(ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ...

579
(ﻁ.ﺝ) ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ: ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ٩ : ﺍﻟﺠﺰﺀ١١٣٧ : ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ: ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ: ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ: ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺒﻊ: ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ: ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ: ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﺑﻘﻢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﺔ ﺭﺩﻣﻚ: ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ:

Upload: others

Post on 14-Sep-2020

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الكتاب: كشف اللثام (ط.ج)المؤلف: الفاضل الهندي

الجزء: ٩الوفاة: ١١٣٧

المجموعة: فقه الشيعة من القرن الثامنتحقيق: مؤسسة النشر اإلسالمي

الطبعة:سنة الطبع:

المطبعة:الناشر: مؤسسة النشر اإلسالمي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

ردمك:مالحظات:

Page 2: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

٨٥٩كشف اللثام

عن قواعد األحكامتأليف

الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسن اإلصفهانيالمعروف ب (الفاضل الهندي)

١٠٦٢ - ١١٣٧ هالجزء التاسع

تحقيقمؤسسة النشر اإلسالمي

التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

(١)

Page 3: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

شابك ٥ - ١٤٤ - ٤٧٠ - ٩٦٤- - - - - - - - - - - - - -

٩٦٤ - ٤٧٠ - ١٤٤ - ٥ ISBNكشف اللثام عن قواعد األحكام

(ج ٩)تأليف: محمد بن الحسن اإلصفهاني «الفاضل الهندي» قدس سره

الموضوع: الفقهتحقيق وطبع: مؤسسة النشر اإلسالمي

عدد الصفحات: ٥٦٨ صفحةالطبعة: األولى

المطبوع: ١٥٠٠ نسخةالتاريخ: ١٤٢٣ ه. ق

مؤسسة النشر اإلسالميالتابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

(٢)

Page 4: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كتاب األيمان وتوابعها

(٣)

Page 5: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بسم الله الرحمن الرحيم(كتاب األيمان وتوابعها)

(وفيه مقاصد) ثالثة:(األول في األيمان)

(وفيه فصول) أربعة:(األول في حقيقتها)

(اليمين) في عرف الشرع (عبارة) أي لفظ ينبئ (عن تحقيق ما يمكنفيه الخالف) ماضيا أو مستقبال، وتثبيته وتبعيده عن احتمال الخالف (بذكر

اسم) من أسماء (الله تعالى أو) صفة من (صفاته) واالختصاص بأسمائهوصفاته للنهي عن الحلف بغيرها، ويخرج يمين اللغو والمناشدة عن التحقيق،

والمقصود هنا ما يتعلق بالمستقبل، ويجوز كون المعرف هو التحقيق بمعنى التلفظبما يبعد عن احتمال الخالف. ويقال: إنها مأخوذة من اليد اليمنى، ألنهم كانوا

يتصافقون بأيمانهم إذا تحالفوا.

(٥)

Page 6: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وإنما ينعقد) عندنا (بالله تعالى) لألصل واألخبار (١) إما بذاته من غيرتعبير باسم من أسمائه المختصة أو المشتركة، بل بصفة تختص به (كقوله: ومقلبالقلوب) فقد روي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان كثيرا ما يحلف بهذه اليمين

(والذي نفسيبيده (٢)) فعن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا

اجتهد في اليمينقال: ال والذي نفس أبي القاسم بيده (٣) وفي بعضها نفس محمد بيده (٤) (والذي

فلق الحبة وبرأ النسمة) كما روي عن علي (عليه السالم) (٥). والذي اصلي له وأصوم،ونحو ذلك.

(أو بأسمائه المختصة به كقوله: والله، والرحمن والقديم واألزليواألول الذي ليس قبله شيء) والحي الذي ال يموت، ورب العالمين ومالك

يوم الدين ونحو ذلك.(أو بأسمائه التي ينصرف إطالقها إليه، وإن أمكن فيها المشاركة

كقوله: والرب والخالق والرازق) لقولهم: رب الدار وخالق االفك ورازق الجندونحو ذلك.

(وكل ذلك ينعقد به) اليمين (مع القصد ال بدونه) بنحو قوله تعالى: " اليؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " (٦).

(وال ينعقد بما ال ينصرف اإلطالق) فيه (إليه كالموجود والحيوالبصير والسميع) والرحيم والكريم والقادر (وإن نوى بها الحلف) به تعالى(لسقوط الحرمة) من هذه األلفاظ (بالمشاركة) وعدم كفاية النية. وعقدها

أبو علي بالسميع والبصير الدعائه اختصاصهما به تعالى (٧). ويحتمل كالمه العدم.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤١ ب ١٥ من أبواب األيمان.(٢) عوالي الآللي: ج ٣ ص ٣٠٥ ح ١١١.

(٣) سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٢٦.(٤) صحيح البخاري: ج ٨ ص ١٦٠.

(٥) نهج البالغة: الخطبة ١٠١ ص ١٤٧.(٦) البقرة: ٢٢٥.

(٧) حكاه عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٤٢.

(٦)

Page 7: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو قال: وقدرة الله أو) و (علم الله) ونحوهما (فإن قصد) بها(المعاني) التي يعتقد األشاعرة زيادتها على الذات أو مقدوراته أو معلوماته

(لم ينعقد) ألنه حلف بغيره تعالى (وإن قصد كونه قادرا عالما انعقدت)لالنصراف إلى الذات، فإنها امور ينتزعها العقل من الذات، وليس في نفس األمر

إال الذات، وألنها أيمان في العرف وإن غايرت الذات وداخلة في الحلف بالله وإنلم يقصد عين الذات بل االمور المنتزعة، إذ ال يتعين الحلف به تعالى للحلف (١)

بذاته،مع مشاركتها للذات في الحرمة، وربما تحرم (٢) الذات فال يقسم بها بل بما يتعلق

بها.(ولو قال: وجالل الله وعظمة الله وكبرياء الله ولعمر الله) وإن ورد النهيعنه في بعض األخبار (واقسم بالله أو أحلف بالله أو حلفت بالله أو أشهد

بالله انعقدت) إال أن ينوي اإلخبار بهذه األفعال. وفي الخالف (٣) اإلجماع فيلعمر الله، وهو ظاهر المبسوط فيه وفي الحلف بجالل الله وعظمته وكبريائه، وفيه

االنعقاد باشهد بالله (٤) وفي الخالف (٥) والسرائر (٦) العدم، ألن لفظة الشهادة التسمى يمينا في اللغة، وهو ممنوع، بل يستعمل فيها لغة وثبت شرعا في اللعان.

(ولو قال: اقسم أو أحلف أو أقسمت أو حلفت أو أشهد مجردا أوقال: وحق الله على األقوى) وفاقا للخالف (٧) والسرائر (٨) (أو اعزم بالله أو

حلف بالطالق أو العتاق أو التحريم) للزوجة أو غيرها (أو الظهار، أوبالمخلوقات المشرفة كالنبي واألئمة أو الكعبة أو القرآن أو حلف

باألبوين أو بشيء من الكواكب أو بالبراءة من الله تعالى أو منرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحد األئمة على رأي) وفاقا لألكثر (أو قال: هو

يهودي--------------------

(١) كذا، والظاهر: في الحلف.(٢) في ن: يحترم.

(٣) الخالف: ج ٦ ص ١٢٥ المسألة ١٥.(٤) المبسوط: ج ٦ ص ١٩٧.

(٥) الخالف: ج ٦ ص ١٢٨ المسألة ١٩.(٦) السرائر: ج ٣ ص ٤٨.

(٧) الخالف: ج ٦ ص ١٢٥ المسألة ١٦.(٨) السرائر: ج ٣ ص ٤٨.

(٧)

Page 8: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أو مشرك أو عبدي حر إن كان كذا أو أيمان البيعة تلزمني) - وهي بفتحالباء إما البيعة التي كانت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو إشارة إلى

أيمان رتبهاالحجاج مشتملة على الطالق والعتاق والصدقة ومؤكدات كثيرة لإلحالف بها،

فلما طال عليهم ذلك اجتزؤوا عنها بهذه اللفظة. وقد يقال بكسر الباء، ويؤيده مافي النهاية (١) من اقتران " الكنيسة " بها أي األيمان التي يحلف بها النصارى أو

اليهود في بيعهم أو كنائسهم - أو يا هناه، أو ال أب شانئك (لم ينعقد).أما األفعال فلخلوها عن المقسم به، وقال الصادق (عليه السالم) في خبر السكوني: إذا

قالالرجل: أقسمت أو حلفت فليس بشيء حتى يقول: أقسمت بالله أو حلفت بالله (٢).

وأما قول: " حق الله " فلألصل، وألن حقوق الله هي األمر والنهي والعبادات،والحلف بها حلف بغير الله، وعقد به الشافعية (٣) لكونه يمينا بالعرف، قال في

الخالف: وهذا غير مسلم (٤). وعن بعض العامة أن حق الله هو القرآن (٥) لقولهتعالى: " إنه لحق اليقين " (٦) وفي المبسوط االنعقاد به، لقضاء العرف العام به (٧)

وهوخيرة التحرير (٨) والمختلف (٩) وهو المختار إن أراد الحق الذي هو الله، ولو أطلق

فاألقرب االنعقاد.وأما نحو أعزم بالله فألنه لم يرد قسما إال للطلب، كأن يقول: عزمت عليك لما

فعلت كذا.وأما الطالق والعتاق والتحريم والظهار فألنها ليست من ألفاظ اليمين في

شيء عادة وال شرعا. وفي الصحيح عن منصور بن حازم قال: قال أبو--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ٤١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٢ ب ١٥ من أبواب األيمان ح ٣.

(٣) المجموع: ج ١٨ ص ٢٣.(٤) الخالف: ج ٦ ص ١٢٦ المسألة ١٦.

(٥) لم نعثر عليه ونقله عن بعض العامة في الخالف: ج ٦ ص ١٢٦ المسألة ١٦.(٦) الحاقة: ٥١.

(٧) المبسوط: ج ٦ ص ١٩٩.(٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ٩٧ س ٥.

(٩) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٧٠.

(٨)

Page 9: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عبد الله (عليه السالم): أما سمعت بطارق أن طارقا كان نخاسا بالمدينة فأتى أبا جعفر(عليه السالم)

فقال: يا أبا جعفر إني هالك إني حلفت بالطالق والعتاق والنذر، فقال له: يا طارقهذه من خطوات الشيطان (١). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خبر

السكوني: كل يمينفيها كفارة إال ما كان من طالق أو عتاق أو عهد أو ميثاق (٢). وعن الصادق (عليه

السالم):من حرم على نفسه الحالل فليأته فال شيء عليه (٣).

وأما الحلف بالمخلوقات فلألصل والنهي عنه في األخبار، ففي الحسن عنمحمد بن مسلم أنه سأل الباقر (عليه السالم) عن قوله تعالى: " والليل إذا يغشى " و "

النجمإذا هوى " وما أشبه ذلك، فقال: إن لله أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أنيقسموا إال به (٤). وكذا في الصحيح عن علي بن مهزيار عن الجواد (عليه السالم)

.(٥)وأما بالبراءة فلألصل مع انتفاء صيغة القسم واإلجماع كما يظهر من

الخالف (٦). لكن جماعة ألزموا الكفارة بالحنث بها وهو يؤذن باالنعقاد، ويمكن أنال يريدوه. وصحيح الصفار " أنه كتب إلى العسكري (عليه السالم): رجل حلف

بالبراءة منالله عز وجل ومن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحنث ما توبته وكفارته؟ فوقع

(عليه السالم): يطعم عشرةمساكين لكل مسكين مد وليستغفر الله عز وجل " (٧) ليس لفظ الحنث فيه إال من

كالم السائل.وأما نحو هو يهودي أو مشرك فلمثل ذلك، ولخبر إسحاق بن عمار سأل

الكاظم (عليه السالم) رجل قال: هو يهودي أو نصراني إن لم يفعل كذا وكذا، فقال:بئس ما

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٣٩ ب ١٤ من أبواب األيمان ح ٤.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٠ ب ١٤ من أبواب األيمان ح ٧.

(٣) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ٩٨ ح ٣١٥.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٦٠ ب ٣٠ من أبواب األيمان ح ٣.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٩ ب ٣٠ من أبواب األيمان ح ١.

(٦) الخالف: ج ٦ ص ١١٢ المسألة ٤.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٦ ب ٧ من أبواب األيمان ح ٣.

Page 10: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٩)

Page 11: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

قال! وليس عليه شيء (١). وخبر أبي بصير سأل الصادق (عليه السالم) عن الرجليقول: هو

يهودي أو هو نصراني إن لم يفعل كذا وكذا، قال: ليس بشيء (٢).وأما أيمان البيعة فإنما هي كناية إما عن أيمان باطلة أو حقة، وعلى كل

فليست من لفظ اليمين في شيء، واألصل البراءة.وأما يا هناه أو ال أب لشانئك فألنهما ليسا من ألفاظ القسم في شيء، وإنما

كانوا في الجاهلية يكنون بهما عن القسم. وفي صحيح الحلبي عن الصادق (عليهالسالم):

وأما قول الرجل ال بل شانئك فإنه من قول الجاهلية، ولو حلف الناس بهذا وشبههترك أن يحلف بالله، وأما قول الرجل يا هناه ويا هناه فإنما ذلك طلب االسم والأرى به بأسا، وأما لعمر الله وأيم الله فإنما هو بالله (٣). وعن سماعة عنه (عليه

السالم): ال أرىللرجل أن يحلف إال بالله، وقال: قول الرجل حين يقول: ال بل شانئك فإنما هو من

قول الجاهلية، ولو حلف الناس بهذا وشبهه ترك أن يحلف بالله (٤).وقولهم: ال بل " شانئك " مخفف " ال أب لشانئك " وقد ظهر من الخبرين النهي

عن قول " بل شانئك " ومن األول أنه ال بأس بقول " يا هناه " لكونه لطلب االسمدون الحلف، وهو ال يعطي انعقاد اليمين به.

وكذا قال أبو علي: إنه ال بأس بقولهم " يا هناه ويا هناه " ألنه لطلب االسم (٥).وفي حديث أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السالم): أنه ال بأس به (٦) وهو ال يفيد

ذهابه إلىانعقاد اليمين بذلك.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٦٨ ب ٣٤ من أبواب األيمان ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٦٩ ب ٣٤ من أبواب األيمان ح ٣.

(٣) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٢٧٨ ح ١٠١٠، وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٦٠ ب ٣٠ من أبواباأليمان ح ٤ وفيه: " ألب لشانئك " بدل " ال بل شانئك ".

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٦٠ ب ٣٠ من أبواب األيمان ح ٥.(٥) حكاه عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٩.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٦٠ ب ٣٠ من أبواب األيمان ح ٤ وذيله.

(١٠)

Page 12: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وحروف القسم الباء والتاء والواو).(ولو خفض) المقسم به (ونوى) القسم (من دون حرف) بأن يقول:

" الله " بالكسر (انعقد) يمينا وفاقا للمحقق (١) وما يعطيه كالم المبسوط (٢)لموافقته للعرف واللغة، خالفا للخالف (٣) استنادا باألصل وانتفاء حرف القسم

(وكذا لو قال: ها الله) بإثبات ألف " ها " أو حذفها مع وصل همزة " الله "وقطعها فهي أربع صور، و " ها " عوض عن الجار المحذوف. (أو أيمن الله) بفتح

الهمزة فضم الميم، أو بالكسر فالضم، أو بفتحها، أو بالكسر فالفتح، واألكثر على أنهاسم من اليمن أو اليمين، وقيل: إنه جمع يمين، وقيل: إنه حرف. (أو أيم الله)

بفتح الهمزة فضم الميم، أو بالكسر فالضم، أو بكسرتين. أو " هيم " بفتح الهاءالمبدلة من الهمزة، أو " أم الله " بكسرتين، أو فتحتين، أو بالفتح فالضم، أو بالفتح

فالكسر، أو بالكسر فالضم، أو بالكسر فالفتح. (أو من الله) مثلث الحرفين. أو" من ربي " بضم الميم أو كسرها وسكون النون. (أو م الله) مثلث الميم.

(ولو قال في أقسمت أو اقسم) ونحوهما: (أردت اإلخبار أو العزم)على إنشاء القسم (قبل منه) الحتماله احتماال ظاهرا في اللغة والعرف وافتقار

االنعقاد إلى النية وأصل البراءة، وعن بعض العامة (٤) ال يقبل.(واالستثناء بمشيئة الله تعالى) جائز، ومن العامة (٥) من أوجبه؛ لظاهر

اآلية، و (يوقف اليمين) وال يرفعها، وإنما يؤثر فيها (بشرطين: االتصال)بحيث ال يخرج الكالم عن االتحاد عرفا (والنطق، فإذا اتصل) حقيقة (أوانفصل بما جرت العادة به) في الكالم الواحد (كالتنفس والسعال) والعي

والتذكر (أثر).--------------------

(١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧١.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ١٩٦.

(٣) الخالف: ج ٦ ص ١٢٧ المسألة ١٨.(٤) المجموع: ج ١٨ ص ٣٦.

(٥) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٢٨٢.

(١١)

Page 13: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو تراخى عن ذلك لم يؤثر وكان الغيا) للخروج عن العادة، وألنهلو أثر مطلقا لم يتحقق حنث إال في واجب أو مندوب أو مع الغفلة عنه رأسا؛ لجوازأن يستثنى إذا شاء أن يحنث، وما في األخبار (١) من االستثناء إذا ذكر مطلقا أو إلى

أربعين يوما أو شهر أو سنة، فال يدل على التأثير مع التأخير. وعن ابن عباس فيرواية: إن له االستثناء أبدا، وفي اخرى إلى حين أي سنة (٢). وحمل على نحو ما

يحمل عليه األخبار من أن له ثواب االستثناء إذا نسيه ثم استثنى إذا ذكره وإن لميوقف اليمين. وعن الحسن وعطا: إن له ذلك ما دام في المجلس (٣).

(وكذا يقع الغيا لو نواه من غير نطق به) وفاقا للمبسوط (٤)والسرائر (٥). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السالم): إذا

حلف سرا فليستثن سرا،وإن حلف عالنية فليستثن عالنية (٦). وفي بعض الكتب عن الباقر (عليه السالم): إذا

حركبها لسانه أجزأ وإن لم يجهر، وإن جهر به إن كان جهر باليمين فهو أفضل (٧).

واألقوى ما في المختلف (٨) من االكتفاء بالنية؛ لما عرفت من اعتبار النية فيانعقاد اليمين، فإذا لم ينو فعل المقسم عليه إال معلقا بالمشيئة فلم ينو الحلف عليه

مطلقا فلم ينعقد إال معلقا بها.(والبد من القصد لالستثناء) دون التبرك ونحوه (حالة إيقاعه) أي

االستثناء (ال حالة اليمين) فإنه مع االتصال نية ونطقا يؤثر، وال دليل علىاشتراط نيته عند ابتداء اليمين، وفيه تردد.

(فلو قصد الجزم وسبق لسانه إلى االستثناء من غير قصد إليه) وال--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٧ ب ٢٩ من أبواب األيمان.(٢) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٢٨٢.

(٣) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٢٨.(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٠٠.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ٤١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٥ ب ٢٥ من أبواب األيمان ح ٢.

(٧) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ٩٧ ح ٣٠٩.(٨) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٧٠.

(١٢)

Page 14: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حين التلفظ به (كان الغيا، ولو لم ينو) االستثناء (حالة اليمين بل حينفراغه منها وقت نطقه به أثر).

(ويصح االستثناء بالمشيئة في كل األيمان المنعقدة) نفيا أو إثباتا(فيوقفها) على المشيئة وإن لم يفسد االنحالل في الواجب والمندوب لتعلق

المشيئة بهما قطعا كما سيأتي.(ولو قال:) والله (ألشربن اليوم إال أن يشاء الله أو ال أشرب إال أن

يشاء الله لم يحنث بالشرب وال بتركه) فيهما (كما في اإلثبات) بأن يقول:" إن شاء الله " أي كما أنه يوقف اليمين فال يحنث بالفعل وال بالترك لمنعه مناالنعقاد، فكذا بصيغة االستثناء التحاد المعنى. وقد يقال هنا بالحنث بالترك فياألول والفعل في الثاني؛ الشتراطه الحل، وهو فعل خالف المحلوف عليه، وهو

الترك في األول والشرب في الثاني بالمشيئة، فما لم يعلم تحققها لم يجز له خالفالمحلوف عليه، بخالف اإلثبات فإنه يتضمن اشتراط العقد - أي فعل المحلوفعليه - بالمشيئة. ويدفعه أن المباحات يتساوى فعلها وتركها في تعلق مشيئة اللهووقوع كل منهما كاشف عن التعلق، نعم يفترق الحال في التعليق بمشيئة غيره

تعالى كما سيأتي.(وال فرق) في اإليقاف (بين تقديم االستثناء) على المحلوف عليه

(مثل والله إن شاء الله ال أشرب اليوم وبين تأخيره).(وضابط التعليق بمشيئة الله أن المحلوف عليه إن كان واجبا أو

مندوبا انعقدت) اليمين ولم يوقفها التعليق، ألنهما مما شاء الله قطعا إال علىرأي األشعري (وإال فال) تنعقد؛ لما عرفت من تساوي طرفي المباح في مشيئته

تعالى، وعليه ينزل إطالق األصحاب واألخبار (١) كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم):" من حلف على

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٧ ب ٢٨ من أبواب األيمان.

(١٣)

Page 15: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يمين فقال: إن شاء الله لم يحنث " (١). وقول أمير المؤمنين (عليه السالم): " مناستثنى في

يمين فال حنث عليه وال كفارة " (٢) مع احتمال األول التبرك، وإن من يتبرك بذلكفي يمينه وفق للوفاء. وقيل (٣) بعدم الفرق؛ لعموم النص والفتوى، وهو بعيد من

حيث االعتبار.(ولو) علق العقد بمشيئة غيره تعالى، كأن (قال: والله ألشربن اليوم إن

شاء زيد فشاء زيد لزمه الشرب، فإن تركه حتى مضى اليوم حنث وإن لميشأ زيد لم يلزمه يمين. وكذا لو لم يعلم مشيئته بموت أو جنون أو غيبة)

لكونها شرط االنعقاد، فما لم يتحقق لم يعلم االنعقاد.(ولو) علق الحل بمشيئة غيره كأن (قال: والله ال أشرب إال أن يشاء

زيد فقد منع نفسه الشرب إال أن يوجد مشيئة زيد، فإن شاء فله الشرب)لوجود شرط االنحالل (وإن لم يشأ لم) يجز له أن (يشرب) لفقد شرط الحل

(و) كذا (إن جهلت مشيئته لغيبة أو موت أو جنون لم يشرب) لعدم العلمبوجود شرط الحل (وإن شرب) في صورتي الجهل والعلم بالعدم (حنث،

ألنه منع نفسه، إال أن توجد المشيئة فليس له الشرب قبل) تحقق(وجودها).

(ولو قال: والله ألشربن إال أن يشاء زيد فقد ألزم نفسه الشرب إال أنيشاء زيد أن ال يشرب) ال إال أن يشاء أن يشرب (ألن االستثناء

والمستثنى منه متضادان، والمستثنى منه إيجاب لشربه بيمينه) فاالستثناءنفي له، فكأنه قال: وال أشرب إن شاء زيد، والمتبادر منه مشيئته لعدم الشرب

--------------------(١) سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٤٦ مع اختالف.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٧ ب ٢٨ من أبواب األيمان ح ١.(٣) الروضة البهية: ج ٣ ص ٥٣.

(١٤)

Page 16: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(فإن شرب قبل) تحقق (مشيئة زيد) لعدم الشرب (بر).(وإن قال زيد: قد شئت أن ال تشرب انحلت، ألنها معلقة بعدممشيئته لترك الشرب ولم تنعدم فلم يوجد شرطها) في االنعقاد.

(وإن قال: قد شئت أن تشرب أو ما شئت أن ال تشرب لم تنحل) بلعليه الشرب، فإن لم يشرب حنث (ألن هذه المشيئة غير المستثناة، فإن

خفيت مشيئته لزمه الشرب) أيضا (ألنه علق) لزوم (الشرب بعدمالمشيئة وهي معدومة بحكم األصل) فانعقدت، وتحقق الحنث بالترك، هذا

على ظاهر الكالم من تعلق المشيئة بعدم الشرب.(والتحقيق أنه إن قصد بقوله) أي استثنائه: (إال أن يشاء زيد أن ال

أشرب) أو مفعول القصد أن ال أشرب (فالحكم ما تقدم، وإن قصد إال أنيشاء زيد أن أشرب فالحكم بضد ما تقدم و) قبل منه ذلك الحتمال الكالم،ألن (التضاد ثابت هنا أيضا) فإنه في قوة وال أشرب إن شاء زيد أن أشرب،

وكما أن حرف االستثناء قرينة على كون مفعول المشيئة عدم الشرب يصلح قوله:" ألشربن " قرينة على كونه الشرب.

(وإن جهل األمران) أي القصدان (احتمل) الحمل على (ما تقدم)ألنه الظاهر (و) احتمل (البطالن) لالحتمال المفضي إلى جهل االستثناء

الموقف لليمين.(ولو قال: والله ال أشرب إن شاء زيد فقال) زيد: (فقد شئت أن ال

تشرب فشرب حنث) إال أن يقول: أردت إن شاء أن أشرب فيقبل منه ويدينبنيته (وإن شرب قبل مشيئته لم يحنث، ألن االمتناع من الشرب تعلق

بمشيئته ولم تثبت مشيئته فلم يثبت) لزوم (االمتناع) وبالجملة فهذا تعليقللعقد بالمشيئة وما تقدم للحل.

(١٥)

Page 17: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال يدخل االستثناء) بالمشيئة (في غير اليمين) من طالق أو عتاقأو نذر، بمعنى أنه لم يوقف شيئا من ذلك بل تقع الغيا، لخروجها بالنص (١)

واإلجماع كما في السرائر (٢) وهو أحد قولي الشيخ (٣) وقوله اآلخر (٤) دخوله فيجميع ذلك. واألولى ما في المختلف (٥) من اتحاد القولين وكونهما بمعنى البطالن

مع االستثناء؛ الشتراط النية فيها، فإذا لم ينوها إال معلقة بالمشيئة لم يقع، لعدمالتنجيز والجهل بالشرط. وهو قوي إن لم يتجدد له نية التعليق بعد اإليقاع (وفي

دخوله في اإلقرار) وإبطاله له (إشكال، أقربه عدم الدخول) وفاقا ألحدقولي الشيخ (٦) والمحقق (٧) ألنه إنكار بعد اإلقرار. ووجه الخالف اتحاد الكالم

وأصل البراءة، وهو خيرة المختلف (٨).(الفصل الثاني في الحالف)

(ويشترط فيه البلوغ والعقل واالختيار والقصد) أي كونه ممن يصحمنه القصد إلى شيء (والنية) وهو القصد إلى الحلف والمحلوف عليه.

(فلو حلف الصغير أو المجنون أو المكره أو السكران أو الغضبانإذا) غضب بحيث (لم يملك نفسه لم ينعقد) النتفاء البلوغ في األول، والعقل

في الثاني، واالختيار في الثالث، والقصد في الباقين. وعن عبد الله بن سنان قال:قال أبو عبد الله (عليه السالم): ال يمين في غضب وال في قطيعة رحم وال في جبر وال

فيإكراه، قال: قلت: أصلحك الله فما فرق بين اإلكراه والجبر؟ قال: الجبر من السلطان

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٣٨ ب ١٤ من أبواب األيمان.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٤٢.(٣) الخالف: ج ٦ ص ١٣٢ المسألة ٢٦.(٤) الخالف: ج ٤ ص ٤٨٣ المسألة ٥٣.

(٥) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٤٣.(٦) المبسوط: ج ٣ ص ٢٢.

(٧) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٤٣.(٨) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٤٣.

(١٦)

Page 18: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ويكون اإلكراه من الزوجة واألب واألم وليس ذلك بشيء (١).(ولو حلف من غير نية لم تنعقد) عندنا (سواء كان بصريح أو

كناية) فإنما األعمال بالنيات. وقال الرضا (عليه السالم) إلسماعيل بن سعد فيالصحيح (٢) ولصفوان بن يحيى في الحسن؛ اليمين على الضمير (٣) ولقوله تعالى: "

اليؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " (٤) (و) هذه (هي يمين اللغو) لقول

الصادق (عليه السالم) ألبي بصير: هو ال والله وبلى والله (٥). ولمسعدة بن صدقة:اللغو قول

الرجل: ال والله وبلى والله وال يعقد على شيء (٦). وألبي الصباح: هو ال والله وبلىوالله وكال والله ال يعقد عليها أو ال يعقد على شيء (٧). وعن النبي (صلى الله عليه

وآله وسلم): لغو اليمينقول الرجل في كالمه: كال والله بلى والله ال والله (٨). وعنه (صلى الله عليه وآله

وسلم): أنه مر بقومينتصلون ومعه رجل من الصحابة فرمى رجل من القوم، فقال: أصبت والله ثم

أخطأ، فقال الصحابي: حنث الرجل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال:كال أيمان الرماة

لغو ال كفارة فيها وال عقوبة (٩). وللعامة قول بأنها اليمين على ما ظن أنه كذلكوأخطأ ظنه وآخر بأنها على المعصية، وآخر بأنها المكفرة إلسقاط الكفارة لها

وإلغاءها إياها، وآخر بأنها قول الرجل أعمى الله بصري وأهلك مالي فيدعو علىنفسه وآخر بأنها يمين الغضبان (١٠). ويجوز عود الضمير في كالم المصنف إلى

جملة--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٣ ب ١٦ من أبواب األيمان ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٩ ب ٢١ من أبواب األيمان ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٠ ب ٢١ من أبواب األيمان ح ٢.(٤) البقرة: ٢٢٥.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٥ ب ١٧ من أبواب األيمان ح ٣.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٤ ب ١٧ من أبواب األيمان ح ١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٥ ب ١٧ من أبواب األيمان ح ٥.(٨) سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٤٩.

(٩) تفسير الطبري: ج ٢ ص ٢٤٥.(١٠) راجع الدر المنثور: ج ١ ص ٢٦٩ ذيل اآلية ٢٢٥ من سورة البقرة.

(١٧)

Page 19: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ما ذكره من األيمان؛ لعموم اآلية، واحتمال األخبار التمثيل مع ضعفها. وللعامة (١)خالف في انعقاد اليمين بال نية إذا كان بالصريح (وينعقد بالقصد) إذا كان

بالصريح عندنا وبالكناية أيضا عند العامة (٢).(وال ينعقد يمين ولد مع) وجود (والده إال مع إذنه، وال المرأة مع

زوجها إال بإذنه، وال المملوك مع مواله إال بإذنه) كما هو المتبادر من نحو قوله (صلىالله عليه وآله وسلم)

في صحيح (٣) منصور بن حازم وحسنته (٤)؛ ال يمين لولد مع والده، وال المرأة معزوجها، وال المملوك مع سيده (وذلك فيما عدا فعل الواجب وترك القبيح، أمافيهما فينعقد من دون إذنهم) كما نص عليه األكثر، وفيه أن النص مطلق، وال

ينافي وجوب الواجب وحرمة القبيح توقف انعقاد اليمين فيهما على اإلذن.(ولو قيل بانعقاد أيمانهم) بدون اإلذن كما في ظاهر األكثر حيث ذكروا

أن ألوليائهم حل أيمانهم (كان وجها) لعموم ما دل على وجوب الوفاء باليمينوانعقادها، والنفي الوارد في األخبار إنما يراد به نفي حكمها، فإن من المعلوم

تحقق حقيقة اليمين إذا حلفوا، والحمل على نفي حقيقتها في الشرع يوجب النقلالذي يخالف األصل، والحكم كما يحتمل االنعقاد يحتمل االستمرار والحنث

والتكفير، وكما خصوها بانتفاء اإلذن يجوز تخصيصها بالنهي.(نعم لهم الحل في الوقت) الموقت به اليمين (مع بقاء الوالد والزوجيةوالعبودية، فلو مات األب أو طلقت الزوجة) مثال (أو أعتق المملوك)

قبل حلهم (وجب عليهم الوفاء مع بقاء الوقت) فإنا وإن لم نشترط في صدقالمشتق بقاء المبدأ، لكن اتفقنا على عدم اشتراط اإلذن في ابتداء اليمين بعد الفراق

أو العتاق، فكذا في استدامتها.--------------------

(١) المجموع: ج ١٨ ص ٨.(٢) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ١٨٤.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٩ ب ١١ من أبواب األيمان ح ١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٨ ب ١٠ من أبواب األيمان ح ٢.

(١٨)

Page 20: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وكل موضع يثبت لهم الحل ال كفارة معه على الحالف) وإال لم يكنلنفيها معنى (وال عليهم) لألصل.

(ولو أذن أحدهم في اليمين انعقدت إجماعا ولم يجز لهم) بعد اإلذن(المنع من اإلتيان بمقتضاها) ألن حكمها ثبت لها مع اإلذن لتحقق الشرط

وانتفاء المانع فيستصحب.(وهل للمولى) بعد انعقاد يمين المملوك وإجازته أو تعلق اليمين بواجب(المنع من األداء في الموسع أو المطلق في أول أوقات اإلمكان إشكال)

من أن التخيير في الواجب المخير في األوقات إلى المكلف، ومن عدم التعينوتعلق حق المولى بمنافعه، وكذا اإلشكال فيما وجب على الزوجة موسعا أو

مطلقا مما يمنع االشتغال به عن االستمتاع.(ولو قال الحالف) بالصريح (لم أقصد) اليمين (قبل منه ودين بنيته)

فإنه ال يعلم إال من قبله، واألصل البراءة (ويأثم مع الكذب) في قوله.(ويصح اليمين من الكافر على رأي) وفاقا لألكثر؛ لعموم خطابي الشرع

والوضع له، والبد من التخصيص بمن يعرف الله كما في المختلف (١) ليصح النية.وفي الخالف (٢) والسرائر (٣)؛ إنها ال تصح من الكافر بالله، وهو المحكي عن

القاضي (٤) وهو ال يخالف األول إال إذا بقي (٥) على إطالقه أو عمم الكافر باللهألصناف الكفار.

(فإن) حلف و (أطلق وأسلم لم يسقط الفعل) لألصل، واختصاصجب اإلسالم بما قبله، وهو مستمر إلى ما بعده، مع أن المتبادر منه جبه لإلثم قبله

--------------------(١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٥٠.

(٢) الخالف: ج ٦ ص ١١٦ - ١١٧ المسألة ٩.(٣) السرائر: ج ٢ ص ٤٨.

(٤) الحاكي هو فخر المحققين في إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ١١.(٥) في ق و ن: " أبقى ".

(١٩)

Page 21: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وكذا إن قيده بوقت وأسلم قبل فواته) ويظهر السقوط من الخالف (١) لجباإلسالم ما قبله (فإن حنث) في اإلسالم أو قبله (وجبت الكفارة) ألنه قضية

الصحة، لكن ال يصح منه ما لم يسلم الشتراط القربة فيها، وتردد المحقق (٢) فيصحتها منه.

(ولو أسلم بعد فوات الوقت ولم يكن قد فعله) كان قد (حنثووجبت) عليه (الكفارة لكنها تسقط بإسالمه) ألنه جب ما قبله من الحنث.

(الفصل الثالث في متعلق اليمين)(وفيه مطالب) ثمانية:

(األول في متعلق اليمين بقول مطلق)(إنما ينعقد اليمين على فعل الواجب أو المندوب أو المباح إذا

تساوى فعله وتركه في المصالح الدينية أو الدنيوية أو كان فعله أرجح)في المصالح الدينية أو الدنيوية (أو على ترك الحرام أو المكروه أو المرجوح

في الدين والدنيا من المباح) واإلتيان بالواو هنا وفي السابق ب " أو " يعطي أنهيكفي في انعقاد اليمين على الفعل الرجحان أو التساوي دنيا أو دينا وإن كان

مرجوحا في اآلخر، وال ينعقد على الترك إال إذا كان مرجوحا فيهما، والفرق غيرظاهر، بل إما المراد بالواو " أو " أو العكس، أو المراد في األول التساوي في الدين

خاصة تساوي في الدنيا أو رجح أو في الدنيا خاصة تساوي في الدين أو رجح،بأن ال يراد التساوي في أحدهما والمرجوحية في اآلخر، وفي الثاني المرجوحية

فيهما جميعا أو بالتفريق، أو المراد أن المناط في انعقاد اليمين على الفعل هو--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ١١٦ - ١١٧ المسألة ٩.(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٢.

(٢٠)

Page 22: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

التساوي أو الرجحان في أحدهما، وعلى الترك هو المرجوحية في أحدهما وإناشترط في األول أن ال يكون مرجوحا في اآلخر (فإن خالف) اليمين في أحد

هذه (أثم وكفر).ومما يدل على االنعقاد على المباح - مع العمومات واتفاق األصحاب كما

يظهر منهم - قول الباقر (عليه السالم) في صحيح زرارة: وما لم يكن عليك واجبا أنتفعله

فحلفت أن ال تفعله ثم فعلته فعليك الكفارة (١).وخبر أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله: سأله ما اليمين الذي

يجب فيها الكفارة؟ فقال: الكفارة في الذي يحلف على المتاع أن ال يبيعه واليشتريه ثم يبدو له فيه فيكفر عن يمينه (٢).

وخبر عيسى بن عطية قال للباقر (عليه السالم): إني آليت أن ال أشرب من لبن عنزيوال آكل من لحمها فبعتها وعندي من أوالدها، فقال: ال تشرب من لبنها وال تأكل

من لحمها فإنها منها (٣).وقوله تعالى: " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك

والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم " (٤) مع ما ورد في األخبار منكونها يمينا وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كفر عنها (٥).

وقول الرضا (عليه السالم) في صحيح البزنطي: إن أبي صلوات الله عليه كان حلفعلى

بعض أمهات أوالده أن ال يسافر بها، فإن سافر بها فعليه أن يعتق نسمة تبلغ مائةدينار فأخرجها معه وأمرني فاشتريت نسمة بمائة دينار فأعتقها (٦) وهو وإن

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٣ ب ٢٤ من أبواب األيمان، ذيل الحديث ٤.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٤ ب ٢٤ من أبواب األيمان ح ٥.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٧١ ب ٣٧ من أبواب األيمان ح ١.(٤) التحريم: ١ و ٢.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٦٩ - ١٧٠ ب ٣٥ من أبواب األيمان ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٤ ب ٢٤ من أبواب األيمان ح ٦.

(٢١)

Page 23: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

احتمل أن يكون الحلف فيه هو أنه إن سافر فعليه العتق، لكن الظاهر خالفه.والظاهر أنه لو لم يكن ينعقد لما حلف.

وأما نحو قول الصادقين - صلوات الله عليهما - لحمران: ما حلفت عليه مما للهفيه طاعة أن تفعله، [ولم تفعله] فعليك فيه الكفارة، وما حلفت عليه مما لله فيهالمعصية، فكفارته تركه، وما لم يكن فيه معصية وال طاعة، فليس بشيء (١).

وقول الصادق (عليه السالم) لزرارة: ما حلفت عليه مما فيه البر، فعليك الكفارة إذا لمتف به، وما حلفت عليه مما فيه المعصية فليس عليك فيه الكفارة إذا رجعت عنه،

وما كان سوى ذلك مما ليس فيه بر وال معصية، فليس بشيء (٢).فيمكن أن يقال: إذا انعقدت اليمين على شيء كان فيه البر والطاعة لله، فمعنىهذه األخبار أنه ال يتحقق يمين على شيء ال يكون فيه بر وال معصية، فإنه إنتساوى أو يرجح الفعل أو الترك دينا أو دنيا، فإذا حلف عليه انعقدت اليمين

ووجب الوفاء به، فكان فيه البر والطاعة.وأما قول الصادق (عليه السالم) في خبري ابن سنان وأبي الربيع: ال يجوز يمين فيتحليل حرام، وال تحريم حالل، وال قطيعة رحم (٣) فمع الضعف يمكن حمله على

ما األولى فيه الخالف وعلى ما يعم الكراهة، كما يرشد إليه قوله (عليه السالم) في خبرأبي بصير: لو حلف الرجل أن ال يحك أنفه بالحائط البتاله الله حتى يحك أنفه

بالحائط، ولو حلف الرجل أن ال ينطح رأسه الحائط لوكل الله عز وجل به شيطاناحتى ينطح رأسه الحائط (٤). وعلى تحليل المال الحرام لنفسه وتحريم الحالل على

الغير بالحلف الكاذب.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٣ ب ٢٤ من أبواب األيمان ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٣ ب ٢٤ من أبواب األيمان ح ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٣٠ ب ١٢ من أبواب األيمان ح ٦ و ٧.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٦ ب ١ من أبواب األيمان ح ٨.

(٢٢)

Page 24: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو حلف على فعل حرام أو مكروه أو مرجوح من المباح أو علىترك واجب أو مندوب لم ينعقد اليمين وال كفارة بالترك) كما نص عليه ما

سمعته من خبري حمران وزرارة. ونحو قول الباقر (عليه السالم) في خبر زرارة: كليمين

حلفت عليها لك فيها منفعة في أمر دين أو أمر دنيا فال شيء عليك فيها، وإنما تقععليك الكفارة فيما حلفت عليه فيما لله فيه معصية أن ال تفعله ثم تفعله (١). وقوله

أيضا في خبره: كل يمين حلف عليها أن ال يفعلها مما له فيه منفعة في الدنياواآلخرة فال كفارة عليه، وإنما الكفارة في أن يحلف الرجل والله ال أزني، والله ال

أشرب الخمر، والله ال أسرق، والله ال أخون - وأشباه هذا - وال أعصي ثم فعل فعليهالكفارة فيه (٢) إلى غير ذلك، فهو من الكثرة بمكان.

(بل قد يجب الترك) لتعلق اليمين (كما في فعل الحرام وترك الواجبأو ينبغي) الترك (كغيرهما) مما يترجح فيه خالف اليمين (مثل أن يحلف

أن ال يتزوج على امرأته أو ال يتسرى) وقال الصادق (عليه السالم): من حلف علىيمين فرأى ما هو خير منها فليأت الذي هو خير وله زيادة حسنة (٣).

(وال ينعقد على الماضي مثبتة كانت أو نافية، و) معناه أنه (ال يجببها كفارة وإن كذب متعمدا) باإلجماع؛ لألصل، واألخبار الحاصرة لوجوب

الكفارة في اليمين على المستقبل، وقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني:في

رجل قيل له: فعلت كذا وكذا، فقال: ال والله ما فعلته وقد فعله، فقال: كذب كذبةيستغفر الله منها (٤). وأوجب بعض العامة (٥) بالكذب فيه الكفارة.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥١ ب ٢٣ من أبواب األيمان ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥١ ب ٢٣ من أبواب األيمان ح ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٧ ب ١٨ من أبواب األيمان ح ٨.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٧ ب ٩ من أبواب األيمان ح ٢.

(٥) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ١٧٧ - ١٧٨.

(٢٣)

Page 25: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وهي) اليمين (الغموس) لغمسها الحالف بها في الذنب، إذ ال كفارة لها.وعن الصادق (عليه السالم) في مرسل علي بن حديد: واليمين الغموس التي توجب النار

الرجل يحلف على حق امرئ مسلم على حبس ماله (١). وفي رواية اخرى: وأماالتي عقوبتها دخول النار فهو أن يحلف الرجل على مال امرئ مسلم أو على حقه

ظلما، فهذه يمين غموس توجب النار، وال كفارة عليه في الدنيا (٢). وهو قسم مناليمين على الماضي أحق باسم الغموس، إذ ال يكفرها االستغفار وحده.(وإنما ينعقد) اليمين (على المستقبل) وإن عبر عنه بالحال - كأن يقول

ألفعلن اآلن - النصرافه إلى الزمان المتصل بالتكلم وهو مستقبل.(وال ينعقد على فعل الغير) وهي يمين المناشدة (ال في حق الحالف

وال) في حق (المقسم عليه) باالتفاق؛ لألصل، وخبر عبد الرحمن بن أبيعبد الله سأل الصادق (عليه السالم) عن الرجل يقسم على الرجل في الطعام ليأكل فلم

يطعمفهل عليه في ذلك كفارة؟ وما اليمين التي يجب فيها الكفارة؟ فقال: الكفارة فيالذي يحلف على المتاع أن ال يبيعه وال يشتريه ثم يبدو له فيكفر عن يمينه (٣).

وخبر حفص وغيره عنه (عليه السالم) أنه سئل عن الرجل يقسم على أخيه، قال: ليسعليه

شيء إنما أراد إكرامه (٤).وأما قول علي بن الحسين (عليه السالم) في مرسل عبد الله بن سنان: إذا أقسم الرجل

على أخيه فلم يبر قسمه، فعلى المقسم كفارة اليمين (٥) فمع اإلرسال واحتمالاالستحباب يحتمل أن يراد بالمقسم عليه أنه أقسم عنه كأن يقول: والله ليأتين

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٧ ب ٩ من أبواب األيمان ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٧ ب ٩ من أبواب األيمان ح ٣.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٤ ب ٢٤ من أبواب األيمان ح ٥، وفيه: " فيبدو له فيه فيكفر ".(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٧٤ ب ٤٢ من أبواب األيمان ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٧٤ ب ٤٢ من أبواب األيمان ح ٤.

(٢٤)

Page 26: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اليوم زيد، لظنه إجابته فلم يأت. ومن العامة (١) من أوجب الكفارة على المقسم(وال) تنعقد (على المستحيل) عقال أو عادة كالجمع بين النقيضين (و)

صعود السماء ومعناه أنه (ال يجب بتركه كفارة وإنما تنعقد على الممكن)فإن االستحالة ينافي نية الحلف عليه إال أن ال يكون عالما باالستحالة حين

الحلف كأن يقول: ألقتلن زيدا وكان قد مات وهو ال يعلم، ولإلجماع كما فيالخالف (٢) ولما دل من األخبار (٣) على انحصار االنعقاد فيما فيه بر وطاعة(فإن) حلف على ممكن و (تجدد العجز) مستمرا إلى انقضاء وقت المحلوفعليه أو أبدا إن لم يتقيد بوقت (انحلت كمن يحلف ليحج عامه) أو عام كذا

(فيعجز) إال أن يتسع الوقت وفرط بالتأخير.(واليمين إما واجبة) وإن كذب فيها (مثل أن يتضمن تخليص معصوم

الدم من القتل) كما قال (عليه السالم) في خبر السكوني احلف بالله كاذبا ونج أخاكمن

القتل (٤) لكن يجب التورية في الكاذب إن أمكنت.(وإما مندوبة كالتي يتضمن الصلح بين المتخاصمين) كما يفهم بطريق

األولى من قوله تعالى: وال تجعلوا الله عرضة أليمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوابين الناس، فقد روي فيه عن الصادق (عليه السالم) بعدة طرق إذا دعيت لصلح بين

اثنينفال تقل على يمين أن ال أفعل (٥).

(وإما مباحة كالتي تقع على فعل مباح) أو تركه مع الحاجة لما سيأتيما (لم تكثر) فإن اإلكثار منها مكروه، لورود النهي (٦) عن جعل الله عرضة

--------------------(١) الشرح الكبير: ج ١١ ص ١٨١.

(٢) الخالف: ج ٦ ص ١١٦ المسألة ٨.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٥٢ ب ٢٤ من أبواب األيمان.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٣٤ ب ١٢ من أبواب األيمان ح ٤.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٧٦ ب ٤٤ من أبواب األيمان ح ٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٥ ب ١ من أبواب األيمان.

(٢٥)

Page 27: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لأليمان، ولقوله تعالى: وال تطع كل حالف مهين (١).(وإما مكروهة كالمتعلقة بفعل المكروه).

(وإما محرمة كالكاذبة والمتعلقة بفعل الحرام).(واأليمان الصادقة كلها مكروهة إال مع الحاجة) فربما وجبت وربما

استحبت. ويدل على الكراهة اآليتان، واالعتبار، واألخبار وهي كثيرة كقولالصادق (عليه السالم) في خبر أبي أيوب الخزاز: ال تحلفوا بالله صادقين وال كاذبين،

فإنالله عز وجل يقول: وال تجعلوا الله عرضة أليمانكم (٢). وفي حسن ابن سنان:

اجتمع الحواريون إلى عيسى (عليه السالم) فقالوا له: يا معلم الخير أرشدنا فقال لهم:إن

موسى نبي الله أمركم أن ال تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن ال تحلفوا بالله كاذبينوال صادقين (٣). ولسدير من حلف بالله كاذبا كفر، ومن حلف بالله صادقا أثم، إنالله عز وجل يقول: وال تجعلوا الله عرضة أليمانكم (٤). وخبر علي بن مهزيار قال:

كتب رجل إلى أبي جعفر (عليه السالم) يحكي له شيئا فكتب إليه: والله ما كان ذلك،وإني

ألكره أن أقول " والله " على حال من األحوال ولكنه غمني أن يقال ما لم يكن (٥).ومن العامة (٦) من قال: إن األيمان كلها مكروهة، لقوله تعالى: وال تجعلوا الله

عرضة أليمانكم (وتتأكد الكراهة في الغموس) أي الحلف الصادق علىالماضي، وهو غير معهود في معناه لكن في العين: أن اليمين الغموس هي التي الاستثناء فيها (على قليل المال) ويختلف باختالف الشخص والحال، ففي مرسل

--------------------(١) القلم: ١٠.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٦ ب ١ من أبواب األيمان ح ٥.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٥ ب ١ من أبواب األيمان ح ٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٦ ب ١ من أبواب األيمان ح ٦.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٥ ب ١ من أبواب األيمان ح ١.(٦) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ١٦٤.

(٢٦)

Page 28: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

علي بن الحكم، عن الصادق (عليه السالم) إنه قال: إذا ادعي عليك مال، وما لم يكنله عليك،

فأراد أن يحلفك، فإن بلغ مقدار ثالثين درهما فأعطه وال تحلف، وإن كان أكثر منذلك فاحلف وال تعطه (١). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أجل الله

أن يحلف به أعطاهالله خيرا مما ذهب منه (٢). ودفع زين العابدين (عليه السالم) إلى امرأته التي ادعت

عليهصداقها أربع مائة دينار، وقال: أجللت الله عز وجل أن أحلف به يمين صبر (٣).

(وقد تجب الكاذبة إذا تضمنت تخليص مؤمن) كما مر (أو مالمظلوم، أو دفع ظلم عن إنسان، أو) عن (ماله أو عرضه) فقال

الصادق (عليه السالم) في رجل حلف تقية: إن خشيت على دمك أو مالك فاحلفترده

عنك بيمينك (٤). وقال زرارة للباقر (عليه السالم): نمر بالمال على العشار، فيطلبونمنا أن

نحلف لهم ويخلون سبيلنا، وال يرضون منا إال بذلك، قال: فاحلف لهم، فهو أحلمن التمر والزبد (٥). وسئل علي (عليه السالم) عن الرجل يحلف لصاحب العشور

يحوزبذلك ماله، فقال: نعم (٦). سأل محمد بن أبي الصباح أبا الحسن (عليه السالم): أن

امهتصدقت عليه بنصيب لها في دار، فكتبه شراء، فأراد بعض الورثة أن يحلفه على

أنه نقدها الثمن ولم ينقدها شيئا فقال: احلف له (٧) (لكن إن كان يحسن التوريةوجب أن يوري ما يخلص به من الكذب) لوجوب اجتنابه ما أمكن (ولو

لم يحسن) التورية (جاز الحلف) كاذبا (وال إثم وال كفارة) عليه.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٨ ب ٣ من أبواب األيمان ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٥ ب ١ من أبواب األيمان ح ٣.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١١٧ ب ٢ من أبواب األيمان ح ١.(٤) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٦٤ ح ٤٢٨٩.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٣٥ ب ١٢ من أبواب األيمان ح ٦.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٣٥ ب ١٢ من أبواب األيمان ح ٨، وفيه: عن الصادق (عليه السالم).

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٧٥ ب ٤٣ من أبواب األيمان ح ١.

(٢٧)

Page 29: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(المطلب الثاني في) اليمين (المتعلقة بالمأكل والمشرب)(قاعدة: مبنى اليمين على نية الحالف) لما عرفت إال إذا ظلم بها حق

الغير، فإنها على نية المستحلف كما سيأتي. وإذا اعتبرت نية الحالف (فإذا نوىما يحتمله اللفظ انصرف الحلف إليه، سواء نوى ما يوافق الظاهر أو) ما

(يخالفه) وإن انتفى شرط إرادته من نصب القرينة (كالعام يريد به الخاص،كأن يحلف: ال آكل كل لحم) أي لحما، كما في قوله تعالى: وال تطع كل حالف

مهين (١) والله ال يحب كل مختال فخور (٢). (وينوي نوعا معينا) من اللحوم(وكالعكس مثل أن يحلف: ال شربت لك ماء من عطش، ويريد به قطع

كل ماله فيه منة، وكالمطلق يريد به المقيد) كأن يحلف: أن يكلم رجال، يريدزيدا، أو أن يصلي، ويريد ركعتين (وكالحقيقة يريد بها المجاز) سوى ما ذكر من

التخصيص والتعميم (وكالحقيقة العرفية يريد بها اللغوية) إن رجحنا العرفية(وبالعكس) إن رجحنا اللغوية، أو األول إن كان من أهل العرف، والثاني إن

كان من أهل اللغة، وخصوصا إذا عممنا العرف للخاص، أو اللغة للعرف العام.(ولو أطلق لفظا له وضع عرفي ولغوي ولم يقصد أحدهما بعينه، ففي

حمله على العرفي أو اللغوي إشكال، أقربه األول) لنسخه اللغوي. ووجهاآلخر أنه األصل، وهو مبني على الخالف في أيهما تقدم إذا تعارضا، فإذا حلف ال

يأكل رأسا، فلغته عامة، وفي العرف يختص برؤوس األنعام، فال يحنث علىاألقرب برأس الطير والحوت. ولو قال: ال شربت لك ماء من عطش، حرم عليه

أكل طعامه على األقرب دون خالفه.(ولو نوى ما ال يحتمله اللفظ) وال مجازا (لغت اليمين ألن غير

--------------------(١) القلم: ١٠.

(٢) الحديد: ٢٤.

(٢٨)

Page 30: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المنوي ال يقع؛ لعدم قصده، وال) يقع (المنوي؛ لعدم النطق) به.(ولو لم ينو شيئا) من عموم وخصوص أو تجوز وغيره (حمل على

مفهومه المتعارف) ألنه األصل، فلو حلف مثال: ال يلبس ثوبا من غزل امرأته،حمل على العموم، وأما إذا لم ينو ما يحتمله اللفظ وال غيره فهو الغ.

(إذا عرفت هذا فلو حلف: ال يأكل هذه الحنطة، فطحنها دقيقا أوسويقا وأكله لم يحنث) ألنهما ال يسميان حنطة، خالفا للقاضي (١) تمسكا ببقاءالعين كتقطيع الخيار وقشره وهو خيرة المختلف (٢) لصدق أكل الحنطة وإن لم

يصدق اسمها، فإنها إنما تؤكل كذلك. وأما لو حلف: ال يأكل هذا، ولم يذكر الحنطةفأكله دقيقا أو سويقا أو خبزا فإنه يحنث قطعا، للتعليق على العين الباقية (وكذا

لو حلف: ال يأكل الدقيق فخبزه وأكله) لم يحنث، ألن الخبز غير الدقيق،خالفا للمختلف (٣) تمسكا بأن الدقيق إنما يؤكل كذلك، وهو قضية كالم القاضي

(٤)لبقاء العين (أو) حلف: (ال يأكل لحما فأكل ألية أو مخا وهو ما في وسط

العظام) من الرجل واليد (أو دماغا وهو ما في وسط الرأس) لم يحنث،خالفا لبعض العامة (٥) في األلية، لكونها بمنزلة اللحم، ويظهر من التحرير (٦)

احتماله.(ويحنث بالرأس والكارع) أي الكراع، ولم أسمعه بمعناه، لكنه صحيح في

اللغة كالشارب (ولحم الصيد) بريا أو بحريا، وللشيخ في لحم السمك قوالن (٧)من تبادر غيره في العادة، ومن قوله تعالى: ومن كل تأكلون لحما طريا (٨) وهوخيرة السرائر (٩) تقديما لعرف الشرع على العادة، ولحم (الميتة والمغصوب).

--------------------(١) المهذب: ج ٢ ص ٤١٩.

(٢) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٨١.

(٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٨١.(٤) المهذب: ج ٢ ص ٤١٩ - ٤٢٠.

(٥) المجموع: ج ١٨ ص ٥٩.(٦) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠١ س ٢٥.

(٧) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣٩، والخالف: ج ٣ ص ٢٩٥ المسألة ٧٣.(٨) فاطر: ١٢.

(٩) السرائر: ج ٣ ص ٥٢.

(٢٩)

Page 31: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال يحنث بالكبد والقلب والرئة والمصران) جمع مصير وهو المعاء،كرغيف ورغفان (والكرش والمرق) وهو واحد من مراق البطن، وهي مارق

منه عند الصفاق أسفل السرة، وقيل: ال واحد لها (١) وقال ابن إدريس (٢) يحنثبالقلب، لشمول اللحم له. ويؤيده التعبير عنه في األخبار بالمضغة (٣). واستشكل فيه

في التحرير (٤) والمختلف (٥) واإلرشاد (٦) والتلخيص وزاد فيه التردد في الكبد.(٧)

(وال يحنث في الشحم باللحم) لتغاير االسمين والحقيقتين خالفا ألبيعلي (٨) فاحتاط بتركهما إال مع اإلفراد بالنية (وال شحم الظهر) وهو األبيض

المالصق لألحمر الغير المختلط به الذي يسمى سمينا (على إشكال) من إطالقالشحم عليه عرفا، وقوله تعالى: حرمنا عليهم شحومهما إال ما حملت ظهورهما (٩)وهو خيرة السرائر (١٠) والمختلف (١١) والتحرير (١٢) والشرائع (١٣). ومن أنه

لحمأبيض ولذا يحمر عند الهزال وهو خيرة الشيخ (١٤) وال باأللية (وال بما في الجنب

أو تضاعيف اللحم) من األبيض المسمى بالسمين، ويجري فيه اإلشكال للترددفي صدق االسم.

(وال يحنث في اللبن بالزبد) إذا لم يكن معه لبن ظاهر (والسمنوالجبن) الختالف االسم. وللعامة (١٥) قول بالحنث بكل ما يعمل منه (ويحنث

--------------------(١) لسان العرب: ج ١٠ ص ٣٤٢ (مادة مرق).

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٥١.(٣) الخصال: ج ١ ص ٣١ ح ١٠٩.

(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠١ س ٢٤.(٥) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٤.

(٦) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٨٦.(٧) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٢ ص ١٤٨.

(٨) حكاه عنه العالمة في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٥.(٩) األنعام: ١٤٦.

(١٠) السرائر: ج ٣ ص ٥٦.(١١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٥.

(١٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠١ س ٢٥.(١٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٤.

(١٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤١.(١٥) المجموع: ج ١٨ ص ٦٤.

(٣٠)

Page 32: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في أكل السمن بأكله) وحده و (مع الخبز وعلى الطعام) من طبيخ أوعصيدة أو حلواء أو خبز (مذابا متميزا) أي ظاهرا غير مستهلك كما في

التحرير (١) والمبسوط (٢) لصدق أكل السمن في جميع ذلك. وللعامة (٣) قول بأنهال

يحنث إذا أكله وحده، ألنه لم يأكله على جهته، وكذا مع الخبز. وأما إن أذابه فشربهوحده فال يحنث، ألنه غير األكل مع احتماله ضعيفا.

(ولو حلف: ال يأكل رأسا، انصرف إلى الغالب كالبقر والغنم واإلبل)أي رؤوسهن (دون رأس الطير والسمك والجراد) كما في الخالف (٤) مع

ادعاء اإلجماع عليه (على إشكال) من شمول االسم لغة وعرفا، ومن أنالمتبادر هنا ما يطبخ أو يشوى منفردا، ولم يعهد في الطيور ونحوها. ولذا قصرها

بعض العامة على رأس الغنم (٥) وبعضهم على رأسه ورأس البقر (٦). وفي المبسوط:وإن كان بلد له صيد كثير ويكون رؤوس الصيد يؤكل منفردة حنث فيها، وإن

حلف: ال يأكل الرؤوس، وهو في غيرها من البالد، فأكل منها هل يحنث أم ال؟ قالقوم: يحنث، ألنه إذا ثبت عرف في مكان تعلق بها حكم اليمين في كل مكان،

كخبر األرز له عرف بطبرستان فتعلق به األيمان في كل مكان. وقال آخرون: اليحنث، ألن هذا الحالف ال علم له بذلك، وال عرف له بهذا البلد. وهكذا القول في

رؤوس الحيتان إذا ثبت لها من العرف ما ثبت لرؤوس الصيد. هذا إذا لم يكن لهنية، وأما إذا كان له نية حنث وبر على نيته، والورع أنه يحنث بأي رأس كان

ليخرج من الخالف، ألن فيه خالفا، واألقوى عندي أنه ال يحنث بما ال يعرفه، ألناألصل براءة الذمة انتهى (٧) (وكذا اللحم) ينصرف إلى الغالب كلحم الغنم والبقر

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠١ س ١٣.

(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٠.(٣) المجموع: ج ١٨ ص ٦٦.

(٤) الخالف: ج ٦ ص ١٦٧ المسألة ٧٢.(٥) الشرح الكبير: ج ١١ ص ٢٦٠.(٦) الشرح الكبير: ج ١١ ص ٢٦٠.

(٧) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤١.

(٣١)

Page 33: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

واإلبل ال الطير والسمك والجراد على إشكال، وقد سمعت الخالف في لحمالسمك، والظاهر أنه ال إشكال في عدم دخول الجراد ونحوه.

(ويحنث في الرطب والبسر بالمنصف) والمذنب، ففي الرطب بماأرطب منه وفي البسر بالباقي وفاقا للشيخ (١) وجماعة، فلو حلف: ال يأكل رطبا،

فأكل المنصف كله أو ما رطب منه حنث، وكذا لو حلف: ال يأكل بسرا فأكله أو مالم يرطب منه، أو حلف: ال يأكلهما، فأكله أو بعضه أي بعض كان (على إشكال)من صدق االسمين على البعضين ومن مخالفة العادة، إذ ال يتبادر من العادة إال ما

أرطب كله ومن البسر إال ما لم يرطب منه شيء، وهو اختيار القاضي (٢) وفصل فيالمختلف بأنه: إن أكل البسر منه حنث في البسر ولم يحنث في الرطب، وإن أكل

الرطب منه حنث في الرطب ال البسر فإن أكل الجميع فإن كان أحدهما أغلب كأنيكون مذنبا جرى عليه حكم الغالب، فالبسر يشمل المذنب فيحنث به فيه دون

الرطب، وما أرطب أكثره يحنث به في الرطب دون البسر ولو تساويا حنث به فيالرطب ألنه يطلق عليه اسمه دون البسر إذ ال يسمى به عرفا (٣) (أما في الرطبةوالبسرة فال) يحنث بالمنصف كال وال بعضا، فإن البعض ليس برطبة واحدة وال

بسرة، والكل مركب منهما، وليس برطبة وال بسرة إال إذا غلبت فيه إحدى الصفتينحتى يسمى باسم موصوفها على ما اقتضاه كالم المختلف.

(ويندرج الرمان والعنب والرطب في الفاكهة) ألنها كل ما يتفكه به، أييستطاب ويتنعم به من الثمار، خالفا لبعض العامة (٤) فقد أخرجوا الثالثة منها،

للعطف في القرآن المقتضي للمغايرة. قال األزهري ولم أعلم أحدا من العرب قال:النخل والرمان ليسا من الفاكهة، ومن قال ذلك من الفقهاء فلجهله بلغة العرب

--------------------(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤١.(٢) المهذب: ج ٢ ص ٤٢٠.

(٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٥ - ١٦٦.(٤) الشرح الكبير: ج ١١ ص ٢٣٤.

(٣٢)

Page 34: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وبتأويل القرآن يعني أن العطف للتفضيل ال المباينة.(وال يدخل الخضراوات) قطعا (كالقثاء والخيار) والقرع والجزر

والباذنجان و (في البطيخ إشكال) من الشك في شمول االسم له عادة وأيضامن نحو قوله (عليه السالم): نعم الفاكهة البطيخ (١) وما روي أنه (عليه السالم): كان

يحب من الفاكهةالبطيخ والعنب (٢) وهو اختيار الشيخ (٣) ومن نحو قول الصادقين (عليهما السالم)

لزرارة:أنه (عليه السالم) عفى عن الخضر فقال: وما الخضر قال: كل شيء ال يكون له بقاء

البقلوالبطيخ والفواكه (٤) لظهور العطف في المغايرة، وهو خيرة التلخيص (٥).

(واألدم) بالضم وبضمتين جمع إدام ككتاب وهو (ما يؤتدم به) الخبزأي يطيب ويصلح، ومدار التركيب على الموافقة والمالئمة (يابسا كالملح)

والتمر (ورطبا كالدبس) لعموم االسم، ولما روى يوسف بن عبد الله بن سالمأنه: رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ كسرة من خبز الشعير فوضع عليها

تمرة فقال: هذه إدامهذه (٦). وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيد إدامكم الملح (٧). وقوله: سيد إدام

أهل الدنيا واآلخرةاللحم (٨). ولبعض العامة (٩) قول باختصاصه بما يصطبغ به وهو المائع. وقد حكى

ذلك في الخالف مع حكايته أنه ال خالف في الحنث بالملح (١٠).(ولو حلف: ال يأكل خال فاصطبغ به حنث) إذ ال يؤكل مثله إال بنحو

ذلك (بخالف) ما لو أكل (السكباج) المستهلك فيه الخل، كما في المبسوط (١١)--------------------

(١) لم نعثر عليه.(٢) مستدرك الوسائل: ج ١٦ ص ٣٩٣ ح ٦.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٨.(٤) وسائل الشيعة: ج ٦ ص ٤٤ ب ١١ من أبواب ما تجب فيه الزكاة ح ٩.

(٥) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٢ ص ١٤٨.(٦) سنن أبي داود: ج ٣ ص ٣٦٢ ح ٣٨٣٠.

(٧) بحار األنوار: ج ٦٦ ص ٣٩٤ ح ١.(٨) الجامع الصغير: ج ٢ ص ٣٥.

(٩) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٣٧.(١٠) الخالف: ج ٦ ص ١٨٣ المسألة ٩٨.

(١١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٠.

Page 35: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٣٣)

Page 36: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والتحرير (١) أو مطلقا بناء على أنه ال يسمى بأكل الخل، وكذا لو شرب مرقة فيهاخل وإن لم يستهلك.

(وال يحنث في التمر بالرطب وال بالبسر وال بالعكس فيهما والبينهما) أي ال حنث بين الرطب والبسر فال يحنث في الرطب بالبسر وال

بالعكس، وكذا الحال في الطلع والبلح ونحوهما.(ويحنث في اللبن بلبن الصيد واألنعام واألدمية) وباللبا (والحليب

والمخيض والرائب).(ولو حلف: ال يأكل تمرة معينة، فوقعت في تمر لم يحنث إال بأكل

الجميع أو تيقن أكلها) لألصل (ويجب ترك االستيعاب ولو بإبقاء واحدة)يحتمل المحلوف عليها بل بعضها، ألنه ليس تمرة وال تلك التمرة، إال أن يريد

بأكلها ما يعم الكل وأبعاضها (وهل يجب اجتناب المحصور غير المشق)اجتنابه، أي الموقع في المشقة، ولم أسمع به والمعروف الشاق (إشكال أقربه

ذلك) الختالط الحرام بالحالل فوجب االجتناب عن الكل من باب المقدمة، كماإذا اشتبهت الزوجة باألجنبية، ووجه الخالف أن الحرمة للحنث وإذ ال حنث بأكل

غير المحلوف عليها يقينا فال حرمة وإنا (وإن حرمنا المشتبهة باألجنبية)لكن الفرق حاصل (ألصالة التحريم هناك) فيجب االجتناب ما لم يتيقن الحل

(و) أصالة (اإلباحة هنا) فال يجب االجتناب عما ال يتيقن حرمته، وأما إذااشتبهت المحللة بالمحرمة نسبا مثال فإنما يجب االجتناب، لالحتياط في الفروج

(ولو تلف منه) أي التمر الواقع فيه (تمرة لم يحنث بالباقي) كال أو بعضا(مع الشك) في كون التالف هو المحلوف عليه، ألصل اإلباحة مع الشك في

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠١ س ٣.

(٣٤)

Page 37: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحرمة، بخالف ما لو ماتت إحدى المرأتين من الزوجة واألجنبية، ألصالة الحرمة.(ولو حلف: ال يأكل طعاما اشتراه زيد، فأكل ما اشتراه مع غيره)

صفقة (لم يحنث وإن اقتسماه) كما في الخالف (١) والسرائر (٢) (علىإشكال) كما في المبسوط (٣) والشرائع (٤) من أنهما مشتريان معا لكل جزءيفرض فكل منهما مشترى إذ ال ينافيه شركة الغير ومن تبادر التفرد بالشراء واليفيده القسمة، فإنها ليست بيعا وإن اشتملت على رد وأيضا من أن كال منهما

مشتري للنصف ولذا كان عليه نصف الثمن وال يتعين إال بالقسمة واألصل اإلباحةفيكون كالتمرة المحلوف عليها إذا اختلطت بغيرها وعليه يتجه أن يحنث إذا أكل

أكثر من النصف، ومن أن التعين بالقسمة ال يكفي في تعين المشتري فإنه أمرطارئ غير الشراء، ومن أنه ال أحد منهما بمشتري وإنما هو نصف مشتري ولذاكان عليه نصف الثمن ال لكونه مشتري النصف إليقاعهما العقد على المجموع

(ولو اشترى كل منهما طعاما وامتزج) الطعامان (فأكل الزائد على مااشتراه الغير حنث) وإال لم يحنث وفاقا للخالف (٥) والمبسوط (٦) لألصل كما في

مسألة التمرة وإن وجب االجتناب على وجه مضى.وفيه أوجه اخرى، أحدها: أنه ال يحنث وإن أكل كله، إذ ال يمكن اإلشارة إلى

شيء بأنه اشتراه زيد فالكل كما لو اشتراه صفقة. والثاني: أنه إن أكل ما يمكن فيالعادة انفراد الغير به كحبة من الحنطة لم يحنث، وإال ككف منها حنث، لقضاء العادة

باالشتمال على ما اشتراه زيد، واحتمله الشيخ في المبسوط (٧). والثالث: أنهما إن--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ١٤٩ المسألة ٤٦ و ٤٧.(٢) السرائر: ج ٣ ص ٤٩.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٣.(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٣.

(٥) الخالف: ج ٦ ص ١٥٠ المسألة ٤٨.(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٣.(٧) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٣.

(٣٥)

Page 38: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كانا مائعين حنث بالقليل والكثير، المتزاج األجزاء كلها، وإال فال، وهو خيرةالمختلف (١) والرابع: قول القاضي (٢) وهو الحنث مطلقا لوجوب االجتناب

الختالط الحرام بالحالل، وهو ملزوم لإلثم بتركه وال إثم هنا إال للحنث.(ولو حلف: ال يأكل من لحم شاته وال يشرب لبنها، لزم إال مع

الحاجة، وال يسري التحريم إلى النسل على رأي) وفاقا البن إدريس (٣)والمحقق (٤) لألصل والمباينة للمحلوف عليه، وخالفا للشيخ (٥) وأبي علي (٦)

والقاضي (٧) لخبر عيسى بن عطية قال للباقر (عليه السالم): إني آليت أن ال أشرب منلبن

عنزي، وال آكل من لحمها، فبعتها، وعندي من أوالدها، فقال: ال تشرب من لبنها،وال تأكل من لحمها، فإنها منها (٨) وهو ضعيف.

(ولو حلف: ليأكلن هذا الطعام غدا، فأكله) أو بعضه (اليوم حنث)كما في المبسوط (٩) والخالف (١٠) والشرائع (١١) والجامع (١٢) (لتحقق

المخالفة)ألن التوقيت كما يقتضي نفي الفعل فيما بعد الوقت المقدر يقتضيه قبله، فكأنه

حلف أن ال يأكله قبل الغد وال بعده، فكما يحنث بالتأخير يحنث بالتقديم.وللعامة (١٣) قول باالنحالل واحتمله بعض األصحاب، ألنه إذا وقت اليمين لم يجب

عليه الوفاء قبل الوقت، وحين حضر كان قد انتفى متعلق اليمين. ومبنى القولينعلى أن اليمين هل يقتضي األمر حالها باإليقاع إذا حضر الوقت أو ال يقتضيه إال

--------------------(١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٧٦.

(٢) المهذب: ج ٢ ص ٤١٧.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٤٦.

(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٣.(٥) النهاية: ج ٣ ص ٤٩ - ٥٠.

(٦) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٤٨.(٧) المهذب: ج ٢ ص ٤٠٣.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٧١ ب ٣٧ من أبواب األيمان ح ١.(٩) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٨.

(١٠) الخالف: ج ٦ ص ١٥٨ المسألة ٥٨.(١١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٣.

(١٢) الجامع للشرائع: ص ٤٢١.(١٣) لم نعثر عليه.

(٣٦)

Page 39: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إذا حضر. (و) على المختار (يلزمه الكفارة معجال) أي قبل الغد (علىإشكال) من تحقق المخالفة لما عرفته، ومن احتمال انتفاء القدرة بالموت أو

غيره في الغد فيظهر انتفاء التكليف، وأن المخالفة إنما يتحقق بحضور الوقت معترك المحلوف عليه، وباألكل قبله إنما يحصل العلم بحصول المخالفة، وفي

اإليضاح (١) عمم اإلشكال للحنث. (وكذا) يحنث (لو هلك الطعام قبل الغدأو فيه بشيء من قبله) لعين ما مر مع االحتمال في ما قبله (وال يحنث لو

هلك ال بسببه) قبله أو فيه قبل التمكن من األكل وبعده وجهان. وللعامة (٢) قولبالحنث وإن هلك قبله ال من قبله.

(ولو حلف ال يأكل سويقا، فشربه) وكذا إن حلف أن ال يأكل خبزا،فماثه وشربه كالسويق (أو) حلف (ال يشربه فأكله لم يحنث).(ولو حلف: ال يشرب، فمص قصب السكر أو حب الرمان) أو

نحوهما (لم يحنث) ألنه ال يسمى شربا عرفا وإن سمي به لغة (وكذا لوحلف: ال يأكل سكرا، فوضعه في فيه فذاب وابتلعه) لم يحنث لذلك.

(ولو حلف: ال يطعم أو ال يذوق، حنث باألكل والشرب والمص)الشتمالها على الذوق وزيادة، ولذا ال يمكن أن يقال: كل هذا وال تذقه. والطعمبشمل الشرب والمص، قال الله تعالى: ومن لم يطعمه فإنه مني (٣). وفي العين:الطعم، طعم كل شيء وهو ذوقه قال: وقول العرب: مر الطعم وحلو الطعم معناه

الذوق، ألنك تقول: أطعمه أي ذقه، وال تريد به امضغه كما يمضغ الخبز، وهكذا فيالقرآن: ومن لم يطعمه فإنه مني، فجعل ذوق الطعام؟ الشراب. وفي المقاييس:

الطاء والعين والميم أصل مطرد منقاس في تذوق الشيء. إلى غير ذلك من نصوصهم.--------------------(١) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ١٩.

(٢) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٦٩.(٣) البقرة: ٢٤٩.

(٣٧)

Page 40: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو حلف: ال يأكل قوتا احتمل صرفه إلى) كل ما يقتات به ولو فيغير بلده مثل (الخبز والتمر والزبيب واللحم واللبن، ألنها تقتات) بها (فيبعض البلدان) فيشملها االسم لغة وعرفا (وكذا غيرها) معمما (فيما يقتاته

بعض الناس) أو " في " بمعنى الالم أو على و " ما " مصدرية، أي القتيات بعضالناس أو مع اقتياته له (و) احتمل صرفه (إلى عادة بلده) خاصة (وهو

األقرب) ألنه السابق إلى الفهم مع أصل البراءة (ويحنث بالحب الذيخبزه) أو طبخه (مقتات) لشمول االسم له عرفا ويؤيده ألفاظ األخبار، نحو

أنه (عليه السالم): كان يدخر قوت عياله سنة (١) (وال يحنث) في القوت (بالعنبوالخل والحصرم) ألن القوت ما يقوم به بدن اإلنسان ويمسك الرمق، وال يطلق

في العادة على الفواكه واألشربة.(والطعام يصرف إلى القوت واألدم والحلواء والتمر) وما قيل (٢) من

اختصاصه بالبر لم يثبت (و) يشمل (الجامد والمائع دون الماء) فإنه ال يسمىبه. وقوله تعالى: ومن لم يطعمه، بمعنى الذوق كما عرفت، وهو ال يقتضي دخوله

في اسم الطعام. وقوله (عليه السالم): لماء زمزم طعام طعم (٣) بمعنى أنه يشبعكالطعام، وإال

لم يكن مزية خاصة به (و) دون (ما ال يجرى العادة بأكله كورق الشجروالتراب) وهل يختص بطعام أهل بلده أو يعم وجهان، كما مر في القوت.

(ويحنث في الشعير بالحبات التي في الحنطة منه إال أن يقصد المنفرد)أو يحلف: ال يأكل خبز الشعير أو سويقه، فال يحنث بالمستهلك في الحنطة.

(ولو حلف على شيء باإلشارة) مع ذكر صفة هو عليها أو ال معه(فتغيرت صفته فإن استحالت أجزاؤه وتغير اسمه مثل أن يحلف: ال

--------------------(١) تاريخ بغداد: ج ٩ ص ٤٤٣، الدر المنثور للسيوطي: ج ٦ ص ١٩٣.

(٢) لم نعثر عليه.(٣) األحكام النبوية في الصناعة الطبية: ج ٢ ص ١٠٧.

(٣٨)

Page 41: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أكلت) هذه أو (هذه البيضة فتصير فرخا أو هذه الحنطة فتصير زرعا لميحنث) لقضاء العقل والعرف واللغة، إذا ما حدث مغاير لما كان (وإن زال

اسمه) بنمو أو نضج أو عمل أو نحوها (مع بقاء أجزائه مثل ال أكلت) هذا أو(هذا الرطب فيصير تمرا أو دبسا أو خال أو ناطفا) أي النوع من الحلواء

المسمى بالقبيطي (أو هذا الحمل فيصير كبشا، أو هذا العجين فيصير خبزا،فإنه يحنث) للحكم باالتحاد عقال وعادة، وإنما حصلت زيادة صفة إلى أن

ينوي االجتناب مع االتصاف بهذه األوصاف. والفرق بين هذه والحنطة تصيردقيقا أو سويقا أو الدقيق يصير خبزا غير ظاهر حتى يحكم بالحنث هنا ال هناك،إال أن يريد هنا الحلف على هذه التي هي رطب وحمل وعجين لكنه اقتصر على

اإلشارة ولم يذكر الصفات وهو بعيد.(ولو) حلف باإلشارة واإلضافة و (تغيرت اإلضافة مثل: ال أكلت هذا

رطب زيد، فباعه) زيد (على عمرو حنث) بأكله (إال أن يقصد االمتناعباعتبار اإلضافة).

(وإذا حلف ليفعلن شيئا لم يبر إال بفعل الجميع) إن كان له جميع ال نحوليشربن ماء (ولو حلف: أن ال يفعله وأطلق، ففعل بعضه لم يحنث) وهما

ظاهران (و) لكن (لو اقتضى العرف غيرهما صير إليه. ولو حلف ليشربن ماءالكوز لم يبر إال بفعل الجميع) التفاق الحقيقة والعرف عليه (ولو حلف

ليشربن ماء الفرات بر بالبعض) لقضية العرف (ولو قصد خالف مدلول العرفصير إلى قصده) فلو قصده في المثال شرب الجميع كان من الحلف على المستحيل.

(ولو حلف ال شربت ماء الكوز لم يحنث بالبعض ويحنث فيماء الفرات به) للعرف (ولو حلف: ال شربت من الفرات، حنث بالكرع

منها ومن الشرب من آنية اغترفت منها) وباالغتراف باليد وفاقا للخالف (١)--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ١٦٣ المسألة ٦٧.

(٣٩)

Page 42: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لعموم اللفظ لغة وعرفا، وظاهر قوله تعالى: فمن شرب منه فليس مني إالمن اغترف غرفة بيده (١) (وقيل) في المبسوط (٢) والسرائر (٣) (بالكرع

خاصة) ألنه الحقيقة العرفية أو المجاز الغالب. أما لو حلف: ال يشرب من ماءالبئر فيحنث باالغتراف، فإنه المعروف، وكذا بالكرع وأولى، ألنه الحقيقة. وقيل:

ال ألنه متروك (٤).(ولو حلف على فعل شيئين) لم يبر إال بفعلهما. وإن حلف على تركهما،

وهو الذي أراده المصنف (مثل ال آكل لحما وخبزا، وال آكل زبدا وتمرا،فإن قصد المنع من الجمع أو من كل واحد حمل على قصده، وإال) حمل

(على األول) للظاهر، واألصل (فال يحنث بأحدهما) وأظهر منه التثنية،كأن يحلف: ال يأكل الرغيفين. ومن العامة (٥) من قال: يحنث بأحدهما، بناء على

أصله من أن القرب من الحنث حنث. وفي المبسوط (٦) قطع بالحمل على األول فيالمثنى وعلى الثاني في العطف، ومثل بنحو ال كلمت زيدا وعمروا، قال: ألنهمايمينان حلف: ال كلم زيدا وال كلم عمروا، وإنما دخلت الواو نائبة مناب تكرير

الفعل (ولو كرر ال حنث بكل منهما) قطعا ألنه صريح في الثاني.(ولو قال: ال آكل لحما وأشرب لبنا، بالفتح وهو من أهل العربية لم

يحنث إال بالجمع ال باآلحاد).(ولو حلف على السمن لم يحنث باألدهان) ألنه سالء الزبد خاصة

(بخالف العكس) ولعل الوجه فيه ما في المقاييس: من أن السين والميموالنون أصل يدل على خالف الهزال، ومنه السمن، والدال والهاء والنون أصل يدل

على لين وسهولة وقلة، ومنه الدهن (ولو حلف: ال يأكل بيضا وأن يأكل ما--------------------

(١) البقرة: ٢٤٩.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣٢.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٥٢.(٤) لم نعثر عليه.

(٥) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٧٩.(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣١.

(٤٠)

Page 43: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في كم زيد فإذا هو بيض، بر بجعله في ناطف) ونحوه (وأكله) لخروجهبذلك عن اسم البيض مع بقائه فيه حقيقة، فيصدق أنه أكل ما في كمه.

(المطلب الثالث في البيت والدار)(إذا حلف على الدخول لم يحنث) بالوقوف على الحائط بال خالف.

كما في المبسوط (١) والخالف (٢) وال (بصعوده السطح) الغير المسقف (منخارج وإن كان محجرا) خالفا للعامة فلهم قول بالحنث مطلقا (٣) وآخر إن كان

محجرا (٤) (فعلى هذا ال يجوز االعتكاف في سطح المسجد وال يتعلقالحرمة) التي للمسجد (به على إشكال) من اإلشكال في دخوله، ألن عدم

الحنث بالصعود على السطح ال يعين خروجه عن الدار لجواز أن يدخل فيها، لكنال يدخل صعوده في مفهوم " دخول الدار " عرفا ويؤيده ملك صاحب الدار له،

ومبنى االحتمالين على أن من المعلوم توقف حصول الدار على السطح ولكنيحتمل أن يكون توقف الكل على الجزء وأن يكون توقف المشروط على الشرط

(ويحنث بدخول الغرفة في الدار) فإنها منها، مع صدق الدخول.(ولو حلف: ال يدخل بيتا، فدخل غرفته لم يحنث) بال خالف كما في

الخالف (٥) والمبسوط (٦) ألنها منه كالسطح من الدار (ويتحقق الدخول) فيالدار أو البيت (إذا صار بحيث لو رد بابه لكان من ورائه) في الداخل (و)

كذا (يحنث في الدار بالدهليز ال بالطاق خارج الباب) وال بعتبة الباب.ويتحقق الدخول بأي وجه كان: بالدخول من الباب والسور وطرح نفسه من

السطح وطرح النفس في الماء فحمله والقعود في سفينة ونحوها فدخلت، إال إذا لم--------------------

(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢١.(٢) الخالف: ج ٦ ص ١٤٧ المسألة ٤٣.

(٣) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٤٨.

(٤) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٤٨.(٥) الخالف: ج ٦ ص ١٤٧ المسألة ٤٣.

(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢١.

(٤١)

Page 44: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يكن يريد الدخول فسقط من السطح أو حمله الماء أو السفينة قهرا إلى أن دخلفال يحنث وإن صعد السطح أو دخل الماء أو السفينة مختارا. وفي المبسوط: أنه

إن قعد في سفينة أو على شيء فحمله الماء فأدخله أو طرح نفسه في الماء فحملهالماء فأدخله حنث، ألنه دخل باختياره، فهو كما لو ركب فدخلها راكبا أو

محموال (١) ونحوه في الجواهر (٢) وهو مطلق وكأن القيد مراد. وفيه أيضا: فإن كانفيها شجرة عالية عن سورها فتعلق بغصن منها خارج الدار وحصل في الشجرة

نظرت، فإن كان أعلى من السطح لم يحنث بال خالف، ألنه ال يحيط به سور الدار،ألن هواء الدار ليس منها وإن حصل بحيث يحيط به سور الدار حنث ألنه في

جوف الدار. وإن حصل بحيث يكون موازيا ألرض السطح فالحكم فيه كما لو كانواقفا على نفس السطح (٣).

(ولو حلف: ال دخلت بيتا حنث ببيت الشعر والجلد والخيمة إن كانبدويا) لدخول جميع ذلك في المعهود عند البادية (وإال فال) لخالف ذلك.

ويحنث ببيت المدر مطلقا. وللعامة (٤) قول بالحنث على كل حال إذا كان يعرفعرف الحاضرة والبادية وآخر (٥) بأنه إن كان بدويا ال يدخل بيوت الحاضرة لم

يحنث ببيوتهم، وإن كان قرويا ال يعرف بيوت البادية لم يحنث ببيوتهم. وفيالخالف: الحنث بالجميع مطلقا، لشمول االسم لها لغة وعرفا وشرعا، كما قال اللهتعالى: وجعل لكم من جلود األنعام بيوتا تستخفونها (٦) وفي المبسوط (٧) الحنث

مطلقا إن كان بدويا، وكذا إن كان قرويا يعرف بيوت البادية وإال فال (وال يحنثبالكعبة والحمام) والمسجد والبيعة والكنيسة وفاقا للشيخ (٨) (ألن البيت ما

--------------------(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢١.

(٢) جواهر الفقه: ص ٢٠٣ المسألة ٧١١.(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢١.

(٤) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٥١ - ٣٥٢.

(٥) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٥١ - ٣٥٢.(٦) الخالف: ج ٦ ص ١٤٨ المسألة ٤٥.

(٧) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٢.

(٨) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٧.

(٤٢)

Page 45: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

جعل بإزاء السكنى) قال ابن فارس: الباء والياء والتاء أصل واحد، وهوالمأوى والمآب ومجموع الشمل (١) وقال الراغب: أصل البيت مأوى اإلنسانبالليل، ثم قد يقال: من غير اعتبار الليل فيه (٢). وخالفا البن إدريس فنص على

الكعبة، لتسميتها في الشرع بالبيت (٣) فيقال لها بيت الله، وقال تعالى: إن أول بيتوضع للناس للذي ببكة مباركا (٤) وليطوفوا بالبيت العتيق (٥) إلى غير ذلك.

وللمحقق فاستشكل فيها وفي المسجد والحمام لقوله تعالى: في بيوت أذن الله أنترفع ويذكر فيها اسمه، وألنه يقال له بيت الله، ولما في الخبر من قوله (عليه السالم):

نعمالبيت الحمام (٦) (وكذا الدهليز والصفة) ليسا من البيت عرفا فال يحنث بهما.

(ولو حلف ليخرجن) من الدار ونحوها (فصعد السطح ففي البرإشكال) من أن الدخول ال يتحقق إال بالنزول منه إلى الدار وما هو إال ألنه ما كان

عليه خارج عنها، ومن احتمال أن ال يكون خارجا وال داخال كمن دخل ببعضبدنه وخرج ببعض لكون السطح من أجزاء الدار.

(ولو حلف على فعل فإن كان ينسب إلى) تمام (المدة كاالبتداء)أي كما ينسب إليه، كالركوب والسكنى ألنه يصح أن يقال: ركب شهرا وسكن

شهرا مثال (حنث بهما) أي بكل من االبتداء واالستدامة (وإال) ينسب إال إلىاالبتداء (فباالبتداء) يحنث خاصة كالدخول والقعود، إذ ال يقال: دخلت البلد

شهرا، وبعت الدار شهرا أو نحو ذلك.(فلو حلف: ال يدخل دارا وهو فيها لم يحنث بالمقام فيها) وإنما

يحنث بما إذا دخلها ثانيا بعد الخروج خالفا لبعض العامة (٧) (وكذا لو قال: ال--------------------

(١) مقاييس اللغة: ج ١ ص ٣٢٤ (مادة بيت) وفيه: مجمع الشمل.(٢) المفردات للراغب: ص ٦٤ (مادة بيت).

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٤٨.(٤) آل عمران: ٩٦.

(٥) الحج: ٢٩.(٦) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٧.

(٧) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٤٣.

(٤٣)

Page 46: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

آجرت هذه الدار أو ال بعتها أو ال وهبتها تعلقت اليمين باالبتداء خاصة)فال حنث لو كان آجرها أو باعها أو وهبها باالستدامة بل باإليقاع ثانيا.

(ولو قال: ال سكنت) بها (وهو ساكن بها، أو ال أسكنت فيها زيداوهو ساكن، حنث باالستدامة واالبتداء، ويبر بخروجه عقيب اليمين) بال

فصل، أو ما هو في حكم الخروج من المقام لنقل متاعه كما يأتي. وللعامة قول (١)بأنه إنما يحنث لو أقام يوما وليلة. وآخر (٢) بأنه ال طريق له إلى البرء، لخروجه

منها من السكون فيها (ولو) خرج ثم (عاد ال للسكنى بل لنقل متاعهوعيادة مريض بها وشبهه) كأن اجتاز بها في طريقه وإن تردد فيها أو مكث البنية السكنى لغرض صحيح أو غيره (لم يحنث) إذ ليس شيء من ذلك بسكنى

(وكذا لو قال: ال أركب وهو راكب أو ال ألبس وهو البس حنث باالبتداءواالستدامة) لصحة أن يقال: ركب يوما ولبس شهرا (وفي التطيب إشكال،

أقربه الحنث باالبتداء خاصة) كما في المبسوط (٣) إذ ال يقال: تطيب شهرا وإنقيل في االستدامة، إنه متطيب كما يقال لمستديم الدخول: إنه داخل، وال يقالدخل شهرا. وحرمة االستدامة على المحرم ووجوب الكفارة عليه ليس للتطيب

بل التحاد حكم التطيب واالستدامة بالنسبة إليه، ووجه الخالف احتمال أن يكونحقيقة في االستدامة أيضا، ألنه قبول الطيب وهو ضعيف.

(ولو حلف: ال يسكن) الدار (حنث بالمكث ساعة يمكنه الخروجفيها) ال لالشتغال بما يعين على الخروج وان لم ينو به السكنى أو نوى خالفها،والفرق بينه وبين ما إذا مكث بعد الخروج والعود ثانيا - حيث لم يحكم فيها

بالحنث إذا لم ينو السكنى - أنه ال يخرج عن السكون إال بالخروج وال يصدق--------------------

(١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٤٣.

(٢) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٤٣.(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٢.

(٤٤)

Page 47: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

" ثانيا " إال بالسكون للسكنى، كما أن المقيم ال يصير مسافرا بالنية بل إذا خرج إلىالسفر، وال يعود مقيما بمجرد العود بل إذا نوى اإلقامة (ولو أقام لنقل رحلهوقماشه) ونحو ذلك من مقدمات الخروج (لم يحنث) وفاقا للخالف (١)

والمبسوط (٢) لقضية العادة، وحنثه في التحرير (٣) وهو قول بعض العامة (٤) وترددفي اإلرشاد (٥) (وال يجب) في البر (نقل الرحل واألهل وال يحنث بتركهما

مع خروجه بنية االنتقال) خالفا لبعض العامة (٦).(ولو حلف: ال ساكنت فالنا حنث باالبتداء واالستدامة ولو انتقل

أحدهما) بعده بال فصل وإن مكث لنقل الرحل ونحوه (بر) وطريق معرفةالمساكنة أنهما (لو كانا في بيتين من خان) وإن كان ضيقا (أو) من (دار

متسعة لكل بيت باب وغلق) مباين لما لآلخر ولو بالقوة القريبة من الفعل، بأنلم يكن ولكن صلح ألن يجعل له باب وغلق وهو على هيئته (فليسا بمتساكنين

بخالف ما لو) كانا في بيت واحد أو في صفتين أو أحدهما في بيت واآلخر فيصفة أو في بيتين لدار صغيرة وإن انفردا بغلق أو في بيتين من دار متسعة و (لم

ينفردا بغلق) بأن كان أحدهما داخل اآلخر، أو في حجرة صغيرة كل منهما فيبيت له باب مفرد يغلق فكل هذا مساكنة. قال في المبسوط في الحجرة: ألن

الحجرة الصغيرة إنما تبنى لواحد ويفارق الخان الصغير، ألنها وإن صغرت فإنهاتبنى مساكن (٧) انتهى. ثم كل ذلك إذا أطلق المساكنة. وأما إذا قال: ال ساكنته فيخان أو دار، حنث وإن كانا في بيتين منفردين، كما أنه لو حلف: ال ساكنته في بلد

حنث وإن كانا في دارين أو في إقليم حنث وإن كانا في بلدين (ولو كانا في دار--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ١٤٥ المسألة ٤١.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٠.

(٣) تحرير األحكام: ج ٢ ص ٩٨ س ٣١.(٤) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٤٣.

(٥) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٨٧.(٦) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٤٤.

(٧) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢١.

(٤٥)

Page 48: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فخرج أحدهما) عقيب اليمين (واقتسماها حجرتين وفتحا لكل واحدةبابا وبينهما حاجز ثم سكن كل منهما في حجرة لم يحنث. ولو تشاغال

ببناء الحاجز وهما متساكنان حنث) وإن كان االشتغال بذلك اشتغاال بمايرفع المساكنة، لظهور الفرق بينه وبين االشتغال بمقدمات الخروج.

(ولو قال ال ساكنته في هذه الدار فقسماها حجرتين وبنيا حاجزا)بينهما (ثم سكنا لم يحنث) وإن صغرت الدار كما أنه ال يحنث في الكبيرة إذا

بنيا فيها حجرتين أو بيتين منفردين وإن لم يحجزا بينهما.(ولو حلف: ليخرجن من هذه الدار، اقتضى الخروج بنفسه خاصة)

دون الرحل والعيال (وإن أراد) بالخروج خروج (النقلة) بأن يسكن في غيرهاكما مر في ترك السكنى، وال يجب المبادرة إال أن يقيد بها أو بوقت (و) إذاتحقق الخروج مرة (تنحل اليمين به فله العود) متى شاء إال أن يريد الهجران.

(المطلب الرابع في العقود)(واإلطالق ينصرف إلى الصحيح منها) ألنه الحقيقة (فلو حلف: ليبيعن

أو ال يبيع، انصرف إلى البيع الصحيح دون الفاسد) فال يبر به في األول واليحنث به الثاني (إال في المحرم بيعه كالخنزير والميتة والخمر فإن اليمين)فيه (على عدم البيع ال ينصرف إلى الصحيح) تحرزا عن حمل الكالم على

الهذر (بل إلى الصورة) فيحنث بإيقاعها وقد يقال: ال يحنث اعتبارا بالحقيقة.(نعم األقرب اشتراط ما يشترط في الصحيح) سوى المعلوم فقدانه

لقرب المجاز بذلك من الحقيقة (ويحنث) إذا حلف ال يبيع (بالبيع معالخيار) قلنا باالنتقال بمجرده أو ال، ألن البيع إنما هو العقد (و) بالبيع

(المختلف فيه) صحة وفسادا (كوقت النداء) ما لم يعلم حاله من الصحة أوالفساد، بأن ال يكون مجتهدا وال يمكنه الرجوع إلى مجتهد رجح أحد الرأيين، أو

(٤٦)

Page 49: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يكون مجتهدا مترددا فيهما، وذلك ألن األصل الصحة فيحكم بها ما لم يعلم الفسادوإن كان األصل عدم الحنث (وإنما يحنث) في البيع وغيره من العقود

(باإليجاب والقبول) جميعا (ال بأحدهما، فلو أوجب ولم يقبل المشتريلم يحنث) لو حلف ال يبيع (ولو حلف ليبيعن لم يبر به وليس) يلزم من

ذلك أن يكون (يمينا على فعل الغير) وهو القبول وإنما هي يمين على إيجابهممن يقبل. (ويحنث باإليجاب فيما ال يفتقر) تحققه (إلى القبول كالوصية،

ألن قبولها قد يقع بعد الموت) وهو المعتبر في صحتها فال يمكن إناطة الحنثبه (قيل) في الخالف (١) وفي المبسوط (٢) على تردد (والهبة) ألنه إذا قال:

وهبت، قيل: إنه وهب وإن لم يقبل الموهوب، بخالف البيع.(ولو حلف ليتزوجن على امرأته يبر باإليجاب والقبول من غير

دخول) إذ ال يدخل له في مسمى التزويج وإن قصد بذلك أن يغيظ امرأته أوصرح به (ألن الغيظ يحصل به، بل بالخطبة) فيضعف قول من قال من

العامة (٣): أنه ال يبر إال بالدخول، لعدم حصول الغيظ بدونه من وجهين، األول أنهغير التزوج، والثاني أنه حصول بدونه (ولو قصد الغيظ) صرح به أو اكتفى بنيته

(لم يبر بما لم يحصل به) من التزويج (كالتزويج بالعجوز).(ولو حلف: ال يأكل ما اشتراه زيد، لم يحنث بأكل ما ملكه بهبة

معوضة، أو رجع إليه بعيب أو إقالة أو قسمة أو صلح بعوض) األولى تعلقه بكلمن القسمة والصلح (أو شفعة ويحنث) بأكل ما اشتراه (بالسلم) والكل ظاهر.

(ولو حلف: أن ال يشتري أو ال يتزوج، فوكل وعقد الوكيل، أو قال:ال بنيت بيتا فبناه الصانع بأمره أو استيجاره أو) قال: (ال ضربت، وهو

--------------------(١) الخالف: ج ٦ ص ١٨٦ المسألة ١٠٣.

(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٥٠.(٣) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٢٩٧.

(٤٧)

Page 50: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

سلطان) ليس من عادته الضرب بنفسه (فأمر به ففي الحنث إشكال، ينشأمن معارضة العرف والوضع، ولعل األقرب متابعة العرف) لنسخه اللغة

وخصوصا فيمن لم يعتد منه أن يلي األفعال بنفسه كالسلطان ال يلي البيع والشراءوالضرب ومن ال يعرف البناء، خالفا للخالف (١) والسرائر (٢) والشرائع (٣) فرجحوا

اللغة. وفي المبسوط (٤): اعتبر اللغة إن كان يلي الفعل بنفسه، وتردد فيمن ال يليه،ومال إلى ما استقربه المصنف وقال في التزوج والطالق باعتبار اللغة وإن كان

الحالف سلطانا، ألنهما مما يليه بنفسه.(ولو قال: ال أستخدمه، فخدمه بغير أمره لم يحنث) كان عبد نفسه أو

عبد غيره، خالفا لبعض العامة (٥) فحنثه إن كان عبد نفسه.(ولو حلف: ال يبيع أو ال يشتري أو ال يتزوج فتوكل) لغيره (في

هذه العقود، فاألقرب الحنث) ألنها حقائق في إيقاع العقد. ويحتمل العدم،لقولهم: ما بعته وال اشتريته بل كنت وكيال، وهو الحق في ال أتزوج وال أنكح، إذ اليقال لوكيل الزوج: إنه تزوج أو نكح، وقد سمعته فيما مضى، نعم إن قال: ال أزوج

أو ال أنكح من اإلنكاح حنث قطعا.(ولو حلف: ال كلمت عبدا اشتراه زيد، فاشترى وكيل زيد لم يحنث

بكالمه وكذا في) الحلف أن ال يكلم (امرأة تزوجها زيد فقبل وكيل زيد)وفيهما أيضا معارضة اللغة والعرف بزعم المصنف، وعلى ما قلناه في الشراء

خاصة (ويحنث) قطعا (لو قال) ال كلمت (زوجة زيد أو عبده).(ولو حلف: ال يبيعه بعشرة، فباعه بأقل ففي الحنث إشكال) من

--------------------(١) الخالف: ج ٦ ص ١٦٢ المسألة ٦٥.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٥٠.(٣) شرائع اإلسالم:، ج ٣ ص ١٧٨.

(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣١.(٥) المبسوط للسرخسي: ج ٩ ص ١٢.

(٤٨)

Page 51: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الخروج عن المنطوق، ومن الفهم في العرف بطريق األولى (وال يحنث باألكثرقطعا و بالعكس في الشراء.)

(ولو حلف على الهبة انطلق إلى كل عطية متبرع بها) كما فيالمبسوط (١) والخالف (٢) (كالهدية والنحلة والعمرى على إشكال) في

العمرى خاصة من أنها تمليك منفعة وهو خيرة الشرائع (٣) فيها وفي النحلة لجوازتناولها المنفعة، ومن احتمال عموم الهبة لتمليك المنافع وقوله (عليه السالم): " العمرى

هبةلمن وهبت " (٤) له. أو في الكل من أنها في األصل التمليك بغير عوض كما نص

عليه جماعة من أهل اللغة (٥) ومن اختصاصها في عرف الشرع بغيرها. وهو ممنوعفي غير العمرى (والوقف) كما في المبسوط (٦) بناء على االنتقال إلى ملك

الموقوف عليه (والصدقة) المندوبة كما فيه وفي الخالف (٧) والجامع (٨) لدخولهافي تمليك العين بال عوض، ولم يدخلهما ابن إدريس فيها ومنع كون الهبة عبارة

عن تمليك العين تبرعا بال عوض، قال: ألن الوقف كذلك وال يسمى هبة بغيرخالف، وصدقة التطوع عندنا ال تسمى هبة بل بينها وبين الهبة فرق كثير، ألنصدقة التطوع بعد القبض ال يجوز الرجوع فيها (٩) وفي المختلف: أن ادعاء

اإلجماع غلط، وأن احتجاجه بلزوم الصدقة دون الهبة ينتقض بهبة ذي الرحم (١٠)وقد يفرق بينهما باشتراط القربة في الصدقة، ودفع بأنها تدخل في الهبة أيضا وإن

لم يشترط بها، فإنا نقول: إنها نوع منها.--------------------

(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٤.(٢) الخالف: ج ٦ ص ١٧٧ المسألة ٩١.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٧.(٤) مسند أحمد بن حنبل: ج ٣ ص ٣٠٢ و ٣٠٤.(٥) النهاية البن األثير: ج ٥ ص ٢٣١ (مادة وهب).

(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٤.(٧) الخالف: ج ٦ ص ١٧٧ المسألة ٩١.

(٨) الجامع للشرائع: ص ٤٢٢.(٩) السرائر: ج ٣ ص ٥٥.

(١٠) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٣.

(٤٩)

Page 52: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو قال: ال أتصدق لم يحنث بالهبة) غير المتصدق.(ولو حلف على المال انطلق على العين والدين الحال والمؤجل وإن

كان المديون معسرا) الشتغال ذمته به ولذا يبرأه إذا أبرأه (والعبد اآلبقوالمدبر) لبقاء الملك (فلو حلف: ليتصدقن بماله لم يبر إال بالجميع)

وللعامة قول باختصاصه بالزكوي (١) وآخر بالعين، وثالث بغير المؤجل (دونالمكاتب) وإن كان مشروطا كما يقتضيه اإلطالق لجريانه مجرى الخروج من

ملكه ولذا ال يملك منافعه، خالفا للتحرير (٢) لبقاء الملك حقيقة، كما قال (عليهالسالم):

المكاتب عبد ما بقي عليه درهم (٣) (و) كذا (ام الولد) خالفا ودليال، نعمإن حلف على نحو التصدق بماله لم يتناولهما، لمنع التصرف فيهما بمثله

شرعا، ويجوز أن يكون الذي أراده (وفي) دخول (المنفعة) في المال(كإجارة الدار) أي كالسكنى المستحقة باإلجارة ونحوها، وكخدمة العبدومنافع الدابة (نظر) من تبادر األعيان إلى الفهم، ومن مساواتها األعيان في

االنتفاع والتقويم. وقد مر ترجيحه في التفليس، وأما منفعة نفسه ونحو حق الشفعةواالستطراق فليس منه.

(المطلب الخامس في اإلضافات والصفات)(لو حلف: ال يدخل دار زيد انصرف إلى المملوكة) له بال خالف كما

في المبسوط (٤) (ولو بالوقف) عليه إن قلنا بملكه (وإن لم يكن مسكنه الالمسكونة بأجرة وغيرها) إال أن يكون نوى المسكن بالدار (ولو حلف على

مسكنة دخل المستعار والمستأجر، وفي المغصوب إشكال) من أن--------------------

(١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٤٥٧.(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٣ س ١.

(٣) سنن أبي داود: ج ٤ ص ٢٠ الحديث ٣٩٢٦ وفيه: " عليه من مكاتبته درهم ".(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٥.

(٥٠)

Page 53: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اإلضافة مقدرة بالالم والمتبادر منها االستحقاق، ومن أن أدنى المالبسة كافية فيها(وال يدخل الملك مع عدم السكنى) فإن المتبادر من إضافة المسكن إليه

اختصاصه به من حيث السكنى وإن جازت بدونه.(واليمين تابعة لإلضافة مع عدم اإلشارة) قطعا (فلو حلف: ال يدخل

دار زيد فباعها أو ال يدخل مسكنه فخرج عنه أو ال يكلم زوجته فطلقهاأو ال يستخدم عبده فباعه، انحلت اليمين) إال أن يكون نوى العموم، ويدل

عليه خبر أبي بصير سئل الصادق (عليه السالم) في رجل أعجبته جارية عمته، فخافاإلثم

وخاف أن يصيبها حراما فأعتق كل مملوك له، وحلف باأليمان أن ال يمسها أبدا،فماتت عمته فورث الجارية، أعليه جناح أن يطأها؟ فقال: إنما حلف على الحرام

ولعل الله أن يكون رحمه فورثها إياه لما علم من عفته (١). وفيه: أنه يجوز أن يكونعينها باإلشارة أو االنحالل، ألنه صارت المخالفة أولى (ولو قيده باإلشارة)دون اإلضافة (كقوله: ال دخلت هذه الدار لم ينحل اليمين ولو جمع) بينهما

(كقوله: ال دخلت دار زيد هذه أو ال استخدمت هذا عبد زيد فاألقرببقاء) حكم (اليمين مع عدم اإلضافة) ألن اإلشارة أفادت تعلقها بالعين فال

يضر زوال الصفة. ويحتمل االنحالل، ألصالة البراءة، وألنها علقت بالعين معالصفة فينحل بزوال أحد األمرين، وألنه يتبادر إلى األفهام من الحلف على مثله

أنه أراد قطع المواالة بينه وبين زيد. قال في المبسوط: وهذا الذي يدل عليه أخبارأصحابنا، واألول أقوى (٢) وبه قطع في الخالف (٣) ونسبه إلينا. ولعله أراد باألخبار

خبر أبي بصير في جارية العمة، ألنه يعم ما إذا عينها باإلشارة مع اإلضافة.(ولو قال: ال آكل لحم هذه البقرة وأشار إلى سخلة أو ال كلمت هذا

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٠ ب ٤٩ من أبواب األيمان ح ١.

(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٤.(٣) الخالف: ج ٦ ص ١٧٣ المسألة ٨٥.

(٥١)

Page 54: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الرجل وأشار إلى طفل، حنث باألكل والكالم) وإن خالف الذات في األولوالوصف في الثاني (تغليبا لإلشارة) وتحرزا عن إلغاء الكالم رأسا.

(ولو حلف: ال يدخل هذه الدار من بابها لم يحنث بالدخول من غيرالباب) بنحو التسور والدخول من منفذ الماء. (ولو استجد باب آخر فدخل

به حنث سواء أزيل الباب األول أو بقي) لعموم اللفظ كل باب اختص بها منقديم وجديد، كما أنه إن حلف ال يدخل دار زيد حنث بما سيملكه من الدور.وقيل بالعدم (١) صرفا للفظ إلى الموجود (ولو قلع الباب وحول إلى دار اخرى

وبقي الممر حنث بدخوله، ألن االعتبار في الدخول بالممر ال بالمصراع)وفيه وجهان آخران، أحدهما االعتبار بالمصراع دون الممر، واآلخر باعتبارهما.وهما ضعيفان وإن سلمنا كون الباب حقيقة في المصراع. (و) على المختار (لو

حلف: ال دخلت من هذا الباب، لم يحنث بالدخول من باب آخر وإنحول الخشب إلى الثاني، ولو حلف على الدخول فنزل من السطح

فاألقرب الحنث) كان على السطح حين حلف أو خارجا، فإن الدخول ال يعمالكون على السطح، ويعم االنتقال من الخارج إلى الداخل بأي وجه كان. ويحتمل

العدم مطلقا لما أن المتبادر من دخولها الدخول من الباب ونحوه من المنافذ الالنزول، والعدم إن كان على السطح بناء على عموم دخولها للكون عليه، فإنه ال

يحنث إذا حلف وهو فيها إال بدخول متجدد كما عرفت.(ولو حلف: ال ركب دابة العبد) عبر بلفظ العبد أو ذكر اسمه وهو عبد

(لم يحنث إال بما يملكه بعد العتق إن أحلنا الملك مع الرقية) وإن وسمتله دابة، لتبادر الملك. وأما إذا ملكها بعد العتق فإن عبر باسمه حنث قطعا وإن عبربدابة العبد لم يحنث. وإن قال: دابة هذا العبد جرى فيه ما جرى في نحو دار زيد

--------------------(١) لم نعثر عليه.

(٥٢)

Page 55: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

هذه. (ويحنث في) دابة (المكاتب وإن كان مشروطا، النقطاع تصرفالمولى عن أمواله) فهي في حكم ماله، ولذا ال يحنث بركوب دابته إذا حلف ال

يركب دابة السيد (ولو حلف ال يركب سرج الدابة حنث بما هو منسوبإليها) من السروج، إذ ال يراد هنا باإلضافة إال المعروف من االختصاص دون

الملك، ألنها ليست أهال للملك بخالف العبد.(ولو حلف: ال يلبس ما غزلت فالنة حنث بالماضي من الغزل)

خاصة (أما لو قال: ال ألبس ثوبا من غزلها) فظاهر أنه (شمل الماضيوالمستقبل وال يحنث بما خيط من غزلها أو كان سداه) خاصة أو لحمته

خاصة (منه إذا ذكر الثوب) فإنه ال ينطلق على السدى وحده وال على اللحمةوحدها. أما لو قال: ال ألبس ما من غزلها أو ما غزلته أو تغزله فإنه يحنث بلبس ما

سداه خاصة أو لحمته خاصة منه، لصدق اللبس.(ولو حلف: ال يلبس قميصا فارتدى به) وهو على هيئته (ففي

الحنث إشكال) من أنه لبس، ومن أن المتبادر لبسه على الوجه المعروف (واليحنث) بال خالف كما في المبسوط (١) (لو فتقه وائتزر) أو ارتدى (به).

(وإذا علق على اإلشارة دامت بدوام العين) قطعا (كقوله: ال أكلتهذا أو ال كلمته. ولو علق على الوصف انحلت بعدمه كقوله: ال كلمتعبدا أو ال أكلت لحم سخلة فكلم من أعتق أو أكل لحم بقرة) كذا في

النسخ والظاهر لحم كبش، ويمكن تعميم السخلة لولد البقرة توسعا (ولو اجتمعافاألقرب تغليب اإلشارة) كما مر في اإلضافة (كقوله: ال كلمت هذا العبد أو

ال أكلت لحم هذه السخلة فيعتق وتكبر) فإنه يحنث.(ولو حلف: ال يخرج بغير إذنه، فأذن بحيث ال يسمع المأذون، ففي

--------------------(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٥.

(٥٣)

Page 56: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحنث إشكال) من الشك في اشتراط تحقق اإلذن بعلم المأذون، وعلى عدماالشتراط من الشك في كون الباء للسببية أو المصاحبة، وعلى السببية من الشك

في اشتراط العلم بسبب اإلباحة (وإذا خرج مرة بإذنه انحلت اليمين) ولميلزمه كلما دخل أن ال يخرج إال بإذنه إال إذا حلف كذلك.

(ولو حلف: ال دخلت دارا، فدخل براحا كان دارا لم يحنث) ألنه اليسمى دارا حقيقة ألخذها من الدوران، وإنما سميت بها لدوران الحائط بها وإن

كثر استعمالها فيه (ولو قال: ال دخلت هذه الدار، فانهدمت وصارت براحااحتمل الحنث بدخولها، وعدمه، للتردد بين الرجوع إلى اإلشارة أو

الوصف) ويزيد اإلشكال هنا كون الوصف فيه بمنزلة اسم الذات، ألن الحكم فيهيتبع االسم. وفي المبسوط: أنه ال يحنث عندنا (١). وعن المصنف في الدروس أن

االسم للعرصة وليست العمارة جزء من مفهومه (٢). وإن انهدمت ثم بنيت بآلتها أوبغيرها حنث إن كانت الدار هي العرصة المحاطة بالحيطان دون الحيطان، وهو

الظاهر. وقيل: ال يحنث مطلقا (٣). وقيل: يحنث إن أعيدت بآلتها (٤).(ولو حلف: ال يدخل على زيد بيتا، فدخل على جماعة هو فيهم)

جاهال لم يحنث عندنا، خالفا لبعض العامة (٥) وإن كان (عالما ولم يستثنهحنث) بال إشكال (وكذا إن استثناه بأن نوى الدخول على غيره خاصة

على رأي) وفاقا للخالف (٦) والسرائر (٧) والجامع (٨) والشرائع (٩) ألنه فعل واحدال يختلف باختالف القصود. وخالفا للمبسوط (١٠) بناء على اختالف األفعال

--------------------(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٤.

(٢) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٣٤.

(٣) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٣٤.(٤) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٥٨.(٥) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٦٥.

(٦) الخالف: ج ٦ ص ١٥٧ المسألة ٥٦.(٧) السرائر: ج ٣ ص ٥٠.

(٨) الجامع للشرائع: ص ٤٢١.(٩) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٧٧.

(١٠) المبسوط: ج ٦ ص ٢٢٧.

(٥٤)

Page 57: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

االختيارية بالقصود (أما لو قال: ال كلمته، فسلم على جماعة هو فيهموعزله بالنية) خاصة (أو النطق) أيضا (لم يحنث) قوال واحدا، ألن

الخطاب يختلف باختالف القصود بال إشكال (ولو لم يستثنه مع العلم حنث)وللعامة (١) قول بأنه ال يحنث، وآخر بأنه يحنث وإن استثنى.(ولو حلف: ليعطين من يبشره، فهو ألول مخبر بالبشار (٢))

لالختصاص به عرفا، والعلة فيه أنه اإلخبار بما يظهر منه السرور على البشرة،وهو مختص في الغالب بالخبر األول، وهل يشترط الصدق؟ وجهان، (سواء

تعدد أو اتحد) لعموم " من " (ولو قال: من يخبرني، استحق الثاني ومنبعده مع األول) فإن المعروف من اإلخبار اإلتيان بالجملة الخبرية من غير إرادة

اإلنشاء بها وإن علم المخاطب بمضمونها، وهو ممنوع في العرف العام، نعم هوالمعروف بين علماء العربية ولكن ال يظهر فيه خالف (ولو قال:) ألعطين

(أول من يدخل داري، فدخلها واحد) أو جماعة (استحق) وفيالمبسوط: فإن قال: أول من يدخل الدار من عبيدي أحرار، فدخل اثنان معا

ودخل ثالث، لم ينعتق االثنان، ألنه ال أول منهما، وال الثالث، ألنه ليس بأول، فإنقال: أول من يدخلها من عبيدي وحده فهو حر، فدخلها اثنان معا وثالث بعدهما،

عتق الثالث وحده، ألنه أول داخل وحده. وقد روي في أحاديثنا أن االثنينينعتقان، ألنهم رووا أنه إذا قال القائل: أول ما تلده الجارية فهو حر، فولدت توأما

اثنين أنهما ينعتقان (٣) انتهى. ثم إنه يستحق من لم يسبق بالدخول (وإن لميدخل غيره) إن يراد به في الغالب من لم يسبق خالفا لبعض العامة (٤) (ولو

قال: آخر من يدخل داري، كان آلخر داخل قبل موته، ألن إطالق--------------------

(١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٤٤٥.(٢) في القواعد: بالسار.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٨.(٤) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٤٠٧.

(٥٥)

Page 58: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الصفة) وهي هنا دخول الدار (يقتضي وجوده) أي الصفة (حال الحياة) البعدها وإال لغت اليمين، مع أن إضافة الدار إلى نفسه ظاهرة في الملك، وهي تخرج

عن ملكه إذا مات. وإذا عين الدار باإلشارة أو النية، كان آلخر داخل قبلخروجها عن ملكه.

(ولو حلف: ال يلبس حليا حنث بالخاتم) خالفا لبعض العامة (١)(واللؤلؤ) منفردا، لقوله تعالى: وتستخرجون منه حلية تلبسونها (٢) خالفا لبعض

العامة (٣) وهو خيرة الدروس (٤).(والتسري) أصله التسرر (وهو) اتخاذ السرية، وهي األمة المتخذة

للوطء، من السر، إلخفائها بالتخدير أو عن الزوجة، أو السر هو الجماع، أوالسرور، ألنه يسر بها أو تسر به. وقيل: من السرا وهو الظهر، ألنها مركوبة.

وبالجملة: فلو حلف على التسري اعتبر (وطء األمة) قطعا (وفي جعلالتخدير شرطا نظر) فاعتبره الشيخ في الخالف (٥) وفي المبسوط (٦) في وجه،

وفي آخر اعتبر الوطء واإلنزال دون التخدير ورجحه على األول. ولعل اعتباراإلنزال التباع العادة. وفي المختلف المعتمد البناء على العرف، وهو يختلف

باختالف األزمان واألصقاع (٧) يعني في اعتبار التخدير وعدمه، فإن منهم منيخدر السرية ومنهم من ال يخدرها.

(ولو حلف: أن يدخل) دارا ونحوها (لم يبر إال بدخوله كله) البإدخال رأسه أو يده أو إحدى رجليه، ولكن يصدق عرفا بما إذا دخل ورأسه أو يداه

--------------------(١) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٩٦.

(٢) النحل: ١٤.(٣) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٩٦.

(٤) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ١٧٤ درس ١٥٤.(٥) الخالف: ج ٦ ص ١٨٧ المسألة ١٠٦.

(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٥١.(٧) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٧.

(٥٦)

Page 59: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

خارجة. وإذا دخل مضطجعا ونحوه احتمل اعتبار أنه إذا جلس كان داخال (ولوحلف: أن ال يدخل، لم يحنث بدخول بعضه كرأسه ويده) وإحدى رجليه.

(ولو حلف: ال يلبس ثوبا، فاشترى به أو بثمنه ثوبا ولبسه لم يحنث)ولبعض العامة قول بأنه إذا حلف ال يلبس ثوبا من عمل يد فالن فاستبدل به أوبثمنه ثوبا فلبسه حنث (١) بناء على جعله كقوله: ال شربت له ماء من عطش.

(المطلب السادس الكالم)(لو قال: والله ال كلمتك فتنح عني، حنث بقوله: " تنح عني " دون

األول) وهما ظاهران (ولو قال: أبدا، لم يحنث به أو الدهر أو ما عشت أوكالما حسنا أو قبيحا) فإن شيئا من ذلك ال يسمى كالما فضال عن كونه كالما

معه، وألنه ال يتم اليمين على ما نواه بدونه (ولو علل مثل) أن قال: (ألنكحاسد أو مفسد، فإشكال) من الدخول في الجملة القسمية وعدم االستقالل،ومن أن اليمين تمت قبله، مع اشتماله على الحكم والخطاب معه (ويحنث لوشتمه) مع مواجهته به، إال أن يقوم قرينة على أنه إنما حلف على ما ينبئ عنالموادة (ولو كاتبه لم يحنث وكذا لو راسله أو أشار إشارة مفهمة) لخروج

جميع ذلك عن حقيقة الكالم، ولقوله تعالى: فأشارت إليه (٢) بعد قوله: إني نذرتللرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا (٣) واالستثناء في قوله تعالى: " آيتك أال تكلم

الناس ثالثة أيام إال رمزا " (٤) منقطع خالفا لبعض العامة (٥) فحنث بالجميع.واحتمل حنث األخرس باإلشارة والمكاتبة.

(ولو حلف على المهاجرة ففي الحنث بالمكاتبة) أو المراسلة--------------------

(١) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٩٨.(٢) مريم: ٢٩.(٣) مريم: ٢٦.

(٤) آل عمران: ٤١.(٥) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٣٢٧.

(٥٧)

Page 60: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(إشكال) من اإلشكال في شمول المهاجرة لترك جميع ذلك فإنها قطع الموادةوهي تحصل بكل من ذلك، وال يعلم أنه حلف على قطع جملة مراتبها أو بعضها

فإن الكالم موجب لفظا منفي معنا، فإن اعتبر اللفظ كفى نوع من القطع، وإن اعتبرالمعنى لزم القطع جملة، وهو خيرة اإلرشاد (١) وال إشكال في مكاتبة ومراسلة ال

تنبئ على الموادة.(ولو حلف: ال يتكلم، ففي الحنث بقراءة القرآن أو بترديد الشعر مع

نفسه إشكال) من صدق الكالم عليهما لغة وعرفا وشرعا وهو خيرة السرائر (٢)والشرائع (٣) والتحرير (٤) والمختلف (٥) ومن مبادرة غيرهما إلى الذهن. وهو خيرة

اإلرشاد (٦) والخالف (٧) في القرآن، واستدل عليه في الخالف بأنه ال يبطل بهالصالة. وضعفه ظاهر إال أن يريد أنه في الغالب طاعة، فال ينعقد اليمين بالنسبة إليه

أو يكون المخالفة فيه أولى.(ولو حلف: أن يصلي، لم يبر إال بصالة تامة ولو ركعة. ولو حلف: أن

ال يصلي، فاألقرب الحنث بالكاملة دون التحريم) وما بعده (إذا أفسدها)النصراف الصالة شرعا إلى الكاملة. ويحتمل الحنث ضعيفا، لنحو قوله (صلى الله عليه

وآله وسلم): إنجبرائيل (عليه السالم) صلى بي الظهر حين زالت الشمس (٨) وألنه كما يحرم فعلها

كاملةيحرم الشروع فيها.

(ولو حلف: أن ال يكلمه، فكلم غيره بقصد إسماعه لم يحنث) فإناإلسماع غير التكليم (ولو ناداه بحيث يسمع، فلم يسمع لتشاغله أو غفلته

حنث. ولو كلمه حال نومه أو إغمائه أو غيبته أو موته) أو صممه (لم--------------------(١) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٨٩.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٥٧.(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٨٠.

(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٤ س ٢٣.(٥) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٧.

(٦) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٨٩.(٧) الخالف: ج ٦ ص ١٨٥ المسألة ١٠٢.(٨) سنن أبي داود: ج ١ ص ١٠٧ ح ٣٩٣.

(٥٨)

Page 61: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يحنث) ألنه ال يقال: كلمه، إال حيث كان من شأنه أن يفهمه (ويحنث) لو كلمه(حال جنونه) فإنه من شأنه (ولو سلم عليه حنث) بال خالف كما في

الخالف (١) ألن السالم كالم. وقد مر الكالم فيما لو سلم على جماعة هو فيهم (ولوصلى به إماما لم يحنث إذا لم يقصده بالتسليم) ولو صلى مأموما فارتج على

اإلمام ففتح عليه لم يحنث، ألنه من كالم الله ال كالم اآلدميين.(المطلب السابع في الخصومات)

(لو حلف: ال يأوى مع زوجته في دار، فأوى معها في غيرها فإنقصد الجفا) ال خصوصية الدار (حنث وإال فال. وكذا لو حلف: ال يدخل

عليها بيتا) وليس إذا أراد الجفا بأحد اللفظين فقد نوى ما لم يلفظ به حتى اليعتبر، فإنهما يصلحان له ولو مجازا، مع ما قيل في الدار: من كونها حقيقة في

العرصة والمحلة (٢).(ولو حلف: ليضربن عبده مائة سوط، قيل) في الخالف (٣)

والمبسوط (٤) والتبيان (٥) (يجزئ ضربة واحدة بضغث فيه العدد) منالشماريخ أو األسواط. وحكى عليه اإلجماع في الخالف صريحا، وفي الباقيين

ظاهرا، وزاد عليه: والدليل قصة أيوب (واألقرب المنع) ولو جمع مائة سوطفضربها دفعة فإن قوله " مائة سوط " ظاهره أنه مفعول مطلق في قوة " مائة ضربة

بالسوط " وهذا ضربة بمائة، ثم ال دليل على إجزاء الشمراخ عن السوط إال أنيشتمله حقيقة، وهو غير بعيد (نعم لو اقتضت المصلحة ذلك فعل كالمريض)

ويحمل قصة أيوب إما عليه أو على أنه إنما حلف على الضرب بمائة ال مائة. وأما--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ١٧٢ المسألة ٨٤.(٢) العين: ص ٢٧٦ (مادة دور).

(٣) الخالف: ج ٦ ص ١٧٥ المسألة ٨٩.(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٣.

(٥) التبيان: ج ٨ ص ٥٦٨.

(٥٩)

Page 62: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إجزاء الشمراخ عن السوط فال داللة لها عليه بوجه، ويدل على اإلجزاء فيالضرورة قول الصادق (عليه السالم) في خبر حنان بن سدير: أن رسول الله (صلى الله

عليه وآله وسلم) أتىبرجل أحبن قد استسقى بطنه وبدت عروق فخذيه وقد زنى بامرأة مريضة، فأمر

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتي بعرجون فيه مائة شمراخ فضربه به ضربةوضربها به ضربة

ثم خلى سبيلهما (١) وذلك قوله: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به وال تحنث (٢)(ويشترط) في اإلجزاء (وصول كل شمراخ إلى جسده) إذ ال ضرب إال

بوصول آلته إلى المضروب وسيأتي في الحد أنه ال يشترط، وهو الذي فياإلرشاد (٣) في الموضعين، ولعله أولى، لبعده عادة (و) على األول (يكفي ظنالوصول) ألنه المناسب للتخفيف، ألنه يتعسر تحصيل العلم مع الضرب دفعة،

وعموم اآلية والخبر. وللعامة قول باشتراط العلم (٤) (ويجزئ ما يسمى بهضاربا) فال يجزي الوضع (ويشترط إيالمه) فإن ما انفك عنه إنما يدخل في

الوضع إال أن يضرب على ثوبه. ولم يشترطه الشيخ. وظاهر الخالف اإلجماععلى عدم االشتراط (٥) وال خالف في أنه إن حلف: ليضربنه مائة لم يبر بالضرب

بمائة دفعة، وإذا حلف: ليضربنه مائة ضربة بر به وفاقا للشيخ (٦) ألن لكل شمراخضربة. وفيه وجه آخر أنه ال يبر ال بمائة مرة (أما لو حلف: ليضربنه بمائةسوط فاألقرب إجزاء الضغث) لغير ضرورة، فإنه إنما أفاد كون اآللة مائة.ويحتمل العدم ضعيفا بناء على تبادر التعاقب (وال يبر بالسوط الواحد مائة

مرة) إال أن ينوي ما يشمل ذلك، إذ قد يراد ذلك (هذا) الذي ذكر من البروالحنث (في الحد والتعزير) والتأديب، وبالجملة ما يترجح فيه الضرب شرعا.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٣٢٠ ب ١٣ من أبواب مقدمات الحدود ح ١.

(٢) ص: ٤٤.(٣) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٨٩.

(٤) مختصر المزني: ص ٢٩٦.(٥) الخالف: ج ٦ ص ١٧٥ المسألة ٨٩.(٦) الخالف: ج ٦ ص ١٧٥ المسألة ٨٩.

(٦٠)

Page 63: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(أما في المصالح الدنيوية فاألولى العفو وال كفارة) للعمومات، وخصوصخبر محمد العطار قال: سافرت مع أبي جعفر (عليه السالم) إلى مكة فأمر غالمه بشيء

فخالفه إلى غيره، فقال أبو جعفر (عليه السالم): والله ألضربنك، قال: فلم أره ضربه،فقلت:

جعلت فداك أنك حلفت لتضربن غالمك فلم أرك ضربته، فقال: أليس الله يقول:وأن تعفوا أقرب للتقوى (١).

(ولو حلف على الضرب حنث باللطم) وهو الضرب بالكف مفتوحة(واللكم) وهو الضرب بها مجموعة وللعامة قول بالعدم (٢) (والضرب بغير

العصا) وبه (ال بالعض والخنق وجز الشعر المؤلم) بإهمال الراء واعجامها، إذال شيء منها بضرب حقيقة. خالفا ألبي علي فحنث بالعض والخنق والقرص (٣)

وألبيحنيفة فحنث باألولين ونتف الشعر، الشتمالها على الضرب وزيادة (٤). وهو ممنوع.

(ولو حلف: ال يرى منكرا إال رفعه إلى القاضي، لم يجب المبادرة)إال إذا اشترطها أو وقت أو ظن الوفاة (فإن قصد) القاضي (المعين) فال

إشكال (وإال احتمله) وهو قاضي البلد (واحتمل الجنس) الحتمال الالملهما، وتعارض أصلي عدم التعيين والبراءة، ويؤيد األول اشتمال الثاني على

التجوز، لتنزله النكرة. والثاني خيرة المبسوط (٥) والتحرير (٦) (ولو عين فعزلقبل الرفع) فإن قال: إلى هذا أو زيد مثال، فال إشكال أن عليه الرفع، لبقاء الذات

مع عدم التعليق على الوصف. ولو قال: إلى هذا القاضي أو زيد القاضي ونحوهما(ففي الرفع إليه إشكال) من تعارض اإلشارة والوصف. والعدم خيرة

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٧١ ب ٣٨ من أبواب األيمان ح ١.

(٢) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٤٠٥.(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٦٩.

(٤) المبسوط للسرخسي: ج ٩ ص ١٨، الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٤٠٥.(٥) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٣.

(٦) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٤ س ١٣.

(٦١)

Page 64: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الخالف (١) والمبسوط (٢) (ولو بادر فمات القاضي قبل الوصول إليه) حجبعنه أو منع من الوصول أو ال (لم يحنث) خالفا لبعض العامة (٣) (ولو اطلع

القاضي عليه قبل رؤيته ففي وجوب الرفع إشكال) من العموم، ومن انتفاءالفائدة. وقيل: إن كان القاضي يقضي بعلمه لم يجب، وإال وجب (٤) وهو الوجه، بل

يكفي في وجوب الرفع احتمال التأكيد إن لم نقل بوجوبه مطلقا.(ولو حلف: أن ال يتكفل بمال، فتكفل ببدن لم يحنث وإن استعقب

إلزام المال عند التعذر) إال أن يشترطه عند التكفل بالبدن (ولو حلف: اليفارق غريمه، ففارقه الغريم فلم يتبعه) فإن أذن له في المفارقة حنث كما في

التحرير (٥) فإن يمينه بمنزلة اليمين على االستيفاء قبل المفارقة وقد تركه، وإن لميأذن (لم يحنث على إشكال): من أن اليمين إنما هي على فعل نفسه وهو لم

يفعل شيئا والمفارق إنما هو الغريم لصحة " ما فارقته ولكن فارقني " ومن استلزاموقوع المفارقة من جانب وقوعها من اآلخر، ألنه قضية المفاعلة ويكفي فيه ترك

المتابعة (وكذا لو اصطحبا في المشي فمشى الغريم ووقف، ألن المفارق)قطعا (هو الغريم) وإن كان إذا حلف: " ال فارقته " في الطريق كان الظاهر الحنث

بذلك (أما لو قال: ال نفترق، حنث فيهما) ألنه متى فارق أحدهما اآلخر قيلافترقا. وفرق في المبسوط (٦) بين أن يقول: " ال افترقنا " وأن يقول: " ال افترقت أنا

وأنت أو هو، أو ال أفترق أنا وهو " فلم يحنث في األول إال بمفارقة كل منهماصاحبه بأن يذهب هذا هكذا وهذا هكذا، وفي الثاني بكل منهما، فإنه بمعنى ال

فارقتني وال فارقتك.--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ١٧٤ المسألة ٨٧.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٢.

(٣) االم: ج ٧ ص ٨٠، المغني المحتاج: ج ٤ ص ٣٤٩.(٤) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٤١.

(٥) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٢ س ١٣.(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣٣.

(٦٢)

Page 65: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو قال: ال فارقتك حتى أستوفي حقي، فأبرأه حنث على إشكال)من أن االستيفاء إنما يكون إذا ثبت الحق ولما أبرأه سقط فزال محل اليمين، ومن

أنه الذي أزال المحل فهو كمن أتلف طعاما حلف على أكله (ولو قضاه قدرحقه) في ظنه (ففارقه فخرج رديئا أو ناقصا) أو من غير الجنس (لم

يحنث) المتناع تكليف الغافل خالفا لبعض العامة (١) (وكذا لو خرج مستحقافأخذه صاحبه. ولو فلسه الحاكم فاألقرب) كما في المبسوط (٢) (عدم

الحنث لوجوب مفارقته) حينئذ شرعا إذ ليس له مطالبته بالبقية (فهوكالمكره) على المفارقة. ويحتمل الحنث ضعيفا، إلمكان المالزمة مع أنه لم

يستوف حقه. ولو ألزمه الحاكم بالمفارقة فال شبهة في عدم الحنث (ولو أحالهففارقه حنث) كما في المبسوط (٣) (على إشكال، ينشأ من البراءة) فيأتي ما

مر من اإلشكال في اإلبراء (أما لو ظن: أنه قد بر بذلك، ففارقه لم يحنث)كما لو ظهر رديئا أو ناقصا أو مستحقا (وكذا لو كانت يمينه: ال فارقتك ولي

قبلك حق، لم يحنث باإلحالة واإلبراء) بال إشكال (وفي) الحنث عند(قضاء العوض عن الحق) كان له عليه دنانير فقضى عوضها دراهم

(إشكال) من أن عوض الحق ليس نفسه، وهو خيرة المبسوط (٤) والجامع (٥)والتلخيص (٦) ومن صدق االستيفاء عرفا، وهو خيرة الخالف (٧) (ولو وكل) في

االستيفاء (فقبض الوكيل قبل المفارقة لم يحنث) لعموم االستيفاء له عرفا(ولو قال: ال فارقتك حتى أوفيك حقك، فأبرأه الغريم لم يحنث) لفوات

--------------------(١) االم: ج ٧ ص ٧٥.

(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣٣.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣٤.

(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣٤.(٥) الجامع للشرائع: ص ٤٢١.

(٦) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٢ ص ١٥١.(٧) الخالف: ج ٦ ص ١٦٤ المسألة ٦٨.

(٦٣)

Page 66: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المحل ال باختياره (ولو كان الحق عينا فقبل هبته) قبل اإلقباض (حنث)ألنه أتلفه باختياره.

(المطلب الثامن في التقديم والتأخير)(إذا حلف: ليأكلن هذا الطعام غدا، فأخر) عامدا مختارا (حنث) بال

إشكال (وإن تلف الطعام قبل الغد أو مات الحالف) قبله (انحلت اليمين)قطعا. ولو أكله أو أتلفه قبله ففيه ما مر (ولو تلف في أثناء الغد بعد التمكن من

أكله حنث) إلخالله بالبر مختارا مع التمكن، ولم يحنثه الشيخ (١) وأبو علي (٢)لسعة الوقت فال تفريط. والفرق بينه وبين ما إذا أطلق فكان وقته العمر أنا لو لمنحنثه فيه مطلقا ارتفع وجوب العمل بمقتضى اليمين وأنه ال حد فيه للسعة وإنما

األمر فيه إلى اجتهاد الحالف فإذا مات قبل البر علم خطاؤه. وتوقف فيالمختلف (٣) (ولو جن في يومه ولم يفق إال بعد خروج الغد انحلت) ولميجب عليه األكل بعده، لفوات الوقت، وعدم الدليل على وجوب التالفي.

(ولو حلف: ليضربن عبده غدا، فمرض العبد أو غاب لم يحنث) ألنهكالمكره، إال أن يحدث ذلك في الغد بعد التمكن من الضرب، ففيه الوجهان (وال

يتعين الضرب في وقت معين من الغد بل يتضيق بتضيق الغد) ومن تضيقهعند المصنف عروض المانع من مرض أو غيبة، ولذا حنثه إذا أخر فعرض (وال

يبر بضربه ميتا) النعدام الشخص بالموت وبعد فهمه من ضربه (وال بضربغير مؤلم) خالفا للشيخ كما مر (٤) (وال بخنقه ونتف شعره وعصر ساقه)

ونحو ذلك (وإن آلمه) وقد مر الخالف.(ولو قال: ألقضين حقك غدا، فمات صاحبه ففي وجوب التسليم إلى

--------------------(١) الخالف: ج ٦ ص ١٥٨ المسألة ٥٩.

(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٧٩.(٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٧٩.

(٤) الخالف: ج ٦ ص ١٧٥ المسألة ٨٩.

(٦٤)

Page 67: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الورثة في غد إشكال) من أن القضاء يعمه إليه وإلى الوارث وإن انتقل الحق إلىالوارث بالموت فإنه كان حقه حين اليمين - وهو خيرة اإلرشاد (١) - ومن تبادر

التسليم إلى نفسه مع أنه لما لم يبق حقه لم يصدق أنه قضى حقه (ولو قال:ألقضين حقك عند رأس الهالل، فعليه إحضار المال) قبله من باب المقدمة(والترصد للهالل) فإذا رئي أو غربت شمس الثالثين سلمه (فإن سلم قبله

أو بعده) ولو بأقل حين (حنث) خالفا لمالك (٢) فإنه أجاز التأخير تمام الليلةويومها. وفي التحرير: لو شرع في عده أو وزنه أو كيله فتأخر القضاء لكثرتهفاألقرب عدم الحنث (٣) (ولو قال: ألقضين إلى شهر، كان) رأس الهالل من

الشهر اآلتي. (غاية) إن حلف أول الشهر، وإال كانت الغاية يوم الثالثين فيجبالقضاء قبل الغاية. وقيل: يجوز التأخير إليها (٤) (ولو قال: إلى حين أو زمان

قيل) في الخالف (٥) والمبسوط (٦): (يحمل على النذر في الصوم) فينصرفالحين إلى ستة أشهر والزمان إلى خمسة، وحكى عليه اإلجماع في الخالف

(وفيه نظر) ألن التحديد بهما إنما وقع في النذر في الصوم، فال يتعدى إلى غيرهإال إذا ثبت النقل إليهما ولم يثبت (واألقرب أنه ال يحنث بالتأخير إلى أن

يفوت) القضاء (بموت أحدهما فحينئذ يتحقق الحنث) إال أن يموتصاحب الحق وقلنا بوجوب القضاء إلى الوارث، فإنه يبر إن لم يقيده بالمخاطب.

وفي المختلف: أن قول الشيخ ال يخلو من قوة، ألن العرف الشرعي ناقل عنالوضع اللغوي ويجب المصير إليه، ولما ورد النقل بأن الحين في الصوم ستة أشهراستدالال بقوله تعالى: " تؤتى أكلها كل حين " استقر العرف في ذلك (٧) (وكذا

--------------------(١) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٨٩.

(٢) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٧٢.(٣) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٢ ص ١٢.

(٤) لم نعثر عليه.(٥) الخالف: ج ٦ ص ١٥٩ المسألة ٦١.

(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٣٠.(٧) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٧٩.

(٦٥)

Page 68: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اإلشكال لو قال: ال كلمته حينا أو زمانا) واألقرب على ما تقدم أنه يبرباالنتهاء عن الكالم في أقل زمان.

(والحقب) بالضم أو بضمتين (ثمانون عاما) كما قيل، وهو المروي فيمعاني األخبار مرسال عن الصادق (عليه السالم) (١). وقال مالك: أربعون سنة (٢)

وقيل: بضعوثمانون (٣) وقيل: سبعون (٤) وقيل: سنة (٥) وعن أمير المؤمنين (عليه السالم): مائة

سنة (٦)وقيل: هو الدهر ال حد له، وهو اختيار الشيخ (٧). وفي الصحاح: أن ما بضمتينبمعنى الدهر وما بضمة بمعنى ثمانين سنة (٨) (والدهر والوقت والعمر والطويل

والقريب والبعيد والقليل والكثير واحد) في عدم االختصاص بحد (فلوحلف: ال يكلمه دهرا) أو عمرا إلى آخر ما مر (يبر باللحظة) أما في الدهر

والوقت والعمر فظاهر، وأما في البواقي فألن كل جزء من الزمان يفرض فهوطويل وبعيد وكثير بالنسبة إلى أقل منه حتى ينتهي إلى اآلن، وقصير وقريب وقليلبالنسبة إلى أزيد منه. ولم يتخصص شيء منها بحد بالعرف أو غيره خالفا للعامة،

فلهم قول باختصاص الدهر بسنة (٩) وآخر بستة أشهر (١٠) وآخر باختصاص البعيدبشهر والقريب بأقل منه (١١) (ولو قال: ال كلمته الدهر أو األبد أو الزمان، حملعلى األبد) فإن المعروف في هذه العبارة نفي التكلم في هذا الظرف، فلو وقع منهفي جزء من أجزائه حنث، كما أن المعروف في " ال كلمته دهرا " نفي التكلم في

دهر أي جزء ما من أجزاء الزمان فيبر باالمتناع في أقل جزء من الزمان بخالف--------------------

(١) معاني األخبار: ص ٢٢٠ - ٢٢١ ح ١.(٢) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٧٦.

(٣) التفسير الكبير للرازي: ج ٣١ ص ١٣.(٤) التبيان: ج ١٠ ص ٢٤٤.

(٥) تفسير الصافي: ج ٥ ص ٢٧٥.(٦) التفسير الكبير للرازي: ج ٣١ ص ١٣.

(٧) التبيان: ج ١٠ ص ٢٤٣ - ٢٤٤.(٨) الصحاح: ج ١ ص ١١٤ (مادة حقب).

(٩) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٣٠٣.(١٠) المبسوط للسرخسي: ج ٩ ص ١٦.

(١١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٣٧٦.

(٦٦)

Page 69: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

" ال كلمته أبدا " فإنه معروف في تأكيد النفي (ولو حلف: أن يقضيه حقه فيوقت، فقضاه قبله لم يحنث إن أراد عدم تجاوز ذلك الوقت، وإال حنث)

بناء على ما تقدم من الحنث بإتالف ما حلف على أكله غدا قبله (ولو كان)الموقت (غير القضاء حنث بتعجيله) من غير تفصيل، ألن الغالب فيه قصد

التوقيت ال عدم التجاوز، وإال فال فرق في إتيان التفصيل في الكل.(الفصل الرابع في اللواحق)

(يكفي في اإلثبات اإلتيان بجزئي من الماهية في وقت ما) إن لمتوقت ألن الماهية تحصل في ضمن جزئي (والبد في النفي من االمتناع عنجميع الجزئيات في جميع األوقات) ألنها ال ترتفع إال بارتفاع جميع األفراد

(إال أن يعين جزئيا معينا أو وقتا معينا).(وإذا حلف: ليفعلن، ال يجب البدار) لألصل (بل يجوز التأخير إلى

آخر أوقات اإلمكان وهو) وقت (غلبة الظن بالوفاة) لكبر أو مرض أوغيرهما (فيتعين إيقاعه قبل ذلك بقدر إيقاعه) فلو أخذ به ومات وجبت

الكفارة في التركة. ولو أخل به ثم ظهر فساد الظن وسعة الوقت فهل يحنث؟وجهان، أقربهما العدم. وقيل (١) بوجوب المبادرة بناء على اقتضاء األمر الفورية أو

على أن تجويز التأخير يفضي إلى عدم الوجوب، وهما ممنوعان.(ويتحقق الحنث بالمخالفة اختيارا) مع التعمد (سواء كان بفعله أو

بفعل غيره كما لو حلف: أن ال يدخل، فركب دابة أو قعد في سفينة أوحمله إنسان ودخلت الدابة أو السفينة أو الحامل بإذنه) فيحنث قطعا. وإن

قهر عليه لم يحنث قطعا. ويجوز تعلق اإلذن بالثالثة، ألن الدابة ربما يسوقها أويقودها الغير وكذا السفينة. (ولو سكت مع القدرة) على االمتناع (فكذلك

--------------------(١) لم نعثر عليه.

(٦٧)

Page 70: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

على إشكال) من تحقق حقيقة الدخول وإن كانت الحركة عرضية، ومن أنالمفهوم من الدخول ما باختياره كسائر األفعال المنسوبة إلى المختار وال اختيار

مع السكوت، فإنه إنما يتحقق اختيار الدخول بجعل المركوب آلة فيه، وإنما يتعيناآللية مع اإلذن، إذ بدونه ربما كان المقصود دخول المركوب وإنما دخل الراكبتبعا وإن قصد في نفسه الدخول، فإنه كمن قصد الحنث ولم يحنث. ويحتمل قويا

االكتفاء بالقصد فإنه بقصده جعل المركوب آلة. ويمكن تعميم اإلذن له وجعلالسكوت في مقابله. وإذا لم يحنث ففي انحالل اليمين وجهان: من تحقق الدخول،

ومن أنه غير ما حلف عليه.(وال يتحقق الحنث باإلكراه وال مع السهو وال مع الجهل) بأنه

مما حلف عليه، إذ ال إثم في شيء من ذلك فال كفارة، خالفا لبعض العامةفي الجميع (١).

(والحلف على النفي مع انعقاده يقتضي التحريم، كما أن الحلف علىاإلثبات يقتضي الوجوب) لكن ربما يعرض التحريم ما يجعله واجبا أو مندوبا

والوجوب ما يجعله حراما أو مكروها (ويجوز أن يتأول في يمينه إذا كانمظلوما ولو تأول الظالم لم ينفعه) كما في خبر مسعدة بن صدقة: أنه سئل

الصادق (عليه السالم) عما يجوز وعما ال يجوز من النية على اإلضمار في اليمين،فقال:

يجوز في موضع وال يجوز في آخر، فأما ما يجوز فإذا كان مظلوما فما حلف بهونوى اليمين فعلى نيته، وأما إذا كان ظالما فاليمين على نية المظلوم (٢) ونحوه عن

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (٣).(والتأويل: أن يأتي بكالم ويقصد غير ظاهره مما يحتمله) اللفظ

--------------------(١) المجموع: ج ١٨ ص ١٠٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٩ ب ٢٠ من أبواب األيمان ح ١.(٣) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ٩٦ ح ٣٠١.

(٦٨)

Page 71: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حقيقة أو مجازا في اللفظ أو في النسبة (مثل أن يقول: هو أخي، ويقصد أنهأخوه في اإلسالم أو المشابهة) أو االنتساب إلى الجد األعلى وإن كان

آدم (عليه السالم) أو المصاحبة المتأكدة، أو االختصاص التام، أو الكرامة عليه (أو يعنيبالسقف والبناء السماء) كما قال الله تعالى: والسقف المرفوع (١) والسماء بناء (٢).

(وبالبساط والفراش األرض) كما قال الله تعالى: والله جعل لكم األرضبساطا (٣) الذي جعل لكم األرض فراشا (٤) (وباألوتاد الجبال) كما قال اللهتعالى: والجبال أوتادا (٥) (وباللباس الليل) أو التقوى أو الزوج أو الزوجة كما

قال تعالى: جعل الليل لباسا (٦) هن لباس لكم وأنتم لباس لهن (٧) ولباس التقوى (٨)(أو يقول ما رأيت فالنا، يعني ما ضربت ريته)؟ كما قال:

وحرف كنون تحت راء ولم يكن * بدال يؤم الرسم غيره النقط(وال ذكرته، يعني ما قطعت ذكره) أو ما ضربت على ذكره (أو يقول:

جواري أحرار، ويعني سفنه؟ ونسائي طوالق، ويعني أقاربه من النساء، أويقول: ما كاتبت فالنا، يعني كتابة العبد، وال عرفته، جعلته عريفا، أو الأعلمته، أي جعلته أعلم الشفة) أي مشقوق العليا (وال سألته حاجة، يعني

شجرة صغيرة) وهي واحدة الحاج ضرب من الشوك (وال أكلت له دجاجةيعني الكبة من الغزل) قال ابن فارس: إن صح فهو على معنى التشبيه (وال فيبيتي فرش أي صغار اإلبل) بل األنعام قالوا: سميت بذلك، ألنها ال تصلح إالألن تفرش للذبح (وال بارية، أي سكين يبري بها. أو يقول: ما لفالن عندي

وديعة، ويعني ب " ما " الموصولة أو) يريد الخصوص من العام كأن يقول: (ماأكلت منه شيئا، يعني بعد ما أكلت).

--------------------(١) الطور: ٥.

(٢) البقرة: ٢٢.(٣) نوح: ١٩.

(٤) البقرة: ٢٢.(٥) النبأ: ٧.

(٦) الفرقان: ٤٧.

(٧) البقرة: ١٨٧.(٨) األعراف: ٢٦.

(٦٩)

Page 72: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو لم يكن ظالما وال مظلوما فاألقرب جواز التورية) لألصل،واتباع النية. ويحتمل العدم، بمعنى أنه ال يقبل قوله في التورية في التجنب

وإيجاب الكفارة وإن كان يدان بنيته لما فيه من إبطال حق الله وحق الفقراء فيالكفارة وفي المحلوف عليه. (وكذا يجوز استعمال الحيل المباحة) في كل

أمر (دون المحرمة. ولو توصل بالمحرمة أثم وتم قصده) إن لم ينافهالتحريم (فلو حملت المرأة ابنها على الزنا بامرأة لتمنع أباه من العقد عليهاأثمت وتمت الحيلة) على أحد القولين (ولو عقد عليها) الولد (تمت والإثم) عليه وال عليها. (ولو برئ من الدين بإسقاط وإقباض وخشي إن) أقر

باالستدانة و (ادعاه) أي اإلقباض أو اإلسقاط (أن ينقلب الغريم منكرا)ولم نقل بكفاية الحلف على نفي الحق له عليه وإن لم يرض الغريم ولم يرض به

(جاز الحلف على إنكار االستدانة) وإن اشتدت كراهية إذا كان قليال يقدرعلى أدائه. (ويوري ما يخرجه عن الكذب وجوبا مع المعرفة بها) أي

التورية (وكذا) يجوز الحلف أو يجب وإن كان عليه الحق (لو خاف الحبس)أو نحوه من ضرر ال يتحمله (وهو معسر).

(والنية نية المدعي) أبدا (إن كان محقا، فلو ورى الحالف الكاذبلم ينفعه توريته) فيما بينه وبين الله (وكانت اليمين مصروفة إلى ما قصده

المدعي. ونية الحالف إذا كان مظلوما) ولو كان الظلم بمطالبته وحبسه أونحوه وهو معسر وينص عليه ما مر من الخبرين (١).

(ولو أكرهه على اليمين على ترك المباح، حلف وورى مثل أنيوري أنه ال يفعله في السماء أو بالشام) وهما من أبعد التأويالت، فاألقرب

أولى. وإن لم يحسن التورية جاز أو وجب بدونها وال حنث وال كفارة (ولو اكره--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٤٩ ب ٢٠ من أبواب األيمان ح ١، دعائم اإلسالم: ج ٢ص ٩٦ ح ٣٠١.

(٧٠)

Page 73: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

على اليمين على أنه لم يفعل، فقال: ما فعلت كذا، وجعل " ما " موصولةجاز) إلى غيره من وجوه التورية وإن لم يحسنها جاز بدونها.

(ولو اضطر إلى الجواب ب " نعم " فقال: وعنى) به (اإلبل) ونحوها(أو حلف: أنه لم يأخذ ثورا وعنى القطعة الكبيرة من األقط) أو الطحلب

أو الجبل أو البرج المعروفين (أو جمال وعنى به) البرج أو (السحاب)الكثيرة الماء (أو عنزا وعنى به األكمة) السوداء أو العقاب األنثى أو انثىالحبارى (جاز. ولو اتهم غيره في فعل، فحلف) الغير (ليصدقنه) ولم يرد

اإلعالم بالحال (أخبر بالنقيضين. ولو حلف ليخبرنه بعدد حب الرمانةخرج) عن اليمين (بالعدد الممكن) ولو بأقله، كأن يقول: فيه حبة أو حبات،

فإن االشتمال على الكثير ال ينفي االشتمال على القليل.* * *

(٧١)

Page 74: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(المقصد الثاني في النذر)وهو في األصل الوعد أو الوعد بشرط. وقال ابن فارس: إنه أصل يدل علىالتخويف، فإنه إنما سمي به لما فيه من اإليجاب والتخويف من اإلحالف.

(وفيه فصول) ثالثة بإدخال العهد فيه، إذ ال يفارقه إال في اللفظ.(األول: الناذر والنذر)

أما الناذر: فيشترط فيه) الكمال، وتأتي التقرب منه (١) وهما يجمعان(البلوغ والعقل واإلسالم واالختيار والقصد) وانتفاء الحجر في متعلق النذر

(فال ينعقد نذر الصبي وإن كان مميزا وال المجنون) حال جنونه (وال الكافر،لتعذر نية القربة في حقه) لما مر. ويحتمل على ما مر الفرق بين من يعرف الله

من الكفار ومن ال يعرفه (نعم يستحب له الوفاء لو أسلم) لما روي أن عمرنذر في الجاهلية: أن يعتكف في المسجد الحرام ليلة، فقال له النبي (صلى الله عليه

وآله وسلم): أوفبنذرك (٢). وألنه ال يليق باإلسالم أن يسقط ما التزمه من خصال الخير حين الكفر

(ولو نذر مكرها) مع عدم القصد (أو غير قاصد) لهزل أو (لسكر أو إغماءأو نوم أو غضب رافع للقصد أو غفلة، لم يقع) فإنما األعمال بالنيات (٣)

--------------------(١) يعني قصد القربة من الناذر.

(٢) سنن أبي داود: ج ٣ ص ٢٤٢ ح ٣٣٢٥.(٣) عوالي الآللي: ج ٢ ص ١١.

(٧٢)

Page 75: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والنتفاء حقيقته حينئذ، وإنما فصل هذه األربعة عن اإلكراه تنبيها على عموم اإلكراهللبالغ حدا يرفع القصد وغيره وإن اشترك الكل في انتفاء القصد إلى المنذور.

(ويشترط في نذر المرأة بالتطوعات إذن الزوج وفي نذر المملوكإذن المولى) وفي نذر الولد إذن الوالد كما في اإلرشاد (١) والتلخيص (٢) لما وردمن نفي اليمين ألحدهم مع شمولها للنذر فإن المادة للقوة سمي بها مع ما يؤكد بهاألمر، ولما في مضمر سماعة من قوله: إنما اليمين الواجبة التي ينبغي لصاحبها أنيفي بها ما جعل لله عليه في الشكر إن هو عافاه من مرضه أو عافاه من أمر يخافه،أو رده من سفر، أو رزقه رزقا، فقال: لله علي كذا وكذا شكرا، فهذا الواجب على

صاحبه ينبغي له أن يفي به (٣) ولخبر الوشا قال ألبي الحسن الرضا (عليه السالم): إنلي

جارية ليس لها مني مكان وال ناحية، وهي تحتمل الثمن، إال أني كنت حلفت فيهابيمين، فقلت: لله علي أن ال أبيعها أبدا، ولي إلى ثمنها حاجة مع تخفيف المؤونة،

فقال: ف لله بقولك له (٤) ولالشتراك في الموجب. والكل ضعيف، فإن لفظ اليمينحقيقة في غير النذر وإن اخذت من القوة، والخبران مع الضعف غايتهما إطالقهاعليه وهو أعم من الحقيقة، مع أن اإلطالق في الثاني من غير اإلمام، ومعارضتهماباألخبار (٥) الناصة بأن كفارة النذر كفارة اليمين وداللته على تغايرهما والحمل

على اليمين قياس، فاألقوى عدم االشتراط. وعن فخر اإلسالم (٦) أن المصنفأفتى به بعد أن تصفح كتب األحاديث فلم يظفر بما يدل على مساواته لليمين.

--------------------(١) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٩٠.

(٢) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٢ ص ١٥٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٩ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ٤.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠١ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ١١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٤ ب ٢٣ من أبواب الكفارات.

(٦) لم نعثر عليه.

(٧٣)

Page 76: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وعلى األول فهل يتوقف االنعقاد على اإلذن أم ينعقد ولكن لهم الحل؟ وجهان،كما مر في اليمين. وعلى األول (فلو بادر) المملوك فنذر بغير إذن المولى (لم

ينعقد وإن تحرر) بعده (لوقوعه فاسدا) ال موقوفا (وإن أجاز المالك)وهو أحد الثالثة بعد النذر (لزم) النحصار الحق فيه وفي الناذر، وألن المانع مناالنعقاد عدم رضاه فإذا زال انعقد. والفرق بينه وبين ما إذا تحرر ظاهر إن تعلق

النذر بنحو عين تحت يد المملوك إذ ال يزول عنها ملك المولى بالعتق، وأما فيغيره فلعله ألن الحق بالتحرر انتقل إلى غير المالك فكأنه لم يبق متعلق النذر.

ويحتمل مساواته لإلجازة واستشكل في التحرير (١) واإلرشاد (٢) في اإلجازة مناحتمال كون اإلذن شرطا ويحتمل عبارة الكتاب إرادة اإلجازة قبل النذر كما نقل

عن فخر الدين (٣) (واألقرب عندي ما تقدم في اليمين) من أن لهم الحل ال أناالنعقاد مشروط بإذنهم. وعن عميد اإلسالم (٤) أنها إن نذرت الصدقة من مالها لم

يكن للزوج منعها.(ويشترط أن يكون قادرا) على المنذور (فلو نذر الصوم الشيخ

العاجز عنه لم ينعقد) فال كفارة عليه.(وأما صيغة النذر: فأن يقول: إن عافاني الله مثال فلله علي صدقة أو

صوم أو غيرهما) مما يذكره. هذه هي الصيغة المتفق عليها وال عبرة بما قد يقالمن اشتراط القربة زيادة على قوله: لله علي. وهل البد من التلفظ بلفظ " الله " أويكفي غيره من أسمائه تعالى؟ كالم الشهيد (٥) يعطي الثاني، ويؤيده العمومات،ويظهر األول من قول الصادق (عليه السالم) في صحيح منصور بن حازم: إذا قال

الرجل:--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٥ س ٢٢.(٢) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٩٠.

(٣) قواعد األحكام (حاشية): ج ٢ ص ١٣٩.(٤) لم نعثر عليه.

(٥) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ١٦١.

(٧٤)

Page 77: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

علي المشي إلى بيت الله، و هو محرم بحجة، أو علي هدي كذا وكذا، فليس بشيءحتى يقول: لله علي المشي إلى بيته أو يقول: لله علي هدي كذا وكذا إن لم أفعل كذا

وكذا (١). وهو نص النافع (٢).(وهو إما نذر لجاج و) تمادى في (غضب أو نذر بر وطاعة فاألول:

أن يقصد) به (منع نفسه عن فعل أو يوجب عليها فعال) ليغيظ به غيره أوالغتياظه منه (فالمنع) نحو (إن دخلت الدار فمالي صدقة، واإليجاب)

نحو (إن لم أدخل فمالي صدقة. والثاني: إما أن يعلقه بجزاء) أي مجازاة أويعلق صيغته بجزاء (إما شكر نعمة مثل: إن رزقني الله ولدا فمالي صدقة،أو) شكر (دفع نقمة مثل: أن تخطاني المكروه فمالي صدقة، أو ال يعلقه

مثل: مالي صدقة. ففي هذه األقسام األربعة إن قيد النذر بقوله: لله انعقد)اتفاقا إال في األخير فلم يعقده السيدان (٣) واشترطا التعليق بشرط وهو ظاهر

األكثر ومنهم الشيخان في المقنعة والنهاية (٤) لإلجماع كما ادعى في االنتصارودخول ذلك في معنى النذر كما حكى في (الغريبين) عن ابن عرفة، وهما

ممنوعان. وممن نص على التعميم بنو حمزة وسعيد (٥) والشيخ في الخالف وحكىاإلجماع عليه (٦) (وإال فال) في المشهور كما ستعرف.

(ويشترط في الصيغة نية القربة) بالمنذور وإن كان النذر نذر لجاجاتفاقا، ولألصل، والنصوص (٧) ويعطيها قوله " لله " وال حاجة إلى زيادة قوله " قربة

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٢ ب ١ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(٢) المختصر النافع: ص ٢٣٧.(٣) االنتصار: ص ٣٥٨، الغنية: ص ٣٩٣.

(٤) المقنعة: ص ٥٦٣، ٥٦٤، النهاية: ج ٣ ص ٥٦.(٥) الوسيلة: ص ٣٤٩، الشرائع: ج ٣ ص ١٨٦، الجامع للشرائع: ص ٤٢٢.

(٦) الخالف: ج ٦ ص ١٩١ المسألة ١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٥ ب ٢٣ من أبواب النذر والعهد.

(٧٥)

Page 78: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إلى الله " لألصل، وإطالق النصوص (١) والفتاوى (والنطق) بالصيغة (فلو) لمينو القربة بل (قصد منع نفسه) عن فعل أو ترك (بالنذر ال التقرب) بالمنذور

(لم ينعقد. ولو اعتقد النذر بالضمير لم ينعقد على رأي، بل البد منالنطق) وفاقا ألبي علي (٢) وابن إدريس (٣) والمحقق (٤) لألصل، وألنه ال وعد ما

لم يلفظ بشيء، ولما تقدم من قول الصادق (عليه السالم) في صحيح ابن حازم: فليسبشيء حتى يقول: لله علي المشي إلى بيته (٥) وخالفا للشيخ (٦) وابني حمزة (٧)والبراج (٨) إلطالق األمر في األخبار (٩) بالوفاء بما جعله على نفسه لله وبما عاهد

عليه الله مع أن األعمال بالنيات، وتوقف في المختلف (١٠). (و) يشترط (كونالشرط سايغا) أي غير منفور عنه فإن كان من أفعال العباد كان راجحا، وإن كان

من فعله تعالى كان مرغوبا. وبالجملة كونه صالحا ألن يشكر عليه (إن قصدالشكر) بالمنذور (و) كون (الجزاء) وهو المنذور (طاعة و) يشترط

(في اللزوم التقييد بقوله: لله علي) وفاقا لألكثر لألصل ونحو قولالصادق (عليه السالم) في خبر مسعدة بن صدقة: إذا لم يجعل لله فليس بشيء (١١)

وخبرإسحاق بن عمار قال له (عليه السالم): إني جعلت على نفسي شكرا لله ركعتين أصليها

فيالسفر والحضر فأصليها في السفر بالنهار؟ فقال: نعم، ثم قال: إني ألكره اإليجابأن يوجب الرجل على نفسه، قال: إني لم اجعلهما لله علي، إنما جعلت ذلك على

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٢ ب ١ من أبواب النذر والعهد.

(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٩٥.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٥٨ وص ٦٤.

(٤) المختصر النافع: ص ٢٣٧.(٥) تقدم آنفا.

(٦) النهاية: ج ٣ ص ٥٣ - ٥٤.(٧) الوسيلة: ص ٣٥٠.

(٨) المهذب: ج ٢ ص ٤٠٩.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٦ ب ٢٥ من أبواب النذر والعهد.

(١٠) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٩٥.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٣ ب ١ من أبواب النذر والعهد ح ٤.

(٧٦)

Page 79: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نفسي أصليهما شكرا لله ولم أوجبه لله على نفسي، أفأدعها إذا شئت؟ قال: نعم (١)(فلو قال: علي كذا، ولم يقل لله استحب الوفاء به) لكونه طاعة، ولظاهر

خبر إسحاق بن عمار قال للكاظم (عليه السالم): رجل كانت عليه حجة اإلسالم فأرادأن

يحج فقيل له: تزوج ثم حج قال: إن تزوجت قبل أن أحج فغالمي حر، فتزوج قبلأن يحج؟ فقال: أعتق غالمه، فقال: لم يرد بعتقه وجه الله. فقال: إنه نذر في طاعة

الله (٢) وصحيح الحلبي: سأل الصادق (عليه السالم) عن الرجل يجعل عليه نذرا، واليسميه؟

قال: إن سميته فهو ما سميت، وإن لم تسم شيئا فليس بشيء، وإن قلت: لله علي،فكفارة يمين (٣). وفي الوسيلة: أنه إن قال: علي كذا إن كان كذا ولم يقل " لله "

لزمهالوفاء ولم يلزمه الكفارة بفواته. وإن قال: علي كذا، فحسب، إن شاء وفى وإن شاء

لم يف، والوفاء أفضل (٤) ومستنده قول الصادق (عليه السالم) في صحيح منصور بنحازم:

إذا قال الرجل: علي المشي إلى بيت الله، وهو محرم أو علي هدي كذا وكذا فليسبشيء حتى يقول: لله علي المشي إلى بيته أو يقول: علي هدي كذا وكذا إن لم أفعل

كذا وكذا. كذا في نسخ الكافي (٥) وفي نسخ التهذيب أو يقول: لله علي هديالخبر (٦) بزيادة لفظ " لله " مع أخذه من الكافي. وفي المختلف: والمعتمد عدم

الوجوب في الجميع، لما تواتر من أن مناط الوجوب تعليق النذر بقوله: لله (٧). قلتولم أظفر بخبر واحد ينص عليه فضال عن المتواتر، وما تقدم من الخبرين مع

ضعفهما يحتمالن الجعل لله بالنية وإن لم يلفظ به.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٩ ب ٦ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٢) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣٠٤ ح ١١٣٢.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٥ ب ٢ من أبواب النذر والعهد ح ٥.(٤) الوسيلة: ص ٣٥٠.

(٥) الكافي: ج ٧ ص ٤٥٤ ح ١.(٦) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣٠٣ ح ١١٢٤.

(٧) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢١٠.

(٧٧)

Page 80: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال ينعقد بالطالق وال بالعتق) اتفاقا، ألنهما ليسا من ألفاظ النذر فيشيء مع األصل، خالفا لبعض العامة (١) (وال ينعقد نذر المعصية، وال يجب به

كفارة) عندنا (كمن نذر أن يذبح ولده أو غيره من المحرم ذبحه أو ينهبماال معصوما أو أن يشرب خمرا أو يفعل محرما) غير ما ذكر أو المراد

التلفظ بلفظ المحرم مطلقا كأن يقول: لله علي أن أفعل محرما وكذا قوله: (أويترك واجبا) أي شيئا من الواجبات يصرح به كأن ينذر ال يصلي أو يطلق كأن

يقول: لله علي أن أترك واجبا، لألصل واإلجماع ونحو قوله (صلى الله عليه وآلهوسلم) في صحيح

منصور بن حازم: ال نذر في معصية (٢) وخبر زرارة قال للصادق (عليه السالم): أيشيء ال

نذر في معصية؟ فقال: كل ما كان لك فيه منفعة في دين أو دنيا فال حنث عليك (٣)ومضمر سماعة في: امرأة تصدقت بمالها على المساكين إن خرجت مع زوجها، ثم

خرجت معه، قال: ليس عليها شيء (٤) وصحيح محمد بن مسلم: أنه سئلأحدهما (عليهما السالم) عن امرأة جعلت مالها هديا وكل مملوك لها حرا إن كلمت

اختهاأبدا، قال: تكلمها وليس هذا بشيء، إنما هذا وشبهه من خطوات الشيطان (٥) وسأل

عبد الرحمن بن أبي عبد الله الصادق (عليه السالم): عن رجل حلف أن ينحر ولده،فقال:

ذلك من خطوات الشيطان (٦) ولكن في خبر السكوني: أنه أتى رجلأمير المؤمنين (عليه السالم) فقال: إني نذرت أن أنحر ولدي عند مقام إبراهيم (عليه

السالم) إن فعلتكذا وكذا، ففعلته، فقال (عليه السالم): اذبح كبشا سمينا تتصدق بلحمه على

المساكين (٧)--------------------

(١) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٣٢ - ٢٣٣.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٩ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٩ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٠ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ٥.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٩ ب ١١ من أبواب النذر والعهد ح ٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٥ ب ٢٤ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٦ ب ٢٤ من أبواب النذر والعهد ح ٢.

(٧٨)

Page 81: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فال بأس بأن نستحبه كما فعله الشيخ (١) وأوجبه أبو حنيفة (٢) وروي عن ابنعباس (٣) وفي رواية اخرى عنه: أن عليه دية (٤) وسوى محمد بين ولده وغالمهفأوجب فيهما شاة (٥) وعن سعيد بن المسيب: أن عليه كفارة اليمين في كل نذر

معصية (٦) (بل إنما ينعقد في طاعة إما واجب) كفاية أو عينا على خالف يأتي(أو مندوب أو مباح يترجح فعله في الدين أو الدنيا أو يتساوى فعله

وتركه) على خالف يأتي (ولو كان فعله مرجوحا) دينا أو دنيا (لم ينعقدالنذر) كما نطق به ما مر آنفا من خبر زرارة، وألنه ال نذر إال لله وال يصلح

المرجوح ألن يجعل لله. ولعله معنى خبر يحيى بن أبي العال عن الصادق (عليه السالم)عن

أبيه صلوات الله عليهم: أن امرأة نذرت أن تقاد مزمومة بزمام في أنفها، فوقع بعير،فخرم أنفها، فأتت عليا تخاصم فأبطله وقال: إنما نذرت لله (٧) (وكذا ال ينعقد

على فعل المكروه) وهو أولى.(الفصل الثاني في الملتزم)

(وفيه: مطالب) ستة:(األول: الضابط في متعلق النذر)

أي المنذور (أن يكون طاعة) أي غير مرجوح في الشرع ليشمل المباحمطلقا أو الراجح دينا (مقدورا للناذر، فال ينعقد نذر غير الطاعة وال غير

المقدور) امتنع عقال كالجمع بين الضدين أو عادة (كالصعود إلى السماء. ولو--------------------

(١) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣١٨ ذيل الحديث ١١٨٢، واالستبصار: ج ٤ ص ٤٨ ذيلالحديث ١٦٤.

(٢) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٣٣٦.

(٣) سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٧٢ - ٧٣.(٤) سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٧٣.

(٥) المحلى: ج ٨ ص ١٧، والمبسوط للسرخسي: ج ٨ ص ١٤٢.(٦) حلية العلماء: ج ٣ ص ٣٨٧.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٠ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ٨.

(٧٩)

Page 82: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نذر حج ألف عام أو صوم ألف سنة احتمل البطالن لتعذره عادة) وهومبني على كون المنذور عبادة واحدة، وهو ممنوع (والصحة إلمكان بقائه

بالنظر إلى قدرته تعالى) فيجب عليه ما قدر عليه كما أنه إذا نذر صوم الدهروجب عليه ما قدر (و) احتمل الصرف إلى (وجوب المنذور مدة عمره) أي

صرف العبارة إلى ذلك على أن يكون ذكر األلف للمبالغة وأحد األخيرين هواألقوى (ولو) نذر مقدورا ولم يوقته أو وقت موسعا و (تجدد العجز بعد)

دخول (وقته) إن كان موقتا موسعا وبعد مضيه إن كان مضيقا (وإمكانه) معإهماله (كفر) أما مع الضيق فال شبهة فيه، وأما مع السعة فيجب المبادرة إذا ظن

الضيق بتوقع العجز، فإن لم يبادر حينئذ فعجز كفر، وأما بدونه ففيه ما مر في اليمين(وإال) يمكن بل تجدد العجز قبل اإلمكان (فال) كفارة بل انفسخ (فلو نذر

الحج في عامه) مثال (فصد سقط ولو نذر صوما) معينا (فعجز فكذلك،لكن روي هنا الصدقة عن كل يوم بمدين) في خبر إسحاق بن عمار عن

الصادق (عليه السالم) (١) وهو اختيار النهاية (٢) والشرائع (٣) والنافع (٤) في موضعوالجامع (٥

(واإلصباح (٦) وزيد في الشرائع (٧) والنافع (٨) فإن عجز تصدق بما استطاع، فإن

عجز استغفر الله. ثم إن في الخبر: أنه يعطى من يصوم عنه في كل يوم مدين (٩)ولم يتعرضوا له.

وروي التصدق بمد في أخبار اخر، ففي صحيح البزنطي عن الرضا (عليه السالم): مد--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٥ ب ١٢ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٢) النهاية: ج ٣ ص ٦٦ - ٦٧.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٦٩.(٤) المختصر النافع: ص ٢٠٨.(٥) الجامع للشرائع: ص ٤١٨.

(٦) إصباح الشيعة: ص ١٤٢ وفيه " بمد " بدل مدين.(٧) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٦٩.

(٨) المختصر النافع: ص ٢٠٨.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٥ ب ١٢ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(٨٠)

Page 83: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من حنطة أو تمر (١) وفي خبر علي بن إدريس وإدريس بن زيد مد من حنطة أوشعير (٢) وهو خيرة النهاية (٣) في موضع آخر، وليس في هذه األخبار الصيام عنه

(واألقرب االستحباب) إذ ال فدية لما لم يجب مع اختالف األخبار في التقدير،وفيه أنها غير معارضة مع صحة بعضها واالختالف إنما يقتضي استحباب األكثر

ويحتمله العبارة. وأوجب عليه المفيد القضاء دون الكفارة (٤) وهو خيرةالمختلف (٥) وفصل ابن إدريس بأنه: إن عجز بحيث ال يرجى القدرة فعليه عن كل

يوم مدان، وإال فعليه القضاء دون الكفارة (٦) وقيل بعدم وجوب شيء منهمامطلقا (٧) وعدم وجوب القضاء مطلقا متجه، لعدم وجوب األداء مع الخلو عن

النص على القضاء.(وأقسام الملتزم ثالثة):

(األول: كل عبادة مقصودة) للشارع (كالصالة والصوم والحجوالهدي والصدقة والعتق، ويلزم) فعلها (بالنذر سواء كان مندوبا أو فرض

كفاية كتجهيز الموتى والجهاد) إذا لم يتعينا عليه وهما مما ال خالف فيه (أوفرض عين) على المختار، لعموم األدلة (وقيل) في المبسوط (٨) والسرائر (٩)

والجامع (١٠) (لو نذر صوم أول يوم من رمضان لم ينعقد، لوجوبه بغيرالنذر) فال فائدة النعقاد النذر، المتناع تحصيل الحاصل (وليس بجيد) لما

عرفت (والفائدة) تأكد الوجوب، ويظهر (في) تعدد (الكفارة) إن أفطر--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٦ ب ١٥ من أبواب بقية الصوم الواجب ح ٣.(٢) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٦ ب ١٥ من أبواب بقية الصوم الواجب ذيل الحديث ١، ٥.

(٣) النهاية: ج ١ ص ٤١٢.(٤) المقنعة: ص ٥٦٥ - ٥٦٦.

(٥) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢١٥.(٦) السرائر: ج ١ ص ٤١٤.

(٧) انظر المسالك: ج ١٠ ص ٣٤.(٨) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠٧.

(٩) السرائر: ج ٣ ص ٦٨.(١٠) الجامع للشرائع: ص ٤٢٥.

(٨١)

Page 84: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويلزم) النذر (بصفاتها) أي العبادات، أو يلزم العبادة بصفاتها المنذورة إذالم يرغب عنها في الشرع. والصفة إما مجرد هيئة مقارنة (كالمشي في الحج و)

إما هيئة تقتضي الزيادة في جزء العبادة نحو (طول القراءة في الصالة) وإمامقارنة لفعل متقدم نحو (المضمضة في الوضوء) إن لم يدخل في أجزائه

المندوبة، ويمكن جعل الجزء المندوب أيضا صفة و (سواء في ذلك) أي لزومالصفات (الحج الواجب والمندوب، وكذا الصالة والوضوء) وبالجملة لم

يخالف في صفات الواجب عينا من خالف فيه منا، وللعامة (١) وجه بالعدم فيها.(الثاني: القربات) غير العبادات (كعيادة المريض وإفشاء السالم وزيارة

القادم) فهذه قربات وليست عبادات، فإن العبادة أقصى غاية الخضوع له سبحانه(ويجب بالنذر) خالفا للعامة (٢) فيوجه (وكذا تجديد الوضوء) قربة ليست

بعبادة وإنما هو زيادة تطهير وتنظيف يجب بالنذر، خالفا للعامة (٣) في وجه.(الثالث: المباحات كاألكل والشرب) والنوم (وفي لزومها بالنذر)

إذا لم يترجح في الدين أو الدنيا (إشكال) من إطالق األمر بالوفاء بالنذر ومامر من أمر الوشا (٤) بالوفاء بنذره أن ال يبيع جاريته، ومن أنه ال يعقل جعل مثل

ذلك لله، وما روي عن ابن عباس قال: بينما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطبإذا هو برجل قائم

في الشمس فسأل عنه، فقالوا: هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم فال يقعد وال يستظلوال يتكلم ويصوم، قال: مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه (٥) (نعم لو

قصد التقوي بها على العبادة) مثال (أو منع النفس عن أكل الحرام وجب)بال إشكال، خالفا لبعض العامة (٦) (ولو نذر الجهاد في جهة تعين) ولم يجز له

--------------------(١) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٤.(٢) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٤.(٣) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٤.

(٤) تقدم في ص ٧٣.(٥) سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٧٥.

(٦) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٥.

(٨٢)

Page 85: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

العدول إلى جهة اخرى مساوية لها أو أفضل، ألن الجهاد فيها غير المنذور. وللعامةفيه وجوه، أحدها (١): كما قلنا والثاني (٢): العدم مطلقا والثالث (٣): تعين تلك

الجهةأو ما يساويها في المسافة والمؤنة، وليس كذلك الحج من جهة، فإن المأتي به من

الحج واحد والطريق خارج فإن ترجح دينا أو دنيا تعين وإال ابتنى على مسألةنذر المباح المتساوي الطرفين. (ولو نذر قربة ولم يعين تخير في) أنواعها

من (الصالة أو الصوم أو أي قربة شاء) كما روى مسمع: أن أمير المؤمنين (عليهالسالم)

سئل عن رجل نذر ولم يسم شيئا قال: إن شاء صلى ركعتين، وإن شاء صام يوما،وإن شاء تصدق برغيف (٤) ومرسل أبي جميلة عن الصادق (عليه السالم) في رجل

جعل للهنذرا ولم يسم شيئا، قال: يصوم ستة أيام (٥) يحمل على التمثيل.

(المطلب الثاني في الصالة)(وينصرف اإلطالق إلى الحقيقة الشرعية وهي ذات الركوع والسجود)

على الهيئة المشروعة بأن يشتمل ركعة واحدة منها على ركوع وسجدتين (دونصالة الجنازة والدعاء إال مع القصد) أما الدعاء فظاهر. وأما صالة الجنازة

فبناء على أن إطالق الصالة عليها في عرف الشرع مجاز وإنما فيها هي بمعنىالدعاء، وعلى القول باشتراك الصالة بينها وبين ذات الركوع والسجود أيضا يتجه

االنصراف إلى ذات الركوع والسجود، لكونها المتبادرة. ثم هل يكفي ركعة أم البدمن ركعتين؟ قوالن: من العموم، ومن النهي عن البتراء، ويؤيده ما سمعته اآلن من

خبر مسمع.--------------------

(١) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٥.

(٢) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٥.

(٣) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٥.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٥ ب ٢ من أبواب النذر والعهد ح ٣.

(٥) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٨ ب ١٦ من أبواب الصوم المنذور ح ٢.

(٨٣)

Page 86: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو نذر الصالة في األوقات المكروهة لزم) فعلها (على إشكال)من كونها طاعة والكراهة إنما هي في خصوص الوقت مع كونها بمعنى قلة الثوابواشتراطها باالبتداء وحينئذ يصير ذات سبب، ومن دخول الخصوصية في المنذورمع المرجوحية شرعا. وقيل (١) يلزم فعلها ال في ذلك الوقت بل إذا فعلها في أي

وقت وفى بالنذر.(ولو نذر صالة ونوى فريضة تداخلتا) على المختار، وتظهر الفائدة في

الكفارة كما عرفت (ولو نوى غيرها لم يتداخال) بال إشكال (ولو أطلقففي االكتفاء بالفريضة على القول بجواز نذر الفريضة) كما هو المختار

(إشكال) من العموم، ومن رجحان التأسيس.(ولو نذر الطهارة) فإن كانت مجازا في التيمم (لم يكتف بالتيمم) قطعا

(إال مع تعذر الماء) فيجب بدال عن كل طهارة وجبت فتعذرت، وإن كانتحقيقة فيه مشتركا لفظيا بينه وبين المائية أو معنويا متواطئا أو مشككا اتجه

االكتفاء. وقد يحتمل على التشكيك العدم احتياطا بفعل األعلى، وعلى االشتراكاإلتيان بجميع أفرادها بناء على ظهور المشترك في جميع معانيه.

(ولو نذر ركوعا أو سجودا احتمل البطالن) لعدم التعبد بهما منفردين(و) احتمل (وجوب ما نذره) منهما (خاصة) أي منفردا، لتحقق التعبد

بهما في الجملة، واشتمالهما على الخضوع له سبحانه، مع األمر بهما في نحو قولهتعالى: واركعوا واسجدوا (٢) (و) احتمل (إيجاب ركعة) أو قراءة آية سجدةالشتراطهما بذلك والنذر أوجبهما فيجب ما يتوقفان عليه. واحتمل الفرق بين

الركوع والسجود بإيجاب السجود منفردا، للتعبد به كذلك دون الركوع فإما أن اليجب أو يجب في ركعة.

--------------------(١) قاله في إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٥٢.

(٢) الحج: ٧٧.

(٨٤)

Page 87: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو نذر إتيان مسجد لزم) لكونه طاعة (واألقرب عدم إيجاب صالةأو عبادة) غيرها (فيه) ألنه بنفسه طاعة، إلطالق نحو قوله (عليه السالم): من مشى إلى

مسجد لم يضع رجله على رطب وال يابس إال سبحت له إلى األرض السابعة (١)خالفا للمبسوط (٢) بناء على أن إتيانه إنما هو طاعة إليقاع عبادة فيه.(ولو نذر أن يمشي إلى بيت الله الحرام أو بيت الله بمكة أو بيت الله،انصرف إلى) الذي في (مكة) أما األوالن فال إشكال، وأما األخير فعليه

األكثر، للسبق إلى الفهم. وأبطل في الخالف (٣) ما لم ينو الحرام، الشتراك المساجدفي كونها بيوت الله ولم يعين، مع أصالة البراءة. وفيه بعد التسليم أن غايته الوفاء

بكل مسجد (ولو قال:) لله علي (أن أمشي إلى بيت الله ال حاجا والمعتمرا، فإن كان ممن يجب عليه أحدهما عند الحضور لم ينعقد النذر)

وفاقا للمبسوط (٤) ألن الكالم إنما يتم بآخره والمشي بدونهما معصية فقد نذرالمعصية، نعم إن لم يقصد بالنفي إال نفي دخولهما في المنذور انعقد ووجب

أحدهما، وكذا إن لم ينو بيت الله بيته الحرام أمكن جعل نفيهما قرينة على إرادةغيره من المساجد. وقيل: ينعقد (٥) النذر ويلغو الضميمة ألن قصده بنفسه طاعة

فإذا ذكره انعقد نذره، وهو ضعيف (وإال) يكن ممن يجب عليه أحدهما عندالحضور (انعقد) النذر بال شبهة (ولو قال: أن أمشي، وقصد معينا) كالمشي

إلى المسجد أو في قضاء حاجة مؤمن ونحو ذلك (لزم) إن كان راجحا دينا أودنيا (وإال بطل، ألن المشي ليس طاعة في نفسه) إال أن يتضمن رجحانا في

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٣ ص ٤٨٢ ب ٤ من أبواب أحكام المساجد ح ١.

(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠١.(٣) الخالف: ج ٦ ص ١٩٤ المسألة ٣.

(٤) نقله عنه في مسالك األفهام: ج ١١ ص ٣٣٢.(٥) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٨٧، " نسبه إلى القيل أيضا ".

(٨٥)

Page 88: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الدين أو الدنيا أو قلنا بانعقاد نذر المتساوي الطرفين.(ولو نذر صالة في الكعبة لم تجزئه جوانب المسجد) خالفا لبعض

العامة (١) (ويجب) إذا نذر المشي إلى بيت الله أو في الحج إلى غير ذلك، ابتداء(المشي من دويرة أهله إال أن يعين غيرها) لفظا أو نية، أما في غير الحج

والعمرة فال إشكال، وأما فيهما ففيه وجهان، أحدهما: ذلك ألنه السابق إلى الفهم منقولهم حج ماشيا أو مشى إلى الحج أو الكعبة، واآلخر: أنه إنما يلزم المشي من

الميقات فإنه ابتداء الحج أو العمرة. وضعفه بمكان في غير ما لو نذر الحج أو االعتمارماشيا. ثم في االبتداء من بلد النذر أو الناذر وجهان، ثانيهما المفهوم من العبارة.

(المطلب الثالث الصوم)(ويجب في) نذر (مطلقه أقله وهو) صوم (يوم كامل) إذ ال يسمى

بالصوم شرعا إمساك بعض اليوم خالفا لبعض العامة (٢) في وجه (وال يلزمهالتبييت) لنيته بل متى جددها قبل الزوال أجزأ ما لم يتناول مفطرا خالفا لبعض

العامة (٣).(ولو نذر صوم شهر) مثال (لم يجب قيد التتابع والتفريق) أي تخير

بينهما ولم يجب شيء منهما خالفا لبعض العامة (٤) حيث نزل اإلطالق على التتابعوهو اختيار ابن زهرة (٥) ويعطيه كالم السيد في الجمل (٦) (ولو قيده بالتتابعوجب) بال إشكال، وسيأتي ما به يتحقق أقل التتابع (وال يجب قيد التفريق لو

قيده على إشكال منشأه) أن مقتضى النذر (إيجاب يوم غير التالي) لما--------------------

(١) المجموع: ج ٨ ص ٤٧٦.

(٢) المجموع: ج ٨ ص ٤٧٨.

(٣) المجموع: ج ٨ ص ٤٧٨.

(٤) المجموع: ج ٨ ص ٤٨٠.(٥) الغنية: ص ١٤٣.

(٦) جمل العلم والعمل (رسائل الشريف المرتضى المجموعة الثالثة): ص ٥٨.

(٨٦)

Page 89: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

صامه أوال (فال يجزئ التالي) كما إذا عين يوما في النذر فصام ما قبله، ومنأن خصوص الزمان غير مقصود وإنما المقصود هو الوصف وهو مرجوح، فيجوز

تحري األفضل، واألول أجود. وعليه إن عين التفريق بين جميع أيام الشهر أوبعضها تعين. وإن أطلق فهل يجب تفريق الجميع حتى ال يجوز المواالة بين يومينأم يكفي التفريق في جملة الشهر بحيث ال يصدق أنه صام شهرا متتابعا أو يصدق

أنه صامه متفرقا؟ وجهان، لعل األخير أجود. وعليه فإن حصل التتابع بصومخمسة عشر يوما وجب أن ال تتابع بينهما بل يترك الصوم قبل بلوغها، ويحتمل

العدم بناء على تحقق التفريق حقيقة وإن صدق التتابع أيضا من وجه، وإن لميحصل إال بمتابعة الجميع فال إشكال في أنه يكفي تفريق يوم من أيامه مما قبله أو

بعده (ولو عين يوما) يجوز صومه (تعين. ولو نذر التتابع في صوم شهرمعين ففي وجوبه في قضائه نظر) من أنه قضاء المنذور ومن هيئته التتابع فلو

قضاه متفرقا لم يقض المنذور، ومن أنه غيره وإنما وجب بأمر جديد وإنما وجبالتتابع في المنذور واألصل البراءة، وألن إيجابه بمنزلة تعيين الزمان وقد فات.

(ولو نذر صوم هذه السنة) مثال (لم يجب قضاء العيدين وال أيامالتشريق إذا كان بمنى) ناسكا كما اختاره فيما تقدم، لخروجها عن النذر، خالفا

للعامة (١) في وجه (وال) قضاء (شهر رمضان) إذا صامه، فإنه إما أن يدخلفي النذر وقد صامه أو ال فيكون كالعيد (وهل يدخل رمضان في النذر؟

األقرب ذلك) ألن المختار جواز نذر الواجب عينا. والسنة عبارة عن اثني عشرشهرا فال جهة لخروجه (فيجب بإفطاره عمدا) ال لعذر (كفارتان) ويخرجعلى القول بعدم تعلقه بالواجب عينا كالعيد (و) على القولين ليس عليه إال

(قضاء واحد، ويجب قضاء ما أفطر) أيام السنة (في السفر والمرض--------------------

(١) المجموع: ج ٨ ص ٤٨١.

(٨٧)

Page 90: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والحيض) ألنها طرأت في يوم صوم واجب فوجب القضاء كما إذا طرأت فيرمضان. والفرق بين ذلك والعيد أنه بذاته يقبل الصوم بخالف العيد. وقيل (١) ال

قضاء (ولو كان بغير منى لزمه أيام التشريق) وكذا لو كان بمنى غير ناسكعلى ما اختاره (ولو أفطر في أثناء السنة لغير عذر كفر وبنى وقضى ما

أفطر خاصة) ولم يلزمه االستئناف (وإن شرط التتابع) لألصل، ولكون صومكل يوم عبادة مغايرة لصوم غيره وإنما يجب عليه قضاء ما أخل به. ولما لم يمكنتدارك ما وجب عليه من التتابع الذي هو صفة العبادة لم يجب عليه، لعدم إمكان

اإلتيان بالصفة من دون الموصوف. وال فرق بين اشتراط التتابع وعدمه، فإنه اليقع إال متتابعا. وقيل (٢) بل إذا شرط التتابع لزم االستئناف، ألن شرطه يدل على

القصد إليه بالذات فإذا أخل به لزمه التدارك وال يحصل إال بتدارك الصوم، بخالفما إذا لم يشترطه، فإن التتابع إنما يدخل تبعا لضرورة الزمان (ولو كان)

اإلفطار (لعذر من مرض أو سفر أو حيض قضى وال كفارة).(ولو نذر سنة غير معينة لزمه اثنا عشر شهرا وال ينحط عنه رمضان

وال أيام الحيض وال العيدان) وال أيام التشريق، بل عليه أن يصوم أيامابإزائها، لعدم الدليل هنا على االستثناء ورجحان التأسيس إن علقنا النذر بنحو

رمضان. وقيل باالنحطاط (٣) ألنه يصدق على من صام من المحرم مثال إلى مثلهأنه صام سنة. وضعفه بين (والشهر إما عدة بين هاللين) إن صام من الهالل

إلى الهالل (أو ثالثون يوما) إن صام في األثناء أو انكسر الشهر باإلفطار فيه(و) حيث أطلق السنة (يتخير بين التوالي والتفريق ولو صام شواال وكان

ناقصا أتمه بيومين) للعيد واالنكسار كما في الشرائع (٤) (وقيل) في المبسوط--------------------

(١) مسالك األفهام: ج ١١ ص ٣٨١ وذكر فيه قوالن ولم يفت بأحدهما.(٢) قاله في شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٩٢.

(٣) لم نعثر عليه.(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٩٢.

(٨٨)

Page 91: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أتمه (بيوم) (١) لصدق صوم الشهر مع إبدال العيد (وكذا لو كان بمنى أيامالتشريق وصام ذا الحجة وكان ناقصا أتمه بخمسة أيام على رأي) وعلى

رأي الشيخ بأربعة (٢) (ولو صام سنة واحدة) على التوالي (أكملها بشهر عنرمضان وبيومين عن العيدين) إن تم الشهران، وإال فبأربعة على المختار

وبثالثة اخر عن أيام التشريق إن كان بمنى، وربما نزل انكسار السنة انكسارالشهر فاعتبر ثالثمائة وستون يوما.

(ولو شرط التتابع في) السنة (المطلقة فأخل به) ال لعذر (استأنف)قوال واحدا، ألنه لم يأت بالمنذور على وجهه، والفرق بينها وبين السنة المعينة

ظاهر، فإن ما صامه من أيام المعينة عين المنذور واألصل عدم القضاء بخالف ماصامه من غيرها (وال كفارة) لعدم اإلخالل بالمنذور و (قيل) في المبسوط

في السنة المعينة: (و) روى أصحابنا أنه (يكفي مجاوزة النصف) فإنجاوزه لم يعد وإال أعاد (٣) وفي الشرائع أنه تحكم (٤) ألنه قياس على الشهرين

المتتابعين واعتذر له بأنه بطريق األولى أو من الحقيقة الشرعية. وفيهما ماال يخفى. ولما لم يكن عند المصنف إعادة على ناذر السنة المعينة بالتفريق مطلقا

وكان غير المعينة أولى باالكتفاء فيها بالمجاوزة ذكر القول فيها دون المعينة.واحتمل بعضهم حصول المتابعة بوصل يوم بشهر ثم وصل يوم من الرابع بالثالث... وهكذا، لصدق تتابع الشهور ويبنى على أن تتابع السنة بمعناه، ولعله خالف

الظاهر (وال ينقطع التتابع بالعيدين ورمضان) إن لم يدخل في النذر(والحيض والمرض) والسفر الضروري، ضرورة استثنائها شرعا.

(ولو نذر صوم شهر متتابعا) ولم يعين (وجب أن يتوخى ما يصح--------------------

(١) المبسوط: ج ١ ص ٢٨١.

(٢) المبسوط: ج ١ ص ٢٨١.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٤٧.(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٩٢.

(٨٩)

Page 92: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فيه ذلك، فال يصوم ذا الحجة) إال أن يبتدئ بما بعد العيد أو أيام التشريق(وأقل التتابع أن يصح فيه تتابع خمسة عشر يوما) لما حكي من االتفاق

على حصول التتابع به، ويؤيده بعض األخبار (١).(وال ينعقد نذر الصوم إال أن يكون طاعة، فلو نذر العيدين أو أيام

التشريق بمنى أو صوم الليل أو مع الحيض لم ينعقد) اتفاقا ولم يكن عليهشيء، خالفا لبعض (٢) العامة فأوجب يوما بدل يوم (وأن يكون مقدورا، فلو

نذر صوم يوم مقدم زيد، لم يصح سواء قدم ليال أو نهارا) أما ليال فظاهر،ألنه لم يتحقق يوم مقدم له إال أن ينوي ما يعم ذلك، وأما نهارا فكذلك (على

إشكال) من أنه إذا قدم فإما أن يجب صوم باقي اليوم وليس في الشرع صوم أقلمن يوم أو صوم الكل وقد مضى بعضه. وهو خيرة الخالف (٣) والسرائر (٤) ومن

بقاءمحل النية إلى الزوال مع عموم ما دل على وجوب المنذور وهو خيرة المبسوط (٥)

والمختلف (٦) وأطلق أبو علي (٧) وجوبه واحتاط بصوم يوم مكانه (و) إذا لميصح صوم يوم قدومه (لو نذره) أي صوم يوم قدومه (دائما سقط يوم

مجيئه ووجب ما بعده) من أمثاله. (ولو اتفق ذلك اليوم في رمضان صامبنية رمضان ألنه كالمستثنى) في قول ومما اجتمع عليه الوجوبان على ما

اختاره آنفا. وعلى التقديرين إذا صامه بنية رمضان صح، وإذا صامه بنية النذرخاصة لم يجزئ، إال على القول بأنه يجزئ عن رمضان صوم يومه وإن نوى غيره

عمدا (وال قضاء) عليه بإزائه، فإنه إما مستثنى فال أداء عليه ليستعقب القضاء،وإما واقع عن جهتي الوجوب فال إخالل ليستعقبه (ولو اتفق) ذلك اليوم (يوم

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٧٦ ب ٥ من أبواب بقية الصوم.

(٢) المجموع: ج ٨ ص ٤٥٧.(٣) الخالف: ج ٦ ص ٢٠٠ المسألة ١٣.

(٤) السرائر: ج ١ ص ٣٧٠.(٥) المبسوط: ج ١ ص ٢٧٨.

(٦) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٩٩.(٧) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٩٩.

(٩٠)

Page 93: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عيد أفطر) إجماعا (وال قضاء) عنه (على األقوى) وفاقا لعلم الهدى (١)والمحقق (٢) وابن إدريس (٣) وابن البراج (٤) لألصل ومعلومية استثنائه من النذر

وخالفا للصدوق (٥) والشيخ (٦) وابن حمزة (٧) لخبر القاسم الصيقل قال، كتبتإليه:

يا سيدي رجل نذر أن يصوم يوما من الجمعة دائما ما بقي، فوافق ذلك اليوم يومعيد فطر، أو أضحى، أو أيام التشريق، أو سفر، أو مرض، هل عليه صوم ذلك اليوم

أو قضاؤه؟ وكيف يصنع يا سيدي؟ فكتب إليه: قد وضع الله عنه الصيام في هذهاأليام، ويصوم يوما بدل يوم إن شاء الله (٨) وصحيح علي بن مهزيار عن

الهادي (عليه السالم) مثل ذلك (٩) وأجيب بالحمل على مطلق الطلب الشامللالستحباب

ويشكل بالصحة من دون معارض. وما توهم: من اضطرابه سندا - الشتماله علىمحمد بن جعفر الرزاز وهو مجهول - ومتنا لما في التهذيب (١٠) من قوله " فوافقذلك اليوم يوم عيد فطر أو عيد أضحى أو يوم جمعة " يندفع بالنظر إلى الكافي (١١)

فإنه يعلم منه عدم دخول الرزاز في السند. وإن " يوم الجمعة " إنما زاد في نسخالتهذيب سهوا من الناسخ، فإن الحديث مأخوذ من الكافي وليس فيه هذه الزيادة

(ولو وجب على هذا الناذر صوم شهرين متتابعين) عن كفارة مثال (قيل)في المبسوط (١٢): إن الذي يقتضيه مذهبنا أنه (يوم في) الشهر (األول) كل ما

وقع فيه من ذلك اليوم (عن الكفارة) لتحصل متابعة الشهرين (وفي الثاني)--------------------

(١) الطرابلسيات (رسائل الشريف المرتضى المجموعة االولى): ص ٤٤٠.(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٨٨.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٦٠.(٤) المهذب: ج ٢ ص ٤١١.

(٥) المقنع: ص ١٣٧.(٦) المبسوط: ج ١ ص ٢٨١.

(٧) الوسيلة: ص ٣٥٠.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٤ ب ١٠ من نذر... ح ١.

(٩) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ١٣٩ ب ١٠ من أبواب من يصح منه الصوم ح ٢.(١٠) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣٠٥ ح ١١٣٥.

(١١) الكافي: ج ٧ ص ٤٥٦ ح ١٢.(١٢) المبسوط: ج ١ ص ٢٨٠.

(٩١)

Page 94: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بعد يوم وجب وصله باألول يجوز أن يصوم (عن النذر) وعن الكفارة، ألنه اليخل بالتتابع، وإنما جاز له صومه عن الكفارة حينئذ، ألنه وإن حصل التتابع لكنه

يجب عليه المبادرة إلى إكمال الشهر الثاني ويأثم بالتفريق كما نص عليه فيالتبيان (١) وظهار المبسوط (٢) وكفارات النهاية (٣) (ويحتمل صومه عن النذر

فيهما) أي الشهرين (ألنه عذر) والعذر (ال ينقطع به التتابع) وقال ابنإدريس: بل تنتقل الكفارة إلى اإلطعام ألنه ال يمكنه صوم شهرين متتابعين (٤)

(وال فرق بين تقدم وجوب التكفير على النذر وتأخره) لالشتراك فيالعلة، وكذا ال فرق بينهما في وجوب قضاء ما صامه عن الكفارة عن النذر كما في

المبسوط (٥) أو عدمه كما قيل (٦) وفرق بينهما بعض العامة (٧) فأوجب القضاء إنتأخرت الكفارة خاصة (ولو قدم ليال لم يجب شيء) اتفاقا سواء نذر صوم

يوم قدومه خاصة أو صومه دائما إال إذا نوى بيوم القدوم ما مر.(ولو أصبح بنية اإلفطار ولم يفطر فنذر الصوم باقي اليوم قبل الزوال

انعقد) لداللة األخبار (٨) على جواز صوم النفل كذلك (وحينئذ قد ينعقد نذر يومقدوم زيد) وهو إذا قدم قبل الزوال كما في المبسوط (٩) والمختلف (١٠) كما تقدم.

(ولو نذر الصوم في بلد معين قيل) في المبسوط (أجزأ أين شاء (١١))لعدم التمايز بين األمكنة باختصاص بعضها لمزية ال يكون في غيره. وفيه وجهانآخران، أحدهما: اللزوم في ما عينه، ألنه لو صام في غيره لم يأت بالمنذور على

--------------------(١) التبيان: ج ٩ ص ٥٤٤.

(٢) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٢.(٣) النهاية: ج ٣ ص ٦٨.

(٤) السرائر: ج ٣ ص ٦٨.(٥) المبسوط: ج ١ ص ٢٨٠ - ٢٨١.

(٦) قاله ابن إدريس في السرائر: ج ٣ ص ٦٨.(٧) المجموع: ج ٨ ص ٤٧٩.

(٨) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٩ ب ١ من أبواب الصوم المندوب.(٩) المبسوط: ج ١ ص ٢٨١.

(١٠) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٩٩.(١١) المبسوط: ج ١ ص ٢٨٢.

(٩٢)

Page 95: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وجهه. واآلخر: اللزوم فيما له مزية، كما روي أن صوم يوم بمكة يعدل صومالسنة (١) وكثالثة أيام لالعتكاف بالمدينة (٢) إلى غير ذلك من المزايا وقد حكي

اإلجماع على اللزوم هنا وقصر الخالف على غيره.(ولو نذر أن يصوم زمانا وجب) صوم (خمسة أشهر ولو نذر حينا

وجب ستة أشهر) لقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في السكوني في رجل نذر أنيصوم

زمانا: الزمان خمسة أشهر والحين ستة أشهر، ألن الله تعالى يقول: تؤتي أكلها كلحين بإذن ربها (٣). وخبر أبي الربيع الشامي أنه سئل الصادق (عليه السالم) عن رجل

قال:لله على أن أصوم حينا، وذلك في شكر، فقال صلوات الله عليه: قد اتي أبي في مثل

ذلك، فقال: صم ستة أشهر، فإن الله تعالى يقول: تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها (٤)يعني ستة أشهر. ونحوه في تفسير العياشي عن الحلبي (٥) عنه (عليه السالم)، وعمل

بهااألصحاب (ولو نوى غير ذلك لزم ما نواه) من غير خالف.

(ولو نذر صوم الدهر فإن استثنى العيدين وأيام التشريق بمنى صحواألقرب دخول رمضان) لما تقدم من جواز نذر الواجب عينا (وإن نوى

دخول العيدين وأيام التشريق بمنى بطل النذر رأسا) بناء على كونالمجموع عبادة واحدة، واألقوى خالفه فيصح فيما عداها (ولو أطلق فاألقرب

وجوب غير العيدين وأيام التشريق) للعلم باستثنائها، وصدق صوم الدهر معاإلفطار فيها، ويحتمل البطالن، لكونه بمنزلة التصريح بدخولها في النذر المستلزم

لبطالنه رأسا على ما اختاره. وربما يؤيد األول نحو خبر عبد الكريم بن عمرو قال--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ٩ ص ٣٨٢ ب ٤٥ من أبواب مقدمات الحج ح ١.(٢) لم نعثر عليه.

(٣) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٤ - ٢٨٥ ب ١٤ من أبواب بقية الصوم ح ٢.(٤) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٤ ب ١٤ من أبواب بقية الصوم ح ١.

(٥) تفسير العياشي: ج ٢ ص ٢٢٤ ح ١٣.

(٩٣)

Page 96: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

للصادق (عليه السالم): إني جعلت على نفسي أن أصوم حتى يقوم القائم (عج) فقال:ال

تصم في السفر وال في العيدين وال أيام التشريق وال اليوم الذي يشك فيه (١) (ولونذر صوم الدهر سفرا وحضرا وجب) فيهما بال خالف يعرف ويدل عليه

عموم ما دل على وجوب الوفاء بالنذر، وصحيح علي بن مهزيار قال: كتب بندارمولى إدريس: يا سيدي نذرت أن أصوم كل يوم سبت، فإن أنا لم أصمه، ما

يلزمني من الكفارة؟ فكتب (عليه السالم) وقرأته: ال يتركه إال من علة، وليس عليكصومه

في سفر وال مرض إال أن تكون نويت ذلك (٢) (ولم يدخل رمضان في السفر)أدخلناه في النذر أو ال (بل يجب إفطاره ويقضيه) ثم القضاء إما داخل في

المنذور أو ال (ألنه كالمستثنى) من هذا الحكم (بقوله تعالى: فعدة من أياماخر (٣)) ونحوه. (و) على القول بخروج الواجب من نحو رمضان وقضائه عن

المنذور (هل له أن يعجل قضاء ما فاته من رمضان بسفر أو حيض أومرض) أو ال لعذر (أو يجب عليه) التأخير (إلى أن يتضيق رمضان

الثاني إشكال، أقربه جواز التعجيل) ألنه مستثنى والشتراكهما في الوجوبمن غير مرجح فإن التأخير ال يفيد المنذور شيئا، ويحتمل وجوب التأخير لسعة

وقته وضيق المنذور بمعنى أنه ال يجوز ترك المنذور إال لعذر وال يتحقق العذر مالم يتضيق وقت القضاء. وعلى المختار (فلو عين يوما للقضاء فهل له إفطارهقبل الزوال اختيارا؟ إشكال) من كونه قضاء رمضان، ومن لزوم التخلف عن

النذور ال لعذر (فإن سوغناه ففي إيجاب كفارة خلف النذر إشكال، ينشأمن أنه أفطر يوما من القضاء قبل الزوال) وال كفارة فيه (ومن كون العدول

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ١٦ ب ٦ من أبواب وجوب الصوم ونيته ح ٣.

(٢) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ١٣٩ ب ١٠ من أبواب من يصح منه الصوم ح ١.(٣) البقرة: ١٨٤.

(٩٤)

Page 97: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عن النذر سائغا بشرط القضاء فإذا أخل به فقد أفطر يوما كان يجبصومه بالنذر لغير عذر، إذ العذر صوم القضاء ولم يفعله) فإنما أفطر في يوم

النذر (و) ذلك ألنه (بإفطاره خرج عن كونه قضاء و) ألنا لو لم نوجبعليه كفارة لزم سقوط النذر وخروج المنذور عن الوجوب (ألن سقوط الكفارة

في اليوم األول يوجب سقوطها في اليوم الثاني وهكذا) لعدم الفرق (وكذالو) عين يوما للقضاء و (أفطر بعد الزوال ففي وجوب الكفارتين) للنذر

والقضاء بناء على الدخول في النذر (أو إحداهما) بناء على االستثناء (أو)على الثاني في أن (أيتهما هي) أي كفارة القضاء، لكونه صومه خصوصا وقد

زالت الشمس أو النذر، ألنه فوت يوم النذر ال لعذر (إشكال) وعليه أيضايحتمل قويا وجوب الكفارتين، ألنه أخل بالقضاء والمنذور كليهما من جهتين

وإن لم يكن الصوم الذي شرع فيه من المنذور (ولو نذر صوم قدومه فظهربعالمة قدومه في الغد فاألقرب) كما في المبسوط (إيجاب نية الصوم (١)

وان عرف قدومه بعد الزوال) البتناء العبادات كثيرا على الظنون كما أنه إذانذر شيئا وأطلق يضيق عليه إذا ظن الوفاة في وقت. ويحتمل العدم، ألن المسبب

ال يتقدم على السبب، وألنه ربما يتخلف العالمة عن مدلولها.(ولو نذر عتق عبده يوم قدومه فباعه ثم قدم يوم البيع بعده ظهر

بطالن العقد) لتعلق النذر به لحضور وقته فظهر كون المبيع مستحقا للغير (و)ذلك ألنه (حمل ذكر اليوم على جميع ذلك اليوم) لصدق يوم القدوم عليه،

ففي أوله قبل القدوم كان قد انعقد عتقه وتعلق به، وتشبث العبد بالحرية والقدومإنما هو كاشف عن ذلك ال موقوف عليه.

(ولو نذر إتمام صوم التطوع لزمه) سواء أطلق كأن قال: متى صمت--------------------

(١) المبسوط: ج ١ ص ٢٧٨.

(٩٥)

Page 98: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تطوعا أتممته، أو خصه ببعض منه وللعامة وجه بالعدم (١) بناء على أنه نذر صومببعض يوم، وضعفه ظاهر.

(ولو نذر صوم بعض يوم احتمل البطالن) ألنه ال يسمى في عرفالشرع صوما، وألنه لو صح لم يجب إال البعض دون الباقي فيجوز اإلفطار فيه،

فليلزم وجوب صوم قاصر عن اليوم (و) احتمل (لزوم يوم كامل) الستلزاموجوب صوم البعض صوم الكل فنذره يستلزم نذره، كما أن نذر اعتكاف يوميوجب اعتكاف ثالثة أيام (أما لو قال: بعض يوم ال أزيد، بطل) اتفاقا إال أنيريد مجرد اإلمساك وترجح أو أوقعنا نذر المتساوي (ولو نذر صوم االثنين)

مثال (دائما لم يجب قضاء األثانين الواقعة في شهر رمضان) ألنها إمامستثناة أو محسوبة من رمضان والنذر جميعا (إال الخامس مع االشتباه على

رأي) الشيخ (٢) القائل بقضاء العيد، الحتمال كونه عيدا، واألصل تعلق النذروحكمه به، فال يخالف إال إذا علم الرافع له وهو الكون من رمضان، أو يحتملالعدم ألصل البراءة والكون من رمضان، والتنافي بين صومه من رمضان والقضاء

عنه. وأما على مختار المصنف من عدم وجوب قضاء يوم العيد فال استثناء.وأوجب ابن حمزة قضاء أثانين رمضان (٣) أيضا (وال) يجب قضاء (يوم العيد

على رأي) لما تقدم مع الخالف (وفي الحيض والمرض إشكال) تقدممنشؤه وإن لم يستشكل هناك.

(ولو نذر أن يصوم شهرا قبل ما بعد قبله رمضان فهو شوال) فإنالمعنى صوم شهر من صفته أن قبل نفسه رمضان فإن نفسه بعد قبله، وبناؤه على أن

يكون القبل األول ظرفا مستقرا وصلة " ما " أو صفتها قوله: بعد قبله وحده - أي ما--------------------

(١) المجموع: ج ٨ ص ٤٨٧.(٢) المبسوط: ج ١ ص ٢٨٠.

(٣) الوسيلة: ص ٣٥٠.

(٩٦)

Page 99: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يكون بعد قبله - وخبر " رمضان " قوله: قبل ما بعد قبله، والجملة صفة لشهر.(وقيل شعبان (١)) بناء على أن صلة " ما " أو صفتها جملة بعد قبله رمضان، على

أن يكون رمضان فاعل الظرف - أعني بعد قبله - أو مبتدأ خبره قوله: بعد قبله،والقبل األول لغو متعلق بالصوم ويجوز استقراره، وما بعده قبله رمضان نفس

رمضان، ألن كل شهر هو بعد قبله وقد نذر صوم شهر قبله. (وقيل رجب (٢)) بناءعلى أن اإلفادة خير من اإلعادة فالبد من الحمل عليها ما أمكن، وكل من البعدية

والقبلية يكون بواسطة وبغيرها، والمتبادر ما بغيرها وخصوصا في مثل هذهالمواضع، ثم ما بواسطة واحدة أولى مما بأكثر وهكذا، وارتكاب الواسطة أولى من

الحمل على اإلعادة فنقول: إن القبل األول ظرف لغو للصوم وما بعد قبله رمضانغير رمضان، فإنه لو حمل على نفسه لكان إعادة، وإذا حمل على غيره لم يكن بدمن حمل البعدية أو القبلية على ما بواسطة، فإما أن يكون شواال ألن قبله بواسطةشعبان وبعده رمضان، أو شعبان ألن قبله رجب أو بعده بواسطة رمضان والثانيأولى من األول، إذ لو حمل عليه كان الشهر الذي قبله رمضان. فعلى األول مناألقوال الثالثة شعبان، ألن ما قبل بعده نفسه وبعده رمضان. وعلى الثاني شوال،

فإنه بعد شهر قبل بعده رمضان، فإن كل شهر فهو قبل بعده، فكأنه قال: بعد رمضان.وعلى الثالث ذو القعدة فإنه بعد شوال الذي بعده بال واسطة ذو القعدة بواسطة

رمضان. وإن قال: قبل ما قبل بعده رمضان، فشوال على األول ألنه نفس ما قبلبعده وقبله رمضان، وشعبان على الثاني، فإن ما قبل بعده رمضان نفس رمضان

وقبله شعبان، وعلى الثالث رجب، ألنه قبل شعبان الذي بعده بواسطة شوال وقبلذلك بال واسطة رمضان وإن قال: بعد ما بعد قبله رمضان فشعبان على األول

وشوال على الثاني، وذو القعدة على الثالث. وإن قال: ما بعد بعده رمضان، فشعبان--------------------(١) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٦٤.(٢) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٦٥.

(٩٧)

Page 100: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

على األول وجمادي اآلخرة على الثاني. وإن قال: بعد ما قبل قبله رمضان،فشوال على األول، وذو الحجة على الثاني. وإن قال: قبل ما قبل قبله رمضان، فذوالحجة على األول وشوال على الثاني. وإن قال: بعد ما بعد بعده رمضان، فجمادياآلخرة على األول وشعبان على الثاني. وال احتمال في هذه األربعة لثالث ومجمل

ما ذكر في هذه الشجرة ما يقول الفقيه أيده الله وال زال عنده اإلحسان.(المطلب الرابع الحج)

(لو نذر إيقاع حجة اإلسالم في عام متأخر عن عام االستطاعة بطل.ولو نذره بعام استطاعته انعقد) على المختار (فإن أخل لزمه مع اإلثم

الكفارة).(ولو نذر الحج ماشيا، وقلنا المشي أفضل انعقد الوصف) كما يتضمنه

األخبار (وإال فال) إال على جواز نذر المباح المتساوي إن لم يكن الركوبأفضل، أو على ما تقدم من لزوم صفة العبادة وإن لم يترجح على خالفها (و) في

صور االنعقاد (يلزمه المشي من بلده) أي بلد النذر، كما في المبسوط (١)والشرائع (٢) والتحرير (٣) واإلرشاد (٤) أو بلد الناذر، كما قيل (٥) ووجه لزومه من

أحدهما أن الحج هو القصد قد اريد هنا القصد إلى بيت الله ويبتدئ قصده بابتداءالسفر إليه، وألنه السابق إلى الفهم في العرف من قولهم: حج ماشيا، وقد يتأيد بماورد من القيام في المعبر. وأما الكون من بلد النذر فألن االلتزام وقع فيه فهو كبلداالستطاعة. ومن قال بأنه من بلد الناذر قال: إنه المتبادر. وقيل: من أقرب البلدين

إلى الميقات، ألصل البراءة. ويمكن القول بأنه من أي بلد يقصد فيه السفر إلى--------------------

(١) المبسوط: ج ١ ص ٣٠٣.(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٨٦.

(٣) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٧ س ٦.(٤) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٩٣.

(٥) نسبه الشهيد في غاية المراد إلى ابن الجنيد: ص ١٣٥ س ١٧.

(٩٨)

Page 101: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحج، لتطابق العرف واللغة فيه بأن حج ماشيا (و) في المبسوط أنه (قيل منالميقات (١)) ألن الحج في عرف المتشرعة اسم لألفعال المخصوصة التي مبدؤها

اإلحرام مع أصل البراءة، ويدفعه أصل عدم النقل، وإن سلم فإنما سلم إلى قصدبيت الله (و) ال إشكال في أنه (لو قيد أحدهما) أي البلد أو الميقات (لزم)

وكذا إن قيد بغيرهما.(ولو نذر الحج راكبا، فإن قلنا: إنه أفضل انعقد الوصف وإال فال) ألنه

مرجوح إال أن يعرضه الرجحان، أو نقول بانعقاد وصف العبادة مطلقا بناء على أنهإذا أخل به لم يأت بالمنذور على وجهه (وإذا لم ينعقد الوصف فيهما انعقد

أصل الحج) إجماعا، كما قيل (٢) إذ ال مانع من انعقاده. ويحتمل العدم ضعيفا بناءعلى أن المنذور غير واقع والمأتي به غير المنذور.

(ولو نذر المشي فعجز، فإن كان النذر معينا بسنة ركب، ويستحب أنيسوق بدنة) جبرانا، كما في نحو صحيح الحلبي قال للصادق (عليه السالم): رجل نذر

أنيمشي إلى بيت الله وعجز أن يمشي، قال: فليركب، وليسق بدنة فإن ذلك

يجزئ عنه إذا عرف الله منه الجهد (٣) وال يجب، لألصل، وخبر عنبسة بن مصعبقال: نذرت في ابن لي، إن عافاه الله أن أحج ماشيا، فمشيت حتى بلغت العقبة،

فاشتكيت، فركبت، ثم وجدت راحة، فمشيت، فسألت أبا عبد الله (عليه السالم)فقال: إني

احب إن كنت موسرا أن تذبح بقرة، فقلت: معي نفقة، ولو شئت أن أذبح لفعلت،وعلي دين، فقال: إني احب إن كنت موسرا أن تذبح بقرة، فقلت: أشيء واجب

أفعله؟ فقال: ال، من جعل لله شيئا فبلغ جهده فليس عليه شيء (٤) (وقيل) في--------------------

(١) المبسوط: ج ١ ص ٣١٣.(٢) القائل هو صاحب غاية المرام: ص ٤٠ س ٢٠.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٣ ب ٢٠ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٣ ب ٨ من أبواب النذر والعهد ح ٥.

(٩٩)

Page 102: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حج النهاية (١) وأيمان الخالف (٢) (يجب) السوق لإلجماع واألخبارواالحتياط، مع نصه في نذور الخالف على العدم، لألصل. ولكنه قال في األيمان:

ال يجوز له أن يركب، فإن ركب وجب عليه إعادة المشي، فإن عجز عن ذلك لزمهدم. وقال في النذور: وإن ركب مع العجز لم يلزمه شيء. فالظاهر أنه إنما وجبالدم إذا ركب قادرا على المشي ثم عجز عن اإلعادة ماشيا، ولم يوجبه إذا عجز

أوال. وصحيح الحلبي (٣) وغيره يدل على الثاني إال أن يفهم األول من طريقاألولى (وال يسقط األصل إال مع العجز عنه مطلقا) لألصل، ووجوب

اإلتيان بما وجب حسب االستطاعة فإن الميسور ال يسقط بالمعسور، وعموم أدلةوجوب الوفاء بالنذر مع مغايرة الشيء لصفته فال يلزم سقوطه من سقوطها خالفا

البن إدريس (٤) فأسقطه تمسكا بأنه بدون الهيئة المنذورة غير المنذور، مع إمكانحمل األخبار اآلمرة بالركوب على تجدد العجز بعد اإلحرام وخصوص صحيح

ابن مسلم سأل أحدهما عن رجل جعل عليه مشيا إلى بيت الله فلم يستطع؟ قال:يحج راكبا (٥) وهو خيرة الكتاب في الحج (ولو كان النذر مطلقا) فعجز عن

المشي (توقع المكنة) إلى أن يعلم عادة استمرار العجز (ولو ركب مختارافإن كان معينا كفر) كفارة النذر وال قضاء عليه، ألنه أتى بالحج المنذور، وإنماأخل بالمشي وال قضاء له وحده. وقيل (٦) بالقضاء، ألنه لم يأت بالمنذور على

وجهه، وألنه لم يأت بالمشي الذي نذره فالبد من قضائه، وال يقضي إال مع الحج(ولو كان مطلقا وجب االستيناف ماشيا) ألنه لم يأت بالمنذور والوقت

--------------------(١) النهاية: ج ١ ص ٤٦٠.

(٢) الخالف: ج ٦ ص ١٨٧ المسألة ١٠٥.(٣) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٦٠ ب ٣٤ من أبواب وجوب الحج ح ٩.

(٤) السرائر: ج ٣ ص ٦١.(٥) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٦١ ب ٣٤ من أبواب وجوب الحج ح ٩.

(٦) المختصر النافع: ص ٧٦.

(١٠٠)

Page 103: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

باق (وال كفارة) لعدم إخالله بالمنذور (ولو ركب بعضا فكذلك) فيالمطلق والمعين وفاقا للمحقق (١) وابن إدريس (٢) للتساوي في اإلخالل، وتوقف

التدارك على االستئناف مع المشي في تمام الطريق (وقيل) في المقنعة (٣)والنهاية (٤) والمبسوط (٥) واإلصباح (٦) والجامع (٧) وغيرها وليس عليه المشي في

تمام الحج الثاني بل (يقضي) أي يعيد قضاء أو أداء (و) له أن (يركب مامشى و) عليه أن (يمشي ما ركب) ألنه نذر الحج والمشي في طريقه ولم

يشترط كون مشي تمام الطريق في حجة واحدة، وإذا فعل ذلك صدق أنه مشىتمام طريق الحج ولو دفعتين. وضعفه ظاهر، فإنه إنما نذر أن يحج ماشيا ولم يفعله

في الشيء من الدفعتين (ويقف ناذر المشي في السفينة عابرا نهرا) لخبرالسكوني: أن عليا (عليه السالم) سئل عن رجل نذر أن يمشي إلى البيت فمر بالمعبر؟

قال:ليقم حتى يجوزه (٨) (استحبابا) كما في الشرائع (٩) والمعتبر (١٠) ألنه ليس بمشي،

واألصل البراءة مع ضعف الخبر وقال الشيخ (١١) وجماعة بالوجوب (١٢) للخبر،ولتضمن المشي القيام مع الحركة، فإذا عجز عن الحركة لم يسقط القيام. وفيه أنه

كما يقدر على القيام يقدر على الحركة، وكما ال تفيد الحركة ال يفيد القيام(ويسقط المشي بعد طواف النساء) في المشهور، ألنه آخر األفعال، وقيل بل

آخرها الرمي (١٣) وأيد بقول الصادق (عليه السالم) في صحيح إسماعيل بن همام: فيالذي

--------------------(١) شرائع اإلسالم: ج ١ ص ٢٣١.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٦٢.(٣) المقنعة: ص ٥٦٥.

(٤) النهاية: ج ١ ص ٤٦١.(٥) المبسوط: ج ١ ص ٣٠٣.(٦) إصباح الشيعة: ص ١٨٠.

(٧) الجامع للشرائع: ص ١٧٦.(٨) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٦٤ ب ٣٧ من أبواب وجوب الحج ح ١.

(٩) شرائع اإلسالم: ج ١ ص ٢٣١.(١٠) المعتبر: ج ٢ ص ٧٦٣.(١١) النهاية: ج ١ ص ٤٦١.

(١٢) في ن بدل " قال الشيخ وجماعة بالوجوب ": ويحتمل كالم الشيخين واألكثر بالوجوب.(١٣) مدارك األحكام: ج ٧ ص ١٠٣.

(١٠١)

Page 104: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عليه المشي في الحج إذا رمى الجمار زار البيت راكبا، وليس عليه شيء (١) فإنالمفهوم من الجمار جميعها وإنما يرمي الجميع بعد التحلل، وكذا إن اريد بهاالحصيات كان الظاهر جميع ما معه منها، وإنما يتحقق رمي الجميع في ثالث

التشريق، ولكن في خبر جميل عنه صلوات الله عليه: إذا حججت ماشيا ورميتالجمرة فقد انقطع المشي (٢) وفي خبر علي بن أبي حمزة عنه صلوات الله عليه: إذا

رمى جمرة العقبة وحلق رأسه فقد انقطع مشيه فليزر راكبا (٣).(ولو فاته الحج) قبل التلبس أو بعده (أو فسد) بعده (مع تعينه ففي

لزوم لقاء البيت) للنذر (إشكال) من أن الحج هو القصد إلى البيت لألفعالالمخصوصة فإذا فاتت األفعال لم يلزم فوات القصد، ومن احتمال صيرورته فيالعرف بمعنى األفعال وأنه إنما أوجب على نفسه القصد إليه لألفعال فهو ال لهاخارج عن المنذور وأيضا من التردد في التعبد بلقائه مجردا ممنوع إن لم يكن

تلبس ولم يوجب النذر اللقاء لم يجب وإن تلبس ففات أو فسد لزمه اللقاءللتحليل بالعمرة أو إلتمام األفعال، وإنما تظهر الفائدة في الكفارة إن أخل به فإن

وجب بالنذر أيضا لزمت وإال فال (وإن أوجبناه) أي اللقاء بالنذر (ففي جوازالركوب) إذا نذر المشي (إشكال) من أن نذره قصده وأفعاله ماشيا، ومن أنهإنما نذر أفعاله وقصده لها ماشيا وقد فاتته (ثم) ال يكفيه اللقاء بل (يلزم قضاء

الحج المنذور) مع اإلفساد أو الفوات بالتفريط.(ولو نذر الحج في عامه) مثال (فتعذر بمرض) يمكنه معه الحج بمشقة

(ففي القضاء إشكال) من األصل مع عدم استقرار الوجوب في الذمة للعذر،ومن أن هذا المرض إنما أفاد الرخصة في الترك ولم يبطل القدرة على الفعل

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٦٢ ب ٣٥ من أبواب وجوب الحج ح ٣.(٢) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٦٢ ب ٣٥ من أبواب وجوب الحج ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٦٢ ب ٣٥ من أبواب وجوب الحج ح ٤.

(١٠٢)

Page 105: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والمنذور إذا قدر عليه فترك لزم قضاؤه (وال قضاء لو تعذر بالصد) ألنه ينفيالقدرة وبه ينحل النذر ونحوه المرض النافي للقدرة، ويظهر من إطالق الكافي (١)

وجوب القضاء وهو وجه لبعض العامة (٢).(ولو نذر إن رزق ولدا أن يحج به أو عنه، ثم مات حج بالولد أو عنه

من صلب ماله) ألنه طاعة ينعقد نذره فيجب عليه وهو من الماليات التي تخرجمن صلب المال، ولحسن مسمع قال للصادق (عليه السالم): كانت لي جارية حبلى،

فنذرتلله عز وجل، إن ولدت غالما أن أحجه أو أحج عنه، فقال (عليه السالم): إن رجال نذر

لله عزوجل في ابن له، إن هو أدرك أن يحجه أو يحج عنه فمات األب وأدرك الغالم بعد،فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الغالم فسأله عن ذلك، أمر رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحج عنهمما ترك أبوه (٣).

(ولو نذر أن يحج، ولم يكن له مال فحج عن غيره ففي إجزائه عنهماإشكال) من صدق الحج وصحيح رفاعة سأل الصادق (عليه السالم): عن رجل حج

عنغيره، ولم يكن له مال، وعليه نذر أن يحج ماشيا أيجزئ عنه من نذره؟ قال: نعم (٤)

وهو خيرة النهاية (٥) ومن أنه أوجب على نفسه الحج كما يجب عليه حجةاإلسالم، فكما ال يجزئ عنها الحج عن غيره فكذا عنه، مع أن األصل والظاهر

اختالف المسبب باختالف السبب، ويقوى األول إذا حج عن غيره تبرعا،ويحتمله الخبر وإن لم يفترق الحال حينئذ بين أن يكون له مال أو ال وبالجملة بين

القادر على الوفاء بالنذر وغيره، وربما حمل الخبر على العجز، وحينئذ وإن لميجب عليه المنذور لكن ال بعد في أن يثاب ثوابه، وال إشكال في اإلجزاء إذا نوى

--------------------(١) الكافي في الفقه: ص ٢١٨.(٢) المجموع: ج ٨ ص ٤٩٤.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٨ ب ١٦ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٤ ب ٢١ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٥) النهاية: ج ٣ ص ٦١.

(١٠٣)

Page 106: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حين النذر عموم الحج عن نفسه وغيره، وحمل الخبر عليه بعيد.(وإذا نذر أن يحج راكبا فحج ماشيا مع القدرة) على الركوب (قيل)

في الشرائع (١) وغيره (يحنث) بناء على رجحانه أو على انعقاد صفة العبادة وإنلم يترجح (فيجب به الكفارة) إن عين السنة (ال القضاء) ألنه أتى بالحج

المنذور وإنما أخل بالركوب، وفيه ما تقدم من االحتمال فيما لو نذره ماشيا فحجراكبا. وأما إن أطلق فعليه اإلعادة كما في المشي.

(ولو نذر المشي أو الركوب إلى بيت الله تعالى ولم يقصد حقيقتهمابل اإلتيان لم يجب أحدهما بل القصد) بأيهما كان (ولو نذر القصد إلى

البلد الحرام) أو الحرم (أو بقعة منه كالصفا أو المروة) وترجح أو قلناباالنعقاد مطلقا (لزمه حج أو عمرة) لتوقفه على أحدهما شرعا، كما أنه إذانذر الصالة لزمه الوضوء (ولو نذر) القصد (إلى عرفة أو الميقات لم يجب

أحدهما) لخروجهما عن الحرم إال أن يقصد بقصدهما الحج أو االعتمار (وفيانعقاد النذر) إن لم يترجح قصدهما بمرجح (إشكال) لإلشكال في انعقاد نذر

المباح المتساوي الطرفين.(ولو أفسد الحج المنذور ماشيا في سنة معينة لزمته الكفارة) للنذر

مع ما قدر لإلفساد (والقضاء ماشيا) ويسقط عنه المشي في بقية ما أفسده بناءعلى أن اإلتمام عقوبة، والفرض هو الثاني ال المفسد الذي يتمه، وإال فال كفارة وال

مشي في الثاني.(ولو نذر غير المستطيع الحج في عامه ثم استطاع بدأ بالنذر) لتقدم

سببه (وكذا االستئجار).(ولو نذر المستطيع الصرورة الحج في عامه ونوى حجة اإلسالم

--------------------(١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٨٧.

(١٠٤)

Page 107: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تداخلتا) على المختار من تعلق النذر بالواجب (وإن نوى غيرها، فإن قصدمع فقد االستطاعة انعقد، وإن قصد معها لم ينعقد) النتفاء المشروعية (وإن

أطلق ففي االنعقاد إشكال) من تعلق النذر بغير المشروع، ومن إمكان الحملعلى تقدير فقد االستطاعة مع أصالة صحة النذر. وإن أطلق الحج المنذور عام

االستطاعة فإن استمرت االستطاعة دخل على المختار في حجة اإلسالم.(ولو أخل بحج اإلسالم والنذر في عامه وجب عليه حجان إن انعقد

النذر) من غير تداخل بأن نذر قبل االستطاعة (وكفارة خلف النذر. وكلموضع ال ينعقد فيه النذر ال يجب غير قضاء حجة اإلسالم) وإن انعقد مع

التداخل كان عليه قضاء حجة اإلسالم وكفارة خلف النذر.(المطلب الخامس الهدي)

(إذا نذر هدي بدنة انصرف اإلطالق إلى الكعبة) للعرف، وقولالصادق (عليه السالم) في صحيح الحلبي: إنما الهدي ما جعل لله هديا للكعبة (١)

ولكن فيخبر محمد عن الباقر (عليه السالم): في رجل قال: عليه بدنة، ولم يسم أين ينحر، قال

(عليه السالم):إنما النحر بمنى يقسمونها بين المساكين (٢) (ولو نوى منى لزم) ألنها أيضا مما

يهدى لها الهدي (ولو نذر إلى غيرهما لم ينعقد) كما في المبسوط (علىإشكال) من أن الهدي المشروع ما كان إليهما وأنه ال رجحان لغيرهما من

األماكن، ومن عموم األمر بالوفاء ورجحان نفس الهدي وإن لم يترجح المكانعلى أنه ربما كان له رجحان، وخبر محمد عن الباقر (عليه السالم) في رجل قال: عليه

بدنةينحرها بالكوفة؟ فقال (عليه السالم): إذا سمى مكانا فلينحر فيه فإنه يجزئ عنه (٣)

وهو--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٧ ب ٤ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٤ ب ١١ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٤ ب ١١ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(١٠٥)

Page 108: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األقوى وخيرة الخالف (١) مع ادعاء اإلجماع عليه.(ولو نذر نحر الهدي بمكة وجب وتعين التفريق بها) كما قاله الشيخ (٢)

وجماعة تقتضيه العرف واالحتياط، إذ ال تعبد بمجرد النحر في الحرم إذ ال إذن فيجعله مجزرة (وكذا منى) ويزيد فيها ما مر من قول الباقر (عليه السالم): إنما النحر

بمنىيقسمونها بين المساكين (٣) فإن الظاهر منه القسمة فيما بينهم وقيل: إنما يتعينالنحر فيهما (٤) لألصل، ومنع اقتضاء العرف و (ال) كذلك (غيرهما) أي مكة

ومنى، فال يتعين النحر والتفريق فيه، لعدم انعقاد النذر (على إشكال) تقدم.(وينصرف إطالق الهدي إلى مكة ومنى) أو مطلقا (إلى النعم)

للعرف، واألخبار كقول الصادق (عليه السالم) في صحيح الحلبي: وسئل عن الرجليقول:

أنا أهدي هذا الطعام، ليس بشيء إن الطعام ال يهدى (٥) وقوله (صلى الله عليه وآلهوسلم) في خبر أبي

بصير: فإن قال الرجل: أنا أهدي هذا الطعام، فليس هذا بشيء إنما تهدى البدن (٦)ولإلجماع كما في الخالف (٧) وال فرق بين أن يقول علي أن أهدي أو أهدي هديا

أو أهدي الهدي ووافقنا الشافعي (٨) في األخير دون غيره (ويجزئه أقل مايسمى هديا منها) أي النعم كالشاة بالشروط المعتبرة في الهدي (وقيل) فيالمبسوط (يجزئ) من غيرها (ولو بيضة) أو تمرة قال: ألن اسم الهدي يقع

عليه لغة وشرعا، يقال: أهدي بيضة وتمرة، وقال تعالى: ذوا عدل منكم هديا بالغالكعبة، وقد يحكمان بقيمة عصفور أو جرادة، وسمى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

البيضة هديا،--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ١٩٦ المسألة ٧.

(٢) الخالف: ج ٦ ص ١٩٧ المسألة ٧.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٤ ب ١١ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(٤) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٧٤.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٧ ب ٤ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٣ ب ١ من أبواب النذر والعهد ح ٣.

(٧) الخالف: ج ٦ ص ١٩٧ المسألة ٨.(٨) االم: ج ٧ ص ٧٠، المجموع: ج ٨ ص ٤٦٩.

(١٠٦)

Page 109: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فقال في التبكير إلى الجمعة: ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما أهدى بيضة.قال: واألول عندنا أحوط، والثاني قوي، ألن األصل براءة الذمة (١). وهو مقرب

المختلف قال: ألصالة البراءة، ونمنع تخصيص إطالق الهدي بالنعم (٢).(ولو نذر أن يهدي إلى بيت الله تعالى غير النعم قيل) في السرائر (٣)

والجامع (٤) واإلصباح (٥) وغيرها: (بطل) وهو اختيار الحسن (٦) والقاضي (٧)وأبي علي (٨) للخبرين، وألن الهدي إنما يكون من النعم فتعلق بغير المشروع

(وقيل) في المبسوط (٩): (يباع ويصرف في مصالح البيت) وهو خيرةالمختلف (١٠) ألنه قربة وطاعة. وال ينافيه انصراف اإلطالق إلى النعم، ألنه بعد

التسليم ال شبهة في جواز التجوز به عن غيره بقرينة، ولصحيح علي بن جعفر، سألأخاه (عليه السالم) عن رجل جعل جاريته هديا للكعبة كيف يصنع؟ فقال: إن أبي أتاه

رجلقد جعل جاريته هديا للكعبة، فقال (عليه السالم) له: مر مناديا يقوم على الحجر فينادي

أالمن قصرت به نفقته، أو قطع به، أو نفد طعامه فليأت فالن بن فالن، ومره أن يعطي

أوال فأوال حتى يتصدق بثمن الجارية (١١) وخبر أبي الحر عن الصادق (عليه السالم)،قال:

جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السالم): قال إني أهديت جارية إلى الكعبة، فأعطيتخمسمائة دينار فما ترى؟ قال (عليه السالم): بعها ثم خذ ثمنها، ثم قم على هذا

الحائطحائط الحجر، ثم ناد وأعط كل منقطع به، وكل محتاج من الحاج (١٢) وفي خبر

--------------------(١) لم نعثر عليه في المبسوط وحكاه عنه في المختلف ٨: ٢٠٣.

(٢) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠٤.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٦٦.

(٤) الجامع للشرائع: ص ٤٢٤.(٥) إصباح الشيعة: ص ١٦٢.

(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠٤.(٧) المهذب: ج ٢ ص ٤٠٩.

(٨) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠٤.(٩) لم نعثر عليه في المبسوط وحكاه عنه في المختلف ٨: ٢٠٢.

(١٠) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠٥.(١١) وسائل الشيعة: ج ٩ ص ٣٥٤ ب ٢٢ من أبواب مقدمات الطواف ح ٧.(١٢) وسائل الشيعة: ج ٩ ص ٣٥٤ ب ٢٢ من أبواب مقدمات الطواف ح ٨.

Page 110: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(١٠٧)

Page 111: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

آخر لعلي بن جعفر، أنه سأل أخاه (عليه السالم) عن الرجل يقول: هو يهدي إلى الكعبةكذا

وكذا، ما عليه إذا كان ال يقدر على ما يهديه؟ قال: إن كان جعله نذرا وال يملكه فالشيء عليه، وإن كان مما يملك غالم أو جارية أو شبهه، باعه واشترى بثمنه طيبا،

فيطيب به الكعبة، وإن كانت دابة فليس عليه شيء (١) وهو يتضمن غير الجارية منسائر األشياء سوى الدابة. وفي قرب اإلسناد للحميري عن علي بن جعفر، أنه

سأل أخاه صلوات الله عليه عن رجل جعل ثمن جاريته هديا للكعبة، فقال (عليهالسالم)

له: مر مناديا يقوم على الحجر، فينادي أال من قصرت نفقته، أو قطع به، أو نفدطعامه فليأت فالن بن فالن، وأمره أن يعطي أوال فأوال حتى ينفد ثمن الجارية (٢)

وهو صريح في إهداء الثمن فيعم نحو الدراهم والدنانير. وقد يتأيد بما في خبرياسين: أن قوما أقبلوا من مصر فمات منهم رجل فأوصى بألف درهم للكعبة،

فسئل الباقر (عليه السالم) قال: إن الكعبة غنية عن هذا انظر إلى من أم هذا البيت فقطعبه، أو

ذهبت نفقته، أو ضلت راحلته، وعجز أن يرجع إلى أهله فادفعها إلى هؤالء الذينسميت (٣). (و) في السرائر: أنه روي أنه (لو نذر أن يهدي) إلى البيت أومشهد من المشاهد (عبده أو جاريته أو دابته، بيع ذلك وصرف في مصالحالبيت أو المشهد الذي نذر له وفي مؤنة الحاج أو الزائرين) الذين خرجوا

إلى السفر ويناولهم اسم الحاج والزائرين. وال يجوز ألحد أن يعطي شيئا من ذلكألحد منهم قبل خروجهم إلى السفر (٤) مع أنه قال: فإن قال: متى كان كذا فلله علي

أن أهدي هذا الطعام إلى بيته، لم يلزمه ذلك، ألن اإلهداء ال يكون إال في النعم (٥)وهو صريح في الفرق بين الثالثة وغيرها، للنص. ولذا فرق المصنف أيضا وقصر

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٢ ب ١٨ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(٢) قرب اإلسناد: ص ١٠٨.(٣) وسائل الشيعة: ج ٩ ص ٣٥٣ ب ٢٢ من أبواب مقدمات الطواف ح ٦.

(٤) السرائر: ج ٣ ص ٦٢.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ٦٦.

(١٠٨)

Page 112: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الخالف (١) على غيرها، ومثله المحقق في الشرائع (٢) ونحوه السرائر واإلصباح (٣)والجامع (٤) بزيادة العصفور والدجاج مع الطعام، وكالم القاضي (٥) بزيادة الثوب

على المملوك والدابة إال أنهم لم يذكروه رواية. ونص أبو علي على بيعالغالم والجارية وشراء طيب للكعبة، وقال: ولو قال: من الحيوان غير اإلنسي

أو الثمانية األزواج، فلم يلزمه شيء (٦) فأخرج الدابة من الثالثة كما فيما مر منالخبر ونص المبسوط (٧) فإن عين فإن كان مما ينقل ويحول كالنعم والدراهموالدنانير والثياب وغيرها انعقد نذره ولزمه نقله إلى الحرم وتفرقته في مساكينالحرم إال أن يعين الجهة التي نذر لها كالثياب لستارة الكعبة وطيبها ونحوهما

فيكون على ما نذر، وإن كان مما ال ينقل وال يحول مثل أن يقول: لله علي أنأهدي داري هذه وضيعتي هذه وهذه الشجرة، لزمته قيمته لمساكين الحرم يباع

ويبعث بالثمن إلى مساكين الحرم. فعمم االنعقاد لكل شيء والصرف في المصالحلكنه خص الصرف إلى المساكين. ولعله أحوط، لألخبار، وألن الهدي من النعميصرف إليهم، ولم يوجب البيع وصرف الثمن فيما ينقل، إلمكان صرف نفسه،

واألمر كذلك، لكنه إن كان صرف الثمن أصلح للمساكين كان أولى وعليه ينزلاإلطالق في األخبار، وكالم األصحاب وما فيه من التعميم هو المختار لما عرفت

من االعتبار واألخبار وهو خيرة التحرير (٨) والمختلف (٩) وما مر في الطعاممحمول على ما إذا أراد الناذر الهدي بالمعنى المعروف، وكذا صحيح الحلبي، أن

الصادق (عليه السالم) سئل عمن يقول: للجزور بعد ما نحر هو هدي لبيت الله، فقال(عليه السالم):

--------------------(١) الخالف: ج ٦ ص ١٩٧ المسألة ٨.

(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٩١.(٣) إصباح الشيعة: ص ٤٨٤.

(٤) الجامع للشرائع: ص ٤٢٤.(٥) المهذب: ج ٢ ص ٤١١.

(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠٣.(٧) لم نعثر عليه.

(٨) تحرير األحكام: ج ١ ص ١٠٧ س ٥.(٩) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٠٥.

(١٠٩)

Page 113: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إنما يهدى البدن وهن أحياء، وليس بهدي حين صارت لحما (١) على أنه ليس فيهللنذر ذكر فيجوز أن يكون القائل إنما قصد به الهدي لعمرة أو حج.(ولو نذر إهداء بدنة انصرف) عندنا (إلى انثى اإلبل) للعرف، واللغة،

ويدل عليه قول الصادق (عليه السالم) في خبر حفص بن غياث بطريقين: من نذر بدنةفعليه

ناقة، يقلدها ويشعرها، ويقف بها بعرفة (٢) كذا في التهذيب (٣) وفي نسخ الكافيمن

نذر هديا (٤). والخبر بأحد طريقيه مأخوذ منه، وقولهم صلى الله عليهم: البدنةوالبقرة يجزئ عن سبعة، وقوله تعالى: وإذا وجبت جنوبها (٥) واختلف فيها العامة

فمنهم (٦) من خصها باإلبل وعممها للذكر واألنثى، ومنهم (٧) من عممها مع ذلكللبقر

ذكرا وانثى، ومنهم (٨) من عممها للشاة.[وقال أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني، في الرجل يقول: علي بدنة،

تجزئ عنه بقرة إال أن يكون عنى بدنة من اإلبل] (٩).(وكل من وجب عليه بدنة في نذر ولم يجد لزمه بقرة فإن لم يجد

فسبع شياه) ألن الشرع أقامهما مقامها عند العجز، ولو لم يجد إال أقل من سبعشياه فهل يجب عليه؟ وجهان، أقربهما الوجوب.

(وإذا نذر التقرب بذبح شاة بمكة) مثال أو ما يفيد التقرب من التضحيةونحوها (لزم) ولزم التفريق فيها على المساكين، إذ ال قربة بمجرد الذبح (ولولم يذكر لفظ التقرب وال التضحية) وال نحوها (فإشكال) من أنه ال قربة في

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٧ ب ٤ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٥ ب ١١ من أبواب النذر والعهد ح ٢.(٣) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣٠٧ ح ١١٤١.

(٤) الكافي: ج ٧ ص ٤٥٧ ح ١٣.(٥) الحج: ٣٦.

(٦) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٤٨٦.(٧) الشرح الكبير: كتاب الحج ج ٣ ص ٥٧٨.

(٨) الشرح الكبير: كتاب الحج ج ٣ ص ٥٧٨، الحاوي الكبير: كتاب الحج ج ٤ ص ٣٧١.(٩) أثبتناه من نسخة " ن ".

(١١٠)

Page 114: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

مجرد الذبح فيكون مباحا مع الخالف في انعقاد نذر المباح، وعلى عدم انعقادهيحتمل أن يكون تعليق النذر به قرينة على قصد التقرب (وإذا ذكر في النذر

لفظ التضحية) مثال (لم يجزئه إال ما يجزئ في التضحية، وهو الثنيالسليم) مما يعتبر السالمة منه.

(ولو نذر إهداء ظبي إلى مكة لزم التبليغ) إلى الحرم (على إشكال)من اشتمال اإلهداء على التبليغ إليه فال يسقط بسقوط التبليغ إلى مكة والذبح

والتصدق بها لمنع الشرع من جميع ذلك لوجوب اإلرسال إذا بلغ الحرم، ومن أنهال قربة في مجرد التبليغ، وأنه إنما نذره بقيد اإلهداء فلما امتنع شرعا سقط رأسا.

وظاهر العبارة التبليغ إلى مكة ووجهه احتمال أن ال يجب المبادرة باإلرسال إذادخل الحرم ثم في التحرير (١) أنه يتصدق به حيا. ووجهه احتمال أن ال يخرج عن

ملكه وإن وجب اإلرسال ووجب اإلرسال على المتصدق عليه أيضا. ويظهرالفائدة فيما إذا خرج الظبي عن الحرم بعد اإلرسال، فإنه باق على ملك مالكه، فلهأخذه بعده وإن كان المالك هو الذي أمسكه حتى أخرجه، فإن إثمه بذلك ال ينافي

بقاء ملكه (ولم يجز الذبح) قطعا (ولو نذره) أي اإلهداء (في بعير معيب)بما يشترط السالمة منه في الهدي انعقد و (وجب) عليه (الذبح فيها) ألنه من

جنس الهدي وإن لم يتحقق فيه شرطه، فكونه (٢) معيبا حال النذر قرينة أنه إنماأراد بما نذره من اإلهداء التقرب به كما يتقرب بالهدي الصحيح وإن كان إذا أطلق

انصرف إلى الصحيح. وللعامة (٣) وجه بالعدم. وكذا إذا طرأ العيب بعد النذر، لتعلقوجوب ذبحه والتقرب به قبله، فال يدفعه العيب الطارئ. وفي التحرير (٤) جعلهكالظبي في وجوب التبليغ والتصدق به حيا ال الذبح بناء على خروجه عن الهدي

المعروف، فاإلهداء إنما يكون بمعنى التقرب به ويكفي فيه التصدق به حيا.--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٨ س ٢٩.(٢) في نسخة " ق " لكونه.

(٣) لم نعثر عليه.(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٨ س ٢٩.

(١١١)

Page 115: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو نذر نقل عقار إلى مكة، بطل النذر) لعدم القدرة عليه (ولم يلزمبيعه) ألنه غير منذور (إال أن يقصده فيصرف ثمنه فيها) وللعامة (١) قول

بتنزيل اإلطالق عليه.(ولو نذر أن يستر الكعبة أو يطيبها، وجب) ألنهما من السنن، وقد مر

ما نص على تنزيل الهدي على التطيب، وجاز الستر بالحرير (وكذا في مسجدالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واألقصى) وغيرهما من المساجد والمشاهد ينعقد نذر

التطيب كمافي التحرير (٢) لرجحانه شرعا. وأما الستر فال أعرف له مرجحا إال ستر حجرة

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبور األئمة (عليهم السالم) كما يفعل في هذهاألعصار، لما فيه من التعظيم

واالحترام. وللعامة (٣) وجه بعدم انعقاد التطيب، وآخر باختصاصه بالحرام واألقصى.(وإذا نذر أضحية معينة زال ملكه عنها) وكانت أمانة في يده للمساكين

باإلجماع كما في الخالف خالفا لبعض العامة (فإن أتلفها ضمن قيمتها) لهموقال الشافعي: أكثر األمرين من المثل والقيمة (ولو عابت نحرها على ما بها)

من العيب وال شيء عليه (إذا لم يكن عن تفريط) لألصل (ولو ضلت أوعطبت كذلك) أي عن غير تفريط (لم يضمن، ويضمن) القيمة (مع

التفريط) في العين حتى ضلت أو عطبت، واألرش مع التفريط فيها حتى عابت(ولو ذبحها يوم النحر) أو بعده حيث يجزئ فيه التضحية (غيره ونوى عن

صاحبها أجزأته وإن لم يأمره) ألنه إنما نذر كونها أضحية وقد حصل، فإنه أعممن التضحية بنفسه إال أن ينوي ذلك في النذر، ولإلجماع كما في الخالف (٤) ولم

يجتزئ به مالك (٥) (وإن لم ينو عن صاحبها) بل قصد به التملك لنفسه ثمضحى بها (لم يجزئ عنه) فإن المضحي يضمن له القيمة حينئذ، فعليه تفريق

--------------------(١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٤٨٤.

(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٨ س ٢٨.(٣) لم نعثر عليه.

(٤) الخالف: ج ٦ ص ٦٠ المسألة ٢١.(٥) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ١١٧.

(١١٢)

Page 116: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

القيمة على المساكين (وال يسقط استحباب األكل بالنذر) لدخوله في مفهوماألضحية والتضحية، وللشافعي (١) فيه وجهان.

(المطلب السادس في الصدقة والعتق)(إذا نذر أن يتصدق وأطلق لزمه أقل ما يسمى صدقة) وليس منها

تعليم العلم أو الكلمة الطيبة ونحوهما وإن أطلقت عليه تجوزا (ولو قيده بمعينلزم. ولو قال: بمال كثير، لزمه ثمانون درهما) وفاقا للشيخين (٢) وسالر (٣)

والقاضي (٤) وابني سعيد (٥) لخبر الحضرمي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليهالسالم) فسأله

رجل عن رجل مرض، فنذر لله شكرا، إن عافاه أن يتصدق من ماله بشيء كثير،ولم يسم شيئا فما تقول؟ قال: يتصدق بثمانين درهما فإنه يجزئه، وذلك بين في

كتاب الله، إذ يقول الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد نصركم الله في مواطنكثيرة. والكثير في

كتاب الله ثمانون (٦) وما رواه العياشي في تفسيره عن يوسف بن السخت، أنهاشتكى المتوكل فنذر إن شفاه الله يتصدق بمال كثير، فكتب إلى الهادي (عليه السالم)

يسألهفكتب (عليه السالم): يتصدق ثمانين درهما، وكتب قال الله لرسوله (صلى الله عليه

وآله وسلم): لقد نصركم اللهفي مواطن كثيرة، والمواطن التي نصر الله رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها

ثمانون، فثمانوندرهما من حله مال كثير (٧) وفي الفقيه (٨) والهداية (٩) أنه ثمانون وأطلق، ويوافقه

في اإلطالق أخبار كما في معاني األخبار من مرسل ابن أبي عمير عن--------------------

(١) الشرح الكبير (المغني البن قدامة): ج ٣ ص ٥٨٢.(٢) النهاية: ج ٣ ص ٥٧.

(٣) المراسم: ص ١٨٦.(٤) المهذب: ج ٢ ص ٤١١.

(٥) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٩٠، الجامع للشرائع: ص ٤٢٤.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٨٦ ب ٣ من أبواب النذر والعهد ح ٢.

(٧) تفسير العياشي: ج ٢ ص ٨٤ ح ٣٧.(٨) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٦٨ ذيل الحديث ٤٢٩٨.

(٩) الهداية: ص ٧٤.

(١١٣)

Page 117: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الصادق (عليه السالم): أنه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير، فقال (عليهالسالم): الكثير

ثمانون فما زاد لقول الله تبارك وتعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، وكانتثمانين موطنا (١) وما في الكافي والتهذيب من مرسل علي بن إبراهيم: أن المتوكل

سم، فنذر إن عوفي أن يتصدق بمال كثير، فأرسل إلى الهادي (عليه السالم)، فسأله عنحد

المال الكثير، فقال له: الكثير ثمانون (٢) وما في تفسير علي بن إبراهيم عن محمدابن عمر: أن المتوكل نذر التصدق بدنانير كثيرة، فأرسل إليه (عليه السالم) يسأله فقال:

الكثير ثمانون (٣) ومن الغريب ما في كتاب األنساب ألبي سعيد السمعاني: من أنالمتوكل اعتل في أول خالفته، فقال: ألن برئت ألتصدقن بدنانير كثيرة، فبعث إليه

يسأله فقال (عليه السالم): يتصدق بثالثة وثمانين دينارا، قال: ألن الله تعالى قال: لقدنصركم الله في مواطن كثيرة، فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا

والغزوات ثالثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين (٤) وفيالمقنع (٥) أنه ثمانون دينارا وفي السرائر (٦) أنه ثمانون درهما إن كان التعامل به،

وثمانون دينارا إن كان تعومل به. ويمكن تنزيل األخبار وكالمي الصدوق عليه،وهو قوي، وإن تعومل بهما لم يلزم إال الدراهم، لألصل، وإنما العبرة حينئذ

بالدراهم المتعامل بها وقت النذر، وعلى األول الذي هو االقتصار على الدراهممطلقا فاألقوى اعتبار الدراهم التي كان يتعامل بها وقت السؤال. وفي المختلف:

أن الكثرة إن أضيفت إلى المال المطلق أو الدراهم حملت على ثمانين درهما، وإنأضيفت إلى نوع آخر حملت على ثمانين (٧) منه. فلو نذر ثوبا كثيرا، وجب ثمانون

--------------------(١) معاني األخبار: ص ٢١٨ ح ١.

(٢) الكافي: ج ٧ ص ٤٦٣ ح ٢١، تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣٠٩ ح ١١٤٧.(٣) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ٢٨٤، وفيه بدل " عمر ": عمير.

(٤) لم نعثر عليه.(٥) المقنع: ص ١٣٧.

(٦) السرائر: ج ٣ ص ٦١.(٧) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٨٨ مع اختالف.

(١١٤)

Page 118: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ثوبا، ويدل عليه ما في نثر الدرر لآلبي: أن المتوكل نذر التصدق بمال كثير إنعوفي، فاستفتى الجواد (عليه السالم)، فقال: إن كنت نويت الدنانير فتصدق بثمانين

دينارا،وإن كنت نويت الدراهم فتصدق بثمانين درهما (١) قال اآلبي: وهذه القصة إن كانت

وقعت للمتوكل فالجواب لعلي بن محمد الهادي (عليه السالم)، فإن الجواد (عليهالسالم) لم يلحق

أيام المتوكل، ويجوز أن يكون له مع غيره من الخلفاء انتهى. وأنكر من األصحابعلي بن عيسى اإلربلي في كشف الغمة أن يكون ذلك جوابا ألحد من األئمة (عليهم

السالم)قال: ألن كل شيء له كثرة بحسبه، فمواطن القتال إذا كانت ثمانين بل خمسين بل

عشرين كانت كثيرة، فكثير من الملوك العظماء ال يتفق لهم ذلك عشر مرات، أالترى أنا لو قلنا: إن الملك له عشرون ألف فرس كانت تستكثر، ولو قيل: إن له

خمسمائة ألف دينار لم يستعظم له ذلك، وعلى هذا وأمثاله فقس (٢) (ولو قال)بمال (خطير أو جليل أو جزيل أو عظيم فله الصدقة بأقل ما يتمول)

النتفاء التقدير مع كونه جليال في الشرع ولذا يكفر مستحليه ويقطع سارق النصابمنه، وربما أحيي به نفس محترمة أو اقيم به فريضة أو سنة مؤكدة.

(ولو عين موضع الصدقة لزم) اشتملت الصدقة فيه على مزية أو ال، قلنابلزوم المباح أو صفة العبادة وإن لم يترجح أو ال، فإنه في قوة تعيين أهل المكان

للتصدق عليهم فال يجوز العدول (وصرف) المال (في أهله ومن حضره)من غير أهله، لعموم التصدق فيه له من غير دليل على التخصيص باألولين وهل

يشترط الفقر؟ وجهان (فإن صرفها في غيره) ولو على أهله (أعاد الصدقةبمثلها فيه) عينها في مال أو ال، أما على الثاني فظاهر، وأما على األول فلتعلق

حق أهل المكان به فيضمنه باإلتالف (ثم إن كان المال معينا كفر وإال فال، وال--------------------

(١) ال يوجد لدينا الكتاب المنقول منه، وهو محاضرات للوزير األديب العالم الفقيه زينالكفاة أبي سعيد منصور بن الحسن بن الحسين اآلبي، تلميذ شيخ الطائفة الطوسي، الذريعة:

ج ٢٤ ص ٥١.(٢) كشف الغمة: ج ٢ ص ٣٦٨.

(١١٥)

Page 119: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يجزئه لو صرف في غيره على أهل بلد النذر على إشكال) من االخاللبالمكان المنذور، ومن حصول الغرض الذي كان هو السبب في تعيين المكان.

(ولو نذر أن يتصدق بجميع ما يملكه لزم) إال أن يتضرر به أو ببعضهدينا أو دنيا، وال ينفيه النهي عن التبذير والبسط كل البسط، الندفاعه بالتصدق

شيئا فشيئا - كما تسمع اآلن - وباالعتياض عنه بحيازة ونحوها بحيث ال يتضرربالتصدق بما يملكه (فإن خاف الضرر) بالتصدق به دفعة (قومه أجمع ثم

يتصدق شيئا فشيئا حتى يتصدق بقدر القيمة، وله أن يتعيش بالمال وأنيكتسب به والكسب له) وإال لم يفد التصدق شيئا فشيئا وقد تضمن جميع ذلك

خبر محمد بن يحيى الخثعمي، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السالم) جماعة، إذدخل عليه

رجل من موالي أبي جعفر (عليه السالم) فسلم عليه ثم بكى ثم قال له: جعلت فداكإني

كنت أعطيت الله عهدا، إن عافاني الله من شيء كنت أخافه على نفسي أن أتصدقبجميع ما أملك، وأن الله عز وجل عافاني منه، وقد حولت عيالي من منزلي إلى قبة

في خراب األنصار، وقد حملت كل ما أملك، فأنا بايع داري وجميع ما أملك،وأتصدق به فقال أبو عبد الله (عليه السالم): انطلق، وقوم منزلك وجميع متاعك وما

تملكبقيمة عادلة، فاعرف ذلك، ثم اعمد إلى صحيفة بيضاء فاكتب فيها جملة ما قومته،

ثم انطلق إلى أوثق الناس في نفسك وادفع إليه الصحيفة، وأوصه، ومره إن حدثبك حدث الموت أن يبيع منزلك وجميع ما تملك فيتصدق به عنك، ثم ارجع إلى

منزلك، وقم في مالك على ما كنت عليه، فكل أنت وعيالك مثل ما كنت تأكل، ثمانظر كل شيء يتصدق به مما يسهل عليك من صدقة، أو صلة قرابة، وفي وجوه

البر، فاكتب ذلك كله وأحصه، فإذا كان رأس السنة فانطلق إلى الرجل الذيوصيت إليه، فمره أن يخرج الصحيفة، ثم اكتب جملة ما تصدقت به، وأخرجت من

صلة قرابة أو بر في تلك السنة، ثم افعل مثل ذلك في كل سنة حتى تفي لله بجميع ما

(١١٦)

Page 120: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نذرت فيه، ويبقى لك منزلك ومالك إن شاء الله (١) (وهل يجب أن يتصدق بماال يتضرر به) معجال (ثم يقوم المتضرر به) ويفعل ما في الخبر (إشكال)

من إطالق الخبر والفتوى، ومن المخالفة لألصل في قضية النذر فيقصر علىالضرورة وهو أقوى.

(ومن نذر أن يخرج شيئا من ماله في سبيل الخير) أو سبيل الله أوسبيل الثواب (تصدق به على فقراء المؤمنين أو) صرفه (في حج أو زيارة

أو مصالح المسلمين كبناء قنطرة أو عمارة مسجد أو غير ذلك) وللشيخ (٢)قول باختصاص سبيل الخير بالفقراء والمساكين وابن السبيل والغارمين لمصلحة

والمكاتبين، وسبيل الثواب بالفقراء والمساكين، وسبيل الله بالغزاة والحج والعمرة.(ولو نذر الصدقة على أقوام بعينهم لزم وإن كانوا أغنياء) إذا لم يناف

اإلنفاق عليهم القربة، فإن الصدقة ما تعطى لوجه الله وهو يتحقق في الغنى، ويؤيدهقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل معروف صدقة (٣) وفي التحرير (٤) لم يجز

العدول عنهم إذا كانوامن أهل االستحقاق، فيحتمل أن يريد الفقر ولو بكونه ابن السبيل أو غارما ويكون

الوجه فيه اختصاص الصدقة في غالب العرف بهم وإطالق جماعة من أهل اللغةأنها ما يتصدق به على المساكين، وأن يريد تحقق القربة فيوافق الكتاب (فإن لم

يقبلوه فاألقرب بطالن النذر) لتعذر الوفاء به، وعدم الخروج عن ملكه إذاتعين إال مع القبول، ويحتمل اإليقاف إلى أن يقبلوا والحكم بالخروج عن ملكه

بالنذر إذا تعين، والوجه عدم البطالن إذا لم يعين وقتا إال إذا ماتوا ولم يقبلواوالبطالن إذا عين الوقت فمضى ولم يقبلوا. ٦

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٧ ب ١٤ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(٢) النهاية: ج ٣ ص ٥٨.(٣) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٥٢٢ ب ١ من أبواب فعل المعروف ح ٥.

(٤) تحرير األحكام: ج ١ ص ١٠٨ س ٢.

(١١٧)

Page 121: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو نذر صرف زكاته الواجبة إلى قوم بأعيانهم من المستحقين) لها(لزم) ما لم يناف التعجيل الواجب (وهل له العدول إلى األفضل) في

الصرف وهو البسط أو المستحق األفضل (كاألفقر واألعدل) والقريب(األقرب المنع) لعموم األمر بالوفاء ويحتمل الجواز، لعموم ما دل على أن من

حلف على شيء فكان خالفه أولى جاز العدول إلى الخالف، ونحو خبر زرارةقال للصادق (عليه السالم): أي شيء ال نذر فيه؟ فقال (عليه السالم): كل ما كان لك

فيه منفعة في دينأو دنيا، فال حنث عليك فيه (١). وخبر عبد الله بن جندب، سمع من ذكر أنه سأله

(عليه السالم)عن رجل جعل على نفسه نذرا صوما، فحضرته نيته في زيارة أبي عبد الله (عليه

السالم)،قال: يخرج، وال يصوم في الطريق، فإذا رجع قضى (٢).

(ولو نذر الصدقة بشيء معين لم يجز غيره) وإن ساواه أو زاد عليهقيمة أو نفعا للفقراء (وال يجزئ القيمة لو نذر جنسا) للعمومات، وخصوص

صحيح علي بن مهزيار قال ألبي الحسن (عليه السالم): رجل جعل على نفسه نذرا إنقضى

الله حاجته أن يتصدق بدراهم، فقضى الله حاجته فصير الدراهم ذهبا ووجههاإليك أيجوز ذلك أو يعيد؟ فقال (عليه السالم): يعيد (٣).

(وإذا نذر عتق مسلم لزم) عين أم ال (ولو نذر عتق كافر غير معين لمينعقد) لتعليقه النذر بما ينافي القربة وهو الكفر (وفي المعين قوالن) مبنيان

على الخالف في جواز عتق الكافر، وفي الصحيح عن أبي علي بن راشد، أنه قالللجواد (عليه السالم) أن امرأة من أهلنا اعتل صبي لها، فقالت: اللهم إن كشفت عنه

ففالنةجاريتي حرة، والجارية ليست بعارفة، فأيما أفضل تعتقها؟ أو أن تصرف ثمنها في

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٩ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٦ ب ١٣ من أبواب النذر والعهد ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٣ ب ٩ من أبواب النذر والعهد ح ١.

(١١٨)

Page 122: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وجه البر؟ فقال (عليه السالم): ال يجوز إال عتقها (١) (و) إذا نذر عتق رقبة (يجزئالصغير والكبير والمعيب والذكر واألنثى) كما نص عليه خبر عمار عن

الصادق (عليه السالم)، في رجل جعل على نفسه عتق رقبة، فأعتق أشل أعرج، قال(عليه السالم):

إذا كان مما يباع أجزأ عنه، إال أن يكون سمى، فعليه ما اشترط وسمى (٢).(ولو نذر أن ال يبيع مملوكه لزم، فإن اضطر إلى بيعه جاز على رأي)

وفاقا للسرائر (٣) والنكت (٤) إلطباق األصحاب والنصوص على جواز المخالفة أووجوبها إذا كان الصالح فيها دينا أو دنيا، ولم يجزه الشيخ (٥) والقاضي (٦) لظاهرخبر الحسن بن علي، عن أبي الحسن (عليه السالم) قال: قلت له: إن لي جارية ليس

لها منيمكان وال ناحية، وهي تحتمل الثمن، إال أني كنت حلفت فيها بيمين، فقلت: لله

علي أن ال أبيعها أبدا، ولي إلى ثمنها حاجة مع تخفيف المؤنة، فقال (عليه السالم): فلله

بقولك (٧) والجواب مع الضعف الحمل على ضعف الحاجة وقصورها عن الضرورة.(ولو نذر الصدقة فأبرأ غريما مستحقا بنية التصدق أجزأ) لما عرفت

من أن كل معروف صدقة، وفي التحرير (٨) ال يجزئ ما لم يقبضه الغريم.(الفصل الثالث في العهد)

وأصله االحتفاظ بالشيء ومراعاته (وحكمه حكم اليمين) كما في الشرائع (٩)والنافع (١٠) (وصورته أن يقول: عاهدت الله أو علي عهد الله أنه متى كان

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩١ ب ٧ من أبواب النذر والعهد ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧ ب ٢٣ من أبواب العتق ح ٣.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٦٣.(٤) النهاية: ج ٣ ص ٦٠.(٥) النهاية: ج ٣ ص ٦٠.

(٦) المهذب: ج ٢ ص ٣١٢.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠١ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ١١.

(٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٨ س ٧.(٩) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٩٣.

(١٠) المختصر النافع: ص ٢٣٩.

(١١٩)

Page 123: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كذا فعلي كذا أو) أطلقه عن الشرط بأن يقول: (علي عهد الله إن أفعل كذا)وعمومه للمشروط والمقيد مما يندرج في كونه كاليمين فإنها كذلك اتفاقا (١).

ويدل على العموم هنا عموم نحو " أوفوا بعهد الله " واألخبار، مع انتفاءاإلشكال في عمومه لغة (فإن كان ما عاهد) الله (عليه فرضا أو ندباأو ترك مكروه أو ترك حرام أو فعل مباح متساو) طرفاه (في الدين

أو الدنيا) وقد عرفت معنى أو (أو راجح) أحدهما (انعقد) وهو أيضامن لوازم مساواته لليمين وهو خيرة السرائر (٢) ومتشابه القرآن البن

شهرآشوب (٣) ويدل عليه عموم ما مر ونحو خبر علي بن جعفر، سأل أخاه (عليهالسالم)

عن رجل عاهد الله في غير معصية، ما عليه إن لم يف بعهده؟ قال: يعتق رقبة، أويتصدق بصدقة، أو يصوم شهرين متتابعين (٤) وصريح المقنعة (٥) والمراسم (٦)والوسيلة (٧) وظاهر النهاية (٨) وجماعة اختصاصه بالراجح (وإن كان) ما عاهد

عليه (بضد ذلك لم ينعقد) اتفاقا كما يظهر منهم (كأن يعاهد على فعلحرام) أو مكروه أو مباح مرجوح (أو ترك واجب) أو مندوب أو مباح راجح

(ولو كان المباح الذي عاهد عليه تركه أرجح من فعله، فليتركه وال كفارةعليه) عندنا كما في التبيان (٩) (سواء كان الرجحان في مصلحة الدين أو

الدنيا) ويؤيده ما مر في اليمين. (وال ينعقد إال باللفظ على رأي) وفاقا--------------------

(١) في نسخة " ق " بدل " فإنها كذلك اتفاقا " فإن ظاهره في النذر االقتصار على المشروط كمافي النهاية.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٦٦.(٣) متشابه القرآن ومختلفه: ج ٢ ص ١٧٩.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٦ ب ٢٤ من أبواب الكفارات ح ١.(٥) المقنعة: ص ٥٦٥.

(٦) المراسم: ص ١٨٦.(٧) الوسيلة: ص ٣٥١.

(٨) النهاية: ج ٣ ص ٥٤.(٩) التبيان: ج ٣ ص ٤١٥، وج ٦ ص ٤٢٠.

(١٢٠)

Page 124: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

للمحقق (١) وابن إدريس (٢) وغيرهما لألصل، وخالفا للشيخ (٣) وهو قوي. والفرقبينه وبين النذر ظاهر، لكون النذر بمعنى الوعد ووجود النصوص على اشتراطه

باللفظ.(ويشترط صدوره ممن يصح نذره) فال يصح من الزوجة والولد

والمملوك بدون اإلذن إن لم يصح نذرهم، إلطالق اليمين عليه (والبد فيه منالنية) فإنما األعمال بالنيات وال عهد بال نية.

* * *--------------------

(١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ١٩٣.(٢) السرائر: ج ٣ ص ٦٦.(٣) النهاية: ج ٣ ص ٥٤.

(١٢١)

Page 125: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(المقصد الثالث في الكفارات)(والنظر في أطراف) خمسة:

(األول في أقسامها)(وهي إما) خصلة واحدة ككفارة وطء الحائض وبعض كفارات اإلحرام،أو متعددة وهي (مرتبة أو مخيرة، أو ما حصل فيه األمران وكفارة الجمع)

كذا بالواو في النسخ وال بأس بها، والحصر في األربعة لما يقصد هنا بالبحث عنه.(فالمرتبة) كثيرة، أكثرها كفارات اإلحرام والمذكور هنا (ثالث: كفارة

الظهار) بال خالف، وبه النصوص من الكتاب (١) والسنة (٢) (و) كفارة (قتلالخطأ) في المشهور، لقوله تعالى: ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة،

إلى قوله: فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين (٣) وقول الصادق (عليه السالم) فيصحيح

ابن سنان: إذا قتل خطأ أدى ديته إلى أوليائه، ثم أعتق رقبة، فإذا لم يجدصام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا مدا (٤) وجعلها سالر (٥)

--------------------(١) المجادلة: ٣.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٠٦ - ٥٠٨ ب ١ من أبواب الظهار.(٣) النساء: ٩٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٩ ب ١٠ من أبواب الكفارات ح ١.(٥) المراسم: ص ١٨٧.

(١٢٢)

Page 126: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وابن زهرة (١) مخيرة وفي النزهة (٢) أنه خالف لظاهر التنزيل واإلجماع (ويجبفيهما العتق أوال، فإن لم يجد فالصوم شهرين متتابعين، فإن عجز فإطعامستين مسكينا) والثالثة في األول نص الكتاب، وفي الثاني األوالن نصه،

والثالث معلوم من السنة (وكفارة من أفطر يوما من قضاء شهر رمضان بعدالزوال) خالفا للحسن (٣) فلم يوجب عليه كفارة، وللتقي (٤) وابني زهرة (٥)وحمزة (٦) فجعلوها على التخيير، وللشيخين (٧) في ظاهر قول لهما وجماعةفجعلوها كفارة اليمين (وهي) عند الشيخين وعلم الهدى (٨) وأبي علي (إطعام

عشرة مساكين، فإن عجز صام ثالثة أيام متتابعات) لنحو صحيح هشام بنسالم، قال للصادق (عليه السالم): رجل وقع على أهله وهو يقضي شهر رمضان؟ فقال:

إنكان وقع عليها قبل صالة العصر فال شيء عليه، يصوم يوما بدل يوم، وإن فعل بعدالعصر صام ذلك اليوم وأطعم عشرة مساكين، فإن لم يمكنه صام ثالثة أيام كفارة

لذلك (٩) وقد حمل العصر على وقت صالته وهو الزوال، ألنه إذا زالت دخل وقتالصالتين إال أن هذه قبل هذه. وأما التتابع فقد نص عليه الشيخان (١٠) وجماعة

قاطعين به، ولم أظفر بما يدل عليه بل يخالفه عموم نحو قول الصادق (عليه السالم) فيحسنة ابن سنان: كل صوم يفرق إال ثالثة أيام في كفارة اليمين (١١) وأوجب عليه

--------------------(١) الغنية: ص ١٣٩.

(٢) نزهة الناظر: ص ١٣٠.(٣) نقله عنه العالمة في مختلفه: ج ٨ ص ٢١٩.

(٤) الكافي في الفقه: ص ١٨٤.(٥) الغنية: ص ١٤٢.

(٦) الوسيلة: ص ١٤٥.(٧) المقنعة: ص ٥٧٠، النهاية: ج ٣ ص ٦٨.

(٨) االنتصار: ص ٦٩.(٩) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٥٤ ب ٢٩ من أبواب أحكام شهر رمضان ح ٢.

(١٠) المقنعة: ص ٥٦٨، النهاية: ج ٣ ص ٦٨.(١١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٠ ب ١٠ من أبواب بقية الصوم الواجب ح ١.

(١٢٣)

Page 127: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الصدوقان (١) في غير الفقيه كفارة اإلفطار في رمضان، وكذا ابن حمزة (٢) معاالستخفاف، واحتمله الشيخ في النهاية (٣) وكتابي األخبار (٤).

(والمخيرة: كفارة من أفطر يوما من شهر رمضان مع وجوب صومه)في المشهور بل حكى اإلجماع عليه في االنتصار (٥) والغنية (٦) ودليله األصل، ونحو

قول الصادق (عليه السالم) في صحيح ابن سنان: يعتق نسمة، أو يصوم شهرينمتتابعين، أو

يطعم ستين مسكينا، فإن لم يقدر تصدق بما يطيق (٧) وعند الحسن (٨) أنها علىالترتيب، ويظهر من الخالف (٩) الميل إليه، ومن السيد في الجمل (١٠) التردد،

لالحتياط وخبر عبد المؤمن بن الهيثم األنصاري، عن الباقر (عليه السالم): أن رجال أتىالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هلكت وأهلكت! فقال: ما أهلكك؟ فقال:

أتيت امرأتي في شهررمضان وأنا صائم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أعتق رقبة، قال: ال أجد،

قال: فصم شهرينمتتابعين، فقال: ال أطيق، قال: تصدق على ستين مسكينا قال: ال أجد (١١) وضعف

الداللة ظاهر (و) كفارة من أفطر يوما من (النذر) أو العهد (المعين علىرأي) وفاقا لمن ذهب إليه في خلفهما مطلقا وبعض من خالف فيه كما سيظهر

(و) كفارة (خلف النذر والعهد) مطلقا (على رأي) وفاقا للشيخين (١٢)--------------------

(١) المقنع: ص ٦٣، الهداية: ص ٤٩.(٢) الوسيلة: ص ١٤٧.

(٣) النهاية: ج ٣ ص ٦٨.(٤) تهذيب األحكام: ج ٤ ص ٢٧٩ ذيل الحديث ٨٤٦، االستبصار: ج ٢ ص ١٢١ ذيل

الحديث ٥.(٥) االنتصار: ص ٦٩.(٦) الغنية: ص ١٣٩.

(٧) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٩ ب ٨ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ح ١.(٨) مختلف الشيعة: ج ٣ ص ٤٤٢.

(٩) الخالف: ج ٢ ص ١٨٦ المسألة ٣٢.(١٠) جمل العلم والعمل (رسائل الشريف المرتضى المجموعة الثالثة): ص ٥٥.(١١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٣٠ ب ٨ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ح ٥.

(١٢) المقنعة: ص ٥٦٢، النهاية: ج ٣ ص ٦٦.

(١٢٤)

Page 128: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وعلم الهدى في االنتصار (١) والتقي (٢) وابني حمزة (٣) والبراج (٤) لإلجماع كمافي

االنتصار ولخبر عبد الملك بن عمرو عن الصادق (عليه السالم)، قال: من جعل لله أنال

يركب محرما سماه فركبه؟ قال: ال أعلمه، إال قال: فليعتق رقبة، أو ليصم شهرينمتتابعين، أو ليطعم ستين مسكينا (٥) وخبر علي بن جعفر سأل أخاه (عليه السالم)،

عن رجلعاهد الله في غير معصية، ما عليه إن لم يف بعهده؟ قال: يعتق رقبة، أو يتصدق

بصدقة، أو يصوم شهرين متتابعين (٦) وقول أحدهما (عليهما السالم) في خبر أبيبصير: من

جعل عليه عهد الله وميثاقه في أمر لله فيه طاعة فحنث فعليه عتق رقبة، أو صيامشهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينا (٧) (ويجب في كل منهما عتق رقبة

أو إطعام ستين مسكينا أو صيام شهرين متتابعين) والمفيد نص في النذرعلى التخيير في هذه الخصال، ثم ذكر أن العهد مثله في الكفارة، ونص فيه أيضا

على هذه الخصال بلفظة أو، ثم قال في الكفارات: ومن نكث عهد الله تعالى كانعليه من الكفارة ما قدمناه، وهي كفارة قتل الخطأ (٨) ونص في الديات على

الترتيب فيها (٩) فكأنه أراد المشابهة في نفس الخصال وإن تخالفتا تخييرا وترتيبا،ويؤيده أنه مع نصه على الترتيب في كفارة قتل الخطأ ذكر في الكفارات أن فيه

كفارة من أفطر يوما من شهر رمضان (١٠) وذهب سالر (١١) إلى أن كفارة النذروالعهد كفارة الظهار، وهو يعطي الترتيب، وهو المحكي عن الكراجكي (١٢) وفي

--------------------(١) االنتصار: ص ١٦٢.

(٢) الكافي في الفقه: ص ١٧٦.(٣) الوسيلة: ٣٥٣.

(٤) المهذب: ج ٢ ص ٤٢١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٦ ب ٢٣ من أبواب الكفارات ح ٧.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٦ ب ٢٤ من أبواب الكفارات ح ١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٦ ب ٢٤ من أبواب الكفارات ح ٢.

(٨) المقنعة: ص ٥٦٩.

(٩) المقنعة: ص ٧٣٧.(١٠) المقنعة: ص ٥٧١.

(١١) المراسم: ص ١٨٦ و ١٨٧.(١٢) حكاه عنه الشهيد في المسالك: ج ١٠ ص ٢٢.

Page 129: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(١٢٥)

Page 130: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الفقيه (١) أن كفارة النذر كفارة اليمين، ونص على خصالها اآلتية (٢) وبه أخباركقول الصادق (عليه السالم) في حسن الحلبي، إن قلت: لله علي، فكفارة يمين (٣)

وفي خبرحفص بن غياث كفارة النذر كفارة اليمين (٤) وحملها الشيخ (٥) على العجز، وكالم

االستبصار (٦) نص في العجز عن خصال الكبرى، واستدل في التهذيب (٧) علىالتنزيل على العجز بقول الكاظم (عليه السالم) في خبر جميل بن صالح (٨): كل من

عجز عننذر نذره فكفارته كفارة يمين، وكذا في المختلف (٩) والخبر ظاهر في العجز عن

المنذور، وعبارة الكتابين تحتمله فلتحمل عليه. وجمع ابن إدريس (١٠) بينهما بأنه:إن كان المنذور صياما كان عليه كفارة اإلفطار في رمضان، وإال فكفارة اليمين،

وحكاه عن الموصليات (١١) للسيد. وفي الجامع (١٢) فإن أخل بما نذره عمدا معتمكنه منه، فإن كان له وقت معين فخرج فعليه مثل كفارة إفطار شهر رمضان، فإن

لم يقدر فكفارة يمين، وفي فقه القرآن للراوندي (١٣) وكفارة النذر مثل كفارةالظهار، فإن لم يقدر كان عليه كفارة اليمين. وظاهر العبارتين العجز عن التكفير،

ويحتمالن العجز عن المنذور. وقال علي بن بابويه: كفارة خلف النذر صيامشهرين متتابعين، وروي كفارة يمين (١٤) وفي المقنع فإن خالف لزمته الكفارة صيام

--------------------(١) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٦٧ ذيل الحديث ٤٢٩٨.

(٢) في نسخة " ق " اآلية.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٤ ب ٢٣ من أبواب الكفارات ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٥ ب ٢٣ من أبواب الكفارات ح ٤.

(٥) النهاية: ج ٣ ص ٦٦.(٦) االستبصار: ج ٤ ص ٥٦ ذيل الحديث ١٩٤.

(٧) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣٠٦ ذيل الحديث ١١٣٦.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٥ ب ٢٣ من أبواب الكفارات ح ٥.

(٩) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢١٤.(١٠) السرائر: ج ٣ ص ٧٤ - ٧٥.

(١١) الموصليات (رسائل الشريف المرتضى المجموعة االولى): ص ٢٤٦.(١٢) الجامع للشرائع: ص ٤٢٣.(١٣) فقه القرآن: ج ٢ ص ٢٣٧.

(١٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢١٢.

(١٢٦)

Page 131: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

شهرين متتابعين، وروي كفارة يمين. فإن نذر رجل أن يصوم كل سبت أو أحد أوسائر األيام، فليس له أن يتركه إال من علة، وليس عليه صومه في سفر وال مرض،إال أن يكون نوى ذلك، فإن أفطر من غير علة تصدق مكان كل يوم على عشرة

مساكين، ثم قال: وإن نذر رجل أن يصوم يوما فوقع ذلك اليوم على أهله، فعليه أنيصوم يوما بدل يوم، ويعتق رقبة مؤمنة قلت: وهذا األخير من عتق رقبة مؤمنة (١)

إن وقع على أهله في اليوم المنذور رواه في الصحيح علي بن مهزيار عنالهادي (عليه السالم) (٢) وفي صحيحة كتب بندار مولى إدريس: يا سيدي، نذرت أن

أصومكل يوم سبت، فإن أنا لم أصمه ما يلزمني من الكفارة؟ فكتب وقرأته: ال يتركه إالمن علة، وليس عليك صومه في سفر وال مرض إال أن يكون نويت ذلك، فإن كنت

أفطرت من غير علة فتصدق بعدة كل يوم سبعة مساكين، يسأل الله التوفيق لمايحب ويرضى (٣) وأما قول الباقر (عليه السالم) في خبر عمرو بن خالد: النذر نذران

فما كانلله وفي به، وما كان لغير الله فكفارته كفارة يمين (٤) فالظاهر أنه كفارة إيقاع النذرلغير الله، وكذا خبر عمرو بن حريث سأل الصادق (عليه السالم) عن رجل، قال: إن

كلم ذاقرابة له فعليه المشي إلى بيت الله، وكل ما يملكه في سبيل الله، وهو بريء من دين

محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: يصوم ثالثة أيام، ويتصدق على عشرةمساكين (٥) ظاهر في

أنه كفارة إيقاع ذلك المشتمل على البراءة من دين اإلسالم مع الوقوع جزاء لماظاهره المعصية أو الكراهية من هجر ذي قرابته.

(وما يحصل فيه األمران كفارة اليمين، ويجب بالحنث فيها عتق--------------------

(١) المقنع: ص ١٣٧ و ١٣٨.(٢) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٧٧ ب ٧ من أبواب بقية الصوم الواجب ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٧٧ ب ٧ من أبواب بقية الصوم الواجب ح ٤.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٢٧٥ ب ٢٣ من أبواب الكفارات ح ٦.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٩٩ ب ١٧ من أبواب النذر والعهد ح ١٠.

(١٢٧)

Page 132: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن عجز عن الثالثة صامثالثة أيام) وهو نص القرآن (١) والسنة (٢) وعليه إجماع المسلمين. ومن ذلك

كفارة من جامع أمته المحرمة بإذنه.(وأما كفارة الجمع: فهي كفارة قتل المؤمن) ومن بحكمه (عمدا

ظلما) إذا عفى عنه بالدية أوال بها إذا كان القاتل حرا والمقتول مملوكا إذا أمهلأو عفى عن القاتل بالدية أوال بها، أو كان أبا المقتول، أو كان وارثه الذي انحصر

فيه الذي له القصاص، باإلجماع واألخبار (٣) (وهي عتق رقبة، وصوم شهرينمتتابعين، وإطعام ستين مسكينا) فإن عجز عن الجميع أتى بما أمكنه

(وعندي) وفاقا للصدوق (٤) والشيخ في كتابي األخبار (٥) وابني حمزة (٦)وسعيد (٧) (أن إفطار يوم من شهر رمضان عمدا على محرم كذلك) لقول

الصدوق في الفقيه: أنه أفتى به، لوجوده في روايات أبي الحسين األسدي (رضي اللهعنه)

فيما ورد عليه من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) (٨)خالفا لألكثر.

ومن كفارة الجمع ما في صورة تحمل الرجل عن المرأة المكرهة على الوطء.ومنها كفارة الجماع قبل الوقوف إن كان الحج الثاني عقوبة.

(ومن حلف بالبراءة من الله تعالى أو من رسوله أو أحد األئمة (عليهم السالم)لم ينعقد) كما عرفت (وال يجب بها كفارة) وإن حنث أو كذب وفاقا البني

--------------------(١) المائدة: ٨٩.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٠ ب ١٢ من أبواب الكفارات.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٩ ب ٢٨ من أبواب الكفارات.(٤) من ال يحضره الفقيه: ج ٢ ص ١١٨ ذيل الحديث ١٨٩٢.

(٥) تهذيب األحكام: ج ٤ ص ٢٠٧ ذيل الحديث ٦٠٤، واالستبصار: ج ٢ ص ٩٧ ذيلالحديث ٣١٥.

(٦) الوسيلة: ص ١٤٦.(٧) الجامع للشرائع: ص ١٥٦.

(٨) من ال يحضره الفقيه: ج ٢ ص ١١٨ ذيل الحديث ١٨٩٢.

(١٢٨)

Page 133: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إدريس (١) وسعيد (٢) والخالف (٣) والمبسوط (٤) لألصل، واإلجماع على ما فيالخالف (٥) (ويأثم وإن كان صادقا) لخبر يونس بن ظبيان، قال: قال لي، يا

يونس ال تحلف بالبراءة منا، فإنه من حلف بالبراءة منا صادقا أو كاذبا فقد برئمنا (٦) (وقيل) في النهاية: (يجب كفارة ظهار فإن عجز فكفارة يمين) (٧)

وأطلق، وفي اإلصباح (٨) كفارة ظهار، وفي اإلرشاد (٩) كفارة ظهار إن حنث، فإنعجز فكفارة يمين وفي المقنعة (١٠) والمراسم (١١) والغنية (١٢) والنزهة (١٣)

كفارة ظهار(إذا حنث) ويمكن أن يكون من أطلق أراد القيد، وادعى ابن زهرة اإلجماع (١٤)عليه، وفي الوسيلة عليه كفارة النذر إذا كذب (١٥) وفي المقنع: إن قال رجل: إن

كلم ذاقرابة له فعليه المشي إلى بيت الله، وكل ما يملكه في سبيل الله، وهو بريء من دين

محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه يصوم ثالثة أيام، ويتصدق على عشرة مساكين(١٦) وهو عين ما

مر من خبر عمرو بن حريث عن الصادق (عليه السالم) (١٧) وفي المقنعة: وقولالقائل: أنا

بريء من اإلسالم أو أنا مشرك إن فعلت كذا، باطل ال يلزمه إذا فعل كفارة، وقسمهبذلك خطأ منه، ويجب أن يندم عليه ويستغفر الله تعالى (١٨) (وروي) في

الصحيح عن العسكري (عليه السالم) (إطعام عشرة مساكين ويستغفر الله تعالى) إذا--------------------(١) السرائر: ج ٣ ص ٣٩ - ٤٠.

(٢) الجامع للشرائع: ص ٤١٤.(٣) الخالف: ج ٦ ص ١١٢ المسألة ٤.

(٤) المبسوط: ج ٦ ص ١٩٤.(٥) الخالف: ج ٦ ص ١١٢ المسألة ٤.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ١٢٦ ب ٧ من أبواب األيمان ح ٢.(٧) النهاية: ج ٣ ص ٦٥ - ٦٦.

(٨) إصباح الشيعة: ص ٤٨٧.(٩) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٩٧.(١٠) المقنعة: ص ٥٥٨ - ٥٥٩.

(١١) المراسم: ص ١٨٥.(١٢) الغنية: ص ٣٩٣.

(١٣) نزهة الناظر: ص ١١٢ - ١١٣.(١٤) الغنية: ص ٣٩٣.

(١٥) الوسيلة: ص ٣٥٣.(١٦) المقنع: ص ١٣٦ - ١٣٧.

(١٧) تقدم في ص ١٢٧.

Page 134: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(١٨) المقنعة: ص ٥٥٩.

(١٢٩)

Page 135: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حنث (١) كتب إليه الصفار، رجل حلف بالبراءة من الله ورسوله (صلى الله عليه وآلهوسلم) فحنث، ما

توبته وكفارته؟ فوقع (عليه السالم): يطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مد، ويستغفرالله عز

وجل (٢) وهو خيرة التحرير (٣) والمختلف (٤).(وقيل) في السرائر: (في جز المرأة شعرها في المصاب كفارة

ظهار (٥) وقيل) في المراسم (٦) والوسيلة (٧) واإلصباح (٨) والجامع (٩) والنزهة(١٠)

والشرائع (١١) والنافع (١٢) (كبيرة مخيرة) لقول الصادق (عليه السالم): إذا خدشتالمرأة

وجهها، أو جزت شعرها أو نتفته، ففي جز الشعر عتق رقبة، أو صيام شهرينمتتابعين، أو إطعام ستين مسكينا (١٣) وهو ضعيف وفي المقنعة (١٤) والنهاية (١٥)واالنتصار (١٦) أن فيه كفارة قتل الخطأ عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكينا، أو صيام

شهرين متتابعين. وقد نص الشيخان (١٧) على الترتيب في قتل الخطأ فيحتمل أنيكون التشبيه في الخصال والترتيب جميعا، ويكون التعبير بأو إجماال للترتيب،

وأن يكون التشبيه في أصل الخصال (وقيل) يأثم و (ال كفارة) حكاهالمحقق (١٨) وهو قوي، لألصل، وضعف الخبر. (وهل يتناول الحكم البعض أو

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٢ ب ٢٠ من أبواب الكفارات ح ١.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٧٨ ح ٤٣٣٠.(٣) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٩ س ١٩.

(٤) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ١٤١.(٥) السرائر: ج ٣ ص ٧٨.

(٦) المراسم: ص ١٧٨ وفيه كفارة قتل الخطأ.(٧) الوسيلة: ص ٣٥٣.

(٨) إصباح الشيعة (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ١٠ ص ١٣٥.(٩) الجامع للشرائع: ص ٤١٨.

(١٠) نزهة الناظر: ص ١١٣.(١١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٦٨.

(١٢) مختصر النافع: ص ٢٠٨.(١٣) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٨٣ ب ٣١ من أبواب الكفارات ح ١.

(١٤) المقنعة: ص ٥٧٣.(١٥) النهاية: ج ٣ ص ٦٩ - ٧٠.

(١٦) االنتصار: ص ١٦٦.(١٧) المقنعة: ص ٥٦٩، ٥٧٠ - ٥٧١، ٥٧٣، النهاية: ج ٣ ص ٦٧.

(١٨) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٦٨.

Page 136: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(١٣٠)

Page 137: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الجميع؟ إشكال) من الخالف في أن الشعر جمع فيفيد إضافته إلى المعرفةالعموم أو ال، واألقرب كما في التحرير (١) إلحاق الحلق به، وأنه ال فرق بينالمباشرة واألمر. وفي الجز لغير المصاب وجهان، أقواهما العدم (ويجب في

نتف شعرها في المصاب كفارة يمين، وكذا في خدش وجهها فيه) معاإلدماء كما نص عليه الشيخان (٢) وغيرهما، لإلجماع كما في االنتصار (٣) ولقول

الصادق (عليه السالم) في خبر خالد بن سدير: وفي خدش الوجه إذا أدمت، وفي النتفكفارة حنث يمين (٤) وأطلق الخدش جماعة كسالر (٥) وابن حمزة (٦) ونص في

التحرير على التعميم مع قوله: وفي الرواية داللة على اشتراط الدم (٧) (و) كذا في(شق الرجل ثوبه في موت ولده وزوجته) لإلجماع كما في االنتصار (٨)

ولقوله (عليه السالم): إذا شق زوج على امرأته أو والد على ولده، فكفارته حنث يمين،وال

صالة لهما حتى يكفرا ويتوبا من ذلك (٩) وال فرق في الزوجة بين الدائمة وغيرها،وفي الولد بين ولد الصلب وولد الولد لذكر أو انثى. واستشكل في التحرير في ولد

األنثى، وفي الثوب بين العمامة وغيرها، وفي الشق بين شق الكل والبعض (١٠).(ومن تزوج امرأة في عدتها) مع العلم (فارق وكفر) إن لم يرفع إلى

الحاكم (بخمسة أصوع من دقيق وجوبا على رأي) وفاقا لظاهرالشيخين (١١) وجماعة، لخبر أبي بصير، سأل الصادق (عليه السالم) عن امرأة تزوجها

رجل،--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٩ س ٢٢.(٢) المقنعة: ص ٥٧٣، النهاية: ج ٣ ص ٧١.

(٣) االنتصار: ص ١٦٦.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٨٣ ب ٣١ من أبواب الكفارات ح ١.

(٥) المراسم: ص ١٨٧.(٦) الوسيلة: ص ٣٥٤.

(٧) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٩ س ٢٥.(٨) االنتصار: ص ١٦٦.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٨٣ ب ٣١ من أبواب الكفارات ح ١.(١٠) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٠٩ س ٣٠.

(١١) المقنعة: ص ٥٧٢، النهاية: ج ٣ ص ٦٨.

(١٣١)

Page 138: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فوجد لها زوجا؟ قال: عليه الجلد وعليها الرجم، ألنه تقدم بعلم وتقدمت هيبعلم، وكفارته إن لم يقدم إلى اإلمام أن يتصدق بخمسة أصيع دقيقا (١) لعموم

وجدان الزوج لها للباقية على الزوجية والمعتدة الرجعية، وال فارق بين العدةالرجعية والبائنة. واألقوى االستحباب وفاقا للمحقق (٢) وابن إدريس (٣) لضعفالمستند مع األصل. وفي االنتصار: أن على من تزوج امرأة لها زوج وهو ال يعلم

خمسة دراهم، وحكى عليه اإلجماع (٤) قال ابن إدريس: ولم أجد أحدا منأصحابنا موافقا له على هذا القول، واألصل براءة الذمة، وشغلها بهذه الكفارةيحتاج إلى دليل، وال دليل عليها من كتاب وال إجماع وال تواتر أخبار (٥).

(ومن نام عن) صالة (العشاء حتى خرج نصف الليل، أصبح صائماندبا على رأي) وفاقا البن إدريس (٦) والمحقق (٧) وأطلق الشيخان (٨) وجماعة

أنه يصبح صائما، وصرح السيد بالوجوب في االنتصار وادعى اإلجماع عليه (٩)وفي مرسل عبد الله بن المغيرة عن الصادق (عليه السالم)، في رجل نام عن العتمة ولم

يقمإال بعد نصف الليل؟ قال: يصليها ويصبح صائما (١٠) وهو مع الضعف ليس نصا في

الوجوب ولم يثبت اإلجماع، ولذا كان المختار الندب.(وكفارة اإليالء مثل كفارة اليمين) ألنه يمين.

(ومن ضرب عبده فوق الحد استحب عتقه كفارة لفعله) ألنه فعل--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٣٩٧ ب ٢٧ من أبواب حد الزنا ح ٥.(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٦٨.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٧٧.(٤) االنتصار: ص ١٦٦.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ٧٧.(٦) المصدر السابق.

(٧) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٦٨.(٨) المقنعة: ص ٥٧٢ - ٥٧٣، النهاية: ج ٣ ص ٦٨.

(٩) االنتصار: ص ١٦٥.(١٠) وسائل الشيعة: ج ٣ ص ١٥٧ ب ٢٩ من أبواب المواقيت ح ٨.

(١٣٢)

Page 139: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

محرم، والعتق مسقط لذنب القتل، وهو أعظم من الضرب، كذا في المختلف (١)وعتقه

أولى بجبر ضربه من عتق غيره. وعدم الوجوب، لألصل من غير معارض. وأطلقفي النهاية (٢) أن كفارته ذلك من غير تنصيص على الوجوب أو االستحباب. وعن

بعض العامة (٣) قول بالوجوب (وفي اعتبار أي حد أو حد الحرية إشكال)من العموم والحكمة فإن الظاهر أن العقوبة فيما زاد على ما حده الشارع له، ومن

أصالة الحرية وحدها وسبقه إلى الذهن من اإلطالق. ثم إن كان الضرب لمايوجب حدا فإنما يكفر إن زاد على حده وإال فإذا زاد على أقل الحدود.

(وخصال الكفارة) المبحوث عنها هنا (إما عتق أو صوم أو إطعام أوكسوة) فلكل منها طرف من الكالم.

(الطرف الثاني في العتق)(وفيه مطلبان):

المطلب (األول األوصاف) المعتبرة في المعتق(ويتعين على واجد العتق في الكفارات المرتبة عتق من اجتمع فيه

اإلسالم) أو حكمه (والسالمة، وتمامية الملك، ويحصل الوجدان بملكالرقبة) مع عدم الحاجة إليها (أو الثمن) من غير حاجة إليه (مع وجود

بائع) غير مجازف (ويجب) عتق من اجتمع فيه ما ذكر (على المتخير)للعتق (في المخيرة).

(أما اإلسالم: فهو شرط في كفارة القتل) خطأ أو عمدا (إجماعا)بين المسلمين، وهو نص القرآن (٤) (وفي غيرها على األقوى) وفاقا

--------------------(١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٢.

(٢) النهاية: ج ٣ ص ٧١.(٣) في نسخة " ي " و " ق " بعض األصحاب.

(٤) البقرة: ٩٢.

(١٣٣)

Page 140: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

للسيد (١) وابن إدريس (٢) والشيخ (٣) في النهاية، لما تقدم من أنه ال يصح عتقالكافر،

ولقوله تعالى: وال تيمموا الخبيث منه تنفقون (٤) وخبر سيف بن عميرة سألالصادق (عليه السالم)، أيجوز للمسلم أن يعتق مملوكا مشركا؟ قال: ال (٥) وخالفا

للمبسوط (٦) والخالف (٧) وجماعة، لإلطالق واألصل، مع ضعف الخبر سنداوداللة، واآلية داللة (وهل يعتبر اإليمان؟ األقوى ذلك) ألن غيره خبيث،

وقول الصادق (عليه السالم): ال يجوز لكم أن تعتقوا إال عارفا (٨) لكنهما إن تما لميجز عتق

غيره مطلقا، مع أنه نص في العتق على الكراهة.(ويجزئ الذكر واألنثى، والصحيح والسقيم والشاب والكبير حتى لوبلغ) من السقم أو الكبر (حد التلف أجزأ عتقه) للعموم واألصل خالفا

للمبسوط (٩) في المأيوس من برئه، وللعامة في الهرم والعاجز عن الكسب فيقول (١٠) وكذا من قدم للقتل دون من لم يقدم وإن وجب قتله (ولو أعتق من ال

حياة له مستقرة، فاألقرب عدم اإلجزاء) لكونه في حكم الميت، كما ينبه عليهحكم الذبيحة، ويحتمل اإلجزاء للحياة، ولذا يصح تصرفه ووصيته.

(ويجزئ الصغير حتى المولود) ساعة يولد (مع إيمان أحد أبويه)وقال الصادق (عليه السالم) لمعاوية بن وهب: الرقبة تجزئ فيه الصبي ممن ولد في

اإلسالم (١١) (وفي رواية) معمر بن يحيى الحسنة عن الصادق (عليه السالم) (اليجزئ

في القتل إال البالغ الحنث) قال: سألته عن الرجل يظاهر من امرأته، أيجوز--------------------

(١) االنتصار: ص ١٦٩.(٢) السرائر: ج ٣ ص ٧٣.(٣) النهاية: ج ٣ ص ٦٣.

(٤) البقرة: ٢٦٧.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠ ب ١٧ من أبواب العتق ح ٥.

(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٢.(٧) الخالف: ج ٦ ص ٣٧٠ المسألة ١١.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠ ب ١٧ من أبواب العتق ح ٣.(٩) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٢.

(١٠) المجموع: ج ١٧ ص ٣٧٠.(١١) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٣٢١ - ٣٢٢ ح ١١٩٢.

(١٣٤)

Page 141: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عتق المولود في الكفارة؟ فقال: كل العتق يجوز فيه المولود إال في كفارة القتل،فإن الله تعالى يقول: فتحرير رقبة مؤمنة، يعني بذلك: مقرة قد بلغت الحنث (١)

ونحوه في خبر الحسين بن سعيد عن رجاله عنه (عليه السالم) عن رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) (٢) وفي

صحيح الحلبي عنه، قال: ال يجوز في القتل إال رجل، ويجوز في الظهار وكفارةاليمين صبي (٣) وفي خبر مسمع عنه (عليه السالم)، قال: ال يجزئ في كفارة القتل إال

رقبة قدصلت وصامت، ويجزئ في الظهار ما صلت ولم تصم (٤) (وال يجزئ الحمل

وإن كان بحكم المسلم) انفصل حيا أم ال انفصل لما دون ستة أشهر من اإلعتاقأم األكثر، ألنه ال يلحقه في الشرع حكم األحياء، ولذا ال يجب فطرته. وللعامة (٥)

وجه باإلجزاء إن انفصل لما دون ستة أشهر.(ويكفي في اإلسالم الشهادتان، وال يشترط التبرء من غير اإلسالم

وال الصالة) لألصل، واالكتفاء بهما في عهده (عليه السالم) ومن بعده. وما ورد منتكفير

تارك الصالة، فبمعنى مستحله. وللعامة قول باشتراط التبرء (٦) وآخر باشتراطهإن كان ممن يعتقد رسالته (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجملة، كقوم من اليهود

يزعمون أنهرسول العرب خاصة، وآخرين يزعمون أنه سيبعث (٧) وهو خيرة كتاب المرتدعن المبسوط (٨) ومنهم من قال: إن من أتى من الشهادتين بما يخالف اعتقاده

حكم بإسالمه (٩) فالثنوي والمعطل إذا شهد بالتوحيد حكم بإسالمه، ثميعرض عليه الرسالة فإن أنكرها حكم بارتداده، واليهودي والنصراني إذا شهد

--------------------(١) الكافي: ج ٧ ص ٤٦٢ - ٤٦٣ ح ١٥.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٦ - ٥٥٧ ب ٧ من أبواب الكفارات ح ٦.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٦ ب ٧ من أبواب الكفارات ح ٤.

(٤) الجعفريات: ص ١٢٠.(٥) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٦٤.

(٦) المغني البن قدامة: ج ١٠ ص ١٠٠، الشرح الكبير: ج ١٠ ص ٩٢.(٧) نفس المصدر.

(٨) المبسوط: ج ٧ ص ٢٨٨.(٩) الشرح الكبير: ج ١٠ ص ٩٣، المغني البن قدامة: ج ١٠ ص ١٠١.

(١٣٥)

Page 142: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بالرسالة حكم بإسالمه، ومنهم من اكتفى في اإلسالم باإلقرار بصالة يوافق ملتنا،أو بحكم يختص بشريعتنا.

(ويكفي إسالم األخرس المتولد من كافرين باإلشارة بعد بلوغه)لقيامها فيه مقام اللفظ، وقد روي أن رجال جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

ومعه جاريةأعجمية أو خرساء، فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي عتق رقبة،

فهل يجزئعني هذه؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أين الله؟ فأشارت إلى السماء، ثم قال من

أنا؟ فأشارتإلى أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له: أعتقها فإنها مؤمنة (١) ومن

العامة من اشترطمع ذلك الصالة (٢).

(وال يكفي إسالم الطفل) المتولد (بين كافرين وإن كان مراهقا علىإشكال) من رفع القلم عنه الموجب الرتفاع الحكم عن عباراته، ومن الحكم

باعتبار وصيته وصدقته، وأنه يحد ويقتص منه، وأنه حكم بإسالمأمير المؤمنين (عليه السالم) ولم يكن بلغ الحلم، وكون مباشرته أقوى من تبعيته ألبويه،

وهوخيرة الخالف (٣) واألجود األول (و) لكن (يفرق بينه وبين أبويه) كما في

المبسوط (٤) (وإن كان بحكم الكافر لئال يرده (٥) عن عزمه).(وال يحكم بإسالم المسبي من أطفال الكفار بإسالم السابي سواء

انفرد) المسبي (به) أي بالسبي، أو انفرد السابي بالمسبي (عن أبويه أو ال)لألصل وانتفاء الدليل على خالفه، خالفا للمبسوط إذا انفرد عن أبويه قال: ألنه الحكم له بنفسه، وليس هاهنا غير السابي فيحكم بإسالمه بإسالم السابي (٦) ومن

العامة (٧) من قال به وإن لم ينفرد عن أبويه. واألول هو الوجه، لكن الظاهر االتفاق--------------------

(١) السنن الكبرى: ج ٧ ص ٣٨٨ وفيه " جارية سوداء "، المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٦٤.(٢) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٦٤.

(٣) الخالف: ج ٣ ص ٥٩١ المسألة ٢٠.(٤) المبسوط: ج ٣ ص ٣٤٥.

(٥) كذا في النسخ، وفي القواعد: يرداه.(٦) المبسوط: ج ٣ ص ٣٤٢.

(٧) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٦٤.

Page 143: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(١٣٦)

Page 144: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

على التبعية في الطهارة [إن انفرد عن أبويه، ولعله ألنه األصل، وكل مولود يولدعلى الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه] (١) (ويجزئ ولد الزنى المسلمعلى رأي) وفاقا للمشهور، لإلجماع كما في المبسوط (٢) وللعموم مع الحكم

بإسالم من أقر بالشهادتين، وعدم داللة أنه ال يفلح على كفره. وخالفا للسيد (٣)وأبي علي، ألنه خبيث وقد نهي عن إنفاق الخبيث، ولإلجماع على كفره كما ادعاهابن إدريس (٤) ولإلجماع على خصوص المسألة كما في االنتصار (٥) ولقوله (عليه

السالم):ال خير في ولد الزنا ال في لحمه وال في دمه وال في جلده وال في عظمه وال في

شعره وال في بشره وال في شيء منه (٦) والتكفير به خير.(وأما السالمة من العيوب: فإنما تشترط السالمة من) كل (عيب

يوجب عتقه) قهرا (وهو العمى والجذام واإلقعاد والتنكيل من موالهخاصة. ويجزئ من عداه) من أصحاب العيوب وفاقا للمشهور (كاألصموالمجنون واألعور واألعرج واألقطع واألخرس) أما اشتراطه السالمة من

العيوب األولة فمتفق عليه، وأما عدم اشتراطها من غيرها فلألصل بال معارض،وقال الباقر (عليه السالم) في خبر غياث بن إبراهيم: ال يجزئ األعمى في الرقبة،

ويجزئما كان منه مثل األقطع واألشل واألعرج واألعور، وال يجوز المقعد (٧) وقال

أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني: العبد األعمى واألجذم والمعتوه ال يجوزفي

الكفارات، ألن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعتقهم (٨) وفي خبر أبيالبختري: ال يجوز في

--------------------(١) لم يرد في النسخ، أثبتنا من المطبوع.

(٢) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٠.(٣) االنتصار: ص ١٦٦.

(٤) السرائر: ج ٣ ص ١٠.(٥) االنتصار: ص ١٦٦.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٤ ص ٢٣٨ ب ١٤ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة ح ٧، مع تقديموتأخير.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٨ ب ٢٧ من أبواب الكفارات ح ٢.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٩ ب ٢٧ من أبواب الكفارات ح ٣.

(١٣٧)

Page 145: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

العتاق األعمى والمقعد، ويجوز األشل واألعرج (١) ولم يجز أبو علي عتق الناقصفي خلقه ببطالن جارحة ليس في البدن سواها، كالخصي واألصم واألخرس (٢)

(وال يجزئ أقطع الرجلين) ألنه مقعد، خالفا للخالف (٣) والمبسوط (٤)والسرائر (٥) (ويجزئ أقطع اليدين) خاصة أو (مع رجل) واحدة.

وفي ظهار المبسوط: فأما مقطوع اليدين أو الرجلين أو يد ورجل من جانبواحد، فإنه ال يجزئ بال خالف، فأما إذا كان مقطوع إحدى اليدين أو إحدى

الرجلين أو يد ورجل من خالف فإنه ال يجزئ عند قوم، وعند قوم يجزئ، وهواألقوى لآلية. وإذا قطعت إبهاماه ال يجزئ بال خالف، فإن قطعت اإلبهام والسبابة

أو الوسطى فإنه ال يجزئ عند قوم وإن قطعت الخنصر أو البنصر فإن قطعتإحداهما لم يؤثر ألن الكف لم تتعطل وإن قطعتا معا من كفين أجزأ وإن قطعت

الخنصران أو البنصران أو الخنصر من أحدهما والبنصر من االخرى أجزأ، وإنقطعتا معا من كف واحد لم يجزئ، ألن الكف ينقص بقطعهما أكثر مما ينقص بقطع

إحدى األصابع. وأما إذا قطع بعض األنامل فإن قطعت الثلثان من خنصر أو بنصرأجزأ، وإن كان من األصابع الثالث لم يجزئ، وإن قطعت واحدة فإن كان من

اإلبهام لم يجزء، وإن كان من األصابع األربع أجزأ. فأما األعرج فإن كان عرجهيسيرا ال يمنع العمل والتصرف أجزأه، وإن كان كثيرا يمنعه التصرف لم يجزأ. وأما

األصم فإنه يجزأ، ألن منفعته كاملة فإنه قد أكثر من عمل السميع. وأما األخرسفقال قوم: يجزئ، وقال آخرون: ال يجزئ، وفيهم من قال: يجزئ إذا كانت له

كتابة مفهومة وإشارة معقولة، وإذا لم يكن له ذلك ال يجزئ. والذي نقوله في هذاالباب: إن اآلفات التي ينعتق بها ال يجزئ معها، مثل األعمى والمقعد والزمن ومن

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٨ ب ٢٧ من أبواب الكفارات ح ١.

(٢) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٤٤.(٣) الخالف: ج ٤ ص ٥٥١ - ٥٥٢ المسألة ٤٤.

(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٢ - ٢١٣.(٥) السرائر: ج ٣ ص ٧٣.

(١٣٨)

Page 146: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نكل به صاحبه، وأما ما عدا هؤالء فالظاهر أنه يجزئه، لتناول الظاهر لهم، وليسعلى جميع ما ذكروه دليل مقطوع به (١).

هذا آخر كالم المبسوط وكأنه أراد بنفي الخالف في أقطع اليدين أو اإلبهامينأو الرجلين أو يد ورجل من جانب نفيه عند العامة (٢) فال ينافي ما ذكره أخيرا وما

نص عليه في الكفارات من إجزاء الجميع، لعموم اآلية (٣) ثم قد ورد أن من قطع منهيد ورجل من جانب ال يقدر على القيام فيتجه عدم إجزائه.

(وأما تمامية الملك: فال يجزئ المكاتب وإن كان مشروطا أو مطلقالم يؤد) شيئا عند الشيخ في الخالف (٤) والمبسوط (٥) للزوم عقد الكتابة

وخصوصا من جانب السيد، ولوجوب تحصيل يقين البراءة. وفي النهاية: أنه اليجزئ المدبر ما لم ينقض تدبيره (٦) وعليه ابنا الجنيد (٧) والبراج (٨) لصحيح

الحلبي،في رجل يجعل لعبده العتق إن حدث به حدث، وعلى الرجل تحرير رقبة واجبةفي كفارة يمين أو ظهار، أيجزئ عنه أن يعتق عبده ذلك في تلك الرقبة الواجبةعليه؟ قال: ال (٩) (واألقرب فيهما) كما في النهاية (١٠) والسرائر (١١) (وفي

المدبر) كما في المبسوط (١٢) والخالف (١٣) والسرائر (١٤) (اإلجزاء وإن لمينقض

تدبيره على رأي) للعموم، مع تمام الرقية، وجواز بيع المدبر ونحوه مناألسباب الناقلة، واالكتفاء بذلك في انتقاض التدبير، فكذا العتق مع أنه ليس إال

--------------------(١) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٩ - ١٧٠.

(٢) المغني البن قدامة: ج ٨ ص ٥٨٦ - ٥٨٧، الشرح الكبير: ج ٨ ص ٥٩١.(٣) المجادلة: ٣.

(٤) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٤ المسألة ٢٩.(٥) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٠.

(٦) النهاية: ج ٣ ص ٦٣.(٧) نقله عنه في المختلف: ج ٧ ص ٤٤٢.

(٨) المهذب: ج ٢ ص ٤١٤.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٨ ب ٩ من أبواب الكفارات ح ٢.

(١٠) النهاية: ج ٣ ص ٦٣.(١١) السرائر: ج ٣ ص ٧٣.

(١٢) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٠.(١٣) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٥ المسألة ٣١.

(١٤) السرائر: ج ٢ ص ٧١٦.

(١٣٩)

Page 147: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تعجيال لالحسان، واحتمال خبر الحلبي (١) اإلعتاق عنه بعد الموت، كما سألهصلوات الله عليه إبراهيم الكرخي، فقال: إن هشام بن أديم سألني أن أسألك عن

رجل جعل لعبده العتق إن حدث بسيده حدث، فمات السيد وعليه تحرير رقبة فيكفارة أيجزئ عن الميت عتق العبد الذي كان السيد جعل له العتق بعد موته في

تحرير الرقبة التي كانت على الميت؟ فقال: ال (٢) وأما خبر أبان، عن عبد الرحمن،قال: سألته عن رجل، قال لعبده: إن حدث بي حدث فهو حر، وعلى الرجل تحرير

رقبة في كفارة يمين أو ظهار، أله أن يعتق عبده الذي جعل له العتق إن حدث بهحدث في كفارة تلك اليمين؟ قال: ال يجوز الذي جعل له ذلك (٣) فهو وإن ظهر في

إعتاقه بنفسه في حياته لكنه ضعيف مضمر، مع احتمال أن يراد بالسؤال االكتفاءبنفس التدبير في الكفارة.

(ويجزئ اآلبق) ما لم يعلم موته، وفاقا لألكثر، للعموم مع أصل الحياة،وحسن أبي هاشم الجعفري، سأل أبا الحسن (عليه السالم) عن رجل أبق منه مملوكه،

أيجوز أن يعتقه في كفارة الظهار؟ قال: ال بأس به ما لم يعرف منه موتا (٤) وحكىفي السرائر اإلجماع عليه (٥) وفي الخالف عدم اإلجزاء ما لم يعرف الحياة (٦)

لوجوب تحصيل اليقين، واجتزأ به في المختلف مع علم الحياة أو ظنها، ال معالشك أو ظن الوفاة، وتمسك في إلحاق الظن بالعلم بأن األحكام الشرعية والفروع

العملية منوطة بالظن (٧) ومن العامة (٨) من لم يجتزأ به مطلقا لنقصان الملك، وضعفه--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٨ ب ٩ من أبواب الكفارات ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٨ ب ٩ من أبواب الكفارات ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٨٢ ب ١٢ من أبواب التدبير ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٥٣ ب ٤٨ من أبواب العتق ح ١.

(٥) السرائر: ج ٢ ص ٧١٨.(٦) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٦ المسألة ٣٤.

(٧) مختلف الشيعة: ج ٧ ص ٤٤٦.(٨) المجموع: ج ١٧ ص ٣٧٠.

(١٤٠)

Page 148: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ظاهر (وام الولد) وفاقا للمشهور، لبقائها على الملك. وقد روي عنزين العابدين (عليه السالم) أن ام الولد تجزئ في الظهار (١) وفيه قول نادر بالعدم وهو

قولالعامة (٢) لنقصان الرق، ولذا ال يجوز بيعها (والموصى بخدمته على التأبيد)لكمال الرق. وللعامة (٣) فيه وجهان (وشقص من عبد مشترك مع يساره إذا

نوى التكفير إن قلنا: إنه يعتق) الباقي (باإلعتاق) للشقص أوقفناه إلى األداءفأدى أو ال، فإنه أعتق شقصه بنية التكفير وتبعه الباقي في العتق، فكذا يتبعه في

الوقوع عن الكفارة، فإن التكفير هو الذي تسبب العتق كله وإن وجه العتق حينئذعلى الجميع كان أولى باإلجزاء. ويحتمل أن ال يجزئ إال إذا وجهه إلى الجميع،

الشتراط وقوعه عن الكفارة بالنية، وإذا لم يوجهه إال إلى الشقص لم يكن نوىالتكفير بعتق الباقي مع وقوعه قهرا، كما إذا تملك من ينعتق عليه. ولم يجتزئ أبوعلي بعتق الشقص وإن كان مأخوذا بأداء القيمة للباقي، قال: ألن ذلك عتق بغير

قصد منه (٤) (وإن قلنا) إنما ينعتق (باألداء ففي إجزائه عنده) أي األداء(إشكال من عتق الحصة باألداء) قهرا (ال باإلعتاق) وال مع النية، ومن أن

اإلعتاق حاصل باختياره وإن لم يكن بالصيغة، وهو الذي أوجب على نفسهاألداء وقد أدى باختياره، مع أنه لو نوى التكفير أوال فكأنه أعتق الكل بنية

التكفير. ويحتمل أن يجب عليه تجديد النية عند األداء (ولو كان معسرا صحالعتق في حصته ولم يجزئ عن الكفارة) ألنه شقص (وإن أيسر بعد

ذلك) ألنه ال يوجب السراية (الستقرار الرق في نصيب الشريك) (و)لكن (لو ملك النصيب فنوى إعتاقه عن الكفارة صح وإن تفرق العتق

ألنه) صدق أنه (أعتق رقبة) وهو عام (فيجزئ نصفان من عبد دفعتين)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٧ - ٥٧٨ ب ٢٦ من أبواب الكفارات ح ١.(٢) المجموع: ج ١٧ ص ٣٧٠.

(٣) انظر مغني المحتاج: ج ٣ ص ٣٦٢.(٤) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٤٧.

(١٤١)

Page 149: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لعدم الدليل على وجوبه دفعة. ويمكن القول بالعدم، ألنه حين أعتق الشقصأعتق ما ال يجزئ في الكفارة فتلغو النية، نعم يندفع إذا ظن ملك الباقي

(وال يجزئ نصفان من عبدين مشتركين) أو مبعضين، ألن الرقبة ال تشملهماإال مجازا. ومن العامة (١) من اجتزأ بهما مطلقا، ومنهم (٢) من اجتزأ في المبعضين

دون المشتركين (ولو أعتق نصف عبده) المختص به (عن الكفارة نفذالعتق في الجميع وأجزأ) لصدق إعتاق الكل عنهما، إال أن ينوي أن ال يكون

التكفير إال بالنصف.(ويجزئ المغصوب) لتمامية الملك، وللعامة (٣) قول بالعدم، لفقدان

الغرض من العتق، وهو ملك المعتق نفسه (دون المرهون ما لم يجز المرتهن)لتعلق حقه، والمنع من التصرف بدون إذنه (وإن كان الراهن موسرا على

رأي) خالفا للشيخ (٤) فاجتزأ به إن كان موسرا، ألنه ملكه مع تمكنه من األداء أواإلبدال، وهو ضعيف. ومن العامة (٥) من اجتزأ به مطلقا.

(و) يجزئ (الجاني خطأ إن نهض مواله بالفداء) أي كان موسرا، فإنهبالخيار إن شاء دفعه إلى أولياء المقتول وإن شاء افتكه، وباإلعتاق يكون اختار

االفتكاك (وإال فال) ينفذ العتق، لتضرر أولياء المقتول إن نفذ، ولزوم سقوطحقهم (وال يصح) عتق (الجاني عمدا إال بإذن الولي) فإن الخيار فيه مع

ولي المقتول وأطلق في الخالف المنع في العمد والجواز في الخطأ، واستدلبإجماع الفرقة، قال: ألنه ال خالف بينهم، أنه إن كانت جنايته عمدا ينتقل ملكه

إلى المجني عليه، وإن كان خطأ فدية ما جناه على مواله ألنه عاقله (٦) وعكس فيالمبسوط فأطلق الجواز في العمد قال: ألن القود ال يبطل بكونه حرا، والمنع إن

--------------------(١) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٨٠.

(٢) الحاوي الكبير: ج ١٠ ص ٤٨٠.(٣) المغني البن قدامة: ج ٨ ص ٥٩٠.

(٤) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٠.(٥) المغني البن قدامة: ج ٨ ص ٥٩٠.

(٦) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٦ المسألة ٣٣.

(١٤٢)

Page 150: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كان خطأ قال: ألنه يتعلق برقبته، والسيد بالخيار بين أن يفديه أو يسلمه (١) وجوزهابن إدريس في الخطأ مع ضمان المولى قال: ألنه قد تعلق برقبة العبد الجاني حق

الغير، فال يجوز إبطاله (٢).(ولو قال) لغيره: (أعتق عبدك عني، فقال) منشئا: (أعتقت عنك

صح) عن اآلمر اتفاقا كما في الشرائع (٣) فإن المعتق حينئذ كالوكيل، فيدخل فيعموم تحرير الرقبة مع انتقال ملك العبد إلى المكفر بذلك. وأوقعه ابن إدريس (٤)

عن المعتق، ألنه ملكه، وال عتق إال في ملك (ولم يكن له عوض) إن لميشترط (ولو شرط عوضا مثل وعلي عشرة، لزمه) فإنه كالبيع (ولو تبرع

فأعتق عنه من غير مسألة قيل) في الخالف (٥) والمبسوط (٦) (صح العتق)تغليبا للحرية، ولوقوع صيغته صحيحة عن صحيح العبارة، لكن (عن المعتق

دون المعتق عنه) ألنه ال تمليك إال برضا المملك (سواء كان) المعتق عنه(حيا أو ميتا) ويدل عليه ما سبق في الوالء من حسن بريد العجلي عن

الباقر (عليه السالم) (٧). وقيل (٨) ال يصح العتق أصال، ألن اللفظ تابع للنية، وهو لمينو إال

العتق عن الغير، فال يقع عن نفسه، وال والية له على الغير ليقع عنه.(و) في المبسوط (٩) أنه (لو أعتق الوارث من ماله (١٠) عن الميت) عن

واجب عليه مرتب أو مخير (صح عن الميت وإن لم يكن من ماله) كان قدأذن له أم ال (ولعل بينهما) أي الوارث واألجنبي (فرقا) من وجوه، أحدها:

النص وهو ما مر من حسن بريد. وثانيها: قيام الوارث مقام المورث في غيره،--------------------

(١) المبسوط: ج ٥ ص ١٦١.(٢) السرائر: ج ٢ ص ٧١٧.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٢.(٤) السرائر: ج ٣ ص ٢١.

(٥) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٨ المسألة ٣٧.(٦) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٤.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٥ ب ٤٠ من أبواب العتق ح ٢.(٨) قاله في إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٨٩ - ٩٠.

(٩) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٤.(١٠) كذا في النسخ، وفي القواعد: مال.

(١٤٣)

Page 151: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كقبول قوله: فيما يقبل فيه قوله، وتعيين الوصية المبهمة أو المطلقة والمعتق وقضاءالصوم والصالة. وثالثها: أن التركة تنتقل إليه بموت المورث وال خالف في صحة

العتق عنه من التركة، فيصح عنه من غيرها من أمواله لعدم الفارق، وأن عليه أداءديون المورث وإليه االختيار في األداء من التركة أو من غيرها. وفي الشرائع أن

الوجه التسوية بينهما (١) ثم في المبسوط أنه إن أعتق من ماله عنه عن تطوع فإنكان بإذنه جاز وإال وقع عن المعتق (٢) قلت: وينص عليه ما سبق من حسن بريد.

(وهل ينتقل الملك إلى اآلمر قبل العتق. قيل): في المبسوط (نعم،فيحصل بقوله: أعتقت عنك، الملك أوال لآلمر ثم العتق (٣)) وهو خيرة

التحرير (٤) فإنه ال عتق إال في ملك، وال ينتقل الملك إال بالتمليك، وال لفظ هنايملك غيره (ومثله) ما إذا قدم طعاما إلى غيره فقال: (كل هذا الطعام) فإنهيملكه بالتناول، وال بأس بما يلزم من تأخر العتق عن اإلعتاق أو الملك عن

التناول لحظة، ونسب هذا القول في الشرائع إلى التحكم (٥) وقيل (٦): يحصالن معا،لتساويهما في تمامية اللفظ لسببيتهما وال مرجح، وال يستلزم وقوع العتق في

الملك تأخره عنه. وقيل (٧): يحصل الملك بالشروع في الصيغة والعتق بتمامها. وفيهأنه لو لم يكمل الصيغة لم يحصل الملك قطعا، ويندفع بجواز أن يكون اإلتمام

كاشفا عن حصوله بالشروع وأن جزء الصيغة ليس من األلفاظ المملكة، ويمكنالدفع بجواز كونه مملكا هنا وإن لم يكن له نظير. وقيل (٨): يحصل باالستدعاء،

وقيل (٩): به مقرونا بصيغة العتق. ولعلهما واحد، فإن من البين أن االستدعاء بنفسه--------------------(١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٢.

(٢) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٤.

(٣) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٤.(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١١ س ٢٨.

(٥) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٢.(٦) انظر مسالك األفهام: ج ١٠ ص ٥٨ - ٥٩.

(٧) قاله في إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٩١.(٨) انظر مسالك األفهام: ج ١٠ ص ٥٨ - ٥٩.(٩) انظر مسالك األفهام: ج ١٠ ص ٥٨ - ٥٩.

(١٤٤)

Page 152: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ال يملك، وإال لزم التملك وإن لم يعتق عنه المولى، بل االستدعاء بمعنى قبولالتمليك واإلعتاق بمنزلة اإليجاب، فهنا تقدم القبول على اإليجاب، لكن إن

اشترط التمليك هنا بصيغة اإلعتاق لزم تأخر العتق عن اإلعتاق، فلذا التزموا أنهيكفي هنا في اإليجاب الرضا وأن يكون التلفظ بالصيغة كاشفا عنه، كما أنه يكفي

في قبول الهبة الفعل الكاشف عن الرضا.وفي الطعام المقدم إلى الغير أقوال: فقيل (١) يملكه إذا أخذه بيده ليأكله، وقيل

بوضعه في فيه (٢) وقيل في المختلف في وجه باالزدراد، وفي وجه آخر ال تمليكهنا أصال وإنما هو إباحة (٣) وهو خيرة التحرير (٤) وهو أقوى، فلو نبت من غائطهشجرة " مثال " كان ملكا للمقدم دون اآلكل ويمكن القول بمثله في مسألة اإلعتاق

أيضا، فإن النص (٥) واإلجماع إنما هما على أن اإلعتاق إنما يكون في ملكويكفي في صدقه هنا ملك المعتق وال محذور في إجزاء اإلعتاق عن غير المالك.

(ولو قال: أعتق مستولدتك عني) مجردا أو مع قوله (وعلي ألففأعتق، فإن قلنا بالملك) أي االنتقال إلى المعتق عنه (ومنعناه مطلقا) أي

مستقرا كان أو مستعقبا للعتق (في ام الولد نفذ) العتق (عنه) لنطقه بالصيغةصحيحة (ال عن اآلمر) فيلغو قوله: عنك أو عن فالن إن نطق به (وال عوض)

عليه لعدم االنتقال وال عليه ما شرطه من جهة الجعل، ألنه إنما جعله على العتقعنه ولم يقع (ويحتمل البطالن) ألنه لم ينو العتق عن نفسه ولم يقع ما نواه وإنلم نقل باالنتقال، كما احتملناه وقع عن اآلمر وعليه ما شرطه جعال ال عوضا.

وقيل (٦) وقع اإلنفاق على االنتقال وأن " إن " هنا لتقرير الملكية دون التردد فيها.--------------------

(١) قاله في المبسوط: ج ٥ ص ١٦٥.(٢) حكاه في المبسوط: ج ٥ ص ١٦٥.

(٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٤٩ - ٢٥٠.(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١١ س ٢٩.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٧ ب ٥ من أبواب العتق ح ٢.(٦) لم نعثر عليه.

(١٤٥)

Page 153: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو قال: إذا جاء الغد فأعتق عبدك عني بألف، فأعتقه عنه عندمجيء الغد، نفذ العتق وأجزأ) عن اآلمر (وله العوض. ولو أعتقه قبل الغد

نفذ، ال عن اآلمر، ولم يستحق عوضا) ويحتمل البطالن لما مر.(ولو قال: أعتق عبدك عني على خمر أو مغصوب) فأعتقه عنه (نفذ

العتق) عنه، لتغليب الحرية، وصدور الصيغة صحيحة مع النية. وفي التحرير فينفوذ العتق إشكال (١) فإن قلنا بوقوعه ففي نفوذه عن اآلمر نظر (ورجع إلى قيمة

المثل) أي مثل المعتق أو الخمر أو المغصوب (على إشكال) من أنه لم يتبرعوالمسمى فاسد فيضمن اآلمر قيمة التالف أو قيمة المسمى للتراضي عليه، ومنفساد المسمى واألصل البراءة عن غيره، وخصوصا على احتمال عدم االنتقال.

(المطلب الثاني في الشرائط)(وهي ثالثة: النية، والتجريد من العوض، وأن ال يكون السبب)

للعتق فعال منه (محرما).(ويشترط في النية القربة، والتعيين مع تعدد الواجب. فلو كان عليه

عتق عن كفارة و) آخر عن (نذر أو عن كفارتين مختلفتين) في نوعالمكفر عنه وإن اتفقتا ترتيبا أو تخييرا (فالبد من التعيين) وفاقا للخالف (٢)

والسرائر (٣) والشرائع (٤) والتحرير (٥) ألن األعمال بالنيات، ولالحتياط، أو المراداالختالف حكما ككفارتي الظهار واإلفطار المختلفتين في الترتيب والتخيير كمافي المختلف ألنه إن أطلق فإن صرف إلى الظهار بقي التخيير بين العتق واإلطعاموالصوم لإلفطار، وإن صرف إلى اإلفطار تعين عليه العتق، وال رجحان ألحدهما

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١١ س ٢٥ - ٢٦.

(٢) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٩ المسألة ٣٩.(٣) السرائر: ج ٢ ص ٧١٨.

(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٣.(٥) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٤ س ١.

(١٤٦)

Page 154: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

على اآلخر، فإما أن يصرف إليهما أو إلى أحدهما معينا أو غير معين والكل باطل،قال: ال يقال: ينتقض بما لو تعدد الجنس واتفق الحكم، ألنا نقول: إنه لما وجب

عليه كفارتان فقد وجب عليه واحدة، وإذا نوى التكفير المطلق ارتفعت واحدةمطلقة، وتعين العتق في االخرى، أما مع اختالف الحكم فإنه ال يدري حينئذ

الواجب عليه (١) انتهى. وال يرد ما ذكره من اإلشكال فيما لو اختلفتا في الجمعوالترتيب فلعله ال يريده باالختالف حكما. وفي المبسوط (٢) أنه ال يشترطالتعيين مطلقا، لألصل وسيأتي من المصنف ما يشعر باحتماله (أما لو اتفقت

الكفارتان) في الحكم والمكفر عنه (لم يجب) التعيين اتفاقا كما فيالخالف (٣) (كإفطار يومين من رمضان أو قتلي الخطأ، فإنه يجزئ نية

التكفير عن قتل الخطأ وعن اإلفطار وإن لم يعين إفطار اليوم األول أوالثاني أو قتل زيد أو عمرو) وإطالق النافع (٤) يقتضي اشتراطه فيه أيضا، وهو

نص اإلرشاد (٥) وهو متجه على قول الخالف، لعدم ظهور الفرق (وال يصح عتقالكافر عن الكفارة) كما ال يصح العبادات منه (لعدم صحة التقرب منه) إما

لعدم إمكانه منه، أو لعدم ترتب أثره عليه (سواء كان) ممن يقر بالله، كأن كان(ذميا أو) ال، كأن كان (حربيا) ال يقر به (أو) كان (مرتدا) قد عرف اللهكما يجب أن يعرف ثم ارتد. وللعامة قول بإجزاء اعتاق الذمي (٦) تغليبا

لجهة الغرامات. وبنوا إعتاق المرتد على ملكه وصحة تصرفه (٧) وقيل (٨) يصحتصرفه إلى أن يحجر عليه، وقيل (٩) ال يصح مطلقا، وقيل (١٠) يصح مراعى، فإن

--------------------(١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٨.

(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٠٩.(٣) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٩ المسألة ٣٩.

(٤) المختصر النافع: ص ٢١٠.(٥) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٩٩.

(٦) المغني البن قدامة: ج ٨ ص ٦١٩.(٧) الحاوي الكبير: ج ١٠ ص ٤٨٩.

(٨) حكاه الشيخ في المبسوط: ج ٥ ص ١٦٨.

(٩) حكاه الشيخ في المبسوط: ج ٥ ص ١٦٨.(١٠) قاله في المبسوط: ج ٥ ص ١٦٨.

(١٤٧)

Page 155: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أسلم تبينا الصحة، وإن مات أو قتل على الكفر تبينا الفساد، فعلى الصحة يجزئ،وكذا على المراعاة إن أسلم.

(ولو أعتق وشرط عوضا لم يجزئ عن الكفارة مثل: أنت حروعليك كذا) اتفاقا، النتفاء اإلخالص (وفي) حصول (العتق) به (نظر)

من تغليب الحرية وصدور الصيغة صحيحة عن أهلها وهو األجود، ومن أنه إنمانواه عن الكفارة (فإن قلنا به وجب العوض) ألنه عوض عن العتق وقد

حصل، ولعموم: المؤمنون عند شروطهم (١).(ولو قيل له: أعتق مملوكك عن كفارتك وعلي كذا، ففعل كذلك لم

يجزئ عن الكفارة، وفي نفوذ العتق إشكال) مما عرفت (ومعه) األقربنفوذه عن المالك ال الباذل، فإنه إنما بذل عن اإلعتاق عن كفارته، وفي المبسوط

يقع عن الباذل ويكون والؤه له (٢) ثم (األقرب لزوم العوض) كما فيالمبسوط (٣) لعدم تبرع المالك، ولزوم الشرط سواء أوقعناه عن المالك فيكون

العوض جعال، أو عن اآلمر. ورد في المختلف: بأن العوض إنما هو على العتق عنالكفارة (٤) ولم يقع، وأجيب بأنه إنما هو على اإلعتاق عن الكفارة وقد وقع، وإن لم

يحصل العتق عنها فإنه على فعل المكلف وهو اإلعتاق دون اإلجزاء الذي ليس لهفيه قدرة، وهو إنما يتم لو حمل اإلعتاق على مجرد النطق بالصيغة، والظاهر أنهإيقاع العتق عن الكفارة، وال يتحقق إال إذا وقع هذا مع أصل البراءة، وال يكفي

االمتناع في الحمل على مجرد النطق خصوصا مع الجهل به (ولو رده) أيالعوض (بعد) باإلعتاق بشرطه مع (قبضه) أو ال معه (ال يجزئ عن

الكفارة) وهو ظاهر.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٣٠ ب ٢٠ من أبواب المهور ح ٤.(٢) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٣.(٣) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٣.

(٤) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٤٦.

(١٤٨)

Page 156: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو كان سبب العتق محرما بأن نكل بعبده، بأن قلع عينيه أو قطعرجليه) مثال (ونوى) به (التكفير انعتق) قطعا (ولم يجزئ عن الكفارة)

فإن المعصية ال يكون كفارة لمعصيته.(فروع) سبعة:

(األول: لو أعتق عبدا عن إحدى كفارتيه صح على القول بعدم)وجوب (التعيين) فإن لم نوجبه مطلقا واختلفتا ترتيبا وتخييرا تعين العتق ثانيا

كما سيأتي (ولو كان عليه ثالث كفارات متساوية) في الخصال (فأعتقونوى التكفير مطلقا ثم عجز فصام شهرين بنية التكفير المطلق ثم عجز

فتصدق على ستين) مسكينا (كذلك أجزأ) ما فعله (عن الثالث) تساوتترتيبا أو تخييرا أو اختلفت، وكذا إن لم يعجز وتساوت تخييرا وإن تساوت جمعا

ففعل الثالث ثالثا مطلقا أجزأه.(الثاني: لو كان عليه كفارة ظهار وإفطار رمضان) وبالجملة كفارتانمختلفتان تخييرا وترتيبا (فأعتق ونوى التكفير) المطلق (فاألقرب عدماإلجزاء لعدم التعيين) مع اختالف الذنبين في النوع (و) خصوصا هنا

(لالختالف حكما) أي تخييرا وترتيبا، وقد عرفت جهة اختصاصه بلزومالتعيين (ولو سوغناه ففي وقوعه عن الظهار) حتى يتخير بعده بينه وبين

اآلخرين (إشكال، أقربه الوقوع عما نواه وهو المطلق) ألن العمل يتبع النية،ويحتمل االنصراف إلى الظهار لرجحانه بالتعيين (وحينئذ لو عجز) عن العتق

ثانيا (فاألقرب وجوب الصوم عينا) وعدم جواز اإلطعام (ولو لم يعجزفاألقرب وجوب العتق) لتوقف البراءة عليه، ويحتمل العدم إما ألنه كما يتخير

ابتداء يتخير بعد اإليقاع في صرفه إلى ما شاء كما في التحرير (١) والمبسوط (٢) فله--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٤ س ٥.(٢) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٧.

(١٤٩)

Page 157: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الصرف إلى المرتبة، وإما ألن المسبب ال يتعين إال إذا تعين السبب، فلو عينا عليهما ال يعجز عنه لزم إما الحكم بثبوت المسبب بدون سببه أو ببقاء المرتبة وانصراف

ما فعله إلى المخيرة، وأيضا فإن التعيين ينافي التخيير وهو ينافي ثبوت المخيرةعليه، فيلزم االنصراف إليها. ويدفع األول: أنه إنما له الصرف في النية أما إذا أطلق

فيها فيستصحب، واألخيرين: أن التعين عرض من باب المقدمة.(الثالث: لو كان عليه كفارة واشتبه) أنها كفارة (القتل أو الظهار نوى

بالعتق التكفير) المطلق بال إشكال، وعلى القول بجواز الترديد في النية في مثلهيردد هنا (ولو) علم أن عليه عتقا و (شك بين) أنه في كفارة (ظهار) مثال(ونذر فنوى) به (التكفير لم يجزئ، ولو نوى إبراء ذمته أجزأ) بال ترديد

أو مع الترديد (ولو نوى العتق مطلقا أو الوجوب) الغائي (لم يجزئ)النصراف إطالقه إلى التطوع والغاية ال تكفي في التميز (ولو نوى العتق

الواجب أجزأ) كما في المبسوط (١) ولم يجتزئ به في التحرير (٢) كما فيالشرائع (٣) ألن الواجب قد يكون ال عن كفارة وال نذر فال يعين ما في الذمة.

(الرابع: لو كان عليه كفارتان فأعتق نصف عبد عن إحداهما ونصفاآلخر عن االخرى) وهما مختصان به (صح) عنهما (وسرى العتق إليهما.

وكذا لو أعتق نصف عبده عن كفارة معينة صح، ألنه ينعتق) به (كله)وقد عرفت إجزاءه.

(الخامس: لو اشترى أباه أو غيره ممن ينعتق عليه ونوى به التكفير،ففي اإلجزاء إشكال):

(ينشأ من أن نية العتق) إنما (تؤثر في ملك المعتق ال في ملكغيره) فهي قبل الشراء ال يفيد (و) كذا بعده، ألن (السراية) أي االنعتاق

--------------------(١) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٧.

(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٤ س ٦.(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٣.

(١٥٠)

Page 158: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(سابقة) عليها وال حينه، ألنه ما لم يكمل الصيغة لم يحصل الملك (فالتصادف النية ملكا) وال حينه مستمرا إلى التمام وما بعده، إما لحصول الملك

والعتق معا بتمام الصيغة كما قيل في اإلعتاق عن الغير، وإما ألنه وإن تقدم الملكآنا إال أنه غير مستقر وعلى التقديرين فيحصل العتق قهرا، وال عبرة به وال بنية

اإلعتاق معه كمن ابتلى بما ينعتق معه من العمى ونحوه، وألن الكفارة هي التحريروهنا ال تحرير، فإنه يتحرر بنفسه قهرا وإنما فعل ما أعده للعتق وحقيقة اإلعتاق

والتحرير فعل السبب المؤثر ال المعد، وهو خيرة التحرير (١) والخالف (٢)والمبسوط (٣) ويظهر منه اإلجماع عليه.

ومن أن التحرير إنما هو الجعل حرا، وهو يعم ما كان بالصيغة وغيره، وهنا قدحرره بالشراء، ولما كان عقد البيع هنا كافيا في العتق جرى مجرى صيغة اإلعتاق،فكما يكفي النية عندها يكفي عنده وإن ضويق في االكتفاء بها فلينو مستمرا إلى ما

بعده لتصادف الملك، وأيضا إذا نوى العتق عند الشراء مستمرا إلى ما بعده وقعالعتق عن الكفارة مصادفا للملك، ولم يقع العتق عن القرابة، الشتراطه بأن ال

يوجد له سبب آخر. وهو قوي، لكن دليله األخير ضعيف جدا، إذ لو لم يكن العتقللقرابة الفتقر إلى صيغة، والتزامه بعيد جدا، على أن نية العتق ليست سببا فيه،

واألسباب الشرعية ال تتمانع.(السادس: لو أعتق أحد عبديه عن كفارته صح) على ما سبق (وعين

من شاء) منهما.(السابع: لو اشترى بشرط العتق) فأعتق (لم يجزئ عتقه عن

الكفارة) وفاقا للمبسوط (٤) ألنه إما أن يجبر على اإلعتاق فهو عتق واجب بغيرالكفارة فال يجزئ عنها أو ال ويتخير البائع في الفسخ فهو إعتاق لغير تام الملكية.

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١١ س ١٤.

(٢) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٧ المسألة ٣٥.(٣) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٢.(٤) المبسوط: ج ٥ ص ١٦٢.

(١٥١)

Page 159: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وفي التحرير (١) والمختلف (٢) أنه يجزئ ألنه اعتاق بال عوض، والوجوب للشرطإن سلم فإنما هو مؤكد للوجوب عن الكفارة ال مناف. وال يبعد التفصيل باإلجزاء

إن تقدم وجوب الكفارة على الشراء، والعدم إن تأخر.(الطرف الثالث في الصيام)

ف (إذا فقد الرقبة والثمن أو لم يجد باذال للبيع وإن وجد الثمن، انتقلفرضه في المرتبة إلى صيام شهرين متتابعين) في بعض الكفارات، ولو قال:

إلى الصيام كان أولى.(ولو وجد الرقبة وهو مضطر إلى خدمتها أو وجد الثمن واحتاج إليه

لنفقته وكسوته) ودابته الالئقة به أو المحتاج إليها ومسكنه الالئق به وما يليق بهمن األثاث ودينه وإن لم يطالب به ونفقة عياله (لم يجب العتق، وسواء كانت

الحاجة) إلى الخدمة (لزمانة أو كبر أو مرض أو جاه واحتشام وارتفاععن مباشرة الخدمة وإن كان من أوساط الناس) فإن منهم من يرتفع عنها إن

لم نقل: إن من ال يرتفع ليس من األوساط (ويعتق على من جرت عادتهبخدمة نفسه) أي يجب عليه اإلعتاق (إال مع المرض) أو شبهه مما يحوجهإلى الخدمة (ولو كان الخادم كثير الثمن يمكن شراء خادمين بثمنه يخدمه

أحدهما ويعتق اآلخر عن الكفارة احتمل وجوب البيع) كما فيالمبسوط (٣) لصدق القدرة على اإلعتاق مع مراعاة المستثنى، والعدم كما في

التحرير (٤) والتلخيص (٥) ألنه عين المستثنى وعموم االستثناء والتضرر بالفراق إذا--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١١ س ٣١.(٢) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٤٦.

(٣) المبسوط: ج ٥ ص ١٧١.(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٣ س ١٥.

(٥) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٢ ص ١٥٦.

(١٥٢)

Page 160: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كان مألوفا (ولو كان له دار سكنى أو ثياب جسد) يليق به (لم يلزم بيعها.ولو فضل من) دارا لسكنى أو (الثياب ما يستغنى عنه ويمكن شراء

عبد بثمنه وجب بيعه. ولو كانت دار السكنى أو ثياب الجسد التي يعتادمثله لبس ما دونها غالية الثمن وأمكن) بيعها و (تحصيل العوض والرقبة

بالثمن وجب البيع) كما هو نص المبسوط (١) في الدار لما مر فيالخادم، ويحتمل العدم كما في التحرير (٢) والشرائع (٣) واإلرشاد (٤) والتلخيص

(٥)في الدار لما مر. وفي الثياب أقوى، لكثرة النصوص باستثنائها، وقوة االضطرارإليها وإنما خص اعتياد األدون بالثياب لعدم اعتباره في الدار وإنما العبرة فيها

بالضيق والسعة.(ولو كان له ضيعة يستنميها أو مال تجارة يتضرر بصرف ثمنها في

العتق لم يجب) وإن ملك قوت يومه أو سنته، الشتراط القدرة بملكه لما يزيدعما يستمر له دائما فعال أو قوة، كما هو نص المبسوط في كتاب كفارة القتل (٦)

وفي التحرير (٧) أوجب البيع وإن التحق بالمساكين، وفي الجامع (٨) والشرائع (٩)إنما جعل له قوت يوم وليلة له ولعياله.

(ولو وجد الرقبة بأكثر من ثمن المثل وال ضرر فاألقرب وجوبالشراء) للقدرة (مع احتمال عدمه لحرمة المال) فالزيادة ضرر.(ولو وجد الثمن وافتقر الشراء إلى االنتظار لم يجز االنتقال إلى

الصوم) لعدم تحقق العجز (إال مع الضرر) باالنتظار (كالظهار) واستشكل--------------------

(١) المبسوط: ج ٥ ص ١٧١.(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٣ س ١٤.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٥.

(٤) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ٩٩.(٥) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٢ ص ١٥٦.

(٦) المبسوط: ج ٧ ص ٢٤٦.(٧) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٣ س ١٦.

(٨) الجامع للشرائع: ص ٤٨٤.(٩) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٥.

(١٥٣)

Page 161: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فيه في التحرير (١) والتلخيص (٢) كالشرائع (٣) من الضرر، ومن الوجدان (وكذا لوكان ماله غائبا) فإذا أخر الشراء النتظار حضوره (ولو كان ماله غائبا

ووجد من يبيع نسيئة وجب الشراء. وكذا لو وجد من يدينه مع وجودالعوض) وقد يقال: ال يجب شيء منهما، الحتمال تلف المال والعوض.

والتفصيل بالثقة وعدمها جيد (وال يجب) االستدانة (من دونه) أي العوضوال الشراء نسيئة إذا لم يتوقع ماال (وال قبول الهبة) لعين الرقبة أو ثمنها،

الشتماله على المنة، وأصل البراءة.(ولو انعتق نصفه ووجد بالجزء الحر ماال) يفي بالعتق (وجب عليه

العتق) للوجدان، وللعامة (٤) قول بأنه ليس له بناء على أنه يقتضي الوالء وهوليس أهال له. وأما اإلطعام والكسوة فال خالف في وجوبهما عليه إذا أيسر، إال من

شاذ من العامة (٥) يعين عليه الصوم.(واالعتبار في القدرة) عندنا (بحال األداء) دون الوجوب كالعبادات

(فلو عجز بعد اليسار صام ولم يستقر العتق في ذمته. ولو كان عاجراوقت الوجوب ثم أيسر قبل الصوم وجب العتق) ألن ذلك قضية إطالق

النصوص، فإنه إذا لم يجب المبادرة إليها فحين الفعل إذا قدر على العتق أو عجزعنه شمله إطالقهما في النصوص (٦) وللعامة قول باعتبار حال الوجوب تغليبا

لجانب العقوبة، وآخر باعتبار أغلظ الحالين لكونها حقا واجبا في الذمة بوجودالمال فيعتبر حال اليسار كالحج، وآخر باعتبار أغلظ األحوال من الوجوب إلى

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٣ س ١٨.

(٢) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٢ ص ١٥٦.(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٥.

(٤) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٧٦.

(٥) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٧٦.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٣ ب ٥ من أبواب الكفارات.

(١٥٤)

Page 162: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األداء حتى لو أيسر في البين استقر العتق عليه (١) (ولو أعتق العبد ثم أيسر قبلالصوم فاألقرب) ما في المبسوط من (وجوب العتق (٢)) ألنه حال األداء

موسر. ويحتمل العدم، ألن الرقبة منعت من سببية الحنث مثال لغير الصوم بخالفالحر لتحقق السببية بالنسبة إليه، والعجز إنما يمنع من الحكم، فإذا انتفى عملالسبب عمله. ومن اعتبر من العامة حال الوجوب جعل عليه الصوم، ومن اعتبر

أغلظ الحالين أو األحوال اعتبر األغلظ من حين العتق واألداء (٣) أو إلى األداء (٤)(ولو شرع العاجز في الصوم) ولو بالتلبس بلحظة من يوم (ثم تمكن لم

يجب االنتقال) في المشهور، لألصل، وقول أحدهما (عليهما السالم) في صحيحمحمد بن

مسلم: وإن صام فأصاب ماال فليمض الذي ابتدأ فيه (٥) (بل استحب) لقولأحدهما (عليهما السالم) في خبر محمد بن مسلم، في رجل صام شهرا من كفارة

الظهار، ثموجد نسمة، قال: يعتقها، وال يعتد بالصوم (٦) فأوجبه ابن الجنيد ما لم يصم أكثر منشهر، لهذا الخبر (٧) وألنه قبل ذلك لم يخرج عن عهدة التكفير مع أنه واجد للرقبة.

(وإذا تحقق العجز عن العتق وجب في الظهار وقتل الخطأ على الحرصوم شهرين متتابعين ذكرا كان أو انثى) بالنصوص واإلجماع (وعلى

المملوك صوم شهر واحد ذكرا كان أو انثى) وفاقا للشيخ (٨) وابني حمزة (٩)وسعيد (١٠) وحكى عليه اإلجماع في الخالف (١١) وينص عليه نحو قول الصادق

(عليه السالم)--------------------(١) المجموع: ج ١٧ ص ٣٦٨.

(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٨.(٣) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٧٦.

(٤) كذا في المخطوطات وفي المطبوع: واألولى األداء.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٣ ب ٥ من أبواب الكفارات ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٣ ب ٥ من أبواب الكفارات ح ٢.

(٧) نقله عنه في الدروس الشرعية: ج ٢ ص ١٨١ درس ١٥٥.(٨) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٧.

(٩) الوسيلة: ص ٣٥٣.(١٠) الجامع للشرائع: ص ٤٨٤.

(١١) الخالف: ج ٦ ص ١٤٣ المسألة ٣٨.

(١٥٥)

Page 163: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لمحمد بن حمران في الصحيح: عليه نصف ما على الحر صوم شهر (١) هذا فيالظهار ولم أظفر في القتل بمثله. خالفا للتقي (٢) وابني زهرة (٣) وإدريس (٤) فيالظهار، عمال بعموم اآلية. وال يدفعه ظهور كونها في الحر لألمر فيها بالتحرير وال

يؤمر به المملوك، لعموم من لم يجد للمملوك (ولو أعتق قبل األداء فكالحر)في وجوب شهرين عليه، لما عرفت من أن العبرة عندنا بحال األداء (ولو أعتق

بعد التلبس) بالصوم (فكذلك) يجب عليه إتمام شهرين (على إشكال)من أن العبرة بأول األداء، ولذا ال يجب عليه االنتقال إلى العتق إن أيسر، مع

أصل البراءة، واحتمال كون مجموع الصيام عبادة واحدة، ونحو ما مر فيما إذاأعتق قبل التلبس فقدر على العتق من أن السبب إنما تسبب في حقه لصوم شهر فال

يتسبب لصوم شهرين. ومن أنه إنما كان يكفيه شهر للرق وقد زال، مع كون الظاهرأن صوم كل يوم عبادة مغايرة لصوم آخر، وإنما كانت العبرة بأول األداء في

سقوط الخصلة المتقدمة.(أما لو أفسد ما شرع فيه من الصوم فإنه يجب) عليه (الشهران

قطعا) على ما استقر به من وجوب العتق إذا أيسر قبل التلبس، فإنه حينئذ كمن لميشرع (وكذا لو أيسر وأفسد تعين العتق) بناء عليه، وأما على االحتمال فال

العتق متعين وال الشهران.(وال يجب نية التتابع) كما أوجبها بعض العامة (٥) في الليلة االولى أو كل ليلة،

لألصل، وألنه من الهيئات والشروط وال يجب التعرض لها في النيات (بل يكفيه كلليلة نية صوم غد عن الكفارة) وال يكفيه نية واحدة من أول ليلة بال خالف، كما

في المبسوط (٦) (وال يجزئه نية الصوم المفروض) ألنه ال يكفي في التمييز.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٢٣ ب ١٢ من أبواب الظهار ح ١.(٢) الكافي في الفقه: ص ٣٠٣.

(٣) الغنية: ص ٣٦٩.(٤) السرائر: ج ٣ ص ٧٤.

(٥) المجموع: ج ١٧ ص ٣٧٧.(٦) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٣.

(١٥٦)

Page 164: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويتخير بين صوم شهرين هالليين) بأن يشرع فيه أول الشهر (أوثالثين يوما وشهرا هالليا) بأن يشرع في أثنائه فيجب عليه إكمال األول

ثالثين ويكفي الهاللي في الثاني، أو يشرع فيه أول الشهر ثم يقطع التتابع بعد أنصام شهرا ويوما فعليه إكمال الثاني ثالثين، وهذا أحد األقوال. والثاني: أنه ليس

عليه إال إكمال هاللين. والثالث: أنه إذا انكسر األول لزمه إكمالهما ثالثين ثالثين.(ويجب التتابع) بين الشهرين كما هو منطوق النصوص (١) ال بين جميعأيامهما، وهو يحصل (بأن يصوم شهرا متتابعا) أيامه (ومن الثاني شيئا ولو

يوما) بالنصوص واإلجماع، كما في االنتصار (٢) والخالف (٣) والغنية (٤)والسرائر (٥) والمنتهى (٦) والتذكرة (٧) (وهل يجوز) حينئذ (تفريق الباقي؟

قوالن) فالشيخان (٨) والسيد (٩) وابن إدريس (١٠) على العدم، بناء على أن المفهوممن تتابعهما تتابع أيامهما. واألخبار (١١) واإلجماع إنما أفادت اإلجزاء، وأبو

علي (١٢) والمصنف في التذكرة (١٣) والمنتهى (١٤) والمختلف (١٥) على الجواز،لتفسير

التتابع بذلك في بعض األخبار، بل كونه المفهوم منه (وال خالف في إجزائه).(ولو أفطر في أثناء األول أو بعده قبل أن يصوم من الثاني شيئا فإن

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٧٥ ب ٤ من أبواب بقية الصوم الواجب.

(٢) االنتصار: ص ١٦٧.(٣) الخالف: ج ٤ ص ٥٥٣ المسألة ٤٧.

(٤) الغنية: ص ١٤٢.(٥) السرائر: ج ٣ ص ٧٦.

(٦) منتهى المطلب: ج ٢ ص ٦٢١ س ١٨.(٧) تذكرة الفقهاء: ج ١ ص ٢٨٢ س ١١.

(٨) المقنعة: ص ٣٦١، النهاية: ج ١ ص ٤١٠.(٩) االنتصار: ص ١٦٧.

(١٠) السرائر: ج ١ ص ٤١١.(١١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٧١ ب ٣ من أبواب بقية الصوم الواجب.

(١٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٣ ص ٥٦١.(١٣) تذكرة الفقهاء: ج ١ ص ٢٨٢ س ١١.(١٤) منتهى المطلب: ج ٢ ص ٦٢١ س ٣٠.

(١٥) مختلف الشيعة: ج ٣ ص ٥٦١.

(١٥٧)

Page 165: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كان مختارا استأنف) إجماعا، وفي التذكرة (١) والمنتهى (٢) أنه إجماع فقهاءاإلسالم (وال كفارة) عليه لإلخالل بالتتابع أو لإلفطار في أثناء اليوم (وإن كان

لعذر كمرض أو سفر ضروري أو حيض بنى) النتفاء الحرج في الدين،ونحو صحيح رفاعة سأل الصادق (عليه السالم) عن رجل عليه صيام شهرين متتابعين

فصام شهرا ومرض، قال: يبني عليه، الله حبسه، قال: امرأة كان عليها صيامشهرين متتابعين فصامت وأفطرت أيام حيضها، قال: تقضيها، قال: فإنها قضتها ثم

يئست من الحيض؟ قال: ال تعيدها، أجزأها ذلك (٣) والتعليل بالحبس يفيد التعميم،ولإلجماع كما هو الظاهر في الحيض والمرض وقد حكي فيه في االنتصار (٤)

والخالف (٥). ورأى ابن إدريس (٦) اختالل التتابع بالسفر وإن اضطر إليه، وهوظاهر الجامع (٧). والمفيد (٨) وابن حمزة (٩) يجيزان هذا الصوم في السفر (والسفر

االختياري قاطع للتتابع) إال على القول بالصوم فيه (وفي نسيان النية) حتىزالت الشمس (إشكال) من فوات التتابع مع تفريطه بترك التحفظ، ومن تحقق

العذر مع رفع الخطأ والنسيان ولزوم الحرج، وهو أقرب.(وال ينقطع بإفطار الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما) بال

خالف، كما في المبسوط (١٠) (أو على الولد على رأي) وفاقا للخالف (١١)والشرائع (١٢) للعذر وشمول العلة المنصوصة، وخالفا للمبسوط (١٣) بناء على أنه

--------------------(١) تذكرة الفقهاء: ج ١ ص ٢٨٢ س ٥.

(٢) منتهى المطلب: ج ٢ ص ٦٢١ س ١٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٧٤ ب ٣ من أبواب بقية الصوم الواجب ح ١٠.

(٤) االنتصار: ص ١٦٧.(٥) الخالف: ج ٤ ص ٥٥٤ المسألة ٤٨.

(٦) السرائر: ج ١ ص ٤١٠.(٧) الجامع للشرائع: ص ٤٨٦.

(٨) المقنعة: ص ٣٦١.

(٩) الوسيلة: ص ١٤٨.(١٠) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٢.

(١١) الخالف: ج ٤ ص ٥٥٥ المسألة ٥٠.(١٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٥.

(١٣) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٢.

(١٥٨)

Page 166: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ليس كالمرض والحيض المعلوم استثناؤهما لغلبة وقوعهما (وال باإلكراه علىاإلفطار) للحرج، ورفع ما استكرهوا عليه (١) وشمول العلة المنصوصة له (سواء

وجر الماء في حلقه أو ضرب حتى شرب أو توعد عليه) ممن يخاف منهالوفاء بوعيده وفاقا للخالف (٢) وإن لم يصرح فيه بالتوعد لالشتراك في العلة ونصفيه على أنه ال يفطر، وخالفا للمبسوط (٣) فحكم فيه باإلفطار وقطع التتابع إذا لم

يوجر في حلقه، لصدق اإلفطار اختيارا.(وينقطع التتابع بصوم زمان ال يسلم فيه الشهر واليوم عن وجوبإفطار في أثنائه شرعا كالعيد، أو وجوب صومه كذلك كرمضان)

فيجب عليه تحري زمان يسلم من ذلك. فلو شرع في زمان ال يسلم منه لمينعقد، وكذا إذا احتمله بنقصان الشهر في وجه لعدم الوثوق ووجوب تحريالزمان السالم فال يجزئ وإن تم الشهر، والوجه اآلخر فيه االنعقاد مراعى فإن

نقص ظهر الفساد، وإال ظهرت الصحة، وربما احتمل الصحة وإن نقص لكونالنقص ال عن اختياره (٤).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٥ ص ٣٤٥ ب ٣٠ من أبواب الخلل الواقع في الصالة ح ٢.

(٢) الخالف: ج ٤ ص ٥٥٥ المسألة ٥١.(٣) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٢.

(٤) وعن زرارة أنه سأل أبا جعفر (عليه السالم) عن رجل قتل رجال خطأ في الشهر الحرام، قال: يغلظعليه العقوبة وعليه عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين من أشهر الحرم، قال: فإنه يدخل في

هذا شيء، قال (عليه السالم): ما هو؟ قال: يوم العيد وأيام التشريق، قال: يصوم، فإنه حق لزمه.وظاهره ما قاله الصدوق والشيخ وابن حمزة من صوم هذه األيام. وفي التذكرة والمنتهى أن

في طريقه سهل بن زياد وهو ضعيف ومع ذلك فهو مخالف لإلجماع. وفي المعتبر والمختلفمع أنه نادر يخالف لعموم األحاديث المجمع عليها وليس فيه تصريح بصوم العيد يعنيان أنه

يفطر فيه وال ينقطع التتابع. وفي حسن زرارة أنه سأله رجل قتل رجال في الحرم، قال (عليه السالم):عليه دية وثلث ويصوم شهرين متتابعين من أشهر الحرم، ويعتق رقبة ويطعم ستين مسكينا،قال: يدخل في هذا شيء؛ قال: وما يدخل؟ قال: العيدان وأيام التشريق، قال: يصومه فإنه

حق لزمه. صح ظاهرا (هامش ن).

(١٥٩)

Page 167: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال ينقطع بنذر األثانين) مثال (دائما) فإنه من األعذار التي ال يمكنالتخلص عنها (ولو نذر) صوم (أثانين سنة ففي وجوب الصبر حتى يخرج

إشكال، أقربه الوجوب) لوجوب تحري زمان يسلم فيه التتابع مع إمكانه، وهوهنا ممكن، وعدم الدليل على عدم انقطاع التتابع بها (إال مع الضرر) بالتأخر

كما في الظهار فيقوى المبادرة واستثناء األثانين، ويحتمل جواز المبادرة مطلقا،الحتمال استثنائها مطلقا، مع استحباب المبادرة إلى كل خير، وخصوصا ما يكفر

الذنب مع احتمال طروء العجز.(ولو صام يوما في أثناء الشهر واليوم ال بنية الكفارة) عمدا (انقطع

تتابعه وعليه االستئناف، إال في األثانين) المنذورة (وشبهها) ولو كاننسيانا فهو كما لو ترك النية نسيانا.

(ولو حاضت في أثناء الثالثة األيام في كفارة اليمين فاألقوى انقطاعتتابعها) وفاقا للمبسوط (١) واالقتصاد (٢) والجامع (٣) واإلصباح (٤) لقول

الصادق (عليه السالم) في صحيح الحلبي: صيام ثالثة أيام في كفارة اليمين متتابعات اليفصل بينهن (٥) وفي حسن ابن سنان: كل صوم يفرق إال ثالثة أيام في كفارة

اليمين (٦) مع عدم اإلتيان بالهيئة المأمور بها، وقوة مدخليتها في التكفير إن لم نقليكون الثالثة عبادة واحدة، وإمكان اإلتيان بثالثة متتابعات بخالف من عليها

شهران فإنها ال تسلم غالبا عليها من الحيض.--------------------

(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٤.(٢) االقتصاد: ص ٢٩١.(٣) الجامع: ص ٤١٨.

(٤) إصباح الشيعة: ص ١٣٢.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٣ ب ١٢ من أبواب الكفارات ح ١٥.

(٦) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٤٨ ب ٢٦ من أبواب أحكام شهر رمضان ح ٣.

(١٦٠)

Page 168: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

خالفا البني زهرة (١) وإدريس (٢) وظاهر السيد (٣) والمحقق (٤) لألصل، وكونالصوم واجبا والتتابع واجبا آخر، ومنع توقف التكفير عليه مع عموم العلة

المنصوصة، واحتمال الخبرين الفرق بينها وبين غيرها في قبوله التفريق اختيارابعد النصف أو التجاوز عنه بخالفها، ويكون المراد بها إياها ونحوها مع أن األول

ال ينص إال على وجوب التتابع وال كالم فيه.(ووطء المظاهر يقطع التتابع وإن كان ليال على رأي) وفاقا للشيخ (٥)

الشتراط كون الشهرين من قبل أن يتماسا في نص الكتاب (٦) وخالفا البنيإدريس (٧) وسعيد (٨) ألن اآلية إنما دلت على وجوب اإلتيان بهما قبل المسيس،

وال يستلزم ذلك وجوب االستئناف مع أصل البراءة وقد مر في الظهار.(الطرف الرابع في اإلطعام)

(وإذا عجز في) بعض الكفارات (المرتبة عن الصيام انتقل فرضه إلىاإلطعام ويجب إطعام ستين مسكينا لكل مسكين مد) وفاقا للصدوقين (٩)

والمفيد (١٠) وسالر (١١) وابن إدريس (١٢) والمحقق (١٣) لألصل، وكفايته غالبا،واألخبار

كقول الصادق (عليه السالم) في كفارة قتل الخطأ في صحيح ابن سنان: فإن لميستطع، أطعم

ستين مسكينا، مدا مدا (١٤) وفي كفارة اإلفطار في رمضان في صحيح--------------------

(١) الغنية: ص ١٤٥.(٢) السرائر: ج ١ ص ٤١٤.

(٣) االنتصار: ص ١٦٧.(٤) شرائع اإلسالم: ج ١ ص ٢٠٥.

(٥) الخالف: ج ٤ ص ٥٤٠ المسألة ٢٤.(٦) المجادلة: ٣.

(٧) السرائر: ج ٢ ص ٧١٤.(٨) الجامع للشرائع: ص ٤٨٤.

(٩) المقنع: ص ١٠٨.(١٠) المقنعة: ص ٥٧٠.

(١١) المراسم: ص ١٨٦، وفيه: " لكل واحد منهم شبعه في يومه ".(١٢) السرائر: ج ١ ص ٤١٤.

(١٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٦.(١٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٩ ب ١٠ من أبواب الكفارات ح ١.

(١٦١)

Page 169: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عبد الرحمن ابن أبي عبد الله: عليه خمسة عشر صاعا، لكل مسكين مد (١) وفيكفارة اليمين في صحيح صفوان: لكل مسكين مد من حنطة، أو مد من دقيق

وحفنة (٢) (وقيل) في الخالف (٣) والمبسوط (٤) والنهاية (٥) والتبيان (٦) ومجمعالبيان (٧) والوسيلة (٨) واإلصباح (٩) (مدان حال القدرة ومد مع العجز) لقولأحدهما (عليهما السالم) في خبر أبي بصير في كفارة الظهار: تصدق على ستين

مسكيناثالثين صاعا، مدين مدين (١٠) وقول علي (عليه السالم) في بعض األخبار في الظهار

أيضا:يطعم ستين مسكينا كل مسكين نصف صاع (١١) ولالحتياط، واإلجماع كما هو

نصالخالف (١٢) وظاهر التبيان (١٣) ومجمع البيان (١٤) واعتبر المفيد في األيمان

شبعهم (١٥) طول يومهم، ولم يذكر المد إال في القتل (١٦) وقال سالر في األيمان:أو

إطعامهم لكل واحد منهم شبعه في يومه، وال يكون فيهم صبي وال شيخ كبير والمريض، وأدنى ما يطعم كل واحد منهم مد (١٧). وفي الوسيلة: أنه إن أطعمهم

أشبعهم، وإن أعطاهم الطعام لزمه لكل مسكين مدان في السعة، ومد فيالضرورة (١٨) وقال القاضي: فليطعم كل واحد منهم شبعه في يوم، فإن لم يقدر

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٣١ ب ٨ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ح ١٠.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٠ ب ١٢ من أبواب الكفارات ح ١.(٣) الخالف: ج ٤ ص ٥٦٠ المسألة ٦٢.

(٤) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٧.(٥) النهاية: ج ٣ ص ٦٤.

(٦) التبيان: ج ٩ ص ٥٤٤.(٧) مجمع البيان: ج ٩ ص ٢٤٨.

(٨) الوسيلة: ص ٣٥٣.(٩) إصباح الشيعة: ص ٤٨٨.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٦ ب ١٤ من أبواب الكفارات ح ٦.(١١) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ٢٨٠ ح ١٠٥٦.

(١٢) الخالف: ج ٤ ص ٥٦١ المسألة ٦٢.(١٣) التبيان: ج ٩ ص ٥٤٤.

(١٤) مجمع البيان: ج ٩ ص ٢٤٨.(١٥) المقنعة: ص ٥٦٨.(١٦) المقنعة: ص ٧٤٦.

(١٧) المراسم: ص ١٨٦.(١٨) الوسيلة: ص ٣٥٣.

Page 170: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(١٦٢)

Page 171: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أطعمه مدا من كل طعام (١) وقال أبو علي: هو مخير بين أن يطعم المساكين واليملكهم وبين أن يعطيهم ما يأكلونه، فإذا أراد أن يطعمهم دون التمليك غداهم

وعشاهم في ذلك اليوم، وإذا أراد تمليك المساكين الطعام، أعطى كل إنسان منهممدا وزيادة عليه بقدر ما يكون لطحنه وخبزه وأدمه (٢) واقتصر التقي (٣) وابن

زهرة (٤) على اإلشباع في يومه.(ولو عجز عن الصوم بمرض يرجى زواله لم يجز االنتقال إلى

اإلطعام) لما عرفت (إال مع الضرر كالظهار) فيحتمل الجواز، ومن العامةمن أجازه إذا ظن استمراره شهرين، لصدق أنه ال يستطيع الصوم (٥) (والصحيح

إذا خاف الضرر بالصوم انتقل إلى اإلطعام) لشمول عدم االستطاعة له،وكذا عدم القدرة في خبر أبي بصير عن الصادق (عليه السالم) قال: جاء رجل إلى

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنيظاهرت من امرأتي، فقال: أعتق رقبة،

قال: ليس عندي، قال: فصم شهرين متتابعين، قال: ال أقدر، قال: فأطعم ستينمسكينا (٦) وهذا الصوم (بخالف) صوم (رمضان) فال يجوز فيه اإلفطار من

الصحيح لخوف المرض، لعموم األمر بصومه، وتعليق التأخير إلى أيام اخر علىالمرض مع أنه ال بدل له.

(ولو خاف المظاهر الضرر بترك الوطء مدة وجوب التتابع) وهيشهر ويوم (لشدة شبقه، فاألقرب) كما في المبسوط (٧) (االنتقال إلى

اإلطعام) إن لم يكن له من يكتفي بها، أما إذا خاف من شدة الشبق حدوث مرض--------------------

(١) المهذب: ج ٢ ص ٤١٥.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٤.

(٣) الكافي في الفقه: ص ٢٢٧.(٤) الغنية: ص ٣٩٢.

(٥) الحاوي الكبير: ج ١٠ ص ٥١٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٤٨ ب ١ من أبواب الكفارات ح ١.

(٧) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٧.

(١٦٣)

Page 172: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فهو من خوف الصحيح الضرر، وأما إذا كان الشبق هو الضرر فألنه ضرر كغيره والضرر وال حرج في الدين، ويؤيده أن الله رخص الرفث إلى النساء ليلة الصيام بعدأن حرمه لما علم أنهم ال يصبرون، وقصة سلمة بن صخر، الذي حمله الشبق على

أن واقع بعد الظهار في رمضان، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): صم شهرينمتتابعين، فقال:

يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني في الصيام؟ فقال: فأطعم ستين مسكينا (١)ويحتمل العدم إذا لم يكن عليه إال الصبر ولم يؤد إلى مرض.

(ولو تمكن من الصوم بعد إطعام بعض المساكين لم يجب االنتقال)لما مر، ولم يستحب، لعدم النص هنا، والحتمال أن يكون الصدقة أفضل من الصوم

أو مثله وإن تقدم عليها في رتبة التكفير لكونه أشق (وكذا) ال يجب االنتقال إلىالعتق (لو تمكن من الرقبة) لكن الظاهر استحبابه.

(ولو وطئ في أثناء اإلطعام لم يلزمه االستئناف) وقد نص عليهفي التبيان (٢) لألصل وإطالقه عن قيد قبلية المسيس، وللعامة (٣) قول باالستئناف

(واألقرب) حينئذ (وجوب) كفارة (اخرى) عليه، ألن التكفير ال يصدقإال بالتمام فيصدق الوطء قبله. ويحتمل العدم. لما يتبادر من القبلية من

قبلية الشروع فيها.(ويجب في المساكين اإلسالم) أو حكمه اتفاقا (واإليمان) أو

حكمه، فإن لم يوجد مؤمن أو من بحكمه بقي في ذمته وفاقا للقاضي (٤) للنهي عنالركون إلى الظالمين. وفي النهاية (٥) والجامع (٦) واإلصباح (٧) إنه إن لم يجد

مؤمنا--------------------

(١) سنن أبي داود: ج ٢ ص ٢٦٥ ح ٢٢١٣ وفيه: " هل أصبت ".(٢) التبيان: ج ٩ ص ٥٤٥.

(٣) المجموع: ج ١٧ ص ٣٨٤.(٤) المهذب: ج ٢ ص ٤١٥.

(٥) النهاية: ج ٣ ص ٦٤.(٦) الجامع: ص ٤١٧.

(٧) إصباح الشيعة: ص ٤٨٨.

(١٦٤)

Page 173: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أو من بحكمه أطعم المستضعفين، وهو خيرة المختلف (١) إلطالق النصوص،وورود األخبار بالتصدق عليهم، وخصوص ما في تفسير العياشي عن إسحاق بن

عمار قال للكاظم (عليه السالم) فيعطها: إذا كانوا ضعفاء من غير أهل الوالية؟ فقال:نعم،

وأهل الوالية أحب إلي (٢) ونحوا منه خبر إبراهيم بن عبد الحميد عنه (عليه السالم)(٣)

ويحتمله عبارة الكتاب (وال يجب العدالة) كما اعتبره ابن إدريس (٤) لألصل(وهل يجزئ الفقراء؟ إشكال) في شمول المسكين لهم خصوصا مع االنفراد

(إال أن قلنا بأنهم أسوأ حاال) فال إشكال، ألنه يعلم اإلجزاء حينئذ بطريقاألولى، وربما احتمل العدم عليه أيضا لما أنه ال يجوز صرف حق طائفة إلى آخرين.

(وال يجوز الصرف إلى ولد الغني) ألنه إما غني بنفسه أو بأبيه، لكنيتجه الجواز إذا كان فقيرا ويمتنع األب من اإلنفاق عليه وكذا كل من يجب نفقته

على الغني (و) ال إلى (من يجب نفقته عليه) أي المكفر لذلك، وألنه يجبعليه إطعامه للقرابة ونحوها، وال يبقى لإلطعام محل (و) ال إلى (مملوكه) وإن

عاله غيره، ألنه ال يخرج عن ملكه (واألقرب جوازه لمكاتبه المعسر) مطلقاأو مشروطا كما في التحرير (٥) ألنه يملك ونفقته في كسبه. وقيد في المبسوط

بالمطلق الذي تحرر منه شيء، قال: ألنه غير مستغن، ألنه ال يمكن رده فيالرق (٦) ونزل عليه كالم المصنف في اإليضاح، وذكر أنه ال يجوز الدفع إلى

المشروط قطعا، ألنه رق ما بقي عليه درهم (٧) وأن الدفع إليه ليس للتمليك، فإنه اليملك حقيقة كالحر، بل ألن اآلية إنما تدل على اإلطعام، وهو ال يقتضي التمليك.

وأطلق في الخالف (٨) المنع من المكاتب لالحتياط.--------------------

(١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٣٤.(٢) العياشي: ج ١ ص ٣٣٦ ح ١٦٦.(٣) العياشي: ج ١ ص ٣٣٧ ح ١٧٠.

(٤) السرائر: ج ١ ص ٤٥٩.(٥) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٣ س ٢٦.

(٦) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٨.(٧) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ١٠٤.

(٨) الخالف: ج ٤ ص ٥٦٠ المسألة ٦٠.

(١٦٥)

Page 174: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال يجوز) عندنا (صرفها إلى الغني وإن استحق سهما في الزكاة)خالفا لبعض العامة (١).

(أما عبد الفقير فإن جوزنا تمليكه قبول الهبة) أضاف المصدر إلىالمفعول وفاعله القبول، أي أن ملكناه بالقبول (أو أذن له مواله) في أخذ

الكفارة (جاز) الدفع إليه، ألنه على األول فقير لفقر مواله، وعلى الثاني وكيلللمولى الفقير في األخذ (وإال فال) وأطلق في المبسوط المنع من إعطائه قال:

ألنه غني بسيده (٢) وهو يدل على جواز الدفع إليه مع فقر السيد.(وال يجوز صرفها إلى من يجب عليه) أي المكفر (نفقته) لغناه به،

ولوجوب إطعامه للقرابة ونحوها، فال يبقى لإلطعام من الكفارة محل (إال مع فقرالمكفر على إشكال):

من أنه حينئذ ال يجب عليه اإلنفاق فيكون كاألجنبي الفقير، وقوله (عليه السالم) فيحسن جميل لمن أفطر في رمضان: فخذه وأطعمه عيالك واستغفر الله عز وجل (٣)

وقول الصادق (عليه السالم) في خبر إسحاق بن عمار: إن الظهار إذا عجز صاحبه عنالكفارة فليستغفر ربه، ولينو أن ال يعود قبل أن يواقع، ثم ليواقع، وقد أجزأ ذلكعنه من الكفارة، فإذا وجد السبيل إلى من يكفر به يوما من األيام فليكفر، وإن

تصدق بكفه، وأطعم نفسه وعياله، فإنه يجزئه إذا كان محتاجا، وإن لم يجد ذلكفليستغفر الله ربه، وينوي أن ال يعود، فحسبه بذلك والله كفارة (٤).

ومن أنه إذا تمكن من اإلطعام للكفارة فهو متمكن منه للقرابة مثال وهو مقدمفيجب عليه، وعدم تعين الخبر األول ألن يكون اإلطعام للتكفير، ويؤيده قوله (عليه

السالم)في خبر أبي بصير في المظاهر الذي لم يستطع أن يكفر: اذهب فكل وأطعم

--------------------(١) الحاوي الكبير: ج ١٠ ص ٥٢٠.

(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٠٨.(٣) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٩ ب ٨ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ح ٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٥ ب ٦ من أبواب الكفارات ح ٤.

(١٦٦)

Page 175: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عيالك (١) فإن من البين أن أكل نفسه ليس من التكفير في شيء مع التنصيص فيهذا الخبر بأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاه ثمن إطعام ستين مسكينا، لكن في

الفقيه (٢) والمقنع (٣)أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: خذه فكل أنت وأهلك، فإنه كفارة لك.

واحتمال الخبر الثانيوجوها، منها: أن يكون المراد أنه إن كان ممن يتكفف فجمع من ذلك ما يطعم بهستين مسكينا فإنه يجزئه أن يكفر متى وجد وإن واقع قبله بعد االستغفار والندم إذا

كان محتاجا ال يجد قبل ذلك السبيل إلى التكفير، فيكون الضميران في " فإنه "" يجزئه " عائدين على ما تقدم من االستغفار والندم والتكفير بعد ذلك إذا وجد، ال

إلى اإلطعام. ومنها: أن يكون المعنى أنه إن تصدق على المساكين فأعادوه إليهحتى أطعم نفسه وعياله، فإنه يجزئه، على أن يكون " أطعم " بصيغة المجهول

والتقييد بكفه للتنبيه على أنه لم يطعمهم. ومنها: أن يكون الواو في قوله: " وإنتصدق " حالية أو اعتراضية أو عاطفة على " إن لم يتصدق " مقدرا أي فإذا وجد ما

يكفر فليكفر وإن احتاج إلى التكفف، ثم قال: فإنه يجزئه، أي يجزئه االستغفاروالندم ثم التكفير إذا وجد، أو يغنيه أو يكفيه التكفف إذا احتاج إليه، أو إذا اجتيحأي استوصل، بأن يتقدم الجيم على الحاء في " محتاجا " ويمكن فهم هذا المعنى

على أن يكون قوله: فإنه يجزئه جواب الشرط أيضا (ويجوز أن تصرفالمرأة) الكفارة (إلى زوجها) خالفا ألبي حنيفة (٤).

(ويجب) عندنا (إعطاء العدد المعتبر) و (ال) يجوز إعطاء (مادونه) ألنه خروج عن النص، وسأل إسحاق بن عمار أبا الحسن (عليه السالم) أيجمع

ذلكإلنسان واحد؟ فقال: ال، ولكن يعطى إنسان إنسان كما قال الله (٥) (وإن زاد)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٠ ب ٢ من أبواب الكفارات ح ١.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٢ ص ١١٦ ح ١٨٨٥.(٣) المقنع: ص ٦١.

(٤) المبسوط للسرخسي: ج ٣ ص ١١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٩ ب ١٦ من أبواب الكفارات ح ٢.

(١٦٧)

Page 176: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المدفوع إليه (على الواجب) بالنسبة إليه، كأن يدفع حق مسكينين إلى مسكيندفعة (وال يجوز التكرار عليهم) أي ما دونه (من الكفارة الواحدة) كأن

يدفع إلى مسكين حق مسكينين مرتين (إال مع عدم التمكن من العدد سواءكرر) عليهم (في يوم أو أيام) خالفا ألبي حنيفة (١) فأجازه في أيام. وأما

الجواز مع التعذر فهو المشهور، ويدل عليه قول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبرالسكوني: إن لم يجد في الكفارة إال الرجل والرجلين فليكرر عليهم حتى

يستكمل العشرة، يعطيهم اليوم ثم يعطيهم غدا (٢) والخبر وإن ضعف لكن ال يظهرالخالف فيه بين األصحاب، وربما يظهر من الخالف االتفاق.

(وال يجوز إطعام الصغار منفردين) بعدهم كعد الكبار، لالحتياط، وقولالصادق (عليه السالم) في خبر غياث: ال يجزئ إطعام الصغير في كفارة اليمين، ولكن

صغيرين بكبير (٣) (ويجوز منضمين) لعموم النصوص، وخبر يونس بنعبد الرحمن سأل أبا الحسن (عليه السالم) عن رجل عليه كفارة إطعام مساكين، أيعطي

الصغار والكبار سواء والرجال والنساء، أو يفضل الكبار على الصغار، والرجالعلى النساء؟ فقال: كلهم سواء (٤) ألن ظاهره االنضمام (فإن انفردوا احتسب

كل اثنين) منهم (بواحد) لخبر غياث، وألن االنفراد مظنة لقلة ما يصرففيناسب التضعيف. وأطلق األضعاف في المقنع (٥) والفقيه (٦) والخالف (٧)

والمبسوط (٨) والوسيلة (٩) وهو متجه إن عمل بالخبر، ألن الخبر الثاني إنما هو في--------------------(١) المجموع: ج ١٧ ص ٣٧٧.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٩ ب ١٦ من أبواب الكفارات ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٠ ب ١٧ من أبواب الكفارات ح ١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٠ ب ١٧ من أبواب الكفارات ح ٣.(٥) المقنع: ص ١٣٦.

(٦) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٦٧ ذيل الحديث ٤٢٩٧.(٧) الخالف: ج ٤ ص ٥٦٤ المسألة ٦٨.

(٨) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٨.(٩) الوسيلة: ص ٣٥٣.

(١٦٨)

Page 177: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اإلعطاء دون اإلطعام، وقال أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني: من أطعمفي

كفارة اليمين صغارا وكبارا، فليزود الصغير بقدر ما أكل الكبير (١) وقضية الكتابوسائر األخبار التسوية مطلقا. ومنع في المقنعة (٢) والمراسم (٣) أن يكون فيهم صبي

صغير أو شيخ كبير أو مريض (واإلناث كالذكور) للعموم، وما رواه العياشي فيتفسيره عن إبراهيم بن عبد الحميد قال للكاظم (عليه السالم) فيعطيه الضعفاء من النساء

منغير أهل الوالية قال: أهل الوالية أحب إلي (٤) وال يتوهمن االختصاص بالذكور

من قوله تعالى: عشرة مساكين (٥) (وإذا أراد الوضع في صغير) بالتسليم الاإلطعام (لم يسلم إليه) فإنه ليس أهال للتسليم (بل إلى وليه) كما في

المبسوط (٦) خالفا للخالف (٧) تمسكا بإطالق النصوص. وربما قيل بوجوباالستئذان منه في اإلطعام أيضا، لعدم جواز التصرف في مصالحه لغيره بغير إذنه.

(ولو ظهر عدم استحقاق اآلخذ فإن كان قد فرط ضمن) ألنه مأموربإطعام المساكين من المؤمنين األجانب، فعليه تحصيل الشرط المبرئ للذمة

(وإال فال) ألنه لم يؤمر إال بالظاهر، وللحرج والضرر خالفا لبعض العامة (٨)لكن لو ظهر اآلخذ مملوكه فالوجه الضمان، لعدم خروجه عن ملكه.

(ويجب أن يطعم من أوسط ما يطعم أهله) كما نطق به الكتاب فياليمين، إال أن التوسط يحتمل التوسط في الجنس وهو الظاهر ويدل عليه من

األخبار ما ستسمعه، وفي المقدار كما نطق به كثير من األخبار، كحسن الحلبي عنالصادق (عليه السالم) في اآلية، فقال: هو كما يكون أنه يكون في البيت، من يأكل

أكثر من--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٠ ب ١٧ من أبواب الكفارات ح ٢.(٢) المقنعة: ص ٥٦٨.

(٣) المراسم: ص ١٨٦.(٤) العياشي: ج ١ ص ٣٣٧ ح ١٧٠.

(٥) المائدة: ٨٩.(٦) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٨.

(٧) الخالف: ج ٤ ص ٥٦٤ المسألة ٦٨.(٨) االم: ج ٥ ص ٢٨٥.

(١٦٩)

Page 178: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المد، ومنهم من يأكل أقل من المد فبين ذلك (١) وخبر (٢) أبي بصير سأل الباقر(عليه السالم)

عن األوسط، فقال: قوت عيالك. والقوت يومئذ مد، وعلى األول ال يتعين اآليةبمعنى أن يجب على المكفر اإلطعام من أوسط ما يطعم أهله، لعموم الخطاب،

فيجوز أن يراد به أوسط ما يتقوت به أهل البلد، وعلى الخصوص إطعام المكفر منأوسط طعام أهله [و] يحتمل التنزيل على الغالب، فإن الغالب أن طعامهم من

غالب قوت البلد، ويؤيد ذلك أنه إن خالف طعامهم الغالب فالغالب، إن الغالبأولى للمساكين وأنفع لهم (و) لذا حكم بأنه (يجوز) اإلطعام (من غالب

قوت البلد) كما في كفارات المبسوط (٣) واإلصباح (٤) والوسيلة (٥) والشرائع.(٦)

(ويجزئ الحنطة والدقيق) والسويق (والخبز والشعير) واألرزوالعدس والحمص (والتمر والدخن) واللحم واألقط وكل ما يسمى طعاما

باإلجماع كما في الخالف (٧) للعموم. وللعامة (٨) قول بالمنع من األرز مطلقا أو إذاقشر، وآخر في العدس والحمص، وآخر في اللحم واألقط، وآخر في الدقيق

والسويق والخبز. وما في بعض األخبار (٩) من االقتصار على الحنطة أو الخبز فمنالتمثيل. ثم اإلجزاء مشروط بكونه مما يغلب على قوت البلد بناء على ما تقدم.

وفي الوسيلة: وفرضه غالب قوته، فإن أطعم خيرا منه فقد أحسن، وإن أطعم دونهجاز إذا كان مما يجب فيه الزكاة (١٠) وفي ظهار المبسوط: الواجب في اإلطعام فيالكفارة من غالب قوت البلد، وكذلك زكاة الفطرة. وقال قوم: يجب مما يطعم أهله،

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٥ ب ١٤ من أبواب الكفارات ح ٣.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٦ ب ١٤ من أبواب الكفارات ح ٥.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٠٧.(٤) إصباح الشيعة: ص ٤٨٩.

(٥) الوسيلة: ص ٣٥٣.(٦) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٧٦.

(٧) الخالف: ج ٤ ص ٥٦٣ المسألة ٦٦.(٨) الشرح الكبير: ج ٨ ص ٦١٤.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٤ ب ١٤ من أبواب الكفارات.(١٠) الوسيلة: ص ٣٥٣.

(١٧٠)

Page 179: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وهو األقوى، للظاهر. فإن أخرج من غالب قوت البلد وهو مما يجب فيه الزكاةأجزأه، فإن أخرج فوقه فهو أفضل، وإن أخرج دونه، فإن كان مما ال يجب فيه

الزكاة لم يجزئه، وإن كان مما يجب فيه الزكاة فعلى قولين، وإن كان قوت البلد مماال يجب فيه الزكاة فإن كان غير األقط لم يجزئه وإن كان أقطا قيل فيه وجهان،

أحدهما يجزئه، والثاني ال يجزئه، ألنه مما ال يجب فيه الزكاة الذي ورد نصأصحابنا: أن أفضله الخبز واللحم، وأوسطه الخبز والخل والزيت، وأدونه الخبز

والملح (١) وفي كفاراته: ويخرج من غالب قوت أهل بلده قال: فإن كان في موضعقوت البلد اللبن أو األقط أو اللحم أخرج منه (٢) ونص في الخالف على وجوب ما

يغلب على قوته وقوت أهله ال البلد، واستدل باآلية وقال: أوجب من أوسط مايطعم أهلينا وهو دون ما يطعم أهل البلد (٣) وفي السرائر: يجوز له أن يخرج حباودقيقا وخبزا وكل ما يسمى طعاما إال كفارة اليمين، فإنه يجب عليه أن يخرج من

الطعام الذي يطعم أهله، لقوله تعالى: من أوسط ما تطعمون أهليكم، فقيد تعالىذلك وأطلق باقي الكفارات، وألن األصل براءة الذمة (٤) وهو خيرة التحرير (٥)

(وال يجزئ القيمة) عندنا، لخروجها عن النص خالفا ألبي حنيفة (٦).(ويستحب اإلدام مع اإلطعام و) في األخبار (٧) أن (أعاله اللحم،

وأوسطه الخل) والزيت (وأدونه الملح) وال يجب، لألصل، وقول الصادق (عليهالسالم)

في حسن الحلبي: وإن شئت جعلت لهم أدما (٨) خالفا لظاهر المفيد (٩) وسالر(١٠)

--------------------(١) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٧.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٠٧.

(٣) الخالف: ج ٤ ص ٥٦١ المسألة ٦٣.(٤) السرائر: ج ٣ ص ٧٠.

(٥) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٢.(٦) المبسوط للسرخسي: ج ٨ ص ١٥٢.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٤ ب ١٤ من أبواب الكفارات.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٥ ب ١٤ من أبواب الكفارات ح ٣.

(٩) المقنعة: ص ٥٦٨.(١٠) المراسم: ص ١٨٦.

(١٧١)

Page 180: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لظاهر قوله (عليه السالم) في خبري أبي جميلة (١) وزرارة (٢) في تفسير اآلية: أنالوسط

الخل والزيت، وأرفعه الخبز واللحم.(ولو صرف إلى مسكين مدين فالمحسوب) من الكفارة على المختار

(مد، وفي استرجاع الزائد) مع بقاء العين (إشكال) من أنه صدقة نوى بهاالقربة وأقبض فيلزم، ومن أنه إنما نوى به التكفير ولم يحصل. وفي المبسوط: إن

كان شرط حال دفعه أنه كفارة كان له استرجاعه (٣) وإال فال.(ولو فرق على مائة وعشرين مسكينا، لكل واحد نصف مد وجب

تكميل) المد إلى (ستين منهم) أو استئناف إطعام األمداد لستين آخرين،الشتراط القدر في الطعام كاشتراط العدد في المساكين (وفي الرجوع على

الباقين إشكال) مما تقدم ويزيد للعدم هنا أنه نوى التكفير بكل من ذلك وهو فيمحله، قال في المبسوط: لم يكن له استرجاع ما دفعه إلى الباقين، ألنه وقع موقعه،

أال ترى أنه لو تمم عليه مدا أجزأه (٤) (ويجوز إعطاء العدد مجتمعينومتفرقين إطعاما وتسليما) للعموم وأوجب الشافعي (٥) التمليك.(ولو دفع إلى ستين مسكينا خمسة عشر صاعا، وقال: ملكت كل

واحد) منكم (مدا فخذوه، أو ملكتكم هذا فخذوه) أو أعطيتكم هذا أوخذوه (ونوى التكفير أجزأ) وللعامة (٦) قول بعدم اإلجزاء ما لم يملك، وآخر

بالعدم وإن ملك ألن عليهم مؤنة القسمة فكان كما لو دفع إليهم سنابل (ولو قال)لهم: (خذوه فتناهبوا فمن أخذ منهم قدر مد احتسب، وعليه التكميل لمن

أخذ أقل) وفي استرداد الفضل من آخذه ما تقدم.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٥ ب ١٤ من أبواب الكفارات ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٧ ب ١٤ من أبواب الكفارات ح ٩.(٣) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٩.(٤) المبسوط: ج ٥ ص ١٨٠.

(٥) المجموع: ج ١٧ ص ٣٧٩.

(٦) المجموع: ج ١٧ ص ٣٧٩.

(١٧٢)

Page 181: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو أدى وظائف الكفارة بمد واحد بأن يسلمه إلى واحد ثميشتريه) مثال (ويدفعه إلى آخر وهكذا... أجزأه، لكنه مكروه) لكراهة

شراء الصدقة لنحو قول الصادق (عليه السالم) في خبر جراح المدائني: ال يصلح شراءالصدقة، والخيانة إذا عرفت (١).

ومالك (٢) لم يجوز الشراء.(ويجوز إعطاء الفقير من الكفارات المتعددة دفعة وإن زاد) المجموع(على الغنى) كما جاز مثله في الزكاة والخمس (ولو فرق حرم الزائد

عليه) أي الغنى.(ويستحب تخصيص أهل الخير والصالح ومن بحكمهم من أطفالهم).

(تتمة):قد عرفت أن (كفارة اليمين مخيرة بين العتق واإلطعام والكسوة، فإذا

كسا الفقير) أي المسكين (وجب أن يعطيه ثوبين مع القدرة وواحدا مع العجز)كما في النهاية (٣) والتهذيب (٤) واالستبصار (٥) والكافي (٦) والغنية (٧) وظاهرالتبيان (٨) جمعا بين نحو قولي الصادقين (عليهما السالم) (٩) في صحيح الحلبي:

لكل إنسانثوبان، وفي حسن محمد بن قيس: ثوب يواري عورته (وقيل) في السرائر (١٠)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ٢٥٠ ب ١ من أبواب عقد البيع وشروطه ح ٧.

(٢) المدونة الكبرى: ج ٦ ص ١١٤.(٣) النهاية: ج ٣ ص ٦٤.

(٤) تهذيب األحكام: ج ٨ ص ٢٩٦ ذيل الحديث ١٠٩٥.(٥) االستبصار: ج ٤ ص ٥٢ ذيل الحديث ١٧٨.

(٦) الكافي في الفقه: ص ٢٢٥.(٧) الغنية: ص ٣٩٢.

(٨) التبيان: ج ٤ ص ١٣.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٦٠ ب ١٢ من أبواب الكفارات ح ١، ص ٥٦٨ ب ١٥ ح ١.

(١٠) السرائر: ج ٣ ص ٧٠.

(١٧٣)

Page 182: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والجامع (١) والنزهة (٢) والنافع (٣) والشرائع (٤) (يجزئ مطلقا) وتحتمله عبارةالمبسوط (٥) ألصل البراءة، واحتمال أخبار الثوبين االستحباب. واقتصر في

الخالف (٦) والمقنعة (٧) والفقيه (٨) والمقنع (٩) والوسيلة (١٠) واإلصباح (١١)وغيرها على

الثوبين، لكثرة أخبارهما، وصحة بعضها مع االحتياط، واإلجماع كما فيالخالف (١٢) وأوجب أبو علي للمرأة ثوبين يكفيانها للصالة، واكتفى للرجل بثوب

يكفيه لها (١٣) (وال يجزئ ما ال يسمى ثوبا كالقلنسوة والخف) خالفاللشافعي (١٤) فيهما في وجه.

(ويجزئ الغسيل من الثياب) كما في المبسوط (١٥) والسرائر (١٦) للعمومخالفا لظاهر الوسيلة (١٧) واإلصباح (١٨) (ويجزئ القميص والسروال والجبة

والقبا واإلزار والرداء) كن (من) قطن أو (صوف أو كتان أو حرير ممتزج)للرجال (وخالص للنساء وغير ذلك) من أنواع الثياب وأجناسها (مما جرت

العادة بلبسه كالفرو من جلد ما يجوز لبسه وإن حرمت الصالة فيه)للعمومات، وأصل البراءة. واشترط ابن الجنيد (١٩) جواز الصالة فيه. وعن محمد

--------------------(١) الجامع للشرائع: ص ٤١٧.

(٢) نزهة الناظر: ص ١١٣.(٣) المختصر النافع: ص ٢٠٨.

(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٦٧.(٥) المبسوط: ج ٦ ص ٢١١.

(٦) الخالف: ج ٦ ص ١٤١ المسألة ٣٥.(٧) المقنعة: ص ٥٦٨.

(٨) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٦٨ ذيل الحديث ٤٢٩٨.(٩) المقنع: ص ١٣٧.

(١٠) الوسيلة: ص ٣٥٤.(١١) إصباح الشيعة: ص ٤٨٩.

(١٢) الخالف: ج ٦ ص ١٤٠ المسألة ٣٥.(١٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٦.

(١٤) المجموع: ج ١٨ ص ١١٩.(١٥) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٢.

(١٦) السرائر: ج ٣ ص ٧٠.(١٧) الوسيلة: ص ٣٥٤.

(١٨) إصباح الشيعة: ص ٤٨٩.(١٩) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٢٦.

(١٧٤)

Page 183: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ابن مسلم عن أحدهما (عليهما السالم): وأما كسوتهم فإن وافقت به الشتاء فكسوته،وإن

وافقت به الصيف فكسوته، لكل مسكين إزار ورداء وللمرأة ما يواري ما يحرممنها إزار وخمار ودرع (١). واحتمل الشهيد (٢) جواز الحرير الخالص للرجال، ألنه

ثوب في الجملة، وصالح لإلبدال، وجائز لبسه للضرورة وفي الحرب (واليجزئ من ليف وشبهه) مما ال يعتاد لبسه (وال يجزئ البالي وال المرقع)

الذي يخرق باالستعمال لبطالن منافعهما أو معظمها، ويمكن دخولها في الخبيث.(ويجزئ كسوة األطفال) وإن كانوا رضعا (وإن انفردوا عن الرجال

ومع المكنة) من كسوة الكبار، للعموم (وال يجب تضاعف العدد) كما يجبفي اإلطعام، لألصل، وانتفاء النص هنا.

(الطرف الخامس في اللواحق)(يجب تقديم الكفارة على المسيس في الظهار، سواء كفر بالعتق أو

الصوم أو الطعام) كما مر، وقد عرفت الخالف في اإلطعام (و) قد مر أيضا أنهيجب (تأخيرها عن نية العود) كما ينطق به الكتاب (فلو ظاهر وكفر قبل

نية العود لم يجزئه) خالفا للشافعي (٣).(وال يجب كفارة اليمين إال بعد الحنث، فلو كفر قبله لم يجزئه)

وللعامة (٤) قول بجواز تقديم ما عدا الصوم إال إذا كان الحنث محظورا، وآخربجواز التقديم من غير استثناء (وكذا ال يجزئ لو قال: إن شفى الله مريضي)

فلله علي (أن أعتق هذا العبد فأعتقه قبله، ويجب عليه كفارة خلف النذر--------------------

(١) العياشي: ج ١ ص ٣٣٧ ح ١٦٧.(٢) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ١٨٨ درس ١٥٦.

(٣) المجموع: ج ١٨ ص ١١٦.

(٤) المجموع: ج ١٨ ص ١١٥.

(١٧٥)

Page 184: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إن عوفي مريضه) ألنه الذي فوت محله. ويقوى العدم، ألنه إنما فوت محلهحين جاز له التفويت، مع مسارعته إلى الخير، خصوصا إذا أوجبنا عليه عوضه(وصح العتق السابق) النتفاء المانع، فإن النذر إن منع من التصرف فيه فألجل

العتق فال يمنع منه، وإن لم يمنع فاألولى أن ال يمنع من العتق. ويحتمل الفساد لمنعالنذر التصرف فيه، والعتق تصرف وعبادة، فالنهي عنه مفسد له (وفي وجوب

عتق عوضه إشكال): من أنه الذي فوت محله فيضمن، ومن التعذر المستند إلىسبب سائغ (ولو باعه) قبل الشفاء (ففي صحته) أي البيع (إشكال): من

تمامية الملك وال مانع وهو اختيار أبي علي (١) ومن تعلق حق الغير به ووجوبالكفارة عليه على ما اختاره في العتق، وهنا أولى، وال كفارة إال لما نهي عنه،

والنهي هنا مفسد وإن لم نقل بإفساد ما تعلق منه بالمعامالت، ألن الحكم (٢) فيهالوفاء بالنذر (وكذا في عتق عوضه) إن صح البيع إشكال مما تقدم. (و) الإشكال في أنه (لو مات العبد قبل الشفاء سقط النذر، ولو جرح فكفر قبلالموت) المستند إلى الجرح (لم يجزئ) عندنا سواء جرح آدميا أو صيدا

محرما عليه، خالفا لبعض العامة (٣) فيهما.(ولو أراد) المحرم (حلق رأسه ألذى أو اللبس) المحرم عليه

(للضرورة، ففي جواز التقديم إشكال، وكذا الحامل والمرضع لوعزمتا على اإلفطار فقدمتا الفدية) ألن الفدية في هذه المواضع ليست كفارةللذنب وعقوبة، ويحتمل أن يكون الحلق أو اللبس أو اإلفطار سببا لوجوبها،فال يجزئ لو تقدمت، وأن ال يكون بالنسبة إلى ترك الحلق واللبس واإلفطار

إال كخصال الكفارة.--------------------

(١) نقله عنه في إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ١٠٨.(٢) في المخطوطات: الحكمة.

(٣) االم: ج ٥ ص ٢٨١.

(١٧٦)

Page 185: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال يجوز أن يكفر بجنسين في كفارة واحدة وإن كان مخيرا، كأنيطعم خمسة ويكسو خمسة) ألنه خروج عن النص، خالفا ألبي حنيفة (١)

(وكل من وجب عليه صوم شهرين متتابعين فعجز، صام ثمانية عشريوما) لخبر أبي بصير وسماعة سأال الصادق (عليه السالم) عن الرجل يكون عليه صيام

شهرين متتابعين فلم يقدر على الصيام ولم يقدر على العتق ولم يقدر على الصدقة،قال: فليصم ثمانية عشر يوما عن كل عشرة مساكين ثالثة أيام (٢) والخبر ضعيف

مختص بالعجز عن خصال الكفارة الثالث، فيحمل عليه إطالق المصنف وغيره،ونزله في التحرير (٣) على ما إذا لم يقدر على صوم شهرين متفرقين وال على صوم

شهر، وأوجب التتابع في الثمانية عشر، لوجوبه في األصل (فإن عجز تصدقعن كل يوم) من الثمانية عشر (بمد من طعام) لما ثبت في النصوص (٤) منكونه فدية عن الصوم في رمضان والنذر وغيرهما (فإن عجز استغفر الله تعالى

وال شيء عليه) ألن الله ال يكلف نفسا إال وسعها، ولقول الصادق (عليه السالم) فيخبر

عاصم بن حميد: كل من عجز عن الكفارة التي تجب عليه من عتق أو صوم أوصدقة في يمين أو نذر أو قتل أو غير ذلك مما يجب على صاحبه الكفارة

فاالستغفار له كفارة، ما خال يمين الظهار (٥) ولكن اختلف في الظهار أنه يكفي كلالمسيس أو ال، كما عرفت فيما مر. وعند الصدوق (٦) وأبي علي أن العاجز عن

الخصال يتصدق (٧) بما تيسر له، لصحيح ابن سنان عن الصادق (عليه السالم) فيرجل أفطر

في شهر رمضان متعمدا يوما واحدا من غير عذر، قال: يعتق نسمة أو يصوم--------------------

(١) المبسوط للسرخسي: ج ٨ ص ١٥١.(٢) تهذيب األحكام: ج ٤ ص ٢٠٧ ح ٦٠١.

(٣) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١١٣ س ٣١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٢٨٥ ب ١٥ من أبواب بقية الصوم الواجب.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٥٤ ب ٦ من أبواب الكفارات ح ١.(٦) المقنع: ص ١٠٨.

(٧) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٣ ص ٤٤٤.

(١٧٧)

Page 186: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينا، فإن لم يقدر تصدق بما يطيق (١).(ولو مات من عليه كفارة مرتبة) قادرا على العتق وجب اإلخراج من

تركته و (اقتصر على أقل رقبة تجزئ، فإن أوصى باألزيد ولم يجزالوارث، اخرج المجزئ من األصل والزائد من الثلث) و (سواء وجب

التكفير في المرض أو الصحة) فإنه يخرج أقل المجزئ من األصل.(ويقتصر في المخيرة على أقل الخصال قيمة) إال أن يتبرع الوارث

باألزيد، وللعامة (٢) قول بأنه إذا أوصى اعتبر جميع القيمة من الثلث (٣) وآخر بأنهيعتبر الجميع (٤) من األصل (و) إذا بطلت في الزائد (وجبت) الخصلة

(الدنيا) دون الوسطى وإن نهض بها الثلث، ألنها غير الموصى بها ولم يجببأصل الشرع إال الدنيا (ويحتمل) وجوب (الوسطى مع النهوض) لوجوب

العمل بالوصية ما أمكن، وتعلق حق الميت بالثلث فيجب صرفه في الكفارة وإن لميكن فيما عينه من خصالها.

(وإذا انعقدت يمين العبد ثم حنث وهو رق ففرضه الصوم في المخيرةوالمرتبة) ألنه ال يملك وال يقدر على غيره (فإن كفر بغيره من إطعام أو

كسوة أو عتق بإذن المولى صح على رأي) كما في اإلصباح (٥) والمبسوط (٦)في وجه استظهره ألنه كالمعسر، ولو فعل الغير ذلك عن المعسر صح إجماعا فكذاالعبد، إذ ال مانع سوى عدم الوجدان وهو كما يصدق باإلعسار يصدق باإلرقاق،

كذا نص المختلف (٧) وفي وجه آخر للمبسوط (٨) العدم، ألنه ال يملك بالتمليك،وال

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨ - ٢٩ ب ٨ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ح ١.

(٢) شرح فتح القدير: ج ٩ ص ٣٩٠.(٣) المغني البن قدامة: ج ١٢ ص ٢٧١.

(٤) شرح فتح القدير: ج ٩ ص ٣٨٩.(٥) إصباح الشيعة: ص ٤٩٠.

(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٧.(٧) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٤٦.

(٨) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٧.

(١٧٨)

Page 187: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يصح التبرع عن الحي (وإال) يكن بإذنه (فال) يصح بال إشكال إال إذا قلنابملكه أو كان مبعضا قد ملك بجزئه الحر ما يمكنه به (وكذا يبرء لو أعتق عنه)

أو أطعم أو كسا عنه (المولى) ألنه ال فرق بالنسبة إليه بين فعل نفسهبإذن المولى وفعل المولى عنه، ألنه ال يملك شيئا، نعم لو قلنا بملكه بالتمليك ولم

يجزئ تبرع األجنبي لم يصح، إال أن يفعل ذلك العبد نفسه بإذن المولى (ولوحلف بغير إذن مواله لم ينعقد على قول علمائنا) كما عرفت (فإن حنثفال كفارة) عليه (وال بعد العتق وإن لم يأذن له المولى فيه) أي الحنث،

وأما على ما احتمله سابقا من انعقاد يمينه وأن لمواله حلها فإن حنث بإذنه فالكفارة وإال كانت عليه.

(ولو أذن في اليمين انعقدت فإن حنث بإذنه كفر بالصوم، ولم يكنللمولى منعه) منه، فإن إذنه للحنث مستلزم إلذنه في الزمه (ولو قيل بمنع

المبادرة) إلى ضيق الوقت بظن العجز (أمكن) ألنها ال تلزم الحنث.(ولو حنث بغير إذنه) بعد أن كان الحلف بإذنه (قيل) في المبسوط (له

منعه من التكفير وإن لم يكن الصوم مضرا) به في بدنه وعمله كما في الشتاء،قال: ألنه إذا أذن له في اليمين فقد منعه من الحنث بها (١) وأما عدم الفرق بين أن

يضر به الصوم أو ال، فلعموم األخبار والفتاوي (وفيه نظر) من ذلك، ومن أناإلذن في اليمين يقتضي لزومها، وهو لزوم الكفارة بالحنث، وملزوم الملزوم ملزوم.

(ولو حنث بعد الحرية كفر كالحر، وكذا لو حنث ثم أعتق قبلالتكفير) ألن العبرة كما عرفت بحال األداء، وللعامة (٢) أقوال اخر بناء على

اعتبار حال الوجوب وأغلظ الحالين أو األغلظ من الوجوب إلى األداء.(ويكفي ما يواري الرضيع) للعموم وإن أمكنه ما يواري الكبير كما مر

--------------------(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢١٨.

(٢) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٢٧٤.

(١٧٩)

Page 188: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(إذا أخذ الولي له) ال إذا كساه بنفسه، إذ ال اعتبار بقبضه إال على أحد قوليالشيخ (١) (فإن أخذ) الولي بل الكبير (لنفسه) ما يواري الصغير (ففي

اإلجزاء نظر) من العموم وإجزائه في الجملة، ومن أنه لم يكسه وهو أقرب.(ولو أفطر ناذر صوم الدهر في بعض األيام غير رمضان لعذر فال

قضاء عليه) إذ ال محل له (وال فدية) عليه لألصل (وال كفارة) لعدم الحنث(ولو تعمد) ال لعذر (كفر وال قضاء، واألقرب) في الصورتين (وجوب

فدية عنه لتعذر الصوم) بدله مع وجوبه عليه (فكان كأيام رمضان إذا تعذرقضاؤها) ولخبر محمد بن منصور سأل الرضا (عليه السالم) في رجل نذر نذرا في

صيامفعجز، فقال: كان أبي يقول: عليه مكان كل يوم مد (٢) وخبر إبراهيم بن محمد قال:كتب رجل إلى الفقيه (عليه السالم)، يا موالي نذرت إني متى فاتني صالة الليل صمت

فيصبيحتها ففاته ذلك، كيف يصنع؟ وهل له من ذلك مخرج؟ وكم يجب عليه من

الكفارة في صوم كل يوم تركه إن كفر إن أراد ذلك؟ قال، فكتب: يفرق عن كل يوممدا من طعام كفارة (٣) بحمل الكفارة على الفدية (ولو أفطر) ناذر الدهر (في

رمضان قضى) لما عرفت من استثنائه (وال يلزمه فدية بدل اليوم الذيصام فيه عن القضاء إن كان إفطاره لعذر) ألنه ضروري االستثناء كالعيدينوأيام الحيض (وإال) يكن لعذر (وجبت) الفدية على (إشكال): من استثناء

قضاء رمضان من النذر، ومن أن وجوب القضاء إنما حصل باختياره اإلفطار فيرمضان لغير عذر، فلم يكن مستثنى فوجب الفدية على ما استقر به (وال كفارة)

عليه لخلف النذر (على إشكال): من أنه ترك صوم النذر باختياره الختيارهاإلفطار الموجب له، ومن استثناء القضاء (إال) أن عليه في (إفطار رمضان)

--------------------(١) المبسوط: ج ٥ ص ١٧٨.

(٢) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ٢٨٦ ب ١٥ من أبواب بقية الصوم الواجب ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٧٦ ب ٢٣ من أبواب الكفارات ح ٨.

(١٨٠)

Page 189: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كفارة أو كفارتين على قولي دخوله في النذر وعدمه (إال أن يكون) اإلفطارب (السفر اختيارا فيفدي) على ما استقر به (وال كفارة) لالستثناء.(ولو أفطر يوما معينا بالنذر فاألقوى مساواة) كفارته كفارة اإلفطار

في (رمضان) كما مر. (أما لو لم يصمه فاألقوى) أن كفارته (كفارةيمين) جمعا بين ما عرفت من األخبار، ووجه تخصيص اإلفطار بكفارة رمضان

ظاهر (و) عليه أن (يقضي) على التقديرين.(وكفارة) حلف (اليمين والعهد واحدة) باالتفاق إال على ما توهمه

عبارة المفيد (١) كما تقدمت اإلشارة إليه.(وفي كفارة النذر قوالن) باعتبار تعيين الخصال وإن زاد عليهما باعتبار

التفصيل اآلتي وغيره مما مر من الترتيب أو التخيير وغيرهما، أو تخصيصالقولين بشهرتهما مع أنه ليس نصا في الحصر (أحدهما) أنه (كاليمين،

والثاني) أنه (كرمضان وقيل بالتفصيل) وقد مضى جميع ذلك مع األدلة.واتفق لليمين فراغها من األيمان لثامن عشر

رجب منصل السنان، سابع ألف وسبع بعد تسعينوالحمد لله والصالة على نبيه وآله أجمعينوكتب مؤلفه محمد بن الحسن اإلصفهاني

كفر الله سيئاتهما وضاعف حسناتهماوتولهما األماني

* * *--------------------

(١) المقنعة: ص ٥٥٦ و ٥٦٥.

(١٨١)

Page 190: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كتاب الصيد والذبائح

(١٨٣)

Page 191: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(كتاب الصيد والذبائح)أي المصيد وما يذبح، فإن المعروف: أن الذبائح جمع للذبيحة، وإن كان

جمعا للذباحة بقي الصيد على معناه المصدري. ثم الذبح يشمل النحر لغة، ويشملالكل " التذكية " ويذكر فيه األطعمة واألشربة. واقتصر في العنوان على ما اقتصر،

لكثرة أحكامه.(وفيه مقاصد) خمسة:

(األول اآللة) التي بها تصادو (يجوز االصطياد) بالنص واإلجماع (بجميع اآللة كالسيف والرمح

والسهم والكلب والفهد والنمر والبازي والصقر والعقاب والباشق والشرك)قال ابن فارس: إنه من الشرك لقم الطريق سمي به المتداده (و) هو أخص من(الحبالة) أو أعم وهي أيضا كما في المقاييس من االمتداد (والشباك) كزنار

وهو ما يصنع من قصب ونحوه (والغل) وهو نوع من الشباك (و) لعله أخصمن (الفخ والبندق وجميع اآلالت) وغيرها. (والسباع من الجوارح) أي

الكواسب للصيد من الطيور (وغيرها).(ثم إن أدركه مستقر الحياة وجبت تذكيته) كما سيأتي. (وإن قتلت

(١٨٥)

Page 192: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اآللة الصيد حرم إال ما يقتله الكلب المعلم أو السهم) لمفهوم اآلية (١)الختصاص التكليب بالكلب، ولإلجماع كما نص عليه في االنتصار (٢)

والخالف (٣) والغنية (٤) والسرائر (٥) في غير الكلب من السباع، والنصوص وهيكثيرة جدا كصحيح الحذاء قال للصادق (عليه السالم): فالفهد؟ قال: إن أدركت ذكاته

فكلقلت: أليس الفهد بمنزلة الكلب؟ قال: ال، ليس شيء يؤكل منه مكلب إال الكلب (٦)

وقال: ما تقول في البازي والصقر والعقاب؟ قال: إذا أدركت ذكاته فكل منه، وإنلم تدرك ذكاته فال تأكل منه (٧).

وصحيح محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السالم) عن قتل الحجر والبندق أيؤكلمنه؟ فقال: ال (٨) وقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في حسن محمد بن قيس: ما

أخذتالحبالة من صيد فقطعت منه يدا أو رجال فذروه فإنه ميت (٩) على وجه (١٠).

وأحل الحسن (١١) ما يصيده شبه الكلب من الفهد والنمر ونحوهما، ويوافقهفي الفهد أخبار كثيرة، كصحيح زكريا بن آدم، سأل الرضا (عليه السالم) عن الكلب

والفهديرسالن فيقتل؟ فقال: هما مما قال الله تعالى " مكلبين " فال بأس بأكله (١٢).

واحتمل الشيخ فيها مساواة الفهد خاصة للكلب والتقية والحمل على الضرورة (١٣).--------------------

(١) المائدة: ٤.(٢) االنتصار: ص ١٨٣.

(٣) الخالف: ج ٦ ص ٥ - ٦ المسألة ١.(٤) الغنية: ص ٣٩٤.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ٨٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٦ ب ٦ من أبواب الصيد ح ١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٢ ب ٩ من أبواب الصيد ح ١١.(٨) الكافي: ج ٦ ص ٢١٣ ح ٢، وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٦ ب ٢٣ من أبواب الصيد ذيل الحديث

.٤(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٧ ب ٢٤ من أبواب الصيد ح ١.

(١٠) " على وجه " ليس في بعض النسخ.(١١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٩.

(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٦ ب ٦ من أبواب الصيد ح ٤.(١٣) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٢٨ ذيل الحديث ١١٣.

(١٨٦)

Page 193: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(أما الكلب فيحل ما قتله) خاصة وإن كان أسود، خالفا ألبي علي (١)استنادا إلى قول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني: أنه ال يؤكل صيده، ألن

رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بقتله (٢) (بشروط) ستة:(األول: أن يكون معلما) بالنص واإلجماع (ويتحقق بأن يسترسل

إذا أرسله، وينزجر إذا زجره) قبل اإلرسال وإن أطلق األكثر لندرة االنزجاربعده جدا. وفي التحرير إنما يعتبر قبل إرساله على الصيد أو رؤيته، أما بعد ذلك

فال، ألنه ال ينزجر بحال (٣). (وأن ال يأكل ما يمسكه إال نادرا) وفاقاللمشهور، ألنه الظاهر من اإلمساك علينا، وقول الصادق (عليه السالم) في صحيح

رفاعة:إذا أكل منه فلم يمسك عليك إنما أمسك على نفسه (٤). وهنا أخبار كثيرة مطلقة فيأنه ال بأس بأكله (٥) وكذلك أطلق بعض األصحاب كالصدوقين (٦) والتفصيل أولى

في الجمع من الحمل على الكراهة أو التقية. (فلو أكل نادرا لم يقدح) ولميحرم ما أكل منه وإن أكل أكثره كما قال الصادق (عليه السالم) في خبر أبان بن

تغلب: " كلمما أمسك عليك الكالب وإن بقي ثلثه " (٧) وفي خبر آخر: " كل مما أكل الكلبوإن أكل منه ثلثيه، كل ما أكل الكلب وإن لم يبق منه إال بضعة واحدة " (٨). وعن

سعيد بن المسيب أنه سمع سلمان يقول: " كل ما أمسك الكلب وإن أكل ثلثيه " (٩).--------------------

(١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٧١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٤ ب ١٠ من أبواب الصيد ح ٢.

(٣) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٤ س ٢٩.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٢ ب ٢ من أبواب الصيد ح ١٧.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٨ ب ٢ من أبواب الصيد.(٦) المقنع: ص ٤١٣، ونقله عنهما في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٥٢.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١١ ب ٢ من أبواب الصيد ح ١٣.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٠ ب ٢ من أبواب الصيد ح ١٠.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٠ ب ٢ من أبواب الصيد ح ٥.

(١٨٧)

Page 194: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وللعامة قول بالمنع من أكل ما أكل منه (١) وقال أبو علي: فإن أكل منه قبل أنيخرج نفس الصيد لم يحل أكل باقيه، وإن كان أكل منه بعد أن خرجت نفس الصيد

جاز أكل ما بقي منه من قليل أو كثير (٢) ولعله ألن الصيد صيد ما دام حيا ال بعدالموت فإنما يشترط إمساكه قبله، أو ألن اإلمساك على الصائد إنما يتحقق بأن

يمسكه حتى يموت أو يدركه صاحبه فإذا أكل منه قبل ذلك لم يكن ممسكا عليه،بخالف ما إذا أمسكه حتى مات. ويؤيده صحيح حكم بن حكيم الصيرفي قال

للصادق (عليه السالم): ما تقول في الكلب يصيد الصيد فيقتله؟ قال: ال بأس بأكله،قال:

قلت: فإنهم يقولون: إنه إذا قتله وأكل منه فإنما أمسك على نفسه فال تأكله، فقال:كل، أو ليس قد جامعوكم على أن قتله ذكاته؟ قال: قلت: بلى، قال: فما يقولون فيشاة ذبحها رجل أذكاها؟ قال: قلت: نعم، قال: فإن السبع جاء بعد ما ذكاها فأكل

بعضها أتؤكل البقية، قلت: نعم قال: فإذا أجابوك إلى هذا فقل لهم: كيف تقولون: إذاذكى ذلك فأكل منه لم تأكلوا، وإذا ذكى هذا وأكل أكلتم (٣). (وكذا) ال يقدح (لو

شرب دم الصيد) وإن اعتاده، للعموم. خالفا للنخعي (٤) فجعله كاألكل.(ويحصل العلم) بحصول التعليم (بتكرر ذلك) المذكور من االمور

الثالثة (منه مرة بعد اخرى) فهو معلم إذا تكرر منه مرتين وقيل: ثالثا (٥).والحق ما في التحرير من الحوالة على العرف (٦) بأن يتكرر منه الصيد متصفا بهذه

الشرائط: إحداها إذا أرسله استرسل، وثانيها إذا زجره انزجر، وثالثها أن ال يأكلما يمسكه، وتكرر منه دفعات حتى يقال في العادة: إنه قد تعلم. وبه قال

--------------------(١) المجموع: ج ٩ ص ١٠٥.

(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٧١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٩ ب ٢ من أبواب الصيد ح ١.

(٤) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٠.(٥) نسبه في حاشية القواعد (ط - الحجرية) إلى الشهيد: ج ٢ ص ١٥٠.

(٦) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٤ س ٢٨.

(١٨٨)

Page 195: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الشافعي (١). وقال أبو حنيفة (٢): إذا فعل ذلك دفعتين كان معلما دليلنا: أن مااعتبرناه مجمع على أنه يصير به معلما وليس على ما اعتبراه دليل، وألن المرجعفي ذلك إلى العرف، وال يقال في العرف إذا فعل ذلك دفعتين: إنه تعلم. (وال

تكفي المرة االولى، وال ما يتفق فيه ذلك من المرات) من غير تكرر، ألنهخالف العرف. وفي التبيان قال أبو يوسف ومحمد: حد التعليم أن يفعل ذلك ثالث

مرات، وقال قوم: ال حد لتعليم الكالب، فإذا فعل ما قلناه فهو معلم وقد دل علىذلك رواية أصحابنا، ألنهم رووا أنه إذا أخذ كلب مجوسي فعلمه في الحال

فاصطاد به جاز أكل ما يقتله (٣) ونحوه المجمع (٤) وهو يدل على االكتفاء بالمرةاالولى وأشار بالرواية إلى خبر السكوني عن الصادق (عليه السالم) قال: كلب

المجوسي التأكل صيده إال أن يأخذه المسلم فيعلمه ويرسله (٥). ونزل عليه خبر عبد الرحمن

ابن سيابة سأله (عليه السالم) عن كلب مجوسي نستعيره أفنصيد به قال: ال تأكل منصيده،

إال أن يكون علمه مسلم فتعلم (٦) وينص عليه قوله (عليه السالم) في خبر زرارة: وإنكان

غير معلم، يعلمه في ساعته ثم يرسله فيأكل منه فإنه معلم (٧).(الثاني: أن يرسله المسلم أو من هو بحكمه من الصبيان) المميزين،

لما سيأتي من اشتراط اإلسالم أو حكمه في التذكية، ولألصل، واختصاصالخطاب في اآلية (٨) بالمسلمين، وقول الصادق (عليه السالم) في خبر السكوني كلب

المجوسي ال تأكل صيده إال أن يأخذه المسلم فيعلمه ويرسله (٩) (رجال كان)--------------------

(١) المجموع: ج ٩ ص ٩٧.

(٢) المجموع: ج ٩ ص ٩٧.(٣) التبيان: ج ٣ ص ٤٤١.

(٤) مجمع البيان: ج ٣ ص ١٦١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٧ ب ١٥ من أبواب الصيد ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٧ ب ١٥ من أبواب الصيد ح ٢.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٨ ب ٧ من أبواب الصيد ح ٢.

(٨) المائدة: ٤.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٧ ب ١٥ من أبواب الصيد ح ٣.

(١٨٩)

Page 196: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المرسل (أو امرأة. ولو أرسله الكافر لم يحل) قتيله (وإن كان ذميا)خالفا للحسن في اليهود والنصارى (١) ولظاهر الصدوق فيهما وفي المجوس،

لحكمه بحل ذبائحهم (٢) وفي اشتراط اإليمان ما يأتي من الخالف فيه في الذباحة.(الثالث: أن يرسله لالصطياد، فلو أرسله لغير صيد فاتفق صيده

لم يحل، وكذا لو استرسل من نفسه) باإلجماع إال من األصم كما فيالخالف (٣) ولألصل، واألمر باإلرسال والتسمية في األخبار (٤).

(نعم لو زجره) بعد استرساله (فأمسك ثم أغراه صح) النقطاعاالسترسال (بخالف ما لو أغراه حال استرساله فازداد عدوا) فإنه ليس

من اإلرسال في شيء، وقد يحتمل كونه إرساال والحل به، وتركبه من اإلرسالواالسترسال فال يحل أيضا. (فلو حصل زيادة العدو بإغراء ما أرسله

المسلم من مجوسي) أو وثني (لم يقدح في الحل) إال على االحتمالين،ولو انعكس األمر لم يؤثر في الحل إال عليهما (٥). (ولو حصل) اإلغراء

الموجب لزيادة العدو (من غاصب) وبالجملة من غير المالك بغير إذنه (لميملكه) أي ما يثبته من الصيد وإن كان يملك ما يصيده الكلب المغصوب

بإرساله، إال إذا كان اإلغراء إرساال فيملكه كما يملكه المالك، وهل يملكه المالكبدونه أو معه إذا لم يكن إرساال؟ وجهان، والملك ظاهر العبارة.

(وال يشترط) قصد المرسل إلى (عين الصيد) لألصل والعموم خالفالمالك (٦) (فلو أرسله إلى سرب من الظباء فاصطاد واحدا حل، وكذا لو

--------------------(١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٩٦.

(٢) المقنع: ص ٤١٧.(٣) الخالف: ج ٦ ص ١٦ المسألة ١٤.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٤ ب ١١ و ١٢ من أبواب الصيد.(٥) في ن: على أولهما.

(٦) المدونة الكبرى: ج ٢ ص ٥٤.

(١٩٠)

Page 197: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أرسله على صيد فصاد غيره) يرشد إليه ما سيأتي من الخبر في من يرميصيدا فيصيب آخر.

(ولو أرسله على غير صيد) محلل (كالخنزير) وغيره من المحرمات(فأصاب صيدا لم يحل) وإن سمى، وإن كان ما ظنه خنزيرا صيدا محلال

وأصابه كما يأتي في الرمي.(ولو أرسله) للصيد (و) لكن (لم يشاهد صيدا وسمى فأصاب

صيدا لم يحل) وإن علم به أو ظن كما يقتضيه اإلطالق، والوجه اإلجتزاء بالعلمبل الظن، فيحل بإرسال األعمى إذا علم أو ظن، للعمومات، وربما احتمل

االجتزاء باالحتمال.(الرابع: أن يسمي عند إرساله) بالنصوص (١) واإلجماع (فلو تركها

عمدا لم يحل) خالفا لبعض العامة (٢) وهل يجب أوله حتى لو أخره عنه إلىاإلصابة عمدا لم يحل قوالن سيأتيان. (ويحل لو كان) الترك (ناسيا) كما

يحل الذبيحة مع النسيان لألصل ولثبوت الحل بإطالق اآلية (٣) وإن دلت علىوجوب التسمية دون الحرمة بدونها واألخبار كقول الصادق (عليه السالم) في خبر

عبد الرحمان بن أبي عبد الله وإن كنت ناسيا فكل منه أيضا وكل من فضله (٤) وفيخبر زرارة إذا أرسل الرجل كلبه ونسي أن يسمي فهو بمنزلة من قد ذبح ونسي أن

يسمي وكذلك إذا رمى بالسهم ونسي أن يسمي حل ذلك، قال: الصدوق، وفي خبرآخر أن يسمي حين يأكل (٥).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٥ ب ١٢ من أبواب الصيد.

(٢) المجموع: ج ٩ ص ١٠٢.(٣) المائدة: ٤.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٥ ب ١٢ من أبواب الصيد ح ٤.(٥) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣١٦ ح ٤١٢٥ و ٤١٢٦.

(١٩١)

Page 198: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو أرسل واحد وسمى غيره، أو) أرسل و (سمى وأرسل آخركلبه ولم يسم واشتركا) أي الكلبان (في قتله لم يحل) النتفاء الشرط ونحو

قول الصادق (عليه السالم) في خبر أبي بصير: ال يجزي أن يسمي إال الذي أرسلالكلب (١)

وقول الباقر (عليه السالم) لمحمد بن مسلم: ال يسمي إال صاحبه الذي أرسله (٢)وكذا إذا

اشتركا في االسترسال وشك في انفراد ما يسمي عليه بالقتل للشك في الشرط،وخبر أبي بصير سأل الصادق (عليه السالم): عن قوم أرسلوا كالبهم، وهي معلمة

كلها، وقدسموا عليها، فلما مضت الكالب دخل فيها كلب غريب، ال يعرفون له صاحبا،

فاشتركت جميعا في الصيد؟ فقال ال تأكل منه ألنك ال تدري أخذه معلم أم ال (٣).(الخامس: استناد القتل إلى الصيد، فلو وقع في الماء بعد جرحه أو

تردى من جبل فمات لم يحل إذا كانت فيه حياة مستقرة) باإلجماعوالنصوص (٤) واألصل. (ولو صير حياته غير مستقرة حل وإن مات في

الماء) ونحوه (بعد ذلك) لصيرورته كالمذبوح.(ولو غاب عن العين وحياته مستقرة ثم وجد مقتوال أو ميتا بعد

غيبته لم يحل) للشك في التذكية، واألخبار (٥) (سواء وجد الكلب واقفاعليه) وعليه أثر العقر (أو بعيدا منه) فإنه ال يوجب العلم. وللعامة قول

بالحل (٦) وآخر بأنه إن تبعه فوجده ميتا حل وإال فال (٧) وآخر بأنه إن وجده منيومه حل وإال فال (٨). وأما إن علم بأنه لم يمت إال من جرح الكلب فإنه حالل،

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٦ ب ١٣ من أبواب الصيد ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٦ ب ١٣ من أبواب الصيد ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٥ ب ٥ من أبواب الصيد ح ٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٨ ب ٢٦ من أبواب الصيد.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٠ ب ١٨ من أبواب الصيد.(٦) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ١٩.

(٧) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٦.

(٨) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٦.

(١٩٢)

Page 199: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وقد نطقت األخبار (١) به فيما رمى فغاب.(السادس: أن يقتله الكلب بعقره) كما هو المتبادر (فلو قتله بصدمه

أو غمه أو إتعابه لم يحل) لدخول األول في الموقوذة والثاني في المنخنقةوعدم اإلمساك في الثالث، مع األصل، واالحتياط، وقوله (صلى الله عليه وآله) ما أنهر

الدم وذكراسم الله تعالى عليه فكلوا (٢) واالقتصار في اآلية (٣) على ما يمسكه الجوارح إن

كان االشتقاق من الجرح بمعنى اإلدماء ال بمعنى الكسب.(وأما السهم) الذي يحل ما يصاد به (فالمراد به كل آلة محددة كالسهم

والرمح والسيف وغيرها).(ويحل مقتوله) اتفاقا من األكثر، وبه من النصوص كثير (٤) ويظهر التردد

فيه من سالر (٥) وهو نادر. وقال ابن زهرة: ال يحل أكل ما قتل من صيد الطير بغيرالنشاب وال به إذا لم يكن فيه حديد، بدليل اإلجماع واالحتياط، وما عدا الطير

من صيد البر يحل أكل ما قتل منه بسائر السالح (٦) وهو ظاهر ابن إدريس (٧)وعلى المختار ال يحل إال (بشرط أن يرسله المسلم) أو من بحكمه ذكرا أو

انثى وبالجملة من يصح منه التذكية، (ويسمي عند إرساله) خالفا لبعضالعامة (٨) (وقصد جنس الصيد) إذ ال تذكية حيث ال قصد (ال عينه) لألصل،

وما سيأتي من الخبر (ويستند الموت إليه).(فلو أرسله غير المسلم لم يحل وإن كان ذميا سواء سمى أو ال)

وفيه ما عرفت من الخالف.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٠ ب ١٨ من أبواب الصيد.(٢) سنن البيهقي: ج ٩ ص ٢٤٧.

(٣) المائدة: ٤.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٨ ب ١٦ من أبواب الصيد.

(٥) المراسم: ٢٠٨.(٦) الغنية: ص ٣٩٦، وفيه مصيد الطير.

(٧) السرائر: ج ٣ ص ٩١ - ٩٢.(٨) المجموع: ج ٩ ص ١٠٢.

(١٩٣)

Page 200: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو ترك المسلم التسمية عمدا لم يحل، ولو تركها ناسيا حل) لما مرمن خبر زرارة (١) وورود األخبار (٢) بحل الذبيحة مع النسيان.

(ولو أرسل) السهم وترك التسمية عند اإلرسال (ثم سمى قبلاإلصابة) أو معها (أو سمى عند عض الكلب) أو قبله (بعد إرساله

فاألقرب اإلجزاء) ألن التذكية حقيقة إنما هي حين اإلصابة والعض، مع إطالقالنصوص من الكتاب (٣) وبعض األخبار (٤) وما في الفتاوى وبعض األخبار (٥) من

التوقيت باإلرسال ظاهره الرخصة وأنها إذا أجزأت عنده فبعده أولى، ويحتملالعدم للتوقيت في الفتاوى واألخبار ومنع األولوية واحتمال توقيت التذكية به.

(ولو أرسل آخر آلته) من كلب أو سهم (وكان كافرا أو مسلما لميسم عمدا فقتل السهمان) ولو احتماال (لم يحل).

(وكل ما فيه نصل حل ما يقتله وإن كان) أصابه (معترضا) للنصوصكصحيح (٦) الحلبي سأل الصادق (عليه السالم) عن الصيد يرميه الرجل بسهم فيصيبه

معترضا، فيقتله وقد سمى حين رماه ولم تصبه الحديدة؟ فقال: إن كان السهم الذيأصابه هو الذي قتله فإن أراده فليأكله (٧) ولوالها لشمله حكم الموقوذة.

(ولو قتله المعراض) وهو عند أكثر اللغويين سهم بال ريش وقيل: بالريش وال نصل وقيل: سهم طويل له أربع قذذ دقاق إذا رمى به اعترض وفي

القاموس سهم بال ريش رقيق الطرفين غليظ الوسط يصيب بعرضه دون حده.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٥ ب ١٢ من أبواب الصيد ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٥ ب ١٢ من أبواب الصيد.

(٣) المائدة: ٤.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٥ ب ١٢ من أبواب الصيد ح ١، ٣، ٤.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٥ - ٢٢٦ ب ١٢ من أبواب الصيد ح ٢، و ص ٢٠٨ و ٢١٤ ب١، ٤ من أبواب الصيد ح ٤، ٢.

(٦) وفي نسخة: لخصوص صحيح.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٣ ب ٢٢ من أبواب الصيد ح ٢.

(١٩٤)

Page 201: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(أو السهم الذي ال نصل فيه حل إن كان حادا أو خرقه. ولو أصابهمعترضا لم يحل) ألنه وقيذ، ولنحو صحيح أبي عبيدة عن الصادق (عليه السالم) قال:

إذارميت بالمعراض فخرق فكل، وإن لم يخرق واعترض فال تأكل (١).

ويظهر الكراهة باستعمال المعراض من عدة أخبار كحسن الحلبي إنه سألالصادق (عليه السالم) عما صرع المعراض من الصيد؟ فقال: إن لم يكن له نبل غير

المعراض وذكر اسم الله عليه فليأكل ما قتل، وإن كان له نبل غيره فال (٢) ويؤيده مافي بعض الكتب عنه (عليه السالم): إنه كره ما قتل بالمعراض إال أن ال يكون له سهم

غيره (٣)وأطلق في النهاية (٤) حرمة المقتول بالمعراض.

(ولو سمى غير المرسل لم يحل) كما مر في الكلب.(ولو رمى خنزيرا) أو نحوه من حجر أو حيوان ال يحل بالصيد (فأصاب

صيدا أو رمى صيدا ظنه خنزيرا لم يحل وإن سمى) إذ ال عبرة بالتسمية إالمع قصد الصيد، وللعامة (٥) فيه خالف، وحكي الخالف عن أصحابنا أيضا.

(ولو رمى صيودا فأصاب أحدها أو رمى صيدا فأصاب غيره حل) لماعرفت من عدم اشتراط القصد إلى العين، ولخبر عباد بن صهيب: سأل أبا عبد الله

(عليه السالم)عن رجل سمى ورمى صيدا فأخطأه وأصاب آخر؟ فقال: يأكل منه (٦).

(ولو رمى صيدا فوقع في الماء أو من جبل قبل صيرورة حياته)بالرمي (غير مستقرة لم يحل) كما قال الصادق (عليه السالم) لسماعة: وإن وقع في ماء

أو تدهده من الجبل فال تأكله (٧) إال أن يعلم أنه لم يمت بذلك كأن يكون رأسه--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٣ ب ٢٢ من أبواب الصيد ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٤ ب ٢٢ من أبواب الصيد ح ٤.(٣) بحار األنوار: ج ٦٥ ص ٢٧٧ ح ٢٥.

(٤) النهاية: ج ٣ ص ٨٥.(٥) المجموع: ج ٩ ص ١٢٢.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٩ ب ٢٧ من أبواب الصيد ح ١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٢ ب ٢٠ من أبواب الصيد ح ١.

(١٩٥)

Page 202: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

خارجا من الماء (وإن كان) ذلك (بعدها) أي صيرورته كذلك (حل).(ولو قطع من السمك بعد إخراجه من الماء حل) المقطوع (ألنه

مقطوع بعد التذكية) إذ ال تذكية له إال أخذه وإخراجه من الماء (سواء ماتتالسمكة) بعد القطع (أو وقعت في الماء مستقرة الحياة. ولو قطعها في الماء

وأخرجها) بعده (لم يحل وإن خرجت السمكة) مستقرة الحياة (وماتتخارجا) لتقدم القطع على التذكية.(المقصد الثاني في أحكام الصيد)

(لو أرسل مسلم وكافر آلتين فقتلتا صيدا لم يحل. إتفقت اآللة أواختلفت وسواء اتفقت اإلصابة زمانا أو اختلفت، إال أن تسبق إصابة

المسلم ويصيره في حكم المذبوح فيحل) كما كان يحل لو وقع بعده في ماءأو من جبل. (ولو انعكس أو اشتبه لم يحل) ولو أرسال كلبيهما فأدركه كلب

الكافر فرده إلى كلب المسلم فقتله حل خالفا ألبي حنيفة (١).(ولو أرسل المسلم كلبه واسترسل آخر له معه فقتال لم يحل) وكذا

لو اشتبه األمر.(ولو أرسل سهما للصيد فأمالته الريح إليه حل وإن كان لوال الريح لم

يصب) للعموم، واجتماع شروط التذكية (وكذا لو أصاب األرض ثم وثبوقتل) لذلك، وللشافعي فيه وجهان (٢).

(ولو وقع السيف من يده فانجرح الصيد أو نصب منجال في شبكة أوسكينا في بئر لم يحل) وإن سمى حين سقوط السيف أو وقوعه على الصيد أو

وقوع الصيد في الشبكة أو البئر، إذ ال مباشرة للتذكية في شيء منها. وللشافعية (٣)--------------------

(١) المجموع: ج ٩ ص ١٠٣.

(٢) المجموع: ج ٩ ص ١١٠.(٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٦٩.

(١٩٦)

Page 203: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وجه بالحل في األول، وأحله أبو حنيفة (١) في الثاني.(ولو رمى بسهم فانقطع الوتر فارتمى السهم فأصاب فالوجه الحل)

لحصول الشرائط كما لو أمالته الريح أو وثب من األرض، ويحتمل العدم ألنهارتماء ال رمي، ولذا ال يعد من اإلصابة في السبق والرماية (وقيل) في النهاية (٢)والسرائر (٣) والوسيلة (٤) والجامع للشرائع (٥) (يحرم رميه بما هو أكبر منه)

فإن رماه به فقتله حرم وإن سمى لقول الصادق (عليه السالم)، في مرفوع محمد بنيحيى: ال

يرمى الصيد بشيء هو أكبر منه (٦) وألنه إذا كان أكبر منه قتله بثقله أو اشترك الثقلوالحد في قتله (وقيل) في النافع (٧) والشرائع (٨) (يكره) الرمي به واألكل منه،لضعف الخبر سندا وداللة خصوصا على حرمة األكل، ومنع لزوم القتل بالثقل أو

بمشاركته. نعم إن احتمل ذلك حرم للدخول في الوقيذ، مع أنه في محل المنع لماعرفت من النصوص على حل ما قتله السهم وإن أصاب بعرضه.

(ولو اعتاد المعلم األكل حرمت الفريسة التي ظهرت بها عادته) ومابعدها إلى أن يعود إلى عادته في التعليم، وتظهر العادة في الثانية الشتقاقها من

العود وينبه عليه العادة في الحيض، وقيل في الثالثة (٩) وقيل بالتفويض إلىالعرف (١٠). ومن اكتفى في التعليم بأول مرة كما في التبيان (١١) ينبغي أن يكتفي

فيتحريم الفريسة بأول مرة بعد أول التعليم، ألن األكل ال يكون حينئذ نادرا. نعم إذا

--------------------(١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٢٥.

(٢) النهاية: ج ٣ ص ٨٥.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٩٢.

(٤) الوسيلة: ص ٣٥٧.(٥) الجامع للشرائع: ص ٣٨٢.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٣ ب ٢١ من أبواب الصيد ح ١.(٧) المختصر النافع: ص ٢٤١.

(٨) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠١.(٩) نسبه في حاشية القواعد (ط - الحجرية) إلى الشهيد: ج ٢ ص ١٥٠.

(١٠) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٤ س ٢٨.(١١) التبيان: ج ٣ ص ٤٤١.

(١٩٧)

Page 204: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تكرر اإلمساك افترق األكل ندرة وعدمها، ولكن الشيخ أطلق الفرق بين النادروغيره ولعله أراد ما ذكرناه. (وال تحرم) الفريسة (التي أكل منها قبله) أي

اعتياده (على إشكال) من تسبب التحريم من االعتياد وال اعتياد وإطالقالنصوص (١) باألكل مما أكل منه، ومن كشف األخير عن الخروج عن التعليم أوال

وألنه إنما يحل فريسته مع ندرة األكل وإذا تكرر لم يكن شيء من مراته بنادرة.(وموضع العضة نجس يجب غسله) كما في السرائر (٢) والشرائع (٣)

وغيرهما، لعموم ما دل على نجاسة الكلب ونجاسة ما القى النجس برطوبته،خالفا للخالف (٤) فلم ينجسه، وللمبسوط (٥) فلم يوجب الغسل، لعموم: " فكلوا

مماأمسكن عليكم " (٦) وضعفه ظاهر.

(واالعتبار في حل الصيد بالمرسل ال المعلم) وفاقا للمشهور (فلوأرسل المسلم حل وإن كان المعلم كافرا، دون العكس) ألن العبرة في

التذكية بتسمية المسلم وتعليم الكلب وأما الكلب فإنما هو آلة، فكما يحل ما صادهالمسلم بسهم الكافر دون العكس فكذا الكلب. وحكى عليه اإلجماع في

الخالف (٧) وهو مقتضى عموم األخبار (٨) الناصة على الحل مع التسمية،ولخصوص صحيح سليمان بن خالد وحسنه: سأل الصادق (عليه السالم) عن كلب

المجوسي يأخذه الرجل المسلم فيسمي حين يرسله أيأكل مما أمسك عليه؟ قال:نعم؛ ألنه مكلب وذكر اسم الله عليه (٩). واعتبر الشيخ في المبسوط (١٠) وكتابي

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٨ ب ٢ من أبواب الصيد.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٨٤.(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٣.

(٤) الخالف: ج ٦ ص ١٢ المسألة ٨.(٥) المبسوط: ج ٦ ص ٢٥٩.

(٦) المائدة: ٤.(٧) الخالف: ج ٦ ص ١٩ المسألة ١٨.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٥ ب ١٢ من أبواب الصيد.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٧ ب ١٥ من أبواب الصيد ح ١.

(١٠) المبسوط: ج ٦ ص ٢٦٢.

(١٩٨)

Page 205: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األخبار (١) بالمعلم، لظاهر اآلية الختصاص الخطاب بالتعليم بالمسلمين، وبعضاألخبار كخبر عبد الرحمن بن سيابة قال للصادق (عليه السالم): إني أستعير كلب

المجوسيفأصيد به؟ قال: ال تأكل من صيده إال أن يكون علمه مسلم فتعلم (٢) وقوله (عليه

السالم) فيخبر السكوني: كلب المجوسي ال تأكل صيده إال أن يأخذه المسلم فيعلمه

ويرسله (٣) ويمكن التنزيل على أنه ال ثقة بخبر الكافر عن تعليمه كلبه، فال يحلصيده إال مع مشاهدة دليل التعليم، فعبر عن ذلك في الخبرين بالتعليم. ويؤيده ما

مر من الخبر الناص على تعليمه في الحال. ويمكن القول بالكراهة ما لم يعلمهالمسلم كما يدل عليه ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السالم) أنه قال: في كلب

المجوسيال يؤكل صيده إال أن يأخذه مسلم فيقلده ويعلمه ويرسله قال: وإن أرسله المسلم

جاز أكل ما أمسك وإن لم يكن علمه (٤).(ولو أرسله على كبار فتفرقت عن صغار فقتلها حلت إن كانت

ممتنعة، وكذا) إذا رمى (السهم) قاصدا به الكبار فأصاب الصغار، لما عرفتمن عدم اشتراط إصابة عين ما قصده من الصيد.

(وال يشترط إصابة السهم موضع التذكية بل كل موضع خرق فيهاللحم وقتل أجزأ، وإنما يحل الصيد بقتل الكلب المعلم أو السهم في غير

موضع التذكية إذا كان ممتنعا) فإن الصيد إنما هو الحيوان الممتنع. قال ابنفارس: إن أصله ركوب الشيء رأسه ومضيه غير ملتفت وال مائل، واشتقاق صادمنه كاشتقاق رأست الرجل، إذا ضربت رأسه، من الرأس. ثم إنه غلب في العرفعلى الممتنع باألصالة لكن الحل بقتل الكلب المعلم أو السهم ثابت فيه (سواء)

--------------------(١) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٠ ذيل الحديث ١١٩، االستبصار: ج ٤ ص ٧٠ ذيل الحديث ٢٥٥.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٧ ب ١٥ من أبواب الصيد ح ٢.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٢٨ ب ١٥ من أبواب الصيد ح ٣.(٤) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧١ ح ٦١٤.

(١٩٩)

Page 206: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كان ممتنعا باألصالة بأن (كان وحشيا - كالظبي وحمار الوحش وبقرالوحش - أو) بالعرض بأن كان (إنسيا كالثور المستعصي والجاموس

الممتنع) لنحو قول الصادق (عليه السالم) في صحيح الحلبي: في ثور تعاصى وابتدرهقوم

بأسيافهم وسموا فأتوا عليا (عليه السالم) فقال: هذه ذكاة وحية ولحمه حالل (١) وفيخبر

أبي بصير، إذا امتنع عليك بعير وأنت تريد أن تنحره فانطلق منك، فإن خشيت أنيسبقك فضربته بسيف، أو طعنته برمح بعد أن تسمي فكل، إال أن تدركه ولم يمت

بعد فذكه (٢) وفي خبر الفضيل بن عبد الملك وعبد الرحمن بن أبي عبد الله أن قوماأتوا النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إن بقرة لنا غلبتنا واستصعبت علينا فضربناها

بالسيففأمرهم بأكلها (٣) ولإلجماع كما في الخالف (٤) والغنية (٥) لكن لم نظفر به وال

باألخبار إال على الحل إذا قتل بالسالح دون ما يعقره الكلب، كما يظهر من كالمالمصنف هنا. وأصرح منه كالمه في التحرير (٦) واإلرشاد (٧) والتلخيص (٨) وليس

في أخبارنا إال اإلصابة بالسيف والرمح وال فيها ذكر لغير اإلبل والبقر. نعم روىالعامة عن رافع بن خديج قال: أصبنا نهب إبل وغنم فند منها بعير فرماه رجل

بسهم فحبسه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لهذه اإلبل أوابد كأوابدالوحش فإذا غلبكم

منها شيء فافعلوا به هكذا (٩) وعن جابر عنه (صلى الله عليه وآله) كل إنسيةتوحشت فذكاتها ذكاة

الوحشية (١٠). ويمكن اإلستدالل للعموم آلة ومذكى بأخبار الصيد لما عرفت من أنهفي األصل الممتنع، باألصالة كان أو بالعرض، والنقل غير معلوم.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٠ ب ١٠ من أبواب الذبائح ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦١ ب ١٠ من أبواب الذبائح ح ٥.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦١ ب ١٠ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٤) الخالف: ج ٦ ص ٢٠ المسألة ٢١.(٥) الغنية: ص ٣٩٦.

(٦) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٩ س ٩.(٧) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ١٠٨.

(٨) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٦ ص ١٢٣.(٩) صحيح البخاري: ج ٧ ص ١٢٠ - ١٢١.

(١٠) الكامل في الضعفاء: ج ٢ ص ٨٥٢.

Page 207: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٠٠)

Page 208: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وكذا ما يصول من البهائم أو يتردى في بئر وشبهها إذا تعذر ذبحه أونحره فإنه يكفي عقره في موضع التذكية وغيره) باإلجماع كما في الخالف (١)

والغنية (٢) في المتردي والنصوص كقول الصادق (عليه السالم) في حسن العيص:إن ثورا ثار بالكوفة، فبادر الناس إليه بأسيافهم، فضربوه، فأتوا أمير المؤمنين (عليه

السالم)فأخبروه فقال: ذكاة وحية ولحمه حالل (٣). وخبر إسماعيل الجعفي قال له (عليه

السالم):بعير تردى في بئر كيف ينحر؟ قال: تدخل الحربة فتطعنه وتسمي وتأكل (٤).

(ولو رمى فرخا لم ينهض فقتله لم يحل) لخروجه عن الصيد، لعدمامتناعه، واألصل، وقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر إسحاق بن عمار: ال بأس

بصيد الطير إذا ملك جناحيه (٥) وإن احتمل أن يكون المراد النهي عن صيده فيوكره كما في أخبار اخر (٦) وقول النبي (صلى الله عليه وآله) في خبر محمد بن عبد

الرحمن: التأتوا الفراخ في عشه حتى يريش، فإذا طار فأوتر له قوسك وانصب له فخك (٧).

(ولو رمى طائرا وفرخا حل الطائر خاصة) مع اجتماع الشروط(دون الفرخ).

(ولو رمى خنزيرا وصيدا فأصابهما حل الصيد خاصة، وكذا لوأرسل كلبه عليهما دفعة).

(ولو تقاطعت الكالب الصيد قبل إدراكه) وقبل زوال الحياة المستقرة(حل) لعموم النصوص بحل ما قتله الكلب المعلم وهو بخالف تقاطع المذكين

قبل زوال الحياة فإنه محرم.--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ٢١ المسألة ٢١.(٢) الغنية: ص ٣٩٦.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٠ ب ١٠ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦١ ب ١٠ من أبواب الذبائح ح ٤.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٦ ب ٣٧ من أبواب الصيد ح ٤.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤١ ب ٣١ من أبواب الصيد.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٩ ب ٢٨ من أبواب الصيد ح ١.

(٢٠١)

Page 209: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو قطعت اآللة) من سهم ونحوه (منه شيئا كان المقطوع ميتة) إنلم يوجب القطع زوال الحياة المستقرة عن الكل فإنه حينئذ مما أبين من حي

(فإن كانت حياة الباقي مستقرة حل بالتذكية. ولو قطعه) باآللة(بنصفين) أي قسمين (حال معا، سواء تحركا أو لم يتحركا، أو تحرك

أحدهما خاصة) وسواء تساويا أو تفاوتا صغرا وكبرا وسواء فيهما ما اشتملمنهما على الرأس وما ال يشتمل. وسواء خرج الدم أم ال، لعموم النصوص (إال أن

يكون أحدهما حياته مستقرة فيجب تذكيته ويحل بعدها واآلخر حرام)ألنه أبين من حي.

وفي النهاية: فإن قده بنصفين ولم يتحرك واحد منهما جاز له أكلهما إذا خرجمنهما الدم، وإن تحرك أحد النصفين ولم يتحرك اآلخر أكل الذي تحرك ورمى ما

لم يتحرك (١). ولعله أراد بالحركة حركة الحي ال المذبوح، ويكون مراده أنه إن صيرهبالقد مذبوحا حل إن كانت حياته مستقرة، ويعلم ذلك غالبا بخروج الدم كما يخرج

من الحي إذا ذبح، وإال بأن بقي أحد الجزءين مستقرة الحياة يتحرك حركة األحياءلم يحل ما ال يتحرك، ألنه أبين من حي وحل الباقي إذا ذكي، فيوافق ما ذكره

المصنف.وفي الخالف: إذا قطع الصيد نصفين حل أكل الكل بال خالف فإن كان الذيمع الرأس أكبر حل الذي مع الرأس دون الباقي وبه قال أبو حنيفة وقال الشافعي

يحل أكل الجميع، دليلنا طريقة االحتياط، فإن أكل ما مع الرأس مجمع على إباحتهوما قالوه ليس عليه دليل، وأيضا روي عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:

ما أبين منحي فهو ميت، وهذا األقل أبين من حي فيجب كونه ميتا وهذا نص رواية أصحابناوال يختلفون فيه (٢). انتهى. ولعله إنما فرق بين التساوي وعدمه ألنه مع التساويال يبقى للذي مع الرأس حياة مستقرة، وكذا إذا كان ما مع الرأس أصغر بخالف ما

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٨٨.

(٢) الخالف: ج ٦ ص ١٨ المسألة ١٧، وفيه (أكثر) بدل أكبر.

(٢٠٢)

Page 210: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لو كان أكبر، فيتوافق أيضا ما ذكره المصنف، وقس عليها سائر عباراتاألصحاب. فليس في المسألة خالف في أن العبرة باستقرار الحياة وعدمه ولكن

اختلفوا في التعبير عن ذلك، فمنهم من عبره بهما، ومنهم من عبر بعالمتهماواختلفوا في العالمات. وفي خبر إسحاق بن عمار عن الصادق (عليه السالم): في رجل

ضرب غزاال بسيفه حتى أبانه أيأكله؟ قال: نعم، يأكل مما يلي الرأس ويدعالذنب (١). وفي مرسل النوفلي عنه (عليه السالم): إذا قتله جدلين فارم بأصغرهما وكل

األكبر، وإن اعتدال فكلهما (٢). وفي مرسل النضر بن سويد، في الظبي وحمارالوحش يعترضان بالسيف، فيقدان فقال: ال بأس بأكلهما ما لم يتحرك أحد

النصفين، فإن تحرك أحدهما فال تأكل اآلخر ألنه ميت (٣).(وكل آالت الصيد يجب فيها) أي معها أو في وقت إصابة الصيد بها

(تذكية الصيد إن) أدرك و (كانت حياته مستقرة، وكذا الكلب والسهم)بمعناه العام من اآلالت. أما غيرهما فظاهر ألنك عرفت أنه ال يحل به الصيد وإنما

يحل بالتذكية المعهودة، فإن لم يذك حرم أدرك وفيه حياة مستقرة أو ال. وأما هما فالخالف في الحل بهما إن صيراه في حكم المذبوح، وأما إن أدرك معهما وفيه حياة

مستقرة فيجب التذكية المعهودة، ألنه إذا ثبت باإلصابة وأدرك وهو حي أدركوقد خرج عن كونه صيدا لزوال امتناعه، فال يشمله ما دل على ذكاة الصيد باآللة،

مع األصل، واالحتياط، وخصوص نحو قول الصادقين (عليهما السالم) في حسن محمدبن

مسلم وغيره، في الكلب يرسله الرجل ويسمي، قاال إن أخذه فأدركت ذكاتهفذكه، وإن أدركته وقد قتله وأكل منه فكل ما بقي، وال ترون ما يرون في الكلب (٤)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٣ ب ٣٥ من أبواب الصيد ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٤ ب ٣٥ من أبواب الصيد ح ٤.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٤ ب ٣٥ من أبواب الصيد ح ٣.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٠٩ ب ٢ من أبواب الصيد ح ٢.

(٢٠٣)

Page 211: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(فلو أرسلهما) أي الكلب والسهم (فجرحه وجب اإلسراع إليه) إسراعاعاديا يخرج به عن التواني لئال يموت قبل التذكية مع إدراكه حيا كما يجب

المسارعة إلى ما شارف الموت ليدرك ذكاته فإن المراد بإدراكه القدرة عليه كمايفهم في العرف، ولخروجه باإلثبات عن اسم الصيد، ومساواته للذبائح األهلية

(فإن أدركه) مع اإلسراع إليه (مستقر الحياة لم يحل إال بالتذكية إن اتسعالزمان لها) كان معه ما يذكيه به أو ال (وإال حل إذا لم يتسع) الزمان لها وهوتكرير لقوله " إال " ليصل به قوله (وإن كانت حياته مستقرة) بأن يعيش مثله

اليوم أو األيام كما سيأتي. ويمكن مع ذلك أن ال يتسع الزمان للتذكية بأن كانالصيد يعدو بعد الجرح فال يدرك إال بعد يوم مثال أو كان الطريق إليه صعبا ال يمكنالوصول إليه إال كذلك، أو اجتمع فيه األمران فال بعد في اجتماع األمرين، على أنهيمكن أن يراد هنا باستقرارها ما يسمى به في العرف حيا وإن مات بعد لحظة، أو

يقال: إنما العبرة في استقرار الحياة بإمكان أن يعيش يوما وهو ال يستلزم العيشفقد يموت بعد لحظة، أو المراد هنا ظن استقرار الحياة. وال يفيد حمل االتساععلى االتساع للتذكية ومقدماتها القريبة كأخذ السكين من مكان قريب وسله أوانتظار معاون ال ينافي المبادرة. وبالجملة إذا لم يتسع الزمان للتذكية فمات حل

(ما لم يتوان في ذكاته أو يتركه) أي الصيد (عمدا وهو قادر على ذكاته)من حيث اتساع الزمان لها وإن لم يقدر عليها لفقدان اآللة ونحوه.

(ولو) جرحه بالكلب أو السهم حتى (كانت حياته غير مستقرة) ولوكان عدم استقرارها بعد إدراكه (حل من غير تذكية فيهما) أي الكلب والسهم

(خاصة دون باقي اآلالت).(وروي) عن الصادق (عليه السالم) (أن أدنى ما يدرك به ذكاته أن تجده

يركض رجله أو تطرف عينه أو يتحرك ذنبه) رواه ليث المرادي إذ سأله عنالصقور والبزاة وعن صيدهن، فقال: كل ما لم يقتلن إذا أدركت ذكاته، وآخر

(٢٠٤)

Page 212: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الذكاة إذا كانت العين تطرف والرجل تركض والذنب يتحرك، كذا في التهذيب (١)وقد فسره الشيخ والجماعة بما ذكره المصنف من معناه، أو لكثرة األخبار الناصة

به في مطلق الذبيحة والتذكية كقوله (عليه السالم) في خبر عبد الله بن سليمان: إذاطرفت

العين أو ركضت الرجل أو تحرك الذنب فأدركته فذكه (٢) وقول الباقر (عليه السالم)في

صحيح زرارة: كل كل شيء من الحيوان غير الخنزير والنطيحة والمتردية وما أكلالسبع، وهو قول الله عزوجل: " إال ما ذكيتم " فإن أدركت شيئا منها وعين تطرف أو

قائمة تركض أو ذنب يمصع فقد أدركت ذكاته فكل (٣) وفي أكثر النسخ في خبرليث

مكان قوله " وآخر الذكاة " " وخير الذكاة " وحينئذ فالظاهر كون الواو بمعناها.(وقيل) في المقنع (٤) والنهاية (٥) (إن لم يكن معه ما يذبحه به ترك

الكلب يقتله ثم يأكله إن شاء) وهو خيرة أبي علي (٦) والمختلف (٧) (وفيهنظر) مما مر، ومن منع الخروج باإلمساك أو بالجرح عن اسم الصيد، ولذا يقال

مع فالن صيد حي وصيد ميت، وقال:كالب عوت ال قال قدس الله روحها * فجاءت بصيد ال يحل لألكل

وهو في المجروح مبني على عدم اشتراط بقاء المبدأ في صدق المشتق،ولعموم النصوص باألكل مما أمسكن، وخصوص نحو صحيح جميل سأل

الصادق (عليه السالم) عن الرجل يرسل الكلب على الصيد فيأخذه وال يكون معهسكين

فيذكيه بها أفيدعه حتى يقتله ويأكل منه؟ قال: ال بأس، قال الله تعالى: " فكلوا مماأمسكن عليكم " (٨).

--------------------(١) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٣ ح ١٣١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٣ ب ١١ من أبواب الصيد والذبائح ح ٧.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٢ ب ١١ من أبواب الصيد والذبائح ح ١.(٤) المقنع: ص ١٣٨.

(٥) النهاية: ج ٣ ص ٨٧.(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٦٥.

(٧) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٦٦.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢١٩ ب ٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ١.

(٢٠٥)

Page 213: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وإذا كانت اآللة مغصوبة ملك الغاصب الصيد) فإنه المكتسب له بفعله(وعليه اجرة) مثل (اآللة) لمثل عمله (وكان اصطياده) بها (حراما) و

(ال) يلزم منه أن يكون (صيده) أي مصيده حراما عليه أو على غيره بملكه أوأكله أو غير ذلك من التصرفات.

(ولو قتلته اآللة كان حالال) ألن غاية األمر أن يكون قتله أو اكتسابهحراما، وهو ال يستلزم حرمة المكتسب إال أن يقتضي النهي الفساد مطلقا.

(المقصد الثالث في أسباب الملك) للصيود(وهي أربعة) ترجع إلى واحد وهو االصطياد (إبطال منعته) بكسر

جناحه أو نتفه مثال ال باإلعياء، (وإثبات اليد) عليه بنفسه أو بمملوكه أو وكيله،(وإثخانه) بالجرح وإن لم يبطل منعته بعد، (والوقوع فيما نصب آلة

للصيد).(و) قد يحصل من ذلك أن (كل من رمى صيدا ال يد ألحد عليه وال

أثر ملك فإنه يملكه إذا صيره غير ممتنع وإن لم يقبضه فإن أخذه غيره دفعإلى األول) وجوبا ولم يملكه.

(وما يثبت في آلة الصيد - كالحبالة والشبكة - يملكه ناصبها وكذاجميع ما يصطاد به عادة. ولو انفلت قبل قبضه بعد إثباته) باآللة (لم

يخرج عن ملكه، وكذا لو أطلقه من يده) ولو (ناويا لقطع ملكه عنه)وفاقا للشرائع (١) لألصل، وخروج نية اإلخراج عن األسباب المذكورة للخروج

في النصوص والفتاوى، نعم يفيد اإلباحة لغيره. (وقيل: هنا) أي إذا نوى القطع(يخرج) عن ملكه لزوال علته وهي ثبوت اليد عليه بنية التملك، وفيه: أن علته

--------------------(١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢١١.

(٢٠٦)

Page 214: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حدوث اليد عليه ال استمرارها. وألن التملك باختياره وقدرته والقدرة إنما تتحققإذا تعلقت بالطرفين كما يقدر عليه يقدر على إزالته، وفيه: أنه قادر عليها لكنالكالم في طريق اإلزالة وال يلزم اتحاد الطريق في الطرفين مع أن القدرة على

إحداث التملك ال يقتضيها على إبقائه ويكفي في القدرة على اإلحداث كونه إنشاء تملك وإن لم يشأ لم يتملك. وألنه لواله لحرم على غيره اصطياده فيشكل إذا

اختلط بغيره، وفيه: بعد التسليم أنه إذا اختلط بغير المحصور جاز االصطياد كماجاز النكاح إذا اختلط األخت مثال بغيرها وال إشكال في االحتراز عن المحصور.

وألنه (كما لو رمى الحقير مهمال له، فإنه يكون مباحا لغيره) بال خالفيظهر ولذا كان السلف الصالحون يجيزون التقاط السنابل وهو يعطي زوال الملك

عنه وال فرق بينه وبين المتنازع بل هو أولى بزوال الملك، ألنه إنما يملكه بالحيازةوالنية باختياره، وفيه: أن اإلباحة ال تستلزم انتقال الملك. أو ألنه لما أفاد

اإلعراض عن الحقير إباحته لغيره مع تملكه قهرا أفاد هنا االنتقال عن ملكه،وورود المنع عليه ظاهر. وللعامة (١) قول بالخروج عن ملكه إن نوى القربة.

(وال يملك الصيد بتوحله في أرضه، وال بتعشيشه في داره، وال)السمكة (بوثوب السمكة إلى سفينته) إذ ليس شيئا منها من االصطياد في

شيء النتفاء القصد وكون اآللة آلة له في العادة. وللعامة (٢) وجه بالتملك. (نعمهو أولى) به كالمحجر للموات، لكونه في ملكه، وثبوت يد له عليه في الجملة.

(فإن تخطى أجنبي داره أو دخل سفينته وأخذ الصيد أساء، و) لكن(ملكه). وفيه وجه بالعدم.

(ولو اتخذ موحلة للصيد فوقع فيها بحيث ال يمكنه التخلص لميملكه، ألنها ليست آلة) للصيد (في العادة على إشكال) من ذلك، ومن أنه

اصطاد قاصدا له بما يصلح آلة له وإن لم تكن معتادة.--------------------

(١) المجموع: ج ٩ ص ١٤١.

(٢) المجموع: ج ٩ ص ١٣٠.

(٢٠٧)

Page 215: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو أغلق عليه بابا وال مخرج له أو ألجأه إلى مضيق وأمكنه قبضهففي تملكه بذلك نظر): من استيالئه عليه، وأنه إثبات يد عليه، وأنه أزال

امتناعه. ومن أنه ليس من االصطياد وإنما هو مقدمة له، ولو سلم فليس باآللةالمعتادة، ومنع ثبوت اليد عليه ما لم يقبضه أو يبطل آلة امتناعه. نعم يصير أولى به

كما حكي عن المصنف. (أما لو قبضه بيده) ومنها يد مملوكه أو وكيله (أوبآلته فإنه يملكه قطعا) ويبقى على ملكه (وإن هرب من يده أو آلته بعد).

(ولو قصد ببناء الدار تعشيش الطائر أو بالسفينة وثوب السمكفإشكال): من ثبوت اليد لثبوتها على ما وقع فيه من الدار والسفينة وقصد التملك

وصالحيتهما لآللية وإن لم تعتد فيهما فيمكن صدق االصطياد، ومن أنهما ليسا منآلة االصطياد في شيء.

(ولو اضطر السمكة إلى بركة واسعة لم تملك) ألنها ليست مناآللة، ولم يبطل امتناعها، لعسر الوصول إليها كما يعسر في األنهار والبحار (و)

لكن يصير (هو أولى) بها لحصول نوع انحصار لها بفعله كالمحجر. (ولوكانت) البركة (ضيقة ملك على إشكال) من أنه قصد التملك وأبطل امتناعه

بما يصلح آلة له، ومن عدم اعتياد مثلها آلة، ويملك الحمام بالتعشيش في البرجالمعد له لالعتياد.

(ولو اختلط حمام برج بحمام) برج (آخر) وكانا لمالكين (وعسرالتميز لم) يجز أن (ينفرد أحدهما ببيعه) كال أو بعضا (من ثالث) ولو

واحدا الحتماله لكل منهما (ولو باعه) أحدهما (من اآلخر) مع علمه بالحال(صح) النحصار الحق فيهما. (ولو اتفقا على بيع الجميع من ثالث وعلما

مقدار قيمة الملكين أو اتفقا على تقدير حتى يمكن التوزيع جاز، وإال فال).(ولو امتزج حمام مملوك محصور) بمحصور لم يجز لغيره الصيد قطعا

لالختالط الموجب لالحتراز عن الكل. ولو امتزج (بحمام بلدة) فصاعدا

(٢٠٨)

Page 216: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وبالجملة بغير المحصور (لم يحرم الصيد) لعسر االحتراز كما يجوز نكاحواحدة من غير المحصورات إذا اختلط بهن األخت مثال. ويحتمل الحرمة، لعموم

ما دل على االحتراز عن المختلط. (ولو كان) المملوك أيضا (غير محصورفإشكال) من ذلك، لكن لما غلب الحالل في السابق قوي الحل ولذا لم يستشكل

فيه، ومنه يظهر قوته إذا غلب الحالل وإن لم يحصرا.(ولو انتقلت الطيور من برج إلى آخر لم يملكها الثاني) كما ال يملك

المملوك باالصطياد خالفا لبعض العامة (١).(ولو كان الطير مقصوصا لم يملكه الصائد) ترجيحا للظاهر على

األصل، وتغليبا للتحريم، ولنحو خبر إسماعيل بن جابر قال للصادق (عليه السالم):جعلت

فداك، الطير يقع على الدار، فيؤخذ أحالل هو أم حرام لمن أخذه؟ فقال: ياإسماعيل عاف أم غير عاف؟ قال: قلت: جعلت فداك و ما العافي؟ قال: المستوي

جناحاه المالك جناحيه يذهب حيث يشاء قال هو لمن أخذه حالل (٢). (وكذا معكل أثر يدل على الملك. ولو كان مالكا جناحيه) أو ساقط (وال أثر

عليه) لملك (فهو لصائده، إال أن يكون له مالك معروف فال يحل تملكه)بغير إذنه كما نص على الحكمين صحيح البزنطي، سأل الرضا (عليه السالم) عن رجل

يصيدالطير، يساوي دراهم كثيرة، وهو مستوي الجناحين، فيعرف صاحبه أو يجيئه

فيطلبه من ال يتهم، فقال: ال يحل له إمساكه، يرده عليه، فقال له: فإن هو صاد ما هومالك لجناحيه ال يعرف له طالبا، قال: هو له (٣).

(ولو اشترك اثنان في االصطياد فإن أثبتاه) أي أزاال امتناعه (دفعةفهو لهما، وإن أثبته األول اختص به، وكذا) إن أثبته (الثاني) خاصة اختص به.

--------------------(١) المجموع: ج ٩ ص ١٤٣.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٥ ب ٣٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٢، وفيه: " إسماعيل بنجابر ".

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٤ ب ٣٦ من أبواب الصيد والذبائح ح ١.

(٢٠٩)

Page 217: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو أصاباه دفعة وكان أحدهما) خاصة (مزمنا أو مذففا) أيمجهزا (دون اآلخر فهو له، وال ضمان على اآلخر) بما أحدث فيه من نقص

أو جرح ألنه إنما دخل في الملك بعد اإلصابتين (وإن احتمل أن يكوناألزمان) أو التذفيف (بهما أو بأحدهما فهو لهما) نصفين، لتساويهما في

احتمال تملك الجميع أو النصف كتعارض البينتين، وإن استحل كل منهما اآلخركان أولى. (ولو علمنا أن أحدهما مذفف وشككنا في الثاني فللمعلوم

النصف) بال إشكال، إذ ال إشكال في ملكه (والنصف اآلخر موقوف علىالتصالح) أو تبين الحال، لإلشكال. وقد يقال: قد يكون بينهما نصفين فيكون

لألول ثالثة أرباعه وللثاني ربعه، كمتداعيين في نصف عين بيد ثالث مع االتفاقعلى تفرد أحدهما بالنصف اآلخر وتعارض البينتين.

(ولو أثبته أحدهما وجرحه اآلخر) واتفقا في اإلصابة (فهو للمثبتوال شيء على الجارح) لما مر. (ولو جهل المثبت منهما اشتركا)

فيه للتساوي، (ويحتمل القرعة) ألن المثبت إنما هو أحدهما وقد أشكل وهيلكل مشكل.

(ولو كان يمتنع بأمرين كالدراج يمتنع بجناحه وعدوه فكسر األولجناحه ثم الثاني رجله، قيل) في المبسوط (١): (هو لهما) لحصول اإلثباتبفعلهما معا من غير مرجح (وقيل) في الشرائع (٢): (للثاني لتحقق اإلثبات

بفعله) لبقاء االمتناع قبله غاية األول إعانة الثاني وهي ال تقتضي الشركة.(ولو رمى األول الصيد فأثبته وصيره في حكم المذبوح ثم قتله

الثاني فهو لألول، وال شيء على الثاني إال أن يفسد لحمه أو جلده) فإنقتل ما في حكم المذبوح ال يوجب ضمانا. (ولو لم يصيره في حكم المذبوح

--------------------(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٧١.

(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢١٣.

(٢١٠)

Page 218: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وال أثبته ثم قتله الثاني فهو له، وال شيء على األول) بجرحه (وإن أفسدمنه شيئا) ألنه قبل تملك الثاني له (ولو أثبته األول ولم يصيره في حكمالمذبوح فقتله الثاني فقد أتلفه) على األول. (فإن كان قد أصاب محلالذبح فذكاه فهو حالل ويملكه األول) باإلثبات (وعلى الثاني األرش)

ما بينه حيا ومجروحا بالجراحة المخصوصة ومذكى. (وإن أصابه في غيرالمذبح) أو لم يتحقق غيره من شروط التذكية (فهو ميتة يضمن) لألول

(قيمته إن لم يكن لميتته قيمة، وإال فله األرش) ما بينه حيا مجروحا بتلكالجراحة وميتة.

(ولو جرحه الثاني ولم يقتله فإن أدرك ذكاته حل) وكان (لألولوإال فهو ميتة) ألنه جرح من غير تذكية بعد اإلثبات والخروج عن اسم الصيد.

(ولو ذفف أحدهما) أي جرحه جراحة مذففة (وأزمن اآلخر) أي فعلبه ما من شأنه األزمان. (ولم يعلم السابق فهو حرام) لتوقف الحل على العلمبالتذكية وال علم هنا (الحتمال كون التذفيف) أي الجرح الذي هو من شأنه

(قاتال) أي واقعا (بعد األزمان) مع أنه بعده كالذبيحة األهلية.(ولو ترتب الجرحان وحصل األزمان بالمجموع فهو بينهما، وقيل (١)

للثاني) كما في المسألة المتقدمة (فعلى األخير لو عاد األول فجرحهفاالولى هدر، والثانية مضمونة) والوجه ظاهر فيهما (فإن مات بالجراحات

الثالث وجب) لألول على الثاني (قيمة الصيد وبه جراحة الهدر وجراحةالمالك) ألن المضمون هي الجراحة األخيرة وقد جرحه بها معيبا باألولين(ويحتمل ثلث القيمة) ألنه مات بثالث جراحات وإنما يضمن منها واحدة

--------------------(١) نسب ذلك إلى الشيخ في المبسوط فخر المحققين في إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ١٢٦، ولم

نجده في المبسوط.

(٢١١)

Page 219: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(و) يحتمل (ربعها) بناء على توزيع األرش على رؤوس الجناة فإن الجانيهنا اثنان، أحدهما المالك فسقط النصف، والنصف الباقي قد اشترك فيه جنايتان

إنما يضمن إحداهما.(ولو رمياه فعقراه ثم وجد ميتا فإن صادفا مذبحه فذبحاه) بما رمياه

(فهو حالل، وكذا إن أدركاه أو أحدهما فذكاه. ولو لم يكن كذلك فهوحرام) للشك في التذكية (الحتمال أن يكون األول أثبته ولم يصيره في

حكم المذبوح ثم قتله اآلخر غير ممتنع).(ولو أصابه فأمكنه التحامل) أي تكلف الهرب (طيرانا أو عدوا

بحيث ال يقدر عليه إال باالتباع مع اإلسراع لم يملكه األول) ألنه لم يبطلامتناعه (وكان لمن أمسكه).

(ولو رد كلب الكافر الصيد على كلب المسلم فافترسه حل)الجتماع الشرائط خالفا ألبي حنيفة (١). (ولو أثخنه كلب المسلم فأدركهكلب الكافر فقتله و) كانت (حياته مستقرة حرم، وضمنه الكافر) إما تمام

قيمته أو األرش.(المقصد الرابع في الذباحة)

تكررت هذه اللفظة في كتب الفقه ولم أرها في كتب اللغة (وفيه فصالن):(األول في األركان)

(وفيه أربعة مطالب):(األول: الذابح ويشترط فيه اإلسالم أو حكمه والتسمية) إال ناسيا كما

سيظهر (فلو ذبح الكافر) أصليا أو مرتدا (لم يحل وإن كان ذميا، وكان)--------------------

(١) المجموع: ج ٩ ص ١٠٣.

(٢١٢)

Page 220: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المذبوح (ميتة) وفاقا للمشهور. أما إذا لم يذكر اسم الله فظاهر وعليه اإلجماع.وأما إذا ذكره فألصل حرمة الميتة ما لم يعلم التذكية ويعارضه أصل عدم اشتراط

غير ذكر االسم، ولالحتياط، وألن غير المسلم ال يعتقد وجوبه وإن اعتقده لم يعتدبه ألنه نشأ من غير الشرع المعتبر وال يفيد ذكره الخالي عن االعتقاد الصحيح

بوجوبه إذ لو كفى اللفظ لكفى من المرتد وخصوصا المرتد الذي بقي على إقرارهبوجوبه وارتد عن غيره من المسائل وال يكفي اتفاقا، وألن ما يذكر اسمه غير

المسلم من فرق الكفار غير الله إذ ال أقل من أنه ال يعتقد إرساله محمدا (صلى الله عليهوآله) وهو

ضعيف، ولألخبار وهي كثيرة جدا، كقول الصادق (عليه السالم) لزيد الشحام وسألهعن

ذبيحة الذمي، فقال: ال تأكله إن سمى وإن لم يسم (١). وللحلبي في الصحيح ال يذبحلك يهودي وال نصراني أضحيتك (٢).

وأحل الصدوق (٣) ذبائح الفرق الثالثة ألهل الكتاب إذا سمع تسميتهم،إلطالق اآلية باألكل مما ذكر اسم الله عليه، وإطالق قوله تعالى: " وطعام الذيناوتوا الكتاب حل لكم " (٤). واألخبار هي أكثر وأصح من األخبار األولة كقول

الباقر (عليه السالم) في صحيح محمد بن مسلم: كل ذبيحة المشرك إذا ذكر اسم اللهعليها

وأنت تسمع (٥). وخبر الورد بن زيد قال له (عليه السالم): ما تقول في مجوسي قالبسم الله

ثم ذبح؟ فقال: كل (٦). وقولهما (عليهما السالم) في صحيح حريز وزرارة في ذبائحأهل

الكتاب: فإذا شهدتموهم وقد سموا اسم الله فكلوا ذبائحهم، وإن لم تشهدوهم فالتأكلوا، وإن أتاك رجل مسلم فأخبرك أنهم سموا فكل (٧). وقول أمير المؤمنين (عليه

السالم)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٣ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٥.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٦ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ١٩.

(٣) المقنع: ص ١٤٠.(٤) المائدة: ٥.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٩ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٣٢.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٩ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٣٧.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٠ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٣٨.

Page 221: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢١٣)

Page 222: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في صحيح محمد بن قيس: ال تأكلوا ذبيحة نصارى العرب، فإنهم ليسوا أهلالكتاب (١). ونحو قول الصادق (عليه السالم) في صحيح قتيبة: ال تدخل ثمنها مالك

والتأكلها، فإنما هو االسم وال يؤمن عليها إال المسلم (٢) وعن معاوية بن وهب، أنه

سأل الصادق (عليه السالم) عن ذبائح أهل الكتاب، فقال: ال بأس إذا ذكروا اسم اللهعز

وجل ولكني أعني منهم من يكون على أمر موسى وعيسى - على نبينا وآلهوعليهما السالم - (٣).

وأطلق الحسن حل ذبائح اليهود والنصارى دون المجوس (٤) لنحو صحيحالحلبي، سأل الصادق (عليه السالم) عن ذبيحة أهل الكتاب ونسائهم، فقال: ال بأس به

.(٥)وخبر عبد الملك بن عمرو، قال له: ما تقول في ذبائح النصارى؟ قال: ال بأس بها،

قلت: فإنهم يذكرون عليها المسيح، فقال: إنما أرادوا بالمسيح الله (٦) ونحوقوله (عليه السالم) ألبي بصير: ال تأكل من ذبيحة المجوسي (٧).

(وال يحل لو ذبحه الناصب) وفاقا للشيخين (٨) وجماعة (وهو المعلنبالعداوة ألهل البيت (عليهم السالم) كالخوارج وإن أظهر اإلسالم وال الغالة) لكفر

الفريقين وإن أظهروا الشهادتين، فاإلقرار بالرسالة ينافيه إنكارها ما علم منالدين ضرورة، ولقول الصادق (عليه السالم) في خبر أبي بصير ذبيحة الناصب ال تحل

(٩)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٦ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٢٣.(٢) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٦٤ ح ٥.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٤ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ١١.(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٩٦.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٩ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٣٤.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٩ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٣٥.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٦ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٢٢.(٨) المقنعة: ص ٥٧٩، النهاية: ج ٣ ص ٨٩.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٢ ب ٢٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ٢.

(٢١٤)

Page 223: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وخبره أيضا، سأله عن الرجل يشتري اللحم من السوق، وعنده من يذبح ويبيعمن إخوانه، فيتعمد الشراء من الناصب، فقال: أي شيء تسألني أن أقول؟ ما يأكل

إال مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، قلت: سبحان الله مثل الميتة والدم ولحمالخنزير؟ فقال: نعم، وأعظم عند الله من ذلك، ثم قال: إن هذا في قلبه على

المؤمنين مرض (١). وخبره عن الباقر (عليه السالم): إنه لم يحل ذبائح الحرورية (٢).وهنا

أخبار ناصة على األكل من ذبيحة الناصب إذا سمى، كقول الباقر (عليه السالم) فيحسن

حمران: ال تأكل ذبيحة الناصب إال أن تسمعه يسمي (٣). وقوله في حسنه أيضا فيذبيحة الناصب واليهود والنصارى: ال تأكل ذبيحته حتى تسمعه يذكر اسم الله، قال:

المجوسي؟ فقال: نعم إذا سمعته يذكر اسم الله، أما سمعت قول الله " وال تأكلوا ممالم يذكر اسم الله عليه " (٤). وسأل الحلبي الصادق (عليه السالم) عن ذبيحة المرجئة

والحروري، فقال: كل وقر واستقر حتى يكون ما يكون (٥). وقد حمل الشيخاألخير على حال التقية كما هو الظاهر منه، وجمع بين األدلة بحمل المحرمة على

المعلن بالعداوة والمبيحة على غيره. ويمكن الجمع بالعلم بالتسمية وعدمه.(وال يشترط اإليمان إال في قول) ابني حمزة (٦) والبراج (٧) لقول

الرضا (عليه السالم) لزكريا بن آدم: إني أنهاك عن ذبيحة كل من كان على خالفالذي أنت

عليه وأصحابك، إال في وقت الضرورة (٨). وهو (بعيد) لندرة الخبر وضعفهبأحمد بن حمزة، ومعارضته بالعمومات وخصوص ما نص على اإلباحة مع التسمية

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٢ ب ٢٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ٤.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٢ ب ٢٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٣ ب ٢٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ٧.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٨٨ ب ٢٧ من أبواب الصيد والذبائح ح ٣١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٣ ب ٢٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ٨.

(٦) االستبصار: ج ٤ ص ٨٨ ذيل الحديث ٣٣٧.(٧) الوسيلة: ص ٣٦١.

(٨) المهذب: ج ٢ ص ٤٣٩.

(٢١٥)

Page 224: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وإن كان الذابح ناصبيا أو كتابيا (١) وقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر محمدبن

قيس: ذبيحة من دان بكلمة اإلسالم وصلى وصام لكم حالل إذا ذكر اسم الله عليه.(٢)

(فيحل لو ذبحه المخالف) وإنما أباح ابن إدريس (٣) ذبيحة المؤمنالمستضعف، وحرم الحلبي (٤) ذبيحة جاحد النص.

(وكذا يحل) لألصل والعمومات (ذبيحة المرأة) بال خالف كما فيالمبسوط، ونص عليه أخبار كثيرة: منها، صحيح ابن سنان عن الصادق (عليه السالم):

أن علي بن الحسين (عليهما السالم) كانت له جارية تذبح له إذا أراد (٥). ولكناألولى أن

ال تذبح إال لضرورة، كما هو مدلول األخبار كقول الصادق (عليه السالم) في صحيحمحمد

بن مسلم: إن كن نساء ليس معهن رجل فلتذبح أعقلهن ولتذكر اسم الله عليه (٦).وقول الباقر (عليه السالم) في خبر جابر: وال تذبح إال من اضطرار (٧). (والخنثى

والخصي) كما في صحيح إبراهيم بن أبي البالد، سأل الصادق (عليه السالم) عن ذبيحةالخصي، فقال: ال بأس (٨).

(واألخرس) العتبار إشارته في سائر األذكار، وعن الباقر (عليه السالم) أنه رخصفي ذبيحة األخرس إذا عقل التسمية وأشار بها (٩).

(والجنب) كما قال الصادق (عليه السالم) في مرسل ابن أبي عمير: ال بأس بأن يذبحالرجل وهو جنب (١٠).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٢ ب ٢٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ٥.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٢ ب ٢٨ من أبواب الصيد والذبائح ح ١.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ١٠٦.(٤) الكافي في الفقه: ص ٢٧٧.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٦ ب ٢٣ من أبواب الصيد والذبائح ح ٢.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٦ ب ٢٣ من أبواب الصيد والذبائح ح ٥.(٧) بحار األنوار: ج ١٠٣ ص ٢٥٤ ح ١.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٨ ب ٢٤ من أبواب الصيد والذبائح ح ١.(٩) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٤.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٩ ب ١٧ من أبواب الذبائح ح ١.

(٢١٦)

Page 225: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(والحائض) فعن أمير المؤمنين (عليه السالم): أنه سئل عن الذبح على غير طهارة،فرخص به (١).

(والفاسق) وإن لم يعلم تسميته، ألصل الصحة في فعل المسلم.(والصغير إذا أحسن) الذبح وشروطه (وكان ولد مسلم) كما في

صحيح (٢) سليمان بن خالد وحسنه (٣) سأل الصادق (عليه السالم) عن ذبيحة الغالموالمرأة

هل تؤكل؟ فقال: إذا كانت المرأة مسلمة وذكرت اسم الله عليها حلت ذبيحتها،وكذلك الغالم إذا قوي على الذبيحة وذكر اسم الله عليها " حلت ذبيحته " وذلك إذا

خيف فوت الذبيحة ولم يوجد من يذبح غيرهما. وصحيح (٤) محمد بن مسلموحسنه (٥) سأله (عليه السالم) عن ذبيحة الصبي؟ فقال: إذا تحرك وكان له خمسة

أشباروأطاق الشفرة. واألولى تجنيبه الذبح كالمرأة للخبر األول.

(ولو ذبحه المجنون) حين الذبح (أو الصبي غير المميز لم يحل) وإناجتمعت صور الشرائط لعدم العبرة بفعلهما، (وكذا السكران والمغمى عليه)

والمكره بما يرفع القصد (لعدم القصد إلى التسمية) منهم في األخيرين حقيقة،ومن األولين حكما إن تحقق قصد، إذ ال عبرة بقصدهما وال عبرة بها بال قصد.

(وإذا سمى المسلم على الذبيحة حال الذبح حل، ولو تركها عمدا لميحل، ولو تركها ناسيا حل) لألخبار، كصحيح محمد بن مسلم سأل الباقر (عليه

السالم)عن الرجل يذبح وال يسمي، قال: إن كان ناسيا فال بأس عليه إذا كان مسلما وكانيحسن أن يذبح وال ينخع وال يقطع الرقبة بعد ما يذبح (٦). وفي التبيان أنه مذهبنا

--------------------(١) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧٨ ح ٦٤٣.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٧ ب ٢٣ من أبواب الذبائح ح ٧.(٣) الكافي: ج ٦ ص ٢٣٧ ح ٣.

(٤) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٣٣ ح ٤١٩٠.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٥ ب ٢٢ من أبواب الذبائح ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٧ ب ١٥ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٢١٧)

Page 226: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وحكى فيه عن الجبائي وابن سيرين خالفه (١). وفي الحسن عن محمد بن مسلمأنه سأل الصادق (عليه السالم) عن رجل ذبح ولم يسم، فقال: إن كان ناسيا فليسم

حينيذكر ويقول: بسم الله على أوله وعلى آخره (٢).

(وصورة التسمية بسم الله. ولو قال: بسم محمد أو بسم الله ومحمد لميحل) لإلهالل به لغير الله. (ولو قال بسم الله ومحمد رسول الله وقصداإلخبار بالرسالة حل) وإن لحن في اإلعراب (وإن قصد العطف ووصفمحمدا (صلى الله عليه وآله) بالرسالة لم يحل) وإن لحن في اإلعراب.

(ولو قال: الحمد لله أو الله أكبر أو ما شابهه من الثناء حل) لصدق ذكراسم الله، وخبر العالء بن رزين عن محمد بن مسلم، قال: سألته عن رجل ذبح

فسبح أو كبر أو هلل أو حمد الله عز وجل، قال: هذا كله من أسماء الله عز وجل،وال بأس به (٣).

(ولو قال: الله وسكت، أو قال: اللهم اغفر لي، فإشكال): من صدق ذكراسم الله. ومن مخالفتهما للمعهود والمتبادر من ذكره على الذبيحة، فإن المتبادر منذكره ذكره في ضمن كالم، ومن ذكره عليها للتبرك أو االستعانة به في ذبحها، فال

يشمل ذكره في جملة دعائية ونحوها.(ولو ذكر) اسمه تعالى (بغير العربية جاز وإن أحسنها) للعموم

فإن الظاهر كون إضافة االسم إلى الله المية واسمه يعم أسماءه بأي لسان اتفق،وربما احتمل كونها بيانية فيجب االقتصار على لفظ " الله " حتى ال يجزي نحو

باسم الرحمن.(ويجب صدور التسمية من الذابح) كما هو نص األخبار (٤) واألصحاب،

--------------------(١) التبيان: ج ٤ ص ٢٥٦.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٧ ب ١٥ من أبواب الذبائح ح ٤.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٨ ب ١٦ من أبواب الذبائح ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٧ ب ١٥ من أبواب الذبائح.

(٢١٨)

Page 227: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والمتبادر من اآلية (١) (فلو سمى غيره لم يحل. و) على (األخرس) أن(يحرك لسانه) ويخطر االسم بباله كما في سائر األذكار.

(ولو سمى الجنب أو الحائض بنية) بسملة إحدى (العزائم فإشكال):من الدخول في العموم، ومن النهي المنافي للوجوب.

(ولو وكل المسلم كافرا في الذبح وسمى المسلم لم يحل وإن شاهدهأو جعل يده معه) فقرن التسمية بذبحه، لما عرفت من وجوب اتحاد الذابح

والمسمي.(ولو ذبح األعمى حل) إذا سدد، ففي مرسل ابن اذينة عنهما (عليهما السالم): إنذبيحة المرأة إذا أجادت الذبح وسمت فال بأس بأكله، وكذلك الصبي، وكذلك

األعمى إذا سدد (٢). (وفي اصطياده) أي األعمى (بالرمي والكلب إشكال:لعدم تمكنه من قصد الصيد) فإنه ال يقصد ما ال يعلم وطريق العلم به البصر،

ومن أنه كثيرا ما يحصل له العلم بوجوده وجهته ويتحقق قصده إليه، وهو األقوى.(نعم يجب مشاهدة بصير لقتل ما يرسله من الكلب أو السهم إنسوغناه) أي صيده إذ البد من العلم بالتذكية وال يحصل بدونه.

(المطلب الثاني: المذبوح وهو كل حيوان مأكول ال يحل ميته) فاليذبح السمك والجراد (فلو ابتلع السمكة) حية (حل) كما في الشرائع (٣) ألن

ذكاتها إخراجها حية من الماء وال دليل على اشتراط موتها، ولقول الصادق (عليهالسالم)

في مرسل ابن المغيرة: الحوت ذكي حيه وميته (٤). وخالفا للخالف (٥)--------------------

(١) األنعام: ١٢١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٧ ب ٢٣ من أبواب الذبائح ح ٨.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٧.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٧ ب ٣١ من أبواب الذبائح ح ٥.

(٥) الخالف: ج ٦ ص ٣٣ المسألة ٣٤.

(٢١٩)

Page 228: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والمبسوط (١) واإلصباح (٢) لعدم الدليل على حله قبل الموت، وألنه إن عادبعد اإلخراج إلى الماء حرم فعلم أنه ال يكفي اإلخراج في الحل، والنهي عن

أكل اللحم غريضا أي نيأ في صحيح زرارة عن الباقر (عليه السالم) (٣) وصحيح هشامبن سالم عن الصادق (عليه السالم) (٤). ولكن عن عطية أخي أبي العوام أنه قال

للباقر (عليه السالم): إن أصحاب المغيرة ينهوني عن أكل القديد الذي لم تمسه النار،فقال: ال بأس بأكله (٥).

(وقد تقع التذكية على ما ال يحل أكله، بمعنى أنه يكون طاهرا بعدالذبح، وهو كل ما ليس بنجس العين وال آدمي) وفاقا للمشهور. (فال يقع

على نجس العين) اتفاقا (كالكلب والخنزير، بمعنى أنه يكون باقيا علىنجاسته بعد الذبح) وأما ما ال تحله الحياة منه فعلى القول بطهارته ال يفتقر في

طهارته إلى التذكية (وال على اآلدمي) اتفاقا أيضا (وإن كان طاهرا أو مباحالدم، ويكون ميتة وإن ذكي) بمعنى أنه ال يجوز استعمال أعضائه بالتذكية.

(وفي المسوخ كالقرد والدب والفيل قوالن): فالوقوع هو المشهور،وعدمه قول المحقق (٦) ومن قال بنجاستها كالشيخين (٧) وسالر (٨). (وكذا في

السباع) من الطير أو غيرها (كاألسد والنمر والفهد والثعلب) واألرنب--------------------

(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٧٧.(٢) إصباح الشيعة: ص ٣٨٣.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٥١٤ ب ٨٩ من أبواب األطعمة واألشربة ح ٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٥١٤ ب ٨٩ من أبواب األطعمة واألشربة ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٧ ب ٢٢ من أبواب األطعمة المباحة ح ١.

(٦) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢١٠.(٧) المقنعة: ص ٥٧٨، الخالف: ج ٦ ص ٧٣ المسألة ٢.

(٨) المراسم: ص ٥٥ وفيه أنه لم يذكره صريحا وإن نسبه إليه فخر المحققين في ايضاحه ج ٤ص ١٣٠ ولعله بقرينة ذكر لعابه في النجاسات استفاد منه ذلك كما عليه في مفتاح الكرامة:

ج ١ ص ١٤٩ س ٢٥.

(٢٢٠)

Page 229: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

قوالن: فالوقوع هو المشهور، وعدمه قول المفيد (١) وسالر (٢) وابن حمزة (٣)ذكروه

في الجنايات وكذا الشيخ في النهاية (٤). (واألقرب) فيهما (الوقوع) ألصلاإلباحة والطهارة خرج منه الميتة، ولورود النص على حل األرنب والقنفذ

والوطواط مع أن المذهب حرمة األكل لعموم إال ما ذكيتم، ولخبر عثمان بن عيسىعن سماعة، قال: سألته عن لحوم السباع وجلودها، فقال: أما لحوم السباع

والسباع من الطير والدواب فإنا نكرهه، وأما الجلود فاركبوا عليها وال تلبسواشيئا منها تصلون فيه (٥) وخبر زرعة عن سماعة عنه (عليه السالم) قال: سألته عن

جلودالسباع ينتفع بها؟ فقال: إذا رميت وسميت فانتفع بجلده، وأما الميتة فال (٦). وخبرأبي مخلد السراج أنه كان عند الصادق (عليه السالم)، فقال له رجل: إني سراج أبيع

جلودالنمر، فقال: مدبوغة هي؟ فقال: نعم، فقال: ليس به بأس (٧). وفي السرائر (٨)

اإلجماع عليه في السباع.والقول اآلخر في المسوخ فأما من نجسها فدليله واضح. ودليل من لم ينجسه

أن األصل في الميتة النجاسة إلى أن يعلم التذكية وال علم بها هنا، ومنع عموم إال ماذكيتم لها فإن الكالم في وقوع التذكية. ويدفعه أن التذكية ليست إال الذبح إما من

الحدة والنفاذ أومن التمام وال دليل على نقلها في الشرع، واألصل استصحاب الطهارة.وأما القول اآلخر في السباع فقد حكي القول بنجاستها أيضا لقول

الصادق (عليه السالم) في صحيح الحلبي: ال يصلح أكل شيء من السباع إني ألكرهه--------------------

(١) المقنعة: ص ٥٧٨.(٢) المراسم: ص ٢٤٣.(٣) الوسيلة: ص ٤٢٨.

(٤) النهاية: ج ٣ ص ٤٦٦.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢١ ب ٣ من أبواب األطعمة واألشربة ح ٤.

(٦) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٧١ ب ٤٩ من أبواب النجاسات ح ٢.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٢٤ ب ٣٨ من أبواب ما يكتسب به ح ١.

(٨) السرائر: ج ٣ ص ١١٤.

(٢٢١)

Page 230: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وأقذره (١) فإن القذر هو النجس. وحينئذ ال إشكال في عدم قبولها التذكية، وعلىالمشهور دليله مثل ما مر في المسوخ. وقد يستدل للخالف في الجميع على القولبالطهارة بما روي عنه (صلى الله عليه وآله) من النهي عن ذبح الحيوان لغير مأكله،

وبأن الذكاة إنماشرعت لالنتفاع وأعظمه األكل فإذا حرم انتفت.

(و) على المشهور فيهما (تطهر جلودها بالتذكية. وفي اشتراط الدبغ)في طهارتها (قوالن) فعلى االشتراط المرتضى (٢) والشيخان (٣) وبنو إدريس (٤)

وسعيد (٥) والبراج (٦) لما تقدم من خبر أبي مخلد (٧) وقوله (صلى الله عليه وآله)أيما أهاب دبغ فقد

طهر (٨) وقوله (صلى الله عليه وآله) وقد سئل عن جلود الميتة: دباغها طهورها (٩)وألن اإلجماع

إنما انعقد على طهارتها بعد الدباغ وال دليل عليها قبله. واألقوى العدم كما فيالشرائع (١٠) واإلرشاد (١١) والتحرير (١٢) والمختلف (١٣) لألصل، وضعف هذه

األدلة،وإلطالق ما مر في جلود السباع، ولخبر علي بن أبي حمزة سأل الصادق (عليه السالم)

عنلباس الفراء والصالة فيها، فقال: ال يصلى فيها إال فيما كان منه ذكيا، فقال: أو ليسالذكي ما ذكي بالحديد؟ فقال: بلى إذا كان مما يؤكل لحمه، فقال: وما ال يؤكل

لحمه من غير الغنم؟ قال: ال بأس بالسنجاب، فإنه دابة ال تأكل اللحم وليس هو مما--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢١ ب ٣ من أبواب األطعمة واألشربة ح ٥.(٢) االنتصار: ص ١٣.

(٣) المقنعة: ص ١٤٩ - ١٥٠، يستفاد من مفهوم كالمه، النهاية: ج ٣ ص ٩٩.(٤) السرائر: ج ٣ ص ١١٤.(٥) الجامع للشرائع: ص ٦٦.(٦) المهذب: ج ٢ ص ٤٤٢.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٢٤ ب ٣٨ من أبواب ما يكتسب به ح ١.(٨) عوالي الآللي: ج ١ ص ٤٢ ح ٤٦.

(٩) سنن البيهقي: ج ١ ص ١٧.(١٠) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢١٠.(١١) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ١٠٧.

(١٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٩ س ٢٧.(١٣) مختلف الشيعة: ج ١ ص ٥٠٢.

(٢٢٢)

Page 231: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نهى منه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ نهى عن كل ذي ناب ومخلب (١) فإنه(عليه السالم) فسر التذكية

بما فسره به وأجاز الصالة في السنجاب. وعندي فيه نظر إذ من البين أن ظاهرلفظه (عليه السالم) قصر تفسير التذكية بذلك على مأكول اللحم فيمكن أن يتمسك به

الخصم.(أما الحشرات) وهي صغار دواب األرض (كالفأر والضب وابن

عرس فاألقرب عدم وقوع التذكية فيها) وفاقا للمحقق (٢) لالحتياط، وقلةاالنتفاع بها. وقيل (٣) بالوقوع، لألصل، وعموم إال ما ذكيتم (٤) ويؤيده ما ورد (٥)

فيالسنجاب، ألنه كابن عرس في الظاهر.

(أما السمك فذكاته إخراجه من الماء حيا) أو خروجه حيا ثمأخذه كما سيأتي.

(وذكاة الجراد أخذه حيا) بالنص (٦) واإلجماع.(وذكاة الجنين ذكاة امه إن تمت خلقته بأن أشعر أو أوبر وخرج) منبطن امه بعد تذكيتها (ميتا) ولجته الروح أم ال (وإن لم يتم خلقته فهو

حرام) للنصوص، كقول أحدهما (عليهما السالم) في صحيح محمد بن مسلم الجنينفي بطن

امه إذا أشعر وأوبر: فذكاته ذكاة امه (٧) وقول الصادق (عليه السالم) في صحيحالحلبي: إذا

ذبحت الذبيحة فوجدت في بطنها ولدا تاما فكل، وإن لم يكن تاما فال تأكل (٨).--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ٣ ص ٢٥٢ ب ٣ من أبواب لباس المصلي ح ٣.(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢١٠.

(٣) جعله في إيضاح الفوائد قوال شاذا: ج ٤ ص ١٣٣.(٤) المائدة: ٣.

(٥) وسائل الشيعة: ج ٣ ص ٢٥٢ ب ٣ من أبواب لباس المصلي ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٥ ب ٣٧ من أبواب الذبائح.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٠ ب ١٨ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٠ ب ١٨ من أبواب الذبائح ح ٤.

(٢٢٣)

Page 232: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وقال الشيخ (١) وجماعة منهم المصنف في التحرير (٢) إذا ولجته الروح لم يكف فيحله ذكاة االم لعموم الميتة له. ولكن النصوص مطلقة مع بعد تأخر الولوج وبعد

إطالق الذكاة على ما لم تلجه الروح.(ولو خرج حيا) حياة مستقرة كما في المختلف (٣) وهو مراد من أطلق(فالبد من تذكيته) فيحرم بدونها وإن قصر الزمان عنها ألنها األصل في

الحيوان فيقصر خالفه على اليقين، ولخروجه بانفصاله حيا عن تبعية االم. والفرق بين تام الخلقة وغيره وإن استبعد في التحرير (٤) الحياة قبل التمام.(قيل) في المبسوط (٥) (ولو خرج حيا وعاش بقدر ما ال يتسع الزمان

لتذكيته حل) ألنه في حكم الميت، لكن البد من المبادرة إلى إخراجه واألصلالبراءة من المبادرة زيادة على المعتاد. (وإن عاش ما يتسع الزمان لذبحه ثم

مات قبل الذبح حرم، سواء تعذر ذبحه لتعذر اآللة أو لغيرها) أي ألجلغير اآللة أو لم يتعذر.

(المطلب الثالث في اآللة وال يصح التذكية) اختيارا (إال بالحديد)اتفاقا كما يظهر من النصوص كقول الصادق (عليه السالم) في حسن محمد بن مسلم:

الذكاة إال بحديدة (٦) ونحوه في حسن الحلبي (٧) وفي خبر الحضرمي: ال يؤكل ما

لميذبح بحديدة (٨) (فإن تعذر وخيف فوت الذبيحة) أو اضطر إلى الذبح لغير

ذلك (جاز لكل ما يفري األعضاء) اتفاقا كما يظهر (كالزجاجة والليطة)--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ٩٥.(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٩ س ٢٦.

(٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣١٠.(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٩ س ٢٥.

(٥) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٢ ب ١ من أبواب الذبائح ح ١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٢ ب ١ من أبواب الذبائح ح ٢.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٢ ب ١ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٢٢٤)

Page 233: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بالكسر وهي القشرة الالزقة بالقصب جمعها ليط وفي الفائق: وكذلك ليط القناةوكل شيء كانت له صالبة ومتانة. (والخشبة والمروة الحادة) وهي ضرب من

الحجارة أبيض براق يكون فيه النار، وقيل (١): أصلب الحجارة، واألخبار ناطقةبجواز التذكية بنحو ذلك عند الضرورة كقول الصادق (عليه السالم) لزيد الشحام في

الصحيح: اذبح بالحجرة وبالعظم وبالقصبة والعود إذا لم تصب الحديدة، إذا قطعالحلقوم وخرج الدم فال بأس به (٢).

(وهل تصح بالظفر والسن مع تعذر غيرهما؟ قيل) في الشرائع (٣)والتحرير (٤) (نعم) - لكن كره في الجامع (٥) - لعموم (إال ما ذكيتم) واألصل،

وحسن عبد الرحمن بن الحجاج سأل الكاظم (عليه السالم) عن المروة والقصبة والعوديذبح بهن اإلنسان إذا لم يجد سكينا؟ قال: إذا فري األوداج فال بأس بذلك (٦)ولعموم العظم الواقع في صحيح الشحام لهما، واألحوط ترتبهما على غيرهما منخشبة ونحوها. (وقيل) في المبسوط (٧) والخالف (٨) والغنية (٩) واإلصباح

(بالمنع، للنهي) عنه في نحو خبر رافع بن خديجة، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:ما أنهر

الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا، إال ما كان من سن أو ظفر وساحدثكم عن ذلك، أماالسن فعظم اإلنسان، وأما الظفر فمدى الحبشة (١٠) وعموم النهي عن غير الحديد

خرج ما نص عليه من العود والحجر والليط. والدليالن مما شمالهما (وإن كانا--------------------

(١) انظر لسان العرب: ج ١٥ ص ٢٧٦ مادة " مرا ".(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٤ ب ٢ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٥.(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٨ س ٣٠.

(٥) الجامع للشرائع: ص ٣٨٧.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٣ ب ٢ من أبواب الذبائح ح ١.

(٧) المبسوط: ج ٦ ص ٢٦٣.(٨) الخالف: ج ٦ ص ٢٢ المسألة ٢٢.

(٩) الغنية: ص ٣٩٧.(١٠) سنن البيهقي: ج ٩ ص ٢٤٦.

(٢٢٥)

Page 234: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

منفصلين) ولذا نص على التعميم في المبسوط (١) والخالف (٢) واإلصباح (٣)والغنية (٤) وال تحل التذكية بالسن والظفر المتصلين بال خالف، وال بالمنفصلينوفي ذلك خالف، وطريقة االحتياط يمنع من ذلك بعد إجماع الطائفة. ثم ال بعد

في حمل كالمي الخالف والمبسوط على حال االختيار كما فعل في المختلف (٥).(وال يجزئ) التذكية (بغير الحديد مع إمكانه، وال مع تعذره إذا لم

يخف فوت الذبيحة إال مع الحاجة) إلى الذبح.(أما المثقل فيحرم) باإلجماع والنصوص وقد سمعت بعضها (ما مات به

عمدا أو اضطرارا) وهو يشمل غير العمد (كما لو رمى الصيد ببندقة فمات،أو رماه في البئر فانصدم، أو اختنق باألحبولة، أو مات بالتغريق، أو تحت

الكلب غما، أو مات بسهم وبندقة، أو انصدم باألرض وإن كان معالجرح) بالسهم (إال أن يكون الجرح قاتال) أي مبتدئ به فال يضر انضمام

غيره إليه ألنه ال يخلو عنه غالبا.(ويستحب أن يكون السكين حادة) فعن النبي (صلى الله عليه وآله): من ذبح فليحد

شفرته وليرح ذبيحته (٦) وعن الباقر (عليه السالم): إذا أردت أن تذبح ذبيحة فالتعذب

البهيمة، أحد الشفرة واستقبل القبلة وال تنخعها حتى تموت (٧) وعنه (صلى الله عليهوآله): من قتل

عصفورا عبثا، بعث الله به يوم القيامة وله صراخ، يقول: يا رب سل هذا فيم قتلنيبغير ذبح، فليحذر أحدكم من المثلة وليحد شفرته وال يعذب البهيمة (٨).

(المطلب الرابع: الكيفية ويشترط إلباحة المذكى امور ستة):(األول: قطع األعضاء األربعة) في الذبح (أعني المريء) كما مر

--------------------(١) المبسوط: ج ٦ ص ٢٦٣.

(٢) الخالف: ج ٦ ص ٢٢ المسألة ٢٢.(٣) إصباح الشيعة: ص ٣٨٢.

(٤) الغنية: ص ٣٩٧.(٥) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٥٩.

(٦) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧٤ ح ٦٢٤.

(٧) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧٤ ح ٦٢٥.

(٨) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧٥ ح ٦٢٩.

(٢٢٦)

Page 235: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وهو مجرى الطعام) والشراب قال األزهري: وقد أقرأني أبو بكر األيادي" المريء " ألبي عبيدة فهمزه بال تشديد، وأقرأنيه المنذري ألبي القاسم فلم يهمزه

وشدد الياء. (والحلقوم وهو مجرى النفس، والودجين وهما عرقانمحيطان بالحلقوم) أو المري في المشهور. (ولو قطع بعضها مع اإلمكان لم

يحل) لألصل، واالحتياط، وقول الكاظم (عليه السالم) لعبد الرحمن بن الحجاج فيالحسن: إذا فري األوداج فال بأس (١) وقول النبي (صلى الله عليه وآله) في فري

األوداج: فكلوا مالم يكن قرض ناب أو جز ظفر (٢) وقيل (٣): يكفي قطع الحلقوم، لحصول الذبح

فيدخل في عموم إال ما ذكيتم، وأصل الطهارة، والبراءة من الزائد لقولالصادق (عليه السالم) في صحيح الشحام: إذا قطع الحلقوم وخرج الدم فال بأس (٤)

واقتصرابن زهرة (٥) على الحلقوم والودجين اقتصارا على الجمع بين مضموني الخبرين.

(ويكفي) عندنا (في المنحور طعنه في ثغرة النحر، وهي وهدة اللبة)خالفا لبعض العامة (٦).

(الثاني: قصد الذبح، فلو وقع السكين من يده فصادف حلق الحيوانفذبحه لم يحل) وإن سمى حين سقط أو أصاب حلقه، لعدم صدق التذكية والذبح

ونحوهما بدون القصد العتباره فيما يتبادر من األفعال المنسوبة إلى المختارين.(الثالث: استقبال القبلة بالذبيحة) باإلجماع والنصوص كقول الباقر (عليه السالم)

لمحمد بن مسلم في الحسن: إذا أردت أن تذبح فاستقبل بذبيحتك القبلة (٧). وإنما--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٣ ب ٢ من أبواب الذبائح ح ١.(٢) راجع الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٨٨، وفيه: حز طعن.

(٣) القائل: هو ابن الجنيد، نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٥٣.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٤ ب ٢ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٥) الغنية: ص ٣٩٧.(٦) المجموع: ج ٩ ص ٨٥.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٥ ب ١٤ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٢٢٧)

Page 236: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يعتبر (مع اإلمكان) لما عرفت من حكم دابة تردت أو استعصت (فلو أخل بهعمدا اختيارا لم يحل) اتفاقا كما في حسن محمد بن مسلم قال للباقر (عليه السالم):

فإنه لم يوجهها؟ قال: فال تأكل (١). ثم المفهوم من األخبار (٢) وكالم أكثراألصحاب

وجوب االستقبال بالذبيحة - أي جعلها مستقبلة - فال يشترط استقبال الذابح،وكالم السيد (٣) وسالر (٤) وابن زهرة (٥) يعطي وجوب استقباله ال بالذبيحة، وعليه

نقل السيد (٦) وابن زهرة (٧) اإلجماع. وعلى األول هل يجب االستقبال بالمذبحخاصة أو بجميع مقاديم الذبيحة؟ وجهان.

(ولو كان ناسيا) لوجوب االستقبال (أو جاهال لموضع القبلة حل)لنحو حسن محمد بن مسلم سأل الصادق (عليه السالم) عن الذبيحة تذبح لغير القبلة،

فقال:كل وال بأس بذلك إذا لم يتعمد (٨) وال يعرف في ذلك خالفا (٩). وهل يعذر

الجاهلبالحكم؟ وجهان: من التعمد، ومن حسن محمد بن مسلم سأل الباقر (عليه السالم) عن

الرجل ذبح ذبيحة فجهل أن يوجهها إلى القبلة، قال: كل منها (١٠).(ويسقط) االستقبال عند الضرورة وإن علمت جهة القبلة كما (فيالمتردي والمرمي بالسهم) لالستعصاء (والصيد) بسهم أو كلب.

(الرابع: التسمية) إال عند النسيان كما مر.(الخامس: اختصاص اإلبل بالنحر وباقي الحيوانات بالذبح في

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٦ ب ١٤ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٥ ب ١٤ من أبواب الذبائح.(٣) االنتصار: ص ١٩٠.(٤) المراسم: ص ٢٠٩.

(٥) الغنية: ٣٩٧.(٦) االنتصار: ص ١٩٠.

(٧) الغنية: ص ٣٩٧.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٦ ب ١٤ من أبواب الذبائح ح ٤.

(٩) كذا، والظاهر خالف.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٦ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٢٢٨)

Page 237: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحلق تحت اللحيين) إجماعا كما في الخالف (١) والغنية (٢) والسرائر (٣).(فإن ذبح المنحور) أي اإلبل (أو نحر المذبوح) أي غيرها (فمات)

بذلك (حرم) ففي الحسن عن صفوان أنه: سأل الرضا (عليه السالم) عن ذبح البقر فيالمنحر، فقال: للبقر الذبح، وما نحر فليس بذكي (٤) وعن يونس بن يعقوب، أنه قال

له (عليه السالم): إن أهل مكة ال يذبحون البقر وإنما ينحرون في اللبة فما ترى في أكللحمها؟ فقال (عليه السالم): (فذبحوها وما كادوا يفعلون) ال تأكل، إال ما ذبح (٥).

ويمكنالتمسك في وجوب نحر اإلبل بقوله تعالى: " وانحر " (٦) ألن الوجوب ظاهره ومن

البين أنه ال يجب نحر غيرها. ولكن ورد في معناه رفع اليدين بالتكبير في الصالةواالستقبال بالنحر فيها.

(ولو) خولف فنحر المذبوح أو ذبح المنحور و (أدرك) الواجب من(ذكاته فذكاه فإن كانت حياته مستقرة حل وإال فال) كسائر الجراحات كذا

في النهاية (٧) وتردد فيه في التحرير (٨) كما في الشرائع (٩) من أنه ال استقرار للحياةبعد ذلك، ويمكن فرضه بالمسارعة إلى الذبح أو النحر بعد وقوع اآلخر بال تراخ،

وإن اكتفى بالحركة أو خروج الدم فال إشكال. (هذا) الذي ذكر من وجوب النحرأو الذبح (في حال االختيار. أما لو انفلت الطير أو غيره من اإلبل والبقروالغنم جاز رميه بالنشاب أو الرمح أو السيف، فإذا سقط وأدرك ذكاته

ذبحه أو نحره، وإال حل) لدخولها في الصيد حينئذ، وال يجب مع اإلمكان تحري--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ٢٥ المسألة ٢٤.(٢) الغنية: ص ٣٩٦.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٨٧.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٧ ب ٥ من أبواب الذبائح ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٧ ب ٥ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٦) الكوثر: ٢.(٧) النهاية: ج ٣ ص ٩٠.

(٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٨ س ٣٣.(٩) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٥.

(٢٢٩)

Page 238: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نحر المذبوح أو ذبح المنحور لكونه صورة التذكية في الجملة، لألصل، وتساويجميع صور الجرح غير الذبح في المذبوح وغير النحر في المنحور شرعا.(السادس): أحد األمرين (الحركة بعد الذبح) أو النحر كما في النهاية (١)

والشرائع (٢) وغيرهما، كما قال الصادق (عليه السالم)، للحلبي في الصحيح: إذاتحرك الذنب

أو الطرف أو االذن فهو ذكي (٣) وفي خبر عبد الرحمن بن أبي عبد الله في كتابعلي (عليه السالم): إذا طرفت العين أو ركضت الرجل أو تحرك الذنب فكل منه فقد

أدركتذكاته (٤) وعن أبي بصير في الصحيح، أنه سأله عن الشاة تذبح فال تتحرك ويهراقمنها دم كثير عبيط، فقال: ال تأكل، إن عليا (عليه السالم) كان يقول: إذا ركضت

الرجلأو طرفت العين فكل (٥) (أو خروج الدم المعتدل) أي ال المتثاقل، كما

قال الصادق (عليه السالم) في خبر الحسين بن مسلم: فإن كان الرجل الذي ذبح البقرةحين ذبح خرج الدم معتدال فكلوا وأطعموا، وإن كان خرج خروجا متثاقال

فال تقربوه (٦) وقال الباقر (عليه السالم) في صحيح محمد بن مسلم: إن خرج الدمفكل (٧).

وسأله في الحسن عن مسلم ذبح شاة فسمى فسبقته مديته فأبان الرأس، فقال: إنخرج الدم فكل (٨).

(ولو) انتفى األمران بأن (خرج) الدم (متثاقال) أو لم يخرج (ولميتحرك حركة تدل على) استقرار (الحياة حرم) وإن تحرك نحو حركة

االختالج. (وال يجب) في الحل (اجتماعهما) - كما اعتبره جماعة منهم--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ٩٤.(٢) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٦.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٣ ب ١١ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٣ ب ١١ من أبواب الذبائح ح ٦.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٤ ب ١٢ من أبواب الذبائح ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٤ ب ١٢ من أبواب الذبائح ذيل الحديث ٢.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٩ ب ٩ من أبواب الذبائح ذيل الحديث ٢.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٩ ب ٩ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٢٣٠)

Page 239: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المفيد (١) وأبو علي (٢) وسالر (٣) وابن زهرة (٤) - لألصل، وكفاية االكتفاءبأحدهما

في الجمع بين األخبار. والحركة أقوى، لكثرة أخبارها (و) لذا اقتصر عليهابعض األصحاب كالصدوق (٥).

والتحقيق أنه (إذا علم بقاء الحياة بعد الذبح) وأنها أنما زالت به (فهوحالل، وإن علم الموت قبله فهو حرام). وإنما اعتبر الحركة (و) خروج

الدم (إن اشتبه الحال، كالمشرف على الموت) فحينئذ (اعتبر بخروج الدمالمعتدل، أو حركة تدل على استقرار الحياة، فإن حصل أحدهما حل، وإال

كان حراما) وقول الصادق (عليه السالم) في خبر أبان بن تغلب: إذا شككت في حياةشاة

ورأيتها تطرف عينها أو تحرك أذنيها أو تمصع بذنبها فاذبحها فإنها لك حالل (٦) اليدل على االجتزاء بما كان من الحركة قبل الذبح، وهو ظاهر.

(ونعني " بما حياته مستقرة " ما يمكن) في العادة (أن يعيش مثلهاليوم أو األيام) قيل: أو نصف يوم (٧) ولم نقف لذلك على مستند. وفي الدروس،

وعن الشيخ يحيى: أن اعتبار استقرار الحياة ليس من المذهب، ونعم ما قال (٨)(وبغير المستقرة ما يقضى) عادة (بموته عاجال).

(ويستحب في المذبوح من الغنم ربط يديه ورجل) واحدة (وإطالقاالخرى، واإلمساك على صوفه أو شعره حتى يبرد) كذا ذكره جماعة من

األصحاب، وال يحضرنا اآلن سوى قول الصادق (عليه السالم) في خبر حمران بنأعين:

وإن كان شيء من الغنم فأمسك صوفه أو شعره وال تمسكن يدا وال رجال (٩).--------------------

(١) المقنعة: ص ٥٨٠.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٠٦.

(٣) المراسم: ص ٢٠٩.(٤) الغنية: ص ٣٩٧.

(٥) المقنع: ص ٤١٦.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٣ ب ١١ من أبواب الذبائح ح ٥.

(٧) قاله الشيخ في المبسوط: ج ٦ ص ٢٦٠.(٨) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٤١٥.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٥ ب ٣ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٢٣١)

Page 240: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(و) يستحب (في البقر عقل يديه ورجليه وإطالق ذنبه) فقالالصادق (عليه السالم) في خبر حمران: وأما البقر فاعقلها وأطلق الذنب (١).

(وفي اإلبل ربط أخفافه) أي خفي يديه (إلى آباطه) أي جمع يديهوربطهما مما بين الخفين إلى اإلبطين (وإطالق رجليه) لقول الصادق (عليه السالم) في

ذلك الخبر: وأما البعير فشد أخفافه إلى آباطه وأطلق رجليه (٢) وفي صحيح ابنسنان يربط يديها ما بين الخف إلى الركبة (٣). ولكن روي ابن أبي خديجة: أنه رأى

الصادق (عليه السالم) وهو ينحر بدنته معقولة يدها اليسرى (٤) وعنه (عليه السالم) فيبعض الكتب

أنه سئل كيف ينحر؟ فقال: يقام قائما حيال القبلة، ويعقل يده الواحد، ويقوم الذيينحره حيال القبلة، ويضرب في لبته بالشفرة حتى يقطع ويفرى (٥). وكذلك روتالعامة: أن النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسرى

قائمة على مابقي من قوائمها (٦).

(و) يستحب (في الطير إرساله بعد الذبح) لقول الصادق (عليه السالم) في خبرحمران: واإلرسال للطير خاصة (٧).

(و) يستحب (اإلسراع بالذبح) كما يرشد إليه استحباب تشحيذ المدية،وعن النبي (صلى الله عليه وآله): أن الله كتب اإلحسان على كل شيء، فإذا قتلتم

فأحسنوا القتلة،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته (٨).(ويكره) وفاقا البن إدريس (٩) والمحقق (١٠) (أن ينخع الذبيحة) أي

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٥ ب ٣ من أبواب الذبائح ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٥ ب ٣ من أبواب الذبائح ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٠ ص ١٣٤ ب ٣٥ من أبواب الذبح ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٠ ص ١٣٥ ب ٣٥ من أبواب الذبح ح ٣.

(٥) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٨٠ ح ٦٥٢.(٦) سنن البيهقي: ج ٥ ص ٢٣٧.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٥ ب ٣ من أبواب الذبح ح ٢.(٨) سنن البيهقي: ج ٩ ص ٢٨٠.

(٩) السرائر: ج ٣ ص ١٠٧.(١٠) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٦.

(٢٣٢)

Page 241: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إصابة نخاعها حين الذبح أو قطعه، فقد اختلف فيه كالم اللغويين، وهو يشمل إبانةالرأس، وفي النهاية (١) والسرائر (٢) والوسيلة (٣) أنه هي. وقال الشيخ بكراهة اإلبانة

في الخالف (٤) وحكى عليه إجماع الصحابة. ونفى في المبسوط (٥) الخالف عنكراهة النخع، بمعنى البلوغ إلى النخاع. ودليل الكراهة نحو قول الباقر (عليه السالم)

فيصحيح محمد بن مسلم: استقبل بذبيحتك القبلة، وال تنخعها حتى تموت (٦) وقول

الصادق (عليه السالم) في صحيح الحلبي: ال تنخع الذبيحة حتى تموت فإذا ماتتفانخعها (٧) (وأن يقلب السكين فيذبح إلى فوق) لقول الصادق (عليه السالم) في خبر

حمران. وال تقلب السكين لتدخلها تحت الحلقوم وتقطعه إلى فوق (٨) ولم يحرمالعموم " إال ما ذكيتم " ولزوال الحياة المستقرة بفري األعضاء األربعة، فما فعل بعده

بمنزلة ما فعل بعد الموت، مع جهل خبر حمران. (وقيل): في النهاية (٩)والغنية (١٠) (يحرمان) وفي الغنية (١١) ذكر اإلبانة دون النخع. ووجه الحرمة ظاهرالنهي فيما تقدم، وفي صحيح محمد بن مسلم، سأل الباقر (عليه السالم) عن الرجل

يذبحوال يسمي، فقال: إن كان ناسيا فال بأس إذا كان مسلما وكان يحسن أن يذبح وال

ينخع وال يقطع الرقبة بعد ما يذبح (١٢) وصحيح الحلبي عن الصادق (عليه السالم):أنه سئل

عن رجل ذبح طيرا فقطع رأسه أيؤكل منه؟ قال: نعم، ولكن ال يتعمد قطع--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٩٠ - ٩١.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ١٠٧.(٣) الوسيلة: ص ٣٦٠.

(٤) الخالف: ج ٦ ص ٥٣ المسألة ١٣.(٥) المبسوط: ج ١ ص ٣٨٩.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٧ ب ٦ من أبواب الذبائح ح ١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٨ ب ٦ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٥ ب ٣ من أبواب الذبائح ح ٢.(٩) النهاية: ج ٣ ص ٩١، ٩٢.

(١٠) الغنية: ص ٣٩٧.

(١١) الغنية: ص ٣٩٧.(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٧ ب ١٥ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٢٣٣)

Page 242: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

رأسه (١). وادعى ابن زهرة (٢) اإلجماع. وحرمة اإلبانة صريحابني حمزة (٣) والجنيد (٤) وظاهر المقنع (٥) والمقنعة (٦) والمراسم (٧). ونص ابن

الجنيد (٨) على حرمة النخع غير اإلبانة أيضا. ثم إنه نص في النهاية (٩) والوسيلة(١٠)

والغنية (١١) على حرمة الذبيحة، ذلك مع العمد. وفي النهاية (١٢) والوسيلة (١٣)على الحل

مع النسيان إن خرج الدم. أما الحرمة مع العمد فألنها المتبادر هنا، ونحو حسنالحلبي عن الصادق (عليه السالم) إنه سئل عن الرجل يذبح فينسى أن يسمي أتؤكل

ذبيحته؟ فقال: نعم إذا كان ال يتهم ويحسن الذبح قبل ذلك وال ينخع وال يكسرالرقبة حتى تبرد الذبيحة (١٤). وأما الحل مع النسيان إن خرج الدم، فلحسن محمد

ابن مسلم سأل الباقر (عليه السالم) عن مسلم ذبح شاة فسمى فسبقت مديته فأبانالرأس؟

فقال: إن خرج الدم فكل (١٥) مع عموم " إال ما ذكيتم " وزوال استقرار الحياة بفرياألعضاء األربعة فيما بعده كما بعد الموت وما قبله كجرح ال يزول الحياة (١٦).

واختار في المختلف (١٧) حرمة الفعل دون األكل استنادا في الحل إلى ما سمعته منصحيح الحلبي (١٨) والحرمة أن يقصر الحل على النسيان كالتسمية واالستقبال.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٩ ب ٩ من أبواب الذبائح ح ٥.

(٢) الغنية: ص ٣٩٧.(٣) الوسيلة: ص ٣٦٠.

(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٠٢.(٥) المقنع: ص ٤١٥.(٦) المقنعة: ص ٥٨٠.

(٧) المراسم: ص ٢٠٩.(٨) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٠٢.

(٩) النهاية: ج ٣ ص ٩١.(١٠) الوسيلة: ص ٣٦٠.

(١١) الغنية: ص ٣٩٧.(١٢) النهاية: ج ٣ ص ٩١.

(١٣) الوسيلة: ص ٣٦٠.(١٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٦٧ ب ١٥ من أبواب الذبائح ح ٣.

(١٥) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٥٥ ح ٢٣٠.(١٦) من قوله: " مع عموم " إلى قوله: " يزول الحياة " غير موجود في بعض النسخ.

(١٧) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٠٣.(١٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٩ ب ٩ من أبواب الذبائح ح ٥.

Page 243: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٣٤)

Page 244: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(و) يكره (أن يذبح) حيوان (وحيوان آخر ينظر إليه) لقولأمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر غياث بن إبراهيم: ال تذبح الشاة عند الشاة وال

الجزورعند الجزور وهو ينظر إليه (١) وال يفهم منه إال الكراهة إذا تجانسا. وظاهر النهاية (٢)

التحريم. والكراهة أولى، لضعف الخبر، مع األصل إال أن يدخل ذلك في تعذيبالناظر فيتجه التحريم وليس ببعيد.

(الفصل الثاني في اللواحق)(يكره سلخ الذبيحة قبل بردها) وفاقا البن إدريس (٣) والمحقق (٤) لقول

الرضا (عليه السالم) في مرفوع محمد بن يحيى: الشاة إذا ذبحت وسلخت أو سلخشيء منها

قبل أن تموت فليس يحل أكلها (٥) وعن النبي (صلى الله عليه وآله): أنه نهى أن تسلخالذبيحة أو

يقطع رأسها حتى تموت وتهدأ (٦). وحرم األكل به الشيخ في النهاية (٧) وبنوزهرة (٨) وحمزة (٩) والبراج (١٠) لظاهر الخبر، وادعى ابن زهرة (١١) اإلجماع

عليه.واألقوى ما اختاره الشهيد (١٢) من حرمة الفعل - كما في النهاية ألنه إيالم للحيوان

بال فائدة وقد نهي عن تعذيب الحيوان - دون األكل، لألصل، وعموم " إال ماذكيتم " وضعف الخبرين (١٣) عن إثبات الحرمة. (أو قطع شيء من أعضائها)

وقد يحمل عليه قوله (عليه السالم): أو سلخ شيء منها، ويتجه التحريم للتعذيب. واليحرم

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٨ ب ٧ من أبواب الذبائح ح ١.

(٢) النهاية: ج ٣ ص ٩٣.(٣) السرائر: ج ٣ ص ١١٠.

(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٥.(٥) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٥٦ ح ٢٣٣.(٦) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧٦ ح ٦٣٠.

(٧) النهاية: ج ٣ ص ٩٣ - ٩٤.(٨) الغنية: ص ٣٩٧.

(٩) الوسيلة: ص ٣٦٠.(١٠) المهذب: ج ٢ ص ٤٤٠.

(١١) الغنية: ص ٣٩٧.(١٢) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٤١٥ درس ٢٠١.

(١٣) تقدما آنفا.

Page 245: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٣٥)

Page 246: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المقطوع كما نص عليه في التحرير (١) لكونه بعد التذكية. وفي المبسوط: ال يجوزتقطيع لحمها قبل أن تبرد، فإن خولف وقطع قبل أن تخرج الروح ال تحل عندنا (٢).

وفي الكافي: ما قطع منها قبل البرد ميتة (٣) قال الشهيد: وفيه بعد (٤). (و) يكره(إبانة

الرأس على رأي) كما عرفت، وكالمه هنا وفي غيره ظاهر في مغايرتها للنخع.(ووقت) ذبح (األضحية ما بين طلوع الشمس) يوم النحر (إلى غروبها)

آخر التشريق فيدخل فيه الليالي، أو طلوعها من كل يوم إلى غروبها منه فالتدخل، فإن في الدخول وجهين تردد فيهما في التحرير (٥). وفي ابتداء الوقت

وجهان، أحدهما أنه بعد مضي مقدار الصالة والخطبتين.(ويكره الذبح ليال إال مع الضرورة) لنهي النبي (صلى الله عليه وآله) عنه (٦) وقول

الصادق (عليه السالم) في خبر أبان بن تغلب: كان علي بن الحسين (عليهما السالم)يأمر غلمانه أن ال

يذبحوا حتى يطلع الفجر، ويقول: إن الله جعل الليل سكنا لكل شيء، قال أبان:قلت جعلت فداك فإن خفنا؟ قال: فإن كنت تخاف الموت فاذبح (٧).

(و) يكره (يوم الجمعة قبل الزوال) لقول الصادق (عليه السالم) في خبر الحلبي: كانرسول الله (صلى الله عليه وآله) يكره الذبح وإراقة الدم يوم الجمعة قبل الصالة إال عن

ضرورة (٨).(ويستحب متابعة الذبح حتى يستوفي أعضاءه األربعة) احترازا عن

أن يموت قبل االستيفاء فيحرم، وال يجب - كما قيل (٩) - لألصل، وامتثال األمر إذا--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٩ س ٦.(٢) المبسوط: ج ١ ص ٣٨٩.

(٣) الكافي في الفقه: ص ٢٧٧.(٤) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٤١٥ درس ٢٠١.

(٥) تحرير األحكام: ج ١ ص ١٠٧ س ٢٤.(٦) السنن الكبرى: ج ٩ ص ٢٩٠.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٤ ب ٢١ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٧٤ ب ٢٠ من أبواب الذبائح ح ١.(٩) مسالك األفهام: ج ١١ ص ٥١٢.

(٢٣٦)

Page 247: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

قطعت األعضاء األربعة قبل الموت، وألنه إن قطع عضو منها فبقى حيا مستقرةالحياة أياما ثم قطع الباقي حل اتفاقا. وفيه: أن من البين أن قطع األربعة إنما يجبإذا تحققت فالذبح هنا قطع الباقي، ولذا لو انقطع البعض من غير أن يقطعه الذابحبشروط التذكية ثم قطع الباقي بشروطها حل. ووجه الوجوب أنه المتبادر، وال يتمإال إذا وجد نص في األخبار على كيفية الذبح بقطعها ونحوه وليس في النصوص

إال أنه إذا فري األوداج حل (١) وإنه عند التراخي ال يكون لقطع بعضها مدخل فيزوال استقرار الحياة. والكبرى ممنوعة كما يظهر اآلن. (فلو قطع البعض

وأرسله ثم استأنف قطع الباقي فإن كان بعد األول حياته مستقرة حل)اتفاقا، وإال لزم وجود حيوان محلل حي ال يقبل التذكية. (وإال حرم علىإشكال: الستناد إزهاق الروح) بالكلية (إلى) مجموع (الذبح) الذي هو

مجموع القطعين وإن استند إلى األول ذهاب االستقرار، ومن أن ذهاب االستقراربمنزلة الموت وقد استند إلى األول.

(ولو ذبح من القفاء أو قطعت الرقبة وبقيت أعضاء الذبح فإن أسرع في الذبححتى انقطع الحلق) بانقطاع األعضاء األربعة (قبل أن ينتهي) المذبوح (إلىحركة المذبوح) أي إلى عدم استقرار الحياة (حل، وإن بقيت حياته) بقطع

الرقبة (غير مستقرة حرم، وكذا لو عقرها السبع) أو جرح بغير ذلك.(ولو شرع في الذبح فانتزع آخر حشوته) بالضم والكسر أي أمعاءه

(معا أو فعل) اآلخر من غير ذلك (ما ال يستقر معه الحياة حرم) ألنهماكآلتين للصيد اشتركتا في عقره إحداهما جامعة للشروط دون االخرى، فإن الحل

مشروط بالموت بالتذكية، وهنا غير معلوم.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥٣ ب ٢ من أبواب الذبائح ح ١.

(٢٣٧)

Page 248: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ثم إن استقرار الحياة في هذه المسائل على ما اختاره المصنف وجماعةبمعناه الذي ذكروه والعلم به وجودا وعدما ممكن في العادة، وعلى ما عرفت

بمعنى الحركة القوية أو خروج الدم المعتدل ففي المسألة األخيرة بمعنى أنه اشتركمع الذبح فعل ال يبقى للمذبوح بعده حركة قوية وال دم معتدل لو ذبح بعده.

(وكل ما يتعذر ذبحه أو نحره من الحيوان إما الستعصائه أو لحصولهفي موضع يتعذر) فيه (الوصول إلى موضع التذكية وخيف فوته جاز

عقره بالسيوف، وكل ما يجرح) وحل إذا مات بذلك (وإن لم يصادفموضع الذكاة) كما عرفت غير مرة.

(وما يباع في أسواق المسلمين من الذبائح واللحوم حالل ال يجبالفحص عنه) سواء كان فيهم من يستحل ذبيحة الكتابي ومن ال يشترط في

التذكية ما شرطناه وغيرهم، وسواء علم إسالم من يؤخذ منه أو ال، لعموم الفتاوى،واألخبار كصحيح الفضالء (١) وحسنهم (٢) سألوا الباقر (عليه السالم) عن شراء

اللحم مناألسواق وال يدرون ما صنع القصابون؟ فقال: كل إذا كان في سوق المسلمين والتسأل عنه. مع أن عامة أهل األسواق في تلك األزمان كانوا من العامة. واستشكل

في التحرير (٣) إذا كان البائع معتقدا إلباحة ذبيحة الكتابي ثم استقرب المنع. وهوضعيف لما عرفت، لكنه موافق ألصل عدم التذكية الموجب للحرمة الذي اعتبرهاألصحاب فيما تقدم وفي اللحم والجلد المطروحين في الطرق. وما ذكرناه من

العموم يوافق أصل اإلباحة والطهارة خرج منه ما علم موته بال تذكية. ويمكن أنيكون اإلباحة من السوق تخفيفا من الشارع وامتنانا على المؤمنين، كما حكم

--------------------(١) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٣٢ ح ٤١٨٥.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٤ ب ٢٩ من أبواب الذبائح ح ١.(٣) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٩ س ١٥.

(٢٣٨)

Page 249: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بطهارة العامة مع كونهم من المنافقين الذين هم أشد الكفار كفرا لذلك.(وذكاة السمك إخراجه من الماء حيا) بل خروجه من الماء حيا

مع أخذه حيا كما سيظهر. (و) ال خالف في أنه (ال يشترط التسمية) كمانطقت به النصوص كحسن الحلبي سأل الصادق (عليه السالم) عن صيد الحيتان وإن لم

يسم، قال: ال بأس به (١).(ولو) لم يخرجه من الماء بل (وثب) وخرج منه بنفسه (فأخذه حيا

حل) اتفاقا كما في صحيح علي بن جعفر، سأل أخاه عن سمكة وثبت من نهرفوقعت على الجد من النهر فماتت هل يصح أكلها؟ قال: إن أخذتها قبل أن تموت

ثم ماتت فكلها وإن ماتت قبل أن تأخذها فال تأكلها (٢) (ولو) وثب ولم يأخذهبل (أدركه بنظره فاألقرب التحريم) وفاقا لألكثر، لنحو هذا الخبر، وقول

الصادق (عليه السالم) في حسن الحلبي: إنما صيد الحيتان أخذه (٣) وألبي بصير إنماصيد

الحيتان أخذها (٤). وخالفا للنهاية ونكتها (٥) لقول أمير المؤمنين (عليه السالم) فيخبر سلمة

ابن أبي حفص إذا أدركتها وهي تضطرب وتضرب بيديها وتحرك ذنبها وتطرفبعينها فهي ذكاتها (٦) واإلدراك في األخذ أظهر منه في اإلحساس وخبر عبد الله بن

بحر عن رجل عن زرارة، قال: قلت: السمك يثب من الماء فيقع على الشطفيضطرب حتى تموت، فقال: كلها (٧) ولعموم نحو " الحيتان ذكي " و " أحلت لنا "

و--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٦ ب ٣١ من أبواب الذبائح ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠١ ب ٣٤ من أبواب الذبائح ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٩ ب ٣٢ من أبواب الذبائح ح ٩.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٩ ب ٣٢ من أبواب الذبائح ح ٥.(٥) النهاية ونكتها: ج ٣ ص ٨٠.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٢ ب ٣٤ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٢ ب ٣٤ من أبواب الذبائح ح ٤.

(٢٣٩)

Page 250: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

" أحلت ميتتان ".(وال يشترط إسالم مخرجه) وفاقا للمشهور لألصل، والعمومات

والخصوصات وهي كثيرة: كخبر سليمان بن خالد سأل الصادق (عليه السالم) عنالحيتان

التي يصيدها المجوس، فقال: إن عليا (عليه السالم) كان يقول: الحيتان والجراد ذكي(١)

وصحيح الحلبي سأل الصادق (عليه السالم) عن صيد المجوسي للسمك آكله؟ فقال:ما كنت

آلكله حتى أنظر إليه (٢). واحتاط ابن زهرة (٣) باشتراطه وهو ظاهر المفيد (٤) وبهيشعر كالم االستبصار حيث اشترط أخذ المسلم له من الكافر حيا، لحسن عيسى

ابن عبد الله سأل الصادق (عليه السالم) عن صيد المجوسي؟ فقال: ال بأس إذا أعطوكهحيا

والسمك أيضا وإال فال يجوز شهادتهم إال أن تشهد (٥). وهو في الداللة علىالمشهور أظهر، وألن الصيد هنا ذكاة والكافر ليس أهال لها كما ورد به الخبر. وفيه:

منع كونه ذكاة حقيقة، فإن التذكية في العرف إنما هي الذبح، فيؤيده أنه جعل فيالنصوص ميتة مع اشتهارها فيها في غير المذكى، وقول أمير المؤمنين (عليه السالم)

حينسئل عن دم السمك: ال بأس بدم ما لم يذك (٦) (نعم يشترط اإلشراف عليه)

كما نطق به خبر الحلبي وغيره (فلو أخرجه مجوسي) أو كتابي أو غيرهما(والمسلم ينظر إليه ومات في يده حل للمسلم أخذه، وال يحل له ما

يجده في يده ميتا) وإن أخبر بأنه أخذه حيا، ألن شهادته ال تجوز كما نصعليه الخبر (٧) (إال أن يعلم أنه خرج من الماء حيا) بشهادة مسلم.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٨ ب ٣٢ من أبواب الذبائح ح ٤.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٨ ب ٣٢ من أبواب الذبائح ح ١.

(٣) الغنية: ص ٣٩٧.(٤) المقنعة: ص ٥٧٧.

(٥) االستبصار: ج ٤ ص ٦٤ ذيل الحديث ٢٢٨ و ح ٢٢٩.(٦) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٣٠ ب ٢٣ من أبواب النجاسات ح ٢.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٨ ب ٣٢ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٢٤٠)

Page 251: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويشترط) إتفاقا منا خالفا للشافعي (١) (أن يموت خارج الماء. فلوأخرجه حيا ثم أعاده إلى الماء ومات فيه لم يحل) كما في صحيح أبي

أيوب سئل الصادق (عليه السالم) عن رجل اصطاد سمكة فربطها بخيط وأرسلها فيالماء

فماتت أتؤكل؟ فقال: ال (٢). وفي خبر عبد الرحمن بن سيابة سأله عن السمك يصادثم يجعل في شيء ثم يعاد في الماء فيموت فيه، قال: ال تأكله، ألنه مات في الذي

فيه حياته (٣). (وإن كان ناشبا في اآللة) خالفا للحسن (٤) فأحل ما يموتفي حظيرة جعلت في الماء لصيد السمك. وصحيح محمد بن مسلم عن الباقر (عليه

السالم)" في رجل نصب شبكة في الماء ثم رجع إلى بيته وتركها منصوبة، فأتاها بعد ذلكوقد وقع فيها سمك فيموتن، فقال: ما عملت يده فال بأس بأكل ما وقع فيها " (٥)فليس نصا في الموت في الماء، لجواز أن يكون إذا أتاها وجدها نضب عنها الماءوماتت السمك فيها فيحكم بموتها بعد النضوب، لألصل والظاهر فيحل، لصدقاألخذ حيا، أو وجدها وقع فيها السمك ثم ماتت لما أخرج الشبكة، وبالجملةرآها حية وأنها ماتت خارج الماء فتحل قطعا. ومقصود السائل إنما هو السؤالعن أن مثل ذلك هل يعد في األخذ، على أن عود ضمير " فيها " إلى اليد أظهر

بالنظر إلى التأنيث، فيفيد أنه ال بأس بأكل ما وقع في اليد ثم مات وإن كان الوقوعأعم منه بواسطة الشبكة ونحوها. وخبر حماد بن عثمان عن الحلبي قال: سألت

عن الحظيرة من القصب يجعل في الماء للحيتان فيدخل فيها الحيتان فيموتبعضها فيها؟ فقال: ال بأس به، إن تلك الحظيرة إنما جعلت ليصاد فيها (٦) إنما تضمن

--------------------(١) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٤٠.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٠ ب ٣٣ من أبواب الذبائح ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٠ ب ٣٣ من أبواب الذبائح ح ٢.(٤) نقله عنه مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٦٤.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٣ ب ٣٥ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٣ ب ٣٥ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٢٤١)

Page 252: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نفي البأس عن الفعل دون األكل. وقول الباقر (عليه السالم) في خبر مسعدة بن صدقة:إذا

ضرب صاحب الشبكة بالشبكة فما أصاب فيها من حي أو ميت فهو حالل ما خال،ما ليس له قشر، وال يؤكل الطافي من السمك (١) يحتمل ما مات في الشبكة خارجالماء قبل األخذ باليد وما مات بعده. هذا مع ضعف األخيرين واحتمال الكل التقية.

(ولو نصب شبكة في الماء فمات فيها) في الماء (بعضه واشتبهبالحي حرم الجميع على رأي) وفاقا البني حمزة (٢) وإدريس (٣) لثبوت حرمة

ما مات في الماء، وعموم ما دل على وجوب االجتناب إذا اختلط الحاللبالحرام، وخصوص خبر عبد المؤمن أمر رجال، يسأل الصادق (عليه السالم) عن رجل

صادسمكا وهن أحياء ثم أخرجهن بعد ما مات بعضهن، فقال: ما مات فال تأكله، فإنهمات فيما كان فيه حياته (٤) فإنه يعم االشتباه. وخالفا للحسن (٥) والشيخ (٦)

والقاضي (٧) والمحقق (٨) لتلك األخبار (٩) وأصل الحل، وعموم البلوى. وسيأتيأن

جماعة منهم الصدوق (١٠) والمفيد (١١) اعتبروا - في السمكة تؤخذ فال يعلمذكاتها

وعدمها - الطفو على الماء وعدمه، فما طفا على ظهره فهو ميتة وما طفا على وجههفهو ذكي، فيتجه اعتبار ذلك هنا كما صرح به في الجامع للشرائع (١٢).

(ويباح أكله حيا على رأي) وقد تقدم الكالم فيه.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٣ ب ٣٥ من أبواب الذبائح ح ٤.(٢) الوسيلة: ص ٣٥٥.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٩٠.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٣ ب ٣٥ من أبواب الذبائح ح ١.

(٥) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٦٤.(٦) النهاية: ج ٣ ص ٨٣ - ٨٤.

(٧) المهذب: ج ٢ ص ٤٣٨.(٨) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٠٨.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٣ ب ٣٥ من أبواب الذبائح.(١٠) المقنع: ص ٤٢٣.(١١) المقنعة: ص ٥٧٧.

(١٢) الجامع للشرائع: ص ٣٨٦.

(٢٤٢)

Page 253: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو ضرب السمكة بآلة في الماء فصير حياتها غير مستقرة ثمأخرجها) قبل الموت (فاألقرب التحريم) ألن زوال االستقرار بمنزلة الموت

الذي ال يدرك معه ذكاة المذبوحات، فكذا ذكاة السمك. ويحتمل الحل لصدقالحي عليه وإخراجه حيا في الجملة.

(وذكاة الجراد أخذه) باليد أو اآللة (حيا، وال يشترط اإلسالم فيآخذه) لألصل، وعموم نحو قول أمير المؤمنين (عليه السالم): الجراد ذكي فكله (١)

خالفاالبن زهرة (٢) وظاهر المفيد (٣) كما تقدم في السمك. (وال التسمية) لذلك. (ولو

أخذه ميتا لم يحل) اتفاقا كما يظهر، ولصحيح علي بن جعفر سأل أخاه عنالجراد نصيبه ميتا في الصحراء أو في الماء أيؤكل؟ فقال: ال تأكله (٤).(وال يحل الدبى) كالعصى اتفاقا كما في الغنية (٥) (وهو الصغير منه إذا

لم يستقل بالطيران) كذا في الصحاح والديوان والنهاية األثيرية، وهو يشمل ماإذا نبتت له جناح صغير وهو المراد هنا كما نص عليه الفقهاء وسيظهر. والمشهور

عند اللغويين أنه الذي لم ينبت له جناح، وفي النهاية األثيرية، وقيل: هي نوعيشبه الجراد. ويوافقه خبر عمار عن الصادق (عليه السالم) في الذي يشبه الجراد، وهو

الذي يسمى الدبى ليس له جناح يطير به إال أنه يقفز قفزا أيحل أكله؟ قال: ال يحلذلك، ألنه مسخ (٦). وفي نظام الغريب أن الدبى من الجراد أول ما يظهر من بيضه،

وفوقه البرقان وهو أول ما يصفر ويظهر فيه خطوط، وفوقه المسح وهو ما ظهر فيهخطوط بيض وسود وصفر قبل ظهور حجم أجنحته، وفوقه الكتفان وهو ما ظهر

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٥ ب ٣٧ من أبواب الذبائح ح ٤.

(٢) الغنية: ص ٣٩٧.(٣) المقنعة: ص ٥٧٧.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٥ ب ٣٧ من أبواب الذبائح ح ١.(٥) الغنية: ص ٣٩٧ - ٣٩٨.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٦ ب ٣٧ من أبواب الذبائح ح ٧.

(٢٤٣)

Page 254: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حجم أجنحته فإذا بصرت موضعها رأيته شاخصا، وفوقه الغوغا بالمد والقصر وهوأول ما يظهر أجنحته ويصير أحمر إلى الغبرة ويستقل من األرض ويموج بعضه

في بعض وال يتوجه لجهة واحدة. وبأي معنى أخذ (فيحرم أكله لو أخذه)ويدل على الحرمة صحيح علي بن جعفر سأل أخاه (عليه السالم) عن الدبى من الجراد

أيؤكل؟ قال: ال يحل حتى يستقل بالطيران (١) ولخروجه عن اسم الجراد فيالعرف، ويؤيده قوله تعالى " والجراد والقمل " (٢) إن كان بمعنى الدبى كما هو أحد

األقوال. وزاد ابن إدريس أنه ليس من الصيد (٣) حينئذ.(ولو احترق الجراد في أجمة وغيرها قبل أخذه لم يحل وإن قصده

المحرق) فقد سئل الصادق (عليه السالم) في خبر عمار عن الجراد إذا كان في قراحفيحرق ذلك القراح فيحترق الجراد وينضج بتلك النار هل يؤكل؟ قال: ال (٤).

* * *--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٥ ب ٣٧ من أبواب الذبائح ح ١.(٢) األعراف: ١٣٣.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٩٦.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٦ ب ٣٧ من أبواب الذبائح ح ٥.

(٢٤٤)

Page 255: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(المقصد الخامس)(في األطعمة واألشربة) (١)

(وفيه فصالن):(األول حالة االختيار)(وفيه مطالب) خمسة:(األول حيوان البحر)

(ويحل منه السمك الذي له فلس خاصة، سواء بقي عليه كالشبوط)كسفود، ويخفف وهو بالشين المعجمة وبالمهملة لغة فيه، وهو دقيق الذنب عريض

الوسط لين المس صغير الرأس (أو ال، كالكنعت) وهو الكنعد كما فيالسرائر (٢) فقال حماد بن عثمان للصادق (عليه السالم): ما تقول في الكنعت؟ فقال:

ال بأسبأكله قال: فإنه ليس له قشر، فقال: بلى ولكنها سمكة سيئة الخلق تحتك بكل شيء،

وإذا نظرت في أصل أذنها وجدت لها قشر (٣).--------------------

(*) كذا في القواعد أيضا، ولم نعلم الوجه في جعل " األطعمة واألشربة " مقصدا من مقاصدكتاب الصيد والذبائح، وهو (قدس سره) أعلم بما صنع.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٩٩.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٦ ب ١٠ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢٤٥)

Page 256: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويحرم ما ال فلس له كالجري) بكسر الجيم والراء المهملة وشدهامع الياء في المشهور، وفي االنتصار (١) اإلجماع عليه، ويؤيده نحو

قول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر أبي سعيد: ال تشتروا الجريث وال المارماهيوال الطافي على الماء وال تبيعوه (٢) وقول الصادق (عليه السالم) في مرسل ابن فضال:

الجري والمارماهي والطافي حرام في كتاب علي (عليه السالم) (٣) واألخبار العامة(٤) في

حرمة ما ال قشر له.لكن في الصحيح أن زرارة سأل الباقر (عليه السالم) عن الجريث؟ فقال: " قل ال أجد

فيما اوحي إلي محرما على طاعم يطعمه " إلى آخر اآلية، ثم قال: لم يحرم اللهشيئا من الحيوان في القرآن إال الخنزير بعينه، ويكره كل شيء من البحر ليس له

قشر مثل الورق وليس بحرام إنما هو مكروه (٥).وأن محمد بن مسلم سأل الصادق (عليه السالم) عن الجري والمارماهي والزمير

وما ليس له قشر من السمك أحرام هو؟ فقال لي: يا محمد اقرأ هذه اآلية التيفي األنعام " قل ال أجد فيما اوحي إلي محرما " قال: فقرأتها حتى فرغت منها،فقال: إنما الحرام ما حرم الله ورسوله في كتابه، ولكنهم قد كانوا يعافون أشياء

فنحن نعافها (٦).فإن كان اإلجماع منعقدا على تحريمه لم يكن بد من حملها على التقية، وأن

المراد بالحرام ما قابل الفريضة بأحد معانيها وهو ما نص في الكتاب على تحريمه.ولعدم وجدان الخالف فيه قطع المصنف بحكمه.

--------------------(١) االنتصار: ص ١٨٦ - ١٨٧.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٣ ب ٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١٤.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٤ ب ٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١٥.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٩ ب ٨ من أبواب األطعمة المحرمة.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٤ ب ٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١٩.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٥ ب ٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢٠.

(٢٤٦)

Page 257: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والظاهر أن الجري هو الجريث وفي مكاسب السرائر (١): وأنهما اثنان، وهوموافق لبعض كتب اللغة، وفي بعضها أن الجريث هو المارماهي.

(وفي المارماهي والزمار) وهو الزمير كسكيت (والزهو) بالزاءالمعجمة قاله ابن إدريس، قال: ال قشر له وال هو سمك (٢) (روايتان) سمعتهمافي األولين. وأما الزهو فروى إسحاق صاحب الحيتان قال: خرجنا بسمك نتلقى

به أبا الحسن الرضا (عليه السالم) وقد خرجنا من المدينة وقد قدم هو من سفر له فقال:ويحك يا فالن لعل معك سمكا فقلت: نعم، يا سيدي جعلت فداك فقال: انزلوا ثمقال ويحك لعله زهو؟ قال: قلت: نعم، فأريته، فقال: اركبوا ال حاجة لنا فيه والزهو

سمك ليس له قشر (٣) فهي رواية الحرمة، وما تقدم يكفي في حله. وبإزائهماقوالن: فاألكثر ومنهم الشيخ في موضعين من النهاية (٤) الحرمة حتى أنه في

الحدود أوجب قتل مستحلها (٥) وفي االنتصار (٦) اإلجماع عليه، والقول اآلخرللشيخ في كتابي األخبار (٧) وموضع من النهاية بالكراهة.

(وال بأس بالربيثا) بفتح الراء وكسر الباء كذا في السرائر (٨). ففي صحيحمحمد بن إسماعيل، أنه كتب إلى الرضا (عليه السالم) اختلف الناس في الربيثا فما

تأمرنيبه فيها؟ فكتب (عليه السالم) ال بأس بها (٩) وفي الحسن عن عمر بن حنظلة قال:

حملت إليربيثا يابسة في صرة، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السالم) فسألته عنها، فقال: كلها

فلها--------------------

(١) السرائر: ج ٢ ص ٢٢٢.(٢) السرائر: ج ٣ ص ٩٩.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٧ ب ١١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٤) النهاية: ج ٢ ص ٩٩.

(٥) النهاية: ج ٣ ص ٣١٩.(٦) االنتصار: ص ١٨٦ - ١٨٧.

(٧) تهذيب األحكام: ج ٥ ذيل الحديث ١٤، االستبصار: ج ٤ ص ٥٩ ذيل الحديث ٢٠٦.(٨) السرائر: ج ٣ ص ٩٩.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٨ ب ١٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(٢٤٧)

Page 258: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

قشر (١) وعن حنان بن سدير، قال: أهدى الفيض بن المختار إلى أبي عبد الله (عليهالسالم)

ربيثا فأدخلها عليه وأنا عنده فنظر إليها فقال: هذه لها قشر فأكل منها، ونحن نراه (٢)(والطمر) بالطاء غير المعجمة المكسورة والميم الساكنة والراء غير المعجمة كذا

في السرائر (والطبراني) بالطاء غير المعجمة المفتوحة والباء بنقطة واحدة منتحتها المفتوحة والراء غير المعجمة كذا في السرائر (٣) (واإلبالمي) بكسر الهمزة

وبالباء بنقطة واحدة من تحتها المسكنة كذا في السرائر (٤). فعن محمد الطبري، أنهكتب إلى أبي الحسن (عليه السالم) سأله عن سمك يقال له اإلبالمي وسمك يقال له

الطبرانيوسمك يقال له الطمر، فكتب: كله ال بأس به وكتبت بخطي (٥).

(ويحرم) عندنا (السالحف والضفادع والرقاق) جمع رق بالكسروالفتح وهو دابة مائية تشبه التمساح أو ذكر السالحف أو كبيرها (والسرطان

وجميع حيوان البحر وإن كان جنسه حالال في البر) فقد قيل: ما من شيءفي البر إال ومثله في الماء (سوى السمك). وبخصوص ما هنا - عدا الرقاق -قول الكاظم (عليه السالم) في صحيح علي بن جعفر: ال يحل أكل الجري وال

السلحفاة والالسرطان، وسأله عن اللحم الذي يكون في أصداف البحر والفرات أيؤكل؟ فقال:

ذلك لحم الضفادع ال يحل أكله (٦).(ولو وجدت سمكة في بطن اخرى) اخذت حية (حلت على رأي)

الشيخين (٧) وجماعة، وحرمت عند ابن إدريس (٨) (ومنشأ الخالف عدم اليقين--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٧ ب ١٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣٧ ب ١٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٣) السرائر: ج ٣ ص ١٠٠.(٤) السرائر: ج ٣ ص ١٠٠.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٣١ ب ٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٩.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٢ ب ١٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٧) المقنعة: ص ٥٧٦، النهاية: ج ٣ ص ٧٩.(٨) السرائر: ج ٣ ص ١٠٠.

(٢٤٨)

Page 259: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بالشرط) للحل وهو األخذ حيا (واالستصحاب) للحياة إلى األخذ. ويؤيدهخبر السكوني أن عليا (عليه السالم) سئل عن سمكة شق بطنها فوجد فيها سمكة،

قال: كلهاجميعا (١). ومرسل أبان قيل للصادق (عليه السالم): رجل أصاب سمكة وفي جوفها

سمكة،قال: يؤكالن جميعا (٢).

(ولو وجدت سمكة في جوف حية قيل) في النهاية (٣) (حلت إن لمتنسلخ) لخبر أيوب بن أعين، قال للصادق (عليه السالم): جعلت فداك ما تقول في حيةابتلعت سمكة ثم طرحتها وهي حية تضطرب أفآكلها؟ فقال (عليه السالم): إن كانت

فلوسهاقد تسلخت فال تأكلها، وإن لم تكن تسلخت فكلها (٤) وهو كما ترى صريح في

حياة السمك، والشيخ أطلق ولعل القيد مراده. ثم إن اعتبرنا األخذ فمعنى الخبركلها، إذا أخذتها، ولعل النهي عن أكلها مع التسلخ لتأثير السم فيها. (والوجه

التحريم) في المسألتين كما في السرائر (٥) (إال أن يأخذها حية) فإن ذلكذكاتها. ولكن هل أخذ المبتلع من الحية أو السمكة أخذ لما في بطنه حتى أن أخذه

حين ابتالعه سمكة حية حل ما في بطنه؟ وجهان.(والطافي) من السمك (حرام) باالتفاق، والنصوص كما تقدم من خبر

مسعدة بن صدقة (٦) وصحيح الحلبي سأل الصادق (عليه السالم) عما يوجد منالسمك

طافيا على الماء أو يلقيه البحر ميتا، فقال: ال تأكله (٧) (وهو) كما فهم من هذا--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٤ ب ٣٦ من أبواب الذبائح ذيل الحديث ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٤ ب ٣٦ من أبواب الذبائح ح ١.

(٣) النهاية: ج ٣ ص ٧٩.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٢ ب ١٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ١٠٠.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٠ ب ١٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٠ ب ١٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢٤٩)

Page 260: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الخبر وغيره (ما يموت في الماء سواء كان) موته (بسبب كسخونة الماء)وبرودته (وضرب العلق) أي نشوب نحو الشبكة أو آلة البكر أو تلك الدويبة(أو بغيره) أو حتف أنفه خالفا ألبي حنيفة (١) فأحل ما مات بسبب. وذكر

الصدوق (٢) والمفيد (٣) والسيد (٤) والسالر (٥) وبنو حمزة (٦) وإدريس (٧)وسعيد (٨)

والمصنف في التحرير (٩): أنه إذا وجد سمكة وال يدري أذكية هي أم ال، فليعتبرهافإن طفت على الماء مستلقية على ظهرها فهي غير ذكية، وإن طفت عليه علىوجهها فهي ذكية. قال السيد: ويجب على هذا االعتبار أن يقول: أصحابنا في

السمك الطافي على الماء أنه ليس بمحرم على اإلطالق بل يعتبرونه بما ذكرناه،فإن وجدوا طافيا على ظهره أو وجهه عملوا بحسب ذلك، واستدل عليه

باإلجماع (١٠). وقال ابن زهرة: يعتبر في السمك بطرحه في الماء فإن رسب فهوذكي وإن طفا فهو ميت (١١) فاستدل عليه باإلجماع.

(وكذا) يحرم (ما يموت في الشبكة الموضوعة في الماء أوالحظيرة) الموضوعة (فيه) وقد مر الكالم فيهما.

(والجالل) منه (حرام) كهو من غيره (وهو ما يأكل العذرة) ال غير(إال أن يستبرأ بجعله في الماء يوما وليلة) كما عند األكثر، لخبر يونس بن

عبد الرحمن سأل الرضا (عليه السالم) عنه فقال: ينتظر به يوم وليلة (١٢) واكتفىالصدوق (١٣)

--------------------(١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ٦٥.

(٢) المقنع: ص ٤٢٣.(٣) المقنعة: ص ٥٧٧.

(٤) االنتصار: ص ١٨٨.(٥) المراسم: ص ٢٠٧.(٦) الوسيلة: ص ٣٥٥.

(٧) السرائر: ج ٣ ص ١٠٠.(٨) الجامع للشرائع: ص ٣٨٦.

(٩) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٠ س ٣٠.(١٠) االنتصار: ص ١٨٨.

(١١) الغنية: ص ٤٠١.(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.

(١٣) المقنع: ص ٤٢١.

(٢٥٠)

Page 261: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والشيخ (١) بيوم إلى الليل لرواية الجوهري (٢) و (يطعم فيها) أي فيالمدة المذكورة (علفا طاهرا باألصالة) وإن تنجس بالعرض (على

إشكال): من إطالق الخبر وأن أكله ليس من الجلل فيكفي في زواله، ومناالحتياط واالستصحاب وإطالق األصحاب العلف الطاهر وهو حقيقة فيما ليس

بنجس ذاتا وال عرضا.(والبيض تابع) في الحل والحرمة للحيوان (فإن اشتبه بيض المحلل

بالمحرم اكل الخشن خاصة) كذا ذكره أكثر األصحاب، ولم أقف على مستنده،ولعلهم استندوا إلى خبر أو تجربة. ثم األكثر أطلقوا أنه يؤكل من بيض السمك

الخشن دون األملس، وفهم منه ابن إدريس أن بيض ما حل منها إذا انقسمتإلى خشن وأملس اكل الخشن خاصة، فقال: ال دليل على صحة هذا القول من

كتاب وال سنة وال إجماع، وال خالف أن جميع ما في بطن السمك طاهر، ولوالكان ذلك صحيحا لما حلت الصحناة (٣) وفهم منه المصنف والمحقق (٤) أنه عند

االشتباه يعتبر بذلك.(ويجوز صيد السمك بالنجس كالدم والعذرة والميتة) لألصل، وإن

حرمنا استعمال الميتة بأنواعه لم يحرم السمك المصيد بها.(ولو قذفه البحر حيا أو نضب عنه حيا وأدرك ففي أكله إشكال)قد تقدم (أقربه اشتراط أخذه حيا) لما مر، وسأل عمار بن موسى

الصادق (عليه السالم) عن الذي ينضب عنه الماء من سمك البحر، قال: ال تأكله (٥)وروى

محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السالم) قال: ال يؤكل ما نبذه الماء من الحيتان ومانضب

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٧٩.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٧.(٣) السرائر: ج ٣ ص ١١٣.

(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢١٨.(٥) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٨٠ ح ٣٤٥.

(٢٥١)

Page 262: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الماء عنه فذلك المتروك (١).(ولو ذبح حيوان البحر) ما يشبه منه ما ال يقبل التذكية من حيوان البر

(مثل كلبه و) ما يشبه ما يقبلها منه مثل (فرسه و) ما ال يشبه شيئا منهما(غيرهما لم يحل) أكله اتفاقا لما مر من حرمة ما سوى السمك، ولكن جميعذلك يقبل التذكية إن كانت له نفس سائلة حتى كلبه وخنزيره، فيطهر ويجوز

استعماله في غير األكل للعموم.(المطلب الثاني في حيوان البر)

(وهو إما إنسي أو وحشي، فاألول يحل منه اإلبل والبقر والغنم)بإجماع المسلمين وكره الحلبي (٢) اإلبل والجاموس (ويكره الخيل والبغال

والحمير األهلية) صفة للثالثة (وأدونها) كراهة (الخيل ثم الحمير)وأشدها البغال.

هذا هو المشهور، لألصل، والنصوص من اآلية (٣) واألخبار، كصحيح محمدابن مسلم، أنه سأل الباقر (عليه السالم) عن سباع الطير والوحش حتى ذكر له القنافذ

والوطواط والحمر والبغال والخيل، فقال: ليس الحرام إال ما حرم الله في كتابه،وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم خيبر عن أكل لحوم الحمير وإنما نهاهم

من أجلظهورهم أن يفنوه، وليست الحمر بحرام، ثم قال: إقرأ هذه اآلية: " قل ال أجد فيما

أوحي إلي " اآلية (٤). لكن إن عمل بظاهره حلت القنافذ وسائر ما ذكر فيه، وإن أولالحرام بما نص في الكتاب على تحريمه لم يفد المطلوب. وخبر آخر له، أنه سألهعن لحوم الخيل والبغال، فقال: حالل ولكن الناس يعافونها (٥) وحسنه مع زرارة

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٢ ب ١٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.

(٢) الكافي في الفقه: ص ٢٧٩.(٣) النحل: ٨.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٧ ب ٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٦ ب ٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(٢٥٢)

Page 263: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

سأاله (عليه السالم) عن لحم الحمير األهلية، فقال: نهى رسول الله (صلى الله عليهوآله) عن أكلها يوم خيبر

وإنما نهى عن أكلها ألنها كانت حمولة الناس وإنما الحرام ما حرمه الله عز وجلفي القرآن (١) وأخبار تحليل ألبان األتن كحسن العيص، سأل الصادق (عليه السالم)

عنشرب ألبان األتن، فقال: ال بأس بها (٢).

وحرم المفيد (٣) الحمير والبغال والهجن من الخيل وجعلها مما ال تقع عليهالذكاة، ألخبار النهي كصحيح ابن مسكان، سأل الصادق (عليه السالم) عن لحوم

الحمير،فقال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أكلها يوم خيبر (٤) وسأله عن أكل

الخيل والبغال،فقال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها، فال تأكلها إال أن تضطر إليها (٥)

وصحيح سعد بنسعد األشعري، سأل الصادق (عليه السالم) عن لحوم البراذين والخيل والبغال، فقال:ال تأكلها (٦). وحملت على الكراهة جمعا. وحرم الحلبي البغل (٧). ثم ما ذكر منكون البغل أشد من الحمار هو المشهور، واستدلوا له بتركبه من كراهتين. وقيل (٨)

بالعكس لخفة كراهة أحد أبوي البغل، وهو أظهر، واألولى االستدالل له بكثرةأخبار النهي عن الحمار.

(ويحرم ما عداها من الكلب والسنور وسائر الحشرات) - أي جميعهافهو أحد استعمالي سائر، وإن أنكره المحققون - وأراد منها ما يعم اإلنسية منها

والوحشية، والظاهر االتفاق على حرمتها (كالحية والفأرة والعقرب--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٢ ب ٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٨٩ ب ٦٠ من أبواب األطعمة المباحة ح ٣ وفيه: " اشربها " بدل

" ال بأس بها ".(٣) المقنعة: ص ٧٦٨.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٣ ب ٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٥ ب ٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٦ ب ٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥ وفيه: " عن

الرضا (عليه السالم) ".(٧) الكافي في الفقه: ص ٢٧٧.

(٨) السرائر: ج ٣ ص ٩٨.

(٢٥٣)

Page 264: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والخنافس وبنات وردان والصراصر والجرذان والقنفذ والضب واليربوعوالذباب والقمل والنمل والبراغيث والوبر) بالسكون دويبة كالسنور أو أكبر

أو أصغر لها ذنب يشبه ألية الغنم ولذا يسمى بغنم بني إسرائيل، قال في الخالف:سوداء أكبر من ابن عرس تأكل وتجتر (١). قلت وما في الفقيه عن النبي (صلى الله

عليه وآله) كلشيء يجتر فسؤره حالل ولعابه حالل (٢) فإن سلم فإما أن يستثنى منها الوبر أو

المراد لعابه الذي يدخل في سؤره ويستهلك به. (والفنك) بالتحريك دويبةفروها من أحسن الفراء تجلب كثيرا من بالد الصقالبة. (والسمور والسنجاب

والعظايا واللحكة) كهمزة، قال الجوهري: أظنها مقلوبة من الحلكة (٣) ويقاللها: اللحكا والحلكا بالقصر والمد وهي دويبة زرقاء تبرق يشبه العظاية تغوص في

الرمل كما يغوص طير الماء في الماء. أما ما كان منها من المسوخ فيدل علىحرمته نحو قول الكاظم (عليه السالم) في خبر الحسين بن خالد: قد حرم الله عز وجل

لحوم األمساخ (٤). وأما غيرها فإن كان مما يستخبث أمكن التمسك فيه بقولهتعالى " ويحرم عليكم الخبائث " (٥) وعن أبي حمزة قال: سأل أبو خالد الكابلي

علي بن الحسين (عليهما السالم) عن أكل لحم السنجاب والفنك والصالة فيهما، فقالأبو

خالد: إن السنجاب يأوي إلى األشجار، قال: فقال: إن كان له سبلة كسبلة السنوروالفأرة فال يؤكل لحمه وال تجوز الصالة فيه، ثم قال: أما أنا فال آكله وال أحرمه (٦).

(والثاني) وهو الوحشي، وكأنه ال خالف في أنه (يحل منهالبقر والكباش الجبلية والغزالن واليحامير) جمع يحمور وهي دابة لها قرنان

طويالن كأنهما منشاران ربما نشرت بهما األشجار، قيل: إنها--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ٧٧ المسألة ٧.(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ١ ص ٨ ح ٩.

(٣) الصحاح: ج ٤ ص ١٦٠٦.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣١٣ ب ٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(٥) األعراف: ١٥٧.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٣ ب ٤١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢٥٤)

Page 265: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اليامور (١) وهي من أنواع البقر الوحشية، وقيل: إنه حمار الوحش (٢) (والحمر) إالأن ابن إدريس كره الحمار (٣) (و) هي خيرة التحرير (٤) لمكاتبة أبي الحسن (٥).

(يحرم السباع كافة) اتفاقا (و) السبع (هي ما كان له ناب أو ظفريفرس به وإن كان ضعيفا) فقال الصادق (عليه السالم) في صحيح (٦) داود بن فرقد

وحسنه (٧): كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير حرام، وقال النبي (صلى اللهعليه وآله) في

حسن الحلبي: كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير حرام، وقال ال تأكل منهشيئا (٨) وقال الصادق (عليه السالم) لسماعة: السبع كله حرام وإن كان سبعا ال ناب

له (٩)وفي صحيح الحلبي: ال يصلح أكل شيء من السباع، إني ألكرهه وأقذره (١٠) فالسبع

القوي (كاألسد والنمر والفهد والذئب، و) الضعيف نحو (الثعلب والضبعوابن آوى). وأباح الشافعي الثعلب والضبع (١١) وألصحابه عن ابن آوى

وجهان (١٢) وكره أبو حنيفة الضبع (١٣). (وكذا يحرم األرنب) عندنا فقد ورد فياألخبار أنه مسخ وقد عد في السباع (١٤) (وابن عرس) ألنه إما من الحشرات

أو السباع، وللعامة فيه وجهان (١٥) (والخنزير والسنور الوحشي) ألنه منالسباع وأباحه مالك وأحمد في رواية وبعض الشافعية (١٦).

--------------------(١) لم نعثر عليه.

(٢) الصحاح: ج ٢ ص ٦٣٧.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٩٨.

(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٥٩ س ٣٢.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢١ ب ٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٨.

(٦) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٨ ح ١٦١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٠ ب ٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٠ ب ٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٠ ب ٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢١ ب ٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.(١١) المجموع: ج ٩ ص ٩.

(١٢) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٣٩.

(١٣) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٣٩.(١٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣١٥ ب ٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١١.

(١٥) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٤٠.(١٦) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٦٧.

(٢٥٥)

Page 266: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(المطلب الثالث في الطير)(ويحرم منه) عندنا (كل ذي مخالب) لنحو ما مر من الخبرين (١)

(سواء قوي به على الطائر - كالبازي والصقر والعقاب والشاهين والباشق- أو ضعف كالنسر والرخمة) محركة هي األنوق، ويشبه النسر خلقة.

(والبغاث) مثلثة طائر أغبر دون الرخمة، أو شرار الطير التي ال تمتنع وال تصيد.(وأما الغراب فيحرم منه األسود الكبير) الشديد السواد (الذي يسكن

الجبال ويأكل الجيف واألبقع) لخبر أبي يحيى الواسطي سئل الرضا (عليه السالم) عنالغراب األبقع، فقال: إنه ال يؤكل ومن أحل لك األسود؟ (٢) وألنهما يأكالن الجيف

فيستخبثان، ألنهما من سباع الطير كما يقال.(وأما الزاغ وهو غراب الزرع) وهو أسود صغير قد يكون محمر المنقار

والرجلين لطيف الشكل حسن المنظر، ويقال له غراب الزيتون، وفي عجائبالمخلوقات: إنه األسود الكبير (٣). (والغداف وهو أصغر منه أغبر اللون

كالرماد) كذا في المبسوط (٤) والخالف (٥) والشرائع (٦) وفي المحيط والمجملوالمفصل وشمس العلوم أنه الغراب الضخم، وفي الصحاح والديوان والمغربوغيرها أنه غراب الغيظ، قال في المغرب ويكون ضخما وافر الجناحين وفي

العين والمعرب المهمل أنه غراب الغيظ الضخم الوافي الجناحين، وفي األساسوالسامي والمهذب والخالص: إنه غراب األسود، وفي التحرير (٧) والسرائر (٨) أنه

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٠ ب ٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١ و ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٩ ب ٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٣) عجائب المخلوقات (حياة الحيوان): ج ٢ ص ٢٧٧ وفيه: " الغراب " بدل " األسود ".

(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨١.(٥) الخالف: ج ٦ ص ٨٥ المسألة ١٥.

(٦) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٠.(٧) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٠ س ١٣.

(٨) السرائر: ج ٣ ص ١٠٣.

(٢٥٦)

Page 267: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الكبير األسود الذي يأكل الجيف ويفرس ويسكن الخربان، والمراد هنا المعنىاألول ألن فيه الخالف (ففي تحريمهما خالف) ففي الخالف استظهر حرمة

الغربان بأنواعها، إلجماع الفرقة، وعموم األخبار في تحريم الغراب (١) ووافقهالقاضي (٢) والمصنف في المختلف، ويدل عليه قول الكاظم (عليه السالم) في صحيح

أخيهعلي بن جعفر: ال يحل شيء من الغربان زاغ وال غيره (٣). وفي النهاية (٤) وكتابي

األخبار (٥) كرهه مطلقا لقول أحدهما (عليهما السالم) في خبر زرارة: أن أكلالغراب ليس

بحرام إنما الحرام ما حرم الله في كتابه، ولكن األنفس تتنزه عن كثير من ذلكتقززا (٦). وحرم ابن إدريس ما عدا غراب الزرع (٧) وهو خيرة التحرير (٨).

(ويحرم كل ما) لم يكن له دفيف أو (كان صفيفه أكثر من دفيفه، ولوتساويا أو كان الدفيف أكثر لم يحرم) لقول الباقر (عليه السالم) في صحيح زرارة: كلما دف، وال تأكل ما صف (٩) قال في الفقيه (١٠) ونحوه قول الصادق (عليه السالم)

في خبر ابن أبييعفور (١١) وفي حديث آخر إن كان الطير يصف ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه

اكل، وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه فال يؤكل (١٢) وفي خبر سماعة قال الصادق(عليه السالم)

وكل ما صف وهو ذو مخلب فهو حرام والصفيف كما يطير البازي والصقر والحدأة--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ٨٥ المسألة ١٥.(٢) المهذب: ج ٢ ص ٤٢٩، نسبه إلى الكراهة.

(٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٨٨.(٤) النهاية: ج ٣ ص ٨٢.

(٥) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ١٩ ذيل الحديث ٧٣، االستبصار: ج ٤ ص ٦٦ ذيل الحديث ٢٣٨.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٢٨ ب ٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٧) السرائر: ج ٣ ص ١٠٣.(٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٠ س ١٢.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٦ ب ١٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(١٠) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٢١ ح ٤١٤٦.

(١١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٧ ب ١٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٧ ب ١٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٢٥٧)

Page 268: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وما أشبه ذلك، وكل ما دف فهو حالل (١) والحكم قطع به األصحاب.(ويحرم) باالتفاق كما يظهر (ما ليس له قانصة) وهي في الطير بمنزلة

المصارين في غيرها، وفي المحيط هنة في بطن الطائر وفي األساس هنة كأنهاحجر في بطن الطائر (٢). (وال حوصلة) بتخفيف الالم وتشديدها، وهي لها

كالمعدة لغيرها. ويظهر من بعض كتب اللغة (٣) اتحادها مع القانصة.(وال صيصية) بالتخفيف وهي الشوكة التي خلف رجلها خارجة عن كفها، وهي

لها بمنزلة اإلبهام لإلنسان (ويحل ما له أحدها إذا لم ينص على تحريمه)لقول الصادق (عليه السالم) البن سنان في الصحيح: ال تؤكل ما لم تكن له قانصة (٤)

ولسماعة والحوصلة والقانصة يمتحن بهما من الطير ما ال يعرف طيرانه وكل طيرمجهول (٥) ولمسعدة بن صدقة كل من الطير ما كانت له قانصة وال مخلب له وسأله

عن طير الماء فقال: مثل ذلك (٦) والبن بكير كل من الطير ما كانت له قانصة أوصيصية أو حوصلة (٧) والبن أبي يعفور كل ما كانت له قانصة (٨) وقول الباقر (عليه

السالم)لزرارة في الحسن وقد سأله عما يؤكل من الطير كل ما دف وال تأكل ما صف (٩)قال فطير الماء؟ قال: ما كانت له قانصة فكل وما لم تكن له قانصة فال تأكل (١٠)

ولعل تخصيص طير الماء بالسؤال مع أنه (عليه السالم) عمم الحكم أولى كما عمم في--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٦ ب ١٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٢) أساس البالغة: ص ٥٢٤ (مادة قنص).

(٣) لسان العرب: ج ٧ ص ٨٢ (مادة قنص).(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٦ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٦ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٦ ب ١٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(٢٥٨)

Page 269: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

السؤال أنه ال يعرف في الغالب طيران طير الماء، وفي خبر سماعة الذي سمعتبعضه فكل اآلن من طير البر ما كان له حوصلة، ومن طير الماء ما كان له قانصة

كقانصة الحمام ال معدة كمعدة اإلنسان (١) ولعل التفصيل لكون الغالب ذلك أولكون

القانصة في طير الماء أظهر والحوصلة في غيرها، ولذا نص على التعميم فيما سمعتهمنه. وتخصيص القانصة في بعض األخبار (٢) والنهي عن أكل ما ليست له لعله لتالزم

الثالثة ولو غالبا. وخبر مسعدة (٣) يدل على اشتراط الحل بانتفاء عالمة التحريم.(ويحرم أيضا الخشاف) وهو لغة في الخفاش وهو الوطواط نص عليه

جماعة منهم الشيخ (٤) والقاضي (٥) وابن إدريس (٦) والمحقق (٧) وحكى ابنإدريس

اإلجماع عليه، ويدل عليه ما دل على أنه مسخ وما دل على حرمة ما كان صفيفهأكثر. (والطاووس) لقول الرضا (عليه السالم) في خبر سليمان بن جعفر: الطاووس اليحل أكله وال بيضه (٨) وفي خبر آخر له: الطاووس مسخ، كان رجال جميال فكابرامرأة رجل مؤمن تحبه فوقع بها ثم راسلته بعد ذلك فمسخهما الله تعالى طاووسين

انثى وذكرا فال يؤكل لحمه وال بيضه (٩). (والزنابير والبق) لكونهما منالحشرات، ولورود الخبر بكون الزنبور مسخا (١٠) ولالستخباث على ما قيل (١١).

(وبيض ما يحرم أكله، ال) بيض (ما يحل) فإنه حالل، باالتفاق فيهما كما--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٤) النهاية: ج ٣ ص ٨٢.

(٥) المهذب: ج ٢ ص ٤٢٩.(٦) السرائر: ج ٣ ص ١٠٤.

(٧) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢١.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣١٣ ب ٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣١٤ ب ٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣١٤ ب ٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٧.(١١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٠ س ٢١.

(٢٥٩)

Page 270: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

هو الظاهر، وقال الصادق (عليه السالم) في خبر ابن أبي يعفور: إن البيض إذا كان ممايؤكل

لحمه ال بأس بأكله فهو حالل (١) وفي خبر داود بن فرقد: كل شيء يؤكل لحمهفجميع ما كان منه من لبن أو بيض أو إنفحة فكل ذلك حالل طيب (٢). (ولو اشتبه

حرم ما اتفق طرفاه دون ما اختلفا) قطع به األصحاب، لنحو قول أحدهما فيصحيح محمد بن مسلم: إذا دخلت أجمة فوجدت بيضا فال تأكل منه إال ما اختلفطرفاه (٣) وقول الصادق (عليه السالم) البن سنان في الصحيح وسأله عن بيض طير

الماء: ماكان منه مثل بيض الدجاج يعني على هيئته فكل (٤) وقول الباقر (عليه السالم) لزرارة:

مااستوى طرفاه فال تأكل وما اختلف طرفاه فكل (٥).

(ويكره الهدهد) لقول الكاظم (عليه السالم) لعلي بن جعفر في الصحيح: ال يؤذىوال يذبح، فنعم الطير هو (٦) وقول الرضا (عليه السالم) في خبر سليمان الجعفري:

نهىرسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قتل الهدهد والصرد والصوام والنحلة (٧) واألخبار

كلها إنماتضمنت النهي عن قتله سواء بقي على ظاهره من التحريم، أو أول بالكراهة، لعدم

ثبوت الحرمة بأخبار اآلحاد بدون ضميمة فتوى األصحاب فال يثبت بها حرمةاألكل وال يبعد الكراهة احترازا عن القتل. (والخطاف على رأي) وفاقا

للمحقق (٨) ألنه يدف، وقال الصادق (عليه السالم) في خبر عمار: هو مما يؤكل (٩)مع خبر

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٥ ب ٢٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٧.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩ ب ٤٠ من أبواب األطعمة المباحة ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٧ ب ٢٠ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٨ ب ٢٠ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢ وفيه: " خلقته "بدل " هيئته ".

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٨ ب ٢٠ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٨ ب ٤٠ من أبواب الصيد ح ١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٩ ب ٤٠ من أبواب الصيد ح ٣.

(٨) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢١.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٨ ب ٣٩ من أبواب الصيد ح ٦.

(٢٦٠)

Page 271: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحسين بن داود الرقي قال: بينما نحن قعود عند أبي عبد الله (عليه السالم) إذ مر رجلبيده

خطاف مذبوح، فوثب إليه أبو عبد الله (عليه السالم) حتى أخذه من يده ثم رمى به، ثمقال:

أعالمكم أمركم بهذا أم فقيهكم؟ لقد أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله (صلى اللهعليه وآله)

نهى عن قتل الستة النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف (١) ولقولالصادق (عليه السالم) في خبر عمار: خرء الخطاف ال بأس به، وهو مما يحل أكله،

ولكنكره أكله، ألنه استجار بك وآوى في منزلك، وكل طير يستجير بك فأجره (٢).وحرمه الشيخ في النهاية (٣) وابنا إدريس (٤) والبراج (٥) ألخبار النهي، وضعف

خبري عمار، مع احتمال األول لإلنكار. (والفاختة) لقول الصادق (عليه السالم): إنهاطائر شوم يقول فقدتكم (٦) وهو ضعيف سندا وداللة. (والقبرة) وهي القنبرة

لنحو قول الرضا (عليه السالم) في خبر سليمان الجعفري: ال تأكلوا القنبرة وال تسبوهاوال

تعطوها الصبيان يلعبون بها، فإنها كثيرة التسبيح لله تعالى، وتسبيحها لعن اللهمبغضي آل محمد (٧). (والحباري) على رواية شاذة كذا في التحرير (٨)

والسرائر (٩) وقال الصادق (عليه السالم) في صحيح ابن سنان: إن كانت له قانصةفكل (١٠)

وفي صحيح كردين المسمعي: وددت أن عندي منه فآكل منه حتى أمتلئ (١١) وقالالكاظم (عليه السالم) في خبر نشيط بن صالح: ال أرى بأكل الحباري بأسا، وأنه جيد

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٧ ب ٣٩ من أبواب الصيد ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٨ ب ٣٩ من أبواب الصيد ح ٥.

(٣) النهاية: ج ٣ ص ٨٢.(٤) السرائر: ج ٣ ص ١٠٤.

(٥) المهذب: ج ٢ ص ٤٢٩.(٦) وسائل الشيعة: ج ٨ ص ٣٨٦ ب ٤١ من أبواب أحكام الدواب ح ٢، نقال بالمعنى.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٤٩ ب ٤١ من أبواب الصيد ح ١.(٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٠ س ١٦.

(٩) السرائر: ج ٣ ص ١٠٣.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٠ ب ٢١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٠ ب ٢١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

Page 272: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٦١)

Page 273: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

للبواسير ووجع الظهر، وهو مما يعين على كثرة الجماع (١). (وأغلظ منه) أيالحباري (كراهة الصرد) مهمل الحروف كرطب طائر فوق العصفور يصيد

العصافير، قال نضر بن شميل: ضخم الرأس ضخم المنقار، له برثن عظيم أبقع نصفهأسود ونصفه أبيض، ال يقدر عليه أحد، وهو شرير النفس، شديد النقرة، غذاؤه مناللحم، وله صفير مختلف يصفر لكل طائر يريد صيده بلغته فيدعوه إلى التقرب منهفإذا اجتمعن إليه شد على بعضهن، وله منقار شديد فإذا نقر واحدا قده من ساعته

وأكله، ومأواه األشجار ورؤوس التالع وأعالي الحصون (٢) قيل: ويسمى المجوفلبياض بطنه، واألخطب لخضرة ظهره، واألخيل الختالف لونه (٣) وقال الصنعاني: إنه

يسمى السميط (٤) مصغرا. (والصوام) بضم الصاد وتشديد الواو، وهو طائر أغبراللون طويل الرقبة أكثر ما يبيت في فيء النخل، كذا في السرائر (٥) والتحرير (٦).

(والشقراق) بكسر الشين المعجمة والقاف وتشديد الراء كطرماح، وربمافتح الشين والكسر أقيس، لفقد فعالل بالفتح في األوزان، وجاء بتخفيف القافوتثليث الشين، وربما قيل: شرقراق وهو طائر أخضر مليح بقدر الحمام خضرته

حسنة مشبعة في أجنحته سواد ويكون مخططا بحمرة وخضرة وسواد، قالالجاحظ: إنه ضرب من الغربان (٧). وشدة كراهتها بالنسبة إلى الحباري لوجودصريح النهي عن قتلها. أما الصرد والصوام فسمعت خبرهما، وأما الشقراق فقال

الصادق (عليه السالم) في خبر عمار: كره قتله لحال الحيات قال: وكان النبي (صلىالله عليه وآله) يوما

يمشي فإذا بشقراق قد انقض فاستخرج من خفه حية (٨).--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٠ ب ٢١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٢) حياة الحيوان: ج ١ ص ٦١٢.

(٣) المصباح المنير: ص ٣٣٨.

(٤) المصباح المنير: ص ٣٣٨.(٥) السرائر: ج ٣ ص ١٠٣.

(٦) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٠ س ١٧. ليس فيهما لفظة فيء.(٧) لم نعثر عليه ونقله عنه في حياة الحيوان: ج ١ ص ٦٠٥ (مادة شقراق).

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٥١ ب ٤٣ من أبواب الصيد ح ١.

(٢٦٢)

Page 274: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال بأس بالحمام كله) لدخول الكل في العمومات، وقال الصادق (عليه السالم)لداود الرقي: ال بأس بركوب البخت، وشرب ألبانها، وأكل لحومها، وأكل الحمام

المسرول (١) (كالقماري) وهي جمع قمري وهو منسوب إلى قمر، بلدة تشبهالجص لبياضها حكاه السمعاني (٢) عن المجمل، وقال: وأظن أنها من بالد مصر

ولم أره فيه، وإنما رأيت في تهذيب الجمل البن المظفر: أنه منسوب إلى طير قمر،وهو كما يحتمل توصيف الطير بالقمر جمع أقمر، كما قيل في المحيط وغيره: إنه

إنما سمي به ألنه أقمر اللون، قيل: إن القمري هو األزرق (٣) (والدباسي) جمعدبسي بضم الدال وهو األحمر بلون الدبس بكسر الدال قسم من الحمام البري،

وقيل هو ذكر اليمام (٤).(والورشان) بكسر الواو وإسكان الراء وإعجام الشين جمع ورشان

بالتحريك، والمعروف أنه ذكر القماري، وقيل طائر يتولد بين الفاختة والحمامة (٥).(وكذا ال بأس بالحجل) بالتحريك وهو القبج أو ذكره أو نوع منه (والدراج)

كالرمان (والقبج) وليس في بعض النسخ وهو معرب (والقطا) وهو طائريسمى باسم صوته (والطيهوج) بالفتح شبيه بالحجل الصغير غير أن عنقه

ومنقاره ورجليه حمر وما تحت جناحه أسود وأبيض (والكروان) بكسر الكافوإسكان الراء جمع كروان وهو طائر يشبه البط أو الدجاج، قيل سمي بضد فعله،

ألنه ال ينام بالليل (٦) (والصعو) جمع صعوة من صغار العصافير أحمر الرأس(والكركي والدجاج والعصافير) لدخول جميع ذلك في العمومات من غير

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧١ ب ٣٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢) األنساب للسمعاني: ج ٤ ص ٥٤١.(٣) مجمع البحرين: ج ٤ ص ١٥٨ (مادة ورش).

(٤) لسان العرب: ج ٦ ص ٧٦.(٥) لم نعثر عليه.

(٦) حياة الحيوان: ج ٢ ص ٢٤٨.

(٢٦٣)

Page 275: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

معارض، وقال النبي (صلى الله عليه وآله) في مرسل السياري (١) وخبر علي بنالنعمان: من سره

أن يقل غيظه فليأكل لحم الدراج (٢) وعنه (عليه السالم): من اشتكى فؤاده وكثر غمهفليأكل

الدراج (٣) وقال الكاظم (عليه السالم) في خبر محمد بن حكيم: أطعموا المحموملحم

القباج، فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا (٤) وقال علي بن مهزيار: تغديتمع أبي جعفر (عليه السالم) فأتى بقطاة، فقال: إنه مبارك وكان أبي (عليه السالم)

يعجبه، وكان يقول:أطعموه صاحب اليرقان يشوى له فإنه ينفعه (٥).

(ويعتبر في طير الماء ما يعتبر في المجهول) من غيرها (من مساواةالدفيف) للصفيف (أو غلبته أو حصول أحد الثالثة إما القانصة أو

الحوصلة أو الصيصية) لعموم األخبار (٦) والفتاوى، وخصوص خبر مسعدة بنصدقة عن الصادق (عليه السالم)، قال: كل من الطير ما كانت له قانصة وال مخلب له،

قال:وسألته عن طير الماء، فقال: مثل ذلك (٧) وإنما صرح بالتسوية لما يوهمه بعض

األخبار من الفرق، كخبر زرارة سأل الباقر (عليه السالم) ما يؤكل من الطير، قال: كلما دف

وال تأكل ما صف (٨) قال، قلت: فالبيض في اآلجام، فقال: ما استوى طرفاه فالتأكل، وما اختلف طرفاه فكل (٩) قال: قلت: فطير الماء، قال: ما كانت له قانصة

فكل، وما لم يكن له قانصة فال تأكل (١٠). وقول الرضا (عليه السالم) لسماعة: فكلاآلن من

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٣ ب ١٨ من أبواب األطعمة المباحة ح ٣.

(٢) طب األئمة: ص ١٠٧.

(٣) طب األئمة: ص ١٠٧.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٣ ب ١٨ من أبواب األطعمة المباحة ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٣ ب ١٨ من أبواب األطعمة المباحة ح ٢.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٦ ب ١٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٨ ب ٢٠ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٤٥ ب ١٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

Page 276: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٦٤)

Page 277: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

طير البر ما كان له حوصلة، ومن طير الماء ما كان له قانصة كقانصة الحمام، ال معدةكمعدة اإلنسان (١) (فيؤكل) من طير الماء (ما يوجد فيه أحدها وإن كان

يأكل السمك) للعموم وخصوص خبر نجية بن الحرث سأل الكاظم (عليه السالم) عنطير الماء وما يأكل السمك منه، يحل؟ قال: ال بأس به، كله (٢).

(فائدة):(المحلل من الحيوان قد يعرض له التحريم من وجوه) أربعة:

(األول: الجلل وهو) التقاط الجل بالفتح، قيل: بالتثليث، وهي البعرة كنيبها عن عذرة اإلنسان، لكن المعروف في المصدر هو الجل وهو من باب قتل،

والمحرم منه (أن يغتذي عذرة اإلنسان ال غير) يوما وليلة، أو إلى أن ينموبذلك، أو إلى أن يظهر النتن في لحمه وجلده على اختالف األقوال. وألحق

الحلبي (٣) بها غيرها من النجاسات، وهو قياس. واشتراط عدم االختالط هوالمشهور، ودليله األصل، وخبر علي بن أسباط عمن روى في الجالالت: ال بأس

بأكلهن إذا كن يخلطن (٤) وخبر سعد بن سعد سأل الرضا (عليه السالم) عن أكللحوم

الدجاج في الدساكر وهم ال يصدونها عن شيء تمر على العذرة مخلى عنها فآكلبيضهن؟ فقال: ال بأس به (٥) - ويحتمل أن يكون نفي البأس لعدم العلم باالغتذاء

بالعذرة - ومرسل موسى بن أكيل عن الباقر (عليه السالم): في شاة شربت بوال، ثمذبحت،

فقال: يغسل ما في جوفها، ثم ال بأس به وكذلك إذا اعتلفت بالعذرة ما لم يكن--------------------

(١) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ١٦ ح ٦٥، وفيه: " عن أبي عبد الله (عليه السالم) ".(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥١ ب ٢٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٣) الكافي في الفقه: ص ٢٧٨.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٥ ب ٢٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٥ ب ٢٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٢٦٥)

Page 278: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

جاللة، والجاللة التي يكون ذلك غذاؤها (١) ويحتمل أن يراد بكونه غذاؤهااالستمرار (فيحرم على األشهر إال أن يستبرأ) لألخبار كقول الصادق (عليه السالم)

في صحيح هشام بن سالم: ال تأكلوا لحوم الجاللة (٢) وفي حسن حفص بنالبختري: ال تشرب من ألبان اإلبل الجاللة (٣) وال يدعو إلى الحمل على الكراهة مافيهما من قوله (عليه السالم): وإن أصابك شيء من عرقها فاغسله (٤) وإن لم ينجس

عرقها.وكرهها أبو علي (٥) لألصل والحصر في اآلية وفي بعض األخبار (٦) على وفق اآلية،وكذا الشيخ في الخالف (٧) والمبسوط (٨) ونسبه فيهما إلينا إال أنه فسره فيهما بماتغلب العذرة في غذائه، ونص في الخالف على التحريم إذا كانت غذاؤه كله. وهذا

التفصيل قال في التحرير (٩) والتلخيص (١٠) لكنه أطلق الخلط في التحرير ولميشترط الغلبة، وكذا في الجامع (١١) واإلصباح (١٢) وهو جيد.

ويستبرأ الجالل (بأن يقطع عنه ذلك) أي االغتذاء بالعذرة (و) هو معنى(يربط) والربط لالستظهار (ويطعم علفا طاهرا) باألصالة على اإلشكالالمتقدم (مدة ما قرره الشارع، وهو في الناقة أربعون يوما) بال خالف

ظاهر، لقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر مسمع: الناقة الجاللة ال يؤكل لحمهاوال

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٢ ب ٢٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٤ ب ٢٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٤ ب ٢٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٤ ب ٢٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(٥) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٧٩.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٤ ب ٢٧ من أبواب األطعمة المحرمة.

(٧) الخالف: ج ٦ ص ٨٥ المسألة ١٦.(٨) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٢.

(٩) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٠ س ٥.(١٠) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٦ ص ١٢٥.

(١١) الجامع للشرائع: ص ٣٨٠.(١٢) إصباح الشيعة: ص ٣٨٥.

(٢٦٦)

Page 279: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يشرب لبنها حتى تغذى أربعون يوما (١) وفي خبر السكوني واإلبل: أربعينيوما (٢) وقول الباقر (عليه السالم) في اإلبل الجاللة في خبر بسام الصيرفي: ال يؤكل

لحمهاوال تركب أربعين يوما (٣) وقول الرضا (عليه السالم) في خبر يونس: واإلبل أربعين

يوما ثمتذبح (٤) وقول الصادق (عليه السالم) في مرفوع يعقوب بن يزيد: تحبس البعير أربعين

يوما (٥) وال أرى جهة لتخصيص الناقة بالذكر هنا وفي سائر كتبه مع عموماألخبار (٦) وكالم األصحاب. (وفي البقرة عشرون على رأي) كما هو

المشهور، لقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني: والبقرة الجاللة عشرينيوما (٧) وفي خبر مسمع: والبقرة الجاللة ال يؤكل لحمها وال يشرب لبنها حتى

تغذى عشرين يوما (٨) كذا في بعض نسخ التهذيب (٩) وفي بعضها أربعين يوما وهوقول المبسوط (١٠). وفي الكافي ثالثين يوما (١١) وهو قول الصدوق (رحمه الله)

(١٢)، ويوافقهخبر يونس (١٣) ويعقوب بن يزيد (١٤). (وفي الشاة عشرة) كما هو المشهور، وهو

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١ وفيه: " الناقةالجاللة " بدل " اإلبل ".

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٩) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٤٥ ح ١٨٩.

(١٠) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٢.(١١) الكافي: ج ٦ ص ٢٥٣ ح ١٢.

(١٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٣٨ ذيل الحديث ٤١٩٩.(١٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.(١٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٢٦٧)

Page 280: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نص أخبار السكوني (١) ومسمع (٢) ويعقوب بن يزيد (٣). وقال أبو علي: أربعةعشر (٤) وهو نص خبر يونس عن الرضا (عليه السالم) (٥). وقال الصدوق: عشرون

.(٦)وفي المبسوط (٧) سبعة، وهو مروي في بعض الكتب عن أمير المؤمنين (عليه السالم)

.(٨)وفي خبر مسمع على ما في التهذيب (٩) خمسة. (والبطة وشبهها خمسة أيام)

كما في خبري السكوني (١٠) ومسمع (١١). وفي خبر يونس (١٢) سبعة. وقالالصدوق:

ثالثة، وروي ستة (١٣). وإلحاق شبهها بها مما فعله الشيخ (١٤) وتبعه غيره.(والدجاجة وشبهها ثالثة) كما في خبري مسمع (١٥) ويونس (١٦) وإلحاق شبههابها مما فعله الشيخ (١٧) وتبعه غيره. وقال الحلبي (١٨) وابن زهرة (١٩) خمسة.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٢٧٩.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.

(٦) لم يذكر حكم (العشرين) في كتبه، ونقله عنه في الدروس الشرعية: ج ٣ ص ٦ درس٢٠٤، وفي من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٣٩ ح ٤٢٠٠ عشرة أيام.

(٧) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٢.(٨) الجعفريات: ص ٢٧، دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٢٤ ح ٤٣٠.

(٩) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٤٥ ح ١٨٩.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.

(١٣) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٣٩ ح ٤٢٠٠.(١٤) النهاية: ج ٣ ص ٨٢.

(١٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٦ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(١٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٧ ب ٢٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.(١٧) النهاية: ج ٣ ص ٨٢.

(١٨) الكافي في الفقه: ص ٢٧٧.(١٩) الغنية: ص ٣٩٨.

(٢٦٨)

Page 281: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وليس في غيرها) من حيوانات البر أو غير ما ذكر فيشمل السمكة (موظف،فيستبرأ بما يزيل حكم الجلل) عادة. (وال يكره الزرع وإن كثر الزبل

تحت أصله) وعن أحمد الحرمة (١).(الثاني: وطء اإلنسان) كبيرا أو صغيرا، قبال أو دبرا، أمنى أو ال، علم

الحكم أو جهل، مختارا أو ال (فيحرم هو ونسله بذلك) بغير خالف يظهر مناألصحاب، لخبر محمد بن عيسى - والظاهر أنه العبيدي وأنه ثقة - عن الرجل،

والظاهر أنه الهادي أو العسكري (عليهما السالم): إنه سئل عن رجل نظر إلى راع نزاعلى

شاة، قال: إن عرفها ذبحها وأحرقها، وإن لم يعرفها قسمها نصفين أبدا حتى يقعالسهم بها، فتذبح وتحرق وقد نجت سائرها (٢) وقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في

خبرمسمع: وسئل عن البهيمة التي تنكح، قال: حرام لحمها، وكذلك لبنها (٣).

(واألقرب اختصاص هذا الحكم بذوات األربع دون الطيور) وإنعمها وغيرها كثير من العبارات، الختصاص الخبر األول بالشاة والثاني بالبهيمة

التي اختصت في العرف بذوات األربع، مع األصل.(ولو اشتبه الموطوء) بغيره (قسم القطيع) الذي وقع فيه االشتباه

(قسمين) متساويين أوال وإن تضمن الخبر نصفين - إذ ربما لم يمكن التنصيف،واألولى االقتصار عليه إن أمكن، وإال فبزيادة واحدة فقط في أحد القسمين - ثم

تقسم القسم الذي أخرجته القرعة قسمين (وهكذا) إلى (أن تبقى واحدة) ثماإلقراع هو المشهور ومستنده الخبر (٤). ولضعفه يمكن القول بوجوب التحرز عن

--------------------(١) المجموع: ج ٩ ص ٣٠.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٨ ب ٣٠ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٩ ب ٣٠ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ١٨٧ ب ١٣ من أبواب كيفية الحكم.

(٢٦٩)

Page 282: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الجميع إذا اشتبه في محصور، وعدمه مطلقا في غير المحصور.(الثالث: أن يشرب شيء من) هذه (الدواب لبن خنزيرة حتى يشتد

لحمه، فيحرم هو ونسله) ألخبار (١) اعتبرها األصحاب وإن ضعف، كخبر حنانابن سدير: أنه سئل الصادق (عليه السالم) عن جدي رضع من لبن خنزيرة حتى شب

وكبرواشتد عظمه، ثم استفحله رجل في غنم له، فخرج له نسل، ما تقول في نسله؟فقال: أما ما عرفت من نسله بعينه فال تقربه، وأما ما لم تعرفه فهو بمنزلة الجبنفكل، وال تسأل عنه (٢). (ولو لم يشتد) عليه لم يحرم، لألصل، ولكن (كره

لحمه واستحب استبراؤه بسبعة أيام) لخبر السكوني أنه سئلأمير المؤمنين (عليه السالم) عن حمل غذي بلبن خنزيرة، فقال: قيدوه واعلفوه الكسب

والنوى والشعير والخبز إن كان استغنى عن اللبن، وإن لم يكن استغنى عن اللبنفيلقى على ضرع شاة سبعة أيام، ثم يؤكل لحمه (٣).

(ولو شرب) شيء منها (خمرا لم يحرم لحمه) بذلك لألصل (بليغسل ويؤكل. وال يؤكل ما في جوفه) وإن غسل: لقول الصادق (عليه السالم) في خبر

زيد الشحام في شاة شربت خمرا حتى سكرت وذبحت على تلك الحال: ال يؤكلما في بطنها (٤). واختار ابن إدريس حمله على الكراهة (٥) لألصل، وضعفه عنإثبات الحرمة. وأما غسل اللحم فذكره األصحاب، ولعله لالستظهار، لسرعة نفوذ

الخمر في األعضاء، ونسبه ابن إدريس (٦) إلى الرواية. واألولى قصر الحكمين علىما تضمنه الخبر من السكر والذبح على تلك الحال.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٢ ب ٢٥ من أبواب األطعمة المحرمة.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٢ ب ٢٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٣ ب ٢٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٢ ب ٢٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٥ و ٦) السرائر: ج ٣ ص ٩٧.

(٢٧٠)

Page 283: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو شرب بوال نجسا لم يحرم) لألصل (و) لكن (يغسل ما في بطنهويؤكل) لخبر موسى بن أكيل عن الباقر (عليه السالم) في شاة شربت بوال ثم ذبحت،

فقال:يغسل ما في جوفها ثم ال بأس به، وكذا إذا اعتلفت العذرة ما لم تكن جاللة (١).

(الرابع: المجثمة حرام، وهي التي تجعل غرضا وترمى بالنشاب حتىتموت) من جثم الطائر إذا تلبد باألرض. (والمصبورة أيضا، وهي التي

تجرح وتحبس حتى تموت) النتفاء التذكية، وورود النهي عن الصبر وجعلذي الروح غرضا.

(المطلب الرابع في الجامدات)(وقد تقدم ذكر بعضها في كتاب التجارة، ولنذكر هنا أنواعا خمسة:

األول: الميتة ويحرم أكلها واستعمالها) من كل وجه في المشهور، لعموماآلية (٢) واألخبار (٣) المانعة من االنتفاع بجلدها أو بشيء من أجزائها، وقول

علي (عليه السالم) في خبر الكاهلي في أليات الغنم: إن ما قطع منها ميت ال ينتفع به.(٤)

خالفا للنهاية (٥) لألصل، وتبادر األكل عن اآلية (إال ما ال تحله الحياة) منأجزاء الميتة فيجوز استعماله مطلقا باالتفاق كما يظهر، إال أن تعرض له النجاسة

مثال فيحرم فيما يشترط بالطهارة، وذلك (مثل الصوف والشعر والوبر والريشوالقرن والظلف والعظم والسن) سواء منها ما القى جلد الميتة وغيره وإناشترط غسل ما القاها منها كما يأتي. (والبيض إذا اكتسى القشر األعلى)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٢ ب ٢٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(٢) المائدة: ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٩ - ٣١٢ ب ١ من أبواب األطعمة المحرمة.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٥ ب ٣٠ من أبواب الذبائح ح ١.(٥) النهاية: ج ٣ ص ١٠١.

(٢٧١)

Page 284: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

صلب أو ال (واإلنفحة) مكسورة الهمزة مشددة الحاء ومخففها، وهي ال يكونإال في كل ذي كرش، وهي شيء يستخرج من بطنه أصفر يعصر في صوفه مبتلة

في اللبن فيغلظ كالجبن، وال يسمى إنفحة إال وهو رضيع. ففي خبر زرارة عنالصادق (عليه السالم) قال: الشعر والصوف والريش وكل نابت ال يكون ميتا، وسأله

عنالبيضة يخرج من بطن الدجاجة الميتة؟ فقال: تأكلها (١) وفي صحيحه عنه (عليه

السالم) سألهعن اإلنفحة تخرج من الجدي الميت؟ قال: ال بأس به (٢) وعن يونس عنهم (عليهم

السالم)قالوا: خمسة أشياء ذكية مما فيه منافع الخلق، اإلنفحة والبيض والصوف والشعر

والوبر (٣) وفي خبر عن الثمالي: إن رجال سأل الباقر (عليه السالم) عن الجبن وأنهربما

جعلت فيه إنفحة الميت، قال: ليس به بأس، إن اإلنفحة ليس لها عروق وال فيها دموال لها عظم، إنما تخرج من بين فرث ودم، وإنما اإلنفحة بمنزلة دجاج ميتة

أخرجت منها بيضة (٤) وعن الحسين بن زرارة قال: كنت عند أبي عبد الله (عليهالسالم) وأبي

يسأله عن السن من الميتة والبيضة من الميتة وإنفحة الميتة، فقال: كل هذا ذكي (٥).قال: في الكافي وزاد فيه علي بن عقبة وعلي بن الحسين بن رباط قال: والشعر

والصوف كله ذكي (٦) وعنه أيضا قال: سأله (عليه السالم) أبي عن اإلنفحة يكون فيبطن

الضأن أو الجدي وهو ميت، فقال: ال بأس (٧). ومما يدل على اشتراط حل البيضةباكتساء القشر األعلى خبر غياث بن إبراهيم عن الصادق (عليه السالم) في بيضة

خرجت--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٦ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٨.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٦ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١٠.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٥ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٤ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٥ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٦) الكافي: ج ٦ ص ٢٥٨ ح ٣.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٧ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١٢ وفيه: العناق بدل الضأن

.

(٢٧٢)

Page 285: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من إست دجاجة ميتة، قال: إن اكتست الجلد الغليظ فال بأس بها (١) والخبر وإنضعف لكن األصحاب عملوا به. وممن أطلق الصدوق (٢) والمفيد (٣) فإما أن يريدا

القيد أو عمال بإطالق سائر األخبار، ويؤيده أن عليها إذا لم يكتس األعلى جلدةرقيقة يحول بينها وبين النجاسة. (وال يحل اللبن) من الميتة (على رأي)

وفاقا لسالر (٤) وابن إدريس (٥) والمحقق (٦) لالتفاق على نجاسة الميتة وأنهاتنجس ما القته برطوبة واللبن كذلك، مع خبر وهب بن وهب عن الصادق (عليه

السالم): أنعليا (عليه السالم) سئل عن شاة ماتت فحلب منها لبن، فقال (عليه السالم): ذاك

الحرام محضا (٧).واألكثر على حله، لضعف الخبر، ومنع اإلجماع على التنجس بالميتة مع المالقاةبرطوبة إال في غيره، وعدم دخوله في عموم تحريم الميتة، فإنه ليس من أجزائها

كما يرشد إليه ما تسمعه من خبر الثمالي واألخبار، وهي كثيرة: كصحيح زرارة عنالصادق (عليه السالم)، قال له: اللبن يكون في ضرع الشاة وقد ماتت، قال: ال بأس به

(٨)وخبر آخر له (عليه السالم) سأله عن السن من الميتة واإلنفحة من الميتة واللبن من

الميتةوالبيضة من الميتة، فقال: كل، هذا ذكي (٩) وإرشاد أخبار اإلنفحة وحلها إليها،

خصوصا قول الباقر (عليه السالم) في خبر الثمالي: إن اإلنفحة ليست لها عروق والفيها دم

وال لها عظم، إنما تخرج من بين فرث ودم (١٠).(ولو قلع الشعر أو الريش) أو الصوف أو الوبر أو السن أو القرن أو

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٥ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.

(٢) الهداية: ص ٣١٠.(٣) المقنعة: ص ٥٨٣.

(٤) المراسم: ص ٢١١.(٥) السرائر: ج ٣ ص ١١٢.

(٦) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٣.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٧ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١١.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٦ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١٠.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٥ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٤ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢٧٣)

Page 286: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الظلف من الميتة (غسل موضع االتصال) لقول الصادق (عليه السالم) لزرارة ومحمد بنمسلم في الحسن: اللبن واللبأ والبيضة والشعر والصوف والقرن والناب والحافر

وكل شيء يفصل من الشاة والدابة فهو ذكي، وإن أخذته منه بعد أن يموت فاغسلهوصل فيه (١) وألن باطن الجلد ال يخلو من رطوبة مع أن الميتة تنجس ما القاها

برطوبة، بل يحتمل التنجيس مطلقا. وفي النهاية (٢) والمهذب (٣) واإلصباح (٤) اليحل

شيء منها إذا قلع منها. وحمله ابن إدريس (٥) على الحرمة قبل الغسل وإزالة ما اليخلو

عنه غالبا من اتصال جزء من الميتة، وقد يبقى على إطالقه. ويستدل له بظاهر قولأبي الحسن (عليه السالم) لفتح بن يزيد الجرجاني: وكل ما كان من السخال الصوف

إن جزوالشعر والوبر واإلنفحة والقرن، وال يتعدى إلى غيرها إن شاء الله (٦) وبأن ما في

باطن الجلد منها لم يستحل إلى شيء منها، والمنع ظاهر الورود عليه.(ولو امتزج الذكي بالميت اجتنبا) من باب المقدمة كما هو القاعدة

المطردة، وعن أمير المؤمنين (عليه السالم): أنه سئل عن شاتين إحداهما ذكية ولمتعرف

الذكية منهما، قال: يرمى بهما جميعا (٧). لكن في صحيح ابن سنان عنالصادق (عليه السالم): كل ما فيه حالل وحرام فهو لك حالل حتى تعرف الحرام بعينه

(٨)فكأنه في غير المحصور، أو بمعنى احتمال األمرين ال تيقنهما. (وقيل) في

النهاية (٩) والوسيلة (١٠) والجامع (١١): (يباع) المختلط (ممن يستحل الميتة)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٥ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.(٢) النهاية: ج ٣ ص ٩٥ - ٩٦.

(٣) المهذب: ج ٢ ص ٤٤١.(٤) إصباح الشيعة: ص ٣٨٨.(٥) السرائر: ج ٣ ص ١١١.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٦ ب ٣٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٧.(٧) نوادر الراوندي: ٤٦.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ٥٩ ب ٤ من أبواب ما يكتسب به ح ١.(٩) النهاية: ج ٣ ص ٩٨.(١٠) الوسيلة: ص ٣٦٢.

(١١) الجامع للشرائع: ص ٣٨٧.

Page 287: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٧٤)

Page 288: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لقول الصادق (عليه السالم) في صحيح الحلبي: إذا اختلط الذكي بالميت باعه ممنيستحل

الميتة، وأكل ثمنه (١) ونحوه في حسنه (٢) عنه (عليه السالم) (و) إذا عرفت أنه اليجوز

االنتفاع بالميتة والتصرف فيها مطلقا وجب أن (يحمل على قصد بيع الذكيخاصة) وقصد المشتري أيضا ذلك ليتوافق اإليجاب والقبول، ولعله يغتفر هنا

جهل المبيع إذ ال غرر، واألولى الحمل على اإلباحة من الطرفين واستنقاذ المالمن الكافر، ومن األصحاب من ال يوجب البيع وال االجتناب لما سيأتي في اللحم

المطروح المشتبه الحال من االختبار باالنقباض واالنبساط.(وكل قطعة) تحلها الحياة (أبينت من حي فهي ميتة يحرم أكلها

صغيرة كانت أو كبيرة) ال نعرف فيه خالفا، لصدق اسم الميتة عليها مع عدمالتذكية، ولنحو قول الصادق (عليه السالم) في خبر عبد الرحمن بن أبي عبد الله في

الصيد: ماأخذت الحبالة فقطعت منه شيئا فهو ميت (٣) وقول أمير المؤمنين (عليه السالم) في

حسنمحمد بن قيس: ما أخذت الحبالة من صيد فقطعت منه يدا أو رجال فذروه، فإنه

ميت (٤). وما روي عن الصادقين (عليهما السالم) من قولهما: ما قطع من الحيوانفبان عنه

قبل أن يذكى فهو ميتة، ال يؤكل (٥) وقول الصادق (عليه السالم) في خبر الكاهليفيما يقطع

من أليات الغنم: أن في كتاب علي أن ما قطع منها ميت ال ينتفع به (٦) وفي خبر أبيبصير في أليات الضأن تقطع وهي أحياء: أنها ميتة (٧) والحكم يشمل ما ينفصل من

نحو الثآليل والبثورات، خصوصا وقد نص على التعميم لألجزاء الكبيرة--------------------

(١ و ٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٠ ب ٣٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١ و ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٧ ب ٢٤ من أبواب الصيد ح ٢.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٣٦ ب ٢٤ من أبواب الصيد ح ١.

(٥) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٧٩، وفيه: " وعن علي وأبي جعفر (عليهما السالم) ".(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٥ ب ٣٠ من أبواب الذبائح ح ١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٥ ب ٣٠ من أبواب الذبائح ح ٣.

(٢٧٥)

Page 289: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والصغيرة، ووجهه عموم بعض ما سمعته من األدلة. واستقرب في المنتهى (١) ونهايةاإلحكام (٢) طهارة ذلك، لعدم إمكان التحرز عنها، وصحيح علي بن جعفر سأل

أخاه (عليه السالم) عن الرجل يكون به الثالول أو الجرح هل يصلح له أن يقطع الثالولوهو

في صالته أو ينتف بعض لحمه من ذلك الجرح ويطرحه؟ قال: إن لم يتخوف أنيسيل الدم فال بأس، وان تخوف أن يسيل الدم فال يفعله (٣). وإنما يتم لو كان القطع

والنتف باليد بحيث تحمل ما يقطع أو ينتف ولم يجز في الصالة حمل النجسوالكل ممنوع، مع أن فيه نتف بعض اللحم وال يقول بطهارته.

(ولو كانت) القطعة (ألية الغنم لم يجز االستصباح بها) وال (تحتالسماء) لما عرفت من حرمة التصرف في الميتة مطلقا، وما سمعته من قول

أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر الكاهلي: أن ما قطع منه ميت ال ينتفع به (٤) وفيخبر

الحسن بن علي سأل أبا الحسن (عليه السالم) أن أهل الجبل تثقل عندهم أليات الغنمفيقطعونها؟ فقال: حرام هي، قال: فيستصبح بها، قال: أما تعلم أنه يصيب اليدوالثوب وهو حرام (٥) ولكن روى الحميري في قرب اإلسناد عن عبد الله بن

الحسن عن جده عن علي بن جعفر: أنه سأل أخاه (عليه السالم) عن بيع ما قطع منأليات

وهي أحياء فقال نعم يذيبها ويسرج بها وال يأكلها وال يبيعها (٦) وقد تحمل علىالضرورة. (بخالف الدهن النجس) فإنه يجوز االستصباح به تحت السماء كما

سيأتي وحمل اإللية عليه قياس مع الفارق.(وال يجوز أكل األطعمة التي فيها دود كالفواكه والقثاء والمسوس

--------------------(١) منتهى المطلب: ج ١ ص ١٦٦ س ١٤.

(٢) نهاية اإلحكام: ج ١ ص ٢٧١.(٣) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٨٢ ب ٦٣ من أبواب النجاسات ح ١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٥ ب ٣٠ من أبواب الذبائح ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٤ ب ٣٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٦) قرب االسناد: ص ١١٥.

(٢٧٦)

Page 290: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من) الحبوب و (الثمار إال بعد إزالة الدود عنه) لما عرفت من حرمةالحشرات من غير مخصص، خالفا لبعض العامة (١) فجوزوا تارة أكلها مع ما فيه ال

منفردة، واخرى مطلقا (٢). (ويكفي) في حل الطعام (الظن) للزوال، لتعذرالعلم غالبا، مع أصل العدم.

(الثاني): محرمات الذبائح (يحرم من الذبيحة الدم) المسفوحبالنص (٣) واإلجماع (والفرث والطحال والقضيب واألنثيان) ال نعرف في

شيء منها خالفا (والمثانة والمرارة والمشيمة والفرج - ظاهره وباطنه -والنخاع) وهو الخيط األبيض في وسط الفقار (والعلباء) بالكسر وهما

علباوان وهما عصبتان عريضتان صفراوتان ممدودتان من الرقبة على الظهر إلىعجب الذنب (والغدد وذات األشاجع) وهي كما في التحرير (٤) والسرائر (٥)

اصول األصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف، الواحد أشجع.ومنه قول لبيد:

وإنه يدخل فيها إصبعه * يدخلها حتى يواري أشجعهواختلف فيه اللغويون، فقيل: األشاجع هي العصب الممدود ما بين الرسغ إلى

اصول األصابع (٦). وقيل: العظام التي تتصل األصابع بالرسغ (٧) والمراد هنا ماجاوز الظلف وقال الراوندي في فقه القرآن: وهو موضع الذبح ومجمع العروق (٨)

(والحدق) هو السواد (وخرزة الدماغ) وهي كالغدة بقدر الحمصة في وسط--------------------

(١) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٤٧.(٢) المجموع: ج ٩ ص ١٦، الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٤٧.

(٣) األنعام: ١٤٥، وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٩ ب ١ من أبواب األطعمة المحرمة.(٤) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦١ س ٩.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ١١١.(٦) لسان العرب: ج ٨ ص ١٧٤ (مادة شجع).

(٧) تهذيب اللغة: ج ١ ص ٣٣٣ (مادة شجع) إال أنه نسبه إلى بعضهم.(٨) فقه القرآن: ج ٢ ص ٢٥٨.

(٢٧٧)

Page 291: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الدماغ، وهو المخ يخالف لونها لونه إلى الغبرة ففي مرسل ابن أبي عمير عنالصادق (عليه السالم)، قال: ال يؤكل من الشاة عشرة أشياء: الفرث والدم والطحال

والنخاعوالغدد والعلباء والقضيب واألنثيان والحياء والمرارة (١) وفي الفقيه (٢) والخصال (٣)

مكان العلباء والمرارة الرحم واألوداج، وفي الخصال " أو قال العروق " يعنيمكان األوداج. وفي المقنع (٤) والهداية (٥) وروي العروق، وزاد في المقنع: وفي

حديث آخر مكان الحياء الجلد (٦). قلت: ولعله بمعنى الحياء كما قيل (٧) في قولهتعالى: " وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا " (٨) قالوا لفروجهم. وأسند حديث الجلد

في العلل عن أبان بن عثمان عن الصادق (عليه السالم) (٩) وعن إبراهيم بن عبدالحميد عن

أبي الحسن (عليه السالم)، قال: حرم من الشاة سبعة أشياء، الدم والخصيتان والقضيبوالمثانة والغدد والطحال والمرارة (١٠) وروى نحوه مسندا إلى النبي (صلى الله عليه

وآله) فيالخصال (١١) وعن إسماعيل بن مرازم عنهم (عليهم السالم): ال يؤكل من اإلبل والبقر

والغنموغير ذلك - مما لحمه حالل - الفرج بما فيه ظاهره وباطنه، والقضيب، والبيضتان،والمشيمة - هو موضع الولد - والطحال، ألنه دم، والغدد مع العروق، والمخ الذييكون في الصلب، والمرارة، والحدق، والخرزة التي تكون في الدماغ، والدم (١٢)

وقال أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر مسمع: إذا اشترى أحدكم لحما فليخرج منهالغدد،

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٠ ب ٣١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٤٦ ح ٤٢١٦.(٣) الخصال: ص ٤٣٣ ح ١٨.

(٤) المقنع: ص ١٤٣.(٥) الهداية: ص ٣٠٩.

(٦) ال توجد هذه الزيادة في المقنع، نعم نقلها عنه مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣١٤.(٧) التفسير الكبير للرازي: ج ٢٧ ص ١١٦، نقال عن ابن عباس.

(٨) فصلت: ٢١.(٩) علل الشرائع: ص ٥٦٢ ح ١.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٩ ب ٣١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(١١) الخصال: ص ٣٤١ ح ٣.

(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٠ ب ٣١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

Page 292: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٧٨)

Page 293: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فإنه يحرك عرق الجذام (١) وفي المحاسن عن مسمع عن الصادق (عليه السالم): اتقواالغدد من اللحم فلربما حرك عرق الجذام (٢) وهما ال ينصان على التحريم،

خصوصا إذا كان " انقوا " في الثاني بالنون قبل القاف. وفي المحاسن عن محمد بنجمهور القمي أرسل عن الصادق (عليه السالم): حرم من الذبيحة عشرة أشياء، وأحل

منالميتة اثنتي عشرة شيئا فأما ما يحرم من الذبيحة، فالدم والفرث والغدد والطحال

والقضيب واألنثيان والرحم (٣) الخبر.وعلى حرمة الطحال أخبار كثيرة، وفيها التعليل بأنه دم، أو بيت الدم.

واختلف عبارات األصحاب، فالصدوق أفتى في المقنع (٤) والهداية (٥) بما رواه فيالفقيه (٦) والخصال (٧) من تحريم العشرة التي سمعتها. وحكى عليه اإلجماع في

أحكام القرآن للراوندي (٨) ولم يتعرض المفيد (٩) لغير الدم والطحال والقضيبواألنثيين. واقتصر السيد على خمسة، الطحال والقضيب والخصيتين والرحم

والمثانة وحكى اإلجماع عليه (١٠). ولم يذكر الدم، لظهوره بنص الكتاب (١١) معأنه

ليس من االنفرادات. وحرم الشيخ في النهاية (١٢) جميع ما في المتن سوى المثانة،وكذا في الوسيلة (١٣) واإلصباح (١٤). وفي اإلصباح أن ذات األشاجع هي األوداج.

وفي الخالف: الطحال والقضيب والخصيتان والرحم والمثانة والغدد والعلباءوالخرزة تكون في الدماغ والحدق عندنا محرم (١٥). واستدل عليه باإلجماع

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦١ ب ٣١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.

(٢ و ٣) المحاسن: ص ٤٧١ ح ٤٦٢ و ٤٦٤.(٤) المقنع: ص ٤٢٥.(٥) الهداية: ص ٣٠٩.

(٦) من ال يحضره الفقيه: ج ٣ ص ٣٤٦ ح ٤٢١٦.(٧) الخصال: ص ٤٣٣ ح ١٨.(٨) فقه القرآن: ج ٢ ص ٢٥٨.

(٩) المقنعة: ص ٥٨٢.(١٠) االنتصار: ص ١٩٧.

(١١) المائدة: ٣.(١٢) النهاية: ج ٣ ص ٩٥.

(١٣) الوسيلة: ص ٣٦١.(١٤) إصباح الشيعة: ص ٣٨٨.

(١٥) الخالف: ج ٦ ص ٢٩ المسألة ٣٠.

(٢٧٩)

Page 294: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

واألخبار واالحتياط. وفي الجامع (١) أربعة عشر كما في النهاية لكن ذكر المثانةولم يذكر ذات األشاجع. ولم يذكر سالر (٢) إال الدم والطحال والقضيب واألنثيينوالغدد. وذكرها ابن زهرة (٣) مع المشيمة والمثانة. وقطع المحقق (٤) في كتابيه

بحرمة خمسة، الدم والفرث والطحال والقضيب واألنثيان. ونفى عنها الخالفتلميذه في الكشف (٥). وتردد في النافع (٦) في المثانة والمرارة. وفي الشرائع (٧)فيهما وفي المشيمة، وجعل األشبه التحريم، لالستخباث. وذكر فيهما: أن في الباقي

من الخمسة عشر خالفا، ثم اختار الكراهة. وفي التحرير (٨) يحرم من الذبائحتسعة أشياء، الدم والفرث والقضيب والفرج ظاهره وباطنه والطحال واألنثيان

والمثانة والمرارة والمشيمة، وأضاف أكثر علمائنا النخاع إلى آخر الستة الباقية.ونحوه كالم اإلرشاد (٩) ونسب حرمة الستة الباقية فيه إلى القيل كما في التحرير

(١٠) إلىأكثر األصحاب، وقطع في التلخيص (١١) بحرمة ثمانية هي التسعة ما خال الفرج،

وجعلالتحريم في السبعة الباقية أولى. والتبصرة موافقة للكتاب. وقال أبو علي (١٢):

ويكره من الشاة أكل الطحال والمثانة والغدد والنخاع والرحم والقضيب واألنثيين.ولم ينص على التحريم قال في المختلف (١٣): وإن كانت لفظة " يكره " قد تستعمل

في المحرم أحيانا. وظاهر الصدوق في العلل (١٤) كراهة الغدد. وعن الحلبي (١٥)--------------------

(١) الجامع للشرائع: ص ٣٨٩.(٢) المراسم: ص ٢١٠.

(٣) الغنية: ص ٣٩٨.(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٣، المختصر النافع: ص ٢٤٥.

(٥) كشف الرموز: ج ٢ ص ٣٦٩.(٦) المختصر النافع: ص ٢٤٥.

(٧) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٣.(٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦١ س ٧.

(٩) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ١١٢.(١٠) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦١ س ٨.

(١١) التلخيص: (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٦ ص ١٢٥.(١٢) نقله عنه العالمة في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣١٤.

(١٣) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣١٤.(١٤) علل الشرائع: ج ١ ص ٥٦١.

(١٥) الكافي في الفقه: ص ٢٧٩.

(٢٨٠)

Page 295: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أنه كره النخاع والعروق اذني القلب والمرارة وحبة الحدقة وخرزة الدماغ.(ويكره الكلى) وظاهر االنتصار (١) االتفاق عليه، ويؤيده خبر سهل بن

زياد عن بعض أصحابنا: أنه كره الكليتين، وقال: إنما هما مجتمع البول (٢) وقولالباقر (عليه السالم) في خبر محمد بن صدقة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ال

يأكل الكليتين من غيرأن يحرمهما لقربهما من البول (٣). (وأذنا القلب) لنهي أمير المؤمنين (عليه السالم) فيمرفوع أبي يحيى الواسطي عن بيعهما (٤) (والعروق) لما مر من خبر النهي عنها (٥).

(ولو شوى الطحال واللحم فوقه أو لم يكن) الطحال (مثقوبا وإنكان) اللحم (تحته لم يحرم، ولو كان مثقوبا واللحم تحته حرم) ألن

الطحال بيت الدم، فإذا ثقب جرى الدم على اللحم ونفذ فيه، بخالف ما إذا لم يثقبأو كان اللحم فوقه، لخبر عمار بن موسى عن الصادق (عليه السالم) وقد سئل عن

الجرييكون في السفود مع السمك، فقال: يؤكل ما فوق الجري ويرمى ما سال عليه

الجري، قال: وسئل (عليه السالم) عن الطحال في السفود مع اللحم وتحته الخبز وهوالجوذاب أيؤكل ما تحته؟ قال: نعم، يؤكل اللحم والجوذاب، ويرمى بالطحال، ألنالطحال في حجاب ال يسيل منه، فإن كان الطحال مثقوبا أو مشقوقا فال تأكل مما

يسيل عليه الطحال (٦).(وال يحرم من الذبيحة شيء سوى ما ذكرناه من عظم وغيره).

(الثالث: األعيان النجسة كالعذرة مما ال يؤكل لحمه، وكل طعامنجس بمالقاة خمر أو بول وشبهه من النجاسات، أو مباشرة كافر) حكم

--------------------(١) االنتصار: ص ١٩٧.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٠ ب ٣١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٢ ب ٣١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١٣.

(٤ و ٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٥٩ ب ٣١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٩ ب ٤٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢٨١)

Page 296: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بنجاسته مطلقا أو غير كتابي على الخالف المعروف، وقد دل اإلجماع واألخبار (١)على حرمة كل نجس ومتنجس، وكذا قوله تعالى " يحرم عليهم الخبائث " (٢)

(ولو) تنجس طعام (قبل التطهير حل أكله بعد غسله) وهو ظاهر.(ويحرم أكل العذرة من مأكول اللحم أيضا وإن كانت طاهرة،

الستخباثها) وللنصوص على حرمة الفرث كما سمعت بعضها إن لم يخص بمافي الكرش، وعلى االختصاص كما هو المشهور ال يجدي التمسك بها مع

االستصحاب، ألن العمدة في األحكام هي األسماء وال استصحاب إذا تبدلت.وخالف فيها بعض العامة (٣) فأحلها.

(الرابع: الطين ويحرم) باالتفاق كما يظهر من النصوص (٤) (قليلهوكثيره) وهل التراب كذلك؟ قيل: نعم، ألن الطين إنما هو التراب الممزوج بالماءوالحرمة ليست للماء فهي للتراب وعليه منع، ويؤيد االختصاص قول الرضا (عليه

السالم)لمعمر بن خالد: إنما ذاك المبلول وذاك المدر (٥) نعم يعم الرطب واليابس، لهذاالخبر، ولعموم الطين لهما، ويمكن االستدالل لحرمة التراب باشتراك العلة المروية

للتحريم من إيراث السقم وتهيج الداء.(عدا تربة الحسين (عليه السالم) فإنه يجوز االستشفاء باليسير منه) اتفاقا

ولكن اختلف األخبار في حد ما يؤخذ من التربة، ففي مرسل سليمان بن عمرالسراج عن الصادق (عليه السالم): يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السالم) من عند القبر

على سبعينذراعا (٦) وفي مرسل آخر له على سبعين ذراعا في سبعين ذراعا (٧) وفي الكامل

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٤ - ٣٧٥ ب ٢٣ من أبواب األطعمة المحرمة.

(٢) األعراف: ١٥٧.(٣) لم نعثر عليه.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٩١ - ٣٩٥ ب ٥٨ من أبواب األطعمة المحرمة.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٩١ ب ٥٨ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٠ ص ٤٠٠ ب ٦٧ من أبواب المزار وما يناسبه ح ٣.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٠ ص ٤٠٠ ب ٦٧ من أبواب المزار وما يناسبه ذيل الحديث ٤ وفيه:" على سبعين باعا في سبعين باعا " بدل " ذراعا ".

(٢٨٢)

Page 297: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

البن قولويه مسندا عن الثمالي عنه (عليه السالم) يستشفى بما بينه وبين القبر على رأسأربعة أميال (١) وفيه عن أبي الصباح الكناني عنه (عليه السالم): طين قبر الحسين (عليه

السالم) فيهشفاء وإن أخذ على رأس ميل (٢) وفيه عن أبي بكر الحضرمي عنه (عليه السالم): لو

أنمريضا من المؤمنين يعرف حق أبي عبد الله (عليه السالم) وحرمته وواليته، اخذ له من

طينقبره على رأس ميل كان له دواء وشفاء (٣) وفي مرسل الحجال عن الصادق (عليه

السالم):التربة من قبر الحسين بن علي (عليه السالم) على عشرة أميال (٤) وقال علي بن

طاووس:وروي فرسخ في فرسخ (٥).

وشئ من ذلك ال يدخل في المتبادر من طين القبر، فاألحوط االقتصار علىالمتبادر، لضعف األخبار، وعن يونس بن الربيع عن الصادق (عليه السالم) قال: إن رأس

الحسين لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء إال السام قال: فأتينا القبر بعد ما سمعناهذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر فلما حفرنا قدر ذراع ابتدرت علينا من

رأس القبر مثل السهلة حمراء قدر الدرهم فحملناها إلى الكوفة فمزجناه وأقبلنانعطي الناس يتداوون بها (٦).

وفي المصباح: وروي أن رجال سأل الصادق (عليه السالم) فقال: إني سمعتك تقول:إن

تربة الحسين (عليه السالم) من األدوية المفردة وإنها ال تمر بداء إال هضمته؟ فقال: قدكان

ذاك - أو قد قلت ذلك - فما بالك؟ فقال: إني تناولتها فما انتفعت بها، قال (عليهالسالم): أما

إن لها دعاء، فمن تناولها ولم يدع به واستعملها لم يكد ينتفع بها قال: فقال له: ماأقول إذا تناولتها؟ قال: تقبلها قبل كل شيء وتضعها على عينيك، وال تناول منها

أكثر من حمصة، فإن من تناول منها أكثر فكأنما أكل من لحومنا ودمائنا، فإذا--------------------

(١) كامل الزيارات: ص ٢٨٠.

(٢) كامل الزيارات: ص ٢٧٥.

(٣) كامل الزيارات: ص ٢٧٩.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٠ ص ٤٠١ ب ٦٧ من أبواب المزار وما يناسبه ح ٧.

(٥) بحار األنوار: ج ١٠١ ص ١٣١.

Page 298: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٦) الكافي: ج ٤ ص ٥٨٨ ح ٤.

(٢٨٣)

Page 299: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تناولت فقل: اللهم إني أسألك بحق الملك الذي قبضها وبحق الملك الذي خزنهاوأسألك بحق الوصي الذي حل فيها أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلها

شفاء من كل داء، وأمانا من كل خوف، وحفظا من كل سوء، فإذا قلت: ذلكفاشددها في شيء، واقرأ عليها " إنا أنزلناه في ليلة القدر " فإن الدعاء الذي تقدم

ألخذها هو االستئذان عليها وقراءة إنا أنزلناه ختمها (١). وهو يعطي اشتراطاالستشفاء بها بالدعاء والقراءة، وقوله: فإذا قلت ذلك، فاشددها في شيء إلى آخر

الكالم يعطي أن يكون المراد بالتناول األخذ من القبر ال األكل.وعن جابر الجعفي: إنه شكى إلى الباقر (عليه السالم) علتين متضادتين كان به وجعالظهر ووجع الجوف، فقال له (عليه السالم): عليك بتربة الحسين بن علي (عليهما

السالم) قال: كثيرا مااستعملها وال تنجح في، قال: فتبينت في وجه سيدي وموالي الغضب، فقلت: يا

موالي أعوذ بالله من سخطك، وقام فدخل الدار وهو مغضب، فأتى بوزن حبة فيكفه فناولني إياها، ثم قال: لي استعمل هذه يا جابر، فاستعملتها فعوفيت لوقتي،

فقلت: يا موالي ما هذه التي استعملتها فعوفيت لوقتي؟ قال: هذه التي ذكرت أنهالم تنجح فيك شيئا، فقلت: والله يا موالي ما كذبت ولكن قلت لعل عندك علما

فأتعلمه منك فيكون أحب إلي مما طلعت عليه الشمس فقال لي: إذا أردت أنتأخذ من التربة فتعمد لها آخر الليل، واغتسل لها بماء القراح، والبس أطهر

أطهارك، وتطيب بسعد، وادخل فقف عند الرأس، فصل أربع ركعات، تقرأ فياالولى الحمد مرة وإحدى عشر مرة قل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد مرة

وإحدى عشرة مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر، وتقنت فتقول في قنوتك: ال إله إال اللهحقا حقا، ال إله إال الله عبودية ورقا، ال إله إال الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر

عبده، وهزم األحزاب وحده، سبحان الله مالك السماوات وما فيهن وما بينهن،--------------------

(١) مصباح المتهجد: ص ٦٧٧.

(٢٨٤)

Page 300: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

سبحان الله ذي العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، ثم تركع وتسجد، وتصليركعتين أخراوين تقرأ في االولى الحمد مرة وإحدى عشر مرة قل هو الله أحد،

وفي الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة إذا جاء نصر الله والفتح، وتقنت كما قنتفي االوليين، ثم تسجد سجدة الشكر، وتقول: ألف مرة شكرا، ثم تقوم وتتعلق

بالتربة وتقول: يا موالي يا بن رسول الله إني آخذ من تربتك بإذنك اللهم فاجعلهاشفاء من كل داء، وعزا من كل ذل، وأمنا من كل خوف، وغنى من كل فقر لي

ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتأخذ بثالث أصابع ثالث مرات، وتدعها فيخرقة نظيفة أو قارورة زجاج، وتختمها بخاتم عقيق، عليه ما شاء الله ال قوة إال

بالله أستغفر الله، فإذا علم الله منك صدق النية لم يصعد معك في الثالث قبضات إالسبعة مثاقيل، وترفعها لكل علة فإنها يكون مثل ما رأيت (١). ونحو ذلك خبر آخرإال أن فيه في أولى كل من الركعتين إحدى عشر مرة سورة اإلخالص بعد الحمد،

وليس فيه ذكر للقنوت (٢) وروى ألخذ التربة غير ذلك من القراءة والدعاء بالتعرض لصالة أو غسل (٣).

وفي الكامل البن قولويه مسندا عن محمد بن مسلم: أنه كان بي وجعافأرسل إلي أبو جعفر (عليه السالم) شرابا مع الغالم مغطى بمنديل فناوله الغالم إياه، قال

له:اشربه، فإنه قد أمرني أن ال أبرح حتى تشربه، قال: فتناولته فإذا رائحة المسك منهوإذا بشراب طيب الطعم بارد، فلما شربت قال لي الغالم: يقول لك موالي: إذاشربته فتعال. ففكرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي،

فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنتعليه فصوت بي: صح الجسم ادخل! فدخلت عليه وأنا باك، فسلمت عليه وقبلت

--------------------(١) بحار األنوار: ج ١٠١ ص ١٣٨ ح ٨٣.

(٢) بحار األنوار: ج ١٠١ ص ١٣٧.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٠ ص ٤١٦ ب ٧٣ من أبواب المزار وما يناسبه.

(٢٨٥)

Page 301: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يده ورأسه فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت جعلت فداك أبكي على اغترابيوبعد الشقة وقلة القدرة على المقام عندك أنظر إليك (إلى أن قال (عليه السالم)) يا

محمدإن الشراب الذي شربته فيه من طين قبر الحسين (عليه السالم) وهو أفضل ما استشفي

به،فال تعدل به، فإنا نسقيه صبياننا ونساءنا فنرى فيه كل خير، فقلت له: جعلت فداكإنا لنأخذ منه ونستشفي به؟ فقال: يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد أظهره فال

يمر بأحد من الجن به عاهة، وال دابة وال شيء فيه آفة إال شمه فتذهب بركتهفيصير بركته لغيره، وهو الذي يتعالج به ليس هكذا، ولوال ما ذكرت لك ما يمسح به

شيء وال شرب منه شيء إال أفاق من ساعته، وما هو إال كالحجر األسود أتاهصاحب العاهات والكفر والجاهلية، وكان ال يتمسح به أحد إال أفاق (قال أبو

جعفر (عليه السالم)) وكان كأبيض ياقوتة فاسود حتى صار إلى ما رأيت، فقلت:جعلت

فداك وكيف أصنع به؟ فقال: تصنع به مع إظهارك إياه ما يصنع غيرك تستخف بهفتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسة فيذهب ما فيه مما تريده له، فقلت: صدقتجعلت فداك، قال: ليس يأخذه أحد إال وهو جاهل بأخذه وال يكاد يسلم بالناس،فقلت: جعلت فداك وكيف لي أن آخذه كما تأخذه؟ فقال لي: أعطيك منه شيئا؟فقلت: نعم، قال: إذا أخذته فكيف تصنع به؟ فقلت: أذهب به معي، فقال: في أي

شيء تجعله؟ قلت: في ثيابي، قال: فقد رجعت إلى ما كنت تصنع، اشرب عندنا منهحاجتك وال تحمله، فإنه ال يسلم لك، فسقاني منه مرتين، فما أعلم أني وجدت

شيئا مما كنت أجد حتى انصرفت (١).وفيه مسندا عن الثمالي قال للصادق (عليه السالم): جعلت فداك إني رأيت أصحابنا

يأخذون من طين قبر الحسين (عليه السالم) يستشفون به، هل في ذلك شيء ممايقولون من

الشفاء؟ قال: يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال، وكذلك طين قبر--------------------

(١) كامل الزيارات: ص ٢٧٥ - ٢٧٧.

(٢٨٦)

Page 302: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد، فخذمنها فإنها شفاء

من كل سقم، وجنة مما تخاف، وال يعدلها شيء من األشياء التي يستشفى بها إالالدعاء، وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلة اليقين لمن يعالج بها، فأما منأيقن أنها له شفاء إذا يعالج بها كفته بإذن الله من غيرها مما يتعالج به، ويفسدها

الشياطين والجن من أهل الكفر منهم يتمسحون بها، وما تمر بشيء إال شمها، وأماالشياطين وكفار الجن فإنهم يحسدون بني آدم عليها فيتمسحون بها ليذهب عامةطيبها، وال يخرج الطين من الحائر إال وقد استعد له ما ال يحصى منهم وإنه لفييدي صاحبها وهم يتمسحون بها وال يقدرون مع المالئكة أن يدخلوا الحائر ولو

كان من التربة شيء يسلم ما عولج به أحد إال برئ من ساعته، فإذا أخذتها فاكتمهاوأكثر عليها من ذكر الله عز وجل، وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شيئا

يستخف به حتى أن بعضهم ليطرحها في مخالة اإلبل والبغل والحمار أو في وعاءالطعام وما يمسح به األيدي من الطعام، والخرج والجوالق فكيف يستشفي به منهذا حاله عنده؟ ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخف بما فيه صالحه

يفسد عليه عمله (١).وإذا سمعت األخبار أشكل عليك االستشفاء بها ما لم يعلم تحقق الشروط فيها.

وينص على تحريم األكل ال لالستشفاء مع العمومات، نحو قول الصادق (عليه السالم)في خبر حنان: من أكل من طين قبر الحسين (عليه السالم) غير مستشف به فكأنما

أكل منلحومنا (٢). وينص على االقتصار على اليسير قول الرضا (عليه السالم) لسعد بن سعد:

ولكنال يكثر منه (٣).

--------------------(١) كامل الزيارات: ص ٢٨٠.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٩٧ ب ٥٩ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.(٣) الكافي: ج ٦ ص ٣٧٨ ح ٢.

(٢٨٧)

Page 303: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال يتجاوز قدر الحمصة) لما سمعته من قول الصادق (عليه السالم) فيما حكيناهمن المصباح (١) ولقول أحدهما (عليهما السالم) في مرسل الحسن بن فضال: ولكن

اليسير منهمثل الحمصة (٢).

(ولو اضطر إليه) أي الطين غير التربة الحسينية (للتداوي كاألرمني)والمختوم بأن انحصر الدواء فيه (فالوجه الجواز) كما في الشرائع (٣) إذ ال ضرر

وال حرج في الدين، ولما في المصباح عن محمد بن جمهور القمي عن بعضأصحابه: سئل الصادق (عليه السالم) عن الطين األرمني يؤخذ للكسير أيحل أخذه؟

قال:ال بأس به، أما أنه من طين قبر ذي القرنين وطين قبر الحسين بن علي (عليهما السالم)

خيرمنه (٤) وهو ال يدل على جواز األكل، فإنه يتداوى الكسير باإلطالء به. ولكن

أرسل في مكارم األخالق عنه: أنه سئل عن الطين األرمني يؤخذ للكسيروالمبطون الحديث (٥) وهو يدل على جواز األكل، فإن المبطون يتداوى بأكله.

ويحتمل المنع، لعموم األخبار في أن الله لم يجعل الدواء في حرام (٦). وال يصحالتأويل بأنه عند التداوي حالل، فإنها وقعت في جواب السؤال عن االستشفاء

بنحو الخمر، وفيه أنه يجوز أن يراد أنما يكون دواء إذا حل، وهو إذا انحصر الدواءفيه. وفي اإليضاح نفى الخالف عن جواز األكل لدفع الهالك، قال: ألن الميتة

والدم أفحش والهالك يبيحهما، فهذا أولى، وذكر أن المصنف احترز عن دفع الهالكبقوله للتداوي (٧).

--------------------(١) مصباح المتهجد: ص ٦٧٨.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٠ ص ٤١٤ ب ٧٢ من أبواب المزار وما يناسبه ح ١.(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٤.

(٤) مصباح المتهجد: ص ٦٧٦.(٥) مكارم األخالق: ص ١٦٩.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٧٤ - ٢٧٥ ب ٢٠ من أبواب األشربة المحرمة.(٧) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ١٥٤.

(٢٨٨)

Page 304: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(الخامس: السموم القاتلة) أو الممرضة (قليلها وكثيرها) إال أنتصلح بما يزول معه ضررها، أو يقوي مزاج المتناول حتى ال يضره بتناولها (وال

بأس باليسير مما ال يقتل) وال يمرض (قليله كاألفيون والسقمونيا وشحمالحنظل) إال إذا لم يكن في شجرته غير واحد. فقد قيل: إنه يسهل إسهاال مفرطا

وربما أهلك (والشوكران) ويقال له شيكران بإعجام الشين واهمالها وهو نبتساقه كساق الرازيانج وورقه كورق القثاء وله زهر أبيض وبزره كاألنيسون (إذا

مزج بغيره من الحوائج) يحتمل االختصاص بالشوكران ألنه يعد من السموموقلما يستعمل وحده، والتعلق بالجميع فإن األغلب في الكل أن يخلط بالغير.

(وال يجوز اإلكثار منه) أي مما ال يضر قليله ويضر كثيره (كالمثقال)من المذكورات ونحوها (وبالجملة ما يخاف معه الضرر) من المقدار.

(المطلب الخامس المايعات)(ويحرم منها خمسة):

(األول: لبن ما يحرم أكله كالذئبة والهرة واللبوة والمرأة إال للصبي)بل الطفل مطلقا، فال يحرم على المكلف سقيه شيئا من ذلك، خصوصا لبن المرأةإال ما زاد على حولين بأكثر من شهرين، فظاهر األكثر الحرمة وقد مر. ويدل على

حرمة اللبن ما يدل على حرمة ذات اللبن إن لم يقيد بلحمها كالخنزير في اآلية (١).ولكن ال شبهة في حرمة لبنه، للنجاسة. واستلزام حرمة اللحم لحرمة اللبن مما ال

دليل عليه، إال أن يكون إجماع.(ويكره لبن مكروه اللحم كاألتن مائعه وجامده) قطع به جماعة، وال

أعرف دليله، واألخبار نافية للبأس من ألبان األتن، كصحيح العيص ذكر: أنه--------------------

(١) البقرة: ١٧٣.

(٢٨٩)

Page 305: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تغدى مع الصادق (عليه السالم) فقال هذا شيراز األتن اتخذناه لمريض لنا فإن أحببتأن

تأكل منه فكل (١) وحسنه سأله عن شرب ألبان األتن؟ فقال: اشربها (٢) وخبر أبيمريم األنصاري سأل الباقر (عليه السالم) عن شرب ألبان األتن، فقال لي: ال بأس بها

.(٣)(الثاني: البول سواء كان نجسا كبول ما ال يؤكل لحمه سواء كان

الحيوان نجسا كالكلب والخنزير أو طاهرا كالذئب والقرد، أو) كان البول(طاهرا كبول ما يؤكل لحمه) وفاقا للشرائع (٤) والوسيلة (٥) (لالستخباث)

وهو دليل ضعيف.(نعم يجوز االستشفاء بشرب بول اإلبل وشبهه) باإلجماع كما هو

الظاهر، وحكى في االنتصار (٦) وقال الكاظم (عليه السالم) في خبر الجعفري: أبوالاإلبل

خير من ألبانها، وجعل الله الشفاء في ألبانها (٧) وعن سماعة: أنه سأل الصادق (عليهالسالم)

عن شرب أبوال اإلبل والبقر والغنم لالستشفاء، قال: نعم، ال بأس به (٨) وروي أنقوما من عرينة قدموا على النبي (صلى الله عليه وآله) المدينة فاستوخموها فانتفخت

أجوافهم،فبعثهم (صلى الله عليه وآله) إلى لقاح الصدقة ليشربوا من أبوالها (٩). وفي االنتصار

(١٠) والسرائر (١١)والنافع (١٢): جواز شرب بول مأكول اللحم لغير التداوي أيضا، وهو ظاهر أبي علي،

وحكى في االنتصار اإلجماع عليه، وقال: بول كل ما يؤكل لحمه طاهر غير--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٨٩ ب ٦٠ من أبواب األطعمة المباحة ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٨٩ ب ٦٠ من أبواب األطعمة المباحة ح ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٨٩ - ٩٠ ب ٦٠ من أبواب األطعمة المباحة ح ٤.

(٤) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٧.(٥) الوسيلة: ص ٣٦٤.

(٦) االنتصار: ص ٢٠١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٨٧ ب ٥٩ من أبواب األطعمة المباحة ح ٣ وفيه يجعل الله.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٨٨ ب ٥٩ من أبواب األطعمة المباحة ح ٧.(٩) سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٤.

(١٠) االنتصار: ص ٢٠١.(١١) السرائر: ج ٣ ص ١٢٥.

(١٢) المختصر النافع: ص ٢٤٦.

Page 306: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٢٩٠)

Page 307: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

نجس، وكل من قال بطهارته جوز شربه، وال أحد يذهب على طهارته والمنع منشربه (١) ويؤيده األصل وخبر الجعفري (٢).

(الثالث: الدم المسفوح حرام نجس وإن كان الحيوان مأكول اللحم)وكذا المني مما له نفس سائلة (وكذا ما ليس بمسفوح) من الدم (من الحيوان

المحرم كدم الضفادع والقراد وإن لم يكن نجسا) لشمول حرمتها حرمةأجزائها وما يشتمل عليه، و (الستخباثه) وعموم قوله تعالى: " حرمت عليكم

الميتة والدم " (٣). واالستخباث ضعيف خصوصا والدم المتخلف في اللحم محكومبحله، والعموم معارض بقوله تعالى: " أو دما مسفوحا " (٤) مع أداة الحصر، فيمكن

أن يكون الدم المعرف إشارة إليه. (أما ما ال يدفعه الحيوان المأكول إذا ذبحمما يبقى في اللحم فإنه طاهر حالل) بال خالف يعرف، لألصل، وقوله تعالى:

" أو دما مسفوحا " وعسر التحرز عنه.(ولو وقع قليل من الدم النجس) فضال عن كثيره (في قدر يغلي على

النار وجب غسل اللحم والتوابل واكل) على من أراد أكلها (والمرق نجسعلى رأي) وفاقا البن إدريس (٥) والمحقق (٦) وجعله القاضي أحوط

لالستصحاب من غير معارض (٧) وخالفا للصدوق (٨) والشيخين (٩) وجماعة،فإنهم

يطهرون ما في القدر بالغليان إذا قل الدم. وأطلق المفيد وسالر (١٠) فيشمل الكثير،لصحيح سعيد األعرج سأل الصادق (عليه السالم) عن قدر فيها جزور وقع فيها قدر

أوقية--------------------

(١) االنتصار: ص ٢٠١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٨٧ ب ٥٩ من أبواب األطعمة المباحة ح ٣.

(٣) المائدة: ٣.(٤) األنعام: ١٤٥.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ١٢٠.(٦) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٥.

(٧) المهذب: ج ٢ ص ٤٣٢.(٨) المقنع: ص ٣٦.

(٩) النهاية: ج ٣ ص ١٠٤، المقنعة: ص ٥٨٢.(١٠) المراسم: ص ٢١٠.

(٢٩١)

Page 308: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من دم أيؤكل؟ قال: نعم، فإن النار تأكل الدم (١) وخبر زكريا بن آدم سألالرضا (عليه السالم) عن قطرة خمر أو نبيذ مسكر قطرت في قدر فيه لحم كثير ومرق

كثير،قال: يهراق المرق، أو يطعمه أهل الذمة، أو الكالب، واللحم اغسله وكله، قلت:

فإن قطر فيه دم قال الدم تأكله النار (٢). والجواب إن شيئا منهما ال يدل على جوازاألكل قبل الغسل، وإنما ذكر فيهما أن النار تأكل الدم دفعا لتوهم السائل أنه ال

يجوز األكل وإن غسل، ألن الدم ثخين يبعد أن يأكله النار فهو ينفذ في اللحم فاليجدي الغسل. ويمكن تنزيل كالمي الشيخين عليه، ففي المقنعة: وإن وقع دم في

قدر يغلي على النار جاز أكل ما فيها بعد زوال عين الدم وتفرقها بالنار، وإن لمتزل عين الدم منها حرم ما خالطه الدم وحل منها ما أمكن غسله بالماء (٣) وفي

النهاية: فإن حصل فيها شيء من الدم وكان قليال ثم غلى جاز أكل ما فيها ألن النارتحل الدم، وإن كان كثيرا لم يجز أكل ما وقع فيه (٤).

(الرابع: الخمر وسائر المسكرات المائعة) اتفاقا وهي (نجسة علىأصح القولين) كما مر في الطهارة (سواء كان) خمرا وهو المتخذ من العنب،

أو (نبيذا) من التمر كما في الخبر (٥) (أو بتعا) بكسر الموحدة وسكون المثناةمن فوق وإهمال العين من العسل (أو فضيخا) بالفاء وإعجام الضاد والخاء

بينهما ياء مثناة من تحت، وهو من البسر المفضوخ أي المكسور وقيل: منالرطب (٦) وقيل: من تمر وبسر (٧) (أو نقيعا) من الزبيب (أو مزرا) بتقديم

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٦ ب ٤٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٥٦ ب ٣٨ من أبواب النجاسات ح ٨.(٣) المقنعة: ص ٥٨٢.

(٤) النهاية: ج ٣ ص ١٠٤.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٢١ ب ١ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.

(٦) قاله في لسان العرب: ج ٣ ص ٤٥.(٧) قاله في السرائر: ج ٣ ص ١٢٩.

(٢٩٢)

Page 309: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المعجمة الساكنة على المهملة وكسر الميم من الذرة، وقيل (١): من الشعير والحنطةونحو ذلك من الحبوب.

(والفقاع) وهو شراب يتخذ من الشعير يعلوه الزبد والفقاقيع، ولذا يسمى بهويسمى العنبي أو األسكركة (كالخمر باإلجماع) كما في االنتصار (٢) (فيجميع األحكام) من الحرمة والنجاسة وحد الشارب ورد شهادته ونحو ذلك

(إال في اعتقاد إباحته وإباحة بيعه، فإنه ال يقتل معتقده) كما يقتل معتقدذلك في الخمر، ألنه ليس مثلها في ضرورية الحرمة من الدين.

(والعصير) العنبي وإن لم يشتد (إذا غلى حرام) إجماعا (نجس) كمافي الدروس (٣) واشتهر بين المتأخرين أو مطلقا كما أطلق األكثر ومنهم المصنف

في كتبه (٤) ونص في السرائر على التعميم (٥) وستسمع عبارته، ويأتي في القضاء:أنه ال بأس بعصير التمر والبسر وإن غلى ما لم يسكر على قول (سواء غلى من

قبل نفسه أو بالنار) أو بالشمس، للعموم. وفي الوسيلة: إن غلى بنفسه حرمونجس، وإن غلى بالنار حرم خاصة (٦). وال نعرف له مستندا (وال يحل حتى

يذهب ثلثاه) بنفسه أو بالنار أو بالشمس، وقال الصادق (عليه السالم) في خبر عبد اللهبن

سنان: العصير إذا طبخ حتى يذهب منه ثالثة دوانيق ونصف، ثم يترك حتى يبردفقد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه (٧) (أو يصير خال) فيحل بأحد األمرين كما في الشرائع (٨)

--------------------(١) قاله في لسان العرب: ج ٥ ص ١٧٢.

(٢) االنتصار: ص ١٩٧.(٣) الدروس الشرعية: ج ٣ ص ١٦ درس ٢٠٤.

(٤) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٤٦٩، تذكرة الفقهاء: ج ١ ص ٧ س ٣٨، تحرير األحكام: ج ١ص ٢٤ س ١٢، منتهى المطلب: ج ١ ص ١٦٧ س ٣٢.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ١٢٩.(٦) الوسيلة: ص ٣٦٥.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٣٢ - ٢٣٣ ب ٥ من أبواب األشربة المحرمة ح ٧.(٨) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٥.

(٢٩٣)

Page 310: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والجامع (١) بالنصوص (٢) واإلجماع في ذهاب الثلثين. وأما إذا تخلل فلخروجه بهعن اسم العصير عرفا، وهو يكفي لتعلق األحكام باألسماء، ولما يقال: من أنه ال

يصير خال إال بعد أن يصير خمرا وهي تطهر بالتخلل نصا (٣) وإجماعا.وفي المقنع (٤) والنهاية (٥) والمهذب (٦) والوسيلة (٧) تخصيص ما غلى بنفسه

بالتخلل، وما غلى بالنار بذهاب الثلثين، ويمكن تنزيل كالم المصنف وابنيسعيد (٨) عليه.

وقريب من ذلك في السرائر لقوله: وأما عصير العنب فال بأس بشربه ما لميلحقه نشيش، فإن لحقه طبخ قبل نشيشه حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه حل شربالثلث الباقي، فإن لم يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه كان ذلك حراما، وكذلك القول فيماينبذ من الثمار في الماء أو اعتصر من األجسام في جواز شربه ما لم يتغير فإن تغير

بالنشيش لم يشرب (٩) انتهى.ودليله اختصاص أخبار الثلثين بالطبخ على النار والغليان بها، وعموم نحو

قول الصادق (عليه السالم) في خبر ذريح: إذا نش العصير أو غلى حرم (١٠) وفي خبرحماد

ابن عثمان: يشرب ما لم يغل، فإذا غلى فال تشربه (١١).وعصير الزبيب إذا غلى لم يحل ما لم يتخلل، وإذا طبخ على النار لم يحل ما

--------------------(١) الجامع للشرائع: ص ٣٩٤.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٢٣ ب ٢ من أبواب األشربة المحرمة.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٦ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة.

(٤) المقنع: ص ٤٥٣.(٥) النهاية: ج ٣ ص ١٠٩ و ١١٢.

(٦) المهذب: ج ٢ ص ٤٣٢.(٧) الوسيلة: ص ٣٦٥.

(٨) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٥، الجامع للشرائع: ص ٣٩٤.(٩) السرائر: ج ٣ ص ١٢٩.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٢٩ ب ٣ من أبواب األشربة المحرمة ح ٤.

(١١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٢٩ ب ٣ من أبواب األشربة المحرمة ح ٣.

(٢٩٤)

Page 311: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لم يذهب ثلثاه. وعلى ظاهر الكتاب يحل كل بكل منهما وسواء تذيب بالشمس أوال إذا اختص التحريم بعصير العنب وقلنا بخروجه عنه.

وفي الدروس: وال يحرم المعتصر من الزبيب ما لم يحصل فيه نشيش، فيحلطبيخ الزبيب على األصح، لذهاب ثلثيه بالشمس غالبا، وخروجه عن مسمى

العنب، وحرمه بعض مشايخنا المعاصرين، وهو مذهب بعض فضالئنا المتقدمين،لمفهوم رواية علي بن جعفر عن أخيه (عليه السالم) حيث سأله عن الزبيب يؤخذ ماؤه

فيطبخ حتى يذهب ثلثاه، قال: ال بأس (١).وفيه: إنا إن اعتبرنا ذهاب ثلثي الزبيب بالشمس فال معنى لحرمة عصيره إذا

نش، والظاهر عدم اعتباره وال اعتبار غليانه بالشمس وال بالنار. وال يخفى عليكما في االحتجاج بمفهوم الخبر المذكور، وعصير التمر أيضا كذلك وإن عممنا

العصير، وسئل الصادق (عليه السالم) في خبر عمار عن النضوح المعتق كيف يصنع بهحتى

يحل؟ قال: خذ ماء التمر فاغله حتى يذهب ثلثا ماء التمر (٢). وفي الدروس: أحلهبعض األصحاب ما لم يسكر (٣). قلت: وهو نص المصنف في القضاء: وإذا مزج

العصير بنحو الماء كفى في حله ذهاب ثلثي المجموع، كما نص عليه بعضاألصحاب واألخبار كأخبار الشراب الحالل، وهو ظاهر خبر عقبة بن خالد عن

الصادق (عليه السالم) في رجل أخذ عشرة أرطال من عصير العنب فصب عليه عشرينرطال من ماء ثم طبخهما حتى ذهب منه عشرون رطال وبقي منه عشرة أرطالأيصلح أن يشرب تلك العشرة أم ال؟ فقال: ما طبخ على الثلث فهو حالل (٤).

(وكذا الخمر يطهر بانقالبه) خال (من نفسه) إجماعا (أو بعالج)--------------------

(١) الدروس الشرعية: ج ٣ ص ١٦ درس ٢٠٤.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٨ ب ٣٢ من أبواب األشربة المحرمة ح ٢.

(٣) الدروس الشرعية: ج ٣ ص ١٧ درس ٢٠٤.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٣٦ ب ٨ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.

(٢٩٥)

Page 312: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وفاقا للشيخين (١) وجماعة: للعمومات. وخصوص خبر عبد العزيز بن المهتديكتب إلى الرضا (عليه السالم): العصير يصير خمرا فيصب عليه الخل وشئ يغيره حتىيصير خال؟ قال: ال بأس به (٢) وخبر أبي بصير سأل الصادق (عليه السالم) عن الخمر

يصنعفيها الشيء حتى تحمض، فقال: إذا كان الذي صنع فيها هو الغالب على ما صنع فالبأس به (٣) و " ما " في ما صنع يحتمل المصدرية والموصولية، فإن كان األول كان

المعنى إن كان ما فعله فيها غالبا على فعله أي قويا على التخليل، وإن كان الثانياحتمل صنع بالبناء للفاعل وحذف المفعول أي ما صنعه، وما صنعه يحتمل

التخليل والخمر المخللة، والبناء للمفعول أي ما صنع فيه وهي الخمر، والغلبة علىالخمر أيضا بمعنى القوة على تخليلها، وفهم منه الشيخ غلبة الموضوع فيها عليها

فنسبه إلى الشذوذ (٤). واحتمل غيره العكس، وهو بعيد، وظاهر نحو حسن زرارةسأل الصادق (عليه السالم) عن الخمر العتيقة تجعل خال، قال: ال بأس (٥). وخبر

عبيد بنزرارة سأله (عليه السالم) عن الرجل يأخذ الخمر فيجعلها خال، قال: ال بأس (٦) فإن

الجعلظاهر في العالج. وظاهر المنتهى (٧) ونهاية اإلحكام (٨) والتحرير (٩) ويظهر من

التذكرة (١٠) اإلجماع (ما لم يمازجه نجس) بالذات أو متنجس إال أن يستحيلاستحالة مطهرة قبل التخلل. والوجه ظاهر.

(وال فرق بين أن يكون ما يعالج به باقيا أو مستهلكا) وال بين أن--------------------

(١) المقنعة: ص ٥٨١، النهاية: ج ٣ ص ١١٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٧ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة ح ٨.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٦ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة ح ٢.

(٤) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ١١٩ ذيل الحديث ٥١١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٦ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٦ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة ح ٣.

(٧) منتهى المطلب: ج ١ ص ١٦٧ س ٣٤.(٨) نهاية اإلحكام: ج ١ ص ٢٩٢.

(٩) تحرير األحكام: ج ١ ص ٢٤ س ١٢.(١٠) تذكرة الفقهاء: ج ١ ص ٦٥.

(٢٩٦)

Page 313: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يستحيل هو أيضا استحالة مطهرة إلى الخل أو غيره أو ال، كما هو قضية إطالقاألصحاب ونص المحقق (١) والشيخ (٢) وأبي علي (٣) إلطالق النصوص (٤)

وجوازأن يطهر بطهارة الخمر كما يطهر اإلناء، ألنه إنما ينجس بالخمر، فكما تبعها فيالنجاسة فال بعد في أن يتبعها في الطهارة (وإن كان العالج مكروها) كما ذكرهالشيخ (٥) وجماعة لصحيح محمد بن مسلم وأبي بصير، أنه سأل الصادق (عليه

السالم) عنالخمر يجعل فيها الخل، فقال: ال إال ما جاء من قبل نفسه (٦). ويمكن أن يكون

السائل سأل عن حالها إذا جعل فيها الخل فاستهلك فيه، فأجاب عنه (عليه السالم) بأنهال

يكفي لحلها بل البد من انقالب نفسها خال، وهو أعم من أن يكون بنفسها أو بعالج.وخبر عبيد بن زرارة، سأله عن الرجل يأخذ الخمر فيجعلها خال، قال: ال بأس إذا

لم يجعل فيها ما يقلبها. كذا بالقاف في التهذيب (٧) واالستبصار (٨). وفي الكافي(٩)

بالغين، فيحتمل ما قلناه في الخبر األول، أي إذا لم يكن التخلل لغلبة الخل عليهاواستهالكها فيه، أو النهي عن جعلها فيما يغلبها، وإن بقيت زمانا يظن فيه االنقالبحذرا من أن ال تكون انقلبت، ألنه حينئذ ال يحصل العلم باالنقالب. وما سمعته من

االحتمال في الخبرين ال يدفع الكراهة، الحتمال النهي عن العالج، فاألولى تركه.(الخامس: كل ما القاه نجس وكان أحدهما رطبا فإنه يحرم) اتفاقا

إال إذا القاه ميتة على رأي من ال يعدي نجاستها مائعا أو جامدا (قبل غسله)بل تطهيره (إن قبل التطهير، وإال حرم مطلقا) وعدم قبول التطهير في كل مائع

--------------------(١) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٨.

(٢) النهاية: ج ٣ ص ١١٢.(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٨.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٦ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة.(٥) االستبصار: ج ٤ ص ٩٤ ذيل الحديث ٣٦٠.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٧ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة ح ٧.(٧) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ١١٧ ح ٥٠٦.

(٨) االستبصار: ج ٤ ص ٩٤ ح ٣٦١.(٩) الكافي: ج ٦ ص ٤٢٨ ح ٤.

(٢٩٧)

Page 314: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

غير الماء في التحرير (١) وموضع من المنتهى (٢) فإنه ال يطهر إال إذا القي في الماءالكثير بحيث استهلك فيه ولم يخرجه عن اإلطالق. وهو ظاهر األصحاب، وحكىعليه اإلجماع في السرائر (٣). وفي موضع آخر من المنتهى: أن الدهن النجس لوصب في كر ماء ومازجت أجزاء الماء أجزاءه واستظهر على ذلك بالبصر بحيثيعلم وصول أجزاء الماء إلى جميع أجزائه طهر (٤). وال يبعد عندي الفرق بين

األدهان وغيرها فيحكم بطهر األدهان دون غيرها وإن رأى األكثر أن طهراألدهان أبعد، وذلك ألنها لدسومتها بعد ما يتفرق في الماء يفوق عليه بخالف

سائر المائعات.(ولو وقعت النجاسة في جامد كالدبس والسمن والعسل مع جمادها

وعدم سريان النجاسة في أجزائها) بعضها في بعض (القيت النجاسة ومايكتنفها، وحل الباقي) ال نعرف فيه خالفا، لنحو قول الباقر (عليه السالم) في صحيح

زرارة: إذا وقعت الفأرة في السمن فماتت، فإن كان جامدا فألقها وما يليها، وكلما بقي وإن كان ذائبا فال تأكله واستصبح به، والزيت مثل ذلك (٥). وهو مما يدل

على أن المائع ال يطهر. وصحيح الحلبي سئل الصادق (عليه السالم) عن الفأرة والدابةتقع

في الطعام والشراب فتموت فيه، فقال: إن كان سمنا أو عسال أو زيتا فإنه ربمايكون بعض هذا، فإن كان الشتاء فانزع ما حوله وكله، وإن كان الصيف فارفعهحتى تسرج به، وإن كان بردا فاطرح الذي كان عليه، وال تترك طعامك من أجل

دابة ماتت عليه (٦).(ولو كان) ما وقع فيه النجاسة (مائعا نجس) جميعه (وجاز)

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦١ س ٣١.

(٢) منتهى المطلب: ج ١ ص ١٢ س ٧.(٣) السرائر: ج ١ ص ١٨٣.

(٤) منتهى المطلب: ج ١ ص ١٨٠ س ١٧.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٤ - ٣٧٥ ب ٤٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٥ ب ٤٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٢٩٨)

Page 315: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

استعماله فيما ال يشترط بالطهارة، ومن ذلك (االستصباح به إن كان دهنا) أوسمنا ولكن (تحت السماء ال تحت الظالل) قطع به األصحاب. وفي

السرائر (١): نفى عنه الخالف. ونص المبسوط (٢) على الكراهة. وأطلق أبو عليجواز االستصباح (٣) به، كما هو منطوق األخبار. ولم نظفر بخبر مفصل أو ناه عن

االستصباح مطلقا أو تحت الظالل. ولذا اختار الجواز مطلقا في المختلف (٤).(واألقرب) على المشهور (أنه تعبد) كما في السرائر (٥) (ال لنجاسةدخانه) كما في المبسوط (٦) (فإن دخان األعيان النجسة) بالذات أو

بالعرض (طاهر) على األقوى (و) ذلك ألن (كل ما أحالته النار إلىالرماد أو إلى الدخان من األعيان النجسة) ذاتا أو عرضا (فإنه يطهر

باإلحالة) أما إذا كانت نجسة بالذات فلتعليق نجاستها بأسمائها، فإذا انتقلت إلىأسماء اخرى طهرت. وأما إذا تنجست فألن النجاسة صفة تابعة للذات، فإذا أزالت

زالت، ويزول الذات باإلحالة، فإن الذات هنا تابعة لألسماء. وال استصحاب معزوال الذات. ولو سلم نجاسة الدخان فال يصلح دليال على حرمة االستصباح، فإن

غاية األمر أن يتنجس السقف، وال دليل على حرمته.(ويحل بيع األدهان النجسة لفائدة االستصباح تحت السماء) أو

مطلقا، وتدهين الدواب، ونحو ذلك مما ال يشترط بالطهارة. (ويجب إعالمالمشتري) بنجاستها إن كان مسلما، كما قال الصادق (عليه السالم) في خبر معاوية بن

وهب في الزيت مات فيه جرذ: يبيعه ويبينه لمن اشتراه ليستصبح به (٧) (وكذا)--------------------

(١) السرائر: ج ٣ ص ١٢١.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٣.

(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٣٢.(٤) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٣٣.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ١٢١.(٦) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٣.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٤ ب ٤٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.

(٢٩٩)

Page 316: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يجوز بيع (كل األعيان النجسة القابلة للتطهير) مع اإلعالم، ال غير القابلة لهوإن انتفع بها فيما ال يشترط بالطهارة.

(وكل ما مات فيه حيوان له نفس سائلة سواء كان مأكول اللحم أو المن المائعات، فإنه ينجس بموته فيه) إال الماء الجاري أو الكثير، وإال معتحقق التذكية. (دون ما ال نفس له سائلة كالذباب) إال المسوخات على

القول بنجاستها. وسئل الصادق (عليه السالم) في خبر عمار عن الخنفساء والذبابوالجراد

والنملة وما أشبه ذلك تموت في البئر والزيت والسمن وشبهه، قال: كل ما ليس لهدم فال بأس به (١). وسأله أبو بصير عن الذباب يقع في الدهن والسمن والطعام،

فقال: ال بأس، كل (٢).(وكل ما باشره كافر من المائعات واألجسام الرطبة واليابسة إذا كان

هو رطبا نجس) إال على القول بطهارة الكتابي. وفي الصحيح عن علي بنجعفر سأل أخاه (عليه السالم) عن رجل اشترى ثوبا من السوق للبس، ال يدري لمن

كان،هل تصلح الصالة فيه؟ قال: إن اشتراه من مسلم فليصل فيه، وإن اشتراه من

نصراني فال يصل فيه حتى يغسله (٣) وسأله عن النصراني يغتسل مع المسلم فيالحمام، قال: إذا علم أنه نصراني اغتسل بغير ماء الحمام، إال أن يغتسل وحده على

الحوض فيغسله، ثم يغتسل. وسأله عن اليهودي والنصراني يدخل يده في الماءأيتوضأ منه للصالة؟ قال: ال، إال أن يضطر إليه (٤). ولعل معنى االضطرار التقية، وال

ينافيه نحو صحيح إسماعيل بن جابر قال للصادق (عليه السالم): ما تقول في طعام أهلالكتاب؟ فقال: ال تأكله، ثم سكت هنيئة، ثم قال: ال تأكله ثم سكت هنيئة ثم قال:

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٥١ ب ٣٥ من أبواب النجاسات ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٨ ب ٤٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٧١ ب ٥٠ من أبواب النجاسات ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٢٠ ب ١٤ من أبواب النجاسات ح ٩.

(٣٠٠)

Page 317: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ال تأكله وال تتركه تقول: إنه حرام ولكن تنزه عنه، إن في آنيتهم الخمر ولحمالخنزير (١) لجواز يبس الطعام. وكذا خبر الكاهلي قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه

السالم)وأنا عنده، عن قوم مسلمين حضرهم رجل مجوسي أيدعونه إلى طعامهم؟ فقال:

أما أنا فال أدعوه وال أواكله وإني ألكره أن احرم عليكم شيئا تصنعون في بالدكم (٢)على أن المؤاكلة ال تستلزم الكون في آنية واحدة. وكذا خبر زكريا بن آدم قال

له (عليه السالم): إني رجل من أهل الكتاب وإني أسلمت وبقي أهلي كلهم علىالنصرانية،

وأنا معهم في بيت واحد لم أفارقهم بعد، فآكل من طعامهم؟ فقال لي: يأكلون لحمالخنزير؟ قلت: ال، ولكنهم يشربون الخمر، فقال لي: كل معهم واشرب (٣) ألنه ليس

نصا في األكل والشرب معهم في إناء واحد وال في عموم الطعام للرطب. ولعلالسؤال عن أكلهم لحم الخنزير لالستظهار والتنزيه إذ قد ال يخلو أيديهم وأوانيهمإن أكلوه عن دسومة فتسري النجاسة إلى األواني وما فيها أو باشروه من األطعمة

اليابسة. (وال يجوز استعمال أوانيهم التي باشروها برطوبة) إال بعد التطهيرقال الصادق (عليه السالم) في صحيح زرارة في آنية المجوس: إذا اضطررتم إليها

فاغسلوها بالماء (٤). وأما نحو قول الصادق (عليه السالم) فيما مر من صحيحإسماعيل بن

جابر: إن في آنيتهم الخمر ولحم الخنزير (٥) وصحيح محمد بن مسلم سألأحدهما (عليهما السالم) عن آنية المجوس، فقال: ال تأكلوا في آنيتهم إذا كانوا يأكلون

فيهاالميتة والدم ولحم الخنزير (٦) فلعل المراد التنزيه عن تلك األواني ولو غسلت.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٥ ب ٥٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.

(٢) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٨٨ ح ٣٧٠.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٥ ب ٥٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥ وفيه: " زكريا بن

إبراهيم ".(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٥ ب ٥٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٥ ب ٥٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٤.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٥ ب ٥٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٦.

(٣٠١)

Page 318: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وروي) صحيحا عن زرارة عن الصادق (عليه السالم) (أنه يأمر المجوسي إذاأراد مؤاكلته بغسل يده) ولفظ الخبر: أنه سأله (عليه السالم) عن مؤاكلة المجوسي،

فقال:إذا توضأ فال بأس (١). وفي صحيح عيص بن القاسم، أنه سأله (عليه السالم) عن

مؤاكلةاليهودي والنصراني والمجوسي، فقال: إن كان من طعامك وتوضأ فال بأس (٢)

(وهي) أي الرواية على المشهور من نجاستهم (محمولة على) المؤاكلة في(األجسام الجامدة، أو مع اختالف األواني) والغسل إنما هو لدفع االستقذار،

أو على الضرورة والغسل لذلك أيضا، أو على الضرورة وفاعل التوضؤ المسلم.فيكون " توضأ " في الخبر الثاني مضارعا محذوف أحد التائين للخطاب، وفي

األول يحتمله المضي. ولكن لفظ خبر العيص في المحاسن: إذا أكلوا من طعامكوتوضئوا ال بأس (٣).

(ولو وقعت النجاسة في قدر يغلي القي المرق وغسل اللحم والتوابلواكل) أية كانت النجاسة، قليلة كانت أو كثيرة. وفي خبر السكوني، أن

أمير المؤمنين (عليه السالم) سئل عن قدر طبخت وإذا في القدر فأرة؟ فقال: يهراقمرقها

ويغسل اللحم ويؤكل (٤). وقال القاضي: إن وقع فيها كثير من الخمر لم يؤكل شيءمما فيها (٥). ولعله لالحتياط لشدة نفوذ الخمر وسمعت في الدم خالفا.

(ولو عجن) العجين (بالماء النجس لم يطهر بخبزه) وفاقا للمشهور،لألصل، واالحتياط، وصحيح ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا - قال: وما أحسبه

إال حفص بن البختري - قال: قيل ألبي عبد الله: في العجين يعجن من الماء النجس--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٣ ب ٥٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٣ ب ٥٣ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٣) المحاسن: ص ٤٥٣ ح ٣٧٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٦ ب ٤٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٥) المهذب: ج ٢ ص ٤٣١.

(٣٠٢)

Page 319: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كيف يصنع به؟ قال: يباع ممن يستحل أكل الميتة. وصحيحته أيضا عن بعضأصحابه عنه (عليه السالم) قال: يدفن وال يباع (١). وللشيخ قول بالطهارة (٢) وفاقا

لظاهرالصدوق (٣) لصحيحه أيضا عمن رواه عن الصادق (عليه السالم) في عجين عجن

وخبز، ثمعلم أن الماء كان فيه ميتة، قال: ال بأس، أكلت النار ما فيه (٤) وخبر أحمد بن محمدابن عبد الله بن الزبير سأله (عليه السالم) عن البئر يقع فيها الفأرة أو غيرها من الدواب

فتموت فتعجن من مائها، أيؤكل ذلك الخبز؟ قال: إذا أصابته النار فال بأسبأكله (٥). وليس في شيء منهما داللة على تنجس الماء، فيجوز أن يعني أن النار

أزالت ما كان فيه من السم واالستقذار.(ويكره أكل ما باشره الجنب والحائض إذا كانا غير مأمونين، وما

يعالجه من ال يتوقى من النجاسات) غيرهما، كذا ذكره الشيخان (٦) وجماعة،ويؤيده االعتبار وما يعرف من الرغبة في التنزه شرعا، وال ينافيه األخبار الناطقة

بتجويز شرب سؤرهما دون الوضوء (٧) لظهور أولوية الوضوء باالحتياط.(تتمة):

(لو القي الخمر في الخل حتى استهلكه الخل أو بالعكس لم يطهرالخمر فكان الخل نجسا، سواء) صبر حتى يعلم أو يظن انقالب الخمر خال،

وذلك بأن يستبقي من الخمر بقية ويصبر حتى (انقلب الباقي من الخمر خال أوال) وبالجملة: ال يطهر باالمتزاج بالخل وإن استهلكها، ألنه ليس من االستحالة

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١ ص ١٧٤ ب ١١ من أبواب نواقض الوضوء ح ٢.

(٢) النهاية: ج ١ ص ٢١١.(٣) المقنع: ص ١٠.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١ ص ١٢٩ ب ١٤ من أبواب الماء المطلق ح ١٨.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١ ص ١٢٩ ب ١٤ من أبواب الماء المطلق ح ١٧.(٦) النهاية: ج ٣ ص ١٠٦، المقنعة: ص ٥٨٤.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١ ص ١٦٩ ب ٨ من أبواب األسئار.

(٣٠٣)

Page 320: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في شيء، وال دليل على كونه مطهرا خالفا ألبي حنيفة (١) وال بالتخليل بعداالمتزاج وفاقا البن إدريس (٢) والمحقق (٣) ألن الخل تنجس بالخمر ولم يعرضه

مطهر، وخالفا للنهاية (٤) وأبو علي (٥) وجماعة. ونفى عنه البعد في المختلف (٦).وهو متجه، ال لما فيه: من أن نجاسة الخل تابعة لنجاسة الخمر فإذا طهرت طهر لئال

يزيد الفرع على األصل، لظهور ضعفه، بل لدخوله في مطلق العالج، وخصوصخبر عبد العزيز بن المهتدي (٧). نعم يتجه األول إن لم يكن للخل مدخل فياالنقالب لقلته أو غيرها، لعدم الدخول في العالج، وقد يقال بعدم الدخول فيه

أيضا إذا استهلك الخمر. فيمكن أن يكون المصنف الحظ ذلك فاقتصر علىاالستهالكين إال أنه قال في التحرير: وال فرق بين استهالك ما يعالج به أو ال (٨).

(وبصاق شارب الخمر وغيره من النجاسات طاهر ما لم يتلوثبالنجاسة، وكذا دمع المكتحل بالنجس ما لم يتلون به) أو يتغير بتغير اللون

مما يعلم به وجود النجاسة معه، لطهارة البواطن إذا زالت عين النجاسة، وخبر أبيالديلم قال للصادق (عليه السالم): رجل يشرب الخمر فيبزق فأصاب ثوبي من بزاقه،

فقال:ليس بشيء (٩). (ومع الجهل بالتلون) بل التلوث (فهو طاهر) فكلما أصاب

منه ثوبا أو غيره ولم يعلم تلوثه لم يحكم بنجاسة ما أصابه وإن علم تلوث البزاقفي الجملة، وعلى الجملة ال يشترط في الحكم بالطهارة العلم بزوال عين النجاسة

عن الفم والعين مع احتمال اشتراطه بالعلم بذلك.--------------------

(١) المجموع: ج ٢ ص ٥٧٦.(٢) السرائر: ج ٣ ص ١٣٣.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٨.(٤) النهاية: ج ٣ ص ١١٣.

(٥) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٨.(٦) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٨.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٧ ب ٣١ من أبواب األشربة المحرمة ح ٨.(٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦١ س ١٨.

(٩) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٥٨ ب ٣٩ من أبواب النجاسات ح ١.

(٣٠٤)

Page 321: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويكره اإلسالف في العصير) وفاقا للشيخ قال: ألنه ال يؤمن أن يطلبهمن صاحبه ويكون قد تغير إلى حال الخمر (١). ويؤيده خبر يزيد بن خليفة: كره أبوعبد الله (عليه السالم) بيع العصير بتأخيره (٢). وأباحه ابن إدريس (٣) ألن الحق في

السلف إنمايتعلق بالذمة وإنما يتم الدليل لو تعلق بالعين. واعتذر في المختلف (٤) بجواز أنيكون أراد باإلسالف العقد على العين مع اشتراط تأخير التسليم، وجواز أن يتعذرعلى البائع عند الحلول غير العين التي عنده وقد استحالت خمرا ويكفي ذلك في

الكراهة. (و) كره المحقق (أن يؤمن على طبخه من يستحل شربه قبل ذهابثلثيه إذا كان مسلما) (٥) وهو خيرة التحرير (٦) والتلخيص (٧) واإلرشاد (٨).

(وقيل) في النهاية (٩) والسرائر (١٠) والجامع (١١) (بالمنع، وهو أجود):ألنه إذا غلى اشترط في حله وطهارته إذا كان نجسا ذهاب الثلثين، واألصل

العدم، ولم يعارضه ظاهر. ولخبر معاوية بن عمار سأل الصادق (عليه السالم) عنالرجل

من أهل المعرفة بالحق يأتيه بالبختج ويقول قد طبخ على الثلث وأنا أعرف أنهيشربه على النصف، فقال: خمر، ال تشربه (١٢). وإذا حرم بمجرد كونه ممن يشربه

على النصف فمع استحالته أولى، وإذا حرم مع إيمانه وإخباره فبدونهما أولى.وصحيح علي بن جعفر سأل أخاه (عليه السالم) عن الرجل يصلي إلى القبلة ال يوثق به

أتىبشراب يزعم أنه على الثلث فيحل شربه؟ قال: ال يصدق إال أن يكون مسلما

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ١١٠.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٦٩ ب ٥٩ من أبواب ما يكتسب به ح ٣.(٣) السرائر: ج ٣ ص ١٣١.

(٤) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٥.(٥) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٨.

(٦) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦١ س ٢١.(٧) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٦ ص ١١٦.

(٨) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ١١٣.(٩) النهاية: ج ٣ ص ١٠٩.

(١٠) السرائر: ج ٣ ص ١٢٩.(١١) الجامع للشرائع: ص ٣٩٤.

(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٣٤ ب ٧ من أبواب األشربة المحرمة ح ٤.

(٣٠٥)

Page 322: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عارفا (١). وحسن عمر بن يزيد سأله (عليه السالم) عن الرجل يهدى إليه البختج منغير أصحابنا، فقال: إن كان ممن يستحل فال تشربه، وإن كان ممن ال

يستحل فاشربه (٢).ودليل القول األول أصل الحل ما لم يعلم دخوله في المحرمات، وقبول

قوله فيما تحت يده في الحل والطهارة، وخبر معاوية بن وهب سأل الصادق (عليهالسالم)

عن البختج؟ فقال: إذا كان حلوا يخضب اإلناء وقال صاحبه قد ذهب ثلثاهوبقي الثلث، فاشربه (٣) وقوله (عليه السالم) في حسن عمر بن يزيد: إذا كان يخضب

اإلناء فاشربه (٤).(ويكره االستشفاء بمياه الجبال الحارة) لقول الصادق (عليه السالم) في خبر

مسعدة بن صدقة: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن االستشفاء بالحمامات،وهي العيون

الحارة التي تكون في الجبال التي توجد منها رائحة الكبريت، فإنها تخرج منفوح جهنم (٥). وفي مرسل محمد بن سنان، كان أبو عبد الله (عليه السالم) يكره أن

يتداوىبالماء المر وبماء الكبريت (٦).

(و) يكره (سقي الدواب المسكر) لقول الصادق (عليه السالم) في خبر غياث: أنأمير المؤمنين (عليه السالم) كره أن يسقى الدواب الخمر (٧). وخبر أبي بصير سأله

(عليه السالم) عنالبهيمة البقرة وغيرها تسقى أو تطعم ما ال يحل للمسلم أكله أو شربه أيكره ذلك؟

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٣٥ ب ٧ من أبواب األشربة المحرمة ح ٧.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٣٣ ب ٧ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٣٤ ب ٧ من أبواب األشربة المحرمة ح ٣.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٣٤ ب ٧ من أبواب األشربة المحرمة ح ٢.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١ ص ١٦٠ ب ١٢ من أبواب الماء المضاف ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢١٣ ب ٢٤ من أبواب األشربة المباحة ح ٢.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٤٦ ب ١٠ من أبواب األشربة المحرمة ح ٤.

(٣٠٦)

Page 323: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

قال: نعم، يكره ذلك (١). وحرمه القاضي (٢) لما روي من نهي رسول الله (صلى اللهعليه وآله): أن

يعالج بالخمر والمسكر وأن يسقى األطفال والبهائم، قال: اإلثم على من سقاها (٣).وما روي من لعنه (صلى الله عليه وآله) الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها

وساقيهاوآكل ثمنها وشاربها وحاملها والمحمول إليه (٤).

(وال يحرم شيء من الربوبات واألشربة وإن شم منها رائحة المسكركرب األترج والرمان والتفاح والسكنجبين، ألنه ال يسكر كثيره) وال فيه

سبب آخر للحرمة، مع األصل، والعمومات، وخصوص خبر جعفر بن أحمدالمكفوف كتب إلى الكاظم (عليه السالم) سأله عن السكنجبين والجالب ورب التوت

وربالرمان، فكتب (عليه السالم) حالل (٥). وزاد في خبر آخر رب السفرجل (٦).

ومضمر الحسنابن محمد المدائني سأله عن سكنجبين وجالب ورب التوت ورب السفرجل

ورب التفاح ورب الرمان، فكتب: حالل (٧). نعم ربما عرض التحريم إليقاعالشارب في التهمة.

(وكل مسكر حرام) باإلجماع والنصوص (٨) (سواء كان جامدا أومائعا كالحشيشة وما يتخذ من الحنطة وغيرها) من األشربة المسكرة. وفي

المنتهى: لم أقف على قول لعلمائنا في الحشيشة المتخذة من ورق القنب، والوجهأنها إن أسكرت فحكمها حكم الخمر في التحريم أما النجاسة فال (٩) (وال

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٤٦ ب ١٠ من أبواب األشربة المحرمة ح ٥.

(٢) المهذب: ج ٢ ص ٤٣٣.(٣) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٣٣ ح ٣٧١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٦٤ ب ٥٥ من أبواب ما يكتسب به ح ٣.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٣ ب ٢٩ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٣ ب ٢٩ من أبواب األشربة المحرمة ح ٢.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٤ ب ٢٩ من أبواب األشربة المحرمة ح ٤.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٢١ و ٢٥٩ و ٢٧٣ ب ١ و ١٥ و ١٩ من أبواب األشربة المحرمة.(٩) منتهى المطلب: ج ١ ص ١٦٨ س ٩.

(٣٠٧)

Page 324: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ينجس) شيء (منها سوى المائع) وإن اطلق في كثير من العبارات، لألصلمن غير معارض، اللهم إال أن يشمل اسم الخمر كل مسكر، وهو غير معلوم.

(وأواني الخمر) وسائر المسكرات (تطهر بالغسل ثالثا بعد زوالالعين وإن كانت من خشب أو قرع أو خزف غير مغضور على رأي) وفاقا

للتهذيب (١) وألطعمة النهاية (٢) لخبر عمار عن الصادق (عليه السالم) في اإلناءيشرب فيه

الخمر، هل يجزيه أن يصب فيه الماء؟ قال: ال يجزيه حتى يدلكه بيده ويغسلهثالث مرات (٣). وال يكفي المرة، لألصل المتأيد بهذه الرواية.

ولكن اكتفى بها المصنف (٤) في أحد قوليه، ألصل عدم وجوب الزائد معحصول اإلزالة، وإطالق خبر عمار عن الصادق (عليه السالم) سأله عن الدن يكون فيه

الخمر، هل يصلح أن يكون فيه خل أو ماء كامخ أو زيتون؟ قال: إذا غسلفال بأس، وعن اإلبريق وغيره يكون فيه خمر أيصلح أن يكون فيه ماء؟ قال: إذا

غسل فال بأس (٥).واألصل معارض باستصحاب النجاسة واإلطالق في الخبر بالتقييد في غيره.

وأوجب الشيخان (رحمهما الله) في المقنعة (٦) والمبسوط (٧) - وهو ضعيف -وموضعين

آخرين من النهاية (٨) سبع مرات، ووافقهما جماعة منهم سالر (٩) وابن حمزة (١٠)لقول الصادق (عليه السالم) في خبر عمار: تغسله سبع مرات (١١). وطريق الجمع بينه

وبين--------------------

(١) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ١١٧ ذيل الحديث ٥٠٣.(٢) النهاية: ج ٣ ص ١٠٦.

(٣) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٧٤ ب ٥١ من أبواب النجاسات، ح ١ وج ١٧ ص ٢٩٤ ب ٣٠من أبواب األشربة المحرمة ح ١.

(٤) مختلف الشيعة: ج ١ ص ٥٠١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٤ ب ٣٠ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.

(٦) المقنعة: ص ٧٣.(٧) المبسوط: ج ١ ص ١٥.

(٨) النهاية: ج ١ ص ٢٠٤ و ٢٦٨.(٩) المراسم: ص ٣٦.

(١٠) الوسيلة: ص ٨٠.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٤ ب ٣٠ من أبواب األشربة المحرمة ح ٢.

(٣٠٨)

Page 325: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ما تقدم الحمل على االستحباب، وعليه حمل المحقق (رحمه الله) (١) كالم الشيخ فيالنهاية،

دفعا للتنافي بين كالميه.ثم ال فرق بين أجناس األواني كما هو نص المبسوط (٢) إلطالق هذه

األخبار، ونفوذ الماء حيث نفذ المسكر. وفيه: أنه ال يكفي، بل البد من اإلزالة،وهي غالبا غير معلومة في مثل القرع والخشب، والغسل الواقع في األخبار (٣)مشروط باإلزالة إجماعا. نعم يتجه القول بالطهارة مع العلم باإلزالة بكثرة اللبث

في الماء مثال. وفرق أبو علي (٤) والقاضي (٥) والشيخ في النهاية (٦) فلم يطهروامثلهما، لما عرفت، ولقول أحدهما (عليهما السالم) لمحمد بن مسلم في الصحيح:

نهىرسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الدباء (٧) وقوله (عليه السالم) ألبي الربيع

الشامي: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله)عن الدباء والمزفت والحنتم والنقير (٨) وحمل النهي على التغليظ والكراهة.

(ويحرم استعمال شعر الخنزير) أما فيما يشترط بالطهارة فظاهر إالعلى قول المرتضى (رحمه الله) (٩) بطهارته، وأما مطلقا ففي السرائر: أن األخبار به

متواترة (١٠). ولم نظفر بخبر واحد، فاألقوى جواز االستعمال فيما ال يشترطبالطهارة وفاقا للمختلف (١١) ويؤيده نحو خبر سليمان اإلسكاف سأل الصادق (عليه

السالم)عن شعر الخنزير يخرز به، قال: ال بأس، ولكن يغسل يده إذا أراد أن يصلي (١٢)

--------------------(١) المعتبر: ج ١ ص ٤٦٠.(٢) المبسوط: ج ١ ص ١٥.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٩٤ ب ٣٠ من أبواب األشربة المحرمة.(٤) نقله عنه في المعتبر: ج ١ ص ٤٦٧.

(٥) المهذب: ج ١ ص ٢٨.(٦) النهاية: ج ٣ ص ١١١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٧٥ ب ٥٢ من أبواب النجاسات ح ١.

(٨) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ١٠٧٥ ب ٥٢ من أبواب النجاسات ح ٢.(٩) الناصريات: ص ١٠٠ المسألة ١٩.

(١٠) السرائر: ج ٣ ص ١١٤.(١١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٢٣.

(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٠٤ ب ٦٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(٣٠٩)

Page 326: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(فإن اضطر استعمل) اتفاقا، ولعله يكفي في االضطرار عدم كمال العمل بدونه،واألولى االقتصار على (ما ال دسم فيه) ليسهل عليه تطهير اليد إن تنجست به

وال يتعدى نجاسته إلى الثوب ونحوه (وغسل يده) إن تنجست به إذا احتاج إلىطهارتها. فعن برد اإلسكاف قال للصادق (عليه السالم): إني رجل خراز ال يستقيم

عملناإال بشعر الخنزير نخرز به، قال: خذ منه وبرة فاجعلها في فخارة، ثم أوقد تحتها

حتى يذهب دسمه، ثم اعمل به (١). وقال في خبر آخر له: خذوه فاغسلوه فما كانله دسم فال تعملوا به، وما لم يكن له دسم فاعملوا به، واغسلوا أيديكم منه (٢).

وقال (عليه السالم) في خبر آخر: خذ منه فاغسله بالماء حتى يذهب ثلث الماء ويبقىثلثاه، ثم اجعله في فخارة جديدة في ليلة باردة، فإن جمد فال تعمل به، وإن لم

يجمد ليس عليه دسم فاعمل به، واغسل يدك إذا مسسته عند كل صالة، قال: قلت:ووضوء؟ قال: ال، اغسل اليد كما تمس الكلب (٣).

(ويجوز االستقاء بجلد الميتة لغير الطهارة) وفاقا للصدوق (٤)والشيخ (٥) وجماعة، لألصل، وظهور إطالق اآلية (٦) في حرمة التناول، وخبر

الحسن بن علي قال ألبي الحسن (عليه السالم): إن أهل الجبل تثقل عندهم أليات الغنمفيقطعونها؟ فقال: هي حرام فقال: فنستصبح بها؟ فقال: أما تعلم أنه يصيب اليد

والثوب وهو حرام (٧) لداللته على أن حرمة االستصباح للتحرز عن التنجس بهامع عدم الفارق بين األلية والجلد، وخبر الحسين بن زرارة عن الصادق (عليه السالم)

في--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٠٤ ب ٦٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٠٤ ب ٦٥ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٦٨ ب ٥٨ من أبواب ما يكتسب به ح ٢.

(٤) من ال يحضره الفقيه: ج ١ ص ١٠ ذيل الحديث ١٣، وفيه: وال بأس بأن يستقى الماء بحبلاتخذ من شعر الخنزير.

(٥) النهاية: ج ٣ ص ١٠١.(٦) المائدة: ٣.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٥ ب ٣٠ من أبواب الذبائح ح ٢.

(٣١٠)

Page 327: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

جلد شاة ميتة يدبغ فيصيب فيه اللبن أو الماء فأشرب منه وأتوضأ؟ قال: نعم،وقال: يدبغ فينتفع به وال يصلى فيه (١) وما في الفقيه من أنه (عليه السالم) سئل عن

جلودالميتة يجعل فيه اللبن والماء والسمن ما ترى فيه؟ فقال: ال بأس بأن يجعل فيها ماشئت من ماء أو لبن أو سمن وتتوضأ منه وتشرب ولكن ال تصل فيها (٢). ولكنيمكن دفع ما يظهر منها من الطهارة باشتراط الشرب والتوضأ منه بكونه مما يسعكرا فصاعدا، وال يكون الشرب إال من الماء الذي يجعل فيه، وأما اللبن والسمن

فإنما نفى البأس عن جعلهما فيه وإن تنجسا به.(وتركه) أي اإلستقاء بل وغيره من وجوه االستعمال (أفضل) لخبر

زرعة عن سماعة، سأله عن جلد الميتة المملوح وهو الكيمخت فرخص فيه، فقال:إن لم تمسه فهو أفضل (٣). والمشهور حرمة االنتفاع به وبسائر أجزاء الميتة مطلقا

وقد تقدم اختياره، إلطالق التحريم في اآلية مع أن حرمة جميع وجوه االستعمالأقرب المجازات إلى الحقيقة فيترجح الحمل عليه على الحمل على حرمة األكلخاصة، ولألخبار المانعة من االنتفاع به خاصة أو بأجزاء الميتة عموما كما تقدم

من قول علي (عليه السالم) في خبر الكاهلي: ميت ال ينتفع به (٤) وصحيح علي بنأبي

المغيرة قال للصادق (عليه السالم): الميتة ينتفع منها بشيء؟ فقال: ال (٥).(ولو كان) جلد الميتة (يسع كرا فأمأله) كذا حكي عن خطه (رحمه الله)

والصواب فمأله (من الفرات) مثال (جاز استعمال ما فيه) وإن منعنا مناستعمال الميتة إال أن يستلزم استعمال الماء استعمال ظرفه. (ولو كان) ما فيه

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٩ ب ٣٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٧.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ١ ص ١١ ح ١٥.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٩ ب ٣٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٨، وليس فيه " زرعة ".

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٢٩٥ ب ٣٠ من أبواب الذبائح ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٦٨ ب ٣٤ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٣١١)

Page 328: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من الماء (أقل) من الكر (كان نجسا) عندنا دبغ الجلد أو ال. وفي هذا الكالمإشارة إلى ما ذكرنا من إمكان حمل ما في األخبار من التوضؤ بما يجعل فيه من

الماء في جلود الميتة على كريته.(ولو وجد لحم مطروح ال يعلم ذكاته اجتنب) لألصل. (وقيل) في

المشهور بل كاد أن يكون إجماعا كما ادعاه ابن زهرة (١): (يطرح في النار، فإنانقبض فذكي، وإن انبسط فميت) وبه خبر شعيب عن الصادق (عليه السالم) (٢). وهو

وإنضعف ولكن ال راد له قبل الفاضلين. ثم الظاهر اكتفاؤهم بذلك في الحل، مع أن

الظاهر أن االنقباض إنما يدل على الذكاة اللغوية بالذبح ونحوه، العلى إسالم المذكي.لكن في خبر السكوني عن الصادق (عليه السالم): إن أمير المؤمنين (عليه السالم) سئل

عن سفرةوجدت في الطريق كثير لحمها وخبزها وجبنها وبيضها وفيها سكين، قال

أمير المؤمنين (عليه السالم): يقوم ما فيها ثم يؤكل، ألنه يفسد وليس له بقاء، فإن جاءطالبها

غرموا له الثمن، قيل: يا أمير المؤمنين ال ندري سفرة مسلم أو سفرة مجوسي؟فقال: هم في سعة حتى يعلموا (٣). وليعلم أنه ال يلزم من القول به هنا القول به عند

اختالط الذكي بالميتة، لوجود النص الصحيح (٤) هناك بالبيع ممن يستحل الميتةوالنصوص (٥) بوجوب االجتناب عند االشتباه، وللعلم بوجود الميتة هناك فيجب

اجتنابها وهو يستلزم اجتناب الكل من باب المقدمة. فيجوز الفرق بين المقامينباالستناد إلى هذه العالمة في أحدهما دون اآلخر، كما فعله الشيخ (٦) وجماعة،

وقد مر أن من األصحاب من لم يفرق بينهما.--------------------

(١) الغنية: ص ٤٠١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٠ ب ٣٧ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٧ ب ٣٩ من أبواب الصيد والذبائح ح ٢.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٧٠ ب ٣٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢ و ١.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ٦٧ ب ٦ من أبواب ما يكتسب به ح ٦ و ب ٧ ص ٦٨ ح ٤.(٦) النهاية: كتاب الصيد والذبائح ج ٣ ص ٨٨ و ٩٧.

(٣١٢)

Page 329: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(والذمي إذا باع الخمر أو الخنزير على مثله) أي من مثله فياالستحالل (ثم أسلم قبل قبض ثمنه كان له قبضه) كما روي عن يونس في

مجوسي باع خمرا أو خنازير إلى أجل مسمى ثم أسلم قبل أن يحل المال؟ قال: لهدراهمه (١) للحكم بصحة العقد وإقرارهم عليه المستلزم الستحقاق العوض، كما إذا

كان قبضه ثم أسلم والعين باقية في يده. وما في األخبار (٢) - من تحريم ثمنهماومن أن الله لما حرم أشياء حرم أثمانها - لو أبقي على عمومه لحرم وإن كان قبضه

حين الكفر، ولحرم على المسلم األخذ من الكافر استدانة أو ثمنا في بيع صحيح،ونحو ذلك. فالمراد إنما هو الحرمة إذا اخذ من جهة أنه ثمن الخمر مثال في عقد

محكوم بفساده.(وكذا يجوز للمسلم قبضه) أي ثمن الخمر أو الخنزير (من دينه

عليه) أي الذمي أسلم أو ال، فإنه يملكه ملكا صحيحا، ولنحو صحيح محمد بنمسلم عن الباقر (عليه السالم) في رجل كانت له على رجل دراهم فباع خنازير أو

خمراوهو ينظر فقضاه، قال: ال بأس به، أما للمقضي فحالل، وأما للبائع فحرام (٣).

(وال يجوز أن يأكل اإلنسان من مال غيره إال بإذنه) صريحا أوبشهادة الحال أو المقال، وهو مما يشهد به العقل واإلجماع والنصوص (٤). (وقد

رخص في األكل من بيت من تضمنته اآلية إن لم يعلم) أو يظن منه(كراهته) ألكله كما إذا نهى عنه صريحا أو شهد مقاله أو حاله بالكراهية. وهذا

الشرط معلوم باإلجماع والنصوص إال أن يجب النفقة على صاحب البيت. واآلية (٥)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٦٧ ب ٥٧ من أبواب ما يكتسب به ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٦٤ ب ٥٥ من أبواب ما يكتسب به.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٢ ص ١٧١ ب ٦٠ من أبواب ما يكتسب به ح ٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٩ ص ٣ ب ١ من أبواب القصاص في النفس ح ٣.(٥) النور: ٦١.

(٣١٣)

Page 330: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تعم ما يخشى عليه الفساد وما ال يخشى، وعليه األكثر. وقيد في المقنع بخوفالفساد كالبقول والفواكه (١). ولعله استند إلى نحو قول الصادق (عليه السالم) في

خبر زرارة:هؤالء الذين سمى الله عز وجل في هذه اآلية تأكل بغير إذنهم من التمر والمأدوم،

وكذلك تطعم المرأة من منزل زوجها بغير إذنه وأما ما خال ذلك من الطعام فال (٢).واشترط ابن إدريس في اإلباحة أن يكون دخول البيت بإذن أهله (٣). واآلية عامة

لكن له أن يقول: إنها إنما أذنت في األكل ال في الدخول، واألصل حرمته إالباإلذن، فإذا دخل بغيره وجب عليه الخروج. فيحرم عليه اللبث لألكل، وأما حرمة

األكل فال دليل له ظاهرا، فإنه ال يستلزم اللبث وإن فعله البثا. ويمكن أن يقال: إنهاإذا أذنت في األكل أذنت فيما دونه بطريق األولى ودخول البيت دونه. والمراد

ب " ما ملكتم مفاتحه " أموال المماليك فإنها للمولى، أو أن يكون للرجل وكيل فيماله وقيم في ضيعته ومواشيه، فال بأس أن يأكل من ثمر حائطه ويشرب من لبن

ماشيته كما قال الصادق (عليه السالم) في مرسل ابن أبي عمير - الحسن -: الرجليكون له

وكيل يقوم في ماله فيأكل بغير إذنه (٤). وال يجوز له أن يفسد ويسرف كما قالأحدهما (عليهما السالم) لزرارة: ليس عليكم جناح فيما أطعمت أو أكلت مما ملكتم

مفاتحهما لم تفسده (٥) (وال) أن (يحمل منه شيئا) اقتصارا على النصوص (٦) إال أن

يشهد الحال بالرضا بالحمل، ومن الحال الشاهدة الصداقة المتأكدة. وعليه يحملقول الصادق (عليه السالم) في خبر جميل: للصديق أن يأكل من منزل أخيه ويتصدق

.(٧)--------------------

(١) المقنع: ص ٣٧١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٣٤ ب ٢٤ من أبواب آداب المائدة ح ٢.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ١٢٤.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٣٥ ب ٢٤ من أبواب آداب المائدة ح ٥.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٣٥ ب ٢٤ من أبواب آداب المائدة ح ٤.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٣٤ ب ٢٤ من أبواب آداب المائدة.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٣٥ ب ٢٤ من أبواب آداب المائدة ح ٣.

(٣١٤)

Page 331: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وروي) صحيحا عن ابن أبي عمير أرسل عن الصادق (عليه السالم) (إباحة مايمر به اإلنسان من الشجر والزرع والنخل) قال: سألته عن الرجل يمر بالنخلوالسنبل والثمر، فيجوز أن يأكل منها من غير إذن صاحبها من ضرورة أو غير

ضرورة؟ قال: ال بأس (١). وأفتى بمضمونه األكثر ومنهم المصنف في التذكرة (٢)ولكن اقتصروا على الفواكه، إال المصنف فذكر الكل كما في الكتاب، وكذاالحلبي (٣) والمحقق (٤) وحكي عليه في الفواكه اإلجماع في الخالف (٥)

والسرائر (٦). وعن محمد بن مروان أنه قال للصادق (عليه السالم): أمر بالثمرة فآكلمنها؟

قال: كل، وال تحمل، قال: قلت جعلت فداك إن التجار قد اشتروها ونقدوا أموالهم،قال: اشتروا ما ليس لهم (٧).

والمرور إنما يتحقق (إذا لم يقصده) فإن قصده لم يبح له. (و) كذا إنمايباح له إذا (لم يفسد) للنهي عن اإلفساد عقال ونقال، وخصوص مرسل يونس

عن بعض رجاله سأل الصادق (عليه السالم) عن الرجل يمر بالبستان وقد حيط عليه أولم

يحط عليه، هل يجوز له أن يأكل من ثمره وليس يحمله على األكل من ثمره إالالشهوة، وله ما يغنيه عن األكل من ثمره؟ وهل له أن يأكل منه من جوع؟ قال:

ال بأس أن يأكل، وال يحمله وال يفسده (٨) وقوله (عليه السالم) في خبر عبد الله بنسنان:

ال بأس أن يمر ويأكل منها وال يفسد (٩). واإلفساد: إما بهدم حائط، أو كسر غصن،أو تضييع للثمرة، أو بكثرة األكل، وهي تختلف باختالف المارة والثمر كثرة وقلة.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٤ ب ٨ من أبواب بيع الثمار ح ٣.

(٢) تذكرة الفقهاء: ج ١٠ ص ٤٠٩.(٣) الكافي في الفقه: ص ٣٢٣.

(٤) شرائع اإلسالم: ج ٢ ص ٥٥.(٥) الخالف: ج ٦ ص ٩٨ المسألة ٢٨.

(٦) السرائر: ج ٣ ص ١٢٦.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٤ ب ٨ من أبواب بيع الثمار ح ٤.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٥ ب ٨ من أبواب بيع الثمار ح ٥.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٧ ب ٨ من أبواب بيع الثمار ح ١٢.

(٣١٥)

Page 332: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال) يجوز له أن (يأخذ منه شيئا) فيحمله، لألصل، والعمومات،وخصوص قول الصادق (عليه السالم) لمحمد بن مروان: كل منها، وال تحمل (١).

ومرسلمروك عن بعض أصحابنا سأله (عليه السالم) الرجل يمر على قراح الزرع ويأخذ

منه السنبلة، قال: ال قال: أي شيء السنبلة؟ قال: لو كان كل من يمر به يأخذسنبلة ال يبقى شيء (٢) وصحيح علي بن يقطين سأل أبا الحسن (عليه السالم) عن

الرجليمر بالثمرة من الزرع والنخل والكرم والشجر المباطخ وغير ذلك من الثمرة،

أيحل له أن يتناول منه شيئا ويأكل بغير إذن صاحبه؟ وكيف حاله إن نهاهصاحب الثمرة أو أمره القيم وليس له، وكم الحد الذي يسعه أن يتناول منه؟ قال: اليحل له أن يأخذ شيئا (٣). وال ينافي السؤال عن األكل الحمل على الحمل. ومنعالمصنف في اإلرشاد (٤) وموضع من المختلف (٥) من األكل أيضا، احترازا عنالتصرف في مال الغير بغير إذنه، وحمال لألخذ المنهي عنه في األخبار (٦) علىالعموم، ولجواز األكل الذي في األخبار (٧) على ما إذا شهدت القرينة باإلذن.

واحتاط به المرتضى في الصيداوية (٨). وتردد فيه المصنف في التحرير (٩)والتلخيص (١٠) وموضع من المختلف (١١).

وتردد المحقق في النافع (١٢) وموضع من الشرائع (١٣) في الزرع وثمرة غير النخل.--------------------

(١) تقدم آنفا.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٥ ب ٨ من أبواب بيع الثمار ح ٦.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٥ ب ٨ من أبواب بيع الثمار ح ٧.

(٤) إرشاد األذهان: ج ١ ص ٣٦٤.(٥) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٣.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٤ ب ٨ من أبواب بيع الثمار.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١٤ ب ٨ من أبواب بيع الثمار.(٨) ال يوجد لدينا.

(٩) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٢ س ١٨.(١٠) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٦ ص ١٢٧.

(١١) مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٥.(١٢) المختصر النافع: ص ٢٤٦.

(١٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٢٨.

(٣١٦)

Page 333: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ومنع الشيخ في الحائريات من أكل غير ثمرة النخل، قال: الرخصة في الثمارمن النخل، وغيره ال يقاس عليه، ألن األصل حظر استعمال مال الغير (١).

قلت: ما عرفناه من الرخصة عامة.وقال أبو علي: ليناد صاحب البستان والماشية ثالثا ويستأذنه، فإن أجابه،وإال أكل وحلت عند الضرورة، ولمن أمكنه رد القيمة كان أحوط (٢).

(الفصل الثاني في حالة االضطرار)(ومطالبه ثالثة):

(األول: المضطر)(وهو كل من يخاف التلف على نفسه) أو غيره من محترم - كالحامل

تخاف على الجنين، والمرضع على الطفل - (لو لم يتناول) كان التلف لنفسعدم التناول أو إلتالف الغير له بأن اكره عليه، أو وجب عليه التناول تقية للخوف

من إتالف، أو هتك عرض، أو تحمل مشقة ال تتحمل عادة (أو) يخاف(المرض) بتركه. وال يدخل فيه صداع غير متناه في الشدة ونحوه (أو الضعف

المؤدي إلى التخلف عن الرفقة مع ظهور العطب) بالتخلف على نفسه أودابته، أو نفس محترمة، بل مال محترم له أو لغيره، يضر به أو بمالكه أو غيرهما

تلفه، أو مطلقا (أو) الضعف المؤدي إلى ضعف الركوب أي يخاف (ضعفالركوب) أو المشي أي الضعف عنهما (المؤدي إلى خوف التلف) على نفس

محترمة أو عرض أو مال محترم، أو إلى مرض.(ولو) كان مريضا و (خاف) بترك التناول (طول المرض أو عسر

عالجه فاألقرب أنه مضطر) لصدق االضطرار عليه عرفا، ونفي الحرج في--------------------

(١) الحائريات: ص ٣٣٠.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٣٤٣.

(٣١٧)

Page 334: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الدين والضرر. وفي النهاية: وال يجوز أن يأكل الميتة إال إذا خاف تلف النفس،فإذا خاف ذلك أكل منها ما أمسك رمقه وال يتمأل منه (١). ولعله استند إلى نحو قول

الصادق (عليه السالم) في مرسلي محمد بن عبد الله ومحمد بن عذافر: ثم أحلهللمضطر في

الوقت الذي ال يقوم بدنه إال به، فأمره أن ينال منه بقدر البلغة ال غير ذلك (٢). وهومع تسليم السند ال ينص عليه. (وسواء) في جواز التناول (كان المضطر

حاضرا أو مسافرا) لعموم األدلة من العقل والنقل. وال يجب بل ال يجوز لخائفالتلف االمتناع من التناول إلى اإلشراف على الموت، لعدم انتفاعه بالتناول حينئذ

وانتفاء الحرج في الدين، وحرمة إتالف النفس وإلقائها إلى التهلكة.(وال يترخص الباغي وهو الخارج على اإلمام العادل) كما في كثير

من األخبار، منها: قول الصادق (عليه السالم) في مرسل البزنطي: الباغي الذي يخرجعلى

اإلمام، والعادي الذي يقطع الطريق، ال تحل له الميتة (٣). (وقيل: الذي يبغيالميتة) ويتلذذ بها، حكي عن الحسن وقتادة ومجاهد (٤). وقيل: المفرط المتجاوز

للحد الذي أحل له، عن الزجاج (٥). وقيل: غير المضطر عن ابن عباس (٦). وكأنهالذي يبغي الميتة. وقيل: المستحل لها (٧). وفي النهاية (٨): باغي الصيد بطرا أو لهوا.

وبه أخبار (٩) (وال العادي، وهو قاطع الطريق) كما في نحو مرسل البزنطي مناألخبار (١٠). وهو الذي في النهاية (١١). (وقيل): هو (الذي يعدو شبعه) عن

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٩٨.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٠٩ ب ١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٩ ب ٥٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٥.

(٤) قاله في التبيان: ج ٢ ص ٨٦.

(٥) قاله في التبيان: ج ٢ ص ٨٦.(٦) تفسير السمرقندي: ج ١ ص ١٧٧.

(٧) لم نعثر عليه.(٨) النهاية: ج ٣ ص ٩٨.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٨ ب ٥٦ من أبواب األطعمة المحرمة.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٨ ب ٥٦ من أبواب األطعمة المحرمة.

(١١) النهاية: ج ٣ ص ٩٨.

(٣١٨)

Page 335: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحسن وقتادة ومجاهد (١). وقيل: الذي يعدو سد الرمق عن ابن عباس (٢). وقيل:المقصر عن الزجاج (٣). وقيل: المتزود منها (٤). وقيل: العادي بالمعصية طريق

المحقين (٥). وفي التبيان (٦) ومجمع البيان (٧) إنه مع تفسير الباغي بالخارج علىاإلمام: هو المروي عن الصادقين (عليهما السالم). وعن عبد العظيم الحسني عن

الجواد (عليه السالم) (٨) وحماد بن عثمان عن الصادق (عليه السالم) (٩) قال: إنهالسارق.

(وهل يترخص العاصي بسفره) بغير قطع الطريق (كاآلبق والظالموطالب الصيد لهوا وبطرا؟ إشكال): من عموم اآلية (١٠) واالشتراك في العلة

واستناد الضرورة إلى سفر هو معصية، والمعصية ال توجب الرخصة، وهو خيرةعلي بن إبراهيم (١١) والشيخ أبو الفتوح الرازي، وذكر أنه مذهب أهل

البيت (عليهم السالم) (١٢). ومن قصر التفسير في األخبار على ما ذكر.(وكل مضطر يباح له جميع المحرمات المزيلة لتلك الضرورة وال يختصنوعا منها إال ما سنذكره) في صور تعدد ما يزيل الضرورة من تعين بعضه.(وهل للمضطر التزود من الميتة؟ األقرب ذلك) وفاقا لنص أبي علي (١٣)

الشتراك العلة، مع األصل. ويحتمل العدم. بناء على حرمة وجوه االنتفاع بها،وإنما خرج األكل بالنص واإلجماع. (فإن لقيه مضطر آخر لم يجز له بيعها

--------------------(١ و ٣ و ٥) قاله في التبيان: ج ٢ ص ٨٦.

(٢) قاله في تفسير السمرقندي: ج ١ ص ١٧٧.(٤) لم نعثر عليه.

(٦) التبيان: ج ٢ ص ٨٦.(٧) مجمع البيان: ج ١ و ٢ ص ٢٥٧.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٨ ب ٥٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١ وفيه: " عن محمدبن علي الرضا ".

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٨ ب ٥٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٢.(١٠) البقرة: ١٧٣.

(١١) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٦٢.(١٢) تفسير أبو الفتوح الرازي: ج ٢ ص ١٣.

(١٣) لم نعثر عليه.

(٣١٩)

Page 336: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عليه، إذ ال ضرورة في البيع، ويجب دفعها إليه بغير عوض إذا لم يكن هومضطرا) إليها (في الحال) وإن توقعه، للتساوي في االحترام، ووجوب

الحفظ، مع رجحان االضطرار في الحال على المتوقع، الحتمال العدم.(المطلب الثاني في قدر المستباح)

(وهو ما يسد الرمق، والتجاوز) عنه (حرام) عندنا، كما في التبيان (١)ومجمع البيان (٢) وروض الجنان (٣). وصرح باإلجماع في الخالف (٤). (سواء بلغ

الشبع أو ال). ومن العامة (٥) من يبيح الشبع. (و) لكن (لو اضطر إلى الشبعلاللتحاق بالرفقة) مثال (وجب) حيث يجب. (ولو كان) يفتقر إلى الشبع

لنحو االلتحاق ولكن (يتوقع مباحا قبل رجوع الضرورة) إليه (تعين سدالرمق، وحرم الشبع).

(ويجب) عندنا (التناول للحفظ) من التلف أو غيره. (فلو طلب التنزهوهو يخاف التلف لم يجز) لوجوب دفع الضرر عن النفس وخصوصا التلف.

وفي الفقيه عن الصادق (عليه السالم): من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير فلميأكل

شيئا من ذلك حتى يموت فهو كافر (٦) وللشافعي وجهان (٧) (و) نحو التلف غيرهمن المضار المبيحة للتناول، فعلم أنه (إذا جاز التناول وجب حفظ النفس).

فليس هنا " الجواز " بمعنى اإلباحة وتساوي الطرفين.(المطلب الثالث في جنس المستباح)

(كل ما ال يؤدي) تناوله (إلى قتل معصوم) الدم (حل) لوجوب دفع--------------------

(١) التبيان: ج ٢ ص ٨٧.(٢) مجمع البيان: ج ٣ - ٤ ص ٣٥٧.

(٣) تفسير أبو الفتوح الرازي: ج ٢ ص ١٢.(٤) الخالف: ج ٦ ص ٩٣ المسألة ٢٢.

(٥) الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٦٨، والمغني البن قدامة: ج ١١ ص ٧٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٩ ب ٥٦ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.

(٧) المغني البن قدامة: ج ١١ ص ٧٤.

(٣٢٠)

Page 337: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الضرر من غير معارض (كالخمر) إلساغة اللقمة أو (إلزالة العطش) المؤديإلى التلف أو المرض أو المشقة بحيث يعد مضطرا وفاقا للصدوق في العلل (١)

والشيخ في النهاية (٢) وابني إدريس (٣) وسعيد (٤) وجماعة، لوجوب دفع الضرر،وخصوص قول الصادقين (عليهما السالم) في خبري محمد بن عبد الله (٥) ومحمد بن

عذافر (٦)في كل من الخمر والميتة ولحم الخنزير: ثم أباحه للمضطر فأحله له في الوقت

الذي ال يقوم بدنه إال به، فأمره أن يتناول منه بقدر البلغة ال غير، وقولالصادق (عليه السالم) في خبري حماد بن عيسى وعمار بن موسى في الرجل أصابه

عطشحتى خاف على نفسه فأصاب خمرا، قال: يشرب منه قوته (٧).

(وقيل) في المبسوط (٨) والخالف (٩): (يحرم) لالحتياط، وقول الصادق (عليهالسالم)

في خبر أبي بصير: المضطر ال يشرب الخمر، ألنها ال تزيده إال شرا، وألنه إنشربها قتلته فال يشرب منها قطرة (١٠). قال الصدوق: وروي، ال تزيده إال عطشا.

(وأما التداوي به فحرام ما لم يخف التلف) بالتجنب عنه (و) لم(يعلم بالعادة الصالح) إذا تناوله. أما إذا لم ينحصر الدواء فيه فظاهر متفق

عليه، وأما عند االنحصار فكذلك عند األكثر وحكي عليه اإلجماع في الخالف (١١)وظاهر المبسوط (١٢). ويؤيده األخبار كحسن عمر بن اذينة كتب إلى الصادق (عليه

السالم)--------------------

(١) علل الشرائع: ص ٤٧٨ ذيل الحديث ١.(٢) النهاية: ج ٢ ص ١١١.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ١٢٦.(٤) الجامع للشرائع: ص ٣٩٤.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣١٠ ب ١ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣١٠ ب ١ من أبواب األطعمة المحرمة ذيل الحديث ١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٠٢ ب ٣٦ من أبواب األشربة المحرمة ح ١ والراوي له هوعمار بن موسى فقط.

(٨) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٨.(٩) الخالف: ج ٦ ص ٩٧ المسألة ٢٧.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٠٣ ب ٣٦ من أبواب األشربة المحرمة ح ٣.(١١) الخالف: ج ٦ ص ٩٧ المسألة ٢٧.

(١٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٨.

(٣٢١)

Page 338: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يسأله عن الرجل يبعث إليه الدواء من ريح البواسير، فيشربه بقدر أسكرجة مننبيذ صلب، ليس يريد به اللذة، وإنما يريد به الدواء؟ فقال: ال، وال جرعة، ثم

قال: إن الله عز وجل لم يجعل في شيء مما حرم شفاء وال دواء (١). ويمكنحمل الجميع على عدم االنحصار. وأطلق القاضي (٢) جواز التداوي به إذا انحصر

الدواء فيه. وهو قوي. وأما إذا خاف التلف (ففيه حينئذ) عند المصنف(إشكال): من عموم " وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " (٣) ومن عموم أخبار النهي

عن التداوي به (٤) وأن الله تعالى لم يجعل الشفاء في محرم. (وكذا باقيالمسكرات) بل المحرمات، لعموم العلة، وعن الصادق (عليه السالم): ال يتداوى

بالخمروال المسكر، وال تمتشط النساء به، فقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده أن عليا (عليه

السالم)قال: إن الله عز وجل لم يجعل في رجس حرمه، شفاء (٥). (و) كذا (كل ما

مازجها) أي المسكرات (كالترياق وشبهه أكال وشربا) لعموم ما عرفت،وخصوص صحيح الحلبي سأل الصادق (عليه السالم) عن دواء عجن بالخمر، فقال: ال

والله، ما احب أن أنظر إليه، فكيف أتداوى به (٦). وما في طب األئمة عنعبد الرحمن بن الحجاج - من أن رجال سأل أبا الحسن (عليه السالم) عن الترياق؟

قال:ليس به بأس، قال: يا بن رسول الله إنه يجعل فيه لحوم األفاعي؟ فقال: ال تقذر

علينا (٧) - يحتمل التقية، والقصر على الحالة المبيحة له، وعلى الذي ال يتضمنخمرا وال غيرها من المحرمات.

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٧٤ ب ٢٠ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.

(٢) المهذب: ج ٢ ص ٤٣٣.(٣) البقرة: ١٩٥.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٧٤ ب ٢٠ من أبواب األشربة المحرمة.(٥) دعائم اإلسالم: ج ٢ ص ١٣٤ ح ٤٧٣.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٧٥ ب ٢٠ من أبواب األشربة المحرمة ح ٤.(٧) طب األئمة: ص ٦٣.

(٣٢٢)

Page 339: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويجوز عند الضرورة أن يتداوى به للعين) وفاقا للشيخ (١) وجماعة،لعموم وجوب دفع الضرر، وخصوص خبر هارون بن حمزة الغنوي عن

الصادق (عليه السالم): في رجل اشتكى عينيه فنعت له كحل يعجن بالخمر؟ فقال: هوخبيث بمنزلة الميتة، فإن كان مضطرا فيكتحل به (٢). وخالفا البن إدريس (٣) لما في

األخبار: من أن الله لم يجعل في محرم شفاء (٤) واألخبار المطلقة الناهية عناالكتحال بها كقول الصادق (عليه السالم) في مرسل مروك من اكتحل بميل من مسكر

كحلهالله بميل من نار (٥).

(ولو اضطر إلى) أحد من األمرين من (خمر وبول تناول البول) وإنكان نجسا، ألنه أخف حرمة ولذا ال يحد عليه، وألنه ال يسلب العقل واإليمان وال

يؤدي إلى شر كالخمر.(ولو وجد المضطر ميتة ما ال يؤكل لحمه وما يؤكل) لحمه (أكل ما

يؤكل لحمه) ألنه أخف حرمة. (ولو وجد ميتة ما يؤكل لحمه وما ال يؤكللحمه) ولكن يقبل التذكية و (حيا ذبح ما ال يؤكل لحمه، فهو أولى من

الميتة) لنجاستها، وكونها أشد حرمة، كما يعلم من الكتاب والسنة، ولذا اقتصرعليها مع أخواتها في اآلية (٦). وأما حصر التحريم فيها في نحو قوله تعالى: " قل ال

أجد فيما اوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إال أن يكون ميتة " (٧) فإضافي أوقبل تحريم الغير. (وكذا مذبوح الكافر أولى من الميتة) وخصوصا من

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ١١١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٧٩ ب ٢١ من أبواب األشربة المحرمة ح ٥.(٣) السرائر: ج ٣ ص ١٢٦.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٧٨ ب ٢١ من أبواب األشربة المحرمة ح ١.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٢٧٩ ب ٢١ من أبواب األشربة المحرمة ح ٢.(٦) البقرة: ١٧٣.(٧) األنعام: ١٤٥.

(٣٢٣)

Page 340: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اختلف في ذبيحته، ألنه ليس ميتة وإن كان بحكمها، وليس فيه ما في الميتة منالمضار التي علل بها تحريمها.

(ولو لم يجد) المضطر (إال اآلدمي ميتا تناول منه) لعموم األدلة،واحترام الميت ليس بحيث يجوز له إتالف الحي، قيل: ولكن ال يجوز أن يأكله إال

نيا إذا تمكن منه، وال يطبخه وال يشويه حفظا لحرمته، واستثنى بعضهم أجساداألنبياء (١). وهو الوجه. وإن كان المضطر ذميا والميت مسلما، ففيه وجهان: من

عصمة الدم واالشتراك في االحترام، ومن عروض احترام الذمي بخالف الميتالمسلم. (ولو كان) الموجود عند االضطرار (حيا محقون الدم لم يحل)

للمضطر األكل منه بقتله، أو القطع من أعضائه. (ولو كان مباح الدم جاز قتلهوالتناول) منه (وإن كان حيا) بالقطع من أعضائه. وإذن اإلمام في قتله إنما

يشترط حال االختيار. (وال فرق بين المرتد) عن فطرة (والكافراألصلي). وال بين الرجل الحربي (والمرأة الحربية والصبي الحربي) فإنهما

وإن كانا ال يقتالن في االختيار لكن ال لحرمتهما، ولذا ال يتعلق بقتلهما كفارة والدية. وهنا وجه بالفرق للمنع من قتلهما اختيارا كالذمي. وال فرق بين مباح الدم

لكفره، أو لغيره كالمحارب (والزاني المحصن). وقد يفرق لحرمة اإلسالم(لكن) الرجل (المرتد والكافر األصلي أولى من المرأة والصبي والزاني)

والمحارب، للمنع من قتل األولين وحرمة اإلسالم في نحو األخيرين. (ولواضطر إلى) قتل (الذمي والمعاهد فإشكال): من العصمة، ومن أن حفظ

المسلم أولى. ثم المعاهد أولى بالقتل من الذمي للتبرع بتقريره ووجوب تقريرالذمي. (وال يحل) للمولى قتل (العبد) والتناول منه (وال) للوالد (الولد).

(ولو لم يجد سوى نفسه، قيل: جاز أن يأكل من المواضع اللحمة--------------------

(١) انظر الحاوي الكبير: ج ١٥ ص ١٧٥، وروضة الطالبين: ج ٢ ص ٥٥١.

(٣٢٤)

Page 341: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كالفخذ (١). وفيه إشكال ينشأ من أنه دفع الضرر) وهو الموت بالجوع(بمثله) فإنه ربما هلك بالقطع (بخالف قطع اآلكلة، ألنه قطع سراية، وهنا

إحداث لها) ولذا منع منه الشيخ واألكثر. وأجيب بأن السراية محتملة عند القطعال مقطوع بها، فيجوز عند القطع أو الظن الغالب بالهالك إن لم يقطع، وليس من دفع

الضرر بمثله. (وليس له أن يقطع من فخذ غيره) ممن يساويه في العصمة. أماإذا أمكن القطع من نفسه أو احتمل السراية إن قطع من الغير فظاهر، وأما إذا لم يمكن

من نفسه وقطع بعدم السراية في الغير إذا قطع منه ما اضطر إليه فال يبعد التجويز.(ولو وجد طعام الغير فإن كان صاحبه مضطرا فهو أولى) إال أن يكون

اآلخر نبيا أو إماما. وهل يجوز له اإليثار مع األولوية؟ وجهان: من اإللقاء فيالتهلكة ومن التساوي في العصمة، وقوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم

خصاصة " (٢) ومنع أنه إلقاء في التهلكة، بل بمنزلة الثبات في الجهاد حتى يقتل.(ولو كان يخاف االضطرار) ويتوقعه (فالمضطر أولى).

(فإن لم يكن معه ثمن وجب على المالك بذله) كما في المبسوطوغيره، قال: لقوله (عليه السالم) من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم

القيامةمكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله (٣). ولم يوجب عليه في الخالف (٤)

والسرائر (٥) لألصل.وعلى المختار (فإن منعه غصبه) المضطر وجوبا، لوجوب دفع الضرر،

وحرمة اإللقاء في التهلكة، وقتل النفس. (فإن دفعه) المالك (جاز له قتلالمالك في الدفع) إن لم يندفع إال به، فضال عما دونه من مراتب الدفع، وأهدر

دمه، لمنعه حقه وتعريضه للتلف. فالمضطر يذبه عن نفسه وحقه بما يندفع به، كما--------------------

(١) القائل هو صاحب مسالك األفهام: ج ١٢ ص ١٢٦.(٢) الحشر: ٩.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٥.(٤) الخالف: ج ٦ ص ٩٥ المسألة ٢٤.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ١٢٦.

(٣٢٥)

Page 342: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يذب الرجل من هجم عليه من لص ونحوه. ولو قتل المالك المضطر كان ضامناولو عجز المضطر عن االغتصاب والدفع فمنعه المالك حتى مات فهل يضمن؟

وجهان: من أنه لم يفعل به ما يقتله، ومن أنه منعه حقه في ماله، فكأنه حبسه ومنعمنه الطعام حتى مات.

(قيل: وال يجب عليه) حينئذ (دفع العوض) إلى المالك عند القدرة،وهو مختار التحرير (١) (لوجوب بذله على مالكه) وال عوض على الواجب.

وقيل بالوجوب (٢) لعصمة المال، والجمع بين الحقين، ومنع أنه ال عوض علىالواجب مطلقا.

(ولو كان الثمن موجودا) للمضطر (لم يجز قهر مالكه عليه إذا طلبثمن مثله) اتفاقا (بل يجب دفعه. ولو طلب زيادة) يقدر عليها (قيل) في

المبسوط: (ال يجب بذلها) (٣) لألصل، والضرر. فإن قدر على القهر والقتال فعل،فإن قتل كان مظلوما مضمونا، وإن قتل المالك أهدر دمه. وكذا إن قدر على

االحتيال والشراء بعقد فاسد حتى ال يلزمه إال ثمن المثل، فعل. (واألقربالوجوب) لدفع الزائد (إذ) ال يجوز القتال وال أخذ مال الغير بغير رضاه إال

عند الضرورة، و (القدرة رافعة للضرورة).(ولو اشتراه بأزيد من الثمن كراهة إلراقة الدم) ال عن رضى به

(قيل) في المبسوط: (ال يجب إال ثمن المثل) (٤) وإن اشتراه بعقد صحيح،ألنه مكره على الزائد. ويبعد حمل كالم الشيخ على ما إذا لم يقدر على البذل

عاجال وال آجال ليرتفع الخالف فرض الطلب بالزائد.--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٢ س ٩.(٢) القائل هو صاحب مسالك األفهام: ج ١٢ ص ١١٨.

(٣) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٦.

(٤) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٦.

(٣٢٦)

Page 343: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو وجد ميتة وطعام الغير، فإن بذله بغير عوض أو بعوض هو قادرعليه) وإن زاد عن ثمن المثل (لم تحل الميتة) لعدم االضطرار إال أن ال يبذله

إال بزيادة كثيرة ال يتغابن بمثلها، فإن تضرر ببذلها بما ال يتحمل عادة حلت الميتة،وإال ففيه وجهان. (ولو كان صاحبه غائبا أو حاضرا مانعا عن بذله قويا

على دفعه أكل الميتة) أما على الثاني فظاهر، وأما األول فألن حرمة الميتةلحق الله، ومال الغير يتعلق به الحقان، مع المساهلة في حقوق الله، وللنص (١) فيإباحة الميتة بخالف مال الغير. وفيه وجهان آخران: أحدهما: أكل الطعام وضمانعوضه لصاحبه، ألنه حالل بالذات، والتصرف فيه بدون اإلذن منجبر بالضمان فال

اضطرار، والميتة نجسة مضرة تنفر عنها الطباع. واآلخر: التخيير بينهما.(ولو تمكن المضطر من دفع صاحب الطعام لضعفه) عن المقاومة

(قيل) في المبسوط (٢): (أكله وضمنه، وال تحل له الميتة) لعدم االضطراروالفرق بينه وبين ما إذا كان المالك غائبا وجوب البذل على الحاضر، فإذا امتنع

عنه جاز قهره عليه. وقيل: بل أكل الميتة (٣).(وكذا لو وجد المحرم الصيد والميتة قيل) في النهاية (٤) والتهذيب (٥):(أكل الميتة إن لم يقدر على الفداء) والصيد إن قدر عليه، ألن الميتة نجسة

مضرة تنفر عنها الطباع وال كفارة ألكلها بخالف الصيد. وكذا أبو علي في ميتة مايقبل الذكاة، قال: فإن لم يكن كذلك أكل الصيد (٦) يعني مطلقا، وخيرة الصدوق

(رحمه الله) (٧)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٣٨٨ ب ٥٦ من أبواب األطعمة المحرمة.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٦.

(٣) شرائع اإلسالم: ج ٣ ص ٢٣٠.(٤) النهاية: ج ١ ص ٤٩٤.

(٥) تهذيب األحكام: ج ٥ ص ٣٦٨ ذيل الحديث ١٢٨٤.(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٤ ص ١٣٥.

(٧) من ال يحضره الفقيه: ج ٢ ص ٣٨٣ ذيل الحديث ٢٧٣٣.

(٣٢٧)

Page 344: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عند القدرة على الفداء. وفصل في الخالف (١) والمبسوط (٢) والسرائر (٣) وفيالتهذيب (٤) واالستبصار (٥) في وجه بأنه إن كان الصيد حيا أكل الميتة مطلقا،

ألنه إذا ذبح الصيد كان ميتة.(أما لو وجد لحم الصيد) الذي ذبحه المحل في الحل (كان أولى من

الميتة، ألن تحريمه) أخف من وجوه: منها أنه طاهر، ومنها أنه (خاص)بالمحرم، ومنها أنه ال يضر، ومنها أنه ال ينفر عنه الطباع. ولكن الشيخ أطلق الحكم

في اللحم. وفصل ابن إدريس بأنه يأكله إن قدر على الفداء وإال فالميتة (٦).واألخبار متخالفة الظواهر، ففي الحسن أن الحلبي سأل الصادق (عليه السالم) عن

المحرميضطر فيجد الميتة والصيد أيهما يأكل؟ قال: يأكل من الصيد أما يحب أن يأكل من

ماله؟ قال: بلى، قال: إنما عليه الفداء فليأكل وليفده (٧). وفي خبر إسحاق: أنعليا (عليه السالم) كان يقول: إذا اضطر المحرم إلى الصيد وإلى الميتة فليأكل الميتة

التيأحل الله له (٨). فجمع بينهما ونحوهما بوجوه: منها الفرق بين التمكن من الفداءوعدمه، ومنها الفرق بين لحم الصيد والحي منه، ومنها التقية، ومنها احتمال الثاني

أن ال يكون وجد الصيد أو لم يتمكن منه وإن اضطر إليه.(ويحل له الشبع حينئذ) أي إذا أكل الصيد ذبحه ثم أكله أو أكل المذبوح،

ألنه إذا فدى سقط اإلثم عنه. ومنع منه في غيره، وأوجب االقتصار على ما يمسك--------------------

(١) الخالف: ج ٦ ص ٩٥ المسألة ٢٥.(٢) المبسوط: ج ٦ ص ٢٨٧.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ١٢٦.(٤) تهذيب األحكام: ج ٥ ص ٣٦٨ و ٣٦٩ ذيل الحديث ١٢٨٤ و ١٢٨٦.

(٥) االستبصار: ج ٢ ص ٢٠٩ ذيل الحديث ٧١٥ و ٧١٧.(٦) السرائر: ج ٣ ص ١٢٦.

(٧) وسائل الشيعة: ج ٩ ص ٢٣٨ ب ٤٣ من أبواب كفارات الصيد ح ١.(٨) وسائل الشيعة: ج ٩ ص ٢٤٠ ب ٤٣ من أبواب كفارات الصيد ح ١١.

(٣٢٨)

Page 345: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الرمق كالميتة، ونفى عنه الخالف في المنتهى (١) وادعى اإلجماع عليه فيالتذكرة (٢). ووجهه حرمة األكل إال لضرورة فيجب االقتصار على قدر الضرورة.

(كالم في اآلداب)(يستحب غسل اليد قبل) تناول (الطعام وبعده) ففي حسن الثمالي

عن الباقر (عليه السالم): أن الوضوء قبل الطعام وبعده يذهبان الفقر (٣). وعن الصادق(عليه السالم):

من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة، وعوفي من بلوى في جسده (٤).وعن أمير المؤمنين (عليه السالم): أنهما زيادة في العمر وإماطة للغمر عن الثياب،

ويجلوالبصر (٥). وعن النبي (صلى الله عليه وآله): أوله ينفي الفقر وآخره ينفي الهم (٦).

وعنه (صلى الله عليه وآله): الوضوءقبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم ويصح البصر (٧) وقد روي استحباب غسلاليدين جميعا وإن لم يأكل إال بإحداهما (٨). وعن سليمان الجعفري: أنه كان ربما

اتي بالمائدة فأراد بعض القوم أن يغسل يده، فيقول أبو الحسن (عليه السالم): منكانت يده

نظيفة فال بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده (٩).(و) يستحب (مسحها) أي اليد (بالمنديل) إذا غسلها بعد الطعام ال

قبله، فإنه ال يزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد.(والتسمية عند الشروع في كل لون بانفراده) فقال أمير المؤمنين (عليه السالم):

--------------------(١) منتهى المطلب: ج ٢ ص ٨٠٥ س ٩.

(٢) تذكرة الفقهاء: ج ٧ ص ٢٨٤.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧٠ - ٤٧١ ب ٤٩ من أبواب آداب المائدة ح ١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧١ ب ٤٩ من أبواب آداب المائدة ح ٥.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧١ - ٤٧٢ ب ٤٩ من أبواب آداب المائدة ح ٦.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧١ ب ٤٩ من أبواب آداب المائدة ح ٤.(٧) مكارم األخالق: ص ١٣٨.

(٨) لم نعثر عليه.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٩٣ - ٤٩٤ ب ٦٤ من أبواب آداب المائدة ح ١٠.

(٣٢٩)

Page 346: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ضمنت لمن يسمي على طعامه أن ال يشتكي منه، فقال ابن الكوا: يا أمير المؤمنينلقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه وآذاني، فقال: لعلك أكلت ألوانا فسميت

على بعضها ولم تسم على بعض يا لكع (١).(ولو قال: بسم الله على أوله وآخره (٢) كفاه عن الجميع) فعن داود بن

فرقد في الصحيح، أنه قال للصادق (عليه السالم): كيف اسمي على الطعام؟ فقال: إذااختلفت اآلنية فسم على كل إناء، قال: فإن نسيت أن اسمي؟ قال: تقول باسم الله

على أوله وآخره.(ولو سمى واحد من الجماعة كفى عن الباقين) لقول الصادق (عليه السالم) في

صحيح ابن الحجاج: إذا حضرت المائدة وسمى رجل منهم أجزأ عنهم أجمعين (٣).(و) يستحب (حمد الله تعالى عند الفراغ) فعن النبي (صلى الله عليه وآله): إذا وضعت

المائدة حفتها أربعة آالف ملك، فإذا قال العبد: بسم الله، قالت المالئكة: بارك اللهعليكم في طعامكم، ثم يقولون للشيطان: اخرج يا فاسق ال سلطان لك عليهم، وإذافرغوا فقالوا: الحمد لله، قالت المالئكة: قوم أنعم الله عليهم فأدوا شكر ربهم. وإذا

لم يسموا، قالت المالئكة للشيطان: ادن يا فاسق، فكل معهم، فإذا رفعت المائدة ولميذكروا اسم الله عليها، قالت المالئكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم جل وعز (٤).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدة بين يديه ويسميويسمون في

أول الطعام، ويحمدون الله عز وجل في آخره فترتفع المائدة حتى يغفر لهم (٥).وعن الصادق (عليه السالم): أن إبراهيم (عليه السالم) قال للمرسلين: إذا أكلتم فقولوا

بسم الله، وإذا--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٩٠ ب ٦١ من أبواب آداب المائدة ح ٣.(٢) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٩٩ ح ٤٣١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٨٦ ب ٥٨ من أبواب آداب المائدة ح ٢.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٨٢ ب ٥٧ من أبواب آداب المائدة ح ١.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٨٤ ب ٥٧ من أبواب آداب المائدة ح ٦.

(٣٣٠)

Page 347: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فرغتم فقولوا: الحمد لله، فالتفت جبرئيل (عليه السالم) إلى أصحابه - وكانوا أربعةوجبرئيل (عليه السالم) رئيسهم - فقال: حق لله أن يتخذ هذا خليال (١). وعن أمير

المؤمنين (عليه السالم):من ذكر اسم الله عز وجل عند طعام أو شراب في أوله وعند آخره، لم يسأل عن

نعيم ذلك الطعام أبدا (٢).(واألكل والشرب باليمين اختيارا) لعموم األخبار (٣) باستحباب التيامن،

ولما سيأتي من كراهتهما باليسار.(وبدأة صاحب الطعام باألكل وأن يكون آخرهم فيه) لئال يحتشموه،

وعن الصادق (عليه السالم): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أكل مع القومطعاما كان أول من يضع

يده وآخر من يرفعها، ليأكل القوم. (وأن يبدأ) الخادم (في غسل األيدي)بعد رفع الطعام (بمن على يمينه) فعن الفضل بن يونس قال: لما تغدى عندنا

أبو الحسن (عليه السالم) وجئ بالطشت بدأ به، وكان في صدر المجلس، فقال: ابدأبمن

على يمينك (٤). (ثم يدور عليهم إلى األخير) أو المعنى أن يبدأ صاحب الطعامفي الغسل األول بمن عن يمينه بعد غسله يده. ففي الكافي (٥) والعلل (٦): أن في

بعض األخبار يغسل أوال رب البيت، ثم يبدأ بمن على يمينه، وإذا رفع الطعام بدأبمن على يسار صاحب المنزل، فيكون آخر من يغسل يده صاحب المنزل، ألنه

أولى بالصبر على الغمر. وكذلك حكي في البصائر (٧) عن فعل الكاظم (عليه السالم).وعن

محمد بن عجالن عن الصادق (عليه السالم): الوضوء قبل الطعام، يبدأ صاحب البيت،لئال

--------------------(١) علل الشرائع: ص ٣٥ ح ٦.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٨٣ - ٤٨٤ ب ٥٧ من أبواب آداب المائدة ح ٥.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤١٩ ب ١٠ من أبواب آداب المائدة.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧٥ ب ٥١ من أبواب آداب المائدة ح ٢.(٥) الكافي: ج ٦ ص ٢٩١ - ٢٩٢ ح ١.

(٦) علل الشرائع: ص ٢٩١.(٧) رواه الشيخ الطبرسي في مكارم األخالق: ج ١ ص ٣١١ ح ٩٩٣ عن البصائر.

(٣٣١)

Page 348: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يحتشم أحد، فإذا فرغ من الطعام بدأ بمن على يمين الباب، حرا كان أو عبدا (١).والظاهر موافقته لخبر الفضل، وأن يمين الباب هو يمين الخادم حين يدخل.

(وأن يجمع غسالة األيدي في إناء واحد) ففي خبر الفضل المتقدم بعضه،فلما أن توضأ واحد أراد الغالم أن يرفع الطست، فقال له: دعها، واغسلوا أيديكم

فيها (٢). وعن عمر بن ثابت عن الصادق (عليه السالم) اغسلوا أيديكم في اناء واحدتحسن أخالقكم (٣).

(وأن يستلقي بعد األكل على قفاه، ويضع رجله اليمنى علىاليسرى) كما في خبر البزنطي عن الرضا (عليه السالم) (٤).

(ويحرم األكل على مائدة يشرب عليها شيء من المسكرات أوالفقاع) لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في خبر جراح المدائني: من كان يؤمن بالله

واليوماآلخر، فال يأكل على مائدة يشرب عليها الخمر (٥). وفي صحيح هارون بن الجهم:

ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر (٦). وأما إلحاق سائر المسكراتوالفقاع كما فعله األصحاب، فإما لدخولها في الخمر، أو لوجوب اإلنكار على

شاربها. وأقله القيام عن المائدة، أو االمتناع من حضورها. (واألقرب التعديةإلى االجتماع للفساد واللهو والقمار) وبالجملة يحرم الجلوس على مائدة

يعصى الله عليها، بل حضور مجلس يعصى الله فيه، إال أن يضطر إليه، أو يقدر علىإزالة المنكر، لوجوب إنكاره، وألن مجلس العصيان في معرض نزول العذاب

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧٤ ب ٥٠ من أبواب آداب المائدة ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧٦ ب ٥١ من أبواب آداب المائدة ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧٥ ب ٥١ من أبواب آداب المائدة ح ١.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٥٠٠ ب ٧٤ من أبواب آداب المائدة ح ١.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٠١ ب ٦٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٠٠ - ٤٠١ ب ٦٢ من أبواب األطعمة المحرمة ح ١.

(٣٣٢)

Page 349: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بأهله، ويؤيده قول أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر محمد بن مسلم: وال تجلسواعلى

مائدة يشرب عليها الخمر، فإن العبد ال يدري متى يؤخذ (١).(وينبغي أن يقعد حال األكل) معتمدا (على رجله).

(ويكره االتكاء) ألنه ينافي التواضع، ولألخبار، وهي كثيرة، منها: سألسماعة الصادق (عليه السالم) عن الرجل يأكل متكئا، فقال: ال، وال منبطحا (٢) أو

سأله (عليه السالم)بشير الدهان، هل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل متكئا على يمينه وعلى

يساره؟ فقال:ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل متكئا على يمينه وال على يساره، ولكن

كان يجلسجلسة العبد، قال: ولم ذلك؟ قال: تواضعا لله عز وجل (٣). وقال الخطائي: االتكاء

هنا أن يقعد متمكنا مستويا جالسا، بل السنة أن يقعد عند األكل مائال إلى الطعاممنحنيا. وقال ابن األثير: المتكئ في العربية كل من استوى قاعدا على وكاء

متمكنا، والعامة ال تعرف المتكئ إال من مال في قعوده معتمدا على أحد شقيه،والتاء فيه بدل من الواو، وأصله من الوكاء، وهو ما يشد به الكيس وغيره، وكأنه

أوكأ مقعدته وشدها بالقعود على الوكاء الذي تحته، قال: ومن حمل االتكاء علىالميل على أحد الشقين فأوله على مذهب الطب، فإنه ال ينحدر في مجاري الطعام

سهال وال يسيغه هنيئا وربما تأذى به (٤).(و) يكره (كثرة األكل) فعن النبي (صلى الله عليه وآله) أطولكم جشاء في الدنيا

أطولكمجوعا في اآلخرة (٥). وعن الصادق (عليه السالم): أن الله عز وجل يبغض كثرة األكل

.(٦)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٧ ب ١٠ من أبواب األطعمة المباحة ح ٤٣.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤١٥ ب ٦ من أبواب آداب المائدة ح ٩.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤١٤ ب ٦ من أبواب آداب المائدة ح ٦ وفيه ما أكل الخ.(٤) نهاية ابن األثير: ج ١ ص ١٩٣.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤١٠ ب ٣ من أبواب آداب المائدة ح ١.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٠٧ ب ١ من أبواب آداب المائدة ح ٩.

(٣٣٣)

Page 350: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وعن الباقر (عليه السالم): ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مملوء (١).(وربما

حرم مع الضرر. و) يكره (األكل على الشبع) وربما حرم مع الضرر، فعنالصادق (عليه السالم): أنه يورث البرص (٢). وعنه (عليه السالم) ثالث فيهن المقت

من الله عز وجل،نوم من غير سهر، وضحك من غير عجب، وأكل على الشبع (٣). وعن النبي (صلى

الله عليه وآله): ياعلي أربعة يذهبن ضياعا: األكل على الشبع، والسراج في القمر، والزرع في

السبخة، والصنيعة عند غير أهلها (٤). (واألكل والشرب باليسار اختيارا) فعنالصادق (عليه السالم): ال تأكل باليسار وأنت تستطيع (٥). وعنه (عليه السالم): أنه

كره للرجل أنيأكل ويشرب بشماله، أو يتناول بها (٦).

(وال بأس باألكل والشرب ماشيا) فعن أمير المؤمنين (عليه السالم): ال بأس أنيأكل الرجل وهو يمشي، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل ذلك (٧). وعن

الصادق (عليه السالم):خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الغداة ومعه كسرة قد غمسها في اللبن وهو

يأكل،ويمشي وبالل يقيم الصالة فصلى بالناس (٨). (واجتنابه أفضل) لقول

الصادق (عليه السالم) في خبر عبد الله بن سنان: ال تأكل وأنت تمشي، إال أن تضطرإلى

ذلك (٩). وأما الشرب فلألخبار (١٠) الناصة على كراهته قائما. لكن في بعضها أنهيخص بالليل (١١).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤١١ ب ٤ من أبواب آداب المائدة ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٠٨ ب ٢ من أبواب آداب المائدة ح ٣.

(٣) الخصال: ص ٨٩ ح ٢٥.(٤) الخصال: ص ٢٦٣ - ٢٦٤ ح ١٤٣.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٢٠ ب ١٠ من أبواب آداب المائدة ح ٣.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤١٩ ب ١٠ من أبواب آداب المائدة ح ١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٢١ ب ١١ من أبواب آداب المائدة ح ٣.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٢١ ب ١١ من أبواب آداب المائدة ح ٢.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٢١ ب ١١ من أبواب آداب المائدة ح ١.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٩٣ ب ٨ من أبواب األشربة المباحة.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٩١ ب ٧ من أبواب األشربة المباحة.

Page 351: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٣٣٤)

Page 352: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويكره الشرب بنفس واحد) لخبر سليمان بن خالد سأل الصادق (عليه السالم)عن الرجل يشرب بالنفس الواحد، قال: يكره ذلك وذاك شرب الهيم، قال: وماالهيم؟ قال: اإلبل (١). وفي مرسل عثمان بن عيسى أنه سأل عن الرجل يشرب

الماء فال يقطع نفسه حتى يروي، فقال (عليه السالم): وهل اللذة إال ذاك؟ قيل: فإنهميقولون: إنه شرب الهيم، فقال: كذبوا إنما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه (٢).

(وينبغي أن يكون بثالثة أنفاس) فقال الصادق (عليه السالم) في حسن الحلبي: ثالثةأنفاس أفضل من نفس واحد (٣) وكذا في خبر معلى بن خنيس (٤). وفي خبر أبي

بصير ثالثة أنفاس أفضل في الشرب من نفس واحد، وقال: وكان يكره أن يتشبهبالهيم وقال الهيم النيب (٥). وعنه (عليه السالم) إذا شرب أحدكم، فليشرب في ثالثة

أنفاسأوله شكر لشرابه، والثاني مطردة للشيطان، والثالث شفاء لما في جوفه (٦).

وعنه (عليه السالم) إذا كان الذي يناول الماء مملوكا لك فاشرب بثالثة أنفاس، وإنكان

حرا فاشربه بنفس واحد (٧).(وإذا حضر الطعام والصالة) وأمكنه اإلقبال على الصالة (فالبدأة

بالصالة أفضل) مع سعة الوقت. (ولو تضيق الوقت وجب البدأة بالصالة)وإن تاقت نفسه إلى الطعام بحيث ال يمكنه اإلقبال التام على الصالة. والوجه في

الكل ظاهر، وسأل سماعة الصادق (عليه السالم) عن الصالة تحضر وقد وضع الطعام؟--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٩٥ ب ٩ من أبواب األشربة المباحة ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٩٧ ب ٩ من أبواب األشربة المباحة ح ١٩.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٩٧ ب ٩ من أبواب األشربة المباحة ح ١٧.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٩٧ ب ٩ من أبواب األشربة المباحة ح ١٨.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ١٩٥ ب ٩ من أبواب األشربة المباحة ح ٢.

(٦) مكارم األخالق: ج ١ ص ٣٢٥ ح ١٠٤٤.

(٧) مكارم األخالق: ج ١ ص ٣٢٣ ح ١٠٣٥.

(٣٣٥)

Page 353: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فقال: إن كان في أول الوقت يبدأ بالطعام، وإن كان قد مضى من الوقت شيءوتخاف أن تفوتك الصالة فابدأ بالصالة (١). (ولو كان هناك من ينتظر فالبدأة

بالطعام في أول الوقت) أي سعته (أولى) لحسن الحلبي أنه سئلالصادق (عليه السالم) عن اإلفطار أقبل الصالة أو بعدها؟ قال: فقال: إن كان معه قوم

يخشىأن يحبسهم عن عشائهم فليفطر معهم، وإن كان غير ذلك فليصل وليفطر (٢) والحمد

لله أوال وآخرا.واتفق الفراغ من صيد شوارد األوابد وبسط موائد الفوائد في

هذا الكتاب ليلة األحد ثامن عشر أول ربيع، من عامألف وثمان وتسعين

والصالة على محمد وآله أجمعين* * *

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٩٨ ب ٧٠ من أبواب آداب المائدة ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ٧ ص ١٠٧ - ١٠٨ ب ٧ من أبواب آداب الصائم ح ١.

(٣٣٦)

Page 354: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كتاب الفرائض

(٣٣٧)

Page 355: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(كتاب الفرائض)وهي جمع فريضة من الفرض، بمعنى القطع والتقدير، أو بمعنى اإليجاب.

(ومقاصده ثالثة):(األول)

(في المقدمات)(وفيه فصول) أربعة:

(الفصل األول في موجب اإلرث)(إنما يثبت اإلرث بأمرين: نسب وسبب) والنسب إما أن يوجب اإلرث

بخصوصياته الموجبة للفروض المعلومة، مثال ال ترث االم الثلث أو السدس إاللكونها اما ال لمطلق النسب وإال استحقهما من سواها من األنساب، أو بعمومه كما

في صور الرد. والسبب يوجبه لخصوصية في اإلمام والمعتق، وكذا في الزوجينإن لم يرد عليهما، وإال فبالعموم أيضا (فالنسب اتصال شخص بغيره النتهاء

أحدهما في الوالدة إلى اآلخر، أو النتهائهما إلى ثالث على الوجه

(٣٣٩)

Page 356: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الشرعي) أي المحكوم بصحته شرعا، أو المجعول في حكم الصحيح من اإلقرارعليه وترتيب أحكام الصحيح عليه كالمتسبب عن أنكحة الكفار أو الشبهة.

(ومراتبه) من حيث اإلرث (ثالث):(االولى: األبوان من غير ارتفاع) إلى أبويهما فصاعدا (واألوالد وإن

نزلوا) بمعنى إن كال من األبوين واألوالد يرث مع االجتماع مع اآلخر، وكذا كلمن األبوين وأوالد األوالد، وهكذا وإن لم يرث أوالد األوالد مع األوالد.

(الثانية): طبقة الكاللة (اإلخوة واألخوات ألب أو الم أو لهما،وأوالدهم وإن نزلوا، واألجداد والجدات وإن علوا ألب كانوا أوالم أو لهما).

(الثالثة: األخوال والخاالت وإن علوا) من أخوال األبوين وخاالتهمافصاعدا (أو سفلوا) من أوالدهم فنازال. (واألعمام والعمات وإن علوا أو

سفلوا) ولكن الصنفين هنا ليسا كما تقدم، فإن ابن العم ال يرث مع الخال، وال ابنالخال مع العم، بل إنما يجتمع منهما في اإلرث المتساوون في التقرب.

(و) الضابط أن (أصل النسب التوليد، فمن ولد شخصا من نطفته كانابنه) أو بنته (والمولد أبا واألنثى) الوالدة (اما) فهؤالء متساوون في النسبقربا، فهم أصحاب المرتبة االولى (وآباؤهما) أي األبوين (أجداد وجدات

وإن تصاعدوا، وأوالدهما إخوة وأخوات) للولد (وهم الموجودون علىحاشية عمود النسب) والجميع في مرتبة واحدة متساوون قربا وبعدا بالنسبة

إلى األبوين، فهم أصحاب المرتبة الثانية (وأوالد آبائهما وإن علوا أعماموعمات) للولد (وأخوال وخاالت وهم على الحاشية أيضا) متساوون

قربا وبعدا، فهم أصحاب المرتبة الثالثة.(والسبب اثنان: زوجية) دائمة بشرط الدخول إن عقد في المرض

(ووالء. ومراتب الوالء ثالث: والء العتق) ومنه أو من والء اإلمامة - على

(٣٤٠)

Page 357: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اختالف القولين - والء المشترى من الزكاة (ثم والء تضمن الجريرة، ثم والءاإلمامة) وزاد المحقق الطوسي (رحمه الله) (١) والء من أسلم على يده كافر، لقول

أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله)إلى اليمن، فقال:

يا علي ال تقاتلن أحدا حتى تدعوه، وأيم الله لئن يهدي الله على يديك رجال خيرلك مما طلعت عليه الشمس وغربت، ولك والؤه يا علي (٢) ونحوه في خبر

مسمع (٣). وهما مع الضعف يمكن أن يكون الوجه فيهما أن الوالء لمن أسلم منهمكان

للنبي (صلى الله عليه وآله)، وقد جعله لعلي (عليه السالم). ولخبر تميم الداري قال:سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما

السنة في الرجل من أهل الشرك يسلم على يدي رجل من المسلمين؟ قال: هوأولى الناس بمحياه ومماته (٤). وهو عامي.

(واعلم أن هؤالء) المذكورين في النسب والسبب (ينقسمون) أربعة أقسام:(فمنهم) من ال يرث إال بالوالء ومنهم (من ال يرث إال بالفرض

خاصة) وتعين مقدار ما يرثه في القرآن (وهم االم من بين األنساب إال علىالرد) أي إال في صورة الرد عليها، فإنها ترث حينئذ بالفرض والقرابة جميعا.

وذلك بأن ال يكون للميت أب وال ابن وال ابنتان على قول. وأما إنها ترث بالفرضفي غيرها، فلقوله تعالى " وألبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولدفإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فالمه الثلث فإن كان له أخوة فالمه السدس " (٥)

(والزوج والزوجة من بين األسباب إال نادرا) وهو إذا انحصر الوارث فيأحدهما. والقول بالرد على الزوجة أيضا نادر.

(ومنهم من يرث بالفرض) خاصة (مرة وبالقرابة) خاصة (اخرى)--------------------

(١) الفرائض النصيرية: مخطوط.(٢) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٣٠ ب ١٠ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٣٠ ب ١٠ من أبواب جهاد العدو وما يناسبه ذيل الحديث ١.(٤) سنن الترمذي: ج ٤ ص ٤٢٧ ح ٢١١٢.

(٥) النساء: ١١.

(٣٤١)

Page 358: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وإن كانوا يرثون بهما أيضا (وهم األب) لفرض السدس له مع الولد وعدمهبدونه، فإن لم يكن له ولد لم يرث إال قرابة، وإن كان ابن أو أكثر أو مع بنت أو أكثر

لم يرث إال السدس المفروض. ولكن إن كانت بنت أو ابنتان فصاعدا فهو يرثبالفرض والقرابة جميعا (والبنت) ترث بالفرض خاصة مع الزوج واألبوين،

وبالقرابة خاصة مع االبن، وبهما في صور الرد (أو البنات) فبالفرض خاصة معاألبوين وبالقرابة خاصة مع ابن فصاعدا، وبهما في صور الرد (واألخت)

فبالفرض ترث األخت لألب أو األبوين مع الزوج ولألم مع الزوج والجد لألب أواألبوين وبالقرابة ترث األخت لألب أو األبوين مع أخ أو إخوة كذلك وبهما فيصور الرد (١) (أو األخوات) فبالفرض إذا اجتمعت أخوات من األب أو األبوين

مع أخوات من االم، وبالقرابة إذا اجتمعت إخوة وأخوات ألب أو ألب وام، وبهمافي صور الرد (ومن يتقرب باألم) من اإلخوة واألخوات، فبالفرض إذا تعدد

مع أختين أو أخوات أو إخوة ألبيه (٢) أو اتحد مع إخوة ألب، وبالقرابة إذا اجتمعمع جد أو جدة الم في صور الرد (٣).

(ومنهم من ال يرث إال بالقرابة وهم الباقون. فإذا خلف الميت ذافرض ال غير أخذ فرضه ورد عليه الباقي. وإن كان معه ذو فرض) آخر

(اخذ) هو أيضا (فرضه، فإن أبقت) من (التركة) شيئا (وال قريبغيرهما رد عليهما بنسبة حصصهما إال الزوج والزوجة، فإنه ال يرد عليهما

مع وجود النسب).--------------------

(١) العبارة في ق ول هكذا: واألخت فبالفرض ترث األخت لألب أو األبوين مع الزوج،وبالقرابة إن كانوا إخوة رجاال ونساء، وبهما في صور الرد.

(٢) في ط: المه.(٣) العبارة في ق ول هكذا: من األعمام واألخوال فبالفرض إذا اجتمع مع المتقرب باألبوين أو

األب، وبالقرابة إذا انفرد.

(٣٤٢)

Page 359: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وإن نقصت التركة) عن الفروض (اختص النقص بالبنت أو البناتأو من يتقرب) من األخوات (باألب) وجده أو مع االم. (دون االم ومن

يتقرب بها) إذ ال عول عندنا.(ولو شارك ذا الفرض من ال فرض له فله الباقي).

(ولو كان الميت قد خلف من ال فرض له ولم يشاركه غيره فالمالله، مناسبا كان) كاالبن (أو مساببا) كالمولى.

(وإن شاركه من ال فرض له فالمال لهما) بالسوية إن اتفقت الوصلة منالميت إليهما (فإن اختلفت الوصلة إليهما فلكل طائفة نصيب من يتقرب به

كاألخوال مع األعمام) فلألخوال نصيب االم ولألعمام نصيب األب.(واعلم أن الطبقة االولى تمنع الطبقتين الباقيتين) من اإلرث (وال

يرث واحد منهما مع واحد من الطبقة االولى).(وفي الطبقة االولى صنفان): أعلى وهو (األبوان وال يقوم غيرهما

مقامهما) ما كان أحد من الطبقة االولى، وأسفل (و) هو (األوالد، ويقومأوالدهم وإن نزلوا مقامهم إذا فقدوا في جميع المواضع) أي وإن كان معهم

األبوان مع تقربهما بال واسطة خالفا للصدوق (١) كما سيأتي.(واالعتبار فيهم) أي األوالد وأوالدهم خاصة، لمعرفة حكم األوالد معأوالدهم من الحكم بالقيام مقامهم إذا فقدوا (بالمساواة في القعدد) أي

االنتساب (إلى الميت) أي إنما يشتركون في اإلرث إذا تساووا، وأما عنداالختالف قربا وبعدا (فالواحد من بطن أعلى وإن كان انثى يمنع جميع من

في بطن أسفل). والقعدد ك " برثن " و " جحدب " قريب النسب إلى الجد األكبر.قيل: والبعيد من األضداد (٢) قال الصاحب: وقد يجعل ابنا ابنه (٣) ألقرب القرابة إلى

--------------------(١) المقنع: ص ٤٨٧ - ٤٩٠.

(٢) لسان العرب: ج ٣ ص ٣٦٢ (مادة قعد).(٣) وفي نسخة ن ول وق: اسما.

(٣٤٣)

Page 360: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحي يقال: ورث فالن بالقعدد (١) وفي العين: أنه أقرب القرابة إلى الحي، يقال: هذاأقعد من ذاك وفي النسب أي أسرع انتهاء وأقرب أبا وورثت فالنا بالقعدد أي لم

يوجد في أهل بيته أقعد نسبا مني إلى أجداده (٢).(والطبقة الثانية: تأخذ عند فقد الطبقة االولى، وتمنع الطبقة الثالثة،

وفيها) أيضا (صنفان) أحدهما من عمود النسب وهم (األجداد والجدات وإنعلوا و) اآلخر على حاشيته وهم (اإلخوة واألخوات وأوالدهم وإن نزلوا).

(واألقرب من كل صنف إلى الميت يمنع من ذلك الصنف) كالجد يمنعأبويه وأبوي الجدة ولألخ أوالده وأوالد غيره من اإلخوة واألخوات (دون

األبعد من الصنف اآلخر) فأوالد اإلخوة وإن نزلوا يرثون مع الجد األقرب إذالم يكن أخ وال اخت وكذا الجد األعلى مع اإلخوة.

(والطبقة الثالثة فيها صنف واحد من الورثة، هو إخوة األب وهماألعمام، وإخوة االم وهم األخوال) وإنما كانوا صنفا واحدا لكونهم في درجة

واحدة من النسب (إال أنهم على درجات متفاوتة):(االولى: أعمام الميت وأخواله وعماته وخاالته ويقوم أوالدهم

مقامهم) فال يرث معهم عمومة األبوين أو خؤولتهما.(الثانية: عمومة أبوي الميت وخؤولتهما وأوالدهم).

(الثالثة: عمومة األجداد والجدات وخاالتهم) كذا في النسخ(وأوالدهم بعدهم، وهلم جرا إلى سائر الدرجات. وهذه الطبقة الثالثة هي

طبقة اولي األرحام) ألن الدال على إرثهم آية اولي األرحام (٣).(والواحد من كل طبقة أو درجة) من درجات أصناف الطبقات (وإن

كان انثى يمنع من ورائه من الطبقات والدرجات) إال ابن العم من األبوين مع--------------------

(١) ال يوجد لدينا كتابه.(٢) العين: ج ١ ص ١٤٢ (مادة قعد).

(٣) األنفال: ٧٥.

(٣٤٤)

Page 361: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

العم من األب إجماعا، وصور اخرى على خالف كما سيظهر (ومن له قرابة)من إخوة أو عمية أو خالية (من جهتي األب واألم يمنع من له تلك القرابةمن جهة األب خاصة من اإلرث والرد، ويمنع من له تلك القرابة من جهةاالم خاصة من الرد دون اإلرث) كالهما (مع التساوي قربا وبعدا) وكذا

من له قرابة من األب خاصة يمنع من له تلك القرابة من االم خاصة [من الرد] (١)مع التساوي إذا لم يكن من له تلك القرابة من األبوين إال (٢) في األخوات فيأتي

الخالف فيهن.(ومن له قرابتان مختلفتان) أو سببان (ال يحجب من له قرابة واحدة)

أو سبب إال إذا تأخرت قرابته عن إحدى القرابتين (نعم يكثر استحقاقه فإنهيأخذ بالجهتين إذا استويا في المرتبة كعم هو خال) وزوج هو معتق.

(الفصل الثاني في موانع اإلرث)أي ما يمنع اإلنسان من أن يرث مما تركه الميت ميراثا أصال مع كونه في

طبقة اإلرث ودرجته.(وهي ثالثة: الكفر، والقتل، والرق) ومن اعتبر المنع في الجملة جعلها

عشرين: أربعة منها سيأتي في كتاب اللعان، وانفصال الحمل ميتا وهما مخرجانعن المذكورين من األنساب واألسباب والثاني مخرج عن اإلنسانية، والدين

المستغرق، وهو مما يمنع كون التركة ميراثا على أحد القولين، وال يمنع اإلرثعلى اآلخر. والغيبة المنقطعة، وهي إنما تمنع من نفوذ اإلرث ظاهرا. والثامن الزنا.والتاسع الشك في النسب. والعاشر اشتباه الحر الوارث بالعبد إذا سقط بيت على

قوم فماتوا وبقي منهم صبيان حر ومملوك له واشتبه. والحادي عشر ما يتعلق--------------------

(١) لم يرد في المخطوطات.(٢) في ن: ال.

(٣٤٥)

Page 362: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بالزوجين من انقطاع العقد أو عدم الدخول مع العقد في المرض وعدم إرثها منالعقار، ويشترك األربعة في خروج اإلنسان المفروض عن المذكورين قطعا أو

احتماال إال عدم اإلرث من العقار، وهو منع من إرث البعض ال أصال. والثاني عشرعدم استكمال شهود االستهالل في المشهور، فإنه إن شهدت امرأة واحدة منع من

ثالثة أرباع النصيب ولو شهدت اثنتان منع من النصف وهكذا. والثالث عشرالحباء. والرابع عشر الكفن ومؤن التجهيز. والخامس عشر وقف عين من أعيان

التركة. والسادس عشر كون العبد جانيا عمدا إذا اختير استرقاقه أو قتله. والسابععشر الوصية، وهذه تشترك في أنها إنما تمنع من البعض. والثامن عشر الحجب

بالقرب أو غيره، وهو إن منع من اإلرث أصال فللخروج عن طبقته أو درجته وإالفإنما يمنع من البعض. والتاسع عشر اقتران موت المتوارثين أو االشتباه ال لغرق

أو هدم، وهو مخرج عن اإلنسانية علما أو احتماال. والعشرون التبرء عند السلطانمن جريرة االبن وميراثه. وهو قول نادر للشيخ (١) والقاضي (٢). وفي هذا الفصل

مطالب ثالثة في الموانع الثالثة، وخاتمة في األربعة الباقية.(المطلب األول في الكفر)

(وهو) كل (ما يخرج به معتقده من دين اإلسالم سواء كان حربياأو ذميا) أصليا (أو مرتدا، أو على ظاهر اإلسالم إذا جحد ما يعلم ثبوته

من الدين ضرورة، كالخوارج والغالة) ومستحل الخمر وترك الصالة ونحوذلك، إال إذا ادعى الجهل بحكم الشرع وأمكن في حقه (فال يرث الكافرمسلما) بالنصوص (٣) وإجماع المسلمين. (ويرث المسلم الكافر) عندنا

(على اختالف ضروبه) فإن اإلسالم لم يزده إال عزا وقوة.--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٦٧.(٢) المهذب: ج ٢ ص ١٦٧.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٧٤ ب ١ من أبواب موانع اإلرث.

(٣٤٦)

Page 363: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو خلف الكافر) األصلي (ورثة كفارا ورثوه) إن لم يكن معهممسلم بال خالف (ولو كان معهم مسلم كان الميراث كله له) باالتفاق

(سواء قرب أو بعد، حتى أن مولى النعمة بل ضامن الجريرة المسلم يمنعالولد الكافر من ميراثه من أبيه الكافر) عن الصادق (عليه السالم): المسلم يحجب

الكافر ويرثه، والكافر ال يحجب المؤمن وال يرثه (١). لكن الشيخان (٢)والحلبيان (٣) والقاضي (٤) والكيدري (٥): على أن الكافر إن كان له أوالد صغار

ينفقعليهم مما ترك حتى يبلغوا، فإن بلغوا مسلمين ورثوا، وإال كان الميراث للمسلم.وهو قوي إن فقدوا األبوين جميعا، ألن كل مولود يولد على الفطرة، وإنما حكم

بكفرهم تبعا لهما، فإذا ماتا زالت التبعية. وعن مالك بن أعين، أنه سألأبا جعفر (عليه السالم) عن نصراني مات، وله ابن أخ مسلم وابن اخت مسلم،

وللنصرانيأوالد وزوجة نصارى، قال: فقال: أرى أن يعطى ابن أخيه المسلم ثلثي ما ترك،

ويعطى ابن اخته ثلث ما ترك إن لم يكن له ولد صغار، فإن كان له ولد صغار فإنعلى الوارثين أن ينفقا على الصغار مما ورثا من أبيهم حتى يدركوا، قيل له: كيف

ينفقان؟ قال: فقال: يخرج وارث الثلثين ثلثي النفقة، ويخرج وارث الثلث ثلثالنفقة، فإذا أدركوا قطعا النفقة عنهم، قيل له: فإن أسلم األوالد وهم صغار؟ قال:

فقال: يدفع ما ترك أبوهم إلى اإلمام حتى يدركوا، فإن بقوا على اإلسالم دفعاإلمام ميراثهم إليهم، وإن لم يتموا على اإلسالم إذا أدركوا دفع اإلمام ميراثه إلى

ابن أخيه وابن اخته المسلمين، يدفع إلى ابن أخيه ثلثي ما ترك، وإلى ابن اختهثلث ما ترك (٦) (واإلمام ال يمنع الولد) الكافر وال غيره (من اإلرث) وال

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٧٤ ب ١ من أبواب موانع اإلرث ح ٢.

(٢) المقنعة: ص ٧٠١، النهاية: ج ٣ ص ٢٣٦ - ٢٣٨.(٣) الكافي في الفقه: ص ٣٧٥، الغنية: ص ٣٢٩.

(٤) المهذب: ج ٢ ص ١٥٩ - ١٦٠.(٥) إصباح الشيعة: ص ٣٧٠.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٧٩ ب ٢ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٣٤٧)

Page 364: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يرث الكافر مع واحد من الوراث اتفاقا، وإال انتفى التوارث بين الكفار رأسا.فما أطلق من منع الوارث الكافر من اإلرث إذا كان له وارث مسلم وإن بعد

مخصوص بغير اإلمام.(ولو كان مع الولد الكافر زوجة مسلمة) بأن أسلمت ومات في العدة،

أو طلقها في المرض فمات وأسلمت في العدة (فإن قلنا بالرد) على الزوجة إذاانفردت مطلقا أو في الغيبة (فال بحث) ألن وجود الوارث الكافر معها كعدمه

(وإال) نقل بالرد (فأقوى االحتماالت أن للزوجة الثمن) للدخول فيعموم النصوص (١) (والباقي للولد) ألنها بالنسبة إلى الباقي كالمعدومة، ال

لإلمام، ألن الولد إنما يحجب الزوجة عن الثمن إذا ورث، ويمكن منعه (ثم)احتمال أن يكون لها (الربع) لكون الولد الكافر بالنسبة إليها كالمعدوم (فالباقيله) لكونها بالنسبة إليه كالمعدومة، واإلمام ال يمنع الوارث الكافر (أولها) ألنه

إذا اجتمع وارثان مسلم وكافر لم يتشاركا بل انفرد المسلم باإلرث، وأيضا جعلالربع لها مبني على عدم إرثه. فلو ورثناه الباقي تناقض الحكمان. وإنما منعنا منالرد عليها، لكون الباقي حقا لإلمام أو لوارث آخر، فإذا لم يكن هنا لإلمام واللغيره رددناه عليها (أو لإلمام) مطلقا أو إذا كان ظاهرا، ألنا إنما أعطيناها الربع

لعدم إرث الولد فهو كالمعدوم. وهو خيرة النهاية (٢) والسرائر (٣) والمهذب (٤)والجامع (٥). ولما كان جعل الباقي لها منافيا في الظاهر لعدم الرد عليها مطلقا وجه

الكالم ناظروه بأن المراد بالقول بالرد القول به مطلقا، فمقابله يعم القول بعدمهمطلقا، أو عند الظهور. وجعل الباقي للولد مبني على القول بالعدم مطلقا، وجعله

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٣٤ ب ١ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(٢) النهاية: ج ٣ ص ٢٣٥.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٢٦٨.

(٤) المهذب: ج ٢ ص ١٥٧.(٥) الجامع للشرائع: ص ٥٠٢ و ٥٠٣.

(٣٤٨)

Page 365: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لها على القول بالرد في الغيبة، وجعله لإلمام على حضوره، أو القول بالعدم مطلقاوما ذكرناه ظاهر العبارة وال بعد فيه.

(ولو كان الميت مرتدا، فإن كان له وارث مسلم ورثه) وإن كانضامن جريرة كان معه غيره أم ال (وإال كان ميراثه لإلمام، وال شيء

ألوالده) وسائر أقربائه (الكفار، سواء كانت ردته عن فطرة أو ال عنها،وسواء ولد له في حال كفره األصلي أو بعد إسالمه أو) بعد (ارتداده)

وفاقا للسرائر (١) والشرائع (٢) والنافع (٣) وميراث المبسوط (٤). وفي كتاب المرتدمنه (٥): إن المال لبيت المال إذا لم يكن وارث مسلم. وفي النهاية (٦) والمهذب (٧)

والوسيلة (٨) كذلك في المرتد ال عن فطرة، ونص في األولين (٩) في المرتد عنفطرة على الكون لإلمام، ولم ينص في الوسيلة فيه على شيء. وحمل ابن

إدريس (١٠) بيت المال على بيت مال اإلمام. قال في النهاية: وقد روي أنه يكونميراثه لورثته الكفار يعني المرتد ال عن فطرة، قال: وذلك محمول على ضرب منالتقية، ألنه مذهب العامة (١١). وقال أبو علي: إن كان المرتد ممن كان مشركا

فأسلم، ثم رجع إلى الشرك، وال قرابة له مسلم كان ميراثه لقرابته المشركين، كذلكروى ابن فضال وابن يحيى عن أبي عبد الله (عليه السالم)، قال: ولنا في ذلك نظر

(١٢). وفيالصحيح عن إبراهيم بن عبد الحميد أنه قال للصادق (عليه السالم): نصراني أسلم ثم

رجعإلى النصرانية، ثم مات، قال: ميراثه لولده النصارى، ومسلم تنصر، ثم مات، قال:

--------------------(١) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٠ - ٢٧١.

(٢) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ١٢.(٣) المختصر النافع: ص ٢٥٥.(٤) المبسوط: ج ٤ ص ١١٢.(٥) المبسوط: ج ٧ ص ٢٨٣.

(٦) النهاية: ج ٣ ص ٢٣٩.(٧) المهذب: ج ٢ ص ١٦٢.

(٨) الوسيلة: ص ٣٩٥.(٩) النهاية: ج ٣ ص ٢٣٩، المهذب: ج ٢ ص ١٦٠ - ١٦١.

(١٠) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٢.(١١) النهاية: ج ٣ ص ٢٣٩ - ٢٤٠.

(١٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٧.

(٣٤٩)

Page 366: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ميراثه لولده المسلمين (١). وأفتى بمضمونه الصدوق في المقنع (٢). وسلم الشيخفي التهذيب (٣) واالستبصار (٤) كون الميراث لولده النصارى إن لم يكن لهولد مسلمون، وعليه حمل الخبر، وهو مراد الصدوق. وفي صحيح أبي والد،

أنه سأله (عليه السالم) عن رجل ارتد عن اإلسالم لمن يكون ميراثه؟ قال: يقسمميراثه على ورثته على كتاب الله (٥). وقال الباقر (عليه السالم) في خبر محمد بن

مسلم:من رغب عن دين اإلسالم وكفر بما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله) بعد

إسالمه فال توبةله، وقد وجب قتله، وبانت امرأته منه، ويقسم ما ترك على ولده (٦). ويمكن

حملهما على المسلمين خصوصا والثاني في المرتد عن فطرة، وظاهر حاله إسالمأوالده كامرأته.

(ولو كان الميت مسلما وله ورثة كفار لم يرثوه) باإلجماعوالنصوص (٧) (وورثه اإلمام مع عدم الوارث المسلم وإن بعد كالضامن)

كما في صحيح أبي بصير وحسنه أنه سأل الباقر (عليه السالم) عن رجل مسلم ماتوله ام

نصرانية، وله زوجة وولد مسلم، فقال: إن أسلمت امه قبل أن يقسم ميراثه أعطيتالسدس، قال: فإن لم يكن له امرأة، وال ولد، وال وارث له سهم في الكتاب من

المسلمين وامه نصرانية، وله قرابة نصارى ممن له سهم في الكتاب لو كانوامسلمين، لمن يكون ميراثه؟ قال: إن أسلمت امه فإن لها جميع ميراثه، وإن لم

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٥ ب ٦ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٢) المقنع: ص ٥٠٨.(٣) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٧٢ ذيل الحديث ١٣٢٨.

(٤) االستبصار: ج ٤ ص ١٩٣ ذيل الحديث ٧٢٤.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٦ ب ٦ من أبواب موانع اإلرث ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٧ ب ٦ من أبواب موانع اإلرث ح ٥.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٧٤ ب ١ من أبواب موانع اإلرث.

(٣٥٠)

Page 367: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تسلم امه، وأسلم بعض قرابته ممن له سهم في الكتاب، فإن ميراثه له، وإن لم يسلممن قرابته أحد فإن ميراثه لإلمام (١). وهو وإن خص القرابة بالذكر لكنه مبني على

الغالب، من انتفاء المولى والضامن.(ولو أسلم الكافر الوارث على ميراث قبل قسمته شارك الورثة إن

ساواهم) في المرتبة (واختص به إن كان أولى) منهم بالنصوص (٢)واإلجماع، وعموم أدلة اإلرث (سواء كان الميت مسلما أو كافرا).(واألقرب تبعية النماء المتجدد بين الموت واإلسالم) كالحادث بعد

اإلسالم والمتقدم على الموت، ألن اإلسالم كشف عن استحقاقه المال حينالموت، أو لبقاء المال على حكم مال الميت موقوفا، أو ألنه فرع األصل، فإذاملك األصل ملكه ألن الفرع ال يكون أقوى من أصله. ويحتمل العدم، النتقال

التركة عند الموت إلى المسلمين لئال يبقى بال مالك وإن كان متزلزال فالنماء فيملكهم، واإلسالم لم يكشف عن تقدم الملك، فإن الكفر مانع من اإلرث، أو

اإلسالم شرط له. ويمكن أن يكون المانع هو الكفر المستمر إلى القسمة، والشرطاإلسالم حينها.

(و) األقرب (ثبوت اإلرث فيما ال يمكن قسمته على إشكال): منالدخول في عموم اإلسالم قبل القسمة، ومن أن هذه العبارة إنما يقال في األكثر

فيما يمكن قسمته، وهو المحقق لحقيقة القبلية.(و) األقرب (عدمه) أي اإلرث (لو) أسلم قبل القسمة حقيقة ولكن

(وهب أو باع أحد الورثة) حصته من غير قسمة (على إشكال): من انتقاء--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٠ ب ٣ من أبواب موانع اإلرث ح ١، وفيه عن أبيعبد الله (عليه السالم).

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٠ ب ٣ من أبواب موانع اإلرث.

(٣٥١)

Page 368: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

القسمة حقيقة، ومن أنه قسمة حكمية مزيلة للحصة عن ملك مالكها، فهيأقوى. وألنه إن شارك فإما أن يشمل الشركة ما بيع أو وهب، وهو باطل، أو

يخص بالباقي، وهو كذلك، الستلزامه مشاركة بعض الورثة دون بعض. وفيه منعبطالن األول إذا قلنا بكشف اإلسالم عن تقدم الملك الستلزامه الكشف عن بطالن

البيع أو الهبة.(ولو أسلم بعد القسمة فال شيء له) وإن كانت أعيان التركة باقية.

(وكذا لو خلف الميت واحدا) مسلما (لم يكن لمن أسلم معه شيء،إذ ال قسمة) هنا وإرث من تجدد إسالمه إنما ثبت على خالف األصل للنصوصمن األخبار واألصحاب، وهي إنما تناولت ما إذا أسلم قبل القسمة. وقد صرح

بذلك في النهاية (١) والمهذب (٢) وغيرهما. وفي النكت أنه فتوى األصحاب (٣).وخالف أبو علي (٤): فورث ما بقيت العين في يد الوارث.

(أما لو لم يكن) له وارث مسلم (سوى اإلمام فأسلم قيل) فيالشرائع (٥): (هو أولى من اإلمام) لما تقدم من قول الباقر (عليه السالم) في خبر أبي

بصير: فإن أسلمت امه لها جميع ميراثه، وإن لم تسلم امه وأسلم بعض قرابته ممنله سهم في الكتاب فإن ميراثه له، وإن لم يسلم من قرابته أحد فإن ميراثه لإلمام

- وهو نص في الباب إن لم يكن تبرعا منه (عليه السالم)، والخبر مروي بطرق: منهاصحيح،

ومنها حسن - ولعموم أدلة اإلرث (وقيل: ال يرث، ألن اإلمام كالوارثالواحد) غيره (وقيل) في الوسيلة (٦) وظاهر المبسوط (٧) واإليجاز (٨) واإلصباح

:(٩)--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٣٣.(٢) المهذب: ج ٢ ص ١٥٦.

(٣) نكت النهاية: ج ٣ ص ٢٣٤.(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٨.

(٥) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ١٢.(٦) الوسيلة: ص ٣٩٤.

(٧) المبسوط: ج ٤ ص ٧٩.(٨) اإليجاز (الرسائل العشر): ص ٢٧٤.

(٩) إصباح الشيعة: ص ٣٧٠.

(٣٥٢)

Page 369: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(إن أسلم قبل النقل إلى بيت مال اإلمام، فهو أولى، وإال فاإلمام) ولم يظهرلنا مستنده ولعلهم وجدوا بذلك خبرا، أو حملوا الخبر المذكور آنفا على التبرع. ثم

إنهم أطلقوا بيت المال، فيحتمل أن يكونوا أرادوا بيت مال المسلمين وأنه إذاأخرجه عن ملكه وملكه المسلمين لم يجد اإلسالم وإال أفاد اإلرث. واحتمل

بعضهم أن يكونوا نزلوا النقل منزلة تصرف اإلمام فيه.(ولو كان) الوارث (الواحد زوجا أو زوجة فأسلم، فإن قلنا بالرد

عليهما لم يرث) التحاد الوارث (وإن منعناه ورث ما فضل عن فرضهما)إن أسلم قبل القسمة بينه وبين اإلمام.

والشيخ في النهاية (١) والقاضي (٢) مع تصريحهما بأن اإلسالم ال يفيد معاتحاد الوارث صرحا بأنه إن خلفت المرأة زوجا مسلما وورثة كفارا كان الميراث

كله للزوج وسقط غيره، فإن أسلموا رد عليهم ما يفضل من سهم الزوج. وقد أوردعليه ابن إدريس (٣): أنه ال قسمة هنا فال يجدي تجدد اإلسالم. وأجاب عنه

المحقق في النكت (٤) بأن الزوج إنما يستحق باألصالة النصف أو الربع، وإنمايستحق الفاضل بالرد مع انتفاء من يصلح أن يكون وارثا، أما مع من يمكن أن

يرث كالكافر فال يستحقه إال إذا عرض اإلسالم على الكافر فأباه، فهو كاإلمام فيأنه إن أسلم أحد القرابة على الميراث ثم يرثه الشتراكهما في أن استحقاقهما ليسا

باألصالة بل لعدم الوارث. وفيه: ان النصوص (٥) إنما تضمنت اإلسالم قبل القسمةفإذا اتحد الوارث المسلم استحق التركة عند موت المورث بال فصل أصالة أووردا. واشتراط االستحقاق بالرد بعدم الوارث بالقوة أيضا ممنوع، بل هو أول

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٣٤ - ٢٣٥.

(٢) المهذب: ج ٢ ص ١٥٧.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٢٦٨.

(٤) نكت النهاية: ج ٣ ص ٢٣٥.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٠ ب ٣ من أبواب موانع اإلرث.

(٣٥٣)

Page 370: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المسألة. والحكم في اإلمام أيضا ممنوع. وأيضا لو تم ما ذكره لجرى في كل منيرد عليه وفي كل مانع يمكن زواله كالرق، وللزم إيقاف الفاضل إلى موت الكافر

أو إسالمه، إذ ال دليل على االكتفاء باإلباء إذا عرض عليه مرة، مع أنه قد يتعذرالعرض لغيبته أو جنون.

(ولو كانت الزوجات أربعا فأسلمت واحدة فلها كمال الحصة) منالربع أو الثمن، ألن الباقيات كالمعدومات.

(ولو أسلم بعد قسمة البعض) من التركة (احتمل الشركة) معالمساواة في الدرجة (أو االختصاص) مع األولوية (في الجميع) لصدق أن

الجميع لم يقسم مع الحكم في النصوص بأن المسلم قبل القسمة له حقه منالميراث (و) احتمل (في الباقي) خاصة، لصدق التركة والميراث على كل

جزء مما تركه الميت، فيصدق على المقسوم أنه ميراث وتركة قد قسم قبلاإلسالم فال يستحقه، وعلى الباقي (١) أنه ميراث وتركة أسلم عليه الوارث قبل

القسمة. وفيه: أن أكثر األخبار يتضمن النص على أن من أسلم على ميراث قبل أنيقسم فله ميراثه، وغاية األمر أن يعم الميراث كل التركة وبعضها، وهو ال يفيد

تخصيص قولهم (عليهم السالم): فله ميراثه، بأن له ميراثه من غير المقسوم، نعم فيبعضها:

أن من أسلم على ميراث قبل أن يقسم فهو له، وهو مناسب لالختصاص بالباقي إنلم نقل إن الجميع ميراث لم يقسم (و) احتمل (المنع) من اإلرث مطلقا (على

بعد) بناء على أنه إذا وقعت القسمة في التركة صدق أنها قسمت وإن لم تستوفالقسمة، ولم يحتمله في التحرير (٢).

(ولو كان الكافر من صنف متعدد) أشخاصه المسلمون (وهناكصنف) آخر (مشارك) لذلك الصنف في اإلرث (وقسمت التركة بين

--------------------(١) في ق: على الثاني.

(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧١ س ٢٥.

(٣٥٤)

Page 371: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الصنفين ولم يقسم كل صنف) حصته (بين أفراده فاألقرب الشركة) إذاأسلم الكافر قبل قسمة صنفه حصتهم بين أنفسهم، ألنه ال يشارك الصنف اآلخر فاليقدح القسمة بين الصنفين ويكون حصة صنفه بالنسبة إليه بمنزلة كل التركة، وألنألفاظ النصوص " اإلسالم على ميراث " والظاهر أن هذه اإلضافة إنما يتحقق فيما

له أن يرثه أو يرث منه، وإذا قسمت التركة بين الصنفين لم يرث من حصة الصنفاآلخر شيئا، فلم يسلم إال على حصة صنفه وهي لم تقسم. ويحتمل العدم بناء على

صدق القسمة في التركة في الجملة، وصدق اإلسالم على الجميع للمشاركة فيه فيالجملة لعدم استلزامها المشاركة في كل جزء منه. ويصلح أيضا منشأ للوجهين مامر من صرف الميراث والتركة إلى كل ما تركه الميت، أو تعميمه له ولكل جزء،

وذلك (كعم كافر وللميت أعمام وأخوال مسلمون فاقتسموا) المال بينهم(أثالثا ولم يقسم األعمام نصيبهم. ولو اقتسموا نصيبهم) قبل إسالمه (لميشارك) قطعا (وإن لم يقسم األخوال) نصيبهم فإنه ليس وارثا بالنسبة إلى

نصيبهم وال بالقوة.(وكذا لو كان) الكافر (ولدا ذكرا مع أوالد ذكور وأبوين) مسلمين

فاقتسموا المال أثالثا ولم يقسم األوالد نصيبهم (بخالف ما لو كان ولداذكرا مع أوالد ذكور وإناث) فال يجدي اإلسالم إذا اقتسموا (لزيادة

نصيبهم) أي األوالد الذكور (لو كان مسلما) ويلزم منه أن يوجب القسمةالمتقدمة أخذ الصنف اآلخر ما كان يأخذه لو كان مسلما، فلو ورثناه بعد اإلسالمأبطلنا القسمة واستعدنا من الصنف اآلخر، مثال إذا خلف ثالثة بنين: أحدهم كافر،

وبنتين مسلمتين، فإذا قسموا التركة قسموها أثالثا. ثم إن أسلم االبن الكافروورثناه لزم القسمة أرباعا، فالضابط أن توريث المتجدد اإلسالم إن أبطل القسمة

لم يرث وإال ورث.

(٣٥٥)

Page 372: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو تعدد الكافر) في درجة (فأسلم أحدهما قبل القسمة شاركدون اآلخر) وإن أسلم بعدها.

(ولو ادعى اإلسالم قبل القسمة فالقول قول الورثة مع اليمين) اتفقاعلى زمان القسمة أو لم يتعرضا له أو اختلفا في الزمانين كما يقتضيه اإلطالق بل

وإن اتفقا على زمان اإلسالم واختلفا في تقدم القسمة عليه، ألصالة عدم اإلرثإال مع يقين السبب أو ارتفاع المانع بعد تيقن حصوله واستقرار ملك الورثة، وعدمجواز االستنقاذ من أيديهم، وأصل تأخر اإلسالم إذا اتفقا على زمان القسمة. وفيالدروس: لو قيل بأنهما إن اتفقا على زمان القسمة. واختلفا في تقدم اإلسالم أو

اختلفا في زمان القسمة واإلسالم يحلف الوارث وإن اتفقا على زمان اإلسالمواختلفا في تقدم القسمة وتأخرها يحلف المتجدد إسالمه، كان قويا (١). وهو كما

قال: (فإن صدقه أحدهم نفذ في نصيبه) خاصة، لألخذ بإقراره في حقه دونغيره (وإن كان عدال وشهد معه آخر ثقة شارك) جميع الورثة. (ولو انفرد

ففي إثبات حقه باليمين مع الشاهد إشكال): من أن المشهود به تقدم اإلسالم،ومن أن المقصود هو المال وكذا الشاهد والمرأتان.

(والطفل تابع ألحد أبويه في اإلسالم) كما مر في األمانات (فلو كانأحدهما مسلما فهو بحكمه وإن كان اآلخر كافرا، وكذا لو أسلم أحد

أبويه) بعد كفره (تبعه) الولد في اإلسالم، فالولد الصغير الذي يحكم بإسالمهيرث ويورث بحسب اإلسالم، وكذا إذا بلغ مجنونا. (فإن بلغ فامتنع من

اإلسالم قهر عليه) ولم يقر على الكفر، ألنه مرتد، خالفا لبعض العامة (٢) (فإنأصر) على الكفر (كان مرتدا) أي حكم عليه بحكم المرتدين من القتل أو

--------------------(١) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٣٤٥ درس ١٨٢.

(٢) المجموع: ج ١٩ ص ٢٢٣.

(٣٥٦)

Page 373: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الضرب، وأنه ال يرثه إال المسلم أو اإلمام ومما ينص عليه قول أمير المؤمنين (عليهالسالم):

إذا أسلم األب جر الولد إلى اإلسالم، فمن أدرك من ولده دعي إلى اإلسالم فإنأبى قتل (١). وقول الصادق (عليه السالم) في مرسل أبان بن عثمان في الصبي: إذا

شبفاختار النصرانية وأحد أبويه نصراني أو مسلمان، قال: ال يترك، ولكن يضرب

على اإلسالم (٢). وفي خبر عبيد بن زرارة في الصبي يختار الشرك وهو بين أبويه،قال: ال يترك وذلك إذا كان أحد أبويه نصرانيا (٣).

(والمسلمون يتوارثون وإن اختلفوا في المذاهب) لعموم األدلةواالشتراك في اإلقرار بالشهادتين الموجب للمعاملة معهم كما يعامل مع

المسلمين وإن كانوا منافقين. وفي بعض نسخ المقنعة: ويرث المؤمنون أهل البدعمن المعتزلة والمرجئة والخوارج والحشوية وال ترث هذه الفرق أحدا من أهل

اإليمان، كما يرث المسلمون الكفار وال يرث الكفار أهل اإلسالم (٤). وفي بعضها:ويتوارث المسلمون وإن اختلفوا في األهواء، فال يمنع تباينهم في اآلراء من

توارثهم (٥). وهو الموافق للمشهور وللدليل. وقال الحلبي: وال يرث الكافر المسلموإن اختلفت جهات كفره وقرب نسبه، ويرث المسلم الكافر وإن بعد نسبه، كابن

خال مسلم، والموروث مسلم أو كافر له ولد كافر بيهودية أو نصرانية أو جبرية (٦)أو تشبيه أو جحد نبوة أو إمامة، ميراثه البن خاله المسلم دون ولده الكافر (٧).

ولعله أراد بجحد اإلمامة جحدها من رأس واعتقاد أنه ال إمام.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٤٩ ب ٣ من أبواب حد المرتد ح ٧.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٤٦ ب ٢ من أبواب حد المرتد ح ٢.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٤٦ ب ٣ من أبواب حد المرتد ح ١.(٤ و ٥) المقنعة: ص ٧٠١.

(٦) في النسخ: حربية، والصواب ما أثبتناه من المصدر.(٧) الكافي في الفقه: ص ٣٧٤ - ٣٧٥.

(٣٥٧)

Page 374: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(والكفار يتوارثون وإن اختلفوا في الملل) لعموم األدلة، وكون الكفرملة واحدة. واألخبار وإن نطقت بنفي التوارث بين أهل ملتين، لكنها نطقت أيضا

بتفسيرهما باإلسالم والكفر (فاليهودي يرث النصراني والحربي،وبالعكس). وقال الحلبي: يرث كفار ملتنا غيرهم من الكفار وال يرثهم الكفار (١).

قال سالر: إنهم يتوارثون إذا لم يكونوا حربيين (٢). وفي شرح اإليجاز (٣) وأماالكافر الحربي فال يرث من أهل الذمة، ويكون ميراثهم لإلمام إذا لم يكن للميت

منهم نسيب ذمي وال مسلم.(أما المرتد فإن كان عن فطرة) اإلسالم بأن انعقد حال إسالم أحد أبويه

أو أسلم أحد أبويه وهو طفل ثم بلغ ووصف اإلسالم كامال ثم ارتد (قسمتتركته حين ارتداده بين ورثته المسلمين) إن كانوا (وتبين زوجته، وتعتد

عدة الوفاة وإن لم يقتل و) ذلك كله ألنه (ال يقبل توبته) بل يجب قتله حينارتد فينزل منزلة الميت، كل ذلك باإلجماع، والنصوص، كقول الصادق (عليه السالم)

فيخبر عمار: كل مسلم بين مسلمين ارتد عن اإلسالم وجحد محمدا (صلى الله عليه

وآله) نبوتهوكذبه، فإن دمه مباح لكل من سمع ذلك منه، وامرأته بائنة منه يوم ارتد فال تقربه،

ويقسم ماله على ورثته، وتعتد امرأته عدة المتوفى عنها زوجها، وعلى اإلمام أنيقتله وال يستتيبه (٤). وإنما فسرنا المرتد عن فطرة بمن ذكرنا، لنصهم على أن منولد على الفطرة فبلغ فأبى اإلسالم استتيب، كما مر. وقبل أبو علي (٥) توبة المرتد

مطلقا، لألخبار (٦) العامة في االستتابة.--------------------

(١) الكافي في الفقه: ص ٣٧٥.(٢) المراسم: ص ٢١٨.

(٣) ال يوجد لدينا.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٤٥ ب ١ من أبواب حد المرتد ح ٣.

(٥) نقله عنه في المسالك: ج ١٥ ص ٢٤.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٤٤ و ٥٤٧ ب ١ و ٣ من أبواب حد المرتد.

(٣٥٨)

Page 375: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وإن كان امرأة لم تقتل بل تحبس) ويضيق عليها (وتضرب أوقاتالصلوات) كما قال الصادق (عليه السالم) في مرسل الحسن بن محبوب: والمرأة إذا

ارتدت استتيبت، فإن تابت ورجعت، وإال خلدت السجن، وضيق عليها فيحبسها (١). وقال الباقر (عليه السالم) في خبر غياث بن إبراهيم: ال تقتل، وتستخدم

خدمةشديدة، وتمنع الطعام والشراب إال ما يمسك نفسها، وتلبس خشن الثياب،

وتضرب على الصلوات (٢) (وال تقسم تركتها حتى تموت و) ذلك ألنها (لوتابت قبلت توبتها).

(ولو كان المرتد عن غير فطرة) بالمعنى الذي عرفته (استتيب)باإلجماع، والنصوص كاألخبار العامة والناصة على التفصيل، كتوقيع

أمير المؤمنين (عليه السالم) إلى عامله: أما من كان من المسلمين ولد على الفطرة ثمتزندق

فاضرب عنقه وال تستتبه، ومن لم يولد منهم على الفطرة فاستتبه، فإن تاب، وإالفاضرب عنقه (٣) وسيأتي الخالف في مدة االستتابة (وال تقسم تركته إال أن

يقتل إذا لم يتب أو يموت، وتعتد زوجته من حين االرتداد عدة الطالق،فإن عاد) إلى اإلسالم (في العدة فهو أولى بها، وإن خرجت وهو مرتد لميكن له عليها سبيل) قطع األصحاب بالحكمين فكأنهم اتفقوا عليه. قال

الصادق (عليه السالم) في صحيح أبي بكر الحضرمي: إذا ارتد الرجل عن اإلسالم بانتمنه

امرأته، كما تبين المطلقة ثالثا وتعتد منه كما تعتد المطلقة، فإن رجع إلى اإلسالمفتاب قبل التزويج فهو خاطب من الخطاب، وال عدة عليها منه، ولتعتد منه لغيره،

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٥٠ ب ٤ من أبواب حد المرتد ح ٦.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٤٩ ب ٤ من أبواب حد المرتد ح ١ وفيه: " عن حماد عن أبيعبد الله (عليه السالم) ".

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٥٥٢ ب ٥ من أبواب حد المرتد ح ٥.

(٣٥٩)

Page 376: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وإن مات أو قتل قبل العدة اعتدت منه عدة المتوفى عنها زوجها، وهي ترثه فيالعدة وال يرثها إن ماتت وهو مرتد عن اإلسالم (١). وظاهره نفي األولوية وإنأسلم في العدة. ويمكن حمل البينونة على أنه ليس له الرجوع ما دام على الكفر

والتوبة قبل التزويج عليها قبله بعد العدة.(وال يمنع من) اإلرث بمن (يتقرب إلى الميت بالكافر وإن منعت)

منه (الوصلة) لتنزلها بالكفر منزلة المعدوم.(المطلب الثاني في القتل)

(القاتل ال يرث مقتوله) باإلجماع، والنصوص (٢) (إذا كان القتل عمداظلما، ولو كان بحق لم يمنع) عندنا كما في خبر حفص بن غياث: أنه سئل

الصادق (عليه السالم) عن طائفتين من المؤمنين، إحداهما باغية، واالخرى عادلة،اقتتلوا،

فقتل رجل من أهل العراق أباه، أو ابنه أو أخاه، أو حميمه، وهو من أهل البغي،وهو وارثه هل يرثه؟ قال: نعم، ألنه قتله بحق (٣) وفيه للعامة خالف (ولو كان خطأقيل) في النافع (٤) والجامع (٥) وظاهر المقنعة (٦) والمراسم (٧): (ورث مطلقا).

وفي الشرائع (٨): أنه أشهر، ودليله عموم أدلة اإلرث، ورفع الخطأ عن االمة،وصحيح ابن سنان سأل الصادق (عليه السالم) عن رجل قتل امه، أيرثها؟ قال: إن كان

خطأورثها وإن كان عمدا لم يرثها (٩). ونحوه حسن محمد بن قيس عن الباقر عن

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٧ ب ٦ من أبواب موانع اإلرث ح ٥.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٨٨ ب ٧ من أبواب موانع اإلرث.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٧ ب ١٣ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٤) المختصر النافع: ص ٢٥٦.

(٥) الجامع للشرائع: ص ٥٠٤.(٦) المقنعة: ص ٧٠٣.

(٧) المراسم: ص ٢١٨.(٨) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ١٤.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٢ ب ٩ من أبواب موانع اإلرث ح ٢.

(٣٦٠)

Page 377: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أمير المؤمنين (عليهما السالم) (١). (وقيل: يمنع) من اإلرث (مطلقا) وهو قولالحسن (٢) لعموم األخبار المانعة، وخصوص قول الصادق (عليه السالم) في خبر

الفضيل بنيسار: ال يرث الرجل الرجل إذا قتله وإن كان خطأ (٣). وهو ضعيف مرسل. وقالالحسن: كيف يرث وهو يؤخذ منه الدية (٤). وجوابه ظاهر كما في االنتصار (٥)

وغيره، إذ ال منافاة بين أخذ الدية واإلرث من غيرها (وقيل) في المشهور:(يمنع من الدية خاصة) وقد حكاه الشيخ عن المفيد (٦). وحكى عليه اإلجماعفي السرائر (٧). (وهو جيد) للجمع بين األخبار، والنص في بعض األخبار على

منع إرث القاتل من الدية كقول الباقر (عليه السالم) في حسن محمد بن قيس: والمرأةترث

من دية زوجها ويرث من ديتها ما لم يقتل أحدهما صاحبه (٨). وفي بعضها علىالمنع من الدية مطلقا كقوله (عليه السالم) في خبر السكوني: إن عليا (عليه السالم)

كان ال يورثالمرأة من دية زوجها شيئا. وال يرث الرجل من دية امرأته شيئا، وال اإلخوة من

االم من الدية شيئا (٩) أو النص على التفصيل في قوله (صلى الله عليه وآله): ال يتوارثأهل ملتين

بشيء، وترث المرأة من مال زوجها ومن ديته، ويرث الرجل من مالها ومن ديتهاما لم يقتل أحدهما صاحبه عمدا فال يرث من ماله وال من ديته، وإن قتله خطأ

ورث من ماله وال يرث من ديته (١٠) ولقوله تعالى: " ودية مسلمة إلى أهله " (١١)ولو

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩١ - ٣٩٢ ب ٩ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٢) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٧.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٢ ب ٩ من أبواب موانع اإلرث ح ٣.

(٤) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٥.(٥) االنتصار: ص ٣٠٧ - ٣٠٨.

(٦) النهاية: ج ٣ ص ٢٤٨.(٧) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٤.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩١ ب ٨ من أبواب موانع اإلرث ح ٤.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٦ ب ١١ من أبواب موانع اإلرث ح ٤.

(١٠) سنن الدارقطني: ج ٤ ص ٧٢ - ٧٣ ح ١٦ و ١٧ مع اختالف.(١١) النساء: ٩٢.

(٣٦١)

Page 378: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ورثناه من الدية لم يجب عليه إال تسليم الباقي إن لم ينحصر الوارث فيه (والفرق في ذلك بين مراتب النسب والسبب) وإن اختصت أخبار الخطأ ببعضها.

وفي بعض عبارات العامة ما يوهم أن األب يرث ابنه الذي قتله (١) (وفي اشتراطاستقرار الحياة) في المقتول في المنع من اإلرث (إشكال) من اإلشكال في

صدق القتل لتنزله بعد استقرارها منزلة الميت.(ولو لم يكن) للمقتول (وارث إال القاتل كان الميراث لإلمام) وهو

الذي أراده من قال كان لبيت المال، ومنهم المصنف في التحرير (٢). ولكن فيالمقنعة (٣): أنه لبيت مال المسلمين. وفي الجامع (٤): أن اإلمام يأخذ الدية ويجعلها

في بيت مال المسلمين. وهو نص ما ستسمعه من حسن أبي والد (٥).(ولو كان لقاتل أبيه ولد ورث الجد، ولم يمنع لمنع األب إذا لم يكن

هناك) للمقتول (ولد للصلب) كما قال أحدهما (عليهما السالم) في خبر جميل (٦):فإن

كان للقاتل ابن ورث الجد المقتول وفي خبر آخر له: ال يرث الرجل إذا قتل ولدهأو والده ولكن يكون الميراث لورثة القاتل (٧).

(ولو لم يكن) للمقتول (وارث إال الكافر والقاتل ورث اإلمام) ولميكن للكافر المطالبة بالدم (فإن أسلم الكافر) قبل نقل المال (ورث) علىالقول الذي تقدم (وطالب بالقتل، ولو نقلت التركة) قبل إسالمه (طالب)

بالقتل (ولم يرث).(ولو لم يكن) له (وارث سوى اإلمام لم يكن له العفو) وفاقا لألكثر

--------------------(١) الفتاوى الهندية: ج ٦ ص ٤٥٤.

(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٢ س ١٦.(٣) المقنعة: ص ٧٠٣.

(٤) الجامع للشرائع: ص ٥٠٤.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٩ ص ٩٣ ب ٦٠ من أبواب القصاص في النفس ح ١.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٦ ب ١٢ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٦ ب ١٢ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٣٦٢)

Page 379: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(بل يأخذ الدية أو يقتص) ففي الحسن عن الحسن عن أبي والد أنه: سألالصادق (عليه السالم) عن رجل مسلم قتل مسلما عمدا فلم يكن للمقتول أولياء من

المسلمين إال أولياء من أهل الذمة من قرابته، فقال: على اإلمام أن يعرض علىقرابته من أهل بيته اإلسالم، فمن أسلم منهم فهو وليه يدفع القاتل إليه، فإن شاء

قتل، وإن شاء عفا، وإن شاء أخذ الدية، فإن لم يسلم أحد كان اإلمام ولي أمره،فإن شاء قتل، وإن شاء أخذ الدية فجعلها في بيت مال المسلمين ألن جناية

المقتول كانت على اإلمام فكذلك يكون ديته إلمام المسلمين، قال: فإن عفا عنهاإلمام، فقال: إنما هو حق جميع المسلمين، وإنما على اإلمام أن يقتل أو يأخذالدية، وليس له أن يعفو (١). وأجاز ابن إدريس لإلمام العفو، ألن اإلمام ولي

المقتول، فإن رضي هو والقاتل بالدية، فإنها تكون له، ال لبيت مال المسلمين، قال:ألن الدية عندنا يرثها من يرث المال والتركة، سوى كاللة االم، فإن كاللة االم ال

ترث الدية وال القصاص وال القود بغير خالف، وتركته لو مات كانت إلمامالمسلمين بغير خالف بيننا، وألن جنايته على اإلمام، ألنه عاقلته. وحمل الرواية

على التقية (٢). ونفى عنه البأس في المختلف: قال: لكن العمل بالرواية أولى (٣).(ويرث الدية كل مناسب ومسابب، عدا المتقرب باألم على رأي)

وفاقا لألكثر، ومنهم الشيخ في النهاية (٤) واإليجاز (٥) وجنايات الخالف (٦) وابنإدريس في المواريث (٧) وموضع من الجنايات (٨). وهو الذي سمعته اآلن، وسمعت

أنه نفى الخالف عنه. والشيخ ادعى اإلجماع عليه في الخالف (٩). ويؤيده األخبار--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٩ ص ٩٣ ب ٦٠ من أبواب القصاص في النفس ح ١.(٢) السرائر: ج ٣ ص ٣٣٦.

(٣) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٩٨.(٤) النهاية: ج ٣ ص ٢٥٢.

(٥) اإليجاز (الرسائل العشر): ص ٢٧٧.(٦) الخالف: ج ٥ ص ١٧٨ المسألة ٤١.

(٧) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٤.

(٨) السرائر: ج ٣ ص ٣٣٦.(٩) الخالف: ج ٥ ص ١٧٨ المسألة ٤١.

(٣٦٣)

Page 380: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كقول الصادق (عليه السالم) في صحيح ابن سنان: قضى أمير المؤمنين (عليه السالم)أن الدية يرثها

الورثة إال اإلخوة واألخوات من االم، فإنهم ال يرثون من الدية شيئا (١). ونحوه فيصحيح سليمان بن خالد (٢) وقول الباقر (عليه السالم) في صحيح محمد بن قيس

الدية يرثهاالورثة على فرائض المواريث إال اإلخوة من االم فإنهم ال يرثون من الدية

شيئا (٣). والظاهر أن حرمان اإلخوة واألخوات يقتضي حرمان غيرهم مناألخوال، وغيرهم بطريق األولى وأطلق في جراح المبسوط (٤) وميراث

الخالف (٥): أنه يرثها جميع الورثة وادعى اإلجماع عليه في الخالف. وهو خيرةابن إدريس في موضع من الجنايات عمال بعموم األدلة، قال: فال يرجع عن كتاب

الله بأخبار اآلحاد ال يوجب علما وال عمال، وهي أيضا معارضة بأخبار مثلها،واإلجماع فغير منعقد على ما ذكره في نهايته، فإذا لم يكن على المسألة إجماع،فالتمسك فيها بكتاب الله هو الواجب (٦). وزيد في المهذب (٧) واإليجاز (٨)

وجنايات الخالف (٩) أنه ال يرثها النساء ممن يتقرب باألب أيضا. وجمع في شرحاإليجاز بين قولي الشيخ - بمنع النساء المتقربات باألب وبإرثهن - بالمنع إذا

انفردن واإلرث إذا اجتمعن مع الذكور وحكى فيه قول بالعكس (١٠).(وال يرث أحد الزوجين القصاص) اتفاقا (بل إن تراضوا في العمد

على الدية ورثا منها) باإلجماع كما هو الظاهر، والنصوص العامة، والخاصة.وخبر السكوني: أن عليا (عليه السالم) كان ال يورث المرأة من دية زوجها شيئا، وال

يورث--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٣ ب ١٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٣ ب ١٠ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٤ ب ١٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٤.(٤) المبسوط: ج ٧ ص ٥٤.

(٥) الخالف: ج ٤ ص ١١٤ المسألة ١٢٧.(٦) السرائر: ج ٣ ص ٣٢٨.

(٧) المهذب: ج ٢ ص ١٦٣.(٨) اإليجاز (الرسائل العشر): ص ٢٧٧.

(٩) الخالف: ج ٥ ص ١٧٨ المسألة ٤١.(١٠) ال يوجد لدينا.

(٣٦٤)

Page 381: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الرجل من دية امرأته شيئا، وال اإلخوة من االم من الدية شيئا (١) مع الضعفمحمول على التقية، أو على أن يكون القاتل أحدهما خطأ (وإال) تراضوا عليها

(فال) يرثان من جهة القتل شيئا.(والدية) عندنا (في حكم مال الميت) وإن تجددت بعده (تقضى منها

ديونه وتخرج) منها (وصاياه وإن كان القتل عمدا، لكن إن رضي الورثةبالدية) في العمد. قال في الخالف (٢) والمبسوط (٣): إنه قول عامة الفقهاء إال أباثور. وعن إسحاق بن عمار عن الصادق (عليه السالم) أن رسول الله (صلى الله عليه

وآله) قال: إذا قبلت ديةالعمد فصارت ماال، فهي ميراث كسائر األموال (٤) وعن يحيى األزرق عن

الكاظم (عليه السالم) في رجل قتل وعليه دين ولم يترك ماال فأخذ أهله الدية من قاتلهعليهم أن يقضوا دينه؟ قال: نعم قال: وهو لم يترك شيئا، قال: إنما أخذوا الدية

فعليهم أن يقضوا دينه (٥) وقال أمير المؤمنين (عليه السالم) في خبر السكوني: منأوصى

بثلثه ثم قتل خطأ فإن ثلث ديته داخل في وصيته (٦). وفي خبر محمد بن قيس:أنه (عليه السالم) قضى في وصية رجل قتل أنها تنفذ من ماله وديته كما أوصى (٧)

(وليسللديان منعهم من القصاص وإن مات فقيرا) وفاقا للمحقق (٨) وابن إدريس (٩)ألن القصاص حقهم أصالة واألصل عدم وجوب الرضا بالدية، وبراءة ذممهم منقضاء الدين، وخالفا للنهاية (١٠) وجماعة فقالوا: ال يجوز لهم االقتصاص حتى

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٦ ب ١١ من أبواب موانع اإلرث ح ٤.

(٢) الخالف: ج ٤ ص ١١٥ المسألة ١٢٨.(٣) المبسوط: ج ٤ ص ١٢٥.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٧ ب ١٤ من أبواب موانع اإلرث ح ١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١١٢ و ب ٣١ في أحكام الوصايا ح ١ وج ١٣ ص ٤١١ ب ٢٤

من أبواب الدين والقرض ح ١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ٣٧٣ ب ١٤ في أحكام الوصايا ح ٢.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ٣٧٣ ب ١٤ في أحكام الوصايا ح ٣.

(٨) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ٢٣١.(٩) السرائر: ج ٢ ص ٥٢.(١٠) النهاية: ج ٢ ص ٢٩.

(٣٦٥)

Page 382: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يضمنوا الدين للغرماء، لخبر أبي بصير سأل الصادق (عليه السالم) عن الرجل يقتلوعليه

دين وليس له مال، فهل ألوليائه أن يهبوا دمه لقاتله وعليه دين؟ فقال: إن أصحابالدين هم الخصماء للقاتل، فإن وهب أولياؤه دمه للقاتل فجائز، وإن أرادوا القود

فليس لهم ذلك حتى يضمنوا الدين للغرماء (١). كذا رواه المحقق في النكت، وبهاستدل للشيخ (٢) وكذا ابن الربيب (٣) والشهيد (٤) وأجابوا بالضعف والندرة

ومخالفةاالصول. والذي في التهذيب: أنه سأله (عليه السالم) عن رجل قتل وعليه دين وليس له

مال فهل ألوليائه أن يهبوا دمه لقاتله وعليه دين؟ فقال: إن أصحاب الدين همالخصماء للقاتل، فإن وهب أولياؤه دية القاتل ضمنوا الدية للغرماء وإال فال (٥) وهو

ال يفيد المطلوب وقال أبو منصور الطبرسي: إن بذل القاتل الدية لم يجز للولياالقتصاص ما لم يضمن الدين، وإال كان له (٦).

(وهل يلحق شبيه العمد بالعمد) في المنع من اإلرث (أو بالخطأ؟األقرب األول) وفاقا ألبي علي (٧) لعموم األخبار المانعة من إرث القاتل خرج

الخطأ بالدليل، وخالفا لسالر (٨) واختاره في التحرير (٩) والمختلف (١٠) ألصلاإلرث، خرج العامد باإلجماع، وهو المتبادر من إطالق القاتل، وقد خص به في

بعض األخبار، وهو اآلثم المتهم، فينبغي أن يعامل بنقيض غرضه. ونص الفضل بنشاذان على أن من ضرب ابنه غير مسرف يريد تأديبه فقتله ورثه، قال: ألن ذلكلألب، وهو مأمور بتأديب ولده، ألنه في ذلك بمنزلة اإلمام يقيم حدا على رجل

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٣ ص ١١٢ ب ٢٤ من أبواب الدين والقرض ح ٢.

(٢) النهاية: ج ٢ ص ٢٩.(٣) كشف الرموز: ج ٢ ص ٤٢٨.

(٤) غاية المراد في شرح نكت اإلرشاد: ج ٤ ص ٣٢٨.(٥) تهذيب األحكام: ج ٦ ص ٣١٢ ح ٨٦١.

(٦) مختلف الشيعة: ج ٥ ص ٣٨٢.(٧) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٤.

(٨) المراسم: ص ٢١٨.(٩) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٢ س ٩.

(١٠) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٧.

(٣٦٦)

Page 383: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فمات فال دية عليه، وال يسمى اإلمام قاتال. وإن ضربه ضربا مسرفا لم يرثه األب،قال: فإن كان باالبن جرح فبطه األب فمات االبن من ذلك، فإن هذا ليس بقاتلوهو يرثه وال كفارة عليه وال دية، ألن هذا بمنزلة األدب واالستصالح والحاجة

من الولد إلى ذلك وإلى شبهه من المعالجات (١). ونحوه كالم الحسن (٢) وقد حكاهالكليني (٣) والصدوق (٤) ساكتين عليه.

(والقتل بالسبب مانع) كالمباشرة إن عمدا فكالعمد وإن خطأ فكالخطأ،لالشتراك في التهمة، والدخول في اسم القاتل، والمساواة للقاتل في التسبيب

لزوال الحياة وإن اختلفا قربا وبعدا. فلو شهد مع جماعة ظلما على مورثه فقتل لميرثه كما ينص عليه، وإن كان خطأ ورث من التركة دون الدية. أما لو شهد بحقفقتل فهو يرثه. وفيه منع شمول القاتل له، مع أن األصل اإلرث. وقال الفضل بن

شاذان: ولو أن رجال حفر بئرا في غير حقه، أو أخرج كنيفا أو ظلة، فأصاب شيءمنها وارثا فقتله لم يلزمه الكفارة، وكانت الدية على العاقلة وورثه، ألن هذا ليس

بقاتل. أال ترى أنه لو فعل ذلك في حقه لم يكن قاتال، وال وجب في ذلك دية والكفارة. وإخراج ذلك في غير حقه ليس هو قتال، ألن ذلك بعينه يكون في حقه وال

يكون قتال، وإنما الزم العاقلة الدية، احتياطا للدماء، ولئال يبطل دم امرئ مسلم،ولئال يتعدى الناس حقوقهم إلى ما ال حق لهم فيه (٥). ونحوه كالم الحسن وحكاه

الكليني (٦) والصدوق (٧) ساكتين عليه (وكذا قتل الصبي والمجنون والنائم)مانع للدخول في عموم القاتل، غاية األمر الدخول في قتل الخطأ، كما في

--------------------(١) نقله عنه في من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢٠ ذيل الحديث ٥٦٩٠.

(٢) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٥.(٣) الكافي: ج ٧ ص ١٤٢.

(٤) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢٠ ذيل الحديث ٥٦٩٠.(٥) نقله عنه في من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢٠ ذيل الحديث ٥٦٩٠.

(٦) الكافي: ج ٧ ص ١٤٢.(٧) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢٠.

(٣٦٧)

Page 384: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

التحرير (١) فيمنع مما يمنع منه. وأطلق الفضل (٢) والحسن (٣) إرث األولين إذاقتال.

وقيل: بمنعهما دون النائم.(ولو أمره عاقل كبير ببط جراحته أو قطع سلعته) ففعل (فمات

ورثه) اآلمر، لضعف السبب، وعدم شمول القاتل له، بخالف الصبي والمجنون.(وإذا قتل العادل الباغي ورثه) ألنه قتل بحق، وللعامة فيه خالف.

(والمشارك في القتل كالقاتل) مستقال (أما الناظر والممسك ففيهماإشكال): من انتفاء القتل عنهما حقيقة، ومن إعانتهما عليه فكانا مشاركين له.

(ولو شهد مع جماعة) على مورثه بما يوجب قتله (ظلما فقتل لم يرث)للتسبيب (وإن كان الحق يثبت بغيره) ممن شهد أو لم يشهد (لو لم يشهد)

ألنه شارك في السبب كما لو اشترك اثنان في مباشرة القتل أو تسبيبه وإن كان لوانفرد أحدهما كفى في القتل (أما لو شهد بعد الحكم لم يمنع) النتفاء التسبيب.

(ولو جرح أحد الولدين أباه واآلخر امه، ثم ماتا دفعة وال وارثسواهما، فلكل منهما مال الذي لم يقتله، والقصاص على صاحبه).

(ولو عفا أحدهما) عن اآلخر (فلآلخر قتل العافي ويرثه) ألنه قتله بحق.(ولو بادر أحدهما فقتل أخاه سقط القصاص عنه) إذ ال مطالب به

(وورثه) ألنه قتله بحق، ويحتمل العدم، ألنه تعدى بالمبادرة إلى االستيفاء.(ولو قتل أكبر اإلخوة) مثال (الثاني، والثالث الرابع) وال وارث

لهما سواهما (فميراث الرابع لألكبر) خاصة فيرجع إليه نصف دم نفسه(وله قتل الثالث، وليس للثالث قتله إال أن يدفع إليه نصف الدية) ولو بادر

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٢ س ١٠ - ١١.

(٢) نقله عنه في من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢١ ذيل الحديث ٥٦٩٠.(٣) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٦.

(٣٦٨)

Page 385: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األكبر فقتل الثالث ورثه. قال في التحرير: ويحتمل أن ال يرثه، ألنه تعدىباستيفاء حقه أوال (١).

(المطلب الثالث في الرق)(وهو يمنع) باالتفاق، والنصوص (٢) (من اإلرث في الوارث والموروث)

ملكنا الرقيق أو ال، فإنه إن ملك فملكا غير مستقر يزول بزوال ملك المولى عنرقبته كما إذا باعه، وسواء تشبث بالحرية كالمدبر وام الولد والمكاتب الذي لم

يتحرر منه شيء أو ال، إال المكاتب الذي مات عن وفاء فقد مر الخالف فيه.(فلو مات عبد لم يرثه أحد، ألن ماله لمواله) ملكا ال إرثا ملكناه أم

ال، كما عرفت.(ولو انعتق بعضه ورث ورثته األحرار من ماله بقدر الحرية، وكان

الباقي لمواله).(ولو مات حر وخلف وارثا مملوكا لغيره وآخر حرا، فالميراث للحر

وإن بعد كضامن الجريرة، دون الرق وإن قرب كالولد).(ولو تقرب الحر بالمملوك لم يمنع وإن منع السبب) كما قال

الصادق (عليه السالم) في خبر مهزم في عبد مسلم له ام نصرانية وابن حر فماتت االم:يرثها

ابن ابنها الحر (٣).(ولو أعتق المملوك على ميراث قبل قسمته شارك إن ساواهما،

واختص به إن كان أولى) منهما.(ولو أعتق بعد القسمة، أو كان الوارث واحدا منع ولم يكن له شيء)

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٢ س ١٥.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٩ ب ١٦ من أبواب موانع اإلرث.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠١ ب ١٧ من أبواب موانع اإلرث ح ١.

(٣٦٩)

Page 386: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كما تقدم في الكافر إذا أسلم. وظاهر المبسوط (١) واإليجاز (٢): أنه إن أعتققبل حيازة الواحد ورث. ونص في الوسيلة (٣) واإلصباح (٤) على اإلرث إذا أعتق

قبل النقل إلى بيت المال (واإلشكال لو أعتق بعد قسمة البعض كما تقدم)في الكافر.

(ولو لم يكن وارث سوى المملوك لم يعط) التركة (اإلمام، بلاشتري المملوك من التركة) إن وقت (واعتق، وأعطي بقية المال) على

الخالف اآلتي في غير األبوين (ويقهر مالكه على بيعه) إن امتنع كما روى عنعبد الله بن طلحة أنه سأل الصادق (عليه السالم) عن رجل مات وترك ماال كثيرا وترك

امامملوكة وأختا مملوكة، قال: تشتريان من مال الميت ثم يعتقان ويورثان، قال:أرأيت إن أبى أهل الجارية كيف يصنع؟ قال: ليس لهم ذلك تقومان قيمة عدل

ويعطى مالهم على قدر القيمة (٥). قال الفضل: فإن قال قائل: فإن أبى مولى المملوكأن يبيعه وامتنع من ذلك أيجبر عليه؟ قيل: نعم، ألنه ليس له أن يمتنع، وهذا حكم

الزم ألنه يرد عليه قيمته تاما وال ينقص منه شيئا. وفي امتناعه فساد المالوتعطيله وهو منهي عن الفساد. قال: فإن قال، فإنها كانت ام ولد لرجل فيكرهالرجل أن يفارقها وأحبها وخشي أن ال يصبر عنها وخاف الغيرة أن يصير إلىغيره هل يؤخذ منه ويفرق بينه وبينها وبين ولده منها؟ قلنا فالحكم بوجوب

تحريرها فإن خشي الرجل ما ذكرت وأحب أن ال يفارقها، فله أن يعتقها ويجعلمهرها عتقها حتى ال تخرج من ملكه ثم يدفع إليها ما ورثت (٦) (ويتولى الشراءوالعتق اإلمام) أو نائبه، أما إذا افتقر إلى القهر فظاهر فإنه من شأن الحاكم، وأما

--------------------(١) المبسوط: ج ٤ ص ٧٩.

(٢) اإليجاز (الرسائل العشر): ص ٢٧٤.(٣) الوسيلة: ص ٣٩٧.

(٤) إصباح الشيعة: ص ٣٧٠.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٥ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٥.

(٦) نقله عنه في الكافي: ج ٧ ص ١٤٨.

(٣٧٠)

Page 387: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بدونه فألن على الحاكم أن يجوز تركات الموتى وأموال الغيب ونحو ذلك،ويحفظها حتى يصرفها في مصارفها. والبد في الشراء من االحتياط لئال يزيد

الثمن عن القيمة، وال يعلم صحة العتق من غير المالك إذا أوقعه غير الحاكم، وإنتعذر الحاكم تولى ذلك حتى القهر على البيع عدول المؤمنين صونا للمال عن

الضياع وتغليبا للحرية.(وال يكفي الشراء عن العتق) وفاقا لنصوص األكثر، لألصل، واألخبار.

وقد يحتمل الكفاية، إلطالق بعض األخبار كقول الصادق (عليه السالم) في حسن ابنسنان: قضى أمير المؤمنين (عليه السالم) في الرجل يموت، وله ام مملوكة، وله مال:

أنتشترى امه من ماله، ويدفع إليها بقية المال إذا لم يكن له قرابة له سهم في كتاب

الله (١). وهو من الضعف بمكان.(ويدفع إلى مالكه القيمة ال أزيد، وإن طلب الزيادة لم يجب) إليها،

لألصل، بل ال يجوز بدون رضا المملوك. وهل يكفي المعاطاة أم البد من العقد؟وجهان، من التردد في انصراف الشراء الواقع في النصوص إلى العقد.

(و) لكن (لو امتنع من البيع دفع إليه القيمة وكان) ذلك (كافيا فيالشراء وأخذ منه قهرا) مع احتمال اشتراط العقد خصوصا إذا تواله الحاكم.

ولو وفى المال بالثمن خاصة اشتري واعتق.(ولو قصر المال عن الثمن كانت التركة لإلمام) وفاقا للمشهور، قصرا

لخالف األصل على اليقين، فإن األخبار إنما تضمنت الشراء وإعطاء (٢) الباقي،وصونا للمملوك عن التشطير المضر بمالكه. وفي النهاية (٣) والجواهر (٤): أنها لبيت

مال المسلمين (وقيل) في الكافي عن الفضل: (يفك) بعضه (بما وجد--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٥ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٦.(٢) في ق ون: إعتاق.

(٣) النهاية: ج ٣ ص ٢٤١.(٤) جواهر الفقه: ص ١٦٨ المسألة ٥٩٦.

(٣٧١)

Page 388: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ويسعى في الباقي) إن شاء المولى، وإن شاء أخدم بالحساب (١). إال أنه لم يذكرذلك إال في الجارية، والظاهر مساواة العبد لها. قال، فإن قال: فإن كان قيمتهاعشرة آالف درهم وورثت عشرة دراهم أو درهما واحدا أو أقل من ذلك؟ قيل

له: ال يبلغ قيمة المملوكة أكثر من خمسة آالف درهم الذي هو دية الحرة المسلمة،إن كان ما ورثت جزء من ثالثين جزء من قيمتها أو أكثر من ذلك أعتق منها بمقدارذلك، وأن كان أقل من جزء من ثالثين جزء لم يعبأ بذلك ولم يعتق منها شيء، فإن

كان جزء وكسرا أو جزئين وكسرا لم يعبأ بالكسر، كما أن الزكاة تجب فيالمائتين، ثم ال يجب حتى يبلغ مائتين وأربعين، ثم ال يجب ما بين األربعينات

شيء كذلك هذا، قال، فإن قال: لم جعل ذلك جزء من ثالثين جزء دون أن يجعلجزء من عشرة أو جزء من ستين أو أقل أو أكثر؟ قيل: إن الله عز وجل يقول في

كتابه: " ويسألونك عن األهلة قل هي مواقيت للناس " هي الشهور. فجعلالمواقيت هي الشهور وأتم الشهور ثالثين يوما وكان الذي يجب لها من الرقوالعتق من طريق المواقيت التي وقتها الله للناس. قال، فإن قال: ما قولك فيمن

أوصى لرجل بجزء من ماله ثم مات ولم يبين هل يجعل له جزء من ثالثين جزءمن ماله كما فعلته للمعتق؟ قيل: ال، ولكنه يجعل جزء من عشرة من ماله، ألن هذا

ليس هو من طريق المواقيت، وإنما هو من طريق العدد، فلما أن كان أصل العددكله الذي ال تكرار فيه وال نقصان فيه عشرة فأخذنا األجزاء من ذلك، ألن ما زاد

على عشرة فهو تكرار ألنك تقول: أحد عشر، واثنا عشر، وثالثة عشر، وهذاتكرار الحساب األول، وما نقص من عشرة فهو نقصان عن حد كمال أصل

الحساب وعن تمام العدد، فجعلنا لهذا الموصى له جزء من عشرة إذا كان ذلك منطريق العدد، وهكذا روينا عن أبي عبد الله (عليه السالم): أن له جزء من عشرة وجعلنا

للمعتق جزء من ثالثين، ألنه من طريق المواقيت، وهكذا جعل الله المواقيت--------------------

(١) الكافي: ج ٧ ص ١٤٨.

(٣٧٢)

Page 389: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

للناس الشهور، انتهى (١). وحكى األصحاب قوال بفك ما يفي به التركة والسعي فيالباقي مطلقا. ونفى القاضي عنه البأس في الجواهر (٢). ولم يستبعده في

المختلف (٣) قال: ألن عتق الجزء يشارك عتق الجميع في االمور المطلوبة شرعافيساويه في الحكم. ويؤيده: أن الميسور ال يسقط بالمعسور، وقوله (عليه السالم): إذا

أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم (٤).(ولو تعدد الوارث الرقيق وقصر نصيب كل واحد منهم أو نصيب

بعضهم عن قيمته لم يفك) على المشهور من عدم الفك إذا لم تف التركة بثمنالرقيق، فإن شراء البعض بنصيبه مع نصيب آخر ترجيح بال مرجح، وال يتصور

شراء بعض ال بعينه (وكان المال لإلمام) في األول (و) في الثاني (هل يفكمن ينهض نصيبه بقيمته لكثرته) أي النصيب (أو لقلة قيمته؟ فيه إشكال):

من التردد في تنزل الجميع منزلة وارث واحد وتبعيضهم منزلة تبعيضه واألظهرالعدم وفاقا لسالر (٥) لصدق الوارث على كل وتضرر المولى بتبعيض الواحد دون

المتعدد، وأيضا من التردد في تقدير األنصباء المتفرعة على اإلرث المتفرع علىالعتق، فال يقطع به قبله مع التساوي في الموجب لإلرث، وإن لم يقدر تساوي من

يفي نصيبه بقيمته ومن ال يفي، فإذا لم تف التركة بشراء الجميع لم يشتر أحد منهم،للزوم الترجيح من غير مرجح. وسالر يوجب شراء البعض إذا وفت التركة (٦) به

ويندفع عنه الترجيح من غير مرجح بالقرعة والمشهور خالفه ونفى عنه الخالففي السرائر (٧) (فإن أوجبناه) أي فك من يفي نصيبه لم يكن لإلمام من التركةشيء بل (ورث) هو (باقي المال) فرضا وردا، كما إذا انحصر فيه الوارث إال

--------------------(١) الكافي: ج ٧ ص ١٤٨.

(٢) جواهر الفقه: ص ١٦٧ المسألة ٥٩٥.(٣) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٣.(٤) مجمع البيان: ج ٣ ص ٢٥٠.

(٥) المراسم: ص ٢١٩.

(٦) المراسم: ص ٢١٩.(٧) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٢.

(٣٧٣)

Page 390: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أن يكون أحد الزوجين ولم نقل بالرد، هذا كله إن لم تف التركة بشراء الجميع كماال يفي نصيب كل أو بعض بشرائه.

(ولو وفت التركة بشرائهما) أي الوارثين فصاعدا (أجمع اشتريا،سواء كان نصيب أحدهما قاصرا عن ثمنه أو ال) لصدق وفاء التركة بقيمة

الوارث، نزلنا الجميع منزلة واحد أو ال (ومنه ينشأ اإلشكال السابق) إلعطائهعدم اعتبار التقدير.

(ولو كان أحدهما أولى وقصرت) التركة (عن قيمة القريب دونالبعيد) ولم نقل بتبعيض الفك (ففي شرائه) أي البعيد (إشكال): من حجب

القريب له عن اإلرث، ومن تنزله للرق منزلة المعدوم.(ولو كان الوارث رقا له ولم يخلف سواه عتق) بنفسه، أو بإعتاق

الحاكم، أو عدل من المؤمنين (وورث باقي المال) ألنه وإن خرج عنالمنصوص إال أنه يعلم منه حكمه بطريق األولى.

(ولو خلف) معه (غيره فإن كان المملوك ممن ينعتق عليه عتق)ألنه ملك باإلرث (ولم يشاركه في باقي التركة إال أن يتعدد الحر) فيشارك

أو يختص به، ألنه عتق حينئذ قبل القسمة (وإن لم يكن ممن ينعتق) عليه (لمينعتق وورثه الحر وإن بعد كأخ مملوك مع ضامن جريرة).

(وال خالف في فك األبوين، واألقرب في األوالد ذلك) وفاقا لألكثر،لقول الصادق (عليه السالم) لجميل في الصحيح: يشتري ابنه من ماله، فيعتق ويورث ما

بقي (١). وفي خبر سليمان بن خالد: يشتري االبن، ويعتق ويورث ما بقي منالمال (٢) وفي صحيح ابن عبد ربه في ولد ام ولد تزوجت فمات الزوج وترك ماال

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٥ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٤.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٧ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ١٠.

(٣٧٤)

Page 391: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وليس له وارث إال ولده منها، اشترى منه فأعتق وورث (١). وخبر إسحاق: أنهمات مولى لعلي (عليه السالم)، فقال: انظروا هل تجدون له وارثا؟ فقيل له: ابنتان

باليمامةفاشتراهما من مال الميت، ثم دفع إليهما بقية الميراث (٢). وفيه جواز التبرع

منه (عليه السالم) وحكى عليه اإلجماع في السرائر (٣) وخالفا لسالر (٤) (وكذا باقياألقارب) وفاقا للشيخ (٥) وجماعة (على إشكال): مما مر من خبر عبد الله بن

طلحة عن الصادق (عليه السالم) في األخت (٦) وقوله (عليه السالم) في مرسل ابنبكير: إذا مات

الرجل وترك أباه وهو مملوك، أو امه وهي مملوكة، أو أخاه أو اخته وترك ماالوالميت حر، اشتري مما ترك أبوه أو قرابته وورث ما بقي من المال (٧). ومن

ضعفهما مع األصل، وهو خيرة المفيد (٨) والمحقق (٩) وبني حمزة (١٠) وإدريس(١١)

وداود (١٢) والربيب (١٣) إال أن ابن حمزة ذكر إرثهم رواية (١٤) (وقيل) فيالنهاية:

(الزوجان كاألقارب) (١٥) لقول الصادق (عليه السالم) في صحيح سليمان بن خالد:كان

علي (عليه السالم) إذا مات الرجل وله امرأة مملوكة اشتراها من ماله فأعتقها ثم ورثها.(١٦)

قال الشهيد: ويلزم عليها فك الزوج بطريق األولى (١٧). وليس نصا في الباب لجوازالتبرع منه (عليه السالم).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٧ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ١٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٦ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٨.

(٣) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٣.(٤) المراسم: ص ٢١٩.

(٥) النهاية: ج ٣ ص ٢٤١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٥ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٥.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٧ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٩.

(٨) المقنعة: ص ٦٩٥.(٩) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ١٥.

(١٠) الوسيلة: ص ٣٩٦.(١١) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٢.

(١٢) ال يوجد لدينا كتابه.(١٣) كشف الرموز: ج ٢ ص ٤٣١.

(١٤) الوسيلة: ص ٣٩٧.

Page 392: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(١٥) النهاية: ج ٣ ص ٢٤١.(١٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٠٦ ب ٢٠ من أبواب موانع اإلرث ح ٧.

(١٧) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٣٤٣ درس ١٨٢.

(٣٧٥)

Page 393: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(فلو خلف زوجة فقصر الربع عن قيمتها وتفي التركة به ففيالشراء) كال أو بعضا (إشكال): من الخالف في الرد عليها، وأيضا من التردد

في اعتبار وفاء النصيب أو جميع التركة وعلى تقدير اعتبار النصيب وعدم الرد منالخالف المتقدم في تبعيض الشراء.

(وام الولد تنعتق من نصيب ولدها) فإن قصر النصيب عن قيمتهااستسعيت في الباقي (وال ترث) من موالها شيئا وإن كانت ذات قرابة منه

لوجود الولد.(وكذا المدبر ال يرث من مدبره مع وحدة الوارث) وإن كان قريبا، ألنه

ال قسمة للتركة ليقال: إنه انعتق قبلها. وأما مع التعدد وكونه في طبقتهم أو أولىمنهم فيشاركهم أو يختص بالتركة (وال المكاتب المشروط، والمطلق الذي لميؤد شيئا) اتحد الوارث أو تعدد، إال أن يكون مملوكا لغير المورث وأدى قبل

القسمة، أو انعتق قبلها بغير ذلك، أو انحصر فيه الوارث.(ولو خلف ولدا نصفه حر وأخا) مثال (فالمال بينهما نصفان) فإن

الولد ال يرث إال بنسبة الحرية.(ولو انعتق ثلثه فله ثلث المال، وهكذا ال يمنع) القريب (بجزئه الحر

من بعد على إشكال): من عموم النصوص (١) الناطقة باإلرث بحساب الحريةفالقريب المبعض في نصيب جزئه الرق كالمعدوم، ومن عموم ما دل على حجب

القريب البعيد.(فروع) اثنا عشر:

(األول: إن كان المعتق بعضه ذا فرض اعطي بقدر ما فيه من الحرية--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٧٤ ب ١ من أبواب موانع اإلرث.

(٣٧٦)

Page 394: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من فرضه. وإن كان يرث بالقرابة نظر ماله) من الميراث (مع الحريةالكاملة فاعطي) من كله (بقدر ما فيه منها).

(ولو تعدد من يرث بالقرابة) ورث بالفرض أيضا أم ال (كإبنين نصفهماحر احتمل أن تكمل الحرية فيهما، بأن تضم الحرية من أحدهما إلى ما

في اآلخر منها، فإن كمل منهما) حر (واحد) كأن كان النصف من كل منهماحرا أو كان الثلث من أحدهما والثلثان من اآلخر وهكذا (ورثا جميعا ميراثابن حر) فإن جامعهما أخ حر لم يرث شيئا ألن االبن الواحد مع األخ يحوز

جميع المال بالقرابة (ألن نصفي شيء) مثال (شيء كامل) فكل منهما لماكان يرث بقدر حريته فكانا يرثان نصفي التركة كانا كحر كامل يرث كل التركة

(ثم يقسم ما ورثاه بينهما على قدر ما في كل واحد منهما) من الحرية.(فإن كان ثلثا أحدهما حرا وثلث اآلخر حرا كان ما ورثاه بينهما أثالثا).

(وإن نقص) مجموع (ما فيهما عن حر كامل ورثا بقدر ما فيهما منالحرية) ويكون الباقي في المثال لألخ على اإلشكال المتقدم. (ويحتمل عدمالتكميل، وإال لم يظهر للرق أثر، وكانا في ميراثهما كالحرين) إذا كمل بما

فيهما حر ولم يحجبهما الرق عن شيء، ففي المثال األول إنما يرث كل منهما ربعالتركة ويكون الباقي لألخ على اإلشكال.

(ولو كان أحدهما يحجب اآلخر) كابن وأخ (فاألقرب عدم التكميلفيه) وإن لم يحجب المبعض األبعد (ألن الشيء ال يكمل بما يسقطه، وال

يجمع بينه وبين ما ينافيه) فلو اجتمع ابن وأخ نصف كل منهما حر وعم كله حرلم يحجب العم، بل يرث االبن النصف، ألنه نصف ما كان يحوزه لو كان كله حراواألخ الربع، ألنه لو كان كله حرا حاز الباقي وهو النصف، والباقي وهو الربع للعم.

ويحتمل التكميل الشتراكهما في القرب واألولوية من العم، ومنع التنافي بينهما

(٣٧٧)

Page 395: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فإنهما إنما يتنافيان لو كانا بكمالهما حرين لفرض عدم حجب المبعض األبعد ففيالمثال يكون المال كله لالبن واألخ يقسم بينهما أثالثا، فإن األخ لو كان حرا

لورث نصف ما يرثه االبن لو كان حرا فكذا االبن يرث نصف ما يرثه اآلن.(الثاني: ابن نصفه حر وآخر كذلك لهما المال على األول) أي

التكميل (والنصف على الثاني، والباقي لغيرهما وإن بعد على إشكال) تقدم.(ويحتمل أن يكون لكل واحد) منهما (ثالثة أثمان المال) علىتنزيل األحوال (ألنهما لو كانا حرين لكان لكل نصف) المال.

(ولو كانا رقيقين منعا).(ولو كان األكبر حرا فالمال له، ولو كان األصغر حرا فالمال له،

فلكل منهما في أربعة األحوال مال ونصف) وهذه الحالة التي له اآلن ربعاألحوال (فله ربع ذلك).

(ولو كان معهما ابن ثالث ثلثه حر فعلى األول يقسم المال بينهم علىثمانية) فإنه يكمل حرية ابن وزيادة ثلث، ثم النصف ثالثة أسداس والثلث

سدسان، وذلك ثمانية لمن ثلثه حر جزءان والباقي بين اآلخرين نصفين. (وعلىالثاني يقسم النصف على الثمانية) ألن حرية كل منهم ال تزيد على النصف

ويدخل األقل في األكثر، فلهم النصف يقسم بينهم على حسب الحرية، فلكل ممننصفه حر ثالثة من ستة عشر، ولآلخر جزءان.

(ويحتمل قسمة الثلث أثالثا) الشتراكهم في حرية الثلث (و) قسمة(السدس) الزائد على الثلث فيمن نصفه حر (بين صاحبي النصف نصفين)

فتصح من ستة وثالثين، لكل ممن نصفه حر سبعة، ولآلخر أربعة، ويبقى ثمانية عشر.(وعلى تنزيل األحوال يحتمل) أي هنا احتمال آخر مبني على التنزيل

وهو (أن يكون لكل واحد ممن نصفه حر سدس المال وثمنه، ولمن ثلثهحر ثلثا ذلك وهو تسع المال ونصف سدسه، ألن لكل واحد المال في

(٣٧٨)

Page 396: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

حال) حريته الكاملة (ونصفه في حالين) هما حريته مع كل من الباقيين علىالبدل (وثلثه في حال) حرية الكل (فيكون له ماالن وثلث في ثمانية

أحوال) أربعة منها ما ذكر، والخامس رقبة كل منهم، والسادس والسابع رق كلمع رق كل من الباقيين على البدل، والثامن رق الكل وتنزيل األحوال بالنسبة إلى

الجميع إن تساووا في مقدار الحرية، وإال فبالنسبة إلى أكثرهم حرية، وإال لزمالتسوية بين األكثر حرية واألقل، واألكثر حرية هنا من نصفه حر. (فيعطيه ثمن

ذلك وهو سدس وثمن، ويعطى من ثلثه حر ثلثيه، وهو تسع ونصفسدس) فأصل المال أربعة وعشرون، ليكون له سدس وثمن، والبد أن يكون

لسدسه وثمنه ثلث، فضربنا فيه الثالثة، حصل اثنان وسبعون، فلمن نصفه حر سدسذلك، وهو اثنا عشر وثمنه وهو تسعة، ولمن ثلثه حر ثلثاهما وهو أربعة عشر.

(الثالث: ابن حر وآخر نصفه حر، فعلى األول للحر ثلثاه ولآلخرثلثه) فإن مقتضى التكميل أن يقسم المال على نسبة ما فيهما من الحرية (وعلى

الثاني النصف بينهما بالسوية وللحر الباقي، فيكون له ثالثة أرباع ولآلخرالربع) فإن قضية عدم التكميل أن يلحظ ما اشتركا فيه من الحرية وهو األقل،

فيؤخذ من المال بقدره ويقسم عليهما بالسوية ويخص الزائد بالزائد.(ولو نزلتهما باألحوال فاألمر كذلك، ألن للحر المال في حال) رقية

اآلخر بتمامه (ونصف في حال) حريته (فله نصفهما وهو ثالثة أرباع،ولآلخر نصفه في حال) حريته، وليس له شيء في حال رقيته، فليس له في

الحالين إال النصف (فله نصف ذلك وهو الربع).(ولو) ترافعا إليك و (خاطبتهما لقلت للحر) كان (لك المال لو كان

أخوك رقا، ونصفه لو كان حرا، فقد) كان (حجبك بحريته) الكاملة (عنالنصف، فنصفها) أي الحرية (يحجبك عن الربع، يبقى لك ثالثة أرباع.

ويقال لآلخر) كان (لك النصف لو كنت حرا، فإذا كان نصفك حرا فلك الربع).

(٣٧٩)

Page 397: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(الرابع: ابن ثلثاه حر وآخر ثلثه حر، فعلى األول المال بينهما أثالثا،وعلى الثاني الثلث بينهما) نصفين الشتراكهما فيه (ولألول ثلث) آخر(فيكون له النصف ولآلخر السدس. ويحتمل أن يكون الثلثان بينهما

أثالثا) فإن من ثلثاه حر حجب بما فيه من الرق عن الثلث، ولما كان له أخ لميكن بد من قسمة الثلثين بينهما على نسبة ما فيهما من الحرية، فيكون لمن ثلثاه

حر أربعة أتساع المال ولآلخر تسعاه (وبالخطاب يقال لمن ثلثاه حر: لوكنت وحدك) وكنت (حرا لكان لك المال، ولو كنتما حرين كان لك

النصف، فقد) كان (حجبك) أخوك (بحريته) الكاملة (عن النصف،فثلثها) أي حريته (يحجبك عن السدس) ألن الوارث المساوي في الطبقة

يحجب مساويه عن نصيبه، والنصف يتجزأ بقدر الحرية إذا لم تكن كاملة (يبقىلك خمسة أسداس، لو كنت حرا فلك بثلثي حريته) ثلثا خمسة أسداس

وهما (خمسة أتساع) عشرة من ثمانية عشر (ويقال لآلخر: يحجبكأخوك بثلثي حريته عن ثلثي النصف وهو الثلث، يبقى لك الثلثان) لو كنت

حرا (و) لكن (لك) اآلن (بثلث حرية ثلث ذلك وهو التسعان) أربعة منالثمانية عشر (ويبقى التسعان لباقي األقارب) على ما مر من اإلشكال (أو

لبيت المال مع عدمهم) أو عدم إرثهم.(الخامس: ابن حر وبنت نصفها حر، لالبن خمسة أسداس المال،

وللبنت سدسه في الخطاب والتنزيل معا) إذ يقال في الخطاب لالبن: لو كانتالبنت حرة حجبتك عن ثلث المال فتحجبك بنصف حرية عن السدس، وللبنت: لو

كنت حرة كان لك الثلث فلك بنصف الحرية السدس، وعلى التنزيل لهما حالتانحريتهما فله الثلثان، ورقيتهما فله المال وثلثان في حالين فله نصف ذلك خمسةأسداس، وأصل المال ستة، ولها على الحرية ثلث وال شيء لها على الرقية، فلها

في الحالين ثلث فلها نصفه (وعلى تقدير جمع الحرية) يكونان بمنزلة ابن حر

(٣٨٠)

Page 398: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وربعه فاألصل خمسة، و (يلزم أن يكون له أربعة أخماس ولها الخمس).(ولو كانت البنت حرة واالبن نصفه حر، فعلى جمع الحرية) هما

بمنزلة بنتين و (المال بينهما نصفان، وعلى تقدير الخطاب يكون لهاالثلثان) إذ لو كان أخوها حرا حجبها عن الثلثين فبالنصف يحجبها عن ثلث(وله الثلث، وكذا على التنزيل) ألن له إن كانا حرين الثلثين وال شيء له، إن

كان رقا فله نصف الثلثين، ولها الثلث إن كان أخوها حرا، والكل إن كان رقا،والمجموع أربعة أثالث فلها نصفها.

(السادس: ابن وبنت نصفهما حر فعلى جمع الحرية لهما ثالثة أرباعبينهما أثالثا) ألنهما معا بمنزلة ثالثة أرباع ابن حر، وعلى الثاني له الثلث ولها

السدس ألنهما لو كانا حرين لكان المال بينهما أثالثا، فلهما اآلن نصف نصيبهما(وعلى تنزيل األحوال) نقول: (لو كان حرين كان له الثلثان. ولو كان

وحده حرا كان له المال).(ولو كانا رقيقين أو كان رقا لم يكن له شيء، فله المال في حال من

األربعة وثلثاه في حال اخرى منها، فله ربع ذلك ربع وسدس) عشرة منأربعة وعشرين (وللبنت نصف ذلك ثمن ونصف سدس، والباقي لألقارب)

أو بيت المال وعلى المخاطبة تقول له: لو كانت أختك حرة حجبتك عن الثلثفاآلن تحجبك عن السدس فلك خمسة أسداس، لو كنت حرا فلك اآلن نصفها

عشرة من أربعة وعشرين. ويقول لها: لو كان أخوك حرا حجبك عن الثلثين،فاآلن يحجبك عن الثلث فلك الثلثان. لو كنت حرة واآلن لك الثلث ثمانية من

أربعة وعشرين. ورد عليه بأن تساويهما في الحرية يقتضي كون البنت علىالنصف من االبن في اإلرث، فطريق الخطاب إنما يجري إذا وافق قضية اإلرث.

وربما يمنع كون البنت على النصف، إال إذا حاز االبن الباقي وهنا ليس كذلك. وهوضعيف، لعموم النصوص بالتنصيف.

(٣٨١)

Page 399: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو كان معهما ام وزوجة حرتان كملت الحرية فيهما بالنسبة إلىالزوجة فحجباها) عن الربع (إلى الثمن، ألن كل واحد منهما لو انفرد

لحجب نصف الحجب) لرق نصفه بال تفاوت بين الذكر واألنثى (و) يلزم منالتكميل مع ذلك أنهما (إذا اجتمعا اجتمع الحجب).

(أما االم فإنها محجوبة بالنسبة إلى االبن لو كان حرا عن الثلث إلىالسدس، وبالنسبة إلى البنت لو كانت حرة عن الثلث إلى الربع) لرد

الفاضل عن فرضيهما عليهما أرباعا، ولعدم زيادة الحجب بها لم يعتبر جمعهمابالنسبة إلى االم، بل دخل حجبها في حجب االبن (فيحجبانها عن نصف

ذلك) أي نصف السدس فلها سدس ونصف ستة من أربعة وعشرين وثلثه منهاللزوجة، والباقي بين الولدين للذكر مثل حظ االنثيين، فلالبن عشرة وللبنت

خمسة. كذا في اإليضاح (١) وفيه، أنه حينئذ لم يتكمل الحريتان وإنما يتكمالنباعتبار حجبهما عن نصف ما كانا يحجبانها جميعا عنه فليحمل عليه ذلك وهو

السدس ونصفه، فلها خمسة من أربعة وعشرين.(وعلى التنزيل لألم السدس في حالين) هما حرية الولدين وحرية

االبن خاصة، وتصح من اثنين وسبعين، ألن أصل المسألة أربعة وعشرون، والبدللباقي بعد نصيبي الزوجة واألم من ثلث، والباقي هنا سبعة عشر وال ثلث لها،

فيضرب األصل في الثالثة (وربع سبعة أثمان في حال) حرية البنت خاصة،فإن الثمن للزوجة والباقي يقسم على االم والبنت أرباعا، وتصح من اثنين

وثالثين، ألنا نطلب ماال له ثمن ولباقيه ربع (وثالثة أرباع في حال) رقيتهما(فلها ربع ذلك) وتصح من ألف ومائة واثنين وخمسين نضرب اثنين وسبعين

أو اثنين وثالثين أحدهما في وفق اآلخر، وبينهما توافق بالثمن يبلغ مائتين--------------------

(١) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ١٩٧.

(٣٨٢)

Page 400: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وثمانية وثمانين، ثم ضرب الحاصل في األحوال األربعة يبلغ ما ذكر، وأما األربعةوالعشرون فهي داخلة في االثنين وسبعين، واألربعة التي في حال رقية الولدين

تدخل فيها وفي االثنين والثالثين (وللمرأة الثمن في ثالثة أحوال) هي غيررقية الولدين (والربع في حال) رقيتهما (فلها ربع ذلك. ولالبن الباقي) بعد

نصيبي الزوجة واألم (في حال) حريته وحده (وثلثاه في حال) حريته معالبنت (فله ربعهما) وليس له شيء في الحالين الباقيتين (وللبنت ثلث الباقي

في حال) حريتها مع االبن (وثالثة أرباع سبعة أثمان في حال) حريتهاوحدها وال شيء لها في الباقيتين (فلها الربع) لما لها في األولتين فلالمثالثمائة وأربعة وثمانون في حالين وهي السدسان من ألف ومائة واثنين

وخمسين، ومائتان واثنان وخمسون في حال وهي ربع سبعة أثمان، وثمانمائةوأربعة وستون في حال وهي ثالثة أرباع المال، والمجموع ألف وخمسمائة، فلها

ربعها ثالثمائة وخمسة وسبعون، وللزوجة أربعمائة واثنان وثالثون في ثالثحاالت وهي ثالثة أثمان المال، ومائتان وثمانية وثمانون في حال وهي ربعه،

والمجموع سبعمائة وعشرون، فلها ربعها مائة وثمانون، ولالبن في حال الباقي بعدإخراج الثمن وهو مائة وأربعة وأربعون، والسدس وهو مائة واثنان وتسعون،

والباقي ثمانمائة وستة عشر، وله في حالة اخرى خمسمائة وأربعة وأربعون ثلثاما كان له في الحالة االولى، والمجموع ألف وثالثمائة وستون فله ربعها ثالثمائة

وأربعون، وللبنت في حال مائتان واثنان وسبعون، وهي ثلث الباقي بعد الثمنوالسدس، ولها في حال اخرى سبعمائة وستة وخمسون، وهي ثالثة أرباع سبعةأثمان، والمجموع ألف وثمانية وعشرون، فلها ربعها مائتان وسبعة وخمسون.

(السابع: ابن وأبوان نصف كل واحد منهم حر) فعلى التنزيل نقول:األحوال ثمان (فعلى تقدير حرية الجميع لالبن الثلثان، وعلى تقدير

حريته) أي االبن (خاصة له المال) أجمع (وعلى تقدير حريته مع حرية

(٣٨٣)

Page 401: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أحدهما له خمسة أسداس) وال شيء له في الباقيات لرقه فيهن (فإذا جمع)ماله في األحوال األربعة (يكون ثالثة أموال وثلثا فله ثمنها وهو ربع

وسدس) عشرة من أربعة وعشرين (ولألب المال في حال) حريته خاصة(وثلثاه في حال) حرية األبوين خاصة (وسدسه في حالين) هما حريته

مع االبن وحرية الكل (فله) ماالن في ثمانية أحوال وله (ثمن ذلك) وهو(ربع) المال (ولألم الثلث في حال) حرية األبوين خاصة (والمال فيحال) حريتها خاصة (والسدس في حالين فلها ثمن ذلك) وهو ثمن

األربعة وعشرين وهو ثالثة ونصف سدسه وهو اثنان، فلها خمسة (والباقي)وهو ثالثة (لألقارب).

(وإن عملتها) أي المسألة (بالبسط قلت: إن قدرناهم أحرارا فهي)أي المسألة (من ستة) ألن لكل من األبوين السدس والباقي لالبن (وإن قدرنااالبن وحده حرا فهي من سهم، وكذا) إن قدرنا (األب) وحده حرا (وكذا

االم، وإن قدرنا االبن مع األب) وحده (أو مع االم) وحدها (فهي) أيضا(من ستة. وإن قدرنا األبوين) وحدهما حرين (فهي من ثالثة) ألن المال

لهما أثالثا (وإن قدرناهم رقيقا فالمال لألقارب).(وجميع المسائل تدخل في ستة تضربها في األحوال الثمانية تصير

ثمانية وأربعين: لالبن المال في حال) انفراده بالحرية وهو (ستة) أصلالمسألة (وثلثاه في حال) حرية الكل وهي (أربعة، وخمسة أسداسه في)

كل من (حالين) هما اجتماع حريته مع حرية أحد األبوين فله فيهما (عشرة،فذلك عشرون. ولألب المال في حال) تفرده بالحرية (ستة، وثلثاه في

حال) تفرد األبوين بالحرية (أربعة، وسدساه في) مجموع (حالين اثنان)في كل حال سدس وهما حرية الكل وحريته مع االبن (وذلك اثنا عشر. ولألم

المال في حال) انفرادها بالحرية (ستة والثلث في حال) حرية األبوين

(٣٨٤)

Page 402: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

خاصة (اثنان والسدس في) مجموع (حالين اثنان وذلك عشرة) ولماضربنا المسألة في األحوال الثمانية لم يكن لنا أن نأخذ ثمن ما للوارث فيها بلنجمع الجميع فنعطي االبن عشرين من ثمانية وأربعين واألب إثنى عشر واألم

عشرة (والباقي) وهو ستة (للورثة) غيرهم.(ولو كان ثلث كل واحد منهم حرا زدت على الستة نصفها) ليحصل

عدد يكون نصف الستة ثلثه ألن نصيبه اآلن ثلثا ما كان نصيبه (تصير تسعة،وتضربها في ثمانية يكون اثنين وسبعين، لالبن عشرون من اثنين وسبعين،

وهي السدس والتسع) كما كانت في السابقة ربعا وسدسا، فكما أن المخرج فيهذه المسألة مثل مخرج السابقة ونصفه كذا الكسر في السابقة مثل الكسر في

المسألة ونصفه (ولألب اثنا عشر) من اثنين وسبعين (وهي السدس) كماكانت في السابقة ربعا (ولألم عشرة منها وهي تسع وربع تسع) كما كانت في

السابقة سدسا وربع سدس (وال يتغير سهامهم) عما كانت في السابقة (وإنماتصير مقسومة على اثنين وسبعين) والباقي وهو ثالثون لألقارب.

(ولو كان ربع كل واحد منهم حرا زدت على الستة مثلها) ليحصلعدد يكون نصف الستة ربعه، ألن نصيبه اآلن نصف ما كان نصيبه تصير اثني عشرتضرب في الثمانية تصير ستة وتسعين، لالبن عشرون منها ثمنها ونصف سدسها،

ولألب إثنا عشر ثمنها، ولألم عشرة نصف سدسها وثمن سدسها، والباقي وهوأربعة وخمسون لألقارب.

(الثامن: ابن نصفه حر وام حرة، لألم على تقدير حرية الولدالسدس) اثنان من اثني عشر (وعلى تقدير رقيته المال، فلها نصف ذلك)

سبعة (وهو نصف) اثني عشر (ونصف سدس، ولالبن تارة خمسةأسداس) عشرة من اثني عشر (وتارة يمنع، فله نصف خمسة أسداس)

خمسة (وهو ثلث) اثني عشر (ونصف سدس).

(٣٨٥)

Page 403: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو كان بدل االم أختا حرة) وقلنا بأن القريب المبعض ال يحجبالبعيد إال بقدر الحرية (فالمال بينهما نصفان) فإن االبن لو كان حرا لورث

المال أجمع، فاآلن يرث نصفه والنصف اآلخر لألخت.(التاسع: ابن نصفه حر وابن ابن حر) ولم تحجب البعيد بالقريب

المبعض (المال بينهما بالسوية) إذ لو كان االبن حرا لحاز المال، فله اآلن نصفه(فإن كان النصف الثاني حرا فله الربع) نصف ما كان يحوزه لو كان حرا(فإن كان معهما) مع ذلك (ابن ابن ابن نصفه حر فله الثمن) نصف الربع

الذي كان يرثه لو كان حرا.(ويحتمل) التكميل حتى يلزم (أن يكون لألعلى النصف وللثاني

النصف) وال يكون للثالث شيء (ألن فيهما حرية ابن) كاملة إذا جمعتحريتاهما فيختص بهما المال ويكون بينهما نصفين، لتبعض األول دون الثاني وردبلزوم تساوي حرية الكل وحرية النصف، فإن ابن االبن لو كان كله حرا لم يرثإال نصف المال لحجبه عن النصف اآلخر باالبن، وبأن الجمع بين حريته وحرية

االبن جمع بين المتنافيين في السببية لإلرث، المتناع اجتماعهما في اإلرث لوكانا حرين فكذا مع التبعيض، وإنما اجتمعا في اإلرث في الواقع لتنزل االبن

بالنسبة إلى الزائد على النصف منزلة المعدوم.(ويحتمل حرمان الثاني والثالث، ألن ما فيهما من الحرية محجوب

بحرية االبن) إذ كما أن تمام حريته يحجب تمام حريتهما فكذا نصفها نصفها،بخالف من يكون كله حرا وإن كان أبعد من األوالد كاألخ والعم، فإن تمام الحرية

ال يحجب بنصفها، وال يرد عليه االستبعاد بإرث األخ أو العم دون ابن االبنوابن ابن االبن لوجود المانع من إرثهما، نعم يرد أن حرية االبن إنما تحجب عما

بإزائها من الميراث.(ولو كان ابن االبن ثلثه حر ومعهما أخ ثالثة أرباعه حر، فلالبن

(٣٨٦)

Page 404: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

النصف، وللثاني ثلث الباقي السدس، ولألخ ثالثة أرباع الباقي الربع)والباقي وهو نصف سدس لغيرهم من األقارب، والوجه ظاهر.

(وعلى االحتمال اآلخر) وهو التكميل يجتمع حرية ونصف ونصفسدس، ألن فيهم نصف حرية وثلثها وثالثة أرباعها فالبد من تجزئة الحرية إلى

عدد له ثلث وربع وأقله إثنا عشر، فلالبن ستة من أجزاء الحرية، والبن االبنأربعة، ولألخ تسعة، وذلك تسعة أسداس ونصف سدس و (لالبن) من التركة

(النصف، والبن االبن الثلث، والباقي) وهو السدس (لألخ) ودخل عليهالنقص لتأخره.

(العاشر: ثالثة إخوة متفرقين، نصف كل واحد حر: لألخ من االمنصف السدس، ولألخ من األبوين نصف الباقي، ولألخ من األب نصف

الباقي) كل ذلك النتصاف الحرية.(فيصح من ثمانية وأربعين) ألن أصل المسألة من إثنا عشر ليكون

لسدسه نصف، فإذا أعطينا األول نصف السدس بقي أحد عشر ال ينقسم علىالباقيين، والبد لنا من عدد له نصف ولنصفه نصف، فنضرب االثني عشر في أربعة

يبلغ ثمانية وأربعين (لألخ من االم) نصف سدسها (أربعة، ولألخ مناألبوين) نصف الباقي (اثنان وعشرون، ولألخ من األب) نصف الباقي

(أحد عشر، إال إذا حجبناه) أي األخ من األب (بحرية األخ من األبوين)كما أنه يحجب بحريته الكاملة بناء على االحتمال المتقدم من حجب القريب

المبعض البعيد (فال شيء له).(الحادي عشر: بنت نصفها حرة) كذا بالتاء عن خطه (لها النصف

بالفرض والرد) إذ لو كانت حرة لكان لها المال فرضا وردا (فإن كان معها امحرة فللبنت ربع) فرضا (وثمن) ردا (والباقي) وهو نصف وثمن (لألم)

وتصح من ثمانية للبنت ثالثة، ولو كانت حرة لكانت لها ستة ولألم خمسة.

(٣٨٧)

Page 405: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وقيل (١): تصح من أربعة وعشرين ألن فيها سدسا وثمنا فيضرب وفق أحدهما فياآلخر يبلغ ما ذكر، فلو كانت البنت حرة لكان لها ثالثة أرباعها ثمانية عشر، واآلنلها نصفها تسعة، والباقي لألم. وفيه: أن السدس إنما يكون لو كانت البنت حرة وال

ثمن حينئذ والثمن على التبعيض وال سدس حينئذ (ولو كان معها زوجة فلهاالثمن ونصف الثمن) ألن البنت إنما حجبتها عن نصف الثمن (ولو كان معهاأخ من ام ولم نقل بالحجب فله نصف السدس) لحجب نصفه بنصف حريةالبنت، فله واحد من اثني عشر، وللبنت ستة، والباقي لسائر األقارب (وهذا)

الذي ذكر قبل الفروع من اإلرث بقدر الحرية والحرمان بقدر الرقية (ضابط كلييستخرج منه ما يرد عليك من فروع هذا الباب) وهو باب تبعض الرقية

(فإنها كثيرة ال تنحصر) ولالستخراج طرق متعددة كما عرفت، ففي بعضهايجري الجميع، وفي بعضها بعضها وقد يتفق المؤدى مع اختالف الطرق وقد

يختلف باختالفها.(الثاني عشر: لو اشتري) مملوك (واعتق) لتوريثه المال لظن

االنحصار فيه (ثم ظهر الوارث فاألقرب بطالنهما) الشتراط صحتهما بعدمالوارث. ويحتمل الصحة بناء على االشتراط بعدم ظهوره عندهما لتعلق األحكام

بما يظهر للمكلفين ال الواقع وضعفه ظاهر.(خاتمة):

(قد يحصل) ال (منع) من (اإلرث بأسباب اخر):(األول: اللعان، فإنه يقطع) علقة (النكاح، وال يرث أحد الزوجين

صاحبه وإن وقع في المرض) لحصول البينونة وخروجها عن الزوجية، ونحوقول علي (عليه السالم) في خبر زيد فيمن ماتت زوجته قبل اللعان: تخير واحدة من

ثنتين،--------------------

(١) القائل هو صاحب إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٢٠٣.

(٣٨٨)

Page 406: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يقال له: إن شئت ألزمت نفسك الذنب فيقام عليك الحد وتعطى الميراث، وإن شئتأقررت، فالعنت أدنى قرابتها إليها، وال ميراث لك (١). وقول الصادق (عليه السالم)

في خبرأبي بصير: إن قام رجل من أهلها مقامها فالعنه، فال ميراث له، وإن أبى أحد من

أوليائها أن يقوم مقامها، أخذ الميراث زوجها (٢).(ولو نفى الولد باللعان سقط نسبه ولم يقع الموارثة بينهما) النتفاء

سببها وهو النسب شرعا، وللنصوص (٣) واإلجماع (فإن اعترف به بعد اللعانالحق به) أخذا بإقراره (دون آبائه وأقاربه، مع عدم اعترافهم به) النتفائه

عنهم شرعا باللعان، وعدم قبول اإلقرار في حق الغير (إال بالنسبة إليه) أياألب كما أنه إذا مات األب وله ولد شاركه في الميراث فقد لحقه باإلخوة بالنسبة

إلى تركة األب، وكذا يحجب األخ والعم وغيرهما من اإلرث (ويدخل فيالوقف على أوالده والوصية لهم) أما إذا شرك بينه وبين األوالد في ذلك

فظاهر أنه يشارك األب في نصيبه بما يقتضيه الحساب وأما بدونه فمشكل. نعميتجه إذا تأخر الوقف أو الوصية عن االعتراف (وورثه) أي األب (الولد) بعد

االعتراف، للنصوص (٤) واإلجماع في الظاهر، ال لألخذ باإلقرار، فإنه في حقالورثة (دون الزوجة) فإن االعتراف بالولد ال يعيد الزوجية.

(وكذا لو أكذب نفسه في القذف بعد اللعان لم ترثه) الزوجة لحصولالبينونة شرعا من غير معارض، وال الولد إذا نفاه أيضا، فإن اإلكذاب في القذف ال

يستلزم اإلكذاب في النفي (وهو ال يرث الولد) أخذا بنفيه، ولألخبار (٥) واإلجماع.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٦٠٨ ب ١٥ من أبواب اللعان ح ٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٦٠٨ ب ١٥ من أبواب اللعان ح ١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٦٠٧ ب ١٤ من أبواب اللعان.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٥٨ ب ٢ من أبواب ميراث ولد المالعنة.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٥٨ ب ٢ من أبواب ميراث ولد المالعنة.

(٣٨٩)

Page 407: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(الثاني: من مات وعليه دين مستوعب للتركة، فاألقرب عندي)وفاقا للمبسوط (١) والجامع (٢) (أن التركة للورثة) إذ ليست باقية على ملك

الميت لعدم صالحيته له، وال انتقلت إلى الغرماء إجماعا، ولذا كان للوارث القضاءمن غيرها وسقط حقهم باإلبراء، وال إلى الله وإال صرفت إلى المساكين، وال إلى

غير مالك فتعين االنتقال إلى الورثة (لكن يمنعون منها) لتعلق حق الغرماء بها(كالرهن) ال كأرش الجناية، فإن تعلق حقهم بها إنما ثبت شرعا نظرا للميت

لتبرأ ذمته، فينبغي أن ال يسلط عليه الوارث (حتى يقضي الدين منها أو منغيرها. وقيل) في الخالف (٣) والشرائع (٤) والسرائر (٥) وغيرها: (يبقى علىحكم مال الميت وال ينتقل إلى الوارث) لظاهر اآلية (٦) وبعض األخبار كقول

الصادق (عليه السالم) في خبر سليمان بن خالد: قضى أمير المؤمنين (عليه السالم) فيدية المقتول،

أنه يرثها الورثة على كتاب الله وسهامهم إذا لم يكن على المقتول دين (٧).والجواب الحمل على استقرار الملك، أو على استقرار الظرف أعني قوله تعالى:

" من بعد " وجعله حاال عن األنصباء المذكورة في اآلية (وتظهر الفائدة فيالنماء) المتخلل بين الموت واألداء.

(ولو لم يكن) الدين (مستوعبا انتقل إلى الورثة ما فضل عنالدين) قطعا (وكان ما قابله) أي الدين (على حكم مال الميت) على

القيل، أو في تعلق حق الغرماء به (وتكون التركة بأجمعها كالرهن) ال يجوزللورثة التصرف فيها أصال قبل القضاء، وال يسقط شيء من الدين بتلف بعض منها،

لتعلق حقهم بكل جزء منها مشاعا. واحتمل في التذكرة (٨): نفوذ التصرف فيما زاد--------------------

(١) المبسوط: ج ٤ ص ٧٩.(٢) الجامع للشرائع: ص ٥٠٥.

(٣) الخالف: ج ٤ ص ١٤٧ المسألة ١٨.(٤) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ١٦.

(٥) السرائر: ج ٣ ص ٢٢٣.(٦) النساء: ١٢.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٩٣ ب ١٠ من أبواب موانع اإلرث ح ١.(٨) تذكرة الفقهاء: ج ٢ ص ٤٦٠ س ٢٢.

(٣٩٠)

Page 408: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

على الدين، لبعد الحجر في مال كثير بشيء يسير جدا. وهو الذي استقربه سابقافي الحجر وسيختاره في القضاء.

(الثالث: الغائب غيبة منقطعة بحيث ال يعلم خبره ال يورث) وفاقالألكثر (حتى يعلم موته، إما بالبينة، أو بمضي مدة) من والدته (ال يمكن

أن يعيش مثله إليها عادة) وهي تختلف باختالف األزمان واألصقاع، وربماقدرت بما زاد على مائة وعشرين، ألصل بقاء الحياة والتركة على ملكه بال

معارض. وإذا علم موته (فيحكم حينئذ) باإلرث (لورثته الموجودين فيوقت الحكم) ال من مات قبله ولو بيوم، إال إذا شهدت البينة بالموت قبله.

(وقيل) في المختصر األحمدي (١): (يورث بعد مضي عشر سنين منغيبته) قال: والنظرة في ميراث من فقد في عسكر قد شهدت هزيمته وقتل من

كان فيه أو أكثرهم أربع سنين، وفيمن ال يعرف مكانه في غيبته وال خبر له عشرسنين، والمأسور في قيد العدو يوقف ماله ما جاء خبره ثم إلى عشر سنين لخبر

علي بن مهزيار سأل الجواد (عليه السالم)، عن دار كانت المرأة، وكان لها ابن وابنة،فغاب

االبن بالبحر، وماتت المرأة، فادعت ابنتها أن امها كانت صيرت هذه الدار لها،وباعت أشقاصا منها، وبقيت في الدار قطعة إلى جنب دار رجل من أصحابنا، وهو

يكره أن يشتريها لغيبة االبن، وما يتخوف من أن ال يحل شراؤها، وليس يعرفلالبن خبر، فقال (عليه السالم): ومنذ كم غاب؟ قال: منذ سنين كثيرة، فقال: ينتظر به

غيبتهعشر سنين، ثم يشتري، فقال: إذا انتظر به غيبته عشر سنين يحل شراؤها؟ قال:

نعم (٢). وليس نصا في الباب لجواز أن يكون الشراء ألنها بيد البنت وال معارضلها ويكون الصبر إلى عشر سنين لالحتياط، ويجوز أن يكون قد حفظ الثمن

--------------------(١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٩٥.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٤ ب ٦ من أبواب ميراث الخنثى ح ٧.

(٣٩١)

Page 409: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

للغائب أو أعطى البنت وضمنت له كما في المقنعة (١) (وقيل) في االنتصار (٢)والفقيه (٣) والغنية (٤) والكافي (٥): (بعد أربع) لقول الكاظم (عليه السالم) إلسحاق

بنعمار: المفقود يتربص بماله أربع سنين، ثم يقسم (٦). وقول الصادق (عليه السالم) في

خبرسماعة: المفقود يحبس ماله على الورثة قدر ما يطلب في األرض أربع سنين، فإنلم يقدر عليه قسم ماله بين الورثة (٧). والعتداد المرأة بعد أربع وجواز تزوجها

وعصمة الفروج أشد في الشرع من عصمة األموال، ولإلجماع كما في االنتصار (٨)قال في المختلف: وهذا القول ال بأس به مع طلبه في البالد كما في االعتداد (٩) وفي

التحرير: وإن كان االحتياط في البضع أشد من المال لكن عارضه تضرر المرأةبطول الغيبة (١٠). هذا في التوريث من المفقود. وأما توريث المفقود من الميت،

فالمختار وقف نصيبه من الميراث حتى يعلم موته بالبينة، أو مضي مدة ال يعيشمثله فيها عادة، ويقسم باقي التركة، فإن بان حيا أخذه. وإن علم أنه مات بعدموت المورث دفع نصيبه إلى ورثته، وإن علم موته قبله، أو جهل الحال بعد

التربص تلك المدة دفع إلى سائر ورثة األول.(وقيل) في المقنعة (١١): ال بأس بأن (يدفع ماله إلى الوارث الملي)

ويضمن للمفقود بعد ذلك، لنحو قول الكاظم (عليه السالم) إلسحاق بن عمار: إنكان الورثة

--------------------(١) المقنعة: ص ٧٠٦.

(٢) االنتصار: ص ٣٠٧.(٣) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٣٠ ح ٥٧٠٧.

(٤) الغنية: ص ٣٣٢.(٥) الكافي في الفقه: ص ٣٧٨.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٣ ب ٦ من أبواب ميراث الخنثى ح ٥.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٥ ب ٦ من أبواب ميراث الخنثى ح ٩.(٨) االنتصار: ص ٣٠٧.

(٩) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٩٧.(١٠) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٣ س ٢٥.

(١١) المقنعة: ص ٧٠٦.

(٣٩٢)

Page 410: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

مالء اقتسموا ميراثه، فإن جاء ردوه عليه (١). وفي المقنعة أيضا: وال بأس أن يبتاعاإلنسان عقار المفقود بعد عشر سنين من غيبته وفقده وانقطاع خبره، ويكون

البائع ضامنا للثمن والدرك، فإن حضر المفقود خرج إليه من حقه (٢). ومستنده ماسمعته من خبر علي بن مهزيار (٣) وكأنه استحب أو احتاط بالصبر إلى عشر سنين.

وقال الحلبي: بالصبر إلى أربع سنين يكشف فيها السلطان عن خبره (٤) لما تقدم.وعلى المختار يعطي الحاضرون من أنصبائهم أقل األمرين مما لهم على فرضحياة المفقود وعلى فرض موته، ويوقف الباقي حتى يظهر أمره أو تمضي مدة

التربص. فلو خلف اما وبنتا حاضرتين وأبا غائبا، فعلى فرض موته تكون المسألةمن أربعة. ربعها لألم فرضا وردا والباقي للبنت، وعلى فرض حياته تكون من

خمسة، لكل من األبوين خمس وللبنت ثالثة أخماس، فتضرب األربعة فيالخمسة يصير عشرين، وتعطى البنت األقل وهو ثالثة أخماس اثنا عشر من

العشرين. هذا إذا تباينت المسألتان، وإن تماثلتا اكتفى بإحداهما، وإن توافقتاضرب وفق إحداهما في االخرى، وإن تداخلتا اجتزئ باألكثر. قال في

التحرير (٥): ولهم أن يصطلحوا على ما زاد، ففي المثال لألم أن تأخذ خمسة منالستة عشر إن رضيت البنت، وللبنت أن تأخذ خمسة عشر إن رضيت االم. ولوكان الحاضر ال يرث إال عند موت الغائب أوقف نصيبه. ولو كان الغائب حاجبا

غير وارث كما لو خلف أبويه وأخويه، قال في التحرير: ففي تعجيل الحجب نظر،أقربه التعجيل، فتأخذ االم السدس واألب الثلثين ويؤخر السدس لألم، قال: لكن

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٤ ب ٦ من أبواب ميراث الخنثى ح ٨.

(٢) المقنعة: ص ٧٠٦.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٣ ب ٦ من أبواب ميراث الخنثى ح ٧.

(٤) الكافي في الفقه: ص ٣٧٨.(٥) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٣ س ٣١.

(٣٩٣)

Page 411: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

هنا وإن حكمنا بالحجب لكن يحكم بموتهما في حق األب فال يتعجل له السدسالمحجوب عن االم، وحينئذ نحكم في األخوين بالحياة بالنظر إلى طرف االم،

وبالموت إلى طرف األب (١).(الرابع: الحمل يرث) بالنص (٢) واإلجماع (بشرط) لحوقه به شرعا

و (انفصاله حيا) استهل أم ال استقرت حياته أم ال، لعموم نصوص اإلرث،وخصوص نحو صحيح الفضيل قال: سأل الحكم بن عيينة أبا جعفر (عليه السالم) عن

الصبييسقط من امه غير مستهل أيورث؟ فأعرض عنه، فأعاد عليه، فقال: إذا تحرك

تحركا بينا ورث، فإنه ربما كان أخرس (٣). فقول الصادق (عليه السالم) في خبر عبدالله بن

سنان: إن المنفوس ال يرث من الدية شيئا حتى يصيح (٤) وفي خبر آخر حتىيستهل ويسمع صوته (٥) محمول على الغالب البين من عالمات الحياة. واشترط

الشيخ استقرار الحياة، قال: ويعلم بأن يعطس، أو يمص اللبن، أو يبقى يومينوثالثة (٦) (ولو سقط ميتا لم يكن له شيء ويحكم بعدمه حال موت

الميت) وإن أحس بحركته في البطن بعده الشتراط اإلرث بحياته بعده وال يعلمحياته إال بعد االنفصال، الحتمال كون الحركة من ريح ونحوها أو المغمى، وكان

بحكم المعدوم حال موته.(ولو ولد حيا ثم مات في الحال ورث) لتحقق الشرط، وصحيح عمر

ابن يزيد، سأل الصادق (عليه السالم) عن رجل مات وترك امرأته وهي حامل، فوضعت--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٣ س ٣٥.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٦ ب ٧ من أبواب ميراث الخنثى.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٨ ب ٧ من أبواب ميراث الخنثى ح ٨.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٧ ب ٧ من أبواب ميراث الخنثى ح ٦.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٦ ب ٧ من أبواب ميراث الخنثى ح ٢.(٦) المبسوط: ج ٤ ص ١٢٤.

(٣٩٤)

Page 412: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بعد موته غالما، ثم مات الغالم بعد ما وقع إلى األرض، فشهدت المرأة التي قبلتهاأنه استهل وصاح حين وقع إلى األرض، ثم مات بعد ذلك، قال: على اإلمام أن

يجيز شهادتها في ربع ميراث الغالم (١) (وانتقل نصيبه إلى وارثه).(ولو سقط بجناية فإن تحرك حركة تدل على الحياة ورث) للعموم

(وإال فال، كالتقلص الذي يحصل طبعا ال اختيارا) ولو اشتبهت الحركة لميرث، للشك في شرطه.

(ولو خرج نصفه حيا والباقي ميتا لم يرث) لعدم انفصاله حيا. ويحتملاإلرث كما احتمله في التحرير (٢) بناء على أن االنفصال حيا إنما اعتبر للداللة

على بقائه حيا بعد موت المورث، وقد حصلت.(ولو طلب الورثة قسمة المال) قبل انفصال الحمل (فإن كانوا

محجوبين به) عن اإلرث رأسا (لم يعطوا شيئا حتى يظهر أمره) مناالنفصال حيا أو ميتا (وإن كانوا غير محجوبين دفع إلى من ال ينقصه

الحمل) شيئا من ميراثه (كمال ميراثه. و) يعطى (من ينقصه) الحمل (أقلما يصيبه) من الميراث على التقديرات المحتملة، وهو ما يصيبه على تقدير كون

الحمل ذكرين ويوقف الباقي إلى ظهور أمره. وللعامة قول بأن األكثر أربعة ذكور (٣)وآخر بأنه ذكر وانثى (٤). فلو خلف ابنا وحمال اعطي االبن عندنا الثلث، ووقف

الباقي. وإن خلف حمال وولد ولد لم يعط ولد الولد شيئا. وإن خلف مع الحمل بنتاأعطيت الخمس. وإن خلف زوجة أعطيت الثمن. ولو ادعت المرأة الحمل حكم

بقولها ووقف النصيب إلى أن يتضح األمر.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٨ ص ٢٥٩ ب ٢٤ من أبواب الشهادات ح ٦.(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٤ س ٧.

(٣) الحاوي الكبير: ج ٨ ص ١٧٠.(٤) شرح الكبير: ج ٧ ص ١٣١.

(٣٩٥)

Page 413: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(الفصل الثالث في الحجب)(وهو إما عن أصل اإلرث بأن يحجب القريب البعيد، فال يرث ولد

ولد مع ولد، سواء كانا ذكرين أو أنثيين أو ذكرا وانثى، وسواء كان ابن ابنأو ابن بنت) أو بنتها (أو بنت ابن. وكذا يمنع ولد الولد ولد ولد الولد.

وعلى هذا) القياس (األقرب يمنع األبعد) عندنا. وورثت العامة أوالد االبنمع البنت والبنتين (١) وام االم مع األب (٢). ومنهم من ورث ام األب مع األب.

وورث ابن مسعود مع البنتين ذكور أوالد االبن (٣).(ويمنع الولد وإن نزل كل من يتقرب باألبوين من) اإلخوة و (األجداد)

وإن ساوت مرتبتهم في الصعود مرتبة الولد في النزول أو كانوا أقرب، وقال يونسبن عبد الرحمن: إن اجتمع جد أبو أب وابن ابن ابن فالمال كله للجد (٤). وقال أبو

علي: لو خلف بنتا وأبوين، فالفاضل عن أنصبائهم للجدين أو الجدتين. ولو خلفولد ولد وجدا، أو والدا وجدا فللجد السدس (٥). وقال الصدوق: لو خلفت زوجهاوابن ابنها وجدا، فللزوج الربع، وللجد السدس، والباقي البن االبن (٦). وهي أقوالشاذة. وعن سعد بن أبي خلف: أنه سأل الكاظم (عليه السالم) عن بنات بنت وجد،

فقال:للجد السدس، والباقي لبنات البنت (٧). قال ابن فضال: أجمعت العصابة على تركالعمل به (٨) (واألعمام واألخوال، وأوالدهم) خالفا للعامة القائلين بالتعصيب (٩)

--------------------(١) المبسوط للسرخسي: ج ٢٩ ص ١٤١.

(٢) كفاية األخيار: ج ٢ ص ١٦.(٣) المبسوط للسرخسي: ج ٢٩ ص ١٤١.

(٤) الكافي: ج ٧ ص ١١٨ ذيل الحديث ١٦.(٥) نقله عنه في الدروس: ج ٢ ص ٣٦٧ درس ١٨٩.

(٦) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٨٩ ذيل الحديث ٥٦٥١.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٣ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١٥.

(٨) االستبصار: ج ٤ ص ١٦٤ ذيل الحديث ٦٢٢.(٩) الحاوي الكبير: ج ٨ ص ١١٦.

(٣٩٦)

Page 414: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وفي توريث الجد فورثوها السدس مع الولد ومع األبوين. وورث الشافعي (١)اإلخوة واألخوات مع البنات وبنات االبن.

(و) بالجملة (ال يرث) عندنا (مع األوالد وأوالدهم وإن نزلوا، سوىاألبوين والزوجين).

(فإذا عدم اآلباء واألبناء) أي األوالد (ورث اإلخوة واألخواتواألجداد والجدات، و) هؤالء (يمنعون من عداهم سوى الزوجين).(ويمنعون من يتقرب بهم كاإلخوة) و (يمنعون أوالدهم، واألجداد

يمنعون آباءهم وأبناءهم) والعامة (٢) يورثون ابن األخ لألب مع األختللتعصيب.

(ويمنع اإلخوة وأوالدهم أوالد األجداد، وهم األعمام واألخوالوأوالدهم) لنحو قول الباقر (عليه السالم) في صحيحة بريد الكناسي: وابن أختك من

أبيك أولى بك من عمك (٣) (وال يمنعون آباء األجداد وإن تصاعدوا. وكذااألجداد ال يمنعون أوالد اإلخوة وإن نزلوا) خالفا للعامة (٤) قال في

المبسوط: ولم يوافقنا عليه أحد (٥). وأسقط الشافعي (٦) اإلخوة الم مع الجد. وأبوحنيفة (٧) اإلخوة مطلقا.

(واألعمام واألخوال وأوالدهم وإن نزلوا يمنعون أعمام األبوأخواله وأعمام االم وأخوالها وكذا أعمام األجداد والجدات وإن

تصاعدوا يمنعون باألعمام واألخوال وأوالدهم).(والمتقرب باألبوين) عندنا (يمنع المتقرب باألب وحده مع تساوي

--------------------(١) المجموع: ج ١٦ ص ٨١.

(٢) كفاية األخيار: ج ٢ ص ١٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤١٥ ب ١ من أبواب موجبات اإلرث ح ٢. وفيه وابن أخيك.

(٤) الحاوي الكبير: ج ٨ ص ١٢٣.(٥) المبسوط: ج ٤ ص ٨٥.

(٦) المجموع: ج ١٦ ص ١١٦.(٧) الفتاوى الهندية: ج ٦ ص ٤٥٠.

(٣٩٧)

Page 415: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الدرج) لنحو قول الباقر (عليه السالم) في صحيح الكناسي: وعمك أخو أبيك من أبيهوامه

أولى بك من عمك أخي أبيك من أبيه (١) خالفا للعامة (٢).(والنسب وإن بعد يمنع المعتق) عندنا، ويدل عليه قوله تعالى:

" واولوا األرحام بعضهم أولى ببعض " (٣) وكان زيد (٤) يورث ذا السهم سهمهوما زاد للمولى. وورث الشافعي (٥) المولى مع من يرث النصف كاألخت والبنت،

فجعل النصف له والنصف للبنت مثال (والمعتق يمنع ضامن الجريرة، والضامنيمنع اإلمام).

(وإما) الحجب (عن بعضه، وهو: إما حجب الولد، فإن الولد وإن نزل- ذكرا كان أو انثى - يمنع األبوين عما زاد عن السدسين إال البنت

وحدها، معهما) لبقاء سدس من التركة يرد عليهم (أو مع أحدهما) لبقاءالثلث منها يرد عليهما (والبنتين فما زاد مع أحدهما) لبقاء السدس يرد عليهم

خالفا ألبي علي (٦) فخص الرد بهما كما سيأتي.(ويحجب الولد - ذكرا كان أو انثى - وإن نزل الزوجين عما زاد

عن) النصيب (األدنى) وفي غير ولد الصلب خالف سيأتي.(وإما حجب اإلخوة، وهم يمنعون االم عما زاد على السدس)

بالنص (٧) واإلجماع (بشروط ستة:األول: العدد، فال يحجب الواحد وإن كان ذكرا، بل) أقل الحاجب

(إما ذكران أو ذكر وأنثيان أو أربع إناث) أما حجب اثنين فهو معلوم من--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤١٥ ب ١ من أبواب موجبات اإلرث ح ٢.(٢) المبسوط للسرخسي: ج ٣٠ ص ٢٠.

(٣) األنفال: ٧٥، األحزاب: ٦.(٤) انظر المجموع: ج ١٦ ص ٥٥ - ٥٦.(٥) انظر المجموع: ج ١٦ ص ٥٥ - ٥٦.

(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٣.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٤ ب ١٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(٣٩٨)

Page 416: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

السنة (١) واإلجماع. وعن ابن عباس (٢) أنه اشترط الثالثة، لظاهر اآلية. وأما تنزيلاثنتين من اإلناث منزلة ذكر واحد، فلنحو قول الصادق (عليه السالم) في حسن البقباق:

إذاكن أربع أخوات حجبن االم من الثلث، ألنهن بمنزلة أخوين، وإن كن ثالثا لم

يحجبن (٣). وال ينافيه قوله (عليه السالم) في خبر آخر له في أبوين وأختين: لألم معاألخوات الثالث، إن الله عز وجل قال: " فإن كان له إخوة " ولم يقل فإن كان له

أخوات (٤) فإن المراد باألخوات األختان بقرينة السؤال. والغرض أن اآلية التشمل األخوات حتى يكتفي في الحجب بأختين وثالث، كما يكتفي فيه بأخوين

وإنما علم مما تنزل أربع أخوات منزلة أخوين بدليل خارج عنها (والخناثىكاألناث) لألصل (إال أن يحكم بالذكورية فيهم) بإحدى العالمات

المعهودة، ويحتمل القرعة.(الثاني: انتفاء موانع اإلرث عنهم، وهي: الرق والقتل والكفر) أما الرق

والكفر فباإلجماع واألخبار (٥). وأما القتل فاختلف فيه: من األصل واشتراك العلةوهي المنع من اإلرث، ومن عموم اآلية ومنع العلة، وهو قول الصدوق (٦)

والحسن (٧). واألول هو المشهور وحكي (٨) عليه اإلجماع. ويحجب الغائب ما لميقض بموته. ويحتمل العدم، إذ كما أن األصل حياته فاألصل عدم الحجب.

(الثالث: وجود األب، فلو كان مفقودا لم يكن حجب) وفاقا لألكثر،--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٦ ب ١١ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.(٢) المجموع: ج ١٦ ص ٧٢، النساء: ١١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٦ ب ١١ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٧ ب ١١ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٥.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٣٧٤ و ٣٩٩ ب ١ و ١٦ من أبواب موانع اإلرث.

(٦) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢٠ ذيل الحديث ٥٦٩٠.(٧) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٥.

(٨) الخالف: ج ٤ ص ٣٢ المسألة ٢٤.

(٣٩٩)

Page 417: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لألصل مع عدم تناول اآلية لمفقود األب، وقول الصادق (عليه السالم) في خبر بكير:االم ال

تنقص من الثلث أبدا، إال مع الولد واإلخوة إذا كان األب حيا (١) وألن الحكمة فيالحجب التوفير لألب من أجل عياله، كما ذكره زرارة لعمر بن اذينة (٢) وعلي بنسعيد (٣) وأشعر به قول الصادق (عليه السالم) في خبر إسحاق بن عمار في رجل

مات وتركأبويه وإخوة الم: الله سبحانه أكرم من أن يزيدها في العيال وينقصها من الميراثالثلث (٤). ولم يشترط الصدوق (٥) بل حجبها عن السدس فرضا ولكن أعطاها

الباقي ردا، وهو شبيه بالنزاع في اللفظ التفاقه معنى في أنها تحوز المال.(الرابع: أن يكونوا لألب أو لألب واألم) باإلجماع واألخبار (٦) (فلو

كانوا لألم خاصة لم يحجبوا وإن كثروا) فالله سبحانه أكرم من أن يزيدها فيالعيال وينقصها من الميراث الثلث، كما سمعته اآلن في خبر إسحاق.(الخامس: أن يكونوا منفصلين) عند موت المورث (فلو كانوا) كلهم

أو بعضهم (حمال لم يحجبوا) لعدم سبقهم إلى الفهم من إطالق اإلخوة معاألصل، وقول الصادق (عليه السالم) في خبر العالء بن الفضيل: إن الطفل والوليد ال

يحجبوال يرث، إال ما آذن بالصراخ، وال شيء أكنه البطن وإن تحرك، إال ما اختلف عليه

الليل والنهار (٧). وقيل (٨) بعدم االشتراط، لعموم النصوص.(السادس: أن يكونوا أحياء فلو كان بعضهم ميتا) عند موت المورث

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٨ ب ١٢ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٥ ب ١٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٤.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٤ ب ١٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٣.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٥ ب ١٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٥.

(٥) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٧١.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٤ ب ١٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٩ ب ١٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١.(٨) والقائل هو فيض الكاشاني في مفاتيح الشرائع: ج ٣ ص ٣١٦ مفتاح ١٢١٣.

(٤٠٠)

Page 418: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اقترنا أو تقدم موته على موته (لم يقع حجب) اتفاقا، لألصل، والخروج عنالنصوص واالعتبار، بل ال ينبغي عده من الشروط، لدخوله في مفهوم حجب

اإلخوة كدخوله في مفهوم كان له إخوة. ولو اشتبه األسبق من الموتين فالظاهر أنال حجب إذا كانا ألب، لألصل. وكذا الغرقى وفيهم من اإلخوة لألبوين وجهان:

من الشك في وجود الحاجب واحتمال عدم تقدير السبق ألنه لم يثبت إالللتوارث وال توارث بين األخوين هنا، ومن تقدير السبق وفرض موت كل منهما

يستدعي حياة اآلخر فيتحقق الحجب (واألقرب) اشتراط سابع هو (المغايرة،فلو كانت االم أختا) لشبهة أو مجوسية (لم تحجب) للخروج عن ظواهر

النصوص، وبعد اتحاد الحاجب والمحجوب، مع األصل، ويحتمل العدم، للعموم.(الفصل الرابع في تفصيل السهام وكيفية)

ما يتصور فيها من (االجتماع)(السهام المنصوصة في كتاب الله تعالى ستة)

األول: (النصف، وهو فرض البنت الواحدة واألخت الواحدة لألبوينأو لألب إذا انفردتا عن ذكر مساو في القرب) وإال فللذكر مثل حظ االنثيين

(والزوج مع عدم الولد وإن نزل) اتفاقا، وهل ينزل عدم إرث الولد لرقونحوه منزلة عدمه؟ وجهان.

(و) الثاني: (الربع، وهو سهم الزوج مع الولد) الوارث أو مطلقا (وإننزل) على خالف يأتي (وسهم الزوجة) واحدة أو متعددة (مع عدمه).

(و) الثالث: (الثمن) وهو (سهم الزوجة خاصة مع الولد وإن نزل)على خالف يأتي.

(و) الرابع: (الثلثان) وهما (سهم البنتين فصاعدا مع عدم الولد

(٤٠١)

Page 419: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الذكر) اتفاقا ممن عدا ابن عباس فجعلهما كالبنت الواحدة (١). ودليل األول،اإلجماع، والنصوص (٢) وإن لألختين الثلثين، والبنتان أمس رحما منهما، وإن

لبنت مع ابن الثلث فأولى أن يكون لها مع بنت اخرى وقوله تعالى: " فإن كن نساءفوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك " (٣) فإنه بمعنى: فإن كن نساء فضال عن اثنتين أياجعل النساء فوق اثنتين أي ضمهن إليها فيفهم منه مساواة االثنتين لما فوقهما [إذلو اريد التقييد بالزيادة على اثنتين لم يكن إال تأكيدا، والتأسيس خير، ولئال يخلو

الكالم من حكم االثنتين، وهو معنى ما قيل] (٤) أو المراد اثنتين فما فوقهما، كمافي قوله (عليه السالم): ال تسافر المرأة سفرا فوق ثالثة أيام إال ومعها زوجها أو ذو

محرملها أو علم حكم االثنين (٥) من قوله " للذكر مثل حظ االنثيين " (٦) فإن أقل ما يتعدد

به الولد مع االختالف ذكورة وأنوثة أن يكون ابنا وبنتا، وقد حكم بأن للذكر مثلحظ االنثيين. وفي هذا الفرض للذكر ثلثان، فيفهم منه أنهما حظ البنتين. ولعل ابن

عباس استند في جعلهما كالواحدة إلى أن الظاهر من هذا الكالم وجود ذكروأنثيين وللذكر حينئذ النصف وكذا األنثيان فكذا إذا انفردتا، أو إلى أنه ليس

للواحدة إال النصف، واألصل عدم الزيادة عليه إذا زادت واحدة. وحكى النظامعنه أن لهما نصفا وقيراطا ليكون بين النصف والثلثين (٧). (واألختين) بنص

اآلية (فصاعدا) باإلجماع ولنزول اآلية في سبع أخوات لجابر (من األبوينأو من األب مع عدم األخ من قبله) وإال فللذكر مثل حظ االنثيين.

(و) الخامس: (الثلث) وهو (سهم االم مع عدم الولد وعدم من--------------------

(١) المجموع: ج ١٦ ص ٧٩ - ٨٠.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٩ ب ٢ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد.

(٣) النساء: ١١.(٤) لم يرد في ن ول.

(٥) السنن الكبرى للبيهقي: ج ٧ ص ٩٨.(٦) النساء: ١١.

(٧) لم نقف عليه.

(٤٠٢)

Page 420: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يحجبها من اإلخوة، وسهم االثنين فصاعدا من ولد االم) ذكورا أو إناثا أومختلفين بال خالف بين االمة، لقوله تعالى " وإن كان رجل يورث كاللة أو امرأة

وله أخ أو اخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء فيالثلث " (١) واتفقوا على أن المراد األخ واألخت من االم.

(و) السادس: (السدس) وهو (سهم كل من األبوين) انفردا أواجتمعا (مع الولد وإن نزل وسهم االم مع الحاجب من اإلخوة، وسهم

الواحد من ولد االم ذكرا كان أو انثى).(والنصف يجتمع مع مثله كاألخت) لألبوين أو ألب (والزوج) وأما

األخت الم فلها النصف أيضا في المسألة لكن سهمها السدس (ومع الربعكالبنت والزوج واألخت) ألب أو لهما (والزوجة ومع الثمن كالبنت

والزوجة وال يجتمع مع الثلثين الستحالة العول) عندنا (بل يدخل النقصعلى االختين دون الزوج، ويجتمع مع الثلث كاالم) أو المتعدد من كاللتها(والزوج، ومع السدس كالبنت واألم) أو األب أو هما وكالزوج أو األخت

لألب أو لهما مع واحد من كاللة االم.(ويجتمع الربع مع الثلثين كالزوج والبنتين والزوجة واألختين) ألب

أو لهما (ومع الثلث كالزوجة واألم) أو اثنين من كاللتها (ومع السدسكزوج و) أب أو (ام وبنت وزوجة و) أخ أو (اخت الم) أو وام مع من

يحجبها من اإلخوة (وال يجتمع مع الثمن) وال مع نفسه.(ويجتمع الثمن مع الثلثين كالزوجة والبنات، و) مع (السدس كما

لو انضم إليهن) أب أو (ام، وال يجتمع مع الثلث) وال مع الربع (والالثلث مع السدس تسمية، ويصح للقرابة كزوج وأبوين) فإن لألم الثلث

--------------------(١) النساء: ١٢.

(٤٠٣)

Page 421: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ولألب السدس.(واعلم أن الفريضة) أي العدد الذي يخرج منه ما فرض من السهام (قد

تكون وفق السهام فال بحث، وقد تزيد) عليها (وقد تنقص) عنها.(فإذا زادت الفريضة عن الفروض) أي السهام (فإن كان هناك

مساو) في الدرجة ألرباب الفروض يرث معهم ولكن (ال فرض له، فالفاضلله بالقرابة، كأبوين وزوج أو زوجة، لألم الثلث، وللزوج النصف أو

للزوجة الربع، والباقي) وهو السدس أو الربع مع السدس (لألب) إذا لميفرض له في الكتاب شيء إن لم يكن ولد.

(فإن كان هناك إخوة يحجبون، فلالم السدس، والباقي بعد) أحد(الزوجين لألب، وكأبوين وابن وزوج أو زوجة، لألبوين السدسان،

وللزوج الربع أو للزوجة الثمن، والباقي للولد. وكزوج أو زوجة وإخوةمن االم وإخوة من األبوين أو من األب: للزوج النصف أو للزوجة الربع،

ولإلخوة من االم الثلث، والباقي لمن تقرب باألب).(وإن لم يكن هناك مساو بل أبعد لم يرث) عندنا (بالتعصيب وال

غيره، بل يرد الباقي على ذوي الفروض بنسبة فروضهم عدا الزوجين. فلوخلف أبوين وبنتا وأخا، فلكل من األبوين السدس، وللبنت النصف، والشيء لألخ بل يرد) الباقي وهو (السدس على األبوين والبنت أخماسا).

والتعصيب: هو توريث ما فضل عن السهام من كان من العصبة وهم االبنواألب ومن يدلي بهما من غير رد على ذوي السهام. والعصبة عندهم قسمان:

أولهما عصبة بنفسه، وهو كل ذكر يدلي إلى الميت بغير واسطة أو بتوسط الذكوروهو يرث المال كله إن انفرد والباقي إن اجتمع مع ذي سهم، فلو خلف بنتا وابن

ابن أو أخا أو عما أو ابن عم كان للبنت النصف والباقي ألحد الباقين. والثاني

(٤٠٤)

Page 422: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عصبة بغيره، وهن البنات وبنات االبن واألخوات من األبوين ومن األب، فإنهنال يرثن بالتعصيب إال بالذكور في درجتهن أو فيما دونهن، ولذا لو خلف مثال بنتينوبنت ابن كان للبنتين الثلثان، ولم يكن لبنت االبن شيء إال إذا كان لها أخ أو كانهناك ابن ابن ابن مثال، ويدل على بطالنه اإلجماع واألخبار (١) منا ومن العامة (٢)

وهما العمدة وقوله تعالى: " للرجال نصيب مما ترك الوالدان واألقربون، وللنساءنصيب مما ترك الوالدان واألقربون " (٣) لداللته على تساوي الرجال والنساء فياإلرث وهم ال يورثون األخت مع األخ وال العمة مع العم، وقوله تعالى: " واولوا

األرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " (٤) فإنه إنما أراد األقرب فاألقرب بالخالف. ومعلوم أن البنت أقرب من ابن ابن األخ ومن ابن العم ونحو ذلك. وفيهمانظر ظاهر وتلزمهم أقوال شنيعة كأن يكون االبن للصلب أضعف سببا من ابن العم

فنازال، فإنا لو فرضنا أنه خلف ابنا وثمانيا وعشرين بنتا كان لالبن جزءان منثالثين بال خالف. ولو كان مكانه ابن عم فنازال كان له الثلث عشرة أسهم من

ثالثين، وكما أن األخت عصبته عندهم دون البنت، فإن قالوا: إنها عصبها أخوها،قلنا: لم لم يعصب البنت أبوها واألب أولى بالتعصيب من األخ؟ وكما أنهم ال

يورثون بنت االبن شيئا مع بنتين للصلب إذا انفردت ويورثونها إذا كان معها ذكرمن العصبة في درجتها أو فيما دونها إلى غير ذلك.

(وإذا نقصت) الفريضة عن السهام (فإن كان بسبب وصية) كما لوخلفت زوجا وأختا ووصت ألجنبي (ثبت العول) أي النقص على جميع

الورثة، فإن اإلرث بعد الوصية بالنص واإلجماع (وإن كان بسبب ورثة لميثبت، الستحالة أن يفرض الله تعالى في مال ما ال يفي به) من السهام فالبد

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٢٧ ب ٧ من أبواب موجبات اإلرث ح ٦.

(٢) المجموع: ج ١٦ ص ٧٩.(٣) النساء: ٧.

(٤) األحزاب: ٦.

(٤٠٥)

Page 423: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إذا اجتمعت ذوو سهام ال يفي بها المال أن يخرج بعضهم من اولي السهام حتىيكون له ما بقي بعد توفية ذوي السهم سهامهم، وال يجوز إال إخراج من ال سهم له

في بعض الصور، بالكتاب (١) واإلجماع، كما يظهر لك اآلن.(وإنما تنقص الفريضة بدخول الزوج أو الزوجة، إما مع البنت أو

البنات، أو مع األخت أو األخوات من قبل األبوين أو من األب، وحينئذيدخل النقص على البنت أو البنات) فإنهن إذا اجتمعن مع البنين نقصن عن

النصف أو الثلثين بنص اآلية (٢) ألن للذكر حينئذ حظ االنثيين (وعلى األخت أواألخوات من قبل األب، أو من قبلهما معا) لمثل ذلك (دون باقي الورثة)

إلطالق اآلية في فرض ما فرض لهم من السهام من غير ما يوجب لهم النقص فيصورة من الصور.

(فلو خلف زوجا وأبوين وبنتا: فللزوج الربع كمال، ولألبوينالسدسان كمال، والباقي للبنت. وكذا لو كان) الوارث أو الولد (أزيد منهامع األبوين أو) مع (أحدهما والزوج، وكزوجة مع أبوين وبنتين، وكزوج

مع أخوين من االم وأختين من األب أو اخت) منه فللزوج النصف،ولألخوين من االم الثلث، والباقي لمن بقي (وكزوجة مع اخت ألب أوأختين) له (فصاعدا مع أخوين من قبل االم) فللزوجة الربع، ولألخوين

لألم الثلث، والباقي لمن بقي. وعلى ما ذكر إجماع الطائفة، وأخبارهم، فعنعلي (عليه السالم): ال يزاد الزوج على النصف، وال ينقص عن الربع، وال تزاد المرأة

علىالربع، وال تنقص عن الثمن، وإن كن أربعا أو دون ذلك فهن فيه سواء، وال تزاد

اإلخوة من االم على الثلث، وال ينقصون من السدس، وهم فيه سواء الذكرواألنثى، وال يحجبهم عن الثلث إال الولد والوالد (٣). وعنه (عليه السالم): إن الذي

أحصى--------------------

(١) النساء: ١١.

(٢) النساء: ١١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٢٩ ب ٧ من أبواب موجبات اإلرث ح ١٢.

(٤٠٦)

Page 424: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

رمل عالج ليعلم أن السهام ال تعول، لو كانوا يبصرون وجوهها (١). وعن علي بنسعيد أنه قال لزرارة: إن بكير بن أعين حدثه عن أبي جعفر (عليه السالم) السهام ال

تعول،فقال: هذا ما ليس فيه اختالف بين أصحابنا، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما

السالم) (٢).وعن ابن عباس، أنه قال: سبحان الله العظيم، أترون أن الذي أحصى رمل عالج

عددا جعل في مال نصفا ونصفا وثلثا، فهذان النصفان قد ذهبا بالمال، فأين موضعالثلث؟ فقال له زفر بن أوس البصري: يا بن عباس فمن أول من أعال الفرائض؟

قال: رمع لما التفت عنده الفرائض، ودافع بعضها بعضا قال: والله ما أدري أيكم قدمالله، وأيكم أخر الله، وما أجد شيئا هو أوسع من أن أقسم عليكم هذا المال

بالحصص، فادخل على كل ذي حق ما دخل عليه من عول الفريضة، وأيم الله أنلو قدم من قدم الله، وأخر من أخر الله ما عالت فريضة، فقال له زفر بن أوس:

وأيهما قدم وأيهما أخر؟ فقال كل فريضة لم يهبطها الله عز وجل عن فريضة إال إلىفريضة فهذا ما قدم الله، وأما ما أخر الله فكل فريضة إذا زالت عن فرضها لم يكن

لها إال ما يبقى فتلك التي أخر الله. فأما الذي قدم الله فالزوج له النصف، فإذا دخلعليه ما يزيله عنه رجع إلى الربع، وال يزيله عنه شيء، والزوجة لها الربع، فإذا

زالت عنه صارت إلى الثمن، ال يزيلها عنه شيء، واألم لها الثلث، فإذا زالت عنهصارت إلى السدس، ال يزيلها عنه شيء. فهذه الفرائض التي قدم الله عز وجل،

وأما التي أخر الله ففريضة البنات واألخوات لها النصف إن كانت واحدة، وإن كانتااثنتين أو أكثر فالثلثان، إذا أزالتهن الفرائض لم يكن لهن إال ما يبقى فتلك التي

أخر الله، فإذا اجتمع ما قدم الله وما أخر بدئ بما قدم الله واعطي حقه كمال، فإنبقي شيء كان لمن أخر الله، فإن لم يبق شيء فال شيء له (٣).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٢٣ ب ٦ من أبواب موجبات اإلرث ح ٩.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٢١ ب ٦ من أبواب موجبات اإلرث ح ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٢٧ ب ٧ من أبواب موجبات اإلرث ح ٦.

(٤٠٧)

Page 425: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(المقصد الثاني)(في تعيين الوراث وسهامهم)

(وفيه فصول) خمسة:(األول في ميراث) الطبقة االولى

من النسب (األبوين واألوالد).(لألب المنفرد) عمن في درجته وعن الزوجين (المال) كله بالقرابة،

آلية اولي األرحام إذ ال فرض له (ولألم المنفردة الثلث) فرضا (والباقي يردعليها) بالقرابة (فإن اجتمعا فلالم الثلث والباقي لألب. ومع اإلخوة

الحاجبين، لها السدس والباقي لألب) كل ذلك باإلجماع، والنصوص منالكتاب (١) والسنة (٢) (وال يرث اإلخوة) عندنا (شيئا وإن حجبوا) وفي

رواية شاذة عن ابن عباس (٣) أن لهم السدس الذي حجبوها عنه.(ولالبن المنفرد المال، وكذا االبنان فصاعدا بالسوية) إذ ال فرض

للبنين.(وللبنت المنفردة النصف) فرضا (والباقي يرد عليها) قرابة

(ولالبنتين فصاعدا الثلثان والباقي يرد عليهن).(ولو اجتمع الذكور واإلناث من األوالد، فللذكر مثل حظ االنثيين)

كل ذلك بالكتاب (٤) والسنة (٥) واإلجماع، إال أن الفضل بن شاذان (٦) والحسن(٧)

جعال البنت والبنتين عند االنفراد كاالبن في انتفاء الفرض، وخصا فرض النصف--------------------

(١) النساء: ١١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٣ ب ٩ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(٣) المبسوط للسرخسي: ج ٢٩ ص ١٤٥.(٤) النساء: ١٧٦.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٣٦ ب ٢ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.(٦ و ٧) نقله عنهما في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٦ - ١٧.

(٤٠٨)

Page 426: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والثلثين بحال االجتماع مع األبوين. وال وجه له. وقد عرفت أن ابن عباس سوىفي الفرض بين البنت والبنتين.

(ولو اجتمع األبوان أو أحدهما مع ولد ذكر فصاعدا فلهما السدسان)إن اجتمعا (أو السدس إن كان) الموجود (واحدا) منهما (والباقي للولد)

الواحد (أو لمن زاد بالسوية) ألن األبوين حينئذ ذوا فرض بخالف البنين.(ولو كان مع األبوين أو مع أحدهما أوالد ذكور وإناث فللواحد) من

األبوين (السدس ولهما السدسان، والباقي لألوالد، للذكر ضعف األنثى)كما نص على جميع ذلك في الكتاب (١).

(ولو كان معهم زوج أو زوجة أخذ الزوج الربع والزوجة الثمن،ولألبوين السدسان، والباقي لألوالد، للذكر ضعف األنثى) والمسألة من

اثني عشر أو أربعة وعشرين (ولألبوين مع البنت السدسان، وللبنت النصف،والباقي يرد عليهم أخماسا) على نسبة سهامهم اتفاقا، كما نص عليه حسن

محمد بن مسلم، أنه أقراه الباقر (عليه السالم) صحيفة الفرائض التي هي إمالءرسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي (عليه السالم) بيده، فوجد فيها رجل ترك

أبويه وابنته فالبنتهالنصف، ولألبوين لكل واحد منهما السدس، يقسم المال على خمسة أسهم فماأصاب ثالثة فالبنته، وما أصاب سهمين فلألبوين (٢) المسألة من أول األمر من

خمسة كما هو ظاهر الخبر هذا إذا لم يكن لألم حاجب.(فإن كان) معهم (إخوة) يحجبون االم (فالرد على األب والبنت

خاصة) اتفاقا (أرباعا) في المشهور، ألن المعهود كون الرد بنسبة السهامخالفا للمصري (٣) فقسمه أخماسا استنادا إلى أن اإلخوة إنما يحجبون االم عن

--------------------(١) النساء: ١١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٣ ب ١٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١.(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١١٧.

(٤٠٩)

Page 427: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

السدس لمكان األب فيكون له ما حجبت عنه. وضعفه ظاهر (وألحدهما معهاالسدس، ولها النصف، والباقي يرد) عليهما (أرباعا مطلقا) كان معهما

إخوة أم ال (ولهما مع البنتين فصاعدا السدسان، وللبنات الثلثان،وألحدهما مع البنتين فصاعدا السدس، والباقي يرد) عليهم (أخماسا)

لعدم األولوية، ونحو قول الصادق (عليه السالم) في خبر بكير في رجل ترك ابنته وامه:إن

الفريضة من أربعة، ألن للبنت ثالثة أسهم، ولألم السدس، وبقي سهمان، فهما أحقبهما من العم واألخ والعصبة، ألن البنت واألم سمي لهما، ولم يسم لهم، فيرد عليهمابقدر سهامهما (١). الشتراك العلة. خالفا ألبي علي (٢) فخص الرد باالبنتين، لدخولالنقص عليهما بالزوجين فالفاضل لهما، وال يصلح علة، ولقول الصادق (عليه السالم)

فيخبر أبي بصير في رجل ترك ابنتيه وأباه: أن لألب السدس ولالبنتين الباقي (٣).وهو ضعيف سندا وداللة. واحتمل في المختلف (٤) حمله على ما إذا كان مع

االبنتين ذكر، قال: وعليه يحمل كالم ابن الجنيد (رحمه الله). وحمل الخبر عليهممتنع.

(ولو دخل الزوج أو الزوجة) مع األبوين أو أحدهما والبنت أو أكثر(أخذ كل منهما النصيب األدنى، ولألبوين السدسان أو ألحدهما السدس

والباقي للبنت أو البنات) وإن نقص عن النصف أو الثلثين لما مر.(فإن حصل رد فهو على البنت) أو البنات (وأحد األبوين، أو هما)

على المختار (دون) الزوج أو (الزوجة) لما مر وترك الزوج، لعدم احتمالالرد مع اجتماع األبوين، ويأتي على قول أبي علي (٥) اختصاص البنت أو البنات

بالرد (ومع الحاجب) من اإلخوة (يرد على األب والبنت دون االم--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٤ ب ١٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٣.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٣.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٥ ب ١٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٧.(٤) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٤.

(٥) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦٢.

(٤١٠)

Page 428: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والزوجة) والمسألة إن دخل الزوج مع األبوين وبنت من اثني عشر، كما نصعليه في خبر محمد بن مسلم وبكير عن الباقر (عليه السالم): للزوج ثالثة، ولألبوين

أربعةوللبنت خمسة (١). وإن تعددت البنت ازدادت الفريضة على حسب ازديادهن إال

إذا كن خمسا، وإن دخلت الزوجة معهم صحت من مائة وعشرين مع عدمالحاجب، من ضرب نصف مخرج السدس في مخرج الثمن، ليحصل أربعة

وعشرون، للزوجة الثمن ثالثة، ولألبوين السدسان ثمانية، وللبنت النصف اثناعشر، يبقى واحد، يقسم عليها وعلى األبوين أخماسا، فيضرب الخمسة في

األربعة وعشرين يبلغ ما ذكر. ومع الحجب يقسم الزائد أرباعا فتصح من ستةوتسعين، وقس عليهما باقي الصور.

(ولو اجتمع الزوج أو الزوجة مع األبوين) وحدهما (فلالم الثلث)إن لم يحجبها إخوة (وألحد الزوجين فرضه األعلى، والباقي لألب. ومع

اإلخوة) الحاجبين (لألم السدس، والباقي لألب بعد نصيب أحدالزوجين) إذ ال فرض لألب مع عدم الولد، فلألب حالتان: حالة ال فرض له وهي

إذا لم يجتمع معه ولد، وحالة له السدس فرضا وهي إذا اجتمع مع الولد. وحينئذ إماأن يرد عليه أو ال. ولألم أيضا حالتان: إما لها الثلث، أو لها السدس. وعلى كل إما

أن يرد عليه أو ال. والبنت إما لها النصف فرضا مع رد أو نقص، أو ال فرض لها،وهو إذا كان معها ابن. والبنتان إما لهما الثلثان مع رد أو نقص أو بدونهما، أو ال

فرض لهما، وال فرض للبنين.(وولد الولد وإن نزل يقوم مقام الولد مع عدم أبيه) أو امه (ومن هو

في طبقته) أو طبقتها، وهو الولد للصلب باإلجماع، وعموم األوالد والبنات.وفيه نظر. (ويقاسم األبوين كأبيه) أو امه وفاقا للمشهور، لدخوله في عموم

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٥ ب ١٨ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١.

(٤١١)

Page 429: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األوالد. وهو ممنوع. ولو سلم لزم كونه كولد الصلب في الفروض مع أنهم إنماورثوه نصيب من يتقرب به. ولقول الصادق (عليه السالم) في صحيح ابن الحجاج:

بناتالبنت يرثن إذا لم تكن بنات كن مكان البنات (١) وفي خبر آخر له ابن االبن إذا لم

يكن من صلب الرجل أحد قام مقام االبن، قال: وابنة االبنة إذا لم يكن من صلبالرجل أحد قامت مقام البنت (٢). وفي خبر إسحاق: ابن االبن يقوم مقام أبيه (٣).

وفي النهاية (٤) أن األخبار به متواترة (وشرط ابن بابويه (٥) في توريثه عدماألبوين) ألنهما - الجد والجدة - في درجة األوالد للصلب، والقريب يمنع البعيد،

كما ينص عليه نحو قول الصادق (عليه السالم) في صحيح أبي أيوب الخزاز: إن فيكتاب

علي (عليه السالم)، إن كل ذي رحم بمنزلة الرحم الذي يجر به، إال أن يكون وارثأقرب

إلى الميت منه فيحجبه (٦). ولقول الكاظم (عليه السالم) في صحيح سعد بن أبيخلف: بنات

االبنة يقمن مقام البنات إذا لم تكن للميت بنات وال وارث غيرهن، وبنات االبنيقمن مقام االبن إذا لم يكن للميت ولد، وال وارث غيرهن (٧). وقول الصادق (عليه

السالم)في صحيح ابن الحجاج مثله (٨). وحمل على معنى وال وارث من األوالد للصلب،

ويؤيده ما سمعته.(واألقرب) من أوالد األوالد (يمنع األبعد) اتفاقا (فال يرث ابن ابن

ابن مع ابن ابن) والعامة (٩) يورثون األبعد مع األقرب. فلو خلف بنت ابن--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٩ ب ٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٠ ب ٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٥.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٩ ب ٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٢.(٤) النهاية: ج ٣ ص ١٩١ - ١٩٢.

(٥) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٦٩.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٧ ب ٥ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٩.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٩ ب ٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٣.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٥٠ ب ٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٤.

(٩) كفاية األخيار: ج ٢ ص ١٦ - ١٧.

(٤١٢)

Page 430: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وبنت ابن ابن كان لبنت االبن النصف ولألخرى السدس تكملة الثلثين (ويرث)في المشهور بل كاد يجمع عليه كما قاله المحقق الطوسي (١) (كل منهم نصيب

من يتقرب به).(فلولد البنت نصيب امه - ذكرا كان أو انثى - وهو النصف مع االنفراد

أو مع األبوين، ويرد عليه كامه وإن كان ذكرا).(ولولد االبن نصيب االبن - ذكرا كان أو انثى - وهو جميع المال إنانفرد، والفاضل عن الفرائض إن اجتمع مع ذوي الفروض، كاألبوين أو

أحد الزوجين).(ولو انفرد أوالد االبن وأوالد البنت، فألوالد االبن الثلثان وإن كان)

الموجود منهم (واحدا أنثى، وألوالد البنت الثلث وإن كان أكثر ذكرا أو انثى).(ولو كان معهما أبوان فلهما السدسان، والفاضل بينهم على ما بيناه).

(ولو كان هناك أحد الزوجين فله نصيبه األدنى) على المختار.(ولألبوين السدسان، والباقي ألوالد االبن وألوالد البنت أثالثا)

على ما ذكر، والدليل على ما ذكر ما سمعته من صحيحي سعد وابن الحجاجالناطقين بقيام بنت االبن مقام االبن، وألنهم فروع من يتقربون به فال

يزيدون عليه.(وأوالد البنت يقتسمون نصيب أمهم، للذكر ضعف األنثى) كأوالد

االبن (على األصح) لعموم األوالد لهم مع االتفاق في أوالد االبن خالفالجماعة، منهم: القاضي (٢) والشيخ في المبسوط (٣) استنادا إلى قضية التقرب

باألنثى االقتسام بالسوية.--------------------

(١) ال يوجد لدينا كتابه.(٢) المهذب: ج ٢ ص ١٣٣.(٣) المبسوط: ج ٤ ص ٧٦.

(٤١٣)

Page 431: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وقيل) في السرائر (١) وبعض المسائل للسيد (٢) وحكي عن الحسن (٣)والمصري (٤): (إن أوالد األوالد يتقاسمون المال بينهم تقاسم األوالد)

لدخولهم في األوالد حقيقة إجماعا - ولذا حرمت حالئلهم على أبيهم، لقولهتعالى: " وحالئل أبنائكم " (٥) وحرمت اإلناث منهم بقوله: " وبناتكم " وحجبوا

الزوجين عن نصيبهما األعلى واألبوين إلى السدسين، فيدخلون في قوله تعالى:" يوصيكم الله في أوالدكم للذكر مثل حظ االنثيين " (٦). ولو خلينا وظاهر اآليةلشركنا بين األوالد وأوالدهم في اإلرث مع االجتماع، ولكن اإلجماع صرفها عن

ظاهرها وأوجب أن يكون معناها بطنا بعد بطن - وألنه ال خالف في أن أوالداالبن إذا اختلفوا ذكورة وأنوثة كان للذكر منهم ضعف نصيب األنثى وهو المشهور

في أوالد البنت وما هو إال لشمول اآلية لهم، وألنه يلزم من إرثهم نصيب منيتقربون به تفضيل البنت الواحدة على بنين كثيرين في بعض الصور والتسوية فيبعض وقد منع شمول األوالد لهم حقيقة واإلجماع عليه. وأما شمول األحكام

المذكورة لهم فباإلجماع أو السنة، والتزم (٧) التسوية بين البنت واالبن وتفضيلهاعليه وإن استبعد كما هو الزم في أوالد اإلخوة واألخوات واألعمام والعمات.

(خاتمة):(ال يرث الجد وال الجدة مع األبوين) وفاقا للمشهور، ألنهما إنما

يتقربان بهما فال يشاركانهما، ولألخبار (٨) الناطقة بمنع األقرب األبعد، وخصوص--------------------

(١) السرائر: ج ٣ ص ٢٣٩ - ٢٤٠.(٢) مسائل في إرث األوالد (رسائل الشريف المرتضى المجموعة الثالثة): ص ٢٦٢.

(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٦.(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٦.

(٥) النساء: ٢٣.

(٦) النساء: ١١.(٧) في ق: الزم. وعلى أي منهما العبارة غير واضحة.

(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٧ ب ١٩ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(٤١٤)

Page 432: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

صحيح الحميري كتب إلى العسكري (عليه السالم): امرأة ماتت وتركت زوجهاوأبويها

وجدها وجدتها كيف يقسم ميراثها؟ فوقع (عليه السالم): للزوج النصف وما بقيلألبوين (١)

وخبر أبي بصير سأل الباقر (عليه السالم) عن رجل مات وترك أباه وعمه وجده، فقال:حجب األب الجد، والميراث لألب، وليس للعم وال للجد شيء (٢). وقوله (عليه

السالم) فيخبر زرارة: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أطعم الجدة السدس، ولم يفرض الله

لها شيئا (٣).وخبر الحسن بن صالح، سأل الصادق (عليه السالم) عن امرأة مملكة لم يدخل بها

زوجهاماتت وتركت امها وأخوين لها من أبيها وأمها وجدها أبا امها وزوجها، قال: يعطى

الزوج النصف وتعطى االم الباقي، وال يعطى الجد شيئا، ألن ابنته حجبته عنالميراث وال تعطى اإلخوة شيئا (٤) (لكن يستحب لألبوين الطعمة لكل

واحد) فاألب يطعم أباه وامه واألم تطعم أباها وأمها لألخبار (٥). وهي في الجدةكثيرة. وفي الجد خبر سعد بن أبي خلف، سأل الكاظم (عليه السالم) عن بنات بنت

وجد؟قال: للجد السدس، والباقي لبنات البنت (٦) وظاهر أبي علي (٧) إرث األجدادوالجدات مع األبوين، وتوهمه عبارة الفقيه (٨) لكنه صرح بعده بخالفه. وخص

الحلبيان (٩) والمحقق الطوسي (١٠) اإلطعام بالجد والجدة لألب. واألخبار (١١)مطلقة،

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٨ ب ١٩ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٤.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٨ ب ١٩ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٠ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٣.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٧ - ٤٦٨ ب ١٩ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٢.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٩ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٣ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١٥.(٧) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٦.

(٨) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٨٦ - ٢٨٧ ذيل الحديث ٥٦٥٠.(٩) الكافي في الفقه: ص ٣٧٨، الغنية: ص ٣٢٥.

(١٠) ال يوجد لدينا كتابه.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٧ ب ٩ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد.

Page 433: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٤١٥)

Page 434: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ومنها ما ينص على التعميم كما سيظهر. والطعمة (باألقل من سدس األصل،والزيادة مع زيادة نصيب المطعم على السدس) فإن المشهور المفهوم من

ظواهر األخبار (١) إطعام سدس األصل، فلو أطعمناهم السدس مطلقا بقي األبأو االم بال شيء أو بأقل من نصيبهم. ولعل اإلطالق في األخبار وكالم األصحابمنزل عليه. وأطعمهم أبو علي (٢) سدس نصيب المطعم. ويدفعه ظواهر األخبار،

خصوصا خبر سعد (٣) وخبر إسحاق بن عمار عن الصادق (عليه السالم) في أبوينوجدة

قال: لألم السدس، وللجدة السدس، وما بقي وهو الثلثان لألب (٤). واشترطالشهيد في الطعمة زيادة نصيب المطعم بقدر سدس األصل (٥) ابقاء للنصوص على

ظواهرها، مع التحرز عن تفضيل الجد أو الجدة على األب أو االم. (فلو نقص)نصيب أحد األبوين عما زاد على السدس (سقطت الطعمة في حقه دون

اآلخر) إن زاد نصيبه.(فلو خلف أبوين وزوجا وجدا وجدة من قبل األب وجدا وجدة

من قبل االم استحب لألم طعمة أبويها سدس األصل) ألن لها الثلث وتكونالطعمة (بينهما بالسوية) كما قطع به األصحاب، لتساويهما في االستحقاق من

غير معارض.(ولو كان أحدهما كان السدس له وال طعمة على األب) ألنه ال يرث

هنا إال السدس.--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٩ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٥.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٣ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١٥.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٢ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١٠.(٥) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٣٦٧ درس ١٨٨.

(٤١٦)

Page 435: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(فلو كان معهما) أي األبوين (إخوة) يحجبون االم عن الثلث، انعكساألمر، فورثت السدس وورث األب الثلث ولذا (استحب لألب طعمة أبويهبسدس األصل بينهما بالسوية أو) الطعمة (ألحدهما) إن انفرد (دون االم).

(وكذا لو خلف أبويه وإخوة) حاجبين (استحب لألب الطعمة خاصة)ألن لألم السدس، والباقي لألب.

(ولو خلف أبويه خاصة استحب لكل منهما الطعمة) ألن التركة بينهماأثالثا. (وال يطعم أحدهما أبوي اآلخر) ونص عليه األصحاب وقول

الصادق (عليه السالم) في خبر إسحاق في أبوين وجدة الم: لألم السدس وللجدةالسدس،

وما بقي وهو الثلثان لألب (١) وقد يستظهر من مرفوع ابن رباط عنه (صلى الله عليهوآله): الجدة لها

السدس مع ابنها ومع ابنتها (٢).(و) لذلك (ال طعمة لألجداد من األب إال مع وجود األب. وكذا ال

طعمة لألجداد من االم إال مع وجودها) كما هو منصوص األصحاب، وظاهرمرفوع ابن رباط، وقول الصادق (عليه السالم) في صحيح جميل: إن رسول الله (صلى

الله عليه وآله)أطعم

الجدة ام األب السدس وابنها حي، وأطعم الجدة ام االم السدس وابنتها حية (٣)(وال طعمة لألجداد إذا علوا) لألصل، واختصاص ظواهر النصوص باألجداد

األقربين.(تتمة):

(يحبى الولد) الذكر (األكبر (٤)) - أي من ال أكبر منه - وجوبا، كما في--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٢ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١٠.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧٢ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١١.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٧١ ب ٢٠ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٩.

(٤) في القواعد: يحبى الولد األكبر الذكر من تركة أبيه.

(٤١٧)

Page 436: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

التحرير (١) والجامع (٢) والسرائر وفيه: أنه المجمع عليه عند أصحابنا، المعمول به،وفتاويهم في عصرنا هذا وهو سنة ثمان وخمسمائة عليه بال خالف بينهم (٣) - أواستحبابا، كما في األحمدي (٤) والغنية (٥) واإلصباح (٦) والرسالة النصيرية في

الفرائض (٧) والمختلف (٨) وظاهر الكافي (٩). ويدل على األول، ظاهر الم الملكأو

االختصاص الواردة في األخبار (١٠). ودليل الثاني، األصل، وعموم نصوصاإلرث، وإجمال نصوص الحبوة لعدم نصوصية الالم في الوجوب. وهو األقوى،

إال أن يثبت اإلجماع على الوجوب، وهو بمعزل عن الثبوت.ثم األقوى ما في االنتصار (١١) من االحتساب عليه بالقيمة من اإلرث، لعموم

أدلته من غير معارض فإن اختصاص األعيان به في األخبار والفتاوى ال ينافياالحتساب، ولقول الصادق (عليه السالم) في حسن حريز: إذا هلك الرجل فترك بنين

فلألكبر السيف والدرع والخاتم والمصحف، فإن حدث به حدث فلألكبر منهم (١٢).وأما إنه يحبى من ال أكبر منه وإن لم يكن أكبر من غيره فهو نص الجامع (١٣) ويدلعليه قول أحدهما (عليهما السالم) في خبر الفضالء: إن الرجل إذا ترك سيفا وسالحا

فهوالبنه، فإن كانوا ابنين فهو ألكبرهما (١٤) وفي مرسل ابن اذينة: أن الرجل إذا ترك

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٤ س ٩.

(٢) الجامع للشرائع: ص ٥٠٩.(٣) السرائر: ج ٣ ص ٢٥٨.

(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٧.(٥) الغنية: ص ٣٢٤.

(٦) إصباح الشيعة: ص ٣٦٦.(٧) ال يوجد لدينا.

(٨) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢١.(٩) الكافي في الفقه: ص ٣٧١.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٣٩ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.(١١) االنتصار: ص ٢٩٩.

(١٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٣.(١٣) الجامع للشرائع: ص ٥٠٩.

(١٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٦.

(٤١٨)

Page 437: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

سيفا وسالحا فهو البنه، وإن كان له بنون فهو ألكبرهم (١) وإطالق قولالصادق (عليه السالم) في خبر شعيب العقرقوفي: الميت إذا مات فإن البنه السيف

والرحلوالثياب ثياب جلده (٢) وظاهر األكثر اشتراط التعدد وتحقق معنى التفضيل حقيقة.

ثم الظاهر اختصاص ولد الصلب بها كما هو نص اإلرشاد (٣) اقتصارا فيخالف األصل على اليقين المتبادر من النصوص. ويحتمل العموم بناء على عموم

الولد حقيقة.والبد من تحقق الذكورية، لألصل. ويحتمل القرعة في الخنثى. وربما احتمل

ضعيفا أن يكون لها نصف الحبوة، كما لها نصف النصيبين في الميراث.وهل يشترط انفصاله حيا عند موت المورث؟ وجهان: من صدق الولد عليه

حقيقة ولذا يعزل له من الميراث، ومن االشتراط بالذكورية وال يصدق أن له ولداذكرا إذا كان علقة أو مضغة.

ثم الظاهر اعتبار السن، فلو كان األصغر بالغا دون األكبر حبي األكبر،واحتمل البالغ والتشريك.

وفي أكثر الكتب أنه يحبى (بثياب بدنه وخاتمه وسيفه ومصحفه) وتركالخاتم في الخالف (٤) والثياب في االنتصار (٥) والغنية (٦) واإلصباح (٧) والرسالة

النصيرية (٨) وهو المحكي عن كتاب االعالم للمفيد (٩). وفي الكافي: تخصيص--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٤.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٧.(٣) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ١٢٠.

(٤) الخالف: ج ٤ ص ١١٥ - ١١٦ المسألة ١٢٩.(٥) االنتصار: ص ٢٩٩.

(٦) الغنية: ص ٣٢٤.(٧) إصباح الشيعة: ص ٣٦٦.

(٨) ال يوجد لدينا.(٩) مصنفات المفيد (كتاب االعالم): ج ٩ ص ٥٣.

(٤١٩)

Page 438: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الثياب بثياب مصاله (١). والذي في صحيح ربعي بن عبد الله عن الصادق (عليهالسالم)، سيفه

ومصحفه وخاتمه وكتبه ورحله وكسوته. كذا في الفقيه (٢). وفي الكافي (٣)والتهذيب (٤) بزيادة الراحلة. وفي خبر آخر: له سيفه ومصحفه وخاتمه ودرعه (٥)

وكذا في حسن حريز عنه (عليه السالم) (٦). وفي خبر الفضالء: السيف والسالح (٧)وكذا في

مرسل ابن اذينة (٨). وفي خبر العقرقوفي: السيف والرحل والثياب ثياب الجلد (٩)وكذا في خبر أبي بصير (١٠).

وهل يعتبر في غير الثياب اإلعداد لنفسه كما يعتبر في الثياب على ما يفهممن ثياب جلده وثياب بدنه؟ وجهان: من أن التملك يكفي في االختصاص

المصحح لإلضافة، ومن أن األكثر أنه ال يقال لسيف عبد زيد - مثال - إنه سيف زيد،مع األصل.

والظاهر شمول الخاتم لما يختم به ولغيره فإن العرف عممه، ولما يجوزالتختم به وغيره. وكذا الثوب لما يجوز لبسه وغيره، للعموم. وكذا المصحف

والكتب إذا لم يعدها لغيره لمن يحسن قراءتها وفهمها وغيره.(وعليه قضاء ما فات من األب من صالة وصيام) كما سبق، ولذا قيل:

--------------------(١) الكافي في الفقه: ص ٣٧١.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٤٦ ح ٥٧٤٦.(٣) الكافي: ج ٧ ص ٨٦ ح ٤.

(٤) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٢٧٥ - ٢٧٦ ح ٩٩٧.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٣٩ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٣.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٦.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٤.(٩) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٧.

(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٥.

(٤٢٠)

Page 439: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إن الحبوة له بإزاء ذلك حتى اشترطها ابن حمزة بقيامه بذلك (١).(وإنما يحبى إذا لم يكن سفيها) وفاقا للمقنعة (٢) والنهاية (٣) والسرائر (٤)

والجامع (٥) ولم يظهر لنا مستنده (وال فاسد المذهب) ألنه كرامة ال يليق بها إالالمؤمن، وألنه من منفردات المذهب فيلزم المخالف بما يراه. وعلى االشتراط

بالقيام بالقضاء وأنه بإزائه يزيد إن المخالف ال يقضي أو ال يصح قضاؤه، ولعلهالمراد بفساد الرأي في النهاية (٦) والجامع (٧) واريد اإليمان بسداد الرأي في

الوسيلة (٨). ولكن في السرائر إذا لم يكن سفيها فاسد الرأي (٩). وفي المقنعة (١٠)فكأنه فساد العقل واشتراط انتفائه ظاهر على االشتراط بالقيام بالقضاء، ولذا

اشترطه ابن حمزة (١١) أيضا، وكذا على اشتراط انتفاء السفه بطريق األولى.ويحتمل أن يكون هو المراد بالسفه.

(و) اتفقوا على أنه إنما يحبى بشرط أن (يخلف الميت غير ما ذكر. فلولم يخلف سواه لم يخص) تحرزا عن اإلجحاف بالورثة، والنتفاء مفهوم

الحباء بدونه. وهما ضعيفان خصوصا إذا احتسب على المحبو بالقيمة. (وكذا لوقصر النصيب) أي نصيب المحبو (عنه على إشكال): من عموم النصوص،

ومن أنه خالف األصل فيقصر على المتيقن، وهو الغالب من زيادة النصيب.واحتمل الشهيد (١٢) اعتبار زيادة نصيب كل وارث، تحرزا عن اإلجحاف.

--------------------(١) الوسيلة: ص ٣٨٧.(٢) المقنعة: ص ٦٨٤.

(٣) النهاية: ج ٣ ص ١٩٨.(٤) السرائر: ج ٣ ص ٢٥٨.

(٥) الجامع للشرائع: ص ٥٠٩.(٦) النهاية: ج ٣ ص ١٩٨.

(٧) الجامع للشرائع: ص ٥٠٩.(٨) الوسيلة: ص ٣٨٧.

(٩) السرائر: ج ٣ ص ٢٥٨.(١٠) المقنعة: ص ٦٨٤.(١١) الوسيلة: ص ٣٨٧.

(١٢) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٣٦٣ الدرس ١٨٧.

(٤٢١)

Page 440: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو كان األكبر انثى لم تحب) اتفاقا، لألصل من غير معارض(واعطي أكبر الذكور) كما نص عليه الشيخ (١) والقاضي (٢) وابنا سعيد (٣) وقول

الصادق (عليه السالم) في صحيح ربعي: فإن كان األكبر ابنة فلألكبر من الذكور (٤).(ولو كان األكبر متعددا فاألقوى القسمة) عليهم بالسوية وفاقا

للمبسوط (٥) والجامع (٦) لعموم األكبر له. وخالفا للنهاية (٧) والمهذب (٨)والوسيلة (٩)

إذ ال يصدق على أحد منهما أنه أكبر.(ولو تعددت هذه األجناس اعطي) الكل (في الثياب) لورودها في

كالم األصحاب وبعض األخبار (١٠) بلفظ الجمع، وسمعت عن الحلبي قصرها علىثياب مصاله (١١) (وفي الباقي إشكال): لورودها بلفظ الواحد فيحتمل إعطاءالجميع ألن اسم الجنس يشملها، وألنه يصدق على كل سيف مثال أنه سيفه و

(أقربه إعطاء واحد) منها تحرزا من االجحاف وقصرا لخالف األصل علىاليقين. واألقرب أنه (يتخيره الوارث) أي االبن ألنه كرامة له وال صارف له

عما يتخيره شرعا، أو غيره لألصل وقصر خالفه على اليقين والجمع بين الحقين،ويحتمل القرعة. وقال ابن إدريس في الثياب وغيرها خص بالذي كان يعتاد لبسهويديمه دون ما سواه (١٢) (وفي العمامة نظر) من التردد في دخولها في الثياب

عرفا خصوصا ثياب البدن كما عبر بها األكثر، وقد يؤيد الخروج ما دل من--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ١٩٧.(٢) المهذب: ج ٢ ص ١٣٢.

(٣) الجامع للشرائع: ص ٥٠٩، شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ٢٥.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٣٩ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ١.

(٥) المبسوط: ج ٤ ص ١٢٦.(٦) الجامع للشرائع: ص ٥٠٩.

(٧) النهاية: ج ٣ ص ١٩٨.(٨) المهذب: ج ٢ ص ١٣٢.

(٩) الوسيلة: ص ٢٨٧.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٣٩ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(١١) الكافي في الفقه: ص ٣٧١.(١٢) السرائر: ج ٣ ص ٢٥٨.

(٤٢٢)

Page 441: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األخبار (١) على خروجها عن الكفن. واألقوى دخولها ودخول القلنسوة دونالخف والنعل ونحوهما، ودون لباس الحرب من الدرع والمغفر ونحوهما إال

إذا اعتبرنا ما تضمن الدرع من األخبار (٢).(الفصل الثاني في ميراث) الطبقة الثانية

وهم (اإلخوة) وأوالدهم (واألجداد)(ومطالبه ثالثة):

(األول في ميراث اإلخوة):(لألخ من األبوين واألب المنفرد) عمن يرث معه (المال) قرابة،

ولقوله تعالى " وهو يرثها " (٣) يعني جميع مالها إن لم يكن لها ولد، كذا قالهالباقر (عليه السالم) في حسن بكير ومحمد بن مسلم (٤) (فإن تعددوا تشاركوا

بالسوية).(ولألخت من قبل األبوين أو األب المنفردة النصف) فرضا (والباقي

يرد عليها).(ولو تعددت فلهما أولهن الثلثان بالسوية) فرضا (والباقي) يرد

عليهن يقسم (بينهن بالسوية).(ولو اجتمع الذكور واإلناث فالمال لهم، للذكر ضعف األنثى) كل ذلك

بنص الكتاب (٥) واإلجماع.(ويمنع المتقرب باألبوين مطلقا) ذكرا أو انثى (المتقرب باألب

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ٢ ص ٧٢٦ ب ٢ من أبواب التكفين.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٣٩ - ٤٤٠ ب ٣ من أبواب ميراث األبوين واألوالد ح ٢ و ٣.(٣) النساء: ١٧٦.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨١ - ٤٨٢ ب ٣ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ذيلالحديث ٢.

(٥) النساء: ١٧٦.

(٤٢٣)

Page 442: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

خاصة) باإلجماع والنص كقوله (صلى الله عليه وآله) أعيان بني االم أحق بالميراث منولد

العالت (١) قال الفضل وهذا مجمع عليه (٢) من قوله (عليه السالم)، وقول الباقر(عليه السالم): أخوك

ألبيك وامك أولى بك من أخيك ألبيك (٣). (ويقوم المتقرب باألب مقامالمتقرب باألبوين من اإلخوة عند عدمهم، وقسمتهم قسمتهم).

(وللواحد من ولد االم السدس أخا كان أو أختا، والباقي يرد عليه).(ولالثنين فصاعدا الثلث بالسوية) كما هو ظاهر اآلية ونفى عنه الخالف

بين االمة (والباقي يرد عليهم بالسوية) أيضا (ذكورا كانوا أو إناثا أوبالتفريق) وفي الحسن: أن بكيرا قال للصادق (عليه السالم): امرأة تركت زوجها

وإخوتهاالمها وإخوتها وأخواتها ألبيها، فقال: للزوج النصف ثالثة أسهم، ولإلخوة من االم

الثلث، الذكر واألنثى فيه سواء، وبقي سهم لإلخوة واألخوات من األب، للذكر مثلحظ االنثيين، ألن السهام ال تعول، وال ينقص الزوج من النصف واإلخوة من االم

من ثلثهم، ألن الله عز وجل يقول: " فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلثوإن كانت واحدة فلها السدس " والذي عنى الله في قوله " وإن كان رجل يورثكاللة أو امرأة وله أخ أو اخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلكفهم شركاء في الثلث " إنما عنى بذلك: اإلخوة واألخوات من االم خاصة، وقال

في آخر سورة النساء: " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكاللة إن امرء هلك ليس لهولد وله اخت - يعني أختا الم وأب وأختا ألب - فلها نصف ما ترك وهو يرثها إنلم يكن لها ولد وإن كانوا إخوة رجاال ونساء فللذكر مثل حظ االنثيين " فهم الذينيزادون وينقصون وكذلك أوالدهم الذين يزادون وينقصون (٤) ونحوه في صحيح

--------------------(١ و ٣) الكافي: ج ٧ ص ١٠٦.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٠٢ ب ١٣ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١ وفيه: " عنأبي عبد الله (عليه السالم) ".

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨١ - ٤٨٢ ب ٣ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٢.

(٤٢٤)

Page 443: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السالم) (١).(ولو اجتمع اإلخوة المتفرقون فللمتقرب باألم السدس إن كان واحدا)

ذكرا أو انثى (والثلث إن كان أكثر بالسوية) كذلك أو بالتفريق (والباقيلإلخوة من األبوين، للذكر ضعف األنثى) كما نص على جميع ذلك في

الكتاب (٢) وهو من المواضع التي يقدم فيها من قدمه الله وهو الذي فرض له إذا لميفرض لإلخوة واألخوات لألب إذا اجتمعوا (وسقط المتقرب باألب) خاصة.

(ولو كان المتقرب باألبوين واحدا ذكرا فله الباقي. ولو كان انثى فلهاالنصف) فرضا (والباقي يرد عليها دون المتقرب باألم وإن تعدد).

(و) كذا (لو كان المتقرب باألبوين أختين فلهما الثلثان، وللواحد منكاللة االم السدس، والباقي يرد على المتقرب باألبوين خاصة دون

المتقرب باألم) ألن المتقرب بسببين أولى، قال في المختلف: وادعى أكثرعلمائنا عليه اإلجماع (٣).

قلت: ويدل عليه نحو قول الصادقين (عليهما السالم) فيما مر من خبري بكير ومحمدبن

مسلم (٤): فهم الذين يزادون وينقصون. وخالف الفضل (٥) والحسن (٦) فردا عليهماالبقية على حسب السهام.

(ولو اجتمع اإلخوة من األب خاصة مع اإلخوة من االم) خاصة(فللواحد من قبل االم) إن لم يكن منهم إال واحد (السدس، ذكرا كان أو

انثى، والباقي للمتقرب باألب) قرابة (إن كان ذكرا أو ذكورا وإناثا).(ولو كان انثى فلها النصف) فرضا (والباقي يرد عليها وعلى الواحد

--------------------(١) الكافي: ج ٧ ص ١٠٣ ح ٦.

(٢) النساء: ١٧٦.(٣) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٦.

(٤) قد مرا في ص ٤١١.(٥) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٦.(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٧.

(٤٢٥)

Page 444: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من كاللة االم أرباعا) بحسب السهمين (على رأي) الحسن (١) وبنيالجنيد (٢) وزهرة (٣) وإدريس (٤) والشيخ في المبسوط واإليجاز (٥) وهو خيرة

التحرير (٦) وجماعة، لعدم المرجح لتقرب كل منهما بسبب (وعليها) أو عليهن(خاصة على رأي) الشيخ في النهاية (٧) واالستبصار (٨) والصدوق (٩)

والقاضي (١٠) والحلبي (١١) وابن حمزة (١٢) وهو خيرة المختلف (١٣) (لدخولالنقص) عليها أو عليهن خاصة لو كان هناك زوج أو زوجة، فإن ألحدهما سهمهالنصف أو الربع، ولكاللة االم السدس، والباقي لكاللة األب. ورد بأنه ال يقتضي

االختصاص بالرد كالبنت مع األبوين وألنه لو كان ذكرا اختص بالرد فكذا األنثى،وضعفه ظاهر. (ولما روى) عن محمد بن مسلم (عن الباقر (عليه السالم) في ابن

األخت ألب وابن اخت الم: إن البن األخت لألم السدس، والباقي البناألخت لألب) (١٤) وهو يقتضي كون االختين كذلك، ألن أوالدهما إنما يرثون

بالتقرب بهما (و) فيه: أن (في طريقها علي بن فضال وفيه قول) ألنه كانفطحيا. لكن األصحاب وثقوه وأثنوا عليه كثيرا. وفي الخالصة أثنى عليه محمد

ابن مسعود كثيرا، وقال: إنه ثقة (١٥). وكذا شهد له بالثقة الشيخ الطوسي (١٦)--------------------

(١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٦.

(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٦.(٣) الغنية: ص ٣٢٥.

(٤) السرائر: ج ٣ ص ٢٦٠.(٥) المبسوط: ج ٤ ص ٧٣، اإليجاز في الفرائض والمواريث (الرسائل العشر): ص ٢٧٢.

(٦) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٤ س ٣١.(٧) النهاية: ج ٣ ص ٢٠٣.

(٨) االستبصار: ج ٤ ص ١٦٨ - ١٦٩ ذيل الحديث ٦٣٧.(٩) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٧٢ - ٢٧٣.

(١٠) المهذب: ج ٢ ص ١٣٤.(١١) الكافي في الفقه: ص ٣٧١ - ٣٧٢.

(١٢) الوسيلة: ص ٣٨٩.(١٣) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٦.

(١٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٤ ب ٧ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١.(١٥) الخالصة: ص ٩٣.

(١٦) الفهرست: ص ٣١٩.

(٤٢٦)

Page 445: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والنجاشي (١). فأنا أعتمد على روايته وإن كان مذهبه فاسدا.(ولو تعدد المتقرب باألم كان له الثلث، ولألخت لألب النصف،

والباقي يرد عليها خاصة أو) عليهما (أخماسا).(ولو كان مع الواحد من قبل االم اختان فصاعدا لألب، فللواحدالسدس) أخا كان أو أختا (ولألختين فصاعدا الثلثان، والباقي يرد

أخماسا على الجميع، أو على المتقرب باألب خاصة على الخالف).(ويمنع اإلخوة من يتقرب بهم من أوالدهم) في المشهور إن لم ندع

اإلجماع، للنصوص المتظافرة على أولوية األقرب (و) كذا يمنعون (أوالداألب) األعلى (من العمومة والعمات والخؤولة والخاالت وأوالدهم)

باإلجماع، والنصوص (دون األجداد والجدات) لإلجماع، والنصوص.(وقال) الفضل (بن شاذان: لألخ من االم مع ابن األخ لألبوين

السدس، والباقي البن األخ) ألنه بمنزلة أبيه (٢). (وليس بجيد، ألن كثرةالسبب) إنما (تراعى مع تساوي الدرج) ولو تمت حجته لكان إذا اجتمع أخ

ألب مع ابن أخ ألب وام كان المال كله البن األخ ولم يقل به.(ولو دخل الزوج أو الزوجة) مع اإلخوة (كان لهما نصيبهما األعلى.

ولألخ أو األخت) لألم (أو هما، نصيبهما السدس إن كان واحدا، والثلثإن كان أكثر بالسوية، والباقي للمتقرب باألبوين، واحدا كان أو أكثر، ذكرا

كان أو انثى).(ومع عدمهم) أي المتقربين باألبوين (فللمتقرب باألب خاصة)

الباقي (كذلك) فالمتقرب باألب أو بهما، إما ال فرض له وهو إذا كان أخا أو--------------------

(١) رجال النجاشي: ص ٢٥٧ - ٢٥٨.(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٧٥ ذيل الحديث ٥٦٢١.

(٤٢٧)

Page 446: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إخوة رجاال ونساء، أو ينقصون عما فرض لهم وهو إذا كان انثى (إال أن يكونانثى واحدة مع زوجة) ووحدة كاللة االم إذ تزيد التركة حينئذ (فللزوجةالربع، ولألخت من قبل األب) أو قبلهما (النصف وللواحد من كاللة االم

السدس، والباقي) وهو نصف السدس (يرد على األخت) لألبوين أو(لألب خاصة، أو عليها وعلى المتقرب باألم أرباعا على الخالف)

والنقصان على كاللة األب أو األبوين خاصة كما أن الزيادة لهم على المختار،لنحو ما مر من خبري بكير وابن مسلم (١) وفي حسن آخر لبكير: إنه جاء رجل إلى

الباقر (عليه السالم) فسأله عن امرأة تركت زوجها وإخوة المها وأختا ألبيها، فقال:للزوج

النصف ثالثة أسهم، ولإلخوة من االم سهمان، ولألخت من األب سهم. فقال لهالرجل: فإن فرائض زيد وفرائض العامة والقضاة على غير ذا يا أبا جعفر! يقولون:

لألخت من األب ثالثة أسهم، تصير من ستة، تعول إلى ثمانية، فقال (عليه السالم): ولمقالوا

ذلك؟ فقال: ألن الله عز وجل يقول: " وله اخت فلها نصف ما ترك " فقال (عليهالسالم): فإن

كانت األخت أخا، قال: فليس له إال السدس، فقال (عليه السالم): فما لكم تنقصوناألخ إن

كنتم تحتجون لألخت النصف، بأن الله سمى لها النصف، فإن الله قد سمى لألخالكل، والكل أكثر من النصف، ألنه قال: فلها النصف، وقال لألخ: وهو يرثها، يعني:

جميع مالها إن لم يكن لها ولد، فال تعطون الذي جعل الله له الجميع في بعضفرائضكم شيئا وتعطون الذي جعل الله له النصف تاما (٢).

(المطلب الثاني في ميراث األجداد):(للجد المنفرد) وإن عال (المال، وكذا الجدة) قرابة (سواء كان ألب

أو الم) أو لهما.--------------------

(١) قد مرا في ص ٤١١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٢ ب ٣ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٣.

(٤٢٨)

Page 447: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو اجتمع الجد والجدة تساويا إن كانا الم) كاألخ واألخت لها،لالشتراك في اإلرث للمتقرب بها، ولألصل من غير معارض، وتضافر األخبار (١)

بكون األجداد كاإلخوة (و) لذلك (إن كانا ألب) أو لهما (فللجد الثلثان،وللجدة الثلث) وإن اختصت األخبار بحال االجتماع مع اإلخوة. وأكثر

األصحاب مطبقون عليها. وتردد أبو علي، فقال: وذوو أرحام االم أيضا (٢). فالذيدل عليه الدليل: أنهم يتقاسمون ما أحرزوه لجهة االم، للذكر مثل حظ االنثيين،

ألنه صار كميراثهم منها. ولنا في هذا نظر. قال في المختلف: وهذا يدل على توقفهفي ذلك وتردده، وهو جيد (٣) (وللجد أو الجدة أو لهما الم مع جد أو جدة أو

هما ألب الثلث إن كان واحدا أو أكثر) يقسم بينهما (بالسوية، والباقي للجدأو الجدة أو لهما لألب) يقسم بينهما (أثالثا) وارث الفريق األول الثلث

والثاني الباقي، هو المشهور وحكي عليه اإلجماع في الخالف (٤) ألنهما يرثاننصيب من يتقربان به، ولصدق االم على الجدة لها - وفيه نظر - ولقول الباقر (عليه

السالم)في خبر محمد بن مسلم: إذا لم يترك الميت إال جده أبا أبيه، وجدته ام امه فإنللجدة الثلث، وللجد الباقي، قال: وإذا ترك جده من قبل أبيه، وجد أبيه، وجدته

من قبل امه، وجدة امه، كان للجدة من قبل االم الثلث، وسقطت جدة االم، والباقيللجدة من قبل األب وسقط جد األب (٥). وأعطى الحسن ام االم السدس وام األب

النصف، ورد عليهما الباقي (٦) بحسب ذلك تنزيال لهما منزلة االختين. والصدوق (٧)--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٨ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٤.

(٣) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٤.(٤) الخالف: ج ٤ ص ٨٨ المسألة ٩٨.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٨ ب ٩ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٢.(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٣.

(٧) لم نعثر عليه في كتبه ونقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٣.

(٤٢٩)

Page 448: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أبا االم السدس وأبا األب الباقي تنزيال لهما منزلة األخوين. ونص الحلبيان (١)والكيدري (٢) على أنه إذا اتحد الجد من االم فله السدس، ذكرا كان أو انثى، وإذا

اجتمعا كان لهما الثلث ككاللة االم.(ولو دخل زوج أو زوجة كان لهما نصيبهما األعلى: النصف للزوج،

والربع للزوجة، وللجد أو الجدة أو هما لألم ثلث األصل) على المختار،وسدسه على اآلخر (والباقي للجد أو الجدة أو لهما لألب) فالنقص عليهماكما هو على األب إذا اجتمع مع االم وعلى كاللته إذا اجتمع مع كاللتها.

(ويمنع الجد والجدة - ألب كانا أو الم - كل من يتقرب بهما منآبائهما وأجدادهما وأوالدهما، وهم العمومة والعمات والخؤولة والخاالت

وأوالدهم) للقاعدة المستمرة من منع األقرب األبعد. وقال يونس بنعبد الرحمن: إن ترك ام أبيه وعمته وخالته فالمال بينهن (٣). قال الفضل: غلطهاهنا في موضعين، أحدهما: أنه جعل للخالة والعمة مع الجدة ام األب نصيبا،

والثاني: أنه سوى بين الجدة والعمة، والعمة إنما يتقرب بالجدة (٤) (وال يمنعوناإلخوة واألخوات وال أوالدهم) بل يقاسمونهم باإلجماع والنصوص

المتضافرة. وأسقط العامة (٥) كاللة االم مع الجد لألب، ولهم قول (٦) بسقوط كاللةاألبوين أو األب مع الجد له [والجد األعلى ذكرا كان أو انثى يمنع العم والعمة

والخال والخالة وأوالدهم] (٧). (والجد لألم يمنع أبا الجد لألب) وامه كما--------------------

(١) الكافي في الفقه: ص ٣٧٢، الغنية: ص ٣٢٤ - ٣٢٥.(٢) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٣.

(٣) نقله عنه في الكافي: ج ٧ ص ١١٨ ذيل الحديث ١٦.

(٤) نقله عنه في الكافي: ج ٧ ص ١١٨ ذيل الحديث ١٦.(٥) مختصر المزني: ص ١٣٨.

(٦) االم: ج ٤ ص ٨١.(٧) أثبتناه من القواعد.

(٤٣٠)

Page 449: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يمنع أباه وامه، لكونه أقرب (وكذا الجد لألب يمنع أبا الجد لألم) وامه(وكذا األنثى) تمنع األبعد ذكرا أم انثى.

(ومع فقد األجداد الدنيا) ذكورا وإناثا (يرث أجداد األب وأجداداالم) ثم أجداد الجد وأجداد الجدة وهكذا، وهم في المرتبة االولى أربعة، وفي

الثانية ثمانية، وفي الثالثة ستة عشر وهكذا.(فلو ترك) األجداد الثمانية بأن ترك (جد أبيه وجدته) أي جدة أبيه

كالهما (ألبيه) أي أب األب (وجده) أي أبيه (وجدته المه) أي الم أبيه(وجد امه، وجدتها ألبيها وجدها وجدتها المها، كان ألجداد االم)

األربعة (الثلث) بينهم (بالسوية، والثلثان ألجداد األب، ثلثاهما للجدينمن قبل أبيه) وبينهم (أثالثا والثلث للجدين من قبل امه كذلك) هذا هو

المشهور، ألن القبيل األول بمنزلة كاللة االم فهم شركاء في الثلث، والثاني بمنزلةكاللة األب فللذكر مثل حظ االنثيين (وينقسم) التركة عليهم (من مائة

وثمانية) فإن أصلها ثالثة، واحد للقبيل األول وسهامهم أربعة بعدد رؤوسهم،واثنان للثاني وسهامهم تسعة، ليكون لها ثلث ولثلثها ثلث فنضرب األربعة في

التسعة، والحاصل في ثالثة يحصل مائة وثمانية. وقال المصري: ثلث الثلثألبوي ام االم بالسوية وثلثاه ألبوي أبيها بالسوية فسهامهم ستة، وثلث الثلثين

ألبوي ام األب بالسوية وثلثاهما ألبوي أبيه أثالثا فسهامهم ثمانية عشر، ليكونلها ثلث له نصف ولثلثيها ثلث، ويدخل فيها الستة فنضربها في أصل المسألة يبلغ

أربعة وخمسين (١). ودليله أن نصيب االم وهو الثلث هو الذي ينتقل إلى أبويها ثمينتقل منهما إلى أبويهما، فهو بمنزلة تركة االم تنتقل منها إلى أبويها فثلثه المها

والباقي ألبيها، ثم ينتقل كل من الثلث والباقي إلى األجداد، فإنما ينتقل إلى أبوي--------------------

(١) نقله عنه في الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٣٧٠ درس ١٩٠.

(٤٣١)

Page 450: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

االم ثلثها وينتقل الباقي إلى أبوي األب، وإنما يقسم بينهما بالسوية ألنه األصلمع أنهما إنما ورثاه لجديتهما للميت. وقد اطلق في األخبار (١) وكالم األصحاب:

أن الجد لألم ككاللتها والجدية تشمل الدنيا والعليا، ثم نصيب األب وهوالثلثان ينتقل إلى أبويه أثالثا، ثم منهما إلى أبويهما، فثلث االم ينتقل إلى

أبويها، وإنما يقسم بينهما بالسوية، لألصل، وصدق الجدية لألم عليهما أيضاورثوا بالنسبة إلى أبي الميت، وثلثا األب ينتقل إلى أبويه أثالثا، لعدم صدق

الجدية لألم عليهما بوجه. وقيل نصيب قرابة األب يقسم بينهم (٢) كما قاله األكثر،ونصيب قرابة االم ثلثه ألبوي ام االم بالسوية وثلثاه ألبوي أبيها أثالثا، فسهام

قرابة األب تسعة، وسهام قرابة االم ثمانية عشر، يدخل فيها التسعة فنضربها فيأصل المسألة يبلغ أربعة وخمسين، ودليله: أن لغير أبوي ام االم جدية لألب، أمابالنسبة إلى الميت أو إلى أبيه أو امه، فللذكر مثل حظ االنثيين، وليس لهما ذلك

بوجه، فيقسم بينهما بالسوية.(ولو كان معهم زوج أو زوجة دخل النقص على أجداد األب األربعة

دون أجداد االم) لما مر (بسهمهما األعلى) وهو النصف أو الربع، فيبقى علىالمشهور مع الزوج لقرابة األب ثمانية عشر من مائة وثمانية، ثلثها وهو ستة

للجدين من امه أثالثا، وثلثاها لهما من أبيه كذلك، وقد كان لهم قبل ذلك اثنانوسبعون، منها أربعة وعشرون منها للجدين المه للجدة ثمانية وللجد ستة عشر،

فنقصت الجدة ستة والجد اثنى عشر، وثمانية وأربعون منها للجدين ألبيه ستةعشر للجدة وللجد اثنان وثالثون، فنقصت الجدة اثنى عشر والجد أربعة

وعشرون، ويبقى لهم مع الزوجة خمسة وأربعون للجدين من االم خمسة عشر--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٨ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد.(٢) النهاية: ج ٣ ص ٢١٦.

(٤٣٢)

Page 451: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أثالثا، فنقصت الجدة ثالثة والجد ستة، ولهما من األب ثالثون أثالثا فنقصتالجدة ستة والجد اثنى عشر، ويبقى لهم مع الزوج تسعة على القولين اآلخرين،لكن ينقسم عليهم على القول الثالث، فإن ثلثه للجدين من االم أثالثا وستة لهما

من األب كذلك. وال ينقسم على قول المصري، فإن الثالثة ال ينقسم على الجدينمن االم بالسوية، فالبد من ضرب االثنين في األربعة والخمسين فيبلغ مائة

وثمانية، ويبقى لهم ثمانية عشر كما في المشهور.(ويشارك األجداد وإن علوا اإلخوة وأوالدهم وإن نزلوا) كما عرفت،

والتكرير ليصل به ما بعده أو المراد المشاركة بالسوية، وهي أيضا منصوصة. وقالالشافعي: يدفع إلى الجد خير األمرين من الثلث والمقاسمة (١). وقال بعضهم له

المقاسمة أو نصف السدس (٢). ورووا عن علي (عليه السالم): أن له المقاسمة أوالسدس (٣)

وأن له المقاسمة أو السبع (٤) وأن له المقاسمة أو الثمن (٥). وعندنا (فإذا اجتمعواكان الجد من األب كاألخ من قبله أو من قبل األبوين، والجدة كاألخت،

والجد من االم كاألخ من قبلها، وكذا الجدة) كاألخت، لألخبار المتضافرة،كحسن الفضالء عن أحدهما (عليهما السالم) قال: إن الجد مع اإلخوة من األب يصير

مثلواحد من اإلخوة ما بلغوا، قال قلت: رجل ترك أخاه ألبيه وامه وجده أو

قلت: جده وأخاه ألبيه أو أخاه ألبيه وامه قال: المال بينهما وإن كانا أخوين أومائة ألف فله مثل نصيب واحد من اإلخوة، قال: قلت: رجل ترك جده واخته؟فقال: للذكر مثل حظ االنثيين، وإن كانتا أختين فالنصف للجد والنصف اآلخر

لألختين، وإن كن أكثر من ذلك فعلى هذا الحساب، وإن ترك إخوة وأخوات ألبوام أو ألب وجد فالجد أحد اإلخوة، فالمال بينهم للذكر مثل حظ االنثيين، وقال

--------------------(١) مختصر المزني: ص ١٤٢.

(٢) المغني البن قدامة: ج ٧ ص ٦٩.(٣) المجموع: ج ١٦ ص ١١٧.(٤) المجموع: ج ١٦ ص ١١٧.

(٥) انظر المحلى: ج ٩ ص ٢٨٤.

(٤٣٣)

Page 452: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

زرارة: هذا مما ال يؤخذ علي فيه، قد سمعته من أبيه ومنه قبل ذلك وليس عندنافي ذلك شك وال اختالف (١).

(ولو كان معهم زوج أو زوجة أخذا نصيبهما األعلى، واقتسم األجدادواإلخوة كما قلنا).

(فإذا اجتمع جد وجدة أو أحدهما من قبل االم مع إخوة لها كانالثلث بينهم، للذكر مثل األنثى) لألخبار (٢) الناطقة بالمساواة مع األخ. ويمكن

أن يحمل عليه نحو قول الباقر (عليه السالم) في خبر أبي بصير: أعط األخوات من االمفريضتهن مع الجد (٣). وقول الصادق (عليه السالم) في خبر الحلبي: لإلخوة لألم

فريضتهم،الثلث مع الجد (٤) ويؤيده قوله (عليه السالم) في خبر آخر له: لإلخوة من االم مع

الجدنصيبهم، الثلث مع الجد (٥) وفي صحيح ابن سنان إنه قال للصادق (عليه السالم): فإن

كان معاألخ لألم جدة؟ قال: يعطى األخ لألم السدس، ويعطى الجد الباقي، قال: فإن كان

أخ ألب وجد؟ قال: المال بينهما سواء (٦) ولعل المراد الجد لألب.(وإن اجتمع جد أو جدة أو هما ألب مع أخ أو اخت أو هما لألبوين

أو لألب كان الجد كاألخ والجدة كاألخت) باإلجماع على ما في الخالف (٧)ففي الجد مع األخت للذكر ضعف ما لالنثى، وكذا األخ مع الجدة، وكذا الجدوالجدة مع األخ أو األخت أو هما، وللجدة مع األخت الثلثان، وللجد مع األخ

المال، أو الباقي بعد نصيب كاللة االم والزوج أو الزوجة إن كان. فعن الباقر (عليهالسالم)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٠ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٩.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٨ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٦ ب ٨ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٦.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٦ ب ٨ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٥.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٦ ب ٨ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٣.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٥ ب ٨ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١.

(٧) الخالف: ج ٤ ص ٩٨ المسألة ١٠٩.

(٤٣٤)

Page 453: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في صحيح أبي عبيدة في رجل مات وترك امرأته واخته وجده، قال: هذه منأربعة أسهم: للمرأة الربع، ولألخت سهم، وللجد سهمان (١). وسأل زرارة

الصادق (عليه السالم) في الصحيح عن رجل ترك أخاه ألبيه وامه وجده، قال: المالبينهما،

ولو كانا أخوين أو مائة كان الجد معهم كواحد منهم، للجد ما يصيب واحدا مناإلخوة قال: وإن ترك اخته فللجد سهمان، ولألخت سهم، وإن كانتا أختين فللجد

النصف ولألختين النصف، وقال: إن ترك إخوة وأخوات من أب وام كان الجدكواحد من اإلخوة للذكر مثل حظ االنثيين (٢). وسأله (عليه السالم) ابن سنان في

الصحيحعن أخ من أب وجد، فقال: المال بينهما سواء (٣). وفي المقنع: وإن ترك أختا ألب

وام وجدا فلألخت النصف وللجد النصف، فإن ترك أختين ألب وام أو ألب وجدافلألختين الثلثان وما بقي فللجد (٤) ويوافقه خبر الحلبي والكناني والشحام وأبي

بصير جميعا عن الصادق (عليه السالم) في األخوات مع الجد: إن لهن فريضتهن، إنكانت

واحدة فلها النصف، وإن كانتا اثنتين أو أكثر من ذلك فلهما الثلثان، وما بقيفللجد (٥) وهو إن لم يكن حكاية ما عند بعض العامة يمكن حمله على الجد لألم.

(فإذا اجتمع اإلخوة المتفرقون مع األجداد المتفرقين، كان لإلخوةواألجداد من قبل االم الثلث بالسوية) ذكورا أو إناثا أو متفرقين (والباقي

لإلخوة واألخوات من قبل األبوين، واألجداد والجدات من قبل األببالسوية) بين الذكور من اإلخوة واألجداد وكذا بين األناث (وسقط اإلخوة

واألخوات من قبل األب).--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٠٠ ب ١١ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩١ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١٣، وفيه عن

أبي جعفر (عليه السالم).(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٨ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١.

(٤) المقنع: ص ٤٩٨.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٩٢ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١٧ و ١٨.

(٤٣٥)

Page 454: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو اجتمع الجد أو الجدة أو هما من قبل األب مع األخ أو األختأو هما من االم كان لألخ أو األخت السدس، والباقي لألجداد من قبل

األب) خالفا للعامة فأسقطوا مع الجد لألب كاللة االم، كما عرفت (وإن كانواحدا انثى على إشكال) في الواحدة األنثى من إطالق األصحاب واألخبار

أنها كاألخت فإن كانت كاألخت من األبوين اختصت بالرد قطعا كما ادعى األكثراإلجماع عليه (١) وإن خالف فيه الفضل (٢) والحسن (٣) وإن كانت كاألخت من

األبجرى فيها الخالف السابق في األخت، ومن أنها غير ذات فريضة وال نص على

الرد عليها وعلى كاللة االم جميعا فاختصت بالباقي.(ولو كانا) أي كاللة االم (اثنين كان لهما الثلث، والباقي لألجداد من

قبل األب) وإن كان واحدا انثى على إشكال.(ولو كان الجد أو الجدة أو هما من قبل االم مع أخ أو اخت أو هما

من قبل األبوين أو األب، كان للجد أو الجدة أو هما من قبل االم الثلث)بالسوية بينهما (والباقي لإلخوة من قبل األبوين) أو األب ذكورا أو إناثا أو

بالتفريق. (وفي األخت المنفردة من قبل األب إشكال) في اختصاصها بالردأو اشتراكه بينها وبين الجد لإلشكال فيما إذا اجتمعت مع كاللة االم، وأيضا من

التساوي في الدرجة وإطالق النصوص بكون الجدودة كاإلخوة فيشتركان فيالرد، ومن اختصاص النص باألخت مع اإلخوة لألم دون الجدودة وال فريضة لهم

فيختص بهم الرد.(ولو اجتمع مع األجداد لألب إخوة من قبله أو من قبل األبوين

وأجداد من قبل االم، كان للجدين من قبل االم أو ألحدهما الثلث) علىالمشهور، والسدس على قول مضى (والثلثان لألجداد واإلخوة من قبل

--------------------(١) الخالف: ج ٤ ص ٨٨ المسألة ٩٧.

(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٧.

(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٤٦.

(٤٣٦)

Page 455: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األب) للذكر مثل حظ االنثيين. وقد سمعت أن للعامة (١) قوال بسقوط كاللةاألبوين أو األب مع الجد لألب.

(ولو اجتمع مع اإلخوة األجداد العليا والدنيا، كان المقاسم لإلخوةالدنيا دون العليا) لما عرفت من حجب األقرب األبعد.

(ولو فقد األدنى ورث األبعد، وال) يحجبه اإلخوة، الختالف الجهة،وعموم (٢) األخبار بمقاسمة الجد اإلخوة. وال يشترط عندنا في حجب القريب من

األجداد البعيد اتحاد الجهة، فال (يرث األعلى لألب مع األدنى لألم، وكذاالعكس) وعن ابن مسعود (٣) اشتراطه.

(ولو خلف مع األجداد الثمانية أخا ألب، كان ألجداد االم الثلث)بينهم (بالسوية) على المشهور (والباقي لألخ واألجداد من قبل األب)

وهو ظاهر (واألقرب أنه يأخذ مثل نصيب الجد من قبل أبي األب) ال منقبل امه فإنه لو كان مكان هذا الجد أبو األب لكان لألخ مثل نصيبه فكذا معه

ولتساويهما في التقرب إلى الميت باألبوة خاصة. ويحتمل ضعيفا أن يكون له مثلنصيب الجد من قبل امه لصدق الجد لألب عليه أيضا.

(وهل يوفر ثلث الثلثين على جد ام األب وجدتها) أي الجد والجدةالمه (ويقسم ثلثا الثلثين على األخ والجد والجدة من قبل أبي األب

أخماسا األقرب ذلك) لمثل ما مر من مساواته لهما في عدم التقرب إال باألبوة(فيصح من خمسمائة وأربعين) فإن سهام قرابة األب حينئذ خمسة وأربعون،

ليكون لها ثلث ولثلثها ثلث وخمس، وذلك بضرب الخمسة في التسعة ثم بضرباألربعة سهام قرابة االم في الخمسة وأربعين، والحاصل في ثالثة يبلغ ذلك لقرابة

--------------------(١) االم: ج ٤ ص ٨١.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٨ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد.(٣) المغني البن قدامة: ج ٧ ص ٥٧.

(٤٣٧)

Page 456: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

االم مائة وثمانون بينهم بالسوية ولقرابة األب ثالثمائة وستون، ألبوي اماألب مائة وعشرون، ويقسم الباقي وهو مائتان وأربعون بين األخ وأبوي

أبي األب أخماسا، خمسها وهو ثمانية وأربعون المه، ولكل من الباقين خمساهاوستة وتسعون.

(ويحتمل دخول النقص على أجداد األب األربعة) الشتراك الكل فيالتقرب بأبي الميت (فتصح من مائة وست وخمسين، ألنك تضرب أربعة

سهام أجداد االم في أصل الفريضة وهي ثالثة) كما كنت تفعل سابقا (تصيراثني عشر، ثم تضرب ثالثة عشر) وهي (سهام أجداد األب وهي تسعة)كما عرفت (وسهام األخ وهي أربعة) كأبي أبي األب (في اثني عشر)

والموافق لما سنذكره من الضابط أن يضرب األربعة في الثالثة عشر والمجتمع فيالثالثة، لقرابة األب مائة وأربعة (فلألخ اثنان وثالثون، وكذا لجد األب منأبيه ولجدة األب من أبيه ستة عشر، وكذا لجد األب من امه، وثمانية لجدةاألب من امه، ولكل من أجداد االم ثالثة عشر. وكذا) الكالم (لو تعددتاإلخوة من األب أو) األبوين، أو كان األخ واحدا أو كثيرا (من االم) لكن

األقرب فيه أنه يأخذه مثل نصيب الجد من ام االم. وهل يدخل النقص على أجداداالم األربعة أو يختص به أبو ام االم؟ فيه الوجهان، واألقرب الثاني.

(ولو شارك األجداد الثمانية أحد الزوجين أخذ نصيبه األعلى،والثلث لألجداد األربعة من قبل أبوي االم) بال نقص (ودخل النقص علىأجداد األب األربعة) خاصة كالكاللة. (وقد يتفق مع تباعد الدرج كون

الجد من قبل األبوين) كأن يكون لزيد ابنان عمرو وبكر ولعمرو ابن اسمه خالدولبكر بنت اسمها خديجة فتزوجها خالد وأولدها سلمان فزيد جده من أبويه، وإذا

اجتمع مع جد لألب وجد لألم مساويين له في الدرجة كأن يكون في المثال امخالد زهرة بنت أحمد فهو جد سلمان ألبيه وام خديجة فاطمة بنت محمد فهو

(٤٣٨)

Page 457: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

جده المه (فاألقرب أنه يمنع الجد لألب دون الجد لألم) كما أن األمركذلك إذا اجتمع اإلخوة المتفرقون، إلطالق النصوص من األخبار (١) واألصحاب

بأنهم كاإلخوة (لكن للجد لألم معه الثلث) على المختار. ويحتمل عدمالحجب، لتساوي الجدين في الدرجة، وكون اجتماعهما من قبل اجتماع ذي

القرابتين مع ذي قرابة، وانتفاء ما في اإلخوة من اإلجماع وهو خيرة التحرير (٢).(ولو خلف األجداد األربعة من قبل األب مع جد واحد لألم كان

للجد الواحد الثلث) على المختار ألنه يرث نصيب االم واحدا كان أو كثيرا ولهالسدس على قول عرفته (والباقي لألجداد األربعة) كما كان الباقي لألب إذا

ورث األبوان يقسم بينهم كما عرفت.(المطلب الثالث في ميراث أوالد اإلخوة واألخوات):

(وهؤالء يقومون مقام آبائهم مع عدمهم) وعدم من في درجتهم منالكاللة. وفي الكافي للكليني: أنه ورث الفضل ابن األخ لألبوين أو لألب وابنته معاألخ لألم، وابن ابن األخ لألب أو لهما فنازال مع ابن األخ لألم، وكذا ابن األختوبني األخوات لهما مع اخت لها، الختالف جهة القرابة، قال: وال يشبه هذا ولد

الولد ألن ولد الولد هم ولد يرثون ما يرث الولد ويحجبون ما يحجب الولدفحكمهم حكم الولد، وولد اإلخوة واألخوات ليسوا بإخوة وال يرثون ما ترثاإلخوة وال يحجبون ما تحجب اإلخوة، ألنه ال يرث مع أخ ألب وال يحجبون

االم، وليس سهمهم بالتسمية كسهم الولد، إنما يأخذون من طريق سبب األرحاموال يشبهون أمر الولد (٣). قلت: يعني أن أوالد اإلخوة ال يرثون لكونهم إخوة كما

أن أوالد األوالد إنما يرثون لكونهم أوالدا، بل لدخولهم في اولي األرحام، فال--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٨ ب ٦ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد.(٢) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٥ س ٣.

(٣) الكافي: ج ٧ ص ١٠٧ - ١٠٨ ذيل الحديث ١٠.

(٤٣٩)

Page 458: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يحجب األخ من االم ولد األخ من األب وإن كان أقرب منه، كما أن الجد األدنى اليحجبه، ألن األقرب إنما يحجب األبعد مع اتحاد الجهة وهو إن تم أدى إلى أناألخ لألب أيضا ال يحجب أوالد األخ لألم. وقد نص فيه على موافقة المشهور،

وقال: ألنه أقرب ببطن وقرابتهما من جهة واحدة. والفرق غير ظاهر. وسائراألصحاب إنما حكوا عنه إرث ولد األخ لألبوين مع األخ لألم، واستدلوا له

باجتماع سببين له، وردوه بأنه إنما يفيد مع التساوي في الدرجة (ويرث كل منهمنصيب من يتقرب به، فإن كان واحدا فله) تمام (النصيب، وإن كان أكثر

اقتسموه بالسوية، إن كانوا ذكورا أو إناثا، أو اختلفوا وكانوا من قبل االم).(ولو اختلفوا من قبل األب أو األبوين كان للذكر مثل حظ االنثيين)

وال عمل عندنا على خبر محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السالم)، قال له: بنات أخوابن

أخ، قال: المال البن األخ، قال: قرابتهم واحدة، قال: العاقلة والدية عليهم، وليسعلى النساء شيء (١) وهو مع الضعف يحتمل اإلرث بالوالء وحكاية ما عندهم.

وأيضا إذ كانوا يرثون نصيب من يتقربون به (فألوالد األخ لألب أو لهما إذاانفردوا المال) قرابة ال فرضا، واحدا أو متعددا، ذكرا أو انثى، أو بالتفريق إذ ال

فرض لألخ (وإن اجتمعوا مع ذي فرض فلهم الباقي) إذ ال فرض لهم(وألوالد األخت لألبوين أو لألب مع عدم المتقرب باألبوين النصف)

فرضا (والباقي يرد عليهم إن لم يشاركهم غيرهم).(ولو كانوا أوالد أختين فصاعدا كان لهم الثلثان) فرضا (والباقي يرد

عليهم) وإن كان واحدا لجواز اتفاقه عند تباعد الدرجة.(ولو دخل الزوج أو الزوجة عليهم كان له نصيبه األعلى، والباقي لهم).

(ويقوم أوالد كاللة األب مقام أوالد كاللة األبوين مع فقدهم، واليرثون معهم شيئا).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٨ ب ٥ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ١٣.

(٤٤٠)

Page 459: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وألوالد األخ أو األخت من االم السدس بالسوية) وإن تعددواواختلفوا ذكورة وأنوثة.

(ولو كانوا أوالد اثنين فصاعدا) من كاللة االم (كان لهم الثلث، لكلفريق منهم نصيب من يتقرب به بالسوية) إن تعدد (فألوالد األخ سدس

وإن كان واحدا، وألوالد األخت سدس وإن كانوا مائة) وكذا إن انعكساألمر، وكذا ألوالد أحد األخوين أو االختين سدس، وألوالد اآلخر أيضا سدس

وإن اتحد أحد القبيلين وتعدد اآلخر. وإن اجتمع ابن ابنة أخ ألب أو لهما وابنة ابنأخ كذلك، فإن اتحد األخ كان لالنثى ضعف ما للذكر. وإن تعدد كان المال بينهما

نصفين. وإن اجتمع ابن ابنة أخ ألب أو لهما وابنة ابنة أخ (١) كذلك واتحدت امهماكان للذكر مثل حظ االنثيين، وإال فبالسوية.

(ولو اجتمع أوالد الكالالت الثالث كان ألوالد كاللة االم الثلث إنكان المنسوب إليه) من الكاللة (أكثر من واحد، لكل فريق نصيب من

يتقرب به) كما عرفت (والسدس إن كان) المنسوب إليه (واحدا. وألوالدكاللة األب واألم الثلثان) إن ورث األولون الثلث فرضا إن كانوا أوالد أختين،وإال فقرابة أو وفرضا (أو الباقي) إن ورث األولون السدس، إما قرابة خاصة أو

وفرضا (فإن كانوا أوالد أخ أو أوالد اخت تساووا) في النصيب، بمعنىتساوي الذكور وتساوي اإلناث ولكن (للذكر ضعف األنثى، وإن كانوا أوالد

أخ وأوالد اخت) لم تتساو ذكورهم وال إناثهم (فألوالد األخ الثلثان منالباقي، للذكر ضعف األنثى، وألوالد األخت الثلث، للذكر ضعف األنثى،

ويسقط أوالد كاللة األب).(ولو دخل عليهم زوج أو زوجة كان له نصيبه األعلى ولمن تقرب

--------------------(١) في ن: بدل أخ " اخت ".

(٤٤١)

Page 460: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

باألم ثلث األصل إن كانوا أوالد أخ وأخت أو أوالد أخوين أو أختين،والسدس إن كانوا أوالد) أخ (واحد) أو اخت واحدة من غير دخول نقصعليهم وال الزيادة لهم (والباقي ألوالد كاللة األبوين، زائدا كان أو ناقصا.

فإن لم يكونوا فألوالد كاللة األب خاصة) فهم الذين يزادون وينقصون دونأوالد كاللة االم كما نطقت به النصوص، كما تقدم من قول الصادقين (عليهما السالم)

فيخبري بكير ومحمد بن مسلم (١).

(ولو حصل رد) مع اجتماع أوالد كاللة االم مع أوالد إحدى الكاللتينالباقيتين (اختص بأوالد اإلخوة من األبوين) أو األب لما عرفت (ولو

كانوا أوالد أخ أو اخت الم وأوالد اخت ألب خاصة، ففي الرد الخالف)المتقدم في كاللة االم مع اخت ألب.

(ولو اجتمع معهم األجداد قاسموهم كما يقاسمهم اإلخوة) كما عرفت.(ولو خلف ابن أخ وبنت ذلك األخ) وكان األخ (ألب، وابن اخت

وبنت تلك األخت له، وابن أخ وبنت ذلك األخ الم، وابن اخت وبنت تلكاألخت الم مع األجداد الثمانية، أخذ الثلثين األجداد من قبل األب مع

أوالد األخ واألخت) لألب (األربعة) والنتسابهم إلى األب يقسم بينهمأثالثا (فللجد والجدة) من قبل أبي األب (وأوالد األخ واألخت) لألب

(ثلثا الثلثين) ثم ثلثا الثلثين أيضا يقسم بينهم أثالثا (للجد وأوالد األخ ثلثاذلك، نصفه للجد ونصفه ألوالد األخ) أثالثا (والثلث) أي ثلث ثلثي

الثلثين (للجدة وأوالد األخت نصفه للجدة ونصفه ألوالد األخت) يقسمبينهم (أثالثا، وثلثهما) أي الثلثين (للجد والجدة من قبل ام األب) أثالثا(والثلث) أي ثلث األصل (لألجداد األربعة من االم، وألوالد اإلخوة من

--------------------(١) تقدما في ص ٤١١.

(٤٤٢)

Page 461: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

قبلها أسداسا) على المشهور و (لكل جد سدس، وألوالد األخ لألمسدس) بالسوية (وألوالد األخت) لها (سدس آخر) بالسوية (وتصح

من ثالثمائة وأربعة وعشرين) فإن أصل الفريضة ثالثة ثلثها لقرابة االم الينقسم عليهم، فتضرب الستة في الثالثة يبلغ ثمانية عشر، لقرابة االم ستة ال تنقسم

عليهم إذ البد من نصف للسدس، فنضرب اثنين في الثمانية عشر يبلغ ستةوثالثين، لقرابة االم اثنا عشر، ولقرابة األب أربعة وعشرون، ثلثها وهو ثمانيةللجد والجدة من قبل ام األب أثالثا، ال ينقسم عليهم، فنضرب ثالثة في ستة

وثالثين يبلغ مائة وثمانية، لقرابة االم ستة وثالثون، ولقرابة األب اثنان وسبعون،ثلثها وهو أربعة وعشرون للجد والجدة من ام األب ينقسم عليهم أثالثا، وثلثاهاوهي ثمانية وأربعون ثلثاها وهي اثنان وثالثون للجد وولدي األخ، نصفها للجد

ونصفها للولدين أثالثا ال ينقسم عليهما، كذلك نضرب ثالثة في مائة وثمانية يبلغثالثمائة وأربعة وعشرين، لكل من أجداد االم األربعة ثمانية عشر سدس الثلث،ولكل من أوالد األخ واألخت األربعة تسعة وذلك تمام الثلث، وألبوي ام األب

ثلث الثلثين الباقيين اثنان وسبعون، للجدة أربعة وعشرون، وللجد ثمانيةوأربعون، وثلثاهما وهو مائة وأربعة وأربعون ألبوي أب األب وأوالد األخ

واألخت، لألب ثلثها وهو ثمانية وأربعون، الم أبي األب وولدي األخت، للجدةنصفه أربعة وعشرون والنصف اآلخر بين ولدي األخت أثالثا، وثلثاها وهي ستةوتسعون ألبي أبي األب وولدي األخ، لألب نصفها وهي ثمانية وأربعون للجد،

والنصف اآلخر بين ولدي األخ أثالثا، هذا على ما سبق من توفير ثلث الثلثينعلى أبوي ام األب. وأما على إدخال النقص على الجميع فتصح من خمسمائة

وأربعين، فإن سهام قرابة االم اثنا عشر ليكون لها سدس وللسدس نصف ضربناهافي الثالثة أصل الفريضة يبلغ ستة وثالثين وسهام الباقين خمسة عشر، ألن سهام

األجداد وحدهم تسعة، ولولدي األخ أربعة، ولولدي األخت اثنان، ضربنا الخمسة

(٤٤٣)

Page 462: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عشر في الستة والثالثين تبلغ ما ذكرنا، لقرابة االم مائة وثمانون، لكل من الجدينوالجدتين ثالثون، ولكل من أوالد األخ واألخت خمسة عشر، وللباقين الثلثانينقسم عليهم خمسة عشر قسما، للجد من األب أربعة منها وهي ستة وتسعونوكذا لولدي األخ من األب بينهما أثالثا، وللجدة منه اثنان منها ثمانية وأربعونوكذا لولدي األخت منه أثالثا، وللجد والجدة من االم ثالثة منها بينهما أثالثا.

(ولو خلف مع اإلخوة من األب) أو أوالدهم (جدا قريبا ألب، ومعاإلخوة من االم) أو أوالدهم (جدا بعيدا منها أو بالعكس، فاألقرب أناألدنى هاهنا يمنع األبعد) للعموم (مع احتمال عدمه لعدم مزاحمته به)

لمكان اإلخوة أو أوالدهم، وحجب البعيد بالقريب ليجوز القريب نصيبه لو ورث.وعليه منع ظاهر.

(ولو تجرد البعيد عن مشارك من اإلخوة منع) قطعا (وكذا لو كاناألعلى من االم مع واحد) من اإلخوة (من قبلها منع) لتحقق المزاحمة.

(وكذا األقرب فيما لو خلف الجد من قبل االم وابن أخ من قبلها معأخ من قبل األبوين أو من األب) يمنع ابن األخ (فإنه) لو لم يمنع لزم أن

(يرث األبعد مع األقرب) وعموم األدلة يمنعه وإن لم يقع به مزاحمة، وعلىالقول بأن للجد لألم السدس منع قطعا، للمزاحمة.

(الفصل الثالث في ميراث) الطبقة الثالثةوهم (األعمام واألخوال) وأوالدهم.

(وفيه مطلبان):(األول في ميراث) (العمومة والخؤولة)

وهم ال يرثون إال بعد فقد جميع من تقدم. خالفا ليونس فشرك بين العمةوالخالة وام األب وكذا بين العم وابن األخ، وغلطه الفضل فيهما، وقال: إنه لما رأى

(٤٤٤)

Page 463: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أن بين العم والميت ثالث بطون، وكذلك بين ابن أخ وبين الميت ثالث بطون وهماجميعا من طريق األب، قال: المال بينهما نصفان، وهذا غلط، ألنه وإن كانا جميعاكما وصف، فإن ابن األخ من ولد األب والعم من ولد الجد وولد األب أحق وأولى

من ولد الجد وإن سفلوا، كما أن ابن االبن أحق من األخ، ألن ابن االبن من ولدالميت واألخ من ولد األب، وولد الميت أحق من ولد األب وإن كانا في البطون

سواء، وكذلك ابن ابن ابن أحق من األخ وإن كان األخ أقعد منه، ألن هذا من ولدالميت نفسه وإن سفل وليس األخ من ولد الميت، وكذلك ولد األب أحق وأولى

من جد الجد انتهى (١).و (للعم المنفرد المال، وكذا العمان واألعمام) آلية اولي األرحام (٢)

(بالسوية إن تساووا في المرتبة) بأن ال يكون بعضهم أقرب من بعض، واليتقرب بعضهم باألب وبعضهم باألم، أو وبعضهم باألبوين (وكذا العمة والعمتان

والعمات).(ولو اجتمعوا فللذكر ضعف األنثى إن كانوا من األبوين أو من

األب) كاإلخوة واألخوات، لنحو قول الصادق (عليه السالم) في خبر سلمة بن محرز:للعم

الثلثان وللعمة الثلث (٣) (وإال) بل كانوا من االم (فبالسوية).(والمتقرب باألبوين وإن كان واحدا انثى يمنع المتقرب باألب

خاصة وإن تعدد مع تساوي الدرج) لنحو قول الباقر (عليه السالم) في صحيح يزيدالكناسي: وعمك أخو أبيك من أبيه وامه أولى بك من عمك أخي أبيك من أبيه (٤).

(ولو اجتمع المتفرقون سقط المتقرب باألب، وكان للمتقرب باألمالسدس إن كان واحدا، ذكرا كان أو انثى، والثلث إن كان أكثر بالسوية وإن

--------------------(١) الكافي: ج ٧ ص ١٢١.

(٢) األنفال: ٧٥، األحزاب: ٦.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٠٦ ب ٢ من أبواب ميراث األعمام واألخوال ح ٩.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤١٤ ب ١ من أبواب موجبات اإلرث ح ٢.

(٤٤٥)

Page 464: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اختلفوا في الذكورية) واألنوثية (والباقي للمتقرب باألبوين واحدا كانأو أكثر) وبالجملة حكمهم حكم اإلخوة واألخوات. ومتأخروا األصحاب من

الشيخ (١) ومن بعده (٢) مطبقون عليه. ويمكن أن يكون في النصوص على حكمالكالالت إرشاد إلى حكمهم، فإنهم أقرب إلى الميت من األعمام والعمات، فإذا لم

يكن لألخ أو األخت من االم إال السدس إن توحد والثلث إن تعدد فكذا العموالعمة بطريق األولى. وكما لم يرث األخ من األب وإن تعدد مع أخ أو اخت

لألبوين فكذا العم والعمة لذلك. وكما لم ترث األخت مع األخ إذا كانا ألب أو لهماإال نصف ما لألخ فكذا العمة مع العم. والفضل (٣) والصدوق (٤) والمفيد (٥)

أطلقواالتقسيم، للذكر ضعف األنثى بين األعمام والعمات.

(ولو عدم المتقرب باألبوين قام المتقرب باألب مقامهم، ويقتسمون)ما كان (حصة المتقرب باألبوين) لو كان من تمام المال أو الثلثين أو خمسة

أسداس (للذكر أيضا ضعف األنثى).(ولو اجتمع الواحد من كاللة االم) أي العم أو العمة (مع العمة لألب

فصاعدا) فضال عن العم (كان للواحد) من االم (السدس، والباقي للعمة أوما زاد، وال رد هنا) إذ ال فرض للعمة وال للعمات كما فرض لألخت واألخوات

فال يأتي فيه الخالف في األخت.(ولو خلف معهم زوجا أو زوجة كان له نصيبه األعلى، والباقي يقسم

على ما ذكرناه).(وال يرث ابن العم مع العم) القريب، لما مر غير مرة، وخصوص قول

الباقر (عليه السالم) في صحيح الكناسي وعمك أخو أبيك ألبيه أولى بك من ابن عمكأخي

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٢٣ - ٢٢٤.

(٢) المختصر النافع: ص ٢٦٢.(٣) نقله عنه في الكافي: ج ٧ ص ١٢٠.

(٤) المقنع: ص ٤٩٩ - ٥٠٠.(٥) المقنعة: ص ٦٩٢.

(٤٤٦)

Page 465: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أبيك ألبيه (١) (إال في مسألة إجماعية، وهي ابن عم من األبوين) فإنه(أولى) عندنا (بالمال من العم لألب) قال الصدوق (٢) في الفقيه: للخبر

الصحيح الوارد عن األئمة (عليهم السالم)، وفي المقنع: ألنه قد جمع الكاللتين كاللةاألب

وكاللة االم (٣). وقال المفيد: ألن ابن العم يتقرب إلى الميت بسببين والعم يتقرببسبب واحد، وليس كذلك حكم األخ لألب وابن األخ لألب واألم، ألن األخ

وارث بالتسمية الصريحة وابن األخ وارث بالرحم دون التسمية، ومن ورثبالتسمية حجب من يستحق الميراث بالرحم دون التسمية، والعم وابن العم فإنما

يرثان بالقربى دون التسمية، فمن تقرب بسببين منهما كان أحق ممن تقرب بسببواحد على ما بيناه، لقول الله عز وجل " واولوا األرحام بعضهم أولى ببعض في

كتاب الله " (٤). قلت: وقال الصادق (عليه السالم) للحسن بن عمارة: أيما أقرب ابنعم ألب

وام، أو عم ألب؟ فقال: حدثنا أبو إسحاق السبيعي، عن الحارث األعور، عنأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السالم) أنه كان يقول: أعيان بني االم أقرب من

بنيالعالت، فاستوى (عليه السالم) جالسا، ثم قال: جئت بها من عين صافية، إن عبد الله

أبارسول الله (صلى الله عليه وآله) أخو أبي طالب ألبيه وامه (٥) والعمدة اإلجماع.

(ولو تغير الحال) عن الصورة المجمع عليها (انعكس الحجب) وفاقاللقاعدة المطردة (فلو كان بدل العم عمة أو بدل االبن بنتا، كان األبعد

ممنوعا باألقرب وإن جمع األبعد السببين) للخروج عن المنصوص المجمععليه. وفي االستبصار (٦): أن العمة كالعم. وعبارة المفيد ربما تعطي العموم، لقوله:

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤١٤ ب ١ من أبواب موجبات اإلرث ح ٢.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٩٢.(٣) المقنع: ص ٥٠٠.

(٤) المقنعة: ص ٦٩٢ - ٦٩٣.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٠٨ ب ٥ من أبواب ميراث األعمام واألخوال ح ٢.

(٦) االستبصار: ج ٤ ص ١٧٠ ذيل الحديث ٦٤٣.

(٤٤٧)

Page 466: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وال يرث ابن العم مع العم، وال ابن الخال مع الخال إال أن تختلف أسبابهما فيالنسب، ككون العم ألب وابن العم ألب وام (١). وما سمعته من العلة التي ذكرها هو

والصدوق أيضا يفيد العموم.(ولو اجتمع مع العم وابن العم خال أو خالة، فاألجود حرمان ابن

العم، ومقاسمة الخال والعم) المال بينهما وفاقا للعماد القمي (٢) وابن إدريس (٣)،ألن الخال يحجب ابن العم، لكونه أقرب، ولقول الصادق (عليه السالم) في خبر سلمة

بنمحرز في ابن عم وخالة: المال للخالة، وفي ابن عم وخال، المال للخال (٤) والعم

إنما يحجب بابن العم إذا ورث. (ويحتمل حرمان العم وابن العم) كليهما كمايقوله الشيخ سديد الدين الحمصي (٥) لحجب العم بابن العم وحجبه بالخال (و)

يحتمل (حرمان الخال والعم) فإن العم محجوب بابن العم فكذا الخال،للتساوي في الدرجة. وهو في غاية الضعف، فإن العمدة في الحجب هو اإلجماع

والنص، وال شيء منهما في الخال، وال يجدي التساوي وإال لحجب به (٦) وإن لميكن عم. ويحتمل حرمان العم خاصة كما قاله الراوندي (٧) والمصري (٨) لوجودالمقتضي لحرمانه، وهو وجود ابن العم وانتفاء المانع من الحجب، وانتفاء المقتضيلحرمان الخال أو ابن العم، فإن العم ال يحجب الخال، فابن العم أولى وإن كان هنا

أولى من العم. والخال إنما يحجب ابن عم ال يكون أولى من العم فإنه إذا لميحجب العم فأولى أن ال يحجب أولى منه. وذكر في المختلف االحتماالت سوى

--------------------(١) المقنعة: ص ٦٩٢.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٢٦٢.(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٥.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٠٩ ب ٥ من أبواب ميراث األعمام واألخوال ح ٤.(٥) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٥.

(٦) في ن: وال الحجب به.(٧) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٧.(٨) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٧.

(٤٤٨)

Page 467: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الثالث وتوقف فيها، وذكر أنه سمعها مشافهة من المحقق الطوسي (رحمه الله) (١)(وكذا)

االحتماالت (ولو اجتمعا مع العم لألم).(ولو كان معهما زوج أو زوجة أخذ نصيبه األعلى. وهل يأخذ)

الباقي (العم أو ابن العم؟ إشكال): من الدخول في المجمع عليه وما مر منخبر الحسن بن عمارة الحاكم بأولوية علي (عليه السالم) من العباس مع أنه (صلى الله

عليه وآله) خلفزوجات، ومن تغير الصورة. والمنع عليه ظاهر.

(ولو تعدد أحدهما أو كالهما فاإلشكال أقوى) ألن احتمال تغيرالصورة فيه أظهر، إلمكان ادعاء أن ما في نصوص األصحاب من لفظي العم وابن

العم ظاهرة االتحاد. واألقرب الحجب لصدق ابن العم على كل منهما وكذا العم،وأيضا إذا حجب ابن عم واحد فالمتعدد أولى، وإذا حجب ابن العم فهو مانع للعمية

عن السببية لإلرث، فال فرق بين الواحد والكثير. (وال يرث األبعد في غيرهذه المسألة مع األقرب) إال في بعض األقوال النادرة كما عرفت.

(والخال إذا انفرد أخذ المال) ألب كان أم الم (وكذا إن تعدد بالسويةوإن اختلفوا في الذكورية مع تساوي النسبة) ألب كانوا أم الم.

(وكذا الخالة والخاالت والخال أو الخالة أو هما من) قبل (األبوينيمنع المتقرب باألب خاصة، اتحد أو تعدد) بغير خالف. لكن الصدوق في

المقنع نسبه إلى الفضل (٢): (وال يمنع المتقرب باألم، بل يأخذ المتقرب باألمالسدس إن كان واحدا، والثلث إن كان أكثر بالسوية، والباقي للمتقرب

باألبوين) واحدا أو متعددا (ذكورا كانوا أو إناثا أو هما معا بالسوية) وفيالخالف (٣): أن من األصحاب من جعل للذكر ضعف ما لالنثى، وهو خيرة القاضي

.(٤)--------------------

(١) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٧ - ٢٨.(٢) المقنع: ص ٥٠٢.

(٣) الخالف: ج ٤ ص ١٧ المسألة ٦.(٤) المهذب: ج ٢ ص ١٤٨.

(٤٤٩)

Page 468: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ويقوم المتقرب باألب مقام المتقرب باألبوين عند عدمه).(ولو اجتمع األخوال المتفرقون سقط المتقرب باألب، وكان للمتقرب

باألم السدس إن كان واحدا، والثلث إن كان أكثر بالسوية، والباقي لمنيتقرب باألبوين، واحدا كان أو أكثر بالسوية وإن كانوا ذكورا وإناثا) إال

على القول المحكي في الخالف (١).(ولو اجتمع معهم زوج أو زوجة أخذ نصيبه األعلى، والباقي بين األخوال

على ما فصلناه. فلو خلفت زوجا وخاال من االم وخاال من األبوين،فللزوج النصف، وللخال لألم سدس الثلث) فإن الخالين إنما يتقربان باألم

فلهما نصيبهما وهو الثلث، ويؤيده ما في كتاب علي (عليه السالم): من أن العمة بمنزلةاألب

والخالة بمنزلة االم (٢) وقول الصادق (عليه السالم) في خبر سليمان بن خالد: كانعلي (عليه السالم)

يجعل العمة بمنزلة األب في الميراث، ويجعل الخالة بمنزلة االم (٣) ثم ينزلالخاالن المتفرقان منزلة األخوين المتفرقين، فيكون للخال من االم سدس الثلث،

والباقي للباقي. وإنما كان له فيما تقدم سدس (٤) األصل، ألن االم كانت ترث هناكالكل. وفيه ما فيه. (وقيل) له (سدس الباقي) وهو النصف، ألنه نصيب االم

حينئذ. والتحرير (٥) والتلخيص (٦) يوافقان الكتاب في الفتوى وحكاية هذا القول،ولم نعرف قائله. وظاهر غيره أن له سدس األصل، وهو الظاهر (والمتخلف

للخال من األبوين) وعلى األول فيه نظر (وللخال لألم أو الخالة السدسمع الخالة لألب، والباقي للخالة من األب وال رد) إذ ال فرض.

--------------------(١) الخالف: ج ٤ ص ١٦ المسألة ٦.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٧ ب ٥ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٩.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٠٦ ب ٢ من أبواب ميراث األعمام واألخوال ح ٧.

(٤) في ن: ثلث.(٥) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٦ س ٢٩.

(٦) تلخيص المرام (سلسلة الينابيع الفقهية): ج ٣٤ ص ١٧٨.

(٤٥٠)

Page 469: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو اجتمع األعمام واألخوال كان للخال - واحدا كان أو أكثر -الثلث، والباقي لألعمام وإن كان واحدا) للنصوص، وهي كثيرة. وعند

الحسن (١) وابن زهرة (٢) والكيدري (٣) والمصري (٤) وظاهر المفيد (٥) وسالر(٦): أن

للخال أو الخالة السدس إن اتحد، والثلث إن تعدد وأن للعمة النصف لكونهمكاإلخوة واألخوات. والكلية ممنوعة.

(ولو اجتمع األعمام واألخوال المتفرقون كان لألخوال الثلث)ولألعمام الثلثان، ثم (سدس الثلث للخال أو الخالة من قبل االم) إن اتحد(ولو كان أكثر من واحد كان له ثلث الثلث بالسوية والباقي) وهو خمسة

أسداس الثلث أو ثلثاه (لمن تقرب باألبوين بالسوية أيضا) إال على قولالقاضي (٧) (وسقط المتقرب باألب وسدس الثلثين للعم أو العمة من قبل

االم) إن اتحد (ولو كان أكثر من واحد فله الثلث بالسوية، والباقيللمتقرب باألبوين) للذكر ضعف ما لالنثى (وسقط المتقرب باألب).

(ولو اجتمع معهم زوج أو زوجة كان له النصف أو الربع و) دخلالنقص على األعمام خاصة فكان (للخال أو الخالة أو هما من قبل االم

وللخال أو الخالة أو هما من قبل األبوين الثلث) بكماله كما هو لهم إن لميكن معهم زوج أو زوجة (سدسه لمن تقرب باألم إن كان واحدا، وثلثه إنكان أكثر بالسوية، والباقي للمتقرب باألبوين) بالسوية أو أثالثا (وللعمومة

والعمات الباقي بعد سهم الزوجين واألخوال على ما بيناه، سدسه لمن--------------------

(١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٨.(٢) الغنية: ص ٣٢٦.

(٣) إصباح الشيعة: ص ٣٦٨.(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٩.

(٥) المقنعة: ص ٦٩٢.(٦) المراسم: ص ٢٢٣.

(٧) المهذب: ج ٢ ص ١٤٨.

(٤٥١)

Page 470: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تقرب باألم إن كان واحدا وإال فالثلث بالسوية) أو أثالثا (والباقيللمتقرب باألبوين، للذكر ضعف األنثى).

(وعمومة الميت وعماته وخؤولته وخاالته وأوالدهم وإن نزلوا أولىمن عمومة األب وعماته وخؤولته وخاالته وعمومة االم وعماتها

وخؤولتها وخاالتها وأوالدهم) قال الشيخ: ألن هؤالء وإن سفلوا يقومون مقاممن يتقربون به إليه ومن يتقربون به، إما العم أو العمة أو الخال أو الخالة، وهؤالء

أولى من عمومة األب ومن خؤولته وخؤولة االم وخاالتها، ألنهم أقرببدرجة (١). وفي الفقيه: ألن ابنة الخالة - مثال - من ولد الجدة، وعمة االم - مثال -

منولد جدة االم وولد جدة الميت أولى بالميراث من ولد جدة ام الميت (٢). وشرك

الحسن بين عمة االم وابنة الخالة (٣) (فابن العم وإن نزل أولى من عم األب،سواء اتفقت أنسابهما أو اختلفت، وهكذا عمومة األبوين وأوالدهم

وخؤولتهما وأوالدهم أولى من عمومة الجدين وخؤولتهما) للقرب (وعماألب من األب أولى من ابن عم األب من األبوين) للقرب مع الخروج عن

الصورة المجمع عليها. وقد يحتمل العكس لألولوية، واحتمال شمول العم لعماألب. (وهكذا كل أقرب يمنع األبعد) إذا اتحدت سلسلتهما (وإن تقرب

األبعد بسببين واألقرب بسبب واحد) بالنص واإلجماع، إال في الصورةالمجمع عليها، وفي غيرها على بعض األقوال النادرة (ولو اجتمع عم األب

وعمته وخاله وخالته وعم االم وعمتها وخالها وخالتها فألعمام االموأخوالها الثلث) كما في النهاية (٤) والمهذب (٥) وفاقا للفضل (٦) ألنه نصيب االم

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٢٨.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٩٣.(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٣٢.

(٤) النهاية: ج ٣ ص ٢٢٧.(٥) المهذب: ج ٢ ص ١٤٩.

(٦) نقله عنه في الكافي: ج ٧ ص ١٢٠ ذيل الحديث ٩.

(٤٥٢)

Page 471: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وهم إنما يتقربون بها بينهم (بالسوية) الشتراك الكل في التقرب باألم (و)الثلثان لقرابة األب بينهم أثالثا (ثلث الثلثين لخال األب وخالته) للنصوص

الناطقة بأن للخال الثلث عند االجتماع مع العم، وللعم الثلثين اتحد أم تعدد ذكوراكانوا أم إناثا وهذا الثلث بينهما (بالسوية وثلثاه لعمه وعمته للذكر ضعف

األنثى وينقسم) عليهم (من مائة وثمانية) فإن سهام قرابة االم أربعة،ضربناها في الثالثة تبلغ اثني عشر، وسهام قرابة األب ثمانية عشر ليكون له ثلث

له نصف ولثلثيه ثلث فضربنا فيها وفق اثني عشر وهو ستة يبلغ ما ذكر(ويحتمل) ما قاله المحقق الطوسي (١) من (أن) ينقسم الثلث على قرابة االم

أثالثا حتى (يكون لعم االم وعمتها ثلثا الثلث بالسوية، وثلثه لخالهاوخالتها بالسوية) إلطالق النصوص بالقسمة أثالثا بين األعمام واألخوال

(فيصح من أربعة وخمسين) فإنا نريد عدد الثالثة ثلث له نصف، ولثلثي ثلثيهثلث، فنضرب ثالثة في ثالثة ثم اثنين في تسعة، ثم ثالثة في ثمانية عشر.

وقيل (٢): لألخوال األربعة الثلث بالسوية ولألعمام األربعة الثلثان، لما عرفت منالنصوص (٣). ثم ثلث الثلثين لعم االم وعمتها بالسوية، وثلثاهما لعم األب وعمته

أثالثا، وتصح أيضا من مائة وثمانية. ولعله أظهر.(وعلى األول لو زاد أعمام االم على أخوالها أو بالعكس، احتمل

التنصيف) للثلث بينهم (ضعيفا) اعتبارا بسبب اإلرث دون الرؤوس، والسبباثنان العمية والخالية، وهو ظاهر النهاية (٤) والمهذب (٥). (و) يحتمل (التسوية)

واالعتبار بالرؤوس (قويا) لتساويهم في التقرب باألم (ولو اجتمع معهم--------------------

(١) حكاه عنه في إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٢٣٠.(٢) المسالك: ج ٩ ص ١٦٧.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٠٤ ب ٢ من أبواب ميراث األعمام واألخوال.(٤) النهاية: ج ٣ ص ٢٢٧.

(٥) المهذب: ج ٢ ص ١٥٠.

(٤٥٣)

Page 472: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

زوج أو زوجة دخل النقص على المتقرب باألب من العمومة والخؤولةدون عمومة االم وخؤولتها) كالقبيلين من اإلخوة، لقول الصادق (عليه السالم): إن في

كتاب علي (عليه السالم)، أن كل ذي رحم بمنزلة الرحم الذي يجر به (١).(ولو اجتمع عم األب وعمته من األبوين ومثلهما من االم، وخاله

وخالته من األبوين ومثلهما من االم، وعم االم وعمتها من األبوين ومثلهمامن االم، وخالها وخالتها من األبوين ومثلهما من االم، كان لألعمام

واألخوال الثمانية من قبل االم الثلث) الذي هو نصيب االم بين القبيلينأثالثا، لعموم النصوص بأن للعم ضعف ما للخال، فيكون (ثلثه ألخوالها األربعة

بالسوية) كما هو المشهور (وثلثاه ألعمامها كذلك) لتقربهم باألم.(ويحتمل قسمته أثمانا) لالشتراك في التقرب باألم، وهذا هو الموافق

لما رجحه فيما سبق، وما ذكره هنا أوال يوافق ما احتمله هناك من قولالمحقق الطوسي.

(و) على األول (يحتمل أن يكون ثلث الثلث لألخوال األربعة) البالسوية بل (ثلثه لمن يتقرب باألم وثلثاه للمتقرب باألبوين) ألنه ذو

سببين واألول ذو سبب واحد. (وثلثاه) أي ثلثا الثلث (ألعمامها األربعة) البالسوية، بل (ثلثهما لمن يتقرب باألم) بالسوية على المشهور (وثلثاهما

لمن يتقرب بهما) أثالثا ألنهم وإن اشتركوا في التقرب إلى الميت باألم لكناختلفوا بالنسبة إلى امه.

(ويحتمل قسمة الثلث نصفين) اعتبارا بالسبب دون الرؤوس معالتسوية بين العم والخال، لالشتراك في التقرب باألم (نصفه لألخوال إما على

التفاوت أو على التسوية) على االحتمالين المتقدمين (ونصفه ألعمامها--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٨٧ ب ٥ من أبواب ميراث اإلخوة واألجداد ح ٩.

(٤٥٤)

Page 473: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كذلك) على االحتمالين، ففي الثلث الذي لقرابة االم ثالثة احتماالت، أحدها:قسمته بينهم على عدد الرؤوس بالسوية، وثانيها: تنصيفه بين قبيلي العمومة

والخؤولة، والثالث: قسمته بين القبيلين أثالثا. وكل من االحتمالين األخيرينيحتمل احتمالين، أحدهما: قسمة نصيب كل قبيل من النصف أو الثلث أو الثلثين

على الرؤوس بالسوية، والثاني: قسمته عليهم أثالثا (و) الثلثان من األصللقرابة األب بينهم أثالثا، فيكون (ثلث الثلثين لخؤولة األب) أثالثا لتقربهم

باألب (ثلثه للخال والخالة من قبل امه بالسوية وثلثاه لخاله وخالته مناألبوين كذلك) على المشهور (وثلثا الثلثين للعمين والعمتين) أثالثا (ثلثهللعم والعمة من قبل االم بالسوية) على المشهور (وثلثاه للعم والعمة من

قبل األب أثالثا) قوال واحدا فعلى قسمة نصيب أقرباء االم ثمانية تصح منستمائة وثمانية وأربعين ألن سهامهم ثمانية وسهام أقرباء األب أربعة وخمسون،

إذ البد لها من عدد له ثلث ولثلثه ثلث له نصف ولثلثي ثلثيه ثلث، فنضرب الثالثةفي نفسها ثم التسعة في االثنين ثم الثمانية عشر في الثالثة ثم الثمانية، توافق

األربعة والخمسين بالنصف، فنضرب فيها األربعة يبلغ مائتين وستة عشر، فنضربهافي الثالثة أصل الفريضة يبلغ ستمائة وثمانية وأربعين لقرابة االم ثلثها مائتان

وستة عشر، لكل منهم سبعة وعشرون، ولقرابة األب أربعمائة واثنان وثالثون،لألخوال مائة وأربعة وأربعون، للخالين من االم ثمانية وأربعون بالسوية ولهما من

األب ستة وتسعون، ولألعمام مائتان وثمانية وثمانون، للعمين من االم ستةوتسعون بالسوية، ولهما من األب مائة واثنان وتسعون أثالثا. وكذلك علىالتنصيف على القبيلين. وقسمة نصيب كل قبيل على عدد الرؤوس وإن قسم

النصيب أثالثا صحت من ثالثمائة وأربعة وعشرين، فإن سهام قرابة االم حينئذاثنا عشر، ليكون لها نصف وللنصف ثلث وللثلث نصف، وهي توافق األربعة

(٤٥٥)

Page 474: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والخمسين بالسدس، فنضرب فيها االثنين ثم الحاصل في ثالثة. وكذلك إن قسمالثلث على القبيلين أثالثا ثم نصيب كل قبيل على عدد الرؤوس، فإن سهامهم

أيضا اثنا عشر ليكون لها ثلث وللثلث ربع. وعلى قسمة النصيب أثالثا تصح منمائة واثنين وستين، فإن سهام قرابة االم حينئذ ثمانية عشر ليكون لها ثلث له ثلثولثلث الثلث نصف، وهي تداخل األربعة والخمسين فاكتفينا بضربها في الثالثة.

(المطلب الثاني في ميراث أوالد العمومة والخؤولة)(أوالد العمومة والعمات يقومون مقام آبائهم عند عدمهم) وعدم من

هو في درجتهم.(وال يرث ابن عم مع خال وإن تقرب بسببين) والخال لسبب (وال

ابن خال مع عم وإن تقرب بهما) دون العم (بل األقرب وإن اتحد سببهيمنع األبعد وإن تكثر سببه) وإن أوهم ما مر من عبارتي المقنع (١) والمقنعة (٢)

أولوية األبعد إن تكثر سببه دون األقرب. ونص أبو علي (٣) على أن البن الخال إذااجتمع مع العم الثلث وللعم الثلثين. (وكذا) األقرب يمنع األبعد (في صنفه)

وهو أولى (كبني العم مع العم، وبني الخال مع الخال، إال المسألةاإلجماعية وقد سلفت) ولهم نصيب من يتقربون به، ويقتسمونه بينهم كما

يقتسمه آباؤهم وامهاتهم.(و) لذا (لو اجتمع أوالد العمومة المتفرقين كان ألوالد العم لألم

السدس إن كانوا لواحد، والثلث إن كانوا ألكثر بالسوية) وإن اختلفوا ذكورةوأنوثة. وأطلق الفضل (٤) والصدوق (٥): أن لولد العمة الثلث ولولد العم الثلثين

--------------------(١) المقنع: ص ٤٩٩ - ٥٠٠.

(٢) المقنعة: ص ٦٨٨.(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٨.

(٤) نقله عنه في الكافي: ج ٧ ص ١٢٠ ذيل الحديث ٩.(٥) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٩٩.

(٤٥٦)

Page 475: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وألوالد العم لألبوين الباقي، لواحد كانوا أو ألكثر، للذكر ضعف األنثى)إذا كانوا أوالد عم أو واحد كثير أو أوالد عمة كذلك ال أنه إذا اجتمع ابن عمة وابنة

عم كان البن العمة الثلثان والبنة العم الثلث، فإن األوالد إنما يرثون ميراث منيتقربون به. وقد نص عليه الفضل (١) والصدوق (٢) وغيرهما. (وسقط المتقرب

باألب) باالتفاق كما يظهر، ولقول الصادق (عليه السالم) في صحيح الكناسي: وابنعمك

أخي أبيك من أبيه وامه أولى بك من ابن عمك أخي أبيك ألبيه (٣).(وأوالد الخؤولة يقومون مقام آبائهم عند عدمهم) وعدم من في

درجتهم (ويأخذ كل منهم نصيب من يتقرب به).(ولو اجتمع أوالد الخؤولة المتفرقين كان ألوالد الخال) أو الخالة

(لألم السدس إن كانوا لواحد، والثلث إن كانوا ألكثر بالسوية) وإناختلفوا هم أو آباؤهم ذكورة وأنوثة (والباقي ألوالد الخال) أو الخالة

(لألبوين، لواحد كانوا أو ألكثر بالسوية) إال على قول القاضي (٤) فصرح هناأيضا بأن للذكر مثل حظ االنثيين.

(ولو اجتمع أوالد الخال وأوالد العم فألوالد الخال الثلث، لواحدكانوا أو ألكثر، وألوالد العم الباقي) كما إذا اجتمع األعمام واألخوال. وعلى

القول المحكي فيهم يأتي هنا أن يكون لولد الخال السدس إن اتحد الخال والثلثإن تعدد.

(ثم إن اتفقوا في الجهة تساووا في القسمة، وإال كان) المنتسب إلى االمبالنسبة إلى المنتسب إلى األب أو األبوين ككاللة االم بالنسبة إلى كاللة األب أو

--------------------(١) نقله عنه في الكافي: ج ٧ ص ١٢٢.

(٢) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٩٩.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤١٤ ب ١ من أبواب موجبات اإلرث ح ٢.

(٤) المهذب: ج ٢ ص ١٥١.

(٤٥٧)

Page 476: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األبوين، فكان في المثال (سدس الثلث ألوالد الخال أو الخالة لألم بالسوية)إن اتحد الخال أو الخالة (وثلثه ألوالد المتعدد، لكل) قبيل (نصيب منيتقرب به بالسوية، وباقي الثلث ألوالد الخال أو الخالة) اتحد أو تعدد(أولهما لألبوين أو لألب) لكل نصيب من يتقرب به (بالسوية، وسدس

الثلثين ألوالد العم أو العمة لألم للذكر مثل األنثى) إن اتحد من تقربوا به(وثلثهما ألوالد المتعدد لكل نصيب من يتقرب به للذكر مثل األنثى،

والباقي ألوالد العم أو العمة أولهما لألبوين أو لألب) لكل نصيب من يتقرببه (للذكر ضعف األنثى) ولو اجتمع أوالد خال وخالة وعم وعمة كان ألوالدالخال والخالة الثلث بالسوية، وألوالد العمة ثلث الثلثين، والباقي ألوالد العم.وخالف الحسن فأعطى أوالد الخال والخالة الثلث بالسوية، وأوالد العم الثلث

للذكر ضعف ما لالنثى، وألوالد العمة الثلث الباقي أيضا للذكر ضعف ما لالنثى.(ولو كان معهم زوج أو زوجة كان له النصف أو الربع، و) اختص بنوا

األعمام بالنقص، فكان (لبني األخوال ثلث األصل، والباقي لبني األعمام.كما أنهما لو دخال على األعمام واألخوال) جميعا أو على أحد القبيلين

(كان لهما النصف أو الربع، ولمن تقرب باألم) وهو الخال عند االجتماع معالعم أو الخال لألم عند انفراد األخوال، أو العم لألم عند انفراد األعمام (نصيبه

األصلي من أصل التركة) ال الباقي (والباقي لقرابة األبوين، فإن لم يكونوافلقرابة األب) ألن كل ذي رحم بمنزلة الرحم الذي يجر به.

(فائدة: قد يجتمع للوارث سببان، فإن لم يمنع أحدهما اآلخر ورثبهما) لعموم أدلة اإلرث، ووجود المقتضى وانتفاء المانع (كابن عم ألب هوابن خال الم، أو ابن عم هو زوج، أو بنت عم هي زوجة، أو عمة ألب هي

خالة الم).

(٤٥٨)

Page 477: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو منع أحدهما اآلخر ورث من جهة المانع) خاصة (كأخ) الم(هو ابن عم، فإنه يرث من جهة االخوة خاصة).

(ونقل: إن شخصا مات وخلف ابن ابن عم له من قبل أبي أبيه) أيأخي أبيه ألبيه (هو ابن ابن خال له من قبل ام امه، هو ابن بنت خالة له من

قبل أبي امه، هو ابن بنت عمة له من قبل ام أبيه) كما إذا مات محمد بن زيدوامه عمرة وخلف يحيى بن علي بن أحمد أخي زيد ألبيه وعمرة المها، وام يحيى

هذا ليلى بنت هند اخت زيد المه وأخت عمرة ألبيها (وابني بنت عمة لهاخرى من قبل ام أبيه، هما ابنا بنت خالة له أيضا من قبل أبي امه، وأختا

لهما كذلك) أي هي بنت بنت عمته الم أبيه وبنت بنت خالته ألبي امه، بأن خلفحسنا وحسينا وفاطمة أوالد رقية بنت سعدي اخت زيد المه وعمرة ألبيها

(وثالثة بني ابن عم له آخر من قبل أبي أبيه، وثالث بنات بنت عمة لهمن قبل أبي أبيه) بأن خلف ناصرا ومنصورا ونصرا بني جعفر بن موسى أخي

زيد ألبيه، وزينب ومريم وآسية بنات عزة بنت أسماء اخت زيد ألبيه.(وتحقيقه: أن الشخص األول) وهو يحيى (له أربع قرابات، وذلك

ألن عم المتوفى ألبيه) وهو أحمد (كان هو خاله المه فولد ابنا) هو علي(وكانت عمته المه) و (هي) هند هي (خالته ألبيه فولدت بنتا) هي ليلى(ثم تزوجها االبن المذكور فولدت له ابنا) هو يحيى (فله هذه القراباتاألربع فيجعل كأربعة نفر. وهكذا) تعدد سبب اإلرث (في أوالد العمةاالخرى) وهي سعدي (الذين هم أوالد الخالة أيضا) فهم ذوو قرابتين.

(فتكون المسألة كمن ترك خاال الم، وخالتين ألب وعمتين الم،وعمة وعمين ألب أصلها مائة وثمانون) فإن أصل الفريضة ثالثة: واحد

لألخوال، واثنان لألعمام. وسهام األخوال اثنا عشر، فإن للخال لألم السدس،

(٤٥٩)

Page 478: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والباقي خمسة تنكسر على الخالتين، فالبد من ضرب ستة في اثنين. وسهاماألعمام ثالثون، ألن لكل من العمتين سدسا وتبقى أربعة. وأنصباء العمة والعمين

ألب خمسة فنضرب خمسة في ستة، واالثنا عشر توافق الثالثين بالسدسفنضرب االثنين في الثالثين ثم الستين في الثالثة تبلغ مائة وثمانين، لألخوال

ستون، للخال لألم عشرة، ولكل من الخالتين خمسة وعشرون. ولألعمام مائةوعشرون، لكل من العمتين الم عشرون، وللعمة ألب ستة عشر، ولكل من العمين

ألب اثنان وثالثون (ثم يجعل نصيب كل واحد منقسما على أوالده) إنتعددوا كأوالد العم والعمة ألبي أبيه، ولكل منهما ثالثة من األوالد، وال ثلث لستة

عشر وال الثنين وثالثين، فنضرب ثالثة في مائة وثمانين (فتبلغ خمسمائةوأربعين، لذي القرابات األربع مائتان وأحد وستون) وستة وتسعون نصيب

العم لألب، وثالثون نصيب الخال، وخمسة وسبعون نصيب الخالة، وستون نصيبالعمة (ولذوي القرابتين مائة وخمسة وثالثون) ستون منها نصيب العمة،

وخمسة وسبعون نصيب الخالة (ولحوافد العم الثالثة ستة وتسعون) نصيبجدهم (ولحوافد العمة ثمانية وأربعون) نصيب جدتهم.

(تتمة: لو خلف عمة ألب هي خالة الم، وعمة اخرى ألب، وخالةاخرى ألب وام كان للعمتين من األب الثلثان بالسوية) للعمية (وللخالة

التي هي عمة سدس الثلث) أيضا للخالية (ولألخرى الباقي. فالفريضة منثمانية عشر) ليكون لها ثلث ولثلثها سدس (لكل عمة ستة، وللخالة العمة

سهم آخر) أي واحد (وللخالة االخرى خمسة).(الفصل الرابع في ميراث األزواج)

(للزوج مع الولد - ذكرا كان أو انثى - أو ولد الولد وإن نزل كذلك)

(٤٦٠)

Page 479: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أي ذكرا أو انثى (الربع) أما الولد فهو منصوص (١) مجمع عليه، وأما ولد الولد فهومجمع عليه أيضا كما في المقنعة (٢). ونسبه الصدوق في المقنع إلى الفضل، وقال:

ولم أرو بهذا حديثا عن الصادقين (عليهما السالم) (٣) وهو ربما يشعر بالتوقف. وقطعفي

الفقيه بموافقة المشهور، وقال: ألن الزوج والمرأة ليسا بوارثين أصليين، إنمايرثان من جهة السبب ال من جهة النسب، فولد الولد معهما بمنزلة الولد، ألنه ليس

للميت ولد وال أبوان (٤). (و) له (مع عدمهم أجمع النصف) وهو يرث أحدالنصيبين (مع جميع الوراث) من غير نقص (والباقي للقريب إن وجد)

واجتمعت فيه شرائط اإلرث (فإن فقد فلمولى النعمة، فإن فقد فلضامنالجريرة، فإن فقد قيل) في المشهور: (يرد عليه) وحكي عليه اإلجماع في

االنتصار (٥) واالستبصار (٦) والمبسوط (٧) واإليجاز (٨) والسرائر (٩) وكتاباالعالم

للمفيد (١٠) وبه أخبار (١١) كثيرة (وقيل) في المراسم: وفي أصحابنا من قال: إنه إذاماتت امرأة ولم تخلف غير زوجها فالمال كله له بالتسمية والرد (١٢) وهو يعطي أنه

اختار عدم الرد عليه وهو يقتضي أن (يكون) الباقي (لإلمام) ولعله استند إلىإطالق اآلية (١٣) بأن له النصف مع انتفاء الولد، مع األصل، وقول الصادق (عليه

السالم) فيخبر جميل: ال يكون الرد على زوج وال زوجة (١٤) وما سيظهر من حكم الزوجة

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٠ ب ١ من أبواب ميراث األزواج.

(٢) المقنعة: ص ٦٨٨.(٣) المقنع: ص ٤٩١.

(٤) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٧٠.(٥) االنتصار: ص ٣٠٠.

(٦) االستبصار: ج ٤ ص ١٤٩ ذيل الحديث ٥٦٣.(٧) المبسوط: ج ٤ ص ٧٤.

(٨) اإليجاز (الرسائل العشر): ص ٢٧١.(٩) السرائر: ج ٣ ص ٢٤٤.

(١٠) مصنفات المفيد (االعالم): ج ٩ ص ٥٤.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١١ ب ٣ من أبواب ميراث األزواج.

(١٢) المراسم: ص ٢٢٢.(١٣) النساء: ١٢.

(١٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٣ ب ٣ من أبواب ميراث األزواج ح ٨.

(٤٦١)

Page 480: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لتساويهما في السبب المقتضي لإلرث. والكل بينة الضعف مع المعارضة بما مر،واحتمال الخبر أنه ال رد عليهما إذا وجد وارث غيرهما بل يخص بالرد، وأنه ال

رد عليهما للرحم، فهو المتبادر من الرد، وهو ال ينافي أن يحوز المال كلهو (سواء) في الرد أو عدمه (دخل) بها (أو ال).

(وللزوجة مع الولد أو ولد الولد وإن نزل الثمن) والكالم فيولد الولد ماتقدم في الزوج من نقل االتفاق عليه في المقنعة، ونسبة حكمه في المقنع إلى الفضل

مع نفي وجدان خبر به (و) لها (مع عدمه الربع مع جميع الوراث) من غيردخول نقص عليها (والباقي لمن كان) معها (من ذوي النسب) فرضا أو

قرابة أو بهما من غير رد عليها (فإن فقدوا أجمع فلمولى النعمة، فإن فقدفللضامن، فإن فقد قيل) في ظاهر المقنعة: (يرد عليها) لقوله: وإذا لم يوجد

مع األزواج قريب وال نسيب للميت رد باقي التركة على األزواج (١). وفي ظهوره فيهنظر. وفي الخالف (٢): أن فيها ألصحابنا روايتين، وهو يدل على الخالف، والروايةظاهرة فيه خبر أبي بصير عن الصادق (عليه السالم): في امرأة ماتت وتركت زوجها،

قال:المال كله له قال: فالرجل يموت ويترك امرأته؟ قال: المال لها (٣). ويمكن أن

يكون (عليه السالم) تبرع لها بحقه. (وقيل) في المشهور: (لإلمام) وظاهر االنتصار(٤)

االتفاق عليه، ويدل عليه األصل واألخبار (٥) وهي كثيرة. (وقيل) في الفقيه (٦)(يرد) عليها (حال الغيبة) خاصة جمعا، واستقربه الشيخ في النهاية (٧) وهو

--------------------(١) المقنعة: ص ٦٩١.

(٢) الخالف: ج ٤ ص ١١٦ المسألة ١٣٠.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٥ ب ٤ من أبواب ميراث األزواج ح ٦.

(٤) االنتصار: ص ٣٠١.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٤ ب ٤ من أبواب ميراث األزواج.

(٦) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٢٦٢ ذيل الحديث ٥٦١٢.(٧) النهاية: ج ٣ ص ٢١٠ - ٢١١.

(٤٦٢)

Page 481: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

خيرة التحرير (١) واإلرشاد (٢) والجامع (٣). وقال ابن إدريس ما قربه شيخنا (رحمهالله) أبعد

مما بين المشرق إلى المغرب، ألن تخصيص الجامع بين األمرين بما قد ذهب إليهيحتاج إلى داللة قاهرة وبراهين متظاهرة ألن أموال بني آدم ومستحقاتهم ال تحل

بغيبتهم، ألن التصرف في مال الغير بغير إذنه قبيح عقال وسمعا (٤). وقال القاضي: إنعملنا به كنا قد عولنا في العمل به على خبر واحد ال تعضده قرينة، وهذا ال

يجوز (٥). قلت: مع أن حمل قول اإلمام الظاهر على حال الغيبة في غاية البعد،واألولى االستناد إلى أن غايته أن يكون من األنفال، وهي محللة في الغيبة

لشيعتهم، و (سواء) في كل من األقوال (دخل أو ال).(ولو تعددت الزوجات كان لهن الربع مع عدم الولد بالسوية بينهن،

سواء دخل بهن أو ببعضهن أو ال، والثمن مع الولد بينهن بالسوية) إال إذاتزوج ببعضهن في المرض ولم يدخل كما سيأتي.

(والمطلقة رجعية ترث) إن مات عنها زوجها (في العدة كالزوجة،ويرثها الزوج) إن ماتت (فيها) بال خالف كما مر (وال توارث) بينهما (في

البائن كالمطلقة ثالثا، وغير المدخول بها، واليائسة) والصغيرة(والمختلعة، والمبارأة) إال إذا كان الطالق في المرض ومات قبل سنة ولم

تتزوج كما مر. (و) أما (المعتدة عن وطء الشبهة أو الفسخ) فاالولى منهماخارجة عن الزوجة أصال، وإنما ذكرها استطرادا والدليل على عدم اإلرث األصل

مع الخروج عن عموم أدلة توارث الزوجين، واألخبار كقول الباقر (عليه السالم) فيحسن

محمد بن قيس: فإن طلقها الثالثة فإنها ال ترث زوجها شيئا وال يرث منها (٦)--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٨ س ١٢.(٢) إرشاد األذهان: ج ٢ ص ١٢٥.

(٣) الجامع للشرائع: ص ٥٠٢.(٤) السرائر: ج ٣ ص ٢٤٣.

(٥) المهذب: ج ٢ ص ١٤٢.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٣٠ ب ١٣ من أبواب ميراث األزواج ح ١.

(٤٦٣)

Page 482: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ولزرارة يرثها وترثه ما دام له عليها رجعة (١). وقول الصادق (عليه السالم) في حسنالحلبي: إذا طلق الرجل وهو صحيح ال رجعة له عليها لم يرثها ولم ترثه (٢) وفي

خبر محمد بن القاسم الهاشمي: ال ترث المختلعة، والمبارأة، والمستأمرة فيطالقها من الزوج شيئا، إذا كان منهن في مرض الزوج، وإن مات، ألن العصمة قد

انقطعت منهن ومنه (٣). وقد سلف في الفراق أن في النهاية (٤) والوسيلة (٥)التوارث

في العدة إذا كان الطالق في المرض.(ولو رجعت المختلعة والمبارأة في البذل في العدة توارثا على

إشكال) من ثبوت أحكام البينونة أوال فيستصحب إلى ظهور المعارض، ومنانقالبه رجعيا، ولذا كان له الرجوع (إذا كان يمكنه الرجوع) بأن لم يكن تزوج

بأختها أو بخامسة.(ولو طلق ذو األربع إحداهن وتزوج غيرها ثم اشتبهت المطلقة،

فلألخيرة ربع الثمن) مع الولد (أو) ربع (الربع) مع عدمه (والباقي بيناألربعة بالسوية) لتعارض االحتمالين في كل منهن فهو كمال يتداعاه اثنان

خارجان مع تعارض بينتيهما، ولصحيح أبي بصير سأل الباقر (عليه السالم) عن رجلتزوج

أربع نسوة في عقد واحد أو قال في مجلس واحد ومهورهن مختلفة، قال: جائز لهولهن، قال: أرأيت إن هو خرج إلى بعض البلدان، فطلق واحدة من األربع، وأشهد

على طالقها قوما من أهل تلك البالد، وهم ال يعرفون المرأة، ثم تزوج امرأة منأهل تلك البالد بعد انقضاء عدة التي طلق، ثم مات بعد ما دخل بها، كيف يقسم

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٣٠ ب ١٣ من أبواب ميراث األزواج ح ٤.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٣٠ ب ١٣ من أبواب ميراث األزواج ح ٢.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٣٥ ب ١٥ من أبواب ميراث األزواج ح ١.

(٤) النهاية: ج ٣ ص ١٧٨.(٥) الوسيلة: ص ٣٢٤.

(٤٦٤)

Page 483: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ميراثه؟ قال: إن كان له ولد فإن للمرأة التي تزوجها أخيرا من أهل تلك البالد ربعثمن ما ترك، وإن عرفت التي طلقت من األربع نفسها ونسبها فال شيء لها من

الميراث وعليها العدة، وإن لم تعرف التي طلقت من األربع نسوة اقتسمن األربعنسوة ثالثة أرباع ثمن ما ترك بينهن جميعا وعليهن العدة جميعا (١). وأقرع ابن

إدريس بينهن (٢).(وهل ينسحب) الحكم (على غيره) أي المذكور من الصورة (بأنتشتبه الخامسة أيضا، أو تشتبه المطلقة بواحدة أو اثنتين أو ثالث)

إحداهن الخامسة وبه يغاير الصورة المنصوصة (إشكال): من الخروج عنالنص (٣) فيقرع أو يصالح بينهن ومن التساوي في التعارض.

(ولو تزوج المريض ومات في مرضه ورثت إن دخل، وإال بطل العقدوال ميراث لها وال مهر) في المشهور كما في الدروس (٤) لقول أحدهما (عليهما

السالم) فيخبر زرارة: ليس للمريض أن يطلق، وله أن يتزوج، فإن تزوج ودخل بها جاز،

وإن لم يدخل بها حتى مات في مرضه فنكاحه باطل، وال مهر لها وال ميراث (٥).وفي التذكرة: وإنما شرطنا الدخول، للروايات، وإلجماع علمائنا، وألنه بدون

الدخول يكون قد أدخل في الورثة من ليس وارثا، وألنه بدون الدخول يكون قدقصد بالتزويج اإلضرار بالورثة فلم يصح منه (٦). وفي الرسالة النصيرية قال: بعض

أصحابنا بطل العقد، ولم ترثه المرأة، وعليه كالم. واستظهر في شرح اإليجاز (٧) أن--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢٥ ب ٩ من أبواب ميراث األزواج ح ١.(٢) لم نعثر عليه ونسبه إليه في الدروس: ج ٢ ص ٣٦١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢٥ ب ٩ من أبواب ميراث األزواج ح ١.(٤) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٣٥٨.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٣٧ ب ١٨ من أبواب ميراث األزواج ح ٣.(٦) تذكرة الفقهاء: ج ٢ ص ٥١٨ س ٢٦.

(٧) ال يوجد لدينا.

(٤٦٥)

Page 484: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يراد بالدخول: أن تدخل عليه فتخدمه وتضاجعه وتمرضه وإن لم يطأها (ولوماتت هي قبل الدخول ففي توريثه منها نظر): من اجتماع شروط صحة

النكاح وارتفاع الموانع ولذا كان له وطؤها وإنما بطل بالنسبة إليها باإلجماعوالسنة (١) ومن إطالق الخبر ببطالن النكاح إذا لم يدخل بها حتى مات في مرضه

وهو خيرة شرح اإليجاز (ولو برأ ثم مات توارثا مطلقا) دخل أو ال تقدمموته أو موتها، للخروج عن صورة االستثناء مع عموم أدلة اإلرث والنكاح.

(ولو كان المريض الزوجة فكالصحيحة) لما ذكر (والزوج يرث منجميع ما تخلفه المرأة سواء دخل بها أو ال إذا كان العقد) عليها (في غير

مرض الموت).(أما الزوجة فإن كان لها ولد من الميت) وإن نزل على وجه (فكذلك،

وإن لم يكن لها ولد) منه (فالمشهور أنها ال ترث من رقبة األرض شيئا)ال عينا وال قيمة، أية أرض كانت بيضاء أو مشغولة ببناء أو شجر دار أو غيرها

(وتعطى حصتها من قيمة اآلالت واألبنية والنخل والشجر) لنحو قولالصادقين (عليهما السالم) في حسن الفضالء: إن المرأة ال ترث من تركة زوجها من

تربة دارأو أرض إال أن يقوم الطوب والخشب قيمة فتعطى ربعها أو ثمنها (٢) إن كان من

قيمة الطوب والجذوع والخشب. فنفي إرثها يعم اإلرث من العين ومن القيمة،ويؤيده تخصيص التقويم بالطوب والخشب والجذوع. واحتمال كون " أو أرض "ترديدا من الراوي ال يخلو من بعد في مثل هذا الخبر، ويؤكد بعده أن في خبر بكير

تربة دار وال أرض (٣) وفي الخالف (٤): اإلجماع على مضمونه. وقول الباقر (عليهالسالم)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٣٧ ب ١٨ من أبواب ميراث األزواج.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٩ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ٥.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢١ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ١٥.

(٤) الخالف: ج ٤ ص ١١٦ المسألة ١٣١.

(٤٦٦)

Page 485: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في صحيح زرارة: إن المرأة ال ترث مما ترك زوجها من القرى والدور والسالحوالدواب شيئا، وترث من المال والفرش والثياب ومتاع البيت مما ترك ويقوم

النقض واألبواب والجذوع والقصب فتعطى حقها منه (١). وفيه ما ال قائل به منالسالح والدواب إن عم فالبد من أن تكون اإلشارة بالمرأة إلى امرأة رجل كان

وقف سالحه ودوابه أو أوصى بها وفي حسنه مع محمد بن مسلم: ال ترث النساءمن عقار األرض شيئا (٢) وهو إنما يعم إن كان المراد اصول األرض على ما قيل:العقار كل مال له أصل من دار أو ضيعة (٣) واألشهر في معناه الضيعة، وقيل: غير

ذلك مما ال يناسب المقام. وفي خبر آخر لهما: إن النساء ال يرثن من الدور وال منالضياع شيئا، إال أن يكون أحدث بناء، فيرثن ذلك البناء (٤) وقول الصادق (عليه

السالم) فيخبر محمد بن مسلم: ترث المرأة الطوب، وال ترث من الرباع شيئا، قال كيف ترث

من الفرع وال ترث من الرباع؟ فقال لي: ليس لها منهم نسب ترث به، وإنما هيدخيل عليهم، فترث من الفرع، وال ترث من األصل، وال يدخل عليهم داخل

بسببها (٥). وينص على تقويم الشجر والنخل قول الصادق (عليه السالم) في صحيحاألحول:

ال ترث النساء من العقار شيئا، ولهن قيمة البناء والشجر والنخل (٦). وطريقالتقويم أن تقوم باقية في األرض مجانا ألنها كانت فيها كذلك بحق. وربما احتمل

ضعيفا أن تقوم باقية فيها بأجرة بناء على أنها ال ترث من األرض، فتكون في غيرملكها فتكون بأجرة، وهل يجبر الوارث على التقويم أو تجبر هي على الرضابالعين إذا رضى الوارث؟ وجهان، وهل تدخل في اآلالت الدوالب والمحالة

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٧ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٩ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ٦.

(٣) تهذيب اللغة: ج ١ ص ٢١٧ (مادة عقر).(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢١ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ١٣.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥١٨ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ٢.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢٢ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ١٦.

(٤٦٧)

Page 486: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والعريش الذي عليه أغصان الكروم ونحوها؟ وجهان، ودليل تخصيصهنبمن ليس لها ولد خبر ابن اذينة إذا كان لهن ولد أعطين من الرباع (١).

وصحيح الفضل ابن عبد الملك وابن أبي يعفور سأال الصادق (عليه السالم) عن الرجلهل

يرث من دار امرأته أو أرضها من التربة شيئا أو يكون في ذلك بمنزلة المرأة فاليرث من ذلك شيئا؟ فقال: يرثها وترثه من كل شيء ترك وتركت (٢) ولئال يخصص

عموم أدلة اإلرث من الكتاب والسنة إال باليقين. ولم يشترط كثير من األصحاب،منهم: المرتضى (٣) والشيخان في المقنعة (٤) والخالف (٥) ونسب التقييد في

االستبصار (٦) إلى الصدوق. ونص ابن إدريس (٧) على التعميم، وجعل االشتراطتمسكا برواية شاذة وخبر واحد ال يوجب علما وال عمال. ونص أبو علي (٨) على

أنها إذا دخلت على الولد ورثت من كل شيء عقار أو أثاث أو غير ذلك من غيرتخصيص للولد بولدها.

(وقيل) في المقنعة (٩) والسرائر (١٠) والنافع (١١): (إنما تمنع من الدوروالمساكن) دون الضياع والبساتين، اقتصارا في تخصيص عموم أدلة اإلرث

على المجمع عليه المتواتر به األخبار كذا في السرائر (١٢). وفي المقنعة: وال ترثالزوجة شيئا مما يخلفه الزوج من الرباع وتعطى قيمة الخشب والطوب والبناءواآلالت فيه، وهذا منصوص عليه عن نبي الهدى عليه وآله السالم وعن األئمة

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢٢ ب ٧ من أبواب ميراث األزواج ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢٢ ب ٧ من أبواب ميراث األزواج ح ١.

(٣) االنتصار: ص ٣٠١.(٤) المقنعة: ص ٦٨٧.

(٥) الخالف: ج ٤ ص ١١٦ المسألة ١٣١.(٦) االستبصار: ج ٤ ص ١٥٥ ذيل الحديث ٥٨١.

(٧) السرائر: ج ٣ ص ٢٥٩.(٨) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٣٤.

(٩) المقنعة: ص ٦٨٧.(١٠) السرائر: ج ٣ ص ٢٥٨.

(١١) المختصر النافع: ص ٢٦٤.(١٢) السرائر: ج ٣ ص ٢٥٨.

(٤٦٨)

Page 487: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

من عترته (عليهم السالم)، والرباع هي الدور والمساكن دون البساتين والضياع (١)قلت:

يشير بذلك إلى األخبار الناطقة بلفظ الرباع، كما تقدم من خبري محمد بن مسلموابن اذينة وقول الباقر (عليه السالم) في خبر يزيد الصائغ: إن النساء ال يرثن من رباع

األرض شيئا (٢). وكون الرباع هي المنازل هو المعروف بين اللغويين، ففي العين:الربع المنزل والوطن، سمي ربعا ألنهم يربعون فيه، أي يطمئنون، ويقال: هو

الموضع الذي يرتبعون فيه في الربيع (٣). وقال األزهري أبو عبيد عن األصمعي:الربع هو الدار بعينها حيث كانت، والمربع المنزل في الربيع خاصة (٤). وقال

الفارابي: الربع الدار بعينها حيث كانت (٥). إلى نحو ذلك من نصوصهم. ثم عبارةالنافع كذا: وكذا المرأة عدا العقار وترث من قيمة اآلالت واألبنية، ومنهم من طرد

الحكم في مزارع األرض والقرى (٦). وهي صريحة في اختصاص العقار بغيرالمزارع والقرى. والمعروف في كتب اللغة: أنه الضيعة أو النخل، أو ما يعمهما

وسائر األشجار. والمراد هنا المنزل، وحكاه األزهري بمعناه.(وقيل) في االنتصار (٧): (ترث من قيمة األرض أيضا ال من العين)

جمعا بين أدلة اإلرث وأدلة الحرمان، مع حصول الغرض المذكور في األخباربالحرمان عن العين خاصة. قال في المختلف: وقول السيد المرتضى حسن لما فيه

من الجمع بين عموم القرآن وخصوص األخبار، ثم قول شيخنا المفيد (رحمه الله) جيدلما

فيه من تقليل التخصيص، فإن القرآن دال على التوريث مطلقا، فالتخصيصمخالف، فكلما قل كان أولى. وبعد هذا كله، فالفتوى على ما قاله الشيخ (رحمه الله)

(٨) يعني--------------------

(١) المقنعة: ص ٦٨٧.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٢٠ ب ٦ من أبواب ميراث األزواج ح ١١.

(٣) العين: ج ٢ ص ١٣٣.(٤) تهذيب اللغة: ج ٢ ص ٣٦٩.(٥) ديوان األدب: ج ١ ص ١١٦.

(٦) المختصر النافع: ص ٢٦٤.(٧) االنتصار: ص ٣٠١.

(٨) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٣٣.

(٤٦٩)

Page 488: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

به ما جعله المشهور هنا.(ولو اجتمعتا) أي ذات ولد منه وغيرها (ورثت ذات الولد كمال الثمن

في رقبة األرض ونصفه في الباقي) وعليها لألخرى قيمة اآلالت بقدر الحصةوكذا قيمة نصف الثمن من األرض على قول المرتضى.

(ولو طلق المريض أربعا وخرجن من العدة ثم تزوج أربعا ودخلبهن ثم طلقهن وخرجت عدتهن ثم تزوج أربعا وفعل كاألول وهكذا إلى

آخر السنة ومات قبل بلوغها) أي السنة (في ذلك المرض من غير برءورث الجميع المطلقات وغيرهن الربع بينهن بالسوية أو الثمن).

(الفصل الخامس في الوالء)(وأقسامه ثالثة):

(األول والء العتق):(وإنما يرث المتبرع بالعتق) إذ ال والء بدونه كما مر، وإنما يرث (إذا لم

يتبرأ من ضمان الجريرة) في صيغة العتق إجماعا كما في التحرير (١) أو بعدهعلى وجه، لما تقدم من أن ال والء مع التبرء، وقد مر أيضا أنه ال يشترط اإلشهاد

على التبرء خالفا للشيخ (٢) وجماعة (و) إنما يرث المولى إذا (لم يكن للعتيقوارث من النسب) باإلجماع والنصوص (٣) كآية اولي األرحام خالفا

للشافعي (٤) فورثه مع من ال يرث جميع التركة.--------------------

(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٦٨ السطر األخير.(٢) النهاية: ج ٣ ص ٢٤٣.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٣٨ ب ١ من أبواب ميراث والء العتق.(٤) الحاوي الكبير: ج ٨ ص ١١٧.

(٤٧٠)

Page 489: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وإنما يرث المولى من أعلى) أي المعتق اسم فاعل ومن يرث منهالوالء (وال يرث من أسفل) وهو المعتق اسم مفعول إجماعا كما في الخالف (١)

ولقوله (عليه السالم): الوالء لمن أعتق (٢) خالفا للصدوق (٣) وهو قول لبعض العامة.(٤)

ويمكن أن يكون استند إلى قوله (عليه السالم): الوالء لحمة كلحمة النسب (٥).(وهل يورث الوالء) حتى يكون إرث أقرباء المولى من العتيق، ألنهم

ورثوا الوالء عنه فيرثون من العتيق كما يرثون من تركة المولى (أو يورث به)وال يورث حتى ال يعتبر في إرثهم من العتيق إال درجتهم بالنسبة إلى المولى حين

موت العتيق، فال يرثون إال بحسبها؟ (إشكال): تقدم في العتق (أقربه الثاني،لقوله (عليه السالم)) في بعض طرق العامة: (إنما الوالء لمن أعتق) (٦) وفي أكثر

األخبار من طريقنا (٧) وطريقهم (٨) جملة: الوالء لمن أعتق، بدون لفظة " إنما "وهي

أيضا كافية (وقوله (عليه السالم)) في خبر السكوني (٩): (الوالء لحمة كلحمة النسبوالنسب يورث به وال يورث. وألن الوالء يحصل بإنعام السيد على عبدهبالعتق، وهو غير منتقل) عن المنعم (فال ينتقل معلوله) وقد عرفت سابقا:

أن الشيخ حكى اإلجماع عليه في الخالف، ونفى عنه الخالف في المبسوط (١٠).--------------------

(١) الخالف: ج ٤ ص ٨٤ المسألة ٩١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٤٣ ب ٣ من أبواب ميراث والء العتق ح ٢.

(٣) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٠٥.(٤) المغني البن قدامة: ج ٧ ص ٢٧٧، الشرح الكبير: ج ٧ ص ٢٧٤.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧ ب ٤٢ من أبواب العتق ح ٦.(٦) مسند أحمد: ج ٦ ص ٣٣.

(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٤٣ ب ٣ من أبواب ميراث والء العتق ح ٢.(٨) مسند أحمد: ج ٢ ص ٢٨ و ١٠٠ و ١١٣ و ١٥٣.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٧ ب ٤٢ من أبواب العتق ح ٢.(١٠) المبسوط: ج ٤ ص ٩٥.

(٤٧١)

Page 490: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ويحتمل األول، لقول الباقر (عليه السالم) في حسن بريد العجلي: فإن والء المعتق هوميراث لجميع ولد الميت من الرجال. وقد تقدم مع غيره. (و) على المختار

(يرث المعتق من عصبات سيده أقربهم إليه وأوالهم بميراثه يوم موتالعبد) ال موت المولى.

(فعلى هذا لو مات المعتق وخلف ولدين ثم مات أحدهما عن أوالدثم) مات (العتيق ورثه الولد الباقي خاصة على الثاني) وهو المختار، ألنه

أقرب من ولد الولد (واشترك الباقي وورثه األول نصفين على األول) وهوإرث الوالء العتبار المولى حينئذ.

(وال يجتمع الميراث بالوالء والنسب) عندنا (سواء اتحد الوارث بهماأو اختلف، بل يرث بالنسب خاصة) آلية اولي األرحام وغيرها خالفا للعامة (١).

(ولو أعتق الرجل وابنته عبدا) مشتركا بينهما بالسوية (ثم مات عنهاوعن ابن، ثم مات العبد فالوالء بين البنت واالبن نصفان. وإن قلنا البناتيرثن بالوالء) للقرابة من األب المعتق (كان لها الثلثان) النصف باألصالة،

والسدس لقرابتها من المولى.(فإن مات االبن قبل العبد وخلف بنتا، ثم مات العبد وخلف معتقة

نصفه وبنت أخيها، فللمعتقة نصف ماله، وباقيه لبيت المال) إن لم تورثالبنت بالوالء ولم نجعل الوالء موروثا (وإن جعلنا للبنت ميراثا بالوالءورثت البنت) مع ذلك (من أبيها ثلث حصته) من الوالء وهي النصف،والثلثان اآلخران ألخيها ثم البنته (إن جعلنا الوالء موروثا وإال) نجعله

موروثا (فال) كذلك األمر، بل يرث البنت جميع تركة العتيق نصفها إلعتاقنفسها نصفه، والباقي ألنها أقرب إلى المولى.

--------------------(١) الحاوي الكبير: ج ٨ ص ١١٧.

(٤٧٢)

Page 491: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو خلف الميت بنت مواله ومولى أبيه، فتركته لبيت المال إن منعناالبنت) من اإلرث بالوالء (ألنه ثبت عليه الوالء بالمباشرة، فال يثبت عليه

بإعتاق األب) لما مر من أن الوالء إنما يسري إلى األوالد إن لم يمس أحدهمالرق وإال فوالؤه لمعتقه أو عصبات معتقه.

(ولو ماتت امرأة حرة ال والء عليها وأبواها رقيقان - بأن سبيالكفرهما وأسلمت دونهما فتحررت واسترقا - وخلفت معتق أبيها) أو امها

(لم يرثها، ألنه إنما يرث) العتيق وأوالده (بالوالء وهذه ال والء عليها)وكذا رجل حر ال والء عليه وأبواه رقيقان.

(ولو ماتت المعتقة وخلفت ابنها وأخاها ثم مات موالها) أي عتيقها(فميراثه البنها على قول المفيد (رحمه الله) (١)) ومن وافقه كابن زهرة بأن الوالء

لذكور أوالد المنعم (٢) رجال كان أو امرأة، وعلى قول الشيخ في النهاية (٣) وابنيحمزة (٤) وسعيد (٥) فالميراث لألخ.

(فإن مات ابنها بعدها وقبل موالها وترك عصبة كأعمامه، ثم ماتالعبد وترك أخا موالته وعصبة ابنها، فميراثه ألخي موالته، ألنه أقربعصبة المعتق. فإن انقرض عصبتها كان بيت المال أحق به من عصبة

ابنها) ألنهم ليسوا من عصبات المعتق في شيء.(و) لكن (لو قلنا: الوالء يورث كالمال يرثه عصبة االبن، وال يرث

العتيق من أقارب معتقه بعد أوالده إال العصبة على رأي) لألخبار كما تقدم.وقيل في المبسوط (٦) والخالف (٧): إن األخوات يرثن. (وأقرب العصبات يمنع

--------------------(١) المقنعة: ص ٦٩٤.

(٢) الغنية: ص ٣٢٧.(٣) النهاية: ج ٣ ص ٢٤٤.

(٤) الوسيلة: ص ٣٩٧.(٥) الجامع للشرائع: كتاب العتق ص ٤٠٥.

(٦) المبسوط: ج ٤ ص ٩٥.(٧) الخالف: ج ٤ ص ٨٢ المسألة ٨٨.

(٤٧٣)

Page 492: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األبعد) كاإلرث بالنسب. وقد عرفت أن الوالء لحمة كلحمة النسب، فيرث بهالوراث على حسب ما يرثونه باإلرث.

(و) لذا (لو مات المعتق وخلف أبا معتقه وابنه، فلألب السدس،والباقي لالبن) وخصه أبو علي بالمال (١). (ولو كان عوض األب جدا كانالمال) كله (لالبن. ولو خلف أخا معتقه وجده تساويا) وخص المال بعض

العامة باألخ (٢) وأبو علي بالجد (٣) (ولو خلف جد معتقه وابني أخي معتقهفللجد النصف، والبني األخ النصف) وخص المال بعض العامة بالجد،

وآخرون بابن األخ (٤).(ولو خلف جدا وعما لمعتقه فالمال للجد).

(ولو خلف المعتق ابنين ثم ماتا، وخلف أحدهما عشرة واآلخرواحدا ثم مات العبد، فإن جعلنا الوالء يورث كان للواحد النصف وللعشرة

النصف) ألن كال من االبنين ورثا أوالدهما مالهما من حصة الوالية (وإن قلنا:يورث به) خاصة (فكذلك) أيضا، ألن أوالد األوالد يقومون مقام آبائهم

ويرثون نصيب من يتقربون به. (ويحتمل كون الميراث بينهم على عددهم،لكل واحد جزء من أحد عشر) ألنهم إنما يرثون بسبب الوالء المشترك بينهم

على درجة واحدة، مع أن أوالد األوالد إنما يرثون نصيب الجد من غير توسطاألب على قول.

(ولو خلف السيد ابنه وابن ابنه، فمات ابنه بعده عن ابن ثم ماتعتيقه، فميراثه بين ابني االبنين نصفان على الثاني) وهو أن ال يورث الوالء

--------------------(١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٦٣.

(٢) الحاوي الكبير: ج ١٨ ص ٩٢.(٣) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٨ ص ٦٤.

(٤) الحاوي الكبير: ج ١٨ ص ٩٢.

(٤٧٤)

Page 493: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لتساويهما حينئذ في السبب (وكان البن االبن الذي كان حيا عند موت أبيهعلى األول) ألنه الذي ورث الوالء.

(ولو مات السيد عن أخ من أب وابن أخ من األبوين، فمات األخ مناألب عن ابن ثم مات العتيق، فماله البن األخ من األبوين) خاصة علىالمختار من أن الوالء ال يورث (وعلى اآلخر هو البن األخ من األب)

خاصة، والكل ظاهر.(والزوج والزوجة) للعتيق (يرثان نصيبهما األعلى) إذا لم يكن له

ولد (والباقي للمنعم أو لمن يقوم مقامه عند عدمه) لما عرفت من أنهماال يحوزان المال، مع أي وارث كان إال اإلمام. خالفا للحلبي في الزوج فرد

عليه الباقي (١).(الثاني والء تضمن الجريرة):

(ومن تولى إلى أحد) أي اتخذه وليا. والتعدي بإلى لتضمين معنى الركونبأن (يضمن حدثه ويكون والؤه له، صح وثبت به الميراث) عندنا، خالفا

للشافعي (٢) (لكن مع فقد كل مناسب) يرث (ومعتق) له الوالء أو من يقوممقامه. (ويرث مع الزوج والزوجة فلهما نصيبهما األعلى والباقي

للضامن) كما مر (وهو أولى من اإلمام) بالنصوص (٣) واإلجماع (واليتعدى الميراث الضامن) إلى أقاربه، لألصل من غير معارض (فلو مات

المضمون ورثه الضامن مع فقد النسب والمعتق).(ولو مات الضامن أوال) ثم مات المضمون (لم يرثه أوالده) أي الضامن

(وال) سائر (ورثته، وال يرث المضمون الضامن) لألصل إال إذا دار الضمان.--------------------

(١) الكافي في الفقه: ص ٣٧٤.(٢) المجموع: ج ١٦ ص ٥٦.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٤٧ ب ٣ من أبواب والء ضمان الجريرة واإلمامة.

(٤٧٥)

Page 494: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وال يضمن) أحد (إال سائبة ال والء عليه كالمعتق في الكفاراتوالنذور، أو من ال وارث له) من مناسب أو مسابب غير الزوجين كما تشهد به

األخبار (١) واالعتبار.(الثالث والء اإلمامة):

(وإذا عدم كل وارث، من مناسب ومسابب) ومولى وضامن (ورثاإلمام) بالنص، واإلجماع. وأما خبر أبي بصير عن الصادق (عليه السالم): إنه قال:

السائبةليس ألحد عليها سبيل، فإن والى أحد ميراثه وجريرته عليه، وإن لم يوال أحدا

فهو ألقرب الناس لمواله الذي أعتقه (٢) فلم يعمل به أحد من األصحاب. وقديقال: إنه (عليه السالم) تبرع عليه بحقه، أو استحب أن يؤثر به إذا احتاج.

(ولو وجد معه الزوجان، ففي توريثه معهما خالف سبق، فإن كاناإلمام ظاهرا أخذه يصنع به ما شاء، و) ذكر الشيخان أنه (كان علي (عليه السالم)

يضعه في فقراء بلده وضعفاء جيرانه) وخلطائه، تبرعا عليهم بما يستحقه منذلك، واستصالحا للرعية حسب ما كان يراه في الحال من صواب الرأي (٣). وفيمرسل داود: أن رجال مات على عهد أمير المؤمنين (عليه السالم) لم يكن له وارث،

فدفعأمير المؤمنين (عليه السالم) ميراثه إلى همشهريجة (٤).

وفي خبر السري كان علي (عليه السالم) يقول في الرجل يموت ويترك ماال وليس لهأحد: أعط الميراث همشاريجه (٥) (وإن كان غائبا حفظ له) كما في

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٦ ص ٤٨ ب ٤٣ من أبواب العتق.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٥٠ ب ٣ من أبواب والء ضمان الجريرة واإلمامة ح ١٠.(٣) المقنعة: ص ٧٠٥، النهاية: ج ٣ ص ٢٤٥.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٥٢ ب ٤ من أبواب والء ضمان الجريرة واإلمامة ح ٣ [وفيه:همشهريجه].

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٥٢ ب ٤ من أبواب والء ضمان الجريرة واإلمامة ح ٢.

(٤٧٦)

Page 495: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الخالف (١) استنادا إلى اإلجماع، واألخبار، واألصل (أو صرف فيالمحاويج) كما في النهاية (٢) والمهذب (٣) والنافع (٤) والشرائع (٥) ويؤيده

خبر سليمان بن خالد عن الصادق (عليه السالم) في مسلم قتل وله أب نصراني لمنيكون

ديته؟ قال: يؤخذ فتجعل في بيت مال المسلمين، ألن جنايته على بيت مالالمسلمين (٦) وقال الصدوق: إن ماله ألهل بلده (٧) ويؤيده فعل أمير المؤمنين (عليه

السالم).(و) ال خالف عندنا أنه (ال يعطى سلطان الجور مع األمن) ومن أصحاب

الشافعي من خير بين الدفع إليه والحفظ إلى ظهور إمام عادل، والصرف إلىمصالح المسلمين (٨).

(ومن مات من أهل الحرب ولم يخلف وارثا، كان ميراثه لإلمام)عندنا، ولبيت المال عند العامة بال خالف بيننا وال بينهم كما في الخالف (٩).

(وكل ما يتركه المشركون خوفا، ويفارقونه من غير حرب فهولإلمام. وما يؤخذ صلحا أو جزية فهو للمجاهدين) كما تقدم في الجهاد(ومع عدمهم يقسم في الفقراء من المسلمين) (و) سائر (المصالح) لهم.

(وما يؤخذ من أموالهم حال الحرب للمقاتلة بعد الخمس، وما يأخذهسرية بغير إذن اإلمام، فهو له خاصة).

(وما يؤخذ غيلة في زمان الهدنة، يعاد عليهم، وإن كان في غيره كانآلخذه بعد الخمس) وقد تقدم جميع ذلك، وإنما ذكر هنا استطرادا.

--------------------(١) الخالف: ج ٤ ص ٢٣ المسألة ١٥.

(٢) النهاية: ج ٣ ص ٢٤٦ - ٢٤٧.(٣) المهذب: ج ٢ ص ١٥٤.

(٤) المختصر النافع: ص ٢٦٥.(٥) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ٤٠.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٥٢ ب ٤ من أبواب والء ضمان الجريرة واإلمامة ح ٥.(٧) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٣٣ ذيل الحديث ٥٧١٥.

(٨) المجموع: ج ١٦ ص ١١٣ - ١١٤.(٩) الخالف: ج ٤ ص ٢٣ المسألة ١٥.

(٤٧٧)

Page 496: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(المقصد الثالث)(في اللواحق)

(وفيه فصول) ثمانية:(األول في ميراث ولد المالعنة وولد الزنا)

(ولد المالعنة ترثه امه، وولده، وزوجه وزوجته، وكل من يتقرب)إليه (باألم. فمع الولد لألم السدس) خاصة (إن كان) الولد (ذكرا أو ذكرا

وانثى، والباقي لألوالد) وإن كان انثى فلها النصف أو الثلثان، والباقي يرد عليهاوعلى االم (ولو لم يكن ولد فلها الثلث) بالفرض (والباقي بالرد) في

ظهور اإلمام وغيبته، للعمومات. خالفا للصدوق فجعل الباقي لإلمام (١) إن كانظاهرا، لقول الباقر (عليه السالم) في خبري زرارة وأبي عبيدة: ترثه امه الثلث، والباقيإلمام المسلمين، ألن جنايته على اإلمام (٢) وحمال في التهذيب على التقية (٣) وفي

االستبصار على ما إذا لم يكن لها عصبة يعقلون عنه (٤).(فإن فقدت االم واألوالد ورثه اإلخوة من قبلها) وأوالدهم

(واألجداد من قبلها) وإن علوا (ويترتبون األقرب فاألقرب. ومع عدمهمفاألخوال والخاالت وأوالدهم، على ما تقدم من الترتيب بالسوية في هذه

المراتب) لما تقدم من التسوية بين المتقربين باألم.(ولو لم يكن) له ولد أو ام وال (لألم قرابة أصال، ورثه) المولى بالعتق

--------------------(١) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢٣ ذيل الحديث ٥٦٩٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٠ ب ٣ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٣ و ٤.(٣) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٤٣ ذيل الحديث ١٢٣١.

(٤) االستبصار: ج ٤ ص ١٨٢ ذيل الحديث ٦٨٤.

(٤٧٨)

Page 497: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أو الضمان أو (اإلمام، دون األب ومن يتقرب به) النقطاع النسب بينه وبينهمفي ظاهر الشرع.

(ويرث الزوج والزوجة سهمهما مع كل درجة) إما األعلى أو األدنى(ويرث هو قرابة االم على األصح) وفاقا للمشهور، ويشهد به االعتبار،

واألخبار كقول الصادق (عليه السالم) في خبري الشحام وأبي الصباح: وهو يرثأخواله (١)

وخبر أبي بصير سأله (عليه السالم) فهو يرث أخواله، قال: نعم (٢). وخالفا لالستبصارففيه:

إنه إنما يرثهم إذا أقر به األب بعد اللعان، ألنه يبعد التهمة عن المرأة ويقوى صحةالنسب (٣). وعليه حمل قول الباقر (عليه السالم) في خبر أبي بصير: يلحق الولد بامه

ترثهأخواله وال يرثهم الولد (٤). وما في مضمر العالء عن الفضيل: الحق بأخواله يرثونهوال يرثهم (٥) وينص على التفصيل خبر أبي بصير سأل الصادق (عليه السالم) عن

المالعنةإذا تالعنا وتفرقا، وقال زوجها بعد ذلك: الولد ولدي، وأكذب نفسه، فقال: أماالمرأة فال ترجع إليه، ولكن أرد إليه الولد، وال أدع ولده، ليس له ميراث، فإن لم

يدعه أبوه فإن أخواله يرثونه، وال يرثهم (٦). ونحوه حسن الحلبي عنه (عليه السالم)(٧). وفي

التهذيب وقد روي: أن األخوال يرثونه، وال يرثهم، غير أن العمل على ثبوتالموارثة بينهم أحوط وأولى على ما يقتضيه شرع اإلسالم (٨).

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٠ ب ٤ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ١.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦١ ب ٤ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٢.

(٣) االستبصار: ج ٤ ص ١٨١ ذيل الحديث ٦٨٢.(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٢ ب ٤ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٤.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٢ ب ٤ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٦.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٢ ب ٤ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٥.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٣ ب ٤ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٧.

(٨) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٤١.

(٤٧٩)

Page 498: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو اعترف به أبوه بعد اللعان ورث الولد أباه دون العكس) أخذابإقراره أوال وآخرا، ولنحو قول الصادق (عليه السالم) في حسن الحلبي: فإن ادعاه أبوه

لحق به، وإن مات ورثه االبن ولم يرثه األب (١).(وهل يرث أقارب األب مع اعترافه؟ إشكال): من انتفاء النسب شرعا

باللعان وال يؤخذ باإلقرار في حق الغير وهو قول األكثر، ومن أن إرثه منهلثبوت نسبه فال فرق. وهو قول الحلبي (٢). ويؤيده أن اإلرث باإلقرار أخذ للورثة

بإقرار مورثهم.(ولو قيل: يرثهم إن اعترفوا به وكذبوا األب في اللعان ويرثونه كان

وجها) أخذا عليهم بإقرارهم.(ولو خلف) ابن المالعنة (أخوين أحدهما من األبوين واآلخر من

االم تساويا لسقوط اعتبار نسب األخ باألب في نظر الشرع. وكذا لوكان) المخلف (أخا ألبويه وأختا) لهما أو (المه أو أختين) أختا ألبويه

واخرى المه (فإنهما يتساويان) لتساوي األخ واألخت لألم (وكذا ابن األخلألبوين وابن األخ لألم) ألنهما إنما يرثان نصيب من يتقربان به.(ولو خلف أخوين من األبوين مع جد وجدة لألم تساووا) لكون

الجميع بمنزلة اإلخوة لألم.(ولو أنكر الحمل فتالعنا فولدت توأمين، توارثا باألمومة دون

االبوة) فيرث كل منهما سدس تركة اآلخر فرضا.(ولو ماتت االم) المالعنة (وال وارث) لها (سواه) أي ولدها

(فميراثها) أجمع (له).--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٥٨ ب ٢ من أبواب ميراث المالعنة وما أشبهه ح ١.(٢) الكافي في الفقه: ص ٣٧٥.

(٤٨٠)

Page 499: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو كان معه أبوان أو أحدهما، فلكل السدس، والباقي له) إن كانذكرا (ولو كان) الولد (مع األبوين انثى فلها النصف، ولألبوين السدسان،

ويرد) عليهم (الباقي أخماسا).(ومن تبرأ عند السلطان من جريرة ولده وميراثه ثم مات الولد،

قيل) في النهاية (١) والوسيلة (٢) والمهذب (٣) واإلصباح (٤) (يرثه عصبةاألب دون األب) لخبر يزيد بن خليل سأل الصادق (عليه السالم) عن رجل تبرأ منجريرة ابنه وميراثه، قال: ميراثه ألقرب الناس إلى أبيه (٥). ومضمر ابن مسكان عن

أبي بصير، قال: سألته عن المخلوع تبرأ منه أبوه عند السلطان ومن ميراثهوجريرته لمن ميراثه؟ فقال: قال علي (عليه السالم): هو ألقرب الناس إلى أبيه (٦)

(وليسبجيد) لضعف المستند، ومخالفته لألصول، وعموم نصوص اإلرث واحتمال

الخبرين التبرء بعد موت االبن ولفظ أبيه فيهما ابنه. وقال الشيخ في الحائريات:إنها رواية شاذة فيها نظر (٧).

(وال يرث أحد الزانيين ولد الزنا وال أحد من أقاربهما وال يرثهم هو،لعدم النسب شرعا. وإنما يرثه ولده وزوجه أو زوجته، فإن فقد أوالدهفميراثه لإلمام) مع انتفاء الزوجين (ومع) أحد (الزوجين الخالف) في

الزائد على النصف أو الربع.(وروي) عن أمير المؤمنين (عليه السالم) (أن ميراثه المه ومن يتقرب بها)

--------------------(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٦٧.

(٢) الوسيلة: ص ٤٠٢.(٣) المهذب: ج ٢ ص ١٦٧.(٤) إصباح الشيعة: ص ٣٧٤.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٥، وفيه " عن بريد " ب ٧ من أبواب ميراث ولد المالعنة وماأشبهه ح ١.

(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٦ ب ٧ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٧.(٧) لم نعثر عليه ونقله عنه في السرائر: ج ٣ ص ٢٨٦.

(٤٨١)

Page 500: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

روى إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه (عليهما السالم) أن عليا (عليه السالم) كانيقول: ولد الزنا

وابن المالعنة ترثه امه وإخوته المه أو عصبتها (١). وعن يونس قال: ميراث ولدالزنا لقرابته من امه على نحو ميراث ابن المالعنة (٢) (وهي مطرحة) عند أكثراألصحاب، للضعف، ومخالفة االصول. وعمل بها الصدوق (٣) وأبو علي (٤)والحلبي (٥). وما عن يونس يحتمل الرواية والرأي ويحتمل أن االختصاص بمن

زنى أبوه دون امه.(الفصل الثاني في ميراث الخناثى)

(من له الفرجان يرث) باإلجماع والنص (على الفرج الذي يبولمنه) قال الصادق (عليه السالم) في صحيح داود بن فرقد: إن كان يبول من ذكره فله

ميراث الذكر، وإن كان يبول من القبل فله ميراث األنثى (٦) (فإن بال منهما فعلىالذي يسبق منه البول، فإن جاء منهما) معا (ورث على الذي ينقطع

أخيرا) في المشهور. وفي السرائر: أن عليه اإلجماع (٧) ويدل عليه قولالصادق (عليه السالم) في حسن هشام بن سالم: فإن خرج منهما سواء فمن حيث

ينبعث (٨).أي من حيث يسترسل منه مع انقطاع اآلخر. واعتبر في المهذب (٩) واإلصباح (١٠)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٩ ب ٨ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٩.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٨ ب ٨ من أبواب ميراث ولد المالعنة وما أشبهه ح ٦.

(٣) المقنع: ص ٥٠٤ - ٥٠٥.(٤) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٧٧.

(٥) الكافي في الفقه: ص ٣٧٧.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٢ ب ١ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه ح ١.

(٧) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٧.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٤ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه ح ١.

(٩) المهذب: ج ٢ ص ١٧١.(١٠) إصباح الشيعة: ص ٣٧٢.

(٤٨٢)

Page 501: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

االنقطاع أوال وهو ظاهر المبسوط (١) والنهاية (٢) لقوله في األول: فإن تساويا فمنأيهما انقطع: وفي الثاني: فأيهما انقطع منه البول ورث عليه. واعتبر المفيد في

األعالم (٣) والسيد (٤) األغلب واألكثر. وهو قريب من االنقطاع أخيرا، ولفظ الخبريحتمله، فإن االنبعاث يحتمل الثوران، فيكون المعنى فمن حيث يكون أقوى. ولم

يعتبر الصدوقان (٥) وال أبو علي شيئا (٦) من ذلك. (فإن تساويا أخذا وتركاحصل االشتباه، فقيل) في الخالف: يورث (بالقرعة) قال: روى أصحابنا أنه

تعد أضالعه، فإن تساويا ورث ميراث النساء، وإن نقص أحدهما ورث ميراثالرجال، والمعمول عليه أنه يرجع إلى القرعة فيعمل عليها. وحكى عن العامةقوال: بأنه يعطى نصف المال ويوقف الباقي إلى ظهور أمرها أو يعطى الباقي

العصبة، وآخر: بأنه يعطى نصف نصيب الذكر ونصف نصيب األنثى، ثم قال: دليلناإجماع الفرقة، وأخبارهم (٧). ويؤيده عموم نصوص القرعة (٨) وضعف دليل القولين

اآلخرين. وال شبهة في أنه البد منها إذا مات ولم يستعلم حالها. (وقيل) فيكتاب األعالم (٩) واالنتصار (١٠) والسرائر (١١): (يعد أضالعه فإن اختلف

عدد) أضالع (الجنبين فذكر، وإن اتفقا فأنثى) وقد حكى عليه المفيد (١٢)--------------------

(١) المبسوط: ج ٤ ص ١١٤.(٢) النهاية: ج ٣ ص ٢٥٨.

(٣) مصنفات المفيد (كتاب األعالم): ج ٩ ص ٦٢.(٤) االنتصار: ص ٣٠٦.

(٥) المقنع: ص ٥٠٣، ونقله عن والده في المختلف: ج ٩ ص ٨٠.(٦) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٧٧.

(٧) الخالف: ج ٤ ص ١٠٦ المسألة ١١٦.(٨) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٩ ب ٤ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه.

(٩) مصنفات المفيد (كتاب األعالم): ج ٩ ص ٦٢.(١٠) االنتصار: ص ٣٠٦.

(١١) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٩.(١٢) مصنفات المفيد (كتاب األعالم): ج ٩ ص ٦٢.

(٤٨٣)

Page 502: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والمرتضى (١) اإلجماع، وقد وردت به أخبار معللة بأن حواء خلقت من ضلع آدماأليسر (٢) وفسر ذلك في بعض األخبار بخلقها من الطينة التي فضلت من ضلعه

األيسر (٣) وقد ذكر أن الموافق للحسن والتشريح تساوي الرجال والنساء فياألضالع (وقيل) في الفقيه (٤) والمقنع (٥) والمقنعة (٦) والنهاية (٧) والمبسوط (٨)

وغيرها: (يرث نصف النصيبين، وهو األشهر) ويدل عليه قول الصادق (عليه السالم)في حسن هشام بن سالم: فإن كانا سواء ورث ميراث الرجال والنساء (٩) وقول

علي (عليه السالم) في خبره مثله (١٠) وفي خبر إسحاق بن عمار: فإن مات ولم يبلفنصف

عقل المرأة، ونصف عقل الرجل (١١) قال في المختلف: وألن القضية المعهودة فيالشرع قسمة ما يقع في التنازع بين الخصمين مع تساويهما في الحجة وعدمها،

واألمر كذلك هنا، فإنه إذا خلف مع الخنثى ذكرا فهو يقول: إني ذكر، والذكر ينكر،فله ما اتفقا عليه، وهو سهم األنثى، ويقع التنازع في التفاوت بين السهمين فيقسم

بينهما. وألنه ليس أحد االحتمالين أولى، فتعين االنقسام (١٢) انتهى. وال ينافيذلك انحصار الناس في الذكر واألنثى إن سلم، لجواز مخالفة هذا الفرد في النصيب

بالدليل. لكن في تمامية األدلة نظر.--------------------

(١) االنتصار: ص ٣٠٦.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٦ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه ح ٤.

(٣) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٢٧ ذيل الحديث ٥٧٠٢.(٤) لم نعثر عليه وحكاه عنه في اإليضاح: ج ٤ ص ٢٤٩.

(٥) المقنع: ص ٥٠٣.(٦) المقنعة: ص ٦٩٨.

(٧) النهاية: ج ٣ ص ٢٥٨.(٨) المبسوط: ج ٤ ص ١١٤.

(٩) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٤ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه ح ١.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٥ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه ذيل ح ١.

(١١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٥ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه ح ٢.(١٢) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٨٥.

(٤٨٤)

Page 503: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ونبات اللحية، وتفلك الثدي) أي استدارته (والحبل، والحيض،عالمات على األقرب) فاألول على الذكورية، والبواقي على خالفها، لحصول

الظن القوي بها ما لم تتعارض عالمتان، كما في القضية التي قضى فيهاأمير المؤمنين (عليه السالم) بعد األضالع (١) فقد عارض فيها الحبل، اإلحبال، وهو

يوافقكالم الحسن، قال: الخنثى عند آل الرسول (عليهم السالم) فإنه ينظر فإن كان هناك

عالمةيبين الذكر من األنثى من بول أو حيض أو احتالم أو لحية أو ما أشبه ذلك، فإنه

يورث على ذلك. فإن لم يكن وكان له ذكر كذكر الرجل وفرج كفرج النساء، فإن لهميراث النساء، ألن ميراث النساء داخل في ميراث الرجال. وهذا ما جاء

عنهم (عليهم السالم) في بعض اآلثار. وقد روي عن بعض علماء الشيعة: أنه سئل عنالخنثى، فقال: روى بعض أصحابنا - من وجه ضعيف لم يصح عندي - أن حواء

خلقت من ضلع آدم، فصار للرجال من ناحية اليسار ضلع أنقص، فللنساء ثمانيةعشر ضلعا من كل جانب تسعة، وللرجال سبعة عشر ضلعا من جانب اليمين

تسعة، ومن جانب اليسار ثمانية. وهذه عالمة واضحة جيدة إن صحت. ورويعنهم (عليهم السالم): أنه يورث من المبال، فإن سال البول على فخذيه فهو امرأة، وإن

زرقالبول كما يزرق الرجل فهو رجل. وجميع ما ذكرناه من العالمات التي يعرف بهاالرجال من النساء مثل الحيض واللحية واالحتالم والجماع وغير ذلك انتهى (٢).

ويحتمل العدم النتفاء النص وبقاء االحتمال.(وفي كيفية معرفته) أي نصف النصيبين (طرق أربعة).

(األول) وهو مذكور في المبسوط (٣) وغيره: (أن يجعل مرة ذكرا ومرة--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٦ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى وما أشبهه ح ٤.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٨٠.

(٣) المبسوط: ج ٤ ص ١١٤.

(٤٨٥)

Page 504: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

انثى، ويعمل المسألة) أي مسألة قسمة التركة على الورثة (على هذا مرة وعلى هذا اخرى، ثم يضرب إحداهما في االخرى إن تباينتا) كذكر وخنثى

فإن المسألة على الذكورية اثنان وعلى األنوثية ثالثة (أو في وفقهما إناتفقتا) كذكرين وخنثيين، فإنها على ذكوريتهما من أربعة، وعلى أنوثيتهما من

ستة (وتجتزء بإحداهما إن تماثلتا) كأبوين وخنثيين فإنها على التقديرين منستة (وباألكثر إن تناسبتا) أي تداخلتا كأبوين وذكر وخنثى، فإنها على

الذكورية من ستة، وعلى األنوثية من ثمانية عشر (ثم يضربها) أي المسألة التيهي األكثر أو إحداهما أو مضروب إحداهما في االخرى أو في وفقها (فياثنين) إن احتيج إليه باالنكسار في مخرج النصف (ثم يجمع ما لكل) منالورثة على كل (واحد منهما) أي من المسألتين (إن تماثلتا) أي المسألتان

ففي المثال، تجمع ما لكل من األبوين وهو سهم من ستة على التقديرين فيكون لهسهمين، وما لكل من الخنثيين وهو سهمان، فيكون أربعة أسهم (ونضرب مالكل واحد من إحداهما في االخرى إن تباينتا) ففي المثال، للذكر سهم من

اثنين على تقدير نضربه في الثالثة، وسهمان من ثالثة على التقدير اآلخر نضربهمافي االثنين يبلغ سبعة، وللخنثى سهم من اثنين على تقدير نضربه في ثالثة، وسهم

من ثالثة على اآلخر نضربه في اثنين يبلغ خمسة (أو في وفقها إن اتفقتا) ففيالمثال لكل من الذكرين سهم من أربعة نضربه في نصف ستة، وسهمان من ستة

نضربهما في اثنين يبلغ سبعة، ولكل من الخنثيين سهم من أربعة على تقدير نضربه فيثالثة وسهم من ستة على اآلخر نضربه في اثنين يبلغ خمسة (فندفعه) أي الحاصل

من الجمع أو الضرب مما بلغ (إليه) المسألتان عند الضرب في اثنين إليه، ففيمثال التماثل لكل من األبوين سهمان من اثني عشر ولكل من الخنثيين أربعة منها،

وفي مثال التباين للذكر سبعة من اثني عشر وللخنثى خمسة منها، وفي مثال

(٤٨٦)

Page 505: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

التوافق لكل من الذكرين سبعة من أربعة وعشرين ولكل من الخنثيين خمسة منها.أو نأخذ ما لكل منهما على كل من التقديرين مما بلغ إليه المسألتان بعد

الضرب في االثنين إن احتيج إليه فندفع إليه نصفه، ففي مسألة الذكر والخنثى،للذكر على تقدير ستة وعلى آخر ثمانية، ونصف المجموع سبعة فله سبعة من اثني

عشر، وللخنثى على تقدير ستة وعلى آخر أربعة فله خمسة من اثني عشر. وفيمثال الذكرين والخنثيين، لكل من الذكرين على تقدير ستة وعلى آخر ثمانية فلهسبعة من أربعة وعشرين، ولكل من الخنثيين ستة على تقدير وأربعة على آخر فله

خمسة منها. وفي األبوين والخنثيين لكل من األبوين اثنان على كل تقدير فلهاثنان من اثني عشر، ولكل من الخنثيين أربعة على كل فله أربعة منها [وفي الباقيلكل من األبوين ستة على كل فله ستة من ستة وثالثين وللذكر خمسة عشر علىتقدير وعشرون على آخر فله سبعة عشر ونصف منها وللخنثى عشرة على تقديروخمسة عشر على آخر فله اثني عشر ونصف منها] (١) وأما عند التداخل فإنما

يأخذ نصف النصيبين من األكثر إن لم ينكسر وإال فمن مضروبه في اثنين ففيالمثال نصيب الخنثى على تقدير ستة وعلى اآلخر أربعة فنعطيه خمسة، وللذكر

على تقدير ستة وعلى آخر ثمانية نعطيه سبعة (وهذا) الطريق (يسمىالتنزيل) من تنزيل الحساب أو تنزيل األحوال.

الطريق (الثاني) وهو طريق التحقيق وجعله األصل المعول عليه فيالمبسوط (٢): (أن يجعل للخنثى سهم بنت ونصف سهم بنت، فلو خلف ابنا

وبنتا وخنثى بسطت سهامهم، فتجعل لحصة االبن نصفا) أي البد من أنيكون له نصف ليكون حصة البنت (ولحصة البنت نصفا) ليكون من حصة

الخنثى (فيكون أقل عدد يفرض للبنت اثنان وللذكر ضعفهما) يبلغ--------------------

(١) بين المعقوفتين لم يرد في ق والمطبوع.(٢) المبسوط: ج ٤ ص ١١٥.

(٤٨٧)

Page 506: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المجموع ستة (وللخنثى نصفهما، فالفريضة من تسعة) أربعة لالبن واثنانللبنت وثالثة للخنثى. (ولو كان مع الخنثى ذكر) فقط (فالفريضة منسبعة) بحذف نصيب البنت (ولو كان معها انثى) فقط (فالفريضة من

خمسة) بحذف نصيب االبن.الطريق (الثالث) طريق الدعوى وهو: (أن تورثه بالدعوى فيما بقي

بعد اليقين) وهو نصيب انثى (كمسألة االبن والبنت والخنثى) وتصح منأربعين فإنها على الذكورية من خمسة وعلى األنوثية من أربعة ومضروبهما

عشرون ثم نضربها في اثنين لالنكسار في مخرج النصف (للذكر الخمسانبيقين، وهي ستة عشر من أربعين) فإنها له على ذكورية الخنثى (وهو يدعي

النصف) أي (عشرين) ويقول إن الخنثى انثى (وللبنت الخمس بيقينثمانية وهي تدعي الربع عشرة، وللخنثى الربع بيقين وهو يدعي) أنه ذكروأن له (الخمسين ستة عشر والمختلف فيه) بين الكل (ستة أسهم يدعيهاالخنثى كلها، فيعطيه نصفها ثالثة مع العشرة، صار له ثالثة عشر، واالبن

يدعي أربعة يعطيه نصفها سهمين، يصير له ثمانية عشر، والبنت تدعيسهمين فتدفع إليها سهما صار لها تسعة) هذا على تأخير الدعوى عن فرض

المسألة على التقديرين.(ويحتمل توريثه بالدعوى من أصل المال، فيكون الميراث في

هذه المسألة من ثالثة وعشرين، ألن المدعي هنا نصف) يدعيه االبن(وربع) تدعيه البنت (وخمسان) يدعيهما الخنثى (ومخرجها) مضروب

أربعة في خمسة (عشرون، لالبن النصف عشرة، وللبنت خمسة، وللخنثىثمانية) على ما يدعونه (تعول إلى ثالثة وعشرين) فلالبن ثمانية بيقين وهو

يدعي اثنين، وللبنت أربعة بيقين وهي تدعي واحد، وللخنثى خمسة بيقين وهو

(٤٨٨)

Page 507: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يدعي ثالثة، فالمختلف فيه ستة نعطيهم نصفها ثالثة، لالبن واحد وللبنت نصفوللخنثى واحد ونصف، فلالبن تسعة من عشرين وهي ثمانية عشر من أربعين،وللبنت أربعة ونصف من عشرين وهي تسعة من أربعين، وللخنثى ستة ونصف

وهي ثالثة عشر من أربعين، فالبد من ضرب العشرين باألخرة في اثنين والتتفاوت األنصباء.

الطريق (الرابع: أن يقسم التركة نصفين، فيقسم أحد النصفين علىالوراث على تقدير ذكورية الخنثى، والنصف اآلخر عليهم على تقدير

األنوثة، كالمسألة بعينها، أصل الفريضة سهمان) للتنصيف (نضرب فيخمسة، ألن حصة البنت على تقدير الذكورية الخمس يصير عشرة، ثم

نضربها في أربعة هي أصل حصتها) أي مخرجها (على تقدير األنوثيةفتصير أربعين، يقسم نصفها - وهو عشرون - على ذكر وأنثيين يكون

للخنثى هنا خمسة، وكذا األنثى وللذكر عشرة، والنصف اآلخر يقسمه علىذكرين وانثى يكون للخنثى ثمانية وكذا للذكر، ولألنثى أربعة، فيجتمع

للخنثى ثالثة عشر) من أربعين (وللذكر ثمانية عشر، ولألنثى تسعة).(والطريق األول يخالف الطريق الثاني في هذه المسألة، ألن على

الطريق األول تضرب فريضة الذكورية وهي خمسة في فريضة األنوثيةوهي أربعة) يبلغ عشرين (ثم) نضرب (اثنين في المجتمع تصير أربعين،للخنثى على تقدير الذكورية ستة عشر، وعلى تقدير األنوثة عشرة، فله

نصفهما ثالثة عشر، وللذكر) عشرون على تقدير وستة عشر على آخر فلهنصفهما (ثمانية عشر ولألنثى) عشرة على تقدير وثمانية على آخر فلها

نصفهما (تسعة، ألن للبنت سهما) مضروبا (في خمسة وسهما) مضروبا(في أربعة) كما عرفت (فالمجموع تسعة، وللذكر) ضعفها (ثمانية عشر)

(٤٨٩)

Page 508: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وأيضا له سهمان في خمسة وسهمان في أربعة (وللخنثى سهم في خمسةوسهمان في أربعة يكون ثالثة عشر).

(وعلى الطريق الثاني المسألة) كما عرفت (من تسعة، للخنثى الثلثوهو ثالثة، وثالثة عشر من أربعين أقل من الثلث).

(والطريقة الثالثة توافق االولى في أكثر المواضع كما في هذهالمسألة) بل ال يمكن تخالفهما، إذ ال فرق في االولى بين أن يجمع ما لكلأو يضرب ما لكل في االخرى أو في وفقها قبل الضرب في االثنين وبين أن

يؤخذ نصف النصيبين بعد الضرب، وأخذ نصفهما بعده يالزم أخذ نصف الدعوىبعده ضرورة.

(فروع) عشرة:(األول: لو خلف ابنا وخنثى، فعلى األول نضرب اثنين) فريضة

الذكورة (في ثالثة) فريضة األنوثة (ثم اثنين في المجتمع، للذكر سبعة)حاصلة من سهم في ثالثة وسهمين في اثنين (وللخنثى خمسة) حاصل من

سهم في ثالثة وسهم في اثنين.(وعلى الثاني الفريضة من سبعة، للذكر أربعة وللخنثى ثالثة).

(وعلى الثالث للذكر بيقين النصف) لمضروب الفريضتين أي اثنى عشروهي (ستة وللخنثى بيقين) ثالثة (أربعة يبقى سهمان يدعيهما كلمنهما) فإن االبن يدعي الثلثين والخنثى النصف (فيقسم بينهما).

(وعلى العول في الدعوى يصح من سبعة، ألن مخرج النصف) الذيهو (إحدى الدعويين) وهو دعوى الخنثى (والثلثين) الذي هو (الدعوى

االخرى) التي هي دعوى االبن (من ستة، الذكر يدعي أربعة والخنثىثالثة) فنعطي االبن ثالثة ونصف والخنثى اثنين ونصف وإذا أردنا تصحيح

(٤٩٠)

Page 509: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

النصف ضربنا الستة في اثنين فلالبن سبعة وللخنثى خمسة.(وعلى الرابع) تصح (من اثني عشر، ألن أحد النصفين يقسم نصفين

واآلخر أثالثا) فالفريضة عدد له ثلث ونصف ولنصفه نصف (وأقل مخرجالثلث والربع اثنا عشر) قسمنا نصفها بينهما نصفين والنصف اآلخر أثالثا.

(الثاني: لو خلف انثى وخنثى، فعلى األول: الفريضة من اثني عشر)مضروب اثنين في ثالثة ثم في اثنين (للخنثى سبعة) سهمان في اثنين وسهمفي ثالثة (ولألنثى خمسة) سهم في اثنين وسهم في ثالثة. (وعلى الثاني من

خمسة، للخنثى ثالثة ولألنثى سهمان. وباقي الطرق ظاهرة) فعلى الثالثلالنثى أربعة بيقين وهي تدعي ستة فلها خمسة وللخنثى ستة بيقين وهي تدعي

ثمانية فلها سبعة، وعلى العول من ستة تعول إلى سبعة، وعلى الرابع من اثني عشريقسم عليهما نصفها بالسوية والنصف اآلخر أثالثا.

(الثالث: لو اتفق معهم) أي الخناثى ومشاركيهم (زوج أو زوجةصححت مسألة الخناثى ومشاركيهم أوال) بإحدى الطرق (دون الزوج

والزوجة) إذ ال تتفاوت الحال في نصيبهما بذكورية الخنثى وأنوثيتها (ثمضربت مخرج نصيب الزوج أو الزوجة فيما اجتمع) ليخرج نصيبه، ثم يقسم

الباقي بين الباقين و (كابن وبنت وخنثى فريضتهم على) الطريق (األولأربعون) فإذا اجتمع معهم زوج (تضرب مخرج سهم الزوج وهو أربعة في

أربعين تبلغ مائة وستين، للزوج) ربعها (أربعون وكل من) كان (حصلله أوال سهم ضربته) أي سهمه (في ثالثة، فما اجتمع فهو نصيبه من مائة

وستين، فللخنثى تسعة وثالثون) ثالثة أمثال ثالثة عشر (وللذكر أربعةوخمسون) ثالثة أمثال ثمانية عشر (ولألنثى سبعة وعشرون) من أربعين

ثالثة أمثال تسعة.

(٤٩١)

Page 510: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وعلى) الطريق (الثاني: نضرب تسعة في أربعة) يبلغ ستة وثالثين(للزوج تسعة، وللذكر اثنا عشر، ولألنثى ستة، وللخنثى نصفهما) تسعة(وباقي الطرق ظاهر) ال فرق بينه وبين األول إال على العول، فإنا نضرب

األربعة في ثالثة وعشرين يبلغ اثنين وتسعين، للزوج ثالثة وعشرون، وللذكرثالثون، وللبنت خمسة عشر، وللخنثى أربعة وعشرون.

(الرابع: أبوان وخنثى، لألبوين تارة) وهي تقدير األنوثة (الخمسان)فريضة وردا (وتارة) وهي على فرض الذكورة (السدسان، نضرب خمسةفي ستة تبلغ ثالثين، لألبوين) على تقدير اثنا عشر وعلى آخر عشرة فلهما

نصف ذلك (أحد عشر، وللخنثى) على تقدير ثمانية عشر وعلى اآلخرعشرون فلها نصف ذلك (تسعة عشر). هذا على ما ذكرنا من جمع النصيبين

على التقديرين وتنصيف المجموع. وأما على ما قدمه المصنف فالبد من ضربالثالثين في اثنين ليبلغ ستين ويكون لألبوين مجموع سهمين في خمسة وسهمين

في ستة وهو اثنان وعشرون، وللخنثى مجموع ثالثة في ستة وأربعة في خمسةوهو ثمانية وثالثون. (وكذا على الثاني) فإن للخنثى فرضا خمسة عشر

باعتبار كونها بنتا، ولألبوين عشرة فرضا، ولو كانت بنتا واحدة كانت الخمسةالباقية ترد عليهم أخماسا فيكون لها ثالثة أخماسها، ولو كانت بنتين كان لهامجموع الباقي أيضا، فإن للبنتين الثلثين فالذي يزيد لها بالبنتية الزائدة خمساالباقي نعطيها نصفهما فيكون لها أربعة أخماس الباقي وهي أربعة من ثالثين

نضيفها إلى النصف يكون تسعة عشر. (و) كذا على (الثالث) فإنه يدعيعشرين ونحن نعطيه ثمانية عشر ثم نعطيه نصف ما يدعيه وهو اثنان.

(وعلى العول تصح من ستة عشر، فإن األبوين يدعيان الخمسين،والخنثى الثلثين، مخرجهما خمسة عشر) تعول إلى ستة عشر (والرابع

(٤٩٢)

Page 511: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كاألول) فإنا نقسم عليهم خمسة عشر أخماسا، فيكون للخنثى تسعة وخمسةعشر أسداسا فيكون لها عشرة.

(ولو اعتبرت نصف نصيب كل واحد من األبوين، استوى األولوالرابع في كون الفريضة ستين) ليكون لكل منهما أحد عشر. ومنع المصريمن الرد تمسكا بأنه خالف األصل، وأن ما يثبت في األنثى باإلجماع وكون

الخنثى يرث نصف نصيب األنثى معارض بإرثه نصف نصيب الذكر.(الخامس: أبوان وخنثيان، لألبوين السدسان والباقي للخنثيين،

الفريضة من ستة، لألبوين سهمان ولكل خنثى سهمان على جميع الطرق،إذ ال رد هنا) فإنهما إن كانتا أنثيين كان لهما الثلثان، وإن كانا ابنين أو ذكرا وانثى

كان لهما الباقي بال فرض.(ولو كان معهما أحد األبوين فله تارة) وهي حالة كونهما ابنين أو

مختلفين (السدس، وتارة) وهي حالة كونهما بنتين (الخمس، نضربخمسة في ستة فتبلغ ثالثين ثم اثنين في ثالثين، فلألب تارة الخمس اثنا

عشر وتارة السدس عشرة، فله نصفهما أحد عشر) أو نقول: له سهم في ستةوسهم في خمسة يبلغ أحد عشر (والباقي للخناثى بالسوية) لما سيأتي من

تساويهم لتساويهم في االحتمال (وكذا باقي الطرق) أما على الثالث فإن كالمن األب والخنثيين يدعي اثنين زيادة على المتيقن فنقسمها نصفين (وعلىالعول) تصح (من أحد وثالثين) فإن األب يدعي الخمس والخنثيين يدعيان

خمسة أسداس فضربنا الخمسة في الستة يبلغ ثالثين تعول إلى أحد وثالثين، فإنهيدعي ستة وهما يدعيان خمسة وعشرين. وأما على الرابع فتقسم ثالثين بينهم

أسداسا لألب خمسة ولهما خمسة وعشرون وثالثين أخماسا فيجتمع لألب أحدعشر ولهما تسعة وأربعون. وأما الطريق الثاني فال يوافق هنا تلك الطرق، فإنه

(٤٩٣)

Page 512: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

يكون لألب اثنا عشر فإنهما بمنزلة ثالث بنات فتقسم التركة عليهم أخماسا.(السادس: أحد األبوين وخنثى، الفريضة من أربعة وعشرين، لألب

خمسة، والباقي للخنثى إن جعلنا له نصف) نصيب (ابن ونصف) نصيب(بنت) فإنها على الذكورة من ستة وعلى األنوثة من أربعة فضربنا وفق إحداهما

في االخرى بلغت اثنا عشر، لألب اثنان على األول، وثالثة على الثاني، ولهاعشرة على األول، وتسعة على الثاني، وليس للتسعة وال للثالثة نصف فضربنااثنين في اثنا عشر، فلألب أربعة على تقدير، وستة على آخر أعطيناه خمسة،

وللخنثى عشرون على تقدير وثمانية عشر على آخر فأعطيناه تسعة عشر.(وكذا على الطريق األول) فإن لألب سهما من ستة مضروبا في اثنين

وفق األربعة، وسهما من أربعة مضروبا في ثالثة وفق الستة وذلك خمسة، وللخنثىخمسة أسهم من ستة في اثنين وثالثة من أربعة في ثالثة وذلك تسعة عشر. (و)

كذا على (الثالث، ألن لألم) مثال (السدس بيقين) وهي تدعي نصف سدسآخر (وللخنثى ثالثة أرباع بيقين) وهي تدعي زيادة نصف سدس (ويقسمنصف السدس) وهو اثنان من أربعة وعشرين (بينهما) فيكون لألم خمسةوالباقي للخنثى (وكذا على الرابع) فإن لألم من اثني عشر اثنين ومن اثني

عشر ثالثة، وللخنثى من اثني عشر عشرة ومن اثني عشر تسعة.(وعلى الثاني) نقول: يتفاوت سهم االم على تقدير وحدة البنت وتعددها،

فهل التفاوت باعتبار البنت الزائدة خاصة أو باعتبار المجموع؟ وجهان: مناحتمال النص (١) والدوران، وضعفهما بين. ومن تعليق الحكم بالعدد وتساوي

البنتين في صحة اإلسناد فال ترجح إحداهما بال مرجح، وهو األجود. فنقول: (إن--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٤٦٣ ب ١٧ من أبواب ميراث األبوين واألوالد.

(٤٩٤)

Page 513: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

جعلنا التفاوت باعتبار البنت الزائدة، احتمل أن تكون الفريضة من أربعين،لألم تسعة، ألن لألم مع البنت الواحدة الربع ومع البنتين الخمس)

والتفاوت بينهما جزء من عشرين جزء (فلها) مع بنت ونصف (نصفالتفاوت) فنضرب اثنين في العشرين يبلغ أربعين، لألم خمسها ثمانية ونصف

التفاوت بين الربع والخمس وهو جزء من أربعين جزء، وللخنثى أحد وثالثونألنها إن كانت بنتا كان لها ثالثون، وإن كانت بنتين كان لها اثنان وثالثون، فلها

ثالثون ونصف التفاوت (و) احتمل (أن تكون) الفريضة (من ستةوثالثين، ألن األصل) بال نظر إلى الرد (ستة، لألم السدس، وللبنت ثالثة،ولنصف البنت نصف سهم) أي سدس فإن للبنتين أربعة (فإن ضربت اثنين

في ستة) ليكون للسدس نصف صحيح (بلغ اثني عشر) لألم اثنان، وللخنثىسبعة وهي مجموع النصف ونصف التفاوت بين النصف والثالثين وذلك تسعة،

تبقى ثالثة ترد عليهما كذلك (و) بين التسعة واالثنى عشر توافق بالثلث فإن(ضربت ثالثة الوفق في اثني عشر يصير ستة وثالثين، لألم بالتسمية ستة

وبالرد سهمان، والباقي للخنثى، أو يضرب تسعة) حاصلة من بسط سهاماالم والبنت ونصفها وهي أربعة ونصف من جنس الكسر (في ستة) أصل

الفريضة (فيبلغ أربعة وخمسين، لألم اثنا عشر بالتسمية والرد) فتسعةبالتسمية وثالثة بالرد، والباقي للخنثى ويكفي ضرب التسعة في وفق الستة

للتوافق بالثلث فيبلغ ثمانية عشر، لألم أربعة ثالثة فرضا وواحد ردا.(وإن جعلنا التفاوت باعتبار مجموع الزائدة والبنت األصلية، احتمل

أن تكون الفريضة من ثمانين، ألن لألم مع البنتين الخمس ومع البنتالربع، فالتفاوت وهو سهم من عشرين، للخنثى ثالثة أرباعه) ألنها ثالثة

أرباع البنتين، وإذ ليس للواحد ربع صحيح (نضرب أربعة في عشرين) تبلغ

(٤٩٥)

Page 514: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ثمانين (لألم الخمس ستة عشر وربع التفاوت وهو سهم) من ثمانين(وللخنثى ثالثة وستون).

(واألجود أن) يقطع النظر أوال عن الرد وينظر إلى ما لكل منهما فرضا ثميرد عليهما الباقي بالنسبة. وذلك بأن (يقال: لألم السدس) تسمية (وللخنثى

نصف وثالثة أرباع سدس) تسمية، ألنها لو كانت بنتين كان لها الثلثان، ولوكانت بنتا كان لها النصف، فلما كانت بمنزلة بنت ونصف كان لها ثالثة أرباع الزائد

للبنتين على بنت، وهي ثالثة أرباع سدس (والمخرج) لسدس له ربع (أربعةوعشرون، لألم بالتسمية أربعة، وللخنثى خمسة عشر) يبقى خمسة تقسم

عليهما بهذه النسبة (فإما أن) ال تنظر إلى التفصيل بالفرض والرد وتقتصر علىعدد يكون أربعة أسهم منه لألم وخمسة عشر للخنثى جملة، كما فعله الشيخ (١) و

(تجعل الفريضة تسعة عشر، أو نضرب تسعة عشر في أربعة وعشرين)ليمكن قسمة الخمس الباقية عليهما بتلك النسبة (تبلغ أربعمائة وستة

وخمسين، لألم من كل تسعة عشر سهما أربعة) يجتمع لها (ستة وتسعون،والباقي للخنثى، وعلى العول) تصح (من) اثني عشر تعول إلى (ثالثة

عشر) فإن االم تدعي الربع والخنثى خمسة أسداس.(السابع: أحد األبوين وانثى وخنثى، فعلى األول: نضرب مخرج

الخمس) الذي لألب على األنوثة (في مخرج السدس) الذي له علىالذكورة (ثم اثنين في المجتمع، ثم مخرج الثلث) الذي البد منه على

الذكورية (في المرتفع، وذلك مائة وثمانون) أو مسألة األنوثة خمسة ومسألةالذكورة ثمانية عشر ضربنا إحداهما في االخرى والحاصل في اثنين (لألبعلى تقدير الذكورة ثالثون، وللخنثى مائة، ولألنثى خمسون. وعلى تقدير

--------------------(١) المبسوط: ج ٤ ص ١١٦.

(٤٩٦)

Page 515: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

األنوثة لألب الخمس ستة وثالثون، وللخنثى اثنان وسبعون، وكذا األنثى،فنأخذ نصف نصيب كل واحد) منهم على التقديرين (فهو فرضه، فلألب

ثالثة وثالثون، وللخنثى ستة وثمانون، ولألنثى أحد وستون) أو نقول:المسألة على األنوثة من خمسة، وعلى الذكورة من ثمانية عشر، ولألب سهم من

خمسة نضربه في ثمانية عشر وثالثة أسهم من ثمانية عشر نضربها في خمسةوالمجموع ثالثة وثالثون، ولألنثى سهمان من خمسة في ثمانية عشر وخمسة منثمانية عشر في خمسة والمجموع أحد وستون، وللخنثى سهمان في ثمانية عشر

وعشرة في خمسة يبلغ ستة وثمانين.(ويحتمل أن يقال: يضرب مسألة الخناثي) أي األنثى والخنثى خاصة(وهي اثنا عشر) ألن فريضة الذكورة ثالثة وفريضة األنوثة اثنان ضربنا

إحداهما في االخرى والمجتمع في اثنين (في مسألة االم وهي ستون) فإنلها نصف الخمس والسدس وهما أحد عشر من ثالثين وال نصف لها فنضرب فيها

اثنين (فتصير سبعمائة وعشرين، لألم السدس) فرضا (مائة وعشرون،وللبنت مائتان، وللخنثى مائتان وثمانون، إذ للبنت مع الخنثى خمسة من

اثنى عشر) فإن لها على الذكورة أربعة وعلى األنوثة ستة ونصف التفاوت واحد(وللخنثى سبعة) فإن لها على الذكورة ثمانية وعلى األنوثة ستة ونصفالتفاوت واحد (ويبقى الرد وهو مائة وعشرون، لألم على تقدير األنوثية

الخمس بالنسبة إليهما معا أربعة وعشرون، وتأخذ البنت من الباقيأربعين، والخنثى ستة وخمسين سهما).

(ثم يرجع الخنثى على األب) أو االم وال محذور في فرض االم أوال ثماألب (بنصف ما اخذ منه) أي الخنثى (من الرد وهو سبعة، ألنه إذا أخذ

أربعة وعشرين التي هي الرد منهما كان ما يأخذه من األنثى عشرة أسهم،

(٤٩٧)

Page 516: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ومن الخنثى أربعة عشر، ونصفها غير مستحق) له (ألنه نصف ذكر،فيصير مع األب سبعة عشر سهما، وله من األصل مائة وعشرون، فيصير له

مائة وسبعة وثالثون، وللخنثى ثالثمائة وثالثة وأربعون، ولألنثى مائتانوأربعون. وهذا) التردد بين االحتمالين (بناء على) أن (فرض الخنثىذكرا هل يقتضي سقوط الرد) على االم مثال (بالنسبة إلى البنت أيضا

مطلقا أو ال) يقتضي سقوطه إال بالنسبة إلى نفسه؟ وجهان متكافئان: من أنالفرض يقتضي كون الوارث ذكرا أو انثى وكون التركة بينهما للذكر ضعف األنثى

من غير فرض ألحد منهما وهو ينفي الرد بالنسبة إليهما، ومن أن األصل أنالفرض ال يؤثر إال في المفروض، وأن اليقين للبنت ما ينقص بالرد لكن األصل

عدم الرد على االم مثال (وبالجملة فقه هذه المسألة ال ينفك عن عسر ما)لتكافؤ االحتمالين، وانتفاء النص.

(وعلى الطريق الثاني لألم نصف سدس ونصف خمس، ومخرجهماستون) إذ ال نصف لسدس الثلثين (تضربها في خمسة) هي (فريضة األنثى

والخنثى تبلغ ثالثمائة، لألم خمسة وخمسون، وللبنت ثمانية وتسعون،وللخنثى مائة وسبعة وأربعون) هذا إن سقط الرد على االم بفرض ذكورية

الخنثى بالنسبة إلى البنت أيضا.(وعلى االحتمال الثاني) وهو أن ال يسقط الرد إال بالنسبة إلى الخنثى(نقول: قد عرفت أن فريضة الخنثى واألنثى خمسة، ولألم من حصةالبنت خمسها، ومن نصف حصة الخنثى سدسه، ومن النصف اآلخر

خمسه، فنضرب خمسة) هي فريضة األنثى والخنثى (في خمسة) ليكونلخمسها خمس (تصير خمسة وعشرين، للخنثى خمسة عشر ليس لها

نصف، تضرب اثنين في األصل يصير خمسين، للخنثى ثالثون ليس

(٤٩٨)

Page 517: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لنصفها نصف) فليس له سدس، فإن كل عدد له سدس فله نصف، فعبر بنفي الالزمعن نفي الملزوم لتعلم أنه يكفي أن (تضرب اثنين في خمسين يبلغ مائة) أو

نقول: إنها تأخذ من واحد ونصف خمسا وهو خمس ونصف خمس ومخرجهعشرة، ومن واحد ونصف سدسا وهو ربع مخرجه أربعة، وهي توافق العشرة

بالنصف، فنضرب اثنين في العشرة ثم العشرين في الخمسة التي هي أصل المسألةيبلغ مائة (لالنثى أربعون تأخذ االم منها) خمسها (ثمانية، وللخنثى ستون

تأخذ) االم (من نصفها ستة ومن نصفها اآلخر خمسة يتكمل لها تسعةعشر، ولألنثى اثنان وثالثون، وللخنثى تسعة وأربعون).

(ويحتمل أن يكون لألم من سهم الخنثى سدس ثلثيه وخمس ثلثه)ألن ما يحصل للخنثى فثلثاه للذكورة وثلثه لألنوثة، ألن للذكر ضعف األنثى(نضرب خمسة في خمسة) هي مسألة األنثى والخنثى ليكون للثلث خمس

يبلغ خمسة وعشرين، للخنثى خمسة عشر ثلثها خمسة ولها خمس صحيح (ثم)أردنا أن نأخذ سدس ثلثيها وهي عشرة لم يكن لها سدس فنضرب (ثالثة) هي

(وفق الستة مع المنكسر) عليها (من حصة الخنثى) وهو العشرة (فيالمرتفع) وهو خمسة وعشرون يبلغ خمسة وسبعين (لألم من حصة األنثى)

وهي ثالثون خمسها (ستة، ومن ثلثي حصة الخنثى) وهي (خمسة)وأربعون وثلثاها سدسهما خمسة (ومن ثلثها) خمسة (ثالثة، يتكمل) لها

(أربعة عشر، ولألنثى أربعة وعشرون، وللخنثى سبعة وثالثون).(و) يحتمل أن (ينعكس الحال في الخنثى، فتأخذ االم من ثلثي حصتها

الخمس كالبنت) أي كما تأخذ من تمام حصتها الخمس (ومن الثلث السدسألنه) أي الثلث (الزائد) في حصة الخنثى (على حصة البنت، ألن لألم أنتعول الزائد باعتبار فرض الذكورية) إنما (هو السهم الزائد) على نصيب

(٤٩٩)

Page 518: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

البنت وهو خمس التركة وثلث نصيب الخنثى، فإنما ينقص من نصيب االم بالنسبةإليه خاصة (يضرب خمسة في خمسة) ليكون للخمسين اللذين هما ثلثا

حصة الخنثى خمس يبلغ خمسة وعشرين (ثم ستة في المرتفع) ألن ثلث ماللخنثى خمسة وال سدس لها وهي تباين الستة يبلغ مائة وخمسين، أو نقول

المأخوذ من ثلثي حصتها خمس مخرجة خمسة ومن ثلثها سدس مخرجه ستة،فنضرب الخمسة في الستة ثم الثلثين في األصل وهي خمسة يبلغ مائة وخمسين

(لألم من سهم األنثى) وهو ستون خمسه (اثنا عشر، وكذا من ثلثي سهمالخنثى، ومن الثلث) وهو ثالثون سدسه (خمسة يتكمل لها تسعة

وعشرون، ولألنثى ثمانية وأربعون، وللخنثى ثالثة وسبعون).(وعلى الطريق الثالث: االم تدعي الخمس ستة وثالثين من مائة

وثمانين) حاصلة من ضرب خمسة في ستة ثم ثالثين في ثالثة ثم تسعين فياثنين فيحصل عدد له خمس وسدس وتسع ويكون لما يدعيه كل منهم نصف

(ولها باليقين السدس ثالثون، والبنت تدعي الخمسين اثنين وسبعين ولهابيقين ثلث الباقي بعد السدس وهو سدس) األصل (وثلثا سدس

خمسون) من مائة وثمانين (والخنثى تدعي ثلثي الباقي بعد السدس وهونصف) األصل (ونصف تسع وهو مائة، وله بيقين الخمسان اثنان

وسبعون، فيقع التنازع في ثمانية وعشرين، فالخنثى تدعيها أجمع فتعطىنصفها أربعة عشر، واألم تدعي منها ستة فتعطى ثالثة، والبنت تدعي اثنين

وعشرين تعطى أحد عشر. وهذا الطريق ينسحب على االحتمال األولخاصة) وهو سقوط الرد بالنسبة إلى البنت والخنثى جميعا، إذ على االحتمال

اآلخر يكون لها أزيد من نصف ما تدعيه، فهنا يكون لها أربعة وربع، فإن الستةالتي تدعيها نبسطها انصافا نأخذ خمسة منها من البنت وسبعة من الخنثى، وعلى

(٥٠٠)

Page 519: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

االحتمال تسلم لها الخمسة التي تأخذها من البنت ونصف ما تأخذه من الخنثى،وإن أعطيناها من سهم الخنثى سدس ثلثيه وخمس ثلثه كان لها ثالثة وثلثان، فإن

لها حينئذ من السبعة ثلثها وإن عكسنا كان لها خمسة إال سدسا.(وعلى العول االم تدعي الخمس، والخنثى تدعي خمسة أتساع)

فإن السدس الذي تأخذه االم تسع ونصف تسع فإذا أخذته بقيت سبعة أتساعونصف والخنثى يدعي الذكورية والقسمة أثالثا فيكون لها خمسة، وللبنت تسعان

ونصف (واألنثى) تدعي (الخمسين، ومخرج ذلك خمسة وأربعون سهما،لألم خمس تسعة، وللبنت خمسان ثمانية عشر، وللخنثى خمسة أتساع

خمسة وعشرون، فالمجموع اثنان وخمسون يعول بسبعة).(وعلى الطريق الرابع: يطلب ماال له نصف، ولنصفه خمس) ألن أحد

النصفين يقسم عليهما أخماسا (وسدس) ألن النصف اآلخر سدسه لألم(ولسدس النصف ثلث) ألنه تقسم الخمسة األسداس الباقية من ذلك النصف

أثالثا (نضرب اثنين في خمسة، ثم ستة في المجتمع ثم ثالثة في المرتفعتبلغ مائة وثمانين يقسم) نصفها (تسعين أخماسا، لألم ثمانية عشر،

وللبنت ستة وثالثون وكذا الخنثى ويقسم تسعين أسداسا، لألم خمسةعشر. ثم نقسم الباقي أثالثا، للبنت خمسة وعشرون، وللخنثى خمسون،فيكمل لألم ثالثة وثالثون، وللبنت أحد وستون، وللخنثى ستة وثمانون).

(الثامن: لو تعددت الخناثى تساووا في الميراث، لتساويهم فياالستحقاق) وسببه (إن لم نقل بعد األضالع وال القرعة، وحينئذ يحتمل

أن ينزلوا حالين) فقط (تارة ذكورا واخرى إناثا كما يفعل بالواحد)إلطالق النص (١) والفتوى بأن للخنثى نصف ما للذكر وما لالنثى، وهو أعم من أن

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٤ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى.

(٥٠١)

Page 520: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تجتمع معها اخرى أو ال.(و) يحتمل (أن ينزلوا بعدد أحوالهم) المحتملة فكلما زاد واحد

تضاعف االحتماالت المتقدمة، فإن لكل واحد حالين (فلالثنين أربعةأحوال) ذكورتهما، وأنوثتهما، وذكورة واحد وأنوثة اآلخر، وعكسه (وللثالثة

ثمانية، ولألربعة ستة عشر، وللخمسة اثنان وثالثون حاال، وهكذا ثمتجمع مالهم في األحوال كلها فيقسم على عدد أحوالهم، فما خرج

بالقسمة فهو لهم) بالسوية (إن كانوا من جهة واحدة) كاألوالد واإلخوةمن جهة واحدة (وإن كانوا من جهات) كأخ لألب مع أخ لألم (جمعت ما

لكل واحد منهم في) جميع (األحوال وقسمته على عدد األحوالفالخارج بالقسمة هو نصيبه) وبعدد أحوالهم يتعدد أحوال الورثة غيرهم

فيفعل بهم كذلك.(فلو خلف بنتا وخنثيين فعلى األول: تضرب ثالثة) هي فريضة

أنوثتهما (في خمسة) هي فريضة ذكورتهما (ثم اثنين في المجتمع تبلغثالثين، للبنت حال الذكورية) خمسها (ستة وحال األنوثة ثلثها عشرة،

فلها نصفهما ثمانية، ولكل خنثى أحد عشر هي مجموع نصف اثني عشرالحاصلة حال الذكورية، ونصف عشرة الحاصلة حال األنوثة).(وعلى الثاني: يفرض لكل وارث حالين آخرين، فيفرض أكبر

الخنثيين ذكرا وأصغرهما انثى، وبالعكس، فيكون لكل خنثى في حالذكوريتهما إثنا عشر، وفي حال أنوثيتهما عشرة، وللكبرى حال فرضها)خاصة (ذكرا خمسة عشرة، ولألخرى) حينئذ (سبعة ونصف، وللصغرى

حال فرضها) خاصة (ذكرا خمسة عشرة، وللكبرى) حينئذ (سبعةونصف) (وللبنت في الفرض األول) أي ذكوريتهما (ستة، وفي الثاني

(٥٠٢)

Page 521: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عشرة، وفي) كل من (الفرضين اآلخرين سبعة ونصف، فنأخذ لكل وارثربع ما حصل له في) جميع (األحوال) وهو معنى (ونجمعها) أو نأخذ ربع

ماله في حال ونجمع األرباع (فهو نصيبه، فللبنت سبعة وثالثة أرباع، وذلكربع ما حصل لها في األحوال األربعة) وهو أحد وثالثون (ولكل خنثى

أحد عشر سهما وثمن سهم) ربع أربعة وأربعين ونصف، ولك أن تجمع ماللخنثيين في األحوال األربعة وهو تسعة وثمانون وتأخذ ربعها وهو اثنان

وعشرون وربع فتعطيهما جميعا بالسوية.(فقد حصل التفاوت) في األنصباء (بين االحتمالين، واألخير أعدل،

لما فيه من إعطاء كل واحد بحسب ما فيه من االحتمال) فيه نفسه وفيمشاركيه في اإلرث (وفي األول يعطي ببعض االحتماالت دون بعض، وهو

تحكم، لكن هنا يحتاج إلى زيادة ضرب للفرض اآلخر) بل الفرضينفيضرب ثمانية في الثالثين التي هي المسألة على األول، لمكان ثمن السهم يبلغ

مائتين وأربعين، للبنت اثنان وستون، ولكل خنثى تسعة وثمانون.(ولو كان عوض األنثى ذكرا، فعلى االكتفاء باالحتمالين نضرب

أربعة) فريضة األنوثة (في ثالثة) فريضة الذكورة (ثم اثنين في المجتمع،فللذكر عشرة) نصف ثمانية واثني عشر (ولكل خنثى سبعة) نصف ثمانية

وستة. (وعلى تقدير االحتماالت، نفرض األكبر ذكرا واألصغر انثى)وبالعكس وعلى كل (فالفريضة من خمسة نضربها في أربعة وعشرين تصير

مائة وعشرين، فعلى تقدير ذكورية الجميع لكل وارث أربعون، وعلىتقدير أنوثية الجميع للذكر ستون ولكل خنثى ثالثون، وعلى تقدير

ذكورية األكبر) خاصة (يكون له ثمانية وأربعون، وكذا للذكر، ولألصغرأربعة وعشرون).

(٥٠٣)

Page 522: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وبالعكس يكون لألكبر أربعة وعشرون، ولألصغر) وكذا للذكر(ثمانية وأربعون، فللذكر ربع ما حصل له في األحوال األربعة) وهو مائة

وستة وتسعون وربعها (تسعة وأربعون، ولكل خنثى خمسة وثالثون سهماونصف) ربع مائة واثنين وأربعين.

(وعلى االكتفاء باالحتمالين، يكون للذكر من مائة وعشرينخمسون) فإن له على الذكورة أربعين، وعلى األنوثة ستين (ولكل خنثىخمسة وثالثون) فإن له على الذكورة أربعين وعلى األنوثة ثالثين (فيظهر

التفاوت) بين االحتمالين (واألخير أصوب) لما عرفت.(ولو كان مع الخنثيين أحد األبوين فله الخمس تارة) وهي على

أنوثتهما (والسدس اخرى) وهي على االحتماالت الباقية (وتصح الفريضةمن مائة وعشرين) نضرب خمسة في ستة ثم اثنين في ثالثين، لألب

باالحتمالين اثنان وعشرون كما ينص عليه، فله أحد عشر، يبقى تسعة وأربعون الينقسم على الخنثيين نضرب اثنين في الستين (فإن اكتفينا باالحتمالين

فلألب) عشرون تارة وأربعة وعشرون اخرى فله نصفهما (اثنان وعشرون،وإن أوجبنا) اعتبار (االحتماالت فله حال ذكوريتهما) السدس

(عشرون، وكذا حال ذكورية األكبر خاصة، وحال ذكورية األصغرخاصة، وله حال أنوثيتهما) الخمس (أربعة وعشرون، فله ربع المجموع،

وذلك أحد وعشرون، فينقص سهما) عما له على األول (ألن األربعةيأخذها في حال ويسقط في ثالثة أحوال فكان له ربعها) لما اعتبرت

األحوال األربعة، ولما لم تعتبر إال حالتان اعتبر نصفها.(التاسع: إن جعلنا الخنثى تمنع من الرد في النصف) أي نصف نصيب

من يرد عليه بما يرد عليه (باعتبار نصف الذكورية احتمل مع تعدد الخناثى

(٥٠٤)

Page 523: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

سقوط الرد) بالكلية (فإن األب) مثال (يمنع من نصف الرد بنصفالذكورية في أحدهما، ومن النصف اآلخر بالذكورية من اآلخر، وذلك ألنفي كل واحد منهما اعتبار نصف ذكر، ففيهما) معا (اعتبار ذكر، والذكر)

الكامل (مانع من الرد) مطلقا.(ويحتمل عدم ذلك، فيحصل) له (نصف الرد) أبدا وإن بلغ عدد

الخناثى ما بلغ (إن اكتفينا باالحتمالين، وإال) نكتف بهما (فبحسب تعدداالحتماالت) فالخنثيان يمنعانه من ثالثة أرباع الرد، وله ربعه الحتمال

أنوثيتهما، والثالثة يمنعونه من سبعة أثمانه، وهكذا. واألقوى أن ال يسقط من الردإال نصفه، إذ ال يتفاوت الرد بوحدة الذكر وتعدده.

(العاشر: العمل في سهم الخناثى من اإلخوة من األبوين أو األبوالعمومة وأوالدهم كما ذكرنا في األوالد، فلو فرضنا جدا ألب وأخا له

خنثى فعلى تقدير الذكورية المال) بينهما (نصفان، وعلى تقدير األنوثةالمال أثالثا، نضرب اثنين في ثالثة تصير ستة ثم نضرب اثنين في ستة

تبلغ اثنى عشر، فللجد سبعة) نصف ستة وثمانية (وللخنثى خمسة) نصفستة وأربعة (ولو كانت) مع األخ الخنثى (جدة فبالعكس).

(أما اإلخوة من االم أو األخوال وأوالدهم فال حاجة في حسابهمإلى هذا العمل، لتساوي الذكور واإلناث) منهم.

(وهل يصح أن يكون اآلباء واألجداد خناثى؟ قيل: نعم، حتى لوكان الخنثى زوجا) أ (و زوجة فله نصف ميراث الزوج ونصف

ميراث الزوجة).قال في المبسوط: وال يتقدر في الخنثى أن يكون أبا واما، ألنه متى كان أبا

كان ذكرا بيقين، ومتى كان اما كانت انثى بيقين، ويتقدر أن يكون زوجا أو زوجة

(٥٠٥)

Page 524: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

على ما روي في بعض األخبار، فإن كان زوجا أو زوجة كان له نصف ميراثالزوج ونصف ميراث الزوجة (١) انتهى.

فأشار المصنف إلى أن من جوز فيها أن يكون زوجا وزوجة فالبد من أنيجوز كونها أبا واما، فما قدمه من النفي لعله إنما أراد بالنسبة إلى شخص واحد

يعلم أنه أولده أو ولده. ثم ما ذكره الشيخ من توريثه نصف نصيب الزوج ونصفنصيب الزوجة إنما يتم مع االشتباه، وذلك بأن تزوج خنثى خنثى وصححنا العقدوماتا متعاقبين ولم تقسم تركتهما واشتبه األمر علينا فلم نعلم أيهما الزوج وأيهما

الزوجة. ومع ذلك ففي الحكم بإعطاء نصف النصيبين نظر، فإن القريب إنما اضطرناإلى إيراثه كذلك أن الواقع لم يكن يخلو عن إرثه. وهنا يحتمل كونهما ذكرين

وأنثيين وعليهما ال نكاح فال إرث. ويندفع بفرض ولد بينهما ال يعلم أيهما أولده أووإن علم على ما في الخبر اآلتي.

وقال القاضي: الخنثى إذا تزوج من خنثى على أن الواحدة منهما رجلواآلخر امرأة من قبل أن يتبين أمرهما أوقف النكاح إلى أن يتبين، فإن مات

أحدهما قبل بيان أمرهما لم يتوارثا (٢).وهو صحيح، لجواز فساد النكاح بذكورتهما أو أنوثتهما، وال يخالف ما في

المبسوط لما نزلناه على ما يعلم به انتفاء االحتمالين من وجود ولد بينهما.(واألقرب المنع) من كونهم خناثى، لما سمعته من عبارة المبسوط (إال)

على (ما روي) في الحسن عن محمد بن قيس عن الباقر (عليه السالم) (٣) (من أنامرأة

ولدت وأولدت) على عهد أمير المؤمنين (عليه السالم) (فعلى هذه الرواية تشكلالنسبة بينهما) أي الولدين باإلخوة (إذ هي ام ألحدهما وأب لآلخر،

--------------------(١) المبسوط: ج ٤ ص ١١٧.(٢) المهذب: ج ٢ ص ١٧٢.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٦ ب ٢ من أبواب ميراث الخنثى ح ٥.

(٥٠٦)

Page 525: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ويشترط في إضافة اإلخوة اتحاد أحدهما بينهما، وهو منفي هنا).(مسائل) أربع:

(االولى: من ليس له فرج الرجال وال النساء) قال في التحرير: كما نقلعن شخص وجد ليس في قبله إال لحمة نابتة كالربوة يرشح البول منها رشحا،

وليس له قبل، وعن آخر: ليس له إال مخرج واحد بين المخرجين منه يتغوط ومنهيبول، وعن آخر: ليس له مخرج ال قبل وال دبر وإنما يتقيأ ما يأكله ويشربه (١)

(يورث بالقرعة) في المشهور. وفي السرائر بغير خالف بين أصحابنا (٢)لإلشكال، واألخبار (٣) (فيكتب على سهم " عبد الله " و على سهم " أمة الله "

ويستخرج بعد الدعاء فيورث على ما يخرج عليه) ففي الصحيح: أنالفضيل بن يسار سأل الصادق (عليه السالم) عن مولود ليس له ما للرجال وليس له ما

للنساء، قال: يقرع اإلمام أو المقرع به يكتب على سهم " عبد الله " ويكتب علىسهم " أمة الله " ثم يقول اإلمام أو المقرع: اللهم أنت الله ال إله إال أنت، عالم الغيب

والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، بين لنا أمر هذا المولودحتى يورث ما فرضت له في الكتاب، ثم يطرح السهمان في سهام مبهمة، ثم يجال

السهم على ما خرج ورث عليه (٤). وفي عدة أخبار (٥): أن اإلمام يجلس ويجلسعنده ناس من المسلمين فيدعون الله ويجال السهم عليه على أي ميراث يورث.

والظاهر استحباب الدعاء كما في الدروس (٦). وذهب ابنا حمزة (٧) والجنيد (٨)إلى

--------------------(١) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٥ س ١٠.

(٢) السرائر: ج ٣ ص ٢٧٧.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٩ ب ٤ من أبواب ميراث الخنثى.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨٠ ب ٤ من أبواب ميراث الخنثى ح ٢.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٧٩ و ٥٨٠ و ٥٨١ ب ٤ من أبواب ميراث الخنثى ح ١ و ٣ و ٤.

(٦) الدروس الشرعية: ج ٢ ص ٣٨١ درس ١٩٣.(٧) الوسيلة: ص ٤٠١.

(٨) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٧٩.

(٥٠٧)

Page 526: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

اعتبار البول، فإن كان يبول على مباله فهو انثى، وإن كان تنحى البول فهو ذكر.ومال إليه الشيخ في االستبصار (١) وجعل األول أولى وأحوط. ومستنده مرسل ابن

بكير عنهم (عليهم السالم) قال: إن كان إذا بال يتنحى بوله ورث ميراث الذكر، وإنكان ال

يتنحى بوله ورث ميراث األنثى (٢).وعن الحسن (عليه السالم) في جواب مسائل ملك الروم - التي سأل عنها معاوية لعنهالله - ينتظر به الحلم، فإن كان امرأة بان ثدياها، وإن كان رجال خرجت لحيته، وإال

قيل له: يبول على الحائط، فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل، وإن نكص كماينكص بول البعير فهي امرأة (٣).

(الثانية: من له رأسان وبدنان على حقو واحد) كما حكى عن أبيجميلة: أنه رأى بفارس امرأة لها رأسان وصدران في حقو واحد، تغار هذه علىهذه وهذه على هذه. وعن غيره: أنه رأى رجال كذلك، وكانا حائكين يعمالنجميعا على حقو واحد (٤) (يوقظ أحدهما، فإن انتبها) معا (فهما واحد، وإن

انتبه أحدهما خاصة فهما اثنان في الميراث) لخبر حريز عن الصادق (عليه السالم)قال: ولد على عهد أمير المؤمنين (عليه السالم) مولود له رأسان وصدران في حقو

واحد،فسئل أمير المؤمنين (عليه السالم) يورث ميراث اثنين أو واحد؟ فقال: يترك حتى ينام

ثميصاح به فإن انتبها جميعا معا كان له ميراث واحد، وإن انتبه واحد وبقى اآلخر

نائما يورث ميراث اثنين (٥). والخبر وإن ضعف لكنهم عملوا به من غير خالف. والينافيه قوله تعالى: " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه " (٦) لجواز أن يراد قلبين

--------------------(١) االستبصار: ج ٤ ص ١٨٧ ذيل الحديث ٧٠٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨١ ب ٤ من أبواب ميراث الخنثى ح ٥.(٣) الخصال: ص ٤٤١ ح ٣٣.

(٤) تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٥٨ ح ١٢٧٩.(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٨١ ب ٥ من أبواب ميراث الخنثى وشبهه ح ١.

(٦) األحزاب: ٤.

(٥٠٨)

Page 527: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

متضادين كان يحب بأحدهما شيئا ويكرهه باآلخر، أو يحب بأحدهما قوماوباآلخر أعداؤهم كما ورد في الخبر (١). قال الشيخ في التبيان: ليس يمتنع أنيوجد قلبان في جوف واحد إذا كان ما يوجد فيهما يرجع إلى حي واحد وإنما

المتنافي أن يرجع ما يوجد فيهما إلى حيين، وذلك محال (٢) (وكذا التفصيل فيالشهادة) والحجب (أما التكليف فاثنان) فيه (مطلقا) أي يجب في الطهارة

غسل األعضاء جميعا، وفي الصالة - مثال - أن يصليا فال يجزئ فعل أحدهما عنفعل اآلخر ليحصل يقين الخروج عن العهدة. وهل يجوز صالة أحدهما منفردا عن

اآلخر ويكفيه في الطهارة غسل أعضاءه خاصة؟ يحتمل البناء على االختبارباالنتباه فإن اتحدا لم يجز من باب المقدمة، ووجوب االجتماع مطلقا، لقيام

االحتمال، وضعف الخبر، واختصاصه باإلرث (٣) (وفي النكاح واحد) التحادالحقو وما تحته. (وإن كان انثى) فيجوز لمن تزوجها أن يتزوج ثالثا آخر، لكن

البد في العقد من رضاهما وإيجابهما أو قبولهما. (وال قصاص على أحدهماوإن تعمد مطلقا) ألدائه إلى إيالم اآلخر أو إتالفه.

(ولو تشاركا) في الجناية (ففي الرد) لما زاد عن دية واحدالقتصاصهما (مع االنتباه ال دفعة إشكال) من أن الشارع جعله عالمة للتعدد

ولذا ورثه ميراثين، ومن أصالة عدم الرد وعدم العلم بسببه لضعف الخبرواختصاصه باإلرث. (و) مع االنتباه (دفعة أشكل) فإنه يتقوى أصل عدم الرد

بعالمة الوحدة، ومن احتمال التعدد.(الثالثة: ال يشترط في ميراث الحمل كونه حيا) أي تكونه حيا (عند

--------------------(١) التبيان: ج ٨ ص ٣١٤.(٢) التبيان: ج ٨ ص ٣١٤.

(٣) في ق، ن، ل زيادة ما يلي: وكذا إذا توضأ أحدهما فهل يصح صالته أو صالة آخر أوصالتهما ومفهوم اإلثنينية جواز االنفراد وصحة الصالة من غسل أعضائه خاصة.

(٥٠٩)

Page 528: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

موت المورث، حتى أنه لو ولد لستة أشهر من موت الواطئ ورث. وكذالو ولد ألقصى الحمل إذا لم يتزوج نعم يشترط انفصاله حيا) مستقر الحياة،

أو مطلقا على ما مر من الخالف.(ولو ترك الميت) مع الحمل (ذا فرضين، أعلى وأدون - كأحد

الزوجين أو األبوين - اعطي ذو الفرض نصيبه األدنى وحبس الباقي، فإنسقط ميتا أكمل له، وإال فال).

(ولو كان للميت) مع الحمل (ابن موجود اعطي الثلث) لعدم جريانالعادة بأزيد من توأمين ذكرين. وللعامة قول آخر بأنه يدفع إليه الخمس (١) وآخر

بأنه ال يدفع إليه شيء (٢) وآخر بأنه إنما يوقف نصيب واحد ويؤخذ من الورثةضمين (٣) وأجاز الشيخ في الخالف (٤) العمل به (ولو كان الموجود بنتا أعطيت

الخمس) لذلك.(ولو خلف ابنا وبنتا وحمال، فاالحتماالت الممكنة التي ال تخرج

إلى الشذوذ في الحمل عشرة، فإذا أردت فريضة واحدة تنقسم) عليهم(على جميع التقادير ثلث الفريضة، على تقدير عدمه ثالثة، وعلى تقدير

كونه ذكرا خمسة، وعلى تقدير كونه انثى أربعة، وعلى تقدير كونه خنثىتسعة) على تنزيلها منزلة بنت ونصف بنت (وعلى تقدير كونه ذكرين سبعة،

وعلى تقدير كونه أنثيين خمسة، وعلى تقدير كونه خنثيين اثنا عشر)على تنزيلهما منزلة ثالث بنات. (وعلى تقدير كونه ذكرا وانثى ستة، وعلى

تقدير كونه ذكرا وخنثى ثالثة عشر) على التنزيل. (وعلى تقدير كونهخنثى وانثى أحد عشر) ثم يسقط كل فريضة دخلت في اخرى وهي الثالثة

--------------------(١) المجموع: ج ١٦ ص ١١١.(٢) المجموع: ج ١٦ ص ١١١.

(٣) المبسوط للسرخسي: ج ٣٠ ص ٥٢.(٤) الخالف: ج ٤ ص ١١٣ المسألة ١٢٥.

(٥١٠)

Page 529: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

واألربعة والستة، وإحدى المتماثلتين وهي الخمسة.و (تضرب سبعة في ثالثة عشر، ثم أحد عشر في المرتفع وهو أحدوتسعون يكون ألفا وواحدا، ثم خمسة في ذلك يكون خمسة آالفوخمسة، ثم وفق التسعة في اثنا عشر يكون ستة وثالثين، تضربها في

خمسة آالف وخمسة تصير مائة ألف وثمانين ألفا ومائة وثمانين سهما.فعلى تقدير أن يكون) الحمل (ذكرا أو أنثيين يقسم) عليهم (أخماسا:

للبنت ستة وثالثون ألفا وستة وثالثون سهما، وللذكر الضعف).(وعلى تقدير أن يكون انثى فيقسم أرباعا: للبنت خمسة وأربعون

ألفا وخمسة وأربعون سهما، وللذكر ضعفه).(وعلى تقدير أن يكون خنثى يقسم أتساعا: للبنت تسعان أربعون

ألفا وأربعون سهما، وللذكر ضعفاه) أي مثاله (وللخنثى ضعف) أيمثله (ونصف).

(وعلى تقدير أن يكونا ذكرين يقسم أسباعا: للبنت سبع وهو خمسةوعشرون ألفا وسبعمائة وأربعون، وللذكر ضعفه).

(وعلى تقدير أن يكون خنثيين يقسم على اثني عشر: للبنتسدس) لكون البنات أربعا تقديرا (وهو ثالثون ألفا وثالثون سهما، ولالبن

ضعفه، وللخنثى مثله ونصفه).(وعلى تقدير أن يكون ذكرا وانثى يقسم أسداسا: للبنت سدس،

وللذكر ضعفه).(وعلى تقدير أن يكون ذكرا وخنثى يقسم على ثالثة عشر كل

قسم ثالثة عشر ألفا وثمانمائة وستون: للبنت قسمان، وللذكر أربعة،وللخنثى ثالثة).

(٥١١)

Page 530: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(وعلى تقدير أن يكون انثى وخنثى يقسم على أحد عشر، كل قسمستة عشر ألفا وثالثمائة وثمانون: للبنت قسمان وللذكر أربعة وللخنثى

ثالثة) والكل ظاهر لكن ال طائل تحته هنا.(الرابعة: دية الجنين يرثها أبواه، ومن يتقرب بهما أو باألب بالنسب

والسبب. وفي المتقرب باألم) خاصة (قوالن) تقدما مع إختيار العدم.(الفصل الثالث في اإلقرار بالنسب)

(وقد تقدم) في اإلقرار (اصول هذا الباب، ونحن نذكر هنا ما يتعلقبتعيين السهام من الفريضة).

(إذا تعارف اثنان) فصاعدا (ورث بعضهم من بعض وال يطلب منهمابينة) النحصار الحق فيهما، واألخبار كصحيح عبد الرحمن بن الحجاج،

سأل الصادق (عليه السالم) عن المرأة تسبى من أرضها ومعها الولد الصغير، فتقول: هوابني، والرجل يسبي، فيلقى أخاه، فيقول: أخي ويتعارفان، وليس لهما على ذلك

بينة إال قولهما، فقال: ما يقول من قبلكم، قلت: ال يورثونهم، ألنهم لم يكن لهمعلى ذلك بينة، إنما كانت والدة في الشرك، فقال: سبحان الله، إذا جاءت بابنها أوبنتها معها، لم تزل مقرة به، وإذا عرف أخاه، وكان ذلك في صحة من عقولهما، ال

يزاالن مقرين بذلك، ورث بعضهم من بعض (١) وقد مر الخالف في إقرار االمبولدها. (ولو كانا معروفين بغير ذلك النسب) أو قامت البينة بخالفه (لم

يقبل قولهما).(وإذا أقر بعض الورثة بمشارك في الميراث ولم يثبت نسبه لزم المقر

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٩ - ٥٧٠ ب ٩ من أبواب ميراث ولد المالعنة ح ١.

(٥١٢)

Page 531: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أن يدفع إليه ما فضل في يده عن ميراثه) على تقدير شركته في اإلرث، أخذابإقراره، وللنصوص (١). (وال يجب أن يقاسمه) ما بيده فلو أقر أحد االبنين

بثالث فإنما عليه أن يدفع إليه ثلث ما في يده، وهو سدس األصل ال ثلث األصل،هذا هو المشهور وقد مر احتمال المقاسمة.

(ولو أقر االبن وال وارث سواه بآخر دفع إليه نصف ما في يده، فإنأقر بثالث فإن صدقه الثاني وأنكر الثالث الثاني لم يكن له) أي للثالث

(أكثر من الثلث، ألنه لم يقرا) أي االبنان األوالن (له بأكثر منه) ألنهما لميقرا إال بأنه ابن ثالث (والمشهور أن له نصف التركة) وللثاني سدسها ولألول

ثلثها وهو خيرة اإلرشاد (٢) ألنه حينئذ مع األول بمنزلة ابنين أقر أحدهما بثالثدون اآلخر، فالمنكر إنما يقر بأن له مشاركا واحدا فله النصف، واآلخر لما أقر

بثالث أخذ بإقراره فيما في يده، فعليه أن يعطى الثاني سدس األصل، وفيه أنالثالث لم يثبت نسبه شرعا، فإنه يكذب أحد شاهديه فإنما يرث بإقرارهما وإنما

أقرا له بالثلث. (وعلى األول يحتمل أن يغرم المقر األول له سدس التركة)فيكون له النصف أيضا، وللثاني الثلث، ولألول السدس (ألنه أتلفه عليه

بإقراره األول) ويضعف بأن اإلتالف إنما يثبت لو ثبت استحقاقه شرعا أوباإلقرار، وليس شيء منهما.

(ولو أنكر الثاني الثالث دفع األول إلى الثالث ثلث ما بقي في يده)ألنه مع الثاني وارثان أقر أحدهما دون اآلخر، فإنما عليه أن يدفع مما في يده

الفاضل عن نصيبه على إقراره.(ويحتمل أن يلزمه دفع ثلث جميع المال، ألنه فوته عليه بدفع

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٦٩ ب ٩ من أبواب ميراث ولد المالعنة.

(٢) اإلرشاد: ج ١ ص ٤١٢.

(٥١٣)

Page 532: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

النصف إلى األول، وهو يقر أنه ال يستحق إال الثلث، وسواء دفعه بحكمحاكم أو بغير حكمه) فإنه الذي تسبب للحكم (إذ إقراره سبب الحكم) فهو

المتلف على التقديرين (سواء علم بالحال عند إقراره األول أو لم يعلم،لتساوي العمد والخطأ في ضمان اإلتالف).

(ويحتمل عدم الضمان إذا لم يعلم بالثاني حين أقر باألول، أو لم يعلمأنه إذا أقر بعد األول ال يقبل، ألنه يجب عليه اإلقرار باألول إذا علمه و)أن (ال يحوجه) إلى الترافع (إلى حاكم، ومن فعل الواجب لم يخن فلم

يضمن) فإن الضمان عقوبة إنما يترتب على افراط أو تفريط.(وإن علم بالثاني وعلم أنه إذا أقر بعد األول لم يقبل ضمن، لتفويته

حق غيره بتفريطه) ويحتمل عدم الضمان مطلقا، ألن اإلقرار بالثاني ال يتضمننفي الثالث ليكون تفويتا، وإنما لزم الفوت من إنكار الثاني وانتفاء البينة.

(فروع) ستة:(األول: إذا أردت معرفة الفضل فاضرب مسألة اإلقرار في مسألة

اإلنكار) إن تباينتا أو توافقتا واكتفيت باألكثر إن تداخلتا، ويجوز في التوافقاالكتفاء بالضرب في الوفق (ثم) تأخذ من األكثر، أو حاصل الضرب ما للمقرعلى اإلقرار وماله على االنكار فالتفاوت هو الفضل، أو (تضرب ما للمقر من

مسألة اإلقرار في مسألة اإلنكار إذا كانتا متباينتين، وتضرب ما للمنكرمن مسألة اإلنكار في مسألة اإلقرار، فما كان بينهما) أي بين المضروبين

(فهو الفضل) وإن توافقتا ففي الوفق إن كنت اكتفيت أوال بالوفق، وإن تداخلتافال ضرب.

(فإن لم يكن في يده فضل فال شيء للمقر له، كإخوة متفرقين أقراألخ من االم بأخ أو اخت فال شيء للمقر له، ألنه مقر على غيره) ألن له

(٥١٤)

Page 533: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

السدس على كل تقدير (سواء أقر بأخ من ام أو غيره) نعم إن أقر بأكثر منواحد من كاللة االم فقد أقر على نفسه.

(أما لو خلف أختا الم واخرى ألب، وأقرت االولى بأخرى من أيجهة كانت فلها خمس ما في يدها، ألن مسألة اإلنكار من أربعة) فإن

لكاللة االم السدس، ولكاللة األب النصف (و) مسألة (اإلقرار من خمسة)فإنها إن أقرت بأخرى من األب فلكاللته الثلثان ولكاللة االم السدس، وإن أقرتبأخرى من االم فلكاللتها الثلث ولكاللة األب النصف (إذا ضربت إحداهما في

االخرى كانت عشرين، فلها) منها على اإلنكار خمسة وعلى اإلقرار أربعة،أولها (في مسألة اإلنكار) سهم في (خمسة) هي مسألة اإلقرار يكون

خمسة (وفي مسألة اإلقرار) سهم في (أربعة) يكون أربعة (فضل في يدهاسهم فهو لألخت) المقر لها.

(ولو أقرت األخت من األب بأخرى من االم وكذبتها األخت من االمفالعمل ما تقدم).

(و) لكن (تأخذ الثالثة خمس ما في يد األخت من األب، ألن لهافي مسألة اإلقرار) ثالثة في أربعة يكون (اثنى عشر، وفي مسألة اإلنكار)

ثالثة في خمسة يكون (خمسة عشر فيفضل ثالثة).(ولو أقرت األخت من األب) بأخت من األب (فالعمل واحد، لكن

لها في مسألة اإلنكار) ثالثة في خمسة يكون (خمسة عشر) كما تقدم(وفي مسألة اإلقرار) سهمان في أربعة يكون (ثمانية، يفضل معها سبعة

فهي للمقر بها).(ولو أقرت بأخ من األب، فمسألة اإلقرار هنا ثمانية عشر) ليكون

للباقي منها بعد السدس ثلث (ومضروب المسألتين اثنان وسبعون، لها في

(٥١٥)

Page 534: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

مسألة اإلنكار) ثالثة في ثمانية عشر وذلك (أربعة وخمسون، وفي مسألةاإلقرار) خمسة في أربعة وذلك (عشرون، يفضل في يدها أربعة وثالثونتسلم إلى األخ، وإن ضربت الوفق) من إحدى المسألتين في االخرى إذا

توافقتا (فالمضروب) هنا (ستة وثالثون) للتوافق بين األربعة والثمانية عشربالنصف، لها في مسألة اإلنكار سبعة وعشرون مضروب ثالثة في تسعة، وفي

مسألة اإلقرار عشرة مضروب خمسة في اثنين يفضل سبعة عشر.(ولو أقرت بأخ أو اخت من األبوين دفعت جميع ما في يدها)

إلى المقر به، إذ ال ميراث لكاللة األب مع كاللة األبوين. ولو خلف إخوة ثالثةألب وأخا الم فأقر األخ من االم بأخوين الم فمسألة اإلقرار من تسعة، واإلنكار

من ثمانية عشر، فيجتزء باألكثر، وله على اإلقرار سهمان وعلى اإلنكار ثالثةفيفضل سهم.

(الثاني: لو خلف ابنين فأقر األكبر بأخوين فصدقه األصغر فيأحدهما، ثبت نسب المتفق عليه) مع عدالتهما أو مطلقا بالنسبة إلى اإلرث

(فصاروا ثالثة) واختص االختالف بواحد (ومسألة اإلقرار أربعة)واإلنكار ثالثة (ومضروب المسألتين اثنا عشر: لألصغر سهم من مسألةاإلنكار في مسألة اإلقرار) وذلك (أربعة أسهم) من اثني عشر (ولألكبرسهم من مسألة اإلقرار في مسألة اإلنكار) وهو (ثالثة، وللمتفق عليه إن

أقر بصاحبه مثل سهم األكبر) ثالثة (وإن أنكر فمثل سهم األصغر) أربعة،وللمختلف فيه على األول سهمان وعلى الثاني سهم.

(ويحتمل أن المتفق عليه إن صدق بصاحبه لم يأخذ من األصغر إالربع ما في يده) وهو ثمن األصل (ألنه ال يدعي أكثر منه) ألنه إنما يدعيأنه رابع (ويأخذ هو والمختلف فيه من األكبر نصف ما في يده) يقتسمانه

(٥١٦)

Page 535: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بينهما (فتصح) المسألة (من ثمانية: لألصغر ثالثة أسهم) باقية من أربعة لمااخذ المتفق عليه الربع (ولألكبر سهمان) نصف أربعة (وللمتفق عليه

سهمان) سهم أخذه من األكبر وآخر أخذه من األصغر (ولآلخر سهم) أخذهمن األكبر.

(ويضعف بأن) المتفق عليه وإن كان ال يدعي أكثر من الثمن لكن(األصغر يقر بأنه ال يستحق أكثر من الثلث) إلقراره بأخوين آخرين

(وقد حضر من يدعي الزيادة) على الثلث وهو األخوان اآلخران، أو علىالربع الذي يدعيه المتفق عليه وهو اآلخر (فيدفع) الزيادة (إليه) فإنما يبقىلألصغر من الثمانية سهمان وثلثا سهم (كما لو ادعى دارا في يد آخر فأقر

بها) اآلخر (لغيره، فقال المقر له: إنها للمدعي، فإنها تدفع إليه) فإنالمختلف فيه هنا يدعي نصيبا مما في يد األصغر، وهو يقر بأنه للمتفق عليه وهو

يقول بل للمختلف فيه.(ويحتمل أن يدفع األكبر إليهما نصف ما في يده) وهو ربع األصل

(ويأخذ المتفق عليه من األصغر ثلث ما في يده) وهو سدس األصل أخذاعليهما بإقرارهما (فيحصل لألصغر الثلث، ولألكبر الربع، وللمتفق عليه

السدس والثمن، وللمختلف فيه الثمن، وتصح من أربعة وعشرين) حاصلةمن ضرب ستة في نصف ثمانية (لألصغر ثمانية، وللمتفق عليه سبعة، ولألكبر

ستة، وللمختلف فيه ثالثة).وفيه: أن المتفق عليه إذا أخذ الثلث لزمه أن يدفع ما زاد على الربع إلى

المختلف فيه، أخذا بإقراره، فيكون له ستة، وللمختلف فيه أربعة.(الثالث: لو خلف ثالثة بنين فأقر األكبر بأخ وأخت فصدقه األوسط

في األخ واألصغر في األخت، لم يثبت نسبهما) إال مع العدالة (ويدفعاألكبر إليهما ثلث ما في يده) ليقتسماه أثالثا (واألوسط إلى األخ ربع ما

(٥١٧)

Page 536: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في يده، واألصغر إلى األخت سبع ما في يده) والكل ظاهر.(فاألصل ثالثة: سهم األكبر بينه وبينهما على تسعة) ليكون لثلثه ثلث

(له ستة ولهما ثالثة، وسهم األوسط بينه وبين األخ على أربعة، له ثالثةولآلخر سهم. وسهم األصغر بينه وبين األخت على سبعة، له ستة ولها

سهم، وهي متباينة تضرب أربعة في سبعة) مضروبة (في (١) تسعة) يبلغمائتين واثنين وخمسين (ثم) الحاصل (في أصل المسألة وهي ثالثة تبلغسبعمائة وستة وخمسين: لألكبر ستة في أربعة في سبعة) وذلك (مائة

وثمانية وستون، ولألوسط ثالثة في سبعة في تسعة؛ مائة وتسعة وثمانون،ولألصغر ستة في أربعة في تسعة مائتان وستة عشر، ولألخ سهمان)

يأخذهما من األكبر (في أربعة في سبعة، ستة وخمسون، وسهم) يأخذه مناألوسط (في سبعة في تسعة، ثالثة وستون، فيكمل له مائة وتسعة عشر،ولألخت سهم) تأخذه من األكبر (في أربعة في سبعة، ثمانية وعشرون،وسهم) تأخذه من األصغر (في أربعة في تسعة، ستة وثالثون، يجتمع لها

أربعة وستون).(وال فرق بين تصادقهما وتجاحدهما، ألنه ال فضل في يد أحدهما

عن ميراثه) بل أخذ كل منهما أنقص من حقه، ألن األخ وإن كان يأخذ مناألوسط الربع وهو مقر بأنه إنما يستحق التسعين لكنه ال يأخذ من األصغر شيئا،

وهو يقول: إنه يستحق الجميع، واألخت وإن أخذت السبع من األصغر وهي مقرةبأنها إنما تستحق التسع لكنها لم تأخذ من األوسط شيئا.

(ولو كان هناك ابن رابع مكذب في الجميع) أي األخ واألخت كليهما(كان أصل المسألة من أربعة: سهم) المقر بهما بينه وبينهما (على أحد

--------------------(١) في القواعد: ثم في.

(٥١٨)

Page 537: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عشر) له ثمانية، ولهما ثالثة (وسهم) المقر باألخت (على تسعة، وسهم)المقر باألخ (على خمسة، وسهم ينفرد به الجاحد، فتصح من ألف

وتسعمائة وثمانين سهما) بضرب خمسة في تسعة في أحد عشر، ثم في أربعة.(الرابع: لو خلف ثالثة إخوة ألب، وادعت امرأة أنها اخت الميت

ألبويه، فصدقها األكبر، وقال األوسط: هي اخت الم، وقال األصغر: ألب،دفع األكبر) تمام (ما في يده إليها) العترافه بأنه ال ميراث له وأن التركة لها

(ودفع األوسط) إليها (سدس ما في يده) ألنه فريضة واحد من كاللة االم(ودفع األصغر) إليها (سبع ما في يده، وتصح) المسألة (من مائة وستةوعشرين، ألن أصل المسألة ثالثة: فمسألة األوسط من ستة، و) مسألة

(األصغر من سبعة، تضرب ستة في سبعة تبلغ اثنين وأربعين، وهو ما في يدكل واحد منهم) أي في يد كل منهم هذا المقدار، فهو مضروب في ثالثة، يبلغ مائة

وستة وعشرين (فتأخذ) األخت (جميع ما في يد األكبر و) تأخذ (مناألوسط سدسه سبعة، ومن األصغر سبعه ستة، صار لها خمسة وخمسون).

(الخامس: لو أقر االبن) مثال (وال وارث سواه بابن ثم جحد لم يقبل،ويدفع إليه نصف ما في يده. فإن أقر بعد جحوده بآخر احتمل أن ال يلزمهشيء، ألنه ال فضل في يده عن ميراثه) على قوله، فإنه إنما أقر بكون الثاني

بدال من األول وهو إقرار على األول (فإن كان لم يدفع إلى األول شيئا لزمهأن يدفع إليه نصف ما في يده وال يلزمه لآلخر شيء) فإنه ربما كان أخطأ

في إقراره األول فال يستعقب ضمانا.(ويحتمل أن يلزمه دفع النصف الباقي كله إلى الثاني، ألنه فوته

عليه) بإقراره باألول فيضمن تعمد أو أخطأ، ألنه من شأن اإلتالف.(ويحتمل أن يلزمه ثلث ما في يده للثاني، ألنه) كمن أقر بابنين

والثلث هو (الفضل الذي في يده على تقدير كونهم ثالثة، فيصير كما لو أقر

(٥١٩)

Page 538: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

بالثاني من غير جحود) لألول بعد خروج نصف التركة عن يده.(السادس: أبوان وبنتان اقتسموا التركة، ثم أقروا ببنت، فاعترفت

البنت بأنها قد استوفت نصيبها من التركة) فكم أخذت وكم بقي (فالفريضةفي اإلقرار من ثمانية عشر) ليكون لها ثلث له نصف وثلث (لألبوين

ستة، ولكل بنت أربعة، فاسقط منها نصيب البنت المقر بها، يبقى أربعةعشر لألبوين منها ستة، وإنما) اقتسما مع البنتين األربعة عشر بينهم أثالثا

فإنما (أخذا ثلث أربعة عشر، وذلك أربعة وثلثان، فيبقى لهما في يدالبنتين سهم وثلث يأخذانهما منهما) فإن أردت أن ال يكون كسر (فاضرب

ثالثة في أربعة عشر يكون اثنين وأربعين، فقد أخذ األبوان أربعة عشروهما يستحقان ثمانية عشر) بزيادة أربعة هي ثالثة أمثال السهم والثلث

اللذين كانا يستحقانهما (يبقى لهما أربعة يأخذانها منهما، ويبقى لالبنتينأربعة وعشرون).

(ولو قالت استوفيت نصف نصيبي، فاسقط سهمين من ثمانية عشريبقى ستة عشر أخذا ثلثها خمسة وثلثا بقي لهما ثلثا سهم فإذا ضربتها)أي الستة عشر (في ثالثة كانت ثمانية وأربعين، قد أخذا منها ستة عشربقي لهما سهمان. وفروع هذا الباب كثيرة من ضبط ما أصلناه قدر على

استخراج الباقي).(الفصل الرابع في ميراث المجوس)

(قيل) في كتب الشيخ كلها (١) والمقنعة (٢) والمراسم (٣) والمهذب (٤)--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٦٩ - ٢٧٠. الخالف: ج ٤ ص ١٠٨ المسألة ٩، المبسوط: ج ٤ ص ١٢٠،تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٦٤ ذيل الحديث ١٢٩٩، االستبصار: ج ٤ ص ١٨٨.

(٢) المقنعة: ص ٦٩٩.(٣) المراسم: ص ٢٢٤.

(٤) المهذب: ج ٢ ص ١٧٠.

(٥٢٠)

Page 539: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

والوسيلة (١): (يورثون باألنساب واألسباب الصحيحة والفاسدة، أعني: ماحصل عن نكاح محرم عندنا ال عندهم، كما إذا نكح امه فأولدها، فنسب

الولد فاسد، وسبب االم فاسد) لعموم أدلة اإلرث، وألنهم يقرون علىأنكحتهم الصحيحة عندهم ويلزمهم أحكامها أو األنساب التابعة لها أيضا تحكم

بصحتها ولذا ورد النهي (٢) عن سبهم بالقدح في أنسابهم، ولقول الباقر (عليه السالم)في خبر

السكوني: إن عليا (عليه السالم) كان يورث المجوسي إذا تزوج امه من وجهين: منوجه

أنها امه، ومن وجه أنها زوجته (٣). وظاهر المقنعة (٤) االتفاق عليه.(وقيل) في الكافي (٥) والسرائر (٦): (إنما يورثون بالصحيح منهما

كالمسلمين) وهو المحكي عن يونس بن عبد الرحمن (٧) النصراف أدلة اإلرثإلى الصحيح، مع األصل، وضعف خبر السكوني، وقوله تعالى: " وأن احكم بينهم

بما أنزل الله " (٨) وقوله: " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاءفليكفر " (٩) وقوله: " فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم

فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط " (١٠).قال ابن إدريس: فإذا حكم الحاكم بما ال يجوز في شرع اإلسالم فقد حكم

بغير الحق وبغير ما أنزل الله وبغير القسط، قال: وأيضا فال خالف بيننا أن الحاكمال يجوز له أن يحكم بمذاهب أهل الخالف مع االختيار (١١).

--------------------(١) الوسيلة: ص ٤٠٣.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٧ ب ٢ من أبواب ميراث المجوس ح ١.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٦ ب ١ من أبواب ميراث المجوس ح ١.(٤) المقنعة: ص ٦٩٩ - ٧٠٠.(٥) الكافي في الفقه: ص ٣٧٦.

(٦) السرائر: ج ٣ ص ٢٨٧ - ٢٨٨.(٧) الحاكي هو الشيخ في تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٦٤ ذيل الحديث ١٢٩٩.

(٨) المائدة: ٤٩.(٩) الكهف: ٢٩.

(١٠) المائدة: ٤٢.(١١) السرائر: ج ٣ ص ٢٨٨.

(٥٢١)

Page 540: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وضعف هذه الوجوه من الظهور بمكان.وفي قوله: " كالمسلمين " أنهم يتوارثون بالنسب عن شبهة، اللهم إال أن ينزل

أنكحتهم الفاسدة منزلة النكاح الفاسد بال شبهة.(وقيل) في الفقيه (١) والشرائع (٢) والجامع (٣) والنافع (٤) وبعض نسخ

المقنعة (٥): (يورثون باألنساب الصحيحة والفاسدة واألسباب الصحيحة خاصة)وهو المحكي عن الفضل بن شاذان (٦) (وهو األقرب) لصحة النسب الناشئ عنالشبهة شرعا، فيدخل في عموم أدلة اإلرث بخالف السبب، فال يقال للموطوءةشبهة بعقد أو غيره: إنها زوجة، وال للواطئ: إنه زوج فال يدخل في العمومات.

(فعلى هذا، لو تزوج اخته وهي بنته ورثت بالبنتية خاصة، وعلىاألول ترث بالزوجية أيضا) وأما األختية فال عبرة بها مع البنتية (وعلى

الثاني ال ميراث لها أصال) لفساد الجميع.(ولو تزوج امه، فعلى األول لها الربع) للزوجية (والثلث) لألمومة

(إذا لم يكن ولد، والباقي يرد عليها باألمومة) ال الزوجية وإن رددنا علىالزوجة إذا انفردت.

(ولو كانت أختا هي زوجة كان لها النصف والربع، والباقي يرد عليهابالقرابة إذا لم يكن مشارك) دون الزوجية. وفي المقنع: وأما مواريث

أهل الكتاب والمجوس، فإنهم يرثون من جهة القرابة ويبطل ما سوى ذلكمن والداتهم (٧).

--------------------(١) من ال يحضره الفقيه: ج ٤ ص ٣٤٣.

(٢) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ٥٢.(٣) الجامع للشرائع: ص ٥٠٨.(٤) المختصر النافع: ص ٢٦٨.

(٥) المقنعة: ص ٧٠٠ (العبارة في هامش الكتاب) ونقل هذا القول في مصنفاته (كتاب األعالم):ج ٩ ص ٦٦.

(٦) الحاكي هو الشيخ في تهذيب األحكام: ج ٩ ص ٣٦٤ ذيل الحديث ١٢٩٩.(٧) المقنع: ص ٥٠٧.

(٥٢٢)

Page 541: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو) اجتمع فيه سببان لإلرث و (منع أحد السببين اآلخر ورث منجهة المانع) خاصة وإن كان فاسدا واآلخر صحيحا (وإال) يمنع ورث

(بهما) فاألول (كبنت هي اخت من ام ترث من جهة البنت خاصة، وكذابنت هي بنت بنت لها نصيب البنت خاصة، وكذا عمة هي اخت من أب)

كأن يكون له ابن وقد تزوج بامه فأولدها بنتا فهي عمة االبن واخته (أو عمة هيبنت عمة) كأن يكون له ولدان أحدهما انثى فتزوج بها فأولدها بنتا فهي اخت

الولد اآلخر وبنت اخته، فهي عمة أوالده وبنت عمتهم (وكذا بنت هي بنت بنتوهي بنت اخت) كأن تزوج بامه فأولدها بنتا فتزوجها فأولدها بنتا. (ولو لم

يمنع ورث بهما) وهو تكرير لما مر (كجدة هي اخت) كأن تزوج به فأولدهابنتا فتزوجها فأولدها فالبنت جدة الولد واخته.

(وأما المسلمون فال يتوارثون باألسباب الفاسدة إجماعا. فلوتزوج بمحرمة عليه، إما باإلجماع كاالم من الرضاعة، أو على الخالف

كأم المزني بها والبنت من الزنا لم يتوارثا (١)) به إجماعا في األول وعندالمبطل في الثاني (سواء اعتقد الزوج اإلباحة) بل اعتقد أو يمكن تعميم

الزوج لهما (أو ال).(ويتوارثون باألنساب الفاسدة، فإن الشبهة كالعقد الصحيح في

التحاق النسب به. فلو تشبهت بنت المسلم عليه بزوجته، أو اشتراها وهوال يعلم بها، ثم وطئها وأولدها، لحق به النسب، واتفق مثل هذه األنساب)في اإلسالم (وكان الحكم) فيها عند أهل اإلسالم (كما تقدم في المجوس)

فإذا اجتمع سببان ورث بهما إن لم يمنع أحدهما اآلخر.--------------------

(١) في القواعد: ال ترث.

(٥٢٣)

Page 542: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(الفصل الخامس في ميراث الغرقى والمهدوم عليهم)(إذا مات اثنان) مجتمعان (فصاعدا) معا (بسبب) واحد (كهدم أو

غرق، أو شبههما على رأي) وفاقا للنهاية (١) والكافي (٢) والوسيلة (٣)والجامع (٤) والرسالة النصيرية، لالشتراك في االشتباه الذي هو العلة. وهو ممنوع،واألقوى االقتصار على المنصوص (٥) كما يظهر من األكثر، ونص عليه المفيد (٦)وجماعة، وقد روي أن قتلى اليمامة وصفين والحرة لم يورث بعضهم من بعض (٧)

(واشتبه تقدم موت أحدهم وتأخره، ورث بعضهم من بعض بشروط) أربعة:(األول: أن يكون لهم أو ألحدهم مال، فلو لم يكن هناك مال

ألحدهم لم يكن ميراث) وهو من الظهور بحيث كان األولى اإلعراض عنه.(الثاني: أن يكون الموارثة ثابتة من الطرفين، فلو ثبت من أحدهما

سقط هذا الحكم، كأخوين غرقا وألحدهما ولد) فال يرثه األخ اآلخر واليرث هو اآلخر ألن الحكم ثبت على خالف األصل فيقتصر على اليقين

المنصوص من التوارث. قال المحقق الطوسي: وقال قوم: بل يورث من الطرفالممكن، قال: واألول أقرب، ويمكن أن يستدل عليه باإلجماع وغيره.

(الثالث: أن يكون الموت بسبب) ظاهر من خارج (كالغرق والهدم،واألقرب في غيرهما من األسباب ثبوت الحكم) لما عرفت. (فلو ماتوا ال

بسبب) كذلك (كحتف أنفهما سقط هذا الحكم) اتفاقا، كما في الشرحين (٨).--------------------

(١) النهاية: ج ٣ ص ٢٥٣.(٢) الكافي في الفقه: ص ٣٧٦.

(٣) الوسيلة: ص ٤٠٠.(٤) الجامع للشرائع: ص ٥٢٠.

(٥) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٠ ب ٢ من أبواب ميراث الغرقى.(٦) المقنعة: ص ٦٩٩.

(٧) سنن البيهقي: ج ٦ ص ٢٢٢.(٨) إيضاح الفوائد: ج ٤ ص ٢٧٦، كنز الفوائد: ج ٣ ص ٤٢٥.

(٥٢٤)

Page 543: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وعن القداح عن الباقر (عليه السالم) قال: ماتت ام كلثوم بنت علي وابنها زيد بن عمربن

الخطاب في ساعة واحدة، ال يدري أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما مناآلخر، وصلى عليهما جميعا (١). لكن علل ذلك في كل من النهاية (٢) والمبسوط

(٣)والسرائر (٤) والمهذب (٥): بأن التوارث إنما يجوز فيما يشتبه فيه الحال فيجوز

تقدم كل منهما على اآلخر ال فيما علم االقتران، وهو مؤذن بقصر نفي التوارثعلى اقترانهما.

(الرابع: أن يشتبه تقدم موت أحدهما، فلو علم السابق أو االقترانبطل الحكم) وانتفى اإلرث مطلقا أو عن المتقدم.

(ومع الشرائط يرث بعضهم من بعض من تالد ماله) أي قديمه (دونطارفه) أي جديده (وهو ما ورثه من ميت معه على األصح) وفاقا لألكثر.

(لما روي) عن الصادق (عليه السالم) (أنه لو كان ألحدهما مال) دون اآلخر(صار) المال (لمن ال مال له) ففي الصحيح والحسن عن عبد الرحمن بن

الحجاج، سأله عن بيت وقع على قوم مجتمعين، فال يدري أيهم مات قبل، فقال:يورث بعضهم من بعض، قال: فإن أبا حنيفة أدخل فيها شيئا، قال: وما أدخل؟ قال:

رجلين أخوين أحدهما موالي واآلخر مولى لرجل، ألحدهما مائة ألف درهم،واآلخر ليس له شيء، ركبا في السفينة فغرقا، فلم يدر أيهما مات أوال فإن المال

لورثة الذي ليس له شيء، ولم يكن لورثة الذي له المال شيء، فقال الصادق (عليهالسالم)

لقد سمعها وهي كذلك (٦) وعنه أيضا، أنه سأله (عليه السالم) عن رجل وامرأة سقطعليهما

البيت فماتا، قال: يورث الرجل من المرأة، والمرأة من الرجل، قال: فإن أبا حنيفة--------------------

(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٤ ب ٥ من أبواب ميراث الغرقى ح ١.(٢) النهاية: ج ٣ ص ٢٥٨.

(٣) المبسوط: ج ٤ ص ١١٩.(٤) السرائر: ج ٣ ص ٣٠١.

(٥) المهذب: ج ٢ ص ١٧٠.(٦) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٠ ب ٢ من أبواب ميراث الغرقى ح ١.

(٥٢٥)

Page 544: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

قد أدخل عليهم في هذا شيئا، قال: وأي شيء أدخل عليهم؟ قال: رجلينأعجميين ليس لهما وارث إال مواليهما، أحدهما له مائة ألف درهم معروفة،

واآلخر ليس له شيء، ركبا في السفينة فغرقا، وأخرجت المائة ألف، كيف يصنعبها؟ قال: يدفع إلى مولى الذي ليس له شيء، فقال (عليه السالم): ما أنكر ما أدخل

فيهاصدق، هو هكذا، ثم قال: يدفع المال إلى مولى الذي ليس له شيء (١) ونحو ذلك

عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله في الصحيح (٢) عنه (عليه السالم) ولمرسل حمرانبن أعين

عن أمير المؤمنين (عليه السالم) في قوم غرقوا جميعا أهل البيت، قال: يورث هؤالء منهؤالء، وهؤالء من هؤالء، وال يرث هؤالء مما ورثوا من هؤالء شيئا، وال يورث

هؤالء مما ورثوا من هؤالء شيئا (٣).(وألن توريثه مما ورث منه يؤدي إلى فرض الحياة بعد الموت) من

جهة واحدة (وهو ممتنع عادة) بخالف ما اتفق عليه من توريث كل من تالداآلخر فإنه إنما يفرض الموت من حيث إنه يورث والحياة من حيث إنه يرث.وللزوم التسلسل، كذا في المبسوط (٤). ويندفع بأنهم إنما ورثوا المتأخر في

الموت فرضا مما ورثه منه المتقدم.وخالفا للمفيد (٥) وسالر (٦) لعموم بعض األخبار (٧) ولورود تقديم األكثر نصيبا

في الموت وال يظهر له فائدة إن قصرنا اإلرث على التالد. وضعفهما ظاهر.(وهل يجب تقديم األضعف) وهو األقل ميراثا (في التوريث؟ قيل)

--------------------(١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩١ ب ٢ من أبواب ميراث الغرقى ح ٢.(٢) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٠ ب ١ من أبواب ميراث الغرقى ح ٣.(٣) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٢ ب ٣ من أبواب ميراث الغرقى ح ٢.

(٤) المبسوط: ج ٤ ص ١١٨.(٥) المقنعة: ص ٦٩٩.

(٦) المراسم: ص ٢٢٥.(٧) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩١ ب ٣ من أبواب ميراث الغرقى.

(٥٢٦)

Page 545: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في ظاهر المقنع (١) والمقنعة (٢) والنهاية (٣) والمبسوط (٤) والمراسم (٥)والمهذب (٦)

والوسيلة (٧) والسرائر (٨) والجامع (٩): (نعم) لقول الصادق (عليه السالم) في خبريالفضل

بن عبد الملك (١٠) وعبيد بن زرارة (١١): تورث المرأة من الرجل ثم يورث الرجلمن

المرأة (وال ثمرة له) ظاهرة (إال على التوريث من الجميع) قال فيالمبسوط: ولهذا ما ال يتغير به حكم سواء قدمنا موت الزوج أو الزوجة إذا ورثناأحدهما من صاحبه، غير أنا نتبع األثر في ذلك (١٢). ونص في اإليجاز (١٣)

والغنية (١٤) واإلصباح (١٥) والنافع (١٦) والشرائع (١٧) على عدم الوجوب، وهوخيرة

التحرير (١٨) والمختلف (١٩).وعلى التقديم (فلو غرق الزوجان فرض موت الزوج أوال، فللزوجة

نصيبها منه، ثم يفرض موتها فيأخذ نصيبه من تركتها األصلية، ال فيماورثته منه).

(ولو غرق أب وابن، ورث األب نصيبه، ثم يفرض موت األب فيرث--------------------

(١) المقنع: ص ٥٠٥.(٢) المقنعة: ص ٦٩٩.

(٣) النهاية: ج ٣ ص ٢٥٣.(٤) المبسوط: ج ٤ ص ١١٩.

(٥) المراسم: ص ٢٢٥.(٦) المهذب: ج ٢ ص ١٦٨.

(٧) الوسيلة: ص ٤٠١.(٨) السرائر: ج ٣ ص ٣٠٠.

(٩) الجامع للشرائع: ص ٥٢٠.(١٠) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٥ ب ٦ من أبواب ميراث الغرقى ح ١.(١١) وسائل الشيعة: ج ١٧ ص ٥٩٥ ب ٦ من أبواب ميراث الغرقى ح ٢.

(١٢) المبسوط: ج ٤ ص ١١٨.(١٣) اإليجاز في الفرائض والمواريث (الرسائل العشر): ص ٢٧٦.

(١٤) الغنية: ص ٣٣٢.(١٥) إصباح الشيعة: ص ٣٧٤.

(١٦) المختصر النافع: ص ٢٦٧.(١٧) شرائع اإلسالم: ج ٤ ص ٥٠.

(١٨) تحرير األحكام: ج ٢ ص ١٧٥ س ٢١ - ٢٣.(١٩) مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١٠٣.

Page 546: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(٥٢٧)

Page 547: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

االبن نصيبه من ماله) األصلي (ال مما ورثه من األب) كذا بخطه (رحمه الله)والصواب االبن (وما يرثه كل واحد من اآلخر ينتقل إلى ورثته األحياء

خاصة) ال الذي غرق معه وإن كان أولى منهم.(ولو كان كل منهما أولى باآلخر من األحياء كاإلخوة لألب واالبن

من غيره) أي األب كما غرق األب واالبن ولألب إخوة ولالبن إخوة من غيرهذا األب (انتقل مال كل واحد منهما إلى صاحبه، ثم ينتقل إلى ورثته

األحياء، فيرث األب مال االبن أجمع، ثم ينتقل عن األب إلى إخوة األبنفسه، وينتقل مال األب األصلي إلى الولد، ثم عنه إلى إخوة الولد، فيرث

إخوة كل منهما مال اآلخر).(وإن كان لهما أو ألحدهما شريك في الميراث، كأن يكون) في

المثال (لألب أوالد اخر، وللولد أوالد) توارثا نصيبهما من التركة (فلألبسدس تركة االبن يأخذه األحياء من أوالده، ويأخذ أوالد االبن خمسة

أسداس تركته، ثم يفرض موت األب، فيأخذ االبن نصيبه) من تركتهبالنسبة إلى ماله من األوالد (و) هو (ينتقل إلى أوالده، وباقي تركة األب

لباقي أوالده).(ولو كان الغريقان متساويين في االستحقاق - كأخوين غرقا - لم يقدمأحدهما) معينا (في التوريث، وانتقل مال كل واحد) منهما (إلى اآلخر).

(فإن لم يكن لهما وارث فالميراثان لإلمام. وإن كان ألحدهما وارث- كجد من ام - انتقل ما صار إليه من أخيه إلى وارثه، وانتقل ما صار إلى

اآلخر إلى اإلمام) وال اختصاص لهذا بالمتساويين، وهو ظاهر.(وعلى المذهب الضعيف) وهو تعميم اإلرث للتالد والطارف (ينبغي

استعمال القرعة مع الفائدة) أي إن أفادت (كأخوين من أب، لكل منهما

(٥٢٨)

Page 548: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

جد الم، وألحدهما مال دون اآلخر، فإنه يقرع في المتقدم في الميراث،فإن خرج ذو المال لم يرث من أخيه شيئا) إلعدامه (لكن لو فرض

موته) أي ذي المال (بعد ذلك أخذ أخوه ثلثي تركته وانتقلت) أي تركتهالتي هي ثلثا تركة ذي المال (إلى جده، وأخذ جد ذي المال الثلث خاصة).

(وإن خرج المعدم ورث ثلثي مال أخيه، ثم يفرض موته فيرجعإلى أخيه ثلثا ما ورثه منه، فيصير لجد ذي المال سبعة أسهم من تسعة)

ثالثة أوال وأربعة أخيرا (ولجد المعدم سهمان، فظهرت الفائدة)وعلى المختار انتقل مال الموسر إلى جده وجد أخيه أثالثا، فالثلث لجده

والثلثان لجد أخيه، وكذا القرعة على قوله إن كان لهما مال تساويا في قدره أواختلفا، فإن جد المتقدم في الموت يفوز بالثلث وثلثي الثلثين وجد المتأخر يفوز

بالثلث وثلث الثلثين اللذين ورثهما من المتقدم، وعلى المختار يقسم مال كل بينجده وجد أخيه أثالثا.

(ولو كان الغرقى أكثر من اثنين يتوارثون، فالحكم كذلك، يفرضموت أحدهم ويقسم تركته على األحياء) إن كان له ورثة أحياء (واألموات

معه، فما يصيب الحي يعطى، وما يصيب الميت معه يقسم على ورثته األحياءدون األموات) على المختار وعلى الجميع عند المفيد وسالر (١). (وهكذايفرض موت كل واحد إلى أن يصير تركات جميعهم منقولة إلى األحياء).

(وإذا ماتا حتف أنفهما، واشتبه المتقدم أو علم االقتران) وإن ماتابغرق ونحوه (لم يرث أحدهما من اآلخر، بل كان ميراث كل واحد منهمالورثته األحياء) فإن اإلرث مشروط بالحياة فال إرث إال مع العلم بها، ال مع

االشتباه أو العلم بعدمها لكن خرج من صور االشتباه ما تقدم.--------------------

(١) المقنعة: ص ٦٩٩، المراسم: ص ٢٢٥ - ٢٢٦.

(٥٢٩)

Page 549: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(ولو ماتت امرأة وولدها واشتبه السابق وادعى الزوج موت الزوجةأوال) ليجوز تركتها وتركة الولد (واألخ موت الولد أوال) ليرث منها ومنالولد بواسطتها (كان ميراث المرأة بين الزوج واألخ نصفين) فإن تعارض

الدعويين مما يورث االشتباه أو يؤكده، وإذ ال إرث مع االشتباه فال إرث بينهاوبين الولد وكأن الولد معدوم وانحصر وارثها في الزوج واألخ فتركتها بينهما

نصفين (وميراث الولد للزوج خاصة) النحصار وارثه حينئذ فيه (وحلفكل منهما لصاحبه) ويحتمل قويا أن يكون للزوج ثالثة أرباع تركة الزوجة وما

انتقل إليها من الولد جميعا ولألخ ربع الجميع، فإنه مال تداعيا فيه فيدعي أحدهماالكل واآلخر النصف.

(وكذا) تركة الولد للزوج خاصة وتركتها بينهما نصفين (مع علماالقتران) النتفاء اإلرث أيضا (إال أنه ال يمين) هنا (إال أن يدعيه) أياالقتران (أحدهما ويدعي اآلخر السبق، فيقدم قول مدعي االقتران مع

اليمين) ألصل عدم انتقال التركة. ويحتمل تقديم مدعي السبق، ألنه الظاهر،وندرة االقتران جدا.

(ولنذكر هنا أمثلة للغرقى المتكثرة):(األول: ثالثة إخوة ألب منهدم عليهم، خلف كل واحد منهم أخا الم،

يفرض موت كل واحد منهم، فيصير كمن خلف أخا الم وأخوين ألب،فيكون أصل ماله اثني عشر) ليكون لخمسة أسداسه نصف (ألخيه المه

سهمان، ولكل من المتوفيين معه خمسة ينتقل منه إلى أخيه المه).(فيكون بعد قسمة تركة الجميع: لكل أخ حي سهمان من اثني عشر

من أصل تركة أخيه، وخمسة أسهم من اثني عشر من تركة كل واحد مناألخوين الباقيين باالنتقال عنه إلى أخيه) ثم عن أخيه إليه.

(٥٣٠)

Page 550: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(الثاني: زوجان وابن وبنتان لهما، ماتوا جميعا وخلف الرجل أخا،والمرأة أبا، واالبن زوجة، وإحدى البنتين زوجا، يفرض موت الرجل

أوال) بناء على عدم وجوب تقديم األقوى في الموت، وإال فرض موت االبنأوال وإنما قدمه في الحساب دون الحكم (فأصل ماله اثنان وثالثون)

مضروب أربعة في ثمانية (١) ليكون له ثمن ولسبعة أثمانه ربع (منها أربعةلزوجته وينتقل إلى أبيها، وأربعة عشر البنه وال ينقسم على ورثته) وهم

الزوجة وأبو االم (إذ ليس لها ربع صحيح، فيضرب األصل في اثنين) وفقأربعة بالنسبة إلى أربعة عشر (يبلغ أربعة وستين: للزوجة ثمانية وينتقل إلىأبيها، ونصيب االبن ثمانية وعشرون ينتقل منها سبعة إلى زوجته والباقيإلى جده، ونصيب البنت التي لها زوج أربعة عشر ينتقل منها سبعة إلى

زوجها والباقي إلى جدها، وأربعة عشر للبنت االخرى وينتقل إلى جدها).(ثم يفرض موت الزوجة قبل سائر الورثة فأصل مالها ثمانية

وأربعون) مضروب اثنين في ستة ثم اثنى عشر في أربعة، ألن ألبيها السدسولزوجها الربع، فنضرب ستة في اثنين، لألب اثنان، وللزوج ثالثة، تبقى سبعة

ليس لها نصف صحيح يكون لالبن وال ربع يكون لكل من البنتين فنضرب اثنىعشر في أربعة (منها ثمانية ألبيها واثنا عشر لزوجها، وأربعة عشر البنها)

وأربعة عشر لبنتيها بينهما نصفين، ولما كان إلحداهما زوج كان له نصف مالها أيسبعة وهو ربع األربعة عشر (وليس لها ربع صحيح فنضربها) أي الثمانية

واألربعين (في اثنين) وفق األربعة بالنسبة إلى أربعة عشر (فيصير أصلالمال ستة وتسعين: منها ستة عشر ألبيها، وأربعة وعشرون لزوجها وينتقل

--------------------(١) في ن، ق: مضروب اثنين في ثمانية ثم في ستة عشر.

(٥٣١)

Page 551: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

إلى أخيه، وثمانية وعشرون البنها ينتقل منها سبعة إلى زوجته والباقي إلىجده، وأربعة عشر لبنتها التي لها زوج ينتقل منها سبعة إلى زوجها والباقي

إلى جدها، وأربعة عشر للبنت االخرى وينتقل إلى جدها).(ثم يفرض موت االبن قبل البنتين، فيكون أصل ماله اثنى عشر)

ألن له زوجة وأبوين (ثالثة لزوجته، وأربعة المه وينتقل إلى أبيها،والباقي) وهو (خمسة ألبيه وينتقل إلى أخيه).

(ثم يفرض موت البنت التي لها زوج، فيكون أصل مالها) وعن خطه" ماله " (ستة) ألن لها زوجا وأبوين (ثالثة لزوجها، واثنان المها وينتقل

إلى أبيها، وواحد ألبيها وينتقل إلى أخيه).(ثم يقدر موت البنت االخرى) كذلك (فيكون أصل مالها ثالثة:

واحد المها وينتقل إلى أبيها، واثنان ألبيها وينتقل إلى أخيه).(فألخي الرجل من تركة زوجته أربعة وعشرون من ستة وتسعين،

ومن تركة ابنه خمسة من اثني عشر، ومن تركة بنته التي لها زوج واحدمن ستة، ومن تركة بنته االخرى اثنان من ثالثة، جميع ذلك باالنتقال)

من الرجل إليه (وال شيء له من األصل) لتأخر درجته عن األوالد.(وألبي المرأة من تركتها ثمانية وخمسون من ستة وتسعين، منها

ستة عشر من أصل مالها والباقي باالنتقال) أحد وعشرون باالنتقال منها إلىابنها ثم إليه، وسبعة باالنتقال منها إلى البنت ذات الزوج ثم إليه، وأربعة عشر منها

إلى البنت االخرى ثم إليه (ومن تركة الرجل خمسون من أربعة وستين)بانتقال ثمانية منه إلى المرأة ثم إليه، واحد وعشرين إلى ابنه وسبعة إلى بنته ذات

الزوج وأربعة عشر إلى االخرى (ومن تركة االبن أربعة من اثني عشر)باالنتقال منه إلى امه ثم إليه (ومن تركة البنت التي لها زوج اثنان من ستة)

(٥٣٢)

Page 552: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

باالنتقال منها إلى امها ثم إليه (ومن تركة البنت االخرى واحد من ثالثة)كذلك (جميع ذلك باالنتقال) كما عرفت ال من األصل، لتأخر الجد عن األوالد

واآلباء وعدم النسبة بينه وبين الزوج.(ولزوجة االبن من تركة أبيه سبعة من أربعة وستين) باالنتقال إليه ثم

إليها (ومن تركة امه سبعة من ستة وتسعين باالنتقال) كذلك (ومن أصلتركته ثالثة من اثني عشر).

(ولزوج البنت من أصل تركتها ثالثة من ستة، ومن تركة أبيها سبعةمن أربعة وستين، ومن تركة أمها سبعة من ستة وتسعين باالنتقال) إليها ثم إليه.

(الثالث: أخوان وأخت ألب وام، وجد لهم من قبل أبيهم، ماتوا كذلكوخلف الجد أخا وأختا، واإلخوة ابن أخ آخر الم، فأصل مال الجد

خمسة: اثنان لكل أخ وواحد لألخت، وينتقل جميعا إلى ابن أخيهم الحي،وال شيء ألخيه واخته مع وجود أوالد أوالده).

(وأصل مال كل واحد من األخوين خمسة: اثنان للجد وال ينقسمعلى ورثته) وهم إخوة وأخيه أثالثا (فنضربها في ثالثة يبلغ أصل مالهخمسة عشر: منها ستة للجد وينتقل) منه (اثنان إلى اخته وأربعة إلى

أخيه، والباقي لألخ واألخت) أثالثا (وينتقل) الكل (إلى ابن أخيهما).(وأصل مال األخت ثالثة) لتنزل الورثة منزلة ثالثة إخوة من جهة

واحدة (واحد للجد وال ينقسم على ورثته، فنضربها في ثالثة تبلغ تسعة،ثالثة منها للجد وينتقل إلى أخيه واخته) أثالثا (والباقي لألخوين

وينتقل) منهما (إلى ابن أخيهما).(فالبن األخ جميع مال الجد، وتسعة من خمسة عشر من مال كل واحد

من األخوين، وستة من تسعة من مال أختهما، جميع ذلك باالنتقال) فمال

(٥٣٣)

Page 553: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الجد باالنتقال منه إلى عميه وعمته، ومال العمين باالنتقال من كل إلى اآلخر وإلىالعمة ثم إليه، ومال العمة باالنتقال إلى العمين ثم إليه.

(وألخي الجد أربعة من خمسة عشر من مال كل واحد من األخوين،واثنان من تسعة من مال أختهما، وألخته نصف ذلك. جميع ذلكباالنتقال) إلى الجد (وال شيء لألحياء في هذه الصورة من اصول

التركات إال باالنتقال) إذ ال ترث الكاللة مع األوالد فنازال وال ابن األخ معاألخ أو األخت أو الجد.

(الرابع: رجل وابن عمه وابنة خاله، ماتوا غرقا وخلف الرجل زوجة،وابن العم ابن خال، وبنت الخال زوجا: أصل تركة الرجل اثنا عشر)

مضروب اثنين في ستة ليكون له ربع وسدس (منها ثالثة لزوجته، و) سدسها(اثنان لبنت خاله وينتقل إلى زوجها و) الباقي (سبعة البن عمه وينتقل

إلى ابن خاله).(وأصل تركة ابن عمه ستة) ألن له ابن خال (واحد البن خاله الحي

والباقي للرجل) الذي هو ابن عمه، ولما كان للرجل زوجة كان لها ربع الباقي(وليس له ربع) صحيح (فنضربها) أي الستة (في أربعة يبلغ األصل

أربعة وعشرين: منها أربعة البن خاله الحي، وعشرون للرجل وينتقلخمسة منها إلى زوجته والباقي إلى بيت المال) على المشهور. وعلى القول

اآلخر ال حاجة إلى الضرب.(وأصل مال بنت الخال ثمانية) ليكون له نصف له ربع (أربعة لزوجها

وأربعة للرجل) الذي هو ابن عمته (ينتقل منها إلى زوجته واحد والباقيلبيت المال) فإن سئل عن هذه الصورة وما يصيب األحياء فيها من الميراث.

(فالجواب: أن للزوجة من أصل مال زوجها ثالثة من اثني عشر،

(٥٣٤)

Page 554: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ومن مال ابن عم زوجها خمسة من أربعة وعشرين، ومن مال بنت خالزوجها واحدا) من ثمانية (باالنتقال) إلى الزوج ثم إليها (وللزوج) أيزوج ابنة الخال (من أصل مال زوجته أربعة من ثمانية، ومن مال ابن

عمها) كذا في النسخ، والصواب ابن عمتها (وهو الرجل اثنين من اثني عشرباالنتقال، والبن الخال من مال الرجل سبعة من اثني عشر) باالنتقال، ومن

أصل مال ابن عمته وهو ابن عم الرجل أربعة من أربعة عشرين (ولبيت المالثالثة من ثمانية من مال بنت الخال) باالنتقال إلى الرجل ثم إليه (وخمسة

عشر من أربعة وعشرين من مال ابن عم الرجل باالنتقال) كذلك (هذاعلى قول بعض أصحابنا) كالحسن (١) والمصري (٢) وابن زهرة (٣) والمفيد (٤)

وسالر (٥) في ظاهرهما من أن للخال مع الوحدة السدس فكذا ألوالده.(وعلى األشهر: أن) له الثلث فكذا (لبنت الخال) والبنه (الثلث،

فتركة الرجل اثنا عشر: ثالثة للزوجة، وأربعة لبنت الخال وينتقل إلىزوجها، وخمسة البن عمه وينتقل إلى ابن خاله).

(وأصل تركة ابن عمه ثالثة: واحد البن خاله الحي والباقي للرجل،وليس له ربع) تأخذه زوجته (تضربها في أربعة يبلغ اثنى عشر: منها أربعة

البن خاله الحي، وثمانية للرجل ينتقل منها سهمان لزوجته والباقي إلىبيت المال).

(وأصل مال بنت الخال ثمانية: أربعة لزوجها، وأربعة للرجل ينتقلمنها إلى زوجته واحد والباقي لبيت المال).

--------------------(١) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٣١.(٢) نقله عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ٢٩.

(٣) الغنية: ص ٣٢٦.(٤) المقنعة: ص ٦٩٣.

(٥) المراسم: ص ٢٢٣.

(٥٣٥)

Page 555: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(الفصل السادس في حساب الفرائض)(وفيه مطلبان):

(األول في المقدمات، وهي أربع (١)):(المقدمة االولى: عادة الحساب إخراج الحصص من أقل عدد ينقسم

على أرباب الحقوق، وال يقع فيه كسر، ويضيفون حصة كل واحد منهم إلىذلك العدد. فإذا كان) العدد (اثنين قالوا: لكل ابن) مثال (سهم) وبخطه

سهما (من سهمين من تركته، وال يقولون: التركة بينهما نصفان، ويسمونالعدد المضاف إليه أصل المال ومخرج السهام، والمخرج: هو أقل عدد

يخرج منه الجزء المطلوب صحيحا، ومخارج الفروض الستة) التي عرفتها(خمسة) يخرج (النصف من اثنين، والثلث والثلثان من ثالثة، والربع من

أربعة، والسدس من ستة، والثمن من ثمانية).(إذا عرفت هذا، فنقول: الورثة إن لم يكن فيهم ذو فرض وتساووا)

في اإلرث (فعدد رؤوسهم أصل المال، كأربعة أوالد ذكور وإن كانوايقتسمون للذكر مثل حظ االنثيين، فاجعل لكل ذكر سهمين، ولكل انثى

سهما، فما اجتمع فهو أصل المال).(وإن كان فيهم ذو فرض أو أصحاب فروض، فاطلب عددا له ذلك

السهم أو تلك السهام، وينقسم الباقي بعد السهم أو السهام على) عدد(رؤوس باقي الورثة إن تساووا، وعلى سهامهم إن اختلفوا) وذلك بأن

تطلب أوال مخرج الفروض فما بقي إن لم ينكسر على من بقي من غير أربابالفروض فيكفي ما طلبته، كزوج وأبوين وبنين خمسة أو ابنين وبنت فتطلب أوال

--------------------(١) في القواعد: أربعة.

(٥٣٦)

Page 556: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

مخرج السدس والربع وهو اثنا عشر، فتعطى الزوج ثالثة، واألبوين أربعة،والباقي خمسة ال ينكسر على الباقين، وإن انكسر ضربت سهامهم في العدد الذي

حصلته أوال فإن كان في المثال ابنان ضربت اثنين في اثني عشر أو ابن وبنتضربت فيها ثالثة (فإذا اجتمع في الفريضة نصفان) كزوج وأخت ألب (أو

نصف وما بقي) كزوج وأخ (فهي من اثنين، وإن اشتملت على ثلثوثلثين) كإخوة من االم وأخوات من األب وكابن وبنت (أو أحدهما وما

بقي) كإخوة الم وأخ وأخت ألب (فهي من ثالثة، وإن اشتملت على ربعوما بقي) كزوج وابن (فهي من أربعة، وعلى ثمن وما بقي) كزوجة

وابن (فهي من ثمانية، وعلى سدس وما بقي) كأم وابن (فهي من ستة)وإذا حصلت المخرج بعدد من له الفرض ولم ينقسم الجزء المطلوب من المخرج

عليهم بصحة فاضرب عددهم فيه، كأبوين وخمس بنات، لألبوين السدسان،فالفريضة ستة والثلثان فريضة البنات، وهما هنا أربعة ال تنقسم عليهن فاضرب

خمسة في ستة.(المقدمة الثانية: كل عددين، إما أن يتساويا أو يختلفا، والمختلفان إن

عد أقلهما األكثر حتى أفناه تداخال، وال يمكن أن يتجاوز األقل) حينئذ(نصف األكثر) وإال لم يعده كذلك (ويسميان أيضا بالمتناسبين) ألن األقل

جزء من األكثر (كثالثة وستة وأربعة واثني عشر).(وإن لم يعد األقل األكثر: فإن وجد ثالث أكثر من الواحد يعد كال

منهما كذلك) أي حتى يفنيهما (تشاركا، ويسميان أيضا بالمتوافقين، وذلكالعدد) الثالث يسمى جزء الشركة و (هو مخرج الكسر المشترك فيه) أي إن

كان العدد الثالث اثنين يقال: إنهما متوافقان أو متشاركان في النصف أو بالنصف،وإن كان ثالثة فبالثلث وهكذا. وإن لم يكن ذلك العدد بالنسبة إلى شيء منهما من

(٥٣٧)

Page 557: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ذلك الكسر مثال يتوافق الستة والعشرة بالنصف مع أن االثنين ليس نصفا لشيءمنهما فنسبة التشارك إلى الكسر مجازية وإنما هو في مخرجه.(وهذان إذا أسقط أقلهما من األكثر مرة أو مرارا بقي أكثر من

الواحد) فإذا اسقط من األقل فإما أن يفنيه مرارا أو يبقى بعد إسقاطه منه مرة أومرارا أكثر من الواحد، يفني الباقي األول باإلسقاط مرارا أو يبقى أيضا بعد

إسقاطه منه مرة أو مرارا أكثر من الواحد، وهكذا إلى أن يفنى، فاألخير هو جزءالشركة (كعشرة واثني عشر يعدهما االثنان. فإنك إذا أسقطت العشرة من

اثني عشر بقي اثنان) ثم االثنان إذا أسقطا من العشرة مرارا فنيت (فإذاأسقطتهما) أي االثنين أي هذه المرتبة (من العشرة) وكذا من االثني عشر(مرارا فنيت بهما، فهذان يتوافقان بجزء ما يعدهما وهو النصف) وكستة

وثالثين واثنين وثمانين أسقطنا األقل مرتين من األكثر بقي عشرة، أسقطناها مناألقل ثالث مرات بقي ستة أسقطناها من العشرة بقي أربعة، أسقطناها من الستةبقي اثنان، أسقطناهما من األربعة فنيت، فهما أيضا متوافقان بالنصف (وإن بقي)

من إسقاط األقل من األكثر ثم الباقي من األقل مرة أو مرارا إلى آخر العمل(ثالثة كتسعة وستة فالموافقة بالثلث، وكذا إلى العشرة) فالموافقة بالعشر

كعشرين وثالثين (وإن بقي أحد عشر) كاثنين وعشرين وثالثة وثالثين(فالموافقة بجزء من أحد عشر) جزء (وهكذا) ال إلى نهاية. والجزء

المشترك فيه يسمى الوفق، وإذا توافق العددان فإذا ذكر وفق أحدهما اريد ذلكالجزء المشترك منه، مثال يتوافق العشرة والستة بالنصف، فوفق أحدهما بمعنى

نصفه، فإذا قيل اضرب وفق أحدهما في اآلخر اريد ضرب نصفه. ويتوافق العشرةوخمسة عشر في الخمس، فوفق أحدهما هو الخمس (فإن لم يعد أحدهما

اآلخر وال عدهما غيرهما سوى الواحد فهما المتباينان، وهما اللذان إذا

(٥٣٨)

Page 558: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أسقط األقل) منهما (من األكثر مرة أو مرارا بقي واحد) كثالثة وتسعةعشر أو إذا أسقط األقل من األكثر ثم الباقي من األقل إلى آخر العمل بقي واحد

(كثالثة عشر وعشرين، فإذا أسقطت ثالثة عشر بقي سبعة، فإذا أسقطتمن ثالثة عشر بقي ستة فإذا أسقطت من سبعة بقي واحد).

(المقدمة الثالثة: إذا أردت أن تطلب أقل عدد ينقسم على عددينمختلفين فاعرف النسبة بينهما) من أي الثالثة هي، من التداخل والتوافق

والتباين (فإن كانا متداخلين فالمطلوب هو األكثر منهما وال تحتاجإلى عمل آخر) فإذا أردت مثال عددا يمكن أن يقسم أربعة أقسام وأن يقسم

قسمين فهو األربعة.(وإن كانا متشاركين في كسر فالمطلوب هو الحاصل من ضرب ذلك

الكسر من أحدهما في اآلخر، كما إذا طلبنا عددا ينقسم على ثمانية عشروثالثين وقد اشتركا في السدس، فسدس أيتهما ضرب في االخرى حصل

تسعون، وهي أقل عدد ينقسم عليهما).(وإن كانا متباينين فالمطلوب هو الحاصل من ضرب أحدهما في

اآلخر، كما إذا طلبنا أقل عدد ينقسم على سبعة وتسعة فهو ثالثة وستون).(وكذا إذا أردت أقل عدد ينقسم على أعداد مختلفة، ألنك إذا عرفت

العدد المنقسم على اثنين منها، عرفت العدد المنقسم عليه) أي على العددالمنقسم على االثنين (وعلى الثالث، ثم المنقسم عليه) أي العدد المنقسم

على الثالثة (وعلى الرابع، وهكذا) وبالجملة إذا حصلت ما ينقسم على اثنيننسبته إلى الثالث، فإن تداخال فاألكثر ينقسم على الثالثة، وإن تباينا فمضروب

أحدهما في اآلخر ينقسم عليها، وإن توافقا فمضروب أحدهما في وفق اآلخر ثمنسبت هذا المنقسم عليها إلى الرابع وهكذا.

(٥٣٩)

Page 559: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

(مثال: إذا أردت أن تعرف أقل عدد ينقسم على ثالثة وأربعة وخمسةوستة وثمانية، فالمنقسم على الثالثة واألربعة اثنا عشر، ألنهما متباينان،

والمنقسم عليهما وعلى الخمسة ستون، ألنهما) أي الخمسة واالثنى عشر(متباينان أيضا، والمنقسم عليها وعلى الستة ستون لتداخلهما) أي الستة

والستين (والمنقسم عليها وعلى الثمانية مائة وعشرون، ألنهما) أيالستين والثمانية (متشاركان في الربع) وإن أردت نظرت إلى نفس األعداد

فأسقطت ما دخل منها في غيره وضربت ما تباينا منها أحدهما في اآلخر وماتوافقا أحدهما في وفق اآلخر ثم نسبت المضروب إلى آخر، فإن تداخال اكتفيت

باألكثر، أو تباينا ضربت أحدهما في اآلخر، أو توافقا ففي وفق اآلخر. ففي المثالأسقطت الثالثة واألربعة لدخولهما في الستة والثمانية، وضربت الخمسة في ستة

ثم الثالثين في أربعة لموافقتها الثمانية بالنصف.(المقدمة الرابعة: الكسر ضربان: مفرد ومركب، والمفرد كالسدس

وكجزء من أحد عشر (١)) وعن خطه من عشر (والمركب إما مضاف) لفظاومعنى (كنصف سدس، أو) معنى خاصة نحو (جزء من خمسة عشر هي

جزء من ثالثة) أو معطوف (والمعطوف كالنصف والسدس، فمخرجالكسر المفرد) أقل عدد يخرج منه (وهو العدد المسمى له أو المنسوب

إليه) فالمسمى (كالسدس مخرجه ستة و) النصف مخرجه اثنان، وتسميةالستة مثال سميا للسدس مجاز، والمنسوب إليه نحو (جزء من خمسة عشر

مخرجه خمسة عشر) وجزء من ستة وجزء من اثنين، ويجوز أن يريدبالمسمى ما يعمهما، وبالمنسوب إليه ما يزيد على المخرج المصطلح كنصف ستة

وثلث تسعة وأحد عشر جزء من اثنين وعشرين (ومخرج المضاف هو--------------------

(١) في القواعد: خمسة عشر.

(٥٤٠)

Page 560: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الحاصل من ضرب مخرج المضاف في مخرج المضاف إليه كنصفالسدس، فإن مخرجه هو الحاصل من ضرب اثنين مخرج النصف في ستةمخرج السدس وهو اثنا عشر. ومخرج المعطوف هو العدد المنقسم على

المخارج) وقد تقدم مخرج األعداد المختلفة (كالنصف والسدس والعشر،فإن مخرج الجميع ثالثون) لسقوط النصف لدخول مخرجه في مخرجي

اآلخرين، وتوافق الستة والعشرة بالنصف، فنضرب ثالثة في عشرة.إذا عرفت المقدمتين األخيرتين أو الثالث األخيرة (فإذا قيل: أي عدد له

كسر كذا وكذا، فاطلب العدد المنقسم على مخارجها).(وإذا قيل: أي عدد ينقسم منه كذا على كذا مثل أي عدد ينقسم ربعه

على خمسه، فاطلب عددا يكون لربعه خمس) إذ ال معنى لقسمة الربع عليهاإال جعله خمسة أقسام، فاطلب عددا يكون لربعه خمس على الطريق المتقدم من

ضرب أربعة في خمسة فهو عشرون.(وإذا قيل: أي عدد ينقسم ربعه على ثالثة وخمسه على ستة، فاطلب

عددا لربعه، ثلث وعددا آخر لخمسه سدس، ثم اطلب المنقسم عليهما)كما عرفت (فهو المطلوب) وهو هنا ستون، ألن العدد األول اثنا عشر مضروبأربعة في ثالثة، والثاني ثالثون مضروب خمسة في ستة، وبينهما توافق بالسدس

ضربنا سدس أحدهما في اآلخر.(وإذا قيل: أي عدد ينقسم الباقي منه بعد الربع والسدس على خمسة

- مثال - فاطلب العدد الذي له الربع والسدس) مثال وهو اثنا عشر (وانقصمنه ربعه وسدسه، ثم انظر في الباقي) وهو هنا سبعة (فإن كانت الخمسة)مثال (مباينة له) وهو هنا كذلك (فاضربها في العدد األول، فما بلغ) وهو

هنا ستون (فهو المطلوب، وإن كانت مشاركة أو داخلة) وهو إنما يكون في

(٥٤١)

Page 561: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

غير ما ذكر. ويكفي في التعميم قوله مثال (فبحسب ما يقتضيه األصل الذيعرفت) من الضرب في الوفق أو االكتفاء باألكثر. وإن كانت مماثلة فاكتف

بالعدد األول، كما إذا قيل في المثال: ينقسم الباقي على سبعة. والتداخل كما إذاقيل: أي عدد ينقسم الباقي منه بعد عشرة وسدسه على أحد عشر، فنضرب ثالثة

في عشرة، وننقص من الثالثين ثمانية، يبقى اثنان وعشرون، يدخل فيها أحدعشر. والموافقة كما إذا قيل في المثال: ينقسم الباقي على اثنا عشر، فنضرب ستة

في ثالثين، وننقص من المائة وثمانين ثمانية وأربعين، ونقسم الباقي.(المطلب الثاني)

(الفريضة: إما أن تكون بقدر السهام، أو زائدة، أو ناقصة).(األول: أن تكون بقدر السهام، فإن انقسمت) عليها (من غير كسر

فال بحث، كأبوين وأربع بنات أو زوج وأبوين) فإن (الفريضة) عليهما(من ستة) فإن فرض كل من األبوين على األول سدس فلهما سهمان من ستةوالباقي أربعة بين البنات األربع، وعلى الثاني فرض االم ثلث والزوج نصف،

فالفريضة مضروب اثنين في ثالثة، للزوج ثالثة من ستة ولألم سهمان ولألب سهم(وإن انكسرت فإما على فريق واحد أو أكثر، فاألول نضرب عددهم في

أصل الفريضة إن لم يكن بين نصيبهم وعددهم وفق، كأبوين وخمسبنات) فإن الفريضة من ستة و (نصيب البنات من الفريضة أربعة وال وفق

بينها وبين العدد) أي الخمسة (تضرب خمسة عددهن في ستة تبلغثالثين، فمن حصل له من الوراث سهم من الفريضة قبل الضرب، أخذ

مضروبا في خمسة وهو قدر نصيبه) فلألبوين عشرة، والباقي عشرون لكلمن البنات أربعة (وإن كان بين النصيب والعدد وفق فاضرب الوفق من

عدد، ال من النصيب في الفريضة، كست بنات وأبوين، نضرب نصف عددهن

(٥٤٢)

Page 562: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

في الفريضة) وهي ستة (تبلغ ثمانية عشر) لألبوين ستة ولكل منهن سهمان.(وإن انكسرت على أكثر من فريق، فإن كان بين نصيب كل فريق

وعدده وفق فرد كل فريق إلى جزء الوفق، وإن كان بعضهم كذلك دونبعض رد من له وفق إلى جزء الوفق واترك اآلخر بحاله، وإن لم يكن

ألحدهم وفق فاجعل كل عدد بحاله).(ثم تعتبر األعداد) على التقديرين، وعلى األول بعد الرد إلى جزء الوفق

(فإن كانت متماثلة اقتصرت على واحد وضربته في الفريضة، كثالثةإخوة من أب ومثلهم من ام، الفريضة ثالثة) ألن فريضة كاللة االم الثلث

نصيبهم سهم، ونصيب كاللة األب سهمان، وهما ينكسران عليهما وعدداهمامتماثالن ومباينان للسهمين (تضرب عدد أحدهم ثالثة في الفريضة يصير

تسعة) لكاللة االم ثالثة، وللباقين ستة.(وإن تداخلت) األعداد (اقتصرت على ضرب األكثر في الفريضة،كثالثة) إخوة (من أب وستة من ام، تضرب ستة في أصل الفريضة

وهي ثالثة، فلإلخوة من األب) الثلثان (اثنا عشر و) لإلخوة (من االم)الثلث (ستة).

(وإن توافقت ضربت وفق أحدهما في عدد اآلخر، ثم) من (المرتفعفي الفريضة، كأربع زوجات وستة إخوة) من جهة (الفريضة من أربعة

تنكسر حصة الزوجات) عليهن وهي سهم (وكذا) حصة (اإلخوة) وهيثالثة (وبين عدد الزوجات وعدد اإلخوة وفق بالنصف، فاضرب اثنين في

ستة، ثم المرتفع وهو اثنا عشر في أربعة أصل الفريضة) فلكل منالزوجات ثالثة، ولكل من اإلخوة ستة. وإن كان المنكسر عليهم أكثر من فريقين

وتوافقت األعداد، فالبصريون يقفون أحدها ويردون البواقي إلى أجزاء الوفق ثم

(٥٤٣)

Page 563: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ينظرون في أجزاء الوفق فيكتفون بواحد إن تماثلت وباألكثر إن تداخلتويضربون بعضها في بعض إن تباينت أو وفق بعضها في بعض إن توافقت ثم

يضربون الحاصل في العدد الموقوف ثم الحاصل في أصل المسألة، والكوفيونيقفون أحدهما ويضربون وفقه في جمع آخر، ثم الحاصل أو وفقه في الثالث،

وهكذا ثم الحاصل في المسألة. ومع التماثل أو التداخل فاألمر معلوم.(وإن تباينت ضربت أحدهما في اآلخر، ثم المجتمع في الفريضة،

كأربع زوجات وخمس بنات) فتضرب عشرين في ثمانية أصل الفريضة، هذهكلها مما ليس بين األعداد واألنصباء وفق. ومثال األعداد الموافقة لألنصباء: خلفرجل بنين ثم خلف أحدهما زوجة واما وولدا، فنصيبه من أبيه ينقسم عليهم علىأربعة وعشرين فهي الفريضة، ففريضة الولد اآلخر أيضا أربعة وعشرون ولو مات

وخلف أربع زوجات وثمانية إخوة لألب وستة لألم، فحصة الزوجات ستة، وهيتوافق عددهن بالنصف نرد عددهن إلى اثنين ولإلخوة لألم من ثمانية، وهي أيضا

توافق الستة بالنصف رددناها إلى ثالثة، وللباقين عشرة توافق عددهم بالنصفأيضا رددناه إلى أربعة فاالثنان يداخل األربعة والثالثة تباينها نضرب اثني عشر

مضروب الثالثة في األربع في أربعة وعشرين يبلغ مائتين وثمانية وثمانين،للزوجات اثنان وسبعون لكل منهن ثمانية عشر، ولكاللة االم ستة وتسعون لكلمنهم ستة عشر، ولكاللة األب مائة وعشرون لكل منهم خمسة عشر. وإن كان

النصيب داخال في عددهم اكتفيت من عددهم بجزئه الذي يوافقه النصيب، فتضربهفي الفريضة كأبوين وثماني بنات فنضرب اثنين في ستة ألن نصيبهن أربعة وهي

مخرج الربع فنضرب ربع عددهن في الفريضة. وإن انكسرت على أكثر من فريقوكان بين عدد كل ونصيبه مداخلة اكتفيت من كل عدد بجزئه الموافق للنصيب، ثم

نظرت إلى األعداد وأتممت العمل كما تقدم. فلو خلف ست زوجات وستة إخوة

(٥٤٤)

Page 564: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

لألم وخمسة وعشرين أخا لألب، فالفريضة اثنا عشر مضروب ثالثة في أربعةللزوجات ثالثة اكتفينا من عددهن باثنين، ولكاللة االم أربعة توافق عددهم

بالنصف فاكتفينا بثالثة، وللباقين خمسة فاكتفينا منهم بخمسة، وهذه األعدادمتباينة فنضرب االثنين في الثالثة ثم الستة في خمسة ثم الثالثين في اثني عشر

يبلغ ثالثمائة وستين، ومنها تصح. ويمكن تعميم كالم المصنف لذلك بتعميم الوفقفيه، فإن التوافق له معنى آخر يشمل المتداخلين والوفق الجزء الذي مخرجه

العدد األقل من األكثر.(الثاني: أن تزيد الفريضة على السهام، فيرد) الباقي (على ذوي

السهام إال الزوج والزوجة وعدا االم مع اإلخوة) لحجبهم إياها عمازاد على السدس (أو يجتمع ذو سبب مع ذي سببين، فذو السببين أولى

بالرد) ككاللة األبوين مع كاللة أحدهما. وفيه خالف نادر تقدم، ومثال الزيادة(كأبوين وبنت، لألبوين السدسان، وللبنت النصف، والباقي يرد)

عليهم (أخماسا).(ومع اإلخوة) ال يرد على االم بل (على األب والبنت خاصة أرباعا،

فإما أن تجعل الفريضة في أصلها من خمسة أو أربعة) من غير تفصيل إلىالفرض والرد، وهو أخصر لكنه مختص بما إذا نحصر الوارث فيمن يرد عليه، ففيالمثال مع اإلخوة ال يكفي جعلها من أربعة. ويمكن التأويل بأن المراد جعلها من

أربعة إن لم تكن ام مثال (أو) تعتبر الفريضة أوال من حيث الفرض ثم (تضربمخرج الرد) وهو أقل عدد يخرج منه سهامه، فإن كان الرد أثالثا فثالثة أو

أرباعا فأربعة، وهكذا (في أصل الفريضة) وهو يعم ما إذا كان من ال يرد عليهأو لم يكن. وفي المبسوط (١) واإليجاز (٢): أنه تجتمع مخارج فرائض من يرد

--------------------(١) المبسوط: ج ٤ ص ١٣٠.

(٢) اإليجاز في الفرائض والمواريث (الرسائل العشر): ص ٢٨٠.

(٥٤٥)

Page 565: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عليهم فيضرب في أصل الفريضة، ففي المثال مخرج فرض األبوين ثالثة، فإنالسدسين ثلث ومخرج فرض البنت اثنان، وذلك خمسة، فتضرب في الفريضة

يبلغ ثالثين ومنها تصح. وذكر أن االم إذا حجبت وفر سهمها من الرد على األب.ومن البين أن ما ذكره المصنف أظهر وأولى. (ومثل أحد األبوين وبنتين فالردأخماسا) فإن له السدس ولهما الثلثين. (ومثل واحد من كاللة االم مع اخت

ألب فالرد عليهما) و (على رأي بالنسبة) وهي أرباعا (وعلى األختلألب خاصة على رأي) وتقدم الخالف.

(وأما الخنثى مع أحد األبوين أو معهما فالرد الثابت لهما مع البنتثبت هنا نصفه) ألن للخنثى نصف الذكورية وال رد مع االبن. (وقيل) في

التحرير للشيخ معين الدين المصري (١): (ال رد، ألن األصل عدمه، وإنما ثبتفي البنات باإلجماع وليس الخنثى بنتا، وكونها تستحق نصف ميراث بنت

وإن أوجب ردا، لكن استحقاق نصف ميراث ابن يسقطه، فتعارضافتساقطا ورجع) األمر (إلى األصل وهو عدم الرد على األبوين، بل يكون

الجميع للخنثى) وقد أمضينا هذا القول مع دليله هذا (والمعتمد األول)إلطالق النص والفتوى من األصحاب بأن للخنثى نصف ما للذكر واألنثى، وهو

يعم ما لهما فرضا وردا، ولو لم يرد على األبوين لكان لها تمام ما للذكر أو الذكرمع األنثى.

(الثالث: أن يقصر الفريضة عن السهام، وسببه: دخول الزوج أوالزوجة في موضعين):

(األول): أن يجامع أحدهما األبوين أو أحدهما، وله صور:االولى: (أبوان مع بنت وزوج) ألن الفريضة من اثني عشر، فإن فرض

--------------------(١) نقل عنه في مختلف الشيعة: ج ٩ ص ١١٦.

(٥٤٦)

Page 566: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

كل من األبوين السدس، وفرض البنت النصف، وفرض الزوج الربع، ومخرجالنصف يداخل مخرج الربع، ومخرجه يوافق مخرج السدس بالنصف، فيضرباثنان في ستة، وسهامهم ثالثة عشر، لألبوين أربعة، وللبنت ستة، وللزوج ثالثة.

الصورة الثانية (أبوان وبنتان مع زوج أو زوجة) فإن الفريضة مع الزوجاثنا عشر، فإن الفروض سدسان وثلثان وربع، والسهام خمسة عشر، لألبوينأربعة، وللبنتين ثمانية، وللزوج ثالثة. والفريضة مع الزوجة أربعة وعشرون،

مضروب نصف ثمانية في ستة، والسهام سبعة وعشرون، فإن لألبوين ثمانية،وللبنتين ستة عشر، وللزوجة ثالثة.

الصورة الثالثة (أحد األبوين مع بنتين وزوج) فإن الفريضة من اثنيعشر والسهام ثالثة عشر (فالنقص) عندنا (على البنت أو البنات خاصة)

لما تقدم.(الثاني): أن يجامع أحدهما الكاللة وله صور:

االولى: (إخوة من ام وأخت من أب أو أبوين وزوج) فإن الفريضة منستة، مضروب اثنين في ثالثة، والسهام ثمانية لكاللة االم اثنان، لكل من الزوج

وكاللة األب ثالثة.الثانية: (إخوة من ام وأخت من األبوين أو األب وزوجة) فإن

الفريضة اثنا عشر، مضروب أربعة في ثالثة، والسهام ثالثة عشر.الثالثة: (إخوة من ام واختان فصاعدا من األبوين أو األب مع أحد

الزوجين) الجتماع الثلث والثلثين مع النصف أو الربع، فالفريضة من ستة أو اثنيعشر، والسهام على األول تسعة، وعلى الثاني خمسة عشر.

الرابعة: (أخ من ام مع اخت من األبوين أو األب مع زوج) الجتماعنصفين مع سدس.

(٥٤٧)

Page 567: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الخامسة: (أخ من ام مع أختين فصاعدا من األبوين أو األب مع أحدالزوجين) الجتماع السدس والثلثين مع النصف أو الربع (والنقص هنا على

المتقرب باألبوين أو باألب خاصة) لما تقدم (ففي) الموضع (األوليأخذ الزوجان) نصيبهما (األدنى) لوجود الولد (وفي الثاني األعلى، فإن

انقسمت الفريضة) بعد اعتبار النقص فال كالم (وإال ضربت سهام من انكسرعليهم النصيب في األصل) والسهام هنا بعدد الرؤوس (فاألول كزوج

وأبوين وخمس بنات، لألبوين أربعة من اثني عشر، وللزوج ثالثة، يبقىخمسة للبنات من غير كسر، والثاني) كأن (كان البنات أربعا تضرب

عددهن في اثني عشر) فلألبوين ستة عشر، وللزوج اثنا عشر، ويبقى عشرونللبنات لكل منهن خمسة.

(الفصل السابع في المناسخات)وهي: أن يموت إنسان فال تقسم تركته ثم يموت وراثه أو بعضهم، فتقسم

الفريضتان من أصل واحد، من نسخ الكتاب بمعنى نقله النتقال األنصباء من عددإلى آخر أو التركة من الوراث إلى ورثتهم أو عدد الورثة من نوع إلى آخر، ومننسخ الشمس الظل بمعنى إبطاله لبطالن طريق القسمة إلى طريق آخر أو القسمة

على الورثة إلى القسمة على ورثتهم.(إذا مات بعض الوراث قبل القسمة، واريد قسمة الفريضتين من أصل

واحد صححت مسألة) الميت (األول، فإن كان نصيب) الميت (الثانيينهض بالقسمة على ورثته من غير كسر فال بحث، وإال احتيج إلى عمل)

ونفصل األمرين (فنقول:إن كان ورثة الثاني هم ورثة األول من غير اختالف في القسمة كان)

(٥٤٨)

Page 568: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

المال (كالفريضة الواحدة، كإخوة ثالثة وأخوات ثالث من جهة واحدة،مات أخ ثم آخر ثم اخت ثم اخرى، و) إنما (بقي) منهم (أخ وأخت،

فتركة األول ومن بعده لهما أثالثا) إن كانا ألب أو ألبوين (أو بالسوية)إن كانا الم.

(وإن اختلف االستحقاق أو الوراث أو هما، فإن صح) قسمة (نصيبالثاني على ورثته، كزوجة ماتت عن ابن وبنت بعد) أن مات (زوجها

وخلف معها ابنا وبنتا) فالفريضة من أربعة وعشرين مضروب ثالثة في ثمانية(فنصيب الزوجة ثالثة من أربعة وعشرين) والثالثة (تصح) قسمتها

(على ولديها من غير كسر) فهنا اختلف الوارث واالستحقاق، ومثال اختالفالوارث خاصة كما إذا خلف ابنين ثم مات أحدهما عن ابن، ومثال العكس كامرأة

ماتت عن زوج وابن وبنت من أب وابنين آخرين من أب آخر، فالفريضة منثمانية وعشرين ليكون له ربع وينقسم الباقي أسباعا، فلكل من البنتين ستة

وللبنت ثالثة، ثم مات االبن الذي اتحد أبوه مع البنت عن اخته هذه وأخويه،فألخويه الثلث لكونهما كاللة االم، وألخته الثلثان. فالمراد باختالف الوارثالمغايرة وباتحاده خالفه، وإن كان الوارث لألول أكثر منه للثاني كما فرضه،

والمراد باختالف االستحقاق اختالفه في المقدار، وال يكفي في جهته، فإنه إذااتحد المقدار لم يحتج إلى عمل وإن اختلفت الجهة، وهو ظاهر. (وإال) يصح

قسمة نصيب الثاني على ورثته (فاضرب وفق الفريضة الثانية في الفريضةاالولى إن كان بين نصيب الثاني من فريضة االولى والفريضة الثانية وفق)

وال يجب وقد (ال) يفيد ضرب (وفق النصيب الثاني) فيها وكل من كان لهمن الفريضة االولى نصيب أخذه مضروبا في الوفق الذي ضرب فيها، وذلك

(كأخوين من ام، ومثلهما من أب وزوج، مات الزوج عن ابن وبنتين،

(٥٤٩)

Page 569: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الفريضة االولى اثنا عشر) ليكون لسدسه نصف والفريضة الثانية أربعة. (وبينالفريضة الثانية ونصف االولى) الذي هو (سهم الزوج موافقة بالنصف

فتضرب جزء الوفق من الفريضة الثانية وهو اثنان ال من النصيب في اثنيعشر تصير أربعة وعشرين) ومنها تصح الفريضتان.

(وإن لم يكن بين نصيب الثاني من الفريضة االولى والفريضة الثانيةوفق بل مباينة فاضرب الفريضة الثانية في االولى، فالمرتفع المطلوب).

(وكل من كان له من الفريضة االولى قسط أخذه مضروبا فيالفريضة الثانية: كزوج وأخوين من االم وأخ من األب، مات الزوج عنابنين وبنت، فريضة االولى من ستة، للزوج ثالثة ال ينقسم على خمسة)

هي سهام األوالد (وال وفق، فاضرب الخمسة في الستة تبلغ ثالثين، ومنهاتصح الفريضتان) فللزوج خمسة عشر بين أوالده أخماسا، ولكاللة االم عشرةلكل منهما خمسة، ولكاللة األب خمسة. وإن دخل نصيب الثاني في الفريضة

الثانية ضربت وفقها بالمعنى اآلخر في االولى، كما إذا مات الزوج في المثال عنأب وابن، فإن الفريضة الثانية ستة فاضرب وفقها أي ثلثها في األول يبلغ اثنى

عشر ومنها تصحان. ويمكن تعميم عبارة المصنف له كما عرفت.(ولو كانت المناسخات أكثر من فريضتين، إما بأن يموت وارث آخر

في طبقة) الوارث (األول) أي من ورثة الميت األول، كما إذا مات في المثالاألخير أحد اإلخوة (أو) أحد (من وراث ورثة) الميت (األول) كما إذا

مات في المثال أحد االبنين عن وارث أو ورثة (فإن انقسم نصيب الثالث علىورثته على صحة) فال بحث (وإال عملت ما تقدم) بأن تضرب الفريضة

الثالثة أو وفقها في الثانية. (وكذا لو مات رابع فما زاد) ففي المثال، لو ماتاألخ من األب عن األخوين من االم فالفريضة الثالثة اثنان والنصيب خمسة

(٥٥٠)

Page 570: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

فاضرب اثنين في الثالثين. ولو مات ابن الزوج عن ابن وزوجة فالفريضة الثالثةثمانية والنصيب ستة فاضرب الثالثين في أربعة، وهكذا. وهنا طريق آخر إذا

تكثرت المناسخات: أن تصحح كل مسألة برأسها، فكل ميت تصح قسمة نصيبهعلى مسألته طرحت مسألته واعتبرت البواقي، فمن كان بين نصيبه ومسألته توافق

ردت مسألته إلى وفقها، وإال حفظت المسألة بتمامها، ثم تنسب المحفوظاتبعضها من بعض، فتكتفي من المتداخلين باألكثر، وتضرب المتباينات بعضها في

بعض والوفق من المتوافقات، ثم تضرب الحاصل في المسألة االولى، مثاله: خلفزوجة وثالثة إخوة من جهة ثم مات أحدهم عن ابنين والثاني عن ابنين وبنتوالثالث عن ابن وبنت، االولى من أربعة والثانية من اثنين والثالثة من خمسةوالرابعة من ثالثة، والمسائل تباين األنصباء، وما عدا االولى تتباين تضربها

بعضها في بعض يبلغ ثالثين، تضربها في االولى يبلغ مائة وعشرين، ومنها تصحوعليه القياس.

(ولنورد هنا مثالين ذكرهما بعض علمائنا:األول): ما ذكره المحقق الطوسي (رحمه الله) وهو مثال يشتمل على أكثر األبواب

المتقدمة مع الوصية واإلقرار (رجل خلف أبوين وثالث زوجات وابنينوبنتا وخنثى مشكال أمره، وإحدى زوجاته هي ام البنت وابن واحد من

ابنيه، وأوصى ألجنبي بمثل ما ألبيه إال نصف ما يبقى من الثلث بعدإخراج نصيبه من الثلث، وآلخر بمثل ما المه إال ثلث ما يبقى، وآلخر

بمثل ما البن واحد إال سدس ما يبقى، ثم وقع الهدم على االبن الذي له ام،وعلى امه التي هي احدى الزوجات المذكورة وعلى بنت لالبن، وخلفوا

المذكورين) أوالدهم ورثة الرجل. (ومات االبن اآلخر وخلف ثالثة بنين،وقد أقر أحدهم بزوجة له وابنة منها، وماتت الزوجة الثانية أيضا وخلفت

(٥٥١)

Page 571: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

ابن ابن أخيها ألبيها الذي هو ابن ابن اختها المها، والذي هو ابن بنتاختها ألبيها، و) هو (الذي هو ابن بنت أخيها المها) بأن تزوج أخوها

ألبيها بأختها المها فأولدها ابنا وتزوج أخوها المها بأختها ألبيها فأولدها بنتا ثمتزوج ذلك االبن بهذه البنت فأولدها ابنا (وابن بنت اخت اخرى ألبيها أيضا،

وماتت الزوجة الثالثة أيضا وخلفت زوجا وعما وعمة، وأقر الزوج أنهاأوصت ألجنبي بثلث مالها، ثم مات وخلف بنتين، ولم يخلف غير

المتوفى األول تركة).(فأصل الفريضة مائة وثمانون) فإن مسألة الورثة أربعة وعشرون،

مضروب مخرج الثمن في نصف مخرج السدس، لألبوين ثمانية لكل منهما أربعة،وللزوجات الثمن ثالثة لكل من االبنين أربعة، وللبنت اثنان، وللخنثى ثالثة، ثم

كل ثلث بمقتضى الوصية يشتمل على نصيب ابن وستة أسهم، فالمال ثالثة أنصباء،وثمانية عشر سهما يعدل تسعة أنصباء إال ستة أسهم، ألن لألبوين واالبنين أربعة

أنصباء، وللبنت نصف نصيب، وللخنثى ثالثة أرباعه، وللزوجات أيضا ثالثةأرباعه، وللموصى لهم ثالثة أنصباء إال ستة أسهم مجتمعة من نصف وثلث وسدس،

فثمانية عشر سهما تعدل ستة أنصباء إال ستة أسهم، فأربعة وعشرون سهما تعدلستة أنصباء، فكل نصيب أربعة، وكل ثالث عشرة، ألنه نصيب وستة أسهم، فالمال

ثالثون، لكل من األبوين واالبنين أربعة، وللبنت اثنان، وللخنثى ثالثة،وللزوجات ثالثة، وللموصى له األول واحد، فإن الباقي من العشرة التي هي الثلث

بعد إخراج نصيب االبن الذي هو أربعة ستة، وله مثل نصيب األب إال نصف الباقي،فله أربعة إال ثالثة، وللموصى له الثاني اثنان، فإن له أربعة إال ثلث الباقي وهو

اثنان، وللثالث ثالثة، فإن له أربعة إال واحدا هو سدس الباقي، ثم نضرب ستة فيثالثين، ألن نصيب الزوجة الثالثة يقسم ستة أقسام، ألنها خلفت زوجا وعما

(٥٥٢)

Page 572: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وعمة، ونصيب الثانية أيضا يقسم ستة، فإنها خلفت ذا قرابات أربع هو بمنزلة أخوأخت ألب وأخ وأخت الم، وذا قرابة واحدة هو بمنزلة اخت الم، فثلث نصيبها

لكاللة االم، وثلثاه لكاللة األب أرباعا، فلذي القرابات خمسة أسداس، ولآلخرسدس، فلكل من الورثة والموصى له قسطه مضروبا في ستة. فيكون (لألب

أربعة وعشرون، ولألم أربعة وعشرون، وللزوجات ثمانية عشر) لكلمنهن ستة (ولكل ابن أربعة وعشرون، وللبنت اثنا عشر، وللخنثى ثمانيةعشر، وللموصى له األول ستة، والثاني اثنا عشر، والثالث ثمانية عشر).

(ثم يقسم األربعة والعشرين التي هي لالبن المهدوم عليه على ورثته)وهم ام وبنت (فنصيب امه ستة) أربعا فرضا واثنان ردا (وينتقل إلى بنتها،والباقي لبنته) فرضا وردا (وينتقل إلى جدي أبيها، للذكر ضعف األنثى).

(ثم يقسم الستة التي هي للزوجة المهدوم عليها على ورثتها) أيولديها (فيصيب بنتها اثنان، وابنها المهدوم) عليه (معها أربعة وينتقل) منهإلى ورثته فينتقل (منها اثنان إلى جده وواحد إلى جدته وواحد إلى اخته،

فبلغ نصيب الجد ثمانية وثالثين) له أربعة وعشرون أصالة وانتقل اثنا عشرمن االبن المهدوم عليه بتوسط بنته واثنان من الزوجة بتوسط ابنها (ونصيب

الجدة أحدا وثالثين) أربعة وعشرون أصالة والباقي باالنتقال (ونصيبالبنت أحدا وعشرين) اثنا عشر أصالة وستة باالنتقال من أخيها إلى امها ثم

إليها واثنان من امها وواحد من امها إلى أخيها ثم إليها.(وأما األربعة والعشرون التي هي حصة االبن اآلخر فيقسمها على

ورثته) أي بنيه (والمقر لهما) وهما زوجة وابنة منها (فيكون لكل ابنثمانية، ولالبن المقر ستة، وللزوجة المقر بها واحد ولبنتها واحد).

(وأما الستة التي هي حصة الزوجة الثانية، فلذي القرابات األربع

(٥٥٣)

Page 573: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

خمسة منها، ولذي القرابة الواحدة واحد) لما عرفت (وأما الستة التي هيحصة الزوجة الثالثة، فلزوجها ثالثة، منها واحد للموصى له المقر به،

وواحد لكل بنت من بنتيه، ولعمها اثنان، ولعمتها واحد).(الثاني): مثال يشتمل على مناسخات ووصايا فيها استثناءات (ماتت

امرأة عن زوج وثالثة بنين، وأوصت ألجنبي بمثل ما للزوج إال سدسالمال، ثم مات الزوج عن أخ الم وأخوين وأخت ألب، وأوصى

ألجنبي بمثل ما لألخ من االم إال ثمن المال، ثم مات األخ لألم عن زوجةوسبع بنات، وأوصى ألجنبي بمثل ما إلحدى البنات إال نصف سبع المال).

(أصل الفريضة أربعة: للزوج سهم، ولكل ابن سهم، وتضيف إليهالألجنبي سهما تصير خمسة) وإذا وقع استثناء سدس المال (نضربها في

مخرج السدس تصير ثالثين، نعطي الزوج السدس المستثنى خمسةأسهم، ولكل ابن خمسة، يبقى عشرة يقسم على خمسة للموصى له

سهمان، ولكل وارث سهمان، فلكل ابن سبعة، وكذا الزوج) والكل ظاهر مماتقدم في وصايا.

(وسهام ورثة الزوج ستة) إذ (ألخيه من االم سهم، ولكل أخ مناألب سهمان، ولألخت) منه (سهم، وتضيف إليها سهما للموصى له يصير

سبعة، تضربها في مخرج الثمن) الستثنائه (يصير ستة وخمسين سهما،وسهام مورثهم) وهو الميت (الثاني) أي الزوج أيضا كانت (سبعة من

ثالثين) واآلن البد أن (تضربها في ثمانية يصير ستة وخمسين) فإذاأردت تصحيح الفريضتين (فاضرب أصل سهام الورثة األولة وهي ثالثونفي ثمانية أسهم) لتوافق النصيب والفريضة بالسبع بالمعنى األعم فنضربالفريضة االولى في وفق الثانية (يكون مائتين وأربعين) فلكل منهم قسط

(٥٥٤)

Page 574: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

مضروبا في ثمانية، فيكون (لكل ابن ستة وخمسون، وللموصى له ستةعشر، وللزوج الموروث الثاني ستة وخمسون، ألخيه المه الثمن المستثنى

سبعة أسهم، ولكل أخ من األب أربعة عشر، ولألخت) لألب (سبعة،يبقى أربعة عشر، تقسم على سبعة، الموصى له) واحد (والورثة)

بمنزلة ستة اثنان سهم األخ لألم واألخت لألب واألخوان لألب بمنزلة أربعة(لكل منهم سهمان).

(فلكل أخ من األب) أربعة فله (من األصل والمستثنى ثمانية عشر،ولألخت تسعة، ولألخ من االم تسعة، وللموصى له سهمان).

(ثم سهام ورثة هذا األخ من االم ثمانية: للزوجة سهم، ولكل بنتسهم، وتضيف إليها لألجنبي سهما تصير تسعة، تضربها في مخرج نصف

السبع) الستثنائه وهو (أربعة عشر، تكون مائة وستة وعشرين سهما).(وسهام هذا الموروث) كانت أيضا (تسعة من مائتين وأربعين

سهما) والبد أن (تضرب التسعة في أربعة عشر تبلغ مائة وستة وعشرينسهما) فإذا أردت تصحيح الفرائض الثالث (فاضرب أصل سهام الورثة

األولة وهي مائتان وأربعون في أربعة عشر) التي هي تسع الفريضة الثانية،للتوافق بينها وبين نصيب الثالث من الثانية بالتسع (يكون ثالثة آالف

وثالثمائة وستين) لكل من الورثة في الطبقة االولى قسطه مضروبا في مائةواثني عشر، فيكون (لكل ابن في الطبقة االولى من هذه الجملة سبعمائة

وأربعة وثمانون سهما، وللموصى له معهم مائتان وأربعة وعشرون،وللزوج سبعمائة وأربعة وثمانون).

(ثم) في الطبقة الثانية لكل من الورثة قسطه مضروبا في أربعة عشر، فيكون(لكل واحد من األخوين لألب مائتان واثنان وخمسون، ولألخت مائة

(٥٥٥)

Page 575: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

وستة وعشرون وللموصى له معهم ثمانية وعشرون ولألخ من االم مائةوستة وعشرون).

(ثم) في الطبقة الثالثة (لكل واحدة من بنات هذا األخ. وهوالموروث الثالث وزوجته نصف سبع) مائة وستة وعشرين وهو

(المستثنى) وهو (تسعة أسهم، يبقى أربعة وخمسون، يقسم على تسعةللورثة والموصى له، فلكل بنت وللزوجة ستة، وللموصى له معهم) أي معإرثهن (ستة، فله مثل) نصيب (إحداهن) وهو خمسة عشر (إال نصف سبع

المال، ونصف سبع المال تسعة أسهم).(الفصل الثامن في معرفة سهام الورثة من التركة)

بعد تصحيح المسألة بما تقدم (وفيه طرق:األول: انسب سهام كل وارث من الفريضة) التي صححتها بما تقدم

(وخذ له من التركة بتلك النسبة، فما كان فهو نصيبه) وهو أسهل الطرق لوأظهرت النسبة (كزوج وأبوين) صححنا (الفريضة) أوال من (ستة) بضربمخرج النصف في مخرج الثلث (للزوج ثالثة وهي نصف الفريضة فيأخذ

من التركة نصفها) بالقدر أو العدد أو غيرهما أيا ما كانت التركة وبأي مقدار أوعدد كانت (ولألم سهمان هي الثلث) من الفريضة (فلها ثلث التركة،

ولألب سهم هو سدس فله سدس التركة) وإنما تسهل النسبة بإرجاع التركةإلى األعداد إن خالفتها كالعقار والرقيق قيمة أو منفعة، وربما افتقر إلى ضرب

التركة في الفريضة كأن تكون التركة في المثال خمسة فنضربها في الستة وهو فيالحقيقة تجزئة لكل من الخمسة ستة أجزاء.

(الثاني) - ويحتاج إليه حيث تعسر معرفة نسبة السهام من التركة -: (أن

(٥٥٦)

Page 576: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

تقسم التركة على الفريضة، فما خرج بالقسمة ضربته في سهام كل واحد،فما بلغ فهو نصيبه، كما لو كانت التركة أربعة وعشرين) دينارا (والفريضةستة كما تقدم) من المثال (فإذا قسمت التركة على ستة خرج أربعة لكل

سهم، تضرب الخارج وهو أربعة في سهام كل وارث، فما بلغ فهو نصيبه)من التركة (فإذا ضربت أربعة في ثالثة نصيب الزوج) من الفريضة (يبلغ

اثني عشر دينارا فهي نصيبه) من التركة (وتضرب أربعة في واحد نصيباألب) من الفريضة (يكون أربعة) فهي نصيبه من التركة (وفي اثنين نصيب

االم تكون ثمانية) فهي نصيبها هذا إذا زادت التركة على الفريضة وإن نقصتنسبتها إليها وضربت النسبة في سهام أي اخذت منها بتلك النسبة فأعطيت أربابها،

فإن كانت التركة في المثال ثالثة نسبتها إلى الستة كانت نصفها، فللزوج نصفثالثة، ولألب نصف واحد ولألم نصف اثنين. ويجوز إن توافقت التركة والفريضةكما إذا كانت التركة في المثال ثمانية أن تضرب السهام في وفق التركة وتقسمالحاصل على وفق الفريضة، فنضرب في المثال ثالثة، سهم الزوج في أربعة وفق

الثمانية يبلغ اثني عشر تقسمها على ثالثة تخرج أربعة فهي نصيبه من التركة،وتضرب فيها اثنين يكون ثمانية تقسمها على ثالثة يخرج اثنان وثلثان فهي

نصيب االم، وتضرب فيها واحدا وتقسم األربعة على ثالثة تخرج واحد وثلثفهما نصيب األب، وإن شئت قسمت وفق التركة على وفق الفريضة وضربت

الخارج في السهام، ففي المثال قسمنا األربعة على الثالثة وضربنا واحدا وثلثا فيثالثة حصل أربعة وفي اثنين حصل اثنان وثلثان وفي واحد حصل واحد وثلث،

وإن كان وفق التركة أنقص نسبته إلى وفق الفريضة وأخذت بتلك النسبة منالسهام، فإن كانت التركة في المثال أربعة كان لكل منهم ثلثا نصيبه.(الثالث: التركة إن كانت صحاحا فاضرب ما حصل لكل وارث منالفريضة في التركة، فما حصل فاقسمه على العدد الذي صحت منه

(٥٥٧)

Page 577: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

الفريضة، فما خرج فهو نصيب الوارث، كزوجة وأبوين، والتركة عشرون)دينارا (والفريضة اثنا عشر: للزوجة ثالثة تضربها في عشرين تبلغ ستين،

تقسمها على اثني عشر تخرج خمسة، فللزوجة خمسة دنانير، ولألمأربعة تضربها في عشرين تبلغ ثمانين، تقسمها على اثني عشر تخرج ستة

وثلثان، فيكون لألم ستة دنانير وثلثا دينار، ولألب خمسة تضربها فيعشرين تصير مائة تقسم على اثني عشر يخرج ثمانية وثلث، فيكون

لألب ثمانية دنانير وثلث دينار) هذا إن زاد مضروب السهم في التركة علىالفريضة، وإن نقصت نسبته إليها وأخذت بتلك النسبة، وإن ماثل الفريضة فالسهمواحد من التركة، فإن كانت التركة في المثال ثالثة ضربنا فيها ثالثة ونسبنا التسعة

إلى اثني عشر للزوجة ثالثة أرباع دينار، ثم ضربنا فيها أربعة حصل اثنا عشرفلالم دينار، ثم خمسة حصل خمسة عشر فلألب دينار وربع.

(وإن كان في التركة كسر فابسط التركة من جنسه، بأن تضربمخرج الكسر في) صحاح (التركة، ثم تضيف الكسر إلى المرتفع) وإن

تعدد الكسر ضربت فيها المخرج المشترك وأضفت الكسرين أو الكسور إلىالمرتفع فهو حاصل البسط (وتعمل) بعده (ما عملت في الصحاح) من

الضرب والقسمة (فما اجتمع للوارث قسمته على ذلك المخرج) فالخارجهو المطلوب.

(فلو كانت التركة) في المثال (عشرين دينارا ونصفا، فابسطهاأنصافا يكون أحدا وأربعين، واعمل كما عملت في الصحاح) بضرب سهم

كل من الفريضة فيها وقسمة المضروب على الفريضة (فما خرج لكل وارثمن العدد المبسوط فاقسمه على اثنين) مخرج النصف (فما خرج نصيبا

للواحد فهو نصيب الواحد من الجنس الذي تريده) ففي المثال ضربنا ثالثةنصيب الزوجة في أحد وأربعين بلغت مائة وثالثة وعشرين، قسمناها على اثني

(٥٥٨)

Page 578: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

عشر خرج عشرة وربع، قسمناها على اثنين خرج خمسة وثمن، فلها خمسةدنانير وثمن، وضربنا فيها أربعة تبلغ مائة وأربعة وستين، قسمناها على اثني عشرخرجت ثالثة عشر وثلثان، قسمناها على اثنين خرجت ستة وثلثان ونصف ثلث

فلالم من الدنانير كذا، وضربنا فيها خمسة يبلغ خمسة ومائتين، نقسهما على اثنيعشر خرج سبعة عشر ونصف سدس، نقسمها على اثنين تخرج ثمانية ونصف

وربع سدس، فهو نصيب األب من الدنانير.(ولو كان الكسر ثالثا فاقسم التركة) أي ابسطها (أثالثا) واعمل ما

تقدم (وهكذا إلى) العشر فيقسم على (العشرة) وإن كان الكسر ربعا وسدسا- مثال - فاقسم صحاحها أنصاف أسداس تضرب اثني عشر فيها وأضف إليها

خمسة وتمم العمل، وكذا إن كان ثلثا وربعا، وهكذا.(ولو كانت المسألة عددا أصم) ليس له من الكسور التسعة شيء كأربعة

بنين وثالث بنات فالفريضة أحد عشر (فاقسم التركة عليه) إن زادت عليهامن غير بسط إن لم يبق شيء أو بقي دينار - مثال - كما إذا كانت في المثال اثني

عشر، فلكل من البنين ديناران وجزءان من أحد عشر جزء، ولكل من البناتدينار وجزء من أحد عشر جزء (فإن بقي ما ال يبلغ دينار فابسطه) أي

الكسر الذي ال يبلغه (قراريط) فإن الدينار عشرون قيراطا (واقسمه) بعدالبسط على الفريضة (وإن بقي ما ال يبلغ قيراطا فابسطه حبات) فإن

القيراط ثالث حبات (واقسمه) كذلك (وإن بقي ما ال يبلغ حبة فابسطهأرزات) فإن الحبة أربع أرزات واألرزة حبتان من الخردل البري (واقسمه،

وإن بقي ما ال يبلغ أرزة فانسبه باألجزاء إليها) أي األرزة إذ ال اسم لما بعدهافي المشهور، فإن كانت التركة في المثال أحد عشر دينارا وثالثة أرباع دينار

فابسط الكسر قراريط يبلغ خمسة عشر، نقسمها على أحد عشر تبقى أربعةتبسطها حبات يبلغ اثني عشر، نقسمها على أحد عشر تبقى حبة إذا قسمتها على

(٥٥٩)

Page 579: (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ :ﺔﻌﺒﻄﻟﺍ ...lfile.ir/feqhi-library/book228.pdf · 2011. 11. 9. · (ﺝ.ﻁ) ﻡﺎﺜﻠﻟﺍ ﻒﺸﻛ :ﺏﺎﺘﻜﻟﺍ

أحد عشر خرج أربعة أجزاء من أحد عشر جزء من أرزة، فلكل من البنينديناران وقيراطان وحبتان وثمانية أجزاء من أحد عشر جزء من أرزة، ولكل من

البنات دينار وقيراط وحبة وأربعة أجزاء من أحد عشر جزءا من أرزة، وربما بقيفي القسمة دنانير أو قراريط أو حبات وكان البسط أعون على الضبط كما سمعته

في المثال في القراريط والحبات، وفي الدنانير كما إذا كانت التركة في المثالعشرين قسمناها على أحد عشر بقي تسعة بسطناها قراريط بلغت مائة وثمانين

نقسمها عليها تخرج ستة عشر وتبقى أربعة نبسطها حبات تبقى حبة، فقد يكون إذاقلنا: إن كل سهم دينار وستة عشر قيراطا وحبة وأربعة أجزاء من أحد عشر جزء

من أرزة كان أضبط من أن يقال: دينار وتسعة أجزاء من أحد عشر جزء مندينار، وربما احتيج إلى القراريط وما بعدها، وإن كان العدد منطقا (وعليك

بالتحفظ من الخطأ، واجمع) إذا أردت امتحان العمل (ما يحصل لكل وارث)بعد العمل (فإن ساوى المجموع التركة فالقسمة صواب، وإال فهي خطأ).

(تذنيب: لو عين الورثة نصيب بعضهم في عين اقتسم الباقون الباقيعلى نسبة سهامهم الباقية) بأن ينسب نصيب كل من التركة إلى الباقي فيأخذ

منه بتلك النسبة (فيأخذ األب) إذا كان (مع االبن تسعي الباقي بعد التعيينللزوج) فإن نصيبه من الكل سهمان وهما بالنسبة إلى الكل سدس وإلى الباقي

تسعان، ويأخذ االبن سبعة أتساع.فهذه سهام فرائض القواعد من التحقيق وفيناها، وفرائض مسائلها من الشرح

والكشف قضيناها ونجزت عشري تاسع ألف وثمان وتسعين.والحمد لله ما أج اجاج وما معن معين

وكتب مؤلفه محمد بن الحسن، جعلهما الله من ورثة جنة النعيمووقاهما وهج الجحيم

* * *

(٥٦٠)