الجمـھـوريــة الـجـزائــريــة الديـمـقـراطـيـــة الـشـعـبـيـــة

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

كلية اآلداب واللغات قسم اللغة واألدب العربي

في اللغة واألدب العربيمذكرة مقدمة لنيل شھادة الماستر

األدب العربي ص:ـتخص

:وعــــوضــــــالم

النزعة الصوفية في الشعر األمير عبد الق ادر

إشــــراف: : الطالب )ة( إعداد

بوعزي فاطمة الزهراء د/ أحمد بشيري

لجنة المناقشة

رئيسا ياقوت نور أحمد أ.الدكتور

ممتحنا مد إبراهيمزوبير أح أ.الدكتور

مشرفا مقررا بشيري أحمد أ.الدكتور

6182-8341/6182-8341 العام الجامعي :

يمـن الرحـبسم اهلل الرحم

وأن وعلى والدي تي أنعمت علي أوزعني أن أشكر نعمتك ال " رب الحين "أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الص

91 اآليةسورة النمل

شاء اهلل ىذا العمل اؼببارؾ إف أىدم

......أمياإذل من جعل اهلل اعبنة ربت قدميه

إذل أيب رضبو اهلل كأدخلو فسيح جنانو

إذل إخوب أضبد كؿبمد كيونس كخدهبة ككل أفراد عائلة بوعزم كإذل كل اللغة العربية كآداهبا.صديقاب الغاليات كإذل كل أساتذب كزمبلئي بقسم

بالشكر اعبزيل كاالمتناف اػبالص ألستاذم اؼبشرؼ "بشتم أضبد" أتقدـعلى صربه السليم، أشكرهالطريق إذلالذم قدـ رل يد اؼبساعدة كأرشدين

كربملو ؽبفواب.

كما أكجو شكرم لؤلساتذة اؼبناقشت الذين تقبلوا بصدر رحب مناقشة ق التقدير كاالحتاـ ىذه اؼبذكرة كربملوا أعناء قراءهتا ،فليتقبلوا مت فائ

كاألكيد ال أنسى شكرم اػبالص إذل كل من كقف جبانيب كساعدين خاصة اياتدصديقة حليمة اليت كقفت معي كقفت أخت كزميلتها ى

الموضوعات فهرس

:رسػفه

مقدمة

اؼبدخل:ماىية التصوؼ

01 .................................................................. مفهـو التصوؼ

05 .............................................................. التصوؼ اإلسبلمي

07 ........................................................... التصوؼ يف ببلد اؼبغرب

11 ........................................................ مفهـو التصوؼ عند األمت

التعريف بصاحب اؼبدكنةاألكؿ:الفصل

كؾباىدا اؼببحث األكؿ: األمت عبد القادر شاعرا

14 ............................................................... أصل األمت كأسرتو

15 ........................................................................... نسبو

15 ..................................................................... مولده كنشأتو

17 ................................................................شيوخ األمت كأئمتو

20 ................................................................. بناء األمت لدكلتو

23 ............................................................................ كفاتو

25 ............................................................................ هآثار

30 ............................................. اؼببحث الثاين: شعر األمت عبد القادر :

32 ................................................................ معادل شعر البنيوية

33 ..................................................... األغراض اليت نظم فيها األمت

الفصل الثاين: التصوؼ يف شعر األمت عبد القادر

46 ................... طريق التصوؼ. إتباعاؼببحث األكؿ :األسباب اليت دفعت األمت إذل

46 .................................................................. النزعة اإلنسانية

47 .......................................................... انتماؤه إذل آؿ بيت النيب

48 .............................................................. تربية الدينية الصوفية

48 ...................................................... إيبانو الشديد بالقضاء كالقدر

49 ........................................................... ؿباربتو التقليد كاؼبقلدين

50 ....................................... تركو اغبياة السياسية كالعسكرية بعد استسبلمو

51 ..................................... اؼببحث الثاين : اؼبراحل التارىبية لتصوؼ األمت

51 ........................................ اؼبرحلة األكذل :مرحلة التلقن كالتعلم كاؼبطالعة

52 ................................................ اؼبرحلة الثانية :مرحلة الفتوة كاؼبرابطة

53 ............................................... اؼبرحلة الثالثة :مرحلة التأمل كالتفكت

54 ............................................... اؼبرحلة الرابعة :مرحلة النضج كالتعبت

55 ................................... اؼببحث الثالث :مقامات األمت كأحوالو كؾباىداتو

56 ....................................................................مقامات األمت

57 .......................................................................... أحوالو

59 ......................................................................... ؾباىداتو

64 .......................................................... الرموز الصوفية عند األمت

الفصل الثالث :ربليل بعض قصائد األمت الصوفية

72 ........................................................................ طلق أنا م

80 .................................................................. يا عابد اغبرمت

81 .......................................................................... أنا حق

82 ................................................................. أرل الذم أفناين

83 ........................................................................... أيا أنا

84 .................................................................. ى لو احملبوب لذب

84 ...................................................................... غدامن يا

خاسبة

فهرس اؼبصادر كاؼبراجع

مقدمة

مقدمة

أ

مقدمةاهلل على اؼبتجلي إليو كاؼببعوث يف أكمل شريعة ىاغبمد اهلل الذم خلق العادل يف أكمل صورة كصل

كأحسن ستة ؿبمد بن عبد اهلل كعلى آلو كصحبو،كبعد. إذل البحث عن حقائق الوجود كأسراره فبتطيا يف ذلك تأمبلتو ،كما لقد نزع اإلنساف منذ فجر التاريخ

ا أف اإلنساف يبتاز يبنحو عقلو من إمكانات إلدراؾ ظواىر األشياء كالعبلقة بت عناصرىا ،كدب:إحدانبا مادية كأخرل ركحية ،فبل ريب أف اعبانب الركحي قد أثبت حضوره ،كنشاطو يف بطبيعيتت

مبتغاه بالنبض الركحي للوصوؿ إذل عملية التفكت كالتأمل،من ىذا اؼبنطلق كاف ىدؼ الصويف ككمعاعبة أدكائها حينما أخذ حقيقة اؼبنشودة ،كقد أىاب الصويف دبعرفة الذات كالكشف عن أسرارىا

.مطلبهااؼبؤثرات اليت يبكن أف تشغلها عن ن دبجاىدة نفسو كعزؽبا عكمن ىذا اؼبنطلق رأيت أف أدرس التصوؼ يف شعر شخصية بارزة يف عادل التصوؼ كاألدب كالفكر

كهبذا حددت اؼبوضوع كاآلب: كاعبهاد عرب الشاعر الصويف اعبزائرم عن خواجل نفسو " النزعة الصوفية يف شعر األمت عبد القادر "فقد حدلإ عديلقو ىذا كلو من خبلؿ الشعر الذم اكنوازغو الركحية كصور أحاسيسو كمشاعره ذباه خ

القنوات اليت تساىم يف إثبات تاريخ األمم كتسجيل كقائعو فشعر األمت الصويف وبتل مكانة خاصة كما يبثلو األمت من رمزية على صعيد تارىبنا النضارل كالقومي.

ؽبذا اؼبوضوع مبت على سببت :سبب ذاب :ىو رغبيت الشخصية يف معرفة عادل اختيارمكلقد كاف األمت عبد القادر عنديتمثل يف ؿباكلة التعرؼ أكثر على التصوؼ :التصوؼ ،كآخر موضوعي

التصوؼ يف مبادئاعبزائرم ،الذم يعد أحد أقطاب الطريقة القادرية كالذم تلقن كتعلم كطالع اؼبرحلة األكذل من مراحل حياتو.

مقدمة

ب

البحث :ما قيمة كلعل التساؤالت اليت تطرح يف ىذا اؼبقاـ تكوف اإلجابة عنها احملور األساسي ؽبذا ىي أسسو ؟ كما التصوؼ يف حياة األمت عبد القادر ؟ كىل عرب عن ىذا التصوؼ يف شعره

؟ كمظاىرهز على كعلى اؼبنهج الوصفي التحليلي الذم يرت باالعتمادككل ىذه التساؤالت أسعى ؼبعاعبتها

اعتماد كي يساعدنا علىعليو غاؿتاالشفكاف البد من اؼبطركحةاؼبوضوعية كالتحقق من النظريات من عملية ىذه اؼبوضوعية ،ب معاعبة اؼبوضوع بدراسة كصفية ،فوصف اغبقائق كتقريرىا يسهل

البحث خاصة كأف اػبركج عن اإلطار اؼبنهجي يؤدم إذل التهاكف يف أخذ اؼبعلومة أك تركها.ـو التصوؼ من يف اؼبدخل مفه تناكلتكقد قسمت البحث إذل مدخل كثبلثة فصوؿ كخاسبة حيث

ظهوره كأصلو كتعريفو ،كبعدىا بدئاؼبتصوفة يف اختلف،فقد االصطبلحيةالناحية اللغوية كالناحية الكتاب كالسنة كأحواؿ تطرقت إذل التصوؼ اإلسبلمي كمفهومو كالذم يعد مبناه األساسي ىو

اؼبدارس الصوفية ازدىرتعليو كسلم ب ربدثت عن التصوؼ يف ببلد اؼبغرب حيث الرسوؿ صلى اهللبتأقلمها مع كاقع ؿبضةيف الدكؿ اؼبغاربية منها اعبزائر ،كأخذت ىذه اؼبدارس خصوصيات مغاربية

اجملتمع احمللي الثرم بتنوع ثقافاتو اؼبكتسبة عرب العصور ،كبعدىا كصلت إذل مفهـو التصوؼ عند ن معت أم تصوؼ آخر ألف فيو ما يزيد ع األمت الذم كاف شديد اإليباف أف التصوؼ اإلسبلمي

اإلسبلـ يف جوىره شريعة دنيوية كأخركية.كربدثت يف الفصل األكؿ عن األمت كشاعر ،حبيث قسمت ىذا الفصل إذل مبحثت فتناكلت يف

اؼببحث األكؿ أصل األمت كأسرتو كنسبو ب مولده كنشأت بعدىا ذكرت شيوخو كأئمتهم من أبرزىم دكلتو النيب صلى اهلل عليو كسلم كالشيخ األكرب ؿبي الدين بن العريب ب تطرقت إذل كيف بت األمت

كنظمها من خبلؿ اعبانب السياسي كالتنظيمي ب اعبانب التعليمي ،كبعدىا ذكرت كفاتو كأىم آثاره الشعرية . النثرية ك

مقدمة

ج

اؼببحث الثاين ربدثت فيو عن شعر األمت عبد القادر كذكرت معادل شعره البنيوية حيث يعد اأممعجمو الفت ثرم بركافد تتجاكز العصر الذم عاش فيو كبعدىا تطرقت لؤلغراض اؼبختلفة اليت نظم

.اخل.......فيها األمت كالغزؿ كاؼبدح كالفخر كاغبماسة كالوصفالتصوؼ يف شعر األمت عبد القادر ،كالذم كاف جزاءا من حياة أسرتو كالفصل الثاين تناكلت فيو

اليت ربتو عليو حيث قسمت ىذا الفصل إذل ثبلثة مباحث : ربدثت يف اؼببحث األكؿ عن أسباب تو إذل بيت النبوة كتربي كانتماؤهاليت دفعت األمت إلتباع طريق التصوؼ من أبرزىا النزعة الصوفية

كغتىا.الدينية الصوفية إذل أربعة مراحل انقسمتاألمت حبيث لتصوؼ التارىبيةأما اؼببحث الثاين فكاف عنوانو اؼبراحل

كالتعلم كاؼبطالعة كمرحلة الفتوة كاؼبرابطة . التلقن: مرحلة أساسية منهاأما اؼببحث الثالث فتناكلت فيو مقامات كأحواؿ كؾباىدات األمت ب ذكرت الرموز الصوفية اليت

. كظفها يف أشعاره كاػبمر كاغببيبة اختتشرح كربليل بعض من مباذج شعر األمت الصويف حيث ةكالفصل الثالث سعيت إذل ؿباكل

" . أنا" أيا كقصيدة اؼبطلق " أنابعض من اؼبقطوعات كالقصائد مثل قصيدة "

لو اؼبناسبةضوع كرسم اػبطة اؼبو اختياراؼبتوصل إليها بعد النتائجكسبثل اػباسبة خبلصة العمل كأىم عليها القرآف الكرن ،ب اعتمدتاؼبصادر كاؼبراجع ،فمن اؼبصادر الرئيسية اليت استعماؿيأب مرحلة

منظور البن "لساف العرب"للمعلم بطرس البستاين ،ك "ؿبيط احمليط "أمهات الكتب مثل كتاببعض الكتب اليت تناكلت التصوؼ على مدتتاع،كإلثراء ىذا البحث كالوقوؼ على حقيقة أمره

أليب نصر سراج الطوسي ككتايب "اللمع " ككتاب لعبد الكرن القشتم ، "الرسالة القشتية"مثل : كرجعت إذل بعض اؼبراجع اغبديثة كالرسائل اعبامعية .القادر عبد شعر"لؤلمتديواف "ك "اؼبواقف"

اؼبثبتة يف قائمة اؼبصادر كاؼبراجع. كالبحث مهمة صعبة كؽبذا فإين كاجهت بعض الصعوبات ىي:

مقدمة

د

.شساعة اؼبوضوع كشعبو إذ أنو ينفتح على عاؼبت رحبت عادل التصوؼ كعادل الشعر - .كثرة اؼبراجع كصعوبة التحكم فيها كضبطها كذلك بسبب قلة اػبربة كالتجربة -

و إليها كذلك ألف الذات الصوفية كما يبكن أف أقولو فعبل ىو أنت دل أبلغ الغاية اليت كنت أصباغباؼبة كخيالو رأياهالشاعرة عميقة عمق اجملاىيل الدفينة يف النفس ،كاليت حاكؿ الصويف تصويرىا يف

يصعب عليو أف يصل إذل دالشاسع مستعينا يف ذلك حبسو الصويف ،كمهما يبلغ اإلنساف من العلم قاعبميل لذكم الفضل علي يف ىذا اؼبقاـ أتقدـ ب فاعتافادرجة أعلى بدكف مساعدات كتوجيهات ،

مرشداعبليل إذل أستاذم اؼبشرؼ األستاذ"أضبد بشرم" كالذم كاف خت كاالحتاـبالشكر اعبزيل كأحسن معت رل يف مشوارم ىذا ،كي يأخذ ىذا العمل طريقو السوم ،كأشكره على صربه معي

.كنصائحو القيمة اليت أعطت ؽبذا العمل منهجا سليماعلى إقباز ىذا البحث مساعدبإذل كل من أسهم يف ك اهلل جبل كعبل أف هبزيو خت جزاء فأسأؿ

بكلمة طيبة. كلو

مدخل ماهية التصوف

مدخل ماهية التصوف

1

دـتمهيإف اإلنساف يف صراع دائم منذ كطئت أقدامو ىذه األرض،كؼبا عجز عن الوصوؿ إذل إهباد حل ؼبشكبلتو كصراعو الداخلي عبأ إذل اهلل عز كجل كتفرد بو كأصبح يناجيو يف ذاتو اإلؽبية فكانت ىذه

انو كاشتياقو إذل ، شاكيا إليو األمة كحرم ، متوجها إذل خالقو اؼبناجاة إشراقا كتقربا إليو طمعا يف حبو، كمن ىذا انبثق ما يسمى بالتصوؼ أك اؼبتصوؼ كظبي هبذا االسم ألنو قربو كالنظر إذل كجهو الكرن

ينفرد إذل اهلل عز كجل لذاتيتو كليس لدينو أم ليس طمعا يف جنتو كإمبا طمعا يف رضاه. فأكؿ سؤاؿ يواجهنا، ما ىو التصوؼ ؟

/ مفهوم التصوف:1 : أ/ لغة

، كيقاؿ : صاؼ يصيف صوفا صار ذا صوؼ صوؼيجاءت كلمة التصوؼ من صاؼ الكبش " ماؿ كتصوؼ الرجل تصوفا صار صوفيا كزبلق : ، كصاؼ عت كجهو أيضاصيفا صيفوفة من الياء

الطبائع" ك"الصويف عند أىل التصوؼ من ىو بنفسو باؽ باهلل تعاذل مستخلص من بأخبلؽ الصوفيةاغبقائق نسبة إذل الصوؼ أك سوفوس باليونانية دبعت اغبكمة ك"التصوؼ التخلق متصل باغبقيقة

الشرعية ظاىرا ك"التصوؼ مذىب كلو جد فبل ىبلطونو داباآلباألخبلؽ اإلؽبية كىو الوقوؼ مع ىو الذم هباىد لطلب "كاؼبتصوؼ : ..الربية. موافقو بشيء من اؽبزؿ كقيل ىو تصفية القلب عن

" يةصوفلدرجة اك" التصوؼ طريقة سلوكية قوامها التقشف كالتحلي 1وؼ ىو الذم يشبو نفسو بالصويف "ستص"اؼب

اليت يعتقدىا اؼبتصوفة اؼببادئك" كعلم التصوؼ ؾبموعة من ،بالفضائل ، لتزكو النفس كتسمو الركح "

525:ص1987-طد.–مكتبة لبناف :لبناف –ؿبيط احمليط –بطرس البستاين - 1

مدخل ماهية التصوف

2

كالعارؼ تأدبوف هبا يف ؾبتمعاهتم كخلواهتم ،ك" الصويف من يتبع طريقة التصوؼ يب اليت ادكاآل 1بالتصوؼ ".

كيف الرسالة القشرية يف باب التصوؼ :" قاؿ األستاذ :الصفاء احملمود بكل لساف ، ضده الكدكرة كىي مذمومة ....خرج الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم متغت اللوف ،فقاؿ ذىب صفو الدنيا كبقي

2الكدر فاؼبوت اليـو ربفة لكل مسلم "."غلبت على ىذه الطائفة فيقاؿ : رجل صويف كللجماعة إهناسمية كقاؿ أيضا مشتا إذل معت الت

"الصوفية ألف اغبق من صافاىم كأخلص ؽبم النعم دبا أطلعهم عليو كمن يتوصل إذل ذالك يقاؿ لو :نبهم كإقباؽبم رتفاعابصف األكؿ بت يدم اهلل عز كجل " ظبو صوفية ألهنم يف :كقيل. متصوؼ "

3على اهلل تعاذل بقلوهبم ككقوفهم بسرائرىم بت يديو " :صطبلحااب/

، فقد حاكؿ الكثتكف كضع تعريف شامل جامع لضبط ماىيتو ،تعددت مفاىيم كتعاريف التصوؼ كقد كصلوا إذل حقيقة كاحدة عربكا عنها بصيغ ـبتلفة ك لكنها متقاربة يف مضموهنا ،كيف الواقع أف

دىم اجكإمبا أرادكا التعبت عن أحواؽبم اػباصة كمو فيوف دل يقصدكا تعريف التصرؼ تعريفا علمياالصو كمن أىم ىذه التعريفات سب مقامو،حبكينطق ، فكل كاحد منهم يعرب عما كجد يف غبظة معينة ،

قاؿ ك .4:" ىو أخبلؽ الكريبة ظهرت يف زمن كرن من رجل كرن مع قـو كراـ " نذكر قوؿ القصابكقوؿ ركن :"ىو البقاء مع اهلل على ما يريد ال سبلك .نيد :"ىو أف يبتلك اغبق عنك كوبييك بو "اعب

."ىو أف تكوف مع اهلل ببل عبلقة " :كقوؿ ظبنوف .شيئا كال يبلك شيئا"

إستانبوؿ –اؼبكتبة اإلسبلمية للطباعة كالنشر -1ج–اؼبعجم الوسيط –إبراىيم مصطفى،أضبد حسن الزيات ،حامد عبد القادر ،ؿبمد علي النجار - 1

529،ص2ط: -تركيا– 2162،ص1981-د،ط –مكتبة كمطبعة ؿبمد علي صبيح كأكالده –:الرسالة القشتية القشتم - 05الصويف يف الشعر العريب اغبديث :رسالة لنيل شهادة اؼباجستت يف األدب العريب اغبديث :حفيظة سليماين إشراؼ أ،د ؿبمد عباس ،صاؼبنحى -3 150مرجع سابق ص–:الرسالة القشتية القشتم - 4

مدخل ماهية التصوف

3

عن الصويف أنو قاؿ : كاف كما نقل الطوسي أبو نصر سراج يف كتابو الذم يعد أقدـ مرجع صويف يبثل ذالك نقل عن أيب اغبسن الكناد : ىو " ك صويف "وم ، فاستثقل ذالك فقيل : األصل صف

.1مأخوذ من الصفاء كقاؿ بشر ابن اغبارث:" الصويف من صفت هلل معاملتو ، فصفت لو من اهلل عز كجل كرامتو " كقاؿ

ـز .فمن ل.كلكل حالة أدب كلكل مقاـ أدب . أبو حفص :" التصوؼ كلو أدب ، لكل كقت أدبع اآلداب فهو بعيد من حيث يظن القرب ، كمردكد من ضيكمن ،األكقات بلغ مبلغ الرجاؿ دبأ

حيث يرج القبوؿ ...كحسن أدب الظاىر عنواف حسن أدب الباطن ألف النيب صلى اهلل عليو كسلم 2قاؿ :"لو خشع قلبو ػبشعت جوارحو ".

خبلؽ الطبيعية، الربية كمفارقة األ وموافقأنو : تصفية القلب عن احمليط كقد كرد يف معجم ؿبيطة الدعاكم النفسانية كمنازلة الصفات الركحانية ، كالتعلق بعلـو اغبقيقة بكإطباد الصفات البشرية كؾبان

مة كالوفاء هلل تعاذل على اغبقيقة كإتباع الرسوؿ كاستعماؿ ما ىو أكذل السرمدية كالنصح عبميع األ، كقيل بدؿ اجملهود كاألنس باؼبعبود ،كقيل االختيارعة كقيل ىو ترؾ صلى اهلل عليو كسلم يف الشري

3...مراقبة األحواؿ كلزـك األدب ابنفذكر ، كما اختلف الناس يف بدئ ظهور ىذه الكلمة كاستعماؽبا كاختبلفهم يف أصلو ك تعريفو

يف القركف الثبلثة خلدكف يف ىذا أف لفظ الصوفية دل يكن مشهورا ابناعبوزم ك ابنة ك سبقو يتيمالتكلم بو بعد ذلك كقد نقل التكلم بو عن غت كاحد من األئمة ك الشيوخ اشتهرك إمبا ،األكذل

الثورم كقد ركم عن سفياف،أيب سليماف الداراين ك غتنبا،أضبد بن حنبل :كاإلماـ

150اؼبرجع نفسو ص - 1 08ص–مرجع سابق –اؼبنحت الصويف يف الشعر العريب اغبديث - 2 525مرجع سابق ص –ؿبيط احمليط –البستاين بطرس - 3

مدخل ماهية التصوف

4

كن يف زمن دل ي سماالكقاؿ السهركدم:"كىذا .كبعضهم يذكر ذلك عن اغبسن البصرم ،أنو تكلم بوب نقل عن اغبسن البصرم كما نقلناه -كقيل كاف يف زمن التابعت،رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم

إال اؼبائتت من اؽبجرة العربية ". سماالدل يعرؼ ىذا كقيل : عن الطوسي أيضا_ب قاؿ : .سم ؽبؤالء األكابر قبل اؼبائتت من اؽبجرة ":"اشتهر ىذا اإل كقاؿ القشتم

ىاشم الكويف أكؿ من لقب بالصويف ك دل يسم أحد قبلو هبذا باأف أ كصرح عبد الرضباف اعبامي :" 1االسم ".

فمنهم نيكاسوف ،كيعدكف من موارل الصوفية ك أنصارىم، أما اؼبستشرقوف الذين كتبوا عن التصوؼسنة لكويف اؼبتويفىاشم ا باة التصوؼ أطلقت أكؿ مرة على أفظفإنو يرل مثل ما يراه اعبامي أف ل

كلكن اؼبستشرؽ الفرنسي اؼبشهور ماسينيوس يرل غت ذلك فيقوؿ :كرد لفظ الصويف ألكؿ ،ق150عت بو جابر بن حياف ، كأبو ىاشم نمرة يف التاريخ يف النصف الثاين من القرف الثامن اؼبيبلدم إذ

الكويف. ل فتنة قامت باإلسكندريةـ يف ظ814 /ق 189اليت ظهرت عاـ "أما صيغة اعبمع "الصوفية

ا نشأ يعيذىب من مذاىب التصوؼ اإلسبلمي يكاد يكوف شم فكانت تدؿ قرابة ذالك العهد على، إذف فكلمة صويف كانت أكؿ أمرىا مقصورة على الكوفة أئمتو يف الكوفة ، ككاف عبدؾ الصويف آخر

."2 يف أصلو كاشتقاقو كحده كتعريفو ففيو ، فكلما اختل فف أمر التصوؼ كلو ـبتلأقوؿ يبكن ال كىكذا

، ره كمرجعوصديف منبعو كمأخده كم فكؿ من ظبي كلقب بو كذالك اختلأ، كبدئو كظهوره ، كيف كىناؾ من قاؿ أنو .كىناؾ من قاؿ أنو ال عبلقة لو باإلسبلـ إطبلقا تفهناؾ من قاؿ أنو إسبلمي حب

3كاؼبسيحية كغتىا .كليد أفكار ـبتلطة من اإلسبلـ كديانات أخرل كاليهودية

47،48ص – 1ط:–القاىرة ،مصر -دار اإلماـ اجملدد–إحساف إالىي ظهت :التصوؼ اؼبنشأ ك اؼبصادر - 1 49،50اؼبرجع نفسو :ص - 2 57ص اؼبرجع نفسو - 3

مدخل ماهية التصوف

5

/ التصوف اإلسالمي :2واؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ، حالتصوؼ اإلسبلمي اغبقيقي مبناه على الكتاب كالسنة كعلى أ

كإف تعرجت مؤخرا تعاليم التصوؼ كتلونت بعض فركعو ألوانا عدة ، كاذبهت تلك الفركع اذباىات كالسيما يف ، احملدثت يف اإلسبلـ من ىنود كفرس كمسيحيتـبتلفة بسب اؼبذاىب اؼبورثة للداخلت

فتجم اؼبسلموف كتبا كثتة من ع عليو اؼبأموف ، كمن بعده اػبلفاء العباستشجعصر التصبة الذم التصوؼ اؽبندم كالفارسي كاليوناين ، كطمعت بعض فركع التصوؼ اإلسبلمي اػبالص هبا دخل

يف التصوؼ اغبديثة أك القديبة كبعض الذاىب اؽبندية كالفارسية طونيةبلعليها من النزاعات األف 1 "كلكل دين تصوفو كطبعو ."اسخ كما إذل ذالكتنكنظرية اغبلوؿ كاإلرباد كالتقمص كال

كمع ذالك ظل التصوؼ اإلسبلمي الصميم كالذم مصدره الكتاب كالسنة قائما على حالة يف صدكر تواليف اغبسن البصرم كالقشتم كأيب طالب اؼبكي كالسراج كالغزارل رجالو كيف الكتب اإلسبلمية ك

2ة سول اهلل ".بباغبلوؿ كالقائل :" أنا اغبق كما يف اعب ؿكشد عن ذالك أمثاؿ اغببلج الذم قا: "أبو مدين" كذالك ألنو ػبن عريب ، الذم يبكننا اعتباره الوريث الشرعي لاكرب ؿبي الدين كالشيخ األ

تباع الرجل ككاف دائما يتكلم عنو باحتاـ كإجبلؿ بقولو : " أقة كثيقة مع كثت من كاف على عبل، كلقد من صبيع اؼبتصوفة على مر العصور شيخي" كما أنو كاف غزير اإلنتاج بل إنو أكثر غزارة

و أنو كاف ؾبربا على الكتابة ، كذالك لبحثو عن اإلسبلـ كاػببلص من اتبن عريب " يف كتاباكشف " ف أكاف ىبشى تلقها، متبلكو القدرة اػباصة اليت باب الفكر اؼبضت الذم كاف يلح عليو ، كلوعيو ذاعئتت اكقبل موتو قدـ قائمة دب ل إليو فيما بعد كتابات ليست من تأليفو ، ككانت خشيتو يف مكاهناعز ت

كصل إلينا من ككل ما 3كتاب فصوص اغبكم " ك" الفتوحات اؼبكية ""كسبعت كتابا من أنبها : كرب آثار الشيخ األ

126اؼبرجع نفسو :ص - 1 126اؼبرجع نفسو :ص - 2 108ص –مصححة كمنقحة –طبعة جديدة –دمشق –سورية – الفر قددار –ة فاركؽ اغبميد ترصب ؟ماصوفية–مارتن النغ - 3

مدخل ماهية التصوف

6

.كشعرا مازاؿ يلعب دكره يف اغبياة السالكت إذل ىذا اليـو ىثريا ال يضاى ايعترب حبق كنز كبرأيو من فكرة اغبلوؿ قولو ، .نبياء بساحلو " ضنا حبرا كقف األحيقوؿ ؿبي الدين بن عريب :"

عن اقتبسوه كمابالسكر كغلبة اغباؿ كأكثر األعاجم خلطوا بت الفلسفة الفارسية القديبة أك اؽبندية .نية اغبديثة كبت تصوفهم اػباصطو بلاليونانية كاألف

األئمة اؼبعتمدين يف علم التصوؼ ، حيث فسر أف أحد كىو (الرسالة)كذكر القشتم صاحبككفاءه ، كالفاء هككد هيف مركب من أربع حركؼ : فالصاد صربه كصدقو كصفاءه ، كالواك جدالصو

.إذل حضرة مواله فكالياء ياء النسبة هبا أضي ، هكفقد هفقر يف تعريف جامع شامل كإف اؼبتصوفت دل يعرفوا رهصكمن الواضح أف التصوؼ اإلسبلمي اليبكن ح

اليت عايشوىا كاختربكىا كقد بلغت ىذه التعاريف من داهتمكؾباى من خبلؿ أحواؽبم التصوؼ إالالكثرة العددية حىت قاؿ أحد شيوخ التصوؼ : "إف قد حد كرسم كفسر بوجوه تبلغ كبو األلفت ،

.1مرجع كلها إذل التصوؼ صدؽ التوجو إذل اهلل دبا يرضاه من حيث يرضاه" الصوفية كردىا إذل السببت نبا:يف تعاريف الساحقة بن خلدكف الكثرة العددية اكالحظ

أحواؿ البداية كقوؿ بفمن اؼبتصوفت من عرب . ختبلؼ أحواؿ اؼبتصوفت ، كتطور اغبياة اإلسبلمية اكاػبركج من كل خلق ديت ".كقوؿ القصاب:" ىو ت:" التصوؼ الدخوؿ يف كل خلق س مرير غبا

كمنهم من عرب بأحواؿ النهاية ، فقد .ـأخبلؽ كريبة ظهرت يف زماف كرن من رجل كرمب مع قـو كرا.كقاؿ أيضا :"التصوؼ ذكر من 2عبلقة " سئل اعبنيد عن التصوؼ فقاؿ : " أف تكوف مع اهلل ببل

،باغبقائق األخذكقاؿ معركؼ الكرخي:"التصوؼ ." إتباع، كعمل مع عما تاس نجتماع ، ككجد ما ئق ".بلكاليأس فبا يف أيدم اػب

114ص –مرجع سابق –األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا –فؤاد صاحل السيد - 1 -1ط.–لبناف –بتكت – دار الكتب العلمية –السراج الطوسي : اللمع يف تاريخ التصوؼ اإلسبلمي صححو كامل مصطفى اؽبنداكم - 2

129ص

مدخل ماهية التصوف

7

:" التصوؼ خلق، فمن زاد عليك يف اػبلق فقد زاد عليك يف الصفاء ".كقاؿ الشبلي: " كقاؿ الكناين 1ىم". التصوؼ اعبلوس مع اهلل ببل

كخبلصة كل ىذا ، إف أفضل طريق للحكم على طائفة معينة كفئة خاصة من الناس ىو اغبكم اؼببت وثوؽ هبا لديهم بذكر النصوص على أرائهم كأفكارىم اليت نقلوىا يف كتبهم اؼبعتمدة كالرسائل اؼب

قوؿ الناقلت نيعتمد على أقواؿ اآلخرين ك عليها اغبكم ، كيؤسس عليها الرأم كال كالعبارات اليت يبت اغبكم كاستنتاج النتيجة . استنباطعلى صحة بلستشهادل، اللهم إال

الصحيحة اؼبستقيمة إال أهنا ىي الطريقة ؛كرغم أهنا طريقة كعرة كشائكة كصعبة كقل من يسلكها هم كؽبذا عندما نتعمق يف تعاليم الصوفية األكائل كاألكاخر ، كأقاكيل يها العدؿ كاإلنصاؼ ،ضاليت يقت

اؼبنقولة منهم ، كاؼبأثورة يف كتب الصوفية القديبة كاغبديثة نفسها ، نرل ىا يف ستة سيد اػبلق فرقا شاسعا بينهما كبت تعاليم القرآف كالسنة ، ككذالك القبد جذكرىا كبذكر

اراىنعكس ذالك بؿبمد صلوات اهلل عليو كأصحابو الكراـ الربرة خيار خلق اهلل كصفوة الكوف ، بل مأخوذة مقتبسة من الرىبنة اؼبسيحية ،كالرىبنة اؽبندككية ، كتنسك اليهودية ، كزىد البوذية كالفكر

2...كغتىا . اجملوسياإليراين الشعويب ف في بالد المغرب : التصو /3

ف اغبقيقة أثبت بأف أتعود إذل اؼبشرؽ العريب إال اإلسبلمية رغم التاريخ السائد أف أصوؿ التصوؼعموما كاعبزائر على كجو اػبصوص سبتد جذكرىا إذل العريب معظم التيارات الصوفية يف اؼبغرب

فية مع بداية اكبطاط اغبضارة مسلمي األندلس عن طريق اؼبغرب األقصى، كقد ازدىرت اؼبدارس الصو يف معظم االندماجيةالعادل اإلسبلمي كبركز التيارات البلئكية ذـاإلسبلمية كسقوط اػببلفة كتشر

كاعبزائر كاؼبغرب كتونس كأخذت خصوصيات مغاربية ، االستعمارالدكؿ اإلسبلمية الرازحة ربت نت تو اؼبكتسبة عرب العصور كاغبضارات اؼبتعاقبة اثقافة بتأقلمها مع كاقع اجملتمع احمللي الثرم بتنوع ضؿب

240ص –مرجع سابق –القشتم :الرسالة القشتية - 1 58مرجع سابق :ص – اؼبنشأك اؼبصادرظهت : كتاب التصوؼ االىي إحساف - 2

مدخل ماهية التصوف

8

فبا ساىم آنذاؾبالفكر السياسي السائد ااقتداءي أك تبعية قعن كل نفوذ مشر استقبلؽبامعلنة بذالك 1يف استقرارىا كترسيخ فكرىا.

كيبدك أف كل الطرؽ الصوفية يف اؼبغرب عموما كيف اعبزائر على كجو اػبصوص تعود جذكرىا إذل لية كاػبلوتية كاغبضرية (، دكف سواىا كمع ظهور ذرية كالشادرار الصوفية األربعة الرئيسية :) القاسأ

كعبد هاإلسبلـ اإلصبلحي يف العادل اإلسبلمي على يد كل من صباؿ الدين األفغاين ، كؿبمد عبدالتقليدم من اغبميد ابن باديس ، أصبح للطريقت دكر مزدكج يتمثل يف مقاكمة كل مساس باإلسبلـ

من جهة أخرل ، علما أف الزكايا يف اعبزائر تنتمي كلها احدجهة كاحملافظة على قيم كل مدرسة على لشيخ أبو القادر اعبيبلين كالشاذلية نسبة إذل اؼبدارس الصوفية اؼبشهورة : القادرية نسبة لشيخ عبد

باستثناء السنوسية اليت تنتمي إذل اغبسن الشاذرل كاػبلوتية نسبة إذل الشيخ ؿبمد الفارسي اػبلوباليت أنشئها الشيخ عبد العزيز دباغ خبلؿ القرف السابع عشر ميبلدم كطورىا 2اؼبدرسة اػبضرية

الشيخ ؿبمد سيدم علي بن السنوسي اػبطايب ،كقد بت الدكتور عمار طاليب يف اؼبدخل إذل اغبياة الزكايا خبلؿ ازدىار ، ذم تناكؿ فيو الفكر الباديسيالعقلية كالنهضة اغبديثة يف اعبزائر من كتابو ال

لقد سيطرت الطرؽ الصوفية على الفكر اإلسبلمي كاجملتمع اؼبغريب يف :" القرف التاسع عشر بقولوزاكية كعدد اؼبريدين أك اإلخواف 349القرف التاسع عشر ،سيطرة مذىلة فبلغ عدد الزكايا

.تيبدكرىم طريق أصبحواالصوفية ا دبعارضتهمكالفقهاء الذين عرفو ، مريد 295,000

بن باديس يقوؿ عن اأما اؼبفكر اعبزائرم األستاذ "مالك بن نيب" الذم كتب مقدمة كتاب آثار أك "اؼبرابطة " أما ابن باديس فقد جاء يف فتة جددت فيها النزعة الصوفية" : باديس نفسو

ما كمربيا بناءا كمؤمنا حف ابن باديس مناظرا مفلقد كا ": دكرة اؼبرابطت" كيضيف"صوفية تال"" ىذه الشهادة من مفكر عارؼ بأمور اعبزائر تدحض حجج اؼبتقولت ...متحمسا كصوفيا كاؽبا

بل كاف يف حقيقة األمر وبارب البدع اؽبدامة كاػبرافات بأف ابن باديس كاف وبارب التصوؼ ،

20 - 19الطبعة األكذل :ص –التصوؼ يف ببلد اؼبغرب العريب :دار القدس العريب –بلحيا اكيةبود - 1 20ص –اؼبرجع نفسو - 2

مدخل ماهية التصوف

9

كمع شذكذ بعض الزكايا اليت عرفت بدكرىا غبنيف ،اؼبشينة اليت نالت من قدسية الدين اإلسبلمي اخولو لؤلكطاف مقاكمة دالفرنسي منذ بداية ستعماراالإال أف األغلبية الساحقة قاكمت السليب ،

الوجهة البلئقة بالرغم من تكالب وباسلة ،كما كاف ؽبا دكر فعاؿ يف تنشيط اجملتمع كتوجيهكاالستفادة من نفوذىا كيف نفس الوقت التشكيك يف النزعات اؼبعرضة اؽبادفة إذل استمالتها

األمر الذم أدل للحفاظ على مركزىا ، ستعماراالاستقامتها بل كرميها بتحريف الدين كالتعاكف مع 1ظرة العامة إليها.نعلى طوؿ اؼبدل إذل تشويو ظبعتها كبالتارل تغيت

منها األمت عبد القادر اعبزائرم ىي: كمن أبرز ىذه الزكايا كاليت ينحدر

القادرية:ىي من أقدـ الطرؽ الدينية على اإلطبلؽ كبدكف منازع نسبة إذل الشيخ عبد القادر اعبيبلين كاليت

رباد الركح اأنشئت يف بغداد يف القرف الثاين عشر للميبلد ،كتتمثل فلسفة القادرية يف فناء الذات ك اإلحساف يف أظبى معانيو مبادئبواسطة طقوس تدرس اؽبستتيادرجة إذل نشائيإباػبالق يف تصوؼ

كحبلكة أك عرقي أك مذىيب يف ؿببة ملتهبة كتقول كىاجة كتواضع دائم ، 2كذلك بدكف سبييز جنسيمتناىية كالطريقة القادرية تفرعت إذل ؾبموعة من الزكايا من أبرزىا زاكية الشيخ ؿبي الدين كالد األمت

...انية كالزاكية القادرية الفوقانية كزاكية شبلظةحتالزاكية القادرية الت ك ر كزاكية بلحلوؿعبد القاد أما فركعها فهي أربعة:

:العيساوية أو العيساوة -1نقسمت اكاليت اؼبختارم اينيعيسى السفبن طريقة صوفية سبتد جذكرىا إذل الشيخ سيدم ؿبمد

.إذل ثبلثة فركع العمارية : -2

22-21اؼبرجع نفسو ص - 1 )بتصرؼ( 23:ص اؼبرجع نفسو - 2

مدخل ماهية التصوف

10

ع صيتها يف ببلد ذا نتشرت ىذه الزاكية ك اكقد أصوؽبا إذل الورل الصاحل سيدم عمار بوسنة ،تعود اؼبغرب العريب.

الكنوتية: -3أنشئت خبلؿ القرف السادس عشر ميبلدم يف قبيلة كنوتة كالية أدرار كقد أشرؼ على إنشائها

فريقيا سيدم عقبة بن سليل الورل الصاحل فاتح مشاؿ إ كىوم الشيخ عمر بن سيدم أضبد البكا نافع الفهرم.

: الفضيلة أو العينية -4الذم أصبح (أىل طبلب ـبتار قبلقمة)أنشئها الشيخ سيدم ؿبمد الفاضل الشنقيطي من قبيلة

1الوريث الركحي للشيخ البكام. كبعد ما ربدثت عن زكايا القادرية كفركعها البد أف أشت إذل أف األمت عبد القادر ينتمي إذل ىذه

من أكرب زكاياىا ،ففي ىذه الزاكية نشأ كاف يرأس كاحدة هالطريقة ،فهو يعد أحد أقطاهبا ككالدذباكز اػبامسة ترىب كتعلم كأتقن القراءة كالكتابة ،كؼبااألمت عبد القادر اجملاىد كاؼبتصوؼ كفيها

ا يف مسجد مبكر غحبيث نب لة من أحاديث الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ،صبحفظ كتاب اهلل ك حيث جلس للتفست يف مسجد الزاكية كما عرؼ عنو شاب ، الزاكية كتقلد مسؤكلية التدريس كىو

أنو كاف هبيد زبريج اآليات كوبسن تأكيل اؼبتشابو من القرآف.اؼبرحلة األكذل من مراحل التصوؼ يف مبادئم كطالع ن كتعلن أما تصوؼ األمت فقد بدأ عندما تلقن

يعاين التجربة الركحية الشخصية كدل يصل إذل األفق الركحاين اؼبشرؽ الذم يريد أف حياتو ،كلكنو دلينبغي علينا معرفتو ىو وبققو لنفسو عن طريق الذكؽ إال يف مراحل متقدمة من حياتو كأكؿ ما

2مفهـو التصوؼ يف نظر األمت . مفهوم التصوف عند األمير:

)بتصرؼ( 26،37،38،39اؼبرجع نفسو ص - 1 61عبد القادر :اغبياة الركحية ألمت عبد القادر :موفم للنشر :ص مؤسسة األمت - 2

مدخل ماهية التصوف

11

أم ألجل معرفة اهلل كإدخاؿ النفس ربت سبيل اهلل ،أف التصوؼ:"جهاد النفس يف يعترب األمتكيوجو 1 .سبيل اهلل " لشيء آخر من غت حكاـ الربوبية الاف إلذعاإل ك كاالطمئناف األكامر اإلؽبية ،

أك " هباىد نفسو بالرياضات الشاقة ألجل طلب جاه عند اؼبلوؾ ،: األمت ربذيره إذل الصويف الذم غبظوظ النفسية".اأك كبو ذلك من حصوؿ غت ، أك ، لصرؼ كجوه العامة إليو

. " راض نفسية كحظوظ شهوانيةغكوبذر األمت مرة ثانية من الذين تكوف عباداهتم :"مشوبة بأكالصوفيوف يف نظر األمت ىم ىؤالء اللذين عليهم :" أف يكونوا يف صبيع أحواؽبم كتصرفاهتم

2.مع اهلل تعاذل" حاضرين،أىل اهلل" كطورا "العارفوف" كمرة "أىل على الصوفيت ألقابا عديدة فهم تارة "كما أطلق األمت

كوباكؿ األمت من خبلؿ تعريفة ألىل اهلل أف يصحح بعض اؼبفاىيم اػباطئة الكشف كالعرض" ،يهم نىل اهلل الذين يعأف كاؼبتصوفتاليت كانت ترسخ يف أذىاف بعض الناس يف عصره عن التصوؼ

كيدخلوف ىؤالء الذين يأكلوف النار كيدخلوف مسامت اغبديد يف أشداقهم ، "ليسوا"األمت حبديثو ىو كيبشوف راكبت على ظهور األشخاص ليعرفهم العواـ ... ألف ما يصدر عن ىؤالء منو ما التنور

.ىو خواص نفسية يتوارثوهنا بينهم" كمنو ما عبدة كمنو ماىو سيمياء ،ش"الصوفية ىم سادات طوائف اؼبسلمت" كىكذا يبكن القوؿ أف اعتباركىبلص األمت برأيو إذل

معرفة اهلل عن طريق الرياضات الشاقة سبيلاألمت ىو: جهاد النفس يف عندمفهـو التصوؼ 3كالعبادة اػبالصة هلل كاغبضور الدائم مع اهلل .

التجريدم ، الفلسفي مالتنظت لك اعبهاز ىو ذ كأختا دبكن القوؿ أف التصوؼ عند األمت العملي الذم كوف من دكف شك اػبلفية اؼبعرفية اليت أطرت سلوؾ ىذا الرجل العظيم ، -كالسلوكي

كالذم سبكن من الربط البنيوم كاؽبيكلي بت مضامت التصوؼ كحركة اعبهاد ....فكوف التصوؼ

141ص 71: -اؼبواقف –األمت عبد القادر - 1 141،35،46اؼبصدر نفسو :ص - 2 116فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا ،مرجع سابق :ص - 3

مدخل ماهية التصوف

12

ككاف إسبلمو الصويف األمت عبد القادر اعبزائرم ،كالسلوكي التطبيقي عند يكالقيم ياؼبفاىيماعبهاز فإذا كاف اعبهادم كاحدا من اؼبرتكزات كالعناصر األساسية ؼبنظومة كنسق القيم عند األمت ،

لرفض اد البعض رؤية للعادل يؤسسها موقف"الرفض لو كهنج يف السلوؾ هبسد عملية نالتصوؼ عة طارئة على صفاء اؼبوطن البادية موضع الألنو ح االستعمارالقادر قد رفض ىذه" فإف األمت عبد

ؼبشاركة ك االتعبد كالصياـ كاألنس كالصلة ،كيسجد ىذا الرفض بسلوؾ اعبهاد الذم قاـ على اؼببايعة الشعبية ،كهبذا يكوف األمت قذ نقل التصوؼ من ذلك اؼبوقف الفرداين إذل موقف صباعي كمن

،كمن الذكؽ كالكشف إذل اعبهاد تن الصفوة إذل اعبماىموقف طبقي إذل موقف شعيب كمالذم وبقق ردبا يف نظر اؼبتصوفة من مبوذج األمت كمجددين يف التصوؼ رمزا لئلرباد كاالستشهاد

1مع العادل العلوم كالذات العلوية...إخل.تصوؼ آخر يزيد فيو على معت أم ككاف األمت مؤمنا أشد اإليباف أف يف التصوؼ اإلسبلمي ما

تع باغبياة دكف مفهو يأمر بالعمل كاعبهاد كالت شريعة دنيوية كأخركية ، هألف اإلسبلـ يف جوىر ار اآلخرة كال تنس نصيبك من فيما آتاؾ اهلل الدن ابتغ"ك :عدكاف مصدقا لقولو تعاذل إسراؼ ،كال

77/اآلية 28سورة القصص كأحسن كما أحسن اهلل إليك...." انيالدن ربدثت يف ىذا اؼبدخل عن مفهـو التصوؼ بصفة عامة لغة كاصطبلحا كربدثت أيضا عن ماكبعد

يف ببلد اؼبغرب ، ب انتقلت إذل التصوؼ كأف مبناه على الكتاب كالسنة مفهـو التصوؼ اإلسبلميألمت عبد عامة ب يف اعبزائر بصفة خاصة فذكرت أشهر الزكايا كمن بينها القادرية كاليت ينتمي إليها ا

ذم سأتطرؽ إذل التحدث عن مولده كنشأتو كشعره يف الفصل األكؿ.الالقادر اعبزائرم ك

161،162مؤسسة األمت عبد القادر : اغبياة الركحية لؤلمت عبد القادر : مرجع سابق :ص - 1

األول الفصل التعريف بصاحب المدونة

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

14

األمت عبد القادر شاعرا كؾباىدا :األكؿاؼببحث

: أصل األمير وأسرتو .1

الدراسة ملك عظيم يف ببلد اؼبغرب ألسبلفهاككاف مت عبد القادر إذل أصل مراكشي ،سرة األأتنتمي ن أسبلفهم عن مكأكؿ من نزح فوؽ جباؿ األطلس الشاـبة ، قت أعبلمها كبنودىاخففطاؼبا األقصى

كذلك عند من أعبلـ قسنطينة (سطيف)الذم نزؿ بقلعة بت ضباد قرب اكش عبد القوم األكؿ ،ر م ،الفنت يف اؼبغرب األقصى كيف عهد السيد مصطفى بن ؿبمد بن ـبتار اعبد األكرب لعبد القادر داداشتالسيما ك لة كىراف كبسطت نفوذىا على القبائل النازلة يف تلك النواحي ،ت األسرة أعبلمها يف إيابنص

يف عهد السيد ؿبي الدين كالد األمت عبد القادر ، كقد لعبت األسرة دكرا سياسيا بارزا يف عهد األتراؾ د األمت كال اغبكومة الرظبية ، ككاف ة ستقبلؿ القبائل النازلة يف اؼبناطق الداخلية ضد سيطر افدافعت عن

إذل سبللة النتسابو (بالشريف)يلقب عبد القادر من ضباة الشريعة كمن كبار أكليائها اؼبختارين ، ككاف و اؼبرابط، الذم كانت قبيلة بت ىاشم يهلل عليو كسلم ، فهو شيخ الطريقة القادرية كالفقاالرسوؿ صلى

1.كلياء اهللأمن كرل صاحلتنظر إليو نظرهتا إذل

من ؿبي الدين من أربعة نسوة رزؽ منهن ستة أكالد كقد رزؽ قبلو الثاين األمت عبد القادر ، كقد تزكج 2.اغبسينيةالسيد ؿبمد بن دكحة ابنةزكجتو الثالثة كىي السيدة الزىراء

27،28( ص2007اعبزائر عاصمة الثقافة العربية ) فؤاد صاحل السيد : األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا ،صدر عن كزارة الثقافة دبناسبة - 1 29اؼبرجع نفسو :ص - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

15

:بوـنس .2

عبد القادر بناؼبختار ىو عبد القادر ؿبي الدين بن مصطفى بن ؿبمد بن ـبتار بن عبد القادر بن أضبد يوسف بن أضبد نؿبمد بن عبد القوم بن علي بن أضبد بن عبد القوم بن خالد ب بن خدة بن أضبد بن

بن يعقوب عبد القوم بن أضبد بن ؿبمد بن إدريس ابن بشار بن أضبد بن ؿبمد بن مسعود بن طاككس 1 صلى اهلل عليو كسلم.بن عبد اهلل بن اغبسن اؼبثت بن اغبسن السبط بن فاطمة زىراء بنت رسوؿ اهلل

:ونشأتومولده .3

اؼبوافق أللف كعشرين ىجرية ، كاثنتكلد عبد القادر يف الثالث كالعشرين من رجب عاـ ألف كمائتت ة" سهل "غريس" قرب مدينة معسكر الواقعة يف اعبنوب الشرقي من نطيكسبعة ميبلدية يف قرية "الق كشبانية

يف بيت ينتمي إذل الطريقة القادرية ،حيث كاف كالده ؿبي الدين عاؼبا كىراف ، كقد نشأ نشأة دينية أف وبفظ القرآف الكرن يف ستطاعاك عناية خاصة لدراسة علـو اللغة كالفقو كالتفست ابنومتصوفا فأكذل

أنواع اؼبعرفة منذ نعومة أظافره ،كما إف بلغ كاكتسابسن مبكرة ككاف لدل عبد القادر ميل كبو تعلم فمكث فيها عاما ب . ربصيلو العلمي الستكماؿلرابعة عشر من عمره حىت أرسلو كالده إذل مدينة كىراف ا

فطرابلس لتأدية فريضة اغبج فسارا عن طريق تونس ، صحبا أباه يف رحلة إذل الديار اغبجازية ،عرفا على أحواؿ اؼبسلمت العلماء كاألعياف كت بكثت منتقيا لفاإلسكندرية فالقاىرة ب إذل مكة اؼبكرمة فا

يف تلك الببلد.

دمشق كمنها إذل بغداد فأخذ عبد القادر يف األكذل الطريقة إذل اذبها كبعد فراغهما من مناسك اغبج ، 2كالطريقة القادرية عن ؿبمود الكيبلين يف بغداد. العادل "خالد اجملددم" ، نالنقشبندية ع

13زكريا صياـ ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،ص -ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم ربقيق كشرح كتعليق د - 1 13زكريا صياـ ، مرجع سابق ،ص ش :د-القادر :ت ديواف األمت عبد - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

16

يف تلك اؼبعارؾ ابنو فاشتؾكالده لواء اعبهاد بت اؼبسلمت رفع ،تكيف سنة ألف كمائتت كستة كأربعكمن أشهر اؼبعارؾ اليت عليو اآلماؿلفت األنظار إليو ،كعقد الطاحنة كأظهر من الشجاعة كالذكاء ما

خاض غمارىا ببسالة حىت شهد لو فيها العدك فضبل عن الصديق : معركة "خنق النطاح" اليت دارت اشتدتجيش الفرنسيت اؼبدجج بأحدث األسلحة كؼبا بت ك (بقلة عدده)رحاىا بت جيش اؼبسلمت

كيطفي نتاف الفتنة كالفساد نسي ب الفر صاغباجة إذل رجل يقود اعبهاد ،كىبلص اؼبسلمت من رقبة الغايقبل بيعتهم على اإلمارة كألزموه أف كقدموا على سيد ؿبي الدين ، األشراؼ كالعلماء كاألعياف ، فاجتمع

كالعجز عن النهوض بأعباء ر السن،اقبوؿ ألسباب منها :كبالعن كاعتذرفأمعن النظر يف األمر ، 1أنس فيو من مقومات القيادة كالصبلح كعلو اؽبمة.عبد القادر كما ابنوكقدـ ؽبم اإلمارة ،

على نصب كلدؾ "عبد اتفقواقد أكلياء اهلل تعاذل ،إف : كقالو لو : "كبعد زمن أتاه علماء "غريس كرأل أف كلده مستعد ؽبذا األمر فحينئذ كافقهم على نصبو كنصرتو ألنو كاف يعلم القادر" لنصر دين اهلل

يف عبادة ربو كؽبذا قاؿ لفصل اػبصـو كمداكمة الركوب مع كونو نشأأف كلده شاب فطت صاحل 2.أكرىو لنفسي أكرىو لو" عتقد أين فديت بو نفسي ألنو عضو مت كماأ:"ك

نوفمرب 21اؼبوافق ؿ كيف الصباح الباكر من اليـو التارل ، ، عنوأصل اغبل كالعقد كبايعوه رغما فاجتمعكقد غصت كل الشوارع كالطرؽ اؼبؤدية إذل اؼبدينة ككاف دخل عبد القادر مدينة معسكر ـ 1832

الرجاؿ كالنساء كاألطفاؿ يتبادلوف التهاين يف مظاىرة ترحيب سارة بسلطاهنم اؼبستقبلي ،كبعد إدخالو إذل كف زىو قاؿ: كبدنفس، كانضباطدار كيف ىدكء الرحبة حيث كاف اجمللس منعقدا أعلم عبد القادر بكل ما

وة بنالعبد البسيط الذم يعرب عن ال ىذا تصفيق حاد على انفجر"إف من كاجيب طاعة أكامر كالدم" كىنا 3.الطائعة كاإلخبلص الوطت

15- 14اؼبرجع نفسو: ص -1( 2009للنشر كالتوزيع )طبعة خاصة البصائر دار: وبي بوعزيز -ستة األمتة عبد القادر كجهاده :ت،ت د–اغباج مصطفى بن التهامي - 2

.130ص .82( ص2011)طبعة خاصة –اعبزائر –شارؿ ىنرم تشرشل ،حياة األمت عبد القادر ،ترصبة ،أبو القاسم سعد اهلل :عادل اؼبعرفة -1

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

17

شيوخ األمير عبد القادر وأئمتو : .4

دكة ق اهم ككانو تعبد القادر كسار على خطاىم كاتبع طريق تأثرىمىناؾ ؾبموعة من األئمة كالشيوخ الذين لو يف حياتو من أبرزىم:

: النبي محمد صلى اهلل عليو وسلم

أف اؽبجرة إذل الرسوؿ ىي اؼبقصد الثاين :"يعترب ف األمتأ الذين ىاجر إليهم إذ األمت ىو أكؿ شيوخػوىي ىجرة جسمانية ككما كانت اؽبجرة لرسوؿ اهلل صلى اهلل للداللة ،كتعريف سلوؾ طريق اؼبطلوب

الدالت على اهلل تعاذل الداعت إذل ، كاجبة قبل فتح مكة فهي اليـو باقية لورثة أحوالو كأسرارهعليو كسلم 1".معرفتو

كتوسبلتو حيث يقوؿ األمت يف إحدل قصائده مبديا فيها موقفو من النيب ؿبمد صلى اهلل عليو كسلم ،ليو ،ألف األمت يعترب أف الرضا النبوم فخر اهلل ع واتإذل شفاعتو كإبتغاء رضا النيب ؿبمد صل كافتقاره إليو

لو ،كشرؼ كبت فيقوؿ:

!كيا مددم! كيا حصت !كيا رجائي !يارسوؿ اهلل ياسندم ! ياسيدم

! للخطب كالنكد دبعكيا !غوثي اذم يا ػعي يا! فقرم كيا ذختة

أرجوؾ ياسندم ! دشفيعنا يف غ ركيا الذما كيا حامي ذرل يا كهف

يدم كاصفرار كذرل افتقارمسول و ػػأبغي رضاؾ كالشيء أقدم

2!؟ إف كاليت من أحد ماذا علين فيا فخرم كيا شريف راض ، أنت إف

407، ص185العربية:)الطبعة ثانية منقحة( ـ اليقظة:دار 01مت عبد القادر : اؼبواقف:ج األ -2 42زكريا صياـ :ص –ربقيق –ديواف األمت عبد القادر :ربقيق - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

18

أسبغها األمت على يتاأللقاب المن ك فشتكيعتؼ األمت صراحة بأنو من البحر احمليط خاب النبوة ير "السيد الكامل معلم األدب " كإماـ احملبوبت" ك"إماـ اؼبعلمت كاؼبؤدبت"لم:سك النيب صلى اهلل عليو

لشيخ األكبر محي الدين بن عربي:ا

-ـ 1165ق 638 -ق 560أضبد اغباسبي الطائي األندلسي ؿبمد بن ىو أبو بكر ؿبمد بن علي بن ىو حكيم كصويف كمتكلم كفقيو كمفسر كأديب الكامل اؼبشهور فهو الشيخ األكرب ـ أما لقبو1240

" اؽبجرة إذل :قاؿ األمت كلد يف مرسية جنويب شرؽ األندلس فيكل علم اؼبتكلمت كشاعر من أئمةصلى اعبملة عرفنا األمت إذل شيخو الصويف الثاين بعد النيب كهبذه1" فكاجبة على األعيا كارثوالرسوؿ أك

نتو اليت منها يستفيد ااألمت أف شيخو ؿبي الدين خز اعترباهلل عليو كسلم كىو الوارث احملمدم كمن ىنا 2كأما فبا كتبو يف الكتب" وتركحانييف مايكتب "أما من

: ؾبيئهما إذل حبيث أف ىناؾ أكجو تشابو كثتة بت األمت كالشيخ األكرب ؿبي الدين بن عريب من بينهاككفاهتما كدفنهما عند سفح اعببل قاسيوف يف اغبي اؼبعركؼ اليـو النهائي فيها ، قررنباتاسك ؼبشرؽ ،ديار االشهت كتاب تغرقها كل منهما يف تأليف مصنفواس"الصاغبية"إضافة إذل نفس الفتة الزمنية اليت باسم

عريب شديد اؼبدح لنفسو كيطريها ابنلؤلمت كقد كاف "اؼبواقف"للشيخ األكرب ككتاب "الفتوحات اؼبكية"كالفخر كالتشامخ قريبة الشبو من نفسية االعتدادكتبدك نفسية األمت يف حد اؼببالغة ، إذلإطراءا يصل

3أستاذ كشيخو.

:الشيخ محمد الفاسي

407،ص 185،ـ :1األمت عبد القادر :اؼبوقف :ج - 1 170 فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا :ص - 2 171ص اؼبرجع نفسو: - 3

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

19

د الفاسي تأب درجة ىذا الشيخ يف اؼبرتبة الثالثة من مراتب شيوخ األمت كتبدأ عبلقة األمت بشيخو ؿبم اليت كصف فيها اؼبشهورة يف أثناء خلوتو الصوفية دبكة اليت قضي فيها سنة كنصف ،نظم فيها قصيدتو

العريب ابنبدايتو كهنايتو ،كأثت على اهلل دبا أكاله على يد شيخو ككما بالغ األمت يف اغبديث عن شيخو أقدامو كبساطو ىت قبل ،ح تذلبل إليو كتذؿ عريب ابنكتذلل إليو ككذالك بالغ يف اغبديث عن شيخو

شيخو لو لسنوات طويلة خلت فقد قاؿ: انتظار،عند مثولو بت يديو بعد أف طاؿ عجب فالشأف أضحى لو أمر كال بنفسو أتاين مريب العارفت ها البدرػػػػأي ؼبنتظر لقياؾ يا عداد حجةامنذ :فإين كقاؿ

1كقاؿ:لك البشرل بذا قضي األمر فقبلت من أقدامو كبساطو إليو كىو ؿبي نفس يلتجئككهفو األمت الذم كالشيخ ؿبمد الفاسي ىو مبلذ األمت كعمدتو كعدتو

العمر اعبديد ،كاغبياة كاكتسبفلقد ذبدد عمر األمت األمت بعد أف كانت ركح ىذا األخت كالرمة ،مطلق يو كوبميو ،كأعطكيدة ،فشيخو ؿبي النفوس كيعتقد األمت أف شيخو يسوس الكوف كيتدار اعبد

اغبكم كالتصريف كالنهي كاألمر كيف ذلك مبالغات خيالية عجيبة ،على أنو من جهة أخرل يعتقد أف كل ىذه القول اؽبائلة اليت أعطيت لشيخو مستمدة من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم

درػت لو القػر خػحريص على ىدل اػببلئق جاىد رحيم هبم ب لو اغبكم كالتصريف كالنهي كاألمر بلفة وؿ اهلل ثوب خػرس هكسا 2كقيل لو:إف شئت قل:قدمي عبل على كل ذم فضل أحاط بو العصر

الشيخ خالد النقشبندي السهرودي: ا الشيخ الصويف ذكر يف مؤلفات األمت الشعرية كالنثرية .ذؽبدل يرد

الشيخ محمود القادري الكيالني –د

107طبعة ثالثة :ص –العريب دحو ،حقوؽ النشر ؿبفوظة ؼبنشورات ثالة –ديواف شاعر األمت عبد القادر :ج ،ت ،ش:د – 1 109اؼبرجع نفسة :ص - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

20

1يف مؤلفاتو الشعرية كال النثرية ال،دل يتطرؽ األمت إذل ذكر شيخو الصويف ىذا بناء األمير لدولتو: .5

يف عهد كانت تعيش يةعن إرادة شعبية ،كبيعة شيخ بانبثاقهايرل بعض اؼبؤرخت أف دكلة األمت سبيزت " إذا كنت قد توذل اإلمارة : فيو الدكلة اإلسبلمية على السلطانية ،فلذلك يقوؿ األمت عبد القادر حت

.رضيت باإلمارة ليكوف رل حق الست يف الطليعة ،كالست بكم إذل اؼبعارؾ يف سبيل اهلل "أعباء ل ديت كالوازع الوطت فتل اؼبنصب تكليفا لو بأف يتحمكىكذا ىباطب شعبو بوحي الواجب ال

2اؼبسؤكلية كيقـو بشرؼ اعبهاد يف سبيل اهلل.نت يف كل سببو النظر يف أمر القضاة كأخيار العدؿ ؽبا يف كل موطن ،كالسؤاؿ على اؼبؤ ابتدأشيء ؿفأك

على قبيلتو أف كرل كبت كل كفد بعدقبيلة ليعنيهم لسعاية كجباية أمواؿ الصدقات من مواشي كغتىا ،الفد دبا كنت أجيزه ،أم من كسوة ااػبطاب رضي اهلل عنو :"كأف ذبيزك ابنعمبل باألثر الوارد عن عمر

كؽبذا البد من ذكر أىم اػبطوات اليت قاـ هبا أىم اػبطوات اليت قاـ هبا األمت من أجل بناء 3"كمعاملة دكلتو.

: الجانب السياسي والتنظيمييف حيث عمل األمت على تقوية عبلقات الدكلة بالدكؿ اػبارجية السيما اجملاكرة منها ،تونس كليبيا

اليت تنبع توو نابعة من تعاليم الدين ، كلقد قبح يف سياست،كاؼبغرب األقصى يف الغرب ككانت سياسالشرؽبت اغباكم كاحملكـو ،كقد أنشأ كذباكز الطبقية ،عن الشعور بالوحدة القبلية إذل شعور بالوحدة الوطنية

كم الواحدة منهاوبشباين مقاطعات يرأس كبل منهما :"خليفة " يعينو األمت ،كقسم اؼبقاطعة إذل دكائر ،،كتضم الدائرة عددا من القبائل ،على رأس كل قبيلة "قائد" ب تتفرغ إذل عشائر ،فيحكم العشتة اغا

العامة ،كالسائدة كاالجتماعيةالعبلقات البشرية االعتبارذ بعت "الشيخ" كىذا التنظيم اؽبرمي الذم يأخ

179فؤاد صاحل السيد : األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا )مرجع سابق( ص : - 1 16د:زكريا صياـ )مرجع سابق( ص -ت-ش-مت عبد القادر :تديواف األ - 2 131ستة األمت عبد القادر كجهاده: ت،ث، د: وبي عزيز )مرجع سابق( ص: –اغباج مصطفى بن التهامي - 3

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

21

فاكتفواىو أفضل منو ،عندما آؿ حكم الببلد إليهم ما اختاعيف ذلك الوقت دل يتمكن الفرنسيوف من أف األمت كاف يصدر أكامره إذل خلفائو ،فتنتقل بالتدرج إذل من دكهنم ،ككذلك ،كما ىو ،كما باعتماده

.القضايا الكربل من الشيخ إذل من يليو يف اؼبنصب ،حىت تصل إذل األمتترفع 1.كل حسب صبلحياتو اؼبنوطة بو ابالنظر فيه اؼبسئولوفأما القضايا األخرل فيقـو

الشريعة وبكم دبقتضىعدالتو بأهنا لينة كصارمة ،كيف الوقت ذاتو "قدكر بن ركيلة "كيصف كاتبو اػباصمنو إذا اقتؼ ما االقتصاصك ابنوعن معاقبة كال يتورعمن يرتكب خطأ كبتا مع فبل يتسامح،

ؼ الواحد منهم بالعلم ، ك التقول ك الفضل ر كما اشتط يف قضاتو أف يع االقتصاصيستحق اؼبعاقبة ك ك أف يفصل يف القضايا اليت تعرض لو دبوجب الشريعة اإلسبلمية. كالنزاىة

الجانب العسكري:-بمن خربة اؼبدربت االستفادةألمت أف ينشئ جيشا نظاميا، يواجو بو العدك الفرنسي ك عمل على أراد ا

ك اؼبصرمأيضا فبن خدموا يف صفوؼ اعبيش االستفادة، ك الذين استقدمهم لتدريب جنوده األجانب، ماديا ك الدكلة، ك نظم اعبيش دبا يبلئم إمكانيات التونسي من اؼبسلمت ليخرج مدربت من أبناء كطنو

2، فقسمو إرل ثبلثة أصناؼ جعل على كل صنف رئيسا: بشريا

. اؼبدفعيوف 3 -.اؼبشاة2 -.الفرساف1كما أنشأ مصانع األسلحة لتزكيد جيشو دبا وبتاجو منها فضبل عن معامل الذختة فبعد أف شيد حصن

ىا من أدكات اغبرب ك مهماهتا، "تاكدمت" أقاـ فيو صناعة البواريد ، ك حرباهتا ، ك السيوؼ ، ك غت ، ك حبيث ابتت األمت يف كل من معسكر ك مليانة اؼبدية مصانع لؤلسلحة ، ك معامل باركد ك رصاص

، ك شعر كسعو ذلك أنشأ مصنع اؼبدافع بتلمساف ك كاف وبرص علي ربديث اعبيش ك أدكاتو اغبربية ما

19ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم ،ت،ش، ت، د:زكريا صياـ : ص: - 1الطبعة الثانية –فبدكح حقي ،دار اليقظة العربية ، بتكت -د -ربفة الزائر يف تاريخ اعبزائر كاألمت عبد القادر ،ش،ت األمت عبد القادر : - 2

192،ص:

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

22

ونا أشهرىا حصن "تاكدمت" ك سعيدة ك سبدك ك حباجة اؼبواقع اإلستاتيجية إرل ربصت ، فشيد حص 1.بوغار ك سباك ك عريب ك بوخرشفة ك طازة

الجانب التعليمي: -جإف األمت كاف يدرؾ جيدا أف العلم عنصر أساسي يف بناء اجملتمع ، ك من أجل ىذا كاف يتسامح مع

يورل عناية كربل للكتب اؼبطبوعة ك نراه، ك يكافئ اجملتهد منهم ، ك طلبة العلم ، فيعفيهم من الضرائبك قد اإفسادىاؼبخطوطة ، فبلغ منو أف يصدر عقوبات رادعة يف حق من يعبث بالكتب أك يعمل علي

اىتم جنوده بإحضار ما تقع عليو أيديهم من ـبطوطات بعد انتهاء اؼبعارؾ ك العودة هبا إرل األمت ك قد من الكتب القيمة ، كما أنو كاف كثت االىتماـ بتأليف الكتب أنشأ مكتبة لو يف "الزمالة" صبع فيها كثت

حيث ترؾ أربعة مؤلفات يف النثر ك ديواف يف شعر تدؿ صبيعها علي تعمقو يف مسائل العلم ك األدب 2الفقو كغتىا من معارؼ عصره.ك

اعبانب التنظيمي ك اعبانب العسكرم ك اعبانب التعليمي ىناؾ باإلضافة إذل اعبانب السياسي ك كبت من قبل األمت حبيث كاف عماد ىذا اعبانب ىو الزكاة ك باىتماـك الذم حضي االقتصادم

نفوس اؼبسلمت من أجل ذبهيز اجملاىدين ك قد بت دار لصك النقود ك هبا الضرائب ك األمواؿ اليت ذبوداظبو زبليدا آخرجعلها من الفضة ك النحاس كتب على أحد كجهي القطعة عبارات دينية ك كجهها

كفر األطباء يف ـبتلف كما اىتم باعبانب الصحي فأنشأ العيادات ك الصيدليات ك،اؼبستعمرين توؼبقاكم إمارتو.أكباء

األخوة اإلسبلمية بت الناس ك التحلي رفكاف األمت حريصا علي ربط أكاص االجتماعيأما اعبانب كاف ك ، صف بكل صفات اجملتمع األصليةعدبكاـر األخبلؽ ؼبواجهة اؽبجمة الشرسة اليت يقـو هبا العدك لل

مثاؿ القائد اؼبتواضع اؼبتقشف يف كقت وبتاج فيو اؼبسلمت لتسخت ما يبتلكونو يف سبيل اهلل ك رفع راية يجو" بعد مقابلة األمت بقولو:"تأملت ىيئتو ك لباسو الذم دل يكن يغاير اعبهاد فقد صرح اعبينراؿ "ب

23زكريا صياـ )مرجع سابق( ص: -ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم :ش،ت: د -1 24ع سابق ( ص:د :زكريا صياـ )مرج -ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم :ت،ش،ث - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

23

لباس أبسط العرب ، لو ىيئة الناسك الورع" كما أكرد"توستاف مانوار" شهادة مفادىا أف األمت كاف يتبع علي حصت ربت شجرة متكئا علي صندكؽ خشيب شبيو بالصناديق اليت نراىا لدل صبيع الباعة كركل

عن ذلك طعامو االبتعادابن ركيلة أنو:"كاف زىيدا يف دنياه ال يتعلق حبطامها ك هبهد نفسو يف قدكر عادم ك بسيط ، ك لباسو كذلك يقـو الليل مصليا ك مسبحا ، ك ال أفضل عنده من الصبلة ك الصـو

1رباشيا للتدم يف اػبطيئة"

نبية بصفة عامة ، كمع فرنسا بصفة خاصة أذكر أما اؼبعاىدات الدكلية اليت أبرمها األمت مع الدكؿ األج يتضحأبرزىا معاىدتت نبا: معاىدة "دم ميشاؿ" كمعاىدة "تافنا" ك ىذا كلو من أجل أف يتبت ك

ىجمة تعرضت ؽبا الببلد ك أعتايت كقفتها دكلة األمت يف كجو لقارئ نصوصهما حقيقة اؼبقاكمة الصلبة ال 2. نظر العدك نفسويرل مدل ربقيقها مكانة ىامة يف

كخبلصة كل ىذا يبكن القوؿ بأف األمت رغم أنو كاف شديد التواضع ك الزىد يف الدنيا ، إال أنو استطاع شجاعتو ك حنكتو ك ذكاءه أف يقف يف كجو دكلة عظيمة ك قوية مثل فرنسا يف ذلك الوقت ، بل أكثر ب

اإلسبلمي ك الشريعة اإلسبلمية ك قاـ من ذلك استطاع أف يؤسس دكلتو على أسس صلبة عمادىا الدين بتنظيمها أحسن تنظيم ، فكاف بذلك قدكة لكل جزائرم ك فخرا لكل من ينتمي إرل ىذه الببلد.

و:ـوفات-6

أصدقاءه كذكيو ينعونو كىو مازاؿ على قيد اغبياة،كقرأ بنفسو رألمن أغرب ما حدث يف حياة األمت أنو نبأ أشاعوا دسبب أف اؼبرجفوف قبكالرثاء ،تفد إذل بيتو من كل جهة كىذا برقيات التعازم كقصائد التأبت

كفاتو ،سنة ست كمائتت كألف ،فبادر رجاؿ الصحافة إذل نشر اػبرب ،كطارت الربقيات كالرسائل إذل البد منو قيل فيو ،ب قاؿ:"إف اؼبوت كتب عنو ،كنسمع ما على ما فاطلعأسرتو من ـبتلف أكباء العادل ،

27ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم :ت،ش،،ت :زكريا صياـ )مرجع سابق( ص: - 1 28اؼبرجع نفسو :ص -2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

24

بعدم ،كىذا نادر الوقوع يقاؿ يف جانيب من اػبت هناية األجل ،كاغبمد اهلل الذم أراين كأظبعت ما عند 1"االتفاؽكغريب

كمع بداية عاـ الثبلشبائة بعد األلف للهجرة،أخذ األمت يشكو من آالـ عديد يف جسمو،فتدد على ،فما أف يتعاطى العقاقت اجتهادىمفذ من ، كلكن القدر أقول من عبلجهم ،كأن األطباء كتناكبوا معاعبتو

عشر من رجب عاـ ألف كاألدكية ،حىت رباصره األمراض ،كيقتب أجلو شيئا فشيئا ،كيف ليلة التاسعركح األمت إذل خالقها انتقلتكثبلشبائة ،الرابع كالعشرين من مام عاـ ألف كشبامبائة كثبلثة كشبانت ،

حيث يتواجد جثمانو،كيف هنار اليـو التارل ضبل إذل بيتو يف دمشق " دمر"سبحانو ،فهرع الناس إذل قصر ليجهز ،كيصلي عليو باؼبسجد األموم ،ب شيعت جنازتو إذل حي الصاغبية كدفن جبوار الشيخ ؿبي الدين

عريب داخل قبة مسجده. ابنرفاتو من لوا عبد القادر ،فنقالنصر للثورة اعبزائرية بادر رجاؽبا إذل ذبسيد كفائهم كبو األمت كبعد أف ربقق

العاصمة السورية أغلى العاصمة اعبزائرية يف الرابع من شهر جويلية عاـ ألف كتسع مائة كستة كستت صبعت فرنسا لو "ا ،تقوؿ :هكنقشوا على ضروبو عبارة أطلقها يف كجو فرنسا حت كاف أستا بت يدي

أف أكوف حرا الختتبت أف أكوف حرا فقتا معدما ،سائر أمواؽبا ،ب ختتت بت أخذىا كأكوف عبدا ك 2فقتا"

دليل على قوة األمت كشجاعتو كقناعتو كأف أىم دكافعو ىي العمل اإلنساين ىي الدكافع كىذه العبارة أكرباغبقيقية اليت تولد القوة الذاتية كالسبلـ ،كىي الشعور الدائم اغبي بالواجب ،كالثقة التامة اؼببتهجة

األمت أف ىبلد نفسو يف عقوؿ أبناء كطنو ،كترؾ أثرا يف حياهتم فقد أصبح استطاعاضعة يف اهلل ،كهبذا اؼبتو بدكلتو اليت تعب من أجل اظبو كارتبطرمزا من رموز السيادة الوطنية ،كفخرا لكل من يقوؿ أنا جزائرم ،

زائرية مستقلة قائمة بذاهتا وبب يف سبيل قياـ دكلة اعب يبلك كتنازؿ على كل ما تأسيسها كضح بكل ما .ذكر األمت البد من نقوؿ اعبزائر فكل ما

807األمت عبد القادر :ربفة الزائر : ش،ت، د:فبدكح حق )مرجع سابق( ص - 1 55د: زكريا صياـ )مرجع سابق( ص: –ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم :ت،ش،ت - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

25

:ارهــــآث-7

يبكن تقسيم آثار األمت عبد القادر إذل قسمت نبا :

: الشعرية اآلثار

تتمثل أكال يف :

:يعترب ىذا الديواف من أكرب آثار األمت الشعرية ،حبيث دل ينظم يف فتة زمنية معينة كال يف بقعة الديوانجغرافية ؿبددة كإمبا نظم على فتات متقطعة فقد رافق حياة األمت منذ شبابو يف أرض اعبزائر إذل كفاتو

كيف ىذا األمتأشعار يف دمشق ،حبيث حاكلت فرنسا صبع شعر األمت عندما ظهر كتاب بعنواف "عبد القادر ، كالقوانت العسكرية اليت كانت سارية اؼبفعوؿ يف جيشو عندما األمتالكتاب بعض أشعار

كاف قائما يأمر باعبهاد .

مد، الذم صبع شعر كالده األمت يف ديواف صغت عنوانو "نزىة ػأما احملاكلة الثانية فقد قاـ هبا األمت ؿبدل يثبت يف كتابو اؼبسمى ألمت عبد القادر"،كىي ؾبموعة حوت من شعر األمت ماا قريضاػباطر يف

من ىذا القرف ستيناتـ ،كيف مطلع ال1899ىػ/ 1317"اؼبواقف" كقد ب طبع الديواف يف مصر عاـ ة لتحقيق الديواف ،كضبطو كشرحو مع الدكتور فبدكح حقي، حالصحي ،بدأت أكذل ؿباكالت العملية

العربية يف دمشق دكف ربديد تاريخ الطبع ،كيتألف ىذا الديواف من اليقظةة األكذل عن دار فظهرت الطبعشباف كستت كمائة صفحة ،ككاف من نتيجة ذلك أف "تلمس الديواف نفسو طريقو إذل قلوب القراء بغت

ريبا ،كبطبل عبد القادر شاعرا ، كما عرفوه ،ؾباىدا ك األمتمعونة ،كعرؼ كثت من دل يكن يعرؼ قيمة نباما ،كسياسيا لبقا ،كرجل عبقريا"

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

26

ب ظهر الديواف يف طبعتو الثانية للمحقق نفسو عن دار اليقظة العربية يف بتكت ، عاـ 1اعبزائرية العربية" استقبلؿصفحة .كنشر احملقق"دبناسبة كمائيتـ . يف أربع كعشرين 1964ىػ/1384

1385نفسو ،الصادرة عن نفس دار الطبع السابقة عاـ ككانت الطبعة الثالثة كاألختة للمحقق طمعا دباؿ بل إكراما لرجولة صفحة من القطع الكبت ،كقد نشرت"ال كمائيتكثبلثت ـ.يف شباف1965ق/

،كسبجيد جهاده،كزبليد هذاكر كاالستعادة، كفساد كاؼبيوعة األخبلقية ، االستعماريف ؿباربة األمت كفحولتو تضحياتو".

كاؼبناسبات كاؼبساجبلت كالغزؿ الفخرطبسة : " ق الديواف "تبعا لفنونو ،فإذا ىيرتب ؿبقكلقد - كالتصوؼ".

ترتيبا تارىبيا.حسب نظم القصائد ،أك ترتيبا عيا ،تبعا ؼبوضوعاتو كفنونو ،الو الديواف رتب ترتيبا موض إذا 2بائيا حسب حركؼ الركم. ألف

زبتلف ىذه الطبعات الثبلث يف ما بينها من حيث النص كاؼبوضوعات فلم يعتربىا تبديل أك حذؼ كال ،بل كانت كاحدة يف مضموهنا كؿبتواىا.

":قفالموا"القصائد الواردة في مقدمة كتاب :ثانيا

كقد بلغ عددىا تسع عشرة فقط "اؼبواقف "كردت ىذه القصائد كاؼبقطوعات يف هناية مقدمة كتاب،كتتميز قصيدة كمقطوعة :ثبلثة منها كردت يف الديواف كالباقية كردت يف مقدمة كتاب "اؼبواقف" فقط

لآلثارىذه القصائد كاؼبقطوعات بأهنا تنتمي إذل فن أديب معت كىو فن التصوؼ ، كعملت عدة فهارس 3الديواف.ؿبقق ؼبا تركو كاستدراكاالشعرية ،تسهيبل للبحث األديب

88،89فؤاد صاحل :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا :)مرجع سابق( ص: - 1 .90اؼبرجع نفسو:ص - 2 92فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا)مرجع سابق( ص: - 3

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

27

: لنثريةا اآلثار -ب

:تتضمن ـبلص األنظمة كالقوانت "رسالة يف فنوف اغبرب" :وشاح الكتائب وزينة الجيش المحمدي الغالبالعسكرية ،كأنواع اؼبكافآت كالعقوبات اليت سنها األمت عبيشو الفيت كتدؿ الرسالة على ما كاف األمت من

داثة عهده باغبرب كقد ظهرت ترصبة"كشاح النظر كثاقب الرأم يف أمور اغبرب كنظاـ اعبيوش ،كمع ح دبعكانوف األكؿ -ق1259يف شواؿ ) (Rosettyالكتائب" باللغة الفرنسية ألكؿ مرة على يد التصباف ركسيت

بعنواف "قوانت من األمت عبد القادر إذل جيشو Marrey) مارم) ـ كطبعت باعتناء اعبنراؿ 1843اسة علمية دقيقة يف صبيع جوانبها ،كبعد ثبوت األدلة النظامي" كىذا كلو بعد أف درست الرسالة در

صبادل األكذل سنة 15تدع ؾباال للشك ،كأثبت احملقق أف زماف تدكين الرسالة ىو كاغبقائق اليت الـ 1848ق/ آذار 1264ـ،ظهرت أكؿ طبعة عربية للكتاب يف ربيع الثاين 1839سبوز 27ق/ 1255

1،ب توالت بعد ذلك طبعات الرسالة. :المقراض الحاد لقطع الطاعن في دين اإلسالم من أىل الباطل واإللحاد

كىي رسالة مطولة رد هبا على الطاعنت يف دين اإلسبلـ فبن عموا عم فضائلو ،كتشبثوا دبا ليس منو يف دع اؼبارقت كأىل النفاؽ ،كىذا الكتاب دبا فيو من حجج دامغة كأدلة منطقية ساطعة ،يثبت بشيء من

األمت وكقد ألف.ػبالق العظيم ؽبذا الكوف اؽبائل ،كيربىن مدل صحة كصدؽ الكتب السماكية كجود اكهبذا تعترب ىذه الرسالة أكؿ اؼبؤلفات النثرية اليت ألفها 2بفرنسا(Ambouse)خبلؿ إقامتو أستا يف أمبوزا

ـ.1847ق/1264خارج أرض اعبزائر بعد نفيو عاـ لكل ما ركم كنقل محيصالرسالة حصيلة عمر طويل قضي يف التقصي كالبحث كالتنقيب كالت كىذه

كنشر عن الديانات كالرسل كاألنبياء كالكتب السماكية. :ذكرى العاقل وتنبيو الغافل

94-93اؼبرجع نفسو ص: - 1 542لقادر :ربفة الزائر:ش،ت، د:ؿبمود حقي )مرجع سابق( صاألمت ؿبمد بن عبد ا - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

28

تتضمن مسائل صبة يف ـبتلف العلـو كالتاريخ كالفلسفة كالدين...كىي رسالة يف كىي رسالة مطولة أيضاألف 1،كائتبلفها نصا كركحا ، باألخرلكالشريعة كتوافقها،كؿباكلة الصلة بينهما،كاقتاف احدنبا اغبكمة

كىي تعد الرسالة الثانية اليت ألفها األمت خارج Brousse) (األمت ىذه الرسالة أثناء إقامتو يف بركسة تلف عن أسلوب القركف الوطن بعد " اؼبقراض اغباد" ،كأسلوب األمت يف ىذه الرسالة كاضح بت ىب

نست إذلكأ األمت عبد القادر كاحدا من تلك الفئة اجملددة اليت جفت الطرؽ اؼبتكفلة دالوسطى " كلذا يعبأس بو " كإذل جانب التجديد األسلويب ،ذبديد موضوعي ،فالرسالة إسهاـ ال األسلوب اؼبرسل اؼبطبوع

هده ،كقد أصدرىا األمت يف عهد كانت فيو مباحث من األمت عبد القادر يف األحباث الفلسفية على ع زبرج عن دائرة األحباث الدينية كاألدبية كغتىا. معاصريو من أعبلـ الفكر ال

:المواقف في التصوف والوعظ واإلرشادموضوعو التصوؼ كالفكرة كسبعت كثبلشبائة موقفا ، اثنتيشتمل على من القطع الكبت ، كتاب ىو

بن عريب ،كفيو مباحث صوفية كتفست آيات اللشيخ ؿبي الدين "غرار " الفتوحات اؼبكيةالتصوفية ،على القرآنية ،كشرح أحاديث نبوية كبسط للعقيدة اإلسبلمية ،ألف األمت كتابو ىذا يف اؼبرحلة الثالثة من حياتو

2النهائي " يف مدينة دمشق". استقرارهعند : علم الكالمتعليقات على حاشية جده عبد القادر في

أغلب الظن أف األمت قد دكف ىذه التعليقات على اغباشية جده،يف اؼبرحلة األكذل من حياتو ،بعد عودتو ـ ،كىي دليل على أف األمت كاف متمكنا من 1828ق/ 1243من اؼبشرؽ كتأدية فريضة اغبج ،أم عاـ

تعليقات على حاشية موضوعها يف أف يبدم بعض اؼببلحظات ،كاآلراء كال استطاععلم الكبلـ ،كإال دل علم الكبلـ كالتوحيد.

: الصافنات الجياد

84، 83:ص 1966فبدكح حقي ،منشورات دار اليقظة العربية ، بتكت : -ث:د -األمت عبد اعبزائرم : ذكرل العاقل كتنبيو الغافل : ت - 1 15اليقظة عربية دمشق : الطبعة الثانية :ص األمت عبد القادر اعبزائرم :اؼبواقف يف التصوؼ كالوعظ كاإلرشاد : منشورات دار - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

29

بالتعريف ااكتفو من بعيد ، ال من قريب ك دل يتطرؽ أحد من اؼبؤرخت القدامى كاحملدثت ؽبذا الكتاب ،العت " كتاب يف ؿباسن اػبيل كصفاهتا"كيبدك أف نسبة الكتاب لؤلمت عبد القادر : اؼبوجز البسيط فقالوا

:د بن عبد القادر اعبزائرم ،أصبعو على كتايبػصحيحة ،كالدليل على ذلك ،أف كل الذين أرخو غبياة ؿبميف االجياد " نبا من مؤلفاتو"عقد االجياد "لببة عقدهكـبتصر "يف الصافنات اعبياد االجياد "عقد

الصافنات اعبياد " : رسائل متنوعة

صبعت لبلغت عدة ؾبلدات كمن أىم معارفو كؿببيو كىي رسائل لولقد تعددت رسائل األمت ككتاباتو إذل ىذه الرسائل:

رسائلو السياسية اليت تبادؽبا مع رؤساء حكومات فرنسا كقوادىا اغبربيت (Dupuch)رسائلو إذل األسقف الفرنسي دكبوش

(Daumas)أجوبة األمر عن العشرين سؤاال اليت كجهها إليو اعبنراؿ دكماس ـإذل الزعيم اللبناين يوسف بك كر رسائلو

كخبلصة ىذا اؼببحث يبكن القوؿ أف األمت كرس نفسو للعمل الديت يف معزؿ عن الناس منذ شبابو بببلده ،ناداه الواجب من معزلو ككضعو على رأس األحداث ، االستعمار،كلكن بعد أف حلت أزمة

تقارف كداعية النضج كسطع قبمة يف عظمة البذكر كعبقريتو الكامنة دفعة كاحدة يف كامل كانبعثتجيوش ىذه الدكلة مدة طبسة عشر سنة ،بقوة أدىن دالدكلة اؼبسيحية كض اعتداءكزعيم للجهاد ضد

،كأعطى يف شخصو لرعاياه مبوذجا للشجاعة كالقوة إسبلميةلدكلة األسسبكثت من قوهتا ،ككضع أخذ يف دكرة عجيبة دلبطل اإلسبلمي البلمع غت اؼبساـك قالنشاط كاؼبثابرة كالورع كاغبماسة ،كإف ىذا ا

من دكرات اغبظ ،مكانة فبتازة كبارزة يف العادل اؼبسيحي ،فقد أصبح عضوا يف كثت من صبعياهتا األدبية 1.أشهر رجاؽبا مع كالعلمية ،كتراسل على قدـ اؼبساكاة كالصداقة

) بتصرؼ( 372أبو قاسم سعد اهلل ،عادل اؼبعرفة ) اعبزائر( ص -شارؿ ىنرم تشرشل :حياة األمت عبد القادر :ت،ث، ت - 1

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

30

اه يف أخبار الرجاؿ العظماء غت العادين ،لظهوره ل اػباص كالعاـ ،ليس لو مضدكدكره كما ىو معركؼ لغت اؼبتوقع ،كلتنوعو مراحلو كغرابتها ،كألطوار تطوره غت اؼبنتظرة ،فلم يكن ىناؾ دكر أكثر اؼبفاجئإف رحيل اإلنساف :"،كألكثر تعبتا عن حقيقة قولة الرجل اغبكيم حت قاؿ للغز الوجود اإلنساين مبوذجية

من دكر األمت عبد القادر إذف يستطيع اإلنساف أف يفهم طريقو من أمر اهلل فكيفنفس األمت عبد القادر إذل ربقيق أمل كرغبة كىي أف يكوف قادرا عاجبل أك آجبل على اشتاقتطاؼبا ك

إكماؿ كاجباتو الدينية بتتوهبها بعمل آخر من أعماؿ العبادة ،ففي عت اؼبسلم اغبقيقي ليس ىناؾ رتبة 1ك تقدير يبكن أف يقارف بذلك مثل اؼبيزة العالية اليت يطلق على صاحبها "ؾباكر النيب"دينيوية أ

يف ىذا اؼببحث عن األمت اجملاىد كاؼبؤسس لدكلة قائمة بذاهتا كاعبهود اليت بذؽبا من أجل ثتكبعدما ربداألمت الشاعر يف قل للحديث عن نتالذين كانوا يتبصوف هبا سأ اءداألعتنظيم ىذه الدكلة كؿباربة

كعن معادل شعره البنيوية كاألغراض اؼبختلفة اليت نظم فيها فاألمت كما كاف قائدا كأمتا يناثاؼببحث ال كؾباىدا شجاعا كفذا دبعت الكلمة كاف يف نفس الوقت شاعرا متمكنا كمبدعا.

المبحث الثاني : شعر األمير عبد القادر : ر الناث األكذل اليت تصفو بالشاعر البيعةشعر شابا ، كما تدؿ على ذالك بدء األمت عبد القادر كتابة ال

،سواء يف مرحلة اؼبقاكمة االتوحأياـ حياتو،كدل يتصرؼ عنو يف كل آخر إذل دأب على كتابة الشعركقد ، كمن يف مرحلة االستقرار يف الشاـ كيف مرحلة االعتقاؿ بفرنسا ،أك كاعبهاد يف سبيل اهلل يف اعبزائر ،أ

على الزمالة الفرنسيت، قد ضاع أغلبو ،من خبلؿ ىجـو من شعر األكؿاؼبؤسف أف يكوف القسم 2.مت كأكراقو اػباصةعلى مكتبة األ كاستيبلئهم،

بو اعتتكقد "اؼبوافق"ما يتعلق منو بالتصوؼ يف كتابو تأما القسم اؼبتعلق باؼبرحلتت التالت ، فقد أثب -نزىة اػباطر يف قريض "مد بعد كفاتو جبمع ما دل يكن منو صوفيا يف ديواف صغت ظباه عند الطبع ػؿب ابنو

ناىيك عما حل بو من كىذا الديواف ال هبمع شعر األمت كال حىت اؼبدكف كامبل "عبد القادر األمت

368أبو قاسم سعد اهلل )مرجع سابق( ص. –شارؿ ىنرم تشرشل : حياة األمت عبد القادر :ت،ث،ت - 1 60ور ناصر: )بتصرؼ(: ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم :ت، ش، د، زكريا صياـ )مرجع سابق( ص قوؿ الدكت - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

31

ك عما حل بو من كال حىت اؼبدكف كامبل هناب األمت على ىذا الديواف ال هبمع شعر يؤخذشتات ، كفبا عبد القادر الرئيسية ، من األمتعد أحد مصادر شعر يشتات ،كفبا يؤخذ على ىذا الديواف، الذم

الشركح كالتعليقات اليت يتعطش إليها الباحث إال ما ندر من شذرات ال تفي باغباجة ، فضبل عن كونو خلوه أيضا من فهارس القصائد يف بطوف الكتب ،ك األمتمن شعر ثابتأك مثبتكل ما ىو ال ينتظم

.كالقوايف كما إذل ذلك مد سجبل تارىبيا كمصنفا أدبيا من جزأين ،أكضح فيو جوانب ػؿب ابنوفة الزائر "فقد ألفو "ربأما كتاب

شتملا ك، ريخ اعبزائر عرب القركف عديدة ، كفصل القوؿ يف اغبياة كلده تفصيبل كافياامتعددة من الت عار األمت عبد القادر يف مواضع متفرقة.الكتاب على بعض أش

اؼبوافق يف "يف دمشق من ثبلثة أجزاء بعنواف ألفو الذم و، كتاب ثالث من مصادر شعر األمتالأما منو األكؿالتصوؼ كاؼبواعظ كاإلرشاد " كيعد أشهر كتبو كأكثرىا قيمة ، كتضمن الكتاب السيما اعبزء

و" كلكننا قبده قد تعرض إذل بعض راطنزىة اػب"، الذم دل يتعرض إليو ابنو يف ديواف قدرا معينا من شعره 1.يف كتابو " ربفة الزائر " مع اختبلؼ الركاية بينهما يف كثت من األحواؿ

يثبت صحتو من شعر األمت عبد القادر ؽبذا األبد هبذا يبكن القوؿ أنو دل يوجد ديواف هبمع كل ماك ، كشرحو كالتعليق عليو ،كذالك ألنو يعترب جزءا من يقوموا بتحقيق شعره ربقيقا موضوعياللباحثت أف

األمة العربية كاإلسبلمية عامة . كتراثراث اعبزائر خاصة ، تكما سبيز شعر األمت عبد القادر دبجموعة من اؼبعادل البنيوية جعلت منو شعرا منفردا كمتميزا عن باقي

عصره. األشعار اليت كانت يف / معالم شعره البنيوية:أمعجم األمت الفت ثرم بركافد تتجاكز العصر الذم عاش فيو حيث يرجع أصوؿ بعضها إذل العصر

اعباىلية كيتطلع بعضها اآلخر إذل آفاؽ العصر اغبديث ، فضبل عن تمركرا بالعصور اليت تل اعباىلي ،

62-61-60اؼبرجع نفسو ص - 1

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

32

، هبكل أبعاد اؼبعيشي وككاف كاقع األمت، الذم كلد فيو االكبطاطارتكاز ؿبورىا األساسي على عصر عبد القادر األمتل يف عركؽ ر كما أف للقرآف الكرن مدد كافر يف بنية القصيدة األمتية ، ذالك أنو س

بتعاليمو أمبا تأثر لدل نشأتو يف رمند نعومة أظافره ، حت حفظو على يدم كالده كعلماء قريتو ، كالتأثأسرة تنتمي إذل الزاكية القادرية ، فبا كاف لو صدل يف أقوالو كأفعالو كستتو بت الناس فاختاركه أمتا عليهم

1.وبمل رسالة اعبهاد ضد العدك كيبت أركاف دكلة اإلسبلمية كاؼبعت تارة أخرل كاألسلوب تارة ثالثة كتتجلى مظاىر التأثر بكتاب اهلل يف شعره ، باقتباس اللفظ تارة ،

على النحو الذم ، نلمسها يف األبيات التالية : كقت انشقاقها حت ال تتماسك صاح ، إنك لو حضرت ظباءنا يا ها ، كاعبباؿ دكادؾػألقت ما في دت أرضا زلزلت زلزؽبا هكش الكػللنا ، ككل ىتح ناػكبرزخ رت أرض بدلت ، كظباءنا ظكن

ارؾػـو ، ما رل مشػاؼبلك رل الي : كشهدت صعقتنا كاإللو قائل 2درؾ دارؾػا ال يػعت مػظب كه لشهدت شيئا ال يطاؽ شهود

كزىت كعنتة كعمر ألقيسكمثلما تأثر األمت بالقرآف الكرن كذالك تأثر بالشعراء اعباىلت أمثاؿ : امرئ ثـو كظباحة الطبع يف الشعر لبيد ككعب بن مالك ،بعد دخوؽبما اإلسبلـ كمثانة التتيب عند ابن كل

باف العهد العباسي كل أكلئك كاف ؽبم إكعلو اؽبمة يف فخر اؼبتبت كأيب فراس الفرزدؽ يف العصر األموم، قصيدهدر عنهما يف نصيب التأثر يف بنية القصيدة األمتية فضبل عن عصر األمت كبيئتو اللتت ص

ىا يف شعره ، ك أف قصائده صورة طبق سخر كىذا التأثت ال يعت أف األمت صبع قدرات أكلئك الشعراء ك األصل عن قصائدىم ، بل إف كل شاعر لو إمكاناتو كأدكاتو اليت سبيزه عن غته ، كتبقى الفوارؽ قائمة بت

؟ كدليل ذاهتا ، فما بالك يف أناس تفضل بينهم قركف غابرة اؼبؤثر كاؼبتأثر يف أبناء العصر الواحد كالبيئةعبد القادر قد نظم قصائد يف عدة أغراض ـبتلفة كالغزؿ كاؼبدح كالوصف كجاء دبا ىو األمتعلى ذالك

72د:زكريا صياـ :)مرجع سابق( ص: –ش –ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم : ت - 1 129دحو)مرجع سابق( ص: د :العريب –ش –ت -ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم : ج - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

33

ـبتلف عن كل الشعراء الذين تأثريهم كىذا ما سنعرفو يف العنصر اؼبوارل أال ىو األغراض اليت نظم فيها األمت.

األغراض التي نظم فيها األمـير -ب

الفخر والحماسة أ/ يعترب شعر الفخر كاغبماسة من أفضل شعره اؼبنظـو يف فتة جهاده كقد صور كاقع الببلد اعبزائرية ، كقدـ

الفخر اغبربية ، كينقسم شعر كقائعولنا صورة كاضحة قوية عن شخصية كبسالة جيشو الفيت ، كجسم ذل قسمت :كاغبماسة عند األمت إ

: أكال: الفخر الطبيعي )الفطرم(تناكؿ األمت يف ىذا النوع من الفخر ناحيتت أساسيتت كنبا : الفخر بنسبو النبوم الشريف ،كىي ظاىرة

1.كىي ظاىرة أقل بركزا من األكذل كاضحة بينة يف شعره كالفخر بعركبتو (االكتسايبثانيا: الفخر الوضعي )

، ، بل وباكؿ جاىدا أف يرتقي اؼبكاـر ، كيرحل يف طلبهانسب الطبيعي الفطرم ال يكتفي األمت بالفتكب األخطار،كوبمل األىواؿ كاؼبشتقات ليصل إذل غاية إنسانية نبيلة كىدؼ أخبلقي كرن فيحلوا لو

ـر اليت ين يف طلب ىذه اؼبكاتأيعرؼ اؽبدكء كال ال االستعجاؿأف يقارف بينو كبت غته من الناس فهو دائم ه األبيات :ذيعجز عنها اآلخركف لقلة صربىم كضعف إرادهتم. حبيث يقوؿ األمت يف ى

كمن فوؽ السماؾ لنا رجاؿ لنا يف كل مكرمة ؾباؿ كخضنا أحبرا كؽبا زجاؿ ركبنا للمكاـر كل ىوؿ

2فنحن الراحلوف ؽبا العجاؿ واين الغت عجزا تإذا عنها

191فؤاد صاحل السيد : األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا )مرجع سابق( ص: - 1 46ش كت:د:العريب دحو:ص –ت –ديواف الشاعر عبد القادر اعبزائرم :ج - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

34

الضيم اللـؤ كصداؼبناقب األخبلقية اغبميدة اليت وباكؿ الشاعر جاىدا أف يرحل يف طلبها التنزه عن كمن كاإلرادة. العادلة كالصربالسياسة ككالكـر كاألذل كاغبلم

فاف إذل اتعداىا إذل الفخر بثقافتو كعلمو كنبا يض األخبلقية بلاألمت يف فخره عند ىذه اغبدكد كال يقفمت ىي ثقافة دينية إسبلمية ه الثقافة اليت يفتخر هبا األذ حركبو كمعاركو ،كمن الواضح أف ىشجاعتو يف

الزاد مرتويا من طيب عاد موفور عنو اغبديث ليأخذفقد تبخر يف علم اغبديث كفخر بأف كل أمة تة.حبد العلـو العربية ، اؼبورد ، كإذل جانب اغبديث يوجد الفقو اؼبلكي الذم خاض يف ؾبالسو ، كأختا توج

كمنها علم النحو خاصة كيف ذالك الفخر بثقافتو اللغوية : فبن هبا ارتول الورد كخاضت فطاب ا جرل ػلنا سفن حبر اغبديث هب

السنا تشهد لواء لعنا دكاػؾب ى ج علعكإف رمت فقو األصبحي ف 1كلر يذعن البصرم زىدا دبا غدا لق مالو ػا تػكإف شئت كبوا فاكبن

فوجئ األمت االكتسايب الوضعيكبعد ىذه اؼبرحلة الطويلة من مراحل الفخر الطبيعي الفطرم كالفخر بتاج اإلمارة يف ببلد اؼبغرب األكسط ، كربمل مسؤكلية القياـ بأمر اعبهاد لتخليص الببلد من أيدم

الفرنسيت .كما أف الشعر الفخر كاغبماسة عند األمت كاف يهدؼ أيضا إذل الدفاع عن الكرامة الوطن ، كإبقاء ركح الكفاح كاعبهاد يف نفوس الشعب ، فقد ضبل األمت مسؤكلية اإلمارة كاعبهاد ، كمسؤكلية الرسالة الشعرية

لية ، كقد اعترب بعضهم أف األمت كاليت تظهر جليا يف ضبلو لواء الشعر اغبماسي ، الغت بالنفحات البطو .ائر باػبصوص ، تعاطى شعر اغبماسةعبد القادر "أكؿ شاعر يف اؼبغرب عامة كيف اعبز

سدل فيتوجو إذل شعبو الويف تذىب الفرصة يتؾ األمت كل اغبرص يف أثناء حركبو على أال رصكوبتو الكربل اليت تعترب من أفضل دو بالقصائد اغبماسية ، فقد افتتح األمت عهد الشعر اغبماسي دبقص

53ش كت :د:العريب دحو:ص -ت –ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم :ج - 1

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

35

قصائده اليت تصور فخره كضباسو البطورل كاليت نظمها عقب معركيت "خنق النطاح األكذل ، كخنق النطاح 1" برج رأس العت " كبعد كاقعة الثانية "

نبا:كىكذا تكاملت الصورة الفخرية عند شاعرنا يف ناحيتت أساسيتت الطبيعيالنسب كتآلفأكال فالفخر عند األمت ليس فخرا باؼبادة ، بل باعبهور نالتوافق بت الظاىر كالباط

، حبيث أف األمت يعترب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم ىو اعبد القدن ثانيا االكتسايبمع النسب الوضعي اختاره سابيااكتيكتفي هبذا اجملد التليد ،فيضيق إليو نسبيا كضعيا أنو ال بيداالذم علت بو قبيلة قريش ،

حريتو كىذا سبب ىو أفعالو الطيبة اغبميدة.دبلء :زلـالغب/

األمت باؼبرأة حبيث أف األمت نفسو يتعجب من سطوة عبلقة لفهم شعر الغزؿ عند األمت البد من معرفة نبا: اغبب على قلبو كنفسو ، فأدل ذالك إذل اهنزاـ شجاعتو القوية كيبدك أف ىذا يعود إذل سببت رئيست

برأيها كيستشتىا يف ذاألمومة ، فقد كاف األمت شديد اإلعجاب كالتعلق بأمو ، ككاف وبتمها كثتا كيأخلمات الصعبة ، كاألمور العستة ، فردبا كاف ؽبذه احملبة العميقة ، كاػبضوع الكلي ، كاإلعجاب الشديد اؼب

بتو ، كخضوعو ، كإعجابو إذل اؼبرأة بشكل عاـ الذم كاف بيده األمت لوالدتو األثر الفعاؿ يف ربويل ؿبكأساسي أما السبب الرئيسي الثاين يف خضوع األمت للمرأة فهو سلطاف اعبماؿ ، فمن اؼبعركؼ عن

فيما يعتقد أنو اغبق ، اليلت للقوة مهما قست كطغت ،فيو في الدفاعألمت أنو "كاف عصيب اؼبزاج ،عنيا زة اؼبرأة "ع، على ليونة يف القلب أماـ اعبماؿ ، كتراخ ل كعنادىاالبادية ية نجهشيء من ع

كاألمت نفسو سبلكو العجب من ىذا الواقع الغريب العجيب، لكنو يستدرؾ ليذكرنا بأنو قبل كل شيء ق بالفارس أف ىبضع لسلطاف كاحد الغت: ىو سلطاف اعبماؿ الذم يتملك مهج الفرساف ، يفارس كيل

2هم لسلطانو.عكىبض :يعة غزل األمير/ طب1

198/199د صاحل السيد: األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا:ص فؤا - 1 217اؼبرجع نفسو :ص: - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

36

و ئدل يكن غزؿ األمت غزال ماديا ماجنا ، بل كاف غزال ركحيا ينتمي إذل التيار العذرم يف صدقو ، كصفا،كإخبلصو النبيل ، حبيث كانت ىناؾ أسباب جعلت األمت ينهج يف غزلو ىذا النهج سأذكر سببت

أساسيت نبا : ت ىذه التبية النواحي الركحية ك اػبلقية يف األمت ذتو فغىا مدل حياتلقاتربية األمت اإلسبلمية كاليت

,فجعلتو يتسامى عن اؼبكاسب األرضية اؼبادية الفانية,ك يتطلع إذل اؼبكاسب النفسية ك الركحية أما لف آالتصوؼ يف مراحل حياتو كلها,فالتالسبب الثاين فيتمثل يف دراستو الصوفية :حبيث تأثر األمت ب

الفطرية قد أدل إذل بركز اعبوانب الركحية ميوال تو صوؼ ك نفسية األمت،كرغباتو كالذم كاف بت التىذه الناحية الركحية اػبلقية يف فانعكستك تصرفاتو اغبياتية، اليومياػبلقية بركزا كاضحا يف سلوكو

األسى ك اللوعة ك يف الغزؿ عند األمت,غزؿ اغبنت ك األنت،غزؿ اه العذرماالذبزلية.فكاف ؽبذا غإشعاره ال 1اغبرماف .

: خصائص غزل األمير /2

لقد سبيز األمت دبجموعة من اػبصائص من أنبها:بركز شخصية األمت حبيث كاف يركز تركيزا شديدا يف غزلو على شخصية ،فقد جعل من نفسو نقطة -

ارتكاز غزلو.األمت دائما يطالعنا يف قصائده الغزلية بصورتو اؼبأساكية اليت سبثل لنا حاؿ العاشق الغريق ،األست -

،الضعيف الذم أضناه اؽبجر كالوجد كالصد. مقارنة األمت بت نفسو الكئيبة الباكية كبت حاؿ احملبوب يف غنجو كداللو.-سيطرة تامة على قلب كعقل األمت فبل وبلو االستبلب القليب كالعقلي ،حبيث أف اغبب قد سيطر -

للغزاؿ اغببيب إال أف يرتع يف فؤاد األمت.أمل اللقاء كالفوز برؤية طيف اغببيبة لذا يتكفل النـو تكلفا علة يرل خيالو يف منامو فيفرح قلبو -

الباكي.

217فؤاد صاحل السيد: األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا)مرجع سابق( ص: - - 1

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

37

عاشق فهو ذؿ ؿببب،كىو معاناة األمت من األدل الفراؽ كرضاه حبياة الذؿ ال هبلب العار للمحب ال - سبيل من السبل اؼبؤدية إذل رضا احملبوب.

كىكذا يبكن القوؿ أنو األمت كاف عذريا يف غزلو ألف التبية اإلسبلمية كما ذكرت سابقا،قد غذت اعبوانب الركحية كاػبلقية يف نفسية األمت،إضافة إذل اؼبطالعات الصوفية اليت أدت إذل بركز اعبوانب

1كزا كاضحا يف سلوؾ األمت كتصرفاتو.الركحية بر :دحــالم–ت

لقد أؼبت الظركؼ اؼبختلفة على األمت ،فأدل ذلك إذل ظهور ثبلثة أنواع من اؼبدح يف أشعار األمت : انبثق ىذا النوع من اؼبدح من خبلؿ خضوع األمت شيوخو كتذهلل ؽبم ،حبيث تعرض المدح الوصفي

صوفية إذل مدح شيخت فقط من شيوخو كنبا: الشيخ ؿبمػد الشاذرل األمت يف قصائده اؼبدحية الالقسنطيت ،كالذم تعرؼ إليو خبلؿ فتة كجوده أستا يف أمبوزا بفرنسا كالشيخ ؿبػمد الفاسي كالذم

2تعرؼ إليو األمت يف أثناء رحلتو الصوفية اليت قاـ هبا إذل اغبجاز.احي اؼبادية مطلقا . دل يبدح شيوخو باعبماؿ كالسعة كغتىا من األمت يف مدحو الصويف إذل النو يتطرؽ دل

ية، ككيف يبكن األمت أف قيف مدحو الصويف النواحي اؼبعنوية اػبل أكدالفضائل اعبسمية العرضية، بل يبدح شيخو بالفضائل دنيوية ، كىو قائل عنو :

3كليس ؽبا يوما دبجلسو نشر كما زىرة الدنيا بشيء لو يرل كقد سبيز اؼبدح الصويف عند األمت دبجموعة من اػبصائص أنبها :

أف األمت افتتح عهد اؼبديح الصويف بقصيدة "ميمية" نضمها دبناسبة لقاءه األكؿ مع قطب من أقطاب يف فرنسا ، حبيث أكد األمت يف مدحو زد الشاذرل القسنطيت يف بامبواػمالصوفية اؼبشهورين ىو الشيخ ؿب

218اؼبرجع نفسو :ص : - 1 238اؼبرجع نفسو ص - 2 189:ت،ش،ث:د :زكريا صياـ :ص ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم - 3

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

38

للشاذرل على ثبلثة أمور ىي : جبلء اآلالـ كاألحزاف ، ب احملبة اؼبتبادلة بينهما ، كأختا منزلة الشاذرل من 1ابن العريب .

اؼبدح السياسي عند األمت ، بن أنتقل إذل اغبديث عن إطار:يف البداية أربدث أكال عن المدح السياسي ذا اؼبدح من حيث مواضيعو .خصائص ى

:المدح السياسي عند األمير إطارأ/ عن غتنبا من القصائد ، االستقبلؿخصص األمت للمدح السياسي مقطوعة كقصيدتت مستقلتت سباـ

عنده إذل جانب غته من كانت كحدة قائمة بذاهتا فلم بأب اؼبدح السياسي أم أف القصيدة السياسية القصيدة الواحدة . الفنوف األدبية يف

يست ببقية الفنوف األدبية فهي عبارة عن قصيدتت ق القصائد السياسية قليلة العدد نسبيا إذف ما كمقطوعة كما تقدـ .

تبت لنا فبا تقدـ أف األمت دل يتوجو هبذه القصائد إال فبدكح كاحد ىو السلطاف العثماين عبد اجمليد األكؿ .

كاػبطوة ، كإمبا نظمها يف سبيل الشكر كرد اؼبعركؼ كالتسلقيل التكسب،دل ينظم ىذه القصائد يف سب 2كاعبميل.

(خصائص مدحو السياسي )من حيث مواضيعوب/ يبدك بوضوح ؼبتصفح قصائد األمت السياسية ، أف ىذه القصائد قد أكدت أكثر ما أكدت على الفكرة

كالشريعة، كإحياء تو للخبلفة اػبليفة الديت ، كضباي، ككماؿ الدينية ، من كجوب طاعة اػبليفة العثماين

239فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا :ص - 1 243/244اؼبرجع نفسو: ص - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

39

األمت ، كأختا مدح تونطينية ككذالك فيما يتعلق بكـر السلطاف يف موضوع كفالطاعبهاد ، كفتح القس 1جيش السلطاف من زاكيتت : زاكية البطولة كالشجاعة أكال كزاكية أىداؼ ىذا اعبيش العسكرم ثانيا.

:يـــــــدح األدبــــالم/ 3 المدح األدبي عند األمير: إطارأ/

خبلؿ الفتة الثالثة كاألختة من حياتو كىي الفتة اؼبمتدة بت عامي اؼبد حيةنظم األمت ىذه القصائد ـ كاليت قضاىا يف مدينة دمشق .1883 -ق1856ق/ 1300 -1672

ين ىم يوسف بدر الدين دعلماء اليف ىذه القصائد ىم من األدباء كالشعراء كالفقهاء ، ك وأف فبدكحي اؼبغريب ، كؿبمد أمت اعبندم ،كعبد الكرن اغبمزاكم، كؿبمود اغبمزاكم.

تعترب قصائد األمت اؼبدحية أقرب إذل مساجبلت األدبية ،منها إذل فن اؼبدح كما عرفو كبار اؼبداحت يف ، على سبيل التقريظ، اؼبناسبات شىتيف والشعر العريب ، فقد كاف األمت يتبادؿ ىذه القصائد مع فبدكحي

أك التهنئة ، أك اؼبعايدة . (خصائص مدحو /األدبي )من حيث مواضيعوب/

لقد تناكؿ األمت صبلة من الفضائل الفطرية كاإلرادية كاليت يتمتع هبا فبدكحة .كىي:األقبلـ على و دكحاغبسب كالنسب النبوم الشريف، كاعبمع بت طرؼ احملد: الفكر كالشجاعة كتفضيل فب

يقرب من النقد األديب كتبدكا ىذه الناحية السيوؼ.كأختا تطرؽ األمت يف قصائد اؼبدح األديب إذل ماكمؤلفاهتم ب تطرؽ إذل معاين فبدكحيو كماتتكو ىذه اؼبعاين يف وعنده يف تقريظو كمدحو آلثار فبدكحي

2نفوس القراء كاؼبستمعت . :الوصف د/

إطار الوصف عنده أكال ، حبيث ذبسد دعن خصائص الوصف عند األمت ، البد من ربديقبل التحدث إطار الوصف أكال : يف أف فن الوصف عند األمت قد انقسم إذل نوعت نبا : الوصف البدكم كالوصف

244/246اؼبرجع نفسو :ص - 1 248،249اؼبرجع نفسو :ص - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

40

، يبثل أكؽبما اؼبرحلة األكذل من حياتو عندما كاف يف اعبزائر ، كيبثل ثانيهما اؼبرحلة الثالثة من اغبضرم شرؽ العريب.تقل يف اؼبدف اؼبتنحياة األمت عندما

ثانيا: دل ىبصص األمت للوصف البدكم قصائد كمقطوعات مستقلة ، كإمبا أكرد ىذا النوع من الوصف ، أما الوصف اغبضرم فقد جاء مستقبل يف القصائد كمقطوعات صغتة . يف القصائد الفخر كاغبماسة

عن إطار الوصف عند األمت سننتقل للحديث عن خصائص الوصف عنده من حيث تكبعد أف ربدث 1مواضيعو كاليت تتمثل فيما يلي:

/ الوصف البدوي: 1ا النوع من الوصف ثبلثة لوحات شها كاختربىا، كقد جسد ىذياستوحاه األمت من حياتو البادية اليت عا

بدكية ىي: لوحة الطبيعية الصحراكية كاليت سبتاز ببساطها الرملي الذم يشبو الدر يف الصفاء كالنقاء ، كتظهر يف رباؿر كاالالبدك القائمة على اغبل تعكس حياة كىي صورة كاالررباؿب لوحة التحمل كالتؤللؤ

إسرافهمعماؿ التشابو على عادة شعراء العصر اعباىلي يف ىذه اللوحة النواحي التقليدية مثل استصورة اؽبوادج ، كما يتعلق منهما باللوف األضبر خاصة ،كأختا لوحة استعماؿالتشابيو ككذالك باستعماؿ

اؼبنازؿ )اػبياـ( البدكية حبيث سبثل الصورة الليلية ؼبضارب القبيلة ، فهذه اؼبنازؿ اليت تنزؽبا القبيلة تتميز 2نظافتها كطهارهتا من األقدار كاألكساخ.ب

ىذه ىي صورة اللوحات البدكية الثبلث اليت عرضها األمت عبد القادر يف معرض حديثو عن البادية ، كلو األكذل كانت الطبيعة ففي قدر ؽبذه اللوحات أف ترظبها يد رساـ ماىر عباءنا بلوحات فنية رائعة ،

كيف الثانية ىذا الرحيل اؼبعرب عن اغبياة البدك يف حلهم كترحاؽبم كيف ذاألخاالصحراكية جبماؽبا الطبيعي الثالثة لوحة مضارب القبيلة ليبل .

:الوصف الحضري /2

)بتصرؼ( 253اؼبرجع نفسو :ص: - 1 )بتصرؼ( 254،255اؼبرجع نفسو: - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

41

ص اؼبرحلة الثالثة كاألختة من حياة األمت كقد ابتعد عن حياة البادية ، كعن حياة تكىو الوصف الذم ىبمدينة دمشق ؿبطة أختة من ؿبطات حياتو الشاقة كاؼبتعبة ، كيتاكح كصفو يف ىذه كازبذ ررباؿكاالاغبل

اؼبرحلة مابت الوصف النسخي اغبسي التقريرم ، كالوصف التشخيصي الوجداين كيعود ذالك يف الدرجة 1وبيط باألمت أثناء نضمو للقصيدة الوصفية.كاف األكذل إذل اعبو الفرنسي كاغبياب الذم

:حجازياتل/ اػىإف اؼبقصود باغبجازيات يف شعر األمت تلك اؼبقطوعات كاألبيات اليت نظمها شاعرنا يف أىل اغبجاز

كربديدا بأىل مكة كاؼبدينة تشوقا كؿببة ، معربا يف ذالك عن شوقو كؿببتو كىيامو هبم.

:إطار الحجازيات عند األمير/ 1 العامة من أنبها :يتميز شعر األمت اغبجازم دبجموعة من اػبصائص

يف تضاعف قصائده. مبثوثةكاف ىذا الشعر اغبجازم يف أقلو مقطوعات صغتة ، كيف أكثره أبياتو سبيز ىذا الشعر برقتو كنعومتو ، فقد أكثر من ذكر صبابتو ككجده كتصوير حالتو النفسية اليت أضناىا أدل

البعاد عن أرض أحبتو يف اؼبدينة اؼبنورة. يف ـباطبتو ألىل اؼبدينة. كاالستفهاـأكثر األمت من استعماؿ األسلوب اػبطايب، كحركؼ النداء

، فقد بدأ ، يوازم يف مبوه مراحل حياة األمت تدرج الشعر اغبجازم عند األمت تدرجا طبيعيا عفوياانتقل إذل مرحلة تصوير صبابتو الشعر اغبجازم دبرحلة التمت كالرغبة عندما كاف األمت يف أرض اعبزائر ب

بعد فراؽ األحبة ، كىجره أيامهم ، ب انتقل إذل مرحلة اللقاء يف مكة كاؼبدينة ، كعاد أختا إذل وكىزالمرحلة الفراؽ ، كبعدما ربدثت عن إطار اغبجازيات عند األمت اآلف سأتطرؽ إذل خصائص حجازيات

2األمت من حيث اؼبواضيع. األمير )من حيث المواضيع(: / خصائص حجازيات2

257ص اؼبرجع نفسو : - 1 263،264اؼبرجع نفسو :ص - 2

الفصل األول التعريف بصاحب المدونة

42

إف الرحلة اؼبشرقية األكذل اليت قاـ هبا األمت مع كالده ألداء فريضة اغبج قد جعلت فوائده يتعلق حبب ىذه ، كأنس ، كحب ساكنها، ككم كاف يتمت العودة إذل ىذه األماكن اليت ألفها األماكن اإلسبلمية اؼبقدسة

لتفكت يف العودة إليها ثانية كربقيق رغبتو،كمع ىذا فإنو دل ينس قط هبا بعد أف جهاده اؼبرير شغلو عن ا ربوعو اؼبقدسة.

ربدث األمت يف مرحلة الفراؽ فتمت الفوز دبجاكرة ؿببوبو النيب صلى اهلل عليو كسلم كعمد بعدىا إذل سو بذكر عن نفسو أدل الفراؽ كالبعاد علل نف ف، كألجل أف ىبف التصوير سوء حالو ؼبفارقة األحبة

األماكن اغبجازية ،إنو االنتظاري أختا رحلة العذاب كاآلالـ يف األسر، كتبدأ مرحلة جديدة ىي مرحلة اللقاء بعد طوؿ هتنت

طهارهتا مءدبر وؽ ، بعد طوؿ غياب،أنو لقاء الفرح بعودة األمت إذل األرض يكحل عينيو شلقاء احملبة كال كقداستها.

كتدكر األياـ دكرهتا لتعود مرة ثانية إذل التفريق األحبة فما إف تذكر األمت أف انتهاء عهد اللقاء كاحملبة ت جقد حاف ،حىت جاءت بدموع تعرب عما يف قلبو من نار تأج كاالبتعادتذكر األمت أف كقت الرحيل

1ارت إذل جلده ، من ىنا سبت اؼبوت قبل الرحيل كالفراؽ.سامو ، ب ظفسرت يف عاية ىذا اؼببحث يبكن القوؿ أف شعر األمت كاف متعدد األغراض كمتنوع األىداؼ حبيث كأختا كيف النه

ة ، تاغبماسة ، كالغزؿ فقد كانت قصائده الغزلية تعرب عن التجربة الشخصية الفردية البح نظم يف الفخر كألمت كشاعر أثر للعذاؿ كالوشاة فيها كما نظم يف اؼبدح ، كالوصف كاغبجازيات، كبعدما ربدث عن ا ال

يف شعره أكثر الفنوف الشعرية اؼبعركفة يف عصره كاليت كانت ؽبا صلة كثيقة حبياة األمت يف ـبتلف تناكؿاب اليت دفعت األمت إذل سلوؾ بىي األس مراحلها ، سأربدث يف الفصل الثاين عن األمت اؼبتصوؼ كما

ألمت. ا طريق التصوؼ كذكر اؼبراحل التارىبية اليت مر هبا تصوؼ

بتصرؼ( 264،265،266،267،268اؼبرجع نفسو :ص - 1

الفصل الثاني

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

44

تمهيدق( 1300رجب 19ق( )1222رجب 23، ) إف التصوؼ الذم عرؼ بو األمت عبد القادر

من حياة أسرتو اليت ربتو عليو ءاليس عنصرا جديدا يف حياتو الركحية كاألخبلقية ، كإمبا كاف جز ق( صوفيا 249 -ق1195كأشرب قلبو مند صغره بذالك اعبو الركحي فكاف كلده ؿبي الدين )

1"إرشاد اؼبريدين"لطريقة القادرية ، كألف كالده كتابا جليبل يف التصوؼ عنونو ب راسخ القدـ يف ازار ضريح كأثناء زيارتو ىذه كصحب األمت عبد القادر كالده يف رحلتو إذل اغبج كزار معو بغداد

كيف اذباىو الذم سلكو يف ، فكاف لذالك أثر يف نفسو ينالصويف الكبت الشيخ عبد القادر اعببلفقد بت لنا األمت عبد القادر كيف بدأت حياتو الركحية الصوفية يف صغره كأنو كاف .ىذه اغبياة

: "كنت مغرما دبطالعة كتب القـو )اؼبتصوفة( رضي اهلل عنهم، منذ مغرما بقراءة كتب اؼبتصوفة فقاؿ ادات القوـفكنت يف أثناء اؼبطالعة أعثر على الكلمات تصدر من س الصبا غت سالك طريقهم، كتنقبض منها نفسي مع إيباين بكبلمهم على مرادىم ألنت على يقت كأكابرىم يقف ؽبا شعرم

2." من آداهبم الكاملة كأخبلقهم الفاضلة

، حيث قاؿ :" ينفصبلف كأعلن األمت عبد القادر عن تصوره للصلة بت الشريعة كاغبقيقة كأهنما الفهو مفت إتباعاتعظيما كللسنة لشرعطريق أىل اهلل تعاذل كدل يزدد ككل من ادعى أنو شم رائحة من

". ابكذن

"كأىل طريقنا رضي . يبتدعوف يف الدين كإمبا يفهموف الدين فهما جديدا كما بت أىل التصوؼ ال، ديلالتن اهلل عنهم ما ادعوا اإلتياف بشيء يف الدين جديد كإمبا ادعوا الفهم اعبديد يف الدين

3". يكمل فقو الرجل حىت يرل للقرآف كجوىا كثتا اعدىم اػبرب اؼبركم أنو الكيس

932ـ ص 1964 -ىػ 1384:ربفة الزائر ،دار اليقظة العربية،بتكت ؿبمد بن عبد القادر -1 46ص 1ج -1966 -1386األمت عبد القادر ،اؼبواقف ،دار اليقظة العربية،بتكت - 2 26اؼبصدر نفسو:ص - 3

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

45

كما يبكن القوؿ أف األمت ذىب مذىب ؿبي الدين بن عريب يف التصوؼ يف اؼبرحلة األختة من " كىو عبارة عن غبظات اؼبواقف، كألف كتابا ضخما ظباه " حياتو كانشغل دبطالعة كتبو كتفستىا

كيلقي يف قلبو معرفة كيفهمو حقيقة اهلل فيها عن نفسو كعن العادل كيلهمو إشارة هيأخذركحية ، كأسرار : " نفثات ركحية كإلقاءات سبوحية بعلـو كىيبة أهنا اقف، قاؿ عن ىذه اؼبو كيهب لو علما

. كلكن 1كالنظر يف كتاب " اكتسابعن أنواع خارجةغيبية من كراء طوؿ العقوؿ كالظهور النقوؿ :من كتايب ككبلموذا الكتاب فسر فيو أيضا كثتا من مذىب ؿبي الدين بن عريب ى

"الفصوص"ك"الفتوحات اؼبكية" كيذىب إذل أف ؿبي الدين بن عريب أخر كارث ؿبمدم كخاسبهم كدافع عنو كنفى عنو كتبا نسبت إليو مؤلفة يف اؼببلحم ككصفو بأنو إماـ العاؼبت باهلل تعاذل كبرسلو.

"الشجرة العثمانية " ككذالك الفتاكل اؼبنسوبة إليو كتوذل األمت طبع "الفتوحات اؼبكية" : ب مثل كتااألمت من ابن عريب إماما فقد يتخذ. كليس غريبا أف ألكؿ مرة كأكصى أف يدفن جبانب ابن عريب

ابن العريب ىي ية كاإلنسانية ، إذ أف عقيدة كحدة الوجوه اليت اعتنقهافباأل ابن عريب سبيل سبيلكاف ، ألهنا نظرت إذل لدل األمم الثقايف كالركحي كاؼبعريف بالتكافؤ عقيدة تؤمن بالكماؿ اإلنساين ك

بت من إليواليت أسندىا االستخبلؼاليت خصو اهلل هبا كاعتبارا لوظيفة ةالكريبالبشر يف ضوء القيمة 2سائر ـبلوقاتو.

كدافع ككافقو يف رأيو أنو " ليس كتأثر بو كنقل عنو زارلللغ "حياءاإل "ما درس األمت كذالك كتاب 3يف اإلمكاف أبدع فبا كاف " كأشار إذل كتب أخرل للغزارل مثل كتاب "التفرقة".

و الركحية كطريقو العرفاين الذاب كما يدؿ ربكىكذا يبكن القوؿ بأف األمت عبد القادر استقل بتجاشراؽ التجليات اإلؽبية يف إكما أف الصويف الواصل يصبح يتلقى اؼبعرفة عن طريق .على كتابو "اؼبوافق"

09ص 1األمت عبد القادر ، اؼبواقف ج -1

26،ص1اؼبصدر نفسو:ج - 2 51:ص2اؼبصدر نفسو :ج - 3

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

46

ربو الركحية، كأما الطريق األفقي كاعتماده على اؼبؤلفات الصوفية فليس ذالك للتعبت عن ذبا قلبو الداخلية.

:طريق التصوف إتباعالمبحث األول: األسباب التي دفعت األمير على

اليت دفعت األمت على السلوؾ طريق التصوؼ كثتة كمتنوعة نذكر منها: إف األسباب

:نزعتو اإلنسانية أ/

راده األمت أف يكوف صلة الوصل بينو كبت أخيو اإلنساف شرقيا أالذم كىي النسب اإلرادم اغبقيقيياء نب، بت األ إذ أف أساس الديانة كأصوؽبا خبلفا فيها ،مسيحيامسلما أك أكركبياكاف أـ غربيا أك

إف 1.، فكلهم يدعوف اػبلق إذل توحيد اإللو كتعظيمو السبلـ من آدـ إذل ؿبمد عليو الصبلة ك، يدرؾ أف تأمل يف التسامح الديت الذم عرؼ بو األمت يف بناء كجوده يف اعبزائر كخارجها منفيااؼب

اؼبتفهم غبقيقة اإلنساف كاإلنسانية اليت التؤمن باغبدكد الرجل كاف على مستول من الوعي اإلنساين( ـ1860ق/1276كاغبواجز كالعراقيل بت البشر كخت دليل على ذالك تدخلو يف أثناء فتنة )

الذم كشف عن رجولتو كإيبانو .، فقد شهد لو التاريخ هبذا اؼبوقف البطورل اػبالد يف دمشق اؼبشئومةفقد استطاع أف وبقق عمليا أسلوب األروبة العربية يف ، الواضح يف مشائلوكعن طابع اإلسبلـ كالعركبة

ما كطابع اإليباف اإلسبلمي يف التسامح كاألخوة اإلنسانية ، كأكثر النجدة كالبذؿ كضباية الدماءالصوفية اليت أكدىا يف بعضها على كحدة فهو تارة ىذا هيف قصائد تبدكا نزعة األمت اإلنسانية

ار إذل كسطو كمرة م الزاىد ، كطورا ىذا الراىب الذم يسرع إذل الكنائس ، كقد أحكم شد الزنن اؼبسل حيث يقوؿ عن نفسو يف ىذه األبيات: تيلتحق دبدارس اليهود لتدريس الثورا

101ـ،ص:1966ذكرل العاقل كتنبيو الغافل :توت:د:فبدكح حقي منشورات دار اليقظة العربية بتكت : - 1

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

47

زىودا نسوكا خاضعا طالبا مػدا مسلػم فطورا تراين مسلما أمن

ا حكمتو شػدن أار كسطي الزنن كيف كطورا تراين للكنائس مسرعا

1وراة كأبدم ؽبم رشدا تأقرر ساكطورا دبدارس اليهود مدرن

مت الصوفية.فالنزعة اإلنسانية كاف ؽبا أثر كاضح ككبت يف بناء شخصية األ

: إلى آل بيت النبي انتمائوب/

هبذا النسب اعبسدم رادة لؤلمت بو كقد سبسك مؤرخوه إالذم ال الطبيعيكىو النسب العفوم ت كفبا الشك يبوا كأفاضوا يف ذكر نسبو النبوم الشريف ، فهو تارة عندىم اغبست كطورا اغبسطنفأ

من القصائد الفخرية فيو أف األمت قد افتخر هبذا النسب النبوم الشريف كظهر فخره ىذا يف العديد حياتو.كاغبماسية اليت نظمها يف اؼبرحلتت األكذل كالثانية من

من كاف من أىل البيت اإلؽبي ىو من أىل البيت النبوم ...كال "أفن كل كما أف األمت يرل "ينعكس

النبوم كاإلؽبي" إذ من كاف من أىل "كىذا يعت أف اػبت كل اػبت يف أف هبمع اإلنساف بت البيتت : أىل البيت النبوم فقط ، فهو البيت النبوم كاإلؽبي فكرامة على كرامة ،كنور على نور كمن كاف من

"اعتبار الشارع النيب :" كؽبذا فإف األمت ىبلص إذل نتيجة ىي. دكف من كاف من أىل البيت اإلؽبيفاألمت ،" من اعتباره للقرابة اعبسمية الظاىرة اكدأ، ة الباطنةلبيصلى اهلل عليو كسلم للقرابة الق

2اغبقيقي ، ليصبح من أىل البيت اإلؽبي. جاىد يف سبيل الوصوؿ إذل ىذا النسب اإلرادم

:الدينية الصوفية توتربيج/

20:ص1األمت عبد القادر :اؼبواقف،ج - 1 118القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا :ص:فؤاد صاحل السيد : األمت عبد - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

48

كالطرؽ فقد نشأ نشأتو األكذل يف مدرسة الزكايا ابنفهو األمت عبد القادر يف جو تربوم ديت شبن و كاف طموحو األكرب يف شباب .كالفقهية فيها كتلقى مبادئ العلـو الدينية أنشئهاالزاكية اليت كاف كالده

عن البياف أف يصبح مرابطا مثل كالده الذم كاف وببو كيتحمس لو ربمسا بلغ حد العبادة ، كغت، كقد جاىد القوؿ أف حياة الفتوة كاؼبرابطة ترتبط ارتباطا كثيقا حبياة الصوفيت يف ؾباىداهتم الصوفية

كاؼبرابطة كما ذالك إال نتيجة األمت يف اؼبرحلة الثانية من حياتو يف سبيل الوصوؿ إذل مرتبة الفتوة 1لوالده اؼبرابط القدكة كاؼبثاؿ. ازباذالصوفية اليت ترىب عليها ، كيف ك التبية الدينية

:إيمانو الشديد بالقضاء والقدرد/

مت بالقضاء كالقدر شديد جدا ، كلعلو يتابع يف ىذا الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم حت إف إيباف األكنلمس إيبانو ىذا ." ف تؤمن باألقدار كلها ختىا كنشرىا حلوؽبا كمرىا...أفقاؿ:"سئل عن اإلسبلـ

كالذم تعهد (Louis Napoleon) يف ىذا الكتاب العهد الذم أعطاىا األمت لويس نابليوفقف س، كما يعرب األمت يف رسالتو اليت أرسلها لصديقو األ فيو بعدـ العودة إذل أرض اعبزائر

لعلك اكتشفت من ": مغيبات القدر،عن الدكر الذم رسم لو مند ميبلده قائبل "دكبوش"، عن اأكوف ؿباربا كلو يومال ، كيبدك رل أنو كاف هبب علي أف خبلؿ حديثنا أنت دل أكلد ألكوف ؿباربا

، كدل يكن سول ؿبض .ما أكثر غموض مغيبات القدر.مع ذالك فقد ضبلت السبلح .ك ، كاحد، كىو الدكر نفسي بعيدا سباما عن الدكر الذم حدده رل ميبلدم كتربييت كميورل الصدفة أف كجدت

كالذم دل أزؿ أصلي إذل اهلل تعاذل أف يسمح رل الستئنافوالذم كما تعلم جيدا، طاؼبا تشوقت 2."، اآلف كأنا يف خاسبة حياب الشاقة بالعودة إليو

خطت من أسراره أال كىو اعتقاده أنو ضبل تكشف عن سر فمن الواضح جدا أف رسالة األمت ىذه، فهو دل يولد ليكوف ؿباربا كدل تكن فكرة اإلنساف احملارب زبطر على بالو مطلقا السبلح مكرىا

120اؼبرجع نفسو ص: -1

121،122فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا:ص - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

49

بعدتو أ، ريب من حياتو، كلذا فإف األمت قد اعترب أف مرحلة اعبهاد اغب كمع ذالك فقد ضبل السبلحألمت عن حقيقة ىذا الدكر ا، حيث كشف كميولو كتربيتو كليا عن الدكر الذم حدده لو ميبلده

، : " لقد خط رل باؼبيبلد كالتبية كاؼبيل ، فقاؿ ، بعد خلوتو الصوفية الشهتة إثر عودتو من اغبجازهلل أف يسمح رل بالعودة إليو اآلف ، كقد إذل ، كطاؼبا صليت الستئنافونفسي تبرأشاأنو دكر طاؼبا

1". قاربت سنوات عمرم الشاقة هنايتها

إذ دل يعد ىناؾ من شك يف أف ىذا الدكر ، الذم يؤمن بو األمت إيبانا كليا ، كالذم حققو يف خلوتو الصوفية ىو إيبانو بأف القضاء كالقدر قد كتب لو ليكوف صوفيا باؼبيبلد كالتبية كاؼبيل .

:محاربتو التقليد والمقلدين ق/

طريق التقليد نيعتقد األمت أف اإلنساف قد يكوف "ؿبجوبا باعتقاد سبق إذل القلب ، كقت الصبا ع، يف ، كيبنع أف ينكشف كالقبوؿ حبسن الظن ، فإف ذلك وبوؿ بت القلب كالوصوؿ إذل اغبقائق

، ألهنم اػبلق عن الوصوؿ إذل اغبق حجب أكثر ، كىذا حجاب عظيم القلب غت ما تلقاه بالتقليدرسخت يف نفوسهم كصبدت إذل قلوهبم ". كماداـ األمت قد عرؼ ىذا تقليدية باعتقاداتؿبجوبوف

، كإمبا يقوؿ ما أفهمو اهلل تعاذل يف كتابو كسنة رسولو اغبجاب التقليدم فإنو يقوؿ غت مقلد كال مقيد، االعتقاداتذا كاف تقليد الرجاؿ مذموما غت مرضي يف " إ لذا فإنو يقوؿ: صلى اهلل عليو كسلم ،

اإلؽبية كمواقفو الصوفية ككقائعو "نفثات رادتوكإ" كمن ىنا كانت فتقليد الكتب أكذل كأحرل بالذـخارجة كظواىر النقوؿ ، كإلقاءات سبوحية بعلـو كىبية كأسرار غيبية من كراء طور العقوؿ ركحية

2". كالنظر يف كتاب االكتسابعن أنواع

، كاؼبنطق ةالذكقي الذم يرفض اإليباف العقلي الوارد عن طريق اعبدؿ كاؼبناظر اغبقيقي اإليبافىذا ىو فإيبانو كما يبدك ىو كاالكتسابكالتعليم كما إنو يرفض اإليباف التقليدم الوارد عن طريق التلقت

122اؼبرجع نفسو:ص - 1 09، اؼبقدمة،ص1األمت عبد القادر :اؼبواقف:مج - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

50

إذا :" الشخصية حبيث يوجو األمت كبلمو للمقلد قائبليباف القائم على التجربة الركحية الدكقية اإل، على الناظر أف ينظر بعت اإلنصاؼ إذ أنو ؼبعرفة طريق اغبق.كنت مقلدا فليس كبلمي معك "

1". كيرمي التقليد أك التعصب كاإلعتساؼ

د القائم أما التجديد الذم عرفو الصوفيوف ىو ذبديد الفهم الديت كذبديد الوعي كاإلصبلح التجديكمن ىذه اؼببادئ كرسومو كقشوره ال إذل ظواىره ، وىر الدين كأصولو كقواعدهجعلى العودة إذل

ت يف فهمهم ي، كبت الصوف كلها ف تبلقت كجهات النظر بت األمت يف دمو التقليد كرفضو اؼبقلدين .اعبديد للدين التليد

: وتركو الحياة السياسية والعسكرية بعد استسالم ك/

إف مرحلة اعبهاد عند األمت تأب يف مرتبة الثانية يف حياتو ، حبيث استنفدت الشيء الكثت من ، كلكن ، ال يتخطاىا إال يف القليل النادر تفكته ، فاكبصر تفكته يف األمور السياسية كالعسكرية

بديبل من فقداف نشاطو ، كاف مفيدا جدا فقد أكجد لو دخولو يف معتؾ اغبياة السياسية كالعسكريةاألديب كالعلمي ىو فتوتو كمرابطتو كنبا حركتاف من أشد اغبركات ارتباطا بالتصوؼ ، كبانتهاء ىذه

، كالتجرد عن متاع ، كىي مرحلة التصوؼ كالعبادة اؼبرحلة السياسية كالعسكرية تبدأ مرحلة جديدة .الدنيا الفانية

كاف لو دكر كبت يف التصوؼ األمت أال كىو عزلتو يف كباإلضافة إذل ىذه األسباب ىناؾ سبب آخر، إذ كاف ، حبيث تعد ىذه اؼبرحلة من أىم اؼبراحل التارىبية لتصوؼ األمت " يف فرنسازأسره "بامبوا

" الواردات يف الوقائع يشغل نفسو يف ىذه العزلة " بالدعاء كالتضرع ككشف الرأس حيث ترد عليوكىكذا يبكن القوؿ بأف األسباب اليت دفعت األمت إذل سلوؾ طريق 2". مشتة كآمرة بالصرب

384،ص173، اؼبوقف01اؼبصدر نفسو ،مج - 1 472،ص01نفسو،مجاؼبصدر - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

51

التصوؼ كانت متعددة كمتنوعة بتنوع األحداث كالوقائع اليت جرت يف حياة األمت يف ـبتلف مراحلها.

المبحث الثاني: المراحل التاريخية لتصوف األمير:

، كتصاعدىا اؼبراحل التارىبية لستة حياتو الذاتية مر تصوؼ األمت دبراحل تارىبية توازم يف مبوىا، كتدرجت تدرجا سليما يف تصاعدىا من نقطة البداية ، كإف ىذه اؼبراحل قد مبت عنده مبوا طبيعيا

كيبدك أف ، حيث الشاىد كاليقت هناية النفس األمارة بالسوء بداية التوبة كالورع إذل النقطة النهاية كاالجتماعيةىو بياف الظركؼ التارىبية ذا التقسيم التارىبي لتصوؼ األمتالغاية األكذل من ى

كىذه اؼبراحل ، كالنفسية اليت عملت يف التكوين كل مرحلة من اؼبراحل تصوفو التارىبية كتطويرىا، اليةثارة اؼبرحلة التأككلما ارتقى مرحلة من ىذه اؼبراحل . بدكرىا أرضا كقاعدة ؼبا فوقها من اؼبراحل

1جرأتو كأغرتو بارتقائها كمعرفتها لتمنحو مزيدا من اؼبعرفة الصوفية كىذه اؼبراحل التارىبية كالتارل:

ه( 1830 -1807ه/ 1246 -1222: مرحلة التلقن والتعلم والمطالعة ) المرحلة األولى:

أرض اعبزائر كأىم رنسيتالفة إذل التاريخ نزكؿ يطنسبتد ىذه الفتة أك اؼبرحلة من كالدة األمت يف القفتة زمنية يف ىذه اؼبرحلة ىي فتة الرحلة اؼبشرقية اليت سافر فيها مع كالده ألداء فريضة اغبج ،

حت لو فرصة اإلطبلع على الطرؽ الصوفية كمنها:افأت

أ/ الطريقة النقشبندية:

125فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم،ص - 1

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

52

دم ر النقشبندم السهرك ، ضياء الدين الشيخ خالد أخذىا يف مدينة دمشق عن اإلماـ أيب البهاء(. ـ1389ق/ 791( كتويف سنة )ـ1318ق/718اؼبولود بقرية صغتة بالقرب من خبارم سنة )

1ليسمع منو علوما شىت يف التوحيد كالتصوؼ. يتدد إليو حبيث كاف األمت كثتا ما

ب/ الطريقة القادرية :

رية السيد ؿبمود الكيبلين من يد نقيب اإلشراؼ شيخ السجادة القاد أخدىا يف مدينة بغدادتوذل السيد ؿبي الدين كابنو األمت ، كبعد عودهتما من رحلتهما اؼبشرقية إذل أرض الوطن القاديرم

عبد القادر نشر الطريقة القادرية حيث يومئ األمت إذل ىذه اؼبرحلة التارىبية من مراحل تصوفو يف لعة كتب القـو رضي اهلل عنهم منذ الصبا غت اؼبوقف الثالث عشر من مواقفو حت كاف مغرما دبطا

2.سالك طريقهم"

:(م1848-1830ه / 1264 -1246المرحلة الثانية : مرحلة الفتوه والمرابطة )

فهو دل ، كأرادت استعمارىا ظهرت فتوة األمت عبد القادر كمرابطتو عندما اعتدت فرنسا على ببلدهمقاتبل ب من ضبل السبلح منهم فقط فجاء اعبزائرت بل حار يوبارب فرنسا كدل وبارب الفرنس

دكف اعبنوح كربرير الببلد حبيث أف الركح الفتوة كاؼبرابطة كاعبهاد مرتبطة دبقاكمة العدكاف، كمستعمرا ، أك نقض العهود كىي اؼبيزة لقتاؿ امرئ إال من كاف بيده السبلح كيرتفع عن استعماؿ الغدر

أضف إذل ذالك أف ا األمت طواؿ اؼبرحلة الثانية من مراحل حياتو الصوفيةاألساسية اليت كاف يتمتع هبكمعاملتو ألسراىم من القواد كاغبكاـ كالوزراء كالقادة شخصيات الفرنسية البارزةلل"مكاتبات األمت

الفتوة كىي اليت باسميشعر عن ركح النبالة اليت تعرؼ ككبار الضباط ، كحىت اعبنود العاديت ما 3.رفت يف الغرب باسم الفركسية "ع

127اؼبرجع نفسو ،ص - 1 46،ص13،اؼبوقف1األمت عبد القادر :اؼبواقف ،مج - 2 129فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا ،ص -3

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

53

ب من اغببلؿكالتكسن كالدعوة إذل اػبت كدفع اؼبظادل كدبا أف اإلسبلـ جعل العبادة كعمل اؼبعركؼ كمابت العبادة العلمية أم العلم مع بت العبادة النظريةذبأم عقيدة . عبادة رضاألكالكدح يف

و األصغر كاألكرب قاؿ األمت يف ىذا السياؽ: يأم اعبهاد بنوع

لعلمت أنك يف العبادة تلعب عابد اغبرمت لو أبصرتنا يا

بفنحورنا بدمائنا تتخضن من كاف ىبضب خده بدموعو

ب بيحة تتعقت الصن فخيولنا ك أك كاف يتعب خيلو يف باطل

1كالغبار األطيب كنابرىج السن ريح العبت لكم ككبن عبتنا

، يسمو بتدينو الصحيح إذل ذركة الفتوة كاؼبرابطة ىكذا كاف األمت عبد القادر عمليا يف تصوفو .تي، خبلفا ؼبا صار إليو معظم الصوف دبعنانبا اإلنساين النبيل

:(م1852 -1848ه / 1269-1264: مرحلة التأمل والتفكير ) المرحلة الثالثة

، ، فضاقت عليو األرجاء ، منذ كاف أستا يف السجن األمت إذل األفق الركحاين اؼبشرؽانتهى أمر ككقدة الشوؽ للخبلص من األسر تارة أخرل ، كقد أشار كلكنو ظل متمسكا بوقدة الصرب تارة

ر من كتابو اؼبشهو ئتتا" يف اؼبوقف اغبادم عشر بعد اؼب األمت إذل ىذه اؼبرحلة اليت ظباىا "خلوةكالضيق كقد اعترب كل ة كما كاف يقاسيو من األزماتسعيتحيث صور حالتو النفسية ال ."قف "باؼبوا

عرؼ مدل صربه كرضائو بقدر اهلل تعاذل.ي، ل ىذا ابتبلءا كاختبارا من اهلل تعاذل

دئ كىكذا يبدكا أف ىذه اػبلوة قد أتاحت لؤلمت ألكؿ مرة يف حياتو التأمل الصويف الركحاين اؽبا، فكاف يقضي أكقاتو مشتغبل بالذكر كالدعاء"ككانت ترد عليو الواردات يف الوقائع مشتة العميق

". بالدعاء كالتضرع ككشف الرأسىذه شغل يف أثناء خلوتو نلذا ا .كآمرة بالصرب "

96،ص3الديواف ط - 1

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

54

حلة الرابعة حلقة كصل مابت اؼبرحلتت السابقتت كمابت اؼبر دبثابة ، ألهنا كتعترب ىذه اؼبرحلة األساسية، ، كىي إذل جانب ذالك سبتاز باإلنتاج األديب كالفكرم ل فيها إذل ذركة التصوؼصكاألختة اليت سي

1. حيث تعرؼ األمت خبلؿ ىذه اؼبرحلة إذل الصويف الكبت السيد ؿبمد الشاذرل القسنطيت

:( م1883-1853ه/1300-1269: مرحلة النضج والتعبير) المرحلة الرابعة

األديب كالفكرم ففي تعترب ىذه اؼبرحلة من أغت مراحل تصوؼ لؤلمت عبد القادر من الناحية النتاجككاف ذالك يف خلوتو الصوفية الشهتة إذا أقاـ يف مكة كاؼبدينة سنة لو الفتح العظيم بن ىذه اؼبرحلة

، رئيس باهلل ؿبمد الفاسي، مقببل على العبادة كاػبلوة كالتقى فيها بالشيخ اعبليل العارؼ كنصفكعكف على مايف كاالجتهاد، فتتلمذ على يديو كشرب عنو الطريقة كالـز الرياضية الطريقة الشادلية

إال يف غار االرتقاءلو بن كما ." إذل أف ارتقى يف معارج األسرار اإلؽبية تلك الطريقة من أذكار كأكرادككقع لو الفتح النوراين كانفتح لو باب أف جاءتو البشرل إذل حراء ، ألنو انقطع فيو أياما عديدة

.كاستظهر من القرآف الكرن اآليات كمن اغبديث النبوم الشريف أحاديث صحيحة" الوارداتكقد أشار األمت إذل الفتح الرباين يف اؼبوقف األكؿ من مواقفو حت قاؿ : "إف اهلل تعاذل قد عودين 2

يتو فتأك يفتيت يف أمر است ين أك يعلمت علمار ذأك وب أك يبشرين أك ينهاينأنو مهما أراد أف يأمرين، ما أراد بإشارة آية كريبة من القرآف ،ب يردين إرلن ب يلقي إرلن مع بقاء الرسم ال كيأخدين متن إفيو ،

3". النصف من القرآف هبذا الطريق ... كقد تلقيت كاؼبنة هلل تعاذل كبو ،رجع باآلية قرير العتأف

، كيثت على اهلل دبا أكاله على الشيخ يصف بدايتو كهنايتوأستاذه ككتب األمت من خلوتو ىذه إذل ، بقصيدة مطلعها: يده

133د القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا ،صفؤاد صاحل السيد :األمت عب - 1 695ؿبمد عبد القادر اعبزائرم ،ربفة الزائر ،ص - 2 26،اؼبوقف األكؿ،ص1اؼبواقف ،مج - 3

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

55

1حس ليس ؽبا ذكرت جيوش النن ككلن عد كاػبت كاليسرأمسعود جاء السن

ظباء ىبية لتصوؼ األمت ، قد تدرجت تدرجا تصاعديا يفكأختا يبكن القوؿ أف كل ىذه اؼبراحل التار ، ليس فيها من أثر للتجربة الركحية كبدأت يف مرحلتها األكذل تلقينا كتعليما كمطالعة اؼبعرفة اإلؽبية

ككانت ها اؼبرحلة الثانية كاليت كانت فيها الفتوة كاؼبرابطة أساس تصوفو العمليتب تل . الشخصيةعبارة عن نقطة اتصاؿ بت اؼبرحلتت السابقتت ، أما اؼبرحلة الرابعة كاألختة كصل فيها اؼبرحلة الثالثة

الصوفية التعبتاتاألمت إذل درجة النضج الصويف كالفكرم فعرب عن رحلتو الصوفية فكانت ىذه خاسبة ؼبطاؼ األمت عبد القادر الصويف.

كتطرقت لكل مرحلة على حدل خبلؿ ىذا كبعدما ربدثت عن اؼبراحل التارىبية لتصوؼ األمت، البد من معرفة مقامات األمت كأحوالو كؾباىداتو كىذا ما سأقدمو من خبلؿ اؼببحث اؼببحث الثاين

الثالث.

:: مقامات األمير وأحوالو ومجاىداتو المبحث الثالث

يا ال أثر للناحية النظرية إف كثتا من اؼبقامات األمت كأحوالو كانت يف غالبيتها الساحقة تطبيقا عملفاألمت دل يعرؼ .، كىذه ناحية على ما يبدكا رل أساسية كجوىرية يف ىذه القضية أك القولية فيو

اؼبقامات كاألحواؿ كيتحدث عن كل نوع من أنواعها شأف اؼبؤرخت كاؼبصنفت يف تارىبهم معاناة اجملرب كمارسها يف حياتو ها، كعاىن من ذبربتو مع اؼبقامات كاألحواؿربكتصانيفهم بل خ

تطبيقا عمليا أكثر منو قوال نظريا ، كليس أدؿ على ذالك من استعراض حياة األمت عبد القادر فهي سأعرضو ىو مقامات األمت. فأكؿ ما كحدىا جامعة ألنواع اؼبقامات كاألحواؿ كاجملاىدات

مقامات األمير:أ/

102ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم ج،ت،ش،ت،د:العريب دحو ص - 1

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

56

: "األساس لسلوؾ ، حيث اعترب األمت أف مقاـ التوبة ىو وبةأكؿ مقاـ سأربدث عنو ىو مقاـ الت 1". فمن أعطيو أعطى الوصوؿ كمن حرمو حـر الوصوؿ كاؼبتاح للوصوؿ ؼبقاـ التحقيق الطريق

فليس ىذا من كاالضطرابترؾ األسباب مع الشك ال" الثقة كالطمأنينة :أما التوكل عند األمت فهوـز إذا كالتوكل يف رأيو غت التواكل إذ لو كاف ترؾ السبب كاغبركة توكبل للن ." توكل اؼبطلوب يف شيءال

فإف ىذا سبب كحركة لوصوؿ اػببز إذل يتناكلو كيرفعو إذل فيو كضع اػببز بت ىذا اؼبتوكل أف ال 2".بطنو

فتوكل األمت ىو مقاـ اؼبتسبب ظاىريا ، كاؼبتوكل باطنيا ، أم أف يكوف ظاىره يوحي بتعلقواألسباب ، إثباتباألسباب كباطنو القليب متعلقا خبالق األسباب كرب األسباب لذا فقد دعا إذل

كال تعتمد عليها من حيث أهنا أغيار للحكمة كإتباعاكامر لؤلثبتها اغبق تعاذل امتثاال أمن حيث .كمن خبلؿ 3" ، فبلبد من األسباب كجودا كالغيبة عنها شهود للحق تعاذل كشاىد كجو اغبق فيها

، فليس التصوؼ عنده تواكبل كاعبهادم عند األمت يبدك لنا مفهـو التصوؼ العملي ىذا اؼبوقف الكماؿ. فإف "مقاـ 4"مرابطة كجهاد يف سبيل اهللفتوة ك عنده ، بل التصوؼ زباذالك كتكاسبل

، أنتقل للحديث كبعد اغبديث عن اؼبقامات األمت ." على اهلل عتماداالىو معطاة األسباب مع عن أحوالو.

ب/ أحوال األمير:

أحواؿ األمت متنوعة ككثتة من أنبها كأبرزىا:

/ حال القرب:1

430،ص :197،اؼبوقف1األمت عبد القادر :اؼبواقف،مج - 1 369،ص1و،مجاؼبصدر نفس - 2 761،ص251،اؼبوقف 2اؼبصدر نفسو مج - 3 843،ص278،اؼبوقف 2اؼبصدر نفسو :مج - 4

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

57

دنا إال اعبهل فما بعن ال يتم ذالك إال برفع حجاب اعبهل ." " كالقرب من اغبق تعاذل قرب معنوم ىم القريبوف من اهلل تعاذل القرب اؼبعنوم ، اؼبقربوف عنده... اؼبلبوف ". كأىل اهلل بنا إال العلمكال قرن أىل اغبقيقة وف إذل طاعتو ...الداعوف معرفتو كتوحيده على طريقة الصوفيةبيج، اؼبست دعوتو

". كالقرب عند األمت كقطع عقبات النفوس كطي اؼبقامات إذل الذركة العليا كالسلوؾ كاألحواؿ ... قرباف نبا:

أ/قرب النوافل:

أم أنو باهلل دراكاتىو أف يشهد العابد نفسو حاؿ العبادة ، بل كيف غتىا من سائر األفعاؿ كاال، فبل يرل فعبل لو قدرتو كظبعو كبصره كصبيع قواه كأعضائو الظاىرة كالباطنة أنو يشهد اغبق تعاذل

.ذكقا ككجدانا" ثابت بقرب النوافلغته كال إدراؾ إال باهلل ...كىذا اؼبقاـ اؼبسمى لكال

ب/ قرب الفرائض:

، اؼبصرؼ ؽبا اغبق كاغبق تعاذل و، آل كأعضائو الظاىرة طنةاالبيف ىذا اؼبقاـ يشهد العابد نفسو كقواه كمن الطبيعي .كيبصر ببصره كيتكلم بلسانو إذل آخر اإلدراكات " فيسمع بسمع العبد، اؼبؤثر هبا

أف "من كاف قربو قرب النوافل فهو قريب ، كمن كاف قربو قرب الفرائض فهو أقرب ".

ىذا القرب أشجانا كأحزانا. فبل القرب يشفي كال هزاد ككلما تدانت الديار بت األمت كبت احملبوبرفة اغببيب اؼبطلق ىذا القرب عطشا إذل مع ه، ككلما ازداد قربا من اغببيب األكؿ زاد البعد ينسي

1كاجب الوجود.

زادين القرب أشجانا ، ألسلو عنهم ا قد تدانت ديارناػكإف قلت يوم

1اين ىيمانػاػ، دع كيف قربنا عشق رل شاؼ كال البعد نافعه فما القرب

فؤاد السيد صاحل ،األمت عبد القادر اعبزائرم - 1

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

58

ة:ـــ/ حال المحب2

مذاقها كنعمة حبلكة كىياما دبحبتو ، ىذه احملبة اإلؽبية اليت عرؼ اهللعرفة لقد ملئ األمت قلبو دب فأشعلت فيو نار ىي ؿببة ملكت عليو قلبو .كأف يبتعد عنها عطائها ، فبل يستطيع أف يسلوىا

الشوؽ ؼبعرفة اغببيب كازدياد الشوؽ كاحملبة لو حيث يقوؿ األمت يف ىذا السياؽ: الشوؽ ،

وؽ نتانا ؟أرل حشو أحشائي من الشن مت سلوانا مارل كلما ر عن اغببن

أضعاؼ ما كاف صبت لكاف اغبرن عها ػحار صبيػالب ج لو أفن ػلواع

2نػاآكالزلت ضم ؼبا نالت رمه اء األرض طرا شربتوػم و أفن ػفل

الذين جاىدكا فاحملبة عند األمت عبد القادر درجات كمراتب كأعلى مراتبها ؿببة اهلل للمجاىدين فأم منقبة أعظم .اعبهاد الظاىر كاعبهاد الباطن يف سبيل معرفة اغببيب األكؿ كاجب الوجود "

كىي ؿببة خاصة باجملاىدين ؽبا آثار يف الدنيا كاآلخرة ينكمكرمة أفخم من ؿببة اهلل تعاذل للمجاىدت اجملاىد لظهور آثار احملبة من كما أف ؿببة اجملاىدين لو تعاذل ؿببة خاصة زائدة على ؿببة اؼبؤمن غ

.اعبانبت "

ذ ذاؾ يستوم عنده "شهيد اؼبعتؾ كشهيد احملبة اللذاف يستت عنهما الوجود اجملازم كاغبياة الفانية إ 3". خببلؼ غتنبا من األموات كوبصبلف على الوجود اغبقيقي كاغبياة الباقية

حال المشاىدة: -3

شبيهو تارة بالسوء كتطلب تكييف ما آمن بو أك إال تنازعو نفسو األمن إف اؼبؤمن مهما عظم إيبانو ،كىذه اغبالة ىي النوع الثالث من أنواع . إال بالشهود " الطمئنافاأحيانا ، كلذالك اليطمئن األمت "

116د:العريب دحو،ص -شوت -ت-ديواف الشاعر األمت عبد القادر :ج - 1 116اؼبرجع نفسو:ص - 2 409،410،ص186،مج،اؼبوقفاألمت عبد القادر :اؼبواقف - 3

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

59

، "إال الذم حصلت لو حبيث اليناؿ ىذه اؼبرتبة ،" " األعظم ىدل اسم، اليت أطلق عليها لاؽبد 1.اؽبداية بالكشف كالعياف"

:ج/ مجاىدات األمير

الك شيء ، حيث ال وبصل لسن تعد اجملاىدة شرط أساسي من شركط السلوؾ يف طريق التصوؼ ، كأكرب دليل على ذالك ىو القرآف الكرن صريح العبارة يف ىذا من نعمة الطريق إال باجملاىدة

اهلل ؼبع هم سبلنا كإفن فينا لنهدينن اين جاىدك يز:"كالذن اؼبوضوع ، حيث يقوؿ اهلل تعاذل يف كتابو العز 29/69اآلية : احملسنت " سورة العنكبوت

/ علم المعاملة عند األمير:1

" علم طريق اآلخرة ... كالعلم بكيفية تطهت القلب من اػببائث كالكدرات :إف علم اؼبعاملة ىوباألنبياء صلوات قتداءبشرية بقطع صبيع العبلئق البدنية كاإلكإطباد القول ال بالكف عن الشهوات

2".اهلل عليهم يف صبيع أحواؽبم

فعلم اؼبعاملة عند األمت إنو ال يسمى ، : التقول كاإلستقامة ؾباىدب مل علم اؼبعاملة علىتكيشتناسب اغبالة الركحية اليت األشياء بأظبائها التقليدية اؼبتداكلة ، بل وباكؿ أف هبد ؽبا أظباء جديدة

ال تأخداين عنده التسمية بل ظبيتا ، كىذا يعت أف ؾباىدب التقول كاإلستقامةا عايشها كاختربىأنواع م" إف اؽبد :عنده بإسم جديد إذ اعتربنبا رتبة ثانية )أم كسطى( من رتب اؽبدل حت قاؿ

.، كأىدل كأعظم ىدل " كاؼبوصوفوف باؽبدل أنواع :" فمهتد

258اؼبصدر نفسو: ص - 1 48ابن خلدكف :شفاء السائل لتهذيب اؼبسائل ،نشره كعلق عليو األب غانيطوس عبده خليفة اليسوعي ،اؼبطبعة الكاثوليكية،بتكت ص: - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

60

" أىل اهلل ىؤالء الذين :أف كثتةف األمت يؤكد يف كثت من مواقفو كيكرر ىذا بالتأكيد مرارا أكما ف اتباع السنة قوال كعمبل كحاال كأعظم جهادا أك .كاؼبشي على الكتاب كالسنة " االستقامةتابعوا جتناب النواىي كذالكفبل أشق على النفس كاتعب ؽبا من امتثاؿ األكامر ظاىرا كباطنا كا . للنفس

حيث عرب األمت عن بداية ؾباىدتو ىذه يف اؼبوقف 1." الضركريةتكـبالفتها عند طلب الشهوات غ ،: أنت منذ رضبت اهلل تعاذل دبعرفة نفسي كمن بعض نعم اهلل علي" :الثالث كالثمانوف حت قاؿ

فكا ما

كيكثر األمت يف ؾباىدة علم اؼبعاملة من 2." يماػبطاب رل كاإللقاء علي ، إال بالقرآف الكرن العظ مطالعة كتب األنبياء كأخبارىم كاإلطبلع على ستىم كأحواؽبم .

بل فيو تدرج واءلتكالإال طبيعيا ال نقص فيو ، اكتماالكىكذا تكتمل صورة ىذه اجملاىدة عند األمت ظباكية.من رتبة أرضية إذل رتبة من رتبة إذل رتبة ، أم طبيعي

كدل يقنع دبا كصل إليو يف ؾباىداتو كلكن رغم كل ىذا فإف األمت دل يكتفي هبذه الرتبة من اجملاىدة، العظمىكالغاية حيث النعمة الكربل ، بل تابع ستة للوصوؿ إذل ذركة الرياضة الركحية الركحية

علم اؼبكاشفة.: ؾباىدة ككل ىذا سيظهر يف طيات ؾباىدة األمت الثانية أال كىي

/ علم المكاشفة عند األمير :2

األىوية إليها جاكبة كالقلوب حببها طافحة " إف كجود معشوقة غت مرموقة يقوؿ األمت عبد القادريصل إليها إال كيرتكبوف األخطار ... كال يطت الناس إليها كل مطار كاألبصار إذل رؤيتها طاؿبة

الواحد بعد الواحد.

358،ص159، اؼبوقف1األمت عبد القادر :اؼبواقف،مج - 1 159،ص83،اؼبوقف 1اؼبصدر نفسو ،مج - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

61

، فإذا ىي ىذه اؼبعشوقة اليت هتواىا القلوب ارة أطلعنا األمت على غاية الرحلة الصوفيةكهبذه العب كقلن فقد كثر السالكوف ، ، كيتسارع إليها الناس من كل حدب كصوب كتطمح إذل رؤيتها األبصار

. ع فإذل الكشف كاإلطبل ستقامةاالمن التقول إذل الواصلوف الذين صربكا يف ؾباىداهتم الصوفيةبقولو :" فاعتمدت الصوفيوفكعلى درجة منزلية بت كقد أطلعنا األمت أيضا على مكاشفتو ككصولو

دـ سارت يف طريقي على فرؽ من فريقي: فرأيتهم بت ر فم على أحد أللومعلى الواحد األحد كاقف التبست عليو اؼبواقف كبت غريق يف عبج تلك باىت ال ىو باغباصل كال الفائت ك بت حاير

1كر كالقفار .االبحار كتائو يف تلك اؼبغ

ة إذ " م كالتقين تن كىكذا فإف األمت كاف شديد التحفظ من ناحية اػبوض يف اؼبكاشفات شديد التك ."ادل يقللوال عباـ الشرع لقلت م

2ا كمهموماؾ تراين حائمالذ كلكن عباـ الشرع أحكم حكمة

.كىكذا ينهي األمت جولتو الركحية ىذه بالدعوة إذل" ؿببة ىذه الطائفة العلية كالتصديق لكبلمهمكاإلعراض عنهم عنواف الشقاكة فإياؾ يا أخي أف يصدؾ صاد أك فإف ؿببتهم عنواف السعادة ،

3". يعارضك معارض

، االستقامةالتقول كالورع ، كؾباىدة ؾباىدة كما طلب األمت عبد القادر يف ؾباىداتو الثبلث :الشيخ الكامل بالنسبة للعارؼ بالطريق كبالعلل وى: كؾباىدة الكشف كاإلطبلع أف تكوف "الوسيلة

كاألمراض اؼبانعة من الوصوؿ إذل العلم باهلل تعاذل البد من الوسيلة اليت ال تغت عنها الكتب العائقةؽ التجليات كالواقعات ليبت للمريد اؼبقبوؿ من اؼبردكد كالصحيح كذالك عند كركد الواردات ، كبورا

". ، كإما بداية السلوؾ فيكتفي بالكتب اؼبصنفة يف اؼبعاملة كاجملاىدة اؼبطلقة من السقيم

12،مقدمة اؼبؤلف،ص1األمت عبد القادر :اؼبواقف،مج - 1 38،ص:171،اؼبوقف01اؼبصدر نفسو ،مج - 2 520،ص231،اؼبوقف 02اؼبصدر نفسو ،مج - 3

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

62

كاؼبنطق رغم ترجيحها للمعطى القليب يف اجملاؿ باالتزافأما الرؤية اؼبعرفية عند األمت فقد سبيزت للعبد أف يطمئن يبكن قامت قناعة األمت على أف الشريعة ىي سقف اغبقائق اليت، فقد الركحيات

تطبع نسجاـاالنظرة ستظل ، فبل جـر إليها كما دامت ركح ىذه العقيدة قد سكنت عقبل سليما 1فكر كرؤل العبد.

دبر كؼبا كانت طبيعة اػبطاب اإلؽبي سبت إذل الغيب كإذل اؼبلكوت بصلة عضوية فبل مناص للمتلفحول ذالك اػبطاب أف يستند على قلبو قبل عقلو يف استكشاؼ الكوامن فاجملاؿ النظرم الرياضي

أبعاده ، ككذالك ىو شأف الستبار غت اجملاؿ النظرم اؼبيتافيزيقي، كلكل منهما عدتو كآلتو األنسب ؿبدكد ، إذ مفردات ىندسة ىذا ىي غت مفردات ىندسة اآلخر ، كال أداة اؼبقايسة أالاحملدكد ك

فيهما كاحدة.

دل تستنسخ تصورات أىل الباطل كدل كما أف اػبطة اؼبعرفية الركحية اليت اتبعها األمت عبد القادرقلي كالواقعية تعتمد نظاـ أىل العرفاف كما رسخ يف تعاليمهم كتأليفهم ، بل لقد ظل الصفاء الع

اػبطايب أك يف تدليبلتو اؼبنطقية أك معايشاتو لؤلحواؿ ، فقد كاف والفكرية كجهتو سواء يف منهج تأكلي متأمبل أكثر منو متخيبل.

، كالشك أف ركح األمت دل يكن ارتباطها كىكذا فإف معرفة األمت ىي معرفة إخبارية كليست إنشائيةذالك ألف األمت عاش دائما كىو يعمل استعدادا ركحانيا كانت ، بثقافة اغباؿ طارئا أك مستجدا

، ب إنو قد عاش ذبربة اعبهاد على حاؿ من تنشئتو يف الزاكية من العوامل اليت كرستو يف نفسوعتصاميتو كىو ما كفل لو االقليب كاف ؽبا الفضل الكبت يف صوف مقاكماتو اؼبعنوية كتعميق تسابحاال

ك اإلضغافمن كأف يتحمل الطعنات كأف يرابط كيصابر كيتواصل مع القدر بركح أف يتجاكز الضربات .2الشيجة

335،ص2002عشراب سليماف : األمت عبد القادر اؼبفكر:دار الغرب للنشر كالتوزيع ،طبعة - 1 335اؼبرجع نفسو ص - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

63

فقد تأثر أكال بسيد اػبلق ؿبمد، األثر يف حياة األمت الصوفية أما أىم اؼبشايخ الذين كاف ؽبم أشدن ة كالنثرية .حيث يظهر تأثره بو كاضحا يف كل أثره الشعري ، اهلل ك سبلمو عليو تعبد اهلل صلوا ابن

ك تبت أيضا أف األمت ك الست على ىدم النيب ؿبمد صلى اهلل عليو كسلم فكلها تدعو إلتباع السنةكمن الصدؼ النادرة أف حياة األمت ؿبي الدين بن عريب شيخ األكربلقد تأثر كثتا بشيخو الثاين:ا

، ىبية,ك اعبغرافية ك الفكرية ك النفسيةكحياة شيخو بن عريب متشاهبة إذل درجة كبتة من الناحية التار كموقف اؼببالغة ك ىو موقف اػبضوع ك التذلل أما موقف األمت من شيخو الثالث:ؿبمد الفاسي

عترب أف الكماؿ يف شيخو ك مرشده الذم لو مطلق اغبكم ك التصريف ك النهي ك اموقف من ، الغلو 1األمر.

حبيث يبدك ، فها األمت يف أشعاره اؼبختلفةظالرموز الصوفية اليت ك كبعد كل ىذا البد من اإلشارة إذل ها الفقهاء على ىو تلك اغبملة القوية اليت شنن مزم عند الصوفيتأف السبب يف نشأة الشعر الرن

الصوفية إذل الرمز ك التعمية يف فاضطركيشنع عليو ، فأخذ كل فريق يناكئ األخر، اؼبتصوفة الكبلمهم.

الصوفية عند األمير: الرموز-د

ىناؾ رمزين نبا:، إف من أبرز الرموز ك أكثرىا كضوحا ك ظهورا يف قصائد األمت الصوفية

اػبمرة ك اغببيب.

الخمرة:-1

كإمبا ذكر ، كدل يذكرىا بتاتا دل يفرض األمت للخمرة اغبسية اؼبادية قصائد ك مقطوعات يف ديوانوىذا اعتربىاػبمرتو اليت بن الفارضاد يكوف شبيها بوصف اليت كصفها كصفا يكا اػبمرة اإلؽبية

أم كاجب اؼبطلق حيث يقوؿ:زرل أك ؼبعرفة اغببيب األ، اإلؽبيةت رمزا للمعرفة خاأل

274ألمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا،صفؤاد صاحل السيد ،ا - 1

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

64

. شربنا على ذكر اغببيب مدامة سكرنا هبا من قبل أف ىبلق الكـر

إب.نشاكل كال عار عليهم كال أصبح أىلو فإف ذكرت يف اغبين

1كليس لو فيها نصيب كال سهم. ه على نفسو فلبيك من ضاع عمر

تكاد تكوف صورة طبق األصل لقصيدة ابن الفارض، كقصيدة األمت الصوفية اليت ضمنها ذكر اػبمرة، أما قصيدة األمت الفرؽ الوحيد بينهما ىو أف موضوع قصيدة ابن الفارض اػبمرة اإلؽبية فقطكلكن

اؼبوضوع اػبمرم جزءا منها.فيكوف

خصائص رمزه الخمري)من حيث مواضيعو(:/ أ

تناكؿ األمت اػبمرة اإلؽبية فذكر قدمها الذم يعود إذل ما قبل كسرل، كىي طبرة ال تسكر، كربدث عن أثرىا،كبأهنا ىي العلم فهي الغنيمة الكربل كلذلك ىاجر األمت إليها ك بلغ غايتو.

تقة:الخمرة المع

، كمصونة عن كل ما يسيء إليها كيدنسها فهي معتقة من قبل كسرل ،ا كتتصف ىذه اػبمرة بدمه للتجارة. ةتكن عرض كدل كالعاهبازؽ ، ضمهادففبل

ها دف كال ناؽبا عصرمكما ض من قبل كسرل مصونة معتقة

2كبل ك الناؽبا ذبر بأصباؽبا سائر ؽ كال سارز كإال شاهنا

:التي ال تسكر _الخمرة

152-148ابن الفارض :جبلء الغامض يف شرح ديواف ابن الفارض ،عت بو أمت خورم ،طبعة ثانية ،اؼبطبعة األدبية بتكت .ص - 1 1112ديواف الشاعر األمت عبد القادر :ج،ت،ش كت،د:العريب دحو،ص -

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

65

إف طبرة األمت كخمرة اعبنة اليت نفى القرآف عنها اإلسكار فليس ؽبا صفات اػبمرة الدنيوية،فبل صافية. كال خبفة العقل ك اعبهل كاغبمق ك ىي طبرة يصاب شارهبا بالسكر

حبذا طبر حبذا كأس كيا فيا كيشرب كاسا صرفة من مدامة

1كليس ؽبا برد ك ليس ؽبا حر ها ال كال عنها نزفةيفبل غوؿ ف

:ر الخمرةـأث_

ابنكيظهر تأثت ىذه اػبمرة يف زبلي اؼبلوؾ عن فبالكهم طوعا ال كرىا.ك ىؤالء اؼبلوؾ كندماف الفارض الذين حت نضركا اػبتم انائها:

وعا كال قهرػػزبلوا عن األمبلؾ ط ائهاػبلؾ ختم إنػظر األمػفلو ن

2ؼبا طاش عن صوب الصواب ؽبا فكر مشت األعبلـ يف الدرس روبها لو ك

كنسبة النقطة العلم األمت ىي العلم كل العلم.ذلك أف نسبة ىذه اػبمر إذل _كما أف اػبمر عند: إذل ؿبيط الدائرة فهي مركز تدكر حولو كتتكئ عليو كل العلـو

كل حت لو دكر. بو كل علم ىي العلم كل العلم ك اؼبركز الذم

،كبت جاىل كوبلو لشاعرنا األمت عقد ىذه اؼبقارنة بت عادل أم صويف خبت بشرب ىذه اػبمرة- : ك الغنب الكبت يف جهلو ؽبا فالغيمة الكربل يف ىذه اغبياة أف يناؿ اؼبرء منها،كفو من كأسها صفر

ا غر.كال جاىل إال جهوؿ هب بت بشرهبػاػػادل إال خػفبل ع

سول رجل عن نيلها حظو نزر يا كال من رزيئوػكال غنب يف الدن

111اؼبرجع نفسو ص - 1 111نفسو ص اؼبرجع - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

66

1سول كالو ك الكف من كأسها صفر ىو خاسر كال خسرل يف الدنيا كال

إلى الخمر: الهجرة-

ىجرة األمت يف سبيل اغبصوؿ على ىذه اػبمر اليت دل يكتف كتسميتها،بل ذاؽ معانتها ك تبدأطع من أجلها مراحل الطريق الركحية مرحلة دبرحلة،كي يصل إذل غايتو،فما ىي ىذه كق ؾباىدهتا

فهاف لقد جاىد يف سبيل كتم نزكاتو كرغباتو،األمت يف ىجرتو ىذه اجتازىااىدات اليت اؼبعانات كاجملأدىن درجة كل شيء يف نظره كدل تعد اؼبلذات الدنيوية ك األىواء العاطفية كلها تستحق يف نظره

االىتماـ ،فبل األكطاف كاألىل كال العباد اغبساف ،كال األحباب كالصحب،كال العوادم ك العدا كال القفر كالبحار بقادرة على ثت األمت عن ىجرتو الركحية يف سبيل طبرتو الصوفية:

بذلنا نفوسنا فهاف علينا كل شيء لو قدر -حقا-ك يف مشها

عن األكطاف كاألىل صبلة فبل قاصرات الطرؼ تثت كال القصر كملنا

كالعن أصحاب الذكائب من غدت مبلعبهم مت:التائب كالنحر

كبعد ىذه اؽبجرة الركحية الطويلة الشاقة اليت ذاؽ فيها األمت مرارة الصرب،ككظم أىواء النفس عن األسرار ما يعجز اؼبلوؾ عن معرفتو،ألف ما يبلكو اؼبلوؾ ملذات اغبياة ،كصل األمت كشرب كعرؼ من

من متع الدنيا اؼبادية،ال يعد شيئا بالنظر إذل ما أصبح األمت يبلكو من معرفة األسرار العلوية ،أم 2نعمة اؼبعرفة اليت ىي كل اؼبعارؼ كالنعم ،أهنا نعمة معرفة اغببيب.

ضبد دائم كلو الشكرك قد أنعم الوىاب فضبل بشرهبا فللو

كقسمتنا كثر ظئرمفقل ؼبلوؾ األرض :أنتم كشأنكم فقسمتكم

111اؼبرجع نفسو ص - 1 232:األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا،ص فؤاد صاحل السيد - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

67

1مػعا كىات لنا كأسا فهذا لنا كفر أبغيهاخذ الدنيا كاألخرل

الحبيب والمحبة: -2

بة إذا كانت اػبمرة عند الصوفيت رمزا للمعرفة اإلؽبية ،أم معرفة اغببيب كاجب الوجود اؼبطلق فإف احمل أم الغزؿ الصويف غزؿ إؽبي لواجب الوجود اؼبطلق أم اغبق.

كقد تطرؽ األمت إذل موضوع الغزؿ اإلؽبي يف بعض قصائده الصوفية ،نذكر منها قصيدتو "اغبائية" اليت تعد نسخة لقصيدة السهركدم السالفة الذكر ،فحرؼ الركم ىو) اغباء( ىو نفسو يف كبل

القصيدتت من نظم شاعر كاحد إفعند الرجلت حىت ليضن القارئ القصيدتت ،كاؼبعاين متشاهبةمن التعرض لقصيدة األمت "اغبائية" بالدراسة كالتحليل ،لنرل مدل مقارنة ،كالتوافق بت كبل كلبأس

2الشاعرين كيف ذلك دليل على مدل تأثر شاعرنا األمت بالسهركردم يف موضوع العشق اإلؽبي.

( ي )من حيث مواضعوخصائص رمزه الغزل -أ

ربدث األمت يف "اغبائية " عن كصاؿ اغببيب كرؤيتو،ب مزج بت موضوعي :اػبمر كاحملبة ،ككصف ليارل اللقاء متنقبل إذل حديثو عن التوجو الكلي للحبيب،مستطردا إذل اغبديث عن الصرب احملبت

كأختا أبدل األمت موقفو من أىل العشق اإلؽبي.

: وصال الحبيب-

لقد كصل األمت يف ؾباىداتو إذل مرحلة التحقيق كاؼبشاىدة اليت تؤمن لو اإليباف الذكقي التحقيقي فعرؼ كصاؿ اغببيب األكؿ ،ىذا الوصاؿ الذم اعتربه األمت عيدا كأفراحا كىذا اللقاء ىو بالنسبة

لشاعرنا دبنزلة الركح كالركح كالراح.

113ش كت،د:العريب دحو،ص:-ت-ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم ،ج - 1 232،233فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا،ص: - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

68

ىو الركح رل كالركح كالراح أكقػات كصلكم عػيد كأفراح يا من

1يا من إذا اكتحلت عيت بطلعتهم كحققت يف ؿبيا اغبسن ترتاح

كحقق ىذا الوصاؿ لؤلمت لذة النظر فلم ينظر األمت إذل شيء يف ىذا الوجود إال كقد الح منو الشيء أحباب قلبها،فصورة ؿببوبة مبثوثة يف كل الكائنات ،كلقد نظر شاعرنا إذل حسن الذم

يشبهو: فما نظرت إذل شيء بدا أبدا إال كاجبات قليب دكنو الحوا

كىبلو األمت إذل حبيبو كقد أدررت األباريق كاألقداح اؼبملوءة من اػبمر اؼبعرفة اإلؽبية فكلما ازداد شربا من ىذه اػبمر ازداد معرفة هبذا اغببيب ككلما ازداد معرفة ازداد ؿببة لو.

الليارل أف خلوت هبم كقد أديرت أباريق كأقداحأكد طوؿ أكثر ما يركع األمت اؼبتصوؼ الصباح يف ضوئو كنوره ،ألنو وبمل يف طياتو بدء الفراؽ بت األمت -

2كبت حبيبو فهذا الليل بدا مشرقا من حسن طلعة حبيبو كلذا فإف أياـ األمت كلها أنوار كأفراح: الحت طبلئعو يا ليتو دل يكن ضوء كإصباحيرك عت الصبح إف

ليلي بدا مشرقا من حسن طلعتهم ككل ذا الدىر أنوار كأفراح : التوجو الكلي -

كيبدك التوجو الكلي عند األمت يف حبو اإلؽبي ىذا حت زبلى عن صبيع ندمانو من ندماف األنس ب كيعمل جاىدا على نشر ىذه األخبار ماعدا نديبا كاحد كىو الندن الذم عنده أخبار اغببي

كإيضاحها فليس للكسب اؼبادم ،أك ذبارة كاألرباح قيمة يف نظر األمت فقد زبلى عن ىذه األشياء صبيعها،كإمبا الكسب الركحي عند األمت يف ؾبالسة اغببيب كىي الغاية الكربل كالنعمة العظمى حيث

غاية الغايات.

116ش كت ،د:العريب دحو ،ص : -ت -ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم ج - 1 فؤاد صاحل السيد :األمت عبد القادر اعبزائرم - 2

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

69

ىت لو ألخبارىم نشر كإيضاحفما نػديبي حبػاف األنس غت ف ال كسب رل بل كال شغل كال عمل ففي حديثهم ذبر كأرباح

1مػاجنة اػبػلد إال يف ؾبػالسهم فيها شبار كأطيار كأركاح :ينـبر المحبـص -

عليها فحاكؿ أف يكتم ىذا اؽبول اؤسبنواكيعجب األمت من صرب احملبت على أسرار احملبة اإلؽبية اليت كلكن أف لو ما أراد ألف اؽبول فضاح كتظهر عبلمات احملبة عند احملب.

لو كنت أعجب من شيء ألعجبت صرب احملبت ماناحو كالباحو 2أريد كتم اؽبول حينا فيمػػػنعت هتتكي كيف ال كاغبب فضاح

اإلؽبي حظهم اؽببلؾ سواء كتموا ؿببتهم أك صرحوا هبا :كوبزف األمت كيأسى ألىل العشق كيح أىل العشق ىذا حظهم ىلكي مهما كتموا أكصرحوا

كأختا يبكن القوؿ أف فبا يتصل خبصيصة التواضع لدل األمت ىذا اغبب الصويف،الذم يرقى وغ مرضاة اهلل ،فصدكد بأصحابو عن اغبب اؼبادم الدنيوم،إنو حب يف اهلل جل شأنو يف سبيل بل

اغببيب ... كجفوتو،كتقلب احملب على جنيبيو دكف أف يناـ ...كأرقاـ بسبب حشو فراشو باؽبم كالضت....كفزعو ليبل ينادم حبيبو علو يتعطف كيرفق حبالو،فينقذه من ىياـ قلبو كاحتاؽ صدره

بت اليت يرددىا الصوفيوف إمعنا ...ب يأسو من الوصل بأف الليل لن يعقبو هنار...كل أكلئك من التعايف تعلقهم دبن وببوف ،كلكنهم إذا تقطعت هبم األسباب بت اػبلق ،يبقوف على صلة قوية تربطهم

كىكذا نرل األمت يلجأ إذل مغيث اؼبستغيثت ليكشف عنو ضره الذم غبق بو من -سبحانو-باػبالق 3بعد أحبابو.

116ديواف الشاعر عبد القادر اعبزائرم :ص: - 1 115شوت،د:العريب دحو،ص:-:ج،ت ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم - 2 330،ص: 75خاص بالذكرل اؼبؤكية لوفاة األمت عبد القادر:ؾبلة تصدرىا كزارة الثقافة اعبزائر السنة الثالثة عشر عددالثقافة عدد - 3

التصوف في شعر األمير عبد الق ادر الفصل الثاني

70

ية فرجاؿ الصوفية يرمزكف باغببيب إذل الذات اإلؽبية يف كنلمس يف شعر األمت شيوع الرمزية الصوفغالب األحياف كإذل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم أحيانا أخرل كلكن األمت كثتا من قبده يرمز باغببيب إذل أحد شيوخو يقينا منو بأنو كاحد من أكلياء الصاغبت دبا ربلى بو من صفات اؼبؤمنت

الكرن،مستندا إذل قولو اغبق تعاذل: "أال إف أكلياء اهلل ال خوؼ عليهم الذين اقتدكا بسنة رسولوكالىم وبزنوف " كقد استهدؼ األمت االنتفاع بعمل الشيخ كخبلقو كصبل إذل الفوز دبرضاة ريب

1العاؼبت.كبذلك تستكمل حلقة اغبب الصويف باتصاؿ العبد بربو كإخبلص العبادة لو دكف سواه،فصلة العبد

ربو كمقدار درجة التقول كاػبشوعية اليت تبلزمو يف تواصلو مع مواله السيما يف تأدية العبادات عمكيف تبلكة القرآف ربدد نظرتو إذل خالقو فمن يتلو كتاب اهلل تبلكة قرآنية ،كاف الوجود بالنسبة إليو

كحدة كمن قرأ قراءة فرقانية كاف الشهود بالنسبة إليو كحدة.

330اؼبرجع نفسو:ص - 1

الفصل الثالثتحليل بعض قصائد األمير

الصوفية

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

72

أنا المطلق رل حدا تبغواكمارل من حد فبل الدىر رل قيدا تطلبواأنا اؼبنطلق ال

كال صورة ال أعدكا منها كال بدا م طت لكػكمارل من كيف فيضب

كمارل شأف يبقى أنيػن ثابػت كإف شؤكين ال وباط هبػا عػدا

كمارل من مثل كمػارل من ضد فبل تطلبوا مثبل كال تبغوا رل ضدا

م من كل صورة فبل تنظركا عمرا كال تنظركا زيداكال تنظركا غت

كال تطلبوا غتم فما ىو كائن سول خياالت ربسبوف ؽبا كجدا

كما ىي إال ستػرة قد نصبػتها ألبلو عقب صور صبحت عينو رمدا

كفكػركا فهل غته ماصغر صػورتو زيػداأال فانظركا إذل اغببيب

كال كائن يكػوف رل أبدا قيػدا فبل كائن غبل أنػا بو ظػاىػر

1كال باطػن إال أنا ذاؾ بػاطػن كال ظاىر غتم فبل أقبل اعبػحدا

يف ىذه القصيدة يصطنع السياؽ الشعرم لساف اػبالق ، كتلك حاؿ يبكن تفستىا بأكثر من كجو تصدر على لساف اػبالق امن القوؿ كاؼبخاطبة اليت يفتض أهنكاعية تتمثل صورا استلها ماتفهي إما

البارئ.

أم )اليت ال يفهمها أم كاف اؼبتعالية يبكننا القوؿ أف ذات الشاعر يف مثل ىذه اؼبخاطبات ماك، كما ىو عادل مهبخاصة دالالتالظاىرة الغموض يف شعر اؼبتصوفة ألهنم يبلكوف معجما ذك

9 11ش كت، د :العريب دحو ،ص -ت -ديواف الشاعر عبد القادر :ج-1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

73

تسعى ألف ( .األلفاظ اليت يعربكف هبا تزيد من أحكاـ ىذا احمليط اؼبغلق التصوؼ ؿبيط مغلق فإف، كالوحدة منظر تكوف على درجة طباقية من اؼبيتافيزيقا ال سيما إذا كاف الشاعر يقوؿ بوحدة الوجود

سلب ي، بوجو من الوجوه ،كيف ىذا اؼبشهد وبل عن أف يدركو اؼبخلوؽ ، فليس للمخلوؽ فيو راحة، أما الوجوه فهو ألبسهم من حلل الدعاكل الكاذبة ، اؼبشعرة بوجود سواه ، العادل مااغبق تعاذل

ارل اؼبظهر ، كىذا أكؿ ؾبتكع ربلي اغبق تعاذل يف ىذا اؼبنظر بأعياف اؼبظاىر ، فيكوف عت الظاىرللحادثات ، فبل يبقى يف العادل كجوما البتة لشيءيشهد صاحب ىذا اؼبنظر ، ، ال الصفة الواحدية

1عنده أثر.

كاؼبتكلم يف القصيدة ىو الشاعر : كقولو يف ىذه البيت:

زيػدا افبل تنظركا عمرا كال تنظرك تنظركا غتم من كل صورة ال

على الصورة ف فهو ظل قاـ الدليل على اف كىو فالصورة اليت قصدىا الشاعر ىو ظلو على صورتو كذالك التحريك لو ال لظل غت أنو يعتض فلم يعرؼ قدره كظلو ال يعتض فيا لو الالتحريك للحق

؟من ىو ظلو أعلم بقدره منو مىت يفلح

" فما ، فهي من األظباء اليت تتكرر يف شعر األمت كقولو يف إحدل مقطوعاتو أما لفظة عمر كزيد يف اآلف الكلية كقولو :" كىذا كلو بقصد الرمز ال اغبقيقة كالشاعر عمر ككم عمر كال زيد

2كائن يكوف رل أبدا قيدا فبل كائن إال أنا بو ظاىر كال

كحدىا تتيح للنفس يمة الوحعن إفها شاعرنا أهنا يف اؼبفهـو الصويف ىي فكمن لفظو ظاىر اليت كضمعناه كىذا ، كمن مبت الكوف إذل القياـ هبذا السفر من الظاىر الباطن ، من ؿبيط الدائرة إذل ؿبورىا

" كؼبا كانت النفس ذات صلة كثيقة بالنظاـ الكوين كاف ىذا السفر السفر ىو نفسو "السعي الصويف

356-351اعبزائر : طبعة خاصة ،ص –اغبست اعبزء الثاين دار اغبكمة د ك ت، د: ؿبمد بن بريكة البوزيدم –ت –موسوعة الطرؽ الصوفية - 1 .120ديواف الشاعر األمت عبد القادر ،ص – 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

74

على صميم النفس كرحيبل إذل اؼبوطن القائم كراء النظاـ الكوين كىذاف اؼبكاناف نفوذايف كقت كاحد " يف آف نا "كبن" كجبملتو "سوا قع األمت مكاف كاحد كنبا مقر اغبضور اإلؽبي الذم ىو بكاملواو بنبا

كاحد كالبقاء يف نطاؽ الظاىر كحده يعد خيانة لطبيعة اإلنساف ذاتو ألف مربر كجوده إمبا ىو " السفر، " كمن ؿبيط دائرة الوجود إذل مركزىا الذم ال يرتقي إليو اإلدراؾ الباطن " إذل " " الظاىر " من

ت منو.كرجوع اػبليفة بذالك إذل األصل الذم ربدر

ستفيض القصيدة كما ىو جلي يف األبيات حقيقة كحدة الوجود:تكإذل ىذا

كائن يكوف رل أبدا قيدا بل كائن إال أنا بو ظاىر كالف

كال ظاىر غتم فبل ألقبل اعبحدا كال باطن إال أنا ذاؾ باطن

كقل أنت كىو لست أخشى بو ردا كقل أنا غلو فقل عادل كقل

أالفا عبدكين مطلقا نزىا فردا واحد ػػاألظباء كإين لتعددت

ؿببا كؿببوبا كبينهما كدا قق ػػل ؿبػأنا قيس عامر كلي

فكنت أنا ربا كنت أنا عبدا أنا العابد كاؼبعبود يف كل صورة

ا1زىودا نسوكا خاضعا طالبا مد فطورا تراين مسلما أم مسلم

يف الظاىر كىو حراـ على االعتاضالباطن يف مفهـو الصوفية : أف النزاع الباطن ىو عت إف لفظ بباطنو فهو مسخرة للشيطاف ، كمن شرط اؼبريد أف يكوف باطنو بيت اعتاضاؼبريدين ، ككل مريد

قصود ة الطلب كالشوؽ إذل اؼبقعلى الدكاـ .... ككذالك اؼبريد مىت دل هبد لوعة الوجد كحر االحتاؽفهو مثل الوقود البارد ال يؤثر فيو القبس إال إنتاجال يتولد فيو من فيض أستاذه حرارة يظهر منها

دخانا كالدعاكل كالرعونات اغباصلة للنفس الداخلية بت القـو بغت حق.

1 120اؼبرجع نفسو ص -

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

75

كوف دليبل على كماؿ حاؿ تد منها ىو كجداهنا يف القلب حىت كاحملبوب من اغبب أك احملبة كاؼبرامل القلب عليها ، فاغبب ىو حاؿ من األحواؿ الصوفية بل ىو أساس وبتكليف ؽبا لاإليباف ال

األحواؿ ، كقد اعتربت بالنسبة لؤلحواؿ كالتوبة بالنسبة للمقامات .

ػما الظاىر الباطن يقصد بو : لك ظاىر إذل اػبلق كلك باطن إذل اغبق فمىت ظهر اغبق على ظاىرؾ .1إليك ؾفرغو ألهنمكفيها سعادتك سقطت حرمتك عند اػبلق

هبا أف اهلل خلقو جبسم سوم كحسن خلقو كأكمل أرادف كلمة عادل كاليت ضكاألمت عبد القادر ك نشأتو الظلمانية ، ب نفخ فيو ركحا من ركحو فانفتح رتفو كاستنار كجوده كانطردت ظلمتو فنطق

الركحانيات كاألمبلؾ. ترلت األفبلؾ كبنا دارتبالثناء كاغبمد فنحن اػبلفاء فلنا

، إذل اػبلق باغبق يف ىذا اؼبشهد أما العبودية اليت يتحدث عنها شاعرنا فهي أف يرجع العبد من اغبق، ، دكف اغبجاب ، كقد سبكن من التصرؼ حبقائق مقتضيات األظباء كالصفات فيقف بعد الكشف

.كما كل من رجع من اغبق إذل اػبلق ، يرجع من ىذا اؼبقاـ

ذل إمنحى تعليميا إذ هبنح يتخذفو األمت يف قصيدتو ضفاؼببلحظ من ىذا السياؽ البوحي الذم ك ، فاؼبوقف ئيوبااإلالتقريرية كاؼبنطق كالتعيت اغبريف يف األغلب ف متجنبا اجملازية كالصورة دبعنانبا الفت

لتعليمية ، كىو ما تؤكده يتقصد ا ألنوالتقرير ذالك أسلوبالشعرم يف القصائد الوجودية يتبع السياقات، من قبيل قولو:

2 االعكس كالطرد ت فاحذريء عيكال ش أنا عت كل شيء يف اغبس كاؼبعت

، كىو ما أقبزتو صيغة التحذير" فالفكرة اليت تلح على الشاعر ىنا فكرة اقتضت منو التفست كالتنبيو ".االطرد فاحذر العكس ك

33،ص2موسوعة الطرؽ الصوفية :ت:دكت،د: ؿبمد بن بريكة ،ج - 1 120،ص: ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم :ج،ت، ش كت، د:العريب دحو - 2

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

76

كاف يدرؾ أنو هبتاز برؤيتو الدينية كالفكرية على شيء من الدقة ، إذ أف الدين األمت أف ىنا شتكأ االكتفاءكعدـ كاالجتهاد، كاف يعت اعبهد عند األمت كاعتبارا اؼبستول الفهم كالتعمق الذم بلغو

لي بالتقليد ككل ذالك هبعلو يف موقف حساس يف نظر العامة كاؼبقلدين لذا كاف وبرص على أف هبكاف يستشعر جدهتا أك قابليتها للتأكيل اليت وانب الغامضة من مذىبو الركحي ال سيما تلك اعب

اؼبغلوط من ىنا رأيناه يصر على التنبيو إذل أف الوحدة اليت يقرىا ال تعت حلوال كال ما يفيد معت واطن كتابو اغبلولية ، كسنجد ىذا اإلصرار على نفي اغبلوؿ عن مشربو الركحي يتكرر يف كثت من م

1."اؼبواقف"كالعقيدم الفكرم

، كرمزية بعيدة اؼبعت حينا آخر كردبا اتبدك متناقضة حين "كرغم أف األفكار ىذه القصيدة " أنا مطلقنو ، ألف أشعار األمت ألق جل شاالسبب يعود إذل الشعور اؼبخلوؽ بالنقص حت ينظر إذل كماؿ اػب

، تلك للطائفايف األغلب خاضت يف اجملاؿ الركح كالغيب ، كابتعدت عن نطاؽ التوسل كاستنزاؿ اغباؿ اليت رأيناىا تغلب عليو يف عدد من نصوصو كيف ذالك دليل على صبلبتو عود كاستحكاـ قوة

أتاحت لو أف وبلق يف فضاء اؼبغامرة .

شعبو ك اليت كابدىا األمت ىو النضاؿيف معاين القصيدة اؼبضمرة ذبربة كمن جهة أخرل يبكن أف نقرأ يطاكلوف العدك كيزاضبونو صدا لو عن اغبمى يف قولو:

كىجراف السادات فبل ذكر اؽبجر ليارل صدكد ك انقطاع كخطوة

بدر م يضيء كالػليارل ال قب تاما كدجنة ػا أضحت قهفأيام

فبل التذرل جنب كال التذرل ظهر اؽبم كالضت هشو فراشي فيو ح

دار أطفالنا:الطبعة األكذل -عشراب سليماف :األمت عبد القادر الشاعر )مدخل إذل ربليل اػبطاب الشعرم يف ؿبطة اؼبا بعد( ،دار القدس العريب - 1

208،ص:2011

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

77

1كنار اعبول تشوم ؼبا قد حول الصدر ادم كالفؤاد متيم ػارل أنػلي

كمن الواضح أف مساحة الداللة يف ىذا السياؽ تتسع إليعاز باؼبكابدة كاؼبشقة اعبهادية كما عاناىا ها ذبربة عركج ، ىا كانت ذبربة اعبهاد ىي أيضا من بعض كجو ، كؼب ضد العدك نضالو أياـاألمت يف

، فقد تشاهبت حاؽبا مع اغباؿ السلوكية اليت أفضح عنها لساف مددىا اإليباف باهلل كاألمل يف عونو ، كىو ما شرع باب اػبطاب كىيأه ألف يتسع األكثر من قراءة. القصيدة

االنصهاربالتجرد فالشاعر يف مواطن -ذات الشاعر -إذل الذات االلتفاتت مواقف مكما اتساألنانية ، لذا ألفناه يتعهد بواعث ظةذاؾ كاف يتقصد الفناء ك ربطيم ما كاف يعلق النفس من غل

، فبل عجب أف نراه يرغم النفس ببل تردد كظهر ذالك يف ىذا البيت: العزة يف نفسو بالقمع كالتوىت

األمر يقاؿ لك البشرل بذا قضك و فقبلت من أقدامو كبساط

ىي يف الواقع صفات األمت ذاتو أسقطها على شيخو أك ؼبسها يةالقصيدة أعرب عن الصفات نفس ك فيو كاكتشف ؼبا كاف يتحلى بو فبا هبانسها.

تو ذؿ الغضنفر كالنمرػؽبيب ة ن كل زلػصفوح يغض الطرؼ ع

عن مثل حب اؼبزف تلقاه يفتك ىشوش بشوش يلقي بالرحب قاصدا

كال حدة كبل كال عنده ضر ستفزه ػػأف يػضب حاشا بعفبل

ككجو طليق ال يزايلو البشر دال ػدره الػكػلنا منو صدر ما ت

لديو كال كرب وعزيز كال تي ن مهانةػال ع رػقػألىل الفدليل

كليس ؽبا يوما دبجلسو نشر رل ػو يػشيء لػزىرة الدنيا ب كما

175اؼبرجع نفسو ص - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

78

1خبت لو القدر رحيم هبم بر بلئق جاىداػذم اػبػحريص على ى

فقد أشار يف كتاب وف القصيدة لتوعز ببعض ما كاف األمت يتوؽ إليو كىو أف يوىب القطبيإبل كمن خبلؿ مرصوده من الدرجة التزكية اليت انتهى إليو يف ستتو كيقينو كعيواؼبوافق دبا يفيد أف

ؽبم السبيل إذل تكرن كيهيئألف يكوف من أكلئك األفراد الذين يربىم اهلل ، هاعبهادم قد ىيأ، فقد جاء يف قصيدتو الفخرية " توسد دبهد بل لقد كرد يف أشعاره بعض ما يؤكد ذالك كالكرامة

األمن ....قولو :

بالسنا بعد مالولينت الدجى كإين ألرجوا أف أكوف أنا الذم

من ىنا فإننا نقرأ كثتا فبا جاء يف حق شيخو الفاسي على أنو صدل كما كاف يقر يف النفس كاؼبواجد من مطامح ارتقائية ركحية.

لو اغبكم كالتصريف كالنهي كاألمر خبلقوكساه رسوؿ اهلل ثوب

ر ل أحاط بو العصػػفضعلى كل ذم قدمي عبل كقيل لو إف شئت قل

ر كال حجػرصكليس على ذم الفضل ح فذاؾ فضل اهلل يؤتيو من يشػاء

كينعطف مرة أخرل بالسياؽ ليؤكد نفاسو اغبظ الركحي حياؿ اغبظوظ الدنيوية الزائدة:

كقد ملك الدنيا كساعده النصر كذا كأبيك الفخر ال فخر من غدا

2، فهذا ىو السر فمن يدعي ىذا كنهو ماؿ كل عن كصفككىذا

، بوصفها النعمة اليت يهبها اهلل ؼبن كاف ذا عـز فاألمت يتفنن يف اغبديث عن اؼبعرفة الكشفيةكؿبضوظية ، كيأخذ اػبطاب سياقا استعاريا فيتحدث عن معت الفتح كالكشف دبعت أف العبد ينفتح

176اؼبرجع نفسو - 1 177اؼبرجع نفسو ص - 2

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

79

العت الصغرل، فيها يرل احملسوسات، من كراء كثائف بعينو على دائرتاف : أحدنبا تسمى دائرة من ذالك. شيء، كال البعد ، كال ، أشخاصا معينة ، فبل ربجبة اعبدارات اغبجب اغبسية

، كاؼبلكوت، كعوادل االركاح كيطلع على الربزخأما الثانية، فتسمى دائرة العت الكربل ف فيها يرل ؿ استدعاء داؿ اػبمر.اعبناف، كالنتاف ...كىذا كلو من خبل

كما ضمها دكف كالناؽبا عصر معتقة من قبل كسرل مصونة

أصبلها كبل كال أنا ؽبا ذبػر كال شأهنا رزؽ كال سار سائر

كيف غضوف ذالك ال يكف الشاعر عن تبت النهج السلوكي اؼبتجرد كاؼبتناىي يف إخبلصيتو الذم سار عليو حىت ناؿ ماناؿ من النعم:

فبل قاصرات الطرؼ تثت كال القصر كملنا عن األكطاف كاألىل صبلة

1مبلعبهم مت التائب كالنحر ت الدكائب عن غد ابحأصكال عن

كىكذا يبكن القوؿ أف الغنائية قد بلغت مستول رفيعا يف إعراهبا عن التجربة اؼبعرفية ، كيبكن اػبطاب اعبانب يعد من ىذا القصيد منف ،مبا عصرنتهاإليتو ، ك اكال ىدرت صب أدببتوبفتوة كبنثرية دل تفقده

طبلئع الشعر اؼبعاصر ال سيما مستول تقنية األداء كالتبليغ.

الوجود . وحدةاليت عنوهنا "حديث العجب " فإهنا تطرح فلسفة الشاعر كقولو ب األمتأما اؼبقطوعة متابطة يف ةياإلنسؤمنة بأف اؼبخلوقات ت السياؽ االحجية سبب غموض فكرهتا اؼبأخذكقد

كجودىا، كأف األكلية كالتسلسل السبلرل ىو ظاىرة ال عبلقة ؽبا حبقيقة اػبلق ككحدة الكيونية، فبل ، أف يكوف الوالد جدا سبق ميبلد أسبلفو األكلت بدىور. غرابة كفق ىذه النظرة

بـحديث العج

178اؼبرجع نفسو ص - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

80

بقورل ال لغو كال كذ حقيقي عن عجب ال تعجبوا من حديثي جل

أيب تولد عن أمي كأم أب عدنبا ػدتو كبػدم كجػكلدت ج

ماف يف صلبو ت ككلدم الرب وين أنا ػعد كػدكين بػكبعد ذا كل

بطيب ألباهنا األمات ال ترب ت عككنت من قبل يف اعبحور ترض

1ب تقد جاكز الكوف من عت كمن ر ىت ذم أقوؿ غت فػكليس يدرم ال

ة اليت فطرت نكمن ىذه األبيات نستخلص فكرة ترل اؼبخلوقات ذات كاحدة موصولة باػبالق فالطيدخل ؽبا يف مشيئة اهلل القاضية بذالك ، المنها النفوس كاحدة كالطابع الرباين فريد ،كالسيولة الزمانية

ريب كغتىم.عمن األمثاؿ ابن القارض كابن كقد ترددت ىذه النظرة يف أشعار أىل السلوؾ

حت جرح يف إحدل "قدكر بن ركيلة "أما يف مقطوعة" يا عابد اغبرمت " اليت بعثها األمت لكاتبو كاتبو الذم ارربل إذل اؼبدينة اؼبنورة يتعبد يف اؼبسجد آنذاؾالوقائع برصاصة أصابت طرؼ أذنو فتذكر

كاألمت كت هبا عن حالة مع كاتبو حيث يقوؿ "بن عياض للفضيل" النبوم ، كىذه اؼبقطوعة تنتسب األمت :

د الحرمينـيا عاب

لعلمت أنك يف العبادة تلعب رتنا ػياعبد اغبرمت ، لو أبص

ورنا ، بدمائنا تتخضبحفن بدموعو من كاف ىبضب خده

فخيولنا، يـو الصبيحة تتعب أك كاف يتعب خيلو يف باطل

1رىج السنابك كالغبار األطيب ريح العبت لكم، ككبن عبتنا

119كشرح كت،د:العريب دحو،ص: -ت -ر األمت عبد القادر اعبزائرم :جديواف الشاع - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

81

ة اعبهاد كميزتو على غته من الشعائر كقد رأيناه يفيض يف حفاألمت يؤكد من خبلؿ ىذه األبيات رجاحبيث ألفيناه يفصل ،" اؼبوافق "، يف كتابتو اغبديث عن ىذا الفضل الذم اختصت بو فريضة اعبهاد

القوؿ يف اؼبوضوع كيبيز بت رتب اعبهاد كيتأكؿ بكثت من العمق كاؼبوضوعية معت اعبهاد سلما كحربا.

كنبلحظ أيضا أف احملبوب يف أشعار الديواف التصوفية الينبغي إال أف يكوف ىو شخص الرسوؿ اهلل احملبوب عن الرسوؿ اهلل صلى اهلل ظبلف صلى اهلل عليو كسلم كمن األبيات اليت يكتفي فيها الشاعر

عليو كسلم قولو:

قد طاب يف طيبة الغرا مقامكم جوار ؿببوبنا من كنت ترقبو

كعلى غرار تناكؿ أىل العشق قبد األمت يصف كطأة الضعن كما يتكو موقف فراؽ األحبة يف النفس من تباريح.

الصوفية يف كحدة الوجود ،فهو يرل نفسو البشرية جزاءا أما مقطوعة "أنا حق" فهي تعترب نظرة شاعر من الذات اإلؽبية حيث تذكب ذاتو البشرية كتغدك ذاتا ركحية .

أنا حق

أنا رب ، أنا عبد أنا حق، أنا خلق

كجحيم، أنا خلد أنا عرش،أنا فرش

أنا صلد ،كىواء أنا نار ،أنا ماء

أنا كجد، أنا فقد أنا كيف أنا كم ،

أنا قرب ، أنا بعد أنا ذات ، أنا كصف

116ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم :د:زكريا صياـ :ص - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

82

1أنا كحدم أنا فرد كل كوف ذاؾ كوين

أنوار العارؼ يف ذكاهتم عشعشكتعاذل تسقى بو ذكات أىل اغبق فتفاغبق نور من أنوار اهلل سبحانو عمى أبصارىم عن اغبق كتصم آذاهنم تذكات أىل الباطل فتسود عقوؽبم ك كإف الباطل ظبلـ تسقى بو

عن ظباعو، بل ال يقع يف عقوؽبم كال يقع يف عقوؽبم كال ىبطر بباؽبم كإمبا اغبق عندىم دبنزلة شيء يف دل يسمع بو قط فأغفلتهم عن اغبق كغفلة ذكم العقوؿ عن مثل ىذا الذم ىو يف طي طي العدـ

.السابقة على الصفة العدـ

ىو ماب إال حق كخلق ، كما أقبلت على شيء أعرضت عن آخر كذالك الراحة :أما اغبق كاػبلق ىم عليو بعدت من اغبق كإف عاشرهتم مع اػبلق فارجع إذل اغبق فهو أكذل بك إف عاشرهتم على ما

2على ما أنت عليو قتلوؾ فالست أكذل كأيسره أف تكوف كائنا بائنا

قصيدة "أرل الذم أفناين" اليت يقوؿ فيها األمت: أما

ناني"ـذي أفـ"أرى ال

دػملو اغبػنا فيشػيقـو برظب أرل الذم أفناين سيخلفت بعػد

ال رد كال جحد دعاهبيب إذا يا ػت رظبػيع اظبولذالك أرل

دػعبالو ػادر مػكدل يبق إال ق د القادر ػلذالك باؽبم يدعونو عب

ل كارتفع لسدػكزاؿ خياؿ الظ لقد بد من قد كاف من قبل بائدا

راه لو رشدػبلال مايػار ظػفص كزاؿ عن العقل اؼبصوف حجابػو

دػمكم قصػأال فاطلبوا من ذا يكل رفونو ػذم تعػفلست أنا ذاؾ ال

118ش ك ت، د:العريب دحو ،ص -ت –ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم ،ج - 1 318-316اعبزائر ،اعبزر األكؿ:ص -ة:دار اغبكمةموسوعة الطرؽ الصوفية ،تأليف دراسة كربقيق ؿبمد بن بريك - 2

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

83

دفما عمركم عمرك كال زيدكم زي تهم ػن عرفػتم الذيػم أنػكلست

ي فيبدك كال يبػدكفكتعبتم ما ي لقد ضاؼ صدرم بالذم أنا كاحد

1كم يغدكا عاذر كما أف من قد ذاؽ صاؽ صدره أف أال فاعذركا من داؽ

وقف زج بالذات يف غبظة تأملية أدركت يف ضوئها يف ىذه القصيدة قبد الذات تتحد عن ذاهتا ألف اؼباليت تربط العبد باػبالق ، كؼبا كانت اغباؿ اليت يعرب عنها الشاعر معقدة كالفناء االكتناؼعبلقة

بانبهاـ اغباؿ يف حسو االعتاؼكخارقة كنابية عن اؼبنطق كاؼبعقوؿ ، فقد جنح بو اؼبوافق غلى ، األمر الذم تعذر معو اإلعراب بدقة عن اؼبوفق ، أما يف البيت الثامن الذم يقوؿ فيو : كمداركو

كتعبتم ما يفي فيبدك كال يبدك صدرم بالذم أنا كاجد لقد ضاؽ

إمبا غدا شيئا آخر،شيء كلي ال ك د من الوعي الذم دل يعد بو ىولقد انتهى بو اؼبوقف إذل ىذا اغبأك صفة إنو موقف انكشاؼ غبجاب عن العقل كتبلج باسميتجزأ كال يتماىى يف ىوية معينة كؿبددة

إضافة إذل أف موقفو اؼبتحفظ إزاء العقل سيتكرر مرات عديدة يف قصائده. اغبقيقة بنورىا أمامو،

كما قبد قصيدة "أيا أنا" تعرب عن ىوية من كجهة عرفانية ، فهي تتحدث عن كحدة الوجود كما يفهمها الشاعر، كنرل أف اػبطاب فيها جاء يزيل اغبدكد بت العبودية كاؼبعبودية، من نفس اؼبنظور

قرر أف الظواىر منوطة بأصلها:، حيث يألبدئي

"أيا أنا"

ن أناػكيا أنت من تكوف إف دل تك إف دل أكن أنت أكوفأيا أنا من

ت عقولناػشاػلذالك ط بفكثر ؟بدػػلتم إلو كأعػمابالكم ق

138ديواف األمت عبد القادر اعبزائرم :زكريا صياـ :ص: - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

84

اػت اؼبفرؽ بيننػػفقد رفع الس فنكاأل تعبيننا ال من إذا ارتفعت

1كال أنت معبود فزاؿ حجابنػػا كذالك حت ال أنا لك عابػد

كيبكن من جهة أخرل تشغيل بعض اؼبنطلقات اليت تقـو عليها رؤية الوجودية، فهي رؤية تقصى كال ترل لو جدكل يف أف يتدخل يف مسائل الربوبية فالعقل اإلؽبياتالعقل عن اػبوض يف موضوع

يف أمور ما بعد اغبسية، فسوؼ لن ىبرج بطائل، ألنو مهيأ أصبل ضألنو إف خا ؾبالو مادكف ذالك ، جملاؿ غت ؿباؿ اؼبيتافيزيق.

كىناؾ قصيدة " ذبلي رل احملبوب" اليت جاءت تتواجد حبب اهلل كرسوؿ اهلل، كتتدفق عاطفة، كرع منو فالقصيدة تستحضر رموز العشق كما شاع هبم اػبرب، لتكشف عن النهج العشقي الذم

األمت ىو أيضا:

تجلى لي المحبوب

رلأث ال ػفأعجبو أراه من حي ذبلى لو احملبوب من حيث ال يرل

كبسم اؼبراإكزاؿ حجاب البت ك يبنا ػغاب رقػو فػبيت بػكغي

كقد كاف غائبا كقد كاف حاضرا ت كغبظةػفصرت أراه كل ح

نافراػلضدين من كل الوجوه ت معوػػكما عرؼ اػببلؽ إال جب

ارب لبعض الذم شاىدت مات فاق يد للغراـ مشاىد ػككم من شه

تاػػتيف ليلى فمات كاؽبا متح ل نورنا ػر زبيػكذا قيس عام

راػفكاف الذم كاف منو مسط ةدامبلج كأس مكقد شرب اغب

301اؼبرجع نفسو: ص - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

85

1حاضرا أنا شيا ما كأسا ككأسا ك عده س بأكأين شربت الكأس كالك

كلقد ذىبت األروبة الركحية بعيدا باألمت يف ىذا القصد ، كسباس يف بعض منعطفاتو مع خطر ناؿ أصحاب ، لكن األمت الذم عاش التجربة بوعي كسبالك كاستعداد قليب دل ينلو ما االفتضاح

التأملفهي ارتقاء فتح معادل كاتزافعند األمت تتميز بعقلنة جعل التجربة العرفانية الشطح ، كىو ما الزلق كالتورط. اطرأماـ السالكت كأبعدىم عن ـب تاؼبثب

ليب مسعراػلو زدين ما ينفك ق ائبل ػازلت قػيت كمػكمازاؿ يسق

كصلت إذل إال أين حصا كال كرا كيف اغباؿ حاؿ السكر كاحملور كالفنا

ت قولو عن ىذه القصيدة أف األمت كصل من خبلؽبا إذل نتيجة، تنساؽ مع النظرة القرآنية ، كما يبكن 2إذا ىي بعض ما يفسر بو قولو تعاذل " إف ىذا لفي الصحف األكذل صحف إبراىيم كموسى".

عصر ب إف األمت عبد القادر هبذا التصريح يكوف من أكائل اؼبسلمت الذين دشنوا حوار الديانات يف المن اغبديث، كأعطوه احملتول السماكم السامي ، إضافة ؽبذه القصيدة قبد أيضا قصيدة "يا

بالعقل إذل عوادل الغيب كاؼبلكوت فقد تعرض الشاعر يف ذغدا"تثمن الرؤية القلبية كتنهى عن النفااىل ىذه القصيدة كبشيء من التكيز عن اػبصوصية الشأف الغييب ، حيث ال قدرة للعقل حياؿ ؾب

الغيب، يقوؿ:

من غدا يا

رؼػحفأنت يا غافل على الشفا قف ػدا عابد الفكر فػن غػم يا

ت يف تلفػأضلك العقل أيقن أن ور اؽبدل ػجعلت عقلك ىاديا كن

156اؼبرجع نفسو ص: - 1 187األمت عبد القادر اعبزائرم الشاعر:د:عشراب سليماف:ص: - 2

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

86

1تنفك ربكم فيو حكم ذكم سرؼ حكمت عقلك يف الرب العظيم فما

كظبلال. ل الغيب كاليت ال تزيد إال تيهاب الشاعر يعرض للفذ اليت يتناكؿ هبا اؼبتعقلنوف مسائ

اغبق يف طرؼ كأنت يف طرؼ تقوؿ ليس كذا كليس ىو كذا

القيد كليس اهلل كاؽبػدؼ قيدهتم مطلقا ال قيد حبصره

ب يبت حقيقة تباعد الرؤية اؼبتعلقة كتباينها مع الركح اإليبانية :

ففبل زب ذاك شتاف مابت ذا اغبق يف مشرؼ كالعقل يف اؼبغرب

كيوجو النظر بعد ذالك إذل النهج القون الذم يكفل النجاة كالطمأنينة :

سر كإف يقف فقف فحيثما أسار تو ػـز طريقػعليك بالشرع فال

فمن أسس العقيدة العرفانية :

، يتتعودة على التشخيص كالتصـو اغبسأف معرفة اهلل ال ربقق، ألف ذاتو العلية فوؽ مداركنا اؼبأما ما عاد ذالك ذاتو ،صفاتو اليت أخربنا عنها كمعرفة أظبائو كما أثبتها ل معرفة اهلل اؼبمكنة ىي معرفةف

رية أف تدرؾ اؼباىية القديسية كال كيفات التماىي، كاغبتة حاؿ ال تنفك عنها فبل يستطيع النفس البشال تفتأ تنزع بو إذل اغبتة كردبا عربت قصيدة األمت وتفأنسينفس السالك ، فمهما ركن إذل اليقت ، فيعكرىا: ل الذم يطرأ على الركح أحياناب"فيا نور ببل مشس" عن ىذا الوضع اؼبتبل

يا حرؼ ما لو مقر دىشيت أيا حتب يا

يف حتب كيف أمرم ىت ػػح تتلقد حت

كذم عقل كذم فكر كشف ذم كل كحار

127العريب دحو،ص: -كت:د ش -ت-ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم :ج - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

87

1عرفانكم إذل خسر يػػكغاية الذم يبغ

،فقد كرد يف ربكمن اؼبهم أف نبلحظ أف األمت يبدم أحيانا ما بيدم أحيانا ما يوعز بالقوؿ باعب بعض مقطوعاتو :

كاعبرب ال عذر بو عباىل يا مغركر ال شك أين ؾببور كجابرم ؾببور

كالعلم أيضا تابع ؼبتبوع كمقصور بالعلم منو قيده ال تبذيل ال تغيت

فأين لوشيئا كلو أردنا فيو زببت ؟ صورػفكلنا يف قبضتو مقيد كؿب

مربكرسول الذم عرفو كشفا فذاؾ يا حتة العقل كيا ظلمة ما ؽبا نور

2منك مغفور نبكتنجو مثل من قبا كالذ فحقق األمر تفز بالعلم عندم مدخور

، إذ اغبتة كما عرفت قديبا لدل فرقتها ، فكانت كالواضح ىنا أهنا حتة ال دخن فيها كال تأثيمبأفعالنا رغما عنا متناسية مسؤكلية ساحة اؼبخلوؽ فبا يفتؽ بدعول أف القدر قضى تربئ، درائعية

.امن موثق كأمانة وباسبو عليهم كقلدهاهلل بو من حرية طالعبد ، كما أنا

اؼبكاشفة فتحا كسنوحا ببل تتمأف و، كمطمح فجربيو األمت كما نرل ىنا ىي خربية فكرية سلوكيةتوسعا كمدا غبدكد اعلم منتنزؿ بو ضمائر كعقوؿ أىل التعناء أك كد ، ب إف لنا أف نرل يف ما

الفكر، كليس مسابا بالعقيدة ، إذ العقيدة مصونة خبتم الفاربة اليت يقرأىا كل مسلم صباح مساء ،يف ، تناكؽبا ذالك األمي ، أك اؼبتعلم ، كما يبكنت أف أحيل إذل اعبوانب أخرل تتصل بعقيدة الوجود

ؿببور " فهي قصيدة ربدد فلسفة الوجودية ، الشاعر يف قصائد أخرل ، من ذاؾ قصيدة "ال شك أين

123ش كت:د: العريب دحو ،ص: -ت -ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم :ج - 1

207ديواف الشاعر األمت عبد القادر اعبزائرم ،د:زكريا صياـ :ص: - 2

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

88

ككذالك مقطوعة "اغبمد هلل" "تلك فلسفة اليت رأيناىا بعيدا التطرؽ إليها يف قصيدة " أمطنا اغبجاب اليت يقرر فيها كحدة الوجود .

كما يبكن أف نفسح اجملاؿ لؤلمت يتحدث عن شكل اعبرب كما أكضحو يف كتاب اؼبوافق ، يقوؿ معت قوؿ الشيخ األكرب اعبرب الوجويب كاعبرب أيت يف اؼبناـ كاحد من إخوب قاؿ رل مااألمت : "ر

: اعبرب الوجويب ىو جرب اؼبكركه ؟ كما علمت يف أم كتاب ذكر الشيخ ىذا اللفظ أك اؼبعت ؟ فقلتبو العلم يبكن لو أف ىبرج عما سبق العبد دبعت أنو هبب أف يعتقد أف العبد ؾببور بالعلم اإلؽبي ال

أف يطلق ىذا اللفظ عليو تعاذل يف ؾبالس رهالقدن ، كاعبرب اؼبكركه ىو اعبرب اغبق تعاذل بعلمو فيكالعواـ ؼبا يؤدم إليو كإف كاف حقا ، كما يكره أف يقاؿ ىو تعاذل خالق القردة كاػبنازير كالكفر ككبوه

1مت كمقطوعاتو.كإف كاف حقا " .كىذه األفكار قبدىا يف عدد كبت من قصائد األ

كأختا يبكنت القوؿ أف ذبربة األمت التصوفية ذبربة راسخة كمتميزة كتستحق اإلنفراد بالدراسة كىذه األمت إذل أشكاؿ من الرؤل قروبةالتجربة دبخاضاهتا الركحية كالعاطفية كالفكرية قد ربولت يف

اليت تردد صداىا يف أكثر من قصيدة من قصائده،كما أف الفيزيقية لكات كاغبتةذورات كالفصكالتمن خبلؽبا نفسو شيخا ينصب يسلك الطريق اؼبعهود فينظم مبادئ كأسس لوجهة تصوفية دل األمت

، لكن الزمن كالتجربة عمقت حسو كسيحدث طريقو ، فقد كاف يشب على تعاليم الطريقة القادرية ، ككل تلق الوجوديفح األسئلة اؼبعلقة ، كإشهار اغبتة كالاإلنساين كجعلتو يتسامى إذل آفاؽ طر

.ةذالك دكف أف ذبمع بو البواعث أك تفلت منو اؼبقاد

يف فكره ، كتلك ىي فبيزات أىل كمن ىنا كاف األمت رجل فكر يف تصوفو ، ككاف رجل تصوؼيت تنبو أحيانا عن رؤيتهم الرجاحة العقلية ، إذ ىم حىت حت تفيض هبم اؼبدكد كتستفزىم اؼبفارقات ال

185األمت عبد القادر الشاعر:عشراب سليماف،ص: - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

89

، فإهنم ال يزلقوف ، فقد ظلت العتبة اليت يعثر حياؽبا الكثت عن مساحة أفكارىم كعقوؽبم ظكتستغل 1من السالكت ىي عتبة الكشف كالشهود.

،األمر الذم االمتحافكمن الواضح أف األمت كاف على هتيئ الجتياز تلك العتبة كتعدم ذالك ة اإلؿباء بالسبلـ كما أف شخصية األمت تربز لنا من خبلؿ أشعاره ، كذالك يعود جعلو يرتد من ذبرب

إذل األمت حت كاف ينظم قصائده كيودعها خلجاتو كخطراتو كاف يصدر عن حس صادؽ كيعرب ذا أف اغبس األخبلقي كاف مقوما عن مشاعر ال ىبالطها الزيف كىو هنج سلوكي يتوافق ككرعو ، إ

، لذا فالشعر عند األمت ، إمبا صدقا كموضوعية.شبت عليو النفس

فة اليت تعلقت بفضائل اإلسبلـ أدرؾ لنا الص اكأخت بعد التحليل كالدراسة كقفنا على رجل متصوفإليها النيب صلى اهلل عليو كسلم ألف األمت عبد القادر باإلضافة إذل كونو رجل دعاكركح التقول اليت

رة اآلخرين فهو الذم ظفهو كذالك رجل علم كمعرفة كجهاد كؿباكرة كمناكرع كتقول كاستقامة كزىد ديد ن( كما يبدك رجل جهاد صلصار نل )الحنالوفية كحاكر غته من أىل اؼبلل ك حاكر أقرانو من الص

بل حارهبم كضحى يف سبيل اعبزائر إذل أف كجد االستعمارضد ة كاجملاملةنقوم خلع ثوب اؼبهادللجمهورية يؤسسعملو العسكرم لينتقل إذل اعبهاد السياسي كبفضلو اصلأف يو ال يبكننفسو

بذالك. قواء القادرية اؼبتصوفة كشعره ينطاعبزائرية اغبديثة ربت ل

201اؼبرجع نفسو ص: - 1

الفصل الثالث تحليل بعض قصائد األمير الصوفية

90

الخاتمة

الخاتمة

90

يلي أف نرصد أىم النتائج اؼبتوصل إليها ،كقبملها يف: كختاما ؽبذا العمل كباكؿ فيما

أف يكوف ،كىو ذبربة كسلوؾ قبل يعترب التصوؼ جانبا من أخص جوانب اغبياة الركحية يف اإلسبلـ * مذىبا كفكرا ،كذلك ألنو يعد تعميقا ؼبعاين العقيد ،كاستنباطا لظواىر الشريعة ،كتأمبل ألحواؿ

اإلنساف يف الدنيا ،كتأكيبل للرموز.

*إف العبلقة بت الشعر كالتصوؼ عميقة جدا ،ألف الشعر يف حقيقتو يتجاكز الواقع يف اؼبكاشفة عن ،فهو كاضطرابات انفعاالت ؤيتو دبا يكتشفو يف ذاتو منكل ما ىو غامض ، فالشاعر حت هبسد ر

أثناء ىذه اللحظة كذلك الصويف يف تأملو كتفكته الركحاين ،إذ أف كبلنبا ينساح من أم شيء كائن اإلؽباـ إلبداع أصبل القصائد. استحضارليتفرد إذل اعبوىر اإلنساين ،كىكذا يتم

* تتميز اؼبعرفة الصوفية بانعداـ الوسائط كاؼبقدمات ألهنا تسرم من اهلل إذل العبد ،كىي موىبة يبنحها اغبق ؼبن يشاء من البشر كيرتفعوف هبا إذل درجات الكماؿ ذبسد مراتب كدرجات قدرهتا العناية

اإلؽبية أيضا.

،كما أنو ساىم يف اغبفاظ على * التصوؼ كاف لو دكر كبت يف نشأة حركة اؼبقاكمة ضد االستعمار كحدة اجملتمع كالتمسك بالدين كالعقيدة.

* إف تصوؼ األمت عبد القادر ىو تصوؼ متزف كمعتدؿ كمتسق من الفهم الصحيح للدين كاإلتباع اغبقيقي للعقيدة اإلسبلمية ،كرغم كل ىذا فإف األمت دل يبنعو تصوفو من خوض معركة اغبياة ،فقد

غوار الذم حارب اعبيوش الفرنسية حبنكة كخربة ال مثيل ؽبما ،كىو السياسي اؼبتمرس كاف القائد اؼبكالعادل الصويف الفرد كاألديب اؼببدع ،كاألب العطوؼ اغبنوف كالعادل الذم يقصده الطبلب اؼبعرفة من

فج قصي.

الخاتمة

91

كاف األمت رجل فكر يف تصوفو ككاف تصوؼ يف فكره كتلك ىي فبيزات أىل الرجاحة العقلية إذ *عن كتستغلظأحيانا عن رؤيتهم واىم حىت حت تفيض هبم اؼبدكد كتستفزىم اؼبفارقات اليت ثب

.مساحة أفكارىم كعقوؽبم فإهنم اليزلقوف

بتعدت عن نطاؽ التوسل كاستنزاؿ *لقد خاضت أشعار األمت عبد يف ؾباؿ الركح كالغيب كااللطائف ،تلك اغباؿ اليت رأيناىا تغلب عليو يف عدد من نصوصو ،كيف ذلك دليل على صبلبة عود

لو أف يلحق يف فضاء اؼبغامرة ك اؼبيتافيزقية دكف أف ىبشى الوقوع ألنو كاف أتاحتكاستحكاـ قوة على عقيدة غاية يف اليقت .

ق ائمة المصادر و المراجع

فهرس اؼبصادر كاؼبراجع:

اؼبعاجم :

-بتكت –العرب ،للطباعة كالنشر ابن منظور أبو الفضل صباؿ الدين ؿبمد بن مكـر لساف -1 7د.ط.ج

إبراىيم مصطفى ،أضبد حسن الزيات،حامد عبد القادر ،ؿبمد علي النجار:معجم الوسيط -2 1تركيا،ط:ثانية ،ج –،اؼبكتبة اإلسبلمية للطباعة كالنشر

مطابع:-بتكت -ناشركف ساحة رياض الصلح–بطرس البستاين :ؿبيط احمليط،مكتبة لبناف -3 -تبو برس.

:راجع ؼبكا اؼبصادر

يف التصوؼ كالوعظ كاإلرشاد، اجمللدات األكؿ كالثاين زائرم :اؼبواقفاألمت عبد القادر اعب -1–كالثالث :الطبعة الثانية ،مراجعة كتصحيح عبنة من علماء دمشق منشورات دار اليقظة

1966دمشقذكرل العاقل كتنبيو الغافل ربقيق كتقدن الدكتور:فبدكح حقي عبد القادر اعبزائرم : األمت -2

ـ1964ىػ /1384بتكت: –،منشورات دار اليقظة العربية األمت عبد القادر اعبزائرم :ربفة الزائريف تاريخ اعبزائر كاألمت عبد القادر شرح كتعليق الدكتور -3

ـ 1964 -ىػ1384بتكت:فبدكح حقي ،الطبعة الثانية ،منشورات دار اليقظة العربية ،خليفة لتهذيب اؼبسائل ،نشر كعلق عليو األب غناطيوس عبده السائلابن خلدكف :شفاء -4

ـ1959،بتكت : الكاثوليكية،اؼبطبعة اليسوعي

م،طبعة الثانية ر ابن الفارض :جبلء الغامض يف شرح ديواف ابن الفارض ،عت بو:أمت خو -5 ـ.1888،اؼبطبعة األدبية ،بتكت

بن ؿبمد األنصارم:دار أبو القاسم القشتم :الرسالة القشتية ،عليها تعليقات القاضي زكريا -6 فرم :القاىرةعشالشيخ صاحل اعب17جوامع الكلم ،

: كتاب اللمع يف تاريخ التصوؼ اإلسبلمي ضبطو لطوسيأبو نصر عبد اهلل علي السراج ا -7لنشر كتب السنة كاعبماعة ،دار كصححو كامل مصطفى اؽبنداكم ،منشورات ؿبمد علي بيوض

ـ2001ىػ 1421لبناف ،الطبعة األكذل :–الكتب العلمية :بتكت

الطبعة األكذل -مصر -إحساف إؽبي ظهت: التصوؼ اؼبنشأ كاؼبصادر،دار اإلماـ اجملدد القاىرة -8 ـ2005-ىػ 1426:

ـ.2009،الطبعة األكذل :ة بلحيا: التصوؼ يف ببلد اؼبغرب العريب، دار القد س العريباكيبود -9

عشراب سليماف:األمت عبد القادر الشاعر مدخل إذل ربليل اػبطاب الشعرم يف ؿبطة اؼبا -10 ،الطبعة األكذل . -اعبزائر–بعد،دار القدس العريب،دار أطفالنا :كىراف

ػبطاب عبد القادر اؼبفكر مساجبلت يف قضايا الفكر كاؼبعرفة كفقو ا عشراب سليماف:األمت -11 ـ2002القرآين:دار الغرب للنشر كالتوزيع ،طبعة

فؤاد صاحل السيد: األمت عبد القادر اعبزائرم متصوفا كشاعرا ،صدر عن كزارة الثقافة دبناسبة -12 ـ.2007اعبزائر عاصمة الثقافة العربية

–:موسوعة الطرؽ الصوفية اإليضاح كالبياف ؼبصطلح أىل العرفاف دار اغبكمة ؿبمد بن بريكة -13 ـ،اعبزء األكؿ كالثاين:طبعة خاصة . 2007اعبزائر

مصطفى بن التهامي :ستة األمت عبد القادر كجهاده،ربقيق كتقدن كتعليق ،الدكتور وبي -14 .2009بوعزيز :دار البصائر ،طبعة خاصة

مت عبد القادر :صبع كربقيق كشرح الدكتور العريب دحو:دار ثالة ديواف الشاعر األ-15 ـ:طبعة الثالثة.2007

الدكتور ،زكريا صياـ:ديواف اؼبطبوعات ديواف الشاعر األمت عبد القادر:تقدن كشرح كتعليق -16 اعبامعية .

ـ.2011اعبزائر –مؤسسة األمت عبد القادر :اغبياة الركحية لؤلمت عبد القادر:موفم للنشر -17

اؼبراجع اؼبتصبة:

شارلز ىنرم تشرشل:حياة األمت عبد القادر ترصبة كتقدن كتعليق :أبو القاسم سعد اهلل ،عادل -1 ـ.2011اؼبعرفة اعبزائر ، طبعة خاصة

للطباعة كالنشر كالتوزيع سورية دمشق مارتن النغ:ما الصوفية؟،ترصبة فاركؽ ،دار الفرقد -2 ـ.2014،الطبعة األكذل

الدكريات :عدد خاص بالذكرل اؼبؤكية لوفاة األمت عبد –اعبزائر –الثقافة :ؾبلة تصدرىا كزارة الثقافة -1

–ـ :منشورات السهل 1983ىػ مام جواف 1403رجب،شعباف 75-القادر : السنة الثالثة عشر كتور عمار طاليب.،مقاؿ :د 2009اعبزائر:

الرسائل اعبامعية :

حفيظة سليماين :اؼبنحى الصويف يف الشعر العريب اغبديث رسالة مقدمة لنيل شهادة اؼباجستت يف ىػ 1424األدب العريب اغبديث ،إشراؼ األستاذ الدكتور : ؿبمد عباس السنة اعبامعية

تلمساف.–ـ ،جامعة أيب بكر بلقايد 2004 -ـ2003ىػ/1425

:خصــلالم

كمنو التصوؼ القادرم الذم ينتمي إليو تو ،اذباىاالتصوؼ مذىب ديت سلوكي تعددت منابعو ك األمت عبد القادر الشاعر كالسياسي كاجملاىد كاؼبفكر كالتصوؼ ،ظهر تصوفو يف سلوكو كزىده كشعره

.تصوفو الشعرم ذك اؼبنبع الست القريب من الزىد استقطابلذا كاف لنا

المفتاحيـة :الكلمات

.شعر ،سياسة ،سنة،جهاد ،زىد،ربليل ،فهم تصوؼ ،ال

Soufisme doctrine religieuse des cours supérieurs variés de comportement et

Atjahth et du mysticisme Qadiri, qui appartient au poète le prince Abdul Qadir

et combattant politique et penseur et le mysticisme, Tsofh est apparu dans son

comportement et son ascétisme et ses cheveux pour que nous Polarisation Tsofh

poétique avec un sunnite amont près ascétisme.

Mots-clés:

Mysticisme, poésie, politique, années, Jihad, la tempérance, l'analyse, la

compréhension

Sufism is a religious religious doctrine whose origins and origins have varied.

Among them is Sufism al-Qadri, which belongs to Prince Abdul Qader, the poet,

politician, Mujahid, thinker and Sufism. His Sufism appeared in his behavior,

his asceticism and his poetry, so we had the polarization of his poetry.

key words :

Sufism, poetry, politics, year, jihad, asceticism, analysis, understanding