:بلاطلا دادعإ نم - univ-eloued.dzب ت ابÌثإ اضيأ ك Êلذ فيو .ه ل...

130
الجمهوري ـ ة الج ـ زائري ـمقراطي ة الدي ـ ة الشعبي ـ ة وزارةعلمـيلـي والبحث اللعاتعليم ا اللوادييد حمه لخضر بامعة الشه جالغاتداب وال كلية ا قس ـــــــ م:بهاغة العربية وآدال ال تخص ص: ع ـ ل ـــــل وم ال ـ س ــ ـــــ ـــ ان- " م ذك رة م ع د تطل ستكما ة ااسدة ا بات نيل شها لوم ال عل سان" اد الط من إعد الب: إشراف الد كتور: ن واس عــــــو ـ ــــع ن وهابــي نصر الديلجامعـي:وسـم ا الم2014 / 2015

Upload: others

Post on 20-Feb-2020

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

ةـة الشعبيـة الديمقراطيـزائريـة الجـالجمهوري التعليم العالـي والبحث العلمـي وزارة

جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي

اللغة العربية وآدابها م:ـــــــقس كلية اآلداب واللغات

ان ــــــــــسـوم اللـــــلـع ص:تخص

-

"سانيف علوم الل بات نيل شهادة املاسرتة استكماال ملتطلدعرة مذكم"

كتور:إشراف الد الب:من إعداد الط ــــع ـعــــــون واس نصر الدين وهابــي

2014/2015الموسـم الجامعـي:

م الل ه الر حمن الر حيمـبس

عل م الر حمن ﴿خلق الإنسان القرآن

انــه البيـــعل م ﴾

ةــــمد قم

أ‌

النصوص األدبية فوحدها هي اليت ميكن أن تقاوم الفناء والنسيان، حكمةـ املإن البنية الفنية اخلالدة متتلك يف أعماقها سر خلودها، وال شك أن ذلك معلق مبا تتميز به من خصائص جعلت

على "لعربمجهرة أشعار اكتاب "منها دررا فريدة يف تاريخ األدب، ومن بني هذه النصوص نعثر يف إذ جند هبا بغض النظر عما حتتويه من قيم ،عينية أيب ذؤيب اهلذيل ،*مرثية من أمجل ما قيل يف الرثاء

ومدعاة للتأمل والتدبر. ،ثقافية وإنسانية ظاهرة لغوية؛ إذ إن بناءها اللغوي الفت للنظرالنصي ضوع: )االنسجام تراءى يل أن أتناول املو ،واإلملام جبل جوانبها ،القصيدةوبعد فحص

وتأيت أمهية هذه الدراسة وقيمتها العلمية يف (،-أمنوذجا عينية أيب ذؤيب اهلذيل- اخلطاب الشعري يفأن م عظم الدراسات اليت ق دمت يف جمال انسجام اخلطاب احنصرت يف نوعني خطابيني مها:

االهتمام إىل اخلطاب الشعري؛ هذا رأيت أنه من الواجب توجيه ،نارد البسيط، ومن ه خاطب والس الت يـعرض هذا البحث و اخلطاب الذي له من اخلصوصية ما مييزه عن باقي أنواع اخلطابات األخرى

، وذلك نص من الشعر القدميلتطبيق قواعد ونظرات من لسانيات النص وحتليل اخلطاب، على عرفة اللغ

سطور يف إلخراج امل

وية من إطارها النظري امل

صنفات إىل ميدان التطبيق على ن صوص بليغة امل

.ا اإلعماميةت وقـ و دبيةاأل هات هلا قيم لسانيات »ومن أجل ذلك فقد عمد البحث إىل استنطاق أحدث مناهج اللسانيات وهو

، خبصوص ما مي كن أن ت قدمه من جديد يف حتليل النص واستكشاف بنياته «اب النص وحتليل اخلطالداخلية والو قوف على بماغة متاس كه ومجاليات انسجام عناصره، والو قوف على معانيه الكلية اليت ال

ناهج اللسانية النصية يـقوى حنو اجل مل وحده على استكشافها وبيانا. وذلك ملا و ص فت به هذه امل

من اكتشـاف بعض خ صوصيات النصوص، فلم يع د االهتمام يف حتليل النص مصورا يف البحث يف عجمية والتاكيب واجل مل، ولكنه جاوز ذلك إىل اقتحام م ستوى أكرب هو البنية

فردات امل

األصوات وامل

ستوى األكرب، يف أنه ي قدم معايري « العلمية »العامة للنص، وتكم ن أمهية منهج حتليل هذا امل

وضوعية »ودروس؛ وهذا ال يتوفـر إال إذا كان املنهج نفس ه « امل

يف الدراسة؛ ألنه ينبثق من املوضوع امل

س املوضوع ومن مادته، ويف ذلك نوع من التفاع ل املعريف بني املنهج نصيا، أي إذا كان املنهج من جن

احب مجهرة أشعار العرب يف اجلاهلية واإلسمام أوىل القصائد السبع اليت اختارها من مراثي العرب القدامى.وقد عدها أبو زيد القرشي، ص - *

ب‌

والنص، فالنص حيك م على املنهج باالنفتاح واحلركية واالستجابة املوضوعية له. ويف ذلك أيضا إثبات هج القارئ وأداة القراءة و نـ

.م صطلح الوصف والتفسري لسيادة النص وهيمنته على املوقد دفعتين هذه احلقيقة إىل طرح السؤال الذي يروم هذا البحث اإلجابة عنه: كيف ينسجم

النص يف اخلطاب الشعري؟، كان هذا هو السؤال احملوري الذي أردت اإلجابة عنه، لكن اإلجابة اقتضت أسئلة فرعية أخرى احندرت عنه:

لوصف انسجام اخلطاب الشعري ،من قبل الغربيني ،يم املقتحةواملفاه ،هل تكفي األدوات - العريب القدمي؟

هل ميكن أن جند يف التاث العريب املرتبط باملمارسة النصية مسامهات قابلة ألن تدرج يف انسجام - اخلطاب؟

عربية للسانيات النص؟ مرجعيةأال ميكن القول بوجود -وما أشار إليه حازم القرطاجين يف يف "نظرية النظم"أال ميكن اعتبار ما أشار إليه اجلرجاين -

للسانيات النص؟أصوال ،التناسب أو التماسك النصيإىل أي مدى ستكشف لنا نظرية النص وأدواتا اإلجرائية يف أصوهلا الغربية عن كيفية تشكل -

وانسجام النص يف اخلطاب الشعري املدروس؟علم النص ملنهج الوصفي التحليلي يف بسط مفاهيم الإلجابة عن هذه اإلشكاليات استخدمت

استنطاقها يف الكشف عن انسجام النص وماوال ،يف أصوله الغربية ،وأدواته اإلجرائية ،ومصطلحاتهصته فقد خص ،أما املدخلوخامتة؛ ، وفصلني ،ومدخل ،مقدمة عقد ،اقتضت املسافة و ،واتساقه

حيث لتفكيك املصطلحات املفاتيح اليت سيتناوهلا البحث يف ضوء شبكة العماقات بني الفصلني، واملعايري النصية السبعة اليت سيدور عليها احلديث يف البحث، ،ناقشت فيه أهم خصائص هذا العلم

بحثني؛ األول: قسمته إىل م ،كان عنوانه: علم النص بني املعاصرة والتاثفقد وأما عن الفصل األولعلم النص يف الدراسات الغربية احلديثة، مقسما إياه إىل ثماثة مطالب: هاليداي ورقية حسن، فان

ما إياه إىل أربعة مطالب: دايك، براون ويول. والثاين: علم النص يف الدراسات العربية القدمية مقس البماغة، النقد األديب، علم التفسري وعلوم القرآن، النحو.

ج‌

"عينية أيب ذؤيب اهلذيل"، وقد هو الفصل الثاين فقد خصصته لتحليل نص شعري قدمي أما كان هديف اجلوهري هو اختبار املفاهيم اليت اقتحها اللسانيون الغربيون لوصف انسجام النص/اخلطاب. وهلذا الغرض قسمت تلك املفاهيم إىل مستويات وصفية، وهكذا انقسم الفصل

حث: املبحث األول: املستوى النحوي، املبحث الثاين: املستوى املعجمي، وقد الثاين إىل أربعة مباناقشت فيهما بعض املفاهيم اخلاصة باالتساق الشكلي من منظور هاليداي ورقية حسن. املبحث الثالث: املستوى الداليل وخصصته ملناقشة املفاهيم اليت أوردها فان دايك كالبنية الكلية والعماقات

...، املبحث الرابع: املستوى التداويل ومتت فيه مناقشة آراء الباحثني براون ويول، وبوجه الداللية خاص دور السياق ومبدأ التناص يف حتليل اخلطابات وفهمها وإنتاجها...

وضمن حبثي هذا حاولت استخماص مجلة من النتائج اليت توصلت إليها ألبرز اإلضافات النوعية اليت ة اللسانية النصية يف تفسري اآلثار األدبية.سامهت هبا القراء

حنو النص ألمحد القصيدة، منه تيف ذلك مبراجع أمهها: ديوان اهلذليني الذي أخذ عينامست عفيفي، لسانيات النص، مدخل إىل انسجام اخلطاب حملمد خطايب، وحتليل اخلطاب لرباون ويول،

عمر أبو خرمة... بناء أخرى،نقد نظرية و نسيج النص لألزهر الزناد، حنو النص،نة لبحوثها ومثارا الهتمامها مثل: ومستفيدا من الدراسات السابقة اليت كانت العينية مدو

وهي يف األصل دراسة ،ألمحد درويش ،متعة تذوق الشعر، دراسات يف النص الشعري وقضاياه نقدية.

–دمشق جامعة ر الديوب، جملةجدلية الفناء واخللود يف عينية أيب ذؤيب اهلذيل للدكتورة مس اهلذيل، ناصر احلسيين. ذؤيب أيب عينية على فين ، حتليل7122 الثالث والرابع العدد 72لدجملا

متثلت يف اختماف املصطلحات بني وأنا أمارس البحث واجهتين جمموعة من الصعوبات املتامخة واالختصاصات الباحثني...واختماف الطرح املنهجي هلذا العلم وتداخله الشديد مع العلوم

بني الدارسني العرب املتنوعة؛ وهذا راجع إىل اختماف اخللفية املعرفية والثقافية للباحثني خاصةي أن ، كما واجهتين جمموعة من التساؤالت كان بود والغربيني وبني الدارسني الغربيني أنفسهم

ين ضيق الوقت من تناوله.جمال حبثي ال يستوعب بعضها، وبعضها اآلخر منع قها، لكن أعم الفاضل وقبل ختم هذه املقدمة أود أن أعرب عن خالص شكري وامتناين ألستاذي وشيخي

إىل أن فكرة صغريةالذي شرفين بإشرافه على هذا البحث الذي كان وهابي الدين نصر: الدكتور

د‌

هاته املسرية، وبفضل إمداده فاضاته النرية وتوجيريا، وذلك بفضل نظراته القيمة وإأصبح معه عمما كبيل مبراجع ما كان ميكن االطماع عليها لوال تقديره للعلم والبحث وأهله فجازاه اهلل عين خري اجلزاء

الذين أسهموا يف أساتذتيا أتوجه بشكري إىل مجيع كمذلك يف ميزان حسانته يوم اللقاء، وجعل .تكويين اجلامعي

ل:ــخدم

ه هومفم:ص الن ملع.اياهضوق

7

العاملة اليت يعتمد عليها، فيتعني بط جماله الذي يدور فيه واملفاهيمحبث ال بد أن يضكل بذلك موقعه من االختصاصات املتنوعة املتداخلة، ويتمكن املستقبل من مفاتيح ولوجه القائمة على

تلك املفاهيم، وهذه ضرورة ابستمولوجية.نندرج حتته، فكثري من األشياء غري املتجانسة وجيب االعتاف منذ البداية بصعوبة اجملال الذي

، ومن الواضح أن هذا الفرع العلمي ما يزال من غري املستطاع أن حتمل غالبا عنوان "لغوي نصي"ظري موحد، بل إن القاسم املشتك بني أوجه الوصف اللغوية النصية على االرجح يستند إىل تصور ن

ناتج بوجه خاص من االشتغال بالنصوص.وقوع امجاع موضوع هذا هنا يتضح مدى صعوبة هذه املهمة ألنه مل يتيسر وحىت اآلن ومن

1الفرع العلمي اجلديد، على مفهوم "النص".ويزداد االضطراب حني ينظر إىل استخدام كلمة "النص" يف جماالت حياتية وعلمية معينة

دب والنفس والقانون عماقة دائمة األكالرياضيات واملوسيقى واشارات املرور، وكذلك لعلوم التبية و بالنصوص، وهكذا فقد حيدث أن يناقض بعضها بعضا إىل حد ما يف فهم عادي للنصوص شديد

العموم والغموض.ن التطور الشديد لعلم النص يف العشرين سنة االوىل من وجوده أفضى إىل استفحال أ كما

ألنه إىل عملية تثبيت اصطماحاته، "الغموض" يف مفاهيمه وإجراءاته، وليس آخر املطاف أيضا يرتكز على خاصية جوهرية حتول دون ذلك أال وهي خاصية التداخل، فما خماف حول استقائه

ن يشكل أدواته يف حرية أخل معه تداخما شديدا، حبيث ميكن أكثر أسسه ومعارفه من علوم تتدا 2أطر مددة.تامة، لذلك فقد قصرت أكثر احملاوالت اليت نضت لضم تصوراته يف

وأمام هذا االختماف الشديد الذي يصعب اإلحاطة به رأيت أن املهمة االساسية يف هذا اجلزء التمهيدي عن مفاهيم علم النص وقضاياه، أن أحدد يف عرض عام بعض املداخل املهمة يف

همت وصف النصوص دون أن يتغلب اجلانب التارخيي للعلم، وأن نركز يف ذلك على املداخل اليت أس اسهاما جوهريا يف حل القضايا األساسية يف أحباث علم النص.

.21-22م، ص 7111-هـ2171، 2، مؤسسة املختار، القاهرة، طعلم لغة النص، المفاهيم واالتجاهاتينظر: سعيد حسن حبريي، - 1، 7111، 2، تر: سعيد حسن حبريي، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، طمدخل إلى علم لغة النصر، ينظر: ڤولفجانج هاينه مان، ديت فيهڤج - 2

، 7112، 2لقاهرة للكتاب، مصر، ط، تر: سعيد حسن حبريي، دار اعلم النص، مدخل متداخل االختصاصات؛ وتون فان دايك، 5-1ص .22-21ص

8

النص في المعجم: -أوال املعاين اللغوية يف مادة )ن، ص، ص( يف "لسان العرب"، فهي تدل على: دتتعد

ما: رفعه. وكل الرفع بنوعيه احلسي واجملرد: "النص" رفعك الشيء. نص احلديث ينصه نصا - ومن ذلك "املنصة".، ظهر فقد ن ص أ

أقصى الشيء وغايته: ومنه نص الناقة أي استخرج أقصى سريها، ونص الشيء: منتهاه. -االستقصاء وهو متصل باملعىن السابق ومنه "نص الرجل نصا إذا سأله عن شيء حىت -

يستقصي كل ما عنده".ن ونص السنة أي ما دل ، فالنص عند الفقهاء "نص القرآاإلظهار: وله صلة باالستقصاء -

ظاهر لفظهما عليه من األحكام"."أظهر مكونات الشيء" أو وهذه املعاين كلها تعود إىل جامع واحد هو "االرتفاع" أو هو

، وميكن أن نتوسل مبا سبق يف فهم إجراء النص يف االصطماح، فهو يطلق على ما به 1""أقصاهان الكمام أو الشكل املرئي منه عندما يتجم إىل املكتوب يظهر املعىن أي الشكل الصويت املسموع م

وهذا الشكل الصويت ميثل آخر طور يبلغه الكمام يف تولده )البنية السطحية( ويتوفر يف املصطلح )اللسان، مادة معىن "النسيج" texteلك يف مقابله يف اللغات األعجمية "نص" يف العربية، وكذ

( فالنص نسيج من الكلمات يتابط texteادة م Engclopedio Universalisنص وبعضها ببعض هذه اخليوط جتمع عناصره املختلفة واملتباعدة يف كل واحد هو ما نطلق عليه مصطلح

2"النص". النص في الدرس اللساني: -ثانيا

يف علم لغة النص توجد تعريفات خمتلفة للنص، وال يوجد حىت اآلن تعريف مقبول بوجه عام، يز أن حيدد ما جيب ما ي عد والسؤال : هل ميكن عموما أن يطور مفهوم صحيح بوجه عام للنص جي

نصا يف مجيع األحوال، وميكن بنظرة إمجالية ان ي فرق بني اجتاهني رئيسيني لعلم لغة النص، حيممان دون شك أهداف متباينة، ولذلك إذا حيددان موضوع البحث فيها، وهو "النص" حتديدا متباينا.

.11-2/12، دار صادر، بريوت، جلسان العربينظر: ابن منظور، - 1 .27 ، ص2111، 2، املركز الثقايف العريب، بريوت، طنسيج النص، بحث فيما يكون به الملفوظ نصااألزهر الزناد، ينظر: - 2

9

:مفهوم النص في علم لغة النص القائم على أساس النظام اللغوي النص تتابع متماسك من اجلمل، غري أن هذا يعين أن اجلملة كما كانت احلال من قبل ينظر إليها

يف تدرج وحدات لغوية، أي تعد وحدة بناء النص، والنتيجة االهم هلذا على أنا "معلم رئيسي"سك النصي املركزي بالنسبة لعلم لغة النص قد ف هم فهما حنويا مضا، فهو التصور هو أن مفهوم التما

الداللية بني اجلمل أو بني -ال يسم يف هذا االجتاه البحثي اللغوي النصي إال العماقات النحوية .1عناصر لغوية )مفردات وضمائر...اخل( يف مجل متعاقبة

ظرية التواصل:مفهوم النص في علم لغة النص القائم على أساس ن أنه يظهربيعيب االجتاه الثاين لعلم لغة النص الذي نشأ يف مطلع السبعينيات على االجتاه األول

من حيث إنه يعاجل النصوص بوصفها موضوعات مستقلة، ثابتة/ جمال موضوعه مبظهر مثايل للغاية جد دائما يف عملية وال يراعي بشكل كاف أن النصوص متضمنة دائما يف سياق التواصل، وأنا تو

تواصل معينة، ميثل فيها املتكلم والسامع أو املؤلف والقارئ بشروطهم وعماقاتم االجتماعية واملوقفية وتطور علم لغة النص املوجه على أساس نظرية التواصل مستندا إىل الرباغماتية اليت أهم العوامل،

اء التواصل يف مجاعة تواصلية ركحتاول أن تصف وتشرح شروط الفهم اللغوي االجتماعي بني شمعينة، وترتكز يف ذلك بوجه خاص على نظرية األفعال الكمامية، وبذلك مل يعد يظهر النص على أنه تتابع مجلي متابط حنويا، بل على أنه فعل لغوي معقد، بإجياز: إنه يدرس الوظيفة التواصلية

.2للنصوص النص والجملة: .أ

يت جيب على علم لغة النص أن حيلها يف الوقت من إحدى املشكمات احملورية الاحلاضر؛ دور النحو يف إطار نظرية لغوية للنص، وينبغي أن تعاجل بوجه خاص مسألة خاصية القواعد اليت تعد أساس بناء النص، وجيب ماولة بيان أنه توجد فروق وثيقة الصلة نظريا بني

، تر: سعيد حسن حبريي، مؤسسة املختار ، القاهرة، التحليل اللغوي للنص، مدخل إلى المفاهيم األساسية والمناهجينظر: كماوس برينكر، - 1 .71-77م، ص 7121 - هـ 2112، 7ط .72-71، ص املرجع السابقينظر: - 2

10

م إيضاحات حول اإلجابة عن هذه الوحدتني اللغويتني "النص" و"اجلملة" ميكن أن تقد 1األسئلة.

االفتاضي.إن النص نظام فعال على حني جند اجلمل عناصر من النظام -اجلملة كيان قواعدي خالص يتحدد على مستوى النحو فحسب، أما النص فحقه أن ي عرف -

(.واليت سيجري إيضاحها يف العنصر املوايل)تبعا للمعايري الكاملة للنصية القواعد املفروضة على البنية التجريدية للجملة يف النص ميكن أن يتم التغلب عليها إن قيود -

بواسطة االهتمام بتحفيزات تعتمد على سياق املوقف.ينبغي للنص أن يتصل مبوقف يكون فيه، تتفاعل فيه جمموعة من املرتكزات والتوقعات -

لتكيب الداخلي للنص فهو سياق واملعارف، وهذه البيئة الشاسعة تسمى سياق املوقف، أما ا البنية.

جمرد صورة مكونة من وحدات صرفية أو رموز، إن النص نه أزعم بال ميكن النظر إىل النص -جتل لعمل إنساين ينوي به شخص أن ينتج نص ويوجه السامعني به إىل أن يبنوا عليه

دود يف املواقف عماقات من أنواع خمتلفة، وليست اجلملة عمما، وهلذا كانت ذات اثر م اإلنسانية، ألنا تستعمل لتعريف الناس كيفية بناء العماقات النحوية فحسب.

جيري النظر إىل اجلملة بوصفها عناصر من نظام ثابت متزامن )أي نظام ي رى يف صورة واحدة -مثالية مفارقة للتطور(، ويأيت إنتاج النص وفهمه ويف صورة توال من الوقائع، ويف كل نقطة من نقاط هذا التوايل تطبق الضوابط السائدة اليت ال تدعو ضرورة ما إىل كونا من قبيل املبادئ

التجريدية الصياغة.إن األعراف االجتماعية والعوامل النفسية أوثق عماقة بالنصوص منها باجلمل، فاجلملة من -

شاسعة حيث الصياغة الذهنية شكل استكشايف جبانب أمور أخرى ت عني على الغايات اللماتصال، كما أن النصوص تشري إىل نصوص أخرى بطريقة ختتلف عن اقتضاء اجلمل لغريها

. 252هـ، ص2172-م7112، 2ط القاهرة، مؤسسة املختار، ،إسهامات أساسية في العالقة بين النص والنحو والداللةسعيد حسن حبريي، - 1

11

للجمل على معرفة القواعد من حيث هي نظام استخدامهم يف من اجلمل، ويعتمد متعلمو افتاضي عام، أما من أجل استعمال النصوص فإن الناس حباجة إىل معرفة عملية باألحداث

.1املعرفة بني النظام الفعال والنظام االفتاضياجلارية خبصوصها التوجه جند توجها )ديك، هنخفند، املتوكل( يقوم على أطروحة أن حنو النص ذاويف مقابل ه

امتداد لنحو اجلملة على أساس أن "منوذج بنية اجلملة ميكن أن يعد منوذجا جزئيا للنص ككل" هذه تقول للتماثل البنيوي والعماقي )الوظيفي( بني اجلملة األطروحة يف الواقع تندرج يف أطروحة أعم

.2والنص وبإمكان استخدام نفس املبادئ واألوليات لوصف خصائص هذه املكونات

، 2متام حسان، عامل الكتب، القاهرة، ط ، تر:النص والخطاب واإلجراءروبرت دي بوجراند، و ؛221-252 املرجع السابق، ص ينظر: - 1

.11-21م، ص 2112 -هـ 2122 .21ص، 7112، دار األمان، الرباط، قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية، بنية الخطاب من الجملة إلى النصينظر: أمحد املتوكل، - 2

12

والخطاب:النص .ب مفهوم "اجلملة" حتديدا يرقى إىل قدر ما من الدقة )ولو أن ن يأخذ أإذا كان من املتيسر نسبيا

ملفاهيم باعتبارها من إفرازات نظريات بعينها خيتلف من نظرية حتديد هذا املفهوم كتحديد باقي ابتعريف -على كثرة استعماله–لسانية إىل أخرى( فإن مفهوم اخلطاب مل حيضى حلد اآلن يف ما نعلم

يف االستعمال املضطرب ملصطلحني يكادان يستخدمان كمرادفني شاف قار، وينعكس هذا الوضع ."اخلطاب"و يتعاقبان ومها مصطلحا "النص"

يله على منافسه، ولعل ن هو اختيار مصطلح "اخلطاب" وتفضإال أن االجتاه الغالب اآليوحي أكثر من مصطلح "النص". بأن املقصود هو أن مصطلح "اخلطاب" يلالتفضالسبب يف هذا

ليس جمرد سلسلة لفظية )عبارة عن جمموعة من العبارات( حتكمها قوانني االتساق الداخلي الصوتية بني بنيته الداخلية وظروفه *يربط فيه ربط تبعية *والتكيبية والداللية والصرفية بل كل إنتاج لغوي

.1املقامية )باملعىن الواسع(طلحي اخلطاب والنص غالبا ما يتعاقبان على نفس املفهوم، أما الصحيح هو أن مص نإذ

النص وحدة بنيوية من وحدات اخلطاب حتتل أعلى مرتبة يف سلمية التعقيد باعتبارها جمموعة من اجلمل.

إذا كانت هذه اجلملة يطة أو مجلة مركبة أو مجلة كربى ميكن أن يكون اخلطاب مجلة بساصلية كاملة إال أن النص ال ميكن أن يكون إال جمموعة مجل، وقد تكون اجلمل تشكل وحدة تو

ما بسيطة أو مجما معقدة أو مجما من الفئتني معا وهو األغلب، وليس كل جمموعة املكونة للنص مج .2من اجلمل نصا

فما يقوم النص إال إذا ربطت وحداته عماقات اتساق بعبارة أخرى ال تشكل جمموعة من .3إال إذا كانت تكون خطابا أي وحدة تواصلية ذات موضوع وغرض معينينيجلمل نصا ا

بل إن حتديدها ال ميكن أن يتم إال وفقا هلذه قامية اليت ينتج فيها فحسب أن بنية اخلطاب ليست متعالقة والظروف امل املقصود :"ربط تبعية" *

قي الوظائف الظروف، يعين أن لبنية اخلطاب عماقة بوظيفته بل إنا خاضعة هلذه الوظيفة، على اعتبار أن وظيفة اخلطاب األساسية اليت تتفرع عنها با املمكنة هي وظيفة التواصل.

بري لغوي أيا كان حجمه، أنتج يف مقام معني قصد القيام بغرض تواصلي معني.كل تع "كل إنتاج لغوي": * .21-21املرجع السابق، ص - 1 .21-21، ص قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفيةأمحد املتوكل، - 2 .27-22، ص املرجع السابق - 3

11

:(texture) والنصيةالنص .ج جمموعة من املعايري وجيعلها (Rebert.Alain de beaugrande) يقتح روبريت ديبوجراند

ئ تأسيسية، أما إلجياد النصوص واستعماهلا، وهذه املعايري املقررة تظهر يف صورة مبادأساسا مشروعا ايري، وقد أطلق عليها مصطلح ما ميكن أو ال ميكن ان ي عد نصا، فذلك يتوقف على مراعاة هذه املع

.1"النصية" :(Cohesion) السبك -1

يتتب على إجراءات تبدو هبا العناصر السطحية على صورة وقائع يؤدي السابق منها ئل التضام تشتمل على هيئة حنوية إىل الماحق حبيث يتحقق هلا التابط الرصفي، ووسا

للمركبات والتاكيب واجلمل وعلى أمور مثل التكرار واأللفاظ الكنائية واألدوات واإلحالة املشتكة واحلذف والروابط.

: (Coherence)االلتحام/االنسجامالحبك/ -2وهو يتطلب من اإلجراءات ما تتنشط به عناصر املعرفة إلجاد التابط املفهومي

وتشتمل على العناصر املنطقية كالسببية والعموم واخلصوص، معلومات عن تنظيم اعه واستجواملواقف، السعي إىل التماسك يف ما يتصل بالتجربة األحداث واألعمال واملوضوعات

اإلنسانية مع املعلومات اليت يعرضها النص. :(Intentionality) القصد -3

من صور اللغة ق صد هبا أن تكون ن موقف منشئ النص من كون صورة ما وهو يتضمنصا يتمتع بالسبك وااللتحام، وأن هذا النص وسيلة للوصول إىل غاية بعينها، ويظل القصد قائما حىت مع عدم وجود املعايري الكاملة للسبك وااللتحام، فهو يتوسط بني املرتكزات

اللغوية يف مجلتها واملطالب السائدة للموقف. :(Acceptability) القبول -4

يتضمن موقف مستقبل النص إزاء كون صورة من صور اللغة ينبغي هلا أن تكون ويرتبط هذا العنصر مبصطلحات تقاربه يف مقبولة من حيث هي نص ذو سبت والتحام،

.751-752، 215-211، ص النص والخطاب واإلجراءروبرت دي بوجراند، - 1

14

الذي بني االفتاض املسبق وواقع النص الداللة مثل: التوقع، التنبؤ، كمؤشرات ومددات تربط يعايشه املتلقي.

:(Situationality) المقامية/قفرعاية المو -5تتضمن العوامل اليت جتعل النص مرتبطا مبوقف سائد ميكن استجاعه، ويأيت النص يف صورة عمل ميكن له أن يراقب املوقف وأن يغريه، هذه العوامل هي جمموع املمابسات اليت

صاحبت النص كظروف إنتاجه وزمن تلقيه وأطراف التواصل فيه.. :(Intertextuality) التناص -6

يتضمن العماقات بني نص ما ونصوص أخرى مرتبطة به ووقعت يف حدود جتربة عامل أكرب يف حتديد أنواع النصوص سابقة سواءا بواسطة أو بغري واسطة، وتكامل النصوص

القياس( كمعيار لتحديد وتشكيل التوقعات حول طائفة من -وقد يطلق عليه )التشابه وص.الوقائع اللغوية يف النص

:(Informativity) اإلعالمية -2وهي العامل املؤثر بالنسبة لعدم اجلزم يف احلكم على الوقائع النصية أو الوقائع يف عامل

وختتلف اإلعمامية باختماف أنواع النصوص واملواقف، كما أنا درجات ومراتب تزيد نصي، العماقات احملددة يؤدي كلما كانت املعلومات عن العامل ذات عماقة بعامل النص أما تناقض

ة اإلعمامية...بنا إىل مرتبة أخرية من الكفاء

15

األهداف: -المنهج -النص، الموضوع علم -ثالثايتيسر حىت اآلن وقوع إمجاع على موضوع هذا الفرع العلمي اجلديد، على مفهوم "النص"، مل

عند حتديد املفهوم، وتقليل ومن مث جيب على علم النص أن حياول قبل كل شيء إزالة أوجه التناقض وحتديد األقسام املختلفة -أشكال الغموض بالكشف عن معايري لتحديد النصوص من المانصوص

للنصوص أيضا.أمرا ضروريا أيضا، حىت ميكن فصل املهام اخلاصة اليت يطرحها بيد أن رمسا واضحا للحدود ي عد

جتماع اللغوي، ومن جهة ال جيوز لعلم لغة علم لغة النص عن املهام اخلاصة اليت يطرحها علم االالنص أن يدعي أن دراساته اخلاصة تنشد الكشف عن مقوالت السياق االجتماعي ووحداته، ألنه

غري تلك اليت ميتلكها من البديهي أن وصفا مناسبا هلذه الوحدات األساسية يتطلب وسائل أخرى فرع لغوي.

لنص عن علم النفس أو علم اللغة النفسي، فأبنية ويصح الشيء نفسه يف فصل علم لغة االنصوص ليست يف األساس إال نتائج عمليات نفسية لتجسيد نتائج اإلجراءات اإلدراكية ويؤدي

ل ومع ذلك دورا مهما يف االتصال وقدرات استيعاب ذهنية على أساس مواقف معينة لشركاء التواصاإلحاطة املفصلة هبذه األحوال والعمليات، بل جيب علم اللغة النصي ذلك فما ميكن أن تكون مهمة

تضمنها يف سياقات أن ينحصر علم لغة النص يف حبث أبنية النص وصياغته، وذلك من خمال اتصالية وسياقات اجتماعية ونفسية بوجه عام.

وبناءا على ذلك جيب أن تظل "النصوص" هي منطلق البحث اللغوي النصي وهدفه، ومن أن يعد تداخل االختصاصات )تظافر العلوم( يف معاجلة النصوص يف الوقت احلاضر شرطا اجلائز حقا

يشكل النص نفسه مث ال املوضوع ومن جملضروريا ملدخل منهجي موفق، دون توسيع مبالغ فيه .1املوضوع األساسي واألصلي لعلم النص، وهي املهمة احملورية لعلم لغة النص على اإلطماق

يل اللغوي للنص، احملدد نظريا ومنهجيا من خمال علم لغة النص، جعل البنية يستهدف التحلاملوضوعية، والوظيفية التواصلية لنصوص مددة شفافة، ووصفهما على حنو ميكن التحقق -النحوية

منهما. وميكنه من خمال ذلك أن يوفر نظرات عميقة يف التماسك القاعدي لبناء النص )تكوينه(

مدخل متداخل علم النص، تون فان دايك،و ؛21-1، صمدخل إلى علم لغة النصيهڤجر، ڤولفجانج هاينه مان، ديت فينظر: - 1

.127-122ص ،االختصاصات

11

ويسهم كذلك يف فهم الكفاءة النصية اخلاصة، أي تنمية القدرة على فهم نصوص وتلقيه )فهمه(. 1غري معروفة، وإنتاج نصوص مناسبة.

.27، تر: سعيد حسن حبريي، ص التحليل اللغوي للنص، مدخل إلى المفاهيم األساسية والمناهجكماوس برينكر، - 1

الفصل األول: علم النص

عربوال غربي ينبين ال

18

عــربـعلم النص بين الغـربي يـن وال: ل األولــالفصهذا الفصل من البحث لعرض جممل املقتحات الغربية وقد قسمته إىل مبحثني؛ صت خص

األول: علم النص يف الدراسات الغربية احلديثة، مقسما إياه إىل ثماثة مطالب: هاليداي ورقية حسن، ىل منظور اللسانيات الوصفية الذي تتبع اتساق النص فان دايك، براون ويول، تطرقت يف األول إ

متخذا من الدراسات اليت عرضت مؤلف هاليداي ورقية حسن "االتساق يف اللغة اإلجنليزية" منوذجا لذلك، أما املطلب الثاين فقد خصصته لعرض مقتحات الباحث اهلولندي فان دايك من خمال

السياق"، أما املطلب الثالث فقد عرضت فيه منظور حتليل املراجع املعتمدة اليت درست كتابه "النص و اخلطاب متخذا من مؤلف براون ويول "حتليل اخلطاب" مرجعا ومنوذجا لذلك؛

أما املبحث الثاين: علم النص يف الدراسات العربية القدمية فقسمته إىل أربعة مطالب: البماغة، النص الشعري الذي سنحلله نصا عربيا كان ألن و النقد األديب، علم التفسري وعلوم القرآن، النحو.

، وكان البد من مساءلة التاث اللغوي العريب القدمي، وخاصة النشاط املرتبط منه باملمارسة النصيةما ر أن فيها نظرات ال تقل أمهية ع اهلدف من هذه العودة إعادة احلياة إىل هذه االسهامات باعتبا

ألننا نؤمن أن والنقد األديب والتفسري ىل أربعة مباحث هي النحو والبماغة وهلذا عدت إقدمه الغربيون يف أنواع اخلطاب اليت تواجهها.هذه الثماثة األخرية تتخذ النص موضوعا هلا رغم تفاوتا

19

المبحث األول: علم النص في الدراسات الغربية الحديثةلغرب مع هذا العلم ولن ألتفت إىل سأحاول يف هذا املبحث أن أعرض كيفية تعامل اللغويني ا

جهود قدمائهم، لصعوبة ذلك من جهة، وألن جهود معاصريهم الكثرية، كفتين مؤونة ذلك من جهة ثانية، وهلذا حصرت درسي هلم يف جهود معاصريهم من خمال مخسة أعمام بارزين هلم وزنم يف هذا

متخذا من الدراسات اليت عرضت اجملال، وهم هاليداي ورقية حسن، فان دايك، براون ويول، مؤلفاتم منوذجا ومرجعا لذلك.

وقد اختت ذلك توخيا للدقة والتفصيل حىت أمل بأهم التوجهات األساسية اليت أثرت يف تشكل هذا العلم وتطوره بشكل حاسم يف الدرس اللساين الغريب احلديث، وال يعين أن هذا العلم قد احنصر

ني أو أنم أول من طرق موضوعاته، بل إن جهدهم األساسي كان يكمن يف نظريات هؤالء الدارسيف التنظيم والطرح العلمي النظري املمنهج ومل املتفرقات واآلراء اليت كانت تسبح يف جمال علم لغة النص وترقيتها يف شكل نظريات مؤسسة مثلما فعل روبرت دي بوجراند يف تأسيس معايري النص

ك إطارا نظريا مشتكا جيتمع حوله الباحثون وتلتقي حوله اجلهود السابقة.)النصية( مشكما بذل

(M.A.K Halliday and Ruqaiya Hasan) المطلب األول: هاليداي ورقية حسنتقوم وجهة نظر هاليداي ورقية حسن، يف كيفية تشكل النص، على إميانما العميق بأن حنو

ة اخلمسة الرابطة بني مجل لغوية يف متتالية خطية وهذه النص، ما هو سوى دراسة االعتبارات اللغوي االعتبارات هي:

:(reference) ةـــــــــــــالـاإلح -أوالجمموعة من العناصر، اليت حتتاج عند تأويلها إىل مرجع، كالضمائر وأمساء اإلشارة وأدوات

إىل العامل، ونصية، وهي ، وهي خارجية، حتيلمقاميةاملقارنة وتقسم اإلحالة _حسب نظرمها_ إىل داخلية، حتيل إىل النص، وقد جعما من اخلارجية: ضمائر املتكلم، واملخاطب، أما ضمائر الغيبة وأمساء اإلشارة وأدوات املقارنة اليت تشري إىل تطابق أو ختالف عام منها: كلمة مثل وكلمة غري

امة، أما الكلمات اليت تشري إىل وكلمات نفي الشبه حنو: ال يشبه، خماف...فهي أدوات مقاربة عالكمية أو الكيفية بني شيئني مددين حنو صيغة التفضيل، فهي أداة مقاربة خاصة، وكل تلك اخلاصة

20

والعامة من وجهة نظرمها هي أدوات نصية ال ختتلف عن الضمائر وأمساء اإلشارة وقد جعماها من 1اإلحالة الداخلية.

حييل على ما هو غري لغة، وهي نفسها تشتمل على نوعني إن اللغة نفسها نظام إحايل، إذ من العناصر: إشارية وإحالية، ومها وجهان البد من النظر فيها عند دراسة الداللة اللغوية إذ مها

أساسها. شاري:ويشمل العنصر اإل

لفوظ لفظا مفردا داال على حدث أو ذات أو موقع ما يف الزمان أو املكان. جزءا من امللفوظ أو امل كامما.

أما العناصر اإلحالية فهي قسم من األلفاظ ال متلك داللة مستقلة، بل تعود على عنصر أو عناصر أخرى مذكورة يف أجزاء أخرى من اخلطاب، فشرط وجودها هو النص، تعوض املشار إليه

سي دراك حعهد أو إ فتحيل عليه وترتبط به، وفهمهما رهني استحضار ذلك املشار إليه استحضار 2أو غريه.

:ةـــــاإلحال دور -للخطاب منوذج ذهين يشكل مرجعيته سواء أكان هلذا النموذج الذهين عماقة بعامل الواقع أم

ال وسواء أقويت هذه العماقة أم ضعفت كما أن روافد هذا النموذج الذهين أربعة روافد:عارف املستقاة عن طريق االستدالل من امل -املعارف السياقية -املعارف املقامية -املعارف العامة -

إحدى فئات املعارف الثماث. وإحالة التعيني هذا املخزون الذهين هو الذي يشكل مط اإلحالة بنمطيها إحالة البناء

أما عن دور اإلحالة يف اخلطاب بوجه عام فكما يلي:

.27 ص، 7111ربد. األردن، أاحلديث، ، عامل لكتبنحو النص، نقد نظرية وبناء أخرىينظر: عمر أبو خرمة، - 1

.222 – 222 ص، 2111، 2، املركز الثقايف العريب، بريوت، طنسيج النص، بحث فيما يكون به الملفوظ نصااألزهر الزناد، :ينظر 2 - - :تتعلق بذات ال يعرفها املخاطب ويطلب منه أن يبنيها بناء وأن يضيفها إىل خمزونه الذهين. إحالة بناء - :احملال إليه يف هذه احلالة متوافر يف خمزون املخاطب ضمن ذوات أخرى ويطلب منه تعيينه بانتقائه من هذه الذوات. إحالة تعيين

21

وضمان استمراره ويتم تسهم اإلحالة مع العناصر األخرى كما سنرى يف خلق اتساق اخلطاب - ذلك بربط اخلطاب بنموذج ذهين واحد متماسك من بداية اخلطاب إىل نايته.

أي بربط اخلطاب بالعامل الذهين الذي يواكبه ويشكل مرجعيته.تسهم االحالة يف ضمان عملية التواصل ذاتا فمن شروط التواصل الناجح أن يكون املتخاطبان -

املباشر( أو ضمنا )يف التخاطب غري املباشر( على جمال واحد متفقني صراحة )يف التخاطبللخطاب، وتتبني أمهية االحالة يف ضمان التواصل حني خيتل هذا الشرط ونكون أمام خطاب

، وعليه تكون أمناط اإلحالة كالتايل:1مرجعيته املتكلم فيه غري مرجعية املخاطب اإلحالـــــة

إحالـــة بناء إحالـــة تعيني

ية إحالـــة استدالليةمإحالـــة معرفية إحالـــة سياقية إحالـــة مقا

:(substitution) االستبدال -ثانياستوى النحوي املعجمي بني كلمات هو صورة من صور التماسك النصي اليت تتم يف امل

وعبارات، على أن معظم حاالت االستبدال النصي قبلية، أي عماقة بني عنصر متأخر وعنصر متقدم، واالستبدال عملية تتم داخل النص، إنه تعويض عنصر يف النص بعنصر آخر وعندما نتكلم

وجود العنصر املستبدل يف اجلملة عن االستبدال فإننا البد أن نتكلم عن االستمرارية الداللية، أي الماحقة.

وينقسم االستبدال إىل ثماثة أنواع: استبدال إمسي: ويتم باستخدام عناصر لغوية إمسية مثل ) آخر، آخرون، نفس(. (2 استبدال فعلي: وميثله استخدام الفعل ) يفعل(. (7 2استبدال قويل: باستخدام ) ذلك، ال ( ويتبني ذلك يف اجلواب. (1

. 212 – 215، ص قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفيةأمحد املتوكل، - 1 .271 -277 ص ،7112 ،2زهراء الشرق، القاهرة، طمكتبة ،نحو النص، اتجاه جديد في الدرس النحويأمحد عفيفي، - 2

22

الستبدال:اأهمية -توسيع السيطرة الداللية جلملة ما بالنسبة إىل اجلملة التالية، كما - يعمل االستبدال على مد

أنه وسيلة من الوسائل اليت يستخدمها الكاتب لتجنب تكرار نفس التعبري، أو هو وسيلة من وسائل لذاكرة النشطة دون االقتصاد يف االستخدام، حيث تسمح ملستخدمي اللغة حبفظ املعىن مستمرا يف ا

احلاجة إىل التصريح به مرة أخرى، ويستخدم االستبدال الفعلي بصورة أكثر يف احملادثة عنه يف اخلطاب املكتوب، واالستبدال على حنو أساسي عماقة نصية سابقة، حبيث يتم الربط من خمال وقوع

االستبدال الماحق يف العنصر املستبدل أوال، مث استخدام العنصر البديل بعد ذلك، وقد حيدث 1سياقات معينة.

:(ellipsis) الحذف -ثالثاافتاض عنصر، غري موجود يف النص لداللة عنصر سابق عليه، على أن احلذف يف مستوى اجلملة غري مهم من حيث االتساق، وذلك ألن العماقة بني طريف اجلملة عماقة بنوية ال يقوم فيها

ليه فإن أمهية دور احلذف يف االتساق ينبغي البحث عنه يف العماقة )احلذف بأي دور اتساقني وبناء ع 2بني اجلمل وليس داخل اجلملة الواحدة.

: "إنه ابتعاد العبارات السطحية حملتواها املفهومي أن يقول روبرت دي بوجراند عن احلذفن البنية السطحية يقوم يف الذهن أو أن يوسع أو أن يعدل بواسطة العبارات الناقصة، وعلى هذا تكو

3ألي نص غري مكتملة غالبا بالرغم مما يبدو يف تقدير املتلقي.وكما قسم الباحثان االستبدال إىل إمسي وفعلي وقويل فإنما فعما نفس الشيء بالنسبة

للحذف.داخل املركب االمسي مثل: أي قميص ستشتي؟ هذا هو اسم/ احلذف االمسي: ويقصد به حذف 2

ا القميص هو األفضل.األفضل. أي هذ

. 225 – 221م، ص 7111 -هـ 2111، 7، مكتبة اآلداب، القاهرة، طعلم لغة النص، النظرية والتطبيقينظر: عزة شبل ممد، - 1 .77 – 72 ص، 2112، 2املركز الثقايف العريب، بريوت، ط، ، مدخل إلى انسجام الخطابلسانيات النصينظر: ممد خطايب، - 2 .275 صأمحد عفيفي، حنو النص، - 3

21

/ احلذف الفعلي: أي أن احملذوف يكون عنصرا فعليا مثل ماذا كنت تنوي؟. السفر الذي ميتعنا 7 برؤية مشاهد جديدة والتقدير: أنوي السفر....

1/ احلذف القويل: كم مثن هذا القميص؟ مخس جنيهات.1 ذف:ــالحبالغة -

لغوية يسهم يف جناح ظاهرة احلذف يف صنع إن معرفة كل من الكاتب والقارئ باألعراف الالتابط داخل النص، فالكاتب يقوم باحلذف عندما يدرك أن قارئه سيدرك احملذوف، ولن تعوقه عملية احلذف عن القراءة، انه يقوم باحلذف من أجل إضفاء عنصر السرعة على القراءة، حبيث

تواجد املفهومي يف استمراره للفظا، فيسهم ايتواجد احملذوف مفهوما يف الكمام، وإن كان غري موجود كعنصر فاعل داليل ويسهم احلذف اللفظي يف خلق السرعة القرائية وعدم احلذف يف بعض املواضع يتعارض مع مبدأ االقتصاد اللغوي الذي تتسم به النصوص البليغة، كما أنه يصيب القارئ بامللل من

2ادام مفهوما ومدركا بالفعل يف عقل القارئ.كثرة تكرار عنصر ال فائدة من وجوده لفظا مويرتبط باحلذف إظهار األبعاد القصدية لدى الكاتب مبا يكشف عن السياقات النفسية اليت تقف وراء النص، وهنا تظهر ممائمة احلذف املقام لتعيني مدى إسهامه يف اجلودة دون إحلاق الضرر

الغاز نصه وإهبامه ألغراض سياسية مثما وهنا ميكن بعنصر الفهم، فقد تفسر كثرته بقصد الكاتب إىل –التحقري –االهتمام –إدراج أغراض احلذف القائمة على مفهوم القصدية من قبيل: التعظيم

التعميم ... اخل. –اإلهبام 3ويتحكم يف ارتباط احلذف بأي من هذه األغراض عامل السياق.

:(connection) لــــوصـال -رابعاوصل عن كل أنواع عماقات االتساق السابقة، إنه حتديد للطريقة اليت يتابط هبا خيتلف ال

الماحق مع السابق بشكل منظم ومعىن هذا أن النص عبارة عن مجل أو متواليات متعاقبة خطيا، ولكي تدرك كوحدة متماسكة حتتاج إىل عناصر رابطة متنوعة تصل بني أجزاء النص، وملا كانت

.272 ص، املرجع السابق - 1 . 21م، ص 7111-هـ 2111، 7، مكتبة اآلداب، القاهرة، طنظرية علم النص، رؤية منهجية في بناء النص النثريحسام أمحد فرج، -2 . 11 – 21املرجع السابق، ص - 3

24

وعة فقد فرع الباحثان هذا املظهر إىل إضايف وعكسي وسبيب وزمين، وقد ضربا املثال وسائل الربط متن التايل لتوضيح هذه األنواع:

قضى اليوم كله يف تسلق اجلبل الشديد االحندار، وذلك دون أن يتوقف تقريبا. - وطوال هذا الوقت مل يلتق أحدا .أ مع ذلك مل يشعر بالتعب. .ب حة تبدو له بعيدة يف األسفلوهكذا يف املساء كانت الوا .ج مث يف الغسق، جلس ليستيح. .د

يتم الربط االضايف بواسطة األداتني: "و" "أو" ويتم أيضا بتعأبري مثل: أعين يف عماقة التسرع أو مثما، حنو، يف عماقة التمثيل.

أما الوصل العكسي فإنه يتم بواسطة أدوات مثل: لكن، بل، أو بتعأبري مثل: غري أن.ألن، أكثر ويعرب عنه بعناصر )لوصل السبيب فيمكننا من إدراك العماقة املنطقية يف مجلتني أو أما ا

1مادام، وهلذا، ومن مث، وهكذا...( وتندرج ضمنه عماقات خاصة كالنتيجة والسبب والشرط.ديد أما الوصل الزمين، كآخر نوع من أنواع الوصل عماقة بني أطروحيت مجلتني متتابعتني زمنيا، وحت

الواقعة ومنيا يكون من زاويتني:أوهلما زاوية التتابع، كأن تكون سابقة لنقطة زمانية ما معطاة يف النص أو تكون مزامنة لتلك -

النقطة أو الحقة عليها.إذ يتوفر يف اللغة وسائل تفصل املدى الفاصل بني تهما متثل درجة ادق يف التحديد، ثاني -

بعض املعاين النحوية يف اجلملة اللغة لذلك أمساء الزمان و نقاط الزمن املختلفة، وقد خصصتدواتا، مثل حروف اجلر الدالة على الظرفية احلقيقية وأنواع الزمن عديدة منها الزمن النفسي وأ

2ومنها الزمن الفلكي، ومنها الزمن البيولوجي.

.71 ص، لسانيات النصينظر: ممد خطايب، - 1 .21-27 ص، نسيج النصينظر: األزهر الزناد، - 2

25

التماسك النصي:بعالقة الوصل -رى الزمن، فأما بالنسبة للعلة والتمكني والسبب هذه العماقة ختتص بتتيب األحداث يف جم

فثمة حدث سابق يقف علة أو داعيا للتمكني أو سببا حلدث آخر يقع بعده، فيمكن أن نقول إن التقدم يف الزمن جعل احلدث األول مؤشرا يف هذه العماقات الثماث، أما يف حالة الغرض فإن

1ل غرضا خمططا حلدث متقدم.هلا تأثريا مرجعيا من حيث نرى حدثا متأخرا ميثويقصد هبا التتابع املنطقي وعماقات التناسب حيث تكون عماقات التوقيت هي الشكل األساسي وكما هذين النوعني خيضع لعماقة أساسية أكرب هي عماقة املوقف اليت متثل من ناحيتني

2مها: إدراك العامل والتفكري.يف عماقته مبا سبقه، حيث نفسر كيف أننا نتعرف أدوات الربط وسيلة بناء لتفسري ما سيقدم

مسبقا على وجود العماقة الداللية يف سطح النص، وهذه العماقات الداللية قد تكون صرحية أو 3ضمنية.

. 122، ص7112، 2، عامل الكتب، القاهرة، طاجتهادات لغويةمتام حسان، - 1 . 127نفسه، ص - 2 . 221، ص عزة شبل محمد، علم لغة النصينظر: - 3

21

االتساق المعجمي: -خامسااتساق النص إال أنه خمتلف عنها مجيعا، إذ ال ميكن احلديث يف عد آخر مظهر من مظاهر ي

العنصر املفتض والعنصر املفتض كما هو األمر سابقا، وال عن وسيلة شكلية هذا املظهر عن إىل نوعني: -يف نظر الباحثني -)حنوية( للربط بني عناصر النص وينقسم االتساق املعجمي

التضام ،التكرار ثاين يعرف األول، بأنه إعادة عنصر معجمي، أو مرادفه، أو شبيهه، أو عنصر عام يشمله، ويعرف ال

1بأنه توارد زوج من الكلمات بالفعل، أو بالقوة، نظرا الرتباطهما حبكم عماقة ما.

:(reiteration) التكرار -2للتكرار أمناط عديدة، وجند جتميعا هلا عند هاليداي ورقية حسني، إذ التكرار عندها س لم

ه التادف أو شبه يتكون من أربع درجات، يأيت يف أعماه إعادة العنصر املعجمي نفسه، ويليوهو ما ميكن توضيحه يف الرسم 2التادف مث االسم الشامل، ويف األسفل تأيت الكلمات العامة.

التايل: 2

إعادة عنصر معجمي

7 التادف أو شبه التادف

1 االسم الشامل1

الكلمات العامةيؤديها هذا التكرار يف ويشري دوبيوجراند ودريسلر إىل وظيفة أخرى _ فضما عن السبك _

النصوص الشعرية، هي جتسيد املعىن، )تأكيد املعىن(، إذ يف هذه النصوص غالبا ما يكون التنظيم

.51 ص، نحو النصمة، خر بو عمر أ - 1

.21، ص 2112، اهليئة املصرية العامة للكتاب، بين البالغة العربية واللسانيات النصيةجميل عبد المجيد، البديع ينظر: 2 -

27

) أي 1السطحي راجعا إىل حتقيق توافقات أو تشاهبات خاصة مع املعىن والغرض من االتصال مجلة. كله(.

صيغة، ومن مث يكون التكرار جزئيا وقد يتكرر العنصر املعجمي لكن مع شيء من التغري يف الوالذي يعين االستخدامات املختلفة للجذر اللغوي )االشتقاق(، أما الدرجة الثانية يف سلم )التكرار(

فهي التادف )أو شبه التادف( ويعين تكرار املعىن دون اللفظ.عبارة عن اسم أما الدرجة الثالثة يف سلم التكرار فهي االسم الشامل أو األساس املشتك وهو

حيمل أساسا مشتكا بني عدة أمساء، ومن مث يكون شامما هلا. وهذه الفكرة تشبه إىل حد بعيد فكرة احلقول الداللية وتقتب من درجة ) االسم الشامل( _ إىل حد ما _ الدرجة األخرية يف سلم التكرار

تسع بكثري عن الشمول املوجود وهي ) الكلمات العامة(، وهي كلمات فيها من العموم والشمول ما ي 2يف االسم الشامل.

:(collocation) المصاحبة المعجمية/التضام -7هناك أزواج من االلفاظ متصاحبة دوما، مبعىن أن ذكر أحدمها يستدعي ذكر اآلخر، ومن مث

اط معا، وهذا يسمى )املصاحبة املعجمية(، واليت يعرفها أوملان بأنا: " االرتب -دوما-يظهران االعتيادي لكلمة ما يف لغة بكلمات أخرى معينة" وهي العماقة الرابطة بني زوج من األلفاظ

3:متعددة جدا، وقد ذكر هاليداي ورقية حسن بعضها وهي التباين، وله درجات عديدة، حيث قد يكون اللفظان: -2 متضادين، مثل: ولد/ تبت. . أ

متخالفني، مثل: أحب/ أكره. . ب / أطاع.متعاكسني، مثل: أمر . تالدخول يف سلسلة مرتبة مثل: الثماثاء/ األربعاء ، الدوالر/ السنت / الني، اللواء/ -7

العميد. الكل للجزء، مثل، السيارة/ الفرامل، الصندوق/ الغطاء. -1

.22 – 21املرجع السابق، ص 1 - .21 – 27ينظر: نفسه، ص 2 -

.212 -212، ص نفسه - 3

28

اجلزء للجزء، مثل: الفم / الذقن. -1 االندراج يف صنف عام، مثل: الكرسي/ الطاولة، حيث تشملهما كلمة األثاث. -5ست هذه هي العماقات الوحيدة الرابطة بني زوج من الكلمات، ولكن هناك عماقات اخرى ولي

يصعب حتديدها، وذلك مثل العماقات اجلامعة بني األزواج: الضحك/ النكتة، احلديقة/ احلرث، املريض/ الطبيب، احملاولة/ النجاح وغري ذلك من الكلمات وذلك مثل: شعر/ أدب/ القارئ/

ب.الكاتب/ األسلو وهذه املصاحبة املعجمية سوف حتدث قوة سابكة، حني تربز يف مجل متجاورة.

هذه هي وسائل االتساق اليت تعتمدها النصوص يف متاسكها مجلة فجملة، مقطعا فمقطعا يف نظر الباحثني هاليداي ورقية حسن، وهي كما نماحظ ذلك، وسائل موجودة يف النص، مما يتتب

ربان دور القارئ يف صنع اتساق النص، مادام هذا النص متسقا يف ذاته حيتاج عنه أن الباحثني ال يعت فقط إىل أن جيعل )اتساقه( واضحا مبينا.

: فان دايك ونحو النصالمطلب الثانيمبنهج آخر أن جيد القواعد اليت تسمح للملتقي (Teun A.Van Dijk) دايك فانحاول

باحلكم، على نص ما، بالنصية مبعىن"متابط ورغم أن مفهوم فإن دايك للنص ال خيتلف عن مفهوم عمل أديب منسجم و أنه

: إنه يرى أن كل متتالية مجيلة خطية نص، وإن اختلف معهما فيما سن له مبعىنهاليداي ورقية ح خيلق النصية يف العمل األديب.

ف عن معناها اعتقد فان دايك أن املعىن السياقي، أي معىن املفردة يف تركيب مجلي ما، خيتل -هنا–، ويعين بالسياق أثر هذا االختماف من أثر السياق املعجمي أي خارج التكيب وآمن أن

وأكد أن هذه املعرفة هي اليت تشكل املعىن يف النصوص وهي اليت ختلق انسجامه 1معرفة العامل حتديدا.

الذهن، بقة ، مبعىن أنه ال يواجهه وهو خايلإن املستمع أو القارئ حني يواجه خطابا ما ال يواجهه وهو خاوي الوفاض، وإمنا يستعني بتجاربه السا - 1

فمعاجلته للنص تعتمد على تراكم لديه من معارف سابقة جتمعت لديه كقارئ متمرس قادر على االحتفاظ باخلطوط العريضة للنصوص وكذلك على معرفة العامل املختزنة يف ذاكرة اإلنسان وتنشيط هذه املعرفة يف فهم اخلطاب.

29

ونتيجة يف التكيب، هو: وجود عماقة سبب الترابطوترابطه، وفرق بني االنسجام والتابط، إذ وتكون اجلمل متابطة، بالقدر اليت تكون فيها النتائج متعالقة مع املقدمات تعالقا مباشرا ويضعف التعالق كلما كان التعالق غري مباشر أو غامضا وربط بني درجة التعالق من حيث مباشرته وقبول

1املتلقي للنص. من خمال العماقات التالية وهي: : فقد جعله مرتبطا بالداللة وذلكاالنسجامأما

التطابق الذايت: وهو تطابق واضح بني االسم وبني الضمري احمليل اليه. (2

االستلزام -الكل، مث امللكية –عماقات التضمن والعضوية، اجلزء (7

احلالة العادية املفتضة للعوامل اليت يشتمل عليها اخلطاب وهو شرط معريف، ويعين به أن (1ينات الداللية للخطاب حتددها معرفتنا حول بنية العوامل عموما واحلاالت توقعاتنا حول الب

اخلاصة لألمور أو جمرى االحداث.

مفهوم اإلطار: كوجود أشياء ضمن تصور كلي مما يفضي إىل احلقل الداليل وهي من دالليت (1 التضمن وااللتزام.

ولكنها تستلزم وجودها يف تعالق احملموالت: كعماقة أشياء ال تنتمي إىل حقل داليل واحد، (5 إطار قريب أي عماقة بني إطارين قريبني.

التذكر واالستجاع: خلق عماقة نتيجة لعماقة أخرى تطلبها مما يندرج حتت داللة التضمني (2 ة مبادئ أمهها:وأدخل فان دايك يف انسجام النص عد ،2 واالستلزام

.22 ص، نحو النصبو خرمة ، أينظر: عمر - 1 .12 – 11، ص لسانيات النصينظر: ممد خطايب، - 2

10

:(of discourse‌Orderliness) ترتيب الخطاب -أوالالذي خل ديك يف انسجام النص قضية التتيب، وركز على التتيب املقيد دون احلر، إذ هو أد

دون أثر داليل أو تداويل، خيل بانسجام النص -أي التتيب املقيد -يظهر قصدية الناص، وحدوثه من وجهة نظره. متتالية معينة هو التتيب العادي للوقائع يف اخلطاب، ذلك أن ورود الوقائع يف :فالترتيب الحر

خيضع لتتيب عادي حتكمه مبادئ خمتلفة على رأسها معرفتنا بالعامل. 1التتيب الذي فيه تغري عن االصل ويكون لغرض تداويل أو داليل. هو :والمقيد

ينجز النص عند التلفظ به ويتخذ حيـزا يكون به كائنا مستقما بنفسه فيحل بذلك يف الزمان مجل، ال يدركه الفكر إال منظما أو وحداتهدالة كائن مركب عماماتيث هو ويف املكان، وهو من ح

مرتبا، والتتيب األول هو ما تفرضه خطية اخلطاب إذ ترد مجله يف تتابع قسري ال مهرب منه هذا فهذا.

مات دالة شفافة تغيب أمام النظر فيختقها مباشرة إىل مدلوله أو والنص من حيث هو عماما يطلق عليه )عامل اخلطاب(، وهو مجلة من األحداث أو الوقائع تؤديها عدد من مرجعه، وهو

الذوات جتري يف الزمن والفضاء وهي نفسها ختضع يف جريانا للمدى والتتابع والتتب، أي أن ذلك العامل مرتب كذلك، إذ النص مثل العامل الذي ينقله أو يصوره يتكون من عناصر تربط بينهما

ذه العماقات تؤدى بأدوات الربط.عماقات، هفالنص ذو بداية وجمال وسط قد يطول وقد يقصر وناية، وهي نقاط ميكن التوقف عند أي واحدة منها وفصلها عن غريها ولكنها ال ميكن أن تفهم معزولة عنها، فكل مكون من مكوناته ميثل معلما

وات إن كانت ذاتا...اخل، وهي ميكن أو نقطة تتقدم هبا األحداث إن كانت حدثا وتتعدد هبا الذ .2العودة إليها عن طريق اإلحالة وبالقياس عليها جيري ترتيب عامل اخلطاب وبناء النص باالستتباع

.22 ص، نحو النصبو خرمة، ينظر: عمر أ - 1 .15، ص نسيج النصاألزهر الزناد، - 2

11

:الخطاب التام والخطاب الناقص -ثانياانسجامه وهو متام اخلطاب قارب فان دايك مظهرا آخر من مظاهر انسجام اخلطاب أو عدم

لدى فان دايك باخلطاب التام أن كل الوقائع املشكلة ملقام معني توجد يف واملقصود ونقصانه، اخلطاب، وألن الوقائع اليت تصف مقاما ما غري قابلة للحصر فإن اخلطابات ليست تامة وال حتتاج

1إىل أن تكون كذلك. وبني أن املعرب يف النص ليس التمام أو النقص، بل هو االختيار، حبيث ال تظهر مجل أو

قضايا ال ختدم البنية الكلية يف النص، ألن ذلك يؤدي إىل اختمال انسجام النص ولكن متام اخلطاب ونقصانه ليس مظهرا قارا ممازما لكل أنواع اخلطاب، بل التمام والنقصان درجات أوال مث هو مرتبط

بنوع اخلطاب واهلدف من نقله. اإلجناز هو الذي يعد غري منسجم، بينما ومادام اخلطاب املفرط يف التام واخلطاب املفرط يف

اخلطاب الناقص انتقائيا، خطاب منسجم نظرا ألن املستمع / القارئ ميأل الناقد عن طريق االستدالل )باعتبار القضايا غري املعرب عنها فيها ضمنية( وهي استلزامات ضرورية من أجل تأويل اجلمل املتتالية،

منا منلك بنية معرفية ذهنية امسها اخلطاب تعد حشوا ماد ألن هذه االستدالالت إن وردت يف 2اإلطار.

:(of discourse / macro - structure‌topic) موضوع الخطاب/البنية الكلية -ثالثابىن فان دايك كل املفاهيم السابقة ليصل إىل أن النص، ما هو إال بنية كلية، ذات موضوع،

، هي موضوعه وأن كل اجلمل االخرى ما هي إال شرح وتفسري مبعىن أن النص يدور يف بؤرة مددةوإعادة صياغة لتلك البؤرة، وبالتايل يعترب موضوع اخلطاب أداة اجرائية حدسية هبا تقارب البنية

.11 ص، لسانيات النصممد خطايب، - 1 - ام اخلطاب، يف حني أن النقصان يعد طبيعيا ألسباب تداولية." تعترب شرطا لعدم انسجديك إىل أن صنفي "دون التام" و"فوق التامخيلص طريقة متثل هبا املعرفة اخللفية بوجود وضعيات جاهزة يف ذهن املتلقي ناجتة من :واإلطار، 17-11 ص، لسانيات النصينظر: ممد خطايب، - 2

تفاصيل عند الضرورة، أي استحضار كل البيئة احمليطة باملرجع يف الواقع معرفته بالعامل يقوم من خماهلا بتكييف املعطى اجلديد بتغريات وحتويرات على كخربة سابقة يوظفها املتلقي يف فهم النص.

12

الكلية للخطاب، ومن خمال التحليمات اليت قام هبا فان دايك لبعض اخلطابات، وكذلك من خمال هذه األخرية ال ختتلف عن مفهوم موضوع اخلطاب ويف هذا الصدد حتديدات "للبنية الكلية"، أن

يقول:" إن وصف مفهوم موضوع اخلطاب )أو جزء من اخلطاب( متطابق مع وصف البنيات الكلية، أي أن بنية كلية ما ملتتالية من اجلمل هي متثيل داليل من نوع ما..." مبعىن أن كما من موضوع

1اليل أما لقضية ما، أو جملموعة من القضايا، أو خلطاب بأكمله.اخلطاب والبنية الكلية متثيل د ومن أهم العمليات اليت يسلكها القارئ لبناء البنية الكلية )موضوع اخلطاب( ما يلي:

عملية احلذف: وتندرج حتتها قاعدة عدم إمكان حذف قضية تفتضها قضية الحقة وهي .أ كلية، وكل املعلومات العرضية قابلة للحذف دون قاعدة تضمن اإلنشاء الداليل اجليد للبنية ال

أن خيلف ذلك أثرا دالليا يف البنية الكلية.عملية حذف املعلومات املكونة إلطار أو مفهوم ما مبعىن أنا املعلومات تعني أسبابا ونتائجا .ب

وأحداثا عادية أو متوقعة.ن املعلومات األساسية وبتعبري عملية التعميم البسيط: وهي تتعلق أيضا حبذف املعلومات، لك .ج

آخر ميكن القول أن هذه العملية تتعلق بالوصول إىل العام انطماقا من اخلاص.وحيدد اهلام من املعلومات أثناء عمليات االختزال هذه، بالنظر إىل األجزاء اليت يتكون منهل اخلطاب

2وليس باستقمال عنها.كلية ترتبط هبا أجزاء اخلطاب وأن القارئ سيصل إىل خنلص مما تقدم إىل أن لكل خطاب بنية

هذه البنية الكلية عرب عمليات متنوعة تشتك كلها يف مسة االختزال، على أن البنية الكلية ليست شيئا معطى، حىت وإن كانت هناك بنيات متنوعة أو مؤشرات على وجود هذه البنية، وإمنا هي مفهوم

ته، إذن تعد البنية الكلية افتاضا حيتاج إىل وسيلة ملموسة حدسي به تتجلى كلية اخلطاب ووحد توضحه وجتعله مقبوال كمفهوم، وقد وجد دايك أن مفهوم ) موضوع اخلطاب( هو هذه الوسيلة.

.11-17 ص، لسانيات النصينظر: ممد خطايب، - 1 .15-11 صينظر: نفســــــــــــه، - 2

11

بروان ويول ونحو النص: المطلب الثالث and George yule) يولو براوناإلطار النظري الذي يتحرك يف دائرته عمل يتشكل

Gillian Brown) ن كل وحدة لغوية أكرب من اجلملة موضوعا من االقتاحات التالية: يعدالتحليل اخلطاب، وينطلقان أيضا من اختزال وظائف اللغة إىل وظيفتني أساسيتني، مها: النقل

1والتفاعل. لذا كان من أبرز مبادئ االنسجام يف اخلطاب عندمها.

وخصائصه: (context)السياق -أوالرتكزات والتوقعات »نبغي للنص ي

أن يتصل مبوقف يكون فيه، تـتفاعل فيه جمموعة من امل

وقف، أما التكيب الداخلي للنص فهو سياق البنية عارف، وهذه البيئة الشاسعة ت سمى سياق امل

.واملاللغوية(، اليت تساعد يف نقل املعلومة أو تنشيط جمموع العناصر اخلارجية )غري وسياق املوقف هو

التفاعل، ضمن مفهوم التعاون، بني املرسل واملتلقي. وذكرا عشر خصائص، ميكن أن نماحظ تأثريها يف خطابات متنوعة، جمتمعة أو متفرقة، وهي املرسل واملتلقي، واجلمهور، واملوضوع، واملقام، والقناة،

2فتاح، والغرض.والنظام، وشكل الرسالة، واملويف هذا الصدد يرى هاميس أن للسياق دورا مزدوجا إذ حيصر جمال التأويمات املمكنة .... ويدعم

3التأويل املقصود.

.12 ص ،صلسانيات النينظر: ممد خطايب، - 1

مكان وزمان احلدث التواصلي وكذلك العماقات الفيزيائية من املتفاعلني بالنظر إىل االشارات المقام: ؛12-11، ص لنصنحو اعمر أبو خرمة، 2 - الوجه ... وتعابريواالمياءات

الكيفية اليت يتم هبا التواصل بني املشاركني يف احلدث التواصلي كمام ، كتابة، اشارة ... القناة: االسلوب اللغوي املستعمل يف التواصل. اللغة أو اللهجة أو النظام:

جدال، عظة، خرافة، رسالة، قصة، شعر .... شكل الرسالة: اهلدف من الرسالة وغايتها يف االقناع والتأثري المفتاح: أي أن كل ما قصده املشاركون نتج عن احلدث التواصلي. الغرض:

.57 ص، لسانيات النصممد خطايب، - 3

14

ويشري فان دايك أيضا إىل جمموعة من املعطيات جيب أن تأخذ بعني االعتبار يف اطار من مكتسباته املعرفية ة العامل انطماقا توضيح )سياق الفهم(، )فهم النص(، لعل أمهها االستعانة مبعرف

، كما أن السياق مقاربة متعددة األبعاد تفرض الربط بني خمتلف املستويات، خزونة يف الذاكرةامليف هذه فاملقصود ليس فهم النص فقط، وإمنا قبل كل شيء فهم وحتليل خمتلف وظائف النص

1السياقات.طاب القابل ألن يوضع يف سياقه، ومن مث فإن إذن اخلطاب القابل للفهم والتأويل هو اخل

للسياق دورا فعاال يف تواصلية اخلطاب ويف انسجامه وما كان ممكنا أن يكون للخطاب معىن دون االملام بسياقه.

و"النص"، يف تصور كثري من املعاصرين، يتجاوز الكينونة اللغوية احملدودة وال ينحصر يف تشكل منها، بل يراعي الواقع اخلارجي، ومن مث فإن النص هو مقوالت اللغة على الرغم من أنه م

2.املعادل اللغوي للواقع اإلنساين والكوين : (local interpretation) مبدأ التأويل المحلي -ثانيا

يعترب هذا املبدأ تقييدا للطاقة التأويلية لدى املتلقي باعتماده على خصائص السياق، ويقتضي متناول املتلقي جتعله قادرا على حتديد تأويل ممائم ومعقول يف مناسبة قولية هذا وجود مبادئ يف

3معينة، ويعين أن املستمع ال ينشأ سياقا أكرب مما حيتاجه من أجل الوصول إىل تأويل ما.إذن التأويل احمللي يقيد السياق وجيعلنا نستبعد التأويل غري املنسجم مع املعلومات الواردة يف

اخلطاب.

.221-212 ، صاملغرب -الدار البيضاء، دار الثقافة، السياق والنص الشعري، من البنية إلى القراءةشان، ينظر: علي آيت أو - 1 . 211، ص 2112،المفاهيم واالتجاهات، علم لغة النصسعيد حسن حبريي، - 2 .52 ص، نفسهينظر: - 3

15

: similarity (principle of) التناص /مبدأ التشابه -لثاثا يتم فهم اخلطاب على ضوء التجارب السابقة مع خطابات مماثلة قياسا مع نصوص سابقة مماثلة.

إن انتقاء اجلوانب املناسبة من جتاربنا السابقة واشفاعها باالعتماد على مبدأ القياس من شأنه أن جيرب لى ماولة فهم األقوال املتتالية على أنا ترتبط باملوضوع نفسه، هذا املبدأ يوجد السامعني/القراء ع

1توقعا قويا لدى الناس بشأن ما يقال أو يكتب له معىن يف إطار السياق الذي يظهر فيه.إذن مبدأ القياس يوفر للسامع واحمللل يف أغلب األحيان إطارا مضمونا إىل حد ما لعملية الفهم،

يف الغالب تسري حسب توقعاتنا.األمور ف

ويف النهاية تتحد إن تبادل النصوص أشماء نصوص دارت أو تدور يف فلك نص يعترب مركزا،نبناء: كل نص هو تناص، والنصوص األخرى تتاءى فيه معه، هو واحدة من سبل ذلك التفكك واال

تعرف نصوص الثقافة مبستويات متفاوتة وبإشكال ليست عصية على الفهم وبطريقة أخرى إذا تالسالفة واحلالية: فكل نص ليس إال نسيجا جديدا من استشهادات سابقة وتعرض موزعة يف النص

اخل، الن الكمام موجود قبل النص ...قطع مدونات، صيغ، مناذج إيقاعية، نبذ من الكمام االجتماعي .وحوله

املنبع أو التأثري:ال تقتصر حتما على قضية فالتناصية قدر كل نص مهما كان جنسه، -وتدير النظرية احلالية للنص ظهرها للنص 2فالتناص جمال عام للصيغ اجملهولة اليت يندر معرفة أصلها

وتسعى الكتشاف النسيج يف حالة نسجه يف حالة تشابك األنظمة، الصيغ، النسيج الذي احلجاب،بذلك أن نعرف نظرية النص وينحل مثل عنكبوت ينحل يف عكاشه، ونستطيع يتموضع فيه الفاعل،

3.بأنا "نسيج اخلطاب"ومن ناحية أخرى فان مشكلة التناص وإمكانيات التحليل اليت يفتحها هذا املفهوم ال ميكن أن تنفصل عن فكرة اإلنتاجية األدبية، فالتناص يتصل بعمليات االمتصاص والتحويل اجلذري أو

الرفض يف نسيج النص األديب احملدد. اجلزئي لعديد من النصوص املمتدة بالقبول أو

.21-21 ص، 2112معة امللك سعود، طين، منري الشريكي، جاي: ممد لطفي الزلر، تتحليل الخطاببراون ويول، - 1 12،ص 2،2112، مركز اإلمناء احلضاري، حلب ـ سورية، طدراسات في النص والتناصيةممد خري البقاعي، - 2 11نفسه، ص - 3

11

وهبذا تكون النصوص حوارا فنيا للممارسات متنوعة، على أن التحوالت النصية ال تقوم كلها يف درجة واحدة، بل هناك درجات عديدة للتناص، مما ميكن أن يقودنا إىل التحليل النصي، فهناك مثما:

بنية املقطعية.خواص شكلية مددة، مثل اإليقاعات و األوزان واألومن أمناط الشخصيات واملواقف اليت ميكن استخدامها كحد أدىن للتناص، على اعتبار ما تفرضه يف

1.استخدامها جمموعة األعراف التقليدية املتصلة بكل جنس من األجناس األدبية :(the matisation) ضــــالتغري -رابعا

مل متدرجة هلا بداية وناية فإن هذا ملا كان اخلطاب ينتظم على شكل متتاليات من اجلم يف تأويل اخلطاب بناء على ما يبدأ به املتكلم أو الكاتب سيؤثر يف تأويل ما يليه، التنظيم سيتحك

وهكذا فإن عنوانا ما سيؤثر يف تأويل النص الذي يليه، كما أن اجلملة األوىل من الفقرة األوىل لن ية النص أيضا، مبعىن أنا نفتض أن كل مجلة متثل جزءا من توجيه تفيد فقط يف تأويل الفقرة، وإمنا بق

متدرج متاكم خيربنا عن كيفية إنشاء متثيل منسجم.إذن يتعلق مفهوم التغريض ويرتبط ارتباطا وثيقا بالذي يدور يف اخلطاب وأجزائه وبني عنوان

نذكر منها: تكرير اسم شخص ما اخلطاب أو نقطة بدايته. أما الطرق اليت يتم هبا التغريض فمتعددة 2أو قضية أو حادثة ما... التطابق اإلحايل، العنوان.

إذا كان النص هو موضوع للقراءة فالعنوان وبدقة أكثر هو موضوع للتحادث. أما عن وظائف العنوان فهي من املباحث املعقدة مبكان، وقد فصل الدارسون وخاصة السميائيون يف

اليت طالت هذه الوظائف إىل حتديدها كالتايل: التعميمات النظرية .تسمية النص .تعيني مضمونه .وصفه يف القيمة واالعتبار )جذب اجلمهور املستهدف )اإلغراء أو التحريض

.777، ص بالغة الخطاب وعلم النصينظر: صماح فضل، - 1

.22-51 ص، لسانيات النص ،ينظر: ممد خطايب 2 -

17

،كما ميكن أن حيدد مكانه، قدميا أو حديثا أو حيدد جنسه الذي ينخرط فيه ) إلياذة رواية، شعر....( قصة،

:الداللية بني العنوان والنص فهناك نوعني من العناوين باعتبار هذه العماقةأما عن العماقة العناوين الذاتية: واليت تعني موضوع النص. -2 علها النص نفسه مرجعا هلا، وتعني النص إىل حد جعله موضوعاجبالعناوين املوضوعية: أي -7

ص واستهدافنا للنص ذاته إن املهم يف عملية العنونة هو استهدافنا ملضمون املوضوعات للن 1عتربينه كعمل وكموضوع.م

؛ 22-21ص م، 7112 -هـ2171، 2ط ، الدار العربية للعلوم، بريوت،عتبات، جيرارحينيت من النص الى المناصبلعابد، ينظر: عبد احلق - 1

.51، 11م، ص 7111، 2، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب، طالعالمتية وعلم النص، وينظر: أيضا منذر عياشي

18

:المبحث األول ةــــخالصمباشرا يف تشكيل وتطوير نظرية النص إسهامابعد عرض هذه النظريات املختلفة اليت سامهت

يف الدرس الغريب، نماحظ أنا تسري يف منحيني ال ثماث هلما؛ فإذا كان هاليداي ورقية حسن قد سك الشكلي )النحوي( يف النص وأغفما التابطات والعماقات الداللية املفهومية، فإن حتدثا عن التما

فاندايك وبراون ويول حتدثوا عن هذه التابطات والتعالقات وأغفلوا التماسك النحوي، وخنلص من ع هذا االختماف املنهجي بني النظريات الثماث إىل أنه من الواجب األخذ مببدأ التكامل أثناء الشرو

اتساق النصوص وانسجامها ألن كما من هذه الدراسات حاولت يف مقاربات من هذا النوع متس اإلملام بتلك اجلوانب.

19

المبحث الثاني: علم النص في الدراسات العربية القديمةيف البداية ينبغي أن أنبه إىل أن تعاملي مع هذا املبحث سيكون انتقائيا، أي أن اهتمامي

ما هو شديد االرتباط مبوضوع وهدف البحث )انسجام اخلطاب(، وال يهمين هنا التأريخ سريكز علىملراحل التفكري اللغوي العريب وال سرد خمتلف املوضوعات املمابسة هلذا السياق...ألن من شأتا ان

العرب تشتت تركيزنا وحتيد يب عن اهلدف األساس، وسيتوجه اجلهد حنو املظاهر اليت درسها اللغويني إبرازا لوعييهم بتماسك اخلطاب وانسجامه وطرق ذلك لديهم.

وال شك إذن أن التاث العريب القدمي حيوي الكثري من النظريات البماغية واألسلوبية واجلمالية، اليت تساعدنا يف حتليل النص وإثبات نصيته، وهي نظريات مهمة يف هذا اجملال، وال شك

د للدرس اللساين النصي العريب.أن غربلتها واستثمارها مفيالبماغي العريب القدمي اهتم بفكرة "إعجاز القرآن الكرمي"، بالبحث عن ومعلوم أن التاث

بتفريد األسلوب القرآين جبمالية اللفظ عن األسلوب اإلنساين، اخلصائص املائزة لألسلوب القرآين، 1.ست لبيان إعجاز أسلوب القرآنس ة أوالبيان، إىل درجة أنه ميكن القول إن البماغ واملعىن،

استفاد و من اللسانيات الغربية يف جمال حتليل اخلطاب، واألستاذ ممد خطايب حث ااستفاد البكذلك من تراث الدراسات العربية؛ كالبماغة، والنحو، والنقد األديب القدمي، وعلم التفسري، وعلوم

ن آليات نصية يرقى إىل ما قدمته اللسانيات القرآن؛ اليت أثبت من خمال بعضها أن ما قدمته مالنصية املعاصرة، ومن خمال تلك املزاوجة حاول الباحث تأسيس لسانيات نصية عربية حتاور النص

العريب باالستفادة من كل تلك املعطيات.لقد كان هدف األستاذ ممد خطايب البحث يف كيفية انسجام اخلطاب الشعري؟ وقد اقتضى

لتنقيب عن قواعد نصية ال تلغي التاث برمته، وال تستنسخ كل معطيات احلضارة الغربية منه ذلك االلسانية والنقدية استنساخا مسجا، واستطاع من خمال هذه الرؤية استنتاج قواعد نصية عامة تنسجم

"علم اللغة النصي بني النظرية يف كتابهإبراهيم الفقي األستاذ صبحي وكذلك . والنص العريباستفاد من لسانيات التاث حيث قدم يف الفصل الثاين نظرة القدماء للتماسك النصي والتطبيق" بدراسة تطبيقية على السور املكية. وأتبع كل ذلك، عند علماء العرب وعلماء النصية احملدثنيوأمهيتها

1محد، األزهر الزناد، أهلام أبو غزالة وعلي خليل إوأشادوا هبا وخنص بالذكر الباحث إبراهيم خليل، و احاتم،وقد وقف جمموعة من الباحثني عند اقت -

.وممد خطايب

40

المطلب األول: البالغــــــةة، فقد كثر حديثهم عن تلك الظواهر سواء مل يكن البماغيون العرب مبنأى عن الظواهر النصي

أكان على مستوى تنظرياتم وقواعدهم البماغية، أو على مستوى تطبيقاتم على النصوص مبختلف أشكاهلا.

هـ( عن القاعدة فأثبت 122ومل يشذ صاحب دالئل اإلعجاز وأسرار البماغة، اجلرجاين )ت ق بني اللفظ واملعىن، واعتمادا على نظرية النظم إعجاز القرآن بالدالئل، وقعد لنظرية النظم، وفر

أي البحث يف ما جيعل منه نظاما متسقا، ميكننا حبسب اجلرجاين فهم النص من داخلياته؛والبحث فيما جيعل منه بالبحث يف الفصل والوصل والتقدمي والتأخري واالستفهام واحلذف،

.منسجما الفصل والوصل: - أ

الفصل والوصل حول "ما ينبغي أن ي صنع يف اجلمل من يتمحور جهد اجلرجاين يف باب عطف بعضها على بعض، أو ترك العطف فيها واجمليء هبا منثورة ت ستأنف واحدة منها بعد

.1األخرى" :الوصل

أدوات العطف عند عبد القاهر اجلرجاين من الروابط اليت ال غىن عنها يف وصل اجلمل بعضها فضما عن –والفاء اليت توجب -ي من أشهر حروف العطف وه -ببعض وقد فرق بني الواو

التتيب، ومث اليت توجب التتيب مع التاخي، وأو اليت تفيد التخيري، ولكن وبل –اإلشراك يف احلكم وكل منهما يفيد االستدراك واإلضراب.

مال ما ال يطرد لكن الواو اليت وظيفتها إشراك ما بعدها من الكلم يف حكم ما قبلها، هلا من االستعوهذا املعىن، فنحن نقول مثما: زيد قائم وعمر قاعد، واجلملة الثانية دون ريب معطوفة على ما قبلها مع أنا ال تشاركها يف احلكم، أو أن عمرا ال ي شارك زيدا يف القيام، وهذا املثال ال خيلوا من لطائف

فنحن ال نقول ذلك حىت يكون عمر بسبب من زيد، يدق إدراكها إال على من وهب الفهم الثاقب،

.211، ص لسانيات النصينظر:ممد خطايب، - 1

41

وحىت يكونا كالشريكني أو النظريين. وحبيث إذا عرف السامع حال األول، عناه أن يعرف حال .1الثاين

يقول عبد القاهر اجلرجاين يف كتابه دالئل اإلعجاز )فصل منه أن نظم الكمام حبسب املعاين ف(: "وأما نظم الكلم فليس األمر فيه كذلك ألنك تقتضي يف والفرق بني نظم الكلم ونظم احلرو

نظمها آثار املعاين وترتيبها يف الكمام حسب ترتيبها يف النفس، فهو إذن نظم يعترب فيه حال املنظوم بعضه بعض، وليس هو النظم الذي معناه ضم الشيء كيف جاء واتفق. وكذلك كان عندهم نظري

لبناء... وما أشبه ذلك مما يوجب اعتبار األجزاء بعضها مع بعض... للنسيج والتأليف والصياغة واوالفائدة يف معرفة هذا الفرق أنك إذا عرفته عرفت أن ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها يف

علم أنك أالنطق، بل أن تناسقت داللتها وتماقت على معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل... و سك، علمت علما، ال يعتضه شك، أن ال نظم يف الكلم، وال ترتيب، حىت يعلق إذا رجعت إىل نف

بعضها ببعض ويبىن بعضها على بعض وجتعل هذه سبب من تلك... وننظر إىل التعليق فيها والبناء .2وجعل الواحدة منها بسبب من صاحبتها ما معناه وما مصوله"

:الفصل

ارتباط اجلمل بعضها ببعض بواسطة أدوات الربط إذا كان اجلرجاين حىت اآلن قد اهتم باملختلفة، فإنه يهتم هنا بالعماقة اخلفية القائمة بني اجلمل املشكلة للخطاب، وهي عماقة ال تعتمد على رابط شكلي ظاهر سطحيا، عن هذه العماقة أورد اجلرجاين أمثلة من القرآن الكرمي، أكتفي منها

ختم الله ين كفروا سواء عليهم أأنذرتـهم أم لم تـنذرهم ال يـؤمنون إن الذ ﴿: مبثال قال تعاىل، [2-2]البقرة اآلية: ﴾على قـلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم

ختم الله على ، وقوله: سواء عليهم أأنذرتـه م أم مل تـ نذره م لقوله: تأكيد ال يـ ؤمن ون فقوله تعاىل: تأكيد ثان أبلغ من األول، ألن من كان حاله إذا أنذر مثل حاله إذا مل ي نذر قـ ل وهبم وعلى مسعهم

.771هـ، ص 2172-م7112، 2األردن، ط -، دار املسرية، عمانفي اللسانيات ونحو النصإبراهيم خليل، - 1 .217-12، ص 2121مكتبة القاهرة، ،، تح :ممد عبد املنعم خفاجيدالئل اإلعجازينظر: عبد القاهر اجلرجاين: - 2

42

هذه احلالة بني تأكيدين اثنني كل منهما كان يف غاية اجلهل وكان مطبوعا على قلبه ال ماله، إننا يف .1يضيف جديدا إىل املعىن، ومن مث فإن الثاين ليس حشوا ما دام أبلغ من األول

هبذا املعىن يعترب تأكيد مجلة ألخرى وسيلة هامة من وسائل متاسك اخلطاب رغم أن كيفية االتصال معنوية غري معتمدة على رابط شكلي.

م عن كمام آخر سابق أيضا وجود سؤال مقدر غري متجلي يف سطح ومن دواعي فصل كما -اخلطاب، والذي يدعو إىل تقدير هذا السؤال هو بناء اخلطاب على شكل زوج مكون من سؤال

قال تار منها هذا املثال قال تعاىل: مقدر/ جواب ظاهر وميثل اجلرجاين هلذا النوع بنصوص قرآنية، أخنـهما إن كنتم موقنين :قال ؟لعالمين وما رب ا :فرعون قال لمن ،رب السموات واألرض وما بـيـإن رسولكم الذي أرسل إليكم :قال ،ربكم ورب آبائكم األولين :قال ؟أال تستمعون :حوله

نـهما إن كنتم تـعقلون :قال ، لمجنون لئن اتخذت إلها :قال ،رب المشرق والمغرب وما بـيـفأت به إن كنت من :قال ؟أولو جئتك بشيء مبين :قال ،غيري ألجعلنك من المسجونين

يقول اجلرجاين: "جاء ذلك كله واهلل أعلم على تقدير السؤال ،[12-71]الشعراء اآلية: .ن الصادقي .2واجلواب كالذي جرت به العادة فيما بني املخلوقني"

خيتم اجلرجاين وصفه للفصل والوصل بقوله: "وإذا قد عرفت هذه األصول والقوانني يف شأن فصل لى أن اجلمل على ثماثة أضرب:اجلمل ووصلها فاعلم أنا حصلنا من ذلك ع

مجلة حاهلا مع اليت قبلها حال الصفة مع املوصوف والتأكيد مع املؤكد فما يكون العطف فيها البتة لشبه العطف فيها، ولو عطفت لعطف الشيء على نفسه.

مجلة حاهلا مع اليت قبلها حال االسم يكون غري الذي قبله إال أنه يشاركه يف حكمعىن، مثل أن يكون كما االمسني فاعما أو مفعوال...فيكون حقها ويدخل معه يف م

العطف.

.212، ص لسانيات النصينظر: ممد خطايب، - 1 .222، ص دالئل اإلعجازاجلرجاين: - 2

41

مجلة ليست يف شيء من احلالني بل سبيلها مع اليت قبلها سبيل االسم مع االسم ال يكون 1منه يف شيء، فما يكون إياه وال مشاركا له يف معىن...وحق هذا ترك العطف".

النظر، ويغمض املسلك يف توخي املعاين اليت عرفت يقول اجلرجاين: "إن مما هو أصل يف أن يدق أن تتحد أجزاء الكمام، ويدخل بعضها يف بعض، ويشتد إرتباط ثان منها بأول، وان حيتاج يف اجلملة إلىأن تضعها يف النفس وضعا واحدا، وأن يكون حالك فيها، حال الباين يضع بيمينه هاهنا، ويف

يبصر مكان ثالث ورابع يضعها بعد األولني..إىل أن يقول: حال ما يضع بيساره هناك. ويف حال ماوأعلم أن من الكمام ما أنت تعلم إذا تدبرته، أن مل حيتج واصعه إىل فكر وروية حىت انتظم، بل ترى سبيله يف ضم بعصه إىل بعض سبيل من عمد إىل آللئ فخرطها يف سلك ال يبغي أكثر من أن مينعها

ا النص معىن االتساق بصورة تكاد تكون أقرب إىل مفهومه عند علماء ، إنه يشرح يف هذ2التفرق" لسانيات النص بل تكاد تكون أوضح من شرحها يف العصر احلديث.

التمثيل: - بيعترب التشبيه وسيلة مهمة مشغلة يف اخلطاب ذي السمة الشعرية، ورمبا يعود ذلك إىل قدرته

نا يف الوجود اخلارجي، ويعد التمثيل يف حقيقته على اجلمع يف اخلطاب، بينما يعد متعددا متباي تشبيها، ولكنه خيتلف عنه يف طريقة صياغته وطريقة تفكيكه بغية الوصول إىل املعىن الذي ينقله.

على أن ما يهمنا يف التمثيل هو تنبه اجلرجاين إىل مسألة أساسية هي مسامهته يف انسجام اخلطاب.ضعها اجلرجاين لتمييز التمثيل عن التشبيه، وإمنا سنكتفي مبا هو لن ندرج هنا تفاصيل الفروق اليت و

التشبيه هو أوىل بأن يسمى "أشد التصاقا بغرضنا فنقول إنه ينتهي، من خمال تلك الفروق، إىل أن متثيما، لبعده عن التشبيه الظاهر الصريح، ما جتده ال حيصل لك إال من مجلة من الكمام، أو مجلتني،

. 3"إن التشبيه كلما كان أوغل يف كونه عقليا مضا كانت احلاجة إىل اجلملة أكثرأو أكثر، حىت ﴿إنما مثل انسجاما مع هذا احلد خيتار اجلرجاين من القرآن الكرمي مثاال بالغ الداللة، يقول تعاىل:

زلناه من السماء فاختـلط به نـ يا كماء أنـ نـ عام حتى الحياة الد بات األرض مما يأكل الناس واألنـها أتاها أمرنا ليال أو نـهارا إذا أخذت األرض زخرفـها وازيـنت وظن أهلها أنـهم قادرون عليـ

.211، ص لسانيات النص؛ وممد خطايب، 22، ص نفسه - 1 .212، ص ازدالئل اإلعجاجلرجاين، - 2

.227، صدالئل اإلعجازعبد القاهر اجلرجاين، - 3

44

، [71: يةاآل يونس] ﴾س كذلك نـفصل اآليات لقوم يـتـفكرون فجعلناها حصيدا كأن لم تـغن باألم من غري أن ميكن فصل بعضها منتزع من جمموعها أي اجلمل"إن الشبه بني احلياة واملاء وما تعلق به

عن بعض، وإفراد شطر من شطر حىت إنك لو حذفت منها مجلة واحدة من أي موضع كان أخل والذي جعلها متصلة مرتبطا بعضها بعض هو استحالة الوصول إىل مغزى 1"من التشبيهذلك باملغزى

التمثيل باعتماد كل واحدة من اجلمل على انفراد، وذلك ألن التشبيه حصل، بتعبري اجلرجاين، ."ثانية على أوىل وثالثة على ثانية وهكذا "بتنسيق

لت اجلرجاين يتنبه إىل أمر غاية يف إن احلقيقة السابقة، حقيقة نسج التمثيل للخطاب، جعونقصد به ترتيب اخلطاب ) تنظيم الوقائع يف اخلطاب، ومراعاة األمهية بالنسبة النسجام اخلطاب،

.2عماقاتا(يف غاية البيان، وعلى أبلغ ما يكون من الوضوح أغناك ذلك عن الكمام وليس إذا كان "

لشريفة البد فيها من بنا ثان على أول، ورد تال على سابق، فإن املعاين ا الفكرة إذا كان املعىن لطيفا،إىل أن تعرف البيت األول، "كالبدر أفرط يف العلو" أفلست حتتاج يف الوقوف على الغرض من قولك

تعود إىل ما يعرض وتقم ذلك يف قلبك، فتتصور حقيقة املراد منه، ووجه اجملاز يف كونه دانيا شاسعا،مث تقابل إحدى الصورتني باألخرى، وترد البصر من هذه إىل حال البدر، البيت الثاين عليك من

ألن الشسوع هو الشديد من ،"شاسع"تلك، وتنظر إليه كيف شرط يف العلو اإلفراط ليشاكل قوله 3."جد قريب"مث قابله مبا ال يشاكله من مراعاة التناهي يف القرب فقال البعد،

االتساق المعجمي: -جـالعربية ويف باب البديع بالتحديد هناك عدة أجناس من احملسنات اللفظية واملعنوية يف البماغة

، وقد خصها الباحث مجيل عبد اجمليد يف كتابه البديع النصي يتعدى أثرها اجلملة إىل النص أو املقطعبني هذه ومن 4بني البماغة العربية واللسانيات النصية بالبحث والتفصيل مبينا أثرها يف متاسك النص

األدوات: ما يرجع إلى المعنى: .1

.22، صأسرار البالغةعبد القاهر اجلرجاين، - 1 .272، ص لسانيات النصممد خطايب، - 2 .211، ص لسانيات النص؛ نقما عن: ممد خطايب، 271، صأسرار البالغةعبد القاهر اجلرجاين، - 3 .71-77، ين البالغة العربية والليسانيات النصيةالبديع بمجيل عبد اجمليد، - 4

45

املطابقة واملقابلة واملشاكلة ومراعاة النظري واملزاوجة واللف والنشر واجلمع والتفريق، والتقسيم، واجلمع مع التقسيم، واجلمع مع التفريق والتقسيم، واإليهام، واالستتباع واجلمع مع التفريق،

وااللتفات، التورية، اإلرصاد. يرجع إلى اللفظ: ـ ما 2

االشتقاق، التديد، املوازنة التصيع، االسجاع، التجنيس، رد الصدر على العجز، القلب، تشابه األطراف )التوازي(

العرب مل يغفلوا عن كيفية ترابط النصوص شكما ومضمونا من ومن هنا يتبني يل أن البماغينيخمال تعديدهم هلذه األشكال اليت ذكرتا مسنات على مستوى املقطع النصي ال على مستوى اجلملة وأثرها واضح يف متاسك النص، ولعل تعريف ممد بن على اجلرجاين للبديع، ووضعه هلذا العلم

باعتبار نسبة بعض أجزائه ،الكمامعلم يعرف منه وجوه حتسني :ديععلم الب، مفهوما مددا ومقننا 1.مع مراعاة أسباب البماغة *إىل بعض بغري اإلسناد والتعليق

وقد قام مجيل عبد اجمليد يف كتابه بماغة النص بدراسة مستفيضة يف هذا اجلانب وكشف عن استه لقصيدة من الشعر اجلاهلي نتائج هامة يف دور البديع يف متاسك النص شكما ومضمونا يف در

لتأبط شرا مقسما القصيدة إىل وحدات نصية ناظرا يف متاسك الواحدة منها يف نفسها واطراد ذلك وكان ذلك قصد مشروع قد بينه يف مقدمة كتابه وهو إعادة فهم البماغة العربية يف النص كامما،

واتساق النصوص بشيء من الوصفية وخاصة باب البديع بصورة جديدة واستثمارها يف فهم انسجام 2.واملوضوعية اليت تمائم طبيعة النص وتتخطى معيارية البماغة القدمية

يرتبط منط النظم أيضا باملعجم الذي على الشاعر أن مينح منه، فإذا كان الغرض فخرا وجب توى املعرب عنه، وإذا كان عليه أن خيتار من األلفاظ ما يتسم بالقوة والفخامة واجلزالة ليوافق التعبري احمل

غرض القصيد هو النسيب اختري من األلفاظ اللني الرقيق العذب، إننا جند يف هذا الكمام صدى مبدأ بماغي اعتىن به السكاكي أكثر من غريه ذاك هو "مطابقة الكمام ملقتضى احلال". وبناء عليه ال

ر أليق هبا، أو العكس. بتعبري آخر يعقل أن يكون الغرض هو الغزل، وخيتار الشاعر ألفاظا الفخ

أي ارتباط بني الكمام بغري العماقات النحوية )معاين النحو(. - * ؛ 71، ص املرجع السابق - 1 .52-12، دار غريب، القاهرة، ص بالغة النصملزيد من التفصيل، ينظر: مجيل عبد اجمليد، - 2

41

ينبغي أن تكون العماقة بني الغرض وبني التعبري عنه عماقة انسجام، وليس عماقة تناقض. على أن هذه العماقة حيكمها مبدأ تداويل سامهت )وجهت( يف صياغته تقاليد اجتماعية وأعراف سنتها

جتربة الفرد ومعرفته للعامل. لكن لن أجيال واحتفظت هبا أخرى بعدها، وبتعبري حديث تتحكم فيهيتأتى للشاعر احتام هذا املبدأ إال بقوتني: قوة حافظة وقوة مائزة، فباألوىل "تكون خياالت الفكر منتظمة، ممتازا بعضها عن بعض، مفوظا كلها يف نصابه. فإذا أراد مثما أن يقول غرضا ما يف نسيب

ه قد أهبته له القوة احلافظة، بكون صور األشياء متتبة فيها أو مديح أو غري ذلك وجد خياله المائق ب 1.على حد ما وقعت عليه يف الوجود، فإذا أجال خاطره يف تصورها فكأنه اجتلى حقائقها"

وبالثانية مييز اإلنسان ما يمائم املوضع والنظم واألسلوب والغرض مما يمائم ذلك، وما يصح مما ال 2يصح.

ــد األدبــيالمطلب الثاني: النقال ميكن عند احلديث عن لسانيات النص يف التاث النقدي العريب، إال التوقف عند أعمدة

واحليوان،والتبيني مثما، يف مؤلفاته البيان بأفكارها املبثوثة يف مؤلفاتا كاجلاحظ شيدت للنقد النصي، .لعريبالبياين ا ممثل للباحثني يف شروط إنتاج اخلطاب لأو أ عت رب وقد

وعن هذا تكلم أبو همال العسكري أيضا قائما: "..وحسن التأليف يزيد املعىن وضوحا وشرحا ومع سوء التأليف ورداءة الرصف والتكيب شعبة من التعمية، فإذا كان املعىن سبيا ورصف

ها الكمام رديا مل يوجد له قبول، ومل تظهر عليه طماوة.. وحسن الرصف أن توضع األلفاظ يف مواضعومتكن يف أماكنها وال يستعمل فيها التقدمي والتأخري، واحلذف والزيادة إال حذفا ال يفسد الكمام وال يعمي املعىن، وتضم كل لفظة منها إىل شكلها وتضاف إىل لفقها. وسوء الرصف تقدمي ما ينبغي

؛ ألن صحة 3تأخريه منها، وصرفها عن وجوهها وتغيري صيغتها، وخمالفة االستعمال يف نظمها"السبك والتكيب، واخللو من عوج النظم والتأليف، شرط لكمال النظم ووضوح الفهم مثل االتساق الذي ع د النص من خماله نصا باعتباره معيارا رئيسيا من معايري النصية لذلك جندهم ي شيدون

.بالشعر اجليد املسبوك

..17م، ص 2122، 7دار الغرب اإلسمامي، بريوت، ط، تح: ممد احلبيب بلخوجة، راج األدباءمنهاج البلغاء وسحازم القرطاجين، - 1 . 11نفسه، ص -2 .222م، ص 2122-هـ2112، تح: علي ممد البجاوي وممد أبو الفضل إبراهيم، املكتبة العصرية، بريوت، الصناعتينأبو همال العسكري، - 3

47

األجزاء، سهل املخارج، فتعلم بذلك ويف هذا يقول اجلاحظ: " أجود الشعر ما رأيته متماحم .1أنه أفرغ إفراغا واحدا وسبك سبكا واحدا فهو جيري على اللسان كما جيري الدهان"

وإذا كان اجلرجاين أغىن النقد العريب بنظرية النظم، فإن حازم القرطاجين أثرى النقد العريب األوزان، وبني اإليقاع الشعري ولسانيات النص بفكرة التماسك النصي، أو التناسب بني األغراض و

واحلالة النفسية اليت يعرب عنها الشاعر، ويعترب مؤلفه " منهاج البلغاء وسراج األدباء " حقا سراجا ملن .أراد دراسة النقد العريب عامة، ولسانيات النص يف التاث النقدي العريب القدمي خاصة

ابن طباطبا ووحدة القصيدة: .أ عند لكتاب "عيار الشعر" البن طباطبا، ومن خمال وقويف يت، من خمال مراجعيل يتضح

اليت نادى هبا النصوص اليت تدل من قريب أو بعيد على رأيه يف "وحدة القصيدة"، أن لطبيعة الوحدة هذا الناقد مسات، أمهها:

الوحدة المنطقية: ـ 1 القصيدة أن تتسلسل وحدة القصيدة، عند هذا الناقد الشاعر، مبنطقية صارمة؛ فعلى تتميز

املنطقي وحده يف تسلسما سببيا، ويكون املنطق حكما فيها، فينسق الشاعر أبياتا وحيكم الوعيأشطر األبيات ذاتا، فقد يتطلب ترتيبها، وهو يعول على املعىن يف كل ذلك، ويطبق هذا املعيار على

لك: "وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف يف ذ منه املعىن أن يغري شطر بيت بآخر. يقول ابن طباطباأو قبحه فيمائم بينها لتنتظم له معانيها، ويتصل شعره، وتنسيق أبياته، ويقف على حسن جتاورها

هو ابتدأ وصفه أو بني متامه فصما من حشو ليس من جنس ما كمامه فيها، وال جيعل بني ما قدا أنه حيتز من ذلك يف كل بيت، فما يباعد الذي يسوق القول إليه، كم فيه، فينسى السامع املعىن

وال حيجز بينها وبني متامها حبشو يشينها، ويتفقد كل مصراع، هل يشاكل ما قبله؟ كلمة عن أختها اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منهما يف موضع اآلخر فما يتنبه على ذلك إال من فرمبا

.2دق نظره ولطف فهمه"إىل أن يهتم لسابق اهتمام ابن طباطبا باملستمع، وهذا ما دفعهويماحظ على النص ا

كل فكرة من سابقتها، بالقصيدة، ولكن اهتمامه، هنا، ينحصر يف معناها وتتايل أفكارها وانبثاق

.2/55عبد السمام ممد هارون، دار اجليل، بريوت، ج، تح: البيان والتبيين اجلاحظ، - 1 .271ص ،م1956 ة،شركة فن الطباع ،مصر ،طه احلاجري، وممد زغلول سمام:تح، عيار الشعرابن طباطبا، - 2

48

هو شعري، وكأن السامع ال يتابع من وهو، يف كل ذلك، يتفقد الشطور ويرتبها ترتيبا منطقيا أكثر مما 1اها.القصيدة إال معن

هذا الناقد املنطقية جتعله مييز أيضا بني بناء قصيدة وأخرى، ومعياره يف ذلك العقل ورؤيةإذا نقضت وحده؛ فإذا كانت القصيدة مكمة البناء، متقنة، أنيقة األلفاظ، عجيبة التأليف، حبيث

شيدة، واألبنية امل وجعلت نثرا مل تبطل جودة معانيها، ومل تفقد جزالة ألفاظها، خلدت كالقصورالبناء مموهة بالزخرف اللفظي، تروق الوثيقة الباقية على مر الدهور، أما إذا كانت القصيدة مهلهلة

وانتقدت هبرجت معانيها، وزيفت ألفاظها، وجمت األمساع واألفهام إذا مرت صفحا، فإذا ح صلتوتدة اليت تزعزعها الرياح وتوهيها منه، فإنا كاخليام امل حماوتا، ومل يصلح نقضها لبناء يستأنف

، واحتكامه للعقل وحده جعله يرى تسلسل 2البلى، وخيشى عليها التقوض األمطار، ويسرع إليها رئيسيا يف بنية القصيدة، املعاين معيارا

املعىن الذي مل يكتف بالتشديد على الوحدة املنطقية من حيث ويماحظ أن ابن طباطباأن تتميز بـ"وحدة النسج"، منا يشدد منطقيا، على وحدة املبىن؛ فعلى القصيدةتتعرض له القصيدة، وإ

3.وحسنا وفصاحة وأن تكون ككلمة واحدة يف اشتباه أوهلا بآخرها نسجا

الوحدة الصناعية: ـ 2املنمنم والعقد املنظم، يشتط ابن طباطبا أن تكون القصيدة "كالسبيكة املفرغة، والوشي

لفظه، وتكون معانيه كالتذاذ السمع مبونق ائع فتسابق معانيه ألفاظه، فيلتذ الفهم حبسنواللباس الر 4للبناء يتكب عليها ويعلو فوقها". قوافيه كالقوالب ملعانيه، وتكون قواعد

وأعد له ما فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة خمض املعىن الذي يريد بناء الشعر عليه يف فكره نثرا،يسلس له القول عليه، فإذا اتفق من األلفاظ اليت تطابقه، والقوايف اليت توافقه، والوزن الذييلبسه إياه

يف شغل القوايف مبا تقتضيه من املعاين على غري له بيت يشاكل املعىن الذي يرومه أثبته، وأعمل فكره

، السنة 22ق، العدد العرب، دمش جملة التاث العريب، جملة فصلية تصدر عن احتاد الكتاب، القصيدة في "عيار الشعر" وحدةخليل املوسى، - 1 .1405 ربيع الثاين -2125اخلامسة، كانون الثاين "يناير"

.2ص ،عيار الشعرابن طباطبا، ينظر: - 2 .وحدة القصيدة في عيار الشعروسى، ينظر: خليل م - 3 .5-1، ص السابقاملرجع - 4

49

ما بينه وبني ما فيه، بل يعلق كل بيت يتفق له نظمه على تفاوت تنسيق للشعر، وترتيب لفنون القولاملعاين، وكثرت األبيات وفق بينها بأبيات تكون نظاما هلا وسلكا جامعا ملا قبله. فإذا أكملت له

1منها". تشتتوالقوايف واألوزان، وحتضري ويماحظ على هذه الفقرة أن للشعر مواد أولية، منها املعىن واأللفاظ

الثانية فهي إثبات كل بيت على غري تنسيق بل ا املرحلةاملواد مرحلة أوىل يف تصميم ابن طباطبا، أمعنده، إىل مرحلة ثالثة، وهي مرحلة تنسيق األبيات يسجل دون ترتيب، وحتتاج صناعة الشعر،

حبسب املعاين واألغراض. الوحدة االلتصاقية )التجاوزية(: ـ 3

يق أبيات القصيدة خصائص وحدة القصيدة، عنده، أنا "التصاقية"، ونرى أن سبب تلص منناظم ببعض يعود إىل املفهوم الشعري عند هذا الناقد الناظم؛ فالشاعر، عنده، ليس بأكثر من بعضها

ليهتم باملنطق، وأمهل أو هو صانع شعر. وانطماقا من هذا املفهوم أمهل ابن طباطبا اإلحساس اجلمايلاخلالد يستطيع أن ينتجه كل من عرالتجربة الشعرية ليهتم بالنحت والصناعة، ولذلك ظن أن الش

رأينا أن مراحل تكوين القصيدة، عنده، ثماث؛ توافرت لديه األدوات والتصميم واملهارة. وكنا قدتأليف بعض األبيات وتثبيتها، مث مرحلة ضم األبيات بعضها مرحلة مجع األدوات والتصميم، ومرحلة

2إىل بعض.ومرحلة تلصيقية يف مرحلتني: مرحلة تصنيعيةوميكننا أن خنتصر هذه املراحل الثماث

النظم، وإمنا يصنع األبيات بيتا )جتاوزية(. وهو، يف املرحلة التصنيعية، ال ينسق أبيات القصيدة حنياملعاين اليت يريدها، وتنتهي القوايف اليت مجعها، فبيتا، وحيتفظ بكل بيت يتم صنعه، إىل أن تكتمل

التجاورية بتتيب هذه . املرحلة االلتصاقية. ويبدأ، يف املرحلة الثانية. اتوتتاكم إىل جانبه األبي وتنسيقها، وذلك حني يلصق بعضها ببعض، وهو يف ذلك، ينشد وحدة القصيدة، وإذا ما األبيات،

وما بعده، احتاج، يف مرحلته هذه، إىل بيت الصق، نظمه حني الطلب، مث عقد بينها وبني ما قبله 3 منها. هلذه األبيات ونظاما هلا، وسلكا جامعا ملا تشتت فيكون الصقا .لقصيدة هدفا يف املرحلة الثانيةتظل وحدة البيت هدفا يف املرحلة األوىل وتأليف ا هكذا

.5ص ، نفسه - 1 .القصيدة في "عيار الشعر" وحدةخليل موسى، - 2 .5ص ،عيار الشعرابن طباطبا، ظر: ين - 3

50

الوحدة التناسبية أو وحدة التكثر في القصيدة: ـ 4تعدد يف على ما هي عليه يف العصر اجلاهلي من القصيدة، عند ابن طباطبا، ظلت

التجربة وإذا ما كان هذا التعدد، يف القصيدة اجلاهلية، عفويا وضروريا وحقيقة فرضتها. املوضوعاتمشهد . األطمال وطبيعة العصر؛ ألن الشاعر اجلاهلي كان يف جتاربه يعيش على التعدد)مشهد

تاج إىل وقفة، وخباصة العباسية خباصة، أمر حي فإن بقاءه يف القصيدة مشهد الناقة....اخل(.. الرحلةالعباسيني رفضوا هذا التعدد يف قصائدهم، ألنه ال يتماءم مع طبيعة إذا أدركنا أن كثريا من الشعراء

أجزاء القصيدة كمشهدي الطلل والناقة وغريمها. وهذا هو ابن طباطبا عصرهم، فرفضوا بعضله هذا، يستطيع أن حيصل هذه املوضوعات بعضها ببعض وكأنه يعتقد أنه، بفع يتحدث عن ربط

القصيدة، وإذا ما استهدف الشاعر هذه الوحدة، فما عليه إال أن "يسلك منهاج على وحدةفيحتاج الرسائل يف بماغاتم، وتصرفهم يف مكاتباتم، فإن للشعر فصوال كفصول الرسائل، أصحاب

املديح، ومن لغزل إىلالشاعر إىل أن يصل كمامه على تصرفه يف فنونه صلة لطيفة، فيتخلص من اإىل وصف الفيايف املديح إىل الشكوى، ومن الشكوى إىل االستماحة، ومن وصف الديار واآلثار

الظلمان واألعيار إىل والنوق، ومن وصف الرعود والربوق إىل وصف الرياض والرواد، ومن وصفومن وصف الليل والصيد، وصف اخليل واألسلحة، ومن وصف املفاوز والفيايف إىل وصف الطرد

واجلنادب، ومن االفتخار إىل اقتصاص والنجوم إىل وصف املوارد واملياه، واهلواجر واآلل، واحلرايبباء واالعتياص إىل االستعتاب واالعتذار، ومن اإل مآثر األسماف، ومن االستكانة واخلضوع إىل

عما قبله، بل يكون حكاية، بما انفصال للمعىن الثاين اإلجابة والتسمح، بألطف ختلص وأحسناستعصى املعىن وأحاطه باملراد الذي يسوق القول بأيسر وصف وأخف متصما به، وممتزجا معه، فإذا

1.تطويله وتكريره" لفظ مل حيتج إىل، وان نقادنا هذا النص الطويل ألن ندرك أن الوحدة، عند هذا الناقد، متعددة املوضوعات يكفي

بوحدة القصيدة وكيفية تشكلها وبنائها يف نصوص الشعر والنثر.القدامى كانوا على وعي تام الكائن الحي ،الحاتمي: القصيدة .ب

. في عيار الشعروحدة القصيدة،وخليل موسى، ؛212-211، صلسانيات النص؛ وينظر: ممد خطايب، 2-2ص ،عيار الشعرابن طباطبا، - 1

51

"من حكم النسيب الذي يفتتح به الشاعر كمامه أن يكون كماما ممزوجا مبا :يقول احلامتيدائر أول ما يلفت االنتباه هنا هو أن الكمام إن ،1بعده من مدح أو ذم متصما به، عري منفصل عنه"

حول التدرج من غرض إىل غرض يف القصيدة، أي عن االنتقال من النسيب إىل املدح أو الذم، والشرط األساسي هلذا االنتقال هو االتصال بني الغرضني بطريقة من الطرق، ويفهم من قوله "ممزوجا"

م ذلك بذكر اسم طريقة الوصل ينبغي أال تشعر القارئ بأنه خرج من كمام إىل كمام، وغالبا ما يت أن املمدوح، أو صفة من صفاته يف آخر شطر من النسيب مقرونا امسه مبعىن له صلة بالنسيب يتخذه

2.الشاعر مطية لمانتقال -مهما بدا هذا الوعي "قاصرا"-أي أن كل ما ميكن أن نصل إليه من خمال هذا هو أن هناك وعيا

.بضرورة االتصال بني أجزاء القصيدة شبه القصيدة "خبلق اإلنسان"يف نفس النص ت

يوحي ظاهر هذا التشبيه بإدراك كلي للنص حبيث ال يستمد إال من هذا الكل من حيث و حظ فيها تشوه ناتج إما عن االنفصال وإما مسامهته يف إعطاء الكل صورة متناسقة متناسبة ال يما

.عن التباين بني األطراف"تتخون ماسن الشعر وتعفي معامل مجاله"، مما يعين أن لعل هذا هو الذي قصده احلامتي بالعاهة اليت

املقصود لديه هو مراعاة توازن األطراف حبيث ال يكون أحدها مفرطا يف الطول واآلخر قصريا أو ومهما يكن فإن االدراك الكلي للقصيدة، ولو 3مبتورا، أو أحدمها جزال مستسما واآلخر ضعيفا ...

بداية شرعية للتفكري يف كيفية ترابط األجزاء ومتاسكها لننتج نصا د ورمبا ع من هذه الزاوية، له أمهيته، منسجما كما سنرى لدى حازم القرطاجين.

‌:حازم القرطاجني .ج

أال وهي "التماسك النصي "، يطرح حازم القرطاجين، نظرية مهمة لفهم النص داللة وشكما،من اجلمل، مرتبا ترتيبا منطقيا من الكل وحدة تتشكل من متواليات الفصل بلغة اجلرجاين؛ فالنص،

إىل اجلزء، عن طريق آليات االتساق واالنسجام:

. 212ص ، ممد خطايب،نقال عن لسانيات النص - 1 .212ص نفسه، - 2 .211-212، ص املرجع السابقينظر: - 3

52

الروابط التكيبية )أمساء اإلشارة، الضمائر، الروابط..( واملعنوية )وحدات الفصول وترابطها تناسب اللفظ للمعىن، تناسب اإليقاع لغرض الشاعر...( يقول حازم مؤكدا فكرة التماسك النصي

يف قصيدة املتنيب واليت مطلعها:ـــــك الشـــــوق والشـــــوق أغلـــــب أغالـــــب في

أغلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

وأعجــــب مــــن ذا اهلجـــــر والوصــــل أعجـــــب ــــــــــــــأن أرى أمـــــــــــــا تغلـــــــــــــظ األيـــــــــــــام يف بـــــــ

ـــــــــــــــا تقــــــــــــــرب بغيضــــــــــــــا تنــــــــــــــائي أو حبيبــــــــــــــ

وهلل ســــــــــــــــــريي مــــــــــــــــــا أقــــــــــــــــــل تئـــــــــــــــــــــــــــــــية

ــــــــــــــى وغـــــــــــــرب عشـــــــــــــية شـــــــــــــرقي احلدالــــــــــــــــــــــــــــه ويــــــــــــــوم كليــــــــــــــل العاشــــــــــــــقني كمنتـــــ

تــــــــــــــغرب أيــــــــــان أراقـــــــب فيـــــــه الشـــــــمس

وهي قصيدة مجيلة جدا، مجع فيها الشاعر اهلجر بالعشق والغربة، يقول عنها حازم "فاطرد له وإىل ما هو منه إىل ما يناسبه، الكمام يف مجيع أحسن اطراد وانتقل يف مجيع ذلك من الشيء،

إياه غرض، فكان الكمام بذلك مرتبا أحسن ترتيب، ومفصما أحسن تفصيل بسبب، وجيمعهوموضوعا بعضه من بعض أحكم وضع، فعلى هذا النحو جيب أن تكون املآخذ يف استفتاحات

1.الفصول ووضع بعضها من بعض" عم مما مكنه من تقدمي نظرة شاملة عن الكيفيةأجتاوز القرطاجي هذا التناول اجلزئي إىل تناول

ولرمبا كان هذا التقسيم املنهجي وراء اليت ينبغي أن تسلك يف بناء القصيدة فصما وفصوال، االقتاحات اليت صاغها، واليت جعلته ناقدا أصيما مرتبطا بالقدمي مطورا إياه.

2ميكن أن نصنف وصف حازم القرطاجي لتماسك القصيدة إىل:و ـ تماسك الفصل:1

أن يكون متماسك النسج. .أ ون منط النظم مناسبا للغرض.أن يك .ب تقدمي املهم فاألهم. .ج أن يكون بني أبياته عماقات اقتضاء:كالسببية واحملاكاة والتفسري....اخل. .د ـ تماسك الفصول:2

، حازم القرطاجين لسانيات النص في التراث النقدي العربي؛ وعبد الوهاب صديقي، 252-251، ص لسانيات النصنظر: ممد خطايب، ي - 1

(.http://ar.aladabia.netمنوذجا، طنجة/األدبية، اجلريدة الثقافية لكل العرب ) .221-227ص ،لنصلسانيات ا ممد خطايب، - 2

51

استمرار غرض الفصل السابق يف الماحق. .أ أن تكون الفصول متصلة العبارة والغرض. .ب أن تكون الفصول متصلة الغرض دون العبارة. .ج فصول متصلة العبارة دون الغرض.أن تكون ال .د ـ العالقات بين الفصول:3

االنتقال من اجلزء إىل الكل، أو العكس. .أ س الفصل داال على بقية الفصل )حبيث تكون األبيات اليت تليه تنمية له....(أأن يكون ر .ب أن يكون أخر الفصل )أو القصيدة( استدالال على ما تقدم منه )منها(. .ج

-فيما نعلم-حمليط بأجزاء القصيدة هو الذي جعلنا نعتربه أول ناقد عريبإن تناول القرجاجي امهتما ببداية القصيدة ونايتها مرورا . القدمي. يقدم وصفا مفصما لكيفية متاسك النص الشعري

بوسطها. العام( بعض العالقات بين الفصول )الجزء، الكل، الخاص،

متاسك الفصول عماقة اجلزء والكل، وقد من ضمن العماقات اليت ميكن اعتبارها أساسية يف"ومن القصائد ما يكون اعتماد الشاعر يف فصوهلا : خص هذه العماقة بالذكر والتدليل حازم قائما

على أن يضمنها معاين جزئية تكون مفهوماتا شخصية، ومنها ما يقصد يف فصوهلا أن تكون املعاين فالقصائد بناء عليه ثماثة: قصائد تعتمد يف انبنائها على 1املضمنة إياها مؤتلفة بني اجلزئية والكلية"

معاين جزئية، وقصائد على معان كلية، وأخرى تتاوح بني اجلزئية والكلية. وهي عماقات قد عد هذا الذي عرب عنه حازم كماما يف صميم العماقات اليت تنتظم النص،ي

عرب هىل النص يف سائر ما تعرض له يف مؤلفال تظهر يف سطحه، وإمنا حتتاج إىل قوة إدراك ونفوذ إ"وأحسن ما يكون عليه هيئة الكمام يف ذلك أن تصدر الفصول باملعاين اجلزئية عنه صراحة بقوله

وتردف باملعاين الكلية على جهة متثيل بأمر عام على أمر خاص أو استدالل على الشيء، مبا هو 2منه حنو ذلك. عم أ

.715، ص املرجع السابق - 1 .252ص ،نفسه ينظر: - 2

54

:التسويم والتحجيلقف القرطاجي عند االهتمام بالعماقات بني أبيات الفصل الواحد، وال عند العماقة بني مل ي

الفصول وإمنا جتاوز ذلك إىل بعض الشروط اليت ينبغي أن حتتم يف مطلع كل فصل ويف نايته، ذلك هو املسمى عنده التسومي و التحجيل. وحبديثه عن هذين العنصرين يكتمل تصوره للقصيدة الشعرية

1ما ينبغي أن يسلك يف بنائها مبدأ ووسطا وناية.و يف هذا الصدد قدم حازم القرطاجي جمموعة من األوصاف اليت ينبغي أن تتوافر يف مبدأ الفصل

وتعضيد نايته ملعناه س الفصل على الفصل برمته،أويف خامتته، أوصاف تلح على وجوب داللة ر د من أهم األمور اليت يشتطها حازم لكي تكون القصيدة على االعتناء باالتصال بني الفصول يع

"كأنا عقد منفصل" ويتضح هذا يف قوله" وإذا اجته أن يكون االنتقال من بعض صدور الفصول إىل بعض على النحو الذي يوجد التابع فيه مؤكدا ملعىن املتبوع ومنتسبا إليه من جهة ما جيتمعان يف

ذي حركها األول واىل ما يناسب ذلك، كان ذلك اشد تأثريا يف غرض ومركا للنفس إىل النحو العون على ما يراد من حتسني موقع الكمام منها. جند شرط االتصال، هذا الذي يؤدي إىل أالنفوس و

ثر مجايل يف القارئ /السامع، يف إجراءين عامني: تأكيد الثاين ملعىن األول، وانتساب الثاين إىل األول أ يف الغرض.

القرآن علم التفسير وعلومب الثالث: المطلإن املتأمل يف التاث العريب ويف علمي التفسري وعلوم القرآن بالتحديد لن يدخر جهدا يف الكشف عن ما يزخران به من روافد يضيق املقام عن حصرها، تتقاطع وبشكل كبري مع كثري من

لنزول )املناسبة(، املكي واملدين )السياق املفاهيم اليت نادى هبا حنو النص وحتليل اخلطاب، كأسباب ااملقامي(، الناسخ واملنسوخ، احملكم واملتشابه )القياس، مبدأ التشابه(، العام واخلاص، اجململ واملفصل، )العماقات الداللية(، وال أدل على ذلك أنا قد خ صصت كتب مبجملها يف هذا الشأن، مثل كتاب

السور"السيوطي "تناسق الدرر يف تناسب

.251ص ،املرجع السابق - 1

55

هذا فضما عن كتابات املفسرين اليت روعي فيها عطف القول على القول، أو عماقة اآلي بعضها ببعض يف الصورة أو عماقة السورة بالسورة اليت قبلها أو اليت بعدها باعتبار أن كتاب اهلل نص

1واحد يشرح بعضه بعضا ويفسر بعضه بعضا. علوم القرآن: -أوال

سات اإلعجازية بعض العماقات التماسكية بني سور وآيات القرآن، لقد رصدت بعض الدرافقد وجدنا بعض املؤلفات تقدم عماقات متاسكية للنص ترقى إىل ما قدمته اللسانيات النصية

"اإلتقان يف علوم القرآن" املعاصرة، مثل كتاب "الربهان يف علوم القرآن" للزركشي، وكتاب للسيوطي.ص الق رآين تناوله بالبحث والتفسري والتأويل ع لماء الفقه واألصول والتفسري لوم أن الن عومن امل

فسرين البماغيني للق رآن الكرمي، كان هلم النصيب « ع لوم الق رآن»والبماغة والنحو، ولكن ع لماء وامليط بالنص األوفر يف م قاربة النص الق رآين، وذلك بتوظيف ك ثري من الع لوم واآلليات واألدوات اليت حت

الكرمي، من جوانب متعددة وتستكشف قيمه الداللية وجوانبه اجلمالية وعماقاته الكلية، فكان هذا 2.العلم م ؤهما ألن يكون أقرب إىل النهج الذي نجته لسانيات النص وحتليل اخلطاب

جمال تفسري القرآن وعلومه )كما تثبت مناذجه عند الزخمشري والرازي والبقاعي والزركشي ن إوالسيوطي( اهتم بانسجام اخلطاب على ثماثة مستويات: النحو واملعجم والداللة، وقد اعتىن يف

ف، حرو النحو بالعطف واإلحالة واإلشارة، ويف املعجم اعتىن بالتكرار وبناء السورة على حرف أوويف الداللة اعتىن مبوضوع اخلطاب وتنظيمه وترتيبه وبالعماقات من حيث البيان والتفسري واإلمجال

3.والتفصيل والعموم واخلصوصوقد كان علماؤنا القدامى مدركني ألمهية السياق يف حتديد املعىن وواعني بدوره احلاسم يف

ن الكرمي؛ فقد صرح ابن قيم اجلوزية )ت توجيه دالالت العمامات اللغوية وال سيما يف نص القرآهـ( أن السياق "يرشد إىل تبيني اجململ وتعيني احملتمل والقطع بعدم احتمال غري املراد وختصيص 252

-، تح: ممد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، بريوتالبرهان في علوم القرآنملزيد من التفصيل، ينظر: بدر الدين ممد بن عبد اهلل الزركشي، - 1

.2121لبنان، -، دار الفكر، بريوتاإلتقان في علوم القرآنطي، ؛ وجمال الدين السيو 2121، 1لبنان، طويب إسمام شبكة على اإلسمامية املكتبة، مقاربة من زاوية علم لغة الن ص والحديث، القرآن بالغة في نصية قراءة نحوعمر عبيد حسنة، - 2(b.nethttp://library.islamwe). ، نحو النص، نقد النظرية وبناء أخرى؛ وعمر أبو خرمة، 715، صلسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطابينظر: ممد خطايب، - 3

.21-21ص

51

وهذه من أكرب القرائن الدالة على مراد املتكلم، فمن أمهله غلط …وتقييد املطلق، وتنوع الداللةالعام 1."يف نظره وغالط يف مناظرته

:د يف هذا النص اهلام إشارة إىل أمرينجن أو "السياق اخلاص" للنص القرآين، ودوره يف حتديد الداللة "مفهوم "السياق األصغر. عماقة التكامل الوظيفي/الداليل بني السياقني "األصغر واألكرب"، إذ كثريا ما يفسر أحدمها

.باآلخر، أي يفسر سياق بسياقدود ضمن وحدات داللية أو تركيبية معينة/ كاآلية القرآنية مثما، أو ما واألول )السياق األصغر( م

يسبق اآلية وما يلحقها من الكلمات أو اآليات، بينما الثاين )السياق األكرب( شامل ملا بني دفيت :املصحف ال حتده فواصل اآليات والسور واألجزاء، وهو نوعان

لكلية الشاملة، ومراعاة هذا النوع أمر هام جدا، وهو الذي األول يراد به النص القرآين يف كينونته ا - .أشار إليه علماؤنا بقوهلم: فما أ مجل منه يف موضع فقد ف سر يف موضع آخر

ونوع يندرج ضمنه ما مسوه "علم املناسبة" أي مناسبة أواخر السورة املتقدمة ألوائل السورة اليت -ربة والشبه، ومرجعها يف آيات القرآن إىل معىن رابط بينها، عام أو تليها. واملناسبة هي املشاكلة واملقا

2.خاص، عقلي أو حسي أو غري ذلكأما مفهوم التغريض يف اخلطاب الذي نادى براون ويول فها هو الزركشي يقول يف املناسبة بني

لدى العرب، وهو السورة وامسها ما يلي: "إن تسمية السورة باسم معني ليس إال تعضيدا لتقليد معلوم تقليد يراعي يف كثري من املسميات أخذ أمسائها من نادر أو مستغرب يكون يف الشيء من خلق أو صصه...ويسمون اجلملة من الكمام أو القصيدة الطويلة مبا هو أشهر فيها، وعلى ذلك جرت صفة خت

3أمساء سور الكتاب العزيز". علم التفسير: -ثانيا

قي يف التفسري مجع من املفسرين يف مقدمتهم إمام املفسرين ابن جرير وقد أخذ باملنهج السيافهو يسرد األقوال ويناقشها ويبني أوالها بالصواب، أو … الطربي الذي "مجع بني الرواية والدراية

(.www.chihab.net، )المنهج السياقي ودوره في فهم النص، وتحديد دالالت األلفاظمسعود صحراوي، - 1 .212-211، ص انيات النصلسنفسه، وينظر: ممد خطايب، - 2 .212-212، ص لسانيات النص، نقما عن ممد خطايب، 2/721، جالبرهان في علوم القرآنالزركشي، - 3

57

يرى رأيا آخر يف اآلية"، وكثريا ما حيتكم إىل السياق اخلاص أو العام، ومنهم فخر الدين الرازي يف الغيب"، ومنهم جار اهلل الزخمشري يف "تفسري الكشاف"، ومن احملدثني ممد الطاهر ابن "مفاتيح

ونشري إىل أن حديث علمائنا األجماء عن السياق ال ميكن …عاشور يف تفسري "التحرير والتنوير" 1اإلحاطة به يف هذا املقام لكثرته وغناه.

نسميه )اخلطاب( فيبدأها بذكر أما الزخمشري فيأخذ جمموعة من اآليات وهو ماميكن أن أسباب النزول، مث يبني أوجه اإلعراب املوجودة فيها، واملعاين املتوخاة منها بالشرح والتفسري والتعليل،

من ذلك مستشهدا بآيات قرآنية أخرى غري اآليات مل الدرس والتحليل، ضاربا أمثلة من الشعررأ باسم ربك الذ ﴿قوله تعاىل: نسان من علق ي خلق اقـ رأ وربك األكرم خلق اإل اقـ

نسان ما لم يـعلم الذي علم بالقلم يستهل الزخمشري تفسري هذه ، [5-2اآلية: ]العلق ﴾علم اإلكثر املفسرين على أن اآليات بذكر سبب النزول: "عن ابن عباس وجماهد: هي أول سورة نزلت وأ

. مث يبني وجوه اإلعراب: "مل )باسم ربك( النصب على احلال. 2الفاحتة أول ما نزل مث سورة القلم"أي اقرأ مفتتحا باسم ربك قل باسم اهلل، مث اقرأ. فإن قلت: كيف قال )خلق( فلم يذكر له مفعوال،

ر له مفعول وأن يراد أنه الذي حصل مث قال)خلق اإلنسان(؟ قلت: هو على وجهني: إما أن ال يقدمنه اخللق واستأثر به ال خالق سواه. إما أن يقدر ويراد خلق كل شيء، فيتناول كل خملوق ألنه

. وبعدها يستسل يف تبيني معىن النص: 3مطلق، فليس بعض املخلوقات أوىل بتقديره من بعض"اخللق؛ ألن التنزيل إليه وهو أشرف ما "وقوله: )خلق اإلنسان( ختصيص لإلنسان من بني ما يتناوله الرمحن، علم القرآن، خلق اإلنسان؟ على األرض. وجيوز أن يراد. الذي خلق اإلنسان، كما قال: ؟

فقيل )الذي خلق( مبهما مث فسره بقوله )خلق اإلنسان( تفخيما خللق اإلنسان. وداللة على عجيب إمنا خلق من علقة، كقوله )من نطفة مث من علقة(؟ نظرته فإن قلت: مل قال )من علق( على اجلمع، و

إن اإلنسان لفي خسر؟. )األكرم( الذي له الكمال يف قلت: ألن اإلنسان يف معىن اجلمع، كقوله:؟زيادة كرمه على كل كرم؛ ينعم على عباده النعم اليت ال حتصى، وحيلم عنهم فما يعاجلهم بالعقوبة مع

ملناهي وإطراحهم األوامر، ويقبل توبتهم ويتجاوز عنهم بعد اقتاف كفرهم وجحودهم لنعمه وركوهبم االعظائم، فما لكرمه غاية وال أمد، وكأنه ليس وراء التكرم بإفادة الفوائد العلمية تكرم، حيث قال:

.227، 222، صلسانيات النصينظر: ممد خطايب، - 1 .1/225، دار الكتاب العريب، بريوت، لبنان، جالكشافالزخمشري، - 2 .225املرجع السابق، ص - 3

58

الذي علم بالقلم، علم اإلنسان مامل يعلم؟ فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما مل األكرم؟من ظلمة اجلهل إىل نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة ملا فيه من املنافع العظيمة يعلموا، ونقلهم

اليت ال حييط هبا إال هو، وما دونت العلوم وال قيدت احلكم وال ضبطت أخبار األولني ومقاالتم، وال كن على دقيق كتب اهلل املنزلة إال بالكتابة؛ ولوال هي ملا استقامت أمور الدين والدنيا؛ ولو مل ي

حكمة اهلل ولطيف تدبريه ودليل إال أمر القلم واخلط لكفى به. ولبعضهم يف صفة القلم. ورواقــــــــــــــــــــــم رقــــــــــــــــــــــش كمثــــــــــــــــــــــل أراقــــــــــــــــــــــم

قطـــــــــــف اخلطـــــــــــا نيالـــــــــــة أقصـــــــــــى املــــــــــــدى

ســــــــــــــود القــــــــــــــوائم مــــــــــــــا جيــــــــــــــد مســــــــــــــريها

1إال إذا لعبـــــــــــــــت هبـــــــــــــــا بـــــــــــــــيض املـــــــــــــــدى مما فكره فيه ومبديا رأيه باعتماد ويماحظ أن الزخمشري يف حتليله يعول على اخلطاب ككل عا

أدوات التحليل املناسبة: من ذكر سبب النزول، وتبيني وجوه اإلعراب، وحتليل اخلطاب باعتماد العقل واملنطق...

وهذه املدونة اللغوية نالت اهتمام العلماء واألدباء والفقهاء والبلغاء منذ القدمي فتعددت لناظرين وصار لدينا:وجهات النظر فيها بتعدد وجهات ا

التفسري باملأثور. .أ التفسري بالرأي. .ب التفسري الصويف. .ج التفسري الفلسفي. .د التفسري الفقهي. .ه التفسري العلمي. .و التفسري االجتماعي. .ز التفسري األديب. .ح 2.التحليل اللساين للخطاب القرآين .ط

.222ه، ص نفس - 1؛ 2م، ص2111هـ/2121، 2، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، طعلم الداللة بين النظر والتطبيقأمحد نعيم الكراعني، ينظر: - 2

.2/77، جالبرهان في علوم القرآنوالزركشي،

59

المطلب الرابع: النحــــــــــــــوات ونظرات نصية لدى بعض النحاة، وأن نماحظ كثريا من املعطيات النصية ميكننا أن جند حملحصر جهود النحاة النصية، وااللتفات إىل أثر النحو العريب فيما من خمال يف النحو العريب. وهذا

فعلم النحـو يف مقاصـده حتليـل للنص يف مرحلة أوىل من مراحله الة، مسي بلسانيات النص العربيتستقل بنفسها؛ وهو يف هذه املرحلة نظر يف العماقات والروابط بني الكلمات، للوقوف على بنية

فسرون والنـقاد لضبط دالالت النص الكمام ونظمه، ويستعني به الف قهاء وع لماء الدراية وامل

ك النص وداخله الغ موض واالضطراب وفـقد ش روط ومقاصده، فإذا غابت العماقات والروابط تفك 1البناء اللغوي.

فحصر جهود النحاة النصية يكون بدراستها يف النماذج اليت متثلها خري متثيل، أي من خمال ويف هذا نقول إن أعمام .دراسة أعمام النحاة الذين عنوا بالنص واهتموا به، وبدراسة النحو التطبيقي

الذين عنوا بالنص عناية كبرية نظريا وتطبيقيا على رأسهم ابن جين وابن هشام. فابن جين مجع النحاةبني النظر والتطبيق خاصة يف كتبه اخلصائص واحملتسب وشروحه الشعرية املتعددة، وكان له يف ذلك

وال سيما مغين . وابن هشام اهتم يف كتبه ـ2أصول ومبادئ وآراء وتطبيقات كثرية ال تنكر، هلا أثرها .بالتطبيق واالستشهاد كثريا بالقرآن الكرمي. اللبيب وشرح شذور الذهب

للحديث عن حروف املعاين ـ وهي ذات فاعلية كبرية يف تخصصاليت باإلضافة إىل الكتب اليت تنصب على التنظري لنحو اجلملة املوجه للتطبيق وجتاوز يف كثري من ، الربط وبناء اجلمل وتتابعها

.املوضوعات حدود اجلملة الواحدةومن هذا يف شرح الشعر شرح ابن هشام لقصيدة "بانت سعاد" وهو من الشروح اليت تتميز باألصالة واليت اعتمد عليها مجلة وافرة من الشراح اآلخرين، ويأيت يف عداد الشروح اليت اهتمت يف

لو مع ذلك من وجوه أخرى من املقام األول بإعراب القصيدة ومسائلها النحوية، لكنه ال خياالهتمام، كاالهتمام بالفوائد اللغوية والبماغية واألدبية وغريها، وقد اشتمل على مسائل دقيقة خما من أكثرها مجيع مصنفاته، ووصفه البغدادي قائما: "إنه غاص على معاين األبيات، وفحص عن

ويب إسمام شبكة على اإلسمامية املكتبة، علم لغة الن ص مقاربة من زاوية والحديث، القرآن بالغة في نصية قراءة نحوعمر عبيد حسنة، - 1(http://library.islamweb.net). والفماسفة، واملثقفني واألدباء واللغويني اللسانيني ملتقى: ختاطب ، منتدياتالنص بنحو العربي النحو عالقةحامد، السمام عبد - 2(http://www.ta5atub.com.)

10

، ودرب الطالب املاجد على ختريج طرق عويصاتا، وحل تراكيبها املشكلة، وفتح مبانيها املقفلة .األعاريب يف التكيب الواحد

ومن النماذج العملية يف هذا الشرح أن ابن هشام شرح املعىن اإلمجايل لستة عشر بيتا وكان يف الوقت نفسه معنيا بربط معاين األبيات فيما بينها، ولذا قال يف شرح البيت الثامن والثماثني:

اهلل أوعدنــــــــــــــــــــي أنبئـــــــــــــــــــت أن رســـــــــــــــــــول

والعفــــــــــــــو عنــــــــــــــد رســــــــــــــول اهلل مــــــــــــــأمول ل واالستعطاف". وبعد هذا البيت مجيع ما تقدم توطئة هلذا البيت فإن غرضه من القصيدة التنص "

قول كعب: مهــــــما هـــــــداك الـــــــذي أعطــــــاك نافلـــــــة الـــــــــ

ــــــــــــــــــــقرآن فيهـــــــــــــــــا مواعيــــــــــــــــــظ وتفصـــــــــــــــــيل

تعطاف، واالستعطاف فيه من جهات: أحدها: ابن هشام أن هذا البيت وما بعدة تتمة لماسبني طلب الرفق واألناة، والثاين: الدعاء له يف قوله "هداك"، والثالث: التذكري بنعمة اهلل عليه، والرابع:

خذ العفو وأمر بالعرف ﴿من قوله تعاىل: 1اإلقرار بالتنزيل، واخلامس: التذكري مبا جاء يف التنزيل [211: اآلية ]األعراف ﴾الجاهلين وأعرض عن

وال يفوتين يف هذا اجملال أن أ شيد بالدراسة التأصيلية القيمة اليت قام هبا الدكتور ممد الشاوش تونس( يف هذا الباب، وتتجلى قيمة هذه الدراسة يف نقطتني: قيمة علمية، وقيمة -)جامعة منوبة

، وجاءت يف جملدين تضم أربعة أقسام تناول يف القسم حضارية، وهي يف األصل أطرووحة دكتوراهاألول منزلة النص يف اللسانيات احلديثة، ويف القسم الثاين تطرق إىل النحو العريب وانعكاس البىن العاملية واملعنوية على حتليل نص اخلطاب مربزا منزلة النص يف النظريات النحوية العربية، والعماقات

قائمة بني اجلمل، وتناول يف القسم الثالث النحو العريب واملسائل اخلطابية الكاشفة النحوية املعنوية العن بنية اخلطاب حيث تطرق فيه إىل أفعال القول )أغراض اخلطاب وعماقتها بسياق املقام يف النحو

ناظرا يف العريب( كما تطرق إىل األساليب اإلنشائية كالقسم والنداء والتأكيد واالستفهام )علم املعاين(املعاين واألعمال اللغوية املتحققة باجلملة ودورها يف ضبط عدد اجلمل داخل اخلطاب وبنيته، وتناول يف القسم الرابع النحو العريب والروابط اإلحالية واألبنية الداللية املؤسسة للعهد وتفسري اإلهبام

.211ص ،أصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية، تأسيس "نحو النص"ممد الشاوش، ، وينظر: املرجع السابق - 1

11

واإلضمار، أمساء اإلشارة وأغراض وحتقيقها للدور الرابطي خاصة التعريف والتنكري اإلضافة احلذف 1كل ذلك ودوره يف اخلطاب.

، املؤسسة العربية للتوزيع، أسيس "نحو النص"أصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية، تملزيد من التفصيل ينظر: ممد الشاوش، - 1

هـــ.2172-م7112، 2تونس، ط

12

:المبحث الثاني خالصــــةعلى عكس النحو، مثة علوم أخرى عربية ت صنف على أنا لسانيات النص يف التاث العريب، وهي

صول الفقه البماغة ـ وتتعامل مع النثر والشعر ـ والنقد األديب ـ وهو يركز على الشعر ـ وجمال التفسري وأومها موجهان إىل القرآن واحلديث النبوي. فهذه العلوم بطبيعة جماهلا واهتماماتا ومباحثها توجه إىل النص، ومع هذا سنجد أنا ـ وخاصة البماغة وجمال تفسري القرآن ـ أفادت من حنو اجلملة العريب كثريا

ذان اجملاالن )أي البماغة وتفسري ووسعته وبنت عليه، حىت إننا ميكن أن نستخلص جممل ما قدمه ه : القرآن( لنحو النص بعد اإلفادة من النحو يف هذين األمرين

أن البماغة العربية اهتمت باألدوات اليت يتماسك هبا اخلطاب، وقد توزع هذا االهتمام على -1مستويات املعجم والداللة والتداول. وقد كان املبحث املهيمن على املستويات كلها بل على البماغة العربية مجيعها هو مبحث الفصل والوصل، وهذا هنا يعين اإلرث النحوي الكبري يف هذا املبحث؛ ألنه قام على أسس حنوية كثرية وواضحة. ففكرة الفصل والوصل قامت على أساس

العطف واستحضار باب التوابع.زي والبقاعي والزركشي أن جمال تفسري القرآن وعلومه )كما تثبت مناذجه عند الزخمشري والرا -2

النحو واملعجم والداللة، وقد اعتىن يف :والسيوطي( اهتم بانسجام اخلطاب على ثماثة مستوياتالنحو بالعطف واإلحالة واإلشارة، ويف املعجم اعتىن بالتكرار وبناء السورة على حرف أو حروف،

حيث البيان والتفسري واإلمجال ويف الداللة اعتىن مبوضوع اخلطاب وتنظيمه وترتيبه وبالعماقات منوإن مل يكن حنو نص - والتفصيل والعموم واخلصوص. وبناء على ما سبق ندرك أن النحو العريب

علم نصي باملفهوم العام لتعلقه الوثيق بالقرآن الكرمي والشعر وأن له إسهاماته -باملفهوم احلديث الشأن يف باب "التماسك" أو السبكالواضحة يف هذا. ويدخل ما قدمه النحو العريب يف هذا

خماصة ما تقدمه مفاهيم املستوى النحوي يف لسانيات النص العربية أن وأرى ،أكثر من غريه لنحو النص من هذه الزاوية يتمثل يف ثماثة جوانب هي: العطف واإلحالة واإلشارة.

الفصل الثاني: يـــام النص ــسجـاالن

في عيني ة أبي ذؤيب يـــذلـاله

17

ثـاني: االنسجام النص ي في عيني ة أبي ذؤيب الهذليل الصالفيف هذا الفصل استجداء بعض الوسائل واآلليات احملققة التساق وانسجام البحث حاول سي

وتفسري يف النص النصوص يف كل من املنظورات الثماث والبحث عن األدوات واآلليات املتوفرةذؤيب اهلذيل( الستكناه بنيته لشعري العريب القدمي )عينية أيبنص ال هبا يف مقاربة الأدوارها والتوس كما هي مستويات الدراسة يف اللسانيات النصية. اوالحنوا وداللة وتد

مث اكتشاف مدى فعالية هذه املناهج احلديثة املعاصرة يف حتليل اخلطاب الشعري ملا يتسم به .على حد علمي ت الغربية منها والعربيةمن خصوصية جعلته ي ستثىن يف جل الدراسات والتطبيقا

المبحث األول: المستوى النحوي المطلب األول: اإلحالة

11 إلى 1من األبيات : البنية اإلحالية في المقطع األول - : البيت األول -

احملال إليه )مونولوج( انفصام األنا احمليل )األنا مع نفسها( الشاعر أنا أنت

: 4 - 2من احملال إليه التوجه إىل اآلخر القريب احمليل

وااللتجاء إليه املرأة الشاعر هي أنت : 1 - 4من

احملال إليه العودة إىل اآلخر املفقود )املاضي( احمليل واحلزن عليه أنا ي املتكلم هم الشاعر أوالده

:11 - 9من ق احمليل احملال إليه التوجه إىل اآلخر املطل

أنا أنت هو الشاعر اإلنسان البيت الثاني عشر: -

احمليل احملال إليه التوجه إىل اجملتمع القريب اعر الشامتنيالش هم أنا

18

البيت الثالث عشر: - احمليل احملال إليه العودة إىل الذات املطلقة

)احلكمة( اإلنسان النفس البشرية هي أنت :16 -14من ماولة جتاوز املصيبة الشخصية احملال إليه احمليل

أوالده -هم الشاعر اجلماعات امللتئمة أنا في المقطع الثاني: اإلحاليةالبنية -

11-22 : احملال إليه احمليل

جون السراة الدهر هو هو22- 32 :

احملال إليه احمليل جون السراة اجلدائد هن هو

32 - 31 :

احملال إليه احمليل األتن اجلدائد الصياد القناص هو هن

البنية اإلحالية في المقطع الثالث: - : 39البيت

احملال إليه احمليل الثور الدهر هو هو

44 - 49: احملال إليه احمليل

الثور الكماب هن هو 54 - 52 :

19

احملال إليه احمليل الثور الصياد هو هو نية اإلحالية في المقطع الرابع: الب -

: 53البيت احملال إليه احمليل

الفارس الدهر هو هن

54 - 51:

احملال إليه احمليل

احلميم الفرس، الفرس، قانئ، الفارس، الدرع، هو، ها، هي، هو، هي،ت، هو

59 - 64 : احملال إليه احمليل

فرس الفارس الثاين 7الفارس 2الفارس هو هو هو

61-61: احملال إليه احمليل

الدهر الفارسان، الفارسان، ألف االثنني، مها، يا املثىن، مها، هو

70

مخطط يمثل البنية اإلحالية في القصيدة:

العالم الطبيعي )الخارجي( 2 اخلروج والتحول العالم الذاتي )الداخلي( 1

محار الوحش واألتن األنا إىل املعادل املوضوعي

الصياد واألتن )املونولوج(

الثور مع الكماب األنا مع نفسها

الثور والصياد األنا مع األنثى

7والفارس 2الفارس األنا مع اآلخر )املطلق(

)العودة إىل اإلنسان( األنا مع اجملتمع )اجلمهور(

هبذا البناء املوضوعي، وهذه العناصر اإلشارية مع األدوار اليت تؤديها يف العامل الداخلي والعامل مية املتعلقة ااخلارجي للنص نستطيع أن نرسم ونشكل البنية اإلحالية للنص سواء النصية أو النصية املق

وضوعي )البنية العميقة( على البناء الشكلي بالنص من خمال عملية اسقاط بسيطة هلذا البناء املاإلحايل )البنية السطحية( مث نماحظ التطابق بينهما لنعتف على الدور الذي تلعبه اإلحالة يف

تشكيل صورة النصية، ورسم العماقات املختلفة يف العامل الداخلي للنص وكذلك العامل اخلارجي. نية اإلحالية يف النص نستشف النقاط التالية:وبعد استقراء للمخطط أعماه الذي ميثل الب

هناك صوت واحد هو صوت األنا الذي يربط مجيع أبيات القصيدة ففي العامل األول من النص )العامل الذايت( نماحظ كيف استمر دور األنا الواضح. وتدرج اخلطاب من املطلع النفسي إىل غاية

قة الذات وماولة الولوج يف العامل الطبيعي، التدبر يف ، مث تبعه اخلروج من ربقة األنا وبوت22البيت الكون واملخلوقات ماولة حنو التعميم ) تعميم املصاب، اخلروج إىل املعادل املوضوعي حنو القناع حنو الرمزية واالسقاط الرمزي الذي يهدف من خماله إىل عماج احلرقة واألسى من أجل العزاء والسلوى

ملعادل املوضوعي )احليوانات الربية(.من خمال التحول إىل اكل صور املوت املمكنة وغري لاستقصاء وسرب يف ماولةواالستبدال السري مببدأ االحتماالت

(17-11 ص البحث: )أنظراملمكنة، لكي ال يبقى يف نفسه شيء مل ميشي عليه الدهر أو رمبا قد جنا.

71

ق اإلحايل خيدم وينظم إىل حد كبري البنية املوضوعية تبادلية األدوار، تبادلية الضمائر: وهذا التطاب -للنص، ألن هناك نوع من الثنائيات املتاتبة للضمائر تسهم يف تشكيل البنية املوضوعية للنص ورسم

اإلطار املوضوعي العام للبنية الداخلية. المطلب الثاني: الوصل

( ال يعرب عنها يف املطلق، وإمنا جيري الزمانية ) التتابع والتزامن والتأخر والتقدمإن العماقات ذلك دائما يف إطار البنية.

وقد درس لوكاشيو بنية الزمن يف مستويني متكاملني متعاضدين مها: مستوى اجلملة ومستوى النص. والعناصر اللغوية املعربة عن الزمن هي حصيلة اللقاء بني ثماث نقط زمانية هي:

فسها._ نقطة زمن احلدث والواقعة ن2 _ نقطة زمن الكمام أو التلفظ.7نقطة الزمن املرجعي: وهي نقطة زمانية تضبط يف ضوء عماقتها بنقطة زمانية أخرى مثل نقطة -1 ( أو غريها.7( أو )2)

وهذه العناصر متنوعة، فهي األفعال تتصرف حسب االزمنة املختلفة، وهي احلروف الدالة يف الفعل املضارع، وهي األفعال املساعدة، أو الناقصة، على الزمن مثل السني وسوف الداخلتني

وكذلك حروف النفي اليت تغري زمن صيغة الفعل الذي تدخل عليه مثل " مل" و "لن" ..إخل، وهي 1أمساء الزمان تدقق زمن الفعل وتؤدي ما ال تفي به صيغته.

ية يف ربط مجلة ما أو جمموعة ومن هنا تتبني الوظيفة اليت تؤديها هذه الروابط الزمانية والنحو

من اجلمل بالنص الذي يشتمل عليها.ــــــــوردن ــــــــوق فـ الــــــــض رابء مقعــــــــد والعي

يـتتـلــــــــــــــع ال الـــــــــــــــنظم فـــــــــــــــوق ض ـــــــــــــــرباء

بـــــــــارد عـــــــــذب حجـــــــــرات يف فــــــــــشرعن

األكــــــر ع فيــــــه تغيــــــب البطــــــاح حصــــــب

عــــــــــن ث ـــــــــــم فـــــــــــشربن دونــــــــــه ســــــــــا ح مس

ي قـــــــرع قـــــــرع وريـــــــب احلجـــــــاب شـــــــرف م تـلبـــــــــــــب قــــــــــــــانص مــــــــــــــن ونــــــــــــــميمة

وأقط ــــــــع أجــــــــش جــــــــشء كـــــــــفه فـــــــــي

ـــــــــــــــنكرنه ـــــــــــــــنـفرن ف ــــــــــــــه وامـــــــــــــــتـرست ف ب

ــــــــــــــع وهـــــــــــــــاد هـــــــــــــــادية ســـــــــــــــطعاء ج رش

.21 -27، ص نسيج النصاألزهر الزناد، - 1

72

ـــــــــــرمى ـــــــــــأنفذ ف ــــــــــن ف عــــــــــائط جنــــــــــود م

م تصــــــــــــــمع وريـــــــــــــــش ه فـــــــــــــــخر ســـــــــــــــهما رائغــــــــــــــا هـــــــــــــــذا أقـــــــــــــــراب لـــــــــــــــه فـــــــــــــــبدا

ي رجـــــــــــع الكنانـــــــــــة يف فــــــــــــعيث عــــــــــــجما

مطحـــــــــــرا صـــــــــــاعديا فــــــــــــأحلق فــــــــــــرمى

األضـــــــل ع عليــــــه فاشـــــــتملت بالكشــــــح ــــــــــــــــــــــده ن ــــــــــــــــــــــتوفـه ن فـأب ــــــــــــــــــــــهارب ح ف

م ـــــــــــــــــــــتجعجع بـــــــــــــــــــــارك أو ذمـــــــــــــــــــــائه بـ

مت اختيار حروف العطف لرصد نبض احلركة يف هذا اجلزء من املقطع الذي ميتد من لقد والثماثني، ولقد مت يف هذه األبيات التسعة اللجوء إىل تاسعالثماثني حىت البيت الالواحد و البيت

اليت تدل على التعاقب الفاءدمت حروف العطف، أربع عشرة مرة، ولكن تنوعت احلروف فاستخ الواومرة واحدة يف اللحظة الفاصلة بني الطمأنينة والفزع، واستخدمت "ثم "إحدى عشرة مرة و

مرتني، ولنتأمل طريقة رصد العناصر الشعورية من خمال البنية اللغوية:، سرعة توسطت هنا جمموعتني من األفعال اليت عطفت بالفاء، وقد عكست أوالمها "ثم "إن

أن تقتضب " ثم"التلهف لإلفمات من شبح القناص املطارد، وكانت االستخاءة اليت يتطلبها معىن بني ناية الشراب وبداية السماع هلمهمة القناص وبعد أن تعود السرعة للظهور بعد مساع احلس

ر من خمالاملريب الذي استشعرته احلمر من وراء اهلضبة العالية قبل أن تتأكد من وجود اخلطهلمهمة، سوف تتاوح السرعة فما تصبح فقط يف أقدام احلمر اهلاربة، ولكنها تنتقل أيضا إىل أصابع

1القناص املاهر.

فهو يلمح فريمي فيمد يده إىل الكنانة فيخرج منهما فريمي من جديد فتصيب رميته وتتماحق تلط السهام بالضلوع فتختقها وتغطيها األنفاس وختتلط األشياء، فيتداخل هزيل القطيع من مسينه، وخت

2الدماء اللزجة احلارة وخيتلط املصاب باحملتضر باملتعثر عندما تتكوم احلمر.

طرد له، ومل ينحل اق ابن رشيق على هذه األبيات قائما:" فأنت ترى هذا النسق كيف ويعل 3له هذا التمكن"عقدة وال اختل بناؤه، ولو ال ثقافة الشاعر ومراعاته إياه ملا متكن

مث للنظر يف األبيات األربعة اليت سبقت هذا املقطع كيف اتسق نسقا ومتاسك بناؤها. ومــــــــــــــــــاؤ ه الـــــــــــــــــــسواء مـــــــــــــــــــن فـــــــــــــــــــافتـنـه ن

ــــــــــــــــــــــثر ــــــــــــــــــــــريق وعــــــــــــــــــــــانده ب ــــــــــــــــــــــهيع ط م

.25ة، ص ، دار غريب، القاهر متعة تذوق الشعر، دراسات في النص الشعري وقضاياهينظر: ممد درويش، - 1 .25نفســــه، ص - 2 .211/ 2، جالعمدةابن رشيق، - 3

71

ا ي ـــــــــــــــــــــــنابع بـــــــــــــــــــــــني بـــــــــــــــــــــــاجلزع فـــــــــــــــــــــــكأن

ـــــــــــــــــب العرجـــــــــــــــــاء ذي وأوالت ـــــــــــــــــع ن م جم وكــــــــــــــــــــــــــــــــــأنه ربـابــــــــــــــــــــــــــــــــــة وكـأنــــــــــــــــــــــــــــــــــه ن

ويصـــــــــدع القـــــــــداح علـــــــــى ي فـــــــــيض يســـــــــر

ا ــــــــــــــــــــو وكــــــــــــــــــــأمن م تـقلـــــــــــــــــــب مــــــــــــــــــــدوس ه

ــــــــــــــو أنـــــــــــــــه إال الـــــــــــــــكف فـــــــــــــــي أضــــــــــــــلع ه لقد استطاع الشاعر يف بنائه الشعري هلذه الرحلة املخاطرة أن يبث فيها أنفاس القطيع

املتماحقة، وحركة وقع أقدامه الرتيبة على صخور اهلذيان الوعرة خمال املشوار الطويل، ولتتأمل يف كلمة ترددت أربع مرات يف ثماث أبيات متتالية: " فكأنن... وكأنه... وكأنا... وكأمنا" وبعيدا عن

تية هلا املتكررة على هذا النحو الوظيفة التشبيهية والتصويرية اليت تؤديها هذه الكلمة فإن البنية الصو توحي باحلركة الرتيبة ألقدام القطيع، لكن هذه الكلمة يف جانبها االحيائي والتصويري تؤدي مهمة

أخرى فهي تقتب بنا من بؤرة املأساة.ف العطف هذا يف اتساقها حر "حتى"مث للنظر يف األبيات السبعة اليت قبلها كيف سامهت

بني األبيات الدالة على اخلصب والرواء واألبيات الدالة على اجلزر واجلفاف ألنا مجعتوترابطها، البحث عن مورد ماء. رحلة وانطماق حدثانـــــــــــــــه علـــــــــــــــى يــــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــــدهر

أربــــــــــــــع جدائـــــــــــــد لــــــــــــــه الــــــــــــــسراة جــــــــــــــون

كأنــــــــــــــه يــــــــــــــزال ال الشــــــــــــــوارب صـــــــــــــــخب

م ــــــــــــــــــــسبع ربــــــــــــــــــــيعة أبــــــــــــــــــــي آلل عــــــــــــــــــــبد مسحــــــــــــــج وطاوعتــــــــــــــه اجلمــــــــــــــيم أكـــــــــــــــل

ـــــــــــــــــــــثل ـــــــــــــــــــــلته الـــــــــــــــــــــقناة م األمــــــــــــــــــــر ع وأزع

ــــــــــــــــــــــقرار وابــــــــــــــــــــــل ســــــــــــــــــــــقاها قــــــــــــــــــــــيعان ب

ي ــــــــــــــــــــــــــــــقلع ال ب ــــــــــــــــــــــــــــــرهة فـأثــــــــــــــــــــــــــــــجم واه بروضـــــــــــــــــــة يـــــــــــــــــــعتلجن حــــــــــــــــــــينا فـــــــــــــــــــلبثن

ويشـــــــــــــمع العــــــــــــماج يف حينـــــــــــــا فـــــــــــــيجد

ر زونــــــــــــــــــه ميــــــــــــــــــاه جـــــــــــــــــــزرت إذا حـــــــــــــــــــىت

ــــــــــــــــــــأي تــــــــــــــــــــتـقطع مــــــــــــــــــــماوة حــــــــــــــــــــني وب أمـــــــــــــــره وشـــــــــــــــاقى هبـــــــــــــــا الــــــــــــــــو رود ذكــــــــــــــــر

ــــــــــــــــــــــؤم ــــــــــــــــــــــبل ش ــــــــــــــــــــــتتبع حــــــــــــــــــــــين ه وأق ي

هنا توسطت بني جمموعتني من األبيات تدل األوىل منها على اخلصب ووفرة املياه "حتى"إن

ر الدعة واألمان وتدل الثانية منها على حالة اجلزر واجلفاف ورحلة البحث عن مورد ماء آخر ومظاه إىل غاية وصول القطيع إىل املورد.

74

يف ربط هذه األبيات هو انتهاء الغاية الزمانية واملكانية للماء "حتى"إن املعىن الذي أفادته ومن مث بداية الرحلة ة اجلزر واجلفافواملرعى اخلصيب وانقطاعها عن القطيع ورصد بداية حلظ

ابتداء الغاية الزمانية واملكانية(.املخاطرة )عندما فصلت بني حلظة 51إىل 52عندما مجعت األبيات من "حتى" كذلك فعلت

االنتصار اخلاطف واالنيار األخري. اكسبتنا الطمأنينة للحظة.عندما هزم الثور موجة الفناء العاثية املمثلة يف الكماب الضالة واكسبته و

فإذا به تدامهه موجة أكرب من الفناء الغاشم هي سهام الصياد صاحب احليلة والدهاء، إنه اإلنسان الذي جيء هذه القوة الضخمة بعدما هزمت الكماب.

ه الروابط النحوية والزمانية يف اللوحة األخرية من القصيدة مث للنظر ماذا فعلت هذ .22إىل البيت 55من البيت حدثانـــــــــــــــه علـــــــــــــــى يــــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــــدهر

ــــــــــــــــستشعر م قنـــــــــــــــع احلديـــــــــــــــد حــــــــــــــــلق م

ـــــــــــه حـــــــــــىت الـــــــــــدرع عليـــــــــــه حــــــــــــميت وجه

أســـــــــــــفع الكريهـــــــــــــة يـــــــــــــوم حــــــــــــــرها مــــــــــــــن جري هــــــــــا يفصــــــــــم خوصــــــــــاء بــــــــــه وتـــــــــــعد

متــــــــــــزع رخــــــــــــو فهــــــــــــي الرحالــــــــــــة حـــــــــــــلق

حلمهـــــــــــا فشـــــــــــرج هلـــــــــــا الصـــــــــــبوح قصـــــــــــر

ــــــــــــــالين ــــــــــــــهي ب ـــــــــــــوخ ف اإلصـــــــــــــبع فيهـــــــــــــا تثــــــــــــــــــــــتـفلق ــــــــــــــــــــــساؤ ها م قــــــــــــــــــــــاين عــــــــــــــــــــــن أن

ي رضــــــــــــــــع ال غ ــــــــــــــــرب ه صـــــــــــــــــاو كـــــــــــــــــالق رط

ـــــــــــــــــأب ـــــــــــــــــد ر ت اســــــــــــــــت كرهت مــــــــــــــــا إذا تاب

ــــــــــــــــــــــــــــــتبضع فـإنــــــــــــــــــــــــــــــه الـحــــــــــــــــــــــــــــــميم إال يــــــــــــــــــــعنقه بــــــــــــــــــــينا ــــــــــــــــــــك ماة ت ـــــــــــــــــــه ال وروغ

ســــــــــــــلفع جــــــــــــــرىء لـــــــــــــــه أ تـــــــــــــــيح يـــــــــــــــوما

لقد حرص الشاعر طوال األبيات الستة اليت افتتحت هبا اللوحة على أن ال يظهر على مسرح تاده وفرسه وأن يقدم هذا النمو الواثق املتفاءل ملظاهر احلياة يف أناة وصعود احلدث إال الفارس وع

وتبلغ الثقة مداها مببايعة الفرسان اآلخرين له فالكماة سوف تعانقه يف مطلع البيت السابع من

ع صــــــــــــــبة وأقصــــــــــــــد ارتــــــــــــــدت إذا حـــــــــــــــىت

يـتضــــــــــــــــــــرع شـــــــــــــــــــــريد ها وقـــــــــــــــــــــام مـــــــــــــــــــــنها ــــــــــــــــــبدا ــــــــــــــــــه ف ــــــــــــــــــكماب رب ل ـــــــــــــــــه ال بكف

ـــــــــــــــــــزع ريــــــــــــــــــــش ه ن رهــــــــــــــــــــاف بــــــــــــــــــــيض م ق

لـــــــــــــــه فـهـــــــــــــــوى فــــــــــــــــرها لــــــــــــــــي نقذ فــــــــــــــــرمى

الـــــــــــــــــــــمنزع يه طـ ــــــــــــــــــــرت فـــــــــــــــــــــأنفذ ســـــــــــــــــــــهم تــــــــــــــارز فنيــــــــــــــق يـــــــــــــــكبو كـــــــــــــــما فـــــــــــــــكبا

ــــــــــــــــــــــو أنــــــــــــــــــــــه إال بــــــــــــــــــــــاخل بت أبــــــــــــــــــــــرع ه

75

اللوحة، ولكن عنصر املفاجأة سوف يظهر لكي يشيع التوتر يف اجلو اهلادئ واالضطراب يف النفس ويتحقق عنصر املفاجأة من الناحية اللغوية باستخدام الشاعر لألداة " بينا" أي " بينما" عندما الواثقة

تضم اللحظة الواحدة مشهدين متضادين، معانقة لكافة احملالفني وظهور الفارس املتحدي اجلريء 1املخالف فتلتقي حلظة احملالفة واملخالفة يف بؤرة زمنية واحدة.

قد وترت كل شيء يف املشهد فقد اختفت حلظة االستخاء "بينا"جأة وإذا كانت حلظة املفاالواو "بواسطة حريف 22إىل 27يف الوصف التفصيلي ألطراف الصراع. يف األبيات القادمة من

الدالني على السرعة والتعاقب كي تسرع األنفاس واخلطى إىل اللقاء احملتوم ولكي نشهد "والفاء 2البقاء والفناء. اللقطة األخرية من صراع

شـــــــــــــاش نــــــــــــــهش بــــــــــــــه يــــــــــــــعدو كأنـــــــــــــه امل

يظلــــــــــــــــــع ال رجـــــــــــــــــــع ه ســـــــــــــــــــليم صـــــــــــــــــــدع

ا وتـــــــــــــــــــــــــــواقـفت فـــــــــــــــــــــــــــتناديا خـــــــــــــــــــــــــــيمامه

ا ـــــــــــــــــــدع اللقـــــــــــــــــــاء بــــــــــــــــــــطل وكــــــــــــــــــــمامه خم ـــــــــــــــــــل الـــــــــــــــــــمجد م ـــــــــــــــــــتحاميني واثــــــــــــــــــق ك

ع أشـــــــــــــــــــــــن يـــــــــــــــــــــــوم والـــــــــــــــــــــــيوم بـــــــــــــــــــــــبمائه

ـــــــــــــــــــــــليهما ـــــــــــــــــــــــسرودتان وع ا م قضــــــــــــــــــــــامه

ت ـــــــــــــــــــــــــــبع الـــــــــــــــــــــــــــسوابغ صـــــــــــــــــــــــــــنع أو داود ـــــــــــــــــــــــما يـــــــــــــــــــــــزنية كـــــــــــــــــــــــفه فـــــــــــــــــــــــي وكـماه

نارة ســـــــــــــــــــنان فـــــــــــــــــــيها

أصــــــــــــــــــلع كـــــــــــــــــــامل

ا رونــــــــــــــــــــــــــــق ذا م ـــــــــــــــــــــــــــتـوشح وكـــــــــــــــــــــــــــمامه

يقطــــــــــــــــع الضــــــــــــــــريبة مـــــــــــــــــس إذا عـــــــــــــــــضبا ـــــــــــــــــــــــــتخالس ـــــــــــــــــــــــــنوافذ نـــــــــــــــــــــــــفسيهما اف ب

ــــــــــــــــــــع ب ط كــــــــــــــــــــنوافذ ـــــــــــــــــــع ال الــــــــــــــــــــيت ال ت رق

.21، ص متعة تذوق الشعرينظر: أمحد درويش، - 1 .21املرجع السابق، ص ينظر: - 2

71

المعجمي المستوىالمبحث الثاني: ويفهم منه أن األدوات الفنية، أو لنقل الشفرات اجلمالية اليت تستخدم يف النص األديب

على العناصر تشتك وتوحي خبواص معينة للوحدات واملواقف املمثلة شعريا، معتمدة يف ذلكالصوتية، مثل: االيقاعات، التوازنات والتكرار وعلى العناصر الداللية املتشاكلة، حيث تقوم بقوتا يف

عرب عنه، وذلك بفضل نوع من عارية كلية شاملة مع الواقع املاستاالستثارة جبعل النص يكتسب عماقة ية األخرى مثل: الرسم والنحت يقوين الذي جيعله قريبا من أنواع اخلطاب اجلمالالتماسك األ

واملوسيقى، ويبعده يف اآلن ذاته عن الوظيفة املنطقية للغة غري األدبية وهذا يكشف بدوره العماقة 1احلميمية بني شفرات النص وعوامله الكلية.

وبعد التعرف على األشكال املختلفة لماتساق املعجمي سنتبني اآلن الدور الذي تلعبه هذه ل التعالقات اليت تقيمها فيما بينها داخل النص أو املقطوعة الشعرية الواردة األشكال من خما

خماهلا.الداليل( يف تقسيمها إىل وحدات نصية، إذ عتمد املعيار املعنوي )أدة فسوف أما تقسيم القصي

أو معاجلة أحدها مستويات اللغة، املعجمي، النحوي، الداليل ال ميكن فصلها عن بعضها البعض ن إداخل هاته املقاطع يف بني الوحدات املعجمية مبعزل عن اآلخر، وأما ضبط أنواع العماقات الداللية

2عيار الداليل السياقي )سياق البنية وسياق املوقف( يف حتديدها ورصدها.املالنص فسوف أعتمد : 11 إلى 1: )المطلع النفسي( من األولالمقطع

تتوجع/ جيزع.. تكرار باملرادف ا/ ابتذلت.. تكرار باملرادفشاحب

ال يمائم/ أقض .. تكرار باملرادف مضجعا/ املضجع.. تكرار جزئي

أودى بين/ ودعوا.. تكرار باملرادف أودى بين/ أودى بين.. تكرار تام

. 775 – 771، ص 2117، اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، أغسطس بالغة الخطاب وعلم النصصماح فضل، - 1 (؛126-122البحث ص ملحق)تأكد من صحة العماقات الداللية السياقية بني الوحدات املعجمية يف النص، اليت رمبا يظهر عليها اللبس؛ ينظر: لل - 2

مطابع جامعة اإلمام ممد بن سعود اإلسمامية، اململكة، تح: ممد علي اهلامشي، جمهرة أشعار العرب في الجاهلية واإلسالمزيد القرشي، وأيب .212-2/221م، ج2121-هـ2111، 2العربية السعودية، ط

77

سبقوا هوي/ أعنقوا اهلواهم تضاء، الحق/ مستتبع.. تكرار باملرادف حتزموا/ غربت.. تضاد

أدافع/ ال تدفع.. تضاد تلف/ املصرع.. تكرار باملرادف.

البكاء/ البكا.. تكرار تام يوم / مرة.. تكرار باملرادف

البكاء/ البكا/ يبكي.. تكرار صويت جتلدي/ ال أتضعضع.. تكرار باملرادف

راغبة/ رغبتها.. تكرار جزئي مجيع الشمل/ ملتئم اهلوى.. تكرار باملرادف

مجيع الشمل/ تصدعوا.. تضاد وى/ تصدعوا.. تضادملتئم اهل

فجع/ مفجع.. تكرار جزئي عيش ناعم/ عيش ناصب

أعز/ متنع.. تكرار باملرادف 44 -19المقطع الثاني )قصة حمار الوحش واألتن(: من

ال يبقي/ ال يزال.. تضاد ال يبقي/ ال يبقي.. تكرار تام

طاوعته/ أزعلته.. تكرار باملرادف واه/ برهة.. تضاد . تكرار باملرادفأثجم/ ال يقلع.

أثجم/ ال يقلع/ فلبثن.. تكرار باملرادف يعتلجن/ العماج.. تكرار جزئي

يعتلجن/ يشمع.. تكرار باملرادف حينا/ حينا.. تكرار تام

روضة/ رزونة.. تكرار باملرادف

78

حني/ حينا.. تكرار صويت حني/ مماوة.. تكرار باملرادف

حني/ حينه.. تكرار صويت كأمنا.. تكرار باملرادف فكأنا/ وكأنن/ و

الربابة/ القداح.. تكرار باملرادف يفيض/ يصدع.. تكرار باملرادف

فوردن/ فشرعن/ فشربن.. تكرار صويت عذب/ بارد.. تكرار باملرادف

حسا/ قرع/ متيمة.. تكرار باملرادف قانص/ متلبب.. تكرار باملرادف

جشيء/ أجش.. تكرار صويت اجلشئ/ أقطع.. الكل واجلزء

فنكرنه/ فنفرن.. تكرار صويت وباملرادف هادية/ هاد.. تضاد وتكرار صويت

فرمى/ فأنفذ/ فعيث/ فرمى/ فأحلق/ فأبدهن/ حتوفهن. الدخول يف سلسلة مرتبة هارب/ بارك.. تضاد.

54 – 41المقطع الثالث )قصة الثور الوحشي( من

أفزته/ مروع.. تكرار باملرادف فزع.. تكرار باملرادفأفزته/ مروع/ شعف/ ي

أفزته/ يفزع.. تكرار جزئي يرى/ يرمي.. تكرار باملرادف

وافيان/ اجدع.. تضاد يذهبن/ حيتمي.. تكرار باملرادف

فبدا/ فرمى/ فكبا.. تكرار صويت. كبا/ يكبو.. تكرار جزئي.

79

المقطع الرابع )قصة الفارسان(: مستشعر/ مقنع.. تكرار باملرادف

لدرع.. االسم الشاملمستشعر/ مقنع/ ا محيت/ حرها.. تكرار باملرادف تعدو/ جريها.. تكرار باملرادف

حلق/ حلق.. تكرار تام تأب/ استكرهت.. االسم الشامل جريء/ سلفع.. تكرار باملرادف خيمامها/ خبمامها.. تكرار صويت

اليوم/ يوم.. تكرار تام قضامها/ صنع.. تكرار باملرادف

ابغ.. تكرار باملرادفمسرودتان/ السو وكمامها/ وكمامها/ وكمامها.. تكرار صويت وتكرار تام

غضبا/ يقطع.. تكرار باملرادف نوافذ/ نوافذ.. تكرار تام

نوافذ/ العبط.. تكرار باملرادف عاش/ عيشة.. تكرار جزئي

ماجد/ العماء.. االسم الشامل اجملد/ ماجد.. تكرار جزئي.

ه التكامل )التوافق( بني السمات املختلفة للوحدات املعجمية تعد النصوص نظاما من أوج املوجودة يف نص واحد أو بعبارة أخرى إن داللة النصوص تنشأ يف إطار هذا النموذج من اتفاق

.1ممامح/مسات/داللية معينة للوحدات املعجمية الواردة يف نص ماإطار نصوص كلية إىل تقليص يؤدي مثل هذا التحديد لداللة الوحدات املعجمية واجلمل يف

ذلك احمليط االختياري لداللة الوحدة اللغوية املعينة ومن مث إىل أحادية داللتها، وعلى هذا النحو

.11، ص7111، 2ء الشرق، القاهرة، ط، تر: سعيد حسن حبريي، مكتبة زهرامدخل إلى علم لغة النصڤولفجانج هاينه مان، ديت فيهڤجر، - 1

80

ويف حال النصوص الكبرية سلسلة تناظر/سلسلة بؤرةتشكل الوحدات املعجمية للنص املتابط تعد بدورها ذات كفاءة تفسريية ، اليتشبكة التناظر للنص الكاملتشكل عدة سماسل من التناظر

.1حامسة لتماسك النصحيث تقوم سماسل التناظر بوظيفة وسيلة لصهر النص ودجمه، إذ إن العناصر املتأخرة يف تلك السلسلة تستوعب ختصيص داللة الوحدات املوجودة قبلها يف النص وتستمر يف نقلها )مبدأ استمرار

.2صماحية األجزاء الداللية(التماسك انيدعم مافه نصييف التماسك ال اوأثرمه والتضام تج من هذا النص دور التكرارونستن

بالوظائف التالية: ماالنصي من خمال قيامهتكرار تتابع النص وترابطه، وبالرغم من االستمرارية: االستمرار يف تكرار كلمة معينة يسهم يف -

ني ال حتممان الداللة ذاتا.الوحدة املعجمية نفسها، إال أن الكلمتني املكررت شد النص: وسبكه من خمال هذا االستمرار واالطراد. - الكلمة املكررة تكتسب كثافة أعلي. كثافة الكلمات املكررة داخل النص، إذ إن -يف النص، فتلك هي ى لمات املكررة يوضح القضية الكرب إن بناء النص علي عناقيد من الك -

القضوي، وتسهم يف الربط بينها. ىتو املفاتيح اليت تربط احملحيمل طاقة وظيفية متميزة، تتمثل يف الدعم الداليل ملفردات مددة يف النص، وإبقاءه عليها يف -

بؤرة التعبري.إعادة اللفظ متنح منتج النص القدرة علي خلق صور لغوية جديدة، ألن أحد العنصرين قد يسهم -

وإعاده تأكيده، وخيدم اجلانب الداليل والتداويل فيه، األمر الذي يف فهم اآلخر؛ مما يدعم بناء النص يفرض تآزرا ما بني اجلانب املعجمي للنص، وسياقه اخلاص.

هل كما أنه يس ،تسهيل فهم الكمام: وفائدته هنا تتمثل يف أنه يظهر تعالق اجلمل بعضها ببعض - إليه.السامع أو القارئ فهم النص إذ يتم توصيل املعلومات على

سياقية خارجية وداخلية، والتعبري ىخر أبقرائن لفظية أو وذلك مبين علي مقاصد وغايات، قد تدعم يف حقيقته جمازي ومعروف عند اجلميع.

.11، ص نفسه - 1 .15نفسه، ص - 2

81

:األولىالمتتالية

82

المتتالية الثانية:

استحالة الدوام سيطرة أمساء وأفعال الزمان، ألن البؤرة املركزية هنا تكمن يف عدم البقاء أو على احلال، وهي جزء من البؤرة املركزية الكلية للنص "حتمية الفناء" ليعرب عن الغدر واالنتقال السريع

من حال النعيم والرخاء إىل احلتف املنتظر والذي سرعان ما سيباغت صاحبه وهو يف غفلة اله.

81

المتتالية الثالثة:

84

المتتالية الرابعة:

85

"جيزع من مب عتب ليس والـدهر تـتـوجع وريـبها الـمنون أمـن " زن واألسىالح (:1البؤرة )

"أربع جدائد له الـسراة جـون حدثانه على يـبقى ال والـدهر " غدر الدهر ونعيمه الزائل (:2البؤرة )

" حدثانه على يـبقى ال الـدهر و "حتمية الفناء البؤرة المركزية:

دوىـن دون جـادي الموت لكــلتفالـخوف والحـذر (:3البؤرة ) " م روع الـكماب أفـزته شـبب حدثانه على يـبقى ال والـدهر "

الحيلة وإعداد العدة لمواجهة الموت لكن دون جدوى (:4البؤرة ) " م قنع احلديد حـلق م ـستشعر حدثانه على يـبقى ال والـدهر "

مخطط يمثل شبكة التناظر للوحدات المعجمية في النص الكامل

81

:في النص الكامل)مبدأ استمرار صالحية األجزاء الداللية( العالقة بين الوحدات المعجمية -عربة، التخرم، املصرع، النصب، )الوجع، اجلزع، الشحوب، االبتذال، املضجع، الوداع، الغصة، ال

االغربار، املنية، الشوك، الدمع، القرع، التلف، املصرع، البكاء، السفاهة، الفجع، التجلد، الشماتة، التصدع، الشؤم، التقطع، احلتوف، اهلرب، الدماء، بارك، متجعجع، التعثر، الروع، الفزع، الشعف،

بو، احلر، الكريهة، الشنع، القطع، اخللسة....( االهتياج، النضخ، الصرع، الغبار، التضرع، الكحد ما، وحدة يف املعىن بني األجزاء اليت إىلإن كل ربط يستلزم وحدة "يقول جون كوهني: -

االتساق الذي يبدأ من استخدام )الكلمات وهلذا ينبغي االهتمام بفكرة إىلمما يؤدي ،تربط بينها"باعتبار أن هذه "على مستوى النص أو لى مستوى اجلملةاحلقول الداللية لتساعدنا على الربط ع

الفكرة تعطي مفردات اللغة شكما تركيبيا، هذا الشكل التكييب هو الذي يصنع يف النهاية نصا، مع افتقاد عماقات التجانس والتقارب فالتابط على مستوى األدوات لن يصنع التابط املنطقي

.1الداليل بني أجزاء النص الآخره إىل من أولهل يف املفردات اليت وضعت بني قوسني واليت تضمنها النص، تأمإن امل

معىن مشتك إىلحقل داليل واحد، وتصب يف واد واحد وتؤول إىلأنا تنتمي بيتدد يف احلكم متشابكا من أماوتؤكد على قضية واحدة فقد سامهت يف رسم الفضاء النصي العام مشكلة بذلك نظ

هدف النص وغرضه فكل هذه إىلاملتلقي يف الوصول تفيدكيفية إىلكافل أركانه للوصول املفردات تتهة املفردات حتوم حول معىن املوت وأسبابه ومشتاقاته وآثاره يف جو من الكآبة واحلزن والتشاؤم منو

اء وقهرية الدهر اليت متثل البنية الداللية اجملردة للخطاب.نحتمية الف إىلبذلك

.217، ص7112، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، الطبعة األوىل، حوينحو النص، اتجاه جديد في الدرس النأمحد عفيفي، - 1

87

الثالث: المستوى الداللي المبحث المطلب األول: البنية الكلي ة

ألجل فهم النص، من املهم جدا أن تكون كميات املعلومات الكربى اليت ميكن استخماصها من النص منظمة ومبنية وخمتصرة وهلذا السبب تلعب البىن الكربى دورا رئيسيا يف املعاجلة اإلدراكية

ال حىت مجلة مجلة عمليا، فبعد أسابيع كرر النص كلمة كلمة و يستطيع أن يللنصوص، فالقارئ ال قليلة من قراءة النص، لن يتذكر سوى أهم موضوعات هذا األخري، وبتعبري أخر أن بنية النص الكربى

1.هي اليت تقاوم النسيان بوجه خاصي تغيريات يف إن النص يلجا إىل البىن البماغية ألسباب استاتيجية فإذا كانت البىن األسلوبية ه

إطار النصية املمكنة فان مثة مقوالت جديدة يف البىن البماغية تلعب دورا خاصا ومتنح النص بنية إضافية وهذه التغيريات هي:

.احلذف .اإلضافة، التكرار .املبادلة .االستبدال

وحتدد إضافة إىل ذلك تنطوي بىن النص البماغية على مضامني إدراكية جتذب وتوجه انتباه القارئ 2.بالتايل الفهم املعريف للنص

:البنية الكلية في القصيدة

1المقطع: مجاعية. الصورة: - طبيعية عفوية. الحركة: - مطلق. الزمن: -

.21، ص السياق والنص الشعريعلي آيت أوشان، - 1 .27-22نفسه، ص - 2

88

الطاعون. ،واحد الموت: عامل - .حتمية قاهرة الموت: طبيعة - 2المقطع : .مجاعية الصورة: - عفوية طبيعية تلقائية. الحركة: - الليل. الزمن: - الصياد. ،واحد وت:عامل الم - حتمية قاهرة. طبيعة الموت: - 3المقطع : فردية، الثور. الصورة: - احلذر واخلوف، التأهب. الحركة: - الصبح. الزمن: - ثنائي، الكماب مث الصياد. عامل الموت: - حتمية قاهرة، جناة مث موت. طبيعة الموت: - 4المقطع : ثنائية. الصورة: - ف، قوة ذكية.الشجاعة واإلقدام وعدم اخلو الحركة: - مطلق ) نار(. الزمن: - ثنائي مشتك. عامل الموت: - اختيارية. طبيعة الموت: -

استقراء واستقصاء لصور املوت املمكنة يف نوعية القوة وعامل املوت وكيفية املوت وزمن املوت هناك الستكمال عناصر الصورة.

89

فقي، يماحظ التكامل أ نص بشكلالإن املتأمل يف الصور اجلزئية للمقاطع املتتالية يف .)حتمية الفناء( والتشاكل بني هاته املقاطع، لبناء الصورة الكلية للنصوالتواصل

هاته الرموز املستقاة من البيئة الكونية للشاعر واألنساق الثقافية للبيئة األدبية املشتكة يف عصره ال ) يف املواقع واألدوار(، يف تتضافر يف تشكيل فضاء الصورة داخل النص عن طريق التوازي واالستبد

العدد والكيفية، يف نوعية احلركة ونوعية القوة ويف زمن املوت. )بين المقاطع(: الجزئية، الصور بين‌العالقات المنعقدة في النص - الصياد -مطلق، وعامل املوت: الطاعون -شبه تطابق تام. ماعدا يف الزمن: مقيد :2م ق - 1م ق تضاد. :3م ق – 2م ق

مجاعية/ فردية عفوية/ حذرة

ليل/ صبح فردي/ ثنائي

موت مباشر/ جناة مث موت، موت غري مباشر تناظر :4م ق -3م ق

فردية/ ثنائية استعداد وتأهب )اقدام( اختيار، قوة ذكية حذرة/

صبح/ مطلق )نار( فردي/ ثنائي مشتك )تعادل( متبادل

تبادل جناة مث موت/ صراع مث موت مقات داللية بني أجزاء الصورة الكلية يف النص بني املقاطع حيث كل مقطع يتضمن عما هناك

.1و 1والتناظر بني 1و 7، التضاد بني 7و 2صورة جزئية مكتملة نسبيا، مثل التطابق بني املقطع الواحد، يعماقات داللية بني أجزاء الصورة اجلزئية الواحدة داخل املقطع النص أيضا ويوجد

رقة أو التضاد في الصورة الثانية في المقطع الثاني:المفامثل: عطش

90

صاعد هابط عطش وفرار من املوت أمن ودعه وسعادة حلضة اجلزر موت

: 3وكذا الصورة الجزئية الثالثة في م ق اع انيار صر

انتصار على الكماب موت الثور حلظة ظهور الصياد

والتناظر في الصورة الرابعة: صراع تباهي الفارس

موت الفارسان حلظة ظهور اخلصم قوة مظاهر ال كل صورة حتكمها عناصر القصة

، سقوط وناية .والتأزم املفاجأة حلظةتنامي األحداث، ذروة ، قمة، الخطابترتيب المطلب الثاني:

النص مركب يف متواه من نصوص فرعية فعامل اخلطاب فيه مركب باالستتباع، ولذلك سنأخذ مل الصغرية اليت تكون العامل الكبري واحدا واحدا للنظر يف أشكال ترتب الواحد منها يف ذاته هذه العوا

وترتبه مع غريه داخل ذلك العامل الكبري. : المطلع النفسي.األولالنص -

: الفقي إبراهيميقول فقد شخصا عزيزا عليه أو انفصل عن شريك حياتهأو لو حدث أن طرد شخص من عمله

بدورة نفسية تأخذه من حالة ألخرى.فهو مير تبدأ هذه الدورة النفسية بالنكران وهنا جند الشخص ال يصدق ما حدث بل وينكره داخليا

يف هذه احلالة فته ليس هلا توقيت فبعض الناس تستطيع اإلنسانويشعر بعدم االتزان، وقد يظل باملرحلة اإلنسانتقبل ما حدث مث مير التأقلم السريع والبعض اآلخر يظل فتات طويلة ال يريد أن ي

91

ألنه مل يضع الوقت المازم أو التالية من الدورة النفسية وهي اللوم فيبدأ يف لوم نفسه ملا حدثاملرحلة الثالثة وهي احلزن الشديد على ما ضاع منه فيقارن إىللماهتمام بالشخص اآلخر مث ينتقل

مرحلة التقبل وهنا يتقبل إىلقبل، وأخريا يصل الشخص بني حياته اآلن وحياته عندما كان من اإلنسانالشخص الواقع ويستمر يف حياته ويف كل حالة من حاالت الدورة النفسية، يستخدم فيها

طاقة سلبية منخفضة تؤثر على كل أعضائه الداخلية واخلارجية، وقد تستمر الدورة لفتات كبرية حىت .1الوضع والبداية اجلديدة التأقلم والتقبل مع إىل اإلنسانيصل نقوم بعملية إسقاط هلذه املتتالية النفسية يف العامل احلقيقي على عامل النص، ونرى مدى حتقق *

أن النص أعماه من صاحب على فعالية ترتب عامل اخلطاب وفق معرفتنا اخللفية بالعامل فضما اختصاص يف علم النفس والتنمية البشرية.

: النكران.وىلاألالدورة النفسية - .2-2: األوىلاملتتالية النصية -

استفهام انكاري ومونولوج ذايت وشعور باحلزن وفقدان التوازن النفسي الدورة النفسية الثانية: اللوم. - .21-2املتتالية النصية الثانية: -

ولقد حرصت بأن أدافع عنهم تقريع للنفس وشعور بالتقصري والعجز حيال املصاب

بدون دورة النفسية الثالثة: مقارنة بني املاضي واحلاضر مع وال - .22-25املتتالية النصية الثالثة: -

جتلد للشامتني، ضغط اجتماعي والنفس راغبة إذا رغبتها ....الرضا والقناعة بالقليل

الدورة النفسية الرابعة: التقبل. - آخر النص. إىل -22املتتالية النصية الرابعة: -

.15، ص 7112، شركات الدكتور ابراهيم الفقي العاملية للتنمية البشرية، قوة التفكيرابراهيم الفقي، - 1

92

تكثري، أسلوب من أساليب التخفيف النفسي كم/ ماولة للخروج حنو التعميم.

ضرب ثماثة رموز منوذجية للتأسي والسلوى والعزاء تنصهر النصوص الثالث الفرعية األخرى في الدورة النفسية الرابعة تحت بوتقة التقبل

والسلوى والعزاء النفسي.

(:األولىالنص الثاني )القصة -( وتشغل هذه اللوحة عشرين بيتا يف 11 -71لنص األول )املطلع النفسي( )وتأيت بعد ا

القصيدة وتندرج اللوحة يف منو فين دقيق يأخذ خطني بارزين اخلط الصاعد وفيه جتتمع كل مظاهر احلياة واملد، واخلط اهلابط املنحدر حنو الفناء.

نثاه اجلميلة ووفرة مياه القيعان ومتتد فكرة املد يعني عليها املرعى اخلصيب والتباهي أمام أ (71 – 71باحلياة ...)ومظاهر العض واللعب وما وراء ذلك من مظاهر التمتع

حدثانـــــــــــــــه علـــــــــــــــى يــــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــــدهر

أربــــــــــــــع جدائـــــــــــــد لــــــــــــــه الــــــــــــــسراة جــــــــــــــون كأنــــــــــــــه يــــــــــــــزال ال الشــــــــــــــوارب صـــــــــــــــخب

سبع م ــــــــــــــــــــ ربــــــــــــــــــــيعة أبــــــــــــــــــــي آلل عــــــــــــــــــــبد

مسحــــــــــــــج وطاوعتــــــــــــــه اجلمــــــــــــــيم أكـــــــــــــــل

ـــــــــــــــــــــثل ـــــــــــــــــــــلته الـــــــــــــــــــــقناة م األمــــــــــــــــــــر ع وأزعــــــــــــــــــــــقرار وابــــــــــــــــــــــل ســــــــــــــــــــــقاها قــــــــــــــــــــــيعان ب

ي ــــــــــــــــــــــــــــــقلع ال ب ــــــــــــــــــــــــــــــرهة فـأثــــــــــــــــــــــــــــــجم واه

بروضـــــــــــــــــــة يـــــــــــــــــــعتلجن حــــــــــــــــــــينا فـــــــــــــــــــلبثن

ويشـــــــــــــمع العــــــــــــماج يف حينـــــــــــــا فـــــــــــــيجد ذا كان هذا القسم من اللوحة ميثل اخلط التصاعدي تصل فيه موجة املد إىل مداها، فإن وإ

اخلط اهلابط سوف يبدأ برصد حلظة اجلزر يف مياه القيعان احمليطة باجلماعة اهلادئة واضطرار اجلماعة (.11 -75يدا حبثا عن املاء )من مث إىل املخاطرة باملهاجرة بع

ر زونــــــــــــــــــه يــــــــــــــــــاه م جـــــــــــــــــــزرت إذا حـــــــــــــــــــىت

ــــــــــــــــــــأي تــــــــــــــــــــتـقطع مــــــــــــــــــــماوة حــــــــــــــــــــني وب أمـــــــــــــــره وشـــــــــــــــاقى هبـــــــــــــــا الــــــــــــــــو رود ذكــــــــــــــــر

ــــــــــــــــــــــؤم ــــــــــــــــــــــبل ش ــــــــــــــــــــــتتبع حــــــــــــــــــــــين ه وأق ي

ومــــــــــــــــــاؤ ه الـــــــــــــــــــسواء مـــــــــــــــــــن فـــــــــــــــــــافتـنـه ن

ــــــــــــــــــــــثر ــــــــــــــــــــــريق وعــــــــــــــــــــــانده ب ــــــــــــــــــــــهيع ط ما ي ـــــــــــــــــــــــنابع بـــــــــــــــــــــــني بـــــــــــــــــــــــاجلزع فـــــــــــــــــــــــكأن

ـــــــــــــــــب العرجـــــــــــــــــاء ذي وأوالت ـــــــــــــــــع ن م جم

وكــــــــــــــــــــــــــــــــــأنه ربـابــــــــــــــــــــــــــــــــــة وكـأنــــــــــــــــــــــــــــــــــه ن

ويصـــــــــدع القـــــــــداح علـــــــــى ي فـــــــــيض يســـــــــر

91

ا ــــــــــــــــــــو وكــــــــــــــــــــأمن م تـقلـــــــــــــــــــب مــــــــــــــــــــدوس ه

ــــــــــــــو أنـــــــــــــــه إال الـــــــــــــــكف فـــــــــــــــي أضــــــــــــــلع ه بعد سرعة التلهف للهروب من شبح الظمأ القاتل، لكنه يصل القطيع الضامئ إىل مورد املاء

سرعان ما يستمع حسا مريبا من وراء اهلضاب بعد أن المست شفافه مياه املورد الباردة وشرب منها، إنه ريب الصياد عندها تعود احلمر للسرعة لإلفمات من شبح الصياد املطارد لكنها، هذه املرة على

1من املوت. عكس األوىل ختفق يف الفرار

(11-12األبيات من )ــــــــوردن ــــــــوق فـ الــــــــض رابء مقعــــــــد والعي

يـتتـلــــــــــــــع ال الـــــــــــــــنظم فـــــــــــــــوق ض ـــــــــــــــرباء

بـــــــــارد عـــــــــذب حجـــــــــرات يف فــــــــــشرعن

األكــــــر ع فيــــــه تغيــــــب البطــــــاح حصــــــب

عــــــــــن ث ـــــــــــم فـــــــــــشربن دونــــــــــه حســــــــــا مس

ي قـــــــرع قـــــــرع وريـــــــب احلجـــــــاب شـــــــرف م تـلبـــــــــــــب قــــــــــــــانص مــــــــــــــن ونــــــــــــــميمة

وأقط ــــــــع أجــــــــش جــــــــشء كـــــــــفه فـــــــــي

ـــــــــــــــنكرنه ـــــــــــــــنـفرن ف ــــــــــــــه وامـــــــــــــــتـرست ف ب

ــــــــــــــع وهـــــــــــــــاد هـــــــــــــــادية ســـــــــــــــطعاء ج رش ـــــــــــرمى ـــــــــــأنفذ ف ــــــــــن ف عــــــــــائط جنــــــــــود م

تصــــــــــــــمع م وريـــــــــــــــش ه فـــــــــــــــخر ســـــــــــــــهما

رائغــــــــــــــا هـــــــــــــــذا أقـــــــــــــــراب لـــــــــــــــه فـــــــــــــــبدا

ي رجـــــــــــع الكنانـــــــــــة يف فــــــــــــعيث عــــــــــــجما مطحـــــــــــرا صـــــــــــاعديا فــــــــــــأحلق فــــــــــــرمى

األضـــــــل ع عليــــــه فاشـــــــتملت بالكشــــــح

ــــــــــــــــــــــده ن ــــــــــــــــــــــتوفـه ن فـأب ــــــــــــــــــــــهارب ح ف

عجع م ـــــــــــــــــــــتج بـــــــــــــــــــــارك أو بـذمـــــــــــــــــــــائه الثانية(: القصة) الثالثالنص - حول مطاردة الكماب ( وتدور 51-12وتشغل هذه اللوحة يف القصيدة اثين عشر بيتا )

والصياد لثور قوي يلقى يف ناية املطاف مصرعه. حدثانـــــــــــــه علـــــــــــــى يــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــدهر

م ــــــــــــــــــــــــــــــــروع الــــــــــــكماب أفـــــــــــــزته شــــــــــــبب

ف ــــــــؤاده الضــــــــاريات الكــــــــماب شــــــــعف

ــــــــــبح يــــــــــرى فـــــــــــإذا صــــــــــدق الص يفــــــــــزع امل

شــــــــــــــــفه مـــــــــــــــــا إذا بـــــــــــــــــاألرطى ويـــــــــــــــــعوذ

ـــــــــــطر ـــــــــــل وراحـــــــــــته قــــــــــــــــ ـــــــــــزع بـليـــــــــــــــــــــ زعــــ وطرف ـــــــــــــــــه الــــــــــــــــــغ يوب بــــــــــــــــــعينيه يــــــــــــــــــرمي

ـــــــــغض ـــــــــع مــــــــا طرف ــــــــه ي ـــــــــصدق م يسمـــــــــــ

.22 – 27ص ،لشعرمتعة تذوق اينظر: أمحد درويش، -1

94

لـــــــــــــــه فــــــــــــــــبدا مــــــــــــــــتنه يـ ـــــــــــــــشرق فــــــــــــــــغدا

ـــــــــــــــــــريبا ســـــــــــــــــــوابقها أولـــــــــــــــــــى تــــــــــــــــــوزع قــــــــــــزع مـــــــــــــن فـــــــــــــاهتاج ف روجــــــــــــه وســــــــــــد فـ

ــــــــــــــــــيان ضــــــــــــــــــوار غ ــــــــــــــــــرب وأجـــــــــــــــــدع واف

ويــــــــــــــــــــــــحتمي ويــــــــــــــــــــــــذ بـه ن يـنــــــــــــــــــــــــهشنه

م ولــــــــــــــع بــــــــــــــالط رتني لـــــــــــــــشوىا عـــــــــــــــبل

ا بـــــــــــــــــــم ذلقني لـــــــــــــــــــها فـــــــــــــــــــنحا كـــــــــــــــــــأمن

ــــــــــهما ـــــــــن ب جـــــــــدح النضـــــــــح م ـــــــــدع امل أي

ي ــــــــــــــــــــقتا لــــــــــــــــــــما ســــــــــــــــــــفودين فــــــــــــــــــــكأن

ي نــــــــــــزع شــــــــــــرب بشــــــــــــواء لـــــــــــــه عـــــــــــــجما ـــــــــــــــصرعنه ـــــــــــــــحت ف وجنب ــــــــــــــه الغ بــــــــــــــار ت

مصـــــــــــــرع جنـــــــــــــب ولــــــــــــــك ل ب م ــــــــــــــتتـر

ع صــــــــــــبة وأقصـــــــــــد ارتــــــــــــدت إذا حــــــــــــىت

ــــــــــــــــــنها يـتضـــــــــــــــــرع شــــــــــــــــــريد ها وقــــــــــــــــــام مـــــــــــــــه الــــــــــــــــكماب رب لــــــــــــــــه فــــــــــــــــبدا بكف

م قـــــــــــــــــزع ريــــــــــــــــــش ه ن رهــــــــــــــــــاف بـــــــــــــــــيض

لـــــــــــــه فـهـــــــــــــوى فــــــــــــــرها لــــــــــــــي نقذ فــــــــــــــرمى

الـــــــــــــــــــمنزع ط ـــــــــــــــــــرتيه فـــــــــــــــــــأنفذ ســـــــــــــــــــهم تـــــــــــــارز فنيـــــــــــــق يـــــــــــــكبو كــــــــــــــما فـــــــــــــكبا

ـــــــــــــــــــاخل بت ـــــــــــــــــــو أنـــــــــــــــــــه إال ب أبـــــــــــــــــــرع ه

وال تدخل اللوحة يف قلب األحداث قبل أن متهد هلا بإرهاصات كونية تتصل مبقدمات الفناء شامل فها هي العاصفة املمطرة الشديدة وكأنا تضع االضطراب الداخلي يف إطار اضطراب خارجي

جتتاح املكان ويكاد جسد الثور القوي يطري أمام الرياح فما جيد إال شجر األرطى حيتمي به حىت تدأ العاصفة وخيرج منها وهو ينتفض من غزارة املياه اليت غمرته فيلجأ يف الصباح إىل الشمس اليت

ىت جيف، ولكنه ما إن يفعل حىت يرى طمائع سطعت بعد العاصفة لكي يعرض ظهره ألشعتها حكماب الصيد تعدو حنوه فيدرك أنه مقبل على عاصفة أشد هوال وخطرا، ويستعني الثور بكل قواه لكي يفلت من اخلطر الداهم، فيستعني بسرعته الكبرية لكن سماح السرعة فشل يف النجاة به

ة احملددة وتلجأ الكماب إىل أسنانا فتنهشه فالكماب ليست أقل منه سرعة، فيلجأ إىل القرون املدببفيبعدها عنه بقوة بواسطة قرونه، فيزهو الثور بانتصاره األول وترتد الكماب عنه، مات منها من مات وبقي منها واحد ماصر أمام قرين الثور ينظر إليه يف ضراعة وذل وبينما هو كذلك ظهر له سيد

باجلسد اهلائل يكبو على األرض مضرجا بدماه.الكماب فأصابه حيث أخفقت الكماب فإذا وعلى هذا تكون اللوحة الثانية وصلت إىل ما وصلت إليه األوىل وأكدت أن الفناء حقيقة

1كونية شاملة.

.22 – 22ينظر: املرجع السابق، ص - 1

95

(21-55)(:القصة الثالثة) الرابعالنص -الكون الشاعر وقد جال جولة يف إن اللوحة الثالثة واألخرية تعود إىل اإلنسان مرة أخرى وكأن

ورأى كيف تنهزم عناصره اليت تبدو أقوى من اإلنسان أمام املوت، قد اختار ان يتأسى من جديد فيعود من حيث بدأ لريى كيف يصرع اإلنسان اإلنسان ويكون أداة لفنائه يف ذروة اكتمال معىن القوة

واحلياة لديه. (21 -55األبيات من )

حدثانـــــــــــــــه علـــــــــــــــى يــــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــــدهر

ــــــــــــــــستشعر م قنـــــــــــــــع احلديـــــــــــــــد حــــــــــــــــلق م ـــــــــــه حـــــــــــىت الـــــــــــدرع عليـــــــــــه حــــــــــــميت وجه

أســـــــــــــفع الكريهـــــــــــــة يـــــــــــــوم حــــــــــــــرها مــــــــــــــن

جري هــــــــــا يفصــــــــــم خوصــــــــــاء بــــــــــه تـــــــــــعدو

متــــــــــــزع رخــــــــــــو فهــــــــــــي الرحالــــــــــــة حـــــــــــــلق حلمهـــــــــــا فشـــــــــــرج هلـــــــــــا الصـــــــــــبوح قصـــــــــــر

ـــــــــــــ ــــــــــــــهي ـالين ب ـــــــــــــوخ ف اإلصـــــــــــــبع فيهـــــــــــــا تث

ــــــــــــــــــــــتـفلق ــــــــــــــــــــــساؤ ها م قــــــــــــــــــــــاين عــــــــــــــــــــــن أن

ي رضــــــــــــــــع ال غ ــــــــــــــــرب ه صـــــــــــــــــاو كـــــــــــــــــالق رط ـــــــــــــــــأب ـــــــــــــــــد رتا ت اســــــــــــــــت كرهت مــــــــــــــــا إذا ب

ــــــــــــــــــــــــــــــتبضع فـإنــــــــــــــــــــــــــــــه الـحــــــــــــــــــــــــــــــميم إال ي

الطريقة املتأنية جيعل كل األشياء إن التدرج يف وصف الفارس والعدة والعتاد والفرس هبذه 1تصب يف جمرى احلياة واكتماهلا وتبعد بالذهن عن الفناء واشباهه.

لكن عنصر املفاجأة سوف يظهر ليشيع التوتر داخل اجلو اهلادئ، وتتجسد هذه اللحظة عند قول الشاعر:

ــــــــــــــــــــعنقه بــــــــــــــــــــينا ــــــــــــــــــــك ماة ت ـــــــــــــــــــه ال وروغ

ســــــــــــــلفع رىء جــــــــــــــ لـــــــــــــــه أ تـــــــــــــــيح يـــــــــــــــوما

فتلتقي حلظة احملالفة واملخالفة يف بؤرة زمنية واحدة.مث يبدأ الصدام ويتنازل الفارسان، وكمامها يدافع عن ذروة اجملد وزهوة احلياة اليت متليها، فلمن تكون الغلبة، ان قوى الصراع هذه املرة تتعاد وال ميلك طرف منها من الذكاء واحليلة ما كان ميلكه

ان حني يواجه قوة غامشة غري ذكية فيحتال عليها ليصرعها، هكذا صنع الصياد مع قطيع محر اإلنسالوحش يف اللوحة الثانية متفردا. وهكذا تدخل الصياد يف اللوحة الثالثة عندما انتصرت احدى القوتني

قويان على األخرى بانتصار الثور على قطيع الكماب لكن رمز الصراع هذه املرة انسانان فارسان

.21 – 22، ص متعة تذوق الشعرينظر: أمحد درويش، - 1

91

ذكيان متعادالن، ومادامت القوى قد تعادلت فهناك احتماالن، أن يسلما معا فيكفا عن الصراع وخيتارا طريق البقاء أو ان يغلب قانون الدهر فيظما يف الصراع حىت متيل كفة الفناء ويقتما نفسيهما.

سل كل ه فقد أر نوفعما فهذا ما حدث فقد حتقق قانون الدهر الذي ال يبقى على حدثا 1منهما اآلخر إىل عامل الفناء.

العالقات الدالليةالمطلب الثالث: يقوم التابط الفكري على التابط املفهومي الذي حتققه البنية العميقة للخطاب، وتظهر هنا عناصر منطقية كالسببية، والعموم واخلصوص، واإلمجال والتفصيل، وهي اليت تعمل على تنظيم

2اخل بنية اخلطاب، وجتمع بني أطرافه وتربط بني متوالياته.األحداث واألعمال د أما عن العماقات الداللية املنعقدة داخل النص فيمكن تلخيصها كما يلي:

:عالقة الخصوص والعموم -أوال الخصوص: - أ

( طغى فيه ضمري املتكلم بصفة بارزة 22-2خطاب شخصي خاص يف املطلع النفسي )فقد أبنائه وآثار ذلك على نفسه وجسمه وحياته وعماقاته حتدث فيه املشاعر عن مصابه ب

االجتماعية. العموم: - ب

لكن القصيدة سرعان ما ختطو خطوة فنية واسعة، عندما تنقل جمال الرؤية من الفعل اإلنساين إىل الفعل الكوين العام وترصد يف إطاره فكرة الوجود والعدم، ومن خمال هذا املنظور الفين

ث لوحات فنية إىل لوحتها األوىل تتصل األوىل منها مبصرع محار الوحش، تضيف القصيدة ثماوترسم الثانية مصرع الثور، مث تعود الثالثة واألخرية إىل مصرع اإلنسان عندما يتحدى املوت فارسا ماربا، وكأن هذه اللوحة األخرية تشكل عند الشاعر صدى لوحته األوىل اليت صورت

(.21-21ت مكرها مرغما أمام رياح الطاعون )أبنائه(، )اإلنسان وقد القى املو :اإلجمال والتفصيل -ثانيا

.22 – 21، ص متعة تذوق الشعرينظر: أمحد درويش، - 1، 2اجلزائر، العدد -د خيضر، بسكرةدب اجلزائري، جامعة ممجملة املخرب، أحباث يف اللغة واأل، االنسجام النصي وأدواتهالطيب العزايل قواوه، - 2

.22م، ص 7127

97

هذه العماقة يف النص عند ثماثة مواضع:تظهر . )املطلع النفسي(22من البيت الثاين إىل البيت :األولالموضع -

ىل (، الذي ميثل عماقة اإلمجال إ1-7ابتداء بسؤال أميمة عن حال الشاعر يف البيتني )جواب الشاعر هلا عن سبب شحوبه وأرقه ابتداء من البيت الرابع إىل غاية البيت الثامن عشر

(، مفتتحا جوابه باألداة التفصيلية )أما( معددا أسباب شحوبه وحزنه وال خيفى ما ألثر1-22)هذه العماقة ودورها يف التابط والتواشج الداليل بني أبيات النص، حيث انضوى حتت هذه

بيتا كامما حتت عماقة )السبب والنتيجة(، لكن النص ابتدى بالنتيجة مث 22العماقة الداللية انتهى إىل السبب ممثما يف جوابه ألميمة بينما ميثل سؤاهلا النتيجة اليت آل إليها حاله.

عندما يفتتح الشاعر لوحاته الفنية الثماث حيث يقول: الموضع الثاني: - حدثانــــــــه علــــــــى يـــــــــبقى ال والـــــــــدهر -19

ممنــــــــــع أعــــــــــز شــــــــــاهقة س رأ فــــــــــي

حيث تظهر عماقة االمجال واضحة مث يليها التفصيل يف اللوحات الثماث القادمة حيث أن هذا األعز املمنع هو: محار الوحش املتصرف يف املراعي والقفار وثور الوحش يف قمم اجلبال

(.22-21لى ظهر الفرس القوي.)والفارس املدرع املسلح ع حدثانـــــــــه علـــــــــى يــــــــــبقى ال والــــــــــدهر -20

أربـــــــع جدائـــــــد لـــــــه الــــــــسراة جــــــــون ـــــــــه علـــــــــى يــــــــــبقى ال والــــــــــدهر -41 حدثان

ــــــزته شــــــبب ــــــروع الــــــكالب أف مـــــــــــــــــــ

ـــــــــه حدث علـــــــــى يــــــــــبقى ال والــــــــــدهر -55 ان

مقنـــــــع الحديـــــــد حــــــــلق مـــــــستشعر

عند بداية كل لوحة من اللوحات الفنية الثماثة، حيث يلجأ الشاعر إىل الموضع الثالث: -اإلمجال يف البيت األول من كل مقطع مث يبدأ بتفصيل هذا اإلمجال يف األبيات الماحقة للمقطع

الواحد: (.44-24: )1م ق

(.54-41: )2م ق

(.14-55: )3م ق

98

إجمال

إجمال إجمال إجمال

خـصــــــوص

المطلع النفسي: المصاب الشخصي

ع ــــن ــ مم ز ــــأعـ ة ـــــــــق ـشـاه رأس ـيـــــف ه ـــــــحدثان على ىـــيـبق ال ر ــــدهــوالـ

مقنع الحديد حـلق ر مـستشع أربع جدائد له الـسراة جـون مروع الـكالب أفـزته شـبب

التدرج في عرض القصة )االستطراد(

التدرج في عرض القصة )االستطراد(

ي عرض القصة التدرج ف )االستطراد(

صيتف

لـــــــــ

صيتف

لـــــــــ

ـــومــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــع

صيتف

لـــــــــ

صيتف

لـــــــــ

صيتف

لـــــــــ

الكامل مخطــط يمثــل العــالقـــــات الدالليـــــــة فــــي النــــص

99

المطلب الرابع: التغريضوبني عنوان جزائه أمفهومي التغريض والبناء يتعلقان باالرتباط الوثيق بني ما يدور يف اخلطاب و ن إ

1اخلطاب أو نقطة بدايته، ففي اخلطاب مركز جذب يؤسسه منطلقه وحيوم حوله بقية أجزائه.

ن وظيفة املطابقة هي من أهم الوظائف اليت أنه من اجلانب العملي جند بأينيت" جيرى "ض ميكن أن تتجاوز بقية الوظائف ألنا تريد أن تطابق بني عناوينها ونصوصها، غري أننا جند بع

ا.اتالعناوين املراوغة اليت ال تطابق نصوصها متاما وحتتاج إىل تأويل قصد فهم تلميح 2ايكو كمفتاح تأويلي للنص امرباتو هاإىل الوظيفة التلخيصية اليت عد باإلضافة

العنوان أو املطلع إذن مفتاح اخلريطة يف جغرافيا النص والبوصلة اليت سنهتدي هبا يف صحرائه قفنا اجتاهه.اتأويماتنا للنص ومو تحكم العنوان يف فهمنا و ذا إذا يهك

:األولالبيت -ـــــــــــــن ــــــــــــع وريـــــــــــــبها الـــــــــــــمنون أم تـتـوج

ــــــــدهر ـــــــيس وال ـــــــب ل ـــــــن بمعت يجـــــــزع م

لقد بدأت القصيدة مبا ميكن أن يشبه دقة املسرح، عندما خلصت القضية يف مصراعني ميثمان تساؤل ومؤشرات الرد.القرار واجلواب، ال

يشفعه صوت آخر احلواري مبناخ الديالوجوهذا الصوت األول الذي ال يعلم مصدره، لكنه يوهم معلوم املصدر هذه املرة، لكي يضيف إىل السؤال املطلق سؤاال نسبيا يتكون من طرفيهما معا، دائرة

الصراع، الدهر واإلنسان. با شــــــاح لجســــــمك مــــــا أميمــــــة قـــــــالت

ـــــــــنذ ــــــــل ابـــــــــتذلت م ــــــــك ومث ــــــــع مال ينف

مضـــــــجعا يالئـــــــم ال لجنبـــــــك مــــــــا أم

المضــــــــــجع ذاك عـــــــــــليك أقـــــــــــض إال إن ثنائية السائل، وثماثية السؤال حول التوجع والشحوب واألرق لن يتناول الشاعر منها إال

ألداة النحوية التفصيلية " أما" واليت توهم بأنه سيعود على طرف خيط واحد، جيعل مدخله إليه هذه اوكأنه منذ البدء يعطي االحياء باختمال التوازن من ، 3التساؤالت الباقية، ولكنه لن يعود إليها أبدا

خمال تعدد السائل واالسئلة ووحدة اجمليب، وكأنه يومئ أيضا إىل أن أسئلة الكون احلري من أن جنيب

.51، مدخل إىل انسجام اخلطاب، ص يات النصنلساممد خطايب، - 1 .22، ص عتبات، جيرارحينيت من النص الى المناصينظر: عبد احلق بلعابد، - 2 .51، ص متعة تذوق الشعرأمحد درويش، - 3

100

وكأنه كذلك يضع خامتة سريعة هلذا الديالوج احلواري الذي بدأ به القصيدة لينتقل إىل عنها مجيعها، مونولوج طويل بعد أن أسس له بدرجات ازدواج املسائل وتعدد األسئلة.

إن املونولوج الذي ميثل عصب القصيدة وصلبها يتشكل من أربع لوحات كربى قد تبدو 1مجيعها يف جمرى التساؤل الذي اثاره احلوار املفتتح. للوهلة األوىل غري متمامحة، ولكنها تصب

لقد جتاوزت القصيدة منذ اللحظة األوىل نقطة التجمد عند حلظة احلزن األبوية لكي جتعل إىل موقف الصراع الكلي بني الوجود منها دافعا حنو حلظة التساؤل الوجودية، وطورت املوقف من مث

من طياته وخيضع جململ قوانينه. والعدم الذي يقع اإلنسان يف طيةإن القراءة جتعل املكتوب بدايات ال تنتهي، إنا ت دور املكتوب على نفسه، فهو ال يزال هبا يدور، حىت لكأن كل بداية فيه تنقل البداية، ولذا كانت نصوص القراءة هي نصوص البدايات

وال متامها قراءة، ولعل هذا هو السر يف أنا املفتوحة، إنا تكتب وتقرأ. ولكنها لن تبلغ كماهلا كتابة 2كانت نصوص لذة.

.51، ص نفسه - 1 .271م، ص 2117، 2سورية، ط -تر: منذر عياشي، مركز اإلمناء احلضاري، حلب ،لذة النصروالن بارت، - 2

101

المبحث الرابع: المستوى الت داولي المطلب األول: السياق وخصائصه

، وهو شاعر خمضرم أدرك اجلاهلية واإلسمام عده ابن سمام يف 1ب اهلذيلؤيأبو ذ المرسل: .أ جعدة والشماخ ولبيدا، وقال يف ترمجته: الطبقة الثالثة من فحول اجلاهلية وقرن به نابغة بين "وكان أبو ذؤيب شاعرا فحما ال غميزة فيه وال وهن".

وفد على النيب صلى اهلل عليه وسلم وهو يف مرض موته، فأدركه وهو مسجى وصلى عليه وشهد دفنه.

البعيد املطلق ( –اإلنسان اآلخر: )بني الواقع والرمزية(، * -)األنثى أميمة* المتلقي: .ب اجلمهور، اجملتمع القريب. الحضور: .ج موت أبنائه. الموضوع: .د وقد ،2د أصاهبم الوباء يف دمشق يف زمان عمر رضي اهلل عنهأوالمات له سبعة المقام: .ه

حدث على الشاعر عدة تغريات فيزيائية من شحوب يف الوجه وغصة يف احللق وتعب وبكاء وعور ورمد يف العني.

طريق الكمام. التواصـــل عنمت القناة: .و األسلوب اللغوي املستعمل هو لغــــــــة هذيل. النظــــام: .ز شعر عمودي. شكل الرسالة: .ح الرثاء والعزاء. الغرض: .ط

يف خدمة هدف البحث ةضروري اأراهثماث خصائص بعد هذا يتوسع البحث يف

رث بن زيد بن خمزوم صاهلة بن كاهل بن احلارث بن متيم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار - 1 بن "وهو خويلد بن خالد بن م

معد بن عدنان". وشرح المفضليات:، 7/251ج :والشعر والشعراء، 221و211 طبقات فحول الشعراء:، 2 يين:ديوان الهذلينظر: ترمجته وأخباره يف: -

.1/121ج :وبلوغ األرب لآللوسي، 2/177ج وخزانة األدب:، 721-2/721ج :واألغاني، 211 وكان له سبعة بنني شربوا من لنب، شربت منه حية، مث ماتت فيه، فهلكوا يف يوم واحد". وفي رواية:" - 2

102

ودرجة سماميةاإلاإلسمام على أدب الرثاء. )القيم واملفاهيم تأثريله خصوصية أي الزمان: - حضورها يف القصيدة(.

أي األعراف والنظم والتقاليد الفنية اليت تتحكم يف هذا النوع من الشعر )غرض شكل الرسالة: - الرثاء( يف ذلك العصر.

أميمة )األنثى( وماهلا من خصوصية رمزية يف الشعر حتتاج إىل تدقيق. المتلقي: - ونبدأ بالثانية ألنا األسبق زمنيا:

لعل الثقافة العربية القدمية أدركت ومنذ وقت مبكر خطية الزمن وحتمية كل الرسالة:ش -1املوت وقد انعكس هذا اإلدراك على النص الرثائي فالشاعر يف املرثاة عندما يبكي اآلخر فإمنا

ولكنه مع ذلك يقبل األنايبكي نفسه فصحيح أن موت أحد الناس موضوع خارجي مستقل عند الداخل نظرا الستطاعة الذات تصور موتا عرب اآلخر وهذا التصور جعل أغلب إىلاالنسحاب

قصائد الرثاء تتناول هذا املوضوع مباشرة وتتسم منذ مطلعها بطابع انفعايل حاد، صاحبه شبه غياب للمطالع النمطية كالوقوف على الطلل والنسيب وقد علل ابن رشيق هذه الظاهر بقوله:

جيب أن يكون مشغوال مبا هو فيه من احلسرة واالهتمام باملصيبة"، يف حني "إن األخذ يف الرثاءأن هذه اللوحة متثل حافزا لإلقبال إىلعزا كمال أبو ديب خلو النص الرثاء من اللوحة الطللية

على احلياة من خمال خلق الشاعر لثوابت يواجه هبا صور تفتت الوجود، وجراء يقني الشاعر ناء يف النص الرثائي فإنه غري قادر على تشكيل حركات مضادة لصور التفتت املطلق حبتمية الف

والتماشي وال معىن مع هذه اليقينية لألمل وماولة النجاة.يوسف اليوسف فقد رأى أن غياهبا تولد جراء عوامل اجتماعية كون النص الرثائي أما

اليت تصدرتا اللوحات الطليلة اجلاهلي يؤدي وظيفة اجتماعية على العكس من النصوص األخرىالشاعرة من الفناء والتناهي ألن الوظيفة االجتماعية اليت أنيطت األنااليت كانت تعرب عن خوف

بشعر الرثاء جعلته عدمي اإلبداء ملواقف وجودية خالصة ونادر االشتغال بأفكار تنم عن نزعة وجودية

101

ث عن الفراغ االجتماعي الذي يولده الفقيد إال أنا متأصلة ألن كثريا من نصوص الرثاء القدمية تتحد .1اإلنساينيف الوقت نفسه تركز على حتمية الفناء وشرط املوت القاسي وهشاشة الوجود

ودرجة حضورها يف اإلسماميةاإلسمام على أدب الرثاء، القيم واملفاهيم والتعاليم تأثري الزمان: -2 ة يف رؤيته للموت.ميكون له فلسفة إسماالنص، باعتبار أن الشاعر خمضرم وقد ت

الراسخة اإلسماميةة املتعالية الكامنة يف القصيدة مستقاة من الفكرة مياال ريب أن هذه املعاين الساألدب اجلاهلي )فاإلقرار بأن املوت متوم وهو أمر ال مفر إىلالرصينة ولو كانت ترجع يف أدائها الفين

وفيما يلي اإلسماميةه واجلزع منه( ما هو إال صدا لألفكار منه وال جدوى من االعتاض علي التشخـــــيص:

ـــــــــــع بـــــــــــأن حرصـــــــــــت ولــــــــــــقد عـــــــــــنه م أ داف

ت ـــــــــــــــدفع ال أقــــــــــــــــبـلت الــــــــــــــــمنية فــــــــــــــــإذا

﴾ستـقدمون هم ال يستأخرون ساعة وال ي أجلفإذا جاء أجلولكل أمة ﴿: ىلاصدى لقوله تع .[11 :يةاآل]األعراف

فـــــــانتظر م قـــــــيم تــــــــلف مــــــــن ب ــــــــد القولـــــــه: أمـــــــا

صــــــــــرع بــــــــــأ خرى أم قومــــــــــك أبــــــــــأرض امل

وما تدري نـفس ماذا تكسب غدا وما تدري نـفس بأي أرض تموت ﴿فيه استلهام لآلية الكرمية:

.[11 :يةاآل]لقمان ﴾ه عليم خبير إن الل حدثانـــــــــــــــه علـــــــــــــــى يــــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــــدهر

ــــــــــــــــــــز شــــــــــــــــــــاهقة رأس فــــــــــــــــــــي نـــــــــــــــــــع أع مم

نما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بـروج مشيدة ﴿ :ىلاصدى لقوله تع .[22:يةاآل]النساء ﴾أيـ

عفـــــت ذ يـــــول الـــــريح بـعـــــد عليهمـــــافـ أمـــــا قولـــــه:

ــــــــــــزرع ــــــــــــا يـ ــــــــــــد ريـب ــــــــــــه م ــــــــــــدهر حيص وال

زلناه من السماء فاختـلط به نـبات ﴿ :ىلايتوافق مع قوله تع يا كماء أنـ نـ واضرب لهم مثل الحياة الد [15 :يةاآل]الكهف ﴾وه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرااألرض فأصبح هشيما تذر

حدثانـــــــــــــــه علـــــــــــــــى يــــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــــدهر

...................................

، ص 7121، 1/ العدد 22ج -، جملة التبية والتعليماللوحة الطللية وداللتها، في مرثية البحتري للمتوكلينظر: يسرى امساعيل ابراهيم، - 1721-727.

104

ها فان ﴿ [72 :يةاآل]الرمحان ﴾كل من عليـ [225 :يةاآل]آل عمران ﴾كل نـفس ذائقة الموت ﴿

يف النص من خمال هذا اإلسماميةهكذا نستطيع أن نستشف درجة حضور األفكار والقيم ( يف تشكل عامل اخلطاب مما امياملقعامل الزمن والبيئة )السياق تأثريالتناص مع النص القرآين حبكم

قع احلقيقي.خيلق التماحم ويعطي االنسجام، ويعكس االنعكاس املوجود بني عامل النص وعامل الواأميمة، قيل أن أميمة زوجته، وقيل أنا إمرأة أخرى غري أم أبنائه، ألن امرأة كهذه مل المتلقي: -3

تكتوي بثكل االبن، هي اليت يهمها أن يكون زوجها متألقا قويا.

ولقد أنكر بعض الدارسني وجود هذه املرأة أصما، ويعتربونا صورة ومهية جردها أبو ذؤيب لتسأل ذه األسئلة وتثري ما يف نفسه من أمل وحسرة.ه

ز القصيدة فجاءت وكأنا إجابة لسؤاهلا.وار بني أيب ذؤيب وأميمة مي احلهذا مل املستمر يف الفكر البدائي بتجدد احلياة واستمرارها، باعتبار أن املشكمات هي األ إن املرأة

على الطعام، فوجد يف املرأة رمزا الستمرار الرئيسية لإلنسان األول كانت هي امليماد واملوت واحلصولاحلياة والتجدد، وبذلك كون حوهلا صورة املثال يف اآلثار الفنية ومنها ترسبت إىل العهود الماحقة ومنها عصر ما قبل االسمام عند العرب، فصورة املرأة يف الشعر اجلاهلي نابعة من االشكاليات

خلصوبة هي الرؤية اجلوهرية لصورة املرأة يف الشعر اجلاهلي، الكربى اليت واجهها اإلنسان القدمي فا 1وبذلك تكون صورة املرأة منطا رمزيا أخذ مرجعيته من طبيعة العمل اإلبداعي.

يشكل احلديث عن املرأة يف الشعر اجلاهلي، العنصر األصلي الذي تأتلف حوله وخترج منه ل، إىل صيد الذكريات العاطفية، ووصف بقية عناصر القصيدة األخرى، من الوقوف على األطما

2الرحيل، واحليوان وغريها من األغراض.يعطي ابراهيم عبد الرمحن ممد لصورة املرأة الثقل املركزي الذي تدور حوله الصورة الكلية يف القصيدة اجلاهلية، وهو طرح له ما يسنده من الناحية النصية إذ يماحظ القارئ للشعر اجلاهلي، أن

3رأة ال يفارق الفضاء العام للنص اجلاهلي بوصفها االمنوذج املركزي.طيف امل

، من منشورات بات السياقيةار آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهلي، بحث في تجليات المقممد بلوحي، - 1 .211، ص 7111اد الكتاب العرب، دمشق، احت .251نفسه، ص - 2 .252نفسه، ص - 3

105

المطلب الثاني: مبدأ التشابه )التناص( ز شعراء هذيل يف شعرهم الرثائي بالقصص اليت تبدأ بقول الشاعر)والدهر ال يبقى على متي

ن جند يف أحد مصادر حدثانه( فقد كان لشعراء هذيل مذهبا خاصا توراثه شعراؤها وساروا عليه فنحذؤيب وغريه من يبأن أبا ذويب كان رواية لساعدة ابن جؤية، ومن املرجح أن أل 1شعر هذيل

الشعراء املشهورين رواية.ولعل كثرة شعراء هذيل وصلة القرابة بني شعرائها مما جعل الرواة من نفس القبيلة، وال شك

ذيل خصوصية ومتيزا وتقاربا يف الصياغة والتصوير بأستاذه هذا أضفى على الشعر اهل أثرأن التلميذ يت .2قد ن طلق على هذا االجتاه: "املدرسة الشعرية القصصية"

وقد ذكر الدكتور أمحد كمال زكي أن للهذليني مدرسة اللفظ الغريب والصورة اجملسمة .3والعاطفة احلزينة واملنزع القصصي

استطراد أراد به الشاعر توضيح فكرة ما عند شعراء هذيل يف معظمه عبارة عن كان القص الغرض وال خترج عنه فذهن الشاعر يسري يف خط واضح ومدد وحني إطاروهذه الفكرة تدور يف

استكمال معىن أو تفصيل جزء من أجزاء املوضوعأو وصف جانيب كقصة حيوان إىلتدعوه املناسبة لريبط بني املوضوع العام وهذا اخلروج األولياقه س إىلمن املعاين فإنه يستطرد، ولكنه سرعان ما يعود

العارض، فالشاعر مثما يف الرثاء يبدأ قصته بقوله: "والدهر ال يبقى على حدثانه" مث يورد قصة توضح فناء، فهذه القصة ال ميكن فصلها حبال من األحوال إىلبأن الدهر ال يبقى شيئا وأن كل املخلوقات

.4عن الرثاءئية اليت وجدت يف شعر هذيل يفتتح العدد األكرب منها بقول الشاعر "والدهر والقصص الرثا

ال يبقى على حدثانه"، وهذا األسلوب متيزت به هذه القبيلة ولو نظرنا يف شيء من قصص الشعر اجلاهلي لوجدنا فيها تباينا ملموسا عن القصة اهلذلية الرثائية من حيث اإلفاضة يف التصوير والوصف

.111، ص الشعر والشعراءابن قتيبة، - 1حبيب حنش الزهراين، جامعة أم القرى، اململكة إشراف:، رسالة ماجستري، النزعة القصصية في شعر الهذليينأمساء عبد املطلوب نوري السيد، - 2

.12هـ، ص 2171/2171 العربية السعودية، .12هـ، ص 2151، القاهرة، دار الكتاب العريب، شعر الهذليين في العصر الجاهلي واإلسالميأمحد كمال زكي، - 3 .17، ص النزعة القصصية في شعر الهذليينأمساء عبد املطلوب نوري السيد، - 4

101

كثرة هذه النوعية عند شعراء هذيل الذين طرقوا هذا الفن حبيث جند إىلخصيات باإلضافة ورسم الش . قد نطلق على تسميته قصص الدهر.1ستة وعشرين منوذجا عند هؤالء الشعراء

ومن عادة القدماء أن يضربوا األمثال يف املراثي بامللوك األعزة واألمم "يقول ابن رشيق: يف قلل اجلبال واألسود اخلادرة يف الغياض وحبمر الوحش املتصرفة بني القفار السالفة والوعول املمنعة

.2"والنسور والعقبان واحليات لبأسها وطول أعمارهاوبعض النقاد والباحثني اعتربوا ورود القصة احليوانية يف الرثاء دليما على نسيان الشاعر حلزنه،

إمنا حتس وأنت تقرأ كمام "يف عينية أبو ذؤيب: فهذا عبد اهلل الطيب يقول عن القصص اليت جاءتذؤيب أن نفسه خفت وأنه نسي احلزن وجعل يقلد غريه من الشعراء الذين وصفوا احلمر وما أيب

.3إليها، والتقليد ال حيمد عليه أحد على ما قدمنا نورد منوذجني: ولماستدالل

(.11-71ات من )؛ األبيالقصة األوىل من عينية أبو ذؤيب النموذج األول: حدثانــــــــــــــــــــه علــــــــــــــــــــى يـــــــــــــــــــــبقى ال والـــــــــــــــــــــدهر

أربــــــــــــع جدائــــــــــــد لــــــــــــه الـــــــــــــسراة جـــــــــــــون

كأنـــــــــــــــــــه يـــــــــــــــــــزال ال الشـــــــــــــــــــوارب صــــــــــــــــــــخب

ــــــــــــــــــبد ــــــــــــــــــيعة أبــــــــــــــــــي آلل ع م ــــــــــــــــــسبع رب مسحـــــــــــــــــــج وطاوعتـــــــــــــــــــه اجلمـــــــــــــــــــيم أكــــــــــــــــــــل

ـــــــــــــــــــثل ـــــــــــــــــــقناة م ر ع األمــــــــــــــــــ وأزعـــــــــــــــــــلته ال

ـــــــــــــــــــــــــــقرار وابـــــــــــــــــــــــــــل ســـــــــــــــــــــــــــقاها قـــــــــــــــــــــــــــيعان ب

ي ـــــــــــــــــــــــــــقلع ال ب ـــــــــــــــــــــــــــرهة فـأثـــــــــــــــــــــــــــجم واه بروضــــــــــــــــــــــــة يــــــــــــــــــــــــعتلجن حـــــــــــــــــــــــــينا فــــــــــــــــــــــــلبثن

ويشــــــــــمع العــــــــــماج يف حينــــــــــا فـــــــــــيجد

ر زونـــــــــــــــــــــــه ميـــــــــــــــــــــــاه جــــــــــــــــــــــــزرت إذا حــــــــــــــــــــــــىت

ــــــــــــــــــأي ــــــــــــــــــماوة حــــــــــــــــــني وب ــــــــــــــــــتـقطع م ت أمـــــــــــــــــــره وشـــــــــــــــــــاقى هبـــــــــــــــــــا الــــــــــــــــــــو رود ر ذكــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــؤم ــــــــــــــــــــبل ش يــــــــــــــــــــتتبع حــــــــــــــــــــين ه وأق

ومـــــــــــــــــــــــاؤ ه الــــــــــــــــــــــــسواء مــــــــــــــــــــــــن فــــــــــــــــــــــــافتـنـه ن

ــــــــــــــــــــهيع طــــــــــــــــــــريق وعــــــــــــــــــــانده بــــــــــــــــــــثر ما ي ــــــــــــــــــــــــــــنابع بــــــــــــــــــــــــــــني بــــــــــــــــــــــــــــاجلزع فــــــــــــــــــــــــــــكأن

مــــــــــــــع نــــــــــــــب العرجــــــــــــــاء ذي وأوالت جم

وكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأنه ربـابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ن وكـأنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

ـــــــى ي فـــــــيض يســـــــر ويصـــــــدع القـــــــداح عل

.12-11نفسه، ص - 1 .7/251، جالعمدةابن رشيق، - 2 .2/721، دار الفكر، بريوت، جالمرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتهاالطيب، عبد اهلل - 3

107

ا ـــــــــــــــــــــــــو وكـــــــــــــــــــــــــأمن م تـقلــــــــــــــــــــــــب مـــــــــــــــــــــــــدوس ه

ــــــــــــو أنـــــــــــــه إال الـــــــــــــكف فـــــــــــــي أضــــــــــــلع ه ــــــــــــــــــوردن ــــــــــــــــــوق فـ ــــــــــــــــــد والعي ـــــــــــــــــــ رابء مقع الض

يـتتـلـــــــــــــــــــع ال الــــــــــــــــــــنظم فــــــــــــــــــــوق ــــــــــــــــــــرباء

ـــــــــــــــــــشرع بــــــــــــــــــارد عــــــــــــــــــذب حجــــــــــــــــــرات يف ن ف

األكــــــــر ع فيــــــــه تغيــــــــب البطــــــــاح حصــــــــب

عـــــــــــــــــن ثـ ـــــــــــــــــم فــــــــــــــــــشربن دونـــــــــــــــــه حســـــــــــــــــا مس

ـــــــــب احلجـــــــــاب شـــــــــرف ـــــــــرع وري ي قـــــــــرع ق

ـــــــــــــــــــــــن ونـــــــــــــــــــــــميمة م تـلبــــــــــــــــــــــب قـــــــــــــــــــــــانص م

وأقط ــــــــــع أجــــــــــش جــــــــــشء كـــــــــــفه فـــــــــــي بــــــــــــــــــــــــه وامـــــــــــــــــــــــــتـرست ن فـــــــــــــــــــــــــنـفر فــــــــــــــــــــــــنكرنه

ــــــــــــــــع وهـــــــــــــــــاد هـــــــــــــــــادية ســـــــــــــــــطعاء ج رش

عــــــــــــــــــائط جنــــــــــــــــــود مــــــــــــــــــن فـــــــــــــــــــأنفذ فـــــــــــــــــــرمى

ـــــــــــــــــخر ســـــــــــــــــهما م تصــــــــــــــــمع وريـــــــــــــــــش ه ف رائغـــــــــــــــــــــا هــــــــــــــــــــــذا أقــــــــــــــــــــــراب لــــــــــــــــــــــه فــــــــــــــــــــــبدا

ــــــــــــــعيث عــــــــــــــجما ي رجـــــــــــــع الكنانـــــــــــــة يف ف

طحـــــــــــــــــــــرا م صـــــــــــــــــــــاعديا فــــــــــــــــــــــأحلق فــــــــــــــــــــــرمى

األضـــــــــل ع عليـــــــــه فاشـــــــــتملت بالكشـــــــــح ــــــــــــــــــــــــــــــــــتوفـه ن فـأبــــــــــــــــــــــــــــــــــده ن فـــــــــــــــــــــــــــــــــــهارب ح

م ــــــــــــــــــــــــتجعجع بــــــــــــــــــــــــارك أو بـذمــــــــــــــــــــــــائه

ـــــــــــــــــا الظ بــــــــــــــــات حـــــــــــــــــد فـــــــــــــــــي يـــــــــــــــــعث رن كأمن

ــــــــــــــسيت األذر ع يزيـــــــــــــد بـــــــــــــين ب ـــــــــــــرود ك

:1يها زهريا بن العجوة جاءت يف قصيدته املبدوءة بقولهخراش يرثي ف يبالنموذج الثاين: قصة أل وال واهلل ال أنســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى زهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريا

ـــــــــــــــــــــــر املـــــــــــــــــــــــرازي والفقـــــــــــــــــــــــود ـــــــــــــــــــــــو كث ول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــه أب نســــــــــــــــــــــــــــــــيانه فقــــــــــــــــــــــــــــــــري اليــــــ

اجللــــــــــــــــــــــــــــــود ربـــــــــــــــــــــــــــــد اومشـــــــــــــــــــــــــــــهده إذا والقصــــــة هي:

وال يبقــــــــــــــــــى علــــــــــــــــــى احلــــــــــــــــــدثان علــــــــــــــــــج

بكـــــــــــــــــــــــــل فـــــــــــــــــــــــــماة ظـــــــــــــــــــــــــاهرة يـــــــــــــــــــــــــرود ختطـــــــــــــــــــــاه احلتـــــــــــــــــــــوف فهـــــــــــــــــــــو جـــــــــــــــــــــون

رديـــــــــــــــــــــــد هز اللحـــــــــــــــــــــــم فائلـــــــــــــــــــــــكنـــــــــــــــــــــــا

غـــــــــــــــــدا يرتــــــــــــــــــاد يف حجـــــــــــــــــرات غيــــــــــــــــــث

فصــــــــــــــــــــادف نــــــــــــــــــــوءه حتــــــــــــــــــــف جميــــــــــــــــــــد غــــــــــــــــدا يرتــــــــــــــــاد بــــــــــــــــني يــــــــــــــــدي قنــــــــــــــــيص

ة عنـــــــــــــــــــــــــــــــــــودنجتدافعـــــــــــــــــــــــــــــــــــه ســـــــــــــــــــــــــــــــــــف

مجـــــــــــــــــــــــوم نـــــــــــــــــــــــدة ثبـــــــــــــــــــــــت شـــــــــــــــــــــــظاها

اذا ركبــــــــــــــــــت علــــــــــــــــــى عجــــــــــــــــــل تصــــــــــــــــــيد

.1/2711، جشرح أشعار الهذليينالسكري، - 1

108

فأجلمهــــــــــــــــــــــــــــــــا فأرســــــــــــــــــــــــــــــــلها عليـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

وهـــــــــــــــــــــــــــــــو منتفـــــــــــــــــــــــــــــــذ بعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ووىل ذا مـــــــــــــــــــــــاإرو بينهمـــــــــــــــــــــــا املـــــــــــــــــــــــ ن كـــــــــــــــــــــــأ

تقفــــــــــــــــــا هبيــــــــــــــــــدصــــــــــــــــــاب الوعــــــــــــــــــث منأ

اهنســــــــــــــــــــــــــــــــ شــــــــــــــــــــــــــــــــرع يفأفأدركــــــــــــــــــــــــــــــــه ف

ــــــــــــــــــــــد ســــــــــــــــــــــنانا حــــــــــــــــــــــده خــــــــــــــــــــــرق حدي فخـــــــــــــــــــــر علـــــــــــــــــــــى اجلبـــــــــــــــــــــني فأدركتـــــــــــــــــــــه

حتـــــــــــــــــــوف الـــــــــــــــــــدهر واحلـــــــــــــــــــني املفيـــــــــــــــــــد

:أيب ذؤيــــــــــبيقول حدثانـــــــــــــــه علـــــــــــــــى يــــــــــــــــبقى ال والــــــــــــــــدهر

ـــــــــــــــزته شـــــــــــــــبب ـــــــــــــــروع الـــــــــــــــكماب أف م ـــــــــــــــــــ

فـ ـــــــــؤاده اريات الضــــــــــ الكــــــــــماب شــــــــــعف

ــــــــــــبح يــــــــــــرى فـــــــــــــإذا صــــــــــــدق الص يفــــــــــــزع امل

ـــــــــــــــــــعوذ شــــــــــــــــــفه مـــــــــــــــــــا إذا بـــــــــــــــــــاألرطى وي

ـــــــــــــقـ زعـــــــــــــــــزع بـليــــــــــــــــــــــــــــــــــل وراحـــــــــــــته طر ـــــــــــــــ وطرف ـــــــــــــــــــه الــــــــــــــــــــغ يوب بــــــــــــــــــــعينيه يــــــــــــــــــــرمي

ـــــــــــغض ـــــــــــع يس مــــــــــا طرف ــــــــــه ي ـــــــــــصدق م مـــــــــــ

يـــــــة: ؤ ساعدة بن جيقول ــــــــــــــــــه ا ل لونــــــــــــــــــحتــــــــــــــــــو بعــــــــــــــــــد لــــــــــــــــــون كأن

رد صـــــــــــــيـــــــــــــح مقلـــــــــــــع الوبـــــــــــــل يبشـــــــــــــفان ر

دون لونــــــــــــــــــــــــــــه قشــــــــــــــــــــــــــــعريراتهحتــــــــــــــــــــــــــــول

ـــــــــــــوت ترعـــــــــــــد فرائســـــــــــــه مـــــــــــــن خيفـــــــــــــة امل وشــــــــــــــــــقت مقــــــــــــــــــاطيع الرمــــــــــــــــــاة فــــــــــــــــــؤاده

ذا يســــــــــــــمع الصــــــــــــــوت املغــــــــــــــرد يصــــــــــــــلدإ

يقول أبو ذؤيب: أظــــــــــــــــــــــــفارها تأنــــــــــــــــــــــــشب الــــــــــــــــــــــــمنية وإذا

ــــــــــــــــــل ألــــــــــــــــــفيت تنفـــــــــــــــــع ال تــــــــــــــــــميمة ك

:1ويقول صخر الغي لعمـــــــــــــــــــــــــــــــــرك واملنايـــــــــــــــــــــــــــــــــا غالبـــــــــــــــــــــــــــــــــات

ومــــــــــــــــــا تغـــــــــــــــــــين التميمــــــــــــــــــات احلمامـــــــــــــــــــا

وقال أبو ذؤيب: شــــــــــاحبا جلســــــــــمك مــــــــــا أ ميمــــــــــة قـــــــــــالت

ـــــــــــــنذ ـــــــــــــتذلت م ــــــــــــل اب ــــــــــــك ومث ــــــــــــع مال ينف

:2ويقول ساعدة بن جؤية

.2/111املرجع السابق، ج - 1 .1/2215نفسه، ج - 2

109

امـــــــــــرؤ ولـــــــــــد أمجـــــــــــتومـــــــــــا يغـــــــــــين

منيتــــــــــــــــــــــــــــه وال مــــــــــــــــــــــــــــال أثيــــــــــــــــــــــــــــل أو عناصر القصة مثل عنصر الزمان إىلإذا تطرقنا أماهذا التشابه بني القصص بشكل عام

دا يشتك فيه شعراء هذيل ا واحإطار املكان فإننا سنماحظ تشاهبا كبريا يكاد يكون أو الشخصيات ذلك: ، فهذه مثما قصة ثور الوحش منوذجا ودليما علىمجيعهم

ن هذه القصة ألقصصي نماحظ اثور الوحش يف الشعر اجلاهلي ويف قالبها ةصور استقراء بعد ال مع قدوم الليل وهو يظهر دائما إ ةحداثها زمان الليلة املاطرة وال يبدأ ظهوره يف الصور أيسيطر على

، تعرض هلا يف الصورةاليت ي األوىلالريح وهذه هي احملنه و من الربد ليحتمي رطى بالقرب من شجرة األحىت إذا جاء الصباح تعرض حملنة اخرى ال تنفعه فيها شجرة األرطى، هي منة الصراع بينه وبني

الصياد وكمابه.وهي يف األصل جمموعة كواكب يف السماء، كل ذلك يف فضاء سحري وديين له عماقة

يال السابقة تقليدا أدبيا مضا، بطقوس االستمطار عند اجلاهلي، قد احندرت إىل اجلاهليني من األجحتمل مغزى دينيا قدميا توارثته األجيال فوصل إىل اجلاهليني ومن مث ظهر يف شعرهم على هذا

.1النحوإن الشعر إذا أخذ ككل، ال يصبح جممع حتف حتاكي الطبيعة. وإمنا واحد من فعاليات

ماعة، يف هذا الطور يكون الرمز الصنعة البشرية، على أن تؤخذ ككل، الشعر من حيث هو بؤرة جلوحدة قابلة لماتصال، وهو ما أمسيه النموذج البدئي، يعين الصورة الراجعة، أو النموذجية، وأعين بالنموذج البدئي رمزا يربط قصيدة بأخرى وبالتايل يساعد على توحيد جتربتنا األدبية وتكاملها. لذلك

2كيان الشعر بأكمله.فإن النقد البدئي يقوم مبواءمة للقصيدة يف المطلب الثالث: الخطاب التام والخطاب الناقص

(الرثاء والعزاء): غرض الخطاب ،(خصوصية اخلطاب الشعري) ،: شعرنوع الخطابختدم غرض اخلطاب ألنا وردت هبدف العزاء والسلوى اليت تضمنها النص املنتقاة الوقائع

ذي يصف فيه حالته الشخصية فقد جاء أيضا املطلع ال أما الذي هو غرض اخلطاب، والتأسي

.222-221، ص آليات الخطاب النقديممد بلوحي، 1 - .212نفسه، ص - 2

110

مفصما وهو واقعة مهمة أيضا خلدمة غرض اخلطاب ألن بسط احلال وما فعل املصاب وآثاره الظاهرة كمدخل -السلوى والعزاء إىلضروري وطبيعي لمانتقال شيء والباطنة على جسد ونفس الشاعر

من احملتملأو داث اليت كان من املفروضاألحأو مث بعد هذا نبحث عن الوقائع -رئيسي البد منه أن يتضمنها اخلطاب.أو من املتوقع

التشابه كيف مبدأ فقد رأينا يف يؤيده يف عامل النص سرنا مع هذا الطرح فإننا سنجد ما إذاو من عادة القدماء يف نه أية و غريها وسبب ذلك. وكيف لية والغزلخما نص الرثاء من املقدمات الطل

ضرب املثل باحليوانات خاصة محر الوحش والوعول والعقبان واحليات، وكيف أنه إذا كان هذا الغرض بوا األمثال يف املراثي بامللوك الشعر مرثية فإنا متوت.....يقول ابن رشيق: "ومن عادة القدماء أن يضر

وحبمر الوحش األعزة واألممم السالفة والوعول املمنعة يف قلل اجلبال واألسود اخلادرة يف الغياض،، وجيدر بنا هنا أن نذكر قول 1املتصرفة بني القفار، والنسور والعقبان واحليات لبأسها وطول أعمارها"

اجلاحظ الذي يفرق بني ناية القصص الرثائية وقصص الفخر حيث يقول: "ومن عادة الشعراء إذا ، وإذا كان الشعر مدحيا كان الشعر مرثية أو موعظة، أن تكون الكماب هي اليت تقتل بقر الوحش

.2وقال كأن ناقيت بقرة من صفتها كذا، أن تكون الكماب هي املقتولة"واملماحظ أن القصص الرثائية تنتهي مبوت الصيد، وقصص الفخر واملديح تنتهي بنجاة الصيد

اليت بغض النظر عما إذا كان الصياد يصيد بنفسه أو يرسل كمابه، وهذه النهايات هلا عماقة بالغاية يهدف إليها الشاعر بقصته، فالفكرة يف الرثاء هي بيان أن كل األحياء مهما تنعموا فهم إىل فناء

، وبالتايل فإن هذه (حدثانه على يـبقى ال والـدهر )وقصص الرثاء كما سبق تبدأ بقول الشاعر: مبوت الصيد. -وكما يف رأي اجلاحظ -القصص تنتهي

على مستوى اخلطاب نفسه نظرا للوقائع اليت تضمنها وانسجام مع إذا فإن هناك انسجامالتشابه يسلط الضوء على األعراف اليت تتحكم يف غرض مبدأألن ،خرى باملقارنة اخلطابات األ

ن الوقائع الواردة بعينيه من الشعر يف ذلك الوقت وقد عرفنا ذلك وهذا يعطي البحث قدرا من الثقة ألهكذا نستطيع أن نقارب مدى متام اخلطاب ،بعاد تداوليةأحتكمت فيها ،ترد فيهيف اخلطاب واليت مل

أو نقصانه عندما نبحث عن الوقائع املتضمنة يف اخلطاب ومدى مطابقتها للتوقعات واالفتاضات

.7/251، جالعمدةابن رشيق، - 1 .7/71، تح: عبد السمام هارون، دار اجليل، بريوت، جالحيواناجلاحظ، أبو عثمان عمرو، - 2

111

املسبقة يف ذهن القراء )شركاء التواصل( يف مناسبة كهذه أو مواقف مشاهبة ومناذج نصوص جرت ات حيث يتشكل بذلك مناذج وأطر فنية وتقاليد أدبية تتحكم يف مثل هذه األمناط على هذه العاد

من النصوص واألغراض الفنية هلا، وقد رأينا كيف حقق النص قدرا عاليا من التوقع حيث تضمنت بنيته ما كان ينبغي يف مثل هذا النوع من النصوص ويف مثل هذه املناسبة، لتتحقق له بذلك املرتبة

من معيار اإلعمامية ألنه توافق مع العماقات اليت يفرضها عامل النص مع الواقع.األوىل ن لغة يتحكم يف متام اخلطاب ونقصانه فإ معيار اخلطاب الصريح واخلطاب الضمين الذي أما

االستدالل ملأل الفراغ إىلحياء واحلذف لذلك فإننا نلجأ إىل الرمز واإلمد ة بطبيعتها تعالشعر ضمني . نقص يف التأويل كرابط مفقودسد الو

ولكن االستدالالت احملذوفة يف النص جلها بديهي )املعرفة اخللفية( ومعلوم يف البنية املعرفية فهمه أو على تأويل اخلطاب ا. وال يؤثر حذفهحبكم العرف والعادة ضمن مفهوم اإلطارالعقلية

كثر دقة.بصورة أاب على وجه اخلصوص خري من اخلطلك يف املقطع األويتجلى ذ بــــــــــــــــنوافذ نــــــــــــــــفسيهما فــــــــــــــــتخالسا

ــــــــــع ال الـــــــــــتي الـــــــــــعبط كـــــــــــنوافذ ترق

ــــــــال هما قـــــــد عـــــــا عيشـــــــة ماجـــــــدوك

ماجـــــــــد عيشـــــــــة عـــــــــا قـــــــــد اهمـــــــــا

ينفــــــع شــــــيئا أن لــــــو الـــــــعالء وجـــــــنى فـعفـــــــت ذيـــــــول الـــــــريح بـعـــــــد عليهمـــــــا

ــــــــزرع والــــــــد ــــــــه مــــــــا يـ ب هر يحصــــــــد ريـ

بعدما حكى الشاعر أن الفارسني ختالسا نفسيهما بنوافذ ال ترقع أي طعنات مكمة ال

هيئة احلياة اليت كانا إىلصحاب اجملد فانتقل أمنجى منها ذكر أنما عاشا عيشة ماجد أي أنما من ألنه ذكر أن النوافذ ال ترقع، طعنات ،زوال إىل مرمها وآالأن الفارسني قد انتهى أكدليل على اعليه

فتخالسا نفسيهما حىت قتما بعضهمانفسيهما، فتصارعا حىت صرعا :كأنه قال ،ال تربى وال تعاجلن أأي درست وطمست آثارمها بعد ....فعفت ذيول الريح بعد عليهما فنائهما بقوله:مث أكد على

هن املتلقي يف ما خيص مصري الفارسني.أصبحا جثتني هامدتني ليزيل كل شك يف ذأن البعد القصصي والنزعة القصصية يف هذا الشعر بالذات ويف تلك البيئة باخلصوص إىلباإلضافة

عطت املوضوع شيئا من التفصيل والسرد ألن القصة حتتاج منوا فنيا أوعند شعراء تلك القبيلة خاصة الشعر املقيد تغافله حىت يف قالبأو مهالهإشاعر حداث والشخصيات ال يستطيع الا يف األدقيق

ات متاتبة متاكبة مستسلة يتبع بعضها بعضا.لك فقد جاءت األبيبالوزن والقافية ومع ذ

مــــةـخات

119

يل استخماصها ر بأهم النتائج اليت تسىن أن أ ذك وقبل طي آخر صفحات هذا البحث أود من هذه الدراسة:

، يف أنه أفاد من حنو اجل ملة، مبىن «علم النص »أو « لسانيات النص »أو « حنو النص »ميزة عارف السابقة، ولكنه أضاف إىل تلك املناهج ما ومعىن، ومن الدراسات األسلوبية، ومن املناهج وامل

زئ النص مث تقف ي ثبت نصية النص وبماغة اخلطاب، من غري أن يقتصر على املناهج اليت كانت جت ستويات، م كون

د امل ا من أجزاء عند األجزاء فقط، فك ل ما ساعد على تصور النص كيانا لغويا متعد

نهج األنسب م تابطة، أو أنظمة م تشابكة، فإنه يدخل يف علم النص؛ فإنشاء علم للنصوص هو امل

دروس؛ ألنه منهج يستمـد مادته وقوانينه ومفاهيمه من تشاب ك األنظمة. للخطاب امل

مقتحات الغربية حبسب التاريخ الزمين يف ناية الفصل األول وصلت وبعد العرض املتدرج لل وهؤالء ليسوا وحدهم بل هذه هي التوجهات -هاليداي ورقية حسن، فان دايك، براون ويول

إىل أن هذا العلم متيز بالتطور املعريف الشديد واإلغناء املستمر باملفاهيم واألدوات -السائدةتساق الشكلي هاليداي ورقية حسن إىل والنظريات اليت تساعد يف حتليل النصوص وفهمها؛ من اال

البنية اجملردة للخطاب مع فان دايك إىل اخلطاب وشروطه وممابساته وظروف إنتاجه مع براون وداخل هذا الفصل أيضا يف مبحث اجلهود العربية اإلسمامية ويف ماولة موازاة املعطيات ويول...

األربع مطالب اليت عرضتها مادة خصبة وغنية ينبغي املتوافرة باملفاهيم اليت اقتحها الغربيون وجدت يفأن يعاد ترتيبها وتصنيفها ألن من شأنا أن تضيف الكثري يف هذا اجملال نظرا خلصوصية التاث، وأنا

ألن هذا اخليط الذي يقوم مبهمة الربط بني ما هو ، ينبغي أن ت فرد بدراسات مستقلة ومتخصصة ضروري إلحداث التواصل بني األجيال واحلضارات والعلوم. مرأتراثي وبني ما جنده حداثي

من مبتكرات عصرنا، وإمنا هي مفاهيم واردة يف كتب أسمافنا من حناة س لي "البحث النصي"وبماغيني وأصوليني ومفسرين... غري أن التطورات املعرفية النوعية اليت شهدها عصرنا قد طبعت هذه

ا ضمن أطر علمية واضحة فخطت خطوة نوعية وانتقلت من جمرد املفاهيم بطابع علمي صارم وأطرتكما كانت -مفاهيم بسيطة إىل إجراءات منهجية دقيقة، وصار البحث فيها مقصودا لذاته، ومل تعد

.جمرد أدوات ومداخل ي راد هبا غريها من العلوم األخرى -يف القدمييف الفصل الثاين أوقفين التحليل عند بعض احملطات اليت ترتبط بطبيعة اخلطاب وخصوصية

ما جعلته نتائج؛منها ما صغته على شكل أسئلة ومنها النص

120

)أداوت االتساق( كافية للكشف عن انسجام اخلطاب، وإذا مل تكن كذلك األدوات هل هذه - اخلطاب.دائما يف مجيع أجناس أن تتوفر فهل بالضرورة

من خمال التحليل توصلت إىل أن حضور هذه األدوات أعماه رهني بطبيعة النص وجنسه ومنطه -وغرضه، وهو الذي ي وجه ويكثف تلك األدوات حسب حاجته ويقصي األخرى، اليت ال ختدم

طبيعته.صوصية إن املظهر االتساقي السائد يف النص هو اإلحالة واالتساق املعجمي، وهذا راجع خل -

وطوله النسيب وبنيته الصوتية ومجاليته الفنية وتداخل العوامل يف بنيته (ةاخلطاب الشعري )البماغي النصية.

دايك متكاممان، فإذا كان موضوع اخلطاب إجراء لفان (موضوع اخلطاب/البنية الكليةمفهوم ) -امسة للتحقق منه وإثباته أداة إجرائية حين، فالبنية الكلية وبفضل عمليات االختزال حدسي تكه

عمليا. جناعة وفعالية بعض املفاهيم كالتغريض واإلحالة واالتساق املعجمي والعماقات الداللية. -إن السياق يف النص الشعري له من اخلصوصية القدر الكثري، فهو خمتلف اختمافا جذريا عن -

ذي يبنيه النص والقصائد السابقة سياق التخاطب العادي، فالسياق يف النص الشعري هو العامل الجبنس أديب معني ومبعرفة أدبية مشروطة بالزمان اوالماحقة له والتقاليد االدبية اليت جتعل النص مرتبط

واملكان.توصلت ومن خمال التحليل إىل أن األهم يف إدراك اخلطاب الشعري هو االنسجام وليس -

تتبعه يف النص ولكن املشكلة اليت تصادف االتساق، ذلك أن االتساق شيء معطى ال يصعبالقارئ أثناء مواجهة اخلطاب الشعري هي مشكلة العماقات القائمة بني العناصر املشكلة جلملة شعرية ومتوالية من اجلمل الشعرية وعموما جمموع املقاطع اليت تشكل القصيدة الشعرية، أي أن

إال خلفية هلا، وحني يتكز على ما البنية الشكلية اإلشكال مطروح يف البنية العميقة للنص وليست يفيكون خلف االتساق، أي ما هو خلفه من قصدية إبداعية ابتكارية، فإن هذا االهتمام ينتقل من

ه احلالة ي عيد بناء انسجام النص، اتساق النص/اخلطاب إىل انسجامه، أي أن املتلقي يف هذإذ يتطلب من املتلقي صرف االهتمام إىل العماقات اخلفية فاالنسجام أعم من االتساق وأعمق منه

اليت تنظم النص وتولده.

ق:ـــحـملل ـــــامـص الكــالن

دةــــللقصي

121

:1قال أبو ذؤيب الهذلي

ـــــــــــع وريــــــــــــبها الــــــــــــمنون أمــــــــــــن .1 تـتـوج

يجـــــزع مـــــن بمعتـــــب لـــــيس والــــــدهر شــــــاحبا لجســــــمك مــــــا أميمــــــة قـــــــالت .2

ـــــــنذ ــــــل ابـــــــتذلت م ينفــــــع مالــــــك ومث

مضـــــــجعا يالئــــــم ال لجنبــــــك مـــــــا أم .1

المضــــــــجع ذاك عـــــــــليك أقـــــــــض إال ـــــــــــأجبتها .4 ـــــــــــجسمي مـــــــــــا أن ف أنــــــــــه ل

فـودعــــــــوا الــــــــبالد مـــــــــن بـــــــــني أودى

ـــــــــــــــني أودى .5 ـــــــــــــــصة وأعـــــــــــــــقبوني ب غ

ــــــــــع ال وعـــــــــــبرة الـــــــــــرقاد بـــــــــــعد تقل لهـــــــــواهم وأعنقـــــــــوا هــــــــــوى ســــــــــبقوا .1

مصـــــــــرع جنـــــــــب ـكل ولـــــــــ فــــــــــتخرموا

ناصـــــــــب بعـــــــــيش بــــــــــعدهم فــــــــــغبرت .7

مســــــــــتتبع الحـــــــــــق أن ـــــــــــي وإخـــــــــــال

عــــــنهم أدافــــــع بــــــأن حرصــــــت ولـــــــقد .8

تـــــــــدفع ال أقــــــــــبـلت الــــــــــمنية فــــــــــإذا أظـــــــــــــــفارها أنـــــــــــــــشبت الـــــــــــــــمنية وإذا .9

ــــــــــفيت ـــــــــ كــــــــــل أل تنفـــــــــع ال ـميمة ت

ــــــــــالعين .10 ــــــــــعدهم ف حـــــــــداقها كــــــــــأن ب

ــــــملت ـــــوك س ـــــي بش ـــــدمع عـــــور فه تــــــــــت ى .11 ــــــــــأن ي ح ــــــــــلحوادث ك ـــــــــروة ل م

تقـــــــرع يـــــــوم كـــــــل الــــــــمشرق بــــــــصفا

ــــــــد ال .12 ــــــــن ب ــــــــلف م ـــــــانتظر مقـــــــيم ت ف

ــــأرض ــــك أب ــــأخ أم قوم المصــــرع رىب ســــــــــفاهة الـــــــــــبكاء أن أرى ولـــــــــــقد .11

ــــــسوف ـــــع ول ـــــن بالبكـــــا يول ـــــع م يفج

مـــــــــــــرة يـــــــــــــوم عـــــــــــــليك ولـــــــــــــيأتين .14

ــــــــبكى تســـــــمع ال مقنعـــــــا عــــــــليك يـــــــــــــجلدي .15 ـــــــــــــلشامتين وت أريـــــــــــــهم ل

ـــــــــريب أن ـــــــــي ضعضــــــــع أت ال الــــــــدهر ل

رغـــــــــــــــبتها إذا راغـــــــــــــــبة والـــــــــــــــنفس .11

تقنــــــــــع قـــــــــــليل إلـــــــــــى تـــــــــــرد فـــــــــــإذا ــئم الشــمل جميــع مــن كــم .17 الهــوى ملت

تصــــــــــدعوا نـــــــــــاعم بـــــــــــعيش بـــــــــــاتوا فـ

ـــــــلئن .18 ـــــــهم ف ــــــه الزمــــــان فجــــــع ب وريب

ـــــــــــمفج مـــــــــــودتي بـــــــــــأهل إن ـــــــــــي 2ع ل

.72-2/2م، ج2125-هـ2125ممد ممود الشنقيطي، ديوان اهلذليني، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب، الدار القومية، القاهرة، - 1

من الفجائع واملصائب، الدهر: املوت، الشاحب، . املنون: املنية، ريبه: ما يأيت به 2، ص ديوان الهذليين، 2، 1،5: 2، شرح أشعار الهذليين -2 هي تراب املتغري املهزول، ال يمائم: ال يوافق، منذ ابتذلت: منذ توليت العمل، اإليداء: اهلماك، أقض عليك: صار حتت جنبك مثل قضيض احلجارة و

وحجارة صغار، ودعوا: ذهبوا وماتوا.

124

ــــــــبقى ال والــــــــدهر .19 ـــــــه علـــــــى ي حدثان

ممنــــــــــع أعـــــــــــز شـــــــــــاهقة رأس فـــــــــــي ــــــــبقى ال والــــــــدهر .20 ـــــــه علـــــــى ي حدثان

ــــــــسراة جــــــــون ـــــــه ال ـــــــد ل ـــــــع جدائ أرب

كأنــــــه يــــــزال ال الشــــــوارب صـــــــخب .21

ــــــــــــي آلل عــــــــــــبد ــــــــــــيعة أب ــــــــــــسبع رب م ســـــمحج وطاوعتـــــه الجمـــــيم أكــــــل .22

األمـــــــــــرع وأزعــــــــــــلته الــــــــــــقناة مــــــــــــثل

ــــــــــــقرار .21 ــــــــــــيعان ب ــــــــــــقاها ق ــــــــــــل س واب

يـــــــــــــــــقلع ال بـــــــــــــــــرهة فـأثـــــــــــــــــجم واه ــــــــــلبثن .24 ــــــــــعتلجن حــــــــــينا ف ـــــــــة ي بروض

ويشــــمع العــــالج فــــي حينــــا فـــــيجد

رزونــــــــه ميــــــــاه جـــــــــزرت ذاإ حـــــــــت ى .25

ــــــــــــأي ــــــــــــالوة حــــــــــــين وب ــــــــــــتـقطع م ت أمـــــــره وشـــــــاقى بهـــــــا الــــــــورود ذكــــــــر .21

ـــــــــــــبل شـــــــــــــؤم ـــــــــــــتتبع حـــــــــــــينه وأق ي

ومـــــــــاؤه الـــــــــسواء مـــــــــن فـــــــــافتـنـهن .27

ـــــــــــــثر ـــــــــــــريق وعـــــــــــــانده ب ـــــــــــــهيع ط م يـــــــــــنابع بـــــــــــين الجزع بـــــــــــ فـــــــــــكأنها .28

ــــــع نهــــــب العرجــــــاء ذي وأوالت مجم

ــــــــــــــــــــة وكـأنــــــــــــــــــــهن .29 ــــــــــــــــــــأنه ربـاب وك

ــــيض يســــر ــــداح علــــى يف ويصــــدع القــــــــــأنما .10 ــــــــــو وك ــــــــــدوس ه متـقلـــــــــب م

أضـــــــلع هـــــــو أنــــــــه إال الــــــــكف فــــــــي

ـــوردن .11 الضـــــ رابــــىء مقعـــد وق والعي ــــ فـ

-يـتتـلــــــــــع ال الـــــــــــنظم فـــــــــــوق ـــــــــــرباء

. جدائد: مجع جدود وهي اليت ال لنب هلا، جون السراة: أسود الظهر وظهر 21-1، ص ينديوان الهذلي، 72-22: 2، شرح أشعار الهذليين -

ول ما كل شيء سراته وأعلى الظهر السراة، السخب: كثري صوت احللق، الشوارب جمار املاء يف احللق وخمارج الصوت، مسبع: مهمل، اجلميم: النبت أزعل النشاط واملرح، األمرع: اخلصب، قيعان: مجع قاع وهي قطعة من األرض صلبة مستوية طينتها خيرج، السمحج: األتان الطويلة، أزعلته: نشطته، وال

جزرت: حرة، واه: منشق من كثرة انصبابه وكثرة مائه، أثجم: أقام ودام وصب، يعتلجن: يعاض بعضها بعض من املرح والنشاط، الشمع: اهلزل واللعب،حينه: حتفه، افتنهن: طردهن فنونا من الطرد، بثر: ماء معروف، الربابة: اجلماعة من القداح )السهام(، يصدع غارت، الرزون: مناقع املاء واحدها رزنة،

لثرية يفرق ويبني باحلكم، مدوس: حديدة، جيلو هبا الصقيل، الضليع: الغليظ، الرابئ: الذي يقعد خلف ظارب القداح، العيوق: كوكب يطلع حبيال ا = واحدهم ضارب، ال يتتلع: ال يتقدماء: الذين يضربون بالقداح ويطلع قبل اجلوزاء، الضرب

125

ــــشرعن .12 ـــذب حجـــرات فـــي ف بـــارد ع

ــــب البطــــاح حصــــب ــــه تغي األكــــرع في

ــــــشربن .11 ــــــم ف ـــــمعن ث ـــــا س ـــــه حس دون

ــــرف ــــب الحجــــاب ش ــــرع وري ــــرع ق يق

ـــــــــميمة .14 ـــــــــن ون متـلبــــــــب ـانص قــــــــ م

ـــــــي ـــــــفه ف ــــــشء ك ــــــش ج ــــــع أج وأقطـــــــــنكرنه .15 ـــــــــنـفرن ف ــــــــه وامـــــــــتـرست ف ب

جرشــــــــــع وهـــــــــــاد هـــــــــــادية ســـــــــــطعاء

عــــــائط نجــــــود مــــــن فـــــــأنفذ فـــــــرمى .11

ـــــــــــهما ـــــــــــخر س ـــــــــــشه ف ــــــــــمع وري متص غــــــــا رائ هـــــــــذا أقـــــــــراب لـــــــــه فـــــــــبدا .17

ـــــــجال ـــــــعيث ع ــــــة فــــــي ف يرجــــــع الكنان

ـــــــرمى .18 ـــــــألحق ف مطحــــــرا صــــــاعدي ا ف

األضـــــلع عليـــــه فاشـــــتملت بالكشـــــح ــــــــــــــدهن .19 ــــــــــــــتوفـهن فـأب ــــــــــــــهارب ح ف

مـــــــــــــــــتجعجع بـــــــــــــــــارك أو بـذمـــــــــــــــــائه

ـــــات حـــــد فــــــي يــــــعثرن .40 مـــــاكأن الظب

ـــــــسيت ــــــرود ك ــــــي ب ــــــد بن 1األذرع يزي

اجلشء: قضيب خفيف، أقطع: نصال عراض قصار، أجش: كل عود خفيف فهو أجش، متلبب: متسلح بقومه، أمتست به: جعلت تكادمه =1

يس يف بطنها ولد، العائط: اليت اعتاطت رمحها فلم حتمل وتعاجله، العوجاء: اليت تركب رأسها، اهلادي: الفحل، جرشع: منتفخ اجلنبني، النحوص: اليت لتجعجع: الساقط سنتني أو ثماثا، املتصمع: املنضم من الدم، رائغا: هاربا، عيث: مد يده فأدخلها يف الكنانة، املطحر: السريع، بذمائه: ببقية نفسه، امل

نو يزيد: جتار يف مكة.املصروع الماصق باألرض، العلق: قطع الدم، النجيع: الطري من الدم، ب

121

حدثانــــــه علــــــى يـــــــبقى ال والـــــــدهر .41

ـــــــروع الـــــــكالب أفـــــــزته شـــــــبب مـــــــــــــــــــ فـــؤاده الضـــاريات الكـــالب شـــعف .42

يفـــــزع المصـــــدق الصـــــبح يـــــرى فــــــإذا

ــــــــــاألرط ويــــــــــعوذ .41 شـــــــــفه مــــــــــا إذا ىب

ـــطر ـــته قــــــــــــــــ ـــل وراح زعـــــــزع بـليـــــــــــــــــــــ وطرفـــــــــه الــــــــــغيوب بــــــــــعينيه يــــــــــرمي .44

ـــــغض يسمــــــــــــــــع مــــا طرفــــه يـــــصدق م

لــــــــه فـــــــــبدا مـــــــــتنه يـــــــــشرق فـــــــــغدا .45

تــــــــــــوزع قـــــــــــــريبا ســـــــــــــوابقها أولـــــــــــــى ــــــزع مـــــــن فـــــــاهتاج .41 فروجــــــه وســــــد فـ

وأجـــــــــــدع وافــــــــــــيان ضــــــــــــوار غــــــــــــبر

ــــــــــــــهشنه .47 ــــــــــــــذبـهن يـن ــــــــــــــحتمي وي وي

ـــــــع بــــــــالطرتين الـــــــــشوى عـــــــــبل مولـ كــــــــــأنما بــــــــــمذلقين لــــــــــها فــــــــــنحا .48

ــــــهما ـــــن ب ـــــدع دح المجـــــ النضـــــح م أي

يــــــــــــقترا لــــــــــــم ا ســــــــــــف ودين فــــــــــــكأن .49

ــــــــجال ــــــــه ع ـــــــواء ل ـــــــرب بش ـــــــزع ش ينــــــــصرعنه .50 ــــــــحت ف ـــــــار ت ـــــــه الغب وجنب

ـــــــــتتـرب ـــــــــكل م ــــــــب ول مصــــــــرع جن

عصـــــبة وأقصـــــد ارتـــــدت إذا حــــــت ى .51

ع يـتضـــــــــــر شــــــــــــريدها وقــــــــــــام مــــــــــــنها ــــــــه الـــــــــكالب رب لـــــــــه فـــــــــبدا .52 بكف

ـــــــــــزع ريــــــــــــشهن رهــــــــــــاف بــــــــــــيض مق

هــــــوى فــــــــرها لـــــــينقذ فـــــــرمى .51 لـــــــه فـ

ــــــــــــهم ــــــــــــرتيه فــــــــــــأنفذ س الــــــــــــمنزع طــــــــكبا .54 ــــــــما ف ــــــــكبو ك ـــــــق ي ـــــــارز فني ت

ـــــــــــالخبت ـــــــــــو أنـــــــــــه إال ب ـــــــــــرع ه 1أب

. الشبب: الثور املسن، أفزته: استخفته وطريته وأذهبت قلبه، الشعف: 25-21، ص ديوان الهذليين، 17-72: 2، شرح أشعار الهذليين -1

ء من بردها، زعزع: شديدة املشعوف الذاهب الفؤاد، املصدق: الصادق املضيء، راحته: أصابته رحيها وقطرها، بليل: ريح الشمال الباردة كأنا تنضح املاتزعزع كل شيء وحتركه، الغيوب: املوضع الذي ال يرى ما وراءه، مغض: مطرق، يشرق متنه: يظهره للشمس يتشمس ليجف ما عليه من ندى الليل

اودن، وافيان: أذنامها صحيحة ومطره، توزع: تغري به، سد فروجه: مأل قوائمه عدوا أي عدا عدوا شديدا، والفروج ما بني القوائم، ضوار: قد ضربن وع، اجملدح: امللطخ، يذودهن: يردهن، حيتمي، ميتنع، عبل الشوى: ساملة، أجدع: مقطوع األذن، حنا: حترف للكماب ليطعنها، املذلقني: قرنني مددين

ل )جديدان(، بيض رهاف: شفرات ضخم غليظ القوائم، أقصد: أصاب بطعنة قاتلة، يتضوع: يعوي، سفودين: قرنني، مل يقتا: مل يستعمما من قب .رقاق، املنزع: السهم، الفنيق: الفحل من االبل، التارز: امليت الذي قد يبس، اخلبت: املكان املستوي، أبرع: أضخم وأعظم

127

حدثانــــــه علــــــى يـــــــبقى ال والـــــــدهر .55

ــــــــستشعر ــــــــلق م ـــــــد ح مقنـــــــع الحديـــــميت .51 وجهــــه حت ــــى الــــدرع عليــــه ح

ـــــــة يـــــــوم حــــــــرها مــــــــن أســـــــفع الكريه

جريهــــا يفصــــم خوصــــاء بــــه تـــــعدو .57

تمــــــزع رخــــــو فهــــــي الرحالــــــة حـــــــلق لحمهـــا فشـــرج لهـــا الصـــبوح قصـــر .58

ــــــــهي بــــــــالني ـــــــو ف اإلصـــــــبع فيهـــــــا تث

ـــــــــــتـفلق .59 ـــــــــــساؤها م ـــــــــــن أن قـــــــــــاني ع

ـــــــــالقرط ــــــــره صـــــــــاو ك يرضــــــــع ال غب اســــــتكرهت مــــــا إذا بـــــــدرتها تـــــــأبى .10

ــــــــــــــــــتبضع فـإنــــــــــــــــــه الـحــــــــــــــــــميم إال ي

وروغـــــــــه الــــــــــكماة تــــــــــعنقه بــــــــــينا .11

ـــــــــوما ـــــــــيح ي ـــــــــه أت ــــــــرىء ل ــــــــلفع ج س كأنـ ــــه المشـــــا نــــــهش بــــــه يــــــعدو .12

يظلـــــــــــع ال رجــــــــــــعه ســــــــــــليم صـــــــــــدع

ــــــــــــتناديا .11 ــــــــــــواقـفت ف خــــــــــــيالهما وت

ــــــــــالهما ــــــــــطل وك ـــــــــاء ب مخـــــــــدع اللق واثــــــــق كـــــــــل جد الـــــــــم مـــــــــتحاميين .14

ــــــــــــــوم والــــــــــــــيوم بــــــــــــــبالئه أشــــــــــــــنع ي

قضـــــــــاهما مــــــــــسرودتان وعـــــــــليهما .15

تـــــــــــــــبع الـــــــــــــــسواب صـــــــــــــــنع أو داود يـــــــــــــزنية كـــــــــــــفه فـــــــــــــي وكـالهـــــــــــــما .11

أصـــــــــلع كــــــــــالمنارة ســــــــــنان فــــــــــيها

ـــــــــــــالهما .17 ـــــــــــــتـوشح وك ــــــــــــ ذا م ـق رون

ـــــــــضبا ـــــــــس إذا ع ــــــــريبة م ــــــــع الض يقطــــــــــــتخالسا .18 ــــــــــــفسيهما ف ــــــــــــنوافذ ن ب

ــــــــــع ال الـــــــــــتي الـــــــــــعبط كـــــــــــنوافذ ترق

ـــــالهما .19 ــــد وك ماجــــد عيشــــة عــــا ق

ينفــــــع شــــــيئا أن لــــــو الـــــــعالء وجـــــــنى ــــا .70 ــــد عليهم ــــريح بـع ــــول ال فـعفــــت ذي

ـــــــزرع ـــــــا يـ ـــــــه م ب 1والـــــــد هر يحصـــــــد ريـ

، ألنه مل يرد يف ديوان اهلذليني.2/212، ججمهرة أشعار العربأكملت هذا البيت من: أيب زيد القرشي، - 1

. مستشعر: مكفر يف احلديد، أسفع: أسود، اخلوصاء: الغائرة العني، يفصم: 71-21، ص ديوان الهذليين، 12-11: 2، ليينشرح أشعار الهذ - يكسر، الرحالة: سرج من جلود ليس فيه خشب، متزع: متر يف عدوها مرا سريعا خفيفا، قصر: حبس، استكرهت: أغضبت، شرج: جعل فيه ضربان من

ا بالشحم، تثوخ: تدخل فيه بإصبعك وال تبلغ العظم، احلميم: العرق، يتبضع: يتفجر/يسيل، تفلق: انشق، النسا: عرق، شحم وحلم، أي خلط حلمه قاين: أمحر حىت دخله السواد، صاو: يابس، الغرب: بقية اللنب، سلفع: جريء، نش املشاش: خفيف القوائم، الصدع: من الوحوش ليس بصغري وال

كريه، العاضب: القاطع، أصلع: أملس، ختالسا: جعل كل واحد منهما خيتلس صاحبه )يطعن(، العبط: شق اجللد كبري، خمدع: جمرب، أشنع: الصحيح.

ة ــقائم

عـــالمراج

129

مــــــــــــكريــرآن الــــــــــــــــــقــال

I- :المراجـــــع ، تح: ممد مي الدين، في محاسن الشعر وآدابه ونقده العمدة، أبو علي احلسن ،ابن رشيق .1

م.2127، دار اجليل، بريوت، 1ط هـ.2127، دار إحياء العلوم، بريوت، 1، طالشعر والشعراء، أبو ممد ،يبةابن قت .2 .صادر، بريوت، دار لسان العربر، ابن منظو .1، عامل لكتب احلديث، أربد. األردن، نحو النص، نقد نظرية وبناء أخرىعمر، ،أبو خرمة .4

7111. ، مكتبة اآلداب ، نظرية علم النص، رؤية منهجية في بناء النص النثريحسام، ،حأمحد فر .5

.م7111 -هـ 2111، 7القاهرة، ط، املركز الثقايف العريب، بريوت، بحث فيما يكون به الملفوظ نصانسيج النص، الزناد، ،األزهر .1

.2111، 2ط ، دار الفكر، بريوت7، طاألغاني أبو فرج، ،األصفهاين .7 -الدار البيضاء، دار الثقافة، السياق والنص الشعري، من البنية إلى القراءةعلي، ،آيت أوشان .8

املغرب. ، مؤسسة القة بين النص والنحو والداللةإسهامات أساسية في الع، حسن ،سعيد حبريي .9

.هـ2172-م7112، 2القاهرة، ط املختار،، القاهرة، علم لغة النص، المفاهيم واالتجاهات، مؤسسة المختار، حسن ،سعيدحبريي .10

.م7111-هـ2171، 2ططين، منري الشريكي، جامعة امللك ي، تر: ممد لطفي الزلتحليل الخطاببراون ويول، .11

.2112سعود، هــ.2711، املطبعة األمريية، 2، طاألدب خزانةعبد القادر بن عمر، ،البغدادي .12، مركز اإلمناء احلضاري، دراسات في النص والتناصية، ممد خري ،البقاعي .11

.2طسورية،،حلب

110

، الدار العربية للعلوم، عتبات، جيرارحينيت من النص الى المناصعبد احلق، ،بلعابد .14 .م7112 -هـ2171، 2ط بريوت،

، حبث آليات الخطاب النقدي العربي الحديث في مقاربة الشعر الجاهليممد، ،بلوحي .15 .7111يف جتليات املقاربات السياقية، من منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق،

.7112، 2، عامل الكتب، القاهرة، طاجتهادات لغويةحسان، ،متام .11، تر: سعيد حسن حبريي، دار صاصاتعلم النص، مدخل متداخل االختفان دايك، ،تون .17

.7112، 2القاهرة للكتاب، مصر، ط .، تح: عبد السمام ممد هارون، دار اجليل، بريوتالبيان والتبيين، عمر بن حبر ،اجلاحظ .18 .، تح: عبد السمام هارون، دار اجليل، بريوتالحيوان، عمر بن حبراجلاحظ، .19:ممد عبد املنعم خفاجي. مكتبة القاهرة، ، تح اإلعجاز دالئلعبد القاهر: ،اجلرجاين .20

2121. .2122، دار املعرفة، بريوت، أسرار البالغةعبد القاهر، ،اجلرجاين .21ممد شاكر، مطبعة املدين، :، تحالشعراء فحول طبقاتابن سمام ممد، ،اجلمحي .22

القاهرة.يئة املصرية العامة ، اهلالبديع بين البالغة العربية واللسانيات النصيةعبد اجمليد، ،مجيل .21

.2112للكتاب، .، دار غريب، القاهرةبالغة النصعبد اجمليد، ،مجيل .24، املركز الثقايف العريب، لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطابممد، ،خطايب .25

.2112، 2بريوت، ط-م7112، 2األردن، ط -، دار املسرية، عمانفي اللسانيات ونحو النص، إبراهيم ،خليل .21

هـ.2172، دار غريب، متعة تذوق الشعر، دراسات في النص الشعري وقضاياهممد، ،درويش .27

.القاهرة، تر: متام حسان، عامل الكتب، القاهرة، النص والخطاب واإلجراءدي بوجراند، ،روبرت .28

.م2112 -هـ 2122، 2ط

111

، 2ط سورية، -، تر: منذر عياشي، مركز اإلمناء احلضاري، حلبلذة النصبارت، ،روالن .29 .م2117

، تح: ممد أبو الفضل البرهان في علوم القرآنبدر الدين ممد بن عبد اهلل، ،الزركشي .10 .2121، 1لبنان، ط-إبراهيم، دار الفكر، بريوت

، القاهرة، دار الكتاب شعر الهذليين في العصر الجاهلي واإلسالميأمحد كمال، ،زكي .11 .هـ2151العريب،

عن حقائق التأويل وعيون األقاويل في الكشاف، بن عمر أبو القاسم ممود ،الزخمشري .12 .دار الكتاب العريب، بريوت، لبنان ،وجوه التأويل

تح: عبد الستار فراج، مطبعة املدين، القاهرة.، شرح أشعار الهذليين، أبو سعيد ،السكري .11 .2121لبنان، -، دار الفكر، بريوتاإلتقان في علوم القرآنجمال الدين، ،السيوطي .14أصول تحليل الخطاب في النظرية النحوية العربية، تأسيس "نحو ممد، ، الشاوش .15

هـــ.2172-م7112، 2، املؤسسة العربية للتوزيع، تونس، طالنص" 2111، 7، مكتبة اآلداب، القاهرة، طعلم لغة النص، النظرية والتطبيقة، ممد عز ،شبل .11

.م 7111 -هـ ، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب، الدار ديوان الهذليين ،ممد ممود ،الشنقيطي .17

.م2125-هـ2125القومية، القاهرة، شركة ، مصر ،طه احلاجري، وممد زغلول سمام:تح، عيار الشعر، ممد أمحد بن ،طباطبا .18

. م1956ة، فن الطباع .، دار الفكر، بريوتالمرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتهاعبد اهلل، ،الطيب .19أبو همال، الصناعتني، تح: علي ممد البجاوي وممد أبو الفضل إبراهيم، ، سكريالع .40

.م2122-هـ2112العصرية، بريوت، املكتبة، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، نحو النص، اتجاه جديد في الدرس النحويأمحد، ،عفيفي .41

.7112، 2ط، 2، الدار البيضاء، املغرب، ط، املركز الثقايف العريبالعالمتية وعلم النصمنذر، ،عياشي .42

.م7111

112

، اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، بالغة الخطاب وعلم النص صماح، ،فضل .41 .2117الكويت، أغسطس

، شركات الدكتور ابراهيم الفقي العاملية للتنمية البشرية، قوة التفكيربراهيم، إ ،الفقي .447112.

، تر: سعيد حسن حبريي، دخل إلى علم لغة النصمديت فيهڤجر، /ڤولفجانج هاينه مان .45 .7111، 2مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، ط

، تح: ممد علي اهلامشي، جمهرة أشعار العرب في الجاهلية واإلسالمأيب زيد، ،القرشي .41-هـ2111، 2مطابع جامعة اإلمام ممد بن سعود اإلسمامية، اململكة العربية السعودية، ط

.م2121دار الغرب ، تح: ممد احلبيب بلخوجة،منهاج البلغاء وسراج األدباء حازم، ،القرطاجين .47

.م2122، 7اإلسمامي، بريوت، ط، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر علم الداللة بين النظر والتطبيقأمحد نعيم، ،الكراعني .48

.م2111هـ/2121، 2والتوزيع، ط، تر: إلى المفاهيم األساسية والمناهج التحليل اللغوي للنص، مدخلبرينكر، ،كماوس .49

.م7121 -هـ 2112، 7سعيد حسن حبريي، مؤسسة املختار ، القاهرة، طقضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية، بنية الخطاب من الجملة إلى أمحد، ،املتوكل .50

.7112، دار األمان، الرباط، النص

II- :الرسائل الجامعية ، رسالة ماجستري، النزعة القصصية في شعر الهذليينري السيد، أمساء نو ،عبد املطلوب

.هـ2171/2171إشراف: حبيب حنش الزهراين، جامعة أم القرى، اململكة العربية السعودية،

111

III- :المجــــالت للمتوكل، جملة التبية ، يف مرثية البحتي اللوحة الطللية وداللتهايسرى امساعيل، ،براهيمإ .1

.7121، 1العدد ، 22ج، والتعليم، جملة املخرب، أحباث يف اللغة واالدب اجلزائري، االنسجام النصي وأدواتهالعزايل، الطيب ،قواوه .2

.م7127، 2اجلزائر، العدد -جامعة ممد خيضر، بسكرةجملة التاث العريب، جملة فصلية تصدر عن ، القصيدة في "عيار الشعر" وحدةخليل، ،املوسى .1

ربيع -2125، السنة اخلامسة، كانون الثاين "يناير" 22ب، دمشق، العدد العر احتاد الكتاب .1405 الثاين

IV- :المواقع اإللكترونية اللسانيني ملتقى: ختاطب ، منتدياتالنص بنحو العربي النحو عالقةالسمام، عبد ،حامد .1

(.http://www.ta5atub.com)والفماسفة، واملثقفني واألدباء واللغويني

مقاربة من زاوية علم لغة والحديث، القرآن بالغة في نصية قراءة نحوعمر عبيد، ،حسنة .2 ،ويب إسمام شبكة على اإلسمامية املكتبة، الن ص

(http://library.islamweb.net).

ــــد دالالت األلفــــاظالمــــنهج اصــــحراوي، مســــعود، .3 ــــنص، وتحدي ، لســــياقي ودوره فــــي فهــــم ال(www.chihab.net.) ، حازم القرطاجين منوذجا، لسانيات النص في التراث النقدي العربيعبد الوهاب، ، صديقي .4

(.http://ar.aladabia.net)طنجة/األدبية، اجلريدة الثقافية لكل العرب

ـرس ـفهالموضــوعات

115

فهرس الموضوعات

الصفحة ـــــــوعـــالمــــوضــــ د -أ .................................................ة.............ــــمقدم ...................................ل: علم النص مفهومه قضاياهـــمدخ

1

2 .....................................................النص يف املعجم.. -أوال 1 النص يف الدرس اللساين................................................ -ثانيا النص .أ

........................................................واجلملة21

27 ......................................................النص واخلطاب .ب 21 .......................................................نصيةالنص وال .ج 25 ..........................األهداف -املنهج -النص، املوضوع علم –ثالثا

..................الغربي ين والعربالفصل األول: علم النص بين

11 ..............المبحث األول: علم النص في الدراسات الغربية الحديثة

19

19 .........................................المطلب األول: هاليداي ورقية حسن 21 ...............................................................اإلحالة - أوال 72 ............................................................االستبدال - ثانيا 77 ...............................................................احلذف - ثالثا 71 ...............................................................الوصل - رابعا

72 ...................................................االتساق املعجمي - خامسا 21 ...................................................: فان دايكالمطلب الثاني

11 ........................................................ترتيب اخلطاب - أوال

111

12 .........................................اخلطاب التام واخلطاب الناقص - ثانيا 12 ...........................................لكليةموضوع اخلطاب/البنية ا - ثالثا

33 .................................................المطلب الثالث: براون ويول 11 .....................................................السياق وخصائصه - أوال 11 ..........................................................التأويل احمللي - ثانيا 15 ................................................. مبدأ التشابه )التناص( - ثالثا 12 .............................................................التغريض - رابعا

31 ......................................................خالصة المبحث األول 39 ..............المبحث الثاني: علم النص في الدراسات العربية القديمة

44 ......................................................المطلب األول: البالغة 11 ........................................................الفصل والوصل - أوال 11 ...............................................................التمثيل - ثانيا 15 .....................................................االتساق املعجمي - ثالثا

.................................................المطلب الثاني: النقد األدبي

41 12 .............................................ابن طباطبا ووحدة القصيدة - أوال 57 ..........................................احلامتي، القصيدة الكائن احلي - ثانيا 51 ....................................حازم القرطاجين وكيفية متاسك النص - ثالثا

56 ..................................علوم القرآن وعلم التفسيرالمطلب الثالث: 52 ...........................................................علوم القرآن -أوال 51 ..........................................................علم التفسري -ثانيا

62 .....................................................المطلب الرابع: النحـــــــو

117

65 ......................................................خالصة المبحث الثاني

61 ....الفصل الثاني: االنسجام النص ي في عيني ة أبي ذؤيب الهذلي 61 ....................................المبحث األول: المستوى النحوي

22 ..............................................املطلب األول: اإلحالة 27 ...............................................املطلب الثاين: الوصل

11 ..................................المبحث الثاني: المستوى المعجمي 22 .....................................................التكرار والتضام

94 ...................................المبحث الثالث: المستوى الداللي 11 ..........................................املطلب األول: البنية الكلية 11 ........................................املطلب الثاين: ترتيب اخلطاب 211 ....................................املطلب الثالث: العماقات الداللية 211 ..............................................املطلب الرابع: التغريض

146 ...................................المبحث الرابع: المستوى الت داولي 212 ....................................سياق وخصائصهاملطلب األول: ال 221 ................................. املطلب الثاين: مبدأ التشابه )التناص( 225 ........................املطلب الثالث: اخلطاب التام واخلطاب الناقص

119 .............................................................خـاتمـــــة 122 .................................... ملحـــــــق )النص الكامل للقصيدة(

124 ....................................................المراجـــــعقائـــــمـة