تنقيح األنظار

معالي الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ1/7/1428تاريخ المحاضرة:

تنقيح األنظار )012)

2

...النجاسة إذا كانت رطبة تشربها.طالب: .............

على ك���ل ح���ال وج���ود أك���ثر من ح���ديث في المس���ألة ال يع���ني أنن���ا نلغي بعض األح���اديث تتظ���افرهذه.سم.

عفا هللا عنك.قال- رحمه هللا تعالى-: باب ما جاء في الغسل من الجنابة.

ال، الكتاب الثاني. الحمــد هلل رب العــالمين والصــالة والســالم على نبينــا محمــد وعلى آلــه وصــحبه أجمعين، قــال

المؤلف رحمه هللا تعالى: ــا بين أطــراف ــك جامع ــد أمعنت النظــر في ذل ــال ابن الصــالح ق شــرط الترمــذي في التحســين ق كالمهم مالحظا مواقع استعمالهم فتنقح لي واتضح أن الحديث الحسن قسمان أحدهما الحديث الذي ال يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليتــه غــير أن ليس مغفال كثــير الخطــأ فيمــا يرويـــه وال متهم بالكـــذب في الحـــديث أي لم يظهـــر منـــه الكـــذب في الحـــديث وال بســـبب آخـــر مفسق ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف بأن يروى مثله أو نحوه من وجــه آخــر أو أكــثر حتى اعتضــد بمتابعــة من تــابع راويــه على مثلــه أو بمــا لـه من شــاهد وهــو ورود حــديث آخــر مثله فيخرج بذلك عن أن يكون شاذا أو منكــرا وكالم الترمــذي على هــذا القســم يتــنزل، القســم الثـــاني: أن يكـــون راويـــه من المشـــهورين بالصـــدق واألمانـــة غـــير أنـــه ال يبلـــغ درجـــة رجـــال الصحيح لكونه يقصر عنهم في الحفظ واإلتقان وهو مع ذلك يرتفع عن حال ما يعد مــا ينفــرد به منكرا قال ويعتبر في كل هذا مع ســالمة الحــديث من أن يكــون شــاذا أو منكــرا ســالمته من أن يكون معلال وعلى القسم الثاني يتنزل كالم الخطابي قال فهذا جامع لما تفــرق في كالم من بلغنا كالمه في ذلك قـال وكــان الترمـذي ذكــر أحـد نـوعي الحسـن وذكـر الخطــابي النـوع اآلخــر مقتصرا كل واحد منهما على ما رأى أنــه مشــكل أو أنــه غفــل عن البعض أو ذهــل انتهى كالم ابن الصالح في تعريف الحسن قال ومن أهل الحديث من ال يفرد نوع الحسن ويجعله مندرجا في أنواع الصحيح الندراجه في أنواع ما يتح جبه قال وهو الظاهر من تصرفات الحاكم وهــو

ال ينكر أنه دون الصحيح المقدم فهذا إًذا اختالق في العبارة.اختالف.

عفا هللا عنك.

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

اختالف في العبارة انتهى فإن قيل هل يجوز العمل بما حكم الترمذي بتحسينه وتصحيحه فــإن ابن حزم قد زعم أنه مجهول وأنه الحفاظ قد يعترضــونه في بعض مــا يحســنه أو مــا يصــححه مثــل حــديث »الصــلح جــائز بين المســلمين« فإنــه رواه من طريــق كثــير بن عبــد هللا بن عمــر

وابن عوف المزني المدني ثم صححه وهذا الرجل متروك بمرة.كثير بن عبد هللا..

ابن عمرو..

ابن عمرو..

ابن عمرو..ابن عمرو بن عوف..ابن عمرو بن عوف؟

الواو تبع عمرو ما تصير عاطفة.عفا هللا عنك.

فإنــه رواه من طريــق كثــير بن عبــد هللا بن عمــرو بن عــوف المــزني المــدني ثم صــححه وهــذا الرجل متروك بمرة ولم ينقل له توثيق عن أحــد من أهـل الحــديث بـل قـال الشـافعي وأبــو داود إنه ركن من أركان الكذب، وقال ابن حبان له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة قــال الــذهبي وأما الترمذي فروى له »الصـلح جـائز بين المسـلمين« وصـححه فلهـذا لم يعتمـد العلمـاء على تصــحيح الترمــذي انتهى كالمــه في المــيزان في ترجمــة كثــير بن عبــد هللا في ترجمــة كثــير بن عبد هللا المذكور قلنا قد قال الذهبي في ترجمة الترمذي في الميزان إنه حافظ علم ثقة مجمــع عليه وال التفات إلى قول أبي محمد ابن حزم فيه إنه مجهول فإنــه مــا عرفــه وال درى بوجــود الجـــامع وال العلـــل الـــتي لـــه انتهى كالمـــه، وفيـــه مـــا يـــدل على جـــواز االعتمـــاد على تصـــحيح الترمــذي وتحســينه النعقــاد اإلجمــاع على ثقتــه وحفظــه في الجملــة ولكنــه لمــا نــدر منــه الغلــطــذهبي أن العلمــاء ال ــا قــول ال ــه استحســنوا اجتمــاع مــا صــحح أو حســن وأم الفــاحش من مثل يعتمدون على تصحيحه فلعله يريد ال يعتمدون على تصحيحه فيما روى عن كثير بن عبد هللا كما ذلك موجود في بعض النسخ وقد قال ابن كثير الحافظ في إرشاده قد نــوقش الترمــذي في تصــحيح هــذا الحــديث قلت هــذا خطــأ نــادر والعصــمة مرتفعــة من األئمــة الحفــاظ والعلمــاء وقــد نص مســلم أنــه ربمــا أخــرج الحــديث في صــحيحه من طريــق ضــعيف لعلــّوه والحــديث معــروف عنــد أئمــة هــذا الشــأن من طريــق من طريــق العــدول ولكن بإســناد نــازل روى هــذا النــووي في شرح مسلم عن مسلم تنصيصا وكذلك الترمذي يحتمل أنه صحح هذا الحديث لثبوته من غــير طريق كثير بن عبد هللا المزني هذا من طريق كثير بن عبد هللا المزني هذا فالحديث روي من

تنقيح األنظار )012)

4

غــير طريــق وقــد رواه الحــاكم أبــو عبــد هللا في مســتدركه من طريــق كثــير بن زيــد المــدني عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مرفوعا وقال الحاكم صحيح على شـرطهما وهـو مقـرون بعبـد هللا بن الحســين المصيصــي وهــو ثقــة وأخــرج الحــاكم أيضــا لــه شــاهدين عن أنس وعائشــة رواهما من رواية عبد العزيـز بن عبـد الـرحمن الجـزري عن خصـيف ذكـر ذلـك اإلمـام الحافـظ تقي الدين ابن دقيق العيد في كتابــه اإللمــام،ـــ وذكــر الحافــظ ابن كثــير وذكــر الحافــظ ابن كثــير الشــافعي في إرشــاده أن أبــا داود روى الحــديث عن أبي هريــرة بإســناد حســن هــذا كلــه مــع

وفي قولـه ١٢٨النس��اء: ژ ٿٿ ٺ ژشهادة مع شهادة القرآن الكــريم لـذلك في قولـه تعــالى وأما اختيـار الترمـذي بإسـناد الحــديث من طريــق ١١٤النس��اء: ژ ٺٿ ٺ ٺ ٺ ژتعالى:

كثير بن عبد هللا فيحتمل وجهين أحدهما إن لم يروه بالسماع من غير طريقه وقد عــرف وقــد عــرف قوتــه وصــحته بالوجــادة واإلجــازة ومــذاكرة الشــيوخ. وثانيهــا: أن يكــون قــد رواه من طرق كثيرة في كل منها مقــال فـاكتفى بــإيراد أحــدها كمـا قــد صـح كمــا قـد صـح عن مســلم أنـه يفعله وكما صح عن أبي داود أنه أيضا يفعله بل قـد صـح عن البخــاري مثـل ذلـك ولكنـه قليــل فإنه قد روى نادرا في الصحيح عمن ضعفه في تاريخه، وممـا يـدل على ذلـك أن الترمـذي قـد روى حديث التكبير في صالة العيد من طريق كثير بن عبد هللا هــذا وحســنه ولم يصــححه فلــو كان تصـحيحه لحـديث لحــديث الصـلح اعتمـادا على كثـير بن عبـد هللا لصـحح حديثـه في صـالة العيد ولكنه حسـن حديثـه في صـالة العيـد لقصـور شـواهده عن مرتبـة الصـحة وصـحح حديثـه في الصلح الرتفاع شواهده إلى مرتبة الصــحة والعجب أن ابن النحــوي ذكـر في خالصــته عن الــبيهقي أن الترمــذي قـال ســألت البخــاري عنــه يعــني حــديث كثــير بن عبــد هللا في صــالة العيــد فقــال ليس في البــاب شــيء أصــح منــه. وقــال ابن دقيــق العيــد في اإللمــام في هــذا الحــديث في صالة العيد أن البيهقي روى عن الترمذي عن البخاري أنه صــحيح لكن ابن دقيقــا العيــد رواه من طريق عمرو بن شــعيب عن أبيــه عن جــده ثم عـزاه إلى الترمــذي وعقبـه بروايـة الـبيهقي ورواية عمرو بن شعيب منســوبة إلى أبي داود وأحمــد وابن ماجــه في كثــير من كتب األحكــام المستخرجة من الكتبة الستة ولم يضفها أحد إلى الترمذي وكذلك هي غير موجودة في جامع الترمذي من طريــق عمــرو بن شــعيب وهللا أعلم. فهــذا الكالم انســحب من ذكــر شــرط الترمــذي

في التحسين والعمل بما حسنه وقد اختلف الناس في العمل بالحسن مطلقا..قف على هذا قف على هذا حسبك.

الحم����د هلل رب الع����المين وص����لى هللا وس����لم وب����ارك على عب����ده ورس����وله نبين����ا محم����د وعلى آل����هوصحبه أجمعين، أما بعد:

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

فلم��ا ذك��ر المؤل��ف- رحم��ه هللا تع��الى- تبع��ا لمن تقدم��ه ك��ابن الص��الح تع��اريف الحس��ن من قب��ل أه��ل العلم وق��رر كغ��يره أنه��ا ال تكفي لتمي��يز الحس��ن عن غ��يره، ذك��ر عن ابن الص��الح أن��ه تأم��ل في ه����ذه التع����اريف وأمعن النظ����ر فحم����ل ك����ل تعري����ف من التع����اريف الس����يما تعري����ف الترم����ذي وتعريف الخطابي على نوع من أنواع الحسن، يعني ما عرف عند المتأخرين من تقسيم الحسن إلى قسمين حسن لذاته وحسن لغيره هو مأخوذ من كالم األئم��ة الس��ابقين، ف��نزلوا كالم الخط��ابي

ــد أمعنتعلى الحس����ن لذات����ه، ونزل����وا كالم الترم����ذي على الحس����ن لغ����يره، ــال ابن الصــالح وق "ق يع��ني الجم��ع بينالنظر في ذلك جامعا بين أطراف كالمهم مالحظا مواقع استعمالهم فتنقح لي"

أط��راف الكالم ومواق��ع االس��تعمال ه��ذا ه��و ال��ذي ي��ربي ط��الب العلم على العلم، يع��ني االقتص��ار على الكالم النظ���ري فق���ط من غ���ير تط���بيق وال تنظ���ير ه���ذا ال يخ���رج ط���الب علم، أيض���ا الق���راءة ومداوم��ة النظ��ر في كتب التط��بيق من غ��ير معرف��ة للقواع��د في أي علم من العل��وم أيض��ا تجع��ل التعلم على ه��ذه الطريق��ة ناقص��ا، ب��ل ال ب��د من ض��بط القواع��د النظري��ة والتط��بيق عليه��ا باألمثل��ة العملي��ة، ف��ابن الص��الح نظ��ر إلى إطالقهم للف��ظ وح��دهم له��ذا اإلطالق وم��ع ذل��ك نظ��ر في مواق��ع اس��تعمالهم، يع��ني الترم��ذي ق��ال ه��ذا ح��ديث حس��ن، ننظ��ر في إس��ناده وفي متن��ه ونقارن��ه بتعريف��ه ال��ذي عرف��ه ب��ه ف��إذا قارن��ا بين النظ��ر والتط��بيق اكتملت عن��دنا اآلل��ة، وال يمكن أن يتخ��رج ط��الب

"فتنقح لي واتضح أن الحديث قسـمان أحــدهما الحــديث الــذي الح��ديث إال به��ذه الطريق��ة، ق��ال: يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقـق أهليتـه غـير أنـه ليس مغفال كثـير الخطـأ فيمـا يـروي وال هو متهما بالكذب في الحديث أي لم يظهر منه الكــذب في الحــديث وال بســبب آخــر مفســق ويكون متن حديثـه مـع ذلـك قـد عـرف بـأن يـروى مثلـه أو نحـوه من وجـه آخـر أو أكـثر حـتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله أو بما له من شاهد وورود حديث آخر مثله فيخرج

يع��ني إذا حكمن��ا علىبذلك عن أن يكون شاذا أو منكرا وكالم الترمذي على هذا القسم يتــنزل" حديث بأنه حسن عند الترمذي بمعنى أنه تت��وافر في��ه ه�ذه الش�روط الثالث��ة ال�تي ذكره��ا الترم��ذي نق��ول ه��ذا ه��و الح��ديث الحس��ن؛ ألن��ه في��ه ض��عف لكن��ه ورد من أك��ثر من طري��ق إًذا ه��و الح��ديث

"والقسم الثــاني بــأن يكــون راويــه من المشــهورين بالصــدق واألمانــة ومــع ذلــكالحس��ن لغ��يره، ألن من ال���رواة إذا تف���رد بح���ديث حكممن ينفــرد بــه منكــرا"يرتفــع عن حــال من يعــد تفــرده أو

على حديثه بأنه منكر، المنكر الفرد كما قال الحافظ العراقي:أطلق والصواب في التخريج المنكر الفرد كذا البرديجي

فهو بمعناه كذا الشيخ ذكرإجراء تفصيل لدى الشذوذ مر "ويعتبر في كـل هـذا مــع تف��رده حكم على الخ��بر بأن��ه منك��ر ق��ال: ف��إذا تف��رد ه��ذا ال��ذي ال يحتمل

ســالمة الحــديث من أن يكــون شــاذا أو منكــرا ســالمته من أن يكــون معلال وعلى القســم الثــاني

تنقيح األنظار )012)

6

يع��ني تنزي��ليتنزل كالم الخطابي قال فهذا جــامع لمــا تفـرق من كالم من بلغنـا كالمـه في ذلـك" كالم الترم��ذي على الحس��ن لغ��يره، تنزي��ل كالم الخط��ابي على الحس��ن لذات��ه ال ش��ك أن��ه تل��تئم ب��ه

ا تفـرق في كالم من بلغنـا كالمـه في ذلـك"فهذا جـامع لمـه��ذه ال��رؤى من ه��ؤالء العلم��اء، ق��ال: قــال وكــأن الترمــذي ذكــر أحــد نــوعي الحســن وذكــر الخطــابي النــوع اآلخــر مقتصــرا كــل واحــد

يعني الثاني ليس بمش�كل عن�دهم الحس��ن لغ�يره ليس بمش��كل عن�دمنهما على ما رأى أنه مشكل" الخط���ابي فاقتص���ر على الحس���ن لذات���ه، الحس���ن لذات���ه ليس بمش���كل عن���د الترم���ذي فاقتص���ر على

"أو أنــه غفــل عن البعض أوالحس���ن لغ���يره، أو أن���ه غف���ل عن���ه وذهب غف���ل عن���ه وه���ذا ال يبع���د، ــال ومن أهـــل الحـــديث من ال يفـــرد نـــوع ذهـــل انتهى كالم ابن الصـــالح في تعريـــف الحســـن قـ

يع��ني المتس��اهلون مث��ل ابن خزيم��ة وابن حب��ان والح��اكم ي��درجون الحس��ن في الص��حيحالحســن" "ومن أهل الحديث من ال يفرد نــوع الحســن ويجعلــه منــدرجا في أنــواع الصــحيح الندراجــه في

الحس��ن يش��ارك الص��حيح في االحتج��اج لكن��ه ال يش��اركه في الق��وة، الص��حيحأنواع ما يحتج به" "وهو الظاهر من تصرفات الحاكم وهو ال ينكر أنه دون الصــحيح المقــدمأقوى من الحسن قال

"انتهى فإن قيل هـل يجــوز العمــل بمــا يعني اختالف لفظي، فهذا إًذا اختالف في العبارة انتهى" ابن.. الترم��ذي مجه��ولحكم الترمذي بتحسينه أو تصــحيحيه فـإن ابن حــزم زعم أنــه مجهــول"

عند ابن حزم فسئل عنه فقال من محمد بن سورة؟ يجهله وال رأى كتابه؛ ألنه في أقص��ى ال��دنيا في أقص��ى المغ��رب في األن��دلس، على ك��ل ح��ال ه��ذا ال يض��ير الترم��ذي، وأه��ل العلم يقول��ون إن

"فإن قيل هل يجوز العمل بمــا حكمابن حزم آذى نفسه بجهل��ه الترم��ذي ولم ي��ؤذ الترم��ذي ق��ال: الترمذي بتحسينه وتصحيحه فإن ابن حزم قد زعم أنه مجهول وأن الحفاظ قد يعترضــونه في

أما جهال��ة ابن ح��زم فال»الصلح جائز بين المسلمين«بعض ما يحسنه أو يصححه مثل حديث تض�ر الترم�ذي، وكون�ه ص�حح م�ا يخ��الف علي�ه أيض��ا ه�ذا ال يض�يره؛ ألن المس�ألة اجتهادي�ة وال يقض�ى على اجته�اد باجته�اد، نعم ص��حح أح�اديث ض�عفها ظ�اهر ورواته�ا ش�ديدوا الض�عف فمث�ل ه��ذا ال ش��ك أن��ه هف��وة من ه��ذا اإلم��ام الكب��ير، وعلى ك��ل ح��ال الحاف��ظ ال��ذهبي- رحم��ه هللا- في الم��يزان ي��رى أن الترم��ذي ال يعت��بر بتص��حيحه وال بتض��عيفه وال تحس��ينه؛ ألن��ه متس��اهل ال يعت��د أه�ل العلم بتص��حيحه، ومنهم من ي��رى أن�ه إم��ام من أئم��ة المس��لمين ومعت��د بتص��حيحه كغ��يره لكن ال يعني أنه معصوم، والشيخ أحم�د ش��اكر يب��الغ في اعتم��اد الترم��ذي ويق�ول أن تص��حيحه معت�بر وتوثي��ق لرجال��ه، يع��ني إذا ص��حح خ��برا فرجال��ه ثق��ات ول��و لم ينص على ثق��ة رجال��ه وال ش��ك أن

ــل حــديثه���ذه مبالغ����ة، ق����ال ــد يعترضــونه في بعض مــا يحســنه أو يصــححه مث ــاظ ق "وأن الحفــد هللا بن عمــرو بن عــوف ــير بن عب ــق كث ــإن رواه من طري »الصــلح جــائز بين المســلمين« ف المزني ثم صححه وهـذا الرجـل مـتروك بمـرة يعـني ضـعيف جـدا ولم ينقــل لـه توثيـق عن أحــد من أهل الحديث بل قال الشافعي وأبو داود أنه ركن من أركان الكذب، وقال ابن حبان له عن

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

أبيه عن جده نسخة موضـوعة قـال الـذهبي وأمــا الترمـذي فـروى لـه حـديث الصـلح جـائز بين المسلمين وصححه فلهذا لم يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي انتهى كالمه في الميزان في ترجمــة كثــير بن عبــد هللا المــذكور قلنــا قــد قــال الــذهبي في ترجمــة الترمــذي في المــيزان إنــه

يع��ني مقتض��ى ه��ذا الكالم أن��ه يعتم��د ويقل��د في تص��حيحه وتض��عيفه، لكن الحف��ظحافظ علم حجة" والعلم والثق���ة ال ينفي أن يك���ون ل���ه اجته���اد لم يوفَّق في���ه، وال يمن���ع أن يك���ون من طبع���ه التس���اهل والليون���ة، وال يمن���ع من أن يك���ون من طبع���ه التش���دد والخش���ونة فه���ذه أم���ور جبلي���ة، بعض الن���اس دائم��ا يمي��ل إلى التس��اهل والتس��امح وبعض الن��اس يمي��ل إلى التش��ديد وال ش��ك أن أحك��ام الترم��ذين ك���ان في نفس���ه حاف���ظ علم ثق���ة، الح���اكم ق���الوا في وص���فه أن���ه اإلم���ام hت���دل على أن���ه متس���اهل وا الكبير العديم النظ�ير الحاف��ظ الحج�ة العلم ب�الغوا في وص��فه وم�ع ذل�ك ال يعت�د في تص��حيحه، ابن

"إنهحبان كذلك، ابن خزيمة أعظم منهم، ومع ذلك يوجد في كتابه أحاديث ضعيفة فال يعتد بها "وال التفــات إلى س��وء الطبع��ة جع��ل مجمع��ا علي��ه في أول الس��طر، حافظ علم ثقــة مجمــع عليـه"

قــول أبي محمــد ابن حــزم فيــه إنــه مجهــول فإنــه مــا عرفــه وال درى بوجــود الجــامع وال العلــلــدل على جــواز االعتمــاد على تصــحيح الترمــذي وتحســينه ــه مــا ي ــه انتهى كالمــه. وفي ــتي ل ال النعقــاد اإلجمــاع على ثقتــه وحفظــه في الجملــة ولكنــه لمــا نــدر منــه الغلــط الفــاحش من مثلــه

يع��ني وق��ع من��ه تص��حيح أح��اديث ش��ديدة الض��عف، يع��نياستحسنوا اجتناب ما صحح أو حسن" يص��حح ح��ديثا حس��نا يقب��ل يتج��اوز عن��ه، يض��عف حس��نا أيض��ا يقب��ل ويتج��اوز عن��ه، لكن يص��حح حديثا شديد الضعف جدا هذا ال شك أنه يدل على أن عنده ش��يء، أو واض��ح أن عن��ده ش��يء من

"وأما قول الذهبي أن العلماء ال يعتمدون على تصحيحه فلعله يريد ال يعتمــدون علىالتساهل، تصحيحه فيما روى عن كثير بن عبد هللا كما ذلك موجود في بعض النسخ وقد كان ابن كثــير الحافــظ في إرشــاده يقــول قــد نــوقش الترمــذي في تصــحيح هــذا الحــديث قلت هــذا خطــأ نــادر والعصــمة مرتفعــة من األئمــة الحفــاظ والعلمــاء وقــد نص مســلم أنــه ربمــا أخــرج الحــديث في صحيحه من طريــق ضـعيف لعلــوه والحـديث معــروف عنـد أئمــة هـذا الشــأن من طريــق العــدول

يع��ني بعض أه��لولكن بإسناد نـازل وروى هـذا النـووي في شــرح مسـلم عن مســلم تنصيصــا"ن ك���ان الح���ديث موج���ودا عن���د من ه���و أوث���ق من���ه لك���ون ح���ديث الثق���ة hالعلم ق���د يخ���رج لل���راوي وا إسناده نازل وح�ديث األض��عف من�ه إس�ناده ع�الي وهم ي�ؤثرون العل�و، وم�ع ذل�ك ال ينس�ى أن في الباب ما يرف�ع ه�ذا الح�ديث الس��يما الترم�ذي ال�ذي يق�ول وفي الب�اب عن فالن وفالن وفالن فإن�ه

إذا صحح فإنه ينظر إلى هذه الشواهد.نقف على هذا..