طاقة البحر... تسخير إلهي معجز

 

يدور بحثنا حول كلمة )سخر( والتي تعني قدم عمال مجاني��ا ب��دون أج��ر، وهذا ما كشفه العلماء من طاقة هائلة في البح�ر، وق�د س�بقهم الق�رآن

في إشارة رائعة إلى ذلك....

طاقة أمواج البحر

في كتاب الله تعالى إشارات رائعة إلى كثير من االكتش افات ولكنر بشرط أن نحسن التدبر والتفكر في كالم الله عز وجل، فق د س خ الله لنا الكثير من األشياء من حولنا لتقدم لن ا خ دمات مجاني ة دون مقاب ل، مث ل الش مس ال تي تق دم الح رارة والض وء وح ديثا تم

االستفادة من الشمس في توليد الطاقة الكهربائية.

كذلك فقد سخر الله لنا البح ر لنبتغي من فض له، وق د ت بين وج ود كميات ال نهائية من الطاقة المجانية في ه ذا البح ر، وس وف ي دور حديثنا حول ما كشفه العلماء ح ديثا عن اس تفادة من أم واج البح ر

السطحية والداخلية في توليد الكهرباء.

من أين تأتي األمواج

عندما ننظر إلى الكرة األرضية من الخارج نالحظ أن هنال ك تغ يرات في الض غط والكثاف ة من نقط ة ألخ رى على س طح األرض. وه ذا ينتج بس بب اختالف درج ات الح رارة، وه ذه االختالف ات ت ؤدي إلى تولد الرياح. وهذا يؤدي إلى حركة الماء على س طح البح ار وتش كل األمواج، والتي تتح رك باتج اه الش اطئ، وم يزة ه ذه األم واج أنه ا تحمل كميات من الطاق ة الحركي ة وتحتف ظ به ا طيل ة رحلته ا من

وسط البحر وحتى الشاطئ.

طاقة األمواج السطحية

يستفيد الي وم علم اء الطاق ة من أم واج البح ر، ويص نعون مع دات خاص ة تمكنهم من وض عها على س طح الم اء حيث تق وم األم واج

برفعها وخفضها باستمرار. وهذا ي ؤدي إلى تولي د حرك ة ميكانيكي ةيمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية تنقل عبر أسالك لالستفادة منها.

إن أول من خط رت ببال ه فك رة االس تفادة من األم واج ه و رج لMonsieurفرنس ي ي دعى Girard 1799 حيث ح اول م ع ابن ه ع ام

االستفادة من حركة األمواج في إمداد الطاحونة والمضخة بالطاقة.

 

وحدة لتوليد الكهرباء تع وم ف وق أح د المحيط ات، وبس بب تحري ك األمواج لهذه الوحدة فإن هذه الحركة الميكانيكية يمكن تحويلها إلى

طاقة كهربائية يستفاد منها.

طاقة األمواج الداخلية

يتم االستفادة الي وم في بريطاني ا من التي ارات تحت س طح البح ر والناتجة عن أمواج المد. ويعتبر هذا المص در للطاق ة المتج ددة من المصادر النظيف ة واآلمن ة. وتس تخدم التقني ة م راوح أو توربين ات تثبت تحت سطح البحر وتدور بسبب تيارات الم د، وبالت الي تتح ول فيها الطاقة الميكانيكية ال تي تول دها األم واج إلى طاق ة كهربائي ة

يمكن االستفادة منها.

 

فكرة جديدة إلنش اء م راوح أو توربين ات تعم ل على تولي د الطاق ةالكهربائية واالستفادة من التيارات تحت سطح البحر.

ويعتقد العلماء ب أن ه ذا المص در أفض ل من طاق ة الري اح، بس بب انتظ ام األم واج وإمكاني ة دراس تها بش كل جي د وتوق ع حجمه ا وطاقته ا، مم ا ي تيح تص ميما أفض ل للتوربين ات المول دة للطاق ة

الكهربائية.

مترا، وتثبت على مسافة تحت سطح الماء20إن قطر المروحة هو مترا. وقد بلغ استهالك الطاقة الكهربائية بالوسائل المختلفة30ب

:2001في بريطانيا عام

بالمئ ة. أم ا الطاق ة2الطاقة الكهربائية من مصادر متج ددة نس بة % والطاق ة الكهربائي ة33الكهربائي ة من الفحم فق د بلغت نس بة

% .22 % والطاقة الكهربائية النووية 37من الغاز الطبيعي

إن المد الذي يمارسه القمر على ماء البحر هو نعمة مجانية من اللهماءتعالى القائل: ماوات واألرض وأنزل من الس )الله الذي خلق الس

ر لكم الفل ك لتج ري في خ ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وس مس والقمر دائبين ر لكم الش ر لكم األنهار * وسخ البحر بأمره وسخألتموه وإن تع دوا ر لكم الليل والنهار * وآت اكم من ك ل م ا س وسخ

ار( [.34-32 ]إبراهيم: نعمة الله ال تحصوها إن اإلنسان لظلوم كف

إنها آيات عظيمة تذكرنا بنعمة الله علينا، وما نعمة الم د والج زر إال عط اء من الل ه لعب اده ليش كروه على م ا وهبهم من دون تعب أو

ر لكم البحر لتجري الفل كجهد. وكذلك يقول تعالى: ) الله الذي سخكرون( [. في12]الجاثي ة: فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تش

هذه اآلية الكريمة نتلمس رحمة الله بعباده أن سخر لهم هذا البح ر،( في اللغة تعني: ذلل وكلف عمال بال أجرة، أي مجانا. سخروكلمة )

 

يحاول العلماء اليوم االستفادة من الطاقة الكبيرة والمجانية وال تير البح رسخرها الله في أمواج البحر، يقول تعالى: خ )وه و الذي س

لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وت رى الفل ك[.14 ]النحل: مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون(

مستقبل هذا المصدر الجديد

- تعتبر هذه الطاقة آمنة وليس لها أية مخاطر.1

- طاقة أمواج البحر أكبر بكثير من طاقة الرياح.2

ساعة وطيل ة أي ام الس نة24- طاقة أمواج البحر ثابتة على مدار 3 تقريبا، بينما طاقة الشمس يستفاد منها أثناء النهار، وطاقة الرياح

يستفاد منها في فترات متقطعة.

- الكهرباء الناتجة عن طاقة األمواج أكثر ثباتا.4

والسؤال: أليست هذه نعمة من نعم الل ه تع الى علين ا، أليس عم ل األمواج المستمر هو خدمة مجانية يقدمها البحر الذي قال الله عنه:

ر لكم البحر(؟ )الله الذي سخ

تعتمد الطاقة التي تحملها الموجة على طولها وارتفاعها وس رعتها وكثاف ة الم اء ال ذي تحمل ه. وه ذا يتعل ق بس رعة الري اح ودرج ات

الحرارة فوق سطح الماء.

 

م ترا وزمنه ا15يقول الباحثون اليوم: إن موج ة طوله ا ارتفاعه ا كيل و واط لك ل م تر1700 ثانية، س وف تحم ل طاق ة تق در ب 15

مرب ع من جبهته ا. وأن طاق ة األم واج أك بر بكث ير من طاق ة الم دوالجزر.

الطاقة الناتجة من اختالف درجات الحرارة

لقد هيأ الله البحر بشكل عجيب! فدرجة الحرارة على سطحه تك ون مرتفع ة نس بيا بس بب أش عة الش مس، بينم ا تك ون الح رارة في أعماق ه منخفض ة، ه ذا الف ارق في الح رارة يمكن االس تفادة من ه

لتوليد الطاقة الكهربائية.

Georgeلقد استفاد من هذه الظاهرة المهن دس الفرنس ي Claude

كيلو واط وذلك عام22حيث صنع وحدة لتوليد الكهرباء استطاعتها

باالستفادة من فارق درجات الح رارة بين س طح البح ر وبين1929عمق محدد.

ويخبرنا الباحثون أن هذه التقنية ال تزال بدائية ومكلفة جدا، ول ذلك هي غير مستخدمة اليوم بشكل عملي. إال أن األبحاث مس تمرة في

هذا المجال ويمكن إحراز تقدم في السنوات القادمة.

 

تعتبر الطاقة المتوافرة في البحر والمحملة على أمواجه من أفضل أن واع الطاق ة الطبيعي ة، فهي آمن ة ونظيف ة وال تنض ب وليس ت مهددة بالنفاذ مثل البترول مثال، باإلضافة إلى أن ه ذه الطاق ة هي

هبة مجانية من الله تعالى سخرها لنا، فهل نشكر الله على نعمه؟

طاقة تيارات المحيط

إذا ما نزلنا تحت سطح البحر وبدأنا نغوص ش يئا فش يئا، فإنن ا ن رى عالما يعج بالحرك ة واألم واج والتي ارات، وهنال ك تي ارات ح تى في أعمق نقطة من البحر! وهذا م ا دعى العلم اء لمحاول ة االس تفادة

من هذه األمواج.

وتتم االس تفادة من ه ذه الطاق ة المجاني ة والنظيف ة من خالل وحدات تتوضع تحت سطح البح ر، وهي عب ارة عن توربين ات توض ع على أعم اق مختلف ة تحت س طح البح ر، وت دور بس بب التي ارات

المتولدة تحت سطح الم اء. وتتم يز ه ذه التوربين ات بص غر حجمه ا مقارنة بالتوربينات الهوائية، وذل ك بس بب أن كثاف ة الم اء أك بر ب

مرة من كثافة الهواء.835

وهنا ال ب د من اإلش ارة إلى أن الق رآن س بق العلم اء للح ديث عن )أو كظلم اتالتيارات العميقة في البحار، وسماها باألمواج فق ال:

حاب ظلم ات ي يغشاه موج من فوقه موج من فوق ه س في بحر لج [. ف البحر اللجي ه و العمي ق، وفي ه40 ]الن ور: بعضها ف وق بعض(

موج داخلي من فوقه موج على السطح من فوقه سحاب.

الطاقة الزرقاء

وهي الطاق ة المتول دة في مص ب النه ر في البح ر، حيث تت دفق كمي ات كب يرة من المي اه العذب ة في مي اه البح ر المالح ة، ويمكن االستفادة من هذه الطاقة في توليد الكهرباء، وه ذه نعم ة من نعم

ر لكم األنهار( الله علينا القائل: ) [.32]إبراهيم:وسخ

وفي هذه اآلية الكريمة نرى إشارة قرآني ة إلى تس خير الل ه تع الىر لكم البح رللبحر لنبتغي من فضله، يق ول تع الى: خ )الله الذي س

كرون( له ولعلكم تش لتج ري الفل ك في ه ب أمره ولتبتغ وا من فض [. وهنا نالحظ أن الله تعالى قد جعل البحر مس خرا لن ا12]الجاثية:

لنستفيد منه، وكما رأينا كيف يح اول العلم اء الي وم االس تفادة من طاقة أمواج البحر وطاقة ح رارة البح ر وطاق ة األم واج والتي ارات

الداخلية للبحر في توليد الطاقة الكهربائية أيضا.

الطاقة الهائلة بين الماء العذب والماء المالح

ر البح ر لت أكلوا من ه لحم ا طريايق ول تع الى: خ )وه و الذي س وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من

كرون( له ولعلكم تش [. في ه ذه اآلي ة ح ديث عن14 ]النح ل: فض أهمية البحار وتسخيرها لإلنسان مجان ا، وك أن الل ه تع الى يري د أن

)ولتبتغواينبهنا إلى الفوائد العظيمة الموجودة في البحار في قوله من فضله(.

ومن الظ واهر ال تي ب دأ اإلنس ان بمالحظته ا اختالط الم اء الع ذب بالماء الم الح عن د من اطق المص بات لألنه ار في البح ار. وق د ظن اإلنسان أن العملية هي مج رد اختالط ال فائ دة من ه، ولكن الق رآن

سنة ذكر هذا التم ازج واالختالط بين البح رين أي النه ر1400قبل العذب والبحر المالح كنعمة من نعم الله، وآية من آياته ينبغي علين ا

التفكر فيها.

وبالفعل فإن القرآن لم يذكر شيئا إال وك انت هنال ك فوائ د عدي دة منه، ومن هذه الفوائ د وأغربه ا أن العلم اء الي وم اكتش فوا وج ود كميات كبيرة من الطاقة تتحرر أثناء عملية اختالط الماء الع ذب في الماء المالح، ول ذلك فك روا في االس تفادة من تولي د الكهرب اء في

هذه المنطقة.

تحلية مياه البحر

إن الطريق ة المتاح ة الي وم لتحلي ة م اء البح ر تعتم د على ه ذه الظ اهرة، أي ظ اهرة اختالط الم اء الع ذب بالم اء الم الح، وال تي س خرها لن ا الل ه تع الى لنتمكن من خالله ا من تنقي ة وتحلي ة م اء البح ار، وه ذه نعم ة عظيم ة تس تحق أن ي ذكرها الق رآن الك ريم:اجزا أءل ه م ع الله ب ل أكث رهم ال يعلم ون( رين ح )وجع ل بين البح

[.61]النمل:

إن عملية تحلية مياه البحر تتم اليوم بطريقة تحلية مياه البح ر، من خالل وض ع م اء البح ر في وح دات خاص ة وض غطه بض غوط عالي ة وجعل هذا الماء المضغوط يمر عبر غشاء نفوذ للماء فق ط، أي أن ه يسمح بمرور جزيئات الماء العذب الصغيرة نسبيا، وال يسمح بم رور جزيئ ات الملح ال تي هي أك بر بكث ير من جزيئ ات الم اء. ويس مي

Reverseالعلماء هذه الطريقة بالتناض ح العكس ي Osmosisوالي وم . تعتبر هذه الطريقة أساسية في تحلي ة مي اه البح ر، حيث إن معظم

الدول التي تحلي ماء البحر تعتمد هذه الطريقة.

 

شكل يوضح طريقة لتحلية مياه البحر المالحة، حيث يتم ض غط م اء البح ر وإجباره ا على الم رور من خالل غش اء يس مح للم اء فق ط

بالنفاذ منه، وال يسمح لجزيئات الملح بذلك.

الطاقة بين البحرين

لقد اكتشف العلماء بعد دراسة المنطقة الفاصلة بين النه ر والبح ر عند منطقة المصب أن ماء النهر الع ذب عن دما يختل ط ويم تزج م ع ماء البحر الم الح ف إن كمي ات كب يرة من الطاق ة تنطل ق في ه ذه المنطقة. إن سبب تحرر هذه الطاقة ه و الف ارق الكب ير في درج ة الملوحة بين الماء العذب والم اء الم الح، وه ذا الف رق في الكثاف ة

يؤدي إلى اندفاع الماء العذب بشدة داخل الماء المالح.

ولذلك فإن هذا الض غط الكب ير المتول د في المنطق ة الفاص لة بين الماء العذب والماء المالح، يش كل ج دارا منيع ا من الق وى ال تي ال تسمح إال لجزء من ماء النهر بالعبور إلى البحر، ه ذا الج دار ه و م ا سماه القرآن بالحاجز. ولوال هذا الحاجز المنيع لجفت جميع األنه اربسبب تدفقها في البحار وعدم وجود ما يمنعها من التدفق بغزارة.

 

وعاء يحوي على الطرف األيمن ماء عذبا وعلى الجانب األيس ر م اء مالحا، وبينهما غشاء يسمح لجزيئات الماء ب المرور ويحج ز جزيئ ات الملح، ونالح ظ تول د ق وى ض غط كب يرة على الم اء الم الح بس بب االختالف الكبير في درجة الملوحة بين الج انبين. ن رى في الش كل كيف يمر الماء العذب باتجاه الم اء الم الح، وه ذا يول د ض غطا على الماء المالح، مما يؤدي إلى ارتفاع مس توى س طح ه ذا الم اء. ول و عكسنا العملية فإننا نرى العملية العكس ية، أي عن دما نض غط الم اء المالح فإنه يضطر للم رور ع بر الغش اء ال ذي يس مح للم اء الع ذب ب المرور خالل ه، ويحتج ز الملح، وبالت الي ه ذا ه و مب دأ تحلي ة م اء

البحر.

يبحث العلم اء الي وم في ه ذا الح اجز ويؤك دون ب أن العملي ات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في منطق ة ال برزخ ال تي تفص ل بين النهر والبحر في منطقة المصب، تعت بر معق دة للغاي ة وص عبة

الفهم.

ولكي نفهم شدة هذه القوى المتحررة عن دما يلتقي النه ر ب البحر، يجب أن نعرف مقدار الملوحة في كل منهم ا. فك ل م تر مكعب من

كيل و غ رام من الملح، بينم ا الم تر المكعب من35ماء البحر يحوي ماء النهر يحوي أقل من نصف كيلو غرام من الملح.

ولذلك فإن المنطقة التي تفص ل بين البح ر الم الح والنه ر الع ذب وه ذه المنطق ة تمت د لع دة كيل وestuaryوتسمى منطق ة المص ب

مترات ولها خصائص تختلف عن خصائص البحر أو النهر.

توليد الكهرباء من الماء

ولكي نفهم عملية االس تفادة من م زج الم اء الع ذب بالم اء الم الح لتوليد الطاقة الكهربائية، نلجأ إلى الطريق ة المعاكس ة لتحلي ة م اء البحر. ففي عملية التحلي ة نق وم بض غط م اء البح ر إلخ راج الم اء الع ذب من ه، أي أنن ا نب ذل طاق ة كهربائي ة ل ذلك، بينم ا في ه ذه الطريقة نجعل الماء العذب يدخل إلى م اء البح ر وبالت الي س تتولد

الطاقة في هذه الحالة، أي هي عملية عكسية.

إن طاقة الضغط التي يولدها جريان الماء العذب داخل الماء الم الح يمكن أن يتم تحويله ا إلى حرك ة دوراني ة تق وم بت دوير مول دة

كهربائية، وبالتالي يتم إنتاج الطاقة الكهربائية بهذه الطريقة.

فقد وج د العلم اء أنن ا إذا وض عنا الم اء الع ذب على ج انب والم اء المالح على الجانب اآلخر وفصلنا بينهما بغشاء يسمح فق ط بم رور الماء العذب إلى داخل الماء المالح، ف إن الض غط في الم اء الم الح

ضعفا.26سيتضاعف بمقدار

ويقوم العلماء اليوم بدراسة إمكاني ة االس تفادة من ه ذه الظ اهرة الطبيعية، وذلك بوضع وحدات لتوليد الكهرباء عن د منطق ة المص ب إما تحت سطح الماء، أو تحت األرض. طبعا هؤالء العلم اء يعتق دون بأن قوانين الطبيعة هي التي تحكم ه ذه الظ اهرة العجيب ة، ول ذلك جاء القرآن قبل أربعة عشر قرنا ليؤكد أن الله تع الى ه و من خل ق هذه الظاهرة وهو من سخرها لنا، وس بحان الل ه، نج د من ال ي ؤمن

بوجود خالق لهذه الظاهرة.

 

يجري اليوم بعض الباحثين العديد من التجارب والتي تعتمد كما نرى في ه ذه الص ورة على م زج الم اء الع ذب بالم اء الم الح، به دف استغالل الطاقة المجانية المتحررة أثناء عملية المزج، وهذه الطاقة تنتج بتق دير إلهي، ولكن علم اء الغ رب ي ردون ه ذه الظ اهرة إلى الطبيعة، أما القرآن فيؤكد أن الله تع الى ه و خ الق ه ذه الظ اهرة

)وهو الذي م رج البح رين ه ذاوهي نعمة من نعمه سبحانه وتعالى: عذب فرات وهذا ملح أج اج وجع ل بينهم ا برزخ ا وحج را محج ورا(

[ فسبحان الله!53]الفرقان:

يسمي العلماء هذه الطريقة في االس تفادة من م زج الم اء الم الحPressureبالم اء الع ذب ب Retarded Osmosis( أو اختص ارا PRO. )

وهي طريقة مستوحاة من الظ اهرة الطبيعي ة، أي ظ اهرة الح اجز بين البحرين والتي تحدث عنه ا الق رآن بوض وح قب ل أن يكتش فها

العلماء.

 

التق اء النه ر الع ذب م ع البح ر الم الح، والعلم اء الي وم يح اولون االستفادة من منطقة المصب حيث يصب النهر في البحر، ألن ه ذه المنطقة تتولد فيها قوى هائلة. ويمكن االس تفادة من ه ذه الق وى وتحويله ا ض من وح دات خاص ة إلى طاق ة كهربائي ة تعت بر آمن ة ونظيفة. ويمكن أن تتوضع هذه الوح دات تحت األرض لتحوي ل ق وة الضغط المتولدة عند التقاء النهر بالبحر إلى طاقة كهربائي ة، طبع ا هذه األفكار ال تزال قيد الدراس ة والتجرب ة. وبه ذه الطريق ة يمكن

تحويل نصف طاقة الضغط إلى كهرباء عمليا.

إشارات قرآنية

هنالك نص قرآني يربط بين البحار واألنهار في إش ارة إلى إمكاني ةراالستفادة من هذه النعم التي سخرها الله لنا، يقول تعالى: )وسخ

ر لكم األنه ار( خ ]إب راهيم:لكم الفلك لتجري في البح ر ب أمره وس ر[. وانظر معي إلى كلمة )32 ( وال تي تك ررت م رتين في ه ذهسخ

اآلية للتأكيد على أننا إذا بحثنا فسوف نجد فوائ د مجاني ة ال تحص ىفي األنهار والبحار.

هنالك الكث ير من األبح اث العلمي ة الجدي دة ال تي يح اول أص حابها االستفادة من طاقة أمواج البحر، وطاق ة الم د والج زر في البح ر، وكذلك الطاقة الحراري ة في أعم اق المحيط ات، وغ ير ذل ك كث ير.

ويؤكدون أن البحر يحوي طاقة هائلة ومجانية ونظيفة.

 

في المنطق ة حيث يص ب النه ر ب البحر تتح رر طاق ة هائل ة نتيج ة )وه و ال ذياختالط الماء العذب بالماء المالح، ونت ذكر قول ه تع الى

إنها آي ة ت ذكرنا بنعممرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج(، الله علينا وأنه هو من خلط البحرين، فال بد أن يك ون هنال ك فائ دة

من هذه العملية، وهذا ما يحاوله العلماء اليوم.

ولذلك نجد البيان اإللهي يؤكد على تسخير البحر لنا لنس تفيد من ه،ر(: ق دم خ وربم ا نس تغرب إذا علمن ا أن من بين مع اني كلم ة )س خدمات مجانية من دون مقابل، أو كما يقول علم اء اللغ ة: س خره: ذلله وكلفه عمال بال أجرة! هذا م ا يتح دث عن ه علم اء الي وم عن دما يؤكدون أن الطاقة الكهربائية التي يمكن الحصول عليها من البح ار واألنهار هي طاق ة مجاني ة ال تكلفن ا أي ش يء، وك أن ه ذه البح ار مخلوقات مطيعة ذللها الله لنا وجعله ا تخ دمنا دون أن تأخ ذ ش يئا، ول ذلك نج د أن البي ان اإللهي يؤك د أن ه ذه النعم ال تحص ى فه ل

ألتموه وإن تع دوانشكر الله تعالى القائ ل: )وآت اكم من ك ل م ا س ار( [.34 ]إبراهيم: نعمة الله ال تحصوها إن اإلنسان لظلوم كف

ر لكم األنهار(،في قوله تعالى ر وقوله تعالى )وسخ )وهو الذي سخ إش ارة إلى وج ود من افع كث يرة ومجاني ة في األنه ار وفيالبح ر(

البحار، وما رأيناه في هذا البحث من محاوالت لالستفادة من التقاء األنهار بالبح ار، م ا ه و إال تط بيق عملي له ذه اآلي ة، حيث يع ترف العلماء بوضوح أن البحار واألنه ار تحت وي على مص در غ ير مح دود

للطاقة المجانية.

فهل نتذكر نعمة الله علينا ونشكره على هذه النعم ونسبحه؟ يقولن جع ل األرض ق رارا وجع ل خالله ا أنه ارا وجع ل له اتع الى: )أم

ي وجع ل بين البح رين ح اجزا أءل ه م ع الله ب ل أكث رهم ال رواس ر[. وال نمل ك إال أن نق ول: 61]النمل: يعلمون( خ بحان الذي س )س

-13 ]الزخرف: لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون(14.]

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com/ar

المراجع 

 

1.     Wave power ,www.wikipedia.org.

2.     Gayle Ehrenman, current from currents, American Society of Mechanical Engineers,

2003.

3.     Paul Brown, Electricity from under the sea, Guardian Newspapers, 2005.

4.     Tom Heath, Realities of Wave Technology.

5.     Wave Energy, www.oceanenergycouncil.com.

6.     Wave power,www.wikipedia.org.

7.     Ocean Thermocline Technical, www.oceanenergycouncil.com.

8.     David Schneider, Seeking renewable energy sources under the sea, American

scientist, January-February 2003 .

9.     Blue energy, http://en.wikipedia.org/

10.  Realities of Wave Technology, Tom Heath BSc,PhD,M.I.Mech.E C.Eng – Wavegen.

11.  Bennett Thomas and Michael Cuccinello, Saltwater Desalination, www.ewr.cee.vt.edu

12.  River runs through this energy source, www.msnbc.msn.com, Jan. 3, 2006.

13.  At the River's End, WHOI scientists explore the complex dynamics in estuaries,

www.whoi.edu, 2006

14.  Jennifer Nelson "Where the Rivers Meet the Sea," NOAA, 1990

15.  Osmotic Power, A huge renewable energy source, Statkraft Development AS, 2006