التخلف ثقافة نقد

الدكتورمجلـي علـي حسـن

- جامعة الجنائي القانون علوم أستاذصنعاء

بوك: فيسhttp://www.facebook.com/drhasan.megalli

drhasan.megalli@yahoo.com إلكتروني: بريد اإللكتروني: الموقع

http://hasanmegalli.com//ar/index.php

من كتب التنوير الهامة التي صدرت حديثا� كتاب يتميزمن تأليف الدكتور )جابر عصفور( الذي

باالستنارة العقلية وتشكل كتاباته سالحا� فكريا� فتاكا� ضد قوى التخلف والجهل والظالم

واالستبداد، وفي كتابه الجديد الذي يحمل عنوان هذه الثقافةيؤكد المؤلف أن )نقد ثقافة التخلف(

تقترن بالمجتمعات الساكنة، الثابتة، المعادية ئ لهذه الثقافة أنها تنكفىللتغيير، والخاصية األول

ال تكف عن استعادته محاكاة ماض متخيل،ىعل ، وتبالغ في تقديسه بما يجعل منه� واتباعا�وتقليدا

في كل شيء قائم وكل شيء قادم،� مرجعيا�إطارا ،�والمستقبل يظل غامضا فالماضي هو نقطة البدء،

عليه،�ال تفكير فيه إال بمنطق ما سبق وقياسا ومكانة المرأة في المجتمعات المتخلفة مقموعة

ومصدر فهو يجعلها حليفة الشيطان، أبعد حد،إلى وليس عضوا� أساسيا� وفاعال� في الحياةالفتن

العامة كـ )لجنة الحوار( التي أنشئت لتجنيب اليمن التكفيريون الوهابيون في المرأة ىوال ير ،الهالك

بد من ترويضها جسد يغوي وفريسة الىسو هوإن ذلك وقمعها بأشد أنواع المراقبة والعقاب،

في أفغانستان(حركة طالبانذات منهج قطعان )

/tt/file_convert/55721457497959fc0b945066/document.doc

1

فنقبوها وحرموها حتىالفعائل التي فعلت بالمرأة من حق التعليم، معطلين بذلك نصف المجتمع الذي

ال يمكن أن يتقدم إال به، بل ال يقاس تقدم أي والخاصية مجتمع إال بالمكانة التي تمنحها للمرأة،

هي العنفالثالثة التي تميز ثقافة التخلف السلطة بالقوة التي تظل حامية ى واالستيالء عل

ويسود فيها االنتخابات الصورية التي ال للدولة، وال تعرف الدساتير بمعناها الحديث، لها، ى معن

ويترتب عليها تجميد الحقوق المدنية وإلغاء وعدم االعتراف العملي الحقوق اإلنسانية،

تأكيد هذهىبالمواثيق الدولية التي تهدف إل واالكتفاء بوضعها في الدستورالحقوق وصيانتها

كنصوص ديكورية للعرض خداعا� للعالم كما هو والخاصية الرابعة التيالحال في الدستور اليمني.

هي إقحام الدين في كلتتميز بها ثقافة التخلف العلوم والفنون مرورا� ب نظم الحكم ابتداء� من شيء

، حتى الوصول إلى لباس المناضلة )أمل أو اآلداب . ( 1 ) الباشا( أثناء ريادتها في )لجنة الحوار الوطني(

يهاجم(الفضل للمتقدم) بعنوان مبحثوفي ن أ ى وير ،(تديين كل شيء)الكاتب هذه الظاهرة

ئ قترنت بها مجموعة من المباد ا هذه الظاهرة القمعية نذكر منها:

سندىغير مسموح بظهور أي علم إال عل -1 طبقا� لما ورد في كتبواضح وصريح من الدين

الوهابيين وأتباعهم من السلفيين أي الرجعيين لالجتهاد أو عن أي احتمال مفتوح �بعيدا ؛اليمنيين

إلمكان استقالل العلم بموضوعهالتأويل أو ومنهجه.

فيفي الجامعات والمدارس وضع العلوم -2 ترتيب معين يضع فيه العلوم الربانية في المقدمة

المعادية الساكنة بالمجتمعات تقترن ظاهرة )التخلف كامل، - ماجد1.م2010 إبريل27 ( الثالثاء520) )القاهرة( العدد صحيفة للتغيير(،

/tt/file_convert/55721457497959fc0b945066/document.doc

2

والعلوم اإلنسانية في المؤخرة، األمر الذي يعد ىوعل حركة العلوم المدنية،ىبمثابة قيد صارم عل

.حرية اآلداب والفنون

زعات العقلية والتجريبية التيـلنا محاربة-3 بهاىيمكن أن تقوم عليها العلوم المدنية وتقو

اآلداب والفنون.

�أو إبداع خصوصا لجديد في أي علممعاداة ا- 4ما يهدد منها األنساق الثابتة والتقاليد الجامدة.

معاداة حد ىوصل العداء للجديد في العلم إل -5 لخيالهذه العداوة إلى ا تلعقل بوجه عام، وانتقلا

، فيغدو(الهلوسة)زلة ـمنالظالميون فأنزله �أيضا كل من العقل والخيال في دائرة النبذ التي لم

أي رد كل)زعة الماضوية ـيكف عنها أصحاب الن.( الماضي وحدهىشيء إل

إعاقة ى تأويل النصوص الدينية بما يهدف إل- 6 ، � تقييد حركة العقل والخيال معا تطور المجتمع

وبذلك أصبح حق االختالف قرين المعصية الفكرية الهالك، وأصبح ى والضاللة الدينية التي تؤدي إل

. ( 1 ) هو السائد ( من تمنطق قد تزندق ) شعار

: اآلخر علوم تكفير

(تكفير علوم اآلخر)آخر بعنوان مبحث وفي يؤصل المؤلف لظاهرة العداء للعقل والفلسفة،

(ابن الصالح) ىفيستشهد بنص ألحد الفقهاء يدع:( قال فيهـ ه634 عام ى)توف

الفلسفة أس السفه واالنحالل، ومادة الحيرة والضالل،)) ومن تفلسف عميت عينه عن محاسن ومثار الزيغ والزندقة،

الشريعة المطهرة، المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين قارنه الخذالن وتعلماالباهرة. ومن تلبس بها تعليما

التخلف(. ثقافة )نقد عصفور، - د. جابر1

/tt/file_convert/55721457497959fc0b945066/document.doc

3

والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان .... وأما المنطق فهو وليس االشتغال بتعليمه مدخل الفلسفة، ومدخل الشر شر.

ستباحه أحد من الصحابةاوتعلمه مما أباحه الشارع، وال والتابعين واألئمة المجتهدين والسلف الصالح وسائر من

وأما استعمال به من أعالم األمة وسادتها.ىيقتد االصطالحات المنطقية في مباحث األحكام الشرعية فمن

المنكرات المستبشعة، والرقاعات المستحدثة ..... ومن زعم فقد خدعه أنه يشتغل بالمنطق والفلسفة لفائدة يزعمها،

السلطان أن يدفع عنىفالواجب عل الشيطان ومكر به. المسلمين شر هؤالء المياشيم )الذين يخلطون الحق

ىويعاقب عل بالباطل(، ويخرجهم من المدارس ويبعدهم،((.االشتغال بفنهم

وكان من نتيجة مثل تلك التعاليم أن تأسست تقاليد راسخة لقمع حرية التفكير ال تزال قائمة

امتداد عالمنا العربي الذي هو عالمىلألسف علقمع اآلخر وتكفير المختلف.

إن كل هامش حرية التعبير المتاح في اليمن ال يكفي كاتبا� تقدميا� واحدا� لممارسة إبداعه بشكل كامل، بمنأى عن القيود المتعددة التي يفرضها

على المثقفين من أنصار التنوير والحداثة الطغيان السياسي والتخلف الفكري والجمود االجتماعي

والتعصب الديني بل واإلرهاب الفردي والجماعيوإرهاب الدولة حيث قد يتعرض المفكر لالغتيال.

وقد مضى على عبارة )يوسف إدريس( ما يزيد عن اثنين وعشرين عاما�، وقد تزايد القمع الفكري

والمصادرة السياسية، فلقد صدر حكم بالتفريق بين )نصر حامد أبو زيد( وزوجته بعد سنوات قليلة

يونيو14من وفاة )يوسف إدريس(، وبالتحديد في م، وقبلها تعرض الروائي العالمي الراحل1995

( لمحاولة2006- 1911)األستاذ )نجيب محفوظ( متدتا، وم1994كتوبر أ 14اغتيال فاشلة في

ى الجرائد والمجالت مثل دعوى التكفير إلىدعاو

/tt/file_convert/55721457497959fc0b945066/document.doc

4

،(روز اليوسف) المرفوعة ضد مجلة (الحسبة) ضد أستاذ الفلسفة المعروف الدكتورى أخرىودعو

بتهمة الخروج عن صحيح الدين،(عاطف العراقي) ضد الشاعر الكبيرى حسبة أخرىورفعت دعو

تكفيرىودعو ،(أحمد عبدالمعطي حجازي)األستاذ ، وفيم1997 و في يوني(حسن حنفي)ضد الدكتور

(سيد القمني)نفس الفترة تم تقديم كتاب الدكتور محكمة شمال القاهرة االبتدائيةى إل(رب الزمان)

.م1997فحكم القاضي بتبرئة الكاتب في سبتمبر

الدولة والى بالقياس إلاألدباء عندنا ليسوا أحرارا)) القراء. وما أكبر النبوغ الذي يضيع ويذهب هدراىبالقياس إل

اإلعراض عن اإلنتاج خوفاىألنه يكظم نفسه، ويكرهها عل فليس كل موضوع يعرض من القراء،أو خوفا من الدولة،

عنهىلألديب عندنا تسيغه القوانين ويحتمله النظام ويرض.(1)((ذوق الجمهور

: واحتقارهن النساء اضطهاد

نهنالنساء أ ىزال نظرة الرجل الشرقي إلتال ناقصات عقل ودين، وانتشر العديد من األقاويل

شاوروهن)التي تؤكد تسفيه النساء مثل (تثق بامرأة ال ) و(النساء شر كلهن )و( وخالفوهن

ذل من ) و(من أطاع عرسه فقد أضاع نفسه )و ىال تطلعوا النساء عل ) و( امرأةىأسند أمره إل

ومن الطبيعي في(. مالىتأمنوهن عل حال وال ظل ذلك الكم الهائل من التراث الثقافي المتدني لنظرة الرجل الشرقي للمرأة، أن يستنكر الوعي

الالشعوري،ى المستوىالذكوري العام، ولو عل المناصب وذلكى أعلى المرأة ووصولها إلىترق القيود االجتماعية المفروضةمع جنب ى إل�جنبا

إبداع المرأة وإنتاجها الفكري في معظمىعل

( في1973- 1889 )(طه حسين)عميد األدب العربي الدكتور قارن: - 1(.مستقبل الثقافة في مصر)كتابه الرائد

/tt/file_convert/55721457497959fc0b945066/document.doc

5

ن نسبة المبدعات منإالبلدان العربية، ولذلك ف النساء أو المشتغالت بالفكر أقل بكثير من نسبة

ن العديد من األنظمة التعليميةإكذلك ف الرجال، زالت تكرس التمييز بين الرجل في بالدنا ما

وتؤكدها الموروثات التقليدية الجامدة، والمرأة، تطوير جذريىلذلك تحتاج مناهج التعليم عندنا إل

والظاهرة الملحوظة كذلك كل المستويات،ىعل في المجتمعات العربية هي أن مشاركة المرأة في

النشاط الثقافي العام أقل بكثير من مشاركة تدني دورىالرجل بسبب النظرة السائدة إل

سواء من ناحية األفكار التي تلقي عليها المرأة، زلي وتربية األبناء حتى لوـوحدها أعباء العمل المن

مرأة عاملة، أو منظور أفكار التطرف الدينياكانت فيهاىأنها عورة وال ترعلى التي تنظر للمرأة

.(1) جسد يثير الفتنة ويهيج الغريزةىسو

ولذلك يستكثر معظم أنصار التخلف والظالميين على المرأة اليمنية أن تكون عضوا�

فاعال� في أعلى لجنة وطنية اآلن هي )لجنة الحوار(، وبدال� من أن يعتز المواطن اليمني بوجود

وجه نسائي مثقف وجميل نطل منه على العالم كي نكسب احترامه وعطفه إذ بالبعض يطالب منا

أن نستمر في اإلطاللة على العالم ونساء بال وجوه بكتل من السواد الباعث على اإلحباط واليأس

)المنقبات( و )المنتقبات(، وشعارنا: )دولة مدنيةحديثة(؟! ذات نساء بال رؤوس وال وجوه.

م. س. كامل، ماجد- 1

/tt/file_convert/55721457497959fc0b945066/document.doc

6