دﻧﻋ ﺎﮭﺗﺎﻘﯾﺑطﺗو ﺎﮭﻟوﺻأ مﯾرﻛﻟا نآرﻘﻟا ... ·...

56
ﻣﻘﺎﺻد اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم أﺻوﻟﮭﺎ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ ﻋﻧد اﻟﻣﻔﺳرﯾن ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻣﻦ ﻣﺪرس اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ وﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮآن ﻛﻠﯿﺔ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮآن واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﯾﺎﻟﻰ اﻟﻌﺮاق

Upload: others

Post on 05-Jan-2020

8 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

أصولھا وتطبیقاتھا عند مقاصد القرآن الكریم المفسرین

بحث مقدم من

مدرس التفسیر وعلوم القرآن كلیة علوم القرآن والتربیة اإلسالمیة

العراق –جامعة دیالى

٥٠٦ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

٥٠٧ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

مقدمةالحمد هللا رب العالمين، والصالة والسالة األتمان األكمالن على

، نبينا محمد بن عبد اهللا، وعلى آله وصحبه أجمعين، سيد الورى وبعد:

فإن أفضل العلوم ما كان توضيحا ألسرار القرآن الكريم، والسنة النبوية؛ ألنه يؤسس لمنهج علمي يجدر بالناس أن يسيروا وفق قواعده، وأصوله، ويستلهموا هداياته في جانب تحقيق المصالح، ودفع

ة في الدارين.المفاسد؛ ليظفروا بالسعادومن أبرز علوم الشريعة المحققة مصالح العباد علم تفسير القرآن الكريم، الذي يعد الطريق األول لفهم معاني اآليات الكريمة، واستنباط حكمها، وأحكامها، ومقاصدها، وبعث القرآن الكريم بعثا

متجددا في مسارات الحياة البشرية، إصالحا، وتربية، وإرشادا.طرح العملي، والبعد التوظيفي لنصوص الوحي، هو وهذا ال

المقصد الذي رغب الشارع في تحقيقه، وحبب في تطبيقه، سعيا منه لتربية المجتمع، تربية إسالمية سليمة، يعد من خاللها أبناؤه لحوز

الريادة في مختلف المجاالت الحياتية.ه، وألهمية نتائج هذا العلم في تحقيق مقاصد الشرع من تعاليم

وتشريعاته، فإن الباحث قد رأى أن يذكر أصول تحصيل هذا العلم، وبعض التطبيقات العملية للفهم المقاصدي لنصوص الوحي عند

٥٠٨ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

المفسرين؛ ليجيب عن إشكالية فحواها: هل اعتنى علماء تفسير القرآن الكريم بمقاصد الشريعة؟

ولإلجابة عن هذه اإلشكالية فإن الباحث قد عمد إلى عباراتأهل العلم بالتفسير، وبذل جهده بقدر طاقته في استخراج مفاهيم مقاصدية من نظم كالمهم في مؤلفاتهم، سالكا في ذلك المنهج التحليلي لعباراتهم، مجتهدا في بيان االستفادة منها في الواقع، حتى يتسنى لألمة أن تعقد العزم على جعلها مشروعا إصالحيا، ينظم قانون الحياة

نية.اإلنساوقد جاءت هذه الدراسة لتبين أن الفهم المقاصدي لم يقتصر على مؤلفات التفسير في آيات األحكام، وإنما هي سمة لجملة من

التفاسير قديما، وحديثا.

٥٠٩ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

وقد تم عرض مضامين البحث وفق الخطة التالية: مقدمة

التحديد المصطلحي للمقاصد، وبيان أهمية هذا املبحـث األول: كانته:العلم، وم

مفهوم المقاصد لغة، واصطالحا. املطلب األول:

مكانة علم المقاصد، وأهميته. املطلب الثاني:

أصول الفهم المقاصدي للنص: املبحث الثاني:

فهم النص. املطلب األول:

التدبر، والتفكر في اآليات. املطلب الثاني:

استنباط المراد من النص. املطلب الثالث:

ر من تطبيقات علماء التفسير في تقرير صو املبحث الثالـث: مقاصد النصوص:

المقاصد العامة. املطلب األول:

مقاصد آيات األحكام. املطلب الثاني:

البعد المقاصدي في التوجيه التربوي. املطلب الثالث:

خامتة.التحديد المصطلحي للمقاصد، وبيان أهمية هذا العلم، : املبحث األول

ومكانته

٥١٠ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

مفهوم املقاصد لغة، واصطالحا: ولاملطلب األ

إذا أراد الباحث أن يسير على ثبات في مسـالك العلـم، فإنـه مطالب أن يبدأ في التأصيل لمسائله بتحديد المصطلح تحديدا دقيقـا،

يخرج المتشابهات، ويدفع اللبس عن فكرته.وسيرا مع هذا المنهج الرباني، فإن الباحث قد رأى أن يسـتهل

فهوم المقاصـد فـي اصـطالح علمـاء العربيـة، دراسته بتحديد م واصطالح الفقهاء.

الفرع األول: املقصود اللغوي(القاف والصاد والدال تدل على إتيان شيء وأمه، وعلى اكتناز في الشيء، ومنه: أقصده السهم، إذا أصابه فقتل مكانه، وكأنه قيـل

).١ذلك؛ ألنه لم يحد عنه) (المعنى اللغوي تظهر فيه داللة مهمة تتعلق بموضوع بحثنا، هذا

هي اغتنام الشيء، وإصابة محزه، وعدم تجنب الهدف المنشود، وهذا ه اصـطالحيا فـي الفـرع لب علم مقاصد الشريعة الذي سنعرف هو

التالي.

م مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، ت/عبد السالم محمـد هـارون، دار معج) ١(

.٩٥م/١٩٧٩هـ، ١٣٩٩الفكر،

٥١١ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

الفرع الثاني: املفهوم االصطالحي:لحوظة للشارع (مقاصد التشريع العامة هي: المعاني، والحكم الم

في جميع أحوال التشريع، أو معظمها، بحيث ال تختص مالحظتهـا ).١بالكون في نوع خاص من أحكام الشريعة)(

نلحظ في هذا التعريف أن المقاصـد المسـتنبطة ال تخـتص باألحكام فقط، وإنما يمكن استخراجها من كل، أو أغلب النصـوص

ذلك اإلصطالحية، على اختالف موضوعاتها، ومضامينها، سواء في أو التربوية، أو االجتماعية، أو غيرها.

وعرفها الريسوني بأنها: (المعاني، والغايات، واآلثار، والنتائج التي يتعلق بها الخطاب الشرعي، والتكليف الشرعي، ويريـد مـن

.)٢( المكلفين السعي، والوصول إليها) هذا التعريف قد اشتمل على بيان معنى المقاصد من حيثشموليتها لمقاصد الشارع، ومقاصد المكلف التي اعتبرها الشاطبي

صنفي علم المقاصد.ولن نقف عند الداللة المصطلحية للمقاصد، وإنما سنكتفي بما

مقاصد الشريعة اإلسالمية، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، ) ١(

.٥٥م، ص٢٠١٢هـ، ١٤٣٣ودار السالم، مصر، ط/الخامسة، المنصورة، مصر، مدخل إلى مقاصد الشريعةة، أحمد الريسوني، دار الكلمة) ٢(

.٩م، ص٢٠١٣هـ، ١٤٣٤ط/األولى،

٥١٢ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

ذكر، حرصا منا على تقديم الجانب التطبيقي بشكل أوسع من الجانب النظري الذي يرجع فيه لمؤلفات المقاصد، مثل مقاصد الشريعة البن

اشور، ومقاصد الشريعة ومكارمها لعالل الفاسي، وغيرها.ع

٥١٣ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

ن أهميتهااملطلب الثاني: إثبات املقاصد، وبيا

إن المتأمل في جوهر الدين وحقيقته يدرك أن ثمت مصالح للخلق، ومنافع لهم ال بد ألن يشهدوها في حياتهم الدنيوية، لها

سموا بأنفسهم، مقاصدها، وغاياتها، وأهدافها التي يأملون تحقيقها؛ورقيا بفكرهم، وتجديدا ألمر دينهم بما يحفظ لهم عزتهم في هذه

الحياة، ويضمن لهم النجاة يوم القيامة.ومن هنا يمكن أن نستشرف أن الدين ال بد له من مقاصد تضبط بها مصالح العباد، ويستعلم باستنباطها عن مكنونات الوحي،

دارين.وما فيه من أسرار نافعة للخلق في الوعليه فإنه ال مناص من تقرير أن الشريعة اإلسالمية كلها مصلحة، وأنه (من التكاليف الشرعية ما قد يبدو فيه حرج، وإضرار للمكلفين، وتفويت مصالح عليهم، كتحريم شرب الخمر، وتحريم بيعها، ولكن المتدبر، إذا تدبر في تلك التشريعات ظهرت له مصالحها

.)١( في عواقب األمور)المتصدين لعلم التفسير أن يتحروا مقاصد ولذلك كان لزاما على

الخطاب الديني، مستندين في ذلك إلى التسليم العام أن للشريعة حكما، ومقاصد في عامة أحكامها، ينبغي أخذها بعين االعتبار في تحديد

.١٤مقاصد الشريعة اإلسالمية، ص) ١(

٥١٤ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

.)١(المعنى المراد من النصن المفسرين هو الذي يمكن مالحظته عند جماعة م وهذا الفهم

قديما، وحديثا، ذلك أنهم تأملوا في مضامين اآليات، ودالالتها، وغاياتها، وتدبروا حقائقها، ومفاهيمها؛ مما أدى بهم إلى القول فيها بفكرة الفهم المقاصدي برهنة منهم على صالحية القرآن الكريم لكل

كمال زمان ومكان، وشعورا بأهمية هذا العلم الذي يتأكد به الناس من الشريعة، وأحكامها، مما ينمي اإليمان، ويرسخه في قلوبهم، وينتج البعد عن االختالف المفضي إلى التنازع، واالفتراق بين أبناء

.)٢(األمةوإظهارا لهذا الجهد، وإبرازا لفوائده التي تبعث في نفوس الباحثين طموح السعي إلى تفعيل القرآن الكريم في واقع األمة؛

ه ما فسد من أحوالها، فقد رأى الباحث أن يقدم فيليصلحوا بالمطالب التالية من هذه الورقة أصول هذا النوع من الفهم، ثم يتبعها بنماذج عملية، يعين بها على إقامة مشروع تطبيقي لمقاصد الشريعة في إصالح حياة الناس في عصرنا الحاضر؛ ألن اإلنسان إذا رأى

ن من علماء جهابذة فإنه ال يتردد أن نشاطا من غيره، خاصة إذا كايسير بسيرهم؛ لما في ذلك من تحفيز للفكر، وتنشيط للعقل للتأمل في

.١١ينظر مدخل إلى مقاصد الشريعة، ص) ١(ينظر الفكر المقاصدي عند محمد رشيد رضا، منوبـة برهـاني، دار ابـن ) ٢(

.٦٥، ٦٣م، ص٢٠١٠هــ، ١٤٣١حزم، بيروت، لبنان، ط/األولى،

٥١٥ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

أسرار الوحي، وسبر أغواره، واستخراج كنوزه التي تفنى دونها األعمار.

املبحث الثاني: أصول الفهم املقاصدي للنصالمتأمل في نصوص الوحي يدرك أنه كتـاب جـاء مفصـال

، يقدم رؤية واضحة إلقامة منهج ترتيبي في البناء يتناسب مع تفصيال العمران البشري، ويراعي التراتيب الحياتية، وتطورها.

ومن هنا يمكن القول إن التفسير المقاصدي لآليات القرآنية ليس بدعا من القول، أو حداثة في الفكر، وإنما هو أساس القول في كتاب

علي رضي اهللا عنه (هل عندكم شيء اهللا عز وجل، وقد سئل اإلمامق الحبـة، وبـرأ من الوحي إال ما في كتاب اهللا؟ فقال ال، والذي فل

.)١( ال فهما يعطيه اهللا رجال في القرآن..)النسمة، ما أعلمه إفإنه ينبغي بيان القواعد التي تضبط فهم القرآن الكريم وعليه

بما يتماشى مع زمن فهما مقاصديا مستقيما، يعالج قضايا واقع األمة العولمة الذي مألته التطورات العلمية صخبا، وصعوبة في التوجيه،

واإلصالح.عليه الدراسة في هذا المبحث، مبينة الداللة وهذا ما ستعمل

المصطلحية للمفاهيم الرئيسة المكونة ألصول الفهم المقاصدي، ثم التوجيهية تبيين تأثيرها في توظيف القرآن الكريم، وإعمال مقاصده

في حياة األمة المسلمة.

ه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، بـاب جزء من حديث أخرج) ١( .٢٨٨٢، رقم ٣/١١١٠فكاك األسير

٥١٦ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

املطلب األول: فهم النص الفرع األول: التحديد املصطلحي

.)١( الفهم يعني: (علم الشيء)أما في االصطالح فإنه يعني: (تصـور المعنـى مـن لفـظ

.)٢( المخاطب)

تفعيل الداللة يف الفهم املقاصديالفرع الثاني: يف سان المقاصدي ال بد له من جودة هذا التعريف نتبين منه أن اإلن

.)٣(الفهم التي تعرف بأنها (صحة االنتقال من الملزومات إلى اللوازم)وال يتأتى للعالم أن يتكلم في المقاصد حتى يفهم غاية الكالم، ولم يفهم علته، ومآله إال إذا كان حسن التصور للمعاني، جيد اإلدراك

منهج المخاطب.ألسرار المباني، يميز طبيعة الخطاب، وولذلك فإنه يمكن القول إن األصل العلمي العملي األول في تحصيل مقاصد الشريعة هو فهم طبيعة الخطاب الشرعي، والمراد

ة فيه حلحاته، ومعرفة سياقه، وتقدير المصمنه، وتحديد داللة مصطل عنهم المفاسد. قبليا بما يحفظ مصالح العباد، ويدرأآنيا، ومست

، مادة (فهم).٤/٤٥٧معجم مقاييس اللغة، ) ١( .١/٢١٧التعريفات ) ٢( .١/١٠٨المصدر السابق ) ٣(

٥١٧ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

ه شرط أساس ليكون سليما من طرو الخطأ عليه، وهذا الفهم لوولوج الغلط إليه، وعدم الدقة فيه؛ شرط ال ينضبط فهم المعاني بدونه؛ ألنه يعتبر المفتاح أللفاظ القرآن الكريم، إنه الدراسة

المتأمل في النصوص القرآنية المصطلحية لتلك األلفاظ التي تعين .)١(فاهيم المكونة ألي نسقعلى تجديد الفهم، وتدفعه إلى ضبط الم

ينظر دراسات مصطلحية، الشاهد البوشيخي، دار السالم، القاهرة، مصـر، ) ١(

.١٠٢، ١٠٠م، ص٢٠١٢هـ، ١٤٣٣ط/األولى

٥١٨ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

: التدبر، والتفكر في اآلياتثانياملطلب ال

التحديد المصطلحي: الفرع األول

المفهوم اللغوي:: املسألة األوىل

التدبر: (مأخوذ من الفعل دبـر، وهـو آخـر الشـيء، : أوال .)١(وخلفه)

التفكر: (تردد القلب في الشيء، يقال تفكر: إذا ردد قلبه ثانيـا: .)٢( را)معتب

المفهوم االصطالحي: املسألة الثانية:

)، ويعني: (النظـر ٣التدبر: (النظر في عواقب األمور) ( أوال: .)٤( إلى دبر الشيء)

)، ويعرف ٥التفكر: (تصرف القلب بالنظر في الدليل) (: ثانيـا

، مادة (دبر).٢/٣٢٤معجم مقاييس اللغة، ) ١( ، مادة (فكر).٤/٤٤٦معجم مقاييس اللغة، ) ٢( .١/٧٦التعريفات، ) ٣(هذه رساالت القرآن فمن يتلقاها، فريـد األنصـاري، إعداد/عبـد الناصـر ) ٤(

م، ٢٠١١هــ، ١٤٣٢المقري، دار السالم، القـاهرة، مصـر، ط/الثانيـة، .٦١ص

.١/٧٦فات، التعري) ٥(

٥١٩ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

).١بأنه: (تصرف القلب في معاني األشياء؛ ليدرك المطلوب) (

مصطلحين عمليا في الفهم المقاصدييف المسلك توظ: الفرع الثاني

لم يخلق اهللا جل وعال اإلنسان ويتركه سدى وهمال، كما هو حال غيره من المخلوقات التي ال يتعلق بذمتها تكليف؛ لفقدهم مناطه وهو العقل الذي ميز به اآلدميون؛ ليكون طريقهم للتدبر، والتفكر

: منه، فقال عز وجل الذي حث عليه القرآن الكريم في غير ما موضع

M h g f e d c b aL ]وقال سبحانه، ]محمد :

M h g f e d c b aL ]وقال تعالى في ، ]محمدM ³... Ò شأن التفكر: Ñ Ð Ï Î Í Ì ËL

.]األنعام[ M... ¯ ® ¬L ، وقال عز وجل: ]البقرة[

M... Ò Ñ ÐL قال ابن كثير في معنى قوله تعالى:أي كما فصل لكم هذه األحكام وبينها وأوضحها كذلك يبين ( ]البقرة[

)٢( لكم سائر اآليات في أحكامه ووعده، ووعيده

طلحة، عن أبي نيا واآلخرة: قال علي بن دلعلكم تتفكرون في ال .)٣(بن عباس يعني في زوال الدنيا وفنائها وإقبال اآلخرة وبقائها

.١/٨٨التعريفات، ) ١(تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بـن عمـر بـن كثيـر القرشـي ) ٢(

الدمشقي، ت/سامي بن محمد سـالمة، دار طيبـة، السـعودية، ط/الثانيـة، .١/٦٩٦م، ١٩٩٩هــ، ١٤٢٠

.١/٢٦٨ینظر تفسیر القرآن العظیم، ) ٣(

٥٢٠ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

التي ورد فيها ر في هذه النصوص، ومثيالتها فإذا أمعنا النظالحث على إعمال النظر، والتفكر، وتوظيف التدبر، فإننا ال نتردد في وضع هذا المطلب أصال ثانيا من أصول الفهم المقاصدي ألدلة التشريع؛ ألن التدبر يعني (التأمل في دوابر األمور المتوقعة، بمعنى

)١(تؤول إليه)النظر إلى عاقبتها، وما يمكن أن

وكذلك يدخل في (األمور الواقعة من قبل؛ لمعرفة أسبابها، ،، ومن حصل هذا المطلب العظيم، ال شك أنه ناظر )٢( ومقدماتها)

مجيد في استبيان الوسائل، واألسباب، واعتبار النتائج، والمآالت، وهذا هو مدار الفهم المقاصدي للنصوص.

.٦١ھذه رساالت القرآن فمن یتلقاھا، ص) ١( .٦١المرجع السابق، ص) ٢(

٥٢١ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

من النص: املطلب الثالث: استنباط املراد

الفرع األول: التحديد املصطلحي:أوال: في اللغة: االستنباط مأخوذ من الفعل نبط، وهو يدل (على

.)١( استخراج شيء)ثانيا: في االصطالح: معناه (استخراج المعاني من النصوص،

.)٢( بفرط الذهن، وقوة القريحة)

ع الثاني: توظيفه يف علم املقاصدالفرجل فهما، ووفقه إلعمال عقله في تدبر من رزقه اهللا عز و

المعاني، وتفعيل مهمة الفكر في البحث عن كنه األشياء، وحقائق األقوال، ودقائق أسرار المباني، يكون قد حصل من شروط الفهم المقاصدي ما يؤهله إلى استخراج الدفين من الكنوز الربانية في

اآليات القرآنية، واألحاديث النبوية.كون قد وصل إلى حجر األساس في طريق تفعيل وهو بذلك ي

مقاصد النصوص، وتبيان غاياتها، وبيان المصالح والمفاسد، والموازنة بين األولويات، فيستطيع تكشف الخفايا من اآليات القرآنية، محاوال (استنباط الحقائق اإليمانية التي تتضمنها، واألحوال الخلقية

إلى بلورة شخصيته المقاصدية ليصل بذلك ؛)٣( التي ترشد إليها)

.٥/٣٨١معجم مقاییس اللغة، ) ١( .١/٣٨التعریفات، ) ٢(ى، ) ٣( ر، ط/األول اھرة، مص الم، الق اري، دار الس د األنص رآن، فری الس الق مج

=

٥٢٢ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

بتحصيل األصل الثالث الذي يقدر بموجبه على تحديد المقصد من الخطاب الشرعي، ويتجه منه إلى خدمة واقع األمة بما يحقق لها

المصلحة المرجوة من الدين الذي ارتضاه اهللا عز وجل لنا دينا.وهذا الجانب التطبيقي العملي هو موضوع بحثنا في المبحث

لتالي.ا

=

.٨٦م، ص٢٠٠٩ھـ، ١٤٣٠

٥٢٣ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

املبحث الثالث: صور من تطبيقات علماء التفسري يف تقرير مقاصد النصوص

املطلب األول: املقاصد العامة

األول: التحديد املصطلحي للعنوانالفرع يطلق هذا المصطلح ليراد به (المقاصد التي تمت مراعاتها، وثبتت إرادة تحقيقها على صعيد الشريعة كلها، أو في الغالب األعممن أحكامها، وذلك مثل حفظ الضروريات الخمس: الدين، والنفس،

.)١( والنسل، والعقل، والمال؛ ومثل رفع الضرر، ورفع الحرج..)يمكن القول إن المقاصد العامة تتعلق بالشريعة من حيث عمومها، وأنها دستور يحمي مصالح العباد قاطبة، فال تتوقف النظرة

قة ومثيالتها مما يحقق مصلحة عامة المقاصدية في الجوانب السابعلى جزء معين من األوامر والنواهي، أو قضية إصالحية بعينها، بل

هي غايات تستكشف من أغلب نصوص الشرع، أو جملتها.كما يظهر من التعريف أن المقاصد العامة ال تقتصر على الضروريات الخمس المعروفة، والتي كان تقريرها خمسا باجتهاد

، بل تعدتها إلى أكثر من ذلك، ودخل غيرها مما ينضوي تحت العلماء التعريف السابق معها.

والمراد بحفظ هذه الضروريات (إيجادها، وصيانتها في حدها

.١٣ينظر مدخل إلى مقاصد الشريعة، ص) ١(

٥٢٤ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

.)١( األدنى الذي ال تقوم وال تدوم بدونه)وقد تعددت مواطن اهتمام المفسرين في مؤلفاتهم بهذه المعاني

في أكثر من موطن، وفيما يلي المقصودة للنصوص، وكرروا ذكرها نذكر طائفة من األمثلة التي تخدم هذا الطرح النظري.

الفرع الثاني: األمثلةسيكتفي الباحث بذكر أمثلة عن بعض المقاصد العامة للقرآن الكريم؛ ألن استيفاءها ال تكفيه هذه المجموعة المحصورة من

بي في ذلك أن األوراق، ولكن ما ال يدرك كله، ال يترك جله، وحساهللا قد ينفع بالقليل إن حسنت في رصفه النيات، وأحسن في ترتيبه

الهوية اإلسالمية التي تعيش زمن العولمة المملوء وتنسيقه بما يخدم بمعوقات اإلصالح، وفيما يلي نشرع في ذكر األمثلة.

أوال: حفظ الدين:: تعالىجاءت الرسالة المحمدية هادية لمقصد تحقيق العبودية هللا

M I H G F E D CL ]ذاریات وتحصيل الهدايـة ، ]ال .]النور[ M... ÉÈ Ç Æ Å Ä... ÓL :للخلق

هذه الغاية الرئيسة من الوحي يستلزم تحقيقها السير وفق منهج رباني منضبط، يرتكز على فهم مقاصد النصوص، وتأملها بما يؤدي

ودستورا، وحال، وعالجا إلى إعمالها في واقع األمة أساسا،

.٦٦مدخل إلى مقاصد الشریعة، ص) ١(

٥٢٥ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

لمعضالتها، ومشكالتها.فاإلنسان مطالب بإظهار العبودية هللا تعالى، وحفظ دينه، بإقامة

ظاهرا ]،الزمر[ M A @ ? > = < ;L جوانبه أصوال، وفروعا، على الحق الذي أمرني اهللا به، مظهرا لتصلبي فيه.

منه قول اهللا ومن صور حفظ هذا المقصد من حيث فعله ما تضـــالى ! " # $ % & ' ) ( * M : تع

7 6 5 4 3 2 1 0 / . - , +

9 8L ]البقرة[.

هذا النص يبين (القاعدة التي وضعها اإلسالم، وبنى عليها تعاليمه كلها، وهي اإليمان باهللا واإليمان باليوم اآلخر، والعمل

ا، وحفظ عظيما لمن التزم بهيها مقصدا والتي رتب عل ،)١( الصالح)األصول الثالثة لدينه، فوعده (األجر العظيم، واألمن في المستقبل،

، فمن وفقه اهللا تعالى لتحقيق هذا )٢( والتخلص من مسئولية الماضي)األمر؛ فإنه وال بد حائز الفضل وحسن الجزاء، ومحصل مقصود

األمر بااللتزام، والثبات على منهج الحق.وحفظ الدين كما أنه يحصل بجانب العمل، فإنه يرام بمنهج

إلى توجيهات القرآن، أحمـد أبـو مزيريـق، دار المـدار إرشاد الحيران) ١(

.١/١٤٩م، ٢٠١١اإلسالمي، بيروت، لبنان، ط/األولى، .١/١٤٩المرجع السابق، ) ٢(

٥٢٦ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

ظاهر ، ]البقرة[ M... X W V U T... a YL الترك، قال تعالى:الشارع من هذه اآلية يفتح المجال أمام الفهم الخاطئ لمقصود

الخطاب، ومراده من األحكام، فمثل هذا النص يأمر بالنهي عن ، وليس المقصود كذلك، بل المعنى المراد من الكالم األولية في الكفر

(النهي عن الكفر أوال، وآخرا، وخص األول بالذكر؛ ألن التقدم فيه .)١(أغلظ، فكان حكم المذكور، والمسكوت عنه واحدا)

فنلحظ هنا أن الشرع الحكيم قد حث على حفظ مقصـد الـدين مفاسـد؛ ألن بالنهي عن ضده، وهو ما يمكن أن يعبر عنه بـدرء ال

الشرك باهللا ال يغفر، وهذه من أعظم المفاسد، وأخطرها، (والحكمـة في عدم مغفرة الشرك، هي أن الدين إنما شرع لتزكية نفوس الناس،

ومن وقع في الشرك فقد حط ،)٢( وتطهير أرواحهم، وترقية عقولهم)من قدر هذه المعظمات، ووقع في محظـور فتـاك بجسـد األمـة،

فلزمه بتعديه على هذا المقصـد ، ]النساء[ M... ¦ ¥ ¨ §Lو العظيم المتمثل في حفظ الدين أن يكون في عداد اآلثمين.

حفظ الدين يتلمس منه مقصد آخر، وهو مقصد تحصيل فمقصد الثواب مقابل األفعال التي بها يحفظ الدين، وثبـوت العقـاب علـى

ه كـان فـي دائـرة التفريط، والترك، وفعل المنهيات، فمن حفظ دين

ي، ) ١( ر القرطب ي بك ن أب د ب ن أحم د ب د هللا محم و عب رآن، أب ام الق امع ألحك الجة ة العربی اض، المملك ب، الری الم الكت اري، دار ع میر البخ ام س ت/ھش

.١/٣٣٤م، ٢٠٠٣ھـ، ١٤٢٣السعودیة، ة، ) ٢( ر، ط/الثانی اھرة، مص ار، الق ا، دار المن ید رض د رش ار، محم یر المن تفس

.٥/١٢١م، ١٩٤٧ھــ، ١٣٦٦

٥٢٧ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

العفو، واإلثابة، ومن ضيعه جوزي بقدر تفريطه. ومن اآليات التي تدل على حفظ هذا المقصد قول اهللا تعـالى:

M... ª © ¨ §... ¯L ]المشتملة على التعـريض ] الزمر .)١( غير متوقع)^ (بقوم الذي أوحي إليه؛ ألن فرض إشراك النبي

§ ¨© M ¡ ª وكذلك قوله تعالى: ¦ ¥ ¤ £ ¢

¯® ¬ «... ÕL ]وقوله جل وعال، ]األنعام : M i h g f

ml k j... ªL ]هذه اآليات وغيرها مما شأنه إرساء ]،النساءمبدأ التوحيد الخالص هللا تعالى نبهت إلى مقصد حفظ الدين، وسالمة

ة، كعبادة عا عديدالعقيدة بالنهي عن الشرك الذي يتضمن أنواو اتخاذ األحبار والرهبان أربابا هللا جل وعال، أاألصنام، أو جعل ند

من دون اهللا تعالى، أو الدعاء واالستشفاع بالخلق، والتوسل إليه بغير ).٢ما شرع كما هو ظاهر عند عوام وجهلة المسلمين اليوم(

فنالحظ هنا أن اآلية قد تضمنت النهي عن أمر قد يخفى على عض الناس أنه يعتبر حفظا لدين اهللا تعالى، وهو ما يتعلق باتخاذ ب

الوسطاء بين السائلين وربهم، كما كانت حال أهل الشرك الذين قالوا M... f e d c b a `... yL : كما حكى القرآن عنهم

التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن محمد ابن عاشور التونسـي، مؤسسـة ) ١(

.٢٤/١٢٧م، ٢٠٠٠هـ/١٤٢٠التاريخ العربي، بيروت، لبنان، ط/األولى، .٣/١٦ينظر إرشاد الحيوان إلى توجيهات القرآن ) ٢(

٥٢٨ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

.]الزمر[

حفظ النفس:ثانيا:

M...ÏÎ Í Ì Ë Ê É È Ç ... ÕL قال تعالى:هذا نص صريح في وجوب حفظ النفس من االعتداء عليها، ]األنعام[

أو تضييعها بغير حق، لما لها من مكانة، وقيمة، حتى إن الجزاء على من قتلها كان عسيرا، ولو كان خطأ، فكيف بمن يقتلها عمدا.

فقد قرر الشرع الكفارة في حق النفس التي تراق بالخطأ، قـال ـــالى " # $ % & ' )( * + , - ! M :تع

87 6 5 4 3 2 1 0 / .... bL د، وما ذلك إال لبيـان قتل العمد فقد كان مقابال له الح ، وأما]النساء[

أنـه ^ قدر النفس وقيمتها، وحرمتها في اإلسالم، فقد صح عن النبي)، ١حرام دمه، ومالـه، وعرضـه) (قال: (كل المسلم على المسلم

) اوقال: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حرامـ)٢.(

اهللا تعالى وجه ألخذ األسباب ولمكانة النفس وعظمها عند

.٣/١٦هات القرآن، يينظر إرشاد الحيوان إلى توج) ١(جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر، والصـلة، واآلداب، ) ٢(

باب تحريم ظلم المسلم، وخذلـه، واحتقـاره، ودمـه، وعرضـه، ومالـه، .٢٥٦٤، رقم ١٩٨٦/٤

٥٢٩ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

فضية إلى صيانتها، فحث على األكل والشرب إلقامتها، وحفظها الم/ M . -, + * ) ! 0 جل وعال: من الهالك، فقال

1... 2L ]األعراف[.

؛ لما يسببه )١(قد نهى عن الوصال في الصوم^ كما أن النبيمن إضعاف للجسد، وإهالك للنفس، وإضعافها عن أداء القربات إلى

، وقيامها بوظائفها الدينية، والدنيوية، مما هو مطلوب )٢(اهللا تعالى شرعا.

إجراءات التشريع في وبذلك يتبين لنا قدر النفس، ومكانتها، وحمايتها، ووقايتها من كل سوء، أو مكروه قد يضر بها؛ مما يوجب علينا أن نعي هذا المطلب السماوي في شأن األرواح التي صارت هدفا مستساغا في كثير من بالد المسلمين اليوم، وينبغي على الدعاة

جيه إلى اهللا والعلماء أن يفرغوا جزءا كبيرا من مجهوداتهم إلى توعالى، خاصة الناس لخطورة اإلقدام على قتل النفس، وعظمه عند اهللا ت

داء، وتكاد تودي به إلى الهاوية.مملوءا بفتن االعوأننا نعيش زمانا

حفظ املال:ثالثا: المال عصب الحياة، وبه تقوم؛ ولذلك فإن اإلسالم قد أكد فـي

M c ي صحيحه، كتاب الديات، باب قول اهللا تعـالى:أخرجه البخاري ف) ١(

f e d... sL]٦٤٦٩، رقم ٦/٢٥١٧ ]النساء. .٧/١٩١ينظر الجامع ألحكام القرآن، ) ٢(

٥٣٠ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

وحمايـة غير ما نص على حفظه، والمحافظة عليه تحصيال، وبذال، من التداول المضر بمصالح العباد.

ففي جانب تحصيله أرشد إلى جمعه بالطرق المشروعة مثـل ، ٢٧٥البقرة: M.. 9 8 7.. SL البيع، والشراء، قال تعالى:

وغير ذلك من المعامالت المالية التي تناولت كتب الفقه أحكامها بما يروي الغليل.

لكسب المحـرم؛ لمـا فيـه مـن كما أن اإلسالم قد نهى عن اأضرار، وأخطار، فقد نهى عن الجهالة، والغبن، والغـرر، والربـا،

M.. <; :.. SL وغير ذلك من المعامالت المحرمة، قال تعالى:رة[ في النهي عن بعض الصور فـي ^ وصح الحديث عن النبي، ]البق

المعامالت، ومن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه من حـديث أبـي عن بيع الحصـاة، ^ هريرة رضي اهللا عنه أنه قال: (نهى رسول اهللا

.)١( وعن بيع الغرر)وفي جانب بذل المال نرى الشريعة اإلسالمية قد حددت نظما وضوابط يتم وفقها التعامل مع المال من حيث إنفاقه، فعلى سبيل المثال قررت في مال األيتام أن يسلم إليهم بعد إيناس الرشد، قال

.]النساء[ M... ÄÃ Â Á À ¿ ¾ ½... áL عالى:ت

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البيوع، باب بطالن بيع الحصـاة والبيـع ) ١(

.٢٧٨٣، رقم ٨/٣٧الذي فيه غرر،

٥٣١ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

كما أن الشريعة أوصت المنفق بالتوسط واالعتدال، قال عز M 7 6 5 4 3 2 1 0 / .... ;L وجل:

.]اإلسراء[

وفي جانب حماية األموال تبصر التوجيهـات الربانيـة تحـث وإنفاقها هدرا بال سـداد، قـال الناس على عدم التفريط في األموال،

ــالى اء: [ M ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤... µL : تع ، ]٥النس

.]اإلسراء[ M... Ê É È ÇL : وقال عز وجل

كما أن الشريعة قد نهت عن أكل األموال بالباطل، قال عز M u t s r q p o n m l k: وجل

| { z y x w vL ]وقال تعالى، ]البقرة : M 9

E D C B A @ ? > = < ; :

HG F... RL ]؛ ذلكم النهي ألن األموال مع األعراض، ]النساءواألنفس تعد (األصول الثالثة التي يحفل بها اإلسالم؛ ليأمن الناس في

).١المجتمع، .. وهي أعز ما يملكون في هذه الحياة) (الشيخ رحمه اهللا تعالى يبين الغاية التي من أجلها نالحظ هنا أن

نهانا اإلسالم عن االعتداء على األموال، واألعراض، واألنفس، حيث اعتبرها أسس قيام المجتمع اإلنساني؛ ولذلك فإن الشارع قد أرشد إلى

حفظها، والمحافظة عليها.

.٢/٤٥٩إرشاد الحيران، ) ١(

٥٣٢ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

M الشريعة عن قربه أموال اليتامى، قال تعالى:ومما زجرت

! ,+ * ) ( ' & % $ # "... IL ]أي: ]األنعام ، .)١( فروعھ) (بما فيه صالحه وتثميره، وذلك بحفظ أصوله، وتثمير

ورتب على المعتدي ونهبها، حد السرقة الذي نص عليه القرآن / M 5 4 3 2 1 0 الكريم، قال تعالى:

لجزاء في السرقة العادية، أما هذا ا ]،المائدة[ چ= ...6 7 98 السارق الذي يحارب من أجل سرقة المال فالحكم فيه أنه محارب، ن منع قال ابن العربي: (السارق إذا دخل بالسالح يطلب المال، فإ

بحكم منه، أو صيح عليه، وحارب عليه، فهو محارب يحكم عليه هذا القول نتبين منه مدى أهمية المال في اإلسالم، )، ٢المحارب) (

وقدره في التشريع الذي رتب على االعتداء عليه حدا شرعيا.كما أننا نلحظ في هذا الحد أمرا غاية في األهمية، يتمثل في أن أعضاء اإلنسان لها حرمتها، ومع ذلك فإنها تقطع مقابل اقتراف ذنب

رقة، وما ذلك إال دليل على عظم مكانة األموال في اإلسالم، وبيان السقدرها الذي جعلها مقصدا من مقاصده األصيلة في االهتمام، وسواء

اط مصلحة العباد، فال في ذلك المال الخاص، أو العام، فكل منهما من

.٧/١٣٤لجامع ألحكام القرآن، ا) ١(أحكام القرآن أبو بكر محمد بن عبد اهللا ابن العربي، ت/محمد عبـد القـادر ) ٢(

هــ، ١٤٢٤م، ٢٠٠٣عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط/الثالثـة، ٢/١٠٠.

٥٣٣ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

ي عليهما، والتالعب بهما.يجوز التعدلساسة الذين يتصرفون ما ينبغي أن يعقله أهل الحكم، واوهذا

في أموال الشعوب، ومقدرات األمم كما يشاءون، دون اعتبار لحقوق من استرعاهم اهللا عليهم، فتراهم يتصرفون فيها تصرف الوارث للمال، متناسين أنهم حرس عليها، وخدم ألصحابها الحقيقيين المتمثلين

في الشعوب المظلومة المكلومة.مة محاضرات توعوية للمسئولين، ومن هنا ننبه إلى أهمية إقا

والساسة، عن حقوق العباد مالية كانت أو غيرها، حتى يعقلوا عظم األمانة التي كلفوا بها، فال يموتوا غاشين لها، فتحرم عليهم الجنة.

رابعا: حفظ األنساب:حرص اإلسالم على تكوين العائالت بنظام معين يقـوم علـى

اب من آفتين، همـا: االخـتالط، الزواج؛ الذي ينتج عنه حفظ األنس واالنقطاع.

فحرم عمل قوم لوط، والخصاء؛ ليضمن استمرار التناسل الذي م هو مطلب شرعي، قال ك ي مكاثر ب ن إ ود ف ول ودود ال جوا ال ^: (تزو

مم) مقاصد النكاح تحصيل الولد، الذي يقطع بعمل قوم )، فمن ١(األ، فاإلنسان إذا خصي انقطع نسله، وعدم الولد، لوط، وكذلك بالخصاء

أخرجه أبو داود في سننه، كتاب النكاح، باب النهي عن تزويج من لـم يلـد ) ١(

.٥٠٢٠، رقم ٢/٨٧٥من النساء،

٥٣٤ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

).١وهذا مخالف لمقصد الشارع في حفظ األنساب(ومما قرره اإلسالم ليحفظ هذا المقصد العظيم من االختالط،

] \[ ^ _ ` MZ a تحريم الزنا، قال تعالى:

bcL ]فالزنى طريق ينتج عنه (قطع األنساب، ومنع ]اإلسراء ،تعلق بها من الحرمات في المواريث، والمناكحات، وصلة ما ي

الوالد على الولد، وما جرى مجرى ذلك من األرحام، وإبطال حقالحقوق التي تبطل مع الزنا، وذلك قبيح في العقول، مستنكر في

).٢العادات) (

فينبغي على كل عاقل أن يفطن لخطورة ما يـروج لـه مـن به شباب األمة المسلمة، نخرا فـي االنحالل الخلقي، الذي يستهدف

تأسيسها المبني على ثوابت إسالمية، وقيم أخالقية شرعية، تهدف إلى حفظ الدين الخاتم.

يحتاج إلى جهد واسع على الصعيدين الشخصـي، وذلك الحفظ والمؤسسي الذي ينبغي أن ترعاه الدول، حتى يسلم بنيـان المجتمـع

ك.المسلم من االنحراف المفضي إلى الهال

خامسا: مقصد حتقيق احلرية:

.٥/٣٩١ينظر الجامع ألحكام القرآن، ) ١(أحكام القرآن، أحمد بن علي الرازي الجصاص أبو بكر، ت/محمد الصادق ) ٢(

.٥/٢٤هـ، ١٤٠٥قمحاوي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان،

٥٣٥ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

خلق اهللا تعالى اإلنسان، وكرمه، وميزه عن سائر المخلوقات، وفضله، وجعل له حقوقا، ومنحه حريات مقيدة بضوابط الشرع.

لكن الصراع بين الحق، والباطل قد يجعل اإلنسان يحيد عن مقاصد الحياة البشرية التي رسمها اإلسالم، وحفظ بها حقوق الناس.

فتحدث الصراعات، ويحصل االقتتال بين األمم، والشعوب، وتكون النتيجة ضياع جملة من الحقوق من بينها حرية المخلوق الذي

يقع تحت األسر.الذي –من اإلسالم على تحقيق مقصد الحرية ولذلك وحرصا

فإنه قد جعل تحرير –إلنسان كرامته، ويبقي له حقه كامال يحفظ لة من األخطاء التي يقع فيها العبد، مثل الحنث في الرقاب كفارة لجملM ... ¸ ¶ µ ´ ³: اليمين، قال تعالى ² ± °

¿¾ ½ ¼ » º ¹... ×L ]ومثل القتل الخطأ، قال ]،المائدة$ % & ' )( * + , - M عز وجل: # " !

5 4 3 2 1 0 / . ; : 9 87 6

DC B A @ ? > = <... bL ]ومثل ، ]النساءM X W V U T S R Q P : الظهار، قال عز وجل

^] \ [ Z Y... gL ]المجادلة[.

قال ابن عاشور: (من أسرار الشريعة اإلسالمية حرصها على ة، فإن اهللا لما بعث رسوله تعميم الحرية في اإلسالم بكيفية منتظم

عليها ثروات بدين اإلسالم كانت العبودية متفشية في البشر، وأقيمت

٥٣٦ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

كبيرة، وكانت أسبابها متكاثرة: وهي األسر في الحروب، والتصيير في الديون، والتخطف في الغارات، وبيع اآلباء واألمهات أبناءهم،

ع أسبابها عدا والرهائن في الخوف، والتداين، فأبطل اإلسالم جمياألسر، وأبقى األسر لمصلحة تشجيع األبطال، وتخويف أهل الدعارة

ومع إبقائه لألسر لمصلحة معينة، )،١من الخروج على المسلمين) (إال أنه بتقرير الكفارات التي ذكرت آنفا يرسم لألمة منهجا ينبغي سلوكه لتحقيق الحريات للبشر، فاإلسالم لم يكن آمرا بالرق في أي

دية وإنهائها، من تعاليمه بقدر ما قرره من السعي إلى تقليص العبورق نظاما عالميا يقوم عليه االقتصاد العالمي، (لكنه جاء فوجد ال

ووجد استرقاق األسرى عرفا دوليا يأخذ به المحاربون جميعا، فلم يكن بد أن يتريث في عالج الوضع االجتماعي القائم والنظام الدولي

)، سيرا مع منهج التدرج في التشريع؛ ليضمن سالمة ٢ل) (الشام الدعوة، وتحقيق أهدافها، وغاياتها في تقليد الناس وسام الحرية.

وحتى بالنظر إلى المفسدة، والمصلحة، فإن في الرق (مفاسد كثيرة، وهو مناف لمحاسن اإلسالم، وحكمه العالية... وناهيك بالتنفير

بين أهله، وسائر األقوام، فإن ضرره في عن اإلسالم، وتأريث الفتنكما )،٣هذا الزمان فوق كل ضرر، ومفسدته شر من كل مفسدة) (

.٢١٨، ٤/٢١٧التحرير والتنوير، ) ١( .٥/٩یر المنار، ، وینظر تفس١/٢٣٠في ظل القرآن، سید قطب، ) ٢(ید رضا، ١٠، ٥/٩المرجع السابق، ) ٣( د رش د محم ر المقاصدي عن ، وینظر الفك

.٢٩٩ص

٥٣٧ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

أنه مخالف لما يهدف إليه اإلسالم من نيل الحرية، والتمتع بأعلى ره، وحر اختياره.ا؛ ليكون اإلنسان صاحب قرالمدنية درجات ا

ين رحمهم اهللا هذه المجموعة من األمثلة تظهر لنا عناية المفسرتعالى ببيان مقاصد التشريع، التي تنتظم بها أمور المسلمين، وتتحقق بها حكمة اهللا عز وجل في خلقه بأن سخرهم لعبادته، وأنعم عليهم من

فضله، وكرمه.وليست المقاصد المبينة في كتب التفسير محصورة في العامة

ة بالغة بأنواع منها فقط، بل إن أهل العلم بالتفسير قد أولوا عنايالمقاصد األخرى، كمقاصد آيات األحكام، ومقاصد آيات اإلصالح، والتربية، وغيرها مما سنعرض لبعضها في المطالب التالية إن شاء

اهللا تعالى.

٥٣٨ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

ني: مقاصد آيات األحكاماملطلب الثا

ها، وجعل لها حكما شرع اهللا عز وجل أحكاما وعظم أمروغايات تبعث في روح المتلقي النشاط لفعلها، أمال في تحقيق المصلحة من تلك العبادة المأمور بها؛ ألن الشرائع وإن كانت فرضا في ذاتها، إال أنها تتضمن مقاصد يرمي اإلسالم إلى تحقيقها، ولذلك

–ده كما ذكر المقري في قواع –نرى اإلمام مالكا رحمه اهللا تعالى يبين أن من تيمم لفقد الماء وصلى، وحضره الماء في أثناء الصالة؛ فإنه ال يقطع صالته، وإنما يتمها؛ ألنه يرى أن المقصود هو عبادة

.)١(الصالة، والوضوء وسيلة إليهاوبيانا لهذه المقاصد فإن الباحث سيقف مع بعض ما تناوله

من العبادة.علماء التفسير منها، مما يظهر الهدف المرجو مقاصد الزكاة، والصدقة:

حث الدين اإلسالمي على بذل المال، وإنفاقه في وجوه البر، M p ففرض الزكاة، قال عز وجل: o n m l k j

... |L ]وندب إلى غيرها من أنواع البذل في أوجه الخير، ]التوبة ، M 3 2 : ومن ذلك صدقة التطوع التي قال اهللا عز وجل فيها

@ ?> = < ; : 9 8 76 5 4

ن ) ١( د هللا ب ن عب ري ب د المق ن أحم د ب ن محم د ب د هللا محم ینظر القواعد، أبو عبة ة، المملك ة المكرم راث اإلسالمي، مك حمید، معھد البحوث العلمیة وإحیاء الت

.١/٣٣٠مد ب العربیة السعودیة، ت/ح

٥٣٩ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

I H G F E DC B Aهذه اآلية ]البقرة[ چ ،تعلمنا منهجا ربانيا في التبرع بالمال على وجه التطوع، قال القرطبي: (ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه اآلية في صدقة

ادات التطوع؛ ألن اإلخفاء فيها أفضل من اإلظهار، وكذلك سائر العباإلخفاء أفضل في تطوعها؛ النتفاء الرياء عنها، وليس كذلك

).١الواجبات) (

والزكاة، والصدقة مع كونهما قربة هللا تعالى، وتعبد لجالله، وإظهار العبد الطاعة هللا عز وجل، إال أنهما في الوقت ذاته تشتمالن

رة، على جملة من المقاصد، منها: أن فيهما مواساة للفقير، وأنهما طهM l : )، قال عز وجل٢وتزكية للنفس، وتنقية وتنمية للمال( k j

p o n m... |L ]وجاء في الحديث: (فرض ]التوبة ،زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة ^ رسول اهللا .)٣( للمساكين)

فة بين المسلمين، كما أنهما تبعثان على زرع المحبة، واأللورفع مستوى الترابط المجتمعي بينهم، ولذلك جاء تشريعها بإيجاب إعطاء الغني المال للفقير، (تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم)

.٣/٣٣٢الجامع ألحكام القرآن، أبو عبد هللا القرطبي، ) ١( .٨/٢٤٩ینظر الجامع ألحكام القرآن، أبو عبد هللا القرطبي، ) ٢(ر، ) ٣( اة الفط اب زك اة، ب اب الزك ننھ، كت ي س و داود ف ھ أب م ٢/٦٩٦أخرج ، رق

١٦٠٩.

٥٤٠ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

)١.( ومن أسمى مقاصدها أنها تحفظ لمعطيها عضويته الكاملة في

درج الجماعة المسلمة، فهو مشارك في واجباتها، متحمل ألعبائها، منوهذا المقصد العظيم هو الذي دفع )؛٢في سلكها، لم ينبذ نفسه منها(

أبا بكر الصديق رضي اهللا عنه ليقول كلمته المشهورة في شأن مانعي الزكاة: (واهللا ألقاتلن من فرق بين الصالة، والزكاة، فإن الزكاة حق

انع الزكاة متعديا على الدين، ومتجاوزا حيث اعتبر م )،٣المال) ( الحدود والضوابط اإلدارية التشريعية لجماعة المسلمين.

ج:مقاصد احل: من أحكام الحج النهي عنة قتل الصيد للمحرم، قال تعالى

M ³² ± ° ¯ ® ¬ « ª... âL ]هذه اآلية نهت ، ]المائدةتأملنا في اآلية فإننا نتيقن المتلبس باإلحرام عن قتل الصيد، لكن إذا

أن قاتل الصيد ما كان ليقتله إال لغرض أكله، فالقتل في الحقيقة وسيلة إلى مقصد معين، لم تذكره اآلية صراحة، وهذا ما بينه القرطبي في أحكامه بأنه إذا كان ما يتوصل به إلى المقصود محظور موجب

أن مقصد اآلية )، وهو بذلك يبين٤الجزاء، فما هو المقصود أولى(

ا) ١( اة، ب اب الزك حیحھ، كت ي ص اري ف ھ البخ دیث أخرج ن ح زء م وب ج ب وج .١٣٣١، رقم ٢/٥٠٥الزكاة،

.٤/٧٥ینظر في ظالل القرآن، ) ٢()٦/٣٠٢) ٣. .٨/٢٤٩ينظر الجامع ألحكام القرآن، أبو عبد اهللا القرطبي، ) ٤(

٥٤١ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

النهي عن أكل صيد المحرم. ج التي ذكرها القرآن الكريم شهود المنافع.ومن مقاصد الح

M k j i h g f يدل عليه قول اهللا تعالى:

y x w v ut s r q p o n m l

{ zهذا النص القرآني يبين لنا مدى ما يتضمنه ]الحج[ چ ،ألهداف الدنيوية، واألخروية، فهو باإلضافة إلى المقاصد وا الحج من

كونه مظهرا من مظاهر التعبد، والتقرب إلى اهللا تعالى، فإنه يعتبر ميدانا فسيحا أنعم اهللا عز وجل به على األمة ليحققوا مقاصد في

معاشهم، ومعادهم.

يظهر ذلك في التنكير في لفظ منافع؛ ليراد بها التعظيم المراد فتشمل بذلك مصالح األفراد المتمثلة في المصالح الدنيوية منه الكثرة،

مثل التجارة، واألموال؛ والمصالح الدينية مثل مغفرة الذنوب، ).١والتقرب إلى اهللا تعالى بذبح النسك(

كما تشمل مصالح االجتماع البشري اإلسالمي من حيث تحقيق ك حقيقة الصالح الناتج عن التعارف، والتعامل، وتوسيع دائرة إدرا

الشعوب اإلسالمية في معاشها، وسياستها، ورؤاها في مواكبة العصر بما يخدم واقع األمة، واستيضاح معالم طريق إصالحية تحيي في المجتمع المسلم منهج التكافل، والتعاون، ووحدة الفكر في عالج

.١٧/١٧٨، والتحرير والتنوير، ٣/٢٨٢ينظر أحكام القرآن، ابن العربي، ) ١(

٥٤٢ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

).١القضايا العالقة، وتأطير أطروحات فاعلة لتحقيق وصفة العالج(باطات التي ذكرها أهل العلم بالتفسير تدلنا على مدى هذه االستن

عنايتهم بمقاصد الحكم الشرعي، وتكشف فوائده المصلحية، متجاوزين بذلك المنهج الظاهري الملتزم بيان األحكام، وما تتضمنه من مسار تعبدي، دون االعتبار بعللها، وغاياتها، وما اشتملت عليه من أهداف

هجها الدعوي الحركي النابذ للجمود الفكري، تبرز روح الشريعة، ومن واالنغالق التأملي في حقائق النصوص، ومكنوناتها.

مقاصد حكم القصاص:

M a` _ ^ ] \ [ Z Y... £L ]البقرة.[

تقدم بيان حرمة النفس في اإلسالم، وذكر مكانتها، وأنها من ما سواها من الضروريات التي ينبغي تقديم حفظها على حفظ

المصالح الشرعية، والحكم المرعية؛ وألهميتها فإن التشريع قد قضى أن من قتلها فرض فيه تطبيق حكم القصاص العادل.

هذا هو الحكم الشرعي المراد من اآلية، لكن ما الحكمة منه؟من أبرز مقاصد هذا الحكم تحقيق العدل بين الناس؛ ألن

فإذا ترك بال ضابط، ورادع، فإنه اإلنسان يغضب للدم غضبا شديدا،ال محالة معتد على القاتل؛ لكن التشريع السماوي راعي ذلك كله فأوجب على القاتل عقوبة عادلة تتناغم مع فعلته؛ ليحقق مقصد

ينظر المصدر نفسه.) ١(

٥٤٣ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

العدل، ويبني في المجتمع مفهوم المحافظة على األمن الذي يعتبر من تعالى به على اهللا منة ، فقد ذكر القرآن في فضله)١(أعظم النعم

.]قریش[ M 5 4 3 2 1 0 / .L قريش، فقال:

ومن مقاصد هذا الحكم ما ذكره ابن عاشور من أن (حكمة ذلك ردع أهل العدوان عند اإلقدام على قتل األنفس إذا علموا أن جزاءهم القتل، فإن الحياة أعز شيء على اإلنسان في الجبلة، فال تعادل عقوبة

الردع واالنزجار، ومن حكمة ذلك تطمين أولياء القتلى بأن القتل في M e d ، قال تعالى:)٢( القضاء ينتقم لهم ممن اعتدى على قتيلهم)

t s r q p o n m lk j i h g f

| { z y xw v uL ]أي: لئال يتصدى أولياء ] اإلسراءضي على العداوة، فسهم؛ وليقبأنالقتيل لالنتقام من قاتل موالهم

والبغضاء بينهم؛ فال يندفعوا إلى الحرب واالقتتال المفضي إلى إتالف .)٣(األنفس

ومما يرام من المقاصد في تشريع القصاص إماتة العداوة، والبغضاء بين أولياء القاتل، وأولياء المقتول، وقطع الطريق أمام كل

رواح.فكرة انتقامية قد تؤدي إلى هالك األهذه جملة من الغايات، والمقاصد التي تعلقت باألحكام الشرعية،

.١٦٥ ،١/١٦٤ینظر في ظالل القرآن، ) ١( .٢/١٣٦التحریر والتنویر، ) ٢( .٢/١٢٤ینظر المصدر نفسھ، وتفسیر المنار، ) ٣(

٥٤٤ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

تظهر أن الدين اإلسالمي دين رحمة بالناس، إذ لم يفرض عليهم العبادات ليؤدوها بصورة طقوس دينية فحسب، بل علمهم أن الدين في تقريره للعبادات إنما يريد منها أن تبعث في نفوس فاعليها التأمل

واإلفادة منها في تعمير الكون عمليا، بما يجعل العبادة في حقيقتها،طريقا للمعاملة الحسنة مع الناس، وال يتأتى ذلك إال بإدراك أهداف

األحكام الشرعية.

٥٤٥ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

املطلب الثالث: املقاصد الرتبويةالمسلم الحق هو الذي يعمد إلى نفسه يزكيها، ويطهرها حتى

@ M B A : ين، قال تعالىيصل بها إلى الفوز والسعادة في الدار

C DL ]الشمس[.

وتزكية النفس هي تربيتها، وتخليصها من شوائب المخالفات، وأدران المعاصي، والشرور، فمن وفق في تحقيق التزكية الذاتية لنفسه، فإنه ال شك قد وضع اللبنة الرئيسة في تحصيل مقاصد

هدف به األفراد، اإلصالح التربوي المنشود في القرآن الكريم، المست والجماعات على حد سواء.

على ما سبق نستهل إيضاح هذه الجزئية من البحث وتأسيسا بتعريف التربية، لغة، واصطالحا، فنقول:

من معاني التربية في اللغة (إنشاء الشيء حاال فحاال إلى حد )، ففيها معنى التدرج في تحصيل الشيء.١التمام) (

شيء رعاية كاملة، والعناية به عناية وفي االصطالح: (رعاية الولذلك فإنه يمكن أن تعرف التربية القرآنية بأنها: ما )، ٢شاملة) (

تحدثه تعاليم القرآن الكريم في نفس المرء من تحوالت، وتطورات

المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد، ت/محمـد سـيد ) ١( .١/١٨٤كيالني، دار المعرفة، بيروت، لبنان

.١/٣٩إرشاد الحيران، ) ٢(

٥٤٦ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

وجدانية، تصل به إلى قمة االمتثال، واالقتداء، والتعايش، ).١والتعامل(

المقصد الذي أقره اإلسالم، هذا السمو الذي ذكره التعريف هو M... 7 ^: مراعيا به مصالح الخلق، فبعث لهم النبي 6 5

; : 9 8... CL ]الجمعة[.

عناية شاملة في حياتهم، فتكفل ومن فضل اهللا عليهم أنه أوالهملهم بالرزق، وألف بين قلوبهم، وهداهم سبل السالم، وأسبغ عليهم

نعمه ظاهرة وباطنة.تحصيل التربية هو نتيجة لمدارسة القرآن الكريم، وفهم قصد وم

معانيه، وتدبر آياته، واستنباط مدلوالتها، ومقاصدها بمنهج تأصيلي منضبط، يعبد طريق السالكين لتحقيق منظومة اإلصالح البشري الشامل، تكون التربية فيه ذات حظ وافر من تفعيل القرآن الكريم في

واقعنا المعاصر.ين اإلسالمي جاء مربيا للناس في مختلف مجاالت الحياة والد

بما يحقق تطلعات االجتماع البشري في خلق منظومة تربوية شاملة؛ لذلك نالحظ أنه يقرر مناهج تربوية لها عدة اتجاهات، فكرية، وتأملية، ومالية، واجتماعية، وغيرها مما يقوم عليه التصور الشامل

المجتمع، محب الـدين بـن عبـد ينظر التربية القرآنية وأثرها على الفرد و) ١(

.١/٦السبحان واعظ،

٥٤٧ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

الدين، وصلة الرحم، والعفة، والتعاون، للفكر التربوي، مثل بر الووغيرها مما يحقق مبدأ التطبيق العملي للقرآن الكريم في الواقع

المعاش.وسيرا مع الفهم المقاصدي للقرآن الكريم عند علماء التفسير،

. نذكر أمثلة لنظراتهم التربوية المستنبطة من اآليات القرآنية

األمثلة:

مقصد التفكر يف النفس:

* M تعالى: قال ) ( ' &L ]الفاتحة[.

التعبير القرآني بلفظ رب (فيه معنى التربية واإلنماء، وهو صريح بأن كل نعمة يراها اإلنسان في نفسه، وفي اآلفاق منه عز

فهذه اآلية تشتمل على مقصد تربوي عظيم، يتمثل في )،١وجل) (ك؛ ليدرك فضل توجيه اإلنسان إلى النظر في النفس، وحثه على ذل

اهللا تعالى في تربيتها، واإلنعام عليها باألسرار والحكم، يمأل بها اإلنسان حياته متعة ومسرة، ويدعم وجوده برصيد قيم من المعرفة

).٢الحقة التي ترفع القلوب، وتسمو بها في علو القدر، ورفعة اليقين( مقصد إیقاظ المشاعر:

الم تحصيلها من العباد من المقاصد التربوية التي ينشد اإلس

.١/٣٦تفسير المنار، ) ١( .١/٣٩وإرشاد الحيران، ٦/٣٣٧٨ينظر في ظالل القرآن ) ٢(

٥٤٨ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

مقصد إيقاظ المشاعر الغافلة عن قيمة نعم اهللا تعالى.

! M هذا المقصد تلمسه بعض المفسرين من قول اهللا تعالى:

& % $ # "... ;L ]فاإلسالم يريد من الخلق ]،النحلوالراحة للسكنىأن يدركوا قيمة البيت الذي جعله اهللا تعالى مكانا

الطمئنان الشعوري، يأمنون فيه باطمئنان النفس، وهناء النفسية، واالسكن، والكفاية المادية، كما يحققون فيه اطمئنان بعضهم لبعض،

.)١(وسكن كل منهم لآلخر

من استشعر هذه المعاني العظيمة من اآلية فإنه ال محالة مدرك البعد التربوي المقصود منها، حيث وجه القرآن الناس إلى التأمل،

تفكر بطريق تقرير النعم، التي هي أقرب ما تكون إلى العبد، وهو والأبعد ما يكون عن استشعار عظمتها عند تنعمه بها، وما أن يفقدها

حتى تراه متأمال في مقصد الوحي من ذكره لها.نعمة السكن، وما تلبيه من دور في إيقاظ المشاعر، ولعظم

قصدا للبشر، في أمر ال وإعمال الفكر، فإن اهللا عز وجل قد أقرها مغنى لهم عنه في تعمير الكون، ذلكم األمر هو الزواج الذي تتحقق به غاية االطمئنان الشعوري المأمل تحصيله من البشر جميعا، قال عز

M c وجل: b a ` _ ^ ] \ [ Z Y

n m l k j i h gf e dL ]الروم[.

.٧/٥٠، وإرشاد الحيران، ٢١٨٧، ٤/٢١٨٦ينظر في ظالل القرآن، ) ١(

٥٤٩ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

ة للناس:مقصد أدب اخللطة، واملعاشرعندما ننظر إلى المنظومة التربوية باعتبارها مقصدا من مقاصد التشريع، نجد أنفسنا مالحظين هدفا عظيما رام الدين اإلسالمي تحققه في المجتمع، إنه أدب المخالطة لآلخرين وفق منهج إيجابي، يضمن

M h g سالمة المجتمع من التشاحن، والتباغض، قال تعالى: f

k j i t s r q p o n ml

~ } | { z y x w v u

¡�... ªL ]النساء[.

اآلية السابقة يقرر الوحي قاعدة مهمة في التعامل مع الناس فيبمختلف درجات قرابتهم، وصلتهم، تتمثل في اإلحسان في المعاملة؛

ع آداب ألنه يعتبر القاعدة األساسية التي ترجع إليها (أصول وفرو، (فعاطفة الرحمة، ووجدان )١( المعاشرة كلها في العائلة والصحبة)

المشاركة، يبدآن أوال في البيت... ثم في محيط األسرة؛ ثم... في .)٢( محيط الجماعة)

وقد قرر اإلسالم تحقيق مقصد اإلحسان للبشر على مختلف هم، بأقسامهم من حيث الصلة االجتماعية على وجه الرفق، والرحمة

اهللا تعالى، ولذلك فإنه جعل العفو عن والعطف عليهم، ابتغاء مرضاة

.٧/٥٠، وإرشاد الحيران، ٢١٨٧، ٤/٢١٨٦ينظر في ظالل القرآن، ) ١( .١٨، ٣/١٧، وينظر إرشاد الحيران ٢/٦٦٠القرآن، في ظالل ) ٢(

٥٥٠ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

المسيء من اإلحسان، ورتب عليه محبة اهللا تعالى للمحسنين، قال عز M 6 وجل: 5 4 3 2 1 0 / .

< ; : 9 87L ]العفو الذي رغب فيه ]آل عمران ،M [ Z ، فقال عز وجل:األخوة اإلسالمية اإلسالم حفظا ألواصر

j i h g f e d c b a ` _^ ] \

l kL ]فصلت[.

» ...M : وحث عليه بالتحذير من ضده، فقال تعالى ª ©

¬®L ]يقول ابن عاشور: (قد شملت هذه اآلية ]الشورى ،من الظالم، بموقعها االعتراضي أصول اإلرشاد إلى ما في االنتصار

.)١( وما في العفو عنه من صالح األمة)

مقصد إقامة العدل، واحلكم بالقسط بني أفراد اتمع:جاء الدين اإلسالمي داعيا الناس إلقامة مجتمع تكافلي، تحكمه منظومة من القيم والمثل التربوية، تتخذ من النضج الفكري منطلقا لها

فراد حقوقهم، ويربي فيهم في تأسيس منهج تربوي يضمن لجميع األ ثقافة إعمال المبادئ، وتحكيمها في الرؤى المجتمعية.

هذه القيم منها ما هو فكري، ومنها ما هو عملي، ومنها ما هو تربوي، وغير ذلك مما جعلها الشارع مقصدا تطمح إلى تحقيقه في واقع الحياة النفوس المستقيمة، واألذواق السليمة، من باب العمل

.٢٥/١٧٥التحرير والتنوير، ) ١(

٥٥١ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

ح الذي أثنى عليه القرآن في غير ما موضع، قال عز وجل:الصال

M , + * ) ( ' & % $ # " !

1 0 / . -L ]العصر[.

ومن ضمن هذه المقاصد التربوية، غاية عظيمة تتمثل في تحقيق العدل بين الناس، العدل في الحكم، وفي المعاملة، وفي

الحقوق، وفي الواجبات.

M ¡� ~ } | { z y x جل:قال عز و

° ¯® ¬ « ª ©¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢

¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ²±L ]المائدة[.

العادل هو (الذي يتبع أمر اهللا بوضع كل شيء في موضعه من واهللا عز وجل قد أمر العباد أن يكونوا ، )١( غير إفراط وال تفريط)

، وفي ذلك ضبط ميول عنه إلى غيرهشهداء بالعدل، ونهاهم عن ال، أو التفريط، وحمل لهم على اتباع المنهج لنفوسهم عن اإلفراط

التربوي اإلسالمي، باإلضافة إلى كون العدل مقصدا ضروريا من مقاصد الشريعة من حيث حكمه، أما من حيث إشاعته في المجتمع،

خلقا، وأدبا، والتحلي به، ومجاهدة النفس لتحصيله، فإنه يمكن اعتباره يبين مدى حماية الدين اإلسالمي للحقوق، والواجبات، وهدفا تربويا

وقدر حرصه على انتشارها في مجتمع الفضيلة.

.٧/٥٠، وإرشاد الحیران، ٢١٨٧، ٤/٢١٨٦ینظر في ظالل القرآن، ) ١(

٥٥٢ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

وفي اآلية إجراءات عمليان في تحقيق العدل، األول (سلبي ينتهي عند الكف عن االعتداء، والثاني وهو األشق إيجابي يحمل

.)١( ط مع المبغوضين، المشنوئين)النفس على مباشرة العدل، والقسد في الشريعة اإلسالمية، فإنه جاء مقترنا ولمكانة هذا المقص

بالتقوى، والقيام هللا عز وجل؛ ألنه (مالك كبح النفس عن الشهوة، ، وكل عاقل وال بد متمن أن يبلغ درجة )٢( وذلك مالك التقوى)

لقسط في الشهادة، المتقين، فكان لزاما عليه أن يقيم األمور بالقسط، اوفي القضاء، وفي القيام هللا، وفي سائر الشئون المجتمعية على

مستوى األفراد والجماعات.أمر العدل ال يقف عند هذا الحد، بل هو المرتكز لحفظ الكليات الضرورية، فالمحافظة عليها منوطة بالعدل، والمساواة بين العباد،

M... 8 7 6 5 = < ; :9 ،)٣(مسلمهم، وكافرهم

? >L ]المائدة[.

ولذلك فإن اهللا تعالى أمر السالطين بالحكم به، وأمرنا بعد ذلك M... º¹ ¸ ¶ µ ³ ²... ÆL فقال تعالى: ،)٤(بطاعتهم

.٢/٨٥٢في ظالل القرآن، ) ١( .٥/٥٦التحریر والتنویر، ) ٢( .٤/٧٣٧ينظر مجلة المنار، محمد رشيد رضا، ) ٣( .١/٥٧٢، ابن العربي، ينظر أحكام القرآن) ٤(

٥٥٣ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

M Ì : ، وذكر بعدها قوله عز وجل]النساء[ Ë Ê É È Ç

ÑÐ Ï Î Í... åL ]النساء[.

ان مكانة هذا المقصد العظيم أن اهللا تعالى يحب ويكفي في بي; > = ...M فاعله كما هو مفهوم من قول اهللا عز وجل:

>?L ]إن المتقين عند اهللا على ^: ( ومن حديث النبي، ]المائدة الذين منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين

)، وفي الحديث اآلخر، قال ١وأهليهم وما ولوا) ( يعدلون في حكمهم يظلهم اهللا يوم القيامة في ظله يوم ال ظل إال ظله إمام ^: (سبعة

).٢عادل..) (أن المقاصد التربوية واكتفاء بهذه األمثلة فإنه يجدر اإلشارة إلى

التي طالب القرآن الكريم الناس بالتحلي بها في معاشهم؛ ليضمن لهم ، إال أنه ال يمكن حصرها في )٣(السالمة في معادهم كثيرة متوافرة

مثل هذه الورقة البحثية، وإنما تحتاج إلى عمل علمي أوسع، وأشمل.

أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب اإلمارة، بـاب فضـيلة اإلمـام العـادل، ) ١(

.١٨٢٧، رقم ٣/١٤٥٨وعقوبة الجائر..، أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحدود، باب فضل من ترك الفواحش، ) ٢(

.٦٤٢١، رقم ٦/٢٤٩٦شـعيرة األمـر مثل الحث على التعاون، والتحلي بحسن الخلـق، وتفعيـل ) ٣(

بالمعروف، والنهي عن المنكر، واإلعراض عن الجـاهلين، وغيرهـا مـن اآلداب التربوية التي قصد اإلسالم توافرها في المجتمع.

٥٥٤ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

اخلامتة

ه تكتسب منازل الحمد هللا الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضلالفهم لحقائق اآليات، واالستنباط لما فيها من أسرار، ومكنونات، والصالة والسالم على من بعثه ربه إلى الناس أجمعين معلما للدين، ومرشدا إلى إصالح المجتمع، وتفعيل الشريعة في واقع البشر؛ ليتحقق العمران اإلنساني الذي دعا إليه القرآن، ويحصل المقصد الذي

من أجله خلق اهللا الناس، مقصد إفراد اهللا تعالى بالعبادة وبعد:فإنه وبفضل اهللا عز وجل قد انتهت الدراسة مما قصدت من عرض ألصول علم المقاصد، وصور لبعض الفهوم المقاصدية عند المفسرين للقرآن الكريم، يخدم قضايا الواقع، ويثبت صالحية الدين

اإلسالمي لألزمنة المختلفة. وقد جاء هذا العرض متوجا بجملة من النتائج، وهي:

علم مقاصد الشريعة ال يقتصر على جانب معين من -١ جوانب التشريع، بل يعم مكونات الدين كلها.

ال يتأتى فهم القرآن الكريم بدقة بحسب الطاقة البشرية إال -٢ إذا كان ممزوجا بالنظر المقاصدي لمضامين نصوص الوحي.

فهم المقاصدي ضامن لسالمة الفكر من اإلخالل أصول ال -٣بالمقصود من النص، ومنتج إلدراك اآليات، وفق مراد اهللا تعالى،

على قدر الجهد البشري في الفهم.

٥٥٥ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

المقاصد الشرعية الضرورية ال تقتصر على الخمس -٤المعروفة بين العلماء، وإنما تتعداها إلى غيرها، كما يظهر من

تصرفات العلماء.األحكام الشرعية لم تقر على الناس لتكون مظهرا، وشعارا -٥

بل هي مع ذلك تهدف إلى غاية أخرى تبين مقصد الشرع فحسب، من المطالبة بها.

من أهم المقاصد الشرعية التي يتحقق التربية اإلسالمية -٦ بتفعيلها تكوين مجتمع مسلم آمن.

٥٥٦ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

مصادر البحث

رازي الجصاص أبو بكر، ت/محمد أحكام القرآن، أحمد بن علي ال -١الصادق قمحاوي دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان،

هـ.١٤٠٥أحكام القرآن، أبو بكر محمد بن عبد اهللا ابن العربي، ت/محمد -٢

عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن، أحمد أبو مزيريق، دار -٣

.١/١٤٩م، ٢٠١١المدار اإلسالمي، بيرون، لبنان، ط/ األولى، التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن محمد ابن عاشور التونسي، -٤

مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، لبنان، ط/األولى، م.٢٠٠٠هـ/١٤٢٠

التربية القرآنية وأثرها على الفرد والمجتمع، محب الدين بن عبد -٥ هـ.١٤٢٧السبحان واعظ،

التعريفات، علي بن محمد بن علي الجرجاني، ت/إبراهيم -٦األبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط/األولى،

م.١٤٠٥تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير -٧

القرشي الدمشقي، ت/سامي بن محمد سالمة، دار طيبة، م.١٩٩٩هـ، ١٤٢٠السعودية، ط/الثانية،

٥٥٧ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المنار، القاهرة، مصر، -٨ م.١٩٤٧هـ، ١٣٦٦ط/الثانية،

الجامع الصحيح المختصر، محمد بن إسماعيل أبو عبد اهللا -٩البخاري الجعفي، ت/د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير،

م.١٩٨٧هـ، ١٤٠٧اليمامة، بيروت، لبنان، ط/لقرآن، أبو عبد اهللا محمد بن أحمد بن أبي بكر الجامع ألحكام ا -١٠

القرطبي، ت/هشام سمير البخاري، دار عالم الكتب، الرياض، م.٢٠٠٣هــ، ١٤٢٣المملكة العربية السعودية،

دراسات مصطلحية، الشاهد البوشيخي، دار السالم، ط/األولى، -١١ م.٢٠١٢هـ، ١٤٣٣القاهرة، مصر،

ليمان بن األشعث السجستاني، سنن أبي داود، أبو داود س -١٢ت/السيد محمد سيد، وآخران، دار الحديث، القاهرة، مصر،

م.١٩٩٩هـ، ١٤٢٠صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، ت/محمد -١٣

فؤاد عبدالباقي، دار الحديث، القاهرة، مصر، ط/األولى، م.١٩٩١هـ، ١٤١٢

عسقالني، دار المعرفة، فتح الباري، أحمد بن علي ابن حجر ال -١٤ هـ.١٣٧٩بيروت،

الفكر المقاصدي عند محمد رشيد رضا، منوبة برهاني، دار ابن -١٥

٥٥٨ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

م.٢٠١٠هـ، ١٤٣١حزم، بيروت، لبنان، ط/األولى، فهم القرآن، مناهج وآفاق، منصور محمود الشرايري وآخرون، -١٦

جمعية المحافظة على القرآن الكريم، عمان، األردن، ط/األولى، م.٢٠١٠هــ، ١٤٣١

في ظالل القرآن، سيد قطب، دار الشروق، ط/التاسعة، -١٧ م.١٩٨٠هـ، ١٤٠٠

القواعد، أبو عبد اهللا محمد بن محمد بن أحمد المقري، ت/أحمد -١٨بن عبد اهللا بن حميد، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث

اإلسالمي، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية.الس القرآن، فريد األنصاري، دار السالم، القاهرة، مصر، مج -١٩

.٨٦م، ص٢٠٠٩هـ، ١٤٣٠ط/األولى، مجلة المنار، محمد رشيد رضا. -٢٠مدخل إلى مقاصد الشريعة، أحمد الريسوني، دار الكلمة، -٢١

م.٢٠١٣هــ، ١٤٣٤المنصورة، مصر، ط/األولى، س بن زكريا، ت: معجم مقاييس اللغة، أبو الحسين أحمد بن فار -٢٢

م.١٩٧٩هـ، ١٣٩٩عبد السالم محمد هارون، دار الفكر، ط/المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد، -٢٣

ت/محمد سيد كيالني، دار المعرفة، بيروت، لبنان.مقاصد الشريعة اإلسالمية، محمد الطاهر ابن عاشور، دار -٢٤

٥٥٩ )٣٢سالمیة والعربیة بنین بالقاھرة العدد (حولیة كلیة الدراسات اإل

هـ، ١٤٣٣الخامسة، /السالم، مصر، ودار سحنون، تونس، ط م.٢٠١٢

هذه رساالت القرآن فمن يتلقاها، فريد األنصاري، إعداد/عبد -٢٥الناصر المقري، دار السالم، القاهرة، مصر، ط/الثانية،

م.٢٠١١هـ، ١٤٣٢

٥٦٠ مقاصد القرآن الكریم أصولھا وتطبیقاتھا عند المفسرین

رقم مقدمة الصفحة

التحديد المصطلحي للمقاصد، وبيـان : املبحث األول ٥٠٧ أهمية هذا العلم، ومكانته:

٥١٠ مفهوم المقاصد لغة واصطالحا.: املطلب األول ٥١٣ إثبات المقاصد وبيان أهميتها.: املطلب الثاني ٥١٥ أصول الفهم المقاصدي للنص:: املبحث الثاني

٥١٦ فهم النص.: املطلب األول ٥١٨ التدبر، والتفكر في اآليات.: املطلب الثاني ٥٢١ النص. استنباط المراد من: املطلب الثالثصور من تطبيقات علماء التفسـير : املبحث الثالث

في تقرير مقاصد النصوص:٥٢٣

٥٢٣ المقاصد العامة.: املطلب األول ٥٣٨ مقاصد آيات األحكام.: املطلب الثاني ٥٤٥ المقاصد التربوية.: املطلب الثالث

٥٥٦ .خامتة ٥٥٨ مصادر البحث.

٥٦٢ فهرس املوضوعات.