المملكـة العربية السعوديـة€¦ · web view · 2010-11-06وكل هذا...

السعوديـة العربية المملكـةالعالي التعليم وزارة

اإلسالمية سعود بن محمد اإلمام جامعة

الديـنيالديـني الحــوارالحــوار الدينيالديني التطرفالتطرف مواجهةمواجهة فيفي ودورهودوره

واإلرهابواإلرهاب

إعــداد

حســن خليفــة أ.د. محمــدالشرقيـة الدراسـات مركز مدير

مصــــر – القاهرة جامعة

أ . د. محمد خليفة حسن

جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية 21

العلمية اللجنة موقف عن العالمي للمؤتمر

اإلسالماإلرهاب منم2004/ هـ1425

الله بسمالرحيم الرحمن

البحوث واألوراق المنشورة في المؤتمر

تعبر عن وجهـــــة نظــر كاتبيها ، وال تعبر بالضرورة

عن رأي الجامعـــــة .



: تمهيــــدــثر من األديان بين الحوار من اإلسالم موقف يعد أك

وجــود من الرغم وقبوال. وعلى إيجابية األديان مواقف فــإن وتقبله األديــان بين بــالحوار تــرحب أخــرى أديان

ــوار من اإلسالمي الموقف التامة اإليجابيةب يتصف الحالحوار. دين بأنه اإلسالم وصف معه يمكن حد إلى

ــوار من الموقف إن ــ ــان بين الح ــ في مرتبط األديــدين. وإذا بطبيعة األصل ــانت ال ــان ك من تنقسم األديــالم من موقفها حيث ــ ــان إلى" اآلخر" ومن الع ــ أدي

فــإن ،بالخصوصــية تــؤمن أو ،خاصة وأديــان عالمية انعكـــاس إال هو ما األديـــان بين الحـــوار من الموقف العــالمي الــدين. فالــدين خصوصــية أو الــدين لعالمية

أو الخـــاص الـــدين بينما األديـــان بين بـــالحوار يأخذبه. يأخذ وال بالحوار عادة يرحب ال القومي

ــالم ــام دين واإلسـ ــرية عـ ا دينا وليس للبشـ ــ خاصـــرية من لجماعة ــ ــوم دون البش ــ ــا. وتق ــ عالمية غيره

ــالم ــ ــاس على اإلسـ ــ ــدة الله وحدانية من أسـ ــ ووحـ الــذي العــالم لكل إله الخــالق الواحد فاإلله البشــرية،

من أســاس على يقوم واحد دين البشرية ودين ،خلقه



الســالم، عليه آدم منذ البشــرية عقيــدة وهو التوحيد الموحدين. أول وهو البشرية أبو هو السالم عليه وآدم

تقوم السالم. وهكذا عليه آدم إلى كلها البشرية وتعود وعالمية الواحد اإلله عالمية على اإلســــــــالم عالميةالبشرية. ووحدة التوحيد

ــتنادا ــدأ إلى واس ــدة اإلله عالمية مب ــرية ووح البش في جيــدا استخداما الحوار استخدام إلى اإلسالم اتجه

ــال ــدعوة مج ــدف ال ــالمية. واله ــوار من اإلس هو الح. المسلم غير إلى باإلسالم الوصول

أهــداف بعضــها متعددة أهداف األديان بين للحواروــيةأ ــانت ساسـ ــير وراء كـ ــأة في التفكـ ــوار نشـ الحـ

األديــان بين التفــاهم مســألة أهمها ومن ،وتطــويره داخل والفرق المذاهب بين التفاهم وكذلك المختلفة،

الثــاني الهــدف يكــون أن الممكن ومن.الواحد الــدين النشــأة الحســبان في أخذنا إذا األول الهدف من أقدم

ركــزت والــتي الغــرب في الــديني للحــوار المســيحية وبخاصة ،المســـيحية المـــذاهب بين التقـــريب على

ــريب ــتانتية بين التقـ ــة، البروتسـ ــذلك والكاثوليكيـ وكـاألرثوذكسية. الشرقية المسيحية وبين بينهما التقريب

: األديان بين الحوار أهداف



الحــــوار خالل من يتحقق األديــــان بين التفــــاهم المتمثل وهو األديــان، لكل المشــترك العــدو لمواجهة

الشــيوعية مثل الدينية غــير والمــذاهب االتجاهات في المفــــــــــاهيم من وغيرها والعلمانية واإللحــــــــــاد

لـــه. وقد والمعادية للـــدين الرافضة واأليـــديولوجياتــذه نجحت الحيــاة غـــزو في المنحرفة االتجاهــات ه

واألخالقي الديني األساس وإضعاف ،لإلنسان الفكرية الحيــاة، عن الــدين عزل إلى وسعت اإلنسانية، للحياة

الــدين إلغــاء إلى االتجاهــات هــذه بعض ســعى كما فعلت كما اإلنســانية الحيــاة تســيير في دوره وإبطــال

دين يوجد اإللحاديــة. وال المادية واالتجاهات الشيوعية الشيوعي العلماني للغزو يتعرض لم الحية األديان من

الرافضة االتجاهات هذه ألن الحديث. ونظرا اإللحادي ديانــات أصــاب ما أول أصاب فقد غربية صناعة للدين

انتقلت ثم واليهودية المسيحية وهي األساسية الغربــدوى ــديانات إلى العـ ــرى الـ ــالم بينها ومن األخـ اإلسـاألقصى. الشرق وديانات ضد موجه عـــام وتهديد مشـــترك خطر هنـــاك إذن

من يجعل جلل أمر وهو لوجودهـــا، ومهـــدد األديـــان العــالم أديــان إلنقــاذ كبرى ضرورة األديان بين الحوار



ــياع من ــ ــادة والهالك، الض ــ ــاس وإلع ــ ــديني األس ــ الــرب الشعوب، لحياة واألخالقي الحاجة أمس في والغ

ــاذا فيه ألن الحــوار هــذا إلى والمســيحية لليهودية إنقا للــدين. المضــادة القوية االتجاهــات من لهما وخالصــ

من تمكنه الــتي القــوة ملكي زاليـــ ال اإلســـالم وألن مســـــاعدة قدرته ففي واإللحـــــاد العلمانية مواجهة العــون بتقــديم وذلك امــوإنقاذه والمســيحية اليهوديةــاد الغرب في الدينية وحالر ودعم الديني الخــبرة وإيف الــدين وإحيــاء ، الــديني الــوعي وبعث ، النائمة الدينية على . والدليل اإلنسانية للحياة أساسية قاعدة ليكون اإلنســان أن الــديني العــون هــذا إلى الغــرب حاجة

في وأصــبح والمســيحية اليهودية فقد أن بعد الغــربي ســعى للـدين المضــادة االتجاهات تمأله لم ديني فراغ ويســتمد ، فيها ويتثقف عنها يقــرأ الشــرق ديانات إلى حــدوث إلى أدى الذي األمر المفقود الديني الزاد منها

لتعــبر واتســاعها الغــرب في الــديني التحــول ظــاهرة ــيرا تعب ــدين أهمية عن صــادقا ــاة في ال ، اإلنســان حيــدين وكــون أو هجرها يمكنه ال اإلنســان في فطــرة الــالي . وال عنها التخلي ــ ــوانب أهم إن: قلنا إذا نغـ ــ جـ معــرفي جــانب هو األديــان بين بالحوار الغرب اهتمام



العلمانية تهفخل الــذي الــديني الفــراغ سد إلى يســعىــة، ــان ويمد الغربيـ ــديل الغـــربي اإلنسـ عن روحي ببـ الــروح اســتعادة إلى يــؤدي أو والمســيحية اليهودية

األحـــوال كل وفي الـــديانتين، هـــاتين في المفقـــودةاألديان. بين الدائر الحوار هذا في المنتصر هو فالدين

هــدف له الحــوار طريق عن األديــان بين والتفــاهمــان المشتركة األهداف تحقيق وهو مهم آخر قد ، لألدي

وطبيعتها الســعادة معــنى تحديد حــول األديــان تختلف العقــدي بالمضــمون كله هــذا الرتبــاط تحقيقها وسبل

ــلوب دين لكل ــديني وباألسـ ــذي الـ دين كل اختطه الـ اتخــذت حيث العقــدي المضــمون هــذا لتحقيق ألتباعهــان بعض ــ ــريعيا منهجا األدي ــ ــتزمت بينما تش ــ بعض ال

التكـــاليف عن بعيد أخالقي بمنهج األخـــرى األديـــانــرعية، ــدت الشـ ــان بعض واعتمـ ــرى األديـ على األخـ وتختلف. التصـــوفي الزهـــدي المنهج أو األســـلوب

اإلنسانية السعادة الـمج إلى نظرتها في أيضا األديانــدنيوي الســعادة مطلب على تقتصر األديان فبعض ،ال

تعطي وال يقــول وبعضــها األخرويــة، للســعادة اهتماماــة، دون األخروية بالســعادة بين يجمع وبعضــها الدنيوي

. والدنيا الدين سعادة



ــان ــدا، واقعا يواجه ديانته اختلفت مهما اإلنسـ واحـ . واحــدة حيوية ومشــكالت واحــدة، معيشــية وظروفا

ــبرز وهنا ــوار أهمية ت ــان بين الح أن بعد وبخاصة األدي مكــان، كل في وتشــابهت اإلنســان مشــكالت توحدت

والدينية السياســــــية مواقفها لألديــــــان وأصــــــبح عـن عزلة في تعيش وال واالجتماعية واالقتصـــــــادية

اآلن العصــرية. فاإلنســانية وقضاياه إنسانها مشكالت الجهل مثل واالجتماعية البيئية المشكالت في تشترك السياســـــية القضـــــايا . وفي(1)والمـــــرض والفقر

ــؤمن تمد أن جاهدة وتحاول والفكرية واالقتصادية الم وبــرؤى المشــكالت هــذه وقــوع ألســباب بتحليالت بها

ــول ــلوب حـ ــا، أسـ ــان أن في شك وال معالجتهـ األديـ معرفتها وتســـتغل بها المؤمـــنين تعين أن تســـتطيعــول تقــــــديم في المتنوعة وخبراتها المختلفة ــ ــ الحل والسـعادة والفالح النجـاح لتحقيق المشـتركة للقضايا

. جمعاء لإلنسانيةــان بين المثمر التعــاون هذا إلى وباإلضافة من األدي

المجتمعـــات لمصـــلحة بينها الفعـــال الحـــوار خالل

الحــوار وخيــار الجديد القــرن زقــزوق، حمــدي محمــود(?)1م.23/8/1999 األهرام الحضاري،



ا للحــوار يمكن اإلنســانية مواجهة في يســهم أن أيضــ األديــان كل تواجه عامة مشكلة وهي الديني التطرف

ــة. فقد ــرت الحي ــاهرة انتش ــرف ظ ــديني التط وما الــزمت تشــدد من يصــاحبها كل في وعنف وإرهــاب وت

: بعدان لها مشكلة تقريبا. وهي اإلنسانية المجتمعات فئتين إلى الواحد الدين أهل توزع عنه ينتج داخلي بعد

األســاس نظامه في بالدين متمسكة : فئة األقل على النظـــــــام هـــــــذا على خارجة متطرفة وفئة األصل

ــيراتها عنه ومنحرفة ــددة بتفس ــاليم المتش ــدين لتع الــــــــذي الفئة مع ومعامالتها عالقاتها على ينعكس واـل دائرة اتساع في يتمثل فهو الخارجي البعد األولى. أما

األديان عالقات على تأثير ذات لتصبح الديني التطرفــها ــ ــددة البيئة وفي ببعض، بعض ــ ــان ذات المتع ــ األدي. الواحد المجتمع داخل األخرى األديــان بين للحــوار يمكن االجتمــاعي المجال وفي

ويحد االجتماعية، المفاسد على القضاء في يساعد أنــراض الرذيلة انتشار من عنها الناتجة االجتماعية واألم

الـــــــتي واألخالقية الدينية القيم نشر خالل من وذلكــادي ــان جميع بها تن ــادل األدي في الدينية الخــبرات وتبــة، أشــكاله في الفساد مقاومة مجال وتوعية المختلف



ــنين ــذه المؤمـ ــان بهـ ــاالت في األديـ ــحية المجـ الصـــادية واالجتماعية والتعليمية ــ ــاء واالقتصـ ــ مجتمع لبنـ الدينية والحكمة الفضـــيلة من أســـاس على إنســـاني

الصــالحة القــدوة وخلق المثــل، وإعطــاء واألخالقيــة، اإلنســانية المجتمعــات إصــالح إلى يــؤدي الــذي األمر

والمساواة. والعدالة الفضيلة مجتمع وتحقيق

: الواحد الدين مذاهب بين والتقريب الديني الحوار عالج في يســهم األديــان بين التفــاهم أن اتضح لقد

مكــان. كل في البشــرية تواجه التي اإلنسانية القضايا التي الحلول واختالف الدينية الخبرات الختالف ونظرا يساعد األديان تعاون فإن بها للمؤمنين األديان تقدمها

ــول على ــول إلى الوص ــكالت وفعالة متنوعة حل لمشــانية ــأثير توظيف تم إذا وبخاصة اإلنسـ ــان تـ في األديـــعوب ــدا توظيفا الشـ ــحيحا جيـ ــكالت لعالج وصـ مشـ

لإلنسانية. أفضل مستقبل وبناء الشعوب التفاهم في األديان بين الحوار فائدة إلى وباإلضافة

فــإن المــذكورة الســابقة المستويات على األديان بين يؤدي الواحد الدين وفرق مذاهب بين الداخلي الحوار



ــارب تحقيق إلى ــذه بين التقـ ــرق هـ ــذاهب الفـ والمـــوار ويعد. (1)الداخلية ــداخلي الح ــدر على ال نفسه الق

األديـــان. بين الخـــارجي للحـــوار الـــتي األهمية من ال الواحد الــدين أهل بين التفــاهم بــدون أنه والحقيقة

ــاهم يتم أن يمكن ــان، أهل بين التف ــإن األدي ــائج ف النت تؤثر الداخلي الحوار عن تنتج التي السلبية أو اإليجابية

األديـــان، بين الخـــارجي الحـــوار في وســـلبا إيجابا الحــــــوار يكتسب األحيــــــان بعض في أنه والحقيقةــداخلي ــكل ال ــوار ش ــارجي، الح معظم ألن وذلك الخ

الــذي األمر والمــذاهب األديــان فيها تتعدد العالم دول داخليا بينها فيما الحوار من يجعل في مســاعدا عــامال

ــكالت حل ــان مش ــين األدي ــها عالقاتها وتحس مع بعضــدة. ففي األمثلة بعض ذلك على بعض. ونضرب المفي

المســيحية المــذاهب اكتســبت مثال، المسيحي العالم بعض. عن بعضــها المســتقلة الــديانات صــفة الكــبرى

ــذهب أو دين فالكاثوليكية ــني م عن تماما مســتقل دي مجتمع يخلو يكـــاد واألرثوذكســـية. وال البروتســـتانتية

: كتــاب في األديــان، بين الحــوار طــالب، أبو صــوفي(?)1 ؛98ص م،1996 القــاهرة الحضــاري، الحــوار ومســتقبل اإلســالم

اإلســالمي، الحــوار في األخوة قاعدة النحوي، رضا : عدنان وانظر.208ص م،1999 طهران ،23 العدد التقريب، رسالة مجلة



المســتقلة. المســيحية األديان هذه وجود من مسيحي حــوار وكأنه يبــدو أنه من الــرغم على بينها والحــوار

نفسه الــوقت في فإنه واحد دين مــذاهب بين داخليــوار ــات بين ح ــيحية ديان ــتقلة، مس نفسه المثلو مس

ــرب ــديني الوضع على يض ــات في ال الهندية المجتمع المجتمعــات هــذه في تنتشر حيث واليابانية والصــينية

والبوذية الهندوســـــــية مثل مســـــــتقلة ديانـــــــاتــية ــات جميعا وهي والتاوية والكونفوشيوسـ ذات ديانـ

ــات ــربى عالقـ ــالت ولها قـ ــة. ودينية تاريخية صـ قويـ من وافــدة ديانــات األصــلية الديانات هذه إلى ويضافــارج ــرق خـ ــيحية مثل األقصى الشـ ــذاهبها المسـ بمـ

مجتمعـــات أن والحقيقة اإلســـالم، ومثل المتعـــددة والمــذاهب، لألديــان مجمعا تشــبه األقصى الشــرقــداخلي والحوار جميعا بينها أو منها دين كل أهل بين ال للحوار يعطي .معا وخارجية داخلية تــأثير وقوة نشاطا

داخلي حــوار هو المجتمعــات هــذه في الدائر فالحوار األديــان هــذه تمكنت وقد ، نفسه الوقت في وخارجي

من نــوع وخلق األخرى جانب إلى بعضها التعايش منالمشتركة. الدينية الثقافة

: الدينية والتعددية االتفاق قاعدة ودعم الديني الحوار



ــديني الحــوار يختلف أن في الجــدل عن بطبيعته ال بين التفــاهم عناصر على ضــمنا يحتــوي الديني الحوار االختالف عناصر إلى ضــمنا يشــير الجدل بينما األديان

القـــرآن عـــبر وقد.والمـــذاهب األديـــان بين والتباعدــريم ــذه عن الكـ ــوار في اإليجابية الطبيعة هـ بين الحـــان ــالى قوله في األديـ }: تعـ

}الكريمة فاآلية (،64 اآلية عمران، )آل الكتــاب وأهل المســلمين بين الديني الحوار إلى تدعو

ــاق عناصر إلى وتشــير والمســيحية اليهودية بين االتف تكــون التي واإلسالم وتســتبعد ،بينهم للحــوار أساســا

التاريخي التطور إليها أدى التي االختالف عناصر ضمنا يتجــاوز اإلســالم إن والمســيحية. بل اليهودية من لكل

بــالعودة ويطــالب الثالث الــديانات بين االختالف تاريخ إبــراهيم دين يمثله للتوحيد وفطــري بسيط شكل إلى

إبــراهيم واختيــار ،الفطــرة دين هو الــذي السالم عليه به تعترف مرسل نبي فهو مقصود اختيار السالم عليه

األنبيــاء لكل أبا وتعــده واإلســالم والمســيحية اليهودية



ــالم عليهم }: السـ

}،أساسا دينه وترى (،27 اآلية )العنكبوت ــدق وقد لها ــرآن ص ــريم الق ــراهيم وصف حيث الك إب

}: بقوله الســالم عليه

}اآلية عمران، )آل الســالم عليه إبــراهيم أســبقية على تؤكد فاآلية (،67

،والمسيحية اليهودية ظهور قبل دينه وظهور التاريخية واالستســالم الطاعة رمز فهو اإلســالم كــان دينه وأن

ــة، من اإللهية لإلرادة ــوقت في وهو ناحي رمز نفسه الــدين ــرة لـ ــليمة الفطـ ــدات تلحق أن قبل السـ التعقيـالتوحيد. بعقيدة والالهوتية الدينية

ــار ــراهيم دين واختي ذاته حد في هو الســالم عليه إبــتند الجميع يقبلها وللتوحيد للدين صيغة عن بحث وتســديانات ظهور على سابقة وتاريخية دينية خلفية إلى ال

على يقــوم الشــكل بهــذا الــديني المعروفة. فــالحوارــاق عوامل ــان بين والتوافق االتف ــوم وال األدي على يق الكــريم القــرآن يســتخدم والتباعد. وال الفرقة عوامل

الكتــاب أهل دعــوة في الــدفاعي الجــدل أســلوب هناــتخدم إنما ــلوب يس ــوار أس ــديني الح ــائم ال على الق

االختالف. ال االتفاق قاعدة



بتعــدد الضــمني االعــتراف األديان بين الحوار ىيتبن بحرية ضــمنا يعــترف فهو ولــذلك والمــذاهب األديــان

األديــان بين المتبادل االعتراف يعني فالحوار االعتقاد، مســتقلة دينية نظم أو كيانــات أنها على اآلخر ببعضــها القرابة درجة حسب وتضــعف تقــوى عالقــات تربطها التاريخية عالقتها ســلبية أو وإيجابية ،ناحية من الدينية

هـــذه في األديـــان بين الحـــوار أخـــرى. إن ناحية منــذكرنا الحالة ــ ــالحوار ي ــ من مجموعة بين السياسي ب وال سياسيا ببعض بعضها يعترف التي المستقلة الدولــوار يتم أن يمكن ــ ــدون بينها الح ــ ــذا ب ــ ــتراف ه ــ االع

الحــوار تحــول وإال السياسية التبعية وعدم باالستقالل ،ومســود وســيد ،ومتبــوع تابع بين حوار إلى السياسي

المسود. على شروطه السيد فيه يفرض

: الديني الخطاب أسلوب وتطوير األديان بين الحوار أســـلوب تغليب األديـــان بين الحـــوار أهـــداف منــان بين العالقــات مجال في الديني الحوار وتعد. األدي

بين التعامل أســـــلوب في نوعية فكرية نقلة هـــــذهــان ــاريخ من قرونا تنهي األدي ــدل ت ــديني الج ــذي ال ال

الــتي الــدفاع أســباب وحركته الــديني، التعصب سادهــرت ــات إلى نظ ــان عالق ــها األدي أنها على ببعض بعض



إليها أدت أسـباب وهي ومنافسة، وصراع تحد عالقات الماضي التـــــاريخ في معروفة ودينية تاريخية عوامل

ــرب ــان. ولنض لألدي ــاال ــاريخ مث ــات بت اليهودية العالق نظــرت اإلســالم ظهــور اإلسالم. فمنذ مع والمسيحية

ومنــافس معــاد دين أنه على والمسيحية اليهودية إليهــكريا. وبعد سياســيا مواجهته إلى فاتجهتا فشل وعس

ــية المواجهة ــكرية السياسـ مواجهته إلى اتجهتا العسـ إلى هـــدف الـــذي الـــديني الجـــدل فنشأ وفكريا دينيا

ــدفاع ــيحية اليهودية عن الـ ــديا دفاعا والمسـ ضد عقـ ناحية من للــديانتين ونقــده ناحية من اإلســالم دعــاوى

دفاعي إسالمي جدل تطور إلى أدى الذي األمر أخرى الشــبهات ويــدفع المســيحي، اليهــودي النقد على يرد

هو هــذا كــان اإلســالم. وقد ضد الــديانتان أثارتها التيــديانات مع للتعامل الفكــري األســلوب الثالث. وقد ال

تـــاريخ معظم على الجـــدل من النـــوع هـــذا ســـيطرــات تطــور اإلســالمية. وقد المســيحية اليهودية العالق

الديني والدفاع اإلسالم لمواجهة األوروبي االستشراق الــديني الجــدل من مســتفيدا والمسيحية اليهودية عن

رجــال طــوره والــذي الشــرقي والمســيحي اليهــودي اإلســالم. ضد الشــرق في والمســيحيون اليهود الدين



الجــدل على للــرد المســلمين عند الكالم علم وانبرى في الكالم علم من بتأثير نشأ كما المسيحي، اليهودي للــدفاع فقط ليس ومسيحي يهودي كالم علم اإلسالم

الدفاع ليتضمن اتسع ولكنه اإلسالم، ضد الديانتين عنــان كل ضد عنهما ــ ــرى، األديـ ــ ــرق ضد بل األخـ ــ الفـ

بين جــدل نشأ الــديانتين. كما داخل الدينية والمذاهبــيحية اليهودية ــال بطبيعة وهو والمسـ ــدم الحـ من أقـ ظهـــور بداية إلى يعـــود حيث اإلســـالم ضد الجـــدل

ــيحية ــالها ذاتها المسـ حركة وبداية اليهودية عن وانفصـ اإلســالم. والشك ظهور قبل الديانتين بين متبادلة جدل في األديــان كل بين تطــور الــديني الجــدل هــذا أن في

الحديث. العصر حتى واستمر والوسيط القديم العالم في المعاصر التـــاريخ في الحـــوار تطـــور أدى وقد

وظهــور ،والفكرية واالقتصــادية السياســية المجــاالت ضــرورة إلى ،الحضــارات وحــوار األديــان حــوار فكرة

ــير ــ ــلوب في التفك ــ ــديل أس ــ ــان بين للتعامل ب ــ األديــارات ــدأ والحض ــرح ب ــار بط ــاهم بين الخي ــان تف األديــاهم بمبدأ األخذ إلى وانتهى صراعها أو والحضارات تف

ــان ــارات األدي ــير امنادي والحض ــلوب بتغي ــير أس التفك ،الجــدلي األســلوب وهو الصــراع عصــور في الشــائع



الحوار على واالعتماد بصفته الجدل. والحوار من بدال ــاليب أقدم من هو بل جديدا ليس للتفكير أسلوبا األس

والمفــاهيم األفكــار طرح في اإلنسان استخدمها التيــير وتحليلها ومناقشــتها ــا. فكث النصــوص من وتقويمه

على اعتمد القديمة الشــــــــــرقية اآلداب في الدينية منذ والتربية للتعليم وســيلة اســتخدم أنه كما الحــوار، الحــوار اســتخدام في الفلســفة توســعت وقد القــدم، في واشــتهر ومناقشتها، الفلسفية المضامين لتوصيل

ــاوراتهم اليونـــان الفالســـفة ذلك مثل المعروفة بمحـوغيرها. أفالطون محاورات

إلى اللجــوء تم الــديني التســامح فترات بعض وفيــدات لمناقشة والمناظرة المحاورة في الدينية المعتقــيحية اليهودية ــالم. وقد والمسـ ــرفت واإلسـ البيئة عـ

ــذا اإلســالمية ــوع ه ــاورات من الن ــاظرات المح والمن أعقد المتحـــاورون فيها نـــاقش الـــتي والمســـاجالت

ــامح الموضوعية من روح وفي الدينية المسائل والتس في األديــان هــذه بين الصــراع مناخ ظل في نادرة تعدالوقت. ذلك

فراتتو ال الـتي ومزاياه محاسنه األديان بين وللحوارــراع عصور في ساد الذي الجدل في اليهودية بين الص



هـــذه على التعـــرف واإلســـالم. ويمكن والمســـيحية إيجابيــــــــات بين مقارنة خالل من والمزايا المحاسن

ــوار ــلبيات الح ــدل وس ــديني الج ــان . وقد ال ــاريخ ك ت اليهودية بين الدينية العالقـــات وتـــاريخ عامة األديـــان

مصــدرنا الخصــوص وجه على واإلســالم والمســيحية فقد.والسلبيات اإليجابيات هذه على للتعرف الرئيس

والحــوار الجــدل بين العصــور عــبر األديان تاريخ توزعتعبــــير والصــــراع والتفــــاهم االختالف مراحل عن ا

ــاء ــ ــان. ويجب بين وااللتق ــ ــوه أن األدي ــ أن إلى هنا ننــدل ــال هو كما إيجابيا يكــون قد الج ــدال في الح الج }: الكريمة القرآنية اآلية عنه عبرت الذي الحسن

} . لم الــديني بالحوار نقابله الذي الديني الجدل ولكن

أن والحقيقة األديـــان، تـــاريخ عصـــور في إيجابيا يكن األهـــداف مع الحـــوار في يتســـاوى الحسن الجـــدال. نفسها النتائج إلى ويؤدي واآلداب

: التدين في االعتدال ودعم الحوار الديني الحوار من لكل األساسية الطبيعة عن يتولد العالقــات تشكيل في مهمة أمور عدة الديني والجدل يشــير الــديني واألفراد. فــالحوار الشعوب بين الدينية



كل له فالمحــاور الــديني، التعبــير حرية إلى بطبيعته أو ديانته يمثل الــذي الــديني رأيه إعطــاء في الحرية الحــوار في المطروحة الدينية القضــايا كل في مذهبه

ــان مع ــوقت في يتفهم أنه كما األخــرى، األدي نفسه ال األخــرى األديــان آراء عن المعــبر اآلخر الــديني الــرأي

االعتقـــاد من انطالقا وذلك الحـــوار في المشـــتركةــذلك األخــرى، باألديان واالعتراف الدينية بالتعددية وك

،لآلخــــــــرين الدينية المشــــــــاعر تفهم من انطالقاالدينية. والخبرات التجارب باختالف واالعتراف

الديني، التعبير بحرية يأخذ ال فإنه الديني الجدل أما عــدم من انطالقا اآلخر الــديني الــرأي على ويعــترض

االعـــتراف االعتقـــاد، وحرية الدينية بالتعددية أصـــالــذلك ــراعي ال جــدل فهو ول في المخــالفين مشــاعر ي اآلخــرين معتقــدات تســخيف إلى دائما ويميل الــدين،

. منها والسخرية ةــــالنتيج أن إلى الذكر ةـــالسابق رـــالعناص تشير

حتما تؤدي والمذاهب انـــاألدي بين للحوار ةــــالنهائي نيـــــالدي االعتــدال من حالة تولد إلى الحوار وبطبيعة

ــؤدي . بينما األديـــان في الغلو أصحاب لدى الجــدل يــديني ــالدي في الغلو نمو إلى ال ــرف ن،ـــ ــه، والتط في



ــدال، للمذهب. وعن والتعصب تتولد والوســطية االعت الــتي الصــفات مع وتتضــاد تتنــاقض صــفات مجموعة لآلخر . فاالســتماع الــديني والتطــرف الغلو يولــدها

والتعمق الفهم من مزيد إلى يــــؤدي معه والتحــــاور والدالالت المعاني تفهم من درجة تحقيق إلى المؤدي للحــوار. فقبل روحـــــالمط الــديني للموضــوع الدينية

للموضــوع ينـــــمختلفت رؤيــتين أمــام نحن الحــوار الدينية المســائل بعض تنكشف الحوار د. وبعدـــالواح

آخر بعـــــــدا وتكتسب الـــــــدالالت، وتتضح الغامضةــوع ــديني للموض ــان ال ــار عن غائبا ك ــدا األنظ عن بعي

ــام. وكل ــذا اإلفهـ ــدث هـ ــاظ ظل في يحـ على الحفـ يلغي ال فــالفهم للمحــاور، الدينية الهوية أو الشخصــية

تفســيرات لدينــه. ويضــيف مفهومه يعمق إنما وجودهــدة ودالالت ــانت جدي ــورة ك ظل في مجهولة أو مطم. الواحد الديني والبعد الواحدة الدينية الرؤية

ــرى ناحية ومن ــني ال أخـ ــدال يعـ عن التخلي االعتـــدين األساســية العقائد ــؤدي إنما لل ــرؤى فهم إلى ي ال

من لالعتقـــاد الخاصة الرؤية وتعميق حولها األخـــرى يعــني األخرى. كما األديان مواقف على التعرف خالل

وبحق لآلخــرين الــديني بــالوجود االعــتراف االعتــدال



ــاد ــود في المختلف االعتقـ ــانب إلى الوجـ ــاد جـ اعتقـ فيه يعتقد بما اإليمــان االعتقــاد حق يعني المحاور. وال

ــتراف إنما اآلخر ــون أن في بحقه االعـ في مختلفا يكـ المحافظة ضــرورة على أكــدنا أن سبق االعتقاد. وقد

وعلى باألديـــان الخاصة الشخصـــية على الحـــوار في النظر في االعتــدال هــذا العقدي. ويتضــمن استقاللها

ال وسط موقف باتخــاذ منها الموقف تحديد وفي إليها،ــها وال للنفس يقبلها ــوقت في لآلخر يرفضـ . نفسه الـ

ــبر وقد ــرآن ع ــريم الق ــذا عن الك ــاه ه قوله في االتج )ســـورة{ }: تعـــالى

الــدين قبــول عدم منه يفهم موقف وهو(6 الكافرون. للمحاور كدين المختلف



: الخاتمــة الفهم تحقيق إلى األديــــان بين الحــــوار يســــعى

ــاهم ــان، بين والتف ــرى األدي ــذا وي بين جوهريا فارقا ه فهم إلى يهــدف الديني. فاألول والجدل الديني الحوار

علمية وســيلة الحــوار باســتخدام والمــذاهب األديــان الفهم تحقيق إلى الهادفة التساؤالت ولطرح وتعليمية يهــدف الفهم هــدف إلى وباإلضــافة.المعــنى وإدراكــان بين التفاهم تحقيق إلى الحوار نقــاط لمعرفة األدي نقــاط على والتعرف وتقويتها، دعمها أجل من االلتقاء

اتخاذ عدم مع بينها والتقريب فهمها أجل من االختالفهــدف منها التخلص االختالف نقــاط ألن وذلك للحــوار ا

في شخصــيتها وتظهر وهويتها، األديان خصوصية تمثلــاء فالحوار األخرى. ولذلك األديان مواجهة يحافظ البن

على األديان بين العالقة ويبني األديان، استقاللية على لتكون التدين وحرية الدينية التعددية قبول من أساس.(1)األديان بين للحوار ثابتة مهمة مبادئ

والتفــاهم الفهم تحقيق إلى الــديني الحــوار ويهدف وعلى الجــدل بقــوة فرضها ال الدينية المعارف وتبادل

ــريب، رسالة والعولمة، الهوية التويجري، عبدالعزيز(?)1 التق.132ص م،1999 طهران23 العدد



يكــون أن يجب التي الرفيعة الدينية الثقافة من الرغم وموضــوعات األديان مجال في وبخاصة المحاور عليها

ــديني الحــوار ــام المتعلم مجلس في يجلس فهو ال أم في وهو بدينــه، يختص أمــرا يشرح حين الدين صاحب إما معه والــرأي الفكر تبــادل على قــادر نفسه الوقت

أو المطــروح الموضــوع في دينه نظر وجهة بإعطــاء من أســاس على مبنيا اآلخر الــدين في رأيا يبدي حين

التساؤالت بطرح له تسمح اآلخر بالدين علمية معرفةــارة ــائل وإث ــتي المس ــاعد ال وتكشف الفهم على تس

يتجنب .. والمحاور والشبهات األخطاء وتبعد الغموض ويصـــفه اعتقـــاده يعـــرض أن حقه من ولكن الجـــدلــبراهين األدلة ويعطي فهمــه، عملية وييسر الدينية وال

ــتقاللية على محافظا والعقلية دينه اسـ ــاوال فهم ومحـ رؤيته تعميق في منها لالســتفادة األخــرى األديان رؤى

الـديني الحـوار يتطلب الشـكل الخاصــة. بهــذا الدينيةــامحا دينيا مناخا ــدة متسـ ــمح علمية وقاعـ بحرية تسـ

ــير ــديني التعبـ ــادل الـ ــال في العلمية اآلراء وتبـ المجـ ، فكرية علمية عملية الــديني الحــوار الــديني. ويصــبح

حسـاس فكـري مجـال في العلمية الموضوعية تحققــال وهو ــذا الفكر مجـ ــديني. وهـ ــاخ الـ ــديني المنـ الـ



على ويقبلها الدينية بالتعددية يعــترف منــاخ المتسامح وقد ، البشر بين الطبيعي االختالف قاعدة من أساس

ــترف ــالم اع ــاختالف اإلس ــاهرة يمثل وأنه البشر ب ظ }: الكريم القرآن يقول هذا طبيعية. وفي

} هود، )سورة ــبب البشر بين االختالف إن (. بل118-119 ــ مهم ســـادلهم وتعارفهم اجتماعهم أسباب من ــارف وتب : للمع

{

}ســورة( (.13 اآلية الحجرات،



والمراجع المصادر

ــادق ــبران، محمد صـ ــوار قواعد أجل من الجـ للحـــالمي، ــ ــالة مجلة اإلس ــ ــريب، رس ــ ــران، التق ــ طه

م.1999كتـاب في األديـان، بين الحـوار طالب، أبو صوفي :

ــالم ــتقبل اإلس ــوار ومس ــاري، الح ــاهرة الحض القم.1996

رســالة والعولمــة، الهوية التــويجري، عبــدالعزيز م.1999 طهران23 العدد التقريب،

ــدنان ــوي، رضا ع ــدة النح ــوة قاع ــوار في األخ الحــالمي، ــالة مجلة اإلسـ ــريب، رسـ ــدد التقـ ،23 العـ

م.1999 طهرانالحـــوار ومســـتقبل اإلســـالم الزميـــع، فهد علي

ــاري، ــلة الحض ــايا سلس ــالمية، قض ــدد إس ،15 العم.1996 القاهرة

الحــوار وخيار الجديد القرن زقزوق، حمدي محمود م.23/8/1999 رامـاأله الحضاري،

المملكـة العربية السعوديـة€¦ · web view · 2010-11-06وكل هذا...

Documents