` yz°°«y¹ [z t«y z]¹y¹o - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yz°°«y¹...

259

Upload: others

Post on 08-Oct-2019

35 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y
Page 2: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

والممارسة أوروبا: الخطابالإسلاموفوبيا في

الطبعة الأولى

VR. 33691.B التسجيل:رقم

:تحرير د. بوستي توفيق د. بوقنور إسماعيل د. حميداني سليم

:تأليف

مجموعة باحثين

بن قيطة بلال: التصميم و الإخراج الفني

:الناشر

المركز العربي الديمقراطي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية

ألمانيا -برلين

Germany:

Berlin 10315 Gensinger- Str: 112 Tel: 0049-Code Germany

030- 54884375

030- 91499898

030- 86450098

mobiltelefon : 00491742783717

جميع حقوق الطبع محفوظة: للمركز الديمقراطي العربي وال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو المعلومات أو نقله بأي شكل من األشكال، دون إذن استعادةاي جزء منه أو تخزينه في نطاق

. مسبق خطي من الناشر

Page 3: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اخلطاب واملمارسة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

أملانيا-برلني-املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية

فهرس احملتويات

Page 4: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 3

رقم العنوان الصفحة

03 ..............................................................................:فهرس المحتويات 05 .....................................................................................مقدمة: ..........

07 ...........................الفصل الأول: الإسلاموفوبيا: بحث في المفهوم والدلالات.

...................................................: تحليل نظـري معـرفي.....الإسلاموفوبيا

محمـد عـدارد. 08

............................... النمطية والسياقات المنتجة. بين الصورالاسلاموفوبيا:

بوقنور/ أ.سليم قسوم إسمـاعيلد. 33

...........وضعية غير المسلم في منظومة الحقوق المواطنية بالبلدان الإسلامية

يوسف د. زدام /كرارشة فاطمة الزهراء أ.49

دراسة في تنامي -ظاهرة اللجوء في أوروبا ثنائية التهديد واللأمن ..............................................................................الاسلاموفوبيا.

أ. لكمين خيرة

64

........................................والإرهاب: جدلية التأثير والتأثر.... الإسلاموفوبيا أ. هشام داود الغنجة/ أ. جميلة سرنيح

77

95 ................................الفصل الثاني: الإدراك السياسي لظاهرة الإسلاموفوبيا .........الإدراكية للإسلام والمسلمين في الغرب....الإسلاموفوبيا: بناء الخريطة

د. حميـداني سليـم / أ. بن سعدون اليامين96

(ISLAMOPHOBIE) توجهات السياسة الغربية: بين الإسلاموفوبيا

.....................................................(.(ISLAMOPHILIE والإسلاموفيليا أ. دندان عبد الغاني/ د. بوستي توفيق

119

صعود اليمين المتطرف في أوربا: تعبير عن عداء سياسي أم مجتمعي .............................................................................................للإسلام؟

د. رابح زغوني

136

Page 5: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 4

صعود الجاليات المسلمة في أوربا ومدى اندماجها في العمل السياسي في ظل

...................................................................الأحزاب اليمينية المتطرفة

أ د. ناجي عبد النور

148

156 .............................قضايا رهاب الإسلام في الغرب: دراسـة نمـاذجالفصل الثالث: ......في أوروبا: دراسة لخصوصية وضع المسلمين في فرنسا ظاهرة الإسلاموفوبيا

بومدين طاشمةأ د. 157

...نموذجا وحوار الهوية اوالخصوصية: الاسلاموفوبيفرنسا العلمانية بين الانفتاح

دنـدن عبد الـقادرد. 168

..................بين حماية العلمانية وتقنين الإسلاموفوبيا قضية الحجاب في فرنسا

د. بلخـير آسـيا189

.................................الإسلاموفوبيا في أوروبا: بين إرث الماضي وتحدي الراهن

د.كربوسة عمراني205

................السياسة الخارجية الأمريكية: من الارهاب الأحمر الى الارهاب الأخضر...

د.وداد غزلاني224

.......................................حظر المآذن في سويسرا وعلاقته برهاب الإسلام......

أ. حكار حنان237

Page 6: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اخلطاب واملمارسة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

أملانيا-برلني-املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية

مقدمة

Page 7: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اخلطاب واملمارسة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 5

:مقدمة

هو الخوف أو الكراهية أو التحامل ضد الدين اإلسالمي أو المسلمين بشكل اإلسالموفوبيا عام، ال سيما عندما ينظر إليه باعتباره قوة جيوسياسية أو مصدر لإلرهاب. ولفترة طويلة، بالنسبة للغرب المسيحي، كان المسلمون يشكلون خطرا قبل أن يصبحوا مشكلة. وهكذا، فإن اإلسالموفوبيا

أكثر نتيجة لعالقة التناقض مع الحقيقة المسلمة بالعنصرية البيولوجية أو حتى المعاصرة هي .الثقافية

ومع ذلك، فالمالحظ استمرارية االفتتان واالحتقان ضد اإلسالم والمسلمين، وهذا يؤكد أن حديث اإلسالم لم يتوقف أبدا عن االستحواذ على الضمائر األوروبية، فكره اإلسالم اليوم هو مجرد ت

من الكراهية. هذا الكتاب يهدف إلى تأسيس نوع من التفسير ” أقنعة جديدة“للخوف القديم، واقتراض .الستمرارية اإلسالموفوبيا في الخيال الغربي

، وتم رسم 2001سبتمبر 11لقد زادت جرائم الكراهية ضد المسلمين في مرحلة ما بعد أحداث على نطاق واسع، وبشكل سلبي منتشر جدا في العالم. حيث قوالب نمطية ضارة بصورة المسلمين

تشير اإلحصائيات العالمية أن جرائم الكراهية المعادية للمسلمين هي ثاني أقل الجرائم المبلغ عنها ، أصبحت ثاني أعلى الجرائم التي تم اإلبالغ عنها في حوادث 2001من قبل، ولكن في عام

.ة المعادية لليهود في أوربا والواليات المتحدةالتحيز الديني، بعد جرائم الكراهي

يعمل النشطاء المسلمون على تغيير هذه العقلية المعادية لإلسالم والمسلمين، فقد انتقدوا الحرب العالمية على اإلرهاب على نطاق واسع منذ اليوم الذي تم إطالقه حتى نهايتها غير الرسمية،

عات اإلسالمية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الغرب وخاصة في العالم اإلسالمي والمجتمنفسه. والخوف من اإلسالم قضية حقيقية قد يتجاهلها الكثيرون، ولكنها موجودة فعليا في حياة

.المسلم اليومية

كما يبدو أن االرتفاعات الحادة في المشاعر المعادية للمسلمين وجرائم الكراهية ترتبط بدورات بات في أوربا، وهذا ليس من قبيل الصدفة، ففي السنوات األخيرة، اعتمد الساسة األوربيون االنتخا

بشكل متزايد على الخطابات المعادية للمسلمين لتعبئة الناخبين، في حين أن هذا الفعل كان يعتبر ية في الماضي القريب خطابا غير مقبول من قبل أعضاء العديد من األحزاب. إن التعامل مع كراه

Page 8: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اخلطاب واملمارسة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 6

اإلسالم هو مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا، حيث هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي بكيفية تأثير .الخوف من اإلسالم وجميع أشكال العنصرية على حياة الناس في العالم الحديث

Abstract:

Islamophobia is the fear, hatred of, or prejudice against,

the Islamic religion or Muslims generally, especially when seen as a

geopolitical force or the source of terrorism. For a long time, for the

Christian West, Muslims were a danger before becoming a problem.Thus,

contemporary Islamophobia is more a result of a relationship of

ambivalence to the Muslim fact that a biological racism or even culturalist.

However, if one notes a permanence of fascination – Islam has never

ceased to obsess European consciences, today’s Islamophobia being only the updating of an old fear, borrowing “new clothes”of hatred. This book, which aims to establish a kind of continuity in the occidental imagination.

Hate crimes against Muslims have been on the rise post 11/9, prejudicial

stereotypes that broadly paint Muslims in a negative light are quite

pervasive.Anti-Muslim hate crimes used to be the second-least reported,

but in 2001, they became the second-highest reported among religious-bias

incidents, after anti-Jewish hate crimes.

Muslim activists are working to change this mindset. The global

war on terror was widely criticized from the very day it was launched till

its unofficial ending, especially in the Islamic world and in Muslim

communities throughout the world, including in the West

itself.Islamophobia is a real issue. Many people may ignore it, but it’s very present in a Muslim’s daily life.Spikes in anti-Muslim sentiments and hate

crimes appear to correlate with elections cycles. This is not a coincidence.

In recent years, politicians have increasingly relied on anti-Muslim rhetoric

to mobilize voters. What was once considered unacceptable discourse by

members of many parties.Tackling Islamophobia is a responsibilityfor all

of us. There is a need for greaterawareness of how Islamophobia and all

formsof racism affect people’s lives in modernworld.

Page 9: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 8

لإسلاموفوبيا: تحليل نظـري معـرفيا د.محمد عدار

الجزائر -جامعة بومرداس

تقديم عام بالرغم من القوة المادية والتكنولوجية التي يتميز بها الغرب عن بقية المجتمعات اإلنسانية، إال أنه

فكرية، وتتمثل في "الغيرية"، بمعنى تأسيس ثنائية االختالف بين األنا –يواجه اليوم إشكالية نفسية تشكيلها: الدين، أو الذات المكونة للهوية ومختلف المضامين التي تحملها الذات وتساهم في

الثقافة، القيم، منظومة العادات... من جهة، واآلخر المعبر عنه بالغرب، من جهة أخرى والمزود إقصائية في إطار العالقات الدولية.-بصور قبلية عن العالم اإلسالمي ذات أبعاد صراعية

ه، وذلك تحت الغربية المعادية لإلسالم، سلوكيات في نفس االتجا تلقد أنشأت هذه السلوكياصامويل تمسميات "التطرف" و "األصولية" وغلبة التصور النظري ألصراعي ممن خالل أطروحا

مكانية هنتغتون، برنارد لويس ... وتهميش بالمقابل التصور النظري الحواري، فغاب التواصل، وا فهم الطرفين لبعضهما البعض، فأضحت السياسة الدولية في مجملها ذات طابع نمطي.

تناقش الدراسة إشكالية، تتمثل في:كالية الدراسة: إشماهي المحددات التاريخية واالجتماعية المفسرة ألسباب العداء بين العالم الغربي والعالم

اإلسالمي؟ لماذا يتم اعتبار اإلسالم بمثابة العدو المستقبلي للعالم الغربي؟ هل يحمل اإلسالم قيم المعاداة للغرب؟

فرضيات الدراسة: يتضمن اإلسالم مجموعة من القيم ذات األبعاد اإلنسانية الخالية من العداء للعالم الغربي. ➢يبين المسار التاريخي للعالقات بين العالم الغربي والعالم اإلسالمي على وجود حالة من ➢

لمين.الخوف النفسي المبني على الكراهية والسلبية واإلقصائية للدين اإلسالمي والمستتطلب العالقات الحضارية بين الغرب والعالم اإلسالمي تفعيل مجموعة من اآلليات ➢

القيمية المشتركة للوصول إلى عالقات دولية مبنية على المقاربة التعاونية منها على الصراع والعنف.

مناهج الدراسة:

Page 10: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 9

لقد وظفت الدراسة، مجموعة من المناهج، لعل أهمها مايلي: استعملت التاريخي، لتبيان المسار التطوري لحالة عداء العالم الغربي دالمنهج التاريخي: لق ➢

للعالم اإلسالمي، ولتحصيل التطور التاريخي، يستوجب االستعانة بالمنهج التاريخي ألنه أحسن أداة لضمان الحقيقة العلمية.

خالل: ن، م11/09وضح السلوكيات الغربية بعد أحداث ت فرض قانون حظر المآذن في سويسرا. ➢ فرض منع الحجاب في فرنسا. ➢ الخوف من أسلمة الغرب. ➢

يمكن تفسير هذه السلوكيات الغربية من خالل، إطار منهجي، يأخذ في البداية تحديد معنى مجموعة من المتغيرات األساسية مثل:

مفهوم الغرب. ➢مفهوم اإلسالم وبعض خصائصه: الوسطية والواقعية، الجمع بين الثبات والمرونة ➢

واإلنسانية مفهوم اإلسالموفوبيا. ➢ .مفهوم العنصرية والهيمنة ➢

يوضح تاريخ العالقات و التفاعالت بين الغرب و العالم اإلسالمي مجموعة من الرواسب التاريخية، الغربية التي تدعي أن اإلسالم في تالمتحكمة في منطلقات كل طرف ، وذلك من خالل التصورا

محمدية( بدايته انتشر بحد السيف ،و يحمل في محتواه آيات تدعو إلى العنف)إشارة إلى الدعوة الليأخذ منحى آخر ، ففضال عن المواجهة المادية -في إطار الحروب الصليبية–،ثم انتقل الصراع

االستعمارية التي استهدفت العالم اإلسالمي ، ظهرت حملة تشويه لقيم و تعاليم الدين اإلسالمي من البابوية ذات السلطة السياسية في أوروبا.–قيل السلطة الدينية

ص" من »في هذا اإلطار، األفكار الدينية المسيحية، التي استهدفت شخصية الرسول يمكن ذكر –جهة، والدين اإلسالمي الذي نعن بأقبح الصفات والنعوت، مما يوحي أن اإلستراتيجية السياسية

تستمد مشروعيتها -لمحاصرة العالم اإلسالمي اليوم باعتباره " العدو الجديد"-العسكرية واإلعالمية لسيرورة التاريخية المفسرة لطبيعة العداء بين المنظومتين.من ا

Page 11: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 10

لم تقتصر فكرة العداء، اإلقصاء والتهميش للدين اإلسالمي على القرون الوسطى، التي عرفت فيها أوروبا حالة من الركود الجمود الفكريين، بل حتى في عصر األنوار، اتجه فالسفة ذلك العصر إلى

الدين اإلسالمي، بمعنى أخذ المعاني الدينية اإلسالمية المتفقة مع تأسيس ازدواجية تعامل مع تعاليمهم، وازدراء ما يخالف شريعتهم، مما يدل على تواصل صفة العداء بالرغم من اعتبار

.النهضوية الغربية للعالم كله االنطالقةالحضارة الغربية أن عصر األنوار يمثل التي قام بها مجموعة من المفكرين األوروبيين، إال أنها في االستشراقيةوعلى الرغم من الدراسات

اإلحتقاري ليس فقط للدين اإلسالمي، بل –لتهميشي امجملها ال تخلوا من التحيز الفكري ذي البعد لنزعة وصف كل ما يتعلق بالشرق أو مصدره شرقي، بأنه متخلف، وغير مناسب، وبذلك تكونت ا

المركزية الغربية التي تجعل من أوروبا أو الغرب بصفة عامة مصدر كل حقيقة وتطور.يتضمن التطور التاريخي وجود تكريس غربي لفكرة العداء واإلقصاء لمنظومة التعاليم اإلسالمية،

لنظري نظرية المؤامرة "بمثابة اإلطار ا»وذلك منذ التاريخ اإلنساني األول، مما يؤكد على اعتبار ن كان هناك من ينفي عليها روح المفسر ألسباب العداء بين العالم الغربي والعالم اإلسالمي، وا

العلمية.يمكن القول أن االستعمار وبمختلف أشكاله التقليدية والحديثة، مسؤول بصفة مباشرة على عملية

ى المقومات الحضارية تخلف العالم اإلسالمي و ترمي كل السياسات االستعمارية إلى القضاء علاألساسية للعالم اإلسالمي، بعدما قضت على بنيته التحتية و السبب يتمثل في وجود التناقض بين القيم الغربية المادية التي تحاول احتالل الصدارة و التفوق، والقيم اإلسالمية ذات األبعاد العالمية

بعد نهاية -لغرب على اعتبار اإلسالم التي تحمل الرخاء لإلنسانية جمعاء، وأمام ذلك، اعتمد االحرب الباردة وبعد القضاء على النازية، الفاشية والشيوعية بأنه العدو المستقبلي للعالم الغربي، فبدأ الخوف من" أسلمة أوروبا" من خالل بداية فرض الحجاب في فرنسا، الرسوم الكاريكاتورية المسيئة

ن في سويسرا.للرسول "ص" في الدانمارك، وحظر المآذلقد اعتمد الغرب مجموعة من اآلليات عبر التاريخ، فانتهج سياسة التفتيت، وعمل بسياسة التغريب واالستيطان، كما صاغ سياسة مكافحة اإلرهاب تدعو إلى الترادف بين اإلرهاب واإلسالم، ودعا

على ضرورة مراجعة محتوى -حسب اعتقاد الغرب–إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني، الذي يقوم القرآن وحذف بعض آياته حتى يتناسب مع العصر.

Page 12: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 11

بل يتعلق األمر بتأسيس آليات –كما يتوهم الغرب –ال تشتمل المراجعة والتجديد للخطاب الديني تجاوز حالة "المأزق الفكري والحضاري الذي وقع فيه الغرب، واالعتماد على الحوار كآلية لمناقشة

كل االهتمامات الدولية.العالمي الشامل المخرج لحالة الخوف والرهاب الذي يعاني منه الغرب اليوم، كما يشكل الحوار

لتفعيل الهيئة األممية نفس التأثير، ألنها أحسن تعبير عن اإلرادة الكونية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

أوال/في تحديد المفاهيم والمصطلحات يستوجب البحث تحديد مفاهيم الدراسة، والمتمثلة في: مفهوم الغرب، مفهوم اإلسالموفوبيا ومفهوم

العنصرية والهيمنة. مفهوم الغرب: /1

لم تكن في المرجعية العربية اإلسالمية تعني في يوم غرب""يرى "محمد عابد الجابري " أن كلمة نما صارت هذه الكلمة بصورة ما هذه من األيام وجود "آخر" يقع بالتحديد خارج بالد اإلسالم، وا

المعاني جميعها من خالل الترجمة من اللغات األوروبية، وعليه فاصطالح الغرب: أي الدول الغربية، والشرق: أي الدول الشرقية هما معا ترجمة من اللغات األوروبية التي ميزت في هذا

ط والشرق األقصى، وذلك حسب البعد والقرب من األخير )الشرق( بين الشرق األدنى والشرق األوس .(1)أوروبا

يديولوجي، فهو يشمل قارة أوروبا كلها، وأغلب الظن، أن المقصود بالغرب اليوم غرب جغرافي وا ، حيث يسود السكان المهاجرون من أوروبا، وفي هذه الجغرافيا، ونيوزلنداوأمريكا الشمالية واستراليا نزعة موجهة هي "النزعة الغربية"، وتشير النزعة المركزية الغربية إلى أن تسود قيم مشتركة تجمعها

الغرب وفي قلبه أوروبا هو مركز العالم، والمنتج األوحد للقيم اإلنسانية، والحكم المطلق في وضع وتقنين معنيي التقدم والتخلف، والمرجع األوحد في تسجيل انتقال شعب ما أو ثقافة محددة من

.(2)والهمجية إلى المدنيةالبربرية إن النزعة الغربية األوروبية هي حاصل منظومة من تقاليد ثالثة سادت في الغرب، وهي: التقليد اإلغريقي )في حقلي الفكر والفنون( والقانون الروماني )في الحقوق والسياسة والدولة( والمسيحية في

Page 13: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 12

لغربية ن في شقها اإلغريقي إلى العنصرية ، وقد أدت تلك التقاليد، على الطريقة ا(3)حقل األخالق والهيمنة، وفي شقها الروماني إلى االستعباد واالستغالل، وفي شقها المسيحي إلى التنصير.

مفهوم اإلسالم:/2، (4)اإلسالم على أنه "الخضوع واالنقياد لما أخبر به الرسول "محمد)ص( " يعرف" الجرجاني

.(5) تعالىواإلسالم حسب "أبي حنيفة النعمان" هو التسليم واالنقياد ألوامر هللا وعليه فاإلسالم هو التسليم و الخضوع و االنقياد لما جاء في الوحي اإللهي، من عقائد )اإليمان

وعبادات شعائرية كالصالة شره(باهلل، مالئكته، كتبه، رسله، اليوم األخر و القضاء و القدر خيره و الفرد و و الصوم، ومعامالت تتضمن القيم و األحكام و التكاليف الشرعية التي تحكم سلوك

الجماعة و المجتمع .يرى أهل العلم في الدين أن العقائد تقوم على اإلقناع، والعبارات على اإلتباع، والمعامالت على العدل في كل حال حتى مع األعداء، يقوم اإلسالم على مجموعة من الخصائص هي: الوسطية

والواقعية، الجمع بين الثبات والمرونة واإلنسانية.عني الوسطية في اإلسالم العدل، واالستقامة على المنهج السليم، وهي دليل الخيرية، ت الوسطية:

ودليل القوة. ومن مظاهر الوسطية في اإلسالم: الوسطية في االعتقاد، وفي الشعائر، وفي األخالق، زو في التشريع، والتوازن بين الروحي والمادي والتوازن بين الفردية والجماعية.

اها في اإلسالم مراعاة: واقع الكون، واقع الحياة وواقع اإلنسان، ومن دالئل هذه معنالواقعية: الواقعية: التيسير ورفع الحرج، مراعاة سنة التدرج، النزول من المثل األعلى إلى الواقع األدنى.

يم، ، العبادات، التربية واألخالق، التحليل والتحر ةتشمل واقعية اإلسالم المجاالت التالية: العقيد تشريعات الزواج واألسرة، والحدود والقصاص...

تتجلى مظاهر الثبات و المرونة في اإلسالم من خالل مصادر : والمرونةالجمع بين الثبات فيظهر الثبات في المصادر األصلية القطعية للتشريع من كتاب هللا و اإلسالم و شريعته و تاريخه.

سنة رسوله )ص( بينما تظهر المرونة في المصادر االجتهادية التي اختلف فقهاء األمة في مدى االحتجاج بها ، وعليه ، فنجد في أحكام الشريعة الثبات في العقائد األساسية و في األركان

المحرمات اليقينية كالسحر و الزنا ، و في أمهات الفضائل كالصدق و العملية الخمسة ، و في

Page 14: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 13

األمانة ، و في شرائع اإلسالم القطعية في الميراث و الحدود ، و بالمقابل ، نجد المرونة فيما الشرعية . ةيتعلق بجزئيات األحكام و فروعها العملية و خصوصا في السياس

مثل مبدأ األخوة ومبدأ المساواة اإلنسانية -اإلنسان األساسية لقد أعطى اإلسالم لمبادئ اإلنسانية: أهمية كبرى، ففيما يتعلق باإلخاء، ينطلق اإلسالم من أن البشر جميعا أبناء رجل واحد وامرأة -

واحدة ضمتهم بنوة واحدة مشتركة، ولقد طبق المسلمون مبدأ األخوة، وأقاموا على أساسه مجتمعا مساواة، فأساسها أن اإلسالم يخدم اإلنسان، ويكرمه من حيث هو إنسان، من إنسانيا متميزا، أما ال

قوم، الغيا كل أنواع التفرقة القبلية والعنصرية والقومية غير تفرقة بين عنصر وعنصر وقوم و واللونية.

كما اعتبر اإلسالم أن االعتداء على نفس أي إنسان هو اعتداء على اإلنسانية كلها، كما جعل إنقاذ أي نفس هو بمثابة إنقاذ للجميع. ومن المساواة الفعلية التي أقرها اإلسالم ما يتعلق بالمساواة أمام

قانون الشرع وأحكام اإلسالم. مفهوم اإلسالموفوبيا:/3

يشير مصطلح اإلسالموفوبيا إلى صورة من الهلع الثقافي قد يحدث إثر شيوع موجات من الحذر اسية أو دعوة دينية أو حضارة موازية أو معاصرة لحضارة من العام تجاه دولة أو حركة سي

الحضارات، وذلك مثلما حدث إزاء الهلع من النازية قبل وخالل حرب العالمية الثانية، وتخوف العالم الرأسمالي الغربي من االشتراكية خالل فترة صعود اإلتحاد السوفيتي السابق وتمكن النظام

با وكوبا، ومنها التخوف من اإلسالم.الشيوعي في الصين وشرق أورو الرهاب أو الفوبيا مرض نفسي، يعني الخوف الشديد والمتواصل من مواقف ونشاطات صادرة عن

اآلخرين. الفوبيا بين الفرد والمجتمع:إلى مرض يصيب الفرد في األساس، وله أعراض كالشعور –كما أشرنا -يصيب الفوبيا أو الرهاب

خفقان القلب وتقلب المعدة واالرتعاش الشديد، فهو إذن مرض نفسي له أعراض باالختناق وسرعة ذا كان عضوية مما يدخل في نطاق أمراض " السيكوسوماتيك" أي المرض النفسي العضوي، وا

ذلك المرض يصيب األفراد، فهل قياسا على ذلك يمكن أن يصيب الجماعات والدول؟ وهل يمكن

Page 15: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 14

أسبابا وهمية أو خرافية تشيعها بين عموم الشعوب حتى تبرر لشعب ما أو أمة ما أن تصطنع لنفسها أية إجراءات عدوانية؟

من المالحظ أنه قد ال تجوز المقارنة المنهجية على خلفية تباين الخصائص و السمات بالنسبة للفرد والمجتمع، فالمكونات البنائية مختلفة في الشخص عن وحدة المجتمع، رغم اندماج الفرد في جماعته، لكن يمكن التشبيه بين صور الكراهية و االستعالء و الهيمنة المرتبطة باألفراد على الحالة العامة للمجتمع، على اعتبار أن تفاعل األفراد هو نتيجة لتكوين المجتمع بمعنى االتجاه العام

اس، فعالقة للمجتمع إما سلبا أو إيجابا، يمكن رصده من خالل سلوكيات أفراده؛ وعلى هذا األسيمكن تصور انفصال الكل عن أجزائه، فالرابط الفرد بالمجتمع هي عالقة الجزء بالكل، و ال

نظمي، وبإسقاط حالة الخوف من اإلسالم على الفرد في الغرب، فإنها تنعكس على الحالة -نسقي العامة للمجتمع.

الغرب في نظرته لإلسالم، تتأسس الفوبيا في المجتمع الغربي من خالل وجود "اتجاه" سلبي داخل"حالة استعداد عقلي وعصبي تنتظم :االتجاه " في علم النفس هو وبالتالي تعامله مع المسلمين، و"

عن طريق الخبرة، وتؤثر بصورة موجهة على استجابة الفرد لكل المواضيع والمواقف المرتبطة عاملهم مع المسلمين: وقوام ذلك االتجاه أو)االستعداد( لدى أهل الغرب في ت (6)بها"

العداء/اإلسالموفوبيا /الكراهية. في العنصرية والهيمنة: /4

الغرب الحديث لإلغريق يفسر اصطناع الغرب "نظرية الطبائع" وهي نظرية بادعاءإن القول عنصرية ومتعصبة، ومؤداها أن للشعوب طبائع تتوارثها، وقد دعمت هذه النظرية مقوالتها بكشوفات علم األجناس الحيوانية كما ظهر عند "داروين"، ثم عممت النتائج على األجناس البشرية

بوجود سالالت بشرية ترث سمات تتجاوز مراحل التطور التاريخي اعتمادا على فرضية تقولللمجتمع، وأن السمات الوراثية هي المسئولة عن اختالف التطورات االجتماعية، وقد لعب علم اللغة الذي كان حديث النشأة دورا هاما في تأكيد هذا الحكم المسبق، وترجع "نظرية الطبائع" في أصولها

، الذي وضع للبشر تقسيما تراتبيا يتضمن تقسيم األفراد إلى "حر بالطبيعة" إلى الفيلسوف أرسطو . (7)و"عبد بالطبيعة"

Page 16: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 15

وقد انتهى األمر بالغرب إلى تمجيد التفاوت التراتبي بين المجتمعات، مع وضع أوروبا في أعلى -إما في إطار اكتشافات، أو تبشيرا أو احتالال–درجة، ومنحها الحق في االمتداد نحو بقية العالم

لبناء هوية أوروبا.األوروبيون وروبيين من خالل:"تعريفا لأل 1777في قاموس "تريفو" فقد ورد على سبيل المثال عام

هم شعوب األرض األكثر تهذيبا، واألكثر تمدنا، واألحسن صنعا، وهم يفوقون جميع شعوب األرض منزلة في العلوم، الفنون، التجارة، المالحة، الحرب، وفي الفضائل العسكرية والمدنية، إنهم

.(8) إنسانيةكثر أكثر بسالة، وأكثر كرما، وأكثر نعومة، وأكثر اجتماعية، و أم( األمم إلى أربع طبقات نفسية، حسب عناصر 1931-م 1841لقد صنف" غوستاف لوبون ")

هو راجع إلى الذكاء(، واعتبر أن األمم الراقية هو راجع لألخالق، ومنها ما اعتبرها ثابتة )منها ماال يندرج فيها إال األمم الهندوسية األوروبية، فهي وحدها التي أظهرت مقدرة -وهي أعلى طبقة–

على االختراعات في الفنون، العلوم والصناعة، سواء كان ذلك في زمن اليونان، الرومان أو في .(9)عصرنا هذا، وهي التي أوصلت الحضارة إلى درجة ارتقائها الحالي

لمؤرخ الفرنسي "كريستوف روفان" كتابا تحت عنوان :"اإلمبراطورية ؛ أصدر ا1991وفي عام والبرابرة الجدد" و اعتبر فيه أن اإلمبراطورية هي حضارة الشمال ، وأن البرابرة هم شعوب الجنوب في إشارة إلى الدول النامية .التي يتزايد عدد سكانها بوتيرة تخيف دول الشمال، وأن أشد ما يرعب

مو السكاني الحاصل في دول الجنوب، حيث يرى في كتابه أن الطريق الوحيد للحد من "روفان " النأن تتكفل الحرب، المجاعة، الفيضانات ، الزالزل و األوبئة ، بإقصاء قسم من " هدا النمو هو:ويقصد هنا التعداد السكاني الفائض عن مليار السكان أو ما يسمى في الغرب (10)فائض السكان

. نيوزلنداالذهبي " في أوروبا ، أمريكا، استراليا و ب"الملياروأن المتتبع لمسار التاريخ األوروبي ، يكتشف حالة العنصرية و الهيمنة من خالل ما يذهب إليه "عبد هللا إبراهيم " مكرسة في األدبيات الغربية من خالل فكرة "السمو األوروبي "، وفكرة "امتدادية

م، و تصبح 18مركز العالم" ، حيث أن مظاهر الهيمنة مكرسة منذ القرن أوروبا" وفكرة "أوروباالوسيط للتقدم الكوني"، و"السيد المعطاء" الذي ينبغي على العالم -حسب" ميشال ديفيز"-أوروبا

في كتابه "اإلسالم و –توينبي " دحسب "أرنول–أن يعتمد عليه سياسيا وتكنولوجيا، وستحقق أوروبا

Page 17: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 16

جمع العالم اإلنساني كله في مجتمع كبير واحد، والسيطرة على كل شيء فوق "–ستقبل الغرب والم . (11)األرض ، وفي البحار األجواء التي ستصل إليها اإلنسانية، عن طريق التقنية الغربية الحديثة

ثانيا /اإلطار التاريخي و السوسيولوجي لإلسالموفوبيا :بعدما تطرقن إلى شرح أهم المصطلحات التي تخدم الدراسة يقود التحليل التاريخي و االجتماعي إلى أن الرهاب من اإلسالم في الغرب أو ما بعبر عليه باإلسالموفوبيا ، مرده إلى هبوط الرسالة و المحمدية ، حيث يمكن رصد محاوالت األحبار سواء في مكة أو في المدينة تشويه اإلسالم

.يهودية في الثقافة اإلسالمية تالحنث بالعهود و حربهم للرسول )ص( فضال عن تسريب تحريفاإقصائية لرسالة اإلسالم باعتبارها موجهة للعالمين. –تدل المحاوالت األولى على رؤية تبسيطية

لبذور والحاملةكما تمثل الحروب الصليبية المقدمات التجريبية األولى لكراهية اإلسالم عن قبر "صالح سأل وغورو" عندما دخل دمشق عبر عنها الجنرال الفرنسي " اإلسالموفوبيا التي

قم يا صالح الدين ها قد عاد الصليبيون من " قال:الدين األيوبي " ثم ذهب إليه وركله بقدمه و جديد.

الصفات مجموعة من الوسيط،في أوروبا العصر " كما أنتجت المؤسسة الدينية "سلطة الكنيسةإسماعليون نسبة لهاجر،نسبة هاجريون: شرقيون،واألسماء التي أطلقت على المسلمين "

أناس قبيحي " "،شعب هدام و مدمر " "،إلسماعيل، سراقون "، وهم أيضا" أمة اللؤم والخداع .(12)" برابرة المنظر "، "

حيث أوروبا،في القرون الوسطى في تعبر هذه التسميات و الصفات عن الصورة الوصفية لإلسالمحيث أن هذه العبارة (13)الكارثة الطبيعية المدمرة" " المسلمين بمظهر:أظهرت الكنيسة اإلسالم و البابوية.موجودة في إحدى الرسائل

لقد اتجهت األغاني الشعبية التي طبعت الثقافة األوروبية إلى تمجيد المسيحية و المقاتلين إن كان التاريخ و اإلسالمي،المسيحيين وتصور بطوالتهم و انتصاراتهم و هم يردون العدو

التحقير،إال أن اإلسالم كدين لم يسلم من التشويه و ،(14)األوروبي قد أثبت ضعف هذا التصور الشر.ترفجون " بمعنى " و" أبوالن " "،محمد " ثالثية:قد صور على أنه "دين ضالل" مبني على ف

بدعة اختلقها محمد لضرب المسيحية و تحطيمها ". " كما وصف اإلسالم بأنه:

Page 18: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 17

و ألصقت به كل أنواع الصفات التي ال يمنكن أن نجد لها لم يسلم الرسول )ص( من الذم و القدحقدم على دالمختلف. فقتبريرا إال في طبيعة العصور نفسها و طرائق تفكيرها و نظرتها إلى اآلخر

أنه "الدجال" و اعتبر صورة عكسية للمسيح ، كما صورته بعض الكتابات على أنه راهب مغضوب دينا جديدا ،و قيل عنه أنه "عالم اختلققم من المسيحية ، فقد إيروس الجديد " و لكي ينت عليه "

و هو موضوع عادة ما يختصر فيه بفنون السحر " و تم التركيز خاصة على تعدد زوجاته) اإلسالم (.

وعلى الرغم من أسبقيتها و فضلها في إخراج الغربي،تعد" فلسفة األنوار " ركن أساسي للفكر لم تستطع التخلص من عقلية قرون الوسطى الالهوتية و تحجره، الغرب من قبضة الالهوت و

، لقد أنتجت فلسفة األنوار نوع من الثنائية و التذبذب المسلمينما يرمز لإلسالم و اإلقصائية لكل في الخطاب: إعجاب و استهجان، انبهار و سخرية...

ففي كتابه التناقض،يمثل قمة أنه إال األنوار،فولتير" رمزا من رموز فلسفة عصر يعد " فمثال،و يؤكد في كتاب آخر على أن .(15) " أروع دين جاء من اإلله اإلسالم،أن " يرى: 1763عام

ويدحض أن يكون اإلسالم قد انتشر اإلسالم،النبوغ العربي وانجازاته الثقافية قد تمت تحت راية .(16)بالسيف

والذي "،محمد أو المتعصب "عنوان:فولتير " في نفس الوقت كتابا إلى "البابا " يحمل لقد أهدى "مجرما" و"دجاال"، "،"خائنا متمردا، حيث أعتبر محمد )ص( " كبيرا،حول إلى مسرحية القت نجاحا

.(17)القتال ولم يكون أمة إال من أجل الصالة و التكاثر و ومن األفكار التي ذهبت ازدراء،كما وصف "مونتسكيو" ميالد الرسول "ص" بلهجة كلها سخرية و

بالنظر إلى كل األنظمة السياسية "بقوله:كوندورسي" الذي وصف اإلسالم في هذا االتجاه كتاب "ال تترك النظم التيفإن النظام اإلسالمي هو أكثر هذه البشري،يرزح تحتها الجنس الدينية التيو

.(18)مجاال للحرية "يمكن تفسير التناقض الذي غلب على كتابات فالسفة األنوار من خالل برجماتية هؤالء و توظيفهم

بمعنى أن فالسفة التسلطي،لإلسالم لخدمة أفكارهم في مرحلة كانت تحت قبضة الفكر الكنسي عصر األنوار استخدموا اإلسالم و الشرق في حربهم ضد التعصب و ظالمية الكنيسة، فكلما توافق

Page 19: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 18

هاجموه بأكثر رؤاهم،أما إذا تعارض مع مدحوه،اإلسالم مع أفكارهم و تعارض مع أفكار الكنيسة الشوائب.حدة و ألصقوا به كل التهم و

توضح تحكم سلطة الكنيسة في المسلمين،وبا تجاه اإلسالم و توضح فلسفة عصر األنوار في أور تصورات فالسفة كانت بعضرسم التصور العام لإلنتاج الفكري في ذلك العصر، حتى و إن

إال أنها في الواقع لم تكن حصيلة اقتناع و دراسة موضوعية،عصر األنوار و خاصة في فرنسا العلمية لحقيقةأكثر من الموضوعية و المصداقية و يغلب عليها التناقض في المحتوى وافيين، اإلسالم.

االستشراقفقد خضعت العديد من كتابات لإلسالم،كرؤية أكاديمية علمية االستشراقأما " و يعد كتاب أنفسهم،للدراسة والنقد من بعض المفكرين العرب و المسلمين و بعض الغربيين

إذ ينفي "سعيد" االستشراقية،د" المرجعية التاريخية لتفكيك الرؤية " لمؤلفه "إدوارد سعي االستشراقرؤياتي " إيديولوجي" "عنصري " و و يعتبره مؤسسا لنظام " علمية،أية يقاالستشراعن المشروع

.(19)"متعالي" في مقاربته لإلسالم ، إيديولوجية بحتةنتاج ثقافة غربية استعمارية ذات صبغة "هو: االستشراقيعتبر "حسن حنفي " أن ، في حين يقسم "الطيب (20)تسود التسلطية و حب الهيمنة األوروبية حيثوهو تعبير عن اإلثنية .(21)و إنسانيون منفتحون على الثقافة اإلسالمية متعالين،و إلى: استعماريينتيزيني " المستشرقين

لم االستشراقماكسيم روندسون" يرى أن ف" الغربية،حتى من الدائرة لنقد،امن االستشراقلم يسلم و السبب في ذلك هو عجزه عن التخلص من لإلسالم،يعط إال نتائج معرفية هزيلة في دراسته

ظهر االستشراقخوان غويتسلو" أن و يعتبر " (22)المعايير اإلثنية الغربية عند تناوله لإلسالم .(23)و تسهيل عملية السيطرة على الشعوب اإلسالمية الغربية،لخدمة المصالح االستعمارية

اإلسالم كعقيدةلمقاربة -في نشأته-لم يكن مهيأ أفكاره،في مجمل يقاالستشراأن المشروع والواقع، منها:وذلك لعدة عوامل االستعالء،و حضارة مقاربة تبتعد عن

مما جعله وسيلة في الغربي،كعلم لدراسة الشرق مع بداية التوسع االستعماري االستشراقلقد تأسس من كان المستعمرة. أويد السياسيين الغربيين من أجل تحكم أكبر في الشعوب اإلسالمية

".األهالي االستعمار يطلق عليهم مصطلح "

Page 20: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 19

المية و أنماط حياتها في فالدراسات التي قام بها المستشرقون حول ثقافة تلك الشعوب اإلس وعليه، المستشرقين،وظفت في قمع ذات الشعوب و السيطرة عليها ن باستثناء القليل من الميادين،جميع

كان جلهم مطبوعين باإلثنية الغربية المتعالية التي لم تر في الشعوب اإلسالمية إال تجمعات تحتاج البربرية.إلى التحضر والخروج من

اسية و السيكولوجية الموروثة عن حقب التاريخ السابقة، عقبات تحول دون تمثل هذه العوائق السيمقاربة اإلسالم كواقع ثقافي يمكن دراسته دون تدخل اعتبارات االنتماء، حيث تبين العديد من

كتابات المستشرقين المعاصرين اعتمادها على عنصرين هما: يكمن العنصر األول في العاهات الفطرية و حتى األنطولوجية للشعوب التي تدين باإلسالم ➢بأنه "دين مطبوع بطابع التخلف" و "عدم –بحسب المستشرقين –تميز اإلسالم كدين ➢

".التوكل-الحركية" و الثنائية المعروفة ب"التعصب بمثابة:إلى اعتبار اإلسالم ية،األكاديمإرنست رينان" لذي تخلى عن أبسط القيم لقد ذهب "

السلسلة األكثر ثقال و التي لم تحمل البشرية مثلها من قبل"، كما أوضح في محاضرة له بعنوان: "احتقار العلم" "إلغاء للمجتمع التعصب" هو " دور الشعوب السامية في الحضارة "أن اإلسالم هو " "

المدني ".يرجع في التدبير إلى قلبه ضحلة،سول "ص" بأنه صاحب أفكار كما وصف "لويس ما سينيو" الر

.(24)وليس عقله : أنهعندما صرح في إحدى المقابالت اإلسالم،في حين اتخذ "جاك بيرك" موقفا متعاطفا من

لكنه يحب اإلسالم". كاثوليكي روماني و "فإننا نالحظ تعدد الكتابات و تنوعها بحسب تعدد المرجعيات الفكرية الحديث،أما في العصر

ألصحابها، خاصة المدرسة األمريكية التي تهتم بدراسة المجتمع اإلنساني انطالقا من حركيته و تفاعله.

لقد ركز الجيل الجديد من المستشرقين في دراسته للظاهرة اإلسالمية معتمدا منهجيات العلوم مما قد يخلص الدراسات التي تتناول اإلسالم من التصورات القديمة و االجتماعية،اإلنسانية و

يخلق "قطيعة إبستمولوجية" مع عقلية اإلقصاء.

Page 21: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 20

يغلب على هذه الدراسات أنها تلغي الممارسات الحضارية المتعددة داخل الفضاء اإلسالمي ، وذلك بالحركات ذات الماهية السياسية أو ما التحاشي " واقتصر االهتمام فقط ةإستراتيجي باعتماد "

يعرف حاليا باإلسالم السياسي، غير أن تلك المعرفة المتعلقة باإلسالم السياسي ، تمت مقاربتها بطريقة استخداميه براغماتية تبتعد كل البعد عن المعايير العلمية من أجا إعادة إنتاج الصورة

اإلسالم ، فمعظم ما تم تناوله ، تعلق ب"الكنسية التي كانت مكرسة في القرون الوسطىاإلسالم المتطرف" و"اإلسالم الظالمي"،" إسالم تعدد الزوجات " ،اإلسالم المتعصب" " "،الراديكالي

" و"إسالم الحرب المقدسة".وتتمثل في وسائل القديم،لم تكن لدى الجيل جديدة،وسيلة الجديدة، االستشراقيةتمتلك الكتابات

المسلمين.اإلعالم التي لعبت دورا هاما في "شيطنة "اإلسالم وز فبدل أن تكون الدراسات اإلستشراقية عنصر توازن و مصدر معرفة متوازنة ووسيلة للتواصل

تستعين هذه الكتابات باإلعالم و يتم ترويجها على أساس أنها اإلسالم، والغرب،الحضاري بين يمية و علمية ".دراسات "أكاد

هو استعمال لغة إعالمية درامية أكثر الجديد،وما يمكن مالحظته عند قراءة اإلنتاج اإلستشراقي و تمثل كتابات "جيل كيبل " نموذج للتحليل الذي لم يستطع التخلص من عقالنية،منها أكاديمية

ذاتية االنتماء و تحويل القطيعة المعرفية المنشودة إلى ممارسة .لمقاربة "إسالم الهجرة " ، فإذا سلمنا جوازا أن الدراسة االستشرافييمكن إضافة تناول الفكر و

للمجتمعات اإلسالمية كانت ناتجة عن قوالب ذهنية جاهزة و مشوهة ، وقبلنا في نفس االستشراقيةعلى الوقت الصفة المتعالية للمجتمع الغربي على باقي المجتمعات ، فكيف نفسر تحامل الغرب

من تواجد اإلسالم داخل الفضاء الثقافي و الجغرافي -إذن–المسلمين في دار المهجر ؟ فعلى الرغم الغربي ، إال أن ذلك لم يشفع له من أن يدرس بطريقة موضوعية ، ف"خبراء اإلسالم" و هم يكتبون

ة و مسلمة عن الضواحي الفرنسية )باريس و ليون و مرسيليا تحديدا (التي تقطنها جالية عربيكبيرة، لم يهتموا بتشريح أسباب الواقع االجتماعي و الثقافي البائس لهذه الجالية حيث اإلقصاء و العنصرية ، على الرغم من استخدام خطاب سياسي قائم على العدالة و حقوق المواطنة ،في حين

تفاهم بين المجتمع الممارسات تحيل إلى واقع آخر ، بل تؤدي هذه السلوكيات إلى توسيع فجوة الال

Page 22: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 21

الفرنسي و الجالية العربية اإلسالمية )محاوالت األحزاب اليمينية خاصة في فرنسا الهادفة لطرد كل إسالمي .–المهاجرين من أصل عربي

و التي سادت منذ البدايات األولى للتفاعل السابقة،تؤدي هذه السياسات إلى إحياء القوالب الذهنية الجديد ال يخرج عن فاالستشراق اإلسالمي،ن العالم الغربي و العالم الحضاري بي–االجتماعي

التبسيطي و التحيزي الذي ينبئنا به تاريخ العالقات بين العالمين، بل أن –المسار اإلختصاري فعصرنا يتميز في استعمال وسائل البث و التكنولوجيا الرقمية بهدف تمرير أفكار أو صور بهد

اإلسالمي.تشويه الرسالة الحضارية للعالم ثالثا /اإلطار النظري و الفكري المحدد ألسباب الخوف الغربي من اإلسالم:

–الذي يربط العالم الغربي بالعالم اإلسالمي -التاريخي و السوسيولوجي و الحضاري ينم المسارنظومتين، ومختلف اآلليات الغربية على وجود مقاربة نظرية و فكرية شارحة ألسباب العداء بين الم

المسلمين.المستخدمة لتكريس الصورة السلبية لإلسالم و يتناول اإلطار الفكري و النظري نظرية المؤامرة و محاولة إثبات استعمالها في التعامل الدولي مع " العالم اإلسالمي، على الرغم من ذهاب بعض مفكري العالم اإلسالمي من أمثال "أحمد زويل

ثم يتم استعراض األسباب المؤدية لنشء ،(25)الذي ينفي نظرية المؤامرة و يعتبرها "كالم فارغ" المواجهة.آليات تنفيذ إستراتجية الكراهية و إنتهاءا بذكرالكراهية بين العالمين و

مفهوم نظرية المؤامرة :-1وتتآمر على بينها،موجود في كل مكان...القوى الكبرى تتآمر فيما يرى "حسن حنفي " أن:"التآمر

.(26)وهو شيء وارد و جزء من اللعبة السياسية الصغرى،القوى كل مطلع و ملم بعلم السياسة، يعرف أن السياسة هي سعي لتحقيق يقرر "إبراهيم أبراش " أن:"

ل و األنظمة في سلوكها الداخلي و فالمصلحة هي الهدف األول الذي تسعى إليه الدو المصالح.الخارجي، وأن تحقيق المصلحة الوطنية لدولة ما يتم بإحدى الطريقتين: إما بالسلم حسب قواعد القانون و األعراف الدولية، أو بالحرب و الصراع و ما يصاحبهما من خداع و مناورة و تآمر. و

ستقيم مع فهم السياسة على حقيقتها.القول أن السياسة ال تعرف الصراع والتآمر هو قول ال يففي كتابه "حرب الخليج دفعتني إلى االستقالة " يرى "جان بيير شوفنمان" الذي استقال احتجاجا

أنه :"في كل مرة أراد العرب استدراك تخلفهم و ألسباب ،1991على الحرب ضد العراق عام

Page 23: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 22

يمنعهم من تحقيق أهدافهم ، كما وجيهة أن يصنعوا وحدتهم ، كانوا يجدون الغرب على طريقهمبيكو( ، وأن يبقوهم داخل حدودهم –حصل غداة الحرب العالمية األولى )مؤامرة سايكس

المصطنعة، أو ليردوهم نحو الماضي ، بما في ذلك استخدام قوة السالح . و في كل مرة أراد نظام كان ذلك مع محمد عليه. فباألمسكان الغرب يسد الطريق الحداثة، االنفتاح علىعربي أو مسلم

كان إيران. وو محمد مصدق في الناصر،و بعد ذلك مع جمال عبد مصر،علي باشا و خديوية ( "بطح "بلد عربي واحد هو العراق، وهو 1991من بين النتائج المباشرة لحرب الخليج الثانية )

.(27) التخلفسه رداء الوحيد في المنطقة الذي بدأ ينزع عن نفإسرائيل فرنسا و بريطانيا،من خالل تآمر التاريخ،عبر استطالع يمكن ذكر من األمثلة التآمرية،

وتآمر أمريكا مع إسرائيل ،1956في مدينة "سيفر" الفرنسية لشن العدوان الثالثي على مصر عام .1967على األمة العربية في جوان

،09وليست مرتبطة بأحداث اا/ موجودة،يمكن القول أن نظرية المؤامرة على اإلسالم وبالنتيجة، بل مردها إلى البدايات األولى لعالقة العالم الغربي بالعالم اإلسالمي . البعض،كما يذهب

إلسالم :أسباب العداء و الخوف من ا-2الحظ المؤرخ الفرنسي "كلود كاهين " في رده عن تساؤل عن أسباب الخوف من اإلسالم ، أن:"أحد عوامل اإلقبال الكبير على كتابة تاريخ الحروب الصليبية ، يرجع إلى أن ثمة رغبة متواصلة لدى

إلى هوية الغرب في تأكيد ذاته في مواجهة الشرق و العرب و المسلمين ، و أن عودة الغرب العصور الوسطى و منطقها أقوى مما هو الحال في بعض بلدان الشرق اإلسالمي ، وقد تزايدت هذه العودة بعد زوال المعسكر االشتراكي ، وبروز حاجة دول الحضارة الغربية إلى خصم جديد تتهرب من خالله من حل مشاكلها المزمنة ، وهذا الخصم الجديد هو العرب و المسلمون عامة

(28). يقول "غراهم فولر" و أيان ليسر " في كتابهما "اإلسالم و الغرب ..بين الشرق و الغرب "، وفي

أنه بعد انتهاء الحرب الباردة بين الشرق مجال عرضهما ألصل المشكلة بين الغرب و اإلسالم :"والغرب، شاع بين الناس اعتقاد بأن الصراع اإليديولوجي العالمي القادم قد يكون بين اإلسالم و الغرب ، وذلك تأسيسا على محاولة الغرب )بقيادة الواليات المتحدة األمريكية ( فرض هيمنته

و عسكريا، وبكل وسيلة أخرى ممكنة، وأن هذه المطلقة على العالم ثقافيا، سياسيا، اقتصاديا

Page 24: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 23

تتخذ موقف التحدي من الحضارة الغربية ، –على هيئة ما –المحاولة البد و أن تولد رد فعل والمرشح األرجح للقيام بذلك الدور المتحدي هو اإلسالم ، ألنه يشكل المنافس السياسي و الفكري

.(29))اإليديولوجي ( الرئيسي للغرب ويرصد "إبراهيم نافع " التهم التي ترتكز عليها ألة الدعاية في الغرب لتشويه اإلسالم )ضمن نطاق

و يبرز منها التهم التالية : اإلسالم(الحرب ضد الخطر األخضر الذي هو إنه يقوم على القهر و الغلبة، و يريد أن يفرض نفسه غصبا على جميع األجناس و ✓

سيف، وغزا البالد األخرى.األديان، وأنه توسع بحد الإنه يحرم حرية الرأي و العقيدة، ويحجر على أبناء الديانات األخرى في ممارسة عقائدهم، ✓

و المقارنة بين ما يحدث في البالد اإلسالمية و البالد الغربية في هذا الصدد ليست في مصلحة األخيرة.

وب و مختلف األديان، بل إن اإلسالم في سبيل نشر دعوته، أعلن الحرب ضد جميع الشع ✓ و يذهبون إلى أن الحرب من أسس العقيدة اإلسالمية.

إن الحرب هي وسيلة تعامل المسلمين مع الغير، و أنهم ال يجنحون إلى السلم أبدا، إال إذا ✓ تم قهرهم.

إن اإلسالم ال يرعى العهد و ال يحترم المواثيق و المعاهدات، وفي هذا الصدد، يكثر ✓ .(30)هاد باعتباره إعالنا للحرب كسياسة ثابتة للمسلمين تجاه الغير حديثهم عن الج

المسلمين،يمكن تحديد مجموعة من األسباب المؤدية لنشوء الكراهية زو المواجهة بين الغرب و ذكر:حيث يمكن

تناقض القيم السائدة بين المنظومة الغربية و المنظومة اإلسالمية :يمكن القول أن هناك تناقضا بين القيم التي تشكل ثقافة اإلسالم و القيم التي تشكل ثقافة الغرب، فمثال، تسود في اإلسالم قيمة "اإلنسانية " و من ثمارها اإلخاء و المساواة ، بينما تسود في الغرب

و جوهرها العمل "العنصرية" وجوهرها النزعة المركزية الغربية، وتسود في اإلسالم "الجماعية" الصالح لمنفعة أكبر عدد ممكن من البشر، بينما تسود في الغرب "الفردانية " و جوهرها طلب النجاح الفردي و لو على حساب اآلخرين، و تسود في اإلسالم "العدالة " في كل مجال حتى مع

افة اإلسالم األعداء، بينما يسود في الغرب الجري وراء" الربح "بأي ثمن، و عليه، تتميز ثق

Page 25: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 24

"بالتعاونية " أما ثقافة الغرب فهي ثقافة "العداء"، و نستدل على ذلك من خالل مقولة "برنارد لويس" :"إننا نواجه مزاجا و تحكا سيرفعان إلى حد كبير من وتيرة القضايا و السياسات التي تنتهجها

ني بل التاريخي لخصم الحكومات ، وهذا ليس صدام حضارات، قد يكون ذلك هو رد فعل الالعقال .(31)المسيحي، وحاضرنا العلماني، و انتشارهما على نطاق عالمي –قديم، على تراثنا اليهودي

اإلسالم عامل توحيد:يمثل اإلحساس باألمة اإلسالمية الواحدة جزءا من التكوين النفسي للمسلم، بينما اختفى هذا

حدث مع كل من أرثوذكس إليه، كماربية اإلحساس عند المسيحيين إال في حالة لجوء دولة غ .األخيرةالصرب وكاثوليك الكروات في حروب البلقان

أن الغرب تآمر و يتآمر للحيلولة دون توحد الدولة اإلسالمية في كيان واحد يناظر المسلمون،يدرك فإن اإلسالم الدين،و يرى الغرب أنه في الوقت الذي حلت فيه القومية محل الغربية،التكتالت

في نسيج -على تباين أعراقها–اليزال يؤدي دوره كقوة دينية و سياسية عاطفية تجمع أمة اإلسالم اإلقليمية.واحد يسمو على كل صور الخالفات العرقية و القبلية و

سلمين بانتمائهم إلى أمة واحدة ال يزال يمثل إلى يومنا فولرو ليسر" إن إحساس الم يقرر كل من "هذا صورة مميزة للتكوين النفسي عند غالبية المسلمين، وأن هذا اإلحساس باالنتماء إلى األمة اإلسالمية الواحدة يشكل أعظم مخاوف الغرب من اإلسالم، و لذلك يعمل الغربيون باستمرار على

حيلولة دون توحدها، وهذه واحدة من أخطر القضايا بين الغرب تفتيت األمة اإلسالمية، وعلى الرو المسلمين، وخاصة في هذه األيام التي يحاول فيها الغرب بقيادة الواليات المتحدة األمريكية

.(32)تحقيق المزيد من التوحد بين مختلف كياناته، مع تحقيق المزيد من التفتت في العالم اإلسالمي ة:اإلسالم عامل مقاومومحك سياسيا،لقد ثبت أن اإلسالم روح كل مقاومة يبديها شعب مغلوب " ":يرى "مارسيل بوازارساهم الدين في إقامة مجتمع جديد خارج النطاق القبلي أكثر جدارة إفريقيا،كل مقاومة" ففي

األجنبي.بمقاومة التأثير وقد حمل اإلسالم في أكثر االستعماري،ونما في وجه النفوذ المرن،وفي آسيا تماسك اإلسالم اإلستعمار.األحيان راية الصراع مع

Page 26: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 25

ت التي سادت البالد اإلسالمية في عشرات لقد تأكد أن جميع االنتفاضا "أيضا: بوازار " ويضيف " .(33)مهما كانت صبغة األزياء التي ألبستها" حقيقية،السنين األخيرة كانت إسالمية بصورة

المقصود من الهجوم على اإلسالم و الشريعة اإلسالمية، هو " يرجع المستشار "طارق البشري" :اإلسالم في الخارج تعلم أن أفضل العناصر تفكيك قوى التماسك في هذه األمة، فالقوى المعادية

التي تستحث المقاومة ضد الغزو األجنبي و السيطرة األجنبية ،وأنه أفضل العناصر التي تمكن من . (34)االستقالل لذلك ، فهم يهاجمون اإلسالم و المسلمين لهذا السبب

آليات عداء الغرب لإلسالم : -3 يستخدم الغرب في عدائه لإلسالم عدة آليات، و أبرزها: التفتيت، التغريب، االستيطان، مكافحة

اإلرهاب و الدعوة إلى التجديد الديني...أن اإلمبراطورية العثمانية كانت منذ تأسيسها، وحتى " يرى المستشرق "برنارد لويس" :التفتيت:

خارجي، وقد ظل اعتداءإلسالم و حمايته ضد أي زمن سقوطها تكرس قواها في سبيل تقدم شوكة االعثمانيون طوال أربعة قرون تقريبا في حرب مستمرة ضد الغرب المسيحي، أوال لمحاولة فرض

وثانيا لشن حرب دفاعية حكم إسالمي على جزء كبير من أوروبا و هي محاولة رافقها النجاح، . (35)تأخيرية مديدة في وجه الهجوم المعاكس

، ولم يكن القضاء على (36)لك كله، فقد كان هدف الغرب "دحر اإلمبراطورية العثمانية و تدميرها لذ، وقد (37)الدولة العثمانية، إال مظهرا من مظاهر الهجوم العام الذي يشنه األوروبيون على اإلسالم

، تقدم بها 1914-1281 أحصى أحد الباحثين "مئة مشروع لتقسيم الدولة العثمانية" خالل فترة :سياسيون، مفكرون، قساوسة، يقترحون فيها طرائق لتفتيت بالد الشام، ألن الجميع في الغرب كانوا على اتفاق على إضعاف الدولة العثمانية ذات التوجه اإلسالمي و تفكيكها و بالتالي إزالتها من

الوجود.و قتل عوامل نهضة األمة اإلسالمية : لقد عملت حملة الغرب ضد اإلسالم على تصفيةالتغريب

من الداخل، بمعنى من داخل اإلنسان والمجتمع و ضرب عوامل المناعة و المقاومة في النفس اإلسالمية

على الهوية الذاتية التاريخية –و بصورة نهائية –تقوم الحملة التغريبية المعاصرة على القضاء هائيا نقافيا، اقتصاديا، سياسيا و اجتماعيا، و إلحاقها لألمة من خالل عملية تغريب شاملة لألمة ث

Page 27: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 26

بالمركز الغربي اإلمبريالي تحت شعار :"إلغاء الذات و الهوية الخاصة لحساب هوية الغرب و تماهي المغلوب على الغالب ، حتى تصبح جزءا هامشيا متطفال ال يملك حتى شرف المشاركة في

كا دائما و أبدا من جهة، وتسخيرنا و استخدامنا و استعبادنا إعادة إنتاجه، فليس أمامنا إال استهاللحسابه دائما و أبدا من جهة أخرى، و كأن بالغرب يحدث نفسه بأن حملته المعاصرة هي الرد

.(38)عام 1500المضاد و التصفية الشاملة لكل المكاسب التاريخية للفتح اإلسالمي منذ جديات ألفراد من صلب الحضارة اإلسالمية، لكنهم يؤازرون يحفل التاريخ العربي و اإلسالمي بأب

و (39)الغرب في حملته ضد اإلسالم، فينعتهم "جالل أمين " ب"المفتونين بالحضارة الغربية " و قد سماهم "جمال الدين األفغاني " قديما (40)يسميهم "أنور عبد الملك ""بالعمالء الحضاريين"

جيوش االستعمار " ، في حين عرفهم "روجيه غارودي" حديثا ب(41)الغالبين "طالئع جيوش ب" . (42)الجديد

( و من1907-1905لقد أوصى مؤتمر "كامبل بنرمان" )المنعقد سرا في لندن عام االستيطان: أجل ضمان مصالح الغرب في منطقتنا بعد إسقاط الدولة العثمانية اإلسالمية ب:

على الدول ذات المصالح المشتركة أن تعمل على استمرار تجزئة هذه المنطقة و تأخرها، ✓بقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك و جهل و تأخر. وا

الجزء األسيوي، ويقترح ضرورة العمل على فصل الجزء اإلفريقي في هذه المنطقة على ✓المؤتمر لذلك إقامة حاجز بشري، قوي و غريب، يحتل الجسر البري الذي يربط أوروبا بالعالم القديم و يربطهما معا بالبحر األبيض المتوسط، بحيث، يشكل في هذه المنطقة و

.(43)على مقربة من قناة السويس، قوة صديقة لالستعمار، و عدوة لسكان المنطقة يرى المستشرق األمريكي "برنارد لويس" في دراسة له حديثة "أن اإلرهاب يكمن فحة اإلرهاب: مكا

"المقصود باإلرهاب في ويالحظ "محمد عابد الجابري " أن : (44)في صميم العقيدة اإلسالمية "الخطاب األمريكي، وبالدرجة األولى ، هو ما تقوم به جماعات ترفع شعار اإلسالم بهدف

.(54)التشويش على الوجود األمريكي في الشرق األوسط " " أن العديد من المسلمين في العالم يشعرون أن الحرب ضد : كما أكد "عبد هللا أحمد بدوي"

.(64)يقدم الغرب أية ضمانات تقنعهم بعكس ذلك" إلسالم، فيما الاإلرهاب هي حرب ضد ا

Page 28: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 27

، لتعميق الهوة الفكرية و تكريس الصراع بين العالم اإلسالمي و 11/09و لقد تم استغالل هجمات من :"احتمال ظهور "ستار حديدي 2004العالم الغربي، إذ حذر رئيس باكستان السابق في عام

ربي ، إدا لم يتحقق العدل للمسلمين في النزاعات الدولية ، وخاصة في بين العالم اإلسالمي و الغ .(74)الشرق األوسط "

يعرف التجديد على إعادة الشيء لما كان عليه في األصل، الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني:ذي فتجديد" الفكرة " معناه إزالة ما لحق بها من انحرافات و شوائب لتكشف عن جوهرها أو أصلها ال

هو الحق.يرى "عبد هللا الدائم " إن هذه القيم، أصابها بعض الركود و الجمود، حتى في النفوس، في عصور

كادت تطفئها –إن صح أن نسميها قيما –التخلف فقدت بريقها و إشعاعها، وتراكمت فوقه قيم دنيا و تقضي عليها بثقلها )طغيان القيم الزائفة على القيم األصلية(.

المعنى و الجوهر، ويستمسكون بالمظهر و الشكل و -في عصور التخلف–ينسى الناس فحالة المجتمعات العربية و اإلسالمية بحاجة إلى تجديد أصيل يقوم على إعادة إحياء ، (84)الطقوس

أعتقد أنه من المستحيل أن يصل شعب من الشعوب إلى القيم النوعية، مثلما يرى "جاك بيرك" :يم ، بدون احترام و إحياء القيم ، سواء سميتها خالدة أو طبيعية ، فال مجتمع بدون قيم ، مستقبل سل

.(94)و إننا نشاهد كل يوم الكوارث المخيفة الناتجة تهافت القيم في المجتمعات "تتطلب عملية بناء المجتمعات من الناحية العملية ن إصدار أحكام فقهية تالءم التغيرات في الزمان

ان والعادات، باتجاه العصرنة و التيسير في الدين، مع االلتزام بالكتاب والسنة، ونقصد االلتزام والمك بالثوابت والقطعيان الدينية و ماهو معلوم من الدين بالضرورة.

ولعل من أخطر التحديات التي تواجه العالم اإلسالمي، تلك المتعلقة بتجديد الخطاب الديني، فقد الفرقان الحق" " ووزع في فلسطين، يحمل عنوان: ي الواليات المتحدة األمريكية،صدر كتابا حديثا ف

.اإلسالميةهدفه التشكيك في القرآن الكريم، ويحوز على مفاهيم مغلوطة لتشويه العقيدة يمكن القول عن "الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني " أن هناك أهدافا رئيسية لتلك الدعوات :

إلغاء كل نص ديني يرى فيه اليهود إساءة إليهم، أو تحريضا على مقاومة عدوانهم. ➢

Page 29: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 28

الفصل الكامل بين الدين و الدنيا، أو بين الدين و الدولة، أو بينة الدين و السياسة، أو بين ➢الحياة العامة، وذلك عن سياسة الدنيا بقوانين وضعية دون التقيد بما جاء في الدين و

الوحي اإللهي . رابعا : نحو آليات تجديد الخطاب النظري و الفكري:

التطور التاريخي للعالقات بين منظومة األفكار الغربية و منظومة األفكار اإلسالمية، أن يوضحصر المتحكم و الضابط لطبيعة التفاعالت بين المنظومتين، إشكالية الصراع و المواجهة هي العن

األولى لتشكل العالمين، و أمام ذلك ،يكون من الضروري البحث عن آليات توذلك منذ البداياالتجاوز المعرفي و الفكري و النظري، بمعنى تفعيل مقاربة سلمية توافقية تكافئية، أي تأخذ في

ة بين العوالم المختلفة على خلفية أن كل من القيم اإلنسانية الغربية الحسبان منزلة الندية و المساوا الثورة الفرنسية، الثورة األمريكية الناتجة عن مختلف ثورات هذا العالم عبر سيرورته التاريخية )

...( و التي زودت اإلنسانية بقيم الحرية، المساواة، و األخوة و غيرها من القيم التي ال ينكرها عقل ي فرد في الوجود من جهة، و القيم اإلسالمية ذات المصدر اإللهي و الهادفة إلى الرقي باإلنسان أ

إلى أعلى المراتب، وحل اإلشكاليات الكبرى لمجتمعه استنادا إليها. لتحقيق أهداف البشرية، يستوجب توفر آليات تشاركية من ابتكار اإلنسانية ذاته و تتمثل

في:و الشامل على استدعاء كل األطراف المشكلة ييقوم الحوار العالم الحوار العالمي الشامل:

لجغرافية العالم، بدون إقصاء أو تهميش أو تحت أي صفة كانت، فمجموع القيم اإلنسانية من حرية، مساواة، عدل هي قيم تأسيسية بمعنى تنتظم بها العالقات الدولية و تشاركية أي صفة كلية

ليست محلية أو إقليمية، بل هي ملك للكل .فال يحق ألي إقليم احتكار أية قيمة إنسانية، أو والعمل على ضمها لحضارته أو منظومته االجتماعية و اإلدعاء بالتفوق على باقي األجناس مما

س اإلحتقارية لطرف على بقية األطراف، وفي ذلك تأخر لإلنسانية و لي–يكرس مرة النظرة الدونية إلقليم بعينه.

وعليه فاستدعاء كل األطراف المشكلة للمجتمع الدولي و بدون تمييز، معنى ذلك اإلقرار بوجود ذات و آخر متمايزين و لكن يشتركون في مجموع القيم اإلنسانية باعتبارهم كذلك.

Page 30: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 29

ة يتطلب حضور كل الفواعل الدولية وضع أجندة موضوعات التي تهم اإلنسانية، وفي ذلك أمثلحقوق اإلنسان "، "مشكلة التلوث ةإشكالي" "السالح النووي اإليراني " مشكلة الهجرة غير السرية "،

.مشكل االحتباس الحراري "،" مشكلة األمن السلم في العالم" و "مشكلة اإلرهاب " وغيرها" ، كل يستوجب إشراك -التي ال تقتصر على جماعة دون أخرى -إن طلب الحلول لهذه المشاكل

األطراف في عملية تقديم تصورات و حلول، و بالموازنة بين مختلف التصورات و الحلول نتوصل إلى إيجاد حلول نهائية لطبيعة هذه المشاكل.

من أجل الحوار، بل يتعلق األمر بإرفاق الحوار كشرط توعليه، فعملية الدعوة إلى الحوار، ليس لتسوية المشاكل و إقرار األمان في مدركات كل فرد مكون لإلنسانية، بالندية، أي إشراك كل البشر

فيه، إضافة إلى تقديم كل واحد منهم لتصوراته للحلول والمخارج. ديباجة الهيئة األممية، فإننا نكتشف نية األطراف بالنظر إلى تفعيل هيئات و عمل الهيئة األممية:

المؤسسة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، في تجنيب اإلنسانية لويالت الحروب و الصراعات التي يصنعها اإلنسان، وبالتالي العمل في إطار قانوني مشروع لحماية األمن و السلم الدوليين،

لت الهيئة على تكريس هذا المسار، إال أنه أمام عمل وقد عم وحق الشعوب في تقرير مصيرها ،النظام الدولي بعد تراجع اإلتحاد السوفيتي، كان توظيف أجهزة الهيئة للقيام باحتالل دول )العراق

نموذجا( تحت شرعية قوانين هذه الهيئة، مما ال يتوافق مع روح و عمل هذه المنظمة .

ية اليوم، إعادة النظر في طبيعة عمل الهيئة عن طريق لذلك، يكون ضروريا أمام الجماعة الدولالتي يفرضها الواقع الدولي، ةتكييف نمط عملها بما يتوافق مع المتغيرات السياسية و اإلستراتجي

بمعنى تفعيل المقاربة القانونية اإلصالحية بما يتناسب مع تطور السياسة الدولية ذات الرأس األوحد.

خالصة و استنتاجات:باعتراف الكثيرين ةأن تآمر الغرب على اإلسالم حقيقة و واقع -في المقام األخير–يمكن القول

األولى لنزول الدين مرتبط بالبدايات)حتى في الغرب نفسه( من العلماء و المفكرين، و هو قديم .11/09اإلسالمي، ثم تكرس مع الحروب الصليبية و تجدد مع أحداث

يتجسد التآمر ، من الناحية العملية من خالل التفتيت أو تجزئة األمة اإلسالمية و منعها من الوحدة و التقدم، واالستيطان في فلسطين إلجهاض الوحدة، في نفس الوقت، جعل الغرب نفسه نموذجا

Page 31: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 30

الذي للتقدم و التركيز الحضاريين، كما حاول إرغام دول العالم اإلسالمي على مكافحة اإلرهابو دعا على التجديد الديني تجديدا شعاره الفتوى التي أصدرها -في نظر الغرب–يرمز إلى اإلسالم

مفتي عموم العالم الذي هو الرئيس األمريكي السابق جورج بوش ، ومفادها أن فدائيي حركتي ا "قتلة و حماس و الجهاد و غيرهما ممن يقاومون االحتالل الصهيوني المدعوم أمريكيا و أوروبي

ليسوا استشهاديين " ثم أصدر اإلتحاد األوروبي، بعد ذلك فتوى مماثلة ضد حركة حماس حيث اعتبرها إرهابية .

من أسباب ذلك التآمر على اإلسالم : التناقض بين القيم الغربية )القائمة على العداء( و قيم ، وعامل مقاومة للسيطرة و اإلسالم )القائمة على التعاون، وكون اإلسالم عامل توحيد لألمة

يعقل أن يكون سبب ذلك التآمر هو جهل الغرب الهيمنة، وعامل ممانعة ضد العولمة، و الباإلسالم كما يزعم البعض، فنحن مع األمير "تشارلز" ولي عهد بريطانيا، عندما يقرر في إحدى

العداء ضد اإلسالم ( يمكن أن يكون سوء الفهم )حسب توصيف األمير لحالة محاضراته أنه " البيم العالمين الغربي و اإلسالمي ناشئا عن الجهل في العالم الغربي، و يتساءل "سمير كرم " :"كيف نجرؤ على أن نتحدث عن جهل الغرب باإلسالم و المسلمين، ونحن نعرف إلى أي حد

وحضارة، تنتشر في الغرب مراكز الدراسات و البحوث الجامعية التي تتخصص باإلسالم دينا تشريعا و فلسفة، تاريخا و علما و ثقافة .

يكون المخرج عن طريق تفعيل الحوار الشمل و العالمي بين أفراد الجماعة الدولية بدون إقصاء وكما لدور الهيئة األممية باعتبارها أحسن تعبير عن اإلرادة الدولية لتفعيل إرادة التعاون بين شعوب

العالم. التهميش :

. 2004-12-24،أبو ظبي ، ، جريدة اإلتحاد، عابد الجابري ، الغرب و اإلسالم ...بأي معنى (محمد 1) . 2001-08- 16القاهرة ،، جريدة األهرام،، المركزية الغربية و تجلياتها المعاصرة ن(السيد ، ياسي2)إبراهيم ، المركزية الغربية )إشكالية التكون و التمركز حول الذات ( ، )بيروت : المركز الثقافي ( عبد هللا ،3)

. 22( ص 1997العربي ، . 33(ص 1991)القاهرة :دار الرشاد ،التعريفات ،(علي بن محمد السيد الشريف ، الجرجاني ،4)، تحقيق الشيخ مروان الشعار )بيروت :دار عمان، شرح الفقه األكبر ألبي حنيفة الن( المال علي ، القاري 5)

. 19(ص 1997النفائس ،

Page 32: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 31

( 1963، )القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ، 2ة ، جسيكولوجية الجماعات و القياد( لويس كامل ، مليكه ، 6) . 408ص

. 26-25، ص ص مرجع سابق(عبد هللا، إبراهيم، المركزية الغربية، 7) . 18، ص مرجع سابق هيم ، (عبد هللا، إبرا 8)، دون سنة نشر ( ص يتر: أحمد فتحي ، زغلول )القاهرة : دار الفر جان سر تطوراألمم ،(غوستاف ، لوبون ، 9)

30 . ، 13، بيروت ، السنة ؟ مجلة المستقبل العربي(عبد اإلله ، بلقزيز ، بعد انهيار اإلتحاد السوفيتي ..ماالعمل 10)

. 15، ص 1991 ديسمبر ، 154العدد . 18(عبد هللا ، إبراهيم ، مرجع سابق ، ص 11)

)12(Dagron, chantal,Kacimi, mohamed, Arabe, vous avez dit arabe, siecles de regards

occidentaux sur les arabes (paris : ed Ballard, 1990 ) p 15.

)13(Sénac, phillipe, l’image de l’autre :histoire de l’occident medieval face a l’islam

(paris :ed Flammarion, 1983 ) p 17 .

)14( Jonin, pierre, la chanson de Roland (paris :ed, Gallimard, 1979).

)15( Hadidi, djavad, Voltaire et l’islam, langages et civilizations (paris :ed,

Flammarion, 1974)p 156 .

)16(--------------------, Voltaire, essai sur les mœurs, t1 ; (paris :ed Garnier frere, 1963 )p

275.

(17) op, cit , p 274 .

)18( Condorcet, un tableau historique des progress d’esprit humain ; (paris : J vrin,

librairie philosophique , 1970 ) pp 100-101.

)19( Edward, said, orientalisme:orient cree par occident (paris:ed , du Seuil , 1980) .

)20( Hassan; hanafi, Orientalisme a occidentalisme, peuples méditerranéens, no 50,

jan-mar, 1990.

(21) Kerro, Mohamed, Etre sociologue dans le monde arabe, ou comment le savant

épouse la politique ; peuples méditerranéens, n 249 ; jan ,1991 ; pp 54-55.

(22) Maxime, rodinson; fontomes et realites d’orientalisme, quantara , no 13, oct-

nov-dec, 1994 .

)23( Goytisolo ;juan; chroniques sarrasines (paris:ed, Fayard, 1985).

( ورغم ذلك ، نذكر للتاريخ ، أنه لم يمنعه ذلك من مساعدة المهاجرين المسلمين في فرنسا ، وا عانتهم في 24) األوقات الصعبة .

. 2002-07-27بيروت في السفير اللبنانية،( جريدة 25) . 2002-05-10، في جريدة الحياة اللندنية( حوار مع حسن ، حنفي ، 26)، تر: أحمد عبد الكريم )دمشق : دار األهالي ، حرب الخليج دفعتني إلى اإلستقالة ( جون بيير ، شوفنمان ، 27)

. 121-38( ص 1992غسان عبد الخالق )عمان : مؤسسة تحرير : النهضة العربية الثانية )تحديات و آفاق (( صالح ، الحمارنة ، 28)

. 123-119(ص ص 2000عبد الحميد شومان ، )القاهرة : نهضة مصر للطباعة و النشر و اإلسالم و الغرب في كتابات الغربيين(زغلول ، النجار ، 29)

. 33( ص 2003التوزيع،

Page 33: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا: حتليل نظـري معـريف د: حممـد عـدار

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةاملركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية 32

-09-02، القاهرة في ألهرامجريدة ا( إبراهيم ، نافع ، جنون الخطر األخضر و حملة تشويه اإلسالم ، 30)2004.

، أبو ظبي في جريدة اإلتحاد (محمد عابد ، الجابري ، اإلسالم هو العدو األول لإلمبراطورية األمريكية ، 31)09-09-2003 . . 74، ص مرجع سابق( زغلول ، النجار ن اإلسالم و الغرب في كتابات الغربيين ، 32) .21( ص 1999ه )بيروت : دار النفائس، لغرب إلى حاضر اإلسالم و مستقبل، نظرة ا( عماد الدين ، خليل 33)-10-31، القاهرة في جريدة األهرام(حوار مع المستشار طارق البشري ، من إعداد محمد عشب ، في 34)

2003. . 47( ص 1996)بيروت :دار المنارة ، ، نهضة أم تغريب(موفق ، زريق 35) .50، ص بقمرجع سا(موفق ، زريق ، 36) . 49ص ، مرجع سابق،(موفق ، زريق37) . 45-44،ص ص مرجع سابق(موفق ، زريق، 38) . 60، ص 1998، بيروت ، اوت مجلة المستقبل العربي، (جالل ، أمين ، العولمة 39) . 1994-02-27، القاهرة في جريدة العربي(أنور عبد الملك ، مصر المحروسة ، 40) . 2004-08-10، أبو ظبي في جريدة اإلتحاد (محمد عابد ، الجابري، إصالحيون ،محققون و مخطئون ، 41) . 1992-06-25، دمشق في جريدة األسبوع األدبي (سلمان ، قطاية ، جيوش اإلستعمار الجديد ، 42) . 25(ص 1992)بيروت : المركز العربي لألبحاث و التوثيق ، ، مؤامرة الغرب على العرب(ياسين ، سويد 43) . 2004-07-20، أبو ظبي في جريدة اإلتحاد(محمد عابد ، الجابري ، في نقد الحاجة إلى اإلصالح ، 44) . 2004-08-04اللبنانية في جريدة المستقبل(45) . 2004-09-24اللندنية في جريدة الشرق األوسط(46) . 126-125( ص ص 1983)بيروت : دار األدب ، في سبيل ثقافة عربية ذاتية ، عبد الدائم ، (عبد هللا47) . 41، ص 1987ن نوفمبر 63، العدد مجلة الكويت( جاك ، بيرك ، 48) . 2004-06-28، القاهرة في جريدة األسبوع ( 49)

Page 34: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 33

المنتجةوالسياقات الاسلاموفوبيا: بين الصور النمطية

: سليم قسومأ بوقنـــور د: إسمـاعيل

الجزائر -المةـڤ 1945ماي 8جامعة

مقدمـة:حاول الغرب منذ القديم خلق صورة نمطية محددة لإلنسان العربي المسلم، فمنذ سنوات والميديا

الغربية بثقلها وما تمتلكه من تأثير رهيب على النفس والعقول، تمكنت من نحت صورة سلبية إلى خلق حد بعيد عن اإلسالم الذي اعتبر كدين يمثل الرجعية والتطرف واإلرهاب، وهذا ماساهم في

" كما أصبح يشاع. االسالموفوبيابؤر العداء والخوف من اإلسالم او "يات شائكة وتعقيدات جمة 2001ولعل منعطف الحادي عشر من سبتمبر قد حمل معه تحد

إلى واقع مسلمي أوروبا وأمريكا، ونالحظ هذا في كيفية تعامل خطاب مسلمي الغرب مع هذا ورات الداهمة التي تم معها في عديد الحاالت تحميل اإلسالم والمسلمين المنعطف. لقد أدت التط

والثقافة اإلسالمية، وبشكل تعسفي، اتهامات بالتطرف والتشدد واإلرهاب؛ إلى بروز خطاب ركز ؤ مما يجري من ممارسات شائنة يحمل القائمون عليها الفتات لبعض الوقت على موقف التبر

وهو األمر الذي رسم الصورة القاتمة عن العرب والمسلمين عند الغرب ،"يةإسالمتدعي أنها " وسيطرة على عقولهم.

فاالسالموفوبيا هذا المصطلح القديم المتجدد بدأ يضج به المسلمون من كتابات الغرب وتصنيفاتهم، وتشريعاتهم لدرجة التضييق على المسلمين في إقامة شعائرهم الدينية، وهي السمة الواضحة في أمريكا وأوروبا حاليا، وتجسد هذا في الكثير من اإلسقاطات والوقائع الميدانية سواء

جرائم عنف ضد المسلمين. أوفكرية، أوفي صورة اعتداءات جسدية فما المقصود إذن باإلسالموفوبيا كمفهوم؟ وما هي مختلف السياقات التي أدت إلى إنتاجه؟

يختطها هذا المفهوم لنفسه في مختلف التقارير والدراسات الغربية التي وما هي المسارات التي ؟ اهتمت بمقاربته وتحليله

من هذا المنطلق سنعمل على مقاربة المفهوم مسترشدين بالكم الهائل من المحاوالت التي تاج محاولة تعريفه وتحليل مختلف االتجاهات المتدخلة في إن ما بين سارت في نفس االتجاه

Page 35: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 34

تقديم صورة عن بعض المظاهر التي تدلل على وجود الظاهرة إضافة إلى محاولةسياقاته، واستشرائها وذلك استنادا إلى تقارير ودراسات موثقة عملت على إعدادها تنظيمات مختصة في

الظاهرة. االسالموفوبيا، المقاربات المعرفية: -1استنادا لهذا و ،يحيل على الخوف الالشعوري والالمبرر phobosفإن اللفظ اليوناني ااشتقاق

غير أن هذا ، يمكن القول بأن اإلسالموفوبيا خوف الشعوري والمبرر ورفض عشوائي لإلسالمالتعريف ال يعكس قطعا طبيعة التشعب المحيط بالمفهوم باعتباره يشكل محور نقاشات عميقة

مما يتطلب تتبع مسيرة المفهوم عبر مختلف ،ني بالثقافي والسياسي بالتاريخييتداخل فيها الديأشكال حضوره في التقارير والدراسات واألبحاث التي تعاملت معه كما في اشتغال جهات مختصة

.من قبيل جمعيات ومنظمات ومراصد حقوق اإلنسان ومناهضة التمييز والعنصرية العالم، ويستمد هذا أفرزتها جملة األحداث اإلقليمية والدولية التي شهدهاظاهرة ك اإلسالموفوبيا

القهري من قاموس األمراض النفسية عند التعبير عن حالة من حاالت الوسواس " الفوبيا" المفهومرهابه. المريض التحكم في ردود أفعاله عند تعرضه للمثير الذي يسبب حين ال يستطيع خوفه وا والسياسية، له جذور عميقة ( في حالته التاريخية والثقافيةاإلسالموفوبيامفهوم، )غير أن هذا ال

.تعكس تاريخا مضطربا في أحيان كثيرة بين الغرب والشرق

وفي خضم األزمات التي تعصف من وقت آلخر بعالقات المسلمين، تساهم بعض وسائل

16 مسلمين وتصور وجود ما يقرب منالميديا الغربية في إذكاء مشاعر الخوف من اإلسالم وال

)1(.مليون مسلم في أوروبا بوصفه خطرا داهما على مسيرة أوروبا التاريخية

، على الرهاب، بمعنى فوبيا -اإلسالمإذن هذا القديم المتجدد نحت مؤخرا تحت هذا التركيب، وزن فعال، وهو مصطلح قديم كمضمون خرج منذ أن واجه اإلسالم األخر، وبدأ يظهر في ثنايا

تعني الخوف، قبل أن يشيع هذا المصطلح كان هناك والفوبياكتابات العديد من المفكرين الغربيين، لية، وهاته " أي الخوف من األماكن العاأكروفوبياأي الخوف من الغريب، هناك أيضا " زينوفوبيا""

أنواع من األمراض النفسية، فيمكن أن يخاف اإلنسان من كل شيء حتى مما ال يعلم، وهي محاولة . )2(تصوير اإلسالم على انه ذلك البعبع الذي يجب أن يأخذ كل إنسان منه حذره

Page 36: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 35

مصطلح اإلسالموفوبيا جنبا إلى جنب مع ظواهر م هايتمايراكفيله علماء االجتماعيستخدم كما ،لناس" كراهية مجموعات من اظاهرةأو حتى " ومعاداة السامية وكراهية األجانب العنصريةمثل

، والرموز الدينيةهو الحال أن تكون في موقف سلبي من عامة الشعب المسلم ومن جميع األديان .ارسات الشعائر اإلسالميةومم

" بدأت تتبلور منذ أواخر السبعينيات وبداية االسالموفوبيااألبعاد السياسية لمفهوم " أنغير اإلسالمصعود " أو "اإلسالميةالصحوة ثر بروز ظاهرة ما يسمى "إالثمانينيات من القرن الماضي

عام اإلمام الخمينييرانية بزعامة ، وخاصة بعد الثورة اإلواإلسالميفي العالم العربي السياسي" اإلسالمية، وتزايد االهتمام الغربي بدراسة ظاهرة تنامي الصعود السياسي للتيارات 1979

.)3(وتأثيرات ذلك على الغرب واألصولية" في الكتابات الغربية بمجموعة من المسلمات المسبقة والسلبية االسالموفوبيامفهوم " وارتبط

وبخاصة بالصورة النمطية الهوامية التي بدأتها المخابرات البريطانية عبر ،والمسلمين اإلسالمعن في سياق عملها على رسم قوالب نمطية األميركيةومالحظاته. وأكملتها المخابرات العرب لورنس

معظم أن إلىهنا اإلشارةوتجدر ،وضع قوالب سلوكية للتعامل معهمبهدف ،لألمم والشعوب ألمانياعلماء النفس واالنثروبولوجيا الذين رسموا هذه القوالب كانوا من العلماء اليهود المهاجرين من

هربا من النازية.بها وطرح هذا التخويف من اإلسالم في العديد من الكتابات، أبرزها األفكار التي جاء

صدام في ماأسماه اإلسالم والغربحول تطور المد األخضر والصراع بين صامويل هانتينغتون ، الذي لقي رواجا من حيث األفكار والطرح عند السياسيين األمريكيين، وينظر إلى الحضارات

التفاعل بين اإلسالم والغرب على أنه أكثر من صراع بين الحضارات، ويشير الكاتب اإلسالمي تتجه بال ريب لتأتي من العالم اإلسالمي، فمن حركة " أن الموجة القادمة، "أم جي أكبرالهندي " (4)"سالمي حتى باكستان سيبدأ الصراع من أجل نظام عالمي جديدالمد اإل

خلق عدو جديد، ووجد ضالته في اإلسالم وفي الالنظام العالميويحاول الغرب في غمرة الحضارة اإلسالمية، وبات اإلسالم في عيونهم خطر أخضر يهدد الكون، على أن دعوى الصدام

أن تكون ذريعة أو غطاء فكري لتبرير تسيده وهيمنته على الحضاري التي يروج لها ال تعدو

Page 37: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 36

الباقين، والغرب بهذه الفكرة يكرس وحدة القطبية في النظام العالمي الجديد، ويؤكد إزدواجية معاييره نحو الألخرين وتدفعه نحو نفي اآلخر.

اإلسالموفوبيا بين الدعاية ومرجعية المصطلح: -2سالحا جديدا في خدمة اإلعالم الغربي وبخاصة لجهة إبتكار للسانياتعلم اأضاف

بما يتيح لإلعالم الغربي اللعب ، بمصطلحات بديلة عند الحاجة المصطلحات ومرونة استبدالهاذ تأخذ حبكة المصطلح في إ ،على المصطلحات وترويجها معتمدا على بنيتها اللسانية المدرعة

وهو ما يسهل فرض ،جانب المعطيات اللغوية إلىجتماعية دراساتها المعطيات السياسية واال" وبعده النظام العالمي الجديدوهكذا رأينا تعاقب مصطلحات " ،الغربي لهذه المصطلحات اإلعالم

"، إلى غيرها..... مشروع الشرق األوسط الكبير، " "النظام االقتصادي الجديد" ومن ثم "العـولمة"بحيث يصبح ،نظرية عقائدية متكاملة ومدعومة بقوة الغرب حيث كان كل منها يطرح وكأنه

ثم يسقط المصطلح ليحل مكانه مصطلح ،االعتراض على المصطلح موازيا لمعاداة الغرب بأكمله واإلسالميةبديل للنظرية العقائدية مقرونا بذات الحماية الغربية والخضوع في الدول النامية

خصوصا.مجموعة مقاالت يغلب عليها التبرير والدفاع إلىيقودنا لمرجعية المصطلحوهكذا فان استعراضنا

. اإلسالمهذا الخوف الغربي من أصولركزت على البحث عن أنهاوفصل الجزء عن الكل. كما هي:و قراءات حيث نميز ثالث

:لقراءة الثقافية الحضاريةا -أانعكاسا لمشاعر سلبية عميقة مدفونة ،صطلح المشتق عنهوالممن اإلسالم وهي تعتبر الخوف

في وعي المواطن الغربي ضد اإلسالم والمسلمين، وتعبير عن تحيز تاريخي وثقافي ضد اإلسالم أن هذه جاك شهينيقول ،)5(وهي قراءة منقوصة ،كدين وضد المسلمين وحضارتهم اإلسالمية

الخبث أنه يتميز ب" على يهوديلل"الصور النمطية كانت موجودة في السابق، فمثال كان ينظر " الهندي" على أنه مافية، "االيطالي" على أنه واش، "األسيوي ، و"والعدوانية والميل للخيانة والتآمر

ا فال تجد لها هذه الصور كانت موجودة واختفت تمام " لزج،االسبانيعلى أنه أحمق ومتوحش، "، واستبدلت بصورة باقية في الالشعور الغربيلكنها أثر ال في الكتابات وال في المقاالت الغربية،

اإلنسان العربي المسلم، أطلقوا عليه تسمية غريبة جدا، وهي:

Page 38: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 37

" three B- Characters ،" :أي الباءات الثالث - Billionner أي أنه منتفخ يحمل على ظهره أكياس من المال ال يعرف كيف يتصرف

بها.

- Bomber .أي المفخخ الذي يتفجر في أي لحظة

- nceraD Billy(6) الراقص. :القـراءة الحدثية الصـدمية -ب

ببعض األحداث الدولية التي أثرت بقوة على العالقات بين العالم وهي تربط االسالموفوبيا الحادي اإلسالمي والمجتمعات الغربية خالل السنوات األخيرة، وعلى رأس هذه األحداث هجمات

رفع مرتكبوها شعارات -وما تبعها من هجمات إرهابية ،اإلرهابية 2001عشر من سبتمبر الصدامات الثقافية إليهامضافا ،لفة مثل إسبانيا وبريطانياضربت مجتمعات غربية مخت – إسالمية

األميركيل الجمهور ب ق إذوهذه القراءة هي في رأينا قراءة ظواهرية تبريرية ،الحضارية بين الجانبينفي أوكالهوما بي آي أفوسط، بتفجير مبنى األوالغربي معه، إتهام المسلمين تحت مسمى الشرق

اآلرية. األميركيةالميليشيات 1995الذي نفذته عام القـراءة السياسية اإلقتصادية -ج

خالل السنوات األخيرة ببعض التغيرات المجتمعية الكبرى التي اإلسالموفوبياوهي تربط صعود لحقت بالمجتمعات اإلنسانية خالل العقود األخيرة، وعلى رأس هذه التحوالت تراجع قوى اليسار الغربي التقليدية التي سادت خالل النصف الثاني من القرن العشرين، وصعود قوى اليمين الثقافي

وهنا نسجل ضرورة التفريق ،ي الغرب والعالم اإلسالمي خالل هذه الفترةومعه األصوليات الدينية ف الدينية األصولياتوباقي ،شة في مختلف الفترات والحقبات التاريخيةاالمع اإلسالمية األصوليةبين

.)7(األخرى :نمطيةالصور الو الواقعية مدركاتال -3. وقد الغرب والعالم العربي واإلسالميتهيمن جملة من الصور النمطية السلبية على وعي

بين الطرفين، فهذا التتابع السريع لرفض كل ماهو أثرت هذه الصور وما تزال في العالقات المتوترة إسالمي حتى في الشكليات، سببه نوع من القلق الشديد نتيجة لتقديم اإلسالم نموذجا جديدا

السالح، لكن روسياالتكنولوجيا، اليابانمثال تنافس في االقتصاد، فالصينحضارة الغربية، لل

Page 39: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 38

يجيب على األسئلة الكبرى للحياة بشكل مختلف، فهو يخاطب الروح والعقل والمنطق، يهتم اإلسالمدات بالجوانب الدينية بالمعامالت والمعتقدات، لهذا نتج عنه خوف شديد ألنه أصبح يهدد المعتق

والقيم الغربية، باإلضافة إلى أن الغرب كان يعتقد أن امتصاص اإلسالميين داخل بوثقة أوروبا والعلمانيةتقوي من اإلسالم، الحريةسوف يصنع منهم أوروبيين، لكن اكتشفوا بعد أجيال أن

الشديدة تزيد من اعتناق الغرب لإلسالم لهذا حاولوا التضييق على هذا الدين ورفض كل ماهو مسلم أو عربي.

، تشكلت مجموعة من الصور العالم الغربيفي وعي ومدركات موجودة مؤثراتلونتيجة ص في أنه: فصورة اإلسالم والمجتمعات العربية واإلسالمية في الغرب تكاد تتلخ ،النمطية السالبة

إسالم دموي يشجع على اإلرهاب وسفك الدماء، ويشكل مصدر تهديد للحضارة الغربية. - إسالم متطرف ال يملك فقها للتعايش مع اآلخر أو القبول به. -مجتمعات إسالمية متخلفة سياسيا واقتصاديا، تسيطر عليها حكومات مستبدة، وتغيب عنها -

تحترم فيها حقوق اإلنسان، وتضطهد المرأة، وتصادر حقوق األقليات. الحرية والديمقراطية، وال سالمي عاجز عن اللحاق بركب الحضارة الغربية ومنافستها، وتسيطر عليه - عالم عربي وا

. (8)مشاعر الحقد والغيرة والحسد والكراهية ت:سمي "راينميدتراست" the Runnymede Trust وقد أسهمت دراسة أصدرتها مؤسسة

« Islamophobia: a challenge for us all » ،أو االسالموفوبيا تحد لنا جميعا محدداتفي بلورة ، وقد ساهم 1997في عام أصدرت تقريرها بريطانية غير حكوميةوهي مؤسسة

معايير ثمانية هي: إلىوقد استندت في ذلك لإلسالم الرؤية الغربية يتأثر بالتغيير.ال جسما أحاديا جامدا اإلسالماعتبار .1"، وانه ليس له أي قيم مشتركة مع الثقافات اآلخرباعتباره يتسم بالتميز عن " اإلسالم إلىـ النظر 2

االخرى، وهو ال يتأثر بها أو يؤثر فيها. رات.والصدام مع الحضا اإلرهابعنيفا وعدوانيا ومصدر خطر، مفطورا على اإلسالمـ اعتبار 3وغير بربريةالغرب، وذا نزعة إلىباعتباره يحتل مرتبة دونية بالنسبة اإلسالم إلىـ النظر 4

عقالنية، وبدائيا. ـ الرفض التام ألي نقد يمكن أن يقدمه طرف إسالمي حيال الغرب.5

Page 40: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 39

ـ اعتبار مشاعر العداء تجاه المسلمين هي أمر عادي وطبيعي.6بعادهملتبرير أي ممارسات تمييزية تجاه المسلمين اإلسالمـ استعمال العداء تجاه 7 عن المجتمع وا

وعزلهم أو تهميشهم. .(9)أيديولوجية سياسية لتحقيق مصالح عسكرية وسياسية اإلسالم مجردـ اعتبار 8

م الحديث متداخلة قليال وغير واضحة إذ في جانب معين يتالغرب ن صورة المسلمين في إ أما عندما يظهر المسلمون تمسكا بديانة بلدانهم "،اندماجهموعن بداية "أوربيين عنهم كونهم

األصلية على مستوى التطبيق الديني فإن المسألة تتعقد بالنسبة للرأي العام كما بالنسبة للنخبة الغربيينالمواطنين مما يضعنا أمام مفارقة عجيبة تقبل وتقر في جزء منها بأن جزءا من الغربية،

ولكن عندما تتجسد هذه المواطنة في الصالة أو المطالبة بالمساجد وبالنسبة للفتيات ،هم مسلمون الموجودين في لقد أصبح على المسلمين ،في ارتداء الحجاب فإنهم سرعان ما يوصفون باألصولية

ن كان ال يعترض الغربيي " ألن المجال السياسمسلمين كثيراإذن أن يثبتوا أنهم ليسوا "الغرب وا مسلمين " ألنهم إذا ما أصبحوا "مسلمين كثيرافإن هؤالء ال يجب أن يكونوا " ،على وجود مسلمين

" فإننا نبدأ في الخوف منهم لنصل إلى ممارسة التمييز ضدهم في أحيان بشكل زائد عن اللزوم .(10)كثيرة واالندماج التهميشإشكاليات أهم المشكالت المطروحة في الغرب وهي كما نجد أيضا احد

ن قضية االندماج صارت تشغل أل ،وأمريكا من مسلمي أوروبا الثاني الجيلالتي يواجهها مهاجرو واالجتماع، خاصة بعدما تبين أن هناك شعورا مساحة كبيرة في أجندة اهتمامات رجال السياسة

وثقافتهم وتقاليدهم يواجه تهديدا من قبل المهاجرين أن جوهر هويتهمب "سائدا بين األوروبيينلم يواجه هذه المشكلة المسلمين المهاجرين من األول الجيلبينما ". وثقافتهم المغايرة المسلمين

الحياتية حنينهم وارتباطهم بأوطانهم األصلية، إضافة إلى عدم اكتسابهم اللغة والخبرات بسببمن المهاجرين ممن والثالث الثانيالمهجر، لكن المشكلة الحقيقية تواجه الجيلين الجديدة في أرض

ومعرفي مغاير لذلك الذي يمأل عقول على سلم قيمي ونشئواولدوا في أوروبا، وحملوا الجنسية، .(11)وقلوب اآلباء

Page 41: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 40

ظاهرة العداء والخوف من على أن الباحثين ورجال القانون وحقوق اإلنسان،ويرى بعض " تم تأصيلها في الثقافة األوربية السائدة مسلماتاإلسالم، ضمن تكوين نمطي مسبق ينطلق من "

وجعلها أكثر قدسية من األديان نفسها:

.هذه المسلمات، الصلة العضوية بين اإلسالم والعنف أولى .التعارض المبدئي بين اإلسالم والديمقراطية ثانيها .العداء المطلق بين اإلسالم والعلمانية ،وثالثها

ولم يكن بإمكان هذا النمط أن يصعد إلى السطح دون تعزيز فكرة الخطر اإلسالمي منذ نهاية .الحرب الباردة بشكل عام، ومنذ انطالقة الحرب على اإلرهاب بشكل واضح

والسؤال المطروح هو كيف رسمت هذه الصورة النمطية عن العربي المسلم؟ نه وفي كثير من األحيان، يتم الخلط بين األفكار ومعتنقيها، فيتم عزو ما يقترفه هؤالء من إ

أخطاء وتجاوزات إلى األفكار التي يزعمون تبنيها. وهذا يظهر واضحا تماما في حالة اإلسالم والمسلمين، إذ يتم تحميل اإلسالم مسؤولية السلوك غير السوي الذي يصدر عن بعض

فهناك بعض الجاليات التي توجهت إلى الغرب وبقية بنفس التشدد الذي كانت عليه ،(12)لمينالمسفي بلدانها األصلية، باإلضافة إلى الصراعات الموجودة بين بعض الفرق اإلسالمية التي تم نقلها

الجهل بحقيقة إلى الخارج، وهذا ما يرسم صورة سيئة لدى الغرب وهذا بطبيعة الحال مصدره فإن من مصلحة الكثيرين من أنصار التوجهات االستعمارية والصهيونية استغالل وكذلك سالم، اإل

ثبات صحة السيئالسلوك المرتسمة في أذهان النمطية الصورللمسلمين للنيل منهم ومن دينهم، وا وبتسليط الضوء على تلك الصور النمطية الماثلة في الذهنية ،الكثيرين من أبناء الغرب عنهم

الغربية عن المسلمين، التي تطورت عبر قرون طويلة ظللتها أجواء التصارع والتفاعل المتوتر غير المتوازن بين الجانبين، فإنها تسقط على الشخصية المسلمة كما هائال من االفتراءات والخياالت

.على الشهواتالمريضة، فتصورها بالجشع والنهم والغباء والسفه والمكر واحتقار المرأة والتكالب األسباب التي تقف خلف جهل الغربيين عموما، باإلسالم وتبنيهم صورا أحد المفكرين ويجمل

نمطية مضللة عنه فيما يلي من أسباب: دور اللوبي اليهودي في تقديم صورة سيئة عن المسلمين، وتصوير )إسرائيل( على أنها دولة ـ1

ضعيفة يهدد العرب والمسلمون أمنها ووجودها.

Page 42: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 41

، بوصفها األخالق الغربياالقتصار على الحديث عن األخالق اليهودية والمسيحية في المجتمع ـ2اإلشارة إلى األخالق اإلسالمية، وتصويرها بشكل سلبي ، مع تجنب باإلتباعالعالية المقبولة الجديرة

أنموذجا للتقدم الغربمنفر في حال الحديث عنها. بحيث غدت اليهودية والمسيحية في نظر والحضارة واألخالق، وأصبح اإلسالم تعبيرا عن القوة المتخلفة والخطرة.

قار إلى التسامح مع غير المسلمين، وسم اإلسالم باإلرهاب والتعصب، واحتقار المرأة، واالفت ـ3 ورفض الديمقراطية، وعبادة إله غريب وانتقامي.

تخوف الغربيين من خطر إسالمي متصاعد، وخشيتهم من الحرب اإلسالمية ـ الغربية القادمة، ـ4وتغذية الهيئات الصهيونية لتلك المخاوف، حتى ال يتراجع الدعم الغربي للكيان الصهيوني في

فلسطين. على تصوير الحركات اإلسالمية، وبخاصة حركات المقاومة، ةتركيز وسائل اإلعالم الغربي ـ5

وعمل تلك الوسائل في بعض ،وحقوق اإلنسان الديمقراطيةعلى أنها حركات إرهابية ال تحترم األحيان على فبركة برامج يتم عن طريقها تضخيم دعوات بعض المسلمين إلى محاربة أمريكا و

خراج تلك الدعوات عن سياقها األصلي)إسرائ . (13)يل( والغرب، وا االسالموفوبيا بين نظريتي المؤامرة ومصدر الخطر: -4هناك ميل واضح لدى الغربيين لتعميم صورة سلبية لجميع المسلمين ووضعهم في سلة واحدة،

ذات السياسة التي تنطلق في الغالب من ألتباعوهناك ميل مماثل لدى البعض في العالم اإلسالمي نفسية مشحونة، أو من تقدير بجدوى وفائدة هذه السياسة في عملية التحريض والتعبئة والحشد ضد

غير أن اإلنصاف يقتضي القول بأن ثمة نزعة غربية طاغية لتعميم بعض الصور السلبية ،اآلخرومع أن هذا ،لتشمل جميع المسلمين، ويتم األمر في غالب األحيان بصورة مقصودة وغير عفوية

المنصف يبرر من الناحية النظرية ردود فعل واسعة في العالم اإلسالمي ومعاملة التعامل غيرلمثل، فإن االنسياق وراء شهوة االنتقام ما يزال محدودا في العالم اإلسالمي، ويكاد يقتصر على با

تسيطر على قراءة كل طرف لآلخر، " المؤامرة نظرية " ومن المالحظ أن ،مجموعات معزولة، ولكن النظرية تظهر بشكل واضح في السياسات الغربية سواء (14)وعلى تفسيره لسياساته ومواقفه

في المعامالت اليومية أو الخطاب اإلعالمي أو السياسي للدول، هذا من جهة.

Page 43: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 42

ترجم تلقائيا إلى ت ت(، باتاإلسالموفوبيامشكلة الخوف من اإلسالم )من جهة أخرى فإن سياسات وممارسات عدائية وحروب استباقية يشنها الغرب ضد العالم اإلسالمي بمبرر التصدي

للخطر اإلسالمي المزعوم قبل وقوعه.أطراف غربية عديدة فثمة ، لم تحدث بعفوية في المجتمعات الغربية كظاهرة اإلسالموفوبياف

، وقد تورط زعماء وسياسيون " اإلسالمي الخطر مصدر نظرية" تجد أنها مستفيدة من تسويق ومفكرون غربيون منذ نحو عقدين من الزمن في التنظير للبحث عن عدو جديد، وفي الترويج

ت وقد جاء ،لخطر إسالمي أخضر يهدد الحضارة الغربية بعد سقوط الخطر الشيوعي األحمرالتي بشرت بصدام حتمي قادم بين الحضارة الغربية "نظرية صدام الحضارات لصمويل هنتنغتون "

. (15)األنجلوسكسونية وبين الحضارة اإلسالمية، في هذا السياقالخوف من تهديد اإلسالم ألوروبا بات حاضرا بقوة في اهتمام حكومات وأحزاب وقيادات

سياسية وفكرية ودينية غربية والمثير في األمر، أن تصاعد حمالت التخويف من اإلسالم يأتي في .ظل حالة ضعف شديد تنتاب العالم اإلسالمي وتجعله في موقع دفاع ال هجوم!

إلسالموفوبيا:السياقات المنتجة ل -5 يمكن تقسيم الفئات المروجة لإلسالموفوبيا إلى مجموعتين:

.المساهمون في االسالموفوبيا -. مروجو االسالموفوبيا - : وهي عبارة عن مجموعة من األفراد تساهم في نشر األفكار المروجون لالسالموفوبيا -1

اإلسالم والمسلمين، والسيما في المعادية لإلسالم، وخلق منهجيات جديدة للتخويف من الغرب، وتنقسم هذه المجموعات إلى:

جماعة األصولية العلمانية. -

جماعة األصولية الصهيونية. -

المسيحية والمعروفة بإسم الحركات اإلنجيلية. جماعة األصولية -

جماعة األصولية الهندوسية. -

جماعة السلف. -

بعض التفاصيل عن هذه وقد قدمت ولكل من هذه المجموعات أجندتها الخاصة ضد اإلسالم، 1997اإلسالم في أميركا في عام المؤتمر األول حوللالسالموفوبيا في ةالمجموعات المروج

Page 44: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 43

المعادية دراسة استقصائية لألنشطة ، الوعرة المقبلة الطرق : ”اإلسالم في أميركا ” تحت عنوان .(16)لإلسالم

(، التي سقطت في أول مواجهة الالهوت الكنيسي) المؤسسة الكنيسيةباإلضافة إلى -عقلية مع اإلسالم، لذلك حاولت بشتى الطرق لوضع جدار الحماية ونشر القيم واألفكار

المعادية لإلسالم.صناعة هذه الصورة : وهي مؤسسة عريقة تساهم الى حد االن في المؤسسة االستشراقية -

النمطية عن اإلسالم والمسلمين، كما أنها تساوي بين الشرق كمصطلح جغرافي والشرق الذي يساوي اإلسالم.

.المساهمون في اإلسالموفوبيا -2

إلى المجموعات الفرعية التي تعمل على ترويج االسالموفوبيا، هناك أيضا تصنيف باإلضافة بيا وتضر بالمسلمين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، هذه االسالموفو لمجموعتين تساهم فيهذه الفئة ليست ،المسلمين المهمشين، و )ب( الطوائف اإلسالمية التضليليةالمجموعتين هي )أ(

إال أنها مسئولة عن توليد الخوف من اإلسالم، كما أنها ال تسعى إلى الترويج لالسالموفوبيا،تساهم في الخوف من اإلسالم إما بشكل سلبي بمعتقداتهم أو أنها تسهم من خالل ممارساتها

وسلوكاتها الغير إسالمية. :الطوائف اإلسالمية الزائفة -أ

العديد من الطوائف التي تدعي انتمائها لإلسالم، إال أنها ال تمثل المسلين وال هناك تطبق شعائرهم الدينية إال من خالل بعض المصطلحات العربية واإلسالمية التي يستخدمونها

صورة كاذبة ألتباعهم وغيرهم بأنهم ينتمون إلى فقط، باإلضافة إلى أشكالهم التي تعطيالمجموعات تقف حاجزا في انتشار اإلسالم وفي تفسيره في الغرب هذه .األمة اإلسالميةالحنيف، .اإلسالمي عن نظم تعاليم الدين السلبية العنصرية واألفكار بسبب شعاراتهم

إلى حصولهم على الموافقة الضمنية بالنشاط في الغرب ألنهم يساهمون في الحد ةباإلضافلتخويف من اإلسالم والمسلمين في الغرب، وهناك من انتشار اإلسالم ويدعمون سياسات ا

شائعات بأن العديد من هذه المجموعات تتلقى مساعدة مالية سرية وتوجيه من القوات المعادية .(17)لإلسالم

Page 45: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 44

:المسلمون في الهامش -بوهي عبارة عن مجموعات تدعي انتمائها لإلسالم، بينما هي تشترك في نفس الصفات التي

تحملها الفئات المعادية لإلسالم والتي تروج لالسالموفوبيا، فنجدها تمارس عمليات النفاق يوميا . (18)في الغرب سواء في أفعالها أو في أقوالها، وهذا ما يخلق جوا من االسالموفوبيا

كما لعبت الميديا والسينما دورا كبيرا في الترويج لالسالموفوبيا، وساهمت في إعطاء صورة نمطية عن العربي المسلم، وهذا ما اكده جاك شهين وهو أمريكي من أصول لبنانية في كتاب اشتغل فيه قرابة عشرين سنة اسماه كيف " أفسدت هوليوود صورة العربي المسلم "، حيث

فيلم سينمائي وشريط وثائقي وشريط اطفال تروج لالسالموفوبيا وترسم 1000يه نحو استقصى ف نمودجا نمطيا للعربي والمسلم.

كما ان هناك بعض الكتب الغربية التي تحرض على العداء اإلسالمي والخوف منه: Daniel pipeلكاتبه Militant islam reaches americaكتاب: -

Marka Gabrielلكاتبه islam and terrorismكتاب: -

Douglas Littleلكاتبه American Orientalismكتاب: -

Robert Mory(19.)لكاتبه Islamic Invasionكتاب: -

إلى 2001سبتمبر 11، رؤية الغرب لإلسالميين بعد *ويصنف الباحث خليل العناني خمس مراحل أساسية:

مرحلة الرفض، التي تلت وقوع أحداث سبتمبر مباشر.: وهي المرحلة األولى -1

: أو الفرز الستكشاف الفروق الجوهرية بين األنماط المختلفة للتيارات مرحلة االستكشاف -2اإلسالمية، ومحاولة التفريق بين الحركات الجهادية التي تتبنى أجندة عدائية وصريحة

يا عبر الوسائل السلمية.ضد الغرب، وبين تلك التي تمارس دورا سياسيا واجتماع

، حيث 2001: بعد مرور عامين على أحداث سبتمبر مرحلة التأييد أو )التوظيف( -3تغيرت مفردات الخطاب الغربي قي موضوع اإلسالميين، الى درجة عدم الممانعة من

الوصول إلى الحكم.

: وهي مرحلة وصول حركة حماس الفلسطينية الى مقاعد مرحلة العودة إلى الرفض -4لمجلس التشريعي الفلسطيني، وبدا أنها ستشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة، حيث عاد ا

Page 46: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 45

" لمشاركة اإلسالميين في السلطة، بل المبطنالموقف الغربي إلى منطق الرفض " وانتفى أي حديث عن دعم أجندة الحريات والديمقراطية في الشرق األوسط.

فيها الموقف الغربي حد الرفض الى تعمد : التي تجاوز مرحلة اإلقصاء أو )اإلفشال( -5اإلقصاء واإلفشال، بدءا بإستراتيجية تجفيف المنابع والحصار المالي واالقتصادي على

.(20)الحركات اإلسالمية سواء في داخل بلدانها أو في الغرب : بعض السيناريوهات المحتملة للعالقة بين الغرب واإلسالم -6

تكاد االحتماالت المستقبلية لعالقة الغرب بالعالم العربي واإلسالمي تنحصر في السيناريوهات الثالثة التالية:

حصول المزيد من التأزم في العالقة، واندفاعها نحو الصدام والمواجهة المباشرة، وربما -1 االرتطام الحضاري.

تحسن العالقات وتراجع حدة التأزم. -2 العالقة الراهنة بما تنطوي عليه من توتر وكراهية وعداء. استمرار -3ذا كان الكثيرون في العالم العربي واإلسالمي، وكذلك في العالم الغربي، يرون أن االحتمالين وا

، وذلك بفعل الواقع الراهن المحتقن الثانيهما األوفر حظا ويستبعدون السيناريو والثالث األولتر الكثيرة المؤثرة في العالقة، فإن االحتماالت النظرية لحصول تغير إيجابي للعالقة، وأسباب التو

في نظرة الغرب للعرب والمسلمين، وفي طريقة تعامله مع العالم اإلسالمي، ربما تكون مرهونة : (21)بأحد االحتماالت الثالثة التالية

رب من الصور النمطية السلبية تراجع المؤثرات السلبية في العالقة بين الطرفين، وتخلص الغ -أ التي تشكل وعيه ومدركاته عن العالم اإلسالمي.

اقتناع الغرب بأن مصالحه في المنطقة تستدعي إعادة النظر في طبيعة عالقاته مع العالم -ب العربي واإلسالمي.

انتقال العالم العربي واإلسالمي من حالة الضعف القائمة، إلى حالة قوة تجبر األخر على -ت التعامل معه بندية على قاعدة التعايش واالحترام المتبادل.

: (22)توجهات متوقعة للسياسة الغربية

Page 47: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 46

في ظل المعطيات والمؤشرات القائمة، يرجح أن تستمر التوجهات الغربية التالية إزاء العالم العربي واإلسالمي خالل المرحلة القادمة:

مواصلة سياسة فرض الهيمنة السياسية واالقتصادية على العالم العربي، واستخدام القوة كلما • استدعى األمر.

سالم، واستخدام ذلك ذريعة لشن الحروب، ومواصلة الحملة ضد استمرار فزاعة التخويف من اإل• كما يتوقع استمرار المشاعر العنصرية ضد الوجود اإلسالمي في ،" المزعوماإلرهاب اإلسالمي"

المجتمعات الغربية. إدامة حالة الضعف والتخلف والتبعية في العالم العربي، والحيلولة دون قيام أي نهضة عربية أو •

ومن المرجح أن يبقى ،ية، ومنع قيام أي تكتالت سياسية أو اقتصادية عربية أو إسالميةإسالم الضعف العربي واإلسالمي مصلحة غربية بامتياز.

كما ،( قوية وآمنة ومتفوقة في المنطقة، سيبقى هدفا غربيا استراتيجيا إسرائيلالحفاظ على وجود )• ، مصلحة غربية ذات أولوية، بل ربما تتزايد أهميتها في سيبقى النفط والوصول إلى مصادر الطاقة ظل ارتفاع األسعار وتزايد الطلب العالمي.

لن يكون الغرب معنيا بنشر اإلصالح والديمقراطية في المنطقة، ويرجح أن يواصل سياسة • ي التحالف مع حكومات االستبداد في العالم العربي، ما دامت تخضع لتوجهاته، وتستقوي به ف

مواجهة الداخل. محاربة وصول أي حركات أو قوى ذات توجه إسالمي إلى السلطة سيبقى خطا ثابتا في •

السياسة الغربية، ما دامت هذه الحركات تعارض سياسة الهيمنة الغربية، وتصر على استقاللية ئيل(. ويتوقع القرار وعلى عالقات ندية مع الغرب، وما استمرت في اتخاذ موقف سلبي إزاء )إسرا

احدة، وتصنيفها كحركات أن تستمر سياسة التعميم ووضع كافة الحركات اإلسالمية في سلة و إرهابية.

Page 48: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 47

خاتمــــة:إن العالقة بين الغرب والعالم العربي واإلسالمي قامت على أساس الصراع والمواجهة، وما

إال جزء من هذا الصراع، فحاول الغرب خلق صور نمطية جسدتها بعض االسالموفوبياظاهرة األطراف التي دعمت الظاهرة وغذت المصطلح بأشكال مختلفة، سواء من الداخل أو من الخارج،

عن طريق وضع يتممن تلك البوتقة التي رسمها الغرب عن اإلسالم والعرب، لخروج غير أن استوجب العمل على تحديد معالم المنظومة المرجعية المتماسكة والموحدة التي ستنظم تإستراتيجية

ن من أإذ ،سبل التعامل مع تللك الظاهرة، وتضمن االنطالق في ذلك من صف متضامن موحدفي حين ن العالم اإلسالمي من مجابهة وعالج ظاهرة خوف اآلخر من اإلسالم، المستبعد أن يتمك

زال هو نفسه يختبر الظاهرة نفسها في ربوعه!. يما وعلى الرغم من إقرارنا بصعوبة االتفاق على مثل تلك المرجعية المتوخاة، إال أننا نزعم أن

من جانب المجتمعات اإلسالمية بأن الخطوة األولى إلى ذلك تتمثل في وجوب اإلقرار الفعلياإلسالم، بثوابته وأصوله العامة، هو اإلطار العريض الذي يحتضن تلك المرجعية ويحتوي

التي تشوه صورة اإلسالم وترسم صورة قاتمة عن إذ يغدو انتساب تلك المجتمعات ،قواعدهام يشكل اإلسالم بالفعل ( محض لغو ال طائل منه، ما لمجتمعات إسالميةواعتبارها ) المسلمين

األرضية التي تنطلق منها في تعريف نفسها وتحديد هويتها الحضارية، مقارنة بالهويات الحضارية األخرى.

من التي تروج لها هذه الجماعات عدم الخلط بين اإلسالم من ناحية، واألصولية باإلضافة إلى يصيب كل الديانات والمذاهب السيما أن األصولية المتطرفة هي داء ناحية أخرى،تقوم وصفحات التاريخ اإلنساني تحف من بدء الخليقة وحتى اليوم بأحداث عنف واإليديولوجيات،

بها هذه الفئات المتطرفة. الهوامش:

شكاليات التهميش واالندماجللمزيد من اإلطالع أنظر مقالة حول: -1 اإلسالموفوبيا وا

http://www.allikaa.net/?id=282

لإلطالع أكثر، حوار مع الدكتور باسم خفاجي، مدير المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب، في قناة الجزيرة -2 الفضائية.

Page 49: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بوقنـــور إمسـاعيل .د املنتجةوالسياقات االسالموفوبيا: بني الصور النمطية سليم قسوم .أ

أملانيا-برلني-واالقتصادية والسياسيةللدراسات االسرتاتيجية املركز الدميقراطي العربي 48

ومصطلح “كراهية مجموعات من الناس ذات صلة فيما بينها„أنظر لبعض الكلمات المتعلقة -3„Islamophobie“ لدىInstitut für interdisziplinäre Konflikt- und Gewaltforschung

، 1، ترجمة مهدي شرشر، القاهرة: مكتبة مدبولي، ط -الصدامأفاق -االسالم والغربصامويل بي. هانتينغتون، -4 .26، ص1995

المركز العربي للدراسات المستقبلية.اإلسالموفوبـيا كمظهر لجنون العظمة الغــربي، د. محمد احمد النابلسي، -5

اإلسالموفوبيا لمزيد من االطالع انظر الحوار الذي آجرته قناة الحوار الحوار في حصة حوار مفتوح بعنوان: -6 ، مع الدكتور صديق بشير نصر، رئيس مركز العالم اإلسالمي لدراسة اإلستشراق. الجذور واإلسقاطات

محمد احمد النابلسي، المرجع السابق. -7

، األردن: ورقة مقدمة بية واإلسالمية في توصيف عالقة الغرب باإلسالماألطروحات الغر عاطف الحوراني، -8 2008في مؤتمر رؤية استرتيجية لواقع األمة،

9- Report: The Runnymede Trust :Islamophobia a challenge for us all. 1996.

محمد فاضل رضوان، االسالموفوبيا قلق المفهوم وجدل الرؤى، -10

%282%29.HTMED.NET/N76_01FADIYI.HTTP://WWW.ALJABRIAB شكاليات التهميش واالندماج، -11 اإلسالموفوبيا وا

ET/?ID=282HTTP://WWW.ALLIKAA.N

سالم"، مقالة منشورة في الموقع اإللكتروني نظرة الغربيين لإلسالم: جانب من الدراسات الغربية التي تناولت اإل -12 : )بالغ( على الرابط التالي

http://www.balagh.com/mosoa/garb/uq0xm36j.htm

.2001، بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، ال سكوت بعد اليومفندلي، بول، -13 عاطف الجوالني، المرجع السابق. -14 نفس المرجع. -15

16- 16- M. Amir Ali, PhD ISLAMOPHOBIA IN AMERICA held at Indianapolis

University, Indiana, July 4-6, 1997.p1

17- ibid. P3

18- ibid. P6 صديق بشير نصر، المرجع السابق. -19

باحث مصري متخصص في الشؤون اإلسالمية . -*

، 1، الجزائر: الشروق لإلعالم والنشر، ط بعد الرصاص اإلسالميون واألسئلة الساخنةنذير مصمودي، -20 .46-45، ص ص 2010

.15عاطف الجوالني، المرجع السابق، ص -21 .16نفس المرجع، ص -22

Page 50: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 49

وضعية غير المسلم في منظومة الحقوق المواطنية بالبلدان الإسلامية

-دراسة حالة العراق-

الدكتور: زدام يوسف كرارشة فاطمة الزهراءالأستاذة:

الجزائر - 1 –جامعة باتنة

مقدمة:في قوله صلى هللا عليه وسلم: األول وضعية غير المسلم في المجتمع اإلسالمي تحددت

حقوق والواجبات بين األكثرية المسلمة واألقليات في ال "لهم ما لنا وعليهم ماعلينا" تصريحا بتساو ، ببناء مجتمع تعددي/تآلفي بين المؤمنين وأهل الذمة )تقتصر هذه الورقة البحثية على غير المسلمة

وضعية غير المسلم الذمي في المجتمع اإلسالمي دون غيره من المعاهدين أو المستأمنين( كطرفين للمجتمع ناظم العالقة بينهما حقوق وواجبات متبادلة مكفولة ومصانة بحدود الشرع وأحكامه، حيث

ال ضيم فيها بداعي االنتماء الديني.ا خاصة تتكون بنيتها المجتمعية من تنويعة ال خالف بأن أغلب الدول اإلسالمية والعربية منه

انتماءات دينية، عرقية، مذهبية ولغوية تصنف نسبة لحجمها، نسبتها العددية وقوتها التأثيرية إلى أكثرية وأقلية أو أقليات مايطرح بشكل حاد مسألة التعامل/التفاعل مع هذه الشبكة المجتمعية متعددة

فيما بينها من جهة وفيما -حصر تماشيا وموضوع الورقة البحثيةعلى سبيل ال–االنتماءات الدينية بينها وبين الدولة من جهة أخرى، وحتمية وضع أطر دستورية وقانونية تستوعب الكل )المتعدد( تحت مظلة المواطنة وما تفترضه فلسفتها من إيجاد منظومة حقوق وواجبات ضابطة وناظمة

ن كل أشكال التمييز تحت أي داع )ديني، عرقي، لغوي...(.للعالقة بين المواطن والوطن بعيدا عتماشيا وطبيعة الموضوع وسعيا للتعمق بدراسة وضعية غير المسلم بالدول اإلسالمية وفق مقتضيات الحقوق المواطنية تمت االستعانة بحالة العراق كبلد إسالمي عربي متعدد األطياف

– 2005إلى 1925سة كان فحص الدساتير العراقية من الدينية كما العرقية واللغوية وسند الدراقناعة بأنه ال يرقى ليكون دستورا وطنيا نظرا 2004استثنت الدراسة قانون إدارة الدولة المؤقت لعام

-لظروف وأطراف إصداره، على أن الكثير من الدراسات تعتمده كواحدا من الدساتير العراقيةاألقليات الدينية وما لذلك من انعكاس -سيما السياسية منها-لحقوق وتعاملها وثنائية اإلقرار/اإلنكار على تفعيل/تعطيل المواطنة.

Page 51: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 50

إن واقع التعدد الديني بالمجتمعات اإلسالمية ونهج تسييره وما يتوافق والحقوق المواطنية في رصيدا مسحوبا من الوحدة -وغير ديني أيضا–ظل واقع يكون الجزء المختلف عن الكل دينيا

الوطنية وتثبيطا لكل مساعي المواطنية وفق الفلسفة الديمقراطية، يفرض طرح اإلشكالية التالية:في منظومة الحقوق المواطنية في المجتمعات -المواطن–ماهي وضعية غير المسلم

؟-دراسة حالة العراق-اإلسالمية تتم مناقشة اإلشكالية من خالل المحاور التالية:

غير المسلم بدولة اإلسالم األولى: إقرار فحقوق وواجبات. -

المواطنة: المفهوم ومستلزمات التفعيل. -

.ية: قراءة في تمظهرات المواطنةالعراقفي الدساتير غير المسلم حقوق -

المحور األول: غير المسلم بدولة اإلسالم األولى: إقرار فحقوق وواجباتلقد فرض التعدد الديني نفسه على المسلمين، في السياق الذي عرفته الجزيرة العربية في

. وبعد االستقرار في المدينة المنورة كان بالمنطقةالقرن السابع من خالل الوجود اليهودي والمسيحي ين إنشاء لحمة ب في إطار التأسيس لمجتمع إسالمي-كقائد– على الرسول )عليه الصالة والسالم(

يدعو - نظام حكمسط بب أتباع الديانات والعقائد األخرى المسلمين من جهة وبينهم وبين غيرهم من هو (صلى هللا عليه وسلم)، يكون رسول هللا -لإلسالم ويتقبل األخر أي كانت ديانته وعقيدته

(1).الضامن فيه والحكم

كان يتألف -العقائديالديني و في شقه –أن النسيج المجتمعي في المدينة المنورة يعنيما من مكونين أساسيين، هما: المسلمون )أنصار ومهاجرين(، غير مسلمين )يهود، نصارى، وغيرهم(

الذين أصطلح على تسميتهم بأهل الذمة.

، الذي يوقع بين -الكفالة–الذمة هي العهد فالذمة بالعهد واألمان، والضمان، تفسر (2).دفع الجزية مقابل، ينالحماية من المسلم تلقيه نظير والذمي إلبداء الوالء منه ينالمسلم

ممن يقيم في دار أطلق مصطلح أهل الذمة على المعاهدين من النصارى واليهود وغيرهم أيضا أهل ذمة والسامرةاإلسالم إذ أعتبر المجوس أهل ذمة وأخذت منهم الجزية وأعتبر الصابئة

عقيدتهم، وبهذا فإن الذمي هو الذي أعطى الذمة أي بشرط أن يوافقوا اليهود والنصارى في أصل (3)األمان على األموال واألعراض والدماء بموجب عقد الذمة.

Page 52: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 51

بالمجتمع )الذمي( بقبول غير المسلم تم اإلقرار والتصريحانطالقا من عالمية اإلسالم (4)عيش الكريم اآلمنللكل ما يستوجبه هذا اإلقرار والقبول الصريح من حقوق وضمانات باإلسالمي

منهجاحدد اإلسالم لم ينتهي أمر تقبل األخر )غير المسلم( بمجرد اإلقرار بوجوده بلعقائد لضبط العالقة بين المسلمين وغيرهم من أهل الديانات وال -من خالل عقد الذمة-قويما

ون بهذه الحقيقة وبالتطبيق في المجتمع اإلسالمي وسار المسلمون قرونا طويلة يقر األخرى (5) العملي مجسدين بذلك إمكانية التعايش الديني

ودافع عنها، وأقر بمبدأ التعددية -المعتنق غير اإلسالم دينا–اإلسالم حقوق اآلخر صانوفرض ، (6)"ناظمة له تجسيدا لقوله تعالى: "لكم دينكم ولي دينيالدينية وأحاطه بجملة ضوابط

جملة ضوابط تحت خانة الواجبات الواجب االلتزام بها استيفاء لشروط نيل الحقوق. (7)يمكن إجمالها في التالي: حقوق غير المسلمين في اإلسالم:

فللذمي أن يزاول شعائر دينه دون أن يتعرض في ذلك لمنع أو أذى حق العقيدة والتدين: - (8)وهي حرية أقرها القرآن، في قوله تعالى: "ال إكراه في الدين"

والشراء معهم من حقهم االختالط بالمسلمين في السكنى والبيع حق اإلختالط بالمسلمين: -وحتى مرضاهم شهود جنائزهموغير ذلك من المعامالت، فضال عن حسن العشرة كعيادة

إنشاء عالقات مصاهرة معهم، فقد مات محمد )صلى هللا عليه وسلم( ودرعه مرهونة عند يهودي.

والمقصود بذلك عدم التعرض لهم بأي أذى مادي )كالجروح، حرمة دمائهم وأبدانهم: - التعذيب ...( أو معنوي )كاإلهانة....(.

ر اإلسالم، حماية ماله وعرضه وكفالة األمن فللذمي حق الحماية في دا حق الحماية: - واألمان له.

غير المسلمين )الذميين( في الدولة اإلسالمية )عهد الرسول عليه الصالة إن ضمانة وكفل حقوق والسالم والخالفة الراشدة( تشكل قاعدة رصينة لصيانة وضمان حقوق األقليات الدينية كما يصطلح

السياسية المعاصرة.عليها في األدبيات

(9)يجمع أغلب الفقهاء على إجمالها في التالي: واجبات غير المسلمين في اإلسالم:

التي تشتمل على اآلتي: أداء الواجبات المالية: -

Page 53: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 52

دفع الجزية: هي مقدار زهيد من المال يفرض على الرجال البالغين القادرين، كل حسب عقوبة في حق إتاوة أو أن الجزية ال تعتبر اإلشارة في هذا المقامتجب (01).استطاعته المالية

بل هي كنفقة تعوض فرض الجهاد على المسلم، وكانت تسقط في الذمي لبقائه على دينهحال اشتراك الذمي مع المسلم في الجهاد، كما تسقط في حال عوز الذمي وثبوت فقره، أو

كمقابلين ماديين يتعينان على رعايا (21)ويقابلها عند المسلم الزكاة11)عجز المسلمين عن حمايته أيضا. جبات المالية لغير المسلم الخراج والعشورهذا وتندرج تحت الوا دار اإلسالم.

المساس يحظر على غير المسلم، حيث وهيبة الدولة اإلسالمية احترام شعور المسلمين -، حظرا قد يفضي لنقض عقد الذمة، فضال عن مستحب عدم باإلسالم وأحكامه وثوابته

مجاهرتهم بطقوس عبادتهم )بما ال يعني بأي حال من األحوال التضييق عليهم أو سلبهم حق بقائهم على دينهم أو عقيدتهم( وما يترتب عليها من أمور مباحة قد تثير حفيظة المسلمين

كشرب الخمر مثال في األماكن العامة.

الرسول الكريم )صلى هللا عليه وعلى آله وسلم( والخلفاء بعنايةحظي أهل الذمة هذا وقد جاء وال أدل على ذلك ما ، )عناية تجعل من القائد أسوة لغيره من الرعية( الراشدون من بعده

في كتاب الخراج لــــ )يحي بن آدم( أنه حين دنا أجل الخليفة )عمر بن الخطاب( أوصى وهو ت بقوله: "أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا، وأن يوفي لهم بعهدهم، على فراش المو

(31.)وأن يقاتل من ورائهم، وأن ال يكلفهم فوق طاقتهم"

األول اإلسالمي غير المسلم في اإلسالم من أهل الذمة منذ العصر وضعية إذن استندت"لهم ما لنا وعليهم ما مبدأ مشروع، مفاد هذه القاعدة:ونها قاعدة أصيلة لم يثر حولها نقاش ك إلى

دأ المساواة مبلبترجمة تعني خلق نسيج مجتمعي ضامن لحقوق األقليات الدينية مراع (41)علينا" .والعدالة في التعامل

.المفهوم ومستلزمات التفعيلالمحور الثاني: المواطنة: تزامن بروز مصطلح "المواطنة" مع ظهور الدولة القومية الحديثة، أين بدأ السعي من قبل كل الدول على تحديد مالمح وشروط المواطنة خاصتها وفق منظومتي حقوق وواجبات تستوعب مكوناتها المجتمعية متنوعة االنتماءات بدون استثناء وال تمييز، وفق تصور كل دولة لنمط العالقة

لفرد والدولة.بين ا

Page 54: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 53

بنشوء رابطة وجدانية بين -نتماء للمكانظهر بداية كرديف تالزمي لالمفهوم المواطنة -المكان وقاطنهاالنتماء صبحلي، -في بداية انتظام الفرد في جماعات–عد الجماعة إلى بعد المكان ب ثم أضيف

وانحسرتتجانسها خاصية الجماعة وكبرت فقدت موجها للمكان والجماعة معا، وحينما تطورتالدين والكنيسة مرجعية فيها تطور األمر إلى مرحلة جديدة، لعبعلى فئة دون األخرى، المواطنة (51)معبرة عن األمة وما شكلته من مرجعية للدولة والمواطن. مرتبطة بالدولة القوميةالللمواطنة

المعاني والدالالت لكن األصل فيها لغويا يسند المواطنة مصطلح تندرج ضمنه العديد من لتتعدد التعاريف االصطالحية للمواطنة بتعدد زوايا النظر إليها. -بمعنى محل اإلقامة-إلى الوطن

إلى أن المواطنة هي: "عالقة فرد ودولة كما يحددها قانون تشير دائرة المعارف البريطانيةتلك الدولة متضمنة قدرا من الحرية وما يصاحبها من مسؤوليات، وتسبغه حقوقا سياسية مثل حقوق

(61)االنتخاب وتولي المناصب العامة"

المواطنة بأنها: "أكثر أشكال » aEncyclopedi s’Collier «لير األمريكيةو موسوعة ك عرفت (71)العضوية في جماعة سياسية ما اكتماال"

المواطنة بأنها: "مكانة أو عالقة اجتماعية تقوم بين فرد االجتماععرف قاموس علم ء، الوال (المواطن)ومن خالل هذه العالقة يقدم الطرف األول -دولة– طبيعي ومجتمع سياسي الحمايةويتولى الطرف الثاني

(81)تتحدد هذه العالقة بين الفرد والدولة عن طريق أنظمة الحكم القائمة"

مبدأ المواطنة يعني التزاما سياسيا ويتجلى في التوافق المجتمعي على عقد اجتماعي يتم بمقتضاه اعتبار المواطنة مصدرا للحقوق ومناطا للواجبات بالنسبة لكل من يحمل جنسية الدولة

(91)يني أو عرقي، ومن ثم تجسيد هذا التوافق في الدستوردون تمييز د

من خالل ما تقدم يتضح أن المواطنة ليست وضعية جاهزة يمكن تجليها آليا حين الرغبة في ذلك، بل هي ممارسة في ظل مجموعة من المبادئ والقواعد وفي إطار مؤسسات وآليات تكفل

فضال عن كونها تحتفظ بقدر من -الترجمة اإليجابية لمفهوم المواطنة على أرض الواقع،

Page 55: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 54

وهذا يستلزم توافر حد أدنى من مقومات وشروط تفعيل . -ة حكم كل دولةالخصوصية وفق فلسف)المواطنة، وفيمايلي أهم هذه الشروط والمقومات

1)

تفعل المواطنة وتتجسد بتوافر قيم التسامح وتقبل األخر، ذلك أنها ترمي إلى التأسيس - ، عرقيا.لمجتمع يتحلى بالتسامح حيال التنوع الذي يزخر به المجتمع دينا، لغويا

لتتجسد المواطنة على أرض الواقع على القانون أن يكفل ضمانة معاملة كل من استوفى -شروط العضوية بالمجتمع على قدم المساواة بعيدا عن كل أشكال التمييز بين األفراد والجماعات بغض نظر عن االنتماء الديني، العرقي، الوضع االجتماعي

د كل السبل القانونية الضامنة لحق كل من استوفى واالقتصادي...فضال عن ضرورة إيجا شروط المواطنة في المساهمة في اتخاذ القرارات المصيرية

أي أن تفعيل وضمان التمظهر اإليجابي للمواطنة يحتاج لوعاء مجتمعي حاو ومستوعب لألخر من الوسائل خالل غرس وتنمية قيم مجتمعية تتقبل األخر وتتفاعل معه بإيجابية عبر عدد من

والوسائط كالمجتمع المدني، المناهج التعليمية والمقررات المدرسية، األفالم السينمائية والمواد اإلعالمية.... ، فضال عن حتمية وجود ضمانات قانونية تعزز مكتسبات المواطنية وتفعلها على

قدم المساواة دون أدنى تمييز أو إقصاء ألي من المكونات المجتمعية.وترتكز المواطنة إلى جملة من المبادئ التي تسهم في تفعيلها وايجابية تجليها الواقعي، هذا

(12)وفيما يلي تلخيص لها:

يعد اإلحساس بالهوية أول مبادئ المواطنة، التي قد تتعدد بتعدد اإلحساس بالهوية: -دة متداخلة، الدول والمجتمعات، وتعدد الثقافات يؤدي إلى وجود هويات متعد الثقافات داخل

ثقافية، دينية، مثل الهند التي تتعدد فيها الثقافات والهويات، إال أن يمكن أن تكون عرقيةكمحتوى أساسي للمواطنة، أي أن الشعور ؤخذالوطن ي الشعور بالهوية القومية وحب

باالنتماء للوطن أو الدولة يولد اإلحساس بالهوية ويبرز ذلك من خالل سلوكيات األفراد ل المجتمع، واإلحساس بالهوية الوطنة بشكل عام يتضمن ويشتمل على الهويات داخ

المتعددة األخرى.

األمر الذي يعني أن االنتماءات الفرعية ال يمكن بأي حال من األحوال أن تقوض من فرص الوالء العام للدولة وهويتها الجامعة إذا ما استوعب أمر التعدد وسير بمنطقية.

Page 56: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 55

: يشير المبدأ إلى تمتع المواطن بالمنافع والحقوق التي تؤهله إليها، التمتع بحقوق معينة -توفير الشروط القانونية تعمل علىلدولة اعضويته في جماعة أو مجتمع ما ف وتمنحه إياها

على االنتماء كدالةوالمادية والحقوق الفردية التي تمكن المؤسسات واألفراد من ممارستها مثل :أوال: حقوق قانونيةإلى المجتمع ويمكن تصنيف الحقوق إلى ثالثة فئات وهي

وتتكون مبدئيا من ثانيا: حقوق سياسية في اللجوء للقضاء ...(الحرية أو الحماية والحق )أي حق التصويت حق االقتراع والتنافس على منصب عام والمشاركة في الشئون العامة

جتماعية(:والترشح.، كريم الكحق التملك والعيش ثالثا حقوق المدنية )اقتصادية وا .والتعليم...الخ

تمنح المواطنة المواطن حقوقا، تفرض عليه مسئوليات مثلما :المسئوليات وااللتزامات - والتزامات

لفلسفة كل وواجبات، هذه المسئوليات أو الواجبات اإللزامية على المواطن تتفاوت تبعا بتنوع الثقافات والدساتير ومنها واجبات أخالقية، وقانونية، وسياسية، ، وتتنوع الواجباتدولة

.وعقائديةواجتماعية، وعائلية

.ية: قراءة في تمظهرات المواطنةالعراقفي الدساتير غير المسلم حقوق المحور الثالث: لألقليات (وهي الحقوق السياسية )سندرس في هذا المحور أهم انعكاسات التمتع بالمواطنة

بدراسة حالة العراق كمجتمع تتشكل بنيته غير المسلمة بالمجتمعات العربية ذات األغلبية المسلمةمن خالل دراسة وتتبع مسار االجتماعية من توليفة متنوعة االنتماءات عرقيا، عقائديا/دينيا

تواؤمية هذه الحقوق الحقوق السياسية لألقليات غير المسلمة ومدى )اإلنكار(منع/)اإلقرار(منحللمواطنية وتجلياتها الفعلية، باستقراء الدستور الممنوحة مع الشروط الحاسمة للتفعيل اإليجابي

من خالل مايلي: 2005إلى 1925العراقي من : لقد تناول هذا القانون الحقوق السياسية في العديد من القانون األساسي (1925)دستور .1

( 06) جاء في المادة السادسة حيث (22)نصوصه فضال عن النصوص القانونية المنبثقة عنه

الحقوق أمام القانون، وان اختلفوا في القومية، والدين، ال فرق بين العراقيين في " ،منه .(32)"واللغة

Page 57: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 56

بما يدل على تأكيد المشرع على مبدأ المساواة بين العراقيين وتجاوز كل أشكال التمييز الديني أو التي تجلى من خالل نصها حرص المشرع (37)العرقي، وهذا ما رسخته المادة السابعة والثالثين

انتخاب يكون العراقي على حقوق األقليات الدينية غير المسلمة في التمثيل النيابي كما يلي:" انتخابهم، ووجوب تمثيل األقليات كيفية ترشيح النواب والتصويت السري في فيهالنواب بقانون تعين (42)المسيحية والموسوية"

كونه أول تجربة دستورية عراقية )عهد الملكية( وقد أولى في رائدا 1925يعتبر دستور قانونية ناظمة وضابطة.األقليات الدينية اهتماما ملفتا وصريحا بنصوص

أعلن عن سقوط القانون األساسي العراقي لسنة 1958بعد قيام ثورة : (1958)الدستور المؤقت .2في تثبيت قواعد الحكم وتنظيم ةرغب1958كافة، وتطبيق الدستور المؤقت لعام تعديالتهو 1925

كان الهدف من إصدار هذا الدستور ضمانة الستمرارية الحقوق والواجبات لجميع المواطنين، الحياة السياسية ذلك أن سمته الغالبة أنه مؤقت.

، ذلك أن مواده الثالثون لم تكن مالمح هذا الدستور واضحة حيال معالجة حقوق األقليات الدينيةمله المبهم مع األقليات لم تكن كافية لتنظيم الحياة السياسية، الثابت من خالل هذا الدستور تعا (30)

" المواطنون سواسية أمام منه ورد أن: (09)سواء أكانت دينية أو عرقية، فمن خالل المادة التاسعة م في ذلك بسبب الجنس أو األصل أو ھالقانون في الحقوق والواجبات العامة وال يجوز التمييز بين

.1925تأكيدا وتجسيدا لمبدأ المساواة الوارد في دستور (52)"للغة أو الدين أو العقيدة

على وظيفتهاعلى: " حرية األديان مصونة وينظم القانون أداء (12)كما نصت المادة الثانية عشر (62)أن ال تكون مخلة بالنظام العام وال متنافية مع اآلداب العامة"

عدم تعرضه جملة وتفصيال للمكونات 1958الواضح من نصوص الدستور العراقي المؤقت لسنة الطائفية العراقية، واقتصاره على مبدأ الوحدة العام. قد يعزى األمر وفق عدد من المحللين إلى

الفترة االنتقالية ما تسبب فيها وما تجلى عنها(.–األوضاع السياسية المرتبكة حينها منه للتأكيد مجددا على مبدأ المساواة بين (19): جاءت المادة التاسعة عشر 1963دستور .3

"العراقيون أمام القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة كل العراقيين، كاآلتي: ال تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو األصل، أو اللغة أو الدين ويتعاون المواطنون كافة

Page 58: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 57

اظ على كيان هذا الوطن بما فيهم العرب واألكراد، ويقر هذا الدستور حقوقهم القومية في الحف (72)ضمن الوحدة العراقية"

الدينية أو المالحظ من خالل نص هذه المادة غياب التفاصيل المترجمة للحقوق السياسية لألقليات)المكون العربي والكردي فقط دون -حسب نص المادة–العرقية(، بل اختزالها بمكونين أساسيين

فكأن المشرع العراقي . (82)أدنى إشارة إلى خصوصية ممارسة الطقوس الشعائرية لألقليات الدينية هنا أقر بالتعدد بمنطق االختزال والتهميش.

ن كان دستور ( 06) فؤ الفرص بين كل العراقيين، حيث نصت المادة السادسةابمبدأ تكأقر ( 1963)وا

لكن كان لهذا المبدأ أن يفعل أكثر لو (92)تضمن الدولة تكافؤ الفرص لجميع العراقيين(منه على: ) تعرض بالذكر، التصريح واإلقرار بمكونات الشعب العراقي ومن أهمها األقليات الدينية.

عن سابقه بشيء، بل لم يأتي هذا الدستور بجديد يذكر ولم يختلف : (1964)الدستور المؤقت .4( 19) ، فقد أقر في المادة1963األكثر من ذلك فقد جاءت مواده بنفس ترقيم ومضمون دستور

، وأعاد نص 1963 من دستور( 19) على مبدأ التساوي والمساواة بنفس مضمون نص المادة .(03)من ذات الدستور حينما أقر مبدأ تكافؤ الفرص( 06) المادة

لم يرد بهذا الدستور أي حقوق سياسية لألقليات الدينية أو العرقية المؤقت : 1968دستور .5العراقية بل اختزلها إلى قوميتين اثنتين هما )العربية والكردية( وأنكر باقي طوائف الشعب العراقي

" التي جاءت كما يلي: (21)من خالل المادة الحادية والعشرين في معرض تنصيص مبدأ التساوي العراقيون متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون ال تمييز بينهم بسبب الجنس أو العرق أو اللغة أو الدين ويتعاونون في الحفاظ على كيان الوطن بما فيهم العرب واألكراد ويقر هذا الدستور

(13)"القومية ضمن الوحدة العراقيةحقوقهم للشعب العراقي التي في إشارة واضحة لرغبة المشرع العراقي في إقصاء باقي المكونات الهوياتية

اختزلها بمكونين فقط، وال يمكن بأي حال تبرير األمر بذريعة الوحدة الوطنية ذلك أن المادة كانت صريحة بالتعبير عن الهوية العراقية بمكونين على سبيل الحصر.

كان قد وعد العراقيين بدستور دائم إال 1968رغم أن الدستور المؤقت لسنة : (1970)دستور .6 أين بدأت 1970إلى غاية سنة تظافر جملة من الظروف السياسية حالت دون األمرأن

Page 59: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 58

الذي نص 1970تميل أكثر نحو االستقرار، ليتم إصدار الدستور المؤقت لسنة أحوال العراق (23)منه على: (01)في المادة األولى

قامة )العراق جمهورية ديمقراطية ذات سيادة، هدفه األساسي تحقيق الدولة العربية الواحدة، وا النظام االشتراكي(. (33)منه فنصت على التالي: (05)أما المادة الخامسة

.العراق جزء من األمة العربية -

الكرديةيتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيستين، ھما القومية العربية والقومية -

ضمن كافة لألقلياتويقر ھذا الدستور حقوق الشعب الكردي القومية والحقوق المشروعة

.الوحدة العراقية

ن كان دون أي تفصيل لها( (43)لتكون العالمة الفارقة في هذا الدستور إشارته لباقي األقليات )وا تين العربية والكردية قوميتين على اعتبار القومي -على غرار الدساتير التي سبقته–إضافة إلى ثباته

.من خاللهمارئيستين تتحدد المالمح الهوياتية للعراق أعتبر هذا الدستور وفق عدد كبير من الفقهاء والدارسين، : (1990)دستور العراق الدائم .7

ومصادرة لحقوق والمهتمين بشؤون األقليات الدينية وحتى العرقية أكثر الدساتير العراقية ضيما منه على التالي: "يحضر تأسيس (58)األقليات الدينية، حيث نصت المادة الثامنة والخمسون

وادي التي تقوم على أساس زج الدين في السياسة أو الطائفية األحزاب السياسية والجمعيات والن (53)... التي ترمي إلى عزل العراق عن األمة العربية"

بشكل أكثر حرصا ومراعاة لحقوق -النافذ حاليا-جاء هذا الدستور : (2005)دستور العراق .8على غرار -منه أكد على مبدأ التساوي (14)األقليات غير المسلمة، ففي المادة الرابعة عشر

حيث اعتبر "العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو -بقية الدساتيرلون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع العرق أو القومية أو األصل أو ال

على تأكيد مبدأ تكافؤ الفرص في (2005)كما أعاد دستور (63)االقتصادي أو االجتماعي"تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع منه حيث جاء النص بالتالي: " (16)المادة السادسة عشر

(73)الالزمة لتحقيق ذلك" اإلجراءاتالعراقيين ، وتكفل الدولة اتخاذ

Page 60: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 59

المقصود هنا وظائف صنع -هذا المبدأ إسناد الوظائف العامة شروط تفعيلومن بين أهم إلى أتباع األقليات سواء أكانت دينية أو عرقية. والواقع السياسي يؤكد ذلك فبعد عام -القرار (83)تعاقب عدد من أتباع األقليات على مناصب وزارية مختلفة 2003

في تعزيز حق األقليات -النافذ-هذا وساهم قانون انتخابات أعضاء مجلس النواب العراقي (93)كمايلي: (11)بنص المادة الحادية عشر الدينية في ممارسة حقوقهم السياسية

(08)مقعدا تخصص ثماني (328)يتكون مجلس النواب من ثالثمائة وثمانية وعشرون -أوال مقاعد منها وفق نظم المحاصصة )الكوتا( على المكونات المجتمعية.

يم تمنح المكونات التالية حصة )كوتا( تحتسب من المقاعد المخصصة وفق التقس -ثانيا التالي:

مقاعد توزع على محافظات )بغداد، نينوي، كركوك، (05)المكون المسيحي: خمسة .1 دهوك، أربيل(.

في محافظة نينوي. (01)المكون األيزيدي: مقعد واحد .2

في محافظة بغداد. (01)المكون الصابئي المندائي: مقعد واحد .3

في محافظة نينوي. (01)المكون الشبكي: مقعد واحد .4

كان هذا عرضا موجزا ألهم انعكاسات التمتع بالمواطنة لألقليات الدينية غير المسلمة بالعراق من ( الحقوق السياسية المنبثقة على 2005إلى 1925خالل قراءة لثنائية إقرار/إنكار الدستور العراقي )من

ساتير إقرارا للحقوق كانا أكثر الد 2005و 1925وجه اإللزام للتمتع بالمواطنية، لنجد أن دستوري السياسية لألقليات الدينية.

ليبقى أن التفعيل اإليجابي للمواطنة وقياس تجلياتها الفعلية على أرض الواقع يتجاوز بكثير النصوص القانونية المقرة بالتعددية والمجسدة لمنطق االنصهار ببوتقة الوحدة المختزلة لحقوق

الصادرة عن هيئات دولية تعنى بحقوق اإلنسان واألقليات األخر غير المسلم، فكثير من التقارير نظير أشكال العنف المسلط عليهم 2003تبرز مدى الضيم الواقع على األقليات الدينية بالعراق منذ

في األرواح وأماكن العبادة، وصلت لإلقصاء االجتماعي في حين أن النصوص القانوينية تثبت بما دخل مرحلة جديدة سمتها احتضان األقليات عرقية ودينية 2003نذ تتضمنه من مواد أن العراق م

Page 61: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 60

والعمل على التمكين لها بما يخدم مصالح االنتماءات الجزئية بما من شأنه أن يزيد من فرص الوالء العام للدولة العراقية.

الخاتمة:هذه الورقة البحثية من نقاش ومحاولة الوقوف على تم التطرق إليه في استنادا إلى ما

بداية من عصر اإلسالم األول وصوال لعصرنا -الوضعية الحقوقية لغير المسلم بالبلدان اإلسالمية ، نصل إلى مايلي:-الحالياإلسالمي األول في عهد الرسول عليه الصالة والسالم والخلفاء الراشدين من النظامأثبت -

يش الديني بين المسلم وغير المسلم من أصحاب الديانات والعقائد األخرى.بعده حقيقة التعا

تتكون البنية المجتمعية ألغلب البلدان اإلسالمية والعربية منها على وجه الخصوص من -تنويعة انتماءات دينية، عرقية، مذهبية ولغوية تصنف إلى أكثرية وأقلية أو أقليات نسبة

تها التأثيرية. لحجمها ونسبتها العددية وقو

قرار التنوع إلى سبل التسيير - يجب ان تنتقل المجتمعات اإلسالمية من مرحلة إثبات وا والتعامل معه.

إن اإلقرار بالتنوع الديني يستلزم إيجاد صيغ توحيدية عن طريق توسعة القاعدة االجتماعية - حافظة لحقوقه.لتكون أكثر استيعابية لألخر المختلف دينيا ومنظومة قانونية

يعيش غير المسلم في المجتمعات اإلسالمية ضيما حقوقيا يقوض فرص مواطنته ويزيد من - فرص استبعاده االجتماعي.

تعيش البلدان اإلسالمية حالة تخبط في تعاملها مع األقليات غير المسلمة، تقر حقوقها - دة المختزل لألخر المختلف.قانونيا وتعود لتنكرها واقعا، بما يعني إقرار التعدد بمنطق الوح

إن السعي إلقرار حق األخر المختلف )دينيا( ليس بالضرورة مدعاة لضرب التماسك -المجتمعي والوحدة الوطنية، بل على العكس ذلك أن االحتواء واإلدماج أهم عوامل اللحمة

المجتمعية بالدول المتعددة األطياف )الدينية وغيرها(.

Page 62: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 61

الهوامش: .38(:ص.2009)0 مجلة أديان، "التعدد في اإلسالم أو الوعي باآلخرية". جوفرواإريك (1)، "أثر التالقح الفكري والثقافي بين المسلمين واهل محمد كريم إبراهيم الشمري و سوسن أحمد نجيب العوادي (2)

لية التربية األساسيةمجلة كالذمة في إشاعة التعايش والتسامح الديني في العراق خالل العصر العباسي األول". .20(:ص.2014)17قال الطبري : ) والصابئون ، جمع صابئ ، وهو المستحدث سوى دينه دينا ، كالمرتد من أهل اإلسالم عن دينه *

، وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره ، وأما مذهبهم ، فقال ابن القيم ، رحمه هللا : ) وقد اختلف الناس را ، وأشكل أمرهم على األئمة لعدم اإلحاطة بمذهبهم ودينهم ؛ فقال الشافعي رحمه هللا تعالى : هم فيهم اختالفا كثي

للمزيد صنف من النصارى، وعلى اختالف الفقهاء في أصل مذهبهم إال أن أغلبهم أجمع على أن الصائبة كتابيون. انظر الموقع التالي:>(24/06/2017) https://islamqa.info/ar/49048<

تتفق كلمة الفقهاء وكتاب الفرق على أن السامرة طائفة من اليهود يتشددون بدينهم ويخالفونهم في أما السامرة تكاد للمزيد أنظر الموقع التالي: .بعض الفروع

(24/06/2017) >omhttp://www.maioz.c< ، "وصايا الرسول )صلى هللا عليه وعلى آله( في أهل إياد عبد الحسين صهيود الخفاجي و محمد هاشم حسين(3)

.223(:ص.2016)3 مجلة جامعة كربالء العلميةالذمة والمملوك".

عقد الذمة هو ذلك العقد المبرم بين المسلمين )أهل الحكم( والذميين )الرعايا غير المسلمين(، يتسم بكونه أبديتحدد فيه حقوق وواجبات أهل الذمة وال يتم نقضه إال في حاالت نادرة كعجز دار اإلسالم عن حماية أهل الذمة، أو

إلتحاق أهل الذمة بدار الحرب. ،"أثر اإلسالم في التنوع الثقافي والتعايش السلمي" )ورقة بحث قدمت في الملتقى الدولي حيدر صاحب شاكر(4)

.3( ص. 2015ماي 23-21الثامن حول "التنوع الثقافي" طرابلس، الشلف، '.460(:ص.2014)6 مجلة العلوم اإلسالمية، "أهل الذمة في عهد الخلفاء الراشدين". إيمان عباس عيدان (5) ( 6اآلية ) :الكافرون سورة (6) ، "واجبات غير المسلمين في الدولة اإلسالمية مقارنة بواجبات األقليات وحقوقهم في التشريعات شفيق هللا أمين (7)

(، 2009، -إسالم آباد-الوضعية" )أطروحة دكتوراه غير منشورة في الفقه اإلسالمي، الجامعة اإلسالمية العالمية . 227-226ص ص.

(.256بقرة: اآلية )سورة ال (8)، "حق غير المسلمين في المعارضة السياسية في الدولة اإلسالمية" )مذكرة ماجستير غير قويدر محمد دهكو (9)

. 54-53(، ص ص.2016بن يوسف بن خدة، -1-منشورة في العلوم اإلسالمية ، جامعة الجزائر)الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، غير المسلمين في الدولة اإلسالمية حقوق ،علي بن عبد الرحمان الطيار(10)

. 44(، ص.2006 '.289(:ص.2015)10 مجلة مداد األداب، "الجزية والمسلمين الجدد". خليف عبود الطائي (11) .39(،ص.2005)الجيزة: اإلدارة العامة للنشر، التعصب والتسامح بين المسيحية واإلسالم ، محمد الغزالي(12)

Page 63: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 62

(، 1996)دمشق: دار الفكر، اإلسالم والتفاهم والتعايش بين الشعوب، هاني المبارك وشوقي أبو خليل(13) .39ص.

.42، مرجع سبق ذكره، ص.محمد الغزالي (14)مجلة األردنية ، "دور الجامعات األردنية في تدعيم قيم المواطنة". الحسن العقيل وحسن أحمد الحياري عصمت(15)

.518(:ص.2014)4 في العلوم التربويةمجلة الدراسات ، "حقوق وحريات المواطن في الدساتير العراقية: دراسة تاريخية مقارنة". أحمد فكاك البدراني (16)

.345(:ص.2009)13 اإلقليمية .95(:ص.2009)13 مجلة الدراسات اإلقليمية، "مفهوم المواطنة وآليات تعزيزها". كمال حسين أدهم (17)"الثقافة السياسية وانعكاسها على مفهوم المواطنة لدى الشباب الجامعي في قطاع غزة وسام محمد جميل صقر، (18)

مذكرة ماجستير غير منشورة في العلوم السياسية، دراسة ميدانية على عينة من طلبة جامعات غزة" ) 2005-2009 . 102( ص.2010، -غزة-جامعة األزهر

.518، مرجع سبق ذكره، ص.عصمت حسن العقيل وحسن أحمد الحياري (19)مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية ". 2003، "األقليات وحق المواطنة في العراق بعد عام منى جالل عواد (20)

.402(:ص.2013)18 والسياسية .113-112وسام محمد جميل صقر، مرجع سبق ذكره، ص ص. (21)، "الحقوق السياسية لألقليات الدينية في الدساتير العراقية: دراسة مقارنة مع الحقوق لطيف عبد الحسين موسى (22)

'.229(:ص.2015)01 مجلة المثنى للعلوم اإلدارية واالقتصاديةالسياسية ألهل الذمة في الفكر اإلسالمي". (.06عب، المادة السادسة )، الباب األول: حقوق الش1925الجمهورية العراقية، القانون األساسي العراقي (23) ، الباب الثالث: السلطة التشريعية، المادة السابعة والثالثين 1925الجمهورية العراقية، القانون األساسي العراقي (24)(37 ) (.09، الباب األول: الجمهورية العراقية، المادة التاسعة )1958الجمهورية العراقية، الدستور العراقي المؤقت (25) ، الباب الثاني: مصدر السلطات والحقوق والواجبات 1958الجمهورية العراقية، الدستور العراقي المؤقت (62)

(.12العامة، المادة الثانية عشر ): الحقوق والواجبات العامة، المادة التاسعة عشر الثالث، الباب 1963الجمهورية العراقية، الدستور العراقي (27)(19) '.231، مرجع سبق ذكره، ص.لطيف عبد الحسين موسى (28) (06: المقومات األساسية للمجتمع، المادة السادسة )الثاني، الباب 1963الجمهورية العراقية، الدستور العراقي (29). .231، مرجع سبق ذكره، ص.لطيف عبد الحسين موسى (30): الحقوق والواجبات العامة، المادة الحادية والعشرين الثالثلباب ، ا1963الجمهورية العراقية، الدستور العراقي (31)(21) . أفريل، الباب األول: الجمهورية العراقية، المادة األولى 16، 1970الجمهورية العراقية، الدستور المؤقت لعام (34)(01.)

Page 64: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

كرارشة فاطمة الزهراءأ. د.زدام يوسف

وضعية غري املسلم يف منظومة احلقوق املواطنية بالبلدان -دراسة حالة العراق- اإلسالمية

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 63

(.05المرجع السابق، المادة الخامسة ) (35) مجلة رسالة الحقوق ، "الحماية القانونية لألقليات في العراق والمعالجات المقترحة". رائد شهاب أحمد (36)

'.176(:ص.2012)02، الباب الثالث: الحقوق والحريات وضماناتها، الفصل 1991العراقية، مشروع لدستور العراق لعام الجمهورية(37)

(.58األول: الحقوق والحريات العامة، المادة الثامنة والخمسين )، الباب الثاني: الحقوق والحريات، الفصل األول: 1991الجمهورية العراقية، مشروع لدستور العراق لعام (38)

(.14ق، الفرع األول: الحقوق المدنية والسياسية، المادة الرابعة عشر )الحقو (.16المرجع السابق، المادة السادسة عشر ) (39)

Page 65: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 64

ظاهرة اللجوء في أوروبا ثنائية التهديد واللأمن -دراسة في تنامي الاسلاموفوبيا -

خيرة لكمين.د الجزائر

ملخص:

في ظل األوضاع األمنية المتردية في مختلف الدول توجه مختلف األفراد والمواطنين للهجرة بحثا عن ملجأ أمن، وكانت بذلك أوروبا الحل األمثل والمكان المناسب لضم الالجئين من منطلق تكريس حماية حقوق االنسان، إال أن استفحال االسالموفوبيا في المجتمعات األوروبية حال

لتطبيق الفعلي للبعد االنساني في التعامالت الدولية، وأصبح الالجئون في تهديد دائم، إما من دون اما من طرف الدولة المستضيفة من خالل الممارسات التعسفية إن طرف دولتهم غير اآلمنة، وا

قبلت بطلبات اللجوء. الكلمات المفتاحية:

التهديدات األمنية.االسالموفوبيا، اللجوء، اليمين المتطرف،

Abstract :

Due to the deteriorating security conditions in various countries, citizens fled in

search of a safe haven, and Europe was the best solution and the right place for

refugees to join, from the principle of devoting protection of human rights, But the

spread of Islamophobia in European societies was a cause in the non-application of the

human dimension in international transactions, and refugees have become in permanent

threat either by their own insecure state, or by the host state through arbitrary practices

if asylum applications are accepted.

Keywords:

Islamophobia, asylum, extreme right, security threats

مقدمة:باتت قضية اللجوء في الوقت الراهن من بين القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي، بسبب

رجحة بين الفائدة المبتغاة وزيادة التهديدات، إال أن الرأي السائد في المجتمع انعكاساتها وأثارها المتأالدولي هو الـتأثيرات السلبية لظاهرة اللجوء على األمن والتنمية والنمو االقتصادي العالمي، ومع

Page 66: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 65

ظهور موجهة االسالموفوبيا أخذ التخوف من فكرة اللجوء يزداد خاصة من الفئات المسلمة أو ة من مناطق النزاعات، والتي عادة ما تتوجه نحو القارة األوروبية، إما العتبارات حماية الهارب

حقوق اإلنسان، أو اعتبارات قرب المسافة، أو اعتبارات أخرى غالبا ما تكون مرتبطة بالحالة المعيشية.

تنامى الشعور بحالة التهديد التي تشكلها ظاهرة اللجوء في القسم األوروبي، خاصة ما تعلق باالسالموفوبيا وأصبحت بذلك مختلف الدول األوروبية تنظر لللجوء على أنه تهديد أمني

يمس استقرارها الداخلي، وتم التنازل عن الجانب اإلنساني من فكرة اللجوء. أهمية الموضوع:

هذا الموضوع أهمية بالغة باعتباره يعالج قضية مهمة في المجتمع الدولي؛ أسالت يكتسي الكثير من الحبر، متمثلة في ظاهرة اللجوء وربطها باالسالموفوبيا، وهو األمر الذي جرد اللجوء من

طابعه اإلنساني إلى طابع تهديدي تخوفي، وبذلك نسعى من خالل هذه الورقة البحثية إلى: ى اللجوء واالسالموفوبيا وأسباب التخوف منه.التعرف عل -

التعرف على المؤثرات التي أدت إلى تفاقم التخوف من اإلسالم في أوروبا. -

التطرق إلى صعود اليمين التطرف وتزايد انتشار االسالموفوبيا في أوروبا. -

السؤال المركزي:في ظل التوترات الحاصلة في المجتمع الدولي بسبب تزايد ظاهرة اللجوء ألوروبا، كيف

تؤثر هذه الظاهرة على زيادة انتشار االسالموفوبيا في األوساط األوروبية؟ الفرضية:

ظاهرة الهجرة نحو أوروبا كرست انتشارا واسعا لخطابات دصعود اليمين المتطرف وازديا ، وبالتالي تحريض الكراهية والخوف من كل ما له صلة باإلسالم.وحمالت االسالموفوبيا

لإلجابة على السؤال واختبار صحة الفرضية قسمنا الورقة البحثية الى: ظاهرة اللجوء واالسالموفوبيا: دراسة في المفهوم وأسباب االنتشار. -

ثنائية صعود اليمين المتطرف وانتشار حمالت االسالموفوبيا. -

اللجوء إلى أوروبا: بين تهديدات االسالموفوبيا وضرورات البعد اإلنساني. - المحور األول: ظاهرة اللجوء واالسالموفوبيا: دراسة في المفهوم وأسباب االنتشار

Page 67: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 66

ر االسالموفوبيا يتطلب إن الوقوف على التجاذبات الحاصلة بين ظاهرة اللجوء وانتشا اإلحاطة في البداية بالمفهومين.

أوال: ظاهرة اللجوء: في المفهوم وضمانات الحماية الدوليةيعبر مصطلح اللجوء في اللغة على االعتصام واإلسناد والتسليم، فلجوء شخص معين الى

راد والضحايا من مكان ما يعني الذ إليه واعتصم به، وفي القانون الدولي فهو يعني هروب األفاألخطار المحدقة بهم بسبب التوترات الحاصلة في بلدانهم، والتي عادت ما تكون نزاعات مسلحة، إلى األماكن والهيئات التي تتوفر لهم فيها الحماية؛ وأولها اللجنة الدولية للصليب األحمر باعتبارها

افراد األكثر ضعفا سواء كانو المفوضة من طرف اتفاقية جنيف، والتي تعمل في إطار حماية األللهجوم، ناهيك عن أعمالها التفقدية لألفراد المفقودين بهدف لم اأسرى حرب أو مدنيين تعرضو

.iشمل العائالتوتعتبر ظاهرة اللجوء ظاهرة إنسانية قديمة ارتبطت بمنطق الحرب واالستقرار، لذلك فإن

الضمانات الدولية تشكل حماية له، وتتمثل هذه امتالك صفة الالجئ تمنح الشخص مجموعة من الضمانات في:

تدعيم مبدأ عدم رد الالجئ إلى دولة االضطهاد: -

يعتبر مبدأ عدم الرد أحد الركائز األساسية التي تبنى عليه فكرة اللجوء، ألنه الضامن الوحيد ك حرية القبول أو لعدم تسليم الالجئ للدولة المضطهدة دون المساس بسيادة الدولة، حيث تمتل

الرفض، لكن هذه الحرية التي تتمتع بها الدولة المستقبلة تكون مقيدة نوعا ما، ذلك أنها ال تملك جباره للعودة الى منطقة تهدد حياته. الحق في اتخاذ إجراءات من شأنها الضغط على الالجئ وا

كضامن لحماية ملتمسي اللجوء: تمبدأ عدم توقيع الجزاءا -

بحماية الالجئين الدولية كانت المخاوف لدى طالبي اللجوء من طرفين، الطرف منذ اإلقراراألول هي الدولة المضطهدة والطرف الثاني هو الدولة المستقبلة خوفا من عدم الحصول على مركز الالجئ، إلى غاية فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أين تم تكريس مبدأ عدم توقيع

سبب تواجدهم غير القانوني، وقد تم تحديد شروط االستفادة من هذا المبدأ في الجزاءات لالجئين ب، والتي تقر بضرورة إخبار الالجئ لسلطات الدولة المضيفة عن حالة 1951من اتفاقية 31المادة

.iiتواجده، مع تقديم أسباب وجيهة لتواجدهم غير القانوني

Page 68: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 67

عمل ذو طابع سياسي أو عسكري من المحتمل أن ويضطلع في المقابل الالجئ بعدم القيام بأي .iiiيهدد األمن واالستقرار الوطني للدولة المضيفة أو الدولي من خالل التأثير على الدول المجاورة

ثانيا: االسالموفوبيا: من الظهور إلى االنتشارحديث التداول نسبيا، لكن الظاهرة قديمة قدم الدين يعتبر مصطلح االسالموفوبيا

اإلسالمي، إال أن حدتها قد تزايدت في الغرب خاصة بعد التفجيرات الشهيرة التي شهدتها الواليات ، iv، والتي أسندت آنذاك إلى تنظيم القاعدة 2001المتحدة األمريكية في الحادي عشر سبتمبر

:وتعود أسباب التخوف من اإلسالم إلى المسألة الثقافية: -

في طروحاته حول نهاية التاريخ أن النموذج الرأسمالي الليبرالي هو أرقى Fukuyama فوكوياما يرىنموذج يمكن الوصول إليه، مع ضرورة انضمام كل دول العالم إليه، وفي نقطة أخرى أشار

المصدر الرئيسي الى فكرة صدام الحضارات والتي أشار فيها الى أن Huntington هنتنغتون للنزاعات في النظام العالمي الجديد هو صراع الحضارات، هذا الصراع الذي ينحصر على الثقافة الغربية من جهة والثقافتين اإلسالمية والكونفوشيوسية من جهة أخرى، باعتبارهما الوحيدتان

ك فقد كان لهذا البعد تأثير المشكلتان للخطر، نظرا لعدم القابلية لالنصهار في الثقافة الغربية ، وبذل .على زيادة التخوف من اإلسالم

تعمقت فكرة صدام الحضارات وخاصة بعد نسب تلك الهجمات 2001سبتمبر 11بعد أحداث للطائفة اإلسالمية، وهو ما جعل بعض المفكرين والسياسيين يقرون بتحقق صدام الحضارات

. واالرتباط الوثيق بالجانب الثقافي القيمي :باإلسالم جهلال -

من منطلق أن اإلنسان يعادي ما يجهله، فإن الغرب أيضا يعادون اإلسالم لجهلهم به، وهذا الجهل سببه استقاء المعلومات من مصادر غير موثوقة تفتقر للموضوعية والنزاهة والتجرد، وبالتالي فإن

. والفهم المتبادل هذا الجهل يؤثر على التواصل االيجابي والتبادل الثقافي بين الثقافات :تواجد المسلمين في الغرب -

تعتبر الهجرة المتزايدة للمسلمين باتجاه الغرب إحدى العوامل التي عززت من كراهية اإلسالم والخوف منه، ويرجع هذا الموقف السلبي للغرب إزاء اإلسالم إلى سببين يتمثل األول في االختالف

Page 69: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 68

؛ في ظل التعددية الثقافية الناجمة عن زيادة الهجرة، العرقي والخوف من فقدان اإلطار الثقافيوالسبب الثاني يعود إلى الجانب اإلحصائي من خالل زيادة الفئة المسلمة في مقابل تناقص أعضاء

. الكنيسة، وهو ما يزيد من احتمالية أسلمة الغرب :تبني صورة نمطية سلبية عن اإلسالم والمسلمين -

ألطر العقائدية بطابع مثالي يتيح لها هامشا من الفصل بينها وبين تتمتع النظريات والمبادئ وامطبقيها وأتباعها، إال أنه وفي الكثير من األحيان يكون هناك خلط بين الفكرة ومعتنقها وبالتالي يتم نسب األخطاء المقترفة من طرف األفراد إلى األفكار المعتنقة، وهو نفس األمر الحاصل بالنسبة

أنه يتم نسب مختلف السلوكيات غير السوية الصادرة عن بعض المسلمين إلى لإلسالم، ذلكاإلسالم باعتبارهم ينتمون إليه ، وتعتبر وسائل االعالم ذات دورا كبيرا في نشر وتعزيز مثل هذه

وهو أحد مقدمي Michael Gram األفكار، حيث نجد في هذا الصدد الصحفي مايكل جراماألمريكية يصرح بأن اإلسالم هو منظمة WMIL عة دبليو أم اي ألالبرنامج الحواري في إذا

إرهابية، وأن أمريكا في حرب مستمرة مع اإلسالم، وأنهم جميعا في حرب مع منظمة إرهابية تدعى اإلسالم، كل هذه التعابير تؤدي معنى واحد وهو نشر ثقافة الكره والخوف من اإلسالم ومن كل

. شخص يعتنق هذه الديانة المحور الثاني: ثنائية صعود اليمين المتطرف وانتشار حمالت االسالموفوبيا

شهدت أوروبا انتشارا واسعا لالسالموفوبيا خاصة بعد صعود اليمين المتطرف، وسنحاول .التطرق الى خلفيات صعود اليمين المتطرف وتأثيرها على انتشار االسالموفوبيا

:ي أوروباأوال: خلفيات صعود اليمين المتطرف فتطرق العديد من الباحثين الى االتجاه اليميني المتطرف ويرون أنه مرتبط باإليديولوجية الفاشية، ومنتسبيهم يطلق عليهم بالفاشيين الجدد، وعموما فالفاشية هي إيديولوجية ال تعترف بالقيم الليبرالية

يوعية والديمقراطية، وتؤمن بحتمية والعقالنية والحداثة والحرية والمساواة، وترفض الرأسمالية والش Pierre André الصراع المساهم في تقدم التاريخ ، كما نجد أيضا أن بيار أندري تاغياف

Taguieff يقدم تعريف للنزعة اليمينية المتطرفة على أنها التخوف الوطني المستند الى أسسثقافية، وبالتالي فالترجمة السياسية له -إثنية، حيث يعتمد على أسس بيولوجية؛ عرقية أو تاريخية

هي الخوف من المهاجرين معبرا عنها بانتقاد السلطة السياسية ونظرية المؤامرة، وترجع أسباب

Page 70: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 69

اليمين المتطرف في أوروبا الى األوضاع االقتصادية واالجتماعية واألمنية في الدول ظهوراألوروبية، ناهيك عن مخلفات العولمة والرغبة في الحفاظ على الخصوصية والهوية، وبقراءة

قد تحصل على -االتحاد الديمقراطي للوسط–تاريخية فإننا نجد أن الحزب اليميني السويسري ، وهو األمر الذي سهل عليه إصدار 2007صوات في االنتخابات الفيدرالية لسنة % من األ29

، وبالتالي فإن رغبة 2009قانون يمنع فيه بناء المنارات الخاصة بأماكن العبادة في سويسرا في أنصار النزعة اليمينية في الحفاظ على نقاء تكوين مجتمعاتها من العناصر الدخيلة دفع بها الى

دعائية ضد الجاليات والمهاجرين والالجئين المتواجدين في أوروبا، وقد عززت أحداث شن حمالت من الموقف اليميني المتطرف ما منحها مصداقية أكبر في االنتخابات، 2001سبتمبر 11

وحصدت مراتب متقدمة ومقاعد وزارية في الحكومة األوروبية، واألمثلة متعددة على غرار حزب ، وبالتالي فإن زيادة األدوار التى 2006بولونيا الذي دخل الحكومة في ماي اليمين المتطرف في

تقوم بها أحزاب اليمين المتطرف في المجتمعات األوربية قد انعكست سلبا على أوضاع الجالية . اإلسالمية عموما والالجئين خصوصا وبالتالي زادت مشاعر الكره والخوف

ف على انتشار االسالموفوبياثانيا: تأثير سياسة اليمين المتطر تبنت أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا الخطاب االسالموفوبي، وهذا راجع لسيطرة فكرة االستعالء واألفضلية على غيرهم، لذلك فإن تشكيل اإلسالم لتهديد فعلي للهوية األوروبية يدل على التغلغل

مر المصرح به في برامج العديد من المعمق له ونفوذه الواسع في المجتمع األوروبي، وهو األ :األحزاب اليمينية المتطرفة وحتى في توجهات قادتهم

في دعايته السياسية وهو أول حزب استخدم االسالموفوبيا الجبهة الوطنية الفرنسية: - .وحملته االنتخابية، وكان يهدف من خالل هذا للتخويف من اإلسالم والمسلمين

: قدم وصفا لإلسالم على أنه العدو األول للنمسا الحزب النمساوي اليميني الشعبي - .وألوروبا وللعالم ككل

ير المستمر الحزب الدانيماركي التقدمي: كان يدعو لوضع منطقة حرة للمسلمين مع التحذ - .من فكرة أسلمة أوروبا

الحزب اليميني الشعبي الدانيماركي: قاد حملة انتخابية تحذيرية من اإلسالم باعتباره أكبر - . مصدر مهدد ألوروبا، مع ضرورة الدفاع عن النصرانية األوروبية

Page 71: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 70

موفوبيا، كانت هذه بعض األحزاب اليمينية المتطرفة التى جاهرت بدعوتها وتحريضها على االسالضافة الى األحزاب فإن مختلف القيادات سواء في حمالتها االنتخابية أو شعارات اليومية، وا المنتسبة لها كان لها تأثير كبير في نشر االسالميوفوبيا في المجتمع األوروربي، ونجد بذلك كل

:منعلى وهو زعيم حزب ليقا نورد االيطالي وصف اإلسالم Umberto Bossi أومبرتو بوسي -

أنه تهديد للثقافة األوروبية، وبالتالي يمس الهوية الثقافية للمجتمع األوروبي، ناهيك على .اختالفه الجذري عن الحضارة الغربية

وهو زعيم حزب الشعب الهولندي قام بإجراء مقارنات بين Geert Wilders خيرت فلدرس -وأقر بتخلف المسلمين مع كتاب كفاحي لهتلر(، -الفاشية( و )القرآن -كل من )اإلسالم

.ضرورة منعهم من الهجرة نحو هولندازعيم الحزب الديمقراطي االجتماعي األلماني فكره مشتبه Thilo Sarrazin ثيلو سارازين -

لفكر خيرت فلدرس، حيث يعتبر الجالية المسلمة سببا في جعل ألمانيا أكثر غباءا وتخلفا . صة بهموهذا األمر راجع للطبيعة الجينية الخا

وبالتالي يمكن القول أن التعصب والتشدد إزاء الفئات المسلمة بدأت من األفكار والمعتقدات الراسخة لدى البعض، تطورت وشكلت أحزاب متطرفة تدعو لفكرة التمييز العنصري حتى ولو

سا بصورة غير مباشرة، وساعدتها وسائل اإلعالم في ترويج هذه الفكرة التى تطورت وأصبحت هاج .أو ما يعرف باالسالموفوبيا

:ثالثا: السياسات االسالموفوبية في أوروباحلت حالة من الرعب في أوروبا إزاء الحجاب والمالبس اإلسالمية، وهذا 2010بداية من عام

Nicolas Sarkozy وفقا للتأييد الواسع لفكرة الحضر من طرف كل من الرئيس نيكوال ساركوزي

ن الفرنسي، هذا الحضر كان بحجة أمنية اجتماعية ذلك أنه يعيق التعرف وقادة مجلسي البرلمابدأ تطبيق قانون حضر أي شي يغطي 2011على الشخص وتحديد هويته، وبدءا من أفريل

أين تم 2016الوجه في المناطق العمومية والمحالت والشوارع، وامتدت هذه الحمالت الى غاية حة "بوركيني" بحجة إثارة المخاوف األمنية، عموما يمكن حضر اللباس النسائي المخصص للسبا

:إجمال هذه األحداث وفق التسلسل الزمني الموالي

Page 72: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 71

: حكمت المحكمة الدستورية األلمانية لصالح مدرسة من أصول أفغانية 2003سبتمبر 24 -كانت ترغب في ارتداء وشاح إسالمي في المدرسة، كما أقرت المحكمة أيضا إمكانية

لقوانين المحلية لمختلف الواليات، وعلى إثر ذلك منعت نصف أقاليم ألمانية تغيير ا .المعلمات من ارتداء الحجاب

مناقشة مشروع حظر الرموز الدينية داخل المدارس من طرف الجمعية :2004فيفري 3 - .الوطنية الفرنسية

: منع النساء من ارتداء النقاب في أي مكان عام إال عند ممارسة الشعائر 2011افريل 11 - الدينية، وهذا وفقا للمرسوم الصادر عن رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك فرونسوا فيون

Francois Fillon. . توالت بعد ذلك الحمالت ضد الرموز اإلسالمية والمتمثلة في اللباس اإلسالمي، حيث شهدت و

صدور قرارات وقوانين ناهيك عن تأيد مباشر 2017الى غاية 2014السنوات المتتالية من لحضر النقاب خاصة من طرف أعضاء اليمين المتطرف في أوروبا بصورة عامة، فنجد أنجلينا

، 2016المستشارة األلمانية تؤيد الحضر الجزئي للنقاب في ديسمبر Angela Merkel ميركلوهو رئيس الوزراء الفرنسي يدافع عن حضر مالبس السباحة Manuel Vals ومانويل فالز

، أما محكمة العدل األوروبية فقد أقرت بحضر ارتداء الرموز 2016اإلسالمية"البوركيني" في أوت . كل هذه القرارات والتأيد 2017العاملين لدى أرباب العمل في مارس الدينية بالنسبة للموظفين

الصادر عن المسئولين األوروبية يدل على االنتشار الواسع لظاهرة االسالموفوبيا، سواء على مستوى القمة الممثلة في السلطات والتى سعت لوضع إطار قانوني صارم ضد اإلسالم والمسلمين،

المتمثلة في المجتمع األوروبي الذي نقلت له صورة نمطية عن اإلسالم، أو على مستوى القاعدة و وبالتالي أبدا تخوفا منه وانسياقا لما تقره السلطات، في خضم هذه التجاذبات باتت ظاهرة اللجوء الى مختلف الدول األوروبية في تزايد مستمر، وهذا بسبب النزاعات واألوضاع األمنية غير المستقرة

منها مختلف الدول، وهو األمر الذي زاد من حدة االسالموفوبيا، وهنا يكون اإلشكال التى تعانيحول إنسانية القبول بالالجئين في ظل مختلف األوضاع التى يعاني منها، وضرورة االهتمام

.بالجانب األمني للدولة المستضيفة ورات البعد اإلنسانيالمحور الثالث: اللجوء إلى أوروبا: بين تهديدات االسالموفوبيا وضر

Page 73: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 72

تسببت النزاعات في مختلف الدول العربية بهروب مواطنيها ولجوئهم الى الدول األوروبية إما ألسباب القرب أو دواعي حماية حقوق االنسان، إال أن انتشار ظاهرة االسالموفوبيا قد شكل عائقا

مر، أو القوانين المطبقة على أمام الالجئين المسلمين ما أثر على قبول طلب اللجوء في بداية األ .الالجئين بعد قبول لجوئهم

أوال: اللجوء وموقف أوروبا من المسلمينإن الحديث عن ظاهرة االسالموفوبيا يقودنا الى تساؤل جوهري مفاده: هل االختالف في

الدين والثقافة والحضارة يقودنا بالضرورة الى حالة صراع ونفور من الطرف األخر؟، وفي هذا السياق فإننا نجد الطروحات الغربية وعلى رأسها طروحات هينتغتون تشير الى اإلسالم بوصفه تهديدا، استنادا الى الرؤية الكونية للعالم ووضع الغرب فيه، وربط اإلسالم والمسلمين بوضع الغرب

. ودوره، ومن هذا المنطلق فاإلسالم هو عدو المستقبل ومهدد للحضارة الغربيةنتشار الواسع للخطاب الشعبوي المعادي للمسلمين تزايدت الردود العنيفة ضد الالجئين، في ظل اال

ووصل بذلك الخطاب المناهض للهجرة الى األجندة االنتخابية، وهو األمر الذي وجدت فيه األحزاب اليمينية متنفسا إلرجاع سبب كل آفة وانتهاك مجتمعي للمهاجرين والالجئين، فمن الواضح

حزاب اليمينية في العديد من الدول األوروبية عملت على رسم اتجاه محدد وعام حول الهجرة أن األمع التركيز على فئة الالجئين المسلمين، استنادا الى ما يعتبرونه صلة بين الهجرة والألمن، فنجد

ين، على الساحة األوروبية أن معظم الهجمات اإلرهابية الحاصلة أخيرا من طرف مواطنين أوروبيلكن ال تأخذ حيزا واسعا وال تثير ضجة كبيرة كالهجمات التى يقوم بها مهاجر أو الجئ ، وهنا يمكن استشفاف الدور اإلعالمي في طريقة نقل الخبر وتهويل الوقائع، والتى غالبا ما يكون لها

كمة في صدى كبير بالنسبة لذوي االتجاه اإلسالمي، وهو راجع لطبيعة التركيبة المتطرفة المتح .طبيعة المادة المروج لها والمقدمة للمجتمع

إن النظرة السلبية للمهاجرين والالجئين المسلمين كانت نتيجة لألشخاص المعادين لإلسالم، من خالل خلقهم لمناخ اجتماعي وسياسي معيق إلدماجهم في المجتمع األوروبي، فعلى الرغم من أن

بة لالجئين تم استضافتها من طرف تركيا ومختلف مختلف اإلحصائيات تشير الى أن أعلى نسالدول الجنوبية كإيران واألردن، إال أن تسليط الضوء على قضايا األمن والشغل كان السبب األساسي لرفض طلبات اللجوء ووضع قيود على الالجئين الموجودين في معظم الدول األوروبية،

Page 74: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 73

وبية باعتبارها في أمس الحاجة لليد العاملة مهملين بذلك مساهمتهم في نمو االقتصاديات األور نظرا للتراجع الديموغرافي الذي يشهده المجتمع األوروبي، بل ويتم تكييف هذا األمر على أساس أنه

. ''سرقة'' لوظائف األوروبيين وبالتالي خلق تهديد أمني أوروبي ثانيا: وسائل نشر الرهاب من الالجئين في أوروبا

نما كانت لم يتم االكتفاء ف قط بسن قوانين مجحفة بحق الالجئين والمهاجرين الى الدول األوروبية، وا هناك محاوالت مستمرة لحشد المجتمع األوروبي ضد فئة الالجئين المسلمين، سواء من خالل اإلشهار في مختلف الحمالت االنتخابية، أو الخطابات الرسمية لمسئولين أوروبيين، أو استخدام

.م ووسائل التواصل االجتماعي باعتبارها األكثر استخداما في األوساط الشعبيةوسائل اإلعالشهدت مختلف أقاليم االتحاد األوروبي تشريعات ضد الالجئين وهو ما نجده في استفتاء

برلمان المجر الرافض للحصص المخصصة لالجئين من طرف االتحاد األوروبي والبالغة ألفي ات مناهضة للمهاجرين غير الشرعيين من خالل معاقبتهم بالسجن لمدة الجئ، كما تم إقرار تشريع

مليون يورو للحد من 610قد تصل لثالث سنوات، وفي محاولة أخرى له عرض على النيجر مبلغ محاوالت الهجرة باعتبارها أهم محطات المهاجرين األفارقة، وعرض نفس الشيء على كل من

. أفغانستان، تركيا، األردن، لبنانولتفادي خرق قواعد القانون الدولي ومسؤولية الحماية الدولية، وامتثاال لمبدأ عدم اإلعادة

القصرية عمل البرلمان األوروبي على تجنب استخدام مصطلح الجئ، كما أطلقت كل من الدنمارك . وهنغاريا إعالنات رسمية في الداخل والخارج تقر فيها بأن المهاجرين غير مرحب بهم

وفي المقابل لم يكن اليمين المتطرف هو الطرف الوحيد الذي عارض اإلسالم والمسلمين إعالميا وقانونيا، بل كانت الكنيسة الكاثوليكية الطرف الثاني الذي بدأت هواجسه تجاه الالجئين

ة، والمهاجرين المسلمين منذ مطلع التسعينات، وبالتالي فقد مثل الالجئ المسلم قلقا دائما للكنيسفنجد في هذا السياق تصريحات العديد من األساقفة* على رأسهم كومو المونسنيور أليساندرو

أين ندد بالغزو التدريجي 1998عام Como Monsignor Alessandro Magolini ماجولينيللبالد مشيرا الى حاالت اللجوء والهجرة للمسلمين، في حين رئيس أساقفة بولونيا الكاردينال جاكومو

، مع الدعوة إلعطاء 2000أقر بأن اإلسالم هو عدو المسيحية عام Jacomo Bevey بيفي

Page 75: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 74

األولوية للمهاجرين والالجئين المسحيين وغير المسلمين، على حد قوله فإن المسلمين غرباء عن . إنسانيتهم

في ظل ضغوطات اليمين المتطرف والكنائس الكاثوليكية وجدت تصريحات وخطابات المسئولين األوروبيين صدا كبيرا في المجتمع، وتوجهت األنظار الى الالجئ من الجانب اإلنساني الى جانب تهديد األمن واالستقرار الداخلي، خاصة أن معظم الهجمات االنتحارية واإلرهابية عادت ما تنسب

.للطرف المسلم أو لذوي األصول المسلمةفكرة الخوف من اإلسالم، وبالتالي التخوف من كما ال يمكن إهمال دور وسائل اإلعالم في تهويل

فكرة الوفود اإلسالمية الالجئة إليهم، إما من خالل اإلساءة لإلسالم عموما وللنبي عليه الصالة والسالم، أو من خالل نسب مختلف الممارسات اإلرهابية للجماعات المسلمة وتسليط عليها الضوء

تصبح أي زيادة لألفراد المسلمة عبر اللجوء أو الهجرة غير حتى تعمم بين أفراد المجتمع، وبالتالي .محببة في المجتمعات األوروبية

:خاتمةفي الدول األوروبية بشكل كبير، وفقا لدفع من ساهم المد الكاره لإلسالم في انتشار االسالموفوبيا

طرف اليمين المتطرف من جهة والكنيسة من طرف ثاني واإلعالم من طرف ثالث، وبالتالي أصبح .المسلمون في الدول األوروبية مهددين بمختلف االنتهاكات

ألوروبية، إزدات ومع ازدياد حركة النزاعات في الدول اإلسالمية وزيادة حاالت اللجوء الى الدول ااالسالموفوبيا عمقا مؤثرة على قرارات السلطات الرسمية في قبول طلبات اللجوء بالنسبة للمسلمين من عدمها، وأصبح منطق األمن واالستقرار الداخلي يعلو كل المبادئ حتى اإلنسانية منها، وبات

نسبيا بالنسبة للفئة المسلمة دون اللجوء والهرب من حالة النزاعات التى تعاني منها الدول األم أمرا الفئات األخرى، خاصة وأن مختلف االنتهاكات والعمليات اإلرهابية تنسب الى اإلطراف المسلمة

.وأحيانا الالجئين خاصة في اآلونة األخيرة أين زادت نسبة اللجوء الى الدول األوروبيةاألوروبية وتأثيرها على البعد اإلنساني في ظل هذا االنتشار الواسع لظاهرة االسالموفوبيا في الدول

للجوء، كان على المنظمات اإلسالمية وعلى رأسها منظمة التعاون اإلسالمي، التى سعت جاهدة للصد من االشتياح االسالموفوبي وتكوين التصور الصحيح لالسالم بهدف تجاوز الصورة المكرسة

بسبب الرواسب األوروبية.

Page 76: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 75

قائمة الهوامش:

االجتماعية ، المجلة األكاديمية للدراساتوضع الالجئين في القانون الدولي االنسانيمديوني، محمد بل -1 .161، ص 2017، جانفي 17واالنسانية، قسم العلوم االقتصادية والقانونية، العدد

، رسالة دكتوراه، تخصص قانون، جامعة تيزي وزو، تطور الحماية الدولية لالجئينحورية أيت قاسي، - 2 .112-88، ص ص 2014

، مقال على الرابط: اللجوء في القانون الدوليعصام الحسيني، - 3binaa.com/archives/article/71044-http://www.al ،06/09/2017 ،16:09.

عبد المعطي زكي ابراهيم، ظاهرة االسالموفوبيا...قراءة تحليلية، مقال على الرابط: - 4http://www.rohama.org/files/ar/news/2011/12/22/25057_962.pdf ،06/09/2017 ،

17:10. ، ثقافتنا للدراسات والبحوث، المجلد الخامس، العدد السابع عشر، ظاهرة كراهية االسالم معتز الخطيب، - 5

.55-53، ص ص 2008 55المرجع السابق، ص -6 .3عبد المعطي زكي ابراهيم، مرجع سابق، ص - 7 .57معتز الخطيب، مرجع سابق، ص - 8 7عبد المعطي زكي ابراهيم، مرجع سابق، ص -9

.61الخطيب، مرجع سابق، ص معتز -10، المستقبل العربي، االسالموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في اوروبا: مقاربة سوسيو ثقافيةرابح زيغوني، - 11

، متوفرة على الرابط: 123مركز دراسات الوحدة العربية،ص http://www.caus.org.lb/PDF/EmagazineArticles/mustaqbal_421_rabhzagoni.pdf ،

07/09/2017 ،10:52. ، مقال على الرابط: 12-11، ص ص جدلية العالقة بين االسالموفوبيا وحوار الحضاراتمشري مرسي، - 12

chlef.dz/uhbc/seminaires_2010/mersi_mechri_gualema_2010.pdf-http://www.univ ،07/09/2017 ،14:47. .127رابح زيغوني، مرجع سابق، ص - 13 .127المرجع السابق، ص - 14لمجلس 44التقرير العاشر لمرصد منظمة التعاون االسالمي بشأن ظاهرة االسالموفوبيا، مقدم الى الدورة - 15

.70، ص2017وزراء الخارجية، ادبيجان، جمهورية الكوت ديفوار، ماي .71المرجع السابق، ص -16انعكاسها على الموقف األوروربي أوروبا واالسالم...إختالف الرؤى والمفاهيم العقائدية و أمنة محمد علي، - 17

، https://iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=94812، مقال على الرابط: 11، صمن االسالم10/09/2017 ،8:52.

Page 77: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

.خرية لكمنيد ظاهرة اللجوء يف أوروبا ثنائية التهديد والألمن

-دراسة يف تنامي االسالموفوبيا -

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية الدميقراطي العربياملركز 76

.16التقرير العاشر لمرصد منظمة التعاون االسالمي بشأن ظاهرة االسالموفوبيا، مرجع سابق، ص -18 .17المرجع السابق، ص - 19 ، مقال على الرابط: 2017لمى راجح، تر: ياسر الزيات، صعود اليمين المتطرف ومسألة الالجئين، فيفري -20-https://www.aljumhuriya.net/ar/content/%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%AF

%D8%A7%D9%84%D9 ،10/09/2017 ،18:51. .17التقرير العاشر لمرصد منظمة التعاون االسالمي بشأن ظاهرة االسالموفوبيا، مرجع سابق، ص -21

لكهنوتية في الديانة المسيحية.*أعلى الرتب ا .6، الملتقى الفكري لالبداع، صصناعة االسالموفوبيا في أوروباعز الدين عناية، -22

Page 78: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 77

الإسلاموفوبيا والإرهاب: جدلية التأثير والتأثر

باحث دكتوراه –أ. هشام داود الغنجة

-باحثة دكتوراه–أ. جميلة سرنيح -الجزائر -المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية

مقدمة:

أدى ارتفاع عدد وتنوع أشكال الهجمات اإلرهابية في أوروبا والدول الغربية عموما، من طرف مجموعة من الجماعات "اإلسالمية" المتشددة، إلى تنامي مشاعر كراهية اإلسالم في الغرب، بل

لى تزايد األعمال المعادية لإلسالم والمسلمين في هذه الدول، خاصة في الفترة الت ي أعقبت أحداث وا 11/9/2001.

ولعل دراسة جدلية العالقة بين اإلرهاب واإلسالموفوبيا، أو رهاب اإلسالم، تحمل في ثناياها العديد من النقاط الحساسة، والتي سنحاول الوقوف عندها، وتفكيك العالقة بين مضامينها في بحثنا، بدءا

أسست لحالة رهاب اإلسالم المنتشرة في الغرب في بمحاولة الوقوف عند األسس الفكرية التي أيامنا، خاصة من خالل استعراض أهم إسهامات المستشرقين وأعالم الفكر الغربي الذين درسوا اإلسالم، فقدموا مجموعة من الصور النمطية عنه. وكذلك الوقوف عند مظاهر تجسيد الرهاب من

ا في الحروب الصليبية التي شنت ضد المسلمين.اإلسالم عبر التاريخ، والتي تجسدت أساس

ولن يتأتى فهم العالقة الجدلية القائمة بين مفهومي اإلسالموفوبيا واإلرهاب إال بالوقوف بعد ذلك عند مفهوم اإلرهاب، ثم توضيح تأثير مختلف الهجمات اإلرهابية، وكذلك مجموعة من أحداث

ورة اإلسالم في الغرب، متجسدة في مظاهر العنف والتشدد المرتبطة باإلسالم على صاإلسالموفوبيا، وكيف أدى ذلك إلى تحول هذه المشاعر العدائية من مجرد رهاب من اإلسالم إلى أعمال إرهابية، أو ردود أفعال "إرهابية" تمارسها مجموعة من الجماعات المعادية لإلسالم

والمسلمين في الغرب.ذه الدراسة معالجة اإلشكالية المتعلقة بالعالقة الجدلية بين اإلرهاب وعليه فإننا نحاول من خالل ه

واإلسالم، وهل توجد هناك عالقة بينهما كما يدعي كثير من المفكرين والساسة الغربيين؟ أم أن

Page 79: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 78

األمر ال يتجاوز مجرد سوء فهم لمنطق اإلسالم، بشكل أدى سوء الفهم هذا إلى ظهور "إرهاب يمارس ضد المسلمينغربي" من جهة أخرى

I اإلرهاب وظهور فكرة الخوف من اإلسالم: بداية العالقة وتطورها.

إن اتهام الغرب لإلسالم بأنه الوجه اآلخر لإلرهاب ليس حديثا، كما أن اعتبار ظاهرة تشويه غير ذي وجه صحة كذلك؛ فالعداء الذي شنه الغرب 2001 سبتمبر 11وليدة أحداث اإلسالم الم والمسلمين قديم قدم الدين اإلسالمي نفسه، إال أن حدته ازدادت في وقتنا المعاصر.ضد اإلس

ولعل أولى مظاهر رهاب اإلسالم ظهرت عند بروز الحروب الصليبية ضد البالد اإلسالمية في العصور الوسطى، ثم تطورت مع إسهامات ثلة من المفكرين الغربيين إبان عصر التنوير وبعده،

ربطوا بين اإلسالم واإلرهاب أو التشدد، كما سنوضح في النقطتين اآلتيتين: الذين الحروب الصليبية وبداية تجسيد العداء الغربي لإلسالم: -1

بـ والمعروفة 1096)-1292لم يغفل التاريخ عن تسجيل ما حدث خالل حقبة الحروب الصليبية )، بعد أن بدأ اإلسالم يتجاوز العصور الوسطىالتي اتخذت الصبغة الدينية خالل "حروب الفرنجة"

حدود الجزيرة العربية ويتقلد العرب والمسلمون الزعامة في الصراع العالمي الهادف إلى إخضاع البالد الفارسية التي كانت تتزعم الشرق في مصارعة الغرب. وبالتالي، أتت الحروب الصليبية بدافع

مع الفتوحات اإلسالمية العظيمة التي تمت خالل الطمع والكسب الذي اختلفت أنواعه خصوصا (1) تلك الفترة، وفي الوقت ذاته عبرت عن رد فعل نصراني مليء بالحقد ضد اإلسالم والمسلمين.

إن الدافع الديني كان حاضرا بقوة خالل الحمالت الصليبية، ويظهر ذلك مثال من الحروب الصليبية على الشرق عن بداية شن )Urbain 2( "أوربان الثاني"ن البابا عالإ خالل

محاربة من أجل التكتلهم إلى وتفرسان اإلقطاع األوربيين، ودعل جمعهبعد ذلكاإلسالمي، و الشعوب األوروبية لهذه الحرب بهدف تعبئةالكنيسة الكاثوليكية ب مستعينا، "الكفار" حسبه المسلمين (2) .لكراهية لإلسالمبا مليئة يديولوجيةإبواسطة

" باعتباره الزعيم األعلى للمسيحيين بتنفيذ فكرة تطهير األماكن المقدسة وربان الثانيأفقام البابا "، ووجه Grégoire 7 (3) " قريقوار السابع" أيادي المسلمين، وهي نفس فكرة الباباالنصرانية من

يا من كنتم لصوصا كونوا اآلن "خطابه لإلقطاعيين األوروبيين كاآلتي: " وربان الثانيأالبابا "جنودا.. لقد آن الزمان الذي فيه تحولون تلك األسلحة التي تستخدمونها ضد بعضكم البعض

Page 80: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 79

فالحرب المقدسة المعتمدة اآلن هي في حق هللا عينه وليست الكتساب ،لتكون ضد اإلسالممدينة واحدة، بل هي أقاليم آسيا بجملتها مع غناها وخزائنها التي ال تحصى، فاتخذوا محجة

(4) ..".القبر المقدس، وخلصوا األرض المقدسة من أيادي المختلسين، وامتلكوها أنتم لذواتكمذاك حربا دينية بين المسيحيين والمسلمين ذات أهداف سياسية، كل من وصارت الحرب القائمة آن

الطرفين يدعي "كفر" الطرف اآلخر، و"همجية" تعاليمه الدينية، كما فعل الصليبيون عندما أوقدوا الحرب بدعاوى باطلة تربط اإلسالم بالبربرية والهمجية.

اإلسالم، الذي يربط في أغلب مضامينه لكن أكثر ما أدى إلى تشكل التصور الغربي الحالي عنبين اإلسالم واإلرهاب، هي أعمال مجموعة من المستشرقين ومساهمات ثلة من أعالم الفكر

الغربي، في تكوين هذه الصورة، منذ عصر التنوير في أوروبا، إلى أيامنا هذه. اإلسالم وعالقته باإلرهاب والعنف في الفكر الغربي: -2

سعى كثير من المفكرين، الفالسفة، والمستشرقين منذ قرون إلى محاولة استكشاف عالم الشرق، بما يضمه من أفكار، أديان، وأنظمة حياتية. ولعل الرغبة في استكشاف مضامين رسالة االسالم من

، أو قبل هؤالء كانت مدفوعة ليست فقط بدافع المغامرة واالستكشاف، بل بنوع من رهاب االسالماالسالموفوبيا، باعتبار أن هذا الدين انتشر عنه في الغرب دعوته للحق بالسيف، وكثير من الممارسات الدينية العنيفة األخرى التي تم ربطها باإلسالم، بشكل جعل من االسالم دين عنف و

إرهاب لدى هؤالء. لدولية، وبأنها رافقت ظهور ما ورغم محاججة كثيرين بأن اإلسالموفوبيا ظاهرة جديدة على الساحة ا

، إال أن المشارب الفكرية 2001سبتمبر 11يطلق عليه باإلرهاب "اإلسالمي"، خاصة منذ أحداث األولى لرهاب اإلسالم أو اإلسالموفوبيا يمكن استخراجها من نصوص كبار الفالسفة والمفكرين في

أو لم يدرسوه أصال، فعاثوا في المفاهيم الغرب، الذين درسوا اإلسالم فقدموا صورة مشوهة عنه،اإلسالمية فسادا، وصاروا يخلطون بين اإلرهاب واإلسالم، ويعتبرون أن اإلسالم دين سيف وحرب

رهاب. وعنف وا تشير في نقاط كثيرة منها إلى المحاججات Bernard LEWISبرنارد لويس ولعل نصوص

وبا" ورغم اقترابه في نقاط عديدة من اإلنصاف في السابقة، ففي كتابه "اكتشاف المسلمين ألور تدعوا إلى محاربة اآلخر ديانة عنصريةدراسته عن اإلسالم والمسلمين، إال أنه اعتبر اإلسالم

Page 81: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 80

ما الموت"، "الكافر"، وذلك في قوله: "وكان هذا االختيار واضحا للمحمديين، فإما اإلسالم وا في حديثه عن مفاهيم دار اإلسالم ودار الحرب. بل واعتبر كخيارات متوفرة أمام غير المسلمين

، وادعى بأن هذا المشروع اإلسالمي عالمي، اإلسالم يستهدف إخضاع البشرية جميعالويس بأن فحسبه "الحرب هي وحدها التي يمكن أن تؤدي إلى انتصار اإلسالم العالمي، ومن المستحيل أن

(5)فقط أن تتم أثناءها هدنة ألسباب خاصة".تنتهي هذه الحرب، ولكن من الممكن ويستمر انتشار وتطور األفكار العنصرية المعادية لإلسالم وللحضارة اإلسالمية من قبل علماء

فه الشهيرمن خالل مؤل Samuel Huntington "هانتنجتون "صامويل الغرب، وعلى رأسهم صاحب "برنارد لويسمرتكزا على قناعات " خطيرةالذي يحمل أفكارا عنصرية "صدام الحضارات"،

على محاربة حيث تحث األفكار التي طرحها هتنكتون ؛"جذور الغضب اإلسالمي"المقال الشهير كل الحضارات التي تختلف عن تلك التي تسود المجتمعات الغربية وفي مقدمتها الحضارة العربية

سبة للغرب ليست األصولية المشكلة األساسية بالن .." ، قائال في هذا الخصوص: (6)اإلسالمية (7). " ..فهو حضارة مختلفة، اإلسالمية، بل اإلسالم

والسبب يكمن ،ال يلتقيان أبداأن اإلسالم والمسيحية دينان بفيرى جهة ثانية،" من برنارد لويس"أما الصراع وكل ذلك يؤدي إلى تناميفي العالم كله، المختلفة يسعى إلى نشر دعواهفي أن كالهما

(8) .بينهما والعداءقناعه التأثير في المواطن الغربي قوة "تون كهنتصامويل "ألفكار ال يمكن اإلنكار بأنه كانو ، وا

وما زاد .اإلسالميةالعربية بضرورة رفض التعايش مع الحضارات واألمم األخرى ال سيما الحضارة هي الهجمات اإلرهابية التي تعرضت لها الواليات المتحدة لدى الغربمن مصداقية أفكاره

الكبير الذي يكنه الغرب لإلسالم ، ومن هنا برز العداء2001سبتمبر 11األمريكية بتاريخ والمسلمين بربط كل عمل إرهابي باإلسالم.

غير أن استنتاجات هؤالء المفكرين بيست أصيلة، بل نجد نفس المعطيات يقدمها مجموعة من في ما يتعلق بنقطة أعالم الفكري الغربي في عصر التنوير، وكذلك مجموعة من المستشرقين، ف

اع العالم بأجمله إلرادة المسلمين ، والقضاء على الكفار التي طرحها برنارد استهداف اإلسالم إخضقائال: "اإلسالم والبلشفية لهما Bertrand Russel برتراند راسللويس ، كتب الفيلسوف البريطاني

Page 82: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 81

غاية عملية، اجتماعية، ومادية واحدة، بحيث أن بسط السيطرة على العالم هو الهدف النهائي (9)لهما".

أحد كبار المستشرقين واصفا في عبارات William MUIRوليام موير كما كتب االسكتلندي يقة، لم حادة المسلمين واإلسالم: "إن سيف محمد والقرآن هما أكبر عدو للحضارة والحرية والحق

يسبق أن شهد العالم لهما مثيال"، وقد تجلى في قوله هذا نفس التوجه الذي نهجه كثير من أقرانه (10) من المستشرقين الذين ربطوا اإلسالم بالسيف والقتل.

ولعل من بين الذين درسوا اإلسالم من فالسفة الغرب، ممن خلصوا في النهاية إلى أن اإلسالم دين رهاب"؛ المفكر الفرنسي الذي ذكر في أحد كتاباته Montesquieu مونتسكيو"وحشية وبربرية وا

تي ال بأنه: "لمن السيء للبشرية، أن يظهر دين ما عن طريق غاز ومحتل. والديانة المحمدية ال (11) تتكلم إال عن السيف، ال تزال تؤثر على الناس عن طريق هذه المنظومة التي أسستها".

صلى هللا –محمدا Voltaireفولتير ووصف من جهة أخرى أحد اآلباء الروحيين للثورة الفرنسية لعار و خادع، ممحمد المتعصب، القاسي، الوالدين اإلسالمي بأبشع النعوت في قوله: "-عليه وسلم

(12) ومشرعا وملكا".يصبح نبيا لتاجر صبيتحول من ، العظيم، الرجال

تبلور الصورة النمطية عن اإلسالم والمسلمين في الغرب: -3كل هذه التصورات التعميمية، وكذلك األوصاف التي حادت عن طريق الصحة من قبل رواد

الفكر الغربي، نالحظ أنها ربطت بين اإلسالم واإلرهاب، مدعية بأن اإلسالم دين وحشية وسيف رهاب. وتبعت هذه الموجة الفكرية الغربية الحانقة على اإلسالم والمسلمين مجموعة من األحدا ث وا

خصوصا، التي من أبرزها صعود حركات 20التي بدأت في التعاقب في النصف الثاني من القرن اإلسالم السياسي، نجاح الثورة اإلسالمية اإليرانية، وظهور الحركات الجهادية في حرب أفغانستان

، وغيرها، أدت إلى بداية تبلور صورة نمطية عن المسلمين بشكل عام لدى الغرب، فحسب1979، فإن "صورة اإلسالم لدى الغرب هي واحدة ثابتة ال تتغير من أي زاوية نظرت إليها إدوارد سعيد

تصوير المسلمين رومهما تكن المادة التي تعرضها". ولعل ذلك يتجلى في إكثار رسامي الكاريكاتيرهابيين، وغوغاء متعطشين للدماء...". (13) "كموردي نفط، وا

ومع مختلف الهجمات اإلرهابية التي نفذت من قبل مجموعة من الجماعات اإلسالمية % 30% إلى 20المتشددة، صار كره اإلسالم من قبل الغرب يزداد شيئا فشيئا، بشكل جعل حوالي

Page 83: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 82

من النقاشات الفكرية الدائرة تتمحور حول اإلسالم وعالقته باإلرهاب والعنف، بشكل صار يمهد حاجج دام ديني، أو لحروب أهلية داخلية، نظرا لرفض كثير من الغربيين اإلسالم برمته، كما لص

Middle Eastمدير المعهد األمريكي للشرق األوسط Daniel PIPESدانيال بايبس

Forum.(14) هذا المعهد األخير الذي بدوره يضم مجموعة من المحافظين الجدد والباحثين ممن يقومون سات وبحوث تعطي نوعا من الفهم الزائف لإلسالم، وتحمل في طياتها معاداة كبيرة لكافة بدرا

الحركات اإلسالمية مهما كان شكلها أو هدفها، ويوجد مثل هذه المعاهد العديد من مراكز البحث (15) والتفكير األخرى التي تعمل بقوتها الناعمة على نشر األفكار المعادية لإلسالم في الغرب.

وفي مقابل ذلك، أجج مشاعر الرهاب من االسالم، تلك السلوكات "المتشددة واالرهابية"، وردود أفعال الجماهير اإلسالمية "المبالغ فيها"، حينما يتعلق األمر بإهانة مقدسات األمة اإلسالمية، كما

انية" التي حدث في أحيان عدة، أهمها قضية البريطاني سلمان رشدي صاحب رواية "آيات شيط، وأثارت ردود فعل "عنيفة" من قبل الدول اإلسالمية، أهمها إصدار آية هللا 1988نشرها عام

(16) خميني زعيم الثورة اإلسالمية اإليرانية فتوى بإهدار دم سلمان رشدي.وصار مشكل الهجرة كذلك يفرخ العديد من التصريحات المتشددة العدائية لإلسالم والمسلمين،

Jean-Claudeكلود بارو ومن أمثلة هذه التصريحات العدائية للمسلمين في الغرب تصريح جون

Barreau بأن: "الدين اإلسالمي هو األكثر انغالقا 25/9/1991رئيس مكتب الهجرة الدولية يومن استيعاب المهاجرين المسلمين في فرنسا يمر عبر التخلي عن ممارسة وتشددا بين الديانات، وا

(17) اإلسالم".الكاتب البارز في صحيفة نيوربابليك William f Buckley لوليام باكليوكذلك األمر بالنسبة

New Republic األمريكية، الذي قال بأنه "ال يسع المرء أن يفكر أن هناك ثقافة عربية فيبروكلين وجيرسي سيتي وديترويت يتغدى منها المجرمون، وينبغي علينا أن نشير بوضوح صارم إلى أن ثقافتنا ال تتوافق مع األصوليين ونحتاج إلى تنظيم الهجرة إلى بالدنا باإلشارة إلى هذه

(18) القضية". :11/9اإلرهاب و بداية تنامي ظاهرة اإلسالموفوبيا في الغرب بعد أحداث -4

Page 84: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 83

الذي يشير إلى االسالموفوبيامصطلح سبتمبر بمثابة أكبر حدث شاع من خالله 11كانت أحداث ، وهي ذات الفكرة التي اقترنت تسود المجتمعات الغربية من اإلسالمالتي ظاهرة الخوف المرضي

بالجانب اوهي تتعلق أساس ،(19) التقليدي بين الغرب واإلسالم منذ أيام الحروب الصليبيةالصراع بفانطالقا من هذه األحداث، تمت الديانة اإلسالمية.لإلنسان الغربي تجاه الغامض السيكولوجي

و عملية التعبئة من خالل وسائل اإلعالم الغربية بأن اإلسالم هو الوجه اآلخر لإلرهاب، بل ه صانعه. فما هو اإلرهاب ؟ •

كيف ساهم اإلرهاب في تنامي اإلسالموفوبيا من وجهة نظر الغرب ؟ • اإلرهاب/ وقفة عند المفهوم: ▪

العنف أعمال من عبارة عن سلسلةاإلرهاب بأنه: " الفرنسي Le Petit Larousseيعرف قاموس بالحكومة اإلطاحة أو األمن انعدام من مناخ خلق أجل من منظمة أو جهة معينة ترتكبها التي

العولمة، ودخول العالم في مرحلة بروز ظاهرةلكن تم وضع هذا التعريف البسيط قبل (20)"؛القائمةمليئة بالتطورات والتغيرات على الساحة الدولية، وهو ما انعكس على صعوبة التوصل إلى جديدة

تعريف محدد وموحد لإلرهاب.

نبيل الدكتورالواردة بخصوص اإلرهاب، لدينا التعريف الذي وضعه الشاملة التعاريفومن بين

أو فرد من طرف به التهديد أو للعنف مشروعال غير االستخدام هو اإلرهابمشيرا إلى أن:" حلميها حريات ديهد أو للخطر البشرية أرواح ضيعر رعب عنه ينتج أخرى، ما ضدما دولة أو جماعة

اتجاه اتهاسلوك ريتغيبهدف الدولة أو الجماعة على غطالض منه الغرض ويكون ،ساسيةاأل

(21) ".معينة عيضامو من وألن تركيزنا من خالل هذا العمل منصب باألساس حول نظرة الدول الغربية لإلرهاب، فإنه

لمكافحة األمريكي القانون إذ عرفالضروري أن نعرج على تعريف التشريع األمريكي لإلرهاب،

كاآلتي: اإلرهاب 1984سنة الصادر اإلرهاب انتهاكا لويمث ،البشرية حياة ديهد خطيرا أو عنيفا عمال نيتضم نشاط كل اإلرهاب بفعل يقصد"

الرعب نشر هدفذلك بو ،أخرى دولة أي أوالواليات المتحدة األمريكية داخل ارتكب إذا جنائيا

(22) ".المدنيين بين والقهر

Page 85: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 84

خرق بأنه:"وفق نص هذا القانون فجاء تعريف اإلرهاب ،86/1020في القانون الفرنسي رقم أما لقانون يقدم عليه فرد من األفراد أو تنظيم جماعي بهدف إثارة اضطراب خطير في النظام العام

(23) ".بالترهيب عن طريـق التهديـد يلي: كما في وضع تعريف لإلرهاب 2001ي سنة كما ساهم البرلمان األوروب

التهديد أو العنف إلى فيه أيلج المجموعات أو األفراد يرتكبه فعل كل اعتبر إرهابي " مناخ خلق بهدف معينين، أفراد ضد أو عامة، بصفة مؤسساتها أو الدولة ضد العنف ستخداماب

معتقدات أو ،انتقامية ألسباب الجمهور عامة بين أو ،الرسمية السلطات بين الرعب من (24) ".معينة منفعة على ولالحص في رغبةال أو ،دينية أصولية أو إيديولوجية

كل عمل إجرامي يرتكبه فرد أو يطلق على اإلرهابوفي العموم، وانطالقا من التعاريف السابقة، نشودة.م غايةمن أجل تحقيق البشر نشر الرعب في نفوس بهدفجماعة أو دولة

الخطر مصطلح ، والزمه شيوع، ازداد العداء الغربي لإلسالم2001سبتمبر 11منذ أحداث و هو ما تؤكده جملة من و ، واستمر ذلك إلى يومنا هذا، المسلمينو اإلرهاب الذي يربط بين األخضر

، فقد نشر2016لعام ” كير“موقع مجلس العالقات األمريكية اإلسالمية ت علىنشر اإلحصائيات؛ خلص إلى ارتفاع األمريكية تقريرا عن أحوال الحقوق المدنية للمسلمين في الواليات المتحدة الموقع، تزامن ذلك مع ارتفاع 2015 سنة% 57، بنسبته 2016الكراهية ضد المسلمين في عام نسبة

معدل التعصب ارتفع% في جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين خالل المدة ذاتها؛ و 44مقداره توصل التقرير الذي نشره ، و 2016و 2014% في الفترة ما بين عام 65د المسلمين بنسبة ض

(25) .%58.4بمقدار جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفعت في المجمل أن إلى ذات الموقعالغرب كثيرين في عالنإ يعود سبب ارتفاع نسب جرائم الكراهية ضد اإلسالم والمسلمين إلىو

وذلك من خالل ، معتنقيهاو يةاإلسالمالديانة حرب ضد ال وعلى رأسه الواليات المتحدة ألمريكيةبالتالي يشكل خطرا على و ، بالحقد واألنانية ، مليءرهابا تصوير االسالم على انه دين عنف و

كل من الدول األوروبية وأمريكا عملت . وعلى هذا األساسابرمتهالحضارة الغربية وعلى البشرية بهدف تعميق شعور العداء والكراهية من خالل وسائل اإلعالمتشويه صورة اإلسالم ونشرها علىمريكيين، وهذا يعد ألذهان العديد من األوروبيين واأالمسلمين، وهي الصورة التي تأصلت في ضد

(26) .عنهاالتي تدعي الدول الغربية الدفاع خرقا لحقوق االنسان

Page 86: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 85

II . تنامي النشاطات اإلرهابية باسم اإلسالم ودورها في تغذية ظاهرة اإلسالموفوبيا وخلق "إرهاب مضاد" في الغرب.

بخصوص ف بن أحمد، في مقدمته األمين العام لمنظمة التعاون اإلسالمي، يوس صرح الجماعات الراديكالية والمتطرفة من أعمال ما تقوم به إن قائال: " (27) تقرير حول اإلسالموفوبيا

ض م مبررات لمن يكرهون األجانب لكي يعززوا أجنداتهم، األمر الذي يعر باسم اإلسالم، قد (28) ”.ز اإلسالموفوبيا بكل أنحاء العالمورة اإليجابية لإلسالم للخطر، ويعز الص

تؤكد هذه المقولة على أن اإلرهاب واإلرهابيين هم سبب تنامي ظاهرة اإلسالموفوبيا في الغرب، لما تعرض اإلسالم لمثل التي تقوم بها الجماعات المتطرفة عبر العالم وأنه لوال النشاطات التخريبية

ن متغيري اإلرهاببي هكذا كراهية وتشويه من قبل الدول األوروبية، وبالتالي تتشكل عالقة طردية

كاآلتي:تكون المعادلة ، و واالسالموفوبياباسم الدين

حدة ظاهرة ازدادتكلما ،عبر العالم النشاطات اإلرهابية باسم الدين ازدادت كلما ▪ اإلسالموفوبيا في الدول الغربية.

كلما تراجعت ظاهرة ،تراجعت األعمال الراديكالية اإلرهابية على الساحة الدولية وكلما ▪ اإلسالموفوبيا في الغرب.

نتائج استطالع "غالوب"، نشر مشروع حقائق المسلمين والغرب في مركز 2010في عام ف أنه هناك وأظهرت النتائج، عن مشاعر التعصب األميركية ضد اإلسالم للرأي العام األمريكي

من األمريكيين % 53، وكانت النتائج لـ لإلسالم واإلرهابعالقة سببية بين ازدياد الشعور بالعداء تجاه اإلسالم كاآلتي:

".ليس إيجابيا للغاية" بأنه في الدين رأيهم اأبدو 22% - (29) ".ليس إيجابيا على اإلطالق" منهم قالوا31% -من أجل طرد -واألمريكية األوروبية–حكومات الغربية إلى اليبرر الشرعية التي منحت وهو ما

أمريكية-ورووجودهم خطرا على الهوية األواعتبار وأمريكا وروباأ كل من ن فيالمسلمين المقيميوكان لهذه الشرعية انعكاسات سلبية وخطيرة على المسلمين هناك، لكونها هما.مجتمعاتوتهديدا ل

Page 87: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 86

كل هذه العوامل كما قادت و ، مريكاأوروبا و أفي ضدهمتصاعد االعتداءات العنصرية قادت إلى (30) .ف والعنف واإلرهابالتطر المزيد من لىإ

كما تجدر بنا اإلشارة إلى دور اإلعالم الغربي في الترويج لفكرة اإلسالموفوبيا من خالل ربطها مناهضة "، المتحدثة باسم لجنة )Elissa Ray( ليسا رايإباإلرهاب، حيث صرحت السيدة

وثيقا بين " عبر عشر سنوات كاملة، الحظنا ارتباطا كامال قائلة: (31)" سالموفوبيا في فرنسااإلي تمارس ضد عمال العنف التأعالميا وبين ا اهية لإلسالم والمسلمين سياسيا و خطاب الكر

اسة لهذه الكراهية العنيفة ضد عالم والس جهزة اإلأجت ما رو نه كل أالمسلمين. ويعني هذا (23) حرار في ممارسة التمييز والعنف ضد المسلمين".أما شعر المواطنون بأنهم المسلمين، كل

اإلسالموفوبيا أو الخوف من دورا في تنامي مشاعر اإلعالمي في الغرب وبالتالي، كان للمتغيروالفوضى في العالم، إرهابيين يسعون إلى نشر الالاستقراراإلسالم والمسلمين بتصويرهم على أنهم

عور بالعداء الش وذلك بتضخيم األخبار واألحداث حتى تؤثر في الرأي العام الغربي. لذلك استمر أضحت الجالية المسلمة الواليات المتحدة األمريكية، في الغربية؛ فللمسلمين في الكثير من األوساط

، التفريق بين "اإلسالم" و" التطرف" عرضة لتنامي المشاعر السلبية تجاه اإلسالم، وذلك بسبب عدموالشيء األكثر خطورة يكمن في انتقال ظاهرة اإلسالموفوبيا من الخطاب العدائي للمسلمين،

احة لة من قبل مؤسسات وشخصيات لها وزنها على الس لتصبح مسألة طبيعية ممنهجة وممو الرئيس الحالي للواليات مالرؤساء أو المرشحون للرئاسيات ومن بينه بذلك ونعني -السياسية

(33) .-" دونالد ترامب" المتحدة األمريكية نحو تنامي "إرهاب غير إسالمي" في الغرب: -1

مع ازياد ما يسمى بالهجمات اإلرهابية للمتشددين اإلسالميين في دول أوروبا والدول الغربية بشكل مقابلة، وصارت كثير من هذه عام، ظهرت العديد من الحركات المتطرفة في أوروبا من جهة

الحركات تمارس تقريبا نفس أشكال العنف الممارسة من قبل الجماعات اإلسالمية المتشددة، أو ما radicalالراديكالي يمكن تسميته "بإرهاب غربي" في مقابل مصطلح "اإلرهاب اإلسالمي

Islamic terrorism التي أبدع الرئيس األمريكي دونالد ترامب "Donald Trump فياستخدامها في جل لقاءاته التلفزيونية وفي حملته االنتخابية، ووصف بها دوال قائمة بذاتها كالمملكة

Page 88: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 87

يران، لكنه أحجم بعد ذلك عن استخدام المصطلح بعد زيارته شهر ماي 2017العربية السعودية وا (43) ة السعودية العتبارات سياسية ومصلحية.إلى المملكة العربي

من أبرز هذه الحركات المتطرفة:: )Patriotic Europeans Against the Islamisation of the West(حركة بيغيدا -(35)

األلمانية، وتستهدف هذه المنظمة محاربة ما تسميه في مدينة دريسدن 2014أنشئت شهر أكتوبر "بالتطرف اإلسالمي" من خالل الوقوف ضد الهجرة والمهاجرين المسلمين نحو ألمانيا. غير أن هذه الحركة الزالت تتعرض النتقادات شديدة من قبل مفكرين ألمانيين أنفسهم، فقد ذكر المفكر األلماني

مناهضة بيغيدا"، إلى أن –ضد اإلسالموفوبيا في الغرب وألمانيا ستيفان فايدنر في كتابه "خطابمثل هذه الحركة تميزها ظاهرتان، فالمشارب األولى لها تعود إلى محاوالت الحانقين األوائل على

، والحظ الكاتب أن أكثر من 2008مايو 31اإلسالم تنظيم "مؤتمر لنقد اإلسالم" في كولونيا يوم وكذلك ممن ينتمون إلى حركة بيغيدا وحركات أخرى، إما شيوعيون، كالشيوعية حضروا المؤتمر،

اإليرانية مينا آحادي، والستاليني رالف جيوردانو، والشيوعي الجديد هارتموت كراوس، إضافة إلى (36) وجود مجموعة من الكماليين من أصول تركية ممن يحنون إلى عهد الكمالية كذلك.

Act For America :(37) تحرك من أجل أمريكا -تعتبر هذه المنظمة من أشد المنظمات األمريكية تشددا تجاه المسلمين والمهاجرين إلى أمريكا وبشكل عام، وتعرف بقربها الشديد من مراكز صناعة القرار في الواليات المتحدة األمريكية، ولعل

منصب مستشار األمن من المستقيل Michael Flennمايكل فلين من أهم تجليات ذلك أن والمعروف بعدائه الشديد لإلسالم، عضو في هذه المنظمة، وهو الذي شبه اإلسالم ،القومي لترامب

بالسرطان في أحد تسجيالت الفيديو المنتشرة عنه، وكذلك مايك بومبيو رئيس االستخبارات في عهد (38) ترامب، الذي يعتبر عضوا في الحركة أيضا.

جماعة كراهية أمريكية، أكثرها معادية للمسلمين فروعا عن هذه المنظمة، وهي 50حوالي وتعتبر بتنظيم مسيرة من أجل مناهضة تطبيق الشريعة في الواليات 10/6/2017التي قامت مؤخرا يوم

المتحدة األمريكية، وفي العالم بشكل عام. كما تصنف هذه المنظمة حركة اإلخوان المسلمين (39) لدولة معا في دائرة الجماعات اإلرهابية التي تستهدف إقامة الشريعة.وتنظيم ا

Page 89: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 88

وانتقد ستيفان فايدنر األسس الفكرية التي تقوم عليها مثل هذه الحركات في الغرب، بأنها تحمل تصورا مغلوطا عن اإلسالم، ومبالغا فيه كذلك، وذلك في قوله: "إن الصورة المنتشرة عن اإلسالم

تعود إلى موقف دفاعي وخوف ال عقالني من غزو إسالمي للعالم، كما تقوم على في الغربمبالغة في تقدير التأثير اإلسالمي، ونسيان للسيطرة الغربية في ميادين السياسة واالقتصاد والعلوم،

(40) كما تقوم على توصيفات منتقصة من اإلسالم، تدعمها تصورات نظرية بعيدة عن الواقع...".

ة مقابلة، يتخوف كثيرون من أن هذه المشاعر اإلسالموفوبية المتنامية في الغرب قد تؤدي من جه"، أي حركات معادية للمسلمين واإلسالم تمارس كافة أشكال العنف عنف مضادإلى ظهور "

ضدهم. ففي تقرير للجنة الوزارية الفرنسية المختصة في محاربة العنصرية ومعاداة السامية، سجلت حادث في 429ارتفاع األحداث المعادية للمسلمين بثالث مرات، حيث بلغت 2015ا عام فرنس

، والحظت اللجنة أن هذا االرتفاع تصاحب مع االعتداءات االرهابية التي 2014عام 133مقابل ، حيث أن االعتداءات ضد المسلمين التي وقعت 2015شهدتها فرنسا شهري جانفي ونوفمبر

(41) .2015% من إجمالي االعتداءات المرتكبة عام 58رين مثلت وحدها حوالي خالل هذين الشه

III% Securityناك ميليشيات عنيفة انتشرت مثل جماعة "أما في الواليات المتحدة األمريكية، فه

Force وأبرز تلك األحداث تمثل في اعتقال .2016"، التي تزايدت طبيعتها المعادية لإلسالم عام، بسبب تخطيطهم 2016أعضاء ميليشيا مؤيدين لترامب في والية كانساس شهر أكتوبر ثالثة

(42) الجئا مسلما من الصومال يعيشون هناك. 120لتفجير مجمع سكني لقتل ما يقرب من حادث معاد 400 يقاربما األمريكي Huffington Postهافينغتون بوست كما رصد موقع

، منها حاالت عنف، وتخريب ممتلكات، وخطابات سياسيةفي الواليات المتحدة األمريكية لإلسالمشخصا مؤيدا لترامب على األقل على مسلمين أميركيين، 13هجوم كما رصد. 2016، عام عنيفة

(43) لقتلهم. التخطيطأو تهديدهم أو تعد أقوى أما عن الدول األوروبية، فلعل قضية الالجئين التي تعاني منها هذه الدول اليوم

في الغرب، فلم يعد األوروبيون يتعاملون مع الالجئ على أنه مقياس لتنامي ظاهرة اإلسالموفوبيافرد آت من منطقة معينة، أي أن تصنيف الالجئين كان يتم على أساس جغرافي أو إثني، وهذا

لكن اليوم تغير الوضع، خصوصا مع تسليط الغرب الضوء على ، 2001سبتمبر 11قبل أحداث ، إرهابي أنه مسلمسالموفوبيا، حيث أصبح ينظر لالجئ على المسلمين اإلرهابيين والتركيز على اال

Page 90: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 89

؛ خصوصا مع الهجومات التي عرفتها العديد من الدول األوروبية (44) .هانته واضطهادهإ جوز ت، والتي قادت إلى تعميق الكراهية ضد المسلمين، ففي المملكة (45) ...إلخببروكسل ،لندن ،باريس

وهو مشروع قومي يهدف إلى توثيق أعمال ”Tell MAMA ”–مشروعصدر تقرير عن المتحدة، 2013يفيد أنه في الفترة ما بين شهر مايو –الكراهية المتزايدة ضد المسلمين في المملكة المتحدة

هجوما على المساجد، عن طريق حرقها أو توزيع منشورات 167، شهدت المملكة 2017ويونيو (46) ن.مناهضة للمسلمي

الديانة الحرب على وتنامي استمرار فيسالمية لية العربية اإلؤو مسفإننا ال نستطيع نفي اللذلك اإلسالمية والمسلمين من قبل الغرب، وذلك انطالقا من عدم تكثيف الجهود العربية من أجل

يقافها هذه الحرب التصدي ل تجريد وحمايتهم، وفي الوقت ذاته، ال يمكننا دفاع عن المسلمين الو وا في قيام العديد من الفتن التي ؤوليةالمس من واألمريكية يةوروباأل الدول الغربية وعلى رأسها الدول

جاءت في شكل أعمال إرهابية راح ضحيتها العديد من األفراد باسم اإلسالم، فإنه ليس من الخطأ دأ "لكل فعل رد فعل"، القول بأن منبع اإلرهاب هو الغرب وال عالقة له باإلسالم، انطالقا من مب

فمقابل كل إساءة لإلسالم والمسلمين رد فعل من قبل معتنقي هذه الديانة، خاصة أمام االعتداءات اإلسالموفوبية التي صارت تشهدها الدول األوروبية والغربية عموما ضد المسلمين.

المسلمين ومورس التمييز جرى ترهيب بهذا الخصوص: " "يوسف بن أحمد العثيمينيقول "ا، ا إسالمي سة، واستهدفت جرائم الكراهية أناسا يرتدون زي ضدهم، كما أهينت رموز إسالمية مقد

(47) ."وأسيئت معاملة سيدات يرتدين الحجاب في الشوارع واألماكن العامة

عدو"، فإنه صارت تقوم باألساس على "فبركة -ال سيما للدول العظمى–وألن السياسة الخارجية وزوال العدو الذي كانت الواليات المتحدة األمريكية تحاربه، تم توجيه بعد سقوط االتحاد السوفياتي

محمد ابن عمر " األنظار نحو اإلسالم باعتباره الوجه اآلخر لإلرهاب، و هنا نقتبس مقولة لـ " باللغة الفرنسية:بزمول

انتقلوا إلى خيار آخر يتمثل في محاولة تغيير وتشويه صورة اإلسالم..." -الغربيون -" إنهم Ils sont – Les Occidentaux- donc passés à un autre choix qui est d’essayer de

…Islam’image de l’changer et de déformer l . (48)

Page 91: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 90

وكذلك ،والمسلمينإلسالم ل محدد تعريف وضع لصعوبةيدور في دوامة الغرب وهذا ما جعل –غربية السياسة الاكتسب مكانة بارزة في ما يعني أن اإلسالم تعريف واضح ومحدد لإلرهاب. .- ليس بالمعنى اإليجابي بالضرورة

ضرورة تعديل صورة اإلسالم وفك ارتباطها باإلرهاب في التصور الغربي: -2

بعد استعراضنا لمجموعة من األمثلة التاريخية والفكرية التي تظهر الصورة المشوهة التي رسمها لقول بأن تجاوز هذا المنطق العقيم من التفكير كثيرون من أعالم الفكر الغربي عن اإلسالم، يمكن ا

ال يكون إال بمحاولة استكشاف حقيقية لآلخر، أي اإلسالم من قبل الغرب، وفق منطق حوار بين الحضارات، تكون أسسه دراسات قدمها مجموعة من أعالم الفكر الغربي، درسوا اإلسالم وعالم

صحيحة عنهما، كما حاولوا فك ارتباط اإلسالم الشرق عموما، فأنصفوا ولم يرسموا صورة غير ظهار الوجه الحقيقي له. باإلرهاب والعنف، وا

الذي اختار في Michael HARTمايكل هارت ولعل من أبرز هؤالء عالم الفضاء األمريكي كتابه: "الخالدون مائة" محمدا كأكثر شخصية تأثيرا في تاريخ البشرية، وفسر هارت هذا االختيار

في قوله:"لقد اخترت محمدا في أول هذه القائمة، وال بد أن يندهش كثيرون لهذا االختيار، ومعهم حق في

اريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على ذلك، ولكن محمدا عليه السالم هو اإلنسان الوحيد في الت (49) المستوى الديني والدنيوي".

على الذين اعتبروا بأن اإلسالم انتشر Thomas CARLYLEكارليل توماس ورد فيلسوف الغرببالسيف واإلرهاب قائال في كتابه: "البطولة وعبادة األبطال": "لقد قيل الكثير في شأن نشر محمد

عل الناس ذلك دليال على كذبه، فأشد ما أخطئوا، وجاروا... وأرى على العموم دينه بالسيف، فإذا ج (50) أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما يقتضيه الحال...".

في كتابها "شمس العرب تسطع على Sigrid HUNKEزيغريد هنكه وذهبت المستشرقة األلمانية الغرب"، إلى أن المسلمين "قد حولوا األندلس في مائتي عام من بلد جدب فقير مستعبد إلى بلد عظيم مثقف مهذب يقدس العلم والفن واألدب، قدم ألوروبا سبل الحضارة وقادها في طريق النور".

Page 92: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 91

المناهج التربوية الغربية عن العرب وانتقدت في مقابل ذلك النصوص التاريخية المتضمنة في والمسلمين، كالنص الذي يروي حادثة فتح األندلس: "وتدفقت جموع العرب والمتوحشين بوجوههم السوداء وخيلهم الكئيبة فوق أرض إسبانية تركها أهلها فزعا، وانثنت األرض ألما تحت وقع سنابك

بتا وال زرعا". وقالت هونكه بأن مثل هذه خيولهم التي خربت الحقول وهدمت المنازل ولم تترك نالنصوص هي التي صارت تغذي رهاب اإلسالم أو اإلسالموفوبيا في الغرب، بربطها االسالم بالتوحش واالرهاب والعنف، خاصة وأنها متضمنة في المناهج التربوية التي يربى على أساسها

(51) النشء.أبعد Johann Wolfgang von Goethe غوتهون فيوهان فولفغانغ وذهب الشاعر األلماني

من ذلك حين قال في "الديوان الشرقي": "إذا كان االسالم معناه التسليم هلل، فعلى االسالم نحيا ونموت جميعا" كما اعتبر بأن االسالم والتقوى شيء واحد، وراح يحكي بانبهار أحداث غزوة بدر

(52) بأخالق المسلمين في التعامل مع الغير.في ديوانه بشكل يبرز مدى إعجابه ولعل من يتخوف من اإلسالم من الغرب، من الذين يسترسلون في متابعة إبداعات األدباء

في كتابه: "حكم النبي Léon Tolstoï ليو تولستوي الغربيين، قراءة ما جاء به األديب الروسي بالمسيحيين واليهود، وال سيما قسوس محمد": "ومن فضائل الدين اإلسالمي أنه أوصى خيرا

األولين، فقد أمر بحسن معاملتهم ومؤازرتهم، حتى أباح هذا الدين ألتباعه التزوج من المسيحيات (53) واليهوديات".

لهذا، فقد عمل هؤالء، وغيرهم كثيرون على إظهار الصورة السمحة لإلسالم، بعيدا عن أي تشويه، تطرف. لذلك فإن مثل هذه الطروحات قد توفر المخرج للتخلص من وأي ربط باإلرهاب والعنف وال

غياهب اإلسالموفوبيا وما تتضمنه من خوف غير مبرر من اإلسالم والمسلمين، إذا تمت إعادة دراسة اإلسالم بشكل صحيح وعلمي، من قبل الغرب، ومن قبل علماء المسلمين كذلك، للتخلص

أخطاء ربطت اإلسالم بالسيف والعنف، شاعت فخلقت لنا من مختلف ما ارتبط به من تشويهات و ما يسمى برهاب اإلسالم في الغرب.

يتضح مما سبق، أن العداء الغربي لإلسالم قديم قدم الدين اإلسالمي نفسه، حيث أن حرص الدول جعلها تبرر وتشرع وهو على األوضاع يعود إلى زمن بعيد، على قيادة العالم والسيطرة الغربية

" شعارا لها.الغاية تبرر الوسيلة" منلنفسها جميع السبل والوسائل في سبيل تحقيق ذلك، متخذة

Page 93: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 92

وتشويه صورتهم بأن الغرب قد تمكن من إلحاق الضرر باإلسالم والمسلمين كما ال يمكن االنكارال تسقط المسؤولية عن عاتق العرب لكن في الوقت ي يتمتع بها؛انطالقا من المقومات الت

واإلسالمية المسؤولة هي األخرى عنالدول العربية إلى موجه اللومكل المسلمين، حيث أن العالم وحمايتهم، دفاع عن المسلمين فيالو تهالم تفعل شيئا لمواجه، كونها استمرار هذه الحرب

.الغربية هذه الدول خاصة المتواجدون داخليمكن ومدى تأثير وتأثر المتغيرين ببعضهما، ، الشائكة اإلسالموفوبيا واإلرهابجدلية وانطالقا من

:التاليةنتائج ال صلخستأن ناإلسالمية، تالزمت أولى مظاهر رهاب اإلسالم مع بروز الحروب الصليبية ضد البالد -

حيث كان الدافع الديني حاضرا بقوة خالل الحمالت الصليبية.

ركز كثير من علماء الغرب اهتمامهم على تطوير األفكار العنصرية المعادية لإلسالم - وللحضارة اإلسالمية، وذلك بوصف اإلسالم بالوجه الثاني لإلرهاب والعنف والتطرف.

الفرصة الكبرى للدول الغربية لتعميق هوة الكراهية ضد 2001سبتمبر 11مثلت أحداث - .االسالموفوبيامصطلح اإلسالم والمسلمين، والتي من خاللها ذاع

فك ارتباطها باإلرهاب في في العالم ضرورية، وذلك ب تعديل صورة اإلسالمتعد عملية -رب لإلسالم والمسلمين، واعتبار هذه الصورة ، انطالقا من عدم إنصاف الغالتصور الغربي

مجرد مرآة للفكر الغربي المتآمر ضد اإلسالم.

الهوامش:

(، 1982)تونس: دار الغرب اإلسالمي، الحروب الصليبية في المشرق والمغرب محمد العروسي المطوي، -(1) .27ص

في:.. المغذيات واألهداف والرموز"، ظاهرة اإلسالموفوبيامحمد خليفة صديق، " -(2) http://www.alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=7397 .45، ص مرجع سابقمحمد العروسي المطوي، -(3) مرجع سابق.محمد خليفة صديق، -(4)(. ص، 1996، تر: ماهر عبد القادر. )القاهرة: المكتبة األكاديمية، اكتشاف المسلمين ألوروبابرنارد لويس، -(5)

.75، 72ص. ، دراسات شرق أوسطيةمجلة "جدلية العالقة بين اإلسالموفوبيا وحوار الحضاراتمشري مرسي، " -(6)

.3.ص، 2010نوفمبر المرجع نفسه. -(7) في:برنارد لويس.. زارع األلغام"، إميل أمين، " -(8)

http://www.alittihad.ae/details.php?id=31553&y=2016&article=full -9-islam-l-sur-quoi-dit-a-islam.com/2015/07/qui-l-rnerce-pour-outils-http://www.des

nazis.html-les-pense-ont-en-qu-lumieres-les-pensaient-en-qu

Page 94: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 93

، تر: رشيد بوطيب. )الدوحة: مناهضة بيغيدا –خطاب ضد اإلسالموفوبيا في ألمانيا والغرب ستيفان فايدنر، -(10) .53(. ص. 2015والدولية، منتدى العالقات العربية

-11-islam-l-rsu-quoi-dit-a-islam.com/2015/07/qui-l-cerner-pour-outils-http://www.des

nazis.html-les-pense-ont-en-qu-lumieres-les-pensaient-en-qu -12 Athéisme, Citations sur l'islam, sélectionnées par Georges Petitjean - 08/02/2013,

http://atheisme.free.fr/Contributions/Citations_islam.htm

.37(. ص. 1994. )بيروت: دار الجيل، 1. ط. اإلسالم األصوليإدوارد سعيد، برنارد لويس، -(13) -14p. http://fr.danielpipes.org/documents/16483.pdf, Mardi 2 Février 2016Le Figaro,

18.

/http://fr.danielpipes.org الموقع الرسمي لدانيال بايبسانظر: -(15) 5/ 4/ 2012 - 3689. العدد: الحوار المتمدنسلمان رشدي الشيطانية، مجلة انظر: ميسون البياتي، آيات -(16)–

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=302112 .84(. ص. 2005. )دمشق، دار قتيبة، 2ط. بشرية؟صدام الحضارات: حتمية قدرية أم لوثة حسن الباش، -(17) نفس المرجع، نفس الصفحة.-(18) في:ظاهرة اإلسالموفوبيا: األسباب النفسية والفكرية والتاريخية"، محمد أجغوغ، "-(19)

2/-ophobiahttp://www.sasapost.com/opinion/islam -20Sans auteur, "Le Terrorisme en question", sur :

file:///C:/Users/galaxy/Downloads/terrorisme.pdf الفكر دار :)اإلسكندريةالغرب وسندان اإلرهاب مطرقة بين اإلنسان حقوق حسنين المحمدي بدوي، -(21)

61 ص. ،2004، 1الجامعي، ط نفس المرجع. -(22) ؛ حوارات القرن الجديد اإلرهاب الدولي والنظام العالمي الراهنمحمد عزيز شكري ،أمل اليازجي، -(23)

51(، ص . 2002)سوريا: دار الفكر، ، المركز الديموقراطي العربي، الدولية و التشريعات الوطنية"اإلرهاب : بين االتفاقيات " سامي، الوافي -(24)

في: http://democraticac.de/?p=43304 وانعكاس ” اإلسالموفوبيا“تنامي ظاهرة المركز األوروبي لدراسات مكافحة اإلرهاب واالستخبارات، " -(25)

في: خطرها على امن المجتمعات داخل أوروبا"،

https://goo.gl/hDFY2E هجوم باريس والحرب الجديدة على اإلسالم والمسلمين منابع اإلرهاب في الغرب، السيد زهره، -(26)

http://www.albasrah.net/ar_articles_2015/0115/zahra_300115.htm

(27)- " آالن كيلين )"، وهي تعني حسب التحيز ضد اإلسالمإلى "اإلسالموفوبيا" تشير ظاهرةAlain

Quellien" :) كان هناك، وال يزال، تحيز ضد اإلسالم من قبل الحضارة الغربية والمسيحية، -اإلسالموفوبياوبالنسبة للبعض، فإن المسلم هو العدو الطبيعي الذي ال يمكن التوفيق بينه وبين المسيحيين واألوروبيين،

أن نتوقعها من المسلم ". في:واإلسالموية هي ضد الحضارة، ومرادفة للهمجية وسوء النية والقسوة التي يمكن Mohammed Moussaoui, " Islamophobie ou racisme antimusulman ?", Sur :

Vf.pdf-2013-octobre-CNCDH-http://www.umfrance.fr/images/Islamophobie العالقة الجدلية بين اإلرهاب باسم الدين ، المركز األوروبي لدراسات مكافحة اإلرهاب واالستخبارات -(28)

، في:وتنامي اإلسالموفوبيا 2-http://www.europarabct.com/36904 "، في:ي اإلسالموفوبيا في الغربسياسة اإلرهاب تغذ مجلة العرب الدولية، " -(29) https://goo.gl/rTyDNu هجوم باريس والحرب الجديدة على اإلسالم والمسلمين منابع اإلرهاب في الغرب، مرجع السيد زهره، -(30)

سابق.والمسلمين، اللجنة أنشطة عديدة، وتصدر تقريرا سنويا ترصد فيه مظاهر وأبعاد كراهية االسالم لهذه -(31)

وترصد رقميا االعتداءات العنصرية التي يتعرضون لها، وتقدم توصيات لمواجهة الظاهرة. مرجع سابق.السيد زهره، -(32)

Page 95: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ.هشام داود الغنجة أ. مجيلة سرنيح

اإلسالموفوبيا واإلرهاب: جدلية التأثري والتأثر

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 94

-33Dixième Rapport de l’observatoire de L'OCI SUR l’Islamophobie, 44éme

Conseil des Ministres des affaires étrangères, (Côte d'Ivoire : 10-11 juillet 2017) , p.13. -34 See : Slate, Trump Finally Understands Something, 25/05/2017,

https://goo.gl/36gpib

/http://www.pegida.de الموقع الرسمي لمنظمة بيغيدا:انظر: -(35)

.68فايدنر، مرجع سابق. ص. ستيفان -(36) -37 http://www.actforamerica.org/confronting_terrorism: See مرات بفضل 3مذهب سياسي شرير": تضاعف الجماعات المعادية لإلسالم هافينغتون بوست عربي، " -(38)

. 23/2/2017، ترامبصعود http://www.huffpostarabi.com/2017/02/23/story_n_14954418.html

نفس المرجع. -(39) .75نفس المرجع، ص. -(40)

-41 Délégation Interministérielle à la Lutte Contre Le Racisme et l’Antisémitisme

DINCRA, Chiffres des actes racistes, antisémites et antimusulmans, Bilan 2015.

20/01/2016.

http://uvyk.mjt.lu/nl2/uvyk/ls6.html?a=1yGAmRRSdx&b=ed48e45f&c=uvyk&d=e2d8

daa0&e=b356eb10&[email protected]

مرات بفضل 3"مذهب سياسي شرير": تضاعف الجماعات المعادية لإلسالم هافينغتون بوست عربي، -(42) مرجع سابق. صعود ترامب،

نفس المرجع. -(43) في:هو عام اإلسالموفوبيا في الغرب"، 2017کامليا انتخابی فرد، " -(44) islamophobia-2017-https://arabic.cnn.com/world/2017/01/02/opinion -45Voir: Yasser Louati , Le Rapport Européen sur l’Islamophobie 2016,(Avril

2017). pp .27-29.

Voir aussi: Le Rapport Collectif Contre l’Islamophobie en France, 2017. ، في:ظالل التعصب والكراهية واستقطاب الشباب وتجنيدهم"بوابة األزهر، "-(46)

http://www.azhar.eg/ArticleDetails/ وتجنيدهم-الشباب-واستقطاب-والكراهية-التعصب-ظالل العالقة الجدلية بين اإلرهاب باسم الدين ، المركز األوروبي لدراسات مكافحة اإلرهاب واالستخبارات -(47)

وتنامي اإلسالموفوبيا، مرجع سابق.-48Muhammad Ibn Omar Bazmoul, Que cache l’islamophobie ?, Sur:

nassiha.com/doc/Que_cache_l%27islamophobie.pdf-http://www.an ، تر: أنيس منصور. جدران المعرفة للنشر االلكتروني:الخالدون مائةمايكل هارت، -(49)

house.com.eg/UserFiles/393File20501.pdf-http://www.acc .94(. ص. 2008. )الجيزة: دار طيبة، 1، تعريب: محمد السباعي. ط محمد المثل األعلىتوماس كارليل، -(50). )بيروت: 8، تعريب: فاروق بيضون، وكمال دسوقي. ط طع على الغربشمس العرب تسزيغريد هونكه، -(51)

.540-539(. ص. 1993دار الجيل، المؤسسة العربية بيروت: ، تر: عبد الرحمان بدوي. )الديوان الشرقي للمؤلف الغربييوهان فولفغانغ غوته، -(52)

.37للدراسات والنشر، بدون ذكر سنة النشر(. ص. (. 2008. )الجيزة: دار طيبة، 1، دراسة وتقديم وتعليق: محمود النجيري. ط حكم النبي محمدليو تولستوي، -(53)

.44ص.

Page 96: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اخلطاب واملمارسة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

أملانيا-برلني-املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية

الفصل الثاني: اإلدراك السياسي لظاهرة اإلسالموفوبيا

Page 97: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 96

بناء الخريطة الإدراكية للإسلام والمسلمين في الغرب: الإسلاموفوبيا واقعا

حميـداني سليـم د/

أ/بن سعدون اليامين

الجزائر- قالمة 1945ماي 8ة جامعـ

مـقـدمـةظل لإلسالم حضور في الغرب كجزء من الجماعات االعتقادية المنتشرة هناك، وعلى مدار

عقود لم تبرز الحساسية نحوه كدين، أو نحو معتنقيه كجزء مختلف ضمن المجتمعات األصلية التي وخاصة في -تحكمها قيم العلمانية، وتناضل إلعالء قيم المواطن واحترام الحقوق، غير أنه

أسفر هذا التواجد عن حالة من الحساسية التي يمكن تلمس مظاهرها في -نوات األخيرةالسالمجتمعات الغربية تجاه هذا الدين من جهة، وتجاه معتنقيه من جهة ثانية، وتبلورت هذه الحساسية بحالة من الخوف واالرتياب بشأن سلوكات المسلمين، أو القبول بهم كمواطنين كاملي الحقوق في

ب، وأصبح هذا الوضع يختصر فيما يطلق عليه اإلسالموفوبيا، كمصطلح خرج من تداول الغر فئوي ضيق، إلى تداول على نطاق أوسع، خصوصا مع ارتباط استخدام وسائل اإلعالم الغربية

بظواهر سلبية عدة، مثل وقوع أو إحباط أحداث إرهابية تستهدف -في الغالب -للمصطلح يثير تساؤل الغربيين حول وجود توجهات معادية للغرب وسط األقليات المجتمعات الغربية، بما

المسلمة بالبلدان الغربية، وحول توجهات المجتمعات الغربية ذاتها تجاه اإلسالم والمسلمين.إن وجود ارتفاع خطير في الحوادث التي تجري في سياق رهاب اإلسالم، والطابع األساسي

صيل معاداة اإلسالم والحساسية المفرطة تجاه معتنقيه، باإلضافة إلى لتلك الممارسات هو تأالشرعنة العلنية لرهاب اإلسالم في النقاش الفكري األكاديمي واالعالمي، والتضييق على الدعوة لإلسالم تحت مبرر الضرورات األمنية، والربط التعسفي بين اإلرهاب كنشاط اجرامي، واإلسالم

ورغم الدعوات المتزايدة التخاذ إجراءات واسعة الستئصال تلك النزعة كمحرض عقائدي عليه، بشكل فعال، إال ان هذه النزعة حققت من الرسوخ في الوجدان والعقل الغربي، ما جعلها أحد أدبيات

التعايش الحذر في المجتمعات الغربية إزاء المسلمين وعقيدتهم.

Page 98: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 97

ية للمعنيين بظاهرة االسالموفوبيا في الغرب، وفهمها إن هذا الرسوخ يدفع نحو تتبع الخريطة اإلدراك من خالل البناء واالفرازات، وهو ما ستسعى هذه الورقة البحثية للتعرض له.

المحور األول: بناء الخريطة اإلدراكية لإلسالموفوبياينشئ كل فرد خريطة إدراكية هي مجموع توقعاته للعالقة بين السلوك والنتائج وتتضمن هذه

، ولقد تمت االستفادة من نظريات علم النفس في (1)ريطة جملة العقائد واالستعدادات المعرفيةالخمع نشأة علم النفس السياسي، والدراسات التي -كمفهوم يدخل حقل العلوم السياسية-التعامل معها

ية التي بقيت محتفظة بالمفاهيم األساس–وهي على قلتها–( 2) تطرقت إلى الخريطة اإلدراكية للساسة توظف في ميدان علم النفس، وهي: المثير واالستجابة، الصورة وآليات التعلم.

يتأسس على وضوح جملة من التقاطعات بين حقول إن الطرح االدراكي لظاهرة االسالموفوبيامعرفية متعددة، تشمل التاريخ وعلم االجتماع وعلم النفس واالقتصاد والدين، مواكبة مسألة االندماج والتعدد الثقافي في المجتمعات، بما يحيل إلى حقيقة صعوبة طمس التباينات وحدود االختالفات

د، ويثير ذلك ثنائية نحن وهم، معززة بتراث وتراكم تسنده بين المجموعات البشرية في مجتمع واحاالحداث والتلقين العائلي والثقافة المجتمعية، وأطر المقاومة للحفاظ على الذات والهوية، والواقع أن -المخاوف التي يجري ترجمتها تحت مفهوم الفوبيا تشير إلى أن مصطلح االسالموفوبيا استعير

ضطرابات النفسية للتعبير عن ظاهرة الرهاب، أو الخوف المرضي من من علم اال -في جزء منه(3) اإلسالم.

أوال: حوافز بناء الخريطة اإلدراكية لإلسالموفوبيا يمكن استعراض هذه الحوافز على النحو التالي:

التصورات الذهنية عن اإلسالم والمسلمين:-01في األساس من خالل ما يكونه األفراد في الغرب من صور ذهنية عن اإلسالم تنشأ اإلسالموفوبيا

والمسلمين، سواء في تصرفات أو ردود أفعال المسلمين وتوقعها، إنها ما يمكن وصفها بالصور النمطية عن اإلسالم والمسلمين، وهي صور متوارثة، وعميقة جدا في الوجدان التاريخي، تؤصل

ديد من التواجد اإلسالم في الغرب، واحتمالية أن يتحول ذلك التواجد إلى لحالة من الخوف الشعملية غزو وفتح، يجعل األوروبيين يفقدون استقاللهم السياسي وحريتهم، وفي هذا اإلطار يقول

:Léopold Weiss المستشرق النمساوي ليوبولد فايس

Page 99: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 98

معتقداتهم الدينية فحسب، ولكنهم إن الغربيين ال يرون في تعاليم اإلسالم إنكارا لكثير من (4) .ينظرون إليه على أنه خطر سياسي أيضا

التي ستكون أساسا لتصرفات تمييزية ضد المسلمين، وقد تأخذ هذه التصرفات صورة المطالبة بسياسات تحد من حقوق وحريات مسلمي الغرب المدنية، أو تخضعهم لمراقبة متزايدة من قبل

تأخذ صورة انتشار لمشاعر سلبية تجاه المسلمين داخل المجتمعات الغربية السلطات األمنية، وقد ، وقد تنفجر (5) كرفض العيش بجوار جيران مسلمين ورفض بناء المساجد والمؤسسات المسلمة

أحيانا في صورة أحداث عنف وتمييز وجرائم كراهية ضد المسلمين، وهي أحداث توثقها بعض قوق المدنية الغربية.المنظمات المسلمة ومنظمات الح

ما هو أن إطار اإلسالموفوبيا ليس تجسيدا لصراع مادي بين الغرب والمسلمين، بقدر يمكن القول بعضها المجموعات الدينية المسيحية والمسلمة عن تكونها التي المنحرفة الصور صراع بين

التعود على صورة سلبية البعض، وتتعزز هذه التصورات الخاطئة من خالل تكرس حالة من عدم األخذ بالمؤشرات التي تشير إلى خالف الوضع والصور ل إطارالإلسالم، وهو تعود يفتح

المستحضرة لدى األفراد عن اإلسالم والمسلمين.

التشبث بقناعات اإلسالموفوبيا:-2إصرار صلب واعتقاد حازم بصحة الموقف السلبي بشأن اإلسالم والمسلمين، يتبلور هذا التشبث في

حتى ولو برزت مؤشرات تناقض ذلك االعتقاد، بل إن األمر يتعداه نحو سلوك أحكام مسبقة وتسريع تجريم سلوكات المسلمين، وفي سياق أجواء من الخوف المرضي يجري االرتياب من كل

ركب الطفل األميركي من أصل ،2014سبتمبر 14لة، فيوم شيء يمت لإلسالم والمسلمين بصساعة رقمية إلكترونية وأراد تقديمها لمعلمته بالفصل، فتوجست سوداني أحمد محمد بقدرته الذاتية

حيازة عاما؛ بتهمة 14األخيرة وأبلغت الشرطة، حيث تم اعتقال أحمد وهو صبي ال يتجاوز عمره ، بما عنى (6)تم التراجع عن التهم وأطلق سراحه التحقيق مع أحمد، حقيبة تشبه قنبلة موقوتة، وبعد

فكرة أنه من المرجح جدا في الغرب أن تتعزز اتهامات االجرام واإلرهاب على الشخص، إذا كان مسلما أو من أصول إسالمية.

سعيا لتأويل مجريات األحداث لتتطابق مع هذه القناعات، يفرز التشبث بقناعات االسالموفوبيا دعا عبر Geert Wildersالهولندي خيرت فيلدرز والنائب في البرلمان فرئيس حزب الحرية الهولندي

Page 100: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 99

تحت عنوان "امنعوا القرآن"، إلى De Volkskrant رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة "دي فولكسرانت" أنه ال مكان لهذا الكتاب "القاسي والخطر"، مقارنا بينه وبين كتاب حظر القرآن في هولندا، معتبرا

!كفاحي" لهتلر"...في رأيي ، وصرح في مقابلة تليفزيونية بشأن ظاهرة اإلسالموفوبيا قائال: "(7)

(8)"....اإلسالم إيديولوجيا فاشية، والقرآن كتاب فاشي، Set Evokedيعزز هذا التشبث أيضا ما يمكن تسميته في دراسات اإلدراك بالمخاوف المستدعاة

، حيث يرى (9)وهي عبارة عن شكوك تصادف األفراد وتربط بمؤشرات تؤدي لتعزيز هذه المخاوفالسكرتير الخاص للبابا السابق بنديكتوس السادس عشر Fain George Gaynes جيورج جانيز فاين

Benedictus16 أنه يتعين على أوروبا أال تتجاهل المساعي الرامية إلدخال القيم اإلسالمية في، وتبعا لهذه المخاوف والشكوك نشأت حالة من (10)الغرب، وهو ما يمكن أن يهدد حتى هوية القارة

ومحاصرة اإلسالم ، والتضييق على أتباعه كإجراء وقائي. التجند واالصطفاف الغربي الحتواء حالة الجهل باآلخر:-3

نشأت اإلسالموفوبيا من خالل تكرس حالة من القطيعة الفكرية ، وانعدام التواصل بين المسلمين وغيرهم، بما أفرز لدى المواطنين في الغرب حالة من الحذر ومستوى من الجهل أو العداء

مستوى صنعته المناهج المدرسية ووسائل اإلعالم في الدرجة األولى، وساهم فيه لإلسالم، وهو، هذا الجهل أو (11)المسلمون في الغرب عموما نتيجة قدر ال بأس به من "االنعزالية" من جانبهم

العداء، كان من وراء المخاوف األولى التي انتشرت بين عامة السكان ، عندما أصبحت آثار مية ظاهرة للعيان في الدول األوروبية نفسها، رغم أن تلك اآلثار اتخذت مظاهرا الصحوة اإلسال

ب على المساجد.ابسيطة نسبيا كانتشار الحجاب بين الفتيات، وازدياد إقبال الشبانتقل هذا العداء بصورة شاملة منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي من فئة المستشرقين فيما مضى،

الكتب المدرسية والكنسية ووسائل اإلعالم والترفيه، إلى أعلى أجهزة صناعة القرار ومن مستوى الغربي في القطاعات األمنية والسياسية والفكرية.

عقدة االستعالء والتفوق:-4تتمثل هذه العقد في حالة من االعتقاد بالعظمة والتفوق الغربيين، حيث جاهر مثال رئيس

بهذه العقدة حين تحدث صراحة عن Silvio Berlusconi يلفيو برلسكونيالوزراء اإليطالي األسبق س

Page 101: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 100

Daniela، كما أن دانييال سنتاكي (12)تفوق الحضارة الغربية على الحضارة العربية اإلسالمية

Cintaki وهي مرشحة سابقة لرئاسة الوزراء تبرز بوضوح لديها هذه العقدة، حيث تقول: الغربية هي ثقافة أعلى، فهي تضع كرامة اإلنسان في المقدمة، وهذا أعتقد أن الثقافة

أمر ال يوجد في الحضارة اإلسالمية...أولئك الذين يريدون أسلمة أوروبا، إنهم دعاة الكراهية، إنهم تفاح متعفن، أولئك الذين يريدون الدوس على ثقافتنا وقوانيننا وتقاليدنا، ولحسن الحظ فإن

(13) .لهم البعض منا يتصدىتمتد هذه العقدة أيضا إلى حالة من الرفض واالستخفاف بالرموز الدينية للمسلمين كالحجاب والنقاب، من خالل اعتباره رمزا للدونية واالستعباد، وللمساجد باعتبارها أوكارا لإلرهاب، أو تشويها

ي روبرتو فيوري:يقول رئيس حزب القوى الجديدة اإليطالللعمران األوروبي، وفي هذا الصدد نحن لسنا ضد بناء المساجد فحسب، بل مع منعها ألنها تؤثر على النمط المعماري للمدينة،

إنني أعتبر أنه من الظلم في مدينة مثل روما أو البندقية، بل في كل المدن اإليطالية التي لها ذا الشيء الغريبطبيعة معمارية تاريخية، ولها لونها وأشكالها، من الظلم أن يدخل عليها ه

(14))المسجد(. تداعيات الواقع االقتصادي المتأزم-4

على توحد الغرب واألقطار األوروبية خصوصا على صعيد واحد، عملت األزمة االقتصاديةتظهر نقاط ضعف المجتمعات األوروبية ألنها توقظ فيها فالبطالة التي تعد أهم إفرازات األزمة،

المستقبل، ثم سرعان ما تتحول هذه الهواجس إلى مشاعر عدائية الوظيفي وغموضهواجس األمان يزاحمون المواطنين األصليين في أرزاق أبنائهم ووظائفهم، والحل أن يتم ضد المهاجرين بوصفهم

إيقاف هجرتهم، باعتبارهم إما مزاحمين للمواطنين األصليين بشأن العمل، أو متواكلين على الدولة رام فيها، وهي النظرة التي جعلت خيرت فيلدرز الزعيم الهولندي يتعهد بفرض حظر ومصدر إج

على هجرة المسلمين إلى هولندا وا غالق المساجد في البالد، إذا فاز برئاسة الوزراء في مارس ، قائال:2017

ذا أردتم أن هناك الكثير من حثالة المغاربة في هولندا، وهم الذين يجعلون شوارعها غير آمنة، وا (15) .تستعيدوا بالدكم، وتجعلوا هولندا للهولنديين، يمكنكم أن تصوتوا لحزب واحد فقط

Page 102: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 101

لقد أثارت حدة خطابه العدائي مخاوف الهولنديين بشأن إمكانية حدوث مسار صدامي في المجتمع الهولندي، ولم يفز فيلدرز برئاسة الوزراء كما كان يتطلع.

تتضاعف المخاوف االقتصادية، مع األعداد المتزايدة من المهاجرين، خصوصا وأن هؤالء وف الصعبة وبأجور أدنى، ودون أي امتعاض أو بحث عن على استعداد للعمل تحت جميع الظر

اإلغراءات والحوافز، فيتحول بالتالي النقد من السلطة المركزية إلى الوافدين الجدد، ثم يزداد النقد والبغض لكل ما يشير إلى هؤالء من ثقافة ورموز دينية، وهي الرموز التي تكون أوضح لدى

ق معامالتهم، وفي جانب أخر أدت معايير الغرب المبنية المسلمين في صلواتهم وهندامهم وطر على االستحقاق والكفاءة إلى تفوق كثير من أبناء الجاليات المسلمة، وهو ما سبب امتعاضا شديد

األقلية المسلمة في أن تكسر الحاجز فاألحزاب اليمينية مستاءة من قدرة خاصة لدي اليمين الغربي،ألوروبي من خالل اندماجها في مكونات المجتمع كمواطنين أوربيين بينها وبين شرائح المجتمع ا

يتميزون بالجدارة والتفوق العلمي والمهني. ثانيا: آليات تشكل الخريطة اإلدراكية لإلسالموفوبيا

تتشكل الخريطة اإلدراكية لألفراد األكثر ميال للوقوع في اإلسالموفوبيا في الغرب لإلسالم والمسلمين من الخطوات تتمثل في اآلتي: عبر سلسلة

Selective Attention االنتباه االنتقائي-1يعد هذا االنتباه عملية يقوم بها الفرد في الغرب في مواجهة مجموع الحوادث الكثيرة، والتي تعبر عن نشاط المسلمين، وهي حوادث تأتي كتلة واحدة، وكخليط غير منتظم، لذا يسعى الفرد إلى

لها محاولة فهمها واإلحاطة بحيثياتها، فيتم انتقاء بعض الحوادث التي ينطبع في ذهن الفرد أناألولوية، أو أنها األحداث األساسية، أو أنها المعبرة عن حقيقة اإلسالم، وخاصة تلك األحداث العنيفة، وفي هذا الصدد يقول خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي، وأحد أهم رموز التوجه

اإلسالموفوبيي في الغرب:"شاذ" ثم يلقي به في الماء، فإن سنة بضرب رجل مثلي 16عندما يقوم شاب مغربي عمره "...

(61) ."األمر ال يتعلق بعوامل اجتماعية أو اقتصادية، إذ ال يوجد بوذي مثال يقوم بذلككذلك األمر حين يتعلق األمر بجرائم الشرف، أو االعتداء أو إساءة معاملة النساء، أو اإلرهاب

و ما ينقل من العالم اإلسالمي من المعلوماتي أو استهداف الطائرات أو وسائل النقل العامة، أ

Page 103: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 102

أحداث دامية كما كان الوضع في وحشية المجازر في الجزائر باسم اإلسالم أو ما هو عليه اآلن في العراق وأفغانستان.

Receptionاستقبال المؤثرات الحسية -2

حاسة يتم توظيف الحواس في نقل المعلومات التي خضعت لآللية السابقة، وتبرز في هذا اإلطار تحول اإلسالم في أقل من نصف قرن، من دين له البصر التي توظف في الناحية اإلعالمية، فقد

وجود هامشي في أوربا إلى أحد الجماعات االعتقادية األساسية هناك، ولم يكن هذا التحول يجول مية التي لم بخاطر أحد؛ ال رجال األعمال الذين استقدموا قوة العمل الرخيصة، وال الحركات اإلسال

، وال الساسة الغربيين الذين طالما نظروا (17)توجه أساسا نشاطها السياسي أو الدعوي للعالم الغربيزاء هذه الزيادة إلى الجماعات االعتقادية من منظور القوة االنتخابية، أو الثقل السكاني المرجح، وا

الدفع نحو اعتماد صورة سلبية يجري توظيفها على نحو واسع في الغرب، وهو توظيف يطرح يجري (18) مشكلة على مستويين:

عديدة الصورة المشوهة والمضللة لإلسالم والتي تفننت في صناعتها جهات يجسد األول: المستوى ت وكتب ومنشورات، فقد ومسلسال من خالل وسائل اإلعالم والصناعات الثقافية المختلفة من أفالم

م بتحقيق في مناخ وممارسات 2011في عام Brain Leversonمثال القاضي براين ليفرسون قام ت على الهواتف والتي تسببت في إغالق صحيفة العمل الصحفي في بريطانيا بعد فضيحة التنص

News of the worldاستغلت منظمة ، IENGAGE اإلسالمية تلك المناسبة إلثارة قضيةهائي فإن التحقيق جمع ما يكفي من اإلسالموفوبيا في اإلعالم البريطاني، وحسب تقرير ليفرسون الن

األدلة على أن بعض الوسائل قد قامت عمدا بتلفيق قصص ليس لها سند حقيقي بل فقط بهدف Dailyبعينها هي الـ تلبية الطلب على هذه األخبار من جانب بعض القراء، وحدد التقرير مطبوعة

Star ،(91) .مع العلم بأنها غير حقيقيةكإحدى الجرائد التي نشرت قصصا عن المسلمين

شبه التام للمخرجات اإلعالمية، والصناعات يشير إلى الضعف الكبير والغياب المستوى الثاني:تقدم اإلسالم لآلخر، وتسوق صورة الحضارة اإلسالمية والمسلمين الثقافية العربية واإلسالمية التي

.على حقيقتها Organization: المعلومات الحسية إلى مغزى عقليعملية تنظيم وترجمة - 3

Page 104: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 103

تتم هذه المرحلة في ذهن الفرد من خالل تحويل المؤثرات الحسية ودالالتها العصبية إلى مضمون حيث Messageجديد هو المضمون العقلي، ويمكن الحديث عن المعلومات المستقبلة بآلية الرسالة

يتلقونها استنادا على ما يعتقدون أن الرسالة تعنيه وعلى، مصدر يترجم األفراد الرسائل التي (20. )الرسالة

ما يعتقدون أن الرسالة تعنيه، وهنا يظهر بوضوح إضفاء الدالالت العقلية، حيث يربط بين -1جوانب أو تصرفات أو مظاهر معينة خاصة باإلسالم والمسلمين، ومن ثم إطالق األحكام، وفي

ا لحالة الحذر السلبي تجاه اإلسالم والمسلمين، أصبح من غير السهل أن تكون الغرب عموما وتبعمسلما، بل إن االنتساب إلى اإلسالم يمكن أن يلغي هوية الفرد الغربية، وفي هذا الشأن تقول

(:2006إيطالية أسلمت)إيطالية أبا بمجرد أن ارتديت الحجاب نظر إلى اإليطاليون على أنني عربية بل أجنبية، رغم أنني

(21).عن جدمصدر الرسالة؛ حيث تنشط آلية الذاكرة بالنسبة للفرد من خالل عنصر الماضي والتجربة، -2

وانطالقا من الرؤى السابقة يرى المصابون باإلسالموفوبيا أن العداء لإلسالم والمسلمين والتحيز فهم يساندون التمييز ضد ضدهم أمر طبيعي ورد فعل تلقائي على طبيعة المسلمين الشريرة، لذا

المسلمين وحشد قوى الغرب في حرب ضد اإلسالم وأتباعه. Transformationالتحويل -4

تحدث هذه العملية بعد الحصول على مضمون عقلي للمعلومات، فيتم إضفاء التصورات على هذه المعلومات المترجمة، واختزال الفروق وفق اآلليات التالية:

proximityالقرب والتجاور -4-1يتم ذلك من خالل اختزال الفروق بين العناصر أو األحداث القريبة من بعضها البعض بعامل

باستثناء –التجاور حيث يتم النظر مثال إلى الفرد القادم من شمال إفريقيا أو من الشرق األوسط منطقة تتميز بالعنف، لهذا يخضع على أنه مشروع إرهابي في أي وقت، مادام قادما من-إسرائيل

كل القادمين من مناطق جغرافية مسلمة معينة إلجراءات خاصة، ويعزز هذا الحكم خاصة حدوث Jacquesأحداث عنف كان مصدرها أفراد من تلك المناطق، يرجع المستشرق الفرنسي جاك بيرك

Berque :(22)عوامل خوف الغرب من اإلسالم إلى ثالثة أسباب

Page 105: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 104

إن العرب والمسلمين هم األكثر قربا من حيث الجوار الجغرافي. - إنهم األكثر شبها من حيث الثقافة.- إنهم األكثر عداوة بسبب ذكريات الماضي االستعماري. -

Homogeneouslyالتجانس -4-2ينظر في عملية التحويل إلى العناصر المتشابهة على أنها تتميز عن غيرها، وهذا التجانس ينطبع في ذهن الفرد من خالل اإلطار الثقافي، وبالتالي ينظر إلى المهاجرين بحالة من المفاضلة، وكما

قليلون فإن العداء األوروبي انتقائي بدرجة الفتة، Samuel Huntingtonيرى صامويل هانتنغتون في فرنسا قلقون بخصوص هجوم ضار من الشرق، البولنديون على أية حال أوروبيون وكاثوليك،

( 23) العداء في معظمه موجه للمسلمين، فكلمة مهاجر مرادفة عمليا لكلمة اإلسالم.

continuity االستمرارية-4-3تتجلى هذه اآللية من خالل النظر إلى الظواهر واألحداث من خالل سياقها الزمني وامتداداتها التاريخية، أو المكانية، وانعدام القطيعة بينها أو فيها أثناء هذه االمتدادات، فاستمرار األعمال

الجماعات المسلحة باسم الدين اإلسالمي ، والتداول اإلعالمي اليومي للمخاوف المقترنة بنشاطاإلسالمية ، يدفع نحو تأثير التصورات على المعلومات الواردة، ومضمون هذه التصورات أن الوضع العالمي يتميز بخطر وتهديد دائم لألمن والسلم مصدره المسلمون، وأن إمكانية عزوف

ها هؤالء المتطرفين عن خيار العنف غير وارد، حتى في حالة األحكام القضائية القاسية التي يقابللذا يصبح األمر وفق النمط التالي : متطرفون يموتون، آخرون يحلون مكانهم، ويقول بترحاب،

في هذا الصدد: Bernard Lewisبرنارد لويس يرى الغرب في اإلسالم منذ انطالقته األولى، دينا مقاتال، ال بل عسكريا في حقيقة األمر، ويرى

المحاربون المتعصبون والمنهمكون بنشر عقيدتهم وشريعتهم في أشياعه أنهم أولئك الناس (24) .بالقوة المسلحة

The same destination المصير المشترك-4-4ينصرف هذا العنصر إلى كون الظواهر التي تتحرك في اتجاه واحد لها نفس المصير، فالشعور الداخلي لألفراد بأنهم يشتركون مع آخرين في مواجهة وضع معين يدفع إلى تكوين تعريف للوضع على هذا األساس، فبالنسبة لألفراد في الغرب أن هناك خطر أسلمة متنام، وفي هولندا مثال

Page 106: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 105

Geert ليمين المتطرف يحذر بشدة من تزايد عدد المسلمين فيها، حيث يقول خيرت فيلدرزأصبح ا

Wilders: اتجاه أسلمة هولندا تطور خطير، اإلسالم دين إمبريالي، لقد تجاوزنا الحدود في أسلمة بلدنا، بلد فيه ستة عشر مليون ساكن، مليون ساكن لهم ثقافة أنا أعتبرها دون الثقافة

(25) اليهودية اإلنسانية. المسيحية

ضمن تصاعد هذه المخاوف من اإلسالم، وا عادة تعريف الوضع الدولي ومصادر التهديد الكامنة بعد نهاية الحرب Margaret Thatcher فيه، قالت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر

الباردة:والكاثوليكي لمجابهة العدو، وهو اإلسالم، فاإلسالم يقف الغرب اليوم مع الشرق األرثوذكسي

يمثل تهديدا على المستويين العالمي والمحلي... يجب المحافظة على حلف شمال األطلسي (26) .لمواجهة الخطر اإلسالمي

وعلى أساس اإلحساس بهذا المصير المشترك، استرجع الغرب حقيقة أنه باستثناء المغول لفترة ب والمسلمين هم الذين انفردوا بتهديد الغرب عبر التاريخ، أكثر مما فعلت أي وجيزة، فإن العر شعوب أخرى.

Selectionاالختيار :-هـ تمثل العملية التي يتم فيها االنتقال من المجال الذهني إلى المجال المادي الملموس، وهي

نما تسبقها خطوات تمهيدية تشمل تنظيما للمعلومات بعد تحويلها إلى ال تحدث دفعة واحدة، وا معطيات ذات داللة عقلية، ثم يتبع ذلك:

إنه يجري تصنيف المسلمين بصرف النظر عن مواطنتهم، Categorization التصنيف -وينظر إليهم بعين الشبهة والريبة فقط ألنهم مسلمين، هذا التصنيف يجعلهم في فئات، فيبرز

والمسلمون المتطرفون ، واألكثر قربا إلى الغرب، وحديثو اإلسالم.المسلمون المعتدلون حيث تتم المقارنة بين سلوكات المسلمين وسلوكات غير المسلمين في Comparisonالمقارنة -

الغرب خاصة في القضايا المتعلقة بالحرية واالندماج واالنتماء الوطني، وأولوية المصلحة الوطنية العامل الديني.على العامل القرابي و

Page 107: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 106

يأخذ بالنسبة لحالة اإلسالموفوبيا مسارا متسرعا، وغير الذي Generalization التعميم - منظم، ويؤدي إلى سوء اإلدراك الذي قد يظهر من خالل ناحيتين:

التدرج: ويكون ذلك من خالل اإلصرار على أن اإلسالم حالة سلبية ستنقل العدوى، إما من -1 خالل االعتناق اإلرادي أو اإلجبار إذا لم يتم اإلسراع في محاصرتها، حيث يقول خيرت فيلدرز:

عددهم اليوم، إن 1/50لدينا في هولندا تقريبا مليون مسلم، وقبل ثالثين عاما كان ذلك العدد (72) .شارع الهولنديين لم يعد شارعهم وال الحي حيهم

االعتقاد أن المسلمين كتلة واحدة متجانسة وموحدة، وبالتالي يتم التصرف بنفس السلوك إزاءهم، -2وتبعا لذلك فإن ظاهرة اإلسالموفوبيا على المستوى الفكري ترتبط بنظرة اختزالية لإلسالم كدين

م كمجموعة محدودة وجامدة من العقائد التي تحض على العنف وكثقافة، وهي نظرة تصور اإلسالوالرجعية والنظرة السلبية لآلخر وترفض العقالنية والمنطق وحقوق اإلنسان، وهي معتقدات يؤكد المصابون باإلسالموفوبيا أنها انعكاس مباشر لرسالة اإلسالم نفسها، كما تظهر في القرآن الكريم

-ى هللا عليه وسلمصل-وفي سيرة الرسول محمد الخريطة اإلدراكية للنخب الغرب بشأن اإلسالم والمسلمين: التجليات واإلفرازات : المحور الثاني

بالجدل الدائر داخل المجتمعات الغربية ذاتها حول طبيعة يرتبط تفعيل مصطلح اإلسالموفوبيا تلك المجتمعات وهوياتها، وما إذا كانت مشاريع النخب الغربية المنادية بالتعددية واالنفتاح الثقافي على المهاجرين واألقليات هي مشاريع مفيدة للغرب، أم إنها أضرت به كما يرى أصحاب التوجهات

، ومن جانب أخر ارتبط استخدام (28)عودة إلى التراث الثقافي التقليدي للغرباليمينية المنادون بالالمصطلح بردود أفعال العالم اإلسالمي تجاه بعض اإلساءات التي تعرض لها اإلسالم من قبل شخصيات ومؤسسات غربية مختلفة، وعلى أساس هذا البناء تترسخ الخريطة اإلدراكية لظاهرة

االسالموفوبيا. تجليات الخريطة اإلدراكية لإلسالموفوبيين أوال :

يمكن إبراز هذه التجليات على النحو التالي: Definition of the situationبالنسبة لإلسالموفوبيين تعريف الوضعو تحديد -1

تمكن عملية تفسير المعلومات المتحصل عليها بشأن اإلسالم والمسلمين في الغرب من االنتقال إلى عملية ذهنية أعلى لدى النخب واألفراد العاديين في الغرب على حد سواء، هذه العملية

Page 108: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 107

قوم بمقتضاها يإلى عمليات اإلدراك االجتماعي التي تعريف الوضع ، وهي تشيربالذهنية تعرف فراد بـ "تكوين" صورة عن واقعهم في جميع مظاهره، فهذه النظرة التي مفادها أن األفراد األ

والجماعات يستجيبون للمواقف المتعلقة باإلسالم حسبما يدركونها، وليس كما هي في الواقع، تجعلنا وهذه نتحدث عن بيئة سيكولوجية لإلسالموفوبيا يتم فيها رسم السياسات تجاه اإلسالم والمسلمين،

المقاربة تتلخص في عبارة مفادها أنه إذا حدد األفراد األوضاع المتعلقة بالخوف من اإلسالم على أنها حقيقية فإنها حقيقية بعواقبها.

إن عملية التفسير تنطوي على حالة من الربط بين ما تم جمعه من معلومات، على أنه يحدث نوع وترتبط من التصفية لهذه المعلومات بناء على سلم األفضليات الكامن في النسق العقيدي لألفراد،

حالة التفسير هذه على اإلنقاص من كم المعلومات ، وذلك إلى الدرجة التي يمكن من خاللهاالخروج بحكم سريع وشامل، وهذا اإلنقاص يتم غالبا وفق ما يعرف بقاعدة الشح أو ما يعرف

الذي عاش في القرن William Occam نسبة للفيلسوف وليام أوكام Code OCCAMبقاعدة أوكام، إذا فما يتصوره (29)م حين رأى أن التفسير الجيد يزيح كثير من التفاصيل غير الضرورية14د في الغرب على أنه الشكل الصحيح لألخطار المتوقعة من اإلسالم والمسلمين ، يدفعهم األفرا

العتماد هذه القاعدة في التعامل مع المعلومات الواردة إليهم بشأن كل ما يمت بصلة للشأن اإلسالمي.

إن تحديد وتعريف الوضع بالنسبة لإلسالموفوبيين كجزء من اإلدراك، يرتبط باألساس بمفهوم التهديد، وهذا األخير يقرن بالخطر المترتب على الفعل أكثر مما يقرن بالفعل نفسه، وقد قال قديما

ال يفزع الناس من األشياء ذاتها، ق.م(: 135 -)؟ Apuctumsالفيلسوف اليوناني أبيكتموس (30) .ولكن من األفكار التي ينسجونها حولها

م، انتقدت الواليات المتحدة ما 2010الخارجية األمريكية في نوفمبرفي التقرير الصادر عن وزارة اعتبرته انحياز السياسات األوروبية، واعتبرتها مساسا بحقوق اإلنسان وشكال من أشكال التمييز،

انتقادات حادة من مسلمين أستراليين لرئيس الوزراء االسترالي جون هاوارد وفي استراليا وجهت

John Howard ه بأن بعض المسلمين يكرهون الثقافة األسترالية بسبب والئهم 'للجهاد' لتصريح :وكراهيتهم للمساواة بين المرأة والرجل، قائال

Page 109: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 108

'األقلية المسلمة في أستراليا تثير صخبا كبيرا حول الجهاد، وتواصل تبني مواقفها المتطرفة (31) '.داخل المجتمع األسترالي أبداونحن نحذر من أن هذين األمرين ال نقبل بهما حيال المرأة،

هذا التصريح يطرح بشكل جاد مسألة امتداد اإلسالموفوبيا إلى مجتمعات، لطالما وصفت بالتسامح والتعايش بين أفرادها والوافدين إليها.

اإلتساق اإلدراكي لإلسالموفوبيين-2من خالل ما يعرف بحالة -كما يمكن وصفهم-يمكن مناقشة الخريطة اإلدراكية لإلسالموفوبيين

وهو االتساق الذي يكون بين النظرية والمعطيات، حيث Cognitive consistencyاالتساق اإلدراكي يميل األفراد إلى رؤية ما يريدون رؤيته، والستيعاب وصول المعلومات إلى الصور السابقة تحدث

تصفية ذهنية، يحاول فيها اإلسالموفوبيون استحضار صورة العدو دائما، فالكاتبة أوريانا عمليةأحد رموز التيار المعادي لإلسالم في إيطاليا، التي بيع من Oriana Fallaci (1929-2006) فاالتشي

ال تروج فقط -وهو أمر نادر الحدوث في تاريخ الكتب اإليطالية-كتبها أكثر من مليون نسخةللحذر من اإلسالم والمسلمين، بل للكراهية الشديدة تجاههم، حيث اعتبرت اإلسالم ال ينسجم مع

ئلة: الديمقراطية، كما وصفته قاإنه عدو نتعامل معه كصديق، لكنه يكن لنا الحقد ويحتقرنا بشدة...يستحيل التحاور مع

(23)المسلمين.إذا عن طريق الخوف والكره تبنى صورة المسلم في الغرب، حيث ال يوجد مسلم جيد وآخر سيء،

نما يوجد فقط المسلم السيئ الراديكالي، وكل من ال وال يوجد المسلم الراديكالي والمسلم المعتدل، وا تنطبق عليه هذه الصورة فهو إما يخبئ أصله، أو أنه لم يعد مسلما.

عند الحديث عن االتساق اإلدراكي عند الذين لديهم الخوف المرضي من اإلسالم، يمكن اإلشارة (33) هنا إلى نمطين:

حيث ديمومة نمط السلوك تفترض ؛ Rational Cognitive consistencyاتساق إدراكي عقالني-1 تقليل تعقيد البيئة، فلألفراد في الغرب فرضيات حول البيئة الدولية وحول دور المسلمين في األحداث العنيفة، ومن خاللها يتم استنتاج التوقعات، والمعلومات القادمة ستكون مدركة ومصنفة

ن العنف مرتبطا بالقاعدة أو بحركة طالبان، أو من خالل موشور هذه الفرضيات، ولهذا سواء كا

Page 110: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 109

بتنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام، فهو يعني شيئا واحدا: أن تكون مسلما فأنت أكثر تأهيال وميال ألن تصير إرهابيا، حتى ولو كنت مواطنا غربيا بحكم الجنسية.

؛ والذي يشير إلى دافع داخلي Irrational Cognitive consistencyاتساق إدراكي غير عقالني -2نحو الميل لتفادي الصراع داخل المجتمعات الغربية، خاصة عندما يتعلق األمر بمطالب الجماعات المتطرفة في الغرب، حيث يتم اللجوء إلى المقايضة في سبيل ما يعتقد أنه ضروري لالنسجام مع

ن جهة ، وفي سبيل تحقيق درجة من التطورات المتالحقة على الصعيدين الداخلي والخارجي ماإلجماع والتماسك في الموقف، حيث يتم توفير اإلطار التبريري لألفعال المتطرفة من األفراد الغربيين غير المسلمين، بينما ينزع هذا الغطاء عن غربيين آخرين لمجرد أنهم مسلمون، حتى ولو

ين في البلد أو اإلقليم نفسه، وهذا الدافع قاموا بأفعال أقل خطورة من أفعال نظرائهم غير المسلم، Premature Cognitiveنحو التبرير والتمييز كثيرا ما يقود إلى ما يسمى اإلدراك غير الناضج

حيث يفهم الحافز ويستوعب عبر فهم أولي، مما يقود نحو صور محدودة للنوايا، ويطرح أيضا في انطالقا من الفروق بينهما:إطار التعامل مع هاتين البيئتين مفاهيم تحدد

وهو محاولة الجمع بين وضعيات إدراكية Cognitive Dissonanceالتنافر اإلدراكي -متناقضة، ففي الوقت الذي يسعى فيه األفراد المصابون باإلسالموفوبيا إلى وضع، فإنهم يمارسون

لى إلى حرية ممارس -خاصة في أوروبا-نقيضه، فبينما تدعو الدول الغربية ة الشعائر الدينية، وا نبذ التمييز المبني على أساس العرق أو الديانة، فإنها في الوقع وفي الوقت نفسه تضغط في اتجاه استبعاد كلي للعقيدة اإلسالمية ورموزها من الحياة األوروبية، وتأكيدا لهذا التنافر نستند إلى واقعة

م مقاضاة 1988حاول عدد من المسلمين سنة شغلت الرأي العام العالمي على مدار سنوات، فحين ، وذلك باستخدام قانون حظر Satanic Verses سلمان رشدي عقب نشره لكتابه آيات شيطانية

، واجهوا عوائق قانونية وأخفقوا في مسعاهم، حيث كان Blasphemy Lawاإلساءة للمقدسات مان رشدي لم ينتهك أي قوانين، القانون يقصد سب المقدسات المسيحية فقط، ومن ثم اعتبر أن سل (43) وأنه تصرف في إطار حرية التعبير التي يكفلها القانون البريطاني.

إن هذا التنافر اإلدراكي أدى نحو حالة من االهتزاز بشأن السماح لممارسات عدائية مع العلم م، 2006بنتائجها السلبية، قد واكبت أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لإلسالم في الدانمارك سنة

ما م تحسبا ل09/03/2007م في هولندا حين رفعت هولندا حالة التأهب في 2007وتجددت سنة

Page 111: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 110

الذي يتهجم على الدين اإلسالمي، والذي Fitnaوصف بهجمات إرهابية ردا على عرض فيلم فتنةقال صاحبه النائب اليميني خيرت فليدرز أنه يهدف إلظهار القرآن على أنه يحض على اإلرهاب

(35) والقتل وعدم التسامح.زا من شعورين متداخلين، هما يعمل التنافر اإلدراكي على التأصل أكثر في الواقع الغربي، معز

فالشعور بالغضب قد يتحول بفعل ممارسات ،Fearوالشعور بالخوف Anger الشعور بالغضب القسر واإلكراه إلى شعور بالعداء المستحكم والمتصاعد بين المسلمين ومواطني الدول الغربية

في قناعة المصابين باإلسالموفوبيا بأن المسلمين مجموعة األصليين، أما الشعور بالخوف فيترجمواحدة، وأنهم منخرطون في حركة سياسية عالمية لفرض هذه الرؤية على اآلخرين في حرب

، في حين أن المسلمون هم من يشعرون في الواقع بمخاوف االضطهاد (63) حضارية ال تتوقف غربيين.والتمييز والمعاداة والكراهية من المواطنين ال

وذلك من خالل ممارسة عملية تصفية للمعطيات ، Cognitive Biases االنحياز اإلدراكي -Filtration واالنحياز للمعلومات التي تؤيد ما يعتقد الفرد أنه الحقيقة، فصورة اإلسالم الشمولي

هي مصدر خوف لدى المثقفين األوربيين، بمن فيهم المدافعين عن الحقوق والحريات األساسية يالحظ في هذا اإلطار أن واحدة من خصائص المجتمعات الغربية أنها تتغذى للمهاجرين، كما

ن الخوف، الخوف من أي شيء، من الكوارث الطبيعية من األوبئة، وبطبيعة الحال بشكل كبير مالخوف من اإلسالم، فبعد العلمنة لم يعد للخوف الكبير من جهنم أو العذاب اإللهي مكانته، فبحث المجتمع الغربي عن مصدر جديد للخوف، وكان اإلسالم أفضل من يلبي هذه الحاجة من وجهة

وألن أوروبا خصوصا عانت من اإلرهاب، أصبح هذا اإلرهاب أكثر إخافة بقرنه النظر الغربية، باإلسالم.

وذلك من خالل غمر الفرد بالنتائج والمعلومات Cognitive Impulsiveness االندفاع اإلدراكي - الفورية، فينشأ لديه إدراك متسرع للبيئة، فحدث تضخم لحالة الخوف من المسلمين في الغرب، حيثذا لم يكن أصبح االشتباه في وجود دافع إرهابي يتصل بالمسلمين وراء أي حادث قتل أو تخريب، وا مقترفه مسلما، فيتداول أن الحادث ال عالقة له باإلرهاب أو أنه نتيجة خلل نفسي أو عقلي لدى

بل ثبت أن أحداثا عارضة كالحرائق أو انفجار معدات الغاز، أو ، (73)المنفذ أو فعل إجرامي معزول

Page 112: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 111

حوادث الطيران تطرح بمجرد إعالنها، الشكوك بشأن وقوف مسلمين وراءها، وبالتالي صار اإلرهاب مقرونا آليا باإلسالم.

الواقع أن الخالصة الصادمة أن الناس الذين يتابعون أخبار تحمل إساءة لإلسالم بشكل مكثف ر اإلعالم هم أقل الناس معرفة بحقيقة اإلسالم في حد ذاته، بل إن بعض الوسائل قد قامت عب

عمدا بتلفيق قصص ليس لها سند حقيقي، بل فقط بهدف تلبية الطلب على هذه األخبار من جانب (73)بعض القراء.

عى الحتالل أوروبا، مع ينمو االعتقاد بشكل متزايد مثال في الترسيخ الذهني الغربي بأن اإلسالم يسما يدعيه اليمين من أسلمة أوروبا، أو ارتباط األقلية المسلمة بأجندات خارجية، فإسبانيا المتحسسة

، 1994جدا من التاريخ اإلسالمي، والتي لم يستطع فيها المسلمون رفع اآلذان في قرطبة إال سنة Aristeguiآنذاك غوستافو دي أرستيغي أصدر فيها الدبلوماسي والناطق الرسمي لوزارة الخارجية

Gustavo de م، عنونه ب:الجهاد في اسبانيا: الهوس من أجل فتح األندلس من 2006كتابا عامجديد، وكانت صفحة غالفه تحمل صورة خنجر ممتد على عبارة ال إله إال هللا محمد رسول هللا

(38)على خريطة إسبانيا الحالية.

م إلى حمالت ضد المسلمين، 2001سبتمبر 11لقد تحولت الحمالت ضد األجانب بعد أحداث ونظرا للنشاط اإلعالمي المكثف المشوه لصورة اإلسالم والمسلمين، فإنه في الغرب كثيرا ما ينظر

إلى اإلسالم كدين توليتاري، باعتبار أنه ال فارق بين الدين والدولة حسب فهمهم له. Inferential Fallacyالستداللي ا اإلفالس-3

تدفع اإلسالموفوبيا إلى عملية االختزال أو التهميش التي يمارسها األفراد في الغرب عن وعي أو دون قصد، وذلك في سبيل مجانسة الواقع مع نسقهم العقيدي والتصورات التي يحملونها،

، فلقد خلفت تلك األحداث 2001سبتمبر 11فاإلحساس نحو المسلم المهاجر قد تغير بعد أحداث مجموعة متطرفة باسم الدين اإلسالمي، خوفا سمح بالخلط -حسب ما هو متداول–التي قامت بها

بين اإلسالم واإلرهاب، واعتماد معادلة سريعة تبسيطية،أال وهي أن المسلم شخص متطرف، وأن فالس االستداللي اإلسالم يساوي اإلرهاب، وهي معادلة يمكن تصنيفها ضمن ما يسمى اإل

Inferential Fallacy إفالس ينبني على الربط بين الفعل وداللته من جهة ، ومكون ديني ،معين قام بعض أفراده في وقت معين بسلسلة من األعمال العنيفة من جهة ثانية، غير الواقع يثبت

Page 113: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 112

إن األعمال العنيفة اآلن أن اإلرهاب أو األنشطة المسلحة والعنيفة ليست حكرا على المسلمين ، بلالصادرة عنهم إنما تمثل نسبة ضئيلة من المجموع العام لألنشطة اإلرهابية في العالم، وذلك ما

لمكتب الشرطة األوروبية "أوروبول" 2009تؤكده مثال الدراسة السنوية التي قدمت سنة

OROPOLعالقة لهم باألعمالاإلرهاب في االتحاد األوروبي، أن اإلسالم والمسلمين ال حول

وحركات ٪ مجموعات08.3٪ منها تسببت فيها المجموعات االنفصالية، و84.8اإلرهابية وأن ٪ فقط من 0.4عن ٪ مجموعات يسارية، أما المجموعات اإلسالمية فكانت مسؤولة06.5أخرى و

مسلمين في أوروبا ال عالقة لل ٪ من العمليات اإلرهابية99.6األعمال اإلرهابية، بمعنى أن (93)بها.

إن أوضاع العداء لإلسالم واضطهاد األجانب من خالل كونهم مسلمين، تتشابه مع أجواء عشرينات القرن الماضي، حين نشأت الحركات الفاشية والنازية، التي ولدت وترعرعت في أجواء

لة، في تلك انعدام األمن االجتماعي إثر الحرب العالمية األولى، وضمن التضخم االقتصادي والبطاالحقبة طرح التساؤل عن المتسبب في انعدام األمن، ويومها كان المتهم هو اليهودي والماسوني،

أما اليوم فالمتهم هو المهاجر المسلم. ثانيا: إفرازات الخريطة اإلدراكية لإلسالموفوبيين

المر من اإلسالم، والتي يمكن الوقوف على جملة من افرازات الخريطة االدراكية للمعنيين بالخوف نعرضها على النحو التالي:

القوانين العنصرية-1أدت قناعات اإلسالموفوبيين بشأن الطبيعة الشريرة لإلسالم والمسلمين إلى الميل نحو سياسات وقائية مبالغ فيها، لم تخل من الطابع العنصري خاصة مع ترسخ الواقع اإلسالموفوبي، وبروز

وبيا:نوعين من اإلسالموفسالموفوبيا تحتية عند الرأي العام تتجسد في خوف - إسالموفوبيا فوقية عند الساسة والمسؤولين، وا

من جهة أخرى أصبح التخويف من اإلسالم أداة ناجعة في حشد ، و الناس من اإلسالم ورموزهوهي أستاذة علم االجتماع بجامعة Monica Macário، وفي هذا اإلطار تقول مونيكا ماساري الدعم

Catania of University :بصقلية

Page 114: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 113

من الخطأ اعتبار األحزاب اليمينية والمحافظة وحدها من يشجع اإلسالموفوبيا، إذ يفاجئنا في الواقع وجود الكثير من الرسميين واألحزاب والمثقفين، الذين ال ينتمون إلى الجانب المحافظ،

(04) .موفوبيينلكنهم من اإلسالبالممارسات التي تمس حرية الحركة ترتكز القوانين العنصرية المقترنة بالشعور باإلسالموفوبيا

قامة الشعائر الدينية على استغالل ممارسات معزولة ألفراد مسلمين من أجل إضفاء والزي وا الشرعية على تطبيقها، وهي الشرعية التي أصبحت تحوزها بعد جملة من االستفتاءات المتتالية

لتكريس هذا الواقع اإلسالموفوبي.القوانين إلى المضايقة في المطارات، وتشديد إجراءات منح التأشيرة لمواطني تتوسع تطبيقات هذه

البلدان المسلمة، كما تتعداها لبرامج التنصت والمراقبة، واالعتقال بدواعي االشتباه األمني، ويالحظ أن قدرة المسلمين على تحصيل حقوقهم المنتهكة بفعل هذه القوانين، تقتضي سلسلة من اإلجراءات

انونية المعقدة، بشكل يجعل االنخراط فيها إهدارا للمال والوقت.الق تصاعد األنشطة اليمينية المعادية للمسلمين-2

أدت األسباب التي تضع المسلمين في الغرب في حالة الحذر السلبي إلى تصاعد األنشطة اليمينية طار ا للمطالبة بسياسات المتطرف، وأصبح هذا الحذر أساسا لتصرفات تمييزية ضد المسلمين، وا

تحد من حقوق وحريات مسلمي الغرب المدنية، أو تخضعهم لمراقبة متزايدة من قبل السلطات األمنية، كما تجسدت في انتشار لمشاعر سلبية تجاه المسلمين داخل المجتمعات الغربية، كرفض

تنفجر أحيانا العيش بجوار جيران مسلمين ورفض بناء المساجد والمؤسسات اإلسالمية، وأصبحت في صورة أحداث عنف وتمييز وجرائم كراهية ضد المسلمين، وهناك الكثير من تجليات جرائم الكراهية مثل العنف ضد المسلمين وهذا يمكن أن يظهر على شكل هجمات على المساجد ودور

نهن يظهرن العبادة وأماكن العمل وعلى الناس أيضا ، وهذا بالتحديد يؤثر على النساء المسلمات ألبشكل جلي في المجتمع كونهن نساء، وتوثق المدير المساعد للشبكة األوروبية لمكافحة العنصرية

% من الهجمات بسبب 80أن ما جرى في فرنسا أظهر أن Claire Fernandesكلير فرناندز (14) الخوف من اإلسالم استهدفت النساء.

يوظف قادة اليمين األجندة االجتماعية التي فشلت األحزاب السائدة واألساسية بالغرب في القيام بتنفيذها، فلذلك يحاولون أن ينالوا أصوات المواطنين، الذين يئسوا من األزمة وهم يحاولون أيضا

Page 115: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 114

األجندة، والواقع بطريقة ما، أن يستفيدوا من الخوف من األجانب والمشاعر المعادية للمسلمين وهذهأن مهاجمة األحزاب السياسية اليمينية المسلمين ألغراض انتخابية، تتم من خالل تحميل المسلمين مسؤولية كل المشاكل والصعوبات التي تعيشها المجتمعات الغربية، ويجدر التنبيه إلى حقيقة أن

لمجتمعات.المسلمين ال يتصرفون إيجابيا بشكل كاف يجعلهم قيمة إضافية لهذه ا االنكفاء إلى النادي المسيحي-3

بانتقال اإلسالموفوبيا من اإلطار غير الرسمي إلى اإلطار الرسمي في السياسات األوروبية خاصة، بدا هناك ميل في االستناد على األصول اليهودية والمسيحية للغرب، مع ما يتبع هذا االستناد من

لذي يسوق على أنه الخصم الشديد للمسيحية، حيث يتم استبعاد لكل ما يرتبط بالدين اإلسالمي االنظر إلى الوافدين المسلمين باعتبارهم يشكلون خطرا على بنية الغرب "المسيحي"، وأن تزايد أعدادهم وارتفاع نسبة المواليد في صفوفهم يمكن أن يغير الخريطة الديمغرافية ألوروبا خاصة، لهذا

يقول روبرتو تركيا مثال لالتحاد األوروبي إلى هذا التخوف، حيث يستند الرفض المتزايد النضمام )إيطاليا(: Forza Nuovaرئيس حزب القوى الجديدة Roberto Fiore فيوري

...ال بكل قوة لدخول تركيا إلى االتحاد األوروبي، يجب علينا الحفاظ على الطبيعة المسيحية والرومانية واليونانية ألوروبا، إن فكرة تركيا في أوروبا مستهجنة، فتركيا ال تنتمي أبدا إلى

ألتراك أوروبا بل كانت دائما ضدها، كما أنها ستجلب لنا مشكلة كبيرة هي مشكلة الهجرة، ألن افي تزايد متواصل، هم اآلن سبعون مليون، يضاف إليهم الكازاخستانيون والتركمان وغيرهم،

(24) وبعبارة أخرى فإن أوروبا ستجد نفسها في قلب آسيا، وآسيا في قلب أوروبا.، وكما قال الرئيس التركي إن هذا القول يرجح ما يالحظ من ميل أوروبي إلى فكرة النادي المسيحي

:Turgut Özal األسبق تورغوت أوزال...سجل تركيا بالنسبة لحقوق اإلنسان سبب ملفق لعدم قبول طلب انضمامها إلى االتحاد

(34) .األوروبي، السبب الرئيسي هو أننا مسلمون وهم مسيحيون، ولكنهم ال يقولون ذلكين المسلمين عموما واألتراك خصوصا، أن الغرب ال إن هذه التوجهات مثال ولدت إدراكا عاما ب

غير أن هذا الرفض البد أن يطرح الموضوع أيضا على يرى مكانا لتركيا مسلمة داخل أوروبا،ازدواجية مستوى مسلمي أوروبا، وكذلك على المسلمين وهم يطالبون بحرية التدين، حيث هناك

للخطاب عند عدد من اإلسالميين الذين تحميهم العلمانية بكونها النظام األفضل مالءمة وحفظا

Page 116: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 115

وبخاصة عدد من الدعاة والمسلمين الجدد ينحون نحو -لحقوقهم في الغرب، غير أن جزء منها ار المناداة بأسلمة مجتمعات هي في األصل غير مسلمة، دو تبيان خطط ذلك، فقط مكتفين بشع

"اإلسالم هو الحل". خـــــاتــمـــــة

تتزايد النظرة السلبية لإلسالم ومعتنقيه في الغرب، مع ما يتبع ذلك من تأصيل العداء نحو كل ما يتصل بهذا الدين، وترسخ نظرة اختزالية لإلسالم كدين وكثقافة، حيث يجري تصوير اإلسالم

لى العنف والرجعية والنظرة السلبية لآلخر، كمجموعة محدودة وجامدة من العقائد التي تحض عوترفض العقالنية والمنطق وحقوق اإلنسان، وهي كلها أحكام جعلت الرأي العام في الدول الغربية

اإلسالم والمسلمين والعرب، ووفق الصور النمطية التي قدمت له؛ أصبح يؤمن معاديا ومرعبا من

العرب، وتكونت هذه الصور عن اإلسالم ونبي اإلسالم بأن عدو اإلنسانية هو اإلسالم والمسلمين و محمد صلى هللا عليه وسلم، طوال أكثر من ألف عام ، مشكلة في معظمها من أساطير وخرافات وأكاذيب ال تمت بصلة إلى الحقيقة، وتصاعدت حدة سلبية تلك الصور في مدركات الغربيين

نية المرسومة في أذهانهم، باالقتران بتهمتين ترددان بالنسبة اإلسالم والمسلمين ، نتيجة النظرة الدو في الغرب ضد اإلسالم، كدين عنف وككتلة عدائية من جهة، ودين النظرة المتدنية للمرأة.

دعمت اإلسالموفوبيا زيادة حالة اإلرباك واليأس لدى األفراد في الغرب بشأن أمنهم وهوياتهم ، وهي القدرة على فهم وجهة نظر اآلخرين ، والقدرة على مقاومة إغراء الحالة التي تدفع غالبا إلى تدهور

إنهاء تحليل الموقف عند نقطة معينة، مع ما يتبع ذلك من درجة عالية جدا من اإلثارة واالنفعال النفسي، وال يمكن االكتفاء بتشريح الخريطة اإلدراكية للنخب الغربية بشأن اإلسالم والمسلمين، وال

نفسية، نابعة من التوظيف اإلعالمي والسياسي -فوبيا من وجهة نظر اجتماعيةبقراءة اإلسالمو واإليديولوجي لعدة أطراف مستفيدة، بل من الضروري متابعة آليات إدارة المواجهة معها، واألسلحة الناجعة للقدرة على التأثير في الرأي العام وكبح االستعمال الشعبوي الرخيص لها، لذا يفترض

جرأة للنظر إلى التجمعات اإلسالمية المنظمة وأساليب عملها ودعاتها، فهناك أطراف امتالك الإسالمية سياسية تخوض معركة شيطنة اآلخر بنفس الوسائل ونفس الخطاب اإلسالموفوبي زاحة المسيئين له معكوسا، بما يقتضي من باب االنصاف أيضا الدفع بالقيم الصحيحة لإلسالم وا

لديني واالتصال السياسي، وكذا تمثيل الوجود اإلسالمي في الغرب.من واجهة الخطاب ا

Page 117: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 116

الهوامش

، )القاهرة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ابستيمولوجيا السياسة المقارنة ،نصر محمد عارف -(1) .21(، ص 1997والتوزيع،

تمثل الخريطة اإلدراكية موضوعا مشتركا بين عدة علوم ، فعلماء النفس ركزوا أبحاثهم حولها من خالل -(2)في حين ركز Adaptationفيركز على مسألة التكيف مع المجتمع ، أما علم االجتماع Learningمسألة التعلم

. أنظر:Acculturationعلى التأقلم الثقافي علم األنثروبولوجيا-Bahgat Korany et collaborations ،Analyse des relation internationales: approches

,concepts et données (CANADA :Centre québécois internationals, Gaëten Morin,1987),

p14.

)سوريا: ، والواقع اإلسالميإشكالية الخوف من اإلسالم: بين الرؤية الغربية فايز صالح محمود اللهيبي، -(3) .29(، ص: 2009حلب، دار النهج للدراسات والنشر،

(، 2007، 0، )الجزائر، دار هومة، طاإلسالموفوبيا أو الخوف المرضي من اإلسالممحمد العربي فالح، -(4) .54ص

بتاريخ ، اطلع عليه 12/10/2006، صعود اإلسالموفوبيا في المجتمعات الغربيةعالء بيومي، -(5) ، متوفر على:09/05/2017

https://goo.gl/TEBf2Y

طفل أميركي سوداني : مراسلو الجزيرة، قناة الجزيرة الفضائية، عنوان الحلقة برنامج: إلسي أبي عاصي -(6) .20/10/2015 ، تاريخ البث:يعيد جدل اإلسالموفوبيا

.31/08/2007، جريدة االتحاد، االمارات العربية المتحدة، الغرب واالسالممحمد الباهلي، -(7)، يمكن االطالع عليها ، واستعادتها على الرابط أوروبا واإلسالموفوبيا: هولندا قناة الجزيرة الوثائقية، -(8)

https://www.youtube.com/watch?v=aOiVeUDeVg8 اإللكتروني:

(9) -Jervis, Perception and Misperception in international politics, (New Jersey :

Princeton University Press, 1976), p203.

، اطلع عليه 03/10/2004، مقال بتاريخ اليمين المتطرف ومستقبل المسلمين في أوروبانبيل شبيب، -(10) https://goo.gl/ujo1hr، متوفر على الرابط االلكتروني: 31/08/2017بتاريخ،

.31/08/2007، جريدة االتحاد، االمارات العربية المتحدة، الغرب واالسالممحمد الباهلي، -(11) ال الستجداء االعتذار من بابا الفاتيكان نعم للمواجهة الفكرية: ما الجديد الذي جاء به عبد الباقي خليفة، -(12)

.16/07/2007، جريدة الوسط، تونس، الرسول صلى هللا عليه وسلم .. الجهاد والحروب الصليبية طالع عليها على الرابط اإللكتروني:، يمكن اإلأوروبا واإلسالموفوبيا: إيطالياقناة الجزيرة الوثائقية، -(13)

rhrgI-https://www.youtube.com/watch?v=kocLE نفس المرجع السابق. -(14)

، تقرير اخباري "يصف بعض المهاجرين المغاربة في هولندا "بالحثالة خيرت فيلدرزاإلخبارية، BBCقناة -(15) ، متوفر على الرابط:18/02/2017بتاريخ:

39017559-http://www.bbc.com/arabic/world ، مرجع سابق.داأوروبا واإلسالموفوبيا: هولن قناة الجزيرة الوثائقية، -(16)

، أطلع عليه بتاريخ 23/02/2010، مقال بتاريخاالسالموفوبيا والعلمانية الديمقراطيةهيثم مناع، -(17) https://goo.gl/pZX7uE ، متوفر على الرابط االلكتروني:05/06/2017

. 19/08/2011، صحيفة البيان ، اإلمارات المتحدة، والعنصرية المنظمةفوبيا اإلسالم محمد قيراط، -(18)

Page 118: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 117

إعالم الغرب بين هستيريا إيبوال حازم أبو وطفه، برنامج: المرصد، قناة الجزيرة الفضائية، عنوان الحلقة: -(19) .3/11/2014، تاريخ الحلقة: وفخ اإلسالموفوبيا

( 02 ) - Robert Jervis, perception and misperception, document sur internet, vu le 15-

08-2017, sur :

http://www.piercelaw.edu/risk/vol9/spring/sjoberg.pdf

واإلسالموفوبيا: إيطاليا، مرجع سابق.قناة الجزيرة الوثائقية،أوروبا -(21)

(، 2007، 0محمد العربي فالح، اإلسالموفوبيا أو الخوف المرضي من اإلسالم، )الجزائر، دار هومة، ط -(22) .55ص

( ص 1998، ترجمة طلعت الشايب)القاهرة: دار الكتب المصرية، صدام الحضارات صامويل هانتنغتون، -(23)321.

ترجمة عبد الكريم محفوظ، )سوريا: دمشق، دار جفرا لغة اإلسالم السياسي، برنارد لويس، -(24) .119(، ص: 2001للدراسات،

، مرجع سابق.أوروبا واإلسالموفوبيا: هولندا قناة الجزيرة الوثائقية،-(25)

)مصر: القاهرة، دار السالم النظام الدولي الجديد بين الواقع الحالي والتصور اإلسالمي، ياسر أبو شبانة، - (26) .98م(، ص: 03،2004للطباعة والنشر، ط

، مرجع سابق.أوروبا واإلسالموفوبيا: هولندا الجزيرة الوثائقية، قناة- (27)

، أطلع عليه بتاريخ 12/10/2006، مقال بتاريخبالمجتمعات الغربية صود االسالموفوبيابيومي، عالء-(28) ، متوفر على الرابط االلكتروني:05/06/2017

https://goo.gl/eC6X14

ومجدي كامل ، ترجمة أحمد أمين الجمل المنازعات الدولية: مقدمة للنظرية والتاريخجوزيف .س. ناي ، -(29) .53، ص (.1993، 01)القاهرة: الجمعية المصرية لنشر العلم والمعرفة والثقافة العالمية، ط

.27(. ص2006، 01، )القاهرة:دار الجامعة الجديدة، طاتصاالت األزمةقدري علي عبد المجيد، -(30)

(31)- Alice Aslan, Islamophobia in Australia ,( Australia : Sydney, Agora Press, 1st

ed ,2009), p148.

.27/07/2005ف، جريدة الرأي ، األردن، لألسمن عمان إلى أوريانا فالتشي ...سليمان البدور،

للتعمق أكثر في أنماط االتساق اإلدراكي، أنظر: -(32)-Robert Jervis ,Perception and Misperception in international politics, (New Jersey :

Princeton University Press, 1976),

)القاهرة، دار نهضة حرية التعبير في الغرب من سلمان رشدي إلى روجيه غارودي، شريف عبد العظيم، -(33) .09(، ص: 1998مصر،

.270(، ص2009، 01)سوريا: دمشق، دار رسالن للطباعة والنشر، ط، أعداء الغربمحمد نمر المدني، -(34)

وأدانت ما تسميه مهزلة ما إننا في حرب.. هل أدركنا ذلك أم ال؟فالتشي في هذا الصدد: أورياناتساءلت -(35) لسادسيسمى التسامح والكذب واندماج المسلمين في المجتمعات الغربية، وسألت فالتشي البابا السابق بنيدكتوس ا

Benedictus XVI : هل تعتقدون حقا أن المسلمين يقبلون الحوار مع المسيحيين أو غيرهم من الديانات األخرى أو الملحدين مثلي

أوريانا أنظر: محمد االرناؤوط، أنا؟ أتعتقدون حقا أن بإمكانهم أن يتغيروا ويتوبوا ويتوقفوا عن زرع القنابل؟ .19ص ،2406العدد - 2006األول تشرين 04، جريدة المستقبل، بين إيطاليا وألبانيا فاالتشي

لمبنى حكومي في أوكالهوما في Timothy MeWeigh تيموثي ماكفيدى التفجير الذي قام به أ -(36)، وصنف آخرين 500من الموظفين الحكوميين والمدنيين، وإلى إصابة ما يزيد على 168م، إلى قتل 19/04/1995

على أنه عمل لدائرة ضيقة من األشخاص ذات ميول يمينية.

Page 119: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

محيـداني سليـم د/ أ/بن سعدون اليامني

بناء اخلريطة اإلدراكية لإلسالم واملسلمني يف الغرب: اإلسالموفوبيا واقعا

أملانيا-برلني-و االقتصادية للدراسات االسرتاتيجية و السياسية املركز الدميقراطي العربي 118

، تر: سامر األيوبي وعبد القادر عيسى، )السعودية: غسيل الدماغ: علم التحكم بالتفكيرأنظر: كاثلين تيلر، . 48ص (،2017، 01الرياض، مكتبة العبيكان، ط

حازم أبو وطفه، مرجع سابق.-(37)، )األردن: عمان، دار الحامد للنشر والتوزيع، أوروبا والهجرة: اإلسالم في أوروباإدريس بوسكين، -(38) .101(، ص01،2013ط

.27/10/2010 خيراتب ،ةيرئازجلا يمويلا قورشلا ةديرج ،زايتماب ايبوفومالسإلا رصع ،طاريق محمد- (39)

، مرجع سابقواإلسالموفوبيا: إيطالياأوروبا قناة الجزيرة الوثائقية، -(40)

قناة الجزيرة برنامج بال حدود، ، مستقبل مسلمي أوروبا وسط تصاعد الكراهية والعنصريةأحمد منصور، -(41) .28/01/2015الفضائية، تاريخ الحلقة

، مرجع سابق.أوروبا واإلسالموفوبيا: إيطالياالجزيرة الوثائقية، قناة- (42)

.238، مرجع سابق، صهانتنغتون صامويل- (43)

Page 120: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 119

توجهات السياسة الغربية: (ISLAMOPHILIE) والإسلاموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بين الإسلاموفوبيا

د. بوستي توفيق أ. عبد الغاني دندان

الجزائر -قالمة -1945ماي 8جامعة

مقدمة:ساعدت بعض التصرفات غير المسؤولة من بعض المسلمين على ظهور ونمو

اإلسالموفوبيا حسب الفكر الغربي. كما أدت العولمة إلى خلق مخاطر وفرص بالنسبة للمستقبل السياسي للمسلمين، ووضعت الغرب في حالة قصوى من الترقب، التأهب واليقظة تجاه هذه

التحوالت.

منفتح على اآلخر، أم أنه حبيس الجدال حول "صدام الحضارات"؟هل اإلسالم منغلق أو كلها نقاشات جعلت من الغرب ينتهج سياسات تتراوح بين المعاداة لإلسالم والمسلمين

، )اإلسالموفيليا(وكل ما يتعلق بهم، أو المحاباة ودمجهم في المجتمع الغربي )اإلسالموفوبيا( قامت على مبدأ حرية التعبير وحرية المعتقد. -أي الغرب–وذوبانهم على أساس أن ديمقراطياتهم

وبين المؤيد والمعارض لهذا الجانب أو ذاك؛ تنامت المخاطر التي تهز استقرار المجتمعات اإلسالمية منها أو غير اإلسالمية، وتهدد األمن والسلم الدوليين، نتيجة بعض االنعكاسات السلبية

قافية لظاهرة اإلسالموفوبيا، واكتساحها معظم البلدان الغربية وسعيها إلى فرض نماذج سياسية وثتقوم على القوة والهيمنة، وترفض التمايز واالختالف، بدل ترابط العالقات بين الشعوب والتفاعل

بين الثقافات والحضارات، وبين التعايش وتقبل اإلسالم.تركيا (محددا لتوجهات السياسات الداخلية –كدين/سياسة/حضارة–فهل يمكن اعتبار اإلسالم

في اآلونة األخيرة؟ وما هي )الواليات المتحدة األمريكية كنموذج(، والخارجية للدول الغربية )مثالالمكاسب والخسائر التي سيجنيها الغرب في حالة تبنيه لإلسالموفوبيا أو اإلسالموفيليا على

مستوى الفكر والممارسة على حد سواء؟

Page 121: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 120

تحديد المفاهيم:

لفظ جديد ومصطلح مصطنع، استعمل من قبل العديد المسلمين(: اإلسالموفيليا: )حب اإلسالم و بقيم اإلسالم، Engouementمن السياسيين وعلماء االجتماع والصحافيين، لوصف حالة االفتنان

وعموما إبداء اإلعجاب بالحضارة اإلسالمية.سبتمبر 18بتاريخ The Guardianفي صحيفة Julie Burchillوقد استعمله الصحفي ، أين عرض فكرة اإلسالموفوبيا واإلسالموفيليا، واستنتج أن اإلسالموفيليا تولدت نتيجة 2001

()لبعض الشعور بالذنب أو الجرم نحو زمالئه الذين تعرضوا البتزاز ألنهم ذوي أصول إسالمية.( أو رهاب اإلسالم هو Islamophobia:إنجليزية) اإلسالموفوبيا: )العداء لإلسالم والمسلمين(:، يشير إلى التحيز والكره Mouvance Islamiqueلفظ قديم نسبيا ترجع أصوله للتبعية اإلسالمية

Version adjectivaleوالمعادة ضد اإلسالم والمسلمين، استخدم المصطلح في صيغة صفة ؤلفهما في م Slimar Ben Brahimو Etienne Dinetفي فرنسا لما قام كال من 1921سنة

-، بعد سرد سيرة النبي محمد (Le délire islamophobe)الجنون أو "الهيجان اإلسالموفوبي" . استعماله بقي نادرا في نهاية Jésuite Lammensلكاتبها األب )القسيس( -صلى هللا عليه سلم

خاصة من طرف المآل اإليرانيين في الحديث عن النساء الرافضات الحترام شعائر الثمانينات (Les Versets Sataniques)الشريعة اإلسالمية. وبعدها إصدار كتاب "اآليات الشيطانية"

حين عالج اإلسالموفوبيا. 1988لسلمان رشدي في القرن من التسعيناتلمتحدة في واستعمل أيضا من طرف اإلسالميين في المملكة ا االحترام حيال دينهم، . قبل أن تتبناه حركة المسلمين االجتماعيين أثناء رؤيتهم عدمالعشرين

INSED, SOS)ودعمت هذه اإلرادة من طرف منظمات مضادة للعنصرية والتهجير مثل )

Racisme( وكذلك تم التطرق له في اجتماعات منظمة المؤتمر اإلسالمي ،(OIC قبل أن يشهد ، )2(.2001هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام المصطلح انتشارا سريعا بعد

- أفول اإلسالموفيليا وتنامي اإلسالموفوبيا

تجدر بنا اإلشارة إلى أن الجانب الذي يعنينا هنا هو سمة اإلنصاف لإلسالم والمسلمين خصوصا في مرحلة تشهد تدهور العالم اإلسالمي سياسيا وحضاريا، بغية كسر حلقة العداء

Page 122: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 121

الصريح والمعلن والمستبطن الذي تتضمنه الرؤيا اإلستشراقية التقليدية الموروثة عن الكنيسة إلسالم والمسلمين.المعادية ل

اإلسالم بين العالمية والعولمة: -1"إن األخوة اإلسالمية بين :A Study of Historyفي كتابه Arnold toynbeeيقول

مختلف األعراق ليست مجرد دعوى نظرية بل هي واقع عملي في المجتمع المسلم؛ حيث الزنجي أو األصفر، وهنا في هذا التصور النبيل، األحمرالمسلم يقف على قدم المساواة مع األبيض أو

األخوة البشرية ليست مجرد فرضية بل حقيقة تثبتها اكتشافات العلم الحديث؛ فالعلم الحديث يتقبل (3)إلى أدق التفاصيل التصور اإلسالمي للوحدة البشرية".

واليوم تبقى صور األخوة اإليمانية التي ال تخلو منها مجتمعات المسلمين )مع ما تتعرض ذابتها لتحل محلها روابط تنزل باإلنسان من عرش له هذه األخوة من صور الكيد إلضعافها وا ر الكرامة والمساواة إلى مستنقع العنصرية، والحزبية، والقومية المتعصبة المقيتة ..( تبقى هذه الصو

من األخوة مصدر نور وسعادة لمجتمعات المسلمين األمر الذي شد غير المسلمين إلى اإلقرار "اإلسالم ال يزال قادرا على أن يمنح :H.A.R.GIBBقال المستشرق البريطاني بأهميتها وفضلها،

األعراق، للهدف اإلنساني، إن لدى اإلسالم تقليدا رائعا من التعاون والتفاهم بين مختلف ليةخدمة جال يوجد مجتمع آخر كاإلسالم كان له مثل سجله في النجاح في أن يوجد في المساواة في المركز

وقال ، (4)االجتماعي والفرص في العمل والنجاح مثل هذا العدد والتنوع من األجناس البشرية"أي حضارة قديمة، درايبر: "اإلسالم ألول مرة قدم للعالم المساواة االجتماعية التي لم تعرف قبل في

(5).اإلسالم فقط هو أول من قدم هذا المعنى للمجتمع اإلنساني"جاء اإلسالم فرفع من مكانة المرأة ضمن للمرأة حق الحياة والكرامة اإلنسانية:مثال؛ اإلسالم *

وأعاد لها كرامتها ومنع عنها الظلم، وجعل لها حقوقا وواجبات يجب أن تؤدى لها !في وهذه المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة أعطاها اإلسالم للمرأة بنتا، وأختا، وزوجة، وأما،

ا ما تسلط الضوء على المرأة الزوجة غالباليوم حين أن كثيرا من الكتابات أو المنابر اإلعالمية ، فمن هذا التكريم الذي حظيت مغفلة حقوق المرأة عندما يتعلق األمر بموقعها كأخت أو أم أو ابنة

به المرأة في اإلسالم.

Page 123: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 122

خاضعا -منه قليلةباستثناء أجزاء - قبل منتصف القرن المنصرم كان العالم اإلسالميوفي خالل ذلك لم تتأثر قدرة اإلسالم على االنتشار ،ير مسلمةللسلطة السياسية والعسكرية لدول غ

على أن Laura Veccia Vagliereومقاومة القوى المعاكسة مما حمل المستشرقة اإليطالية تتدافع على لسانها في دهشة وانبهار هذه األسئلة:

ما هي القوة المعجزة الخفية في هذا الدين؟ - ناع الممتزجة بهذا الدين؟ما هي القوة الداخلية لإلق - (6)من أي أعماق الروح اإلنسانية تثير جاذبيته كل هذه االستجابة لندائه؟ -

لقد كان منهج الفاتحين المسلمين "ال إكراه في الدين" هذا ما أمر به القرآن، وبناء على ذلك فالمسيحيون واليهود الذين القوا فإن المسلمين لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في اإلسالم

قبل اإلسالم أبشع صور للتعصب الديني وأفظعها سمح لهم جميعا دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائرهم الدينية، وترك لهم المسلمون بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم

بأدنى أذى.تلك األعمال ومتى؟ ومن ذا الذي لم يتنفس أوليس هذا من التسامح؟ أين روى التاريخ مثل

فهذا بطريرك اليهود؟ واضطهاد األسبانالصعداء بعد االضطهاد البيزنطي الصارخ وبعد فظائع ية عن المسلمين: إنهم يمتازون ينبيت المقدس يكتب في القرن التاسع ألخيه بطريرك القسطنط

(7).عنف" بالعدل وال يظلموننا البتة، وهم ال يستخدمون معنا أيلذلك وجدت ؛ ة ربانية يريد هللا من المؤمنين أن يطبقوها في السلم والحربعإنه اإلسالم شري

خالصهم، ارأو قبوال من الناس عندما اإلسالم واقعا مشاهدا في حياة الفاتحين فشدهم صدقهم وا وسعدوا بعدلهم، وجذبتهم أخالقهم، وأسرتهم تعاليم دينهم .

درايبر: "اإلسالم ناصر الحرية والمساوة التي كانت في الحقيقة نسيت على أرض المستشرق لو قيمذاهب األخالقية دعت إلى المساواة بين مع أن كثيرا من الديانات وال الحضارات التي تغلب عليها،

البشر فإن اإلسالم وحده فيما يبدو وحتى اآلن هو الذي نجح في غرس هذه التصور في تفكير (8)وسلوك المؤمنين به الواعين لحقيقته".

: "أعتبر وكل العقالء يوافقونني على Sir. p. Ramaiwamylyerويقول المفكر الهندي غير هو العقيدة الديمقراطية في العصر الحاضر، أنا هندوكي ومتشدد في اإلسالم ال ذلك أن

Page 124: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 123

أن ديني بالرغم من فلسفته األساسية قد فشل االعترافأجدني مجبرا على بديني، ومع ذلك االلتزاميوجد دين مهما كانت نظرياته قد طبق علميا في أن يضع موضوع التطبيق وحدة اإلنسانية، ال

)9(األساسية لمساوة البشر أمام هللا غير اإلسالم".الفكرة

أهداف العولمة الدينية:أ/ القضاء على التعليم الديني والثقافة اإلسالمية. -1وطمس المقدساات لادى الشاعوب المسالمة لصاالح الفكار الماادي ،التشكيك في المعتقدات الدينية -2

الالدينااي الغرباااي، أو إحاااالل الفلسااافة المادياااة الغربياااة محااال العقيااادة اإلساااالمية. ويمكااان اإلشاااارة إلاااى والتاي أصادرها ماؤتمر قماة ،الوثيقة المسماة "اإلستراتيجية المشتركة لالتحااد األوروباي فاي المتوساط"

. وتشير الوثيقة صراحة إلى سعي االتحاد إلاى تغييار بعاض 2000سنة جواناالتحاد األوروبي في . القيم الدينية في الدول العربية المطلة على البحر المتوسط بحيث تتوافق مع القيم األوروبية

قصاااؤه عاان الحكاام والتشااريع، ماسااتبعاد اإلسااال -3 فساااح المجااال للاانظم وا وعاان التربيااة واألخااالق وا آثار العولمة في هذا . ومنماتيةاغوالقوانين والقيم الغربية المستمدة من الفلسفة المادية والعلمانية البر

الجانااب: التحاادي الخطياار الااذي تواجهااه الشااريعة اإلسااالمية ماان القااوى المحليااة العلمانيااة التااي تتلقااى ولقد انتشرت الجمعياات اإلنسان،الحماية الدولية المعنوية والمادية باسم الحرية والديمقراطية وحقوق

ثاارة، التاي تقاوم بمحارباة الهوياة الثقافياة اإلساالمية األهلية المدعوماة غربياا، الشابه والشاكوك حاول وا ، وخاصة فيما يتعلق بالعالقة باين المارأة والرجال وقضاايا المارأة المسالمة اإلسالمية النظم والتشريعات

جاااالس البرلمانياااة إصااادار القاااوانين وفاااق مواثياااق األمااام وتطالاااب بعضاااها جهاااارا نهاااارا الحكوماااات والم المتحدة المتعلقة بحقوق اإلنسان بعيدا عن النظم والتشريعات اإلسالمية.

تحويل المناسبات الدينياة إلاى مناسابات اساتهالكية، وذلاك بتفريغهاا مان القايم والغاياات اإليمانياة -4تطاع التقادم العلماي والتقناي الحاديث أن يحاول إلاى قايم الساوق االساتهالكية، فعلاى سابيل المثاال: اسا

وعيااد الفطاار خاصااة ماان مناساابة دينيااة إلااى مناساابة -شااهر الصااوم والعبااادة والقاارآن-شااهر رمضااان .استهالكية

ب/ سمات عالمية اإلسالم: )01(تقوم عالمية اإلسالم على نوعين من القيم:

أوال: قيم عامة تدخل بها المجتمع البشري، وهي:

Page 125: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 124

العدل: باإليمان وحدة النوع البشري في أصله ومصيره. -1 السالم: باإليمان بحق الحياة للفرد، وللمجتمع البشري. -2 الحرية: باإليمان بالكرامة اإلنسانية. -3 ثانيا: قيم خاصة تلتزم بها في المجتمع اإلسالمي، وهي: وحدة اإلله المعبود، ووحدة الدين، ووحدة األمة. -1اإلسالمية: وصورتها االقتصادية:التكافل االجتماعي.وصورتها السياسية: الشورى األخوة -2

والبيعة. الجهاد إيمانا بضرورة تبليغ الدعوة، وضرورة حماية دولتها، وواجب صيانة القيم العامة. -3

ومن سمات عالمية اإلسالم:الهدف والغاية والوسيلة، ويرتكز الخطاب عالمية:عنيتالعالمية و .العالميةب أن اإلسالم دين يتميز

( وما أرسلناك إال رحمة للعالمين قال تعالى: ) القرآني على توجيه رسالة عالمية للناس جميعا،الناس ال وما أرسلناك إال كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر ، وقال تعالى:)107األنبياء ووصف الخالق عز وجل نفسه بأنه "رب العالمين"، 28( سابأ:يعلمون

،قامت على القاسم المشترك بين حضارات العالم، فقبلت اآلخرية حضارة اإلسالمالإن تعاملت مع االختالف بين البشر باعتباره من وعطاء، بل إن حضارة اإلسالم اوتفاعلت معه أخذ

الجنس والدين واللغة من عوامل االختالف في لذلك دعا الخطاب القرآني إلى اعتبار ،الكون سنن في رجاال ونساء، ايوحد بين البشر جميع اإلسالم إنمع نفس المبادئ، االتعارف بين البشر. اتساق

،لهاإل انيةووحد ة اإلنسانية والحقوق اإلنسانية العامة،محددة:أصل الخلق والنشأة، والكرامقضايا وحرية االختيار وعدم اإلكراه،ووحدة القيم والمثل اإلنسانية العليا.

ومفهاوم "العولماة" فبينماا تقاوم عالمياة اإلساالم مفهاوم االختالفاات جلياة باينومن هنا تظهار وتفارد الشاعوب ، طلقة، وتحتارم خصوصايتهاألولى على رد العالمية لعالمية الجنس البشري والقيم الم

استبعاد لثقافات األمم والشعوب ومحاولة فارض وأترتكز الثانية:على عملية نفي والثقافات المحلية،ثقافااااة واحاااادة لاااادول تمتلااااك القااااوة الماديااااة وتهاااادف عباااار العولمااااة لتحقيااااق مكاسااااب السااااوق ال منااااافع

. )11(البشر

Page 126: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 125

عقائااد رعاياهااا ماان غياار المساالمين ماان أهاال الذمااة، وكفلاات لهاام فالدولااة اإلسااالمية احترماات حرياااة ممارساااة شاااعائرهم الدينياااة، ووفااارت لهااام حاااق الحماياااة؛ فااادماؤهم وأماااوالهم مصاااونة، وحريااااتهم

ولاام تصاال اإلنسااانية إلااى إقاارار هااذه الحقااوق فااي ظاال القااوانين الوضااعية إال فااي ، وكراماااتهم محترمااة القرن العشرين.

األسباب السياسية لتزايد العداء وتناقص الحب تجاه اإلسالم والمسلمين: -2بالرغم من ثقل العالم اإلسالمي جغرافيا وديمغرافيا، فضال عن أهميته اإلستراتجية وميزانه

الحضاري، إال أن النظرة التقليدية تجاه هذه الحقيقة تبقى تقر بأن الحضارة اإلسالمية مجرد نقل . واستبعاد استيعاب تراث اإلسالم في سياسات منصفة لحل )21(ألنموذج الغربيومحاكاة عن ا

مشكالت العالم اإلسالمي.ينظر إلى ظاهرة التطرف الديني اإلسالمية باعتبارها :Radicalismظاهرة التطرف الديني -

نتيجة ظروف وضغوط اقتصادية واجتماعية صعبة أسهم الغرب في خلقها نتيجة سياسته االحتكارية االستغاللية. بالرغم من أن ظاهرة التدين عند المسلمين مرتبطة رباطا وثيقا لنزعة

وحات اإلسالمية أنها ارتكنت إلى السيف، وأهمل إسالمية متسامحة. وبالتالي فالغرب يرى من الفت المآثر الحضارية المشعة التي أسهمت في إخراج أوربا المظلمة إلى عصر النهضة مثال.

الرأسمالي الغربي أن اإلسالم مسؤول من بين أفكار اإلستشراق : Orientalismاإلستشراق -عن تكريس اإلقطاعية اقتصاديا، واإلثنية اجتماعيا، والطائفية عقيديا. وكذا وصف الحضارة العربية اإلسالمية بالركود واالنغالق. وأن العالم اإلسالمي لم يشهد تحوالت وثورات برجوازية تقدمية بقدر

أصال من تعاليم اإلسالم. والنتيجة أن حل -حسبهم–بعثة ما شهد من سيادة النظم االستبدادية المن مشكالت العالم اإلسالمي مقترن فقط باندماجه في النظام الرأسمالي العالمي.

يعتبر الغرب أن اإلسالم الجديد يشكل اآلن الخطر األول :NeoIslamismاإلسالم الجديد -يوعية العالمية. وهذا ما يفسر انشغال المهدد لمصالح الغرب اإلمبريالي، وذلك قبل انهيار الش

الدوائر الغربية بمراجعة موقفها ومناهجها تجاه هذا الخطر الداهم، وبالتالي حاولوا االستعانة بالحركات العلمية اإلسالمية عبر إجراء دراسات مشتركة مع مراكز البحوث والدراسات األوربية

من األكاديميين -لألسف–رة. وهناك الكثير واألمريكية عن واقع المجتمعات اإلسالمية المعاص

Page 127: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 126

ال كيف نفسر التحام صفة العرب والمسلمين ممن تورطوا في التعامل مع هذه الدوائر المشبوهة. وا اإلرهاب أو ذكر ملما تعلق األمر بشأن يخص اإلسالم والمسلمين.

ن تبنت كما تورطت الكثير من المؤسسات الدينية في العالم اإلسالمي بذات الدور حي، بهدف تطويق Islamisation des sciencesمخططات إمبريالية تنادي بضرورة أسلمة العلوم

اإلسالم وتطويعه وتوظيفه في تكريس التبعية والتخلف، من خالل إصدار سلسلة من الكتب تقدم )31(اإلسالم بصورة مشوهة.

ستفاليا" التي وضعت نهاية امعاهدة "و ، في 1648-5-15عقدت : Laicism العلمانية / الالئكية، كانت الحرب أساسابعدها. أولحرب الثالثين سنة التي دمرت واربا مثلما لم تدمرها حرب قبلها

وحلفائهم في دول اسكندينافيا( والكاثوليك )الفرنسيين وحلفائهم في ايطاليا األلمانبين البروتستانت ) وية: سياسية وعسكرية واقتصادية.ثان أخرى واسبانيا(. وكانت هناك عوامل

في المناطق المتنازع واإلقطاعيين لألمراءستفاليا" هو منح الحرية ااتفاقية "و أساسكان ، فصلت بين الدين أخرى أويختاروا ما بين البروتستانتية والكاثوليكية. وبصورة أنعليها

.الدولية العلمانية كما نراها اليوموالعالقات الدولية. وكانت تلك بداية العالقات ستفاليا"، ركزوا على نظرية اعندما كتب علماء السياسة الدولية العلمانية عن اتفاقية "و

". وذلك بسبب اإلسالميتناسوا، "الغزو أو"فصل الدين عن العالقات الدولية". لكنهم نسوا، البوسنة والصرب. في إلىوبلغاريا، ووصلوا العثمانيين، الذين كانوا احتلوا اليونان األتراكتوسعات

في ذلك الوقت سببا رئيسيا لنهاية حرب الثالثين سنة أوربا" في اإلسالميالحقيقة، كان "الخطر )توحيد كلمة المسيحيين لمواجهة المسلمين(.

II- اإلسالم كمحدد للسياسات الداخلية في الدول الغربية قد يعتبر البعض أن اعتبار اإلسالم من محددات السياسة الداخلية للدول الغربية أمر غريب،

لكن الدارس والمتطلع لحقيقة األمر يجد نماذج واقعية لدول حققت ازدهارا وتطورا نتيجة انتهاجها ، لكننا للدين اإلسالمي عل المستويات الثالثة )دين/حضارة/سياسة( ومن بينها أندونيسيا وماليزيا

ارتأينا إلى اختيار النموذج التركي ألنه أصدق تعبيرا عما يصطلح بتسميته اإلسالموفيليا أو حب اإلسالم والمسلمين، مع أننا ال ننكر أنه إذا كانت هذه الدول تؤمن بأن مسألة اإلسالم مقدسة

Page 128: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 127

وض فيها بأي وتضعها قيد الحسبان في سياستها الداخلية؛ توجد دول تعتبرها محرمة ومنوع الخ شاكلة كانت.

، ويتشااابثون فاااي تركياااا حاااين ظااال العلماااانيون المتطرفاااون يخوضاااون معاااركتهم ضاااد الحجااااب والنهاوض التركاين فكارة الجمهورياة الثانياة لتجدياد النظاام إالزمن، فا اعليه اعف التيبميراث الكمالية

الاة والتنمياة بمشاروعه به كانت تكبر وتكسب المزيد من األنصار. وتزامن ذلك مع ظهور حازب العدرو نظااالمشااروعان، وأن يعتباار م يلتقاايأن الطبيعااينفااس الوعاااء. وكااان ماان فاايكااان يصااب الااذي

يمكاان االعتماااد عليهااا لتحقيااق هاادفهم التاايالجمهوريااة الثانيااة أن حاازب العدالااة هااو القااوة السياسااية )41(:هيالمنشود. ونجح التوافق بين المشروعين لثالثة أسباب رئيسة

تركيا. فيلى التغيير إ الداعي التاريخيأنهما أصبحا يمثالن استجابة للظرف •وهاام علمااانيون -فاادعاة الجمهوريااة الثانيااة ,أن الطاارفين تعاماال بعضااهما مااع بعااض بغياار عقااد •

سالمية التوافق مع الحزب بخلفيته اإل فيلم يجدوا غضاضة -يصنفون ضمن المعتدلين بامتيازالقاسام المشاترك األعظام بينهماا. ومان ثام تحلال هايوموقفه المعتدل. وكانت المصلحة الوطنياة

.العربيعالمنا فيالطرفان من العقد المسكونة بالخوف والتوجس الشائعة ماان خاارج دائارة السياساايين المحتارفين، الااذين يجيال الوسااط اآلتا إلاىأن رماوز الطارفين ينتمااون •

تلوثوا بممارسات ودسائس وفساد المرحلة السابقة.بعاد انهياار االتحااد خاصاةالبلادان، و جال فايألغيت قد المنظمات العسكرية السرية ومع أن

ا، وكثياارا مااا تقااوم بعمليااات "إرهابيااة" وباغتيااال تركياا فااي، إال أنهااا بقياات موجااودة ونشااطة السااوفياتيملحااد أو صااحفيأشااخاص معينااين، وتنسااب هااذه العمليااات للمساالمين. مااثال تقااوم باغتيااال كاتااب أو

تركيا، وأنه يريد جر تركياا فيموجود اإلسالمي"اإلرهاب "وتثور الصحافة معلنة أن خطر شيوعي،هاااذا غيفااار الاااذيشااااطات اإلساااالمية ألنهاااا المنباااع لاااذا يجاااب تصااافية الن ى،إلااى ظاااالم القااارون الوساااط

التعصب واإلرهاب. فايالعمال إسالميقائد لحزب أيتركيا.. فكيف يستطيع فيهذا هو باختصار شديد الجو الموجود

بعااد يااومين فقااط تقااوم المحكمااة !؟ مثاال هااذا الجااو؟ وكيااف يساامح لااه بالعماال تحاات شااعارات إسااالمية .الدستورية بحل ذلك الحزب ومصادرة أمواله.. هكذا بكل بساطة

العمل من المنشودة، و تحقيق نسبة ال بأس بها من األهداف في نجح أردوغان فعليا ورفاقه من أجل تقوية و ،تركيا فيأجل الماليين من المسلمين الذين يعانون من الفقر والجهل والمرض

Page 129: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 128

العالم، فيلتركيا السياسيزيادة الثقل وكذا ،ا سياسيا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا وصناعياتركي العالم. فيلجميع المسلمين لإلسالم و وهو كسب كبير

وأمام الحريات الشخصية الدينيالعمل على رفع العوائق الموجودة حاليا أمام التعليم إن العمل على إنهاء و ،من قبضة العلمانيين المتطرفين التركيتخليص االقتصاد و تركيا، فيللمسلمين

نهاء عهد االنقالبات العسكرية أخرت البلد عقودا عديدة التيهيمنة العسكر على السياسة، وا وأعتقد شخصيا أن هذه إلنسان..تركيا وحقوق ا فيترسيخ الديمقراطية و ا،وتقدمه اومنعت انطالقه

هذه أهداف صغيرة أو هينة؟ أليست األهداف تقع في قلب النهوض اإلسالمي، وال يظن أحد أنن لم تكن هناك " ،أهدافا إسالمية يجب العمل على تحقيقها عليها؟ إسالمي" أو شعار الفتةحتى وا

هذا هو باختصار ما يسعى أردوغان ورفاقه لتحقيقه.المشاركة السياسية للجماعات الدينية في تركيا على الجماعاات أو التياارات الدينياة لم تقتصر

فاي، المادنيظل حكام اإلساالم المعتادل ازدهارت جمعياات المجتماع التي شكلت أحزابا سياسية؛ ففيعرفات تركياا الحديثاة عادة مراحال أساساية ،بقيات فياه األحازاب السياساية األخارى ضاعيفة الاذي حين

وهكااذا فإنااه علااى فااي المشاااركة المباشاارة للتيااار اإلسااالمي التركااي فااي العماال السياسااي، حتااى اليااوم )51(اليوم. ما هي عليهتركيا أقوى م فيالرغم من النواقص والعثرات ما كانت الديمقراطية

يمكنناااا مااان خاااالل ماااا تقااادم أن نرصاااد بعاااض الااادالالت حاااول وضاااع تركياااا اإلساااالم كمحااادد لسياستها الداخلية وتحقيق تفوقات تتجاوز التوقعات على المستويين الداخلي والخارجي كاآلتي:

تعرف األحزاب التي تصنف إسالمية في تركيا مان خاالل الشاعارات التاي ترفعهاا، أو مان خاالل •صارها، وأيضا من خالل األنشطة والمشروعات التاي تطرحهاا، ولايس مان خاالل تدين قادتها وأن

مشروع التأسيس للحزب أو األدبيات التي تنشر عنه، ألن الدستور التركاي يمناع تأسايس أحازاب ذات مرجعيات دينية أو عرقية.

هم إن مساألة أساالمه الدولااة غياار مطروحاة كشااعار أو مشااروع لاادى التياار اإلسااالمي التركااي، لكاان • يتفقون جميعا على العمل من أجل أسلمه المجتمع من دون التصريح بذلك.

القيااادة العسااكرية والكماليااة تاادرك أن الحركااة اإلسااالمية تيااار وطنااي قااومي أيضااا، وغياار ماارتبط • بتيارات خارجية.

التيار القومي التركي )إسالمي بالضرورة( ويمكنه التحالف مع التيارات اإلسالمية الليبرالية. •التيار اإلسالمي التركي قوة اقتصادية، ويكفى أنه يمتلك ما يزيد على خمس فضائيات وعشرات •

Page 130: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 129

مااان المحطاااات األرضاااية، باإلضاااافة إلاااى المئاااات مااان اإلذاعاااات، وعاااددا مااان الصاااحف اليومياااة واألساااابوعية والمجااااالت، ومراكااااز األبحاااااث المتخصصااااة، ونشااااط أيضااااا فااااي تأساااايس الماااادارس

لنشاااار، وتحاااااول إلاااااى قااااوة اقتصاااااادية هائلاااااة، حيااااث تمتلاااااك بعاااااض الخاصااااة والجامعاااااات ودور االجماعات مصارف إسالمية، واساتثمارات فاي مجاال الصاناعة والساياحة والفندقاة، ويوجاد للتياار اإلساالمي مااا يزيااد عاان خمااس جمعيااات لرجاال األعمااال، والتنظيمااات المهنيااة كالنقابااات، وياادير

والتعليميااة والصااحية، وجمعيااات الاادفاع عاان حقااوق التيااار اإلسااالمي آالفااا ماان األوقاااف الخيريااة اإلنسان والمرأة والطفل والبيئة وغير ذلك.

إن مطالبة أمريكا بالتدخل والتوسط لدى أوربا يظهار حالاة "التكالاب" الظااهري علاى الادخول لالتحاااااد األوربااااي، والمعااااروف أن أمريكااااا تطالااااب أوربااااا بااااذلك السترضاااااء تركيااااا فااااي هااااذه اللحظااااة،

دائها علاااى العاااراق، وهاااى أيضاااا محاولاااة الساااتئناس ظااااهرة إساااالمية ربماااا تكاااون هاااي النماااوذج واسااتع 66العلماني األمريكي، الذي تود أمريكا تعميمه في العالم اإلسالمي! وأيضاا فاإن دخاول -اإلسالمي

مليون مسلم بتركيا في النسيج األوربي هو عبء سياسي أمني تتحمله أوربا من دون أمريكا!!تلف عالم اإلسالم غيوم قاتمة، حاكتها أيادي االنحطاط وتجارب التجديد الفاشلة المرتبكة، أورثت المسلمين مسلسالت من المصائب والنكبات وضروبا من االستبداد والفساد والتمزق والتفرق

منيت والمحن المتكررة.. الظاهرة اإلسالمية التي ولدت وانتعشت على أنقاض الهزائم المتكررة التيبها أيديولوجيات اليمين واليسار على المستوى العسكري، حيث قادت الهزائم إلى االستسالم المتكرر لإلمبريالية الصهيونية وحلفائها. وعلى المستوى السياسي "غدا االستبداد والقمع كأنه قدر هذه

وتفقير الشعوب رغم األمة"، وعلى المستوى االقتصادي برز "االرتباط المذل باالقتصاد الرأسمالي،الثروات الطائلة"، وعلى المستوى األخالقي والثقافي تجلى "انتشار التحلل والتخدير والتجهيل واالنتقائية".. فكان انتعاش العمل اإلسالمي واندالع ثورات اإلسالم في إيران، وأفغانستان، وسوريا،

بقدر اآلمال التي عقدتها الجماهير وفى المغرب العربي، أنبل ظاهرة انبثقت. إال أن هذه الظاهرةعليها فسارعت إلى االلتفاف حولها، بقدر األخطار المحدقة بها من كل مكان، بقدر ما يشقها من أزمات حادة من خصام وتوتر وبطالة وعنف وارتباك وتآكل. وهى ظواهر لئن اختلفت حدتها من

مسلمين أينما وجدوا، مما شكل المعوق جماعة إلى أخرى إال أنها تمثل قاسما مشتركا بين جميع الاألساس لنموها وفعاليتها وقدرتها على مواجهة تحدياتها، والتصدي لخصومها، مما بدت معه

، إذا لم يقع الوقوف على حقيقة )61(لبعض الناس أن خشية إجهاض ذلك األمل أمرا واردا جدا

Page 131: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 130

يفاؤها ح قها من التحليل والدرس من أجل األزمة الداخلية التي تعيشها الحركة اإلسالمية وا التشخيص الجاد وتحديد العالج النافع.

II- :اإلسالم كمحدد للسياسات الخارجية في الدول الغربية ، كتاب "العلمانية في السياسة الخارجية" Princeton صدر عن مطبعة جامعة برنستون

علوم سياسية في جامعة نورث ويسترين )بالقرب من شيكاغو(. أستاذةهيرد، إليزابيثالذي كتبته سنة ألربعمائةالعلوم السياسية والعالقات الدولية في الدول الغربية تجاهلوا، أساتذة أنوملخصه

وقالوا: مثل فصل الدين ،خاص يءالدين ش أنتقريبا، دور الدين في السياسة الخارجية. وكرروا عن الدولة في الداخل، يجب فصل الدين عن السياسة الدولية في الخارج.

اإلسالم باسمعلى الواليات المتحدة الذي شن 2001سبتمبر سنة 11 بعد هجوم لكن، إسالميةفي مواجهة قاتلة مع شخصيات ومنظمات األمريكيةومة والمسلمين، وبعد دخول الحك

)71(ربما في كل مكان في العالم، اهتزت العالقة بين الدين والسياسة الدولية، من ناحيتين:الدينية واالختالفات والمواجهات الدينية جزءا من السياسة الدولية، األصولية: صارت أوال -

القومي. واألمنعلماء وخبراء السياسة الدولية في الغرب، والذين ظلوا منذ بداية المسألة هذه فاجأتثانيا: -

سنة تقريبا يقولون العكس. أربعمائةدراسة العالقات الدولية، قبل علماء السياسة الداخلية قلصلدولية العلمانية دور الدين، و علماء السياسة ا فمن جهة قلص

معتدلة، ربما لها دور في أوالدين كمنظمات دينية، متطرفة، إلى. ونظروا أيضادور الدين توجد وورد في هذا الكتاب أيضا أنه في نظر، الخارجية، وربما ليس لها دور. أوالسياسة الداخلية

تستغل الدين. لكنها تعلب دورا هامشيا أوتستعمل الدين، إرهابيةمنظمات دينية، ومنظمات .األوطانمن أ، ومع موازين القوي، و واألمنيةواالقتصادية اإلستراتيجيةبالمقارنة مع المصالح

يد العالقات الدولية. لكن، ال ير إلى، عاد الدين، علنا وواضحا، مع تغير مجرى األحداثو السياسيون.و ؛علماء العالقات الدولية: طائفتين االعتراف بذلكالكثير من

وعلى صعيد آخر هناك ثالث دول إسالمية محتلة احتالال مباشرا من قبل الدولة العبرية والواليات المتحدة األمريكية الوريث الشرعي لإلمبراطورية البريطانية؛ كما قال هنري كيسنجر في

ة له عن النظام العالمي الجديد. وهذه الدول هي فلسطين وأفغانستان والعراق، وهناك دول مقال

Page 132: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 131

إسالمية انشطرت بسبب الواليات المتحدة األمريكية ومساعيها، وهي إندونيسيا التي استقلت عنها تيمور الشرقية، والصومال، كما أن هناك جمهوريات إسالمية تقبع تحت االحتالل الروسي

ن والتي لم تأخذ حظها من االستقالل، على الرغم من أن الجمهوريات الكاثوليكية في كالشيشا اإلتحاد السوفياتي السابق نالت استقاللها بدعم من الغرب وعلى رأسه الواليات المتحدة األمريكية.

وقد أصبحت الدوائر األمنية في العواصم الغربية تعيش هاجسا أمنيا ال مثيل له ويتمثل في ، خاصة بعد الحملة دراسة هذه الدوائر لكافة االحتماالت حول تفاعل العرب والمسلمين في الغرب

الشرسة التي شنتها الواليات المتحدة األمريكية خصوصا على كل ما يتعلق باإلسالم والمسلمين ب تحسبا ألي جديد قد يفرزه الغضرمزا وعقيدة، دينا أو سياسة. ومع وضع السيناريو األمريكي

ستلجأ الواليات ؛ من شأنه أن يخل باألمن القومي الغربي العربي واإلسالمي في العواصم الغربيةالمتحدة األمريكية إلى تفكيك كافة المرجعيات القانونية والسياسية الدولية، باعتبارها باتت تعتبر

يكي األسبق ريتشارد نفسها صانعة القانون وراعية العالقات الدولية، كما ورد في كتاب الرئيس األمر )18(نيكسون، أمريكا والفرصة التاريخية والذي قال فيه نيكسون: "على أمريكا أن تحكم العالم".

نجد أن مفهوم القوة الذي تستعمله الواليات المتحدة األمريكية في سياستها الخارجية تجاه ة السياسة وتركيبة القرار اإلسالم والمسلمين أفراد أو جماعات أو دول، هو أبرز رقم في معادل

األمريكي، وفي مفردات الثقافة األمريكية أن هذه القوة ضرورة ومشروعة لبسط سلطة العدل وفي كتابه الشهير الديمقراطية في أمريكا ، -طبعا العدل على المقاس األمريكي-ومحاربة األشرار

ه حب المال حيزا كبيرا في قال توكفيل: "إني ال أعرف شعبا يحتل في 1840والذي ألفه في سنة )91(قلوب الناس أكثر من هذا الشعب األمريكي شعب يشكل تجمعا من المغامرين والمضاربين".

وا عالن، 2001سبتمبر سنة 11عندما كتب علماء السياسة الدولية العلمانية عن هجوم ف أنتناسوا، أو". ونسوا، اإلرهاب، تبنوا نظرية بوش: نظرية "اإلرهابالرئيس بوش الحرب ضد

خطأ علماء السياسة الدولية ألهذا يكون كله موضوعا دينيا. أنالموضوع له خلفيات دينية، بل يكاد مرتين: لالعلمانية

ألنهم تجاهلوا دور ؛ثانياو ،في تحليالتهم للوضع الحالي اإلسالميتجاهلوا العامل ألنهم، أوال وأطروحاتهم.سنة تقريبا من تحليالتهم، ونظرياتهم، وفلسفاتهم، ةأربعمائ، خالل األديان، كل األديان

Page 133: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 132

ستراتيجية متعددة األبعاد تجاه اإلسالم والمسلمين وضعت اإلدارة األمريكية مخططا كامال وا إلعادة تأهيل العالم اإلسالمي ثقافيا وتربويا وعلميا، وكل دولة إسالمية تحاول االنطالق من

في خانة مقوماتها الذاتية وتعمل على احتكار أسرار التقنية، وتحديدا تكنولوجيا السالح فإنها تدرج وبالتالي هناك كم هائل من القوانين لمعاقبتها. Failed States Rogue States/الدول المتمردة

، خرجت أمريكا من دائرة الرغبة في بسط االحتالل 2001وبعد الحادي عشر من سبتمبر اية القرن السياسي واالقتصادي والثقافي إلى االحتالل العسكري، ومثلما كان العالم اإلسالمي في بد

الماضي عرضة لالستعمار واالحتالل فإنه دشن بداية قرنه الحالي باحتالل أمريكا لدول مفصلية إستراتيجيا وجيوسياسيا في الجغرافيا اإلسالمية وما زالت شهيتها مفتوحة إلى درجة أنها أعادت

)02(عسكرييها المتقاعدين إلى الخدمة وفي العالم اإلسالمي !تاريخ سوء التفاهم بين الغرب واإلسالم قديم جدا، مع أن سوء الفهم تجاه اإلسالم وأهله دون

مبرر، وهذا الخوف من المستقبل على أوروبا وأمريكا لتزايد قوة اإلسالم فيهما، ألن اإلسالم الدين ال تنكر، وكذلك اإللهي الختامي، وما الذي يضير أوروبا إذا تزايد المسلمون فيها وهم طاقة إنتاجية

إبداعية !؟. خاتمة: سياسي،أو صحي،تعليمي، أو اقتصادي، أو أي مجال ال تذهب اليوم ) في الغالب( إلى

، أو االعالم إال وتجد فيها حضورا ) أفراد منفي أي دولة ...أو رياضي أو فني أو اجتماعي، أوويسهمون في مسيرة فيها،إنهم يشاركون في بناء مجتمعاتهم التي يعيشون للمسلمين،مؤسسات(

الحياة، يشاركون بصفتهم مسلمين يمثلون أثر اإلسالم في همحضارة اإلنسان اليوم وبكل قوة ! لكنفيكونون خير دعاة بواقعهم إلى حضور اإلسالم في واقع حياة البشرية اليوم، وأن سعادتهم مرهونة

بإتباعه.ذات السيادة المستقلة، تلحظ العمل المتواصل لألخذ اإلسالمية تى على مستوى الدول ح

بأسباب التقدم والرقي، وتلحظ سعي الجميع إلى وحدة األمة وتالحمها، والمنظمات اإلسالمية التي ، للوقوف مع إخوانهم المسلمين في كل مكانتسعى لجمع كلمة المسلمين، وتوحيد مواقفهم السياسية

، وقيام المنظمات والمؤسسات اإلسالمية بمد يد العون واإلغاثة وحيد جهودهم االقتصاديةوتخير دليل على فاعلية اإلسالم في للمسلمين المستضعفين، وحتى غير المسلمين من المنكوبين

Page 134: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 133

الحياة .وهاهي األقليات اإلسالمية تعمل جاهدة في تكوين تكتالت مؤسسية تعمل على خدمة .والمطالبة بحقوقهموالمحافظة على هويتهم اإلسالمية، البلدان التي يعيشون فيها، مصالحهم في

رغم ما يجده من كيد أعداء اإلسالم الذي لم يقف عند غزوه الثقافي والفكري إن المسلم اليوم اآللة اإلعالمية الضخمة التي يملكها، بل تعداه إلى الغزو العسكري لبالد المسلمين، إنه من خالل

يغذي فيه روح التفاؤل ويبعد عنه اليأس والقنوط }وال تهنوا وال تحزنوا وأنتم يجد في اإلسالم مالما يغذي فيه الصبر والثبات رغم في اإلسالم ؛ ويجد 139األعلون إن كنتم مؤمنين {آل عمران

ن تصبروا وتتقوا ال كم كيدهم شيئا إن للاه بما يعملون محيط {اشتداد الكيد }.. وا آل يضرفي -رحمه هللا –، لذلك هو دائما يتطلع إلى مستقبل مشرق غدا، روى اإلمام أحمد 120عمران

صلى هللا عليه -قال: سمعت رسول هللا -رضي هللا عنه –مسند الشاميين عن تميم الداري يبلغن هذا األمر ما بلغ الليل والنهار، وال يترك هللا بيت مدر وال وبر إال أدخله هللا يقول: " ل -وسلم

هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز هللا به اإلسالم وذال يذل هللا به الكفر ". إن تدافع األحداث في بؤرة الصراع مع الحملة الصهيونية األمريكية يجب أال يشغلنا عن

ات التي تحدث في الدوائر المحيطة واألوسع والتقدم الذي أحرزته القوى اإلسالمية في االنتصار تركيا والمغرب والبحرين وباكستان...الخ، وصراعنا مع الغزوة الصهيونية األمريكية ليس صراعا مسلحا فحسب، بل هو صراع حضاري شامل، والبد من مواجهته بكافة األدوات واألشكال وفى كافة

في -ت، وال شك أن إصالح األوضاع الداخلية لألمة اإلسالمية أمر جوهري، ألن الهدف المجاالنهاية المطاف هو أن نقيم حضارتنا المستقلة وفق أسس عقيدتنا، وبناء على مصالحنا الوطنية والقومية. وألن إصالح أوضاعنا الداخلية يمكننا من المواجهة المباشرة مع العدو المتربص بنا، وال

ك أن ما حدث في باكستان وتركيا كان الحدث األبرز. شويهمنا في األخير أن ننوه ببطالن مزاعم بعض المعادين للصحوة اإلسالمية الذين أكدوا في

السنوات الماضية بظاهرة تراجع الحركة اإلسالمية، والواقع أن الصحوة اإلسالمية تعرضت لحركة الماضي، ولم تتعرض النفضاض جماهيري كما يزعمون، وأن القمع قمعية مضادة طوال العقد

يؤتى ثماره في المدى القصير، ولكنه ينكسر تحت إرادة الجماهير وتيارها التاريخي، في أواخر الثمانينيات وفى أوائل التسعينيات كانت االنتصارات اإلسالمية تتالحق في السودان والجزائر

ن وأفغانستان وماليزيا وتونس والشيشان ولبنان وفلسطين وتركيا.والبوسنة ومصر واألردن واليم

Page 135: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 134

وبما أن هذه السياسات الداخلية أو الخارجية المناوئة لإلسالم والمسلمين والتي يتبناها الغرب بعد اعتناقه للمسيحية أو دين آخر، إنما ناجمة عن مستوى أرقى من الصراع ينم عن خلفيات تستمد

ابر؛ أال وهو صراع الحضارات. والذي جعل من اإلسالموفوبيا أو اإلسالموفيليا من بؤر التاريخ الغوجهين لعملتين مختلفتين في توجهات السياسات الغربية، يدخلنا في دوامة أخرى أو متاهة غير منتهية من اإلشكاليات حول مستقبل اإلسالم والمسلمين، في ظل المتغيرات الدولية الجديد على

ل المنظور.األقل في األج الهوامش:

1- For more information about this subject see: http://www.insted.co.uk/debates.html

2- ECLJ, Commentaires sur le concept «d’Islamophobie» à l’occasion de l’examen par l’Assemblée Parlementaire du Conseil de l’Europe du projet de résolution et de recommandation n°12266 sur «l’islam, l’islamisme et l’islamophobie en Europe» inscrit à l’ordre du jour du mercredi 23 juin 2010, pp 02-04.

، بحث مقدم لمؤتمر التربية األول بعنوان: "بين عالمية اإلسالم والعولمة"صالح الرقب، د. -3 .15ص ، 2004"التربية في فلسطين ومتغيرات العصر"، فلسطين،

.18نفس المرجع، ص -4، على الموقع التالي: "كمال الدين اإلسالمي: حقيقته ومزاياه"عبد هللا بن جار هللا الجار هللا، -5

www.islamhouse.com

6– «Un chercheur inquiété pour islamophilie», sur LeMonde.fr, 10 juin 2009.

7- JANKELEVITCH , «l’Europe entre islamophobie et islamophilie– le pur et

l’impur», Actualités Unitariennes, Par Jean-Claude Barbier, Publié dans : l'islam en

Europe, Samedi 11 septembre 2010.

8– Volpi Frédéric, Islam and democracy, The failure of dialogue, 1st published, Pluto

Press, London, 2003, p 115.

في المسألة اإلسالمية المعاصرة: المالمح العامة للفكر السياسي اإلسالمي في التاريخ طارق البشري، -9.48، ص 1996، الطبعة األولى، دار الشروق، القاهرة، المعاصر

10- Pénélope Casandra, “Les journalistes idiots utiles dopés à l’islamophilie”

(IDIOTS UTILES DE TOUS BORDS DOPES A L’ISLAMOPHILIE VERSUS LA PSEUDO EXTREME DROITE DOPEE A L’ISLAMOPHOBIE), Riposte Laïque, N° :

168, lundi 25 octobre 2010.

، 43، العددمجلة اإلسراء، العولمة والحياة الثقافية في العالم اإلسالمي، عبد العزيز بن عثمان التويجري د. -11-أيسيسكو-المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة، ونشرته أيضا 95، ص 2002أكتوبر-سبتمبر

شبكة المعلومات الدولية.-، وهو موجود على موقع أيسيسكو2002الرياض،12- Anne-Marie Delcambre, «Islamophilie et culpabilité», 10/05/2005, in

Debriefing.org

Page 136: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. بوسيت توفيق أ. عبد الغاني دندان

السياسة الغربية:توجهات واإلسالموفيليا (ISLAMOPHOBIE) بني اإلسالموفوبيا

(ISLAMOPHILIE)

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 135

، مؤسسة الشراع العربي، الطبعة األولى، اإلسالم السياسي بين األصوليين والعلمانيين. محمود اسماعيل، د -13 .125، ص 1993جويلية

، 25734، العادد مجلاة منبار الشارق ،"عصالر جديالد فالياإلسالالم المعتالدل يالدخل تركيالا "العاادل، محماد يالمادين -14 .79، ص 2007المركز العربي للدراسات، القاهرة،

، المركاااز العرباااي 25734، العااادد مجلاااة منبااار الشااارق ، "حالالالول الحركالالالات اإلسالالالالمية فالالالي تركيالالالا"مجااادي أحماااد، -15 .94، ص 2007للدراسات، القاهرة،

16-Yucel Bozadaglioglo, Turkish Foreign Policy and Turkish Identity : A

constructivist approach, Routledge, New Yourk & London, published in 2003, p 41.

17- SMEARCASTING: « How Islamophobes spread fear, bigotry and

misinformation », FAIR (Fairness & Acuuracy In Reporting), p 03 to 24, October

2008, in : www.fair.org

األمريكية الكبرى على العالم اإلسالم، أنظر ملخصات الكتاب على موقع، إسالم أون يحي أبو زكريا، الغارة -18 .32-09الين، ص

درس في الواليات المتحدة هو كاتب وسياسي فرنسي, 1859وتوفي سنة 1805توكفيل الذي ولد في سنة -19 األمريكية وعاد إلى فرنسا بكتاب الديمقراطية في أمريكا، حيث عين في فرنسا وزيرا لخارجية فرنسا.

20- Mustapha Chérif, L'Islam Tolérant ou Intolérant, Odile Jacob, Paris, Mars 2006,

p 207.

Page 137: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 136

صعود اليمين المتطرف في أوربا: تعبير عن عداء سياسي أم مجتمعي للإسلام؟ د. رابح زغوني

الجزائر -قالمة 1945ماي 08جامعة

مقدمة: وغير متوقعة نجاحات الفتة ،التسعينياتعقد مع بدايةخاصة ،عرفت السنوات األخيرة

أو ما يطلق عليها أحيانا بأحزاب اليمين المتطرف - Far Rightألحزاب أقصى اليمين

Extreme الراديكالي ،Radical أو الشعبويPopulist- ،في أغلب دول أوربا الغربيةالمحافظات خاصة في النمسا، النرويج، الدنمارك، هولندا، سويسرا وفرنسا، سواء في انتخابات

. وقد تفاوتت ، وحتى في انتخابات البرلمان األوربيةالبرلمانية والرئاسي أو في االنتخاباتالمحلية تشكيل بين الوصول إلى الحكم أو المشاركة فيهناك النتائج التي أحرزها أقصى اليمين

ما جعل هذه األحزاب السلطة، االقتراب من تحصيلعلى األقل المنافسة الجدية و أو الحكوماتفاعال مؤثرا ومنافسا ضمن الحركية تنتفض على ماضيها كمجرد أحزاب مناسبات، لتصبح

حد البدائل السياسية الجديرة بثقة الناخبين عن القوى السياسية أالسياسية األوربية، وترتقي لتكون واليسار. التقليدية ضمن اليمين

ضد ،أو هي تصاعد الكراهية ،الالفت في هذا الصعود أنه قد اقترن بظاهرة أخرى متزامنة وهي ظاهرة فكرية االسالموفوبيا.ظاهرة المعبر عنها بو لمسلمين في أوربا داء لبتعبير أدق، الع

لتصبح أيديولوجية ترتبط بنظرة اختزالية وصورة وتستشري في المجتمعات األوربية بدأت تتقوى تؤمن بقيم محدودةو مغلقة على ذاتهانمطية لإلسالم ومعتنقيه من المهاجرين في أوربا، كمجموعة

والنظرة السلبية لآلخر وترفض العقالنية والمنطق االختزالالتي تحض على العنف و رجعية تلك وحقوق اإلنسان.

هذا التزامن ال شك انه يؤشر لوجود عالقة بين الظاهرتين، ويبرر بالتالي طرح إشكالية ارتباط بالعداء لإلسالم -األوربيوحضوه بالقبول لدى الناخب -صعود اليمين المتطرف األوربي

والمهاجرين المسلمين في برنامجه السياسي. فرغم تعدد المقاربات لظاهرة صعود اليمين المتطرف، إال أن قليال منها ضمن األدبيات الغربية استقصى حول هذه العالقة.

Page 138: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 137

تحليل هذه العالقة من خالل محاولة المقاربة إلشكالية طبيعة الصلة بين يقترح هذا المقال هذه الحملة المعادية لإلسالم في أوربا التي يقودها اليمين المتطرف، وتحصيله مزيد من الشعبية واألصوات لدى الناخب األوربي. بالتساؤل عما إذا كان العداء لإلسالم مجرد خطاب يميني

خطابات أخرى، أم أنه تعبير عن حملة بمرجعية مجتمعية سائدة تجسد سياسي سائد على غرار ؟ خوفا لدى المجتمعات األوروبية )المسيحية( من فقدان هويتها

بعبارة أخرى، هل صعود أحزاب اليمين المتطرف على الساحة السياسية األوربية هو نتيجة لى نحو مباشر، خالفا للخطاب تبنيها خطاب سياسي بسيط ومباشر يصل المواطن األوربي ع

لليمين واليسار؟ أم أن هذا الصعود هو مجرد نتيجة الذي فقد مصداقيته السياسي الكالسيكيوليس سياسي مستشري لدى غالبية الغربيين حكام أم مواطنين، سابق حتمية الحقة لعداء مجتمعي

وجد طريقه للظهور من خالل هذه األحزاب؟ المتطرف؟ ماهي أحزاب اليمين /1

ال يوجد اتفاق واضح بين الذين تناولوا موضوع أحزاب أقصى اليمين حول تعريف جامع بحيث ال يزال ،لليمين الراديكالي، رغم االتفاق الحذر حول خصائصها المشتركة وسمتها المتطرفة

ومن هناك استعمال لمفردات قريبة في اللفظ لكن بعيدة في المعنى كمترادفات مع أقصى اليمين ، رغم انه تعبير عن نسق فكري مختلف؛ فأما 1"المحافظون الجددو" "اليمين الجديدأمثلة ذلك "

األولى فتستعمل لإلشارة لمتبني أفكار الليبرالية المتطرفة التي تدافع عن تحييد تام لدور الدولة في وعا تدخليا في االقتصاد مع خوصصة كثيفة وسوق مفتوح. بينما تشير الثانية للذين يحملون مشر

السياسة الخارجية األمريكية يرتبط فيه االعتقاد الديني بالمصالح السياسة.أما أقصى اليمين، فيكاد يكون هناك إجماع بين الباحثين في الشأن على أنه مقترن

باإليديولوجية الفاشية، بل يتم تصنيفه منتسبيه أحيانا تحت مسمى الفاشيون الجدد. وتتسم الفاشية العقالنية، الحداثة، الحرية والمساواة، كما ،ا بكونها تلك األيديولوجية التي تنكر قيم الليبراليةعموم

ترفض الرأسمالية، الشيوعية والديمقراطية، وتعتقد بمثالية الدولة وحتمية الصراع لتقدم التاريخ، Piero Ignazi إغنازي بييرو و يختصر .2وتؤمن بمبدأ القيادة البطولية وااللتفاف حول القائد

:3الخصائص المعرفة للفاشية في مايلي االعتقاد بسلطة الدولة على حساب األفراد. -

Page 139: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 138

التركيز على فكرة المجموعة الطبيعية. - الشك في النظام التمثيلي والترتيبات البرلمانية. - الحد من الحريات الفردية والجماعية. - مبدأ الهرمية في التنظيم االجتماعي.القبول ب -

ورغم أن بعض أحزاب اليمين المتطرف في أوربا ال تعتنق مبادئ الفاشية كما هو حال "الجبهة الوطنية" في فرنسا، وألن جميع األنظمة السياسية في أوربا تمنع األحزاب التي تتبنى أفكار هتلر

أفكار الديمقراطية والتقدم في تسمياتها دون أو موسوليني، فإن هذه األحزاب تتبنى بصورة شكلية أن تتبناها فعليا.

و رغم وضوح الخلفية اإليديولوجية، يجد الباحث عن تحديد واقعي دقيق لما هو اليمين المتطرف مقاربات مفاهمية مختلفة.

يقترح ثالث معايير لتصنيف أحزاب اليمين المتطرف. أولها، أنها مثال 4بييرو إغنازي فـ يسار. ثانيها، أنها يجب أن تمتلك –أن تتموقع في موقع بعيد عن النقاش التقليدي يمين يجب

روابط بالفاشية. ثالثها، أنها ال بد أن تدافع عن قضايا وقيم وسياسات مناهضة للديمقراطية . Anti-Systemوالرأسمالية؛ أي أنها يجب أن تكون ضد النظام

مقاربة اقل صرامة وأكثر اتساعا ge BetzGeor-Hanz 5 هانز جورج باتزويقدم هي هذه األحزاب حسب باتز ،لليمين المتطرف، التي يطلق عليها أحزاب جناح اليمين الشعبوية

تنتقد السياسات االقتصادية واالجتماعية للديموقراطيات الغربية دون مهاجمة أسسها؛ تلك التي إلثني وتمقت المهاجرين. وهي أحزاب بحيث ترفض المساواة الفردية وتركز على التجانس ا

بمركزية عالية ونظام هرمي مرتكز حول شخصية القائد الكارزماتية، وتستعمل الشعبوية كأسلوب فعال للتسويق السياسي.

فيميز بين ما يسميه األحزاب الفاشية الجديدة Matt Golder 6 مات غولدرأما في طبيعتها وبرامجها. أما الثانية، فهي شعبوية واألحزاب الشعبوية، أما األولى فهي أكثر تصورية

بسبب تركيزها على المسائل المادية مثل الربط بين الهجرة والبطالة. ويرى غولدر أن األحزاب الشعبوية وليست الفاشية الجديدة هي التي حصلت على نجاحات انتخابية مؤخرا.

Page 140: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 139

أن األسس اإليديولوجية المشتركة لليمين المتطرف Cas Mudd 7 كاس ميديجادل و ، Xenophobia، العداء لألجنبي Patriotismاألوربي هي اربعة: القومية أو االنتماء للوطن

؛ بحيث يجب على Welfare chauvinism حفظ القانون والنظام، النظرة الشوفينية للرفاهية .اهية أفراد األمة دون األجانبالدولة أن تضمن من خالل سياستها االجتماعية رف

غير أن أكثر المقاربات التي حضت باإلجماع حول الخصائص المشتركة ألحزاب اليمين بحيث تنظر ، Meindert Fennema 8 فينيما مايندرتالمتطرف األوربي هي التي قدمها

لهذه األحزاب كنسق فكري موحد، من خالل برنامجها المعادي للهجرة والمهاجرين، لذا يطلق . فرغم بعض االختالفات في Anti-Iimmigration Partiesعليها أحزاب ضد الهجرة

األولويات المحلية، فان جميع األحزاب في أقصى اليمين األوربي تشترك في موقف موحد تجاه ؛ 9الهجرة وخطر المهاجرين، بحيث تصور المهاجرين كأهم مشكلة في أربع صور مختلفة الحد من

وطنية، كسبب للبطالة، كسبب رئيسي للجريمة ومظاهر أخرى لالأمن -كتهديد للهوية االثنووهذا ما يؤكده الواقع، بحيث أكدت و كسوء مستغلين لما توفره دولة الرفاه. االجتماعي، و 1994ة في نتائج سبعة أحزاب يمينية متطرفة في انتخابات البرلمان األوربي سنتي دراسة مقارن

أن العامل المرجح في التصويت لصالح هذه األحزاب هو موقفها من سياسات الهجرة 1999 . 01ودعوتها لتقييدها

إذن يشكل العداء لألجانب، ورفض األقليات وفكرة التعددية الثقافية، والدفاع عن هوية وطنية وعن التقاليد القومية التاريخية، والدعوة للحد من الهجرة، القاعدة المشتركة ألي برنامج -اثنو

المقاربة لها بشكل -رغم بعض االختالفات –سياسي لحزب يميني متطرف، وهذا ما يبرر جماعي ضمن سياق السياسة األوربية واإلشارة لها كيمين أوربي متطرف.

سم مشتركة أخرى في برنامج أقصى اليمين، أهمها انتقاد سياسات دون إنكار وجود قوا الديموقراطية االجتماعية لليسار وتشجيع الفردية لليمين، ورفض االندماج األوربي، والدعوة لتقليص الضرائب ولتشديد عقوبات الجرائم، و رفض سياسات المساواة للنساء وحماية البيئة،

، وهو فكر إقصائي بأن التفوق االستعالئيةا في االعتقاد بمفهوم تشترك أحزاب اليمين الجديد نظريوالدونية حقيقة جبلية بين األفراد والمجتمعات، مع رفض مطلق لمعيار المساواة االجتماعية. و تؤيد عمليا هذا االعتقاد ببرنامج سياسي ومجتمعي قوامه التمييز العنصري الواضح من خالل

Page 141: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 140

"االنتماء Nativism"كره االجانب"، Xenophobiaية أهمها: التبني الصريح لمفاهيم عنصر . في هذا السياق ما هي صورة المهاجرين المسلمين لدى 11"التمييز العنصري" Racismللوطن"،

أقصى اليمين؟ أقصى اليمين: فعلاالسالم والمهاجرين المسلمين في خطاب و /2

المالحظ أن أكثر الخطابات والسلوكيات تطرفا لدى اليمين تجاه المهاجرين األجانب، هي يركز على تلك الموجهة ضد المهاجرين المسلمين ودينهم اإلسالم من خالل برنامج سياسي

إشاعة الخوف والسلبية تجاه المسلمين في المجتمعات الغربية، و تقديم صورة "اآلخر" اإلسالم في J. P Zuquete زيكيتعقيدة جامدة، متطرفة، قمعية، تحمل العداء للغرب. وقد أكد بوصفه

دراسته "اليمين األوربي المتطرف واإلسالم" ما يعتبر أصال حقيقة شائعة من أن هذه األحزاب ، وأنه طوال العشريتين الماضيتين كانت أحد أهم انشغاالتها ما Anti-Islamمعادية لإلسالم

.21التهديدات المنبعثة من اإلسالم والمسلمين المقيمين في أورباتعتبره هذا الموقف نتلمسه بشكل مباشر وصريح في برامج بعض األحزاب اليمينية األوربية

:31 المتطرفة أو مواقف بعض قاداتها كما يليفي دعايته السيـاسية وحملته أول حـزب استخدم اإلسالموفوبيا * الجبهة الوطنية الفرنسية:

.االنتخابية للتخويف من اإلسالم والمسلمين

وصـف اإلسالم بـأنه "العدو األول لألمة النمسـاوية، ألوروبا * الحزب النمساوي اليميني الشعبي: والعالم أجمع.

.بادعا إلى إيجاد "منطقة حرة للمسلمين"، وحذر من أسلمة أورو * الحزب الدنماركي التقدمي:

* الحزب اليميني الشعبي الدنماركي: حذر الجماهير في أثناء حملته االنتخـابية من اإلسالم .كمصدر تهديد ألوروبا، عالوة على أنه ضد الحضارة الغربية

وصف اإلسالم بأنه أكبر مـصدر لتهديد اإليطالي: -ليقا نورد-* "أومبرتو بوسي" زعيم حـزب ودعا لضرورة للدفاع عن النصرانية األوروبية. ،الثقافة األوروبية

خيرت فلدرس" زعيم حزب الشعب الهولندي: قارن اإلسالم بالفاشية و القرآن بكتاب هتلر * " .41"حياتي"، واعتبر المسلمين متخلفين لذا وجب منع الهجرة من البلدان اإلسالمية نحو هولندا

Page 142: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 141

عي األلماني": اعتبر المهاجرين المسلمين يجعلون * "ثيلو سارازين" "الحزب الديمقراطي االجتماألمانيا أغبى وأفقر؛ ألنهم جينيا أقل ذكاء، وألنهم يزاحمون األلمان في االستفادة من الموارد

.51االقتصاديةوتمثل هذه التصورات أساسا لتصرفات تمييزية ضد المسلمين، قد تأخذ شكل المطالبة

اجرين المسلمين، أو تخضعهم لمراقبة متزايدة من قبل بسياسات تحد من حقوق وحريات المهالسلطات األمنية، وقد تأخذ صورة حمالت دعائية لنشر المشاعر السلبية تجاه المسلمين داخل المجتمعات الغربية كرفض بناء المساجد والمؤسسات المسلمة، وقد تنفجر أحيانا في صورة أحداث

عنف وتمييز وجرائم كراهية ضد المسلمين.وقد وجد ما يصدق ذلك واقعيا، بدءا بالصور المسيئة للرسول الكريم بالدنمارك والنرويج، ثم فرنسا التي منعت ارتداء الحجاب في المدارس والمعاهد تبعتها بلجيكا. ثم إقرار قانون يقضي

وأشدها في هولندا مع زعيم ،بحضر النقاب في األماكن العامة في عديد من الدول األوروبية 1000حزب الحرية "خيرت فلدرس" الذي طالب بسن ضريبة سنوية على المحجبات تقدر ب

يورو تخصص لدعم حرية المرأة ,ثم وصول األمر إلى قانون حظر المآذن بسويسرا الذي رحبت به أحزاب اليمين المتطرف وطالبت بتعميمه على كامل الدول األوروبية.

التفسيرية لصعود اليمين المتطرف: المداخل/3طغت على المداخل التقليدية لتفسير صعود اليمين المتطرف في أوربا التفسيرات

االقتصادية والسياسية مع قليل اهتمام باألبعاد الثقافية، بحيث لم يتم الربط بين االسالموفوبا ادي لإلسالم وسيلة للتعبئة وصعود اليمين المتطرف األوربي إال في حدود كون هذا الخطاب المع

وكسب أصوات الناخبين مستغال اإلحباط االقتصادي للمواطن األوربي من المهاجرين والسياسي تحاول هذه الورقة تقديم وفحص تفسير آخر قائم ألجل ذلك من السياسات الحكومية تجاههم.

يجد تفسيره في تبنيه على البعد الثقافي، ذلك الذي يقترح أن صعود اليمين األوربي المتطرف خطاب معادي لإلسالم والمسلمين، وهو بذلك استطاع أن يالمس طموحات ومشاعر الناخبين األوربيين الذين هم أيضا معادون لإلسالم، وبالتالي فصعود هذا اليمين هو مكافئة له على مواقفه

السابقة.

Page 143: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 142

مدخل االقتصاد السياسي: 3-1القرن الماضي على دراسة تأثير دينامكية التغيير ركزت عديد األبحاث مند ستينيات

االقتصادي واالجتماعي على القيم والتوجهات السياسية للناخبين. لعل أشهر تلك الدراسات هي ، Silent Revolution الثورة الهادئةعن Ronald Inglehart رونالد اينغلهارتالتي قدمها

مادية لدى طبقة الشباب -قيم ما بعد مادية أو فوق أين يقرر أن تغييرا تدريجيا حدث نحو بروز والمثقفين وجيل المؤمنين ماديا عموما، بما ساهم في ظهور أحزاب الخضر.

غير انه من وجهة نظر مقابلة، فان نفس هدا التحول االقتصادي واالجتماعي كان سببا ، التي ساهمت Counter Silent Revolutionالثورة الهادئة العكسية بييرو إغنازي لما أسماه

حيث يفسر اغنازي الرواج المتزايد ؛61حسبه في صعود اليمين المتطرف في االتجاه المقابللخطاب اليمين لدى الناخبين في كون هدا الخطاب استطاع مالمسة االنشغاالت المتغيرة لدى

واكبتها. فصعود بعض أفراد المجتمع، والتي لم تستطع االتجاهات السائدة اليمينية واليسارية ماليمين المتطرف هو نوع من رد الفعل الجماعي لطبقة معينة من األفراد في المجتمعات األوربية ما بعد الصناعية، والتي لم تستطع التكيف مع تحوالت االقتصاد المعولم الخدماتي أساسا والذي

مشة مع تزايد نسب ال يعترف باالنتماء والجنسيات. حيث وجدت هده الطبقة نفسها في وضعية مهالبطالة، تزايد الفشل ،الحرمان وتراجع االنسجام والتناسق المجتمعي. لذا فإن تزايد تدفق المهاجرين واستقبال طالبي اللجوء من دول العالم الثالث أساسا نحو أوربا أحيى لدى هذه الفئة مفاهيم

ة المتطرفة وظهور قادة متطرفين العنصرية وكره األجانب، وهذا ما خلق بيئة مالئمة للقوى السياسيبشعبيات متزايدة، الذين تبنوا برامج انتخابية للحد من الهجرة والبطالة والتشتت المجتمعي ومطالب

.71للذين شعروا بالتهديد أخرى لقد لقي هذا الخطاب الشعبوي ألحزاب أقصى اليمين قبوال لدى فئة العمال)الياقات الزرق(

ي والثقافي المحدود وأفراد المجتمع األكثر عرضة للمخاطر االجتماعية، وأصحاب المستوى التعليم losers of Modernityالذين وجدوا أنفسهم خارج االقتصاد الصناعي، أو ضحايا الحداثة

.81بتعبير اغنازي

Page 144: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 143

مدخل المؤسسات السياسية: 3-2تقترح بعض المداخل التفسيرية الربط بين الصعود المتزايد ألحزاب اليمين المتطرف

األوربي وعوامل متعلقة بالجانب الممارساتي والمؤسساتي للحياة السياسة، وبهذا الصدد نجد عديد المقاربات.أولى تلك المقاربات هي نظرية التصويت العقابي أو االحتجاجي، التي تفسر زيادة

يت في مختلف االنتخابات األوربية لصالح قوى اليمين المتطرف تعبيرا عن اتساع دائرة التصو السخط وعدم الرضا عن سياسات اليمين واليسار خاصة، بما يؤدي إلى تشتت المواالة التقليدية

. فيجد91لألحزاب السياسية السائدة ويغير بالتالي قواعد االنتخاب االعتيادية لدى جماهير الناخبينبذلك حصول اليمين المتطرف على مزيد من األصوات تفسيره في رفض الناخبين لبرامج اليمين

واليسار أكثر من كونه قناعة ببرامج أقصى اليمين.تأكيد هذا الطرح عمليا يظهر حسب مؤيديه في عدد من المؤشرات الواقعية التي تؤكد

: التغير السريع في األنظمة السياسية 02تحقيقة التشتت في آراء الناخبين، من بين تلك المؤشراالحاكمة، عدم الوالء في عضوية األحزاب، التردد والتأخر في القرار التصويتي لدى الناخبين،

تزايد محورية رؤساء األحزاب على حساب البرامج في الحمالت االنتخابية. ، بحيث Norris 12تفسير مؤسساتي آخر لصعود اليمين هو ذلك الذي يقدمه نوريس

يعزو هذا الصعود الستفادة أحزابه في بعض الدول األوربية من النظام االنتخابي الذي بإمكانه ضمان شروط متساوية للمنافسة الحزبية، حيث تشير المقارنة أن أحزاب أقصى اليمين حققت

.نتائج أفضل في الدول التي تأخذ في انتخاباتها بنظام التمثيل النسبي؛ أي نظام الحصصعموما، يعتقد متبنو المدخل السياسي أن اليمين المتطرف األوربي استفاد من بعض

الظروف السياسية والمؤسساتية التي ساهمت في ارتقاء قاعدته االنتخابية، خاصة دينامكية النظام الحزبي واالنتخابي. إضافة إلى ذلك، استفادته من االهتمام البالغ الذي أضحى يوليه اإلعالم

وربي لنجاحات اليمين بما ساهم في دعاية عبر وطنية ألحزابه عبر أوربا.األ

مدخل الثقافي والحضاري:ال 3-3لم تحض التفسيرات التي تقيم الصلة بين تزايد شعبية اليمين المتطرف، وتبنيه لخطاب

والدعوة إلحياء إلى التراث الثقافي التقليدي -وخاصة للمسلمين منهم-معادي صريح للمهاجرين

Page 145: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 144

سبتمبر، حيث بدأت مثل هذه التفسيرات تجد لها تأييدا واقعيا معتبرا. 11للغرب، إال بعد أحداث فان اليمين المتطرف من خالل تبنيه ، Rydgren, Jensريدغران جانسو مثل ما يذهب إليه

فإنه تمكن من جذب التقليدية السوسيواقتصادية المواضيعبدل أساسا سوسيوثقافيةجديدة لمواضيع ، فالمعروف عن هذه األحزاب أنها تروج لخطاب شعبوي مباشر دون أن تكون 91جماهير الناخبين

لها برامج عمل واضحة، فتلجأ إلى مواضيع كالخطر اإلسالمي، وتهديد قيم الحياة الغربية وعبئ يصفها بأحزاب المسألة الواحدة )مسألة الهجرة(. Mudde Cas كا المهاجرين، وهذا ما جعل ميد

فأهم ما يميز اليمين المتطرف األوربي هو أنه استطاع النجاح حيث فشل اليمين واليسار التقليديين؛ أي التكيف مع التحوالت الثقافية واالجتماعية التي فرضها نسق العولمة على المجتمعات األوربية، والتي أدت إلى انكفاء الهويات القومية والحد من الخصوصيات الثقافية،

لخبرات، المواقف واالهتمامات القيمية للفرد األوربي. وما ساعد أكثر على اقتناع المواطن ليعيش ااألوربي بخطاب هذا اليمين، أن األخير أصبح مرنا بما فيه الكفاية ليتموقع ضمن السياق السياسي والثقافي، واستطاع أن يحرر نفسه من الخطاب التقليدي الذي يركز على الفوقية

قومية، -لفروقات البيولوجية، العداء للسامية. ليتبنى خطابا جديدا يركز على االثنووالدونية، ا الوحدة الثقافية والتقاليد الوطنية.

لقد استطاع اليمين المتطرف تحقيق نجاحات انتخابية الفتة؛ ألنه نصـب نفسه مرافعا عن Us versis »ل ثنـائية نحن وهم التميز الثقافي، اإلثني والديني األوربي، ونظـرته للمجتمع من خال

Them » ليصور مجموعات المهاجرين كتهديد للوحدة القومية والتماسك الوطني، وتحريف لنمط ،الحياة المحلية. مثل هذا الخطاب التقى مع مطلب مجتمعي واسع فجاءت النتيجة في شكل

لخوف والقلق لدى تصويت مكافئ من المواطن األوربي لليمين المتطرف الذي استطاع تخفيض ا األفراد من خطر المهاجرين.

السؤال الجوهري اآلن، هو كيف تظهر هذه العالقة في سياق الوعي الجمعي األوربي من اإلسالم والمسلمين؟

العالقة بين العداء لإلسالم في أوربا وصعود اليمين المتطرف األوربي: /4إن مثل الطرح السابق يحيل مباشرة نحو إمكانية اقتراح تفسير آخر لصعود اليمين المتطرف، ذلك الذي يفسر هذا الصعود كمجرد نتيجة حتمية الحقة لعداء مجتمعي وليس سياسي،

Page 146: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 145

مستشري لدى غالبية الغربيين سياسيين أم مواطنين، لإلسالم ومعتنقيه يظهر في شكل نسق عقدي غير عقالني، عدائي ،أيديولوجية رجعية أدنى مرتبة من القيم الغربية، بربري يصور اإلسالم ك

تجاه المرأة، داعم لإلرهاب محرض على صراع الحضارات. لقد أدى التطور االجتماعي والسياسي بعد عصر التنوير وانفصال الدين عن الدولة في

ما إلى العلمانية، وانسحاب الدين أوربا، إلى اعتقاد راسخ في وعي األوربي بأن الحداثة تؤدي حتمن الحياة العامة. لذا على الرغم من أن أوروبا قد قبلت بالمهاجرين للمسلمين، وسمحت لهم بشكل كبير أن يصبحوا مواطنين ويستقروا فيها، إال أن الواقع يشير إلى أن الساسة األوروبيين،

22بل المسلمين كما هم بثقافتهم ودينهم.ووسائل اإلعالم، والجماهير لم ينجحوا بنفس القدر في تق -كما يروج الغرب لذلك-وبالتالي، فالحديث عن العداء لإلسالم في أوربا، ال يندرج

ضمن حرية التعبير والنقد في عالمي اإلسالم والحركة اإلسالمية السياسية، بل هو اقرب لتكوين ، أولى هذه 32وروبية السائدةنمطي مسبق ينطلق من "مسلمات" تم تأصيلها في الثقافة األ

المسلمات الصلة العضوية بين اإلسالم والعنف, وثانيتها التعارض المبدئي بين اإلسالم والديمقراطية, وثالثتها العداء المطلق بين اإلسالم والعلمانية.

هذا الطرح تؤيده باستمرار وبشكل متزايد نتائج استطالعات الرأي األوربية حول موقف أظهر استطالع للرأي 2006وربي من اإلسالم والمسلمين، فعلى سبيل المثال في عام المواطن األ

% من األلمان يوافقون على مقولة "أن 83ن أ؛ 42قامت به مؤسسة "دويتشه فيله" األلمانية ( أنهم يعتقدون أن " اإلسالم غير متسامح"، وكشف %71اإلسالم يقوم على التعصب"، وقال )

% أنها 91ع وهو ) بماذا ترتبط كلمة اإلسالم لديك؟( عن النسب اآلتية: قال أحد أسئلة االستطال % أنها تعني لهم عدم الديموقراطية.61ترتبط بالتمييز ضد المرأة، وقال

خاتمة:إن االرتباط المالحظ بشكل متزايد بين العداء الصريح لإلسالم والمهاجرين المسلمين في خطاب اليمين المتطرف األوربي، وزيادة شعبيته ونسب التصويت لصالحه، يعتبر مؤشرا جديرا بالثقة لالهتمام بالتفسيرات الحضارية والثقافية لصعود اليمين. فمثل هذا الخطاب يلقى رواجا

ا لدى الناخب األوربي ليس ألنه برنامج سياسي مقنع بقدر ما هو استجابة لنسق فكري متزايدوان -سبتمبر 11وتصور نمطي في عقل األوربي عن المسلمين في أوربا ترسخ أكثر بعد أحداث

Page 147: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 146

. فاإلسالم بهذا التصور هو تهديد -ساهمت عوامل خارجية يتحمل المسلمين جزءا منها في تكوينهفي الحرية، العلمانية والعقالنية...وبالتالي، فهذا العداء لالسالم حين وجد طريقه لقيم الغرب

للظهور في برامج وخطابات واليمين المتطرف جاءت النتيجة مزدوجة، صعود مميز لألحزاب اليمينية المتطرفة في مختلف االنتخابات األوربية، وانتشار لظاهرة االسالموفوبيا على نطاق

واسع. :الهوامش

10 - Nathan Price, « The Resurgence Of The Far-Right In European Politics:

Analysis Of The French, Italian, Austrian, And Belgian Cases », A Thesis

Submitted to the Graduate Faculty of the Louisiana State University in partial

fulfillment of the requirements for the degree of Master of Arts B.A., Miami University,

2004 August 2007,p.4.

20 - Lubomír Kopecek, “The Far Right in Europe”, Central European Political

Studies Review ,Volume IX, Part 4, p. 281.

30 - Nathan Price,Op.Cit. 40 - Lubomír Kopecek,Op.Cit.,p 284-285.

50 - Ibid, p. 286.

06 - Nathan Price,Op.Cit.,p.5.

07 - Lubomír Kopecek,Op.Cit.,p.287-288.

80 - Wouter van der Brug, Wouter van der Brug, “The support base of radical right

parties in the enlarged European Union”, Paper prepared for the EES Spring Meeting

2006 on The European Parliament election of 2004, Lisbon, 11-14 May, 2006. p2.

90 - Kristian Voss, Kristian Voss, “ Support for the Far Right: The Desire for

Cultural Preservation in an Increasingly Globalized and Multicultural Europe“, Inter-University Consortium For Political And Social Research,2007. p.6.

10- Lubomír Kopecek, Op.Cit.,p. 287.

11 - "Far-right politics", in: http://en.wikipedia.org/wiki/Far-right_politics.

21 - Egdūnas račius, "The far right in lithuania – on the margins of marginality",

Conference “Far right networks in Northern and Eastern Europe” Uppsala University, March 25-27, 2010,p.1.

.hasany.com/vb/showthread.php?t=242533-http://www.al، في: االسالموفوبيا في اوربا"" - 3141 - “Threat of the far right in Europe”, in:

http://socialistworker.org/2010/10/07/threat-of-the-right-in-europe. 15 - "Are Muslim immigrants making Europe "poorer and stupider", in:

http://open.salon.com/blog/lost_in_berlin/2010/08/30/are_muslim_immigrants_making

_europe_poorer_and_stupider. 61 - Lubomír Kopecek, Op.Cit.,p. 283.

71 - Idem.

81 - Kristian Voss, Op.Cit.,p. 8.

Page 148: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

رابح زغوني .د صعود اليمني املتطرف يف أوربا:

تعبري عن عداء سياسي أم جمتمعي لإلسالم؟

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 147

91 - Ibid, p. 9.

02 - Idem.

12 - Idem.

22 - Kristian Voss, Op.Cit.,p. 12.

"، في:المفهوم..األسباب.. المقاومة إلسالموفوبيا:"ا ملخص لمقال طالب كوشكان- 23http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=91&pg=7&aid=12505

، في :" إلسالموفوبيا وحقوق اإلنساناهيثم مناع،" -24http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B3BC9D64-6F2D-4F66-9B48-

AE33996930C5.htm مرجع سابق. "،إلسالموفوبيا: المفهوم.. األسباب.. المقاومة"ا ملخص لمقال طالب كوشكان -25

Page 149: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 148

الجاليات المسلمة في أوربا ومدى اندماجها في العمل السياسي في ظل صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة

أ د. ناجي عبد النور الجزائر -جامعــة عنابــة -

مقدمــــةالمقيمة بالبالد األوربية وتحولها من هجرة مؤقتة الجاليات العربية و المسلمة وضع يطرح

إلى هجرة االستقرار، إشكالية تتعلق باالنفتاح على المجتمع المدني واالندماج فيه والمشاركة تنظيمات وهياكل تأسيس من خالل سياسي بعملمحاوالت للقيام الجالية السياسية. وقد بذلت

البلديات بعض إدارةأثبتت جدواها وفعاليتها حيث تمكن عدد من المسلمين من قائمة،سياسية وتسييرها في البلدان التي يقيمون بها، كما تمكن المسلمون من إيصال عدد من النواب المسلمين أو المتعاطفين مع الجالية المسلمة إلى المجالس التشريعية. والشك أنه سيكون لهذا األمر عظيم األثر

سماع صوت المسلمين وأخذ مطالبهم الدينية والثقافية بعين االعتبار، وأن يعمل على إدماجهم في إفي مطلع أوربافي النسيج االجتماعي والسياسي لبلدان المهجر، لكن في المقابل شهدت

، وما يصاحبها من حدة األوروبياليمين المتطرف على المشهد أحزابتنامي ظاهرة تالتسعينياالمختلفة ثقافيا ودينيا من األقليات إزاء األوروبية للمجتمعاتسام الثقافي و االجتماعي في االنق

،وقيام األحزاب المتطرفة في التحريض ضد المهاجرين وربطهم المهاجرين العرب و المسلمينبالجريمة و البطالة و اإلرهاب و كل اإلمراض و اآلفات االجتماعية التي تعيشها أوربا، هذه

.يبعث على القلقو وات والممارسات من شانها إحياء القومية المتعصبة و االسالموفبيا الدع

اإلشكالية

من هذا المنطلق تحاول هذه الورقة البحثية طرح التساؤل حول مصير الجالية المسلمة و العربية وكيف تتعامل األحزاب مع المهاجرين و األقليات ؟في حالة وصول أحزاب اليمين المتطرف السلطة

؟وتأثير ذلك على العملية الديمقراطية وحقوق اإلنسان في أوربا العربية واإلسالمية في العملية السياسية واالنتخابية وفرض وزنها سياسي وفاعليتها في ودور الجالية

هل و ،كيف يتفاعل المهاجرون مع السياسة المحلية في كل دولة و ؟ي والمدنيمحيطها االجتماعاإلسالم ومؤسساته ومأسسته في اإلطار األوروبي, وما يرتبط المسلمين و مشكالت باالعتراف يتم

بذلك من بروز ما صار يعرف باإلسالم األوروبي المتولد من رحم الجاليات المهاجرة وتفاعلها مع

Page 150: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 149

وبي, ودور القيادات الدينية في تطوير عالقة صحية بين المهاجرين والمجتمعات التي الفضاء األور .يعيشون فيها, إضافة إلى قضايا وأزمات الهجرة غير القانونية والتهريب وغير ذلك

هيكل الورقة البحثية : نمو ظاهرة العداء لإلسالم والمسلمين )اإلسالموفوبيا(أسباب أوال:

الجالية اإلسالمية والعربية في أوربا و تحدياتها.ثانيا : الدور السياسي لألقلية المسلمة بهولندا ثالثا :

أسباب صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوربا وتداعياتهرابعا : .نمو ظاهرة العداء لإلسالم والمسلمين )اإلسالموفوبيا(أسباب أوال:

األسباب الحقيقية الكامنة وراء نمو ظاهرة العداء لإلسالم والمسلمين )اإلسالموفوبيا( فهمإن في عدد من المجتمعات الغربية بشكل عام واألوربية بشكل خاص خالل السنوات األخيرة ضرورة ال بد منها لتطوير خطاب إسالمي قادر على التعامل مع الظاهرة الخطيرة وعالجها

هم أسباب صعود ظاهرة اإلسالموفوبيا في ألنتعرض ،وعليهة ضرورية لحلهاففهم المشكلة مقدم . الغرب خالل السنوات األخيرة والذي يتعلق بصعود األحزاب األوربية اليمينية الراديكالية الجديدة

اال ان هناك اسباب يمكن رصدها :أحداث الحادي عشر من سبتمبر والممارسات المتطرفة لبعض الجماعات التي ترفع شعار .1

بؤرة اإلسالم، والبيئة الدولية الراهنة وما تشهده من صراعات مختلفة تضع العالم اإلسالمي في ، وتحيز بعض األوربيين الثقافي والتاريخي الدفين ضد اإلسالم والمسلمينالصراع

سية واالجتماعية الرئيسية التي تمر بها المجتمعات الغربية واألوربية ذاتها، التحوالت السيا .2بحكم أن هذه التحوالت عميقة وداخلية ومعاصرة وقادرة على التأثير على حياة أعداد غفيرة من

ظاهرة صعود أحزاب اليمين في تتتمثل التحوالأبناء المجتمعات الغربية على مستويات مختلفة، الجديد بالدول األوربية والغربية، وهنا يرصد كتاب "اليمين الراديكالي: الناخبون الراديكالي

2005واألحزاب في السوق االنتخابي" الصادر عن مطابع جامعة كامبريدج األمريكية في عام 39حزبا يمينيا راديكاليا في 43لبيبا نوريس أستاذة العلوم السياسية بجامعة هارفرد األمريكية

يطاليا وألمانيا دولة دي مقراطية عبر العالم، بما في ذلك بعض أكبر الدول األوربية مثل فرنسا وا .وبلجيكا وهولندا وسويسرا

Page 151: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 150

)ووحوشا( و)سفاكي دماء( . المناهج الدراسية األوروبية تصور المسلمين باعتبارهم: )برابرة( .3عدم االعتراف األوروبي بالدين اإلسالمي منبع الكثير من مشكالت الجاليات اإلسالمية . 4

هناك. شكالت نابعة من واقع الجاليات م .5 . دور وسائل اإلعالم األوروبية في التحريض ضد المسلمسن6 .أيديولوجية خاصة يراد بها ترويج تصورات مشوهة عن اإلسالمكاالستشراق .7 .قصور التعليم واإلعالم اإلسالميو ضعف التمثيل السياسي و نسيق غياب الت . 8سبق وتلك التي ،التفجيرات التي تعرضت لها القطارات في العاصمة البريطانية لندن مؤخرا .9

أن تعرضت لها العاصمة اإلسبانية قبل سنتين، لمما يضع هذه الجاليات تحت الضوء ويضاعف من إلحاح فهم أوضاعها ومشكالتها

دائما هناك كان إذ ،هاجسا أمنيا أوروبا إلى األفريقي الشمال دول ألبناء القانونية غير . الهجرة10

قضية باعتبارها الهجرة إلى قضية النظر تزايد فقد اإلرهابي، و المسلم العربي المهاجر بين ربطا

األوروبية. الدول من العديد في أمنية من ذلك إليه يؤدى قد ما الدول و تلك عواصم في الهامشية المناطق في المهاجرين تركز .11

العربي العالمين في داالستقرار المتزاي عدم تداعيات على عالوة، التطرف و للعنف مظاهر

االتحاد دول في اإلسالمية المقيمة و العربية الجاليات بين صدى تجد التي و، واإلسالمي

.األوروبي واقع الجالية اإلسالمية والعربية في أوربا و تحدياتها. ثانيا :

العربية في أوروبا مكون غير متجانس ال من حيث االنتماء المسلمة و الجاليات تعتبرالجغرافي وال من حيث التكوين المهني والعلمي وال من حيث التركيبة العمرية وعالقتها بسن الهجرة

حيث كانت عود إلى نهاية القرن التاسع عشر تلبلدان األوروبية ا إلى ةالعربي فالهجرة واالغتراب.بأعداد قليلة للغاية ازدادت مع ازدياد النفوذ االستعماري لبعض القوى األوروبية في بعض من نكلترا في العراق. وقد جرى في يطاليا في ليبيا وا المناطق العربية كفرنسا في المغرب العربي وا

بعض العرب أو القادمين من دول عربية في الجيوش خصوصا تجنيدلثانية مرحلة الحرب العالمية اولقد سجلت لهم . األوروبية التي شكلت قوى الحلفاء في مواجهة النازية األلمانية والفاشية اإليطالية

Page 152: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 151

بطولية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تعرضت الدول العربية و المسلمة إلى مواقف تجدر اإلشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته الجالية الجزائرية في فرنسا هنا و وربي،االستدمار األ

إبان االحتالل الفرنسي للجزائر في دعم المقاومة الجزائرية سياسيا وماليا وتنظيميا. فلقد استفادت فيها، من هذه الجالية، وعلى الرغم من انتمائها إلى بلد محتل من قبل الدولة التي تقيم وتعمل

هامش مهم نسبيا من حرية الحراك السياسي وتضافر قوى اليسار الفرنسي مع نضالها "السلمي" وشهدت باريس مثال تظاهرات ضخمة، لم تكن دائما .ومع سعيها إلى رفع االحتالل عن بلدها األم

لنشاط دورا سلمية المصير، ضمت أبناء الجالية إلى جانب مناصريهم من الفرنسيين. وقد لعب هذا اهاما ومؤثرا في إيصال صناع القرار الفرنسيين إلى االنصياع أمام إرادة الشعب الجزائري بالحرية

.وباالستقالل

الستينات والسبعينات من القرن المنصرم نشاطا الفتا للجاليات مرحلة شهدتبعد االستقالل هم إلى فرنسا في عقد الستينيات بعد العربية أو القادمة من بلدان عربية، جاء الجيل األول من

وذلك لسد النقص في ،أعلى ودخولإغراءات كثيرة كان الفرنسيون يقدمونها للمهاجرين بحياة أفضل من وا استفاد بأوروبا، بعد االستقرار األيدي العاملة, كما هو حال األتراك عندما قدموا إلى ألمانيا، ونشط الحراك االجتماعي و السياسي حرية التنظيم واالجتماع الموجود في بلدان الغرب األوروبي

على الرغم من الضغوط الهائلة التي تعرض لها من قبل العناصر المؤثرة الناشطة في للمهاجرين ، .السياسة وفي اإلعالم

مع التزايد الملحوظ في تعداد المسلمين في فرنسا، سواء الذين يهاجرون إليها، أو من بين أبنائها قليلة ماضية كانت تترد ومنذ سنوات وبعض البلدان االوروبية الذين دخلوا اإلسالم، إال أن فرنسا

لمهاجرين في االعتراف باإلسالم كديانة محلية، ذات حق في اإلقامة، وترفض سياسة احتفاظ ابثقافتهم و لغتهم الخاصة، وتمنع بناء المدارس أو المعاهد الدينية، وعادة مع ترتبط موافقتها بشروط

تعجيزيه يصعب على المسلمين تنفيذ بعض بنودها.وبذلك أصبحت الجالية العربية و المسلمة في أوروبا تجتاز مرحلة مثيرة على جميع

انتباه األحزاب من اليمين وبدأت تستقطب ة واالجتماعية.األصعدة الثقافية والفكرية والسياسيو اثر تنامي الجاليات نتيجة،واليسار في المواسم االنتخابية، وتوجه صوبها أصابع االتهام وهذا

Page 153: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 152

اإلسالمية حذر األوساط األمنية األوروبية ألنها تمثل في نظر الكثيرين طابورا خامسا "إسالميا" فية الثقافية المسيحية واليهودية.داخل أوروبا ذات الخل

وزاد االهتمام بالظاهرة اإلسالمية في أوروبا حدوث تغير نوعي كبير في الوجود اإلسالمي في تلك القارة، كان أبرز مظاهره انتقال الهجرة المؤقتة للمسلمين إلى هجرة دائمة، وتغير نوعية

ات، إضافة إلى مظهر هام يتمثل في المهاجرين من العمال البسطاء إلى هجرة العقول والكفاءدخول أعداد كبيرة من األوروبيين اإلسالم، وانتشار اإلسالم في طبقات مختلفة من المجتمع وعدم اقتصاره على إسالم بعض أفراد النخبة األوروبية، وتشير اإلحصاءات إلى أن عدد المسلمين من

ورغم اختالف .يون شخصمل نصف منذوي أصول أوروبية في االتحاد األوروبي أكثر الضغوطات الممارسة على األقليات المسلمة من بلد أوروبي إلى آخر، واختالف أنظمة الحكم والقوانين الناظمة لوجودهم، فإن األقليات المسلمة لم تفتأ تلهج بوالئها لمجتمعاتها الجديدة والتي

ن التي تتهدد وجودهم في نالت في معظمها حق المواطنة فيها رافضة دعوات اإلقصاء والتخويالبلدان األوروبية. الالفت في هذا السياق أن األقلية المسلمة في بريطانيا، وحسب دراسات غربية مستقلة، صنفت األكثر وطنية في أوروبا، ولعل مرد ذلك طبيعة القوانين وتعامل الحكومة الرسمي

أوروبية ال تتمتع األقليات المسلمة معها، رغم أنها ال تجاهر بتبني النظام العلماني كما في دولفيها بما يتمتعون به في بريطانيا. فقد كشفت دراسة حديثة عن أن المسلمين في بريطانيا هم األكثر وطنية في أوروبا، وهو ما فتح المجال أمام النقاشات المتعلقة بمسألة التنوع الثقافي في بلدان

مسألة، بحسب صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية.االتحاد األوروبي والسياسات الخاصة بهذه ال

يعيش في فرنسا نحو خمسة ماليين مسلم. وال يكاد يمر يوم دون أن يصدر عن النخبة السياسية الفرنسية العليا )وجميع المنتمين إليها مسيحيون بالطبع أو ال دينيون( تحريض باألقوال أو

ليهم في ممارسة قيمهم. هذا التحريض ينطوي على األفعال ضد المواطنين المسلمين، والتضييق ع استفزاز بأعلى الدرجات.

ومع تراكم االستفزازات عبر الزمن، فإنه قد تنشأ عنها ردود فعل عنيفة، ربما تؤدي مع التوسع في االستفزازات وتصعيدها إلى احتكاكات جماعية بين المسلمين والمسيحيين، ربما بدورها

املة خالل سنوات معدودات من اآلن.. سواء قصدت الطبقة السياسية تتحول إلى حرب أهلية ش الحاكمة أو لم تقصد.

Page 154: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 153

اإلسالمية:المسلمين والمؤسسات تواجه التيالمشاكل والمعوقات إن هناك جملة منعدم استقرار الجالية إلىشرائح المجتمع االوربى ويؤدى تنتشر بين :والديني العنصري التمييز .1

. واقع الحياة االقتصادية على والتأثيروخوفها من المستقبل

ألجيالهم اإلسالميةوالقيم على توريث الهوية اإلباءعدم قدرة : األجيالضعف التواصل بين .2 الجديدة

:في أوروباتأثير المجتمع االوروبى المادية على المسلمين .3 . (......... المخدارات – االنحالل الجنسى –) التفكك العائلى الجديدةوخاصة على اجيالنا

.أوروبا فياالنعكاسات السلبية للخالفات العرقية والمذهبية للمسلمين . 4

فرادوجود مجموعات .5 متشددة وأفكاريحملون توجهات وا المؤسسيضعف وغياب العمل . 6سألة بموقعهم في المجتمع وخاصة فيما يتعلق بمالوضع القانوني واالعتراف السياسي بهم و .7

المواطنة واإلقامة والعمل. النظرة لمفهوم المواطنة ومفهوم الهوية ينعكس على نظرة الفرنسيين ألفراد الجالية المسلمة. . 8سمهم مع الدولة وكذا التحدث با ،تمثيل المسلمين ومأسسة اهتماماتهم ومصالحهم والدفاع عنها .9

الفرنسية نفسها.

ثالثا : صعود أحزاب اليمين المتطرف وانعكاساته غلى األقلية المسلمة.أرجعت دراسات أسباب تنامي ظاهرة األحزاب اليمينية المتطرفة في أوربا إلى جملة من

بما فيها االقتصادي و العامل الثقافي )الفاشي( و العامل السيكولوجي، وسيتم التركيز العوامل، على العامل السياسي و الديني المتعلق بالمهاجرين وتزايد معدالت الهجرة و الخوف من ضياع

حيث يقوم الفكرالسياسي لهذة االحزاب على : األوروبية،الهوية الجماعية الفردية و ةرفض المساوا .1

رفض التعددية الثقافية و السياسية السيما مع المهاجرين و االقليات .2

رفض المشاركة و االندماج االجتماعي للمهاجرين .3

الترويج لرهاب االجانب و العنصرية و االسالموفوبيا .4

Page 155: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 154

وما تبعها من 2001هجمات الحادي عشر من سبتمبر لقد استغلت أحزاب اليمين المتطرفعلى إطالق حمالت عدائية وشجعها أحداث عنف ضربت مجتمعات غربية مثل إسبانيا وبريطانيا

لإلسالم بدأت بالصور المسيئة للرسول الكريم بالدنمارك والنرويج مرورا بفرنسا التي منعت ارتداء يكا السنة الماضية ثم إقرار قانون يقضي بحضر النقاب الحجاب في المدارس والمعاهد تبعتها بلج

في األماكن العامة في عديد من الدول األوروبية , وأشدها في هولندا مع زعيم حزب الحرية "خيرت فلدرس" صاحب فلم فتنة الذي شبه اإلسالم بالنازية ووصف النبي محمد بأنه قائد حرب همجي

لمان الهولندي بسن ضريبة سنوية على المحجبات تقدر ب ووصلت به اإلثارة أخيرا بمطالبة البر يورو تخصص لدعم حرية المرأة ,ثم وصول األمر إلى قانون حظر المآذن بسويسرا الذي 1000

باركته ورحبت به أحزاب اليمين المتطرف وطالبت بتعميمه على كامل الدول األوروبية.

اعة الخوف و السلبية تجاه المسلمين في اليمينية منحصر في الغالب في إش برامج األحزابإن المجتمعات الغربية ولم تالمس مشاريعهم واهتماماتهم المشاغل اليومية للمجتمع )مثل األزمة

من القضايا المهمة( مما البشرية وغيرهااالقتصادية األخيرة أو وباء انفلونزا الخنازير الذي يهدد حزاب.األ أجندة هذهجعل المواطن األوروبي يشكك في

إن األحزاب اليمينية مستاءة وغير راضية من تنامي الوجود اإلسالمي في الغرب خاصة بعدما المسلمة تكسر الحاجز بينها وبين شرائح المجتمع األوروبي من خالل اندماجها األقلية بدأت

ها يهمهم أمن يخدمون أوطانهموتعايشها وانفتاحها على كل مكونات المجتمع كمواطنين أوربيين واستقرارها دون أن ينسوا القضايا العربية اإلسالمية العادلة

خاتمة :ما يمتلكه اليمين من إمكانيات إعالمية ومالية وما متطرف ولكنإن الغرب ليس كله يمين

على لذلك ،في مواقع مؤثرة يعطي انطباعا على أنه قوة شعبية خارجي وتغلغلهيتلقاه من دعم تكفل حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية ونتجنب التي القانونيةانتهاج الطرق الجالية المسلمة

األقليات المسلمة إلى معارك لجر حملته في اليمينردود الفعل المتشنجة و المتهورة التي يوظفها جانبية.التربوية والثقافية المؤسسات تطويرو المجتمع تنمية و خدمةفي المساهمة سلمينالمعلى

واإلعالمية.

Page 156: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

أ د. ناجي عبد النور اجلاليات املسلمة يف أوربا ومدى اندماجها يف العمل السياسي

صعود األحزاب اليمينية املتطرفةيف ظل

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 155

قائمة المراجع :"صعود األحزاب الشعبوية اليمينية المتطرفة وانعكاساتها على استقرار السياسي في هيلة حمد المكيمي .1

.2010يوليو /13اوربا" مجلة النهضة كلية االقتصاد و العلوم السياسة القاهرة ، عدد

هند هاني " الحماية الدولية للمهاجرين العرب : حالة المهاجرين المغاربة ، مجلة المستفبل العربي .210/2001.

هاينر بيالفيلد، "" حول حقوق االقليات المسلمة في دولة القانون " مجلة المستفبل العربي عدد .311/2001.

مصطفى عبد العزيز مرسي "متغيرات سياسات الهجرة الى الغرب ووضع المهاجرين العرب " مجلة .4 .2010شوون عربية عدد ربيع

الخارجية األوروبية دور الجالية العربية واإلسالمية في أوروبا في التأثير على السياسة طارق رمضان ، .5 .2010تجاه القضية الفلسطينية " الورقة مقدم إلى مؤتمر من تنظيم مركز الزيتونة اكتوبر

Page 157: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اخلطاب واملمارسة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

أملانيا-برلني-املركز الدميقراطي العربي للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية

الفصل الثالث:

قضايا رهاب اإلسالم يف الغرب:

.دراسـة منـاذج

Page 158: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 157

ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا: دراسة لخصوصية وضع المسلمين في فرنسا بومدين طاشمة أ د.

الجزائر -جامعة تلمسان - المقدمة:

تحولت قضية المسلمين في أوربا منذ بداية العقد الماضي من قضية مهاجرين أجانب إلى قضية مواطنين أوربيين، وبدت أوربا تتفاعل مع هذه القضية باعتبارها قضية داخل وليس خارج،

تفاعلها مع اإلسالم وآليات المختلفةمما جعل االقتراب منها يستدعي فهما أوليا للنماذج األوربية المسلمين وليس المقصود حديثا عن الثقافة الغربية أو موقفا من السياسات األوربية االستعمارية و

دون تقديم اهتمام يذكر بآليات عمل هذه النماذج من أجل فهم منطقها الداخلي. وبالتالي فإن هذا الحرب في أعقاب وابدأاالقتراب يحقق قدرة أكبر على فهم أوضاع المسلمين في أوروبا الذين

مسلمين هويتهم أوروبية بدأوا العالمية الثانية في التحول من مجرد مهاجرين مسلمين إلى مواطنين وديانتهم إسالمية.

وقد مثلت قضية اإلسالم في أوروبا مادة خصبة لكثير من المعالجات النظرية والسياسية لكتابات التي حكمت عملية التي اقتربت من الموضوع، ويمكن في الحقيقة اإلشارة إلى نوعين من ا

قراءة واقع اإلسالم وأوضاع المسلمين في أوروبا:قراءة عربية وأوروبية ركزت على جوانب التمايز الخاصة بالمسلمين في أوروبا وتبنت خطابا األول:

يبرز خصوصية الواقع الثقافي لهؤالء المسلمين وبصورة تؤكد على جوانب االختالف والتمايز عن المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها، وال تسهم في إبراز ثقافة العيش المشترك وقدرة هؤالء المسلمين على االندماج النقدي في المجتمعات التي يعيشون فيها، إنما تنحو في النهاية إلى عزلتهم عن الواقع األوروبي وتدفع ـ ولو ضمنا ـ نحو ابتعادهم عن المساهمة في تشكيل الواقع

الثقافي والسياسي األوروبي.تماعي للتجمعات الدينية والعرقية انتقل من األحكام الثقافية المغلقة إلى التحليل االج الثاني:

المختلفة، ولقد اعترف بالخصوصية الثقافية ولكنه لم يعزلها عن الواقع االجتماعي والسياسي المعاش أي الواقع األوروبي، في الحقيقة سنجد أن هذه الكتابات جاءت أساسا من أوروبا سواء من

تلفة عن اإلسالم األوروبي واإلسالم على داخل األوساط العلمانية أو اإلسالمية وتحدثت بمعان مخ

Page 159: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 158

الطريقة الفرنسية، ونظرت إلى المسلمين باعتبارهم كيان متحوال تتغير اهتماماتهم وهمومهم وأشكال التعبير عنها تبعا للبيئة االجتماعية والسياسية التي يعيشون فيها.

يها في هذه الدراسة ستحاول الدراسة إثارة اإلشكالية الرئيسية التي سنحاول اإلجابة علستتمثل في معرفة إلى أي حد يمكن للبيئة السياسية واالجتماعية المحيطة بالمسلمين أن تبني تعبيرات إسالمية مرتبطة بها، وكيف يمكن أن تنجح عملية دمج اإلسالم في المجتمع األوروبي

كديانة جديدة وعالقة التأثير ةالتأثر الناتجة عن هذا االندماج. لمسلمون في ظل العلمانية الفرنسية:أوال: ا

حكمت عالقة المسلمين بالدولة والمجتمع في فرنسا مجموعة من االعتبارات، بعضها يتعلق بنظرة المجتمع إلى هذا الدين الوافد من خارج السياق الثقافي للمجتمع الفرنسي، والبعض اآلخر

الفرنسية واألسس التي وضعتها للتعامل يتعلق بالنموذج الفرنسي نفسه وبخصوصية الحالة العلمانية مع األديان وليس فقط اإلسالم.

ولعل هنا تكمن أزمة كثير من المعالجات العربية ألوضاع المسلمين في فرنسا حيث نظرت إليهم بمعزل عن السياق الثقافي والسياسي الفرنسي باعتبارهم هم فقط المستهدفون من النموذج

الكنيسة الكاثوليكية كما حدث في فترات سابقة حين استهدفها باألساس قانون العلماني، وليس ، ويحدث اآلن ولو بصورة مختلفة مع بعض المظاهر 1905الفصل بين الدولة والكنيسة عام

اإلسالمية باعتبارها مصدر تباين مع السياق الثقافي العام وليس لكونها بالضرورة إسالمية.حوري الذي يجب أن يطرح حين تناقش خبرة المسلمين في فرنسا ومن هنا فإن السؤال الم

يتعلق بالنظر إليها باعتبارها تمثل نسقا ثقافيا مغايرا للنسق السائد داخل المجتمع الفرنسي، وبالتالي من المهم أن يمتلك آليات تدمجه في السياق العام وال تعزله عنه، وأيضا أن يمتلك وسائط

.(1)السياق المحيط وتتفاعل نقديا مع بعض مكوناته ديمقراطية تؤثر في هذا والحقيقة أن فهم بعض جوانب النموذج الفرنسي تبدأ بمعرفة عالقة العلمانية الفرنسية بالكنيسة الكاثوليكية وباألديان بشكل عام، خاصة بعد أن ترجمت قيم هذه العلمانية في نصوص

الفصل بين المؤسسات العامة ـ المدارس والهيئات حين جرى 1905قانونية بعينها وتحديدا منذ عام الحكومية ـ والدين بكافة مظاهره الثقافية وتكويناته االجتماعية، على اعتبار أن الدولة الفرنسية هي دولة علمانية، وبالتالي ال يفترض أن تنفق من أموال الضرائب التي يدفعها المواطن ـ الذي اختار

Page 160: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 159

المؤسسات الدينية، وأيضا ال يفترض أن تضع المؤسسات العامة بحريته نظامه السياسي ـ على .(2)التي تمثل هذا المواطن أي مظهر ديني على جدرانها

ومن هنا سنجد أن المدارس العامة في فرنسا والمجالس البلدية ومقر العمد والهبئات الحكومية المسيح على أي مؤسسة عامة، المختلفة ال تسمح بوجود صلبان أو صور للسيدة مريم أو للسيد

على خالف معظم الدول األوروبية التي تسمح بوجود مثل هذه المظاهر والتي ال ترى فيها تعارضا مع قوانينها الديمقراطية. كما أنه من المستحيل أن تبدأ هيئة عامة أو محلية في فرنسا حديثها بتالوة

ء اجتماعاتها، كما يحدث في كثير من بعض آيات اإلنجيل أو إدخال أي أحاديث وعظية قبل بدامجتمعات األوروبية األخرى التي كثيرا ما يبدأ السياسيون والقيادات المحلية حديثهم بذكر أحاديث

دينية دون أن تثير أي حساسيات أو تبدو خارجة عن القواعد العامة.لى فك االرتباط وقد أدت معركة بناء النموذج العلماني الفرنسي مع الكنيسة الكاثوليكية إ

ثم في 1946بين الدولة والكنيسة، انتهى بأن انتصرت الجمهورية العلمانية وثبتت في دستور مبدأ العلمانية باعتبارها ركيزة من ركائز الديمقراطية والنظام السياسي الفرنسي، 1958دستور

وشددت عليها كقيمة عليا تحكم حركة المجال االجتماعي والسياسي العام.توازى مع هذا النموذج العلماني قيم أخرى هي قيمة االندماج ، فالنموذج الفرنسي وقد

ينطلق من ضرورة كسر التجمعات العرقية والدينية ويعطي لها هامشا أقل من التعبير الثقافي المستقل عن نفسها مقارنة بالنموذج األنجلوأمريكي، فمن الصعب أن نجد في فرنسا كنائس مغلقة

أو على اآلسيويين فقط، كما ال ينظر هذا النموذج بعين الراحة لهؤالء المسلمين الذين على السود يرتدون أزياءهم التقليدية أثناء ذهابهم إلى المساجد أو أثناء سيرهم في الشوارع ويعتبر أن التماهي

نيا فرصا وأحيانا التطابق مع قيم النموذج الفرنسي تكسر أوال االنغالق العرقي والديني، وتعطي ثاأكبر ألبناء هذه الجاليات في الترقي داخل السلم االجتماعي والسياسي بإعطائهم فرصا متساوية

عن طريق دمجهم في قيم الجمهورية الفرنسية وليس من خالل بقائهم في تجمعات مغلقة. ويمكن القول إن النموذج الفرنسي شيد نظاما علمانيا صارما بدا في كثير من األحيان

ا على التطور واالنفتاح على الواقع الجديد سواء في داخل فرنسا أو خارجها، وخلط بين قيمه عاجز المدنية والديمقراطية اإلنسانية، وبين ميل نحو تقديس نصوص علمانية بدا أن استمرارها يحتاج إلى

Page 161: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 160

في مفارقة قوانين جبرية تقيد من الحرية الفردية لألفراد التي هي جوهر أي نظام ديمقراطي، وتضعه تبدو مدهشة مع نماذج علمانية أخرى كتلك التي يحرسها الجيش في تركيا أو الشمولية في تونس.

ثانيا: خصوصية العلمانية الفرنسية: الحقيقة أن جزءا كبيرا من الجدل الذي تشهده فرنسا حاليا حول اإلسالم والمسلمين يمثل

ن الجدل الثقافي الخاص بحماية اللغة الفرنسية من امتداد لنفس الطريقة التي حكمت جانبا كبيرا مهجوم اللغة اإلنجليزية، وحماية الثقافة الفرنسية من غزو الثقافة األمريكية، أي أن ثقافة "حماية صدار قوانين تمنع من استخدام الكلمات اإلنجليزية وتمنع الذات" من أخطار حقيقية أو متخيلة، وا

رس الحكومية، عكست في الحقيقة أزمة "الخصوصية الفرنسية" قبل أيضا الرموز الدينية في المدا .(3)أن تكون عداء لإلسالم

ورغم أن النخب السياسية الفرنسية تتحدث عن الخبرة العلمانية الفرنسية الحديثة باعتزاز ال يتعلق شديد وتؤكد نجاحها على مدار قرن من الزمن، إال أن التحدي الحقيقي الذي يواجهها

بنجاحاتها السابقة، إنما في قدرتها على أن تساهم في الواقع العالمي الجديد، وهذا لن يتسنى إال بمراجعة بعض جوانبها، وخاصة تلك المتعلقة بالهامش المحدود المعطى لحرية التعبير عن

االعتقاد الديني في النموذج الفرنسي.ني وتجدد نفسها مرتكزة على الحرية التي فمنذ ما يزيد عن مائتي عام والجمهورية تب

يضمنها تفوق القانون على المصالح الشخصية والمساواة بين المرأة والرجل وتكافؤ الفرص والمساواة بين الحقوق والواجبات والتآخي بين الفرنسيين جميعهم أيا كانت أوضاعهم االجتماعية أو أصولهم.

ا محايدة تجاه كل المظاهر الدينية، وميزت نفسها ورغم أن العلمانية الفرنسية اعتبرت نفسهعن الدول االشتراكية السابقة التي اتخذت موقفا إلحاديا من الدين، أو دول أخرى إنحازت فيها إلى الدين الغالب داخل المجتمع إال أن هذا لم يمنع أنها كثيرا ما تخلت عن حيادها ودخلت في معارك

ن انغمست في الجدل حول قضايا استثمرت إعالميا ووضعت حول كتاب أو فيلم أو حجاب ومن ث .(4)مفهوم العلمانية في تحد

ويمكن القول إجماال إن تاريخ العلمانية في فرنسا كان تاريخا صراعيا، وكان نتاج معارك .(5)األولى فرنسا العلمانية، واألخرى فرنسا الكاثوليكية Deux Franceبين "فرنسيتين"

Page 162: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 161

عام Claude Nicoletهامان عالجا كل جانب على حدة، األول لـ وقد خرج كتابانعن فرنسا األخرى 1987في Emile Poulat وحمل إسم فرنسا العلمانية، والثاني لـ 1982

المهزومة، أي فرنسا الكاثوليكية.والحقيقة أن هذه العلمانية المحاربة في وجه الدين والكنيسة الكاثوليكية، لم يعد لها مكان

ي فرنسا المعاصرة، وأصبح عليها من الضروري أن تقبل التصالح مع كل ألوان الطيف الثقافي فوالسياسي، وأن استقرارها حاليا يرجع إلى عدم شعور قطاع كبير من الكاثوليك الفرنسيين أن العلمانية تستهدفهم. أما البروتستانت فيمكن القول إنه رغم تعاطفهم العام مع العلمانية إال أنمواقفهم تميزت في كثير من األحيان في البقاء داخل نقطة مفصلية على الحدود بين فرنسا العلمانية، وفرنسا الدينية بحيث إنهم كانوا حريصين على الحصول على قدر من االعتراف الديني

من األغلبية الكاثوليكية، وفي نفس الوقت الدفاع عن العلمانية الفرنسية.ون للعلمانية في فرنسا، قبل معركتها األخيرة مع الرموز الدينية، وقد نظر نظر الكثير

باعتبارها "قاعدة مؤسسية" يجب أن تعطى لكل فرد الحق في أن يتحرك كيفما يشاء في الحيز دون أن يسحق اآلخرين، ودون أن تتحول هي في ذاتها إلى أيديولوجيا تساهم يالثقافي واأليديولوج

ل، وتصورات للعالم والكون، وعليه يمكن للعلمانية الفرنسية أن ال تكون في بناء مشروع ثقافي شامفقط مرادفة للحياد، إنما أيضا للتنوع، وبالتالي هي ال تمثل معركة نضالية ضد المبالغة المجتمعية

في التعبير عن المظاهر الدينية إنما هي "فن الحياة".ني جديد" فكرتين جديرتين باالهتمام في كتابه "نحو ميثاق علما Jean Baubérotوقد قدم

خاصتين بضرورة تجديد العلمانية الفرنسية من خالل أوال تبني فكرة الميثاق العلماني التي تعني القبةل بالتنوع داخل هذا النسق العلماني بل والتناقض في بعض األحيان، وطرح ثانيا ما أسماه

لتداخل بين أخالق العلمانية واألخالق الدينية بل بـ"مستويين لخط العلمنة"، وهنا يشير إلى عملية ا .(6)إن كثيرا من جوانب األولى خرجت من عباءة الثانية

والحقيقة أن هذه األفكار التي طرحت في فرنسا منذ عقد الثمانينيات كانت في جانب منها من المجتمع محاولة فرنسية للرد على كثير من التساؤالت والهواجس التي طرحتها قطاعات متعددة

والنخبة الفرنسية حول الحجاب واإلسالم في فرنسا. ومع ذلك فإن المفهوم المنغلق للعلمانية هو الذي ساد في التعامل الفرنسي الرسمي مع قضية الحجاب في المدارس الحكومية.

Page 163: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 162

فقد كشرت العلمانية عن وجهها الصراعي ودخلت في معركة أيديولوجية وثقافية مع غطاء سالمي، بحيث لم تنجح في بناء علمانية تقبل بالتنوع الداخلي مع أول اختبار حقيقي الرأس اإل

للتفاعل مع نسق مخالف، كما أنها من ناحية أخرى لم تلتزم الحياد المطلوب وتميز بين علمانية المؤسسة العامة والمجال العام، وبين حرية التعبير الشخصي عن االعتقاد الديني بارتداء الزي

سجم مع القناعات الشخصية والدينية لكل شخص.المنوالحقيقة أن معركة الحجاب في فرنسا تمثل هزيمة كبيرة لكل األفكار التي حاولت أن تجدد في العلمانية الفرنسية وتقدم علمانية إنسانية متصالحة مع المجتمع والدين ومع التنوعات الثقافية

المختلفة.لتي ستواجهها العلمانية الفرنسية لن تكون أساسا مع وعليه يمكن القول إن المشكالت ا

اإلسالم والمسلمين، إنما مع النموذج األنجلوسكسوني الذي أعطى مساحة كبيرة للتجمعات الثقافية والدينية المخنلفة لكي تعبر عن نفسها بصورة أكبر بكثير من العلمانية الفرنسية، ونجح في التأثير

وأعطى لنفسه فرصة أكبر لكي يقد وجها متعولما لمشروعه في محيط حضاري وثقافي واسع، الثقافي قادرا على أن يستوعب التعبيرات الثقافية لمختلف التجمعات العرقية.

بثالثا: من الهجرة إلى المواطنة: الجدل حول االندماج أم االستيعاأوضاعهم االجتماعية زادت أعداد المسلمين في فرنسا في العقود الثالثة األخيرة، وتغيرت

مليون يحملون 2والسياسية، بحيث أصبحنا اآلن أمام رقم يتجاوز األربعة ماليين مسلم منهم حوالي الجنسية الفرنسية، وتحولت قضية المسلمين من قضية خارج إلى قضية داخل، ولم تعد قضايا

سالمي كما كان في اإلسالم في فرنسا تناقش باعتبارها قضايا مرتبطة بالخارج العربي أو اإلالستينيات، إنما تحولت إلى هم فرنسي وأصبح الجزء األكبر من الجدل الدائر حول قضية اإلسالم والمسلمين يتم وضعه في إطار المفهوم الفرنسي عن االندماج، ويتم مقارنة أوضاع المسلمين

العالمية األولى، حين كانوا بتجارب فرنسا مع البرتغاليين أو البولنديين في الفترة التي أعقبت الحربأكثر تدينا من كثير من الفرنسيين، وخاضوا صراعا مع العلمانية الفرنسية الناشئة على أرضية

كاثوليكية، رافضين هذا الفصل الفرنسي القاطع بين الدولة والكنيسة.وقد اختلف تفاعل المسلمين مع قضية االندماج من جيل إلى آخر، فالجيل األول من

اجرين العرب والمسلمين كان يعتقد أنه سيعود إلى بالده وأن بقاءه في فرنسا مؤقت، وبالتالي لم المه

Page 164: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 163

تطرح فرنسا في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية قضية االندماج بنفس الطريقة التي ون إلى طرحت بها منذ عقدين، كما أن هؤالء المسلمين لم يسعوا بدورهم إليها ألنهم كانوا ينظر

وجودهم في المهجر بأنه وجود مؤقت.أما الجيل الثاني فكان يسعى إلى تأكيد وجوده في البلدان الجديدة، ولكن مع إبراز اختالفه

.(7)وتباينه، أما الجيل الثالث فقد اختار االندماج ولكنه أكد على مشكالته وعليه فإن قضية االندماج لم تكن فقط مجرد أفكار نظرية، إنما كانت بمثابة الحل الفرنسي لمشكلة موجودة في الواقع وهي مشكلة مهاجرين أجانب يحملون ديانة مختلفة، صحيح أن هذا الحل أو هذه الطريقة االندماجية، مرتبطة بما يمكن أن يسمى بخصوصية النموذج الفرنسي، ولكنها

لنهاية أصبحت محل قبول من المسلمين الفرنسيين الذين أصبحوا يتحركون داخلها، ويحاولون في امع نسق Assimilationفي نفس الوقت التأثير فيها وتحويلها من محاولة للتطابق أو االستيعاب

يتضمن االحتفاظ بحق االختالف كما سماه "برونو Integrationالقيم الثقافي العام إلى اندماج يتيان"، والذي اعتبر أن اإلثنين يجب أن يكونا متالزمين حتى ال يعني االندماج في أعين المسلمين إ

التماهي والتطابق الكامل مع المجتمع الفرنسي، وأيضا حتى ال يؤدي طرح شعار حق االختالف .(8)بمفرده إلى السقوط في فخ االنغالق العرقي والديني

هوم االندماج ومفهوم االستيعاب واعتبر أن األول يعني قدرة أما "جيل كيبل" فقد ميز بين مفالمجتمع الفرنسي على امتصاص أفراد من المسلمين ذوي األصول اإلسالمية عن طريق االختالط والمدرسة، والزواج، والعمل وتأدية الواجب الوطني، وهؤالء األفراد يمكنهم أن يمارسوا شعائرهم

ده الدولة العلمانية أو يمكنهم هجرته أو تغييره.الدينية داخل اإلطار الذي تحدأما االستيعاب فيعني زرع تجمع من الناس في المجتمع الفرنسي على أساس غير نفردي،

.(9)إنما جماعي وبصورة قد تكون عرقية أو دينية والحقيقة يمكن القول إن الصيغة المستقرة في فرنسا هي صيغة االندماج، ومن الصعب

نموذج االستيعاب وفق المعاني األنجلوسكسونية مطروح في فرنسا، وأصبح حتى نضال القول إن المسلمين وقطاع كبير من المنظمات الحقوقية ينطلق من هذا المفهوم ولكن مع إضافة حق

االختالف كمفهوم مواز لالندماج.

Page 165: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 164

ما يبدو وهنا في الحقيقة تكمن اإلشكالية الحقيقية للمسلمين في فرنسا والذي اتضح علىأنهم لم يحصلوا عليها بعد، كما ظهر مؤخرا في معركة الحجاب التي خسروها. وعبرت هذه

المعركة عن أنهم لم ينجحوا بعد في الحصول على القيمتين" االندماج وحق االختالف. رابعا: خصوصية وضع اإلسالم في فرنسا

إلى الداخل، وليس نتيجة تكمن خصوصية اإلسالم في فرنسا في كونه دينا جاء من الخارج تفاعالت من قلب منظومته الثقافية، فلم يكن يتوقع المشرع الفرنسي وهو يفصل بين الدولة والكنيسة

ويصدر قوانينه العلمانية أن يواجه بعد نصف قرن مشكلة ميالد دين جديد بكل ما 1905عام ي، وبات كثير من القواعد التي يحمله هذا الميالد من تعقيدات قيصرية، أثرت على المجتمع الفرنس

حكمت عالقة الكنيسة الكاثوليكية بالدولة الفرنسية عاجزة عن أن تحكم عالقة الدين الجديد بالدولة.ولعل أبرز هذه القضايا هي مسألة اإلنفاق على دور العبادة، والمدارس والهيئات الدينية،

ء الكنائس وال أي من دور العبادة الكاثوليكية فوفق القانون ال يسمح للدولة العلمانية أتنفق على بنافي فرنسا، ولكن هذا القرار لم يؤثر كثيرا على أوضاع الكنيسة، التي امتلكت منذ قرون مئات الكنائس على امتداد األراضي الفرنسية في بلد مسيحي أصال، وكانت الكنيسة الكاثوليكية تلعب

قرون عديدة، وبالتالي فإنها ورثت أموال األجداد ومعها دورا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا هائال طوال منشآت ودور عبادة ممتدة، وهذا في الحقيقة على عكس اإلسالم الناشئ في فرنسا، حيث لم يكن المهاجرين المسلمين األوائل ينتلكون أي قدرات مالية تسمح لهم ببناء مساجد، فظلت أعينهم متجهة

من قوانينها التي تمنع اإلنفاق على دور العبادة، أو الخارج العربي نحو الدولة الفرنسية، لتستثنيهم واإلسالمي ليمنحهم الدعم المادي الالزم إلتمام عمليات البناء.

وقد قدمت الدولة الفرنسية عمليا استثناء وحيدا حين قررت بناء مسجد باريس الكبير كأول عد تزايد حجم الضحايا المسلمين في مسجد يبنى في فرنسا والعتبارات أساسا سياسية خاصة ب

الحرب العالمية األولى من جنود المستعمرات الفرنسية في إفريقيا.حصل بمقتضاه المسلمون على دعم مالي من 1920أوت 19وقد صدر قانون في

أصبح وجوده حقيقة 1922الدولة، ومن عمدية باريس من أجل إنشاء هذا المسجد، ومع حلول عام .(10)واقعة

Page 166: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 165

وقد مثلت هذه القضية استثناء في تاريخ بناء دور العبادة في فرنسا، حيث استمر بعد ذلك الدعم الخارجي العربي واإلسالمي في بناء كثير من المساجد في فرنسا والتي بلغت اآلن أكثر من

مسجد أكثريتها مجرد صاالت مغلقة ال تحمل واجهتها الخارجية أي مظهر يدل على أنها 1000 د إسالمية.مساج

والحقيقة أن التطور الذي شهده حجم بناء دور العبادة اإلسالمية، إضافة إلى عدد في بداية 4الجمعيات والمؤسسات اإلسالمية،كان مذهال، فقد زاد عدد المساجد والزوايا من

، كذلك 912في أوائل السبعينيات، ثم وصل إلى أوائل التسعينيات إلى حوالي 33الستينيات إلى في 635إلى 0969جمعيات عام 3إن الجمعيات اإلسالمية قد زاد عددها بصورة كبيرة من ف

.(11)جمعية في التسعينيات 700منتصف الثمانينيات، وتجاوزت وقد تحول اإلسالم من كونه مجرد مرجعية لكثير من النشاطات االجتماعية واإلنسانية

كمت فهم كثير من أبناء المغرب العربي سياسيا وعامل جامع في دور العبادة إلى كونه مرجعية حوثقافيا، فالمسلمون المهاجرون في الخمسينيات وخاصة الجزائريين منهم كانوا يتحركون على أرضية خطاب التحرر الوطني واالستقالل طوال تلك الفترة وليس على أرضية إسالمية، وكان عدد

.(12)المنظمات اإلسالمية محدودا للغاية اكب مع هذه المظاهر اإلسالمية نمط جديد من الفهم والممارسة السياسية مارسه وقد تو

بعض المسلمين الفرنسيين، وبصورة لم تعتدها النخبة الفرنسية وال المجتمع على السواء، وأصبحنا مع بداية األلفية الثالثة أمام إسالم ثقافي وسياسي وشعائري يعيش في أوروبا وبصورة لم تعرفها هذه

.(13)مجتمعات من قبل اللقد صار من المهم التعامل مع اإلسالم في أوروبا على أنه في طريقه إلى التحول من إسالم عابر أو ضيف على القارة األوروبية إلى إسالم شبه أصيل بدأ فيه المسلمون في التحول من

الواقع، ثم بناء مشروعه مهاجرين إلى مواطنين، وأن قدرته على التأثير ستحتاج أوال إلى فهم هذا الخاص القائم على ضرورة االندماج وحق االختالف.

Page 167: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 166

خامسا: السياق االندماجي لإلسالم وهموم المسلمين: لقد أثار السياق االندماجي لإلسالم وللمسلمين في بيئة مغايرة هموما خاصة بهؤالء

تختلف بصورة واضحة عن تلك التي المسلمين بات من المهم إلقاء الضوء عليها خاصة وأنها يتصورها كثير ممن في العالم العربي.

ولعل أول هذه الهموم هو كيفية االحتفاظ بالهوية اإلسالمية واحترام العلمانية على حد سواء، وهنا سنجد أن قضية الحجاب في فرنسا كانت نموذجا لهذه الرغبة من قبل قطاع من

ه الثانية، وجاء صدور القانون األخير الذي حظر الرموز الدينية المسلمين في فرنسا باالحتفاظ بهذفي المدارس الحكومية وعلى رأسها الحجاب ليعطي صورة أكثر تشددا عن العلمانية، ولكنه في نفس الوقت دفع المسلمين الفرنسيين إلى مناقشة القانون على أرضية التمسك بالعلمانية، ولكن

.بصورة أكثر إنسانية وانفتاحاأما ثاني هذه الهموم فهي تكمن في ابتكار حيز فقهي خاص بالمسلمين األوروبيين عرف باسم "فقه األقلية"، وهنا تمحور جانب كبير من اجتهادات المسلمين األوروبيين حول فكرة "المواءمة" وليس "المواجهة" مع المجتمع القائم، وبالتالي القبول بكثير من االجتهادات التي يمكن

تفسر في العالم العربي واإلسالمي على أنها تنازالت عن تعاليم اإلسالم الصحيح، وظلت هذه أن المساحة غير مكتملة حتى اآلن ومن الصعب القول إننا أمام فقه أوروبي إسالمي جديد، كما من

ربي الصعب أيضا القول بأن الفقه اإلسالمي الذي يحكم المرجعية الدينية في معظم بلدان العالم الع مالئم في مجمله ألوضاع المسلمين األوروبيين.

أما الهم الثالث فيتعلق بقدرة المسلمين األوروبيين على صياغة خطاب إنساني مستمد من اإلسالم ومن هموم المسلمين العامة وتحوبلها إلى قضايا مجتمعية تخاطب كل المواطنين

امية كقضية مجتمعية ترفضها النظم األوروبيين. فعلى عكس نجاح اليهود في وضع العداء للسالديمقراطية والقيم اإلنسانية، وليس فقط اليهود، لم ينجح المسلمون بعد في بلورة رؤية إنسانية

تخاطب هذه المجتمعات وتكون مستمدة من اإلسالم.

Page 168: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بومدين طامشة أ د. ظاهرة اإلسالموفوبيا يف أوروبا:

دراسة خلصوصية وضع املسلمني يف فرنسا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 167

هوامش الدراسة: 1 -Tarik Ramadan, les Musulmans d’occident et l’avenir de l’Islam, Paris : Sindbad,

2003, pp 18 -19.

.3، ص 2004ـ عمرو الشوبكي، مشكالت العلمانية الفرنسية، صحيفة األهرام، 2السياسية، ـ نادية محمود مصطفى، مسارات وخبرات في حوار الحضارات، القاهرة: كلية االقتصاد والعلوم 3

.165، ص 2004

4 – jean Baubérot, vers un nouveau pacte laïque, Paris : Editions du Seuil, p 12.

5 – Ibid p 13.

6 – Ibid pp 14 -15.

7 – Mohamed Arkoun et remy leveau, l’Islam et les Musulmans dans le monde,

Beyrout : centre culturel Hariri, 1993, p 37.

8 - Ibid p 47. 9 - Ibid p 48.

10 - Gilles Kebpel, les Banlieus de l’Islam, Paris : Editions du Seuil, pp 66 - 70.

11 - Ibid pp 229 - 231.

12 - Ibid p 95.

13 - Mohamed Arkoun, Islam et laicité en Islam d’Europe, Paris : Editions de l’aube, p76.

Page 169: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 168

فرنسا العلمانية بين الانفتاح و الخصوصية.. الاسلاموفوبيا و حوار الهوية نموذجا

د. دنـدن عبد الـقادر الجزائر -جامعـة عنابـة -

مـقـدمـة:دخل اإلسالم أوروبا منذ فتح األندلس، و وصول المسلمين إلى جنوب فرنسا في معركة

جنوبها و شرقها بعد فتح "أسد بن الفرات" لصقلية اإليطالية، و فتح "بواتييه"، وعاد ليدخل العثمانيين لمنطقة البلقان و وصولهم إلى مشارف العاصمة النمساوية فيينا و حصارها مرتين.

و منذ ذلك الحين أصبح اإلسالم و تواجد المسلمين مكونا رئيسيا في تاريخ أوروبا و حاضرها و على مستقبلها، و تعتبر فرنسا من بين أكثر الدول األوروبية استقطابا عامل تأثير محتمل حتى

للجاليات اإلسالمية خاصة المغاربية منها، و يعد الدين اإلسالمي اليوم الدين الثاني في البالد بعد المسيحية، و أمام تصاعد المد اليميني و تنامي ظاهرة الخوف المبالغ فيه من اإلسالم أو ما

ـ "اإلسالموفوبيا"، تبنى الرئيس "نيكوال ساركوزي" فكرة إقامة حوار مطول و معمق يصطلح عليه بحول ثوابت و مميزات الهوية الفرنسية من أجل سد الطريق أمام اليمين المتطرف الذي يتخذ من قضايا اإلسالم و المهاجرين زادا له في حمالته االنتخابية و ضمن أجندة برامجه السياسية، و لكن

رقة أن الحوار الذي أريد به تدعيم الوحدة الوطنية الفرنسية يتجه اليوم نحو خلق تصدعات في المفاالمجتمع الفرنسي، بسبب استغالله في تنمية ثقافة الكره تجاه المسلمين خصوصا و تصعيد مستويات اإلدراك السلبي تجاه اإلسالم، و منه تدعيم موجة "اإلسالموفوبيا" التي تجتاح أوروبا

وما، و هذا ما توضحه قضية منع النقاب و التضييق على الحجاب، التي تتأرجح بين التأكيد عمعلى ضرورة احترام الطابع العلماني للدولة الفرنسية و بين مشاعر العداء للمسلمين و القيم اإلسالمية اآلخذة في االنتشار بين فئات واسعة من أجيال المهاجرين المسلمين، و حتى بين عدد

الفرنسيين أنفسهم. منفما هي لذلك فإشكالية المداخلة تدور حول األبعاد و األهداف الحقيقية لحوار الهوية في فرنسا،

األهداف الحقيقية وراء إقامة حوار حول الهوية الوطنية في فرنسا بعد أكثر من قرنين من إعالن ميالد الجمهورية و إرساء دعائم الدولة العلمانية؟

Page 170: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 169

هل إقامة مثل ذلك ة التي تتفرع عنها جملة من التساؤالت الضرورية في التحليل:هذه اإلشكاليالحوار أملته فعال رغبة صناع القرار الفرنسيين في تأكيد ثوابت الهوية الفرنسية لضمان تماسك

كيف يمكن أن ينحرف هذا الحوار عن أهدافه المجتمع الفرنسي المتعدد األطياف عرقيا و دينيا؟و يستغل سياسيا و يأخذ بعدا عنصريا؟ و هل يمكن النظر إلى هذا الحوار على أنه المعلنة

انعكاس لموجة "اإلسالموفوبيا" التي تجتاح الغرب عموما و فرنسا خصوصا؟ و هل لنا أن نصنف القرارات المتعاقبة بشأن الحجاب و النقاب ضمن سياسة منظمة تستهدف اإلسالم في فرنسا بعد

التخوف من أسلمة البالد؟ تنامي هستيريا يعتبر اإلسالم اليوم الخلفية التاريخية و الحضارية لواقع اإلسالم و المسلمين في فرنسا: -1

ثاني أكبر ديانة في فرنسا بعد المسيحية )رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة حول عدد المسلمين في قانون الفرنسي، و لكن إحصائيات فرنسا، ألن إجراء إحصائيات على أساس ديني يعد ممنوعا في ال

ماليين نصفهم مواطنون فرنسيون 4غير رسمية قدرت عددهم مطلع األلفية الجديدة بحوالي ماليين(. 5حاصلون على الجنسية، و يقدر العدد اليوم بأكثر من

يبدأ و مازال صعبا على عدد كبير من الفرنسيين اليوم تقبل هذه الحقيقة الديموغرافية، و غالبا ما و ينتهي النقاش حول المسلمين في فرنسا باعتبارهم مشكلة إجتماعية، و السؤال الذي يطرح غالبا أيضا هو: هل يمكن للمسلمين االندماج في المجتمع الفرنسي؟ و هذا السؤال منبثق من االعتقاد

لمسلمين لفئة السائد بالتعارض الموجود بين القيم اإلسالمية و نظيرتها الغربية و بتشكيل ا .(1)خطيرة

هذا اإلدراك السلبي لإلسالم و المسلمين في فرنسا، مرده لتظافر عدة خلفيات تاريخية و حضارية أو البيئة الداخلية الفرنسية، فالنظرة الفرنسية لتواجد )أوروبيا و دوليا(على مستوى البيئة الخارجية

عن حالة التخوف الهستيري من اإلسالم التي اإلسالم و جاليته على أراضيها ال يمكن فصلها The clash ofتسود العالم، مع طرح "صامويل هنتنغتون" ألطروحته حول "صدام الحضارات" )

civilizations.و مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر و ما انجرت عنها من عواقب وخيمة ،) بكونها نوع من العنصرية و الخوف فبعد أحداث الحادي عشر سبتمبر "اإلسالموفوبيا" التي توصف

من اإلسالم، لم تسيطر على خطاب وسائل اإلعالم فقط بل و على الحياة السياسية األوروبية أيضا، و تميزت فترة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بإصدار العديد من القوانين الهادفة

Page 171: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 170

ون، و لكن بالرغم من تأكيدات لمنع الهجمات اإلرهابية التي يقوم بها المتشددون اإلسالميالمسؤولين األوروبيين على استهداف تلك القوانين لإلرهابيين و ليس لإلسالم، غير أن اللغة المستعملة و األعمال المنتهجة قادت المسلمين لتبني انطباع معاكس، فقد أدت أحداث الحادي

ة التي قامت عليها أوروبا تختلف المسيحي -عشر من سبتمبر إلى تقوية الوعي بأن القيم اليهودية .(2)كليا عن القيم اإلسالمية

فالغرب يعتبر اإلسالم دينا غريبا مختلفا كليا عن المسيحية و اليهودية رغم أنه موجود ضمن أغلب الدول الغربية، و اإلدراكات الغربية ما تزال مبنية على الصورة النمطية لإلسالم العنيف غير القابلة للتغيير المترتبة عن الماضي االستعماري، و هي الصورة التي توفر القاعدة لسوء فهم الغرب للمواقف و األحداث التي يكون المسلمون طرفا فيها، فصامويل هنتنغتون مثال ظل مصرا على نظرته الستاتيكية للحضارة اإلسالمية و الخصائص النفسية للشخصية اإلسالمية التي ال تتغير

الزمان و المكان، و عمله الموسوم بصدام الحضارات يبين كيف أن مثل تلك النظرة كفيلة بتغيرباتخاذ اإلسالم كتهديد جديد للغرب بعد نهاية الحرب الباردة... و اإلدعاء بمعارضة اإلسالم

. (3)للحداثةالجاليات وعلى مستوى الفضاء األوروبي الذي تنتمي إليه فرنسا مباشرة، و أمام تزايد أعداد

اإلسالمية و المسلمين من أصول أوروبية، يسود التخوف من تحويل اإلسالم لما عليه أوروبا اليوم )أو ما يمكن أن تكونه في المستقبل(، مما أوقع أوروبا في حالة من التناقض و الصراع، فهي من

المسلمين الذين (، بعبارة أخرى Muslims of Europeجهة تدعو مسلميها ليكونوا مسلمي أوروبا )يكيفون قيمهم الثقافية و الدينية ليكونوا مواطنين في أوروبا الجديدة التي تضم اإلسالم أيضا، و لكنها في نفس الوقت تتصرف بطريقة توحي بأن المسلمين بإمكانهم البقاء فقط كمجرد مسلمين

أوروبية -يئة مسيحية(، بعبارة أخرى كغرباء و أجانب في بMuslims in Europeفي أوروبا )(، و "اإلسالموفوبيا" جزء من هذا Christocentric European environmentمركزية )

.(4)المسار الذي سيكون له تأثيراته االجتماعية والسياسية the French versionأما على المستوى الفرنسي فهنالك "النسخة الفرنسية لصدام الحضارات"

of) (the clash of cevilizations تقف وراء اإلدراك الخاطئ المتسع و الواقع المتشعبلإلسالم و المسلمين في فرنسا على حد تعبير "جوسلين سيزاري"، أين أخذت المخاوف تزداد من

Page 172: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 171

التواجد الملحوظ لإلسالم في فرنسا منذ الثمانينيات، و تزايد أعداد المسلمين الوافدين من دول السنغال و لكن أغلبهم ينحدر من دول شمال إفريقيا، و هم الذين يشكلون إسالمية مختلفة كتركيا و

التحدي األكبر لتقليد التجانس الفرنسي، و الصعوبات التي يواجهونها ناجمة عن الذكريات المريرة للحقبة االستعمارية الفرنسية في شمال إفريقيا، مما جعل الكثير من الفرنسيين يتصارعون مع

بين التفوق و الخزي أو تأنيب الضمير مع استقرار المسلمين في فرنسا منذ حرب مشاعر متناقضة استقالل الجزائر، و التاريخ يعيد نفسه بطريقة أخرى على الجانب اآلخر من المتوسط مع تبادل لألدوار، فنفس الشعب الذي كان يشكل أقلية و يبحث عن حكم أغلبية جزائرية في شمال إفريقيا،

وم أغلبية تحاول أن تدمج أقلية جزائرية على أرضه الفرنسية.يجد نفسه اليالخوف و التوجس تجاه اإلسالم في فرنسا يأخذ مستويات عليا ألن وصوله أشعل حنين قديم طالما عملت الالئكية على إخفائه من السطح، و المتمثل في المسار الصعب الذي قطعه الفرنسيون

دولة عن الكنيسة و مكانتها في الثقافة الفرنسية، ألن القاضي بفصل ال 1905إلصدار قانون القانون لم يكن يسعى لتشجيع الحرية الدينية، بقدر ما كان يسعى إلضعاف النفوذ الكاثوليكي بوضع الكاثوليكية على قدم المساواة مع األقليات الدينية في الشأن العام، عمليا كان القانون يهدف

اء الخاص ليصبح شأنا شخصيا، أما غايته المثالية فكانت تتمثل لحصر المعتقد الديني في الفضفي نزع التقدير عن القيم الدينية في جميع المجاالت الشخصية و العائلية و الثقافية و السياسية،

سالما و تعايشا صعبا مع -المسيحية و اليهودية -وعبر العقود حققت الجماعات الدينية الرئيسية التعبيرات الدينية مع المجال الشخصي، و لكن استقرار المسلمين في البالد هدد العلمانية بتكييف

هذا السالم، و طرح إشكاال جديدا حول الحدود بين المجال العام و الشخصي و عاد ليجدد التصادم بين الحرية الدينية و التسامح السياسي )و هو التصادم الذي تعكسه اليوم قضايا الحجاب

. (5)ناء المساجد و المآذن و غيرها(و النقاب و بتفوقها العددي إال أن الجالية اإلسالمية تعد أقل تنظيما و تأثيرا مقارنة بالجالية اليهودية مثال و رغم

األقدم و األكثر تنظيما، فعند حدوث اعتداءات متزامنة على الرموز اإلسالمية في فرنسا سنتي ليهودية، لم يستنجد المسلمون رسميا بالسلطات الفرنسية مثلما فعلت التنظيمات ا 2002و 2001

ألن المسلمين غير مهيكلين في إطار هيئة تحصي تلك االعتداءات... و بالتالي لم تثر تلك

Page 173: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 172

االعتداءات على اإلسالم و المسلمين نفس التعليقات و التنديدات التي أثارتها االعتداءات على المعابد اليهودية مثال.

تنظيمية التي يعاني منها المسلمون هناك، إن قدم الجالية اليهودية في فرنسا يفسر جزئيا المشاكل الألن محاوالت وضع تنظيمات جامعة للمسلمين الفرنسيين على اختالف توجهاتهم باءت بالفشل، و

، بمبادرة من 1989بالمقابل بادرت السلطات الفرنسية بعمليات لهيكلة الجالية المسلمة منذ عام لس التفكير حول اإلسالم في فرنسا"."بيير جوكس" و زير الداخلية آنذاك الذي أسس "مج

تأسيس "المجلس التمثيلي لمسلمي فرنسا" "شارل باسكوا"، أراد وزير الداخلية اليميني 1993وفي عميد مسجد باريس الكبير، ولكنه كان مجرد حبر على ورق وتبعته نزاعات "دليل أبو بكر"برئاسة

داخلية بين المسلمين اختلطت باألحداث السياسية واألمنية في سياق ميزته تفجيرات في باريس وزيرا للداخلية "جون بيير شفينمان"وعندما أصبح ة،"الجماعة اإلسالمية المسلحة" الجزائريـ نسبت ل

إجراء استشارة واسعة وفرت لخليفته 1999، قرر في االشتراكية "ونيل جوسبانلي"في حكومة باإلعالن عن 2001أرضية عمل حقيقية سمحت له في ديسمبر "اركوزي سنيكوال "اليميني

ي"، كانت انتخابات شكلية ألن رئيس المجلس انتخابات لتأسيس "المجلس الفرنسي للدين اإلسالمعينه وزير الداخلية آنذاك "نيكوال ساركوزي"، و لم يتم انتخاب إال نائبيه، الجزائري "دليل أبو بكر"

وهما "فؤاد علوي" من )إتحاد المنظمات اإلسالمية بفرنسا( المحسوب على التيار اإلخواني، و"محمد بشاري" من )الفدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا( الموالية للمغرب، و المالحظ على تركيبة المجلس

ة عدم تمتع رئيسها "دليل أبو بكر" بشعبية في أوساط الجالية المسلمة رغم ترؤسه لمسجد القياديباريس إال أنه ال يعد مرجعا دينيا و ورث المنصب عن والده، و بسبب استقباله لسفير إسرائيل

" "المجلس الفرنسي للدين اإلسالميبفرنسا في مكتبه أين تلقى منه التهاني بمنصبه الجديد، كما أن ، أرادت أهم التيارات التي تشكل الجالية المسلمة: الجزائر والمغرب و"اإلخوان المسلمين" يجمعالذي فأنشأت لها تنظيما يسهل ،صورة أوضح عن تلك التيارات وتحركاتهاتكوين السلطات الفرنسيةبه

.(6)التحكم فيهأوروبي و عالمي و ما هو شأن في ظل هذه الخلفيات التاريخية و الحضارية المتداخلة بين ما هو

فرنسي داخلي، تعيش الجالية المسلمة في فرنسا محاولة فرض وجودها و تنظيم نفسها أمام سيل

Page 174: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 173

"اإلسالموفوبيا" المتنامي، و تصاعد المد اليميني في فرنسا، و تحدي حوار الهوية الوطنية الذي تبنته السلطات الفرنسية.

أعلنت "وزارة الهجرة و االندماج و الهوية الوطنية الـوطنية فـي فـرنسا:بـدايات حـوار الهويـة -2الفرنسية" بقيادة الوزير "إريك بيسون" فتح ما أسمته )حوارا وطنيا كبيرا يتعلق بتحديد ماهية الهوية

( على اإلجابة 2010فيفري -الوطنية الفرنسية(، و يعمل هذا الحوار الذي يدوم شهرين )جانفي" أما ماذا يعني أن تكون فرنسيا اليوم؟يان الرسمي للوزارة عن تساؤلين: األول و هو: "حسب الب

"، كما يطرح الحوار إعادة فهم العديد من ماذا قدمت الهجرة بالنسبة لكم؟الثاني فهو: " -التضامن الوطني -العلمانية -الوطنالمصطلحات التي ارتبطت بالجمهورية الفرنسية، مثل:

)أي النشيد الوطني الفرنسي(، و هو نشد أطفال المدارس مرة في العام المارسيازإمكانية أن يالحوار الوطني الكبير الذي يعقد في كل مديرية من مديريات المدن الفرنسية، و في المقاطعات الفرنسية لما وراء البحار في منطقتي المحيط الهادي و الكاريبي، بمشاركة مسؤولي المديريات و

ين و ممثلين عن القوى السياسية و النقابات و منظمات المجتمع المدني و المجالس برلماني . (7)الطالبية و المثقفين و المواطنين العاديين

وقد زار الموقع ،لقاء في جميع أنحاء البالد 340تم تنظيم أكثر من اإلعالن عن بدء الحوار ومنذ تسلم الموقع عدد هائل من ردود يع األولىخالل األسابو ألف شخص، 750الخاص لهذا النقاش

سيء إلى ت اأنهرأت وقررت المعارضة االشتراكية مقاطعة اللقاءات ألنها، الفعل العنصريةتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني لم يتورع أعضاء من حزب "اإلو ،المهاجرين والمسلمين كثيرا

وزراء الدولة طالب الشباب المسلم بأن يسيروا د، فأحالحاكم عن اإلدالء برأيهم بشكل يفتقر للباقةواشتكى رئيس بلدية مرسيليا من ،في االتجاه العام للمجتمع إذا كانوا يريدون إيجاد عمل على األقل

" زعيم ماري لو بان"جون كما أدلى ، نزول الكثير من المسلمين إلى الشارع بعد مباراة لكرة القدم"علينا أن نكون جريئين بتوجيه األسئلة الحقيقية المتوارية :رأيه قائالب ةالجبهة الوطنية المتطرفحزب

فقد تم تهميش تقاليدنا ، علينا باألحرى طلب العون ، خلف سطور هذا النقاش حول الهوية الوطنية .(8)ة"وثقافتنا وهويتنا بسبب الهجر

أثار قرار السلطات الفرنسية القاضي بفتح حوار دالالت فتـح حـوار حـول الهـوية الـوطنية: -3حول الهوية الوطنية بعد أكثر من قرنين على قيام الثورة الفرنسية و تأسيس الجمهورية و تبني

Page 175: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 174

المبادئ العلمانية تساؤالت كثيرة و مشروعة، تمحورت حول المغزى من طرح مثل هذا اإلشكال في عما تمثله الهوية الفرنسية و السعي نحو إعادة تعريفها بعد هذا الوقت بالذات، و الدافع وراء البحث عقود من الحسم في هذه المسألة المعقدة.

ويبدو أن الكثير من الفرنسيين خاصة المثقفين منهم و المعارضين للحكومة و حتى من المواطنين ل يرسخ الهوية و العاديين، لم يقتنعوا بالمبررات التي قدمتها حكومة "ساركوزي" )بلورة برنامج عم

القيم الجمهورية، و يعزز افتخار الفرنسيين بانتمائهم لألمة الفرنسية(، و األكيد أن للموضوع أبعاد و دالالت أخرى غير معلنة، يمكن تلمسها من خالل تحليل طبيعة الخطاب الذي ساد طيلة مدة

، و أهمها:الحوار، و ما أفرزه من تداعيات الحظها المراقبون المهتمون بالموضوعإن التواجد اإلسالمي المكثف في تموقـع اإلسالمـوفوبيا فـي قلـب الحـوار الهويـاتي الفرنسـي: 3-1

فرنسا و تمثيله لثاني ديانة بعد المسيحية، و تشكل أغلب أفراد الجالية المسلمة من المغاربة الجزائر، أعطى االنطباع القادمين من المستعمرات الفرنسية السابقة في شمال إفريقيا و خاصة من

بأن المقصود من هذا الحوار هم المسلمون و ديانتهم اإلسالمية بالدرجة األولى.فقد تحول النقاش من اإلجابة عن السؤال المركزي "من هو الفرنسي؟" إلى المطالبة باندماج

يقي لغاية الحوار، المسلمين بفرنسا و احترام القيم المسيحية للبالد، و بالتالي كشف عن الوجه الحقكما شكل تحوال ينبئ بعدم براءة السؤال المطروح منذ البداية و النتائج الخطيرة التي يمكن أن يؤدي إليها... و تأكد ذلك مع المقال المطول للرئيس "نيكوال ساركوزي" على صفحات جريدة "لوموند" يوم

طنية و عالقة فرنسا باإلسالم، و ، حيث ربط بين النقاش الجاري حول الهوية الو 2009ديسمبر 9رغم محاولة طمأنة المسلمين بقوله أنه: "سيبقى ضامنا لحرية ممارسة عقائدهم في أماكن عبادة الئقة بهم"، إال أنه دعاهم إلى: "احترام القيم المسيحية و عدم استفزاز مشاعر المضيف"، على

. (9)اعتبار أنهم قادمون من بعيدهم العرب والمسلمون دون "الهوية "الحوار حول مستهدف من خالل إثارةأن ال إن الوقائع تدل

ذاته المتضرر األول بما انه ” ساركوزي “فسيكون ذلك أن األمر إن خرج عن هذا اإلطار ،غيرهمالذي تنتمي إليه الغالبية الساحقة من عرب ” الفرانكفوني“عن المجال ذو أصول مجرية تبتعد كثيرا

حول الهوية ليس سوى ظاهرة ن المحرك األساسي للحوار الفرنسيأ، و فرنسا ومسلمي

الظاهرة التي تلك ،الصاعدة في الغرب عموما وفي القارة العجوز بشكل خاص "سالموفوبيااإل"

Page 176: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 175

وكذلك بواسطة اللوبي ،ومالية في العالم تغذيها الصهيونية العالمية بما تملك من ترسانة إعالميةوال أدل على ذلك مما سبق ، السلطة والنفوذ والقرار في العالم ب دوائرغلأ الصهيوني الذي يخترق

ومهما كانت "، النقاب"ومن بعده "الحجاب"مثل قضية هذا الحوار من ضجيج إعالمي حول قضايادينية أو إيديولوجية فإنها تبقى ظاهرة سياسية كانت أو "سالموفوبيااإل"أسباب بروز وانتشار ظاهرة

هنا فال يمكن أن يفهم خطاب الهوية في سياق هذه الظاهرة ومن، بالدرجة األولىعنصرية عرقية .(10)صدامي غايته القصوى إثبات الذات بنفي اآلخر خطاببكونه إال

ويؤكد المؤرخ الفرنسي الكبير "بنجمان سطورا" في حوار له مع صحيفة اإلتحاد االشتراكي المغربية الهوية، أن اإلسالم في فرنسا أصبح هو محور النقاش الدائر، إذ يقول: غداة انطالق الحوار حول

المشكل المطروح ليس هو النقاش الجاري حول الهوية الوطنية بفرنسا، بل المشكل هو المعنى "تحول النقاش من حوار وبسبب سرعته ،الذي أضفي على الهوية باإلضافة إلى وتيرة هذه النقاشات

في ظرف ثالثة أسابيعف ،سالمالدين وعلى الخصوص اإل جانب ون األحول الهوية الى حديث عكالم عن مكانة اإلسالم بفرنسا، أي أن اإلسالم إلىتحول النقاش إذن من حوار حول مكانة الهوية

رض أنه الئكي، تساسي في النقاش بينما هو مجرد مكون من مكونات بلد من المفصار العنصر األهو الذي يطرح مشكال في هذا رافهذا االنح ني به في نطاق الحياة الخاصةبلد يندرج االنتماء الدي

". النقاشويذهب "بنجمان" في نفس الحوار إلى أنه من الطبيعي أن يشعر المسلمون و خاصة المغاربة بأنهم

لمستهدفون من كل هذه الضجة رغم التواجد المغاربي و اإلسالمي في فرنسا منذ أزيد من قرن، االحضور المغاربي في فرنسا يعود إلى زمن بعيد، وهو ما يجهله عدد كبير هذا الخصوص: "فيقول ب

ال بد من أن يصبح وجود اإلسالم أمرا جد عاد هنا، ذلك أن العمال وفي اعتقادي ،من الناس، 1926ات من القرن الماضي ، ومسجد باريس شيد سنة يالمغاربيين حلوا بفرنسا منذ العشرين

والمقابر اإلسالمية وجدت منذ ، 1935لفرنسي اإلسالمي ببوبيني تم إنشاؤه في سنة والمستشفى اهناك إذن معركة حقيقية يجب خوضها من أجل أن يصبح اإلسالم معطى عاديا جدا ، 1937سنة . (11)"بفرنسا

وقد ساهم سوء الفهم و اإلدراك الخاطئ في زيادة التوجس الفرنسي من اإلسالم، و هو الشعور ي بدأ يتزايد مع بروز مظاهر اعتبرت دليال على تجدد و صحوة الشعور الديني لدى مسلمي الذ

Page 177: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 176

فرنسا في نهاية الثمانينيات، أين شرع المهاجرون المسلمون في بناء المساجد، و فتح محالت و قصابات بيع اللحم الحالل، و المطالبة بأراضي لتكون خاصة بمقابر المسلمين، فسيطر الشعور

وف من عودة اإلسالم بين غالبية الشعب الفرنسي... كما ساهم في ذلك التوجس الفشل في بالخإدراك الفروق االجتماعية و الثقافية بين المسلمين، فالكثير من الفرنسيين ربطوا بين المظاهر اإلسالمية المتزايدة محليا، و صعود اإلسالم السياسي في العالم العربي و اإلسالمي، فوضعوا

. (12)سلمين الفرنسيين المعتدلين في نفس المكانة مع الحركات األصولية العنيفةالموتجسد هذا الخوف المبالغ فيه من كل ما هو إسالمي في كثرة االعتداءات و المضايقات التي أصبحت تتعرض لها الجالية اإلسالمية و أماكن عبادتها و حتى مدافنها، من طرف جماعات

س حالة االضطراب و التوتر المسيطرة على المجتمع الفرنسي المنجرف متطرفة و عنصرية تعكشيئا فشيئا نحو "اإلسالموفوبيا" بكل ما تحمله من مخاطر، ففي تقرير "المركز األوروبي حول

التابع لإلتحاد األوروبي و المهتم برصد حالة العنصرية (EUMCالعنصرية و كراهية األجانب" )السنوي الخاص بفرنسا و الذي وضعته "اللجنة و كراهية األجانب في دول اإلتحاد، جاء التقرير

، ليبين العدد الكبير لالعتداءات على 2005( سنة CNCDHالوطنية االستشارية لحقوق اإلنسان" )، 2004ا المغاربة و المسلمون في بلد حقوق اإلنسان سنة أساس عنصري و ديني التي تعرض له

اعتداءات مادية أو جسدية 64تهديد و عنف لفظي و 266اعتداء منها 352حيث بلغت .(13)عنيفة

وهو ما يهدد السلم االجتماعي في البالد، ألن النظرة المتعالية و االحتقارية للمسلمين و خاصة وراء أحداث الضواحي بعد خطاب وزير الداخلية الفرنسي آنذاك المهاجرين المغاربة منهم، كانت

"نيكوال ساركوزي"، الذي استعمل فيه لفظ "الحثالة" لوصف شباب الضواحي المهاجرين، و موضوع الهجرة هنا ال يمكن فصله عن ظاهرة "اإلسالموفوبيا"، ألن االعتقاد السائد في أوروبا أن حركة

توطن اإلسالم في فرنسا. الهجرة هي السبب الرئيسي فيالتي وقعت في مختلف الضواحي الباريسية و عمت حتى باقي التراب 2006فأحداث نوفمبر

الفرنسي، أعادت النظر في صراع لم يتوقف أبدا، و أطلق من جديد الحوار حول االندماج (L’intégration)… دماج، و تم و أصبح تجديد تصاريح اإلقامة مرتبط أكثر فأكثر بمدى االن

سنوات 10يوقف عمليات التسوية التلقائية لإلقامة بمجرد مرور 2006إصدار قانون في جويلية

Page 178: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 177

على التواجد فوق التراب الفرنسي، و في خطوة غير مسبوقة سارع "نيكوال ساركوزي" و بمجرد ، و هي خطوة إلى إنشاء وزارة لـ "الهجرة و االندماج و الهوية الوطنية" 2007انتخابه رئيسا في

.(14)مهمة في تطور سياسة الهجرة الفرنسيةلعل أكثر ما يبرهن على وقوف * منـع الحـجاب و النقـاب تتويـج لظاهـرة اإلسالموفـوبيا:

"اإلسالموفوبيا" المستشرية في المجتمع الفرنسي وراء فتح حوار حول الهوية الوطنية، هو ذلك ناقشة مشروع قانون منع النقاب من جهة أخرى.التزامن بين بداية الحوار من جهة و م

فبعد أن تم سن قانون لمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية الفرنسية باعتباره من الرموز الدينية، مع مرور مشروع القانون على المؤسسات التشريعية التي وافقت عليه، و إمضاء الرئيس الفرنسي

سبتمبر 2، و دخوله حيز التنفيذ في 2004رس ما 15األسبق "جاك شيراك" على القرار في مع الدخول المدرسي الجديد، سيقت تبريرات عديدة للقانون، باعتباره ال يمس الحجاب فقط 2004

بل كل الرموز الدينية األخرى سواء كانت مسيحية أو يهودية أو غيرها، و لكن أغلبية المالحظين يه الفتيات المسلمات في المدارس الفرنسية، و لذلك اعتبروه قانونا موجها نحو الحجاب الذي ترتد

عرف في وسائل اإلعالم األجنبية باسم "قانون منع الحجاب"، و هو القانون الذي جاء بناء على توصية من لجنة تحقيق بقيادة "برنارد ستاسي" حول السبل الكفيلة بالتطبيق العملي لمبادئ العلمانية

إن كان الجدال قد تركز حول الحجاب فإن ذلك يعود العتباره بأمر من الرئيس "جاك شيراك"، ومن قبل اللجنة رمزا دينيا و منافيا لمبادئ العلمانية و للمساواة بين الذكور و اإلناث، واعتباره من

.(15)مظاهر القهر و التمييز ضد المرأة أو الفتاة المسلمة التي قد تدفع الرتدائه خارج إرادتهااك السلبي للحجاب عند الغربيين، فكما يقول "غابريال مارونسي": "القضية األساسية وهنا يبرز اإلدر

هنا ليست الحجاب في حد ذاته و داللته اإلسالمية، بل رمزيته و غايته المتخيلة من قبل .(16)الغربيين"

1989 وهذا اإلدراك السلبي ليس وليد اليوم، فأول مواجهة لفرنسا العلمانية مع الحجاب كانت سنة(، أين رفضت فتاتان نزع خمارهما Scarf’s affairفيما عرف منذ ذلك الحين بـ "قضية الخمار" )

الذي يعبر عن هويتهما اإلسالمية مما أدى إلى إقصائهما من إجراء امتحان الدخول للمدرسة الذي يرفض العليا، فأعادت هذه القضية الصراع بين التصورين اإلدراكيين للعلمانية، التصور األول

أي إمكانية الرتداء الزي اإلسالمي في المدارس، مما يتوافق مع النظرة المغلقة التي ترفض أي

Page 179: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 178

مظاهر أو رموز دينية في المؤسسات العامة، و التصور الثاني الذي يدعو الجمهورية لعدم التخلي في كال الحالتين ظهور عن أبنائها إال في حالة إتيانهم بما ينشر نفوذ اإلسالم الراديكالي، و لكن

فتاتين باللباس اإلسالمي اعتبر كعالمة على فشل نظام االندماج الفرنسي، و هو الفشل الذي يمهد . (17)إلعادة أسلمة الضواحي

منع الحجاب لم يكن إال مقدمة لمنع النقاب في األماكن العامة، و بغض النظر عن الجدل الفقهي ها، فإن النظر إلى القضية من باب الحرية الشخصية يطرح حول مشروعية ارتداء النقاب من عدم

إشكاال حول احترام الحريات الفردية في بلد الحريات، خاصة مع تزامن النقاش حول منعه مع بدء النقاش حول الهوية الوطنية.

نائبا 32جرت مداوالت في إطار لجنة برلمانية مكونة من 2010جانفي 26جويلية إلى 8فمن بشأن فرض حظر على ارتداء النقاب أو البرقع في األماكن العامة، فبالنسبة لمؤيدي الحظر الكامل لظهور النساء منقبات في األماكن العامة، فإن هذا األمر ضروري لحماية قيم الجمهورية، و المساواة بين الجنسين، و منع خطر انتشار األصولية المضادة للقيم الفرنسية و المناهضة للبيض، أما بالنسبة لمعارضي القرار من المسلمين و المنظمات الحقوقية فارتداء النقاب قضية هامشية، و

و االجتماعية لكن اللجنة البرلمانية تعمل كأداة لصرف الفرنسيين عن مشاكلهم الحقيقية االقتصادية Andréو تشويه صورة المسلمين في فرنسا... خصوصا أن العمدة الشيوعي "أندريه جيرا" )

Gerin المعروف بعدائه للمهاجرين المغاربة و الذي ترأس اللجنة البرلمانية المكلفة بدراسة )ندع الموضوع قد أعطى بعدا عنصريا و عدائيا للموضوع حين صرح قائال: "هل يجب علينا أن

المجال لعقيدة التيار السلفي األصولي الذي يقود صراعا ضد فرنسا و العنصر األبيض"، يحدث هذا في الوقت الذي تفيد فيه تقديرات وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد المنقبات ال يتجاوز األلفين،

. (18)مل البالدامرأة في كا 367في حين أفادت تقديرات ألجهزة االستخبارات أن عددهن ال يتجاوز ونفهم هذه النقطة أكثر عندما نستظهر خطابات "ساركوزي" التي رفض فيها النقاب و قبل ذلك الحجاب مكرسا الكثير من تدخالته اإلعالمية لقدسية الجمهورية و قيمها، فكل الدالئل تشير إلى

ؤشرات تغلغله في وجود حالة استنفار فرنسية ضد الرافد الثقافي اإلسالمي، و محاولة إيقاف مالهوية الوطنية الفرنسية، و هو تكتيك يتقاطع مع اليمين المتطرف، و يغذي مخاوف فرنسا من تعاظم الوجود اإلسالمي فوق أراضيها، ويحفز دفاعها المستميت عن المسيحية من جهة و

Page 180: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 179

د المجال العلمانية من جهة أخرى، رغم أن المظاهر الدينية التي يمارسها مسلمو فرنسا ال تتع الشخصي.

كما أن المتأمل في اقتراحات وزير الهجرة الفرنسي و التي قد تجد طريقها للتجسيد بعد نهاية النقاش حول الهوية، و المتمثلة في مشروع إنشاء عقد لالندماج الجمهوري يوقع عليه كل أجنبي يزور

إتقان اللغة الفرنسية وهضم قيم فرنسا أو يقيم فيها، إضافة إلى إخضاع منح الجنسية لشرط الجمهورية والتمكن من أداء "المارسياز"، كل هذه األفكار تنطلق من افتراض مفاده أن المسلمين في فرنسا هم خارج المتن الثقافي الفرنسي، وأن مصلحة فرنسا تكمن في إيقاف تيار هجرة المسلمين

ن عبئا سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا على الذين تزايد عددهم أكثر مما ينبغي، وأصبحوا يشكلو أمنية -فرنسا، لذلك فإن إعالن فتح نقاش حول الهوية الوطنية يخفي في باطنه حيلة سياسية

للظفر بقوانين تتيح للسلطة حرية التصرف في النزيف اإلسالمي داخلها، خصوصا أنه قبل سنوات و المثقفين أي الهجرة االنتقائية التي تخدم قليلة أعلنت فرنسا أنها حولت وجهتها نحو هجرة النخب

. (19)مشروعها التنموي و الفرونكوفونيوجد الكثير من المختصين صلة وصل الخصـوصية الفرنسيـة فـي مـواجهة تيـارات العولمـة: 3-2

بين الحوار الذي جرى حول الهوية في فرنسا و اشتداد تأثير تيارات العولمة على الخصوصية و الهوياتية الفرنسية المهددة بفقدان مكانتها التاريخية كمركز تأثير ثقافي و تميز حضاري. الثقافية

، وهو أول من فكر في مسألة الهوية الوطنية في أعقاب هزيمة فرنسا في "إرنست رينان"كان المؤرخ ؤلفة من م "روحا واحدة"قد دافع عن األمة باعتبارها ، 1871الحرب الفرنسية البروسية في العام

الذي يضرب بجذوره في الماضي، "الميراث الخصب من الذكريات"يتلخص في الشق األول :شقينأما الشق الثاني الذي يرتبط بالحاضر وتمهيد الطريق إلى المستقبل، فإنه يتألف من اإلرادة

برى لهذه أولوية ك "رينان"ولقد أعطى ،المشتركة من جانب المواطنين لبناء حياتهم المشتركة معا اإلرادة في الحياة المشتركة التي تسمو فوق أي تعريف عرقي وتضع الفكرة الفرنسية عن األمة في

.، والتي هيمنت على التقاليد األلمانيةالتي تكاد تكون عنصرية "أمة الشعب" تباين مباشر مع فكرةيعتمد على التاريخ "مفهوما روحانيا"واستنادا إلى وجهة النظر هذه فإن الهوية الوطنية تشكل

وبعض هذه القيم راسخ في نوع من المسيحية العلمانية، وبعضها ،المشترك ومجموعة من القيم

Page 181: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 180

و ية اللغة الفرنسو المساواة اآلخر في المعتقدات الثورية التنويرية المرتبطة بحقوق اإلنسان و .الدولة عن المصالح المشتركة وتطبيق المبادئ الجمهورية مسؤولية وفكرة ،المدارس العلمانية

وهذه النظرة إلى الهوية الوطنية التي تسمو على العرق واللون واألصل والدين هي التي أصبحت وتتغذى أزمة الهوية التي تؤرق فرنسا اآلن على اقتران وتزامن العديد من العوامل ،محال للنزاع اآلن

تحاد األوروبي الذي يقلص من حريات الزعامات العولمة وما نتج عنها من شكوك، واإل على رأسها،األميركية التي أدت إلى تراجع الموقف الفرنسي في العالم، ونهوض اإلستراتيجيةالوطنية، والهيمنة

وكل هذا يشكل تحديا خطيرا للمفكرين الذين يستهزئون أحيانا بفكرة األمة ذاتها، ،القوى اآلسيويةوهم يرون أن الهوية الوطنية البد أن تهجر ،"’ما بعد القومية"فيزعمون أننا نسكن اآلن عالم

ين شعوب االتحاد لصالح الهوية األوروبية، حتى لو لم يكن الشعور باالنتماء إلى أوروبا راسخا ب .(20)األوروبي

الفرنسيين، و لكنه يطرح اليوم ضمن ليس سؤال الهوية بالسؤال الجديد ضمن هواجس و انشغاالتسياق جديد و في ظل ضغوطات جديدة تمارسها العوامل البنيوية و النسقية التي يفرضها عصر العولمة، فحوار الهوية في فرنسا اليوم يرتبط إذا بكيفية تأثير العوامل البنيوية المرتبطة بسياق

السياسية و الثقافية و اإلعالمية اليوم. العولمة على تكييف سؤال الهوية كما يطرح في الساحةو وعلى نطاق واسع البلد األكثر تأثرا من بين كل الدول الغربية المتطورة، تبدو فرنسا اليومف

لعولمة على المستوى الثقافي، وهي انعكاسات أشد لبالنتائج واالنعكاسات العرضية غير مسبوق ، إذ ة على المستويات االقتصادية والمالية والتكنولوجيةمن تلك الحاصل وطأة على العقول والنفوس

تخلخل وتهز ،تمثل الديناميات الشمولية للعولمة كعوامل كاسحة بصورة عامة يجري في فرنسا اليوم على امتداد عقود ممتدة وأجيال متالحقة يرى كعناصر أساسية بل وتكوينية للهوية بعنف ما ظل

و الثقافية و الحضارية. الفرنسية في مضامينها السياسيةطابع الحدة الذي السجاالت بخصوص سؤال الهوية طوار المناقشات ووقد ال حظ المتتبعون أل

ميز طرح اإلشكاالت واألفكار والتحليالت والمواقف، كما وقفوا بالتأكيد على المستوى الذي كان في مجتمع ينحو هوم الهويةيصله التهاب المشاعر كلما أثيرت على موائد الحوار قضايا تتصل بمف

تيارات الهجرة على مدى بفعل معطيات موضوعية صنعتها، بكل تبعاته بنيويا باتجاه التعدد الثقافي

Page 182: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 181

بصرف النظر عن االختيارات ، زمني طويل، تعددية تسرع العولمة اليوم من وتيرتها ومن مداها .(21)المعلنة أو المرجعيات المذهبية للزعماء والقادة

ويلخص الفيلسوف الكبير "مارسيل غوشي" حالة التخبط التي توجد فيها بالده اليوم في رحلة بحثها عن هويتها وعدم قدرتها على استيعاب التغيرات الحاصلة، فيؤكد أن الخصوصية الفرنسية التي

في استيعاب نوع التغيير الذي تتطلبه العولمة كي تختصر عناليوم تجد صعوبة تتميز بقوتها ننا ال نبالغ يشمل جميع المجاالت، و ، ففرنسا تشهد اليوم جمودا تاريخيانفسها المسافات على حد ا

إذا تحدثنا عن نوع من خيبة األمل الجماعية، فالكثير من الناس لهم تعبير "مارسيل غوشي" شيئا، أن يفعلوا لىبينما هم عاجزون ع معاكسة التجاههم صيرورةاالنطباع بأنهم مسجونون داخل

ون به سياسيا وثقافيا ثيرورة تعني لهم الموت، أو أنها تعني موت ما هم متشبصعلما بأن تلك ال)اإلرث التاريخي و الحضاري الفرنسي(... فقد داهم التطور العالمي الفرنسيين فأضحى وحضاريا

اريخي و كل ما يطلب منهم مناقضا لمكتسبهم التاريخي، و لم يعد بإمكانهم تأكيد نموذجهم الت .(22)السياسي

مكمن الورطة التي تتخبط فيها الخصوصية الفرنسية في مواجهة العولمة، يتمثل في ذلك التناقض بين الرؤية التي يحملها الفرنسيين تاريخيا عن دور بلدهم كمركز أولي لبلورة قيم تتسم بالعالمية

مناقض تماما للتوجه الفرنسي أي حسبهم )حقوق اإلنسان و الحرية و العلمانية(، و بين اتجاه آخرمهما كانت له من عوامل –اتجاه ديناميات العولمة التي ترفض كل إمكانية لتصور مركز واحد له إمكانية تحديد المعايير و -النفوذ في الحاضر أو من عناصر الشرعية التاريخية في الماضيالفكرة التي طالما سعت الثقافة األنماط و التوجهات، أي رفض فكرة المركزية الثقافية )و هي

الفرنسية لمناقضتها و محاولة فرض نموذجها الثقافي و الدليل تاريخها الطويل في التعامل مع مستعمراتها حتى بعد استقاللها(.

فإشكالية الهوية المطروحة في فرنسا اليوم هي انعكاس للتخوف من ضياع ما طبع الذاكرة الفرنسية موقع المركز العالمي الموجه على المستوى الثقافي، فتسارع وتيرة العولمة منذ حوالي قرنين، أي

أصبح يهدد اليوم ثالثة مبادئ موجهة للهوية الفرنسية، و هي االندماج )في التعامل مع الهجرة( و العلمانية )في ضبط العالقة بين ما هو ديني و ما هو دنيوي( و المرفق العام )في مجال تدبير

امة(، في كل هذه المستويات يتعرض النموذج الفرنسي لضغوطات غير مسبوقة، الخدمة الع

Page 183: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 182

)من بينهم المسلمين( يفضي نفمطلب اإلندماج المفروض على المهاجرين خاصة غير األوروبييإلى إلغاء و تهميش حق االختالف، و الالئكية بالشكل الراديكالي المتشدد أبرزت مخاطر االنزالق

قة لها بالفصل بين الدين و الدولة، مثل قضية الحجاب )و بعدها النقاب(، و لخدمة دعاوى ال عالالمرفق العام الذي يحيل إلى مفهوم معين للمساواة، دخل في تناقض مع مبدأ تكافؤ الفرص في

.(23)مجتمعات متعددة التصنيف االجتماعي كالمجتمعات الغربيةر إليه إذا كنوع من رد الفعل و االنكفاء على الحوار حول الهوية الوطنية في فرنسا يمكن النظ

الذات وحول الهوية الثقافية وحول القومية الفرنسية أمام عولمة جارفة آتية على خصوصية الكيانات الوطنية، وتوضع القيم اإلسالمية هنا في االعتبار لدى الفرنسيين كعامل تهديد للخصوصية

شر في فرنسا كما هو الحال في عموم أوروبا. الفرنسية، ألن التخوف من أسلمة البالد منتلم يخف على أحد األهداف السياسية المتوخاة االستغـالل السياسـي لحـوار الهويـة الـوطنية: 3-3

من فتح مثل هذا النقاش حول موضوع حساس بالنسبة للفرنسيين، فإثارة هذه القضية ترتبط باإلستراتيجية التقليدية لليمين الحاكم، الذي اعتاد التركيز على التخويف من المهاجرين لكسب

.2010التي كانت مقررة في مارس أصوات أقصى اليمين على عتبة االنتخابات المحلية وفي السياق ذاته لفت "محمد حنيش" األمين العام إلتحاد المنظمات المسلمة بشمال باريس، إلى أنه من الطبيعي أن يكون لهذا الجدل أهداف سياسية، خاصة أنه يأتي شهرا واحدا قبل االنتخابات

المرتقبة في الوقت الذي تواجه فيهاالنتخابات هذه، و تأتي 2010الجهوية المقررة في مارس

بسبب األزمة المالية، فضال عن الجدل الذي اليمينية مصاعب اقتصادية "فرنسوا فيون "حكومة

على رأس أكبر مجمع اقتصادي في فرنسا، ثم عدل تعيين نجله "ساركوزي "أثير بعد اعتزام الرئيس

.عن ذلك بسبب ضغوط المعارضة"فتح مثل هذا الحوار :أن إلى "نويل مامير"معارض عن حزب الخضر النائب ال لهذا السبب أشار

يعاني منها الفرنسيون لمشاكل الحقيقية التيعن اوجهة التحويل لهو عملية حول الهوية الوطنيةالفرنسية بجميع واعتبرت المعارضة، "الحكومة بسبب األخطاء المتراكمة والمأزق الذي تعيش فيهالمتطرف استعدادا مثل هذا الحوار "يراد منه جذب أصوات اليمين عن فتحتشكيالتها أن اإلعالن

(24)"القادمة لالنتخابات الجهوية

Page 184: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 183

والواقع أن موضوع الهوية قد سيطر على الحياة السياسية الفرنسية، منذ أن فاجأت الحملة المتتبعين بتربع قضية "الهوية الوطنية" على طليعة الحوار السياسي، 2007االنتخابية لرئاسيات

تدور حول البطالة و التفاوت االجتماعي، و 1995بعد أن كانت القضايا الرئيسية في انتخابات ركزوا 2007كانت األولوية للقضايا األمنية، غير أن المرشحين الثالثة في انتخابات 2002العام

بشكل أو بآخر على موضوع الهوية، وباألخص المرشح الذي كان أوفر حظا للفوز باالنتخابات . (25)"نيكوال ساركوزي"

كتتويج لمسيرته على رأس وزارة لقد قدم "ساركوزي" مقترح إنشاء وزارة للهجرة و الهوية الوطنية،الداخلية أين أقر قانونا جديدا صارما للهجرة، كما تبنى سياسة أمنية محضة في تعامله مع الضواحي غاب فيها أي وجود للحوار، و يعود هذا إلى إيمانه بأن فرنسا ليست مجبرة على قبول

بأن الهجرة أصبحت تهدد الهوية هجرة مفروضة، بل من حقها اختيار من تريد استقبالهم، و إيمانهالوطنية، مع تشويه اللغة الفرنسية في الضواحي حيث يستعمل المهاجرون المغاربة خصوصا لغة هجينة و بذيئة، إضافة لنمو التهديد اإلرهابي و الخاليا اإلسالمية بسبب الهجرة، و الحقد الدفين

، و 2005عكسته أحداث الضواحي لدى المهاجرين المسلمين بالخصوص تجاه فرنسا، و هو ما التصفير على النشيد الوطني الفرنسي في مقابلة الجزائر و فرنسا... وهي األحداث التي رأى فيها الكاتب الفرنسي "آالن فنكلكروت" عنصرية تجاه العنصر األبيض في فرنسا، والعلمانية بدورها

لبعض التقاليد المنحدرة من الهجرة أصبحت مهددة من جراء الحضور المكثف لإلسالم السياسي و )الحجاب، النقاب، تعدد الزوجات و غيرها(... فالمتتبع للخطاب السياسي الفرنسي المؤكد على مفاهيم العلمانية و الجمهورية و حب فرنسا، يرى دائما ذلك الحديث عن اإلسالم و المسلمين و عن

لبة البعض بتغيير اإلسالم، و كأن تغيير صعوبة اندماجهم مع مبادئ الحداثة و العلمانية و مطا .(26)أي دين متوقف على قرار سياسي يتم اتخاذه

"اإلسالموفوبيا" التي وجدت في التربة الفرنسية كل ظروف االستقرار و التنامي، أصبحت مجاال لالستغالل السياسي خاصة من طرف اليمين المتطرف الذي يجد فيها استثمارا سياسيا حقيقيا،

له أصوات المتوجسين من كل ما له عالقة باإلسالم و المسلمين و ما أكثرهم في فرنسا، فـ يضمن منافسا في 2002"جون ماري لوبان" زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية، الذي وجد نفسه ألول مرة سنة

الدور الثاني لالنتخابات الرئاسية الفرنسية، قدم نفسه في خطاباته الشعبوية و "سياسته

Page 185: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 184

( باعتباره خط الدفاع األخير ضد أسلمة فرنسا و Islamophobic policyسالموفوبية" )اإل . (27)أوروبا"

المجتمع الفرنسي مثله مثل المـأزق الفـرنسي: البحـث عـن التجـانس فـي مجتمـع متعـدد: 3-4جرة بالخصوص، أغلبية المجتمعات الغربية و نتيجة لعوامل تاريخية و ديموغرافية متعلقة بتيارات اله

أصبح مجتمعا متعدد األعراق و الثقافات و األديان، و المفارقة أن هذه الخصوصية التعددية تتفاعل ضمن وأحيانا ضد خصوصية فرنسية معروفة تاريخيا وعالميا بقوتها وبرغبتها الدائمة في

التميز والتفوق وفرض منظورها ونموذجها على اآلخرين.في ربوع البالد، عكس خطابا إقصائيا ال يتناسب أبدا مع مجتمع متعدد مثل وحوار الهوية الذي تم

فرنسا ورفع حدة التوتر إلى مستويات عليا، ألنه يضع المهاجرين أمام معادلة صعبة، أين تجد هذه فمثال ما هو الفئة الرئيسية في المجتمع الفرنسي نفسها حسب "برهان غليون" في مأزق صعب،

مين حاملي الجنسية الفرنسية حتى يكونوا فرنسيين؟ وهل هناك درجات في المطلوب من المسلالمواطنة الفرنسية بحسب مستوى وقوة التماهي مع الثقافة الفرنسية وقيم الجمهورية؟ هل المطلوب

وينحوا نحو المعنوية والمظهرية أن يتجرد المتجنسون من أصول أجنبية من شخصيتهم الثقافيةحتى يحظوا بحماية الدولة في اعتقاداتهم وتصرفاتهم ولباسهم وأكلهم وشربهم ييناألصلالفرنسيين

وممارسة حقوقهم األساسية؟ وما هي وضعية أولئك الفرنسيين الذين تركوا المسيحية ليعتنقوا اإلسالم وهم فرنسيون باألصل؟

ليست هناك هوية خاصة ويواصل المفكر "برهان غليون" تشريح المأزق الفرنسي الحالي، قائال: "ذا تم ربط الهوية الفرنسية كليا بالثقافة ،من دون ثقافة خاصة مهما كان وضع هذه الثقافة وا

الفرنسية األصلية التي هي ثقافة األغلبية، أو إذا كان شرط المواطنة الفرنسية تطابق الهوية الثقافية كد أن العرب واألفارقة لن يكونوا فرنسيينلجميع األفراد مع الثقافة الفرنسية الموروثة... فمن المؤ

فريقيةثقافتهم العربية واإل فهم ظلوا يحملون على مدى ثالثة أجيال أو أكثر، ولن يصبحوا فرنسيينوربما سيستمرون لفترة طويلة غير راغبين ،من حيث القيم واألذواق والمشاعر واالعتقادات الدينية

يضع في هذه الحالة يطرح سؤال أساسي: لماذا ،صةفي تقمص شخصية الفرنسيين وقيمهم الخا .(28)"القانون اعتناق الهوية الثقافية الفرنسية كشرط للحصول على الجنسية؟

Page 186: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 185

مشكلة االرتباط بين الهوية الوطنية والتعددية الثقافية، على نحو في فرنسا واآلن تطفو إلى السطح وهي البلدان التي اختارت سياسة الدنمارك وهولندا و يكاد يكون متماثال في المملكة المتحدة

في الواليات المتحدة الدولة التي تشتمل فعلى النقيض من فرنسا ، و التعددية الثقافية منذ أمد بعيدعلى جاليات ضخمة من المهاجرين، نجد أن المجتمعات قادرة على صياغة هوية ثقافية قوية

التي شيدت بفضل موجات متعاقبة من نساوكانت هذه هي الحال في فر وحس وطني راسخ عميقبل االستيعابعلى النقيض من الواليات المتحدة ال يقوم على إال أن التكامل في فرنسا ،الهجرة

اليوم وفي هذا العالم حيث تتوحد األمة في كيان واحد ال يتجزأ، التجانسعلى الرغبة في تعزيز ذلك التحدي العصيب المفروض عليها من قبل المهاجرين تواجه فرنسا الذي تغير بفعل العولمة،

، وفي نفس من جهة والذي يتلخص في صيانة المبادئ التي تشكل صميم الهوية الفرنسية ،الجددوالتي قد تتعارض في بعض الوقت تلبية رغبة بعض مواطنيها الجدد في االحتفاظ بهويتهم الخاصة

الحوار القائم اليوم بشأن الهوية الوطنية ينبع في األساس من هذا إن ،األحيان مع هذه المبادئ . (29)التوتر

واالتجاه العام في فرنسا خاصة من قبل اليمين نحو إقصاء اآلخر السيما المسلمين و التضييق على الدين اإلسالمي بالخصوص و نشر هوس "اإلسالموفوبيا" بين األجيال المتالحقة، ال يخدم

نية وتعزيز روح االنتماء لألمة الفرنسية الذي قام الحوار من أجله حسب الخطاب الوحدة الوطالرسمي و الذي كشف الواقع عكسه تماما، ألنه ال يمكن انتظار مطابقة كلية بين ثقافات األقلية و ثقافة األغلبية ألن مثل هذه المطابقة تعني فعليا محو الشخصية الجماعية و محو األقلية كأقلية

ثنية.دين ية وا لذلك فبدل أن تقصر فترة التوتر و هذا ما تهدف إليه الحملة الفرنسية باسم الهوية الوطنية،

إنها تهيج مشاعر اليمين المتطرف الذي ،وتسرع االندماج، فهي تهدد بتفجير نزاعات ال ضرورة لهاتساؤل رئيس بلدية يحلم بإرجاع التاريخ إلى الوراء وتصفية األقليات وطردها، وهذا هو مغزى

لماذا نأوي عشرة ماليين شخص ال يفيدون في شيء؟ :فرنسيةولن يقدم شحن مشاعر الكراهية وتعميق روح العنصرية أي فرصة لتوحيد األمة الفرنسية وال

في لترسيخ هويتها الوطنية، بقدر ما يقوض أخالقيات شعوب أوروبية هي صاحبة الفضل األول شر أفكار الحرية وحكم القانون والمساواة السياسية واألخالقية والقانونية بين في نالتاريخ المعاصر

Page 187: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 186

هوية فرنسا الوطنية كبقية األمم والشعوب ليست محفورة في جينات الفرنسيين، ، فجميع المواطنينلكنها ما يصنعه التاريخ ويحوره عبر التفاعالت الكثيرة على مستوى انتقال البشر واألفكار واألذواق

... و الذين يريدون بقاءها جامدة يحكمون على فرنسا بالموت و بخيانة قيمها السلع والخدماتو . (30)الجمهورية التي يدافعون عنها

إسالموفوبيا آخذة في التغلغل في أعماق الفرنسيين، و حوار حول الهوية الوطنية بعد كل الخـاتـمـة:مجتمع فسيفسائي، و يمين متطرف صاعد، هذا الزمن، و عجز عن ضمان التجانس المنشود في

و تشتت بين الخصوصية المحلية و االنتماء األوروبي و العولمة، هذه كلها سمات مجتمع فرنسي يعيد البحث عن هويته من جديد، بعد أن أصبح اإلسالم الدين الثاني فيه، و تحول إلى مكون

كانوا فرنسيا في األصل أو من أصول أساسي في ثقافة و أسلوب حياة قسم كبير من مواطنيه سواء غير فرنسية.

بلد الحريات و حقوق اإلنسان يعيش اليوم مفترقا تاريخيا حاسما، فإما إيجاد التوليفة القادرة على ضمان استيعاب الوجود اإلسالمي و جعل اإلسالم أمرا جد عاد في المجتمع الفرنسي على

لمسلمين في الحفاظ على هويتهم و تميزهم الحضاري حد قول "بنجامين سطورا"، و االعتراف بحق امع احترام قيم المجتمع الذين يعيشون فيه، و القدرة على خلق روح الفخر باالنتماء لألمة الفرنسية في نفوسهم، و هو ما يتحقق بسياسة حكيمة الستيعابهم و ليس فرض التجانس عليهم مع قيم

م كليا في الضواحي الفقيرة، مع أن المسلمين أيضا علمانية كاثوليكية غريبة عنهم أو تهميشهمطالبين بالتفاعل اإليجابي مع المجتمع الذي يأويهم، وتقديم صورة حسنة عن اإلسالم و األخالق

اإلسالمية القادرة على التكيف مع الحداثة دون فقدان خصوصيتها.لسائد حاليا القائم على سياسة و في حال الفشل في الوصول إلى هذه التوليفة، فالمنظور اليميني ا

فرض التجانس و فرض القيم الفرنسية سيكون هو المنتصر، وهو ما لن يخدم فرنسا و سيشوه صورتها التاريخية، ألن سياسات الضغط واإلكراه ونشر الكراهية تجاه اإلسالم و المسلمين المتبعة

ة المسلمة منها مع األغلبية حاليا لن تساعد على االندماج و ال على تقريب األقليات و خاصسوى تطمينها على حقوقها قلياتال عالج النعزال األالفرنسية التي تمارس هذه السياسة، و

واحترام شخصيتها واعتقاداتها، ومساعدتها على االندماج في الحياة الوطنية، بما يعنيه ووجودهاذلك من فرص مفتوحة الرتقاء أفرادها في السلم االجتماعي ومن مشاركة متزايدة في المسؤوليات

Page 188: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 187

، و احترام خصوصيتها و نشر قيم التسامح بدال من تبني "سياسات إسالموفوبية" كتلك العموميةيتبناها اليمين المتطرف، والتي راح حوار الهوية الوطنية ضحية لها وأصبح معبرا عن النهج التي

أإلقصائي والعنصري تجاه اإلسالم والمسلمين بالدرجة األولى. الـهـوامـش:

1- Jocelyne Cesari, "Islam in France: The shaping of a religious minority", in:

Yvonne Haddad-Yazbek (ed), Muslims in the west, from sojourners to citizen, Oxford

university press, 2002, p. 36.

2- Gabriel Marrancie, "Multicultularism, islam and the clash of civilizations theory:

rethinking Islamophobia", culture and relegion: vol. 5, N° 1, 2004, p.p. 105,106.

3- Jocelyne Cesari, Op.Cit, p. 36.

4- Gabriel Marrancie, Op.Cit, p. 106.

5- Jocelyne Cesari, Op.Cit, p.p. 36,37.

، عن موقع الجزيرة نت، بتاريخ "المد اإلسالمي في فرنسا بين التحجيم و التنظيم"عادل قسطل، -6 ، في:3/10/2004".-B684-4288-2DA4-http://aljazeera.net/NR/exeres/AC4ABB43

CBEBB6CFCFCC.htm?wbc_purpose=%2f " ، في:2009أكتوبر 28، عـن موقع إسالم أون الين، بتاريخ رنسا تبحث عن هويتها الوطنية""فهادي يحمد، -7

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1256034053250&pagen

ame=Zone-Arabic-News%2FNWALayout".

فيفري 10، تقرير إذاعة هولندا الدولية، بتاريخ "النقاش الفرنسي حول الهوية ... نغمة ناشزة"فرانك رينوت، -8 “http://www.rnw.nl/arabic/article/59861” ، في: 2010

ديسمبر 14، عـن موقع إسالم أون الين، بتاريخ "حوار عن هوية فرنسا أم هوية مسلميها؟"هادي يحمد، -9 ، في: 2009

-Arabic-http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone“”.News/NWALayout&cid=1260257947058#ixzz13GdY2bjF

، في: 2010جانفي 10، ـؤال الهوية من الفلسفي إلى السياسي""سمحمد كشت، -10http://www.awsatnews.net/?p=19931"

ا"، جريدة من النقاش حول مكانة الهوية الفرنسية إلى الحديث عن مكانة اإلسالم بفرنسبنجمان سطورا، " -11 ، في:26/01/2010االشتراكي المغربية، اإلتحاد

http://www.maghress.com/alhoudoude/327;jsessionid=F82E4D016CE3C545529BF6B

662A479 " 12- Jocelyne Cesari, Op.Cit, p. 37.

13- Muslims in the European Union: Discrimination and Islamophobia, Annual

report of The EUMC 2006, Austria: Printer MANZ CROSSMEDIA GmbH & Co KG,

p. 73.

Page 189: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

د. دنـدن عبد الـقادر ..واخلصوصية.بني االنفتاح فرنسا العلمانية

االسالموفوبيا و حوار اهلوية منوذجا

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 188

14- Catherine Wihtol de Wenden, Julie E. Bourgoint et Elisabetta Salvioni, Mesurer

l’intégration: le cas de France. Rapport final, Sciences-po CERI, Paris, mars 2008, p.

26. 15- “French law on secularity and conspicuous religious symbols in schools”,

From Wikipedia, the free Encyclopedia, January 2009, available

in:“http://en.wikipedia.org/wiki/French_law_on_secularity_and_conspicuous_religious_symbols_in_schools”. 16- Gabriel Marrancie, Op.Cit, p. 111.

17- Camille FROIDEVAUX-METTERIE, "The Ambiguous Position of French Muslim

Women: between republican integration and religious claims", University Pantheon-

Assas Paris II, 2010, available in: "www.psa.ac.uk/journals/pdf/5/2010/1353_1271.pdf".

18- "The background to the French parliamentary commission on the Burqa and

Niqab", Briefing paper N°. 3, April 2010. P. 1.

.2009نوفمبر 24، 11319آمال موسى، "إنقالب أبيض في فرنسا" صحيفة الشرق األوسط، عدد -19 .2007أفريل 18، 422رافائيل هاداس، "فرنسا و سياسات الهوية"، صحيفة الوقت البحرينية، عدد -20عبد الرحمان العمراني، "نقاش الهوية في فرنسا بين إرث النزعة العالمية و ضغط العولمة"، جريدة اإلتحاد -21

، في:1/6/2010اإلشتراكي المغربية، "2-6-http://ailmaroc.net/def.asp?codelangue=29&id_info=109046&date_ar=2010".

، ترجمة: سعيد الشطبي، "أزمة الهوية و الوعي الجماعي في الغرب: النموذج الفرنسي"مارسيل غوشي، -22 ، نقال عن صحيفة ليبريسيون الفرنسية، في: 2006مارس 12جريدة األحداث المغربية،

"http://www.imezran.org/mountada/viewtopic.php?f=22&t=712 عبد الرحمان العمراني، مرجع سابق. -23 هادي يحمد، "فرنسا تبحث عن هويتها الوطنية"، مرجع سابق. -24 رافاييل هاداس، مرجع سابق. -25عادل لطيفي، "الهجرة و اإلسالم و الهوية الوطنية في االنتخابات الفرنسية"، عن موقع الجزير نت، بتاريخ -26 https://goo.gl/1619BM ، في:12/1/2007

27- Gabriel Marrancie, Op.Cit, p. 112 .

ديسمبر 16، عن موقع الجزيرة نت، بتاريخ االستثمار االنتخابي لليمين" "هوية فرنسا:برهان غليون، -28 " http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=4970" ، في: 2009

رافاييل هاداس، مرجع سابق. -29 برهان غليون مرجع سابق. -30

Page 190: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 189

بين حماية العلمانية وتقنين الإسلاموفوبيا قضية الحجاب في فرنسا

بلخـير آسـيا د. الجزائر -ـالمـة ڤجـامعـة -

تــقــديــم:

من المصطلحات حديثة التداول نسبيا في " L’islamophobieيعتبر مصطلح "اإلسالموفوبيا" "الفضاء المعرفي المعني بصورة خاصة بعالقة اإلسالم بالغرب. وقد تم نحت المصطلح الذي استعير في جزء منه من علم االضطرابات النفسية للتعبير عن ظاهرة " الرهاب" أو "الخوف

ن المرضي" من اإلسالم. وهي في الواقع ظاهرة قديمة متجددة، قد يمة قدم الدين اإلسالمي نفسه، وا كانت قد تصاعدت حدتها في عالم اليوم، وخاصة في دول الغرب بعد التفجيرات الشهيرة التي

. 2001شهدتها الواليات المتحدة األمريكية في الحادي عشر من سبتمبر افل بمسلسل وربما كان من الممكن القول إن تلك الظاهرة تضرب بجذورها عميقا في تاريخ قديم ح

طويل من العالقات المضطربة بين الغرب و اإلسالم، استقر فيه هذا األخير في الذهنية الغربية بوصفه تعبيرا عن خطر داهم محدق يتهدد كل ما هو غربي، ربما انطالقا من االقتران المتكرر

الحتمية بين الذي يمكن مالحظته في مسيرة التاريخ، الذي يوحي وكأن هناك نوعا من العالقة صعود نجم الحضارة اإلسالمية وانحدار نظيرتها الغربية.

وقد تجلت ظاهرة اإلسالموفوبيا في مظاهر عديدة عكست الممارسات العنصرية ضد المسلمين، خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي أتبعها ما سمي "بالحرب على اإلرهاب"،

م و المسلمين باسم اإلرهاب، مستهدفة بالدرجة األولى الجالية والتي رآها البعض حربا على اإلسالالمسلمة في الدول الغربية التي لجأت إليها بغية إيجاد األمن و االستقرار منجذبة لشعارات الحرية و

المساواة إال أنها اصطدمت بواقع مغاير ينظر إليها على أنها مصدر تهديد لوحدة الدولة و أمنها.الجاليات المسلمة في أوربا مع مطلع القرن الحالي، يدرجه بعض الباحثين في إطار ولعل ما عانته

صلى -صدام الحضارات، و إن كانت قد أخذت أشكاال و أبعادا عديدة، كقضية اإلساءة للرسولفي الدنمارك، منع المآذن في سويسرا، و قضية حظر الحجاب في ألمانيا، تركيا، -هللا عليه و سلم

الخفرنسا،...

Page 191: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 190

مظهر من مظاهر اإلسالموفوبيا، أال و هو قضية حظر لهذا ارتأينا أن تبحث هذه الورقة في الحجاب في فرنسا، والتي سنفصل فيها على النحو التالي:

الجذور التاريخية و الدينية للحجاب : الحجاب ليس حصرا على اإلسالم أوال : تعريف الحجاب: /1

تر :الحجاب لغة يدل على والحيلولة و المنع . السهو ستر المرأة جميع بدنها وزينتها، بما يمنع األجانب عنها من رؤية شيء من :الحجاب شرعا

.بدنها أو زينتها التي تتزين بها، ويكون استتارها باللباس وبالبيوتسألة الثالثة إن فيشمل جميعه، ومنه الوجه والكفان، كما سيأتي التدليل عليه في الم :أما ستر البدن .شاء هللا تعالى

{إال ما ظهر منها} :فهو ستر ما تتزين به المرأة، إال االستثناء في قول هللا تعالى :وأما ستر زينتها اضطرارا ال اختيارا. :أي .[31 :النور]

أي بمعنى ال يستلزم النظر إليها رؤية شيء من بدنها، احترازا من الزينة التي تتزين بها المرأة، الكحل في العين، فإنه يتضمن رؤية الوجه أو بعضه، :ويلزم منها رؤية شيء من بدنها، مثل

وار، فإ ن رؤيتها تستلزم وكالخضاب والخاتم، فإن رؤيتهما تستلزم رؤية اليد، وكالقرط والقالدة والس .رؤية محله من البدن، كما ال يخفى :الزينة المكتسبة ال بعض أجزاء البدن أمران :ويدل على أن معنى الزينة في اآلية

.أن هذا هو معنى الزينة في لسان العرب :األولأن لفظ الزينة في القرآن الكريم، يراد به الزينة الخارجة، أي المكتسبة، وال يراد بها بعض :الثاني

أجزاء ذلك األصل، فيكون معنى الزينة في آية سورة النور هذه على الجادة، إضافة إلى تفسير د الشرع الزينة بالمكتسبة ال يلزم منها رؤية شيء من البدن المزين بها، أنه هو الذي به يتحقق مقص

الحجاب من الستر والعفاف والحياء وغض البصر، وحفظ الفرج، وطهارة قلوب الرجال من فرضيبة وأسباب الفساد والفتنة :ما ستر البدنوالنساء، ويقطع األطماع في المرأة، وهو أبعد عن الر لثة إن شاء هللا فيشمل جميعه، ومنه الوجه والكفان، كما سيأتي التدليل عليه في المسألة الثا

(1).تعالى و من األدلة الشرعية على وجوب لبس الحجاب في القران الكريم ما جاء في قوله تعالى:

Page 192: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 191

" )األح ( 59زاب "يا أيها النبي قل ألزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جالبيبهنرة النور : )وقل ل لمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن وال يبدين وقال تعالى في سو

( )النور ( .31زينتهن إال ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن وال يبدين زينتهنالذي آمنوا ال تدخلوا بيوت النبي إال أن يؤذن لكم إلي طعام غير ناظرين إناه و أيضا : " يا أيها

ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طمعتم فانتشروا و ال مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم و هللا ال يستحي من الحق و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء الحجاب ذلكم

م و قلوبهن و ما كان لكم أن تؤذوا رسول هللا و ال أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن اطهر لقلوبك (2) (53-33ذلكم كان عند هللا عظيما ")األحزاب

وقول النبي صلى هللا عليه وسلم : " يا أسماء ، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها واه أبو داودإال هذا وهذا . وأشار إلى وجهه وكفيه " ر

و كل ذلك دليل على أن المرأة المسلمة عليها أن ترتدي مالبس تغطي منطقة الصدر وأن مالبسها يجب أن تكون طويلة حتى القدمين، وذلك ألنه بعد آية إدناء الجالبيب التي لم يكن واضحا فيها

ن حد اإلدناء يصل حد اإلدناء، نفهم من جزء )وال يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن( أحتى القدمين، ألن زينة القدمين هي الخلخال ويوضع على الكاحل، أما الذراعين فلم يأت القرآن

(3)على ذكرها وكذلك الرأس أو الشعر. :الحجاب في الحضارات القديمة/2لقد عرفت األمم السالفة من الحضارات القديمة ظاهرة التحجب لما فرضته عليها عاداتها و

سها و طبيعة مناطقها. و لقد كان اآلشوريون من أقدم الشعوب التي أخضعت نساءها للحجاب طقو ،و هذا ما أكدته الدراسات حول هذه الحضارة حيث كانت الجارية إذا خرجت مع سيدها وجب عليها الحجاب ،و إذا أراد الرجل الزواج يحضر أصدقائه و يعلن أمامه أن هذه المرأة أصبحت

حجابها، كما أكدت العديد من الحفريات التي تم إيجادها في آشور القديمة و التي زوجته و يتم كانت ترمز إلى حجاب المرأة و تحكي عن فرض قوانين ضد النساء اللواتي ال يرتدين الحجاب.

أما في العهد اليوناني فقد كان من عادة النساء اليونانيات القدامى أن يحجبن وجوههن بطرف جاب خاص،حيث يروي أن "بنيلوب" امرأة الملك "عويس" ملك جزيرة "ايتاك" كانت مآزرهن أو بح

تظهر محتجبة و كانت الفينيقيات يحتجبن بحجاب أحمر،كما جاء في وصف حجاب المرأة

Page 193: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 192

اليونانية أنه له ثقبان أمام العينين لتنظر منهما المرأة، و كانت نساء "ثيب" يحتجبن بحجاب خاص يوضع على الوجه، كما دلت النقوش على أن النساء كن يغطين رؤوسهن و و هو عبارة عن غطاء

يكشفن وجوههن فقط،على خالف امرأة "اسبرطة" التي كانت تظهر سافرة بسبب احتكاكها بالحياة العامة إال أنها بمجرد أن تتزوج تتحجب، كما كانت الفتاة ال تغادر منزلها حتى يتم زفافها ، و ال

جها إال ليلة الزفاف، كما كانت تختفي الزوجة من المنزل إذا دخل صديق ترى الزوجة وجه زو زوجها،و كان حجاب المرأة اليونانية حجاب كامل ال يظهر منه إال سوى العين، إال انه ما لبثت

المرأة اليونانية حتى خلعت حجابها بحجة حرية المرأة.نظرا لما أعطاه من سلطة اختيار و أما في العصر الروماني الذي يعتبر عصر المكاسب للمرأة،

تملك و والية للمرأة، إال أن الحجاب كان معروفا في هذا العصر حيث كان نسائهن يرتدين خمارا ميالدي حيث أخذت المرأة 18يغطي الشعر و يخفين وجوههن، و استمر ذلك إلى غاية القرن

(4) تخفف من التزاماتها بالحجاب إلى غاية نزعه. ي الديانات السماوية:الحجاب ف/3: لقد احتل الحجاب جانبا كبيرا في الفكر اليهودي، و ذلك الحجاب في الدين اليهودي -

قال هللا منذ اليوم الذي بنى فيه " بإرجاعه إلى الجوهر النفسي لإلنسان حيث قال علماء اليهود:اليهودية العديد من النصوص حول شكل الحشمة هي أمر مناسب"، حيث جاء في الشريعة المعبد:

و وجوب الحجاب فجاء في التوراة:" يحظر على المرأة ارتداء ثياب الرجل، كما يحظر على الرجل ألن كل من يفعل ذلك يصبح مكروها لدى الرب إلهكم" كما جاء في سرد قصة ارتداء ثياب النساء،

ه رداءين من جلد صنعه لهما" و دليل ذلك سيدنا "آدم " و"حواء": "و كسا الرب اإلله آدم و زوجتعلى الكسوة لما لإلنسان من عورة واجبة الستر ،كما يستعمل اليهود كلمة " تصنيعوت" بمعنى

المرأةكما كانت "عفة"، وهي تدل على مجموع األحكام الشرعية المتعلقة باللباس اليهودي الشرعي.كشفت مما جرت العادة على تغطيته لدرجة اعتبر اليهودية المتزوجة تدان بالفساد األخالقي إذا

كشف شبر من جسدها عمال إباحيا بمثابة الزنى ، ومن أدلة ذلك ما جاء في "سفر التكوين":" فنزعت عنها ثياب ترملها و تبرقعت و تلفعت ....ألنها كانت محجبة ..ثم قامت ومضت وخلعت

ة "بولس" األولى إلى "تيماوس" ما يلي:برقعها وارتدت ثياب ترملها" كما جاء في رسال

Page 194: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 193

غير متحليات ،متزينات بالحياء والرزانة، " أريد أن تظهر النساء بمظهر الئق محشوم اللباسبالجدائل والذهب والآللئ والحلل الغالية الثمن بل بما يليق بنساء يعترفن علنا بأنهن يعشن في تقوى

تلقى التعليم بسكوت وبكل خضوع ولست أسمح للمرأة أن هللا باألعمال الصالحة !على المرأة أن ت تعلم وال تتسلط على الرجل .بل عليها أن تلزم السكوت ."

كما جاء في "رسالة بطرس األولى " :"وعلى المرأة أال تعتمد الزينة الخارجية إلظهار جمالها بضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب

نما لتعتمد الزينة الداخلية ليكون قلبها مزينا بروح الوداعة والهدوء هذه الزينة التي ال تفنى الفاخرة وا .(5) ...وهي غالية الثمن في نظر هللا !و بها كانت تتزين النساء التقيات قديما"

و من خالل ما سبق نجد أن الحجاب كان فريضة ربانية في الدين اليهودي، و خير دليل على ذلك ن في األديرة و الكنائس.هو لباس الراهبات اآل

: سار الدين المسيحي هو اآلخر على خطى تعاليم الدين الحجاب في الدين المسيحي -اليهودي ،حيث قيل عن لباس النصارى األوائل أن الرجال كانوا يظهرون في األماكن العامة برأس

أن 2008االلكترونية مكشوف ،و النساء كن يرتدين الحجاب ،كما ورد في الموسوعة البريطانية قد ارتدين خمارا يغطي و يلتف حول الرقبة و الخدين 14إلى غاية القرن 12نساء أوربا في القرن

و الذقن، متأثرات بالمسلمات، كما جاء في النصوص التي تجل بالنموذج الشكلي لهيئة المرأة لجمال، ظفر الشعر، الحلي النصرانية)التقية( أنه المرأة قد منعت من كل زينة خارجية إلظهار ا

الذهبي، الثياب الفاخرة، مؤكدة على حرمة تجمل المرأة أمام الرجال، فجاء في الدسقولية :" إن أردت أن تكوني مؤمنة و مرضية هلل فال تتزيني لكي ترضي رجاال غرباء" وأيضا "ال تشتهي لبس

فليس ا" ال تزوقي وجهك الذي خلقه هللا،المقانع و الثياب الخفيفة التي ال تليق إال بالزانيات..."و كذو ما زيد على و ال يحتاج إلى زينة، الن كل ما خلقه هللا فهو حسن جدا، فيه شيء ينقص الزينة،

(6)الحسن فإنه يغير نعمة الخالق".و استمرت الدعوة إلى عفة المرأة و تحجبها من طرف آباء الكنيسة إلى غاية دعوة العلمانيين

و الدين عن الحياة العامة و تزايد المناداة بحرية المرأة التي أفقدتها رمز عزتها. لفصل الكنيسةال تزال و وعليه فالحجاب في تاريخ المسيحية كان فريضة جاء بتأثير تمازج المسيحية و اليهودية،

الكنائس لغاية اليوم تتمسك بالحجاب من خالل زي الراهبات ،و إن كان قد أصبح رمزا دينيا و

Page 195: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 194

ليس فرضا دينيا ،و إن كان في القديم الحجاب هو خطوة نحو ارتقاء أعمق مع هللا و مع اإلنسانية ر ارتداء غطاء تحافظ على أم و اآلمش ،كما ال تزال بعض الفرق النصرانية اليوم كالمينونيت

الرأس بأمر من رؤساء الكنائس على دعوى أن غطاء الرأس هو رمز خضوع المرأة للرجل و الرب.لقد اعتبر العرب الجاهلية الحجاب من السنن المحببة، فأخذ الحجاب الحجاب في اإلسالم: -

ءة، الدرع، الملحفة، عندهم صورا متعددة فمنها القناع، الخمار، البرقع، النقاب، الجلباب، العباالهودج و هو محمل المرأة، فكان من نساءهن من يلبسن الحجاب و يسترن بعض جسدهن عدا

و العنق و تزينهن بالحلي، و من هن يسترن كامل جسدهن لكنهن يجلسن مجالس الرجال، الصدر،اء في قوله لذا ج و أخريات ال يسترن إال قليال من أبدانهن، و منهن من يتركن شعورهن عارية،

تعالى:" و قرن في بيوتكن و ال تبرجن تبرج الجاهلية األولى".اوجب و فرض أيضا الحجاب على المرأة و جعل وعندما جاء اإلسالم كآخر الرساالت السماوية،

له حدا و حرم عليها التبرج و أباح لها الخروج من المنزل شريطة المحافظة على الحجاب ،و من زواجك وبناتك ونساء أدلة وجوب الحجاب ف ي القرآن الكريم و هي كثيرة منها: "يا أيها النبي قل أل

ال يبدين "و المؤمنين يدنين عليهن من جالبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فال يؤذين". وكذا قال تعالى: آبائهن ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن وال يبدين زينتهن إال لبعولتهن أو زينتهن إال

ن أو بني أخواتهن أو أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانه ربة من الر جال أو الط فل ال ذين لم يظهروا نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي اإل

". وكذا قال تعالى:على عورات الن ساء وال يضربن بأرجلهن ليعلم م "وقرن في ا يخفين من زينتهنذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء بيوتكن وال تبرجن تبرج الجاهلية األولى". وكذا قال تعالى: "وا

(7) اء شرعا و عرفا و ضرورة احتشام المرأة.حجاب" و ما هذه اآليات إال تأكيدا على فرض الحيو من خالل ما سبق ،يمكن القول أن الحجاب الذي قدسه اإلسالم و الذي أثارت الدراسات االستشراقية عليه الحرب كان موجودا و الزما لكل امرأة و حتى الرجال في بعض المناطق لما

كان بحكم الحاجة و من أساسيات فرضته عليهم قسوة الطبيعة، فوجود الحجاب قبل اإلسالم الشخصية البشرية في كل زمان و مكان لتأتي الشرائع السماوية لتؤكد على ضرورة ستر المرأة و عدم تبرجها في اليهودية و النصرانية إال أنه و نتيجة انحالل المجتمعات الغربية و ابتعادها عن

Page 196: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 195

ا ليأتي اإلسالم بالحكم الشرعي الدين تحت شعار العلمانية أصبح الحجاب رمزا و ليس فرض للحجاب ليؤكد شرعيته و وجوبه لما فيه من حماية للمرأة و حفاظا على كرامتها.

ثانيا: موقف فرنسا من الحجاب: قانون حظر الرموز الدينية جذور قضية حظر الحجاب في فرنسا: -

ثالث طالبات مغربيات عندما أصرت 1989سبتمبر18تعود قضية الحجاب في فرنسا إلى تاريخ إال على ارتداء الحجاب و الدخول به إلى معهد "كابريال هافار" بمنطقة "كخاي" بضواحي باريس،

على إثرها حملة إعالمية ضخمة و جدل واسع على لتثأرأنهن القين الطرد من قبل مدير المعهد، المستوى الحكومي و السياسي و الشعبي داخل و خارج فرنسا حول قضية الحجاب بين من يرى أن ارتداءه يدخل في إطار الحريات الشخصية، و بين معارض يرى أن ارتدائه يهدد علمانية فرنسا،

ي الجهات بإدماج المحجبات في المجتمع لكن استطاع اليسار الفرنسي آنذاك من إقناع باقحيث بلغ على إثرها حوالي الفرنسي، بينما رفض اليمين الفرنسي ذلك دفاعا عن علمانية فرنسا،

مشكلة حول الحجاب. 400إلى أن أعلن الرئيس الفرنسي السابق "جاك شيراك" على اثر زيارته و استمر الوضع على حاله،

حظره للحجاب 2003ديسمبر 17بتاريخ 5+5ار أشغال قمةلمدرسة فرنسية في تونس في إط"إنني أرى عدوانية في ارتداء الحجاب ،ليعلن بعدها بأيام قالئل "إن الحجاب رمز ديني الفت قائال:

لتتشكل لجنة "برنار ستازي" التي البد من حظره في المدارس و الدوائر الحكومية حماية للعلمانية"،الساسة و القانونيين و الشخصيات الثقافية الفرنسية لمراقبة تطبيق عضو من كبار20تكونت من

العلمانية لتطرح قانون يمنع الرموز الدينية في المدارس و اإلدارات الحكومية و على رأسها الحجاب، الصليب، القبعة اليهودية، ليعرض على البرلمان الفرنسي الذي صوت عليه باألغلبية

مارس 15ليصدر القانون في شكله النهائي بتاريخ ل من يخالفه،مؤكدا على فرض عقوبات لك2004.(8)

مبررات فرنسا حول قانون حظر الرموز الدينية: - لقد بررت فرنسا سبب اعتمادها لهذا اإلجراء بما يلي:

إن الدليل األساسي الذي استندت إليه فرنسا هو مبدأ العلمانية الذي قررته في دستورها -و الذي تبلورت باعتباره ركيزة الديمقراطية و النظام السياسي الفرنسي، 1958ستورو د 1946سنة

Page 197: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 196

مستهدفة الفصل بين المؤسسات العامة )المدارس و اإلدارات الحكومية( و 1905أبعاده منذ سنة بين الدين بكافة مظاهره حيث جرت على اثر ذلك معركة مع الكنيسة الكاثوليكية تخللتها الكثير من

باعتبار ففرنسا ترى في المدرسة المنبت األول للمجتمع العلماني، ادمات الفكرية و السياسية،المصو ال تتبنى أي كتاب سماوي و ال أن المدارس ال دينية و لكنها تقدم تاريخ األديان في شكل عام،

رفة التي لكنها معنية بتقديم المع و هي غير معنية بتقديم إجابات عن وجود هللا، تناصر أي نبي،و إن كانت العلمانية تقر بحرية تجعل التلميذ أو الطالب مؤهل الن يختار عقيدته و طريقة حياته،

إلى تجاوز هذا المبدأ.-بلد الحرية-فالذي يدفع بفرنسا االعتقاد و حرية ممارسة العبادات،لدين و الدولة، و إن فرنسا ترى في وجود الرموز الدينية بالمؤسسات العامة عودة للخلط بين ا -

بالكنيسة، وهو ما يتناقض مع المبدأ العلماني للجمهورية -التي هي منبت العلمانية -دمج المدرسةالفرنسية القائم سياسيا على فصل الدين عن السياسة، وفلسفيا على فصل المعرفة)المدرسة( عن

لعامة تهديدا لبداية سيطرة فهي ترى في عودة الرموز الدينية للمؤسسات ا اإليمان)الكنيسة(و منه، الدين على السياسة وهو ما ال يمكن أن تسمح به فرنسا.

و الصليب المسيحي، القبعة اليهودية، حظر الحجاب، جاء في قرار حظر الرموز الدينية: -فان هذا القانون ال يكرس التمييز بين الطالب بل يكرس المساواة بين كافة الطلبة على عليه

و هذه المساواة هي جوهر اختالف دياناتهم أمام المعرفة التي ال تميز بينهم على أساس ديني، مبادئ الدولة اللبيرالية.

خصية في الدستور فإننا نجد أن مفهوم الحرية الش بالقول أن الحجاب هو حرية شخصية، -و الحجاب الفرنسي يستند إلى إرادة الفرد الحرة شريطة عدم تعارضها مع حقوق و حريات اآلخرين،

فهو إلزاما و واجبا و ليس ليس إرادة فردية بل تكليف ديني واجب التنفيذ على كل امرأة مسلمة،و اء المسلمات،كما انه ليس شخصي خاص بامرأة معينة بل هو جماعي خاص بكل النس حرية،

عليه فالسماح به قد يهدد باقي الحريات لما قد يمارسه البسوه من ضغوط و دعاوي، و كما هو معروف أن حرية الفرد تقف عندما تبدأ حرية اآلخرين.

التي نظرة فرنسا للحجاب على انه ليس واجب ديني بل رمز للجماعات السلفية المتشددة، - مصر، دعمته بعض الدول اإلسالمية بفرض نزع الحجاب كتونس،تفرض الحجاب قسرا، وهذا ما

Page 198: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 197

تركيا... والتي ترى في تلك الجماعات تنظيمات إرهابية وفي المسلمات الالئي يرتدينه أدوات لتنفيذ مخططات تلك الجماعات السلفية التي باتت تهدد أسس الدولة الفرنسية.

يها الحجاب في المدارس و اإلدارات الحكومية إن هذا القانون قد حظر الرموز الدينية بما ف -و هذا موقف دال على أن منعه في و ال يمنع المسلمات من ارتدائه خارج المؤسسات العامة، فقط،

فحين أن عدم منعه خارج المؤسسات العامة يدل المدارس يأتي من باب حماية علمانية فرنسا، له العلمانية.على التزام فرنسا بمبدأ حرية المعتقد الذي تكف

إن السماح بارتداء الحجاب في المدارس الحكومية دليل على قبول الدولة الفرنسية بالتزامات و -لذا تشريعات غير فرنسية نو هذا ما يعني انتهاك لسيادة و مبادئ الدولة و تهديم أسس دستورها،

بغض النظر -سسات العامةفهي ترى انه من واجب المرأة التي اختارت الدراسة أو العمل في المؤ أن تلتزم بقوانين الدولة التي تعمل فيها حتى يتم االندماج و –عن جنسيتها و عن توجهها الديني

التجانس داخل المجتمع .مطالبة العديد من الحركات النسائية في فرنسا حظر الحجاب بحجة انه مظهر من مظاهر -

ات بأنهن اجبرن على ارتداء الحجاب مطالبين اضطهاد المرأة ال سيما بعد اعتراف عدة فتي بحمايتهم.

و نظرا لمبادئها العلمانية فقد حظرت تعليم الدين في إن فرنسا تؤكد على الحرية الدينية، -و ذلك خوفا من تتحول المدرسة إلى مكان المدرسة رغم توصياتها بالمعرفة الجيدة باألمور الدينية،

متجاهلين هدفهم األساسي و هو المعرفة تالف توجهاتهم الدينية،للصراع بين التالميذ على اخ (9) العلمية.

تعقيب )االنتقادات(: -ما يمكن أن يؤخذ على موقف فرنسا هو أن نظرتها للحجاب على أنه رمز ديني تتباهى به -

رتداء هي نظرة خاطئة سطحية لمبدأ التكليف اإللهي لوجوب ا المرأة المسلمة لتتميز عن غيرها،،و هي ال تلبس -عز و جل–فارتدائها للحجاب هو استجابة ألوامر هللا الحجاب للمرأة المسلمة،

بل تلبسه للحفاظ على نفسها من اآلخرين من جهة و لتنظيم الحجاب للتباهي لو للزينة لآلخرين،تيار و هذا اإليمان الذي هو عقد يقبل بكل حرية و اخ عالقتها اإليمانية مع ربها من جهة أخرى،

،و لكن لكل اختيار مستلزماته و الحجاب من مستلزمات 1905ما يكرسه القانون الالئكي الفرنسي

Page 199: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 198

فالحجاب ليس رمزا يل له غاية تتمثل في ستر المرأة و الحفاظ على اإلسالم للمرأة المؤمنة،ديني حقيقة ال أساس لها و عليه فان قرار الرئيس الفرنسي)جاك شيراك( بأن الحجاب رمز مكانتها،

فما بنت عليه فرنسا افتراضاتها قائم على جهل بتعاليم اإلسالم. في اإلسالم،في تبريره لقراراته متجاهال أن نفس 1905كما أن استناد الرئيس الفرنسي على قانون العلمانية -

معتقد، و تضمن القانون ينص في البند األول منه على" أن الجمهورية الفرنسية تضمن حرية الحرية ممارسة الشعائر الدينية"، و من خالل هذا النص نجد ان الحجاب هو فرض في المرجعية

و عليه هذا الفرض هو جزء من المعتقد و بنص واضح من القران الكريم و باتفاق اإلسالمية، جمهور العلماء المسلمين على مر التاريخ.

ظر الحجاب هي إذابة المسلمين في الهوية الثقافة كما أننا ال نجد أن الغاية من قضية ح -و كل هذا يتأتى من خوفهم المسيحية و محاولة إلدماجهم و فرض انصياعهم لمبادئ العلمانية،

من اإلسالم ال غير.كما أننا نجد أن نموذج الدولة العلمانية الذي بنته فرنسا و نافست به النموذج البريطاني و -

كما اثبت فشله قد أعلن عجزه عن تحقيق االندماج بين مختلف الفئات الدينية،األمريكي العلماني في التطور و في احتضان اكبر جالية تمثل نصف مجتمعه ) خمسة مليون مسلم(بسبب تقديسه لنصوص القانون العلماني الفرنسي و الذي ثبت فيه بعض الثغرات التي تحتاج إلى قوانين جديدة

و إن كان يتعارض مع أهم مبادئها و هو مبدأ ر الرموز الدينية احدها،لسدها و لعل قانون حظ الحرية الفردية.

و من خالل ما سبق نجد أن فرنسا تنظر للحجاب على أنه رمز للتفاخر الديني و لزرع الفوارق ه و علي الدينية متجاهلة انه تكليف ديني شرعي واجب التنفيذ ،و انه احد الحقوق المدنية لإلنسان،

فإن فرنسا باعتمادها لقانون حظر الرموز الدينية قد اعتدت على الدين اإلسالمي من جهة و على كما أنها و هذا دليل على استمرار الحملة الصليبية على الدين اإلسالمي، الفرد من جهة أخرى،

وراء تنظر لإلسالم على انه مصدر إرهاب نفسي و معتقدي على اعتبار أن المرأة المسلمة تخفي و بشكل -حجابها تطرفا، و هذا راجع إلى تخوفها الدائم من اإلسالم )اإلسالموفوبيا(، لكن فرنسا

فهي تسعى إلى حماية مبادئها العلمانية السيما فصل الدين عن المدرسة ،و إلى -موضوعي لحماية وحدتها الوطنية.

Page 200: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 199

قامت ضد طغيان الكنيسة لكن ما يمكن قوله هو أن علمانية فرنسا هي علمانية مخاصمة للدينو هي ليست متصالحة كما تدعي ،كما أن إقرارها لهذا القانون قد ناقضت العديد من الكاثوليكية،

و أن الغاية من وراء إقرارها لهذا القانون هي المواثيق و العهود الدولية التي كانت طرفا فيها،مبادئه بأنه مجتمع متعدد الثقافات و تهميش و منع إدماج المسلمين في المجتمع الفرنسي الذي تقر

األديان و الغاية األصلية من إثارة قضية الحجاب هي الهاء الرأي العام عن المشاكل الحقيقية التي تعانيها الجالية اإلسالمية بفرنسا.

ثالثا : موقف األمة اإلسالمية من قضية حظر الحجاب في فرنسافي الدفاع على احد -كعادتها -ل الدول اإلسالمية لقد خيم السكوت و الحياد من قب

بحجة أن فرنسا حرة مقومات هويتها و حضارتها اإلسالمية و المتمثل في حجاب المرأة المسلمة،في سن ما تراه مناسبا من القوانين و ال يحق لهم التدخل في شؤونها ،متجاهلين حياة خمسة ماليين

م، فلم تظهر أي ردود فعل مسلمة سوى بعض الفتاوى و مسلم في فرنسا يسعون إلى العيش بسالالتعليقات التي طرحها بعض الدعاة اإلسالميين كالداعية اإلسالمي "يوسف القرضاوي" الذي رد قائال :"أن اكبر خطأ أن يقال أن الحجاب رمز ديني "مضيفا أن "الرمز الديني هو ما ليس له

لكن للحجاب وظيفة ي كالصليب ،و القبعة اليهودية،وظيفة سوى اإلعالن عن انتماء صاحبه الدينو حتى الرمز الديني حر بأن يضع الصليب على صدره أو ال ستر رأس المرأة و نحرها و عنقها،

بل هو واجب" ،و رأى أن موقف فرنسا ضد الحرية و أما الحجاب فليس أمرا اختياريا، يضعه،و إن هذه ظاهرة رجعية ألنها تحاول أن يكون هناك المساواة متهما فرنسا بمنع التعدد و التنوع،

لون واحد و زي واحد "متسائال أين التسامح الديني؟".

وكانت المتحدثة باسم رابطة المسلمات الفرنسيات، "نورا جاب هللا"، قد ناشدت الرئيس شيراك أن أن يمنع ارتداء يقد ر وضع المسلمين الفرنسيين عند نظر القانون المقترح، والذي من المرتقب

الحجاب في المدارس الفرنسية. كما طالبت مسلمي فرنسا بإيالء مزيد من األهمية لمسألة الحجاب، وتنسيق جهودهم مع الجمعيات الفرنسية التي ترفض هذا القانون، مشيرة إلى إن سن قانون لمنع

لى أن بعض الجماعات الحجاب هو ضد دستور البالد الذي يحمي حرية التعبير الديني. وأشارت إتسعى إلى تشويه صورة اإلسالم وتمارس ضغوطا على السياسيين لتخويفهم من الوجود اإلسالمي

Page 201: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 200

أن هذه الحملة تسعى إلى ربط اإلسالم بما يسمى اإلرهاب، رغم وجود حوالي مضيفة في فرنسا، خمسة ماليين مسلم في فرنسا يريدون العيش في سالم.

"جماعة علماء المسلمين في أوروبا" في بيان لها، قرار الرئيس الفرنسي الل جوء إلى كما استنكرت القانون لحظر الحجاب، معتبرة أن مثل هذه الخطوة منافية للعلمانية ولمبادئها األساسية، كونها

قائمة على الحياد إزاء المعتقدات الدينية وممارساتها.زهر"محمد سيد طنطاوي" الذي أعطى الحق لفرنسا في وبين رأي معارض مندد، يأتي رأي شيخ األ

فرض قانون يمنع ارتداء الحجاب على المسلمات المقيمات بفرنسا،و أنهن مضطرات للتعامل مع القانون، كما قال أن الحجاب هو فرض الهي ال يستطيع أي مسلم أن يخالفه و ال يسمح لغيرنا

أما إذا كانت في دولة غير مة تعيش في دولة إسالمية،لكن هذا إذا كانت المرأة المسل بالتدخل فيه،و و أراد مسئولوها فرض نزع الحجاب فهذا من حقهم و ال يمكن االعتراض عليه، إسالمية كفرنسا،

تكون من الناحية الشرعية في حكم المضطر استجابة المرأة المسلمة لقوانين الدولة غير المسلمة،"إنما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل به -وجلعز -مستندا في ذلك على قول هللا

فمن اضطر غير باغ و ال عاد فال إثم عليه إن هللا غفور رحيم"، مضيفا انه كما ال لغير هللا،فإنه يجب علينا إال نتدخل في شؤون دولة غير نسمح لغير المسلم من التدخل في شؤوننا،

نا داخليا ال يحق ألي واحد التدخل فيه و انه من حق أي دولة أن معتبرا قرار فرنسا شا إسالمية، (10) تصدر ما تراه مناسبا من القوانين.

أما عن موقف حكومات الدول اإلسالمية ،فلقد التزمت بالصمت ،بحجة عدم التدخل في الشؤون بحظر الحجاب كيف يمكن للدول اإلسالمية أن تندد لكن السؤال الذي يطرح نفسه: الداخلية لفرنسا،

في دول غير إسالمية فحين أن اغلبها تعمل على حظر الحجاب، كما هو الحال في عدد من البلدان اإلسالمية مثل تونس وتركيا وغيرهما، وحتى الدول اإلسالمية التي ال تحظر الحجاب رسميا

فإنها تضيق على المتحجبات بطريقة أو بأخرى.

في فرنسا: بين مؤيد و معارض. رابعا: ردود دولية حول قضية الحجابفي مقابل العالم اإلسالمي نجد العديد من الدول الديمقراطية الغربية العلمانية قد وقفت إلى جانب مسلمات فرنسا في الوقت الذي تخلت فيه غالبية الدولة اإلسالمية عن أبنائها و خاصة الدول

جد الو.م.أ التي أدانت بشدة موقف فرنسا المغاربية على اعتبار أن غالبية مسلمي فرنسا منها ،فن

Page 202: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 201

على الرغم من أن من حظر الحجاب مصرة على أن المجتمع األمريكي هو مجتمع أكثر تعددي،الواقع يكشف عن العديد من المضايقات التي تتعرض لها المحجبة في أمريكا ،حيث أبدى المسؤول

د" أن حظر المظاهر الدينية في فرنسا عن الحريات الدينية في الخارجية األمريكية "جون هانفور "يشكل مصدر قلق مهم" للو.م.أ التي ترى أن الحجاب و غيره من المظاهر الدينية ينبغي أن يكون

مع اإلشارة إلى أن أمريكا قد منعت الحجاب متاحا طالما ال يعبر عن رغبة باالستفزاز أو الترهيب،يزال الضغط على المحجبة في أمريكا السيما من لكن ال لفترة من الزمن ،لكنها تراجعت عن ذلك،

سبتمبر 11قبل اإلعالم األمريكي الذي يرى في اإلسالم دين إرهاب و تطرف خاصة بعد احداث2001.

نفس النهج سارت عليه بريطانيا بالحياد عن ذكر اسم الدولة قائلة أن بريطانيا ستبقى مفتوحة لكل ال تقف موقفا معاديا للدين بل ذلك الن العلمانية أنها فرائض أم ال،هذه الرموز سواء اتفقنا على

فيونا ماكتاغارت" "أن الجدل حول " فجاء في تصريح وزيرة الدولة البريطانية موقفا محايدا للدين،عرفناه منذ مدة طويلة ،و نجحنا في أن نجد ضمن ثقافتنا دور اإليمان في المجتمع العلماني،

لتنوع بعيدا عن الجدل" مضيفة أن "بريطانيا فخورة بتقاليدها في مجال حرية التعبير سبيال إلحياء او الدين و أنه في وسع المرأة أن ترتدي الحجاب من دون مشكلة في األماكن العامة أو في

المدرسة".كما قامت مؤسسات المجتمع المدني في بريطانيا بشن حملة مشتركة لنصرة الحجاب و على رأسها

ية المرأة المسلمة و الرابطة اإلسالمية التي قامت بتنظيم مسيرات سلمية و اعتصامات أمام جمع (11) السفارة الفرنسية تنديدا لقرار حظر الحجاب.

رفض في الوقت الذي التزم فيه أئمة المساجد في فرنسا بالصمت و عدم مناقشة قضية الحجاب،ـ تحميل اإلسالم 2003الدائمة بفرنسا ـ في بيان صدر في نوفمبر أساقفة فرنسا في اللجنة األسقفية

حيث دعوا إلى ضرورة منح الوقت الكافي للدين السبب في التغييرات التي أدخلتها الحكومة، اإلسالمي في فرنسا ليكتشف المعنى الحقيق للعلمانية.

نجد الكنائس زاء القضية،كما انه في الوقت الذي لم تحرك فيه منظمة المؤتمر اإلسالمي ساكنا إالكاثوليكية و البروتستانتية و االرثودوكسية قد أصدرت بيانا مشتركا تؤكد فيه أن فرض نزع الحجاب لن يحل نزاعا محتدما حول ما إذا كان ارتداء الرموز الدينية انتهاك لقوانين فرنسا

Page 203: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 202

قد يدفع البعض إلى نسا،و رأت الكنائس أن الفشل في تحقيق اندماج أفضل لمسلمي فر الصارمة، اللجوء إلى العنف و التطرف.

نجد أن اليهود قد بينما اتفق المسيحيون على معارضة قرار حظر الرموز الدينية ال سيما الحجاب،و رأي مؤيد بزعامة رئيس انقسموا بين رأي معارض يتزعمه الحاخام األكبر"جوزيف سيتروك"،

إال أن كال من الديانتين المسيحية و "، جيه كوكرمانمجلس المنظمات اليهودية في فرنسا "رو اليهودية قد أبدتا قلقهما إزاء القانون خوفا من ان يفتح الطريق عمليا أمام منع مظاهر دينية أخرى

تمس إحدى الديانتين.كما دافع العديد من العلمانيين عن قضية الحجاب مستندين في ذلك إلى أن العلمانية التي يؤمنون

كما أن فرض نزع الحجاب قد يحرم آالف الفرنسيات المسلمات من حق ال تدعو إلى التمييز،بها و دفاعهم هذا ليس دفاعا عن الحجاب في حد ذاته بل دفاعا عن التعلم الذي هو حق للجميع،

في العلمانية التي تتيح للجميع التعلم، قائلين أن المدرسة العلمانية طبقا لقوانين التعلم التي صدرت ،ال تمانع أن تحضر تلميذة إلى المدرسة متحجبة شرط أن ال تغيب 1886، 1882، 1881سنة

عن المدرسة ألسباب دينية ،و أن ال تعمل على إحداث الفوضى في المدرسة و أن التجربة أثبتت أن التلميذات المتحجبات لم يتسببن بأي تعطيل للدروس متهمة فرنسا بممارسة العنصرية.

ظهرت العديد من اآلراء التي دعمت قرار حظر الرموز الدينية)الحجاب( بحجة أن في المقابلمستدلة على ذلك بان قضية و خوفا من ينتشر إلى باقي الفتيات، الحجاب فيه اضطهاد للمرأة،

الحجاب هي قضية سياسية متطرفة تسعى الجماعات السلفية المتشددة من ورائها إلى بسط نفوذها (12) عقائدي.ضية إرهاب نفسي و و هي باألساس ق

كما نجد العديد من الدول األوربية الداعمة لهذا الموقف و على رأسها هولندا التي حاربت الحجاب حيث قام مدير إحدى المدارس برفض السماح لطالبة محجبة بدخول المدرسة مبررا موقفه بشدة،

و أن الحجاب رمز للظلم و االضطهاد ، كما بأنه يؤمن بالمساواة التامة بين الرجل و المرأة ،منعت الدانمارك الحجاب في الجامعات و المدارس و فرضت عقوبات صارمة إال أنها تراجعت

ذلك.فيما بعد عن

Page 204: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 203

:خــاتـمـة 6 بين موقفي اإلقرار و اإلنكار تجاه ظاهرة اإلسالموفوبيا، وحدهم مسلمو فرنسا البالغ عددهم

لغة إلى جانب اللغة الفرنسية، أي ما 21يتحدثون بلدا والذين 53ماليين نسمة، والمنحدرون من حدهم يدركون موقعهم و مليون صوت، 1.1بقدرة تصويتية تتجاوز من السكان %10يقارب

في النسيج السياسي و الثقافي و االجتماعي الفرنسي أما اإلشكاالت المرتبطة باندماجهم فإن فالمطلوب أن غير صائب ، طرحها من زاوية "إسالم فرنسي" أو "إسالم في فرنسا" هو طرح

ما حسب تصور يكون هذا اإلسالم نابعا في المقام األول من المسلمين الفرنسيين، وليس إسالالحكومة الفرنسية أو أي جهة أخرى ألنه ال شيء يمنع المرء من أن يكون مسلما و فرنسيا في اآلن ذاته و لعل هذه هي الرسالة التي قصدت توجيهها فتيات مسلمات فرنسيات يرتدين الحجاب

ت حين تظاهرن في شوارع باريس عقب صدور قرار حظر ارتداء الرموز الدينية في المؤسسا التعليمية وهن يتلفعن بالعلم الفرنسي، و يرددن النشيد الوطني الفرنسي.

: الـهـوامـش ، ص 1985، مصر، دار الصحوة للنشر،حماية اإلسالم للمرأةمحمد بن سعد الشويعر، -1 موسوعة الحجاب اإلسالمي، على الرابط االلكتروني: -2

http://mka2222.jeeran.com/archive/2006/12/126933.html عثمان اقروس، حجاب المرأة شرعا، على الرابط االلكتروني: -3

log.com:02/11/2010http://aghrous.maktoobb العدد: مصطفى حقي، الحجاب كان مفروضا على الرجل والمرأة قبل اإلسالم ...!؟، مجلة الحوار المتمدن، -4

، على الرابط االلكتروني: 6/ 9/ 2008، 2396http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=146219

تاريخ الحجاب، على الرابط االلكتروني: -5http://forum.lahaonline.com/showthread.php?t=72939

الحجاب في التاريخ النصراني، على الرابط االلكتروني: -6http://www.arcri.org/hijab/index.php?option=com_content&view=article&id=98&Itemi

d=220 8/ 3/ 2008 - 2214العدد: -الحوار المتمدن أحمد عثمان ، -7

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=127334 http://www.aljazeera.net/NR/exeres فرنسا والحجاب اإلسالمي ، على الرابط االلكتروني: -9

المدارس، على الرابط االلكتروني:البرلمان الفرنسي يبدأ مناقشة قانون منع الحجاب والشارات الدينية في -8http://www.aawsat.com/details.asp?article=216103&issueno=9199

Page 205: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

بني محاية العلمانية وتقنني اإلسالموفوبيا قضية احلجاب يف فرنسا بلخـري آسـيا د.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 204

قضية الحـجـاب في فرنسا، على الرابط االلكتروني: -10http://www.balagh.com/woman/trbiah/hr0m37w5.htm

حظر الحجاب في المدارس الفرنسية ، على الرابط االلكتروني: -11-AAA4-4E4F-D1EE-p://www.aljazeera.net/NR/exeres/9D11DA78htt

6E253EA5D12F.htm آثار حظر الحجاب في فرنسا ، على الرابط االلكتروني: -13

http://www.aljazeera.net/Channel/archive/archive?ArchiveId=92546 لكتروني:البرلمان الفرنسي يحظر الحجاب والرموز الدينية ، على الرابط اال -12

?ArchiveId=92544http://www.aljazeera.net/Channel/archive/archive

Page 206: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 205

الإسلاموفوبيا في أوروبا: بين إرث الماضي وتحدي الراهن.

د.كربوسة عمراني الجزائر -بسكرة –جامعة محمد خيضر

مقدمة:العراق وسوريا وليبيا من من بؤر الصراع خاصة أوروبامسألة الالجئين نحو أعادت { النقاش والجدل بقوة حول الخوف من Arab Spring } 2011الربيع العربي أحداثعقب

أحزاب اليمينخاصة من طرف ،الكراهية والتعصب تجاه الجالية المسلمة شعاراتاإلسالم وتنامي فظاهرة اإلسالموفوبيا ؛ { Islamophobia" } اإلسالموفوبيا" ، فما اصطلح عليها المتطرف

ا تتجدد وتتجلى في المشهد الدولي مع كل حدث يثير انشغال الرأي العام ظاهرة قديمة، لكنهتدفق موجة الالجئين تلك هو ارتفاع معدل العمليات اإلرهابية من تداعياتالعالمي. حيث كان

بشكل رهيب لم تسلم منه معظم دول االتحاد األوروبي } فرنسا، بلجيكا، بريطانيا، النمسا.....{ داعش{ ، مما أعطى ذريعة والشام }لبيتها تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والتي تبنت غا

لألحزاب اليمين المتطرف لكي تطعن في اإلسالم والمسلمين بدون أي تمييز أو تفرقة؛ إذ وضعت الجالية المسلمة بكاملها في خانة "اإلرهاب الداعشي"؛ أين أصبحت الجالية مصدرا لتغذية العنف

لف أشكال التطرف واإلرهاب بما يهدد النسيج المجتمعي والهوية الغربية ويؤثر سلبا وممارسة مختعلى أمن واستقرار الديمقراطيات الغربية من منظور تلك األحزاب التي جعلت كراهية اآلخر في

سلم أولوياتها في برامجها وحمالتها االنتخابية.اإلسالموفوبيا التاريخية لظاهرةت حول الخلفيات ففي ظل هذا الجدل القائم؛ تطرح عدة تساؤال

في أوروبا؟ وهل فعال كانت لسلسلة العمليات اإلرهابية التي شهدتها معظم الدول الغربية سببا مباشرا في ارتفاع منسوب حاالت الكراهية والتمييز ضد اإلسالم والمسلمين لمستويات قياسية؟ أم

ة في ظل الشعبية الكبيرة التي أصبحت تحظى بها أحزاب مسبقا، خاص مخططا لهأن األمر كان الوطنية الفرنسية التي حصدت في االنتخابات الرئاسية األخيرة أوروبا كالجبهةاليمين المتطرف في

مرة في تاريخ اليمين لمقعد في البرلمان وفوزها ألولماليين صوت، 10أكثر من 2017 الفرنسي؟

Page 207: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 206

االتهامات ضد اإلسالم والمسلمين.إرث الماضي: ثقل أوال : The Clash } صدام الحضارات" "شهد مؤلف الكاتب األمريكي صموئيل هنتنغتون

of Civilisation} ، صدى واسعا في أوروبا أكثر ممن الصدى الذي أحدثه في أمريكا، نظرابية بين و فات داخل الحدود األور للمخاوف والهلع الذي تعيشه أوروبا جراء تفشي ظاهرة صدام الثقا

التي تعتبر اإلسالم والغرب على أساس أنها تشكل خط تماس مهم بينها وبين القارة اإلفريقيةللمهاجرين المسلمين} الهجرة الشرعية أو غير شرعية{، وهو ما اعتبره المراقبون المصدر األول

طول الحدود بين العرب واإلسالم. على 21تمهيدا لصدام الحضارات األوسع المتوقع في القرن أثرا بالغا في تنامي ظاهرة اإلسالموفوبيا في العالم بشكل عام 11/09/2001وقد كانت ألحداث

وفي أوروبا بشكل خاص، وهو ما أشار إليه األمين العام لألمم المتحدة كوفي عنان تاريخ ة الهلع من اإلسالم: التعليم من في مؤتمر عقد بمقر األمم المتحدة بعنوان" مواجه 07/12/2004

أجل التسامح والتفاهم"، حيث صرح بقوله: "عندما يضطر العالم إلى إصدار تعبير جديد يدخل في اعتباره التعصب الذي يتزايد انتشاره، فالتطور محزن ويثير المتاعب، هكذا" الهلع من

، وجد المسلمون أنفسهم ( منذ هجمات سبتمبر على الواليات المتحدةIslamophobiaاإلسالم")أهدافا للشك والتحرش والتفرقة ... ويعتبر الكثيرون أن اإلسالم وحدة واحدة، وهو معارض للغرب بحكم طبيعته الباطنة ... إن الكاريكاتورية مازالت واسعة االنتشار وفجوة الجهل عميقة إلى حد

طات التاريخية التي شكلت خلفية المح نحاول رصد أهم . وانطالقا من هذا التقرير وغيره(1)خطير" لنمو ظاهرة اإلسالموفوبيا ووصولها للحالة التي عليها في وقتنا الراهن، في النقاط التالية:

منذ الفتوحات اإلسالمية التي بدأت منذ عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم وتوسعت .1دحر المسلمين للروم وتهديم إمبراطوريتهم حدودها وآفاقها على امتداد القرون الالحقة

العظمى، حيث ساهمت على سبيل المثال الهزيمة النكراء التي منيت بها جيوش الغرب في معركة اليرموك في السنة السادس عشر للهجرة والتي ترتب عنها خروج االحتالل الروماني

ة من جانب الغرب الوريث من المنطقة العربية وتداعيات ذلك فيما بعد على النظرة العدائيالشرعي لإلمبراطورية الرومانية حيال اإلسالم وأمته، وزادت تلك العدائية مع سلسلة المواجهة الدامية التي سجلها التاريخ في العديد من المعارك الحاسمة التي كانت تهديدا حقيقيا للغرب

انتصر فيها المسلمون هـ والتي114هـ، ومعركة بالط الشهداء )البواتية(91كفتح األندلس

Page 208: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 207

هـ وغيرها 857ودخل اإلسالم إلى باريس نفسها، وفتح القسطنطينية على يد العثمانيين في فقد كان الصعود والتوسع السريع للدولة اإلسالمية ( 2) من المعارك العنيفة بين الطرفين.

ية وازدهار الحضارة اإلسالمية دورا في فرض الخطر على العالم المسيحي من الناحالالهوتية والسياسية على السواء، وهو ما أكده المفكر مكيسم رودنسون بقوله: " كان المسلمون تهديدا للمسيحية الغربية قبل أن يصبحوا مشكلة بزمن طويل"، فالتشابهات الالهوتية بين المسيحية واإلسالم وضعت الديانتين على طريق الصدام، إذ كانت كل أمة

يقتضي تحقيق وحي هللا الباكر إلى أمة سابقة خلت، وكل منها تؤمن أن ميثاقها مع هللا (3) تؤمن بتاريخ الوحي اإللهي وأن الوحي أو الرسالة التي جاءتها خاتمة للوحي والنبوة .

فبينما كان المسيحيون يزعمون ألنفسهم الصدارة، رأوا في اإلسالم تهديدا لتفرد دور المسيحية دعوى أنها الممثل الوحيد للرب ووسيلة الخالص الوحيدة، وفي أفضل األحوال التي يرعاه الرب وب

هرطقة يبشر بها نبي ضال ومشوش وفي أسوتها كان تحديا –في رأي الكنيسة –كان اإلسالم مباشرا للمزاعم والمهمة المسيحية:" إذ أن خليط الخوف والجهل قد أنتج كيانا من األساطير بعضها

المسلمون يعبدون األصنام ويعبدون ثالوثا مزيفا، ومحمد ساحر، بل إنه كان عبثي وغير منصف:أحد كرادلة كنيسة روما، خاب طموحه في أن يعتلي كرسي البابوية فتمرد وهرب إلى بالد العرب

(4)وهناك أسس لنفسه كنيسة خاصة".

قرنيين السابع والعاشر كما يطلق عليها الغرب المتكررة على أوروبا في ال "فحروب المسلمين " وكذا القرنيين الرابع عشر والثامن عشر، زادت في تشويه صورة اإلسالم ونشر األكاذيب والخرافات منه، في ظل صعوبة التواصل والنقل المباشر بين الشعوب، في نفس الوقت الذي ساهمت في مولد

ة التي تعبر عن مدى قلق با وتحديد مالمحها وتشكيل هويتها. إضافة إلى الحروب الصليبيو أور م اشتعلت التوقعات وجعلت الشعوب 1095ومخاوف المسيحية الغربية من نهاية العالم، إذ في عام

الغربية تنظر بتركيز إلى القدس الذي ينتظر أن يحدد مصير البشرية، بحيث تدفقت موجات جديدة هناك، وهز أوروبا الرعب من من المؤمنين المنزعجين على فلسطين أمال أن تفاجئهم نهاية العالم

نهاية العالم الوشيكة، حيث كان الغربيون يفكرون بتركيز أكثر دائما في الوصول إلى اآلخرة بين (5) الحسابات الفلكية وتفسيرات الكتب المقدسة.

Page 209: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 208

بإرهاصات مرحلة جديدة تمثلت ذروتها كانت أوروبا طوال القرن الحادي عشر تمر .2حيث كانت األلفية عن نهاية العالم من أهم روافد الفكرة الصليبية، ففي في الحملة الصليبية،

ذلك الجو النفسي والفكري الذي ساد أوروبا آنذاك كان من الطبيعي أن يتطلع الناس الذين سيطرت عليهم هذه المشاعر إلى ضمان الخالص الذي يترابط بضرورة الرحلة إلى القدس

(Iter Heyro soLinic tanumوقد .) تجسد هذا في ازدياد عدد رحالت الحج من جميعأنحاء الغرب األوروبي الكاثوليكي إلى بيت المقدس، لكن تلك الرحالت المقدسة أفرزت نمطا من الدعاية الكاثوليكية، وتولد عنها نوع من الهجوم الهستيري على اإلسالم والمسلمين. كما

راضي المقدسة بأيدي الكفار)أي شاع عنها أن كثير من الحجاج يتمنى الموت في األالمسلمين( الذين صورتهم الدعاية المحمومة في أبشع الصور. وكل ذلك منطلقه أن األراضي التي شهدت قصة المسيح وفيها ضريحه ال بد أن تكون تحت سيطرة أتباعه وكانت

رفضت الكنيسة الكاثوليكية ترى أنها الكنيسة الوحيدة على طريق اإليمان الصحيح، ولذلك بقاء هذه المناطق المقدسة )فلسطين( بأيدي المسلمين الدين صورتهم في صورة الكفار المتوحشين، وهنا انتقلت الصورة في الذهنية األوربية من العداء المتعقل إلى الهياج والعداء

(6).الهستيري

األوروبيين المعاصرين لهذه األحداث لم يفرقوا ما يثبت هذا الطرح هو أن أغلب الكتاب ولعل ( للحرب، على أساس Just causeأبدا بين الحج والحملة الصليبية إذ وجدوا السبب العادل )

استعادة القدس من المسلمين "الكفار" كما يعتبرون أن القدس هي"مملكة المسيح" التي تنتمي إلى (7) ردادها من المسلمين األشرار.العالم المسيحي، التي يجب الدفاع عنها، واست

يفسر لنا مدى استجابة األوروبيين الغربيين للحملة الصليبية األولى والتي لم هذا ما قد تعتمد على الكراهية المتصاعدة ضد اإلسالم وضد كل ما هو مسلم فقط، بل كانت هناك أنماط فجة من الدعاية ومن سوء الفهم، حيث تم تصوير المسلمين بأبشع األوصاف والصور مستخدمين

لقصص واألساطير الخرافية عن اإلسالم وعن النبي محمد )ص(، وهو ما في ذلك العديد من ايجعلنا ال نستغرب الرسوم الكاريكاتورية التي ظهرت مؤخرا والتي تصف النبي الكريم بأنه إرهابي ومتطرف ويحبذ النساء.... فهذا ما هو إال تكرار ألساطير وخرافات الحروب الصليبية. مما يعني

)اإلسالموفوبيا(، من أبرز ما تأسست عليه هو طابع الدعاية والدعاية أن العداء للمسلمين

Page 210: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 209

المغرضة الهادفة إلى تشويه كل ما هو مسلم، والتي تعمل على نشر مختلف األكاذيب. األمر الذي عندما زادت المواقف المعادية للعرب والمسلمين عمقا وتجذرا حتى أصبحت 14برز خالل القرن

ية للحركة اإلنسانية، وتكرس ذلك العداء والكراهية مع ظهور الطباعة في أحد المكونات األساس، حيث انتشرت الكتابات والمنشورات المسيئة والمشوهة لإلسالم وتصفه بصورة سلبية 16القرن

فأصبح من الصعب الحديث عن ثقة (8) للغاية وأنه مصدر اإلرهاب يسعى لالنتشار بحد السيف.ظل استمرار الدعم الالمشروط للكيان الصهيوني من جهة، وغض طرف في اآلخر، خاصة في

البصر عن المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني األعزل.الذي شهد تسارع في االندماج األوروبي بسقوط 1989من المفارقات أن عام .3

ية سليمان جدار برلين، فإنه في المقابل شهد تصاعد التوترات مع العالم اإلسالمي بشأن قضرشدي في المملكة المتحدة، وبداية الجدل حول الحجاب في فرنسا، ومند ذلك الوقت استقطبت سلسلة من األحداث الشعبية في اتجاه الجالية المسلمة في أوروبا، وبلورت هوية إسالمية داخل هذه المجتمعات، إذ أصبح السكان المسلمون في أوروبا أكثر من مجرد مسألة

للمسلمين مما أثر على نسبة الشباب المسلم، التي هي في الديموغرافية التزايد هجرة، نتيجتصاعد مستمر في مقابل تراجع عدد الفئات الشابة وزيادة المعمرين األوروبيين أو كما يطلق عليها البعض"الشبابية اإلسالمية والشيخوخة المسيحية"، هذا ما أشارت إليه وزارة الخارجية

مليون مسلم 23، إلى أن هناك حوالي 2003تقريرها عن الحريات الدينية لعام األمريكية في ذا انضمت تركيا إلى اإلتحاد األوروبي فيقفز %5في أوروبا أي من إجمالي عدد السكان، وا

وهو ما اعتبره البعض خاصة اليمين (9)من عدد سكان أوروبا، %15بنسبة %90العدد إلى من ا" وبذلك يكون العداء والكراهية ضد اإلسالم والمسلمين مبرر المتطرف "نحو أسلمة أوروبا وجهة نظر اليمين المتطرف.

"إذ لم يحدث حتى سنوات مابين الحربين وتعاليمه السمحة: الجهل باإلسالم .4العالميتين، أن بذل جهد جاد لفهم إسهامات اإلسالم في تطور الفكر الغربي والتأثر الذي

وهذا ما جاء في استطالع الرأي الذي (10)اإلسالمي". بي من الجوارجرى على المجتمع الغر أجري في الدنمارك بعد أزمة الرسوم الكاريكاتوري المسيئة للنبي الكريم )محمد ص(، أشار إلى أن أغلبية الشعب الدنماركي ال يفهم السبب وراء غضب المسلمين من نشر الرسوم

Page 211: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 210

رجعنا إلى صورة العرب والمسلمين في المناهج المسيئة، وهذا ليس باألمر الغريب إذا الدراسية األوروبية، ففي فرنسا مثال تصور في البرامج المدرسية العرب بدو رحل يمتازون

( Moorبالعدائية والعنف والدونية، إذ تستخدم المفردات الثالثة )البدو( و)العرب( و)المورا ويعرف )البدوي( بأنه )عربي راحل وتستخدمها بغير تمييز للداللة على الشخصيات نفسه

من الصحراء(، واألكثر من ذلك هو قلب الحقائق التاريخية وتشويهها عندما يتعلق األمر بالحروب الصليبية، فرغم أن الغرب هو من هاجم الشرق، إال أنهم عكسوا الصورة حيث

إلى أن كتب نسب للفاعل المسلم أفعال العدوان ضد الحجاج )الحمالت الصليبية(، إضافةالجمهورية الثالثة كانت تصنف اإلسالم بأنه "دين مسخ ابتكره محمد الذي ادعى النبوة" ، أما الكتب الحالية ال تخرج عن ذلك السياق العدائي لإلسالم، لكنها تستخدم عبارات أقل حدة، ة حيث " تصور اإلسالم كدين يسعى إلى تحقيق الفتوحات العسكرية، وتتفق كتب الجمهوري على إبراز دور البطل الفرنسي )تشارلز مارتيل( الذي وضع حدا لتوسع اإلسالم في الغرب.

(11) فالتوري وتوروشكا التي امتدت عشرة : كدراسة الباحثينالدراسة األكاديميةالتحيز في .5

[ حول )ما يجب أن يجده المرء عن اإلسالم من 1995-1985سنوات كاملة ]المدرسية باللغات األلمانية والهولندية واإليطالية والدنماركية معلومات ومفاهيم بالكتب

من مواد الدين والتاريخ والجغرافيا( وكانت النتيجة مذهلة للغاية؛ حيث تصور هذه الكتب للطلبة األوروبيين "اإلسالم بأنه دين التخلف والعنف وأن المسلمين مستعدون

(12).رصة تتاح لهم"للدخول في حرب مقدسة ضد المسيحيين في أية فرسم الشهيرة؛ التي عملت على كتابات فوليترأهمها إسهامات المفكرين الغربيين: .6

عن اإلسالم في أذهان الشباب األوروبي، فمثال ألف فوليتر كتابا تحت سلبية نمطية صورة اسم )التعصب، أو محمد النبي(، صور النبي طاغيا دينيا، وكذلك أرنست رنيان الذي أسبغالمديح على العلم والعقل والتقدم مستبعدا اإلسالم على اعتباره أنه ال يتوافق مع العلم، "ال

. وهذا الجهل بحقيقة اإلسالم لم (13)يقدر أن يتعلم شيئا أو ينفتح في مواجهة فكرة جديدة"يتوقف عند هؤالء المفكرين فقط بل تم تسويقه والتشهير والدعاية له في مختلف دراساتهم

-إن صح القول–لتي يدعون أنها أكاديمية ومحكمة، األمر الذي ساهم في بناء جيل مؤدلج ا

Page 212: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 211

رهاب شعارهم في ذلك "أن كل مسلم هو ال يفقه في حقيقة اإلسالم شيئا إال أنه دين عنف وا بالضرورة إرهابي".

الواسعة لثقافة وتعاليم اإلسالم ابسبب عدم معرفته: إما من اإلسالمأوروبا خوف .7أو بسبب عدم محاولتها معرفته العتبارات عنصرية المبنية على السالم والتسامح،

نفي جملة وتفصيال القيم النبيلة لهذا الدين التي عرفت عنه ت استعالئية، األمر الذي تجعلهابحت تعاني منها الجالية ما يفسر لنا العدائية الكبيرة التي أص. م(14)منذ أربعة عشرة قرنا

المسلمة في اآلونة األخيرة )قضية الحجاب في فرنسا/المآذن في سويسرا/ الرسوم المسيئة في الدنمارك...( رغم ما يدعيه الغرب في أن العالم أصبح قرية واحدة في ظل العولمة، في

ت اإلسالم مقابل ذلك نجد هناك العديد من الشخصيات السياسية والفكرية التي درست وفهمجيدا أشهرت إسالمها، على غرار أخت زوجة توني بلير، وقبلها سفير ألمانيا في المغرب

وما يثبت الجهل غارودي... )رجاء (مراد هوفمان، والمفكر الفرنسي المشهور روجيهالغربي باإلسالم أيضا؛ هو ما أشارت إليه اإلحصائيات األمريكية في أن أكبر الكتب التي

ة عالية من التسويق تمثلت في القرآن الكريم، الغريب في األمر أن ذلك جاء عرفت نسب .2001هجمات الحادي عشر من سبتمبر مباشرة بعد

المستشرقون المتطرفون المستشرقون ورحلة البحث عن التشويه لإلسالم: فقد لعب .8مجتمعاتهم دورا بارزا في تشويه صورة العرب والمسلمين وفي تقديمهم ألفكار مغلوطة لرين أنفسهم الغربية عن سلوكية المسلمين وطبيعة دينهم على أساس أنهم مختصين ومسخ

لهذه العملية، وبالتالي كان ذنبهم مضاعف نتيجة علمهم الكامل بما يحتويه اإلسالم من أحكام وفرائض، والتي ترجع إلى دراساتهم المعمقة للقرآن الكريم ومعايشتهم لواقع المسلمين،

لم يشفع لهم ذلك بنقل الحقائق كما هي، بل عمدوا إلى تحريفها والتضليل على مختلف إذ الحقائق التي توصلوا إليها، فعلى سبيل المثال توصل المستشرق وليام إيوارث جالدستون إلى حقيقة مفادها " أن ما دام القرآن موجودا فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق وال أن

ونتيجة لذلك سخر المستشرقون المتطرفون أقالمهم للطعن في القرآن الكريم. تكون في أمان"

الباحث محمد عبد الغني حسن بقوله :"أن كل ناحية من نواحي القرآن وهذا ما أشار له (15)

Page 213: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 212

ال تسلم من اتهامات المبطلين وادعائهم حتى القصص القرآنية كانت موضعا للتشكيك فيها"، الكريم في النقاط التالية: وقد جاء طعنهم للقرآن

إنكار مصدر القرآن الرباني واعتباره من عمل محمد )ص( . •

اإلدعاء بأن القرآن حرف بعد وفاة الرسول )ص( . •

اإلدعاء أن حروف التهجي التي جاءت في أوائل بعض السور بأنها اختصارات ألسماء • القرآن في مصحف واحد .مالكي النسخ التي استخدمها زيد بن ثابت بجمع آيات

نما هو محاولة لإلصالح. • (16) اإلدعاء بأن القرآن ليس نظام مجتمع كامل وا

عمل ذو األصل اليهودي هذا المؤرخ وهندسة "الخطر اإلسالمي": (17)برنارد لويس .9" خرافة الخطر اإلسالمي" أو "أوروبا واشتغل طويال على تقديم طروحات فكرية قائمة على

2007( عام Jérusalem postحيث كتب في صحيفة ) ؛(Euro Arabieبة" )المستعر وقد اكتسب لويس (18)أن أوروبا ستكون مسلمة عند نهاية هذا القرن )على أبعد تقدير(،

شهرته في محورين أساسيين يبرزان دائما في كتاباته، وسجل فيهما براعة غير مسبوقة هما:تطويع التاريخ لخدمة منطقه وفرضياته )لي أعناق النصوص( ويتبع في /األولالمحور •

سبيل ذلك منهجا انتقائيا مقيتا يسيء إلى التاريخ والى العلم بصفة عامة. إشاعة الخوف من التغلغل اإلسالمي، والتحريض الدائم على طرد الثاني/المحور •

مية التي ستضيع بسبب المسلمين من أوروبا حفاظا على هويتها وخصوصيتها القو (19) المهاجرين المسلمين.

وعليه يمكن القول أن فهم السياق اإليديولوجي الذي ظهر فيه اليمين المتطرف نما جاء في إطار صيرورة تاريخية وفكرية أنتجت خطاب في أوروبا فهو لم يأتي هكذا صدفة، وا

أن ظهور اليمين المتطرف في أوروبا جاء كترجمة تحريض عدائي تجاه اإلسالم والمسلمين، أي ميدانية لمجموعة من األطروحات النظرية على وجه التحديد التي صاغها الجهل بحقيقة اإلسالم من جهة وسياسة التظليل والتعميم األكاديمي التي هندس لها مجموعة من المفكرين والمستشرقين

مختلف مراحل التعليم والدراسة. المتطرفين، وتم تلقينها لألجيال الصاعدة في

Page 214: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 213

ثانيا: تحدي الراهن: خطابات الكراهية وتنامي التهديد اإلرهابي.في اآلونة األخيرة موجة من العمليات اإلرهابية المتتالية التي تنبت اغلبها اشهدت أوروب

تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام }داعش{ ، األمر الذي جعل أحزاب اليمين المتطرف في معظم الدول األوروبية تصعد من لهجة خطاب الكراهية والعداء للجالية المسلمة وتحملها

لكاملة في تلك العمليات اإلرهابية.المسؤولية اعرفت اليمين المتطرف: خطاب الكراهية ....تغذية لإلرهاب وتهديد ألمن أوروبا: .1

الساحة األوروبية تصاعدا مثيرا لألحزاب المتطرفة وتصدرها المشهد السياسي في بلدانا، عراق، وهذا خاصة مع ارتفاع موجة الالجئين المسلمين من بؤر الصراع خصوصا سوريا وال

رغم األصوات المعتدلة المطالبة بإدماجهم بصورة تدريجية في المجتمع األوروبي كصوت المستشارة األلمانية إنجيال ميركل التي أكدت "أن اإلسالم والمسلمين أصبحوا جزء من هذه الدول وجزء من ألمانيا". إال أن أصوات التطرف كانت اقوي على غرار تصريحات

المتشددة زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، التي جعلت من كراهية ماري لوبان، على أساس أن 2017اإلسالم والمسلمين وقودا لحملتها في االنتخابات الرئاسية األخيرة

حزبها الذي أسسه والدها جون يعتبر من أوائل األحزاب اليمنية المتطرفة الذي استخدم اسية، وقد لقيت خطاباتها هذه صدى واسعا في المجتمع اإلسالموفوبيا في خطبه السي

ماليين ناخب 10,6على عدد تاريخي من األصوات في الدورة الثانية الفرنسي بحصولها على أن إستراتيجيتها لـ"نزع صفة الشيطنة" عن الجبهة مؤشر وهذا .%33,90بنسبة أي

وقد استثمرت (20) .لفرنسيالوطنية نجحت، وبات حزبها جزءا من المشهد السياسي ازعيمة اليمين المتطرف في فرنسا في عدد الماليين التي انتخبت عليها في الدور الثاني للرئاسيات، مما مكنها من أن تفوز ألول مرة في تاريخ اليمين المتطرف بمقعد في البرلمان

-في معقلها هينان مارين لوباننتخبت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف الفرنسي، حيث االتي حقق فيها حزب الرئيس شريعيةاالنتخابات التبومون )شمال( في الدورة الثانية من

وكانت من انعكاسات تصدر اليمين المتطرف على (21) .عريضاإيمانويل ماكرون فوزا المشهد السياسي في فرنسا وغيرها من الدول األوروبية هو تصاعد موجة العمليات

اإلرهابية بشكل متسلسل.

Page 215: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 214

في أوروبا نفس نهج الجبهة الوطنية وقد انتهجت عدة أحزاب وشخصيات يمينية متطرفة الفرنسية مواقف عدائية مشجعة على الكراهية والعداء لإلسالم والمسلمين خاصة وان عدد

مليون نسمة، األمر الذي اعتبرته تهديدا لهوية 45المهاجرين المسلمين المقيمين في أوروبا تجاوز ومنها على سبيل المثال ال (22)مة"،أوروبا المسيحية فيما أطلق عليه البعض "غزوة األسل

الحصر:الحزب النمساوي اليميني الشعبي: اعتبر اإلسالم بأنه العدو األول لألمة النمساوية •

وألوروبا والعالم اجمع.

الحزب الدنماركي التقدمي: يرافع هذا الحزب من أجل إيجاد منطقة حرة للمسلمين بمنزلة •المنطقة العازلة في خضم تحذيره من خطر "أسلمة أوروبا" وتهديد الهوية المسيحية

الغربية.

الحزب الديمقراطي االجتماعي األلماني : اعتبر أن المهاجرين المسلمين سيجعلون •أغبى وأفقر، ألنهم جينيا اقل ذكاء ، كما أنهم يزاحمون األلمان في االستفادة من ألمانيا

(23) الموارد االقتصادية.

تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكوال ساركوزي؛ الذي رفض استقبال الداعية •اإلسالمي المعتدل يوسف القرضاوي بحجة تحريضه على قتل اليهود وهذا عقب العملية

.2001سبتمبر 11رهابية لمحمد مراح التي شبهها ساركوزي بهجمات اإلتصريحات برلسكوني رئيس الوزراء االيطالي السابق أكد على تفوق الثقافة الغربية على •

الثقافة اإلسالمية في ترديده لمقولة نهاية التاريخ وانتصار الليبرالية.

ج؛ "أن كتب هتلر كفاحي والقران تصريح رئيس حزب التقدم المسيحي المتطرف في النروي •هما شيء واحد، وطالب بضرورة منع القران من التداول في مختلف المكتبات

(24)النرويجية".

بحظر الحجاب يؤكد التوجهات المتطرفة 07/2017/ 12قرار محكمة بلجيكا بتاريخ • (25) التي سادت المشهد السياسية في البالد على حساب التوجهات المعتدلة.

فهده المواقف والتصريحات المتطرفة لم تسهم في القضاء على اإلرهاب أو تحقيق األمن واالستقرار لدول االتحاد األوروبي كما تنادي أحزاب اليمين المتطرف في حالة إقصاء الجالية

Page 216: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 215

تفاع المسلمة و إبعاد الدين اإلسالمي من النسيج الغربي، يقدر ما زادت في توتر الوضع وار منسوب العنف والكراهية، خاصة من بعض المتطرفين المحسوبين على المسلمين، عندما حاولوا الرد أو الدفاع عن هويتهم بنفس منهج تطرف أحزاب اليمين في سياق "العنف والعنف المضاد"،

لعراق وهذا ما تم استغالله من طرف الجماعات اإلرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة اإلسالمية في اوالشام } داعش{، التي استغلت حالة التململ والسخط التي تسود في نفوس العديد من أفراد الجالية المسلمة جراء اإلقصاء والتهميش التي تتعرض له، وتجنيدها وتعبئتها بالفكر المتطرف من أجل

عمليات اإلرهابية في سلسلة ال عتنفيذ عمليات إرهابية انتحارية انتقامية ، ولعل هذا ما يفسر ارتفاعدة دول أوروبية في اآلونة األخيرة، فعملية شارلي ايبدو اإلرهابية التي جاءت مباشرة عقب نشر الجريدة للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم }ص{، وهو ما اعتبره منفذي الهجوم استفزازا

ي الذي اشرف نشر تلك الرسوم.للمسلمين، فجاء الرد واالنتقام بقتل معظم الطاقم الصحفالمتتبع اليوم التهديد اإلرهابي: عولمة تنظيم داعش مؤشر استمرار اإلسالموفوبيا: .2

للعمليات اإلرهابية التي ضربت أوروبا في السنوات األخيرة يدرك عمق األزمة التي وبيا في جدلية تشهدها هذه القارة ، بين تصاعد للعمليات اإلرهابية وتنامي لظاهرة اإلسالموف

صعب تحديد خلفياتها ومسبباتها خاصة في ظل تطور وسائل وتكنولوجيات االتصال واإلعالم التي ساهمت في انتشار اإلرهاب فيما يعرف "بعولمة اإلرهاب" بحيث أصبحت أوروبا معقال لمختلف التهديدات اإلرهابية رغم االحتياطات األمنية التي تضعها الدول

هة الظاهرة، إال أنها فشلت في صد العديد منها، وهذا دليل على احترافية األوروبية لمواجالتنظيمات اإلرهابية في اختراق أمن الدول بانتهاجها لعدة طرق مستجدة يصعب على االستخبارات كشفها في وقتها } عمليات الدهس، العمليات االنتحارية في سياق التجنيد

فردة .......{ . لكن األكيد هو أن هناك جملة من االلكتروني وفق نظرية الذئاب المناالختالالت التي ساهمت في تنامي الخطر اإلرهابي وتفشي اإلسالموفوبيا، ويمكن

رصدها في مؤشرين أساسيتين: : االختالالت المرتبطة بفصيل متطرف محسوب على المسلمين: هذا المؤشر األول •

هي في تطبيق تعاليم اإلسالم على الغرب الكافر الفصيل يدعي امتالك الحق والعدل اإللمن منظوره اإليديولوجي، وحتى على المسلمين الذي ال يطبقون تعاليم اإلسالم كما جاءت

Page 217: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 216

في كتب هللا وسنة رسوله، فيعتمدون على الترهيب والعنف من أجل تحقيق ذلك، سالم ألغراض فالجماعات اإلرهابية التي تقتل باسم الدين اإلسالمي أو توظف اإل

شيطانية مهددة لألمن والسلم العالميين لم تسلم من همجيتها ال الغرب وال المسلمين، تأصبحت حالة وأمر واقع وليس ظاهرة عرضية. الغريب أن داعش وأخواتها من التنظيما

سقاطه على الواقع أو ما يسمى" بالعنف المحاكاتي" اإلرهابية تحاول استنساخ الماضي وا Violence Mimetique} { قائم أساسا على "فلسفة اسالماوية" متشددة تعتمد منهج

القوة ألخلقة المجتمع وأسلمته دون مراعاة لخصوصيات وبيئة تلك المجتمعات } العربية أو ويمثل تنظيم الدولة اإلسالمية في العراق والشام } داعش{ نموذجا الغربية على السواء{.طرف الذي تبنى أغلب العمليات اإلرهابية في أوروبا في السنوات راهنا للجناح المت

االخيرة، ومنها:نوفمبر 13: شهدت العاصمة الفرنسية مساء الجمعة 2015هجمات باريس نوفمبر .1

في ستة مواقع مختلفة} شارع أليبير، خارج ملعب سلسلة من الهجمات دموية متزامنة 129ارع شارون/ طريق فولتير{ ، أسفرت عن مقتل ئشفرنيا، شارع فونتان أو روا، ش

صابة قرابة فرانسوا هوالند، أعلن على إثرها الرئيس الفرنسي 352شخصا على األقل، وا أمن البالد، حالة الطوارئ في البالد ودعا الجيش للنزول إلى الشارع للمساهمة في

نما لكامل دول اال خاصة أن .تحاد األوروبيمعتبرا الهجمات تهديدا ليس لفرنسا فقط وا 12باريس عاشت عمليات مماثلة فيما عرفت بهجمات "شارلي ايبدو" راح ضحيتها

(26) .2015جانفي 07جريحا بتاريخ 11قتيل و

: شهدت العاصمة البلجيكية سلسلة من الهجمات 2016 بروكسل مارس انفجارات .2 مقر مؤسسات االتحاد األوروبي استهدفت المطار ومحطة لقطار األنفاق قرب اإلرهابية

، جراء العملية قتيال وعشرات المصابين 26في بروكسل وخلفت حسب مصادر محلية آخرون 81شخصا على األقل وأصيب 11قتل االنتحارية األولى في المطار أدت إلى

15عن مقتل ةبمحطة للمترو في ساعة الذروة الصباحية مسفر والثانية وقعت بجروح ،وقد اعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال "بأنها لحظة سوداء في تاريخ شخصا.

(27) البالد ودعا المواطنين للتضامن والهدوء ووصف االنفجارات بأنها غاشمة وجبانة ."

Page 218: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 217

تعرضت لندن إلى سلسلة من العمليات : 2017العمليات اإلرهابية في لندن وفرنسا .3؛ عندما استخدم 2017جوان 03ية الدهس التي تمت بتاريخ اإلرهابية على غرار عمل

اإلرهابيين شاحنة من أجل دهس مواطنين مشاة كانوا يعبرون جسر لندن كوردون سقط المشتبه بهم عدة أشخاص في فيها عدة ضحايا، كما شهدت العملية هذه قيام اإلرهابي

قبلها تعرض البرلمان البريطاني أمام كبيرة من المواطنين. و بحشود المنطقة التي كانت تعج ضحايا وعشرات الجرحى 3قصر وستمنسر في لندن لهجوم إرهابي أسفر على سقوط

إن بالدها ماضية بمحاربة اإلرهاب أينما ه رئيسة الوزراء تيريزا ماي بقولها :تالذي استنكر واضح، ألن دت على أن الهجوم لم يكن عفويا بل كان مخططا له، وهدفهوشد ...كان

وفي نفس الشهر والعام شهدت فرنسا كذلك (28)".الشخص قد هاجم أقدم برلمان في العالمتناقلتها 14/06/2017عملية إرهابية نوعية في ذكرى االحتفال السنوي بعيدها الوطني

ضحية. مما 84معظم وسائل اإلعالم العالمية مثله في هجمات نيس اإلرهابية التي خلفت القرار في االتحاد األوروبي يدركون عمق التهديد التي يضع أمنهم واستقرارهم جعل صناع

على المحك، األمر الذي يتطلب رسم استراتيجيات فعالة لصد تلك التهديدات اإلرهابية

فهذه العمليات اإلرهابية وغيرها زادت بطريقة جدلية تغذية خطب الكراهية عند األحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وأصبح خطاب الكراهية برنامجا سياسيا في مختلف المحطات االنتخابية، وهو ما ذهبت إليه المحللة السياسية الفرنسية المحاضرة بمعهد الدراسات السياسية في

ترجع هجوم شارلي إلى تفشي Catherine de Wendenاريس كاترين دي ويندو باإلسالموفوبيا في فرنسا، وقد صرحت إلذاعة دويتشة األلمانية ب :" مثلما هو الحال في ألمانيا ،

ضافة :" مظاهرات عامة مناهضة للدين اإلسالمي فرنسامظاهرات تحدث في فرنسا نشر مجلة " وا النتقادات ساخرة من اإلسالم، تحت مسمى حرية الصحافة، يمثل سبا لجزء من إيبدوشارلي

Le"كما قدمت أمثلة عن ظواهر اإلسالموفوبيا على غرار إصدارات ."المجتمع الفرنسي المسلم

suicide francaise” تحدث فيه عن سقوط الذي أو "االنتحار الفرنسي"، للكاتب إريك زيمور .(29)والمسلمين اإلسالممن خالله الجمهورية الفرنسية، وهاجم

كاترين دي ويندو خطابات الكراهية التي تروج لها األحزاب في السياق ذاته انتقدت ، واعتبرت ان منتقدو ومنعهم من الظهور العلني كافة الرموز الدينية، المتطرفة والداعية إلى حظر

Page 219: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 218

بإمكانه التعبير الذي أضحى حزب الجبهة الوطنيةك يفعلون ذلك بحرية متزايدة فرنسا اإلسالم فيينتقد خطاباته اإلعالم الفرنسي علنا بعكس ما كان يحدث سابقا، حينما كان كراهية المسلمين عن

بشدة، مؤكدة أنه ال يمكن ربط ارتفاع البطالة في المجتمع الفرنسي بزيادة عدد المهاجرين بسبب المسلمين فقط، مبرزة في الوقت نفسه أن الجالية المسلمة تعاني فعال من إشكالية االندماج

افتقار الكثير منها للتعليم والتدريب. غير أن هناك قطاعا واسعا منها استطاع التأقلم واالندماج مع (30) العادات العلمانية الفرنسية، لكنه لألسف ال يظهر في خطب األحزاب المتطرفة.

رهابية أو فخطاب الكراهية لآلخر أنتج بدوره خطابا مضادا كذلك ، ممثال في الجماعات اإل األشخاص المتطرفين الذين يوظفون الذين اإلسالمي لتشويه صورة اإلسالم والمسلمين في أوروبا والعالم، مما ساهم في تضليل الكثير الشعوب األوروبية وجعلها ترسم صورة نمطية سلبية ؛

."تضع اإلسالم والمسلمين في سلة واحدة، طبعا هي سلة اإلرهاب والتطرف.من األسباب شر الثاني : اختالالت مرتبطة باالعتداءات على الجالية المسلمة:المؤ •

في عدة دول أوروبية ااألساسية التي أعطت مبرر للجماعات اإلرهابية لتنفيذ تهديداتههي االعتداءات الواسعة والمتكررة على الجالية المسلمة، وهذا ما أكده المرصد الوطني لمكافحة اإلسالموفوبيا في فرنسا على سبيل المثال؛ بان حاالت االعتداءات والتهديد

ف ثالثة أضعا 2015على المسلمين في تزايد مستمر خالل األشهر التسعة من عام اعتداء، منها اعتداءات مباشرة على 330، وذلك بعدما تم تسجيل 2014مقارنة بعام

األشخاص والمساجد والمقابر والممتلكات الشخصية، وتهديدات غير مباشر ممثلة في (31) كلمات عنصرية وشعارات تحريضية تنتشر في عدة وسائل إعالمية مختلفة.

مرده الهجمات اإلرهابية التي 2015على المسلمين لعام وكان الرتفاع االعتداءات الفرنسية، وقد عرف عام 01ضربت باريس خالل تلك السنة حسب ما أشارت إليه إذاعة أوروبا

بالمئة مقارنة بالسنة الماضية ويعود سبب ذلك تداعيات العملية 23ارتفاعا بنسبة 2015لي ايبدو حسب لجنة مكافحة ظاهرة اإلسالموفوبيا، ومند اإلرهابية على الجريدة الساخرة شار حالة لها عالقة 119عمال معاديا لإلسالم، منها 222هذا الهجوم سجلت اللجنة أكثر من

حاالت مرتبطة بحالة الطوارئ المفروضة والمداهمات التعسفية؛ منها تخريب 103بالتمييز و ات لفظيا وجسديا، التميز في األماكن العمومية، وفي المساجد ودو العبادة، العنف ضد المحجب

Page 220: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 219

المدارس والميتشفيات... ضد األطفال المسلمين وغيرها من ممارسات التميز والعنصرية ضد وكأمثلة عن أهم االعتداءات والممارسات العنصرية التي زادت في تأجيج (32)اإلسالم والمسلمين

(33) رهابية نجد:الوضع الراهن وزادت من عولمة العمليات اإلبالمركز حيث تم استهداف المصلين : نار على المصلين في سويسراالإطالق عملية .1

اإلسالمي في مدينة زيوريخ السويسرية، أحدث حوادث الكراهية ضد المسلمين في الغرب، إصابة ثالثة أشخاص جراء تعرضهم إلطالق النار أثناء أدائهم الصالة، والذي أسفر عن

الشرطة المحلية. ادتحسبما أف

قتل المواطنة المصرية في كثيرة منها : عمليات الدهس والقتل في األماكن العمومية .2امرأة محجبة في العاصمة البلجيكية بروكسل ساحة عمومية بألمانية، ودهس سائق سيارة

، خالل مظاهرة نظمها اليمين المتطرف ضد وجود المسلمين في 2016أبريل 2يوم .بلجيكا

رأس خنزير على مقبض باب مدخل المسجد، أثناء أداء متطرفون بوضع قام في النمسا .3جائزة "تكريم البلدية إلدارة المسجد ومنحه من وهذا بالرغم المسلمين لصالة التراويح،

، تقديرا لدور المسجد في تعزيز االندماج، ومساهمته فيفي المجتمع النمساوي" االندماجالتي تعتبر عن أن المسلمين جزء ال يتجزأ من النسيج نشطة و األعمال الخيريةاأل مختلف

.االجتماعي

معادية لإلسالم عنصرية بيجيدا هي حركة المتطرفة في ألمانيا: ” بيجيدا“حركة نشاط .4طرد " ، هدفها أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغربوكلمة بيجيدا اختصارا لعبارة "

معادية ، ونظمت عدة مظاهرات تحمل شعارات ألوروبيةالمسلمين من البالد ا، ”اطردوا المسلمين من أوروبا، سيحولونها لخالفة إسالمية“ات بشعار منها للمسلمين،

صورة ساخرة للمستشارة األلمانية المتظاهرون رفع "، كما احموا أطفالنا من اإلرهابيين"وها بالالجئين المسلمين في المجتمع محجبة؛ تعبيرا عن موقفهم المناهض لترحيب” ميركل“

. األلماني

دو خلفية عنصرية: حيث تم استخدام ملف األوروبينفصال بريطانيا عن االتحاد ا .5وهذا ما المهاجرين في الدعاية االنتخابية والتسويق النفصال بريطانيا عن االتحاد

Page 221: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 220

التصويت أسبابمن أنترجمته الشعارات ضد الالجئين، كما اعتبر الكثير من المتتبعين .تجارية اقتصادية من قضية عالقات أكثرباالنفصال هو مسالة المهاجرين واإلسالم

فهذه االعتداءات العنصرية اللفظية والجسدية، مهما كانت مبرراتها تعتبر غير مقبولة، الن ال يمكن أن نعاقب كل فرد بسبب عرقه أو لغته أو طائفته الدينية } االنتماء اإلسالمي{ بسبب تصرف بعض المتطرفين والمتعصبين من اإلسالميين الذين ال يمثلون اإلسالم طبعا في شيء، خاصة وأن هذه االعتداءات أصبحا واقعا وليست حالة عرضية فقط في المجتمعات األوروبية مهد الحضارة والتقدم واحترام حقوق اإلنسان والديمقراطية، وهو ما يشكل مفارقة كبيرة

تستحق الدراسة والتحليل العميقين. ؟؟؟الخـــــــــاتمة: أي مستقبل لإلسالموفوبيا في أوروبا...؟

بين االتهامات واالتهامات المتبادلة؛ من يتطرف على من؟ اليمين المتطرف يتهم الجالية المسلمة بعدم قدرتها على االندماج في المجتمعات الغربية، وتمسكها بموروثها الديني ل والثقافي، في حيت ترى هذه األخيرة؛ أن اليمين المتطرف يعمل على تشويه صورتها من خال

الدعاية المغرضة واعتماده سياسة التعميم والتضليل والتضخيم ألي عملية إرهابية ينفذها " الجماعات اإلرهابية التي تنسب نفسها لإلسالم". في مقابل ذلك يتم غض البصر عن عديد العمليات اإلرهابية التي ينفذها متعصبون مسيح أو يهود ضد الجالية المسلمة، بل ويتم تصنفها في خانة الفعل اإلجرامي وليس الفعل اإلرهابي الذي يبقى ملتصقا باإلسالم والمسلمين. فكانت نتائجها وتداعيات ذلك وخيمة بالدرجة األولى على واقع الجالية المسلمة التي ترفض وضعها في خانة

على أن واحدة مع التطرف واإلرهاب. وفي ظل هذا الجدل الكبير والمعقد؛ حري بنا التأكيد أو التخفيف من حدة اإلسالموفوبيا مستقبال مرهون بطرحين أساسيين هما: معالجة

مطالبة بتعزيز منظومة قانونية قوية تحفظ حق األقليات المسلمة الطرح األول/ الدول األوروبية: في ممارسة عقائدها الدينية دون أي تضييق أو تعسف في تطبيق القوانين، كما تسهل من عمليةاندماج الجالية المسلمة في المجتمعات الغربية؛ بالعمل على تطوير ميكانزمات وآليات جديدة قائمة على مقاربة شاملة تراعي خصوصية الجالية وتشجعها على االندماج بمرونة في النسيج الغربي، تتكيف مع الوضع الراهن وتواكب التحديات الجديدة التي فرضتها عولمة التهديدات

رهابية من جهة، ومن جهة ثانية إعادة النظر في سياستها الدول األوروبية تجاه بؤر الصراع اإل

Page 222: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 221

في المنطقة العربية واإلسالمية، والعمل على التخلص من سياسة االستعالء واالستغالل لتلك ح الدول، حتى ال تعطي أي مبرر للجماعات المتطرفة كتنظيم داعش وأخواتها للرد وتهديد مصال

الغرب خاصة والسلم العالمي عامة. مطالبة بدورها باحترام قوانين الديمقراطيات الغربية عند ممارسة الطرح الثاني: الجالية المسلمة:

دون أي تعصب أو تطرف، والعمل على محاولة إبراز الوجه السمح ةشعائرها ومعتقداتها الدينيايجابية عن مدى قدرة الجالية المسلمة على والسلمي لإلسالم والمسلمين، وا عطاء صورة نمطية

االندماج والتعاطي مع مختلف القضايا الغربية، وذلك من خالل توظيف مختلف المنابر والمؤسسات الدينية في سبيل شرح تعاليم اإلسالم السمح سواء للغرب أو حتى لألفراد الذين لهم

إلرهابية نتيجة ضعف ومحدودية ثقافتهم القابلية للتطرف، حيث يمكن أن تستغلهم الجماعات االدينية أو معاناتهم من التهميش والعنصرية واإلقصاء المجتمعي ... ومواجهتها لمختلف المعيقات التي قد تحد من عملية اندماجهم وتأقلمهم مع الهوية الغربية. فإن لم تأخذ بيدهم تلك

ي فخ التطرف والتعصب، خاصة مع سهولة المؤسسات نحو االعتدال والوسطية فألكيد سيقعون ف التجنيد والتعبئة التي أصبحت عبر شبكات االنترنيت وتطبيقاتها الجديدة.

نؤكد أن الدعاية المغرضة التي تروج لها الدولة األوروبية بأن التطرف ختاما اية غير مؤسسة العتبارات واإلرهاب هما سببا مباشرا الرتفاع منسوب الكراهية واالسالموفوبيا، دع

مرتبطة بثقل خلفيات الماضي ضد اإلسالم والمسلمين رغم عدم إنكارنا لدور الجماعات اإلرهابية التي تنسب نفسها لإلسالم في تغذية خطاب الكراهية. على أساس أن عدة إحصائيات غربية تؤكد

رب ضعيفة جدا مقارنة أن نسب تنفيذ أشخاص دو أصول إسالمية لعمليات إرهابية ضد الغبالعمليات اإلرهابية التي تنفذها جماعات دينية مسيحية أو يهودية ضد المسلمين، لكن لألسف الترسانة اإلعالمية التي يمتلكها الغرب التي تتحكم في غالبيتها قوى صهيونية متشددة قلبت

ا كل مشاكلها السوسيو الموازين عند الرأي العام العالمي. فهل من المنطق أن تعلق أوروباقتصادية على الجالية المسلمة؟ كما يمكن التساؤل كذلك؛ لماذا تم رفض انضمام تركيا ذات

{ {Euro Arabiaاألغلبية المسلمة لالتحاد األوروبي؟ أليس هو الخوف من أوروبا المستعربة .؟؟؟ على حد تعبير عراب صراع الحضارات المستشرق برنارد لويس

Page 223: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 222

الهوامش:، )عزت شعالن(مليار مسلم ؟ تر -حقا-وزيتو وداليا مجاهد، من يتحدث باسم اإلسالم: "كيف يفكربجون أس .1

. 168، ص 2009القاهرة: دار الشروق مؤتمر فيالدليفيا الدولي الحادي عشر حول ثقافة الخوف، جامعة خالد سليمان، ظاهرة اإلسالموفوبيا، .2

.2006يسان ن 24/26فيالدليفيا، االردن، ، 2، القاهرة، دار الشروق، ط)تر: قاسم عبده قاسم (جون اسبوزيتو، التهديد اإلسالمي: خرافة أم حقيقة، .3

.60، ص2002 .61المرجع نفسه، ص .4، القاهرة: دار الشرقيات، )تر: عماد البغدادي(فوانكوكاديني، أوروبا واإلسالم ...تاريخ من سؤ التفاهم، .5

.10، ص2008عبده قاسم، المسلمون وأوروبا: التطور التاريخي لصورة اآلخر، القاهرة: عين للدراسات والبحوث قاسم - .6

.117، ص2008اإلنسانية واالجتماعية، .118المرجع نفسه، ص .7 .11فوانكوكاديني، مرجع سابق، ص .8مركز الدولي ثيموثن سافيج، أوروبا واإلسالم: الهالل المتنامي وصدام الثقافات، ترحمات، القاهرة: ال - .9

. 05، ص 2006للدراسات المستقبلية واإلستراتيجية،

.70جون أسبوزيتو، التهديد اإلسالمي: خرافة أم حقيقة، مرجع سابق، ص .10مجموعة من الباحثين، صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية حول العالم، السعودية: مكتبة الملك فهد .11

.87-81، ص ص 2003الوطنية للنشر ، .159، ص.2008الدين والحرب في زمن بوش، القاهرة: دار الجمهورية للصحافة، عبد المؤمن الهباء، .12 .71جون أسبوزيتو، التهديد اإلسالمي: خرافة أم حقيقة، مرجع سابق، ص .13

14. Ekmeleddin Ihsanoglu, Islamophobia and Terrorism: Impediments to the Culture of

Peace, Arches Quarterly, Vol 04, Edition 07, Winter,2010, p11.

، 2009أحمد نصري، آراء المستشرقين الفرنسيين في القرآن الكريم، الرباط: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، .15 03ص

المرجع نفسه، نفس المرجع. .16

الحضارات، من أصل يهودي، يعتبر األب الروحي لدعاة صراع 1916برنارد لويس: مؤرخ بارز من مواليد .17أستاذ الدراسات الشرق األوسط في جامعة لندن وكاليفورنيا وكولومبيا ، وعضو دائم في معهد الدراسات

، يعتبر من كبار المستشرقين ذو التوجهات الصهيونية، ومن 1973المتقدمة والجمعية األمريكية مند عام ، 11/09/2001على اإلرهاب بعد هجمات ابرز المحافظون الجدد الذين اعتمد عليهم بوش االبن في حربه

من دعاة الحرب الصليبية للرد على الجهاد اإلسالمي، له العديد من المؤلفات حول اإلسالم والمسلمين مؤلفا منها: حماتنا الصليبية ضرورية لوقف انتشار اإلسالم، أزمة اإلسالم، الصدام بين اإلسالم 20تجاوز

ط.......والحداثة في الشرق األوس

170جون اسبوزيتو وداليا مجاهد، من يتحدث باسم اإلسالم، مرجع سابق، ص .18

Page 224: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

اإلسالموفوبيا يف أوروبا: بني إرث املاضي وحتدي الراهن د.كربوسة عمراني

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 223

174عبد المؤمن الهباء، مرجع سابق ، ص. .19

فرنسا: مارين لوبان تعود لتولي رياسة الجبهة الوطنية: .20-http://www.france24.com/ar/2017051%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3A7

فرنسا: زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان تفوز ألول مرة بمقعد في البرلمان: .21-9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%86-http://www.france24.com/ar/20170618

بالمائة ، وهو رقم يشمل أيضا كال من 5.2مسلم في قارة أوروبا بنسبة مليون 45بلغ عدد المسلمين حوالي .22بالمائة 8روسيا والقسم األوروبي لتركيا، وتتوقع دراسات متقاطعة ارتفاع نسبة المسلمين في أوروبا بنحو

د يوم، . حيث تشير دراسات حديثة إلى أن نسبة المسلمين في أوروبا الغربية تتزايد يوما بع2030بحلول عام بعكس أوروبا الشرقية، التي تظهر فيها تيارات التعصب والتشدد والعنصرية في مختلف مؤسسات الدولة

5بالمائة ففي فرنسا بلغت 50والمجتمع ، كما تشير التقارير أن المسلمين في غرب أوروبا يشكلون نسبة لتفاصيل أكثر ارجع سناء .بريطانيا ماليين في 3مليون نسمة و 4مليون نسمة، وفي ألمانيا يبلغ عددهم

رهاب القويطي ومريم التايدي، :وجهان لعملة واحدة” .. االسالموفوبيا“إرهاب التطرف وا http://www.jadidpresse.com/%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A

، 206السياسة الدولية، العدد بوحنية قوي، هواجس األمن وتداعيات اإلسالموفوبيا: فرنسا نموذجا، مجلة .23 63، ص 2016أكتوبر

السنة السادسة 44عمراني كربوسة، ظاهرة اإلسالموفوبيا: المفهوم واآلليات، مجلة العلوم اإلنسانية، العدد .24 .80، ص 2016عشر، جوان

https://tv.ennaharonline.com: 12/07/2017قرار محكمة بلجيكا حظر الحجاب .25

هجمات باريس القصة الكاملة : .26http://www.aljazeera.net/encyclopedia/events/2015/11/15/

ب اروبا :هجمات في بروكسل وشظايا التفجيرات تصي .27http://www.aljazeera.net/news/international/2016/3/22/%D8%B9%D8%B4%D8%B1%

D8%A7%D8

تيريزا ماي: منفذ اعتداء لندن بريطاني معروف لدى األمن: .28parliamentincident/2017/03/23/%D8-focus/london-https://www.alarabiya.net/ar/in

29. 1 - Catherine de Wenden, Islamophobia in France more prevalent,

scientist-political-prevalent-more-france-in-http://www.dw.com/en/islamophobia

30. ibid

.68، ص بوحنية قوي، مرجع سابق .31 69نفس المرجع، ص .32

، مركز رصد للدراسات، 2016سلمي أحمد، ابرز االعتداءات على المسلمين بالغرب في .33 http://rassd.com/198197.htm

Page 225: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 224

السياسة الخارجية الأمريكية: من الارهاب الأحمر الى الارهاب الأخضر وداد غزلاني أ.د.

الجزائر–قالمـة 1945ماي 08 جامعـة

مقدمة:لم يكن القرن العشرين أكير حظا من سابقيه، إذ عرف اإلرهاب فيه تطورا من حيث الطبيعة والمدى، إذ شهد امتدادا طبيعيا لصورتي اإلرهاب الرسمي وغير الرسمي وأضفى بالمقابل نطاقه

اليعقوبين )أوسع. إذ لم يعد محصورا في إرهاب األقوياء في مواجهة الضعفاء بمفهومه المحلي والعدميين(، بل أصبح يعبر عن العالقة بين دول ومعسكرات وفي مواضع أخرى بين حضارات كما سنأتي على تبيانه الحقا، وأعتبر أن اإلرهاب يشكل بديال عن المعركة المفتوحة والمعلنة التي تخاض بالزي العسكري، وأنه يستخدم بدال من الجنود، مقاتلين سريين ومجموعات منظمة تعتمد

ر المفاجأة وهو ما أصطلح على تسميته باإلرهاب " الموضعي" المحلي والذي عد مجرد حلقة عنصداخلية ترتبط بحلقات أخرى في الخارج. لذا ارتأيت في هذه المداخلة التطرق إلى التغير النوعي في

ب اإلرهاب وهذا بالرجوع إلى اإلرهاب الذي مورس من طرف االشتراكيين الروس وعالقته باإلرهااليميني أو اإلرهاب األحمر، ثم التطرق إلى التغير النوعي الثاني الذي رسم ظاهرة اإلرهاب على

وكيف وظفته هذه األخيرة إثر تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في الواليات المتحدة األمريكية لتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي.

من اإلرهاب اليســاري إلى اإلرهاب اليميني-1ن للتجربة الثورية الروسية آثارا هامة انعكست على أغلب الحركات الثورية وأيديولوجياتها في كا

أثبتت لشعوب العالم نجاح الثوار في استخدام الوسائل والطرق 1917القرن العشرين. فنجاح ثورة لينين ويرجع الفضل إلى كل من الكفيلة بقيادة العمل الثوري، إلى النجاح والوصول إلى السلطة.

وتروسكي اللذين رسما الخطط والمناهج العملية التطبيقية للوصول إلى السلطة من خالل اإلرهاب ولقد استند لينين على اإلرهاب المنظم كوسيلة من وسائل العمل السياسي، وأن اإلرهاب المنظم.

عد حادثة" الفردي عبثي ال طائل منه، برغم تعاطفه الضمني معه، وهذا ما يتضح من كتاباته بومن الرسالة التي بعث بها إلى لجنة العمال التابعة للحزب االشتراكي . (1)األحد األحمر"

الديمقراطي في "سان بيترسبورغ"، يطالبها فيها بتشكيل مجموعات قتالية على الفور، وبتسليح

Page 226: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 225

الكبرى ولتهيئة أنفسهم بجميع أنواع األسلحة، وباللجوء إلى اإلرهاب، ألنه السبيل الوحيد للمجابهةاألجواء استعدادا للثورة. وقال: " نحن لم نرفض أبدا وال يمكن أن نرفض اإلرهاب، انه وجه من وجوه الحرب بإمكانه أن يتوافق مع مرحلة المعركة، ولكن المشكلة أنهم يقترحون علينا اإلرهاب، ال

ن ما كوسيلة قائمة بذاتها كعملية من عمليات الجيش المحارب مرتبطة بنظام النضال بأكمله. وا ويؤكد تروسكي: " إن مسألة اإلرهاب بالنسبة لنا (2)للهجوم منعزلة ومستقلة عن الجيش والتنظيم

.(3)نحن الثوار الروس مسألة حياة أو موت بالمعنى السياسي للكلمة ال بمعناها الحرفيكرية وال انتقاما، بل إن اإلرهاب الشيوعي لم يعد عمال يسعى للقضاء على شخصية سياسية أو عس

أصبح مدخال ألعمال فصائل الجيش الثوري مرتبطا باستراتيجية وتكتيك سياسي وعسكري يرسمها ويخططها الحزب. وأصبح اإلرهاب الشيوعي مرحلة تكتيكية مر بها البالشفة في نضالهم الثوري

تفاعلت معها واتخذت بل 1917، وأنه لم تنته مسألة اإلرهاب السياسي بقيام ثورة 1917حتى عام .(4)وجوها عديدة. ويمكن حصر هذه الوجوه في اتجاهين رئيسيين

قد تحول إلى أساس 1917إن مفهوم اإلرهاب أثناء التنظيم العام للنضال الشعبي قبل عام .1عملي لحرب العصابات كما وضح بعد استالم لينين السلطة وأثناء الحرب األهلية التي

حدثت في روسيا.

أي الذين ليسوا في السلطة( وكذلك )"لينين" المعنى السياسي إلرهاب الضعفاء لقد غير .2 المعنى السياسي إلرهاب األقوياء بعد استالمه السلطة.

واكتسب إرهاب األقوياء أصوال إيديولوجية غير التي أرستها الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، يتشابه مع إرهاب الفوضويين. وأن إرهاب األقوياء ومن ثم فانه يمكن القول إن إرهاب الضعفاء ال

ال يتشابه مع إرهاب اليعقوبين في الجمهورية األولى.ويؤكد "فيكتور سيرج" أن اإلرهاب الشيوعي لم يتوقف بعد وصول لينين إلى السلطة، بل خفت حدثه

ولة ومؤسساتها وأصبح قطاعا ال يمكن إنكاره. ولقد أصبحت اإلجراءات اإلرهابية حكرا على الدوهي اللجنة االستشارية الروسية التي أنشأت بمرسوم Tchikaوأجهزتها البوليسية خاصة التشيكا

عن مجلس سوفيات مندوبي الشعب، وقد أنبطت بها مهمة النضال 1917ديسمبر 7صادر في .(5)ضد التخريب و الثورة المضادة و إساءة استعمال السلطة

Page 227: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 226

لقد كان إلرهاب الدولة إبان حكم لينين طابعان رئيسيان: األول ارتباطه التصاعدي باألوضاع لالستقرار والمعارك التي كان يخوضها الجيش االعسكرية التي كانت تمر بالبالد، وتزايده مع حالة

األحمر في الداخل، والثاني اتخاذ اإلرهاب شكل الصراع الطبقي.ؤساء " التشيكا" بتطرفه إلى أقصى حد عندما قال: " ال تبحثوا عن وقد ذهب" التزيس" أحد ر

إثباتات حتى تتحققوا أن سجينكم قد تصدى للسلطة السوفياتية بالقول أو بالفعل، إن واجبكم أن هذه األسئلة ؟و ما هي مهنته ؟ما هي درجة ثقافته ؟ما هو أصله ؟تسألوه: إلى أية طبقة ينتمي .(6)هو معنى وجوهر اإلرهاب األحمر اه "، هذالتي يجب أن تقرر مصير

(7)لقد واجه اإلرهاب البلشفي انتقادات كثيرة من ماركسيين بارزين كان على رأسهم كارل كاو تسكيمفندا حججه ومؤكدا على صحة المبررات التي دعت إلى اللجوء الستخدام يوقد رد عليه تروتكس

اإلرهاب من قبل السلطة الحاكمة. وقد رسم تروتكسي أيضا استراتيجية خاصة للعنف، من واقع الصراع اإليديولوجي الطبقي. وكان يرى أن من واجب الطبقة العاملة عندما تتهم السلطة بالصراع،

بلوغ أهدافها، وأن اإلرهاب وسيلة وقتية، تبرز ضرورتها في ظروف معينة، استخدام أية وسائل لوفي أحوال قاهرة، ال يمكن االستغناء عنها إال في حالة االستغناء عن الهدف اإليديولوجي الذي

.(8)تجعله الثورة أسمى أهدافها وترمي إلى بلوغهتها وجوعتها، وعذبتها باسم المدنية استباحت الدول االستعمارية أقاليم الشعوب الضعيفة، فاضطهد

وضمن أطر رسمية نظمتها عصبة األمم من خالل عهدها وعبر نظام االنتداب المفخخ ثم منظمة األمم المتحدة بنظامها الوصائي ولم يخرج هذا أو ذاك عن كونه إرهابا مقننا. ولم يكن في يد هذه

ير سالح لرفع المظلمة عنها إما بمعاقبة الشعوب المضطهدة إال أن تتخذ من العنف والقتل والتدمما للفت انتباه العالم أو لشق الطريق أمام ثورة محلية. المسئولين عن الحالة التي يرفضونها، وا ونشأت بالتالي المقاومة في شكل حركات تحرر، سمتها األجهزة الرسمية في بعض بلدان أمريكا

بالواليات المتحدة األمريكية خالل الستينيات من القرن الالتينية والتي ارتبطت أنظمتها الديكتاتورية السابق باإلرهاب األحمر، لوصف عمليات المجموعات الثورية التي كانت تسميها وسائل إعالم

.(9)الغرب " عمليات رجال العصابات"، ليطلق عليه الغرب ما بعد هذا اصطالح "اإلرهاب الثوري"للمقاومة الفلسطينية، وتوافق ذلك مع ظهور المنظمات ومع تصاعد ظاهرة العمليات الخارجية

السرية التي أعلنت حربها على "األنظمة البورجوازية" في ألمانيا الغربية سابقا وايطاليا واليابان

Page 228: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 227

وبنسبة أقل في بعض البلدان األوروبية األخرى، شاع في األدب السياسي الغربي استخدام عبارة " لى العملية العسكرية، التي استهدفت بادئ األمر المؤسسات الرسمية اإلرهاب األحمر"، للتدليل ع

العسكرية واالقتصادية إلسرائيل داخل األراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها.وقد تم الخلط بين هذا النوع من الممارسة الكفاحية للمقاومة الفلسطينية وأعمال العنف األخرى التي

السرية داخل بلدانها، ومن بينها األلوية الحمراء في ايطاليا مارستها منظمات اليسار األوروبي .(10)وبادر ماينهوف في ألمانيا

وتناسى العالم والغرب خاصة، ما يباشره اإلسرائيليون ضد الفلسطينيين من اإلرهاب، فكانت مجازر غزة.أو ما سميت بحرب 2009دير ياسين، كفر قاسم، صبرا وشتيال والحرب غير المتعادلة في

Terrorisme neroكما عرفت الدول الغربية إرهاب اليمين الذي عرف باإلرهاب األسود واإلرهاب الذي مارسته منظمة الفهود السود في الواليات المتحدة األمريكية ضد البيض المتمسكين بالتمييز العنصري والعرقي. وبالمقابل ظهر اصطالح اإلرهاب األبيض والذي ارتبط بالتنظيمات الفاشية والنازية في ألمانيا وايطاليا والنمسا والتنظيمات اليمينية المتطرفة في فرنسا. وسارت أمريكا الالتينية على نفس النهج خاصة في األوروغواي والسلفادور ضد السلطة الحاكمة الموالية للو.م.أ،

رهابيين واعتبروا ورفضت هذه الحركات ومن بينها منظمة التوباماروس في األوروغواي نعتهم باإلأنفسهم مناضلين وأن نشاطهم كفاح مسلح في نطاق ما وصفوه ببداية اندالع الحرب األهلية كرد

. (11)فعل عن اإلرهاب األبيضواتخذ اإلرهاب في السبعينات صورا أساسية تمثلت في جماعات سياسية محددة تستخدم العنف المنظم ضد الحكومات، وتحدد استراتيجية تلك الحركات في نطاق تعبر عنه باختصار: " ارهب عدوك وأنشر قضيتك" حيث أعتبر نشر القضية عبر استقطاب الرأي العام هدفا استراتيجيا

. (12)لإلرهابيينأما مرحلة الثمانينيات فقد شهد اإلرهاب خاللها تحوال خطيرا ليس في استراتيجيته فقط، بل كذلك في نوعية القائمين به. حيث كانت العمليات اإلرهابية عبارة عن عمليات وطنية أو داخلية قاصرة

فيها قوى على المجموعات في مواجهة السلطة الحاكمة. أو بالعكس، أما في هذه الفترة تدخلت أجنبية لمساعدة الحركات اإلرهابية ضد حكوماتها، فأصبح اإلرهاب تمارسه مخابرات بعض الدول الكبرى أو الصغرى عن طريق عمليات مباشرة تقوم بها القوات الحكومية أو الخاصة، و تحولت

Page 229: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 228

الخصم استراتيجية اإلرهاب من مجرد بث الذعر إلى إحداث التدمير و إيقاع الخسائر الكبيرة بظهار عجز الحكومات في حماية مواطنيها، وهو ما يضطر بقصد التأثير على القرار السياسي وا -الدولة المستهدفة في الغالب إلى اتخاذ إجراءات قمعية تكون في مقدمتها الحد من الحريات العامة

سلطة للعدول مما يوقع الرأي العام تحت الضغط، و الذي يباشره بدوره على ال -الحظر أو الطوارئ عن المواقف السياسية التي تثير اإلرهاب. وتحولت أيضا تكتيكات اإلرهاب من العمليات التقليدية

.والتهديد إلى أسلوب جديد في استخدامه، قديم في أصله هو األسلوب االنتحاري لجها وفي عقد التسعينيات من القرن السابق، لم يعد لإلرهاب نفس مالمحه الظاهرة التي كانت تعا

الدراسات االستراتيجية قبل بداية هذا العقد. فالدراسات الهائلة عن اإلرهاب الدولي والتي بدأت في نهاية الستينيات من القرن السابق فقدت أيضا الكثير من قيمتها في ظل الحقائق التي تكشفت مع

بداية التسعينيات وأهم هذه الحقائق:، وقد كان أحد أهم بدائل 1990-1968م إن اإلرهاب كان في قمة ازدهاره بين عا .1

% من النشاطات 80الحرب التقليدية بين الكتلتين الشرقية والغربية. لذلك فان أكثر من اإلرهابية في العالم كانت وراءها مخابرات دول كبيرة وصغيرة على حد سواء، ويؤكد ذلك

السوفياتي وانتهاء منظمة يسارية في أوروبا الغربية على أثر انهيار االتحاد 52سقوط الحرب الباردة. وانهيار منظمات يمينية متطرفة في دول الكتلة الشرقية بعد أن انتهى دورها بالنسبة للمخابرات الغربية، بل إن منظمات كثيرة مثل توباماروس ومنينتيوزوس في البرازيل

ر في المخدرات، والبارغواي وبوليفيا، ومنظمة الدرب المضيء في البيرو، تحولت إلى االتجاومع خلو الساحة من المنظمات اليسارية اشتد عود المنظمات العنصرية والدينية المتطرفة وكذلك العرقية مثل النازية والفاشية الجديدة. خاصة وأن بعض هذه المنظمات تعمل اآلن

، فاإلرهاب إذن ليس (13)تحت رعاية مخابرات بعض الدول إلضعاف مناطق معينة في العالمنما هو في معظمه عمل مخابرات وحكومات، ح ركة ثورية، وليس قتاال من أجل الحرية وا

كما أن له أسبابه المحلية.

إن استراتيجيات اإلرهاب في عقد التسعينيات قد تحولت بشكل حاد من الدعاية عن .2ذا المستمر لقوى الدولة" كطريق الفعل إلى التدمير الكامل للخصم، أو على األقل " االنتها وا

كان اإلرهابيون في الماضي يسعون إلى نشر قضاياهم والتعريف بها عن طريق أفعال مثيرة

Page 230: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 229

لجذب االنتباه دون أن تحدث خسائر كبيرة. ودون اإلعالن عن مسؤوليتهم عن هذه األعمال حتى ال يفقدوا تعاطف مؤيديها، أما اآلن فإنهم في حرب فعلية مع الدولة الخصم، ومن ثم

حداث أكبر قدر من الخسائر بهافان هدفهم . والدليل على هذا (14)هو تحطيم تلك الدولة وا التحول ما نراه من عمليات ال هدف لها إال اإلضرار العام مثل عملية نشر غاز "السارين" في أنفاق طوكيو التي ارتكبتها جماعة مذهبية متطرفة هي الحقيقة المطلقة أو السامية".

غومة والتقتيل الجماعي في الجزائر.وعمليات السيارات المل

واإلرهاب الدولي: تغير نوعي في السياسة الخارجية األمريكية 2001سبتمبر 11تفجيــرات -2والتي طالت مركزي التجارة العالمي والبنتاغون في 2001إن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر

إلرهاب الدولي. إذ أثبتت أن أذرع اإلرهاب الواليات المتحدة األمريكية تشكل نقلة نوعية في تاريخ ايمكن أن تطال أيا كان، وأن ال أحد وال حتى أمريكا في منأى عنه، أخرجت بمقتضاه اإلرهاب من

، وفي ذلك إشارة لذاك الشكل (15)شكله التقليدي القديم إلى ما اصطلح على تسميته باإلرهاب الجديدرقية المتطرفة والتي ذاع صيته في التسعينات من القرن من اإلرهاب الذي تحركه اإليديولوجيات الع

.(16)الفارط. والذي يبقى هدفه التدميرإن القفزة النوعية التنظيمية لإلرهاب الجديد تتجلى أيضا في طبيعة األسلحة والقدرة الكبيرة والجد

لذي شكل متقدمة للجماعات اإلرهابية والتي فاقت كل التصورات، بما فيه عمل المخابرات، وااستراتيجية عمله في المرحلة ما بين الثمانيات والتسعينيات السابقة، وحافظ في ذات الوقت على

ألتدميري والذي يستهدف المدنيين ومعالم السلطة والذي سبق تطويره في ( 17)منحاه التصاعديج اإلرهاب المرحلة السابقة، إال أن حدته وصلت أقصاها على ما يبدو في هذه االعتداءات. فأخر

من دائرته التقليدية السابقة إلى أخرى أكثر حداثة. سواء ما تعلق بالتنظيم أو المدى، إذا أصبح الحديث المتداول يتحدث عن شبكات عالمية سرية لإلرهاب، متعددة الجنسية ومعقدة التنظيم، مما

والتكنولوجيا، ووسائل وتسهيالتها من تدفق المعلومات (18)مكنها من االستفادة من مزايا العولمةالتمويل العابرة للقارات، مما يستوجب بحسب البعض رؤية جديدة تتناسب وهذا التغير للتعامل

، وهو ما كرس أطروحة أن اإلرهاب أضحى الشكل الرئيسي للصراع في العالقات الدولية، (19)معها. واعتبرت أن هذه (20)باتهوبديال للحروب التقليدية خاصة بالنظر إلى هامشية تكلفته وفاعلية ضر

االعتداءات ال تشكل اعتداء سافرا على الواليات المتحدة األمريكية وما تمثله بالنسبة للمجتمع

Page 231: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 230

الدولي، بل خرقا لكل المواثيق الدولية وتهديد للسلم واألمن الدوليين، البد أن تتوافق كل اإلرادات أو ساكت عنها يعد مناصرا وداعما لها. للتصدي لها ومعاقبة مرتكبيها، وكل متخاذل في شجبها

وكانت ردة فعل الجماعة الدولية، فورية وآنية، إذ تلي في اليوم الثاني من هذه االعتداءات إصدار 28بتاريخ 1373، والقرار 2001سبتمبر 12بتاريخ 1368لقرارين من مجلس األمن هو القرار

الجديد في مسار مكافحة اإلرهاب واإلرهابيين، والذين شكال دعامتا التحرك الدولي 2001سبتمبر وصك على بياض مكنت منه الواليات المتحدة األمريكية لقيادة هذه الحملة الجديدة القديمة على

؟اإلرهاب الدولي فكيف تحقق ذلكاالعتداءات التي وقعت على الواليات المتحدة األمريكية 1368أدان مجلس األمن عبر القرار

واعتبرتها أنها خرق لميثاق األمم المتحدة وللسلم واألمن الدوليين وعبر على استعداده التخاذ كل اإلجراءات للرد عليها ومكافحة اإلرهاب الدولي بكل أشكاله. وكان من المنتظر أن يتخذ مجلس

في مثل األمن، أو باألحرى أن يباشر اختصاصاته المقررة وفقا ألحكام الفصل السابع من الميثاقهذه الحالة. ولكنه وقف صامتا ولم يقرر أية تدابير استعجاليه في هذا الصدد، ومرد ذلك بحسب

البعض يعود لعاملين:-عجز مجلس األمن عن تحديد جهة مسئولة بعينها عن هذه التفجيرات وبالتالي الحيلولة .1

وات المتعالية في عن اتخاذ أي تدابير استعجاليه فعلية إزاءها، حتى ولو أن األص-واقعيارف كانت توجه أصابع االتهام لتنظيم القاعدة، لكن لم يقدم ولحد اآلن أي دليل ظذلك ال

.(21)مادي على ذلك للمجلستملص أو تقاعس مجلس األمن عن أداء التزامه في مثل هذا الموضع كان بقصد حسب .2

يعة الدفاع عن البعض، وهذا لتمكين الواليات المتحدة األمريكية من التحرك تحت ذر النفس ومالحقة ومحاصرة اإلرهاب في أي مكان كان، والذي أريد منه فعليا خلق مشروعية للتصرفات المقبلة التي ستتخذها أمريكا في إطار ترتيبها للجماعة الدولية التي

.(22)نصبت نفسها حامية ومشرعة لهاالتزامات على عاتق الدول بمنعها عند حد اإلدانة بل تعداها إلى فرض 1373ولم يقف القرار رقم

يواءهم. واعتبر أن أي خرق لهذه االلتزامات يعد تمويل العمليات اإلرهابية، ومساعدة اإلرهابيين وا خرق وتهديدا للسلم واألمن الدوليين ويترتب عنه جزاء والغريب أن هذا القرار لم يتطرق ولم يشر ال

Page 232: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 231

، وكأنه أراد من خلف ذلك إعطاء األسبقية (23)الدولي من قريب وال من بعيد لمسألة تعريف اإلرهاب .(24)للتفسيرات األمريكية لهذا الموضوع وتغليب منطقها هي في هذا الصدد

ومن المفارقات الغريبة التي تحير الباحث في وقتنا الراهن، أنه وفي نفس الوقت الذي تتعالى فيه ى الحضارة الغربية بعد سقوط الشيوعية، وأن أصوات غريبة كثيرة بأن اإلسالم هو الخطر الجديد عل

كل العمليات اإلرهابية التي تنفذ هنا وهناك هي من توقيع الجماعات اإلسالمية المتطرفة واإلرهابيين اإلسالميين الهاربين من سلطة بلدانهم، كما هو الحال في الواليات المتحدة األمريكية،

نيا. واألغرب من ذلك، أنه ما لبثت أن انقلبت هذه بريطانيا، فرنسا، ايطاليا، الدنمارك وألماالتنظيمات على هذه الدول، كما هو الحال بالنسبة لتنظيم القاعدة وأسامة بن الدن الذي صنعته

الواليات المتحدة األمريكية، لكنه ما لبث أن انقلب عليها معلنا الجهاد المسلح ضدها.مجرد 2001اءات الحادي عشر من سبتمبر لهذا السبب ولغيره، اعتبرت بحسب البعض اعتد

ذريعة للقرن األمريكي الجديد، وأن الواليات المتحدة األمريكية قد علمت مسبقا بهذه التدابير واستدرجت على طريقتها، أو شاركت بطريقة أو بأخرى في تنفيذ هذه العمليات حتى تشق لنفسها

وهي مكافحة اإلرهاب. وال أدل على هذا ما قاله طريقا لتحقيق أهدافها الجديدة عبر آرائها الجديدة الرئيس السابق لمكافحة اإلرهاب في البنتاغون أنه في حالة إشارة أصابع االتهام إلى بعض اإلرهابيين، فانه من الحكمة أن نسير في الطريق الذي تأتي منه اليد والذراع والشخص الذي

(25)يمدها.، فانه 2001المستفيد والمتضرر من أحداث الحادي عشر من سبتمبر عندما نطرح السؤال من

يتضح لنا أن هذه األحداث قد جرت على العالم العربي واإلسالمي بأسره أضرارا تمتد كما يبدو لعدة عقود قادمة، ومن الضروري أن يكون الجناة قد وضعوا ذلك في اعتبارهم، وبالمقابل و إن كانت

فت ضحايا تحزن لهم األنفس، فان المستفيد األول منها تبقى حكومة بوش هذه االعتداءات قد خلأو اإلدارة األمريكية إجماال، إذ تستطيع اآلن و تحت ادعاء الحرب ضد أو على اإلرهاب، أن تعيد تشكيل الصيغة العسكرية و السياسية واالقتصادية في المناطق التي يقطنها المسلمون، ليس فقط

و إنما في كل العالم اإلسالمي، فيمكنها على صعيد الجغرافيا السياسية أن في الشرق األوسط تحتل مواقع استراتيجية مهمة قريبة من الصين و روسيا، ودعم هذه المواقع بالقواعد العسكرية، و

فوق ذلك تفرض على موطنيها عبء تمويل المشروعات الجارية و القادمة.

Page 233: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 232

اإلرهاب، تعقب أهداف كانت موضوعة في الحسبان قبل تبيح الحرب المندلعة بصور مفاجئة ضدالحادي عشر من سبتمبر، و يتضح ذلك مباشرة من خالل عدد من المشروعات السياسية التي دونها الفريق المحيط بالرئيس جورج بوش قبل سنوات من الدخول في الحكومة، حيث ثمت مناقشة

دين من أموال السالح والذخيرة وصناعة البترول " مشروع القرن األمريكي الجديد"، أقطاب المستفيمن الوعي التاريخي ألمريكا في ،(26)والغاز والمواد الخام. وينطلق مشروع القرن األمريكي الجديد

أنها اضطرت في القرن العشرين للتغلب على الشر ثالث مرات، ذلك الشر الذي تمثل في الحرب العالمية الثانية( )(، ثم ألمانيا الهتلرية في الحرب العالمية األولى)القيصرية األلمانية الحرب الباردة(.)واالتحاد السوفياتي

تؤدي هذه السياسة إلى السالم العالمي األمريكي الذي يجب أن تنزعه أمريكا لنفسها، ويجب على ع أمريكا أن تؤمن احتكار القوة العظمى، والسالم العالمي، الذي ال يضمنه سواها، ويجب أن تمن

للسياسة األمريكية، وال تختلف هذه ملحةالمنافسين المحتملين من الصعود، هذه هي المهمة ال-األفكار جوهريا عما كتبه " بريجنسكي" في بداية التسعينيات في كتابه " القوة العظمى الوحيدة

ريكي الجديد االستراتيجية األمريكية للسيادة". ثم التعبير عن السياسة الضرورية لتأمين القرن األم؛ (27)في صيغة كتبت عن إعادة بناء الدفاع األمريكي فيما يتعلق باالستراتيجية والقوات العسكرية

وطبقا لذلك يجب على أمريكا أن تؤمن احتكار القوة العظمى لكي تسود العالم لمدة قرن آخر من الزمن.

عالوة على ذلك يجب تأمين هذا الموقف عسكريا، و يجب على الواليات المتحدة األمريكية، بالمقياس العالمي و اإلقليمي، أن تحافظ على السيادة الصناعية و التكنولوجية و االقتصادية التي تتمتع بالحماية، فيجب أن تؤمن نفسها ضد االعتداءات من الفضاء و يجب أن يحظى هذا

مج بأولوية مطلقة، كما يجب إزالة قيود معاهدة حظر التسلح العالمي مع روسيا في الفضاء، البرناويجب أن تسيطر الواليات المتحدة على الشبكة االلكترونية لعالم المعلومات، و يجب أن يكون في

في استطاعة القوات العسكرية األمريكية أن تشن أكثر من حرب كبيرة بنجاح في القارات المختلفة وقت واحد، ويجب ضمان التفوق التكنولوجي ألمريكا في مجال التطورات الجديدة لألسلحة، و يجب تطوير األسلحة النووية التكتيكية لتفجير المخابئ تحت األرض التي يستغلها األعداء الذين يقاتلون

إلى ذلك يجب بالطرق التقليدية، و يجب أن تجهز هذه األسلحة الستخدام القوات العسكرية، إضافة

Page 234: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 233

العودة إلى التجارب تحت األرض، حتى أنه يجب الدفاع عن مواصلة تطوير األسلحة البيولوجية .(28)كأداة نافعة من أدوات الحرب في أيدي القوة العظمى المتفوقة

بلهجة آسفة ينطلق فريق " بوش" من أن التغيير ضروري لتمويل هذا البرنامج، يجب تأجيله، إلى ثة مثل هجوم القوات العسكرية اليابانية على جنود المارينز األمريكيين في بيرل أن تحدث كار

هاربر، والتي اتخذتها الواليات المتحدة األمريكية كذريعة للدخول في الحرب العالمية الثانية. ذريعة شكك في تلقائيتها، واعتبرت من طرف العديد من المؤرخين األمريكيين ذرائع مفبركة، وهي سمة

ميز التاريخي األمريكي الطويل بحسبهم. ويحضرنا تأكيد لهذا الطرح قولهم: بأنه ال يوجد في هذه تالمرحلة من التطور األمريكي ما يبرر موقف البراءة السياسية، بما فيه التسليم بالنوايا الطيبة

ائل الحرب لحكومتنا، إذ أن لدينا تاريخا طويال من االعتقادات الشعبية المزيفة، وخاصة في مسوالسلم. في الواقع ثمة اتفاق متزايد بين المؤرخين على أن الحقائق قد تم تزويرها في تفجير السفينة

، فيما يتعلق (29)1898" لتبرير اندالع الحرب األمريكية االسبانية في العام Maineالحربية " ماين ب العالمية الثانية، في حادثة بالهجوم الياباني على بيرل هاربر من أجل تبرير الدخول في الحر

التي استغلها البيت األبيض لتبرير التوسيع المأساوي لرقعة الحرب 1964خليج " تونكين" عام الفيتنامية إلى شمال فيتنام. واألكثر حداثة، تصوير العراق بأنه يخبئ ترسانة مهددة من أسلحة

، ونفس (30)انون الدولي واألمم المتحدةالدمار الشامل، من أجل تبرير اللجوء للحرب دفاعا عن الق السيناريو هو في طريقه للتركيب والصياغة فيما يخص إيران اليوم.

بالهجمات على بيرل هاربر، فقد كتب المراسل الصحفي 11/09لذا فغالبا ما قورنت هجمات المحقق جيمس بامفورد، على سبيل المثال، عن تصرف بوش بأنه " في معمعة بيرل هاربر

لألخبار بأن الرئيس نفسه، قبل أن يذهب إلى C.B.Sعاصرة"، كما صرحت شبكة سي.بي.أس م. ولقد (31)، كتب في مفكرته: " وقعت اليوم بيرل هاربر القرن الواحد والعشرين"11/09فراشه في

وضعت هذه المقارنة على األغلب من أجل التأكيد على أن الرد األمريكي على اعتداءات الحادي ن سبتمبر ينبغي أن يكون مشابها للرد األمريكي على بيرل هاربر. فبعد خطاب الرئيس عشر م

مباشرة، نشر هنري كيسنجر مقالة على االنترنت قال فيها: " 11/09/2001بوش إلى األمة في يجب أن نطالب الحكومة برد منظم، يتمنى المرء أن ينتهي كما انتهى الهجوم على بيرل هاربر

. بعض المقارنات أشارت إلى أن هذه الهجمات أثارت بالفعل ردة (32)م المسئول عنه"بتدمير النظا

Page 235: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 234

فعل مشابهة لردة الفعل التي أحدثها الهجوم على بيرل هاربر: المطالبة باستخدام القوة العسكرية ، 2000األمريكية. فقد كتب الصحفي األسترالي "جون بيجر"، مستشهدا بتكهنا صرح به في العام

سرعان ما أصبحوا من كبار المسئولين في إدارة بوش، مفادها أن التغيرات التي يرغبون بها رجاالبيرل هاربر 2001سبتمبر 11ستكون صعبة ما لم تحدث بيرل هاربر جديدة، " لقد أمنت هجمات

.(33)جديدة"هاربر على أي حال، إن هذه المقارنات بين هجمات الحادي عشر من سبتمبر والهجوم على بيرل

يتفق الجميع على ذلك عمليا كانت من أكثر 11/09بدون مبرر على اإلطالق. فأحداث ال تبدواألحداث أهمية في التاريخ الحديث بالنسبة لكل من أمريكا وبقية العالم معا، فقد هيأت هجمات ذلك

حدة " تماما كما اليوم األرضية المناسبة لحصول تقييد كبير على الحريات المدنية في الواليات المتأدى الهجوم على بيرل هاربر إلى تقييد الحريات المدنية لألمريكيين اليابانيين، باإلضافة إلى أنها كانت بمثابة حجر األساس لشن " حرب عالمية على اإلرهاب" بقيادة الواليات المتحدة األمريكية،

. (34)مع كون الحربان على أفغانستان والعراق حدثين كبيرين حتى اآلنعالوة على ذلك تعتبر الحرب العالمية على اإلرهاب التي شنتها إدارة بوش مجرد ذريعة إلتباع سياسة امبريالية أشد عدوانية من ذي قبل، يقول فيليس بينيس على سبيل المثال، أنه نتج عن هذه

فها الهجمات " سياسة خارجية مفروضة على بقية العالم عبر قانون إمبراطوري متسلط" ووص (35)ريتشارد فالك " بمشروع الهيمنة العالمية"

قد جاءت بعد سنة واحدة من الصياغة العملية 2001إن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر لمشروع القرن األمريكي الجديد، وبعد تسعة أشهر فقط من وصول الرئيس بوش إلى الحكم، وعلى

ربر جديدة، وعن حرب عالمية تشمل العالم الفور تتحدث الحكومة ووسائل اإلعالم عن بيرل هابأسره ضد اإلرهاب، لتغيير التصورات السياسية السائدة حتى اآلن في العالم اإلسالمي من األساس. وتطالب حكومة بوش في الداخل والخارج بالتبعية لها دون قيد أو شرط، فمن ليس معنا

الرهاب األحمر في إطار الصراع شرق فهو مع اإلرهاب، وتتوالى خطوات الذي أخرجنا عبره من اغرب، الى االرهاب األخضر وأطروحة الخطر الزاحف أال وهو االسالم عبر معطى أطروحة

الصراع الحضاري.

Page 236: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 235

:الهوامش ، عندما فتح رجال البوليس النار على عمال سان 1905جانفي 22وقعت حادثة األحد األحمر في -(1)

للقيصر. وقد سقط ة بيترسبورغ، بسبب مطالبتهم بجعل ساعات العمل ثماني ساعات، وكانوا ينشدون أهازيج مؤيد قتيل وثالثة آالف جريح بما فيهم األطفال والنساء. 500في الحادثة

2- Lénine, op. cit, p 15.

3- Léon Trotsky, Les crimes de Staline (Paris : Maspero 1973), P43.

.54ادونيس العكره، مرجع سابق، ص -(4)5 Jacques Baynac, La Terreur sous Lénine (Paris : Sagittaire, 1975), P 30. 6- Marcel Liebmann, Le Léninisme sous Lénine (Paris : du seuil, 1973), P138.

كتابا بعنوان " اإلرهاب و الشيوعية" رفض فيه أن يتحول مبدأ ديكتاتورية البروليتاريا إلى ينشر كاو تسك -(7) بكتاب يحمل االسم ذاته قدم فيه المبررات و الدوافع الستخدام يمبدأ إرهاب للشعب. و قد رد عليه ترو تسك

لثورية.اإلرهاب من قبل السلطة ا

8- Marcel Liebarman,op .cit,p139.

(، 1990، ع)بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزي، اإلرهاب والقانون الدوليإسماعيل الغزال، -(9) .37ص

.39نفس المرجع، ص -(10) .87نفس المرجع، ص -(11) .47مجموعة من الباحثين، اإلرهاب الدولي بين الواقع و التشويه، مرجع سابق، ص -(12)اإلرهاب الدولي مع دراسة لالتفاقيات الدولية و القرارات الصادرة عن عبد العزيز مخيمر عبد الهادي، -(13)

.07(، ص1986، ب.ط )القاهرة: دار النهضة العربية، الدولية المنظماتهذا األسلوب االنتحاري إلى طوائف المحاربين من اليابانيين المعتنقين لتقاليد الساموراي أو يرجع البعض -(14)

لجماعة الحشاشين من االيرانين الذين تزعمهم كما رأينا الحسن الصباح و الذين انحدروا من طائفة الشيعة الميالدي و أشاعوا الرعب في العالم اإلسماعيلية، و اتخذوا من قلعة الموت في ايران مركزا لهم في القرن العاشر

اإلسالمي. .33مختار شعيب، مرجع سابق، ص -(15) .34-33المرجع السابق ، ص ص -(16) مجلة أحمد إبراهيم محمود،" اإلرهاب الجديد: الشكل الرئيسي للصراع المسلح في الساحة الدولية" ، -(17)

.44، ص 2002)جانفي( 147، العددالسياسة الدولية، ص ص 2002، )شتاء( مجلة شؤون األوسطتوفيق المصري، "اإلرهاب في ميزان القانون الدولي" ، -(18)

46-47. .46أحمد إبراهيم محمود، مرجع سابق، ص -(19)

- Luigi Condorelli," Les Attentats du 11 septembre 2001 et leur suite: où va le droit

international?», R.G.D.I.P, vol105, N°04,2002, p829.

Page 237: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

السياسة اخلارجية األمريكية: من االرهاب األمحر اىل االرهاب األخضر وداد غزالنيد: أ.

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 236

، العدد مجلة السياسية الدولية ،"2001مصطفى الفقي، "العالقات الدولية بعد الحادي عشر سبتمبر -(20) .148-147، ص ص2002، )جانفي( 147

.160بطرس بطرس غالي، مرجع سابق، ص -(21) 22- Chantal Carpentier,"L'ONU au secours des Etats-Unis", R.D.N, N°02, 2002, p 55.

23- Georges Eric Touchard," La cassure du 11 septembre: Eléments d'analyses",

R.D.N,N°01,2002, pp 24-26.

24- Chantal Carpentier, op. cit, p 56. 25- Ibid, pp 60-61.

26- Louigi Condorelli, op. cit, pp 834-835.

.51 صشفيق المصري، مرجع سابق، -(27) 28- Noel Koch," Hearings on Terrorism: Interagency conflicts in Combating

International Terrorism", US congress senate committee on Governmental Affairs

report, 2006, p 124.

29- I Bid, p 126.

30- White House, Rebuilding America's Defenses: Strategy, Forces and Resources

for a new century, A report of the project for the new American Century,

September 2000, pp07-09.

31- IBid, p 10.

،ترجمة مركز 11/09: أسئلة مقلقة حول إدارة بوش و أحداث 11/09شبهات حول دافيد راي غريفين، -(32) .10(، ص 2005التعريب والبرمجة، الطبعة األولى)بيروت: الدار العربية للعلوم،

.نفس المرجع-(33) 34- James Bamford, Body of secrets: Anatomy of the ultra-secret National Security

Agency (New York: Anchor Books, 2002), p 633.

.14ص دافيد راي غريفين، مرجع سابق، -(35)

Page 238: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 237

حظر المآذن في سويسرا وعلاقته برهاب الإسلام

حنان حكار د.

الجزائر

تقديم:

تعد ظاهرة الخوف من اإلسالم التي اصطلح عليها في الغرب "باإلسالموفوبيا" من الظواهر والكراهية ضد اإلسالم، فهي صناعة إعالمية الحديثة التي اقترنت بتصاعد موجة العنصرية

وبضاعة سياسية، تضافرت في تضخيمها جهود دوائر كثيرة معادية لإلسالم والمسلمين، أراد مروجوها تشويه هذا الدين الحنيف ألغراض ودوافع سيئة، لعل أبرزها الحد من انتشار اإلسالم

ل يشهد إقباال كبيرا واتساعا متزايدا على الذي شهد في الربع األخير من القرن العشرين وال يزابصفة ةاعتناقه في شتى القارات، حيث ثارت حمالت معادية في العديد من الدول الغربية واألوروبي

خاصة مست حتى الدول التي عرفت بعالقاتها الحسنة تاريخيا مع الدول اإلسالمية، ومن بينها سويسرا التي ضمت العديد من المبادرات التي هدفت إلى تشويه صورة اإلسالم والمسلمين، وأكثر

حمالت من ذلك السعي إلى تهجيرهم إلى بلدانهم وتضييق الخناق المعيشي عليهم، ومن بين تلك النجد مبادرة حظر المآذن التي أخذت بعدا دوليا، بعد أن لقيت ترحيبا مجتمعيا كبيرا ينم عن كره وعداء غير طبيعيين لإلسالم، أججته دوافع تيارات يمينية متطرفة قادت الحملة واستطاعت في

األخير تضييق الخناق على حرية المعتقد في سويسرا، وخاصة المعتقد اإلسالمي.

وما يطرحه من تحديات االتواجد اإلسالمي في أوروب أوال:يتوفر العالم الغربي بكل ما يحمله من تناقضات على العديد من التحديات والتي تصب

جميعها في قالب واحد، أال وهو التنامي المتزايد للتواجد اإلسالمي في الغرب السيما القارة األوربية، ايا المقاربة للهوية األوروبية وعالقتها باإلسالم، وهو ما يفسر والتي أصبحت معتركا دائما لقض

تنامي المظاهر السلبية تجاه اإلسالم والمسلمين، والتي يمكن طرحا في ثالث نقاط رئيسية: وتتمثل في مجموع المؤسسات والمراكز (Context And Structure)سياقات وبنى: -1

Page 239: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 238

وروبا سواء منهم الالجئين أو حتى المسلمين ذوي األصول الكفيلة بتوفير نمط حياة معينة لمسلمي أاألوروبية، وما يعيشه هؤالء من اقصاءات وتهميش وهضم للحقوق والحريات، وتصاعد الخطابات

العنصرية...الميول الداخلية في اإلدراك والفكر والعاطفة وهي مجموع (attitudes )اتجاهات سلوكية: -2

األوروبيين وتكيف رؤيتهم ألنفسهم، وفي المقابل من ذلك رؤيتهم لغيرهم واإلرادة التي تحرك بعض من المسلمين والتي يكتنفها عادة الكراهية واالستنكار والحقد والعنصرية.

وتشمل مجموع األفعال وردود األفعال الموجهة ضد المسلمين، (Behaviour )سلوكيات: -3خاصة حمالت التضليل سواء للمسلمين أنفسهم أو حتى تلك التي تستهدف العالم الخارجي ونظرته لإلسالم، وكذا حمالت تدنيس المواقع الرمزية ) كالمساجد والمقابر...(، ومظاهر القمع والتقتيل

وغيرها ... يمكن القول أن هذه المظاهر ولألسف تتزايد وتتنامى بتنامي التواجد اإلسالمي في حد وبالتالي

ذاته، وجل األحداث التي شهدتها القارة األوروبية في القرن الواحد والعشرين شاهدة على ذلك، وعموما يمكن توصيف مظاهر مواجهة اإلسالم والمسلمين في أوروبا في أربع صور أساسية وهي:

: (anti-islam-ism)ة اإلسالم معادا-1

وغالبا ماتعد هذه الظاهرة من أخطر مظاهر المواجهة بين الطرفين لكونها ناجمة عن أسباب دينية أو إيديولوجية مترسخة في ذهنيات معينة، ومن الصعب تغييرها أو العدول عنها لكونها تمتاز

بالثبات والديمومة.

:ا يعرف باإلسالم السياسي( معاداة ما يسمى باالسالموية ) أو م-2

(anti-islamism) .وهذه الظاهرة ناجمة بطبيعة الحال عن األصولية العلمانية

:( Islamophobiaرهاب اإلسالم أو ما يعرف باالسالموفوبيا)-3

حيث احتلت هذه الظاهرة حيزا كبيرا في الفكر األوروبي في القرن الواحد والعشرين خاصة، وليس ى الشارع العربي هو اآلخر تأثر بهذه الظاهرة، سواء بتعداد مختلف المؤتمراتهو فحسب بل حت

Page 240: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 239

والندوات التي عقدت بهذا الشأن، أو حتى تجلي هذه الظاهرة في بعض األوساط التي تعرف باالنفتاحية والتوجه نحو األفكار الغربية، ورفض واستنكار بعض المعتقدات اإلسالمية التي

في حين تعتبر منيصفونها بالمتشددة،

صميم اإلسالم وروح معتنقيه، وعلى سبيل المثال نجد التخوف من المنقبات أو أصحاب اللحى وغيرها من المظاهر األخرى، واالسالموفوبيا أو الخوف من اإلسالم تكون إما ناجمة عن جهل

يثة أو قديمة حقيقي وفعلي باإلسالم أو مرتبطة بعوامل نفسية وتاريخية تتعلق بجروح جماعية حد (1)أهملت فلم تندمل

وهي من أكثر مظاهر التعامل مع اإلسالم والمسلمين (Islam-Critisme)نقد اإلسالم: -4عقالنية بالنظر إلى أنها تستند إلى أسس واعية، وهذا النقد إما أن يكون سلبيا هداما أو إيجابيا بناءا، وفي كال الحالتين تكون أسبابه مقنعة ومبنية على واقع معين دون الخوض في متاهات الحقد

(2) تي تحكمها عادة أسباب تاريخية واهية.والكراهية غير المبررتين، وال

ثانيا: واقع االسالموفوبيا في الغرب

حيث نجد أنه ومنذ كتب المستشرق الغربي " صامويل هنتنجتون " بقوله: " إن مشكلة الغرب ليست مع األصولية اإلسالمية بل مع اإلسالم"، ظهرت موجة من األفكار االستشراقية قادها

ياسيون وكتاب ورجال الدين المسيحيين، تدعوا إلى أخذ الحيطة والحذر من المسلمين، إعالميون وسواعتبارهم تهديدا للدولة والمجتمع، والمالحظ في األمر أن العدائية ضد المسلمين لم تحملها األنظمة واألحزاب السياسية فقط بل حملها األفراد واألسر أيضا، لتصبح قضية مجتمع بالكامل ، وظاهرةالرهاب من اإلسالم أخذت منهجا جديدا مختلفا عن المنهج القديم منذ الحروب الصليبية، وعززه

، ومن خالل الجدول (3)هذه المرة انتشار وسائل اإلعالم واالنترنت وشبكات التواصل االجتماعية التي التالي الذي نشرته منظمة التعاون اإلسالمي، سيتم توضيح بعض الشعارات والعبارات العدائي

، وكيف كان التفاعل المجتمعي معها .ةانتشرت بسرعة في أوساط المجتمعات األوروبي

Page 241: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 240

(: واقع انتشار بعض العبارات العدائية حول اإلسالم1الجدول رقم ) المجر بولندا البرتغال ايطاليا هولندا فرنسا بريطانيا الدانمارك الحملة المعادية %60.7 %47.1 %27.1 %49.7 %41.5 %36.2 %44.7 %46.1 كثرة المسلمين

المسلمون لهم مطالب أكثر

من الالزم

54.1% 50% 52% 51.8% 64.7% 34.4% 62.3% 60%

دين اإلسالم التعصب

52.5% 47.2% 52.3% 46.7% 60.4% 62.2% 61.5% 53.4%

توجهات المسلمين اتجاه المرأة تتعارض

مع قيمنا

76.1% 81.5% 78.8% 78.2% 82.2% 72.1% 72.1% 76.8%

يجد غالبية المسلمين

اإلرهاب مبررا

17.1%

26.3% 23.3% 19.9% 21.5% 22.4% 26% 29.6%

التقرير الخامس لمرصد منظمة التعاون اإلسالمي بشأن ظاهرة االسالموفوبيا، الدورة المصدر: .12، ص.2012نوفمبر 17-15التاسعة لمجلس وزراء الخارجية، جمهورية جيبوتي،

وهناك العديد من التقارير والمقاالت لمؤلفين غربيين تبين من جهة واقع الرهاب من اإلسالم، ومن جهة أخرى تؤسس لبناء مواقف عدائية في أوساط المجتمعات الغربية المعاصرة، فمثال نجد

جيمس كارول (ألمريكيبقلم الكاتب الصحفي ا مقال بعنوان: الرياح المريضة للفاشية اإلسالمية "

(James carooll بوسطن غلوب وانترناشيونال بمجلتي ) 2008جانفي 21الصادر بتاريخبما ال يخدم –( يبين فيه مدى تفاعل المجتمع المسيحي مع قضية اإلسالموفوبيا هيرل تريبيون

Noah نواه فيلدماننشر مقال للكاتب ) نيويورك تايمز، وفي صحيفة -القضية مؤكدا

Feldman يقول فيه " يبدوا أن هناك شيئا فضيعا يحدث في البلدان األوروبية اليوم، فالمقوالت )القديمة المعهودة ضد المهاجرين من قبل أنهم مجرمون، وأن ثقافتهم تجعلهم غير مناسبين ، وأنهم

تعصبا معاديا لإلسالم أخذ يكتسب صبغة مؤسسة يقتنصون الوظائف من السكان األصليين، تغذي

Page 242: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 241

في سياسات القارة العادية "، وتمت فيه اإلشارة إلى بداية تجسيد األقوال في األفعال العدائية المباشرة ضد الجالية اإلسالمية في الخارج، وكيف أن قضيتهم أصبحت من ضمن أجندات

سياساتهم اليومية. هولندا( بNederlands Dagbold) التلفزيون وصحيفة وفي تقرير آخر لشبكة برامج

من الهولنديين يوافقون على وجوب إيقاف بناء المساجد الكبيرة، وأن %65يشير إلى أن حوالي صدارات معظمهم متخوفون إزاء انتشار اإلسالم ببالدهم وتقويض المسيحية، وبعيدا عن التقارير وا

لمراكز اإلسالمية هي األخرى مظهرا من واقع ظاهرة الصحف أعطت الشعارات ضد المساجد وا" األمريكية ماينالرهاب من اإلسالم عند المجتمع الغربي، ففي أحد المراكز اإلسالمية بمدينة "

على جدار الواجهة األمامية 2/05/2011" يوم " بورتالند" ب أندرسينكتب شخص ما بشارع " م غدا، اذهبوا إلى دياركم "، فهذا الشعار أصبح حديث كل للمركز يقول فيها " أسامة اليوم، اإلسال

بهذا الدين بطريقة أو االشعوب الغربية التي تخلط بين اإلسالم كديانة وبين األشخاص الذين ارتبطو بأخرى، وتجسيدا لألفعال العدوانية نتيجة الخوف من اإلسالم أصبحت المساجد هي األخرى عرضة

ر " بالواليات المتحدة األمريكية والذي بوسييلك ما وقع لمسجد " للتهديد والتخريب، ومثال ذتعرض للعبث وتلطيخ أبوابه وجدرانه بدماء الخنازير ، وفي اليونان هي األخرى تعرض مسجد آخر

، باإلضافة إلى أحداث المئذنة في 2011" للتخريب من طرف مجهولين سنة كاليتاب " .-بالتفصيل الحقا والتي سيتم التطرق إليها -سويسرا 130يتكون من 2011أوت 26وقد أصدر مركز التقدم األمريكي تقريرا مفصال يوم

42صفحة بعنوان " مؤسسة الخوف : جذور شبكة اإلسالموفوبيا في أمريكا " كشف عن أكثر من ، من أجل تأجيج الصراع وتغذيته بين المسلمين (4)مليون دوالر تم تمويلها من طرف سبع مؤسسات

وغيرهم من المواطنين األمريكيين، وعليه فقد تعدت مسألة االسالموفوبيا التجنيد الشعبي فقط لتصل كافة إلى مسألة التجنيد االقتصادي، والذي يعد أخطر بكثير من سابقه كونه يعمل على تهيئة

(5) السبل والمستلزمات ألجل تأجيج الصراع وتغذيته . ثالثا: التواجد اإلسالمي في سويسرا

تعد سويسرا مخبرا للتعايش بين الشعوب والثقافات، وبؤرة للثراء والمال في أوروبا، فهي البلد تقرارها، وا عطائها عام تقريبا، األمر الذي ساهم في ازدهارها واس ةالذي لم يخض حربا منذ ثالثمائ

Page 243: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 242

جاذبية خاصة بأعين المهاجرين المسلمين إلى أوروبا، الذين تنوعت أسبابهم لالستقرار فيها، منها البحث عن فرص العمل المـأمونة، أو اللجوء السياسي واإلنساني فرارا من قضايا تالحقهم ببلدانهم

تقبل سويسرا سنويا اآلالف من األصلية، أو استكماال لمشاريع بحثية أو للدراسة فيها، حيث تس الطلبة المسلمين باإلضافة إلى رجال األعمال.

ونتيجة لتيارات الهجرة التي شهدتها المنطقة ظل عدد المسلمين في تزايد بشكل ملحوظ ، ألفا، ثم إلى 56ليصل إلى 1980تطور بحلول 1970ألفا عام 16فبينما لم يتجاوز عددهم

400حوالي 2009ليبلغ بحلول سنة 1990لتعداد العام للسكان في عام ألفا كما أوضح ا 152 25 ألفا ، ويرتبط الحضور اإلسالمي بالمدن السويسرية الكبرى، ففي العاصمة بيرن يعيش حوالي

ألفا في 11ألفا في زيورخ والتي تعد أشهر مدينة في سويسرا و 17ألف مسلم، وهناك حوالي ، وتستقطب جامعاتها الكبرى عددا كبيرا من 1983اإلسالمي عام لوزان، التي افتتح مركزها

الطالب المسلمين ، ويوجد قسم كبير منهم في جنيف التي تعد مركز تواجد كبير لإلفريقيين والعرب، ورغم حداثة الوجود اإلسالمي في أوروبا إال أن العالقة بين سويسرا واإلسالم قديمة ، فقد

ة هامة لالتصال بين المثقفين السويسريين والثقافة العربية واإلسالمية، كانت الدراسات الشرقية قنام، أي بعد 1543فأول ترجمة التينية لمعاني القرآن الكريم طبعت في مدينة بازل السويسرية عام

(6) أربعة قرون من إنجازها. رابعا: استفتاء حظر المآذن في سويسرا

، حيث تقدم العديد من المسلمين حينها 2007يرجع الجدل الدائر حول بناء المآذن إلى سنة بطلبات في العديد من المدن السويسرية بالسماح لهم ببناء مآذن، وقد واجهت هذه الحملة استنكارا

معتبرين قويا من طرف المواطنين السويسريين، قاموا على إثرها بجمع توقيعات لوقف خطط البناء (7) القضية سياسية بالدرجة األولى وواصفين المآذن بأنها تعبر عن رمز للقوة اإلسالمية والتطرف.

وقد خاض مؤيدو حظر بناء المآذن في سويسرا في األشهر التي عقبت االستفتاء العام حمالت سلمين، تعبئة واسعة، تستخدم شعارات ذات طابع عنصري تعتمد على اإلثارة والتهويل ضد الم

حيث شملت كل المدن السويسرية، وكان مفاد اغلبها إعالنات جدارية تمثل رسم لخريطة سويسرا وقد اخترقتها مئذنة، وفي بعضها عدد كبير من المآذن السوداء المرتفعة فوق العلم السويسري،

هيب المرسومة وكأنها صواريخ تخترق الخريطة السويسرية، وهو ما يصرح بشكل مباشر إلى التر

Page 244: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 243

من اختراق الهوية اإلسالمية للدولة السويسرية، ليس هذا فحسب بل اعتمدت الحملة صورا أخرى ، بجانب المآذن السوداء هي األخرى، وكانت حملة المرأة المنقبة بداية (8)المرأة منقبة متشحة بالسواد

والتي (9) .2011سبتمبر 28للقرار الذي صادق عليه البرلمان السويسري بمنع ارتداء النقاب في تعتبر هي األخرى وجها من أوجه االضطهاد للرموز

(10) العقائدية والتي تتجاوز كافة حقوق اإلنسان التي يتغنى باحترامها الغرب.وكانت نتيجة االستفتاء مفاجئة للجميع، حيث أنه وقبل بداية االستفتاء أعرب سبر لآلراء في

رافضين لقانون حظر بناء المآذن، إال أن االستفتاء %53أوساط الشعب السويسري عن نسبة ، إذ - سيتم التطرق إليها الحقا –الفعلي جاء بنتائج كارثية كانت لها تداعيات وردود فعل مختلفة

مؤيدين لقرار الحظر، وهو ما يعني الحظر الفعلي بقوة الديمقراطية %57.5أسفر عن نسبة الشعبية، التي كانت هذه المرة وككل مرة تقريبا في صالح اليمين الشعبوي، وأعلنت الحكومة السويسرية في بيان رسمي صادر بعد أربع ساعات من إغالق مراكز التصويت في إطار االستفتاءالذي شارك فيه السويسريون أن: " بناء المآذن بات محظورا في سويسرا " موضحا أن المآذن

، في حين رفضت أربع كانتونات فقط من أصل (11)األربعة الموجودة أصال غير معنية بهذا القراروالحزب يتألف منها االتحاد السويسري االقتراح الذي حظي بدعم حزب اليمين الشعبوي 26

من 72المسيحي اليميني )االتحاد الديمقراطي الفيدرالي(،وقد أدى التصويت إلى تعديل المادة الدستور التي تحكم العالقات بين الدولة والديانات وذلك بإدراج حظر بناء المآذن على أنه: " إجراء

النتائج النهائية ، وحسب (12)يرمي للحفاظ على السالم بين أفراد مختلف المجموعات الدينية "متبوعا بغالروس وسانت غالن ، %71.5انيرهوذن نسبة –يتصدر قائمة المعارضين كانتون أبنزل

، وبذلك فإن قضية حظر (13)55% و 51بينما تراوحت النسب في كانتوني غورا وفريبروغ ولننبين تمام واسع في المآذن في سويسرا أثبتت أن موضوع المظاهر اإلسالمية في الغرب أصبح محل اه

السنوات األخيرة، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهذا يشير إلى أن األمر لم يعد نما األمر امتد ليشمل رموز الهوية يقتصر فقط على الحركية اإلسالمية ) اإلسالم السياسي(، وا

كل ما يحيل إلى اإلسالمية في حد ذاتها، والمبادرة السويسرية توضح أن النقد هذه المرة يطال اإلسالم كمرجعية دينية، وليس بالضرورة يتعلق بالمسلمين أنفسهم، بل يمكن أن يستهدف مجرد

(14) رمز معماري يشير إلى الديانة اإلسالمية مثل المئذنة.

Page 245: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 244

خامسا: ردود الفعل تجاه نتائج استفتاء حظر المآذن سويسرا صدمة مجتمعية كبيرة، سواء في شكلت نتائج االستفتاء العام لحظر بناء المآذن في

على أن القرار يشكل أو غيرها من دول العالم، وأكدت كلها تقريبا (15)أوساط المسلمين في سويسراضربة لحرية األديان والتسامح في الدول األوروبية، التي طالما تغنت باحترامها لحقوق اإلنسان

الفعل الدولية التي ناهضت قرار الحظر أصحاب ومعتقداته وحرياته األساسية، وكانت أولى ردودالديانات الموازية منها المسيحيين، إذ اعتبر الفاتيكان أن الحظر يبعث على القلق ويشكل تهديدا

أنتونيو ماريا مباشرا للديانات ككل، حيث صرح رئيس المجلس البابوي للمهاجرين المونسونيورع الخط الذي تبناه األساقفة السويسريون الذين "أنه متفق م Antonio Maria Filho فيليوعن قلقهم العميق لما وصفوه ضربة قاسية للحرية الدينية ولالندماج بشكل عام"، وذلك وفقا اأعربو

" االيطالية لألنباء ، وبحسب نفس الوكالة صرح أيضا: "نحن المسيحيين ال لما نقلته وكالة " آكييمكن أن نقبل منطق االستعباد إذا كان أحد يريد أن يكون كاثوليكيا فيجب أن يكون منفتحا على اآلخرين" ، وقد ربط هذا األخير بين قرار الحظر والقرار الصادر عن المحكمة األوروبية حول منع

في ايطاليا، "كال الموقفين يقومان على أساس االعتقاد الخاطئ بأن الدين ينبغي أن وضع الصلبانيكون مجرد مسألة خاصة، وبالنسبة للمسيحي فهذا غير ممكن...، علينا أن نفتح نقاشا واضحا ألن

، كما أخذت بعض الدول (16)المجتمع مضطرب ، وهناك تناقض في كافة المجتمعات األوروبية "موقفا مناهضا لقرار الحظر، حيث دعا برلمانيوا مجلس أوروبا باإلجماع في اختتام األوروبية

مناقشة حول " التيار اإلسالمي المتشدد وكره اإلسالم" سويسرا إلى إلغاء قرارها بشأن حظر بناء المآذن، وأوضح البيان أن بناء المآذن يجب أن يكون ممكنا على غرار أجراس الكنائس، مع احترام

(17)ف األمن العام وكيفية تنظيم المدن".ظرو " قرار Franco Frattiniفرانكو فراتينيوفي ايطاليا وصف وزير الخارجية االيطالي "

سويسرا حول حظر المآذن بأنه مثير للقلق، وقال نحن ندافع عن حقنا كايطاليين بوضع الصلبان من هذا النوع تؤكد على االختالف أو في الصفوف المدرسية، لذلك ننظر بعين القلق إلى رسائل

تدعو إلى الحظر حيال األديان األخرى كالدين اإلسالمي...، وفي ألمانيا وصف مسؤول في حزب نتيجة االستفتاء السويسري بأنه " Angela Dorothea Merkelأنجيال ميركل المستشارة "

Page 246: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 245

المعارضة أن الحرية الدينية مؤشر التساع نطاق الخوف من أسلمة المجتمع، فيما أعربت أحزاب ال ينبغي أن تخضع الستفتاء.

" أن حظر Bernard Kouchnerبرنار كوشنير وفي فرنسا صرح وزير الخارجية الفرنسي " بناء المآذن يعبر عن عدم التسامح ، قائال في تصريح إلذاعة " آر تي ال ": إنه إذا كنا ال نريد

انة في حد ذاتها.بناء مآذن فهذا يعني أننا نقمع ديأما عن العالمين العربي واإلسالمي فقد كانت ردود األفعال تسير في االتجاه نفسه، إذ انتقد

المدير العام للمنظمة اإلسالمية للتربية والثقافة والعلوم عبد العزيز التويجري نتيجة االستفتاء معتبرا م لمنظمة المؤتمر اإلسالمي أكمل الدين أنه يعبر عن روح ضيقة وغير متسامحة أما األمين العا

حسان أوغلو فقد أكد أن تأييد منع بناء المآذن في سويسرا، يمثل " نموذجا جديدا من العداء للمسلمين في أوروبا "، وفي مصر اعتبر مفتي الديار المصرية علي جمعة أن نتيجة هذا االستفتاء

، كما أكد (18)النظر عن المسلمين في سويسرا "باإلهانة التي طالت كل المسلمين في العالم بصرف رئيس اتحاد المنظمات اإلسالمية في سويسرا أن األمر أصبح ضد اإلسالم في المقام األول وليس ضد المسلمين كأفراد "، واستند في ذلك إلى تصريحات أعضاء اللجنة المؤيدة لحظر المآذن، وهو

اإلنسان ومعتقداته، فالمسلم إذا ابتعد عن دينه فلن أمر يدعو للقلق، ألنه يهدف إلى التفريق بينتكون له هوية أو شخصية أو ثقافة إسالمية " وأكد أن كل تلك المبادرات تهدف إلى إفراغ المسلم

(19) في أوروبا من معتقداته."لم وقد انتقد التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية األمريكية حول حقوق اإلنسان في العا سويسرا بشدة واتهمها بكونها " أسوء نموذج للتمييز ضد المسلمين في أوروبا "، وذلك 2010سنة

في الفصل المخصص لألوضاع في سويسرا، حيث يشير التقرير أيضا إلى التجاوزات التي ترتكبها لى استخدامها المفرط للقوة لكن هذه الممارسات تظل دون عقاب خاصة ت جاه الشرطة السويسرية وا

(20) المسلمين هناك.وجدير بالذكر أن الحكومة السويسرية هي األخرى وقفت موقفا معارضا للمبادرة واعتبرتها ال

تعبر عن طبيعة النظام السويسري، إال أن رأيها في األخير ال يمكنه أن يغير في األمر شيئا، وتصدر أي قرار مهما كانت الحكومة بالنظر إلى أن اإلرادة الشعبية في سويسرا بإمكانها أن تغير

" : Michelin Calmy" ميشلين كالمي معارضة له، حيث صرحت وزيرة الخارجية السويسرية

Page 247: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 246

أن النقاش حول حظر المآذن " لم يكن نزيها" وأوضحت أن " الجهات المسؤولة عن االستفتاء (21) سرا " .استخدمت الكذب والخوف وأعطت انطباعا بأن مئات المآذن ستبنى في سوي

ومبادرة حظر المآذن (SVP)سادسا: حزب الشعب السويسري اليميني هو الحزب األكبر في االئتالف الحاكم معروف بحمالته سيئة السمعة، إذ لم تكن قضية حظر

المآذن القضية األولى التي يقف موقفا مناهضا لها فحسب بل سبقه العديد من القضايا نذكر منها البرلمانية، إذ أثار الحزب ضجة كبيرة بسبب نشره ملصقا يحمل صورة 2007أحداث انتخابات

خراف بيض تركل آخر أسودا يسير وحيدا في القطيع، وهي تعبر بشكل مباشر عن تمييز عنصري يستهدف ترحيل المهاجرين الذين تكررت إدانتهم بجرائم عنف، ورغم أن هذه القضية لم تحظى باالهتمام قدره الذي حضيت به قضية حظر المآذن ولم تطرح كمبادرة لالستفتاء إال أنها منحت

من األصوات، المؤكد هنا أن % 29تصارا ساحقا في انتخابات ذلك العام، وذلك بنسبة الحزب انالقضايا الساخنة التي يطرحها الحزب ويدافع عنها ما هي إال أوراق انتخابية ال أكثر ، يستهدف من

خاللها الوصول إلى سدة الحكم وحسب.الشعب ال الحكومة القول الفصل يقضي بمنح 2008باإلضافة إلى تقدمه باقتراح آخر سنة

في إجراءات التجنيس، وملصقات الحملة هي األخرى حملت العديد من مظاهر التعسف والعنصرية المبالغ فيها، حيث كانت تجسد صورة لخمس أيادي سوداء تجذب كومة من جوازات السفر

نت صفعة في وجه الحزب السويسرية، غير أن هذه المبادرة هذه المرة لم تكن نتائجها متوقعة، وكا من المواطنين ضدها. %63بعدما صوت

والحزب كما أوردته مختلف المصادر الناقدة ألدواره في النظام الحاكم السويسري قد استغل مبدأ الديمقراطية المباشرة، لفرض –سواء تعلق األمر بقضية المآذن أو غيرها –بصورة أو بأخرى

بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة، كون المواطنون السويسريون لهم أجندته المعادية للمهاجرينالحق في اقتراح قوانين جديدة وما على البرلمان إال المصادقة عليها مهما كان الشأن، كل ما يحتاجونه هو عريضة موقعة من طرف مليون شخص وبها تمرر القوانين مرور الكرام على أي

وحتى يمكن تقديم تحليل منطقي للربط بين (22)لطة الرئيس،سلطة داخل البلد حتى ولو كانت سقضية حظر بناء المآذن، وغيرها من القضايا التي مست المسلمين في األوساط األوروبية، وبين

تجاه المسلمين ءظاهرة االسالموفوبيا أو التخوف من اإلسالم ينبغي تحديد المصدر األكبر للعدا

Page 248: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 247

اليمين المتطرف، والتي كانت جلها وراء المبادرات المغرضة التي طالت من خالل خطابات أقصى الدين اإلسالمي في الغرب.

سابعا: خطاب اليمين المتطرف وعالقته بالحمالت المغرضة تجاه المسلمينلقد أصبحت ظاهرة االسالموفوبيا واقعا معاشا في الغرب وخاصة الدول األوروبية التي كانت

ظاهرة، وال يتعلق األمر بمنظومة القوانين المجحفة التي تطال المواطن المسلم يوميا، مهدا لهذه الولكن اتسع األمر ليصبح واجهة للخطابات السياسية واإلعالمية، وأي مشروع تطرفي يراد تمريره يكفي أن يرتبط باإلسالم والمهاجرين المسلمين حتى يصبح أمرا عاديا ومقبوال، حتى من قبل

الدفاع عن حقوق اإلنسان وحرياته األساسية بمسوغات واهية تتعلق باحترام حرية الرأي منظمات والتعبير، حيث تؤكد كافة التقارير األوروبية نفسها من قبيل تقارير المكتب األوروبي حول الحقوق

ب األساسية أن واحدا من ثالثة مسلمين في أوروبا يتعرض للتمييز العنصري، وعليه فقد كانت أحزااليمين أولى الجماعات التي تبنت الخطابات العنصرية والمتطرفة ضد اإلسالم والمسلمين، حيث

( في دراسته " اليمين األوروبي المتطرف واإلسالم" أن هذه األحزاب j.p.zuqueteزيكيت )أكد يدات معادية لإلسالم، وأنه طوال العشريتين الماضيتين كان أحد أهم انشغاالتها ما تعتبره التهد

(23)المنبعثة عن اإلسالم والمسلمين المقيمين في أوروبا ".وبالتالي فما كان أمام حزب الشعب اليميني السويسري ساعة بلوغه السلطة سوى العمل على

تأجيج هذه الخطابات وتحريض الرأي العام السويسري بشأنها، فهو يعد أداة لتنفيذ المخطط الليبرالي نذ القدم، حيث لم تكن قضية المآذن هي الشاغل الوحيد في أجندة الحزب المعادي لإلسالم م

نما طالت العديد من رموز الهوية اإلسالمية كحظر ارتداء النقاب، وتشديد إجراءات المتطرفة، وا التجنيس وتصاعد الخطابات العنصرية ضد الالجئين المسلمين في الدول األوروبية بصفة عامة،

خضاعهم للرقابة ال دائمة والمشددة السيما في المطارات، على اعتبار أنهم يمثلون تهديدا حقيقيا وا ألمن الدول األوروبية، وما زاد الطين بلة وزاد القضايا تعقيدا هو تصرفات بعض المسلمين الخاطئة، والتي تمثل جانبا عنصريا ال يمت بصلة لإلسالم وتعاليمه، وال يعبر عن الهوية

تي تقوم على مبادئ اإلحسان والتعايش وقبول اآلخر...، فكانت مظاهر اإلسالمية السمحة الالتعنت والتمرد التي صبغت بعض التصرفات للجالية المسلمة في الخارج صورة دعائية أخرى لتزايد

مظاهر الكره والعداء لهم.

Page 249: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 248

ثامنا: عالقة حظر المآذن برهاب االسالموفوبيا في سويسرا في سويسرا راجع إلى تنامي ظاهرة الخوف المرضي ) االسالموفوبيا( إن إجراء حظر المآذن

في أوروبا بأسرها، وسويسرا من بينها، حيث تغذي جهات معينة مشاعر الخوف من اإلسالم في أوروبا تارة تحت مزاعم الحفاظ على الهوية الوطنية والعلمانية الغربية ...، وتارة أخرى بإثارة الخوف

، وفي سبيل ذلك تقوم تلك -حسب زعمهم -اإلسالمي داخل القارة اآلمنة... من انتشار اإلرهابالجهات بطرح قضايا ذات صلة بالشأن اإلسالمي على الرأي العام األوروبي لتحقيق تلك المآرب، ومن هنا أثيرت قضية الحجاب في فرنسا، والتي انتهت إلى منع ارتدائه في األماكن العمومية

ة ...، ثم أثيرت قضية ارتداء النقاب في ايطاليا، والتي انتهت هي األخرى إلى والمؤسسات التعليميسن قانون يمنع ارتدائه في بعض مقاطعات الشمال، ثم جاءت بعد ذلك الحالة السويسرية داعية إلى حظر بناء المآذن، وعليه يمكن القول أن المسبب الرئيسي لألزمة السويسرية وغيرها من

ة األخرى هو مسألة التعارض في القيم فيما يخص العالقة بين اإلسالم والقارة األزمات األوروبي األوروبية ) وهذا األمر يأخذ صيغ متعددة سيتم التطرق إليها الحقا(، ويظهر ذلك في صورتين:

التعارض بين الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في احترام المقدسات، أو بصيغة أخرى -1المقدسات وثوابت الدولة، حيث ظهر ذلك جليا في أزمة الرسوم الكاريكاتورية أصح واجب احترام

30المسيئة للرسول صلى هللا عليه وسلم التي نشرتها صحيفة يوالندس بوستن الدانمركية في Geertغيرت فيلدرز، وفي أزمة فيلم فتنة الذي أنتجه السياسي الهولندي " 2005سبتمبر

Wilders والحالة السويسرية تعبر عن هذا 2008مارس 27النترنت في " وأصدره على ا ،النوع من التعارض، ففي الوقت الذي ثار فيه المجتمع برمته ألجل المطالبة بحق حرية التعبير عن ارأيهم في منع بناء المآذن على اعتبارها رمزا سياسيا محض يعبر عن السيطرة والتسلط ، تجاهلو

الغير.واجبهم في احترام مقدسات أيضا مسألة التعارض بين الحقوق الديمقراطية من جهة، وحقوق اإلنسان من جهة أخرى، أو -2

بين اإلرادة الشعبية والتزام الدولة القانونية على الصعيد الدولي، وموقف الحكومة السويسرية الذي لشعب السويسري أعربت عنه من خالل استيائها من المبادرة الشعبية التي أقدم على رعايتها حزب ا

، ورغم ذلك كانت مضطرة لقبول نتائج االستفتاء العام، وقبول المبادرة الشعبية وما أسفرت عنه.

(24)

Page 250: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 249

وقد تبلور بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر اتجاه في الغرب يلقي مسؤولية ما حدث في وء اإلسالم الجهادي الذي على ما يسمونه البيئة الفكرية والفقهية التي ترعى نش 2001سبتمبر 11

جنحت أبرز فصائله إلى ممارسة اإلرهاب، فادعى بعضهم أن هذه البيئة تكمن في صميم التعاليم اإلسالمية ، وحاول من خاللها أن يخلط بين كفاح المسلمين لمقاومة االحتالل وحق تقرير المصير

هدف المدنيين والتي وصل بعضها في فلسطين والعراق والشيشان وبين العمليات اإلرهابية التي تستإلى مستويات إجرامية ال تبرير لها في أي شريعة أو دين، وقد تحول شعار مكافحة اإلرهاب علميا إلى إيديولوجية أمريكية جديدة مع المحافظين الجدد، أعلنت فيها الحرب على محور الشر الذي هو

لة يتمثل في المعسكر االشتراكي حسب في غالبيته يتمثل في المسلمين، بعد أن كان لسنوات طوياالبن تحولت الحرب على جورج بوشمنطق المحافظين الجدد، وبفعل هذه السياسة الجديدة إلدارة

اإلرهاب إلى حرب على اإلسالم، وظهر مصطلح " االسالموفوبيا" ليعبر عن ظاهرة الخوف المعادية في الغرب فضال عن المؤسسات المرضي من اإلسالم، والذي تحاول بعض الدوائر

(25) الصهيونية عموما تعميمه وتسويقه.وقد حاولت العديد من القيادات السياسية الغربية وحتى العربية استثمار أحداث الحادي عشر

من سبتمبر لمصلحتهم السياسية ، ومحاولة اإلدالء بالتصريحات العبثية التي أرادوا من خاللها لناس من أهل االلتزام والتدين بين المسلمين، وساعدهم في ذلك فرض قوانين وأنظمة ترهيب ا

، واألمر ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض فالعقل الغربي (26)لمحاربة مظاهر التميز اإلسالميالعدائي للمسلمين قد تشكل عبر التاريخ بفعل عوامل عدة كان أبرزها اإلعالم الدعائي والحمالت

رضة التي طالت مختلف الرموز اإلسالمية من قبيل المآذن، والمفارقة أن الكنائس المسيحية المغوأبراجها وطبولها لم تطلها أي من هذه االدعاءات والحمالت على الرغم من أن شكلها هو أقرب للترهيب من المآذن اإلسالمية، لكن دائما يبقى هناك فرق في التعاطي مع القضايا الدينية خاصة

، فكيف لنا أن نتصور عندما ينشأ الطفل الغربي على (27)إذا تعلق األمر باإلسالم والمسيحيةالمقررات والكتب الدراسية التي تصف اإلسالم بدين يحض على القتل، وال ينصف المرأة وأن بالد

هد المسلمين بالد بدائية تعتمد على الصحراء والخيام، وهم عبارة عن أناس همجيين وعندما يشاالطفل الغربي األفالم السينيمائية سيجدها تتحدث عن المسلمين على أنهم أساس اإلرهاب، وعندما يحدث أي حادث إرهابي على مستوى العالم خصوصا في دولهم الغربية سيجد من يخبره من خالل

Page 251: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 250

ة، وبالتالي النشرات اإلخبارية والبرامج التلفزيونية أن وراء الحادث اإلرهابي جماعات إسالمية متطرفكيف يمكن تصور هذا العقل الغربي الذي تشكل من كل هذه الثقافات والموروثات منذ الصغر أن يكون منصفا في عرضه للدين اإلسالمي أو الحديث عنه، أو قبول رموزه كالمآذن والمقابر وارتداء

كمن خلفها إيديولوجية أو ، وعليه فإن تلك المواقف الناقدة والمعادية لإلسالم والتي ت(28) الحجاب...مصالح معينة تلتقي برأي عام ال يستطيع أن يقدر مصدرها كما أنه نفسه مشحون بمشاعر عدائية تجاه هذا الدين، عداء نلمسه حتى في وسائل اإلعالم الجادة ، وغالبا ما تتخذ مشاعر العداء هذه

ير مؤكدة تنورها وغيابه لدى طابعا مسيحيا محافظا وتعتمد من أجل توصيف موقفها مصطلح التنو وبناء على ما تقدم فإن اإلسالموفوبيا ال تخرج عن كونها تحويرا (29) اآلخر المتمثل في المسلمين.

عظاميا بارانويديا ) فيما يعرف بجنون العظمة ( للعداء الغربي لإلسالم والمسلمين، حيث تدرك ن غالبية الدول اإلسالمية مشرعة األبواب أمام االستخبارات الغربية العاملة على تأجيج هذا العداء أ

مصالحها ومخابراتها على حساب شعوب مسلمة تنهب ثرواتها وتحتل بلدانها دون أن تملك مجرد (30) حق االعتراض على هذا الواقع.

وبالتالي يمكن القول أن دراسة قضية حظر المآذن في سويسرا بمعزل عن مناخها األوروبي جهة نظر غير منطقية وناقصة، وهذا ما سيتم التطرق إليه من خالل العنصر المتكامل يشكل و

الموالي: تاسعا: المأزق السويسري وامتداده األوروبي

إن المطلب السويسري بحظر بناء المآذن شكل صدمة للعديد من الدول ومرتادي هذه ة، وشكلت الوجهة األولى المنطقة، خاصة أن سويسرا لطالما حافظت تاريخيا على عالقات محايد

للعديد من أثرياء العرب والمسلمين، كما أنها لم تعرف سابقا اإلسالم الراديكالي المتشدد، فجنيف ليست لندن وبرن ليست مارسيليا من حيث أهمية الجالية المسلمة وغلو مطالبها، كونها من أكثر

في جانب كبير من مواطني البلقان ) الجاليات المسالمة التي عرفتها الدول األوروبية، فهي تتكون البوسنة(، ثم بدرجة ثانية من األتراك ، ثم قلة من المسلمين العرب واألفارقة -ألبانيا -كوسوفو

واآلسيويين.والمعروف تاريخيا عن اإلسالم البلقاني أنه أقل تشددا من اإلسالم اآلسيوي والعربي ، أين تنتعش

من الدين اإلسالمي اهو أكثر اندماجا من سابقيه كونهم جعلو التيارات الجهادية واألصولية، و

Page 252: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 251

مصدرا للهوية الثقافية ، وليس منهج حياة يتم تطبيقه بحذافيره التي تتعارض كثيرا مع البيئة التي نشأ فيها الغرب، وقل ما وجد من يستطيع تبني مبادئ اإلسالم وجعلها قالبا للعيش ال خيار بعده،

ة قليلة رد فعل الشارع السويسري على طلب بناء المآذن الموجه من قبل ويمكن تفهم ولو بنسبالمسلمين، وبعد ذلك االستفتاء العام الذي أقر الحظر التام ووأد أي مطالب من هذا النوع، فسويسرا ورغم انفتاحها وكونها قبلة سياحية هامة في القطب األوروبي إال أنها منغلقة نوعا ما على بعض

لرموز الدينية اإلسالمية، فمشكل بناء المآذن مثال لم يطرح في دول كبريطانيا وفرنسا العادات وابالنظر أن كال البلدين قد سنحت له الفرص تاريخيا من خالل الحمالت االستعمارية التعرف على رموز العمارة اإلسالمية واعتبار المآذن رمزا معماريا فحسب دون أن تكون له أي خبايا أو مؤشرات سياسية، وهو الشعار الذي حمله الشارع السويسري في حملته المغرضة ضد بناء المآذن، وربما نجد تجربة من قبيل تجربة مكتب الشؤون العربية في مستعمرات فرنسا المغاربية خير دليل على

(31) ذلك.اد ما حصل في سويسرا هو في عمقه رد فعل مجتمع منغلق نسبيا ضمن إيديولوجية الحي

السياسي على الصدى الذي يصله من بلدان أوروبية بدأت تواجه حدة التيارات اإلسالمية الراديكالية، بمعنى آخر فإن الشارع السويسري صوت على لمنع المآذن كرد فعل للتحصين مما يحدث في الجوار األوروبي، ألنه غير مهيأ فكريا ووجدانيا لقبول اآلخر المسلم في ظرف تتواتر فيه أخبار التيارات اإلسالمية الجهادية في أوروبا وفي بقية أنحاء العالم، والدليل على ذلك أن التجاوب

مع منع المآذن تم باألخص في القرى الصغيرة وفي داخل البالد.أما المستوى الثاني للقضية فيتعلق بخصوصية مسلمي سويسرا أنفسهم الذي وجدوا أنفسهم بعد

خروجهم من سياق الحكم الشيوعي وغطرسته في فوهة المدفع أمام نظرائهم من الكاثوليك ثبات الذات التمسك بتعليم ) أي واألرثوذكس ، ولذلك تحتم عليهم وكصورة من صور حفظ البقاء وا

عالمة( بعض األماكن واثبات امتالكهم لها، وضمن هذه الرهانات مثلت المآذن اإلسالمية أداة ترك صراع الوجود والهوية في وجه المعالم الكنسية المرتفعة.

وعليه فهناك في النهاية بعد ومستوى أوروبي لقضية المآذن السويسرية التي غذاها الوضع الهجرة وثقافة المهاجرين، خاصة بعد األزمة االقتصادية المتزايد لتصاعد الخطاب الشعبوي ضد

التي اجتاحت معظم دول أوروبا وساهمت في تدني مستويات المعيشة عما كانت عليه في السابق،

Page 253: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 252

فأصبحت المطالب الشعبية متزايدة بشأن حفظ وصون كرامة المواطن األوروبي الحامل للهوية وق وحريات المواطن المسلم الذي اختار اتخاذ سبيل معارض األوروبية األصلية، دون االهتمام بحق

، واتخذ من معالم الدين اإلسالمي ورموزه هوية جديدة، هذا دون الحديث عن ةللهوية األوروبي حقوق وحريات الالجئين والمهاجرين والتي تعتبر أمرا ثانويا يمكن االستغناء عنه.

نصرية تجاه المسلمين أصبح سهال من ذي قبل ألن والواضح أن االنزالق داخل الخطابات الع األرض أصبحت خصبة بعد تشبع العقل الغربي بالترهات واألكاذيب المتعلقة باإلسالم والمسلمين، إلى درجة أن كل حوار تقريبا يفتح يتعلق بالديانة اإلسالمية ينتهي حتما بالتحدث عن النقاب

الدين اختزل في مظاهر ورموز معينة تكاد تكون أكثر والبرقع وعيد األضحى والمساجد، وكأن هذا الخطابات إثارة للجدل في الغرب، وقد بلغ األمر ذروته عندما قال عمدة إحدى القرى الفرنسية النائية للصحفيين إنه " يجب إيجاد حل قبل أن يلتهمنا العشرة ماليين مهاجر والذين نعطيهم المال

ق بمجرد مخاوف مجتمعية فحسب بل يتعلق بالعديد من الجوانب هباء "، وبالتالي فاألمر ال يتعل، باإلضافة إلى أن الخطابات المعادية -كما سبق وأشرنا إليه سابقا –أبرزها الجانب االقتصادي

نكار خرجت عن دائرة االستغالل السياسي االنتخابي لتمس عدواه فضاء العلم والبحث العلمي، وا في صناعة تاريخ الدول األوروبية ونفي أي دور للفالسفة المسلمين أي دور للعقل العربي المسلم

سلفان في صنع الحضارة األوروبية، وهذا جلي في كتب بعض المؤرخين الغربيين وعلى رأسهم ، والذي نفى في كتابه حول "الجذور اإلغريقية ألوروبا المسيحية" أي إسهام للمسلمين غوغنهايم

روبي، وبالتالي ال يمكن إنكار التيار األوروبي المعادي والمجاهر العرب في بناء التاريخي األو بخطاباته العنصرية تجاه المسلمين، واألكثر من ذلك التجاوب الشعبي الفضفاض لطروحاته

(32) المغرضة.وقد أكد الدكتور مرزوق أوالد عبد هللا أستاذ الدراسات اإلسالمية في الجامعة الحرة بأمستردام

أن صورة اإلسالم كما جاءت في الموروث االستشراقي والتصور التاريخي المغلوط عن اإلسالم في ن ضعف المناهج الدراسية كرست للصورة الذهنية الخاطئة عن اإلسالم في الغرب، هذا فضال ع

البديل الذي يقدمه المسلمين في الغرب وشتاتهم، وأكثر من ذلك تمرد بعض الجماعات منهم وا عطاء صورة سوداوية عن الدين اإلسالمي، وبالتالي تكافل هذان العامالن ساهم في بناء رهاب

العهد، اإلسالم لدى الغرب، خاصة أن االهتمام بالجاليات المسلمة في الدول األوروبية ليس بقديم

Page 254: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 253

ويبقى اهتماما متواضعا لم يرتق إلى تقديم شيء عملي ذو فائدة شاملة على ارض الواقع كبناء مراكز ومؤسسات إسالمية بحثية تساهم في تدريب الباحثين وتأهيلهم ليساهموا في إزاحة الصورة

م يعد يحتاج النمطية عن اإلسالم عبر التعليم والبحث العلمي، فمستوى التفكير الذي بلغه الغرب لنما مخاطبة العقل والمنطق هي إلى مجرد خطابات عاطفية مثلما هو الشأن في البالد اإلسالمية، وا األجدى واألنفع في مثل هذه القضايا، وهذه المفارقة هي التي تقف حائال أمام وجود حوار عقالني

يجعلنا ننكر وجود مجدي بين العالم اإلسالمي والغرب واندماج المسلمين فيه، وهذا األمر المجهودات أقيمت بهذا الشأن لكن لم تبلغ الصدى الواجب بلوغه، والدليل على ذلك تصاعد حدة الخطابات العنصرية ضد المسلمين في سويسرا بالذات، والتي طالما عرفت بكونها البالد اآلمنة

عالمة أبو الحسن التي يطمح كل مسلم العيش فيها، فالحقيقة أن هناك قامات كبيرة من وزن الأول 1961الندوي، والمفكر محمد حميد عبد هللا، والداعية سعيد رمضان، أنشأت في سويسرا سنة

، وكان من أهدافه االهتمام بالطلبة المسلمين على وجه الخصوص (33)المراكز اإلسالمية في أوروبا، وتدريس اللغة العربية ، باعتبارهم نخبة المستقبل، وألحق بالمركز مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم

صدار مجلة " " وكان المركز نقطة إشعاع المسلمون وترجم عدد كبير من الكتب اإلسالمية، وا (34) ونشر لهدي اإلسالم الذي استقطب العديد من السويسريون.

ويبقى السؤال المطروح هو كيف يواجه الوجود اإلسالمي األوروبي والغربي عموما مختلف لتهديدات التي يواجهه؟التحديات وا

هناك العديد من الوسائل واآلليات المدنية والدبلوماسية التي بإمكان الوجود اإلسالمي في الغرب بكل مكوناته المجتمعية والمدنية والكفاءات والشخصيات االعتبارية، وكذلك الوجود

في كبرى المدن الدولية مثل الدبلوماسي في الغرب من بعثات وسفارات الدول اإلسالمية المتواجدة بالعديد من المبادرات والفعاليات للحفاظ على الوجود اإلسالمي في اجنيف وبروكسل، أن يقومو

الغرب، وأيضا الدفاع عنه بالوسائل القانونية واآلليات التي رسختها الدول الديمقراطية والمدينة على مم المتحدة ومجلس حقوق اإلنسان ومجلس مدار العقود الماضية، وكذلك اآلليات الدولية ضمن األ

اإلتحاد األوروبي، فلكل مسلم مستهدف من ظاهرة الكراهية والعنصرية والتمييز االنتقائي على الساحة الغربية دوره ومجاله وآلياته، وعلى كل مسلم أو منظمة غير حكومية أو هيئة دبلوماسية

في خضم هذا الخلط الرهيب والتشويش والتشويه التحرك وأخذ زمام المبادرة، موضحا فهمه لإلسالم

Page 255: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 254

له، وأيضا مدافعا عن المسلمين المنتهكة حقوقهم والمعتدى عليهم على مرأى ومسمع من العالم بشكل ممنهج وبالقانون االنتقائي.

فومنذ أن بدأت منظومة العنصرية والكراهية االنتقائية فعلها وظهورها بشكل مكشوف، وخاصة في أمريكا، انتقل عمل المنظمات غير الحكومية 2001سبتمبر 11ات اإلرهابية في بعد العملي

اإلسالمية إلى مرحلة جديدة في التحرك، والبحث عن األساليب الناجعة للرد على االتهامات لتوضيح فهمها لإلسالم والتركيز على إبراز دورها في تنمية المجتمع، وتحولت من مقولة االندماج

لى ممارسة عقلية المواطنة الفعلية داخل المجتمع الذي يعيشون فيه، كما ال تتغافل أن اإليجابي إتعمل على الدفاع عن المسلمين ومالحقة االعتداءات اللفظية والمادية ضدهم، من خالل القانون واآلليات الفضائية المتعارف عليها في كل بلد غربي، وفي هذا اإلطار يمكن ذكر بعض التحركات

عاليات التي قامت بها مجموعة من المنظمات المجتمع المدني اإلسالمي في الغرب، على سبيل والف" في أمريكا قامت Cairالذكر ال الحصر بما يتسع إليه المقال، حيث نجد أن منظمة )كير(

بالعديد من التحركات على مستوى التعريف باإلسالم، وذلك بطباعة مئات آالف النسخ من القرآن يم المترجم للغة اإلنجليزية، وعلى مستوى الدفاع عن المسلمين، حيث قام عدد من المسلمين الكر

المتخصصين والمدافعين عن حقوق اإلنسان باللتصدي لالعتداءات ومتابعة المعتدين قضائيا.الذي قام بمجهودات كبيرة (FIOE)أما في أوروبا فنجد اتحاد المنظمات اإلسالمية في أوروبا

ي توضيح الفهم الصحيح لإلسالم، من خالل إصدار ميثاق مسلمي أوروبا، واإلجابة على العديد فمن األسئلة الحرجة والمطروحة على مسلمي أوروبا، وتبيان مختلف المواقف بشكل واضح وجلي، وقد القت هذه الوثيقة التاريخية إجماعا من قبل العديد من المنظمات والتجمعات اإلسالمية، وفي اإلطار نفسه أقيمت العديد من أيام األبواب المفتوحة للمراكز اإلسالمية التابعة لإلتحاد وغيرها، من أجل االنفتاح والشفافية ومواجهة التشويه حول ما يدار في مساجد ومراكز المسلمين في أوروبا، أما

قوق والحريات، على المستوى الحقوقي فقد أسس اتحاد المنظمات اإلسالمية في أوروبا قسم الحللدفاع عن المسلمين والتواصل والتنسيق بين المنظمات الناشطة بهدف تكوين ائتالف حقوقي، للتصدي بشكل أقوى وجماعي لظاهرة تصاعد االعتداء على المسلمين في أوروبا، وفي هذا اإلطار

باب متعدد وقع التنسيق مع العديد من المنظمات الفاعلة على المستوى الميداني، مثل مجلس ش، واللجنة ضد اإلسالموفوبيا (CCIF)(، واللجنة ضد اإلسالموفوبيا في فرنسا COJEPالثقافات )

Page 256: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 255

، ومن خالل هذه (ORIW)، والمرصد ضد اإلسالموفوبيا والعنصرية (CCIB)في بلجيكا التنسيقية وقع التواصل مع المجتمع الدولي، وتنفيذ العديد من الندوات على هامش دورات مجلس حقوق اإلنسان في جنيف، بالتنسيق مع منظمة التعاون اإلسالمي، والعديد من المداخالت أمام

سفراء الدول األعضاء لمجلس حقوق اإلنسان بجنيف، وتطور هذا مل على مبادرة ومشروع للمطالبة باستصدار قرار من مجلس حقوق اإلنسان ضد الحراك إلى الع

(35)"اإلسالموفوبيا " والكراهية والعنصرية.وختاما لما تم طرحه نجد أن حملة حظر بناء المآذن في سويسرا لم تكن إال وجها آخر من

ككل، وأن الصورة المنتشرة عن أوجه الخوف من اإلسالم والمسلمين الذي تشهده القارة األوروبية اإلسالم في الغرب تعود إلى موقف دفاعي وخوف العقالني من غزو إسالمي للعالم، كما تقوم على مبالغة في تقدير التأثير اإلسالمي ونسيان للسيطرة الغربية في ميادين السياسة واالقتصاد

رات نظرية بعيدة عن الواقع، والعلوم، كما تقوم على توصيفات منتقصة من اإلسالم تدعمها تصو ويتوجب هنا التأكيد على أمر مهم وهو أن العديد من مظاهر التعسف ضد اإلسالم اليوم لها عالقة بالقمع السياسي والتهميش االقتصادي واالجتماعي وضعف التعليم في أوساط واسعة من المجتمع،

للتعقيد الكبير للوضع الحالي في وهو ماتسبب في انتشار العنف والتطرف في ظل غياب إدراك تام العالم اإلسالمي في الداخل والخارج.

الهـــــــوامش :سويسرا كحالة أروى عباس، التواجد اإلسالمي في أوروبا وما يطرحه من تحديات لمفهوم الهوية األوروبية : -1

http://hoggar.org/index.php?option=com، 03/09/2017دراسية، أطلع عليه بتاريخ نفس المرجع السابق. -2: شريف قوعيش ، واقع الرهاب من اإلسالم عند المجتمعات الغربية المعاصرة، أطلع عليه بتاريخ -3

05/09/2017، historians.com/article/1608-http://int

تتمثل هذه المؤسسات في : صندوق المانحين الرأسمال، مؤسسات ريتشارد سكيف، مؤسسة ليند وهاري - 4 لة ويليام روزوولد.برادلي، مؤسسة راسل بيري، صندوق أنكوراج الخيري، صندوق عائ

نفس المرجع السابق.- 5 ، 01/09/2017حسام أبو جالرة، المسلمون في سويسرا...تاريخ عريق ومستقبل مشرق، أطلع عليه بتاريخ : -6

http://almoslim.net/node/85366

Page 257: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 256

، 03/09/2017سرا، أطلع عليه بتاريخ هيلينا باتشمان، معركة المآذن في سوي - 7 122461.htm-15-http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow ،05/09/2017الجزيرة نت، استفتاء لحظر المآذن في سويسرا، أطلع عليه بتاريخ -8 http://www.aljazeera.net/news/international قرار يقضي بمنع ارتداء النقاب وتغطية الوجه في األماكن 09/2011/ 28أقر البرلمان السويسري في - 9

ير حذو بلدان أخرى كفرنسا وبلجيكا وهولندا...، ووسائل المواصالت العامة ، وبذلك حذا هذا البلد األوروبي الصغومقترح القرار جاء به نائب يميني متطرف طالب فيه الحكومة السويسرية باتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة لمنع

101المسلمات من تغطية أوجهنا في األماكن العمومية، وقد صوت مجلس النواب في البرلمان السويسري بأغلبية على مسودة القرار الذي حمل اسم " خلع األقنعة "، وكان أوسكار فريسينغر السياسي من حزب 77صوتا مقابل

SVP اليميني تقدم باالقتراح الذي يطلب من أي شخص يخاطب أي من أفراد السلطة الفدرالية أو سلطة الكانتونات، وفي شرح لمشروع القرار قال أو سلطة المجتمع أثناء قيامهم بعملهم أن يقدم نفسه دون أن يكون وجهه مغطى

فريسنغر أنه: " مع تزايد حالة عدم االستقرار في شوارعنا ، فإن عددا متزايدا من األشخاص يخبئون وجههم خلف غطاء للرأس والوجه أو قناع أو برقع"، وأضاف أن " هذا يجعل من المستحيل التعرف على هؤالء األشخاص ، وهي

أو الرغبة في التأكد من الهوية ". حقيقة مزعجة في حالة حدوث عنف، البرلمان السويسري يصدق على اقتراح بمنع ارتداء النقاب في األماكن العمومية، أطلع عليه 24فرانس - 01

approve-parliament-swiss-http://www.france24.com/ar/20110928-، 07/09/2017بتاريخ

demand-right-far-ban-islamic-veil ألف ملتزم 50نحو اربعمئة ألف مسلم بينهم 2009تعد سويسرا بحسب اإلحصاءات الحكومية لسنة - 11

وهو ما يجعل اإلسالم الديانة الثانية بعد المسيحية ماليين نسمة، 7.5بالشعائر الدينية من أصل تعداد سكاني يبلغ في البالد.

، السويسريون يوافقون على اقتراح اليمين المتطرف حظر بناء المآذن، أطلع عليه بتاريخ: 24-فرانس -1207/09/2017 ،-referundum-switzerland-http://www.france24.com/ar/20091129

ban-mosque-winner-party-extremist-minaret ، 10/09/2017د.م، قضية حظر بناء المآذن تتجه للمحكمة األوروبية، اطلع عليه بتاريخ: -13

om/Display.asp?catID=119&mainCatID=117&sID=73222http://www.farfesh.c الشهاب لإلعالم، منع المآذن.. المعارك الجديدة حول اإلسالم في الغرب، اطلع عليه بتاريخ: - 1410/09/2017 ،

.com/Display.asp?catID=119&mainCatID=117&sID=73222http://www.farfesh من %5، مما يمثل 2009ألف مسلم سنة 400وفقا لمعهد راديوسكوب فإن عدد المسلمين في سويسرا بلغ -15

جمالي 16كان عدد المسلمين 1970إجمالي الشعب السويسري مع العلم أنه في عام من %56ألف مسلم، وا

Page 258: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 257

، كما أن سويسرا بها العديد من المساجد 25من تركيا ونصفهم تحت سن %20الفيا سابقا، و المسلمين من يوغوس منها أربعة لها مآذن سابقا ولم يشملها قرار الحظر.

، 10/09/2017، الفاتيكان وأوروبا والمسلمون قلقون من قرار الحظر، أطلع عليه بتاريخ د.م -16http://archive.arabic.cnn.com/2009/world/12/1/swiss.mosques

ماح ببناء المآذن وتخفيف القيود على ارتداء النقاب، أطلع عليه بتاريخ: د.م، المجلس األوروبي يدعوا إلى الس -1712/09/2017

http://www.turess.com/alfajrnews/35266 د.م، الفاتيكان وأوروبا والمسلمون قلقون من قرار الحظر، مرجع سابق. -18 ت، استفتاء لحظر المآذن في سويسرا، مرجع سابق.الجزيرة ن-19دولة، وعادة ما يوجه انتقادات شديدة ألوضاع 194يرصد هذا التقرير سنويا أوضاع حقوق اإلنسان في -20

يران وروسيا والسودان وسوريا وزمبابوي. حقوق اإلنسان في روسيا البيضاء وفي الصين وكوبا وكوريا الشمالية وا السابق. نفس المرجع -21 هيلينا باتشمان، مرجع سابق.-22مقارنة سوسيوثقافية، مجلة المستقبل –رابح زيغوني، االسالموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في أوروبا -23

.126، ص.2011، مارس421العربي، العدد األوروبية: سويسرا كحالة أروى عباس، التواجد اإلسالمي في أوروبا وما يطرحه من تحديات لمفهوم الهوية -24

دراسية، مرجع سابق. ، 12/09/2017عبد الغني عماد، اإلسالموفوبيا بين المقاومة واإلرهاب، أطلع عليه بتاريخ: -25

tourathtripoli.com/phocadownload/dirasset.../alisslamofoubia.pdf ات الفكرية والسياسية(، مروان الحمد خباب ، قوانين حظر النقاب ) قراءة في الخلفي -26

www.ahlalhdeeth.com ، مصر: 1، ج-الواقع الحالي لإلسالم والمسلمين-محمد أحمد مختار القفاص، رسالة إلى الشعوب العربية -27

.19، ص.2011مركز الشرق العربي، 19نفس المرجع السابق، ص. -28قطر: منتدى العالقات ) ، -مناهضة بيغيدا -ايدنر، خطاب ضد اإلسالموفوبيا في ألمانيا والغربستيفان ف -29

.74، ص.(الدولية والعربية، د.س.ن .14، ص.(2015د.ب.ن: مؤسسة العلوم النفسية العربية، )محمد أحمد النابلسي، جنون اإلسالموفوبيا، -30 ، 05/09/2017عادل لطيفي، محنة المآذن وصورة اإلسالم في أوروبا، أطلع عليه بتاريخ -31

http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions نفس المرجع السابق. -32

Page 259: ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O - democraticac.de§لإسلاموفوبيا-في... · ` yZ°°«Y¹ [Z t«Y Z]¹y¹O ¾ ZÀ]º º¯Z¬ T«Y ¼«¹P«Y` ^ «Y VR. 33691.B ªÀl d«Y

حظر املآذن يف سويسرا وعالقته برهاب اإلسالم حنان ر. حكاد

أملانيا-برلني-للدراسات االسرتاتيجية و السياسية و االقتصادية املركز الدميقراطي العربي 258

أقامت رابطة العالم اإلسالمي " المعهد اإلسالمي " الذي ضم ثاني المساجد البارزة في 1972مع حلول عام -33تم افتتاح منشأة جديدة هي المؤسسة الثقافية اإلسالمية بجنيف، والمسجد التابع 1978اإلتحاد السويسري، وفي عام

ن الكريم هي األولى من نوعها في أوروبا، ومن المؤسسات لها، وتقيم هذه المؤسسة سنويا مسابقة سنويا لحفظ القرآاإلسالمية الرائدة أيضا نجد الجمعية الثقافية للنساء المسلمات التي تعمل على توحيد المسلمات من أجل االرتقاء بعمل جماعي منظم وتمثيلهم والدفاع عن مصالحهن، وتقديم صورة أحسن وفهم أقوم وأوسع لإلسالم والمسلمين،

قيم هذه المؤسسة العديد من النشاطات الهامة كالمؤتمرات والندوات ومعارض الكتب واللباس اإلسالمي ، وهناك وتالمؤسسة الثقافية للطفولة والشباب ، التي تركز على بناء شخصية النشئ المسلم ، وتعليم الدين اإلسالمي واللغة

على التفوق العلمي والمهني ، وتسعى لتأهيل الشباب العربية، كما تعمل المؤسسة على مساعدة أبناء المسلمين للقيام بدور إيجابي في مجتمعهم، ومن أجل تحقيق كل هذه األهداف تنظم المؤسسة دورات تدريبية ومحاضرات

ومخيمات صيفية ومهرجانات . ، 11347لعدد ، ا2009سبتمبر 22حوار للدكتور مرزوق أوالد عبد هللا مع جريدة الشرق األوسط، بتاريخ -34

، 10/09/2017أطلع عليه بتاريخ: http://ww.asharqalawsat.com/details.asp?section=17&issueno=11347&article=549550

&feature=1 ، تصاعد ظاهرة اإلسالموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في الغرب، أطلع عليه بتاريخ عادل الماجري -3512/09/2017 ،

12.html-42-14-21-02-2017-files/item/50078-http://mugtama.com/hot