Transcript
Page 1: الشعور بالعظمة والتكلم مع النفس

الكالم مع النفس الشعور بفقدان قيمة النفس لدى اآلخرين

980062: رقم اإلستشارة | 08:40:31 2006-11-08

محمد عبد العليم. د

[ 2 :عدد المقيمين | 0 :إرسال لصديق | 243 :طباعة | 3311 :قراءة ]

السؤال :السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته وبعد

أعاني من الشعور بالعظمة والتكلم مع نفسي، وأحس بأفكار اآلخرين، وأقفز من موضوع إلى آخر في

الكالم، ال توجد عندي هالوس بصرية وال سمعية، وأبكي عندما أسافر إلى مكان بعيد وتهيج العاطفة .عندي

ا أن هذه األعراض منذ إنها هالوس، علم: حالة فصام، ومنهم من قال: وقد بلغت األطباء فمنهم من قال .الطفولة، أفيدوني

اإلجابــة بسم هللا الرحمن الرحيم

.خالد حفظه هللا/ األخ الفاضل

السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته وبعد،،،

- :فإن هذه األعراض التي أشرت إليها، يمكن حصرها باآلتي

.الشعور بالعظمة -1

.الكالم مع النفس ومحادثتها -9

.عدم التركيز في الكالم على موضوع واحد -3

لها ارتباط وثيق ببعضها البعض، بل يمكن أن ترد جميعها إلى شيء واحد، وهو –لو تأملت–وهذه الثالثة

الشعور بفقدان القيمة لنفسك عند اآلخرين؛ نعم فهذا الشعور بالعظمة الكاذبة، هو شعور نفسي يطغى

الذي تحسه في قرارة نفسك، وحديثك مع نفسك على صورة غير على النفس لتدفع به شعورك بالنقصاعتيادية راجع لهذا المعنى، فأنت تشعر وكأن الناس لن يقدروك قدرك، أو على أقل تقدير لن يتفهموا

!!حقيقة ما عندك فتهرب من مواجهة الحديث مع الناس إلى الخلوة بنفسك ومواجهتها هي بالكالم

كالم، والقفز من موضوع إلى موضوع، منشؤه شعورك الداخلي بأن عليك أن وكذلك عدم التركيز في ال

تستمر في الحديث لئال تكون غير قادر على إتمامه أمام الناس، أو لشعورك بإمكان الخطأ الظاهر فيه،

.فتخرج منه إلى غيره لتتالفى ذلك

موجود بين –بحمد هللا–هو إذن فقد عرف السبب فبطل العجب، ولم يبق إال دواء هذه األعراض، والذي

فأنت بحمد هللا قد خطوت الخطوة األولى في عالج نفسك، وهذه الخطوة هي إدراكك بأن !! يديك اآلنعليك أن تلتمس العالج وأن تخرج من هذه الدائرة المملة المتعبة، والمطلوب منك هو جملة خطوات

:أخرى

ومن يتوكل على ))نتك وتيسير الخروج من هذه األمور؛ التوكل على هللا، وسؤاله والتضرع إليه في إعا -1

إذا سألت فاسأل هللا، وإذا استعنت فاستعن : )، وقال صلى هللا عليه وسلم[3:الطالق((]الله فهو حسبه

Page 2: الشعور بالعظمة والتكلم مع النفس

.رواه الترمذي( باهلل

ذلك، فمثال إذا شعرت إلزام نفسك بعدم المحادثة معها، وقطع ذلك بإشغال النفس بعمل يمنعها من -9

بقوة تجذبك لهذه المحادثة فعليك باألسلوب المضاد، كأن تتوضأ وتقوم فتصلي ركعتين، فبذلك تكون قد

حققت منع نفسك من الكالم تماما، مع إشغال الذهن بأعمال الصالة والوضوء، ويدخل في هذا المعنى

حتى تخرج من قيد التفكير بصوت مسموع، بعض األعمال المباحة، كاألكل مع أهل البيت ومحادثتهم،

.فالمطلوب هو االلتزام بهذا التزاما كامال يمنعك من هذه المحادثة تماما أو يقللها جدا حتى تتالشى

من هو اإلنسان؟ إنه من آدم عليه السالم، ومن أين جاء : النظر والتأمل في حقيقة اإلنسانية، فمثال -3

فلماذا العجب . ومن أين خرجت أنت؟ خرجت من رحم أمك وصلب أبيك. رابآدم عليه السالم؟ إنه من ت

ثم ما هي النهاية؟ إنها الموت والقبر، فلم العجب إذن والنهاية ! الكاذب وأنت أولك نطفة من ماء مهين؟ !!هي التراب والدفن والذهاب في األرض ثم القيام لرب العالمين

الفكرة من أصلها، فإذا أضيف إلى ذلك مخالطتك اإلخوة فإمعانك في هذه الحقائق يطرد عنك هذه الصالحين واكتساب األخالق الكريمة منهم، انتقلت من الشعور بالعظمة الكاذبة، إلى الشعور بالتواضع

والسكينة والتنافس في الخيرات، فالبد إذن من البحث عن الصحبة الصالحة واالجتماع بها والتعاون معها،

.المضادة هو المطلوب في مثل حالكفأسلوب المواجهة و

ونود لو تكرمت بالكتابة إلينا بعد شهر من امتثال هذا اإلرشاد لمتابعة الحالة التي لديك مع اإلشارة إلى

.رقم هذه االستشارة عند رسالتك الكريمة القادمة

!ونسأل هللا لك التوفيق والهدى والسداد

أحمد مجيد الهنداوي/ الشيخ

==============

:وبعد استشارة المستشار النفسي الدكتور محمد عبد العليم أفاد بالتالي

أحمد الهنداوي، وال شك أني أتفق تماما مع منهجه / لقد قمت باالطالع على إجابة األخ الشيخ الفاضل .السلوكي والشرعي لمعالجة هذه األفكار

أن تتكون لديك األفكار واألفعال المضادة لها؛ خاصة المبدأ األساسي أن هذه األفكار البد أن تواجه، والبد .أنك والحمد هلل مستبصر وتعرف أن الذي يحدث لك ال يمكن أن يكون طبيعيا

من وجهة نظر الطب النفسي؛ هذا الشعور بالعظمة والتكلم مع النفس، وكذلك تداخل األفكار والقفز من لك األطباء من أنك تعاني من فصام أو أنك تعاني من موضوع آلخر؛ لها أهمية خاصة، وبالنسبة لما قاله

.هالوس، ربما قصدوا أنك تعاني من مرض الهوس وليس الهالوس

والذي أود أن أؤكده لك أن الشعور بالعظمة يعتبر في كثير من الحاالت حالة مرضية، ربما يكون مجرد

ما يجب، أو يرى نفسه بحجم أكبر من ظاهرة متعلقة بالشخصية، كأن يكون اإلنسان فخورا بنفسه أكثر م

حقيقتها، ولكن في نفس الوقت لديه االستبصار أن هذا التوجه ليس توجها طبيعيا، في هذه الحالة تعتبر .نوعا من اضطراب الشخصية وال تعتبر حالة مرضية حقيقية

ستبصار؛ فهذه بالطبع تعتبر أما إذا كان اإلنسان معتدا بنفسه وفخورا ومتعاظما لدرجة كبيرة أفقدته االحالة مرضية، ويسميها البعض بجنون العظمة، هذه الحالة تكون مرتبطة في كثير من الحاالت بكثرة

الكالم وتطاير األفكار وتداخلها وأن يقفز اإلنسان من موضوع إلى آخر، كما أن اإلنسان ربما يكون منشرحا

صبية واالنفعال الزائد، في هذه الحالة تسمى الحالة بمرض أكثر مما يجب، أو ربما يكون لديه نوع من الع

.الهوس، وهو واحد من األمراض الوجدانية التي يمكن عالجها تماما

أنا أرى أنك ما دمت مستبصرا بحجم مشكلتك، أرى أن شخصيتك تحمل ما يعرف بسمات الشخصية –كما ذكرت لك– تعتبر حالة مرضية الهوسية، أي التي تعاني من بعض أعراض الهوس الوجداني، وهي ال

.ولكنها بالطبع إذا تطورت وتعقدت وأخلت بالضوابط االجتماعية؛ ففي هذه الحالة البد أن تعالج

الذين ذكروا لك أنك مصاب بمرض الفصام ربما ارتكزوا على حقيقة أنك تتحدث أو تتكلم مع نفسك أو أنك

العالمية في تشخيص الفصام ترى أن الشخص إذا كان تسمع أفكارك في نفس الوقت؛ ألن بعض النظم

يسمع أفكاره أو يعتقد أن الناس تقرأ أفكاره أو تضع أفكار في مخه؛ هذه واحدة من الركائز األساسية

Page 3: الشعور بالعظمة والتكلم مع النفس

.لتشخيص مرض الفصام

ال أعتقد أنك مصاب بمرض الفصام، إنما الذي أميل إليه أكثر هو أن األمر اضطراب في الشخصية من النوع

.هوسي، ربما يتخلله بعض االضطراب الوجداني الهوسي من وقت آلخرال

وطريقة العالج أن تدرك أن هذا األمر ليس طبيعيا، ولكن إن شاء هللا ليس بمزعج ويمكن أن يعالج، هذا

.أوال

مد عليك أن تجاهد نفسك في أن تبني أفكارا مضادة لهذه األفكار وتواجهها، وقد أجاد الشيخ أح: ثانيا

.الهنداوي في توجيهك في هذا السياق

هو أن تتناول أحد األدوية المنظمة للمزاج، وتعتبر األدوية -والذي أراه هاما جدا -الخط الثالث في العالج

المنظمة للمزاج فعالة جدا، وهي أيضا تفيد كثيرا في عالج حاالت الهوس، هنالك عدة أدوية منها عقار

، وآخر يعرف باسم دباكين كرونو، وعقار آخر يعرف باسم والنزبين، وعقار رابع يعرف يعرف باسم تجرتولباسم رزبريدون، وخامس يعرف باسم سيركويل، هذه كلها من األدوية الفعالة جدا والتي تضبط المزاج

رك إلى وتقلل من تطاير األفكار وتداخلها، وكذلك تجعل الكالم في حد معقول، كما أنها سوف ترجع مشاع

.مستواها الطبيعي، وتزيل عنك هذا التفاخر بالذات والذي أنت تبغضه ولكنه أمر مفروض عليك

واحد مليجرام ليال لمدة : أرى أنه سيكون عقار الرزبريدون دواء جميل جدا لحالتك، وبجرعة صغيرة

ذلك يمكن أن نخفضها مليجرام واستمر عليه لمدة ستة أشهر، ثم بعد 9أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى .إلى واحد مليجرام لمدة ثالثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله

هذا هو الذي أراه، وحقيقة أود أن أؤكد على ما ذكره الشيخ الهنداوي بأن تسعى لمالزمة الصحبة الطيبة اإلرشادات والرفقة الخيرة وأن تقتدي بهم، وال شك أن حالتك بإذن هللا سوف تشفى منها تماما إذا اتبعت

.وتناولت العالج

أرجو أال تحس بالذنب فربما تكون هذه الحالة مفروضة عليك؛ بمعنى أنها ليست تحت اإلرادة الكاملة،

.ولكنها يمكن أن تعالج، ونشكرك جدا على تواصلك مع الشبكة اإلسالمية

.وباهلل التوفيق


Top Related