al-aqsam fi al-quranalalbayt.org.lb/mypanel/uploads/636137376945226169.pdf.مسقلا نم...

167

Upload: others

Post on 08-Feb-2020

17 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

 

الرحيم الرحمن هللا بسم

الالمتناھية واآلفاق القرآن

وحكم، االرض طاف من خير محمد ونبينا سيدنا على والسالم والصالة يعلم، مالم االنسان علم بالقلم، علم الذي الحمد 

.االقوم الطريق إلى االمة ھداة السادة االئمة آله وعلى

المرسلين سيد قلب على الكريم القرآن نزل  االسالم علماء وضع وقد السعادة، طريق له ومنيرا لالنسان ھاديا جمة علوما

غفل حقائق منه يستخرجون عصر كل في المفسرون يزل لم ذلك، من الرغم وعلى ومعانيه، أسراره وكشف حقائقه لفھم

الحد يمكن وال أعماقه، إلى يتوصل وال غوره يدرك ال العلمية بالحقائق مواج بحر أمام االنسان وكأن االقدمون، عنھا

.وعجائبه بأسراره االحاطة

من االولى االشواط في بعد وھم الباحثون، أسراره عن يبحث يزل لم الذي الطبيعة لعالم الثانية النسخة ھو القرآن وكأن  

نھاية ال عليم حكيم لدن من صدر كتاب النه أيضا، كذلك العزيز الكتاب يكون أن غرو وال. الكامنة حقائقه على الوقوف

.وجوده رشحات من رشحة المنزل كتابه يكون أن فيجب وعلمه، لوجوده

وسمع) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي إلى جلس لما المخزومي المغيرة بن الوليد وخطيبھم قريش متكلم ھو وھذا  شيئا

 إلى ذھب ، غافر سورة آيات من

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 6 (

محمد من سمعت قد وهللا : وقال الكتاب، من موقفه ليبين قومه آنفا له وان الجن، كالم من وال االنس كالم من ھو ما كالما

)١(. عليه يعلى وما ليعلو وانه لمغدق، وإنأسفله لمثمر، أعاله وان لطالوة، وانعليه لحالوة،

.وكنوز أسرار من القرآن عليه يحتوي ما ذھنه بصفاء قريش منطيق أدرك فقد 

:بقوله القرآن، عرف حيث ذلك في) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول سبقه قد نعم، 

تحصى ال نجوم، نجومه وعلى نجوم له عميق، وباطنه أنيق، وظاھره علم، وباطنه حكم، وظاھره وبطن، ظھر له» 

)٢(. »الحكمة منار و الھدى مصابيح فيه غرائبه، تبلى وال عجائبه،

القرآن فيھا يصف خطبة في وقال المتناھية، غير القرآن أبعاد بيان في) السالم عليه( المومنين أمير االمام أفاض وقد 

مصابيحه، تطفأ ال نورا الكتاب عليه أنزل«: بقوله ينابيع و ـ: قال أن إلى ـ قعـره يدرك ال وبحرا توقده، يخبو ال وسراجا

المنتزفون، ينزفه ال وبحر وغيطانه، الحق وأودية وبنيانه، االسالم وأثافي وغدرانه، العدل ورياض بحوره، و العلم

)٣(. »الواردون يغيضھا ال ومناھل الماتحون، ينضبھا ال وعيون

إلى للناس خالدة وحجة واالعصار، القرون كتاب انه االصعدة، مختلف على الكريم القرآن حول التأليف توالي أثبت وقد 

.آخر كتاب أي به يحظ لم بالغ اھتمام على العزيز الكتاب استحوذ وقد القيامة، يوم

 

____________

.٣٨٧|١٠:البيان مجمع ـ 1 

.القرآن كتاب ،٥٩٩|٢:الكافي ـ 2 

.عبده طبعة ،٢٠٢|٢: البالغة نھج ـ 3 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 7 (

متناھية الال آفاقه بعض إلى إلماع

أربعين إلى أقسامه عدد يبلغ ربما مختلفة بأمور الكريم القرآن أقسم فقد أقسامه، ھو السامية معانيه و القرآن آفاق من إن  

ذات كونية ظواھر أو مقدسة ذوات على انصبت بأنھا الجاھلي العصر في الرائجة االقسام عن وتمتاز أكثر، أو حلفا

.)١( والمدام بالمغاني بالحلف الجاھلي العصر في القسم امتاز حين في عميقة، أسرار

.الساقطة المادية االمور من ذلك غير إلى النساء، وجمال 

القلم، الليل، اليوم، االرض، السماء، القمر، الشمس، النفس، المالئكة، ، بالقرآن ذاته، إلى مضافا كتابه في سبحانه حلف

تعلمون لو لقسم وانه(: سبحانه قوله حقھا، في ويصح مكنونة، أسرار على تحتوي التي الموضوعات من ذلك غير و

)٢() . عظيم

الجوزية قيم بابن المعروف بكر أبي بن محمد الدين شمس ھو بالتأليف القرآن أقسام أفرد من أول ان السيوطي ينقل 

يذكر ولم) ھـ٧٥١المتوفى( جعله و القرآن أقسام السيوطي جمع ثم غيره، كتابا بحثا عنھا فبحث علومه، أنواع من نوعا

)٣(. صفحات خمس عن يتجاوز ال موجزا

من أورده حيث الكرامة مفتاح صاحب وتبعه: ـ السيوطي به قام ما سرد بعد ـ »الظنون كشف« في الچلبي الكاتب وقال 

)٤(. التفسير علم فروع

 ما مع الشيعية االوساط في القرآن أقسام حول مفرد كتاب على نقف ولم 

____________

. الخمر: والمدامة المدام ـ 1 

.٧٨:الواقعة ـ 2 

.٥١ ـ٤٦|٤:القرآن علوم في االتقان ـ 3 

.١٣٨ ـ١٣٧|١: الظنون كشف ـ 4 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 8 (

تحت) ١( الرزاقي القاسم أبو الشيخ الشھادة مقام على الحائز الروحاني العزيز ولدي ألفه ما سوى ھامة بحوث من فيھا

تغمده منا بتقديم حياته في طبع وقد القرآن، في القسم حول اآلراء بنقل حافل قيم كتاب ھو و ،»قرآن سوگندھاى« عنوان

.جناته فسيح وأسكنه برحمته هللا

يذكر لم حيث البحث في المنھجية يعوزه كتابه ولكن ـ نعلم ما حسب ـ ألف من أول كان وإن الجوزية قيم ابن إن ثم  

.واحد فصل في كلسورة أقسام ذكر وإنما القرآن، سور حسب أو التھجي حروف حسب اآلخر تلو واحدا الواردة االقسام

فصال حلف لكل فجعل الموضوعي، التفسير نمط على كتابه ألف فانه النقيصة، ھذه من خال الرزاقي الشيخ ألفه ما لكن 

خاص، فصل في بنفسه فيھا هللا أقسم التي اآليات ذكر مثال الحلف، ذلك خصوص في الواردة اآليات جميع وذكر خاصا،

.واحد مكان في مختلفة آيات و سور في بالليل فيه هللا أقسم ما جمع كما

باللغة ألف النه العربي القارى به ينتفع ال البار ولدنا ألفه أنما كما النقيصة، عن خال غير قيم ابن ألفه ما كان ولما 

.الفائدة تعميم بغية الصدد ھذا في مفرد تأليف على عزمت الفارسية،

.القرآن أمثال عن بالبحث هللا شاء إن وأردفه 

 

____________

العراقية الحرب خالل رحلةداخلية أثناء تقلھم كانت التي الطائرة إسقاط أثر العلماء من مجموعة مع استشھد ـ 1 

.ش.ھـ١٣٦٧| ھـ ١٤٠٨ عام الغاشم البعثي النظام قبل من االيرانية

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 9 (

القرآن أقسام في تمھيدية بحوث

 

والمقسم به المقسم من يتبعه ما و القسم معنى في أمور استعراض رھن الكريم القرآن في الواردة االقسام عن البحث إن  

 :فنقول أخرى، وأبحاث عليه

 

القسم تفسير .1

الجل به يوتى وإنما اللغات عامة في معادل ولھا العرب، لغة في واليمين الحلف تعادل المعنى واضحة القسم لفظة إن  

)١(. الصواب قسم في يجعله بما الخبر بھا يوكد الكالم من جملة القسم: الطبرسي قال والمضمون، الخبر تأكيد

وإن قسما،) ٢() لكاذبون المنافقين إن يشھد وهللا (: مثل جعلوا حتى وتوكيده، الخبر تحقيق بالقسم القصد: السيوطي قال 

سمي للخبر توكيدا جاء لما النه بشھادة، إخبار فيه كان )٣(. قسما

انه السماءواالرض فورب * توعدون وما السماءرزقكم وفي(: تعالى قوله سمع لما انه االعراب، بعض عن نقل ولذلك 

)٤() . لحق

 )٥(. اليمين إلى ألجأه حتى الجليل أغضب الذي ذا من: وقال صرخ 

____________

.٢٢٥|٥: البيان مجمع ـ 1 

.١:المنافقون ـ 2 

.٤٦|٤:االتقان ـ 3 

.٢٣ ـ٢٢:الذاريات ـ 4 

.٤٦|٤:االتقان ـ 5 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 10 (

القسم أركان .2

:أربعة أمور إلى إضافة له مختار فاعل فعل وھو االضافة ذات االمور من القسم إن  

.القسم من الغاية. د عليه، يحلف ما. ج به، يحلف ما. ب الحالف،. أ 

أكان سواء منه إال يصدر فال المختار، الفاعل فعل عن عبارة فالحلف: االول أما  واجبا أم سبحانه كا كاالنسان ممكنا

.وغيره

.سواه دون العزيز كتابه في الواجب عن صدر الذي القسم ھو الكتاب ھذا في بحثنا يتناوله والذي 

)١() . أجمعين الغوينھم فبعزتك(: وقال القرآن في الشيطان به حلف لما نتعرض فال 

فكقول االخير وأما واضحة، الكل وأمثلة والالم، والواو والتاء الباء: أعني االربعة، االمور عن عبارة القسم أدوات إن ثم  

:الشاعر

 

)٢( واآلس الطيان به بمشمخر* حيد ذو االيام على يبقى ال

.أقسم: أعني فعله، فيھا يحذف إذ االدوات، سائر دون القسم فعل مع يجتمع الباء حرف ان وسيوافيك 

بأمور سبحانه حلف فقد الكريم القرآن وأما بھا، يحلفون مقدسة أمورا قوم، فانلكل : ـ به يحلف ما أي ـ الثاني وأما 

االربعين عن تجاوزت .به مقسما

 منه يراد الذي القسم جواب ھو والمراد: ـ عليه يحلف ما أي ـ الثالث وأما 

____________

.٨٢: ص ـ 1 

شجر واآلس الصحرائي الياسمين العالي،والطيان الجبل والمشمخر عقد، فيه القرن وھو حيدة جمع كعنب والحيد ـ 2 

.معروف

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 11 (

.وتوكيده الخبر تحقيق بالقسم القصد يقال ما وھذا وتحقيقه، وتثبيته عليه التأكيد

وأقسموا(: وتقول الثالثة، االركان تتجلى التالية اآلية ففي  )١() . يموت من هللا يبعث ال أيمانھم جھد با

.االول الركن فھو) وأقسموا(: فقوله 

(: وقوله  .به المقسم ھو) با

عليه المقسم ھو) يموت من هللا يبعث ال(: وقوله 

.هللا أسماء في التاء أو بالواو ويكتفى كالمھم في القسم تردد لكثرة وذلك الفعل يحذف ما وكثيرا  

يحلفون(: وقوله السابقة، اآلية في كما الفعل، ذكر بالباء االقسام يالزم نعم،  أن أحق ورسوله وهللا ليرضوكم لكم با

)٢() . يرضوه

، أقسم: فيقال حذفه، مع يالزم وتاءه القسم أنواو كما فعله، ذكر مع يالزم القسم فباء ذلك ضوء وعلى  أقسم: يقال وال با

،: قوله على يقتصر بل وهللا أقسم أو تا (: سبحانه يقول وهللا، تا ،)٣() مدبرين تولوا أن بعد أصنامكم الكيدن وتا

 )٤().مشركين كنا ما ربنا وهللا قالوا أن إال فتنتھم تكن لم ثم (: وقوله

____________

.٣٨:النحل ـ 1 

.٦٢: التوبة ـ 2 

.٥٧:االنبياء ـ 3 

.٢٣:االنعام ـ 4 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 12 (

جھودھم ركزوا الكريم القرآن في الواردة االقسام إلى تطرقوا حينما المفسرين أنأكثر وھي باالشارة جديرة نكتة وثمة

أو) ١() تالھا إذا والقمر* وضحاھا والشمس(: سبحانه قوله في والقمر كالشمس رموز و أسرار من به للمقسم ما لبيان

غفل ولكنھم) ٢() والزيتون والتين(: قوله

) ٣() قلى وما ربك ودعك ما* سجى إذا والليل* والضحى(: سبحانه قوله مثال الحظ عليه والمقسم به المقسم بين والعالقة

صلة فھناك عليه، بالمقسم عنه نعبر الذي القسم جواب ھو) قلى وما ربك ودعك ما(: وقوله بھما مقسم والليل فالضحى

حلف بل بالزيتون وال بالتين وال بالقمر وال بالشمس يقسم لم لماذا أنه وھو عليه، والمقسم به المقسم بين الواقع في

؟)قلى وما ربك ودعك ما (: قوله أعني عليه المقسم الجل والليل بالضحى

المقسم اختار لماذا أنه الكريم القرآن في ورد كلقسم في الكالم يقع ولكن الخبر، لتحقيق جدير قسم كل إن : القول وصفوة 

والضحى(: بقوله) ودعك ما(: قوله تحقيق في حلف لماذا: فمثال بھا؟ يقسم التي الكثيرة االمور سائر دون الخاص به

قيم ابن سيما وال المفسرين أكثر له يتعرض ولم القرآن، أقسام بيان في المھم ھو وھذا والقمر؟ بالشمس يقسم ولم) والليل

.يسيرا نزرا إال »القرآن أقسام في التبيان« كتابه في الجوزية

أن ولو(: سبحانه فكقوله الثاني أما كثيرا، لو جواب يحذف كما يحذف وربما القسم، جواب ذكر ھو الغالب ثمإن   قرآنا

 به قطعت أو الجبال به سيرت

____________

.٢ـ١: الشمس ـ 1 

.١:التين ـ 2 

.٣ـ١: الضحى ـ 3 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 13 (

 .«آمنوا لما«: قوله نظير وھو محذوف، الجواب فان ) ١() الموتى به أوكلم االرض

بأنه ووصفه تعظيمه عن المعرب الكريم بالقرآن الحلف فان ،)٢() الذكر ذي والقرآن ص(: سبحانه فكقوله االول، وأما 

.ذلك أشبه وما مفترى، غير سبحانه عنده من منزل انه وھو جوابه على يدل للعباد مذكر

.بالجواب االتيان أي االول ھو فالغالب كلحال، وعلى 

تحقيق ھي إما الغاية إن : فنقول القسم، من المتوخاة الغاية وھو رابع، ركن وثمة الثالثة، القسم أركان بيان تم ھنا إلى 

من فيه يكمن وما به، المقسم عظمة إلى النظر إلفات أو الغالب، ھو كما به، واالذعان االيمان إلى المخاطب ودعوة الخبر

)٣() . يعمھون سكرتھم لفي إنھم لعمرك(:قوله في كما وكرامته، قداسته لبيان أو ورموز، أسرار

حلف، بال يصدقه فھو المومن الجل كان إن سبحانه أنحلفه من يقال ربما ما على الجواب يتضح البيان، ھذا خالل ومن 

.يفيده فال الكافر الجل كان وإن

بالحلف، تأكيده ينافي ال سبحانه إخباره بصدق المومن إيمان ان : والجواب  سبحانه حلفه أن من عرفت ما إلى مضافا

.ورموز أسرار من فيه يكمن وما عظمته إلى أو وقداسته كرامته إلى إشارة بشيء

 

____________

.٣١:الرعد ـ 1 

.١:ص ـ 2 

.٧٢:الحجر ـ 3 

  

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 14 (

سبحانه هللا بغير الحلف جواز .3

فقد السنة وأما كثيرة، بأشياء حلفه فسيوافيك الكتاب أما النبوية، والسنة العزيز الكتاب في سبحانه بغيره الحلف تضافر 

.هللا اسم بغير مورد غير في »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي حلف

و ـ أما«: فقال أجرا؟ أعظم الصدقة أي هللا رسول يا: فقال ، النبي إلى رجل جاء أنه: صحيحه في مسلم أخرج فقد .1 

)١(. »البقاء وتأمل الفقر تخشى شحيح صحيح وأنت تصدق أن لتنبئنه ـ أبيك

مسلم أخرج .2  وآله عليه هللا صلى( هللا رسول فقال االسالم، عن يسأل ـ نجد من ـ هللا رسول إلى رجل جاء: أيضا

.«والليل اليوم في صلوات خمس«): وسلم

غيرھن؟ علي ھل: فقال 

.«رمضان شھر وصيام ،»تطوع أن إال ...ال«: قال 

غيره؟ علي ھل : فقال 

.الزكاة هللا رسول له وذكر تطوع، إال ... ال«: قال 

غيره؟ علي ھل: الرجل فقال 

.«تطوع أن إال ... ال«: قال 

.منه أنقص وال ھذا على أزيد ال وهللا : يقول وھو الرجل فأدبر 

.«صدق إن ـ وأبيه ـ أفلح«): وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول فقال 

 )٢(. »صدق إن ـ أبيه و ـ الجنة دخل«: قال أو 

____________

.الزكاة كتاب من الصدقة أفضل باب ،٩٤|٣:مسلم صحيح ـ 1 

.االسالم ھو ما باب ،٣٢|١:مسلم صحيح ـ 2 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 15 (

رجال أن : موطئه في مالك يرويه ما على قحافة أبي بن بكر أبو فھذا سبحانه، بغيره الصحابة من واحد غير حلف وقد

فيقول الليل، من يصلي فكان ظلمه، قد اليمن عامل أن إليه فشكا بكر أبي على فنزل قدم والرجل اليد أقطع اليمن أھل من

)١(. »سارق بليل ليلك ما وأبيك«: بكر أبو

:خطبه من واحد غير في سبحانه بغيره حلف قد) السالم عليه( طالب أبي بن علي وھذا 

)٢(. »إيھان وال إدھان من الغي وخابط الحق خالف من قتال عليمن ما ولعمري» .1 

)٣(. »العھود بھم وال بكم تقادمت ما ولعمري» .2 

. )السالم عليھم( البيت أھل أئمة وسائر) السالم عليه( كالمه في الواردة االقسام من ذلك غير إلى 

.سيوافيك كما آخر معنى إلى ترمي أنھا غير هللا، بغير الحلف عن المنع على بھا استدل أحاديث ثمة نعم 

 

االول الحديث

كان ومن بآبائكم، تحلفوا أن ينھاكم هللا إن «: فقال وأبي،:يقول وھو عمر، سمع هللا رسول إن   فليحلف حالفا أو با

)٤(. »يسكت

وال حرمة لھم يكن فلم لالوثان وعبدة مشركين ـ الغالب في ـ كانوا النھم جاء قد باآلباء الحلف عن انالنھي: والجواب 

بھم، أحد يحلف حتى كرامة

____________

.٥٨٠ برقم ١٥٩|٤: مالك موطأ على الزرقاني شرح ـ 1 

.٨٥و٢٣ الخطبة: البالغة نھج ـ 2 

.٨٥و٢٣ الخطبة: البالغة نھج ـ 3 

.١٠٩|٤: الترمذي سنن ؛٢٧٧|١: ماجة ابن سنن ـ 4 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 16 (

ـ االصنام أي ـ وباالنداد مرة، الطواغيت مع قرناء آباءھم جعل) وسلم وآله عليه هللا صلى( أنالنبي نرى ذلك والجل

)١(. »بالطواغيت وال بآبائكم تحلفوا ال«: وقال ثانية،

وقال  )٢(. »باالنداد وال بأمھاتكم وال بآبائكم تحلفوا ال«: أيضا

ھو فأين والطواغيت، االنداد يعبدون كانوا الذين الكافرين باآلباء الحلف ھو عنه أنالمنھي على يوكدان الحديثان وھذان 

والخصومات؟ القضاء غير في واالولياء واالنبياء والقرآن بالكعبة المسلم حلف من

 

الثاني الحديث

رسول فقال بأبيه، يحلف كان عمر ان ف الكعبة، برب إحلف ولكن ال،: له قال بالكعبة؟ أحلف: فقال رجل عمر ابن جاء 

)٣(. »أشرك فقد هللا بغير حلف من فان بأبيك، تحلف ال«: له هللا

:أمرين من يتألف الحديث إن  

.«أشرك فقد هللا بغير حلف من«): وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي قول: أ 

.)وسلم وآله عليه هللا صلى(النبي حديث مصاديق من بالكعبة الحلف عد حيث عمر، بن هللا عبد اجتھاد: ب 

به المحلوف كان إذا ما كالمه من المتيقن والقدر بصحته، نذعن فنحن الحديث أما  به الحلف يعد شيئا كالحلف شركا

بالمقدسات الحلف يعم وال) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي قصده الذي ھو فھذا. الكافرين واآلباء والطواغيت باالنداد

.وغيره كالقرآن

 

____________

.٢٧٨|١: ماجة ابن سنن ؛٧|٧: النسائي سنن ـ 1 

.٩|٧:النسائي سنن ـ 2 

.٨|٧: النسائي سنن ـ 3 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 17 (

.غيره دون عليه وحجة منه اجتھاد فھو الحديث، مصاديق من بالكعبة عدالحلف حيث عمر ابن اجتھاد وأما

النوع ھذا إلى ناظرة إنالرواية قلنا وقد مشركا، كان أباه أن فالجل الشرك أقسام من بأبيه عمر عدحلف الرسول ان وأما 

.الحلف من

سبحانه ذاته بغير سبحانه هللا من الحلف فيه ورد فإذا القرون، عبر للمسلمين االسوة ھو العزيز الكتاب إن : القول ومجمل 

دون سبحانه جوازه وتصور بصلة، الشرك إلى يمت ال سائغ أمر أنه منه فيستكشف واالنسان والنبات الجماد من

هللا بغير الحلف حقيقة كان لو فانه معقول، غير أمر غيره .سواء أمامه والمخلوق فالخالق شركا

الحلف البدمن بل الخصومات، وفض القضاء في يصح ال هللا بغير الحلف نعم  ھي التي صفاته بإحدى أو جلجالله با

.بالبحث له عالقة وال بالدليل ھذا ثبت وقد ذاته، رمز

.واحد أمر على مجمعين فغير الفقھية المذاھب وأما 

.مكروه شابه، وما وحياتك: أو وأبيك،: الرجل كقول والحياة، باالب بأنالحلف: فقالوا الحنفية، أما 

مكروه فھو ـ الشرك باعتقاد يكن لم لو ـ هللا بغير بأنالحلف: فقالوا الشافعية، وأما 

: بينھم والمشھور والكراھة، الحرمة: قوالن فيه ـ الكعبة و كالنبي ـ والمقدسات بالعظماء القسم إنفي: فقالوا المالكية، وأما 

.الحرمة

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 18 (

كان لو حتى حرام، سبحانه وبصفاته هللا بغير الحلف بأن : فقالوا الحنابلة، وأما .تعالى هللا أولياء بأحد أو بالنبي حلفا

.مناقشتھم بصدد اآلن ولسنا) ١( االربعة المذاھب أئمة فتاوى ھذه 

إليھا والنظر المسألة إلى والرجوع االجتھاد باب فتح الراھن العصر في سيما وال االربعة المذاھب بفقھاء الحري وكان 

.للخلف السلف ترك كم إذ جديد بمنظار

غرار على كتبه الذي ـ »المغني« كتاب في يصرح قدامة ابن الن أيضا، ثابتة غير الحنابلة إلى الحرمة نسبة أن على 

.الشھادة ركني أحد النه ينعقد وأنه بالنبي، الحلف بجواز أفتى حنبل بن أحمد أن : ـ الحنابلة فقه

)٢(. الكفارة لزمته حنث فإن يمينه، انعقد بالنبي حلف لو: أحمد وقال 

إكمال 

هللا؟ بغير القسم عن النھي ورد وقد بالخلق أقسم كيف: وقال ،»االتقان« كتاب في السيوطي ذكر قد 

:وھي ثالثة، أجوبة ثمذكر 

.الباقي وكذا الشمس، ورب وربالتين أي مضاف، حذف على انه: االول 

.يعرفون ما على القرآن فنزل بھا وتقسم االشياء ھذه تعظم كانت انالعرب: الثاني 

 

____________

.اللھتعالى بغير الحلف مبحث اليمين، كتاب ،٧٥|٢:االربعة المذاھب على الفقه انظر ـ 1 

.٢٠٩|١١: المغني ـ 2 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 19 (

وتارة بنفسه تارة فأقسم فوقه، شيء ليس تعالى وهللا فوقه وھو يجله أو المقسم يعظمه بما تكون إنما اناالقسام: الثالث

.وصانع بارى على تدل النھا بمصنوعاته،

ذكر يستلزم المفعول ذكر الن بالصانع، القسم يستلزم بالمصنوعات القسم: »الفواتح اسرار« في االصبع أبي ابن وقال 

فاعل بغير مفعول وجود يستحيل إذ الفاعل،

إال يقسم أن الحد وليس خلقه، من شاء بما يقسم هللا إن : قال الحسن، عن حاتم، أبي ابن وأخرج  )١(. با

.االجوبة ضعف يخفى وال 

: ويقول بنفسه، يقسم تارة سبحانه أنه مع الرب، وھو واحد قسم إلى المختلفة االقسام إرجاع ذلك فانمعنى: االول أما 

فائدة فما بالرب القسم الھدف كان فلو والشمس، والصافات والزيتون بالتين وأخرى ،)٢() والشياطين لنحشرنھم فوربك(

فإنما عظمة له كانت ولو إليه، للمضاف ال فانالعظمة مخلوقاته؟ من واحد إلى نفسه يضيف حيث االقسام من النوع ھذا

.الرب من مقتبسة ھي

من شرعه ما بعمله ھدم وقد الجاھلي، العصر في العرب عليه كان ما على جرى سبحانه أنه ذلك فمعنى: الثاني وأما 

.هللا بغير القسم عن النھي

إلى فيرجع االصبع أبي ابن عن نقله ما وأما االشكال، رفع كيفية يعلم وال الغموض، من كثير فيكتنفه: الثالث وأما 

.بالخالق قسم بالمخلوق القسم أن وھو االول، المعنى

 

____________

.٤٧|٤:االتقان ـ 1 

.٦٨:مريم ـ 2 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 20 (

، إال يقسم أن الحد وليس خلقه من شاء بما يقسم هللا أن من حاتم، أبي ابن عن نقله وما النإقسام واضح، غير أمر با

هللا بغير سبحانه قسمه فيكون التخصيص، تقبل ال فالقاعدة الشرك مقولة من كان لو هللا بغير المخلوق شركا أيضا

.وعبادة

.والمخلوق الخالق بين مشترك أمر فھو فيه، المكنونة االسرار أو وعظمته قداسته بيان الجل سبحانه قسمه كان وإن 

فيھم يرد فلم غيرھم وأما اآلباء، من والمشركين واالنداد بالطواغيت مختص هللا بغير الحلف عن انالنھي: والجواب 

.نھي

 

القرآن أقسام تفسير في منھجنا

الصور باحدى يتم أن يمكن فتفسيرھا مرة، االربعين على يربو بما مقدسة بذوات حلف تعالى و تبارك سبحانه إنه 

:التالية

 .اللغة ككتاب التھجي حروف طبق بالبحث االقسام تلك نتناول أن: أ 

الحلف فنقدم به، المقسم أفضلية حسب بالبحث نتناولھا أن: ب  وآله عليه هللا صلى( النبي بعمر الحلف على الرب أو با

:التالي النحو على فصال وأربعين واحد عقد يجب ذلك وعلى وھكذا، بالمالئكة، الحلف على وھو وحياته،) وسلم

 :فصالن وفيه الجاللة بلفظ الحلف .1 

.الجاللة بلفظ الحلف.أ 

.بالرب الحلف.ب 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 21 (

:فصالن وفيه ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( بالنبي الحلف .2

)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي بعمر.أ 

شاھد. ب 

:فصالن وفيه بالقرآن، الحلف .3 

 بالقرآن. أ 

بالكتاب. ب 

:فصول أربعة وفيه بالمالئكة، الحلف .4 

.التاليات الزاجرات، الصافات،. أ 

.المقسمات الجاريات، ، الحامالت الذاريات،. ب 

الملقيات الفارقات، الناشرات، العاصفات، المرسالت،. ج 

.المدبرات السابقات، السابحات، الناشطات، النازعات،. د 

 :فصالن هوفي بالقلم الحلف .5 

القلم.أ 

يسطرون وما. ب 

:فصول ثالثة وفيه بالقيامة، الحلف .6 

القيامة. أ 

الموعود اليوم. ب 

مشھود. ج 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 22 (

بالنفس الحلف .7 

والوتر بالشفع الحلف .8 

.والوالد بالولد الحلف .9 

:فصول ثالثة وفيه باالمكنة، الحلف .10 

 االمين بالبلد الحلف. أ 

سينين بطور الحلف. ب 

المعمور بالبيت الحلف. ج 

:فصول ثمانية وفيه باالزمنة، الحلف .11 

بالصبح الحلف. أ 

بالفجر الحلف. ب 

باليوم الحلف. ج 

بالضحى الحلف. د 

بالنھار الحلف. ھـ 

بالشفق الحلف. و 

بالليل الحلف. ز 

بالعصر الحلف. ح 

:فصول ثمانية وفيه السماوية، واالجرام باالرض الحلف .12 

وضحاھا بالشمس الحلف. أ 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 23 (

.بالكواكب الحلف. ب 

بالنجم الحلف. ج 

النجوم بمواقع الحلف. د 

باالرض الحلف. ھـ 

بالقمر الحلف. و 

الجوار بالخنس الحلف. ز 

بالطارق الحلف. ح 

:فصول أربعة وفيه الجوية، بالظواھر الحلف .13 

بالسماء الحلف. أ 

بالذاريات الحلف. ب 

بالحامالت الحلف. ج 

بالجاريات الحلف. د 

في ورد ما نفسر أو واحدة، مرة الشمس سورة في االقسام من ورد ما فنفسر القرآنية، السور حسب نتناولھا أن: ج 

.الحلف فيھا ورد التي السور عدد حسب فصول عدة عقد يجب ذلك وعلى واحد، مكان في البلد أو الفجر سورة

.السور حسب القرآن أقسام عن يبحث فراح المنھج، ھذا) ھـ٧٥١المتوفى( الجوزية قيم ابن سلك وقد 

:التالي بالنحو الواردة االقسام بتفسير فابتدأ 

 .٨ الضحـى،. ٧ الليل،. ٦ التين،. ٥ البلد،. ٤ الفجر،. ٣ الشمس،. ٢ القيامة، .1 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 24 (

المرسالت،. ١٥ النازعات،. ١٤ التكوير،. ١٣ االنشقاق،. ١٢ الطارق،. ١١ البـروج،. ١٠ العصـر،. ٩ ، العاديات

الذاريات،. ٢٤ الطور،. ٢٣ النجم،. ٢٢ الواقعة،. ٢١ القلم،. ٢٠ المعارج،. ١٩ الحاقة،. ١٨ المدثر،. ١٧ القيامة،. ١٦

.النساء. ٢٩ الحجر،. ٢٨ الصافات،. ٢٧ يس،. ٢٦ ق،. ٢٥

حلف ربما سبحانه النه مناقشة، من يخلو ال المنھج وھذا االقسام، فيھا ورد التي لسورا عدد حسب فصال ٢٩ عقد فقد 

المختلفة، السور في وروده تعدد حسب البحث تكرار عليه يلزم السور ھو البحث محور كان فلو مختلفة، سور في بالرب

يكون البحث من النوع فھذا واحدة، دفعة فيھا ويبحث بربوبيته، القرآن فيھا حلف التي اآليات جمع إذا ما بخالف وھذا

.والتطويل التكرار عن خاليا

   .الطويلة السور على متقدمة القصيرة السور ذكر من اختاره فيما حتى السور ترتيب يراع لم أنه إلى مضافا

)١(. مرتين القيامة سورة في الوارد الحلف عن بحث أنه والعجب 

فصال لكلقسم أفرد فقد) سره هللا قدس( الرزاقي القاسم أبو الشيخ الشھيد الروحاني ولدنا سلكه رابع منھج وھناك: د 

.خاصا

بالشمس فيھا حلف حيث الشمس كسورة مختلفة، بموضوعات السور بعض في حلف سبحانه أنه المنھج ھذا على ويوخذ 

للجميع وجعل االنسانية بالنفس نفسه الوقت وفي والقمر .واحدا جوابا

 به المقسم بين الصلة بيان ھو القرآن أقسام في المھمة البحوث انمن وبما 

____________

،»القيامة سورة في القسم« عنوانفصل تحت »القرآن أقسام في التبيان« المعروف كتابه من ٣٥ ص في تارة ـ 1 

.فالحظ ،١٤٧ ص في العنوان بنفس وأخرى

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 25 (

واحدة مرة سبحانه بھا حلف أمور إلى بالنسبة الفصول أكثر في البحث يتكرر أن يجب المنھج ذلك فعلى عليه، والمقسم

.لالطناب مستلزم وھذا االنسانية، والنفس القمر و كالشمس وذلك

:نقول المشكلة، ھذه نتالفى أن أجل ومن 

:قسمين على القرآن أقسام إن  

إليه يضم لم و مفرد بشيء سبحانه حلف إذا ما منه والمراد المفرد، الحلف عليه نطلق ما: االول  تكرر سواء آخر، حلفا

آخر، حلفا به يقرن ولم واحدة مرة وحياته) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي بعمر حلف: مثال ، ال أو أخرى سور في

.السور بعض في تكرر ولكنه مفردا به حلف فقد الرب لفظ بخالف

آيتين، أو واحدة آية في جمعھا مختلفة بأمور سبحانه حلف إذا ما منه والمراد المتعدد، الحلف عليه نطلق ما: الثاني 

للجميع وجعل .االنسانية النفس إلى يصل أن إلى والقمر بالشمس كالحلف واحدا، جوابا

فاالفضل االفضل ذلك في مراعين ال، أو أخرى سور في النحو بھذا تكرر سواء حدة، على فصال مفرد حلف لكل فنعقد 

الحلف فنقدم .المالئكة على وھو وعمره النبي حياة على والرب با

آخر، فصال الليل ولسورة فصال، الشمس لسورة عقدنا كما فصال، الحلف ذلك تضم سورة لكل فنعقد المتعدد الحلف وأما 

محاسنھا، كافة ويجمع المذكورة، المناھج سائر عن المنھج ھذا يمتاز بذلك و الليل، أعني فيه المحلوف فيه تكرر وإن

.االخيرين المنھجين على تطرح ربما التي المواخذات عن ويصان

إجمال وإليك المتعددة، باالحالف والثاني المفردة، باالحالف االول القسم وخصصنا قسمين إلى الكتاب بتقسيم وأخذنا 

:القسمين فصول

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 26 (

:فصول وفيه االول، القسم

.الجاللة بلفظ القسم: االول الفصل 

.بالرب القسم: الثاني الفصل 

.النبي بعمر القسم: الثالث الفصل 

.الكريم بالقرآن القسم: الرابع الفصل 

.بالعصر القسم: الخامس الفصل 

.بالنجم القسم: السادس الفصل 

.النجوم بمواقع القسم: السابع الفصل 

.الحبك ذات بالسماء القسم: الثامن الفصل 

:فصول وفيه الثاني، القسم

الصافات سورة في القسم: االول الفصل 

.الذاريات سورة في القسم: الثاني الفصل 

.الطور سورة في القسم: الثالث الفصل 

.القلم سورة في القسم: الرابع الفصل 

.الحاقة سورة في القسم: الخامس الفصل 

.المدثر سورة في القسم: السادس الفصل 

.القيامة سورة في القسم: السابع الفصل 

.المرسالت سورة في القسم: الثامن الفصل 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 27 (

.النازعات سورة في القسم: التاسع الفصل 

.التكوير سورة في القسم: العاشر الفصل 

.االنشقاق سورة في القسم: عشر الحادي الفصل 

.البروج سورة في القسم: عشر الثاني الفصل 

.الطارق سورة في القسم: عشر الثالث الفصل 

.الفجر سورة في القسم: عشر الرابع الفصل 

.البلد سورة في القسم: عشر الخامس الفصل 

.الشمس سورة في القسم: عشر السادس الفصل 

.الليل سورة في القسم: عشر السابع الفصل 

.الضحى سورة في القسم: عشر الثامن الفصل 

.التين سورة في القسم: عشر التاسع الفصل 

.العاديات سورة في القسم: العشرون الفصل 

 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 28 (

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 29 (

المفرد القسم: االول القسم

  :فصول وفيه 

  االول الفصل

الجاللة بلفظ القسم

.الكريم القرآن يف ورد قسم أعظم وھو النحل، سورة من آيتين ضمن مرتين الجاللة بلفظ تعالى و تبارك سبحانه حلف 

:سبحانه قال 

يعلمون ال لما ويجعلون(: أ  رزقناھم مما نصيبا )١() . تفترون كنتم لتسئلنعما تا

(: ب  )٢() . أليم عذاب ولھم وليھماليوم فھو أعمالھم لھمالشيطان فزين قبلك من أمم إلى لقدأرسلنا تا

االولى اآلية تفسير

يجعلون كانوا حيث المشركين، جھل على االولى اآلية دلت  ويتقربون تنفع وال تضر ال التي لالصنام رزقوا مما نصيبا

يعلمون ال لما ويجعلون(: سبحانه وقال إليھم، بذلك رزقناھم مما نصيبا  )تفترون كنتم عما لتسئلن تا

 ____________

.٥٦:النحل ـ 1 

.٦٣:النحل ـ 2 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 30 (

واالنعام الحرث من ذرأ مما وجعلوا(: وقال االنعام، سورة في ھذا عملھم سبحانه حكى وقد ھذا فقالوا نصيبا

)١() . يحكمون ساءما شركائھم يصإللى فھو كان مااللھو إلى يصل فال لشركائھم كان فما لشركائنا وھذا بزعمھم

مما شيء بتخصيص ـ واالوثان االصنام: أعني ـ الكاذبة اآللھة إلى يتقربون كانوا الفيض بمبدأ جھلھم الجل فالكفار 

وفعله، وجوده في محتاج ممكن سواه ما و الفيض مبدأ النه ، غير ال بالتقرب االولى ھو سبحانه أنه مع لھا، رزقوا

!إليه؟ يتقربون فكيف

يجعلون أنھم والعجب  إلى يصل ال لشركائھم كان وما شركائھم، إلى يصل فھو كان فما لشركائه، ونصيبا نصيبا

واالنعام الحرث من ذرأ مما وجعلوا(: وقال االنعام، سورة في سبحانه حكاه وقد سبحانه، هللا ھذا فقالوا نصيبا

)٢() . يحكمون ساءما شركائھم يصإللى فھو كان اللھوما إلى يصل فال كانلشركائھم فما لشركائنا وھذا بزعمھم

والمواشي الزرع من يجعلون كانوا أنھم: اآلية وحاصل  حظا النھم ،)شركائھم( سبحانه أسماھا وقد لالوثان، وحظا

لھا جعلوا حيث شركاءھم، االوثان جعلوا . نعمھم في فشاركوھا عليھا ينفقونه أموالھم من نصيبا

) شركائھم يصإللى فھو كان اللھوما إلى يصل فال كانلشركائھم فما(تعالى قوله تفسير في المفسرون ذكر وقد  : وجوھا

)٣(

يزرعون كانوا انھم: أولھا   الذي الزرع زكا إذا فكان زرعا، ولالصنام زرعا

____________

.١٣٦:االنعام ـ 1 

.١٣٦:االنعام ـ 2 

.٣٧٠|٢: البيان مجمع الحظ ـ 3 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 31 (

واالصنام غني هللا ن إ ويقولون إليھا، وصرفوه لالصنام بعضه جعلوا لالصنام زرعوه الذي الزرع يزك ولم زرعوه

منه يجعلوا لم زرعوه الذي الزرع يزك ولم لالصنام جعلوه الذي الزرع زكا وإن أحوج؛ ، شيئا غني؛ ھو: وقالوا

على أنفقوه للصنم كان وما الضيفان، أطعموه كان فما لالصنام وبعضه بعضه فيجعلون النعم يقسمون وكانوا

.وغيره الزجاج عن المروي ھو وھذا الصنم،

تركوه، لالصنام جعل بما جعل ما اختلط وإذا ردوه، تعالى جعل بما لالصنام جعل ما اختلط إذا كان انه: ثانيھا 

الذي في لالصنام الذي من تخرق وإذا يسدوه، لم لالصنام الذي في الذي من الماء تخرق وإذا أغنى، هللا : وقالوا

. «السالم عليھم« أئمتنا عن المروي وھو وقتادة، عباس ابن عن. أغنى هللا : وقالوا ، سدوه

، جعل مما بدلوه لالصنام جعل ما ھلك إذا كان انه: وثالثھا  عن. لالصنام جعل مما يبدلوه لم جعل ما ھلك وإذا

)١(. والسدي الحسن

سدنة أو الشياطين وھم شركائھم من تزيينا كان واآللھة، هللا بين القربان توزيع أي العمل، من النوع انھذا الحقيقة وفي 

قتل المشركين من لكثير زين وكذلك(: تعالى قال ، القبيحة االعمال من وغيره العمل ھذا لھم زينوا حيث االصنام

)٢(). يفترون ما و فذرھم فعلوه ما هللا شاء ولو دينھم عليھم وليلبسوا)باالغواء ليھلكوھم أي( ليردوھم شركاوھم أوالدھم

الثانية اآلية تفسير

(: سبحانه يقول   الشيطان لھم فزين قبلك من أمم إلى لقدأرسلنا تا

____________

.٣٧٠|٢: البيان مجمع ـ 1 

.١٣٧:االنعام ـ 2 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 32 (

لھم زين الذي الشيطان أي) اليوم وليھم فھو( أعمالھم الشيطان زين وقد الرسل وكذبوا وضلوا كفروا فھوالء) أعمالھم

فھو أعمالھم في اليوم وليھم الشيطان ان وبالتالي مختلفا، عليه المتولى كان وإن واحد فالولي العمل ھذا بنفس يقوم أيضا

.)أليم عذاب ولھم ( إغواءه ويتبعون يتولونه الدنيا

.بينھما الصلة ھي وما القسم، وجواب به، المقسم فلنذكر اآليتين، تفسير من انتھينا ھنا إلى 

 

به المقسم

.مرة ٩٨٠ حوالي الكريم القرآن في ذكره جاء الذي الجاللة لفظ ھو اآليتين في به المقسم 

بالباري فخص والالم االلف عليه وأدخل ھمزته فحذفت إله، أصله، أن إلى المعاجم أصحاب من واحد غير ذھب وقد 

له ھلتعلم لعبادته واصطبر فاعبده(: تعالى قال ، تعالى )١() . سميا

.كنھه في العقول لتحير تحير، أي ـ بالكسر ـ أله من أو المعبود، بمعنى االله فھو يأله أله من إما »إله« ثمإن  

علم الجاللة فلفظ ثبوته فرض وعلى المعنى، بالزم فسره فقد به فسره وأنمن المعبود، بمعنى ليس بأناالله سيوافيك: أقول 

تعرفه القرآن نزول قبل االلسن على دائرا مستعمال كان وقد والتحير، العبادة من المعاني ھذه إلى إشارة فيه وليس بالغلبة

 خلقھم من سألتھم ولئن(: سبحانه يقول الجاھلي، العصر في العرب

____________

.٦٥:مريم ـ 1 

 

‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐‐

) 33 (

.منه التحير أو العبادة مفھوم تبادر دون واالرض السماوات خالق إلى الجاللة بلفظ أشار فقد) ١() . هللا ليقولن

كونه على يدل ومما  هللا فيقال عكس، دون من االسماء تلك من المأخوذة أفعاله وسائر الحسنى باالسماء يوصف انه علما

شيء به يوصف ما منه يوخذ وال منھا، لشيء صفة الجاللة لفظ يقع وال هللا، ورزق هللا علم يقال أو الرحيم، الرحمن

فيكون بوصف، وليس علم أنه على يدل وھذا منھا، ولھذا الكمال، صفات لجميع المستجمعة الوجود الواجبة للذات اسما

)٢(. الترك لغة في" تاري" و االفرنج لغة في" حرا "و الفرس لغة في" خدا" كلفظة معادل االلسنة جميع في اللفظ

 

القسم جواب

. )تفترون كنتم عما لتسئلن(: قوله عن عبارة فھو االولى، اآلية في القسم جواب أما 

. )قبلك من أمم إلى لقدأرسلنا(: قوله ھو الثانية، اآلية في أنجوابه كما 

:أمرين على التأكيد لغاية الجاللة بلفظ اآليتين ھاتين في سبحانه أقسم فقد 

.الكذب افترائھم عن القيامة يوم مسوولون انھم: أ 

سيرة ذلك على وتشھد أممھم، بين و بينھم حال الشيطان لكن رسال، إليھم أرسل بل سدى الخلق يترك لم سبحانه انه: ب 

.والمجوس والنصارى اليھود بل ثمود و عاد

 

____________

.٨٧:الزخرف ـ 1 

.١٨|١: الميزان انظر ـ 2 

 

________________________________________

) 34 (

عليه؟ والمقسم به المقسم بين الصلة ھي ما

:يقال أن ويمكن التفاسير، من كثير في أھمل وقد القرآن، أقسام في المھم ھو ھذا 

يجعلون كانوا المشركين أن الجل الجاللة بلفظ فالقسم االولى، اآلية أما  واالنعام، الحرث من زرعوا مما نصيبا

، ھذا: يقولون وكانوا .عظيم افتراء أنه الجل به يقسم أن فناسب

سبحانه الوالية ان وبما) اليوم وليھم فھو(: قال كما الشيطان، والية القسم جواب ذيل في جاء فالنه الثانية، اآلية وأما 

الحلف ناسب يس) ١() الحق الوالية ھنالك(: تعالى قال كما .المشركون عليه كما الشيطان، دون الولي ھو الذي با

 

 

____________

.٤٤: الكھف ـ 1 

________________________________________

) 35 (

 

الثاني الفصل

بالرب القسم

:مختلفة بصور »رب« بلفظ سبحانه أقسم 

«وربك فال« بلفظ به حلف تارة 

به حلف وأخرى  .«أقسم فال«: وقال) ال( بلفظ مقرونا

.«فوربك« بلفظ به حلف وثالثة 

.«ربـي و بلى« بلفظ ورابعة 

.«وربي اي« بلفظ وخامسة 

.«واالرض فوربالسماء« بلفظ وسادسة 

:اآليات الرب،وإليك ھو به فالمقسم حال أية وعلى 

أنفسھم في يجدوا ال ثم بينھم شجر فيما يحكموك حتى يومنون ال وربك فال( .1  ويسلموا قضيت مما حرجا )١(). تسليما

)٢() . بمسبوقين نحن وما منھم خيرا أننبدل على* لقادرون إنا والمغارب المشارق برب أقسم فال(.2 

 )٣() . والشياطين لنحشرنھم فوربك( .3 

____________

.٦٥:النساء ـ 1 

.٤١ ـ ٤٠:المعارج ـ 2 

.٦٨:مريم ـ 3 

 

________________________________________

) 36 (

)١() . يعملون كانوا عما* أجمعين لنسئلنھم فوربك( .4 

)٢() . الغيب عالم لتأتينكم وربي قلبلى الساعة تأتينا ال كفروا وقااللذين( .5 

)٣() . يسير هللا على عملتموذلك بما لتنبون ثم لتبعثن وربي قلبلى يبعثوا أنلن كفروا الذين زعم( .6 

)٤() . بمعجزين أنتم وما لحق انه وربي إي قل ھو أحق ويستنبئونك(.7 

)٥() . أنكمتنطقون ما مثل لحق إنه واالرض السماء فورب ( .8 

اآليات تفسير

في السنة و الكتاب دلعليه ما حسب ـ فانله ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي مقامات من مقام إلى االولى اآلية تشير 

:ثالثة مقامات ـ المجتمع رحى إدارة

بالمعروف وأمروا الزكاة وآتوا الصالة أقاموا االرض في مكناھم إن الذين(: سبحانه يقول: االمور وتدبير السياسية: أ 

عن ونھوا وليس) ٧() أنفسھم من بالمومنين أولى النبي (: خاصة النبي حق في ويقول) ٦(). االمور عاقبة المنكرو

.العام الحاكم السائس غير أموالھم عن فضال أنفسھم من بالمومنين االولى

 

____________

.٩٣ ـ٩٢:الحجر ـ 1 

.٣:سبأ ـ 2 

.٧:التغابن ـ 3 

.٥٣:يونس ـ 4 

.٢٣:الذاريات ـ 5 

.٤١:الحج ـ 6 

.٦:االحزاب ـ 7 

 

________________________________________

) 37 (

بالحق الناس بين فاحكم االرض في خليفة جعلناك إنا داود يا(: حقداود في سبحانه يقول: الخصومات وفض القضاء: ب

عن فيضلك الھوى تتبع وال وفي) ١() الحساب يوم نسوا بما شديد عذاب سبيالللھلھم عن يضلون الذين إن سبيال

)٢() . المقسطين اللھيحب إن بالقسط بينھم فاحكم حكمت وإن(: بقوله) وسلم وآله عليه هللا صلى( حقالنبي

)٣() الكاللة في يفتيكم هللا قل يستفتونك(: سبحانه يقول: االحكام وبيان االفتاء: ج 

ـ اآليات ھذه بنص ـ الرسول كان وقد س  فكان الثالثة المقامات لھذه جامعا وقاضيا وحاكما، سائسا للخصومات، وفاضا

ومفتيا .لالحكام ومبينا

المنتمين بعض كان وقد فصله، ونافذ رأيه مطاع قاض بقضاء إال يتحقق ال الخصومات فض أن بمكان الواضح ومن 

وما(: سبحانه يقول.الطاعة واجب كلرسول وان بإطاعته أوال تأمر اآلية فنزلت لقضائه، أھمية يعيروا لم االسالم إلى

)٤() . هللا بإذن ليطاع إال رسول من أرسلنا

وآله عليه هللا صلى( النبي به يقضي لما القلبي والتسليم باالنصياع إال يكتمل ال االيمان أن إلى التالية اآلية تشير ثم  

نفسه في يجد ذلك ومع بھما، وأذعن الشھادتين شھد فمن ،)وسلم وأمره) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي قضاء في حرجا

مما حرجا أنفسھم في يجدوا ال ثم بينھم شجر فيما يحكموك حتى يومنون ال وربك فال(: سبحانه يقول بمومن، فليس

ويسلموا قضيت ينضم مالم والرسالة بالتوحيد واليقين االذعان بنفس يكتمل ال االيمان أن على تدل فاآلية) ٥(). تسليما

 إليه

____________

.٢٦: ص ـ 1 

.٤٢:المائدة ـ 2 

.١٧٦:النساء ـ 3 

.٦٤:النساء ـ 4 

.٦٥:النساء ـ 5 

 

________________________________________

) 38 (

المومنين أنأمير ترى ولذلك القلبي، التسليم االسالم النسبن «: ويقول التالي، بالنحو االسالم يصف) السالم عليه( عليا

المشركين يھلك أن على قادر سبحانه أنه إلى الثانية اآلية وتشير)) ١(. »التسليم ھو االسالم: قبلي أحد ينسبھا لم نسبة

على* لقادرون إنا والمغارب المشارق برب أقسم فال(: قال مغلوبا، يكون أن دون من ،)منھم خيرا ( آخرين بقوم ويأتي

. )بمسبوقين نحن وما منھم خيرا أننبدل

وما أي الغلبة، بالسبق والمراد القسم، جواب على عطف) بمسبوقين نحن وما( وقوله) لقادرون إنا( قوله القسم فجواب 

عقابنا سبقوا لو فإنھم إياھم عقابنا بفوت بمسبوقين نحن وما: والمراد بمعناه السبق يكون أن ويمكن بمغلوبين نحن

.لسبقونا

الشمسية السنة أيام من يوم كل في للشمس أن الجل والمغارب بالمشارق والتعبير  مشرقا مثل إلى إليھما تعود ال ومغربا

.ومغاربھا النجوم جميع مشارق بھا المراد يكون أن المحتمل من أنه كما القابلة، السنة من اليوم

قصرھا على اآلية في أن االمر عجيب ومن  .االلتفات من وجوھا

القسم تأكيد فيه والوجه وحده، التكلم إلى) خلقناكم إنا(: قوله في الوارد الغير مع التكلم من التفات) أقسم فال(: قوله ففي 

.نفسه هللا إلى باسناده

صفاته من صفة إلى االشارة فيه الوجه و الغيبة، إلى وحده التكلم من التفات) والمغارب المشارق برب (: قوله وفي 

والغروب الشروق، بعد الشروق فان المغارب، و للمشارق ربوبيته وھي جيل، بعد جيال الناس خلق في المبدأ ھي تعالى

 االنسان تكون في تامة مدخلية له الذي الزمان مرور يالزم الغروب، بعد

____________

.١٢٥الحكمة الحكم، قسم: البالغة نھج ـ 1 

 

________________________________________

) 39 (

.له المقارنة العرضية الحوادث وسائر جيل بعد جيال

لذكر المناسبة العظمة إلى االشارة فيه والوجه الغير، مع التكلم إلى الغيبة من) ١( التفات) لقادرون إنا(: قوله وفي 

تكونھا في الحوادث تدبير إليه ينتھي الذي أن ،وھو القدرة تعليل إلى إشارة والمغارب للمشارق ربوبيته ذكر وفي القدرة،

وإال منه، بخير يبدله أن من خلقه من شيء يمنعه وال منھا، شيء عن أفعاله، ھي التي الحوادث من شيء يعجزه ال

)٢(. التدبير أمر في له شريك ال سبحانه وهللا التدبير، أمر في المانع شاركه

بيان بأوضح عليھم ورد البعث منكر بقول أردفه والنشور والبعث والوعيد الوعد سبحانه ذكر فلما: الثالثة اآلية وأما 

يك ولم قبل من خلقناه االنسانأنا يذكر ال أو(: وقال برھان، وأجلى دليل االولى أنالنشأة يذكر ال أو والمراد) ٣() شيئا

قبورھم من ولنبعثنھم لنجمعنھم أي »والشياطين لنحشرنھم« محمد يا »فوربك«: بقوله أكده ثم الثانية، النشأة إمكان على

.الشياطين من بأوليائھم مقرنين

جعلوا الذين(: بقوله يصفھم ثم ) ٤() المقتسمين على أنزلنا كما(: ويقول بالمقتسمين، يندد اآلية فسياق: الرابعة اآلية وأما 

 والعضين)٥() عضين القرآن

____________

كما التكلم إلى الغيبة ومن الغيبة، الخطابإلى ومن الخطاب إلى الغيبة من االنتقال عن عبارة البيان علم في االلتفات ـ 1 

وهللا (: سبحانه وقوله) بھم جرين و الفلك في كنتم إذا حتى(: سبحانه وقوله) نعبد إياك*الدين يوم مالك(: سبحانه قوله في

فتثير الرياح أرسل الذي إلى الخطاب من الثانية وفي الخطاب، إلى الغيبة من عدول االولى اآلية ففي) فسقناه سحابا

.التكلم إلى الغيبة من الثالثة وفي الغيبة،

.٢٢|٢٠: الميزان ـ 2 

.٦٧:مريم ـ 3 

.٩١:الحجر ـ 4 

.٩٠:الحجر ـ 5 

 

________________________________________

) 40 (

: وثالثة االولين، أساطير: وأخرى سحر،: تارة فقالوا أجزاء القرآن جزأوا الذين فھم التفريق، والتعضية عضة جمع

.قريش كفار ھم المقتسمين من المراد يكون ذلك وعلى هللا، دين في الدخول عن الناس صدوا وبذلك مفترى،

.ببعض ونكفر ببعض نومن: وقالوا وأبعاضا، أجزاء القرآن فرقوا الذين والنصارى اليھود ھم المراد يكون أن ويحتمل 

ثم المقصودون، ھم فھوالء هللا سبيل عن ليصدوا أبعاض بتبعيضه القرآن نور إطفاء بصدد كانوا الذين حال أية وعلى 

.به االيمان عن الناس صد و القرآن تبعيض من) يعملون كانوا عما* أجمعين لنسئلنھم فوربك(: وقال سبحانه حلف

سبحانه ملكه عموم ظھور مع ينكرونه وھم القيامة، ويوم الساعة التيان المشركين إنكار فتذكر: الخامسة اآلية وأما 

.شيء بكل وعلمه

ال نحو على أخرى أبدان بأجزاء أجزاوه وتختلط الموت بعد جسده يبلى االنسان أن زعمھم ھو إنكارھم سبب كان وقد 

الساعة تأتينا ال كفروا وقااللذين(: ويقول الواسع، علمه إلى مشيرا اآلية في سبحانه فأجاب إعادته؟ يمكن فكيف تتميز،

إال أكبر وال ذلك من أصغر وال االرض في وال السماوات في ذرة مثقال عنه يعزب ال الغيب عالم لتأتينكم وربي بلى قل

)١() . كتابمبين في

.المشركين لقول حكاية) الساعة تأتينا ال(: فقوله 

.قطعي أمر الساعة إتيان بأن يجيبھم بأن) وسلم وآله عليه هللا صلى( للنبي أمر) وربي بلى قل(: وقوله 

 

____________

.٣:سبأ ـ 1 

 

________________________________________

) 41 (

يعزب ال بالغيب، سبحانه علمه سعة أمام سھل أمر فھو ببعض بعضھا االموات أجزاء اختالط من به تشككون ما وأما

سبحانه علمه ومع غيره، عن ويميزه كإلنسان بدن بذرات يعلم فھو االرض، في وال السماوات في ذرة مثقال عنه

.تتبدل وال تتغير ال مبين كتاب في ثابتة فاالجزاء

هللا على وذلك عملتم بما لتنبون ثم لتبعثن وربي بلى قل يبعثوا أنلن كفروا الذين زعم(: سبحانه يقول: السادسة اآلية وأما 

)١(). يسير

إنكارھم على باالجابة »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي فأمر البعث، ينكرون كانوا الذين الوثنيين إنكار إلى اآلية تشير 

الكالم من نفوه ما بإثبات . )لتنبون◌ ثم لتبعثن وربي(: وقال والنون والالم بالقسم التأكيد بأصناف مقرونا

ـ الواقع في ـ فھي البعث حول شبھات من طرحوه وانما ، تعالى عليه يسير أمر البعث أن إلى اآلية ذيل في وأشار 

.الواسع وعلمه هللا قدرة أمام تصمد ال شبھات

)٢() . بمعجزين أنتم وما لحق إنه وربي إي قل ھو أحق ويستنبئونك(: سبحانه قوله أعني: السابعة اآلية وأما 

وقوع أو العذاب نزول عن »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي يستخبرون كانوا أنالمشركين إلى يوحي اآلية سياق 

»ان «و االسمية، والجملة بالقسم الكالم أكد وقد) لحق انه وربي إي قل(: فقال موكدا، يجيب بأن سبحانه فأمره البعث،

سورة وفي ،) بمعجزين أنتم وما(: وقال أراد، عما سبحانه يعجزونه ال أنالكافرين إلى أشار ثم »الالم،« و المشبھة

. )بمسبوقين نحن وما(: مكانه قال المعارج

 

____________

.٧:التغابن ـ 1 

.٥٣:يونس ـ 2 

 

________________________________________

) 42 (

)١() . تنطقون أنكم ما مثل لحق انه واالرض السماء فورب (: الثامنة اآلية وأما

وما رزقكم السماء وفي(: سبحانه قال ، المتقدمة اآلية في الواردين والوعد الرزق إلى يعود »إنه«: قوله في فالضمير 

.الجنة ھو الوعد من والمراد) توعدون

الرزق فھكذا فيه، شبھة ال ملموس أمر ـ النطق أي ـ االمر بھذا العلم أن وكما) تنطقون أنكم ما لحقمثل انه( ثمأشار 

.بالمحسوس المعقول تشبيه قبيل من والوعد

من: قلت الرجل؟ ممن: فقال له، قعود على أعرابي فطلع البصرة جامع من أقبلت: قال االصمعي عن الزمخشري حكى 

بلغت فلما »والذاريات« عليفتلوت اتل: فقال الرحمن، كالم فيه يتلى موضع من: قلت أقبلت؟ أين من: قال أصمع، بني

وقوسه سيفه إلى وعمد وأدبر أقبل من على ووزعھا فنحرھا ناقته، إلى فقام ، »حسبك«: قال) السماءرزقكم وفي(: قوله

باالعرابي أنا فإذا فالتفت رقيق، بصوت بي يھتف بمن أنا فإذا أطوف طفقت ، الرشيد مع حججت فلما وولى، فكسرھما

غير وھل: قال ثم حقا، ربنا وعدنا ما وجدنا قد: وقال صاح اآلية، بلغت فلمـا السورة، استقرأ و علي واصفرفسلم نحل قد

لم حلف حتى الجليل أغضب الذي ذا من هللا سبحان يا: وقال فصاح،) لحق انه واالرض السماء فورب (: فقرأت ھذا؟

)٢(. نفسه معھا وخرجت ثالثا، قالھا اليمين، إلى ألجوه حتى بقوله يصدقوه

.عليه والمقسم به، المقسم في الكالم وإليك بربوبيته، سبحانه فيھا أقسم التي اآليات تفسير تم ھنا إلى 

 

____________

.٢٣:الذاريات ـ 1 

.١٦٩|٣:الكشاف ـ 2 

 

________________________________________

) 43 (

به المقسم

مالكه كلشيء رب : القاموس صاحب يقول ربب، من أصله والرب الرب، ھو الثمان اآليات ھذه في به المقسم إن  

.أصلحه رباالمر: وصاحبه،يقال ومستحقه

على قام إذا ضيعته، فالن رب : يقال للشيء، المصلح الرب و الصاحب، الخالق، المالك، الرب،: فارس ابن يقول 

.إصالحھا

.الربيب أمر على يقوم الذي والراب خلقه، أحوال مصلح النه الرب جلثناوه، وهللا للشيء، المصلح والرب  

أنالكاتب حتى مختلفة، معاني للرب أن في ظاھرة وھي واللغة، القواميس كتب في مبثوثة ونظائرھا الكلمات ھذه 

أنه الحق ولكن القرآن، من شواھد الخمسة المعاني من معنى لكل وذكر معان، خمسة اللفظة لھذه أن تصور المودودي

الموارد ھذه وإليك الواحد، للمعنى مبسطة صور أو المعنى لھذا متعددة مصاديق والجميع واحد معنى إال اللفظة لتلك ليس

:والمصاديق

.رباه الولد، رب مثل: التربية .1 

.الضيعة رب مثل: والرعاية االصالح .2 

.له ينقادون وجعلھم ساسھم أي قومه، رب قد فالن مثل: والسياسة الحكومة .3 

.إبل رب أم غنم أرب) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي عن الخبر، في جاء كما: المالك .4 

 )١() . البيت ربھذا فليعبدوا(: الكريم القرآن يقول كما أو الدار، رب: قوله مثل: الصاحب .5 

____________

.٣:قريش ـ 1 

 

________________________________________

) 44 (

الشيء أمر إليه فوض من وھو واحد أصل إلى ترجع جميعھا ولكن الموارد، ھذه في استعملت قد اللفظة انھذه ريب ال

فالن السائس، و المصلح على أطلق ولو إليه، مفوض أمرھا فالن الدار، رب ومالكھا الدار لصاحب قيل فلو المربوب،

ان فالجل ،)١() مثواي أحسن ربي إنه(: مصر عزيز حق في يوسف قال فلو والتصرف، واالدارة التدبير أمر ھوالء بيد

.بشوونه وقام إحضانه في نشأ يوسف

أحبارھم اتخذوا(: وقال أربابا، أحبارھم اتخذوا بأنھم والنصارى اليھود القرآن وصف ولو  ) هللا دون من ورھبانھمأربابا

.شاءوا كيفما واالعراض االموال في وتصرفوا التشريع سلطة زمام تسلموا انھم فالجل ،)٢(

مدبرھا تعالى النه ذلك كل )٤() ربالشعرى(: أيضا وقال) ٣() واالرض السماوات رب (: بقوله نفسه، وصف سبحان إنه 

 .عليھا والقائم شوونھا ومصلح ومديرھا

أمر إليه فوض من: أعني. الموارد ھذه بين الجامع المعنى وھو للرب، الحقيقي المعنى عن النقاب يكشف البيان وھذا 

المعنى بين خلط فانه بالخالق، تفسيره من فارس ابن كالم في ما يعلم وبذلك والتربية، التدبير و الخلق حيث من الشيء

.الرب معاني من ليس فالخالق والزمه

يعد شيء كل خالق نعم  .ومدبرا مربيا

 إلى التوحيد قسموا الوھابيين أن : وھي باالھتمام، جديرة نكتة وثمة 

____________

.٢٣:يوسف ـ 1 

.٣١:التوبة ـ 2 

.١٦:الرعد ـ 3 

.٤٩:النجم ـ 4 

 

________________________________________

) 45 (

للكون بأن االعتقاد بمعنى ، الخالقية في بالتوحيد االول وفسروا االلوھية، في والتوحيد الربوبية في التوحيد ؛ واحدا خالقا

.االصطالحين كال في اخطأوا ولكنھم واحد؛ معبود إال الكون في ليس أنه بمعنى ، العبادة في بالتوحيد الثاني فسروا و

وهللا آخر، شيء واالصالح والتدبير شيء الخالقية فان الخالقية، في التوحيد غير الربوبية في التوحيد فالن : االول أما 

كان وإن سبحانه .الخارج في المفھومين وحدة على دليال يكون ال لكنه ومدبرا خالقا

من سألتھم ولئن(:بقوله سبحانه حكاه ما الجميع، منطق وكان الخالقية، في موحدين كانوا الجاھلية عصر في فالعرب 

)١() . العليم خلقھنالعزيز ليقولن واالرض السماوات خلق

فكانوا) ٢() عزا لھم ليكونوا آلھة هللا دون من واتخذوا(: سبحانه يقول الربوبية، في موحدين يكونوا لم نفسه الوقت وفي 

فكانوا). ٣() ينصرون لعلھم آلھة هللا دون من واتخذوا(: سبحانه قال المدبر، شوون من والتدبير العزة بأن يعتقدون

فلله(: تعالى قال: سبحانه هللا بيد والنصر العزة أن يرى فھو التدبير، أمر في للموحد خالفا االلھة، بيد النصر أن يرون

العزة عن الحاكية اآليات من ذلك غير إلى) ٥() الحكيم العزيز هللا عند من إال النصر وما(: تعالى وقال) ٤() جميعا

.التدبير أمر في الشرك في توغلھم

 

____________

.٩:الزخرف ـ 1 

.٨١:مريم ـ 2 

.٧٤:يس ـ 3 

.١٠:فاطر ـ 4 

.١٢٦:عمران آل ـ 5 

 

________________________________________

) 46 (

 .االله لوازم من والعبادة المعبود، بمعنى االله أن على مبني فھو العبادة، غير االلوھية في التوحيد فالن : الثاني وأما

لفرد موضوع جزئي االول أن غير االله، لفظ من المتبادر ھو الجاللة لفظ من يتبادر ما الن الصواب، عن بعيد ولكنه 

.آخر مصداق له يوجد لم وإن كلي والثاني واحد،

والوصفية الكلية وجه على االله مكان الجاللة لفظ يستعمل ربما أنه ھو المعبود بمعنى ليس االله أن على يدل والذي 

سركم يعلم االرض السماواتوفي في هللا وھو(: سبحانه قوله في كما اآلخر، مكان أحدھما وضع فيصح العلمية، دون

)١() . تكسبون ما ويعلم وجھركم

:سبحانه قوله وزان، اآلية ھذه وزان فإن  

)٢() . العليم الحكيم وھو إله االرض وفي السماءإله في الذي وھو( 

)٣() . ولد له يكون أن سبحانه واحد إله هللا إنما لكم خيرا انتھوا ثالثة تقولوا وال( 

هللا ھو* يشركون عما هللا سبحان المتكبر الجبار العزيز المھيمن المومن السالم القدوس الملك ھو إال الإله الذي هللا ھو( 

)٤() . الحكيم العزيز وھو واالرض السماوات في ما يسبحله االسماءالحسنى له المصور البارى الخالق

 يرادف ما منه يراد يشابھھا وما الموارد ھذه في الجاللة لفظ أن يخفى وال 

____________

.٣:االنعام ـ 1 

.٨٤:الزخرف ـ 2 

.١٧١:النساء ـ 3 

.٢٤ ـ٢٣:الحشر ـ 4 

 

________________________________________

) 47 (

.)وكذا بكذا يتصف الذي االله ھو أنه معناه ما أي( الكلية وجه على االله

:سبحانه قوله االولى، اآلية من ويقرب 

)١() . االسماءالحسنى فله تدعوا ما أيا الرحمن ادعوا أو هللا ادعوا قل( 

وتضمنه العلمية، معنى عن بخلوه يشعر ربما منھا، أي بدعوة واالمر االسماء، سائر عداد في الجاللة لفظ جعل فإن  

:سبحانه قوله ومثله وغيره، »االله«: لفظ في الموجودة الوصفية معنى

)٢() . الحسنى االسماء له المصور البارى الخالق هللا ھو( 

الجاللة لفظ يكون أن اآليتين ھاتين في يبعد فال  أمعن لمن الظاھر ھو كما الجزئية، العلمية ال الكلية وجه على ملحوظا

.فيھا

عليه المقسم 

:كالتالي اآليات تلك في وھو القسم، جواب عن عبارة عليه المقسم إن  

. (...يحكموك يومنونحتى ال(.قضائه أمام والتسليم) وسلم وآله عليه هللا صلى(النبي تحكيم إلى الدعوة: أ 

. (...خيرا نبدل أن على لقادرون انا(:منھم بخير يأتي أن على سبحانه قدرته على التأكيد: ب 

. )والشياطين لنحشرنھم(: الشياطين وحشر حشرھم على التأكيد: ج 

 لنسئلنھم(أعمالھم عن القيامة يوم مسوولون أنھم على التأكيد: د 

____________

.١١٠:االسراء ـ 1 

.٢٤: الحشر ـ 2 

 

________________________________________

) 48 (

. (...أجمعين

. (...الغيب عالم لتأتينكم(: الساعة إتيان على التأكيد: ھـ 

. (...لتنبون ثم لتبعثن(: وآبائھم بعثھم على يدالتأك: و 

. (...بمعجزين أنتم وما لحق انه(: البعث وقوع على التأكيد: ز 

. (...تنطقون أنتم ما لحقمثل انه(: حق الجزاء من توعدون وما الرزق أمر أن على التأكيد: ح 

 

عليه والمقسم به المقسم بين الصلة

:أمرين أحد حول يدور كان اآليات، ھذه في عليه المقسم ،فان واضحة بينھما الصلة 

.قضائه أمام والتسليم النبي إلى التحكيم إلى الدعوة: أ 

أمرا االعمال، عن والسوال والحشر البعث كون: ب  .حقا

كان إذا الرب فإن الربوبية، شوون من االمرين كال أن الواضح ومن  أن فيجب المدبر بصالح أعلم فھو ومدبرا سائسا

يكون .ونھيه »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي المر مسلما

 النشر و الحشر إلى الدعوة عند بالرب الحلف فناسب وعاجله، آجله بين فرق دون الرب شوون من المربوب أنحياة كما 

.

من الجميع كان ولما والنشر، البعث ينكرون كانوا كما ونھيه، أمره أمام التسليم ينكرون المشركون كان: أخرى وبعبارة 

.لربوبيته تأكيدا بالرب حلف الربوبية شوون

 

* * *

________________________________________

) 49 (

الكمال صفات لجميع الجامع الواجب إلى المشيرين الرب، لفظ أو الجاللة لفظ ھو اآليات من مضى فيما به المقسم ثمإن

.والجمال

في جاء وقد الموصولة، »ما«كـ مبھم بلفظ لكن وتعالى تبارك سبحانه ھو به أنالمقسم منھا يستظھر ربما آيات وثمة 

:أربع آيات

. )بناھا وما والسماء( .1 

. )طحيھا وما واالرض( .2 

)١(). سواھا وما ونفس ( .3 

)٢(). واالنثى الذكر خلق وما( .4 

سبحانه،وكأنه هللا عن كناية موصولة »ما« أنھا على فاالكثرون ،»ما« لفظة تفسير في المفسرين كلمة اختلفت وقد 

.للقسم والواو سواھا، والذي طحاھا،ونفس والذي واالرض بناھا، والذي والسماء: يقول سبحانه

.وتسويتھا وطحائھا،والنفس واالرض وبنائھا، بالسماء أقسم: يقول وكأنه مصدرية، »ما« أنھا إلى يذھب من وھناك 

ھو فالفاعل) ٣() وتقواھا فجورھا فألھمھا(: يقول سبحانه النه ذلك، يويد اآلية سياق الن االقرب ھو االول الرأي ولكن 

من الموصول ھو للفاعلية يصلح والذي.المتقدمة الثالث اآليات في الواردة الموصولة »ما« إلى الراجع المستتر الضمير

.اآليات ھذه في ورد بما الحلف عن البحث عند ذلك تفصيل وسيوافيك المصدر، ال »ما«

 

____________

.٧ـ٥:الشمس ـ 1 

.٣:الليل ـ 2 

.٨:الشمس ـ 3 

________________________________________

) 50 (

الثالث الفصل

 

)وسلم وآله عليه هللا صلى( بالنبي القسم

ويقع شاھدا، وكونه بوصفه وأخرى وحياته، بعمره فتارة مرتين،) وسلم وآله عليه هللا صلى( بالنبي الكريم القرآن حلف 

:مقامين في البحث

)وسلم وآله عليه هللا صلى(النبي بعمر الحلف: االول المقام 

إن بناتي ھوالء قال(: لوط قصة عرض حينما وقال واحدة، مرة) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي بحياة سبحانه حلف 

)١() . مشرقين الصيحة فأخذتھم* يعمھون سكرتھم لفي إنھم لعمرك*فاعلين كنتم

اآليات تفسير

أتوا إبراھيم عند من خرجوا لما المالئكة أن السورة ھذه في سبحانه أخبر  حلوا ولما قومه، بھالك يبشرونه لوطا ضيوفا

لكم وكانت فاعلين كنتم إن فتزوجوھن «) بناتي ھوالء ان (بناته إلى مشيرا لوط لھم فقال بورودھم، الفجار فرح لوط عند

أن عن غافلين بھم، الفجور على مصرين وكانوا لوط نبيھم عليھم اقترح عما أعرضوا لوط قوم ولكن التزويج، في رغبة

 لفي انھم لعمرك(:ويقول ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي بحياة يحلف سبحانه وهللا سيصيبھم العذاب

____________

.٧٣ ـ٧١:الحجر ـ 1 

 

________________________________________

) 51 (

شروق حال في أي) مشرقين( الھائل الصوت أي) الصيحة فأخذتھم(الرشد طريق يبصرون فال) يعمھون سكرتھم

.الشمس

به المقسم

بالحياة، البدن عمارة لمدة اسم والعمر العمر: الراغب يقول »لعمرك«: قوله في أعني العمر، عن عبارة ھو به المقسم

العمر، دون بالعمر القسم خص لكن واحد والعمر والعمر: قال أن إلى بروحه، بدنه عمارة فمعناه عمره طال قيل فإذا

. )يعمھون سكرتھم لفي انھم لعمرك(: سبحانه كقوله

. )سنين عمرك من فينا لبثت(:أخرى آية وفي ،) العمر عليھم فطال(: سبحانه قوله في فكما العمر وأما 

)١(. منھما بواحد القسم يختص لكن واحد بمعنى فاللفظان 

عليه المقسم

الفحشاء في وانغمارھم سكرتھم لفي انھم محمد، يا وبقائك بحياتك أقسم والمراد ،) يعمھون سكرتھم لفي انھم (: قوله ھو 

.الرشد طريق يبصرون ال متحيرين والمنكر

.عليه والمقسم به المقسم بين الصلة وأما 

برأ وال وماذرأ عزوجل هللا خلق ما: عباس ابن قال  بحياته إال أحد بحياة أقسم هللا سمعت وما محمد، من عليه أكرم نفسا

 )٢(. لعمرك فقال

____________

.عمر مادة ،٣٤٧: المفردات ـ 1 

.٣٤٢|٣: البيان مجمع ـ 2 

________________________________________

) 52 (

السكرة من وإيقاظھم الضاللة من وإنقاذھم الناس لھداية خاصة الخاتم والنبي عامة، االنبياء بعث سبحانه أنه الصلة وجه

بعمر وتعالى تبارك سبحانه حلف مستمرون، ضاللتھم وفي يعمھون سكرتھم في كانوا القوم أن وبما الناس، تعم التي

.المستقيم الصراط إلى والدليل الھداية مصباح ھو الذي النبي

 

شاھد وأنه النبي بوصف الحلف: الثاني المقام

* ومشھود وشاھد * الموعود واليوم* ذاتالبروج والسماء(: وقال والمشھود، بالشاھد البروج سورة في الكريم القرآن حلف 

)١() . االخدود أصحاب قتل

يوم ذلك(: سبحانه قوله بشھادة، القيامة يوم منه المراد ان القيامة سورة في القسم فصل في فسيوافيك المشھود أما 

)٢() مشھود يوم وذلك الناس له مجموع

الوصف بھذا وصفه سبحانه أنه بشھادة) وسلم وآله عليه هللا صلى( الخاتم النبي ھو منه فالمراد الشاھد، في الكالم إنما 

:وقال مرات، ثالث

)٣() . ونذيرا ومبشرا شاھدا أرسلناك إنا النبي أيھا يا( 

)٤() . عليكم شاھدا رسوال إليكم اناأرسلنا( 

)٥() . ونذيرا ومبشرا شاھدا أرسلناك إنا( 

 بعض وفي ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي حق في صريحة واآليات 

____________

.٤ـ١:البروج ـ 1 

.١٠٣:ھود ـ 2 

.٤٥:االحزاب ـ 3 

.١٥:المزمل ـ 4 

.٨:الفتح ـ 5 

 

________________________________________

) 53 (

أمة جعلناكم وكذلك(:ويقول ،)شھيدا ( بأنه عرفه اآليات ) . شھيدا عليكم الرسول ويكون الناس على شھداء لتكونوا وسطا

)١(

)٢() . ھوالء على شھيدا بك وجئنا أنفسھم من عليھم شھيدا أمة كل في نبعث ويوم( 

.عليھا وشھيدا أمته أعمال على شاھد انه بما) وسلم وآله عليه هللا صلى(النبي ھو به المقسم أن عن تعرب اآليات ھذه 

الشاھد أما: فقال ؟)ومشھود وشاھد (: سبحانه قوله في والمشھود الشاھد معنى عن) السالم عليھما( علي بن الحسن سئل 

،) ونذيرا ومبشرا شاھدا أرسلناك إنا(: يقول سمعته أما القيامة، فيوم المشھود وأما ،»وسلم وآله عليه هللا صلى« فمحمد

)٣() . مشھود يوم وذلك الناس له مجموع يوم ذلك(: تعالى وقال

)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي شھادة وكيفية الشھادة معنى

يقال وقد بالبصيرة، أو بالبصر اما المشاھدة مع الحضور والشھادة، الشھود: وقال الراغب فسرھا فقد الشھادة أما 

القيامة، يوم قومه على) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي شھادة القرآن نقل وقد »والشھادة الغيب«عالم مفردا للحضور

)٤() . مھجورا القرآن ھذا اتخذوا قومي إن رب يا(: فقال

 وال وغيره) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي حق في قرآنية حقيقة ھذه 

____________

.١٤٣:البقرة ـ 1 

.٨٩:النحل ـ 2 

.١٣|١:البحار ـ 3 

.٣٠:الفرقان ـ 4 

 

________________________________________

) 54 (

ھوالء على بك وجئنا بشھيد أمة كل من جئنا إذا فكيف(: تعالى قال اآليات، من واحد غير في بھا للتصريح إنكارھا يمكن

)٢() يستعتبون ھم وال كفروا للذين يوذن ال ثم شھيدا أمة كل من نبعث ويوم(: تعالى وقال) ١() . شھيدا

)٣() . والشھداء بالنبيين وجيء الكتاب ووضع(: اسمه عز وقال 

إليه، يومى كما الرسل تبليغ وعلى االمم، اعمال على الشھادة ھو ـ إطالقھا على ـ الجميع وظاھر مطلقة، فيھا والشھادة 

)٤() . المرسلين ولنسئلن إليھم أرسل الذين فلنسئلن (: تعالى قوله

فلما فيھم دمت ما شھيدا عليھم وكنت(: سبحانه قال. الدنيا في يتحملوھا الشھداء لكن اآلخرة ھو كان وإن الشھادة وظرف 

)٥() . شھيد شيء كل على وأنت عليھم الرقيب أنت كنت توفيتني

:الذھن،وھو في السوال ھذا يثار ذلك ضوء وعلى 

إال عنھم بمعزل كان بل االمة جميع مع ظاھرا ) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي يكن ولم الحضور من الشھادة إن   شيئا

قاطبة؟ أمته أفعال أي الواقعة يحضر وھولم يشھد فكيف يذكر، ال

أكثر آخر إشكال وھناك  باطن على الشھادة القيامة،بل يوم مفيدة ليست االعمال ظاھر على الشھادة ان : وھو غموضا

 للرياء أو الصالة كون من االعمال

____________

.٤١:النساء ـ 1 

.٨٤:النحل ـ 2 

.٦٩:الزمر ـ 3 

.٦:االعراف ـ 4 

.١١٧:المائدة ـ 5 

 

________________________________________

) 55 (

كان ھل إيمانه وان وللسمعة، إيمانا أو ذاته، صميم من نابعا يمكن ال االعمال من النوع فھذا الدنيا، حطام الجل نفاقا

عليه؟ المشھود عند الحضور بنفس حتى عليھا الشھادة

أعمال على خاللھا من يطلع خارقة غيبية قدرة خاصة الخاتم والنبي عامة االعمال لشھداء بأن القول إلى يدفعنا وھذا 

في الناس أعمال على االطالع عن عبارة الشھادة فھذه ذلك وعلى سبحانه، هللا من بقدرة وذلك وباطنھا ظاھرھا العباد

من حتى شيء كل من هللا يستشھد يوم اآلخرة في ذلك وأداء وكفر، وإيمان وتمرد، شقاء،وانقياد أو سعادة من الدنيا

 )مھجورا القرآن ھذا اتخذوا قومي إن رب يا(: ويقول »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي يقوم ذلك وعند االنسان، أعضاء

.

من المراد فيكون ذلك ضوء بأسرھا،وعلى االمة ال االمة، من فاالمثل االمثل إال ينالھا فال المعنى بھذا الشھادة كانت فإذا 

أمة جعلناكم وكذلك(:سبحانه قوله من الكاملين ھم) ١() شھيدا عليكم الرسول ويكون الناس شھداءعلى لتكونوا وسطا

.دونھم وما المتوسطين ال االمة

أمة جعلناكم وكذلك(:تعالى قوله في النبي، أمة قاطبة إلى الشھادة نسبة وأما  يكون ربما إذ بديع، بشيء فليس) وسطا

وجعلكم(:إسرائيل بني حق في سبحانه قوله في كما جميعھم، إلى الحكم وينسب االمة لبعض الوصف الرغم على) ملوكا

.االصابع عدد عددھم يتجاوز يكن لم فيھم الملوك أن من

الرسول ويكون الناس على شھداء لتكونوا(: تعالى قوله تفسير في) السالم عليه( الصادق االمام عن منقول حديث وثمة 

 ھذا يويد) شھيدا عليكم

____________

.١٤٣:البقرة ـ 1 

 

________________________________________

) 56 (

ظننت فإن«: »لالمثل الشھادة«المعنى شھادته تجوز ال انمن أفترى الموحدين، من القبلة أھل جميع اآلية بھذه عني أنا

مثل هللا يعن لم: كال الماضية؟ االمم جميع بحضرة منه ويقبلھا القيامة، يوم شھادته هللا يطلب تمر من صاع على الدنيا في

خير وھم الوسطى، االمة وھم) للناس أخرجت أمة خير كنتم ( إبراھيم دعوة لھا وجبت التي االمة يعني خلقه، من ھذا

)١(. »للناس أخرجت أمة

كناية بالنبي الحلف

البلد بھذا حل وأنت* البلد بھذا أقسم ال(: سبحانه قال كناية،) وسلم وآله عليه هللا صلى( بالنبي الكريم القرآن يحلف ربما 

)٢() . كبد في االنسان لقدخلقنا* ولد وما ووالد *

حلبه من بشرف البلد شرف على تنبيه وھذا محلك وھو به، مقيم محمد يا وأنت: يقول سبحانه وكأنه المقيم بمعنى والحل  

سميت كما فيه، حاال ولكونه الجله به وقسمه له تعظيمه أن وبيان عبادته، وإخالص توحيده، إلى الداعي الرسول وھو

به طابت النھا طيبة المدينة )٣(. وميتا حيا

احتضانھا ھو بھا الحلف إلى والداعي مكة وانقداسة بالمكين، المكان شرف المعروف المثل إلى تشير اآلية وكأن  

الفاعل، بمعنى والمصدر مكان، في واالستقرار االفاضة بمعنى كالحلول مصدر والحل: الطباطبائي العالمة للنبييقول

مولده وكونھا فيھا بحلوله مكة تشرف على تنبيه ذلك وفي فيه، مقيم به حال انك والحال البلد، بھذا أقسم: والمعنى

 )٤(. ومقامه

____________

.٣٣٢|١:الميزان ـ 1 

.٤ـ١:البلد ـ 2 

.٤٩٢|١٠:البيان مجمع ـ 3 

.٢٨٩|٢٠: الميزان ـ 4 

________________________________________

) 57 (

الرابع الفصل

 

الكريم بالقرآن القسم

ھداية كتاب القرآن أن وبما نذيرا، للعالمين ليكون رسوله على سبحانه أنزله الذي السماوي الكتاب ھو الكريم القرآن 

.«الكتاب« بلفظ وأخرى» القرآن« بلفظ فتارة سبحانه به حلف بمكان الكرامة من نال فقد للناس،

:آيات ثالث في بالقرآن حلف فقد 

)١() . مستقيم صراط على* المرسلين لمن إنك* الحكيم والقرآن* يس( 

* حينمناص والت فنادوا قرن من قبلھم من أھلكنا كم* وشقاق عزة في كفروا الذين بل* الذكر ذي والقرآن ص(

اآللھة أجعل* كذاب ساحر ھذا وقااللكافرون منھم منذر جاءھم أن وعجبوا )٢().عجاب لشيء ھذا إن واحدا إلھا

 )٣() . عجيب شيء ھذا الكافرون فقال منھم منذر جاءھم أن عجبوا بل* المجيد والقرآن ق( 

____________

.٤ـ١يس ـ 1 

.٥ـ١:ص ـ 2 

.٢ـ١:ق ـ 3 

 

________________________________________

) 58 (

:مرتين،وقال الكتاب بلفظ سبحانه حلف كما

كنا إنا عندنا من أمرا * حكيم أمر كل يفرق فيھا* منذرين كنا إنا مباركة ليلة في أنزلناه إنا* المبين والكتاب* حم( 

)١(). مرسلين

جعلناه إنا* المبين والكتاب* حم(  قرآنا )٢() . حكيم لعلي لدينا الكتاب أم في وإنه* تعقلون لعلكم عربيا

:أمورا نذكر اآليات تفسير في الخوض وقبل 

المقطعة، الحروف من يس كلمة أن يويد وھذا واضح، ھو كما المقطعة بالحروف االقسام ھذه صدر سبحانه انه: االول 

وعند »نمسكه حق علي صراط«:قولنا يجمعھا السور من قسم بھا صدر التي الحروف عن عبارة المقطعة والحروف

:إلى يرجع التحليل

.ي ، ،ھـ ن ، م ل، ، ك ق، ، ع ، ط ص، س، ر، ح، ا، 

.الھجائية الحروف نصف ھي الحروف أنھذه والعجب 

المقطعة؟ الحروف من المراد ھو ما: الثاني 

الكريم القرآن افتتح  :التالية السور أعني مقطعة بحروف السور من قسما

مريم،. ١٠ الحجر،. ٩ إبراھيم،. ٨ الرعد،. ٧ يوسف،. ٦ ھود،. ٥ يونس،. ٤ االعراف،. ٣ عمران، آل. ٢ البقرة، .1 

 .١٤ النمل،. ١٣ الشعراء،. ١٢ طه،. ١١

____________

.٥ـ١:الدخان ـ 1 

.٤ـ١:الزخرف ـ 2 

 

________________________________________

) 59 (

. ٢٣ فصلت،. ٢٢ غافر،. ٢١ ص،. ٢٠ يس،. ١٩ السجدة،. ١٨ لقمان،.١٧ الروم،. ١٦ العنكبوت،. ١٥ القصص،

.القلم. ٢٩ ق،. ٢٨ االحقاف،. ٢٧ الجاثية،. ٢٦ الدخان،. ٢٥ الزخرف،. ٢٤ الشورى،

.المقطعة بالحروف افتتحت سورة ٢٩ عددھا يبلغ التي السور فھذه 

وذكروا. الحروف ھذه من المقصود ھو ما بيان إلى المفسرون تطرق وقد  في الرازي فخرالدين نقلھا كثيرة وجوھا

عشرين على تربو الكبير تفسيره )١(. وجھا

.الوجوه بعض إلى نلمح ثم المختار نقدم نحن وھا 

 

القرآن مادة إلى إلماع

صنع من ليس الكتاب أنھذا وادعى تعبيره، ورصانة كلماته وعذوبة وبالغته بفصاحته المشركين تحدى الكريم إنالقرآن 

.بلغ ما والفصاحة البالغة مضمار في بلغ ولو إنسان أي قدرة إليھا تبلغ ال فائقة إلھية قدرة صنع من بل البشر

السور أوائل في يورد أخذ إنه ثم   وھذه الحروف، ھذه من مولف الكتاب ھذا أن إلى لاللماع الھجائية الحروف من قسما

بھا تلھجون التي ھي الحروف تركب التي المواد الن مثله، فاصنعوا صنعي من أنه تزعمون كنتم فلو ومساء صباحا

سبحانه هللا قبل من منزل كتاب أنه فاعلموا عجزتم، فإن وبلغائكم، بفصحائكم واستعينوا أيديكم تحت كلھا القرآن منھا

.ونذيرا بشيرا عباده من عبد على

أھل أئمة عن ورد ما وإليك المحققين، من جمع خيرة وھو ،) السالم عليھم( البيت أھل أئمة عن المروي ھو الوجه وھذا 

:المقام ھذا في) السالم عليھم( البيت

 كذبت«: قال انه ،) السالم عليه( العسكري االمام عن بسنده الصدوق روى: أ 

____________

.٨ ـ٥|٢:الرازي الفخر تفسير ـ 1 

 

________________________________________

) 60 (

أنزلته الذي الكتاب ھذا محمد يا أي) الكتاب ذلك* الم(: هللا فقال تقوله، مبين، سحر ھذا: وقالوا بالقرآن، واليھود قريش

بذلك واستعينوا صادقين، كنتم إن بمثله فأتوا ھجائكم، وحروف بلغتكم وھو) الم( منھا التي المقطعة الحروف ھو إليك

يأتون ال القرآن ھذا بمثل أنيأتوا على والجن االنس اجتمعت لئن(: بقوله عليه يقدرون ال أنھم بين ثم شھدائكم، بسائر

 )٢(. » )١() ظھيرا لبعض كانبعضھم ولو بمثله

كانت لما أنه عندنا الذي إن : قال حيث المفسرين، كبار من) ھـ٣٢٢ ـ٢٥٤(االصفھاني بحر بن محمد مسلم أبو قال وبه 

المقطعة الحروف ھذه جنس من القرآن ھذا أن أراد مثله، من وبسورة بالقرآن وتحداھم العرب كالم أصل المعجم حروف

لكم والتعجيز أنالمنع على دليال مثله من وسورة القرآن بمثل االتيان عن عجزكم فكان أمثالھا، على وتقتدرون تعرفونھا

افتتحت كلسورة أن تأويله على يدل ومما: قال ،) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول حجة وانه أمثالھا، على هللا من

وتقدرون تعرفونھا أنتم التي الحروف ھذه من مولف أنه يعني القرآن، إلى إشارة بعدھا تعرفونھا، أنتم التي بالحروف

واحدة؟ سورة في الحروف ذكر على تعالى هللا اقتصر قد لكان ھذا المراد كان لو قيل إن: وقال نفسه، ثمسأل عليھا،

)٣(. يخاطبونه الذي إفھام إيثار عند التكرار العرب عادة: فقال

ھذه من الفواتح في عزسلطانه هللا أورده ما تأملت إذا أنك واعلم: وقال تفسيره، في) ھـ٥٣٨ ـ٤٦٧(الزمخشري واختاره 

 والكاف والراء والصاد والميم والالم االلف: وھي سواه، ١٤: المعجم حروف أسامي نصف وجدتھا االسماء

____________

.٨٨:االسراء ـ 1 

.٩ برقم البقرة سورة من الثالثة اآلية تفسير ،٥٤|١:البرھان تفسير ـ 2 

.١٠٦: للزنجاني القرآن تاريخ ـ 3 

 

________________________________________

) 61 (

.المعجم حروف عدد على سورة وعشرين تسع في والنون، والقاف والحاء والسين والطاء والعين والياء والھاء

المھموسة من فيھا أن ذلك بيان الحروف، أجناس أنصاف على مشتملة وجدتھا عشر االربعة ھذه في نظرت إذا ثم  

.والحاء والسين والھاء والكاف الصاد: نصفھا

.والنون والياء والقاف والطاء والعين والراء والميم والالم االلف: نصفھا المھجورة ومن 

.والقاف والطاء والكاف االلف: نصفھا الشديدة ومن 

.والنون والياء والحاء والسين والعين والھاء والصاد والراء الالم: نصفھا الرخوة ومن 

.والطاء الصاد: نصفھا المطبقة ومن 

.والنون والياء والقاف والحاء والسين والعين والھاء والكاف والراء والميم والالم االلف: نصفھا المنفتحة ومن 

.والطاء والصاد القاف: نصفھا المستعلية ومن 

.والنون والحاء لسينوا والعين الياء و والھاء والكاف والراء والميم والالم االلف: نصفھا المنخفضة ومن 

.والطاء القاف: نصفھا القلقلة حروف ومن 

منھا، بالمذكورة مكثورة المعدودة االجناس ھذه من ذكرھا هللا ألغى التي الحروف رأيت وتراكيبھا الكلم استقريت إذا ثم  

 للطائف المطابق وھو كله منزلة ينزل وجله الشيء معظم أن علمت وقد حكمته شيء كل في دقت الذي فسبحان

________________________________________

) 62 (

.التنزيل

الحجة وإلزام لھم التبكيت من ذكرت ما إلى إشارة كالمھم تراكيب منھا التي االلفاظ العرب على عدد عزاسمه هللا فكأن  

)١(. إياھم

ما قال) ھـ١٣٨٦ ـ١٣٠١( الشھرستاني الدين ھبة السيد قالمحق وھو أال رائع ببيان الوجه ھذا بين من المتأخرين ومن 

:نصه ھذا

فاقت وقد البشر اعمال يسير ومن العرب كلمات جنس من عربية أحرف صبابة سوى ليست جمل مجموعة القرآن إن  

االعجاز افتراض وصعب فيه النبوغ قل وجودا، وأكثر صدورا أيسر البشري العمل كان وكلما عبقرية، ذلك مع

فلماذا »حمعسق« و»الم« عن عبارة فھي البشر، بين المتداولة الحروف سوى ليست القرآنية الجمل فإذا منه، واالعجاب

من شيء بإتيان العرب وغير العرب تحدي يكرر القرآن ونجد ھذا الصدور؟ مستحيل منه جمل أو جملة تأليف صار

كالسمن الجميع لدى مبذولة أشياء من اللذيذة الحلوى يصنع بأنه المتطاھي يفاخر كالطاھي الممتنع السھل ھذا مقولة

يستحضر الماھر الكيمياوي وكذلك االدوات، استحضاره مع ذلك من يتمكن ال المتطاھي بينما الرز، ودقيق واللوز

ويسمع يقرع رآنالق وكذلك واالجزاء، االدوات جميع حضور مع عنه يعجز وغيره الكمال، لصفات المستجمع المطلوب

)٢(. عاجزون ذلك مع أنتم و ه و ط رو و ول وم ح من لديكم موفورة القرآني المستحضر ھذا أجزاء بأن قومه

يشذ ولم مختلفة، بتعابير الكريم القرآن ذكر بعدھا جاء المقطعة بالحروف صدرت التي السور أكثر أن الرأي ھذا ويويد 

 مريم: ھي أربع، سور إال عنھا

____________

.المعرفة دار ط ،١٧|١:الكشاف ـ 1 

.١١٦ ـ١١٥:الخالدة المعجزة ـ 2 

 

________________________________________

) 63 (

:اآليات من نماذج وإليك والقرآن، الكتاب بذكر المقطعة الحروف أردف السور ھذه غير ففي والقلم، والروم والعنكبوت

)١() . للمتقين ھدى فيه ريب ال الكتاب ذلك* الم( 

الكتاببالحق عليك نزل...الم(  )٢() . واالنجيل التوراة وأنزل يديه بين لما مصدقا

)٣() . منه حرج صدرك في يكن فال إليك أنزل كتاب * المص( 

)٤() . الحكيم الكتاب آيات تلك الر( 

.إليھا أشرنا التي االربع عدا ما السور من ذلك غير إلى 

:وقال المحققين من عظيم جمع وإلى المبرد، إلى ونسبه الرازي كالم في العاشر الوجه ھو الوجه ثمإنھذا  ذكرھا إنما إنا

أو سور، بعشر أو القرآن، بمثل يأتوا أن تحداھم لما) وسلم وآله عليه هللا صلى( الرسول أن وذلك الكفار، على احتجاجا

الحروف ھذه أنزلت عنه، فعجزوا واحدة، بسورة عليھا، قادرون وأنتم الحروف ھذه من إال ليس أنالقرآن على تنبيھا

عند من ال هللا عند من أنه على دلذلك عنه عجزتم فلما القرآن، ھذا بمثل تأتوا أن يجب فكان الفصاحة، بقوانين وعارفون

)٥(. البشر

 .برھانه عرفت وقد المختار الرأي ھو ھذا 

 على دال منھا واحد كل ان : وحاصله االول، من صحة أقل آخر رأي وثمة 

____________

.٢ـ١: البقرة ـ 1 

.٣ـ١:عمران آل ـ 2 

.٢ـ١: االعراف ـ 3 

.١:يونس ـ 4 

.٦|٢:الرازي الفخر تفسير ـ 5 

 

________________________________________

) 64 (

.صفاته من وصفة تعالى هللا أسماء من اسم

والميم لطيف، أنه إلى إشارة والالم أبدي، أزلي، آخر، أول، أحد، تعالى أنه إلى إشارة االلف): الم( في عباس ابن قال 

.منان مجيد، ، ملك انه إلى إشارة

والعين ھاديا، كونه على يدل والھاء كافيا، كونه على يدل والكاف نفسه، على تعالى هللا من ثناء إنه): كھيعص( في وقال 

.الصادق على يدل والصاد العالم، على يدل

. العدل و العزيز على والعين يجير، أنه على والياء والكريم، الكبير على الكاف حمل انه عباس ابن عن جرير ابن وذكر 

)١(

:يلي ما الوجه ذلك تأييد في الزنجاني ونقل 

ال حم): وسلم وآله عليه هللا صلى( قوله عن العباس، أبو سئل: االزھري قال ،»ينصرون ال حم شعاركم«: الحديث وفي 

.ينصرون ال وهللا معناه: فقال. ينصرون

 )٢(. ينصرون ال اللھم معناه: االثير ابن قال »ينصرون ال حاميم فقولوا بيتم إذا«: الجھاد حديث في العرب لسان وفي 

:البيان وإليك والكتاب، بالقرآن سبحانه فيھا حلف التي اآليات تفسير إلى فلنرجع االمور، ھذه عرفت إذا 

،)المرسلين لمن إنك(: قوله عليه والمقسم القرآن، ھو به فالمقسم) المرسلين لمن إنك* الحكيم والقرآن* يس( .1 

.الخالدة ومعجزته ورسالته تبليغه أداة القرآن الن واضحة، المرسلين من كونه وبين القرآن بين والصلة

 

____________

.٦|٢:الرازي الفخر تفسير ـ 1 

.١٠٥:القرآن تاريخ ـ 2 

 

________________________________________

) 65 (

و والعبر الشرائع من عليھا يتفرع وما المعارف حقائق وھي الحكمة، فيه مستقر فالنه بالحكيم، القرآن وصف وأما

)١(. المواعظ

. )مناص حين والت فنادوا قرن من قبلھم من أھلكنا كم* وشقاق عزة في باللذينكفروا* الذكر ذي والقرآن* ص(.2 

( بكونه السابقة اآلية في وصفه كما) الذكر ذي( بكونه القرآن وصف  والمراد ،)المجيد(بـ ثالثة تارة ووصفه) حكيما

.والمعاد التوحيد من االنسان عليه جبل ما ذكر ھو بالذكر

البعث وذكر االمم، وأخبار االنبياء، وذكر العلى، وصفاته الحسنى وأسماوه وتوحيده هللا ذكر فيه: الطبرسي قال 

)٢() . شيء من الكتاب في فرطنا ما(: قوله ويويده االحكام من المكلف إليه يحتاج وما االحكام وذكر والنشور،

والنبوة المعاد من الحقة المعارف من عليه يتفرع وما وتوحيده تعالى هللا ذكر بالذكر المراد: تفسيره في الطباطبائى قال 

.وغيرھما

قلوبھم تخشع أن آمنوا للذين يأن ألم(: سبحانه قال الجاللة، لفظ إلى اآليات من واحد غير في الذكر إضافة ذلك ويويد 

.ذلك غير إلى) ٤() هللا ذكر فأنساھم الشيطان عليھم استحوذ(: وقال) ٣() هللا لذكر

عزة في وانھم كفروا بالذين التنديد ذلك على ويدل المنذرين، لمن أنك ھو القرينة، من معلوم فمحذوف: عليه المقسم وأما 

 عن تكبر في أي وشقاق،

____________

.٦٢|١٧:الميزان تفسير ـ 1 

.٤٦٥|٨:البيان مجمع ـ 2 

.١٦:الحديد ـ 3 

.١٩:المجادلة ـ 4 

 

________________________________________

) 66 (

مخالفته، على النبيويصرون متابعة عن يأنفون النھم ومخالفة، وعصيان عداوة أي وشقاق جاھلية، وحمية الحق قبول

والت باالستغاثة بھم الھالك وقوع عند فنادوا الرسل بتكذيبھم قرن من قبلھم من أھلكنا كم: فقال سبحانه، هللا ثمخوفھم

 .مناص حين

أسباب من القرآن الن واضحة، »المنذرين لمن إنك« المقدر عليه والمقسم) الذكر ذي القرآن( به المقسم بين والصلة 

.تحذيره وأدوات انذاره

)١() . عجيب شيء الكافرونھذا منھمفقال منذر جاءھم ان عجبوا بل* المجيد والقرآن ق(.3 

فالجل الكريم، القرآن به وصف وقد والجالل، المقام في السعة المجد: الراغب قال بالمجيد، ووصفه ھوالقرآن به المقسم 

.المجد في مبالغة فالمجيد واالخروية، الدنيوية المكارم من يتضمن ما كثرة

)٢(. والنفع الخير الكثير نفسه، في العظيم هللا، على الكريم أي المجيد: الطبرسي وقال 

واالنذار حق أنالبعث أو المنذرين، لمن انك المجيد والقرآن: والتقدير التالية، الجمل عليه تدل محذوف: عليه والمقسم 

.حق

.زعمھم ونقد إنكاره على باستعجالھم المشركين وبخت و المعاد إلى الدعوة على السورة ركزت وقد 

أما حق، والنشر انالبعث أو المنذرين من إنك عليه المقسم بأن أقلنا سواء واضحة، القسم وجواب به المقسم بين والصلة 

 أدوات أحد القرآن فالن االول على

____________

.٢ـ١:ق ـ 1 

.١٤١|٩:البيان مجمع ـ 2 

 

________________________________________

) 67 (

يتضمن القرآن فالن الثاني على وأما ، االنذار .المعاد إلى الدعوة عن كثيرا شيئا

قال) ١() قرآنه فاتبع قرأناه فإذا* وقرآنه جمعه علينا إن (: سبحانه قال رجحان، نحو مصدر االصل في القرآن إن ثم  

.به فاعمل صدرك في وأثبتناه جمعناه إذا: عباس ابن

على أنزل لما التوراة أن كالعلم،كما له فصار) وسلم وآله عليه هللا صلى( محمد نبينا على المنزل بالكتاب خص وقد 

الكتاب ھذا تسمية: العلماء بعض قال ،) السالم عليه( عيسى على أنزل لما االنجيل و ،) السالم عليه( موسى من قرآنا

لكونه هللا كتب بين  )٢() شيء لكل وتفصيال (: بقوله إليه تعالى أشار كما العلوم، جميع ثمرة لجمعه بل كتبه، لثمرة جامعا

) ٣() الفجر وقرآن(:سبحانه قوله في كما القراءة، بمعنى يكون أن يحتمل ولكن جمع، بمعنى قرأ من فالقرآن ھذا وعلى 

.قراءته أي

بالكتاب الحلف 

:وقال مرتين، بالكتاب سبحانه حلف 

 )٤() . منذرين كنا إنا مباركة ليلة في أنزلناه إنا* المبين والكتاب* حم(.1 

جعلناه إنا* المبين والكتاب* حم(.2  قرآنا  )٥() . تعقلون لعلكم عربيا

 

____________

.١٨ ـ١٧:القيامة ـ 1 

.١٥٤:االنعام ـ 2 

.٧٨:االسراء ـ 3 

.٣ـ١:الدخان ـ 4 

.٣ـ١:الزخرف ـ 5 

 

________________________________________

) 68 (

حيث واضحة، بينھما والصلة ،)مباركة ليلة في أنزلناه إنا(: قوله االولى اآلية في عليه والمقسم الكتاب، ھو به فالمقسم

 .مباركة ليلة في سبحانه جانبه من منزل أنه على بالكتاب يحلف

جعله سبحانه أنه على الحلف ھو عليه والمقسم المبين، لكتاب ا ھو الثانية اآلية في به أنالمقسم كما  قرآنا للتعقل، عربيا

.واضحة بينھما والصلة

إنا(: قال حيث اآليتين، في جاء كما وتعقلھم إنذارھم ھو الكتاب نزول من الغاية الن غيره، دون بالمبين الكتاب ووصف 

الكتاب يكون أن لنفسه يطلب والتعقل االنذار أي الغاية من النوع وھذا ،) تعقلون لعلكم(: وقال) منذرين كنا واضحا

.ومعقدا مجھوال ال مفھوما

فيه المكتوب سمي ثم مصدر، االصل في والكتاب  .كتابا

 .والكتاب بالقرآن الحلف تم ھنا إلى 

.الضاللة من وإنقاذھم الناس لھداية أنزله حيث سبحانه فعله أنه ذلك في ويكفي به المقسم عظمة في الكالم ھنا بقي 

حتى ونستنطقه القرآن نفس إلى نرجع أن بنا واالحرى القرآن، عظمة حول الغربيين المفكرين من واحد غير تكلم وقد 

.نفسه حق في رأيه يبدي

 )١() . مبين وكتاب نور هللا من جاءكم قد(: سبحانه قال: السعادة لطالب الطريق ينير نور القرآن: أ 

 )٢() . للمتقين ھدى (: سبحانه قال: للمتقين ھدى انه: ب 

 

____________

.١٥:المائدة ـ 1 

.٢:البقرة ـ 2 

 

________________________________________

) 69 (

.بالذكر خصھم ولذلك المتقون، إال منه يستفيد ال أنه إال الناس، لعامة ھدى كان وإن فھو

 )١() . أقوم ھي للتي يھدي القرآن ھذا إن (: سبحانه قال: االقوم الشريعة إلى الھادي ھو: ج 

 )٢() . بالقسط الناس ليقوم والميزان الكتاب معھم وأنزلنا(: سبحانه قال: بالقسط الناس قيام إنزاله من الغاية: د 

هللا غير عند كانمن ولو(: سبحانه قال: محتواه وال مضامينه في وال وبالغته فصاحته في االختالف إليه يتطرق ال: ھـ 

فيه لوجدوا  )٣() . كثيرا اختالفا

)٤() . آياته ليدبروا مبارك إليك أنزلناه كتاب ( فيه والتفكر التدبر إلى الناس يحث: و 

الكتاب عليك ونزلنا(: لكلشيء تبيان: ز   )٥() . شيء لكل تبيانا

)٦() . نذيرا للعالمين ليكون عبده على الفرقان نزل الذي تبارك(: للعالمين نذير: ح 

 )٧() . القصص أحسن عليك نقص نحن(: القصص أحسن فيه: ط 

 

____________

.٩:االسراء ـ 1 

.٢٥:الحديد ـ 2 

.٨٢:النساء ـ 3 

.٢٩:ص ـ 4 

.٨٩:النحل ـ 5 

.١:الفرقان ـ 6 

.٣:يوسف ـ 7 

 

________________________________________

) 70 (

 )١() . مثل كل من للناس القرآن ھذا في صرفنا ولقد(: مثل كل من للناس فيه ضرب:ي

.االوصاف ببعض القرآن تصف التي اآليات من نماذج ھذه 

:منھا شذرات ننقل بالقرآن التعريف حول قيمة كلمات المعصومين واالئمة وللنبي 

بكم والسير سفر، ظھر على وأنتم ھدنة دار في انكم الناس أيھا«: فقال خطيبا،) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي قام 

الجھاز فأعدوا بكلموعود، ويأتيان بعيد، كل ويقربان جديد، كل يبليان، والقمر والشمس والنھار الليل رأيتم وقد سريع،

.«المجاز لبعد

.وانقطاع بالغ دار« :قال الھدنة؟ دار ما و هللا رسول يا: وقال االسود، بن المقداد فقام 

إلى قاده أمامه جعله ومن مصدق، وماحل مشفع شافع فإنه بالقرآن، فعليكم المظلم الليل كقطع الفتن عليكم التبست فإذا 

وھو وتحصيل، وبيان تفصيل فيه كتاب وھو سبيل، خير على يدل الدليل وھو النار، إلى ساقه خلفه، جعله ومن الجنة،

نجومه وعلى نجوم له عميق، وباطنه أنيق، ظاھره علم، وباطنه حكم فظاھره وبطن، ظھر وله بالھزل، ليس الفصل

الصفة، عرف لمن المعرفة على ودليل الحكمة، ومنار الھدى مصابيح فيه غرائبه، تبلى وال عجائبه تحصى ال نجوم،

يمشي كما البصير، قلب حياة التفكر فإن نشب، من ويتخلص عطب، من ينج نظره، الصفة وليبلغ بصره، جال فليجل

 )٢(. »التربص وقلة التخلص بحسن فعليكم بالنور، الظلمات في المستنير

 

____________

.٥٤:الكھف ـ 1 

.القرآن فضل كتاب ،٥٩٩|٢: الكافي ـ 2 

 

________________________________________

) 71 (

:القرآن وصف في) السالم عليه( المومنين أمير علي االمام وقال

مصابيحه، تطفأ ال نورا الكتاب عليه ثمأنزل»  وبحوره، العلم ينابيع فھو قعره، يدرك ال توقده،وبحرا يخبو ال وسراجا

 )١(. »الواردون يغيضھا ال ومناھل الماتحون، ينضبھا ال وعيون المستنزفون، ينزفه ال وبحر

. )السالم عليھم( البيت أھل أئمة عن الواردة بالقرآن التعريف حول والكلم الخطب من ذلك غير إلى 

 

 

____________

.١٩٨ الخطبة البالغة، نھج ـ 1 

________________________________________

) 72 (

الخامس الفصل

 

بالعصر القسم

)١(). خسر االنسانلفي إن * والعصر(: وقال آخر، به بمقسم يقرنه أن دون واحدة مرة بالعصر سبحانه حلف 

 

:اآليات تفسير

 .عصور وجمعه الدھر، تارة منه ويراد يطلق العصر 

.القمر و للشمس كالقمرين والنھار، الليل والعصران والعشي، الغداة: العصران: يقال الغداة، مقابل العشي وأخرى 

: سبحانه قال يعصر، ما نفاية والعصارة العصر، الشيء والمعصور. عصرت مصدر فيكون الضغط بمعنى وثالثة 

ماء المعصرات من وأنزلنا(: ،وقال) ٣() يعصرون وفيه(: وقال ،)٢() أعصرخمرا أراني( التي السحب أي) ٤() ثجاجا

.بالمطر تعتصر

)٦() ٥() إعصار فأصابھا(: سبحانه قال الغبار، يثير ما بمعنى ورابعة 

.االوليين المعنيين أحد اآلية من والمراد 

 

____________

.٢ـ١:العصر ـ 1 

.٣٦:يوسف ـ 2 

.٤٩:يوسف ـ 3 

.١٤:النبأ ـ 4 

.٢٦٦:البقرة ـ 5 

.٥٣٥|٥:البيان مجمع و عصر القرآن،مادة مفردات ـ 6 

 

________________________________________

) 73 (

.والزمان الدھر: االول 

.الغداة مقابل العصر: الثاني 

.واضح ھو كما الرابع وال الضغط،: أعني الثالث، المعنى يناسب وال 

.االولين المعنيين بيان وإليك 

إلى لقول ا ذلك نسب وقد والنھار، الليل مرور جھة من االبصار لذوي عبرة فيه الن به حلف وإنما الدھر،: العصر .1 

.والجبائي والكلبي عباس ابن

)١(. العجائب أصناف من مروره في لما بالزمان وأقسم: الزمخشري قال 

عليه المقسم جعل سبحانه النه وذلك البشرية، تاريخ ھو العصر بھما يفسرون اللذين والزمان الدھر من المراد ولعل  

من حياته ومضي عمره تصرم من ھو انه االنسان خسران أن المعلوم ومن خاصة، طائفة إال خسر لفي االنسان كون

:بنصھا نأتي طريفة حكاية ھنا الرازي نقل وقد يده، في وقع مال رأس بأغلى ينتفع أن دون

ارحموا ماله، رأس يذوب من ارحموا: ويقول يصيح، كان الثلج بائع من السورة معنى تعلمت السلف، بعض وعن: قال 

. خاسر ھو فإذا يكتسب وال عمره فيمضي العصر به يمر خسر لفي االنسان أن معنى ھذا: فقلت ماله، رأس يذوب من

)٢(

أقسم كما) ٣() سجى إذا والليل* والضحى(: وقال بالضحى، أقسم كما بالعصر وأقسم النھار، طرفي أحد: العصر.2 

،)١() أسفر إذا والصبح(: وقال بالصبح،

____________

.٣٥٧|٣:الكشاف ـ 1 

.٨٥|٣٢:الرازي الفخر تفسير ـ 2 

.٢ـ١:الضحى ـ 3 

 

________________________________________

) 74 (

اليومية فاالعمال البشر، وحياة المعيشة نظام في تغيير فيه يحدث النھار من وقت في ھو إذ الھميته، بالعصر أقسم وإنما

إلى االنسان ويخلد السماء، على الظالم ويستولي الغروب، نحو بالميل الشمس وتبدأ أوكارھا، إلى تعود والطيور تنتھي،

.الراحة

:آخران قوالن وھناك 

وصبر الحق اتبع لمن إال االنساني، للعالم الخسران شمول من التاليتان اآليتان تضمنته لما ذلك الرسول، عصر المراد: أ 

وآله عليه هللا صلى« النبي عصر العصر من المراد يكون أن على يوكد وھذا عمال، الصالحون المومنون وھم عليه،

.الباطل على الحق وظھور البشري المجتمع في االسالم نجم بزوغ عصر وھو ،»وسلم

الصلوات على حافظوا(:قوله بدليل، لفضلھا بھا، أقسم وإنما مقاتل، عن المروي وھو العصر، وقت به المراد:ب 

فيقسمان الصالة بعد من تحبسونھما(: تعالى قوله من أنالمراد قيل كما) ٢() الوسطى والصالة صالة ھو) ٣() با

.العصر

.االعمال بھا يختم كالتوبة فھي النھار، طاعات ختم بھا يحصل العصر صالة ان ذلك إلى أضف 

لفي االنسان( أعني عليه، والمقسم العصر بصالة القسم بين صلة ال إذ الضعف، غاية في االخير القول ان يخفى وال 

قرينة توفر عدم مع المضاف وحذف إليه، بالمضاف اكتفى لماذا العصر، صالة ھو به المقسم كان لو أنه على) خسر

.عليه المتقدم الوجه حال يظھر ومنه عليه،

 

____________

.٣٤:المدثر ـ 1 

.٢٣٨:البقرة ـ 2 

.١٠٦:المائدة ـ 3 

 

________________________________________

) 75 (

االنسان خسران أي الجواب، مع يتناسب البشرية وتاريخ بالزمان الحلف إن حيث االقوى، ھو االول الوجه أن والظاھر

 .بيانه سيوافيك كما الحياة، في

وھو لديه شيء أثمن مضي ھو الخسران من والمراد) خسر لفي االنسان إن (: سبحانه قوله فھو عليه، المقسم وأما 

ينصرم حيث الدنيوية الحياة سنة ھي وھذه أبدا، بشيء يعوض ال بنحو ماله رأس يفقد لحظة كل في فاالنسان عمره،

.ذلك من أعظم خسران فأي ويموت، يھرم أن إلى طاقاته تنصرم كما بالتدريج، ووجوده عمره

تنقضي فھي قارة، غير متصرمة حقيقة الزمان حقيقة الن يخفى، أن من فأوضح عليه والمقسم به المقسم بين الصلة وأما 

.بالتدريج ماله رأس وينقص فيخسر االنسان عمر في الحال وھكذا فشيئا، شيئا

وعمل آمن من الخسران من استثنى سبحانه إنه ثم   .بالصبر وتواصى بالحق وتواصى صالحا

وعمله بإيمانه فھو المنقضي عمره مقام يقوم أن يستطيع وأثمن، أغلى بشيء ماله رأس بدل النه. واضح االستثناء ووجه 

.والمعنوية المادية ونعمه سبحانه، برضوانه حافلة دائمة، حياة اشترى الصالح

وعدا ويقتلون فيقتلون هللا سبيل في يقاتلون الجنة لھم بأن أموالھم و أنفسھم المومنين من اشترى هللا إن (: سبحانه يقول 

عليه ) العظيم الفوز ھو وذلك به بايعتم الذي ببيعكم فاستبشروا هللا من بعھده أوفى ومن والقرآن واالنجيل التوراة في حقا

.)١(

 

____________

.١١١:التوبة ـ 1 

 

________________________________________

) 76 (

السادس الفصل

 

بالنجم القسم

ما* ھوى إذا والنجم(: وقال واحدة، مرة به وحلف) ١( سور، أربع في مرات أربع الكريم القرآن في النجم كلمة وردت 

.المكية السور من ھي) ٢() يوحى وحي إال ھو إن* الھوى عن ينطق وما* غوى وما صاحبكم ضل

 

اآليات تفسير

.والغروب كالطلوع مصدر ومرة والجيوب، كالقلوب اسم مرة فالنجوم نجوم، وجمعه الطالع، الكوكب: اللغة في النجم 

.سفل إلى علو من السقوط على وأخرى الشھوة، إلى النفس ميل على تارة فيطلق) ھوى إذا(: قوله في »ھوى« وأما 

أي ھوى إذا بالنجم الحلف وجه وسيوافيك ميله، ھو المراد وإنما اللفظ، يساعده ال وغروبه، النجم بسقوط تفسيره ولكن 

.مال إذا

:االمرين أحد النجم من المراد إن ثم  

البشري الذھن يعجز ورموز أسرار ولھا سبحانه هللا عظمة آيات من ھي التي النجوم كافة فيشمل النجم، مطلق أما: أ 

.بھا االحاطة عن

 

____________

.٣:الطارق ،٦:الرحمن ،١:النجم ،١٦:النحل: وھي ـ 1 

.٤ـ١:النجم ـ 2 

 

________________________________________

) 77 (

)١() . الشعرى رب ھو وانه(: سبحانه قال السورة، نفس في جاء الذي الشعرى نجم ھو المراد: ب 

قوة يختبر وبه النور، خافت وواحد واضحة منھا ستة نجوم، سبعة من مجموعة وھي الثريا، ھو بأنالمراد القول ونظيره 

.البصر

لنزوله سنة ٢٣ طيلة »وسلم وآله عليه هللا صلى« هللا رسول قلب على نزل الذي بالقرآن فسر وربما  لكن) ٢(. نجوما

.المعنى ھذا على يساعد ال اآلية لفظ

  ولعل ھويه، بوقت القسم قيد أنه ذلك على ويدل السائر، به يھتدي خاص بنجم أو النجوم بعامة يحلف أن إما سبحانه فا

من المشرق به يعلم ال النه الساري، به يھتدي ال االرض عن بعيدا يكون السماء وسط في كان إذا أنالنجم ھو الوجه

)٣(. المشرق من المغرب جانب بزواله تبين زال، فإذا الشمال، من الجنوب وال المغرب

. )يوحى إالوحي ھو إن* الھوى عن ينطق وما* غوى وما صاحبكم ضل ما(: سبحانه قوله فھو: عليه المقسم وأما 

في الضاللة يستعمل والقرآن ، »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي عن فنفاھما والغي الضالل بين ھناك سبحانه جمع 

)٤() اھتديتم إذا ضل من يضركم ال أنفسكم عليكم آمنوا الذين أيھا يا(: سبحانه يقول الھدى، مقابل

 الرشد سبيل يروا وإن(: سبحانه يقول الرشد، مقابل في الغي يستعمل كما 

____________

.٤٩:النجم ـ 1 

.١٧٢|٥:البيان مجمع ؛٢٧|١٩:الميزان انظر ـ 2 

.٢٧٩|٢٨:الرازي الفخر تفسير ـ 3 

.١٠٥:المائدة ـ 4 

 

________________________________________

) 78 (

 )١() . سبيال يتخذوه الغى سبيل يروا وإن سبيال يتخذوه ال

:فنقول والغواية، الضاللة بين الفرق بيان والمھم 

مقصده إلى السالك يجد ال أن الضالل أن الرازي ذكر  المقصد، إلى مستقيم طريق له يكون ال أن والغواية أصال، طريقا

كالكافر والضال. ضال إنه تقول وال رشيد، غير سفيه انه السداد، طريق على ليس الذي للمومن تقول انك ھذا على يدلك

 )٢(. كالفاسق والغاوي

معتقد غير االنسان كون من يكون قد الجھل أن وذلك فاسد، اعتقاد من جھل الغي : الراغب يقول ما يرجع ذلك وإلى 

 )٣(. غي : له يقال الثاني، النحو وھذا شيء، اعتقاد من يكون وقد فاسدا، وال صالحا ال اعتقادا

أنواع من نوع كل ورد »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي عن والغي الضاللة نفي بيان بصدد فاآلية ھذا وعلى 

.أعدائه جانب من إليه الموجھة التھم به ليرد »وسلم وآله عليه هللا صلى« عنه والخطأ والضالل والجھل االنحراف

كما الساري به يھتدي والميل الھوي عند النجم أن من ذكرنا لما فواضح، عليه والمقسم به المقسم بين الصلة بيان وأما 

.وتقريره وفعله بقوله أي الناس، به النبييھتدي أن

إال ھو إن(:قال ولذلك إليه، الموحى الوحي ھداية في خطأ ال وھكذا تكوينية، ھداية النھا النجم ھداية في خطأ ال أنه فكما 

. )يوحى وحي

 

____________

.١٤٦:االعراف ـ 1 

.٢٨٠|٢٨: الرازي الفخر تفسير ـ 2 

.٣٦٩: الراغب مفردات ـ 3 

 

________________________________________

) 79 (

السابع الفصل

 

النجوم بمواقع القسم

إنه* عظيم تعلمون لو لقسم وإنه* النجوم بمواقع أقسم فال(:وقال النجوم، بمواقع الواقعة سورة في وتعالى سبحانه حلف 

 )١(). إالالمطھرون يمسه ال* كتابمكنون في* كريم لقرآن

اآليات تفسير

.تغيب حيث مساقطھا النجوم مواقع من المراد 

: يقال ومغاربھا، مطالعھا منه يراد ذلك وعلى وقوعا، الطائر وقع: يقال وسقوطه، الشيء ثبوت الوقوع: الراغب قال 

 )٢(. مساقطه أي الغيث مواقع

وفي فيھا إذ وغروبھا، وجريھا وطلوعھا بالنجوم يقسم سبحانه هللا أن ومغاربھا النجوم مطالع ھو المراد أن على ويدل 

) ھوى إذا والنجم(: وقال) ٣() الكنس الجوار* بالخنس أقسم فال(: تعالى قوله في كما وداللة، وعبرة آية الثالث حاالتھا

منھا فالمراد القرآن في وقعت حيث النجوم ان أيضا، القول ھذا ويرجح) والمغارب المشارق برب أقسم فال(: وقال

 وإدبار(: تعالى كقوله الكواكب،

____________

.٧٩ ـ٧٥:الواقعة ـ 1 

.وقع مادة ،٥٣٠:الراغب مفردات ـ 2 

.١٦ ـ١٥:التكوير ـ 3 

 

________________________________________

) 80 (

.))٢(والنجوم والقمر والشمس(: وقوله صخ،)١() النجوم

القرآن وصف) المطھرون إال يمسه ال* مكنون كتاب في* كريم لقرآن إنه(: سبحانه قوله فھو: عليه المقسم وأما 

:أربع بصفات

وأفضله، أحسنه كلشيء من وھو النفع، العظيم الخير، الكثير البھي ھو والكريم ،)كريم لقرآن (: أ  كريم، سبحانه فا

.مثله القرآن أعني وفعله

يحمد، لما جامع اسم الكريم: االزھري وقال  والعلم والبيان الھدى من فيه لما يحمد كريم والقرآن فعاله، يحمد كريم فا

.والحكمة

) ٣().محفوظ لوح في* مجيد قرآن ھو بل(: قوله بشھادة المحفوظ، اللوح ھو منه المراد ولعل) مكنون كتاب في (: ب 

* سفرة بأيدي* مطھرة مرفوعة * صحفمكرمة في(: سبحانه قال المالئكة، بأيدي الذي الكتاب المراد يكون أن ويحتمل

)٤() . بررة كرام

وبيان وصفه بصدد الناآليات المتبادر، ھو كما ،) كريم لقرآن(: قوله إلى الضمير رجع فلو) إالالمطھرون يمسه ال(: ج 

بأنفسھن يتربصن والمطلقات(: سبحانه قوله في كما االنشاء، بمعنى االخبار فيكون طاھر، إال المصحف يمس فال منزلته

 )٥() . قروء ثالثة

 يمس ال المعنى فيكون) مكنون كتاب ( إلى الضمير برجوع قيل ولو 

____________

.٤٩:الطور ـ 1 

.١٨:الحج ـ 2 

 . ٢٢ ـ ٢١: البروج ـ 3 

. ١٦ ـ ١٣: عبس ـ 4 

.٢٢٨:البقرة ـ 5 

 

________________________________________

) 81 (

سيقت اآلية بأن الوجه ھذا يويد وربما إالالمطھرون، المكنون الكتاب ال وانمحله الشياطين، به ينزل أن من للقرآن تنزيھا

وما(: تعالى قال يمسوه، أو إليه يصلوا أن وأنجسھم هللا خلق أخابث على فيستحيل إالالمطھرون، يمسه فال إليه، يصل

 )١() . يستطيعون وما لھم ينبغي وما* الشياطين به تنزلت

.البشر صنع من وليس هللا كتاب وانه مختلفة، مواقف في القرآن عليه يركز الذي ھو وھذا) العالمين رب من تنزيل (: د 

ظلمات في البشر بھا يھتدي وغروبھا طلوعھا أي بمواقعھا النجوم فالن واضح، فھو: به والمقسم القسم بين الصلة وأما 

كما المادة عالم في حسية مصابيح فالنجوم والغي، الجھل ظلمات في االنسان به يھتدي كذلك الكريم والقرآن والبحر، البر

.المجردات عالم في معنوية مصابيح القرآن آيات أن

إكمال 

) عظيم تعلمون لو لقسم وإنه(: بعده قال انه بشھادة شك، بال القسم منه فالمراد) النجوم بمواقع أقسم فال(:قال سبحانه إنه 

اآليات ھذه في المفسرون اختلف وقد عظيم، حلف بأنه يصفه حيث مابعده يناسب فال القسم نفي ھو اآلية معنى كان فلو

:أقوال إلى ونظائرھا،

. )يعلم لئال (: سبحانه قوله مثلھا زائدة، »ال» .1 

.الوقف في كما» ال« صارت فتحتھا أشبعت فلما التأكيد، بالم القسم أصلھا .2 

 االبتداء ثم المخاطب، ذھن في الموجود المعنى نفي بمعنى نافية ال .3 

____________

.٢١١ـ٢١٠:الشعراء ـ 1 

________________________________________

) 82 (

.عليه أقسم الكفار، لقول صحة ال وهللا ال: نقول كما بالقسم،

ا( وصف) عظيم(: فقوله ،)عظيم تعلمون لو لقسم انه و( قوله في كما عظيما، بكونه القسم ھذا يصف سبحانه إنه ثم  

.اآليات فواصل لحفظ أخر) لقسم

و عنا، النجوم أبعاد االبعاد، على حديث ھو ھنا فالحديث عظيم، بأنه سبحانه وصفه الذي الوحيد القسم ھو القسم وھذا 

أيضا يصير مواقعھا عن الحديث فان تتحرك، كلھا والنھا المجرات، كل وفي مجرتنا، في البعض، بعضھا عن حديثا

والحسابات العظيمة القوى وعلى االخرى، بالنجوم عالقاتھا وعلى وسرعاتھا، العديدة، االخرى وحركاتھا مداراتھا، على

يعتريھا ال فھي محكمة، دقيقة، متوازنة، عالقات في وحفظته، به الخاص موقعه في نجم كل وضعت التي المعقدة،

تسير ھي بل متعارضة أو متقاطعة مسارات في أو عشواء خبط تسير ال وھي وقوانينھا، سننھا تتغير وال االضطراب،

 )١(. سبحانه القادر قدرة على آيات دائمين، تامين وانتظام وانسجام وتناغم بتساوق كلھا

ال وما المجردة، بالعين رويته يمكن ما نجم، باليين عدة على تزيد التي والكواكب النجوم ھذه من إن : الفلكيون يقول 

يوجد وال الغامض، الفلك في تسبح كلھا ھذه تراه، أن دون االجھزة به تحس أن يمكن وما واالجھزة، بالمجاھر إال يرى

في مركب تصادم يحتمل كما إال بآخر كوكب يصطدم أو آخر، نجم مجال من لنجم مغناطيسي مجال يقترب أن أياحتمال

جدا، وبعيدا بعيد احتمال وھو واحدة، وبسرعة واحد اتجاه في يسيران الھادي المحيط في بآخر المتوسط االبيض البحر

 )٢(. مستحيال يكن لم إن

 

____________

.١٩٢:القرآن في الكون أسرار ـ 1 

.٢٤:الحديث والعلم هللا ـ 2 

 

________________________________________

) 83 (

الثامن الفصل

 

الحبك ذات بالسماء القسم

االول لالربعة وجعل خمسة، بأمور الذاريات سورة في سبحانه حلف  االقسام من للخامس جعل كما خاصا، جوابا جوابا

القسم فصول ضمن في فصال له وعقدنا االربعة، االقسام عن الخامس القسم فصلنا متعدد عليه انالمقسم وبما آخر،

:سبحانه قال المفرد،

) . لواقع الدين وإن * لصادق توعدون إنما* أمرا فالمقسمات* يسرا فالجاريات* وقرا فالحامالت* ذروا والذاريات( 

)١( 

. )لواقع الدين وان * لصادق توعدون إنما (: قوله أعني خاصا، جوابا االربعة لالقسام ذكر أنه ترى 

)٢().مختلف قول لفي إنكم* الحبك ذات والسماء(:وقال آخر، بحلف شرع ثم  

لفي إنكم(: قوله وھو االربعة االقسام بجواب يمت ال خاص جواب وله) الحبك ذات والسماء( وھو خامس قسم فھناك 

. )مختلف قول

 

____________

.٦ ـ١:الذاريات ـ 1 

.٨ ـ٧:الذاريات ـ 2 

 

________________________________________

) 84 (

اآليات تفسير

الشعر في وأخرى السماء، في ترى التي كالطرائق الطرائق، في تارة تستعمل كتاب، جمع كالكتب ، الحباك جمع الحبك 

 .واستوائه الشيء في الصنعة أثر حسن في وثالثة المجعد،

.والمجرة بالنجوم المحسوسة الطرائق منھا تصور من الناس فمن الطرائق، ذات أي) الحبك ذات والسماء(: الراغب قال 

وتشتت الناس اختالف وھو القسم، جواب ويويده المختلفة، الطرائق ذات السماء أي االول المعنى ھو منه المراد ولعل  

الحسن ذات بالسماء أقسم أي الثالث المعنى ھو المراد أن يحتمل ربما ،و) مختلف قول لفي إنكم(: قوله في كما طرائقھم،

 )١() الكواكب بزينة الدنيا السماء زينا إنا(: تعالى قوله نظير والزينة،

التي العظيمة بالمجرات أو بالسحب ترتسم التي الجميلة باالمواج حالف يحلف أن يصح ال إذ الجواب، يناسبه ال ولكنه 

.الكالم في متناقضون إنكم أي ،) مختلف قول لفي إنكم(: يقول ثم السماء، صفحة على الشعر تجاعيد كأنھا تبدو

وأسالفھم آبائھم إلى عقائدھم ينسبون فتارة الكالم، في متناقضون أنھم على التركيز ھو عليه فالمقسم حال كل وعلى 

صيرورتھا بعد الموتى إحياء يستبعدون وأخرى المعاد، فينكرون النبوية والدعوة القرآن يرفضون وثالثة رميمة، عظاما

.االولين أساطير من ھي أو بشر، علمه مما أو مجنون، أو ساحر، أو شاعر، قول بأنه ويصفونه

خاص، دليل على تعتمدون ال إذ ادعائكم بطالن على دليل االختالف وھذا 

____________

.٦:الصافات ـ 1 

 

________________________________________

) 85 (

.ونفاقه بطالنه على دليل أقوى كالمه في المدعي تناقض فان

أمرا ليس بالمعاد االيمان عن االعراض إن : يقول سبحانه إنه ثم   مخالف كل شيمة ھو بل بطائفة، أو بشخص مختصا

.)١()أفك من عنه يوفك(: يقول للحق،

عن يصرف أي والجزاء البأس وعد على اشتماله حيث من الكتاب إلى يرجع »عنه« في والضمير الصرف،: واالفك 

.الحق وخالف صرف من القرآن

المختلفة الطرائق ھو الحبك أنمعنى من عرفت لما ذكرنا، مما ظھر فقد: عليه والمقسم به المقسم بين الصلة وأما 

أنزل الذي والكتاب ورسالته النبي نبوة إنكارھم في آرائھم وتشتت اختالفھم على سبحانه به يحلف أن فناسب المتنوعة،

.إليه يدعو الذي والمعاد معه

 

____________

.٩:الذاريات ـ 1 

 ________________________________________

) 86 (

المتعدد القسم: الثاني القسم

:فصول وفيه 

 

  االول الفصل

الصافات سورة في القسم

:التالية االربع السور في بالمالئكة سبحانه حلف 

.النازعات. ٤ المرسالت،. ٣ الذاريات،. ٢ الصافات، .1 

:اآليات وإليك وأفعالھا، للمالئكة البارزة الصفات ھو وإنما المالئكة، أو الملك لفظ ھو به المقسم وليس 

والصافات( .1  )١().لواحد إلھكم إن * ذكرا فالتاليات* زجرا فالزاجرات* صفا

) لواقع الدين وان * لصادق توعدون إنما* أمرا سماتفالمق* يسرا فالجاريات* وقرا فالحامالت* ذروا والذاريات( .2 

.)٢( 

والمرسالت( .3  فالعاصفات* عرفا فالفارقات* نشرا والناشرات* عصفا إنما* نذرا أو عذرا * ذكرا فالملقيات* فرقا

 )٣() . لواقع توعدون

 

____________

٤ـ١:الصافات ـ 1 

.٦ـ١:الذاريات ـ 2 

.٧ـ١:المرسالت ـ 3 

 

________________________________________

) 87 (

والنازعات( .4 والناشطات* غرقا والسابحات* نشطا فالسابقات* سبحا * الراجفة ترجف يوم* أمرا فالمدبرات* سبقا

 )١() . الرادفة تتبعھا

والنازعات المرسالت سورة أقسام بحث ونحيل متتالين فصلين في والذاريات الصافات سورة أقسام عن نبحث وھانحن 

.السور ترتيب حسب محلھا إلى

نقدم اآليات تفسير في الخوض وقبل  :التدبير في التوحيد من شيئا

خلق الذي هللا ربكم إن (: سبحانه يقول سواه، مدبر للعالم ليس أنه بمعنى والتدبير، الربوبية في التوحيد مراتب من إن  

أفال فاعبدوه ربكم هللا ذلكم إذنه بعد إالمن شفيع من ما االمر يدبر العرش على استوى ثم أيام ستة في واالرض السموات

 )٢() . تذكرون

»شفيع« العالم في سبب ھناك كان لو وانه المدبر، ھو أنه على يركز كما هللا، في الخالق حصر على يركز اآلية فصدر 

سبحانه، بإذنه يوثر ھو فإنما ثم ترونھا عمد بغير السموات رفع الذي هللا (: سبحانه قال وھوالمدبر، الخالق ھو فا

) . توقنون بلقاءربكم لعلكم اآليات يفصل االمر يدبر مسمى الجل يجري كل والقمر وسخرالشمس العرش على استوى

)٣( 

والتدبير، الربوبية في مشركين ولكن الخالقية في موحدين كانوا الجاھلي العصر في أنالعرب الكريمة اآليات من ويظھر 

وانه خالق، وانه التوحيد، من المرتبتين كلتا اآليتين في سبحانه قرر ولذلك المكذوبة، اآللھة إلى التدبير ينسبون وكانوا

 المادية السبابوا العلل عزل ليس التوحيد في التدبير أنمعنى غير مدبر،

____________

.٧ـ١:النازعات ـ 1 

.٣:يونس ـ 2 

.٢:الرعد ـ 3 

 

________________________________________

) 88 (

مدبرا للكون ان المراد بل وتدبيره، العالم تحقق في والمجردة ولو شيء، التدبير في يشاركه ال متصرفاكذلك بالذات قائما

وجه على التدبير يريد هللا في التدبير الكريم القرآن يحصر فعندما وإذنه، بأمره يدبر ھو فإنما وحافظ مدبر ھناك كان

وحوله وإذنه بأمره يدبر أنه منه فالمراد غيره، لتدبير المثبت وأما شيء، على معتمد غير بنفسه يدبر من أي االستقالل،

مفاھيم من االول الجزء في ذلك أوضحنا إرادته،وقد ومنفذ أمره مظھر فھو الكون في فكلمدبر التبعي، النحو على وقوته

.القرآن

ببعض يقومون وانھم والعالم، الخالق بين وسائط وانھا سبحانه جنوده من المالئكة أن اآليات من واحد غير من ويظھر 

.اآلية ھذه تفسير في الكون إدارة في أعمالھم لك وستتضح سبحانه، هللا من بأمر الكون في االعمال

الطباطبائي للعالمة إن   تعالى بينه وسائط المالئكة: يقول حيث االشياء، بين و سبحانه بينه وسائط المالئكة كون في كالما

قبل المشھود العالم في المادية فوق للحوادث أسباب انھم بمعنى الكريم، القرآن يعطيه ما على وعودا، بدءا االشياء بين و

.وبعده اآلخرة نشأة إلى واالنتقال الموت حلول

بنفخ الكل وإماتة وعذابه، القبر وثواب السوال، وإجراء الروح، وقبض الموت، آيات ظھور حال: أعني العود، في أما 

فيھا فوساطتھم الجنةوالنار، إلى والسوق والحساب، الموازين، ووضع الكتاب، وإعطاء والحشر بذلك، وإحيائھم الصور

عليه هللا صلى( النبي عن فيھا المأثورة واالخبار إيرادھا، إلى حاجة ال كثيرة ذلك على الدالة واآليات البيان، عن غني

.االحصاء حد فوق) السالم عليھم( البيت أھل وأئمة) وسلم وآله

 عن الشياطين ودفع بالوحي النزول من التشريع مرحلة في وساطتھم وكذا 

________________________________________

) 89 (

.باالستغفار وتطھيرھم المومنين وتأييد النبي وتسديد فيه المداخلة

والنازعات(: قوله إطالق من السورة ھذه مفتتح في ما عليھا فيدل النشأة ھذه في االمور تدبير في وساطتھم وأما  * غرقا

والناشطات والسابحات* نشطا فالسابقات* سبحا  )١() . أمرا فالمدبرات* سبقا

 

بالمالئكة والقسم الصافات

:وقال المالئكة، أوصاف من بوصف سبحانه حلف لقد 

والصافات(: أ  . )صفا

. )زجرا فالزاجرات(:ب 

 )٢() . لواحد إلھكم إن * ذكرا فالتاليات(: ج 

.فيھا به المقسم تفسير وإليك) لواحد إلھكم إن (: قوله ھو عليه والمقسم به، مقسم الثالثة ھذه وكل 

في يقاتلون يحبالذين هللا إن (: سبحانه يقول مستو، خط على الشيء جعل بمعنى الصف من وھي: صافة جمع: فالصافات 

جمع وھي التالوة، من والتاليات والنھي، بالتخفيف الشيء عن الصرف بمعنى الزجر، من والزاجرات) ٣() صفا سبيله

عن الغموض يزيح الكريم القرآن إلى الرجوع ولعل العناوين، ھذه من المقصود ھو ما بيان المھم أن غير تالية، أو تال

.منھا كثير

 لنحن وإنا* معلوم مقام له إال منا وما(: المالئكة حاكياعن: سبحانه يقول 

____________

.١٨٣ ـ١٨٢|٢٠:الميزان ـ 1 

.٤ـ١:الصافات ـ 2 

.٤:الصف ـ 3 

 

________________________________________

) 90 (

قبل من والنھي االمر ينتظرون العرش حول الصافون أنھم المالئكة على فينطبق) ١() المسبحون لنحن وإنا* الصافون

.تعالى هللا

 )٢() . صالتھوتسبيحه علم قد كل صافات والطير(: وقال بالصافات، الطير سبحانه وصف نعم 

: سبحانه قال صواف، وھي البدن ينحر أن على سبحانه أمر كما) ٣() ويقبضن صافات الطير إلى يروا لم أو(: وقال 

 )٤(). صواف عليھا هللا اسم فاذكروا خير فيھا لكم هللا شعائر من لكم جعلناھا والبدن(

.بعض على بعضھا يتقدم لئال أظلفتھا بين فيسوي كذلك فتنحر ثالث على وتقوم يديھا إحدى تعقل ان: والمعنى 

أطلق ما كل به المحلوف يكون أن ويمكن صافات، المالئكة ھو به المحلوف يكون أن المحتمل فمن تقدير كل وعلى 

.االقرب ھو االول الوجه كان وإن االسم، ذلك القرآن عليه

الذين الجماعة المراد بأن القول من محيص فال به، المقصود على يدل ما القرآن في فليس: الزاجرات أي: الثانية وأما 

الناس، قلوب إلى بااللھام المعاصي عن العباد يزجرون حيث المالئكة على ينطبق أن ويحتمل هللا، معاصي عن يزجرون

) تكفر فال فتنة نحن إنما يقوال حتى أحد من يعلمان وما وماروت ھاروت ببابل الملكين على نزل أ وما(: سبحانه قال

 أوليائھم إلى يوحون أنالشياطين كما)٥(

____________

.١٦٦ ـ١٦٤:الصافات ـ 1 

.٤١:النور ـ 2 

.١٩:الملك ـ 3 

.٣٦:الحج ـ 4 

.١٠٢:البقرة ـ 5 

 

________________________________________

) 91 (

زخرف بعض إلى بعضھم يوحي والجن االنس شياطين نبٮعدوا لكل جعلنا وكذلك(: سبحانه قال المعاصي، إلى بالدعوة

 )١(). القولغرورا

.إليه الموحى النبي على الوحي يتلون اللواتي ھن: والتاليات 

الصافة الجماعة ھم فانھم العلماء، ھم الثالث الصفات من المراد ان وھو آخر احتمال وثمة المالئكة، الجميع من فالمراد 

والدارسة هللا آليات التالية الجماعة أنھم كما والنصائح، بالمواعظ الزاجرة الجماعة وھم الصلوات، وسائر بالتھجد أقدامھا

.شرائعه

احتماال ثمة أن كما  الجھاد، إلى الخيل ويزجرون أقدامھم، يصفون الذين هللا سبيل في الغزاة ھم انالمراد: وھو ثالثا

.الجھاد عن الشواغل تلك يشغلھم ال ذلك ومع الذكر، ويتلون

. )لواحد إلھكم إن (: سبحانه قوله فھو: عليه المقسم وأما 

التوحيد دعاة ھم ثالث بصفات وصفوا الذين المجاھدين أو العلماء أو أنالمالئكة ھو: عليه والمقسم به المقسم بين والصلة 

.خاصة العبادة وفي االطالق وجه على التوحيد إلى دعا من مصاديق وأبرز ورواده

 

 

____________

.١١٢:االنعام ـ 1 

 

________________________________________

) 92 (

الثاني الفصل

 

الذاريات سورة في القسم

:وقال متتابعة أربعة بأمور سبحانه حلف لقد 

. )ذروا والذاريات( 

. )وقرا فالحامالت( 

. )يسرا فالجاريات( 

 )١(). لواقع الدين وإن * لصادق توعدون إنما* أمرا فالمقسمات( 

. )الحبك ذات والسماء(: قوله أي فردا بخامس حلف ثم  

تنشر التي الريح ومعناھا ذارية، جمع فھي) ذروا والذاريات(: أعني االول أما  فاختلط(: سبحانه يقول الفضاء، في شيئا

فأصبح نباتاالرض به .الرياح ھي الذاريات من المراد أن على قرينة ولعلھذه) ٢() . تذروھالرياح ھشيما

.الثقيل الوزن ذو ـ الفكر زنة على والوقرـ الحمل، من فھي، الحامالت، وأما 

البرق يريكم الذي ھو(: سبحانه يقول السحب، منه والمراد  خوفا حتى(: سبحانه وقال) ٣() الثقال السحاب وينشى وطمعا

أقلت إذا  لبلد سقناه ثقاال سحابا

____________

.٦ـ١:الذاريات ـ 1 

.٤٥: الكھف ـ 2 

.١٢:الرعد ـ 3 

 

________________________________________

) 93 (

 )١() . الماء به فأنزلنا ميت

بريح بھم وجرين الفلك في كنتم إذا حتى(: سبحانه قوله بشھادة السفن، بھا والمراد جارية، جمع فھي الجاريات، وأما 

في حملناكم الماء طغا لما إنا(:سبحانه وقال) ٣() الناس ينفع بما البحر في تجري التي والفلك(: وقال) ٢() طيبة

)٤().الجارية

 .التقسيم إليه ينتھي التي بواسطتھا االرزاق تقسم التي المالئكة فالمراد المقسمات، وأما 

بالخلق العرش ذي أمر فان مقاماتھم، باختالف فيقسمونه بأمره يعملون الذين بالمالئكة وإقسام: الطباطبائي العالمة يقول 

ھي طائفة حمله إذا ثم بتقسمھم، وتقسم االمر انشعب أعمالھم اختالف على المالئكة من طائفة حمله فإذا واحد، والتدبير

تقسم االولى الطائفة دون فينقسم الجزئية الكونية للحوادث المباشرين المالئكة إلى ينتھي حتى وھكذا، بتقسمھم ثانيا

.بتكثرھا ويتكثر بانقسامھا

ذكرت حيث التدبير عامة إلى تشير االربع واآليات  ذروا، الذاريات وھو البر في االمر به يدبر مما انموذجا

يسرا، الجاريات وھو البحر في االمر به يدبر وانموذجامما وقرا، الحامالت وھو الجو في االمر به يدبر مما وانموذجا

.أمرا المقسمات وھم التدبير، وسائط ھم الذين بالمالئكة الجميع وتمم

 في التدبير أمر بھا يتمم التي االسباب بعامة أقسم: يقال أن معنى في فاآليات 

____________

.٥٧:االعراف ـ 1 

.٢٢:يونس ـ 2 

.١٦٤:البقرة ـ 3 

.١١:الحاقة ـ 4 

 

________________________________________

) 94 (

 )١(. االربع اآليات تفسير) السالم عليه( علي عن والعامة الخاصة طرق من ورد وقد كذا، كذا ان العالم

االقسام ھذه عن الكوا ابن سأله عندما اآلية تفسير في) السالم عليه( المومنين أمير االمام عن روي ما قيمة يعلم وبذلك 

:فقال ـ المنبر على يخطب وھو ـ االربعة

.الرياح) : السالم عليه( ذروا؟قال الذاريات ما: قال 

.السحاب) : السالم عليه( قال وقرا؟ فالحامالت: قال 

.السفن: قال يسرا؟ فالجاريات: قال 

.المالئكة: قال ؟ أمرا فالمقسمات: قال 

القسم معنى المعطوف فيحمل بالفاء الذاريات على بعطفھا بالثالثة وحلف القسم، بواو بالذاريات حلف سبحانه إنه ثم  

.أيضا

.به المقسم حول كله ھذا 

والجنة العقاب و الثواب من توعدون إنما أي) لواقع الدين وإن * لصادق توعدون إنما(: قوله ھو: عليه المقسم وأما 

لكائن والحساب لواقع الجزاء أي الدين وان المصدر، موضع الفاعل، اسم فھو كونه من البد صدق أي لصادق، والنار

.القيامة يوم

أقسم والمعنى التفسير، بمنزلة عليه معطوف) لواقع الدين ان (: وقوله القسم، جواب) لصادق توعدون إنما( ذلك وعلى 

وان لصادق فشر شرا وإن فخير خيرا إن بأعمالھم فيه سيجزيھم هللا وان البعث يوم من توعدونه انالذي وكذا، بكذا

 )٢(. لواقع الجزاء

 

____________

.٣٦٥|١٨:الميزان ـ 1 

.٣٦٦|١٨:الميزان ـ 2 

 

________________________________________

) 95 (

لغاية العالم، في التدبير أمر بھا يتم التي االسباب بعامة أقسم سبحانه انه ھو عليه والمقسم به المقسم بين الصلة وجه وأما

تدبير الصبح الغاية لوال إذ المعاد، إلى االنسان وعود والجزاء الدين يوم ھي والغاية غاية، وبال سدى ليس التدبير ھذا أن

المالئكة وتدبير والجو والبحر البر في االمر شيئا التدبير أمر من به يقوم أنما يبين أن يحاول سبحانه فھو غاية، بال عبثا

.أكمل ھو أخرى دار إلى الدار ھذه من االنسان وانتقال البعث لغاية

.الحديث العلم عنھا كشف والتي والسحاب الرياح عظمة عن شيئا ننقل أن نود البحث ختام وفي 

سرعة وتختلف االرض، سطح مع متوازية سارت إذا الجو، من السفلى الطبقات في الموجود الھواء حركة ھي فالرياح 

سرعة تصل وقد إعصارا، سميت مائة على زادت وإذا زوبعة، فتسمى الساعة في كيلومتر مائة إلى تصل حتى الرياح

البخار ھذا تكاثف ومن وتوزيعه، الماء بخار نقل في المھم العامل ھي والرياح الساعة، في كيلومترا ٢٤٠ إلى االعصار

نوعھا،فمنھا حسب على السحب ارتفاع ويختلف. السحب تتكون التشبع فوق ما إلى حالته تصل أن بالتبريد،بعد الھواء في

السيرس كسحاب. كيلومترا ١٢ من أكثر بعيداإلى ارتفاعه يكون ما ومنھا كالضباب، االرض سطح على يكون ما

.الرقيق

وذلك المتكون، المطر قطرات نزول يمكن ال الساعة، في كيلومترا ثالثين من أكثر الصاعدة الرياح سرعة تكون وعندما 

نصف النقط أقطار بلغت ومتى. قطرھا ويزداد ينموحجمھا، حيث أعلى، إلى معه لھا،ورفعھا الريح ھذا لمقاومة بالنسبة

النقط، ھذه تناثرت وكلما... وھكذا السابقة بالطريقة تتجزأ ثم بدورھا، تكبر أن تلبث ال صغيرة نقط إلى تتناثر سنتيمتر،

 الكھرباء وتنفصل الموجبة بالكھرباء تشحن

________________________________________

) 96 (

مشحونة السحب تصير مدة وبعد...الرياح تحمل التي السالبة من بعضھما الشحنتان تقترب فعندما. بالكھرباء وافرا شحنا

قصيرة لحظة البرق وميض بينھما،ويستغرق شرارة بمرور وذلك الكھربائي التفريغ يتم كذلك الرياح بواسطة بعض

السماء على تخيم حتى إالبرھة ھي الھواء،وما يحدثھا التي الصوتية الموجات عن عبارة ھو و الرعد، يسمع وبعده

تأخذ حتى ويستمر المطر يشتد وفجأة االرض، على تسقط الماء من كبيرة نقط تظھر ثم اللون، القاتمة المطر سحابة

 )١(. الماء من لھا هللا قدر ما االرض

 

 

____________

.١٣٦ ـ١٣٥:الحديث والعلم هللا ـ 1 

 

________________________________________

) 97 (

الثالث الفصل

 

الطور سورة في القسم

:وقال ستة، بأمور الطور سورة في سبحانه حلف 

ربك عذاب إن * المسجور والبحر* المرفوع والسقف* المعمور والبيت* منشور رق في* مسطور وكتاب * والطور( 

 )١() . دافع من له ما* لواقع

اآليات تفسير 

ال التسمية بھذه المخصوص الجبل فالمراد الثاني، االطالق بصحة قلنا ولو جبل، لكل اسم بل خاص، جبل اسم: الطور 

كونه بشھادة جبل كل .والالم بااللف مقرونا

.سطرا سطرا كتب أي كذا، فالن سطر: يقال الكتابة، من الصف وھو السطر من: ومسطور 

أي () الكتابمسطورا في كانذلك( سبحانه قال بالكتابة، المثبت ھو ھنا »مسطور« من المراد ان والظاھر  مثبتا

.)ومحفوظا

 .الكاغد شبه فيه يكتب ما: رق و 

 

____________

.٨ ـ١:الطور ـ 1 

 

________________________________________

) 98 (

وقال) نشرت الصحف وإذا(: يقال وبسطھما، والصحيفة الثوب نشر: يقال والتفريق، البسط وھو النشر، من: ومنشور

. ( النشور وإليه(: سبحانه

) سجرت البحار وإذا(: وقوله المسجور، البحر ومنه التنور، سجرت: يقال النار، تھييج وھي السجر من: والمسجور 

.بالمملوء المسجور يفسر وربما

جبل ھو ولعله ،) السالم عليه( موسى فيه هللا كلم الذي المعروف الجبل ھو: ـ القرائن به تشھد كما ـ الطور من والمراد 

خطابه في وقال) ٢() جانبالطورااليمن وناديناھمن(: سبحانه وقال) ١() . سينين وطور(: سبحانه قال سينين، طور

 )٣() . طوى المقدس بالواد إنك نعليك فاخلع() : السالم عليه( لموسى

به المقسم ان تثبت اآليات وھذه حك) ٤() . الشجرة من المباركة البقعة في االيمن الواد شاطى من نودي(: سبحانه وقال 

من رواسي فيھا وجعل(: تعالى قال نعمه، أنواع من فيه اودع لما الجبل مطلق يراد أن يحتمل الوصف ومع معين، جبل

 )٥() . فيھا وبارك فوقھا

.الجلد من المأخوذ الورق في يكتب كان الذي الكريم القرآن ھو: مسطور كتاب من والمراد 

الكتاب الن الوضوح، إلى االشارة ھو وورقه، بخطه ال ومعناه بلفظه الكتاب عظمة أن مع منشورا بكونه وصفه وأما 

 في ھو فقال فيه، ما يعلم ال المطوي

____________

.٢:التين ـ 1 

.٥٢:مريم ـ 2 

.١٢:طه ـ 3 

.٣٠:القصص ـ 4 

.١٠:فصلت ـ 5 

 

________________________________________

) 99 (

منشورا، بكونه سبحانه وصفه وقد االعمال، صحائف منه يراد أن يحتمل ذلك ومع المطوية، كالكتب وليس منشور رق

القيامة يوم له ونخرج(: وقال كان ما فيه هللا كتب الذي المحفوظ اللوح منه يراد أن يحتمل كما) ١() منشورا يلقاه كتابا

.السماء مالئكة تقرأه كائن ھو ما و يكون وما

.بالطور بالحلف اقترانه ويويده للقراءة، وتنشر بالرق تكتب وكانت التوراة، ھو المراد ان رابع،وھو احتمال وھناك 

وضع أن منذ معمورا يزل ولم للناس، وضع بيت أول فانھا المشرفة، الكعبة منه يراد أن فيحتمل: المعمور البيت واما 

 )٢() . للعالمين وھدى مباركا ببكة للذي للناس وضع بيت أول إن (: تعالى قال ھذا، يومنا إلى

.حوله والعاكفين به الطائفين بالحجاج معمورا لكونه بالعمارة وصفه ولعل 

.به الطائفين لكثرة بالعمارة فوصفه المالئكة، تزوره الكعبة إزاء السماء في ببيت الروايات في فسر وقد 

)٣(). الميزان ووضع رفعھا والسماء(: سبحانه قال السماء، ھو منه والمراد: المرفوع والسقف 

 )٤() . ترونھا عمد بغير السموات رفع اللھالذي(: وقال 

وجعلنا(: سبحانه قال  السماءسقفا  )٥() معرضون آياتھا عن وھم محفوظا

ينفجر، ثم القيامة يوم قبل سيلتھب الذي باالرض المحيط البحر ھو المراد ولعل  

____________

.١٣:االسراء ـ 1 

.٩٦:عمران آل ـ 2 

.٧:الرحمن ـ 3 

.٢:الرعد ـ 4 

.٣٢:االنبياء ـ 5 

 

________________________________________

) 100 (

 )٢() . فجرت البحار وإذا(: تعالى ،وقال)) ١(سجرت البحار وإذا(: سبحانه قال

نزول محل ھو الطور إن وخصوصياته،حيث بالوحي صلتھا وھو واحد شيء يجمعھا االولى الثالثة االقسام ھذه إن ثم  

ھم الذين المالئكة به يطوف الذي البيت أو الكعبة ھو المعمور والبيت التوراة، أو القرآن ھو المسطور والكتاب الوحي،

.هللا رسل

ووجوده توحيده دالئل ومن الكونية اآليات من فھما المسجور، والبحر المرفوع السقف: أعني اآلخران، االثنان وأما 

.وصفاته

،وإنما المسجور والبحر المعمور والبيت الطور ھي خاصة، صلة بينھا التي الثالثة أناالقسام إلى ذھب الرازي لكن 

أما. هللا مع والخطاب الخلق من والخالص بربھم للخلوة بھا ينفردون أنبياء لثالثة أماكن النھا بھا الحلف في جمعھا

وكل ،) السالم عليه( يونس المسجور والبحر ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( محمد والبيت موسى، إليه فانتقل الطور

) ٣() تشاء من وتھدي تشاء من بھا تضل فتنتك إال ھي إن السفھاءمنا فعل بما أتھلكنا(: موسى فقال ھناك، هللا خاطب

وقال هللا عباد وعلى علينا السالم«: فقال ،) وسلم وآله عليه هللا صلى( محمد نبينا واما ،) إليك أنظر أرني (: أيضا

من كنت إني سبحانك إالأنت الإله(: فقال يونس وأما ،»نفسك على أثنيت كما عليك ثناء أحصي ال الصالحين

 .بھا تعالى هللا وحلف االسباب بھذه شريفة االماكن فصارت) ٤()الظالمين

 

____________

.٦:التكوير ـ 1 

.٣:االنفطار ـ 2 

.١٥٥:االعراف ـ 3 

.٨٧:االنبياء ـ 4 

 

________________________________________

) 101 (

دليل أدل بالطور واقترانه الكتاب في والكالم كالم، تعالى هللا مع االماكن ھذه في لھم كان االنبياء فان الكتاب، ذكر وأما

.وھوبطور عليه ينزل مكتوب له كان) السالم عليه( موسى الن ذلك، على

 )١(). وسلم وآله عليه هللا صلى( محمد شأن عظمة ليعلم المعمور البيت ومعه المرفوع السقف ذكر وأما 

 )٢() . دافع من له ما* لواقع ربك عذاب إن (: قوله فھو عليه المقسم وأما 

وعدم محالة ال العذاب وقوع عن عبارة عليه المقسم ان ھو عليه، والمقسم تعدده على به المقسم بين الصلة وجه وأما 

.وحتميتھا القيامة أخبار فيھما جاء اللذين والتوراة القرآن أي بالكتاب يقسم أن ناسب فإذا دفعه، على القدرة

القدرة ھذه أنصاحب يعلم حتى المسجور والبحر المرفوع كالسقف العظمة وآيات القدرة بمظاھر يحلف أن ناسب كما 

.دافع له وليس لواقع عذابه أن عن عبارة الخبر،وھو ھذا تحقيق على لقادر

الماء صفات وتختلف أرباعه، ثالثة نحو يبلغ االرض سطح من كبيرا حيزا تشغل أنھا البحار عظمة بيان في ويكفيك 

فان ولذا الشمس، لشعاع جيدة انعكاس قوة وله البرودة، أو الدفء حامال أخرى، إلى جھة من تدفقه بسھولة االرض، عن

عن الليل أثناء الحرارة درجة تختلف فال الليل أثناء بسرعة تنخفض وال أثناءالنھار، كثيرا ترتفع ال البحار حرارة درجة

.فقط درجتين من بأكثر النھار

 في الخلود ويطاول دوامه، في الزمان يباري البحر إن : العلماء أحد ويقول 

____________

.٢٤٠|٢٨:الرازي الفخر تفسير ـ 1 

.٨ ـ٧:الطور ـ 2 

 

________________________________________

) 102 (

أودية،واالودية الجبال وغده،تنقلب أمسه ھو يومه في والماليين،وھو االلوف وعشرات بل االعوام آالف تمر بقائه،

أقصى ان العلمية االبحاث دلت وقد يتغير، وال يتحول ال بحر والبحر ترابا، شجرا،والشجر التراب ويتحول جباال،

 )١(. الجبال علو أقصى تعادل البحار أعماق

قال كما هللا، عذاب عنھم ستدفع الشاھقة الجبال ان يتصورون كانوا المجرمين بعض الن بالطور، يحلف أن ناسب كما 

 )٢() رحم إالمن هللا أمر من اليوم عاصم ال(: قال) الماء من يعصمني جبل إلى سآوي) السالم عليه( ( نوح ابن

بالطور فحلف  .المعاد ووقوع هللا بين تحول أو العذاب تدفع أن من أقل الجبال أنھذه وھي الحقيقة، ھذه إلى إيذانا

.شيء عذابه بين و بينه تحول ال التي قدرته على الدالة هللا آيات من آية كونه الجل بالطور الحلف يكون أن يمكن كما 

 

 

____________

.٧٥: الحديث والعلم هللا ـ 1 

.٤٣:ھود ـ 2 

________________________________________

) 103 (

الرابع الفصل

 

القلم سورة في القسم

ومايسطرون بالقلم سبحانه حلف  لك وإن * بمجنون ربك بنعمة أنت ما* يسطرون وما والقلم ن(: وقال واحدة، مرة معا

 )١() . عظيم خلق لعلى وإنك* ممنون غير الجرا

.تفسيرھا تقدم وقد المقطعة الحروف من »ن« لفظة أن وھو شيئا نقدم اآليات تفسير وقبل 

نذكرھا أخرى وجوه وھناك  :تباعا

ذھب إذ النون وذا) السالم عليه( ( يونس قصة في ذكرھا جاء السمكةالتي ھو »ن«: أ   )٢() . مغاضبا

:الشاعر قول منه الدواة،و ھو به المراد ان : ب 

.المالئكة به تكتب الذي المداد ھو »ن« ان :ج السجوم بالدمع النون ألقت اليھم بي يرجع الشوق ما إذا 

.يسكن أن ال يجر أن يجب وعندئذ به، مقسم أنھا منھا الظاھر الن ضعيفة، الوجوه ھذه ولكن 

 

____________

.٤ ـ١:القلم ـ 1 

.٨٧:االنبياء ـ 2 

 

________________________________________

) 104 (

كان إذا يخلو وال شرعي؟ أم لغوي وضع أھو أدري فما الدواة، ھو قولھم وأما: الزمخشري يقول أن من للدواة، اسما

يكون كان فإن علما، أو جنسا كان وإن والتنوين؟ االعراب فأين جنسا موقع من له فالبد كان وأيھما االعراب؟ فأين علما

 )١(. الكالم تأليف في

.بھا القلم واقتران الالم عن »ن« تجريد وجه يعلم وبذلك 

 

اآليات تفسير

في ومن السماء في من به يكتب الذي القلم جنس منه المراد وھل) ومايسطرون والقلم(: وقال بالقلم، سبحانه حلف .1 

الكتابة بتيسير وتعالى سبحانه فمن ) ٢() . يعلم مالم االنسان علم* بالقلم علم الذي* االكرم وربك(: تعالى قال االرض،

 )٣() . البيان علمه* خلقاالنسان(: وقال بالنطق، من بالقلم،كما

القريب تعريف بھما فتمكن الغائبين يخاطب بالقلم أنه كما الحاضرين، يخاطب فبالبيان كبيرتان، نعمتان والبيان فالقلم 

.ذھنه قرارة في بما والبعيد

أذھان عن بعيد تفسير ولكنه »القلم ھو هللا خلق ما إنأول«: الخبر في جاء الذي المعھود القلم ھو المراد إن : قيل وربما 

.بآخره وال هللا خلق ما بأول عارفين يكونوا لم الذين االسالم صدر في المخاطبين

الكتابة، بنفس القسم فيكون »وسطرھم« المراد يكون مصدرية »ما« كانت فلو ،) يسطرون ما( بـ حلف سبحانه إنه ثم  

 المراد يكون أن يحتمل كما

____________

. القلم سورة تفسير ،١٢٦|٤:الكشاف ـ 1 

.٥ ـ ٣: العلق ـ 2 

.٤ ـ ٣: الرحمن ـ 3 

 

________________________________________

) 105 (

بالقلم أحلف«: قيل كأنه المكتوب، بجنس أو الكتابة، وبجنس القلم بجنس سبحانه حلف ذلك وعلى والمكتوب، المسطور

.«مسطوراتھم أو وسطرھم

والمكتوب والكتابة بالقلم الحلف في إن ثم   علم(: سبحانه قوله في أن كما االسالم، في والكتابة القلم مكانة إلى إلماعا

القراءة يجيد من وكان واالمية، والجھل التخلف ساده مجتمع وسط نزل الكريم القرآن أن والعجب ذلك، إلى إشارة) بالقلم

عشر سبعة أسماء »البلدان فتوح« كتابه في البالذري سرد وقد االصابع، عدد يتجاوز ال الجاھلي العصر في والكتابة

 )١(.يثرب من عشر وأحد مكة، في رجال

كان بل بعيدا، يكن لم بالكتابة قريش عھد أن : مقدمته في يحكي خلدون ابن وھذا  حديثا هللا صلى( هللا رسول بعھد وقريبا

وجعل االسالمية، الحضارة في والكتابة القلم مكانة على بالقلم بالحلف ليوكد القرآن يعود ذلك ومع) ٢(). وسلم وآله عليه

القلم إلى الدعوة في نسجھا وحيد اآلية ھذه وليس. الحضارات بين مكانتھا احتلت متحضرة أمة التعليم ھذا ظل في

أجلمسمى إلى بدين تداينتم إذا الذينآمنوا أيھا يا(: سبحانه يقول العزيز، الكتاب في آية أكبر ھي أخرى آية ثمة بل والكتابة

 )٣(...) . فليكتب هللا علمه كما أنيكتب كاتب يأب وال بالعدل كاتب بينكم وليكتب فاكتبوه

:الكريم القرآن بعد الثاني المصدر ھو الذي حديثه كتابة حثعلى) وسلم وآله عليه هللا صلى( أنالنبي كما 

 كل أكتب كنت: قال عمرو، بن هللا عبد عن سننه، في داود أبو أخرج .1 

____________

. ٤٥٧: البلدان فتوح ـ 1 

.٤١٨:خلدون ابن مقدمة ـ 2 

.٢٨٢:البقرة ـ 3 

 

________________________________________

) 106 (

ورسول تسمعه كلشيء أتكتب: وقالوا قريش، فنھتني حفظه أريد ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول من أسمعه شيء

هللا صلى( هللا لرسول ذلك فذكرت الكتابة، عن فأمسكت والرضا؟ الغضب في يتكلم بشر) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا

منه يخرج ما بيده نفسي فوالذي اكتب،« : وقال فيه، إلى باصبعه فأومأ) وسلم وآله عليه  )١(. »إالحقا

) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي إلى يجلس االنصار من رجل كان: قال ھريرة، أبي عن سننه في الترمذي أخرج .2 

وآله عليه هللا صلى« النبي إلى ذلك فشكا يحفظه، وال فيعجبه الحديث »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي من فيسمع

): وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول فقال أحفظه، وال فيعجبني الحديث منك أسمع إني هللا رسول يا: فقال ، »وسلم

 )٢(. للخط بيده وأومأ »بيمينك استعن«

ونحن يوما،) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول مرعلينا: قال خديج، بن رافع عن البغدادي الخطيب أخرج .3 

«تحدثون؟ ما«: فقال نتحدث،

. هللا رسول يا عنك نتحدث: فقلنا 

.«جھنم من مقعدا علي كذب من وليتبوأ تحدثوا،«: قال 

.«تحدثون؟ أال شأنكم؟ ما«:فقال...رووسھم القوم بحاجته،ونكس) وسلم وآله عليه هللا صلى( ومضى 

.هللا رسول يا منك، سمعنا الذي: قالوا 

.فتحدثنا: قال »ذلك تعمد من أردت إنما ذلك، أرد لم إني«: قال 

.فنكتبھا أشياء، منك نسمع إنا: هللا رسول يا:قلت: قال 

 

____________

من باب ،١٢٥|١:الدارمي ؛سنن١٦٢|٢:أحمد مسند العلم؛ كتابة في باب ،٣٦٤٦ برقم ،٣١٨|٣:داود أبي سنن ـ 1 

.العلم كتابة في رخص

.٢٦٦٦ برقم ،٣٩|٥: الترمذي سنن ـ 2 

 

________________________________________

) 107 (

 )١(. »حرج وال اكتبوا«: قال

كتابة من منع انه إليه ينسب أن المعقول من أفھل والنبيللكتابة، العزيز الكتاب أوالھا التي البالغة االھمية ھذه وبعد 

) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي ونجل المتواترة والسيرة والسنة العزيز الكتاب تضاد آحاد أحاديث أنھا مع! الحديث؟

.السنة كتابة دون الحيلولة عن

 )٢(. »والدراية الرواية بين النبوي الحديث« كتاب في حوله البحث أسھبنا وقد شجون ذو والكالم ھذا 

.به المقسم حول كله ھذا 

والباء وااليمان، النبوة النعمة من والمراد) بمجنون بنعمةربك أنت ما(: سبحانه قوله في جاء فقد: عليه المقسم وأما 

قال جنونه، على دليال عليه القرآن ونزول نبوته جعل من على ردا بمجنون، النعمة ھذه بسبب أنت لست أي للسببية

) . للعالمين إالذكر ھو وما* لمجنون إنه ويقولون الذكر سمعوا لما بأبصارھم ليزلقونك كفروا الذين يكاد وإن(: سبحانه

)٣( 

وعقله وبالغته كفصاحته والنبوة االيمان وراء النعم من سبحانه عليه تفضل كلما النعمة من المراد يكون أن ويحتمل 

.الجنون حصول تنافي الصفات ھذه فان الممتاز، وخلقه الكامل

:التالية الجمل في هللا بحمد وزان وزانھا وان بعده، ما و قبله عما مقطوعة) ربك بنعمة( جملة يكون أن الرازي واحتمل 

 

____________

.٧٣و٧٢: العلم تقييد ـ 1 

.الكتاب نفس من ٣٢ ـ١٢ صفحة انظر ـ 2 

.٥٢ ـ٥١:القلم ـ 3 

 

________________________________________

) 108 (

.عاقل ـ هللا بحمد ـ أنت 

.بمجنون لست ـ هللا بحمد ـ أنت 

.فھيم ـ هللا بنعمة ـ أنت 

.بفقير لست ـ هللا بنعمة ـ أنت 

)١(.بمجنون ـ ربك نعمة ظل في ـ أنت ما« اآلية معنى يكون التقدير ھذا وعلى 

الحلف يكون ذلك وعلى القسم، حرف الباء وجعل االحتمال، ھذا نفس وھو ثالث احتمال وھناك  ان : وھو بالدليل، مقرونا

بالجنون، يتھمونه كيف االلھية النعم بھذه عليه هللا أنعم من قال كما ممنون، غير الجرا اآلخرة في لك أن إلى مضافا

.االبد إلى المتواصل الجزاء أي القطع بمعنى »من « مادة من مشتق والممنون) ممنون غير الجرا لك وإن (:سبحانه

على كان فمن) عظيم خلق لعلى وإنك(: سبحانه قوله وھي التھمة، ھذه من نزاھته على آخر بدليل يستدل سبحانه إنه ثم  

يكون فكيف والبعيد القريب به يعترف خلق !؟ مجنونا

عن والعفو الھدف، طريق في واالستقامة والصبر والبعيد، القريب إلى والحنان العطف الرسول شخصية في تجسم فقد 

الحلف ان ظھر وبذلك االخالق، محاسن من ذلك غير إلى وغرورھا، الدنيا عن والتجافي والقدرة، التمكن بعد المتجاوز

صار .بالدليل مقرونا

 العقل آية والكتابة انالقلم فھو عليه، والمقسم به المقسم بين الصلة وأما 

____________

.٧٩|٢٩:الرازي الفخر تفسير ـ 1 

 

________________________________________

) 109 (

.)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي عن الجنون نفي لغاية به فحلف والدراية،

كما بمجنون ليس النبوة بنعمة عليه هللا أنعم الذي انمحمدا : الكتب من به ومايسطر بالقلم ربنا أقسم: المراغي يقول 

يكون وكيف تدعون،  )١(! الوحي؟ من عليه ينزل ما لكتابة أعدت واالقالم والكتب مجنونا

صلى( النبي قال:قال: »واآلداب الحكم في الشھاب« كتابه النبيفي عن البحراني يحيى الشيخ رواه بحديث البحث ونختم 

:هللا يدي بين ما إلى وتنتھي الحجب تخرق ثالثة«): وسلم وآله عليه هللا

.العلماء أقالم صرير .1 

.المجاھدين أقدام وطء .2 

 )٢(. »المحسنات مغازل صوت .3 

 

 

____________

.٢٧|٢٩:المراغي تفسير ـ 1 

.٢٢:واآلداب الحكم في الشھاب ـ 2 

 

________________________________________

) 110 (

الخامس الفصل

 

الحاقة سورة في القسم

* كريم رسول إنھلقول* التبصرون وما* تبصرون بما أقسم فال(:سبحانه قال يبصر، ال وبما يبصر بما سبحانه حلف 

 )١(). العالمين رب من تنزيل * تذكرون ما قليال كاھن بقول وال* تومنون ما قليال شاعر بقول ھو وما

 

اآليات تفسير

الدنيا فيشمل مبصر، وغير مبصر قسمين عن يخرج ال النه هللا سوى ما يعم) تبصرون وماال تبصرون بما(: قوله 

في داخل الخالق فان والمخلوق، الخالق يشمل كما والباطنة، الظاھرة والنعم والجن واالنس واالرواح واالجسام واآلخرة

 .وصحيفته الوجود بعالم سبحانه حلف فقد الوجه ھذا وعلى تبصرون، وماال: قوله

ويعظمه واحد صف في والمخلوق الخالق يجمع أن القرآن أدب من البعيد من بأنه: قائال ائي،الطباطب السيد استبعده ولكن 

صنع وما تعالى تعظيما  )٢(. واحد عرض في مشتركا

 وما(: وقال والرسول، نفسه بين جمع ربما سبحانه بأنه: عليه يالحظ ولكن 

____________

.٤٣ ـ٣٨:الحاقة ـ 1 

.٤٠٣|١٩:الميزان ـ 2 

 

________________________________________

) 111 (

،))٢(والمومنون ورسوله عملكم هللا فسيرى اعملوا وقل(: سبحانه وقوله) ١() فضله من ورسوله هللا أغناھم أن إال نقموا

.فالحظ اآليات من ذلك غير إلى

ثم مقدر، أو مسبوق لكالم رد» ال«: انقوله اخترنا توجيھه،وقد في المفسرين كالم سبق فقد» ال«: قوله من المراد وأما 

.أقسم بقوله يبتدأ

بما أقسم ھو) تبصرون ال وما تبصرون بما أقسم فال(: وقال الحواس، سائر دون البصر يخص بشيء سبحانه أقسم لقد 

بالبصر عالقة له بما العظيم القسم ھذا سبحانه الحق أقسم. خطره وأعظم أكثره وما نبصر ال بما وأقسم أقله، وما نبصر

ذلك رغم فانه بنا يحيط بما وأسرعه وأبعده إحساس أوسع يعطينا كونه رغم النه ذلك محسوس، ھو مما بغيره يقسم ولم

.القليل أقل إال منه يصلنا ال

وال* تومنون ما قليال شاعر بقول ھو وما* كريم رسول إنھلقول(: قوله فھو عليه، المقسم به،وأما المقسم حول كله ھذا 

رسول قول: كونه أعني إيجابية أمور من مركب عليه فالمقسم ،) العالمين رب من تنزيل * تذكرون ما قليال كاھن بقول

.كاھن وال شاعر بقول ليس القرآن أن وھو وسلبية ، العالمين رب من تنزيل وانه كريم

ھذا ذكر وقد ،) كريم رسول(: قوله من المراد ھو ما في الكالم إنما  لقول إنه(: سبحانه قال التكوير، سورة في أيضا

ھو وما* المبين باالفق رآه ولقد* صاحبكمبمجنون وما* أمين ثم مطاع * العرشمكين ذي عند قوة ذي* كريم رسول

 من المراد ان شك وال) ٣() رجيم شيطان بقول ھو وما* بضنين الغيب على

____________

.٧٤:التوبة ـ 1 

.١٠٥:التوبة ـ 2 

.٢٥ ـ١٩:التكوير ـ 3 

 

________________________________________

) 112 (

. )العرشمكين ذي عند قوة ذي(: بقوله وصفه بشھادة جبرئيل، الوحي أمين ھو التكوير سورة في رسول

  شيطان بقول ھو وما(: قوله أن كما كريم، رسول إلى يرجع الضمير فان ) المبين باالفق ولقدرآه(: قوله إلى مضافا

.الملك يقابل الشيطان فان الملك، قول ھو إنما معناه) رجيم

كاھن وال شاعر بقول ليس:بقوله وصفه النه وذلك ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي منه يراد أن فيحتمل المقام وأما 

.بھما جبرئيل يصفون وال والكھانة بالشعر محمدا يصفون كانوا والقوم

القرآن يكون أن ذلك ينافي وال كاھن، أو شاعر كالم كونه نفي ھو كريم رسول إلى القرآن عزو من المتوخى والغرض 

الجميع، إلى االضافة لصحة ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي وكالم الوحي أمين كالم نفسه الوقت وفي سبحانه، كالمه

سيد قلب على سبحانه جانبه من أنزله الذي ھو النه جبرئيل، وكالم أنشأه، الذي وھو فعله، النه سبحانه كالمه فالقرآن

أدنى النسبة في ويكفي للناس، وبينه أظھره النه) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي كالم نفسه الوقت وفي المرسلين،

.مناسبة

:وقال التالي، بالنحو الطباطبائي السيد بينھا فقد الصلة وأما 

الواحد النظام فان المناسبة، من يخفى ال ما القرآن حقية على به لالقسام يبصرون وماال يبصرون ما اختيار وفي 

الرسل بعث من عليه يترتب وما إليه، الكل ومصير تعالى، بتوحده يقضي العالم مجموع في الجاري أجزاوه المتشابك

 )١(. مستقيم طريق وإلى ذلك جميع الحقفي إلى يھدي سماوي كتاب خير والقرآن الكتب، وإنزال

 

____________

.٤٠٣|١٩:الميزان ـ 1 

 

________________________________________

) 113 (

الوجود على السائد والنظام الخليقة بمجموع أي ـ والشھادة الغيب بعالم حلف وتعالى تبارك سبحانه انه: آخر وبتعبير

الكوكب ھذا في االنسان صيرورة وھو النظام، لھذا مشترك ھدف وجود على ـ االمكاني السمائه مظھرا كامال إنسانا

.االنسان إلى أنزل سماوي كتاب والقرآن الكتب، وإنزال الرسل بعث خالل من إال الھدف ذلك تحقيق يتم وال وصفاته،

من أخذه كريم رسول كالم القرآن كون عن عبارة عليه المقسم فان عليه، المقسم على بالبرھان حلفه دعم سبحانه ثمإنه 

علينا تقول ولو(: سبحانه قال فورا، العذاب وإاللعمه ومتقوالته مبدعاته من وليس سبحانه هللا من وھو الوحي، أمين

 )١() . حاجزين عنه أحد من منكم فما* الوتين منه لقطعنا ثم * باليمين منه الخذنا* االقاويل بعض

في كاذب غير أنه على دليل أوضح فھو كثيرة طوائف حوله والتفت رسالته إلى الدعوة في النجاح الرسول حالف فإذا 

.الزمان من المقدار ھذا سبحانه هللا أمھله لما وإال هللا إلى عزوھا في وصادق دعوته

تصديق لزم اآلية مفاد ھذا كان فلو بالھالك، سبحانه هللا على الكاذب المتنبى توعد اآليات ھذه ان وھو يثار، سوال وثمة 

كان لو إذ الھالك، و العذاب يشمله ولم النبوة ادعى كلمن يفعل، لم فإذا الوتين، منه وقطع باليمين، سبحانه الخذه كاذبا

به؟ االلتزام يمكن ال أمر أنه مع وفعاله كالمه صدق على دليل فھذا

بيان بصدد ھو وإنما والھالك، العذاب يعمه سوف هللا على تقول من كل أن بيان بصدد ليس الكريم القرآن ان : والجواب 

صلتھا تدعي التي المتقولة الفئات بعض  من النوع فھذا للعقول، خالبة قاھرة معجزة خالل سبحانه با

____________

.٤٧ ـ٤٤:الحاقة ـ 1 

 

________________________________________

) 114 (

أبھرت بمعجزة أرفقھا التي الرسالة »وسلم وآله عليه هللا صلى« هللا رسول ادعاء في كما القاعدة، ھذه تحت يدخل التقول

والعياذ ـ تقول فلو المعجزة، ھذه ظل في والعجم العرب له فخضع االلباب، وأدھشت العقول من النه العذاب، يعمه ـ با

ومضيه) وسلم وآله عليه هللا صلى( فسيرته الكاذب، يد على المعجزة تقع أن القبيح وافته حتى ربه إلى الدعوة في قدما

.شاعر وال بكاھن ليس وانه ربه، كالم كالمه وان رسالته، في صادق أنه على دليل أوضح المنية

:أربعة وجوه ففيه) باليمين منه الخذنا(: سبحانه قوله وأما 

.بيده المجرم يوخذ كما بيمينه أخذنا .1 

.القوة شارة اليمنى فاناليد القوة، عنه سلبنا أو .2 

.اليمنى يده منه لقطعنا أو .3 

.بقوة منه النتقمنا أو .4 

إليھم تركن كدت لقد ثبتناك أن ولوال(: سبحانه قوله بمنزلة واآلية  الممات وضعف الحياة ضعف الذقناك إذا * قليال شيئا

)١(). نصيرا علينا لك تجد ال ثم

 

 

____________

.٧٥ـ٧٤:االسراء ـ 1 

 

________________________________________

) 115 (

السادس الفصل

 

المدثر سورة في القسم

جنود يعلم وما(: قال ظھوره، عند والصبح إدباره، عند الليل و ، القمر: ھي ثالثة، بأمور المدثر سورة في سبحانه حلف 

* للبشر نذيرا * الكبر الحدى إنھا* أسفر والصبحإذا* أدبر إذا والليل* والقمر كال * للبشر ھيإالذكرى وما إالھو ربك

 )١(). يتأخر أو يتقدم أن منكم شاء لمن

 

اآليات تفسير

.االول عقب الثاني ويأتي بالبعض، بعضھا ترتبط ثالثة بأمور اآليات ھذه في سبحانه حلف 

القمر تجلى فإذا الشمس لتأثير النھار في نوره يختفي النه ظھور، لضوئه كان لما الليل ولوال الليل، في يتجلى القمر فأما 

الليل في شيئا عنه عبر الذي الفجر طلوع النتيجة وتكون) أدبر إذا(: سبحانه عنه عبر الذي الليل، نھاية فيأتي فشيئا

فشيئا، شيئا الليل مع يسير الذي السماء وسط في القمر بتجلي احلف:سبحانه يقول فكأنه ،) أسفر إذا والصبح( سبحانه

.به المقسم تضمنت التي اآليات مفاد ھذا الصبح، ويسفر يدبر أن إلى

 ھو ما وأما العظائم، إحدى أي العظمى وھي الكبرى، جمع الكبـر إن ثم  

____________

.٣٧ ـ٣١:المدثر ـ 1 

 

________________________________________

) 116 (

.قريب عن بيانه فسيوافيك العظائم، من المراد

:ثالثة بأمور اآليات ھذه في حلف سبحانه إنه ثم  

.االطالق وجه على القمر .1 

. انتھائه عند الليل أي أدبر، إذا الليل .2 

.ويتجلـى يسفر حينما الصبح .3 

. ( يتأخر أو يتقدم أن منكم شاء لمن* للبشر نذيرا * الكبر الحدى إنھا(:قوله عن عبارة فھو عليه المقسم وأما 

:وجھان ففيه ،»إنھا« قوله في الضمير مرجع في والكالم 

وال تبقي ال* سقر ما أدراك وما(: تعالى قوله أعني المتقدمة، اآليات في الواردة »سقر« إلى يرجع الضمير أن : االول 

)١() . عشر تسعة عليھا* للبشر لواحة * تذر

عنھا يتأخر أو هللا طاعة في يتقدم أن منكم شاء لمن ومخوفة للبشر نذيرة فھي الكبرى، الدواھي إحدى ھي سقر ان أي 

المونثات فيھا جمع التي الحاجب ابن قصيدة في ذكرھا جاء وقد السماعية، المونثات من »سقر« ولفظة بالمعصية،

:وقال بيتا، وعشرين أحد في السماعية

 )٢( النعالن و الحرب ومنھا سقر في و كرش في و كبد في كذاك و 

الحدى القرآنية فاآليات ھذا وعلى) . عنيدا كانآلياتنا إنه كال (: سبحانه قوله في اآليات إلى يرجع الضمير أن : الثاني 

.المتأخر دون ينتفع المتقدم لكن تأخر أو الطاعة مجال في تقدم لمن النذيرة وھي الدواھي

 

____________

.٣٠ـ٢٧:المدثر ـ 1 

.١٨٦|٥:الجنات روضات ـ 2 

 

________________________________________

) 117 (

.)الكبر الحدى إنھا(: قوله فھو عليه المقسم وأما به، المقسم حول كله ھذا

يھدي الدامس الليل في القمر إن حيث بمكان، الوضوح من الثاني التفسير فعلى عليه، والمقسم به المقسم بين الصلة وأما 

ومعادن الھداية، بأسباب سبحانه يحلف أن فناسب النور، ويظھر الظالم يبدد النھار وطروء الصبح أن كما السائرين،

.الرشاد سبيل إلى البشر تھدي التي الكبرى المعاجز الحدى القرآن أن إثبات بغية ومظاھره، النور

السماء وسط في القمر أي به بأنالمقسم يقال أن إال خفية، فالمناسبة سقر إلى الضمير ورجوع االول، التفسير على وأما 

سقرا أن كما الكبرى آياته من الفجر وطلوع الليل وانجالء .كذلك أيضا

وأقل لالرض السماوية االجرام أقرب فھو عظمته، على للتأكيد جاء بالقمر انالقسم يخفى وال  حول يدور منھا، حجما

.والجزر المد سبب ھي الشمس جاذبية مع القمر وجاذبية شھر، كل مرة االرض

حرارة ودرجة الماء، غليان درجة من أعلى أي ، مئوية درجة ١٢٠ للشمس المواجه القمر جانب حرارة درجة وتبلغ 

.درجة ١٥٠ يبلغ بقدر الماء تجمد درجة من أقل المظلم الجانب

بزيادة قدم ألف ٤٢ ارتفاعھا يبلغ عظيمة ضخمة وجباله الخامدة، البراكين فيھا تتناھض وقفار صحاري سطحه أن كما 

وجباله ميل، ١٠٠أكبرھا قطر يبلغ العظمة ھائلة البراكين وفوھات االرض، على جبل أعلى عن قدم ألف ١٣ من تقرب

 )١(. السنين بماليين االرضية الجبال سالسل من بكثير أقدم

 

____________

.٢٧: الحديث والعلم هللا ـ 1 

________________________________________

) 118 (

السابع الفصل

 

القيامة سورة في القسم

أقسم وال* القيامة بيوم أقسم ال(: وقال اللوامة، النفس. ٢ القيامة، يوم. ١: بأمرين القيامة سورة في سبحانه حلف 

* أمامه ليفجر االنسان يريد بل* بنانه نسوي أن على قادرين بلى* عظامه نجمع ألن االنسان أيحسب* بالنفساللوامة

 )١() . القيامة يوم يسئأليان

اآليات تفسير 

 )٢( أقوال على» ال« كلمة في المفسرون اختلف 

:القيس امرو قال كما القسم، في ال كلمة تزيد العرب وان قسم كلمة أقسم ال ان : االول 

 

أفر انـي قـوم يدعي ال* العامـري ابنة وأبيك ال

ال،: أحدھم قال فإذا محاوراتھم، في الناس كالم في المعروف ھو وذلك لھم، وجواب تقدم، قد لكالم رد نافية، انال: الثاني 

أقسم ثم ذكرتم، ما على االمر ليس لھم قيل البعث، أنكروا لما فھم السابق، الكالم رد »ال«: بقوله قصد كذا، فعلت ما وهللا

.حق البعث إن اللوامة وبالنفس القيامة بيوم

 

____________

.٦ ـ١:القيامة ـ 1 

.٨١: ص الحظ أيضا فيه الكالم مر ـ 2 

 

________________________________________

) 119 (

.ذلك فوق يستحق وھو ھذا، من بأكثر حقيق فانه حقإعظامه، به بأقسامي أعظمه ال اني معنى على للنفي، انھا: الثالث

.االخيرين المعنيين أحد والمتعين العزة، رب كالم في بعيد ولكنه زائدة، »ال«االول المعنى فعلى 

:أمران فھو: به المقسم أما 

.القيامة يوم: أ 

.اللوامة النفس: ب 

الحساب، به يقوم انه الجل القيامة يوم سمي وإنما واحد، صعيد على الناس فيه هللا يجمع الذي البعث يوم فھو: االول أما 

قال االشھاد، به يقوم يوم وانه) ١() الحساب يقوم يوم وللمومنين ولوالدي لي اغفر ربنا(: إبراھيم عن حاكيا سبحانه قال

يوم(:سبحانه قال الروح، فيه يقوم يوم وانه) ٢() االشھاد يقوم ويوم الدنيا الحياة في والذينآمنوا رسلنا لننصر إنا(: سبحانه

والمالئكة يقومالروح لرب الناس يقوم يوم(:سبحانه قال كما العالمين، لرب الناس يقوم يوم وانه ،)٣() صفا

سبعين القرآن في القيامة يوم جاء وقد بالقيامة، اليوم تسمية وجه توضح التي الوجوه من ذلك غير إلى ،)٤()العالمين

.يوم إلى إالمضافة القيامة تستعمل فلم مرة،

 

____________

.٤١:إبراھيم ـ 1 

.٥١:غافر ـ 2 

.٣٨: النبأ ـ 3 

.٦:المطففين ـ 4 

 

________________________________________

) 120 (

قال ملوم، فھو لمته يقال لوم، فيه ما إلى بنسبته االنسان عدل وھي اللوم، من مبالغة صيغة اللوامة النفس أي: الثاني وأما

.منه اشتق وما اللوم فيھا ورد التي اآليات من ذلك غير إلى) ١() أنفسكم ولوموا تلوموني فال(: سبحانه

:أقوال على اللوامة النفس من المراد في المفسرون واختلف 

الكلي تطبيق قبيل من القول ھذا أن والظاھر الجنة من به خرجت الذي فعلھا على تتلوم تزل لم التي آدم نفس ھي: االول 

.فقط المراد أنھا، على قرينة ھناك وليس مصداقه، على

ھال: قالت خيرا عملت كانت إن القيامة يوم نفسھا تلوم وھي إال فاجرة وال برة نفس من ليس إذ النفس، مطلق: الثاني 

.أفعل لم ليتني يا: قالت سوءا عملت كانت وإن ازددت،

.الفاجرة الكافرة بالنفس تختص وربما: الثالث 

.منه بدا ما إصالح على وتحفزه المعصية ارتكاب على الدنيا في تلومه التي المومن نفس والمراد ذلك، عكس: الرابع 

.الشر ارتكاب أو الخير فوت الجل أكان سواء صاحبھا تلوم التي النفس مطلق المتعين،أي ھو الثاني القول أن والظاھر 

.بھا حلف وإاللما سبحانه بھا أقسم حد إلى اللوامة النفس بھا تتمتع التي العظيمة المنزلة عن تحكي فاآلية حال كل وعلى 

.لتبعثن أي فمحذوف عليه المقسم وأما 

 

____________

.٢٢:إبراھيم ـ 1 

 

________________________________________

) 121 (

يوم النفس ھذه من اللوم ظھور فھي »اللوامة بالنفس« والحلف »لتبعثن«: قوله أعني عليه المقسم بين الصلة وأما

.فأكثر أكثر القيامة يوم ويتجسد اللوم يتجلـى حين في إالقليال، الدنيا في تلومه ال الكافر نفس فان القيامة،

تزجر يقظة وھي خداعھا، يمكن وال الذنوب، اقتراف عن االنسان تردع النھا جدا، فواضحة اللوامة النفس كرامة وأما 

االنسان .وقصده عمله ما إلى بالنسبة دائما

فلما بإلوھيتھا، عقيدتھم عن ويرتدعون إليه يرجعون القوم لعل لھم إالكبيرا جذاذا وجعلھا االصنام حطم لما إبراھيم إن  

فأجابھم ،)بآلھتنا ھذا فعلت أأنت(: بقولھم وخاطبوه منه، لالقتصاص أحضروه إبراھيم عمل أنه على ووقفوا رجعوا

صامتين وظلوا السوال ھذا من الجمع فبھت ارتكبھا، التي الجريمة عن بسواله أمرھم ثم ،) كبيرھم فعله بل(: إبراھيم

على تلومھم نفوسھم وأخذت وجدانھم فاستيقظ يعبد، أن من أحط الصنم ھذا مثل أن لھم تبين فعندئذ االجابة، عن لعجزھم

القرآن عنه يحكي ما وھذا والخضوع، بالعبادة خليقة غير انھا وجدوا حيث عبدوھا التي اآللھة بل اختطوه، الذي النھج

الظالمون أنتم لبعض بعضھم قال فكأنه بالظلم، أنفسھم خاطبوا أي) الظالمون أنتم إنكم فقالوا أنفسھم إلى فرجعوا (: بقوله

.الفتى ھذا قال إالكما االمر نرى وما نفسه عن الدفع عن يقدر ماال تعبدون حيث

.الذنوب ارتكاب عن االنسان وتزجر واآلخر الحين بين تظھر التي اللوامة النفس ھي ھذه 

سوى قاض إلى تحتاج ال محكمة الوجدان ويصفون االخالقي، بالوجدان ھذا يومنا في النفس علم يسميه الذي وھذا 

 بتأسيس تقوم التي وھي النفس،

________________________________________

) 122 (

.تھاون أي ودون ھوادة، بال الحكم وتصدر المجرم، وتشخص المحكمة،

فجورھا فألھمھا* سواھا وما ونفس (: سبحانه يقول النفس، من المرتبة تلك إلى إشارة االخرى القرآنية اآليات وفي 

 )١() . وتقواھا

 )٢(. »تترك وما تأتي ما لھا بين«: اآلية تفسير في الصادق االمام يقول 

للزجر، وال للوعظ تصلح لم قبل ذي من عالمة تكن لم فلو وشرھا، االمور بخير النفس معرفة فرع والعزم إناللوم 

* عينين له نجعل ألم(: سبحانه ذلك،يقول والجل  )٣() . النجدين وھديناه* وشفتين ولسانا

 )٤(. »والشر الخير نجد إلى ھداه«) :السالم عليه( الصادق االمام يقول 

عليه( الصادق االمام يقول الشر، ممارسة عن وابتعادھا وكدورتھا النفس صفاء حسب تختلف الزجر مراتب ثمإن  

يسمع فال روحه طيب خيرا بعبد أراد إذا هللا إن «) : السالم  )٥(. »إالأنكره منكرا وال إالعرفه معروفا

القبيح من الحسن ضوئھا على يعرف حيث عظيمة، ونعمة كرامة اللوامة، النفس من إنسان لكل سبحانه هللا حباه ما نعم، 

بالشر، والشر بالخير الخير في القضاء عن النفس تعوق ربما بھا يستھان ال مدة الشر مارس لو ولكنه الشر، من والخير

وقضائه ونفسه روحه على بصماته ترك بنحو كثيرا االنسان زاوله إذا فيما وذلك شرا، والخير خيرا الشر يرى ربما بل

ولكن كإلنسان، يدركه أمر ـ كانت الغايات من غاية الي ـ االوالد وقتل البنات وأد قبح أن إلى سبحانه أشار وقد وتفكيره،

 مفاخره من ويعده ھذا عمله يستحسن المشركين بعض أن ترى

____________

.٨ ـ٧:الشمس ـ 1 

.١٦٣|١:الكافي ـ 2 

.١٠ ـ ٨: البلد ـ 3 

.١٦٣|١:الكافي ـ 4 

.٨٧|١:الھداة اثبات ـ 5 

 

________________________________________

) 123 (

 )١() . شركاوھم أوالدھم المشركينقتل من لكثير زين وكذلك(: سبحانه يقول وكراماته،

القبيح فصار وتفكيرھم الوثنيين عقول في الشركاء أثر فقد  عمله سوء له زين أفمن(: سبحانه يقول خيرا، والشر حسنا

فرآه )٢().يشاء من يضل هللا فإن حسنا

قضاوھا يكون ربما بل والحاالت الظروف جميع في الحق وقضائھا صفاتھا على باقية اللوامة النفس فليست ھذا وعلى 

المقدسات لجميع يتنكر عمره آخر في يعود فربما عمره، طيلة الجرم يزاول فيمن سيما ال الحق، ھو ما خالف على

) . هللا بآيات كذبوا أن السوأى أساءوا الذين عاقبة كان ثم (: سبحانه يقول وإيمانه، فكره آفاق على القبيح فعله ويسيطر

)٣( 

 

الحكيم الذكر في النفس مراتب

:مراتب االنسانية للنفس جعل الكريم إنالقرآن 

بنحو المراتب ھذه وصف وإليك المرضية، الراضية النفس. ٤ المطمئنة، النفس. ٣ اللوامة، النفس. ٢ االمارة، النفس .1 

:موجز

 

االمارة النفس .1

 يبرى أن لالنسان فليس السيئات، من مشتھياتھا إلى تدعو بطبعھا إنالنفس 

____________

.١٣٧:االنعام ـ 1 

.٨:فاطر ـ 2 

.١٠:الروم ـ 3 

 

________________________________________

) 124 (

يقول سبحانه، هللا من برحمة وذلك الشر إلى ودعوتھا بالسوء أمرھا عن يكف أن له السوء،وإنما إلى الميل من نفسه

) رحيم غفور ربي إن ربي رحم إالما بالسوء المارة النفس إن نفسي أبرى وما() : السالم عليه( يوسف عن نقال سبحانه

.)١( 

تدور التي الشھوات حب على طبعت النفس الن السوء، ارتكاب عن كفھا وإنما بالسوء، أمرھا عن نفسه يوسف أبرأ فما 

.الحياة رحى عليھا

باالنصياع نادت فالمادية التفريط، و االفراط عن وحفظھا السعادة مسير في وجعلھا الميل، ذلك لتعديل جاءت واالخالق 

الكھوف في واللوذ الحياة عن والعزوف والشھوات اللذات جماح بكبح نادت أمكن،والرھبانية مھما اللذات لرغبات

يحرمھا، بمن ويندد الطيبات أكل إلى يدعو الذي الوقت ففي بينھما، وسط منھج إلى يدعو راح االسالم ولكن واالديرة،

المعاصي ارتكاب عن النفس جماح بكبح يأمر) ٢() . الرزق من والطيبات لعباده أخرج التي هللا زينة حرم قلمن(: ويقول

.االخالقي االنحالل إلى وتسوقه المجتمع في الفوضى توجب التي والسيئات

 

اللوامة النفس .2

اآلثام و السيئات من اقترفه ما على االنسان يونب الذي الضمير وھي اللوامة النفس  سكراتھا من يفيق ما بعد خصوصا

الشھوات، إلى بالميل ممزوجة النفس أن على يدل وھذا الحق، إلى وإنابة ارتكبه ما على الندم دوامة في تنحدر نفسه فيجد

____________

.٥٣:يوسف ـ 1 

.٣٢:االعراف ـ 2 

 

________________________________________

) 125 (

العقل نور ظھور دون يحول الشھوات غلبة فان خاص، تجلـي ولكل والعدل، الحق إلى ميل فيھا نفسه الوقت وفي

فتستيقظ اللذة مضرات وتنكشف الحياة جمال أمامه يصفو حينھا شھوته، تخمد إن ما ولكنه واآلثام، المعاصي فيقترف

.الجريمة تلك وطأة تحمله لعدم االنتحار، إلى بصاحبھا تدفع ربما حد إلى والعذل باللوم وتأخذ اللوامة النفس

.بممارستھا تضعف كانت وإن الذنوب بكثرة تتصدع ال يقظة حية النفس وھذه 

 

المطمئنة النفس .3

وتحس الرب برحمة وتطمئن الشھوة، عواصف بھا تعصف ال حد إلى اللوامة النفس توصلھا التي النفس وھي 

ربك إلى ارجعي* المطمئنة النفس أيتھا يا(: سبحانه يقول المجتمع، وأمام هللا أمام عاتقھا على الموضوعة بالمسوولية

وحالوة للطاعة لذة صميمھا في وتجد الطاعة عند والفرح بالسرور يمتلى النفس ھذه فصاحب) ١() مرضية راضية

.واللسان بالقلم وصفھا يمكن ال للعبادة

شيئا لنفسه يملك ال عبدا نفسھا فترى به، رضي بما وترضى ربھا إلى تسكن التي ھي المطمئنة النفس: أخرى وبعبارة 

ابتالء وضر، نفع أي أو فقر أو غنى من فيھا يستقبله وما مجاز، دار الدنيا ويرى ضر، أو نفع أو شر أو خير من

في والفقدان الفقر يوقعه وال واالستكبار، والعلو الفساد، وإكثار الطغيان، إلى عليه النعم تواتر يدعوه فال إلھيا، وامتحانا

 ال العبودية من مستقر في ھو بل الشكر، وترك الكفر

____________

.٢٨ ـ٢٧:الفجر ـ 1 

 ________________________________________

) 126 (

 )١(. تفريط أو بإفراط صراطه مستقيم عن ينحرف

:يقول الثالث، النفوس واقع حول النراقي مھدي محمد للحكيم قيمة كلمة وھناك 

لھا منقادة وصارت االخر، الثالثة على العاقلة قوتھا غلبت فإذا أحوالھا، اختالف بحسب للنفس ثالثة أوصاف انھا والحق  

والنواھي،وميلھا االوامر تحت حينئذ لسكونھا ،»مطمئنة«سميت مدافعتھا من الحاصل اضطرابھا وزال منھا، مقھورة

بارتكاب عنھا مغلوبة صارت وكلما وتدافع، تنازع بينھا وكان غلبتھا تتم لم جبلتھا،وإذا تقتضي التي مالئماتھا إلى

أمارة« سميت دفاع دون من لھا مذعنة منھا مغلوبة صارت وإذا. »لوامة« سميت وندامة لوم للنفس حصلت المعاصي

 )٢(. بالسوء اآلمرة ھي فكأنما مدافعة، دون من الشيطانية للقوى وأذعنت العاقلة قوتھا اضمحلت لما النه »بالسوء

 

المرضية الراضية النفس .4

وقضى قدر بما رضاھا يستلزم ربھا إلى واطمئنانھا منھا، الرب رضى ربھا من الراضية المتكاملة النفس وھي  تكوينا

يسخطه ال إذ منه، الرب رضى ربه، من العبد رضى وإذا معصية، تزيغھا وال سانحة تسخطھا فال تشريعا، به حكم أو

»راضية«: قوله عقب ولذا ربه رضى ذلك استوجب العبودية طريق لزم فإذا العبودية، زي من العبد خروج إال تعالى

.«مرضية«: بقوله

النفس صاحب أن على داللة وفيه) ربك إلى ارجعي(: قوله على تفريع) جنتي وادخلي* عبادي في فادخلي(: تعالى قوله 

 عباد زمرة في المطمئنة

____________

.٢٨٥|٢٠:الميزان ـ 1 

.٦٤ ـ٦٣|١:السعادات جامع ـ 2 

 ________________________________________

) 127 (

فرأى ربه من الحق ھو بما ورضى االستقالل دعوى عن انقطع ربه إلى اطمأن لما انه وذلك العبودية، مقام حائز هللا

ملكا وأفعاله وصفاته ذاته العبودية ظھور وھذا ربه، أراده ما إال ونھى، أمر فيما وال وقضى، قدر فيما يرد فلم لربه طلقا

.عبوديتھا لمقام تقرير) عبادي في فادخلي(: قوله ففي العبد، في التامة

كالمه في يوجد وال خاص، تشريف المتكلم ضمير إلى الجنة إضافة وفي لمستقرھا، تعيين) جنتي وادخلي(:قوله وفي 

 .به المقسم حول كله ھذا) ١(. اآلية ھذه إالفي وتقدس تعالى نفسه إلى الجنة إضافة تعالى

قال أمره، وعظمة اليوم تفخيم على للداللة حذف وإنما »لتبعثن « أي بالقرينة معلوم محذوف فھو: عليه المقسم وأما 

بما نفس كل لتجزى أخفيھا أكاد آتية الساعة إن (: وقال) ٢() إالبغتة تأتيكم ال واالرض السماوات في ثقلت(: تعالى

 )٥(). ٤() العظيم النبإ عن* يتساءلون عم (: وقال ،) ٣() تسعى

من اقترف ما الجل نفسه يلوم القيامة يوم بعث إذا االنسان فان فواضح، عليه، والمقسم به المقسم بين الصلة وجه وأما 

على فيندم والخطايا، المعاصي من اقترف ما على االنسان ويقف الحجب تنكشف الحرج الموقف ذلك في إذ المعاصي،

وقضي العذاب رأوا لما الندامة وأسروا به الفتدت االرض في ما ظلمت نفس لكل أن ولو(: سبحانه قال منه صدر ما

إذ والنھار الليل مكر بل استكبروا للذين استضعفوا الذين وقال(: سبحانه وقال ،)٦() يظلمون ال وھم بالقسط بينھم

نكفر أن تأمروننا يجزون ھل كفروا الذين أعناق االغاللفي وجعلنا العذاب رأوا لما الندامة وأسروا أندادا له ونجعل با

 )٧(). يعملون كانوا إالما

.مناص حين والت والمالمة، الندم يوم القيامة فيوم وبالجملة 

 

____________

.٢٨٦|٢٠: الميزان ـ 1 

.١٨٧:االعراف ـ 2 

.١٥:طه ـ 3 

.٢ـ١:النبأ ـ 4 

.١٠٤|٢٠: الميزان ـ 5 

.٥٤:يونس ـ 6 

.٣٣:سبأ ـ 7 

 ________________________________________

) 128 (

الثامن الفصل

المرسالت سورة في القسم 

:وقال ، المالئكة بأوصاف سبحانه حلف لقد 

والمرسالت(: أ  . )عرفا

(: ب  . )فالعاصفاتعصفا

. )نشرا والناشرات(: ج 

فالفارقات(: د  . )فرقا

 )١() . لواقع توعدون إنما* نذرا أو عذرا * فالملقياتذكرا (: ھـ 

عذرا ذكرا فالملقيات فالفارقات، والناشرات، فالعاصفات، المرسالت،«:بـ عنھا يعبر بأمور اآليات ھذه في سبحانه حلف 

.أونذرا

بيد الناشرة، العاصفة المرسلة بالرياح تفسيرھا عليھم غلب وقد االقسام، ھذه تفسير في المفسرين كلمة اختلفت وقد 

:فنقول الصفات، ھذه عليه تنطبق واحد بأمر تفسيرھا إلى تبعثنا السياق أنوحدة

المرسالت( .1  على الثابت الشعر ـ فالسكون بالضم ـ والعرف الوحي، مالئكة من المرسالت بالجماعات أقسم أي) عرفا

 المالئكة ينزل(: سبحانه يقول الفرس، كعرف جاءوك يقال تتابعت إذا االمور به ويشبه الفرس عنق

____________

.٧ ـ ١:المرسالت ـ 1 

 

________________________________________

) 129 (

.المتتابعة المرسلة بالرياح فسر فقد ذلك ومع ،)١() عباده من يشاء من على أمره من بالروح

فالعاصفات(.2  الذين بالمالئكة اقسم والمراد ھبوبھا، سرعة بمعنى العاصفة والريح السير، سرعة ھو والعصف) عصفا

.العاصفة كالرياح سيرھم في فيسرعون متتابعين يرسلون

.الھبوب الشديدة بالرياح فسر ذلك ومع 

المكتوب للصحف الناشرين بالمالئكة أقسم والمعنى والكتاب، الصحيفة نشر والمراد آخر، قسم) نشرا والناشرات( .3 

.للمطر تلقحه كما للغيث نشرا السحاب تنشر التي بالرياح فسرت فقد ذلك ومع ليتلقاه، للنبي الوحي عليھا

فالفارقات( .4  الوحي حمل الجل وذلك والحرام، والحالل الحقوالباطل بين يفرقون الذين المالئكة به المراد) فرقا

.فتبدده السحاب بين تفرق التي بالرياح فسر فقد ذلك ومع والباطل الحق ببيان المتكفل

.االمم إلى االنبياء وتلقيه االنبياء على الذكر تلقي المالئكة، به المراد) ذكرا فالملقيات( .5 

.عليھم المتلو االنبياء على النازل الوحي مطلق أو النبي، على يقرأونه القرآن ھو بالذكر فالمراد ذلك وعلى 

انه والمعنى معذورا، به يصير بما االتيان واالعذار االنذار، أو االعذار إما االمرين أحد الوحي إلقاء من انالغاية يبن ثم  

 المومنين لعباده عذرا لتكون الذكر يلقون

____________

.٢:النحل ـ 1 

 

________________________________________

) 130 (

.لغيرھم وتخصيصا بالذكر

ليكون الذكر يلقون أخرى وبعبارة  .اآليات نم الظاھر ھو ھذا لغيرھم، وتخويفا المكذبين على للحجة إتماما

القيامة يوم توعدون إنما والمراد البشر، لعامة والخطاب موصولة وما) لواقع توعدون إنما(: قوله فھو عليه المقسم وأما 

.التحقق في أبلغ النه كائن، دون بواقع عبر وإنما وواقع قطعي أمر والثواب العقاب من فيه بما

بالبعث االيمان إلى الدعوة ھو وتلقيه المالئكة تحمله ما أھم الن واضحة، عليه والمقسم به المقسم بين الصلة إن ثم  

أي) نذرا أو عذرا ( قوله ذلك ويويد والنشور، الكفار على للحجة إتماما قطعي معاد على يدل ذلك كل للمومنين وتخويفا

.المومن به ويجزي الكافر على به يحتج الوقوع

االقسام تتضمن ما مع انھا الست اآليات ھذه في البيان صنعة لطيف من: يقول حيث الطباطبائي، للعالمة بيان وھناك 

الربوبي التدبير فان الموعود، الجزاء وقوع وھو الجواب مضمون على الحجة تتضمن الجواب في الذي الخبر لتأكيد

عليه هللا صلى( للنبي الذكر وإلقاءھا وفرقھا الصحف ونشرھا العاصفات المرسالت إرسال: أعني القسم، إليه يشير الذي

فيه يجازي للجزاء معه يوم وجود تحتم إالمع يتم ال والتكليف االلھي التكليف وجود إالمع يتم ال تدبير) وسلم وآله

.المكلفين من والمطيع العاصي

ان الحجة بھذه اقسم: قيل كأنه وقوعه على حجة ھوبعينه الموعود الجزاء وقوع لتأكيد التدبير من به تعالى أقسم فالذي 

 )١(. واقع مدلولھا

 

____________

.١٤٧|٢٠:الميزان ـ 1 

 

________________________________________

) 131 (

التاسع الفصل

 

النازعات سورة في القسم

:وقال مرات، خمس المالئكة بأوصاف سبحانه حلف 

والنازعـات(  . )غرقــا

والناشطات(  . )نشـطا

والسابحات(  . )سبحـا

فالسابقـات(  . )سبقــا

 )١() . خاشعة أبصارھا* واجفة يومئذ قلوب * الرادفة تتبعھا* الراجفة ترجف يوم* أمرا فالمدبرات( 

.المدبرات السابقات، السابحات، الناشطات، النازعات،: بـ وصفھا بطوائف السورة ھذه في سبحانه حلف 

.كنانته عن القوس كنزع مقره، من جذبه الشيء نزع: يقال النزع، من النازعات 

من زينب ونشط الرضاعة من أخاھا وكان عمار فجاء سلمة أم حديث ومنه أيضا، النزع وھو النشط من والناشطات 

.إذاخرج بلد إلى بلد من الوحش ونشط نزعھا؛ أي حجرھا،

 

____________

.٩ ـ ١:النازعات ـ 1 

 

________________________________________

) 132 (

سبح: ويقال الھواء، وفي الماء في السريع السبح من والسابحات ولجري الفلك في النجوم لمر واستعير وسباحة، سبحا

.الفرس

.التدبير من والمدبرات السبق من والسابقات 

.فيه وبالغ القوس حد في استوفى إذا النزع في غرق: يقال االغراق، وھو المصدر، مقام أقيم اسم الغرق وأما 

وسابق وسابح وناشط نازع بين طوائف على فھي المالئكة، ھي تكون أن فيحتمل مصاديقھا وأما االلفاظ، معاني ھي ھذه 

أي تنشطھا التي وبالطوائف االجساد، من االرواح تنزع التي المالئكة بطوائف سبحانه أقسم: الزمخشري قال ومدبر،

يصلحھم مما العباد أمور من أمرا فتدبر به أمروا ما إلى فتسبق تسرع أي مضيھا، في تسبح التي وبالطوائف تخرجھا،

 )١(. دنياھم أو دينھم في

.القيامة ذكر من بعده ما عليه يدل لتبعثن وھو محذوف عليه والمقسم 

الذين ھم االجساد من االرواح ينزعون الذين فالمالئكة االولى، الطائفة نفس التفسير ھذا على الثانية انالطائفة يخفى وال 

من الكفار أرواح نزع على الموكلون ھم االولى الطائفة بأن بينھما، التفريق يمكن ولكن ويخرجونھا، االرواح ينشطون

برفق المومنين أرواح بنزع الموكلون ھم الناشطات وأما معناه، عرفت وقد غرقا، قوله بقرينة وشدة بقسوة أجسادھم

.وسھولة

االسراع والسبح النار، إلى الكافر وبروح الجنة، إلى المومن بروح فتسرع االرواح تقبض التي المالئكة ھم والسابحات 

.جريه في أسرع إذا سابح للفرس: يقال كما الحركة، في

 

____________

.٣٠٨|٣:الكشاف ـ 1 

 

________________________________________

) 133 (

.النار إلى الكافر وبروح الجنة إلى المومن بروح تسبق الموت مالئكة وھم والسابقات

بھا، يقوم وظيفة لكل المالئكة من قسم يكون أن ويمكن لالمور، المدبرين المالئكة مطلق المراد أمرا فالمدبرات 

.التدبير من بشيء موكل وغيره االرواح بقبض موكل فعزرائيل

المالئكة، ھم االخيرين من المراد أن على قرينة وھو ،) أمرا فالمدبرات(: قوله ھو المالئكة، على انطباقا االشد، إن ثم  

بأنھم القول إلى يدفعنا السياق وحدة فحفظ السياق، يالئم ال التفاسير بھا تعج التي االحتماالت سائر أن يعلم وبذلك

.المالئكة

:التالي التفسير ضعف يتضح وبذلك 

تسبق المنايا وبالسابقات السفن، وبالسابحات الوحش، وبالناشطات الكفار، الرواح القابضين المالئكة بالنازعات المراد 

وقع وما المعاني ھذه بين صلة ال انه يخفى وال االفالك، وبالمدبرات اآلمال، التي اآليات من بعده جاء وما للقسم جوابا

.وقوعه على وتحتج البعث يوم تذكر

الشبه شديدة واآليات  .المالئكة ھم بالجميع المراد ان والظاھر والمرسالت، الصافات سورة مفتتح في مر بما سياقا

) أمرا فالمدبرات(: قوله كان وإذ: الطباطبائي العالمة يقول  صفة على التدبير صفة تفرع على الدالة التفريع بفاء مفتتحا

فالسابقات(: قوله وكذا السبق، ) سبقا مجانسة على ذلك دل السبح، على السبق تفرع على الدالة التفريع بفاء مقرونا

والسابحات(: الثالث باآليات المرادة المعاني  * سبقا فالسابقات* سبحا

________________________________________

) 134 (

النزول، عند إليه أسرعوا أي سبحوا ما بعد إليه ويسبقون إليه سبقوا بعدما االمر يدبرون أنھم فمدلولھا) أمرا فالمدبرات

 )١(. بتدبيره أمروا ما إلى نزولھم باعتبار المالئكة من المدبرات ھم والسابقات بالسابحات فالمراد

 

المالئكة تدبير

أن ينافي ال ھذا ولكن والتدبير، الخلق فله مراتبه من التدبير في والتوحيد المدبر ھو سبحانه هللا يعرف الكريم القرآن إن  

وأسبابھا الحوادث علل ويودون ومشيئته، بإرادته االمور يدبرون التدبير في وسائط الخلق عالم وبين سبحانه بينه يكون

السوال، وإجراء االرواح بقبض يقومون أنھم على تدل كثيرة المالئكة تدبير حول الواردة واآليات الشھود، عالم في

.والنار الجنة إلى والسوق والحساب الموازين ووضع بذلك وإحيائھم الصور بنفخ الكل وإماتة

وتأييد النبي وتسديد فيه المداخلة عن الشياطين ويدفعون الوحي مع ينزلون حيث التشريع عالم في وسائط أنھم كما 

.المومنين

 )٢() يعملون بأمره وھم بالقول يسبقونه ال* مكرمون عباد ( ھم وبالجملة 

  في منھم لواحد بتوسيطھم،وليس الوحي وينزل بواسطتھم، االرواح فيقبض بأيديھم، ومشيئته سننه يجري سبحانه فا

 )٣(. أمره يقتفون سبحانه جنوده الحقيقة وفي واستبداد، استقالل أي عملھم

 ال سجود فمنھم: المالئكة حق في) السالم عليه( المومنين أمير قال 

____________

.١٨١|٢٠:الميزان ـ 1 

.٢٧ ـ ٢٦:االنبياء ـ 2 

.بتلخيص نقل ،١٨٨|٢٠:الميزان ـ 3 

 

________________________________________

) 135 (

وال العقول، سھو وال العين، نوم يغشاھم ال يسأمون، ال ومسبحون يتزايلون، ال وصافون ينتصبون، ال يركعون،وركوع

ومنھم وأمره، بقضائه ومختلفون رسله، إلى وألسنة وحيه، على أمناء ومنھم النسيان، غفلة وال االبدان، فترة

أعناقھم، العليا اءالسم من والمارقة أقدامھم، السفلى االرضين في الثابتة ومنھم جنانه، البواب والسدنة الحفظةلعباده

بأجنحتھم، تحته متلفعون أبصارھم، دونه ناكسة. اكتافھم العرش لقوائم والمناسبة أركانھم، االقطار من والخارجة

صفات عليه يجرون وال بالتصوير، ربھم يتوھمون ال القدرة، وأستار العزة حجب دونھم من بين و بينھم مضروبة

 )١(. بالنظائر إليه يشيرون وال باالماكن، يحدونه وال المصنوعين،

وھي السابق الفصل في قدمناه ما ھو عليه، والمقسم به المقسم بين الصلة وأما كتبعثن، ھو عليه المقسم أن عرفت وقد 

وال سدى يكن لم وتدبيره العالم وخلق التدبير وسائط ھم المالئكة ان الناس بعث عن عبارة وھو خاصة لغاية بل عبثا

.عملوا بما وجزائھم ومحاسبتھم

 

____________

.االولى ،الخطبة٢٠ ـ ١٩:البالغة نھج ـ 1 

________________________________________

) 136 (

 

العاشر الفصل

 

التكوير سورة في القسم

الثالث، بحاالتھا بالكواكب التكوير سورة في سبحانه حلف قد  أقسم فال(:وقال المتنفس، والصبح المدبر، الليل إلى مضافا

العرش ذي عند قوة ذي* كريم رسول لقول إنه* تنفس إذا والصبح* عسعس إذا والليل* الكنس الجوار* بالخنس

 )١() . أمين ثم مطاع * مكين

 

اآليات تفسير

:بقوله الثالث بحاالتھا بالكواكب الحلف أي االول، الحلف إلى سبحانه أشار 

.الكنس الجوار، الخنس، 

. )عسعس والليإلذا(: بقوله أدبر، إذا بالليل الحلف إلى أشار كما 

. )تنفس إذا والصبح(: بقوله المتنفس الصبح أي الثالث وإلى 

العرش ذي عند قوة، ذي كريم،: خمس بصفات الرسول فوصف) كريم رسول لقول إنه(: قوله في القسم جواب وجاء 

.أمين ثم مطاع، مكين،

 به المقسم بين الرابطة بيان إلى نعرج ثم الثالثة االقسام إيضاح إلى فلنرجع 

____________

.٢١ ـ ١٥:التكوير ـ 1 

 

________________________________________

) 137 (

.عليه والمقسم

.الثالثة االلفاظ تفسير رھن فھو االول الحلف أما 

سبحانه ذكر فقد  :ثالثة أوصافا

شر من(: سبحانه قال بالمنقبض، مفراداته في الراغب فسره فقد طالب، جمع كالطلب خانس جمع وھو: الخنس: االول 

.تعالى هللا ذكر إذا ينقبض أي يخنس، الذي الشيطان أي) الخناس الوسواس

.بالنھار تخنس التي بالكواكب أي) بالخنس أقسم فال(: تعالى وقال 

)١(. أخرته أي حقه عنه ترجع،واخنست أي مجراھا في تخنس النھا والمريخ، والمشتري زحل من الخنس: وقيل 

.االنقباض ھو التأخر الزم فان واحد، معنى إلى يرجعان ولعلھما التأخر، أو االنقباض بمعنى ھنا فاللفظ 

.الماء جري من مستعار السريع السير والجري جارية، جمع: الجوار: الثاني 

.الماء كمر وأصله السريع، المر الجري،: الراغب قال 

.البحر في تجري التي السفينة أي) ٢() كاالعالم البحر في الجوار آياته ومن(: سبحانه قال 

فيه،وھو واستقراره لنفسه اتخذه الذي بيته أي كناسه والطير كالظبي الوحش دخول والكنوس كانس جمع: الكنس: الثالث 

االختفاء عن كناية

 الخنوس: الوصفين من لھا بما الجواري ھي الواقع في به فالمقسم 

____________

.خنس مادة: الراغب مفردات ـ 1 

.٣٢:الشورى ـ 2 

 

) 138 (

ھذان لھا التي الجواري من المراد أن المفسرين أكثر ذھب فقد والكنس، الخنس بالجوار أقسم فال: قال وكأنه والكنوس،

عطارد، وھي المجردة، بالعين رويتھا يمكن والتي الشمسية، منظومتنا في التي السيارة الخمسة الكواكب ھي الوصفان

.المتغيرة السيارات عليھا يطلق و زحل المشتري، المريخ، الزھرة،

الكواكب ان الشك إذ غيرھا، عن والحركة الجري نفي يعني ال بالثابتات والبواقي بالسيارات الخمسة ھذه وتسمية 

كانت ولو الثابتات، عليھا فتطلق متغيرة غير ثابتة كانت لو النجوم بين والثوابت الفواصل ولكن متحركات، جميعھا

.الكواكب سائر عن فواصلھا تتغير الخمسة السيارات فھذه السيارات، عليھا فتطلق متغيرة

:وجھين بأحد فسرا وقد وكنوس، خنوس لھا الخمس الجواري فھذه: ذلك عرفت إذا 

.الكنس من المراد وھو بالليل وتظھر الخنس، من المراد وھو بالنھار، تختفي أنھا: االول 

.االختفاء عن كناية يكون أن إال والتأخر االنقباض: أعني اللغوي، معناھا يناسب ال باالختفاء خنس أنتفسير:عليه يالحظ 

أفالكھا في تظھر أنـھا من: يقال ربما وما باالختفاء، تفسيره في اللغة أھل عليه ما خالف بالظھور الكنس أنتفسير كما 

 )١( كنسھا في الظبـاء تظھر كما

.فيھا تختفي بل كنسھا في تظھر ال الظباء فأن إشكال، من يخلو ال 

. المتغيرة الخمسة ال الكواكب بمطلق الجواري يفسر أن فاالولى ذلك سلمنا ولو 

 

____________

.٥٧|٣٠:المراغي تفسير ـ 1 

 

) 139 (

عن وكنوسھاعبارة مجاريھا، في وتستمر تجري ھي ثم فواصلھا قرب عن كناية وانقباضھا خنوسھا ان : يقال أن: الثاني 

تراجعھا و قربھا

كنسا، النجوم وكنست«: اللسان في قال   )١(. راجعة انصرفت ثم مجاريھا من استمرت: كنوسا

ذلك وعلى  .ثالثة أحوال على انھا وھي الليل، في المترتبة الثالث بحاالتھا الخمسة االنجم بھذه يحلف سبحانه فا

بين فھي االولى حالتھا إلى بالتدريج ترجع ثم بعض، عن بعضھا يبتعد بالجري إنھا ثم فواصلھا تقرب حينما منقبضات 

.االولى حالتھا إلى الرجوع ثم بالجري واالبتعاد االنقباض

.آخره في وإدبارھا أوله في فإقبالھا وإقباله، الليل بإدبار عسعس فسر وقد) :عسعس إذا والليل( 

.إقبالھا ھو المراد ان والظاھر 

إذا والصبح( أعني الثالث الحلف بقرينة الثاني ھو المراد ولعل أدبر، إذا وعسعس أقبل إذا الليل عسعس: الزجاج قال 

حيوي موجود الصبح وكأن غشيته، التي الظلمة ودفعه االفق على ضوئه انبساط ھو الصبح تنفس من ،والمراد) تنفس

:الشاعر قال التنفس عند واالنبساط الضوء ويعلوه النفس قبض عند السواد يغشاه

 

وعسعسا ليلھا عنھا وانجاب* تنفسـا لھـا الصبـح إذا حتى

 رسول لقول إنه(:قوله فھو عليه المقسم وأما به، المقسم حول كله ھذا 

____________

.كنس مادة: العرب لسان ـ 1 

 

) 140 (

. )كريم

جبرئيل ھو رسول« من والمراد) رسول لقول(: قوله بدليل القرآن إلى يرجع) كريم رسول لقول إنه (: قوله في الضمير 

قال. المرسلين سيد قلب على أنزله انه وھي مناسبة أدنى النسبة في يكفي إذ هللا قول كونه ينافي ال قوله القرآن وكون

لتكون قلبك على* االمين الروح به نزل(: وقال) ١() هللا بإذن قلبك على نزله فإنه لجبريل عدوا كان من قل(: سبحانه

 )٢() . المنذرين من

:ست بصفات وصفه سبحانه إنه ثم  

.النبي إلى الوحي نزول في وساطته على يدل: رسول .1 

.هللا بإعزاز عزيز: كريم .2 

 )٣() . فاستوى مرة ذو* القوى شديد علمه(: سبحانه قال كما بالغة، وشدة قدرة ذي«: قوة ذي .3 

كونه هللا،وھي عند ومنزلة مكانة صاحب أي) : مكين العرش ذي عند(.4  .هللا عند مقربا

.وينھاھم يأمرھم أعوان فله المالئكة عند:مطاع .5 

.الوحي من تحمل ما بتبليغه أمر بما يخون ال: أمين .6 

 ھو والمراد) ٤() بمجنون صاحبكم وما(: قوله القسم جواب على وعطف 

____________

.٩٧:البقرة ـ 1 

.١٩٤ ـ ١٩٣:الشعراء ـ 2 

.٦ ـ ٥:النجم ـ 3 

.٢٢:التكوير ـ 4 

 

) 141 (

:أمرين على للتأكيد حلف، بما حلف صاحبه وكأن ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( محمد نبينا

.جبرئيل به نزل القرآن: أ 

.بمجنون ليس محمدا ان : ب 

أن فكما لديكم، الثوابت الكواكب ھذه كحال حاله ـ عليه المقسم ـ انالقرآن ھو: عليه والمقسم به المقسم بين الصلة إن ثم  

وسار وجار القرآن، سماع من منقبض بين فھم القرآن ھذا مع الناس حال فھكذا وتراجع، وجري، انقباض الكواكب، لھذه

.الجاھلي العصر إلى ھديه عن ومدبر ھداه، مع

المظلم،وھو كالليل عنه، للمدبرين أن كما وھداية، نور لھم فھو إسفاره، في كالصبح للھداية المستعدين أمام القرآن إن ثم  

.العالم ،وهللا عمى عليھم

حتى والشقاء القسوة القوم بلوغ على واضحة داللة بالجنون، االعظم والنبي بالخيانة، الوحي أمين اتھام في إن ثم  

.أعمالھم الشيطان لھم فزين العمل، ھذا أنفسھم لھم سوغت

ال: يقول حيث والنجوم، الكواكب تلك عظمة خاللھا من تكشف الفلك علماء الحد قيمة كلمة إلى االشارة نود وأخيرا  

الزاھرة النجوم من ماليين يرى إذ ووقارا، إجالال إالويغضي العلى السماوات نحو بصره يرفع أن المرء يستطيع

ھو إنما سيار، وأي سديم وكل كوكب، أي و وكلنجم أبراجھا، في وتنقلھا أفالكھا في سيرھا ويراقب الساطعة، قائمة دنيا

 )١(. حولھا وما عليھا وما فيھا وما االرض من أكبر بذاتھا،

 

 

____________

.٢٥:الحديث والعلم هللا ـ 1 

 

) 142 (

عشر الحادي الفصل

 

االنشقاق سورة في القسم

وما والليل* بالشفق أقسم فال(: فقال القمر، و وسق، وما والليل، ، الشفق: أربعة بأمور تعالى و تبارك سبحانه حلف 

لتركبن * اتسق إذا والقمر* وسق  )١() . يسجدون ال القرآن عليھم قرى وإذا* يومنون ال لھم فما* طبق عن طبقا

 

اآليات تفسير

: وقيل االفق، في المغرب عند تبقى التي الحمرة اآلية في منه والمراد اآلخرة، والعشاء المغرب بين الحمرة ھو: الشفق 

.فيه البياض

فيكون وسقا، البعير كحمل الحمل من المعلوم القدر ويسمي جمعته، إذا الشيء وسقت: يقال المتفرق، جمع: والوسق 

: يقال مأواه،وربما إلى شيء كل آوى أقبل إذا الليل ان وذلك بالنھار، منتشرا كان مما وضم جمع ما و والليل المعنى

.مسكنه إلى شيء كل تسوق الليل ظلمة الن »ساق ما« بمعنى

 .القمر امتالء المراد فيكون والتكامل االجتماع بمعنى االتساق من: واتسق 

.أمر بعد منزل،وأمرا بعد ومنزال حال، بعد حاال لتركبن والمراد الحال،: والطبق 

 

____________

.٢١ ـ ١٦:االنشقاق ـ 1 

 

) 143 (

:اآليات معنى وحاصل

الغربي االفق في تظھر التي بالحمرة أقسم ومعناه الحلف ھو الجملة معنى ان و »ال« حديث ذكرنا بالشفق،وقد أقسم ال 

دماء يشبھون ولذلك الحمرة ھو االدباء لسان في الشفق في والمعروف بياض من الحمرة بعد يظھر وما الليل بداية عند

.ونھايته الشفق ضعف آية ھو الذي الحمرة على الطارى البياض في يستعمل ربما انه غير بالشفق الشھداء

دعامتا والنھار الليل من فكل كالضياء، حياة ھناك كان لما الليل فلوال عظيمة، أسرار و آثار من فيه لما بالليل وأقسم 

* تسمعون أفال بضياء يأتيكم هللا غير إله من القيامة يوم إلى سرمدا الليل عليكم هللا جعل إن قألرأيتم(: سبحانه قال الحياة،

 )١() . تبصرون أفال فيه تسكنون بليل يأتيكم هللا غير إله من القيامة يوم إلى سرمدا النھار عليكم هللا جعل إن أرأيتم قل

فيه لتسكنوا والنھار لكمالليل جعل رحمته ومن(: فقال البركات، من والنھار الليل على يترتب ما إلى أشار سبحانه إنه ثم  

إليه والسكن فيه بالنوم البدن كم والمعاش، الرزق لطلب النھار فخلق ، )٢() تشكرون ولعلكم فضله من ولتبتغوا

.هللا شاء إن القادمة الفصول في التفصيل وسيوافيك

الليل، حلول عند أوكارھا إلى والطيور والحيوانات االنسان عودة إلى إشارة ولعله الليل، جمع بما أي وسق، بما وأقسم 

الليل فيكون سكنا .الحية للكائنات عاما

 

____________

.٧٢ ـ ٧١:القصص ـ 1 

.٧٣:القصص ـ 2 

 

) 144 (

بالقمر، الجميل يشبه ولذلك وجمال، روعة من فيه لما االربع الليالي في واكتماله اتساقه عند بالقمر حلف إلى مضافا

ينير نفسه الوقت وفي الليل ظلمة يكسر ال بمكان واللطافة الرقة من وھو. االرض سطح يغطي الذي الرقيق الھادى نوره

.الصحاري و الطرق

أمور االربع الموضوعات فھذه البدر، حالة في القمر بعده يطلع الليل أول فانالشفق خاص، ترتب بينھا أربعة أقسام فھذه 

.الخالق عظمة عن حاكية اآلخر بعد كل يقع كونية

لتركبن (: سبحانه قوله فھو عليه المقسم وأما  حياته في االنسان بھا يمر التي المراحل إلى إشارة وھي) طبق عن طبقا

.والجزاء الحساب ثم االخروية الحياة ثم اآلخرة إلى ثماالنتقال البرزخية ثمالحياة الموت ثم الدنيوية الحياة ھي وأوضحھا

إلى كادح إنك االنسان أيھا يا(:سبحانه قوله أعني السورة، ھذه من السادسة اآلية في تقدم ما إلى إلماع اآلية ھذه وفي 

ربك  )١() . فمالقيه كدحا

.السير معنى يتضمن والعناء السعي بمعنى والكدح 

باق الكدح ھذا وكأن سبحانه، هللا لقاء ھو منھا الغاية ولكن والعناء، التعب مع تتزامن البشرية الحياة أن إلى تشير فاآلية 

.بالشھود هللا لقاء أو وعقاب ثواب من جزائه لقاء أي ، الغاية حصول إلى

أعني به المقسم في الحال ھو كما متعاقبة مترتبة أمور االنسان بھا يمر التي االشواط ان بيان وھو الصلة وجه وأما 

.القمر ظھور ويليه الدامس الليل يعقبه الذي الشفق

 

____________

.٦: االنشقاق ـ 1 

 

) 145 (

الشفق يظھر الشمس تغيب فعندما خاص تسلسل وبذات الوقوع متتابعة أمور عن يحدث القرآن ان : توضيحه عن معلنا

أمور ذات به المقسم كان فإذا تاما، بدرا القمر يخرج ثم وأوكارھا بيوتھا إلى الحية الكائنات تتجه الذي الليل حلول بداية

البرزخ عالم إلى ثم بالدنيا فيبدأ متتالية مترتبة به المقسم مثل االنسان يركبھا التي فالطبقات اآلخر بعد كل يأتي متسلسلة

.الحساب يوم إلى ومنه القيامة يوم إلى ومنه

الكون في الرائع النظام ھذا فان ) يومنون ال لھم فما(: قال حيث إيمانھم، عدم عن سبحانه استعجابه وجه يعلم وبذلك 

مدبر خالق نظر تحت يدبر الخلقة عالم أن على واضح لدليل ھرمه إلى ثم ومن شبابه إلى صباه من االنسان وحياة

.الكون بخصوصيات عارف

وعظمته، قدرته على ويدل سبحانه هللا وجود على يشھد الكون في ما جميع إن : الصدد ھذا في الطبيعة علماء أحد يقول 

أكثر نفعل ال فاننا االستداللية، الطريقة باستخدام حتى ودراستھا، الكون ھذا ظواھر بتحليل ـ العلماء نحن ـ نقوم وعندما

ولكننا وحدھا، المادية العلمية بالوسائل إليه نصل أن نستطيع ال الذي هللا ھو ذلك. وعظمته هللا أيادي آثار مالحظة من

 )١(. الوجود ھذا ذرات من كلذرة وفي أنفسنا في آياته نرى

 

 

____________

.٢٦: العلم عصر في يتجلى هللا ـ 1 

 

) 146 (

عشر الثاني الفصل

 

البروج سورة في القسم

:أربعة بأمور البروج سورة في سبحانه حلف 

.المنازل) : البروج السماءذات(: أ 

.القيامة) : الموعود اليوم(: ب 

شاھد: ج 

.مشھود: د 

ھم إذ* الوقود ذات النار* أصحاباالخدود قتل* ومشھود وشاھد * الموعود واليوم* البروج ذات والسماء(:سبحانه قال 

يومنوا إالأن منھم نقموا وما* شھود بالمومنين يفعلون ما على وھم* قعود عليھا  )١() . العزيزالحميد با

االيام بأعظم أقسم ثم وأوسعھا االمكنة أعظم ھي التي المنازل من فيھا وما السماء وھو العلوي بالعالم سبحانه فأقسم 

.وعدل بعلمه بينھم والحكم وأعدائه أوليائه ومجمع وعقابه، وثوابه ونھيه وأمره ملكه مظھر ھو الذي وأجلھا

له البارز والمصداق ومرعي، وراع ومدرك مدرك كل المراد فيكون ـ للجنس الالم كان إذا ـ ومشھود شاھد بكل أقسم ثم 

.اآليات تفسير إلى فلنرجع القيامة، يوم ھو للمشھود البارز المصداق أن كما سيوافيك، كما شاھدا سمي النبيالذي ھو

 

____________

.٨ ـ ١:البروج ـ 1 

 

) 147 (

اآليات تفسير

:فرسه وصف في الشاعر قال سماء، فھو عالك شيء فكل : السماء أما 

 

* سمـاوه أما كالديباج واحمر فمحـول أرضـه وأما فريا

لخروجه سماء المطر وسمي فأرض فوقھا ما إلى وباالضافة فسماء، دونھا ما إلى باالضافة سماء كل بعضھم وقال 

.منھا

ويسمى الناظرين، على لظھوره العالي القصر في استعماله وغلب الظاھر االمر على ويطلق برج واحدھا البروج وأما 

.السماء من الكواكب مواضع ھنا والمراد برجا، للدفاع البلد سور على المعمول البناء

ثم يوما، وعشرون ثمانية وذلك يوم، وثلث يومين كلبرج في يصير القمر الن للقمر، عشر االثنى بالمنازل يفسر وربما 

.يظھر ثم ليلتين يستتر

.االطالق وجه على النجوم منازل ذكرناه ما االولى ولكن والجنوب، الشمال في الشمس بمنازل يفسر وربما 

الذي والجزاء الفصل ويوم الناس فيه يجمع أن سبحانه هللا وعد الذي القيامة يوم وھو السماء على عطف الموعود واليوم 

.والحكم بالملك ربنا يتفرد وفيه رسله ألسنة على به هللا وعد

:وقال مرة غير الكريم القرآن في به سبحانه هللا وعد وقد 

 )١() . صادقين كنتم إن الوعد ھذا متى ويقولون( 

 

____________

.٤٨:يونس ـ 1 

 

) 148 (

 )١() . يعلمون ال أكثرھم ولكن حق هللا وعد إن أال(: وقال

 )٢() . حق هللا أنوعد ليعلموا عليھم أعثرنا وكذلك(: تعالى وقال 

.هللا بوعد اليوم ذلك فيھا سبحانه هللا سمى التي اآليات من ذلك غير إلى 

من ھو الشاھد ان فالظاھر المقصود؟ ھو ما وأما قسم، بعد قسم والجميع السماء على معطوفان اللفظان ومشھود، وشاھد 

وحضرھا،وأوضحه االشياء عاين : قال شاھدا، بكونه وصفه سبحانه النه) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي ھو مصداقا

* ونذيرا ومبشرا شاھدا أرسلناك إنا النبي أيھا يا(  )٣() . منيرا وسراجا بإذنه هللا إلى وداعيا

معنى فله وإال المصاديق أفضل على والتطبيق الجري باب من) وسلم وآله عليه هللا صلى( الخاتم بالنبي تفسيره نعم 

بما فينبئكم والشھادة الغيب عالم إلى وستردون والمومنون ورسوله عملكم هللا فسيرى اعملوا وقل(: سبحانه يقول أوسع،

.الشھود ھو الروية من الغاية فإن االعمال، على شھودا المومنين عد فقد) ٤() تعملون كنتم

القيامة ويوم موته قبل به إالليومنن أھاللكتاب من وإن(:سبحانه قال أمته، على شاھد كألمة نبي أن على اآليات وتدل 

 )٥() . شھيدا عليھم يكون

 :سبحانه قال يومھا، صفات من النه القيامة، يوم منه فالمراد المشھود وأما 

____________

.٥٥:يونس ـ 1 

.٢١:الكھف ـ 2 

.٤٥:االحزاب ـ 3 

.١٠٥:التوبة ـ 4 

.١٥٩:النساء ـ 5 

 

) 149 (

كلھم الناس فيه يجمع أي) الناس له مجموع يوم ذلك ( به والمراد) ١() مشھود يوم وذلك الناس له مجموع يوم ذلك(

من كلھم الخالئق يشھده أي) مشھود يوم وذلك( اليوم إلى راجعة له في والھاء والحساب للجزاء منھم واآلخرون االولون

المعاد إثبات على داللة ھذا وفي سواه يوم الصفة بھذه يوصف وال يحضره أي االرض وأھل السماء وأھل واالنس الجن

 )٢(. الخلق وحشر

:أمرين أحد يكون أن فيحتمل عليه المقسم وأما به، المقسم حول كله ھذا 

الحطب من لھا التي النار أصحاب ھم االخدود أصحاب أي) الوقود ذات النار(:بقوله وفسره) أصحاباالخدود قتل(: أ 

.متطايرا ولھيبھا عظيما، حريقھا ويكون لھيبھا، به يشتد ما الكثير

وھم عليھم يشرفون حولھا قاعدون وھم بالنار المومنين أحرقوا أي) قعود عليھا ھم إذ(لھم آخر وصف إلى ثمأشار 

أحرقوا الذين الجبابرة أولئك أي) شھود بالمومنين يفعلون ما على وھم(: الالحقة اآلية في قوله ويوضحه بھا يعذبون

قوة إلى إيماء فيه كما قلوبھم، قسوة إلى إيماء ھذا وفي بھم، يفعل ما يشاھدون تعذيبھم عند حضورا كانوا المومنين

.جأشھم ورباطة جلدھم وشدة المومنين اصطبار

حلف سبحانه انه فھي القسم وجواب ومشھود وشاھد الموعود واليوم البروج ذات السماء من به حلف ما بين الصلة وأما 

قال بلدھم، عن البلد سور على المبنية البروج من يدافعون البلد أھل كان حيث الدفاع آية والبروج البروج ذات بالسماء

في ولقدجعلنا(: سبحانه  كل من وحفظناھا* للناظرين وزيناھا السماءبروجا

____________

.١٠٣:ھود ـ 1 

.١٩١|٥:البيان مجمع ـ 2 

 

) 150 (

 )١() . رجيم شيطان

المقام في البروج ذات بالسماء سبحانه فحلف  يدفع كذلك الشياطين كيد السماء عن بالبروج يدفع كما الذي هللا بأن مبينا

.الكافرين من وأوليائھم الشياطين كيد المومنين إيمان عن

الذي بالشاھد وأقسم بأعمالھم، االخدود أصحاب يجزي فھو بأعمالھم الناس فيھا يجزي الذي الموعود باليوم أقسم ثم  

.ويشاھدھا أعمالھم يعاين وتعالى تبارك سبحانه انه وھو الشاھد يشھده ما كل أي بمشھود وأقسم اآلخرين، أعمال يشاھد

ولھم جھنم عذاب فلھم يتوبوا لم ثم والمومنات المومنين فتنوا الذين إن (: سبحانه قوله القسم، جواب يكون أن ويمكن 

 )٢() . الكبير الفوز ذلك االنھار تحتھا من تجري جنات لھم الصالحات وعملوا آمنوا الذين إن * الحريق عذاب

  .المومنين ويعد الكفار يوعد سبحانه فا

فواضح الصلة وجه وأما  ربك بطش إن (: قوله الجواب يكون أن ويحتمل االول، الوجه في ذكرنا ما إلى بالنسبة أيضا

 )٣() ويعيد يبدى ھو إنه* لشديد

.نطيل فال المناسبة تلك والمناسبة 

:كالتالي والمحذوف المتقدمة، اآليات عليه يدل محذوفا الجواب يكون أن ويحتمل 

.وھكذا المومنين ووعد الفاتنين إيعاد 

 

____________

.١٧ ـ١٦:الحجر ـ 1 

.١١ ـ١٠:البروج ـ 2 

.١٣ ـ١٢: البروج ـ 3 

 

) 151 (

عشر الثالث الفصل

 

الطارق سورة في القسم

بأن االذعان إلى الناس دعوة بغية بھما حلف الثاقب، بالنجم الطارق فسر ثم والطارق، بالسماء: بأمرين سبحانه حلف 

.حافظ نفس لكل

 )١() . حافظ عليھا لما نفس إنكل * الثاقب النجم* الطارق ما أدراك وما* والطارق والسماء(: سبحانه قال 

خص لكن يضرب، أي باالرجل يطرق النه طريقا، السبيل ويسمى الطرق من والطارق فيه، البحث مر فقد السماء أما 

.بالليل ظھوره الختصاص بالطارق النجم عن وعبر طروقا، أھله طرق انه فقيل ليال، باآلتي العرف في

 )٢() . ثاقب فأتبعھشھاب (: سبحانه قال عليه، مايقع وإصابته بنوره يثقب الذي الشيء والثاقب الثاقب النجم 

ونظيره) ٣() أعمالھم ربك ليوفينھم لما كال وإن (:سبحانه قوله نظير إال بمعنى) لما( فلفظة) حافظ عليھا لما نفس إنكل ( 

سألتك«: قولك .«فعلت لما با

 

____________

.٤ ـ١:الطارق ـ 1 

.١٠:الصافات ـ 2 

.١١١:ھود ـ 3 

 

) 152 (

فالحافظ بھا ويجزى القيامة يوم عليھا يحاسب وسيئھا، حسنھا االنسان أعمال كتابة على الموكلون ھم حافظ من والمراد

* لحافظين عليكم وإن (:تعالى قال العمل، ھو والمحفوظ الملك ھو أن ويحتمل) ١() تفعلون ما يعلمون* كاتبين كراما

عباده فوق القاھر وھو(: سبحانه قوله يرشد إليه ولعله البدن وفساد الموت من لالنسان الحافظة القوة ھو حافظ من يراد

 )٢() . حفظة ويرسلعليكم

عمره، ينقضي أن إلى الشر من االنسان لحفظ وكلت والتي ربنا جنود من ھي التي والمعنوية والمادية الظاھرية والقوى 

.االنسب ھو االول المعنى ولكن الحفظة، ھم

:أمران ھنا بقي 

بالعين رويتھا يمكن التي الشمسية مجموعتنا في النجوم أبعد من فانه زحل، كوكب ھو الثاقب النجم من المراد ان : االول 

.العادي بالناظور منھا ثمانية روية يمكن أقمار عشرة لزحل وقيل المجردة

من زحل كان وإن ضوءه يثقب الذي النجم مطلق المراد ان والظاھر الكبيرة، بالنواظير إال اآلخرين روية يمكن وال 

.مصاديقه أظھر

. )حافظ عليھا لما نفس كل إن(:قوله فھو عليه المقسم وأما 

:التالي بالنحو بينھما الصلة وأما 

أعماله بأن االنسان فليعلم الدقيق، والحساب النظم دليل منظمة مدارات في تتحرك التي والنجوم العالية السماء ان ھو 

 فان الدقيق، للحساب تخضع أيضا

____________

.١٢ ـ ١٠: االنفطار ـ 1 

.٦١: االنعام ـ 2 

 

) 153 (

إال أحد من ما إذ االنسان، يحملھا عظيمة لمسوولية وانھا فشر، شرا وإن فخير، خيرا إن ويسجلھا أعماله يحفظ من ھناك

المراد بأن قلنا إذا ھذا. أبدا الدنيا ھذه في يضيع شيء من فليس اللحد، إلى المھد من أعماله كل عليه تكتب مراقب، وھو

:التالي بالنحو فالصلة والمھالك، الحوادث من االنسان يحفظ من فسرت إذا وأما االعمال، حافظ ھو حافظ من

للنفوس ان وھو  لشوونھا مدبرا للسماء أن كما أجلھا، ينتھي حتى وجودھا أطوار جميع في شوونھا ويدبر يحفظھا رقيبا

بعضھا خارقة، بسرعة لھا، حصر ال كواكب فيه تتحرك جدا فسيح الكوني فالفضاء ومعقدة، رائعة أنظمة من تحتويه بما

كثرتھا على والكواكب مجموعات، شكل في يتحرك ما ومنھا مثنى، مثنى تسير أزواج ومنھا وحده، رحلته يواصل

.االخرى الكواكب عن يفصله عظيم بعد على سفره منھا واحد كل يواصل

تتحرك وكلھا النجوم، مجاميع تسمى والنجوم الكواكب من كثيرة مجموعات من يتألف الكون ھذا إن   في وتدور دائما

.رائع نظام

وجميع المطاط، من المتخذ كالبالون كلجوانبه، من يتسع الكون ھذا ان وھي أخرى حركة تجري الدوران ھذا ومع 

تحدث المدھشة الحركة ھذه مكانھا، عن فائقة بسرعة ثانية كل في تبتعد النجوم ال بحيث محكمة وقواعد لنظام طبقا

 )١(. سرعتھا في اختالف يحدث وال ببعض بعضھا يصطدم

 

____________

.٥٨: يتحدى االسالم ـ 1 

) 154 (

عشر الرابع الفصل

 

الفجر سورة في القسم

:خمسة بأمور الفجر سورة في سبحانه حلف 

يسر إذا الليل. ٥ الوتر،. ٤ الشفع،. ٣ عشر، ليال. ٢ الفجر، .1 

 )١(). حجر لذي قسم ذلك في ھل* يسر إذا والليل* والوتر والشفع* عشر وليال * والفجر(: وقال 

 

اآليات تفسير

في ورد بما نفسره أن إلى يدفعنا بالقرآن القرآن تفسير ان غير كثيرة، أقوال إلى االقسام ھذه تفسير في المفسرون اختلف 

.اآليات سائر

االرض وفجرنا(: سبحانه قال شقا، الشيء شق: الراغب قال كما اللغة، في فھو: الفجر أما  خاللھا وفجرنا(:وقال) عيونا

الصالة أقم(: قال الليل، فجر في المصدر بصورة الفجر استعمل وقد الليل، يفجر لكونه الفجر للصبح، قيل ومنه) نھرا

)٢() مشھودا كان الفجر قرآن إن الفجر وقرآن الليل غسق إلى الشمس لدلوك

 الفجرثم من الخيطاالسود من االبيض الخيط لكم يتبين حتى(: سبحانه وقال ،. 

____________

.٥ ـ١:الفجر ـ 1 

.٧٨:االسراء ـ 2 

 

) 155 (

 . ( )٢(مطلعالفج حتى ھي سالم (: سبحانه وقال) ١() الليل إلى الصيام أتموا

مشيرا كان وإن الصادق، الصبح انفجار: أعني الفجر، مطلق على محمول فھو للجنس، الالم كان فلو ھذا ضوء وعلى 

.الحرام الحجة ذي من العاشرة الليلة فجر المراد ولعل القرينة، يتبع فھو خاص ليل فجر إلى

.دليل لھا ليس احتماالت فذكروا العشر، الليالي تفسير في المفسرون اختلف فقد) عشر وليال ) 

.للتفخيم والتنكير عاشرھا، إلى الحجة ذي أول من العشر الليالي: أ 

.الحرام محرم شھر أول من العشر الليالي: ب 

.أرجح االول ولعل وكلمحتمل، رمضان شھر من االواخر العشر: ج 

بقرينة الزوج ھو منه والمراد مثله، إليه يضم انه الجل شفع، للزوج قيل مثله،فلو إلى الشيء ضم لغة فھو: الشفع وأما 

.والوتر الشفع من المراد ھو فيما كلمتھم اختلفت وقد والوتر، قوله

.لشرفھما بھما هللا أقسم وإنما عرفة يوم والوتر ، النفر يوم ھو الشفع .1 

.الثالث اليوم ھو والوتر ، النحر بعد يومان الشفع .2 

كان ما والشفع كالمغرب الصلوات من وترا كان ما الوتر .3  .منھا شفعا

سبحانه، هللا ھو الوتر من المراد يكون أن ويحتمل وجھا، عشرين إلى الرازي أنھاھا التي االقوال من ذلك غير إلى 

.الموجودات سائر والشفع

 

____________

.١٨٧:البقرة ـ 1 

.٥:القدر ـ 2 

 

) 156 (

اآليات، فواصل توحيد الجل الياء فحذف يسري سرى من فھو ، يسر قوله وأما فمعلوم، الليل أما) : يسر إذا والليل(

المسجد إلى الحرام المسجد من ليال بعبده أسرى الذي سبحان(: سبحانه قوله في كما الليل، في السير في الفعل ويستعمل

سير له حقيقي موجود الليل فكأن الليل نفس إلى الفعل نسبت اآلية ولكن غيره، والساري ظرف ،فالليل) ١() االقصى

النور، جانب إلى يسير فھو االمام نحو .النھار نور إلى سينجلي الذي المتحرك بالظالم حلف سبحانه فا

  .إالبھا الحياة تقوم ال التي البركات عظائم من الليل في ما إلى مضافا

أخرى بصورة سبحانه به حلف فقد الفجر اما: فنقول آخر، بشكل اآليات إلى ونعود اآلية مجموع إلى يرجع ما ھذا 

 )٢() أسفر إذا والصبح(: وقال أيضا،

طلوع ھو االولى اآلية في الصبح إسفار فإن واحد، الجميع من والمراد ،))٣(تنفس إذا والصبح(: وتعالى تبارك وقال 

: يقال أسفر كلمة استخدم ولذلك وجھه، وأظھر الستار رفع فھو الليل، بظالم مستورا كان الصبح فكأن الصادق، الفجر

.حجابھا رفع إذا: المرأة أسفرت

في جھاتھا سائر الشمس تضيى ال كرويتھا فبسبب الشمس، حول االرض دوران إلى والنھار الليل تعاقب سبب ويعود 

اآلخر النصف ويبقى فقط نصفھا تضيى بل واحد آن من حظه فيأخذ االرض بدوران الشمس يحاذي حتى مظلما

.ساعة وعشرين أربعة في الدورة ھذه االرض وتتم االستنارة،

نوره، انتشار ھو) تنفس إذا والصبح(: أعني الثانية اآلية من المراد أن كما 

____________

.١:االسراء ـ 1 

.٣٤:المدثر ـ 2 

١٨:التكوير ـ 3 

 

) 157 (

النور، رھن الحياة الن فواضحة، الفجر عظمة أما الخارج، إلى نفسه في ما يبث حي موجود فكأنه بالتنفس، عنه فعبر

.الرزق وطلب العمل إلى الحية الكائنات كافة تقوم حيث القلوب في االمل بارقة يثير الفجر وطلوع

االولى العشر بالليالي فسرت سواء العباد، إلى سبحانه بركاته فيھا تنزل التي الليالي عن عبارة فھي العشر الليالي وأما 

جعله حيث سبحانه نعمه من فالليل. رمضان شھر آخر من العشر الليالي أو الحجة ذي من سكنا : وقال لالنسان ولباسا

الليل وجعلنا( فالق(: سبحانه قال والوصب، التعب أنفسھم عن ينفضون حيث الحية للكائنات سكنا جعله كما) ١() لباسا

الليل وجعل االصباح )٢(). سكنا

جاء فقد والوتر، الشفع وأما  يراد أن يمكن آخر وبمعنى ووتر، شفع كل على فينطبق به يفسر ما القرآن في وليس مبھما

وتره من الوجود صحيفة منه .الموجودات كسائر وشفعه سبحانه كا

قل(: سبحانه يقول الحياة، لزالت ينجلي أن دون الليل دام فلو ظالمه، يمضي إذا بالليل أقسم) يسر إذا والليل(: قوله وأما 

 )٣() . تسمعون أفال بضياء اللھيأتيكم غير إله من القيامة يوم إلى سرمدا الليل عليكم هللا جعل ان أرأيتم

:وجھين فيحتمل عليه المقسم وأما. والعظمة بالكرامة تتمتع وانھا اآليات ھذه في به المقسم منزلة سبق مما فتبين 

 )٤().لبالمرصاد ربك إن (: سبحانه قوله عن عبارة انه: أحدھما 

____________

.١٠:النبأ ـ 1 

.٩٦:االنعام ـ 2 

.٧١:القصص ـ 3 

.١٤:الفجر ـ 4 

 

) 158 (

إرم* بعاد ربك فعل تركيف ألم(: سبحانه قال االقسام، ھذه أعقبت التي اآليات من يعلم محذوف عليه المقسم ان : ثانيھما

في طغوا الذين* االوتاد ذي وفرعون* بالواد الصخر جابوا الذين وثمود* البالد في مثلھا يخلق لم التي* العماد ذات

)١() . لبالمرصاد ربك إن * عذاب سوط ربك عليھم فصب * الفساد فيھا فأكثروا* البالد

قوم عذب كما والعصاة والطاغين الكافرين يعذب بأنه االيعاد بغية االقسام بھذه حلف سبحانه انه اآليات ھذه من فالمفھوم 

.وتدمير إھالك من الغابرة االمم على جرى بما يعتبر العاقل فاالنسان وثمود، عاد

، ذا كان من ان : فھو عليه والمقسم به المقسم بين الصلة وجه أما  دالئل فيه االشياء ھذه من به هللا أقسم ما أن علم لب

أعمالھم من شيء يفوته وال أحد عنه يعزب فال عباده العمال بالمرصاد يكون أن على قادر فھو وحكمته، قدرته على

وأفعالھم أقوالھم جميع ويرى يسمع النه .والمنعة القوة من لھم كان ما مع وثمود عاد قوم به أدب ما إلى بالنظر خصوصا

 

 

____________

.١٤ ـ٦:الفجر ـ 1 

 

) 159 (

عشر الخامس الفصل

 

البلد سورة في القسم

سواه وبما كناية بالثاني حلف وقد ولد، وما ، ووالد ، فيه حل من و ، البلد: أربعة بأمور البلد سورة في سبحانه حلف 

)١(). كبد في االنسان لقدخلقنا* ولد وما ووالد * البلد بھذا حل وأنت* البلد بھذا أقسم ال(:سبحانه قال تصريحا،

 

اآليات تفسير

بين التناسب ومقتضى ، فيھا الحال »وسلم وآله عليه هللا صلى« بالنبي حلف كما المكرمة بمكة سبحانه فيھا حلف 

إلى وراحل كلراكب إبراھيم ودعا البيت، بنيا اللذان وإسماعيل إبراھيم ھو والولد، الوالد من المراد يكون أن االقسام

.زيارته

بلغ فقد وأوليائه، العظام هللا أنبياء مطاف وھو سبحانه، هللا ولعبادة للتوحيد مركز البيت الن فواضح، االول الحلف أما 

ببكة للناسللذي وضع بيت أول إن (: البيت حق في سبحانه قال وقد كيف سبحانه، به يحلف أن صلح مرتبة المكانة من

 )٢(). للعالمين وھدى مباركا

للناس مثابة البيت وإذجعلنا(: سبحانه قال   هللا جعل(: وقال) ٣() وأمنا

____________

.٤ ـ١:البلد ـ 1 

.٩٦:عمران آل ـ 2 

.١٢٥:البقرة ـ 3 

 

) 160 (

الحرام البيت الكعبة النبي ان شرفه على ويزيد هللا، بيوت أشرف احتضانه الجل فإنما بالبلد، حلف فلو) ١() للناس قياما

فزاده ونزيله، البلد، ھذا قطين الخاتم، .الساكن ھو شرف،والحل على شرفا

.به ضمني حلف الواقع في ھو النحو بھذا) وسلم وآله عليه هللا صلى( ذكره أن يعلم وبذلك 

يفسر ربما ولكن البلد، بھذا »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي نزول ھو الحل من المراد أن على مبني التفسير وھذا 

ال: ھو معناھا ويكون آخر، شيء إلى اآلية معنى ينقلب ذلك وعند كرامته، وھتكت حرمته استحلت من أي بالمستحل،

ويكون والكرامة، الحرمة مھتوك انك حال المقدس البلد بھذا أقسم توبيخا البلد، يحترمون إنھم حيث قريش لكفار وتقريعا

.الخليقة أشرف فيه حل من يحترمون وال

سورة تفسير في قدمناه ما على آخر شيء نفي بمعنى وال الزيادة، ال النفي بمعنى) أقسم ال( في »ال« فيكون ذلك وعلى 

.الواقعة

والشدائد، المشاق مكابدة في مغمورا خلق االنسان أن على بعده وما الحرام بالبلد سبحانه أقسم: الزمخشري يقول 

بھذا يستحل حرمتك عظم على أنمثلك المكابدة ومن: يعني) البلد بھذا حل وأنت(: بقوله عليه والمقسم القسم بين واعترض

شجرة بھا ويعضدوا صيدا بھا يقتلوا أن يحرمون شرحبيل عن الحرم، غير في الصيد يستحل كما الحرام، البلد

من يكابد كان ما احتمال على وبعث) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول من تثبيت وفيه وقتلك، إخراجك ويستحلون

 )٢(. عداوته في حالھم من وتعجيب مكة أھل

 الحرمة منتھك حلفيه وأنت البلد بھذا أقسم ال معناه: الطبرسي وقال 

____________

.٩٧:المائدة ـ 1 

.٣٣٨|٣:الكشاف ـ 2 

 

) 161 (

أبي عن روي كما مسلم أبي عن المروي وھو قال ، حرمتك ھتكت حيث حرمة للبلد يبق فلم تحترم، ال العرض مستباح

يريد البلد بھذا حل وأنت البلد بھذا أقسم ال: فقال فيه، محمدا وتستحل البلد تعظم قريش كانت: قال ،) السالم عليه( هللا عبد

إياه بتقليده فيأمنون الحرم شجر لحاء ويتقلدون فيه أبيه قاتل منھم الرجل يأخذ ال وكان وشتموك، فكذبوك استحلوك انھم

 )١(. عليھم ذلك هللا فعاب غيره من يستحلوا مالم هللا رسول من فاستحلوا

وھذا الذبيح إسماعيل والولد الخليل إبراھيم ھو الوالد بأن أوضحھا أقوال تفسيره في وللمفسرين ولد وما بوالد حلف ثم  

.البيت قواعد رفعا ھما والولد الوالد الن بمكة، القسم مع يتناسب

.بعيد تفسير القرون عبر ولد من وكل آدم أو واالنبياء، آدم أو وذريته، بآدم تفسيرھا وأما 

)٢(). كبد في االنسان لقدخلقنا(:سبحانه فقوله عليه، المقسم وأما القسم، حول كله ھذا 

صار إذا: البلد وتكبد ويشتد، يغلظ دم ،النه لالنسان الكبد ومنه واشتد، غلظ إذا البلد تكبد ومنه االمر شدة اللغة في والكبد 

ووالدته حمله فمن فأمرا، أمرا يكابد يزل لم أكفانه في أدرج أن إلى خلق منذ االنسان فان واضح، اآلية ومعنى كالكبد،

:الشاعر يقول والوصب، بالتعب محفوف كلذلك وھرمه وكماله وشبابه وفطامه ورضاعه

 

____________

.٤٩٣|٥:البيان مجمع ـ 1 

.٤:البلد ـ 2 

 

) 162 (

الدنيا خاطب يا الردى شـرك إنھا ـة* الدنيـ

غدا أبكت يومھا في* أضحكت ما متى دار  

صدى منه ينتقع لم* سحابھا أظل وإذا 

)١( يفتدى ال وأسيرھا* تنقضى ما غاراتھا 

معروفة قصيدة في ولده التھامي ويرثي  :ويقول الدنيا، بوصف مبتدئا

 

قرار بدار الدنيا ھذه ما* جار البرية في المنية حكم

االخبار من خبرا يرى حتى* مخبرا فيھا االنسان يرى بينا 

واالكدار االقدار من صفوا* تريدھا وأنت كدر على طبعت 

نار جذوة الماء في متطلب* طباعھا ضد االيام ومكلف 

ھار شفير على الرجاء تبني* فإنما المستحيل رجوت وإذا 

)٢( سار خيال بينھما والمرء* يقظة والمنية نوم فالعيش 

 

____________

.الشعرية والعشرون الثالثة المقامة ،٢٢٥:الحريري مقامات ـ 1 

.٢٦: الفضيلة شھداء ـ 2 

 

) 163 (

الفراش طريح عمره أيام أواخر في كان فقد) ھـ١٣٩٢ـ١٢٩٩( السبحاني حسين محمد الشيخ هللا آية الوالد شيخنا هللا رحم

فأنشد حاله عن فسألناه أرافقھا وكنت »فاطمة« ابنته فزارته :وقال للطغرائي العجم المية من بيتا

 

منتقل غير بظل سمعت فھل* لھا ثبـات ال بدار البقاء ترجو

المومنين أمير االمام خطب قراءة ذلك في فيكفي والوصب، التعب من احتضنت وما ومصاعبھا الدنيا حول الكالم أما 

:الشذرات ھذه منھا ننقل ،) السالم عليه(

باآلمال، وتحلت بالقليل، وراقت. بالعاجلة وتحببت بالشھوات، حفت خضرة، حلوة فإنھا الدنيا، أحذركم فإني بعد، أما» 

إذا ـ تعدو ال غوالة، أكالة بائدة، نافدة زائلة، حائلة ضرارة، غرارة فجعتھا، تومن وال حبرتھا، تدوم ال بالغرور، وتزينت

السماء من أنزلناه كماء (: سبحانه تعالى هللا قال كما تكون أن ـ بھا) الرضى(والرضاء فيھا الرغبة أھل أمنية إلى تناھت

االرض نبات به فاختلط إال حبرة في ومنھا امرو يكن لم) ١() مقتدرا شيء كل على هللا وكان الرياح تذروه فأصبحھشيما

.ظھرا ضرائھا من إالمنحته بطنا، سرائھا في يلق ولم عبرة، بعدھا أعقبته

:أخرى خطبة في) السالم عليه( اوقال (2) 

،)ساكنيھا(سكانھا بالفناء تحفز فھي حذاء، وأدبرت معروفھا، وتنكر بانقضاء، وآذنت تصرمت، قد الدنيا وإن أال» 

االداوة كسملة إالسملة منھا) تبق( يبق فلم صفوا، كان ما منھا وكدر حلوا، كان ما فيھا أمر وقد جيرانھا، بالموت وتحدو

 عن الرحيل هللا عباد فأزمعوا. ينقع لم الصديان تمززھا لو المقلة، كجرعة جرعة أو

____________

.٤٥:الكھف ـ 1 

.١١١: الخطبة البالغة، نھج ـ 2 

 

) 164 (

 )١(. »االمد فيھا عليكم يطولن وال االمل، فيھا يغلبنكم وال الزوال، أھلھا على المقدور الدار ھذه

ينال وال ھنائھا، في محضة طيبھا، في إالخالصة الدنيا نعم من نعمة يقصد فليس: الطباطبائي العالمة يقول  إال منھا شيئا

ومكابدة، بمقاساة مقرونة العيش ينغص بما مشوبة . الحدثان طوارق من ويفاجئه الدھر نوائب من يصيبه ما إلى مضافا

)٢(

غيرمشوبة ھوالء حياة أن باله على فيخطر والرفاه، بالغنى يتمتعون الذين سيما ال فوقه ھو من إلى االنسان ينظر وربما 

.دونھم ھم الذين من بمراتب أكثر وكدھم تعبھم أن إذ صائب غير التصور ھذا ولكن والتعب، بالكد

إبراھيم حياة تزل لم إذ واضحة، ،)كبد في االنسان خلقنا لقد( عليه والمقسم) ولد وما والد(به المقسم بين الصلة وأما 

الغاب في صباه أمضى وقد ولد إذ والوصب، بالتعب مقرونة وولده منھا خرج ما وبعد الحاكم، الجھاز بطش من خوفا

فنجاه واالحراق، النار في بالرمي عليه حكم ان إلى السماوية، االجرام وعباد الوثنيين يكافح أخذ سنة ١٣ العمر من وله

قاحلة بيداء في وابنه زوجه بإيداع أمر حتى بھا يزل ولم فلسطين إلى والھجرة الوطن مغادرة من بدا يجد فلم سبحانه، هللا

ذريتي من أسكنت إني ربنا(: ويقول) السالم عليه( إبراھيم لسان عن الحالة تلك سبحانه يحكي زرع، وال فيھا ماء ال

لعلھم الثمرات من وارزقھم إليھم تھوي الناس من فاجعألفئدة الصالة ليقيموا ربنا المحرم بيتك عند زرع ذي بوادغير

 )٣(). يشكرون

 

____________

.٥٢: الخطبة البالغة، نھج ـ 1 

.٢٩١|٢٠:الميزان ـ 2 

.٣٧:إبراھيم ـ 3 

) 165 (

عشر السادس الفصل

 

الشمس سورة في القسم

)١(. أشياء بتسعة مرة عشرة إحدى الشمس سورة في تعالى و تبارك سبحانه حلف 

طحاھا، وما. ٩ االرض،. ٨ بناھا، وما. ٧ السماء،. ٦ الليل،. ٥ النھار،. ٤ القمر،. ٣ الشمس، ضحى. ٢ الشمس، .1 

.سواھا وما. ١١ ونفس،. ١٠

، عشرة إحدى واالقسام تسعة، به المقسم فيكون سبحانه هللا ھو االخيرة الثالث الجمل في الموصول من المراد أن وبما 

* بناھا وما والسماء* يغشاھا إذا والليل* جالھا إذا والنھار* تالھا إذا والقمر* وضحاھا والشمس(: سبحانه قال

 )٢(). وقدخابمندساھا* زكاھا من قدأفلح* وتقواھا فجورھا فألھمھا* سواھا وما ونفس * طحاھا وما واالرض

 

اآليات تفسير

للنور مصدر وھو االرض على الحياة استقرار في ھام دور له الذي الكبير بالنير حلف ،) وضحاھا الشمس( .2 ،1 

 من ذلك غير إلى والحرارة،

____________

كله والموصول) وضحاھا(: قوله ولعلھأسقط صحيح غير أشياء بسبعة أقسم قد تعالى أنه من الرازي تفسير في وما ـ 1 

.«١٨٩|٣١:الرازي الفخر تفسير انظر«. القسم عن

.١٠ـ١:الشمس ـ 2 

 

) 166 (

االھمية، من ماله بيان عن واللسان البيان ويعجز وضعية، وحركة انتقالية حركة وله منظومتنا، سلطان وھو المعطيات،

عمرھا أن من الرغم على العطاء بھذا ترفد تزل ولم طاقة، وحدة ميليون ٢٤٠ كلدقيقة في ينتج انه االثر ھذا ويكفيك

.سنة ميليون آالف الخمسة يتجاوز

ما كل التي الشمس ھذه أيضا، حياتنا ومصدر السياري نظامنا محور ھي الخفاء، في أسرارھا زالت ما التي الشمس ھذه 

تفقد التي الشمس ھذه الشمس، عن نعلمه أن يجب ما كل عن النقاب بعد العلم يد تزح ولم غموضا، يزيدھا عنھا يكتشف

الخارجي العالم إلى تبعث والتي وحجمھا، وزنھا تجدد تزل ولم احتراقھا، من الثانية في وزنھا من طن ماليين أربعة

السماء تزخر صغيرة آية إال ھي وإن الخالق، آيات من آية وھي ثانية، كل في ذرية قنبلة بليون آالف خمسة تعادل طاقة

منھا أضخم النجوم من بماليين وأكثر سرعة وأكبر حجما  )١(. تألقا

فان وضوئھا، نورھا انبساط ھو الضحى يقال أن واالولى النھار، وامتداد الشمس انبساط وھو الشمس، بضحى حلف كما 

أثرا لضوئھا .وزوالھا باالمراض والفتك وبقائھا الحياة نشوء في خاصا

عشرة السادسة إلى الشھر من عشرة الثالثة الليلة من البيض الليالي في الشمس تال إذا بالقمر حلف) تالھا إذا والقمر( .3 

.الفجر إلى الشمس غروب من كله الليل يضيى حين االمتالء من قربه أو امتالئه وقت منه،

.غروبھا بعد وظھر الشمس تال إذا ، ينتشر إنما القمر ضوء فان وضوئه بالقمر حلف ھذا الحقيقة وفي 

 مأخوذ نوره الن الشھر، تمام في للشمس القمر تبعية المراد بأن يقال وربما 

____________

.٣٠:الحديث والعلم هللا ـ 1 

 

) 167 (

.الالئح ھو االول المعنى ولكن االزمان، جميع في يتبعھا فھو الشمس نور من

أبرزتھم أي عنھا فجلوا منازلھم عن القوم أجليت: يقال الظاھر، الكشف بمعنى الجلو من التجلي) جالھا إذا والنھار(.4 

اآلية، سياق من المفھوم االرض إلى يعود والضمير وأظھرھا، االرض جال إذا بالنھار سبحانه فحلف ذلك وعلى عنھا،

بالنھار احلف أي وضوحا، أكمل الشمس كانت ظھورا أجلى كان كلما النھار فان الشمس، إلى الضمير يرجع أن ويحتمل

.وأظھرھا الشمس جلـى إذا

.العكس دون للنھار، المظھرة ھي الشمس الن الظاھر، ھو االول المعنى ولكن 

يتصور وربما وأظھرھا، االرض إذاجال الشمس مقابل في وسترھا االرض غطى إذا بالليل حلف) يغشاھا إذا والليل(.5 

الشمس يغطي أن من أدون الليل فان بعيد، وھو الشمس غطى إذا بالليل سبحانه فحلف الشمس، إلى يرجع الضمير أن

.عليھا من و االرض يغطي وإنما

بصورة وردت فقد اآلية ھذه في وإال ) جالھا ، تالھا( الماضي، بصيغة وردت كلھا السابقة اآليات في الواردة واالفعال 

الوجه؟ ھو فما) يغشاھا( المضارع

الطباطبائي السيد ذكر  وجھا حيث لھا النھار تجلية بخالف بالمضارع االرض الليل غشيان عن والتعبير: وقال استحسانيا

الزمن في االرض الفجور غشيان إلى إيماء فيه ليكون الحال، على للداللة) يغشاھا إذا والليل* جالھا إذا والنھار(: قيل

 )١(. االسالمية الدعوة ظھور أوائل ھو الذي الحاضر

 

____________

.٢٩٧|٢٠:الميزان ـ 1 

 

) 168 (

التالية اآلية بقرينة مصدرية، وليست موصولة، »ما« أن على بناء وبانيھا، بالسماء فحلف ،) ومابناھا والسماء( .7 ،6

استعمالھا من يمنع لم العاقل غير في الموصولة »ما« على االستعمال وغلبة ومسويھا، وخالقھا بالنفس فيھا يحلف حيث

 )١(). منالنساء لكم طاب ما فانكحوا(: سبحانه قال أيضا، العاقل في

منه القصد وكان صفاته، بجليل هللا يعرفون ال قوم إلى موجھا كان الخطاب أن الجل »من« مكان »ما« استعمال ولعل  

»ما« بلفظة نفسه عن فعبر تعالى، هللا معرفة إلى ذلك من فينتقل موثرا لالثر يطلب من منزلة الكون ھذا في ينزلوا أن

 )٢(. االبھام في الغاية ھي التي

وضعھا أحكم قد حكيم إالبصانع يتحقق ال بل الصدفة، رھن يكون أن يمتنع أنه إلى إلماع وبنيانھا السماء ذكر وفي 

بناءھا، وأجاد .تماسك لھا كان لما الترابط ھذا ولوال بالبعض، البعض أجزاوھا ترتبط التي الكواكب بناء خصوصا

جائز، الدال من الطاء وإبدال البسط، وھو كالدحو، والطحو وطاحيھا باالرض حلف) طحاھا وما واالرض( . 9 ،8 

.وسعھا والمعنى

االرض لكم جعل الذي(: وقال أخرى آية في االرض وصف إلى أشار وقد  سبحانه فحلف) ٣() بناء والسماء فراشا

لنا جعلھا وبما باالرض .فراشا

حيث من الخامس الكوكب وھي سارت، أينما سيرھا في وتتبعھا الشمس حول تدور التي الكواكب من كوكب واالرض 

.الشمسية المجموعة منھا تتكون التي التسعة الكواكب بين من القرب حيث من والثالث الحجم،

 

____________

.٣:النساء ـ 1 

.١٦٧|٣٠:المراغي تفسير ـ 2 

.٢٢:البقرة ـ 3 

 

) 169 (

 )١(. القطبين عند ومفلطحة االستواء خط عند قليال منبعجة أنھا إال كرة، تكون تكاد واالرض

هللا أن واعلموا(: وقال) ٢() أنفسكم أخرجوا(: سبحانه قال الروح، ھي النفس من فالمراد ،)سواھا وما ونفس ( .11 ،10 

 )٣() فاحذروه أنفسكم في ما يعلم

 )٤(). نفسك في ما أعلم وال نفسي في ما تعلم(: وقال 

والباطنة، الظاھرة من قواھا تعديل ھو النفس فتسوية والباطنة، الظاھرة الكثيرة القوى إعطاوھا تسويتھا من المراد فاذا  

.متكاملة بصورة إيجادھا ھو الجسم فتسوية والجسم الروح النفس من أريد ولو

التنكير يكون أن يحتمل وربما نفس، دون بنفس يختص أن دون من النفوس من كلنفس أراد فالنه النفس، تنكير وأما 

يحلف أخذ انه بقرينة االوضح ھو االول والمعنى ،)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي نفس وھي خاصة، نفس إلى إشارة

.الحية وغير الحية بالكائنات

.الكريم القرآن في الواردة االقسام أكثر على تشتمل اآليات وھذه أمرا، عشر بأحد الحلف بيان تم ھنا إلى 

المراد: ويقول المنطق، في عجزا ويحس اآليات، ھذه أمام نفسه يرى سبحانه هللا بغير الحلف من ينكمش من إنبعض ثم  

 * بناھا وما والسماء(: أي االخيرتين اآليتين في تقديره يمكن ال انه غافل ولكنه وھكذا، والقمر الشمس رب ھو

____________

.٢٥:الحديث والعلم هللا ـ 1 

.٩٣:االنعام ـ 2 

.٢٣٥:البقرة ـ 3 

.١١٦:المائدة ـ 4 

 

) 170 (

االرض برب الحلف وھكذا رببانيھا، أي بناھا ما ورب السماء برب أقسم اآليتين معنى ينقلب إذ) طحاھا وما واالرض

.طاحيھا رب أي طحاھا، وما

.الحية وغير والحية واالرضية السماوية الموجودات بھذه الحلف تم ھنا إلى 

من وفھم والفجور، التقوى سبحانه علمھا وباطنا، ظاھرا خلقتھا واكتملت وسواھا النفس خلق ما بعد بأنه سبحانه أخبر 

الشيء إلقاء بمعنى النه »ألھم« كلمة استعمل وقد الفطرة، منھج في ذلك تعلم وقد والقبيح، الحسن ھو ما الذات صحيح

يتعلم أن دون من والسيء الحسن ذاته صميم من يعلم واالنسان أتى، أين من الملھم يعلم أن دون من االنسان روع في

.أحد عند

 )١(). النجدين وھديناه(: وقال أخرى، آيات في الباطنية الھداية من النوع ھذا إلى سبحانه أشار وقد 

أو والفالح، الصالح طرق االنسانية النفس ألھم قد وانه والحية، الحية غير واالرضية السماوية بالموجودات حلف ولما 

مقابل »زكاھا« فجعل ،) دساھا وقدخابمن* زكاھا من أفلح قد(: قوله وھو القسم، بجواب أتى والضالل، الشر طرق

 . )دساھا وقدخابمن(: فقال االول، من الثاني معنى فيعلم »دساھا«

.والذنوب الرذائل إخفاء وھي التدسيس، مقابل اآلثام، من التطھير ھو والتزكية 

يدسس دسس من وھو دسس، مصدر والتدسيس الشيء، من الشيء إخفاء وھو التدسيس، من مشتق) دساھا(: قوله ان  

 فاالنسان اآلية ومعنى تدسيسا،

____________

 .١٠:البلد ـ 1 

 

) 171 (

أن كما االنماء ھو التطھير الزم الن بالتقوى، واالعالء االتمام ھي والتزكية ومتوليھما، والتدسية التزكية فاعل ھو

.بالفجور واالخفاء النقص التدسية

.محذوف القسم جواب أن يتصور وربما ،)دساھا وقدخابمن* زكاھا من أفلح قد(: قوله ھو: عليه والمقسم 

قد النھم ثمود على دمدم كما هللا رسول لتكذيبھم مكة أھل على هللا ليدمدمن تقديره محذوف جوابه إن : الزمخشري قال 

.صالحا كذبوا

جواب من وليس االستطراد، سبيل على) وتقواھا فجورھا فألھمھا(: لقوله تابع فكالم) زكاھا من أفلح قد(: قوله وأما 

 )١(. شيء في القسم

في الواردة الكثيرة االقسام بين و بينه الالزمة الصلة الجواب يفقد قدره، ما ھو القسم جواب كان لو أنه: عليه يالحظ 

يكون بأن القسم، جواب) زكاھا من أفلح قد(: قوله يكون أن من مانع وال الشمس، سورة فجورھا فألھمھا(: لقوله تابعا

 .)وتقواھا

واحدا البشر فقد لو التي اآليات ھذه في الھائلة نعمه يذكر سبحانه أنه وھي واضحة، االمرين بين فالصلة ذكرنا ما وعلى 

ھو والتقوى الفجور بإلھام الروح وإنارة النعم ھذه إفاضة فمقتضى االمام، نحو السير عن الحياة عجلة لتوقفت منھا

.الشيطانية الدسائس وإخفاء الفجور طريق في الولوج دون النفس وتزكية الطاعة، درب على المشي

 

____________

.٣٤٢|٣:الكشاف ـ 1 

) 172 (

عشر السابع الفصل

 

الليل سورة في القسم

. )واالنثى الذكر خلق ما (و) تجلى إذا النھار( ،) يغشى إذا الليل(: ثالثة بأمور الليل سورة في سبحانه حلف 

 )١(). لشتى سعيكم إن * واالنثى الذكر خلق وما* تجلى إذا والنھار* يغشى إذا والليل(: سبحانه وقال 

 

اآليات تفسير

) ٢() النھار الليل يغشي(: قوله االول، على ويدل االرض، يغشى أو النھار، يغشى إذا بالليل أقسم) يغشى إذا والليل( .1 

سورة في قوله في كما الثاني، المعنى ويحتمل للنھار الغشاوة بمنزلة الليل ظلمة فيجعل ، اآلخر بعد بأحدھما يأتي بمعنى

. )يغشاھا إذا والليل(:الشمس

بصيغة االولى اآلية في الفعل جاء وقد خفائه، بعد الشيء ظھور والتجلـي الليل، على عطف) تجلى إذا والنھار ) .2 

الماضي بصورة الثانية اآلية وفي المضارع .مر كما الشمس لسورة وفقا

 للذكر البارى الخالق عن كناية موصولة»ما«و) واالنثى الذكر خلق وما( .3 

____________

.٤ ـ١:الليل ـ 1 

.٥٤:االعراف ـ 2 

 

) 173 (

من حواء وزوجه آدم أبينا على التفاسير بعض في وتطبيقه الحيوان، جنس من أو االنسان جنس من أكان سواء واالنثى،

.التخصيص ال التمثيل باب

فان السعي، تشتت المراد و مريض، جمع كمرضى شتيت، جمع وشتى ،)لشتى سعيكم إن (: قوله ھو: القسم جواب وأما 

وليس لمختلف االنسان سعي ومن والفالح، للصالح ساع ومن للعقبى، ساع ومن للدنيا ساع فمن واحد، اتجاه على منصبا

.والفساد للھالك ساع

طريق في سعيه يصب فصنف: صنفين على الناس بأن التالية اآليات في قسمين،وقال إلى المساعي صنف سبحانه إنه ثم  

لديه، بما ويستغني فيبخل ذكر ضدما على سعيه يصب آخر وصنف لليسري، فييسـر بالحسنى، والتصديق والتقى العطاء

.للعسرى فييسر بالحسنى، ويكذب

* بالحسنى وكذب* واستغنى بخل من وأما* لليسرى فسنيسره* بالحسنى وصدق* واتقى أعطى من فأما(: قال 

 )١(). للعسرى فسنيسره

بالمتفرقات أقسم سبحانه أنه وھي واضحة،: عليه والمقسم به المقسم بين والصلة  في المتفرقة المساعي على وأثرا خلقا

!والتكذيب؟ البخل من والتصديق التقوى فأين وآثارھا، أنفسھا

 

____________

.١٠ ـ ٥: الليل ـ 1 

 

) 174 (

عشر الثامن الفصل

 

الضحى سورة في القسم

سجى إذا والليل* والضحى(: وقال ،) سجى إذا الليل(: واآلخر الضحى، أحدھما بأمرين، السورة تلك في سبحانه حلف 

 )١(). فترضى ربك يعطيك ولسوف* االولى من لك خير ولآلخرة* قلى وما ربك ودعك ما*

 

اآليات تفسير

الناس يحشر وأن(: سبحانه قال شعاعھا، وتلقي الشمس ترتفع حتى النھار صدر وھو الضحى، وقت الضحى من المراد 

 )٢() . ضحى

الميت، تسجية استعير ومنه أمواجه، سكنت أي سجوا، البحر سجى: يقال سكن، إذا والليل أي) سجى إذا والليل(: وقوله 

 .به المقسم ھو ھذا.البسيطة أنحاء جميع ظلمته وعمت االرض وجه الليل غطى إذا والمراد بالثوب، تغطيته أي

من لك خير ولآلخرة(.اصطفاك منذ أبغضك وما ربك محمد يا تركك ما أي عقبه، جاء ما فھو: عليه المقسم وأما 

 سوف أي) فترضى ربك يعطيك ولسوف(.الفانية الدنيا من لك خير فيھا الدائم والنعيم اآلخرة ثواب أي) االولى

____________

.٥ ـ ١:الضحى ـ 1 

.٥٩:طه ـ 2 

 

) 175 (

.الكرامة أنواع وسائر والحوض الشفاعة من يرضيك ما اآلخرة في ربك يعطيك

: تعالى قوله ھو عزوجل هللا كتاب في آية أنأرجى تزعمون العراق، أھل يا: قال الحنفية، بن علي بن محمد أن وروي 

ھو هللا، كتاب في آية أرجى: نقول البيت أھل إنا) ١() هللا رحمة من تقنطوا ال أنفسھم على أسرفوا الذين عبادي يا قل(

 )٢(. رضيت ربي: يقول حتى إالهللا الإله أھل في ليعطينھا الشفاعة، وهللا وھي) فترضى ربك ولسوفيعطيك(: قوله

ودعه قد إنمحمدا : المشركون فقال يوما، عشر خمسة عنه الوحي احتبس انه: اآلية نزول شأن في المفسرون ذكر وقد 

.السورة ھذه فنزلت عليه، لتتابع تعالى هللا من أمره كان ولو وقاله، ربه

هللا سنة جرت النه وذلك الوحي، نزول في وتأخير احتباس أي ھناك يكن لم انه الحق ولكن المفسرون، يذكره ما ھذا 

الوحي نزول على تعالى نزوله حكمة إلى الحكيم الذكر أشار وقد واجتماعية، معنوية لغايات تدريجا غير في نجوما

ورتلناه فوادك به لنثبت كذلك واحدة جملة القرآن عليه نزل لوال كفروا الذين وقال(:سبحانه قال اآليات، من واحدة

 )٣().ترتيال

ال واحدة جملة ينزل أن يجب كالتوراة، القرآن أن يتصورون وكانوا القرآن نزول حول المشركين فكرة تعكس فاآلية 

التدريجي نزوله في بأن الوحي، عنه فأجاب التدريج، سبيل وعلى نجوما  وآله عليه هللا صلى« النبي لفواد تثبيتا

____________

.٥٣:الزمر ـ 1 

.٥٠٥|٥:البيان مجمع ـ 2 

.٣٢:الفرقان ـ 3 

 

) 176 (

.والحين الحين بين إليه والموحى الموحي بين الصلة لتداوم ، »وسلم

بالسماء،) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي صلة وانقطعت الوحي، باب فيھا وأوصد واحدة جملة نزل لو ما بخالف وھذا 

إمدادات ظل تحت) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي يعيش سبحانه هللا وبين بينه والصلة الوحي استدامة صورة ففي

انقطاع إلى إيماء ففيه الثاني، بخالف والكافرين، المشركين مجابھة خالل من قلبه على العالق الصدأ إزالة تعقبه غيبية

.القلب ھم عنه ويذھب ويسليه يعضده من دون وحيدا نفسه »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي يجد حينھا الصلة

الوحي نزول المشركون زعم وإن تأخيره، أو الوحي احتباس باسم طارئة ھناك يكن لم الحقيقة ففي  نجوما احتباسا

.له وتأخيرا

:وضوح من تخلو فال عليه، والمقسم به المقسم بين الصلة وأما 

.الليل يناسب انقطاعه أن كما الضحى، يناسب الوحي نزول الن  .1 

النبوية الحياة عماد في الحال فھكذا الليل، استدامة وال النھار استدامة ال النھار، عقب الليل مجيى ھو الحياة عماد الن  .2 

الوحي نزول ھو الذي نجوما .)وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي لقلب تثبيتا

وھكذا الحياة استقرار في مباشر تأثير من لھما لما عباده على بھا من سبحانه هللا نعم من نعمة والليل الضحى والن  .3 

.نجوما الوحي نزول في الحال

 

) 177 (

عشر التاسع الفصل

 

التين سورة في القسم

* والزيتون والتين(: سبحانه قال االمين، البلد سينين، طور الزيتون، التين،: أربعة بأمور التين، سورة في سبحانه حلف 

وعملوا آمنوا الذين إال * سافلين أسفل رددناه ثم * تقويم أحسن في االنسان خلقنا لقد* االمين البلد وھذا* سينين وطور

 )١() . ممنون غير أجر فلھم الصالحات

 

اآليات تفسير

خالصة فاكھة فالتين نافعة، وخواص جمة فوائد من فيھما لما سبحانه بھما حلف معروفتان، فاكھتان) والزيتون التين( 

الصورة تلك على وھيأھا اللقمة، مقدار على جعلھا اسمه عز النه عبرة أعظم وفيه التنغيص، شآئب من عباده على إنعاما

.بھا

: لقلت الجنة، من نزلت فاكھة ان قلت لو«: قال أنه ،) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي عن الغفاري ذر أبو روى وقد 

 )٣(. »النقرص من وتنفع البواسير، تقطع فانھا) ٢( عجم بال الجنة فاكھة الن ھي، ھذه

.جمة منافع فيھا فاكھة والتين إدام، وھو االطعمة، أكثر في يدور الذي الزيت منه يعتصر فانه الزيتون وأما 

 

____________

.٦ ـ ١:التين ـ 1 

.كالزبيب مأكول جوف في كان ما كل أو التمر، نوى: العجم ـ 2 

.٥١٠|٥: البيان مجمع ـ 3 

 

) 178 (

كبر ضعف يعانون ولمن للرياضيين ويمكن لالطفال، طبيعي كسكر التين من االستفادة يمكن أنه االغذية علماء ذكر

ھذه يتناول أن له فالبد لنفسه والسالمة الصحة توفير أراد إن الشخص أن ذكروا حتى للتغذية، منه ينتفعوا السنأن

من مأخوذ بأنه سبحانه وصفھا حتي الكلـى، عوارض معالجة في بالغ تأثير له اآلخر ھو الزيتون زيت أن كما الفاكھة،

)١(. فوائدھما سرد في الكالم نطيل وال مباركة، شجرة

 

.المقدس بيت عليه الذي بالجبل والزيتون دمشق، عليه الذي بالجبل التين يفسر وربما ھذا 

طور( بـ الحلف: أعني ـ والرابع الثالث القسم ھو يدعمه الذي ولكن اآليات، ظاھر عن بعيدا كان وإن التفسير وھذا 

الفاكھتين اسم إطالق ولعل واضحة، صلة الذكر السالفة االربعة االمور بين يكون ذلك على إذ ـ) االمين والبلد* سينين

.االنبياء من غفير جم مبعثي النھما بھما، واالقسام منبتيھما، لكونھما الجبلين على

إنك نعليك فاخلع ربك أنا إني(: وقال ،) السالم عليه( موسى فيه هللا كلم الذي الجبل ھو سينين، طور من المراد إن ثم  

سبحانه وقال) ٣() طوى المقدس بالواد ربه ناداه إذ(: وقال) ٢() طوى المقدس بالواد ) : السالم عليه( موسى مخاطبا

جعله للجبل ربه تجلـى فلما تراني فسوف مكانه استقر فإن الجبل إلى انظر ولكن( موسى وخر دكا  )٤() . صعقا

 

____________

.المضمار ھذا في ألف وما االغذية علماء كتب إلى فليرجع التفصيل أراد فمن ـ 1 

.١٢:طه ـ 2 

.١٦:النازعات ـ 3 

.١٤٣:االعراف ـ 4 

 

) 179 (

االمين البلد

بلدا ھذا اجعل رب وإذقاإلبراھيم(: قال حيث إبراھيم، دعاء في البلد لفظ ذكر وقد  آمن من الثمرات من أھله وارزق آمنا

منھم وقال) ١() اآلخر واليوم با البلد ھذا اجعل رب (: أيضا  )٢() . االصنام نعبد أن وبني واجنبني آمنا

أكون أن وأمرت شيء كل وله حرمھا الذي البلدة ھذه رب أعبد أن أمرت إنما(: يقول أن الخاتم، نبيه سبحانه أمر وقد 

 )٣() . المسلمين من

من أعلم ربي قل معاد إلى لرادك القرآن فرضعليك الذي ان (: سبحانه قال كناية، اآليات بعض في البلد ذكر جاء وقد 

 )٤() . مبين ضالل ومنھوفي جاءبالھدى

.فيه نشأ الذي موطنه ھو) معاد إلى( قوله من والمراد 

لما المدينة إلى مسيره في بالجحفة »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي نزل لما انه اآلية تفسير في المفسرون روى وقد 

فإن : جبرئيل قال. نعم: فقال ومولدك، بلدك إلى أتشتاق: فقال ،) السالم عليه( جبرئيل فأتاه مكة إلى اشتاق إليھا ھاجر

وال بمكية وليست بالجحفة، اآلية فنزلت عليھا، ظاھرا مكة يعني) معاد إلى لرادك القرآن فرضعليك الذي إن (:يقول هللا،

 )٥(. عباس ابن عن. إليھا لعوده معادا مكة وسميت مدنية،

جعلنا انا يروا لم أو(: وقال بوصفه أخرى آية في أيضا ذكر كما   آمنا حرما

____________

.١٢٦:البقرة ـ 1 

.٣٥:إبراھيم ـ 2 

.٩١:النمل ـ 3 

.٨٥:القصص ـ 4 

.٢٦٨|٧:البيان مجمع ـ 5 

 

) 180 (

 )١() . يكفرون هللا وبنعمة يومنون أفبالباطل حولھم من الناس ويتخطف

جعله وقد الخوف، وزوال النفس طمأنينة االمن وأصل باالمن البلد سبحانه وصف وقد  للحرم، اآليات بعض في وصفا

لھم نمكن لم أو(: سبحانه قال حرما  )٢() يعلمون ال أكثرھم ولكن لدنا من رزقا شيء كل ثمرات إليه يجبى آمنا

جعلنا أنا يروا لم أو(:يقول أخرى آية وفي  حرما ) . يكفرون هللا وبنعمة يومنون أفبالباطل حولھم من الناس ويتخطف آمنا

)٣( 

إال والنباتات االشجار قطع حتى والحرب القتل فيه حرم سبحانه أنه بمعنى التشريعي، االمن ھو االمن ھذا من والمراد 

: سبحانه قوله التكويني ال التشريعي االمن ھو االمن من المراد أن يوضح والذي الناس، إليه تحتاج مما االنواع بعض

كان دخله ومن إبراھيم مقام بينات آيات فيه* للعالمين وھدى مباركا ببكة للناسللذي وضع بيت أول إن ( آمنا على و

 )٤() . العالمين عن غني هللا فإن كفر ومن سبيال إليه استطاع من البيت الناسحج

مقام فيه أن ذلك على ويدل الناس، لعبادة وضعت بيت أول الكعبة أن وھو خاص، تشريع عن تحكي االولى فاآلية 

تبين الثانية اآلية أن كما إبراھيم، : قوله جاء التشريعين ھذين وبين إليه، استطاع لمن البيت حج وجوب وھو آخر، تشريعا

دخله ومن( يسلبون الطغاة كان ولذلك التكويني، ال التشريعي االمن ھو االمن من المراد أن على دليل وھذا) كانآمنا

.وأخرى آونة بين البلد ھذا عن االمن

 

____________

.٦٧:العنكبوت ـ 1 

.٥٧:القصص ـ 2 

.٦٧:العنكبوت ـ 3 

.٩٧ ـ٩٦:عمران آل ـ 4 

 

) 181 (

الحرام البيت الكعبة هللا جعل(: سبحانه بقوله االمن إلى ويشير بالحرام، البيت وصف) ١() الحرام للناسوالشھر قياما

.وأموالھم وأعراضھم دمائھم حيث من أمن في فيه الناس وجعل القتال، مكانه في حرم حيث

عند بالغة أھمية على حاز الذي المقدس المكان ذلك الحرام، البيت احتضن الذي البلد مكانة إلى تشير اآليات فھذه 

.أمواتھم احتضار وعند ذبائحھم وفي صلواتھم في وجوھھم الناس يوجه فإليه نحلھم، اختالف على المسلمين

ملتقى يعد فانه ذلك عن وفضال   عباديا صعيد على بناءة نتائج من عليه يترتب وما المسلمين، من كبيرة لحشود وسياسيا

جعلته مقدسة مكانة على البلد حاز وبتبعه. االسالمية النحل كافة بين الثقة جسور مد .به للقسم صالحا

 

عليه المقسم

في االنسان لقدخلقنا(: سبحانه قوله ھو ـ االمين البلد سينين، طور الزيتون، التين،: أعني ـ االربعة لالقسام عليه المقسم 

:أمرين في الكالم فيقع) سافلين أسفل رددناه ثم * تقويم أحسن

سافلين؟ أسفل إلى رده ثم تقويم أحسن في االنسان خلق من المراد ھو ما: أ 

.االربعة لالقسام عليه المقسم ھما اللتين اآليتين وھاتين االربعة االقسام بين الصلة ھي ما: ب 

 جودة ھو تقويم أحسن في االنسان خلق من المراد ان : يقال فربما االول أما 

____________

.٩٧:المائدة ـ 1 

 

) 182 (

تلك على يزل فلم القوة، وشدة الھيئة وجمال الصورة بكمال فيتمتع كماله إلى شبابه إلى صباه من وجوده واستقامة خلقه

خلقته، وتنكس بالضعف، والباطنة الظاھرة قواه فتأخذ والكھولة والشيخوخة الھرم إلى رده أي بالنزول يواجه حتى الحال

: سبحانه قال بعده الوارد االستثناء يناسبه ال التفسير ھذا لكن) ١() يعقلون أفال الخلق في ننكسه ومننعمره(: سبحانه قال

.مقطوع غير أي) ممنون غير أجر فلھم الصالحات وعملوا آمنوا إالالذين(

والصالح والكافر المومن تعم عامة سنة فھي االنسان خلق في تعالى هللا سنة عليه جرت ما اآلية من المراد كان فلو 

.الضابطة تلك من الصالح المومن يستثني أنه مع والطالح،

التقويم ان : يقال بأن والخسران الشقاء إلى انحطاطه ھو سافلين أسفل إلى ورده المعنوي، بالتقويم اآليتين تفسير فاالولى 

الرفيق إلى للعروج الخلقة حسب صالح إنسان ھو بما فاالنسان ويثبت، به يقوم ما الشيء وقوام قوام، ذا الشيء جعل

) وتقواھا فجورھا فألھمھا* سواھا وما ونفس (: سبحانه قال فيھا، شقوة ال سعيدة ربه عند خالدة بحياة والفوز االعلى،

) يرفعه الصالح والعمل الطيب الكلم يصعد إليه(: قال كما إليه، هللا رفعه االعمال صالح ومارس علم بما آمن فإذا) ٢(

على الدالة اآليات من ذلك غير إلى ،) ٤()درجات العلم أوتوا والذين منكم الذينآمنوا هللا يرفع(: عزاسمه وقال يس،)٣(

الصالح والعمل بااليمان وارتقائه االنسان مقام ارتفاع مقاما  آخر في أشار وقد مجذوذ، غير هللا من عطاء ذا عاليا

____________

.٦٨:يس ـ 1 

.٨ ـ٧:الشمس ـ 2 

.١٠:فاطر ـ 3 

.١١:المجادلة ـ 4 

 

) 183 (

. )ممنون غير أجر فلھم(: بقوله الدائم، العطاء إلى السورة ھذه

)١(. والخسران الشقوة إلى االنسان تردي ھو سافلين أسفل من المراد يكون ذلك وعلى 

وھما المقدس بيت عليه الذي الجبل وبالزيتون دمشق، عليه الذي الجبل التين من المراد بأن قلنا فلو الصلة وجه وأما 

في أنبيائه إلى سبحانه هللا أوحى فقد والنبوة الوحي أراضي االراضي النھذه واضحة، فالصلة االنبياء، من غفير جم مبعثا

.سافلين أسفل إلى التردي عن ويصدھم تقويم، أحسن إلى ويھديھم النور إلى الظلمات من الناس ليخرج االمكنة ھذه

الرقي إلى االنساني المجتمع يھدون الوحي بفضل فھوالء الوحي، ومھبط االنبياء مبعث االماكن ھذه إن : أخرى وبعبارة 

سبحانه عنھا يعبر التي الھاوية في والسقوط االنحطاط من تقويم،ويحذرونه بأحسن القرآن عنھا يعبر التي والسعادة

. )سافلين أسفل(بـ

الجمة الفوائد من فيھما لما بھما هللا أقسم اللتين المعروفتان الفاكھتان والزيتون، التين من المراد كان إذا فيما الكالم إنما 

.فليتدبر غموض، من الصلة فعندئذالتخلو النافعة، والخواص

مبرمجة تبدو وھي الخلق، وكمال وبالجمال لھا االحترام و بالجالل توحي ونبات حيوان من كاللمخلوقات، ان يخفى وال 

رأيت أم فراخه؟ يطعم ال أو عشه يبني ال طيرا رأيت فھل ذلك، عن تحيد ال ھكذا مخلوقة أو الذكاء هللا يھبه لم حيوانا

نفسه؟ عن الدفاع أو رزقه، تحصيل على والمقدرة وداعة، في ولكن جدية فھي الھزل، تعرف ال المخلوقات انھذه حقا

 وبسيطة جمال، في ولكن غريبة

____________

.٣٢٠ ـ٣١٩|٢٠:الميزان ـ 1 

 

) 184 (

. كلھا ربـھا بحمد تسبح وھي ملبية، طائعة لھا الخالق اختطھا التي الطريق على تسير منھا كال إن. آسر جالل في ولكن

عجيب تناغم في. جميعا الكون مع و بل حولھا، ما ومع نفسھا مع متسقة ھي بل المصانعة، أو الكذب تعرف ال إنھا

)١(. المتوھمين فكرة عن عزته بجالل والباطن للناظرين تدبيره بعجائب الظاھر هللا فتعالى. بديع وجمال

 

 

 

____________

.٢٨٣:القرآن في الكون أسرار ـ 1 

INCLUDEPICTURE "../Local%20Settings/Temp/blank.gif" \* MERGEFORMATINET  

________________________________________ 

) 185 (

العشرون الفصل

 

العاديات سورة في القسم

والعاديات(: سبحانه قال. المغيرات الموريات، العاديات،: ثالثة بأمور السورة ھذه في سبحانه حلف  فالموريات* ضبحا

فالمغيرات* قدحا به فأثرن* صبحا به فوسطن* نقعا لحب وانه* لشھيد ذلك على وإنه* االنسانلربھلكنود إن * جمعا

 )١() . لشديد الخير

 

اآليات تفسير

من المعروف المعھود وھو عدوھا، عند الخيل أنفاس صوت »الضبح«.بسرعة الجري وھو العدو من) العاديات( 

وتضبح تعدو التي بالخيل أقسم اآلية ومعنى الخيل، .ضبحا

فالموريات(  النار أخرج إذا: فأورى قدح: يقال الضرب، »القدح«و النار، إخراج وھو االيراء من فالموريات) قدحا

االحجار ضربھا حين بحوافرھا النار تخرج التي الخيل بھا بالقدح،والمراد

فالمغيرات(  بالمجاز الخيل إلى ونسبتھا الخيل أصحاب صفة بالخيل،وھي بغتة العدو على الھجوم: االغارة) صبحا

.الصبح وقت في بغتة العدو على المغيرة بالخيل أقسم: والمناسبة،والمعنى

به فأثرن(   في لما العدو، حين الغبار إثارة والمراد الغبار،: والنقع) نقعا

____________

.٨ ـ١:العاديات ـ 1 

 

) 186 (

والباء والعاديات،: قوله من المستفاد العدو إلى يرجع »به« في والضمير. الغبار إثارة من بالخيل العدو على االغارة

.للسببية

به فوسطن(  الفعل تشديد بال ھي المعروفة القراءة ولكن االعداء، حاصروا المعنى يكون السين بتشديد قلنا فلو) جمعا

مباغتا كان ھجومھا ان بما االعداء وسط في صاروا أي معناه فيكون تشق أن اللحظات من بضع في استطاعت خاطفا

.جمعه وتشتت قلبه في حملتھا وتشن العدو صفوف

فوسطن المعنى فيكون النقع إلى أو) والعاديات(: قوله من المستفاد العدو إلى يرجع إما الضمير ثم   خضم في أو صباحا

.االعداء صفوف النقع

الصبح في وسطن أي »في« بمعنى الباء ويكون الصبح، إلى الضمير يرجع أن ويحتمل  .جمعا

تحت من الشرر ويتطاير تضبح حتى بسرعة الجھاد ميدان إلى تسرع التي بالخيول تحلف فاآليات حال كل وعلى 

تشن الصبح انجالء وعند لالحجار، الحافر ضرب باستدامة حوافرھا تتوغل ثم جانب كل في الغبار يثير شديدا ھجوما

التي والشرر بخيوله يقسم أن استحق حد إلى عظيمة منزلة له الجھاد ان يعرب وھذا. صفوفه وتشتت العدو قلب إلى

.الھواء في تثيره الذي والغبار حوافرھا من تتطاير

ويطلق تنبت ال التي لالرض اسم والكنود،) لكنود لربه االنسان إن (:قوله فھو القسم، جواب وأما االقسام، حول كله ھذا 

. له والخضوع خالقه شكر من لزمه بما االقرار وعدم وجحوده الحق نكران على جبل فكأنه والبخيل، الكافر االنسان على

 طبع في عما اخبار وھو) ١() االنسانلكفور إن (: سبحانه يقول

____________

.٦٦:الحج ـ 1 

 

) 187 (

كانوا بأنھم عليھم، المغار للقوم تعريض وفيه ربه، شكر عن بھا واالنقطاع الدنيا على واالنكباب الھوى اتباع من االنسان

. )لشھيد ذلك على وإنه(: يقول كما نفسه، كفران على االنسان يشھد وجه على وھذا االسالم، بنعمة كافرين

.المال الخير من والمراد) لشديد الخير لحب وإنه(: بقوله ذلك على شھادته يدلل إنه ثم  

للدين وجھك فأقم(:سبحانه قال الفطرة، آية عليه دلت ما تنافي ال اآليات ھذه ثمإن   ال عليھا فطرالناس اللھالتي فطرة حنيفا

تبديل  )١() . يعلمون ال الناس أكثر ولكن القيم الدين ذلك لخلقا

أنه وكما فجورھا، ألھمھا تقواھا ألھمھا فكما أيضا، الشر على جبل الخير على جبل كما االنسان ان التنافي عدم وجه 

.الشر قوى ويتجنب الخير قوى يستخدم من ھو السعادة ولكن النجدين، إلى ھداه

) كفار ظلوم() ٢() يوس(: قوله مثل سلبية بصفات االنسان يصف فصنف: صنفين على القرآنية اآليات ان والحاصل 

)٣(

() ٨() مبين كفور ()٧() ظلوماجھوال ( ،)٦() جدال شيء أكثر() ٥() كفورا () ٤() عجوال (   غيرذلك إلى) ٩() ھلوعا

____________

.٣٠:الروم ـ 1 

.٩:ھود ـ 2 

.٣٤:إبراھيم ـ 3 

.١١:االسراء ـ 4 

٦٧:االسراء ـ 5 

.٥٤:الكھف ـ 6 

.٧٢:االحزاب ـ 7 

.١٥: الزخرف ـ 8 

.١٩: المعارج ـ 9 

 

) 188 (

.الكريم القرآن في الواردة السلبية الصفات من

.والعظمة الكرامة قمة في تجعله إيجابية بصفات يصفه آخر وصنف 

) ١( »للمالئكة مسجودا « صار انه الكرامة به بلغت فقد  )٢( هللا بفطرة مخلوقا

 )٥( هللا المانة حامال ) ٤( المخلوقات من كثير على مفضال ) ٣( تقويم بأحسن منشأ 

والبحر البر في سائرا   الطيبات من ومرزوقا بصفات االنسان تصف التي اآليات من ذلك غير إلى) ٦( هللا عند ومكرما

.إيجابية

يلبي عندما فھو الوصفين، بكال تمتع الذي لالنسان ھي إنما الكرامة تلك الن وذلك اآليات، من الصنفين بين منافاة وال 

خضع ولو) ٧() تفضيال خلقنا ممن كثير على وفضلناھم(:لقوله مظھرا ويكون العليا، كرامته ينل والشرع العقل نداء

كفورا السلبية، للصفات مظھرا يكون والھوى، النفس لدعوة يوسا . الذميمة الصفات من ذلك غير إلى كنودا ھلوعا

فلو وازع، أي دون واختيار بإرادة االخرى على إحداھما فيقوي والشر الخير قوى فيه تكمن النسان كاللكمال فالكمال

أرضية فيعالج والشر الخير أرضية فيه كان إذا ما دون اللوم وال المدح استحق لما االخرى دون القوتين إحدى على جبل

 أسفل رددناه ثم (: بقوله االنسان على الحكم بعد يستثني سبحانه انه نرى ولذلك والكمال، الخير نحو بتوجيھھا الشر

____________

.١١:االعراف ـ 1 

.٣٠:الروم ـ 2 

.٤:التين ـ 3 

.٧٠:االسراء ـ 4 

.٧٢:االحزاب ـ 5 

.٧٠: االسراء ـ 6 

.٧٠:االسراء ـ 7 

 

) 189 (

 . )١(ممنون غير أجر فلھم الصالحات وعملوا آمنوا الذين إال (:ويقول بالصالحات العاملة المومنة الفئة) سافلين

.عليه والمقسم به المقسم تبين ھنا إلى 

:فنقول عليه، والمقسم به المقسم بين الصلة في الكالم بقي 

طائفة وثمة المنطق؛ قوة تكفيھا الطائفة فھذه وسنته، بكتابه يھتدي من فمنھم الناس، لھداية االنبياء بعث سبحانه إنه 

يقول ولذلك القوة، منطق رھن الطائفة ھذه فھداية االنبياء، دعوة سبيل في العراقيل تثير بل تھتدي، ال أخرى

ومنافع شديد بأس فيه الحديد وأنزلنا بالقسط الناس ليقوم والميزان الكتاب معھم وأنزلنا بالبينات رسلنا لقدأرسلنا(:سبحانه

 )٢() . للناس

:فقرتين من مولفة اآلية فھذه 

للھداية أھلية له من إلى راجعة والميزان الكتب وإنزال بالبينات الرسل إرسال عن البحث تتضمن التي االولى الفقرة 

المنطق قوة فيكفيه

الموانع يثير بل يھتدي وال والفطرة العقل نداء من يستلھم ال من إلى راجعة فھي) الحديد وأنزلنا(:أعني الثانية، والفقرة 

.القوة منطق رمز ھو الذي الحديد سوى معھم يجدي فال

تبين وبھذا الكتب، وإرسال الحديد إنزال بين الصلة وجه يعلم وبذلك  ففي عليه، والمقسم االقسام بين الصلة وجه أيضا

 طائفة اجتمعت الناس، الرشاد الدعوة رجال ويبعث يعظ »وسلم وآله عليه هللا صلى« النبي كان الذي الوقت

____________

.٦ ـ٥:التين ـ 1 

.٢٥:الحديد ـ 2 

) 190 (

) وسلم وآله عليه هللا صلى( النبي فبعث الفتية، االسالمية بالدولة واالطاحة المدينة على والھجوم المسلمين لمباغتة عليا

ھجومه وشن الصبح بالناس صلى الفجر انفلق وحينما كامال، وتعدإعدادا الليل ظالم في الخيل تسرج أن فأمر سرية، مع

والموريات العاديات إال يصلحھم ال الطائفة فھذه ، االسالم جيش خيل وطأة تحت نفسه وجد حتى العدو انتبه ما و وباشر

.كالصاعقة تھاجمھم التي والمغيرات

أھل في نزلت العادياتج سورة[ إنھا«) : السالم عليه( الصادق عن القمي تفسير عن تفسيره في الكاشاني الفيض نقل 

أحد يخذل وال رجل عن رجل يتخلف ال أن وتواثقوا وتعاھدوا وتعاقدوا فارس ألف عشر اثني اجتمعوا اليابس، وادي

بن وعلي) وسلم وآله عليه هللا صلى( محمدا واحدويقتلوا حلف على كلھم يموتوا حتى صاحبه عن رجل يفر وال أحدا،

.« )السالم عليه( طالب أبي

:قال أن إلى 

السير في بھم أعنف انه وذلك بكر، أبي سير غير بھم وسار واالنصار المھاجرون ومعه) السالم عليه( علي خرج» 

قد) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول فان تخافوا ال: لھم فقال دوابھم، وتحفى التعب من ينقطعوا أن خافوا حتى

وساروا وقلوبھم، نفوسھم فطابت خير، وإلى خير على فانكم فأبشروا وعليكم، علي سيفتح هللا ان وأخبرني بأمر أمرني

كانوا إذا حتى التعب السير ذلك على اليابس وادي أھل وسمع ينزلوا، أن أصحابه أمر ويريھم، يرونه حيث منھم قريبا

عليه( علي رآھم فلما بالسالح، شاكين رجل مائتا منھم إليھم فأخرجوا وأصحابه،) السالم عليه( طالب أبي بن علي بمقدم

.أصحابه من نفر في إليھم خرج) السالم

ابن) السالم عليه( طالب أبي بن علي أنا: قال تريدون؟ وأين أقبلتم، أين ومن أنتم، أين ومن أنتم، من: لھم فقالوا 

 ادعوكم إليكم ورسوله اللھوأخوه عمرسول

) 191 (

وشر، خير من المسلمين على ما وعليكم للمسلمين ما آمنتم ان ولكم ورسوله، عبده محمدا وان إالهللا إله ال أن شھادة إلى

وقاتلوا قاتلوك انا واعلم العوان، للحرب واستعد حذرك فخذ مقالتك، سمعنا قد طلبتنا، وأنت أردنا، إياك: له فقالوا

.وبينك بيننا فيما اعذرنا وقد ضحوة، غدا وبينك بيننا فيما والموعود أصحابك

أستعين فأنا وجمعكم، بكثرتكم تھددوني ويلكم) : السالم عليه( علي لھم فقال  حول وال عليكم والمسلمين ومالئكته با

إال قوة وال .العظيم العلي با

ويقضموا دوابھم إلى يحسنوا أن أصحابه أمر الليل جنه فلما مركزه، إلى علي وانصرف مراكزھم إلى فانصرفوا 

أدرك فما الخيل، وطأھم حتى يعلموا فلم بأصحابه عليھم غار ثم بغلس، بالناس صلى الصبح عمود انشق فلما ويسرجوا،

 .معه واالموال باالسارى وأقبل ديارھم وخرب أموالھم واستباح ذراريھم وسبى مقاتليھم قتل حتى أصحابه آخر

 .المسلمين وجماعة) السالم عليه( علي على هللا فتح بما) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول وأخبر جبرئيل فنزل 

المسلمين، على هللا فتح بما الناس وأخبر عليه وأثنى هللا فحمد المنبر) وسلم وآله عليه هللا صلى( هللا رسول فصعد 

يستقبل فخرج ونزل رجلين، إال منھم يصب لم انه وأعلمھم حتى المسلمين من المدينة أھل جميع في) السالم عليه( عليا

وآله عليه هللا صلى( النبي ونزل دابته، عن نزل مقبال ) السالم عليه( علي رآه فلما المدينة، من أميال ثالثة على لقيه

هللا صلى« هللا رسول نزل حيث) السالم عليه( علي إلى المسلمين جماعة فنزل عينيه، بين ما وقبل التزمه حتى) وسلم

 .«اليابس وادي أھل من هللا رزقھم ما و واالسارى بالغنيمة وأقبل »وسلم وآله عليه

هللا وأنزل خيبر مثل فانھا خيبر، من يكون أن إال قط مثلھا المسلمون غنم ما«) : السالم عليھما( محمد بن جعفر قال ثم  

 :السورة ھذه اليوم ذلك في تعالى

) 192 (

والعاديات( .ولجمھا أعنتھا في ضبحھا بالرجال،والضبح تعدو الخيل: بالعاديات يعني) ضبحا

فالموريات(  فالمغيرات* قدحا عليھم غارت انھا أخبرك فقد) صبحا .صبحا

به فأثرن(   .نقعا بالوادي يأثرن الخيل يعني: قال) نقعا

به فوسطن(  شھدا قد يعنيھما: قال) لشديد الخير لحب وانه* لشھيد ذلك على وانه* لكنود لربه االنسان إن * جمعا

 )١(. »حريصين الحياة لحب وكانا اليابس وادي جميعا

 

االولى جمادي شھر في ھنا إلى الكالم بلغ

النبوية الھجرة من ھـ ١٤٢٠ عام شھور من

المصونة وحوزتھا المحمية قم في

السبحاني جعفر العاصم ربه إلى المحتاج اآلثم مولفه بيد وتم

الواسعة برحمته هللا تغمده التبريزي الخياباني حسين محمد الشيخ الفقيه ابن

العالمين رب الحمد أن دعوانا وآخر

فھرس محتويات الكتاب 

 ٥ القرآن واآلفاق الال متناھية: مقدمة المؤلف١

 ٧ إلماع إلى بعض آفاق القرآن الال متناھية٢

 ٩ بحوث تمھيدية في أقسام القرآن٣

 ٩ تفسير القسم - ٤١

 ١٠ أركان القسم - ٥٢

 ١٤ جواز الحلف بغير هللا سبحانه - ٦٣

 ١٨ إكمال٧

 ٢٠ منھجنا في تفسير أقسام القرآن٨

 ٢٩ القسم بلفظ الجاللة: القسم المفرد وفيه فصول الفصل األول: القسم األول٩

 ٣٢ المقسم به١٠

 ٣٣ جواب القسم١١

 ٣٤ ما ھي الصلة بين المقسم به والمقسم عليه١٢

 ٣٥ القسم بالرب: الفصل الثاني١٣

 ٣٦ تفسير اآليات١٤

 ٤٣ المقسم به١٥

 ٤٧ المقسم عليه١٦

 ٤٨ الصلة بين المقسم به والمقسم عليه١٧

 ٥٠ القسم بالنبي صلى هللا عليه وآله وسلم: الفصل الثالث١٨

 ٥٠ الحلف بعمر النبي صلى هللا عليه وآله وسلم: المقام األول١٩

 ٥١ المقسم به٢٠

 ٥١ المقسم عليه٢١

 ٥١ الصلة بين المقسم به والمقسم عليه٢٢

 ٥٢ الحلف بوصف النبي وأنه شاھد: المقام الثاني٢٣

 ٥٣ معنى الشھادة وكيفية شھادة النبي صلى هللا عليه وآله وسلم٢٤

 ٥٦ الحلف بالنبي كناية٢٥

 ٥٧ القسم بالقرآن الكريم: الفصل الرابع٢٦

 ٥٨ ما ھو المراد من الحروف المقطعة؟٢٧

 ٥٩ لماع إلى مادة القرآنإ٢٨

 ٦٧ الحلف بالكتاب٢٩

 ٧٢ القسم بالعصر: الفصل الخامس٣٠

 ٧٢ ما ھو المراد بالعصر؟٣١

 ٧٦ القسم بالنجم: الفصل السادس٣٢

 ٧٦ اآلياتتفسير ٣٣

 ٧٩ القسم بمواقع النجوم: الفصل السابع٣٤

 ٧٩ تفسير اآليات٣٥

 ٨٣ بالسماء ذات الحبكالقسم : الفصل الثامن٣٦

 ٨٤ تفسير اآليات٣٧

 ٨٦ القسم في سورة الصافات: القسم المتعدد وفيه فصول الفصل األول: القسم الثاني٣٨

 ٨٩ الصافات والقسم بالمالئكة٣٩

 ٩٢ القسم في سورة الذاريات: الفصل الثاني٤٠

 ٩٢ تفسير اآليات٤١

 ٩٧ القسم في سورة الطور: الفصل الثالث٤٢

 ٩٧ تفسير اآليات٤٣

١٠٣ القسم في سورة القلم: الفصل الرابع٤٤

١٠٤ تفسير اآليات٤٥

١١٠ سم في سورة الحاقةالق: الفصل الخامس٤٦

١١٠ تفسير اآليات٤٧

١١٥ القسم في سورة المدثر: الفصل السادس٤٨

١١٥ تفسير اآليات٤٩

١١٨ القسم في سورة القيامة: الفصل السابع٥٠

١١٨ تفسير اآليات٥١

١٢٣ مراتب النفس في الذكر الحكيم٥٢

١٢٣ النفس األمارة - ٥٣١

١٢٤ اللوامةالنفس - ٥٤٢

١٢٥ النفس المطمئنة - ٥٥٣

١٢٦ النفس الراضية المرضية - ٥٦٤

١٢٨ القسم في سورة المرسالت: الفصل الثامن٥٧

١٢٨ تفسير اآليات٥٨

١٣١ سم في سورة النازعاتالق: الفصل التاسع٥٩

١٣١ تفسير اآليات٦٠

١٣٤ تدبير المالئكة٦١

١٣٦ لقسم في سورة التكويرا: الفصل العاشر٦٢

١٣٦ تفسير اآليات٦٣

١٤٢ القسم في سورة االنشقاق: الفصل الحادي عشر٦٤

١٤٢ تفسير اآليات٦٥

١٤٦ القسم في سورة البروج: الفصل الثاني عشر٦٦

١٤٧ تفسير اآليات٦٧

١٥١ القسم في سورة الطارق :الفصل الثالث عشر٦٨

١٥١ تفسير اآليات٦٩

١٥٤ القسم في سورة الفجر: الفصل الرابع عشر٧٠

١٥٤ تفسير اآليات٧١

١٥٩ القسم في سورة البلد: الفصل الخامس٧٢

١٥٩ تفسير اآليات٧٣

١٦٥ القسم في سورة الشمس: الفصل السادس٧٤

١٦٥ تفسير اآليات٧٥

١٧٢ القسم في سورة الليل :الفصل السابع عشر٧٦

١٧٢ تفسير اآليات٧٧

١٧٤ القسم في سورة الضحى: الفصل الثامن عشر٧٨

١٧٤ تفسير اآليات٧٩

١٧٧ القسم في سورة التين: الفصل التاسع عشر٨٠

١٧٧ تفسير اآليات٨١

١٧٩ البلد األمين٨٢

١٨٥ القسم في سورة العاديات: الفصل العشرون٨٣

١٨٥ تفسير اآليات٨٤