الغرب فيه يتحكموضالله عماه وقت مىض فيما ممكنا كان إن لغريه خضوعه أن الرشق ويرى وترشى،بعد وتنبه الضالل، بعد واهتدى العمى، بعد أبرص وقد اآلن، ممكنا يعد فلم وغفلتهبمخدوم خادم وال لسيد عبد عالقة تعد لم الغرب وبني بينه العالقة أن وأيقن الغفلة،شئون يدير كل للند، الند عالقة العالقة تكون أن يجب وإنما مزرعة، بمالك فالح وال

للعالم. العام الصالح يتطلبه ملا يخضع وكل بنفسه، نفسهوقوة حجته، قوة عىل مطالبه تحقيق يف يعتمد وهو اآلن، الرشق نظر وجهة هذهال عسريا صعبا حكمه ويجعل فيه، يتحكم أن يريد من أمام الطريق وعرقلة مطالبته،العدالة بتحقيق القلوب أعماق من ينادي الذي العاملي اإلنساني الضمري واستحياء يطاق،

اإلنسانية.بها استمتع التي الرشق يف امتيازاته عن التجرد عليه يصعب ناحيته من والغربنفسه، عىل منقسم هو ثم املساواة، منزلة إىل السيادة مكان عن النزول عليه ويعز طويال،لألمة سيادته عن ينزل أن يخىش وكل والكسب. السيادة يف بعض مع بعضه يتنافس

Page 30: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

خصمه قوي قد فيكون نفسها، املحكومة األمة ال اآلخر املنافس محله فيحل املحكومةالسيادة من جزء عن يتخىل أن يريد ال فهو بيشء؛ املحكومة األمة ينفع أن غري منأمة كل يف تتحارب الغرب يف األحزاب إن ثم منافسه، إىل يؤول ال أنه من يستوثق حتىللحق، يخضع أن الحكم يتوىل الذي الحزب أراد فإذا الحكم، يف رغبة وبالباطل بالحقأمالكها، تصفية يريد بأنه ورمته األخرى، األحزاب عليه شنعت العدالة، بمبادئ ويسلمحد، إىل ولو القديم عىل والجمود اليشء، بعض ولو الرتاجع إىل فيضطر عزتها، وضياعالحروب أثناء استيقظ إذا وهو التام، االستيقاظ بعد يستيقظ لم اإلنساني الضمري إن ثمالدولية، املنافسة تأثري تحت فشيئا شيئا يختفي الحروب بعد عاد التامة بالعدالة فنادىمحله ويحل فشيئا شيئا يختفي يزال فال القديمة، الغرائز وتنبه السيادة، إىل والتسابق

جديد. من الحرب تنشب حتى فشيئا شيئا القومي الضمريوطالب التحرر طالب بني واملستعمر، املستعمر بني الرصاع ينشأ كله هذا مننيل يف تجاهد مرص اآلن: الرشق يعانيه ما هو وهذا والغرب، الرشق بني السيادة،يف يعانيان ولبنان وسوريا معاهدته، تعديل سبيل يف يناضل والعراق استقاللها،من ترصخ املغرب وبالد العالم، ظلم من تنئ املسكينة وفلسطني استقاللهما، استكمالعىل استند إذا للحق والغلبة دقيقة، واملرحلة دائم والرصاع وهكذا. وهكذا فرنسا ظلماملطالبة يف واإللحاح قوة، والعناد قوة فاالتحاد وحده، السالح يف القوة وليست القوة،

إلخ. قوة االقتصادية والوسائل قوة، والدعاية قوة،

ال وهللا الخارجية، املشاكل من ودقة صعوبة بأقل ليست الداخلية الرشق كل مشاكل ثموأفسدتنا مزقنا، حتى األجنبي الحكم أفسدنا فقد بأنفسهم؛ ما يغريوا حتى بقوم ما يغريفأضعفت أنفسنا، أمور فيها نتوىل ال أجيال علينا ومرت فرقتنا، حتى املتعاقبة الحكوماتتذل طبقة كل وأصبحت أذلتنا، حتى األرستقراطية الطبقات فينا وتحكمت شخصيتنا،العبء رأينا كلها األمور لهذه انتبهنا فلما عزتنا، فضاعت تحتها، من وتستعبد فوقها ملن

طويال. جهادا تقتضينا وكلها باهظة، والديون ثقياليقف بالعدالة اإليمان شديد عام رأي تكوين إىل الداخيل جهاده يف يحتاج الرشق إن

الهازلون. يخافه قوي الدجالون، به يلعب ال مستنري حده، عند الظالمالحكم، يف شهوة كلها املسألة فليست الزعماء، من تضحية إىل جهاده يف يحتاجيشاء، كما وينهي يأمر سلطانا الحاكم وليس مغنم، ال مغرم الصحيح بمعناه فالحكم

30

Page 31: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

محنته يف الرشق

فهذه وأموالهم؛ الناس رقاب يف والتحكم املكسب، ونيل الجاه، لعظم أداة كرسيه ويتخذالحاكم أدرك — تزول أن ويجب — زالت فإذا الحكم، شهوة تفتح التي هي كلها األموررقباء وأنهم لخدمتهم، عامل عنهم، نائب الحاكم أن املحكومون وأدرك لألمة، خادم أنهالكاذبة، الحاكم عظمة تزول فبذلك كرسيه؛ عن نحي يعدل لم وإذا بقي، عدل إذا عليه،

كفؤه. إال له يتقدم وال الحكم، يف الشهوة وتقلموارده، يستغل كيف فيعرف نفسه، به يدعم علم إىل يحتاج جهاده يف الرشق إنبجميع الجهل سببه الذي الفساد عىل يقيض وكيف االقتصادية، أموره يسري وكيف

الحياة. مرافقيثبت لم فمن بالضعف، ال وبالقوة بالرحمة، ال بالعدل األشياء يقوم اآلن العالم إن

يقوم. ال قوته يحقق لم ومن يرحم، ال عدالتهبنفسه، شعر أن بعد يستذل وال اليقظة، بعد ينام ال الرشق أن الغرب يدرك هل

قوته؟ أدرك أن بعد يستسلم والاملرحلة، دقة من يجتازه وما الطرق، مفرتق من أمامه ما نفسه الرشق يدرك وهلحيث يهزل وال شهواته، بكل ويضحي جهده، كل فيبذل القادمة، لألجيال عنقه يف وماعىل والحكم شاهد، والعالم منعقدة، والحكمة الصغائر، عىل يتكالب وال العالم، يجد

القايض؟ لسان

31

Page 32: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 33: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية1 احلياة يف

١

باملقدرة ملهندسه يشهد جالال، القدم عليه أسبل قد وفخامته، عظمته تروعك جميل، بيتجميال فرشا منه حجرة كل فرشت قد بناؤه، أعجبك كما أثاثه فيعجبك تدخله الفنية،يف الناس حديث وكان الطرف، بأنواع وحيل الزينة، بأنواع كله البيت وزين متناسقا،اإلشادة يف والفنان بنائه، وصف يف املهندس يفيض وجالله، جماله ووصف به اإلعجابحسنه. عىل متفقون وكلهم مناظره، بوحي واألديب بطرفه، باإلعجاب والهاوي بفنه،

البيت يف إن يقولون فقوم أموره؛ من هام أمر يف كبريا اختالفا مختلفون ولكنهمعظم من الغاية يف الكنز وهذا وجوده، من واثقون ولكنا مقره، نعلم لسنا مدفونا كنزامنه شيئا نال أو إليه وصل ومن بجانبه، شيئا يساوي ال فيه وما البيت إن حتى القيمة،ظواهرها. إال األمور من يدرك فلم ومتاعه البيت بمنظر اكتفى من أما عظيم، حظ ذا كاننرى وما نحس ما إال البيت يف وليس الخيال، صنع من الكالم هذا إن آخرون وقالعليه، دليل ال إذ به نؤمن فال الكنز أما وحده، الحق وهو الحق، هو فهذا نلمس، ومامن يستنتج وما بالحس إال نؤمن ولسنا الخلف. وتوارثها السلف قالها أقوال هي وإنما

جهرة. فأروناه بالكنز نؤمن أن شئتم فإن الحس،استكشافه. طريقة عىل بينهم فيما اختلفوا أنفسهم إىل بالكنز املؤمنون خال وملايكون إنما ذلك إن آخرون وقال الكنز، يفتح حتى التعاويذ ونقرأ البخور نطلق قوم فقال

.١٣٦٤ سنة رمضان شهر يف كتبت 1

Page 34: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

صفاء إليه للوصول الوسيلة إن وقالوا ذلك بكل آخرون وهزئ الرمل، ورضب بالسحرتنعكس املجلوة كاملرآة تصبح حتى مشاعرها وإرهاف وتطهريها ورياضتها النفس

الكنز. ومنها األشياء صور عليهامن فيها بما الروحية الحياة مثل وهذا الروحية، والحياة املادية الحياة مثل هذا

وتخريف. وصدق وباطل حقواألديان العقائد فكل أوال؟ كنز فيه هل البيت هذا حول نزاع اإلنسانية وتاريخ

منظور. غري شيئا املنظور هذا وراء أن عمادهامن ظاهرا يبتدئ وروحه بدنه اإلنسان كشأن فيه والخالف وكنزه البيت وشأنهذه خصائص بعض إىل العلماء ويصل وأعصابه، املخ خاليا يف يدق ثم وعضالت، خاليافإذا البيت، كنز شأن الشأن ويكون األمر، عليهم يعمى حتى تغمض ثم املخية، الخالياوظائفها تؤدي وكيف الخاليا، هذه تحيا كيف وأغمض، أعقد فاألمر الروح إىل وصلنا

بالعلم. إال يؤمنون ال قوم ظل هذا ومع نعلم، ال ما ذلك العجيبةالطبيعيون فمنهم والروحانيني؛ املاديني بني النزاع هذا اليونانية املدنية يف لنشهد إناوراء بما يؤمنون الذين والروحانيون وراءها، بما يؤمنون وال بالطبيعة يؤمنون الذيالقدماء املرصيني وعند «دلفي». معبد أعمال يف يظهر كما اإليمان هذا يف ويغرقون املادة،الحياة ويصفون الحياة أرسار يحفظون الذين هم الدين رجال وكان النزعتان، كانت

املوت. بعد والحياة امليالد قبلوهكذا. إيمان موجة يعقبها إلحاد موجة موجات، العالم عىل وتأتي

اإليمان وتبعها العلمية، النزعة سادت العرشين وأوائل عرش التاسع القرن ويفحولنا، التي املادة ظواهر يف تبحث الطبيعة الثالثة، العلوم العالم وسادت وحدها، باملادةاملادة، تركيب يف تبحث والكيمياء ومادتها، السماوية األجسام حركة يف يبحث والفلكالخطرية العلمية االكتشافات ذلك وتبع كنز، غري من البيت عن املادة، عن تبحث فكلهاالحيوان تشمل فالعضوية عضوية، وغري عضوية إىل املادة وقسموا العجيبة، واملخرتعاتتنفس من الخارجية، الظواهر عىل العضوية وغري العضوية بني الفروق وقرصوا والنبات،يف الشمس تؤثر كيف البيت يف ما كل تفسري يف ينجح لم العلم ولكن ذلك، ونحو وغذاءالجاذبية قانون إن وفراغا؟ خلوا بينهما أن مع وحرارتها، إضاءتها ويف األرض حركةيف الذبذبة نظرية الطبيعي العالم وساد عقليا، يحلها لم ولكن رياضيا، املسألة حل قدوالفراغ، الخلو وجود مع تفهم ال كلها ولكنها والضوء، والحرارة واملغنطيسية الكهرباء

34

Page 35: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف

وإنما مفهوم، غري واألثري األثري، وهي الفراغ، وهذا الخلو هذا تمأل مادة فرض من بد واليفرض. فرض هو

الذرات وهذه ذرات، من مكونة عضوية غري أو عضوية املادة إن الحديث العلم وقالواحد جسم يف تكون قد وكلها وتتباعد، وتتقارب وتتدافع تتجاذب مستمرة، حركة يفالنظام هذا حركاتها وينظم يحفظها الذي ذا ومن فتفنى، تتصادم وال تبقى فكيفغري من تبقى أن يمكن ال متعاكسة اتجاهات تتجه ساحة يف سيارة ومئة العجيب؟

باملاليني؟ فكيف وفناء، صدامبما اإلقرار عىل أقدر أنفسهم والعلماء العلم، عندها يقف األسئلة من آالف وهكذاقوية حجة هذه وكانت تفسريه، عن عجزوا البيت يف ما ظواهر تجاوزوا فإذا يفهموا، لموثمة البيت. يف ما حقيقة تفسري لتكميل منها بد ال وكنوزا أرسارا البيت يف بأن للقائلنيجاوب به اإليمان ألن باال؛ وأهدأ حاال أسعد كانوا بالكنز آمنوا الذين أن وهو آخر، يشءبفراغ شعروا فقد الكنز بهذا كفروا الذين أما وغذاها، فمألها نفوسهم نواحي من ناحيةيف ساد ما هو وهذا األخالق، وقيمة الحياة قيمة يف وشكوا العلم، وال يشء يمأله لمواملايل املادة، عن بالبحث العالم حياة امتألت لقد وحده. العلم ساد يوم الغربية املدنيةالدين إال يملؤه ال الذي النفس يف الفراغ هذا ولكن بالصناعة، والصانع املال، عن بالبحثفاملرسات الحياة، مرسات من اإلنسان نال مهما واالضطراب والحرية القلق موضع كانعارض له عرض وكلما فيها، صاحبها وزهد قوتها فقدت رتيبة أصبحت إذا الواقعيةال يشء كل وهكذا يؤمله، الفراغ بهذا أحس خلو وقت أو مرض أو السن يف تقدم من

اإلنسان. وطبيعة يتفقالناس حياة ويمأل العالم، ناصية سيملك بأنه تنبأ يوم نبوءته يف العلم فشل لقدجنة يف الدين رجال يقول كما جنة الدنيا من ويجعل شقاء، كل منهم ويزيل سعادة،من الرقيقة املشاعر ذوي بعض هروب يف شتى، مظاهر يف الفشل هذا وظهر اآلخرة.مدن من وبعضهم بل الخيال، جمال إىل الواقع سوء ومن الطبيعة، إىل املدنية ضوضاءبميزان يشء كل وتقويم الناس، من الكثري جشع يف وظهر املتوحشني، قرى إىل املمدننياألعصاب هذه يف وظهر غريهم. أسعدوا وال أنفسهم يف سعدوا ال ثم والفضة، الذهبالذي الشباب يف وظهر اليقني، يلطفها ولم الدين، يهدئها لم الناس أغلب عند املهدمةتحررن الالتي والشابات النفس، وضيق والفقر املرض قيد يف هو فإذا قيد كل من تحررطلقاء، شكل يف املسحونني يف وظهر الزمان، أرسسلطان يف فوقعن اآلباء، سلطة قيود من

35

Page 36: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

بأن تنبأ لقد وويالتها، ونكباتها املتوالية الحروب يف وأخريا أحياء، شكل يف األموات ويففلما التامة، السعادة كانت الدين، رجال قيود ومن العقيدة قيود من تحرروا إذا الناس

الشقاء. إىل يكن لم ذلك كل من تحررواأليما, أنينا وراءها تخفي «جازبند» وأصوات ضاحكة، آالم الحديثة املدنية إنأو قادمة، لحرب استعداد أو حارضة حرب الحياة حزينا. قلبا يغالب ضاحك ورقص

دائم. اطمئنان هذا مع املستحيل ومن فائتة. حرب من بكاءيعالجون املصلحني وأن الدين، يؤلفه كان الذي انسجامها فقدت الحياة أن هذا رسكنزه. إىل أبدا ينظرون وال وأثاثه وأساسه البيت إىل وينظرون الروح، يعالجون وال املادةالتفاصيل يف اختلفوا وإن إله، عليها يسيطر كوحدة العالم إىل ينظرون املتدينون كانالحياة وإىل السماء، حساب األرض حساب إىل يضمون وكانوا األساس، يف يختلفوا فلمدين كل تفاصيل يف ولكن واالنسجام. بالطمأنينة يوحي هذا فكان األخرى، الحياة الدنياتسامت، إذا والعواطف رقي، إذا والعقل يتفق ال ما األوىل أيامه بعد له عرض وفيماالدين أنكروا فسد وعارض صح أصل بني ويفرقوا املصلحون ذلك يعالج أن فبدلالغذاء، قلة من الروح فذبلت وحده، الجاف املنطق وإىل وحده، العلم إىل واتجهوا جملة،الساسة وضع ما املبادئ تقديس محل وحل تقديس، عىل تؤسس لم إذ األخالق وضعفتلصوت سامع ال األوامر لسماع مضطر أنه اإلنسان فشعر واالجتماع، االقتصاد وعلماءللربملان، أو الجبار وللمستبد الدولة، ولقانون العام للرأي للخضوع مضطر هو الضمري،رضره. نهيه ويف خريه أوامره يف ويرعى وينظمه العالم عىل يسيطر الذي هللا ألوامر الاألمر آخر رأى ولكن التفكري، وحرية العقل حرية تتحقق ما عند بالسعادة وعدوه لقد

الوطنية. ودعوى القوانني وكثرة الحوادث ضغط من القيود بآالف قيدوه أنهموربما ومشقتها أملها يخفف كان ولكن وأتعبت، آملت ربما الدين أوامر كانت لقديستطيع ومن واألرض، السموات ملكوت بيده من أوامر بأنها االعتقاد لذة إىل يقلبهامؤملة فأوامر اآلن أما القلوب. وخلجات األمور وبواطن النفوس خفايا يعلم ومن الجزاء،عىل الجزاء عىل املقدرة بيده وليس يصيب، وقد أوامره يف يخطئ قد ممن شاقة ومطالب

وأغراض. شهوات له مثلنا هو وممن والضمائر، النياتاملصلحون فال واألرض؛ السماء بني معلقا وجعله دينه فقد ملا اإلنسان حري هذا كلمن دخله ما الدين من استبعدوا الدينيون املصلحون وال بتعاليمهم، أرضوه الدنيويون

فساد.

36

Page 37: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف

كنزا البيت يف إن وقائل: كنز. البيت يف ليس يقول: قائل بني الناس أصبح لقدينتظرون وهم اطمئنانهم، إىل يدعو مما ذاك وال هذا وليس والتعاويذ. بالبخور يفتح

وعواطفهم. وعقليتهم يتفق بما الكنز إىل يهديهم من

٢

إدراك العالم، يف الخفية القوة إدراك محاولة أو إدراك معناه تصوفنا «إن الصويف: قالويف األزمان، كل يف الصوفية النزعة هذه وجدت وقد الوجدان»، طريق عن والروح هللاليست متماثلة، واكتشافات متشابهة مبادئ إىل أهلها ووصل األديان، كل ويف األمم، كلوالفنان، الشاعر إلهام جنس من هي وإنما باملنطق، أو بالعقل يكتشف ما جنس من

أرقى. نوع من ولكنهناك أن فكما باملران؛ ينمو األفراد بعض عند فطري استعداد التصوف إىل والنزعةبالفطرة، متصوف وغري متصوف هناك كذلك شاعر، غري أو وشاعرا بالفطرة، وغبيا ذكياطرق من طريق فالتصوف املنطق، طريق عن املعرفة وسائل من وسيلة العقل أن وكما

واإللهام. الكشف إىل تؤدي التي الرياضة طريق عن املعرفةيعبئون إنما باطنه، عىل داللته ناحية من إال العالم بمظهر كثريا املتصوفة يعبأ الدول وسقوط دول قيام من التاريخ يف نقرأ ما إن الظاهر، تنتج التي الباطنة بالحياةفهو الباطن تاريخ أما املظهر، تاريخ إال ليست واقتصادية اجتماعية وحاالت وحروبيشء كل هو وجذعها الشجرة أوراق أن يرى من بني كالفرق بينهما والفرق التصوف،الباطنة؛ وحياتها الخفية بجذورها باقية والشجرة ويسقط، يتجدد الورق ولكن فيها،

سطحه. إال ليس املوج أن مع أمواجه، هو البحر أن يرى من بني كالفرق أوكالعالقة بينهما والعالقة العالم، داخل وعالم اإلنسانية، داخل إنسانية الروحانية إن

والبدن. العقل بنيخلف منهم ويأخذ ويتناقلونه، الرس هذا يدركون جماعة من العالم هللا يخل ولمأو جديد، فلسفي مذهب أو جديد، دين مظهر يف أحيانا تعاليمهم وتظهر سلف، عنعن لها تمييزا «حكمة» إليها يصلون التي الثروة يسمون وهم جديد، التفكري يف نمطكمسلك الناس، سائر يخالف ومسلك ومنزع أسلوب الحياة يف ولهم والفلسفة. العلم

الكهف. سورة يف موىس مع الصالح العبد

37

Page 38: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

مرسح عىل بعضهم يظهر لم وإن املدنيات ويف األمم يف يؤثرون الروحانيون وهؤالءوزرادشت، وبوذا محمد، إىل آدم من فاألنبياء املؤرخني؛ نظر يلفتوا لم وإن الحياة،مما أكثر املدنية بناء يف أثروا نعلمهم، ال ممن وغريهم وأفالطون، وسقراط وفيثاغورس

والجبابرة. وامللوك القيارصة من املاديون أثراختالف هو فإنما ودعاتها مذاهبها اختلفت إن واحد، واد من كلها الروحانية إناألساس أما ذلك، نحو أو بهم املحيطة الظروف يف أو ومستواهم، يفهمها من فهم يفكثريا أن سببه إنما تخريف من أحيانا بها يحيط ما حتى فواحد؛ املنبع وأما فواحد،يف يقدح ال وهذا التخريف، طريق من إال الحقيقة يفهموا أن يستطيعون ال الناس منوتاريخ اإلنسان، يف الوحشية دائما يحاربون كانوا الروحانية زعماء إن أساسها. حقيقةاألمم عىل مقصورة ليست الوحشية وهذه والروحانية، الوحشية بني رصاع اإلنسانيةكانت األول اإلنسان يف الوحشية إن الحديثة. مدنيتنا مظاهر أرقى يف هي بل املتوحشة،وأخريا وغواصات، وطائرات مدافع الحديثة مدنيتنا يف وهي بالهراوة، أو بالحجر رضباجاء سواء يشء، يف الروحانية من ليس كله العنف إن والنسل. الحرث تهلك ذرية قنابل

أسماء. من شئت ما أو املدنية أو االجتماعي املذهب أو الدين باسمتنرش املدنية كانت فإذا بالدوافع، ولكن باملظاهر ال املدنية تقويم يف العربة إنبالراديو زينت مهما بربرية فمدنية الشهوات، عىل والتسابق والتناحر والخوف الفزع

املخرتعات. أنواع وكل والتلفون والتلغرافأخرى بعبارة أو املادية، تتغلب تزال ال والروحانية املادية بني املستمر الرصاع ويفشاقة رياضة إىل تحتاج والروحانية الوحشية، ترضيها اإلنسان غرائز ألن الوحشية؛تقوية عىل أسست اآلن إىل أسست التي املدنيات وألن الناس، من الكثري يستطيعها الروحانية مدنية نشأت إذا وحتى أرقى، كانت ذلك يف أمعنت وكلما الوحشية، الغرائزملكا تنقلب ما فرسعان عهده، أول يف واإلسالم أمرها، أول يف املسيح كدعوة الوقت بعضفتنقلب املادية، مطامعهم لخدمة الروحية الدينية الدعوة الجبابرة ويحتضن عضوضا،كما الطبقات، نظام إىل دعوة الطبقات عدم إىل الدعوة وتنقلب وحشية، مدنية إىل املدنيةالروحانية الدعوة فتضعف الوحشية، الغرائز هذه لخدمة واألدب والفن العلم يستخدموندون الحرب يف يزهر ما أكثر فالعلم النوادر. الشواذ نفوس يف إال تبقى وال فشيئا، شيئاخدمة يف العلم أما ذلك، ونحو الجنسية الغرائز إلهاب يف يزهر ما أكثر واألدب السلم،

فاتر. فضعيف الروح خدمة يف األدب وأما الحقيقة، خدمة ويف السلم

38

Page 39: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف

الخصماء، قلوب يف والفزع الخوف ونرش الشهوات، إحياء الحديثة املدنية نتاجإىل والنظر املال؛ يف والجشع وجوهها، كل من اللذة وطلب القوة، حيازة إىل واملسابقةهي إنما املخرتعات وكل يشء، يف الروح من ليست كلها وهذه وراءه؛ ما إىل ال اليوموحب فسالم الروحانية أما روح. لخدمة ال ذكرناها التي األغراض هذه غرضمن لخدمة

املظهر. ال للحقيقة وتقويم املشاعر يف وعمق وسمو

مهندس عليه أرشف واحد، مصنع يف صنع واحدة، وحدة الروحانية نظر يف كله العالم إنلعب إال كربت مهما الحديثة املدنية يف تراها التي واملصانع املعامل ليست واحد، عظيممصنع يف صنع قد الكون يف ما كل إن العظيم، خالقنا ومصنع معمل بجانب أطفالالعظيمة الشمس بني إن ومظاهره. درجاته اختلفت وإن تكوينه اتحد ولذلك واحد،حول تدور كهارب مجموعة إال الخلية فليست البناء، يف تاما تشابها الصغرية والخليةالحديث، العلم قال بذلك الشمس، حول الشمسية املجموعة تدور كما كالشمس، نواةوحيوانا ونباتا جمادا نسميه مما العالم يف ما إن قديم، من التصوف رجال قال وبذلكبعضها أنواعا يخرج السكر كمصنع واحد، وصانع واحد ملصنع مختلفا نتاجا إال ليسكمصنع أو النبات»، «كالسكر الصفاء كامل وبعضها األصفر، املحبب كالسكر بدائيأو واحد خيط من وأنواعها قيمتها اختالف عىل وكلها وألوانا، أشكاال يخرج النسيجنتاجه من صغري وكل ومهندسه، املصنع عىل تدل الكون هذا يف ذرة وكل واحد. قطننظام وتر النملة، يف العالم تر النظر فدقق العالم، لكل العام القانون عن ما بشكل معربخصائص كل ففيه اإلنسان، هو املصنع هذا أخرجه ما أعجب وكان النحلة. يف الكونالذي هللا ﴿صنع ورحانية عقلية كمية يف بزيادة مكمال املصنع، نتاج بها مر التي األطوار

تسبيحهم﴾. تفقهون ال ـكن ول بحمده يسبح إال ء يش ن م ﴿وإن ء﴾، يش كل أتقنكل كأنها مستقلة، املصنع ينتجها الصوف قطعة إىل ينظروا أن الناس اعتاد لقديف الشجرة نرى خيط، كل يف والصانع املصنع فنرى الصوفية معارش نحن أما يشء،وكل الكل، يف والواحد الواحد يف الكل ونرى القطرة، يف البحر ونرى الورقة، يف بل الثمرةيشء كل عىل ونقرأ لفتة، يف الرس إىل وننفذ نظرة، يف العالم نلف فنحن يشء، كل يف يشء

رمزا. يشء كل يف ونرى والصانع، املصنع بطاقةالكتب يف وخاصة رمزا، نقرأ وما نسمع ما كل كان الرموز ألفنا ما طول ومنرمزا، نفهمها ولكنا ظاهرها، عىل اآلية يفهمون فالعامة املقدسة؛ الكتب يف الروحانية،

39

Page 40: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

حسب الرمز فهم يف يختلفون فالخاصة الظاهر، فهم يف تقاربوا أو اشرتكوا إن والعامةنسميه ما هو وهذا وجدان، من عليهم يستويل ما وحسب اإلشارة، لفهم استعدادهم قوةاللغوية ومعانيها ألفاظها عند نقف لم قصة سمعنا نحن وإذا و«املقامات»، «األحوال»

ومغزاها. رمزها إىل ننتقل إنماعمل مراحل من مرحلة كان وحواء آدم خلق إن وحواء، آدم قصة مثال لذلك خذالغليظ، الخيط يصنع وكان يصنع، ما ويحسن قديم من يعمل املصنع ظل لقد املصنع،اإلنسان صنع يف ولكنه متقن، جميل يصنع ما وكل الدقيق، الخيط فصنع وتقدم تقدم ثم

األكمل. بقاء مع يبقى ولذلك عامليا قانونا يمثل يصنع مما نوع وكل متفنن، مبدعمن أول وهو الخطأ، من فاستفاد فأخطأ جرب للمصنع خريج أول اإلنسان وكانبأسمائها، ويسميها خصائصها يعرف منتجاته، بجميع واتصل املصنع بصاحب اتصلمن يعيش أن عىل بخطئه ويرقى يخطئ أن وفضل قبله، من عيشة يعيش أن أبى إنهبالغريزة العيش سعادة من فهبط املعرفة، شجرة من فأكل معرفة، غري ومن خطأ غريقابيل قصة من نفهم وكذلك لسموه، وسيلة هبوطه كان ولكن بالعقل، العيش شقاء إىلصالحيتهم لعدم وفناءهم الناس فساد نوح قصة ومن اإلنسانية، يف األخوة قتال وهابيلاألنبياء تاريخ وهكذا. جديدة، أسس عىل جديد جيل لتأسيس يصلح من ونجاة للحياة،

باإلنسانية. متوال رقي الروحانيني املصلحني وكبار

أركان من صغريا ركنا إال اإلنسان إىل رقيت مصنوعات من فيها وما األرض وليستفلو به، متصلون ونحن بنا متصل وألنه أجزاؤه، ألننا يلزم مما أكثر به اهتممنا املصنع،مهما ولكن العجب، كل العجب ألخذنا األخرى، املصنع أركان وشاهدنا نظرنا وسعناترى و«ما الوحدة سمات ففيها وضعة، وعظمة وكربا، صغرا املصنع منتجات اختلفت

تفاوت». من الرحمن خلق يفكل ويف رؤيته، إىل والشوق بصاحبه واالتصال املصنع، هذا رس إدراك والروحانيةالنزعات غلبة يطفئها وإنما املصنع، صاحب روح من قبسا فيه ألن هذا؛ إىل نزعة إنسانتنسجم ال ألنها وتفنى؛ وتنحط تفسد إنما اإلنسان فيها يعيش التي واملدنية األخرى،تتعادل التي املدنية هي والنمو البقاء لها يقدر التي الصالحة واملدنية املختلفة. ونزعاته

اإلنسان. وطبائع تتجاوب حتى معا املادة ومقومات الروح مقومات فيها

40

Page 41: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف

عىل وتفرقنا أمانة، يف ونقلته شوق، يف سمعته وقد الصويف، حديث انقطع هنا وإىلميعاد.

٣

عاملا املنظور العالم وراء أن كلها الديانات أساس بل التصوف أساس «إن الصويف: قالال فهو املنظور، العالم عن صفاته يف يختلف املنظور غري العالم وأن منظور، غري آخرأن فنستطيع وذكرياتنا، وأفكارنا آراؤنا له مثل وأقرب مكان، وال زمان وال له حجم

حيز». لها يكون أن غري من األفكار من له عدد ال ما نفكركالحياة الفلسفة، وال العلم طريق من إليها الوصول يمكن ال الدين تعاليم من وكثريأو نفيا الحقيقة هذه إىل للوصول صالحة الفلسفة وال العلم وسائل فليست املوت، بعد

إليه. يصل أو فيه يبحث ما جنس من وال مادته، جنس من ليست ألنها إثباتا؛املنظور؛ زاوية غري زاوية من إليه ينظر أن بد ال الروحي العالم هذا إدراك إنلم اآلخرة والحياة والنار الجنة وصف من قيل وما املنظور، كطبيعة ليست طبيعته ألنتوضع لم اللغة وألن املجردات، فهم تستطيع ال النفوس أكثر ألن عنه؛ تاما تعبريا يعربوتعبريات الدنيا ألفاظ إىل يلجأوا أن عنها املعربون فاضطر املنظورة، الحياة لشئون إالشأن وال للزمن، خضوعها يف الحياة كهذه ليست األخرى والحياة املجاز طريق عىل الدنياالزمان من الحياة جردت فإذا الزمان، يف عامل أهم وهو وغروبها، الشمس بطلوع لها

وشئونها. الدنيا لحياة املخالفة كل مخالفا طابعها كانالرياضة. هي لها وسيلة وأهم أخرى. بأساليب تدرك أن بد ال الروحية فالحياة إذنالشخص يعد كما الروحي العالم بهذا لالتصال الشعور تهيئة الرياضة هذه من والغايةفعل وما الرياضة، هذه من أنواع إال وصيام صالة من الشعائر وما املغناطييس، للتنويمهللا استحضار وكذلك القبيل، هذا من كان البعثة قبل حراء غار يف التعبد من هللا رسولاألفراد بعض وعند الشعور، هذا إلعداد وسائل كلها ذلك ونحو ذكره، ودوام القلب يفالعادة يف ترى ما غري الدنيا فريى غريبة. نتائج عن الرياضات هذه تسفر االستعداد ذويفال األشياء، بني الفروق وتنعدم غريية، وال ذاتية فال وغريه ذاته بني الفرق ينعدم كأنالحياة يف غريب يشء وهو متكررة، خلية كله العالم يقرأ كالعالم بنفسه، مستقل يشءزاوية من العالم يرى فهو الجملة وعىل الصوفية. الحياة يف مألوف أمر ولكنه العادية،استغرق الرياضة هذه يف أمعن هو فإذا منها. ينظروا أن الناس اعتاد التي الزاوية غري

41

Page 42: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ما وسمع ورأى به، واتحد نور يف انغمس كأنه ورأى حلم، شبه يف وكان غيبوبة، شبه يفهو وهذا ذوقه، مثل ذاق من رمزه يفهم وإنما الرمز، طريق عن إال وصفه يستطع لمدين. وكل أمة كل يف املتصوفة من وغريهما الفارض وابن العربي ابن أمثال من كان ماوالصوفية املألوفة، الحياة يف يعتادوه لم يشء ألنه هذا؛ إنكارهم يف والناسمعذورون

يرون. ما يصفون ألنهم معذورون؛يف املعقوالت عالم يف الشأن هو كما ومزيفون، ونصابون مهرجون الباب هذا ويفومن الصحيح، املنطق عن ويبعد الخطابة يف يهرج من حياتنا ففي العادية، حياتنايف فكذلك ذلك، ونحو الحق ثوب باطله يلبس ومن بمخلص، وليس مخلص أنه يوهمكالباب هذا يف التزييف كان ربما بل ومزيف، ومحق وكاذب صادق الروحانيات، عالموهو والشعور، الذوق فمرجعها هذه أما باملنطق، تنضبط قد املادية الحياة ألن أكثر؛بالذكر واللعب والزمر كالطبل الطرق أرباب مظاهر من ترى فما ضبطه. الصعب منمزيفة، صوفية هي وإنما يشء، يف الحق التصوف من ليست كلها الصوفية واملراسيمأو الصناعة أو بالتجارة الحياة يف ويترصف الدنيا أمور يبارش قد الحق واملتصوفهللا ذكروا إذا وحتى نمطه، عىل هم ومن خاصته، إال بروحانيته يشعر وليس نحوها،

لسانهم. بذكره يحركوا ولم بقلوبهم، ذكروهفوق يرتفع حدوده وتكرست آفاقه فاتسعت شعوره تيقظ رجل الحق والصويفويذوب بشخصيته شعوره فيضعف طائرته، يف الطائر يرتفع كما الدنيا الحياة تفاصيلوالنبي والصويف والفنان الشاعر األفق هذا يف ويسبح فيه، يسبح الذي العالم يفجميعا إنهم رسالتهم. وحقيقة ووحيهم وإلهامهم ومداركهم منازعهم يف اختالف عىلاإلدراك أن يرون املرهفة بعواطفهم إنهم وأشكاله. مادته حدود وراء العالم يدركونالنجوم يف يقرءون إنهم العاطفي الشعور إدراك بجانب له قيمة ال والعقيل الحيسوحدة كلها األشياء يف ويدركون الناس، يقرأ ال ما واألشجار واألنهار والبحار والسماءوتسقط تورق أوراقا أو البحر، سطح فوق أمواجا املظاهر يرون إنهم الوصف، عن تعز

مصدرها. يف أنفسهم يذيبون إنهم باقية، والشجرةيف إليه يرضعون العالم عىل مسيطرا حاكما هللا يدركون الناس جمهرة كان وإذاويتحول العالم، وقلب اإلنسان قلب بها ينبض التي القوة يراه فالصويف حوائجهم قضاءواألشخاصواألفراد الجزئيات من عينه الصويف يحول ولذلك منظور، إىل املنظور غري بها

مختلفة. مظاهر إىل تفرع الذي الواحد املنبع إىل

42

Page 43: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف

وما اإللهي والحب الوجود وحدة من الصويف يجده ما ذكر يف محدثي أفاض وهنااملنظور. وحقارة املنظور غري بالعالم الهيام إىل األمر به ينتهي وأنه ذلك، إىل

من العالم رؤية إىل بصاحبها تصل الصوفية الرياضة بأن أومن إني بقويل: قاطعتهالصوفية كبار صدق يف أشك ولست منها. الرؤية الناس اعتاد التي الزاوية غري زاويةاألخرى، األديان متصوفة من وأمثالهم وغريهم والغزايل الفارض وابن العربي ابن أمثالرياضتهم أن أو الحقيقة، يرون هم هل ولكن يشاهدون، ما يصفون حقيقة وأنهمغري نفوسهم تجعل ورهبانية وعزلة وصيام جوع من للنفس مجاهدتهم وكثرة النفسيةاملخطئون هم أو مخطئ العادي واإلنسان املحقون هم هل له، وجود ال ما فريون طبيعية،منظارا فيلبس آخر ويأتي املجردة بعيني األشياء أرى كنت إذا مصيب؟ العادي واإلنسانفهو يرى ما يصف ثم أصفر أو أزرق منظاره خالل من كله العالم فريى أصفر أو أزرقمنظارا لبسوا الصوفية هل الحق؟ هو املنظار سببه الذي العالم لون هل ولكن صادق،كان وإنما منظارا، يلبسوا لم وأنهم املخطئة هي املجردة عيني أن أو الخطأ يف فأوقعهمالصوفية منها ينظر التي الزاوية هل أعينهم؟ عن هم فأزالوها غشاوة وأعينهم عيني عىل

املنحرفة؟ الزاوية أو الصحيحة الزاوية هي األشياء إىلملونا منظارا عينيه عىل يضع لم الصويف إن قال: ثم برهة وسكت قويل من تبسموما دقتها. عىل األشياء به يرى مكروسكوبا أمسك هو إنما بلونه. ملونة األشياء به يرىحجم يف النجم وتريك الرغيف، حجم يف الشمس تريك إنها املجردة؟ بعينك ثقتك قيمةويؤمن بالحواس يهزأ املادي علمكم إن بالتجاعيد، مملوء وهو أملس اليشء وتريك الكرة،من جالئها إىل نصل التي بصريتنا وإن النقص، هذا يكمل ما يوم كل ويخرتع بنقصهاوعلمكم حواسكم أن ذلك وآية الحق. كشف يف برصكم من مرة ألف خري الرياضة طريقعجز بل شامال، تفسريا فيه نعيش الذي العالم يفرس أن يستطع لم الحواس عىل املبنيظواهر تفسري عن وعجز بالفكر، املخ عالقة بيان عن وعجز واملوت، الحياة تفسري عنالعلم. عنه عجز ما ببصريتنا نكشف أن استطعنا تصوفنا فلما املألوف، عىل تجري الالعقل لذة وبني والتصوف، العلم بني جمعوا املتصوفة خيار من كثريا أن وهو آخر وأمربالعلم يكفروا لم هم العلم عىل الكشف آثروا النتيجتني بني وازنوا فلما الكشف، ولذةمن مثل ذلك ومثل شأنا؛ منه أعىل البصرية وجالء الكشف رأوا ولكن وقيمته، لذته ورأواسمو عىل دليال هذا أليس األوىل، عىل الثانية آثر ثم الرفيعة واللذة الوضيعة اللذة جرب

واحد. أمر مجربي حكم من خري األمرين مجربي حكم أن وعىل الثانية،

43

Page 44: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

طريق عن وصلوا األزمان جميع يف األديان جميع من املتصوفة أن وهو ثالث ودليلبه. الخاص خياله إنسان لكل لكان خياالت مجرد كانت ولو متماثلة، نتائج إىل الرياضةوأشباههم، العوام زاوية هي العالم إىل منها الناس وينظر تذكرها التي الزاوية إنيروا حتى يعمقوا أن ويجتهدون أنفسهم، املادة علماء حتى منها النظر من يأنف ولذلكغري املادة يدركوا حتى يسموا أن يجتهدون كما متشابهة، خاليا من وحدة كله العالمالطريق. بعض يف بالتصوف طريقهم آخر يف يلتقون وقد واملكان، الزمان بعامل متأثرة

فجأة. سكت ثم أخرى فكرة عىل يهجم وأخذباله؟ ما فسألته:

قرت! ثم هدرت شقشقة تلك قال:موعد. عىل وافرتقنا

٤

نسبته مقامها، أعىل يف اإلنسانية أو اإلنسانية، نموذج هو الحق الصويف «إن الصويف: وقالأن حني عىل روحيا، وينمو داخليا ينمو هو القرد، إىل اإلنسان كنسبة الناس سائر إىليف تبحث إنما — االجتماع علوم ومنها — والعلوم ماديا، وتنمو خارجيا تنمو املدنيةواالرتقاء النشوء ونظريات روحه، يف وال داخله يف ال الخارجي، واإلنسان الخارجية املادةعالم واإلنسان الروح، عن بعيد النفس علم حتى وارتقائها، املادة نشوء حول تدور كلهااإلنسان، فيه الحيوان، فيه النبات، فيه الجامدة، املادة فيه فيه، العالم يف ما كل صغري،ولم مادته تستطعه لم فيما فرغب جوانبها اتسعت روحيا نفسه رقيت وكلما هللا فيهبخياله وسبح واملكان، الزمان حدود يتجاوز أن وود عمره، يستطعه ولم جسمه يستطعهيشعر أن األمر به ويبلغ العقل، حواجز ومشاعره بعواطفه وتعدى الحدود، وراء فيماونفسا واملكان، الزمان وفيها املادة فيها حيوانية عيشة تعيش نفسا نفسني، له بأنالغلبة تتنازعان والنفسان مادة، وال مكان وال زمان فيه ليس روحاني آخر بعالم تتصلنفسه غلبت وإذا البذرة، فيها ذابت كالزهرة كان العليا روحه غلبت فإذا والسيطرة،الناس أكثر يؤمن لم ولذلك يزهر، غريها بأن تؤمن وال تزهر لم كالبذرة كان السفىلعلماء وبني والصوفية الفقهاء بني والنزاع يعرفون، ال أقلية الناس يف وهم بالصوفية،

السماء؟ يف أبعد من األرض يف من يدرك وكيف القبيل، هذا من والروحانية املادة

44

Page 45: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف

يراه ال ما بهما يرى قلبه يف عينان له ثبتت قد كأنه روحه وقوة نفسه لجالء هومعاني يدرك هو بل قبل، من هو ينكر كان وبما الناس ينكره بما بهما ويؤمن الناس،جديدة، قيما واملعاني واألشخاص األشياء ويقوم جديدة، األشياء بني وروابط جديدةيشء، ال عنده الدنيا جاه الناس، يستعظم ما يحتقر وقد الناس، يحتقر ما يستعظم فقدوالفتوة والطهارة والصفاء واإلخالص والحب يشء، ال واملال والسيطرة والشهرة والغلبة

يشء. كلاألمور يقيس ال ألنه خطريا؛ إداريا أو كبريا سياسيا يكون أن ينجح ال غالبا وهووال يرهبهم، وال الناس يخيف وال الناس، بعقلية عقليته يف يلتقي وال الناس، بمقياس«عيل». ينجح لم حيث «معاوية» نجح ولذلك الوسيلة، تربر الغاية إن يقول: أن يرتيضيرقيه عقله إىل العالم يتجه كما ويرهفها ويرقيها ينميها مشاعره إىل يتجه هوكله ذلك فعل فإذا الخارج، إىل نظره العالم يسلط كما نفسه إىل نظره ويسلط وينميه،املرآة يف الصورة تنطبع كما العالم كل فيها انطبع األرجاء، واسعة مملكة نفسه يف رأى

املجلوة.من عليه كان الذي غري آخر شخصا منه وتخلق األعاجيب تفعل لنفسه ورياضتهطلع ملا العجب أخذه العالم أن خالصتها مغزاها، هذا طريفة قصة التلمود ويف قبل،لسان، كل عىل موىس ذكر وصار إعجاب، أيما به وأعجب الخروج بسفر عليه موىسفاستدعى حكيما، عاقال ملكا وكان العرب، ملك إىل به واإلعجاب شهرته وصلت حتىفعل فلما وأحكمه، تصوير أدق ويصوره موىس إىل يذهب أن وأمره عنده رسام أحسنما الصورة هذه من يستخرجوا أن وأمرهم وأعقلهم حكمائه أشهر جمع بالصورة وأتىقوة. من الرجل هذا أودعه فيما السبب له يبينوا وأن وميول وعادات أخالق من عليه تدلإلنسان الصورة هذه إن قالوا ثم فحصها، يف وأمعنوا الصورة الحكماء هؤالء فحصكثري فيه القوة، وحب السيطرة يف الرغبة تتملكه طموح، طموع، متكرب، القسوة، شديد

والنقائص. الرذائل منصفاته رجل من الخروج كسفر جليل عمل يصدر كيف وقال: ذلك من امللك عجبيف أخطأوا الحكماء يكون أن وإما التصوير، يف أخطأ املصور يكون أن فإما ذكرتم؟ ما

االستنتاج.ما وهللا الحكماء: وقال وأمانة. دقة يف رأيت ما إال صورت ما وهللا املصور: قال

وإحكام. حذق يف الصورة عليه تدل ما إال ذكرنا

45

Page 46: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

حيث إىل فسافر والحكماء، املصور بني خالف من قام مما يتحقق أن امللك وأراددقة يف ورسمه التصوير يف أصاب مصوره أن رأى موىس عىل نظره وقع فلما يقيم،من حدث ما له ذكر ثم وخشوع، إعظام يف عليه سلم العرب ملك عليه دخل وملا فائقة.التصوير؛ أخطأ املصور أن ظن قد كان فإنه أمرهم، من حريه وما والحكماء املصورموىس شاهد وقد واآلن النظر، ودقة املالحظة وقوة الفراسة صدق حكمائه يف عرف ألنه

الحكماء. وخطأ املصور صدق أدركذكرها التي النقائص وإن مصيب، والحكماء املصور من كال إن «كال، موىس: قالجاهدت ولكني ذكروا، مما وأعنف أوضح كانت وربما بالطبيعة، يف كانت الحكماءورس قيمتي كل هذا ويف وغلبتها، أخضعتها حتى وسعني ما بكل رذائيل وهاجمت نفيس

قوتي».بانغماسهم أضاعوه ثم للروحانية استعداد وعندهم خلقوا ممن العكس، وهنالك

املادية. يف الشديد

العالم عن بنفسه ينعزل يكاد حتى ومقاماته وأحواله رياضته يف يزال ال والصويفثم باهلل األشياء فوق هو بما لالتصال هيام يف هو إنما فوقه، بأنه يشعر ألنه الخارجي؛وهذا ذلك؛ كل بوحدة الشعور إىل األمر به يصل ثم نفسه، ويف يشء كل يف هللا يرى هويف به يقذف كالنور يشء وهو والروح، باملشاعر ينال إنما العقل، وال العلم يدركه ال مقامبالطمأنينة شعور الشعور هذا ويصحب الكون، وحدة من به تشعر بما فتشعر النفسهذا ويكسبه أبديا، تقديرا العالم يقدر وهنا هلل؛ والحب يشء لكل والحب والقوة والرحمةويطمنئ وغرضها، الحياة رس ذاك إذ يدرك وهو املشاق، تحمل عىل وصربا احتمال قوة

وغرضها. رسها الحياة، أمر من حرية يف يزال ال العالم أن حني عىل ذلك، إىليسود أن الخري من ترى هل قلت: منه فرغ إذا حتى أفهمه، لم كالم يف تدفق وهناعن بعيدة يجعلها أمة يف التصوف انتشار أن ترى أال العالم؟ الروحانية وتسود التصوفيجعل التصوف أليس الواقع؟ دنيا يف األخرى األمم عن متخلفة ويجعلها الواقعي العالمإذن بالروحانيات، محكوما كله العالم يكون أن أفهم إني ذئاب؟ وسط يف حمال اإلنسانالسالح من ومجرد وجشع، زاهد العالم يف يكون أن أما الطمأنينة. وتسود السالم يسودمن كان ما وهذا املسلح. للجشع مأكوال يكون السالح ترك ومن الزاهد فإن ومسلح،والكثري نادر، قليل وصفت الذي الحق املتصوف أن ذلك إىل أضيف فإذا والغرب، الرشق

46

Page 47: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف

ال ذاك وإذ مخرفة، مشعوذة أيضا األمة يجعل هذا وانتشار مخرف، مشعوذ الغالبهو كما اآلخرة إىل وال الدنيا إىل وصلت ال األمة وتكون مادية، ال روحانية األمة يف تكون

إليه؟ وتدعو بالتصوف تنصح كله هذا بعد هل قريب، عهد من الرشق حالهللا خلق فقد استجابوا، ما دعوتهم ولو التصوف إىل الناس كل أدع لم إني قال:الناس بعض يف أن وكما واإلنسان؛ والحيوان والنبات الجماد خلق كما الناس من أصنافاللتصوف خاص استعداد فهناك وهكذا، للفن، استعدادا بعضهم ويف للعلم؛ استعداداوشقائها، وطغيانها املادية فساد عىل دائم برهان وجوههم ويف القليل، يف إال تجده اليجب أمة وكل طغيانهم، يف يمعنوا وال للماديني أنفسهم من يخجلوا أن مستمر ولفتوفيها الكمان، وفيها القانون، وفيها العود، فيها الكاملة، املوسيقية كالفرقة تكون أنالروحانية. هي وأسماها النغمات وأعىل والسافل، العايل فيها «البيان» كنغمات أو الطبل،الرشق وفساد والصويف. والحربي واإلداري والسيايس والفنان العالم من األمة يف بد فالاألدوات بقية استكمال عدم ومن حينا، التصوف دعوى من ولكن التصوف، من ينشأ لميف ذلك ليس ولكن روحانيا! كله كان لو العالم أسعد ما أحيانا. الغرب مادية ومن حينا،وإنك ونحاس، وحديد وفضة ذهب معادن، والناس الكفايات، تتنوع أن فيجب اإلمكان،الصدأ. من خاليا نافعا تجعله أن تستطيع ولكنك ذهبا، الحديد من تجعل أن تستطيع ال

رمضان. وانتهى الحديث، وانقطع

47

Page 48: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 49: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

املئوي العيد

مئة كل رأس عىل كبري عيد إقامة أهله اعتاد إقليم الهند بالد أقايص يف كان أنه يروىفيها البلد، خارج صحراء إىل ونساء ورجال وشبان شيوخ من الناس فيخرج سنة،العيد حرض من إال املنصة هذه عىل يصعد ال امللك: منادي ينادي ثم عالية، كبرية منصةالشوهاء العجوز أو برصه، وعمي قوته ذهبت قد الهرم الشيخ صعد فربما السابق،هذه صعد فمن فني؛ قد كله الجيل ويكون أحد يصعد ال وربما الكرب، من ترتعش وهيمن العظة يستخرج خطيب تبعهم ثم استطاعته، حسب املقام تناسب كلمة قال املنصة

املوقف. هذاعىل صعدا اللذان هما وامرأة رجل إىل الجيل من يبق لم األعياد هذه من عيد ففي

الدهر. أكلهم فقد الجيل سائر أما املنصة،عظمه، ودق قواه، وتخاذلت خطاه، وتقارصت الكرب، قوسه حنى وقد الرجل وقفقد الزمان، يرصدها بقية إال منه تبق ولم صوته، وتهدج جسمه، وضعف جلده، ورقطفل، وأنا املايض العيد أدركت وقال: األخرى إىل العبور يرتقب الحياة ساحل عىل وقفالدنيا بني أفرق ال لعبة، إال األشياء أدرك وال زينة، إال الدنيا أرى ال باملهد، العهد قريببما وتتحدث وتتفرق، تجتمع ناسا إال العيد من أتبني ولم العيان، يف والدنيا األحالم، يفالفاقع، األصفر أو القاني األحمر سيما وال مالبسهم جمال بذهني علق ما وكل أفهم، لم

كثري. وال قليل يف أدركه فلم تحدثوا وبم اجتمعوا لم أماليال وحزن، ورسور وغم، فرح من الرواية، فصول تمر كما الدنيا عيل مرت ثمالصدر، غصة هي ليال أعقبتها لذتها، طولها وقرص عنها، الدهر ورقد سعودها، طلعتوالفقر، الغنى وتعاورني نور، يتخللها لم سوداء والغموم، الهموم أطالتها الدهر، ونقمةفوق وأدرك أتمنى، ما ويكون السعد، ويحالفني الدهر، يسعفني حينا والبؤس، والنعيم

Page 50: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أنكد، والعيش أسود، النهار فأرى املر، والعيش والرض، البؤس يغشاني وحينا آمل، ماذكره. إال يبق ولم ومره، حلوه كله هذا ذهب وقد

عدله الرعية عىل بسط عادل من وألوان، أشكال وهم والحكام، السالطني صحبتفساد، عىل ينام وال الضالل يمنع والحزم، الحلم بني جمع فأمنت، الحق ونرش فاطمأنت،نعمته، عليه وأسبغ كلمته هللا أعىل قد كنفه، يف آمن والصالح بطشه، من خائف املفسد

مؤامرة. وال مكايدة وال فرقة، وال فتنة فال سعيد، بها وهو سعيدة به األمةمكان، كل يف العدل فإذا أثره، واقتفوا سريته فساروا دولته وأرباب وزراؤه قلده

وأمان. أمن يف والناسمرشوبة، مأكولة والرعايا مغصوبة، أيامه يف فالحقوق مظامله، تراكمت وظالممنهوكة، واألعراض مسفوكة، والدماء متخاذل، والضعيف فاجر، والقوي ضائع والحقباألمس. يهابها كان اليوم فيها يطمع فوىض والبالد مضطرمة، والنار محتدمة، والفتن

آثارهم. وظلت الدهر وأفناهم سريتهم، وبقيت ذهبوا وهؤالء وهؤالءالزرع حتى حكامها، بعدل يزهر فيها يشء كل فوجدت طويال األمة وعارشتقومي كان أن آملني ما وآلم يد، إليه تصل ال ما حتى بالظلم يخرب يشء وكل والرضع،لذل، خضعوا وال ضيم عىل سكتوا ما أنصفوا ولو للظالم، ويستكينون للعادل، يهللونخوفه. من يعدل والظالم بطبعه، يعدل العادل فإذا وبطشهم، بقوتهم الظالم وألخافواورأيت وتقاليدها، وأوضاعها األمة عادات من رضوب السنني هذه يف عيل مر وقدإخضاع يف خري وال وحماسته، جدته شباب ولكل حكمه، زمان ولكل يتغري، يشء كلسبيله، يف تقفوا فال استطعتم فإن التيار، مقاومة من فائدة وال الشيوخ لعادات الشباب

ينفع. فيما استخدموه ولكنخريها وإنما ذكرا، آملها وأحدها أشدها فرأيت كلها اللذات جربت لقد قومي! أيوالنظر الخالن محادثة العمر وطول السن تقدم عىل وأدومها النافع، والجهد املثمر العمل

يشء. كل من الجميل إىلوسكت. فسعل الكالم يف االستمرار صحته تحتمل ولم

الشكوك تثري وبدأت صبيا، كان فقد لسانها، إال هرما فيها يشء كل وكان املرأة وقامتقليال، إال الستني تتجاوز لم ولكنها السابق، العيد حرضت أنها اعرتفت فقد سنها، حولأو الحساب، يف أخطأوا الحاسبون يكون أن بد ال عام؟ مئة العيدين بني يكون فكيف

50

Page 51: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

املئوي العيد

هذا يف وأفاضت … أو … أو الناس عند عددها نصف نظرهم يف السنة أيام عدد أن«رحم فقالت: شبابها أيام جمالها من كان ما إىل انتقلت ثم لسانها، لها شاء ما القولالتفاح وخدي البان، غصن قوامي الزمان، وربيع الحسن روضة كنت لقد شبابي، هللافمي، يف الدر ومنبت خدي، من الورد وملقط طريف. من السحر منبع الرمان، وصدريكاملة، ومرسة شاملة، غبطة يف كنت الشباب! رصعى من يل كان وكم باأللباب، لعبت كمعنها حدثتكم لو طوال، فصول الغرام يف ويل واجف، وقلبه كاسف، باله حويل والشبابعىل أخرج عام كل البدع، مصدر وكنت غايتها، أبلغ ولم الثالث العيد لحل بتفصيلهاوالجمال، الزينة يف الفصل الحكم فتكون حليتي، وجمال شعري وزينة بمالبيس الشواب

«… أمي وكانت … أبي وكان … بيتنا وكان … مائدتي وكانت عام، كل تقلدفسكتت. الرئيس إليها أشار حتى املوضوعات هذه يف وتعيد تبدي زالت وما

عددا يوم كل تنقص محدودة، األعداد من مجموعة الحياة إن فقال: اليوم خطيب وقاموفيه إال أعيننا أمام يمر يشء من وما بالخري، أملؤها األيام وخري النهاية، من بد واليعيش والهرم متيقن، والفناء يؤمل، ال الدنيا يف الخلود عربة. السن بكرب وكفى موعظة،األمهات ولدته من بكل الدهر ذهب لقد الصالح. العمل ذكرى من أسعد وال بالذكرى،والحزن، الرسور طوي فيما وطوي هذان، إال يبق ولم عام مئة منذ وإناث ذكور منآثارها، إال أعمالهم من يبق ولم واملحكوم، والحاكم والعادل، والظالم والبؤس، والنعيموال طاغية كان ما املآل هذا يف الناس كل فكر لو أساء، ملن وويل أحسن، ملن فطوبىوأرغد باال، أسعد الناس ولعاش والبنني، باملال فخور وال أثيم، معتد وال داعر وال فاسد

حاال.وإن الخلق، ضعف مع الدنيا سالمة من خري الدنيا ضعف مع الخلق سالمة إنوقد مىض ما وهو معدود ويوم فيه، فرطت وقد فاتك ما وهو مفقود يوم أربعة: األياممورود ويوم فيه، تتزود أن فاجتهد الحارض، يومك وهو مشهود ويوم الخري، بعمل ملئ

ال. أم أيامك من هو هل تدري ال الذي غدك وهونسيه. من وخاب اليوم هذا ذكر من أفلح قد

هللا. رحمكم انرصفواوكثر الضالون، وارعوى الصدقات، وتدفقت العربات، الكلمات لهذه فسالت

املتعظون.

51

Page 52: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 53: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

االستقالل عبء

ولبنان سوريا إىل مهداة

الجهاد إىل األصغر الجهاد من «رجعنا غزاها: غزوة عقب يقول إذ ملسو هيلع هللا ىلص هللا رسول صدقوهواها. النفس جهاد األكرب وبالجهاد العدو، جهاد األصغر بالجهاد يعني األكرب»

توج وجهاد تحقق أمل فإنه االستقالل، لنيل املالح، والليايل األفراح, تقام أن جميلخربت، ودنيا صودرت، وأموال رشدت، ونفوس سفكت، عزيزة لدماء وثمن بالنرص،

بعد؟ ماذا ولكن عطلت، ومصالحالقوة. أولو العصبة بها تنوء ثقال أعباء

وقيودا املضاجع، تقض ومغارم الظهور، تثقل ديونا األجنبي االحتالل خلف لقدوأعمال للراحة، يمهد مضن وعناء الديون، تسدد جبارة همم من بد فال الحركة، تعوق

القيود. تكرس عبقريةفافتقرنا، االقتصادية مواردنا ويف فجهلنا، الصحيح تعليمنا سبيل يف االحتالل وقفبعضنا وأبعد بعضنا وقرب فتواكلنا، إدارتنا حسن ويف فانحللنا، أخالقنا تكوين ويفدماءنا فاستنزف استغاللنا وإىل فداسنا، قومه نفع إىل سياسته يف ورمى فاختصمنا،

أرواحنا. وامتص

أن يجب األمة ومال يعلم، أن يجب األمة عقل فنرى … االستقالل بعد نلتفت واليومأن يجب وخصومتنا تنقى، أن يجب األمة وإدارة تبنى، أن يجب األمة وأخالق يخلق،

Page 54: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ودماءنا تسرتجع، أن يجب وعزتنا جديد، من تؤسس أن يجب وألفتنا جذورها، من تقتلعباليسري. كله ذلك وليس طاهرة، حارة عروقنا يف تجري أن يجب

وتشويه عدد، أكرب أعباء يحملون العدد، قلييل وأكفاءنا نوابغنا جعل تعليمنا سوءهذه بعد لألمة يبقى فال يتعاونون، وال يتحاربون األكفاء النوابغ هؤالء جعل أخالقناالعداء تقلب سحرية عصا من لنا فهل السفينة، لتسيري تكفي ال ضئيلة قوة إال الحرب

تعاونا؟ والخصومة حبا والكره ألفة،

داء هي مستوطنة، أدواء األطباء تعبري عىل أو مزمنة، أدواء للرشق إن قالوا قديماأدواء حقا وهي الشخصية، للمنفعة العامة املنفعة تضحية وداء األنانية، وداء املحسوبية،الغرب جلبها أدواء هي أو الرشق، طبيعة من نبتت أدواء حقيقة هي هل ولكن مفزعة،هو أليس الرشق؟ سمعة وسوء الرشق وغفلة الرشق بشقاق هو لينعم الرشق يف وبذرهاهو ليس أو بعضا؟ بعضهم فكره الناس أحسن يف وحكمهم الناس أسوأ اختار الذي

البغض؟ ونرش الذمم فأفسد إليه والتقرب له بامللق مرتبطة الناس قيم جعل الذيأحد ترجيح اليوم املستقلة الرشقية األمم قادة يد ويف ذاك، وقوم هذا قوم يقول

الرأيني. أي وتصحيح القولني

نقصنا، وجوه كل به ونلصق عيوبنا، كل له نحم باالحتالل نحتمي مىض فيما كنا قداألمر آخر مرتطم أنه مدعني اإلصالح يف نزهد وكنا وانحاللنا، وفقرنا جهلنا إليه فنسندعن وبعد االحتالل زال فاليوم إصالح، كل وعدو الفساد أس األجنبي وأن باالحتالل،جهد كل فنبذل منطقنا مع اليوم نتمىش فهل الكأداء. العقبة إنه نقول كنا ما كل الطريقنواحيها؟ كل يف األمة وتقوية الجروح وتضميد اآلالم ملعالجة وسعا ندخر وال لإلصالح،

يعجب جميال نكتبه أن يدنا ويف الثاني، الفصل وبدأ الرواية من األول الفصل تم لقدأن إمكاننا ففي بعد، الرواية تنته ولم والسامعني، القارئني يسوء رديئا أو الناظرين،

األدوار. خري ومثلوا املرسح إىل فهيا محزنة، تكون وأن سارة تكون

كله حولنا والعالم االحتالل، بعد نفسها أمور تدير رشقية غربية ألمم تجربة أول إنهاآملني، لكن خائفني قلوبهم عىل أيديهم يضعون أصدقاء ولنا أعمالنا، إىل يتطلع عيون

54

Page 55: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

االستقالل عبء

ولهم يدسون، الفرصة لهم أتيحت ولو مرتصدون، فهم استقاللنا عليهم عز أعداء ولناتجربة أول كانت وإذ املفسدون وهم اإلصالح ويدعون يلعبون ضمائرهم أفسدوا أذنابحسنة سنة سن «ومن عليها أو كلها الرشق ألمم حكما عليكم أو لكم الحكم فسيكونووزر وزرها فعليه سيئة سنة سن ومن القيامة، يوم إىل بها عمل من وأجر أجرها فله

القيامة». يوم إىل بها عمل من

وأثقاال أثقالهم فحملونا صنيعهم، بسوء لالحتالل مهدوا فقد السابقني، لحكامنا هللا غفررجوع. إىل ال البحار يف وترميها األثقال، هذه ترفع قوية سواعد من بد وال أثقالهم، مع

الطفل سري أمره أول وسار والصناعة، واالقتصاد العلم يف بعيدا شوطا الغرب قطع لقدالذي هو وحده كان إذ منه، مقبوال خطؤه وكان شابا، اكتمل حتى فينهض فيقع يدرجوال املتعثر، السري وال البطيء، السري منا يقبل فال اليوم نحن أما اإلنسان. سري يسريعىل العالم طراز، آخر عىل املتحرض اإلنسان بمقياس أعمالنا وستقاس املتخلف، السريالصرييف، بميزان املادة وزن الذي االقتصادي حنكة، امتأل الذي السيايس مدى، أبعدبجانب اليد نسيج وال الطيارة، مع الجري وال السيارة، بجانب الجمل سري ينفع وليسالفناء، وإما األحياء حياة فإما الهواء. برشاع البطيء املركب سري وال الكهرباء. نسيج

مطلب. من أشقه وما

يحب الحاكم فال جونا، من الحب التهم قد علينا طويال جرى الذي الظالم الحكم إنالعكس، وال الحاجات أصحاب يحبون املوظفون وال الحاكم، يحب املحكوم وال املحكوموال الجاهل، عىل يعطف املتعلم وال العكس، وال الفقرية الطبقة تحب الرفيعة الطبقة والإن وحده. أمة فرد كل وجعل شيعا قسمنا الجائر الحكم هذا ثم العالم يوقر الجاهليبذرون بقوم االستقالل بعد لنا فمن غري؛ ليس وأقاربه أرسته عىل يعطف فإنما عطفمحل والعطف التنافر، محل التعاون فيحل الجو، وتمأل وتتفرع تنمو حتى الحب بذور

الحب؟ هذا فقدت إذا أمة تصلح ال إذ األثرة، محل واإليثار الخطف،وجنودا ثكنات, بالدنا وتمأل وتحتلنا تستعمرنا الغربية لألمم مقسما نهبا كنا لقدجنس من الفرقة دواعي سنواجه كاد أو البغيض املنظر هذا زال وقد واليوم وطائرات،تحارب وديموقراطية ديموقراطية، تحارب شيوعية بمبادئها، الدول ستتقسمنا جديد،

55

Page 56: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

والقدوة يحتذى، أن يجب الذي املثل أنها عىل غربية أمة لكل يدعون ودعاة شيوعية،األولون التجديد؛ ودعاة الرجعية دعاة بني عنيفة الحرب وستكون تقلد، أن يجب التياألخالق، عىل واملحافظة الدين باسم الشعب مشاعر ويستغلون الخلف، إىل ينظروناألمة فيقسمون العالم، ومسايرة والتفكري العقل ويستغلون األمام إىل ينظرون واآلخرونالويل ولكن واإلقناع، الجدل عىل الحرب اقترصت إذا ذلك من بأس وال معسكرين، إىلفن واالقتصاد اقتصاديا، احتاللنا يف األمم وستتسابق الدائرة، هذه عن خرجت إذا لناعيوننا وفتحنا استغاللها، نحسن ولم ندرسها لم وثرواتنا نتقنه، لم وعلم نحذقه، لماملتناقضة املبادئ تتوزعنا ال حتى الجهد من ذلك يقتيض فكم غرينا. يد يف أهمها فوجدناألنفسنا ونحتلها غرينا، فهمها كما ثروتنا مصادر نفهم وحتى وحدتنا، يمزق حادا توزعاوذلة الفقري فقر بها فنمحو وأعمالنا مصانعنا يف ونستخدمها ألنفسهم، غرينا احتلها كما

بالنقص؟ والشعور البائس

للحكام. وكلمة للشعب كلمة فيل بعد أماينظروا أن معذروين كانوا قد الحاكم. إىل نظرتهم يغريوا أن فهي للشعب: كلمتي فأمااليوم أما غريهم، يد يف أداة أو منهم ليس حاكمهم كان إذ للصائد، الطائر نظرة إليهولكن أحرارا كونوا بثقتهم، والتمتع بهم، إال الحكم يستطيع وليس منهم، فحاكمهماحتملت أن بعد وخاصة عسري، شاق درس وهو الحرية، تستخدمون كيف تعلمواما وأخطر ذاقت، ما والعسف الضغط من وذاقت احتملت، ما االستبداد من األمةمن وتطلب واجبها، تتذكر وال حقوقها إىل تلتفت الظروف هذه مثل يف األمة أن فيه

طائعني. صحابة تكون أن نفسها من تتطلب وال معصوما، نبيا يكون أن حاكمهاالحياة، مرافق كل يف باإلصالح حكومتكم تطالبوا أن الحق كل الحق لكم إنيكون أن عىل ولكن تنقدوا أن الحق كل الحق ولكم واملمكن. املعقول حدود يف ولكنيخطئ، للتبعة حمله أول يف الحاكم أن دائما اذكروا هادما. نقدا ال بانيا نقدا النقدخطأه، يصلح أن من ومكنوه بالعطف، مشبع ونقد رحب بصدر خطأه تقبلوا ولكنمع الخطأ فبعض األسس، وتستقر الحكم يتوطد حتى االستقرار سبيل له ومهدواعىل تغارون كما عليه وغاروا املستمر، التغري مع الكمال نشدان من خري االستقرارغريكم، يد عىل الحكم من أحسن أيديكم عىل الحكم يكون أن عىل واحرصوا مصالحكم،من يواجه ما وقدروا عليكم، يفرض الحاكم من أنفسكم من للحاكم أطوع تكونوا وأنتأجيلها. يمكن مشاكل من تحدثون بما كاهله تثقلوا فال بعضها، إىل أرشنا مشاكل

56

Page 57: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

االستقالل عبء

واجب وأداء ترشيف، ال تكليف الحكم بأن عقيدة يمتلئوا أن فهي للحكام: كلمتي وأماناهبوه، ال قائدوه وأنهم وبالشعب، وللشعب الشعب من وأنهم مغنم، تحصيل ال

تابعوه. ال وموجهوه مضللوه، ال وهادوهمصالحه عىل وأقمتم استغالله، ال لنفعه حكمتم وقد آلهته، ال الشعب خدام إنكموأتباعكم، حزبكم األمة فكل أتباعكم، وال حزبكم وال أرسكم مصالح ال جميعهغري من للخري وتستغلها كانت، حيث الكفايات تعرف التي هي الصالحة والحكومة

اعتبار. أيأمة إىل الفوىض أرسع فما عليها، السري والتزموا وقدسوها العدالة قوانني ضعوا

قانونها. ال لشهواتها وتخضع بقوانينها، تتالعبمنهما. فتزودوا وفطنة علم وهو تجيدوه، أن فاجتهدوا دقيق، فن الحكم إن

كلها وتوجيهها األمة، يف املتنافرة القوى بني التوازن حفظ أسسه أهم منوشدتها مركزها وثبات حكومتها بقوة األمة إشعار أسسه أهم ومن العامة، للمصلحةوسادت الشعب أعني من سقطت وإال ترددها، ال الرسيع وبتها الحال، اقتىض إذااملادية، بمنافعها كالعناية األدبية األمة بآمال العناية أسسه أهم ومن الفوىض. فيهبلون شهوتهم يلونون الذين الحكم، يف الطامعني الزعماء من الحذر كل الحذر ثممتشادة قوى إىل وتتحول قوتها فتذهب ويفرقونها، األمة فيقسمون العامة، املصلحةالحكومة وتنرصف للحكومة العراقيل وضع إىل ينرصفون بعضا، بعضها يذهب

وهؤالء. هؤالء بني األمة مصالح تضيع ثم دسائسهم، إلبطالأو شوك بال وردا االستقالل وليس فيه، عبث ال وحق فيه، هزل ال جد األمر إن

مغرم. بال مغنماأنظار عىل عرض إنه مسابقة، إنه تضحية، إنه همة، إنه واجب، إنه عبء، إنهمنفذ كل عليه فسدوا متحيز، والقايض القايض، حكم تنتظر قضية أهم إنه العالم،

هللا. وفقكم

57

Page 58: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 59: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

التاريخ من صفحة

ابن باديس اسمه ملك وعليها الهجري الخامس القرن يف غرناطة عن الستار يرفع.(٤٢٩–٤٦٥) باملظفر ويلقب الصنهاجي ماكسني بن حبوس

قطر يكاد ال باملغرب، منترشة العدد كثرية الرببر قبائل من قبيلة وصنهاجةدولتان باملغرب لهم وكان كثرية، بطون إىل يتفرعون وهم منهم، يخلو أقطاره منودولة باملغرب، الفاطميني يد من ملكهم أخذوا وقد بتونس، زيري بني دولة كبريتان:من وكثري وجوههم، يكشفون وال يتلثمون ألنهم امللثمني؛ وسموا األقىص باملغرب امللثمنياللحم وغذاؤهم األنعام، وأموالهم فاكهة، وال زرعا وال حرثا يعرفون ال يبدو الصنهاجينيالحبوب بعض منهم فيأخذون التجار بعض بهم يمر أن إال الخبز يعرفون وال واللبن،دوخوا وشدة، بأس أهل وهم األندلس، فتح بعد إال يسلموا لم وثنيني وكانوا والدقيق،

اإلسالم. عىل وحملوهم السودان، أهل من بها من وجاهدوا الصحراءمجرما حازما سفاحا شجاعا السيف رشه الهمة بعيد جبارا طاغية هذا باديس كانعهده يف رعاياه أمنت عمرانها؛ به وتضخم وملكها غرناطة عىل هجم الجانب، مرهوبوإن الخارج من الجانب مرهوبة فكانت عدو، فيها يطمع أو عاد عليها يعدو أن مننجدال، بن صموئيل اسمه يهودي وزير له وكان الداخل، يف وبحكامه به مصابة كانت

نغديله. بن إسماعيل إىل العرب حرفهوسعة التدبري وحسن واملكر والدهاء الذكاء يف آية إسماعيل أو هذا صموئيل كاناإلسالمي والدين العربي اللسان وحذق الكتب فقرأ العربية، العربية إىل عرف الثقافة،ويرىض قراءتها، إىل ويدعو يقرؤها للكتب، جماعا وكان والنجوم، والرياضة والفلسفةعىل وبالصالة هلل بالحمد مستفتحا كتبه عنه يكتب صار حتى الرضا، أنواع بكل ملكه

Page 60: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وهو الناس، يحب وكما سيده يريد كما فضائله، ذاكرا لإلسالم مزكيا ملسو هيلع هللا ىلص، محمد رسولهوتؤدة. تحفظ يف ولكن جنسه وسلطان لسلطانه يمكن ذلك ثنايا يف

لفقده. وجزعوا نعشه وحملوا مرا بكاء اليهود فبكاه ٤٥٩ سنة صموئيل وماتعىل ومرنه وأدبه فعلمه ليخلفه، أبوه أعده جميال كان يوسف، اسمه ابن له وكانمات فلما باديس؛ بن بلكني العهد ويل خدمة يف وجعله حذقها، حتى الوزارة أعمالدهاء، صموئيل كأبيه يوسف يكن لم ولكن لباديس، وزيرا يوسف ابنه خلفه صموئيلاملال يجمع كان ابنه ولكن لسلطانه، تمكينا يسخو أبوه كان وذكاء. علما مثله كان وإنيؤيدهم أبوه وكان جهرا، يؤيدهم ابنه فكان رسا، لليهود يمكن أبوه وكان لجاهه، تأييداابنه فجاء الدهاء، تواضع متواضعا أبوه وكان تحفظ، غري يف ابنه فأيدهم تحفظ، يف

اإلسالم. بعداء ابنه فتظاهر اإلسالم، باحرتام يتظاهر أبوه وكان بالكربياء، يعتزهؤالء الكراهية؛ أسباب اختلفت وإن كراهيته عىل غرناطة يف العام الرأي فتجمعوهؤالء مصالحهم، عىل اليهود توليته لكثرة وهؤالء منهم، األموال الستخراج يكرهونه

دينهم. يف لقدحه وهؤالء عليهم، التجسس يف إلفراطهورعا أديبا فقيها كان مسعود. بن إبراهيم وهو اإللبريي الشيخ املرسح عىل ظهر ثمصموئيل ابن يوسف به فسعى األعمال، بعض بها ويتوىل غرناطة يسكن وكان زاهدا،وأخذ العبادة، إىل بها وانقطع البرية فسكن غرناطة من وأخرجه عليه فغضب باديس إىلالناس فيتناقله غرناطة إىل فينتقل هللا، وذكر والتوبة والندم الزهد يف سهال شعر يقوليف وحز الوعظ، مجالس ويف املآذن وعىل الجنائز أمام به ويرتنمون بإنشاده ويلهجونالعام الرأي هزت قصيدة فأنشأ اليهود، سلطة من كان وما معه، اليهودي فعل ما نفسه

فيها1: يقول الهشيم يف النار فكانت مشاعره، عن وعربت معه وتجاوبت غرناطة، يف

ال��ع��ري��ن وأس��د ال��زم��ان ب��دور أج��م��ع��ي��ن ل��ص��ن��ه��اج��ة ق��ل أالودي��ن زل��ف��ى ال��ن��ص��ي��ح��ة ي��ع��د م��ش��ف��ق م��ق��ة ذي م��ق��ال��ة

عثر وإنما األندلس كتب من أيدينا بني فيما وال اإلحاطة، يف وال الطيب، نفح يف ترد لم القصيدة هذه 1

القرون يف إلسبانيا واألدبية التاريخية «البحوث نرشة من األول الجزء يف فنرشها دوزي األستاذ عليها.١٨٤٩ سنة الوسطى»

60

Page 61: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

التاريخ من صفحة

ال��ش��ام��ت��ي��ن أع��ي��ن ب��ه��ا ت��ق��ر زل��ة س��ي��دك��م2 زل ل��ق��دال��م��ؤم��ن��ي��ن م��ن ك��ان ش��اء ول��و ك��اف��را ك��ات��ب��ه ت��خ��ي��راألرذل��ي��ن م��ن وك��ان��وا وت��اه��وا، وان��ت��خ��وا ب��ه ال��ي��ه��ود ف��ع��زت��ش��ع��رون وم��ا ذاك ك��ان وق��د ال��م��دى وح��ازوا م��ن��اه��م ون��ال��وا

∗∗∗ال��ي��ق��ي��ن ن��ف��س ب��ظ��ن��ك ت��ص��ي��ب ح��اذق ام��رؤ أن��ت أب��ادي��سال��ق��رون م��ن��ا3 ت��ض��رب األرض وف��ي ي��ع��ب��ث��ون م��ا ع��ن��ك خ��ف��ي ف��ك��ي��ف

∗∗∗ي��ه��دم��ون وه��م ت��ب��ن��ي ك��ن��ت إذا ال��م��رت��ق��ى ل��ك ي��ت��م وك��ي��فال��ق��ري��ن ب��ئ��س وه��و وق��ارن��ت��ه ف��اس��ق إل��ى اس��ت��ن��م��ت وك��ي��فال��ف��اس��ق��ي��ن ص��ح��ب��ة ع��ن ي��ح��ذر وح��ي��ه ف��ي ال��ل��ه أن��زل وق��د

∗∗∗ال��م��ب��ع��دي��ن م��ن ال��ب��الد ف��ي وه��م ب��ت��ق��ري��ب��ه��م ان��ف��ردت وك��ي��فال��م��اج��دي��ن م��ن ال��م��ل��وك س��ل��ي��ل ال��م��رت��ض��ى ال��م��ل��ك أن��ك ع��ل��ىال��س��اب��ق��ي��ن ج��ل��ة م��ن أن��ت ك��م��ا ال��ورى ب��ي��ن ال��س��ب��ق ل��ك وأن

∗∗∗ع��اب��ث��ي��ن ب��ه��ا أراه��م ف��ك��ن��ت ب��غ��رن��اط��ة ح��ل��ل��ت وإن��يل��ع��ي��ن م��ك��ان ب��ك��ل ف��م��ن��ه��م وأع��م��ال��ه��ا ق��س��م��وه��ا وق��دي��ق��ض��م��ون وه��م ي��خ��ض��م��ون وه��م ج��ب��اي��ات��ه��ا ي��ق��ب��ض��ون وه��مالب��س��ون ألوض��ع��ه��ا وأن��ت��م ال��ك��س��ا رف��ي��ع ي��ل��ب��س��ون وه��مخ��ؤون أم��ي��ن��ا ي��ك��ون وك��ي��ف س��رك��م ع��ل��ى أم��ن��اك��م وه��م

«باديس». بريد 2«منها». األصل يف 3

61

Page 62: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ي��أك��ل��ون إذ وي��دن��ون ف��ي��ق��ص��ي، دره��م��ا غ��ي��ره��م وي��أك��ل

∗∗∗ال��ع��ي��ون ن��م��ي��ر إل��ي��ه وأج��رى داره ق��رده��م ورخ��مق��ائ��م��ون ب��اب��ه ع��ل��ى ون��ح��ن ع��ن��ده ح��وائ��ج��ن��ا وص��ارتراج��ع��ون رب��ن��ا إل��ى ف��إن��ا دي��ن��ن��ا وم��ن م��ن��ا وي��ض��ح��كال��ص��ادق��ي��ن م��ن ك��ن��ت ك��م��ال��ك إن��ه م��ال��ه ف��ي ق��ل��ت ول��و

∗∗∗ظ��اه��رون وه��م خ��م��ول ون��ح��ن ه��م��ة ل��ن��ا ت��ك��ون وك��ي��فم��ح��س��ن��ون وه��م أس��أن��ا ك��أن��ا ب��ي��ن��ه��م م��ن األذل��ة ون��ح��وي��ف��ع��ل��ون ب��م��ا ره��ي��ن ف��أن��ت ب��أف��ع��ال��ه��م ف��ي��ن��ا ت��رض ف��الال��م��ف��ل��ح��ون ه��م اإلل��ه ف��ح��زب ح��زب��ه ف��ي إل��ه��ك وراق��ب

األلسن وتداولتها القلوب فحفظتها غرناطة إىل فسافرت إلبرية يف القصيدة عملهياج. وكان مساء، وكان صباح، وكان

غرناطة. يف املآيس أفجع من مأساة عىل الستار أسدل ثم

62

Page 63: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

املرصية الفكاهة ألوان من لون

ملاذا؟ بها. ويحتفلون ويتذوقونها صنعها يف يتفننون الحلوة، بالفكاهة املرصيون امتازأدري. ال

ماليني دون غناء الناس أحسن الوهاب عبد ومحمد كلثوم أم كانت ملاذا أدري ال كمااملرصيني.

أدري ال كله؟ الرشق مدن من غريها من الفن هذا عىل أقدم القاهرة كانت وملاذاما الغربية املدن يف فهناك والحضارة، املدنية يف تقدم مسألة املسألة وليست … أيضايف فاقت صغرية مدن العالم ويف النكتة. يف يجاريها ال ولكن مدنية، القاهرة مدينة يفوق

الكبرية. طنطا مدينة ذلك يف الصغرية رشيد مدينة فاقت كما الكبرية، املدن ذلكوالتنكيت باألشخاص، والسخرية بالفكرة، السخرية فهناك وألوان. أشكال والفكاهة

إلخ. إلخ باأللفاظ، التورية طريق عنلطيف. تاريخ له طريف لون اليوم نعرضه الذي ولوننا

شابان القاهرة يف كان أن ١٨٦٣ سنة إىل ١٨٥٧ سنة املايضمن القرن يف حدث فقدومرحهما استهتارهما إىل — وهما بوهيمية، عيشة يعيشان كبريتني أرستني من مورسانالشعراء ويعرفان األدب، كتب من الكثري يقرآن ظريفان، أديبان — الرشاب يف وإفراطهمافيه ظريف مجلس ولهما ويرويانه، يحفظانه الجيد الشعر ويتخريان دقيقة، معرفةنافع. بك الحميد وعبد طاهر، أفندي إبراهيم هما الفكاهة، وفيه الشعر وفيه الرشابواحد كل عىل ويخلعا عرصهما، يف والعلماء األدباء يستعرضا أن لهما خطر مما فكان

معه. وينسجم ويلبسه يناسبه القدماء األدباء ألقاب من لقبا منهمااللقب وحي يتفق أن بد وال وداللته، وحيه اسم فلكل باليسرية، ليست مهمة وهيلو األسماء فبعض واالستحسان، بالضحك الجمهور يقابله بارعا اتفاقا به امللقب مع

Page 64: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

منسجما، يكن لم وزير أو شاعر أو أديب به سمي لو ولكن مناسبا، كان كناس به سميبالذكاء، يوحي وبعضها بالثقل، يوحي وبعضها بالظرف. يوحي وبعضاألسماء وهكذا..

وهكذا. بالغباء، يوحي وبعضهاحينا، واملرح الضحك فيها فأشاع األدبية األوساط يف ضجة هذا عملهما وأثارألقابهما. بعض نذكر ونحن لطيفة. حامية معركة فكانت حينا، والخصومة والغضب

ووقار، جالل فيه األعيان، من عينا وكان الرتجمان»، أغا «عىل القاهرة يف كانالفاضل». «القايض فسمياه ظريفة، وشيبة نظيفة، بعمامة

يف سهال العبارة، عذب اللفظ، رقيق ظريفا، أديبا فكري» باشا هللا «عبد وكانسهل». «ابن فسمياه فطرته، عىل والنكتة سجيته، عىل الحديث يرسل طباعه

«األخطل»، فسمياه الرأس، كبري ضخم فكري» بك الغني «عبد اسمه صديق له وكانكثري قصريا نحيفا وكان املشهور، الشاعر الساعاتي» صفوت «محمود عليهما وعرضوعمل الناس، يف شاع ملا اللقب هذا غاظه وقد الجن». «ديك فسمياه والحركات اللفتات

طاهر. أفندي إبراهيم يف هجاء قصائدالقامة، طويل بوالق، مطبعة يف املصحح األديب الدسوقي، إبراهيم الشيخ وكانلسيدنا األخرض الباب عند يجلس السمر، حلو الفكاهة، كثري الهامة، كبري البنية، قوي«مهيار فسمياه الشارع، آخر من تسمع عالية ضحكة وله أصحابه، مع ويسمر الحسنياملطبعة مصححي وكبري األزهر، علماء أحد العدوى، قطة محمد والشيخ الديلمي»،املرصاع عند يمينا مال شعر بيت قال فإذا وشماال، يمينا تمايل درس إذا كان األمريية،والشيخ النرص، أبو عىل والسيد شادوف». «أبو فسمياه الثاني، املرصاع عند ويسارا األولأبو وكان والتنادر. بالظرف معروفني وكانا إسماعيل، الخديو نديمي كانا الليثي عىلكان إذ دالمة» «أبو الليثي عىل الشيخ وسميا العماد»، «ابن فسمياه جدا، طويال النرصشجاعا النفس أبي مرزوق بك إبراهيم وكان للرشيد، دالمة أبو كان كما مضحكا، فكها«أبا فسمياه قويا، شاعرا وكان بها، ومات الخرطوم إىل نفي حتى الحق قول يف جريئا

فراس».فسمياه القد لطيف املنظر، جميل التسمية هذه أيام كان البارودي، سامي ومحمود

رشيق». «ابن«الخليع فسمياه فكاهة، القاهرة يمأل ماجنا أديبا كان الزجال جالل عثمان ومحمد

البغدادي».

64

Page 65: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

املرصية الفكاهة ألوان من لون

بعض عينه ويف السواد، إىل يميل لونه وكان شاعرا، كان مجدي بك صالح والسيد«األحوص». فسمياه حول

انحنت حتى األفيون، أكل من جدا الجسم نحيف كان الخربتاوي أفندي وإسماعيلقرناص». «ابن فسمياه وتقرنص قامته،

يتدحرج كأنه يميش كان واألزجال التوشيحات صاحب مدوخ عثمان والشيخ«دعبل». فسمياه

العالء «أبا فلقباه بالزندقة، يتهم نحيفا كفيفا كان املرصفي، حسني والشيخالسكيت». «ابن فسمياه الكالم قليل كان املرصفي زين الشيخ ونسيبه املعري»،

القامة قصري كان الخلييل، بخان الرشقية اللغات معلم أفندي كامل ومصطفى«العكوك». فسمياه اعوجاج بهما الرجلني، قصري

دائما ويتكلم الظهور ويحب األغنياء يداخل كان األبياري، الهادي عبد والشيخبلدته يف القضاء ويل وأخريا نطقه، يف العني ويضخم وفعلنا. قلنا. فيقول: التعظيم، بنون

الدجاج». «قايض فسمياه الدجاج بتفريخ برمة اشتهرت وقد حولها، وما «برمة»من أفصح إنه عليه: فقاال صفري فيها بالصاد ينطق كان أفندي، رشاره ومحمد

الشيص». «أبا وسمياه بالصاد، نطقآخذة بدايتها، من العرض قليلة كبرية، صفراء لحية بخاتي» محمد «للشيخ وكان

مكانس». «ابن فسمياه نهايتها، إىل فشيئا شيئا العرض يفشعر غزير ووقار، هيبة له اللون، أبيض املعية إمام الرشيدي» أحمد «السيد وكان

إلخ. إلخ «هرقل» فسمياه واسعة فرجية يلبس اللحية، كثيف الشارب،إبراهيم فلقب يلقبه أن صاحبه من منهما كل طلب األلقاب منح من فرغنا وملامأل وهكذا عباد» بن «بالصاحب نافع بك الحميد وعبد الظريف» «بالشاب طاهر أفندي

رخيصا1. الضحك كان أيام وضحكا مرحا هذا بعملهما مرص

العربية املكتبة أغنى ماهرا وخطاطا ظريفا عاملا وكان الفحماوي أحمد الشيخ الحلبة بهذه متصال كان 1

رسالة ألف وقد اسمه، تحمل الحجر بمطابع وطبعت البديع بقلمه خطها التي القديمة الكتب من بكثريأفكار «بنات وسماها الظريفان األديبان هذان وضعها التي واأللقاب املجلس هذا يف يجري كان فيما

املقال. هذا يف لخصناها وقد تيمور باشا أحمد املرحوم مكتبة يف مخطوطة وهي أبكار» وعرائس

65

Page 66: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 67: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العريب(١) األدب يف

األدب دراسة يف طريقة

الحقيق: ابن قال

ل��ل��ق��ائ��ل ال��س��ام��ع وأن��ص��ت ال��ه��وى دواع��ي م��ال��ت إذا إن��يف��اص��ل ع��ادل ب��ح��ك��م ن��ق��ض��ي ب��آرائ��ه��م ال��ن��اس واع��ت��ل��جل��ل��ب��اط��ل ال��ح��ق ب��دون ن��رض��ى وال ح��ق��ا ال��ب��اط��ل ن��ج��ع��ل ال

فأبى: الزبري ابن لقتال مروان بن امللك عبد دعاه وقد آخر، وقال

ق��ري��ش م��ن آخ��ر س��ل��ط��ان ع��ل��ى ي��ص��ل��ي رج��ال ب��ق��ات��ل ف��ل��س��توط��ي��ش س��ف��ه م��ن ال��ل��ه م��ع��اذ إث��م��ي وع��ل��ي س��ل��ط��ان��ه ل��ه

خريم: بن أيمن وقال

ي��ع��ت��دل م��ن��ه��ا ال��م��ي��ل ف��روي��د ب��ي��ن��ا ه��ي��ط��ا1 ل��ل��ف��ت��ن��ة إن

والجلبة. الضجيج الهيط: 1

Page 68: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ف��اع��ت��زل ق��ت��ال ك��ان وإذا ف��ان��ت��ه��ز ع��ط��اء ك��ان ف��إذات��ش��ت��ع��ل ف��دع��ه��ا ال��ن��ار، ح��ط��ب ف��رس��ان��ن��ا ي��وق��ده��ا إن��م��ا

العرص يف والثالثة الثانية وقيلت اإلسالم، صدر يف منها األوىل قيلت أشعار هذه— اليوم شأننا هو كما — األحزاب تتوزعهم والناس مشتعلة، والفتن األول اإلسالمي

به. السيف تكفل اإلقناع عن اللسان عجز فإذا بجانبه، الحق يدعي وكلمن لونا تمثل األشعار هذه من قطعة وكل ألوان، نحن كما ألوانا الناس وكان

زائف. ملاع وبعضها وقور، قاتم وبعضها جميل، زاه األلوان هذه بعض ألوانهم،

يدعو أعىل، مثال تكون أن وأحقها وأروعها األلوان ألجمل تعرض األوىل فالقطعة (١)اإلنسان عىل يجب وتضاربت، اشتبكت إذا واآلراء اختلفت، إذا األهواء أن إىل الشعر هذاكلها اآلراء ويدرس كلها، األهواء عن يبتعد ولكن امليدان، من يفر وال املعركة يتجنب أالوجه له تبني فإذا بزيفها، ينخدع وال باطلها، من صحيحها يعرف حتى وإمعان، دقة يففصال قوال وقاله وعدال صوابا يراه الذي بالرأي فقىض به، التمسك وأعلن أعلنه الصواب

التواء. وال غموض وال إبهام وال فيه لبس اليكون حتى قراره يقر فال بعمل؟ يدعم لم إذا القول فما بالقول، يكتفي ال هو ثمغريه، يشء ال أو كله الحق فإما الحلول، بأنصاف يكتفي ال ثم الباطل، محل ويحل الحق

للباطل». الحق بدون نرىض «وال قوله فذلكاألول، القائل مع يصطدم ال وقائلها جميل معنى عىل وقعت القطعتني وثانية (٢)عىل شخص انتصار أجل من يقاتل أن يحب ال إنه يقول: أن يريد فهو يجاذبه، ولكنأقوالنا إىل ترجم إذا قول وهو مسلما، واملقاتل مسلما املقاتل كان إذا سيما وال شخص،دام ما ذاك، وزعماء هذا زعماء أجل من حزبا يقاتل وال حزبا ينرص ال إنه قيل املعارصةقتال ولكنه للحق قتاال ليس املوقف هذا مثل يف فالقتال واحدة، أمة أبناء كلهم الزعماءنتيجته كانت إن والقتال اإلثم، وعيل الغنم له لزعيم أقاتل أن بنفيس أربأ وأنا للزعيم.

قوله: فذلك وطيش؛ سفه النتيجة، كانت أيا وخسارتي كان، أيا شخص غنم

وط��ي��ش س��ف��ه م��ن ال��ل��ه م��ع��اذ إث��م��ي وع��ل��ي س��ل��ط��ان��ه ل��ه

القتال وهو األوىل األبيات يف اإليجابي املعنى ذلك السلبي املعنى هذا إىل انضم فإذاالغاية. بلغ فقد للرؤساء وال للزعماء ال الحق، نرصة ويف الحق سبيل ويف للحق

68

Page 69: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(١) العربي األدب يف

الفتنة نار الزعماء أوقد إذا يقول: الثالثة. رش فصاحبها األخرية األبيات أما (٣)والتضحية القتال وقت كان فإذا بمغانم، تنتهي فتنة فكل بإيقادها، بأس وال فليوقدوها،وقت كان وإذا لفحتها، تمسني ال بحيث ولكن بمرآها أستمتع النار، عن بعيدا فألكنأنال حتى واملضحني املقاتلني هام فوق وعلوت امليدان يف ظهرت واألسالب الغنائم توزيع

نصيب. أكرب املغانم منإال تسريهم ال العصور، كل يف الرشيرة النفوس كل نفسية عن الشاعر هذا عرب وقدويزعمون تضحية، غري من املغنم يريدون مغانمهم، إال الدنيا يف يقدرون وال شهواتهم،املحافل ويتصدرون الغرم، عند الرائي يراهم ال واجب، أداء غري من الحقوق ألنفسهمبأس وال مطلب، أحق ال مغنم أكرب فيه يظنون من هو عندهم الحق الزعيم الغنم، عندعنده املغنم ألن أمس؛ زعيم رش إنه قالوا من هو اليوم زعيم خري أن يعلنوا أن عندهموليلة يوم بني وتنعكس تتقلب العامة املسائل عىل وأحكامهم أمس، عنده يكن ولم اليومعىل دقيقا حسابا كلها األمة أمور يحسب يعتزله، ومن الحكم يتوىل من إلشاعات تبعاوذاك كفه يف هذا ويضع تلك، يف يناله وكم الحالة هذه يف النفع من يناله كم أساسويف تتواله، التي الوزارات ويف الحكم، نظم يف حكمه يصدر األساس هذا وعىل كفة؛ يف

قوله: فذلك تقدمها، التي املشاريع

ف��اع��ت��زل ق��ت��ال ك��ان وإذا ف��ان��ت��ه��ز ع��ط��اء ك��ان ف��إذا

فينا. هذا أمثال من تكثر ال فاللهموينرصه، الحق يتحرى األول كان فإن الجميع، رش هو رابع نموذج وهناك (٤)نهاز رجل والثالث ملبدأ، يقاتل فإنما قاتل فإن لزعيم وال لشخص يقاتل ال والثانيليس الرابع فهذا وغنم. وطالب ظهر األسالب توزيع وقت جاء إذا حتى يقبع، للفرص،بل وطمأنينتهم، الناس لهدوء يرتاح ال هو كلها، هذه غري نوع من هو جميعا، كهؤالءأقاويل من يخرتع بما الناس بني والبغضاء العداوة وحرك أيقظها، الفتنة نامت إذا هوالكالم ويحرف يثريهم، ما لهؤالء ويقول يغضبهم ما لهؤالء ويقول كوامن، من ويثري

الضغينة. ليخلق يقولوا لم ما الناس ويقول الرش، ليبذر مواضعه عنذلك من نفض القتال يف الخصوم واشتبك الغيظ واحتدم النار تأججت إذا حتىلإلنسان قال إذ يطان الش ﴿كمثل فكان كيدا، يدبر ولم ا رش يثر لم أنه وزعم يده، كلهإذا للطمأنينة يحزن العالمني﴾، رب هللا أخاف إني نك م بريء إني قال كفر ا فلم اكفر

69

Page 70: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

غبطة ازداد والرصعى القتىل كثرت وكلما كان، هو إذا ويفرح للشغب ويعمل كانت، هيالتسرت. يف وأمعن

قيمة فال قتل، هو إذا أفعاله عىل والثناء املوت، بعد الحسن بالذكر يهزأ هو ثمغانما. ساملا حياته يف القيمة كل القيمة وإنما عنده، كله ذلك من ليشء

يقول: الذي السلمي الفرار هو ذلك

ي��دي ل��ه��ا ن��ف��ض��ت ال��ت��ب��س��ت إذا ح��ت��ى ب��ك��ت��ي��ب��ة ل��ب��س��ت��ه��ا وك��ت��ي��ب��ةم��س��ن��د وآخ��ر م��ن��ع��ق��ر ب��ي��ن م��ن ظ��ه��وره��م ال��رم��اح ت��ق��ص ف��ت��رك��ت��ه��مت��ب��ع��د؟2 ال رج��ال��ه��ا دون وق��ت��ل��ت ن��س��ائ��ه��م م��ق��ال ي��ن��ف��ع��ن��ي ك��ان م��ا

مزية جميعا الشعراء هؤالء ويف ومكان، زمان كل يف الفتن يف الناس أصناف هذهالثالث الصنف من الناس يف أن حني عىل وصف، أصدق نفسه وصف قد فكل الرصاحة،أمة تصلح فليست حال كل وعىل الثاني. أو األول الصنف من أنه نفاقا ويزعم الرابع أو

اآلخرون. فيها ويقل األولون فيها يكثر حتى

ما إىل أسند املرصوع واملسند: الرتاب، وهو العفر يف امللقي واملنعفر تكرس، ونقص: خلطتها، لبستها: 2امليت. عىل ترحما تقال كلمة وهي تهلك ال تبعد: وال رمق، وبه يمسكه

70

Page 71: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العريب(٢) األدب يف

كربى ذلة

عرف األموية، الدولة رجاالت من رجال باألشدق امللقب العاص بن سعيد بن عمرو كانمعاوية. ابن ليزيد املدينة وويل والسخاء، والفصاحة والعظمة بالقوة

البيت من يخرج األمر وكان معاوية بن يزيد بن معاوية بعد الدولة ضعفت فلمامعاونة وأحسنهم مروان، خاله تولية يف الناس أجد هذا األشدق عمرو كان األموي،مرج يوم مروان مع قاتل الزبري، ابن أمر وإفساد أمره صالح يف واجتهادا له، ومكاتفةهذا عمرا مروان وجه فلسطني عىل لالستيالء مصعبا أخاه الزبري ابن وجه وملا راهط،

املدينة. إىل ورده وجيشه مصعبا فهزم جيش رأس عىلوأطاعوه جنده فأحبه أعوانه، عىل الكثرية األموال وبذله بسخائه قويا عمرو وكان

بها. يستهان ال قوة كان حتى بإشارته وعملوارأيه. يف قوي نفسه، يف عظيم جنده، يف عزيز نسبه، يف عزيز فهو

لنصيحته. واحتياجا لطاعته استدعاء بعده من بالخالفة فمناه كله بذلك مروان شعرالعزيز وعبد امللك عبد ابنيه إىل ونظر األقطار له ودانت ملروان األمر استمكن فلمالعبد بعده من بامللك وعهد لعمرو، عنده فنيس عنهما، امللك يخرج أن عليه عز فأعجباه،

العزيز. لعبد بعده من ثم امللكنفسه يصف الداهية القوي هو وهو الفرص وينتهز الغصص يتجزع عمرا وتركوجرستني األمور، رضستني ولقد املرضة، لقمن وإني املذاق، بحلو أنا ما «وهللا فيقول:

Page 72: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أتتبع ال النهار، داهية الليل ساكن أني لتعلم قريشا وإن مرة. وأمنا مرة فزعا الدهور1،أبي». لغري أدعى وال شبهي، يستنكر وال حاجتي، أقمص وال الظالل،

بي. يوص ولم إيل أوىص أبي إني قال: أبوك؟ بك أوىص من إىل مرة: له وقيلمروان. بن امللك عبد فتوىل البيعة ونفذت مروان مات

وسائر مكة، يف الزبري بن هللا وعبد العراق يف فمصعب امللك. عبد عىل الفتن وثارتإىل عمرو فتقدم سعيد، بن عمرو أمثال األنصار إىل محتاجة والدولة فتنة، يف األقطارمعه حاربت وما بشأنه قمت وما معونة، من ألبيك قدمت ما لتعلم إنك وقال: امللك عبد

مطلبه. عليه وأنكر جفاء يف امللك عبد عليه فرد بعده؟ األمر يل يجعل أن وعدني وماوأعلن عليها واستوىل دمشق، إىل وخرج العراق إىل امللك عبد خروج عمرو فانتهزبلغ فلما للقتال، واستعد املدينة وحصن وبايعوه، دمشق، أهل وأجابه لنفسه، الخالفةدمشق إىل وقفل الزبري، ابنا هللا وعبد مصعب أهمه مما أكثر األمر أهمه امللك عبد ذلكعمرو قتال يف قوته يضيع أن امللك عبد فخاف للقتال، مستعدة األبواب مغلقة فوجدهاعىل مقدما بعده من األمر والية له ويجعل املال، بيت يوليه أن له وضمن ومناه، فراسلهعهدا له فكتب مكتوبة، كلها الرشوط هذه تكون أن إال عمرو فأبى العزيز، عبد أخيهوكان الخالفة. دار ونزل امللك عبد فدخلها دمشق له وفتح عمرو فقبل ووقعه. ووثقه

إليه. سكن حتى امللك عبد فيكرمه إليه يركب عمروأوىص امللك عبد وكان ركبه، يف إليه فخرج لعمرو يوما بعث الفرصة أمكنته فلماجلسته يف عمرو اطمأن إذا حتى ففعلوا، معه من دون األبواب توصد أن عمرو دخل إذاأتطمع وقال: امللك عبد فضحك سيفي؟ أيؤخذ عمرو: فقال سيفه منه فأخذ حارس تقدمعهدا هللا أعطيت كنت إني امللك: عبد قال ثم منك؟ كان الذي بعد بسيف معي تقعد أنبجامعة وأمر حديدا، أثقلك ثم عنقك إىل يديك أجمع أن مستمكنا منك عيني مألت إنعبد فقال والرحم، هللا ناشده الرش أحس فلما ورجليه، عنقه يف فصريهما له أعدا وقيداجتمع ما وهللا النواظر. بدم لفديتك ملكي يل ويصلح تبقى أنك علمت لو إني امللك:عمرو، جند إىل رأسه ورمى فقتل به أمر ثم صاحبه، أحدهما قتل إال هجمة2 يف فحالن

الدنانري. بجمع واشتغلوا الرأس فرتكوا الدنانري ببدر معه ورمى

واختربتني. جربتني جرستني: 1

األربعني. فوق اإلبل جماعة الهجمة 2

72

Page 73: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٢) العربي األدب يف

تقول: حارسة فخرجت امللك عبد بن للوليد زوجة عمرو أخت وكانت

غ��در ع��ل��ى ال��ب��ي��وت ي��ب��ن��ي وك��ل��ك��م ب��اط��ل خ��ي��ط ب��ن��ي ي��ا ب��ع��م��رو غ��درت��مي��دري ال وه��و ب��غ��ت��ة ال��م��ن��اي��ا أت��ت��ه أن��ه غ��ي��ر ع��اج��زا ع��م��رو ك��ان وم��اص��ق��ر ع��ل��ى اج��ت��م��ع��ن ال��ط��ي��ر م��ن ب��غ��اء ي��ق��ت��ل��ون��ه إذ م��روان ب��ن��ي ك��أنس��ت��ر3 م��ن ال��ق��راب��ة ب��ي��ن م��ا وت��ه��ت��ك أه��ل��ه��ا ال��ذل ت��ع��ق��ب دن��ي��ا ال��ل��ه ل��ح��ي

∗∗∗

استشار امللك عبد أن ذلك العربي؛ األدب درر من درة عىل ألدل الحديث هذا سقتكان رجال «سأل ولكنه عمله، فأطروا كثريون وهم املنافقون فأما فعل، فيما أصحابهفعيل من كان ما ترى ما له: فقال األمر»، عليه ضاق إذا رأيه عن ويصدر يستشريه

سعيد؟ بن بعمرو

دركه. فات قد أمر الرجل:لتقولن. امللك: عبد

وحييت. قتلته لو حزم الرجل:بحي؟ لست أو امللك: عبد

عقد. وال بعهد منه يوثق ال موقفا نفسه وقف من بحي ليس هيهات. الرجل:ألمسكت. فعيل سماعه تقدم لو كالم امللك: عبد

العهود يقطعون ممن الساسة كبار مسامع إىل يصل األمني الناصح هذا كالم ليتوتدير نفسها لتحكم الصغرية األمم مصري وضمان األطلنطي وميثاق األربع الحريات عىل

وعدهم. ويخلفون عهدهم، ينسون ثم أمرها

برش أو العاص أبي ابن الحكم بن ليحيى إنها البالذري وقال عمرو. ألخت األبيات هذه املسعودي روى 3

مروان. بن

73

Page 74: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

مهما قول، يف له يطمأن وال بعهد، له يوثق ال الفعلة هذه بعد امللك عبد أصبح لقدمن بحي «ليس يقول: إذ الناصح هللا ورحم ناكث. كل مصري وهذا باأليمان. وأكده وثقه

تقول: إذ عمرو أخت هللا ورحم عقد» وال بعهد منه يوثق ال موقفا وقف

غ��در ع��ل��ى ال��ب��ي��وت ي��ب��ن��ي وك��ل��ك��م ب��اط��ل خ��ي��ط ب��ن��ي ي��ا ب��ع��م��رو غ��درت��مس��ت��ر م��ن ال��ق��راب��ة ب��ي��ن م��ا وت��ه��ت��ك أه��ل��ه��ا ال��ذل ت��ع��ق��ب دن��ي��ا ال��ل��ه ل��ح��ي

74

Page 75: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العريب(٣) األدب يف

اليقني قبل الشك

جديد بأسلوب الناس عىل طلعت أنها األوربية الحديثة النهضة خصائص عن عرف مماالشك، إليه يعلو ال تلسيما باملقدمات التسليم وهو القديم، األسلوب به هاجمت البحث يفوالبحث مسلمة، قضايا تؤخذ فاملقدمات املنطقي، القياس عىل االعتماد كل واالعتمادالنمط هذا عىل النهضة قادة فثار منه، االستنتاج ورشوط وشكله القياس يف البحث كلوتجرب، تمتحن حتى بها التسليم وعدم وبحثها املقدمات يف الشك يطلبون ورصخواأو إليه، انتسب دم أو اعتقدها لعقيدة تعصبا كان سواء أشكاله، كل يف التعصب وعدموتأثر ألفها نظم أو الباحث، مزاج مع يتفق شخيص ميل أو قاله، كبري فيلسوف قولأصول من أصل والشك أخريا. ليستيقن أوال يشك أن يجب فالباحث ذلك. نحو أو بها

اليقني. يسبق أن ويجب البحثبيكون»، «فرنسيس بالشك النداء يف وامللحني املنهج هذا واضعي أسبق من وكان

ذلك: يف اللطيفة أقواله ومن

عقال منحت أني ذلك الحقيقة، لدراسة صالحيتها ليشء صالحة نفيس أجد لممن وله األشياء، بني الشبه وجوه إدراك من يمكنه ما واملرونة النشاط من لهالبحث، يف رغبة منحت وألني بينها، الخالف وجوه تعرف عىل يعينه ما الرزانةوعناية للفحص، واستعدادا الجزم، يف وبطأ بالتفكري، وغراما الشك، عىل وصربا

Page 76: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

كل وأكره بالقديم، إعجاب وال بالجديد ولع يل وليس خلقت وألني بالرتتيب،الخداع. أنواع

وثيق. اتصال بها ولها الحقيقة تألف طبيعة فيل

يف الشباب عهد من بقي ما «أنفقت وقال: الشك يف وتعمق فشك «ديكارت» وجاءمن رجاال الحديث وأبادل الجيوش، سلك يف وأنخرط قصورهم، يف امللوك أزور االرتحال،وأغوص شتى، ألوانا التجربة من وأجمع املتباينة، والطبقات املتفاوتة، املناصب ذوي

جديدا». علما أستفيد لعيل تجارب من أصادف فيما بفكريلنا فليس علم، من إلينا تنقله ما عىل تؤتمن ال تركيبها بطبيعة الحواس «إن وقال:شيئا، تلك أو هذه من نستثني ال معا، الحسية اآلثار ويف العقل أحكام يف الشك من بدالحواس ولكن املادة، بأنواع ملئ فالعالم الشك يحتمل ال بديهيا منها يبدو ما حتى

خادعة1». غاشة والحواس فيها، ما بكل الطبيعة، بوجود أنبأتناثم واستقرارا، ثباتا لها ونحسب أحواال، ونتخيل أمورا، النوم يف نعتقد إننا «ثمتصوراتنا تكون أن من املانع فما حلما، كان النوم أثناء رأيناه ما أن فنعلم نستيقظبها نميز أن يمكن يقينية أمارات هناك وليس لها؟ حاصل ال خياالت كلها اليقظة يف

وجالء2». بوضوح النوم من اليقظةأنها عىل الخاطئة اآلراء من طائفة تلقيت قد األوىل سنواتي منذ أنني «الحظت وقال:املايض، يف تلقيتها التي اآلراء من نفيس أخلص أن يجب أنه حكمت ذلك ومن صحيحة،

العلوم3». يف راسخ ثابت يشء إقامة أردت إذا أساسه من البحث أعاود وأنالشك أمام تبقى واحدة حقيقة يل فستبقى الشك يف وأمعنت شككت مهما «ولكن

أشك». أني يف أشك فلن الشك يف ألححت فمهما تشك، ذاتا هناك أن وهي الجارف،البحث5. يف منهج أنه عىل الشك يف وأفاض تفكريه4 بدأ النقطة هذه ومن

الحديثة. الفلسفة قصة انظر 1أمني. عثمان للدكتور ديكارت 2

املصدر. نفس 3الحديثة. الفلسفة قصة 4

.١٤٠–١٦١ ص من أمني عثمان للدكتور ديكارت كتاب يف الشك فصل انظر 5

76

Page 77: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٣) العربي األدب يف

الغزايل اإلمام صفحة أروعها لعل القبيل هذا من رائعة صفحات العربي األدب ويفكله ذلك وتسجيل لفتاته، يف لديكارت وسبقه للحق، وتحريه وشكه العلمية حريته يفشبابي عنفوان يف أزل «لم يقول: الضالل» من «املنقذ كتابه يف ال مفص دقيقا تسجياللجة أقتحم الخمسني عىل السن أناف وقد اآلن، إىل العرشين بلوغ قبل البلوغ راهقت منذيف وأتوغل الحذور، الجبان خوض ال الجسور، خوض وأخوضغمرته العميق، البحر هذامذهب أرسار وأستكشف فرقة، كل عقيدة عن وأتفحص ورطة، كل وأقتحم مظلمة كلأطلع أن وأحب إال باطنيا أغادر ال ومبتدع، ومتسنن ومبطل، محق بني ألميز طائفة، كلالوقوف وأقصد إال فلسفيا وال ظهارته، حاصل أعلم أن وأريد إال ظاهريا وال بطانته، عىلصوفيا وال ومجادلته، كالمه غاية عىل اإلطالع يف وأجتهد إال متكلما وال فلسفته، كنه عىلحاصل إليه يرجع ما وأترصد إال متعبدا وال صوفيته، رس عىل العثور عىل وأحرص إالوزندقته». تعطيله يف جرأته ألسباب للتنبه وراءه وأتجسس إال معطال زنديقا وال عبادته،وريعان أمري، أول من وديدني دأبي األمور حقائق درك إىل التفطن كان «وقدعني انحلت حتى وحيلتي، باختياري ال جبلتي، يف وضعتا هللا من وفطرة غريزة عمري،صبيان رأيت إذ الصبا، سن عهد قرب عىل املوروثة العقائد عيل وانكرست التقليد، رابطةالتهود، عىل إال لهم نشوء ال اليهود وصبيان التنرص، عىل إال نشوء لهم يكون ال النصارىهللا رسول عن املروي الحديث وسمعت اإلسالم، عىل إال لهم نشوء ال املسلمني وصبيانفتحرك ويمجسانه» وينرصانه يهودانه فأبواه الفطرة عىل يولد مولود «كل يقول: حيثالوالدين بتقليد العارضة العقائد وحقيقة األصلية، الفطرة حقيقة معرفة إىل باطنيعن منها الحق تمييز ويف تلقينات، وأوائلها التقليدات، هذه بني والتمييز واألستاذين،طلب من بد فال األمور، بحقائق العلم مطلوبي إنما نفيس: يف فقلت اختالفات، الباطلانكشافا املعلوم فيه ينكشف الذي هو اليقيني العلم أن يل فظهر هي؟ ما العلم حقيقة

والوهم». الغلط إمكان يقارنه وال ريب، معه يبقى الفهو اليقني، من النوع هذا أتيقنه وال الوجه، هذا عىل أعلمه ال ما كل أن علمت «ثم

يقيني». بعلم فليس معه أمان ال علم وكل معه، أمان وال به ثقة ال علميف إال الصفة بهذه موصوف علم من عاطال نفيس فوجدت علومي عن فتشت «ثمإال املشكالت اقتباس يف مطمع ال اليأس حصول بعد اآلن فقلت: والرضوريات، الحسياتبليغ بجد فأقبلت … أوال إحكامها من بد فال والرضوريات، الحسيات وهي الجليات، منبي فانتهى فيها، نفيس أشكك أن يمكنني هل وأنظر: والرضوريات املحسوسات يف أتأمل

77

Page 78: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يتسع وأخذ أيضا، املحسوسات يف األمان بتسليم نفيس تسمح لم أن إىل التشكيك طولإىل تنظر وهي البرص، حاسة وأقواها باملحسوسات الثقة أين من ويقول: فيها الشكساعة بعد واملشاهدة بالتجربة ثم الحركة بنفي وتحكم متحرك، غري وافقا فرتاه الظلتكن لم حتى ذرة، ذرة التدريج عىل بل بغتة، دفعة يتحرك لم وأنه متحرك، أنه تعرفالهندسية األدلة ثم دينار، مقدار يف صغريا فرتاه الكوكب إىل وتنظر وقوف، حالة لهحاكم فيها يحكم املحسوسات من وأمثاله هذا املقدار؛ يف األرض من أكرب أنه عىل تدلقد فقلت: مدافعته، إىل سبيل ال تكذيبا ويخونه العقل حاكم ويكذبه بأحكامه، الحسكقولنا األوليات من هي التي بالعقليات إال ثقة ال فلعله أيضا. باملحسوسات الثقة بطلتال الواحد واليشء الواحد، اليشء يف يجتمعان ال واإلثبات والنفي الثالثة، من أكثر العرشة

محاال». واجبا معدوما، موجودا قديما، حادثا يكونوقد باملحسوسات؟ كثقتك بالعقليات ثقتك تكون أن تأمن بم املحسوسات: «فقالتتصديقي؟ عىل تستمر لكنت العقل حاكم ولوال فكذبني، العقل حاكم فجاء بي واثقا كنتحاكم تجىل كما حكمه، يف العقل كذب تجىل إذا آخر حاكما العقل إدراك وراء فلعلفتوقفت استحالته! عىل يدل ال اإلدراك ذلك تجيل وعدم حكمه، يف الحس فكذب العقلوتتخيل أمورا، النوم يف تعتقد تراك أما وقالت: باملنام، إشكالها وأيدت قليال النفسأنه فتعلم تستيقظ ثم فيها، الحالة تلك يف تشك وال واستقرارا، ثباتا لها وتعتقد أحواال،تعتقده ما جميع يكون أن تأمن فبم وطائل، أصل ومعتقداتك متخيالتك بجميع يكن لمحالة عليك تطرأ أن يمكن لكن حالتك، إىل باإلضافة حق هو — عقل أو بحس يقظتك يف

«… منامك إىل يقظتك كنسبة يقظتك إىل نسبتها تكونيتيرس، فلم عالجا لذلك حاولت النفس يف وانقدحت الخواطر هذه يل خطرت «فلمافإذا األولية، العلوم تركيب من إال دليل نصب يمكن ولم بالدليل، إال دفعه يكن لم إذأنا شهرين من قريبا ودام الداء هذا فأعضل الدليل، ترتيب يمكن لم مسلمة تكن لممن هللا شفى حتى واملقال، املنطق بحكم ال الحال بحكم السفسطة مذهب عىل فيهمامقبولة العقلية الرضوريات ورجعت واالعتدال، الصحة إىل النفس وعادت املرض ذلكهللا قذفه بنور بل كالم، وترتيب دليل بنظم ذلك يكن ولم ويقني، أمن عىل بها موثوقااألدلة عىل موقوف الكشف أن ظن فمن املعارف. أكثر مفتاح هو النور وذلك الصدر، يف

الواسعة». هللا رحمة ضيق فقد املحررةعليها. تعليقي تسمع أن قبل وثالثا واثنتني مرة تقرأها أن أرجو القيمة النبذة هذه

78

Page 79: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٣) العربي األدب يف

وما تعلم ما كل يف الشك يف وإمعانه نفسه، مالحظة يف للغزايل رائعة صفحة هذهتلقن.

فكل للعلم، صالحا أساسا ليس أنه ورأى العقائد، يف التقليد بدء بادئ رفض لقداألديان فأهل التقليد، هذا عىل بناء الحق هو دينه أن زعم فإذا دينه، أهل يقلد دين ذيالعجزة شعار التقليد يكون أن جاز وإذا قوله، مثل يقولوا أن يستطيعون األخرىيجب إنما هؤالء فإن القوية، العقول وأصحاب الخاصة إليه يطمنئ أن يصح فال والعامة

اليقيني. العلم عىل يعتمدوا أناليقيني؟ العلم وما

وال ريب معه يبقى ال انكشافا املعلوم به ينكشف الذي «العلم بأنه الغزايل يعرفهوالوهم». الغلط إمكان يقارنه

فلم وشيخوخته شبابه ويف صغره من تعلمه ما الغزايل استعرض األساس هذا عىلمعلوماتنا منه تستمد أن يصح ما أقىص ألن الوصف؛ بهذا يتصف أن يصح ما فيها يجدفالحواس عليه، يستند أن يصح ال وكالهما العقلية، واألوليات املحسوسات هو ثبوتهاتكون أن املحتمل من إذ أيضا الشك يعرتيها العقلية واألوليات شك، غري من خداعةفما االنتباه، بددها استقيظ فإذا نومه، مدة بثبوتها يعتقد النائم، كحالة عقلية، الحالةفريى جديدة، زاوية من العالم إىل فيها ينظر أخرى حالة اإلنسان تغىش أن يمنع الذيحالة أن يرون فإنهم للصوفية، يحدث ما هذا ونظري مزيفة. كذلك اليقظة حالة أن فيها

الحواس. كخداع خداعة اليقظةإذن؟ الحق فأين

ويشك بيشء، يؤمن ال سوفسطائيا أصبح — نفسه عن يحدثنا كما — الطور هذا يفيشء. كل يف

املعارف كل فاستعرض موقفه، من يتثبت أن أراد املخلص، النهم القوي العقل هذافقال: يطمئنه. ما فيها يجد لعله زمانه يف

وصنفت منهم، املحققني كتب وطالعت وعقلته، فحصلته الكالم، بعلم «ابتدأتبمقصودي واف غري بمقصوده وافيا علما فصادفته أصنف، أن أردت ما فيهالنبوة من بالقبول املتلقاة العقيدة عن والنضال السنة، عن الذب أحسنوا لقدإىل واضطرهم خصومهم، من تسلموها مقدمات عىل ذلك يف اعتمدوا ولكنهم …وكان واألخبار، القرآن من القبول مجرد أو األمة، إجماع أو التقليد إما تسليمها

79

Page 80: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

مسلماتهم، بلوازم ومؤاخذتهم الخصوم مناقضات استخراج يف خوضهم أكثرفلم أصال. شيئا — الرضورات سوى — يسلم ال من حق يف النفع قليل وهذا

.«6 شافيا أشكوه كنت الذي لدائي وال كافيا، حقي يف الكالم (علم) يكن

«إني فقال: طلبته فيها يجد لعله الفلسفة إىل اتجه الكالم علم من فرغ أن وبعدفساد عىل يقف ال أنه يقينا وعلمت الفلسفة، بعلم ابتدأت الكالم علم من الفراغ بعدعليه يزيد ثم … أعلمهم يساوي حتى العلم ذلك منتهى عىل يقف ال من العلوم من نوعمن أحدا أر ولم حقا، فساده من يدعيه ما يكون أن يمكن ذاك وإذ درجته، ويجاوزأقل يف علومهم منتهى عىل هللا فأطلعني … ذلك إىل وهمته عنايته رصف اإلسالم علماءوأردده أعاوده سنة، من قريبا فهمه بعد فيه التفكر عىل أواظب أزل لم ثم سنتني، من

وأغواره». غوائله وأتفقدهي: الفلسفة فروع أن البحث، بعد استخلص وقد

ومعرفتها. فهمها بعد مجاحدتها إىل سبيل ال برهانية أمور وهذه رياضيات: (١)غاية تنكر، ال أيضا وهذه واملقاييس، األدلة طرق يف النظر وهي ومنطقيات: (٢)االنتهاء عند لكنهم محالة، ال اليقني تورث أنها يعلم رشوطا للربهان يجمعون «أنهم األمر

التساهل». غاية تساهلوا بل الرشوط، بتلك الوفاء أمكنهم ما الدينية املقاصد مناألجسام من تحتها وما وكواكبها السماوات عالم عن البحث «وهي وطبيعيات: (٣)وأسباب واملعادن والنبات كالحيوان واملركبة والنار7، والرتاب واملاء، كالهواء املفردةوأعضائه اإلنسان جسم عن الطب بحث يضاهي وذلك وامتزاجها»، واستحالتها تغريهارشطه من فليس الطب، علم إنكار الدين رشط من ليس أنه وكما والخادمة. الرئيسية«تهافت كتاب يف ذكرناها معينة مسائل يف إال الطبيعيات)، (علم العسلم ذلك إنكار أيضا

الفالسفة».ما عىل بالرباهني الوفاء عىل قدروا فما أغاليطهم. أكثر ففيها اإللهايات: وأما (٤)ناظرا أغاليطهم بيان يف اسرتسل ثم فيها بينهم االختالف كثر ولذلك املنطق، يف رشطوا

دينية. نظرة فيها

الضالل. من املنقذ 6زمنه. يف يعتقد كان ما هذا 7

80

Page 81: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٣) العربي األدب يف

عىل مبنية ألنها فيها؛ البحث يطل لم وهذه واألخالقيات: السياسيات، ثم (٥)من مستمد وأمثاله أرسطو حتى فيها الفالسفة كالم أن وعنده واملصالح، التجارب

األوىل. الدين أصول

الشديد تقيدهم بعدم الفالسفة عاب كما أنه الفلسفة، نقده عىل نالحظه والذيالشك أصول من هو وضعه بما يتقيد فلم الخطأ، هذا مثل يف هو وقع املنطق، بقواننيالضالل» من «املنقذ كتاب وضع أنه عذره ولعل الدين. خالل من إليها نظر بل والنقد،

صدره. به هللا رشح بما الدين إىل واطمئنانه الشك دور يف مروره بعد

بناء يف وخاصة إليها يطمنئ فلم الحق فيها يجد لعله الباطنية تعاليم إىل انتقل ثممعهم «ليس أن والتحري البحث بعد له وتبني املعصوم» «اإلمام نظرية عىل تعاليمهم

اآلراء». ظلمات من املنجي الشفاء من يشءلم ما والسلوك بالذوق أدرك إنه وقال إليه فاطمأن التصوف إىل همته وجه وأخريااآلخر. وباليوم وبالنبوة باهلل يقيني إيمان أصول: ثالثة أدرك وبه والنظر، بالبحث يدركهووجدانا شعورا املنطق قضايا وراء وأن تقصري، العقل منطق عىل اإليمان قرص أن ورأى

الدين. باب يف إليه يطمأن أن يصح الذي هومتحر بالحقيقة هائم مستنري وعقل حائرة، نفس قطعتها التي املراحل هي هذهاملنطق يف الغزايل يجد لم وأمانة. دقة يف لذلك مسجل الفكر، لخطرات النظر دقيق للحق،من ينال أن يمكن ال فالدين الضالل، من منقذا والفالسفة املتكلمني ومسلك واملعقوالتالقوى لها تتسع ال «أمور يقول: كما عنه، األفعال وصدور هللا ووجود الطريق، هذاإليه وصل ما هو وهذا الصدر، وانرشاح والعاطفة والذوق بالكشف تدرك إنما البرشية»،

وباسكال8. ديكارت أمثال الفالسفة بعضمن التحرر لوجوب الشديد تأكيده البحث، يف الغزايل منهج يف أعجبني وممابيكون سماها وقد شهرتهم، وطارت عظموا مهما بالرجال الحق معرفة عىل االعتمادوعقائدهم األقدمني مذاهب من إلينا انحدرت التي األوهام بها ويعني املرسحية»، «األوهام

التي الضالل من املنقذ كتاب لطبعة عياد وكامل صليبا جميل األستاذان وضعها التي املقدمة انظر 8بدمشق. العربي النرش مكتب نرشها

81

Page 82: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

بقول ذلك عىل مستدال األرض، حول تدور الشمس إن قلت إذا بما لذلك ومثل وأقوالهم،بطليموس.

يعرفوا أن العقول ضعفاء عادة «إن منهجه: يف اللطيفة قولته قبله الغزايل قال وقدبالرجال الحق تعرف «ال طالب: أبي بن عيل قال وقد بالحق، الرجال ال بالرجال الحقفإن القول، نفس يف ينظر ثم الحق يعرف العاقل والعارف أهله». تعرف الحق اعرف بلمن الحق انتزاع عىل يحرص ربما بل محقا، أو مبطال قائله كان سواء قبله حقا كانيده أدخل إن الرصاف عىل بأس وال الرغام، الذهب معدن بأن عاملا الضالل أهل أقاويلمعاملة عن يزجر وإنما والبهرج، الزيف من الخالص اإلبريز وانتزع القالب9 كيس يفالسباح دون األخرق البحر ساحل من ويمنع البصري، الصرييف دون القروي القالب

البارع». املعزم دون الصبي الحية مس عن ويصد الحاذق،

والتفت الشك منهج قيمة إىل الجاحظ رأسهم وعىل املتكلمون تنبه كلهم هؤالء وقبلناعق، كل تصديق إىل أرسع فالعامة والعامة؛ الخاصة بني التفرقة إىل لطيفة التفاتةفيعتمدون الخاصة أما التهويش. ويغرهم القوية الحنجرة صاحب ويغرهم القائل يغرهمبني وفرق الدليل؛ يقوم حتى بالشك ويتوقفون بربهان، إال يصدقون فال املنطق، عىلاألمور، كل يف الشك أجرى من فعاب فيها، يصح ال ومواضع الشك، فيها يصح مواضع

درجات. اليقني أن يف واختلفوا درجات، الشك أن عىل أجمعوا العلماء أن وحكىدرجات. أيضا اليقني إن يقول: من رأي من وأنا

اليقني مواضع بها لتعرف لها املوجبة وحاالتها الشك مواضع «اعرف الجاحظ: قالتعرف إال ذلك يف يكن لم فلو تعلما، فيه املشكوك يف الشك وتعلم له، املوجبة والحاالت

إليه». يحتاج مما ذلك كان لقد التثبت، ثم التوقفالقوة يف طبقات اليقني أن عىل يجمعوا ولم جميعهم، عند طبقات الشك أن اعلم ثم

… والضعفالشكاك فوجدت والجاحد الشاك امللحدين من نازعت (النظام) إسحاق أبو وقاليكن ولم الجاحد، من إليك أقرب الشاك وقال: الجحود، أصحاب من الكالم بجوهر أبرص

النقود». «مزيف به يريد لعله 9

82

Page 83: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٣) العربي األدب يف

يكون حتى غريه اعتقاد إىل اعتقاد عن أحد ينتقل ولم شك، قبله كان حتى قط يقني… شك حال بينهما

وال والتكذيب، التصديق يف يتوقفون ال ألنهم الخواص؛ من شكوكا أقل والعوامالحال وألغوا املجرد، التكذيب أو املجرد، التصديق إال عندهم فليس بأنفسهم؛ يرتابون

الشك». طبقات عىل تشتمل التي الشك حال من الثالثةذلك فأجرى الشك، لبعض العلماء تصويب النظر بعض نظر قد ممن رجل وسمع

باألغلب10. وباطلها حقها يعرف كلها األمور أن زعم حتى األمور جميع يفالبحث. منهج يف العربي األدب من قيمة صفحات بعض فهذه وبعد،

السالم عبد األستاذ نرشها التي الحلبي طبعة من بعدها وما ٣٥ ص ٦ جزء للجاحظ الحيوان كتاب 10

هارون.

83

Page 84: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 85: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العريب(٤) األدب يف

بقصيدة وبيت بكتاب كلمة

بعد: أكتبها لم تنفعني التي الكلمة لعل فقال: تكتب؟ متى إىل املبارك: البن قيل

أل��ي��م ون��زع��ه��ن ال��س��ه��ام وق��ع أع��رض��ت ه��ي وإن ن��ظ��رت، إن أواه

∗∗∗

اآلثار، عىل جبهته ويضع األحجار، يقبل فأخذ بنجد، ليىل منازل عىل املجنون مريف ذلك بعد رؤي ثم جمالها. إال ينظر وال وجهها، إال يقبل ال أنه فحلف ذلك، يف فالموهفأنشد: منازلها، من هذه ليست له: فقيل األحجار، ويستلم اآلثار يقبل وهو نجد غري

دار ل��ل��ع��ام��ري��ة ن��ج��د ك��ل ن��ج��د ب��ش��رق��ي داره��ا ت��ق��ل الآث��ار دم��ن��ة ك��ل وع��ل��ى أرض ك��ل ع��ل��ى م��ن��زل ف��ل��ه��ا

∗∗∗

Page 86: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

دعني. لصاحبها تقول كلمة رب

ال��زم��ان ب��ه��ا ي��ض��ن س��م��ح��ت وإن ض��ن��ت ب��م��ي ال��زم��ان س��م��ح إذا

∗∗∗

منه: يعتذر ما السكر يف منه وقع وقد نواس أبو

أه��ل ل��ل��ع��ف��و ف��أن��ت ع��ن��ي ف��اع��ف ذن��ب ال��م��دام��ة ع��ل��ى م��ن��ي ك��انع��ق��ل ال��ص��ح��و ع��ل��ى ل��ه م��ا ف��ت��ى ـ��ر ال��س��ك��ـ ع��ل��ى ي��ق��ول ب��م��ا ت��ؤاخ��ذ ال

∗∗∗

املقادير. عىل اإلحالة كثرة العجز دالئل من

الفراش؟ ألذ ما فسألهم: ندماء. ثالثة مللك كانبالريش. املحشو الخز األول: قال

بالخز. املحشو الحرير الثاني: وقالاألمن. الفراش ألذ الثالث: وقال

الروح. حمي الثقيل مجالسة

مغلوب. بالرش الغالب عمر: قال

ب��ال��ب��ي��ن ت��ح��ب م��م��ن روع��ت ول��و ال��ف��راق ع��ل��ى ص��ب��را ق��ل��ب ي��اع��ي��ن��ي م��ن س��ق��ط��ت س��ري أخ��ف��اه ب��م��ا أب��ح��ت إن دم��ع ي��ا وأن��ت

∗∗∗

86

Page 87: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٤) العربي األدب يف

نعمته وجعل نفسك، إال لك عدو كل هللا «أذل فقالت: إليها أحسن لرجل عربية دعتوال له، خلقك ملا وفرغك الفقر. وذل الغنى بطر من وأعاذك عندك، عارية ال لك هبة

لك». به تكفل بما شغلك

ب��ال��ح��ب ال��ن��اس أع��ل��م ت��رك��ت��ن��ي وق��د ط��ع��م��ه ت��در ل��م ب��ال��ح��ب وج��اه��ل��ة

∗∗∗

مضيع. حق جانبه وإىل إال تبذيرا رأيت مامتحابني. يسع شرب يف وشرب متباغضني، تسع ال بأرسها الدنيا

ال��ق��ط��وب! ف��ي ي��ح��س��ن ك��ي��ف ـ��م ال��ت��ب��س��ـ ف��ي ق��ب��ي��ح وج��ه

∗∗∗

ال��ع��اف��ي��ة م��ع ال��ن��اس وإن��م��ا ال��م��ب��ت��ل��ى إل��ى ال��ن��اس ي��ن��ظ��ر ال

∗∗∗

ي��ق��ده وال��ت��م��ن��ي ال��ت��ج��ن��ي وس��ي��ف ي��ق��وده وال��غ��رام ل��ق��ل��ب��ي أق��ولوده ل��ك دائ��م ح��ب��ي��ب ف��أي ص��ح��ب��ة وال��روح ل��ل��ج��س��م ت��دم ل��م إذا

∗∗∗

ال��غ��در م��ن ي��ل��ي��ق ال م��ا ت��ف��ع��ل��وا ف��ال ال��وف��ا م��ن ي��ل��ي��ق م��ا ف��ع��ل��ن��ا ون��ح��ن

∗∗∗

87

Page 88: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ت��ب��ع ل��ه ال��دن��ي��ا ف��إذا ان��ق��ض��ى ح��ت��ى ع��زت��ه ك��ن��ه ش��ب��اب��ي أوف��ي ك��ن��ت م��ا

∗∗∗

أن��ام��ل��ه ش��ف��اء ك��ان��ت ك��ب��دي ع��ل��ى ب��ن��ان��ه ب��رد م��ر ل��و م��ن ب��ن��ف��س��يس��ائ��ل��ه أن��ا وال ي��ع��ط��ي��ن��ي ه��و ف��ال وه��ب��ت��ه ش��يء ك��ل ف��ي ه��اب��ن��ي وم��ن

∗∗∗

فراس: أبو

دم ال��ه��ي��اج ي��وم ب��ي��ع��ه��م ف��ت��ي��ة ع��ن م��ف��اخ��رك��م ع��ن ك��ف��وا ال��خ��م��ر ب��اع��ة ي��اع��ل��م��وا إن ��ال��ي��ن وع��م ال��س��ؤال ي��وم ف��خ��روا إن ل��ع��الم��ي��ن ال��ف��خ��ار خ��ل��وا

∗∗∗

املتنبي:

ال��ك��واك��ب ب��ع��ض ع��ن��د ث��أرا ت��ط��ال��ب ك��أن��م��ا ع��ل��و ف��ي ل��ج��ت م��ك��ارم

∗∗∗

الحيل: الصفي

ع��ي��ن��اك ب��ال��ن��اس ص��ن��ع��ت م��ا ي��ك��ف��ي��ك ق��ت��الك أس��ر وف��ك��ي ال��ق��ت��ال ك��ف��ي

الريض: الرشيف يقول املعنى هذا ويف

وأج��ف��ان أل��ح��اظ ب��اب��ل ب��أن م��ق��ل��ت��ه س��ح��ر ل��وال أح��س��ب ك��ن��ت م��ا

88

Page 89: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٤) العربي األدب يف

∗∗∗ال��ص��ب��ر؟ أم أح��ج��ى ال��ع��ي��ن��ان ب��ه��ا ت��ج��ود ع��ب��رة أج��والن أدري م��ا ف��وال��ل��هواألج��ر ال��ج��الدة ال��ص��ب��ر وف��ي ش��ف��اء ال��ه��وى غ��ص��ة م��ن ال��ع��ي��ن ه��م��الن ف��ف��ي

العربي بن الدين ملحيي القلب سعة

دان دي��ن��ه إل��ى دي��ن��ي ي��ك��ن ل��م إذا ص��اح��ب��ي أن��ك��ر ال��ي��وم ق��ب��ل ك��ن��ت ل��ق��دل��ره��ب��ان ودي��ر ل��غ��زالن ف��م��رع��ى ص��ورة ك��ل ق��اب��ال ق��ل��ب��ي ص��ار وق��دق��رآن وم��ص��ح��ف ت��وراة وأل��واح ط��ائ��ف وك��ع��ب��ة ألوث��ان وب��ي��توإي��م��ان��ي دي��ن��ي ف��ال��دي��ن رك��ائ��ب��ه ت��وج��ه��ت أن��ي ال��ح��ب ب��دي��ن أدي��ن

∗∗∗

الجرجاني العزيز عبد بن لعيل العلم عزة

ألخ��دم��ا ل��ك��ن الق��ي��ت، م��ن ألخ��دم م��ه��ج��ت��ي ال��ع��ل��م خ��دم��ة ف��ي أب��ت��ذل ول��مأح��زم��ا ك��ان ق��د ال��ج��ه��ل ف��ات��ب��اع إذن ذل��ة وأج��ن��ي��ه غ��رس��ا ب��ه أأش��ق��ى

∗∗∗أح��ذر ل��م م��ا ول��ق��ي��ت ي��ب��ك��ن��ي، ل��م ب��ج��ان��ب��ي ف��م��ر أم��ر م��ن وح��ذرت

∗∗∗

قال: لم؟ الكلب: قال تلحقني، لن الغزايل: فقال غزال، وراء صيد كلب عدا قد قيل:لصاحبك. تعدو وأنت لنفيس أعدو ألني

89

Page 90: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 91: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العريب(٥) األدب يف

الوزارة قوانني

بالبرصة درس الشافعية، أعالم من وعلم الدين، أئمة من املاوردي الحسن أبو اإلماميف القضاء توىل ثم واملتعلمني، العلماء مقصد وكان ببغداد، التدريس توىل ثم وبغداد،وتمكنت بغداد إىل عاد ثم زمنه. بأهل واسعة خربة علمه بجانب فاستفاد بالد، عدةالسلطان بيدهم كان الذين بويه بني وبني بينه وسفر القادر، الخليفة وبني بينه الصلةسنة البويهي الدولة جالل أراد فلما مشاكلهم. يف بويه لبني وسفر العراق، عىل الفعيليف املاوردي استفتى األعظم امللوك ملك أو «شاهنشاه» املقتدى الخليفة به يلق أن ٤٢٩

البويهيني. عداوة الفتوى هذه له فجلبت الجواز بعدم فأفتى ذلكذوي بالرؤساء واتصاله والسياسية والقضائية العلمية الحياة هذه له مكنتعلمه إىل السياسة، أهل وأالعيب األمور بدقائق معرفة من والفعيل الرشعي السلطان

ونظرياته. بالفقهاتجه من الفقه علماء من قل ترشيعية جهة اتجاهه يف كبري أثر كله لهذا وكان«األحكام هو خالدا كتابا ذلك يف فألف الدستوري» «القانون يف البحث وهي إليها،للخالفة فيه تعرض املسلمني، عند الحكم نظام يف كتب من كل مرجع كان السلطانية»عىل النقابة كوالية الوالية وأنواع املظالم ووالية والقضاء واإلمارة والوزارة اإلمامة، أوونظامها وترتيبها الدواوين ووضع األموال ووالية الصالة إمامة عىل والوالية األنساب

إلخ. إلخ واختصاصها

Page 92: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وال والزكاة، الصالة يف الكتابة مثل ليست فهي شائكة. املوضوع هذا يف والكتابةاألمر أويل تمس السياسية، الحياة من الصميم يف هي بل واإلجارات، البيوع يف كالكتابةالحكم توليهم من حق هو ما وتبني املحتسب، إىل الخليفة من الحكم، زمام بيدهم ومنقلة يف السبب هو هذا ولعل خطأ. هو وما ترصفهم يف صواب هو وما باطل، هو ومايف فوضعوا عنايتهم العلماء إليه وجه ولو أهميته. عظم مع الباب هذا يف الفقهاء تأليفاألحداث من كثري يقع لم بقوتها القواعد هذه األمة وأحاطت ثابتة قواعد األمور هذه كلر أخ مما ذلك ونحو الوزارة ودسائس اإلمارة يتوىل ومن الخالفة عىل الخالف يف املحزنة

قوتهم. وأضعف كلمتهم وفرق املسلمنيكتابه يف املاوردي أن يف السبب هو أيضا املوضوع هذا يف الحرج كان وربماالجانب يف ينغمس ولم املوضوع يف النظري الجانب عىل اقترص السلطانية» «األحكامبالحوادث مملوء زمانه أن مع زمانه، أحداث عىل نظرياته لتطبيق يتعرض فلم العميل،بني وغلبة أملوت قلعة يف مركزها من اإلسماعيلية دعوة وشيوع القرامطة كثورة العظامالرحمن عبد بن الحكم ابن هشام وخالفة مرص يف الفاطميني وتسلط العراق، عىل بويهوضع ما عىل للتطبيق صالحا مددا تكون كانت وأمثالها هذه فكل األندلس. يف النارصوالصواب الخطأ لبيان يتعرض فلم ذلك، من شيئا يفعل لم ولكنه نظريات. من املاورديفعل ولو والرتك. الفرس من واألمراء البويهيون وامللوك العباسيون الخلفاء يفعل فيما

عليها. يحمد وشجاعة كثري، خري فعل ففيما هذا ومع رأسه، لطار

الوزارة» «قوانني سماه وقانونها الوزارة يف كتاب النادر االتجاه من أيضا كتب وفيماهذا يفهم وليس — الوزير» «أدب بعنوان مرص يف نرش وقد اآلن، حديثنا موضوع وهووأول الهجري الرابع القرن أعني أيامه يف الوزارة حالة فهمت إذا إال الفهم حق الكتاب

الخامس.العباسيني الخلفاء عادة جرت وقد امللك، أو الخليفة من سلطته يتلقى كان فالوزيرجميع يف الدولة شئون يتوىل واحد وزير إىل أمرهم يسندوا أن خالفتهم عهد أول مندوائر يف شاء من عنه ينيب الذي وهو وخارجية، وداخلية وإدارية مالية من مرافقها،مختلفة وزارات بني الدولة أمور توزيع من اليوم عندنا املعروف النظام أما االختصاص.«وأما خلدون: ابن قال األندلس. يف عليه ساروا وإنما العبايس، العهد يف به يؤخذ يكن فلمفجعلوا وزيرا، صنف لكل وأفردوا أصنافا خطته فقسموا … باألندلس أمية بني دولة

92

Page 93: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٥) العربي األدب يف

يف وللنظر وزيرا، املتظلمني حوائج يف وللنظر وزيرا، وللرتسيل وزيرا، املال لحسبانوينفذون لهم، منضدة فرش عىل فيه يجلسون بيت لهم وجعل وزيرا، الثغور أهل أحوالمنهم واحد الخليفة وبني بينهم للرتدد وأفرد له، يجعل فيما كل هناك السلطان أمرباسم وخصوه مجالسهم عن مجلسه فارتفع وقت، كل يف السلطان بمبارشة عنهم ارتفع

الحاجب».رقعة اتسعت وملا يشء. كل يف باسمه يعمل واحد وزير للخليفة فكان املرشق يف أما

للعراق. ووزيرا لفارس وزيرا وزيرين، لدولته عني الدولة عضد أيام الدولةعىل السلطة العبايس الوزير من انتزعوا ثانيا بويه وبنو أوال األتراك تسلط وملاوضبطه. وإنفاقه املال جباية الوزير به يقوم عمل أهم وأصبح الحربية واملسائل الجنودسبعة إىل رفع ثم الشهر، يف دينار آالف خمسة الوزير مرتب كان الرابع القرن ويفعلمنا إذا وخاصة الحارض، بالوقت قيس إذا ضخم مبلغ وهو ألوالده، مرتبات غري آالف،أن فهمنا إذا ولكن عرصنا. يف الجنيه إىل بالنسبة جدا كبرية الرشائية الدينار قوة أنكان فبيته املرتب. هذا استصغرنا هائلة نفقات تستدعي كانت ذاك إذ الوزير واجباتالفرات ابن الوزير دار يف كان فمثال والشعراء، والعلماء الحاجات ألصحاب عامة مضيفةالحيوان من املطبخني يدخل كان يحىصما وال للعامة، ومطبخ للخاصة مطبخ مطبخان،توضع الطعام ألوان وكانت ونهارا، ليال فيه الخبز عن الخبازون ينقطع وال لكثرته،

ساعتني. من أكثر مائدته عىل وترفعمن يمنحه كان وما املناسبات، يف الثياب إهداء من عليه واجبا كان ما عدا هذا

األرس. من لكثري الشهرية املرتباتهؤالء مثل قصور يف املفرط الغنى فهذا سيئة، كانت االقتصادية الحالة ألن ذلكوأعباء كثرية واجبات تستوجب املركزة والثروة الشعب، بيوت يف مدقع فقر يقابله الوزراء

ذويها. عىل ثقيلةوالخياطون املطابخ فيها بذاتها، مدينة كان هذا الفرات ابن بيت إن قالوا وقد

إلخ. الشمع وصانعو الرشاب عىل والقائمون الحلوى وصانعووغدا الصدر يف فاليوم عفريت» كف «عىل العريض والجاه الوفري الغنى هذا وكانوهو األمر، ويل إرادة إىل فيها األمر يرجع محضة استبدادية حكومة والحكومة القرب. يفيرىض امللك، هذا من كلمة عىل متوقفة وثروته الوزير رقبة البويهي، امللك العرص ذلك يفللوزير ليس أحد. إىل ال عنه الدنيا فتدبر ويغضب حد، إىل ال الوزير عىل الدنيا فتقبل

93

Page 94: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

من يسلم قلما واألمري األمري، إشارة رهن وماله حياته بل امللك، يف حق وال الحياة يفواملصادرة. القتل من يسلم قلما فالوزير الغضب،

نكب الفرات ابن فالوزير عجيبا؛ تاريخا العرص هذا يف الوزراء تاريخ كان ولهذابعد لسانه قطع ثم يده قطعت املشهور الخطاط مقلة ابن والوزير أمواله، وصودرتوخمسني مئة مرة سيده رضبه املهلبي والوزير مات، حتى الحبس يف وبقي سنني، ثالثوابن أمالكهم، كل وصادر وأتباعه عياله عىل البويهي الدولة معز قبض مات وملا مقرعة،فيه قال الذي وهو دجلة شاطئ عىل وصلب للفيلة طرح ثم عينه سملت الوزير بقية

إلخ. إلخ املمات» ويف الحياة يف «علو املشهورة: قصيدته الشاعركالوزارة املناصب هذه من التحذير العصور تلك يف العربي األدب يف كثر ولهذامثل يف للعدالة تحقيقهم ألن عنها، باالبتعاد النصح يف الكثرية الحكم وقيلت والقضاء،

مفقودة. وأموالهم أنفسهم عىل وطمأنينتهم ممكن، غري الظروف هذهمنها الناس يفر أن برأسه سلم من منهم وقل الحال هذه عىل والوزارة الظن وكانويدبرون فيها يتنافسون كانوا — العجب مع — ولكنهم السكني. من الخروف فرارويتسابقون محله، فيحلوا ويصادر ويقتل يخلع حتى يتوالها ملن والدسائس املؤامراتويل إذا الدراهم من ماليني بثمانية وعد أحدهم أن حكوا حتى الوزارة، لينالوا الرشا إىلوهكذا الوزراة، يف ويبقى ماليني ستة يدفع أن املنصب يف الذي الوزير فتعهد الوزارة،بربيقه جذبه عنه بعد ومن وعيه، فقد عليه جلس من مسحورا كرسيا الوزراة كريس كان

شئون. خلقه يف وهلل حتفه. فيه كان ولوالوزارة». «قانون كتابه املاوردي ألف وصفنا الذي املحيط هذا يف

يستقصيه؛ حتى حلله موضوع يف كتب فلو التحليل، إىل امليل الغربي العقل عادة ومنالرشقي العقل عادة ومن ونحوها، والروايات املقاالت يف وأدبه تأليفه يف جليا ذلك يظهرالعصور يف الغربي املنهج ينهج أن قبل الوسطى العصور يف وخاصة الرتكيب إىل امليل

والحكم. األمثال إىل األدب يف وأميل الكليات، إىل أميل فهو الحديثة،تفاصيلها وأبان وحللها العامة املبادئ لذكر الوزارة قوانني يف غربي كاتب كتب فلو

زمانه. يف منها املعروف عىل وطبقهاواألمثال الحكم إىل لجأ أن يلبث لم ولكنه املبادئ، هذه بعض ذكر فقد املاوردي أماالزمان. بأحداث واالستشهاد املوضوع لتفاصيل يتعرض أن غري من األدبية والشواهد

94

Page 95: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٥) العربي األدب يف

لوزير كتابه وضع وقد صائبة، دقيقة ونظرات قيمة، لفتات الكتاب ففي هذا ومعتعيينه. إىل أنا أهتد ولم خطابه، إليه ه وج يسمه، لم معني

أيها «وأنت يقول: إذ وامللك؛ الرعية بني الوزير ملركز تحديده اللفتات هذه منوتتدبر الرعايا، من غريك تدبر األطراف، مختلف منصب يف بتوفيقه هللا أمدك الوزير،سلطانك، لطاعة وتنقاد رعيتك، بسياسة تقوم مسوس، سائس فأنت امللوك، من بغريكوشطره تسوسه، ملن جاذب فكرك فشطر مطيع، وانقياد مطاع سطوة بني فتجمعبني ما الناس ألن مركبا؛ وأصعبها محمال، الثالثة األقسام أثقل وهو تطيعه، ملن مجذوب

بينهما». وجامع ومسوس سائسمسئوليات: جملة عليه الوزير أن وعنده

أبدى إذا ما وهي شائكة، لنقطة ذلك عند تعرض وقد السلطان: أوامر تنفيذ (١)ويقوي باللطف الخطأ عن يرده الوزير «أن رأيه وخالصة الوزير: يرضه لم رأيا السلطانالسلطان، فعارضه الوزير قبل من الرأي كان إذا وكذلك بالحمد». الصواب عىل عزمهعدل السلطان برأي اقتنع فإن بلطف، معارضته أسباب السلطان يستوضح ذلك فعندأقنع فإن الوزير مع الصواب كان وإن شكره، مع السلطان رأي ونفذ هو رأيه عنمسئولية يتحمل الذي وكان رأيه، تنفيذ عن توقف إقناعه يستطع لم وإن نفذه، السلطان

الوزير. استقالة املاوردي خلد يف يدر لم ملاذا أدري وال السلطان، هو التوقفعىل وللوزير حقوقا، الوزير عىل للسلطان أن الباب، هذا يف روي ما ألطف ومنبالده بعمارة ملكه بمصالح الوزير قيام الوزير عىل السلطان فحقوق حقوقا، السلطانمن السلطان نفس بمصالح القيام ثم رعيته، وحياطة مواده، وتثمري أجناده، وتقويمتحصني من أعدائه بمقاومة القيام ثم حاشيته، وتهذيب عوارضه وتحمل كفايته، إدراكفتقوية السلطان، عىل الوزير حقوق وأما العساكر. وترتيب العدة، واستكمال الثغور،غري من يؤاخذه أال ثم أمرا، عليه لغريه يجعل وأال كفايته، وإطالق رأيه، وتنفيذ يده،الوزير باطن يف السلطان يرتاب أال ثم عدوا، منه يمكن وال دونه، من عليه يقدم وال ذنب،ما يحمله أال ثم وعمله، نظره استقام متى غريه به يستبدل وأال سليما، ظاهره كان متى

طاقته. يف ما فوق يكلفه وال قدرته، يف ليسيطلق أن يجب هذا يف والوزير املوظفني: من يده تحت بمن الوزير عالقة (٢)رأيه إىل املوظفون فيها يرجع التي الهامة املسائل وأما بهم. وثق متى الترصف يف يدهم

فيها. والصواب الخطأ وجه ويعرف الرأي، إبداء قبل املسائل يتحرى أن فعليه

95

Page 96: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

الشعب أصناف من صنف لكل أن فيها رأيه وخالصة بالشعب: الوزير عالقة (٣)عدم ثم باإلنصاف. كلهم معاملتهم ثم مراعاتها يجب تقاليد والتجار والصناع كالزراعيف وهن هذا (ألن التجارة طريق من وال حتى مكاسبهم يف السلطان وال هو تدخلهوقد عليهم، وهنها وعاد الرعية، أوهنوا مكاسبهم يف العامة زاحموا إن وهم السياسة،

الرعية). أهملت الراعي اتجر إذا هللا: رسول قال

املاوردي: نظر يف الوزير واجبات أهم ثمبالرغبة، طاعته إىل الرعية فيقود يمسه، ما كل من امللك عن الوزير دفاع الدفاع:فكتب ونهبوا، بخراسان شغبوا الجند أن املأمون بلغ وقد بالرهبة، معصيته عن ويكفهممن اململكة عن الوزير ودفاع ينهبوا، لم قويت ولو يشغبوا، لم عدلت لو بها: عامة إىلاملالطفة أو واملساملة، املقابلة من يناسبه، بما عدو كل ومعاملة العدة، بإعداد أعدائهايدفعون وهؤالء خصومه، من نفسه عن الوزير ودفاع واملخاشنة، السطوة أو واملالينة،ينجح لم فإن وظلمه، بأخطائه نفسه من يمكنهم أال ذلك من وأهم نجحت؛ إن باملالينةعىل بإعانتهم وذلك واالختالل، الخوف من الرعية عن الدفاع ثم بالرش، فالرش الحلمحقوقها، من تظنه ما طلب يف الحكومة مغاالة وعدم مكاسبهم، ووفور معايشهم، صالح

منهم. الغالبة األيدي ومنع عنهم، األذى بكف وإحاطتهميجمع نظره يف واإلقدام باإلقدام، متصفا الوزير يكون أن عىل بالتنبيه كثريا واهتمأوقاتها يف تنفيذها والعزم الرأي، بموجب األمور تدبري فالحزم والعزم؛ الحزم صفة بنيذلك ينال وألن امللك، يف كالتوسع للدولة املنافع اجتالب يف نوع نوعان: واإلقدام لها املقدرةداخليتها، يف للرعية الرفاهية وكجلب القتال، بطريق ينال أن من خري االحتيال، بطريقدفع وأما العدل، كله ذلك وعماد وتنشيطهما؛ والتجارة الزراعة وحماية األرض كتعمريكان وإذا باليقظة، عولجت باإلهمال األمور اختلفت فإذا بدوائه، داء كل فبعالج املضارمؤاخذا كان الخلل عن املسئول هو املتويل الوزير كان وإذا بالعدل. عولجت الجور منذلك عىل اإلساءة جريرة كانت غريه عن صادرا كان وإن بجربه، ومطالبا حصوله عىل

املتويل. الوزير عىل العالج وواجب الغري،إىل راجع االهتمام كل الصفة بهذه واهتمامه الحذر؛ الوزير صفات أهم من أن وذكرإطاعته عىل يحمله وهذا هللا، من حذر إىل قسمه وقد قبل، إليها أرشنا التي زمانه رضوفوهذا السلطان، من وحذر والجور، الظلم عن ويمنعه بالعدل، الرعية شئون تدبري يف«اقبض بقوله: الكتاب هذا له كتب الذي الوزير ونصح ومجاملته، مالينته عىل يحمله

96

Page 97: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٥) العربي األدب يف

واصرب خاشنك، إذا له ولن آنسك، إذا واحتشمه عظمك، إذا له وتواضع قدمك، إذا نفسكيف خطته روينا وقد الرأي، يف خالف بينهما حدث إذا ملا وعرض غالظك». إذا تجنيه عىلالجميل بفعل لنوائبه، االستعداد عىل يحمله وهذا وتقلبه، الزمان من وحذر قبل، من ذلكفالوزير الزمان، أهل من الحذر وأخريا الشدائد، عند له ذخرا لتكون الصنائع، وغرس

األعداء. من بكثري محاط وهو النعمة، من فيه بما محسودصنف. كل يعامل وكيف الناس أصناف استعرض ثم

التي والقواعد والعزل، التولية يف سلطة من للوزير وما للموظفني، فصال عقد ثمذلك. يف يرعاها

املعروفة الوزارة وهي التفويض، وزارة األول نوعان: الوزارة ان بيان يف وفصالوزارة تسمى أخرى ووزارة وعزل، وتولية وحل عقد من الحكم، شئون إدارة يف عندنا

امللك. رأى حسبما ينفذها خاصة بمهمة لشخص امللك فيها يعهد التي وهي التنفيذ،لتعلم استكفيته من أحوال «اخترب مثل: للوزير هامة عامة لنصائح عرض وأخرياالعاجز ورصف الكايف إقرار من علمت بما فتعمل إساءته، من وإحسانه كفايته، من عجزهمنهم تستكثر وال إليهم، حاجتك بحسب األعوان من اقترص امليسء وذم املحسن وحمدالعمل،ال به يتشاكل اتفاق أو الخلل، به يقع تنافر من االستكثار يخلو فلن بهم، لتتكثراحذر استدراكه، عىل تقدر ال فيما تثبت باليقني الشك واطرح والظنون، التهم عىل تعولسلطانك إحماد بنظرك اعتمد طباعهم، يف مركوز النفاق فإن املتملقني، من املدح قبولمن أسعد يومك اجعل الرئاسة، به تحسن ال الضيق فالقلب قلبك ع وس رعيتك، وشكروإىل باالستعطاف، القلوب اجتذاب إىل ومل نفسك، بصالح عندك الناس وصالح أمسك،

إلخ». نوائبك يف وحرزا شدائدك، يف كنوزا تجدهم باإلنصاف، النفوس استمالةمحيطا به علمك كان إن ما الوزير أيها لك أوجزت «وقد بقوله: الكتاب ختم وقد

طاعته». عىل وبعينك بتوفيقه يمدك وهللا أنذرك. عنه غافال كنت وإن ذكرك،

يكن لم إذ عام ألف نحو من مؤلفه اتجه طريف، واتجاه لطيف، بدء ترى كما وهذاالتفكري. يف ابتكروا نوابغنا من كثريين أن مصيبتنا ولكن بمثله، اإلتيان األوربيون يحسنفوقفنا الثانية. الكلمة يقول من بعدهم يأت لم ثم املوضوع، يف األوىل الكلمة وقالواالدراية، دون بالرواية وعنينا نبتكر، ولم وقلدنا يشء، كل أنها وظننا األوىل، الكلمة عندموقفنا هذا كان العلم؛ فروع من فرع كل يف موقفنا هذا وكان — االجتهاد دون وبالتقليد

97

Page 98: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

هذا وكان واملالحظة. التجربة عىل قال مما كثريا بنى وقد للجاحظ «الحيوان» كتاب يفالدستوري، القانون يف آراء من املاوردي أبداه وما السلطانية» «األحكام كتاب يف موقفناوقوفا وظللنا — االجتماع علم من ابتكره وما خلدون ابن مقدمة يف موقفنا هذا وكانعىل الخلف بناء يف الطبيعي السري رسنا ولو منا. ال الخارج من التكمالت أتتنا حتىمن صناعيا تضخيما بتضخيمها ال داخلها من الشجرة كنمو نمونا لكان السلف أعمالالبناء إىل أحوجنا فما مالبسه. بكثرة الطفل تضخم ال رجل إىل الطفل وكنمو خارجها،

والخمود! بالخمول فقدنا ما به لنعوض

98

Page 99: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العريب(٦) األدب يف

عاشقان إمامان

املصادفة شاءت وكالهما كبريا، دينيا عاملا ليكون أعد وكالهما علم، بيت يف نشأ كالهماالقرآن بظواهر التمسك يرى مذهب «وهو الظاهر أهل مذهب يتزعمون ممن يكون أنينكر ولذلك املعقولة، واملعاني املصالح اعتبار عىل الترشيع يف وتقديمها والحديث

القياس».قرطبة. يف واآلخر بغداد يف كان وأحدهما

وغض حبائله، يف الوقوع وعدم الحب، تجاهل تتطلب أمثالهما حياة كانت وقدواألدب. الخالعة ألهل ذلك وترك النفس، وكبت النظر

هو إنما فيدرك، العقل إىل وال فيملك، الرأي إىل العشق مرد وليس ماذنبهما ولكنالشاعر: قال كما

وال��ت��ف��ك��ي��ر ب��ال��ق��ي��اس وال ي ب��ال��رأ ي��دب��ر ال��ه��وى أم��ر ل��ي��ساألم��ور ب��ع��د األم��ور م��ح��دث��ات خ��ط��رات ال��ه��وى ف��ي األم��ر إن��م��ا

لم إن وائل: أبو قال كما وهو مسالكه، القلوب تعي وال مداخله، األبصار تدرك الورعا دينا أو فقيها صاحبه كان فسواء السحر، من عصارة فهو الجنون من طرفا يكن

وأذله: رصعه قلبا مس إذا فهو فاجرا، داعرا أو

Page 100: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ل��م��س��ت��ه��ا ل��ل��ث��ري��ا ل��م��س��ا ش��ئ��ت إذا وه��م��ة ش��دي��د ب��أس ذا ك��ن��ت ل��ق��درددت��ه��ا ردا أس��ط��ي��ع ول��و ب��ق��ل��ب��ي ف��أرش��ق��ت ل��ح��اظ م��ن س��ه��ام أت��ت��ن��ي

بل يخفه، ولم الحب يكتم لم وكالهما حزم، بن وعيل الظاهري داود بن محمد همافيه. وألف به واعرتف أظهره

ملء — الظاهري داود — أبوه كان وفقر، زهد بيت يف فنشأ داود بن محمد فأمابعلمه، شيئا يتكسب أن أبى ولكنه ببغداد، العلم رياسة انتهت وإليه وفضال، علما الدنياأحد، ملعونة يده يمد أن اإلباء كل ويأبى الهندبا، وورق النخالة عىل أحيانا يعيش فهو

مورس. له جار إليه يقدمها درهم ألف وشمم بأنفة ويرداملزاج من النوع هذا له وكان النبيل، الفقري البيت هذا يف «محمد» الفتى نشأ وهكذاقلبه، به فيهيم الجمال يرى الذي العاطفة، املشبوب الحس، اللطيف الحاشية، الرقيقرقة يف تلمحها عليها فطر فطرة هي إنما حيلة، وال ذلك يف له حول وال لبه، فيه ويذهبالطبيعة يف خورا الخيل يحسبه رحمته، ومظاهر دمعته، وقرب وجهه، وتقاسيم جسمه،

بسلوة. حبه عن وال بقوة، ضعفه عنه يريض ال املحب ولكن النفس، يف وضعفا

ع��رف��ت��ه ذق��ت��ه ل��و ف��ق��ل��ت م��ح��ال ال��ه��وى ال��خ��ل��ي: ق��الص��رف��ت��ه ت��رض��ه ل��م أن��ت إن ق��ل��ب ش��غ��ل غ��ي��ر ه��ل ف��ق��ال:ك��ف��ف��ت��ه ج��ري��ه ت��رد ل��م إن ودم��ع زف��رة س��وى وه��لوص��ف��ت��ه إذ ال��ح��ب ت��ع��رف ل��م وص��ف: ك��ل ب��ع��د م��ن ف��ق��ل��ت

املجنون. وأمثال املجنون وكان العذريون، كان هذا وعىلشب ثم الكتاب، يف وهو فعشق صباه، يف وهو داود بن محمد املزاج هذا أدركوعمر — أبوه مات ملا هذا أجل ومن علمه؛ يف يربع أن حبه يمنعه ولم الحب، معه فشبلعلمه كرسيه يف أباه يخلف أن جديرا العلماء رآه — سنة وعرشون خمس الشاب هذا

وإمامته. وفضله

100

Page 101: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

زمنه، أهل أجمل من بغدادي فتى عىل عشقه يقع أن املحن وأشد القدر عجائب ومنفلم اشتهر ثم حينا الحب وكتما الصيدالني، جامع بن محمد اسمه العطر، يبيع كانعفيفا عشقا فكان العاشقني؛ يف وإماما الدين يف إماما وكان يخفياه، فلم واتضح ينكراهفيقول: عشقه يصف نفسه وهو زلة، عىل منه اطلعوا وال هفوة، عليه الناس يأخذ لم

ال��م��ح��رم��ا ت��ن��ال أن ن��ف��س��ي وأم��ن��ع م��ق��ل��ت��ي ال��م��ح��اس��ن روض ف��ي أن��زهت��ه��دم��ا األص��م ال��ص��خ��ر ج��ام��د ع��ل��ى أن��ه ل��و م��ا ال��ه��وى ث��ق��ل م��ن وأح��م��لت��ك��ل��م��ا ع��ن��ه ال��ط��رف اخ��ت��الس ف��ل��وال خ��اط��ري م��ت��رج��م ع��ن س��ري وي��ظ��ه��ر

تأسست صداقة عشقا، فكانت فيها بولغ صداقة هو غريب، العشق من نوع هومظاهر لكل وخضعت هياما، فصارت رقيقا مزاجا وصادفت غراما، فكانت الجمال عىل

ودالل: وعذاب وضنى وأرق وهجر، وصل من العشق

ال��خ��م��ر ي��ع��ش��ق��ه ال��م��اء ح��ت��ى ال��ح��ب م��ن م��ه��ج��ة ي��خ��ل ل��م ل��ل��ده��ر ف��واع��ج��ب��ا

كل له يحول، وورع تشتهي وقبلة ينهي، ودين يأمر، حب بني الحرية أشد يف هوالوصل. لذة من وقليل الهجر عذاب

وبماله بزيارته فيواسيه وإخالصه حبه يقدر جامع» بن «محمد محبوبه وكانالحب أنطقه غرامه، يف معذب حبه، يف هائم داود فابن كله هذا ومع إليه، وبالحديث

قوله: فمن الفقه، أثر من شعره يخل لم وإن رقيقا شاعرا فكان بالشعر

ي��ح��ك��ي��ه��ا ال��ب��در إال ل��ي��س ط��ل��ع��ة ي��ا وت��م��ث��ي��ال ت��ش��ب��ي��ه��ا ال��ح��س��ن ي��وس��ف ي��ام��ع��ان��ي��ه��ا م��ن إال م��ع��ان��ي��ك ص��ي��غ��ت ف��م��ا إل��ي��ك ف��ل��ي��ن��ظ��ر ال��ح��ور ف��ي ش��ك م��ن

∗∗∗ي��ع��ل��ل��ه إل��ف إل��ى ع��ل��ي��ل ش��ك��وى م��ت��ل��ف��ه أن��ت ف��ؤاد ع��ل��ي��ل أش��ك��وت��ق��ل��ل��ه أل��ق��ى م��ا ع��ظ��م ف��ي وأن��ت ك��ث��رت��ه األي��ام م��ع ت��زي��د س��ق��م��يت��ح��ل��ل��ه ظ��ل��م��ا ق��ات��ل��ي ي��ا وأن��ت س��ف��ه��ا ال��ه��وى ف��ي ق��ت��ل��ى ح��رم ال��ل��ه

∗∗∗

101

Page 102: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وأض��ع��ف ال��ق��م��ي��ص ح��م��ل ع��ن ألع��ج��ز وإن��ن��ي ف��ي��ك ال��ح��ب ج��ب��ال ح��م��ل��تت��ك��ل��ه ال��ن��ف��س ب��ه ش��يء ول��ك��ن��ه س��م��اح��ة م��ن وال ح��س��ن م��ن ال��ح��ب وم��ا

إلخ. إلخبغداد جامع يدخل أن اعتاد لطيفا. رقيقا فقيها فكان ولطفا، رقة العشق وأكسبهداخال كنت فقال ذلك يف فسئل منه، الدخول هجر ثم الوراقني»، «باب اسمه باب منبني فيه فرقت مكان يف أسري أال فآليت رأياني، إذ فتفرقا يتحادثان متحابني فرايت يومافأخذها فقهية، مسألة أصحابه ظنها رقعة إليه فدفعت فقهه مجلس يف وكان محبني.

فيها: كتب وقد الرومي ابن السائل فإذا ظهرها، يف الرد وكتب

األح��داق ق��وات��ل ف��ي أف��ت��ن��ا ال��ع��راق ف��ق��ي��ه ي��ا داود اب��ن ي��اال��ع��ش��اق دم ل��ه��ا م��ب��اح أم ق��ص��اص ال��ج��روح ف��ي ع��ل��ي��ه��ن ه��ل

عليها: داود ابن رد وإذا

واألش��ق��ي��اق ال��ف��راق ب��س��ه��ام ص��ري��ع ق��ت��ي��ل ي��ف��ت��ي��ك��م ك��ي��فال��ف��راق ق��ت��ي��ل م��ن داود ع��ن��د ح��اال أح��س��ن ال��ت��الق وق��ت��ي��ل

طاوعها ولو غزلة، طبيعة فطبيعته حرجا، موقفا االجتماعية الظروف وقفته لقدما الجمال يف ويقول ينبغي، كما بالحسن يهيم أديبا، فنانا لكان هواها عىل وجرىاعتاد البحرتي، أو تمام أبي أو نواس أبي أو األحنف بن كالعباس ولكان يشتهي،كل يف يهيمون فهم والقول، الفعل يف حريتهم لهم يطلقوا أن — أمثالهم يف — الناسولو يجيدون بما يعجبون والناس فن، كل يف ويذهبون خيال، كل يف ويسبحون واد،وغلمانياته، نواس أبي خمريات باالستحسان يقابلون الخلق، وأوامر الدين أوامر خالفالفن باب يف حرجا ذلك يف يرون وال تمام، وأبي والبحرتي إياس بن املطيع وغلمانيات

والدين. الخلق رجال منه تحرج وإنهو الدين، رجال وحياة العزلني طبيعة له الرحى، شقي بني وقع داود ابن ولكنوالوقار، للتزمت يدعوه والدين العذار، لخلع يدعوه والحب لدينه، مخلص لحبه، مخلصالجواري حب الطبيعي، العشق عشق وليته حرية! من أشدها وما موقف من أحرجه فماسرية يف وأقدح الدين عن أبعد وهو غالم، حب يف وقع ولكنه العني، والحور الحسان

102

Page 103: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

طبيبا األديب من فتجعل للطبيعة، الظروف معاكسة شأن شأنه ذلك يف فكان املتقني،محاربا. الشاعر ومن نجارا الفيلسوف ومن أديبا، الطبيب ومن

هذا يف ألف ما أوائل من فكان العشق، يف كتابا يؤلف بأن تسىل الحب تيمه وملانصفه. نحو منه جزء إلينا وصل قد أن حظنا حسن ومن «الزهرة» سماه وقد الباب،

الجاهيل العرص شعراء من العشق يف قيل مما يختار أن الكتاب هذا يف همه كان لقدوصل الذي وهو فقسم قسمني، مه قس ثم الرومي، وابن البحرتي أمثال من معارصيه إىلمسجوعة، بحكمة حالة كل عنون العشق، أحوال من حالة خمسني عىل وزعه — إليناكان «من شهوره»، قرصت رسوره طال «من حرساته»، دامت لحظاته كثرت «من مثلهان الحبيب له وىف «من املشتاق»، لتعذيب إال الفراق خلق «ما عفيفا»، فليكن ظريفايقدم وقد الشعر، من يناسبه ما يورد العناوين هذه من عنوان كل وتحت الرقيب» عليهويف الشعر، يف إرشاقه مرشقا فيها أسلوبه يكن لم املوضوع فلسفة يف نثرية بمقدمة لهيقول: بل له، الشعر بأن يرصح ال ولكنه الباب، يف شعرا لنفسه يذكر األحيان من كثريتأثر محدثا كان وإذ — الزمان» هذا أهل بعض وقال العرص، هذا أهل بعض «قالواحد، عنوان تحت واحد بموضوع املتصلة األحاديث وجعل األبواب تبويب يف باملحدثنيعىل تنبيهه يف باملحدثني أيضا متأثر وهو — محدث تعبري ال أديب تعبري عنها عرب ولكنهفيقول: بابا يعقد فمثال الرأي؛ يف الفقهاء كاختالف الحب يف الشعراء مذاهب اختالفتحريضا املايض الباب أشعار يف ألن قبلها؛ التي لألشعار مضادة الباب هذا «أشعاربه يجده ما صاحبه عن كتم ملن ولوما نفسه، يف له ما عىل محبوبه إظهار عىل للمحباإلعالن، من وتحذير الكتمان عىل تحريض هي إنما الباب هذا وأشعار بسببه، يلقاه وما

إلخ». هذا يف والعلةفالسفة عن نقل ما عىل مطلع — الشعراء شعر عىل الواسع إطالعه إىل — وهو

عرصه. يف منه ترجم حسبما وأفالطون وجالينوس كبطليموس العشق يف اليونانيتبعه بل اإلنشاد، عىل يقترص ليس التقدير، جيد الذوق رقيق اختياره يف هو ثمملحات من يخل لم وإن لطيف رقيق املختلفة األبواب يف ينشئه الذي وشعره باإلنشاء،

كقوله: فقهية

وإم��س��ائ��ي إص��ب��اح��ي ب��ي��ن أرى ف��رق��ا ف��ال ب��ال��ن��ه��ار ي��ج��ري ال��ن��ج��م أري��ت��ن��يإخ��ف��ائ��ي أخ��ف��ي��ه م��ا ي��ظ��ه��ر ف��ص��ار ب��ه ض��ن��ي��ت ق��د ح��ت��ى ح��ب��ك أخ��ف��ي��ت

103

Page 104: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وقوله:

ع��ه��دت��ن��ي م��م��ن ل��س��ت وأن��ي ع��ل��ي��ك، ف��اس��د أن��ي ل��ل��واش��ي��ن وت��زع��مف��ان��ه��م��ت��ن��ي اس��ت��ف��س��دت��ن��ي ول��ك��ن��م��ا ن��ي��ة — ال��ل��ه ي��ش��ه��د — ل��ي ف��س��دت وم��األت��م��ن��ت��ن��ي آم��ن��ت��ن��ي ول��و ف��خ��ف��ت وأخ��ف��ت��ن��ي ع��ام��دا ب��ع��ه��دي غ��درتف��زدت��ن��ي إل��ي��ك أل��ق��ى ال��ذي ش��ك��وت ف��ط��ال��م��ا إل��ي��ك ال أش��ك��و ال��ل��ه إل��ى

إلخ. إلخشعر، من يعرضه فيما حبه يحكم ما وكثريا يختار، فيما واضحة شخصية وله

القائل: قول ل يفض فهو

ص��ب��را ح��ب��ه��ا ع��ل��ى ت��رزق ال رب وي��ا ن��أت إذا ي��زي��د ي��ا ص��ب��را ي��ق��ول��ون

املجنون: قول عىل

ل��ي��ا وال ل��ل��ي��ل��ى ي��رج��ح ف��ال ك��ف��اء وب��ي��ن��ه��ا ب��ي��ن��ي ال��ح��ب س��و رب ف��ي��ا

يزيد ال العذل أن ويرى الحب، تزيد العذل كثرة إن يقولون الذين خطأ يرى وهوالعذل فيه يؤثر أن ويتخوف املحبوب، عىل اإلشفاق يف يزيد هو وإنما ينقصها، وال املحبة

إلخ. زاد أنه فيظن بحبه فيستمسكإذ تمام أبو لطف وقد فيقول يروي، ملا واستهجانه استحسانه يعلن ما وكثريا

يقول:

ب��ف��اق��د ف��ل��س��ت ص��ب��را وال دم��ع��ا ل��ه ت��ف��ق��د ول��م أخ��ا ف��ق��دت وإذا

قوله: يف شديدا نقدا البحرتي وينقد

وأب��دى م��ن��ه ال��ص��دود وأع��اد ج��دا ال��ص��رم ف��ي ل��ج ق��د خ��ل��ي��ل ل��ي

104

Page 105: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

يقول: أن إىل

ع��ب��دا وأص��ب��ح م��ول��ى وأم��س��ي ن غ��ض��ب��ا ب��ت وق��د راض��ي��ا أغ��ت��دين��دا م��ن��ك واج��دا أو ب��دي��ال ـ��ت ع��ش��ـ م��ا ب��ك م��س��ت��ب��دال أت��ران��يق��دا وأم��ل��ح ش��ك��ال وأح��ل��ى ظ��ا أل��ح��ا أف��ت��ن أن��ت ل��ل��ه ح��اش

حال وهي يسخط، ومرة يرىض فمرة هواه، يف يتغري أنه إعالنه يف داود ابن فينقدهكما حبه، عىل أبدا متيم وقلبه ظاهره، يغضب فإنما غضب إذا الصادق واملحب خسيسة،حسنه تغري فإذا وإذن صورته، وحسن قده من يستحسنه ما عىل حبه بنى أنه يف ينقدههو، هو ألنه يحبه فإنه الحق، الحب شأن ذلك وليس تركه، منه أحسن هو من وجد أو

الكتاب. يتم وهكذا آخر. سبب ألي وال صورته لحسن الالقلب حب بني شديدة وحرية رأيت، كالذي مضن وحب هذا، مثل رقيق ومزاجمرض يف سئل وقد طيبة. وصحة طويل بعمر لصاحبها يسمح قلما الحياة، وتقاليدواألربعني الثانية يف شابا فمات ترى. ما إىل صريني تعلم من حب قال: تشكو؟ ماذا موته:

هللا. رحمه .٢٩٧ سنة عمره من

فقد وعشقه وفقهه إمامته يف داود وابن هو اتفق لنئ آخر، شأن فله حزم ابن اإلمام أماكثرية: أشياء يف عنه اختلف

وجاه عز بيت يف حزم ابن نشأ فقد وفقر، زهد بيت يف نشأ داود ابن كان فإنابن املنصور وزراء من خطريا وزيرا — أحمد عمر أبو — أبوه فكان وثروة، وغنىوزراؤه فكان ملك، وضخامة وأبهة، وجربوتا وقوة، عظمة باملنصور وناهيك عامر، أبي

منه. مصغرة صورةبامللك، املنصور فاستبد صبي، وهو الحكم بن هشام باألندلس الخالفة ويل لقدالحجر يف املرشق حذو وحذا إلرادته، الدولة يف يشء كل وأخضع قوي، رأس بكل ونكلاللهو صنوف بكل وأحيط يرونه. وال قرصه، يف ويلعب يلهو الخليفة وترك الخليفة، عىلأخشاب وعنده العزيز، حمار نسل من كلها حمري ثمانية فعنده دجال؛ مخرف وبكلذوي من املشعوذون وحوله شعيب، غنم نسل من وثالث نوح، سفينة خشب من كثريةامللك أما األسماء. غرائب من ذلك ونحو واليسع، بياسني تسمى ومن الحمراء، اللحيةاملنصور وكان عامر، أبي بن املنصور يد ففي وجل الشئون من قل ما وإدارة والسلطان

105

Page 106: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

كبرية لكل يقظا حذرا الرعية يف عادال — بخصومه وتنكيله وجربوته قسوته إىل — هذاوابن البغدادي الحسن بن كصاعد واألدباء بالعلماء مجلسه حفل قد وكريما، وصغرية،بنفسه الغزو فأعاد األسبان، نصارى عند هيبتها للدولة أعاد وقد — وأمثالها شهيدجيش، له فل وال راية فيها له تنتكس لم غزوة وخمسني ستا وغزا الحرب، دار إىلأن طبيعيا وكان قبل، من املسلمني أقدام تطأها لم وأرضا بالدا جيشه أرجل ووطئتالصفايا وتختار الظافر، الجيش عىل توزع فكانت اإلسبانيات، النساء من السبايا تكثراألديب شهيد ابن إىل فيهدي ورجاله، وزراءه منها يهدي وهو عامر، أبي بن للمنصوربالرقيق األندلسيني بيوت امتألت وقد الفتيات، أجمل من فتيات ثالث — مرة — الشاعربالفارسيات املرشق بيوت امتألت كما وغريهن، قلييات والص والرببريات اإلسبانيات من

وأمثالهن. والرومياتالنبالء بيوت يف منهن فكان واألدب، الغناء تعليمهن يف وبولغ ملكهن، ملن حال وكن

العراق. يف أمثالهن شأن كان كما البارعات، واألديبات املتفننات املغنياتوالفتيات والحشم، الخدم فيه غنيا، بيتا حزم ابن فيه نشأ الذي البيت كان لهذاالبيوت ألبيه وكان أيمانهم، ملك فيكن األرسة أفراد عىل توزع السبايا من الجميالتابن تثقف كله هذا ومع والنعيم؛ الرتف برضوب تزخر واملصيف للمشتى الكثريةاألندلس، عالم منه كان حتى جيدا، استعدادا صادفت واسعة ثقافة صغره من حزمواللغة والتاريخ والحديث الدينية الفرق ومذاهب وأصوله، بالدين معرفة علمائها وأوسعمئة أربع نحو تآليفه من ويخلف ذلك، كل يف يؤلف وهو والشعر، األدب إىل واألنساب،ويقيم ويخالفه إمام أكرب ينقد أن من يتحرج ال مقلد، ال مجتهد تأليفه يف وهو مجلد،وأتباعها، هي بها نكبت التي والنكبة عامر، بني دولة زوال شاهد وقد — عليه الحجةمتجلدا ذلك عىل فصرب وأموالهم، أنفسهم يف فأصيبوا النكبة بهذه وأهله هو ع رو وقد

ودين. علم من إليه هللا وفقه بما كله ذلك عن السلوة يرى ثابتا،ككتاب ليس الحمامة» «طوق سماه العشق يف كتاب لنا خلف ما ألطف ومناإلنسانية، بالنفس معرفة أعمق حزم ابن كان لقد — عرضه يف وال منحاه يف «الزهرة»التحليل دقيق التجربة كثري وهو «األخالق» يف كلماته يف اللطيفة خطراته عليه يدلال ما والنساء الفتيات أصناف من ورأى كذلك، صباه من وجربه العشق يف وقع النفيس،الخلفاء أخبار من وقرأ يحىص، ال ما الحب يف والرجال النساء أحاديث من وسمع يعد،وقال تحليله عليه وسلط كله فوعاه والعشق، الحب يف الكثري اليشء وأتباعهم األندلسيني

106

Page 107: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

يجمع لم — الحمامة» «طوق كله ذلك من فكان رأى، وما سمع ما وحكى شعره، فيهيف متوافر يقول كما فذلك داود، ابن فعل كما منها ويخرت الغزل يف الشعر من قيل ماهو، شعره ذلك يف ويقول الحب يف النفس حاالت فيصف يبتكر أن أراد ولكنه الكتب؛غريها يستحسن لم صفة أحب و«من واحدة» نظرة من أحب و«من الحب ماهية فبابإلخ. و«السلو» و«الضنى» و«الغدر» و«الوصل» و«اإلذاعة» الرس» و«طي يخالفها» مماكله ذلك من فيطلعنا ولغريه، له حدثت التي باألحداث باب كل يف نظرته يدعم وهوعن يذكر فيما وهو األندلس، يف عرصه يف االجتماعية الحياة وصف يف قيمة أشياء عىلأسماءهم يذكر ال بهم ضارة األشخاص تسمية رأى وإذا يمجمج، ال رصيح وغريه نفسه

لهم. جرى ما بذكر ويكتفييحب الناس بعض كان فإن رزين، متئد مزاجه يف فهو كثريا، نفسه عن يحدثنايل الشخص مالزمة وبعد الطويل الزمن مع إال أحب «ال يقول: فهو واحدة نظرة منيل ودا نسيت «فما وتوقه سلوه يف متئد كذلك وهو وهزل»، جد كل يف معه وأخذي دهرا،اتئاده مع وهو بالطعام»، ويرشقني باملاء ني ليغص تقدم عهد كل إىل حنيني وإن قط،وولوع يعتادني لشجى وإنه األحبة، فراق طعم ذقت مذ اإلطراق فارقني «فما «عميق»الدنيا». أهل بني األىس ودفني األحياء، عداد يف الهموم لقتيل وإني يطرقني.. ينفك ما وهمذلك كان وربما الجمال، لرشوط خاضعة ليست وعشقهم حبهم يف أذواق وللناسإىل مائلة بجارية عالقته أول كان من أعرف «فإني فيالزمهم بالحب عهدهم ألول راجعالطيف، فوه فمها يف جارية هوى من أيضا وأعرف هذا، بعد طويلة أحب فما القرصأحببت أني أخربك وعني الصحيحة، الكراهية ويكرهه ويذمه، صغري فم كل يتقذر فكانأنه ولو الشعر سوداء الوقت ذلك من استحسنت فما الشعر شقراء يل جارية صباي يفالوقت ذلك من تركيبي أصل يف ذلك ألجد وإني نفسه، الحسن صورة عىل أو الشمس عىلبني خلفاء جماعة وأما أجله، وافاه أن إىل جرى ذلك وعىل ألبي، عرض العارض وهذا …ذلك يف يختلف ال الشقرة تفضيل عىل مجبولون فكلهم النارصمنهم ولد سيما وال مروانأمهاتهم»1. إىل نزاعا أشقر إال منهم فما … رآهم من ورأينا رأيناهم وقد مختلف، منهممحارض وشاهدت الخلفاء، بساط وطئت «ولقد فيقول: املحبوب هيبة ويصفالرؤساء، عىل املتغلبني تمكن ورأيت ملحبوبه، محب هيبة تعدل هيبة رأيت فما امللوك،

األفغاني. سعيد لألستاذ حزم» «ابن القيم الكتاب انظر 1

107

Page 108: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

محب من فيه هو بما رسورا أعظم رأيت فما الدول، مدبري وانبساط الوزراء، وتحكماملعتذرين مقام وحرضت له؛ مودته وصحة إليه، بميله ووثق عنده، محبوبه قلب أن أيقنرأيت فما الطاغني، املتمردين مع الذنوب بعظيم املتهمني ومواقف السالطني، أيدي بنيعليه وغلبه السخط غلبه قد غضبان، محبوب يدي بني هيمان، محب موقف من أذلوال الدنية، إال أجيب ال السيف، من وأنفذ الحديد من أشد األوىل الحالة يف وكنت الجفاء،غايات أقىص إىل أبادر القطن، من وألني الرداء من أذل الثانية ويف الخضوع، عىل أساعددقائق عىل وأغوص بلساني، وأتحلل نجع، لو الخضوع فرصة وأغتنم نفع، لو التذلل

الرتيض». يوجب ما لكل وأتصدى فنونا، القول وأفتن ببياني، املعانيالناس أشد «كنت فيقول: نفسه يف أثرهما وعمق به، والفراق البني فعل ويحكياملتمني، أمنية وكانت «نعم» اسمها — خال فيما — كانت يل بجارية حبا وأعظمهم كلفااألقدار، بها ففجعتني املودة تكافأنا قد وكنا … يل وموافقة وخلقا خلقا الحسن، وغايةدوني هي وكانت سنة، العرشين دون وفاتها حني وسني النهار. ومر الليايل واخرتمتهاجمود عىل دمعة، يل تفرت وال ثيابي عن أتجرد ال أشهر سبعة بعدها أقمت فلقد السن. يفلفديتها فداء قبل ولو اآلن، حتى سلوتها ما هللا فو ذلك وعىل — إسعادها وقلة عينيوما طائعا، مسارعا عيل العزيزة جسمي أعضاء وببعض وطارف، تالد من أملك ما بكل

بسواها». أنست وال ذكرها نسيت وال بعدها عيش يل طابداره، يف نشأت جارية أحب إنه فقال: أحب وملن وألرسته له مأساة علينا وقصوجهها حسن يف غاية وهي عاما، عرش ستة سنها وكانت الصبا، سن يف ذاك إذ وكانوكانت والبذل، بالسماحة غريها يزدان ال ما والبخل، باملنع تزدان وعفافها، وعقلهاتجيبه أن يف عامني وسعى مفرطا، حبا فأحبها جيدا، إحسانا العود عىل الرضب تحسنالتي مثل من كبرية حفلة بيتهم يف كان أن أبيه وجاه عزه أيام يف وحدث ينجح، فلم بكلمةيتنقلون الزائرون وكان ونساء، رجال من األقارب فيها تجمعت الرؤساء دور يف تقاميف يتبعها حزم وابن أخرى، إىل قرطبة جميع وعىل الدار بستان عىل مرشفة غرفة منترضب الفتاة وأخذت البستان، إىل النساء نزل ثم منه، فتهرب إليها تنتقل التي الغرفة

األحنف: بن للعباس بأبيات وتغني العود، عىل

ال��م��ق��اص��ي��ر ج��وف م��غ��ارب��ه��ا ك��ان��ت غ��رب��ت إذا ش��م��س إل��ى ط��رب��ت إن��ي

قلبه. رضبات مع يتناغم عودها رضب فكان

108

Page 109: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

باالعتقال أهله وامتحن عامر أبي بن املنصور دولة بذهاب حزم ابن أرسة نكبت ثمحزم ابن وخرج منازلهم، عن أهله وأجيل والده تويف ثم باملال، الفادح والتغريم واملراقبةأقاربه، بعض عند ونزل ٤٠٩ سنة قرطبة إىل عاد ثم أعوام ستة وتغيب قرطبة عنوغاض بهجتها وفنيت يعرفها، ال كاد حتى محاسنها تغريت وقد الجارية هذه فوجدجاه أيام كانت التي صيانتها وعدم فيه، تعيش كانت الذي النعيم من لحرمانها ماؤها،ذبلت، تتعهد لم متى رياحني النساء وإنما منه، بد ال ما لقضاء الخروج يف وتبذلها أبيه،

احتماال. الرجال حسن من أقل وحسنهنفتاة أقاربها من عندها فوجد قرطبة يف له قريبة عند أخرى مرة نزل أنه ويحدثناوكانت عادتهم، جاري عىل الدار يف نزوله عند عنه تتحجب فلم معه، تربت قد كانتويعاوده يصبو قلبه وكاد أيام ثالثة الدار يف فأقام والصباحة، واملالحة الحسن غاية يف

االستحسان. به يذهب أن لبه عىل خوفا الدار تلك دخول من فامتنع الغزل، منيسالحرجة، أوقاته يف وهو الحب يف الكتاب هذا مثل يكتب أن نفسه من عجب ولقدمتقلب، ذهنه يقول: فكما هو فأما القلب، فارغ البال خيل يحسنه إنما املوضوع وهذااأليام، وتبدل األوطان، عن والبعد الدار، نبو من فيه هو مما محطم، وقلبه مشغول، وبالهوالغربة واألجداد اآلباء مكاسب واقتطاع والتالد، الطارف عن والخروج الوفر، وذهابوانتظار الدهر ومدافعة والولد، األهل صيانة يف والفكر والجاه املال وذهاب البالد، يفعارية وكل أخذ، الذي من أعظم ترك والذي إليه، إال الشاكني من هللا جعلنا «ال األقدار

الصابرين». من هللا جعلنا معريها إىل فراجعةمن كلها، املحن هذه وتحتمل وضناه، الحب هذا تحتمل التي تلك كبرية شخصيةالقاتم الغائم الجو هذا يف هو ثم جاه، وذهاب وطن، وغربة أهل، وتعذيب مال، مصادرةبالجاه، السمو فوق بالعلم ويسمو الحب، يف حتى التأليف عىل ويقبل ذهنه يصفوماله عن هللا ويعوضه الوزير، أبيه اسم ويموت العالم املحب حزم ابن اسم فيحفظعشقا، ويتفانى حبا يذوب داود ابن كان ولنئ يفقد. ال وذكرا علما فقد الذي وجاههمحب حزم فابن الزمان، وأحداث األعاصري عىل لها صرب ال اللطيفة كالزهرة فيكونيصرب أن يستطيع كما عليه ويتغلب له يصرب أن يستطيع ولكن للحب يضطرب قوي،املال جاه فقد وإن بذكراه، عاش الحبيب فقد فإن الزمان، وأحداث الدهر نوائب عىلووجد والتأليف، والبحث الفكر دنيا لنفسه خلق النعيم دنيا فقد وإن العلم، جاه خلقالدولة واضطهاد الذكرى ولذعة الحب ضنى عليه اجتمع نعيم. وأفضل لذة أكرب فيها

109

Page 110: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

شبهوا لقد حتى ورصامة، جرأة يف أئمتهم هاجم ألنه عليه؛ وقته علماء من كثري وتألبمات حتى عضده، يف يفت ولم له، يأبه فلم ذلك كل عليه اجتمع الحجاج بسيف لسانهملن وفاء عليه، غلبتا خصلتني فيه أن ذكر وقد عاما. وسبعني اثنني نحو عن ٤٥٦ سنة

الضيم. عىل املوت تؤثر نفس وعزة أحب، أو صادق

ج��ل��دي واس��ت��ه��ل��ك��ا ع��ي��ش��ت��ي ون��غ��ص��ا ج��رع��ا األس��ى أذاق��ان��ي خ��ل��ت��ان ل��ياألب��د آخ��ر ع��ل��ي��ه ح��زن��ي ف��زال م��ق��ة ذا ف��ارق��ت ف��م��ا ص��دق وف��اءوال��ول��د ب��األم��وال ف��ي��ه ب��ذال��ة س��اح��ت��ه��ا ال��ض��ي��م ي��ح��ل ال وع��زة

ومغامراته، حزم ابن نفسية عىل داللته وهي الحمامة» «طوق نواحي من ناحية هذهقيمة. أخرى نواح وللكتاب

سببه؟ وما العشق ماأنت فإذا املعنويات؟ يف فكيف عسري، املاديات يف «بما» والسؤال محري، سؤالويزيد املقنع. الجواب أعياك األعىل؟ املثل ما العدل، ما الحرية، ما الجمال، ما سألت:بعضهم فيسفل كبريا، اختالفا مختلفة إليه الناس نظرات أن العشق يف صعوبة األمرإلهي فيض أنه فريى بعضهم ويعلو الوقتية، املتعة إال العشق يف يرى ال حتى أحيانافريوون بالغموض، محاط وسببه العشق وتحديد اليوم إىل اليونان عهد ومن القلب. عىلعرفه أنه عنه ويروى فارغا»، قلبا صادف عارض «جهل بأنه عرفه أنه أرسطو عنإنه سينا ابن قول الباب هذا ومن املعشوق». عيوب عن العاشق «عمى بأنه أخرى مرةوهذه الصور». بعض استحسان عىل فكرته بتسليط نفسه إىل املرء يجلبه «وسواسرحمانية، ألفة «إنه قال: العشق عن الصويف الجنيد سئل وملا وضيعة، تعريفات كلهابتلك إال مثلها عىل يقدر ال التي العظمى اللذة به لتحصل روح ذي كل عىل هللا أوجبهافقالت: عنه أعرابية وسئلت أربابها». عند مراتبها بقدر األنفس يف موجودة وهي األلفة،يف النار ككمون كامن الصدور يف فهو الورى، أبصار عن وخفي يرى، أن عن وهللا «جل

توارى». تركته وإن أورى، قدحته إن الحجر،

110

Page 111: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

ذاته تصف أن وتحاول مختلفة، اتجاهات تتجه تحىص ال تعاريف من وهكذاالعاشق: قول كله هذا من وأصدق أعراضه. فتصف

أن��ع��ت ك��ي��ف ل��ه��م أدري م��ا ووال��ل��ه ال��ه��وى ل��ن��ا ن��ع��ت ل��و أن��اس ي��ق��ول��ت م��وق وق��ت م��ن��ه ل��ش��يء ول��ي��س أح��ده ح��د م��ن��ه ل��ش��يء ف��ل��ي��س

اتصل، منها تناسب فما العلوي عاملها يف مختلفة النفوس أن حزم» «ابن ويرىاملروي: بالحديث هذا يف متأثر وهو الحب، هو االتصال وهذا انفصل، منها تخالف وما

اختلف». منها تناكر وما ائتلف، منها تعارف ما مجندة، جنود «األرواحيكفي بل الوجوه، جميع من تاما التشابه يكون أن رأيه يف برضوري ليس ولكنكثرت وكلما الصفات، بعض يف مشاكلة وبينهما إال اثنان يتحاب وال ما، نوع يف التشابهالبغض رشح يف جرى النحو هذا وعىل املودة؛ وتأكدت املحبة زادت التجانس وجوهظنا لذلك، بقراط فارتاع أحبه بغيضا رجال أن بقراط عن حكاية لنا وحكى واالستثقال،

الصفات. بعض يف بينهما لشبه إال أحبه ما أنه منهنظرة من يحب من فمنهم للحب؛ االستعداد يف مختلفة حزم ابن رأي يف والنفوسالحق الحب إنما الشهوة، حب إال ليس وهو رخيص، رديء نظره يف النوع وهذا واحدة،رسيعا يحب من ومنهم طويال. ويدوم الخربة، ودقة العرشة طول بعد بطيئا يأتي مايرى هذا عامر أبو كان «فقد عامر بن محمد عامر أبا لذلك مثال ورضب رسيعا، ويملحتى عليه، يأتي أن يكاد ما والهم االهتمام عن به ويحيق عنها، يصرب فال الجاريةنفارا، املحبة عادت إليه بتصريها أيقن فإذا القتاد. شوك ذلك دون حال ولو يملكهاحتى دأبه كان هذا األثمان. بأوكس فيبيعها منها، قلقا إليها والقلق رشودا األنس وذلكمن هذا مع هللا رحمه وكان عظيما، عددا الدنانري ألوف عرشات من ذكرنا فيما أتلفالفخم واملنصب العظيم الرشف مع والتوقد، والحالوة والنبل والذكاء والحذق األدب أهلاألوهام وتكل عنه، الحدود تقف فيشء صورته وكمال وجهه حسن وأما العريض. والجاهمعني». صديق وعىل واحد زي عىل صربه عدم يف شأنه كان وهكذا … أقله وصف عن

«كالذي قصريا وال طويال ال مطلقا للحب استعداد عنده ليس من الناس ومنابن الرحمن عبد بن هشام اإلمام ولد من قاسم بن محمد بكر أبو نفسه عن به أخربنيواأللفة الصحبة حد تجاوز وال منه بان إلف عىل أسف وال قط أحدا يحب لم أنه معاوية،

خلق». منذ والعشق الحب حد إىل

111

Page 112: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يكاد ال بالرجل، واملرأة باملرأة الرجل وعالقة البرشية، بالطبيعة الظن يسء حزم وابنطبيعتان فيه ركب اإلنسان أن ويرى األفالطوني، بالعشق يؤمن وال العذري، الحب يصدقوهي بالشهوة إال تشري ال والثانية العقل، وهي بالخري إال تشري ال إحداهما متضادتان:يل «وإن املعرفة»، وصحة الرياضة طول مع إال معدوم الطاعة حد عند «والوقوف النفسولم ذلك، وطال بالحب جميلة امرأة له عرضت رجل من ما أنه وهو عنه، أحول ال قواليف االعتدال إىل النظر هذا وأداه املرأة». وكذلك الشيطان، رشك يف وقع إال مانع ثم يكنيقع لم من وال بخاطره، الرش يرد ال من نظره يف الصالح فليس والفاسد، الصالح تعريفالذرائع عنها قطعت وإذا انضبطت، ضبطت إذا التي هي النساء من «الصالحة ولكن فيه،األسباب وبني بينها حيل وإذا تنضبط، لم ضبطت إذا التي هي والفاسدة استمسكت،الرجال من والصالح الحيل، من برضوب إليه تتوصل أن يف تحيلت (الرش) تسهل التييعارش من والفاسق … لألهواء الجالبة للمناظر يتعرض وال الفسوق، أهل يداخل ال منمن والصالحان املهلكات. الخلوات ويحب املؤذية، للمشاهد ويتصدى … النقص أهلوالفاسقان تحرك، بأن إال جاورها ما تحرق ال الرماد يف الكامنة كالنار والنساء الرجاليراها رجال أن تحس مكان يف امرأة قط رأيت ما ولهذا يشء. كل تحرق املشتعلة كالناركانت زائد بكالم وأتت بمعزل، عنها كانت فاضلة حركة وأحدثت إال حسها يسمع أوبالرجل املرأة خطور عند املزح وإيقاع امليش، وترتيب الزينة، إظهار وأما … غنية يف عنهاألمثلة ذكر يف أطنب وقد مكان». كل يف الشمس من أشهر فهذا باملرأة الرجل واجتيازيرى ولذلك رأيه. لتأييد والنساء الرجال من وسمعها شاهدها التي والحكايات والوقائعلنا جاز كله هذا ومن عسري؛ شاق وصرب طويلة ورياضة كبري جهد إىل تحتاج العفة أن

املثاليني. ال الواقعيني من الحب يف وتأليفه حبه يف حزم ابن نعد أن

فهو مختلفة؛ مواقف يف لطيفة نفسية تحليالت الحمامة) (طوق الكتاب هذا يف له ثمبحلولها باملراسلة اللذة مثال ويعلل الخبري، املجرب استعراض الحب عالمات يستعرضويعانقه، وقلبه عينيه عىل الكتاب يضع العاشق نرى «ولهذا الرؤية محل اليشء بعض

بالريق». الحرب فيسقي محبوبه ويقارضه بالدمع، الحرب يسقي كان من وأعرفبل طالع، وسعد رفيع حظ «والوصل فيقول: الوصل عند النفسية الحالة ويصفوصل إن لقلنا: وكدر ومحنة ممر دار الدنيا أن ولوال السني، والعيش املجددة الحياة هواللذات جربت ولقد … معه شائبة ال الذي والفرح فيه، كدر ال الذي الصفاء هو املحبوب

112

Page 113: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

املستفاد، املال وال السلطان من للدنو فما اختالفها، عىل الحظوظ وأدركت ترصفها عىلال للوصل، ما الخوف، بعد األمن وال الغيبة، طول بعد األوبة وال العدم، بعد الوجود وال

الهجر». وحلول االمتناع طول بعد سيماهو وأما بالحب، يودي الوصل داوم أن يرى من فمنهم الوصل؛ يف أصناف والناسإن يقول: ثم ظمأ» إال زادني وال الوصل ماء من قط رويت ما «إني نفسه عن فيحدثمحبه عن منحرفا الحبيب ترى فحينئذ الرقيب، من التحفظ يوجبه هجر أنواع: الهجركناطق، وساكتا كمقبل منحرفا حينئذ فرتاه يحب، ملن معرضا غريه، عىل بالحديث مقبالإال يكون وال التذلل، يوجبه وهجر — الوصل من أحىل الهجر وهذا كذلك، أيضا ومحبهالعتاب يوجبه وهجر محبه، صرب لريى هجرانا املحبوب فيظهر بصاحبه، كل ثقة عنيعدل الرىض، ورسور الرجعة، فرحة لكن الشدة، بعض فيه وهذا املحب، من يقع لذنب

إلخ. امللل هجر ثم الوشاة، يوجبه هجر ثم مىض، ماوالتعفف والسلو والضنى والغدر الوفاء من يعرضله ما لكل تحليله يف يسري وهكذا

إلخ. وعدمه

واملحدثني، األقدمني شعر من فيه ورد بما باب كل عىل يستشهد داود ابن كان وإذاكل يف الشعر هو ينشئ أنه وهو آخر، نهج عىل حزم ابن سار فقد هو؛ بشعره وأحياناالجملة يف وشعره نادرا، إال غريه عن ينقل وال يرشحها، التي النفس حاالت من حالة

فيقول: ردئ وال رائع ال وسط،

ال��ف��رس ع��ن��ان ع��ي��ن��ي وأع��ط��ي��ت ال��ن��ف��س م��ج��رى م��ن��ي ال��ح��ب ج��رىال��خ��ل��س ف��ي ل��ي ج��اد ورب��م��ا ن��اف��را ي��زل ل��م س��ي��د ول��يق��ب��س رام ف��ي��ه رم��ى ي��ب��ي��س ه��ش��ي��م ك��ن��ب��ت ف��ؤادي وك��ان

اآلفاق: يف والتجوال النكبات من له عرض فيما ويقول

أض��ل��ع��ه ت��خ��ف��ي��ه م��ا ال��دم��ع وص��رح ي��ت��ب��ع��ه ال��ص��ب��ر ج��م��ي��ل ف��ول��ى ول��ىم��وج��ع��ه ف��ه��و ع��ل��ي��ه ال��ف��راق ح��ل ف��إذا آل��ف وق��ل��ب م��ل��ول ج��س��مم��ض��ج��ع��ه ق��ط م��ن��ه ت��دف��أ وال وط��ن وال دار ب��ه ت��س��ت��ق��ر ل��م

113

Page 114: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ت��دف��ع��ه اآلف��اق إل��ى ري��ح ت��زال ف��م��ا ال��س��ح��اب ره��و م��ن ص��ي��غ ك��أن��م��اوي��ط��ل��ع��ه ح��ي��ن��ا ي��غ��رب��ه ف��ال��س��ي��ر م��ن��ت��ق��ل األف��ق ف��ي ق��اط��ع ك��وك��ب أو

ويقول:

ف��ادي م��ن ال��ح��ب ل��ع��ان��ي ه��ل أم وادي م��ن ال��ح��ب ل��ق��ت��ي��ل ه��لال��وادي ف��ي م��ر ي��وم ك��م��ث��ل ن��ح��وه��ا ع��ودة ل��ده��ري ه��ل أمال��ص��ادي ل��ل��س��ائ��ح ع��ج��ب��ا ي��ا ص��ادي��ا س��اب��ح��ا ف��ي��ه ظ��ل��ل��تع��وادي أل��ح��اظ ت��ب��ص��رن��ي ف��م��ا وج��دا م��والي ي��ا ض��ن��ي��توال��ب��ادي ال��ح��اض��ر أع��ي��ن ع��ن غ��ائ��ب إل��ى ال��وج��د اه��ت��دى ك��ي��فح��س��ادي ل��ل��س��ق��م ي��رح��م��ن��ي ف��ق��د ط��ب��ي��ب��ي م��داوات��ي م��ل

إلخ. إلخاألخالقية االجتماعية الحالة عىل داللته وهي أخرى، ناحية الحمامة» «طوق كتاب ويف

الكتاب. يصورها كما حزم ابن عرص يف األندلس يف

يف التوسع يف كبري أثر عامر أبي بن للمنصور وكان البيوت، مألت الرقيقات فالجواريموفقة، كلها كانت الخمسني عىل زادت التي فغزواته سبى، ما وكثرة غزا ما لكثرة هذايوم فيه الناس بعض قال حتى والنساء، الرجال من األرسى كثرة التوفيق أثر من وكانطريق من األرس عىل توزع والسبايا والسبايا. األرسى جالب يريد الجالب» «مات ماتعىل واألسبان املسلمني عند متبعا النظام هذا وكان األسواق، يف البيع طريق من أو الهبة

السواء.باإلماء، والعليا الوسطى الطبقة بيوت وخاصة البيوت، امتالء كله هذا من فنتجبن للمنصور وزيرا أبوه كان إذ يحدثنا، كما النوع بهذا مملوءا حزم ابن بيت وكانبعض يملك نفسه حزم ابن فكان األرسة، أفراد عىل توزع اململوكات وكانت عامر، أبي

غريهن. ويعشق الجواريدورا الحب عواطف فلعبت واألدبية، االجتماعية الحياة يف كبري أثر كله لهذا وكاننظم حزم ابن إن حتى دقيقة، تعبريات عنها وا وعرب بمشاعرهم، الشعراء ونطق هاما،أبي ابن يهديه شهيد وابن غريه، من أو نفسه من بها ويشعر يصفها حالة كل يف شعره

114

Page 115: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

والحب، الغزل يف القول فكثر شعره، فيهن فيقول الفتيات أجمل من فتيات ثالث عامرقبل، من تكن لم ومشاعر وأفكار جديدة معان وخلقت كله، بذلك األدبية الحياة وماجتواألدب الغناء فنون اإلماء وتعلم الحمامة»، «طوق شعر عليها يدل أدبية صياغة تصاغأتقن كما األحنف، بن العباس بشعر تغني حزم ابن أمة فهذه الرشق؛ يف الحال كان كماأسوأ من ذلك فكان أمورهم، أدق يبلغنهم املسلمني عىل جواسيس استخدامهن األسبان

املسلمني. لهزيمة الوسائلابن مرجع كن السن يف تقدمن فلما وأفانينه، بالعشق الخبريات النساء ووجدتوروى إليهن أصغى أنه حزم ابن ويخربنا وقصصهن. تجاربهن حكاية يف وأمثاله حزم

كتب. ما بعض عنهنبوتقة يف كله ذلك وصهر املختلفة، األجناس من املولدات كثرة هذا استتبع ثمالحس رقيق حزم ابن وكان والفنانني. األدباء يثري صافيا جماال منه لتخرج الطبيعةقيمة، نتائج منها ويستنتج االجتماعية األحوال يف النظر يحسن العقل، دقيق الفؤاد ذكيزمانه أهل ر وصو صوره العشق يف ذلك استخدم فلما األخالق، يف كلماته بذلك تشهد كما

ونثرا. نظما دقيقا؛ تصويرا الغرام يف وفنونهمووجود الواحد، البيت يف والرقيق األحرار لكثرة األرس، فساد كله هذا نتائج من وكانيف شائعة والغرية صقلبية، وهذا أسبانية وهذا بربرية أمه فهذا األمهات؛ املختلفي األبناءمثارا ذلك فيكون ألبنائهن الغرية هذه يرضعن وهن الواحدة، األرسة يف األمهات جميعاململكة، ويف البلدة ويف البيت يف العرى وانفصام والثورات الفتن وكثرة األقرباء لعداوة

بعده. وما حزم ابن عرص يف كان ما وهذاالفجور من مانعا واألسواق البيوت يف الجواري كثرة تكون أن الظن كان وقدالرشق يف بالعكس األمر كان ولكن االرتواء. سهلة النظام هذا مثل يف فالنفوس والشذوذ،

واألندلس. العراق يف والغرب،

ي��ن��ف��ط��م ت��ف��ط��م��ه وإن ال��رض��اع ح��ب ع��ل��ى ش��ب ت��ه��م��ل��ه إن ك��ال��ط��ف��ل وال��ن��ف��س

فرأى بقرطبة العطارين باب مجتازا كان أنه الشاعر الرمادي عن حزم ابن فيحدثنافلم ونهته وراءها، سار ناحية يف سارت وكلما يتبعها، فجعل قلبه بجامع أخذت جاريةتخلصت حتى يضايقها زال وما مملوكة. فقالت: مملوكة؟ أم هي أحرة فسألها: ينته،

القبيل. هذا من املختلفة القصص تروى وكذلك فيه. أخلفت وعدا وعدته بأن منه

115

Page 116: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

زوجته، عرض يف الرجل تفريط وهو ذلك من أشنع هو بما حزم ابن يحدثنا بلواستباح غالما فأحب الشيطان» استهواه أن إىل مستورا رجال أعرف كنت «لقد فيقول:

حزم: ابن فيقول عرضه، هذا يف

ال��ف��رد ال��رش��أ م��ن ي��ه��وى م��ا ل��ي��ب��ل��غ ن��س��ائ��ه ح��ر م��روان أب��و أب��اح

… إلخومن حرض من بعض بني فرأى املياسري بعض عند مجلس يف كان أنه ويذكرالبيت وصاحب الحني، بعد الحني وخلوات استبشعه، وغمزا أنكره، أمرا باملجلس كانيتحرك. فلم بالترصيح وحركه ينتبه، فلم بالتعريض حزم ابن فنبهه النائم، أو كالغائب

إلخ. املجلس هذا إىل يعود أال وعزم شعرا، ذلك يف حزم ابن وقال

عامر، أبي ابن بعد الدولة تفكك وهي الكتاب عليها يدل اجتماعية أخرى صورة ثمأحد أراد فلما الناس، نفوس من الخالفة حرمة وأسقط هشام الخليفة عىل حجر فقدكعقد وكانوا أمرهم، واضطرب الناس ثار إليه الخالفة تحويل عامر أبي ابن أحفادوكان األمور، ضبط يستطيعون الخلفاء محل حلوا من وال موقرة الخالفة فال انفرط،وانحالل الدولة تضعضع بدء هذا فكان للقيادة، صالح رأس كل قتل قد عامر أبي ابنأصابه مما حزم ابن شكوى يف هذا تلمح بلد؛ بعد بلدا عليها األسبان وتغلب البالدأتباع من كانوا ألنهم وترشيد؛ أموال ومصادرة اضطهاد من وأصدقاءه بيته وأهل هوالحمامة» «طوق كتابه ألف أنه ويحكي األموال، وال النفوس يف أمن فال العامرية، الدولةمصادرة، واألموال متبدلة، واأليام مرشدون، والناس هائجة، والبالد مضطربة، والنفس

إلخ. قلقة واألحوال

الراقية، الطبقة من وصادق شاهد بما الخلفاء قصور دخائل عىل اإلطالع واسع هو ثمذلك إىل أشار وقد دخائل، من القصور يف يجري كان مما أبيه وأصدقاء أبيه من سمع وماوأحيانا وديانة، سياسة متحفظا األسف مع األحداث لهذه روايته يف كان ولكنه كثريا.ومحمدا املؤيد، هشاما «رأيت ويقول: هللا». رحمه أبي الوزير «حدثني يروي: فيما يقولبن امللك عبد وجالست عليهم، ودخلت وإخوتهم وأوالدهم املرتيض الرحمن وعبد املهدي،معرفة من مكنه كله فهذا النارص». املؤمنني أمري ابن مروان بن الرحمن عبد بن مروان

116

Page 117: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

(٦) العربي األدب يف

وأن عشق، حوادث بسبب كانت األمراء لبعض رحالت عن فيخربنا الطبقة، بهذه واسعةولم وسرت كنى دقيق حادث إىل ذلك من وصل فإذا الحب، بسبب عقله ذهب بعضهمكشفها، نستجيز ال عورة إما فهي األسماء، عن الكناية يل «اغتفر وقال: الترصيح يستجزيف رضر ال من ي أسم أن وبحسبي جليال، رجال أو ودودا صديقا ذلك يف نرعى أن وإمالرىض وإما الطي، عنه يغني ال الشتهار إما ذكره، يف عيب واملسمى يلحقني وال تسميته،

لفعله». منه إنكار وقلة خربه بظهور عنه املحتقر منالقدر. بهذا منها نكتفي قيمة أخرى نواح الكتاب ويف

117

Page 118: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 119: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السادة أخالق

«خلق أدبهم منها وصاغوا كالمهم فيها فأكثروا العرب أنظار لفتت التي األخالق منالبيئة، باختالف كثريا يختلف والتحديد، التعريف صعب غامض، معنى وهو السيادة»من والجماعة الشخص عىل تغلب التي الصبغة وباختالف االجتماعية، الحياة وباختالف

ذلك. ونحو فيه، وزهد للمجد، حبوالشجاعة، الكرم وجدناها الجاهيل األدب يف السيادة أركان استعرضنا نحن فإذا

الطفيل: بن عامر فيقول

م��وك��ب ك��ل ف��ي ال��م��ش��ه��ور وف��ارس��ه��ا ع��ام��ر س��ي��د اب��ن ك��ن��ت وإن إن��يأب وال ب��أم أس��م��و أن ال��ل��ه أب��ى وراث��ة ع��ن ع��ام��ر س��ودت��ن��ي ف��م��اب��م��ن��ك��ب رم��اه��ا م��ن وأرم��ي أذاه��ا وأت��ق��ي ح��م��اه��ا أح��م��ي ول��ك��ن��ن��ي

يف نفسه ويبذل رش ينالها أن ويحميها قبيلته عن يذود أنه السودد يف رأيه وخالصةالقبيلة. سبيل يف الشجاعة ولكنها الشجاعة، مجرد نظره يف السيادة فليست عنها، الدفاعويحمي العاني يفك كان قومه، سيد أبي «إن أباها: تصف الطائي حاتم ابنة وقالتفجعلت فرده» حاجة أحد إليه يطلب ولم الطعام، ويطعم املكروب، عن ويفرج الذمار،

والكرم. الشجاعة يف سيادتهبالكرم املباهاة حول أكثرها يدور فنراها الجاهلية يف السادة بني املفاخرات ونقرأ

والشجاعة.ببعض. بعضهم لونها وإن اإلسالم يف السيادة دعامتي هما الصفتان هاتان وظلتحني الجواد «السيد: قال: أنه الخطاب بن عمر عن فريوى التكميلية، األخرى األلوان

Page 120: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

قومك؟ سدت بم عاصم: بن لقيس وقيل يعارش»، بمن البار يستجهل، حني الحليم يسأل،املراء، ترك والشجاعة الكرم إىل فأضيف املوىل» ونرصة املرا، وترك القرى، «ببذل فقال:

الصغائر. عن الرتفع أخرى وبعبارةابن ومحمد قتيبة بن وسلم قيس بن األحنف الناس أسود من األموي العرص يف وعدأبيه بن زياد رشحه وقد والحلم، والكرم الشجاعة سيادته فأساس األحنف فأما القاسم؛عائشة، جيش إىل انضمامه عدم عليه وحفظ بذلك، معاوية يرض فلم الهند ثغر ليتوىلما والسودد الرشف من بلغ األحنف «إن زياد: فيه فقال طالب، أبي بن لعيل ومنارصته

العزل». يرضه وال الوالية تنفعه ال«كنا بعضهم: فقال وشجاعته، جرأته قتيبة بن سلم سيادة أسباب أهم من وعد

أسريا. خمسني أي خمسني» يف ويرجع وحده يركب كان بأنه سلم نعرففقال سنة عرشة سبع ابن وهو الجيوش وقاد والهند السند فتح القاسم بن ومحمد

الشاعر: فيه

م��ح��م��د ب��ن ال��ق��اس��م ب��ن ل��م��ح��م��د وال��ن��دى وال��م��روءة ال��س��م��اح��ة إنم��ول��د! م��ن س��وددا ذل��ك ق��رب ي��ا ح��ج��ة ع��ش��رة ل��س��ب��ع ال��ج��ي��وش ق��اد

يعيبوه أن يف للناس صدره وسعة الجانب لني «السيد» يف يلحظون كانوا وأحيانايف يخدمنا (يريد رحله يوطئنا من إال نسود ال «نحن العرب: من رجل قال وينقدوه.له» ما ويملكنا عليه) وعيبنا له بنقدنا يضيق ال أنه (يريد عرضه ويفرشنا حوائجنا)

الكندي: املقنع قال وكما

ال��ح��ق��دا ي��ح��م��ل م��ن ال��ق��وم رئ��ي��س ول��ي��س ع��ل��ي��ه��م ال��ق��دي��م ال��ح��ق��د أح��م��ل والش��دا أت��ي��ت��ه��م ن��ص��ر إل��ى دع��ون��ي ه��م وإن س��راع��ا ن��ص��ري إل��ى ول��ي��س��وام��ج��دا ل��ه��م ب��ن��ي��ت م��ج��دي ع��دم��وا وإن ل��ح��وم��ه��م وف��رت ل��ح��م��ي أك��ل��وا إذا

لحظوه ما وهذا الرأي، وسداد الفكر وقوة النظر بعد السيادة يف يلحظون وأحياناوقال يصدق، والنظر يصيب الرأي مجده أسباب من كان فقد األحنف، سيادة يف أيضا

الكميت:

120

Page 121: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السادة أخالق

ون��اظ��ر م��س��ت��م��ع ع��ي��ون ت1 ث��غ��ر وم��ا إل��ي��ك رف��ع��تال��ب��ص��ائ��ر ذات ال��ن��ه��ى ـ��م��ه��د ال��ـ ف��ي وم��ن��ك ع��ل��ي��ك ورأوا

أحدهم يسود فقد واحدة؛ بخصلة جميعا يسودون ال السادة أن أيضا لحظوا وقد«ساد مثال: فقالوا حوله، التي والظروف للشخص تبعا بغريها، آخر ويسود بصفةبدهائه، مسلم بن قتيبة وساد له، العشرية بحب مسمع بن مالك وساد بحلمه، األحنف

كلها». الخالل بهذه صفرة أبي بن املهلب وسادالكرم، من رضب وهو الرجال، اصطناع للسيادة ركن أكرب عد األوساط بعض ويفأتباعه فيكونون حوائجهم، وقضاء لهم العطاء ببذل الناس رضا يستجلب أن وهوالربامكة، عند وخاصة العبايس العرص يف هذا وفشا رأيه، عن ويصدرون حوله يجتمعونبن يحيى أن «رووا واألتباع األشياء وتكوين للناس الرب إسداء يف سيادتهم كانت فقدودعا وحسنه لجماله برمك بن دينار ى يسم وكان يوما، إبراهيم ابنه دعا الربمكي خالدبلغ قد قالوا: ابني؟ حال ما فسألهم: وأصحابه كتابه من إليه ضم كان وبمن بمؤدبهاتخذنا قد قالوا: سألت. هذا عن ليس قال: العلوم) (من وكذا كذا ونظر كذا األدب منوبعد (سيادته) عن سألت إنما سألت هذا عن وال قال: كذا. وغلته كذا الضياع من لهفبئس قال: ال. قالوا: الناس! إىل وحببتموه مننا الرجال أعناق يف له اتخذتم وهل همته،ألف مئة خمس بحمل أمر ثم قلتم. ما إىل منه أحوج وهللا هو واألصحاب. أنتم العرشاء

هم. من يدرى ال قوم عىل ففرقت إليه، درهماملصانع يتخذ العباس ابنه فرأى املعتصم وأخيه العباس ابنه إىل يوما املأمون ونظر

املعتصم: يف فقال الرجال، يمتلك واملعتصم الضياع ويبني

رج��ال وب��ي��ن ق��رى ب��ي��ن ش��ت��ان ال��ق��رى ي��ب��ن��ي وغ��ي��ره ال��رج��ال ي��ب��ن��ياألب��ط��ال ع��ل��ى ي��ف��رق��ه ح��ت��ى وض��ي��اع��ه م��ال��ه ب��ك��ث��رة ق��ل��ق

العباس. وضاع املعتصم فساد﴿إن تعاىل: قوله فهم يف وأمعن الدينية النزعة عليه غلبت من اإلسالم يف ووجدالكلبي: ابن قال التقوى. يف السيادة وجعل بالسيادة هذا فربط أتقاكم﴾ هللا عند أكرمكم

الرواضع. أسنانه سقطت إذا الغالم ثغر يقال 1

121

Page 122: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

الرياسة (يريد فالرياسة الجاهلية يف «أما قال: السودد؟ تعدون ما القرسي: خالد يل قالمدينة والية أو بالخالفة املسلمني أمور والية (يريد فالوالية اإلسالم يف وأما القبيلة) عىل

التقوى». وذلك ذا من وخري إقليم)، أو

122

Page 123: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

األدبالغريب يف املأثورة: األقوال منوالعريب

واألمريكية اإلنجليزية من

منظم». نفاق املحافظني «حكومة«إن فقال: الواعظون؟ ينجح مما أكثر املمثلون ينجح ملاذا رجال: قسيس سألاألشياء عن يتكلمون والواعظني حقيقية، كأنها الخيالية األشياء عن يتكلمون املمثلني

خيالية». كأنها الحقيقيةفنانا». جعلتني أمي من قبلة «إن

با». مبو جهال إال ليست اإلنسانية املعرفة «إنواحد». دين عىل الناس عقالء «كل

مبدأه». يغري أن له يصح ال ولكن رأيه يغري أن لإلنسان يصح «قدالضاحكني». مع زمنه بعض اإلنسان يرصف أن «يجب

لها». ليكذب الخارج إىل دولته أرسلته أمني رجل «السفرياآلخر». عمله عمل أي يعمل أن يستطيع إنسان «كل

باطل». فإنه التاريخ إال يشء كل يل اقرأ األب: فقال ألبيه يقرأ أن ابن «أرادتغيريه». يمكن ال عما يعتذر «إنماالعالم». تاريخ يغري ال «االغتيال

العلم». ومكان الحرية ومكان الضوء مكان تكون أن يجب «الجامعةشيئا». تخىش ال وأنت عادال «كن

نعمل». ما هي والحكومات والكنائس «الكتب

Page 124: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

الناس». إىل أحب ولكنه القانون حكمة للعرف يكون ال «قدتأخذ». ما ترد ال كالقرب «الديمقراطية

السياسية». يف الخالف ينتج مما أكثر الخصومة من ينتج الدين يف «الخالفالدين». ورجل واملرأة الرجل ثالثة: الناس أجناس الفرنيس: املثل «يقول

القدر». يحدد الواجب «أداءثمنه». إنسان «لكل

أخرية». كلمة هناك ليست السياسة «يفعالجا». ليست «القوة

صداقة». إىل أبدا يهبط ال الحب ولكن حب، إىل الصداقة ترتقي ما «كثرياأن بها يستطيع ما الثروة من له ليس إنجلرتا ملك ولكن جدا وفقري فقري «أنا

يشرتيني».موتي». أو «حريتي

املستقبل». نعمة يف أمل املايض نعمة عىل «الشكربعد». عىل إال ترى ال العظيمة «األشياء

يرتكني ولم أيامي آخر يف نعمته عيل ألسبغ ملكي خدمت ما نصف هللا خدمت «لوألعدائي».

الخلق». بل الحياة غاية السعادة «ليستالقلب». مفتاح أنها مع قدرها حق البساطة يقدرون ال «الناس

لذائذنا». أكثر ضاعت رغباتنا كل تحققت «إذانفيس». من ذلك يحرك لم رأيس إىل إنجلرتا سيوف كل صوبت «إذا

فرتف». واليونانية الالتينية أما واألملانية الفرنسية أعلمه أن اجتهدت ابن يل كان «إذاعىل ورشا اإلنسان عىل خريا ذلك كان البحر قاع يف الطبية املادة كل أغرقنا «إذا

البحر».نزاعا». يحسم ال «الجهل

من مع هللا سيسكنني ولذلك ووطني، وملكي إلهي أخدم أن عشت ما «سأحاولأحبوه».

السياسة وأما فيه، مشكوك فأمر القانون أما والسياسة، للقانون حياتي وهبت «لقدعبث». أنها شك فال

124

Page 125: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من

ما كل هذا كان إذا ولكن والقوة، والجاه املال ملكت لقد يحترض: وهو أمري «قاليل». فتعسا أملك

يشء وال يشء ال أن أسمع لم ولكن موجبا، يكونان سالبني شيئني أن سمعت «لقديشء». أي يكونان

مسلمة». قضية يؤخذ أن يصح يشء ال أن أخريا تعلمت «لقدأمريكا». يف هو إنما شئونها أساس واستقرار إنجلرتا عظمة أن اقتنعت «لقد

للخلف»؟ هاديا دليال تكن لم إذا السلف وتجارب الحكماء وأقوال التاريخ فائدة «ماقرأت». ما كل من تعلمت مما أكثر الناس مع الحديث من تعلمت «لقد

دائما». التغري يكون الناجحة األمة «يفاألمة». تكون التي هي النقابات ولكن جماعات يكونون قد «األفرادبخري». يأتي أن معه يستطيع ال مبلغا الرش من ما إنسان يبلغ «لم

الجيوش». ثورة قبل دائما تأتي األفكار «ثورةلقومي». أهبها واحدة حياة يل أن عىل أسفي يشء عىل أسفت «ما

العادل». القتال من خري الظالم «الصلحتنشئ». أن من أسهل تنقد «أن

ال سمو مستوى هناك ولكن الرجال، بعض من أذكى النساء بعض يكون «قدأبدا». إليه يصلن

ولكن الوزراء، مجلس إدارة ذلك من وأصعب النواب، مجلس قيادة الصعب «منجيش». قيادة الجميع من أصعبالنهاية». يف سواء األشياء «كل

زمنه». عن متأخرا جاء إن خطر الحصبة، كمرض «الحبالطب». يعمل مما أكثر تعمل «الطبيعة

غضبه». وقت إنسان لك قاله ما تنس «الكلمة». منها تقرأ أو تفتحها لم ولو أثاث أجمل «الكتب

الصغرية». بالفضائل يضح لم ما جليلة خدمة ألمته يقدم أن إنسان يستطيع ال «قدكل فإن الحكومة، رياسة توليه عىل صديقه يهنئ أن حق صديق يستطيع «ال

أعدائه». عدد يزيد يترصفه ترصفعليهم». كالثناء األطفال يف يؤثر يشء «ال

125

Page 126: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أن عىل يزد فلم قيم. له تأليف أصول يوما أفسد دياموند، اسمه كلب لنيوتن «كانآذيتني»». ما مقدار تعرف قلما دياموند! «دياموند! قال:

املرأة». يكفي واحد لسان فقال: أخرى؟ لغة ابنتك تعلم هال «ملتن»: «سئلأحسن». أم أساء أصاب، أم أخطأ وطننا «إنهالطيبة». للحكومة أساس األرسة يف «الحب

مران». إىل يحتاج الكمان، عىل كالعزف الربملان، يف «الكالممنظمة». فكرة «الحزب

وحرارته». الدين بالغة «الشعرالكساىل». مهنة «الشعر

الحقائق». يف ال التخيالت يف الشعراء ينجح «إنماالجرائد». فاقرأ ممكنا املستحيل ترى أن أردت «إن

يقتضيه». أجرا حقه من أن كما يؤديه، واجب عليه األرض مالك «إنهلل». طاعة الظالم «عصيان

ترتاجع». ال «الثورةللحقيقة». امتحان أصح «السخرية

الرياسة، منصب عن تبعدك عنها تدافع التي القضية إن :Clay كليي لهنري «قيلرئيسا». أكون أن أحب مما أكثر محقا أكون أن أحب إني فقال:

للمغفل». وثمان للمرأة، وسبع للرجل، كافية نوم ساعات «ستأن شك وال مال، وال كبري عقل له وبعضهم عقل، وال كثري مال لهم الناس «بعض

لآلخرين». خلقوا األولنيمكتبة». وبعضهم واحدا، كتابا جنبيه بني يحمل الناس «بعض

الرأس». يف ما يهم فال طاهرا القلب كان «إننفسه». يحفظ والجنيه القرش «احفظ

واجبي»». أديت قد هلل، «الحمد نلسون: قالها كلمة آخر «كانتالحمري». يف بالدة ى يسم العظماء يف ثباتا ى يسم «ما

الغد». سابقة اليوم «عملإيتون». كلية ملعب يف كسبت «واترلو» معركة «إن

يستعملونها». كيف املثل وإعطاؤهم القول حرية ألوالدي خلقت ما «خري

126

Page 127: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من

«رسور»». والدكتور البال» «راحة والدكتور «حمية» الدكتور هم األطباء «أحسننقدها». عظم الحقيقة عظمت «كلما

الخداع». من برضب إال حريته عن يتخىل ال «الشعبالغرض». نحو السري عىل املثابرة النجاح «أساس

يشعر». ملن مأساة يفكر، ملن ملهاة «العالمفيه». من بعض عىل يوم كل اإلعدام حكم ذ ينف كبريا سجنا إال ليس «العالم

االستبداد». يبدأ القانون ينتهي ما «عندالحياة». بقيت ما األمل «يبقى

أنني». وآخرها رصاخ وأولها الحياة عىل نحرص «ملاذامالهم». تكسب الناس قلوب «اكسب

العقل». فهم من خري وهو القلب، فهم «للنساء

الفرنيس األدب من

الشجاع». القلب عىل يستحيل يشء «التخفيه». يشء دائما امرأة كل «عند

تحكم». أن من فقريا صيادا تعيش أن «خريتحكم». «فرق

خطوة». والهزأة الجليل «بنيبحزن». شيئا تقابل ال ولكن بجد، يشء كل «قابل

بيل». إذا يغري األثاث من كالقطعة «الصديقنىس». ما إال جديد «ال

واأللف». الواحد بني مما أكثر والواحد يشء ال «بنيولكني أرستي، أحب مما أكثر وطني وأحب نفيس، أحب مما أكثر أرستي أحب «إني

وطني». أحب مما أكثر اإلنسانية أحبقسيسا». وال امرأة يجعلني لم إذ هللا «أحمد

وعشت ملاذا، أعرف وال ولدت «لقد يحترض: وهو الفرنيس» «الفيلسوف جسندي قالكيف». وال ملاذا أعرف وال أموت أنا وها كيف، أعرف وال

أعىل». من تأتي أن يجب والقوة أسفل، من تأتي أن يجب «الثقة

127

Page 128: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

املوسيقى». صوت عىل أمت «دعوني يموت: وهو مريابو قال«نوتردام»». برج إىل يصل حتى قمة إىل قمة من يطري «الصقر

للشيوخ». وطاغية للشباب ملك «الحبتعرتضه». التي الصعاب من أقوى «الحب

الصرب». عىل قدرة إال النبوغ «ليسالحرة». لرعيته عبد العادل «امللك

يف إال العظيمة األسماء تصنع «ال مرص: عىل حملته يجهز وهو نابليون «قالالرشق»».

باألقدام». بل باأليدي النرص ينال «الخل». من دنا عرشون يصيده ال ما الذباب من تصيد عسل من «ملعقة

مريض». وقلب صحيحة معدة السعادة «رشطاملال والثاني املال األول رشوط: ثالثة توافر يجب الحرب يف أمة تنجح أن أجل «من

املال». والثالثنريد لسنا املهزلة! هذه ما «دانتون»: فقال العقل عيد وه سم بعيد قوم «احتفل

اإللحاد». لنؤسس األوهام عىل القضاءيحرتق». البيت كان إذا اإلصطبل عن تسأل «ال

تنظر قرنا أربعني أن «اذكروا مرص: يف أقدامه وضع ما عند لجيشه نابليون قالاألهرام». هذه قمة من إليكم

أحمق». إال بها يثق ال هوائية غالبا «املرأةباللصوص». ملئت غابات عدل بال «املمالك

الغابة». يدخل ال الشجر حفيف من خاف «منيحكم». أن يعرف لم ينافق أن يعرف لم «من

أحرقتها». رسى قبعتي عرفت «إذا عرش: الحادي لويس قالملرضها: عالج عن يبحث وطبيبها املوت مرض يف عرش الخامس لويس زوجة قالت

عالجي». هو فهذا وأوالدي أبي يل «ارجعنخرتعه». أن وجب موجودا هللا يكن لم «إذا فولتري:

فتحها». من أحاذر أن يجب الحقائق من يدي مألت «إذاالسلم». شحم أيضا فهو الحرب عصب املال كان «إذا

128

Page 129: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من

أطباؤه». أهمله مريض «الدينمنه». أقل أنك عىل دليل بمنصبك «عجبك

انتهت». قد Comedy فامللهاة الستار «أرخ يحترض: وهو رابليه قالورد». وال ربيع مرأة وال «حفل

خطر». يف الوطن كان ما للوطن يشء «كلعليكم»». يوىل تكونوا «كما تستحقها: التي حكومتها لها أمة «كل

الرشف». إال زوال إىل يشء «كلوواحدا ساخطني مئة أصنع خاليا منصبا أمأل مرة كل «يف عرش: الرابع لويس قال

شاكر». غريبغريها». قارنتها إن ا جد عظيمة وحدها، إليها نظرت إن ا جد حقرية «نفيس

مثله وترا لها يصنع أن فأبى أوتارها، من وتر انقطع بديعة، قيثارة ليوناني «كانانسجامها». القيثارة ففقدت فضة من وترا منه بدال وصنعالدقيق)». (بالحساب رياضيا تهيأ أن يمكن ال «الثورة

جنديني». يساوي جيدا ينام ال الذي «الجندي

األملاني األدب من

متجمدة». موسيقى العمارة «فنحزب». بال حكومة إال تنجح ال «عندنا،

دائما». أرستقراطية مسحة عليه نظرنا يف «الغريبمسلحا». األملاني الشعب هو األملاني «الجيش

الحقيقة». يسمعون ال ملوكنا أن املصائب «منالداء». من أسوأ الدواء يكون «قد

العالم». هلك ولو مجراه العدل يأخذ أن «يجبمعجمي». يف ليست السالم «كلمة فردريك: جوليس

حرا». وال أملانيا أعده لم األحرار حزب من األملاني كان «إذا بسمارك:مضبوطا». علما السياسة «ليست

األملاني». قلب يف صدى لها تجد ال الخوف إىل «الدعوةالخندق». يف يموت الشجاع «الحصان

129

Page 130: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وال يتغري يشء كل الدكتاتوريون، يحكم زمن وسيأتي األحرار، يحكم زمن «سيأتياألمر». يف أبدية

«أملاني»». كلمة يف خاص سحر هناك يكون أن بد «الأملاني». كل حق الوسائل بكل أملانيا عن «الدفاعمكان». للصداقة ليس «املالية» املعامالت «يف

بدون غصبا يأخذها أن يستطيع امللك إن له فقيل طاحونته يبيع أن ان طح «رفضقضاة». برلني يف يكن لم إذا ذلك «نعم، فقال: ثمن،

تشكو». وال تتألم أن «تعودالضوء»». ليزيد النوافذ افتحوا الضوء! «الضوء! بنفسه: يجود وهو جوته «قال

نهاية». بال رعب من خري رعب مع «نهايةويف الحق».. فوق «القوة الفرنيس): (ويف الحق». قبل «القوة األملاني): األدب (يف«حجة «تراسيماكوس»: لسان عىل أفالطون جمهورية ويف الحق». هي «القوة اليوناني:

حجة». أقوى األقوىالقانونية». النظريات عىل تجري ال الخارجية «السياسة بسمارك:

جديدة». سياسة جديدة حالة «لكلاملواطن». واجبات أول «السكينة

ال أملانيا حقوق من وذرة تفقد، ال أملانيا أرض من قدما أن «سياستنا بسمارك:تضحي».

غريه». نخىش وال هللا نخىش األملان «نحن

اليوناني األدب من

يشء». لكل املناسب الوقت تعرف أن الفلسفة دروس «أولعن «أفتش قال: يصنع؟ ماذا فسئل: الظهر يف مصباحه «ديوجينيس» «أشعل

إنسان»».األصل»». سمعت «لقد فقال: العندليب صوت يقلد من ليسمع إسربطي «دعي

املوت». انتظار يف تحيى أن من رسيعا تموت أن «خرينتكلم». مما أكثر نسمع أن واحدا ولسانا أذنني لنا أن «معنى

130

Page 131: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من

خريا فعلت كنت «إن قال: ثم تمثاال، له يقيموا أن يحترض وهو «أجيسيلوس» نهىتغني». ال كله العالم فتماثيل وإال اآلخرين، يف ذكري فسيحسن

أكون أن لتمنيت اإلسكندر أكن لم «إذا الزاهد: ديوجينيس رأى وقد اإلسكندر قالديوجينيس».

نفسك «سلح ذلك: يف فقيل بذهبه، بل فيليب بقوة تسقط لم اليونان مدن أن ذكرواعدو». أمامك يقف ال الفضة من بأسلحة

له أقاموا لم يسألوا: أن من خري تمثاال؟ له يقيموا لم لم الناس: يسأل ألن ««كاتو»:تمثاال»؟

وجدتها».. «وجدتهاالنوعي». الوزن يف نظريته اكتشافه عند بها صاح وقد أرشميدس عن مأثورة «كلمة

نفسه». يحكم أن يستطع لم من حاكم «أسوأيشء». كل يف رشكاء «األصدقاء

لرضبته». غضبت أكن لم لو فقال: غضوب. ألنه الغالم هذا ارضب ألفالطون: «قيلقال: له؟». ليحققه يطلب «ماذا اإلسكندر: فسأله ديوجينيس عىل اإلسكندر وقف

عني». الشمس تحجب فال قليال تتنحى «أنعليه». ندمت فعلت األمرين أي فقال: ال؟ أم أأتزوج سقراط: رجل «سأل

املفاجئ». املوت قال: خري؟ املوت من نوع أي قيرص: ليوليوس «قيليتكلم». متى أيضا يعرف أن وجب يتكلم أن عرف «من

الثعلب». فجلد السبع جلد يكن لم «إذامما أليس قال: يبكيك؟ ما له: فقيل فبكى، اإلسكندر تاريخ قيرص يوليوس «قرأبعمل بعد آت لم وأنا شبابه يف األمم هذه عىل يتغلب اإلسكندر أرى أن األىس يبعث

جليل»؟ال «أنا فقال: ليال الفاريس الجيش عىل يغري أن اإلسكندر عىل القواد بعض «أشار

نرصي»». أرسقموضع قوادها الحكومة وضع من إثما أقل ليس االختبار موضع الصديق «وضعك

التجربة».هم»! أين يسأل ولكن أعدائه، عدد عن يسأل ال «اإلسربطي

الشجاعة إىل نحتاج «لسنا فقال: الشجاعة؟ أم العدل خري، أيهما أجيسيلوس: «سئلالعدل»». عم إذا

131

Page 132: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

هللا». إرادة تعاند أن تستطيع ال «إنكأحرارا». يكونوا أن من الرجال خاف إذا الحكم مسئولية النساء يتحمل أن عجب «ال

العالم». ابن ولكني اليونان، ابن وال أثينا ابن «لست سقراط: قالمن تخجل «أال حفل: يف القيثارة عىل الرضب أجاد وقد البنه املقدوني فيليب قال

اللعب»؟ إجادتكالزمر». أجاد ما وإال وضيعا، إنسانا هذا يكون أن «يجب اآلخر: قول ومثله

اثنني تلد أن لليونان يمكن «ال قائلهم: فقال قاسيا ظاملا حاكما ليسندر كانكليسندر».

تتحمل ال آسيا كذلك شمسني تتحمل ال األرض أن «كما :(II) اإلسكندر قالحاكمني».

غلطتني». القائد من تحتمل ال «الحربسواء». الجيد وامللك الجيد الغنم راعي «وظيفة

مني». اسمع ولكن تشاء كما «ارضبصديقي يا دموعك «استبق أصدقائه: بعض فبكى ليعدم قدم وقد أجيس امللك قال

قاتيل». من حاال أحسن ظلما أقتل وأنا فإنيفقال: يشتهي! ما اإلنسان ينال أن أحسن ما يقول: رجال «مينيدموس» «سمع

رضوريا». كان ما إال اإلنسان يشتهي أال منه أحسنأنشئ له: فقال ديمقراطيا، نظاما إلسربطه ينشئ أن «ليكورجوس» من رجل «طلب

بيتك». يف أوال الديمقراطيةرش». كل منبع امللل «حب

املحبوب». بدن يف تسكن املحب «نفسبي ابتدأت أرستي إن الثاني: فقال عريق نسب ذا ليس بأنه رجال رشيف «عري

بك». انتهت وأرستكألعيش». آكل وأنا ليأكلوا يعيشون «الناس سقراط: قال

بأهوائهم». يحكمون الناس وضعاف بسادتهم، يحكمون «العبيدوعل». عليها أسود من جيش من إرهابا أشد أسد عليها وعول من «جيش

العقل». إىل تصغي املعدة تجعل أن العسري «من

132

Page 133: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من

األثينيني إن املرأة أيتها ضعفها: يستغل ابنه رأى وقد لزوجته ثيمستوكليس «قالتدعيه فال يحكمك، وطفلك تحكمينني، وأنت األثينيني، أحكم وأنا اليونان، يحكمون

مجتمعة. اليونان من أقوى سذاجته يف فهو قوته، ييسءكل نحكم ونحن نساءهم، يحكمون «الرجال املرأة: قوة يف «كاتو» قول «ونحوه

يحكمنني»». ونسائي الرجال،فرنسا». تحكم واملرأة العالم تحكم «فرنسا الفرنيس: القول ونحوه

اإليطايل األدب من

بالجغرافيا». أومن ال «أناوأصلها اإليطالية، الجغرافية للجمعية رياسته أثناء كايتاني أوتوراتو الربنس «قالعليه وألح غال بثمن الجغرافيا يف كتابا ثقيل رجل عليه عرض وقد نجلو ميكال للدوق

بالجغرافيا». أومن ال فأنا آسف! «إني فقال:تفرقنا». والجمهورية توحدنا، امللكية «الحكومة

مشادة، إثر استقال أن بعد الربملان يف مالية وزير قالها رأيا». ليس الحساب «(علم)الحساب ولكن اختلفت، وإن اآلراء كل أحرتم «إني فقال: املختلفة اآلراء باحرتام نصح وقد

الجدل. عىل تعتمد التي اآلراء فوق واإلحصائيات األرقام أن يعني رأيا» ليسروما. يف رضب وسام عىل كتبت كلمة حرا». وسأموت حرا وعشت حرا «ولدت

.(١٧٩٨–١٨٤٩) ألربتو كارل قالها طريقها». ستشق «إيطالياالربملان. يف زراعة وزير قالها أجيب». ال بأني «أجيب

باملجرمني امتألت السجون إن عرش: السادس جريجوري عهد يف لوزير رجل قالفارغة». فالقبور مألى السجون كانت «إذا الوزير: فقال السياسني،

الالتيني األدب من

ينسب ومثلها لعبة، الحياة أن إىل إشارة يحترض وهو فيلسوف قالها انتهت». «اللعبةبنفسه: يجود وهو أصدقاءه سأل وقد امليالد) بعد ١٤ — امليالد قبل ٦٣) أوغسطس إىل

الحياة؟ يف دوري لعب أجدت هل

133

Page 134: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

منه1». عيل أعز الحق ولكن عيل. عزيز «أفالطون أرسطو: قالالحكمة». من بقليل محكوم العالم أن بني يا تعلم «أال

ضاعفه». فقد عطاءه ل عج «منخلف مملوكا فريكبوا يكرموه، أن قائد انترص إذا القدماء الرومان عادة من كان

تسقط». أن «حاذر الجماهري: هتاف وسط له يقول عربتهينفع لم اليوم عليه مر أنه ذكر وقد «تيتوس» اإلمرباطور قالها يوما». خرست «لقد

أحدا. فيهقواعد يف أخطأ وقد سيجسموند اإلمرباطور قالها النحو». وفوق الرومان ملك «أنا

خطئه. إىل فنبه النحواألرض». عىل السماء انطبقت ولو «اعدلالقاسية». األشياء يهضم الشجاع «الرجل

«هذه أوالدها: إىل وأشارت الثانية فقالت الغالية، جواهرها أخرى امرأة امرأة «أرتجواهري»». هي

له. يهتفون والناس الظافر القائد لسيده مملوك ها أرس إنسان». أنك «تذكريحترض. وهو جروتيوس هوجو قالها شيئا»! أعمل ولم مشغوال حياتي قضيت «لقد

املوت». هناك دام ما أحد يسعد «ليسفائدة». بعضه ويف إال قبح مهما كتاب من «ما

أعماله بأعظم «قام أنه: نفسه عن يحدث كان إنه رجاله أحد ترجمة يف بلوتارك قالفراغه». أوقات يف

«ال، فقال: شيئا؟ فقدت هل بلدته: نهبت وقد اليونان فالسفة أحد «ستلبو» سئلمعي». أملك ما كل

البساطة»! أيتها أقدسك «مايشجعهم». الدساسني يعاقب ال الذي األمري «إن

الرومان». يفعل ما فافعل روما يف كنت «إذايحكم». أن يعرف لم يتصنع أن يعرف لم «من

عمل». إذا كما مسئوال كان فعمل بالعمل أوعز «من

اليونانية. يف أصلها عىل يعثر ولم الالتينية يف رويت ألنها التينية؛ الكلمة هذه عدت 1

134

Page 135: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من

رضا». «السكوتغنيا تكن لم لألوهام وفقا عشت وإن أبدا، فقريا تكن لم للطبيعة وفقا عشت «إذا

أبدا».منه طلب وقد الجزويت رئيس قالها كلمة أبدا». يكونوا ال أو هم كما يكونوا «دعهم

نظامهم. يف يغري أنهم وقد أوغسطس لألمرباطور مكتوبة وجدت كلمة الجزار»! أيها تثور دائما «هل

القتل. عن كف قرأها فلما رجاله. من عدد بقتل باألمرمرمرا». وخلفتها طوبا روما تسلمت «لقد

غزوة وصف يف بها بعث قيرص يوليوس إىل تنسب كلمة ففتحت». فرأيت «أتيتفيها. انترص

العربي األدب من

أبي بن املهلب قالها يبرصه». من دون يملكه، من بيد الرأي يكون أن البلية من «إنالقائد، هو املهلب وكان املصلحة، يف يره لم الحرب يف بأمر الحجاج أمره وقد صفرة

األمري. هو والحجاجلعنرتة. تنسب بلوى». وآخرها نجوى، وأوسطها شكوى، أولها «الحرب

آخره». مر أوله، حلو «الرشصيفي. بن ألكثم الفشل». من الصياح «كثرة

«املنازعة ويتصايحون: يتنازعون أصحابها رأت وقد الجمل يوم عائشة قول ومثلهفشل». فيها والصياح خور الحرب يف

الوليد. بن لخالد بكر أبو قالها الحياة». لك توهب املوت عىل «احرصببقية ويريد طالب، أبي بن عيل قالها ولدا». وأطيب عددا أنمى السيف «بقيةبقية. منهم وبقيت القتال، يف أكثرهم ومات بالسيف، أنفسهم عن دافعوا القوم السيفالصدر، يف األخت وقبلة الخد، يف األخ وقبلة الرأس، يف األب وقبلة اليد، يف اإلمام «قبلة

الفم». يف الزوجة وقبلةصفرة. أبي بن املهلب درك». عواقبها يف عجلة من خري فوت عواقبها يف «أناة

امللك عبد قالها املال». برأس تحفظ وإال تجر، ربحا وجد إن الكيس كالتاجر «كنالروم. حرب ه وال أمريا ينصح مروان بن

135

Page 136: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

قالها غضب». يشء أي يف يسألونه ال سيف ألف مئة معه لغضب «مالك» غضب «لوعبد سمعها فلما مسمع، بن مالك مروان بن امللك عبد استوصفه وقد العنزي مطاع ابن

السؤدد. وهللا هذا قال: امللكعائشة للجبناء». فأف خفقت، الريح خفقت كلما الطري كقلوب قلوبهم خلقا هلل «إن

الجبان. وصف يفيقولون صاروا ثم ويفعلون، يقولون صاروا ثم يقولون، وال يفعلون الناس «كان

الحارث. بن عمر يفعلون». وال يقولون ال صاروا ثم يفعلون، والمعرس». إىل معرس من كان ما العطاء «أفضل

حصدته». فيها زرعت فما مزارع، «األيامجعفر. بن هللا عبد عباده». عىل أتفضل أن وعودته عيل، يتفضل أن عودني هللا «إن

القرسي. هللا عبد بن خالد شكره». عيل وجب فقد مركبي غبار أصابه «منوصف يف امللك عبد بن يزيد قالها كريما». ومات عظيما، وركب جسيما، «طلب

إلخ. … إنه فقال: الحارضين بعض منه نال وقد املهلب، بن يزيدأعرابية أعطى وقد املهلب بن يزيد قالها نفيس». أعرف فأنا تعرفني ال كانت «إن

تعرفك. ال إنها ابنه: له فقال درهم. مئة ثمان شعثةاألمر ببعض اتهمه وقد مسلم بن لقتيبة مجلز أبو قالها العفو». نصف «التثبت

إلخ. التثبت فإن تثبت األمري، هللا أصلح مجلز: أبو فقالاأللسنة». تخرس «الذنوب

من مثله يميض نعيمك من يميض يوم كل «إن إليه: فكتب رجال الرشيد حبسهلل». والحكم قريب، واألمد بؤيس،

املهلب. بن يزيد سوقة»! ومدحني ملكا هجاني الفرزدق، من نفسا أرشف رأيت «ماأدركت؟ ما أدركت بم سئل: وقد املهلب قالها استعمل». علم وهذا حمل، علم «ذلكإلخ. فقال أدركت ما يدرك ولم علمت مما أكثر علم قد غريك فإن له: قيل بالعلم. قال:

كتاب». من أمتع وال قرب من أوعظ «السئل وقد عمر بن هللا عبد بن محمد قالها مدرعة». جعلته كتابا أخذت إذا «كنت

العلم. يف تميزه سبب عنتجاوز لم اللسان من خرجت وإذا القلب، يف وقعت القلب من خرجت إذا «الكلمة

اآلذان».

136

Page 137: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والعربي الغربي األدب يف املأثورة: األقوال من

جهال». بني ضاع عاملا وارحموا افتقر، غنيا وارحموا ذل، عزيزا «ارحمواالغالم». مشهد من خري الشيخ «رأي

البرصي. الحسن الدنيا». خربت عقول كلهم للناس كان «لويقطع حاكما رأى وقد عبيد بن عمرو قالها العالنية». سارق يقطع الرسيرة «سارق

سارق. يدامرأته نقدته وقد مساحق بن نوفل قالها جلييل». عن وتدقني دقيقك عن أجل «إني

يكلمها. ال ألنهخالد ذم يف شيبة بن شبيب قالها العالنية». يف عدو وال الرس يف صديق له «ليس

محبوب. غري صهيب إنه يقول: صفوان بنرشا فقالوا اليهود من بقوم مر وقد املسيح إىل تنسب عنده». مما ينفق واحد «كل

فقالها ذلك يف فسئل خريا، وقالأألمهما». غلب إال اثنان استب «ما

االعتذار». ذل إىل تصريك فإنها الغضب وعزة «إياكعن فسأله مروان بن امللك عبد أعجب بكالم تكلم وقد رجل قالها نفيس». ابن «أنا

نسبه.وصف يف مروان بن امللك عبد قالها رشبه». ما مروءته يفسد املاء أن علم «لو

الزبري. بن مصعب خصمهقوم يف الخطاب بن عمر قالها رش». كل يف إال ترى ال التي الوجوه بهذه مرحبا «ال

ريبة. يف أخذ رجال يتبعونثقيل. وصف يف رجل قالها إيل». جلس إذا يليه الذي ي شق ألبغض «إني

كلهم والناس عيل مقبلة الدنيا أدري! «ال قال: لك؟ صديقا كم الوالة: لبعض قيلعني». أدبرت إذا ذلك أعرف وإنما أصدقائي

أحمد. بن الخليل متباغضني». الدنيا تسع وال بمتحابني، الخياط سم يضيق «الموىس. بن لعيىس السماك ابن رشفك». من أكرب رشفك يف «تواضعكيحب». حيث الكرب يف يجلس لم يكره حيث الصغر يف يجلس لم «من

النعمان. بن حفص قالها العرق». إىل ينزع تبله ما فمتى نفسه، يصنع «املرءشاء». أعراضها أي من لخرج وسطها يف به رمي ثم أقطارها من قريش جمعت «لو

معاوية. ابنها مهارة تصف هند

137

Page 138: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

األعناق)». (الطال رابض وهو الطال الليث يفرس «لنتحريك عن فسئل غناء، سماع من رجله حرك وقد معاوية طروب». كريم «كل

فقالها. رجلهاليسارين». أحد العيال «قلة

الرجاء». انقطاع املصائب «أعظميحترض. وهو يزيد البنه معاوية لك». أصنع كنت ما فيه هللا أخاف ما أعظم «إن

ميلء. الباب هذا يف فهو العربي، األدب من النموذج بهذا ونكتفي

138

Page 139: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العرص اإلسالمييف اإلصالح زعامءعبده الشيخحممد احلديث:

(١٢٦٦–١٣٢٣هـ/١٨٤٩–١٩٠٥م)

طبائعه أخرى بعبارة أو الفطري، استعداده أساسيني: عنرصين عىل النابغ نبوغ يعتمدحسنت إذا حسنا نباتا تنبت إنما الطيبة كالشجرة فيها، عاش التي وبيئته املوروثة،أمل فال سيئة البذرة كانت فإن لها، يصلح ما واملاء والهواء الرتبة من ووجدت بذرتها،

الغذاء. وساء البذرة حسنت إن وكذلك ممتازة، شجرة يفمن يرث وماذا أبيه؟ من يرث ماذا التعقد: منتهى يف اإلنسان يف الوراثة وقواننيغامضا يزال ال هذا كل األبعدين؟ آبائه من يرث وماذا األقربني؟ آبائه من يرث وماذا أمه؟

والتقيص. بالبحث الوراثة علماء عناية معنموها، عىل بيئته وساعدت عليها، نشأ صفات عبده» «محمد ورث حال كل عىل

والعطف. التفوق حب ذلك ويتبع بها، واالعتداد بالنفس والثقة الذكاء، ثالث: أهمهاإذ والدته عربية من أو يقال، كما أبيه تركمانية من الصفات؟ هذه نبعت أين منوالعرب الرتكمان من كل ففي بكاف، ذاك وال هذا ما ولكن عدي. بني من إنها يقالتكون حتى الوراثة موضع من نتثبت أن نستطيع وال والذليل. والعزيز والغبي الذكيهكذا إنه نقول أن إال إذن لنا فليس هذا؟ لنا وأنى فردا، فردا وأمهاته بآبائه علم عىل

خلق.

Page 140: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

من ورث من املصانع، يف الصناع وصغار الحقول، يف الفقراء الفالحني من كم ثموقضت البيئة تسعفهم لم ولكن ورث، مما خريا بل عبده محمد الشيخ ورث ما الصفاتمحمد الشيخ وجد ما الظروف من وجدوا ولو أحد. بهم يشعر لم وماتوا وعاشوا عليهم،املدفونة، كالكنوز والناس بتفوقهم، الناس وآمن اسمهم وعال نبوغهم لظهر وأمثاله عبدهعرص ويف ثراء. مصدر فتكون عليها يعثر وأحيانا األبدي، بالدفن عليها يقىض أحيانالنستكشف االجتماعية البالد وحالة الرتبية نظم تسعفنا لم عرصنا إىل عبده محمد الشيخ

الرمال. يف دفنها عىل نعمل األحيان أغلب يف هي بل الكريمة، األحجار

ن��ج��ا ك��ي��ف س��ال��م م��ن ف��اع��ج��ب��ن ب��ل ت��وى ك��ي��ف ه��ال��ك م��ن ت��ع��ج��ب��ن ال

ذلك يف فالح كل ابن ينشأ كما الريف قرى من قرية يف ينشأ عبده محمد هو هذاالكتاب، يف ابنه علم الدين وبعض الوجاهة وبعض اليرس بعض ألبيه كان فإذا العرص،األحمدي الجامع إىل فأرسله أبوه فعل وكذلك ديني، معهد إىل أو األزهر إىل به بعث ثمتجويد فأما العلم، ليتعلم ثم حفظه أن بعد القرآن وليجود بلده، من لقربه بطنطاومقاييس الحروف مخارج بضبط الشيخ فيأخذه تيرس ما يسمع ميسور، فأمر القرآنعىل العقم منتهى يف فطرقها يدرسها التي العلوم وأما ذلك. إىل وما واإلدغام والغنة ملديبدأ فهو محتمل، الفقه وأمر النحو، يف وكتابا الفقه يف كتابا شيخ عىل يقرأ أن املبتدئفمن العملية، حياته يف مارسها أمور وهو يصيل، وكيف يتوضأ كيف دقة يف يعلمهيعلم ال فهو الكربى، الطامة فهو النحو أما معروفا. األساس دام ما فيها التدقيق السهلمنها، كل مميزات يف ونأخذ وحرف، وفعل اسم الكلمة بأن فنبدأ اليوم، نحن نعلمه كما

فيه: درس وأول األجرومية» عىل «الكفراوي كتاب يف كما يعلم كان إنما

جره وعالمة بالباء مجرور واسم جر حرف الباب الرحيم: الرحمن هللا بسموأؤلف أؤلف، تقديره بمحذوف متعلق واملجرور والجار آخره، يف ظاهرة كرسةمسترت ضمري والفاعل والجازم، الناصب من لتجرده مرفوع مضارع فعلإىل تحتاج فال زائدة جعلتها وإن أصلية، الباء جعلت إن هذا أنا، تقديره وجوبامرفوع مبتدأ واسم زائد، جر حرف الباء حينئذ: اإلعراب يف وتقول به متعلقاملحل اشتغال ظهورها من منع آخره عىل مقدرة ضمة رفعه وعالمة باالبتداءإلخ. به. مبدوء هللا اسم تقديره محذوف والخرب الزائد، الجر حرف بحركة

140

Page 141: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

متكلما أن فلو شيئا، النحو يف يعرف لم ملن درس أول هذا هللا! شاء ما هللا باسمرفعا وال إعرابا قبل يسمع لم وهو هذا يستسيغ وكيف أهون، لكان بالرسيانية تكلمأعجوبة وكان عليه نتضاحك كنا مثل هذا ومثل معنى. لها يفهم ولم جرا وال نصبا واليوسف، الشيخ اسمه النساء يعظ كان الحسني سيدنا مسجد يف مدرسا أن وهو األعاجيب،النبوية األحاديث من حديثا عليهن فيقرأ للتربك النساء عوام حوله ويتحلق يجلس وكانأن ذوقه يستطيع ال أو جاهالت، أميات لنساء يدرس أنه ينىس ولكنه رشحه، يف ويأخذحذف «لم رشحه: أثناء يف فيتساءل يقال، ال وما يقال أن يصح وما الحال مقتىض يدركأو التينية، كلمة يعرف لم ملن الكنائس يف الالتينية كتالوة الكالم فيكون إليه»، املسند

العربية. من شيئا يعرفوا لم أتراك عىل بالعربية الجمعة خطبةلطمت فلو للمبتدئني. األحمدي والجامع األزهر يف النحو تعليم كان كذلكالكفراوي، الشيخ هللا ورحم اللطمة، هذه من رشا تجد لم مميتة لطمة البيداجوجيا

حرفا. منه خط ما كتابه املتعلمني عىل يجني ماذا علم فلوونصف عاما هذا عىل واستمر سنة، عرشة خمس ذاك إذ عبده» «محمد سن كانتصحيح؟ وضع أنه عىل املقلوب الوضع يفهم وكيف يفهم، فال يفهم أن يحاول عامالدراسة، عن وينقطعون ويسأمون يملون النحو هذا عىل املتعلمني من العظمى الجمهرةيف وتجلت يفهمون أنهم يفهمون ال فيما فيزعمون أنفسهم يختانون كانوا وبعضهموهو يفهم، ال وما يفهم ما بني فرق إذ ذكي فهو املوقف، هذا يف الثالث سجاياه صاحبناواختزن الهوان، بهذا يرىض أن وأبى الحال، هذه عىل االستمرار عىل ثار إذ بنفسه معتدأهله. عىل والعطف األزهر إصالح عبء حمله يف بعد فيما فتجىل نفسه يف الدرس هذا

وصمم يتعلم، أال عىل وصمم أهله، كسائر فالحا فيكون الزراعة إىل يتجه أن عولبعض فيها بلدة إىل هرب أبوه أكرهه فلما اإلرادتان، واصطدمت يتعلم، أن عىل أبوهفينقلب أبيه، خال خرض درويش الشيخ هو صويف، بشيخ يلتقي أن القدر وشاء أقاربه،املصادفات فعل يتجىل وهنا ته، مس سحرية عصا كأن حتى شخصآخر، كأنه عبده محمدمحمد لكان الشيخ لهذا ومالقاته البلدة هذه إىل عبده محمد هرب فلوال العظماء، حياة يفأي شأن شأنه ولكان بلده، إال أحد يعرفه ال الذي املغمور عبده محمد هو املشهور عبده

الوفيات. ودفرت املواليد دفرت يف إال اسمه يسجل ال بلدة أي يف فالحاألوساط بعض يف تظهر التي اللطيفة الشخصيات من درويش الشيخ وشخصيةتمتاز متصوفة شخصية هي شخصني، حياتي يف منها شاهدت وقد قلة، عىل املرصية

141

Page 142: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

عن قيمتها يف وتزهد وشئوونها الدنيا تعرف العلم، بسعة تمتاز مما أكثر البصرية بنورالدنيا يف تعمل باألوراد، وال باللسان ال بالقلب هللا ذكر عبادتها وخري غباء، عن ال علماآلخرة، إىل جرسا الدنيا يرون الخري، إىل وميل وتسامح رفق يف ولكن أهلها يعمل كمايف وتورطهم عليهم املادة وطغيان الناس لغفلة يأملون أمان يف الجرس يعرب أن بد فالقلوبهم يف النور يشع هوادة، يف إلنقاذهم أمكنهم ما ويعملون عليهم ويشفقون املفاسد،يستدعي جذابا منظرا وسكناتهم وحركاتهم وترصفهم منظرهم فيكون وجوههم، عىل

واإلعجاب. الحبوال سحرية عصا عن ذلك يكن ولم آخر. شخصا فكان عبده محمد به اتصلكونها نفسية عقدة عبده محمد عند كان طبيعية. ظاهرة هي وإنما سماوية، معجزةوهذا االستمرار؟ فائدة فما يفهم، ولن يفهم ال أنه فاعتقد األجرومية، عىل الكفراوي رشح(ا املثلث بقولهم صدم فقد للهندسة، تعلمه عند مبارك لعيل حدثت مثلها بعقدة يذكرنايصح ال بأحمد سمي كمن يتغري، أن يصح ال املثلث لهذا ثابت اسم هذا أن فظن جـ) بحتى يشء، أي يفهم أن من فمنعته نفسه يف املسألة هذه وتعقدت بمحمد، ى يسم أنأوال وصار مبارك عيل أمام الباب ففتح فحلها، العقدة أدرك واضح ذكي بمدرس رزقسهال كتابا أعطاه بأن عبده محمد عقدة درويش الشيخ حل كذلك آخرا. كان أن بعدالعقدة وإذا يفهم، بالطالب فإذا يرشح، الشيخ وأخذ يقرأ وجعله واألخالق، املواعظ يف

يفهم. أن اإلمكان يف أن عبده محمد ويعتقد تحل،الناس كعامة عبده محمد كان فقد «القيم» درس وهو الشيخ، له علمه آخر ودرساملسلم وأن القائمة، أعىل يف وتكاثر وتفاخر وزينة وجاه مال من الحياة مظاهر يرونومحا الشيخ فجاء الجنة، فمصريه ارتكب، بما بأس وال الناس سيد بالشهادتني بنطقهاملال بدل الصالح العمل مطلعها الجديدة القائمة وجعل غريها، وأثبت القائمة هذه لهعقيدة فاإلسالم الجرائم؛ فيه ترتكب مخبأ يكون أن يصح ال اإلسالم اسم وأن والجاه،كغريهم، أعمالهم عىل محاسبون املسلمني وأن النطق. بمجرد تنتهي سيالة ألفاظ ال وعملالفاسدة التعاليم وأن املسلمني، عداد يف يدخلوا أن يصح ال مسلمني ون يسم من أكثر وأنالقرآن هو الصحيحة العقيدة وأساس اإلسالم أساس وأن يشء، يف اإلسالم من ليست

معانيه. م تفه هو عبادة خري وأن وحده، والقرآنالدعوة يف الوهابية مع تتفق التي السنوسية بتعاليم متأثرا درويش الشيخ وكانرحلته أثر عىل وذلك البدع، من وتنقيته األوىل بساطته يف األول اإلسالم إىل الرجوع إىل

هناك. السنويس بأتباع واجتماعه الغرب طرابلس إىل

142

Page 143: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

ألعاب يف الشبان عىل والتفوق الزراعة يريد الذي عبده محمد تغري أيام سبعة يفالقرآن فهم ليستطيع والتعلم الروحي الصفاء يريد الذي عبده محمد إىل الفروسية

يهدي. ثم ليهتدي نفسه وإعداداإلرادتان. اتفقت فقد لنفيس وإرضاء لوالدي إرضاء األحمدي الجامع فإىل

الكتاب يقرأ بدأ وألنه زالت، قد النفسية العقدة ألن يفهم هو فإذا النحو يدرس وبدأالثاني الكتاب جعل الوضع وسوء األجرومية، عىل خالد الشيخ رشح وهو النحو يف الثانيغمض ما له يوضح أن استطاع األول من خري بشيخ رزق قد ولعله األول، من أسهل

أبهم. ما ويبنيبدء قبل الدرس لهم ليرشح زمالئه بعض حوله يلتف عبده محمد بالشيخ وإذا

الدرب. عىل ويسري بنفسه ثقته إليه فتعود األستاذ،من بعد إليه اتجه ما كل فيها ن تكو حضانة أيام السبعة األيام هذه كانتللعقيدة وتنقيته اإلصالحية، لدعوته أساسا وجعله القرآن، بتفسري بعد فاهتمامه إصالح.وغريته املال، يف وزهادته راق، صويف بلون حياته وتلون دخيل، من أصابها مما اإلسالميةوازدهرت نمت ثم السبعة، األيام هذه يف غرست كلها املسملني، إصالح عىل الشديدة

واألحوال. للظروف وفقا وتعدلت

األعىل املثل هو األزهر ألن األزهر الجامع إىل األحمدي الجامع من عبده محمد تحولالدينية. املعاهد يف للتعليم

الطالب عبء يلقي — قريب عهد إىل رأيناه وكما — ذاك إذ األزهر يف والتعليميف اسمه يسجل أن إال عليه فما عنه، عبء أي أحد يحمل أن غري من نفسه عىل كلهمدرسه يختار الذي فهو العاملية، المتحان يتقدم أن إىل يشاء، ما يفعل ثم األزهر دفاترمرتوك هذا كل يفهم، ال أو ويفهم يلعب، أو ويجد يحرض، ال أو ويحرض علومه ويختار

العامة. ويرض الخاصة يفيد أسلوب وهو نفسه، إىلطالب الغرفة يف يرشكه وقد األزهر، حي يف غرفة يف فيسكن بلده من الطالب يأتيبعض فيه األرضوصندوق عىل مفروش حصري وأدواتهم، أدواته كل الغرفة ويف أكثر، أويطبخ و«حلة» صبحا ويطويهما ليال يفرشهما ولحاف ومرتبة الزاد، وبعض املالبسغضب أنه نفسه عن عبده محمد حدث وقد — الغرفة نفس يف آلخر حني من بنفسه فيهاوبعض الخبز بعض البلد، من الزاد يأتيه آلخر حني ومن — عدسا به فطبخ كتاب عىل

143

Page 144: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

من ويشء الفطري من فيشء الثروة من يشء يف أهله كان فإن السمن، من ويشء الجبندنياه. هي وهذه املذبوح، الدجاج

ليحرض األزهر إىل ويذهب الصبح فيصيل الفجر أذان عند يصحو املجد والطالبكريس عىل مرتبع وهو الكتاب يف يقرأ والشيخ الضحى، إىل الدرس ويستمر الفقه درسأما «فروة»، عىل وجلس الكريس عن استغنى قليال الطلبة عدد كان فإن الطلبة، حولهفروة، عىل كذلك جلس األعيان أبناء من منهم كان ومن الحصري، عىل فيرتبعون الطلبةوأحيانا يجيب، والشيخ يعرتضون أو يسمعون والطلبة ويرشحها الجملة يقرر والشيخيقتلها أن بعد إال جملة إىل جملة من الشيخ ينتقل وال يلعن، أو فيرضب الشيخ يحتددرس الشيخ ختم فإذا الحال، اقتىض إذا سطر يف الثالث أو الساعتان تضيع وقد بحثا،له منهم كان فمن «فطورهم» عن يبحثون الطلبة انرصف أعلم» «وهللا بقوله: الفقهاألزهر محيط إىل وخرج رواقه من تسلمها أربعة أو ثالثة أو رغيفان وهي — «جراية»متقدما طالبا كان وإن شاء، ما منها فاشرتى والطعمية املدمس الفول دكاكني حيثالجراية من أكثر أو رغيفني باع فقريا كان وإن العمل، بهذا عنه يقوم صغريا طالبا بعثوالحالوة والزيتون بالجبن الفول عن استعاض مرتفا كان وإن إداما، بثمنها ليشرتيوعد حلقات حلقات، للطعام، مائدة كله األزهر ترى ذاك وإذ األيام، بعض يف الطحينية

معا. وغداء فطورا هذافرغوا فإذا القادم، النحو درس يطالعون املجدون جلس هذا من الطلبة انتهى فإذافيمتد الفقه درس نحو عىل النحو درس ويبدأ الصالة فتقام أذن قد الظهر كان منه

العرص. إىل يصل وقد ساعاتفيعود العلمي يومه بذلك وينتهي القادم الفقه درس يعد الطالب اسرتاحه وبعدوال زجاج، غري من فتيلة بواسطة بالجاز يشتعل فمصباح ضوء إىل احتاج وإن بيته، إىلعليه كل الجاز ثمن تقاسموا فقراء وكانوا غرفة يف جماعة اشرتك وإذا بدخانه، بأسأن يشأ لم ألنه الجاز ثمن عىل زميله مع تنازع أنه الهلباوي حدث وقد أسبوع، أو ليلة

نصيبه. يدفعالكتاب طال إذا إال النحو يف وكتاب الفقه يف كتاب سنة كل الكتب، يف الطالب ويتدرجوحاشية املتن، يرشح ورشح األصل هو متن تقريبا كتاب ولكل سنة، من أكثر يف فيقرأملا استعدادا هذا كل يطالع والشيخ الحاشية، يرشح تقريرا يكون وقد الرشح، ترشحعليه كتب ما بجميع ويرشحه املتن بقراءة الشيخ فيبدأ األسئلة، من عليه الطلبة يمطره

الدرس. بانتهاء املعركة تنتهي حتى مدافعا مهاجما مناقشا

144

Page 145: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

حل النحو كتب انتهت وإذا الفقه، أصول كتب محلها حل الفقه كتب انتهت وإذاالبالغة. كتب محلها

صالة بعد صباحية دروسا املتقدم الطالب يحرض قد األوقات هذه هامش وعىلواملنطق. والحديث كالتفسري أخرى علوم يف املغرب بعد مسائية دروسا أو مبارشة، الفجرطالبني الختالف بعده أو قبله أو الدرس يف تقوم صيحة نسمع أن بالنادر وليسوأهل للصعيدي، الصعيد أهل ويتعصب فيتضاربان، ذلك، نحو أو الحلقة يف مكان عىلباملشدين. املسمون األزهر جنود فيها يتدخل حامية معركة فتكون للبحراوي، البحرية

أهل أرسله مما خبز عليها نرش مفروشة حرصا رأيت األزهر بصحن مررت فإذاالعفن. خوف الشمس يف ليتجفف إليهم املجاورين

صحيح، بجانب مريضا ترى الدروس ويف إلخ مصبوبة ومياها منشورة ثيابا ورأيتطبيب. إرشاف يف أحد يفكر ولم نظيف، بجانب وقذرا

حذر أو فضيلة عىل حث أو خلقية ملسألة درسه يف تعرض مدرسا تسمع أن وقلرذيلة. من

العصور من تحدرت املتأخرة، العصور نتاج من األزهر يف تدرس التي الكتب كلمنه يراد كان النحو شكال. فصارت روحها فأفقدها عليها الزمان عدا ولكن الزاهية،تفهم مجرد فصار صحيحا فهما األدب كتب وفهم الصحيحة والكتابة الصحيح النطقالترشيع يف االجتهاد عىل التمرين منه يقصد كان الفقه وأصول النحو. يف املؤلفني أللفاظفصار البليغ القول يكتب كيف منها يقصد كان والبالغة ترشيع. وال اجتهاد وال فأصبحالشيخ لنفسه أباح حتى التفتازاني، كالسعد التعبري يحسنون ال أعاجم فيها املؤلفونأن يحسن ال أنه يعرتف ثم املطول، وهو البالغة يف كتاب أكرب يدرس أن الرفاعي أحمد

املدنية. املدارس تالميذ عمل من هذا ألن بليغ، غري ولو خطابا يكتبوأساس هذا، الرفاعي أحمد الشيخ العرص هذا يف العلماء فطاحل من واشتهرحتى حولها الشبهات وإثارة الجمل تحليل ويستطيع الكتب فهم يحسن أنه شهرتهيف شهرته مغربي أصل من شيخ وهو عليش والشيخ الواضح. ويغمض السهل يعقدالدين عىل غريته وشدة أفقه وضيق سبب ألوهى بالكفر الناس ورميه وعصبيته تدينهوحركة بالدنيا يتصلوا ألن الظروف هيأتهم آخرون هناك كان ولكن يفهمه. الذي باملعنىويف شكله يف ظريفا وكان املعية، إمام البسيوني كالشيخ أفقهم فاتسع املدنية التعليمصائبة، الحياة يف نظرات له حكيما ذكيا وكان الطويل، حسن والشيخ تأليفه، ويف ملبسه

بالزندقة. فريمى الفلسفة يقرأ

145

Page 146: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ويعلم اللفظية، الفلسفة عىل فيه التعليم يقوم عبده. محمد رآه الذي األزهر هو هذاتستخدم ال األسف مع ولكن محمدة، وهذه الجدل، عىل والقدرة الفهم يف الدقة طالبهيف يراه مما االحتماالت يف غارقا صاحبها وتجعل األلفاظ، يف إال الجدل وال الدقة هذهحد عىل البندقة يف الجمل دخول حتى يجوز يشء فكل التأويالت، من والرشوح الحوايشأما كتب، لبضعة فاهما فيخرج فيه الدراسة الطالب يتم نفسه عبده محمد الشيخ تعبريكيمياء وال طبيعة وال تاريخ وال جغرافيا فال الجهل، كل يجهلها فإنه وشئونها الدنياالجراية عىل فالنزاع هذا ومع والدنيا! لآلخرة وما الدنيا، أهل علوم هذه فكل رياضة، والمكروه؛ أو حرام أو كفر املألوف عن خارج يشء كل أكثر، الصغرية الوظائف وعىل كثريالجغرافيا يف كتب وقراءة للربكة، وذهاب حرام «حنفيات» إىل القذرة «امليضأة» فتحويل

بدعة. «الجزمة» ولبس حرام، الفلسفة أو الطبيعة أوبالزندقة. ورميت مهدها يف دعوتها خنقت لإلصالح صالحة نفس تحركت فإن

من بمدد هللا يتداركها أن إال خامدة ونفوسا جامدة عقوال تنتج البيئة هذه ومثلفنجح البيئة هذه أثر يغسل أن حاول أنه نفسه عبده محمد الشيخ ذكر وقد الخارج،األسف ومن بفضلها. ال فربغمها منها خرج نابغة رأيت فإن بعض، يف وفشل بعض يفالعلماء من خوفا اإلصالح إىل وحاجته بنقصه علمهم مع األمر أول من األمور والة أنكيفما يشكلونها املدنية املدارس بجانبه وأنشأوا بعضه، يأكل وشأنه تركوه العام والرأي

يشاءون.

نال حيث ١٢٨٢–١٢٩٤ سنة من عاما، عرش اثني نحو صاحبنا عاش الجو هذا يفاألزهر. من العاملية شهادة

درويش الشيخ نفسه: جوانب أضاءت نجوم ثالثة تلمع كانت املظلم الجو هذا ويفاألفغاني. الدين جمال والسيد الطويل حسن والشيخ

شعبان نصف من اإلجازة يف بلده يف عبده محمد الشيخ يلقاه كان درويش فالشيخوتنقية التصوف يف األول الدرس لقنه منذ بدأه ما له فيتمم عام، كل شوال نصف إىلأزمات من نفسه يف وما العام يف درسه ما عبده محمد الشيخ عليه ويعرض العقيدة،الشيخ نقده األول هامني: جديدين درسني لقنه وقد وإرشاده، الشيخ مالحظات فيتلقىإىل اتجاه غري من نفسه تكميل عىل عنايته وقرص بالناس اتصاله وعدم لعزلته عبدهأن عىل حمله بل النظري بالكالم ذلك يف درويش الشيخ يكتف ولم حوله، من إصالح

146

Page 147: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

عبده محمد ويدعو ويذكرهم، ويعظهم الناس إىل ويتحدث معه البلد يف املجتمعات يغىشطول ونفذه عبده محمد به انتفع درس وهو كنصحه، ونصحهم كحديثه معهم للتحدثتعليمه فهو الدرس هذا يف شيئا الدين جمال السيد زاد فإن األخري، نفسه إىل حياتههو درويش الشيخ علمه الذي الثاني والدرس اإلصالح. يف الكالم موضوعات يختار كيفالشيخ فكرس تعلم، ال وعلوما تعلم علوما هناك إن تقول التي األزهرية للنظرية هدمهما الطالب يطلبها أن ويجب تعلم أن يجب العلوم كل أن وقرر الحدود هذه درويشوالشعوذة كالسحر بعلم وليس العلم شكل يتخذ ما إال شيئا ذلك من يستثني وال أمكن،طالب عىل واجبة هي بل بحرام فليست ذلك إىل وما والرياضيات والفلسفة املنطق أماالشيخ عند فوجدها يطلبها األزهر إىل عبده محمد الشيخ عاد ذلك أجل ومن العلم.يحل كان حتى بالرياضات ومعرفة حاد، ذكاء غريبة، شخصية وهو الطويل، حسنالقديمة الفلسفة بكتب واتصال هندسية، تمرينات من عليهم أشكل ما العلوم دار لطلبةحرم ولو يعتقد بما الكالم يف وشجاعة وبالسياسة، بالدنيا ومعرفة بمصطلحاتها وعلمالبفتة من قفطانا يلبس يشء، منها يهمه ال حتى الدنيا يف وزهد العلوم، دار يف منصبهأن فيعزم غدا العلوم دار سيزور باشا مبارك عيل إن له: ويقال أيضا، البفتة من وجبةبجبة أبعث إذن فيقول: األناقة، من شيئا يتخذ بأن فينصح يوم، كل يلبس كما يلبسهو فهو الطويل» «حسن أردتم إن أما العلوم، دار إىل الحرير من وقفطان الصوف منويزهد الفول طبق من فيأكل رمضان يف لإلفطار األغنياء موائد إىل ويدعى ملبسه. يفبلدي، مقهى صاحب عليه فينفق السياسة يف لكالمه العلوم دار من ويطرد عداه، فيماوهو يفعل كان كما عليه ليرصف مرتبه الطويل حسن الشيخ سلمه عمله إىل عاد فإذامحمد مثل الطلبة من نخبة دروسه فيحرض واملنطق الفلسفة األزهر يف ويدرس مطرود.

بالزندقة. وتالميذه هو فريمى عبدهالغذاء فيجد تغذيه، وال عبده محمد الشيخ شهية تفتح الطويل الشيخ دروس ولكنآفاق له وتتفتح ويالزمه به فيتصل مرص، إىل حضوره عند الدين جمال السيد عند الكايف

طلبته. وجد أنه ويحس مغلقة كانت

يمسها ال محركة، متحركة هائلة، وقوة ذكاء، شعلة األفغاني الدين جمال السيد كانومن يفهم ملن القول دائم التفكري دائم استعداده، قدر عىل كهربائه من شحن إال ماسحل حيثما بالحقوق، املطالبة يف والهيجان والثورة للحركة دافع النقد، دائم يفهم، ال

147

Page 148: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يف غرضه حدد قد تضطرب وحكومة تطلب، ومطالب تهيج، وأفكارا تشتعل نارا رأيتوتبرصة ضعفها، من اإلسالمية الدول إنهاض وهو إليه، للوصول نفسه ووهب الحياةوربط فيها، واملحكوم الحاكم مركز وتحديد عنها، األجنبي نري ورفع بحقوقها، شعوبها

األستانة. يف الخالفة مع واحد برباط كلها الدولة هذهمركزهم، يعرفوا حتى دولة كل أبناء من الخاصة عقول تنوير ذلك يف ووسيلتهيعملون هؤالء ثم الحكام، من واملستبدين األجانب من الغاصبني ملهاجمة وإعدادهمواألحاديث املحافل، يف والخطب واملجالت الجرائد يف املقاالت بكتابة العام الرأي لتكوينإىل الدعوة يف وأرصح بالرأي وأجهر نارا أحر والخطب املقاالت كانت وكلما املجالس؛ يف

يحله. بلد كل يف خطته هذه وأنسب. أجود كانت العملالهلباوي. وإبراهيم اللقاني، وإبراهيم زغلول، وسعد عبده، مرصمحمد يف به اتصلوأديب املويلحي، وإبراهيم البارودي، سامي محمود الخاصة مجالسه يف به اتصل كماالذي مقهاه يف واجتماع سياسة ودروس بيته، يف علم درس له كان وغريهم، إسحق

مزورا. أو زائرا يكون وحيث فيه، يجلسوطيب االستعداد وحسن الذكاء «السيد» فيه قرأ عبده؛ محمد نفسه إىل أقربهم وكاناإلرشاد، وصحة العقل، سعة أستاذه يف عبده محمد وقرأ لإلصالح، والحماسة القلب

األزهر. يف يره لم جديدا وشيئا الغرض، ونبل النفس، يف والسموما جنس من فهي نفسها، يف قيمة ذات عبده محمد عليه قرأها التي الكتب تكن لمالكتاب، بشارح ولكن بالكتاب، ليست العربة ولكن الطويل، حسن الشيخ عىل يقرؤه كانجملة ورأى نحلة، أو نملة عىل كالمه أثناء تعاليمه كل يصب أن يستطيع املاهر والعالم

الفسيح. العالم إىل منها ينفذ أن يستطيع نظره يفتصوف من وتحوال األزهر، حجبها التي بالدنيا برصا السيد من عبده محمد استفادالديني اإلصالح إىل وشوقا لألمة، العمل يف صادقة ورغبة عميل، فلسفي تصوف إىل خيايلطريق عن العام بالرأي يتصل حتى قلمه إجادة إىل ملحا وميال واالجتماعي، والخلقي

الصحف. يف الكتابةعبده محمد يحب وتحابا، فتالزما واالنسجام الغرض وحدة الشيخان وأحسنووثق استخالفه، يف وأمل رعاية حب الكبري تلميذه األستاذ ويحب إجالل، حب أستاذهكرب، غري يف الناس عن يرتفعان إذ والعظمة، والعلو اإلباء يف اشرتاكهما بينهما الصلةحياة وهبني أبي «إن عبده: محمد يقول احتقار. غري من عطف يف ويستصغرانهم

148

Page 149: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

وهبني الدين جمال والسيد مزارعني) كانا له أخوان (وهما ومحروس عيل فيها يشاركنيوالقديسني». واألولياء وعيىس وموىس وإبراهيم محمدا فيها أشارك حياة

من تمأل جحا كساقية كغريه يكن فلم األزهر من العاملية شهادة عبده محمد الشيخ نالواتصل األلسن، ومدرسة العلوم، دار يف وعلم األزهر، يف علم بل البحر، يف وتصب البحر

العامة. بالحياة

املبتدئني وخاصة املشايخ من غريه يفعل كان كما والفقه النحو األزهر يف يعلم لميربي أن يريد وهو النقلية العلوم من األزهر يف يدرسان كما والفقه فالنحو بالتدريس،املنطق يف درسا ملحقاته أو األزهر يف يقرأ كان الخلق. ويهذب الكون، ويفهم العقل،واعجب ملسكويه، األخالق تهذيب الطلبة لبعض بيته يف يقرأ وكان والتوحيد، والفلسفةالذي جيزو» «فرانسوا الفرنيس ملؤلفه وفرنسا» أوربا يف املدنية «تاريخ أيضا لهم يقرأ لهاألوربية». املمالك تمدن تاريخ يف األدبية «التحفة وسماه خوري» هللا نعمة «حنني عربهوالطربي األثري ابن من ملخصا لهم يقرأ فلم العلوم دار يف للتاريخ مدرسا وعنيولم فقد والعمران» االجتماع «علم يف كتابا لهم وألف خلدون، ابن مقدمة لهم قرأ وإنما

عليه. يعثرواالجتماعي. الخلقي اإلصالح يف مقاالت فيها يكتب األهرام وخاصة بالجرائد واتصل

من أوربا هذا فمكن الدين، يف وقعت إذ مائجة هائجة إسماعيل عهد آخر يف مرص كانتالثنائية واملراقبة الدين صندوق فأنشئ ماليتها. ومراقبة املرصية، الشئون يف التدخلومن الدين. باسم الحكومية املصالح يف سلطاتها وتغلغلت ١٢٩٣هـ = ١٨٧٦م سنةيبدوه، أن يصح رأيا لهم الناس يرى ال ضعيفا القومي الوعي كان الداخلية الناحيةإال املحكوم عىل وما يأمر أن إال الحاكم عىل فما الحاكم، عمل ينقدوا أن لهم وليسبالصحافة ينهضوا أن األمة يف الرأي ألوىل مدعاة كلها األمور هذه فكانت يطيع، أنوالسيد إسماعيل الخديو إنهاضها عىل وتعاون ويقووها، العام الرأي بني ويشيعوهاومصلحة مصلحته من فرأى إسماعيل الخديو فأما باشا؛ ورياض األفغاني الدين جمالفالعقوبة شخصيا هو نقد إذا أما األوربي، التدخل نقد يف حرة الجرائد تكون أن األمةولم الخزينة من رصف مال إىل أشار ملا األهرام جريدة لصاحب حدث كما الشديدة،أعماله. النتقاده نضارة» «أبو جريدة صاحب صنوع يعقوب نفي وكما مصريه، يعلم

149

Page 150: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

العقول وتهذيب املالية الشئون تنظيم يف إصالحية رغبة ذا فكان باشا رياض وأماونقدها وحريتها الجرائد يف فلعل البالد، يهدد الذي الخطر مدركا وكان اآلداب، وتشجيععىل وحزبه الدين جمال السيد شجع ولهذا الخطر، هذا يدفع ما القومي الشعور وتنبيه

الكتابة.وبرودتهم الناس وجمود مرص يف الحال سوء عىل فثائر الدين جمال السيد وأمايف دروسه ولعل الجرائد، من لذلك أصلح وال نارا، يشعلها أن يريد فهو يكتنفهم، ما إزاءبالصحافة يتصلون الشبان من طائفة وإعداد الثورة روح لبث ستارا إال تكن لم الفلسفة

ويكتبون.ذكرنا. الذين الشباب من طائفة هذا عىل ربى

صدورها من األوىل السنة يف األهرام يف يكتب بدأ بالسيد عبده محمد اتصال فبعدوالقلم» «الكتابة يف مقاال فكتب العاملية، شهادة ينال أن قبل مجاورا، وكان ،١٨٧٦ سنةإىل والدعوة العقلية «العلوم يف وثالثا الروحاني» العقيل واملدبر اإلنساني «املدبر يف وآخردرسها التي الرشقية الفلسفية بالكتب تأثر عىل تدل مقاالت وهي إلخ، العرصية» العلومقوي أسلوب عىل تدل مما أكثر منه بالخري يبرش ما وعىل اإلصالح، يف الخرية رغبته وعىل

ممتازة. وبالغةالخديو تنازل أن بعد العاملية، شهادة نال أن بعد قويا اتصاال بالصحافة اتصل ثمرياض النظار رياسة وتوىل الدين، جمال أستاذه ونفى توفيق وتوىل عرشه، عن إسماعيلإىل قوي ميل له وكان ومعارف، وأشغال مالية من الدولة شئون تنظيم يف فجد باشاواسطة وكان املعارف، دائرة إخراج عىل البستاني بطرس فشجع األدبية، الحركة تشجيععىل املقتطف مجلة أصحاب وشجع وعلمية، مالية منحة إسماعيل الخديو يمنحه أن يفلدراسة السفر عىل بعزمه سمع وملا الشفاء. مجلة صاحب شميل شبيل وشجع نرشها،

ذلك. عىل مالية إعانة أعانه السل ملرض الحديثة األساليبلهذا عبده محمد الشيخ واختار املرصية» «الوقائع إصالح إىل اتجه فيما واتجهوإبراهيم سلمان، الكريم عبد والشيخ زغلول، سعد إليه عبده محمد فضم اإلصالح،يف قسم إنشاء إصالحهم وسائل من وكان وفا. والسيد خليل محمد والشيخ الهلباويإصالحية، اجتماعية أدبية مقاالت فيه تحرر الرسمية األخبار بجانب رسمي غري الوقائع

األول. املحرر هو عبده محمد الشيخ وكانبرهن أنه الحق ويف شهرا. عرش ثمانية نحو العمل هذا يف عبده محمد الشيخ مكثومنرب الحكومية املصالح عىل رقابة العادي العمل هذا من فجعل قوية، شخصية عىل فيها

150

Page 151: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

ومصالحها الحكومة إدارات جميع تجعل بالئحة قرارا فاستصدر اإلصالح، إىل للدعوةوالتي الهامة األعمال من لديها ما بجميع املطبوعات إدارة إىل تكتب أن ملزمة الكربىحق املطبوعات إلدارة وتبيح أحكامها نتائج جميع ترسل أن واملحاكم عملها، تنويتعد والتي باشا رياض يتوالها التي الداخلية وزارة حتى األعمال من عمل ألي النقديف نقد من إليها ه وج ما حقيقة عن مصلحة كل تسأل وأن لها، تابعة املطبوعات إدارةينرش ما وعىل الحكومة عىل إرشاف أداة جعلها الجملة وعىل واألفرنجية، العربية الجرائدنقدها، حيث من األجنبية الجرائد وعىل وموضوعها، لغتها حيث من العربية الجرائد يفالجرائد. عىل واإلرشاف األمور ضبط من يمكنه ألنه رياض نفس يف هوى هذا وافق وقدذلك أثر من وكان املعارف، نظارة نقد يف أهمها كثرية مقاالت العهد هذا يف كتب وقداالجتماعية والعادات األخالق لبعض ونقد فيه، عضوا واختياره لها األعىل املجلس إنشاءتلميحا أو ترصيحا وأحيانا مرص، يف منه يصلح وما الشورى لنظام وتوضيح والدينية،

ومدحها. باشا رياض لوزارة تأييد يفواملعارض ومعارض، مؤيد قسمني: البالد قسمت باشا رياض وزارة أن والواقع

وبالباطل. بالحق معارضحالة يف املرصيني أن ويعتقد التدرج، طريق من ولكن ملرص الخري يريد رياض كانعنف، يف يريد ما ينفذ جبار قوي هذا يف وهو هوادة، يف بيدهم واألخذ اإلشفاق إىل تدعوأو إصالح من بيشء اقتنع إذا يعبأ ال حوله، من رعب قالها إذا «هيه» وهي الزمة لهاألجانب يف يعتقد ذلك وإىل النتائج، كانت مهما ويؤيده ينفذه أن األشخاص من بشخص

معهم. التفاهم هو الوحيد الطريق ويرى ويساملهم، القوة وفرنسيني إنجليز منيف لعدله كرهه من ومنهم لصلفه، كرهه من منهم الجموع؛ عليه فتألبتوه سم حتى األجانب مع لسريته كرهه من ومنهم بالكرباج، والرضب السخرة إبطالوشعر لرجعيته، كرهه الذي الطموح ومنهم «جالدستون»، وزن عىل «رياضستون»فشجعهم وترصفاته، أغراضه بعض يف يعارضه ألنه عليه توفيق الخديو بغضب الناسأو قبل من مؤيدها كان أنه مع وسبه، لتجريحه جرائد وتخصصت محاربته، عىل هذا

خالقها.رأس عىل عبده محمد الشيخ كان الظروف هذه ويف العرابية، الثورة بذرة بذرت هنايشعر نفسه هو وكان رياض، اتباع من ألنه يهاجم فكان املطبوعات، وإدارة الوقائعالقيود ببعض يشعر لكنه الدينية، والعادات االجتماعية الشئون نقد يف التامة بالحرية

151

Page 152: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

عىل نزوال وإما أستاذه، وعىل عليه رياض بجميل اعرتافا إما السياسية املسائل يمس فيمامجتمعة. كلها وإما التدرج، يف رياض بمذهب اعتقادا وإما الوظيفة، مقتضيات

العرابية. الثورة كانت حتى

وال األمام إىل القفز يريد طموح نوع القادة: من نوعان جماعة كل يف يكون يكادمعالجة يف والسري الهدوء يف الخري يرى ونوع الهادئ، التفكري وال البطيء، السري يرضيهمقدماتها؛ فكون النتيجة أردت فإن واملسبب، السبب بقانون واإليمان برفق، األمورثانيا — والظروف والرتبية — أوال — الخلقي املزاج يتبع ذاك أو هذا إىل امليل وهذاناري خلق من ومنهم العقل، حكم إىل يصغي املزاج هادئ خلق من الناس فمن —األمم باختالف مختلفة أسماء يسميان النوعان وهذان ويحكمها؛ بعواطفه يحكم املزاجاليسار وأحزاب اليمني أحزاب اشرتاكيني وغري اشرتاكيون ومحافظون أحرار واألزمنة:

األسماء. تعددت وإن واحد واملعنى إلخ.النزعتان هاتان أو املزاجان هذان بالطبيعة توفيق الخديو عهد أول مرصيف يف وكانومظلوم، وجاهل وشقي بائس الفالح الحال: سوء وصف يف اآلخر مع يتفق كالهماشقية وهي واستدانة، وتبذير إرساف من الخراب إليها جر بما شقية كلها ومرصوشقية تفاصيلها، حتى شئونها يف والفرنسيني اإلنجليز وخاصة األجنبي بتدخل أيضاوالرتكي الرشكيس العنرص وتفصيل واملحسوبية الرشوة انتشار من الحكومية بأداتهاأي من صوتا يرفع ال للظلم، مستكني ضعيف، الشعب سواد بأن وشقية املرصي، عىلتشخيص عىل متفقون الفريقني من األطباء كل به يطالب حقا له أن يفهم وال يناله، جور

اختلفوا. العالج وصف يف أخذوا هم فإذا املرض،العالج: برنامج فريون املحافظني فريق فأما

تفهيم يشمله ما أهم من يكون أن عىل الشعب، أفراد بني الصحيح التعليم نرش يف أوال:والواجبات. الحقوق الناس

القومي. الوعي وتنبيه املفاسد محاربة يف قويا استخداما الصحافة استخدام ثانيا:املنشود املعتدل اإلصالح ينفذ عادال حازما الحكومة رئيس يكون أن يف االجتهاد ثالثا:

قوة. يفللوعي تبعا مثال املديريات مجالس سلطة يف بالتوسع النيابي الحكم يف التدرج رابعا:يصبح حتى له تبعا النيابي املجلس نما والتعليم بالرتبية الوعي هذا رقي فإن القومي،

152

Page 153: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

نيابي مجلس من فائدة وال قوي، النيابي واملجلس قوي، القومي والوعي سنوات بعديف واألمة اآلن ذلك يمكن وال العام. والرأي األمة تسنده لم ما قويا وضعا يوضعالرأي هذا من وكان الحكومة. نقد عىل يجرؤ قويا معارضا فيها نجد أن قل حالةالوقائع يف يحررون كانوا فيما دعوا وبهذا لفهما، لف ومن زغلول، وسعد عبده، محمدرأس عىل وهو باشا رياض يف يرون وكانوا ويخطبون، يقولون كانوا وفيما املرصيةقابل لإلصالح محب للخري ميال حازم نزيه عدل فهو الغرض، لهذا املحقق الوزارة

األخرى. عيوبه من الرغم عىل به يثق ممن لالقتناعوعاشوا البعثة، طريق عن ال أوربا يف تعلموا أفرادا نواتها فكانت األخرى الطائفة أمانقد يف ساستها بحرية وأعجبوا أفرادها، حرية وملسوا نظمها ورأوا طويال زمنا فيهامجالسهم يف فدعوا ونظامها، حالها من فتقززوا مرص إىل وعادوا وأعمالها، الحكومةثقافتها، وتثقفوا األوروبية، األنماط عىل تعلموا أفرادا أو وثاب. إصالح إىل وجرائدهمتتدخل أن للحكومة يبيحون وال وعقائده، أعماله يف للفرد شخصية حرية يريدون وهؤالءالحكومة نقد يف تامة سياسية وحرية القانون، سلطة تحت العمل يقع لم ما فيها،أو اإلنجليزي النظام عىل مستقل نيابي مجلس إنشاء الباب هذا يف ما وأهم وأعمالها،عىل وكان الخديو. أمام ال أمامه مسئولة وهي الحكومة، عىل العام اإلرشاف له الفرنيس

السورية. الجالية وبعض املرصيني، بعض الرأي هذاالشيخ من صدر ما كل يفرس ما وهذا جدال؛ أيما املبادئ هذه يف الفريقان وتجادلويلح والتعليم، الرتبية بأمر فيها يعنى فهو وغريها، الوقائع يف مقاالته يف عبده محمدالتخلص إىل ويدعو السيئة، العادات وينقد غرضه، بعض ذلك من وينال إصالحهما يف«خطأ عنوانه مقاال يكتب أخرى ناحية ومن وإطاعتها. القوانني احرتام إىل ويدعو منها،االجتماعية، والحرية الشخصية، الحرية إىل دعوته يف اآلخر، الفريق فيه يهاجم العقالء»يف الناس سقط وإال بالرتبية، تدعم لم ما ضارة أنها يرى الشخصية الحرية ففيالحرية عىل «الكبسة» يفضل نراه بل باإللحاد. وجاهروا الحرمات، وهتك والقمار الخمرالضبط رجال يهجم أن وهي جارية، كانت عادة والكبسة تربية، غري من الشخصيةفجور؛ أو لخمر االجتماع فيهم يظن من عىل ليقبضوا ليال املشبوهة األماكن بعض عىللو الصورة وشناعة واألموال األنفس عىل الخطر من فيها كان ما عىل «فالكبسة فيقولشخص لكل فيكون الرتبية، فيه تتقدم زمن إىل وأفضل أوىل لكانت القصد فيها أحسنيبدأ أن يرى السياسية، الحرية يف رأيه وكذلك بذاتها» الكبسة فرتتفع نفسه، من زاجر

153

Page 154: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

نظامه منقول نيابي مجلس قبل عليها السري األهايل وتعويد البلدية املجالس بإصالحعادل» مستبد بالرشق ينهض «إنما يقول: حني الرأي بهذا متمسكا يستمر ثم أوربا. عنأن املقال هذا يف ويرى شامل. نيابي حكم بالرشق ينهض إنما أنه يرى من عىل رداخطوة األمة وينقل األعاجيب عاما عرش خمسة يف يفعل أن يستطيع العادل املستبد هذا

األمام. إىل واسعةيهدر أن يصح ال لإلنسان طبيعي حق الشخصية الحرية بأن اآلخر الفريق ويرىالسكك إبطال يريد كمن استعمالها لسوء عليها بالقضاء يقول من ومثل سبب، أليأن من قيمة أقل حارس إىل تحتاج التي ة والعف األفراد، بعض يقتل القطار ألن الحديدية

حارس. يحرسهاواملستبد االستبداد، من البالد أصاب ما ملعالجة منها بد فال السياسية الحرية وأمايكون أن إال يصلح فال ظلمة، مستبدون األغلب األعم يف أعقبه أمة به ظفرت إذا العادليتعودوه لم الناس كان فإن اإلصالح، يف الوحيد األمل هو النيابي والحكم مؤقتا. عالجا

عليه. ويسريوا الناس يألفه حتى الوقت من قليل ميض من بأس وال فليتعودوه،شاعرا كاتبا ذكيا كان إسحق. أديب اسمه سوري شاب الدعوة هذه ألسنة من وكانالعربية يجيد وتاريخه، األوربي العالم شئون عىل مطلعا واسعة، ثقافة مثقفا خطيبامحمد الشيخ أسلوب من أقوى الكتابة يف وأسلوبه آدابها، عىل مطلعا والرتكية والفرنسيةمرص، يف الدين جمال للسيد أيضا تتلمذ الوقائع، يف يحررون كانوا يوم وصحبه عبدهالشيخ كان حني عىل الفرنسية، بالعقلية كبريا تأثرا متأثرا وكان روحه، من وترشبمستهرتا كان الشخصية سريته يف وحتى والرشقية. األزهرية بالعقلية متأثرا عبده محمد

ورعا. متدينا عبده محمد الشيخ كان حني عىل نفسه، عىل مرسفاوكان و«التجارة»، «مرص» وهما فيهما، يحرر جريدتان هذا إسحق ألديب كانويطالب االستبداد، يهاجم فكان أعصابه، حساب عىل عنيفة عيشة يعيش ملتهبة شعلةوترفعت االستبداد. رشور اآلن الناس عرف لقد يقول: صوره. أكمل يف النيابي بالحكمالروسيا، إال املتمدنة الدول جميع عند شوري األمر وصار به، الرضا عن بالعلم نفوسهمبرزت فرنسا ثورة إن متمدنة. بدولة مطلقا املستبدة الدولة تسمية صحت إن وذلكالتقليد سطوة ودفعت فزلزلتها، االستبداد قوة وصدمت ١٧٨٩ عام الفعل عالم إىلنور جانبها من فآنست حجابها، النفوس وعن نقابها، العيون عن ورفعت فضعضعتها،وما العبودية وأنصار الرق أعوان لها فتصدى والعبودية، الرق جالبيب وخلعت الحرية،

154

Page 155: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

موتا، الرق يف والحياة حياة، الحرية يف املوت ترى وهي فلقيتهم جهدا، قتالها يف آلواحولها بشدة الدنيا وأدهشت قدمها، الوجود عالم يف ورسخت قصدا، منها يبلغوا فلماملدارك ضعف يف اعتقادهم عليهم وينعي مذهبهم، يف وصحبه باشا رياض ويهاجم إلخ.فقابلته الداخلية، ديوان يف األجنبية الوزارة عهد عىل باشا رياض «زرت ويقول: املرصية،الوزير رأي قلت: الحال؟ ترون كيف فقال: الباب، مقعد عىل فجلسنا الغرفة من خارجاينالوا ولم كثريا أملوا الناس إن قلت: الريف؟ أخبار من يبلغكم الذي وما قال: أوسع.الداء، من رش النكسة أن يعلم والوزير الرجاء، بعد اليأس إىل يعودوا أن فأوشكوا شيئايرومون ال إنهم قلت: الظلم. عذاب ويعانوا الخسف، حالة إىل فلريجعوا بازدراء: فقالمجلس يرجون أال متهكما: فقال الوطنية. الكلمة وتأييد الحرية نيل يرومون ولكن ذلك،املجلس؟ هذا مثل يف معدن أي فقال: معدنه. من اليشء يطلب أن بدع ال قلت: النواب؟ليصلح الدولية السياسة أحوال من شيئا يعلم مرصمن يف وليس البقاء، له يرجى وكيفالشورى، نعمة من البالد بحرمان يقيض فال الرأي هذا صح إن قلت: نائبا؟ يكون أنيرتتب وما الزراعية وأحوالهم الداخلية أمورهم يف النظر يستطيعون املرصيني النواب فإنغريهم، من أحق بذلك وهم ليجتنبوه، الرضر عنه ينشأ وما ليستجلبوه، البالد نفع عليه

وانرصفت». يفهم ال بكالم فهمهم أدرى. فيه بالذي البيت صاحب فإنمن ذلك وغري والدستور والواجبات، والحقوق والوطنية، الوطن يف الكالم يكثر وكانموفقة. عربية مصطلحات وضع يف االجتهاد مع الفرنسية، بالثقافة امللونة املوضوعات

الشيخ صوره كما رشيف كان إذ باشا، رشيف هو وصحبه إسحق أديب زعيم وكانالنفوذ بأن القائلني من كان فتنة. إىل انقلبت التي النهضة عوامل أقوى «من عبده محمدلألجانب بالتسليم باشا رياض يتساهل لم لو يبلغه أن يمكن يكن لم حدا بلغ قد األجنبيوسار حدودهم عند األجانب أوقف حكم إذا أنه جلساءه يقنع وكان يطلبون. ما كل يفقوية صورة يف النواب مجلس إنشاء سياسته وكانت مجده»، يف عظيما شوطا بالوطنواحد فرأي النيات، خلصت وإن بالرأي االستبداد يف صالح ال يقولون: الناس «وأخذ

الغرض». من نزاهته تحققت وإن للخطأ عرضةحزب بأنهم رياض رأسهم وعىل وصحبه عبده محمد إىل ينظرون هؤالء وكانيرى وال التؤدة يرى محافظا مصلحا حزبا كان وإنما رجعيا يكن لم أنه ويظهر رجعي.

الطفرة.

155

Page 156: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

النواب مجلس رشيف ألف وملا ونفاه»، إسحق «أديب جريدتي رياض أغلق وقدمجلس يف سكرتريا ثم املعارف، بنظارة والرتجمة اإلنسان لقلم رئيسا وعينه استداعاه

عمره. من والعرشين التاسعة يف شابا مات ثم النواب،النيابي باملجلس يطالب الذي الحزب هذا الثورة مصدر يكن لم األسف ومعمن ثورة أنها عىل إليها ولنظر آخر، وضعا الثورة التخذت كان ولو الشخصية، والحريةيطالبون عرابي رأسه وعىل العسكري الحزب من الثورة بدأت إنما العدل. لتحقيق األمةرويدا الثورة اتسعت ولكن الرشكسيني، والضباط املرصيني الضباط بني املساواة بتحقيقاملجلس وطالب الوطنيني أيضا فتزعم فشيئا؛ شيئا باشا عرابي مطالب وزادت رويدا،واملطالبني رياض عىل الناقمني من وكان األمر، أول باشا سلطان إليه وانضم النيابي،الشعب انضم ثم األزهر، وعلماء األعيان من كثري انضم وبانضمامه النيابية، بالحكومةالجنود مطالب وامتزجت نديم، هللا عبد رأسها وعىل الثائرة، الجرائد تهيجه بأجمعهبإلغاء النيابي الحكم بطلب الضباط العدالة وطلب األهايل، بمطالب األعيان بمطالب

العسكرية. القوة تنفذه وكل ذلك االستبداديف ينغمس ال عبده محمد الشيخ إن لقلنا: سيحدث فيما الواقع منطق حكمنا لوالرسيع، النيابي بالحكم يؤمن ال ألنه آخرها؛ يف وال أولها يف ال مطلقا العرابية الثورة هذهيكره وألنه العسكريني، بيد الثورة تكون أن يرىض ال وألنه باشا، رياض يشايع وألنهاملنامات إىل يحتكم الحرب، يف ضعيف الكالم يف شهم أنه ويعتقد باشا، عرابي شخصياوإن أمة، زعيم يكون أن من للعوام واعظا يكون أن به أليق العقل، إىل يحتكم مما أكثرلها مشايعا أولها، يف للثورة مناهضا بإقراره نجده ولكنا النية، حسن القلب طيب كانباملساواة مطالبة من الثورة أمر تطور ملا أنه من يقال ما بصحيح وليس آخرها. يفالنيابي بالحكم يؤمن يكن لم فإنه إليها، انضم النيابي بالحكم مطالبة إىل العسكريةدائما املنطق عىل تجري ال الحياة مسائل أن نظري يف األمر إنما قدمنا. كما العاجلفكم ذلك. عىل شاهد أكرب الحديثة ثوراتنا يف القريبة وحوادثنا الثورات. أيام وخاصةعبده محمد فالشيخ العام؛ الرأي تيار تأثري تحت ناحية إىل ناحية من الكرباء رأي انتقلعنها يشذ ولم واليهود، واألقباط املسلمون فيها واشرتك الثورة، ناحية يف األمة كل رأىالنفري، ويف العري يف يكون أن بد ال وهو النفري، يف وال العري يف ال رجل رجلني: أحد إالمحمد الشيخ نظر يف باشا وتوفيق ويتملقه، يشايعه توفيق الخديوي إىل انضم ورجلالثورة، إخماد يف األجنبية بالدول استعان أن بعد بجانبه أحد يكون أن يصح ال عبده

156

Page 157: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

حزب، أمام حزب أمر يصبح لم آخرا األمر أن ذلك إىل أضف قومه. عىل األجانب وماألوينشد: قومه مع يكون أن بد فال اإلنجليز، أمام مرص أمر بل

أرش��د غ��زي��ة ت��رش��د وإن غ��وي��ت غ��وت إن غ��زي��ة م��ن إال أن��ا وم��ا

الفرتة؟ هذه يف عبده محمد الشيخ أثر ما تساءلنا: نحن فإذاوحاكموه. معه حققوا والذين وخصومه حزبه به اعرتف كبريا أثرا له إن قلنا:

وما املجالس، يف تحدث وما الصحف يف كتب فيما اإلصالح إىل األفكار نبه فقدإىل والحاجة الحال بسوء الناس لشعور كبريا مصدرا فكان املختلفة، بالهيئات اتصلأقوى من وأعداؤه أصحابه يعده وكان العالج. طريق يف وغريه هو اختلف مهما اإلصالححسبما للخري تعمل التي الشخصيات أقوى ومن أقواها، يكن لم إن املوجودة العقلياتويراقب، يحرر النشاط جم وهو الوقائع تحرير يف عني أن يوم فمن أنانية. غري من تعتقدوسلطان، مبارك، وعيل رياض، مجلس املجالس، ويغىش الحكومية، باملصالح ويتصلويثري ويقتنع، ويقنع ويجادل، يقول املجالس هذه كل ويف والرساي. وطلبة، وعرابي،ولكنه مصادرها، من مصدرا هو فكان مصادر، العرابية للثورة وكان للعمل. الحماسةيوم قريبا سببا عبده محمد الشيخ انقلب ثم قريب، سبب نديم هللا كعبد ال بعيد، سبب

حقا. ذلك كان لقد عليها وحوكم الثورة زعماء من بأنه اتهم فلنئ النار، حميت

السجن يف وأودع العرابية الثورة يف الشرتاكه عليه قبض أن بعد بريوت يف الشيخ هو هذاوتنكر أعداء وشماتة وإهانة اضطهاد من األمرين فيها القى للتحقيق، أشهر ثالثةسنوات. ثالث بالنفي عليه حكم ثم االستجواب، يف وإحراج باألسئلة وتضييق أصدقاء

سنة. وثالثني أربع نحو ذاك إذ وسنه ١٨٨٣ سنة عام نحو بريوت يف يقيمالدعوة، فيلبي باريس إىل ليوافيه الدين جمال السيد أستاذه يدعوه أن يلبث ال ثمالخطط ورسم والروح التوجيه للسيد الوثقى»1 «العروة مجلة إخراج يف ويشرتكان

املعاني. وتفصيل والصياغة التحرير وللشيخ األفكار، وإبداءالتحرير مكان هي باريس، يف منزل سطح يف صغرية غرفة يف الجريدة إدارةاإلنجليز وأخافت األفكار أثارت الصغرية الغرفة وهذه األفكار، ومجمع األتباع وملتقى

الدين». «جمال ترجمتنا يف املجلة أغراض انظر 1

157

Page 158: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أكثر بل فخمة، وإدارات ضخمة عمارات أخافتهم مما أكثر راحتهم، وأقلقت والفرنسيني،باملكان. ال بالسكان فالعربة والبنود، الجنود أخافتهم مما

أهلها. ومعيشة شئونها عىل يطلع بما بباريس، يتأثر عبده محمد الشيخ وهذالم األسف مع ولكن والقفطان، بالجبة ويحتفظ الطربوش ويلبس رأسه شعر فيطيلوقليل وأستاذه فهو وقته، كل تستغرق فمهمته الفرنسية، فيه يتعلم ما الفراغ من له يكنوالعقلية الرسية السبل وتمهيد والتصدير، والتحرير التفكري عبء يحملون األتباع منوانتشارها ملساعدتها مركزية فروع وتأسيس اإلسالمي، العالم أنحاء إىل املجلة لوصول

أغراضها. وتحقيقومقاالت املرصية الوقائع يف عبده محمد الشيخ يحررها كان التي للمقاالت والقارئ

والحرارة. واألسلوب والغرض االتجاه يف بينهما الكبري الفرق يرى الوثقى» «العروةمرصوحدها يف االجتماعي اإلصالح إىل تقصد الطبيعة بحكم «الوقائع» مقاالت كانتإىل تنظر الوثقى العروة ومقاالت والتدرج، والتحفظ العقل عليه يغلب هادئ بأسلوبوكانت املثال، سبيل فعىل الهند أو مرص ذكرت فإن وحدة، أنه عىل كله اإلسالمي العالمنريه رفع إىل وتهدف أشكاله، بجميع األجنبي االحتالل مناهضة إىل تقصد ما أول تقصدبواسطة القومية العزة روح وبث الشعوب، ثورة طريق عن كله اإلسالمي العالم عنبني الصالت وتوثيق اليأس، مكان النجاح يف األمل وخلق الصحيحة، الدينية العقيدةاملستبدين من والتخلص عنها، األجنبي أذى دفع عىل لتتعاون كلها اإلسالمية الشعوبأصول أسس عىل والسياسة والدينية االجتماعية الحياة وتأسيس أهلها، من الظاملنيتدعو التي الدخيلة العقائد وطرح بالقوة القوة ومقابلة السالح إعداد من األوىل: اإلسالميف اإلسالم أن الشعوب وإفهام والقدر، القضاء عىل كله العبء رمي مثل االستسالم، إىلاألمم إليه وصلت ما إىل والوصول التقدم يعوق وال املدنية، مع يتناىف ال الصحيح شكله

األخرى.«الوقائع». يف تجدها ال قوة عبده محمد الشيخ أسلوب أكسبت القوية املعاني هذهثوراته، من وثائر ناره، من فناري باألستاذ اتصل متى «الشيخ» أن نالحظ إننا ثمثورته، وزالت واملنطق العقل حكم إىل عاد عنه انفصل فإذا وجدانه، حرارة من وعاطفي

حدته. وخفتاملهدية الثورة وكانت «لندن» إىل عبده محمد الشيخ سافر أن األثناء هذه يف وحدثرجال يف فلعل تتابع، بالجالء ووعودهم مرص، يف أقدامهم يثبتوا لم واإلنجليز السودان، يف

158

Page 159: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

االستقالل، يف البالد وحق اإلنسانية، صوت إىل يصغي من الربملان أعضاء من اإلنجليزأعضاءه، يحدث اإلنجليزي الربملان يف عمامته إىل عاد وقد عبده محمد الشيخ فكانيطلب مخلص مرصي وطني ذلك كل يف وهو الصحافة، ورجال السياسة، رجال ويحدثاألوربيني ودسائس العرابية الثورة يف الحال حقيقة ويوضح بالوعود، والوفاء الجالءعىل أهلها من الحكام استبداد يفضلون وأنهم األجنبي، للحكم الشعب وكراهية فيها،الرضائب، يدفعون ال سوف املرصيني بأن ويهدد سريته، كانت مهما غريها من األجنبيانتشار أن ويقرر فرنسيني، أو إنجليزا أكانوا سواء مستحيال، األجانب حكم وسيجعلونالذي واإلسالم نفسها، تحكم أن برغبتها الطبيعي الشعور أهلها يفقد لم مرص يف األمية

لغريها. االستسالم عليها يحرم جوانحها بنياألسد عفا ومتى لإلنسانية، املصلحة ضحيت ومتى للحق، القوة خضعت متى ولكن

فريسته؟ عنإنجلرتا نجحت أن سوءا األمر وزاد يائسا، باريس إىل عبده محمد الشيخ عاد لقدعددا عرش ثمانية ظهور بعد فاحتجبت عليها، والتضييق الوثقى» «العروة اضطهاد يفإىل عبده محمد الشيخ وعاد فارس، إىل الدين جمال السيد وسافر أشهر، ثمانية يف منهابذورا نثرت فقد يؤمالن كانا كما أشجارا تخلق لم الوثقى» «العروة كانت فإن بريوت،بها انتفع وإن أشجارا بعد ن ولتكو النمو يف لتبدأ الصالح والغذاء الطبيعي الجو تنتظر

األعقاب.الذي السيايس والهياج الثورة مدد عنه فانقطع بريوت عبده محمد الشيخ سكنوالديني العقيل اإلصالح إىل ميله من طبيعته إىل وعاد الدين، جمال السيد به يمده كانالعرابية، الثورة فشلت فقد ذلك؛ إىل تدعو حوله الظروف وكانت السياسة، وتجنبيف يقيم اآلن وهو اإلنجليز، مع مفاوضاته تنجح ولم الوثقى، العروة جريدة وأقفلتويمأل الحرية يخنق الذي الحميد عبد السلطان عهد يف العثمانية الدولة حيث بريوت

أنفاسهم. الناس عىل يحصون بالجواسيس البالدبالتأليف زمنه يمأل فقط، ومعلما عالما بريوت يف عبده محمد الشيخ كان كله لهذايف القرآن تفسري يدرس وأخذ الزمان، بديع ومقامات البالغة نهج رشح والتعليم،يف بكتاب يتقيد ال مرص، يف بعد اتبعها التي الطريقة عىل بريوت مساجد من مسجدينالتفسري، من يختار بما عنده من ويفرسها القرآن من اآلية يقرأ إنما خاص، التفسري

اآلية. تلهمه حسبما ونقدهم املسلمني أحوال رشح يف ويستطرد

159

Page 160: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

درجة إىل ونقلها برامجها فأصلح ببريوت السلطانية املدرسة يف للتدريس ودعينفسه وشغل عالية، مدرسة شبه إىل أولية مدرسة شبه من نقلها كانت، مما بكثري أرقىاإلسالمي، والتاريخ والبالغة واملنطق التوحيد يدرس فكان الوقت، أكثر فيها بالتدريساملفيد، والسمر واألدبي العلمي للحديث ندوة بيته واتخذ حنيفة، أبي مذهب عىل والفقه

والنرصاني. املسلم إليها يشتاق وأحاديثه، دروسه يف لبقا وكانرسالة من مرص يف بعد نرشه ملا أساسا كان ما ودروسه إمالئه آثار من وكان

املنطق. يف النصريية البصائر ورشح التوحيدأهلها. من كثري منها استفاد راقية علمية حركة بريوت يف خلق فقد الجملة وعىل

التي تلك تشبه مقاالت الفنون» «ثمرات جريدة يف يكتب فكان الجرائد، ينس ولملتمحيص أداة وأنه عليه والحث «النقد» إىل الدعوة يف مقالته مثل الوقائع، يف يحررها كان

إلخ. األفكار يف الحق وجه ومعرفة اآلراءالتعليم إصالح يف الئحتني فوضع اإلسالمية، للدول العامة املصالح إىل والتفتالحميد عبد السلطان من سنية إرادة صدور بمناسبة العثمانية اململكة مدارس يف الدينيرفع وقد اإلسالمية، املدارس يف الربامج إلصالح اإلسالم شيخ رياسة تحت لجنة بتشكيلاملسملني ضعف أن فيها يرى األستانة، يف اإلسالم شيخ إىل إحداهما عبده محمد الشيخالعالج وأن وأفسدها، أخالقهم أضاع ذلك وأن الدين، بأصول والجهل العقيدة سوء سببه

خططه. لذلك رسم وقد الديني، التعليم إصالح هو الوحيدحالها سوء ووصف سوريا إصالح تتضمن بريوت وايل إىل أخرى الئحة ورفعاملدارس تعميم واقرتح فيها، األجنبية املدارس بانتشار لها السياسية النزعات وتقسم

به. والعناية الديني التعليم برامج وإصالح الوطنية،بعض حسد بسبب متاعب، من يخل لم السياسة عن وبعده للعلم انقطاعه ومعالتدريس ترك إىل فاضطر جرح، احتد إذا وكان مزاجه، حدة بسبب أو الجبناء، الضعفاء

جوها. بسوء شعر ملا السلطانية املدرسة يفست نحو املنفي يف مكث ولكنه سنوات، ثالث بها عليه حكم التي نفيه مدة كانتتوفيق الخديو غضب ذلك من أكثر كان بل فقط، بالنفي حكما يكن لم األمر ألن سنني،هو هذا كان وربما الخديو؛ بخلع بجهره العرابية الثورة يف اتهم ممن كان ألنه عليه،اشرتاكه. مثل العرابية الثورة يف اشرتكوا ممن غريه دون محاكمته يف الحقيقي السببسأله فقد الجرائد، مكاتبي بعض مع إنجلرتا يف وهو حديثه أثناء املعنى هذا كرر وقد

160

Page 161: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

إلينا أساء باشا توفيق «إن الشيخ: فقال الخديو، يف رأيه عن جازيت» ميل «البول مكاتبيمكن ال الحرب أيام أعدائنا إىل انضم مثله ورجل بالدنا، لدخولكم مهد ألنه إساءة، أكربالخالص عىل وعمل منه فرط ما عىل ندم إذا هذا ومع احرتام، بأدنى نحوه نشعر أن

إنجليزية». وقلوبهم مرصية وجوههم خونة نريد ال إننا ذنبه له غفرنا ربما منكمرياض وزارة عادت ولكن توفيق، عهد يف مرص إىل عودته العسري من كان لهذاتكن ولم نازيل، األمرية منهم عنه، العفو يف جماعة الخديو عند وسعى الحكم إىل باشاحسنة وكانت زغلول، سعد ومنهم منتداها رجال من كثريا عنه سمعت ولكنها تعرفهشفاعة وأفعل باشا، مختار الغازي ومنهم كرومر، اللورد عند الرجاء مقبولة الصلةالعفو «إن الحديثة»: «مرص كتابه يف قال وقد كرومر، اللورد شفاعة الحال بطبيعة كانتاألول الفضل بعضهم وينسب الربيطاني». الضغط بسبب عبده محمد الشيخ عن صدرتوفيق الخديو كان ما أنه يعرف الوقت ذلك يف األحوال عىل واملطلع باشا. ملختار العفو يف

ضغطه. أو كرومر اللورد برضا إال يعفوهذا عىل يقدم ال كرومر واللورد الستار؟ وراء كان ماذا نتساءل: أن يصح وهناعبده محمد الشيخ من كان ما يعلم وهو ندوتها، ورجال نازيل الربنسيس رجاء ملجردأكرب وعدتها مهاجمة أشد إنجلرتا هاجمت التي الوثقى العروة يف الدين جمال السيد مع

املسلمني؟ خصمال عاد إن أنه منه استوثقوا مرص يف عبده محمد الشيخ أصدقاء أن يل يظهر الذيوالعالم ألمته يرجو ما منها يفد ولم بنارها، واكتوى جربها فقد العليا، بالسياسة يشتغلاإلنجليز موقف يرض ال وهذا الدينية، والنظم الديني اإلصالح عىل يعمل وإنما اإلسالمي،عىل وضغط األصدقاء، شفاعة كرومر اللورد قبل األساس هذا وعىل يشء. يف مرص يف

سنبينه. الذي النحو عىل عبده محمد الشيخ وسار بالعودة، له فسمح توفيق الخديواملوقف؟ هذا عىل عبده محمد الشيخ يالم هل أيضا: ونتساءل

لكان وطنه تحرير إىل يرمي سياسيا زعيما ليكون نفسه أعد لو أنه أيضا ونرىعبده محمد الشيخ تاريخ من يظهر ولكن تراجعا. ذلك ولعد الخطة هذه يف اللوم موضعدفعه حني إال بالسياسة يشتغل ولم مشتقاتها، ويلعن ويلعنها السياسة يحب ال أنه كلهالناري الدين جمال السيد أستاذه تأثري تحت كان حني أو العرابية، الثورة يف التيارللحقوق م مفه عقول، منري معلم أنه نفسه يف فريى هو أما الوثقى». «العروة يف املزاجوكان الثورة، قبل كذلك كان اإلسالم، عن مدافع اإلسالمية، للعقيدة مصلح والواجبات،

161

Page 162: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أصدقائه. بواسطة موقفه كرومر اللورد أفهم حني ملبادئه يتنكر فلم بريوت، يف كذلكوالشيخ الدين جمال السيد بني العالقات يف فتور من نلحظه ما سبب هو هذا ولعل

له». خلق ملا ميرس «وكل الحني، ذلك من عبده محمد

غري اليوم يدخلها التي مرص إن إليها؟ عاد وقد مرص يف عبده محمد الشيخ يصنع ماذاتركها. التي مرص

فيها باألمر يستبد من نظارة كل يف لهم اإلنجليز، يد يف يشء كل أصبح لقدقطع النظار الرشعية. واملحاكم األزهر وحتى التعليم وحتى الداخلية حتى الناظر، دونوالعميد اإلنجليزي، للمفتش خاضعون البالد يف واملديرون اإلنجليز، بها يلعب شطرنجالحاجة، مقيض الشفاعة، مقبول اإلنجليز إىل واملقرب حاجة، ذي كل مقصد اإلنجليزيوالخديو األمور أدق يف حتى محارب مضطهد، الحوائج، معطل عنهم واملبعد الجاه، واسعالتيمس: ملكاتب ويقول السودان، عن الجالء يف حتى اإلنجليز بنصائح يأخذ مسالم توفيقعىل والعمل ظاهرا إنجلرتا نصائح اتباع إما الحكم: يف خطط ثالث من واحدة أمامي «إنوأبدي رصاحة بكل نصائحها أناقش أو عمياء، إطاعة إطاعتها أو الخفاء، يف محاربتهاالطريقة الحكم يف اتبعت وقد لقبولها، مضطر فأنا وإال فيها، قبلت فإذا فيها، آرائي

النهاية؟» إىل أقاوم أن يمكنني كان فهل بالضعف، فرميت األخرية،واملؤسسات اإلسالمية العقيدة إصالح كان عبده محمد للشيخ غرض أهم إنفيه يعتمد أن بد ال اإلصالح هذا ومثل الرشعية، واملحاكم واألوقاف كاألزهر اإلسالميةله تسمع ال األزهر علماء من عالم كأي كان وإال ظهره، تحمي قوية سلطة عىل املصلحكل يكرهه وهو توفيق الخديو أعىل يعتمد؟ السلطات أي فعىل بدعوة، له يؤبه وال كلمة،عىل ولكنه يشء، األمر من له ليس هو ثم منفاه؟ من أعاده ما األمر ترك ولو الكراهية،

به. أمس إصالحها يريد التي الدينية واملؤسسات الرشعية، السلطة حال كلنفوذهم، بفضل لتحقق اإلصالح يف عاونوه ولو القوة، يدهم ويف اإلنجليز عىل أمبهم استعان ولو للبالد؟ املحتل باألجنبي ذلك عىل يستعان أن املهانة من أليس ولكنولكن إليه. يدعو ما بكل الظنون الناس وظن األجنبي، وحي من بظالل دعوته لظللتاإلصالح يف يمانعون ال هم ثم مبعدا، لظل ولوالهم مرص، دخوله يف الفضل لهم الذين هممن الرضر فما مرص، يف مركزهم يف يؤثر ال اإلصالح هذا إذ الدينية، واملؤسسات الديني

وكره؟ اتهم ولو الغرض لتحقيق بهم االستعانة

162

Page 163: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

وال قومي، وعي فيها يتكون لم ممزقة منهوكة ضعيفة وهي األمة عىل يعتمد أميهيجها الدينية واملؤسسات العقيدة إصالح إن ثم فيها! ما أسوأ وكرباؤها بالعزة، شعوراإلصالح إىل دعيت فإذا بفساده، تشعر لم حتى الفاسد ألفت ألنها دائما؛ الشأن هو كما

اإلصالح؟ يف عليها يعتمد فكيف والزندقة، بالكفر الداعي ورمت وماجت هاجتيف وهو ويحريه عبده محمد الشيخ ذهن يف يدور كان ما هو وأمثاله هذا أن أعتقد

عودته. وعند مرص إىل طريقهواالستعانة استطاع ما الخديو بمساملة نفسه أعماق يف قرارا وضع أنه وأظن

إصالح. من ينوي فيما باإلنجليزيف التعليم إصالح وجوه يف يراه عما عودته بعد تقريرا وضع أنه هذا عىل يدلعليه ويدل الفعالة، القوة بأنه منه تسليما غريه إىل ال كرومر اللورد إىل ورفعه مرص،وهي معهم، ويتعاون اإلنجليز يسالم عودته بعد حياته طول ظل فقد الواقعية؛ سريتهيأتي ال املرصية السياسة وصالح اإلنجليز جالء أن يرى كان فقد منطقها؛ لها سياسةحقوقه عىل االعتداء من وغضبه وواجباته، لحقوقه وفهمه الشعب استنارة طريق عن إالأن يرى ثم التعليم إصالحها ووسيلة املبلغ، هذا تبلغ لم ومرص واجباته، أداء يف وهمتهالدول والتفات العامة، الدولية بالحالة بل إلنجلرتا، مرص بمواجهة تحل ال مرص مسألةالشعب ينريوا أن القادة عىل يجب ذلك يحدث أن وإىل مرص؛ استقالل يف مصلحتها أن إىلكل رصف ألنه الدين جمال ينقد فهو بالسياسة؛ االشتغال همهم كل يجعلوا وال بالتعليمانرصفت أنها يف نازيل األمرية وينقد للشعوب، الداخيل اإلصالح دون السياسة يف جهودهلم مجلسها حرض وإذا مثال النسائية للنهضة جمعية تؤسس ولم السيايس املجهود إىل

السياسة. يف يتكلم أن إال تحب ال وهي السياسة، يف يتكلم أن يحباالحتالل بزوال إال الحقيقي اإلصالح يف أمل ال إنه يقول: رأي رأيان؛ مرص يف وكانكان الثاني الرأي وعىل الجالء، وسيلة هو الداخيل الحقيقي اإلصالح أن يرى ورأي أوال،وبينهما وأصحابه، كامل مصطفى كان األول الرأي وعىل وأصحابه، عبده محمد الشيخوالضعف. بالرجعية األولني اآلخرون ويتهم بالرعونة، اآلخرين األولون يتهم عوان، حربالدينيون واملصلحون األول، الرأي من السياسيون الزعماء يكون أن وطبيعيأو للناحيتني زعيما كان الدين جمال السيد أن الحق ويف الثاني. الرأي من واالجتماعيوناالحتالل بمهاجمة السيايس واإلصالح الدينية العقيدة إصالح رسالته أن اعتقد األقل عىلذلك، إىل ودعاة هذا إىل دعاة دعا بعده من ثم يده، يف إال يجتمعا لم ولكنهما األجنبي،

163

Page 164: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يف وخلفه السياسة، عن وتخىل عبده محمد الشيخ العقيدة إصالح يف مرص يف فخلفهزغلول. سعد ثم كامل، مصطفى ثم نديم، هللا عبد فقط السياسة

ظروفه كل نراعي أن الناحية هذه يف عبده محمد الشيخ قومنا إذا اإلنصاف ومنكان ذلك يف فمثله االتجاه، هذا يف بدعا عبده محمد الشيخ يكن فلم زمنه، يف األحوال وكلاالجتماعية الشئون يصلح أن خطته رسم فقد الهند، يف العظيم املصلح خان أحمد السيد

إصالحه. يف يحاربوه ال حتى اإلنجليز مساملة مع الهند ملسلمي والدينيةاالستعانة يف مرة استفتي وقد وعمال، قوال عليها سار النظرية بهذه اقتنع وملاجواز عىل السلف وعمل والسنة الكتاب من األدلة قامت «قد فتواه: من فكان باألجانبالذين وأن للمسلمني، ومنفعة خري فيه ما عىل الصالحني وغري املؤمنني بغري االستعانةلم لهم خري فيه وما أيتامهم وتربية املسلمني كلمة لجمع االستعانة هذه إىل يعمدونفسقهم أو كفرهم من وأن وأصحابه، ملسو هيلع هللا ىلص بالنبي الحسنة األسوة اقتضته ما إال يفعلوايمضوا وأن دعوتهم يف يجدوا أن الخري دعاة فعىل فاسق، أو كافر إما األمرين بني فهولهم كفيل فاهلل الالئمني، لوم يغيظهم وال الشاتمني شتم يحزنهم وال طريقتهم، عىل

والصرب». بالحق اعتصموا إذا بالنرصبما يشعر الفتوى لهذه والقارئ موقفه، ويربر مذهبه عن يعرب الفتوى هذه يف فهو

وغيظ. مرارة من فيها األستاذ يشعرإصالحه ويف عناء، من حياته يف القى وما سياسته، لفهم مفتاح هذا حال كل عىل

عوائق. من طريقه ويف تهم، من شخصه ويف دسائس، من

فيعيد فيها، أستإذن أو العلوم لدار ناظرا يكون أن يأمل وهو عبده محمد الشيخ عادتوفيق الخديو يرض لم ولكن الطلبة، أذهان لينريوا املعلمني أذهان وينري بدأ، ما فيهاولعل إليه، بغيض تيار وهو األسالك، إىل الكهربائي التيار أوصل فعل إذا ألنه بذلك،ثم بنها محكمة يف أهليا قاضيا فعني لضغطوا، شاءوا ولو يرضوا لم أيضا اإلنجليزفقد غريبا، هذا يكن ولم االستئناف، محكمة يف مستشارا عني ثم عابدين، ثم الزقازيقممن أو شهادة، معه تكن ولم املحاماة عىل تمرن ممن مثقف أي القضاء يف يعني كان

ذلك. نحو أو العلوم دار يف تخرجفأبت ورشوحها، الفرنسية للقوانني بمعرفته يدل وسط يف قاض وهو نفسه ورأىعابدين قاضيف وهو الفرنسية اللغة يتعلم فبدأ منهم، شأنا أقل يكون أن الطموح نفسه

164

Page 165: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

تعلمها أطلعه وقد به، بأس ال شأنا بلغ حتى فيها وجد األربعني، نحو ذاك إذ وسنهالرتبية كتاب ترجم وقد الفرنسية، اللغة يف قرأ مما كثريا منه استفاد فسيح ميدان عىلبرحالته الفرنسية تعلمه يكمل وكان الفرنسية، إىل اإلنجليزية من نقل أن بعد لسبنرسيقول: وكما العظماء، بعض ويقابل املحارضات بعض إىل ويستمع وفرنسا، سويرسا إىل

نفسه. يجددنصوص يقدر مما أكثر العدالة وتقديره الحق بتحريه قضائه يف امتاز وقدتماما تشكله وعدم اإلسالمية للرشيعة ودراسته أفقه سعة إىل هذا ويرجع القانون،وملا القانونية، النصوص من يتحرر أنه من زمالئه بعض شكا ولذلك القانوني، بالقلب

نظره. وجهة عن ودافع به اعرتف هذا يف سئل

حماسة ممتلئا فيينا من عاد وقد ١٨٩٢ سنة عباس الخديو وتوىل توفيق الخديو ماتاملستسلمة، أبيه خطة غري جديدة خطة وأخذه االحتالل، مناهضة عىل وتصميما وغريةمن تألموا الذين العرابية الثورة رجال وبقايا املتحمسني، مرص بعضشباب حوله والتفحركتهم، عىل تشجعانهم وفرنسا تركيا ووراءهم الحال، تغري من ييأسوا ولم الهزيمة

عباس. يد عىل عودته فأمال توفيق يد عىل نفوذهما ضاع وقدوسياسته، يتفق بما نفسه وإحاطة الحاشية رجال بتغيري عباس الخديو وبدأمجلس يرأس وأحيانا واألعيان، باملوظفني ويتصل بنفسه، مرص أحوال يتعرف وبدأوتنتهز الشاب، هذا يد عىل متاعب من سيصادفها بما تشعر إنجلرتا وبدأت النظار،من باشا فهمي مصطفى الخديو أقال عندما الفرصة هذه وجدوا وقد إلحراجه، الفرصمن برقية وجاءت إليهم، رجوع غري من بدله باشا فخري حسني وعني النظار، رئاسةرأيها أخذ من بد ال وأنه فخري، حسني تعيني عىل املوافقة بعدم إنجلرتا خارجية وزارةورأى األمور، وتحرجت وخيمة. ستكون العاقبة فإن رفض إذا الخديو وأن ، يعني فيمناالستشارات من وأكثر فهمي، مصطفى رجوع من أهون العرش عن تنازله أن عباسباالتفاق باشا رياض وتعيني فخري حسني استقالة يف الحل وجد وأخريا واالتصاالت،

عباس. للخديو صدمة أول هذه فكانت كرومر، اللورد معخطة ووضع تستغل، أن يجب اإلصالح يف عباس آمال أن عبده محمد الشيخ رأىعالقته حسن مع اإلصالح يف برنامجه إليه ن ويحس به، الصلة ويوثق إليه يتقرب أنله ويتم اإلصالحية أغراضه تحقيق يف عليهما ويعتمد السلطتني فيكسب باإلنجليز، أيضا

165

Page 166: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

كالجمع السلطتني صداقة بني الجمع وأن خيال، هذا أن الحوادث ستبني ولكن يريد. مامحالة. ال لألخرى إغضاب إحداهما إرضاء وأن والنار، املاء بني

ورحب باشا، ماهر محمد بواسطة عباس من عبده محمد تقرب حال كل عىلوحسن وجهرا، رسا مرارا وتقابال الرجال، أقوياء حوله يجمع أن يرسه إذ بذلك، الخديوال والتي بالدين، املتصلة الثالث عب الش إصالح إىل يتجه أن عبده محمد الشيخ إليهذلك يف إذ الخديو. ملركز وتقوية لألمة، صالح صالحها يف والتي بها، لإلنجليز شأنإدارتهم، يف اإلنجليز يحسن مما خريا أحسن األمر إليه وكل إذا أنه عىل قوي برهانبذلك، الخديو فاقتنع باألزهر البدء وليكن الرشعية واملحاكم واألوقاف، األزهر، وهي:برياسة لألزهر إدارة مجلس بتشكيل القرار وصدر واعتمد، ففعل تقرير، تقديم وكلفهالحكومة، مندوبني سلمان، الكريم عبد والشيخ عبده، محمد الشيخ وفيه حسونة، الشيخمحمد للشيخ الفرصة وأتيحت الخديو، عليه وصدق ،١٨٩٥ سنة النظار مجلس واعتمده

حاله. سوء عىل ساخطا مجاورا كان أن يوم من تمناه الذي األزهر إلصالح عبدهاملحاوالت كل ألن عبده، محمد الشيخ وال ونجح، أحد حاوله ما األزهر! وإصالح هلل ياأهله اسرتضاء سبيل عن وكانت املوضوع، أساس ال املوضوع هامش إىل تتجه كانتعدته حتى القديم ألفت طائفة يتزعمهم واألزهريون واضطراب، قلق أي من والخوفعمرها وأفنت ضوءا، تر فلم املغارات يف وعاشت كفرا، عدته حتى الجديد وكرهت دينا،سمم مصلح أتى فإذا الدنيا. حقائق تر فلم خطأ. وتأويل جملة، وتخريج لفظ، فهم يفالشعب، عامة به ويكسبون الحكومة، به يخيفون بالدين واحتموا حوله، الجو أهلهأن مراكزهم عىل وحرصوا التجديد، إىل النازعني شبابه من القليلة الطائفة وخنقواتؤمن أخرى طائفة وبجانبهم املصلحني، يد إىل ينتقل أن وجاههم اإلصالح، يكتسحهاما جنس من هم الحق، عن وغفلة أفق، ضيق عن ولكن وإخالص، صدق عن بالقديمهذه كل فتتجمع شهادتهم»، نقبل وال دعوتهم «نتطلب بعضهم: عن الحديث أهل قالإن والرضا واملساملة املداراة أو غضب، إن االنسحاب إىل أخريا املصلح فيضطر العوامل،يأكل وترتكه السالمة، يف حبا األزهر إصالح عن تتخىل أن الحكومة وتضطر يغضب. لملتستطيع الرشعي، والقضاء العربية اللغة ملعلمي املعاهد بجانبه وتنشئ بعضا، بعضهمن الجو يخلو ال هذا ومع األزهر، عىل اإلرشاف أعجزها إذ عليها واإلرشاف تنظيمهااألزهر يحتضنه وما والفرع، األصل بني الحني، بعد الحني الحكومة بال يقلق شغباملشكل، يحل ال والزمن للزمن، ذلك وترتك الحكومة، تحتضنه وما وعلماء، طالب من

166

Page 167: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

الجامعة، تبعية الحكومة األزهر يتبع أن وهو الحاسم، بالعالج إال يحل ال واملشكلبرقيها، ويرقى الحديثة الرتبية علوم إليه ترشد ملا نظمه يف ويخضع استقاللها، ويستقل

خشية. غري من ذلك ذ ينف ثممن الشكلية باملسائل وبدأ لإلصالح، اإلدارة مجلس يحرك عبده محمد الشيخ أخذالجراية وتنظيم الترشيف، لكساوي الئحة ووضع وتنظيمها، املدرسني رواتب زيادةاألساس، من ليشء تعرض فلما واالمتحان، عليهم، الصحي واإلرشاف الطلبة ومساكنزادت الدراسة. وبرامج التدريس، وطرق الكتب، واختيار األزهر، يف يدرس ماذا وهوال للصداع «برشاما» معالجته فكانت االنسحاب. إىل أخريا واضطر سبيله، يف العقبات

ذلك. غري ظروفه مثل يف يمكنه يكن لم أنه الحق ويف الداء. ألصل عالجا

سنة حتى لإلصالح األزهر إدارة مجلس ويحرك القضاء يف يعمل عبده محمد الشيخ ظلالحقانية مستشار ففكر وقضاتها، الرشعية املحاكم من الشكوى كثرت أن وحدث ،١٨٩٩العام الرأي لهياج حسابا حسبوا ولكن األهلية، املحاكم إىل وضمها إلغائها يف اإلنجليزيعضوين االستئناف محكمة من مستشارين بتعيني وذلك تدريجا، ذلك يفعلوا أن فأرادواالرتكي، مرص قايض أفندي الدين جمال بذلك يرض فلم العليا، الرشعية املحكمة يفعىل املرشوع وعرض املرصية، الديار ومفتي األزهر شيخ النواوي حسونة الشيخ والبرتكه انتهى صلبا شديدا موقفا حسونة الشيخ ووقف فرفضه، القوانني شورى مجلسالشيخ مكان يعني أن يف يطمح عبده محمد الشيخ وكان املرشوع، ووقف املنصبني،ولكن إصالح، من ينوي مما ويتمكن األزهر ناصية عىل فيقبض املنصبني، يف حسونةعبده محمد والشيخ للمشيخة، النواوي القطب الرحمن عبد الشيخ فعني الخديو أرسعباطن يف إليه يطمنئ ال الخديو بأن وآمن عبده محمد الشيخ نفس يف ذلك فأثر لإلفتاء،البرشي، سليم الشيخ مكانه وعني القطب الشيخ مات حتى شهر نحو يمض ولم نفسه،إىل يطمنئ يكن فلم الوضع، بهذا تعقد قد األزهر إصالح أن عبده محمد الشيخ فاعتقديصارح، وال ويداري بإصالح، يؤمن ال ويراه حسونة، الشيخ إىل اطمئنانه البرشي الشيخالشيخ عىل خلع اإلفتاء فمنصب هذا ومع نفسه؛ من بوحي ال السلطة بإشارة ويعملإجالال بشخصيته املنصب عىل خلع قد نفسه وهو ممتازة، دينية وجاهة عبده محمدالقوانني. شورى مجلس يف دائما عضوا نفسها السنة يف تعيينه ذلك يف وزاد واحرتاما،

يستشريه فالخديو األمر، ظاهر يف حسنة عباس الخديو وبني بينه العالقة وظلتمرصي قاض تعيني أرادوا ما عند له كاستشارته اإلنجليز، وبني بينه األمور تعقدت إذا

167

Page 168: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

برتكيا مرص صلة يضعف ألنه الرأي هذا يرى ال الخديو وكان الرتكي، القايض بدلقد وكان األرمني، فهمي» «ليون مسألة يف له وكاستشارته اإلنجليز، سلطة من ويمكنرئيس باسم أختام بتزوير التهامه التني رأس رساي يف وحبسه الخديو عليه قبضمنتهى هذا أن الخديو ورأى الرساي، يف عنه يفتش أن كرومر اللورد وأراد «يلدز» كتاب

املوقفني. من أنقذه بما الخديو عىل عبده محمد الشيخ أشار وقد اإلهانة،ليس الخديو أن يف اإلنجليز ورأى يتفق الحني هذا إىل عبده محمد الشيخ كانقوم وفيهم لرتكيا خدمة الفتاة تركيا جماعة يحارب أن مرص مصلحة وال مصلحته منه يوج أن للخديو الخري وأن استبداده، وال عسفه وال الحميد عبد ظلم يرضهم لم أحراراألزهر، وإصالح الرشعية املحاكم وإصالح كالتعليم املرصية الشئون ترقية إىل النظار

بالده. يخدم بذلك فهوويتكلم واإلصالح، التفكري يف وطريقته مزاجه عن هذا يف يصدر عبده محمد والشيخ

له. فيرسها الخديو فيبلغ الخاصة مجالسه يف ذلك يفيشغلها أن الخديو فأراد األزهر يف الترشيفة لكسوة مكان خال أن حدث ولكنالشيخ فأوعز املوضوعة، الالئحة عليه تنطبق يكن ولم املعية، مفتي راشد محمد الشيخملا العلماء أن بلة الطني وزاد للمستحق، وإعطائها األمر ذلك تنفيذ بعدم عبده محمدفرد وتوبيخ، غضب يف الجامع شيخ الخديو كلم الترشيفات يف الخديو عند اجتمعواإرادته بمقتىض الترشيف كساوي تكون أن أفندينا شاء «إذا حدة: يف عبده محمد الشيخالرد هذا الخديو سمع فلما القانون» هذا ينسخ آخر قانونا بذلك فليصدر الشخصيةويكيد املفتي يحرج أن نفسه عىل وآىل باالنرصاف للحارضين إيذانا ووقف وجهه احمر

فعلته. من وينتقم منصبه، من يخرجه حتى لهالخديو يريد أرض يف عاصم باشا وحسن عبده محمد الشيخ وقوف ذلك أعقب ثماألعىل األوقاف مجلس وحمال الوقف، مصلحة يف ليس العرض هذا أن ورأيا استبدالها،

الصفقتني. بني فرقا ألفا عرشون للوقف دفع إذا إال االستبدال هذا رفض عىلأمعن وكلما الدسائس، ودست املؤامرات ودبرت العداء وظهر الغطاء انكشفزاد اتصل وكلما باإلنجليز، االتصال كثرة إىل عبده محمد الشيخ اضطر ذلك يف الخديويوافق ال «أنه كروم اللورد فرصح اإلفتاء، من بعزله الخديو هم لقد حتى الخديو غضب

موجودا». دام ما األحوال كانت مهما اإلفتاء منصب من عزله عىلاإلسالمية الخريية بالجمعية والنهوض األزهر إصالح يف جاد عبده محمد والشيخوداعي والحكومة الشورى مجلس بني السالم ورسول املنكوبني، وإعانة التعليم لنرش

168

Page 169: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

ثقة موضع وهو يستطيع، ما بقدر اإلنجليز من يكسب األمور، من تعقد فيما املصالحةيعتقده بما فيشري األمور من كثري يف يستشريونه اإلنجليز، وثقة الحكومة وثقة املجلسواألخالقي االجتماعي واإلصالح الدين يف أفكاره من ينرش بما الخاصة ينري هو ثم الحق؛

مذهبه. عىل والسيايسالسيد يتخذ عباس الخديو متعددة: جهات من وأعنفها محاربة أشد يحارب وهواملجلس أعضاء وتحريض األزهر، رجال ويبن بينه لإلفساد وسيلة وغريه البكري توفيقسبيله. يف ويقفون عبده محمد الشيخ يكرهون من محلهم يحل حتى االستقالة عىللم بجديد عليهم ويطلع وإلفهم قديمهم يهدم ألنه يخاصمونه األزهر شيوخ من وكثري

وزندقته. كفره العامة بني ويشيعون يألفوه،من باملروق ويرميه يحاربه كامل باشا مصطفى رأسه وعىل الوطني والحزبلآلستانة، ضده الرسية التقارير وتكتب أعوانه، ويتخذهم اإلنجليز يشايع ألنه الوطنية،

هللا. لطف لوال إلهانته التدابري وعملت سيئا، استقباال استقبل إليها سافر فإذاالثمن وقبض خصومه من بإيعاز إما تشهري، أشنع به تشهر الهزلية والجرائد

جرائدهم. لرتويج باسرتضائهم وأشباههم للعوام مجاراة وإما منهم،مجلس كل ويف ذكر، جريدة كل ويف موقعة، ميدان كل ويف حادثة، يوم كل يفيف عذاب وعيشته لسان، كل عىل عبده محمد الشيخ واسم والدفاع، االتهام بني مناظرةمن ويهدم أعصابه يف يهد ذلك كل كان وإن عزيمته، تخبو وال قوته، تفرت ال وهو عذاب،

كيانه.وهما: الرتنسفال مسلمي بعض من سؤالني املفتي تلقى لقد

أن قبل يذبح ثم مقاومته تضعف حتى بالبلطة رأسه عىل يرضب بقر األول: السؤاللحمه؟ أكل يجوز فهل عليه، هللا تسمية بدون يموت

هي ألنها محرمة إنها يقولون العلماء قيامة عليه فقامت بحلها الشيخ فأفتىمحدد غري بيشء رضبت ما هي املوقوذة إن يقول: والشيخ أكلها، هللا حرم التي املوقوذة

موتها. قبل ذبحت وهذه ماتت، حتى والخشب كالحجارةلقضاء الربانيط يلبسون (الرتنسفال) البالد هذه يف أفراد يوجد الثاني: والسؤال

ال؟ أم ذلك يجوز فهل عليهم، الفوائد وعود مصالحهم

169

Page 170: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

اإلسالم من الخروج فاعله يقصد لم إذا الربنيطة لبس «أما وقال: بالجواز أيضا فأفتىدفع أو الشمس حجب من لحاجة اللبس كان وإذا مكفرا، يعد فال غريه دين يف والدخول

كذلك». يكره لم مصلحة تيسري أو مكروه دفع أو مرضةحربا عليه شادي أبو بك محمد وأثارها الظاهر، كجريدة الجرائد عليه فهيجت

اللواء. جريدة وكذلك شعواء،وحملوها اإلفرنج نساء بعض مع له شمسية صورة فلفقوا وقاحة خصومه وزادمنصب يتوىل ممن صدوره يجوز ال املسلمني عرف يف هذا أن وأفهموه كرومر، للوردبصور منيتي» وحمارة «كاألرنب الهزلية الجرائد وصورته لقولهم. يأبه فلم اإلفتاء،

بالحبس. أصحابهما عىل وحكم شنيعة،يكفي هذا بعض وكان الوسائل، بأسفل يحاربوه أن خصومه يتورع لم وهكذاإلحاحه عليه يعيبون أمني وقاسم زغلول كسعد بعضأصدقائه وكان جهاده، عن لعدولهعمله امليضيف عىل مرص هذا كل مع وهو الوضع، بهذا ممكن غري وهو األزهر، إصالح يفوجداني إن ويقول: اإلصالح وسائل يف مفكرا الليايل بعض ويأرق الخصومة، تشحذه

املفاسد. عن بالصمت يرىض ال الدينيأن ويرون الوجه، هذا عىل للخديو عداءه عليه يعيبون كانوا خلصائه من وآخرونالترشيف كسوة أعطى لو عليه ماذا ويقولون: هفواته، عن النظر يغيض أن به األجدراإلصالح يف يده تطلق أن ذلك ثمن كان ثم الوقف، استبدال يف تماهل أو مستحقها لغريمن تخلق أن تأبى الطبيعة أن فاتهم ولكن عون! كل الخديو من يجد وحينئذ يريد، كما

عمروا. عمر من تجعل أن أو معاوية عيلوجشعه املايل، رشهه وهو األسود جانبه من عباس الخديو إىل نظر أنه وعابوهاالستسالم إباؤه وهو األبيض جانبه إىل ينظر ولم ذلك، يف الوضيعة ووسائله املادي،كان عبده) محمد (الشيخ إن بل وتنميتها. وتغذيتها الوطنية الحركة وتشجيعه للمحتلنيبالقليل، الوطنية آماله يف ويقنع بالتهور ويرميهم الوطنية، الحركة دعاة أيضا يناهض«بلنت» مسرت صديقه إىل أرسلهما قد وكان موته بعد نرشا اللذان خطاباه عليه يدل كماأثارا وقد الوطنيني، تريض ال قناعة وفيهما السيايس، اإلصالح يف مذهبه فيهما يرشح

املعتدلني. بعض وحتى والوطنيني الخديو نفوسجانب من ال جوانبه جميع من يقدر أن يجب العظيم فإن األمر كان مهما ولكنللغة ومصلحا اجتماعيا ومصلحا دينيا مصلحا عبده محمد الشيخ كان وقد واحد،

170

Page 171: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

فهذا سياسته يف يوفق لم هو فإن سياسيا. وأخريا التفكري، يف بارزة وشخصية واألدب،أو بمال يشرتى أن السياسة يف الرجل يسقط نعم األخرى، القيمة نواحيه من يقلل النزيها، مخلصا ألمته وفيا كان عبده محمد الشيخ أن نجزم ولكنا ملنصب. ذمته يبيعوتحمله فيخطئ أحيانا ويجتهد للمصلحة، وتقدير عقيدة عن السيايس املسلك هذا يسلك

يكره. ما عىل أحيانا القاسية الظروفكسعد السيايس، رأيه مثل عىل الوقت ذلك يف كانوا األمة شيوخ من كثريا أن والحقوغريهم سليمان باشا ومحمود عاصم، باشا وحسن زغلول، باشا وفتحي زغلول، باشاعباس الخديو ألن هوجموا، مما أكثر الناحية هذه من هوجم ولكنه األمة، حزب رجال منبعيدين الدين رجال يروا أن اعتادوا الناس وألن عليهم، يؤلب مما أكثر عليه يؤلب كان

املحتلني. مع وخاصة السياسة عنيرتاح رجال وكان الببالوي، عىل السيد رأسه وعىل هادئا األزهر كان ١٩٠٥ سنة يففظهرت طبيعيا، سريا سائرة واألمور إليه، عبده محمد ويرتاح عبده محمد الشيخ إىلالقائمون وكان اإلدارة، مجلس ومن األزهر شيخ من وتشكو الشغب إىل تدعو حركة فجأةاستبدال عاصم وحسن عبده محمد الشيخ رفض أثر عىل بالرساي، املتصلني من بهاالخديو وعني الببالوي، عىل السيد استقال الشغب هذا أثر وعىل إليه أرشنا الذي الوقفالعمل عبده محمد الشيخ يستطيع ال ممن وهو الرشبيني، الرحمن عبد الشيخ عباسالرشبيني الشيخ عىل بالخلعة اإلنعام حفلة يف الخديو وخطب وجموده. لرجعيته معهم«إن فيها: قال وصحبه، عبده محمد الشيخ من الشديد الغيظ عىل تدل خفة فيها خطبةمرصوجميع يف الدين علوم تنرش إسالمية دينية مدرسة يكون أن عىل وشيد أسس اإلزهرولكن دائما، واألزهريني األزهر شأن هذا يكون أن أود كنت ولقد … العربية األقطارويكثرون بالدين، الشخصيات ومسائل بالعلم الشغب يخلطون من فيه رأيت األسف مناألزهر، يف سائدا الهدوء يكون أن وحكومتي أنا أطلبه يشء وأول … القالقل أسباب منالبعيدة النافعة الدينية العلوم بتلقي إال وطلبته علماؤه يشتغل فال عنه بعيدا والشغبعيل السيد استقال وقد يشء، كل قبل دينية مدرسة ألنه األفكار، وشغب العقائد زيغ عنمن كل استقالة أقبل أن عىل سنة عرشة اثنتي منذ جريت وقد لصحته، رعاية الببالويمستعد فأنا سواه وظيفته من يستقيلني ومن استقالته، فقبلت وظيفته، من يستقيلنيواألوهام بالوساوس الشغب بث يحاول ومن اتبعتها.. التي العادة عىل جريا منه أقبل أنكان ومن األزهر، عن بعيدا فليكن والرد، واألخذ الجرائد بواسطة أو باألقوال، اإليهام أو

171

Page 172: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

بالده، إىل يرجع أن فأوىل «املنار») صاحب رشيد محمد السيد (يريد هؤالء من أجنبياواألزهريني». األزهر وملصلحة للدين املغايرة واآلراء األقوال من يريد ما فيها ويبث

إصالح عن تاما عجزا بعجزه آمن وقد االستقالة، من بدا عبده محمد الشيخ ير فلميريده. الذي األزهر

أوربا إىل السفر عىل فعزم املرض، وطأة أحس أن الحادثة هذه بعد يلبث لموالجمعية األوقاف ومجلس الشورى مجلس يف العمل من ذلك يمنعه لم ولكن لالستشفاء،عليه ألح ثم القضاء. مدرسة مرشوع وإعداد العلوم، دار وامتحان اإلسالمية، الخرييةاألسف مع أنه تبني ثم الكبد؟ أو املعدة هو هل تشخيصه: يف األطباء واختلف املرضإىل روحه فاضت ١٩٠٥ سنة يولية ١١ يوم ويف السفر. بعدم عليه فأشاروا الرسطان،بك محمد صديقه منزل يف اإلسكندرية برمل وكان عاما، وخمسني ستة نحو عن ربهااإلسكندرية يف جنازته بتشييع رسميا الحكومة تحتفل أن النظار مجلس وقرر راسم.

املجاورين. بقرافة دفن ثم رائعا، مهيبا مشهدا وكان ومرص،رجاله. من بجنازته احتفى أو به احتفل من فأنب مرص عن متغيبا الخديو وكان

هللا. رحمهاألمة؟ يف أثرها وما اإلصالح؟ يف مبادئه وما إصالحه؟ فما وبعد

وترفعا ضيم، وإباء نفس عزة منه رأى إذ لطيفا، تصويرا مرة الدين جمال السيد صورهجلدك؟» يف ملك «أي له: فقال معاليها، إىل وطموحا األمور سفاسف عن

البائسني عىل عطوفا النفس حساس الضمري حي كان واإلباء العزة هذه ومعميت حريق يف شعوره يصف والنجدة؛ واإلغاثة لإلعانة وأكثره له أقله فماله واملنكوبني،أولئك لجسوم أكله قلبي يأكل الحريق لهب كان الحادثة وصف قرأت «ملا فيقول: غمرعيناي تغمض ولم الليلة تلك أرقت لحومهم، من يصهر ما فؤادي من ويصهر املساكني،وأخوات إخوة من الجم العدد هذا وله هللا نعم يف يتقلب يبيت من ينام وكيف قليال، إالقليل أستطيع وما املعونة من أستطيع بما أبادر أن أردت والبأساء، الشدة يف يتقلبونالعاصمة أعيان من جمعا أدعو أن رأيت ثم البالء، يكشف وال الحاجة عن يغني المن البالد أصاب مما كثري يف فعل وكذلك وقت» أقرب يف الرب أعمال أفضل يف ليشاركوني

بالء.يف رأسه يخرج قردا برديك بني «إن له: فقال أخرى مرة الدين جمال السيد وصورهعباس الخديو مع منه كان كالذي أحيانا الحدة من يعرتيه ما إىل يشري األحيان» بعض

172

Page 173: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

هذه ولكن ترصفاته، بعض ويف سخيفا، سؤاال سئل إذا الدرس ويف قبل، رويناه ممامن يصيب ملا وينفعل الحق، يعتقده ملا يغضب فكان له، قوة مصدر أيضا كانت الحدةالكثري. اليشء والتوقري املهابة من عليه أضفت الحدة هذه ثم مكروه، من واملنكوبني أذى،الحديث، لطيف ألصدقائه، ويف الصدر، سليم القلب طيب وحدته هيبته مع وهوال األدبية، شجاعته فيه يشء أميز نفسه، من حتى الحق يف الناس ينصف النفس، سمحوإيمانه، ربه عىل شجاعته يف ويعتمد عظيم، أي أمام يعتقد ما ويقول يماري، وال يداريبأن منه علما وثبات، صرب يف احتملها متاعب من ورصاحته شجاعته له سببت وكم

النتيجة. تتبعها أن بد ال املقدمةأعماله محور هي واملسلمني، اإلسالم عىل الشديدة غريته خصائصه أهم وكانأعمال من «جنيف» يف األستاذ مع أسري «كنت قال: صديق حدثني وآماله. آالمه ومصدراإلسالم ذكر فجاء جامعتها، يف الصيفية املحارضات بعض معا نتلقى وكنا سويرسة،علق مما وتنقيتها اإلسالمية العقيدة إلصالح حياتي وهبت إني الشيخ: فقال واملسلمني،وماذا واألوهام؟ الخرافات إال العوام عند الدين وهل فقلت: واألوهام. الخرافات من بهامثلها، غضب رأيته ما غضبة وغضب وجهه احمر وقد فرأيته زالت؟ لو عندهم يبقى

ثورته. هدأت حتى قلت ما فتأولتنصحه وكم له، دس وكم سب وكم اتهم وكم إصالحه، سبيل يف عناء من القى كميسمع أن غريته طاوعته فما القضاء إىل ويعود العناء هذا من يسرتيح أن أصدقاؤه

لقولهم.رسالته ومجمل إصالحه، مجمع يكون أن يصح ما عبده محمد الشيخ ذكر لقدالتقليد، قيد من الفكر تحرير األول عظيمني: أمرين إىل بالدعوة صوتي «ارتفع فقال:إىل معارفه كسب يف والرجوع الخالف، ظهور قبل األمة سلف طريقة عىل الدين وفهممن لرتد هللا وضعها التي البرشي العقل موازين ضمن من واعتباره األوىل، ينابيعهاعىل باعثا للعلم، صديقا يعد الوجه هذا عىل وأنه … وخبطه خلطه من وتقلل شططه،أدب يف عليها بالتعويل مطالبا الثابتة، الحقائق احرتام إىل داعيا الكون، أرسار يف البحثمنهما يرتكب اللتني العظيمتني الفئتني رأي إليه خالفت وقد … العمل وإصالح النفسيف ومن العرص هذا فنون وطالب شاكلتهم، عىل ومن الدين علوم طالب األمة: جسماملخاطبات يف كان سواء التحرير يف العربية اللغة أساليب إصالح الثاني واألمر ناحيتهم.نوعني يف تنحرص مرص يف الكتابة أساليب وكانت الناس بني املراسالت يف أو الرسمية

173

Page 174: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وما الحكومة مصالح يف مستعمال كان ما األول العرب: لغة وتنكره الذوق، يمجه كالهمايمكن وال مفهوم غري خبيث رث الكلمات، بني التأليف رضوب من رضب وهو يشبهها،يستعمله كان ما الثاني والنوع مادته. يف وال صورته يف ال العالم، لغات من لغة إىل ردهباردا، كان وإن السجع فيه يراعي كان ما وهو األزهر، الجامع من واملتخرجون األدباءثقيال الفهم، عن بعيدا الذوق، يف رديئا كان وإن الجناس وأنواع الفواصل فيه وتالحظ

املقصود. للمعنى مؤد غري السمع عىلالذي الركن ولكنه … عنه عمى يف جميعا والناس دعاته من كنت آخر أمر «وهناكمجتمعهم بخلو إال والذل والضعف الوهن أصابهم وما االجتماعية، حياتهم عليه تقومحق من للشعب وما الشعب، عىل الطاعة حق من للحكومة ما بني التمييز هو وذلك منه.حاكمها، عىل حقها معرفة إىل املرصية األمة دعا فيمن كنت نعم الحكومة. عىل العدالةإىل دعوناها قرنا؛ عرشين عىل تزيد مدة من البال عىل الخاطر هذا لها يخطر لم وهيشهواتهم، وتغلبهم يخطئون الذين البرش من هو طاعته وجبت وإن الحاكم بأن االعتقادجهرنا والفعل، بالقول له األمة نصح إال شهوته طغيان يقف وال خطئه، عن يرده ال وأنهحديد، من الظالم ويد صولجانه، عىل قابض والظلم عنفوانه، يف واالستبداد القول بهذا

عبيد. أي له عبيد كلهم والناسالدعوة روح كنت أني غري املطاع الرئيس وال املتبع، كاإلمام ذل كل يف أكن «ولموأطالب الدين، يف عقيدتي إىل أدعو أبرح وال قائمة، ذكرت مما كثري يف بي تزال ال وهيوليد يقدره، للقدر فرتكته واملحكوم الحكومة أمر أما قارب. وقد اللغة يف اإلصالح بإتمامعىل وتقوم تغرسه، غراس من األمة تجنيها ثمرة أنه عرفت قد ألنني تدبره، ذلك بعد هللااملستعان». وهللا اآلن، به يعنى أن ينبغي الذي هو الغراس فهذا الطوال، السنون تنميتهوكل رسالته، وكل اإلصالحية، عبده محمد الشيخ حياة كل املوجز القول هذا يفوإصالح واألدب اللغة وإصالح الدين، إصالح إليها: اتجه أمور ثالثة وفشله. نجاحه

منها. كل يف عمله يف كلمة فلنذكر السياسة،خدم أصلح إذا أنه رأيه وكان األزهر، إصالح إىل فيه فاتجه الديني إصالحه فأمايف ينبثون متنورين، الدين، عىل غيورين قوما سيخرج ألنه خدمة، أكرب اإلسالمي العالمعىل استعان وقد دعوته؛ بمثل ويقومون رسالته مثل فيحملون اإلسالمي العالم جميعولهذا ذكرنا؛ ما أمره من كان ثم وأصدقائه، وجاهه وبمنصبه واإلنجليز بالخديو ذلكحاملا خياليا، النظر، بعيد الرأي مستنري رجال كان بأنه كرومر اللورد وصفه وأمثاله

صادقا». وطنيا كان ولكنه اليشء، بعض

174

Page 175: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

طبقة فيه خلف فقد يريد ما بعض إىل وال يريد، ما إىل األزهر يف يصل لم أنه ومعحماسته لها تكن لم وإن بآرائه، وتشعبت مبادئه اعتنقت قليلة، كانت وإن مستنرية،

وغريته.يف يدرسه ديدنه، جعله الكريم، القرآن تفسري العقيدة إلصالح وسيلة أهم واتخذوهو األزهر يف ويدرسه قاض، وهو القاهرة مساجد أحد يف ويدرسه مسجدين، يف بريوتويفرس العرص، سورة تفسري الجزائر يف محارضته موضوع ويتخذ واإلفتاء، القضاء يفمجلة يف التفسري يف دروسه وينرش اإلسالمية، الخريية الجمعية مدارس لتالميذ عم جزء

اإلسالمي. العالم يف ليقرأ املناريف ورد ما مستعرضا وافيا، رشحا رشحها بالعقيدة اتصلت فإذا اآلية يقرأ كانودخيل، فساد من العقيدة هذه يف املسلمني عىل دخل ما مبينا موضوعها، يف القرآنفسادها، يف وضياعه األمم صالح يف الخلق هذا أثر أبان باألخالق اآلية اتصلت وإذامسرتشدا األمم، حياة يف االجتماعية الحالة هذه أثر أوضح اجتماعية بحالة اتصلت وإذاأخاذ؛ جميل وصوت ذلق ولسان متدفق بيان يف العالم، يف يجري بما مستشهدا بالواقعاإلسالم مبادئ عىل للعمل يدعو أخالقي وهو سببه، ويبني الواقع يرشح عميل تفسري فهوإىل بالنفس السمو إىل يدعو روحاني وهو العصور، كل يف السعادة منبع أنها ويبنيوعبادة األولياء هللا مع باإلرشاك فساد من العقيدة عىل دخل عما هللا وينزه العلوي، العالممبادئه من كثري يف وهو النذور؛ ونذر املوالد وإقامة القبور بأهل والتشفع األرضحةوالخرافات البدع من وتنقيته لإلسالم، األوىل األصول إىل الرجوع يف الوهابية تعاليم يشبهما بها واألخذ الحديثة املدنية مبادئ من صلح ما بتقبله أفقا أوسع ولكنه واألوهام؛

واإلسالم. اتفقتالعقل عىل يعتمد دين وهو فيه، تجسيم ال تنزيه فيه، رشك ال توحيد دين اإلسالمفهو للدين، رضوري والعقل قادر، عالم واحد صانع له العالم أن إلدراك ويستنهضه

ويقومه. يكمله ألنه للعقل رضوري والدين إليه، املرشدوذلك الكون، أرسار يكشف العلم ألن إليه، ويدعو للعلم صدره يفسح واإلسالم

وإجالله. هللا معرفة إىل يفيضطرقا ويتبع الحديثة: املدنية ونظريات اإلسالم بني التوفيق يحاول تفسريه يف وهو

أحيانا. التوفيق فيها يخونه العلم نظريات وتفسري التأويل منمما أكثر املشاعر ويحرك العواطف، يحيي كان أنه تفسريه يف له قيمة أكربوالعقل العلم إىل يتجه مما أكثر القلب إىل يتجه فهو العلمية؛ املسائل بحث يستقيص

175

Page 176: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ثم اإلسالمية، الفلسفة عىل اطالعه سعة أفادته نفسه، الدين بطبيعة ذلك يف متأثرالحياتها ومالبسته أوربا إىل ورحالته أصولها بعض وقراءته الغربية بالثقافة اتصالهنظرة املسلمني حال إىل ينظر أن محارضتها، بعض وسماعه فالسفتها لبعض ومقابلتهالقرآن. آيات تفسري حول إصالح من يرى ما كل فيبث وأعمالهم، عقيدتهم يف إشفاق

علية من كثري يحرضه كان سنني، ست نحو األزهر يف الدرس هذا يدرس واستمركبري أثر ذا درسه وكان العالية، واملدارس األزهر وشباب واملوظفني القضاة وكبار القوم

فيهم.طريق من إصالحهم من وأصح أيرس دينهم طريق من املسلمني إصالح أن يرى كانالطريق هذا وأن األوربي، والتقليد املنفعة ومقياس العقل مجرد عىل املعتمد اإلصالحجميعهم إليه يرمي الذي الغرض «إن يقول: املسلمني. املصلحني جميع سلكه الذي هوحتى الدين، نصوص فهم يف الخطأ من عليه طرأ ما وإزالة االعتقاد تصحيح هو إنماواستقامت واالضطراب، الخلل من األعمال سالمة تبعها البدع من العقائد سلمت إذاأخالقهم وتهذبت ودنيوية، دينية الحقيقية، بالعلوم بصائرهم واستضاءت األفراد، أحوالاألخالق، بتهذيب كافال الدين كان وإذا … األمة إىل منهم الصالح ورسى السلمية، بامللكاتما به الثقة من وألهله أبوابها، من السعادة طلب عىل النفوس وحمل األعمال، وصالحبه، لهم إملام ال ما إحداث من أخف إليه إرجاعهم يف والعناء لديهم، حارض وهو بيناه،

غريه؟» إىل عنه العدول فلماملدارس يف التعليم برامج عىل يسيطر أن يريد كان التفكري يف األساس هذا وعىلالدين مبادئ وبث اإلسالمي، التاريخ يف بالتوسع الطريق هذا من النفوس يصلح حتىيف كان ملا ذلك فعل التعليم؛ عن تقرير لتقديم فرصة كل ينتهز كان ولهذا الصحيح،هو وكان سعيه، عىل بناء األعىل التعليم مجلس شكل حتى العرابية، الثورة قبل الوقائعرفعه التعليم إصالح يف تقريرا فكتب بريوت، يف كان عندما ذلك وفعل بارزا، عضوا فيهبعد كرومر اللورد إىل بذلك تقريرا يرفع أن يتحرج لم حتى األستانة يف اإلسالم شيخ إىلطلبتها يف روحه يبث العلوم دار رأس عىل يكون أن رجا مطالبه تتحقق لم فلما عودته،الخريية الجمعية إىل همته وجه أيضا ذلك من يئس فلما طلبتهم، يف روحهم فيبثوندائما كان وهكذا عم. جزء تفسري لهم ويؤلف دراستهم مناهج لتالميذها يضع اإلسالمية

يريدها. التي الوجهة ليوجهه التعليم عىل يسيطر أن يريد

176

Page 177: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

الغرية تأخذه وكانت عنه، الدفاع يف جد اإلسالم يف وآرائه تعاليمه نرش يف جد وكماشهريين: موقفني يف ذلك يتجىل بسوء. أحد مسه إذا الشديدة

بمناسبة اإلسالم عن مقاال هانوتو نرش ١٩٠٠ سنة أوائل ففي هانوتو. عىل رده (١)النرصانية املدنية بني للمقارنة تعرض ثم اإلسالمية، املستعمرات يف فرنسا سياسةيف النصارى فاعتقاد والقدر. والقضاء هللا ذات مسألتني: يف بينهما ووازن واإلسالمية،القرب حق ويخولونه اإلنسان مرتبة يرفعون جعلهم اإلنسان لإلله وتصورهم التثليثعن هللا وتنزيه التوحيد إىل بدعوتها اإلسالمية العقيدة أن حني عىل اإللهية؛ الذات ومناإلنسان بحرية القائلة املسيحية والعقيدة والوهن، الضعف عىل اإلنسان حملت البرشية،عىل فحملتهم والقدر القضاء يف املسلمني عقيدة أما والجد. العمل إىل دفعته وإرادته،

والركود. الجمودالرد كتب حتى ليلته عبده محمد الشيخ ينم فلم املؤيد، يف املقال هذا ترجمة ونرشتاإلسالم فضل فيها بني مقاالته، تتابعت ثم يوم. ثاني يف له مقالة أول وظهرت عليها،أن يستطيع ال التثليث فكرة وأن فكرة، أسمى التوحيد عقيدة أن وبني املسيحية، عىلالقرآن يف وأن هانوتو، يفهمه الذي باملعنى الجربية إىل يدع لم اإلسالم وأن العقل، يتقبلها«اإلسالم املشهور كتابه هذا نتائج من وكان إلخ. اإلرادة حرية تثبت آية وستني أربعا

والنرصانية».رشد ابن عن مقاال «الجامعة» مجلة يف أنطون فرح نرش فقد الثاني املوقف وأما (٢)فرد اإلسالم، من والفلسفة للعلم تسامحا وأكثر صدرا أوسع كانت املسيحية أن فيه قرروأهل للفالسفة املسلمني صدر سعة فيها يثبت مقاالت سلسلة يف عبده محمد الشيخ عليه

آخر. دين أي يف نظري له يكن لم مما األخرى، واألديان العلم

دينه. خدمة يف حياته كانت وهكذا

األهرام جريدة يف يكتب أخذ نفسه، أسلوبه بإصالح بدأه فقد واألدبي اللغوي إصالحه أماشائع هو وبما اإلسالمية، الفلسفة يف ألف بما وخاصة األزهرية، بالكتب متأثر بأسلوبأخذ ثم املوضوع. يف الدخول قبل طويلة وبمقدمات واالزدواج، السجع من العرص ذل يفيف يتجىل كما الدين، جمال أستاذه روح من وقوة حركة ويزداد ويصح أسلوبه يقوييف غايته بلغ حتى وعالج كتب ما طول من وتدفق قلمه مرن ثم الوثقى، العروة مقاالتوقوة. سالسة يف املعاني، وتدفق البساطة بجمال ل تجم حيث هانوتو عىل الرد يف مقاالته

177

Page 178: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

للكتابة نماذج يقدم فكان استطاع. ما إصالحها فحاول الكتاب أساليب إىل ونظرنظر يلفت وكان فيها، وأصحابه هو يكتبه بما املرصية الوقائع عىل مرشفا كان أيامفيها. الكتابة مستوى يرفع من يختاروا أن أصحابها ويلزم أسلوبها، سوء إىل الجرائد

مقامات ونرش اإلنشاء، السلطانية» «املدرسة يف يعلم مما كان بريوت يف كان وملاورشحه، ضبطه أن بعد البالغة ونهج ورشحها، ضبطها أن بعد الهمذاني الزمان بديعالجيدة. األساليب نماذج من نموذجا واتخاذهما بأدبهما الناشئني تغذية إىل بذلك يرميأفسدتها التي البالغة نمط عىل ال البالغة يف درس دروسه من كان مرص إىل عاد وملااإلعجاز دالئل كتابي فقرأ األسلوب؛ ويرقي الذوق يربي الذي النمط عىل بل الفلسفة،معنى بهما فقدم نرشهما، يف السبب هو وكان الجرجاني، القاهر لعبد البالغة وأرسار

قبل. من للناس مفهوما يكن لم للبالغةالكتب إحياء «جمعية سميت برئاسته جمعية مرص يف أسس ١٣١٨هـ سنة ويفللعالم تصحيحه يف عهد وقد اللغة، يف املخصص كتاب نرش أعمالها فاتحة كانت العربية»مدونة إعداد املخصصيف بعد الجمعية ورشعت الشنقيطي. محمود محمد الشيخ اللغوي

وفاس. تونس من أصوال لها استحرض أن بعد للطبع مالك اإلماممن علما الشنقيطي فكان مرص، يف بقي ما ولواله الشنقيطي بيد أخذ الذي وهوالدالة اللغوية البحوث وينرش الكتب، من تعقد ما ويصحح للناس يعلمها اللغة أعالم

عميق. وتدقيق واسع اطالع عىلكتاب أمثال باألزهر، األدب كتب تدريس يف املرصفي سيد األستاذ إىل عهد الذي وهوعمله فكان قبل، من معروفا ذلك يكن ولم تمام، ألبي الحماسة وديوان للمربد الكاملوتالميذهم، البارزين األدباء من كثري بها تأثر واضحة أدبية لغوية نهضة يف سببا هذاومن جميلة، مرسلة كتابة إىل سخيفة مسجوعة كتابة من الكتابة حول إنه قلنا: فإن

نبعد. لم باملعاني فيها يعنى كتابة إىل املعاني فارغة كتابةفعالة قوة فكان به، عضوا عني مذ الشورى مجلس يف فكان السيايس إصالحه أماعبده محمد الشيخ عني «لقد املجلس: يف له زميال وكان عاصم حسن صديقه قال فيهيشء الشورى مجلس رجال وبني الحكومة يف والعقد الحل أهل بني وكان ،١٨٩٩ سنةاملجلس كان التي املرشوعات من كثريا نفذت الحكومة أن إىل أدى الرأي، يف بالخالف أشبهاملرشوعات يف التعديل أوجه كل عن النظر ورصفت بها، العمل عدم يف لألمة الخري يرىونظر املجلس إىل األستاذ جاء فلما تعديلها، يف لألمة والنفع الصالح أن يرى كان التي

178

Page 179: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

وإنما االنفراج، هذا إىل يدعو ما هناك ليس أن وعرف البصري، الحكيم نظرة األمر يفأسباب يزيل أن يف هللا رحمه سعى تقاربها، عىل املشارب بني ما باعد التفاهم سوء هواألمة، سعادة فيه ما يطلب إنما املجلس أن الحكومة وعرفت أراد، ما فكان الخالف هذاتتفق دامت ما ومطالبها الحكومة آراء مصادمة غرضيف له ليس وأن لها، الخري ويبتغيملصلحة يقصده ما وراء يشء إىل تقصد ال الحكومة أن أيضا املجلس وعلم مقصده، معمن النيابية والهيئة الحاكمة الهيئة بني يعد ولم الغالب، يف الكلة اتفقت وبذلك البالد،

حله». يتعرس ما الخالفما وكثريا لدرسه، لجنة املجلس يؤلف املرشوعات من الحكومة ترسله ما وكانالتهم قد حتى رشعية، أو اجتماعية أو قانونية املسألة كانت سواء األستاذ، برياسة تكوندرس األعضاء مع عمله أن يرى كان ألنه فيه، يبذل بالجهد يعبأ ال وهو وقته املجلس

العام. الرأي لرتبية وسيلة وأنه للبالد، العامة باألمور واالهتمام الجد يعلماألمة موقف يف عمله بها وأعني الرسمية، غري أما الرسمية. السياسية ناحيته هذهالرأي تنبيه يريد «إنه قوله: يف منهما موقفه لخص فقد اإلنجليز، ومن الخديوين منالعدالة حق من للشعب وما الشعب عىل الطاعة حق من للحكومة ما يميز حتى العامظ تيق إال الخطأ عن يصده وال ويصيب، يخطئ البرش من الحاكم وأن الحكومة، عىل

الفعل. أو بالقول حده تجاوز إذا الحاكم ووقفه العام الرأيالنزيهة، والصحافة االجتماعي، التعليم وخاصة التعليم، العام الرأي تنبيه ووسيلةالرأي ويبدون وافيا درسا املسائل فيدرسون وأمثاله، الشورى مجلس يف القادة وتربية

الشعب». طبقات عند يقلد درسا كله هذا فيكون وأمانة، إخالص يفاإلنجليز وأمام الحد، جاوز إذا الخديو أمام ومدرسته هو يقف أن مقتىضهذا وكانذلك يفعل وال العنف، إىل أدى ولو الخديو، أمام ذلك يفعل نراه ولكنا الحد، جاوزوا إذافشل يف جربها التي القاسية الدروس ذلك إىل ألجأه قد ولعله بالتفاهم. إال اإلنجليز معتمكن ما السلطتان عليه اجتمعت لو أنه واعتقاده الوثقى، العروة ومجلة العرابية الثورةوكان السيايس، ضعفه نقطة الحقيقة يف املسلك وهذا اجتماعي، أو ديني إصالح أي من

لهما. مساملة أو عليهما ثورة فإما السلطتني، بني موقفه يف يعدل أن يجبيكسب أن ولكن قومه، عىل استعداءهم يكن لم اإلنجليز مع مسلكه أن هذا ويلطفباشا، لطفي وعمر باشا، سلطان يكره من أكره كان ولهذا لقومه؛ يستطيع ما منهم

قومهما. عىل اإلنجليز يحرضان نظره يف ألنهما

179

Page 180: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

والرتبية التعليم عىل السيايس النضج يف االعتماد وهو السياسة، من النحو هذافيها ينجح إنما السياسية، الدعوة يف ينجح قلما وهو شعوري، برنامج ال عقيل برنامجكامل ومصطفى نديم هللا عبد نجح ولذلك العواطف، وإلهاب الشعور، عىل يعتمد من

عبده. محمد نجح مما أكثر سياسيايقدره، للقدر تركته «إني واملحكوم: الحكومة أمر يف فقال ذلك أدرك قد هو ولعله

بالفشل. وشعور يأس نغمة القول هذا ويف تدبره» ذلك بعد هللا وليدفدعوته ألوان؛ ذوات السيايسخصومات ومذهبه الدينية اإلصالحية دعوته له سببتباألولياء مملوءة الدينية حياتهم الذين الدين رجال من الجامدين عداء حركت الدينيةوالفتوى األحكام مصدر يرون قوم عداء حركت كما والشفاعة، واملوالد والنذور واألرضحةالظروف ويقدر يجتهد أن كان من كائنا ألحد وليس الفقهاء، من املتأخرين أقوال إال ليسدفعهم وآخرون أحكامه. منها يستمد األوىل أصوله يف الدين إىل يرجع أن أو واألحوال،باسم فحاربوه نقصهم، وأظهر ضعفهم، وأبان شأنهم، أخمل إذ خصومته، إىل الحسدرجال عليه فحرض دينيا، به حار ولكنه سياسيا، كرهه عباس كالخديو وآخرون الدين.

السياسة. ميدان يف ليسقطه الدينالقلب طيب الشيخ أن يرون أوربا يف تعلم ممن أكثرهم رشفاء خصوم وهناكويحاول يصلح وليس األزهر إصالح فيحاول مقطوعة، قربة يف ينفخ ولكنه للخري، محبعن يكون إنما االجتماعي اإلصالح يرون وهم الدين، طريق عن االجتماعي اإلصالحاالجتماعية ونظمها رشائعها من إليه وصلت فيما ألوربا والتقليد وحده، العقل طريقالديني، اإلصالح يف خصومته يف عليه تجمعوا هؤالء كل وهكذا واالقتصادية؛ والسياسيةالشيخ من واستخرجت نشاطا، والحياة قوة الحركة زادت الخصومات فهذه هذا ومع

وملكاتهم. قواهم أقىص خصومه من واستخرجت وملكاته، قواه أقىص عبده محمدأوال، التعليم إصالح يف األستاذ رأي يرى ألنه الوطني، الحزب السياسة يف وحاربهيرى وال الشعور، عىل باالعتماد بل العقل، عىل االعتماد يف رأيه يرى وال أوال، بالجالء بلستار وراء من الخديو حاربه وكذلك العنيفة. بمخاصمتهم بل اإلنجليز مساملة يف رأيه

عليه. والتأليب جرائده يف دينيا حاربه كماومحاولتهم عليه، العام الرأي تهييج يف والسياسيون الدينيون خصومه واشرتك

السيايس. بالكفر وهؤالء الديني، بالكفر يرمونه هؤالء الناس؛ أعني من إسقاطهجفاء الزبد وذهب األحقاد واندفعت عبده محمد الشيخ ومات كله هذا ذهب ثم

الناس. ينفع ما وبقي

180

Page 181: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

عبده محمد الشيخ الحديث: العرص يف اإلسالمي اإلصالح زعماء

يهبوا أن يجب أنهم املسلمني وأشعر الديني، الشعور عبده محمد الشيخ أيقظ لقدبل بماضيهم، الفخر عىل يعتمدوا وأال نقصهم، وتكميل نفوسهم إلصالح رقدتهم منيحكم كما يحكم أن يجب العقل أن إىل ودعا ومستقبلهم. لحارضهم جديد من يبنواحتى معا والعقل الدين عىل يعتمد اجتهاد من بد وال بالعقل، عرف فالدين الدين،ألن يفيدنا، ما منها ونقتبس الجديدة، املدينة يف الجديدة املسائل نواجه أن نستطيعوأكرب غريهم، به تسلح بما يتسلحوا أن بد وال عزلة، يف يعيشوا أن يستطيعون ال املسلمنيأن املسلمني حظ حسن ومن الدين، هو األخالق يف عمدة وأكرب العلم، هو الدنيا يف سالحالتي الفاضلة ولألخالق إليه، ويدعوا وللعقل عليه، ويحض للعلم، صدره يرشح دينهم

الحارضة. املدنية إليها تدعوامن منهم آرائه؛ عىل وتعتمد بتعاليمه تأخذ مدرسة كلها اآلراء هذه يف خلف لقدكتبه يف نرشه بما عنه أخذها من اإلسالمية األقطار يف ومنهم شفاها، عليه أخذهامن أكثر أن هذا عىل دليال وحسبنا املعالم. واضحة األثر قوية مدرسة وكان ومقاالته،أصدقائه من أو تالميذ من كانوا بعده السيايس أو االجتماعي أو الديني لإلصالح تصدوا

به. املتأثرينالخطب أو التأليف طريق عن نظريا اإلصالح إىل يدعو يكن لم أنه أثر قوة وزادهإىل إصالحه يحول أن دائما يحاول كان بل املصلحني. بعض يفعل كما فقط واملقاالت

اإلصالحية. برامجه تنفيذ من ليتمكن الواقعية، الحياة يف وينغمس عمل،لم أفكاره من الصالح أن فعزاؤه يريد ما ينل لم أنه من غصة نفسه ويف مات فإن

هللا. رحمه حياته. يف يعمل كان كما موته يف يعمل وظل يمت،

181

Page 182: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 183: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

األدبالعريب يف الفكاهة

١

وظيفة يؤدي حياتنا من جزء الضحك ألن األدب، عنارص من هام عنرص الفكاهةوألن عليه، ويبعث يغذيه ما الفنون سائر يف له يكون أن فيجب وفسيولوجية روحيةبتقاليد والعمل األخالق وتقويم النفوس تسلية يف كبرية اجتماعية وظيفة تؤدي الفكاهةوأتخري هندامي يف وأنتظم حركاتي وأنظم مشيي يف أعتدل فأنا ومواضعاتها، املجتمعاتموضوع ويتخذوني مني الناس يسخر أن حذر يشء كل يف الكمال وأطلب ألفاظي

وسخريتهم. ودعابتهم فكاهتهمخطيبا أو شاعرا كان سواء الفكاهة، عىل القدرة لديه يكون أن بد ال املاهر واألديبسامعيه، نفوس إىل يصل أن يستطيع امللكة بهذه فهو روائيا، أو قصاصا أو كاتبا أوالقارئ فيتقبلها والنظريات املبادئ من يريد ما فكاهته ثنايا يف ويدس آلرائه، ويفتحهامما أكثر الفكه األديب ينجح ولهذا نفسه، يف أفعل ذلك ويكون ومتعة لذة يف السامع أو

العابس. األديب ينجحبالجد الهزل خلط إىل يعمدون فكانوا قديم من العرب مؤلفو هذا أدرك وقدمن الكتاب هذا أخل «ولم األخبار»: «عيون كتاب يف قتيبة ابن قال وقد بالعلم، والفكاهةالقارئ عن بذلك ألروح مضحكة، وأخرى معجبة، وكلمة لطيفة، وفطنة طريفة، نادرةأو حقا كان إذا واملزح حمضة، وللنفس مجاجة األذن فإن الحق، وإتعاب الجد، كد من

املنكر». من وال القبيح من ليس مقاربابالفكاهة الجد خالطا تآليفه، يف املبدأ هذا عىل وجرى بهذا الجاحظ نوه وكذلك

املؤلفون. أثرهما عىل وجرى

Page 184: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

النكتة تذوق عىل وقدرتها والفكاهة للضحك تقويمها يف تختلف األمم أن وكماواألمم وألوانها، وأنواعها الفكاهة يف وقلة كثرة تختلف اآلداب كذلك منها والضحك

الباب. هذا يف اآلداب أغنى من وأدبها للفكاهة، تقديرا األمم أكثر من العربيةكاملزاح الفكاهة، من مختلفة ألوان عىل تدل كثرية ألفاظ العربية اللغة يف ورد وقد

ذلك. غري إىل والسخرية والتهكم واللذع والنكتة والتندر والهزلقد الضحك موضوع أن ذكروا النفس علماء من وأسبابه الضحك يف الباحثني وإنومن وجهه، بحركات يتالعب كمن الدميمة األشكال غري وهي املضحكة األشكال يكونوالحرضي للحرضي البدوي كتقليد التقليد، يكون وقد الهزلية الصور كل القبيل هذاأو للمجنون، والعاقل للعاقل، واملجنون الكبري، الرجل ألعمال الصغري والطفل للبدويالتالعب الضحك سبب يكون وقد وهكذا الرجل يحاكي قرد أو القرد يحاكي رجلتكون إجابة أو مفارقات، هي وإنما رابطة تربطها ال جمل بني كالجمع والجمل باأللفاظاالنتقال أو آخر، معنى إىل معناه من لفظ نقل أو املوقف، هذا مثل يف ينتظر ما عكسذلك نحو إىل أسود، وشعره رزين عالم ذكر فالنا إن كقولنا املاديات، إىل املعنويات منتثري التي األخالق الضحك سبب يكون وقد مضحكة ذهنية صورا تثري وجمل ألفاظ منالشديد والرجل أساس، غري عىل بنفسه املزهو من كضحكنا صاحبها، من السخرية فينا

ذلك. ونحو الطمع الشديد والطماع األنانيةأوسع من فكان وأمثالها، كلها النواحي هذه من الفكاهة العربي األدب تناول وقدهزلية صورة للمهجو الهاجي تصوير إال وليس الهجاء، باب العربي الشعر أبوابحياتهم بنوع مرتبط ألنه احتفال أشد به العرب حفل وقد والضحك، السخرية تثريحسن عىل ويحرصون والكرم الشجاعة هي التي املروءة عىل يحرصون هم إذ االجتماعية،شيوع الناس يف يشيع قوله ألن كبريا تقديرا الشاعر يقدرون عينه الوقت ويف السمعة،رشف من بالنيل وتتخاصم رشفها حماية يف تجتهد القبائل وألن اليوم، الجرائد أقوالالشعراء هم فيها املتحاربون السيف، معارك بجانب شعرية معارك هناك فكانت غريها،ولعل والسخرية، الضحك تثري التي بالصور وتصويرهم غريهم هجاء يف قبائلهم يمثلونجو مألت التي األهاجي من واألخطل والفرزدق جرير بني كان ما ذلك يف األمثلة خريبحقارة منه يسخر الفرزدق يف جرير كقول وتحمسا وغضبا وسخرية ضحكا العرب

الحدادة: وهي أهله وبصناعة بيته

184

Page 185: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العربي األدب يف الفكاهة

األول ب��ك��أس آخ��ره��م ف��س��ق��ي��ت ن��اق��ع��ا س��م��ا ل��ل��ش��ع��ر أع��ددتاألخ��ط��ل أن��ف ج��دع��ت ال��ب��ع��ي��ث وص��غ��ا م��ي��س��م��ي ال��ف��رزدق ع��ل��ى وض��ع��ت ل��م��ااألس��ف��ل ال��ح��ض��ي��ض ف��ي ب��ن��اءك وب��ن��ى م��ج��اش��ع��ا ال��س��م��اء س��م��ك ال��ذي أخ��زىال��م��دخ��ل خ��ب��ي��ث م��ق��اع��ده دن��س��ا ب��ف��ن��ائ��ه ق��ي��ن��ك��م ��م ي��ح��م ب��ي��ت��اي��ذب��ل ب��م��ث��ل��ى ب��ي��ت��ك��م ف��ه��دم��ت ي��ب��ت��ن��ى ب��ي��ت أخ��س ب��ن��ي��ت ول��ق��داألول ال��زم��ان ف��ي ك��ي��رك ون��ف��خ��ت أول��ي ال��م��ك��ارم ف��ي ل��ي ب��ن��ي إن��ي

هذا. أمثال من كثري إىلالصور رسم يف فتفنن بعد، فيما الرومي ابن الباب هذا يف القمة إىل وصل وقد

ثقيل: بارد وصف يف كقوله تفنن أيما وخصومه ألعدائه املضحكة

ح��دي��د أم ك��ي��ان��ه أرص��اص ي��درى ل��ي��س ال��ذي ال��ق��اس��م أب��ا ي��اش��دي��د ب��رد ي��ع��ل��وه ث��ق��ي��ل ـ��ف ال��ص��ي��ـ ف��ي ب��ئ��رك ك��م��اء ع��ن��دي أن��ت

وقوله:

ط��ول ال��ك��الب وج��وه وف��ي ط��ول ف��ي��ه ع��م��رو ي��ا وج��ه��كت��زول وال ع��ن��ه��ا ي��زول ط��را ف��ي��ك ال��ك��ل��ب م��ق��اب��حوال��رس��ول ال��ل��ه ح��م��اك��ه��ا ص��ال��ح��ات أش��ي��اء وف��ي��هس��ف��ول ق��دره ع��ن ف��ف��ي��ك غ��در وف��ي��ك واف ف��ال��ك��ل��بت��ص��ول وال ت��ح��ام��ي وم��ا ال��م��واش��ي ع��ن ي��ح��ام��ي وق��دت��ط��ول ق��ص��ة ق��ص��ت��ه��م س��وء أه��ل ب��ي��ن م��ن وأن��تط��ب��ول أق��ف��اءه��م ل��ك��ن ع��ظ��ات ل��ل��ورى وج��وه��ه��مف��ع��ول ف��اع��ل��ن م��س��ت��ف��ع��ل��ن ف��ع��ول ف��اع��ل��ن م��س��ت��ف��ع��ل��نف��ض��ول أن��ه س��وى م��ع��ن��ى ف��ي��ه ل��ي��س ك��م��ع��ن��اك ب��ي��ت

185

Page 186: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

فقال: أنفه بطول رجال وهجا

ب��م��ق��ي��اس ال ع��ي��ان��ا م��ي��ل رأس م��ن ك��ل��ه��م ال��ن��اس ي��راه أن��ف��ا ح��م��ل��توال��ف��اس ك��ال��س��ي��ف م��ض��ى ان��ت��ص��ارا أو م��ك��ت��س��ب��ا ص��ادف��ت ب��ه ك��س��ب��ا ش��ئ��ت ل��و

عيىس: اسمه بخيال وهجا

خ��ال��د وال ب��ب��اق ول��ي��س ن��ف��س��ه ع��ل��ى ع��ي��س��ى ي��ق��ت��رواح��د م��ن��خ��ر م��ن ت��ن��ف��س ل��ت��ق��ت��ي��ره ي��س��ت��ط��ي��ع ف��ل��و

الساخرة. الصور هذه بمثل مملوء وديوانهرصيح األحيان من كثري يف أنه ففي بيشء السخرية من الرضب هذا عيب وإذا

ملفوف. خفي أنه لو أرقى يكون وكان مكشوفطريق عن الخلقي بالضعف السخرية وهو العربي األدب يف فشا آخر لون وهناكالحلوة الفكاهات من لنا روي ما الباب هذا يف لنا روي ما أقدم ومن القصري، القصصثم الطائف، أو مكة يسكن وأحيانا املدينة، يسكن موىل كان وقد الطماع، أشعب عنيف القصرية بنوادره العربي األدب امتأل وقد ندمائه، من ليكون يزيد بن الوليد طلبهاذكريني لها: قال به؟ أذكرك خاتمك يل هب له: قالت صديقته أن رووا كالذي طمعهيأمران أنهما ظننت إال يتساران اثنني رأيت «ما فقال: طمعه مبلغ عن مرة وسئل باملنع.فذهبوا، تمرا يفرق هللا عبد بن سالم إن عنه: ليبعدوا لألطفال مرة وقال بيشء». يليجتمعون الحجاز رجال وكان وهكذا. إليهم. فذهب صحيح األمر أن ظن أبطئوا فلماوتزيد الباب، هذا يف بعده ابنه وخلفه املضحكة. بنوادره يحدثهم ويدعونه فيتسامرون

أشعب. إىل تنسب ظريفة طمع حكاية كل فكانت عليه الناسويكون ويتسع يزيد الباب هذا رأينا العبايس العرص يف التأليف دور جاء فلماالجوزي وابن البخالء، ونوادر املعلمني نوادر الجاحظ فيه فيؤلف للتأليف موضوعاونسبت عجيبة شخصية فكان «جحا» الباب هذا يف القمة وبلغ واملغفلني، الحمقى نوادرشخصيته فكانت مسترتة، وحكمة مضحكة وغفلة الذع نقد فيها مضحكة قصة كل إليه

الباب. هذا يف العربي األدب روائع إحدى عليها زيد وما بأصلها

186

Page 187: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العربي األدب يف الفكاهة

٢

واألمراء والوزراء امللوك اعتاده ما منها الفكاهة: من العربي األدب يف أخرى ألوان وهناكالفرس، ذلك يف العرب قلد وقد والتفكه، والسمر للتسلية مجالسهم يف ندماء اختيار منوحسن االطالع وسعة الروح خفة اختياره يف يراعي نديم ووزير خليفة لكل يكون فكادالخليفة كان فإذا طريفة، ونوادر أحاديث من يروي بما الرتفيه، عىل والقدرة الحديثامليل ذوي من كان وإن الثقافية، بالطرف يأتي فالنديم واسعة ثقافة مثقفا الوزير أواشتهر مثال األموي العرص ففي هذا؛ حول يدور النديم فحديث الرغبات من رغبة إىلاشتهر العبايس العرص ويف ومضحكا. له نديما يزيد بن الوليد اتخذه وقد هذا، أشعبالسخرية يف شعره فاستخدم شاعرا كان وقد واملهدي، واملنصور السفاح نديم دالمة أبوقصيدة ووضع نفسه، حتى به اتصل من كل إىل يوجهها الالذعة والفكاهات واملجونيشيع كان فقد للرشيد، األصمعي كان النوع هذا ومن نقيصة. بكل فعابها بغلته يفاشتهر كما األدب، كتب بها ملئت مما وملحهم األعراب نوادر من يرويه بما عنده الرسوروإجابته بديهته رسعة وهي الفكاهة من بنوع امتاز وقد األصمعي، تلميذ العيناء أبومثار وإجاباته وملحه نوادره وكانت األربعني، سن يف وهو برصه كف وقد املفحمة،وقال نكبتهم، بعد لهم وفيا للربامكة نديما وكان الظريف، والتنادر والفكاهة الضحكاألهلة رؤية من املتوكل أعفاني إن العيناء: أبو فقال لنادمناه، رضير أنه لوال املتوكلوتهجوهم؟ الناس تمدح متى إىل له: وقيل للمنادمة، أصلح فأنا الفصوص نقش وقراءةالنبي يلدغ كالعقرب أكون أن باهلل وأعوذ ييسء، وامليسء يحسن املحسن دام ما فقال

والكافر.عرصنا من قريبا كان حتى العصور طوال الندماء اتخاذ يف الخلفاء عادة واستمرتإسماعيل، الخديو نديما الليثي عيل والسيد النرص أبو عيل السيد الشهريان الشاعران

الظريفة. والنوادر الطريفة امللح عنهما تروىلبلغ عنهم أثر ما جمع لو حتى بالفكاهات العربي األدب أغنوا الندماء وهؤالء

املجلدات.

له وخصصوا املفحمة املسكتة األجوبة وهو طريف الفكاهة من بنوع العرب وأولعبكثرة النوع هذا ظهر وقد الفريد، العقد يف ربه عبد ابن فعل كما األدب كتب يف الفصولمثارا املوضوع هذا فاتخذوا معاوية، وشيعة طالب أبي بن عيل شيعة بني االنقسام أيام

187

Page 188: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أن بعد سيما وال بديعا، تفوقا الباب هذا يف عيل شيعة وتفوق املمتعة، واألجوبة لألسئلةللقول. منفذا نفوسهم يف ملا يجدوا أن «التعويض» باب من فكان حربيا، حزبهم انهزممن طائفة وهم املجانني، وعقالء املمرورين من طائفة ونحوه الباب هذا يف أبدع وقدمن لوثة تعرتيهم شاردون فالسفة أو مدلهون متصوفة أو والعقل، الروح خفيفوا الناساألقوال أو املسكتة األجوبة عنهم فتصدروا لوثتهم، أوقات يف الناس بهم فيعبث شذوذ،من فصوال فوضعوا فائقة عناية الناس من النوع بهذا األدب مؤلفوا عني وقد الظريفة،ملشهوريهم ترجموا أو واملجانني» املمرورين «أخبار عنوان تحت األدب كتب يف كالمهمصاحب النيسابوري فعل كما فيهم خاصة كتبا بعضهم ألف بل وبهلول، العرب أبي أمثالوعىل ملحهم، وذكر ملشهوريهم فيه ترجم املجانني» «عقالء سماه كتابا ألف إذ التفسري

العربي. األدب يف الفكاهة مصادر من مصدرا كذلك فكانوا الجملة

الشعر يستخدم كان كما الهجاء، يف استخدم وبعده العبايس العرص يف النثر نضج وملاتصويرا الشخصيات بعض تصوير الجاحظ فابتدع اإلسالم، وصدر الجاهيل العرص يفبغدادي كاتب من بها سخر والتدوير» «الرتبيع رسالة وهي رسائله من رسالة يف ساخراويزعم وجاهال طويل أنه ويزعم قصريا الرجل هذا كان فقد الوهاب، عبد بن أحمد اسمهمأل الرضب وبهذا بغروره، ويسخر بعلمه ويعبث ببدنه يعبث الجاحظ فأخذ عالم، أنهرسالته مثال األندلس يف زيدون ابن فوضع النمط هذا عىل األدباء وتبعه رسالته، كليف فنازعه ويستهويها املستكفي بنت والدة يحب كان زيدون ابن أن وموضوعها الهزليةالرسالة هذه زيدون ابن فكتب إليها، ويتحبب يراسلها فكان عبدوس بن عامر أبو حبهاالتاريخية، املعارف من كثريا ويضمنها وأقساه هجو أشد فيها يهجوه والدة لسان عىلوضعها قراقوش» حكم يف «بالفاشوش املسماة رسالته يف املرصي مماتي ابن فعل وكما

ترصفه. بسوء فيها يشهر كثرية أحداثا إليه ونسب مظامله وبيان هجائه يفبل بعينه، لشخص ال ولكن والنقد الهجاء وهو منه قريب رضب بهذا ويتصلبعض يف النوع هذا ونجد ذلك. نحو أو البخل أو والغرور الطمع تصور لشخصيةتوجد تكاد شخصية تصور إذ للبديع، املضريية كاملقامة والحريري الزمان بديع مقاماتاألثواب، خري يلبسه الذي فالثوب يملكه، ما بكل يعتز الذي الرجل شخصية زمان، كل يفيملكه الذي والبيت مثلها، يصنع ولم وحدها، املصنع صنعها قد يحملها التي والساعةفيه يشء وكل الدنيا، أطراف من األشجار إليها نقل قد وحديقته لها، نظري ال ويسكنه

وهكذا. املتاحف وال امللوك عند مثله يوجد ال الدنيا بدع من

188

Page 189: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العربي األدب يف الفكاهة

من ذلك ونحو بأدبه للكسب املحتال األديب يصور ما املقامات هذه بعض ويفبالوصف. معينة ولكنها باالسم معينة غري شخصيات

يعمد أن وهو العربي األدب يف وكذلك املختلفة اآلداب يف شاع الفكاهة من آخر ولونمثال به، فيعبثو محرتم ر موق يشء أو هزلية، فيقلبوها جدية مشهورة قصيدة إىل األدباء

مطلعها: التي املشهورة املقصورة دريد» «ابن قصيدة يف فعلوا ما ذلك

ال��ن��ق��ا أش��ج��ار ب��ي��ن ال��خ��زام��ى ت��رع��ى ب��ال��م��ه��ا ش��يء أش��ب��ه ظ��ب��ي��ة ي��ا

هزلية. قصيدة إىل فحولوهاودالية القيس امرئ قصائد وبعض العرب بالمية فهزئوا املحدثون ذلك يف وتبعهم

مضحكا. تقليدا وقلدوها الذبياني النابغةكثرية أبياتا منها اختاروا إذ النحو؛ يف مالك ابن ألفية يف فعلوا ما القبيل هذا ومن

ذلك. ونحو والرشب األكل يف مهزلة إىل وحولوهايف أسلوبا الهجري عرش الحادي القرن يف املتوىف الرشبيني حسن الشيخ وابتدعقصيدة رشح يف القحوف «هز املسمى كتابه يف واالشتقاق والرصف بالنحو السخريةوالسخرية الهزل ظاهره الكتاب وهذا هذا، عرصنا إىل بعده أتى من فقلده شادوف» أبيوأنواع لهم، الحكام وظلم وبؤسهم، عرصه يف الفالحني حياة نقد وباطنه والسخف

أيديهم. عىل الفالحون يلقاها التي املظالميف لها أعرض أخرى ألوان وهناك العربي. األدب يف الفكاهات أنواع بعض هذه

هللا. شاء إن أخرى مناسبة

189

Page 190: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 191: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغة1 دراسة يف االجتاهاتاحلديثة

الحيوان، فصائل بني من اإلنسان واستال األرض، وجه عىل ثورة أكرب أحدثا شيئانمن يده أطلقت فلما ولسانه، يده وهما فيه، نعيش الذي العالم هذا عرش عىل وأجلساهأطلق وملا والصناعة. الفن أعمال من باألعاجيب يأتي أن استطاع امليش يف عليها االرتكازالتفكري، يف ويتعاون غريه، مع ويتفاهم نفسه عن يعرب أن استطاع العجمة من لسانهمظاهر من اليوم نرى ما فكل وأدبه. وعقله علمه يف إليه وصل ما إىل وصل حتى

األساسيني. العاملني لهذين مدين هو إنما والعمل العلم يف الحضارةالذرية، القنبلة اكتشاف من أعجب أعجوبة بها والتفاهم اللغة اكتشاف كان لقديف االعتماد أكرب وعليها العجب. شعور فينا ينمو أن قبل صغرنا من ألفناها أننا لوالتفاهم من والجماعة الفرد بني يكون فيما األثر أكرب لها أن كما نراه، الذي العقيل الرقي

فيها. نعيش التي النظم هذه عنه نتجتوالرشق، الغرب ذلك يف سواء فيها، والبحث باللغة قديم من الناس عنى هذا أجل منالقديم، يف تجلت مما بأكثر الحديثة العصور يف اللغة قيمة تجلت ولكن وغريهم، والعربيف الغربيون فجد اللغة، عىل جديدة أضواء املختلفة العلم فروع يف العلمي التقدم وألقىقديمة نواح مختلفة، نواح من فيها البحث يف والعرشين عرش والتاسع عرش الثامن القرنوهذا الحديث، العلمي التقدم إليها دعا جديدة ونواح بحثا، فزادوها قبل من تبحث كانت

اللغوي. املجمع مؤتمر افتتاح يف يناير ١٤ يف ألقيت محارضة 1

Page 192: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

اتجه التي االتجاهات أهم ولعل املقام. يناسب رسيعا بسيطا عرضا أعرضه أن أحببت ماهي: املحدثون الباحثون إليها

اللفظي. االتجاه (١)والفلسفي. واملنطقي النفيس واالتجاه (٢)

االجتماعي. واالتجاه (٣)الرتبوي. أو البيداجوجي واالتجاه (٤)

اللفظي االتجاه (١)

اآلن، يسمى كما فيلولوجيا يسمى العلم هذا وكان االتجاهات، أقدم االتجاه هذا كان ربماببحث يعنى الوسطى العصور ويف القديم يف وكان اللغة، فقه تقريبا عندنا يقابل وهوالثامن القرن منذ حرصنفسه العلم بتقدم ولكن ومعانيها، والكلمات النصوصورشحهاوخاصة أشكالها، وتغري استعماالتها، وتطور واشتقاقها وكلماتها اللغة تاريخ يف عرشالحديثة العصور يف العلم هذا تقدم استطاع وقد واحدة. أرسة من اللغات تلك كانت إذاأدى ملا نظرا الوسطى، القرون وعلماء األقدمون فيها وقع التي األخطاء من كثري كشفواكتشاف لغاتها معرفة عىل الوقوف إمكان من واشتباكها العالم أجزاء اتصال إليهلغات ثالث إىل منرصفا الوسطى العصور يف الباحثني هم كان منها يعلم يكن لم ماأخرى لغات وشمل الحديثة العصور يف األفق فاتسع والعربية، والالتينية اليونانية وهي:تعديل يف سببا اآلرية أو الجرمانية الهندية اللغة اكتشاف وخاصة ذلك وكان كثرية،جديدة. أسس عىل اللغة فقه علم ووضع األخطاء، من كثري وإصالح النظريات، من كثرياكتشفت كما «الفيدا» بها وقرئت الهند قدماء لغة اكتشفت عرش الثامن القرن آخر ويفأمام السبل فأنارت الرشق، لغات من وغريهما املستحدثة الهند لغة السنسكريتية اللغةاللغات لعالقات الحديثة النظريات وضع يف األبحاث هذه نتائج واستخدمت الباحثني.ووضعت واستمدادها، الكلمات أصول تبني التي املطولة املعاجم ويف ببعض، بعضها

وهكذا. األصل، عىل التغيري طرأ وكيف املختلفة، اللغات يف الكلمات بني املقارنةاللغة أن يستنتجوا كأن اللغات هذه دراسة من تاريخية نتائج بعض استنتجوا كماوقد وهكذا، البحر عىل تدل كلمة فيها ليس ألنه القارة وسط يف نشأت الهندوجرمانية

192

Page 193: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغة دراسة يف الحديثة االتجاهات

هذا ليس مما عليها االعتماد صحة يف طويلة ملناظرات مجاال االستنتاجات هذه كانتمحله.

وتقطع معانيها يف الكلمات تتطور ما فكثريا الكلمات، معاني يف أيضا وبحثواحبة إىل والشعري القمح حبة من تطورت فالحبة بطوطة؛ وابن جبري ابن كرحلة رحالتالحب. كان وأخريا قلبه، حبة أصاب أي أحب قالوا ثم الهيئة، يف بالحبة تشبيها القلباألمة بعادات مرتبطا يوضع قد التعبري، وكذلك مراحل! من والحب القمح حبة بني فكمغاربه، عىل حبله ألقى ذلك مثال التعبري. ويبقى العادات وتتغري املدنية يف تتقدم ثمواتخاذهم الجمال ركوب يف العرب بعادات مرتبطا ذلك كان فقد األثايف، بثالثة هللا ورماه

التعبريات. وبقيت العادات فتغريت الجبل، أحدها أركان ثالثة من الكانوناملدلول إىل ينتقل قد ثم مادي مدلول لها أمرها أول يف الكلمة أو التعبري أن ورأواهذه معاني بتتبعهم فأخذوا املجاز، إىل الحقيقة من االنتقال يف الشأن وكذلك املعنوي،وتقاليدها، األمم عادات بيان يف القيمة النتائج يستنتجون وتطورها والتعبريات األلفاظ

اإلنساني. للعقل الدقيق الخفي الرقي يستنتجون كماغري مستمر بطيء تغري يف ونطقها والبالد األمة لهجة فإن فقط، هذا وليسأمة. كل وكذلك قرون. منذ ولهجتهم نطقهم غري اليوم القاهرة أهل فنطق محسوس،التي والطبيعية النفسية العوامل ما أخرى: بعبارة أو والخارجية؟ الداخلية العوامل فماموضع تزال وال مختلفة إجابات عنه يجيبوا أن حاولوا صعب سؤال ؟ التغري هذا تسببيف الكلمة وأن اللغات بني مقارنتهم املوضوع هذا يف البحث مجال وسع وقد البحث.اطرادا ورأوا وشكلها، نطقها اليشء بعض تغري أخرى أمة إىل انتقلت ملا أمة ويف لغةإىل بداوة من السري يف أحيانا واطرادا أحيانا، اطراد وعدم بحرف، حرف تغيري يف أحياناسموه ما ذلك يف ووضعوا مفيدة، لذيذة لبحوث موضوعا كله ذلك فكان وهكذا. حضارة،

الطبيعة». «قوانني عىل قياسا الصوت» «قواننيحتى املدنية يف وارتقى تبلور إذا واحدة لغة يتكلم الذي الشعب أن يف بحثوا كماالعاصمة كانت وإذ البلدان. وسائر بالده عاصمة بني الصلة توثقت أمة يسمى أصبحبقعة وأرقى العلم، وزعماء الدين وزعماء السياسة، وزعماء للحكومة الرئييس املركز هيوتعبرياتها ألفاظها بعض خلق حيث من اللغة يف كبري أثر لها كان مدنيتها، يف لألمةالوجهة هذه فدرسوا البلدان، سائر عىل ذلك منها وشع لجهتها، وصقل ومصطلحاتها

قيمة. نتائج إىل الدراسة هذه من ووصلوا وإمعان، تفصيل يف

193

Page 194: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

عالقاتها اشتبكت إذا املختلفة فاألمم أخرى، ناحية ومن الواحدة. األمة يف هذاوالتجار كالسائحني األفراد عمل من ذلك كان سواء ببعض، بعضها وأدبها لغتها تأثرتواالستعمال بالفتح أمة عىل أمة كتغلب األمم عمل من أو ذلك، ونحو الدينيني واملبرشيناألمة أن مثل قوانني، بعض الناحية هذه دراسة من استنبطت وقد التزاوج. وكثرةكان أضعف كانت وإذا أقل، اقتباسها كان أرقى ثقافتها كانت إذا بأخرى املمتزجةتقتبس التي الكلمات بعض أن الناحية هذه من الحظوا كما ذلك؛ ونحو أكثر اقتباسهااللغات يف يوجد ولذلك إليها، املنقول اللغة غاير وإن األصلية لغاتها يف بشكلها تحتفظ قد

ذلك. نحو أو الجموع صيغ أو األفعال ترصيف مثل يف شاذة أشياءيف العوامل وما تكونت وكيف اللغة أصل عن بحثهم الطويلة أبحاثهم من وكانهي إنما كاملة، تجهز اآلالت من آلة أو قطار، عربة أو قاطرة ليست فاللغة تكوينها،اإلنساني للنوع كان وقد شعور. غري من يكون وقد بطء، ويف الزمان عىل يتكون يشءيعرض ما نموها وزاد واالجتماع. االتصال بزيادة ونمت وزادت لغته. بدائيا كان مهماذلك. ونحو التعبري إىل تحتاج جديدة وعواطف جديدة ومعان جديدة مواد من لإلنساناللغة يف األصل أن كنظرية املوضوع هذا يف نظريات حول حرب العلماء بني وقامتالخارجية األصوات بني التناسق إىل يرجع اللغة أصل أن أو الطبيعية. األصوات تقليدمناسب لفظ خلق عىل قادرة غامضة طبيعية موهبة له اإلنسان أن أو النفسية. واملشاعريف منها أقوى البدائي اإلنسان يف امللكة وهذه الداخيل. به والشعور الخارجي لليشءعصبي مجهود إىل يرجع اللغة أصل أن أو تمدنه، بعد إليها الحاجة لقلة املتمدن اإلنسانالكلمة بخلق عنها التنفيس فيحاول النفس عىل يضغط عاطفي أو عقيل أو عضيل قويهذه إىل اللغة أصل إسناد الخطأ من يرون املحدثني العلماء من آخرون وجاء املناسبة.بني عواطف من شعري جو يف األلفاظ تنشأ فقد العقلية؛ واملصادر العقلية التعليالتكبريا جدال سببت نظريات من هنالك ما آخر إىل أنس مجلس أو لعب أثناء أو الجنسني

شائقا. وعرضايف البحث إىل وحديثها قديمها العالم لغات من كثرية بلغات علمهم سعة أدتهم ثمبني والخالف وموافقاتها، وفروقها خصائصها لها فصيلة كل فصائل، إىل اللغات تقسيماملقام. له يتسع ال مما التقسيم عليه يبنى أن يجب الذي األساس يف طويل كذلك العلماء

معاجم بل معجم عظيمة أمة لكل فكان معاجمهم، يف والنتائج البحوث هذه استغلوا وقدالفرعية واملعاني للكلمة األصلية واملعاني أخذت، لغة أي ومن كلمة، كل أصل تبني واسعة

194

Page 195: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغة دراسة يف الحديثة االتجاهات

استعمله، من أول ومن كان، سنة أي يف الجديد املعنى هذا وتاريخ إليها، تطورت التيإلخ. الجديد املعنى يف الكلمة هذه فيها مستعمال قالها التي الجملة وما

العبايس العرص يف اللغة علماء أن وجدنا العربية اللغة إىل هذا ضوء يف نظرنا نحن فإذااللغة ألفاظ جمع من فمنهم املختلفة؛ العربية اللغة نواحي يف مشكورا جهدا بذلواكالخليل معجم يف جمعها من ومنهم األنصاري، زيد وأبي كاألصمعي العرب بمشافهةمن العربية دخلت التي األلفاظ من املعرب يف بحث من ومنهم دريد، وابن أحمد بنبحث من ومنهم الجواليقي، منصور كأبي والرومية والرسيانية والفارسية الهنديةأوال، بالقياس تثبت اللغة وهل أفصح، وأيها العربية اللغات اختالف يف القيمة األبحاثفعل كما إلخ، املعاني لتقارب األلفاظ وتقارب واملعاني اللفظ بني والعالقة واالشتقاقدقيقا بحثا الحروف ومخارج األصوات يف بحث من ومنهم جني؛ وابن الفاريس عيل أبوبحوثهم استغلت وكذلك تقدير. بكل جديرين حقيقة وكانوا وهكذا. سيبويه، فعل كمااملحيط. والقاموس العرب، ولسان للجوهري كالصحاح بعدهم، وضعت التي املعاجم يفالعلم فروع ككل العبايس العرص نتاج عند وقفت البحوث هذه أن األسف من ولكنمظهرا معاجمنا تزال وال خطوة، أي تتقدم لم أكثر أو قرون سبعة نحو ومر املختلفة،وفارسية قديمة مرصية من الرشق لغات لدراسة أخريا الغرب نشط حتى التأخر. لهذاشبان بعض وبدأ باهرة، نتائج إىل فيها ووصلوا إلخ. وحمريية وآرامية وحبشية وهنديةحتى دراستهم يف يستمروا أن فيهم والرجاء عليهم، ويدرسون عنهم يأخذون املرشق

بلغاتهم. ينهضواأصلها، ما كلمة كل ويبني جديدا وضعا يضعها من تنتظر العربية لغتنا معاجم إنومعاني العربية، اللغة ويف القديمة اللغة يف مدلولها وما أتت، أين من املعربة والكلماتوما القديم، يف الكلمة معنى كان وماذا املدنية، يف األمم بتطور تطورت كيف الكلمات

وهكذا. الجديد؟ املعنى يف استعملها من أول ومن الجديد، يف معناهايرويها كان التي الظنون يف البت عىل كثريا يساعد املرشقيات علماء إليه وصل وماوجهان، ديوانا تسميته سبب «ويف فاريسمعرب الديوان أن مثال معاجمنا ففي األقدمون،فقال أنفسهم، مع يحسبون فرآهم ديوانه كتاب عىل يوم ذات اطلع كرسى أن أحدهمابالفارسية اسم الديوان أن والثاني االسم. بهذا موضعهم فسمى مجانني، أي ديوان

والخفي». الجيل عىل ووقوفهم باألمور لحذقهم باسمهم الكتاب فسمى للشياطني.

195

Page 196: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

الفارسية باللغة العلم إليه وصل بما اآلن فيها والبت غربلتها يمكن الظنون فهذهرطبه العشب وهو الكأل إنه بعضهم: فقال األب يف قالوا ما ذلك ومثل والحديثة. القديمةوقد األصل حبشية اللفظة أن علمنا وإذا إلخ، األنعام تأكله ما األب الفراء وقال ويابسه.املعاجم يف الكلمات مئات وهكذا الخالف. هذا يف نبت أن أمكننا اآلن الحبشية عرفتيمكن كما الظن، محل اليقني يحل أن يستطيع باللغات العلم وتقدم بظنون، ت فرسوالخسوف الكسوف كتعريف فيها، كلمته العلم تقدم غري ومعلومات تعاريف إصالحأنفسهم اللغة أبناء نهضة يف كبري واألمل ذلك. ونحو األهرام وباني والصاعقة والربق

املجدي. الشاق العمل بهذا للقيام

واملنطقي النفيسوالفلسفي االتجاه (٢)

عالقتها حيث من فلسفية دراسة اللغة لدراسة الغرب علماء من أخرى طائفة وتخصصتليست الكلمة دراسة أن مثال رأوا فقد ذلك؛ وغري باملنطق عالقتها حيث ومن بالنفسيحتاج ال ونحوها األشياء فهذه والدواة، والقلم والكريس كالعصا مادي يشء أي كدراسةالواحد اليشء عىل يجري وما عنارصه، ومعرفة نفسه املادي اليشء لتحليل إال دراستها يفيقرأ محمد قلت فإذا معنى، لها روح، فلها اللفظة أو الكلمة أما أمثاله. عىل يجري منهاعقل من انتقلت التي والفكرة السامع وعقل القائل عقل أشياء ثالثة من لفهمها بد فالومن السامع. وسمعها القائل بها نطق التي هي لفظة من بد ال وكذلك السامع إىل القائلبني والعالقة القراءة وحقيقة محمد حقيقة وهي نفسها الحقائق من بد ال ثالثة ناحيةاملتحدث ذاته واليشء واللفظة الفكرة أنواع: ثالثة من بد ال وباإلجمال والقراءة. محمداللغة كانت هل عميقة: قيمة بأبحاث قاموا البسيطة األساسية الفكرة هذه وعىل عنهالتفكري يمكن هل وتعمد؟ قصد عن نشأت أو اإلنسان تاريخ يف عارضا فجائيا حادثاواملعنى؟ اللفظ بني العالقة ما ألفاظ؟ غري من لغة تكون أن يمكن هل ألفاظ؟ غري منواليونانية كالالتينية القديمة اللغات إن لغة؟ من أرقى لغة يجعل الذي ما املعنى؟ مااالنتقال فهل تركيبية؛ منها أكثر تحليلية الحديثة واللغات تحليلية، منها أكثر تركيبيةأمكن وإذا أوال، عاملية لغة وضع يمكن هل تدهور؟ أو رقي التحليلية إىل الرتكيبية منبل وبعضها لها، عداد ال أبحاث من وهكذا أوال؟ البرشي الجنس صالح يف هو فهلعرضت لو عريض باب يف أدخل وإني اآلن، إىل عنها الحاسمة اإلجابة يجد لم أكثرها

موضوع. كل حول أثريت التي للنظريات ملخصا لحرضاتكم

196

Page 197: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغة دراسة يف الحديثة االتجاهات

فقط وظيفتها ليست فاللغة واملنطق. اللغة بني العالقة إىل أخرى طائفة واتجهتتنقل إخبارية إما فهي أساسيتان: وظيفتان لها ولكن ذهن، إىل ذهن من املعنى نقليف والخارجية الداخلية الحوادث وكصحيفة العادي ككالمنا ذهن إىل ذهن من املعنى«ديناميكية» وإما ذلك، إىل وما والفلك والطبيعة الرياضة مثل العلوم وككتب الجرائدعن للتحدث شعورية الثانية والناحية عقلية األوىل والناحية للعواطف. محركة قوة أيوإذا األول، الرضب من فهو ناطق حيوان اإلنسان إن قلت فإذا تهييجها، أو العواطف

الثاني. الرضب من فهو شياطني أو مالئكة النساء إن قلت أو حرشة إنه قلتوالقضايا اإلخبارية القضايا بني للتفريق واسعة كثرية لبحوث أساسا هذا وكانأن وبيان الثاني، أو األول النوع من األخالق قضايا وهل منها، كل تؤديه وما العاطفيةوبيان خاص، وأسلوب خاصة ألفاظ من ذلك يتطلب وما الثاني، الرضب من الشعر لغةالبحث إىل هذا أداهم كما والعكس؛ العاطفية محل اإلخبارية اللغة استعمال يف الخطأاملشاعر ويف العقل يف املختلفة القضايا وأثر األساس هذا عىل األلفاظ معاني يف الواسعاللغة بناء يتالقى وكيف وتركيبها، الحقائق بناء وكيفية وتركيبها، اللغة بناء وكيفيةسبب لذلك وهل غريها، دون بنائها يف خاصة قواعد اللغة تتبع وملاذا الحقائق، بناء مع

إلخ. نفيس«نظرية الفلسفة يف بحث أهم أن وهي الباحثني بعض إليها توجه أخرى وناحيةالحقيقة عىل يعثر لم فما باللغة، وثيق اتصال ولهذا الحقائق، نعرف كيف أي املعرفة»أكثر أن إىل املعارصين الفالسفة بعض ذهب وقد باطل؛ أو حق إنها يقال أن يمكن الوتحجرها بنا األلفاظ استبداد إىل يرجع واالجتماعية والسياسية االقتصادية مشاكلناأيضا الطائفة هذه بحثت ثم هذا. بإظهار كفيلة اللغة وفلسفة وراءها، الحقائق وضياعكانت وإن واملعاني واألشياء للحقائق رمزا إال ليست لغة كل أن نظرية ويف الرمزية يفالطبيعة وراء ما ولغة الدين ولغة الشعر فلغة فيها، الرمزية مقدار يف املوضوعات تختلففيما الرمزية رشح بدون إذ ورمزيتها، الطبيعة وراء ما لغة يف خاصة وبحثوا رمزا؛ أكثرحقائق عىل يدل ال األوهام يف وسبحا الخيال من رضبا فيها الكالم يصبح الطبيعة وراء

وهكذا. معينة، ثابتة

197

Page 198: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

االجتماعي االتجاه (٣)

اجتماعي نظام اللغة إن حيث من وذلك االجتماعي، االتجاه وهو ثالث اتجاه هناكواسطة فهي أمة. وكل جماعة كل حياة يف كبري أثر لها إلخ، والحكومة والدين كاألرسةواملعارف باملعلومات اإلنسان تمد التي وهي جماعة، وكل شخصني كل بني االتصالبالرقي وتتعهده اإلنسان ترعى التي وهي والحارضة، السابقة األجيال إليها وصلت التيأمة كل فأدب لغتها، وانحطاطها األمم رقي عوامل ومن وفاته حني إىل طفولته حني منواطلع لغتها يعرف وكان ببلد غريب نزل ولو بطابعه؛ الناس يطبع ضعيفا أو كان قوياالستطاع أحاديثها وأساليب الحارض عرصها يف املؤلفة وكتبها ومجالتها جرائدها عىلتصور التي هي فاللغة انحطاطها؛ أو رقيها بدرجة صادقا حكما عليها أو لها يحكم أنالفرد من ذلك وتنقل فيها، يشء وكل وشهواتها وعقليتها ودينها وعواطفها األمة رغباتوبدون الكيمياء. عنارص تتفاعل كما فيتفاعلون الفرد، إىل املجموع ومن املجموع إىلبجانب اإلنسان يكون وكالم) وإيماء إشارة من التفاهم وسائل كل باللغة (وأعني اللغةالجماعة بني توحد التي وهي اللغة، بينهما يربط إنما الحجر. بجانب كالحجر اإلنسانممكن مدى أوسع يف لغتها تنرش أن قوية حية أمة كل تجتهد ولذلك واألفكار؛ املشاعر يفمن وخاصة التقدير وعظم التعامل وسهولة التفاهم وسائل من ذلك بأن منها علما

للقوي. الضعيفبحثوا العلماء من لطائفة مجاال كانت بسيطا عرضا عرضتها التي الناحية هذهيف اللغة به تقوم الذي ما مستفيضا: بحثا االجتماعية اللغوية املسائل من كثريا فيهاتستمر فكيف اإلنسانية الحياة نتائج من طبيعية نتيجة اللغة إن — العقيل؟ الرقي مجالحتى راقية حضارة إىل أولية حضارة ومن حضارة إىل بداوة من اللغة تغذية يف الحياةورقيها، نشوئها يف دقيقة مراقبة اللغة راقبوا لقد — ورقيه؟ نموه يف اإلنسان تسايروأمر عمل لغة إىل العواطف عن تعبري من تدرجت وكيف الحياة بنمو نمت كيف وعرفوا

التطور. هذا يف قيمة نتائج ذلك يف وسجلوا وهكذا، وأدب، علم لغة إىل ونهي،وامليل والتخلف املحافظة صفة فيها لها وخاضعة الحياة نتاج من أنها مع واللغةتختلف اللغة ثم األقوياء. أبنائها من بدفعة إال وتسايرها الحياة مع تندفع ال الوقوف، إىلمعانيها، تحديد يف املعاجم جهدت مهما والطبقات األفراد باختالف كلماتها معانيلغات، الحقيقة يف هي وإنما واحدة لغة ليست لغة فكل والخاصة. العامة عند وتختلفالكلمة انتقلت فإذا خاص، عقيل مستوى يف الجماعات بعض عند معنى للكلمة يكون وقد

198

Page 199: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغة دراسة يف الحديثة االتجاهات

له كما لغته إنسان لكل إن فقال بعضهم وبالغ معناها. تطور عقليا أرقى جماعة إىلالخالف، وجوه مراعاة من أكثر االتفاق وجوه مراعاة إىل ميالون اللغة وعلماء وجهه.

التخصيص. مراعاة من أكثر التعميم ومراعاةكبريا جهدا وتبذل خدمتها يف وتسيريها بلغتها لالنتفاع تعمل حية جمعية كل إن

املتجددة. للحياة صالحة وجعلها النقص من لتكميلهارقيت املدنية رقيت أكلما باملدنية: اللغة عالقة يف مستفيضا بحثا بحثوا وكذلككثري إىل تقدمها؟ معنى ما واللغة معناها، ما املدنية: عند الوقوف إىل ذلك وأداهم اللغة؟

ذلك. أمثال منتخلف من الجزع توالنا عرضنا ما ضوء يف العربية اللغة إىل نظرنا نحن فإذاتفي ال الصحيحة املستعملة للكلمات سجل هي التي فاملعاجم حياتنا. مسايرة عن لغتناالعصور تلك يف املعاجم واضعي إن بل العبايس، العرص عند ووقفت نصفها، وال بحاجتناالعلماء يستعمله كان مما والعلوم األدب كتب يف وردت كثرية كلمات فيها يدخلوا أن أبواالحضارة خلقتها التي واملعنوية املادية األشياء عن عيونهم وأغمضوا العباسيون، واألدباءوغفلوا باألعاجم، االختالط قبل استعمل وما البدوية باأللفاظ إال يعرتفوا ولم العباسية،تكون أن يصح ال تقدمت إذا األمة وأن بنموها تنمو أن يجب للحياة تابعة اللغة أن عنوأكثر يملكه أن يجب اللغة خلق يف البدائي يملكه ما وأن يتقدموا، أن قبل للقدماء أسريةأن وهي الساذجة، بالنظرية إيمانهم املوقف هذا إىل أداهم ما ولعل العالم. املتحرض منهقرص يف األقدمني عمل كان وقد وانتهت، واحدة دفعة خلقت وأنها وضع، ال توقيف اللغةالعربية اللغة فهم ناحية من جليال عمال بغريها تختلط لم التي القبائل عىل يأخذون ماعىل أنفسهم املعاجم مؤلفي قرص ولكن القديم؛ والشعر والسنة الكتاب وفهم أصلها يفالثاني والغرض استعمالها، أصل يف اللغة معرفة األول فالغرض غرضني؛ بني خلط هذايف وأنفع أوىف الحرض لغة تكون الثاني الغرض ويف به، الناس يتكلم أن يصح ما تسجيلاملناداة إىل حتما بنا سيؤدي البسيط االجتماعي اللغوي فبحثنا الوبر؛ لغة من االستعمالوأن لحاجتنا، صدرها تفسح وأن يومنا، إىل العبايس العرص من تقفز أن اللغة بدفعكلمات يعربوا أن الحق لهم لغتها رجال بأن أهلها يقر وأن خدمتنا، يف لتكون تتطورتتخلف فال الحارض، موقفهم يواجهوا حتى كلمات يشتقوا وأن كلمات، يخلقوا وأناألمة تقدم أن اجتماعي لغوي بحث أول من سيتضح كما لغتهم، تخلفت كما عقليتهمموجود فراغ كل وتمأل مصلحتها يف وتستخدم اللغة تتقدم لم ما مستحيل حقيقيا تقدما

199

Page 200: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

كما ومخرتعات، أفكار من األخرية القرون ولدته وما واملعنويات املاديات أسماء من اآلنفالعرص عامتها؛ دون لخاصتها إال تصلح ال لغتها كانت إذا ترقى ال األمة أن سيتضحالحكومات وواجب يتثقف، وأن يتعلم أن فيه الحق فرد لكل ديمقراطي، فيه نعيش الذيوتبسيطها اللغة بمرونة إال وتعليمها الشعوب تثقيف يمكن وال وتثقفه؛ تعلمه أن فيه

املنال. قريب حمال والعلوم واألفكار املعاني وحمل والذيوع للشيوع صالحة وجعلها

الروحية االجتماعية الناحية إىل بحثهم يف اتجهوا االجتماعيني اللغويني من آخرون ثماملعنى بني والفرق املعاجم؛ يف التي معانيها غري النفوس يف فعالة روح والجمل فللكلماتالرفع وعوامل الجمل تركيب إىل نظرته يف النحوي بني كالفرق الروحي واملعنى املعجميوهذه األسلوب؛ وجمال الكلمات جمال يتذوق الذي الفنان وبني والجزم والجر والنصبورجال أساليبهم، يف املتصوفة فيها ومهر استخدمها التي هي للغة الروحية الناحيةيف الشعر ورجال وترهيبهم، وترغيبهم ونهيهم وأمرهم وإرشادهم وعظهم يف الدينمهرجون النواحي من ناحية كل يف كان وكما خطاباتهم. يف الخطابة ورجال خيالهمال التي الجن وأسماء والتعاويذ بالرقي املشعوذين الناحية هذه مزيفوا كان ومزيفون

الضعيفة. النفوس يف الضالة بروحها تؤثر ذلك مع وهي لها، معنىالدور يف البحث عىل الروحي االجتماعي االتجاه هذا اتجهوا الذين هؤالء عكفتخلقها باطنية ناحية من للغة وما العلم، ويف الشعر ويف األديان يف اللغة به تقوم الذيوأن ومحادثاتهم، معامالتهم يف بها يتفاهمون ظاهرية وناحية واألمة، الفرد عواطفعواطفها يف وأثرها األمة لغة يف البحث إىل قادهم وهذا الناحيتني؛ بني دائما رصاعا هناكواللغة املحادثة يف الشفوية اللغة أيضا مباحثهم من كان فقد الجملة وعىل وعقلياتها.واالجتماعية الطبيعية والبيئة واللغة النفيس التأثري حيث من بينهما والفرق املكتوبةواللغة للغة، امليتافيزيقية والناحية العملية والناحية والدين، واللغة فيها، نشأت التيإىل فيه وصلوا فقد حديثا البحث هذا كان وإذا إلخ. والشعر واللغة القومي، والشعور

بعد. تستقر ولم والرد، لألخذ مجاال تزال ال نظريات

200

Page 201: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغة دراسة يف الحديثة االتجاهات

الرتبوي االتجاه (٤)

يف املتعلم يمكنوا أن وهو اللغة؛ تعليم من ينشدونه الذي غرضهم الرتبية علماء حددوأن يقرأ، وما يسمع ما صحيحا فهما يفهم أن ممكن جهد وبأقل ممكن زمن أقرص

يكتب. وفيما يلفظ فيما دقيقا تعبريا نفسه عن يعربوطبيعته واملتعلم وطبيعتها اللغة وهي أركانه يف البحث شعب الغرضاملحدود وهذامن فيها وما وعيوبها ومزاياها اللغة يف فالبحث اللغة؛ تعليم ومناهج وطبيعته واملعلماملقدرة يف يختلفون واملتعلمون التعليم، منهج وضع عىل كثريا يساعد وضعف قوة وجوهوكيف اللغة ملكات هي فما تعليمها؛ عىل املقدرة يف يختلفون واملعلمون اللغة، تعلم عىل

نضعه؟ وكيف للربنامج األعىل املثل هو وما املختلفة؟ املناهج لها ويوضع تدرسبديعا استغالال الباحثون استغل وقد عريضة، طويلة بحوث إىل هذا من وصلوا قداألبواب. أنفع من باب وهذا واالجتماع، النفس علماء إليها وصل التي والنتائج البحوثفيما والنظام الدقة ويعودها تفكريها يف األمة يكون القومية اللغة تعليم يف فاإلصابةاملنضبط غري السائح والكالم التفكري يف الفوىض أمة يف فشت وإذا وتفعل، وتكتب تقولتعليم فساد ذلك أسباب أهم من كان الجهد يتطلب ما دون الرخيص األدب عىل واإلقبالأن إىل الطفولة منذ املتعلم مع تتدرج وكيف اللغة، تعليم يف تبدأ كيف القومية، اللغةوأضبط فهمه أضبط وكيف معجمه للمتعلم أكون وكيف التعليم، مراحل من ينتهيعنه اإلجابة االتجاه هذا يحاول ما هذا جهد؟ وبأقل زمن أقرب يف كتابته وأضبط لسانه

والكيمياء. الطبيعة تجارب تشبه التي التجارب وشتى البحوث بشتىاللمحة. بهذه الناحية هذه من وأكتفي

تكوننا والتي علينا، العزيزة العربية فلغتنا عربة، السينمائي العرض هذا يف لعلالربرة أبنائها من تتطلب مليونا سبعني نحو بها املتكلمني عدد يبلغ والتي ونكونها،

ذكرت. التي النواحي هذه مثل يف جبارا مجهودااملختلفة اللغات يف عملت التي الدراسات كل فيه تستغل واسعا معجما تتطلبعىل تطورت وكيف أخذت ومم الكلمة أصل ملعرفة والفارسية السامية اللغات وخاصةالعباسيني، واستعماالت كلمات وال األقدمني العرب كلمات عند يقف ال معجما الزمان مروحيث نحيا وحيث نحن حيث إىل قرون ثمانية بعد عىل وقف حيث من نجذبه بل

نفكر. وحيث نستعملذكرت. الذي النحو عىل واجتماعية وفلسفية نفسية دراسة العربية اللغة وتتطلب

201

Page 202: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

عىل لغتنا نعلم كيف والتجارب البحث بعد يقولوا أن الرتبية رجال من وتتطلبصعوبتها. عىل نتغلب وكيف وجه خري

الجهات هذه من العربية اللغة إصالح وليس ذلك، كل منا تتطلب العربية اللغة إنخلقها ويف تفكريها يف لألمة إصالح أيضا هو بل فقط، واللسان للقلم تقويما ينتجفيها يقرءون أوربية لغات األمة من قليل عدد تعليم إن مشاعرها، ويف عقليتها ويفبها يفكر التي القومية للغة األكرب األثر إنما األمم، حياة يف األثر قليل بها ويستنريونتصلح األمة وليست تميته، أو وشعوره عقله وتحيي تضعه، أو وترفعه بأجمعه الشعبيتبدد حتى كلها األمة حيث إىل النور ننقل ولكن النور، حيث إىل أفرادها بعض بنقل

الظالم.التوفيق. ويل وهللا

202

Page 203: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

موقفحرج

«املدينة». يف هنا نحنالهجرة. من الخامسة السنة ويف

رسول محمد حول يلتفون وأنصار مهاجرين من مؤمنون عنارصثالثة: املدينة ويفوعدتهم إيمانهم يف قوة الشدائد عىل ويزيدون نهيه، عن وينتهون بأمره ويأتمرون هللاالكافرين مع ولعبا، لهوا دينهم اتخذوا منفعة، وطالب فرص، نهازو ومنافقون وعددهمال لهم قيل «وإذا وباطن، ظاهر لهم الدنيا، أعراض من لهم يلوح حسبما املؤمنني ومعخلوا وإذا آمنا قالوا آمنوا الذين لقوا «وإذا مصلحون»، نحن إنما قالوا األرض يف تفسدواوإن أجسامهم تعجبك رأيتهم «إذا مستهزئون»، نحن إنما معكم إنا قالوا شياطينهم إىليف عديد عدد وهم ويهود روح وال عقل ال مسندة» خشب كأنهم لقولهم تسمع يقولواأو الخصومة عند بها ويتحصنون يسكنونها وحصون آطام لهم كانت وضواحيها، املدينةوفيه وثمارهم، غاللهم مخازن فيه كبري حصن أو أطم بطونهم من بطن لكل الحروب،هؤالء وكان وتآمرهم، تشاورهم وفيه وسالحهم، أموالهم كنوز وفيه ومدارسهم، معبدهمواليمن الحجاز مع بعضهم يتاجر وتجارة، زرع أهل وفيهم الحروب، يف قتال أهل اليهودمن استغالل يف والغلو أموالهم لكثرة االقتصادية، الحركة وبيدهم الشام، مع وبعضهماشتهروا بربح يرهن فيما الحاجات ذوي مقصد وهم الفاحش، بالربا يتعاملون حولهم،لغريهم كما وشعر أدب ولهم العرب، كسائر العربية يتكلمون بها واالتجار الحيل بصياغةوتقاليدهم، وعاداتهم وجنسيتهم بدمهم االحتفاظ شديدو العالم كيهود وهم وشعر أدبيشء كل وقبل أوال يهوديتهم فيهم، غريهم باندماج وال غريهم يف باالندماج يمسحون ال

… القيمة وقليل تبعي وغريها ولغة وطن من عداها وما يشء، كل وبعد

Page 204: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ينظروا حتى مساملة عالقة املدينة مجيئه أول وصحبه بمحمد اليهود هؤالء عالقة كانتولعل بينهم، فيما يقتتلوا أن أصحابه ولعل دعوته، يف يفشل لعله وصحبه هو يفعل ماتدخل. وال مشقة وال منهم جهد غري من رشه فيكفون معه حروبها يف تقيضعليه قريشاثم تهددهم، القوة وهذه قوة، يزدادون وصحبه فهو يهوون، كما األمور ترس لم ولكنيعتقدون الذين وهم أيضا، هم يدعوهم أخذ بل اإلسالم إىل الوثنيني بدعوة يكتف لم هوكتبهم ويف يهوديا، يكون أن إال بنبي يؤمنون ال وهم وأحباؤه، هللا أبناء أنهم أنفسهم يفالعصبية يحارب فهو يزعجهم، ما اإلسالم تعاليم يف ثم ختمت، قد والنبوة الرسالة أنالتقوى، اإلنسان ميزان ويجعل والفضة، الذهب وكنز الربا ويحارب والقبلية، الجنسيةاليهود بني الخصومة فبدأت آخر؛ يشء أي وال العنرص الجنس وال النسب وال الحسب البني الخصومة إيقاع اليهود بمحاولة فشيئا، شيئا وتحتد فشيئا شيئا تتجىل واملسلمنياملسائل يف والصحابة الرسول وبمجادلتهم واألنصار، املهاجرين وبني والخزرج األوسالقتال يف املسلمون اشتبك وملا ذلك. إىل وما القرنني ذي وعن الروح عن بسؤاله الدينيةبل يهزموا، أن وتمنوا بل املسلمني، من أيديهم اليهود نفض بدر غزوة يف قريش معوأخرج مكشوفة، خصومة إىل العداء هذا تطور وأخريا ملسو هيلع هللا ىلص بمحمد للفتك مؤامرة ودبرواأحيائها من واحد حي يف يسكنون كانوا املدينة يهود من وهم قينقاع بني الرسولمن عداهم من أغلب كان إذ معا، ودينيا سياسيا املدينة وليوحد رشهم ليأمن الداخلية،النضري بني مع املسلك هذا سلك ثم القرى، وأم بخيرب املدينة خارج يسكنون اليهود

بعهودهم. إلخاللهم أيضا

مؤتمرا ودهاتهم اليهود كبار من جماعة عقد للهجرة الخامسة السنة أيام من يوم يفيف اليهود سلطة وإعادة وصحبه، محمد عىل للقضاء خطة وضع يف فيه ينظرون رسيابن وسالم أخطب بن حيي املؤتمرين كبار من وكان كانت، مما وأكثر كانت كما املدينةمن قيس بن هوذة ومعهم النضري بني يهود من كلهم وهؤالء الربيع، بن وكنانة الحقيق

يصنعون؟ ماذا وغريهم، وائل يهودال الجزئية محاربته هو عليه القضاء فشل يف السبب أن عىل الرأي استقر وأخرياتأليب هي املثىل فالخطة اليهود، هو يحارب ويوما قريش، تحاربه فيوما اإلجماعية،وانضمام املدينة، حول وعسكرتهم كلها، القبائل لتحرك زمن وتحديد عليه، كلهم العرباألطراف جميع من العرب واجتمع الخطة، هذه أحكمت فإذا ذلك، يف إليهم اليهود

204

Page 205: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

حرج موقف

ثم فيه، شك ال أمر وصحبه محمد فهالك اليهود، إليهم وانضم وقضيضهم، بقضهمأو مالية رباطة بها وتربطه لها صديق هو من قبيلة كل إىل اليهود من منا لنرسل قالوا:نشجعها األخرى القبائل إىل ذهبنا الفكرة قبلت فإذا بقريش ولنبدأ ذلك، نحو أو تجارية

التنفيذ. عىل وتعاقدوا فتقبلها، قبلتها قد قريشا أن بإخبارها

مكة يدخلون وهوذة الحقيق أبي وابن وحيي مشكم بن سالم من يهودي وفد هذارجال بعض ضمري فيتحرك وضعت، التي الخطة يف وصحبه سفيان أبا ويفاوضونكان فإذا نواحيها، بعض من دينية حرب محمد وبني بينهم الحرب أن ويرى قريش،اليهود: سألوا لهذا خريا، نجن لم دينه وعىل عليه وقضينا قريش دين من خريا محمد دينأم خري أفديننا ومحمد، نحن فيه نختلف أصبحنا بما والعلم األول، الكتاب أهل «إنكم

منه». بالحق أوىل وأنتم دينه من خري دينكم «بل قالوا: دينه؟»املسألة ألن التوحيد، دين من خري األوثان دين أن يقرروا أن اليهود يتورع لم وهكذامغنم مسألة ولكن الصدق، من بيشء سبيله يف ى يضح حق مسألة ليست نظرهم يف

حق. بكل سبيله يف ى يضحغريهم، مع االتفاق عليهم سهل الهجوم وقت عىل وتواعدوا قريش مع اتفقوا فلماالحلف؛ يف الدخول إىل فأجابوهم قريش، مع باالتفاق وأخربوهم «غطفان» إىل فذهبواوحددوا الخطط تفاصيل ووضعوا املدينة يف املسلمني عىل العرب جزيرة ألبوا وهكذا

الزمن.

بأن ألفتى املنطق استفتي ولو شنيع، واستئصال عظمى نكبة عىل تدل الدالئل كلمن ذلك نحو أو ألفان أو ألف يفعل فماذا مربما. قضاء عليهم سيقىض املسلمنيوجيش املؤلفة األلوف من الجيوش هذه أمام فرسا، وثالثون ستة ومعهم املسلمنيفبنو مضطربة؛ قلقة نفسها «املدينة» وحالة آالف، عرشة يبلغ بأحابيشها وحدها قريشيندسون واملنافقون الفرصة، رأوا إذا للوثبة يستعدون املسلمني بجوار اليهود من قريظةكنوز وعدكم الذي «هذا عليهم: ويتنادون العزائم ويضعفون الهمم يثبطون املسلمني بنيحرج واملوقف الداخل، يف عدو أي وعدو الخارج يف عدو أي فعدو قيرص»؛ وملك كرسىزاغت وإذ منكم أسفل ومن فوقكم ن م جاءوكم ﴿إذ القرآن: يصف ما وهذا كرب، والحياةوزلزلوا المؤمنون ابتيل هنالك * الظنونا باهلل وتظنون الحناجر القلوب وبلغت األبصار

205

Page 206: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

إال ورسوله هللا وعدنا ا م رض م قلوبهم يف والذين المنافقون يقول وإذ * شديدا زلزاالالشك تطرق وال استكانوا وال وهنوا ما صحبه من والخالصة هللا رسول ولكن غرورا﴾.قالوا األحزاب المؤمنون رأى ا ﴿ولم الشدائد عند صفاء نفوسهم زادت بل نفوسهم، إىل

وتسليما﴾. إيمانا إال زادهم وما ورسوله هللا وصدق ورسوله هللا وعدنا ما ذا ـ ه

النفس وتضحية العمل وإحكام الجهد بذل عند يهبه إنما للضعفاء، نرصه يهب ال وهللاأجوف. فإيمان ذلك غري أما للعقيدة، واملال

وعلم العرب، جزيرة له بيتت بما يجري ما لكل اليقظ وهو هللا رسول سمع لقدعىل فاستقروا املوقف يف وأصحابه هو فتشاور تجدي، ال قد بأضعافها القوة مقابلة أنعرف ما أول الخندق هذا وكان دخولها، من األعداء به يمنعون املدينة حول خندق حفر

العرب. جزيرة يفهللا ورسول أحد، يتخلف ال خندق، لحفر قواهم بكل يهبون املسلمون هم فهاالقوة فيهم ويبث بطنه» جلدة الغبار وارى «حتى يحفرون كما يحفر طليعتهم، يف

رواحة. ابن كأرجوزة باألراجيز بالغناء واالحتمال

ص��ل��ي��ن��ا وال ت��ص��دق��ن��ا وال اه��ت��دي��ن��ا م��ا أن��ت ل��وال وال��ل��هالق��ي��ن��ا إن األق��دام وث��ب��ت ع��ل��ي��ن��ا س��ك��ي��ن��ة ف��أن��زل��نأب��ي��ن��ا ف��ت��ن��ة أرادوا إذا ع��ل��ي��ن��ا رغ��ب��وا ق��د األل��ى إن

فلم تمت، قد والحيطة أعد قد الخندق رأوا املدينة إىل األحزاب جاءت إذا حتىيقفزوا أن قوم وحاول وأعالها، أسفلها يف تجمعوا وإن املدينة يدخلوا أن يستطيعوابعضهم فكر بعضهم وقتلوا املسلمون لهم فتصدى الخندق يف موضع أضيق من بخيلهم

راجعا.بالنبل الرتامي إال بينهم وليس عاصفة، والرياح قارس، والربد شتاء، الفصل وكاندب ثم املؤمنني، عىل األيام أشد من يوما وعرشين بضعة ذلك عىل واستمروا والحجارة،يبث إسالمهم يعلموا ولم أسلموا الذين بعض واندس األحزاب، نفوس يف واليأس الفشلد توح عدم األحزاب بني سوءا األمر وزاد وغطفان، واليهود وقريش اليهود بني الوقيعةوصولهم من ويأسهم الجوية الحالة وسوء وبعض، بعضهم بني الثقة وفقدان القيادة،

206

Page 207: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

حرج موقف

ينالوا لم بغيظهم كفروا الذين هللا ﴿ورد خائبني فرجعوا قريب، أمد يف حاسمة نتيجة إىلعزيزا﴾. قويا هللا وكان القتال المؤمنني هللا وكفى خريا

وشدة األحزاب من لألعداء ومواالتهم العهد لنقضهم قريظة بني املسلمون هاجم ثم﴿وأورثكم بعضا وأرسوا بعضا فقتلوا املدينة، يف منهم لقربهم املسلمني عىل خطرهم

قديرا﴾. ء يش كل عىل هللا وكان تطئوها لم وأرضا وأموالهم وديارهم أرضهم

مختلفني. وبأشخاص مختلفة وأزمنة مختلفة أمكنة يف تمثل واحدة فالرواية بعد أماثم السابع، القرن يف تمثل الرواية وكانت فلسطني، فصار املدينة املرسح كان لقدوأمثاله أخطب بن حيي املرسح عىل يظهر وكان العرشين، القرن يف تمثيلها يعاد هي ها

وأمثاله. ويزمان يظهر واآلنيحلمون وكانوا وأمريكا، إنجلرتا يؤلبون واليوم العرب، جزيرة يؤلبون القوم وكاناليوم وكان منافقون، ذاك إذ وكان رائعا جميال حلما يحلمون واليوم رائعا، جميال حلما

يتورعون. وال يجدون واليوم يتورعون، وال يجدون وكانوا منافقون،… ولكن

األمس؟ كنتيجة اليوم نتيجة تكون هلاختلفت. اختلفت وإن النتائج، اتحاد من بد فال املقدمات اتحدت ذا إ أما

متواصال وعمال كلمة ووحدة قوية ويقظة صادقا إيمانا األمس مقدمات كانت وقدقول عن اآلذان وسد الغاية، لسمو األذى احتمال عىل وصربا األتباع، إىل الزعيم منوقد العواقب، يف النظر وبعد الخطط، إلفساد األساليب وابتكار واملنافقني، الدساسنيخلقا تخلق املقدمات وأن متشابهة، نتائج تنتج املتشابهة املقدمات أن «املنطق» علمنا

لزاما. تأتي والنتائجالرواية فتمثل السابع القرن يف حدثت كما العرشين القرن يف املقدمات تحدث فهل

كاملة؟ قبل من مثلت كما كاملة اليوم

207

Page 208: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

استخلف كما األرض يف ليستخلفنهم الحات1 الص وعملوا منكم آمنوا الذين هللا ﴿وعد أمنا خوفهم بعد ن م لنهم وليبد لهم ارتىض الذي دينهم لهم وليمكنن قبلهم من الذين

الفاسقون﴾. هم ئك ـ فأول ذلك بعد كفر ومن شيئا بي كون يرش ال يعبدونني

أقىص إىل العلم مسايرة — ذلك إىل — هو بل وحج. وزكاة وصوم صالة مجرد الصالح العمل ليس 1وتحصني الخصوم، إلرهاب القوة من أمكن ما وإعداد حدودها، أقىص إىل العدالة نظم ومراعاة حدودهكتبنا ﴿ولقد تعاىل: بقوله املعنى هو وهذا ذلك، نحو إىل عرف، نمط آخر عىل والخارج الداخل من الدولة

الحون﴾. الص عبادي يرثها األرض أن الذكر بعد من الزبور يف

208

Page 209: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

واألدبية اللغوية مشاكلنا

رسيعة. حاسمة حلوال تتطلب واألدب اللغة يف خطرية مشاكل اليوم العربي العالم يواجهوالحضارة املدينة يف قطع قد جديدا، عاملا نواجه أننا املشاكل هذه يف األكرب والسببيف يتطوره لم ما العرشين ونصف عرش التاسع القرن يف العالم تطور وقد بعيدا، شوطا

مضت. قرونويتفاعال بجانبها ويسريا املدينة مع يتطورا أن بد ال حيني داما ما واألدب واللغة

مقوماتها. من ومقومان عنارصها من عنرصان هما إذ معها،العربي واألدب العربية اللغة وموقف اآلن املوقف بني الشبه بعض هناك يكون وقدوالفرس العراق مدنية وواجها العربية الجزيرة من خرجا يوم األول اإلسالمي العرص يفاللغات هذه قابلوا العرب أن منها املوقفني، بني الفروق بعض هناك كان وإن والروم،نواجه ونحن املالك، ترصف فيها يترصفون ملكهم وهي لسانهم يومئذ العربية واللغةالشعور يف ضعفنا هذا سبب وقد بالسليقة، ال بالتعلم لنا العربية واللغة الحديثة املدنيةواجهوا أنهم ومنها الجمود، عىل وحملنا العمل، عن اليشء بعض أقعدنا لها بملكيتناوالشعور مفتوحون، مغزوون ونحن واجهناها ونحن فاتحون، غزاة وهم ذاك إذ املدنيةالضعف، إىل يدعو الثاني والشعور الجرأة، إىل تدعو والعزة العزة إىل يدعو األولوالحضارة تعقدا، وأشد تركبا أكثر الحارضة املدنية أن منها الرتدد إىل يدعو والضعفأكثر املقبلة املركبة املعقدة الحضارة مدبرة، كانت القديمة والحضارات مقبلة الحديثة

مسايرتها. إىل االحتياج عند عبئا وأكرب حال وأصعب إنتاجاأهمها: كثرية لغوية مشاكل اآلن أمامنا حال كل عىل

يجد ما لكل الحديثة املدنية تضعها الكلمات آالف من الجارف السيل هذا أوال:الكلمات آالف من تضعه ما إىل هذا كيمياوية، ومواد طبية وتراكيب وأدوات آالت من

Page 210: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

بد وال إلخ، ونفسيه واجتماعية وسياسية اقتصادية من املختلفة العلوم مصطلحات يفإال ليست اللغة إذ حضارتهم، حضارتنا تساير كما الغربية اللغات هذه تساير أن للغتنا

صالحة. ثيابا تكن لم وإال الجسم اتسع كلما تتسع أن يجب ثياباتوسعت له، كلمات بوضع جديد كل مواجهة يف األوربية اللغات توسعت وكماالعلم تقدم بحسب وحددتها معانيها فعددت القديمة الكلمات معاني يف عدلت أوتقدم بسبب سنني عرش منذ تعريفها غري اليوم الذرة تعريف فمثال األشياء؛ وتطورالنفس علم بتطور متطور ذلك ونحو والعقل واإلرادة والعاطفة الشعور وتعريف العلم،هذا تطور باختالف يختلف ونحوها واملطبعة واملجلة والحرية املؤتمر وتعريف وتقدمه،العاملني: هذين يتغري حني كل متغرية عندهم اللغة معاجم فكانت ومدلوالتها، األشياءبتغري وتحديدها املعاني وتعديل لها، جديدة ألفاظ ووضع الجديدة املخرتعات أعني

مدلولها.حني من ذلك، قبل أو عام مئة نحو من الكربى املشكلة هذه العربية لغتنا واجهتتسميتها، يف فحار الحديثة الفرنسية املخرتعات الجربتي رأى حني ومن الفرنسية الحملةواأللفاظ اليوم، إىل تصلح لم ومعاجمنا حلها، وصعب املشكلة هذه تعقدت يوم مر وكلماملا كلمات يضعون األفراد بعض بدأ أن فعلنا ما وكل اليوم، إىل توضع لم الجديدةوالشام مرص يف تتكون املجامع وبدأت مرسومة، خطة غري من طريقهم يف يقابلهمالتي القواعد أن يرون محافظني بني اآلراء تتوزع أن طبيعيا وكان املشكلة، هذه وتواجهعنها، الخروج وعدم عليها الدقيق والسري مراعاتها يجب اللغويني من األقدمون وضعهاالحق لنا يكون أن ويجب الجديدة، الحالة ملواجهة تكفي ال القواعد هذه أن يرون وأحراريصلح ما عليها ونزيد صلح ما قواعدهم من نأخذ وأن األقدمني، خالف ولو االجتهاد يفنراعي أن هو علينا يجب ما وكل للغة، ملكا ولسنا لنا ملك اللغة وأن حالتنا، ملواجهةللرطانة نسمح فال لغة، لكل الشخصية واملقومات األساسية العنارص عىل املحافظةعىل الحروف بعض وزيادة واالشتقاق والنحت التعريب وأمامنا تكتسحها، أن والعجمةعربوا كما ولنعرب اآلن، فلنستعملها القدماء استعملها التي الطرق وهي األصول، بنيةاقتىض إذا خلقا نخلقها جديدة ألفاظا ولنضع بل اشتقوا، كما ونشتق نحتوا كما وننحتعليه فيطلقون صفات بعض اليشء يف يلحظون كانوا إذ أنفسهم العرب فعل كما الحالألنه العطف نباتا وسموا طلوعه، عند الظفر يسب ألنه الظفرة نباتا فسموا مناسبا، لفظاوهكذا. األرض يثري ألنه ثورا الثور وسموا كاللبالب، عليه ويلتوي الشجر عىل يعطف

210

Page 211: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

واألدبية اللغوية مشاكلنا

مدلول يف ولنتوسع التعريب من كثري عن أغنانا ألنفسنا فتحناه إذا واسع باب وهذاالعلم، عليه دل كالذي جديدا تعريفا معاجمنا يف الكلمات ولنعرف الرضورة عند الكلماتاألمر يكون وأال اللغة، كيان عىل يطغى توسعا الباب هذه يف نتوسع أال األمر يف ما وكلذوق لهم تكون الذي االجتهاد أهل يد يف يكون أن بد ال بل يشاء، ما يقول فرد كل يد يف

وجماله. ومناسبته وداللته اللفظ إيماء يلحظوا أن به يستطيعون ممتاز لغويغري من اليوم إىل باقيتني واألحرار املحافظني نزعة النزعتان هاتان كانت وربما

تالق.فالكلمات وتركبت، تعقدت بل قائمة، تزال ال املشكلة فنرى كله ذلك بعد وننظرمما بكثري أقل والتوسع واالشتقاق والنحت بالتعريب والجماعات األفراد أقرها التي

وأسمائها. ومعانيها وألفاظها األشياء من أوربا خلقتهيف سارت املسألة هذه يف األمور أن إىل يرجع املشكلة هذه حل عدم أن وأحسبوال املجامع بني وثيق اتصال هناك فليس ضابط، غري من مهوشا سريا العربي العالمأمة عليها تصطلح والكلمة كله، العربي للعالم ملك واللغة األفراد، بني وال الهيئات بنيوقد واملأمول التفاهم، رضورة من بينهم ملا العربية األمم جميع عليها تصطلح أن يجبتذليل عىل والهيئات املجامع لتعاون محكمة خطة ترسم أن العربية األمم جامعة تكونت

الصعوبات. هذهالكلمات وضع مهمتها أن اعتقدت والهيئات املجاميع هذه أن وهو آخر وسببطبيعة يف وليس بحملها املجامع تنوء مهمة وهي املختلفة، العلوم يف االصطالحيةألفاظهم الكيمياويون يضع أن املثىل الطريقة وإنما ذلك، من يمكنها ما تكوينهايفعل وكذلك الوسائل بشتى ذلك عىل العربي العالم يف الكيمياويون ويتعاون الكيمياويةاملجامع عىل وضعوه ما يعرض ثم والنبات الحيوان وعلماء والجيولوجيون الطبيعيونكان ذلك تم فإذا اللغوي، ذوقهم إليه يرشدهم حسبما تهذيبه أو تعديله أو إلقرارهأوال اإلخصائيني يد يف العمل يكون وبهذا ويرسع، العمل يسهل بهذا قانونا إقرارهمكيمياوي مصطلح وضع لغويا نكلف أن أما املناسبة. واملصطلحات باملعاني أدرى وهميكون أن بأس وال له، نهاية ال الذي والبطء العبث من فرضب وجيولوجي وطبيعي

فيه. بما أدرى بيت كل فصاحب ابتداء، الجزئيات وضع ال العام اإلرشاد للمجامعبها، الخاص معجمها تضع أن وجيولوجية وطبيعية كيمياوية هيئة كل عىل ثمفتدخلها والكتاب الناس ألسنة عىل الدائرة الشيوع الكثرية األلفاظ املجامع تأخذ ثم

211

Page 212: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

تحديد يف املجامع مجهود إىل مضافا علماؤها عرفها التي بتعاريفها العامة املعاجم يفال اآلن إىل فنحن واألشياء، املعاني وتطور العلم وتقدم يتفق تحديدا األلفاظ معانيوفقا واألشياء والنبات الحيوان فنحدد الزمن تجاري معاجم إىل قصوى حاجة يف نزالالحديثة، املدنية يف األلفاظ مدلوالت إليه تطورت ملا ووفقا الحديث، العلم إليه وصل ملاوالشيوعية واالشرتاكية واملحكمة والحكومة واملطبعة والكلية للجامعة مثال أصبح فقديكن لم جديدة معان الكلمات مئات من ونحوها والقنبلة واملدرعة والصك والحوالةيجب ومعاجمنا نحن، نعرفها وإنما العرب، ولسان القاموس صاحب وال العرب يعرفهاملواجهة اآلوان آن وقد كلماتنا، عليه تدل ما دقيقا رشحا وترشح وألبنائنا لنا تصنع أن

رسيعا. حال وحلها املشكلة هذه

العامية اللغة بني الذي الربزخ مسألة اللغة يف نواجهها التي الخطرية الثانية املشكلةاملسائل أخطر من نظري يف ولكنها صغرية تبدو قد مشكلة وهي الفصحى، واللغةأو الخاصة يف سواء واألدبية، العقلية حياتنا يف كبري أثر من لها ملا وذلك وأهمها،العامية اللغة وجدت منذ األوىل اإلسالمية العصور يف نشأت قديمة مشكلة وهي العامة،الكلمات، أواخر تسكني أي الوقف فابتدعوا اإلعراب األعاجم عىل وصعب الفصحى بجانبالذين األعاجم هؤالء الختالف تبعا البيئات باختالف مختلفة أخرى أشياء ابتدعوا كماألن اآلن، نحن بها نشعر كما املشكلة بهذه األقدمون يشعر لم ولكن العرب، خالطواكانت األموي العهد منذ االجتماعية الحياة وألن الناس، من قليل عدد حظ كان العلموالفن العلم ويف الثقافة ويف املناصب، ويف املال يف طبقات، حياة أرستقراطية، حياةموجة العالم سادت فلما القدر، حدده طبيعي وضع أنه عىل هذا يتقبل وكان واألدب،يف كحقه التعلم يف الشعب حق تعاليمها من وكان أيضا للرشق وصلت الديمقراطيةيجب الثقافة يف أدنى حد وهناك أمي، وغري أمي األمة يف يكون أن يصح وليس الحياة،وجود خطورة أدركنا ذاك إذ االجتماعي مستواهم كان مهما الشعب أفراد إليه يصل أن

وذيوعه. الثقايف التقدم تعوق التي العوائق أحد هذا وأن وفصحى، عامية لغتني:الشديد للقرب نواجهها، كما الغرب يواجهها ال مشكلة الوضع بهذا اللغة ثنائية إنيقرأ ما يفهم حتى الخط» «يفك أن إال الغربي عىل فما قراءته، ولغة كالمه لغة بنيالصعب اإلعراب صادف قرأ إذا عامينا ولكن لعقليته، مناسبا يقرأ ما مستوى كان إذاشك غري من وهذا يعتده، لم أسلوبا وصادف بها، يسمع لم فصحى كلمات وصادف

212

Page 213: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

واألدبية اللغوية مشاكلنا

كتابا للعامي قارئ قرأ إذا حتى صعبا، ولكن مستحيال ال العربية الثقافة انتشار يجعلكان ولو كامال استيعابا يقال ما يستوعب أن يستطع لم لإلذاعة استمع أو صحيفة أو

العقيل. مستواه يف يقال ماالحياة يف اللغة استعمال أن ذلك نفسها، الفصحى العربية اللغة ينال آخر ورضروتقدما ومرونة قوية حيوية اللغة يكسب واملجتمعات والشوارع البيوت يف الواقعية،يف لها فاستعمالنا العامية، لغتنا يف ذلك نالحظ ونحن الكتب، حياة تكسبها مما أكثرالتي الجامدة املعاني غري هالة للفظ ألن يوم، كل وترتقي تتجدد جعلها الواقعية حياتناومن ورد أخذ ومن تنادر من للفظ يحدث بما تتغري الهاالت وهذه املعاجم، عليها تنصحياتها تتجدد لم الكتب يف الكلمات انحرصت فإذا وهكذا، وسياسية اجتماعية أحداث

التجدد. هذاالحديثة واآلالت الحديثة املخرتعات جاءتها واقعية لغة كانت ملا العامية واللغةآالته، النجار وسمى وراديو، وسيما تلفون وقالوا الفصحى رجال وقف كما تقف فلم

واألدب. العلم رجال ينتظروا ولم بألسنتهم وصقلوها أدواته، والحدادألنها الكايف، التجدد ألفاظها معاني تتجدد فلم الفصحى باللغة الوضع هذا أرضأن ناحية من بها وأرض والصحف، الكتب يف انغمست وإنما الحياة، يف تنغمس لمالجزئيات ومن الخيال إىل الواقع من هرب فصحى ألفاظ استعمال عن عجز وقد األديبعجز وملا قلنسوة. يلبس إنه قال: طربوشا. يلبس إنه يقول: أن عن عجز فلما للكليات،ملبس أو حجرة أثاث وصف من وفر نعال. يلبس إنه قال: جزمة. يلبس إنه يقول: أن

دقيقة. ليست عامة ألفاظا فقال إفرنجية، أسماءها ألن شخص؛يف نما كيف والنوادر الفكاهة وهو اللطيف األدب أنواع من نوع إىل فانظر شئت إنوالحياة املجتمعات يف التخاطب لغة ألنها الفصحى اللغة يف نما مما بأكثر العامية اللغة

العامة.بال، عىل لعاقل يخطر ال فهذا الفصحى عىل العامية بتفضيل ألقوال هذا أسق ولمبهذا العربي العالم يف لغتني وجود من والخاصة العامة أصاب ما عىل ألدلل ولكن

الوضع.الدواء؟ فما الداء هو هذا

بطبيعتها سائرة األمور أن قوم يرى فقد معا، والخطورة الصعوبة غاية يف سؤالالراديو وسماع الثقافة بانتشار تتهذب العامية فاللغة املشكل، هذا لحل حسنا سريا

213

Page 214: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

بالصحف تسهل الفصحى واللغة ذلك، إىل وما الصحف وقراءة والتمثيل والسينماتقارب إىل يؤدي حتما وهذا ممكن، عدد أكرب يفهمهم أن إىل الكتاب وحاجة واملجالت

الزمن. مر عىل اتحادهما أو اللغتنيأن أرى أخرى جهة من ولكنني اللغتني، بني التقريب يف الزمان عمل أنكر ال وإنيحكمهم، يف ومن والصناع كالعمال املدن سكان من محدود عدد بني هو إنما التقارب هذاجهة ومن التقارب. هذا عن بعيدون فهم الفالحون وهم األمة من األعظم السواد أمامعربة لغة األيام من يوما ستكون ارتقت مهما العامة لغة أن مطلقا أؤمن فلست أخرىنعلم فنحن اإلعراب، يعوقه جميعا الشعب بني العامة الثقافة ونرش الفصحى، كاللغةهو األلف يف منهم واحد يكون قد ذلك ومع مجهدا، تعليما عاما عرش ثالثة نحو الطلبةالثقافة يف ذلك نتطلب فكيف الصحيحة، والقراءة الصحيحة والكتابة اإلعراب يجيد الذي

محدود. زمن يف تعلم التي العامةتنقى والفصحى العامية بني وسطا لغة نصطنع أن األوقات بعض يف رأيت كنت وقدبالكلمات وتطعم ذلك، ونحو و«معليش» «كمفيش» خرافيشها من العامية اللغة فيهااللغة عن قليال حرفت التي العامية الكلمات فيها وتستعمل الفصحى اللغة من السهلةفيها تسكن اإلعراب، من خالية تكون عينه الوقت ويف اعتبارها، إليها فريد الفصحىمجالت بها وتنشأ للجمهور العام التثقيف يف اللغة هذه تستعمل ثم الكلمات أواخريف والعامة الخاصة بها ويتكلم ينرش أن يف الجهد ونبذل الشعب، لتثقيف وكتب وجرائديف التعليم استكمال يودون ومن الخاصة لتعليم الفصحى اللغة وتبقى العامة، حياتهم

وحارضنا. ماضينا بني وربطا القديم املجيد لرتاثنا حفظا ونحوها الجامعاتالذين الجماهري بني ونرشها وبثها اللغة اصطناع صعوبة الفكرة هذه عيب ولكنقد االسربانتو لغة أن وهو ذلك، عىل مثل أيدينا وبني اللبن، مع العامية لغتهم رضعواتنجح لم هذا ومع جبارة جهود نرشها يف وبذل وسائلها وسهلت اصطناعا اصطنعت

رشحته. الذي والرأي االسربانتو بني فروق هناك كانت وإن لها املرجو النجاحوقيمة خطرها ألبني حلولها بعض وعرضت املشكلة هذه أثرت فقد حال كل عىلبحثهم وقرصوا وأدبائه وعلمائه العربي العالم رجال من مؤتمر اجتمع لو ولعله بحثها،سيطرة من بحثهم يف وتجردوا املمكنة للحلول وعرضوا وخطرها، املشكلة هذه عىل

خدمة. أجل العربي للعالم ألدى يرتضونه حل إىل ووصلوا وإلفه القديم

214

Page 215: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

واألدبية اللغوية مشاكلنا

أن وأحب الحارض العربي األدب يف مشاكلنا وهي الثانية املسألة إىل ذلك بعد وأنتقلاآلداب» «كلية نقول ما عند نستعمله كالذي الواسع بمعناه األدب أستعمل أني إىل أنبه

ذلك. إىل وما الرصف واألدب والفلسفة والجغرافيا التاريخ فيشملإنتاجا فيه أنتجت الحديثة الحضارة إن حيث من اللغة يف كمشكلتنا فيه ومشكلتناوكما واألزمان، األحوال مقتضيات فيه أهلها وساير ونواحيه فروعه جميع يف ضخماكل انتاج اعتربوا ثم وإخراجه، عرضه طريقة يف تقدموا وموضوعاته مادته يف تقدموااألمة تنقله حتى أمة يف القيمة كبري جديد كتاب يظهر فال األخرى، لألمم مشاعا ملكا أمةواألدبية العلمية العالم ثروة كل عىل يدها حية أمة كل وضعت حتى لغتها، إىل األخرى

اإلنتاج. يف السباق من أبناءها ومكنتبالتطعيم، إال يحيا ال أدب وكل علم فكل الحياة، تريد أمة كل تفعله أن يجب ما وهذايف وحتى عليها، ويبنى منها يستفاد حتى األخرى واآلداب العلوم عىل بالوقوف وإالوالسويدي واألمريكي واألملاني الفرنيس نتاج خري وبلغته اإلنجليزي أمام الرصف، األدب

أمة. كل يف وهكذا والرشقي، بل والرويسغري من إنه الضخمة؟ الثروة هذه إزاء العربي العالم فعل ماذا ننظر هذا ضوء يفيف القيمة الكتب من كثري ترجمة يف مشكور بمجهود قام قد الحديثة نهضته يف شكاملجهود هذا ولكن األشكال، بمختلف واستغاللها منها االقتباس ويف األدب فروع شتى

نواح: من معيبولعل إليها، بالنسبة ضئيلة والرتجمة جدا ضخمة فالثروة كاف، غري مجهود أنه األوىل:وتأخرت عرش، السادس القرن يف نهضتها عهد من أوربا يف نتج القيم اإلنتاج أن العذراإلنتاج يف التالحق هذا نلحق فلم عرش، التاسع القرن أوائل نحو يف إال تبدأ فلم نهضتنا

األوربي.الذي عددنا إىل بالقياس ضئيلة نسبة الصحيحة الرتجمة عىل منا القادرين إن ثميستفيدون الذين عدد وقلة عمقها وقلة الثقافة ضعف بسبب مليونا سبعني نحو يبلغ

منها.مبعثرة، فردية مجهودات فاملجهودات منظم غري قلته مع املجهد هذا أن والثانية:اآلخر. يغفل ما أحدهما يعرف ال مجهودان ترجمته يف يبذل قد الواحد والكتاب

هي: نسلكها أن يجب التي املثىل والطريقة

215

Page 216: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

املختلفة، اللغات من العربية اللغة إىل ترتجم أن يجب التي الكتب أمهات حرص أوال:يف ويشرتك منه، ترجم بما وينقص األوربي اإلنتاج زاد كلما يزيد لها سجل ووضع

العربي. العالم يف والعلماء األدباء جهابذة وضعهوسخاء املنظم، اإلنتاج عىل واألدبية العلمية والهيئات العربية الدول تعاون وثانيا:إصالح من قيمة بأقل وغذاؤه العقل إصالح فليس الباب، هذا عىل اإلنفاق يف الدول

األرض.واالقتباس بالرتجمة الغربي األدب من وجوده الحارضيستمد العربي أدبنا كان وإذصحيحا استغالال تستغل لم واسعة ثروة وهي القديم، الرتاث من يستمد كذلك فهوولعل تاما، انطباقا هنا األمر عىل ينطبق والفوىض القلة من هناك قلناه وما أيضا، كافياأسس عىل ووضعه التعاون وتنظيم العبء بهذا القيام يف األمل أيضا العربية الجامعة يف

ثابتة.جديد بلون ويأتي العاملي األدب موكب يف يسري أن العربي لألدب أمكن هذا تم إذا

األصيلة. الرشق منابع من يستغل بمافني ونثر شعر من البحت األدب عن أتكلم وهنا الحارض، أدبنا يف أخرى ومسألةوهذا وتوجيهها، ونقدها وعرضها االجتماعية حياتنا وصف يف مقرصا فأراه وقصص،األيام من األمر لهذا رعاية أقل الحارضة األيام يف أنه أرى بل رسالته، من هام جزءاليوم، شعر من ومعالجتها بأحداثنا أمأل وحافظ شوقي شعر كان فقد املاضية، القريبةديواناهما ذلك عىل يدل كما فيه، شعرا واجتماعيا سياسيا لألمة حادث عرض كلما فكان

اليوم. الشعر شأن هذا وليسيف ويقلدونه يقتبسونه الغرب أدب نحو وجهتهم واألدباء الشعراء من كثري وجه لقديتثقفوا أن األصالة إنما أصيال، يكون ال األدب هذا أن فاتهم ولكن وأساليبه، موضوعاتهقومهم نحو وجهتهم يوجهوا ثم ويستغلوه، يهضموه ثم شاءوا، ما الغربي باألدبفيه وينشئون قصصهم، كله ذلك من ويصوغون الهامة وأحداثهم االجتماعية وحياتهميف السبح أما ينشدونه، وإصالح يرسمونه، أعىل مثل إىل أممهم ويوجهون شعرهم،وادي «يف قلنا القمر». وادي «يف غربي: شاعر قال فإذا فقط، والتقليد فقط، الخيالالفني. الفقر من فرضب الدموع»، بحر «يف قلنا: الدموع». «بحر يف: قال وإذا القمر».

الفن، بعض شأن هذا يكون أن من مانع ثم هل قلنا: للفن. الفن إن قائل: قال إنالغنائي األدب من العربي األدب شبع لقد املجتمع، لخدمة فنا اآلخر بعضه يكون وأن

216

Page 217: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

واألدبية اللغوية مشاكلنا

يكمل ال فلماذا ذلك، إىل وما والرثاء املديح يف واإلفراط الحب، وبكاء العواطف، لتصويروتخلفه والسيايس، االجتماعي موقفه وسوء وبؤسه، املجتمع تصوير يف باألدب نقصهفالباحثون الحارض، من خري مستقبل يف األمل وبعث بالنقص، الشعور وبث غريه، عناملشاعر بتهييج يمدونهم واألدباء وعقليا، علميا االجتماعية املشاكل يبحثون العلميون

اإلصالح. نحو والعواطفاألدب وفيه الغنائي األدب ففيه نقلده، الذي نفسه الغربي األدب سار هذا عىلوفيه العامل، وشقاء الكوخ بؤس تمثل قصة وفيه الحب عاطفة رشح فيه االجتماعي،وإذا األول، يف نقلده فلم الحارض، مجتمعنا من أسعد مجتمعا تصور التي «اليوتوبيا»

مجتمعنا؟ عن نصدر ولم بيئتنا غري صورنا الثاني يف قلدناهأن وهي اللغوية مشاكلنا يف إليها أرشت التي وهي األدب، يف ثالثة مشكلة وأخريايف عرشين باألدب نغذي أننا ذلك ومعنى للعامة، يشء فيه وليس الخاصة، أدب كله أدبنامنتهى يف حالة وهذه غذاء، غري من املئة يف الثمانني ونرتك ذلك من أقل أو الشعب من املئةيستغني أن يصح ال إنسان، لكل الحياة رضورات من رضورة األدبي فالغذاء الخطورة،للمهوشني ضحية ويجعله العام الرأي يضعف األدبي الغذاء وضعف الحيوان، إال عنهقيمة األشياء تقويم سوء إىل يدعو أيضا هو ثم واملخرفني، والدجالني السياسيني منفال املريض مرض إذا كما الخطري، اليشء يقوم مما بأكثر يقوم التافه فاليشء صحيحة،أضعاف عليه ورصف املأتم له أقيم مات إذا ولكن له، الطبيب واستدعاء بعالجه يعنىالعواطف انضباط عدم يف السبب هو أنه كما كثري، هذا ومثل الدواء، وثمن الطبيب أجرةيف نوبته عىل للتعدي يقتل قد فهو األسباب، أقوى عند وسكونها األسباب ألتفه وتهيجها

وهكذا. حريته، كل أهدرت إذا يتحرك ال ثم املاءأو السخيف الغناء طريق عن سخيفا أدبا إال األدب إليه يصل ال الشعب جمهورعندنا وليس فال، عواطفه ويهذب ذوقه ويرقي مستواه ويعيل يثقفه أدب أما ذلك. نحو

للخاصة. أدبائنا كل وإنما للعامة أديبوأننا فصحى، ولغة عامية لغة لغتني، وجود من قبل ذكرت ما هو ذلك يف والسببمحوها، من قربنا وال األمية محو يف ننجح ولم بينهما، التوفيق يف ننجح لم اآلن إىل

التنفيذ. عند عميقا نوما تنام ثم الورق عىل توضع الرباقة والربامجباألدب، يتغذى أن ويجب أمي، األعظم السواد أن فنقرر بالواقع نعرتف ال نحن ثمقصصا عليه ونقص بها ونثقفه العامية بلغته ونحدثه القرى يف مثال الراديو فنعمم

217

Page 218: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

واستمساكا الفساد من الفصحى اللغة عىل حرصا ذلك عن نرتفع فنحن بها، أدبياالتعليم فنعمم والعامية الجهل نغزو ال عينه الوقت ويف واللغوية، الفكرية باألرستقراطية

الفصحة. باللغةالقليل للعدد يقدم باألدب وقنعنا مجراها تجري األمور وتركنا ذاك وال هذا ال

غذاء. غري من األعظم السواد وتركنا املحدودالواقع ومواجهة أوال، اللغتني بني الربزخ مشكلة بحل إال هذا إصالح يف أمل وال

ثانيا.الكتابة ولغة الكالم لغة توحيد ناحية من ناحيتني: من املشكل هذا األمم حلت وقدوكالهما وعقليته، ثقافته بمقدار أدبه إنسان لكل فكان األمية، محو ناحية ومن تقريبا.

منه. لنا بد ال أمر

218

Page 219: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

األديب الذوق

بعيد، حد إىل وكتاب شعراء من األدباء، أدب يف يتحكم الذوق وهذا ذوقه، عرص لكلاليوم، ذوقهم وغري والعبايس، األموي العرص يف ذوقهم غري الجاهلية يف العرب فذوقالعالقات عن التعبري يستنكر ال العام الذوق كان عرص جاء مختلفا. أدبهم كان ولذلككل هذا يستهجن اليوم وذوقنا والخلفاء. الخاصة مجالس يف حتى لفظ بأرصح الجنسيةيف الذوق وكان الخفية. واإليماء البعيدة اإلشارة هذا عن التعبري يف ويتطلب االستهجانركن كان ولذلك بالصناع، يتصل أو صانعا يكون أن العربي من يستنكر األموي العرصالفرزدق آباء يكن ولم قني وابن (حداد) قني أنه للفرزدق جرير هجاء أركان من كبريالرضب هذا أن بأذواقنا اليوم ونرى الحدادة. يف يعملون أرقاء آلبائه كان ولكن حدادين،يف بصناعتهم يفخرون العمال من الوزراء نرى بل للهجاء، أساسا يكون أن يصح ال

اختلف. الذوق ألن وشبابهم نشأتهمروايات نقدر ال فنحن أهلها، يقدرها كما نقدرها ال املختلفة لآلداب قراءتنا يف ونحناألملان يقدرها كما جوتة روايات نقدر وال فهمناها، ولو اإلنجليز يقدرها كما شكسبريوالذوق ينتج، فيما الذوق هذا يراعي والكاتب الذوق، عىل يعتمد التقدير ألن فهمناها، ولو

يختلف. فالتقدير يختلف،آثاره، من وأثر العرص هذا لذوق ظل هو عرص لكل األدبية اآلثار من نقرأ ما إنالرتسل أو السجع إىل ميل من األسلوب مظاهر حتى لألشياء. ذوقه لتقدير ونتيجةكبري حد إىل متأثر هذا كل وعدمه، واالستطراد منها التخفف أو البديع أنواع يف واإلفراط

العرص. بذوقبه فيتأثر بذلك متأثرا الذوق فيكون دينية بموجة الناس فيه يغمر عرص ويأتيبمباهج واالستمتاع الدين من التحرر إىل الذوق فيه يميل عرص ويتلوه واألدب، الفن

Page 220: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

العرص روح من األدب نفهم أن يمكننا هذا وعىل األدب؛ بذلك فيتأثر أقىصحد إىل الحياةأمة كل أدب تاريخ يكون أيضا هذا وعىل أدبه، من العرص روح ونفهم فيه نشأ الذيوتعمق عرص أي أدب إىل انظر عصورها. روح تاريخ أخرى بعبارة أو ذوقها، تاريخوكذلك الذوق عرفت القيم عرفت وإذا أهله، نظر يف األشياء قيم تعرف إليه النظر يف

العكس.بهذا األدب فانطبع القصور، ذوق هو أهله عىل ويغذق األدب يقوم الذي الذوق وكانمحل والنارشون املطابع وحلت الشعوب قويت ثم إليه، وما املديح عليه وغلب الطابعالجمهور؛ ذوق يوافق ما إىل األدب فتحول األديب، وتكافئ تعطي التي فهي القصور،وبديع جناس من الزينة أنواع بكل محىل كان «قصور» أدب العربي األدب كان ملا ولهذايقوم الشعب ألن الزينة من تحرر شعب أدب أصبح فلما امللوك، إىل تهدى كالطرف

الكماليات. يقوم مما أكثر الحاجياتوكتبها صحافتها من مجموعة يف بنظرنا األمة ذوق عىل نحكم أن لنستطيع إناإىل القراء يرقى مما أكثر جمهورهم ذوق يتبعون األدباء جمهرة ألن الرائجة، األدبية

عنهم. ارتفعوا لو أدبائهم ذوقوالفضائح والشتائم السباب يف الحضيض إىل تنزل الصحفية املهاترات رأيت إذااألدبي األمة ذوق عىل فاحكم بالرتحيب تقابل وأنها كثريا عليها الجمهور إقبال ورأيتمن مسمع عىل الهجر الفاظ بكل أطفالها يتساب التي األرسة عىل تحكم كما بالضعف،إنما العنيف، الهجاء وال الرصيح الهجاء يحب ال الراقي الذوق ألن باالنحطاط، آبائهممن حالتنا إىل النظر من ذلك عىل أدل وال املفهمة. واإلشارة الدالة باللمحة يسمح أقىصمامنيتي» «حمارة أو «املسامري» أو «كالصاعقة» جريدة فكانت ذلك، نحو أو سنة ثالثنيكانت املقذع السباب يف ممعنة الجريدة كانت وكلما الشعب، عامة بني كبريا رواجا تلقىذوق ألن رواجا تجد لم منحاها يف قلدت أو قبورها من اليوم بعثت لو وهي رواجا. أكثر

ارتقى. الجمهورتجد لم الغربية والصحف الرشقية الصحف مجموع بني اآلن قارنت لو وكذلكالرشقية، الصحف بعض يف تجده ما املقذع والسباب الشخصية املهاترات من هذه يفما الذوق اشمئزاز من تجد هذا مثل يف تقع التي والصحيفة أرقى، الجمهور ذوق ألنومستقبلها العامة مصلحتها تشغلها أن يجب الحارضة األمم ظروف أن تجد كما يميتها.صالح تمس الشخصية األمور هذه كانت فإن شخصية؛ أمور يشغلها مما أكثر الخطري

220

Page 221: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

األدبي الذوق

أزمانا الشاغل األمة شغل تكون أن ال ورسعة، حزم يف القضاء أمام عولجت الجمهورطويلة.

تعنى مما أكثر الجنسية باملسائل تعنى إنما الجمهور مجالت رأيت إن كذلكعىل هذا دل الرفيعة، بالصور تعنى مما أكثر الخليعة وبالصور الثقافية، بالناحيةاملرأة إىل الرجل نظرة من أكثر أمورا الحياة يف ألن للجمهور، األدبي الذوق انحطاطأهم أو يشء كل يكون أن أما األشياء، من شيئا هذا يكون أن يصح قد الرجل. إىل واملرأة

األدبي. الذوق فساد عىل فدليل يشءاألمة؟ يف األدبي الذوق يرقي وما تسألني:

املثل فهما و«الربملان» «الجامعة» هما األدبي الذوق ترقية فعماد الخاصة يف أماوكيف يقال ال وما يقال وما لألشياء. تقويمهما بحسن ذوقهما رقي فإن يحتذى، الذينموذج فالجامعة الجماهري، يف سريتهما قلدت يفعل، وكيف يفعل ال وما يفعل وما يقال،

… والسياسيني الصحفيني نموذج والربملان الناشئني،واالطالع العميقة والقراءة الواسعة الثقافة مظنة والربملانيني الجامعيني هؤالء إنبهم فأحرى املتمدن، العالم يف املهذب والذوق الراقية الثقافة بذوي واالتصال الواسع،

األمة. يف األدبي الذوق يقودوا أنبهما يصطدم اللذان الحجران فهما واألمية، الفقر من لنا فويل الجماهري يف وأماربي الذي الطفل إن والجهل. الفقر من ينشأ ما أكثر الذوق فساد وإن إصالح. كلمن وال مالبسه، قذارة من وال الشوارع، قذارة من يأنف ال قذر ووسط قذر بيت يفالقذرة، والحكاية القبيحة، النكتة من يأنف أن منه نتطلب كرب إذا فكيف وسطه. قذارةوحكايات وضيعة أغان األدبي غذائه وكل كتابا، يقرأ لم الذي األمي وإن القذر؟ والسباب

الهجر. من فيأنف ذوقه يرقى أن يمكن ال وضيعة ونوادرأزهار وجمال منظر، جمال من صوره، كل يف الجمال إدارك الفني الذوق عمادالبيت يف وربى اإلدراك هذا شاع فإذا نظام، وجمال نظافة، وجمال طبيعة، وجمالنضحك فال املعاني، جمال بذوقنا ندرك أن يسرية بخطوة أمكننا واملجتمعات، واملدرسةيشء كل ومن السبابة، الصحف ومن املهرج، السيايس من وننفر املؤدبة، النادرة من إال

واألدب. الفن ورقي السياسة رقيت الجمهور ذوق رقي وإذا معنى. أو مادة قبح

221

Page 222: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 223: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والزعامء الزعامة

منها، الصدارة مكان يحتل من املجموعات من مجموعة كل يف ترينا أن الطبيعة عودتناأفرادها. سائر عن خاصة بصفات ويتميز

نموها، يف بسمو إليها األنظار تلفت رائعة نبتة مجموعة كل يف نجد النبات، يف حتىأقرانها فاقت شجرة نرى ما رسعان البستان ويف بالجمال، تميزت زهرة بإزهارها أويف يزرع والكل ثمرتها، حالوة أو أثمارها، بكثرة أو وتفوقها، علوها أو استوائها، بجمال

واحد. بماء ويسقى واحدة أرضفتجاب: وتدعو فتطاع، تأمر ملكة لها نحل خلية فكل أظهر، الحيوان عالم يف وهذا

م��ؤم��رة ب��ام��رأة م��دب��رة م��م��ل��ك��ةال��س��ي��ط��رة ع��بء ـ��ص��ن��اع وال��ـ ال��ع��م��ال ف��ي ت��ح��م��لق��ي��ص��رة ع��ل��ي��ه��م ـ��ون ي��ول��ـ ل��ع��م��ال ف��اع��ج��ب

متفوق. ديك دجاج عش كل ويف متميزة، شاة قطيع كل ويفحرضا، أو كانوا بدوا رئيس، مجتمع كل يف أبني. فيه فاألمر اإلنسان إىل أتيت فإذاأول، الذكاء يف لهم فيكون الفصل يف الطلبة تجمع نساء، أو رجاال كبارا، أو أطفااليف سباقا بينهم وتجري ماهر، ألعابهم يف بينهم فيكون الرياضية األلعاب يف وتجمعهمالديانة ويف األمري، الحرض ويف القبيلة، شيخ البدو ويف الفائز، منهم فيكون رضب أيالسياسة ويف املصلح، االجتماع شئون ويف والوزير، املدير الحكم ويف والقسيس، الشيخ

الحزب. رئيس

Page 224: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وطاعة وخضوعا جانب، من وسيطرة سلطة يستلزم فذلك ورياسة تفوق هناك كان وإذاجانب. من

وبعض بعضها الديكة بني والخضوع السيادة تر الدجاج خظرية يف وقفة قفواختيار املاء وحسو الحب، التقاط عند معا، والدجاج والديكة وبعض، بعضه والدجاج

وهكذا. للنوم، الصالح املكانالخضوع، ورضوب السيطرة واستعرضرضوب الرجل، يسودها األرسة إىل وانظركانت فمتى وهكذا. واالستسالم، والذلة والنهي لألمر واسمع املرأة، تسودها وانظرهافقد الواحد، الشخص عىل والذلة السلطة تتعاور وقد هناك خضوع كان هنا سيطرةتتسيطر وقد وشيخوخته، لفقره خاضعا ينقلب ثم وشبابه، بماله مسيطرا الرجل يكون

بزواله. السيطرة تزول ثم لجمالها، املرأة

رجال أن روى كالذي نشأتهم، منذ األطفال يف تظهر ما كثريا والسيادة السيطرة ومخايلأمه فقالت قومه. سيسود الغالم هذا أرى إني فقال: صغري غالم وهو معاوية إىل نظر

قومه. إال يسود ال كان إن ثكلته هند:وتأتي طيبا، ثمرا لتثمر تختار الطيبة كالبذرة يرثها، وراثة عن هذه تكون وقديف الطفل فمنزلة تفنيها؛ أو فتضعفها تسوء وقد وتغذيها، الوراثة هذه فتنمي البيئةولد أول الطفل يكون فقد إضعافه، أو السيادة خلق تقوية يف كبري أثر لها األرسةأن ويجتهد األول فيثور إليه، وتدليلهما عطفهما فيحوالن آخر بطفل يرزقان ثم ألبويهالظروف تساعده ثم السيطرة، حب عنده فينشأ وسطوته، وقوته بعنفه إليه النظر يلفتذلك كل فيعده ذلك، نحو أو فصله، يف أوليته أو اللعب يف كمهارته البيت خارج األخرىمقابلة إىل ذلك فيدفعه الناشئ، عىل املعلم أو األب يقسو وقد الحياة، يف السيطرة إىلنفس فتميت املعلم أو األب قسوة تزيد وقد السيطرة، حب عنده فيتولد بالقسوة، القسوةيتدين ودين يقرؤه، كتاب من الحياة يف يجري مما ومئات مئات وهكذا. وتذله، الناشئتؤثر كلها إلخ، … يحفظه وشعر يقرؤها، وروايات يتواله، وعمل يعارشهم، وأصدقاء به،

الخضوع. أو السيطرة من مصريه يف

224

Page 225: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والزعماء الزعامة

منح قد الناس وبعض ويغذيها، وتغذيه ويكونها، فتكونه بيئته مع يتفاعل والزعيماملتنبي: يصفه كالذي به، رميت وأين حل حيثما الزعامة من يمكنه ما القوة من

وت��خ��ض��ع ال��رق��اب ل��ه ت��ذل ك��س��رى رب��ه��ا1 ف��ف��ي��ه��ا ف��رس ف��ي ح��ل إنت��ب��ع ف��ف��ي��ه��ا ع��رب ف��ي ح��ل أو ق��ي��ص��ر ف��ف��ي��ه��ا روم ف��ي ح��ل أو

∗∗∗

أو مركزه يف كاملأمور املنصب بحكم سيطرة فهناك زعامة، سيطرة كل وليستلصاحبها تخول ال كلها فهذه جيشه، يف القائد أو وزارته يف الوزير أو مديريته يف املدير

زعيما. يسمى أناملصنع صاحب أو فالحيه، األرضعىل مالك كسيطرة امللكية، بسبب سيطرة وهناك

عماله. عىلذوي عىل الكبرية البيوتات ذوي كسيطرة الطبقات نظام بسبب سيطرة وهناكاألوىل الدرجة يف املوظف أو مرتبة، منه أقل هم من عىل الباشا وسيطرة الصغرية، البيوتهو الزعامة ركن إنما زعامة، ليست كلها فهذه ذلك؛ نحو أو الثامنة، الدرجة يف من عىل

الزعيم. يف يرونها خاصة ملزايا واختيارهم بإرداتهم الناس من الغفري الجم خضوع

سياسية زعامة فهناك الزعامة؛ نوع باختالف تختلف الزعامة تستوجب التي والصفاتالجماعات باختالف تختلف أنها كما إلخ، حربية وزعامة دينية وزعامة علمية وزعامةالشجاعة عماده األعىل املثل مثال العرب عند كان فلما للحياة. األعىل للمثل وتصورهمحني الجواد هو «السيد عمر: قال وقد الخصلتان. هاتان عمادها الزعامة كانت والكرموالعطف، والحلم الكرم يف السيادة فجعل يعارش» بمن البار يستجهل، حني الحليم يسأل،السيادة فجعلوا خمسني» يف ويرجع وحده يركب كان «ألنه سيدا قتيبة بن سلم وعدوافقالوا: الصغائر عن كالرتفع سلبية صفات السيادة رشوط من جعلوا كما الشجاعة، يف

قيرص فيها فهو أي تبع وفيها قيرص ففيها قوله وكذلك ربها، من بدل وكرسى ربها، فيها فهو أي 1وتبع.

225

Page 226: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

العقل وسعة الذكاء الزعيم صفات أهم من يعد واليوم إلخ. انتقام» مع سودد «الالعدل وحب الخطط ابتكار عىل والقدرة عليهم والعطف بالناس والرحمة بالنفس والثقةاملكروه، واحتمال الشدائد عىل الصرب إىل هذا الدعاية، عىل القدرة مع القول يف والفصاحة

الشاعر: يقول كما عناء غري من زعامة فال

ب��خ��ي��ل؟ دع��ة ذو ي��س��ود وك��ي��ف ت��ع��ن��ى وال ت��س��ود أن أت��رج��و

وقد فيها، تفوقهم ونسبة بعضها أو الصفات هذه يف تفوقهم يف الزعماء ويختلفاآلخر. بعضها يف بتميزهم عنها ويعتاضون بعضها يفقدون

يتصنعها وقد صدقا، بها ويتخلق حقا الزعيم بها يتصف قد الصفات هذه إن ثميكتمل. لم وشعب ينضج، لم عام رأي عىل إال تنطيل فال رياء،

الجمهور يضطر الذي املتحكم الضاغظ الزعيم فهناك وألوان: أشكال الزعماء كذلكثم مشاعره، ومنافس تفكريه منافذ عليه ويسد يوجهه، كما يتوجه وأن به يؤمن أنالدينية، املذاهب مؤسيس وبعض وموسوليني هتلر مثل هو، يريد ما إىل دفعا يدفعهومشاعر آمال للجماعة فيكون ومشاعرها، الجماعة عواطف يمثل الذي الزعيم وهناكويبلورها، ويمثلها ويوضحها هو فيأتي امليوعة، من ويشء الغموض من يشء فيهارس هذا ويكون بأمانيها، ينبض الذي الحار وقلبها عنها التعبري يف القوي لسانها ويكونيحددون، ال التي األغراض ويحدد ينطقون، وال يشعرون بما ينطق أن يستطيع زعامته،

ويؤملون. يؤمل ما تحقيق إىل ويقودهميرعى ال الثائر فالزعيم املعتدل؛ والزعيم الثائر الزعيم هناك أخرى ناحية ومنإىل وال املايض إىل ينظر ال وقوة، بعنف لهدفه الوصول إىل ويدعو واألوضاع التقاليداألوضاع يرعى املعتدل والزعيم للمستقبل يرسمها التي بالصورة يسحر ولكن الحارض،ويرى باملستقبل، والحارض بالحارض املايض ويربط البطئ، التقدم إىل ويدعو والتقاليديف األمام إىل كان ما السري وخري الشعب،، استطاعه ما اإلصالح وخري محال، الطفرة أنوالجمود. العزيمة بضعف الثاني األول ويرمي بالتهور، األول الثاني يرمي ولذلك أناة،اقتصاديا وزعيما سياسيا زعيما دينيا زعيما هناك أن نرى املوضوع ناحية ومن

وهكذا. علميا، وزعيما

226

Page 227: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والزعماء الزعامة

قوادها، إىل الجيوش حاجة األمة إليهم تحتاج وألوانهم أنواعهم اختالف عىل وهمثرثرة عىل اعتماد وال أطفال لعب ليست نوع كل من والزعامة ربانها، إىل والسفينةخاص واستعداد وفن وعلم فلسفة عىل تعتمد أمة، قيادة إنها مال ضخامة عىل وال كالم،

طويل. ومرانالجماهري ألن وأصعبها؛ األمور أشق من عمل وهو الجماهري، قيادة الزعامة تتطلبالهادئ والتفكري للعقل خضوعها من أكثر الوقتية واإلنفعاالت للعواطف تخضع عادةالرس هو وهذا لحظة، يف العنيفة القسوة إىل الرحمة عاطفة من تتحول قد ولذلك املتزن،املفكر. الهادئ الزعيم من قيادتهم يف أنجح العاطفة املشبوب الهائج الثائر الزعيم أن يفللخطر. تعرضا وأكثرها العالقات أدق من وأتباعه الزعيم بني العالقة كانت ثم ومنمن فعل أو كلمة وكل عنه يصدر فعل وكل منه كلمة كل امليزان، يف دائما فالزعيم

عدمه. أو بالرجحان ميزانه يف تؤثر معارضيه أو مؤيديهخيال يف تنعكس صورة زعيم فلكل العالقة؛ هذه يف كبري أثر الزعيم ولشخصيةعندهم من وأوهاما خياالت الصورة هذه إىل األتباع يضيف ما وكثريا فيهم، وتؤثر أتباعهالزعيم بني التفاعل كان ثم ومن نفسه، يف أيضا هو يعتقدها وقد الزعيم عىل يخلعونها

قويا. تفاعال وأتباعهواالجتماعية، والخلقية العقلية األتباع حالة باختالف يختلف الزعيم إىل والنظراإلنفعال الشديد الهائج م تزع وقد الثرثار، املهرج م تزع قد العقلية الضعيفة والجماعةمنها الراقية حتى الجماعات تخطئ وقد آخر. جدي اعتبار غري من لهم امللق كثري أوالزعيم ينبغ فقد األخرى، النواحي يف ثقتها النواحي من ناحية يف ثقتها نال من فتمنحفيمنح الديني اإلصالح يف ينبغ وقد العكس أو االقتصاد يف الثقة فيمنح السياسة يفبني العالقة فتكون واضطراب ثوران حالة يف األمة تكون وقد وهكذا. السياسة يف الثقةيرفعونهم كانوا الفرنسية، الثورة زعماء يف كما كذلك، مضطربة عالقة واألتباع الزعيم

باألقدام. يدوسونهم ثم فيسقطون منهم أيديهم ينفضون ثم األعناق فوق

العرص هذا يف وهو والبيئات، العصور باختالف يختلف السيايس للزعيم األعىل واملثلالزعيم ليكون جميعا توافرها من بد ال أربعة عنارص من يتكون الديمقراطية األمم يف

الناس. مع والتعاطف والذكاء والشجاعة األمانة وهي: حقا. زعيمامن تطلب أمور فهذه يرتيش، وال يخون وال يرسق أال بها نعني فلسنا األمانة فأماوكناس الصغري والتاجر الصغري املوظف من تطلب شأنه، حقر مهما األمة يف فرد كل

227

Page 228: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يكون أن وهو وأرقى، أدق بمعنى األمانة الزعيم من تطلب وإنما الفقري. والفالح الشارعأمته عن الحقائق أخفى إذا أمينا ليس فهو وعمله، وقوله فكره يف مخلصا صادقا جادايرتكبها خيانة عن عينه أغمض إذا أمينا ليس أنه كما فيه، ليس بما وتظاهر راءى أوأال السيايس الزعيم يف األمانة أمته، حساب عىل وحزبه أ أرسته راعى أو إليه املقربونإال قول لسانه عىل يجري وال حق، أنها اعتقد إذا إال فكرة فيه تسكن أن لعقله يسمحزعيم فهو العنرص هذا فيه يتوافر لم فإن بنفعه، آمن إذا إال عمل منه يصدر وال الحق،

أمني. غري مزيفاألضاليل، بشتى الشعب يضلل فقد الواقف، من كثري يف منها له بد فال الشجاعة أماألنه العام، الرأي أغضب ولو أتباعه، أغضب ولو يعتقد بما يجاهر أن الزعيم فيحتاجاتجاهه، يف الخطأ رأى إذا أحيانا يخاصمه ومرشده، قائده هو بل العام، للرأي تابعا ليسالشجاعة إىل فيحتاج اليسء، ترصفها يف أو الضار ترشيعها يف الحكومة يخاصم وقدوكسب للجماهري التملق عىل يعيش الذي هو الحق الزعيم ليس عليها. ويثور ليهاجمهامن له من الحق الزعيم إنما ويرضيهم. يرسهم بما والكالم الباطل، أو بالحق إعجابهمإن ويخالفهم الحال، اقتىض إذا املر الكالم يسمعهم أن من يمكنه ما األدبية الشجاعةولو انحرفوا، إن املستقيم الرصاط إىل ويدعوهم اعوجوا، إن ويقومهم ضالل، عىل رآهم

سمعته. وتشويه زعامته لفقد ذلك عرضهعرصنا يف وهو إدراكها، بعد ولو الحقائق به يدرك ممتاز ذكاء من للزعيم بد ال ثمتعمل األمة وظروف تعقدت االجتماعية الحياة ألن قبل، كان مما أكثر أسايس عنرص هذااالشتباك، من يكون ما أشد عىل واملضار واملنافع وظاهرة، خفية مختلفة عوامل فيهاوليست فيه، يجري بما تتأثر محيطه من نقطة فهي العالم، عن بمعزل أمة أية وليستللزعامة تصدر ممن يتطلب هذا كل الخارجية العوامل من تعقدا بأقل الداخلية العواملحسن عليه ليبني صحيحا إدراكا املعقدة الشئون هذه به يدرك ما الذكاء من له يكون أن

ترصفه.الذكاء فهناك أنواعا. وينوعونه أقساما الذكاء يقسمون اليوم النفس علماء إن ثمالعميل، الذكاء وهناك والجامعيني. الفالسفة كذكاء املجردة واملسائل النظريات فهم يفللمسائل الواقعية العالقات إدراك وهو األخري، النوع هذا إىل أحوج السيايس والزعيمالنظريات دراسة من يستفاد مما أكثر التجارب من مكتسب ذكاء وهو واألشخاص،دراسته بعد والطبيب ممارسته، كثرة من املهندس يكسبه كالذي ذكاء هو التفكري، وعمق

228

Page 229: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

والزعماء الزعامة

عقلية به يفهم عميل ذكاء إىل قصوى حاجة يف السيايس فالزعيم مزاولته. طول منوتوجيههم إقناعهم ووسائل يساسون وكيف لهم ويعمل ويتزعمهم يعاملهم الذين الناسفشل فشل وفهمها بالنظريات واكتفى ذلك يدرك لم فإن فيهم، والضعف القوة ومواطنينزل ولم النظريات فهم الذي االقتصادي أو املدرسة، دروس عىل يقترص الذي املحامي

السوق.األخوة بأوارص الزعيم شعور أخرى بعبارة أو «العطف» عنرص من بد ال وأخرياهو إنما به. الجمهور يتملق أو يقوله قول مجرد ذلك يكون وال يتزعمهم، من وبني بينهوآالمهم الناس بعذاب يشعر وأعماله، أقواله عىل ويفيض نفسه يف يتغلغل صادق شعوريسري أن عىل الشعور هذا صدق يحمله ثم يشعرون، مما أكثر بل يشعرون كما وآمالهمالشخصية، مصالحه تحقيق يف يستخدمهم أن ال وينشدون، ينشد الذي الغرض إىل بهمسبيل يف باملتاعب ويهزأ األمة، خدمة يف العذاب يستحيل العطف بهذا الذاتية وأغراضهعاجال ينكشف أن بد فال حينا الناس خدع إن جافا أنانيا يكون وبدونه الغرض، تحقيقيف رشها كان وإال واستعذبها، التضحية استساغ الشعور هذا الزعيم مأل إذا آجال أو

املختلفة. وجوهه من لنفسه الخري كسب

العنارص، هذه فيهم تجمعت القبيل هذا من زعماء إىل اليوم الرشق يف أحوجنا ومارصاط وإىل الحق إىل ويهدونه أمامه، السبيل وينريون نهضته يف بيده فيأخذون

مستقيم.

229

Page 230: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 231: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية1 احلياة يف أحاديثرمضان:

١

وهي: لطيفة حكاية الهند كتب بعض يفعىل العلم ليتلقى أرسله عرشة الثانية بلغ فلما عليه، عزيز ابن له رسيا رجال أنفعاد والعرشين، الرابعة بلغ وقد علمهم جميع استنفد حتى يجد زال وما األساتذة، خري

علمهم. وقلة جهلهم حوله من عىل عائبا بمعارفه، فخورا بعلمه، مزهوا أبيه إىلالعلم من طلبت هال بعلمك، معجبا بنفسك مغرورا أراك بني، يا يوما: أبوه له قاليعلم؟ ال ما وتعلم األبصار، تدركه ال ما وتبرص األسماع، تدركه ال ما تسمع يجعلك ما

به. أسمع لم فإني أبي؟ يا هذا علم أي االبن:مختلفة كثرية أشياء منا تصنع التي بالطينة بالعلم أشبه علم بني يا إنه األب:االختالف يكن ولم منها، يصنع ما كل عرفت وتكوينها الطينة عرفت متى فإنك األشكال،يشء. كل لعلمت علمته لو العلم هذا كذلك فواحدة، الحقيقة أما األسماء، يف اختالفا إالعلموه لو إذ عنهم، أخذت الذين الكبار أساتذتي يعرفه لم علم هذا أن شك ال االبن:

يل؟ ترشحه أن أبي يا لك فهل لعلمونيه،

.١٣٦٥ سنة رمضان يف كتبت 1

Page 232: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

هندية). (شجرة النيجرودا شجرة من بثمرة ائتني كذلك، وهو األب:هي. ها االبن:اكرسها. األب:

فعلت. قد ها االبن:داخلها؟ يف ترى ماذا األب:

صغرية. بذورا االبن:منها. بذرة اكرس األب:

فعلت. قد ها االبن:ترى؟ ماذا األب:

مطلقا. يشء ال االبن:كون الذي وهو تدركه، لم الذي الروح هو تره لم الذي الجوهر هذا إن بني يا األب:إنه الحق. إنه موجود كل به يقوم الذي هو الروح وهذا الجوهر هذا إن الكبرية. الشجرة

وأنت. أنا إنه النفس.علما. أبي يا زدني االبن:

الصباح. يف به وائتني ماء قدح يف وضعه امللح هذا خذ األب:

الصباح. يف وحرض أمر ما االبن فعل

القدح. يف وضعت الذي بامللح ائتني األب:

املاء. يف ذاب قد كان إذ أستطيع؛ ال االبن:وأخربني. السطح من املاء ذق األب:

ملح. إنه االبن:الوسط. من ذقه األب:

ملح. إنه االبن:القاع. من ذقه األب:

ملح. إنه االبن:

232

Page 233: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

صباحا. وائتني األرض عىل املاء اطرح األب:

امللح. وبقي املاء، ترشبت األرض فوجد الصباح يف االبن عاد

إنه الروح. إنه موجود. ولكنه فيه، الحق تدرك ال إنك االبن، أيها بدنك هكذا األب:وأنت. أنا إنه النفس.

أنواعه اختالف عىل كله العالم هذا يف منبثا وروحا جوهرا هناك أن إىل القصة هذه ترميشباكا يصنع خشب بني كالفرق األسماء، يف إال بينها فرق وال وجوده، رس هو وأشكاله،

األسماء. تتعدد وإنما واحد، الخشب فجوهر دوالبا، أو بابا أواأللغاز، من كثري عن النقاب كشف قد العلماء عىل «االبن» حصله الذي العلم إن

يكشفه. أن األب أراد الذي هو وهذا الحياة، رس من شيئا يكشف لم ولكنهكانت أمراض من ووقى مستعصية، كانت أمراضا فعالج والجراحة الطب تقدم كم

قصرية. كانت أعمار من ومد فاشية،الغريبة، الدقيقة واآلالت العجيبة، املخرتعات فاخرتعت اآلالت، علوم تقدمت وكمتنتهي؟ وكيف أتت وكيف الحياة ما السؤال: هذا العلماء هؤالء لكل وضع إذا ولكنمن مركب والحيوان النبات جميع إن قالوا لقد ومعلميه. «االبن» عجز جميعا عجزواو«نرتوجني»، و«أكسجني» و«هيدروجني» «كربون» من كيمياوية مركبة خلية وكل خاليا،النسب بهذه الخلية هذه كون ولكن الخلية؛ كانت معينة العنارصبنسب هذه تكونت فإذا«إن «الحياة». الخلية يمنحوا أن مجتمعني العلماء يستطيع ولن تستطيع فلن تشاء كماال شيئا الذباب يسلبهم وإن له، اجتمعوا ولو ذبابا يخلقوا لن هللا دون من تدعون الذينعزيز». لقوي هللا إن قدره، حق هللا قدروا ما واملطلوب. الطالب ضعف منه، يستنقذوهيعرفها التي العنارص هذه من تتكون إنسان أعظم إىل نبات أحقر من الخلية إنالعلم يمكن ال العنرص هذا الحياة، هو العلماء يجهله عنرص ينقصها ولكن العلماء،حار وقد العلم، يتخطاه أن يمكن ال برزخ الحياة وعنرص املادية العنارص وبني إيجاده،

بينهما. االتصال وسيلة يف الحرية كلالعلم انتهى لقد العلم». ينتهي حيث يبدأ الدين «إن قوله: من بعضهم عناه ما وهذا اكم يتوف ثم خلقكم ﴿وهللا فقال: النهاية هذه من الدين وبدأ األربعة العنارص ذكر عند

قدير﴾. عليم هللا إن شيئا علم بعد يعلم ال لكي العمر أرذل إىل يرد ن م ومنكم

233

Page 234: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

نطفة من اإلنسان خلق * كون يرش ا عم تعاىل بالحق واألرض ماوات الس ﴿خلقبني﴾. م خصيم هو فإذا

تذكرون﴾. أفال يخلق ال كمن يخلق ﴿أفمن

جبال حتى دائم، تغري يف والبحر فالرب الفسيح. العالم هذا يف املستمر التغري هذا ثمالربهان الجيولوجيا علم ويف باألمس، غريها يوم كل يف وهي كانت، ثم تكن لم الهماليالسكنانا، صالحة أصبحت حتى أطوار من األرض عىل مر فكم التغري. هذا عىل الكايفاملدمرة العنيفة الحركات وهذه والبحار، واألنهار باألمطار املاء يلعبها التي الظواهر وهذهأولئك كل والكهرباء، الجاذبية تسمى التي القوى وهذه والرباكني، الزالزل بها تقوم التيولكن بظاهرة، تفرس ظاهرة وكل بعلة، تفرس علة فكل التفسري، يف العلماء عندها يقف

له: جواب ال سؤال عند آخرا فستقف ظاهرة وكل علة كل وراء البحث يف رسومن للحرارة. الهواء؟ يلعب ولم للهواء. اآلن؟ أمامي الذي البحر هذا يلعب لم –

الشمس؟ الحرارة أودع الذي ومن الشمس. من الحرارة؟ أتت أينحقيقة وما الجاذبية؟ حقيقة ما ظاهرة: كل يف وكذلك العلم، ويقف نقف هناويكتشفها العالم عليها يسري التي الكثرية القوانني هذه وضع الذي ومن الكهرباء؟

العلم. ينتهي حيث الدين يبدأ أيضا وهنا فيه، للعلم مجال ال أيضا هذا كل العلم؟ن م أحد من أمسكهما إن زالتا ولنئ تزوال أن واألرض ماوات الس يمسك هللا ﴿إن

غفورا﴾. حليما كان ه إن بعدهالثمرات من به فأخرج ماء ماء الس من وأنزل واألرض ماوات الس خلق الذي ﴿هللالكم ر وسخ * األنهار لكم ر وسخ بأمره البحر يف لتجري الفلك لكم ر وسخ لكم رزقاوإن سألتموه ما كل ن م وآتاكم * والنهار الليل لكم ر وسخ دائبني والقمر مس الش

ار﴾. كف لظلوم اإلنسان إن تحصوها ال هللا نعمت وا تعد

يستغرق أن فالداخيل خارجيا، وطريقا داخليا طريقا طريقني: هللا معرفة الناسيف وسلكفتنكشف نفسه له تنكشف حتى بالرياضة وتهذيبها وتنقيتها بتصفيتها نفسه يف اإلنسان

هللا. فينكشف الحقيقةبالحقائق، العلم فيها أودع هللا من قبسة اإلنسانية النفس أن الطريقة هذه وأساس

باملادة. االشتغال عىل واالقتصار الشهوات عىل العكوف يحجبها وإنما

234

Page 235: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

قصيدته يف سينا وابن وأفلوطني أتباعه وبعض سقراط الرأي هذا يرى وكاناألرفع). املحل من إليك (هبطت املشهورة

يفعل كما وقوانينه مظاهره وتتبع العالم يف النظر عىل يعتمد الخارجي والطريقورائها. من هللا يدرك حتى ونظمها قوانينها ووحدة أصلها يف ويبحث العلم،

فيها، يصب جدول من باملاء تمتلئ قد بحفرة، الطريقني املتصوفة يشبه ما وكثريامنها. نبع نبع من باملاء تمتلئ وقد

ورياضتها، نفوسهم يف بالتأمل املعارف يتلقون املتصوفة، طريقة األوىل والطريقةبينهما. يجمع من وقل والفالسفة، العلماء من املؤمنني طريقة الثانية والطريقة

كل يد يف تنجح ال ولذلك املزاج، من خاص ونوع العاطفة عىل تعتمد األوىل: الطريقةيقرأ لم ومن األمي التصوف يف ينجح قد هذا أجل ومن ثقافة، إىل تحتاج وال أحد،

السمو. غاية يف معان عىل والوقوع الذوق دقة يف بالعجائب ويأتي علما.منظمة، علمية ثقافة من لها بد ال كان ولذلك العقل، عىل فتعتمد الثانية: الطريقة وأما

النظر. واسع الفهم دقيق العقل قوي إال فيها ينجح والترصف وكل خاطرة كل يف هللا واستحضار النفس رياضة األوىل الطريقة أسلوبوامتحان وفحصها املقدمات ودراسة املنطق الثانية وأسلوب ويرى. يسمع ما كل ويف

وصدقها. النتائجيف العقل بطريقة يعبأ ال فالصويف األخرى، عاب واحدة طريقة إال يذق لم ومن

الخيال. يف إمعانا التصوف طريقة يرى والعالم هللا، إىل الوصولالثانية واحرتم الدين مجال يف األوىل الطريقة فضل كالغزايل الطريقتني ذاق ومن

العلم. مجال يفله. خلق ملا ميرس وكل

٢

ذرة أصغر من العالم، يف الدقيق العجيب النظام هذا يف هللا فانظر علمي مزاج ذا كنت إناإلنسان، إىل الحرشة من الشجرة، إىل البذرة من الجبل، إىل الحصاة من جسم، أرقى إىليف واحدا تكوينا مكونة كلها تجدها السماء، إىل األرض من الشمس، إىل السديم منيرس ولم عشواء، خبط يشء منها يخبط فلم سريها، يف واحدة لقوانني خاضعة ذراتها،

235

Page 236: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

املسيطر الكيل والعقل املحكم والقانون الدقيق النظام هو إنما اتفق. حيثما يشء منهاوما نظامه الختل املفاجئة واملصادفات البحت االتفاق وليد العالم كان ولو الجميع، عىل

لحظة. بقيفجهل قوانينه ندرك لم وما القوانني، اكتشاف يف تقدمنا العلم يف تقدمنا وكلمايخضع والتي العالم يف املبثوثة الشاملة املنظمة القوانني هذه ولوال منها، خلو ال بهاإال العلم فليس مستحيال، العلم ولكان العالم، اسمه يشء يكن لم دقيقا خضوعا لهاالفلسفة فليست مستحيلة، الفلسفة ولكانت العالم، أجزاء من لجزء القوانني من طائفةيتجاوب معقولة بقوانني محكوم العالم أن شك وال للعالم: الكلية القوانني اكتشاف إال

مستحيال. أيضا الفهم كان وإال عقلنا، معهارأيت فإن وحدة؛ يجعله ارتباطا العالم أجزاء ارتباط قوة النظام هذا يف ما وأعجبأسنان، فثم معدة رأيت وإن يمضغ، ما فثم أسنانه نبتت وإن لبن، فثم أسنان بال طفاللنفسها منها بد وال غريها، بها يقوم ال بوظيفة تقوم اإلنسان خاليا من مجموعة وكل

ياء. يف تجاوب لها يكون أن بد فال صيحة ألف صاحت وإن ولغريها،جميع يف مبثوث وعقل كاملة ووحدة شاملة وقوانني شامل نظام قلت إن فأنت

يشء. كل قلت فقد «هللا» قلت وإذا «هللا»، قلت فقد األجزاءالصويف: الخري أبي بن سعيد أبو قال

يقرأ، وأخذ كتابا فأخرج يده ومد إيوان يف وأجلسني يدي من شيخي «أخذنيسعيد أبا يا يل: فقال الحركة هذه الشيخ فلمح الكتاب هذا معرفة إىل فتطلعتوهي واحدة كلمة الناس ليعلموا بعثوا نبي ألف وعرشين وأربعة مئة «إنمن أما األخرى، األذن من تخرج أن تلبث لم فقط بأذنه سمعها فمن «هللا»وباطن قلبه أعماق إىل نفذت حتى وتذوقها نفسه يف وطبعها بروحه سمعهابذكر يكتفون الذين إن يشء.» كل له انكشف فقد الروحي معناها وفهم نفسهمرضه يعالج كمريض وتذوق تفكري غري ومن قلب وال عقل غري من هللا اسم

الدواء. نفس يرشب أن غري من الدواء اسم برتديد

الجمال هذا نرشت التي القوة يف وفكر العالم، جمال يف هللا فانظر فني مزاج ذا كنت وإنالشمس جمال ويف الجبال، وعظمة البحار جالل يف انظره وانسجام. اتساق يف يشء كل يفأوراق رشرشة يف املحار، هندسة يف واأللوان، األشكال جمال ويف تغرب، جمالها ويف تطلع

236

Page 237: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

عملها مع وهي الضخمة كاآللة تعمل التي كلها الفسيحة الطبيعة هذه يف األشجار،كان وكما الخيال. طيف به ألم كالعاشق حاملة الجميلة، كالصورة نائمة تبدو العجيبالفنان، شعور يجاوب ما األخاذ الجمال من ففيه اإلنسان عقل يجاوب معقوال كله العالمفنانها. وحدة عىل تدل وحدة فجماله واضعها وحدة عىل تدل وحدة قوانينه كانت وكماوترشبته وهوائه، وأرضه وجوه وجماله املبكر للصباح قلبك اهتز شعورك رق إذايف يجري كأنه وحركاته وأمواجه للبحر وخفق ظمأ، عىل البارد املاء تلذ كما لذة يفزهو وغمرك إليها، النظر ترداد من تسكر كأنك حتى ونجومها السماء وراعتك عروقك،وأحببت يناغمها، قلبك فاهتز العالم، نغمات من وطربت ومالكه، وارثه كأنك العالم بهذاالجمال. تحب ألنك نفسك وأحببت يبهرك، الذي الجمال هذا مصدر ألنه فيه وما العالمنارش املتموج الفياض الشعور هذا بها تغذى «هللا» كلمة نفسك أعماق من انبعثت وأخرياوحني تمسون حني هللا ﴿فسبحان تعاىل: قوله تقرأ أن من خريا تجد ولم الجمال، هذامن الحي يخرج * تظهرون وحني وعشيا واألرض ماوات الس يف الحمد وله * تصبحونآياته ومن * تخرجون وكذلك موتها بعد األرض ويحيي الحي من الميت ويخرج الميتأنفسكم ن م لكم خلق أن آياته ومن * ون تنترش برش أنتم إذا ثم تراب ن م خلقكم أنومن * يتفكرون لقوم آليات ذلك يف إن ورحمة ة ود م بينكم وجعل إليها لتسكنوا أزواجا* للعالمني آليات ذلك يف إن وألوانكم ألسنتكم واختالف واألرض ماوات الس خلق آياتهيسمعون لقوم آليات ذلك يف إن فضله ن م وابتغاؤكم والنهار بالليل منامكم آياته ومنبعد األرض به فيحيي ماء ماء الس من ل وينز وطمعا خوفا الربق يريكم آياته ومن *ثم بأمره واألرض ماء الس تقوم أن آياته ومن * يعقلون لقوم آليات ذلك يف إن موتهاله كل واألرض ماوات الس يف من وله * تخرجون أنتم إذا األرض ن م دعوة دعاكم إذاماوات الس يف األعىل المثل وله عليه أهون وهو يعيده ثم الخلق يبدأ الذي وهو * قانتون

الحكيم﴾. العزيز وهو واألرضتبرصه. التي العني إال ينقصه ال رائع بستان العالم أن الحق

فرق ال جميعا، للناس مفتوح كتاب الفنية وبروحانيته العقلية بروحانيته العالم هذاعىل يتوقف واألمر املتعلم، يستفيد ال حيث األمي منه يستفيد قد بل وغريه، متعلم بني

237

Page 238: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أو حجر يف نظرة من إنسان يستفيد وقد التوجيه، وحسن التذوق وحسن االستعدادكتاب. أو معلم من يستفيد ال ما ثمرة أو شجرة أو زهرة

اإلصالح، ودعاة املتعلمني وخاصة الروحية، كلمة اآلن يخشون عندنا الناس من وكثريأنه هذا إىل دعاهم والذي الوسطى؛ القرون آثار ومن الرجعية من رضب أنها يرون وقدإليها، واملنقطعني والتكايا وسكانها، األديرة إىل خيالهم ذهب الروحية الحياة ذكرت إذاوأمثالهم املنجمني من والدجالني التصوف، رجال من واملشعوذين واملوالد الذكر ورجالحياة الروحية بالحياة نعني إنما املزيفة. الروحانية هي فهذه الناس؛ عىل عالة هم ممن«داروين» بقوانني يفرس أن يمكن ال سريه وأن فحسب، مادة ليس العالم هذا بأن تؤمنتفسريا صلح إن هذا فإن األصلح، وبقاء البقاء، وتنازع الطبيعي، االنتخاب من وحدها،ويف روح، املادة بجانب ففينا العالم، وحياة الخلية لحياة تفسريا يصلح فلن للتطور

محيط. ورائهم من وهللا روح، العالم ويف روح، األحياءواتصال جماله، فيه ونرش قوانينه، العالم يف أودع الذي هو األعىل الروح وهذا

ذوقه. من ويرفع شأنه، من ويعيل به، يسمو الروح بهذا اإلنسانالجد إىل يدعو إنه بل التبتل، إىل واالنقطاع العمل عن الكف يستدعي مما هذا وليسوفيك زارعا أو موظفا أو عاملا أو تاجرا تكون وألن فيه. والصدق له واإلخالص العمل يفمن حتى مظلما بحتا ماديا تكون أن أو متبتال، تكون أن من خري الروحي الجانب هذا

إنسانيتك. وناحية عملك ناحيةيحيي وكان أتمها، عىل الروحية الحياة يحيا كان ملسو هيلع هللا ىلص اإلسالم إىل األول والداعيأعد إنه حتى الحياة، يف وجاهد عالة، يعش ولم يرتهب فلم أتمها، عىل العملية الحياةالحياة يف قوة أصحابه اإلسالم روحانية أكسبت وقد قوة. من استطاع ما لخصومه

يسودوا. أن إال وأبوا يرتهبوا. ولم يذلوا فلم قبل، من لهم تكن لم العملية

٣

هللا». إال إله «ال دائما شعاره كان ولذلك «الوحدانية» إليه ودعا اإلسالم قرره ما أسمىهو وإنسان. وحيوان وأشجار، وبحار وجبال وأرض، سماء من يشء كل خالق فاهللومؤلف قوانينه، وواضع الكون مدبر يشء، كل عىل القادر وهو غريه، رب ال العاملني رباألرض ظلمات يف حبة وال يعلمها إال ورقة من تسقط «ما يشء بكل العالم وهو نظمه،

238

Page 239: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

وحياته، وجوده منه يستمد الوجود يف يشء كل مبني» كتاب يف إال يابس وال رطب والواملعاقب الخري عىل املثيب وهو العدل، وهو الحق هو قوته إال قوة وال خلقه، إال خلق ال

يره﴾. ا رش ذرة مثقال يعمل ومن * يره خريا ذرة مثقال يعمل ﴿فمن الرش عىلوهو القوي هو وحده فاهلل وعزة، قوة معتنقها تكسب بالوحدانية العقيدة هذهوهو إلرادته، واالنقياد لقوته، الخضوع يف متساوين خلقه، إال كلهم الناس ليس العزيز،

نستعني﴾. وإياك نعبد ﴿إياك املستعان: وحده وهو املعبود، وحدهليس العالم ألن حر، مستقل العالم يف فهو هللا، إال ألحد عبدا ليس الوحدانية معتنقكما الوحدانية فعقيدة متساوون، فإخوة الناس باقي وأما هللا، وهو واحد سيد إال لهوال طبقات، سيادة فال لإلنسان، اإلنسان أخوة أيضا تتضمن وحده هللا سيادة تتضمنجاه أو مال أو بنسب اعتزاز وال طغاة، استبداد وال ملوك، استعباد وال أجناس، سيادةوفرض سلطان بسط من زورا، هللا بصفات يتصف أن يريد ملن خضوع وال قوة، أومعناها، مدركا هللا» إال إله «ال املؤمن: قال ذلك أحد حاول إن استعباد ومحاولة حماية

عداها. ما رافضابالتحرر يشعره وحده هلل فخضوعه والسمو، بالنبل اإلنسان تشعر الوحدانية عقيدةالنيل فليس الطبيعة، قوى سيادة أو الناس سيادة ذلك يف سواء عليه، أحد سيادة منبأسها، يخىش مما والقمر والشمس والنجوم العواصف وال الضحايا، إليه م تقد معبودايستخدمها أن يصح العالم قوى كل بل مثله، هلل مخلوقة ألنها بالقرابني، إليها ويتقرب

ملنفعته. فيسخرها قوانينها به يفهم أن يستطيع عقال منحه هللا ألن لخريه، اإلنسانمهما ألمة فليس هلل؛ مثله عبيدا إال ليسوا الناس ألن الناس قوة تستعبده ال وكذلكلسيادة إال يخضع ال ألنه لسيادتها يخضع ال وهو أمته، تستعبد أو تستعبده أن كانتإال إله «ال أن يعتقد ألنه العالم، يف مخلوق أي وال سلطان وال حاكم يستعبده وال هللا،أمر هللا ألن العدل، قوانني يطيع أن سلطانه، أو حاكمه نحو عليه يجب ما كل هللا»،يخضع ال وهو كان، أيا الظلم عن نهى هللا ألن للظلم يخضع وال العدل، وبإطاعة بالعدل

األخوة. حق له ولكن الجربوت، حق ألحد ليس ألنه صنف أي من لجربوتأن يريد والذي هللا», إال إله و«ال إلها يكون أن يريد يستعبدنا أن يريد الذي إنيذلنا أن يريد الذي والحاكم هللا»، إال إله و«ال إلها، يكون أن يريد طاغيا سيدا يكونكانت أيا أمة من وال كان أيا إنسان من نقبل ال إنا هللا» إال إله و«ال إلها يكون أن يريدال إنا هللا. إال إله ال ألنه فال، واالستعباد السيادة فأما إخوة. يكونوا أو أخا يكون أن إال

239

Page 240: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

نتقرب فال مرسال، نبيا كان ولو منزلته كانت مهما غريه أحدا هللا مع نرشك أن نقبلوال عبادة، تعظيم الحكام نعظم وال القداسة، من شيئا نمنحهم وال األولياء، إىل بالنذورألن املنكر، عن والنهي باملعروف واألمر العدل فيهم نطيع إنما ذلة، خضوع لهم نخضعألنها القوة، وال الجاه وال املال يستعبدنا ليس هللا. إال إله وال يتفق الذي هو وحده هذا

هللا. إال إله وال يشء، يف األلوهية من وليست زائلة أعراضأممهم من أمة عزة أو جميعا عزهم تجد املسلمني تاريخ فاستعرض شئت إنعقيدة زالت فإذا شعور، نبل من توحيه وما فيهم، الوحدانية عقيدة من بالتمكن مقرونةمن والعبودية ناحية من الطغيان وجاء اإلنسانية، األخوة عقيدة معها زالت الوحدانيةتعتقد عقيدة ليست هللا» إال إله «ال وأصبحت واملسكنة، الذل وفشا العزة، فزالت ناحية،والعدالة واالشرتاكية الديمقراطية إن الريح. مع يسري وقوال يغنى، غناء يؤدى، لفظا ولكنوهي اإلنسانية األخوة إىل داعية ألنها والتقدم، البقاء لها الصحيحة بمعانيها االجتماعية

هللا». إال إله «ال مستلزمات من

تحتاج النفوس، عىل األمور أصعب من ومعقوليتها بساطتها مع الخالصة والوحدانيةمن شائبة تشوبها ال حتى تامة حياطة إىل تحتاج كما السمو، من نوع إىل اعتناقها يف

الرشك. إىل ينزلقون ما رسعان الناس ألن وثنية،وإله الخري إله اثنني: إىل اآللهة اخترصوا والفرس العالم، قوى ألهوا اليونانيونودعا وحطمها اإلسالم أتى فلما أصناما، الكعبة مألوا والعرب يتنازعان، وجعلوهما الرش،الصالة، يف األذان، يف مناسبة: كل يف شعارها هللا إال إله ال وجعل الخالصة الوحدانية إىلبدأ خفية؛ أشكال يف الوثنية إليها ترسبت أن النفوس بعض تلبث لم عارض، كل يفأهل يعظم بعضهم وبدأ عمر، فقطعها الرضوان، بيعة شجرة يعظمون املسلمني بعضاأليام، مر عىل الوثنية سيل سال ثم عيل، فنهاهم العبادة، من يقرب تعظيما الرسول بيتتقدم األرضحة وأقيمت هللا، ترصف الكون يف يترصفون بأقطاب اإلسالمي العالم وامتألعضوض؛ ملك إىل الخالفة وانقلبت آلهة. كأنها إليها ويتقرب بها ويستشفع النذور إليهامعنى وذهب لحكمهم، معقب وال ويترصفون ألمرهم، راد وال يأمرون كانوا فالحكامالدين، ناحية من الناس واستعبد األلوهية، من نوع محله وحل للمحكوم، الحاكم أخوة

الخاصة. قلوب من إال هللا» إال إله «ال معنى وذهب الدنيا، ناحية من واستعبدوا

240

Page 241: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

يل عبادا كونوا للناس يقول ثم والنبوة والحكم الكتاب هللا يؤتيه أن لبرش كان ﴿ماوال * تدرسون كنتم وبما الكتاب تعلمون كنتم بما ربانيني كونوا ـكن ول هللا دون من

سلمون﴾. م أنتم إذ بعد بالكفر أيأمركم أربابا والنبيني المالئكة تتخذوا أن يأمركم

الذين العاقلون املتعلمون املثقفون هؤالء حتى أصنامها، حضارة ولكل وثينة، زمن لكلبرضوب الوحدانية عن أنفسهم هم يحجبون قد النجوم وعبدة األحجار بعبدة يهزءون

الوثنية. رضوب من دقيقةاألنظار، تتجه لها الصناعية، اآلالت هي الحديثة املدنية يف اليوم األول املعبود إنومنها العمال، يستعبد ولها األموال، رؤوس أرباب يعبد وإياها الدعاء، أكف ترفع وإليهاوتطعن الحروب، وتثار األمم تستعبد وبقوتها األخالقية، والتعاليم السياسة املبادئ تشتق

اإلنسانية. األخوة الصميم يفعليها مؤسسة وشيوعية واشرتاكية وفاشية ديمقراطية من السياسية املذاهب إن

عنها. ومتفرعة منها مشتقة االقتصادية والنظريات إليها، وناظرةسعادة ومصدر عظمى نعمة تكون وكانت لتأليهها؛ اآلالت بهذه يشقى واإلنسانتستلزمه وما وحده هللا تأليه من معنييها بشقي هللا وحدانية ضوء يف إليها نظر لو كربى

اإلنسانية. أخوة منيعتنقها. من أقل وما هللا» إال إله «ال يقول: من أكثر فما وبعد

٤

لهذا وهم وأجسامهم، وألوانهم ألسنتهم يف اختالفهم أرواحهم يف يختلفون الناسلوحته، املصور يستمد منه املعارض، بني له مثيل ال معرض األرواح يف االختالف

قصته. والقصاص صورته، املصور واألديب قصيدته، الوصف يف والشاعرمال بني يقىضوقته ذرة، كانت حتى وضمرت ثلجا، فكانت روحه بردت من فمنهمومحاسبة أكسب، أيها االستغالل وجوه بني وموازنة يدخره، ومال ينفقه، ومال يجمعه،حتى ينام، حني إىل يصحو حني من بذلك مستغرق ذهنه عمال، له يتوىل من لكل دقيقةله كانت فإن بارت؛ أو راجت وتجارة خرست، أو ربحت سلعة يف يحلم فإنما حلم إنذهنه، من بطرف بهما يستمتع ومرشب مأكل من عابرة فلذة ذلك وراء الحياة يف لذة

وتدبريه. بماله مشغول وسائره

241

Page 242: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يمضيه، ورق أو يحرضها مسألة أو يكتبها، مذكرة يف حياته ينفق موظف أواملعيشة ومطالب العادية الحياة أمور يف إال ذلك وراء له تفكري وال يرضيه، رئيس أو

اليومية.نهاره ذلك يف يكدح وألرسته، له العيش وتدبري رزقه تحصيل يف كله همه فقري أو

تلتهمه. وأفواه تنتظره ملعدات قوت إعداد يف إال يفكر ال ليله، من وجزءابعني إليهم تنظر وجاهلهم، عاملهم وفقريهم، غنيهم الروحانية، حرموا أولئك كلآخر، يشء أي كسبوا وإن نفوسهم فقدوا قد مرعبا، وجفافا موحشا ظالما فرتى البصريةقد ذلك. غري يشء وال وتقسم، وترضب وتطرح تجمع الحاسبة اآلالت جنس من آلة همالفخمة واأللقاب األنيقة واملناظر الواسع الثراء ذوي من فيكون الحياة يف بعضهم ينجح

روحه؟ وأين نفسه، إذن فأين نجاح؟ هذا هل ولكن الضخمة، واملظاهروحياته يجربها، نظرية أو يحققها مسألة يف وقته كل ينفق عالم القبيل هذا من بلفيها العلماء وأقوال وتجاربه نظرياته عىل يقترص الذي الضيق باألفق محدودة كلها

ذلك. إىل وما بعضها وتوهني األقوال بعض وترجيحفيها. روح ال حياة تحيا كلها أنها يف أنواعه تشرتك الناس من نموذج هذا

يسقوه، أو يطعموه أن إال بالناس صلة لها ليس حياة يحيا آخر نموذج وهناكفقط؛ ولروحه الناس عىل عالة يعيش باألرض، له شأن وال بالسماء متصلة كلها حياتهبيته من يجعل أو تكية أو دير يف الناس يعتزل ويتأمل، يعبد أن منه الناس حظ كلإنه الروحية؛ بلذته هو يسعد دام ما شقوا أو الناس سعد شأنه من ليس تكية، أو ديراالناس مال أكل إنه اآلخرة، يستعجل أن ويأبى الدنيا يف خلق إنه الرشه، كاملايل أناني

بدينه. يف ولم استدان قد جسمه غذاء يف إنه ثمنه، يدفع ولمفيها وقضوا السلع تجارة يف أمعنوا ممن حاال أسوأ فهم بالروحانية تاجروا من أماحواة إنهم يباع، ال ما فباعوا الناس عىل وزيفوا متجر، غري يف تاجروا ألنهم حياتهم، كليشء. يف الروحانية من ليسوا هؤالء أذقانهم؛ عىل ويضحكون بأالعيبهم، الناس يضللونباسم املموه والنحاس املاس، باسم الزجاج يبيعون إنهم يملكونها. ال أسهم باعة إنهم

كثريون. هؤالء وأصناف الذهب،إىل بسبب ومد بروح مادة مزج من يعجبني إنما هؤالء. وال هؤالء يعجبني ليسجميعا، يغذيهما ال فلم وروحا جسما اإلنسان كان وإذا السماء. إىل وبسبب األرضجانب الجانبني، ذو يعجبني فإنه الوجهني ذو يعجبني لم إن جميعا؟ بهما ويعيش

242

Page 243: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

يف يسري إلدارته منظما عمله يف دقيقا أعمال رجل هذا يكون قد املادة. وجانب الروحمع وهو محددة، ومواعيد منظمة دفاتر من املدنية، إليه وصلت طراز آخر عىل عملهوأن وعظمته، باهلل الشعور عنده الحياة، يف أعىل مثل وله لطيفة، روحية نزعة له ذلكحدة من تلطف الروحانية هذه للناس؛ أنفعهم الناس خري وأن يشء، كل ليست الدنياأمر كما للناس أيضا يعيش ولكن فقط، ألرسته أو فقط لنفسه يعيش ال فهو ماديته،املعونة وحب للناس الرحمة قلبه عىل تسبغ ماديته بجانب الرجل هذا روحانية هللا؛قد بسيماهم، تعرفهم املجتمع، يف قليلون الناس هؤالء ومثل إليهم؛ الخري وإيصال لهم،الحياة أعمال يف الجد مع والدعة والوضاءة الرقة من لطيفا نوعا الروحانية عليهم خلعت

السالم. ولساده العالم وجه لتغري هؤالء مثل كثر ولو الدنيوية؛وتيمورلنك. الخطاب بن عمر بني كالفرق له روح ال ونابغة روح له نابغة بني الفرقرسالة، الحياة أسمى. غرضا للحياة إن بل وتتزوج، وترشب تأكل أن الحياة ليستتعود ثم فتأكل، بيتك إىل وتعود فتعمل تصبح متواصال، ماديا عمال الحياة وليستتدور إنها اإلنسان، شأن ال اآللة شأن فهذا تنام؛ ثم فتأكل بيتك إىل تعود ثم فتعمل،ملكات منح ألنه طبيعيا؛ ليس اإلنسان يف ولكنه طبيعي، اآللة يف وهذا وتهدأ، وتغذى

اآليل. العمل هذا وراءيفرس ال وحده فالعقل فقط. فكريا وجهدا بحتا، عقليا عمال أيضا الحياة ليست بلالعقل عىل واالعتماد مخيفة، جافة الحياة يجعل وحده والعقل مشاكلها، يحل وال الحياةالنبوغ درجة إىل العقل يصل ما وكثريا وفراغ عذاب والشك الشك، إىل أدى ما كثريا وحدهوأمثالهم؛ وبريون وبيكون نابليون يف الشأن كان كما وضيع، الخلق يف انحالل مع الفائقيكونان ذاك إذ والخلق العقل فإن العقل، عىل املؤسس والخلق العقل اجتماع مع وحتىوينظمه، العالم عىل يسيطر إلها للعالم بأن االعتقاد إن الروح. ينقصه الجميل كالتمثالبميزان أعماله سيزن وأنه عمله، عن سائلة وأنه صلة، العظيم اإلله بهذا إنسان لكل وأنيف القوة يبعث هذا وكل حق، هذا كل منه بروح به تتصل التي الروح يمد وأنه دقيق،

الحياة. يف عليها تستند للنفس دعامة خري وهو اإلنسان،ما بالحياة وتمده أبدا، الكون يف تعمل العظيم هللا يد بأن يشعر اإلنسان أسعد ماومطلع عنده، وحارض بقلبه، متصل العظيم هللا وأن أراد، إن الخري عىل وتعينه عاش،

والحمد. والتقدير بالحب جدير العظيمة بصفاته وأنه نفسه، يف ما أدق عىلعىل ال العمل عىل وتبعث اآلخرة، وتحيي الدنيا تحيي الروحانية العقيدة هذهالجفاف تحول التي هي خرية؛ رحيمة جميلة صبغة الدنيا يف العمل وتصبغ الخمول،

243

Page 244: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يف القليل بثمنها فيقدرها الوردة إىل ينظر املادي إن جمال. إىل القبح وتحول رحمة، إىليقدر العواطف بارد املادي إن بثمن. يقدر ال جمالها فريى إليها ينظر والروحي السوق،باملال مليئا الشخص كان وكلما تستغل، ضيعة إال ليسوا وهم منهم، ينال ما بقدر الناسإنسان كل يف يرى والروحاني لشخصه، ال ملاله إليه أحب كان يستنزف، وبالدم يمتص،

شقي. إذا بالسعادة ويمد كبا، إذا ويرحم عثر، إذا بيده ويؤخذ أمكن، ما يعان أخاملكا لجعلته رجيما شيطانا مست ولو إنسانا. ألحالته قردا الروحانية مست لولعم الساسة قلوب مست ولو رحيما. أبا منه لجعلت عنيدا جبارا مست ولو كريما.وذليل، وعزيز ومستغل، ومستغل ومستعمر، مستعمر يكن ولم الحروب، وبطلت السالم

بينهم. فيما رحماء لديهم فيما رشكاء متعاونون إخوة ولكنالدفاع وسائل تنظيم إىل وال التجارة، أسواق تنظيم إىل محتاجا اآلن العالم ليسإىل وال املبيدة، الحديثة واملخرتعات الذرية القنابل عىل السلطة ضبط إىل وال والهجوم،هو هذا فكل والغرم؛ الغنم أساس عىل الصلح رشوط ووضع األسالب توزيع تنظيمنتيجة فكان األوىل، العاملية الحرب عقب ساد الذي املنطق وهو القدماء، الساسة منطقثالثة حربا النتيجة فستكون سائدا بعينه املنطق هذا استمر فإن الثانية؛ العاملية الحربإىل يحتاج العالم وإنما واحدة. نتائج تنتج الواحدة املقدمات أن رضورة محالة، الشح عىل وتقيض واألمم، األفراد بني الطمع تبيد روحانية يهزأ من بذلك وليهزأ روحانيةبني تنرش روحانية والطبقات، والوطنية الجنس ونزعات واالنتقام السيطرة وحب األنفسوتنصب فتنحيهم، للحكم صالحني غري املاديني السياسيني زعماءها أن فرتى الشعوبوحب لإلنسانية الخري بحب نفوسهم اصطبغت قد والروح، املادة بني جمعوا من مكانهم

األمم. بني اإلخاء وحب العالم يف العدلوالغلبة السيطرة حب يف القديمة األساليب تجتاج عاصف ريح إىل محتاج العالميف عداهم ومن هللا موضع يف أمتهم الساسة ووضع الوطنية، والنعرة القومية والسيادةمطلب وعدها املرشوعة غري الحادة اللذائذ يف اإلفراط إىل النزعات وتجتاح العبيد، موضع

الحياة.الروح. إصالح إىل ولكن املادة، إصالح إىل اليوم يحتاج ال العالم

دائم. شقاء يف فالعالم وإال منه بد ال حلم ولكنه حلم. هذا أن قوم يرى قد

244

Page 245: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

٥

يف أوربا يف عاتية طاغية اإللحاد موجة كانت وقد وإيمان، إلحاد بني موجات العالم ينتابأبحاثهم يف وإهماله بالدين، االكرتاث عدم املثقفني طبقة بني ففشا عرش، التاسع القرنوشعائرها، وأعمالها الكنائس يف ألسنتهم وبسط والعمل، بالقول مهاجمته أو وأعمالهم،عن ال الدين شعائر يؤدي من ومنهم إلحاد. وال إيمان فال الشك موقف وقفوا وآخرونالكرة لعب يف يقىض زمنا هناك أن فكما الحياة، برامج من جزء ولكنها واعتقاد، روحالدين. كل هو وهذا الكنيسة، يف يقىض عابر زمن فهناك ذلك، ونحو السينما ومشاهدةوالرتبية األخالق وأسست واتساعا، قوة والشك اإللحاد موجة تزيد يمر يوم كل وكان

الدين. أساس عىل ال العقل قواعد عىلنظرية انتشار أهمها: كثرية عوامل واتساعها وقوتها املوجة هذه طغيان عىل وعملكبرية، شجرة إىل صغرية نباتية خلية من وارتقائها ونشوئها األنواع تسلسل يف «دارون»وبقاء الطبيعي واالنتخاب بالبيئة اإلنسان إىل وصلت أن إىل التكوين حقرية حرشة ومنوأنشأوا تفكريهم، عليها وبنوا واعتنقوها، النظرية بهذا الناس فأولع ذلك، إىل وما األصلحاملقدس الكتاب حرفية مع يتفق ال بالربهان املؤيد الرأي هذا أن ورأوا علومهم، عليها

وحواء. آدم خلق من حكى فيماعىل النظر قرصوا وتطوره الخلق يف هللا رؤية من وبدال إيمانهم، من هذا فزلزلوحواء آدم قصة بأن موقفهم عن يدافعون الدين رجال وبدأ وارتقائه، ونشوئه الخلقالنوع لنضج رمز هي وإنما حرفيتها، عىل تؤخذ أن يصح ال املقدس الكتاب يف الواردة

الرمز. هذا داللة يف اختلفوا ثم اإلنساني،املقدس الكتاب وضع إىل اتجهت أخرى علمية حركة ومدرسته دارون وعارصحركةالتاريخية، الوثائق كل عىل سلطت كما عليه، العلمي البحث أدوات وتسليط النقد، موضعوإنما وحده، هومريوس عمل من ليست أنها إىل بحثهم يف ووصلوا اإللياذة يف بحثوا فكماوأداهم املقدس، الكتاب بحثوا كذلك مختلفة، عصور يف مختلفني أناس عمل من هيتحديد من فيه جاء ما ونقدوا مختلفة، بيئات يف متوالية عصور يف وضع أنه إىل البحثما وبعض ملوىس، ليس ملوىس نسب ما بعض أن إىل البحث وساقهم التاريخية، السنني

وشكا. زلزلة الناس ذلك فزاد لداود، ليس لداود نسبتعاليمها، بني ووازنوا العالم أديان يف فبحثوا األديان، مقارنة علم نشوء كان ثممن مثل خطرية ملسائل وعرضوا راقيا، ليس وما راقيا منها يعدونه ملا أسسا ووضعوا

245

Page 246: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

سببا البحث هذا نتائج فكانت الكنيسة، سلطة أتت أين ومن التثليث، فكرة جاءت أينالعقيدة. زلزلة أسباب من آخر

كما ويرشحه الديني، الشعور ومنه اإلنساني، الشعور يحلل النفس علم جاء ثمالخوف، خلقها فكرة إنها ويقولون هللا، فكرة منشأ يف ويبحثون األجسام، األطباء يرشح

نغمة. الطنبور يف فزادوالغريه، ليست روحانية من له وملا بربه لصلته اإلنسان شأن من يعيل الدين وكانشأن من يحقرون ونحوهم الفلك وعلماء اإلنسان وعلماء واالرتقاء النشوء علماء فجاء

بروحانيته. واعتزازه عظمته اإلنسان فسلبوا كبرية، دودة ويجعلونه اإلنسانوالتحرر اللذائذ، من أمكن ما واختطاف الحياة، تفاهة إىل الدعاة دعوة هذا وقارناآلخرة يف شك هناك دام وما نافعة، أو ضارة قيودا كانت سواء القديمة، القيود منأبادرها «فدعني قديما: طرفة قال ما حديثا وقالوا املستطاع، بقدر الدنيا يف الهناء فليكن

يدي». ملكت بمااملثقفني من قوم قال وقد الغرب، يف واإللحاد الشك موجة يف األسباب أهم هي هذهلنتقدم فلنلحد اإللحاد، مع تقدم األقل عىل أو باإللحاد تقدم قد الغرب كان إذا الرشق: يفونتخلص نساويهم لعلنا فلنقلدهم الحاكمون وهم ملحدين كانوا وإذا ونتقدم، نلحد أوبذرت عملها، فعملت الرشق، إىل الغرب من والكتب واآلراء األفكار وسافرت حكمهم. مناإلشاذة ومنها بحذافريها الحديثة املدنية يأخذ أن بعضهم ورأى آثارها، وتركت بذرتها،أيضا عملها اللذائذ انتهاب إىل الدعوة وعملت الديني، الشعور وإضعاف العلمي، بالبحث

سطوتها. لها فكانت الرشق يفاملثقفني طبقات بني وخاصة والرشق، الغرب املوجة عمت أن كله ذلك من وكان

املثقفني. وأنصاف

إىل ميلها وسبب الرشق، يف فتنكرس الغرب يف تنكرس بدأت املوجة هذه أن يظهر ولكنبل سعادة للعالم تنتج لم أوجها بلغت ملا املادة أن فرأوا نظروا الناس أن االنكسارمحل وطمأنينتها النفس إراحة يف يحل أن يستطع لم العقيل الضمري وأن وخرابا، شقاءفإنه الدين، رجال وسلطة الدين تفاصيل إىل وجه إذا املر النقد هذا وأن الديني، الضمريأن بعلمه أمكنه أنه لو يستطيعه كان إنما يستطعه، فلم مسه وإن الدين جوهر يمس لمفإذا الظواهر إال يفرس أن يستطع لم وهو أما محكما؛ تفسريا الكون ظواهر جميع يفرس

246

Page 247: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الروحية الحياة يف رمضان: أحاديث

ونظامه وقوانينه العالم وحدة ومنشأ وترصفها، وهبتها كالحياة عجز الصميم إىل وصلناحية من فالدين األفكار، من بالحديث والغرور اإللحاد يف الحق له إذن فليس وجماله،

العالم. تفسري إلمكان منها بد ال حقيقة هو ذلك وفوق وسند، اإلنسانية للنفس عزاءالنشوء فنظرية بقصورها؛ يؤمن أو نظرياته بعض يف يرتاجع بدأ نفسه العلم حتىإن قائلهم: قال حتى األوىل، الخلية يف الحياة تفرس ال ولكن التطور, تفرس قد واالرتقاءويحمل عمال يؤدي منه نوع كل أن عىل يدل وتدرجه وحيوانه نباته اختالف عىل العالمتشبغ مهما عقلك يستطيع ال غرضحتى إىل وتهدف وترتابط، تتساند كلها وأنها رسالة،

عليما. حكيما قويا واحدا مؤلفا للعالم بأن يؤمن أن إال العلم منفيها؛ يشك النفس علماء بعض أخذ قد الخوف األديان أساس بأن الدعوى وهذهوقد واالنتقام، االضطهاد إىل يدفع وقد األعمال، بعض اإلنسان عىل يحرم قد فالخوفإىل يدعو الراقي الدين باعث إن الدين؟ باعث هذا هل ولكن والحرب؛ الكره عىل يحملالعظمة، منه تستمد عظيم القوة، منه تستمد قوي إله ودبره، العالم خلق إله إجاللالدين إن فينا، كإرادتنا للعالم هو الكمال صفات كل فيه الروح، منه تستمد روحييصل وقد الكره، ال والحب االنتقام، ال والعفو التعصب، ال التسامح إىل يدعو الراقيقول ذلك يف ويعجبني حبا، أشد أو أنفسهم كحبهم هللا حب إىل الدين يف الناس بعضفهل يعصه». لم هللا يخف لم لو صهيب العبد «نعم صهيب: وصف يف ملسو هيلع هللا ىلص الرسولالنفس؟ علماء بعض يقول كما الخوف بدافع النفسية الظواهر هذه كل تفسري يمكن

بفنه، أعجز فالقرآن الجميلة، الفنون عىل البواعث أهم من كان دائما الدين إن ثمفهل والتصوير، املوسيقى ويف املعابد عمارة فن يف الجميلة الفنون مبعث كان والدين

فنا؟ ينتج ال والخوف الخوف، خلقه الدين أن ودعوى هذا يتفق

إىل يدعو ألنه أمة، وال جنس وال طائفة وال بقبيلة يحده فال النظر يوسع الحق الدين إنسعة إىل يدعو كما أمامه، متساوون واملحكومون الحاكم وحده وهو العاملني، رب هللا أن

ورحمة. وتعاون أخوة ولكن انتقام، وال عصبية فال العواطفتكره، ومن تحب من بني الجميع، بني للعدل ويدعو الضمري، يحيي الحق الدينواألنانية الفردية األنانية ويهدم ولونك، جنسك من ليس ومن ولونك جنسك من هو ومنيحول أنه الحق للدين وظيفة أهم إن العاملية. األخوة عاطفة محلها ليحل القوميةأراد إذا العام. الخري تحقيق إىل تتجه إلهية عاطفة إىل شخصية أنانية من العاطفة

247

Page 248: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

الخصومة أسباب دابر وقطع وتعاونها البرشية الجمعية بوحدة الشعور بث املصلحونوهللا اإلنسان بني العالقة يوحد الذي الحق الدين من خريا أساسا يجدوا فلن واالنتقام

إلهه. خلق من هو الذي اإلنسان وأخيه اإلنسان بني العالقة ويوحد الواحد،عىل ووضعها أساسها من العالم يف الرتبية برامج تغيري إىل يدعو الغرض هذا إنبني تفريق غري من لإلنسان اإلنسان وحب أجمعني، الناس خالق هللا حب هو آخر أساسالعالم ينقص الذي هو وحده وهذا ودين، ودين ولغة، ولغة وأمة، وأمة وجنس، جنس

اليوم.يشاء، كما املادة يف يبحث أن فللعلم والدين، العلم بني مصالحة إىل محتاج العالم إنمادته، وراء ما فينكر دائرته يتجاوز ال ولكنه استطاع، كما قوانينها من ويستكشفتكمله، بل العقل مع تتناىف ال فهذه إليه، وما الغيب وعالم بالروحانية، يؤمن أن وللدينوليستفد العلم، نظريات لرشح الدين جاء فما مادتهم، يف بحوثهم للعلماء ليرتك ولكنالتي القوانني هي العلماء يستكشفها التي القوانني فهذه إليها، الروحية بنظرته منهاإن املادة، وراء ما كشف من يستطيع ال فيما ليبحث العلم جاء وما كونه، يف هللا بثها

الدين. وتعقيل العقل تديني إىل محتاج العالمإن الدين. يرقيها نبيلة وعاطفة العلم، يرقيه سليم عقل العالم ساد هذا تم إنال والعقل تحرمها، اإلنسانية واألخوة تمنعها، النبيلة العاطفة ألن حرب، فال هذا تم

يستسيغها.الدين وال الصحيح العقل يرتضيها ال ألنها الدين، حول خرافات فال هذا تم وإن

الصحيح.إنسانية. عاطفة ولكن وطنية عاطفة فال هذا تم وإن

عقرب وتحريك ضيقة وعاطفة ضيق فكر مبعث ألنها صهيونية، فال هذا تم وإنتصور يف العقل ضيق مبعثها ألن صليبية، غري وال صليبية حروبا وال الوراء، إىل الساعة

الدين. خدمة يف جاهلة وحماسة الدين،يف العالم ولتقدم اإلنسانية، تعوق التي العوائق كل لزالت هذا تم فلو الجملة وعىل

قرون. يف يتقدمه لم ما عاماملنحطة املوجة بها يكتسح العالية املوجة هذه عن العرشون القرن يتمخض فهل

بعيدا؟ أمال ذلك يزال ال أو عرش، التاسع القرن أخوه خلقها التيهللا. عند ذلك علم

248

Page 249: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اإلسالم يف اإلنسانية

أن بمعنى «الوطنية» أو «القومية» نزعة العالم بها مني التي النكبات أكرب من كانيف السيادة تتبوأ أن املنشودة فغايتها األمم، سائر إىل النظر دون لخريها تعمل أمة كلالضعيفة األمم من وتخطف تستطيع، ما أكثر األرض من تملك أن تسعى وأن العالم،أعظم الحربية وقوتها شعب، أغنى وشعبها رواجا، أكثر تجارتها تكون وأن تقدر، مااألساس هذا وعىل آخر؛ اعتبار أي غري من قومها شأن إعالء العظمى فأمنيتها قوة،أكرب األخرى األمم من لها كسب من سيايس فأعظم قادتها، يقصد وإليه سياستها، تبنيمستعمرة، مستعمراتها إىل وضم األخرى باألمم نكل من حربي قائد وأعظم مكسب،أيضا األساس هذا وعىل قومه، أمالك إىل وضمها فأذلها مطمئنة آمنة أمة عىل واعتدىبإظهار وتعنى الوطن تمجد تاريخية ودروس وطنية تربية من التعليم، برامج وضعتللوطنية الضيقة النظرة هذه عن ونشأ الحقيقة؛ داس ولو العظمة بمظهر األمة تاريخأن تريد أمة وكل تسمو، أن تريد أمة فكل املعنى، هذا يف تسابقت األوربية األمم أنوتسبق تتسلح أن بد ال لذلك وهي والغلبة، السيادة تريد أمة وكل الضعيف، تلتهمجنسها أن وإشاعة التاريخ، ومسخ الوطنية الرتبية يف تتسابق كما التسلح، يف غريهاويساعدها الحرب يف ينرصها معها وأنه إله، خري وإلهها دم، خري ودمها جنس، خريوالتي كانت التي الحروب سلسلة املعنى بهذا الوطنية هذه نتيجة فكانت السلم. يفبعيدي من قوم يأتي آلخر حني ومن سيحدث. والذي حدث الذي والخراب ستكون،وغريهما، وولسن تولستوي فعل كما باإلنسانية، وينادون الوطنية، خطر يدركون النظرالحرب بنار اكتووا وإذا جديد، من الوطنية وتتغلب دعوتهم، تخمد ما رسعان ولكناألطالنطي، وميثاق ويلسن بمبادئ فعلوا كما واملساواة العدل بمبادئ يبرشون راحواالقومية، إىل إال تنظر ال فروسيا األوىل؛ سريتهم يعودوا أن الحروب بعد يلبثون ال ثم

Page 250: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أمة تتمسك أن ويكفي الوطنية، السيادة إىل تنظر كلها وغريها وفرنسا وأمريكا وإنجلرتاإىل العالم ويعود القديمة، الشهوات وتتحرك الوطنية، يف األمم كل لتتسابق بوطنيتها

معسكرات.الوطنية، النزعة واختفاء اإلنسانية، النزعة غلبة إال كلها األمراض هذه من عالج والكوحدة العالم إىل ينظر أن اإلنسانية ومعنى اإلنسانية، مع تتناىف ال حدود عىل قرصها أوكل وتتقيد والحق، العدل بقوانني كلها وتؤمن شامل، عام لنظام كلها تخضع وكأرسة،يف سبق ومن يقوى، حتى بيده ويأخد الضعيف لخري القوي ويعمل العام، بالصالح أمةمن انتشل فقر أو بجهل نكب ومن خطؤه، قوم أخطأ ومن تعميمها، يف اجتهد محمدةصغريا، يرشد كبري أرسته، نحو الواحدة األرسة يف فرد كل يفعله مما ذلك ونحو نكبته،أنه كل يشعر إذ الجميع، لخري يعمالن وأم وأب كبريا، يوقر وصغري جاهال، يعلم ومتعلم

وألرسته. لنفسه

اإلنسانية إىل دعوته قرون، منذ غريه بها سبق دعوة وأعظم اإلسالم، يف محمدة أكرب لعلالرجل وأسلم واحدة. مادة من والسالم واإلسالم اإلسالم، سمي قد فهو العامة، واألخوةيكون أن أحب هللا مع سالم يف كان ومن هللا، مع سالم يف كان أي له، وأخلص هلل استسلمويده» لسانه من املسلمون سلم من «املسلم هللاملسو هيلع هللا ىلص: رسول قال ولذلك خلقه، مع سالم يف

عليكم». «السالم بينهم فيما املسلمني تحية وجعلت مسلما، الدين هذا معتنق وسميتقريره يف تظهر الخلق فوحدة الخالق، ووحدة الخلق وحدة اإلسالم تعاليم أهم ثمالتي هي السيئة املصطنعة النظم وإنما سواء، فهم وحواء، آدم من كلهم الناس أنبذلك يعبأ ال وهللا وفقري، وغني الجاه، وعديم جاه وذي وعبد، سيد من الفروق سببتالصالح. العمل إال وإنسان إنسان بني فرقا هناك يجعل وال كله، ذلك ينكر واإلسالم كله،هللا «إن اإلسالم: تعاليم خالصة وفيها الوداع حجة خطبة يف هللا رسول كالم يف جاء لقدثم تراب». من وآدم آدم، من الناس باآلباء، وتعظمها الجاهلية نخوة عنكم أذهب قدوقبائل شعوبا وجعلناكم وأنثى ذكر ن م خلقناكم إنا الناس أيها ﴿يا تعاىل: قوله تال

أتقاكم﴾. هللا عند أكرمكم إن لتعارفوا

250

Page 251: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اإلسالم يف اإلنسانية

عن يسألكم ال هللا إن تملئوه1. لم الصاع طف آدم بنو «كلكم آخر: حديث يف وجاءأتقاكم». هللا عند أكرمكم إن القيامة. يوم وأنسابكم أحسابكم

دماءكم «إن فقال: واألعراض واألموال األنفس حرمة أيضا الخطبة هذه يف وأكدهذا». بلدكم يف هذا شهركم يف هذا يومكم كحرمة عليكم حرام وأعراضكم وأموالكم

ويف الباطل بينهم فرق ثم واحدة أمة كانوا فقد الناس، وحدة اإلسالم ويقررفاختلفوا». واحدة أمة إال الناس كان «وما الحق: اتبعوا إذا واحدة أمة يعودوا أن أمكانهمباهلل آمن من فكل يبنهم، فرق ال السابقني وباألنبياء السابقة باألديان أعرتف ثمآمن من ابئني والص والنصارى هادوا والذين آمنوا الذين ﴿إن جزاؤه فله صالحا وعمليحزنون﴾. هم وال عليهم خوف وال ربهم عند أجرهم فلهم صالحا وعمل اآلخر واليوم باهللوعيىس وموىس فإبراهيم بعده﴾، من والنبيني نوح إىل أوحينا كما إليك أوحينا ا ﴿إنمن خلت قد رسول إال د محم ﴿وما الحق إىل ودعوتهم الناس لهداية أتوا وغريهمرسله يرسل وهللا واحدة، أمة والناس شامل، عام نظام العالم فنظام الرسل﴾، قبلهجعلهم وهللا منهم، هللا يطلب بما ال صنيعهم فبسوء وتفرقوا اختلفوا فإن لهدايتهم،

وتحاربوا. فتناكروا ليتعارفوا، شعوبايف فالذرة وحدة؛ كله العالم بل وحدة، اإلسالم نظر يف وحدها اإلنسانية وليستونظم واحدة لقوانني يخضع وكله السماء. يف الشمس تكون نمط عىل تتكون األرضـن الرحم خلق يف ترى ا ﴿م يقول: والقرآن وقوانينه، العلم يكون أن أمكن ما وإال واحدة،يسبح إال ء يش ن م وإن فيهن ومن واألرض بع الس ماوات الس له ﴿تسبح تفاوت﴾. منعىل وداللته هللا، لقوانني خضوعه العالم وتسبيح تسبيحهم﴾ تفقهون ال ـكن ول بحمده

مشيئته. عىل والسري قدرته،رفع الذي فـ﴿هللا واحد، خالق له الواحد الخلق وهذا الخلق، وحدة هي هذهوأنهارا﴾، روايس فيها وجعل األرض مد الذي ﴿وهو ترونها﴾، عمد بغري ماوات الس

أب إىل االنتساب يف كلكم املعنى األثري: ابن قال يمأل. وملا يمتلئ أن قارب إذا املكيال» طف «هذا يقال: 1أن يبلغ لم الذي بالكيل نقصانهم يف شبههم التمام، غاية عن والتقارص النقص يف واحدة بمنزلة واحد

املكيال. يمأل

251

Page 252: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ركم وصو بالحق واألرض ماوات الس ﴿خلق ،﴾ بالحق واألرض ماوات الس خلق الذي ﴿وهوصوركم﴾. فأحسن

ه ـ إل ال ربكم هللا ﴿ذلكم الرحيم﴾، ـن الرحم هو إال ه ـ إل ال واحد ه ـ إل هكم ـ ﴿وإليدرك وهو األبصار تدركه ال * وكيل ء يش كل عىل وهو فاعبدوه ء يش كل خالق هو إال

إلخ. إلخ. الخبري﴾ اللطيف وهو األبصاربني الخالق ووحدة عامة، الخلق وحدة بل اإلنسانية وحدة من األساس هذا عىل

العالمني﴾. رب للـه ﴿الحمد آياته أوىل وكانت هللا، إال إله ال شعاره وجعل اإلسالم،وحدة إىل يدعوا أن يجب كلهم فالناس الدعوة، وجهت أيضا األساس هذا وعىلذلك الدعوة، هذه لتبليغ كافة الناس إىل أرسل هللا رسول ومحمد الخلق، ووحدة الخالقالخلق، يف اآللهة اختصاص عددت أو اآللهة، فعددت أرشكت إذا ستعذب اإلنسانية ألنبهذه باالعتقاد إال التحقق تمام يتحقق ال الحق واعتناق كافة الناس بني العدل نرش وألنفشت فإذا العاملني، رب هللا إال إله ال عليها يدل التي هللا ووحدة العالم وحدة الوحدةهناك أن عقيدة فشت وإذا والفساد، والخصام الحرب كانت إلها شعب لكل أن عقيدةفالحرب ذلك نحو أو الجنس أو الدم يف وتميزا ممتازة، غري وشعوبا ممتازة شعوباهللا دون يشء قدس وإذا الظلم، كان هللا دون من والحكام امللوك عبدت وإذا والخصام،

الفساد. فانترش اآللهة تعددتالكتب يف ترى كما بالشعوب، والحكومات امللوك استبداد يحارب اإلسالم جاء لذلكالقبائل عصبية ويحارب حياته، آخر يف والروم فارس ملوك إىل الرسول أرسلها التيويقرب الصالح، العمل والتفاضل التقويم أساس ويجعل باألنساب، التعاظم وعصبيةيعتد وال قريش، صناديد عىل الفاريس، وسلمان الرومي، وصهيبا الحبيش، بالال الرسول

كثري. وال قليل يف والدم باللوناستطاع ما أذن كل إىل يوصلها وأن الدعوة هذه يبلغ أن إال ليست الرسول ومهمةومحمد فليكفر﴾، شاء ومن فليؤمن شاء ﴿فمن ذلك وبعد البالغ﴾، إال الرسول عىل ا ﴿مبرش أنا ما إن ﴿قل يبلغها املبادئ بهذه إليه أوحي أنه إال ميزة له ليس الناس، كسائر برشصالحا عمال فليعمل ربه لقاء يرجو كان فمن واحد ه ـ إل هكم ـ إل ما أن إيل يوحى ثلكم مربك سبيل إىل ﴿ادع بالحسنى الدعوة هذه يدعو إنما وهو أحدا﴾. ربه بعبادة ك يرش والعن ضل بمن أعلم هو ربك إن أحسن هي بالتي وجادلهم الحسنة والموعظة بالحكمة

بالمهتدين﴾. أعلم وهو سبيله

252

Page 253: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اإلسالم يف اإلنسانية

الكون، يف آثاره عىل الناس عيون ويفتح خلقه، يف هللا آيات يبني أن الرسول عىل إنيشقون وكيف والعدل، الحق وتحري العقيدة، بحسن الناس يسعد كيف لهم ويبنيأن يجب ولكن يرفضوا. أن أو يقبلوا أن ذلك بعد أحرار وهم والظلم، العقيدة بسوءوالحكام امللوك يرتك وأن إليه، يدعو ما الناس يسمع أن من يمكن أن ويجب يسمعوا،

يؤمنوا. ال أو يؤمنوا أن بعد الخيار ولهم دعوته، يسمعون أحرارا الناسأراقوا وال حربا أقاموا وال سيفا صحبه وال هللا رسول حمل ما املبدأ لهذا سمعوا ولووحب العقل، اعتناقها عىل ويبعث الحق يزينها وحدها بالدعوة اإلسالم والنترش دما،الضعيف، وتقوية املظلوم ونرصة كافة، الناس بحقوق واالعرتاف والبساطة، الحرية

الرقيق. وتحرير الفقري وإنقاذبالحرب الحرب فريد يهاجم، أن لهما: ثالث ال أمران السيف تقلد عىل حمله ولكندعوته نرش من والرؤساء والحكام امللوك يمنعه أن أو دعوته، ليحمي بالقوة والقوةالظلم من للناس إنقإذن رسالته مبلغ بد ال وهو وجاههم؛ وعزهم سلطانهم عىل حفظا

الحسنة. والسياسة الصالحة العقيدة عىل الناس توحيد يف ورغبة العقيدة، وسوءيجر أن اإلسالم بخلد يدر ولم الجهاد، وكان الغزو كان وحده األساس هذا عىلالفتح يف حبا فتح ما يفتح ولم شيئا، الدنيا من يملك لم فقريا رسوله مات فقد مغنما،الناس أرسع كان ولذلك حريتهم, ليفقدهم ال حريتهم للناس لريد أتى فقد واالستعمار،

واملظلومون. واملستضعفون األرقاء اإلسالم لقبولوتؤمن واحد بإله تعتقد واحدة أمة كلهم الناس لكان كلها غايته اإلسالم حقق ولواختلفوا فإن والعدوان، اإلثم عىل تتعاون وال والتقوى، الرب عىل وتتعاون والعدالة بالحقكل، بمزايا والالنتفاع وللتعاون فللتعارف الدنيا طبيعة هي كما وأجناسا وألوانا شعوبا

واالستعالء. والتحارب للتناكر الوصميمه. جوهره يف اإلسالم هو هذا

الصالح والدين حملة، له يجد لم األول عرصه بعد أنه فعيبه عيب فيه كان فإنبحملته. يصلح الفاسد والدين بحملته، يفسد

253

Page 254: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 255: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

مأساة

والقوت الحياة، ليفقد الحياة وأسباب جوعا، ليموت القوت يحرم باملاليني يقدر شعبوالحواجز السدود وجهها يف تقام ولكن الوصول، سهلة الحياة وأسباب كثري، متوافر

الجائعني. إىل يشء منها يترسب ال حتى والحصونعنه يمنع ومراكش، والجزائر تونس يسكن الذي املسكني املغربي الشعب هو ذلك

يهديه. كتاب وال تفيده، مجلة وال تنريه، جريدة تدخله فال العقيل الغذاءتحيي أال برشط الجافة، املدرسية وبالكتب وأمثالها الخريات بدالئل له يسمح إنماالعاطفة يغذي كتاب وأما الذهن، وينري العقل يرشد كتاب فأما عقال، تنري وال عاطفةاألطلنطي امليثاق فيه كتاب وأما ومجدهم، للعرب ذكر فيه كتاب وأما ويقويها، ويحييهاالعيون، له ترصد حرام، أي فحرام الحرية، يف الشعوب وحق املصري، تقرير يف األمم وحقحصن من مر إذا حتى الحصون، له وتشيد األبواب وجهه يف وتغلق الرقباء، له وتحشدجهد. من وبذل حيلة من عمل مهما البالد داخل إىل يصل أن يمكن فال آخر، يف حجز

لفتحت القاتلة السموم أنواع من نوع أي أو خمرا أو أفيونا أو حشيشا هذا كان لوبشع بغيض فأمر والجريدة واملجلة الكتاب أما األرصاد. وجهه يف تقف ولم األبواب لهواألفيون الحشيش ألن املنع، كل ويمنع الحيطة، كل له ويحتاط والفرع، الرعب يثرياملحييات باملغذيات مرحبا وال ويلهم، ويحيي يغذي والكتاب باملخدرات، ومرحبا مخدر

امللهمات.إجراما أقل لكان ومالبسهم ومشاربهم ومآكلهم أقواتهم يف األقوام هؤالء عذب لولآلدمية. وإعدام لإلنسانية إهدار ألنه وعواطفهم، وأرواحهم عقولهم يف يعذبوا أن من

وأن يتوحد وأن يتحرر وأن يتعلم وأن يقرأ أن يف بحقه الشعب هذا طالب إذا ثمالعلم إليه وصل ما آخر واستخدم صوره، أبشع يف العذاب عليه سلط بيده، أمره يكون

Page 256: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

تسلط وأساطيل محوا، قراه تمحو حتى بقنابلها ترميه فطائرات به؛ التنكيل يف واالخرتاعإال يعلمه ال وما ومصادرة ونفي سجن إىل تخريبا، البالد تخرب حتى مقذوفاتها عليه

هللا.الغرابة وموضع األعاجيب أعجوبة لكان امليالد قبل العرشين القرن يف هذا حدث لووهيئة وبرصه، العالم سمع تحت العرشين القرن يف هذا يحدث فكيف واالستنكار،تتجاوب العالم وأجواء اإلنسانية، وإنقاذ العدل تحقيق بدعوى تعقد املتحدة األممهذه بجانب الصليبية الحروب فظائع ما الحرية! ومؤازرة املصري وحق بالديمقراطية

كله؟ هذا يفعل ومن الجرائم؟ هذه بجانب التفتيش محاكم جرائم وما الفظائع،اإلنسان. حقوق لتقرير بالثورة والسابقة الثقافة، ونارشة العلم، نصري فرنساوأخلد اإلنسانية، الحقوق آيات وأبلغ الحرية، صفحات أنصع كتابها كتب التي فرنسا

العقلية. األرستقراطية إىل الدعوة كتبصحيفة أو مجلة أو كتاب عىل يطلع أن من شعبا اآلن تحرم التي هي هذه فرنسا

قلبا. بها يغذي أو حقيقة منها يستجيل أو العالم يف يجري ما منها يفهمالعلم، الثقيلة القيود أنواع تضع العلم ونارشة الثقافة، تحارب الثقافة نصرية فرنساحالل هي أم وراءها؟ حقيقة ال بهرجة املبادئ هذه أكل الحرية. تقتل الحرية وزعيمةهي أم للمسلمني؟ حقا وليست للمسيحيني حق هي أم الرشق؟ عىل حرام وأمريكا ألورباالجرمانية؟ الشعوب دعوة إذن يستنكرون فلم بعض دون األجناس بعض حقوق مناليمني أحزاب بني فرق غري من املغربية، البالد هذه مع فرنسا سلوك يفرس فكيف وإال

املتطرفة. واملبادئ املحافظة املبادئ ومعتنقي اليسار، وأحزابوجه يف الصوت يرتفع وال املخازي، هذه عن الصمت يسود أن األمر عجيب ومن

الصارخ. الظلم هذاالذين واألمريكية اإلنجليزية واملجالت الصحف أرباب وأين املتحدة؟ األمم هيئة أينما معشار عرش حدث لو نعلم؟ مما أكثر فيها يجري وما املغرب بالد أمر من يعلمونما الدم أو النسب أو الدين بصلة إليهم تمت شعوب ويف أخرى بالد يف املغرب يف يجري

جرائدهم! صفحات كفتهمويرتلون بحمدها، ويسبحون بذكرها يشيدون والذين فرنسا يف املثقفون العرب أين

ومبادئها؟ وحريتها ثقافتها عىل الثناء آياتأن منه يراد باملاليني يقدر شعبا أن يبلغهم ألم منه؟ يشء أو كله هذا يبلغهم ألم

الخريات؟ دالئل عىل يعيش

256

Page 257: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

مأساة

محرمة مجالت يف ينرشون وما كتب من يكتبون مما أقالمهم آثار أن يبلغهم ألموارفعوا هللا اتقوا عليهم؟ العزيزة الفرنسية الحكومة هو ومحرمها املغربي الشعب عىل

كان. أيا الظالم وجه يف وارصخوا أصواتكم،

257

Page 258: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 259: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغوي1 املجمع

جملة عىل ينطوي التعريب وهذا األفرنجية، Academy لكلمة تعريب املجمع كلمة إنعربية كلمة ووضعنا عملهم، مثل يعمل مجامعهم غرار عىل مجمعا نريد أننا معان:العربية اللفظة واستخدام التعريب أغراضنا أهم من بأن إشعارا األفرنجية للكلمة

ذلك. إىل احتجنا إذا اإلفرنجية للكلماتهيئة أو جمعية هو «املجمع يقول: إذ للمجمع إنجليزي كاتب تعريف أعجبني وقدإىل مقسمة أو مجتمعة وترقيتها. والفن والعلم األدب تهذيب غرضها منسجمة. متعاونةربح من شائبة يشوبه أن غري من لغرضها الخالص العشق عملها إىل يدعوها شعب،

مادي».بل املجمع، روح حقيقة فهو الغرض» «عشق التعريف هذا يف أعجبني ما وأحسنعشق، من فيها ما بمقدار يتحقق وهو الغرض، تحقق العشق وجد إن جمعية. كل روح

جمعية. حقيقة ال جمعية فشكل يكن لم فإنبه تقوم بما أفراد منا قامت فقد الرشقيني؛ نحن عنا بعيدا العشق هذا يكن ولمالذي التهذيب صاحب اللغوي فاألزهري عندهم، العشق هذا لتوافر ونجحوا املجامع،أجل من العذاب صنوف ويتحمل األرس يف ويقع أهلها من اللغة يأخذ الصحراء يف رضبكل تحرير بعد مجلدا عرشين كتابة عىل عكف الذي منظور وابن عاشق، شك ال غرضه

له. جدد أعضاء عرشة اختيار بمناسبة املجمع يف الكلمة هذه قيلت 1

Page 260: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

أقرأ وكنت كثري، وأمثالهما عاشق، كذلك هو ربح إىل نظرة أي غري من كلمة وكل مادةالحقيقة». «عشق رشوطه أهم من فجعل الفيلسوف رشوط يف فصال للكندي أخريا

أول يف اإلسكندرية شهدته مرص، يف كان إنما املعنى بهذا مجمع أول أن املؤرخون ويذكراليونان من العلم جهابذة فيه والتقى األول، بطليموس يد عىل امليالد قبل الثالث القرناإلسكندرية ملدرسة نواة ذلك وكان أيامهم، يف العلم إليه وصل ما يرقون والرشقينيلكان الزمن مع وطورناه التاريخ هذا من املجمع هذا ورثنا أنا ولو اإلسكندرية. ومكتبةبيننا ما حبل قطعت السياسة أعاصري ولكن علم، وخري لغة وخري مجمع خري اآلن لنا

إلينا. أوروبا من نقلناه ا جد أخريا ثم أوال، أوربا فورثته وبينهوتطورتها، األوربية املجامع هذه لتاريخ صورة هنا أعرض أن غريض من وليسأعمال، من املجامع بعض به قامت ما لبعض رسيعا عرضا أعرض أن أريد ولكنيألربابها. والفنية العلمية املجامع عملته ما تاركا واألدبية اللغوية الناحية عىل وأقترص

أسبوع، كل يوما اجتماعية سنة عىل يجري األوىل أيامه يف الفرنيس املجمع كان فمثالنقده قراءته أتم فإذا ه. أعد أدبيا أو لغويا موضوعا أعضائه أحد يقرأ له اجتماع كل ويفبحوث إعداد إىل هذا وتطور املجمع، ألعمال نواة هذا فكان فيه، رأيهم وأبدوا الحارضوناألدبية التآليف ينقدون كانوا أن هذا تبع ثم مرة، عضو كل يلقيها دورية وأدبية لغويةمن كان ولكن «كورني». تآليف يف فعلوا كما الجمهور، عند حظوة نالت التي العظيمةمعجم بعمل املجمع أعمال توجت ثم ذلك، املؤلف منهم طلب إذا إال ينقدوا أال تقاليدهم

الفرنسية. للغة كبري واسعمن عليه دخل مما كان عرش الثامن القرن آخر يف جديد من تكوينه أعيد فلما

األدبي. اإلنتاج تشجيع يف يرصفها هبات من إليه قدم بما ماليته نمو تحسنيإنتاجه، قلة أو ورجعيته، جموده يف أو أعضائه، اختيار يف نقد من إليه وجه ومهما

التبذل. من للغة الحارس لألدب، العليا املحكمة يعد فإنه ذلك نحو أووترقيتها، وتصفيتها اللغة بتنقية مجامعها من الغرض وإيطاليا أملانيا وحددتاملهذبة واألساليب األلفاظ اختيار عىل مجمعها وعمل غرضها، إسبانيا حددت وكذلكيف ذلك وتدوين الحوشية واألساليب األلفاظ واستبعاد األدباء، خاصة يستعملها التي

معجم.

260

Page 261: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغوي املجمع

التاريخ يف تأخر ألنه األوربية، املجامع من وأعقد وأصعب أشق املرصي مجمعنا عمل كانوألن أكثر، أو قرون ثالثة لها األخرى املجامع أن حني عىل حديثا. إال ينشأ ولم كثريا،انقطعت قد منظور وابن الفريوزابادي عمله اللغة يف مجهود آخر وبني بيننا الصلةباآلالت تزخر حديثة مدنية أمام أنفسنا فوجدنا أعيننا وفتحنا خطوة، أي تتقدم ولمكلها، بها تتكمل أن يجب حية لغة وكل وفن، علم كل يف واملصطلحات واملخرتعاتالفارسية املدنية واجهوا حني العبايس العرص يف العرب القى مما أكثر ذلك يف والقيناوالرومانية الفارسية املدنيتني قابلوا وأجدادنا وأوسع، أغنى الحديثة فاملدنية والرومانية،الحديثة املدنية نقابل ونحن الجرأة، إىل تدعو والعزة بالعزة، يشعرون فاتحون وهميشعرون كانوا وأجدادنا والخوف، االنكماش إىل يدعو وهو النقص، مركب من بيشءاللغة إن ثم إنتاجنا. ويقل سرينا فيبطؤ للغة، ملك أنا نشعر ونحن ملكهم، اللغة أنسعتها يف مرتادفاتها، كثرة يف إعرابها، يف قواعدها، يف شاقة صعبة بطبيعتها العربيةضيقة العباسية، املدنية من لحقها وفيما العربية الجزيرة معيشة تتطلبه فيما تامة سعة

ومصطلحاتها. الحديثة املدنية أمامغايات له مجمعنا حلوال، لها ويجد كلها املشاكل هذه يواجه أن بد ال فمجمعناالعرص ومطالب العرص بحاجات وافيا معجما يضع أن أمامه خطرية، ومطالب عظمىيكون أن وأمامه مطول، تاريخي معجم عمل وأمامه — العرص يستسيغه أسلوب عىلشعر من عام كل يف يصدر ما كل عىل يقف العربي، العالم يف األدبي لإلنتاج عليا محكمةعىل ليرشف اللغة عىل حارسا يكون أن وأمامه كلمته. فيه ويقول أدبية، وبحوث ونثرويرفض إجازته يرى ما ويجيز وأساليب، ألفاظ من يستعمل وما الجرائد، يف يكتب ماالعربية اللغة تعلم سبل لهم فييرس املدارس يف الطلبة يرحم أن وأمامه رفضه. يرى ماعىل واألغنياء الحكومة يستحث أن وأمامه اإلصالح. وسائل ويضع الربامج وينقد وآدابها،املجمع يحقق كيف وتسألونني: ذلك كل أمامه اإلنتاج عىل األدباء لتشجيع باملال التربع

العشق. هي امليزان، يف ثقيلة اللسان عىل خفيفة واحدة بكلمة فأقول ذلك؟!

١٣ يف بإنشائه املرسوم صدر فقد عاما، عرش أربعة نحو اآلن هذا مجمعنا عمر إنالغرض وحدد ،١٩٣٣ سنة أكتوبر ٦ يف مرة ألول أعضاؤه وعني ،١٩٣٢ سنة ديسمربوالفنون العلوم بمطالب وافية وجعلها العربية اللغة سالمة عىل باملحافظة املرسوم يف منهيف يحدد بأن وذلك الحارض، العرص يف الحياة لحاجات العموم عىل مالئمة تقدمها، يف

261

Page 262: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

من تجنبه أو استعماله ينبغي ما الطرق من ذلك بغري أو خاصة تفاسري أو معاجمأبحاثا ينرش وأن العربية، للغة تاريخي معجم بوضع يقوم وأن والرتاكيب، األلفاظالعربية للهجات علمية دراسة ينظم وأن مدلوالتها وتغري الكلمات بعض تاريخ يف دقيقةاللغة تقدم يف شأن له ما كل يبحث وأن العربية، البالد من وغريها بمرص الحديثة

العربية.تمس التي البحوث يتداولون أعضاؤه فكان املجمع، يعمل بدأ الحني ذلك ومنسماعيا، يكون ومتي قياسيا يكون ومتى ومداه االشتقاق يف عضو فيبحث الحاجة، إليهااملولدة واأللفاظ وطرقه األلفاظ تعريب يف وثالث األساليب، تعريب يف آخر ويبحث

قرارا. ذلك يف ويتخذون األعضاء ويتناقش وهكذا. منها، املجمع وموقفالطبيعية للعلوم ولجنة للرياضيات فلجنة لجان؛ إىل األعضاء تقسيم يف بدءوا وقدوتتناقش تجتمع لجنة كل وكانت إلخ. والفلسفية االجتماعية للعلوم ولجنة والكيمياوية،املجمع أقر وبذلك فيها، رأيه لريى املجمع عىل تقره ما وتعرض الخاصة املصطلحات يفتيسري يف بحث املجمع دوارات بعض ويف املختلفة، العلمية املصطلحات يف الكلمات ألوففيها ينرش سنوية مجلة بإنشاء املجمع وعنى العربية. الكتابة وتيسري النحو قواعدمع ولكنها جلساته، بمحارض مجموعة ينرش كان كما أعماله، وسائر وقراراته بحوثه

جديد. من إصدارها عىل يعمل املجمع أخذ ثم الحرب، سني يف وقفت األسف،معجم وضع وهو أعماله، أهم يف الرشوع يف قريبا يبدأ أن يرجو اآلن واملجمعالعرص يف استعملت معنى أي ويف أخذت لغة أي ومن الكلمة فيه تذكر مطول تاريخيعمل شك وال وهذا الحارض؛ عرصنا إىل تطور من املعنى هذا عىل دخل ما ثم الجاهيل،وابن الفريوزابادي أيام متوافرة كانت مما بأكثر عندنا متوافرة أدواته ولكن ضخم،وهريوغليفية وعربية رسيانية من القديمة الرشقية باللغات العلم تقدم بفضل منظور،أصبح حدسا اللغويني من األقدمون يحدسه كان فما إلخ. وسبئية وحبشية وفهلويةيمكن مما ذلك إىل وما وتاريخ وأدب لغة كتب من العربية األصول إن ثم علما. اليوماالتصال. وسهولة الطبع لتقدم مناال، أقرب أصبحت املعجم هذا وضع يف إليه الرجوعوبالدواء الطويل بالجهد إال عليه التغلب يمكن ال صعب شاق فالعمل وذاك هذا ومعيكمل أن خلفنا وعىل واالستمرار، البدء إال علينا وما العشق. وهو قبل من وصفته الذي

بدءنا.فترشف واألدب، للغة عليا محكمة يكون أن يف مثله يحقق أن أيضا يطمح هو ثميستحق ما منها فيتوج وتأليف، ونثر نظم من العربي العالم يف األدبي النتاج عىل لجانه

262

Page 263: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اللغوي املجمع

ويرشف عليه، املكافأة يرى ما باملال ويكافئ التقدير، يستحق ما تقدير ويعلن التتويج،فيقر وأساليب، ألفاظ من يستجد فيما قراراته ويعلن والكتب، والجرائد املجالت عىل

بإرشافه. الجمهور فيشعر الخطأ ويصحح الصوابلم ألفاظا يختار أنه أو قليل، نتاجه أن مثل كثرية نقود املجمع إىل وجهت لقدذلك، ونحو للتشنيع مختلفة خياالت الواقعة الحقائق إىل أضاف وقد الجمهور يستسغهاخال قلما بل وأمثاله، النقد هذا إليه وجه الذي هو وحده املرصي مجمعنا يكن ولمطبيعة دائما املجمع طبيعة أن األغلب عىل ذلك وسبب هذا؛ مثل من العالم يف مجمعالتدقيق إىل تميل دائما العلماء طبيعة وألن والثائرين، املجددين نزعة تريض ال محافظةعادة والجمهور نضج. غري يف الكثري النتاج عىل القليل الصحيح النتاج وتفضل والبطء،وراء عمل ما يقدر وال فقط املرسح عىل يظهر ما ويقدر املقدمات، يرى وال النتائج يرىاالتصال بالجمهور يتصل لم مجمعنا إن ثم عقاربها. إال الساعة من يرى وال الستار،أن مشاكلنا من وأخريا بالقليل. ليس نتاجه أن مع وجوده برضورة يقنعه الذي الكايفأحرارا، فلسنا مجلتنا طبع أردنا فإذا العمل، يف بالحرية يشعرنا مايل استقالل لنا ليسكل يف العقد عقدة وهذه أحرارا، فلسنا املجمع صالح يف نراه عمل عىل مكافأة أردنا وإذافعاق بالترصف، اإلذن وتركيز الثقة فقدان عىل قديم من النظام بني وقد حكومي. عملبعضنا ثقة وكسبنا عام كل الجنيهات من مليونا خرسنا لو أننا وعندي تقدم. كل هذا

كثريا. ربحناه وما قليال خرسناه ما لكان ترصفنا وحرية ببعض

263

Page 264: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 265: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الرازق عبد الشيخمصطفى

من كل نفس يف ترك فقد واسعة، رحمة الرازق عبد مصطفى وزميلنا صديقنا هللا رحمالصرب. عليها يعز ولوعة يمأل، ال فراغا عرفه

علمه. يف متميزا أدبه، يف متميزا خلقه، يف متميزا هللا رحمه كانوال حقدا يحمل ال رحب، واسع وصدر رحيم، عطوف وقلب سمحة، كريمة نفس

غضب. يستخفه وال نزق، يستفزه ال رائع وحلم ضغينة، عىل ينطويوهو القضاء، بمدرسة طالب وأنا باسمه سمعت عاما أربعني منذ يوما أنىس لستصورة نفيس يف فارتسمت وجاه، وغنى ونسب، حسب من هالة اسمه وحول بها، أستاذالناس إىل وينظرون ألسنتهم، أطراف من ويتكلمون بأنوفهم، يشمخون الذوات، أبناء منمحلها وحلت الكاذبة، الصورة هذه انمحت حتى رأيته فما السماء، أعىل من األرض يفالديمقراطية ومن فيها، ما أجمل األرستقراطية من أخذ قد املخالفة، كل تخالفها صورةوأدب تصنع، غري من الحركة يف ورشاقة بهرجة، غري من امللبس يف أناقة فيها. ما أجمل

تكلف. غري من النفس يف ودعة ترفع، غري من الحديث يفمر عىل بيننا الصداقة وتأكدت جلسة، يف وصادقته وأحببته نفيس، منه فامتألتكان وهكذا الود، صفو يعكر أو الصداقة يخدش ما مرة منه أر لم أني وأشهد األيام،

صديق. كل مع هللا رحمه شأنهاملادية حياته يف يتحكم الدقيق، الرقيق املرهف ذوقه هللا رحمه فيه ما أجمل من كانممتع لذيذ حديث من والروحية األدبية حياته يف ويتحكم ومرشب، ومأكل ملبس منخري من بيته يف ناديه كان هذا أجل ومن املستمعني، عىل نظراته ويوزع يوزعه مؤدب،وقد عرصية، مدنية ثقافة واملثقف الصميم، األزهري بني يجمع وأحفلها، وأمتعها األندية

Page 266: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

قلوب بني يؤلف ورقته وظرفه بلطفه هللا رحمه هو فإذا واألوربية، األوربي فيه يكونواملحافظني. األحرار آراء عنده وتتالقى كل، من كل استفادة من بلباقته ويمكن الجميع،والشعر الجميل، الذوق ذو زهري البهاء إليه شاعر أحب كان الجميل الذوق ولهذاويتعشق يتعشقه كان أنه فذكر نفسه، وعزة ومرصيته وذوقه ظرفه فيه أعجبه الجميل،

كهولته. يف فيه ألف حتى إليه يحن زال وال صباه، منذ شعرهكل من يتذوق كان إذ حياته مراحل من مرحلة كل يف منه فاستفاد ذوقه نفعهكرباء مزار أبيه بيت وكان فيه. ما أحسن منه فاستقى األزهر يف تربى أحسنه، يشءواألخالقية، واالجتماعية السياسية األمة شئون يف فيه يتحدثون وعقالئها، وعظمائها البلد

أحسنها. منها ويتخري ألحاديثهم فيصغيوتتلمذ فتعشقه أبيه، صديق عبده محمد الشيخ باألستاذ تعرف الطريق هذا وعنويزوره مجالسه، يحرض روحيا، أبا واتخذه دروسه، وغري دروسه يف به واتصل له،فائدة، أجل منه ويستفيد عائدا، استقباله يف الشعر وينظم مسافرا، إليه ويكتب حارضا،ويكون الفرنسية، إىل التوحيد رسالة له ويرتجم فيه، فيحارض مماته، بعد له ويفي

عبده. محمد الشيخ عن باحث كل مرجعأوربا إىل يرحلون شبان من فكم كثريا، هذا ذوقه فأفاده فرنسا إىل سافر ثموال قوميته، يخرس ولم كثريا، كسب فقد هو أما قليال، ويكسبون كثريا فيخرسون

قديمه. من الجميل عن يتخل ولم رشقيته،الشيخ أستاذه إليه كتب وقد ومرشده، وهاديه دليله حياته يف ذوقه كان وهكذابه يشعر لم بما حداثتك يف شعرت أنك رسوري بيشء رسرت «ما يقول: عبده محمدلسقت باملدح ولده وجه يقابل أن لوالد أذن ولو أبوك، وهلل أنت قومك، من الكبارهللا يمتعني أن الدعاء يف باإلخالص أكتفي ولكني الفضاء، عليك يمأل ما الثناء، من إليكإليه، الهداية عىل ويقدرك رسك، للحق يخلص وأن بدايتك؛ يف تفرسته بما نهايتك يف

والسالم». عليه, قومك لجمع بنفسك وينشط

يف يعولها كان أرس بكته فكم واملحتاج، للبائس العطاء يبذل النفس، كريم سمحسعى وكم محتاج، تعليم يف أنفق وكم والفقراء، اليتامى عىل يد من له وكم الخفاء،عىل وأسعفه ملستحق، الخري إيصال أو مظلوم، عن الظلم دفع أو عاطل، توظيف يفووزارة اإلسالمية الخريية الجمعية يف ومركزه الكثري، منه فأنفق الخاص، ماله ذلك

266

Page 267: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الرازق عبد مصطفى الشيخ

واملحتاجني البائسني عىل املعروف إفاضة عىل العام واملال الخاص ماله فتعاون األوقاف،املعروف. وغيث اليدين نفاح فكان واملنكوبني،

يتهلل حني عىل مذنب، أو ميسء أو مجرم عىل يحقد ال نفسه طيب من وكانيف واالختيار اإلساءة، يف الجرب ذلك يف فلسفته خالصة فكأن والنبيل، والخري للمحسنويحب أحسن من يحب ولكنه أساءه، من يبغض وال خصومه، يكره ال فهو اإلحسان،

أصدقاءه. الحب كلالحضارة أعجبته وإن األزهر، يف القديم يكره فال فرنسا، يف الجديد أعجبه إنالحديث، الفرنيس األدب تذوق وإن اإلسالمية، الحضارة تعجبه فإنه األوربية، العرصيةمشغوف فإنه و«ديكارت»، «كانت» بفلسفة شغف وإن القديم. العربي األدب يتذوق فإنهالعامية يتكلم فإنه الفرنسيني، مع الفرنسية تكلم وإن رشد، وابن سينا ابن بفلسفة

جميل. كل ويتعشق يشء، لكل يتسع قلبه فكان الفالحني، مع الصعيدية

خلقه. هذاملبسه يف تأنقه فيه يتأنق مجيد، مقل لذوقه، مظهرا كذلك فكان — أدبه أمامن املهلهل يعجبه ال البساطة، يف الجمال يرى من مذهب يذهب وسلوكه، وحركاتهالالئق موضعه يف ليضعه الجميل اللفظ يتحسس ذواق الحلية، يف املفرط وال األسلوب،واألسلوب الرشيق املعنى ويتحرى مكانه، يف أنسبها لريى املرتادفات يستعرض وقد به،نفسه يف الجملة ويردد والختام، االستهالل يف وخاصة يكتب، ما بهما يحيل الرشيق

اللذيذ. والطعام اللذيذ الرشاب الشارب يتذوق كما ليستسيغها،«يوميات عنوان تحت «الجريدة» يف األدبية مقاالته يحرر كان يوم ذلك يف خربتهثم فرنسا، من عودته بعد «السفور» مجلة تحرير يف اشرتكنا وأيام الفزاري» إبراهيملكان لألدب وفرغ الظروف واتته ولو واملناسبات، الحفالت يف ويكتب يخطب كان فيما

مدرسة. يتزعم الذي الكبري األديب منه

مكانه يف فكان املرصية، بالجامعة اآلداب كلية يف اإلسالمية للفلسفة أستاذا كان ثموبني بينه الود أسباب امتدت ما رسعان ومزاجه، وعقليته وسكينته وهدوءه يتفق الذيالكلية يف والخلقي العميل مقصدهم وكان وأحبهم، وأحبوه بهم، وأنس به فأنسوا طلبتهومشاكلهم النفسية ومشاكلهم العلمية مشاكلهم عليه يعرضون يكون، وحيث البيت ويف

267

Page 268: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

لألستاذ كان متخرجهم تخرج فإذا بررة، أبناء له وكانوا رحيما أبا لهم فكان العائلية،حياتهم، يف يطمئنوا حتى لهم السعي يف يكل ال ناحيته من وهو وفيا، وصديقا صغريا أخاالكثري ويرشك واإلنتاج، والدرس البحث يف يستمروا أن الظريفة بأساليبه إليهم يوعز ثمكما رجاال فربى الفلسفية، املشاكل من له يعرض ما وحل معه، دروسه تحضري يف منهموضعفه، قوته وموضع منهم كل خواص يتعرف أن بطلبته االتصال ومكنه عقوال، ربىواإلنتاج، البحث يف ينشط الكلية يف الفلسفة» «قسم رأينا حتى ووجه، وشجع فعالج

بفضله. إليهم ويحببها الناس، بني الفلسفة وينرشويناقش الغرب، وفالسفة الرشق فالسفة بني التقدير يف يسوي دروسه يف هو ثمالنصوص فهم يف ويمعن وهؤالء، هؤالء عن وينقل الشهرستاني، يناقش كما رينان

األزهرية. الطريقة من الفائدة كل مستفيدا باطنها إىل والوصوليف اإلسالمي العقيل النظر إىل الرجوع «يتوخى قال: كما دروسه بعض يف وكان

تطوره». وأرسار عصوره ثنايا يف مدارجه ويتبع األوىل سذاجتهإىل اإلسالمية الفلسفة أصول رد يف يغلوا أن املسترشقني من كثري حاول ولنئوأصول الكالم علم اإلسالمية الفلسفة إىل يضم أن األستاذ رأى فقد اليونانية، العنارص

معانيها. بأوسع الفلسفة يف ابتكار من للمسلمني ما عىل ليدلل الفقه،يذكر أن يفعل ما فكل عالم، رأي عىل يوافق لم فإذا النقد، يف جدا مؤدب وهوغري من جم أدب يف ذلك عىل الحجج ويورد أوىل، غريه ويرى يراه ال إنه ويقول الرأي،الحميم صديقه املخالف فكأن مساس، أي املنقود شعور يمس أن غري ومن تجريح،

عواطفه. الرعاية كل يرعى الذيمن يتحرر وأن ظهرت، مما أكثر التأليف يف شخصيته تظهر أن أتمنى كنت وكمتظهر كما يظهر أال أمكن ما يحاول هللا رحمه كان فقد تحرر؛ مما أكثر النقول كثرةمن حقه حق ذي كل وإعطاء النقل يف األمانة عىل التام حرصه ولعل والنقول، النصوصولكل مزاجه مؤلف ولكل غريه، بفضل لإلشادة بنفسه يضحي أن عىل حمله الفضل،

طريقته. شيخبها احتفظ ولكنه الدقة، إىل قصدا إلقائها قبل محارضاته يدون هللا رحمه كانيف طلبته عليه إلح عليه مأسوفا غادرها فلما الجامعة، يف دراسته مدة طول ينرشها لماإلسالمية الفلسفة بتدريس اشتغايل أيام كنت «قد وكتب: فأجاب بنرشها، لهم يأذن أنودونت بحثها، واستكمال املوضوعات هذه بدرس معنيا املرصية الجامعة يف وتاريخها

268

Page 269: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الرازق عبد مصطفى الشيخ

ورصفتني ١٩٣٩ سنة صدر يف الجامعة تركت منذ غرها عىل طويتها صحفا فيهاعنها. الشواغل

تنقيح غري من كتبت، يوم بصورتها هي، كما ألنرشها الصحف هذه إىل أعود «واليومالنصوص مراجعة إىل الطالب حاجة تراعي التي التعليمية صياغتها ويف تعديل، والاملطالعني ذوق عىل ذلك يخف لم وإن املتفاوتة، لألساليب والفهم التدبر وحسن الكثرية،

جميعا».لقارئ». فائدة أو لباحث عون الصفحات هذه يف يكون أن «وأرجو

«الكندي» عن وكتابه اإلسالمية» الفلسفة لتاريخ «تمهيد كتابه نرش هذا وعىلالشافعي «اإلمام كتابه نرش كما الثاني» واملعلم العرب «فيلسوف املسمى والفارابي

إلخ. الفقه» أصول واضعاألزهر، ومشيخة األوقاف وزارة بني تنقل هللا رحمه وفاته حني إىل ١٩٣٩ سنة ومناملرصية، الجامعة يف الفلسفة أستاذ ولظل قبلهما، ما ومزاجه وطبيعته لسجيته ترك ولوويراعي الظروف يرعى أن عىل وخجله حياؤه يحمله خجوال، حييا كان هللا رحمه ولكنهولباقته، خجله وبني ومزاجه، طبيعته بني حائرا قبلهما اللياقة، ألدب ويخضع املجامالت،الضعفاء عن الكرب لتخفيف ووسيلة اإلحسان ميدان أنها يف األوقاف وزارة وافقته إناإلمام وشيخه السياسة، أفانني من الوزارة تقتضيه ما يوافقه فلم واملنكوبني، والبائسنيتغذي ألنها األزهر، مشيخة ناسبته وإن السياسة، من اشتق ما وكل السياسة لعن قدواضطراب قلق مبعث ألنها تناسبه فلم وشبابه، صباه فيه قىض معهد ألول حنينهحتى األمرين اإلمام شيخه حاله مثل يف لقي وقد تيارات، واختالف نزعات وتضارب

ندم. عىل وفارقه مضض، عىل منه خرجأجمل حالته عن فعرب ذلك، كل من والحرية واالضطراب بالقلق هللا رحمه شعر وقدعن والكالم املنطق «صون اسمه: قديما كتابا له تلميذ نرش إذ كتب، ما آخر يف تعبريقاله مما فكان ليقدمه، أستاذه عىل وعرضه السيوطي الدين لجالل والكالم» املنطق فن

املقدمة: يف هللا رحمه

ضمنها يف للسيوطي رسائل مجموعة عىل األزهرية الكتب دار يف عثرت «كنتالقريحة «جهد وكتاب والكالم» املنطق فن عن والكالم املنطق «صون كتاباإليمان أهل «نصيحة كتاب من السيوطي لخصه الذي النصيحة» تجريد يففيما محققا نفعا الكتابني يف فوجد تيمية، البن اليونان» منطق عىل الرد يف

269

Page 270: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يطل، لم ذلك أن غري الطالب، بعض مع تدارسهما يف يومئذ فرشعت أحاوله،بمنطقية». ليست حياة إىل املنطق حياة عن األقدار رصفتني فقد

وفاته. قبيل ١٩٤٧ سنة يناير ١٨ يف هذا كتب وقدليست حياته إن الحزين، الرائع الوصف بهذا األخرية السنني يف حياته يصف فهوعىل الخارجية الشئون يف والسري للمزاج، الحياة مطابقة هي املنطقية الحياة إذ منطقية،مساملة، لطبيعة حروب ومعمعة هادئة، لنفس قلق جو أما الداخلية، النفس طبيعة وفق

كثري. وال قليل يف املنطق من فليسهللا، رحمه تعوض، ال وشخصية عظيما، وإماما كريما، صديقا بفقده فقدنا لقدوأبناءه أرسته الصرب وألهم ألمته، قدم ما كفاء الفضل من له وأجزل ثراه، وطيب

ذكره. وتخليد أثره القتفاء ووفقنا وأصدقاءه،

270

Page 271: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العقيم اجلدل

يف وجهدنا وقتنا نضيع أن الحمق فمن واملناقشة، الجدل فيهم ينفع ال قوم الناس يفومناقشتهم. جدلهم

األساس من شيئا هناك أن معناها نتيجة إىل تؤدي التي واملناقشة الناجح، الجدل إنرضب فالجدل مبادئ، وال أساس ثم يكن لم فإذا به، مسلما املبادئ ومن عليه، متفقا

العبث. منوقوة اللسان طول ذلك يف وأداته وبالباطل، بالحق الغلبة يريد خصمك كان إذابمنطق، يؤمن ال وهو املنطق، إىل تحتكم مناقشته يف إنك مناقشته! معنى فما الحنجرة،بغايته، ويويف غرضه يخدم تفسريا فرسها صدقها وإن يكذبها، وهو وقائع، إىل وتحتكمكان إذا تلتقيان كيف تناقشه؟ ولم تناقشه، فكيف عنادا، غريه سلك مسلكا سلكت وإنأنت وتلتزم املنطق، طريق وتسلك التهويش، مسلك ويسلك الحق، وتريد الغلبة يريد

الجدل؟ ففيم شيئا هو يلتزم وال الوقائع، صحةالشخصية، منفعته إىل يصل أن جدله يف عينيه نصب وضع قد خصمك كان وإذا

تلتقيان؟ فكيف كان، حيث الحق إىل تصل أن عينيك نصب ووضعتتلينه فكيف اعتنقها، مبادئ أو اعتقدها، عقائد عىل عقله يتحجر من هناك ثميربهنون قوما الجدل ينفع إنما التصلب؟ هذا بعد املرونة تكسبه أو التحجر؟ هذا بعد

يربهنون. ثم يعتقدون قوما ال فيعتقدون،وقال خصمون» قوم هم «بل فقال قوما وذم الجدل، يف اإلمعان اإلسالم كره لقدواإلمعان املخاصمة يف اإلرساف هذا فلم الجدل»، أوتوا إال قط قوم ضل «ما هللا: رسول

املجادلة؟ يف

Page 272: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

يف ويمعنون يتجادلون كيف واملجالت، الجرائد يف يكتب ما إىل فانظر شئت إنيقنعون وال منطق، عند يقفون ال خصمون»، «قوم أنهم عليهم ليصدق حتى الجدل!ما وكل أسود، وهو باطل، وهو ضالل، فهو السيايس خصمهم فعل ما وكل بربهان،أن منه طلبوا ما خصمهم فعل لو حتى أبيض، وهو صواب، وهو حق، فهو حزبهم فعل

عمله. من القصد بسوء ورموه فعله، يف لجرحوه يفعلبالتهويش الجدل يف اللجاجة وبني واللربهان، للمنطق يخضع النقد بني كبري وفرق

الخصومة. يف واإلمعان والتشهري والسبابتنقد، أو تعرض نظر ووجهة يقام، وبرهان تدرس، مسألة أمر ليس األمر أن ذلكالجدل هذا وكل يحكم. وحزب يسقط، حزب أمر األمر إنما التفاهم، لسهل هذا كان ولو

التفاهم؟ يكون فكيف الباطن، الغرض يخدم حربا إال ليس الظاهرصداقة يمس وال الصفاء؟ عن اإلخوان يخرج ال الحق إىل للوصول الجدل إناآلخر. عاون كال ألن العالقة، وتثبيت الصداقة، توكيد يف أفعل الجدل يكون بل األصدقاء،لالنتقام، وسيلة إال ليس ألنه عداوة، الصداقة ويقلب العالقة، فيفسد للغرض، الجدل أما

الغليل. وشفاءويكثر الجدل. ويطول اآلراء تتشعب كيف املجالس يف الجدل استعرض ثمالتي الخاصة املجالس حتى نتيجة. غري إىل كله ذلك ينتهي ما وكثريا االستطراد،وما قرأ وما رأى ما أحسن كل وعرض للحديث، االستماع ولذة االسرتواح، إىل منها قصدبغيض. جدل إىل وتنقلب ولذتها بهجتها تفقد حامية معركة إىل تنقلب ما رسعان سمع،فأقل العقل قلة يف رسه كله؟ الطويل الجدل وهذا كلها! الفوىض هذه يف الرس ما

يشتهي. ما قال يقول ما عىل نفسه يحاسب لم ومن كالما، أكثرهم عقال الناسرشدت وحكمة عقل من ضابط لها يكن لم إذا فالنفس النفس، ضبط عدم يف ورسه

مذهب. كل وذهبتلسانه طول يطري هو بل الخصم، الجدل يحتقر ال الذي العام الرأي يف ورسه

إمعانه. وشدة لجاجته وكثرةفارغ، كالم يف الساعات تضيع أن الناس عند بأس فال الزمان، تقويم عدم يف ورسه

والشطرنج. النرد بلعب يتفكهون كما بهذا يتفكهون فهم تافه، وجدلتنظر ولكنك العقلية، تتقارب حني يكون إنما فالتفاهم العقلية، تشتت يف ورسهومدني أزهري تعليم بينهم؛ وحدة ال املتعلمون وهؤالء متعلمني، بجانب أميني فرتى

272

Page 273: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العقيم الجدل

يكون أن غري من أملانية. وثالثة إنجليزية، وأخرى فرنسية، ثقافة تثقف ومن وأجنبي،يف الطبقات معيشة تنتجها التي الفروق ثم قومية، ثقافة من متحدة دعامة كله لهذاتمزقت وهكذا الديمقراطية؛ الطبقة طبيعة غري االرستقراطية الطبقة فعقلية العقلية؛

املزاج. يف وحدة وال العقلية، يف وحدة لها يعد فلم ممزق، كل األمة عقليةوقتك من واقتصد تحته، طائل ال فيما الجدل نفسك عىل فوفر عاقال كنت فإننهرب أن فسيحة والسماء واسعة األرض خلق يف األسباب أهم من فإن نفسك، وثوران

العقيم. الجدل من نشاء حيث

273

Page 274: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 275: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اختالفالقيم

العالم بني الفرق هو هذا وتقويمها، األشياء إىل نظرته هو وإنسان إنسان بني فرق أهمقائمة عىل دليل الحياة يف اإلنسان وسلوك واألحمق. والحكيم والوضيع، والراقي والجاهل،أي ومن كان، حيث املال تحصيل إىل يسعى رأيته فإن نفسه. أعماق يف املنقوشة القيميف املال تحصيل يضع أنه عىل ذلك دل والكرامة والرشف بالنزاهة يعبأ وال كان، طريقيعنى ال أو بالنظافة يعنى رأيته وإن أسفلها، يف والكرامة والرشف القيم»، «قائمة أعىلغري من ذلك فمعنى إهمالها، أو الجميلة وباملناظر عدمها، أو الكتب يف وباملطالعة بها،

القيم». «قائمة يف موضعها تحديد شكالتقويم، هذا هو إنما املتعددة بأساليبه والتعليم املختلفة، بوسائلها الرتبية وفائدةوعلم فاسدة، تربية ربي عمن يمتاز ال صحيحا تعليما وعلم صالحة، تربية ربي فالذيواملثل يتفق ترتيبا مرتبة األشياء لقيم قائمة ذهنه يف ركزت قد األول أن إال سيئا، تعليما

األسفل. واملثل تتفق قائمة نفسه يف غرس قد والثاني األعىل،وروح والجماعات العصور باختالف تختلف القيم منها تشتق التي املثل وهذهأوامره حسب األشياء قيم وترتب الدين، من القيم تشتق املتدينة الجماعات ففي الزمن،مشدد طلب من الدين يف ورد حسبما تقوم واألخالق القائمة، أول يف هللا فطاعة ونواهيه؛ترتب فقط الدنيا يف النجاح حسب حياتها تفلسف التي الجماعات ويف وهكذا؛ مخفف أوال وما النجاح إىل منها يوصل وما الدنيوية، التجارب عماده آخر ترتيبا القيم» «قائمةوطرق الثروة، وتدبري الشخصية، عىل واملحافظة الحرية، القائمة أعىل يف فتجعل يوصل،

ذلك. إىل وما والتسامح، الحياة، يف والسعادة وإنفاقها، تحصيلهايف اختالف منشؤه إنما معسكرات، إىل العالم وانقسام والحروب النزعات أن أرى بلاشرتاكية فلسفة فهناك إليها، والنظر األشياء، تقويم يف اختالف عنه نتج الحياة، فلسفة

Page 276: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

االجتماعي النظام وفرض االجتماعية والعدالة الناس، بني املساواة تقويم أكرب تقوماألسايس املبدأ هذا حسب الجزئية األشياء ويقوم العدالة، وهذه املساواة هذه يحقق الذيوالفتح، االستعمار وحب الجنس، وعظمة الشعب، ثروة تنشد أخرى فلسفة وهناك الكيل،والطاعة، النظام بفضيلة اإلشادة من ذلك يتبع وما والبحر، والرب الجو يف الجيش وقوةالتقويم، مقاييس فاختلفت الفلسفات، اختلفت وهكذا األشياء، تقوم األساس هذا وعىلهذه حسب الشعوب صوغ إىل وترمي األغراض، هذه تحقق التي الرتبية نظم واختلفتوالطيارات والدبابات والقنابل املدافع فحرب الحرب، وكانت الخصام، فكان املبادئ،

الرتبيات. وحرب الفلسفات لحرب حتمية نتيجة

واحدة، للقيم» «قائمة أفرادها يف يبث واحد، لنظام تخضع التي هي املتماسكة األمة إنلقوى تسمح التي هي املنحلة واألمة جميعا، بينهم وتؤلف جميعا، نظرهم أمام تكونعندنا فمثال أبنائها، بني تفرق مختلفة للقيم» «قوائم تضع أن مختلفة ونظم مختلفةاملدارس وبجانبه خاصة، للحياة خريطة للقيم يرسم تعليما أبناءه يعلم وتوابعه، األزهرحكومية مدارس ثم املخالفة، تمام لألزهر مخالفة أخرى خريطة لطلبتها تضع األجنبيةقيم يف األنظار اختالف حتما ذلك عن فينشأ لألولني، مخالف ثالث بلون خريطتها تلونالعليا املثل الختالف الجميع بني التفاهم وسوء للتقويم، تبعا السلوك واختالف األشياء،املدن، وسكان الريف لسكان االجتماعية النظم بني الواسع الخالف يف الشأن وهكذا لهم،كان فإن املتماسكة؛ األمم يف نظري له ليس مما والجهالء، واملتعلمني والفقراء، واألغنياءيف االختالف إن أخرى وبعبارة عندنا؛ التي بالسعة ليست ضيقة ففروق فروق عندها

عندنا. التقويم يف االختالف بمقدار ليس عندهم التقويماملوحدة الواسعة الثقافة من تنشأ قوته فإن العام، الرأي ضعف ذلك عن ونتجووجوه وآرائنا مجالسنا يف الكثرية فالخالفات العامة؛ املسائل يف التفاهم عدم نتج كماالتقويم يف الواسع واالختالف التقويم، يف الواسع االختالف األغلب األعم يف منشؤها حياتنا

التكوين. يف الواسع االختالف منشؤه

ونظمها، الرتبية يف واسعة خالفات فهناك العاملي. االختالف كان هذا من أوسع نمط عىلأن يريد من وهناك وسيطرتها، األمة وقوة القومية النزعة أساس عىل يربي من هناكأساس عىل يربي أن يريد من هناك ثم العامة، واألخوة اإلنسانية النزعة أساس عىل يربي

276

Page 277: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

القيم اختالف

من ومنهم الروحية، والحياة والتقاليد باألديان عابئ غري البحتة، املادية العقلية النزعةمنهج وكل وهكذا، معا، والتجديد والتقاليد معا، والروح العقل أساس عىل يربي أن يريد

اآلخر. يحاربيهدرها أن يريد من وهناك الخاصة، امللكية يؤيد من هناك االقتصادية الناحية ومناألسواق، وحرية التجارة حرية يريد من هناك ثم يتوسط، أن يريد من وهناك تماما،للنزعة واألسواق التجارة إخضاع يريد من وهناك عاملية، نظرة كله ذلك إىل والنظر

وهكذا. األسواق ويف التجارة يف فيتدخل القومية،ألفراد كاملة تمنح أن يجب الحرية أن ترى فلسفة هناك االجتماعية الناحية ومنعن وسينشأ بقدر، إال فيها تتدخل وال تحدها فال السلطات، أمامها تقف وأال األمة،السلطة واستعمال النظام أن أخرى فلسفة وترى الشعب؛ طبيعة بحكم النظام، ذلكفرض من إال الصحيحة الحرية تنشأ وال الحرية، يسبق أن يجب إياه الشعب تعويد يف

األمة. ترتبى حتى عليه السلطات وسهر النظاموغريت الناس، حياة يف تغلغلت الجديدة واملخرتعات الحديثة الصناعية املدنية إن ثمحافظوا محافظون منهم كان بل السواء، عىل الناس بها يتأثر ولم األشياء. تقويم منمما الجديد، تقويم يف وأرسفوا كبريا، تغيريا غريوا وأحرار القديمة، القيم عىل ما حد إىل

العالم. اتجاهات بني أيضا خالف مثار كان

إىل العالم فقسمت تبلورت ثم التقويم، يف الجماعات بني خالفت أمثالها وكثري هذه كلاملعسكرات هذه تكتلت ثم قبل، من تستعد كانت كما للحرب، اليوم تستعد معسكرات

اثنني. معسكرين إىل

التقويم، اختالف عن الناشئ النظر اختالف هو املنازعات هذه يف سبب أكرب كان إذاالعالج؟ يف أمل هناك فهل

االمتزاج وكثرة األمم، بني املسافات تقريب من الحديثة املخرتعات أحدثته ما إنذلك، إىل وما املؤتمرات وكثرة اآلخر، أخبار كل معرفة يف االتصال وشدة بينها، واالختالط

واآلراء. األشياء تقويم وتقريب النظر، وجهات تقريب يف شك غري من كبري عاملعىل واجب أهم كان التقويم يف االختالف هو الخصومات يف سبب أهم أن ثبت وإذايف التفكري يف فائدة كبري هناك فليس واالجتماعي؛ النفيس بالعالج ينادوا أن املصلحني

277

Page 278: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

سبب إزالة من النفيس بالعالج تدعم لم ما ذلك، ونحو األمم هيئة وإنشاء السالح نزعاالجتماعي بالعالج أيضا تدعم لم وما نفسيا، دراسته بعد اآلخر من معسكر كل خوف

التقويم. وتقريب النظر تقريب وسائل بحث من

278

Page 279: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العرش الوصايا

وثيق» «عهد وعنونها عرشا، وصايا لنفسه وضع األعمال رجال من أمريكيا أن قرأتجهده كل يبذل وأن اإلفطار، عند صباحا يوم كل يقرأها أن وآىل بطاقة، عىل وكتبها

وهي: بها للعمل

معها أعيش نفيس، إال أحد كل أعتزل أن أستطيع ألني نفيس: سأكرم (١)آتي أال عهد فعيل معها، وأرحل معها وأقيم معها، وأنام معها، آكل وقتي، كل

يخجلها. بعملأكون أن عيني نصب أجعل بل فيه، أنا بما أقنع ال طموحا سأكون (٢)إىل أقرب فذلك نقائيص، تظهر أن أكره ال هذا أجل ومن عليه، أنا مما خرياأعمل أن عىل ويحملني بنفيس، الزهو يجنبني وهذا وإصالحها، معالجتها

بنائها. يف دائماإما فهي فعال، أثر ذات ألنها أفكار، من ذهني يف يدخل ما سأراقب (٣)وأفكار الفشل، أفكار كل عن ذهني باب سأغلق ولذلك تهدمني، أو تبنيني أناألكل أحرم كما ذهني إىل دخولها وسأحرم اليأس، وأفكار والخوف الرعب

معدتي. إىل الساموالعالنية، الرس يف أمينا سأكون غريي، ومع نفيس مع أمينا سأكون (٤)ترعى كالنار أنها الخيانة من قربت إذا أشعر الناس، مع وأمينا وحدي أمينا

جسمي.ذلك فوق وهو العمل، عىل والصرب القوة أستمد فمنه بجسمي، سأعنى (٥)ال يطيق، ال ما أحمله وال باإلفراط، أتلفه ال الطيبة، األخالق وسائل من وسيلة

Page 280: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

جسمي أعلف ال بحكمة، وأرشب سآكل الكسل، يف أرسف وال العمل، يف أرسفصالحيته. عليه يحفظ نهجا معه أنهج ولكن الدواب، تعلف كما

وأدرس جسمي، أغذي كما يوم كل فأغذيه عقيل، ترقية عىل سأعمل (٦)هوايتي. أتخذه املعارف من لنوع منظمة دقيقة دراسة

وال أشكو فال وابتهاج، باعتدال عواطفي وحرارة بحماستي سأحتفظ (٧)والجد للخري وأتحمس اليائسني، املتشائمني أصادق وال أتشاءم وال أتربم،

ونشاط. فرح يف والعملوتعييبهم، وتعيريهم ذمهم من وتقريظهم الناس مدح إىل أميل سأكون (٨)أكرهه ما وأما ورائهم، ومن وجوههم يف للناس الثناء وأبذل الخري وسأقولإىل أعود أن إىل بإفرازه فسأحتفظ فعالهم من وأحتقره عليهم وأعيبه منهم

بيتي.فال فائدة، غري يف إنفاقها يف أرسف فال وطاقتي، بمجهودي سأحتفظ (٩)أحقد وال الغضب، يف فائدة ال إذ أغضب وال جدله، يف فائدة ال من أجادل

حقد. يف تضيع أن من أقرص فالحياةيف وضع وإذا عقبات، من صادفني مهما وسأنجح الحياة، يف سأنجح (١٠)من الصعاب كل وأواجه عميل، يف قلبي كل وسأضع أزلتها، أحجار طريقي

والشجاعة. الجد يتبع الحسن الحظ أن وأعتقد خوف، غرياإلمضاء«نفيس»

نحو من مسكويه (ابن) لنفسه وضعه قديم عربي بعهد أذكرني وقد أمريكي، عهد هذايف آمن يومئذ وهو محمد، بن أحمد عليه عاهد ما «هذا يأتي ما منه نقتطف عام، ألفوال نفس رضورة املعاهدة هذه إىل تدعوه ال يومه، قوت عنده جسمه، يف معاىف رسبه،

مرضة». دفع وال منفعة، استجالب وال مخلوق، مراءاة بها يريد وال بدن،أن عفته وعالمة ويحكم ويشجع فيعف أمره ويتفقد نفسه، يجاهد أن عىل عاهده

مروءته. يهنك أو جسمه، يرضه ما عىل الرشه يحمله ال حتى بدنه مآرب يف يقتصدوال قبيحة، شهوة تقهره ال حتى الذميمة نفسه دواعي يحارب أن شجاعته وعالمة

موضعه. غري يف غضب

280

Page 281: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العرش الوصايا

من يشء — طاقته بقدر يفوته ال حتى اعتقاداته يف يستبرص أن حكمته وعالمةويهذبها. نفسه ليصلح واملعارف العلوم

األقوال، يف الكذب عىل والصدق االعتقادات، يف الباطل عىل الحق إيثار عىل وعاهدهحتى املواعيد وحفظ وظائفها، ولزوم بالرشيعة والتمسك األفعال، يف الرش عىل والخري

ينجزها.ذلك. لغري ال جميل ألنه الجميل ومحبة

العقل. فيه يستشار حتى للكالم النفس حركات أوقات يف والصمتيف فيستعمل العرس، هو الذي الزمان عىل واإلشفاق صوابا، كان ما كل عىل واإلقدام

غريه. دون املهمبهم. يشغل ال حتى والحسد الرش أهل ألقوال االكرتاث وترك

الطغي ليقل الغضب، عند والرىض الرسور، وقت والهم الصحة، وقت املرض وذكروالبغي.

وجل. عز باهلل والثقة الرجاء وحسن األمل وقوة

الحضارتني، ونتاج العرصين، أثر ومقارنة العهدين، بني املوازنة يف سعة ذو القول ومجالخري. كل ويف

281

Page 282: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 283: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

حيان أبو املنطقيكاميصوره سليامن أبوالتوحيدي

السجستاني. بهرام بن ظاهر بن محمداملربى. عربي األصل، فاريس

الهجري. الرابع القرن من الثاني النصف يف بغداد يف فيلسوف أنبغ كانولكن النواحي، بعض يف فاقهما وربما رشد وابن سينا ابن من شأنا أقل يكن لميوفيه أو له يرتجم أو يعرفه من فقل سليمان، أبو يرزقهما لم حظ والشهرة الوجاهةعرفناه. ما التوحيدي حيان أبي كالم من وهناك هنا نبذ من أيدينا يف وقع ما ولوال حقه،ونرصاني مسلم من والحكماء الفالسفة من نخبة عرصه يف بغداد يف كان لقدويحيى ونظيف ومسكويه والقوميس السمح وابن الخمار وابن زرعة ابن أمثال ويهودي

وغريهم. التوحيدي حيان وأبي عيل بن وعيىس عدي بناملشكالت حل يف ومقصدهم شملهم وجامع عقدهم واسطة سليمان أبو كان ولكن«أدقهم حيان أبو يصفه كما وكان مناظرات، من بينهم يجري فيما األخرية الكلمة وقائلتقطع مع الغرر، عىل واوقفهم بالدرر، وأظفرهم فكرا، وأصفاهم غوصا، وأقعرهم نظرا،بالخاطر، استبداد وفرط الكتب، يف نظر وقلة العجمة، من ناشئة ولكنه العبارة يفالكنز». هذا من عنده بما وبخل الرمز، تفسري عىل وجرأة للعويص، استنباط وحسن

ألكن الفكر قوي فهو سليمان. أبي لشخصية حيان أبي من دقيق تحليل وهذاواثق وهو املؤلفات، من النقل عىل يعتمد مما أكثر عقله قوة عىل يعتمد وهو العبارة،كل يف حكما رأيه يجعل الشخصية قوي وهو غريه، يقول بما يثق مما أكثر رأيه بصدق

الدواعي. دعت إذا للخاصة إال بعضه يذكر ال بعلمه بخيل وهو عليه، يعرض ما

Page 284: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

ما املؤلفات من يخرج ال جعله بعلمه فضنه خموله، يفرس ما بعض هذا يف ولعلالعلم يف بسطة وهبه الذي هللا أن هذا إىل يضاف اسمه، ويخلد شأنه ويعيل ذكره ينرشالشاعر: فيه يقول الخلق مشوه بالربص مصاب العني أعور فهو الجمال، حرمه والعقل

ب��م��ن��ت��ق��ص ع��ل��م��ه ف��ي ه��و م��ا ق��ط��ن ع��ال��م س��ل��ي��م��ان أب��وب��رص وم��ن م��وح��ش ع��ور م��ن رؤي��ت��ه ع��ن��د ت��ط��ي��رت ل��ك��نال��ق��ص��ص م��ن ق��ص��ة وه��ذه ب��وال��ده م��ا م��ث��ل وب��اب��ن��ه

والحكام، واألمراء العظماء مجالس يغىش أن من الربص وهذا العور هذا منعهعهد يف هو كما األمر يكن ولم للعلماء، الرزق سبب االتصال هذا كان العرص ذلك ويفبل مختلفة، بوسائل الشعب من رزقه يجد أن العالم يستطيع حيث اليوم ديمقراطيةيف رزقه منها يستدر بوظيفة يصله أو يمنحه أمري أو بخليفة يتصل لم إن العالم كان

موروث. مال له يكن لم إن الضنك وأصابه حياته ساءت األوقاف من وقفليست ألنها وحمايتهم، بل األمراء، عون إىل محتاجة الخصوص عىل والفلسفة

منهم. مكروهة هي بل وأشباههم، للعامة مستساغةبمشقة. إال مسكنه أجر وال قوته يجد ال باإلكراه، معتزال فقريا سليمان أبو فكان

عليه شق الدولة عضد مات فلما الفينة، بعد الفينة املنحة يمنحه الدولة عضد كانمنحه، يواصل بأن ووعده لها، فتهلل مرة، دينار مئة سعدان الوزيران فمنحه موته.بيته كان خموله. يف كبري أثر لها كان الفقرية املنعزلة املعيشة فهذه قتل؛ الوزير ولكنالتي املشاكل يف اآلراء وتبادل بالبحث مملوءا ومجلسه بغداد، فالسفة مجمع فقره معواملقابسات، واملؤانسة، كاإلمتاع حيان أبي وكتب وموضوعاتها، ألوانها اختالف مع تثارمختلف وتدوين الجلسات لهذه محارض منها كبريا جزءا تشغل والصديق والصداقة

فصل. قول من فيها املنطقي سليمان ألبي كان وما النظر وجهاتأفقه. وسعة نظره عمق عىل الدالة آرائه بعض نستعرض ونحن

موقف وهي اليوم، إىل تثار تزال ال مسألة األيام تلك يف يثار ما أهم من كان لقدعن بخلقه يتصل أن شاء تعاىل هللا أن األديان فأساس العقل، ومن الوحي من الناسوضيق اإلنساني العقل بقصور منه علما الدين بتعاليم إليهم فأوحي رسله، طريقمن ذلك وراء ما إدراك يستطيع فلن وقوانينها املادة إدراك العقل استطاع فإن مجاله،العبادات رشعت األساس هذا وعىل إليهم؛ يوحى بما األنبياء بينه ما هو وهذا الغيب، عالم

284

Page 285: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

التوحيدي حيان أبو يصوره كما املنطقي سليمان أبو

والنتائج املقدمات وترتيب العقل إعمال طريق عن ال جاءت قد فهي الغيب، عالم ورشحبهذه هللا من إليه أوحي الرسول أن طريق عن ولكن العلمي، بحثه يف العقل يفعل كماليبحثها العقل عىل الدينية التعاليم هذه تعرض فهل للناس، وبلغها بها، فآمن التعاليم

واملنطقية؟ الفلسفية بطريقتهالدين. ورجال الفالسفة اليوم يعالجه كما الفالسفة قديما عالجه سؤال هذا

العقل حكم من منهم املوضوع. هذا يف نزعات أربع هذا سليمان أبي أيام يف وكانيقبله لم وما قبله الدين من العقل قبله فما العقل، عىل الدين مسائل فعرضكل الدين يفالذكاء يف آية كان وقد املقديس، رفاعة بن زيد املذهب هذا دعاة أكرب من وكان رفضه.األصحاء، طب والفلسفة املرىض، طب الرشيعة يقول: فكان االطالع، وسعة البيان وحسنفأما فقط، بالعافية املرض يزول وحتى مرضهم يتزايد ال للمرىضحتى يطبون واألنبياءأن ويرى أصال، مرض يعرتيهم ال حتى أصحابها عىل الصحة يحفظون فإنهم الفالسفةما إلخ يقينية الفلسفة وأدلة ظنية الدين أدلة وأن للخاصة، والفلسفة للعامة، الرشيعة

قال.وعرض الفلسفة، أو العقل يف الدين تحكيم وهي تماما، هذه عكس أخرى ونزعةالنزعة هذه ويمثل رفض، وإال قبل الدين منها وافق فما الدين عىل الفلسفة نظريات

والفقهاء. املحدثونفلسفيا، تفسريا الدين ففرست بالدين تؤمن أن وأرادت بالفلسفة آمنت ثالثة ونزعةأي أولته، بالفلسفة الدين من تفسريه يمكن لم وما عقل، إىل الدين حولت أخرى وبعبارةالفالسفة يحاوله كان ما وهذا العقل؛ لتفسري خاضعة وحدة والفلسفة الدين جعلت أنها«إخوان عنه نتحدث الذي العرص هذا يف وأخريا والفارابي، الكندي أمثال اإلسالميونوحدة، منها يكونوا أن وحاولوا اليونانية، بالفلسفة بالتشبع الوحي فمزجوا الصفاء»أشكال كبعض بالعقل تفسريها يمكن ال الوحي من أنواع من صعوبة صادفتهم فإذا

الفلسفة. وبني بينها يالئموا حتى الرمز يف وأمعنوا الخيال يف سبحوا العباداتالصفاء إخوان فعل ما يعجبه ولم جديد، هذا يف برأي املنطقي سليمان أبو طلعوما وغنوا وردوا، وما وحلموا أجدوا، وما ونصبوا أغنوا، وما تعبوا «إنهم فيهم: وقاليستطاع، وال يمكن وال يكون ال ما ظنوا ففلفلوا، ومشطوا فهلهلوا، ونسجوا أطربوا،وقد … للفلسفة الرشيعة يضموا وأن الرشيعة يف الفلسفة يدسوا أن يمكنهم أنهم ظنوالهم يتم فلم أقدارا. وأعظم أسبابا، وأحرض أنيابا أحد كانوا قوم هؤالء قبل هذا عىل توفر

285

Page 286: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وعواقب فاضحة ولطخات قبيحة لوثات عىل وحصلوا أملوا، ما منه بلغوا وال أرادوا، مامثقلة». وأوزار مخزية،

الفلسفة، منهج تماما يخالف الدين منهج بأن الطريقة هذه يف السبب أبان وقدوبرهانه خلقه، وبني بينه السفراء بواسطة هللا عن األخذ وهو الوحي الدين فأساسال ما وفيه تارة، ويجوزه تارة العقل يوجبه ما عىل يشتمل وهو املعجزت، وظهور اآلياتولو وكيف لم غري من بالتسليم يقبل وإنما نفيه. أو ثبوته عىل الربهان إقامة إىل سبيل

الزلفى. وطلب العبادة ووسيلتها والتقوى، الورع التعاليم هذه ومعنى وليت،املقدمات وربط املقدمات ودرس املنطق ووسيلته العقل فأساسها الفلسفة أماقبوله يمكن ال ما الدين ويف عليه، املنطقي الربهان يقوم أن إال يشء قبول وعدم بالنتائج

اإلثبات. أو بالنفي عليه الربهان إقامة يمكن ال ألنه بالتسليم، إالحقائق تجمع دعوة أنفسهم تلقاء من ينصبوا أن الصفاء إلخوان يسوغ إذن فكيف

واحد؟ نطاق يف الدين وحقائق الفلسفةالحل؟ فما وإذن،

فالدين وحدودا؛ مجاال وللفلسفة وحدودا مجاال للدين أن يرى سليمان أبو يكادوالفلسفة وربه، العبد بني العالقات لرشح أتى وإنما العلمية النظريات لرشح يأت لميف الدين فلنتبع الغيبية، األمور لتفسري تأت ولم الطبيعية، وقوانينه الكون لتفسري أتتإىل ينظر ال الدين حدود يف وهو وحدودها، مجالها يف الفلسفة ولنتبع وحدوده، مجالهمفرتقني بهما «يتحىل والعاقل يقول: الدين. إىل ينظر ال الفلسفة حدود يف وهو الفلسفة،صاحب له أوضحه ما عىل هللا إىل متقربا بالدين ويكون مختلفني، حالني عىل مكانني، يفللزينة الجامع العالم هذا يف هللا لقدرة متصفحا بالحكمة ويكون تعاىل، هللا عن الرشيعةإليه ألقى ما يجحد ال أعني باآلخر، أحدهما يهدم وال عقل، لكل املحرية عني، لكل الباهرةما عىل العظيم الخلق هذا هللا استخزن عما يغفل وال ومفصال، مجمال الرشيعة صاحبالفلسفة، بأحكام الرشيعة من ورأيه عقله يف يبعد ما عىل يعرتض وال … بقدرته ظهرالوارد الوحي من مأخوذة والديانة الغاية، عىل املقصور العقل من مأخوذة الفلسفة فإنما وغاية املستطاع وأخذ الكالم جماع ولكنه صعب، هذا إن ولعمري بالقدرة. العلم من

باللطائف». املؤيد اإلنسان له عرضولكنها حق، والرشيعة يشء، يف الرشيعة من ليست لكنها حق، الفلسفة «إن ويقول:إليه، مبعوث الفلسفة وصاحب مبعوث، الرشيعة وصاحب يشء، يف الفلسفة من ليستكادح». والثاني مكفي، واألول بوحيه، مخصوص واآلخر بالوحي مخصوص وأحدهما

286

Page 287: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

التوحيدي حيان أبو يصوره كما املنطقي سليمان أبو

مثال هذا سقنا وقد وإعجاب. تقدير كل يستحق معتدل دقيق رأي نظري يف وهذارأيه. واستقالل نظره ودقة املسائل أعوص يف تفكريه لعمق

قضايا عىل يربهنوا أن حاولوا ألنهم واملتكلمني، الكالم علم كره األساس هذا وعىلاملتكلمني عادة عىل الدين يف والجدل املراء عن نهي عامة وملصلحة فقال: باملنطق، الدينالناس وأبعد واملسلمني، لإلسالم العداوة غاية يف وهم الدين ينرصون أنهم يزعمون الذينوالتسليم، القبول عىل مبني يقول كما نظره يف الدين ألن ذلك واليقني؛ الطمأنينة منويشد أصله يؤكد ما بقدر إال وكيف لم غري من به جاء بما سلم بنبي املرء آمن فمتىيف ويقدح بالشك، األصل يوهن هذا عىل زاد ما ألن عنه؛ السوء عارض وينفي أزره،

بالتهمة. الفرعووقع حار منهم كثريا وأن جدلهم، سوء وتبني املتكلمني تسخف حكايات وحكى

الشك. من رضب وهو األدلة، بتكافؤ القول يف

بحتة نفسية إما النفسية، املسائل ببغداد سليمان أبي مجلس يف تثار كانت ما وكثريايف الكثرية أبحاثه األول النوع فمن اجتماعية، نفسية أو األفراد عىل تطبيقية نفسية أوأبعاد له فالجسم متباينان، عنرصان وهما ونفس، جسم اإلنسان أن يرى وهو النفس،الحواس من بحاسة يدرك وال يتجزأ، ال بسيط جوهر وهي لها، أبعاد ال والنفس ثالثةوهي مالل، وال فتور يعرتيه وال يشء، إىل يشء من واالستحالة التغري يقبل وال الخمس،إذا فالجسم واحد؛ وقت يف واحد جنس من املختلفة للصور قبولها يف الجسم تخالفوليست التثليث، شكل زال إذا إال مدورا أو مربعا يكون أن استحال مثلث شكل عىل كانولهذا وإثبات؛ محو غري من والنظام التمام عىل املتعددة الصور تقبل فهي النفس، كذلكعند البدن النفس صحبت وقد وكشف، وارتأى وبحث نظر كلما بصرية اإلنسان يزدادواإلنسان نرى. ما بلغ حتى وتسويه وتحييه وتغذيه، تربيه زالت وما النطفة، مسقط

البدن. من نصيبه من أكثر النفس من اإلنسان ونصيب بأحدهما، وليس إنسان بهمامحجوب وهو بالنفس، إال النفس يعرف ال وهو النفس، يعرف أن يريد واإلنسانأنجى، الشك من كان أعىل، ونظره أصفى، نفسه كانت من وكل بنفسه، نفسه عنإنما الفساد ألن خلودها؛ كان ولبساطتها بسيطة، إلهية قوة والنفس أقرب، اليقني وإىلفارقته، النفس ألن ويموت ويبطل ويفسد يبىل إنما والبدن تركيبه، من الجسم إىل يدبالوزير مرة إليه أرسل وقد هذا. يف يفيض وهكذا املوت؛ ليعرتيها يشء يفارقها ال والنفس

287

Page 288: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

العالم هذا تعلم وهل بقائها، ودليل وطبيعتها النفس يف حيان ابي مع أسئلة سعدان ابنأبو ويقول مخترصة. لطيفة رسالة اإلجابة يف إليه فكتب آخره. إىل الجسم مفارقتها بعدحيان أبا أن الحق ويف بالعجب. وأتى أفاض النفس يف تكلم إذا كان سليمان أبا إن حيان

النفس. عن سليمان أبي بأحاديث كتبه مألعىل حيان أبو مرة أطلعه واألمم. األفراد سلوك عىل النفس يف معارفه يطبق وهوسليمان أبو فيها فنظر زرعة، بن عيىس عن نقلها وتحديدها، األخالق تعريف يف صحيفةمتالبسة أنها وذلك والتسمح، التجوز من برضب إال يصح ال األخالق تحديد «إن وقال:للحس تظهر واقعة ببينونة إال غريه عن يتميز ال واليشء تداخال، ومتداخلة تالبسا،الهمة وعلو بالضعة، مشوب التواضع أن ترى أال الرشيف، للعقل تتضح أو اللطيفوانقاد، سهل ربما بالقول هذا الضعف؟ ببعض والحلم بالعجب، النفس وعزة بالكرب،

مختلطة. والخلق واألخالق واعتاض، عز ربما بالعقل ولكنلو وإنك واإلنسان، واإلنسان واملزاج، املزاج بحسب يختلف أيضا «وهذا قال: ثمالروم من البخيل تحويل من عليك أسهل كان الجود إىل العرب من البخيل تحويل رمتأن الكرد جبان يف الطمع من أقوى شجاعا يتحول أن الرتك جبان يف والطمع الجود، إىل

بطال». يكونإىل أقرب الرتك ومزاج إليه، الدعوة فسهلت الجود إىل أقرب العرب مزاج أن يريد

إلخ. الجود يف الروم مزاج كذلك وليس إليه، الدعوة فسهلت الشجاعةا. جد نافع بينا ما عىل كان وإن بالحدود، األخالق فوصف هذا ومع قال:

لقد مثلني: أو مثال منها أحكي صائبة نظرات العملية السياسة يف سليمان ألبي ثمتعرف ومحاولتهم السياسة يف الناس كالم من يتأفف البويهي الوزير سعدان ابن كانبيوتهم، يف يجري ما يعرفوا أن ليودون حتى واألمراء الوزراء يفعلها وكبرية صغرية كلوالتنكيل بالرضب يؤدبهم أن وود بذلك، ذرعا الوزير ضاق وقد أنفسهم، دخائل يف وماتحصيلهم. ووسائل معايشهم إىل فقط يتوجهوا وأن الحديث هذا مثل يف يخوضوا ال حتىيف سليمان أبي كالم من حيان أبو له فنقل حيان، أبي إىل ذلك الوزير شكا وقدتقلب اختالف عىل األيام تغريه ولم جدته، تبل لم وفصال صائبا ونظرا رائعا، قوال ذلك

أيامه. يف جديدا كان كما اليوم جديد فهو السياسة،سليمان: أبو قال

288

Page 289: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

التوحيدي حيان أبو يصوره كما املنطقي سليمان أبو

يضجر أن وخاصتهم عامتهم الناس سائس جعله هللا كان ملن ينبغي ليسعقولهم، فوق عقله أن منها كثرية: ألسباب منهم أحد عن أو عنهم يبلغه مماجعلوا إنما أنهم ومنها صربهم، من أتم وصربه حلومهم، من أفضل وحلمهمعهم حاله عماد ويكون فيهم هللا بحق ليقوم بتدبريه، نيطوا قدرته تحتالرعية وبني السلطان بني العالقة أن ومنها بمصالحهم، والقيام بهم الرفقكبري، والد وامللك والولد، الوالد بني تكون التي الرحم من أوشج وهي قوية،به، الرفق من ولده سياسة يف الوالد عىل يجب وما صغري، ملك الوالد أن كما… والده طاعة يف الولد عىل يجب مما أكثر له املنفعة واجتالب عليه، والحنوال الرعية أن كما بالرعية، إال يكون ال امللك أن كشفا املعنى هذا يزيد وممابتعرف العامة لهجت املحكمة العالقة هذه وبسبب … بامللك إال رعية تكونعيشها، رفاهة من بيان عىل تكون حتى أمورها يف والناظر سائسها، حالعليها الفائض والعدل بينها الفايش باألمن مواردها، ودرور حياتها، وطيبأحكام يف إليه ومندوب الطبيعة، نظام عىل جار أمر وهذا إليها، املجلوب والخريعن نبحث وال حديثك يف نخوض ال لم لسلطانها: الرعية قالت ولو الرشيعة،نقف ال ولم وسريتك، وعادتك ونحلتك دينك عن نسأل ال ولم أمرك. غيبمتوقعة وخرياتنا بك، متعلقة ومصالحنا ونهارك، ليلك يف حالك حقيقة عىلجواب كان ما اعتقادك، وجميل نظرك بحسن حاصلة ورفاهيتنا جهتك، من

دعواها؟ يف مصيبة الرعية أن يعلم أن عليه كان أما وسائسها؟ سلطانهاعىل وصادرتنا نواصينا ملكت وقد أمرك، عن نبحث ال لم الرعية: قالت ولوومعاملتنا مضاعف، وخراجنا مخوفة، طرقنا وإن مواريثنا، وقاسمتنا أموالناووقوفها خربة، ومساجدنا متعجرف، ورشطينا متغطرس وجندينا سيئة،

الجواب؟ يكون ماذا مستكلبة وأعداؤنا خاوية، ومارستاناتنا منتهبة

مستفيضة. وجرأة تامة. حرية يف الراعي عىل الرعية حقوق بيان يميضيف هذا وعىلرأيه فأصلح سعدان ابن للوزير القول هذا نقل يف شجاعته حيان أبى من أعجبني وقد

لسانه. وألجمأنورشوان كرسى أن حكى سليمان أبا أن السياسة: يف الصائبة نظرته من آخر ومثليف إن فيها: يقول رقعة وزيره إليه فكتب والغبوق، الصبوح عىل عكف مملكته تقلد ملاكرسى فوقع اململكة. أمر يف والنظر ذلك تخفيف والوجه الرعية، عىل رضرا امللك إدمان

289

Page 290: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

والدنيا عادلة، وسريتنا آمنة سبلنا كانت إذا ترجمته: ما بالفارسية الرقعة ظهر عىلعاجلة؟ فرحة نمنع فلم عاملة، بالحق وعمالنا عامرة، باستقامتنا

إفراط، اإلدمان أن أحدها وجوه: من كرسى «أخطأ فقال: هذا عىل سليمان أبو وعلقوالعمل الدنيا وعمارة السرية وعدل السبل أمن أن جهل أنه والثاني مذموم. واإلفراطباالهتمام تحفظ ولم التامة بالعناية تحط ولم الساهر، الطرف بها يوكل لم متى بالحقوالثالث للدعامة. لالنتفاضمزعزع والنقصباب النقص، إليها دب النظام، لدوام الجالبالنفس تكميل يف فإن والتمتع، والتلذذ والرشب األكل يف يبذل أن من أعز الزمان أنإذا فكيف العمر، أضعاف يستوعب ما عنها، الغي وابتعاد لها، الرشد باكتساب الناطقةالخاصة أن عليه ذهب أنه والرابع كبريا. الهوى إليه يدعو ما وكان قصريا، العمر كانواستهانت ازدرته الشهوات، طلب يف وانهماكه باللذات استهتاره عىل وقفت إذا والعامةيف بالناظر والعامة الخاصة واستهانة الحمري، وعادات الخنازير بأخالق عنه وحدثت به،املحافل، يف وانترشت اللسان إىل تطرقت القلوب عىل تكررت متى بشأنها، والقيم أمرها،وارتفاع للحشمة، رافعة الهيبة وقلة للهيبة، مكرسة وهذه بعض إىل بعضهم بها والتفتراصد طامع من امللك خال وما الهلكة، من مأمونة غري والوثبة الوثبة عىل باعث الحشمة

قط».واضطرب زمانه يف الناس وأحوال السياسية الدولة عضد شخصية تحليل يف ولهبجانب السياسة بقواعد األخذ من بد ال أن يرى وهو نظر. دقة عىل يدل ما بعده أمرهموالعمل وعرفانها الحكماء كتبها التي السياسة كتب عىل السائس اطالع من بد وال الدين،يف لطيفة رسالة نفسه هو كتب وقد األحوال؛ مقتضيات حسب عليها والزيادة بها

جرجان. ملك قابوس إىل أهداها السياسةعجبوا املوضوعات هذه مثل يف تكلم إذا كان سليمان أبا أن عنه حيان أبو حكى وقد

فيها. لهم يؤلف أن وسألوه وعوذوه منهوأمثالهما وبقراط ألفالطون روى ما نحو عىل الحكمة يف رائعة كلمات سليمان وألبي

اليونان. حكماء منيعرف. ال بما يهرف ال الذي املنصف العلمي الطبع له الحكم، دقيق وكان

إال لنا يبني ال «هذا فقال: العرب؟ بالغة من أحسن بالغة هناك هل يوما: له قيلمنها واحدة واحدة عىل القسطاس نضع ثم وحذق مهارة عىل اللغات بجميع نتكلم بأنوالعصبية والتقليد الهوى من بريئا حكما نحكم ثم وأقصاها، آخرها عىل نأتي حتى

عاهة». ذو إال فيه يطمع ال ما وهذا واملني،

290

Page 291: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

التوحيدي حيان أبو يصوره كما املنطقي سليمان أبو

الباطن مملوك الظاهر مالك «أصبحت فقال: أصبحت؟ كيف يوما: حيان أبو له قالالناس، ذممت خالطت أنا إن خداعا، فرحت فرحت وإن طباعا، حزنت حزنت إن …مسائي بهذا استوحشت، قدرت وإن دهشت، بحثت إن الوسواس، اجتلب اعتزلت وإنهذا عقد من كرباه وا البساط! ذاك وطء إىل شوقاه وا ورواحي، غدوي وعليه وصباحي،والقطمري!» النقري يف أجلها من وزهد والتشمري، بالجد وجدت لو سعادة لها يا الرباط!اليونانية الفلسفة من أو الصوفية كالم من بالصفحة يأتونه وغريه حيان أبو وكان

منها. خريا عنده من عليهم يميل ثم فيستحسنهايسمع فما نظره؛ تحت أو سمعه عىل مر يشء كل بها يفلسف طبيعة له كانسامعيه. بها ويغمر فلسفته تفيض حتى خاطرة ترد أو عارض، يعرض أو بحادث،

الغناء بسماع مشغوفا كان نفسه. عن فيها يروح أنس مجالس له هذا مع وكانالربيع أيام بعض يخرج وكان الطرب أشد غنائه من فيطرب نابغ، موصيل فتى منمثل يثري كان كال. األوقات؟ هذه يف حتى فلسفته ينىس فهل مغن، ومعهم البساتني إىلوأطيب، ألذ غناؤه يكون وسانده غنائه يف أحد تابعه إذا املغني كان لم األسئلة: هذهتحتاج لم مسألة: فيثري الصنعة، تنقصه الصوت جميل غالم مرة ويغنيه وأعذب؟ وأحىلعليكم»، «السالم أحد: له قال لو حتى يشء كل يفلسف وهكذا الصناعة؟ إىل هنا الطبيعة

أصبحت؟ كيف له: حيان أبي سؤال فلسف كما لفلسفهاويسمو فهمه، يدق حتى يعمق ما فكثريا عرضتها. التي بالبساطة فلسفته وليست

يبني. ال حتى ويرمز يدرك، ال حتىوصحت له، خلصت كلية أصول إىل فلسفته يف ترجع كلها التفصيلية املسائل وهذه

الفروع. هذه كل منها وولد واعتنقها، عندهاإلسالمية؟ الفلسفة مذاهب من سليمان أبو كان مدرسة أي ومن األصول؟ هذه ماوإىل اليونانية؟ للفلسفة مقلدا كان حد أي وإىل أفالطونيا؟ أو أرسططاليسيا كان وهل

أعمق. ونظر أدق بحث إىل تحتاج مسائل هذه أصيال؟ كان حد أيلقد التقدير، من حقها تنل لم ممتازة شخصية سليمان أبو كان فقد كان ما أياأبو هذا ونهارا؛ ليال العلماء مقصد بيته وكان زمنه، ويف محيطه يف كبريا دويا تركتالفالسفة أقوال من عليه غمض ما يعرض وهذا ألرسطو، النفس كتاب عليه يقرأ حيانالخاصة، إىل تنقل وأقواله العقل، وغذاء النفس متعة مجلسه كان وهكذا فيرشحها،حركة وتحدث الوراقني، سوق يف فيها ويتخاصم مجالسهم، يف العلماء فيها ويتجادل

291

Page 292: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

كما دراستها، عىل وحرص إليها التفت من وقل تخبوا أن تلبث ال ولكن جليلة، علميةحظ. والوجاهة حظ والدنيا وأمثالهما، سينا وابن رشد ابن بكتب فعلوا

ولكن مرتبة، مبوبة فلسفته كل تعرض كتبا أو كتابا لنا يخلف لم األسف مع وهوحيان. أبو عنه حكاها هناك ومن هنا من نبذ

عفى الذي الغبار بعض عنه نفضت قد أكون القصرية الكلمة بهذه فلعيل هذا، ومعوجهه. عن النقاب يكشف من تثري ولعلها عليه،

292

Page 293: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اإلصالح1 تعقيل

من قريب معنى يف هنا استعملته وقد عاقال. صريه الجاهل، أو األحمق عقل اللغة: يفآخر. أساس أي عىل ال والعلم العقل مقتىض عىل اإلصالح تأسيس وهو هذا،

شاقة مراحل بعد إال اإلنسان إليها يصل ال درجة املعنى بهذا اإلصالح وتعقيلاإلصالح أو الشخيص اإلصالح ذلك يف سواء والنضج. الرقي من عالية درجة وبلوغالهوى يتخذ وقد عقله، ال وعواطفه هواه املرء يسري ما كثريا مثال األفراد ففي االجتماعي.وال الكثري املال يأتيه نفسه، عىل مقرت رجل هذا وتضليال. خداعا العقل شكل والعوطففهذا الفقر، خشية الرضوريات يف حتى وأوالده نفسه عىل به ويضن القليل، إال منه ينفقبها يربر ومنطقا حججا فيخرتع العقل صبغة يصبغه ولكن الهوى، عىل حياته يف يسري

الهوى. هو وإنما بعقل، وليس العقل أنها ويظن سلوكه،تلتزمه، خاص الغذاء من نمط لها فوصف يلزم، مما أسمن نفسها رأت امرأة وهذهإن وأنها املعتاد، فوق ليس سمنها أن لنفسها تزعم فهي إرادتها، ضعفت حاولت فلمايف وهي سلوكها، عىل بها لتربهن عقلية حججا تخرتع فهي جمالها، قل ذلك عن نحفتالعقل حسب السري ألن عقلها، حسب ال هواها حسب تسري إذن هي فشلها. تسرت الواقع

عسري.حتى الهوى حسب اإلصالح يف تسري فاألمم أوضح؛ االجتماعي اإلصالح يف واألمرخرية أكانت سواء الرغبة، مجرد بالهوى وأعني العقل. حسب لإلصالح فتخضع تنضج

الشعبية. الجامعة من بدعوة الجغرافية الجمعية يف ألفيت محارضة ملخص 1

Page 294: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

هو العقل يفحصه أن غري من خرية ولو عاطفة مجرد عىل املؤسس فاإلصالح رشيرة. أوتعقيل. إىل ويحتاج الهوى عىل مبني إصالح

كارثة أنه عىل قديما الفقر إىل نظر فقد واإلحسان. الفقر مثال لذلك ولنرضبمبني إصالح فهذا الفقراء، عىل التصدق بمعنى باإلحسان وعالجها اإلنسان، لها يألموظل يعقل. لم إصالح ولكنه الحسن، بمعناه الهوى أو الحسنة النية أو العاطفة عىلتعقيل فحاولوا العقلية، النهضة وحدثت الحديث العرص جاء حتى املنوال هذا عىل الحالالفقر؟ ما فتساءلوا: عميقة، دراسة وأسبابه الفقر درسوا فعلوا؟ فماذا الفقر. إصالحاالقتصادي النظام إىل يرجع وما الفقري، إىل منها يرجع وما الفقر، وأسباب الفقري؟ ومنقد بيد يدا الصدقة من شيئا الفقري إعطاء بمعنى اإلحسان أن ورأوا األمة. يف واالجتماعيالفقر سبب كان فإذا منها؛ كثري يف يلتقي وال األحيان، من قليل يف الفقر أسباب مع يلتقيوأسبابه الفقر ودرسوا اإلصالح عقلوا فلما الصدقة؟ تجدي فماذا سكري األرسة رب أنفليوجد العمل عن العطل فقره سبب كان فمن الفقر؛ أسباب مع ليتالقى اإلحسان نوعواسوء السبب كان وإذا فليعالج، املكيفات من كيف عىل اإلدمان سببه كان ومن عمل؛ له

الرضائب. فلتصلح البالد يف االقتصادية الحالةبناء وتعالج تدرس صالحة وهيئات جمعيات يد يف اإلحسان فليكن حال كل وعىلننفقه، الصالحة الهيئات لهذه اإلحسان وليكن الفردي، اإلنسان وليحرم الدرس، عىلمنعا الفقراء ألوالد الصناعية املدارس ولتنشأ هذا، عىل بناء الطرقات يف التسول وليحرمما آخر وكان اليوم. إىل اإلصالح هذا يعقلون الباحثون يزال وال وهكذا. املقبل، للفقرإن باهرة نتائج أنواعه اختالف عىل التعقيل لهذا وكان «بيفردج». مرشوع ذلك يف قرأناالنتائج. أحسن منها لرأينا وويالتها الحروب ولوال كادت؛ فقد تماما الفقر عىل تقض لمكأموال عندنا. الفقر معالجة بدعوى تنفق الكثرية األموال إىل هذا ضوء يف ولننظرالفقر معالجة بدعوى توزع كيف الخريية الجمعيات وأموال الخريية واألوقاف النذور

تعقيل!! وال عقل غري منمن ينفر الهوى أو الحسنة النية كانت والجريمة. اإلجرام يف مثال الشأن كذلكالجريمة عن بحث تعقيلها أريد ملا ولكن األحوال، من كثري يف عليها ويعاقب الجريمةتأتي إنما عفوا، تعالج فال عفوا تأت لم فالجريمة سبب؛ لكل العالج ووضع وأسبابها

اإلجرام. بقي العوامل بقيت فما مختلفة، متعددة عوامل مناإلجرام. من للوقاية األسس ووضعت السجون، أصلحت هذا عىل

294

Page 295: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اإلصالح تعقيل

إصالح. من لها وضع وما االجتماعية األمراض كل وهكذاوربط السببية، بقانون لإليمان نتيجة التفكري يف النضج هذا أو التعقيل هذا أتى قدكل الحكم، وفساد النظام وسوء والقذارة والجهل واإلجرام فالفقر باألسباب، املسبباتحدثت أسباب ولكن فيه، لنا دخل وال به لنا قبل ال السماء من ينزل قدرا ليست ذلكالزمن مع وتتكون بذور تبذر ولكن عفوا، تثمر ثمرة وليست منها، بد ال مسببات تنتجحنظال بذرت فإذا البذرة، جنس من الثمرة تكون أن بد وال تثمر، ثم شجرة لتكونومهما تفاحا. تثمر حتى بالنماء وتتعهدها البذرة تغري أن إال محال، فذلك تفاحا وأردت

تفاح. التفاح وبذرة حنظل، الحنظل فبذرة حسنة نية من لك كان

واحد سنن عىل تطورها يف جرت أنها يرى وتطورها والجماعات األمم شئون يف والناظرالتعقيل. إىل للهوى، الخضوع إىل للغريزة، الخضوع من

القوة إال يكبتها يشء وال وحدها، الغرائز فيها تتحكم األوىل اإلنسانية فالجمعياتواجتماعية، طبيعية وظروف وعرف تقاليد من الهوى لحكم تخضع ثم منها، والخوف

الغاية. اآلن إىل ذلك يف تبلغ لم وإن للعقل الخضوع إىل تتطور أخريا ثماألرسة تكون ثم مطلقة، أوال فالغرائز الجنسية، عالقاته يف اإلنسان شأن هو هذااالقتصادية النظم يف الشأن وكذلك للعقل، الخضوع يف تأخذ ثم الهوى، ألحكام خاضعةالعقل، لحكم ثم إليها، وما الطبقات نظام فيكون الهوى لحكم ثم للغرائز، أوال تخضع

السياسية. الشئون يف وكذلكيف ذلك يتمثل كما غرائز، الجمعية يف من أقوى األوىل الجمعية يف البطل كان ولهذاثم املستبد، الحاكم أو القديس أو الويل الثاني الطور يف البطل يكون ثم القبيلة، شيخفكثريا جلية، واضحة األطوار هذه بني الخطوط وليست املصلح. التعقيل طور يف يكون

التطور. يتم حتى طورين بني مختلطة القرون تمر ما

اإلصالح؟ بتعقيل نعني ماذانأتي فإنا الهوى عىل رسنا فإن األرض من مساحة عىل عمارة نبني أن أردنا إذارضوب البناء أثناء يف عن وإذا اتفق، حيثما بنائها يف يسري وهو اتفق، حيثما بمعماريبدأ البناء تم وإذا وقف، البناء وسط املالك مال فرغ وإذا أدخلها، والتغيري التعديل منمشاكل تظهر خطوة كل يف وهكذا البناء. تعديل النجارة تستلزم وقد النجارة، يف يفكر

295

Page 296: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

إن — تمت إذا حتى وراءها، ما إىل نظر غري من الحارضة املشكلة فتحل حال، تتطلباالرتجال. من الناشئ النقص من وبرضوب الروح، فبطلوع — تمت

االستغالل البناء: من يريد ماذا املالك يحدد أن وجب التعقيل أساس عىل بنيت إن أماإلخ. إلخ.. دورا.. وكم الدور، يف يريد شقة وكم وأهله، نفسه سكنى أو

القوانني به تسمح وما طبيعتها حيث من ويدرسها األرض، فيمسح باملهندس ويأتيوضياء، وهواء شمس من تتطلبه وما ملوقعها وفقا أشكالها أحسن ويتخيل ارتفاعها، يفستكون مرتا وكم وهكذا، والثاني األول والدور األساس الخريطة: عىل كله ذلك ويضععىل كله ذلك ويضع والكهرباء. والسباكة، والنجارة، مال، من يتطلبه وما البناء، مساحةوإذا املفتاح، تسليم إىل النتائج، كل إىل ويصل واملالبسات، الظروف كل ويراعي الورق،

كثري. وال قليل يف ذلك من يشء يختل لم ماهرا مهندسا كاناالتفاق تم فإن غرضه. حقق كله ذلك هل ويرى بماليته، ذلك يقيس بعد املالك ثمالبناء تعقيل فهذا يعمل، عمل آلخر مقدمة يوضع حجر أول يكون أن عىل املرشوع، نفذ

االجتماعي. اإلصالح تعقيل يف الشأن وكذلكخطوات: خمس لتعقيله يتطلب اجتماعي إلصالح مرشوع أي إن

يحيط ما وعىل عليه عامة نظرة بإلقاء وذلك األرض، تمسح كما املرشوع مسح (١)لألمة. واالجتماعية االقتصادية الحالة بني عالقة من به

يف املاهر املهندس يفعل كما جوانبه جميع من وافية دراسة املرشوع دراسة (٢)بالنظم املرشوع وعالقة عميق، وتحليل للمرشوع، دقيق وصف من العمارة: بناء دراسةيتكلف وما إحصائيات من إليه يحتاج بما واالستعانة البالد، يف واالقتصادية االجتماعيةتحصل التي والنتائج عليه ينفق ما بني واملوازنة والنتائج، واملصادر واملوارد مال، منعىل أو واحدة دفعة ينفذ وهل عليها، التغلب وكيفية عوائق، من يعرتضه قد وما منه،

املفتاح». «تسليم إىل وهكذا الخطوات. هذه هي فما الثانية كانت وإن خطوات،وعرضه لدرسه، نتيجة له الكاملة الخريطة رسم أو الورق، عىل املرشوع وضع (٣)عدل يف وتقديرها مالحظاتهم، إىل واإلصغاء نقد، لديهم كان إن لنقده الخرباء عىل

نقدهم. وجوه من يصح حسبما املرشوع وتعديل وسماحة،هذا ففي إلتمامه، والتحمس عليه والعطف املرشوع لقبول العام الرأي إعداد (٤)والعقبات، بالصعوبات أحيط العام الرأي بعطف يحظ لم إذا فإنه للمرشوع، كربى فائدة

296

Page 297: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

اإلصالح تعقيل

العام الرأي عطف ويف يخطوها. خطوة كل يف وتعثر به، القائمني عضد يف ذلك وفتإتمامه. إىل والدفع فيه، االستمرار يف الضمان من يشء

التنفيذ. يف يبدأ حتى املختصة السلطة من وإقراره له الترشيع (٥)

إىل شيئا نضيف أن أردنا فإن مرشوع، أي لتعقيل الخمس الخطوات هي هذهحالة يف واالجتماعي االقتصادي األمة موقف يكون أن يجب قلنا: الخمس الخطوات هذهالفحص خطوة وهي الثانية، الخطوة يف ذلك تدخل أن ولك املرشوع، هذا لقبول مالئمة

والدرس.لم أنه سببه أن فاعلم املرشوعات من مرشوع يف فشال رأيت فإن حال كل وعىل

مؤكدا. نجاحا لنجح استكملها أنه ولو الخطوات، هذه من أكثر أو خطوة يستوففإذا نريد، ما تحديد عدم إىل يرجع املرشوعات من كثري يف فشلنا أسباب أكرب إنبه قامت الذي الدرس عىل نعتمد ما وكثريا والدرس، البحث يف فنقص أردنا ما حددنامن به يحيط وما بالدنا يف نفسه املرشوع نفحص أن غري من أوربية هيئة أو دولةيف جماعة إن قال: خبري مرصي اقتصادي به حدثني ما ذلك مثال عندنا. مالبساتتنسج «فتل» إىل الحديثة باآلالت وإعادتها القديمة املالبس لجمع مرشوعا أسست إنجلرتامتانة أقل بأنها الجديدة الفتلة عن تختلف قد رخيصة، جديدة أثوابا فتكون جديد، منفأراد اإلنجليزي، املرشوع ونجح لالستعمال. صالحة حال كل عىل ولكنها نعومة، وأقلدرسهم عىل ال اإلنجليز درس عىل بناء مرشوعهم يف يقلدوهم أن املرصيني من جماعةوأكثر صوفية، اإلنجليزية املالبس أكثر أن فاتهم إذ الدرس، لقلة املرشوع ففشل هم،مالبسنا أكثر وأن تهلهل، أن قبل مالبسهم عن يستغنون اإلنجليز وأن قطنية، مالبسنا

املرشوع. فشل ولذلك مهلهة. تكون أن بعد إال عنها نستغني الكربى مصائب ثالث فأمامنا جيدا، ودرسنا جيدا، أردنا ما حددنا نحن إذا ثممحارضة إىل وحده يحتاج وهذا وفساده، عندنا املايل املرشوعات:النظام أكثر عىل تقيضاملرشوعات ربط مع الحكومات استقرار وعدم بذلك، مني أعلم هم ممن محارضات أومرشوع مهزلة لذلك مثل وأوضح الرغبة، تغريت الحكومة تغريت فإذا الحكومة، برغباتواالستقرار الثبات خلق ضعف الثالثة واملصيبة التعليم، تعميم ومرشوع أسوان، خزانجدا، جميال املرشوع نرى قد كله لهذا األهلية؛ املرشوعات يف حتى هذا ويتجىل األمة، يف

املحرك. ينقصها ولكن كاملة، ضخمة فخمة آلة جدا، قبيحا الوجود إىل وإخراجه

297

Page 298: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

إىل الهوى عرص من االنتقال حني بد وال األمم، يف طبيعي دور فدورنا هذا ومعهللا. شاء إن محالة، ال التعقيل إىل األمر ينتهي ثم مخرضم، عرص من التعقيل، عرص

298

Page 299: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

مزمنة غفلة

ماليني، عرشة عىل يزيد وعددهم الهنود، اإلسماعيلية زعيم «أن الصحف بعض يف قرأت٦١٥٠٠٠ ب وزنه يعادل الذي املاس ويقدر ماسا، املايسوزنه عيده يف أتباعه إليه سيهدي٢٥٠٠٠ فبلغ ذهبا وزنه الذهبي عيده يف إليه أهدي وقد جمعها، فعال بدأ وقد قرياط،

ذهبا». جنيهأحدا، يقدس ال جوهره يف اإلسالم إن أبدا؟ هذه غفلتهم يف املسلمون أيظل فقلت:الدائم وشعاره إنسان، وكل حيوان وكل صنم وكل وثن وكل حجر كل عبادة ويحاربيرجى والذي يقدس والذي يعبد الذي وحده هو أنه البسيط ومعناها هللا» إال إله «ال

يخاف. والذيإليهم ويلجئون يعبدونهم، األشخاص فقدسوا املعنى هذا فقدوا املسلمني بال فما

القرابني؟! تقدم كما الهدايا لهم ويقدمونالذي الفقري البائس من يجمعونها التي الطائلة األموال هذه ترصف فيما يدرون أالالزعيم ترف ويف السباق خيل يف ترصف إنها جسمه؟ يسرت وما قوته يسد ما يجد المن يجمع الذي املال هذا أن تري بسيطة نظرة أليست الرسف؟ وجوه من ذلك غري ويف

عريضة. عريقة غفلة الوجوه هذه يف ليرصف محتاجهممتازة، كفاية من ذلك يكن لم كلها؟ الحفاوة هذه ولم كله؟ التقديس هذا ولموسلطة ورثها، دينية وراثة ولكن عظيم، باإلصالح قيام وال للعادة، خارقة عبقرية وال

إليه. وصلت حتى األبناء إىل اآلباء من تنقلت روحيةاملسلمون. أيها أفيقوا

السنيني، دون الشيعة عىل وال غريهم دون اإلسماعيلية عىل مقصورا األمر هذا ليسمذهب. كل يف األشخاص وعبادة فاشية والسخافة مخيم والجهل عامة فالغفلة

Page 300: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

البدوي كالسيد كبري رضيح كل عند الزائر يراها التي هذه النذور صناديق ماصندوق كل إن األرضحة؟ من وغريها الحسني وسيدنا زينب والسيدة الشافعي واإلمام

عام. كل أحيانا اآلالف بل الجنيهات مئات فيها توضع هذه مننفسه يحرم املسكني الفالح يدفعها بها؟ ينعم الذي ومن يدفعها الذي من أتدرونيبيعها بقرة ثمن من ويدفعها منه، بد ال الذي وملبسهم الرضوري غذائهم من وأوالدهبرئ أو مرض من ابنه شفي إن نذره بنذر ليفي زراعته يف إليها الحاجة أشد يف وهو

فيه. الحسني وسيدنا البدوي للسيد دخل ال مما ذلك؟ نحو أو تهمة منحاجة يف ليسوا ممن إليهم ومن املساجد هذه مشايخ من املرتفون األغنياء ويأخذهذه حول فضائح تحدث حني وكل والضياع، األمالك منها يقتني وبعضهم إليها،من بابا بذلك فسدت ألغتها لو عليها وماذا لجانا. لها األوقاف وزارة تؤلف الصناديق

الفساد. أبوابفهل مشيخته؟ اإلسماعيلية زعيم ورث كما تتوارث التي الصوفية مشيخة هذه وماكبريا وصالحا جاهل، أجهل يلد عالم أعلم نرى إنا تتوارث؟ الروح وهل يتوارث العلموالصالح والغباء والذكاء والعلم الصالح. يف ممعنا يلد الفسق يف وممعنا كبريا فاسقا يلديف حتى يورثوا أن من األنبياء منع وقد تتوارث، أن يمكن ال شخصية» «تذكرة والفساد

صدقة». تركنا ما نورث ال األنبياء معارش «نحن الحديث وجاء أموالهمبل الوراثة، مصدرها كل يكون أن يصح ال العلمية كالسيادة الروحية فالسيادةأويف جامعة يف أستإذن اختري أحدا رأيت هل الوراثة. مصادرها أحد يكون أن يصح الوأمرها بالروح فكيف املنصب؟ هذا يشغل كان أباه ألن عالية غري أو عالية مدرسةيكون وقد رسالته» يجعل حيث أعلم و«هللا أشق فيها املمتازة الدرجة ونيل أصعبمكان يف هللا عند وهو النسب وضيع يكون وقد شيئا، هللا عند يساوي ال النسب رشيفبالوراثة منصبا نال من وبكل املذاهب زعماء الطرق بمشايخ تطيح بديهيات هذه مكني؛

بالكفاية. المات فإذا شخصية، نظرة املناصب إىل ينظرون قريب عهد إىل الناس كان قدذلك ونحو مفتوحا» «البيت يظل أن عىل للحرص مكانه ابنه يحل أن يف جهدوا موظفكفؤا يكون أن يؤديه ملن بد وال يؤدي عمل املنصب أن وفهموا عقلوا فلما االعتبارات، منوروعيت والبنوة، األبوة ملجرد أبيه مكان االبن توظيف وزال الشخصية النظرة زالت لهمن تتوارث املناصب من البقية هذه تبقى فلماذا الشخصية. املصلحة ال العامة املصلحة

الكفاية؟ إىل نظر غري

300

Page 301: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

مزمنة غفلة

لم فلو وخلقي، روحي إصالح من به يقوم وبما بدينه يقوم إنما الدين رجل إنالرشفاء. أرشف كان ولو املنصب هذا يويل أن مطلقا يصلح فال الصفات هذه فيه يكنصالح﴾. غري عمل ه إن أهلك من ليس ه ﴿إن املؤمن: غري ابنه يف النبي لنوح يقول وهللابال فما شيئا» هللا من عنك أغني ال «إني ابنته ولفاطمة زوجه لعائشة يقول والرسولوالناس عملهم ال بنسبهم للمناصب استحقاقهم ويرون البعيد بنسبهم يعتزون هؤالء

وشهواتهم! أغراضهم يف يؤيدونهم عفلتهم منيختارون وعيل وعمر بكر أبو كان أو أقاربه؟ لعمله يختار ملسو هيلع هللا ىلص النبي كان هلمن ليس من وينصب عباس بن هللا عبد قريبه نفسه عيل ينح ألم النبي؟ أقارب لعملهم

وحدها؟ للكفاية مراعاة أهلهبه يتصل ما كل فيحبوا نبيهم املسلمون يحب أن النبيلة العاطفة هذه جدا جميلةأن يصح ال ولكن بمحبوبه، اتصل ما كل العاشق يحب كما وأصحابه ومكانه أقاربه مناألساسية املبادئ يف وال االجتماعية العدالة يف وال العامة املصلحة يف الحب هذا يتدخل«ال» بالبداهة له؟ يصلح ال عمال قريبا أويل أن العدل رشعة يف يل يسمح هل لإلسالم.

«ال». هنا فكذلكالجميلة القاعدة لذلك ووضعت بالنسب. ال بالعمل التقويم اإلسالم أسس من إنإىل نظر غري من يره﴾ ا رش ذرة مثقال يعمل ومن * يره خريا ذرة مثقال يعمل ﴿فمنال نفسه والحبيب الحب، أجل من ذلك كل نهمل أن يصح فهل الرش. وفاعل الخري فاعل

مبادئه؟ تهدر أن يرىضرياسة فيولون بعمله، الرجل يقدرون الناس وأصبح الغفلة زمان ذهب لقدالرشيف وابن العظيم ابن العمل عن وينحون العامل، وابن الصانع ابن حكوماتهمبنسبهم، ال وبربامجهم بعملهم لالنتخاب يتقدمون والناس للمنصب، يصلح ال كان إذا

آخر. أساس أي عىل ال األساس هذا عىل ينتخبونهم ومنتخبوهمويطأطئوا أموالهم وينفقوا زمامهم يسلموا أن الزمان هذا مثل يف للمسلمني أفيصح

نسبه؟ ملجرد يستحق ليس من إىل أعمالهم ويسندوا رءوسهمكل فيه واقع الرش فهذا خاصة، طائفة وال معينا مذهبا النقد بهذا أقصد لستالعمل من بد ال بل اإلفاقة فيه تكفي ال زمن يف يفيقون فهل عامة، والغفلة الطوائف،

العالم! هذا يف الصالح للعيش املضني والسعي املجدي

301

Page 302: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 303: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العقلية اجلرائم

وهجم بالعقول، التغرير بتهمة للمحاكمة قدم دجاال أن الصحف إحدى يف قرأت باألمسفبلغت ثروته وأحصيت وألوانا، أشكاال الشعوذة مالبس من أنواع فيه فرؤي بيته عىل

أعماله. عىل ينطبق ال القانون ألن برباءته املحكمة حكمت ثم جنيه، ألف مئةعقلية. جريمة هذه

الرشقية يف مشهورة أرسة من رجال أن فهمي باشا العزيز عبد حدثني أيام ومنذأحد فعمد معروفة، مقربة يف ودفن فتاكا، لصا وكان زمن من جدهم مات يل سماهاأرضحة بألوان حيطانها ولون رضيح، شكل عىل وجعلها وشيدها املقربة هذه إىل خدمهمفكم واضحة، كرامات له هللا أولياء من ويل الرضيح ساكن أن الناس يف وأشاع األولياء،كل يقام و«مولدا» أسبوع كل تقام «حرضة» له وجعل كربة، من وفرج مرض من شفىكبري ربح مصدر هذا فكان ففعلت، للرضيح شيخا تعينه أن «األوقاف» من وطلب عام.

الرضيح. صاحب أرسة أطيان من فدانا خمسني يشرتي أن به استطاععقلية. جريمة أيضا هذه

صندوق الحسني وسيدنا زينب والسيدة البدوي كالسيد املشهورة األرضحة ويفجنيه مئة ثمان نحو زينب السيدة صندوق معدل ويبلغ نذورهم، الزوار فيه يضع نذور

شهر. كلعقلية. جريمة أيضا هذه

أين؟ وإىل املال هذا أين منأبنائها غذاء من اقتصدته مسكينة سيدة ومن أرسته، وقوت قوته يجد ال فقري من

بقرة. بال بعدها وظل بنذره وفاء بقرته باع فقري فالح ومن ومالبسهم، وبناتها

Page 304: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

وبأثوابه بشعوذته املغفلني عقول يستهوي دجال فإىل أين» «إىل وأما أين» «من هذاوإىل — والبذخ والنعيم الرتف عيشه بعد يعيش هو ثم الجاوي. وببخوره والحمر البيضيعملون. ما عىل املرتبات يتقاضون الذين املساجد موظفي من يستحقون ال من جيوب

الحق. وضد الصدق ضد سلوك وكل العقل، ضد يرتكب عمل كل العقلية بالجرائم أعنيولنسق وأفانني، رضوبا منها الناس ويتخذ العامة، الحياة تغمر الجرائم وهذه

عليها: األمثلة بعض

الناشئني بعقول الضارة الربامج كوضع وتضليلها، العقول تغرير ذلك فمن (١)وتميت الشهوة تحيي التي والتمثيل السينما وروايات اإلذاعة وكربامج املدارس، يفحرية عىل يحجرون أو بالعقول، يغررون الذين السياسيني الزعماء وكأعمال العقل،والعفاريت بالجن واالتصال الروحاني بالطب الدجالني ومثل التفكري، وحرية القول

ويسخرونهم. يستحرضونهمولكن حق، اليشء أن يقررون أشخاص من حني كل نرى ما أيضا ذلك ومن (٢)من عمل يعملون ولكن باطل، اليشء أن يقررون أو باطل، أنه يعتقد من عمل عملهمأو ويرتيش، النزاهة شأن من أو ويكذب، الصدق شأن من يعيل كالذي حق، أنه يعتقد

رشيف. غري طريق من وظيفة أو درجة نيل يف ويسعى بالعدل يشيدوالحجر الرأي إبداء عىل كالحجر العقيل، الرقي سبيل يف العقبات وضع ذلك ومن (٣)فرض أو املدارس عدد بقلة إما الشعب تثقيف سبيل يف الحكومات وتقصري الصحف عىل

وهكذا. الذكور يتعلم ما يتعلمن أال البنات عىل وكالحجر التعليم، عىل كثرية نفقاتتغذية وبقلة الخمور برشب عقله ناحية من نفسه عىل اإلنسان جناية ذلك ومن (٤)للخرافات واستسالمه أساس غري عىل آراءه اإلنسان تكوين ومثل النافعة، بالقراءات عقله

وهكذا. املالك ترصف فيه يترصف لغريه عقله وبيع عقله، تغزو واألوهام

األفكار. وتسمم بالعقول تعبث العقلية الجرائم بهذه مملوءة حولنا والدنياالخارجية، األخبار يف املختلفة الدعايات تتنازعها كيف واملجالت الجرائد إىل انظريجري بما واعترب حقائقها، حسب ال ومصالحها هواها حسب األخبار تسوق أمة وكلوأمريكا بشكل وإنجلرتا بشكل روسيا تعرضها الواحدة، القضية عرض يف األيام هذهعارضها يتحرى ليس العالم، مشاكل يف الشأن وهكذا أدري. لست الحق؟ فأين بشكل،

304

Page 305: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العقلية الجرائم

املسائل يصور حزب كل الداخلية األمور ويف ومصلحة أمال يتحرى ولكنه وصدقا، حقامن فترصخ املختلفة الجرائد وتقرأ الحق. وال الصدق حسب ال حزبه يهوى حسبما

الحق! لضيعة يا نفسك: أعماقكيف والتاريخ الرتاجم كتب ويف والتأبني التكريم حفالت يف الحياة ترجمة إىل وانظراملتحزبني. وتعصب املتعادين وخصومة املتملقني وملق الدعاة دعوة بني الحق يضيع

الروايات وعن الطبية املستحرضات وعن الكتب وعن السلع عن اإلعالنات إىل وانظرثمني، كنز كتاب وكل مرض، كل من يشفي دواء فكل بالعقل؛ فيها يلعب كيف التمثيلية

وهكذا. نظري، لها ليس سلعة وكل جديد، فتح رواية وكلفهذا بها؛ الالئق القدر خطورتها تقدر لم العقلية الجرائم أن له يؤسف ما أكرب منلم عقولهم ضلل ذلك وفوق والبائسني، الفقراء من جنيه ألف مئة رسق الذي الدجاللفقري كثرية نصوصا يجدون ولكنهم بمقتضاه، يعاقبونه القانون يف نصا القضاة يجدأن مع املعاني دون باملاديات — األسف مع عنيت القوانني إن غني، من رغيفا رسق

ا. سم وأنفث خطرا أشد املعاني جريمةتمنح هي بل إطالقا، تحسها ال بل العقلية، الجرائم خطر تحس ال الجاهلة واألممتوقري من الدجال هذا يلقي ماذا فانظر شئت إن االحرتام، من كثريا العقليني املجرمنيل يبج وكيف النذور، سارقي أليدي تقبيال يهوون الناس آالف من كم انظر أو واحرتام،

التفكري. عىل يحجرون أو العقول يضللون الذين السياسيني الزعماء بعضوقلتها األوىل يف العقلية الجرائم كثرة راقية وأمة منحطة أمة بني الفروق أهم ومنويف أبنائها تربية يف العقل مقتىض عىل سريها الراقية األمة عالمة أهم ومن الثانية. يف

فيها. الحياة مرافق وكل وصناعتها فالحتهاوإشاعته األمة يف العقيل» «الضمري خلق املصلحون به يعنى أن يجب ما وأهمضد يرتكب ما كل باستهجان الشعور تنبه العقيل بالضمري وأعني سلطانه، وتقويةيأتي ممن باالستحسان والشعور والقاتل، السارق يحتقر كما فاعله واحتقار العقل

ونحوهما. والتدجيل التخريف محاربة إىل كالدعوة العقلية، بالفضائلاالكرتاث، عدم موقف العقلية الجرائم من يقفون خاصتنا، حتى اليوم إىل أكثرنا إن

عقلية. جريمة نفسه يف هو وهذايجب وكالهما عقلنا، لحماية نتحمس وال عرضنا لحماية نتحمس ملاذا أدري لست

علينا! عزيزا يكون أن

305

Page 306: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 307: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الرأي قادة

تصل أن يمكن وال به، إال أمن يف تسري أن يمكن ال السفينة، كربان األمة يف الرأي قائدواسعة ثقافة ف ثق إذا إال لقيادتها يصلح ال السفينة ربان كان وإذا به، إال غايتها إىلأسفرت، إذا املخاطر وتجنب عرضت، إذا الصعاب اجتياز وكيفية واألنواء، البحار يفعلم عىل يكون أن بد ال القائد فكذلك ذلك، إىل وما منها والخروج املواني إىل والدخولفيها يؤثر وما يؤخرها، وما يقدمها وما والخارج، الداخل يف جميعا األمة بشئون تامإىل بها يسري وكيف العواصف، هبت إذا السالمة بر إىل بها يصل وكيف وباطنا، ظاهرا

وهكذا. الريح، اعتدلت إذا األمامرسعة يف إلرادتهم يخضع وال الركاب، هوى عىل يسري ال السفينة قائد أن وكماوإنما منه، والخروج امليناء دخول كيفية يف وال يتجهه، الذي االتجاه يف وال وبطئه، السرييرون ما ال الركاب، مصلحة يف هو يراه وما ونظمها، وقوانينها البحار لعلم يخضعما إىل دائما يتجه وال وشهواتهم، لرغباتهم يخضع ال األمة يف الرأي قائد فكذلك هم،الرأي وتبادل االستشارة بعد هو يرى وما ونظمها، األمة لقوانني يخضع وإنما يرضيهم،

رغبتها. خالف ولو ورقيها، ونجاحها األمة تقدم يحقق وأنه العامة، املصلحة إنهذلك ولكن ومتعة، رسور يف يكونوا وأن الركاب، يريض أن يرسه السفينة ربانيعبأ لم مصلحتهم غري يف هواهم اتباع أن رأى فإذا العامة؛ واملصلحة باتفاقه مرشوطأن يرضيه الرأي، قائد فكذلك أغضبهم، ولو عليه الواجب وعمل رسورهم، وال برضاهمفليس لهم، املصلحة يرى ما حدود يف ولكن يرسهم، ما لهم يحقق وأن عنه، الناس يرىضله صفق سواء الواجب، ويؤدي الحق، يعمل هو بل الجماهري، تصفيق هو يسريه الذيكان الجماهري تصفيق سريه إن أنه العلم حق يعلم ألنه باألحجار، رموه أو الجماهري،

مقدمتها. يف ال مؤخرتها يف وكان لها، قائدا ال للجماهري تابعا

Page 308: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

واستفاد وجرب، شاهد حسبما بالبحر العلم مىضيكفيه فيما السفينة ربان كان قدبجانب علم من له بد ال أصبح اليوم السفينة ربان ولكن ومرانة، تجربة سبقوه ممنصار أن بعد الجو» و«علم علما، صار أن بعد البحر» «علم يعلم أن له بد ال التجربة،أدق، واجبه أصبح األمة، قائد فكذلك ذلك، إىل وما وهندستها، السفينة، وميكانيكا علما،وتاريخ يعرف، أن يجب علما الجماهري نفسية أصبحت أشق وتكاليفه أعظم، وأعباؤهأن يجب معقدة علوما بل معقدا، علما الدولية والسياسة يقرأ؛ أن يجب سجال بالدهأو كالم، بثرثرة أمة يقود أنه ظن فمن قائدا؛ يكون أن صح ما وإال وتفهم، تدرسبالصياح. سفينة ربان يكون أن يريد كمن كان خواطر، تهييج أو مشاعر، اسرتضاء

وكان بغريها، عابئة غري وحدها، بحرها يف تسري مىض فيما السفينة كانت لقدالبحار يف والسفن واحدة شبكة فالبحار اليوم أما وبحره، سفينته إىل إال ينظر ال الربانتعيش األمة كانت والقائد األمة فكذلك بها، ويستنجد وتستنجد وتتخاطب تتعاون شبكةاليوم أما يقودها. أن القائد عىل سهال وكان جاورها، من فمع توسعت فإن وحدها،تيارات يعلم حتى يقودها أن أمة لقائد يمكن وال شبكة، العالم وسياسة شبكة، فالعالمالسالمة بر إىل ويصل أخطارها، يجتاز وكيف ومصاعبها، ومراميها العاملية السياسة

وأصعبه! ذلك أشق وما ألغامها، متجنباأمينا يكون أن عمله: من الصميم يف هي خالل، بثالث يمتاز أن يجب السفينة ربانالسفينة، يف ما لكل عينه يفتح أن يقتضيه وهذا بالسفينة، من أرواح من يده يف ما عىلأن ثم بها. ينجو كيف عرف مفاجئ فاجأها إذا حتى ينتظرها، وما بها، يحيط ومايف الخطر عند يترصف بل لعارض، قلبه ينخلع وال لحادث، يضطرب فال شجاعا يكونفهو الشدائد، عند التضحية ثم الخطر، من بسفينته يسلم حتى وحكمة، ورزانة ثباتوسائل ترتيب عىل يقف الذي وهو السفينة، غرقت إذا النجاة قوارب إىل ينزل من آخر

حياته. من لحظة آخر إىل النجاةمصالحها، عىل أمينا أمته، أرواح عىل أمينا األمة، يف القائد يكون أن يجب فكذلكيناله التهديد وال به، تحل الكوارث يخىش ال شجاع، هو ثم خريها، يف السعي عىل أمينامفزع، أي وال النفي، وال السجن، وال الفقر، وال سبيله، تعرتض الصعاب وال أعدائه، منواستقاللهم وحريتهم الناس أرواح أن يشعر التضحية حدود آخر إىل مضح هو ثماألمر اقتىض وإذا نفسه، عىل يحافظ مما أشد عليها يحافظ أن يجب عنقه، يف وخريهم

األمني. الربان يفعل كما بأس، فال هو ويموت أمته ينجي أن

308

Page 309: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

الرأي قادة

وسفن حربية، وسفن سلمية، فسفن وألوان، أشكال ذات سفن حية أمة ولكللقيادته، الصالحون له املقدرون بشئونه، العارفون ربابنته نوع ولكل ألغام، كاسحاتولكل األلغام، لكسح وقائد وخصام، جالد وقائد سلم فقائد األمة. قيادة يف الشأن وكذلك

وزمانه. مكانه قائد ولكل مزاياه، قائدذلك يف أحوج اليوم فالرشق سفنها يقودون ربابني إىل محتاجة أمة كل كانت وإذافيها، السري له يسبق لم جديدة مالحية خطوط يف اآلن يسري الرشق ألن الغرب، منجيدا، الطرق معالم يتبينوا أن الربابني لهؤالء بد فال باالستقالل؛ تنتهي خطوط هيومبادئ إنسانية من ادعى مهما الغرب وألن كامال، احتياطا والعواصف لألنواء ويحتاطواللرشق، الجديدة املالحية الخطوط يف األلغام يضع يزال ال وديمقراطية ومساواة عدالةوألن الكتساحها، ربابني إعداد من بد وال األلغام، كاسحات من سفن إعداد من بد فالالتقدير، وحسن االطالع وسعة النظام يعوزه ناشئا يزال ال الرشقية األمم يف العام الرأي

قيادته. يسلمه فال املهرج الربان وبني سفينته فيسلمه املاهر الربان بني يميز حتىهللا. من بتوفيق إال ذلك يكون وال

309

Page 310: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ
Page 311: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العنز عام

فيقال األيام، مدى عىل يذكر يزال ال التاريخ يف عام لك يكون لم يوما: للفيل العنز قالتالعنز»؟ «عام يسمى عام يل يكون وال الفيل»، «عام

وإني نابا، منك وأحد قوة، منك وأعظم جسما، منك أضخم إني الفيل: قالالحديث. أساجلك أن وأستضعفك فريسة، يل تكوني أن أستصغرك

بقوته. القوي يبلغ ال ما بحيلته يبلغ قد الضعيف إن العنز: قالتهو عام، مرص يف لها وأصبح أرادت، ما لها فكان قالت، ما عىل العنز وصممت

عام. مئتي نحو من أي ١١٧٣هـ. سنة ذلك وكان العنز»، «عاموكان اللطيف، عبد الشيخ اسمه للخدم شيخ نفيسة السيدة مسجد يف كان أنه ذلكحتى وجهها عىل وقلبها حيلة، يف ففكر الرزق، أسباب به ضاقت ماكرا. ماهرا شيخا

عنزا. الرواية بطل واتخذ ونضجت، استوتوتوسلوا األرسى فاجتمع النصارى، أرس يف وقعوا املسلمني من جماعة إن قال:أمرهم عىل فاطلع وتؤكل، لتذبح عنزا لها أعدوا ذكر» «حفلة وأقاموا نفيسة، بالسيدةمن فكان العنز، ذبح ومن الذكر، حفلة من فمنعهم بحراستهم، املكلف النرصانيأرسهم، ففك أزعجته رؤيا النرصاني رأى أن العنز بركة ومن نفيسة السيدة بركةففعلوا نفيسة، السيدة إىل يحرضوها وأن بالعنز، يحتفظوا أن وأقسموا رساحهم، وأطلق

اللطيف. عبد للشيخ وسلموهافوق وتارة السيدة، رضيح بجانب تقف تارة العنز إن فقال: روايته الشيخ وأكمل

بها. تويص والسيدة نفيسة السيدة تكلم بأذنه الشيخ سمعها وقد املنارة،

Page 312: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

السيدة حي يف فانترش بإذاعته، وأوصاهم الخدم، سائر يف الخرب هذا الشيخ وأشاعوالعامة والصغار، الكبار حديث العنز وصارت الريف، إىل ومنها القاهرة، أحياء إىل ومنه

للعنز. نذر حاجة له من وكل بالعنز، استشفع مرض من وكل والخاصة،وإنما الغنم، كسائر فوال وال برسيما تأكل أال عىل العنز فمرن حيلته، الشيخ وأكملمكرر، سكر فيه مذابا ورد ماء إال ترشب وال مقشورا، ولوزا مقشورا فستقا تأكلوترشب واللوز، الفستق تأكل املحظوظة، السعيدة العنز هذه حجره ويف يجلس والشيخ

وتقبيلها. ملسها عىل يتلهفون والناس الورد. ماءحتى الورد، ماء وقناني املكرر والسكر واللوز الفستق قناطري الشيخ عىل وتقاطرت

األسواق. يف األصناف هذه شحتكرب من فرجت وكم مريض، من شفت فكم وعظمت، العنز كرامات زادت ثم

السيدة. كرامات عىل كراماتها غطت حتى حوائج، من قضت وكم مكروب،عمل يف الصاغة فجد الورد، وماء املكرر والسكر واللوز الفستق الناس واستقل«صاحبة تكون وكادت هانم»، «عنز أصبحت حتى للعنز، الذهب وأطواق الذهب قالئد

العصمة».قنطارا فالن األمري وهب فإذا وتنافسوا، للعنز والنذور الهدايا يف الكرباء وتسابقوصار وقالدتني، قنطارين يهب أن إال فالن األمري عىل عز الذهب، من وقالدة الفستق من

الجليلة. لألمرية ليس ما الحيل من للعنزمشهودا، يوما نفيسة السيدة حرضة يوم وهو أسبوع، كل من األحد يوم وكانالذي للسعيد ومرحى املناكب، وتتدافع الشوارع، وتزدحم والزائرات، الزائرون فيه يتدفق

يقبلها. من منه وأسعد يلمسها، أو العنز يرىعجائب، من شاهدوه وما العنز، كرامات من يقصون ما إال املجالس حديث وليسعقيم. من أولدت وما فقري، من أغنت وما أمراض، من شفت وما منامات، من رأوه وماأصبحت فقد العنز، إىل سلطانهم يذهب أن الحكام بعض وخيش الناس، وافتتن«عجل فتكون العنز تضخم حتى قليلة خطوة إال تبق ولم وتحكم، وتنهي تأمر التي هي

أبيس».

جبار، قوي رسي، ثرى كتخدا» الرحمن «عبد اسمه األمراء كبار من أمري مرص يف وكانالهزل، إىل يميل ال جاد الرب، أعمال يف منه ويرصف الناس يصادر الخري، ويحب يرتيش

312

Page 313: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

العنز عام

وفن البناء هندسة يف جميل ذوق له بالتعمري، مغرم املنكرات، ويبطل الخمارات يغلقواملدارس والزوايا األسبلة من كبريا وعددا مسجدا، عرش ثمانية وجدد أنشأ العمارة،رضيحا فيه لنفسه وبنى األزهر، يف فخما جانبا وأنشأ والجسور، والقناطر واملكاتبمربوع مهيبا، رجال فرتى تراه األزهر». «سيدي العامة بعض يسميه الذي وهو به، دفنبالنفس. واالعتداد والعزة القوة عالئم عليه تغلب اللحية، مسرتسل اللون، أبيض القامة،

من وضحك الناس، عقول من وسخر بها فهزئ العنز بحكاية الرحمن عبد املري سمعكالخمارات. يبطلها التي املنكرات من وعدها سخافتهم،

وأهل هو بها ليتربك بعنزه إليه الحضور يرجوه اللطيف عبد الشيخ إىل فأرسلوقد عطاء، عطائه بعد وال كفر، األمري إيمان بعد ليس وقال فرحا، الشيخ فطار بيته،

والثراء. والجاه الدنيا بذلك ضمنتوزينت والبيارق، الطبول وأحرضت العدد، وأعدت العنز، النتقال موعدا وحددمسجد من العنز موكب وتحرك الطريق، جانبي عىل الناس آالف واصطف الطرف،بغلته الشيخ وركب كتخدا، الرحمن عبد األمري يسكن حيث عابدين، إىل نفيسة السيدةقاعدة، قائمة والدنيا تتصايح، والناس تخفق، والرايات تدق، والطبول حجره، يف والعنزالتي وبعد الفيل! يوم من العنز يوم أين رسها: يف تقول مستبرشة، ضاحكة والعنزعن الشيخ ونزل الكبري، األمري بيت إىل الرشيف املوكب وصل واللذيا، والذي واللتيا،قبوال واألمراء األمري فتقبلها األمراء، وحوله األمري عىل بها ودخل عنزه، وحمل بغلته،مع وجلس الحريم إىل األمري أرسلها ثم منها، الربكة يستنزلون بها وتمسحوا حسنا،وأكل الطعام، فحرض الغداء، وقت حرض حتى والكرامات الربكات يف يتحدث الشيخعن ويسأله اللحم من قطعة للشيخ األمري يقدم حني إىل حني ومن الشيخ، وأكل األمراءوطلب االنرصاف، يف الشيخ واستأذن القهوة، رشبوا ثم لذيذ، طيب لحم إنه فيقول رأيه،

عنزه. له يحرضوا أنبركاتها ومن منها وفرغنا لحمها، واستطعمت شيخ، يا أكلتها لقد العنز! األمري: قال

وكراماتها.ألجعلنك وهللا الناس، بعقول اللعب عىل وأقدرك وأفجرك، أضلك ما الشيخ، أيها

قليال. انتظر بعدك، ملن نكاالنفسه. له سلمت إن ذلك كنزه، وذهاب مجده، بضياع وشعر الشيخ، ورعب

313

Page 314: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

األمري وأقسم املذبوحة، العنز جلد القرص من نزل ثم يرتجف، وهو وقتا وقىضبه. حرض الذي املوكب يف الحال هذه عىل ويعود عمته، فوق الشيخ به ليعممن

إىل عابدين من يسري واملوكب تخفق، والرايات تدق الطبول العرص يف ترى وكنتالصباح حفلة يف كان كما يشء وكل عنز. بجلد معمما بغلته عىل والشيخ نفيسة، السيدةبالهتاف صباحا استقبلته كما والتسليم، بالرضا املوكب هذا تقابل والناس العنز. إال

والتهليل.

314

Page 315: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

رائع مثل

وعلو وشجاعة وكرما نبال أمية، بني سيد مروان بن امللك عبد الخليفة بن مسلمة كانفإنها هللا، بتقوى «أوصيكم وقال: بنيه دعا امللك بعبد العلة اشتدت ملا رأي، وأصالة نفسمعروفكم، للناس وابذلوا صغريكم، وارحموا كبريكم، روا وق واقية, وجنة باقية، عصمةونابكم تتزينون، به الذي سنكم فإنه امللك، عبد بن مسلمة وأكرموا أذاكم، وجنبوهموأسندوا رأيه، عن واصدروا قوله، فاقبلوا تصولون، به الذي وسيفكم تفرتون، عنه الذيالبالد». لكم ودوخ املنابر، لكم وطأ فإنه يوسف، بن الحجاج وأكرموا إليه، أمركم جسيمعهد كما بالخالفة إليه امللك عبد يعهد لم ملاذا الحال، هذه عىل ومسلمة وتسألني:

لبنيه؟عداهم، من واستهجان للعرب، العصبية يف اإلمعان أمية بني تقاليد كانت فأقول:من بلغوا مهما بغريهم واالستخفاف االعتزاز، حدود أقىص إىل العربي بالدم واالعتزازكانت بل عربية، مسلمة أم تكن ولم عجيبة؛ ونوادر غريبة، أخبار ذلك يف ولهم املجد؛

رومية.نحى ما فهذا القح، العربي إال للخالفة يصلح أال يرون أمية بني عهد يف والعرب

مميزاته. كل رغم الخالفة عن مسلمةاإلماء أبناء يف يكون قد أن ويرى النظرية، بهذه يؤمن لم نفسه امللك عبد أن ومعالخروج يستطع لم فإنه حسبهن وعال أصلهن، كرم إذا وخاصة ونبل، وفضل نجابة

التقاليد: هذه عىل

Page 316: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

السابع) (الجزء الخاطر فيض

مسلمة. فيها السابق فكان امللك، عبد حرضها وفروسية سباق حفلة يوما أقيمتبأوالد املعرفة لقليل صاحبكم إن وقال: العبدي رقبة ابن مصقلة إىل امللك عبد فنظر

يقول: حني األوالد أمهات

ف��ت��درك��وا ال��ره��ان ي��وم خ��ي��ل��ك��م ع��ل��ى ه��ج��ن��اءك��م1 ت��ح��م��ل��وا أن ن��ه��ي��ت��ك��مم��ت��ش��رك ب��ط��ن��ه��ا أخ��رى اب��ن وه��ذا ح��رة اب��ن ه��ذا ال��م��رآن ي��س��ت��وي وم��اي��ت��ح��رك ف��ال ف��خ��ذاه وت��ف��ت��ر س��وط��ه وي��س��ق��ط ك��ف��اه ت��رع��دم��درك ب��د ال ال��س��وء ع��رق إن أال ذم��ي��م��ة س��وء أع��راق وت��درك��ه

مسلمة، وأبعد لها، فخضع امللك، عبد عىل غلبت العام والرأي والتقاليد العرف ولكنالحرائر. من أبنائه وهشام والوليد ويزيد سليمان يف الخالفة وجعل

العظيم، والفاتح الكبري، القائد فكان الخالفة، طريق عن ال املجد إىل مسلمة فتوجهأسوارها. إىل وصل أن إىل الفتوح يف تقدم وقد القسطنطينية، فتح إىل اشتاق وطاملا

مسلمة، جيش يف مجهول لجندي سقناه وإنما مسلمة، فضائل يف الحديث هذا نسق لميعرف أن هو يشأ ولم نسب، وال حسب، وال اسم، له يعرف لم يكونه، أن مسلمة تمنى

ذلك. من يشء لهفلم عليه االستيالء يف الجهد بذلوا منيعا حصنا يحارصون املسلمون هم هؤالءعملهم، خطورة أدركوا الروم ولكن داخله، إىل منه لينفذوا نقبا فيه نقبوا وأخريا يوفقوا،جدا وأخريا قتل، منه ينفذ أن املسلمني من أحد أراد فكلما قوتهم، النقب إىل فوجهواعىل استولوا ثم ينفذوا، أن لغريه السبيل ومهد فنفذ باألعاجيب، يأتي أن جندي استطاعالباسل، الجندي ذلك فضل مسلمة وعرف والفتح، هللا بنرص املسلمون وفرح الحصن،الناس، والتفت النقب؟ صاحب أين ينادي: مناديا وأمر الناس فجمع يكرمه، أن فأرادبفعاله. معتزا بشجاعته معجبا بنفسه مزهوا يتقدم الذي هذا لرؤية األعناق وارشأبت

أحد. يتقدم ولم رهيبة سكون فرتة مرت ولكنالثانية املناداة فكانت يسمع، لم فلعله ثانية، مرة املنادي ينادي أن مسلمة أمر

أحد. يلبها لم كاألوىل، والثالثة

عربي. من أمة ابن كان من الهجني 1

316

Page 317: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ

رائع مثل

«صاحب األمري أيها أنا وقال: وجهه، يبني ال ملثم رجل تقدم الرابعة املرة ويفوال صحيفة2، يف اسمي تسودوا أال ثالثة: ومواثيق عهودا عليكم آخذ «ولكن النقب»،

أنا». من تسألوني وال بيشء، يل تأمرواذلك. لك فعلنا قد مسلمة: قال

أحد. يعرفه لم الجند غمار يف اندس ثمالنقب». صاحب مع اجعلني «اللهم صالته: بعد يدعو مسلمة فكان الراوي: قال

أراد أنه إما أمرين: أحد لكان سلوكه، عىل له والباعث العظيم؛ الرجل هذا نفسية حللنا لوبقوله عمال جاه، أو شهرة أو بمكافأة قيمته يضعف أن غري من لربه عمله يحتسب أنسبيل يف يقاتلون الجنة لهم بأن وأموالهم أنفسهم المؤمنني من اشرتى هللا ﴿إن تعاىل:من بعهده أوىف ومن والقرآن واإلنجيل التوراة يف ا حق عليه وعدا ويقتلون فيقتلون هللاالواجب يعمل فهو نفسه، عليه وملكت الخري، فكرة عنده سمت قد تكون أن وإما هللا﴾.بجانبهما تضعف عظيم الباعثني وكال ما، ثواب إىل بنظرة يدنسه أن غري من للواجبأدرك ولذلك أحدوثة، وحسن ومجد فخر من «مسلمة» باعث حتى األخرى، البواعث كل

النقب». «صاحب مع يجعله أن هللا يدعو فكان عنه، الرجل هذا سمو مسلمةفيدونه، التاريخ يناله أن من أرقى النبيل باعثه أن شعر املجهول الجندي هذا إنيف معنى يدونه أن فيجب التاريخ دونه لنئ عليه. فيجازي اإلنسان يقومه أن من وأرفعيف يقوموه أن فيجب يقوموه أن الناس أراد ولنئ األرض، يف بشخص يتصل لم السماء

ليستصغر. صاحبه ملكافأة ال ليحتذى، نفوسهممن فكل مهزلة، التضحية أصبحت فقد الدرس، هذا يعون وشيوخنا شباننا ليتأن إال يرضيه ال املضحني، سيد فهو شوكة شيك وإن املجاهدين، كبري فهو رصخة رصخاسمه ويكتب ذكر، كلما بحمده ويسبح تحرك، كلما باسمه ويهتف له، ويزمر له يطبلغرم، غري من كثريا غنما يريدون الهراء، هذا آخر إىل بارزة، بحروف الصحف يف يوم كل

عمل. غري من عريضة طويلة وشهرةألرسعت الكاذبة املظاهر هذه ورأت املجهول، الجندي هذا روح علينا أطلت لو وهللا

خجال. ترى مما التواري يف

ذلك. نحو أو للترشيف أو للعطاء، دفرت يف اسمي تكتبوا أال يريد 2

317

Page 318: فيض الخاطر (الجزء السابع) · ÑT Wc æP 9 *{ P z W T `Kã ~ÿ T `Kã íPSb ãÿ dNãf] ã æP ã y{ÿ T ã U {f p ã 9 h (c ã ýP P ÑT íÿ P y ~ÿ P rP c ãÿ