رﻮﺘﻛد سار ﻮﺑأ ﻰﻌﻓﺎﺸﻟا ﺪﻤﺤﻣolc.bu.edu.eg/olc/images/124.pdf ·...

دكتور

الشافعى أبو راسمحمد حقوق ببنھاالكلیة لعمید أول

أستاذ القانون العام العلیااإلداریة العلیا والدستوریة ووالمحامى لدى محكمة النقض

النظام الدسـتورى المصرى فى العھد الجمھورى

٢٠١٠-٢٠٠٩

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com

- ١ -

دمةـــمق

م، حـين تـولى ١٨٠٥أ بعام يرى المؤرخون أن تاريخ مصر الحديثة يبد

يجعل حكم مصر وراثيـا فـى أسـرته، محمد على حكم مصر، والذى استطاع أن

، إلغاء الحكـم ١٩٥٢م حين قررت ثورة يوليو ١٩٥٣واستمرت فى الحكم إلى عام

.الملكي وإقامة نظام جمهوري

مفاد ذلك أن تاريخ مصر الحديثة ينقسم إلى مرحلتين، تبدأ األولـى بعـام

ونجاحهـا ١٩٥٢م، وتبدأ الثانية عمليا بقيام ثـورة ١٩٥٣ وتمتد إلى عام ١٨٠٥

.وتمتد إلى اآلن

ونرى أن نجعل هذا المؤلف لدراسة النظام الدستوري فى العهد الجمهوري

.فقط، على أننا قد نتعرض لبعض أحكام دساتير النظام الملكي، كلما كان ذلك مفيدا



- ٢ - لعهد الجمهوري النظام الدستوري المصري فى ا

:تقديم

والعودة إلى العمـل ١٩٣٠منذ اضطر الملك فؤاد األول إلى إلغاء دستور

.، والعمل السياسي فى مصر يسير وفق أحكام هذا الدستور١٩٢٣بدستور

ضـمن – وأعلنت أنها تستهدف ١٩٥٢ قامت ثورة ١٩٥٢ يوليو ٢٣وفى

وتضمن بيان الثورة أنها سـوف إقامة حكم ديمقراطي سليم، –ما تستهدف تحقيقه

.١٩٢٣تحكم البالد وفق دستور

قدم مجلس قيادة الثورة طلبا للملك فاروق بتنازلـه ١٩٥٢ يوليو ٢٦وفى

عن العرش البنه األمير أحمد فؤاد الذى كان ما زال قاصرا، وتم تنـازل الملـك،

ـ ه وتولى مجلس الوزراء سلطات الملك إلى أن تم تـشكيل مجلـس وصـاية علي

.م١٩٥٢ لسنة ١٤٠بالمرسوم بقانون رقم

:١٩٢٣الثورة تقرر إلغاء دستور

وتـضمن ١٩٢٣ أعلن قائد الثورة سقوط دسـتور ١٩٥٢ ديسمبر ١٠وفى

انتقال مؤقتة تنتهي بوضع دستور البيان أن الحكومة سوف تتولى السلطات فى فترة

.جديد، وأن ذلك سيكون حسب المبادئ الدستورية العامة

. صدر قرار الثورة بتشكيل لجنة لوضع الدستور١٩٥٣ يناير ١٣ى وف

: بإعالن دستوري مؤقت١٩٥٣ فبراير ١٠إعالن

أصدر قائد الثورة إعالنا دستوريا يتضمن األسـس ١٩٥٣ فبراير ١٠وفى

.العامة للحكم فى فترة انتقال حددها اإلعالن بثالث سنوات

: الجمهوريإلغاء النظام الملكي وإعالن النظام

أعلن مجلس قيادة الثورة إلغاء النظام الملكي،وإعالن ١٩٥٣ يونيه ١٨وفى

النظام الجمهوري، وتضمن اإلعالن استمرار العمل وفق المبادئ التـى تـضمنها

. إلى نهاية الفترة االنتقالية١٩٥٣ فبراير ١٠إعالن



- ٣ - :١٩٥٦انتهاء الفترة االنتقالية بصدور دستور

تم االستفتاء على مشروع الدسـتور الـذى أعدتـه ١٩٥٦يو يون ٢٣وفى

الحكومة، ووافق الشعب على الدستور، وبذلك بدأت مرحلة جديـدة مـن مراحـل

.التطور الدستوري المصري

:١٩٥٨قيام الجمهورية العربية المتحدة وصدور دستور

رات قامت الجمهورية العربية المتحدة بالوحدة المصرية السورية نتيجة تطو

اء الشعبي فى كل من مصر وسـوريا تفوإجراءات بين الدولتين، وكان ختامها االست

الذى جاء معلنا بموافقة الشعبين على قيام ١٩٥٨يوم الواحد والعشرين من فبراير

. للجمهورية الجديدةاالوحدة وعلى الموافقة على الرئيس جمال عبد الناصر رئيس

در دستور ص، وأن ي ١٩٥٦ سقوط دستور وكان بديهيا أن يترتب على ذلك

.جديد للدولة الوليدة والتى سميت الجمهورية العربية المتحدة

. صدر دستور مؤقت للجمهورية العربية المتحدة١٩٥٨ مارس ٥وفى

: المؤقت١٩٦٤دستور

صدر دستور مؤقت كنتيجة طبيعيـة والزمـة ١٩٦٤ مارس ٢٥وبتاريخ

ريا وعودة كل منهما إلى المجال الدولي كدولة لهـا النتهاء الوحدة بين مصر وسو

ولقد تضمن إعالن هذا الدستور أنه مؤقـت إلـى أن .شخصيتها القانونية المستقلة

.ينتهى مجلس األمة من وضع الدستور الدائم وموافقة الشعب عليه

: الدائم١٩٧١دستور

يوضع مشروع الدسـتور ١٩٦٤ مارس ٢٥ى فورغم تكليف مجلس األمة

الدائم، فإنه لم ينجز هذه المهمة، وظل األمر هكذا محكوما بالدستور المؤقت إلى أن

.م١٩٧١ الذى تم االستفتاء عليه فى سبتمبر ١٩٧١تم وضع مشروع دستور

ومنذ موافقة الشعب على هذا الدستور والنظام يسير على أحكامـه وإلـى

.اآلن



- ٤ - :خطة وتقييم

ن النظام الدستوري المصري قد صدر فى من هذا العرض الموجز يتضح أ

: وإلى اآلن خمسة دساتير١٩٥٢العهد الذى بدأ بثورة

.م١٩٥٣ فبراير ١٠اإلعالن الدستوري الصادر بتاريخ -١

.١٩٥٦دستور -٢

. المؤقت١٩٥٨دستور -٣

. المؤقت١٩٦٤دستور -٤

. الدائم١٩٧١دستور -٥

هما للمراحل خصص الفصل األول من نونرى أن جعل الدراسة فى فصلين،

األربعة األولى، ثم نجعل الفصل الثاني لدراسة المرحلة األخيرة، مرحلـة دسـتور

باعتباره دستورا دائما، وباعتباره الدستور الساري المفعول والمعمل به إلى ١٩٧١

.اآلن



- ٥ - الفصل األول

ري ــوري المصــام الدستــالنظ

١٩٧١ وإلى صدور دستور ١٩٥٢ يوليو ٢٣في المدة من

قامت ثورة الجـيش، وتـم لهـا ١٩٥٢ يوليو ٢٣المحنا إلى أنه فى فجر

ولقد سارت األمور حسب إعالنات دستورية مؤقتة إلـى أن .االستيالء على الحكم

: ويمكن أن نقسم هذه الفترة إلى مراحل خمس. الدائم١٩٧١صدر دستور

ـ ١٩٥٢ يوليو ٢٣ تبدأ مع قيام الثورة فى :األولى ع صـدور اإلعـالن وتنتهي م

.م١٩٥٣ من فبراير ١٠الدستوري الصادر عن الثورة فى الثورة

.م١٩٥٣ من فبراير ١٠ مرحلة اإلعالن الدستوري الصادر فى :الثانية

.١٩٥٦ مرحلة دستور :الثالثة

. المؤقت١٩٥٨ مرحلة دستور :الرابعة

. الدائم١٩٧١ المؤقت والتى ينتهى بصدور دستور ١٩٦٤ مرحلة دستور :الخامسة

ألحكام الدستورية التى سارت فى كل مرحلة من هذه المراحـل لونخصص

.الخمس مبحثا خاصا بها



- ٦ - المبحث األول

١٩٥٣ وإلى العاشرة من فبراير ١٩٥٢ يوليو ٢٣الفترة من

:تقديم

صعوبة دستورية، فحواها أن المتفق عليه ١٩٥٢ يوليو ٢٣ثار قيام ثورة أ

توري، أنه بقيام ثورة ونجاحها فى االستيالء على زمام الحكم، يـسقط فى الفقه الدس

الدستور القائم، ويتشكل النظام السياسي حسب ما تقرره الثورة من مبادئ وأحكـام

، أنها أعلنت فى بيانها األول ١٩٥٢ يوليو ٢٣دستورية، ولكن الذى حدث مع ثورة

ه يعمل لصالح الوطن فى ظـل وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كل "...

وهكذا ظهر على الساحة رأيان، رأي يرى أنه بنجاح ."الدستور مجردا من أية غاية

الذى كان معموال به آنذاك، وآخر رأى ١٩٢٣ سقط دستور ١٩٥٢ يوليو ٢٣ثورة

فإن ذلك يعني عـدم " فى ظل الدستور "أنه وقد أعلنت الثورة أن الحكم سوف يسير

.، وإنما بقى معموال به وسارى المفعول١٩٢٣سقوط دستور

:وحول هذين االتجاهين تدور الدارسة فى هذا المبحث

:١٩٥٢ يوليو ٢٣ مع نجاح الثورة فى ١٩٢٣ سقط دستور :الرأي األول

أن الثورة تعني اجتياح النظام القـائم، – ما أشرنا –فحوى هذا الرأي على

ومن هنا فإنه ال يكون متفقا مع منطق .ساليبهبكل مؤسساته وأدواته، وبكل نظمه وأ

األمور، أن تقوم ثورة، ثم تبقى على الدستور القائم، بما يعني اإلبقـاء علـى ذات

.)١(النظم واألساليب المعمول بها قبل قيام الثورة

ولقد استند أنصار هذا الرأي، باإلضافة إلى الدليل العقلي المشار إليه، إلـى

١٩٥٢ستشار القانوني لرياسة الجمهورية، قرر فيه أنه بقيام ثورة ما جاء بمقال للم

قد سقط وانتهى إعمال أحكامه، إذ من البديهي ١٩٢٣يكون طبيعيا أن يعتبر دستور

أن ال يبقى دستور يختلف فى أسسه ومبادئه عن أسـس – حسب ما جاء بالمقال –

م، دار الفكـر ١٩٥٥ القانون الدستوري، الطبعة الخامسة، : الدكتور عثمان خليل عثمان )١( النظـام الدسـتوري فـى مـصر : الدكتور محسن خليـل ،٩٣العربي، القاهرة، ص

. وما بعدها٣٠٥م، ص ١٩٦٥والجمهورية العربية المتحدة، اإلسكندرية،



- ٧ - الدسـتور إلـى اعتبـارات ، وعلل المقال تأخير إصدار قرار بإلغاء ةومبادئ الثور

سارى المفعول فى ظـل نظـام ١٩٢٣سياسية، وأنها ال تقوى على اعتبار دستور

.م١٩٢٣الثورة المختلف جذريا عن النظام الذى يقيمه دستور

١٩٥٢ لسنة ٣٨وأيد أنصار هذا الرأي كذلك ما جاء بالمرسوم بقانون رقم

اح صراحة أن سقوط دسـتور وسقوطه، من اإلفص ١٩٢٣الذى أعلن إلغاء دستور

وأكدت المـذكرة التفـسيرية .١٩٥٢ يوليه ٢٣ قد وقع بالفعل بنجاح ثورة ١٩٢٣

، أعلن ١٩٥٢ لسنة ٣٨كذلك، أن اإلعالن الدستوري الصادر بالمرسوم بقانون رقم

، ليس إال لتقرير أمر واقع بالفعل، فحـواه ١٩٢٣أن ما يتضمنه من سقوط دستور

.م١٩٥٢ يوليو ٢٣ بنجاح ثورة ١٩٢٣ومضمونه سقوط دستور

ظل ساري المفعول إلى أن صدر المرسـوم بقـانون ١٩٢٣ دستور :الرأي الثاني

:م١٩٥٣ لسنة ٣٨رقم

يوليـه ٢٣ يـوم ١٩٢٣لم يرتض فريق من الفقهاء الرأي القائل بـسقوط

١٩٥٢ بقى قائما وسارى المفعول بعد قيام ثورة ١٩٢٣، وقرروا أن دستور ١٩٥٢

ها وظل يحكم النظام السياسي فى مصر إلـى أن تقـرر إلغـاءه بـاإلعالن ونجاح

لـسنة ٣٨ بالمرسوم بقـانون رقـم ١٩٥٢ من ديسمبر ١٠الدستوري الصادر فى

.م١٩٥٢

وال ينكر هذا الفريق ما هو سائد فى الفقه الدستوري، من أنه بقيام أي ثورة

تور القائم، وبين أسس ومبادئ يسقط الدستور القائم، للتناقض الكبير، بين أسس الدس

.الثورة

ولكن هذا الفريق، ال يسلم بهذه القاعدة على إطالقها، وإنما يرون أن سقوط

الدستور الساري وقت قيام الثورة، رهين بإعالن الثورة لمبادئ دستورية يقوم عليها

ـ ، فإن لم تعلن الثورة مثل هذه المبادئ .نظام الحكم سقوط فإننا ال نستطيع القـول ب

الدستور القائم، ألن القول بسقوط الدستور، وعدم وجود مبادئ دسـتورية جديـدة،

.يعني القول بفراغ دستوري، وهو أمر غير مقبول على اإلطالق



- ٨ - أن مجريـات –انب هذا الـدليل العقلـي إلى ج–ويقرر أيضا هذا االتجاه

، وإنما أبقـت ١٩٢٣ تعلن أن الثورة لم تسقط دستور ١٩٥٢ األمور فى ظل ثورة

:م، يتضح ذلك من الوقائع والشواهد اآلتية١٩٥٢ من ديسمبر ١٠عليه إلى

، مقررا ١٩٢٣، لدستور ١٩٥٢ يوليو ٢٣ تعرض البيان األول للثورة الصادر فى

وإنـي أؤكـد "... وكان ذلك بعبارة واضحة ومؤكدة .اإلبقاء عليه وسريان مفعوله

...."عمل لصالح الوطن فى ظل الدستورللشعب المصري أن الجيش اليوم كله ي

فى "وبهذا لم يشأ البيان الصمت بالنسبة للدستور، وإنما أكد أن الثورة تعمل

."ظل الدستور

١٩٢٣وإذا كان األمر هكذا، وبهذه الصراحة، فإن القول بـسقوط دسـتور

.، يكون قوال على خالف الثابت والصريح١٩٥٢ يوليو ٢٣اعتبارا من

من الملك فاروق أن يتنازل عن العرش البنه طلبت الثورة ١٩٥٢ يوليو ٢٦فى -٢

وتم التنازل، وكان أحمد فؤاد ما زال قاصرا، هنا لم تتردد الثورة .األمير أحمد فؤاد

من دستور ٥٥فى إسناد سلطات الملك لمجلس الوزراء ارتكازا على أ حكام المادة

، ما كـان مـن ١٩٥٢ يوليو ٢٣فى ١٩٢٣ فلو صح القول بسقوط دستور ١٩٢٣

.الجائز تولى مجلس الوزراء سلطات الملك استنادا ألحكام هذا الدستور

ولما كان الملك أحمد فؤاد ما زال قاصرا، فقد قامت الثـورة بتـشكيل مجلـس -٣

، وما ١٩٥٢ لسنة ١٤٠الوصاية المؤقت على الملك، الصادر بالمرسوم بقانون رقم

.)١(١٩٢٣إذا قلنا باستمرار النظام الدستوري الذى أقامه دستور كان ذلك جائزا إال

:م١٩٥٢ ديسمبر ١٠ بقى سارى المفعول إلى ١٩٢٣ دستور :رأينا

، ١٩٥٢ بمجرد قيام ثـورة ١٩٢٣وننحاز للرأي القائل بعدم سقوط دستور

وإنما بقى قائما بقرار الثورة المعلن فى بيانها األول، وبما تبع ذلك مـن حـوادث

.ووقائع

النظم السياسية والقانون الدستوري، دار النهضة العربية، القاهرة، : الدكتور فؤاد العطار )١(

. وما بعدها٥٧١، ص ١٩٧٤



- ٩ - وإلـى ١٩٥٢ يوليو ٢٣والقول بغير ذلك يعني أن الثورة حكمت البالد من

دون دستور أو أي مبادئ دستورية، وهو أمر غير جـائز ١٩٥٢ من ديسمبر ١٠

.عقال وال دستوريا، فضال عن أن الواقع يعلن خالفه

الـذى وهكذا ننتهي إلى أن الجزء األول من المرحلة األولى من الثـورة، و

، وينتهي بصدور اإلعـالن الدسـتوري ١٩٥٣ يوليو ٢٣يبدأ مع نجاح الثورة يوم

لـسنة ٣٨، والصادر بالمرسـوم بقـانون رقـم ١٩٢٣الذى أعلن سقوط دستور

.م١٩٥٢

مـن فبرايـر ١٠ وإلى ١٩٥٢ر بم من ديس ١٠الدستوري فى الفترة من النظام

: م١٩٥٣

ال به بعد قيام الثورة وإلى أن نقر بقى قائما ومعمو ١٩٢٣رأينا أن دستور

.م١٩٥٢ لسنة ٣٨ بالمرسوم بقانون رقم ١٩٥٢ من ديسمبر ١٠سقوطه فى

أن الحكومـة بـصدد ١٩٥٢ لـسنة ٣٨ولقد تضمن المرسوم بقانون رقم

وأعلـن .تشكيل لجنة لوضع دستور جديد يحل محل الدستور الذى تقرر سـقوطه

من وضع الدستور، سوف تـسير أمـور الحكـم لقرار أنه، وإلى أن تنتهي اللجنة ا

."حسب ما تقرره المبادئ الدستورية العامة"والنظام

وهكذا تجنبت الثورة وقوع فراغ دستوري، إذ قـررت إسـقاط الدسـتور،

بتقرير العمل على مقتضى المبادئ الدستورية العامة، ومن هنا كانت الفترة األخيرة

١٩٥٢ من ديـسمبر ١٠ فى ١٩٢٣قوط دستور من المرحلة األولى، والتى تبدأ بس

.محكومة بالمبادئ الدستورية العامة

غير محددة، وال متفق عليها، إال أنه " المبادئ الدستورية العامة "وإذا كانت

يخفف من ذلك ويحدد من آثاره ونتائجه، أن المرسوم بقانون الذى فرضه أعلـن أن

. الدستور من االنتهاء من عملهاذلك لفترة محدودة، تنتهي بانتهاء لجنة وضع

ولقد انتهت هذه الفترة وانتهت المرحلة األولى بفترتيها بـصدور اإلعـالن

.، والذى به بدأت المرحلة الثانية١٩٥٣الدستوري الصادر فى العاشر من فبراير



- ١٠ -

المبحث الثاني

م ١٩٥٣ من فبراير ١٠مرحلة اإلعالن الدستوري الصادر فى

:تمهيد

من ١٠ الصادر فى ١٩٥٢ لسنة ٣٨ال بما جاء بالمرسوم بقانون رقم إعما

، وأن الحكومة بصدد تشكيل لجنة ١٩٢٣، والذى قرر سقوط دستور ١٩٥٢ديسمبر

بتشكيل هـذه ١٩٥٣ من يناير ١٣لوضع دستور جديد للبالد، صدر مرسوم بتاريخ

.اللجنة

، أصدر "ورية العامة المبادئ الدست "وحتى ال تطول فترة الحكم على مقتضى

، مقررا فترة انتقال مـدتها ١٩٥٣ فبراير ١٠قائد ثورة الجيش إعالنا دستوريا فى

ثالث سنوات، ومتضمنا للمبادئ واألسس التى يقوم عليها الحكم فى هـذه الفتـرة

.االنتقالية

ألهم المبادئ التى تـضمنها هـذا – فى الفقرات التالية –وسوف نتعرض

.ستوري، وكذلك لخصائصه العامة وسماته األساسيةاإلعالن الد

: لو يتعرض اإلعالن الدستوري لطبيعة نظام الحكم:أوال

خلوا من بـان ١٩٥٣ من فبراير ١٠جاء اإلعالن الدستوري الصادر فى

طبيعة نظام الحكم فى الفترة االنتقالية، فلم يذكر أن الحكم ملكي، ولم يعلن أن النظام

. إزاء ذلك تماماجمهوري، وصمت

والعلة فى ذلك أن اإلعالن كان لتنظيم فترة انتقالية، تكون الكلمـة بعـدها

للشعب، ومن ثم فإن التعرض لنوع الحكم يكون بمثابة مصادرة لحق الـشعب فـى

.اختيار نوع الحكم الذى يرتضيه

وثمة سبب آخر يتمثل فى أن النظام الملكي كان ما زال قائما لـم يتقـرر

، وكانت الثـورة ال ١٩٥٣ من يونيه سنة ١٨لغاءه بعد، إذ لم يتقرر إلغاءه إال فى إ



- ١١ - ١٠ من هنا كان بديهيا أن يأتي اإلعالن الدستوري الصادر فى .تنتوى اإلبقاء عليه

. خلوا من أي إشارة على طبيعة الحكم١٩٥٣من فبراير

:"سيادة األمة" اإلعالن يعتنق مبدأ :ثانيا

ة األولى من اإلعالن الدستوري الصادر فى العاشر من فبرايـر نصت الماد

يعلن اعتناق الثـورة اصطالح، وهو "األمة مصدر جميع السلطات " على أن ١٩٥٣

وهو مبدأ يؤدي إلى قيام نظام شمولي ويفضى إلى قيـام نظـام " سيادة األمة "لمبدأ

.ديكتاتوري

تحققت له الكثير نم وسواء كان ذلك النص عن قصد أو عن غير قصد، فقد

النتائج فى النظام السياسي فى ظل هذا اإلعالن وفى ظل الدساتير الالحقة له، ولـم

.م١٩٧١تتغير إال مع دستور

: نظام شمولي١٩٥٣ النظام السياسي فى ظل إعالن العاشر من فبراير :ثالثا

ر من اإلعالن الدستوري الصادر فى العاش اولقد كانت األحكام التى تضمنه

فى المجال السياسي شاهدا على اتجاه النظام نحو الحكـم الـشمولي ١٩٥٣فبراير

.بعناصره وخصائصه

فقد نصت المادة الثامنة من اإلعالن اختصاص قائد الثورة بالسيادة العليـا

للدولة، يباشرها بما يحقق حماية الثورة، وتحقيق أهدافها، وقررت المادتان التاسعة

.يز وظيفتي التشريع والتنفيذ فى مجلس الوزراءوالعاشرة، ترك

وجاءت المادة الحادية عشر، لتقرر جمع مجلس قيـادة الثـورة ومجلـس

الوزراء فى مؤتمر مشترك، جعل له سلطة واختصاص النظر فى السياسة العامـة

.للدولة، ومناقشة الوزراء فى وزاراتهم

لتشريعية، وجمع بينهـا دون وهكذا ركز اإلعالن وظائف الدولة التنفيذية وا

فصل أو تحديد، وكان تعليل ذلك، ضرورة منح الثورة الفرصـة لحمايـة نفـسها

.وتحقيق أهدافها، دون عقبات أو عراقيل



- ١٢ - ومن ناحية أخرى، فلقد قررت المادة السابعة مـن اإلعـالن الدسـتوري

.استقالل القضاء وأنه ال سلطان عليه لغير القانون

:١٩٥٣ االقتصادي فى ظل إعالن العاشر من فبراير النظام:رابعا

قـانون اإلصـالح ١٩٥٢سع من سبتمبر ارغم أن الثورة أصدرت فى الت

، الذى يحدد الملكية الزراعية بمائتي فدان، وتوزيع األراضي الزائدة على ىالزراع

ة صغار الفالحين، وتحديد القيمة اإليجارية لألراضي الزراعية بسبعة أمال الضريب

األصلية، مما يعتبر إعالنا عن اتجاه الثورة نحو النظام االشتراكي، حسب ما جـاء

خلـوا مـن أي ١٩٥٣فقد جاء إعالن العاشر من فبراير " فلسفة الثورة "فى كتاب

.إشارة إلى طبيعة النظام االقتصادي

ويعلل هذا السكوت أن اإلعالن كان مؤقتا يحكم فترة مؤقتة، حرص رجال

على عدم تقديم تفصيالت فيه، حتى ال يشكل قيدا على حركتهم، بما قد يحول الثورة

.بينهم وبين تحقيق أهدافهم، أو على األقل تأخير تحقيق هذه األهداف

ن الشعب قد بارك اتجاه الثورة ناحية النظام اومن ناحية أخرى فإنه وإن ك

الي ال زالـت باقيـة، وأن االشتراكي، إال أنه ال خالف على أن آثار النظام الرأسم

ثـر اإلعـالن الدسـتوري آالشعب كان ما زال متعلقا بأهداب النظام، األمر الذى

.السكوت عن طبيعة النظام االقتصادي فى هذه المرحلة

: الحقوق والحريات العامة فى اإلعالن الدستوري:خامسا

مـن ولذات األسباب التى جعلت اإلعالن الدستوري الصادر فى العاشـر

، يصمت إزاء طبيعة النظام االقتصادي، نجد اإلعـالن ال يتعـرض ١٩٥٣فبراير

ألية حقوق اجتماعية، من مثل الحق فى العمل، والتأمين من البطالـة والـشيخوخة

والمرض وغير ذلك، واكتفى بالنص على احترام الحقوق التقليدية األساسية والتـى

يات الرأي وحرمة المـساكن، رة، وحجماعها الحق فى المساواة، والحقوق الشخصي

.يل الوارد بالمواد السبعة األولى من اإلعالنصوالحرية الدينية، على التف



- ١٣ -

المبحث الثالث

١٩٥٦دستور

:تمهيد

ألمحنا من قبل إلى أن اإلعالن الدستوري الصادر فى العاشر من ديـسمبر

بصدد تشكيل لجنة ، قد تضمن أن الحكومة ١٩٢٣، الذى أعلن سقوط دستور ١٩٥٢

ويحقق أهداف الثورة وآمـال ١٩٢٣لوضع دستور جديد للبالد، يحل محل دستور

.الشعب

بتـشكيل لجنـة مـن ١٩٥٣ يناير ١٣وتنفيذا لهذا النص صدر قرار فى

خمسين عضوا يمثلون مختلف التيارات الفكرية، وأسند إليها وضع مشروع الدستور

.المرتقب

ومـع ذات .١٩٥٥ يناير ١٧ع مشروع الدستور فى انتهت اللجنة من وض

.التاريخ، عهد قائد الثورة للمكتب الفني لرياسة الجمهورية بإعداد مشروع دسـتور

وانتهى المكتب الفني من مهمته وعرض المشروع على مجلس قيادة الثـورة، ثـم

تمـت الموافقـة علـى ١٩٥٦ يناير ١٥ وفى .على مجلس الوزراء، إلبداء الرأي

.روعالمش

تم إعالن مشروع الدستور على الشعب، وتحدد ١٩٥٦ من يناير ١٦وفى

لالستفتاء العام على هذا المـشروع، وفـى ١٩٥٦يوم الثالث والعشرين من يونيه

الموعد تم إجراء االستفتاء، وأظهرت نتيجته موافقة الشعب على الدستور، فـصار

.ستفتاءسارى المفعول اعتبارا من تاريخ إعالن نتيجة اال

ونتعرض بالدراسة لهذا الدستور فى مطلبين، نتعـرض فـى األول منهـا

موضع الدراسة، ونجعل المطلب الثـاني للـسلطات ١٩٥٦للسمات العامة لدستور

.العامة وفق أحكام هذا الدستور



- ١٤ - المطلب األول

١٩٥٦السمات العامة لدستور

:تقديم وتحديد

وأخرى موضوعية، كمـا أن دسـتور سمات عامة شكلية، ١٩٥٦لدستور وهكذا نرى أن نتعرض للسمات العامة . شكل نظاما سياسيا له سمات خاصة ١٩٥٦

: فى فروع ثالثة١٩٥٦لدستور

.١٩٥٦ السمات الشكلية لدستور :الفرع األول

.١٩٥٦ السمات الموضوعية لدستور :الفرع الثاني

.١٩٥٦ر طبيعة نظام الحكم فى ظل دستو:الفرع الثالث

الفرع األول

١٩٥٦السمات الشكلية لدستور

، تلك التى تتعلـق بأسـلوب ١٩٥٦يمكن القول بأن أبرز السمات الشكلية لدستور .وضع الدستور، والتى تتعلق بتعديل نصوصه وأحكامه

١٩٥٦ أسلوب وضع دستور :أوال

:١٩٥٦كيفية وضع دستور

رة عهد إلى المكتـب الفنـي لرياسـة على ما ألمحنا من قبل فإن قائد الثو دة الثورة ومجلس الوزراء قـد الجمهورية بوضع مشروع الدستور، وأن مجلس قيا

الدستور الذى وضعه المكتب الفني، ثم طرح هذا المشروع على ا على مشروع وافق .الشعب فى استفتاء شعبي عام، وأنه بموافقة الشعب صار الدستور نافذا

:م١٩٥٦تور وضع دس بطبيعة أسلو

، نجد أن الثابت أنه أسلوب ارتكـز ١٩٥٦وبالنظر فى كيفية وضع دستور .مرين ثابتين، أولهما أن لجنة إدارية هي التى وضـعت مـشروع الدسـتور أعلى



- ١٥ - هي اللجنة التى شـكلت يـوم –وسواء كانت اللجنة التى وضعت مشروع الدستور

الجمهورية، فهي فـى المحـصلة ، أم كانت المكتب الفني الرياسة ١٩٥٣ يناير ١٣ . لجنة إدارية قامت الحكومة بتعيينها وإسناد هذا العمل إليها،النهائية

ويتمثل األمر الثاني فى أن الدستور لم يخرج إلى حيز الواقع القـانوني، إال

.بعد طرحه فى استفتاء شعبي عام

فـى وراء االخـتالف ،١٩٥٦ولقد كان اجتماع األمرين فى وضع دستور

ويمكن حصر اآلراء فى هذا الصدد فـى .وضع هذا الدستور ب تكييف طبيعة أسلو

س على ذلك ساتجاهين، رأى اعتد بأن واضع الدستور لجنة إدارية غير منتخبة، وأ

وفى الجانب اآلخر نجد الرأي القائل بأنـه .القول بأن األسلوب كان غير ديمقراطي

رتكزا على أن الدستور لم يخـرج بأسلوب ديمقراطي م ١٩٥٦قد تم وضع دستور

.إلى حيز التنفيذ والتطبيق إال بعد موافقة الشعب عليه فى استفتاء عام

: تم وضعه بأسلوب مختلط١٩٥٦دستور

.ونرى أن كال من الرأيين قد تأسس على جزء من المعطيات وأغفل باقيها

رتكازا على أن تم وضعه بأسلوب غير ديمقراطي ا ١٩٥٦فالرأي القائل بأن دستور

لجنة إدارية غير منتخبة هي التى تولت وضعه، قد تغافل عن واقع آخر يتمثل فـى

أنه وإن كانت اللجنة اإلدارية هي وضعت مشروع الدستور، فأن مشروعها لم يدخل

حيز التنفيذ والتطبيق إال بعد استفتاء شعبي عام، وهو ما يعني ديمقراطية األسلوب،

.لشعبي العام صورة من صور الديمقراطية المباشرةباعتبار االستفتاء ا

١٩٥٦ومن زاوية أخرى، فإن الرأي القائل بأن أسـلوب وضـع دسـتور

أسلوب ديمقراطي، ارتكازا إلى االستفتاء الشعبي العام الذى انتهـى إلـى موافقـة

الشعب عليه، قول يتغاضى عن واقع وضع لجنة إدارية غير منتخبة لهذا الدستور،

هذه اللجنة إنما تكون فى الغالب األعم ملتزمة بتعليمات وتوجهـات الحكومـة وأن

.التى عينتها وأسندت إليها مهمة وضع مشروع الدستور

قد تم وضعه بأسلوب مخـتلط، جمـع عناصـر ١٩٥٦ونرى أن دستور

وال نستطيع القول بأن طرح الدسـتور الـذى .ديمقراطية، وأخرى غير ديمقراطية



- ١٦ - ومية فى استفتاء عام، يجعله دستورا تم وضعه بأسلوب ديمقراطـي تضعه لجنة حك

خاصة أنه وإن كان االستفتاء صورة من صور الديمقراطية المباشرة، إال أن السائد

فى الفقه الدستوري والسياسي أن االستفتاءات فى بالد العالم الثالث تكون في الغالب

ال عن صعوبة تفهم الجماهير فى هذه األعم شكلية، ال يهتم بها المواطن العادي، فض

.المجتمعات نصوص الدستور، أو حتى قراءتها

هذا ونشير إلى أن أسلوب وضع الدستور يختلف عن ما يتضمنه الدسـتور

من نظم وحكام فقد يتم وضع الدستور بأسلوب غير ديمقراطي،وبعيدا عن الـشعب

تحمل نصوصه وأحكامـه تماما، ودون أي مشاركة شعبية على اإلطالق، مع ذلك

نظاما ديمقراطيا، والعكس صحيح، فقد يتم وضع الدستور بأسلوب ديمقراطي بحت،

وهكذا نرى .ومع ذلك يحمل نظاما ديكتاتوريا بعيدا كل البعد عن النظام الديمقراطي

أنه ليس هناك رابطة أو عالقة بين أسلوب وضع الدستور، وما قد يحمله الدسـتور

.اممن نظم وأحك

دستور جامد ١٩٥٦دستور : ثانيا

:الدستور الجامد والدستور المرن

الدستور المرن هو ذلك الدستور الذى يتم تعديل أحكامه، بذات اإلجـراءات

ومن أمثلة الدساتير المرنة، .واألشكال واألغلبية التى يتم بها تعديل التشريع العادي

أي نص فيه بـذات إجـراءات وأشـكال تعديل الدستور اللبناني فهي دستور يجوز

.وأغلبية تعديل التشريع العادي

والدستور الجامد هو ذلك الدستور الذى ال يتم تعـديل أحكامـه إال وفـق

وكلما .إجراءات وأشكال وأغلبية تختلف عن تلك التى يتم بها تعديل التشريع العادي

.اد جمودهتشدد الدستور فى إجراءات وأشكال وأغلبية تعديله، كلما ز

: تعلن أنه دستور جامد١٩٥٦ من دستور ١٨٩المادة

وصه وأحكامه، ولقـد ص كيفية تعديل ن ١٩٥٦ دستور من ١٨٩بينت المادة لكل من رئيس الجمهورية ومجلس األمة طلب تعـديل مـادة أو "جاء النص يقول



- ١٧ - ـ ديلها أكثر من مواد الدستور، ويجب أن يذكر فى طلب التعديل المواد المطلوب تع

فإذا كان الطلب صادرا من مجلس األمة، وجب .واألسباب الداعية إلى هذا التعديل أن يكون موقعا من ثلث أعضاء المجلس على األقل وفى جميع األحـوال ينـاقش

فإذا رفض الطلب ال .المجلس مبدأ التعديل ويصدر قراره فى شأنه بأغلبية أعضائه وإذا وافـق . قبل مضي سنة على هذا الرفض يجوز إعادة طلب تعديل المواد ذاتها

مجلس األمة على مبدأ التعديل، يناقش بعد ستة أشهر من تاريخ هذه الموافقة، المواد المراد تعديلها، فإذا وافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس عرض على الشعب

ـ منالستفتائه فى شأنه، فإذا وافق على التعديل اعتبر نافذا الن نتيجـة تـاريخ إع . "االستفتاء

والنص واضح بما تضمنه من إجراءات وأغلبيات تختلف تماما وبالكامـل ويمكن استجالء هذه اإلجراءات واألغلبية فى .عن تلك التى يتم بها التشريع العادي

:النقاط اآلتية

جعل النص حق اقتراح التعديل لرئيس الجمهورية ومجلس األمة فقط بمعنى نه ال -أ .جوز لغيرهما اقتراح التعديلي

يد شكلي فحواه ضرورة أن يوقـع بقثم قيد حق مجلس األمة فى طلب االقتراح -ب .على طلب التعديل ثلث أعضاء المجلس على األقل، وهو قيد ال يتحقق إال بصعوبة

الدستور طلب االقتراح بقيد شكلي آخر فحواه ن يكون الطلب متضمنا بيانا وقيد-ج . هذا التعديلباد المطلوب تعديلها وسبوأو المبالمادة

فإذا تم تقديم االقتراح ممن يملكه، ومستوفيا الشروط التى اشـترطها الدسـتور، -د ولـيس نـصف – فإن وافق عليه بأغلبية نصف أعـضائه ،يعرض على المجلس

تمت موافقة أولية يعود المجلس إلى مناقشة الطلب مرة أخـرى بعـد –الحاضرين شهر على األقل، وال تتم الموافقة فى هذه المرة إال بأغلبيـة ثلثـي أعـضاء ستة أ

وإذا رفض المجلس الموافقة على التعديل، فإنه ال يجوز إعادة مناقشته إال .المجلس .بعد مرور عام على األقل

وإذا تمت الموافقة األولى والموافقة الثانية على مشروع التعديل، يتم طرحه فـى -و .بي عام، ويصير نافذا اعتبارا من يوم إعالن موافقة الشعب عليهاستفتاء شع



- ١٨ - إجراءات وأغلبيات وشكليات ال مثيل لها فى تعديل التشريع العادي، ممـا

. دستور جامد١٩٥٦يعلن أن دستور

:مدى جواز تعديل القانون الجمهوري

يد ب حظرا على تعديل أي من نصوصه ال على التأ ١٩٥٦لم يتضمن دستور

ومن هنا ثار البحث حول مدى جواز تعديل النص الـذى جعـل .وال لفترة محددة

.وباعتباره نص فى الدستور لم يفرض الدستور حظرا على تعديله" جمهوريا"الحكم

نه وقد جاء الدستور خلوا من حظر تعديله، فـال أاتجه فريق من الفقه إلى

٠مانع من أن يقع ذلك

مع رأي الفريق السابق، ورأى أنه ال يجوز تعديل النص الـذى ولم يتفق فريق آخر

يفرض النظام الجمهوري، ولقد استند هذا الفريق إلى أن الدستور أعطى حق اقتراح

ولقد فرض الدستور ذاته على رئيس .تعديله لرئيس الجمهورية ولمجلس األمة فقط

افظة علـى النظـام الجمهورية وعلى أعضاء مجلس األمة، أن يقسموا يمينا بالمح

ومقتضى هذا اليمين أنه ال يجوز أليهم اقتراح تعديل النظام الجهـوري .الجمهوري

نع على من أعطاهم الدستور حـق اقتـراح ت وإذا ام .وقد أقسم على المحافظة عليه

، فإنه بذلك يكون من غير الجائز تعـديل هـذا االقتراحالتعديل، واإلقدام على هذا

.)١(النظام

ثاني الفرع ال

١٩٥٦السمات الموضوعية لدستور

، يتمتع بسمات عامـة موضـوعية، يمكـن ١٩٥٦يمكن القول أن دستور

مالحظتها من زوايا ثالث، تتعلق بالقومية العربية، وإرهاصات التحول إلى النظـام

االشتراكي اقتصاديا، ثم العمل على تذويب الفوارق بين الطبقـات والعمـل علـى

، ص ١٩٥٩ القسم الثاني، القاهرة، – القانون الدستوري : الدكتور عبد الفتاح ساير داير ) ١(

. وما بعدها٣٢١ المرجع السابق، ص : الدكتور محسن خليل: وما بعدها٤٧١



- ١٩ - ونتعرض لكل من الخصائص باإليجاز الكـافي .أنها طبقة واحدة إدماجها لتبدو وك

.لبيان جوهرها وفحواها

والقومية العربية ١٩٥٦دستور : وال أ

: يعلن اعتناق الشعب المصري لفكرة القومية العربية١٩٥٦دستور

اتجاه الشعب المصري صوب اإليمان بفكرة القوميـة ١٩٥٦أعلن دستور

نحن الـشعب ".ذلك فى مقدمة الدستور بكلمات واضحة وقاطعة ولقد جاء .العربية

وجوده متفاعال فى الكيان العربي الكبير،ويقـدر مـسئولياته بالمصري، الذى يشعر

."والتزاماته حيال النضال العربي لعزة األمة العربية ومجدها

مصر دولـة "ولقد أكد الدستور ذات المفهوم فى مادته األولى التى جاء بها

."والشعب المصري جزء من األمة العربية. .ربيةع

لفكرة القومية العربية بشكل اتجاها نحو توحيـد األقطـار ١٩٥٦اعتناق دستور

:العربية

نحو اعتناق فكرة القومية العربية، إعالنا عن ١٩٥٦ولقد كان اتجاه دستور

العربية طوق النجـاة العمل لتحقيق وحدة األقاليم واألقطار العربية، باعتبار الوحدة

. وتفكك وهوان،أخرتلما يحيط باألقاليم العربية من مشاكل، وما بها من ضعف و

قة بين مصر والكثير من يسيا فيما وقع من فر ولقد كان هذا االتجاه سببا رئ

ى توجست خيفة من النظام المصري، ورأت فى اعتناقـه لمبـدأ تالدول العربية، ال

يستتبعه من وحدة عربية، تعبير عن ميـول النظـام لفـرض القومية العربية، بما

الوحدة العربية عنوة، وأن تكون الوحدة بزعامة مصر األمر الذى يحول هذه الدول

إلى واليات تدور فى فلك مصر، وهو أمر أوغر صدور الحكام للعـرب، وسـاهم

.جديا فى الفرقة بينهم وبين النظام المصري



- ٢٠ - االشتراكي إرهاصات التحول:ثانيا

: يبشر بنظام اشتراكي١٩٥٦دستور

المقومات األساسية للمجتمع " والمعنون ١٩٥٦حمل الباب الثاني من دستور

، أحكاما تعلن أن النظام يتجـه صـوب النظـام االشـتراكي اقتـصاديا "المصري

.راجعة نصوص المواد التى يضمها هذا البـاب مواجتماعيا، ويظهر ذلك جليا من

: ذلكبيان

:فى المجال االجتماعي-أ

" التضامن االجتماعي أساس المجتمـع المـصري "قررت المادة الرابعة أن

ومسألة التضامن االجتماعي، مما تعنى بها النظم االشتراكية بشكل واضح، وهـي

أيضا ال وجود لها فى النظم الفردية والرأسمالية، وإن ظهرت فإنها تكون ضـعيفة

.يات االنتخابية والسياسية فقطاعدعدى وجودها مجرد الفتة للال يتقد باهتة، و

أسـاس المجتمـع " التضامن االجتمـاعي "ومن ثم فإن إعالن الدستور أن

.المصري، يمثل اتجاه النظام ناحية اعتناق النظم والمبادئ الجماعية واالشتراكية

، تعلـن ولم يكتف الدستور بتقرير هذا المبدأ، بل أتبعه بنصوص تفـصيلية

أ على التزام الدولة بالعمل ٧العزم على االتجاه والتصميم عليه فقد جاء نص المادة

على أن تيسر للمواطنين جميعا مستوى الئقا من المعيشة أساسـها تهيئـة الغـذاء

هـذا ٢١ وأكمل نص المـادة .والمسكن والخدمات الصحية والثقافية واالجتماعية

ين الحق فى المعونة فى حالة الشيخوخة وفى حالـة االتجاه بالنص على أن للمصري

.المرض أو العجز عن العمل والمعونة االجتماعية والنصيحة وتوسعها تدريجيا

:فى المجال االقتصادي-ب

وذلـك مـن خـالل ١٩٥٦ظهر االتجاه الجماعي االشتراكي فى دستور

عاونية، ثم تحديد نصوص تعرضت للتخطيط االقتصادي والملكية العامة والملكية الت

.وظيفة الملكية الخاصة، واإلشارة إلى تقييد دورها



- ٢١ - لقد نصت المادة السابعة على أن ينظم االقتـصاد القـومي وفقـا لخطـط

وأتى الدستور بنظام النشاط االقتصادي العام، وقرر فى المادة العاشـرة .مرسومة

عـام والنـشاط االقتـصادي على أن يكفل القانون التوافق بين النشاط االقتصادي ال

إلى أن النظام ال يسمح بقيام نظام اإلقطاع، إذ قـررت ١٢ وأشارت المادة .الخاص

.أن يقوم القانون بتحديد الحد األقصى للملكية الزراعية بما ال يسمح بقيام اإلقطاع

أن وفيما يتعلق بالقطاع الخاص وللملكية الخاصة، فإنه وإن قرر الدسـتور

بقيـد – حسب نص المادة الثامنة –صادي الخاص حر إال أن ذلك مقيد النشاط االقت

لمجتمع أو اإلخالل بأمن الناس أو االعتداء على حـريتهم اعدم اإلضرار بمصلحة

وكرامتهم، ثم فرض نص المادة التاسعة قيد استخدام النشاط االقتصادي الخاص فى

استخدامه مـع الخيـر خدمة االقتصاد القومي، ونه ال يجوز أن يتعارض فى طرق

.العام

االتجاه صوب تذويب الطبقات: ثالثا

:تراكية والجماعيةــتذويب الفوارق بين الطبقات مبدأ أساس فى المذاهب االش

.يعتبر تذويب الفوارق بين الطبقات مبدأ أساسيا من مبادئ الفكر االشتراكي

عتبارها أداة قهـر تـستخدمها الدولة با إلىبل إن تيارات قوية فى هذا الفكر تنظر

ومن هنا فإنه لزوال القهر ولتسترد كـل طبقـة .طبقة للسيطرة على باقي الطبقات

ـ – حسب فكر هذه التيارات –حرياتها وكرامتها فإنه يجب ين أن تزول الفوارق ب

.الطبقات، ليتشكل المجتمع كله من طبقة واحدة متجانسة

ى يميز بين طبقة وطبقة، فإن أول مـا ولما كان المال العام هو العامل الذ

تقدم عليه النظم االشتراكي، إنهاء الملكية الخاصة، ونقل ملكية كل األموال المنقولة

فراد جميعا بعد ذلك دون فوارق ماليـة األقى ب لي ،الثابتة، وكل أدوات اإلنتاج للدولة

.بينهم



- ٢٢ - : يسير هذا االتجاه١٩٥٦دستور

ى هذا االتجاه وذلك بإنشاء القطاع العام، وتقييـد ف ١٩٥٦ولقد اتجه دستور الخاص، وتحديد الملكية الزراعية، وغير ذلك مما أشـرنا إليـه فـى دور القطاع

الفقرات السابقة وهذه فى جملتها تعلن اتجاه النظام نحو تحديد الثروات ونقل لمكيـة ت أو علـى معظمها للدولة كخطوات ضرورية وأساسية لتذويب الفوارق بين الطبقا

.األقل تضييق هوة هذه الفوارق

:الثورة تهيئ المناخ بتقليل الفوارق االقتصادية وإلغاء التعددية الحزبية

، على أساس تعدد ١٩٥٢ يوليو ٢٣قام النظام السياسي فى مصر قبل ثورة األحزاب السياسية، وباعتبار تعدد األحزاب الوسيلة المعبرة عن مختلـف تيـارات

.١٩٢٣نحو الذى رسمه الام، فى نظام ديمقراطي نيابي على الرأي الع

عالن دستوري أعلن سقوط دسـتور إلا صدر ١٩٥٢ من ديسمبر ١٠وفى ولم يترتب على سقوط الدستور حل األحزاب السياسية باعتباره تنظيمـات .١٩٢٣

.شعبية ال ترتكز فى وجودها لقيام الدستور وال تتأثر فى وجودها بسقوطه

يوليو قد اتجهت اتجاها جماعيا يعمل علـى تـذويب ٢٣كانت ثورة ولما دها جميعا فى طبقة واحدة، فإنه كان من غير المناسب يالفوارق بين الطبقات وتوح

ولهذا كان منطقيا ان تصدر .اإلبقاء على األحزاب السياسية التى كانت قائمة آنذاك زاب السياسية ومصادرة أموالها بحل جميع األح ١٩٥٣ يناير ١٧الثورة قرارها فى

.من ذلكشيء لصالح الشعب، وتحريم أنشطتها أو إعادة تشكيلها أو الدعوة ل

وهكذا هيأت الثورة المناخ لدمج الطبقات، وذلك من خالل إجراءات تقليـل .الفوارق االقتصادية ثم يحل األحزاب السياسية وحظر عودتها للعمل والنشاط

:ما سياسيا واحدا يضم كل الطبقات يفرض تنظي١٩٥٦ دستور

١٩٥٦ رفلما تهيأت الظروف إلدماج الطبقات فى إطار واحد، تضمن دستو نصا يفرض فيه تنظيما سياسيا واحدا يضم تحت جناحيـه كـل طبقـات الـشعب المصري، بعد أن قارب بينها اقتصاديا، وبعد أن أخلـى الـساحة مـن األحـزاب

.السياسية



- ٢٣ - وبـين أهدافـه " االتحاد القـومي "ق الدستور على هذا التنظيم اسم ولقد أطل

ن للمواطنين اتحادا قوميا يكو " والتى يجري نصها على أن ١٩٢وسلطاته فى المادة

للعمل على تحقيق األهداف التى قامت من أجلها الثورة ولحث الجهود لبناء األمـة

االقتصادية ويتولى االتحاد القـومي بناءا سليما من النواحي السياسية واالجتماعية و

الترشيح لعضوية مجلس األمة وتبين طريقة تكوين هذا االتحاد بقرار مـن رئـيس

."الجمهورية

الفرع الثالث

١٩٥٦طبيعة نظام الحكم فى ظل دستور

:تمهيد

أقام نظاما سياسيا تتمثل عناصره فى حكـم ١٩٥٦يمكن القول بأن دستور

، والسيادة فيه لألمة، وانه وإن اعتنق أسلوب الديمقراطية النيابية بالشكل الجمهوري

ثر أسلوب الديمقراطيـة شـبه آإال أنه أخذ بأسلوب االستفتاء الشعبي مما يعلن أنه

١٩٥٦المباشرة، وأخيرا فإنه حسب الرأي الغالب فى الفقه الدستوري، أخذ دستور

.بأسلوب النظام الرياسي

عناصر أسلوب الديمقراطية شبه المباشرة، ونظام الحكم ونرى أن أهم هذه ال

الرياسي ونتعرض لهذين العنصرين بما يبين حدودها ومظاهرها حسب نـصوص

.م١٩٥٦دستور

أسلوب الديمقراطية شبه المباشرة :أوال

:الديمقراطية شبه المباشرة

ه حسب ما هو معروف فإن الديمقراطية تعني أن يحكم الشعب نفسه بنفـس

ولقد بدأ تطبيق هذا الفكر على أساس أن يكـون الـشعب صـاحب .ولصالح نفسه



- ٢٤ - السيادة وأن يمارس الشعب بنفسه هذه السيادة ويطلق عليـه أسـلوب الديمقراطيـة

.المباشرة

ـ عليه وإزاء تعذر تطبيق الديمقراطية المباشرة قام نظام أطلق ةالديمقراطي، أن الشعب هو صاحب السيادة ولكنـه ال ويقوم هذا األسلوب على أساس .النيابية

يمارس السيادة بنفسه، وإنما ينتخب من بينه من يمارس السيادة نيابة عنه، ويقـوم هذا النظام على ركائز أولها وجود مجلس نيابي منتخب انتخابا عاما، ون يكون لهذا المجلس سلطات حقيقية وفعلية، وأن ينتخب المجلس لمـدة محـددة وأن يمـارس

سلطاته مستقال عن الناخبين وأخيرا يعتبر كل عضو بالمجلس نائبا نيابىلمجلس ال ا .عن كل الشعب ال عن دائرته أو ناخبيه فقط

وواضح أن هذا األسلوب قد أبعد الشعب تماما وبالكامـل عـن ممارسـة ولقد تمثل هذا الفكر فيما يـسمى .حث الفكر عن حل لهذه المسألة بالسيادة ومن هنا

.بأسلوب الديمقراطية شبه المباشرة

ويقوم أسلوب الديمقراطية شبه المباشرة على أساس قيام نظام نيابي بأركانه التى أشرنا إليه، ثم يحدد الدستور حاالت يكون للشعب فيها فرصة ممارسة السيادة

ببالشروط واإلجراءات التى يحددها ومن المظاهر المباشرة التى يأخذ بهـا أسـلو مقراطية النيابية ليصير نظاما ديمقراطية شبه مباشر، االستفتاء، واالعتـراض الدي

.)١(على القوانين واقتراح القوانين، وعزل النائب، وحل المجلس النيابي

وال يشترط ليكون النظام شبه مباشر أن يأخذ بكل هذه الصور والمظـاهر، ادت فـرص مـشاركة وإنما يكفيه أن يأخذ ببعضها دون البعض على أنه كلمـا ز

الشعب فى ممارسة السيادة كلما كنا أقرب إلى أسلوب الديمقراطية المباشرة التى ال .خالف على أنه أنقى صور الديمقراطية

: يعتنق أسلوب الديمقراطية شبه المباشرة١٩٥٦دستور

، نجد أنه أقام نظام حكم على ١٩٥٦فإذا راجعنا النظام الذى رسمه دستور ية من النظام النيابي، ثم أدخل على هذا النظام عناصـر مـن صـور قاعدة أساس

. الوسيط فى النظم السياسية: راجع كتابنا) ١(



- ٢٥ - الديموقراطية المباشرة، فصار النظام بذلك ممـا يـدخل تحـت عبـاءة أسـلوب

التعرض لمظـاهر النظـام من الديمقراطية شبه المباشرة، ونستطيع أن نتبين ذلك المباشرة فـى ، ثم نتتبع مظاهر الديمقراطية ١٩٥٦الديمقراطي النيابي، فى دستور

.ذات الدستور

:١٩٥٦مظاهر النظام الديمقراطي النيابي فى دستور -أ

قد أعتنق نظام الديمقراطية النيابيـة بكـل ١٩٥٦ن دستور أ القول ب كنيم

لقد قرر الدستور إقامة مجلس نيابي واحد سماه مجلس األمة، وجعل تشكيل .أركانه

وبهذا يقوم . من الدستور٦٧ المادة م السري، حسب نص اهذا المجلس باالنتخاب الع

الركن األول من أركان النظام النيابي، والمتمثل فى قيام مجلس نيابي يتم تـشكيله

.لسري العاماباالنتخاب

من الدستور هذا المجلس سلطات فعلية تتمثل أساسا فى ٦٥ومنحت المادة

ظام النيابي والمتمثل فى وظيفة التشريع، األمر الذى أكد الركن الثاني من أركان الن

.أن يكون للمجلس المنتخب سلطات حقيقية وفعلية

وتحقيقا للركن الثالث المتمثل فى ضرورة أن يكون انتخاب المجلس النيابي

أن مدة عضوية مجلس األمة خمس سنوات اعتبارا ٦٩لمدة مؤقتة فقد قررت المادة

.من تاريخ أول اجتماع للمجلس

قد أغفل النص على تمثيل النائب لألمة كلهـا، إال ١٩٥٦ ولئن كان دستور

، وأنـه ١٩٢٣الفقه استقر على أن تمثيل األمة كان مبدأ منصوصا عليه فى دستور

اتجاها يخالف ذلك تضمن نصا يعلن هذا االتجاه، أما وقـد ١٩٥٦لو اتجه دستور

عتراضه على مـا جاء الدستور خلوا من مثل هذا النص، فإنه يكون قد أعلن عدم ا

)١(، وبذلك يكون الدستور قد أقر بتمثيل النائـب األمـة ١٩٢٣سبق وقرره دستور

.واستكمل بذلك أركان النظام الديمقراطي النيابي

.٥٨٠ النظم السياسية و القانون الدستوري، المرجع السابق، ص : فؤاد العطار. د) ١(



- ٢٦ - :١٩٥٦مظاهر الديمقراطية المباشرة فى دستور -ب

مظهر االستفتاء الشعبي كمظهر من مظاهر ممارسـة ١٩٥٦تبنى دستور

ولقد تضمن الدستور صورا ثالثة من صـور .سه وبشكل مباشر الشعب للسيادة بنف

:االستفتاء الشعبي

مـن الدسـتور مـن أن ١٩٦ االستفتاء الدستوري وتمثل يما قررته المادة -١

ثـم " االسـتفتاء عليه فى يعمل بهذا الدستور تاريخ إعالن الشعب موافقته "

ور، فقررت التى تعرضت لكيفية وإجراءات تعديل الدست ١٨٩جاءت المادة

بعد بيان اإلجراءات ومواعديها أنه بعد عرض التعديل على مجلس األمـة

وفق وعلى الشعب الستفتائه فى شأنه، فإذا " يعرض التعديل ،وتمام الموافقة

." من تاريخ إعالن نتيجة االستفتاءعلى التعديل، اعتبر نافذا

الدسـتور أن من ١٢١االستفتاء على رئيس الجمهورية فلقد قررت المادة -٢

يرشح مجلس األمة باألغلبية المطلقة لعدد أعضائه رئـيس الجمهوريـة،

.ويعرض الترشيح على المواطنين الستفتائهم فيه

من الدستور من ١٤٥االستفتاء السياسي على نحو ما جرى به نص المادة -٣

جلس األمة، أن يستفتى الشعب فـى ملرئيس الجمهورية، بعد أخذ رأي "أنه

."لهامة التى تتصل بمصالح البالد العلياالمسائل ا

دستور قد ضمن صورا مختلفة من االستفتاء الـشعبي، أحـد الوبهذا يكون

.المظاهر الرئيسية ألسلوب الديمقراطية المباشرة

يقـوم علـى ١٩٥٦وإذا رأينا من قبل أن أساس النظام الذى أقامه دستور

باعتناقه هذه الصور من االستفتاء الشعبي، قواعد أسلوب الديمقراطية النيابية، فإنه

يكون قد تضمن مظاهر من مظاهر أسلوب الديمقراطية المباشرة، ومن ثـم يكـون

بأنه نظام ديمقراطـي شـبه ١٩٥٦صحيحا وصفنا ألسلوب الحكم فى ظل دستور

.مباشر



- ٢٧ - يعتنق النظام الرياسي ١٩٥٦ دستور :ثانيا

:م١٩٥٦مظاهر النظام الرياسي فى دستور

. نظام الحكم الرياسي بـصورة رئيـسية وواضـحة ١٩٥٦اعتنق دستور

يتضح ذلك جليا باستقراء مواد الدستور ليظهر أن الدستور قد ضمن مـن مظـاهر

.وخصائص النظام الرياسي مما يؤكد ذلك ويدعمه

ولبيان ذلك نذكر بأن محور النظام الرياسي أن يقرر الدسـتور أن يتـولى

لنظام البرلماني يقوم على ا فإذا كان .السلطات الفعلية للسلطة التنفيذية رئيس الدولة

ذ يكون على رأسها رئيس الدولة، الـذى ال إأساس ازدواجية رأس السلطة التنفيذية

تكون له سلطات فعلية ومن ثم فإنه ال يسأل عن أعمال السلطة التنفيذية وأنه لـذلك

خالل وبتوقيع الوزراء المختـصين، وإلـى ال تكون قراراته وأعماله نافذة إال من

جانبه رئيس للوزراء، يمثل الحكومة، ويكون له وزمالئه الـوزراء كـل سـلطات

لسلطة االسلطة التنفيذية وتنعقد لذلك على عاتقهم المسئولية أمام البرلمان عن أعمال

كامـل التنفيذية، فإن النظام الرياسي ال يعتنق هذا الفكر وإنما يجعل لرئيس الدولة

لوزراء إال مساعدين له فى تنفيذ السياسة التـى اسلطات السلطة التنفيذية وال يعتبر

.يضع خطتها ويشرف على تنفيذها

قد تضمن من مظاهر اتجاهه نحو النظام الرياسي ١٩٥٦ونرى أن دستور

:بتركيزه اختصاصات السلطة التنفيذية فى يد رئيس الجمهورية، من ذلك

االشـتراك ب – من الدستور أن يتولى رئيس الجمهورية ١٣١قررت المادة -١

وضع سياسة الحكومة العامة، فى جميع النواحي الـسياسية –مع الوزراء

وهكذا لم يكتـف .واالقتصادية واالجتماعية واإلدارية ويشرف على تنفيذها

الدستور بمنح رئيس الجمهورية سلطة وضع السياسة العامة بـل قـرر أن

شراف على تنفيذ هذه السياسة وهو يؤكد اتجاه الدستور نحو يتولى كذلك اإل

منح رئيس الجمهورية كامل سلطات السلطة التنفيذية بشكل عملي واقعـي

.وشامل



- ٢٨ - ، مـا ١٣٦ويتولى رئيس الجمهورية إصدار اللوائح التنفيذية بنص المـادة -٢

١٣٧، كما يتولى بحكم المادة ١٣٨يتولى إصدار لوائح الضبط بنص المادة

.إصدار القرارات الالزمة لترتيب المصالح العامة ويشرف على تنفيذها

١٣٩ورئيس الجمهورية هو القائد األعلى للقوات المسلحة بـنص المـادة -٣

ويتولى تعيين الموظفين المدنيين والعسكريين والممثلين السياسيين ويعزلهم،

ما جاء بنص كما أنه هو الذى يعتمد ممثلي الدول األجنبية السياسيين حسب

.١٤٠المادة

لرئيس الجمهورية حق العفو عن العقوبة أو تخفيفهـا ١٤١وتعطي المادة -٤

. اختصاص رئيس الجمهورية إعالن حالة الطوارئ١٤٤كما قررت المادة

كمـا أنـه ١٤٣ورئيس الجمهورية هو الذى يبرم المعاهدات بنص المادة -٥

. إعالن الحرب١٤٢بمقتضى نص المادة

تعيين الوزراء ويعفـيهم مـن ١٤٦س الجمهورية بنص المادة يتولى رئي -٦

مناصبهم فاختيار الوزراء لرئيس الجمهورية بشكل مطلـق، وهـم لـذلك

تور قـد جعـل رئـيس هكذا يكون الدس و ولون أمامه وله حق عزلهم ئمس

.الجمهورية بمثابة الرئيس اإلدارى للوزراء

جمهورية رئيسا للـوزارة ولقد أكد الدستور هذا االتجاه حين جعل رئيس ال -٧

كذلك، وجعل من الوزراء مجلسا للتشاور والتداول فيمـا يعرضـه عليـه

يجتمـع رئـيس " ١٤٧ بهذا المعنى يجري نص المادة .رئيس الجمهورية

الجمهورية مع الوزراء فى هيئة مجلس وزراء لتبادل الرأي فـى الـشئون

."العامة للحكومة وتصريف شئونها

قد أقام نظام حكم ١٩٥٦مظاهر كافية لإلعالن أن دستور ونعتقد أن هذه ال

.رياسي بكل مظاهره وأركانه



- ٢٩ - اعتنق النظام البرلماني مع النظام الرياسي، رأي ١٩٥٦الرأي القائل بأن دستور

:مرجوح

مـن نـصوص ١٩٥٦رأي بعض الفقهاء، استنادا إلى ما تضمنه دستور

١٩٥٦لطتين التنفيذية والتشريعية، أن دستور تفرض تعاونا ورقابة متبادلة بين الس

لم يعتنق النظام الرياسي بشكل مطلق، وإنما جاء بنظام حكم يتضمن عناصر مـن

– فى نظر هـذا الفريـق – فالنظام .النظام الرياسي، وأخرى من النظام البرلماني

.نظام برلماني رياسي فال هو بالبرلماني البحت وال هو بالرياسي البحت

أن مظاهر النظـام البرلمـاني، التـى – وبحق –د رأى الرأي الغالب ولق

جاءت بالدستور والتى ارتكز عليها الرأي القائل بأن النظام مزيج مـن النظـامين

البرلماني والرياسي، ليست فى التحليل الدقيق سوى مظاهر غير فعالة، وال تقـوى

.على إقامة برلماني

قاعدة التى تقرر أن النظام البرلماني يقوم والفيصل فى هذا الموضوع تلك ال

على أساس تعاون ورقابة متبادلة فعالة، تؤدي إلى أن تفقد السلطة استقاللها أو يتأثر

.استقاللها بذلك

تؤدي إلى اإلخالل باستقالل كل من الـسلطتين فـال فإن كانت الوسائل ال

وم على أساس الفصل بـين وإذا كان النظام الرياسي، يق .محل للقول بنظام برلماني

فإن ذلك ال يعني عدم وجود تعاون بينهمـا، وال ،السلطتين فصال يكاد يكون كامال

يعني تبادل الرقابة بينهما، ما دام أنه ال يترتب على ذلك اإلخالل باسـتقالل كـل

.منهما

نجد نه تضمن تعاونا ورقابة متبادلة، ١٩٥٦وإذا راجعنا نصوص دستور

ونستطيع أن نوضـح .ه المظاهر لم يقلل من احترام استقالل كل منهما ولكن كل هذ

:ذلك على الوجه التالي

:مظاهر رقابة المجلس النيابي على الحكومة-١

نصوصا تحمل أن يكون لمجلس األمة رقابة علـى ١٩٥٦تضمن دستور



- ٣٠ - على حق أعضاء مجلس األمة فـى توجيـه أسـئلة ٩٠ فقد نصت المادة .الحكومة

ـ ى حق األعضاء عل ٩١تجوابات للوزراء، ونصت المادة واس ى طلـب طـرح ف

حق األعضاء فى إبـداء رغبـات أو ٩٢وضحت المادة أموضوع عام للمناقشة، و

ليقرر حق مجلـس ١١٣ وجاء نص المادة .فى المسائل العامة للحكومة اقتراحات

.األمة فى تقرير عدم الثقة بأحد الوزراء

ألمحنا إليها، فإن هذه المظاهر ال تكون عناصر فـى وإعماال للقاعدة التى

.تنظام برلماني إال إذا ترتب عليها جزاءا

وباالستقراء نجد الدستور خلوا من أي جـزاء علـى أن هـذه المظـاهر،

سحب ١١٣، والذى قررت المادة ٩٠باستثناء الحق فى االستجواب المقرر بالمادة

. أحد الوزراء جزاء عليهمنالثقة

وإذا كان ظاهر ذلك يشير أنه مظهر من مظاهر النظام البرلماني لما يرتبه

من سلطة البرلمان فى سحب الثقة من أحد الوزراء، إال أن النظر المتعمـق يعلـن

غير ذلك، فإذا قرر مجلس األمة عدم الثقة بأحد الوزراء، فإن لرئيس الجمهوريـة

ع عن موقفه، أو أن يحل رئيس حق رفض ذلك، وال يكون أمام المجلس إال أن يرج

أما إذا قبل رئيس الجمهورية قرار المجلس، فإن ذلك ال يخرج .لمجلساالجمهورية

عن كونه تقريرا بعدم الثقة فى رئيس الجمهورية نفسه، باعتباره رئيس الحكومـة،

وسحب الثقة من رئـيس .والمتولى وضع سياسة الحكومة واإلشراف على تنفيذها

. ال يدخل فى اختصاص مجلس األمة -طريق مباشر أو غير مباشر ب –الجمهورية

.وهكذا تعتبر النصوص التى قررت ذلك نصوصا فارغة من المضمون

مـة بالمـضمون ووهكذا نرى نه ال وجود لرقابة مجلس األمة علـى الحك

.القانوني الواقعي الصحيح

:مظاهر رقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية-٢

جاء بالدستور حق رئيس الجمهورية فى دعوة مجلس األمة لالنعقاد، وهـو

. من الدستور٧٢الذى يقرر فض دورته، حسب نص المادة



- ٣١ - واعتبر البعض هذا الحق بمثابة مظهر من مظاهر تدخل السلطة التنفيذيـة

والواقع على خالف ذلك، فإذا كان الدستور قد قـرر .فى أعمال السلطة التشريعية

يس الجمهورية حق دعوة المجلس لالنعقاد، فإن ذلك لم يكن إال إجـراءا شـكليا لرئ

ليس له مضمون عملي فالدستور حدد الخميس الثاني موعدا نهائيا يدعو إليه رئيس

الجمهورية المجلس لالنعقاد، فإذا لم يقم رئيس الجمهورية بتوجيه الدعوة إلى هـذا

وفيما يتعلق بفض الـدورة، فإنـه .ة الدستور الموعد ينعقد المجلس دون دعوة وبقو

جاء كذلك شكليا، ذلك أن الدستور ذاته قرر أن يظل المجلس يعمل طوال مدة كافية

خالل الفصل التشريعي، وال يستطيع رئيس الجمهورية فض الدورة، وحددت المادة

ور من الدستور أن ال يقل الدور العادي عن سبعة أشهر، وأنه ال يجوز فض الد ٧٤

.يكل وهكذا يصبح حق فض الدورة مجرد إجراء ش.لميزانيةاإال بعد اعتماد

اعتنق النظام البرلماني إلـى ١٩٥٦ويذكر أيضا الرأي القائل بأن دستور

منح رئـيس الجمهوريـة حـق اقتـراح ١٩٥٦جانب النظام الرياسي، أن دستور

يفته التشريعية، ورغم القوانين، مما يعني مشاركة رئيس الجمهورية للمجلس فى وظ

أن اعتبار اقتراح القوانين عمال تشريعيا ليس من األمور المتفق عليها، فإنـه مـن

ية، يتمتع الرؤساء بحق اقتراح القوانين إما صراحة على نحو ما فعـل لالناحية العم

، أو بشكل غير مباشر على نحو ما يحدث فى بالد النظم الرياسـية ١٩٥٦دستور

ـ التى تحرم دسا م هـؤالء وتيرها رئيس الجمهورية من حق اقتراح القوانين، إذ يق

.همبالرؤساء بتقديم االقتراحات من خالل أعضاء المجلس النيابي األعضاء بأحزا

وأخيرا يذكر أنصار الرأي الذى نناقشه حق رئيس الجمهوريـة فـى حـل

ت مطلقـا، ولقد رد عليهم المعارضون لرأيهم، بأن هذا الحق لـم يـأ .مجلس األمة

إلى انتخـاب مجلـس ةدعوالوإنما جاء مقيدا بقيدين، أولهما أن يتضمن قرار الحل

جديد فى موعد ال يتجاوز ستين يوما من تاريخ الحل، وأن يوجه الـدعوة النعقـاد

وهـو – أما القيد الثـاني .المجلس الجديد فى غضون عشرة أيام من تاريخ انتخابه

إذا قام رئيس الجمهورية بحل المجلس فإنه يمتنع عليه أنه –األهم فيما نحن بصدده

حل المجلس الجديد لذات السبب الذى من أجله صدر قرار حل المجلـس المنحـل،

. من الدستور١١١حسب ما جاء بنص المادة



- ٣٢ - أن ما ظن البعض أنه تدخل من جانب السلطة التنفيذيـة فـى و هكذا نرى

وفى التحليـل النهـائي، هيها ما ليس فى واقع أعمال السلطة التشريعية أو رقابة عل

.ليست إال مجرد شكليات ال مضمون لها وال فاعلية

زاوج أخذ بنظـام ١٩٥٦حا أن الرأي القائل بأن دستور اضوهكذا يكون و

لنظام البرلماني والنظام الرياسي، رأى مرجوح، وأنه بذلك يكون الـرأي افيه بين

اما رياسيا بحتا هو الرأي الراجح، والـسليم مـن أقام نظ ١٩٥٦القائل بأن دستور

.وجهة نظرنا

المطلب الثاني

١٩٥٦السلطات العامة فى ظل دستور

:تمهيد

. الباب الرابع لتنظيم السلطات األساسية فى الدولـة ١٩٥٦خصص دستور

وجعل الفصل الثاني من هذا الباب لتنظيم واختصاصات الـسلطة التـشريعية، ثـم

ى الفصل الثالث للسلطة التنفيذية، وأودع الفصل الرابع األحكام المتعلقـة تعرض ف

.بالسلطة القضائية

ولما كانت محور الدراسات الدستورية، يرتكز فى الـسلطتين التـشريعية

والتنفيذية، من حيث أسلوب تشكيلها واختصاصاتها، والعالقة بينهما، فإننا نرى أن

.١٩٥٦في دستور نتعرض لكل من هاتين السلطتين

الفرع األول

السلطة التشريعية

جعل الهيئة التشريعية مجلـسا ١٩٥٦ فإن دستور ،حسب ما رأينا من قبل

واحدا، أطلق عليه مجلس األمة، وجعل الدستور لمجلس األمة اختصاص ممارسـة



- ٣٣ - ونتعرض فى الفقرات التالية ٦٥األعمال التشريعية، حسب ما جرى به نص المادة

.يفية تشكيل مجلس األمة، ثم االختصاصات التى عقدها له الدستورلك

:كيفية تشكيل مجلس األمة

من الدستور على تشكيل مجلس األمة باالنتخاب الـسري ٦٧نصت المادة

وعهدت المادة للقانون أمر تحديد عدد أعضاء المجلس وشـروط العـضوية .العام

لدسـتور بتقريـر أن تـشكيل المجلـس وهكذا اكتفى ا.وطريقة االنتخاب وأحكامه

.ما عدا ذلك للتشريع العادي لعام وترك كلاباالنتخاب السري

بتنظـيم مباشـرة الحقـوق ١٩٥٦ لـسنة ٧٥وتنفيذا لذلك صدر القانون

ولقد حـدد . الخاص بعضوية مجلس األمة ١٩٥ لسنة ٢٤٦السياسية، والقانون رقم

ثالثمائة عضو، ال يتغير بـنقص عـدد ثابت هو داألخير عدد أعضاء المجلس بعد

.السكان وال بزيادته

:مدة العضوية

من الدستور ان مدة عضوية مجلـس األمـة ٧٠ ،٦٩يستفاد من المادتين

خمس سنوات اعتبارا من تاريخ أول اجتماع؛ وأنه إذا خال مكان أحد األعضاء قبل

هـي مـع نهايـة مـدة انتهاء مدة المجلس، يجري انتخاب من يحل محله ولمدة تنت

.المجلس

أن للمجلس رئيس ووكيالن، يجري انتخابهم سنويا، أي ٧٩وقررت المادة

. ويجوز إعادة انتخابهم دون حد أقـصى .أن مدة شغل أحد هذه المواقع سنة واحدة

هاء مدته، ينتخب المجلس من يحـل محلـه توإذا خال موقع من هذه المواقع قبل ان

.وإلى نهاية مدته فقط

:دور االتحاد القومي فى تشكيل مجلس األمة

يتولى االتحاد القومي للترشيح لعضوية " من الدستور ١٩٢حسب نص المادة

."مجلس األمة



- ٣٤ - فى مقدور أي مواطن – ١٩٥٦ فى ظل دستور –مفهوم النص أنه لم يكن

اد إذ أن قبول ترشيحه رهين بموافقة االتح .أن يتقدم للترشيح لعضوية مجلس األمة

.القومي

وأيا كان تبرير هذا الوضع، فإنه كان قيدا على المواطن ينال مـن حقوقـه

السياسية، ثم أنه يفرض عضوية االتحاد القومي على من يرغب فى الترشيح، حتى

ولو كانت مبادئ واتجاهات االتحاد القومي، ال تتفق مع أفكاره ومبادئه، يضاف إلى

العملية لتطبيق نظام حكم شمولي يركز السلطات فى ذلك أن هذا الحكم، كان اآللية

.التنظيم السياسي الواحد

:اختصاصات مجلس األمة

لسلطة التشريعية لمجلـس األمـة، ا كل اختصاصات ١٩٥٦جعل دستور

، التى ٨٤ ثم أكد الدستور هذه االختصاصات بما جاء بالمادة ٦٥وذلك بنص المادة

ا قرره مجلس األمة، وال يجوز تقريـر مـشروع ال يصدر قانون إال إذ "قررت أنه

."قانون إال بعد أخذ الرأي فيه مادة مادة

وهكذا قرر الدستور أنه من غير الجائز على اإلطالق إصدار قـانون لـم

.يقرره المجلس أو رفض الموافقة عليه على الوجه الذى بينه الدستور

متعلقة بصحة قـرارات وتأكيدا لهذا االختصاص تعرض الدستور لألحكام ال

أن ٨١ حتى ال يترك للتشريع وضـع هـذه األحكـام، فقـررت المـادة ،المجلس

ال بحضور األغلبية المطلقة لعدد األعضاء وأنه يلزم إاالجتماعات ال تكون صحيحة

للموافقة على قانون تأييد األغلبية المطلقة لعدد الحاضرين، ما لم تـشترط أغلبيـة

.خاصة

لى اختصاص مجلس األمة بالـسلطة التـشريعية جـاء ورغم أن النص ع

جلـس بتقريـر كـل ملابعبارة عامة، مما يعلن عن اتجاه الدستور إلى اختصاص

واالقتصادية بكل أنواعها ومجاالتها، فإن اليةالتشريعات والقوانين، بما فى ذلك الم

ا من الدستور رأى أن يتعرض لهذه االختصاصات تفصيال، تأكيدا لالختصاص ومنع

.أي لبس وردا ألي دعاوي مناهضة



- ٣٥ - ضرورة موافقـة مجلـس ٩٤وفى هذا االتجاه يقرر الدستور فى ماده رقم

األمة على كل ما يتصل بالضرائب العامة عن إنشاء وتعديل وإلغاء وإعفاء منها، ثم

باختصاص المجلس بوضع قواعد جبايـة األمـوال العامـة، ٩٥لمادة اتعرضت

وباعتبار المرتبـات والمعاشـات والتعويـضات واإلعانـات .اإنفاقهوإجراءات

فاق الحكومي، فقد حـرص الدسـتور علـى الـنص نوالمكافآت من أهم أبواب اإل

باختصاص مجلس األمة بتقرير ذلك كله، وتحديد السلطات التـى تتـولى تطبيـق

.٩٨قواعدها، حسب ما جرى به نص المادة

ة بتقرير كل التزام اسـتغالل على اختصاص مجلس األم ٩٩ونصت المادة

مورد من موارد الدولة الطبيعية أو مرفق من المرافق العامة، أو يتضمن تـصرف

.مجاني فى أمالك الدولة

وفيما يتعلق بميزانية الدولة وحسابها الختامي، قـرر الدسـتور ضـرورة

أن يقرها موافقة مجلس األمة عليها، وأنه ال يجوز العمل بالميزانية الجديدة إال بعد

مجلس األمة، فإذا لم يقرها قبل بداية العام المالي، يجـري العمـل علـى أسـاس

الميزانية القديمة وإلى أن يقر مجلس األمة الميزانية الجديدة، ولقد بـين الدسـتور

.١٠٣ إلى ١٠٠ه فى المواد بين يدأحكام ذلك كله ومواع

صاص فى المجـال وهكذا يكون الدستور قد جعل لمجلس األمة كامل االخت

.التشريعي بكل أنشطته وميادينه وأنواعه

الفرع الثاني

السلطة التنفيذية

إلى أن هـذا ١٩٥٦انتهينا عند عرضنا لطبيعة نظام الحكم فى ظل دستور

وقلنا أن الدستور جعـل كـل .وأركانهالدستور اعتنق النظام الرياسي بكل سماته

ورأينـا .ئيس الجمهورية بشكل واقعي وفعلياختصاصات السلطة التنفيذية فى يد ر

أنه مما يؤكد أن النظام رياسي، أن الدستور تبني فلسفة الفصل بين السلطات، وقلنا



- ٣٦ - ال مجرد تعاون، إأن مظاهر التدخل فى أعمال السلطات، ليست فى التحليل النهائي

. استقالل إحدى السلطات لصالح األخرىمنال ينال

فإننا نجعل البحث هنـا – بما شرحناه من قبل فاءا واكت –وفى ضوء ذلك

تبع ذلك بحصر الختـصاصات نمحدود بكيفية إسناد الرياسة لرئيس الجمهورية، ثم

.رئيس الجمهورية، سردا دون شرح، إذ تعرضنا لها من قبل بالشرح وبالتحليل

:الشروط الواجب وافرها فى المرشح لرياسة الجمهورية

فيمن يرشح لرياسة الجمهورية أن يكون مصريا من ١٩٥٦اشترط دستور

وهذا شرط وجيه، إذ أن مهام وظيفة رياسة الجمهوريـة، .أبوين وجدين مصريين

ممارسة للسيادة الشعبية، وال يجوز أن يمارس هذه السيادة إال من كان وطنيـا، وال

أليام بعـد يكون منطقيا أن يمارس هذه السيادة أجنبي أو وطني بالتجنس لم تثبت ا

ومن هنا لم يكتف الدسـتور باشـتراط أن يكـون .صدق والئه للوطن وانتمائه له

المرشح مصريا، وإنما اشترط أن يكون أبوه وأمه وجده ألبيه وجده ألمه مصريين

.احترازا من أن يتولى هذا المنصب أجنبي أو مصري حديث االنتماء لمصر

رياسة الجمهورية يوم الترشـيح واشترط الدستور أن ال يقل سن المرشح ل

وأخيرا اشترط الدسـتور أن ال يكـون المرشـح .عن خمس وثالثين سنة ميالدية

.١٩٥٢ من أسرة محمد على التى كانت تتولى حكم مصر قبل ثورة امنحدر

:الترشيح واالستفتاء ومدة الرياسة

من الدستور يتولى مجلس األمـة اختيـار ١٢١حسب ما جاء بنص المادة

فيلزم لصحة الترشـيح .المرشح لرياسة الجمهورية باألغلبية المطلقة لعدد أعضائه

أن يحصل المطروح للترشيح على موافقة نصف عدد أعـضاء المجلـس جميعـا

فإذا لم يحصل على هذه األغلبية، يتم طـرح .مضاف إليهم صوت واحد على األقل

وغنى عن البيان .ألغلبيةاسم آخر وهكذا إلى أن يحصل أحد المرشحين على هذه ا

أنه ال يجوز أن يطرح للترشيح والتصويت للترشيح إال من تتوافر فيـه الـشروط

.أوضحناه آنفاما الواجب توافرها فيمن يشغل موقع رياسة الجمهورية حسب



- ٣٧ - وإذا ما انتهى مجلس األمة من ترشيح مرشح لرياسة الجمهورية، يتم طرح

ح رئيـسا للجمهوريـة إذا رش ويصير الم .فتاء عام هذا المرشح على الشعب فى است فإذا لم يحصل المرشـح .حصل على األغلبية المطلقة لألصوات التى تم اإلدالء بها

ذات األغلبيـة واإلجـراءات بعلى هذه األغلبية، يقوم مجلس األمة بترشيح غيره و ذا إلى أن السابق اإلشارة إليها، ويطرح المرشح الجديد فى استفتاء شعبي عام، وهك

.يحصل مرشح على األغلبية المطلوبة فيصير رئيسا للجمهورية

من الدستور تكون مدة رياسة الجمهورية ست سـنوات ١٢٢وبنص المادة لـم يمنـع ١٩٥٦ وجدير بالذكر أن دستور .تبدأ من تاريخ إعالن نتيجة االستفتاء

وز إعـادة االنتخـاب إعادة االنتخاب لرياسة الجمهورية، األمر الذى يعني أنه يج .ولمدد متتالية غير محدودة

:اختصاصات رئيس الجمهورية فى المجاالت التنفيذية

لرئيس الجمهورية االختصاص بكامل سلطات الـسلطة ١٩٥٦عقد دستور .التنفيذية وبشكل فعلي وعملي

ورياسة الحكومـة ٦٤فرئيس الجمهورية يتولى رياسة الدولة بنص المادة في ذات الوقت، ومن ثم فهو الذى يمثل الدولة فى الخارج، وهـو ١١٩ة بنص الماد

كذلك الذى يمثلها فى الداخل، ويتولى رئيس الجمهورية تعيين الوزراء وإعفائهم من الرئيس األعلى للقوات المـسلحة، ١٦٧، وتجعله المادة ١٣٩مناصبهم بنص المادة

تعيين ١٤٠يتولى بنص المادة و . رياسة مجلس الدفاع الوطني ١٦٨وتعطيه المادة لسياسيين وعزلهم واعتماد ممثلي الـدول االموظفين المدنيين والعسكريين والممثلين

رئيس الجمهورية حق العفو عن العقوبة أو ١٤١ ومنحت المادة .األجنبية السياسيين لرئيس الجمهورية اختصاص إعالن حالـة الطـوارئ، ١٤٤تعقد المادة و .هافتخفي

١٤٣ يعلن رئيس الجمهورية حالة الحرب، وله بحكـم المـادة ١٤٢دة وحسب الما .عقد المعاهدات بأنواعها

:اختصاصات لرئيس الجمهورية ذات لون تشريعي

وإلى جانب هذه االختصاصات المتعلقة بالوظيفة التنفيذية، عقـد الدسـتور وقبـل أن نـسرد هـذه .لرئيس الجمهورية اختـصاصات ذات طـابع تـشريعي



- ٣٨ - تصاصات نود اإلشارة إلى ما سبق وقلناه، من أن الدستور قد اختص مجلـس االخ

وبهـذا أكـد .األمة بالوظيفة التشريعية، فال يصدر قانون إال إذا قـرره المجلـس الدستور النظام النيابي بكل أركانه من مجلس نيابي منتخب ولـه سـلطات فعليـة

.وحقيقية

ن التـشريعي والتـى عقـدها ولهذا السبب نجد أن االختصاصات ذات اللو

الدستور لرئيس الجمهورية، إما أنها خارج نطاق التشريع بالمعنى الفنـي الـدقيق،

وإما أنها بتفويض من الدستور أو التشريع تيسيرا للسلطة التنفيذية فى قيامها علـى

.تنفيذ التشريع

ها وفى هذا المجال نقابل حق رئيس الجمهورية في اقتراح القوانين وإصدار

وبمراجعـة ١٣٤، ١٣٣، ١٣٢واالعتراض عليها، حسب التفاصيل الواردة بالمواد

مجلـس هذه المواد فيما يتعلق بحق رئيس الجمهورية باالعتراض على ما يقـرره

لقد جعل الدستور هذا الحق مقيدا بقيود فحواها أن يقع االعتراض .األمة من قوانين

هعاداترض رئيس الجمهورية على قانون و فى مدة محددة حددها الدستور، ثم إذا اع

إلى مجلس األمة، فإنه إذا ما عاد مجلس األمة وقرر ذات القـانون بأغلبيـة ثلثـي

.أعضائه، فإن رئيس الجمهورية ال يملك إال إصدار هذا القانون

فله .هذا ولقد منح الدستور رئيس الجمهورية سلطة إصدار اللوائح بأنواعها

وقـرر .إصدار اللوائح الالزمة لترتيب المـصالح العامـة حق ١٣٧بنص المادة

يصدر رئيس الجمهورية اللوائح الالزمة لتنفيذ القوانين وله أن يفوض "الدستور أن

ولـوائح تنفيـذ .والواضح أن لوائح ترتيب المصالح العامـة " غيره فى إصدارها

.القوانين، مما له عالقة بالعمل التنفيذي أكثر مما له بالتشريع

صار لرئيس الجمهورية حق إصدار لوائح الضبط، التى ١٣٨وبنص المادة

تستهدف المحافظة على النظام العام بعناصره الثالثة األمن العام، والصحة العامـة،

.والسكنية

ولرئيس الجمهورية إصدار لوائح لها قوة القانون، إما فـي حالـة غيـاب

وتسمى األولـى .د المجلس بتفويض منه مجلس األمة لعطلة أو لحله، أو أثناء وجو



- ٣٩ - ولقد وضع الدستور " قرارات تفويضية "ويطلق على الثانية " قرارات لها قوة القانون "

نحيـل .ضوابط الستخدام هذا الحق، وقيده بقيود تحد من مداه وتقلـل مـن آثـاره

.لنصوص الدستور للوقوف على هذه القيود والشروط

رئيس الجمهورية ذات الطابع التشريعي، وهكذا يظهر جليا أن اختصاصات

السلطة التنفيذية على اختصاصات السلطة التـشريعية، وإنمـا منال تعنى اعتداءا

جاءت فى إطار الحفاظ على استقالل السلطة التشريعية، وهو ما يشير إلـى اتجـاه

الدستور صوب النظام الرياسي الذى يقوم على أساس الفصل بين السلطات كـركن

. ومبدأ هام من المبادئ التى يقوم عليهاهركانمن أ

:منع الجمع بين رياسة الجمهورية وأية أعمال أخرى

ال يجوز لرئيس الجمهورية، " من الدستور على أنه ١٢٥جرى نص المادة

فى أثناء مدة رياسته أن يزاول مهنة حرة أو عمال تجاريا أو ماليا أو صناعيا أو أن

ر شيئا من أموال الدولة أو أن يؤجرها أو يبيعهـا شـيئا مـن تأجسيأن يشترى أو

."أمواله أو أن يقاضيها عليه

والنص واضح فى أنه ال يجوز لرئيس الجمهورية أن يمـارس أي عمـل

مهني أو تجاري أو مالي أو صناعي، طوال مدة رياسته وتعداد األعمال من قبيـل

ة فيما أورده الدستور مـن أعمـال، التمثيل ال الحصر، ذلك أن حكمة المنع متحقق

.ومتحققة كذلك فى غيرها من األعمال

والحكمة التى توخاها الدستور، أن يحقق لرئيس الجمهورية تفرغـا تامـا

، من الوقت حةلمباشرة أعباء المنصب، األمر الذى يمكن له من أداء عمله فى بحبو

الدستور بهـذا المنـع، ومن زاوية أخرى، أراد .غير أعباء أعمال خاصة أخرى بو

رفع رئيس الجمهورية فوق ما تقتضيه هذه األعمال من مناقشات ومضاربات، وما

قد تهيئه من ظروف، تجعل من الميسور أن تلوك األلسنة سيرة رئيس الجهوريـة،

.بالحق وبالباطل، وهو أمر ينال نم كرامة المنصب ورفعته

ك، واالرتفـاع بـه فـوق ولعله حفاظا على سمعة رئيس الجمهورية كـذل تعامل مع الدولة، بائعا أو مشتريا، يالشبهات، منع النص على رئيس الجمهورية، أن



- ٤٠ - أو مؤجرا، مستأجرا، ذلك أن السماح بهذه التعامالت وغيرها، مما يعرض رئـيس الجمهورية للخوض فى سمعته، وقد يؤدي به إلى المساءلة، مما رأى الدسـتور أن

.ا لكرامة المنصبنها، حفاظا على كرامة الرئيس، وصويجعله بعيدا عن

المبحث الرابع

أثر قيام الوحدة المصرية السورية وانتهائها فى النظام الدستوري

:م١٩٥٨الظروف التاريخية لصدور دستور

لالنتماء العربي والقومية العربيـة، أصـدر ١٩٥٦استجابة لدعوة دستور ات للحكومة السورية للدخول فى مفوضات على مجلس النواب السوري عدة توصي

.الحكومة المصرية، إلقامة اتحاد يضم الدولتين

اجتمع أعـضاء مجلـس النـواب الـسوري ١٩٥٧ من نوفمبر ١٨وفى

وأعضاء مجلس األمة المصري فى هيئة مؤتمر بدمشق، وأعلن المـؤتمر رغبـة ـ ا المـؤتمر الحكـومتين نواب الشعبين فى إقامة اتحاد فيدرالي بين البلـدين، ودع

.والسورية للدخول فورا في مفاوضات تستهدف تنفيذ هذه الرغبةالمصرية

اجتمع النواب السوريون والنواب المصريون فـى ١٩٥٨وفى أول فبراير

بالقاهرة، وأصدر المؤتمر بيان انتهى إلى أن النواب جميعـا يعلنـون هيئة مؤتمر ثقتهم العميقة فى وجوب توحيد سوريا ومـصر فـى اتفاقهم التام وإيمانهم الكامل و "

،وتضمن بيان المؤتمر المبادئ العامة "الجمهورية العربية المتحدة "دولة واحدة اسمها .لنظام الحكم فى الدولة التى يطالبون بها

حيز التنفيذ، فقد عـرض هـذا ١٩٥٨وحتى يدخل بيان األول من فبراير لقى كل رئيس بيانا أمـام أ، و ١٩٥٨ فبراير ٨البيان على كل مجلس على حدة يوم

مجلس دولته، وانتهى اجتماع كل مجلس إلى الموافقة على إقامة الوحدة بين البلدين، وحدد المجلسان يوم الحادي والعشرين من فبراير موعدا الستفتاء الشعب فى كـل

يسا من مصر وسوريا على الوحدة بين البلدين وعلى الرئيس جمال عبد الناصر رئ .لوحدةالدولة



- ٤١ - لموافقة الشعبية على قيام دولـة موحـدة هـي اتم االستفتاء وأعلنت نتيجة

والموافقة على تـولى جمـال عبـد الناصـر رياسـة " ةالجمهورية العربية لمتحد "

.الجمهورية

:خطة لدراسة

ولقد ترتب على قيام الوحدة ظهور دولة جديدة هـي الجمهوريـة العربيـة

وهو ما نجعله فى مصر يهي أن يكون لذلك أثره على النظام الدستوري المتحدة، وبد

.موضوع المطلب األول من هذا المبحث

انفصلت سوريا عن مصر وانتهت بذلك الوحدة التـى ٢٧/٩/١٩٦١وفى

ظـام الدسـتوري الن وكان النتهاء الوحدة أثره كذلك على ٢١/٢/١٩٥٨قامت فى

.ب الثانيالمصري، على نحو ما سنرى فى المطل

المطلب األول

قيام الوحدة واثر ذلك فى النظام الدستوري

) المؤقت١٩٥٨دستور (

: المؤقت١٩٥٨ من مارس ٥صدور دستور

، ١٩٥٨ من فبرايـر ٢١باستفتاء " الجهورية العربية المتحدة "وبإعالن قيام

.يدة،وتظهر الحاجة إلى صدور دستور للجمهورية الجد١٩٥٦تنتهي حياة دستور

ولما كان من غير المناسب االنتظار طويال حتى يتم وضع دستور دائم، فقد

دستورا مؤقتـا، يـسد الفـراغ ١٩٥٨أصدر رئيس الدولة فى الخامس من مارس

لى حـين موافقـة الـشعب علـى إ، و ١٩٥٦عن سقوط دستور شئالنا ىالدستور

يعمـل "ستور ونـصها وهي آخر مواد هذا الد ٧٣الدستور الدائم حسب نص المادة

هذا الدستور المؤقت إلى حين إعالن موافقـة الـشعب علـى الدسـتور النهـائي ب

.للجمهورية العربية المتحدة



- ٤٢ - :١٩٥٨ ودستور ١٩٥٦العالقة بين دستور

ول دستور دائم، يعبر عـن أ كان ١٩٥٦على ما رأينا من قبل فإن دستور .هذه األفكار واألهداف ويضع اإلطار الدستوري لتحقيق ١٩٥٢فكرة ثورة

٢١ حتى يحقق أهدافه إذ أنه بقيام دولة الوحدة فى ١٩٥٦ولم يعمر دستور

. سقط هذا الدستور١٩٥٨من فبراير

، فإنه لم يخل مكانه بالكامل فى الميـدان ١٩٥٦إال أنه رغم سقوط دستور صـة باسـتثناء األحكـام الخا ١٩٥٨الدستوري، يعلن ذلك أن كل ما جاء بدستور

، بل جاء بـذات ألفـاظ ١٩٥٦بالظروف الجديدة، جاء على نمط ما جاء به دستور

ا عن أهداف وأفكار ثـورة معبر صدر ١٩٥٦ ويدعم ذلك أن دستور ١٩٥٦دستور عن جمال عبـد ١٩٥٨ بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر، وصدر دستور ١٩٥٢

غرابة أن يكـون دسـتور الناصر باعتباره رئيسا للجمهورية العربية المتحدة، فال .١٩٥٦ق الصلة بدستور ثي و١٩٥٨

ولقد أكد الرئيس جمال عبد الناصر هذا المفهوم صراحة فى خطابه الـذى البد لـي " إذ جاء فيه ١٩٥٨ألقاه أمام مجلس األمة المصري فى الثامن من فبراير

ئجه، الذى كان مجلسكم أعظم نتا ١٩٥٦ يناير ١٦من وقفة أتحدث فيها عن دستور ولم يكن معقوال أن الثورة التى وضعته وأعلنت قيامه منبثقـا ،إن هذا الدستور خالد

ترضـى لهـذا الدسـتور أن يـسقط أو بهمن صميم إرادة الشعب وخالصة تجار ولقد وقعت حركة هائلة جمعت شعبين فى أمة واحدة، فـى جمهوريـة .....يضيع

أن يضم النطاق الجديد لذلك كـان متحدة، وكان البد أن يتسع اإلطار لكي يستطيع ." أن يدخل تجربة حياة أفسح وأرحب١٩٥٦ يناير سنة ١٦البد لدستور

المؤقت جاء على ذات فلسفة وفكر ١٩٥٨وهكذا نستطيع القول بأن دستور . لنتبين صحة هذه الرؤية١٩٥٨ ونتعرض ألهم أحكام دستور ١٩٥٦دستور

: المؤقت١٩٥٨أهم أحكام دستور

صدر دستورا مؤقتا بنص مادته األخيـرة ١٩٥٨ مارس ٥نا إن دستور قل مختصرة وقليلة جملتها ثالثة وسبعين مادة فقط ومن ه ولهذا فقد جاءت مواد ٧٣رقم



- ٤٣ - بين هذه المواد القليلة أحكام خاصة بقيام الوحدة، من مثل استمرار نفاذ قوانين كـل

عاهدات التى عقدتها كل من الدولتين قبل إقليم فى مجالها اإلقليمي واستمرار نفاذ الم قيام الوحدة فى حدود إقليم الدولة قبل الوحدة،واستمرار العمل فى كل إقليم بعملتـه الخاصة به، واستقالل كل إقليم بميزانية خاصة، إلى جانب ميزانية دولـة الوحـدة

.وغير ذلك من مثل هذه األحكام

١٩٥٨ قيام الوحدة، نجد دسـتور وفيما عدا هذه األحكام المتعلقة بظروف

.١٩٥٦يتبنى نفس النظام السياسي والفكر االشتراكي وكل ما تبناه دستور

فكرة القومية العربية على نحو مـا فعـل دسـتور ١٩٥٨اعتنق دستور -١

الدولـة "١٩٥٨يتضح ذلك من نص المادة األولى مـن دسـتور .١٩٥٦

ت سيادة وشعبها جزء مـن العربية المتحدة جمهورية ديمقراطية مستقلة ذا

."األمة العربية

فى اعتناق المبادئ االشتراكية أساسا للبنيان ١٩٥٦وعلى ذات فكر دستور -٢

، فقررت المادة الثالثة ١٩٥٨االقتصادي واالجتماعي، جاءت أفكار دستور

أن التضامن االجتماعي أساس المجتمع، وبذات ألفاظ المادة الرابعـة مـن

المادة الرابعة أن يجري تنظيم االقتصاد القـومي ، وقررت ١٩٥٦دستور

بنظام التخطيط، وأن تراعى فى ذلك مبـادئ العدالـة االجتماعيـة، وأن

يستهدف تنمية اإلنتاج ورفع مستوى المعيشة، وجاء ذلك بذات كلمات المادة

.١٩٥٦السابعة من دستور

ملكيـة م للملكية فقـررت أن ال ١٩٥٨وتعرضت المادة الخامسة من دستور

الخاصة مصونة، ونظم القانون أداء وظيفتها االجتماعية، وال يجوز نزع الملكية إال

للمنفعة العامة، ومقابل تعويض عادل، وجاء ذلك كله كلمات المادة الحادية عـشرة

.١٩٥٦من دستور

١٩٥٨ مـن دسـتور ٧٢واعتناقا لفلسفة تذويب الطبقات فقد قررت المادة

يكون المواطنون اتحاد قوميـا " من أن ١٩٥٦ من دستور ١٩٢ ذات ما قرته المادة

."للعمل على تحقيق األهداف القومية



- ٤٤ - النظام الجمهوري ١٩٥٨وفيما يتعلق بطبيعة نظام الحكم فقد اعتنق دستور

.١٩٥٦الرياسي بذات المالمح والخصائص التى جاء بها دستور

:١٩٥٨السلطات العامة فى دستور

تشكيل مجلس األمة عمـا جـاء ة فيما يتعلق بطريق ١٩٥٨ اختلف دستور

تشكيل مجلـس األمـة باالنتخـاب ١٩٥٦ فعلى حين قرر دستور ١٩٥٦بدستور

مـن دسـتور ١٢، فقد جاءت المـادة ٦٧السري العام حسب ما جاء بنص المادة

تنص على أن يشكل مجلس األمة من أعضاء يحدد عددهم ويقوم بتعييـنهم ١٩٥٨

رية، شريطة أن يكون نصف عدد األعضاء من بين أعضاء مجلـس رئيس الجمهو

. األعضاء من بين أعضاء مجلس النواب السوريفاألمة المصري،ونص

وال خالف على أن .وهكذا يشكل مجلس األمة للجمهورية المتحدة بالتعيين

ـ .التعيين ال يتفق مع النظام النيابي، ولكن كان لهذا الحكم ما يبرره إن فمن ناحية ف

يس ئ دستور مؤقت، ومن ناحية أخرى فإنه وإن فـتح الدسـتور لـر ١٩٥٨دستور

الجمهورية حق تعيين أعضاء المجلس، فإنه اشترط أن يكون التعيـين مـن بـين

أعضاء مجلس النواب السوري ومجلس األمة المصري، وهم أعضاء حصلوا على

.عضويتهم باالنتخاب العام السري والمباشر

سلطة التنفيذية، فإنه مع اإلبقاء على سلطات رئيس الجهورية وفيما يتعلق بال

واختصاصاته حسب أصول ومبادئ النظام الرياسي، فإن الخالف بين أحكام دستور

م ودسـتور ١٩٦٥أصول ومبادئ النظام الرياسي، فإن الخالف بين أحكام دسـتور

ات قيـام تظهر خالفات ثانوية ال تنال من الجوهر، فضال أنها من مقتـضي ١٩٥٨

مثال ذلك قيام مجلس تنفيذي بكل إقليم، ثم اعتناق نظـام وزارة مركزيـة .الوحدة

ووزارتين إقليميتين، واستحداث أن يكون لرئيس الجهورية نائـب، حـسبما جـاء

، فرض الدستور أن يتفرغ لعملة مثل رئيس الجمهوريـة، وكـان ذلـك ٤٦بالمادة

رة تواجد نائب لرئيس الجمهوريـة ضرورة فرضتها الوحدة بين اإلقليمين، وضرو

.واجده هو باإلقليم اآلخرتفي أحد اإلقليمين حال



- ٤٥ - المطلب الثاني

ثره على النظام الدستوري أانتهاء الوحدة و

: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة

م قامت حركة انفصالية أدت إلى انفصال سوريا ٢٧/٩/١٩٦١وفى صباح

بية المتحدة، مما يعني انتهاء الوحدة بين مصر وسوريا، وعودة عن الجهورية العر

.كل منها دولة لها شخصيتها الدولية المستقلة

.وكان بديهيا أن يكون لذلك أثره على النظام الدستوري فى كل من البلدين

وفيما يتعلق بمصر، فقد تم تـشكيل المـؤتمر الـوطني للقـوى الـشعبية، وفـى

الجمهورية مشروع الميثاق الوطني للمؤتمر الوطني للقوى قدم رئيس ٢١/٥/١٩٦٢

. قام المؤتمر بإعالن إقراره للميثاق وإعالنه٣٠/٦/١٩٦٢الشعبية، وفي

صدر إعالن دستوري، ينظم الحياة الدستورية مؤقتـا، ٢٧/٩/١٩٦٢وفى

.إلى حين إقرار الشعب لدستور دائم

الميثاق :أوال

:الظروف التاريخية

انفصلت سوريا عن الجمهوريـة العربيـة ١٩٦١ من سبتمبر عام ٢٧فى

وكانت هذه الواقعة ذات أثر عاصف وعميق،وكان البد للثورة المـصرية، .تحدةمال

التى تعتنق مبدأ القومية العربية والوحدة العربية، والتى اعتبرت الوحدة المـصرية

كرها وفلسفتها، كان البد فل، نجاحا باهرا ١٩٥٨ فبراير ٢١السورية التى قامت فى

. تأمل، تراجع ما تم إنجازه، وتراجع كذلك أسباب هذه الردةةللثورة، أن تقف وقف

:المؤتمر الوطني للقوى الشعبية وإقرار الميثاق

وتحقيقا لذلك جرت إجراءات تشكيل مؤتمر وطني للقـوى الـشعبية،وعقد

ة األولى قـدم جمـال عبـد وبالجلس .١٩٦٢ من مايو عام ٢١المؤتمر األول فى



- ٤٦ - وانتهت المناقشات . وبعد ذلك قام المؤتمر بمناقشة الميثاق .قيثاالناصر مشروع الم

العامة، إلى أن قرر المؤتمر تشكيل لجنة من مائة عضو من أعضاء المؤتمر إلعداد

.مشروع إقرار الميثاق

اقـشة انتهت اللجنة من أعداد مشروع اإلقرار، وقدمته للمؤتمر، وبعـد من

تقرير الميثاق، أعلن المؤتمر إقرار الميثاق، واعتبار تقريـر اللجنـة جـزءا مـن

.١٩٦٢ من يونيه ٣٠الميثاق، وكان ذلك فى

:االتجاهات العامة للميثاق

فعل د المصرية مع نفسها كر٥٢قلنا أن الميثاق كان للتعبير عن وقفة ثورة

.ثورة والجماهير على حد سواءلواقعة االنفصال التى كان لها أثر مزلزل لل

من هذا المنطلق كانت أفكار الميثاق وفلسفته ال تخرج عن كونها مراجعـة

م وثـم رسـم ١٩٦٢م وإلى صدور الميثاق عـام ١٩٥٢لما حققته الثورة من عام

.خريطة المستقبل

ولما كان الميثاق تعبيرا عن وقفة الثورة الذاتية، فإنه يكون من الطبيعي أن

أن الثورة هي طريـق الميثاق معبرة عن فكر الثورة، وأن يأتي مقرر اي أفكار تأت

.التغيير والتقدم

:وسيرا فى هذا الخط الفكري، نجد الميثاق يعلن ويؤكد

باعتبارهـا ،اإليمان بالقومية العربية، وضرورة ووجوب قيام وحدة عربية -١

.أمنية كل مواطني األمة العربية

النتقال من التأخر إلى التقدم، وأن أهداف الوطن العربي الثورة هي طريق ا -٢

.تتمثل فيما تستهدف الثورة من تحقيقه فى الحرية واالشتراكية والوحدة

يقوم نظام الحكم على أساس ديمقراطي فى الجنب السياسي وعلى أسـاس -٣

وربط الميثاق بين الديمقراطية الـسياسية .اشتراكي فى الجانب االقتصادي

بين اإلقطاع ورأس المال قبل تحالفالاطية االجتماعية، وقرر أن والديمقر



- ٤٧ - الثورة، حرم جماهير الشعب من المشاركة فى الحياة السياسية، وأنـه ردا

للحق ألصحابه بأن يتحرر المواطن من االستغالل بجميع صوره وأشكاله،

كون للمواطنين فرصا متكافئة فى نصيب عادل من الثروة القوميـة، ي وأن

يهدد مستقبل حياته، وبهذا يستطيع أن طروأن يتخلص المواطن من أي خ

.يشارك فى اختيار السلطة التى يرتضيها

وسيرا مع المبادئ المشار إليها، قرر الميثاق أن يكون للعمال والفالحـين -٤

على األقل نصف مقاعد المجالس السياسية والنيابية والشعبية على جميـع

.مستوياتها

اق أن الوحدة الوطنية ال تتحقق إال بقيام تنظيم سياسـي واحـد، قرر الميث -٥

ولهذا اهتم الميثاق باالتحاد االشتراكي العربي، تنظيما سياسيا واحدا يـضم

ل وفالحين وجنود ومثقفـين ورأسـمالية اكل قوى الشعب العاملة، من عم

.وطنية

:القيمة القانونية ألحكام الميثاق واتجاهاته

هي حول طبيعة اتجاهات الميثاق وأفكاره، رأى البعض أنهـا ال ثار جدل فق

تخرج عن أن تكون توجيهات للمشرع الدستوري والعادي، وأنها لذلك تعتبـر فـى

جرد توجيهات ليست لها قوة قانونية، وإن كانت لها قـوة ممرتبة إعالنات الحقوق،

.أدبية

أعلنها الميثـاق، قـوة حكام والمبادئ التى واتجهت غالبية الفقه إلى أن لأل

واستند هذا الرأي إلـى .إلزامية للمشرع الدستوري والمشرع العادي على حد سواء

يعتبر الميثـاق تعبيـرا عـن إرادة الذى معه أنه قد تم إقرار الميثاق شعبيا، األمر

والقاعدة أن المبادئ والقواعد التى تأتى وتصدر تعبيرا عن إرادة الـشعب، .الشعب

مخالفتها أو الخروج عليها، ما لم يتم تعديلها أو إلغاءها بذات الطريقة التى ال يجوز

.صدرت بها



- ٤٨ - ويترتب على اعتناق هذا الرأي أن يعتبر الميثاق فى مرتبـة أعلـى مـن

الدستور، أي ال يجوز للدستور أن يخرج على أحكامه، أو أن يتضمن مبادئ تخالف لتشريع العادي أن يخالف مبادئـه أو يخـرج ومن باب أولى فإنه ال يجوز ل .مبادئه

.على أفكاره

ويؤكد هذا االتجاه ويدعمه، أن الميثاق لم يكن إال تعبيرا عن الثـورة فـى مراجعتها لمواقفها، ورسما لخططها وفلسفتها فى الحكم فى المرحلـة التاليـة، وإذا

تـصدر فـى ظـل زم كافة الدساتير التى تكان األمر هكذا فإنه يكون منطقيا أن تل .الثورة، بأحكام الميثاق باعتباره فلسفة الثورة وبرنامج عملها

على أنه ال ينبغي أن يفهم من ذلك أن تبقى أحكام الميثاق ومبادئه قيدا على المشرع الدستوري والعادي بشكل أبدى، فذلك أمر غيـر مقبـول فـى المجـاالت

فالمتفق عليه أن كـل هـذه الـنظم .السياسية واالقتصادية والقانونية على اإلطالق ومن ثم فال يجـوز .تتطور وتتغير النظم التى تحكمها حسب ما يقع بها من تطور

ل ما يعنيه التـزام ك ومن هنا فإن .يدبالقول بوجود مبادئ أو أفكار تدوم وعلى التأ المشرع الدستوري والمشرع العادي بأحكام ومبادئ الميثاق، أن هذا االلتزام يقوم ما دام الميثاق قائما، وأنه فى اإلمكان تعديل أحكام الميثاق ومبادئه، حـسب مـا يقـع بالمجتمع من تغييرات وتطورات، ولكن ذلك مشروط بأن يتم التعديل بذات الطريقة واألسلوب الذى تم به إقرار الميثاق وإعالنه، فإن وقع التعـديل أو اإللغـاء بغيـر

على هذه المبادئ، وخروجا على اإلرادة الـشعبية اإلرادة الشعبية، كان ذلك خروجا .التى أقرتها وأعلنتها

م ٢٧/٩/١٩٦٢اإلعالن الدستوري الصادر فى : ثانيا

:تمهيد

بديهي أنه بانفصام عرى الوحدة، كان ال بد من تغيير فى النظام الدستوري ـ راره يواكب هذا الحدث ويسايره، وبديهي كذلك أن تشكيل المـؤتمر الـوطني وإق

للميثاق، لم يحل هذه الصعوبة، إذ الميثاق الذى أقره المؤتمر ال يعـد دسـتورا وال لدستوري عند وضـعه توجيهات عامة، يلتزمها المشرع ا يصلح كدستور، وإنما هو

.للدستور المنشود



- ٤٩ - م إعالنا دستوريا ٢٧/٩/١٩٦٢من هنا سارع رئيس الجمهورية وأصدر فى

.لفراغ الدستوري الناتج عن انتهاء الوحدة المصرية السوريةموجزا ومؤقتا، ليسد ا

:م١٩٦٢الخصائص العامة لإلعالن الدستوري الصادر عام

مـن ٢٧در فـي اصاليمكن إيجاز الخصائص العامة لإلعالن الدستوري

:م فى اآلتي١٩٦٢سبتمبر

. لم يتضمن سوى عشرين مادة فقطإذجاء اإلعالن موجزا -١

٥ دسـتور – األخيرة على أن تبقى أحكام الدستور المؤقت نص في المادة -٢

وبذلك يكون اإلعالن الدستوري قد أعلن . سارية المفعول – ١٩٥٨مارس

مـارس المؤقـت ٥أن النظام الدستوري فى هذه المرحلة محكوم بدستور

.م سويا١٩٦٢ سبتمبر ٢٧وباإلعالن الدستوري الصادر فى

ري مؤقت كذلك بنص المادة األخيرة منـه وأنه إعالن مؤقت، ونظام دستو -٣

والتى قررت أن اإلعالن الدستوري والدستور المؤقت هما إطـار النظـام

.الدستوري إلى أن تتم موافقة العشب على الدستور الدائم

:م١٩٦٢ سبتمبر ٢٧السلطات العامة فى ظل اإلعالن الدستوري الصادر فى

م مواده العشرين على تنظـيم ١٩٦٢كرس اإلعالن الدستوري الصادر عام

هذا التنظـيم فـي مالمحللسلطات العامة فى الدولة فى هذه المرحلة ويمكن إيجاز

:اآلتي

استحدث اإلعالن الدستوري مجلسا سماه مجلس الرياسة، وجعلـه الهيئـة -١

العليا لسلطة الدولة، وحدد اإلعالن اختصاصات هـذا المجلـس وكيفيـة

.ممارسته لهذه االختصاصات

قرر اإلعالن أن رئيس الجمهورية، هو رئيس الدولـة، ورئـيس مجلـس -٢

.الرياسة، ورئيس مجلس الدفاع القومي

أطلق اإلعالن على الوزارة تسمية المجلس التنفيذي، وقـرر أن المجلـس -٣



- ٥٠ - التنفيذي هو الهيئة التنفيذية واإلدارية العليا فى الدولة، ويتـولى المجلـس

قانون، ولما يقرره مجلـس الرياسـة وحـدد التنفيذي اختصاصاته طبقا لل

.اإلعالن اختصاصات المجلس التنفيذي وكيفية ممارستها

ولقد استمر هذا النظام الدستوري قائما ومعموال به إلى أن صـدر دسـتور

على أن يبدأ العمل به اعتبارا ١٩٦٤ من مارس ٢٣ الذى صدر فى ،١٩٦٤مارس

.١٩٦٤ من مارس ٢٥من

امس المبحث الخ

١٩٦٤دستور مارس

:تقديم

، صدر ليكون فاتحة ترجمة دستورية ١٩٦٤يمكن القول بأن دستور مارس

ولعله لهذا السبب، أنه رغم أنه صدر كدستور مؤقت، .للمبادئ التى جاء بها الميثاق

.فقد جاء مفصال وطويال على غير سنة الدساتير المؤقتة

تتعلق األولى بالسمات .وايا ثالثة من ز ١٩٦٤ويمكن التعرف على دستور

العامة لهذا الدستور، وتختص الثانية بالتعرض لطبيعة نظام الحكم ومظاهره حسب

ما رسمه الدستور، أما الثالثة واألخيرة فهي زاوية الحقوق الفردية والحريات العامة

.من وجهة نظر نصوص هذا الدستور



- ٥١ -

:١٩٦٤ السمات العامة لدستور مارس :أوال

: يتمتع بالسمات العامة اآلتية١٩٦٤يمكن القول بأن دستور مارس

: دستور مؤقت١٩٦٤دستور -١

فيها هذا الدستور، وأسلوب وضعه تعلن وضع فضال عن أن الظروف التى

كلها أنه دستور مؤقت فقد أعلن الدستور ذاته فى ديباجته أنه دستور مؤقت إلى أن

تور الدائم وطرحه على الشعب فى استفتاء عـام ينتهي مجلس األمة من وضع الدس

.وموافقة الشعب عليه

: دستور مفصل١٩٦٤دستور -٢

دستور مؤقت فقد جاء دستورا مفصال على خالف ١٩٦٤ورغم أن دستور

.القاعدة التى تعلن أن الدساتير المؤقتة كون دساتير موجزة غير مفصلة

ج ادة واضعي الدسـتور إلـى إخـر وتعلل هذا المنهج التفصيلي باتجاه إرا

لحيز الدستوري ثم أنه ولما كان الرأي قد اتجـه إلـى تكليـف امبادئ الميثاق إلى

مجلس األمة القائم فى حينها بوضع مشروع الدستور الدائم فقـد رغـب واضـعوا

المؤقت، فى أن يكون الدستور المؤقت بمثابة نموذج يـستعين بـه ١٩٦٤دستور

.أحكامهمجلس األمة ويسترشد ب

: لمبادئ الميثاق١٩٦٤اعتناق دستور -٣

كان التجربـة األولـى، فـى ١٩٦٤حسب ما ألمحنا من قبل، فإن دستور

وضع مبادئ الميثاق موضع التطبيق العملى، من خالل تقريرها دستوريا ونستطيع

. ما يؤكد هذا النظر ويدعمه١٩٦٤أن نجد فى نصوص دستور

الشعب المـصري "فى مادته األولى على أن لقد حرص الدستور أن ينص

وبهذا اعتنق الدستور اتجاه الميثاق نحو القوميـة العربيـة " جزء من األمة العربية

.والسعي نحو الوحدة العربية الشاملة



- ٥٢ - فكر الميثاق نظام أساسية الديمقراطية فى المجـال ١٩٦٤واعتنق دستور

واالجتماعي، فجاء نص الفقرة األول السياسي واالشتراكية فى المجالين االقتصادي ."الجمهورية العربية المتحدة دولة ديمقراطية اشتراكية"من المادة األولى مقررا أن

وحسب ما قرره الميثاق من أن السيادة للشعب، وأن ذلك تركز على الوحدة

الوطنية التى يقيمها تحالف قوى الشعب العاملة المتحالفة فى تنظيم سياسي واحد هو االتحاد االشتراكي، تجرى كلمات الفقرة األولـى مـن المـادة األولـى علـى أن

الجمهورية العربية المتحدة دولة ديمقراطية اشتراكية تقوم على تحالف قوى الشعب "الوحـدة "، وبينت المادة الثالثة أن "السيادة للشعب "، وقررت المادة الثانية أن "العاملة

ى الشعب الممثلة للشعب، وهي الفالحون والعمـال الوطنية التى يصنعها تحالف قو والجنود والمثقفون والرأسمالية الوطنية هي التى تقيم االتحاد واالشتراكي العربـي،

."ليكون السلطة الممثلة للشعب

أول دستور يقيم الدولة على أساس تحالف قوى ١٩٦٤وهكذا يكون دستور اكي، ويكون أول دستور مصري كـذلك الشعب العاملة، التى يضمها االتحاد االشتر

يقرر السيادة للشعب، وأن المعنى بالشعب هو قوى الشعب العاملـة التـى حـددها .الدستور، بأنها الفالحون والعمال والجنود والمثقفون والرأسمالية الوطنية

وفى المجال االقتصادي أعلن الدستور اتجاهه االشتراكي صراحة، فقـرر ر أي حظاألساس االقتصادي للدولة هو النظام االشتراكي، الذى ي "فى المادة التاسعة

ـ شكل من أشكال االستغالل، بما يضمن بناء المجتمع االشتراكي بدعام ه الكفايـة تي أو ملكية الشعب إلى جانب الملكية ، وبهذا قرر الدستور نظام ملكية الدولة ."والعدل

.التعاونية والملكية الفردية الخاصة

لمبادئ الميثاق وأفكاره، ولو تتبعنـا ١٩٦٤تظهر اعتناق دستور هذه أمثلة .نصوص الدستور فى كافة المجاالت وجدناها ال تخرج عن هذا اإلطار

:م١٩٦٤ نظام الحكم فى نصوص دستور :ثانيا

:المالمح الرئيسية المتفق عليها

يـة ومال ناح، قد جاء بنظام حكم نيابي١٩٦٤يتفق الفقهاء على أن دستور



- ٥٣ - الديمقراطية شبه المباشرة، إذ أخذ بأسلوب االستفتاء الشعبي، أما شكل الحكم فهـو

.جمهوري

والواقع أن شكل الحكم الجمهوري ونظام الحكم النيابي وأسلوب االسـتفتاء

الشعبي، سمات متفق عليها فى العهد الجمهوري، وفى كل الدساتير اعتبـارا مـن

.١٩٦٤ وإعالنات دستورية وإلى دستور وما تاله من دساتير١٩٥٦دستور

وبعد هذا االتفاق، يختلف الفقهاء فى تكييف نظام الحكم الذى وضعه دستور

أعتنق النظام الرياسي على نمـط مـا كـان ١٩٦٤ فريق رأي أن دستور ١٩٦٤

المؤقت، وفريق آخر رأى أن نظـام ١٩٥٨، دستور ١٩٥٦معموال به فى دستور

ظـل عليه فـى على خالف ما كان –ظام برلماني، وأنه ن ١٩٦٤الحم فى دستور

. مال عن النظام الرياسي، واتجه صوب النظام البرلماني–الدساتير السابقة عليه

والسبب الرئيسي لهذا الخالف أن الدستور تضمن أحكاما ونصوصا تحمـل

مالمح النظام الرياسي، وتضمن كذلك أحكاما ونصوصا، تحمـل مالمـح النظـام

.البرلماني، ومن هنا لكل فريق حججه وأسانيده

: نظام رياسي١٩٦٤ نظام الحكم فى دستور :الرأي األول

، التى جعلت لـرئيس ١٢٩-١١٢استند هذا الفريق إلى مواد الدستور من

الجمهورية اختصاصات، مما يعلن أن الدستور مال تجاه النظام الرياسي، خاصـة

جمهورية ممارسة هذه االختصاصات بنفـسه، دون وأن هذه المواد جعلت لرئيس ال

.وساطة الوزراء

: نظام برلماني١٩٦٤ نظام الحكم فى دستور :الرأي الثاني

استند هذا الرأي إلى أن الدستور قد اعتنق النظام البرلماني من خالل مـا "

تضمنه من نصوص تقرر السمتين الرئيسيتين للنظام البرلماني ونعني بهمـا حـق

النيابي فى سحب الثقة من الوزارة،وحق رئيس الدولة فى حـل المجلـس المجلس

.النيابي



- ٥٤ - أن لمجلس األمة ٨٩ بهما جميعا، إذ قررت المادة ١٩٦٤ولقد أتى دستور

حق ٩١حق سحب الثقة من الوزارة أو من أحد الوزارة، وفى المقابل قررت المادة

.رئيس الجمهورية فى حل مجلس األمة

. المالمح الرئيسة للنظام البرلماني٩١ ،٨٩لن المادتان وهكذا تع

: برلماني١٩٦٤ نتفق مع القائلين بأن نظام الحكم فى دستور :رأينا

، يعلن أنه مـال ناحيـة ١٩٦٤نرى أن التأمل المتأنى فى نصوص دستور

:النظام البرلماني، يمكن استظهار ذلك من اآلتي

التـى حـددت لـرئيس الجمهوريـة ١٢٩ – ١١٢ بمراجعة نصوص المواد -١

اختصاصات يباشرها بنفسه، ولم تذكر هذه النصوص التـزام رئـيس الجمهوريـة

بممارسة هذه االختصاصات من خالل الحكومة، إال أن ذلك لم يكن قاطعا فى هـذا

جرت أحكامها على أن يـضع رئـيس الجمهوريـة ١١٢ ذلك أن المادة .المفهوم

ة الدولة العامة فى جميع نواحيها السياسية واالجتماعية باالشتراك مع الحكومة سياس

فى ظل هذا – مفهوم ذلك أن الوزراء .واالقتصادية واإلدارية ويشرف على تنفيذها

الدستور ليسوا تابعين لرئيس الجمهورية، كل عملهم تنفيذ السياسة التـى يرسـمها

على تنفيـذ مـا يـتم ويحددها، وإنما هم شركاء له فى رسم السياسة، وهم القائمين

.االتفاق عليه،وليس له فى دور التنفيذ إال اإلشراف

واستقالل الحكومة عن رئيس الدولة، يعلن أنه وإن كان ظـاهر نـصوص

يشير إلى أنه رياسي، فإن النظر المتأمل يـشير إلـى أنـه نظـام ١٩٦٤دستور

.برلماني

قد جعلت ١٢٢، ١٢١، ١٢٠، ١٠٦وإثباتا لهذا النظر وتأييدا له نجد أن المواد -٢

لرئيس الجمهورية وضع مشروعات القوانين وإصدار القرارات واللوائح، فإنه عند

تعطـي الحكومـة ١٢٤موضع التنفيـذ، نجـد المـادة وضع هذه االختصاصات

اختصاص إعداد مشروعات القوانين والقرارات واللوائح، األمر الذى يعلن أنه ليس

ص إصدار هذه المشروعات والقرارات واللوائح، وهو لرئيس الجمهورية إال اختصا

أمر يعلن االختصاص الفعلي للحكومة، وأن اختصاص رئيس الجمهورية لـيس إال



- ٥٥ - اتجاه النظام البرلماني ١٩٦٤ وهكذا تعلن النصوص ميل دستور .اختصاصا شكليا

.الذى يجعل السلطات واالختصاصات فى يد الحكومة ال فى يد رئيس الدولة

من الدستور، جعلت لمجلـس األمـة سـلطة ٤٩ضاف إلى ما سلف أن المادة ي-٣

مراقبة أعمال السلطة التنفيذية، وال يتصور أن تقع الرقابة إال كان للمراقب سـلطة

واختصاص، كما أنه ال يتصور أن تخضع بعض االختصاصات للمراقبة ألنها فـى

بـة ألنهـا فـى اختصاص الحكومة، وتخرج بعض االختصاصات عن نطاق الرقا

.اختصاص رئيس الدولة

وإذا كان األمر هكذا فإن كل تخصصات السلطة التنفيذية خاضعة لرقابـة

.مجلس األمة،وهذه سمة رئيسية من سمات النظام البرلماني

نظام برلمـاني، وإن كـان ١٩٦٤وهكذا نرى أن نظام الحكم فى دستور

ولكن هذه المظاهر ال تصمد ظاهر بعض النصوص يوحي بمالمح النظام الرياسي،

.أمام النظر المتأني وعلى النحو الذى شرحناه

:م١٩٦٤ الحقوق والحريات العامة فى دستور :ثالثا

:تمهيد

أول دساتير الثورة معيارا للفكـر الثـوري إزاء ١٩٥٦إذا اعتبرنا دستور

ه يختلف فـى ، نجد أن ١٩٦٤حقوق األفراد وحرياتهم العامة، فإننا بمراجعة دستور

، ويمكن تمييز التباين بين الدستورين من زاويتـين، ١٩٥٦هذا المجال عن دستور

تضمن حقوقا وحريات للمواطنين، لم يأت لها ذكـر فـى ١٩٥٦األولى أن دستور

، بل ولم يشر إليها على اإلطالق، أما الثانية فإن عددا من الحقـوق ١٩٦٤دستور

١٩٦٤ كذلك، نجد دسـتور ١٩٦٤ وبدستور ١٩٥٦والحريات التى جاءت بدستور

يعدل فى هذه الحقوق والحريات بدرجة أو بأخرى، وإن كان التعديل متجهـا فـى

ونحاول بيان ذلك االختالف فى الـسطور .جملته نحو تقييد هذه الحقوق وتحديدها

:التالية



- ٥٦ - : النص عليها١٩٦٤ وأغفل دستور ١٩٥٦ حقوق قررها دستور :أوال

من النص ١٩٥٦ من دستور ٣٧ هذه الحقوق فيما ورد بالمادة يمكن حصر

مـن ضـمان حريـة ٤٢على حظر إيذاء المتهمين جسمانيا أو معنويا، وبالمـادة

من ٥٤ من الحق فى تكوين الجمعيات، وبالمادة ٤٧المراسالت وسريتها، وبالمادة

لـى أسـس أسس تنظيم العالقات بين العمال وأصحاب األعمال، ووجوب قيامها ع

مـن ٥٧اقتصادية وتراعى فيها مبادئ العدالة االجتماعية، وما نصت عليه المادة

تكون عقوبة المصادرة الخاصة إال بحكـم ال ر المصادرة العامة لألموال، وأن حظ

من حق المواطن فى مخاطبـة الـسلطات العامـة، ٦٢قضائي، وما قررته المادة

اطن فى تقديم الشكاوي لجميـع هيئـات على حق المو ٦٣وأخيرا النص فى المادة

الدولة عن مخالفة الموظفين العموميين للقـانون أو إهمـالهم فـى أداء واجبـات

.وظائفهم

هذه الحقوق التى ال يشك مفكر فى أهميتها وأنها حيويـة وجوهريـة فـى

. تماما وبشكل مطلق١٩٦٤النظام الديمقراطي سكت عنها دستور

وعـدل فيهـا دسـتور ،نصوص عليها فى الدسـتورين حقوق وواجبات م :ثانيا

:م١٩٦٤

وتبرز هذه المفارقة فى أربع حقوق هي حرمة المنازل، وحق االجتمـاع،

.واجب أداء الضرائب والتكاليف العامة، ثم حق العمل

ـ ٤١ففيما يتعلق بحرمة المنازل نجد أنه بينما قررت المـادة دسـتور ن م

وال مراقبتها، إال فى األحوال المبينـة بالقـانون ، عدم جواز دخول المنازل ١٩٥٦

ي بـالنص ف تكت ١٩٦٤ من دستور ٢٣وبالكيفية المنصوص عليها فيها، نجد المادة

.على حظر دخول المنازل، األمر الذى يعني إباحة مراقبتها

حرية ،١٩٥٦ من دستور ٤٦وفيما يتعلق بحق االجتماع، فقد قررت المادة

وز لرجال الشرطة حضور هذه االجتماعات، فى حـين جـاء االجتماع وأنه ال يج

مقررا حق االجتماع فقط، وسكت الـنص عـن ١٩٦٤ من دستور ٣٧نص المادة

.حظر حضور رجال الشرطة، مما يعني إلغاء هذه الضمانة أو إهدارها



- ٥٧ - تقرر ١٩٥٦ من دستور ٥٩وفيما يتعلق بالضرائب العامة، نجد نص المادة

ضرائب العامة، مع عدم المساس بالحد األدنى الالزم للمعيشة، نجـد االلتزام بأداء ال

يقرر االلتزام بالضرائب العامة دون ضمانه إعفـاء الحـد األدنـى ١٩٦٤دستور

.الكافي للحياة

الدولة بتوفير فرص ١٩٥٦ من دستور ٥٢وأخيرا فإنه بينما ألزمت المادة

تكتفي بتقرير أن العمـل حـق ١٩٦٤ من دستور ٢١العمل للمواطنين، نجد المادة

.وواجب وشرف، وتغفل إلزام الدولة بتوفير فرصة

اتجاه الحقـوق والحريـات العامـة، ١٩٦٤وهكذا يتضح أن اتجاه دستور

واتجاه تقييدي، يتمثل فى إغفال الكثير من الحقوق والحريات، ثم في تحديد وتقييـد

.ررهاالكثير من الحقوق، والحريات التى نص عليها أو ق



- ٥٨ -

اني ــل الثــالفص

م ــ الدائ١٩٧١تور ــدس

:تمهيد وتحديد

قرر أنـه دسـتور مؤقـت، ١٩٦٤المحنا من قبل، إلى أن دستور مارس ، ١٩٦٤ من مـارس ٢٥يجري العمل على مقتضى نصوصه وأحكامه اعتبارا من

بوضع – الذى كان قد تم انتخابه قبيل صدور الدستور –قوم مجلس األمة يوإلى أن .مشروع الدستور الدائم، وموافقة الشعب عليه فى استفتاء عام

وفـى .س األمة للقيـام بهـذه المهمـة ــخر لم يتحمس مجل آلوألمر أو . وقع زلزال النكسة، فتأكد تجمد المهمة بالكامل١٩٦٧الخامس من يونيو

٣٠وفى محاولة للتخفيف من الغليان الذى خلفه زلزال النكسة صدر بيـان .، تعبيرا عن صدى ما كان يفكر فه الشعب المصري وينفعل به١٩٦٨من مارس

ـ ١٩٧٠ من سبتمبر ٢٨وفى ، وتـولى ر توفى الرئيس جمال عبـد الناصرياسة الجمهورية مؤقتا نائبه األوحد الرئيس أنور السادات، وذلك إعمـاال لـنص

تفتاء على أنور تم االس ١٩٧٠ من أكتوبر ١٥ وفى ١٩٦٤ من دستور ١١٠المادة .السادات رئيسا للجمهورية، وبموافقة الشعب صار رئيسا للجمهورية

تولى الرئيس أنور السادات رئيسا للجمهورية، بدأت مرحلة جديدة، رأي بو .رئيس الجمهورية أن األمور ما عادت تحتمل تأخير صدور دستور دائم للبالد

د، حتى تـم طـرح مـشروع ومن هنا اتخذت اإلجراءات، وتكاتفت الجهو ، وبموافقة الشعب ١٩٧١الدستور الدائم االستفتاء العام فى الحادي عشر من سبتمبر

عليه، أصدر الرئيس السادات الدستور ليكون ساري المفعول اعتبارا من الحـادي .م١٩٧١عشر من سبتمبر

ونـرى أن نتعـرض . هو الدستور المعمول به إلـى اآلن ١٩٧١ودستور :ذا الدستور فى مباحث ثالثةهألحكام

.وسماته العامة ١٩٧١ أسلوب صدور دستور :المبحث األول

.١٩٧١ السلطات العامة فى دستور :المبحث الثاني

.١٩٧١ الحقوق والحريات العامة فى دستور :المبحث الثالث



- ٥٩ - المبحث األول

١٩٧١أسلوب صدور دستور

وسماته العامة

:تقديم

وافق الشعب فى استفتاء عـام علـى ١٩٧١ سبتمبر في الحادي عشر من

مشروع الدستور المطروح عليه، وفى ذات اليوم أصدر رئيس الجمهورية الدستور

.ليكون الدستور الدائم للبالد

١٩٨٠ من مـايو ٢٢ مادة، وفى ١٩٣ متضمنا ١٩٧١ولقد صدر دستور

ـ مـادة، ٢١١تور جرى استفتاء على تعديل الدستور، أصبحت بمقتضاه مواد الدس

.د أن كان ستة أبواب فقطبعوأصبح سبعة أبواب

وإصداره، بأسلوب متميز عما وقـع ١٩٧١ولقد جاء أسلوب وضع دستور

ومن هنا يكون هاما التعرض لهـذا .،والدساتير الالحقة عليه١٩٥٦بالنسبة لدستور

.األسلوب

ثير من أحكامه ، يتفق فى الك ١٩٧١ومن ناحية أخرى فإنه وإن كان دستور

وما تاله من دساتير وإعالنات دستورية، ومـا تـضمنه ١٩٥٦مع أحكام دستور

، إال أنه حمل من السمات والخـصائص مـا ١٩٦٨ من مارس ٣٠الميثاق وبيان

.يميزه عنها جميعا، ويرسم له مالمح تجعله يختلف عنها، وينفرد بخصائص خاصة

:ذا المبحث إلى مطلبينوفى ضوء ذلك نرى أن نقسم الدراسة فى ه

. وتكييفه١٩٧١ أسلوب صدور دستور :المطلب األول

.١٩٧١ السمات العامة لدستور :المطلب الثاني



- ٦٠ - المطلب األول

وتكييفه ١٩٧١أسلوب صدور دستور

:كيفية وضع مشروع الدستور

دون الدخول فى التفصيالت، يمكن بيان كيفية وضـع مـشروع دسـتور

:ه التالي على الوج١٩٧١

أصبح أنور السادات رئيسا للجمهورية، بإعالن ١٩٧٠ من أكتوبر ١٥فى

.موافقة الشعب عليه فى استفتاء عام أجرى فى ذلك اليوم

قام الرئيس السادات بحركة تصحيح لمسار ثورة ١٩٧١ من مايو ١٥وفى

أسـيس وأعلن أن أسس التصحيح تتبلور فى إعالء مبدأ سيادة القـانون، وت ١٩٥٢

.نظام الحكم على المؤسسات، واحترام الحريات العامة والحقوق الفردية

بمثابة الخطوة األولى الجادة فى اتجاه دفـع ١٩٧١ مايو ١٥وكانت حركة

. مايو، ويضعها موضع التطبيق١٥دستور دائم، يتضمن مبادئ حركة

، ١٩٧١ولهذا، عقد مجلس األمة جلسة خاصة فى العـشرين مـن مـايو

تحدث الرئيس السادات إلى المجلس وطلب منه وضع مشروع الدسـتور الـدائم، و

.م١٩٦٤حسب ما قرر دستور

وقرر المجلس فـى .وعلى الفور بدأ المجلس العمل على تحقيق هذا الهدف

تشكيل لجنة تحضيرية من أعضاء المجلـس، ١٩٧١ من مايو ٢٤اجتماعه بتاريخ

خص لها المجلس باالستعانة بمن تشاء من تقوم بوضع مسودة مشروع الدستور، ور

.المفكرين والخبراء والعلماء ورجال الدين وغيرهم

انقسمت اللجنة التحضيرية إلى لجان أربع، ثم تقرر أن يتفرع عن كل لجنة

.رئيسية عدد من اللجان الفرعية

اجتماعات اللجان، إلى أن انتهت مـن وضـع المبـادئ األساسـية توالت

، وعرضت هذه المبادئ على مجلس األمـة ١٩٧١ يوليه ١٤تور فى لمشروع الدس



- ٦١ - وكانت المبـادئ التـى .١٩٧١فى جلسته المنعقدة فى الثاني والعشرين من يوليو

قدمت لمجلس األمة واحدا وثمانين مبدأ، وافق المجلس عليها جميعا إ ال المبدأ رقم لشعب والمجالس على كل عضو من أعضاء مجلس ا " والذى كان ينص على أن ٥٦

وللناخبين حق .الشعبية المحلية أن يقدم حساب للناخبين عن نشاطه ونشاط مجلسه سحب الثقة من العضو فى األحوال وطبقا للـشروط واإلجـراءات التـى يحـددها

.وبعدم الموافقة على هذا المبدأ أصبحت المبادئ ثمانين فقط ."القانون

قومي العام لالتحاد االشتراكي، وتـم انعقد المؤتمر ال١٩٧١ يوليو ١٣وفى القـومي علـى وافـق المـؤتمر .عرض المبادئ الثمانين التى أقرها مجلس األمة

المبادئ دون تعديل، ثم فوض اللجنة المركزية فى صب هذه المبادئ فـى قواعـد .محددة، حسب األصول الفنية فى صياغة المواد القانونية

خاصة من بـين أعـضائها لـصياغة قامت اللجة المركزية بتشكيل لجنة مشروع الدستور، ملتزمة بالمبادئ التى أقرها مجلس األمة ووافق عليها المـؤتمر

.القومي العام

من سبتمبر عرضت اللجنة الخاصة المشروع الذى أعدتـه علـى ٨وفى وجاء .اللجنة المركزية فقامت بمناقشة وإدخال بعض التعديالت، وأقرته بعد التعديل

. مادة١٩٣روع فى المش

:عرض مشروع الدستور على الشعب فى استفتاء عام

يعمـل بهـذا " آخر مواد مشروع الدستور علـى أن ١٩٣جاء نص المادة ."الدستور من تاريخ إعالن موافقة الشعب عليه فى االستفتاء

وإعماال لهذا النص، تم دعوة الناخبين الستفتاء عام على مشروع الدستور، وأعلنت نتيجة االستفتاء موافقة الشعب على .١٩٧١حادي عشر من سبتمبر وفى ال

.مشروع الدستور

قـام، ١٩٧١وفور إعالن موافقة الشعب فى الحادي عشر مـن سـبتمبر الرئيس أنور السادات بإصدار الدستور ليكون الدستور الدائم المعمول به اعتبارا من

.م١٩٧١الحادي عشر من سبتمبر



- ٦٢ - :١٩٧١لوب وضع دستور تكييف أس

ينتمـى إلـى ١٩٧١يق من الفقهاء إلى أن أسلوب وضع دسـتور رذهب ف

. ويسوق هذا الفريق األسانيد التى تؤيد وجهة نظرهم)١(األساليب الديمقراطية

وفحواها أن اللجنة التى وضعت مشروع مبادئ الدستور لجنة تم تـشكيلها

ثـم أن .م انتخابه فى انتخابات عامـة لذى كان قد ت امن بين أعضاء مجلس األمة،

اللجنة التحضيرية المشار إليها قامت بعرض مشروع المبادئ على مجلـس األمـة

ها اللجنة فصار عـددها ت التى عرضئذاته، فناقش وانتهى إلى حذف مبدأ من المباد

.بذلك ثمانين مبدأ فقط

ن قبـل، وهكذا يكون مشروع مبادئ الدستور من وضع هيئة تم انتخابها م

.فهي بذلك معبرة عن إرادة الشعب، ومن ثم يكون وضع المبادئ قد تم ديمقراطيا

مـن يوليـو ٢٣وبمناسبة انعقاد المؤتمر القومي لالتحاد االشتراكي فـى

، فقد تم عرض المبادئ التى أقرها مجلس الشعب على هذا المؤتمر، وقـام ١٩٧١

.المؤتمر بمناقشة المبادئ ثم أقرها

ـ وكان ين صـفوف أعـضاء االتحـاد قد تم تشكيل المؤتمر بانتخابـات ب

التنظيم السياسي الوحيد فى ذلك الوقت، وهذا أمر يشير إلى أن المؤتمر االشتراكي

.فى عداد الهيئات الممثلة إلرادة الشعب كذلك

ولقد أحال المؤتمر القومي مشروع المبـادئ للجنـة المركزيـة لالتحـاد

ع المبادئ فى قواعد ونصوص ومـواد محـددة، وصـالحة االشتراكي، لتقوم بوض

للتنفيذ، وقامت اللجنة المركزية بتشكيل لجنة من بين أعـضائها إلعـداد مـشروع

وقامت اللجنة بعملها، وعرضته على اللجنة المركزية فـأقرت مـشروع .الدستور

ولما كانت اللجنة المركزية قد تم تشكيلها باالنتخاب من بـين أعـضاء المـؤتمر

.القومين فإن عملها يعتبر عمال ديمقراطيا كذلك

ن شـمس، القـاهرة، القانون الدستوري، مطبعـة عـي : األستاذ الدكتور رمزي الشاعر )١(

.٥٨٣، ص ١٩٩٧



- ٦٣ - ثم كانت قمة ديمقراطية األسلوب فى عرض مشروع الدستور على الشعب

.فى استفتاء شعبي إلقراره

من األساليب الديمقراطيـة، ١٩٧١ونرى أن اعتبار أسلوب وضع دستور ـ طديمقران المعروف أن وضع الدستور فإذا كا .دقيقأمر يحتاج إلى نظر وت ال .اي

، يتم انتخابها فى انتخابات عامة، لهـدف ةييقع إال إذا كان من وضع جمعية تأسيس محدد هو وضع الدستور، فإنه ال يجوز اعتبار مجلس األمة، الذى كان قد تم انتخابه

ومن .للقيام بأعباء الوظيفة التشريعية العادية، جمعية تأسيسية تصلح لوضع دستور ا لو تجاوزنا عن ذلك، فإن ما قام به المجلس لم يخرج عن وضـع ناحية أخرى فإنن

ى لجنة هالمبادئ، أما مشروع الدستور ذاته، فقد كان من وضع اللجنة المركزية، و لم يتم انتخابها انتخابا عاما، ولم يكن انتخابها على المستوى الحزبـي لمثـل هـذه

.المهمة

فإذا .كن أسلوبا ديمقراطيا لم ي ١٩٧١وهكذا نرى أن أسلوب وضع دستور انتقلنا إلى عرض مشروع الدستور على الشعب في استفتاء عام، كان هذا األسلوب

.ديمقراطيا

عناصر ديمقراطية تكاد تنحصر فى عرضه ١٩٧١ومن ثم يجتمع لدستور على الشعب فى استفتاء عام، وعناصر غير ديمقراطية تتمثل فى طريقـة وضـع

األسلوب على هذا األساس أسلوب مختلط، ال هـو ديمقراطـي مشروع الدستور، ف .صريح، وال هو أسلوب ملكي خالص

المطلب الثاني

١٩٧١السمات العامة للدستور

:تمهيد

صدر متأثرا بما سبقه ١٩٧١على ما ألمحنا من قبل، فإنه وإن كان دستور تميزه عنها، وتجعل من دساتير وإعالنات دستورية، إال أنه تميز بسمات خاصة به،

.له وجودا ذاتيا مستقال



- ٦٤ - ويمكن أن نلمح هذه السمات فى مجموعات ثالثـة، الـسمات الـسياسية،

والسمات االجتماعية والروحية، ثم السمات االقتصادية، ونفرد لكل مجموعة فقـرة

.فتعرض فيها بإيجاز ألهم خصائص الدستور فى مجالها

: السمات السياسية:أوال

: السمات السياسية اآلتية١٩٧١مكن أن نلمح فى دستور ي

اعتباره النظام الجمهوري ركيـزة أساسـية ١٩٧١أول ما يتميز به دستور -١

:لنظام الحكم

قد قامت على أساس ١٩٥٦ولقد كانت الدساتير السابقة اعتبارا من دستور

قد تميز بأنه أشد ١٩٧١أن النظام الجمهوري هو شكل الحكم للبالد، إال أن دستور

ـ تمسكا بالنظام الجمهوري، إذ حرم تعديل النظام الجمهوري، كما أنه النص فـى ب

يكون قد أعلـن " السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات "مادته الثالثة على أن

تمسكه بالنظام الجمهوري، لعدم اتفاقه مع النظام الملكي، الذى يقوم فيه الحاكم دون

.باختيار من الشع

: نظام التعدد الحزبي١٩٧١وتتمثل السمة الثانية فى اعتناق دستور -٢

سياستها على تحريم تكـوين تأسست، ١٩٥٢بيان ذلك أنه منذ قامت ثورة

األحزاب السياسية وعدم السماح بقيامها على أية صورة، وذلك بعد أن صدر قـرار

وأقامـت الثـورة تنظيمـا حل األحزاب السياسية التى كانت قائمة عند قيام الثورة

، ثم أطلق عليـه تـسمية ١٩٥٦ظل دستور فى سياسيا واحدا سمى االتحاد القومي

وظلت نظم الثورة ودساتيرها، بما فـي ذلـك الميثـاق .االتحاد االشتراكي العربي

كلها، تجعل من التنظيم السياسي الواحـد، أساسـا ١٩٦٨ ماس ٣٠الوطني وبيان

.للنظام السياسي لمصر

عن هذه السياسة، إذ نصت المادة الخامسة علـى ١٩٧١ولم يخرج دستور

االتحاد االشتراكي العربي هو التنظيم السياسي الذى يمثل بتنظيماته القائمة على "أن

أساس مبدأ الديمقراطية تحالف قوى الشعب العاملة من الفالحين والعمال والجنـود



- ٦٥ - سـنة ٣٤ تأكد ذلك بصدور القـانون رقـم ولقد..." والمثقفين والرأسمالية الوطنية

االتحـاد " بشأن حماية الوحدة الوطنية، الذى نص فى مادته الثانية على أن ١٩٧٢

االشتراكي العربي هو التنظيم السياسي الوحيد المعبر عن تحـالف قـوى الـشعب

ربي أو أي عوال يجوز إنشاء تنظيمات سياسية خارج االتحاد االشتراكي ال ... العاملة

."ظمات جماهيرية أخرى خارج المنظمات الجماهيرية التى تشكل طبقا للقانونمن

نظاما يقوم علـى أسـاس ١٩٧١إلى هنا يكون النظام الذى رسمه دستور

التنظيم السياسي الواحد، سيرا على نهج الفلسفة التى اعتنقها كل دساتير الثورة منذ

.م١٩٥٣ األحزاب السياسية فى يناير ألغت

ورقة تطوير االتحـاد ١٩٧٤ هبت رياح التطوير، وصدر فى أغسطس ثم

سياسية تحت عباءة االتحـاد منابراالشتراكي العربي، وطرحت الورقة فكرة إقامة

االشتراكي، حسب ما قرره المؤتمر القومي العام لالتحاد االشـتراكي فـى يوليـو

في الساحة السياسية وهكذا بدأت نبتة تعدد األحزاب تنمو لتجد لنفسها مجاال ١٩٧٥

.المصرية

تقرر تحويل المنابر الثالثة القائمة إلى أحزاب ١٩٧٦ من نوفمبر ١١وفى

بتنظـيم األحـزاب ١٩٧٧ سـنة ٤٠ وعلى أثر ذلك صدر القانون رقـم .سياسية

السياسية، وجاء نص مادته األولى على حق المـصريين فـى تكـوين األحـزاب

.السياسية، وفى االنتماء إليها

وكان واضحا أنه من غير المناسب أن يقوم نظـام األحـزاب المتعـددة،

، وفى ظل نص المادة الخامسة مـن دسـتور ١٩٧٧ سنة ٤٠بموجب القانون رقم

، الذى نظم االتحاد االشتراكي كتنظيم سياسي وحيد فى البالد، والذى كان ما ١٩٧١

٢٢صة تعديل الدستور فـى ولهذا انتهز المشرع الدستوري فر .زال قائما وساريا

يقوم النظام الـسياسي فـى "، فقرر تعديل المادة الخامسة ليصبح نصها ١٩٨٠مايو

."جمهورية مصر العربية على أساس تعدد األحزاب

، على أساس قيام ١٩٧١وهكذا يكون قد استقرت األوضاع فى ظل دستور

ذلك سياسـة التنظـيم النظام السياسي على أساس تعدد األحزاب السياسية وانتهت ب



- ٦٦ - وإلـى ١٩٥٣السياسي الوحيد، الذى ساد فى الساحة السياسية المصرية منذ ينـاير

.١٩٧٦نوفمبر

: ناحية النظام البرلماني١٩٧١ميل دستور -٣

يجري التقسيم التقليدي للنظم السياسية التى تقوم على أسـاس الديمقراطيـة

رياسي وفيه يكون ميـزان الـسلطة فـى النيابية، على تقسيم هذه النظم إلى ثالثة،

جانب السلطة التنفيذية، وفى جانب رئيس الدولة على وجه الخصوص، ومجلـسي

يكون المجلس النيابي صاحب السلطة األكبر، وتكون السلطة التنفيذية مجرد تـابع

للمجلس، ثم المجلس البرلماني وفيه يرسم النظام بحيث يقع التعاون المتوازن بـين

.التنفيذية والتشريعيةالسلطتين

والقاعدة أن الحدود بين هذه النظم حدودا مرنة، وأنه فى الواقع العملـي، ال

ويجري الواقـع .يوجد نظام يأخذ الصورة النمطية ألحد هذه الصور وبشكل مطلق

على أن النظام السياسي يأخذ من كل نموذج عناصر تتفق وظروفه، ثم يوصف بأنه

.لنظم حسب الغالب عليهينتمي إلى أحد هذه ا

، نجد أنه أخذ بعناصـر مـن ١٩٧١وبمراجعة النظام الذى اعتنقه دستور

النظام الرياسي تبدو واضحة فيما قـرره مـن اختـصاصات وسـلطات لـرئيس

الجمهورية، وأخذ كذلك بعناصر من النظام البرلماني، مثل تقرير مسئولية الوزراء

وسنرى عند التعرض للسلطات العامـة فـى الجماعية والفردية أمام مجلس الشعب

، أن عناصر النظام البرلماني هي الغالبة، ومـن هنـا قلنـا إن ١٩٧١ظل دستور

أن عناصر النظام البرلماني هي الغالبة، ونم هنا قلنـا إن دسـتور ،١٩٧١دستور

وإن تضمن عناصر من النظام الرياسي، إال أنه يميل ناحية النظام البرلماني ١٩٧١

. أكبر وأوضحبدرجة

:اعتناق بعض مظاهر الديمقراطية المباشرة-٤

تقوم الديمقراطية المباشرة على أساس أن الشعب صاحب السيادة وهو الذى

يمارس السيادة بنفسه، وتقوم أسلوب الديمقراطية النيابية على أساس أن الشعب هو

ينتخبهم انتخابـا صاحب السيادة، ولكنه ال يمارس السيادة وإنما يمارسها نواب عنه



- ٦٧ - ولما ظهرت عيوب النظام النيابي، كان ظهور نظام ثالث يقوم على أسـاس .عاما

النظام النيابي بصفة أصلية، ثم تضاف إليه بعض المظاهر التى تتـيح للـشعب أن

من ذلك االستفتاء العام، وحق االعتراض .بنفسه فى بعض األحيان يمارس السيادة

.ح القوانين، وغير ذلك من الصور والمظاهرعلى القوانين، وحق اقترا

٧٤ ناحية هذا المسلك، من ذلك ما قررته المـادة ١٩٧١ولقد اتجه دستور

الـوطن أو لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد الوحدة الوطنية أو سالمة "من أن

عوق مؤسسات الدولة عند أداء دورها الدستوري أن يتخذ اإلجـراءات الـسريعة ي

إلى الشعب، ويجري االستفتاء على ما اتخذه من هذا الخطر، ويوجه بيانا لمواجهة

."إجراءات خالل ستين يوما من اتخاذها

لرئيس الجمهورية أن يـستفتى " من أن ١٥٢ وفى ذات االتجاه ما جاء بنص المادة

، ثم ما قررته المـادة .".الشعب فى المسائل الهامة التى تتصل بمصالح البالد العليا

من أن تعديل الدستور ال يكون وال يصدر إال بموافقة الشعب عليه فى استفتاء ١٨٩

إال بعد موافقة – منه ١٩٣عماال لنص المادة إعام، بل إن الدستور نفسه لم يصدر

.الشعب عليه فى استفتاء عام

قد اعتنق مظهر االستفتاء العام، مما يعني أنـه ١٩٧١وهكذا يكون دستور

إلى مظاهر من مظاهر الديمقراطية المباشرة، مما يجعـل –ذه الدائرة فى ه –اتجه

.درج تحت أسلوب الديمقراطية شبه المباشرةنالنظام مما ي

: السمات االجتماعية والروحية:ثانيا

ته على الجوانب الروحية للشعب المصري، فقد جـاء جأكد الدستور فى ديبا

اثه الروحي الخالد والمطمئن إلى إيمانـه نحن جماهير هذا الشعب المؤمن بتر "بها

٤٠، ثم أكد الدستور هذا المعنى فى مواده الثانية والتاسعة وجاءت المـادة "العميق

بها مواد الباب الثالث الذى خصصه للحريـات والواجبـات العامـة، تالتى صدر

وهكـذا تأكـدت .تفرقة بينهم بسبب الدين ال لتقرر المساواة بين جميع المصريين،

.النزعة الروحية للدستور



- ٦٨ - ولقد اتجه الدستور اتجاها خلقيا، يظهر ذلك من نص المادة الثانية عـشرة

يلتزم المجتمع برعاية األخالق وحمايتها، والتمكين للتقاليـد المـصرية "الذى يقول

األصلية، وعليه مراعاة المستوى الرفيع للتربية الدينية والقـيم الخلقيـة والوطنيـة

التاريخي للشعب، والحقائق العلمية والسلوك االشتراكي واآلداب العامـة، وللتراث

."مكين لهاتوذلك فى حدود القانون، وتلتزم الدولة باتباع هذه المبادئ وال

ووضعا لهذه السياسة موضع التنفيذ،جاء نص المادة التاسعة عـشر علـى

.جعل التربية الدينية مادة أساسية فى مناهج التعليم

ة علـى قيـام عفى مجال مقدمات المجتمع االجتماعية، نصت المادة الساب و

وتأكيدا لهذا المبدأ قرر الدستور فـى .المجتمع المصري على التضامن االجتماعي

مادتيه الثانية والرابعة التزام الدولة بمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين وتوفير

ستغالل، ويقرب بـين مـستوى الـدخول، أسباب الكفاية والعدل بما يحول دون اال

.ويكفل المساواة أمام التكاليف واألعباء العامة

فقد أوالها الدستور أهمية فى نـص المـادة .وباعتبار األسرة نواة المجتمع

واألخالق والوطنية، وأنه التاسعة على أن األسرة أساس المجتمع، وأن قوامها الدين

ألسرة المصرية بما يتميز به من قيم وتقاليـد يجب العمل على الحفاظ على طابع ا

.استقرت على مدى عصور التاريخ

وقررت المادة العاشرة حماية األمومة والطفولة والشباب، وقررت المـادة

الحادية عشرة على كفالة الدولة التوفيق بين واجبات المرأة نحو أسرتها وعملها فى

جل فى كافة الميـادين، دون الخـروج المجتمع، كما قررت المساواة بينها وبين الر

.على أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية

:السمات االقتصادية: ثالثا

األساس " يجري على أن ١٩٧١كان نص المادة الرابعة عند صدور دستور

االقتصادي لجمهورية مصر العربية هو النظام االشتراكي القائم على الكفاية والعدل

".غالل ويهدف إلى تذويب الفوارق بين الطبقاتبما يحول دون االست



- ٦٩ - وهكذا يكون الدستور قد اعتنق االتجاه االشتراكي صراحة، وهـو األمـر

يـسيطر الـشعب علـى كـل أدوات " الـذى قـرر أن ٢٤الذى أكده نص المادة

.".....اإلنتاج

، تم تعديل نص المادة الرابعة ليـصير ١٩٨٠فلما كان تعديل الدستور عام

األساس االقتصادي لجمهورية مـصر العربيـة هـو النظـام االشـتراكي "نصها

الديمقراطي القائم على الكفاية والعدل بما يحول دون االستغالل ويهدف إلى تقريب

الفوارق بين الدخول، ويحمى الكسب المشروع، ويكفـل عدالـة توزيـع األعبـاء

."والتكاليف العامة

ول من االتجاه االشتراكي الخالص، فـى وبهذا التعديل يكون الدستور قد تح

، "االشتراكي الديمقراطي "المجالين االقتصادي والسياسي، إلى اتجاه جديد هو الفكر

الذى يعني قيام النظام على دعامتين، تقوم األولى على أساس الفكر الديمقراطي فى

ـ ا، بمـا المجال السياسي، وتقوم الثانية على أساس تحرر الفرد اقتصاديا واجتماعي

.يعطيه القدرة على ممارسة حقوقه السياسية بشكل فعال

وإعماال لهذا االتجاه الجديد، نجد النص القديم قد حدد الهدف مـن النظـام

تـذويب ا لفـوارق بـين "االشتراكي الذى اعتنقه الدستور فى حينها، يتمثل فـى

جاء النص الجديد ، بما يعني استهداف صهر المجتمع كله فى طبقة واحدة، "الطبقات

الذى اعتنقـه التعـديل، هـو " االشتراكي الديمقراطي "ليقرر أن الهدف من النظام

.، بما يعني اإلبقاء على الطبقات دون تذويب أو إلغاء"تقريب الفوارق بين الدخول"

الكـسب "وفى اتجاه التعديل كذلك، أقر التعديل أن من أهداف النظام حماية

. شريطة أن يكون مشروعا ه النظام من الكسب أيا كان قدر ، فال مانع فى "المشروع

أي من مصدر مشروع، وأن يؤدي المواطن نصيب الدولة، تحقيقا للمـساواة أمـام

.التكاليف األعباء العامة

يكون الدستور قد أقـر بـدور القطـاع " الكسب المشروع "وبتقرير حماية

. ما يسمح بتوسيع دوره وتقويتهالخاص فى المجال االقتصادي، ومنحه من الحماية



- ٧٠ - قد اتجه إلـى – ١٩٨٠ بعد تعديل – ١٩٧١وهكذا يمكن القول بأن دستور

ولعله مما يؤكد هذا الـرأي .إقامة نظام اقتصادي يميل إلى النظام االقتصادي الحر

إلـى – ١٩٨١ فى مرحلة اإلصالح االقتصادي الى بدأت مع عـام –اتجاه الدولة

ع العام، وتشجيع القطاع الخاص المصري، ورأس المال العربي تقليص حجم القطا

م نحو اواألجنبي إلى دخول مجال االستثمار على أرض مصر، مما يعلن اتجاه النظ

.االقتصاد الحر المحكوم بآليات السوق، واعتبار ذلك أساسا لإلصالح االقتصادي

المبحث الثاني

١٩٧١السلطات العامة فى دستور

:تمهيد

السلطات العامة فى مصر فى البـاب الخـامس منـه، ١٩٧١نظم دستور

ولق قسم الدستور هذا الباب إلـى فـصول ثمانيـة، علـى " نظام الحكم "والمعنون

:الترتيب التالي

.٨٥ إلى ٧٣ رئيس الدولة، ويضم المواد من :الفصل األول

.١٣٦ إلى ٨٦ السلطة التشريعية، المواد من :الفصل الثاني

.١٦٤ إلى ١٣٧ السلطة التنفيذية، فى المواد من :ل الثالثالفص

.١٧٣ إلى ١٦٥ فى المواد من ، السلطة القضائية:الفصل الرابع

.١٧٨إلى ١٧٤ المحكمة الدستورية العليا، فى المواد من :الفصل الخامس

.١٧٩ المدعى العام االشتراكي فى مادة واحدة هي المادة :الفصل السادس

.١٨٣ إلى١٨٠ القوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطني، بالمواد من :الفصل السابع

.١٨٤ الشرطة، فى مادة واحدة فقط هي المادة :الفصل الثامن



- ٧١ - ، وتمت الموافقة عليـه باالسـتفتاء ١٩٨٠وبتعديل الدستور الذى وقع عام

، أضاف المشرع الدستوري للدستور، بابـا ١٩٨٠من مايو ٢٢الذى تم إجراؤه فى ٣٠٥ إلـى ١٩٤ هو الباب السابع،وفيه تم تنظيم مجلس الشورى بالمواد مـن جديدا

.٢١١إلى ٢٠٦وتنظيم سلطة الصحافة بالمواد من

، وعلـى ١٩٧١ونرى أن نتعرض لتنظيم السلطات العامة فى ظل دستور :الوجه التالي

. رئيس الدولة:المطلب األول

. السلطة التنفيذية:المطلب الثاني

. السلطة التشريعية:لثالمطلب الثا

. العالقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية:المطلب الرابع

. السلطة القضائية:المطلب الخامس

لب األول ــالمط

يس الدولة ـرئ

:تمهيد

نقابل بعض األنظمة السياسية، يتقلد منصب رئيس الجمهورية فيها شخص ألنظمة قد يكون منصب رئيس الجمهورية وفى هذه ا .غير الذى يتقلد رياسة الدولة

منصبا شرفيا بغير سلطات فعلية، وتكون السلطات بيد رئيس الدولة، مثلمـا كـان واقعا فى النظام السوفيتي، وقد يكون منصب رئيس الدولة منـصبا شـرفيا بغيـر سلطات، فى حين يتولى السلطات رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء مثلما

. فى إسرائيلاآلنع هو واق

.وكثير من األنظمة يجعل رياسة الجمهورية ورياسة الدولة لشخص واحـد فـى مادتـه الثالثـة ١٩٧١ومن هذه النظم النظام المصري، إذ يـنص دسـتور

."رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية"والسبعون، على أن



- ٧٢ - ، لنظام الحكم فـى البـاب الخـامس منـه ١٩٧١هذا ولقد تعرض دستور

، ٨٥ إلـى ٧٣وخصص الفصل األول لألحكام المتعلقة برئيس الدولة فى المواد من

بين فيها الشروط الواجب توافرها فيمن يتولى رياسة الجمهورية، وطريقة ترشيحه

وانتخابه به وإسناد السلطة إليه، وسلطاته فى الظروف العادية، وسلطاته فى حاالت

يفيـة ، وك الرياسة، ومرات إعادة االنتخـاب ة الطوارئ والظروف االستثنائية، ومد

لجمهورية مؤقتا أو نهائيـا، ومـدى مـسئولية ا مواجهة حاالت خلو منصب رئيس

.رئيس الجمهورية ومحاكمته وغير ذلك من األمور المتعلقة بهذا المنصب

جاز يفي إي وفي ١٩٧١ونرى أن نتعرض لهذه األمور حسب أحكام دستور

.بالمطلوب

أوال

لشروط الواجب توافرها ا

فيمن يتولى رياسة الجمهورية

، الشروط الواجـب تـوافره فـيمن ١٩٧١ من دستور ٧٥تضمنت المادة

من الدستور، صدر القـانون ٧٦ينتخب رئيسا للجمهورية، وبمناسبة تعديل المادة

بتنظيم االنتخابات الرياسية، وأضاف إلى الشروط الـواردة ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤رقم

. شروطا أخرى٧٥دة بالما

ونتعرض لهذه الشروط جميعا، وبإيجاز يكفي لتوضيح جـوهر الـشروط

.وفحواها

: من الدستور٧٥الشروط الواردة بالمادة -١

الشروط الواجب توافرها فى رئـيس ١٩٧١ من دستور ٧٥حددت المادة

ا مـن يشترط فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية، أن يكون مـصري "الجمهورية بقولها

أبوين مصريين، وأن يكون متمتعا بالحقوق المدنية والسياسية، أن ال تقل سنة عـن

."أربعين سنة ميالدية



- ٧٣ - وهكذا يتضح أن الدستور قد اشترط فى رئيس الجمهورية تـوافر شـروط

ثالثة، أن يكون مصريا من أبوين مصريين، وأن يكون متمتعـا بحقوقـه المدنيـة

.اتباع ونتعرض لها.سنه عن أربعين سنة ميالديةوالسياسية،وأن ال تقل

:أن يكون مصريا من أبوين مصريين-أ

وذلك أمر منطقي وبديهي، ذلك أن رئيس الجمهوريـة يمـارس الوظيفـة

التنفيذية، وهي إحدى وظائف الدولة السيادية، معنى ذلـك أن رئـيس الجمهوريـة

نيابة عن الشعب صاحب السيادة – فى وجهها التنفيذي على األقل –يمارس السيادة

.األصيل

وإذا كان األمر هكذا، فإنه من غير المقبول أن يتولى أجنبي ممارسة سيادة

.الشعب، وهكذا جاء النص على اشتراط المصرية فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية

تحصيل الحاصل، .من باب " الجنسية المصرية "رى أن النص على شرط نو

وتبـدو أهميـة .سلمات فى فقه النظم السياسية والقانون الدستوري ألن ذلك من الم

تكـون رد فعـل طبيعـي النص، والحال هكذا، أن تكون من باب التأكيـد، أو أن

لعصور سابقة قريبة عهد بوقت إصدار الدستور، كان يتولى رياسة الدولـة فيهـا

أجانب عن مصر، فجاء النص ليؤكد حـق المـصريين فـى أن يكـون رئـيس

.هوريتهم منهمجم

عن كونه تأكيدا على " من أبوين مصريين "وال يخرج النص على أن يكون

كون مصريا باألصالة ال بـالتجنس، ي رط فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية أن شتأنه ي

ولهذا فإننا نرى أن يكون األبوان مصريين باألصـالة ال بـالتجنس تحقيقـا إلرادة

مبدأ الدستوري العام، الذى يقـرر أنـه ال يجـوز أن المشرع الدستوري، وتحقيقا لل

.يمارس سيادة شعب إال واحد من أبناء ذات الشعب



- ٧٤ -

:التمتع بالحقوق المدنية والسياسية-ب

تجري القاعدة العامة فى النظم السياسية، أن ال يمارس الحقوق الـسياسية،

نيـة، د كامل األهلية المإال من كان متمتعا بالحقوق المدنية والسياسية، أي من يكون

.وكامل األهلية السياسية

إذا كان هذا هو شرط الناخب العادي، فإنه يكون من باب أولى شرط فيمن

ينتخب لتولى السيادة نيابة عن هذا الناخب، ولهذا اشترط المشرع ذلك فى عـضو

.مجلس الشعب وفى عضو مجلس الشورى كذلك

ينتخب رئيسا للجمهوريـة أن يكـون وهكذا يكون منطقيا أن يشترط فيمن

كامل األهلية المدنية، فال يجوز أن يكون ناقص األهلية المدنية لعتـه أو سـفه أو

كون كامل األهلية السياسية، فال يكون محروما من ي جنون أو غير ذلك، ويجب أن

.ممارسة حقوقه السياسية لسبب جنائي أو سياسي أو غير ذلك

:بعين سنةأن ال يقل سنه عن أر-ج

وهي سن قدر المشرع الدستوري أنها فطنة النضج واالتزان، وذلـك أمـر

رئيس الدولـة، وباعتبـاره الحكـم بـين همطلوب فى رئيس الجمهورية، باعتبار

.السلطات

متى يجب أن يكون المنتخب لرياسة الجمهوريـة مكـتمال :ويثور السؤال

م االستفتاء على الترشـيح، أم يـوم لألربعين عاما من عمره؟ يوم ترشيحه، أم يو

يـشترط :هنجده يجري على أ ن ٧٥إعالن نتيجة االستفتاء؟؟ إذا راجعنا نص المادة

وبهـذه ."وأال تقل سنه عن أربعين سنة ميالدية . ....فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية

أي من يتم ترشيحه لينتخـب .." .يشترط فيمن ينتخب "الصياغة أوضح الدستور أنه

للجمهورية، بما يعلن أن الدستور يعلن ضرورة توافر شـرط الـسن يـوم رئيسا

.الترشيح



- ٧٥ - : بتنظيم االنتخابات الرياسية٢٠٠٥ لسنة ١٧٤الشروط الواردة بالقانون رقم -٢

لم يأت هذا القانون بالشروط التى أضافها للشروط المنصوص عليهـا فـى

حة من المـستندات التـى من الدستور صراحة، وإنما هي شروط واض ٧٥المادة

.طلبه منه أن يرفقها طالب الترشيح رفق١٣استلزمت المادة

المشار إليها، يمكن القول بأن المـشرع قـد أضـاف ١٣وباستقراء المادة

:شرطين رئيسيين هما

.أن ال يكون حامال لجنسية أخرى خالف الجنسية المصرية-أ

.ى منها طبقا للقانونكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفأن ي-ب

:ويمكن إيجاز القول فى هذين الشرطين على الوجه التالي

:أن ال يكون مزدوج الجنسية-أ

يعني إسناد رياسة الدولة لشخص ما، أن يكون لهذا الشخص حق ممارسـة

السيادة نيابة عمن أسندوا إليه هذه الرياسة، وفى الحدود التى ارتضوها وبديهي أن

٧٥لسيادة المصرية إال من كان مصريا، وهذا ما جرى به نص المـادة ال يمارس ا

.من الدستور، على النحو الذى ألمحنا من قبل

ولقد أكد الدستور أهمية الجنسية المصرية، باشتراطه أن يكون رئيس الدولة

.مصري األبوين

وبمناسبة انتخاب بعض أعضاء لمجلس الشعب ممن يحملـون جنـسية أو

أخرى بجانب الجنسية المصرية، فقد ثار جدل حول هذه المسألة، وأيا كان جنسيات

الرأي أو الخالف، فقد حسم المشرع هذه المـسألة بالنـسبة لـرئيس الجمهوريـة،

أن ال يجوز أن يكون لرئيس ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤ من قانون رقم ١٣باشتراط المادة

.يةالجمهورية أن تكون له جنسية أخرى خالف الجنسية المصر

: إذ تقول١٣ويتضح هذا الشرط جليا من مطالعة كلمات المادة



- ٧٦ - ... . يقدم طلب الترشيح– ١٣المادة "

:ويجب أن يرفق بالطب المستندات التى تحددها اللجنة وعلى األخص

١-.........................

٢-.........................

وين مـصريين، وبأنـه ال يحمـل إقرار من طالب الترشيح بأنه مصري من أب -٣

.جنسية أخرى

:أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها طبقا للقانون-ب

، إذ قـررت أن ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤ من القانون رقم ١٣شرط أتت به المادة

يكون من بين المستندات الواجب تقديمها رفق طلب الترشيح،

."أعفى منها طبقا للقانونشهادة بأنه أدى الخدمة العسكرية أو -٤"

أن من يتهرب من أداء الخدمة العسكرية يكـون قـد كوالشرط منطقي، ذل

ارتكب غشا، أدى إلى عدم أدائه الخدمة العسكرية، الواجب الوطني الذى ال يجـوز

للمواطن الشريف أن يتهرب منه، فإذا ما فعل فقد خان أمانة الوطن، وال يجـوز أن

.مثال لهذا الوطن، أو متربعا على أعلى مقاعد السلطة فيه م– بعد ذلك –يكون

والواضح أن حرمان الذى ال يؤدي الخدمة العسكرية تهربا، وعلى خـالف

القانون، حرمان أبدى ال يرفع أبدا عمن يرغب فـى خـوض انتخابـات رئـيس

.الجمهورية



- ٧٧ - ثانيا

طريقة وإجراءات انتخاب رئيس الجمهورية

:تمهيد

، ١٨/٦/١٩٥٣إلغاء النظام الملكي وإعالن النظـام الجمهـوري فـي منذ

تم اختيار رئيس الجمهورية من خالل قيام المجلس النيابي ي والعمل يجري على أن

باختيار مرشح لرياسة الجمهورية، ثم يطرح اسم مرشح على الشعب فى اسـتفتاء

. مؤقت١٩٦٤ مؤقت، ١٩٥٨ ،١٩٥٦عام، ومع التفاصيل التى نظمتها دساتير

الدائم، على النحـو الـذى رسـمته ١٩٧١وفى ذات االتجاه سار دستور

.٧٦المادة

أعلن رئيس الجمهورية أنه تقدم لمجلسي الـشعب والـشورى، ٢٠٠٥وفى فبراير

من الدستور، بحيث يصبح اختيـار رئـيس الجمهوريـة ٧٦باقتراح بتعديل المادة

دول عن طرح اسم واحد لالستفتاء، إلى باالنتخاب العام السري المباشر، بمعنى الع

إفساح المجال ألكثر من مرشح، يتقدمون لشغل موقع رئيس الجمهوريـة، ويتـولى

.الشعب السياسي اختيار واحد من بينهم، من خالل انتخاب عام مباشر وسري

واتخذ االقتراح مساره حسب نصوص الدستور المنظمة لكيفية تعديله، حتى

، ٢٠٠٥مـايو على الشعب فى استفتاء عـام فـى –هائية فى صورته الن –طرح

ومعموال به، بما يعني أن اختيـار رئـيس ووافق الشعب على التعديل، فصار نافذا

. يجري على أساس األحكام الجديدة٢٠٠٥الجمهورية عام

مـن ٧٦وهكذا نرى، أن اختيار رئيس الجمهورية فى ظل أحكام المـادة

.يختلف جذريا عنه فى ظل أحكام ذات المادة بعد تعديلها، ٢٠٠٥الدستور قبل مايو

من الدسـتور ٧٦ونتعرض ألحكام اختيار رئيس الجمهورية في ظل المادة

. بعد تعديلها٧٦قبل تعديلها، ثم فى ظل المادة



- ٧٨ - ٧٦اختيار رئيس الجمهورية فى ظل المادة -أ

من الدستور قبل تعديلها

:يلها من الدستور قبل تعد٧٦المادة

طريقة اختيـار ١٩٧١ من دستور ٧٦لقد أوجزت الفقرة األولى من المادة

:رئيس الجمهورية بقولها

يرشح مجلس الشعب رئيس الجمهورية، ويعـرض الترشـيح علـى المـواطنين "

."الستفتائهم فيه

واضح أن الدستور قد جعل إسناد السلطة لرئيس الجمهورية على خطوتين، خطـوة

.الها مجلس الشعب، ثم خطوة االستفتاء العام على شخص المرشحالترشيح ويتو

، تفاصيل اإلجـراءات ةولقد أوضحت الفقرتان الثانية والثالثة من ذات الماد

:فى كل من المرحلتين، وعلى النحو التالي

:مجلس الشعب يتولى الترشيح

الترشيح ويتم" من الدستور على أنه ٧٦يجري نص الفقرة الثانية من المادة

فى مجلس الشعب لمنصب رئيس الجمهورية بناء على اقتراح ثلث أعضائه علـى

األقل، ويعرض المرشح الحاصل على أغلبية ثلثي أعضاء المجلس على المواطنين

: ومن هذا النص نستطيع أن نستنتج المبادئ اآلتية."الستفتائهم فيه

يح لرياسـة الجمهوريـة، مجلس الشعب هو الهيئة التى تملك وحدها حق الترش -١

ومن هنا فإنه إذا غاب مجلس الشعب عن الساحة السياسية، كأن يكون منحال،

مجلس جديد، فإنه يستحيل الترشيح لمنـصب انتخابأو انتهت مدته ولم يتم

التى تعرضـت ٧٨رئيس الجمهورية، وبهذا المعنى جاء مفهوم عجز المادة

فإذا انتهت هذه المـدة دون أن يـتم "لبيان مدة رياسة الجمهورية، إذ قررت

اختيار الرئيس الجديد ألي سبب كان، استمر الرئيس السابق فى مباشرة مهام

."الرياسة حتى يتم اختيار خلفه



- ٧٩ - أنه ليتسنى عرض شخص على مجلس الشعب لترشيحه لرياسة الجمهورية يلزم -٢

.أن يكون ذلك بناء على اقتراح ثلث أعضاء المجلس على األقل

إذا اقترح ثلث أعضاء المجلس على األقل ترشيح شخص لرياسة الجمهوريـة، -٣

يعرض االقتراح على المجلس، ويعتبر المرشح المقترح الحاصل على أغلبيـة

ثلثي أعضاء المجلس مرشحا لتولى منصب رياسة الجمهورية، فيطـرح علـى

.الشعب فى استفتاء عام

:و هكذا يمر الترشيح بخطوات

الترشيح، وال يكون مقبوال إال إذا كان من ثلث أعضاء مجلـس االقتراح ب -١

.الشعب على األقل

عرض االقتراح بالترشيح على مجلس الشعب، فإن حاز المقترح ترشـيحه -٢

. ثلثي المجلس، أصبح مرشحاأغلبيةعلى

:ترشيحه على أغلبية ثلثي أعضاء المجلسالمقترح إذا لم يحصل

عرضه على المجلس ال يحـصل برشحا، و قد يقترح ثلث أعضاء المجلس م

هنا ال يكون المقترح مرشـحا . المجلس المنصوص عليها أعضاءعلى أغلبية ثلثي

فما هو الحل؟. للرياسة

فإذا لـم يحـصل " لهذه الحالة فقررت ٧٦تعرضت الفقرة الثانية من المادة

ريخ نتيجـة على األغلبية المشار إليها أعيد الترشيح مرة أخرى بعد يومين من تـا

األول، ويعرض المرشح الحاصل على األغلبية المطلقة ألعضاء المجلس التصويت

....."..على المواطنين

يتبين أن الدستور أوجب إعادة الترشيح بعد يومين من تاريخ هذا النص من

نتيجة التصويت، ثم خفف من األغلبية المطلوبة للفوز بالترشيح فجعلهـا األغلبيـة

.بدال من ثلثي األعضاء) ١+نصف عدد المجلس (اء المجلس المطلقة ألعض

. المرة الثانية ولم يتعرض الدستور لمسألتين أوالهما االقتراح بالترشيح في

.وهل يجوز أن يكون المرشح في المرة األولى مرشحا للمرة الثانية



- ٨٠ - نرى أن سكوت النص يعلن المسألة األولى أنها على حكمها فـي الحالـة

، أي أنه يشترط في الترشيح الثاني أن يقترحه ثلث أعضاء المجلس كما هو األولى

.الحال في الترشيح للمرة األولى

ونرى في سكوت النص عن حرمان المرشح في المرة األولى من أن يكون

وهكذا يجوز . مرشحا للمرة الثانية، ما يعني اتجاه الدستور نحو إجازة ذلك وإتاحته

لم يحصل على أغلبية ثلثي أعـضاء اء ترشيح مرشح، فإذا أن يقترح ثلث األعض

المجلس، جاز لهم أو لغيرهم، إعادة اقتراح ترشيح ذات الشخص ليعـرض علـى

المجلس مرة أخرى، ويصير مرشحا لرياسة الجهورية بحـصوله علـى األغلبيـة

.المطلقة ألعضاء المجلس

:االستفتاء

الدستور أحكام هذا االستفتاء بقولهـا من ٧٦بينت الفقرة الثالثة من المادة

أعطـوا ويعتبر المرشح رئيسا للجمهورية بحصوله على األغلبية المطلقة لعدد من "

أصواتهم في االستفتاء، فإذا لم يحصل المرشح على هذه األغلبية رشـح المجلـس

". ذاتهااإلجراءاتوتتبع في شأن ترشيحه وانتخابه . غيره

اء إلى األخذ بأغلبية تختلف عن األغلبيـة التـي اتجه الدستور في االستفت

نصف عـدد (تطلبها في الترشيح، إذا اكتفى بحصول المرشح على األغلبية المطلقة

. لعدد من أعطوا أصواتهم في االستفتاء) ١+ األصوات

األغلبية، تبدأ إجـراءات ه ويبين المشرع أنه إذا لم يحصل المرشح على هذ

.ءات السابق بيانهاترشيح مرشح حديد باإلجرا

وواضح أنه ال يجوز لمجلس الشعب أن يعيد ترشيح المرشـح الـذي لـم

رشح المجلـس "يحصل على األغلبية المطلوبة في االستفتاء، وذلك بنص الدستور

.تعني أنه ال يجوز إعادة ترشيحه" غيره"فكلمة " غيره



- ٨١ - اختيار رئيس الجمهورية) ب(

. بعد تعديلها٧٦في ظل المادة

:مهيدت

رأينا أن اختيار رئيس الجمهورية، منذ قيام النظام الجمهوري فـي يونيـو

، كان يتم عن طريق استفتاء الشعب السياسي على شخص واحد، وحـسبما ١٩٥٣

مـن دسـتور ٧٦ وحتى نص المادة ١٩٥٦كان مرسوما بكل الدساتير منذ دستور

١٩٧١.

مـن ٧٦تعديل المادة تقدم رئيس الجمهورية باقتراح ب ٢٠٠٥وفي فبراير

الدستور، ليكون اختيار رئيس الجمهورية باالنتخاب العـام المباشـر، وعلـى أن

تسود الفوضى الترشـيح لهـذا المنـصب يتضمن التعديل الضوابط المانعة من أن

.الرفيع، والتي تضمن كذلك جدية االنتخاب ونزاهته

ـ ، ٧٦ديل المـادة وعلى الفور باشر مجلسا الشعب مهامهما، وانتهيا إلى تع

، ووافـق ٢٠٠٥ من مـايو ٢٥بتعديل تم طرحه على الشعب في استفتاء عام في

من تاريخ إعـالن نتيجـة االسـتفتاء االناخبون على التعديل، فصار نافذا اعتبار

.بالموافقة

من الدستور، حـسب ٧٦ونرى أن نستهل التعرض لهذا التعديل، بنقل نص المادة

.التعديل المشار إليه

:٧٦مادة

.ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع السري المباشر

٢٥٠ويلزم لقبول الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقـدم للترشـيح

على األقل من األعضاء المنتخبين لمجلـس الـشعب والمجـالس الـشعبية عضوا

س الـشعب من أعضاء مجل٦٥للمحافظات على أال يقل عدد المؤيدين عن والمحلية

١٤ أعضاء من كل مجلس شعبي محلي من ١٠الشورى و من أعضاء مجلس ٢٥و

ويزداد عدد المؤيدين للترشيح من أعضاء كل مـن مجلـس . .محافظة على األقل



- ٨٢ - الشعب والشورى ومن أعضاء المجالس الشعبية الملحية للمحافظات بما يعادل نسبة

.لسما يطرأ من زيادة على عدد أعضاء أي من هذه المجا

األحوال ال يجوز أن يكون التأييد ألكثر مـن مرشـح ويـنظم وفي جميع

.القانون اإلجراءات الخاصة بذلك كله

ولألحزاب السياسية التي مضى على تأسيسها خمسة أعوام متـصلة علـى

باب الترشيح واستمرت طوال هذه المدة في ممارسة نـشاطها األقل قبل إعالن فتح

انتخابات على نسبة خمسة في المائة على األقل مـن مع حصول أعضائها في آخر

لرئاسـة مقاعد المنتخبين في كل من مجلس الشعب ومجلس الشورى، أن ترشـح

الجمهورية أحد أعضاء هيئتها العليا وفقا لنظامه األساسـي متـى مـضى علـى

.عضويته في هذه الهيئة سنة متصلة على األقل

ز لكل حزب سياسي أن يرشح في أول واستثناء من حكم الفقرة السابقة يجو

انتخابات رئاسة تجرى بعد العمل بأحكام هذه المادة أحد أعضاء هيئته العليا المشكلة

.األساسي وفقا لنظامه ٢٠٠٥قبل العاشر من مايو

تتمتـع / لجنة االنتخابات الرئاسية ./ .وتقدم طلبات الترشيح إلى لجنة تسمى

الدستورية العليا، وعضوية كل من رئـيس كمةباالستقالل، وتشكل من رئيس المح

محكمة استئناف القاهرة، وأقدم نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا، وأقدم نـواب

رئيس محكمة النقض، وأقدم نواب رئيس مجلس الدولة، وخمسة مـن الشخـصيات

رين العامة المشهود لها بالحياد، يختار ثالثة منهم مجلس الشعب ويختار االثنين اآلخ

مجلس الشورى وذلك بناء على اقتراح مكتب كل من المجلسين وذلك لمدة خمـس

رئيس اللجنة أو أيا من أعضائها فـي حـال محل سنوات، ويحدد القانون من يحل

.لديه وجود مانع

:يلي وتختص هذه اللجنة دون غيرها بما

ائيـة إعالن فتح باب الترشيح واإلشراف على إجراءاته وإعالن القائمة النه -١

.للمرشحين



- ٨٣ - .اإلشراف العام على إجراءات االقتراع والفرز -٢

.إعالن نتيجة االنتخاب -٣

الفصل في كافة التظلمـات والطعـون وفـي جميـع المـسائل المتعلقـة -٤

.باختصاصها بما في ذلك تنازع االختصاص

.وضع الئحة لتنظيم أسلوب عملها وكيفية ممارسة اختصاصاتها -٥

قراراتهـا من أعضائها على األقل وتكـون وتصدر قراراتها بأغلبية سبعة

ذة بذاتها، غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أي جهة، كما ال افنهائية ون

.يجوز التعرض لقراراتها بالتأويل أو وقف التنفيذ

ويحدد القانون المنظم لالنتخابات الرئاسية االختصاصات األخرى للجنة كما

ة لترشيح من يخلو مكانه من أحد المرشـحين ألي يحدد القانون القواعد المنظم

سبب غير التنازل عن الترشيح في الفترة بين بـدء الترشـيح وقبـل انتهـاء

.االقتراع

واحد وتشكل لجنة االنتخابات الرئاسية اللجان التي ويجرى االقتراع في يوم

ـ االنتخابية والفرز، على أن تتولى مراحل العملية ان تقوم باإلشراف عليها لج

عامة تشكلها اللجنة من أعضاء الهيئات القضائية وذلـك كلـه وفقـا للقواعـد

.واإلجراءات التي تحددها اللجنة

ويعلن انتخاب رئيس الجمهورية بحصول المرشح علـى األغلبيـة

المطلقة لعدد األصوات الصحيحة فإذا لم يحصل أي من المرشحين علـى هـذا

ام على األقل بين المرشحين اللذين حـصال األغلبية أعيد االنتخاب بعد سبعة أي

ثانيهما غيره في عـدد تساوي مع على أكبر عدد من األصوات الصحيحة فإذا

من فوز األصوات الصحيحة اشترك في انتخابات اإلعادة وفي هذه الحالة يعلن

ويتم االقتراع النتخاب رئـيس . األصوات الصحيحة من يحصل على أكبر عدد

و تقدم للترشيح مرشح واحد، أو لم يبق سواه بسبب تنـازل الجمهورية حتى ول

أحد غير ممن خالل مكانه، وفي هـذه الحالـة باقي المرشحين أو لعدم ترشيح



- ٨٤ - أدلـوا بأصـواتهم يعلن فوز المرشح الحاصل على األغلبية المطلقة لعدد مـن

.الصحيحة

. ةعلى هذه األغلبي عدم حصول المرشح وينظم القانون ما يتبع في حالة

القانون المـنظم لالنتخابـات ويعرض رئيس الجمهورية مشروع

الدستورية العليا بعد إقراره من مجلس الـشعب وقبـل الرئاسية على المحكمة

.إصداره لتقرير مدى مطابقته للدستور

الشأن خالل خمسة عشر يومـا حكمة قرارها في هذا موتصدر ال

كمة عدم دستورية نص أو أكثر من تاريخ عرض األمر عليها فإذا قررت المح

من نصوص المشروع رده رئيس الجمهورية إلى مجلـس الـشعب إلعمـال

.مقتضى هذا القرار

وفي جميع األحوال يكون قرار المحكمة ملزما للكافـة ول جميـع

.وينشر في الجريدة الرسمية خالل ثالثة أيام ..سلطات الدولة

ألولى جوهر التعـديل ، قررت في فقرتها ا ٧٦والواضح أن المادة

ينتخب رئيس الجمهورية عن طريـق االقتـراع الـسري : "المتمثل في قولها

. ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤، وهذا ما أكدته المادة األولى من القانون ."المباشر

الجمهورية، وبعد تقرير المبدأ، انتقلت المادة لتضع ضوابط الترشيح لرياسة

ة ونظيفة، وجوهر هذه الـضمانات أن الضمانات إلجراء انتخابات نزيه ثم وضعت

، اإلشراف الكامل "لجنة االنتخابات الرياسية "مستقلة، أطلقت عليها اسم تتولى لجنة

.بينه تشريع خاص بهاي على عملية االنتخاب، وعلى التفصيل الذي

بتنظـيم ٢٠٠٥ لـسنة ١٧٤المشرع القـانون رقـم أصدر وتنفيذا للنص

.االنتخابات الرياسية

لـسنة ١٧٤ المعدلة، وأحكـام القـانون رقـم ٧٦وء أحكام المادة وفي ض

.، نتعرض ألهم األحكام والمبادئ التي تحكم انتخاب رئيس الجمهورية٢٠٠٥

وتتبلور هذه األحكام والمبادئ في مجموعتين، يمكن أن نطلق على األولى



- ٨٥ - مجموعـة ضـمانات جديـة عمليـة ونسمى الثانيـة . مجموعة ضوابط الترشيح

.تخابات الرئاسية ونزاهتهااالن

المجموعة األولى

مجموعة ضوابط الترشيح النتخابات رياسية الجمهورية

فيمن يتقـدم ٧٦الشروط التي وضعتها المادة نعني بهذه الضوابط مجموعة

٧٦دة وفي حدود ما رسمه الدستور في الما . للترشيح النتخابات رئاسة الجمهورية

.ضوابط أو الشروط الالمعدلة يدور تعرضنا لهذه

:لرياسة الجمهورية شروط الترشيح

أول ما نسجله، أن الشروط التي نعنيها هنا، هي الشروط الـواردة بالمـادة

مـن ٧٥ بعد تعديلها، وتعتبر هذه الشروط، إضافة إلى الشروط الواردة بالمادة ٧٦

نا لـه وعلى الوجه الذي تعرض٢٠٠٥ لسنة ١٧٤ من القانون ١٣الدستور وبالمادة

يشترط في المرشح أن يستوفى كل الشروط المنصوص عليهـا من قبل، بمعنى أنه

مـن ١٣ من الدستور، وكذلك المنصوص عليها في المـادة ٧٦، ٧٥في المادتين

.٢٠٠٥ لسنة ١٧٤القانون رقم

من الدستور، بنـاء علـى طلـب ٧٦ولقد جاءت الشروط الواردة بالمادة

للترشيح لرياسـة من التعديل ضوابط تكفل أن ال يتقدم بأن يتض االقتراح بالتعديل،

.من يكون أهال لشغل المنصبالجمهورية، إال

الضوابط، األولى خاصة بمن يتقدم هذا ولقد تضمن النص طائفتين من هذه

من خالل حزب سياسي، والثانية تتعلق بمن يتقدم بغير حزب، والمـصطلح علـى

ستئنافيا يجرى تطبيقه في أول انتخابـات احكما تسميتها طائفة المستقلين ثم تضمن

).٢٠٠٥انتخابات (رياسية فقط

.ونتعرض لهذه الضوابط بمجموعاتها الثالثة



- ٨٦ - :ضوابط وشروط المرشحين المستقلين

الذين ال ينتمون ألحزاب سياسية، إنهم هؤالء الذين نعني بالمستقلين هؤالء

.ا ترشيح من حزب سياسيالفردية، دون م يتقدمون بصفاتهم الشخصية

المعدلة الضوابط التي رأت أنها تحول دون فوضى ٧٦ولقد وضعت المادة

هذه ٧٦الثانية من المادة وتضمنت الفقرة . ياسي في الدولة منصب س الترشيح ألهم

ـ:الضوابط بقولها

ويلزم لقبول الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقدم للترشيح مائتـان "

ضوا على األقل من األعضاء المنتخبين لمجلـس الـشعب والـشورى وخمسون ع

للمحافظات، على أن ال يقل عدد المؤيدين عـن خمـسة والمجالس الشعبية المحلية

وستين من أعضاء مجلس الشعب وخمسة وعشرين من أعضاء مجلـس الـشورى

عـشرة محافظـة لس شعبي محلي للمحافظة من أربعة وعشرة أعضاء من كل مج

" ...وفي جميع األحوال ال يجوز أن يكون التأييد ألكثر من مرشـح ... .قلعلى األ

. هذا الشرط٢٠٠٥ لسنة ١٧٤ هذا ولقد أكدت المادة الثانية من القانون

يلزم أن يحصل على تأييد مـائتين وخمـسين و الواضح أنه لقبول ترشيح المستقل

لمجالس الشعبية عضوا من أعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين، وأعضاء ا

. المحلية لعشرة محافظات على األقل وباألعداد الواردة بالنص

ولقد رأى كثير من المفكرين ـ وبحق ـ أن هذا الشرط شرط تعجيـزي،

المجـالس إال خاصة وأن النص قد اشترط أن ال يؤيد العضو المنتخب بأي من هذه

في الترشيح على التأييد مرشحا واحدا، األمر الذي يؤكد استحالة حصول أي راغب

.المطلوب

هذا ولقد أثبتت التجربة األولى صدق هذا النقد، فقد قررت لجنة االنتخابات

خـر يـوم أ وإلـى ٢٠٠٥ من يوليو ٢٩الرياسية، فتح باب الترشيح يوم الجمعة

من الدسـتور بعـد ٧٦، كأول تطبيق عملي للمادة ٢٠٠٥ من أغسطس ٤الخميس

المستقلين للترشيح، استبعدتهم اللجنة جميعا، لعدم استيفاء أي تعديلها، وتقدم عدد من

.العدد المطلوب تأييده لقبول الترشيح منهم



- ٨٧ - على هذه الصورة، فإن مفاد ذلك العملي اقتصار الترشـيح وإذا كان األمر

لرياسة الجمهورية على األحزاب السياسية، دون األفراد، وهو إخالل يجب تداركه

. نرجو أن يكون قريبافي تعديل قادم،

:ضوابط المرشحين الحزبيين

النص على ١٩٧١ المعدلة من دستور ٧٦تضمنت الفقرة الثالثة من المادة

:هذه الضوابط بقولها

ولألحزاب السياسية التي مضى على تأسيسها خمسة أعوام متصلة على األقل قبل "

ارسـة نـشاطها مـع إعالن فتح باب الترشيح، واستمرت طوال هذه المدة في مم

على األقل من مقاعد المنتخبين % ٥حصول أعضائها في آخر انتخابات على نسبة

كل من مجلس الشعب ومجلس الشورى، أن ترشح لرياسـة الجمهوريـة أحـد في

أعضاء هيئتها العليا وفقا لنظامها األساسي متى مضى على عضويتها في هذه الهيئة

١٧٤روط جرت المادة الثالثة من القانون رقم ، وبذات الش ."سنة متصلة على األقل

. بتنظيم االنتخابات الرياسية٢٠٠٥لسنة

منح األحزاب السياسية حق ترشـيح أحـد أعـضائها واضح أن النص قد

ولم يجعل النص هذا الحق مطلقـا، وإنمـا أحاطـه . النتخابات رياسة الجمهورية

.وتتعلق الثانية بالمرشحأوالهما بالحزب نفسه، بطائفتين من القيود، تتعلق

فلقد اشترط النص في الحزب الذي يجوز له ترشيح أحد أعضائه النتخابات

رياسة الجمهورية شروطا ثالثة، فحواها أن يكون الحزب قد استكمل قبـل إعـالن

فتح باب الترشيح خمس سنوات على تأسيسه، وال يكفي استكمال هـذه الـسنوات

مارس نشاطه الـسياسي طـوال هـذه الـسنوات الخمس، وإنما يجب أن يكون قد

وإنما يجب أن يكون قد مارس نشاطه الـسياسي طـوال هـذه الـسنوات . الخمس

على األقل من عدد أعضاء مجلـس % ٥وثالث الشروط أن يكون للحزب . الخمس

الشعب ومجلس الشورى المنتخبين، فال يدخل األعضاء المعينون بالمجلـسين فـي

.حسابات هذه النسبة



- ٨٨ - أحد أعـضائه ذا استوفى الحزب السياسي هذه الشروط، جاز له أن يرشح إ

يجعل حق الحزب في هذا المجال في هـذا على أن الدستور لم . النتخابات الرياسة

وإنما أحاط هذا الحق بقيود، إذا اشترط فيمن يجوز للحزب ترشيحه، . المجال مطلقا

ر نظامه األساسي، وأن يكون قد أن يكون عضوا بالهيئة العليا، للحزب، حسبما يقر

.العليا أمضى على األقل عاما متصال في عضوية الهيئة

للحزب أن يرشح أكثر من مرشح واحد، بمعنى أنه إذا اسـتوفى وال يجوز

الحزب شروط أحقيته في ترشيح أحد أعضائه النتخابات الرياسة، وكان بـالحزب

إنه ال يجوز للحزب أن يرشح إال أكثر من عضو يستوفون جميعا شروط الترشيح، ف

.يختاره من بين أعضاءه المستوفين للشروط. واحدا فقط

الـشديدة، مجموعة القيود المشار إليها، تدخل في عداد القيود والواضح أن

الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن يجد النص تطبيقـا فـي الواقـع وتجعل من

.العملي يحقق الهدف المنشود من التعديل

:استثناء لمرة واحدة

استشعر واضعوا النص، أنه من المستحيل أن تجرى انتخابات رياسية فـي

وأن مـن ٢٠٠٥ظل ما وضعوه من قيود، خاصة وأن النص تم تعديله في مـايو

، وهـي فتـرة ال تتـيح ٢٠٠٥سبتمبر المقرر أن تجرى االنتخابات الرياسية في

.نتخاباتلألحزاب وال للمستقلين فرصة خوض هذه اال

فـي فقرتهـا ٧٦لمادة قررت ا لهذا ـ ورغبة في أن تبدأ التجربة ـ فقد

:الرابعة أنه

يرشح فـي واستثناء من حكم الفقرة السابقة، يجوز لكل حزب سياسي أن "

أول انتخابات رئاسية تجرى بعد العمل بأحكام هذه المادة أحد أعضاء هيئته العليـا

."، وفقا لنظامه األساسي٢٠٠٥نة المشكلة قبل العاشر من مايو س

١٧٤ولقد تأكد االستثناء بالنص عليه كذلك في المادة الرابعة من القـانون

. بتنظيم االنتخابات الرياسية٢٠٠٥لسنة



- ٨٩ - وهكذا أتاح النص لألحزاب السياسية القائمة في الساحة السياسية في مـايو

أن يكـون قـد طاشـترا ، أن ترشح أحد أعضائها النتخابات الرياسة، دون ٢٠٠٥

قد مارست نـشاطها مضى على تأسيسها خمس سنوات، ودون أن يشترط أن تكون

من األعضاء المنتخبين % ٥طوال خمس سنوات، ودون اشتراط أن يكون لها نسبة

.بمجلسي الشعب والشورى

وإذا كان االستثناء قد اشترط أن يكون المرشح عضوا بالهيئة العليا للحزب

، فإنه لم يشترط أن تكون عضويته بالهيئة العليا تمتد لمدة عام ٢٠٠٥مايو ١٠قبل

.سابق على إعالن فتح باب الترشيح

القيـود التـي فرضـها علـى واضح أن المشرع الدستوري قد خفف من

أن هـذا األحزاب السياسية، على النحو الذي بسطناه في الفقرة السابقة، ولكن يبقي

تجري بعد العمل بأحكام المادة " ول انتخابات رياسية أ"استثناء وانه لمرة واحدة هي

. المعدلة٧٦

:صعوبة قد تقع

الواضح أن المشرع الدستوري قدر أن ما وضعه من قيود على األحـزاب

أن تجرى علـى أساسـها وتحـت لى المستقلين، من الصعوبة بمكان وع السياسية

ة عند تطبيـق النظـام وطأتها انتخابات رئاسية تنافسية، خاصة في الظروف السائد

.الجديد، ولهذا وضع االستثناء المشار إليه

لهذا االستثناء أن يكون لمرة واحدة هي بنص رالمشرع الدستوري قد ولكن

. أول انتخابات رياسية بعد التعديل٧٦المادة

وعندما تتم أول انتخابات رياسية، وينتخب رئيس للجمهورية، فـإن مـدة

.من الدستور ست سنوات ٧٥الرياسة حسب المادة

والصعوبة هي، ماذا يكون الحل، لو وقع من الظروف ما يحول بين رئيس

الجمهورية المنتخب وبين ممارسة وظيفته، بعد انتخابـه بمـدة ال تكفـى لتغييـر

؟٢٠٠٥الظروف القائمة عام



- ٩٠ - حسب النص القائم تجري االنتخابات الرياسية حسب أحكام الفقرتين الثانية

.٧٦ة من المادة والثالث

للتطبيق المشرع الدستوري ذاته قرر أن الفقرة الثالثة ال تصلح أنوقد رأينا

والتي سوف تكون هي السائدة في الفـرض ،٢٠٠٥في ظل الظروف السائدة عام

.الذي نحن بصدده

ونرى حال لهذه الصعوبة، وتخفيفا من القيود حتى يستقر النظـام الجديـد، أن يـتم

والمنصوص عليه فـي إليه، من الدستور ليسمح باالستثناء المشار ٧٦دة ل الما يتعد

الفقرة الرابعة، أن يكون لفترة انتقالية تقدر بعشر سنوات أو ألول وثاني انتخابـات

رياسية تجرى وفق النظام الجديد، وذلك لتجد األحزاب السياسية، فرصة مناسبة من

واجب توافرها دستوريا، ليكون لهـا الوقت، تستطيع خاللها أن تستوفى الشروط ال

.المشاركة في االنتخابات الرياسية حق

المجموعة الثانية

ضمانات جدية االنتخابات الرئاسية ونزاهتها

:ديمــتق

مـن ٧٦يتضمن النص المعدل للمادة الدستوري، على أن حرص المشرع

أن مجرد النص وبديهي. الدستور، النص على جدية االنتخابات الرئاسية ونزاهتها

تفـرض تطبيقـه اهة ال قيمة له إال بتقريـر الـضمانات التـي نزعلى الجدية وال

.واحترامه

هذه الضمانات، في فقرتها الخامسة، التـي أنـشأت ٧٦ولقد قررت المادة

، وجعلتها لجنة مستقلة تمامـا، وأوضـحت "لجنة االنتخابات الرئاسية "لجنة اسمها

.تشكيلها واختصاصها

. دراسة هذه الضمانات بإيراد النص الدستوريونبدأ



- ٩١ - : من الدستور٧٦الفقرة الخامسة من المادة

تتمتـع " ةلجنة االنتخابات الرئاسـي "وتقدم طلبات الترشيح إلى لجنة تسمى "

رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا، وعضوية كل مـن باالستقالل، وتشكل من

نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا، وأقدم رئيس محكمة استئناف القاهرة، وأقدم

نواب رئيس محكمة النقض، وأقدم نواب رئـيس مجلـس الدولـة، وخمـسة مـن

الشخصيات العامة المشهود لها بالحياد، يختار ثالثة منهم مجلس الـشعب ويختـار

االثنين اآلخرين مجلس الشورى وذلك بناء على طلب اقتـراح مكتـب كـل مـن

دة خمس سنوات، ويحدد القانون من يحل محل رئيس اللجنـة أو المجلسين وذلك لم

.".أعضائها في حالة وجود مانع لديه

ثم أوضحت باقي الفقرة اختصاصات هذه اللجنة، وطريقة العمل بها وحجية

.قراراتها

، بتنظيم االنتخابات ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤القانون رقم هذا ولقد أصدر المشرع

تهدفه المشرع الدستوري من تحقيق جدية االنتخابات الرياسية الرياسية، تأكيدا لما اس

، ٧٦وتوضيحا لألحكام والمبادئ الواردة بالفقرة الخامـسة مـن المـادة . ونزاهتها

:، تدور الفقرات التالية٢٠٠٥ لسنة ١٧٤والواردة بالقانون

:"هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية االعتبارية العامة" لجنة االنتخابات الرئاسية"

من أداء دورها المستهدف، قـررت " لجنة االنتخابات الرئاسية "حتى تتمكن

فـي الدسـتور، واالستقالل منصوص عليـه " مستقلة " من الدستور، أنها ٧٦المادة

استقالل يضمنه الدستور، فال يجوز ألي هيئة أو سلطة االعتداء عليه أو بمعنى أنه

.التقليل من قيمته ونتائجه

بتنظـيم ٢٠٠٥ لـسنة ١٧٤ة السادسة من القـانون رقـم ثم جاءت الماد

تكـون للجنـة االنتخابـات "االستقالل، بتقريرهـا االنتخابات الرياسية مؤكدة لهذا

مدينة القاهرة، وتتمتع باالستقالل ىالرئاسية شخصية اعتبارية عامة، ومقرها الرئيس

ا االستقالل بتقريرها المادة في فقرتها الثانية هذ أكدتثم ". في ممارسة اختصاصاتها

وبتقريـر هـذا " وتكون لها ميزانية خاصة تدرج ضمن الموازنة العامـة للدولـة "



- ٩٢ - .االستقالل المالي يتأكد استقالل الهيئة، وعدم خضوعها ألي ضغوط من أي نوع

المساس به، قرر الدسـتور وعلى طريق تأكيد استقالل اللجنة وضمان عدم

اء، منهم خمسة من رجـال القـضاء بحكـم طريقة تشكيل اللجنة من عشرة أعض

مواقعهم هم رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا وعضوية رئيس محكمة استئناف

القاهرة، وأقدم نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا، وأقدم نواب رئـيس محكمـة

خمسة أعضاء من الشخصيات العامـة النقض، وأقدم نواب رئيس مجلس الدولة، ثم

الشعب ثالثة مـنهم ويختـار مجلـس اهة يختار مجلس نزد لهم بالحيدة وال المشهو

.الشورى االثنين الباقيين

، أن يـؤدي ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤ولقد قررت المادة الخامسة من القانون رقم

األعضاء من الشخصيات العامة اليمين أمام رئيس اللجنة، كمـا قـررت لهـؤالء

ت جنائية ضد أي منهم ـ فيما عدا حالة إجراءا األعضاء حصانة، فمنعت اتخاذ أي

.التلبس ـ إال بعد استئذان اللجنة، ووفقا لإلجراءات والقواعد التي تحددها اللجنة

وهكذا ـ وألول مرة ـ تشرف على االنتخابات الرئاسية وتـديرها لجنـة

يحقـق مستقلة، غير تابعة ألي هيئة حكومية، وال خاضعة ألي سلطة، األمر الذي

.طمئنان إلى عملية انتخابية نظيفةاال إلى تها، ويدعولها حيد

:اختصاصات اللجنة

اللجنة مستقلة، وإنما يجب أن تكـون ذات اختـصاصات ال يكفي أن تكون

فعالة، وأن تستمد اختصاصاتها من الدستور، حتى ال تتعرض هذه االختـصاصات

.تالسلطات الحاكمة وقت إجراء االنتخابا للمد والجزر حسب أهواء

من الدستور قد حرص على بيـان ٧٦وإيمانا بهذه الفلسفة نجد نص المادة

ـ:اللجنة، فقرر اختصاصات هذه

:وتختص هذه اللجنة دون غيرها بما يلي"

إعالن فتح باب الترشيح واإلشراف على إجراءاته وإعالن القائمة النهائيـة -١

.للمرشحين



- ٩٣ - .والفرز اإلشراف العام على إجراءات االقتراع -٢

.إعالن نتيجة االنتخابات -٣

الفصل في كافة التظلمـات والطعـون وفـي جميـع المـسائل المتعلقـة -٤

.باختصاصها بما في ذلك تنازع االختصاص

.".وضع الئحة لتنظيم أسلوب عملها وكيفية ممارسة اختصاصاتها -٥

عن هـذا اإلطـار، ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤الثامنة من القانون ولم تخرج المادة

. من الدستور٧٦لت ما أجملته المادة اللهم إال أنها فص

من الدسـتور، وكـذلك المـادة ٧٦وتأكيدا لهذه االختصاصات، قررت المادة

قرارات اللجنة نهائية ونافذة بذاتها، "، أن ٢٠٠٥ لسنة ١٧٤الثامنة من القانون رقم

طريق وأمام أي جهة، كما ال يجوز التعرض لقراراتها غير قابلة للطعن عليها بأي

."تأويل أو بوقف التنفيذبال

وهكذا جعل المشرع الدستوري من لجنة االنتخابات الرياسية، لجنة مستقلة،

ميزانية مستقلة، ولها اختصاصات تمتد من إعالن ذات شخصية معنوية عامة، لها

باب الترشيح إلى تلقي طلبات طالبي الترشيح، وفحـص الطلبـات، والتأكـد مـن

ال يتوافر فيهم الـشروط، والفـصل فـي الطعـون استيفائها للشروط، ورفض من

والتظلمات التي تقدم إليها، وإعالن القائمة النهائية للمرشحين، واإلشـراف علـى

إعالن النتيجة النهائية، كل ذلك بقرارات عملية االقتراع والفرز وتجميع النتائج، ثم

. بوقف التنفيذنهائية ال يجوز الطعن فيها، وال يجوز التعرض لها ال بالتأويل وال

وفي رأينا أن لجنة بهذه الصفات واالختصاصات، تـشكل ضـمانة جديـة

.اهة االنتخاباتنزل

:مدة الرياسة

من الدستور والمعدلة باالستفتاء الشعبي الذي أجرى ٧٧حسب نص المادة

١٩٨٠ يونيو ٢٦ في ٢٦، والمنشور بالجريدة الرسمية بالعدد ١٩٨٠ مايو ٢٢يوم



- ٩٤ - ياسة ست سنوات ميالدية تبدأ من تاريخ إعالن نتيجة االستفتاء ويجوز فإن مدة الر

.إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدد أخرى

والنص واضح في أن مدة الرياسة ست سنوات، وأنه يجوز إعادة انتخـاب

.رئيس الجمهورية لمدد أخرى دون حد أقصى لذلك

انتخـاب رئـيس ةعـاد ويجوز إ .... .الرياسة مدة"وكان النص قبل تعديله

وظن البعض أن هذا النص يعني إعادة انتخاب رئيس " لمدة تالية متصلة الجمهورية

أن ألفاظ النص لم تكن تمنع إعادة االنتخاب مـددا الجمهورية مدة تالية واحدة، مع

ذلك لمرة واحدة، ال تعني أن يكون " لمدة تالية متصلة "تالية، إذ مفاد إعادة االنتخاب

. كل مدة منها تعتبر متصلة بسابقتهامددون لوإنما تك

وأيا كان الوضع فقد أحسن المشرع الدستوري إجراء التعديل ليكون التعبير

ويجوز إعادة انتخاب رئيس "............ الدستور واضحا فأصبح النص عن إرادة

".الجمهورية لمدد أخرى

راءات اختيـار في إج من الدستور فإنه يجب البدء ٧٨وحسب نص المادة

رئيس الجمهورية الجديد قبل انتهاء مدة رئيس الجمهورية القائم بستين يوما بحيـث

االختيار قبل انتهاء المدة بأسبوع على األقل، فإن لم يتم االختيار حتى انتهـاء يتم

.المدة استمر الرئيس السابق في مباشرة مهام الرياسة إلى أن يتم اختيار خلفه

الرياسـة بـشكل انتهاء مـدة ةسريان هذه المواعيد حال وبديهي أن مجال

طبيعي، أما إذا انتهت بشكل مفاجئ كالوفاة أو العجز الكلي أو تقريـر المـسئولية

الجنائية، أعلن مجلس الشعب خلو المنصب،وبدأ في اتخاذ إجراءات اختيار الرئيس

. من الدستور٨٤الجديد حسب المرسوم بالمادة

:حول دون مباشرة الرئيس الختصاصاتهحاالت قيام موانع ت

يعتبر المرشح رئيـسا " من الدستور ٧٦حسب نص الفقرة الثالثة من المادة

، ."للجمهورية بحصوله على األغلبية المطلقة لعدد من أعطوا أصواتهم في االستفتاء

نتيجة االستفتاء بحصول المرشح على األغلبية المطلوبة، إعالن بمعنى أنه من يوم



- ٩٥ - رئيسا للجمهورية، له حق ممارسة كامـل االختـصاصات والـصالحيات حيصب

المنصوص عليها في الدستور، وذلك بعد أن يؤدي اليمين المنصوص عليهـا فـي

.٧٩المادة

٢٢ من الدستور المعدلة باستفتاء عام أجرى يـوم ٧٧وحسب نص المادة

مـدة "، فـإن ١٩٨٠ يونيه ٢٦ إلى ٢٦ ونشر بالجريدة الرسمية العدد ١٩٨٠مايو

........."..الرئاسة ست سنوات ميالدية

وبديهي أنه قد يعرض لرئيس الجمهورية خالل هذه المدة من الموانـع مـا

تعرض الدستور لهـذه الحـاالت . يحول بينه وبين ممارسة اختصاصاته وسلطاته

.النهائية نوعين من الموانع، المؤقتة والموانع الدائمة أو وفرق بين

:الموانع المؤقتةفي حالة

المؤقتة، مثل مرض أو سـفر إلـى الخـارج أو اتهـام ففي حالة الموانع

مـن ٨٢بالخيانة العظمى لم يفصل فيه بعد، في هذه الحاالت وأمثالها تقرر المادة

إذا قام مانع مؤقت يحول دون مباشرة رئيس الجمهوريـة الختـصاصاته "الدستور

".الجمهوريةرئيس أناب عنه نائب

٨٥/٢رئيس الجمهورية بنص خاص هو المادة وخص الدستور حالة اتهام

ويتـولى ويقف رئيس الجمهورية عن عمله بمجرد صدور قرار االتهام " "وكلماتها

".نائب رئيس الجمهورية الرئاسة مؤقتا لحين الفصل في االتهام

:حالة الموانع الدائمة والنهائية

ائمة أو النهائية كحاالت الموت أو العجز ويعتبر الحكم في حالة الموانع الد

منـصب رئـيس خلـو فـي حالـة ": أنه٨٤/١الدائم عن العمل، إذ قررت المادة

الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل يتولى الرياسة مؤقتا رئيس مجلس الـشعب،

وإذا كان المجلس منحال حل محله رئيس المحكمة الدستورية العليا، وذلك بشرط أن

".لرياسةلشح أيهما ال ير



- ٩٦ - الحكم واضح في أن الدستور قضى بأن يحل رئيس مجلس الـشعب محـل

رئيس الجمهورية في هذه الحاالت، فإن كان المجلس منحال يتولى رئيس المحكمـة

أن ال "الدستورية العليا مهام رئيس الجمهورية، واشترط الدستور لتنفيذ هذه الحلول

".يرشح أيهما للرئاسة

الشعب مـنحال، وأعلـن رئـيس مجلس الصعوبة في حالة إذا كان وتثور

. المحكمة الدستورية العليا ترشيح نفسه للرئاسة، لم يأت الدستور بحل لهذه الصعوبة

ول، أنه ال يجوز أن يحل شخص محـل حلالحاكمة في ال عماال للمبادئ إونرى أنه

حلول، ومن ثم فإنـه فـي آخر إال بنص في القانون، فإذا ما جاء الدستور خلوا فال

.هذه الحالة يبقى الموضع شاغرا إلى حين انتخاب رئيس جديد

ثالثا

سلطات واختصاصات رئيس الجمهورية

:تمهيد

سيرا مع سياسته وفلسفته في جعل رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، فقد أعطى

كـن لرئيس الجمهورية اختصاصات كثيرة ومتنوعـة وفعالـة، ويم ١٩٧١دستور

تـضم المجموعـة األولـى توزيع هذه االختـصاصات فـي مجموعـات ثالثـة

االختصاصات المباشرة التي يمارسها رئيس الجمهورية علـى اسـتقالل، وتـضم

المجموعة الثانية مجموعة االختصاصات التي يختص بها بالمشاركة مع الـوزارة،

الثـة مجموعـة التنفيذية، وتـضم المجموعـة الث باعتباره الرئيس األعلى للسلطة

السلطات التي أعطاها الدستور لرئيس الجمهورية في مجال أعمال ونشاط الـسلطة

.التشريعية

.ونتعرض لكل مجموعة منها على استقالل



- ٩٧ -

األولى المجموعة

اختصاصات يستقل بها رئيس الجمهورية

:تحديد

تتعلـق األولـى باختـصاصات : تحديد هذه االختصاصات في ثالثة يمكن

رئيس الجمهورية في الظروف العادية، وتمثل الثانيـة سـلطات رئـيس وسلطات

الثالثة فهـي االجمهورية في أحوال الخطر الداهم الذي يهدد سالمة األمة وأمنها، أم

ما يمكن إدراجه تحت تسمية االختصاصات اإلدارية، وذلك لتعلقها بتعيـين نـواب

ناصبهم، ونتعرض لكـل الرئيس ورئيس مجلس الوزراء والوزراء وإعفائهم من م

.منها ـ حسب الدستور وأحكامه ـ وفي إيجاز

:سلطات واختصاصات رئيس الجمهورية في األحوال العادية*

رئـيس : " من الدستور ونـصها ٧٣بهذه االختصاصات يجرى نص المادة

الدولة هو رئيس الجمهورية، ويسهر على تأكيد سيادة الشعب وعلى احترام الدستور

نون وحماية الوحدة الوطنية والمكاسب االشتراكية، ويرعى الحدود بـين وسيادة القا

".السلطات لضمان تأدية دورها في العمل الوطني

وباستقراء هذا النص نجد الدستور وقد جعل لـرئيس الجمهوريـة وحـده،

ودون مشاركة مع أي هيئة أخرى، سلطات فعلية تستهدف تأكيـد سـيادة الـشعب

.الوحدة الوطنية والمكاسب االشتراكية دة القانون وحمايةواحترام الدستور وسيا

الحـدود بـين : "ثم أضاف النص لهذه االختصاصات اختصاص مراعـاة

السلطات جميعا، فهـو ، وهو اختصاص يضع رئيس الجمهورية فوق هذه "السلطات

من الجور على باقيها، فهو بذلك في وضع الحكم بينها، وهو المنوط به منع إحداها

لو عليها جميعا، يجعله بمثابة صمام األمان لقيام السلطات بأداء دورها في العمل يع

.بنص كلمات الدستور" الوطني



- ٩٨ - :سلطات واختصاصات رئيس الجمهورية في أحوال الخطر الداهم*

تتميز هذه االختصاصات بأنها جديدة على النظام المصري، إذ لم تظهر إال

لرئيس الجمهورية : "منه والتي يجرى نصها على ٧٤، في المادة ١٩٧١في دستور

إذا قام خطر داهم يهدد الوحدة الوطنية أو سالمة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولـة

يتخذ اإلجراءات السريعة لمواجهـة هـذا الخطـر، عن أداء دورها الدستوري أن

نتخذه من إجراءات خالل ستي اويوجه بيانا إلى الشعب، ويجرى االستفتاء على ما

".يوما من اتخاذها

:ونرى أن نبدي على هذا النص بعض المالحظات الخاطفة

" يمنح النص لرئيس الجمهورية سلطات غير محدودة لمواجهة مـا سـماه -١

أن يتخذ اإلجراءات الـسريعة "، إذ جعل لرئيس الجمهورية "الخطر الداهم

لهـذه أو حدود دون بيان " السريعة اإلجراءات"، هكذا " الخطر المواجهة هذ

.اإلجراءات

إذ قـام "ثم أن هذه اإلجراءات الغير محدودة ممنوحة لرئيس الجمهوريـة -٢

د تعمد استعمال لفظ ذلك يكون النص ق بو.." .خطر يهدد الوحدة الوطنية أو

يهدد الوحدة الوطنيـة "حديد لنوعه أو مداه مكتفيا بوصفه بأنه دون ت " خطر"

، وهـي "ء دورها الدسـتوري عن أدا أو سالمة الوطن أو يعوق المؤسسات

ويزيد مـن خطـورة هـذا . بكيف أو نوع أو مدى أيضا أمور غير محددة

.منوطا بتقدير رئيس الجمهورية وحده التجهيل أن الدستور جعل ذلك كله

اءات علـى رئيس الجمهورية عرض ما اتخذه من إجر إلزاموقرر النص -٣

ام منتقدة كـذلك، في غضون ستين يوما، وهي أحك الشعب في استفتاء عام

إذ أن االلتجاء إلى الشعب في استفتاء عام هو إجراء شكلي حسب ما تعلنه

الستين يوما مهلة واسعة تتسع للكثير من النتائج التـي السوابق، ثم أن مدة

.قد تكون خطيرة قبل أن يقول الشعب كلمته



- ٩٩ - يخفـف مـن هـذه وهكذا نرى أن النص خطير، وأنه يجب تعديلـه بمـا

قادات، وأنه إلى أن يتم التعديل المطلوب والواجب يجـب أن ال يلجـأ رئـيس النتا

الجمهورية إلى هذا النص إال إذا وقع بالفعل خطر داهم ال ينكره مواطن، وأن تكون

اإلجراءات التي يلجأ إليها لمواجهة هذا الخطر بالقدر المناسب لرد الخطر أعمـاال

.لمبدأ أن تقدير الضرورة بقدرها

:رئيس الجمهورية في تعيين نوابه والوزراء وإعفائهمسلطات

من بين االختصاصات التي أفرد الدستور رئيس الجمهورية بها، اختصاصه

ورئيس مجلس الوزراء ونوابـه، والـوزراء بتعيين نواب رئيس الجمهورية،

.وإعفائهم من مناصبهم

ور يقرر أ من الدست /١٣٩فبالنسبة لنواب رئيس الجمهورية جاء نص المادة

لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا له أو أكثر، ويحدد اختصاصاتهم ويعفـيهم "أن

".من مناصبهم

قـال ويالحظ على النص أنه لم يلزم رئيس الجمهورية بتعيين نائب له، إذ

ومن ثم فإنه يجوز لرئيس الجمهوريـة أن " لرئيس الجمهورية أن يعين نائبا له "

أنه يجوز له أن ال يعين له نائبا ين أكثر من نائب، كمايعين نائبا واحدا، وأن يع

.على اإلطالق

ئيس ومن ناحية أخرى، فقد جاء النص خلوا من تحديد اختصاصات نائب ر

ويحـدد "منوطا بإرادة رئيس الجمهورية بقولـه الجمهورية، بل أنه جعل ذلك

أكثـر أن أو ، ومعنى ذلك أن لرئيس الجمهورية إذا ما عين نائبا "اختصاصاتهم

قا واتساعا حسب إرادته ـير فيها ضي ــ له أن يغ يحدد االختصاصات ثم يكون

.و دون معقب عليه في ذلك

هذا ولم يتعرض الدستور للشروط الواجب توافرها فيعن يعين نائبا لرئيس

الفقه أنه وقد قرر الدسـتور حلـول محل رئيس الجمهورية، ويرى وريةالجمه

ة محل رئيس الجمهورية في اختصاصاته فـي حـاالت نائب رئيس الجمهوري

الموانع المؤقتة عن ممارسة هذه السلطات، فإنه بذلك يـشير إلـى وجـوب أن



- ١٠٠ -تتوافر في نائب رئيس الجمهورية ذات الشروط الواجب توافرها فـي رئـيس

.الجمهورية

وبالنسبة لرئيس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم، فقد جـاء اختـصاص

من الدسـتور ونـصها ١٤١هورية بتعيينهم وإعفائهم بنص المادة رئيس الجم

ويعين رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء ونوابـه والـوزراء ونـوابهم "

ذلـك إال االلتـزام فى وال معقب على رئيس الجمهورية " ويعفيهم من مناصبهم

و يـشترط ", من الدسـتور ١٥٤بتوافر الشروط المنصوص عليها في المادة

وزير أن يكون مصريا بالغا من العمر خمسا وثالثين يعين وزيرا أو نائبفيمن

".ميالدية على األقل وأن يكون متمتعا بكامل حقوقه المدنية والسياسية سنة

المجموعة الثانية

اختصاصات رئيس الجمهورية بالمشاركة مع

الوزارة باعتباره الرئيس األعلى للسلطة التنفيذية

:تمهيد

ا الدستور رئيس الجمهورية رئيسا للـسلطة التنفيذيـة، ومنحـه بهـذ جعل

المفهوم يجـرى االعتبار اختصاصات يمارسها بالمشاركة مع الحكومة، وبهذا

يتـولى رئـيس الجمهوريـة الـسلطة "ل من الدستور إذ يقو ١٣٧نص المادة

".التنفيذية، ويمارسها على الوجه المبين في الدستور

من الدستور مبدأ المشاركة بـين رئـيس الجمهوريـة ١٣٨وأكدت المادة

يضع رئيس الجمهورية باالشـتراك "ومجلس الوزراء في هذا المجال أد قررت

".مع مجلس الوزراء السياسة العامة للدولة، ويشرفان على تنفيذها

منه والتـي ١٤٢وتجدر اإلشارة إلى أن الدستور أكد هذا االتجاه في المادة هورية حق دعوة مجلس الوزراء لالنعقاد وحضور جلساته لرئيس الجم "قررت

له حق طلب تقـارير مـن يكونوتكون له رئاسة الجلسات التي يحضرها كما



- ١٠١ -وهكذا أوجد الدستور وسيلة تشاور لرئيس الجمهورية مـع الـوزراء " الوزراء

ليتفقوا على السياسة العامة وكيفية تنفيذها، وذلك مـن خـالل دعـوة مجلـس .نعقاد في اجتماعات يتولى رئيس الجمهورية رياستهاالوزراء لال

ويمكن القول أنه بقراءة نصوص الدستور نجده يجعل لرئيس الجمهورية ـ رئيسا للسلطة التنفيذية ـ اختصاصات في الظروف العاديـة جماعهـا بصفته

تعيين الموظفين المدنيين والعسكريين وعزلهم، وإصـدار اللـوائح التنفيذيـة، وائح الضبط، وإصدار لوائح إنشاء وتنظيم المرافق العامة، ثم العفـو وإصدار ل

عن العقوبة، وفي الظروف غير العادية، يـضاف إلـى هـذا االختـصاصات .اختصاصان آخران هما إعالن حالة الطوارئ وإعالن الحرب

وفي ضوء هذه المبادئ العامة نتعرض لهذه االختصاصات فـي الفقـرات . الوارد بالدستورالتالية، وحسب الترتيب

:تعيين الموظفين وعزلهم) ١(

مـن ١٤٣يستمد رئيس الجمهورية هذا االختصاص مـن نـص المـادة المـدنيين و يعين رئيس الجمهورية المـوظفين "الدستور، والتي تجرى كلماتها

."و يعزلهم على الوجه المبين بالقانون , العسكريين و الممثلين السياسيين

عل اختصاص رئيس الجمهوريـة بتعيـين المـوظفين و رغم أن النص يج إال أن , ومـستوياتهم غرق كل الموظفين بمختلف درجاتهم اختصاصا عاما يست

مـوظفين أن هذا االختصاص ال يشمل إال كبـار ال الفقه والعمل مستقران على باقي الموظفين كرؤساء الجامعات ونوابهم، ومن فـي المدنيين والعسكريين أما

قد ينعقد لـرئيس فإن االختصاص بتعيينهم وى من الموظفين بتعيينهم هذا المست .مجلس الوزراء أو للوزراء أو لنوابهم أو لمن هم أدنى من ذلك

ومن زاوية أخرى، فإنه في دائرة كبار الموظفين الذين ينعقد االختـصاص بتعيينهم لرئيس الجمهورية، فإن العمل يجرى أن تقوم الجهة التي يعمل لـديها

ؤالء بترشيح المطلوب تعيينه، فإن صادف الترشـيح قبـوال لـدى رياسـة هالجمهورية صدر القرار الجمهوري بالتعيين، وإن لم يكن يـصادف الترشـيح

.الطالبة إلعادة النظر بترشيح آخر الجهة أعيدت األوراق إلىقبوال



- ١٠٢ -وهكذا نجد هذا االختصاص مشاركة بين الحكومة ورئيس الجمهورية، وأن

.غالب أن يكون دور الحكومة فيه أكبر حجما وأثراال

:إصدار اللوائح التنفيذية) ٢(

اللوائح التنفيذية قواعد عامة مجردة تصدرها السلطة التنفيذية وهي بـصدد تنفيـذ ما يهتم بالمبادئ والقواعـد إنبيان ذلك أن المشرع حينما يسن قانونا , قانون معين

ال يعطي الفرعيات والجزئيات اهتماما كبيرا، فإذا ما األصولية، واألسس الفكرية، و هافي مجال التطبيق، وجدت السلطة التنفيذية نفـس التشريع، وأصبح صدر مثل هذا

من هنا كـان . أمام مبادئ عامة، كما أن التطبيق يأتي بواقعات لم يتوقعها المشرع وكيفية مواجهته لهـذه سلطة التنفيذية أن تصدر الئحة تبين كيفية تطبيق القانون، لل

مجموعة القواعد التـي تـصدرها والجزئيات والفرعيات، ويطلق على التطبيقات ألنهـا " تنفيذيـة "ألنها قواعد عامة مجردة، ويطلق عليهـا " الئحة"السلطة التنفيذية

.قانون، أو ألنها صادرة عن السلطة التنفيذية" تنفيذ"تصدر بقصد

ن المبادئ جماعها، أنها ال تصدر إال بـصدد ويحكم اللوائح التنفيذية عدد م بأحكـام تشريع معين، وأن تكون في صورة القواعد العامة المجـردة، وأن تلتـزم

التشريع الذي تصدر لتنفيذه، كما أنه ال يجوز لها أن تـسقط حكمـا نـص عليـه .مشروعة الئحة عن هذه الحدود كانت باطلة غيرال التشريع، فإن خرجت

ر رئيس الجمهورية اللوائح التنفيذيـة باعتبـاره رئـيس واألصل أن يصد يصدر رئيس الجمهوريـة " من الدستور ١٤٤السلطة التنفيذية، وحسب نص المادة

مشروعية الالئحة بقولـه شرط الذي حرص على أن يتضمن"اللوائح لتنفيذ القوانين ".اأو إعفاء من تنفيذه) أي القوانين (يل لهاطتعديل أو تع بما ليس فيه"

من الدستور لرئيس الجمهورية أن يفوض غيـره فـي ١٤٤ولقد أجاز نص المادة .إصدار اللوائح التنفيذية

ويجوز أن يعـين القـانون مـن يـصدر " بقوله ١٤٤وانتهى نص المادة الحـق وحـدد فـي فإذا ما رأى المشرع أن يستخدم هذا " هذالقرارات الالزمة لتنفي

يذية ـ وهذا هو الغالب ـ أصبح هذا الشخص هـو القانون من يصدر الالئحة التنف .التنفيذية صاحب االختصاص األصيل بإصدار الالئحة



- ١٠٣ - :إصدار لوائح الضبط) ٣(

تلك القواعد العامة المجردة التي تـصدرها الـسلطة يقصد بلوائح الضبط

التنفيذية، للحفاظ على النظام العام بعناصره الثالثة األمن العام والـصحة العامـة

.لسكينةوا

تشريع صـدر من هذا التعريف يتضح أن لوائح الضبط ال تصدر بمناسبة

عن السلطة التشريعية، وإنما تصدرها السلطة التنفيذية كلما ظهرت الحاجة لـذلك،

غير مقيدة بصدور تشريع، كما أنها غير مقيدة إال باستهداف حماية النظـام العـام

.امة والسكينةالعصره الثالثة األمن العام والصحة بعنا

المرور، منع إطـالق ومن أمثلة لوائح الضبط، وضع قواعد لتيسير حركة

آالت التنبيه في بعض المناطق، منع الترخيص ألنشطة معينة في أمـاكن معينـة

.وغير ذلك

نبه إلى أنه إن كانت السلطة التنفيذية غير مقيدة فـي إصـدارها لـوائح نو

، إال أنه ال يجوز لالئحة ضبط أن تخرج علـى الضبط على النحو الذي ألمحنا إليه

أحكام تشريع معمول به وساري المفعول، كما أنه يجوز دائما أن يـصدر تـشريع

بإلغاء الئحة الضبط كليا أو جزئيا وما ذلك إال إعماال لمبدأ تدرج القوانين والـذي

.يجعل التشريع في مرتبة أعلى من مرتبة الالئحة

لوائح الضبط، وأن اسـتهدفت صـالحا أخرى ـ أن ونالحظ ـ من زاوية

العامة عاما يتمثل في الحفاظ على النظام العام بعناصره الثالثة األمن العام والصحة

ومن هذا المنطلق . األفراد، وتضع عليهم القيود والسكينة، إال أنها تتعرض لحريات

دستور مـن مـنح تشكك كثير من الفقهاء في جواز إصدار لوائح الضبط إذا خال ال

.السلطة التنفيذية هذا الحق

خلوا مـن هـذا ١٩٥٨ولقد جاءت الدساتير الفرنسية السابقة على دستور

وفي كـل . ١٩٥٦االختصاص، وكذلك جاء الدساتير المصرية السابقة على دستور

الف حول أحقية السلطة التنفيذية في إصدار هذه اللوائح، خمن مصر وفرنسا، قام ال

عض عدم جواز ذلك لخطورة هذه اللوائح ولعـدم نـص الدسـتور علـى فرأي الب



- ١٠٤ -إصدارها، ورأي آخرون أن عرفا دستوريا عالميا يقرر للسلطة التنفيذية هذا الحق،

.وتقرره يحهتفضال عن أن ضرورات الحفاظ على النظام العام ت

هذه المسألة بأن قرر في المـادة ١٩٧١وأيا كان الوضع فقد حسم دستور

.".يصدر رئيس الجمهورية لوائح الضبط "١٤٥

الـسلطة ويالحظ على هذا النص استشعار الدستور الحاجة للنص على حق

اء من مدى أحقيتها فـي هالخالف بين الفق التنفيذية في إصدار لوائح الضبط، فرفع

.ذلك في ظل غياب النص فجاء النص مقررا للحق ورافعا للخالف بين الفقهاء

أخرى فقد استشعر الدستور مدى خطورة هـذا االختـصاص، ومن زاوية

ومن هنا جعل الدستور هذا االختصاص لرئيس الجمهورية وحده، فال يجوز لغيـره

من رجال السلطة التنفيذية إصدار لوائح ضبط، كما أنه ال يجوز لرئيس الجمهورية

دة أن ال لم يعطه الحق في ذلك، والقاع ١٤٥تفويض غيره في ذلك، ألن نص المادة

.تفويض في اختصاص إال إذا أباح القانون ذلك

وننبه إلى أنه وإن كان إصدار لـوائح الـضبط مـن اختـصاص رئـيس

الجمهورية وحده، فال يجوز لغيره إصدارها كما أنه ال يجوز له التفويض في ذلك،

فإن ذلك ال يعني أنه اختصاص على سبيل االستقالل، بمعنى أنه اختصاص مشترك

يس الجمهورية والحكومة، فيكون للحكومة حق اقتراح اللوائح وعرضها على بين رئ

.رئيس الجمهورية الذي يكون له وحده حق إصدارها

: إصدار لوائح إنشاء وتنظيم المرافق العامة-٤

ترتيـب " ينص على أن للسلطة التنفيذيـة اختـصاص ١٩٢٣كان دستور

ول االختـصاص بإنـشاء المرافـق ولقد أثار هذا النص خالفا ح ." المصالح العامة

المرافـق والمـصالح " إنشاء"أن للسلطة التنفيذية الحق في العامة، فذهب فريق إلى

العامة، باعتبار أن العرف الدستوري يعطيها هذا الحق، وباعتبار ذلك من صـميم

لها واختصاصاتها، وذهب فريق آخر إلى أنه وقد جاء نص الدستور خلوا مـن مع

.يجوز أن يكون للسلطة التنفيذية هذا االختصاص فإنه ال" اءاإلنش" اختصاص



- ١٠٥ -الخالف، واتجه صوب إزالته فجاء نـص هذا ١٩٧١ولقد استشعر دستور

يصدر رئيس الجمهوريـة "را الحق في اإلنشاء والترتيب، إذ قرر ر مق ١٤٦المادة

".القرارات الالزمة إلنشاء وتنظيم المرافق والمصالح العامة

إلى أنه ال يجوز لغير رئيس الجمهورية ـ حـسب الـنص ـ هبونعود فنن

أو تنظيم المرافق العامة، كما أنه ال يجوز لرئيس الجمهوريـة إنشاءإصدار لوائح

تفويض غيره في ذلك، وأنه ليس معنى ذلك، أن رئيس الجمهورية يخـتص بهـذا

ومة، وبين الحك االختصاص على سبيل االستقالل، وإنما هو اختصاص مشترك بينه

فالحكومة تقترح وتعرض، ورئيس الجمهورية يصدر القرار الجمهوري باإلنشاء أو

.بالتنظيم

: العفو عن العقوبة-٥

لرئيس الجمهورية حق العفـو " من الدستور يقرر أن ١٤٩جاء نص المادة

."عن العقوبة أو تخفيفها، أما العفو الشامل فال يكون إال بقانون

ن من حاالت العفو، حالة العفو عن العقوبة، واضح أن النص تعرض لحالتي

ولقد جعل المشرع العفو عن العقوبة من اختـصاص رئـيس . وحالة العفو الشامل

.الجمهورية، في حين جعل العفو الشامل للمشرع يقرره بقانون

ويعني العفو عن العقوبة اعتبار المتهم وكأنه قد قضى العقوبة المقررة، فال

دأ في التنفيذ، أو إذا كان قد بدأ في التنفيذ، يخلي سبيله وكأنه أتم ينفذها إذا كان لم يب

.التنفيذ

وال يترتب على العفو عن العقوبة زوال الجريمة، إذ تبقى الجريمة قائمـة

قـضى في حق المتهم، وكل ما يعنيه العفو عن العقوبة، هو فقط اعتبار المتهم قـد

.العقوبة

ذلك أن العفو الشامل يعنـي . رياذفا ج ويختلف العفو الشامل عن ذلك اختال

إلغاء الجريمة، أي اعتبار الفعل المؤثم فعال مباحا، ومن ثم ينتهى تنفيـذ العقوبـة

.وينتهي وصف الجريمة في حق المتهم



- ١٠٦ -من هنا فإن العفو عن العقوبة، ال يكون إال إذا صدر حكم نهـائي باإلدانـة

أي حالة تكون عليها الـدعوى، ويكـون فإنه يكون في والعقوبة، أما العفو الشامل

المتهم للعقوبـة، كون يعد تمام تنفيذ كذلك بعد أن يصير الحكم نهائيا وباتا، بل قد ي

.الصفة الجنائية عن فعله وهنا يستفيد المتهم بزوال

إزاء هذه الفوارق الجوهرية، جعل الدستور حق العفو عـن العقوبـة مـن

عقد االختصاص بالعفو الشامل للقـانون، إذ اختصاص رئيس الجمهورية، في حين

ال يجوز أن يكون لرئيس الجمهورية سلطة إلغاء قانون، إذ القاعـدة أن ال يعطـل

.القانون وال يعدله وال يلغيه إال قانون

: إعالن حالة الطوارئ-٦

ريـات يعني إعالن حالة الطوارئ، وضع القيـود علـى الكثيـر مـن ح

تنفيذية سلطات أوسع من سلطاتها المقررة لهـا فـي الالمواطنين، وإعطاء السلطة

الظروف العادية، ولهذا فإن إعالن حالة الطوارئ أمر غير جائز إال فـي حـاالت

اإلجراء، كما أن استمرار حالة ازم دفعها االلتجاء إلى مثل هذ لالضرورة، التي يست

اسـتدعت الطوارئ مرهون ببقاء الحاجة إليه، فإذا ما انتهت حالة الضرورة إلـى

التي تطبق في حالة الطوارئ فورا، والعودة إلى األحكام العادية ءنهاإفرضها وجب

.الظروف العادية

لهذه المعاني جعل الدستور حق إعالن حالة الطوارئ لـرئيس واستشعارا

الجمهورية، وأحاط هذا الحق بقيود وضمانات، تحول دون التعسف في اسـتخدامه،

. إليهأو التمادي في االلتجاء

يعلن : " من الدستور بفقراتها الثالثة١٤٨ة المادة راجعيتضح ذلك جليا من م

رئيس الجمهورية حالة الطوارئ على الوجه المبين في القانون ويجب عرض هـذا

.ما يراه بشأنهليقرر اإلعالن على مجلس الشعب خالل الخمسة عشر يوما التالية

على المجلس الجديد فـي أول مران مجلس الشعب منحال يعرض األ وإذا ك

.اجتماع له



- ١٠٧ -ع األحوال يكون إعالن حالة الطوارئ لمدة محـددة، وال يجـوز يوفي جم

". مدها إال بموافقة مجلس الشعب

:وهكذا ضمن الدستور النص قيودا و ضمانات أهمها

وجوب عرض إعالن حالة الطوارئ على مجلس الشعب إذا كان قائما فـي -أ

خمسة عشر يوما، فإذا لم يتم العرض في هذا الميعـاد ميعاد قصير أقصاه

.انتهى إعالن حالة الطوارئ واعتبر كأن لم يكن

علـى ال، وجب عرض إعالن حالة الطـوارئ فإن كان مجلس الشعب منح -ب

المجلس الجديد في أول اجتماع له، فإن لم يتم انتهت حالة الطوارئ بقـوة

.الدستور

رئ لمدة محددة، فال يجوز أن تكون على ويجب أن يكون إعالن حالة الطوا -ج

التأبيد، وما ذلك إال ألن حالة الطوارئ استثناء ولضرورة، والضرورة تقدر

.يمومة لهدبقدرها، واالستثناء ال

وال يجوز مد حالة الطوارئ إال لمدة محددة كذلك وبموافقة مجلس الشعب، -د

استحال دستوريا الطوارئ، وكان مجلس الشعب منحال انتهت مدة حالة فإذا

.تنتهي بقوة الدستور مدها، ومن ثم

: إعالن الحرب-٧

إعالن الدولة الحرب على دولة أخرى إجراء خطير، وقد تترتب عليه نتائج

.بعيدة األثر والمدى

ولقد جعل الدستور لرئيس الجمهورية االختصاص بإعالن الحرب، وقيـده

١٥٠على نحو ما جاء بالمـادة ذلكو. االختصاص بموافقة مجلس الشعب في هذا

األعلى للقوات المـسلحة وهـو رئيس الجمهورية هو القائد : "ولمن الدستور إذ تق

".الذي يعلن الحرب بعد موافقة مجلس الشعب



- ١٠٨ -ثارهـا آوقد يبدو للوهلة األولى أن الدستور قد استشعر خطورة الحـرب، و

الجمهورية وحده، فجعل من بإرادة رئيس االمدمرة، فلم يشأ أن يجعل إعالنها رهين

موافقة مجلس الشعب على قراره قيدا على إرادته وضمانة من االندفاع والتـسرع

.في اتخاذ مثل هذا القرار الخطير

ولكن قد يفاجأ رئيس الجمهورية بدولة تشن على بالده حربا، والحرب في

نتائج الحـرب فيهذه األيام مفاجئة، وسريعة، وللساعات األولى فيها القول الفصل

مجلس الجمهورية مكتوف األيدى إلى أن يحصل على موافقة كلها، فهل يقف رئيس

؟الشعب

فإذا ما , و يحتم على رئيس الجمهورية التصرف السريع , االنتظارالمنطق يرفض

فما هو موقفه من الدستور بنصه اآلمر الـذى يحـتم عليـه , فعل و أعلن الحرب

. الشعب قبل إعالن الحربالحصول على موافقة مجلس

توفيقا لهذه المواقف المتعارضة، يمكن القول بجواز إعـالن الحـرب دون

الحصول على موافقة مجلس الشعب في مثل هذه الحـاالت المفاجئـة والمباغتـة،

ح الدستور رئيس الجمهورية االختصاص بمواجهتهـا نباعتبارها حالة ضرورة، م

.٧٤بنص المادة

ثةالمجموعة الثال

اختصاصات رئيس الجمهورية في مجال

الوظيفة التشريعية

:تقديم

األصل أن تتولى الهيئة التشريعية وظيفة التشريع على نحو ما قرره دستور

".يتولى مجلس الشعب سلطة التشريع: " بقوله٨٦ في صدر المادة ١٩٧١



- ١٠٩ - إذ تقـيم ولكن النظم البرلمانية ال تأخذ بمبدأ الفصل المطلق بين السلطات،

تداخال متوازنا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بما يعطي للسلطة التنفيذية بعض

االختصاصات التي تدخل ـ حسب األصل ـ في نطاق العمل التشريعي والوظيفة

.التشريعية

وحتى النظم الرياسية، والتي ترتكز فلسفتها على مبـدأ الفـصل المطلـق

جد فالسفتها بعض وسـائل التـداخل بـين الـسلطتين، والجامد بين السلطات، أو

.واستطاع التطبيق العملي أن يخفف كثيرا من آثار الفصل المطلق بين السلطات

يأخذ بعناصر من النظام الرياسي، وأخـرى مـن ١٩٧١ولئن كان دستور

النظام البرلماني، إال أنه الغالب عليه النظام البرلماني، ومن هذا المنطلـق، قـرر

دستور للسلطة التنفيذية ممثلة في رئيسها األعلى رئـيس الجمهوريـة، سـلطات ال

.واختصاصات في مجال الوظيفة التشريعية

ويمكن تصنيف هذه االختصاصات بين اختصاصات في الظروف العاديـة،

.وأخرى في الظروف االستثنائية

اختصاصات رئيس الجمهورية في المجال التشريعي) أ(

ديةفي الظروف العا

حيث أننا بصدد الظروف العادية، فإن االختصاص بالوظيفـة التـشريعية

مجلس الشعب، ولما كنا في نظام برلماني حـسب لينعقد بكامله ـ حسب األصل ـ

الغالب عليه، فإنه يكون لرئيس الجمهورية اختصاصات في المجـال التـشريعي،

الحالة، قليلة وغيـر كون اختصاصات رئيس الجمهورية في هذا المجال، في هذه تو

.ذي خطر

تنحصر اختصاصات رئيس الجمهورية في المجـال ١٩٧١وحسب دستور

التشريعي، في الظروف العادية في اقتراح القانون، وحق االعتراض على القانون،

:تولى كل اختصاص منها بشرح موجز في الفقرات التاليةنوحق اإلصدار، و



- ١١٠ - :حق اقتراح القوانين) ١(

قانون هو الخطوة األولى على طريق صناعة القانون، ومن هنا فال اقتراح ال فـال ,وجود لقانون بغير اقتراح، وبهذا يكون اقتراح القانون عمل تشريعي بحـت

.يجوز أن يقوم به إال أعضاء الهيئة التشريعية

وخروجا على األصل تعطي كل النظم البرلمانية الـسلطة التنفيذيـة حـق تمـارس الجانـب وهو أمر منطقي فالسلطة التنفيذية هـي التـي اقتراح القوانين،

التنفيذي من أعمال الدولة، وهي بذلك التي تحتك بالجماهير، مما يجعلهـا األقـرب لقوانين، اإلى نبضها، واألعلم بحاجياتها وظروفها، ومن ثم فإن حرمانها من اقتراح

.س وحاجياتهملهيئة التشريعية من موصل جيد لنبض النالأنما هو حرمان

وإعماال لهذه المبادئ، وتحقيقا لهذه الحكمة، قرر الدستور في مادتـه رقـم لرئيس الجمهورية ولكل عضو من أعضاء مجلس الـشعب حـق اقتـراح "١٠٩

أعـضاء ، وبهذا تقرر لرئيس الجمهورية حق اقتراح القوانين بالمساواة مع "القوانين .مجلس الشعب أصحاب الحق األصيل في ذلك

ولم يقف الدستور عند حد المشاركة بالتـساوي بـين رئـيس الجمهوريـة وأعضاء مجلس الشعب في اقتراح القوانين، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ مـنح

:القتراح القانون المقدم من السلطة التنفيذية ميزتين

من الدستور من وجوب عرض االقتـراح بقـانون ١١٠ما قررته المادة : األولى الرأي في جـواز إلبداءم من أعضاء مجلس الشعب على لجنة خاصة المقد

االقتراح بقانون المقـدم نظر االقتراح قبل إحالته إلى اللجنة المختصة، أما من السلطة التنفيذية، فإنه ال يعرض على هذه اللجنة الخاصة، وإنما يحـال

.ه وتقديم تقرير عنهحصمباشرة إلى اللجنة المختصة لف

من الدستور من أنه إذا قدم اقتراح بقانون مـن أحـد ١١١ا قررته المادة م: الثانية". ورفضه المجلس ال يجوز تقديمه ثانية في نفس دور االنعقـاد "األعضاء

ولم يتعرض النص لمشروع القانون المقدم من السلطة التنفيذيـة ويتقـرر رفضه، بما يعني أنه يجوز للسلطة التنفيذيـة إعـادة تقـديم مـشروعها

.المرفوض مرة أخرى وفي نفس دور االنعقاد



- ١١١ - :حق إصدار القانون) ٢(

األصل أنه إذا ما أقر المجلس التشريعي قانونا، صار نافـذا، إال أن العمـل

يجري في كافة النظم على أن يصدر رئيس الدولة القانون، ويعتبر اإلصدار بمثابة

.شهادة ميالد هذا القانون ودليل إثبات لوجوده

لـرئيس " من الدستور الذي يقول ١١٢الختصاص يجرى نص المادة وبهذا ا

".الجمهورية حق إصدار القوانين

وإذا ما أصدر رئيس الجمهورية القانون وجب نشره في الجريـدة الرسـمية

عالم الكافـة بـصدور خالل أسبوعين من تاريخ اإلصدار، والنشر إجراء مادي إل

ملية النشر ومواعيد سـريان القـوانين من الدستور ع ١٨٨القانون، وتنظم المادة

تنشر القوانين في الجريدة الرسمية خالل أسبوعين من يوم إصدارها ويعمل : "فتقول

".بها بعد شهر من اليوم التالي لتاريخ نشرها إال إذا حددت لذلك ميعادا آخر

:حق االعتراض على القوانين) ٣(

أرسـله إلـى رياسـة رأينا أنه إذا ما وافق مجلس الشعب علـى قـانون

الجمهورية ليصدره رئيس الجمهورية، هنا قد يرى رئيس الجمهورية عدم موافقـة

هذا الحـق القانون لما وضع له، فيكون له حق االعتراض على إصداره، ولقد جاء

لرئيس الجمهورية حـق " من الدستور والتي تقرر ١١٢من حيث المبدأ في المادة

".يهاإصدار القوانين أو االعتراض عل

وحق االعتراض حق خطير، إذ من شأنه تعطيل النشاط التشريعي، واإلخالل

الجسيم بحقوق سلطات الهيئة التشريعية، ولذلك نجد الدساتير تدرج على إحاطتـه

.بقيود وضمانات

:، إذ قرر١٩٧١وعلى ذات الطريق يسير دستور

على رئيس الجمهورية إصدار القانون في غضون ثالثين يوما من -١

اريخ إبالغه بالقانون، فإن مرت الثالثون يومـا دون إصـدار أو ت

.اعتراض، صدر القانون



- ١١٢ -ـ -٢ ه يلتـزم إذا رأى رئيس الجمهورية االعتراض على القـانون فإن

ن يومـا مـن تـاريخ إبالغـه يثالثبإبداء اعتراضه في غضون

المهلـة، سـقط حقـه فـي بالقانون، فإن لم يفعل ذلك في هـذه

.نوناالعتراض وصدر القا

رئيس الجمهورية القانون لمجلس الـشعب معترضـا أعادإذا ما -٣

عليه، فإن المجلس بالخيار بين حلين، إما أن يسقط القـانون مـن

مناقشته، فإن أقر القانون ثانية بأغلبية ثلثـي حسابه، وأما أن يعيد

) يراعى ثلثي أعضاء المجلس ال ثلثي الحاضرين (أعضاء المجلس

.إصدارهاعتبر قانونا ويتم

: من الدستور بفقرتيها إذ يقرر١١٣بهذه القواعد يجرى نص المادة

إذا اعترض رئيس الجمهورية على مشروع ما أقره مجلـس الـشعب رده "

إليه خالل ثالثين يوما من تاريخ إبالغ المجلس إياه، فإذا لم يرد مشروع القانون في

.هذا الميعاد اعتبر قانونا وأصدر

ميعاد المتقدم إلى المجلس وأقره ثانية بأغلبية ثلثي أعـضائه وإذا رد في ال

".وأصدر اعتبر قانونا

اختصاصات رئيس الجمهورية في المجال التشريعي في الظروف االستثنائية ) ب(

:تنحصر هذه االختصاصات في اثنين

. من الدستور١٠٨حالة التفويض المنصوص عليها في المادة ) ١(

مـن ١٤٧ المنصوص عليهـا فـي المـادة حالة الضرورة واالستعجال ) ٢(

.الدستور

:حالة التفويض) ١(

٨٦مل التشريعي، وذلك بـنص المـادة عاألصل أن يتولى مجلس الشعب ال

وإذا مـا تـولى ". يتولى مجلس الشعب سـلطة التـشريع "من الدستور الذي يقرر



- ١١٣ -ـ الدستور توزيع االختصاص فإنه ال يجوز للهيئة أو تور السلطة التي منحهـا الدس

.اختصاصا أن تتنازل عنه لغيرها، وال أن تفوض غيرها في ممارسته

وفي مجال القانون اإلداري، تجرى القاعدة على أساس أن التفويض جـائز

إذا أجازه القانون، وبالشروط ولألشخاص و الهيئات التي يحددها القانون، وشريطة

لك أن التفويض الكلـي أن ال يكون تفويضا كليا يشمل كل اختصاصات المفوض، ذ

.يعتبر بمثابة التنازل عن االختصاص والتنازل عن الوظيفة كذلك

ـ رادوالتفويض عمل إ روطه ـ إال ي، بمعنى أنه ال يقع ـ إذا تـوافرت ش

للمفوض دائما حق سحب التفويض دون معقب عليـه فـي بإرادة المفوض، ويكون

.ذلك

الشعب هيئـة فوض مجلس ولقد رأي الدستور أن الظروف قد تحتاج ألن ي

التشريع، ومن هنا أباح الدستور ذلك، ووضع له ضـوابط غيره في ممارسة سلطة

:وقيودا تتفق مع المبادئ التي تحكم التفويض بوجه عام، جماعها

.أن يكون التفويض لرئيس الجمهورية، فال يجوز لغيره -١

ن التفويض في موضوع أو موضوعات محددة، وال يجوز أن يكو أن يكون -٢

.كليا أو شامال

أن يكون التفويض لمدة محددة تحديدا واضحا، فال يجوز أن يتحدد بواقعـة -٣

جالء جيوش العـدو مـن أرض "أو " انتهاء حالة الحرب "غير مؤكدة مثل

".الوطن

أن تتم الموافقة على االقتراح بالتفويض بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس، وهي -٤

. الدستور لخطورة التفويضعن مدى تقديرن أغلبية كبيرة، تعل

يكون لمجلس الشعب ان يسحب هذا التفويض فـي أي وقـت، وبديهي أن -٥

أن التفـويض حتى قبل انتهاء مدته وما ذلك إال أعماال للقاعدة التي تقـرر

عمل إرادي وأن لصاحب االختصاص األصيل أن يسترد اختصاصه متـى

.أراد



- ١١٤ -يس الجمهورية بناء علـى أن يتم عرض القرارات بقانون التي أصدرها رئ -٦

التفـويض، هذا التفويض على مجلس الشعب في أول جلسة بعد انتهاء مدة

فإن أقرها صارت قوانين في النظام القانوني، وإن اعترض عليها زال مـا

كان لها من قوة القانون، وإذا لم يتم عرضها في هذا الموعد زال كذلك مـا

.كان لها من قوة القانون

لرئيس الجمهورية عند "تقول التى من الدستور ١٠٨المادة جرىبهذه األحكام ت

ية وبناء على تفويض من مجلس الشعب بأغلبيـة ثنائالضرورة وفي األحوال االست

ثلثي أعضائه أن يصدر قرارات لها قوة القانون ويجب أن يكون التفـويض لمـدة

يها، ويجـب محدودة وأن تبين فيه موضوعات هذه القرارات واألسس التي تقوم عل

التفـويض، عرض هذه القرارات على مجلس الشعب في أول جلسة بعد انتهاء مدة

فإذا لم تعرض أو عرضت ولم يوافق المجلس عليها زال ما كـان لهـا مـن قـوة

".القانون

:حالة االستعجال والضرورة) ٢(

رأينا اختصاص رئيس الجمهورية بإصدار قرارات جمهورية بقوانين بنـاء

رض هنا أن مجلـس الـشعب قـائم فوال" له بذلك من مجلس الشعب على تفويض

رض غياب مجلس الـشعب ف فإن ال ،عرض لها اآلن، نأما في الحالة التي . وموجود

يتم انتخـاب كان سبب غيابه كان يكون بين أدوار االنعقاد، أو انتهت مدته ولم أيا

أي أثناء غيبة مجلس في هذه األثناء، . المجلس الجديد بعد، أو تم حله، أو غير ذلك

الشعب، قد تقع حالة من حاالت الضرورة، من طبيعتها أن ال تتحمل االنتظـار، أو

هنا منح الدستور رئـيس . أن يكون من شأن االنتظار جعلها تتفاقم وتتزايد نتائجها

.الجمهورية حق مواجهة هذه الحاالت بإصدار قرارات جمهورية لها قوة القانون

في هذه الحالة يستمد اختصاصه التشريعي من وريةواضح أن رئيس الجمه

وهـو . الدستور مباشرة، أي دون حاجة لتفويض من مجلس الشعب، وال من غيره

ضع ضوابط وضمانات، لمنع التعسف ن الخطورة ما يدفع الدستور إلى و وضع له م

.في استخدامه



- ١١٥ -ذ وأول هذه الضوابط أن جعل الدستور هذا الحق رهين بالحاجة إلى اتخـا

وتقدير الموقـف راجـع لـرئيس . حسب عبارة الدستور " ال تحتمل التأخير "تدابير

.الجمهورية نفسه

القرارات بقوانين فإنه يجب رئيس الجمهورية مثل هذه ثم أنه إذا ما أصدر

عرضها على مجلس الشعب خالل خمسة عشر يوما ـ إن كان المجلس قائما، فإن

. اجتماع لهلم يكن قائما، وجب عرضها في أول

وإذا لم تعرض هذه القرارات بقوانين على المجلس في هذه المواعيـد زال

وإن عرضت في هذه المواعيـد، فـإن . بأثر رجعي كل ما كان لها من قوة القانون

قرارهـا، المجلس إما أن يقرها فتصير قانونا في النظام القانوني، وإما أن يرفض إ

.ن قوة القانون، ما لم يقرر المجلس غير ذلككان لها موهنا يزول بأثر رجعي ما

أن يقر هذه القرارات بقوانين وإما حظ هنا أنه ليس لمجلس الشعب إال ويال

.أي زاويةللمجلس تعديلها بأي درجة وال من أن يرفض إقرارها، فليس

وإقرار مجلس الشعب للقرارات بقوانين التي يصدرها رئـيس الجمهوريـة

ال يحصنها من الطعن بعدم الدستورية، إذ تبقى هذه القـرارات ارتكازا لهذا الحق،

بقوانين خاضعة لسلطان القضاء الدستوري، الذي يبسط سلطانه عليها، توصال إلى

ما إذا كانت دستورية من عدمه، ومن بين عناصر الشرعية الدستورية هنا، تقـدير

. إليهالضرورة واالستعجال الذي صدر القرار بقانون ارتكازا عنصر

ـ:هاي من الدستور بفقرت١٤٧بهذا الحق وشروطه، يجرى نص المادة

اإلسراع في اتخـاذ تـدابير ال يوجبإذا حدث في غيبة مجلس الشعب ما "

تحتمل التأخير جاز لرئيس الجمهورية أن يصدر في شأنها قرارات تكون لها قـوة

.القانون

عشر يومـا ويجب عرض هذه القرارات على مجلس الشعب خالل خمسة

من تاريخ صدورها إذا كان المجلس قائما، وتعرض في أول اجتماع له في حالـة

الحل أو وقف جلساته، فإذا لم تعرض زال بأثر رجعي ما كان لها من قوة القـانون



- ١١٦ -دون حاجة إلى إصدار قرار بذلك، وإذا عرضت ولم يقرهـا المجلـس زال بـأثر

ا رأى المجلس اعتماد نفاذها فـي الفتـرة رجعي ما كان لها من قوة القانون إال إذ

".السابقة أو تسوية ما ترتب على أثارها بوجه آخر

رابعا

مسئولية رئيس الجمهورية

:مسئولية جنائية فقط

لم يرتب الدستور أي مسئولية سياسية على رئيس الجمهورية، فال يجـوز

أو مـا شـابه لمجلس الشعب سحب الثقة منه، وال يجوز توجيه سؤال أو استجواب

ج فيه رأس زدوإحدى سمات النظام البرلماني الذي ي وهذه. ذلك لرئيس الجمهورية

السلطة التنفيذية، فيكون على قمتها رئيس الدولة، غير مسئول سياسيا، ويكون معه

أيضا رئيس الحكومة، الذي يكون هو وأعضاء حكومته مـسئولين سياسـيا أمـام

.البرلمان

الدستور مساءلة رئيس الجمهورية جنائيا بناء على ومن ناحية أخرى قرر

: ونصها٨٥الوجه والتفاصيل الواردة بالمادة

يكون اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى أو بارتكاب جريمة جنائيـة "

بناء على اقتراح مقدم من ثلث أعضاء مجلس الشعب على األقل وال يصدر قـرار

.المجلساالتهام إال بأغلبية ثلثي أعضاء

ويقف رئيس الجمهورية عن عمله بمجرد صدور قرار االتهام ويتولى نائب

.رئيس الجمهورية الرئاسة مؤقتا لحين الفصل في االتهام

وتكون محاكمة رئيس الجمهورية أمام محكمة خاصة ينظم القانون تشكيلها

صبه مـع حكم بإدانته أعفى من من اكمة أمامها ويحدد العقاب، وإذا وإجراءات المح

". اإلخالل بالعقوبات األخرىعدم



- ١١٧ - :مجلس الشعب سلطة اتهام فقط

االتهـام لـرئيس توجـه وهكذا جعل الدستور مجلس الشعب السلطة التي

ورسم لذلك طريقا مؤاده أن تبدأ إجراءات االتهام باقتراح يقدمه ثلـث . الجمهورية

يلـزم و القتـراح، أعضاء مجلس الشعب على األقل، ثم يبدأ المجلس في مناقشة ا

على األقل، فإن لـم يحـظ الشعب موافقة ثلثي أعضاء مجلس لصدور قرار االتهام

.االقتراح بهذه األغلبية سقط االقتراح باالتهام

حية رئـيس أي أثـر علـى صـال وال يترتب على تقديم االقتراح باالتهام

أغلبية ثلثـي ب ه، ولكنه إذا وافق مجلس الشعب على االتهام منصب الجمهورية لمهام

أعضائه، صار رئيس الجمهورية متهما، ويترتب على ذلك ـ بقوة الدسـتور ـ أن

يقف رئيس الجمهورية عن مباشرة عمله، ويتولى نائب رئيس الجمهورية مهامـه

.إلى أن تتم المحاكمة

ولم يتعرض الدستور لحالة ما إذا كان منصب نائـب رئـيس الجمهوريـة

شاغرا إلى أن تنتهي المحاكمـة في هذه الحالة بقاء الموقع ولهذا فإننا نرى شاغرا،

بالبراءة، فيباشر الرئيس عمله، أو أن يقضي باإلدانة فيبقي شـاغرا إلـى أن يـتم

.اختيار رئيس جديد

:والمحاكمة أمام محكمة خاصة

مجلس الشعب، تتم محاكمة رئيس الجمهورية أمام بصدور قرار االتهام عن

قضى ببراءته، عاد إلى عمله، وإن قضى باإلدانة أعفـى مـن فإذا. محكمة خاصة

.التي قد تقضي بها المحكمة منصبه، فضال عن توقيع العقوبات الجنائية



- ١١٨ - المطلب الثاني

التنفيذية السلطة

:تمهيد

الحكم، وقسم هذا البـاب إلـى الباب الخامس لنظام١٩٧١خصص دستور تعرض للسلطة التـشريعية لة، وبعد أن فصول، جعل األول منها بعنوان رئيس الدو

وقسم الدستور الفـصل . الثالث للسلطة التنفيذية في الفصل الثاني، خصص الفصل رئـيس "للسلطة التنفيذية إلى فروع أربعة، األول منها بعنوان الذى خصصه الثالث

يتـولى رئـيس " التي تصدرت هذا الفـرع أن ١٣٧، أفصح في المادة "الجمهوريةذلك ببيان الختصاصات رئيس الجمهورية، في ، ثم أتبع"السلطة التنفيذية الجمهورية

. ١٥٢ إلى ١٣٨من اختصاصات وسلطات السلطة التنفيذية، وذلك في المواد مجالاالختصاصات، عند تعرضنا لرئيس الجمهورية كرئيس للدولـة، تعرضنا لهذه ولقد

من هذا الفصل، ومن ثـم ورأس النظام، وذلك على الوجه المبين في المطلب األول علـى ـ ومنعا للتكرار ـ فإننا نحيل القارئ الكريم إلى المطلب السابق، للوقـوف .ااختصاصات رئيس الجمهورية التنفيذية، بيانا وشرحا وتأسيسا وحدودا ومعالم

الفروع الثالثة األخيرة من الفصل الثالـث ولما كان الدستور قد تعرض في الثـاني لباقي موضوعات السلطة التنفيذية، فخـصص الفـرع من الباب الخامس،

، ثم جعـل الفـرع الرابـع "اإلدارة المحلية "الثالث بعنوان للحكومة، وجعل الفصل ، فإننا نخصص هذا المطلب لدراسة الـسلطة "المجالس الشعبية المتخصصة "بعنوان

ا لسلطات رئـيس التنفيذية، على نحو ما ورد في هذه الفروع، باعتبار سابق دراستن .الجمهورية من قبل

أوال

الحكومة

:١٩٧١في دستور " الحكومة"مفهوم

الحكومـة هـي " منه فقال ١٥٣في المادة " الحكومة "١٩٧١عرف دستور



- ١١٩ -وتتكون الحكومة من رئيس مجلس الـوزراء الهيئة التنفيذية واإلدارية العليا للدولة،

".ونوابه والوزراء ونوابهم

دستور قد عرف الحكومة، بالمعيارين الموضوعي والشخصي ويالحظ أن ال

وهذا تعريـف " هي الهيئة التنفيذية واإلدارية العليا للدولة "لقد قال إن الحكومة . معا

موضوعي، ألنه يعتد باالختصاص الموكول إليها، ثم اتجه ناحية المعيار الشخصي،

الـوزراء ونوابـه وتتكون الحكومة من رئيس مجلـس "حين بين أعضاءها، فقال

".والوزراء ونوابهم

إنمـا هـو " الحكومـة "وبهذا التعداد يكون الدستور قد أفصح أن اصطالح

والذي كان سـائدا قبـل " مجلس الوزراء "المصطلح المساوي والمرادف لمصطلح

، والذي استخدمه الدستور بعد ذلك في كثير من المواضع، أولها مـا ١٩٧١دستور

.."..يمارس مجلس الوزراء بوجه خاص"قوله من ١٥٦جاء بالمادة

هيئة تنفيذية وإدارية، وتتألف من رئـيس " الحكومة"وعلى هذا األساس فإن

.مجلس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم

ومن زاوية أخرى، فقد تعمد الدستور عدم وضع رئيس الجمهوريـة بـين

يتولى رئـيس "١٣٧لمادة التنفيذية بنص ا رغم أنه رئيس السلطة ء الحكومة، أعضا

ونرى أن ذلك يعني، اتجاه الدسـتور ناحيـة النظـام ". التنفيذية الجمهورية السلطة

التنفيذية، رئيس الدولة الذي يـسود وال والذي من أركانه، ثنائية السلطة البرلماني،

الـسلطات يحكم وال يكون مسئوال، ورئيس مجلس وزراء ووزراؤه، تكـون لهـم

.اهلهم تنعقد المسئوليةالفعلية، وعلى ك

:اختصاصات مجلس الوزراء

عليا، فقد ناط بها الدسـتور ء هيئة تنفيذية وإدارية وباعتبار مجلس الوزرا

مـن الدسـتور، ١٥٦عددا من االختصاصات الهامة، على نحو ما قررته المـادة

:ونصها



- ١٢٠ - :تيةبوجه خاص االختصاصات اآل يمارس مجلس الوزراء"

س الجمهورية في وضع السياسة العامة للدولة واإلشراف االشتراك مع رئي -أ .على تنفيذها وفقا للقوانين والقرارات الجمهورية

لهـا والهيئـات توجيه وتنسيق ومتابعة أعمال الوزارات والجهات التابعة -ب .والمؤسسات العامة

والقـرارات ومراقبـة إصدار القرارات اإلدارية والتنفيذية وفقا للقـوانين -ج .اتنفيذه

.إعداد مشروعات القوانين والقرارات -د

.للدولة إعداد مشروع الموازنة العامة -ه

.إعداد مشروع الخطة العامة للدولة -و

.عقد القروض ومنحها وفقا ألحكام الدستور -ز

المواطنين " الدولة وحماية حقوقوالمحافظة على أمن مالحظة تنفيذ القوانين -ح ".ومصالح الدولة

بهـا يتضح أنها إما اختصاصات يـستقل االختصاصات وبمراجعة هذه مجلس الوزراء كهيئة تنفيذية عليا، من مثل إعداد مشروع الموازنة العامة وإعـداد

القروض ومنحها، وأما أنها للتنسيق بـين الـوزارات مشروع الخطة العامة وعقد على هذا األساس، ليست في وضع السلطة الرياسية فهي. المختلفة ومتابعة أعمالها

زارات، بمعنى أنه ليس لمجلس الوزراء إلغاء أو تعديل تصرفات الوزارات، كما للو والـذي كانـت ،١٩٦٤يقرره دستور ليس له أن يحل محلها، على نحو ما كان أنه

ارات والمصالح والهيئات العامة تراقب الحكومة أعمال الوز "تقول، منه ١٣٥المادة ".على الوجه المبين بالقانونمالئمة أو تعدل قراراتها غير الوالمحلية بأن تلغى

يعتنق نظاما رياسيا ١٩٦٤هذا التطور إلى أنه بينما كان دستور ويرجع إلى النظام البرلماني، والذي ال يحتـل فيـه مجلـس ١٩٧١بحتا، فقد مال دستور

.الوزراء موقع الرياسة على الوزراء والوزارات



- ١٢١ - :رئيس مجلس الوزراء

ومـصطلح " رئيس مجلس الوزراء "ير بين مصطلح فارق كب بداءة هناك

يتولى هذا المنـصب يعني أن من" رئيس مجلس الوزراء "ذلك أن ". رئيس الوزراء "

يكون رئيسا للمجلس وليس رئيسا ألعضاء المجلس، بمعنى أن رياسته تكون للهيئة

ن هـذا وم. المسماة مجلس الوزراء، وال يعتبر رئيسا إداريا على أعضاء هذه الهيئة

المنطلق فإنه ليس لرئيس مجلس الوزراء أية سلطات رياسية على الوزراء، فلـيس

له إلغاء قرارات الوزراء وال تعديلها وليس له أن يمارس أيا من أوجـه وصـور

.السلطة الرياسية

يعلن أن من يتـولى " رئيس الوزراء "في الناحية األخرى، نجد مصطلح

اسة للوزراء، فيكون له أن يمارس كـل أوجـه هذا المنصب، يكون في موقع الري

.وصور السلطة الرياسية على الوزراء، من مثل إلغاء قراراتهم وتعديلها

، أنه يقصد االتجاه إلـى ١٩٧١وتأكيدا لهذه الفوارق، وإعالنا من دستور

على الوجه الفني الدقيق، فإنه إلـى جانـب تقريـره " رئيس مجلس الوزراء "نظام

وجه يؤكد أن مجلس الوزراء لـيس على ١٥٦الوزراء في المادة لسلطات مجلس

سلطة رياسية على الوزارات، بما يعني أن رئيس مجلس الـوزراء لـيس سـلطة

الـوزير " ليؤكد هذا المعنى، إذ قرر أن ١٥٧رياسية على الوزراء، جاء نص المادة

لس الـوزراء ، بما يؤكد أنه، ليس لرئيس مج ."هو الرئيس اإلداري األعلى لوزارته

.أي سلطات رياسية على الوزير

يمنح رئيس مجلس الوزراء ومما ينسجم مع هذه السياسة، أن الدستور لم

حق اختيار وزراء وزارته، إذ جعل ذلك حقا خالصا لـرئيس الجمهوريـة، بـنص

يعين رئيس الجمهورية رئيس مجلـس الـوزراء ونوابـه "، الذي يقرر ١٤١المادة

وهكذا رفع الدستور عن نـواب رئـيس ". من مناصبهم ويعفيهم والوزراء ونوابهم

أثير ونفوذ رئـيس مجلـس تمجلس الوزراء والوزراء ونوابهم شبهة وقوعهم تحت

بالوالء لرئيس مجلس الوزراء، إذا كان هو الذي عينهم أو الوزراء، نتيجة إحساسهم

.شارك في اختيارهم



- ١٢٢ - :نواب رئيس مجلس الوزراء

إال مـع " نائب رئيس مجلس الوزراء "لمصري منصب لم يعرف النظام ا

، "يجوز تعيين نواب لرئيس الوزراء " على أنه ١١٤، إذ نصت المادة ١٩٦٤دستور

يعين رئـيس " تقرر ١٤١ في ذات االتجاه، إذ جاءت المادة ١٩٧١وقد سار دستور

" نواب رئيس الـوزراء "، فضال عن ذكر "الجمهورية رئيس مجلس الوزراء ونوابه

التي نصت على نـواب ١٥٣المادة كثير من مواد الدستور، ومن أبرزها داللة في

الحكومة مـن رئـيس وتتكون".. رئيس مجلس الوزراء كأعضاء بالحكومة بقولها

.."..مجلس الوزراء ونوابه و

الدستور أي اختصاصات أو سلطات لنائب رئيس مجلـس ولم يحدد هذا

ولآلن، يتم تعيـين نـواب رئـيس ١٩٦٤ عليه من وحسبما جرى العمل . الوزراء

مجلس الوزراء، ويسند إلى كل منهم اإلشراف على عدد من الـوزارات، ومـادام

الدستور خاليا من اختصاصات النائب، فقد اتجه الفقه إلى القول بأن عملهم، ينحصر

وغالبا ما يجمـع . في دائرة التنسيق بين الوزارات التي يسند إليهم اإلشراف عليها

ائب رئيس مجلس الوزراء، بين هذا المنصب وبين وزارة يكون هو وزيرها، وهذا ن

.ما جرى العمل عليه، وليس في الدستور ما يمنعه أو يحول دونه

:الوزير

الوزارة فرع من فروع السلطة التنفيذية، يتمتع بالشخـصية المعنويـة،

ط الوزارة عدد من وإذا كانت طبيعة األمور أن يباشر نشا . يشرف على نشاط معين

الوزير هو الرئيس اإلداري األعلى "، أن ١٥٧العاملين، فقد قرر الدستور في المادة

.وهكذا قرر الدستور أن على رأس كل وزارة وزير". لوزارته

ولم يبين الدستور اختصاصات الوزير، واكتفى باإلشارة إليها في عبـارة

ويتـولى رسـم سياسـة "بقوله، ١٥٧عامة، وذلك على نحو ما قرره عجز المادة

".الوزارة في حدود السياسة العامة للدولة ويقوم بتنفيذها

في بيان اختصاصات الوزير، في ضوء هذا الـنص هذا ولقد اجتهد الفقه

: العام المشار إليه، واسترشادا بما جرى عليه العمل، وذلك على النحو التالي



- ١٢٣ - .ارها شخص معنويباعتب الوزير هو الممثل القانوني للوزارة -١

.تنظيم الوزارة، وإصدار القرارات الالزمة لهذا التنظيم -٢

كل سلطات السلطة الرياسية المقررة للرئيس اإلداري، استنادا إلى ممارسة -٣. من الدسـتور ١٥٧، بنص المادة "الرئيس اإلداري األعلى لوزارته "كونه

لتعيين والترقية، واستنادا إلى هذا الوضع، فإن للوزير حق ممارسة سلطان ا سلطات النقل والتأديب وتوزيع األعمال واالختصاصات على العاملين، له

وعزل العاملين، وتوزيع العاملين على مصالح الوزارة وفروعها، وله كـل ".سلطات السلطة الرياسية بوجهيها الرقابي واإلرشادي

، كمـا إعداد مشروعات القوانين والقرارات الجمهورية المتعلقة بوزارتـه -٤ .يتولى إعداد مشروع ميزانية وزارته

إصدار اللوائح التنفيذية للقوانين، التـي يفوضـه فـي إصـدارها رئـيس -٥ ).١(الجمهورية، أو يفوضه القانون في ذلك

يشترط فيمن يعين وزيرا أو " من الدستور فإنه ١٥٤وحسب نص المادة ين سـنة ميالديـة علـى نائب وزير أن يكون مصريا، بالغا من العمر خمسا وثالث والنص صريح في عـدم ". األقل، وأن يكون متمتعا بكامل حقوقه المدنية والسياسية

.اشتراط أي كفاءة فنية أو علمية

من الدستور، أن رئيس الجمهورية هو الـذي يعـين ١٤١وتقرر المادة .رئيس مجلس الوزراء ونوابهم والوزراء ونوابهم

جمهورية، الذي أعطاه الدستور في المـادة رئيس ال والوزير مسئول أمام حق إعفاء الوزير من منصبه، كما أنه مسئول أمام رئيس الجمهورية وأمـام ١٤١

لرئيس الجمهورية ولمجلس الـشعب " التي تقول ١٥٩مجلس الشعب، بنص المادة حق إحالة الوزير إلى المحاكمة عما يقع منه من جرائم أثناء تأدية أعمال وظيفته أو

."ببهابس

١٠٥النظام الدستوري المصري، سـابق اإلشـارة إليـه، ص : سليمان الطماوي . د) ١(

١٠٦.



- ١٢٤ -الوزراء مسئولون أمام مجلس الـشعب " من الدستور ١٢٦المادة وتقرر

قررت الفقرة ثم. "عن السياسة العامة للدولة، وكل وزير مسئول عن أعمال وزارته

أو أحد الـوزراء أو .. .ولمجلس الشعب أن يقرر سحب الثقة " الثانية من ذات المادة

.."نوابهم

:نواب الوزراء

، حين تقـرر جـواز ١٩٥٣ نائب الوزير منذ عام عرفت مصر منصب

. ، ينوب عن الوزير في اختصاصاته في الوزارة كلها أو بعضها"نائب وزير"تعيين

على الـنص علـى هـذا ةومنذ ذلك التاريخ، حرصت الدساتير المصري

يجوز تعيـين نـواب " التي قالت ١٩٥٦ من دستور ١٥٤المنصب، من ذلك المادة

منـه ١٥٣، الذي قررت المادة ١٩٧١ الوضع هكذا إلى دستور واستمر". للوزراء

...... .تتكون الحكومـة مـن "أن نواب الوزراء أعضاء في الحكومة، إذ قررت أن

وبذلك يكون نواب الوزراء أعضاء بالحكومة، ولهم بهذه الصفة . "والوزراء ونوابهم

.حق حضور جلسات مجلس الوزراء

الـوزراء فـي واة بين الوزراء ونواب المسا ١٩٧١هذا ولقد أكد دستور

الكثير من النواحي، فهم جميعا أعضاء بالحكومة على نحو ما رأينا من نص المادة

شروط نائب الوزير، إذ قالت ها أن شروط الوزير هي ذات ١٥٤، وبينت المادة ١٥٣

يضاف إلى ذلك ما قررته المـادة .." .وزيرا أو نائب وزير أن يشترط فيمن يعين "

المرسوم الجمهـوري، من وحدة أداة تعيين الوزراء ونوابهم، فجعلت أداة ذلك ١٤١

.."..يعين رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء ونوابه والوزراء ونوابهم"فقالت

ويكاد االختالف بين الـوزير ونائبـه ينحـصر فـي المرتـب، وفـي

على المـساواة االختصاصات، وفيما عدا ذلك، فإن الواضح أن الدستور، قد حرص

. بينهما



- ١٢٥ -

ثانيا

اإلدارة المحلية

: يعتنق أسلوب اإلدارة الالمركزية١٩٧١دستور

أسلوب الالمركزية اإلدارية، فخصص الفرع الثالث ١٩٧١أعتنق دستور

عنوانـه الثالث من الباب الخامس، لهذا األسلوب مـن اإلدارة، وجعـل من الفصل

".اإلدارة المحلية"

، ١٦٢، ١٦١الفرع موادا ثالثـة هـي المـواد ستور هذا ولقد ضمن الد

١٦٣.

:الدستور يقيم الوحدات المحلية ويمنحها الشخصية االعتبارية

تتمتع ، على تقسيم الجمهورية إلى وحدات إدارية، ١٦١ولقد نصت المادة

منها المحافظات والمدن والقرى، وأجاز إنشاء وحدات بالشخصية االعتبارية، وذكر

. أخرى تمنح الشخصية االعتبارية، إذا اقتضت المصلحة العامة ذلكإدارية

أن الدستور أقام وحدات بعينها هي المحافظة والمدينة والقريـة، ويالحظ

وهذه وحدات ثابتة ال يجوز للقانون االنتقاص منها، ثم أن الدستور قد أباح للمشرع

رع أن يلغى بعـض ويجوز للمش . إضافة وحدات أخرى، إذا اقتضت المصلحة ذلك

ذكرها الدستور فال يجوز له إلغاء الوحدات التي أضافها، على عكس الوحدات التي

.شيء منها

:الدستور يؤكد استقالل الوحدات المحلية

أن تتكون المجالس الشعبية التـي تقـوم علـى إدارة ١٦٢قررت المادة

عام المباشر، علـى أن ، باالنتخاب ال ١٦١الوحدات اإلدارية المشار إليها في المادة

وبذلك يكون الدستور قـد . يكون نصف األعضاء على األقل من العمال والفالحين

.استبعد تماما فكرة تعيين أعضاء مجالس الوحدات المحلية



- ١٢٦ -وبهـذا . ويتولى أعضاء كل مجلس انتخاب الرئيس والوكالء من بيـنهم

خاب العام المباشر، كمـا أن يتأكد استقالل هذه المجالس، إذ اختيار األعضاء باالنت

أعضاء كل مجلس هم الذين يختارون الرئيس والـوكالء باالنتخـاب مـن بيـنهم

والمعروف أن استقالل مجالس الوحدات المحلية، ركن أساسي من أركان أسـلوب

.اإلدارة الالمركزية

الدستور يؤكد استقالل الوحدات المحلية بأن يعهد للقانون بتحديـد اختـصاصاتها

:ة األمور المتعلقة بهاوكاف

يكفل القانون نقل الـسلطة إلـى هـذه الوحـدات "، أن ١٦٢بينت المادة

القانون طريقة تشكيل المجالس الـشعبية يبين" أن ١٦٣، ثم قررت المادة "تدريجيا

المحلية واختصاصاتها ومواردها المالية، وضمانات أعضائها وعالقاتهـا بمجلـس

الرقابة علـى أوجـه التنمية وفي إعداد وتنفيذ خطة الشعب والحكومة، ودورها في

".النشاط المختلفة

األمور مما يدخل في الدراسات اإلدارية، إال أن وبديهي أن التعرض لهذه

الوحـدات مـن تـشكيل قرر أن كل ما يتعلق بهذه الذي يعنينا هنا أن الدستور قد

إعـداد وتنفيـذ واختصاصات وموارد وعالقات بالبرلمان والحكومـة ودور فـي

، يقرره وينظمه القانون، أي أن ذلـك ١٦٣المادة عليه إلى آخر ما نصت . .الخطة

وبذلك تتحقق نتيجتان، األولى . كله ال يكون إال بقانون يصدر عن السلطة التشريعية

أن يكون القانون هو أساس كل هذه االختصاصات والحقوق ومصدرها، مما يجعلها

فال يجـوز مدة أطول، ألنها ما دامت قد تقررت بقانون أصيلة، ويحقق لها الثبات

.تعديلها إال بقانون

ومن زاوية أخرى فإن ذلك يؤكد استقالل هـذه الوحـدات إزاء الـسلطة

اإلدارية المركزية، التي ال تملك ـ والحال هكذا ـ المساس بهـذه األمـور علـى

.اإلطالق



- ١٢٧ - المطلب الثالث

السلطة التشريعية

:تقديم

هنا للسلطة التشريعية مـن حيـث تكوينهـا، واختـصاصاتها، نتعرض

.وضمانات استقالل البرلمان وأعضائه، ثم كيفية سير العمل في الهيئة التشريعية

.ونرى أن نجعل لكل موضوع من هذه الموضوعات فرعا مستقال

األول الفرع

يقيم برلمانا من مجلس واحد١٩٧١دستور

:تمهيد

ـ أن الـنظم الـسياسية فـي ١٩٢٣ا ألحكام دستور رأينا عند دراستن

تشكيلها للهيئة التشريعية يتجاذبها أسلوبان، أسلوب المجلـس الواحـد، وأسـلوب

وفـق األورأينا أن لكل أسلوب أنصار وأسانيد و حجج على أنـه هـو . المجلسين

.واألنسب

سلوبين ، لنتبين إلى أي األ ١٩٧١دستور تكرار لما سبق، نتجه إلى ودون

انحاز الدستور

: يعتنق أسلوب المجلس الواحد١٩٧١دستور

، نجد أنه قد اعتنق مذهب تشكيل الهيئـة ١٩٧١باستقراء أحكام دستور

الفـصل يظهر ذلك من عنـوان . التشريعية من مجلس واحد، سماه مجلس الشعب

مجلـس –الـسلطة التـشريعية " الثاني من الباب الخامس، والذى جعله الدسـتور

."الشعب

االوفق : محذوف



- ١٢٨ -يتـولى مجلـس الـشعب "٨٦ثم أكد الدستور هذا االتجاه، بقوله فى المادة

سلطة التشريع، ويقرر السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنميـة االقتـصادية

واالجتماعية والموازنة العامة للدولة كما يمارس الرقابـة علـى أعمـال الـسلطة

ستور قد جعل كل األعمال التى تتوالها السلطة مفاد ذلك واضح فى أن الد " التنفيذية

التشريعية عادة من اختصاص مجلس الشعب، بما يؤكد أنه المجلس الوحيـد الـذى

.يمارس هذه االختصاصات

:إنشاء مجلس الشورى لم يغير من هذا االتجاه

، أصدر رئيس الجمهوريـة تعـديل دسـتور ١٩٨٠ من مايو سنة ٢٢ى ف

يونيـه ٢٦فتاء عليه، ونشر التعديل بالجريدة الرسمية فى ، بعد ما تم االست ١٩٧١

.م١٩٨٠سنة

وكان من بين التعديالت المشار إليها أن أضيف إلى الدستور باب جديد، هو

ولقد ضم هذا الباب فصلين، جاء األول منهمـا " أحكام جديدة "الباب السابع، بعنوان

ذا المجلس واختصاصاته فى ووضع الدستور أحكام تنظيم ه " مجلس الشورى "بعنوان

.٢٠٥ – ١٩٤المواد من

وبقيام مجلس الشورى، على النحو المشار إليه، قام لبس لدى الـبعض، أن

ولكن اللبس لم يلبث أن زال بعد .ام المجلسين ظالمشرع الدستوري قد اتجه ناحية ن

دراسة أحكام مجلس الشورى، إذ تبين أن قيام مجلس الشورى، لم يغير من الوضع

.القائم شيئا

بيان ذلك أن األصول الدستورية، تشترط لالعتداد بمجلس كمجلس نيـابي

ومن ثـم فـال يعتبـر .تشريعي، أن تكون له اختصاصات وسلطات فعلية وحقيقية

مجلسا تشريعيا، ذلك المجلس الذى ال تكون له سلطات، وذلك الذى ال تكون لـه إال

.سلطات استشارية فقط

اد الدستور المنظمة لمجلس الشورى، نجد الدستور، قد بـين وبمراجعة مو نجـدها ١٩٤ وبقراءة المـادة . اختصاصات هذا المجلس ١٩٥، ١٩٤فى المادتين

، ..."يختص مجلس الشورى بدراسة واقتـراح مـا يـراه كفـيال بالحفـاظ "تقول



- ١٢٩ -، ومـا ال يمثل سلطة وال يعتبر اختصاصا فعليا " الدراسة واالقتراح "والمعروف أن

.ذلك إال ألنه ال يدخل فى مدلول التقرير الملزم للهيئات واألفراد

يؤخـذ رأي مجلـس " بأكثر من ذلك إذ جاء نـصها، ١٩٥ولم تكن المادة .وعددت المادة ستة موضوعات"الشورى فيما يلى

والعبارة واضحة كذلك فى أنه ليس لمجلس الشورى سلطات فعليـة علـى .اإلطالق

ن األمر هكذا، فإن وجود مجلس الشورى إلى جانب مجلس الشعب ا ما كا ذإ .ال يغير من طبيعة النظام، وأنه نظام يأخذ بأسلوب المجلس الواحد

:الشروط الواجب توافرها فى عضو مجلس الشعب

لم يحدد الدستور الشروط الواجب توافرها فى أعضاء مجلس الشعب وإنما يحدد القـانون الـشروط " بقولها ٨٨رته المادة أحال ذلك إلى القانون، حسب ما قر

...."الواجب توافرها فى أعضاء مجلس الشعب

الخـاص ١٩٧٢ لـسنة ٣٨وتنفيذا لهذا التوجيه الدستوري صدر القـانون ولقد بينت المادة الخامسة شروط العضوية وجماعها، بعـد تعـديل .بمجلس الشعب

.م١٩٧٦ لسنة ١٠٩المادة الخامسة بالقانون

:عبشيشترط فيمن يرشح لعضوية مجلس ال

.أن يكون مصري الجنسية من أب مصري -١

أن يكون اسمه مقيدا فى أحد جداول االنتخاب، وأال يكون قد طـرأ عليـه -٢ .سبب يستوجب إلغاء قيده طبقا للقانون الخاص بذلك

.أن يكون بالغا من العمر ثالثين سنة ميالدية على األقل يوم االنتخاب -٣

.يجيد القراءة والكتابةأن -٤

أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية اإللزامية أو أعفى مـن أدائهـا طبقـا -٥ ."للقانون



- ١٣٠ - وفحواه أال تكـون ١٩٧٧ لسنة ١٤وتم تعديل الشرط السادس بالقانون رقم

من مجلس الشعب أو مجلس الشورى بسبب فقـد الثقـة رقد أسقطت عضويته بقرا

مـن ٩٦ل بواجبات العضوية بالتطبيق ألحكام المـادة واالعتبار أو بسبب اإلخال

يح رغم ذلك فى إحدى حالتين، هما انقـضاء الفـصل رشالدستور، وأجاز النص الت

التشريعي الذى صدر خالله إسقاط العضوية، وصدور قرار من مجلس الـشعب أو

.مجلس الشورى بإلغاء األثر المانع من الترشيح

التطبيق، وال تثير مصاعب أو مـشكالت، ولئن كانت معظم الشروط سهلة

.فإن بعضها قد أثار مشكالت قانونية، وتداولتها ساحات القضاء

:شرط الجنسية-أ

من هذه الشروط شرط الجنسية المصرية فقد ثار جدل حول أحقية مزدوجي

ذهب رأي فى الفقه، واتجاه فى القـضاء إلـى أن مـزدوج .الجنسية فى الترشيح

ضمن ما يحمله ويتمتع به الجنسية المصرية، فهو مـصري وهـو الجنسية، يحمل

.بذلك ممن يوصفون بأنهم مصريون، إنه مصري حسب نص القانون

وفى االتجاه اآلخر، ذهب فريق عريض من الفقه، واتجاه قوى فى القضاء،

يذهب إلى أن عضوية مجلس الشعب ممارسة للسيادة، وأنها تفترض فيمن يتمتع بها

الكامل للوطن، دون أن يكون لديه ما ينازع فى هذا الوالء، ومن ثـم فـإن االنتماء

ويؤيـد هـذا الـرأي أن .ةمزدوج الجنسية غير متوافر فيه شرط الجنسية المصري

لـم يكتـف – رغبة منه فى تأكيد شرط الجنسية خالصا من أي تداخل –المشرع

."من أب مصري"باشتراط أن يكون مصري الجنسية وإنما أضاف

ونميل إلى هذا الرأي فهو األقرب لمنطق القانون، واألوفـق مـع طبيعـة

.ىشورالواختصاصات وسلطات مجلسي الشعب و

وما زال الخالف قائما، ويحتاج إلى حـل بتـدخل تـشريعي، أو بتفـسير

.المحكمة الدستورية العليا للشرط، بما يتفق وصحيح القانون



- ١٣١ - :زامية أو اإلعفاء منهاشرط أداء الخدمة العسكرية اإلل-ب

وتـأتي .بديهي أن أداء الخدمة العسكرية اإللزامية ال يثيـر أي صـعوبة

."أو أعفى من أدائها طبقا للقانون"... الصعوبة فى قول المشرع

ومكمن الغموض أن اإلعفاء من أداء الخدمة طبقا للقانون يكـون ألسـباب

و أن يكون وحيد والديه، أو أن يكون غير منها أن يكون الشاب العائل الوحيد ألمه أ

. هذه الحاالت واضحة فى سالمة اإلعفاء وسالمة موقف من حصل عليه .الئق طبيا

ويظل متخلفا إلى ولكن قد يقع أن يتخلف الشاب متعمدا عن أداء الخدمة العسكرية،

ومعاقبتـه التى ال يجوز تجنيده فيها، فيتقدم للمحاكمة ويقضى بإدانته أن يبلغ السن

أداء مـن بعقوبة الغرامة، فهل يدخل هذا وأمثاله ضمن النص الذى يشترط اإلعفاء

ولقد أعفى من الخدمة ألنه بلغ السن الذى ال يجوز تجنيده فيه ."الخدمة طبقا للقانون

.قانونا، وعوقب طبقا للقانون، فهل أعفى طبقا للقانون ويصير مستوفيا لهذا الشرط

ذلك، ذهب رأي مرجوح أن العـضو الـذى أعفـى بهـذا ثار جدل حول

وذهب رأى راجـح أن .الطريق، إنما تم إعفاؤه طبقا للقانون، فهو مستوف للشرط

والهروب .اإلعفاء فى هذه الحاالت وأمثالها يمثل هروبا من أداء الخدمة العسكرية

اءة المطلوبة سلوك شائن، ومن يهرب من أداء الخدمة العسكرية، ال تتوافر فيه الكف

.رلمانيبفى أداء العمل ال

طلب رئيس مجلس الشعب تفسيرا لهذا النص، وبناء على طلبه، تقـدم قدول

.روزير العدل للمحكمة الدستورية، بطلب التفسي

، صدر تفسير المحكمة الدستورية بما يتفق مع الرأي ٢٠٠٣وفى أغسطس

مة العسكرية، أو الذى هرب منهـا الراجح، والذى فحواه أن المتخلف عن أداء الخد

، ال يتوافر فى حقه شرط اإلعفاء مـن أداء ىبعد أن التحق بها ألداء الواجب الوطن

الخدمة العسكرية طبقا للقانون، كما يتطلبه البند الخامس من المادة الخامـسة مـن

. فى شأن مجلس الشعب١٩٧٢ لسنة ٣٨القانون

يشترط فـى عـضو مجلـس هذا ويشترط فى عضو مجلس الشورى، ما

الشعب، فيما عدا الشرط المتعلق بالسن إذ اشترط القانون أن ال يقل عمـر عـضو



- ١٣٢ -مجلس الشورى، عن خمس وثالثين سنة ميالدية يوم االنتخاب، حسبما جاء بالمادة

.م١٩٨٠ لسنة ١٢٠السادسة من القانون رقم

الفرع الثاني

اختصاصات مجلس الشعب

، إنما هو مجلـس ١٩٨٠ الشورى الذى قام منذ عام قلنا من قبل، أن مجلس

د المجالس النيابية التـى تـشكل ابغير سلطات حقيقية، ومن ثم فإنه ال يدخل فى عد

.السلطة التشريعية، إذ ال يعتبر كذلك إال إذا كان مجلسا له سلطات فعلية وحقيقية

وعلى هذا األساس، فإن مجلس الشعب هـو وحـده الـذى يمثـل الهيئـة

ومن هنا، فإننـا نتعـرض هنـا .١٩٧١لتشريعية المصرية حسب أحكام دستور ا

ة فى يلالختصاصات مجلس الشعب وحده، باعتبارها االختصاصات الحقيقية واألص

.هذا المجال

حيـث قـال ٨٦ولقد أجمل الدستور اختصاصات مجلس الشعب فى المادة

ة للدولة والخطة العامـة السياسة العام ريتولى مجلس الشعب سلطة التشريع ويقر "

للتنمية االقتصادية واالجتماعية والموازنة العامة للدولة كما يمارس الرقابـة علـى

."أعمال السلطة التنفيذية، وذلك كله على الوجه المبين فى الدستور

ونتعرض لهذه االختصاصات، على نحو ما قرر الدستور، وفى إيجاز كاف

ات ووسائله، دون خوض فى الخالفات الفقهيـة، إلظهار الفكرة، وحدود االختصاص

.التى تطيل البحث إلى حد كبير

: سلطة التشريع:والأ

لمجلـس الـشعب، أصيالاقرر الدستور أن تكون سلطة التشريع اختصاص

يتولى مجلس الشعب " ٨٦ دون أن يكون له منافس فيها، يتضح ذلك من قول المادة

من الدستور هذا الحق، بيان ذلك أن هـذه ١٠٨دة ثم أكدت الما ..." سلطة التشريع

لرئيس الجمهورية عند الضرورة وفى األحوال االستثنائية وبناء " المادة وقد أجازت

صدر قرارات لها قوة القانون ي على تفويض مجلس الشعب بأغلبية ثلثي أعضائه أن

منسق:متوسط

0" منسق:المسافة البادئة: قبل:



- ١٣٣ -ات ويجب أن يكون التفويض لمدة محدودة وأن تبين فيه موضوعات هـذه القـرار

...."واألسس التى تقوم عليها

والنص واضح أن صاحب سلطة التشريع هو مجلس الشعب، وإنه وإن كان

من الجائز لرئيس الجمهورية ممارسة هذه السلطة، فإنما يكون ذلـك للـضرورة،

وتأكيدا لهذا المفهوم، فرض .وبتفويض من مجلس الشعب صاحب السلطة األصيل

دة محددة، وفـى موضـوعات محـددة، وأن يـضع الدستور أن يكون التفويض لم

.المجلس األسس الواجب اتباعها والسير على هداها

ورغم أن هذه القرارات بالقوانين، بناء على تفويض من مجلـس الـشعب،

شعبوحسب الشروط التى أوضحناها، فقد أراد الدستور أن يعيد التأكيد أن مجلس ال

ويجب عرض هـذه "... ذاتها ١٠٨ة هو صاحب سلطة التشريع فيفرض فى الماد

القرارات على مجلس الشعب فى أول جلسة بعد انتهاء مـدة التفـويض، فـإذا لـم

." قوة القانونمنتعرض أو عرضت ولم يوافق المجلس عليها زال ما كان لها

:اقتراح القوانين

ومن هنا فإن اقتراح القوانين يعتبر عمال .حاراالقتتبدأ رحلة سن القوانين ب

وكان من مقتضى ذلك، وباعتبار السلطة .تشريعيا إذ ال وجود لتشريع بغير اقتراح

التشريعية اختصاص مجلس الشعب، أن ال يشارك مجلس الشعب أي سـلطة فـى

على مقتضى هذا المنطـق، إذ قـررت ١٠٩ ولقد خرجت المادة .اقتراح القوانين

."ق اقتراح القوانينلرئيس الجمهورية ولكل عضو من أعضاء مجلس الشعب ح"

ومنح رئيس الجمهورية حق اقتراح القوانين، قد تقرر فى الواقع باعتبـار

رئيس الجهورية رئيسا للسلطة التنفيذية، والمعروف أن السلطة التنفيذية هي التـى

تمارس تنفيذ القوانين، ومن ثم فهي األقرب على أرض الواقع، ومن ثم فإنهـا قـد

ثر مما قد يستشعر ك قانون معين أو إلى تعديل قانون قائم، أ تستشعر الحاجة إلى سن

مجلس الشعب فى جملته أو من خالل أعضائه، ومن هنا كان البد من إيجـاد قنـاة

تعبر من خاللها هذه الرغبات، ولقد جعل الدستور من رئـيس الجمهوريـة القنـاة

.راحات القوانين اقتالدستورية إلبالغ مجلس الشعب لما تراه السلطة التنفيذية من



- ١٣٤ -فإنه إن كان الدستور قد منح رئيس الجمهورية حـق اقتـراح , و من زاوية أخرى

إذ يبقى مـا , فإنه ليس من صالحيات رئيس الجمهورية سن هذا القانون , القوانين

و يجرى بحثه داخل المجلس حسب الخطة التـى , يقدمه رئيس الجمهورية إقتراحا

و دون أى سلطة أو تدخل مـن , كلمة األخيرة للمجلس و تكون ال , رسمها الدستور

, األمر الذى يعلن أن مجلس الشعب هو صاحب سلطة التشريع , رئيس الجمهورية

.حتى و لو كان لرئيس الجمهورية حق اقتراح القانون

حق رئيس الجمهورية فى إصدار القانون أو االعتـراض عليـه ال ينـتقص مـن

:سلطات مجلس الشعب التشريعية

لرئيس الجمهورية حـق إصـدار " من الدستور على أن ١١٢تنص المادة

."القوانين أو االعتراض عليها

وحسب التكييف الصحيح، فإن إصدار رئيس الجمهورية للقانون، ال يخرج

عن كونه شهادة من رئيس الدولة أن القانون قد تم سنه حسب ما تجرى به أحكـام

فى حد ذاته ال يدخل فى عملية التشريع، ألنه شهادة الدستور، ومن ثم فإن اإلصدار

تقع بعد تمام عملية التشريع، أنها قد وقعت صحيحة وسليمة وحـسب مـا يتطلبـه

.الدستور

وإذا كان ذلك بالنسبة لعملية اإلصـدار، فقـد يكـون التعـرض لمـسألة

االعتـراض علـى " ذلك أن .، على نحو يختلف عن ذلك "االعتراض على القانون "

، يعني عدم إصداره، ومعنى ذلك أن ال يبدأ القانون حياته، مما قد يعلـن أن "لقانونا

فى سلطة من يكون له حق االعتراض، التدخل فى العملية التشريعية بمـا يجعلهـا

تتحرى أن تكون قوانينها على هوى من له حق االعتـراض، حتـى ال تتعـرض

.لالعتراض، ثم الموت تحت وطأة هذا االعتراض

على أن يجعل حق االعتـراض ١٩٧١تفاديا لهذه النتائج حرص دستور و

لكلمة العليا واألخيرة فى حياة القانون، إنمـا هـي لمجلـس احقا مؤقتا، وأن يجعل

يتولى مجلس الشعب " بقوله ٨٦الشعب ذاته، تحقيقا لما قرره الدستور فى مادته رقم

."سلطة التشريع

¶: محذوف



- ١٣٥ -اض مدة ال يجوز أن يتخطاها صاحب حـق ومن هنا جعل الدستور لالعتر

االعتراض، ثم إنه إذا اعترض فى خالل هذه المدة، وجب عليه أن يعيد القانون إلى

مجلس الشعب ويعيد مجلس الشعب دراسة القانون ومناقشته، فإن أقره ثانية بأغلبية

ولقد أوضح الدستور هذه األحكام فى المـادة . صار قانونا وأصدر ،ثلثي أعضائه،

: إذ قال١١٣

إذا اعترض رئيس الجمهورية على مشروع قانون أقره مجلس الـشعب رده إليـه "

من تاريخ إبالغ المجلس إياه، فإذا لم يرد مشروع القانون فى هذا يوما خالل ثالثين

.الميعاد اعتبر قانونا وأصدر

عتبـر وإذا رد فى الميعاد المتقدم إلى المجلس واقره بأغلبية ثلثي أعضائه أ

وبهذا ال يكون حق االعتراض إال حق إيقاف أو تأجيل تنفيذ القانون "قانونا وأصدر

فترة قصيرة، يتأكد فيها أن للقانون تأييد داخل المجلس فتكون الكلمة للمجلس، بحيث

إذا ما أقره ثانية باألغلبية التى حددها الدستور، اعتبر قانونا وأصدر، وينتهي بذلك

.ق االعتراضاألثر الواقف لح

: تقرير السياسة العامة للدولة:ثانيا

تقريـر الـسياسة " فإن لمجلس الشعب حق ٨٦حسب ما جرى نص المادة

، والواقع أن هذا اختصاص يتفق مع طبيعة المجلـس ووضـعه فـى "العامة للدولة

.فالمجلس مجلس نيابي، أي أنه يتكون من ممثلي الشعب الدولة

مثال عن الشعب أو نائبا عن الشعب، فإنـه يكـون وإذا ما كان المجلس م

.يقرر المجلس السياسة العامة للدولة، باعتبار ذلك ممارسة لحق السيادة بديهيا أن

بيان ذلك أنه إذا كان الشعب هو صاحب السيادة، وكانت الحكومة مجـرد

يهي عامل لدى الشعب، يلتزم بتنفيذ سياسة صاحب السيادة، من هنا يكون من البـد

أن يتولى نواب الشعب تقرير السياسة العامة، التى يجب على الحكومة االلتزام بها،

.فإن لم تفعل فقدت الثقة، ووجب عليها إخالء مكانها آلخرين جديرين بهذه الثقة

¶: محذوف



- ١٣٦ - :إقرار الخطة العامة للتنمية: ثالثا

يقـرر مجلـس " بقولـه ١١٤عبر الدستور عن هذا االختصاص فى المادة

ولم يتعرض الدستور لكيفيـة " لشعب الخطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية ا

إعداد الخطة، وال كيفية ومواعيد عرضها على مجلس الشعب، مكتفيا بإحالة ذلـك

ويحدد القانون طريقة إعداد "١١٤لى القانون، بقوله فى الفقرة الثانية من المادة إكله

."الخطة وعرضها على مجلس الشعب

والمعروف أن خطة التنمية االقتـصادية واالجتماعيـة، تعنـى التخطـيط

للسياسيتين االقتصادية واالجتماعية، الواجب على الدولة السير عليها لمدة تحـددها

والقاعـدة أن .الخطة، وعادة ما تكون خمس سنوات وقد تكون أقل من ذلك أو أكثر

شروع غير مدرج بها، ومن هنا كانـت تلتزم الدولة بالخطة، وأنه ال يجوز تنفيذ م

أهمية تقرير مجلس الشعب لهذه الخطة، باعتبارها التعبير عن آمال الشعب وأسباب

ا يعني ضـرورة إقـرار مجلـس متقدمه، فضال عن أنها تستلزم أمواال لتنفيذها، م

.هل الشعبكاالشعب ما قد تستلزمه الخطة، من واجبات مالية على

خطة، كان فى النظم الشيوعية واالشتراكية، ثم انتقلـت وأول ظهور فكرة ال

منها إلى النظم الرأسمالية الغربية، لما تحقق من فوائدها لرسمها خريطة للتطـور

على مدار سنوات متتالية، مما يحقق انسجامها وتطورها تطورا مطردا ومتفقا مـع

.إمكانيات البالد

:عامةالموافقة على مشروع الموازنة ال: رابعا

مشروع الموازنة العامة، هو بيان بإيرادات الدولة المنتظرة فى العام القادم،

وباعتبار اإليرادات أعباء ماليـة .وبيان بمصروفات الدولة المتوقعة فى ذات السنة

.على المواطنين، كما أن المصروفات تمثل مشروعات تعود على المواطنين كذلك

امة، من أهم ما يختص مجلس الشعب بالموافقـة من هنا كان مشروع الموازنة الع

عليه، باعتباره ممثل الشعب، الـذى تمـسه الموازنـة فـى جانبيهـا اإليـرادات

.والمصروفات



- ١٣٧ -وحتى يتمكن مجلس الشعب من دراسة مشروع الموازنـة دراسـة جديـة

يجب عرض مشروع الموازنة العامة " من الدستور ١١٥ومتأنية، فقد قررت المادة

وتأكيدا لـسلطان " السنة المالية ءجلس الشعب قبل شهرين على األقل من بد على م

وال تعتبر نافـذة "١١٥الشعب على مشروع الموازنة قررت ذات الفقرة من المادة

بهذا تأكدت رقابة مجلس ".عليها) أي مجلس الشعب (إال بموافقته ) يقصد الموازنة (

.الشعب على موازنة الدولة

ة هذا االختصاص، لم يجعل الدسـتور موافقـة مجلـس وحتى تتحقق جدي

ويتم ١١٥الشعب على مشروع الموازنة جملة وإنما قررت الفقرة الثانية من المادة

."التصويت على مشروع الموازنة بابا بابا وتصدر بقانون

ورغم أن الدستور قد بسط هيمنة مجلس الشعب على مـشروع الموازنـة،

وال يجـوز " ١١٥فاذها، فقد قرر فى الفقرة الثانية من المادة وجعل موافقته الزمة لن

على أنه يجـب أن ."ال بموافقة الحكومة إعدل مشروع الموازنة يلمجلس الشعب أن

نضع هذا التحفظ فى إطاره ذلك أن الميزانية ال تصدر إال بموافقة مجلس الـشعب،

فإنه إما أن تتفق الحكومة وأنها ال توضع موضع التنفيذ إال بهذه الموافقة، ومن هنا

مـة أو وحد الهينتين، وإما أن تقع أزمة قد تطيح بالحك أمع المجلس، باعتناق رأي

.بالمجلس أو بهما جميعا

وإذا ما تمت الموافقة على مشروع الموازنة وصدر بهـا قـانون، تلتـزم

ـ فال يجو .الحكومة بتنفيذها على النحو الذى تمت الموافقة عليها على أساسه از له

جوز لها أن تقوم بالصرف على بند غير ي لغ من باب إلى باب ألي عذر، وال نقل مب

علـى مـا قررتـه الموازنـة لمحـل اوارد بالميزانية، أو يكون المصروف زائد

ن للحكومة أن تقوم بهذه األمور إذا وافق مجلس الـشعب علـى كوالمصروف، وي

افقة مجلس الشعب على نقل مبلغ تجب مو " بقولها ١١٦ذلك، حسب ما تقرره المادة

من باب إلى آخر من أبواب الموازنة العامة وكذلك على كل مصروف غيـر وارد

."بها، أو زائد فى تقديراتها وتصدر بقانون



- ١٣٨ - وإنمـا ،ةوهكذا لم يكتف الدستور بسلطان مجلس الشعب عند ميالد الموازن

١١٦حو ما قررته المـادة جعل للمجلس الرقابة على تنفيذها طوال حياتها، على ن

.من الدستور

: اختصاصات مالية:خامسا

إلى جانب اختصاص مجلس الشعب بمناقشة مشروع الموازنة العامة، على

نحو ما شرحنا فإن الدستور قد أناط بمجلس الشعب اختصاصات ماليـة واسـعة،

امة، علـى الع الواليةتبار المجلس ممثال للشعب، الذى يجب أن تكون له عوذلك با

.أموال الدولة جباية وإنفاقا

يجب عـرض الحـساب " من أنه ١١٨من ذلك ما أوجبه الدستور بالمادة

الختامي لميزانية الدولة على مجلس الشعب فى مدة ال تزيد على سنة واحـدة مـن

."تاريخ انتهاء السنة المالية يتم التصويت عليه بابا بابا ويصدر بقانون

مي هو بيان ما حصلته الدولة من إيرادات وما أنفقتـه مـن والحساب الختا

وعرض الحساب الختامي على مجلس الشعب، تأكيدا .مصروفات طوال عام مضى

.لسلطان المجلس فى المجال المالي للدولة

م سلطات المجلس فى هذا المجال، يظهر جليا فـى مجـال الـضرائب هوأ

بفرض الضرائب وإقرارها، يمثل أقـدم ونشير إلى أن اختصاص المجالس النيابية

والضرائب عبء علـى المـواطن، ولـو . وسلطات المجالس النيابية اتاختصاص

ندفع الحاكم الأو شريك يحد من سلطان الحاكم، تركت السلطات الحاكمة دون رقيب

ولهذا لم يكن مـستغربا .فى فرض الضرائب إلى حدود ترهق الشعب بما ال يطيق

إال ، على أن تقرر أن ال تفرض ضـرائب وال تـتم جبايتهـا أن تحرص الدساتير

.يصدر عن الهيئة التشريعية ممثلة الشعببقانون

إنـشاء "، أن ١٩٧١ من دستور ١١٩وسيرا على هذا النهج، قررت المادة

وأكدت الفقرة الثانية هـذه " الضرائب العامة وتعديلها أو إلغائها ال يكون إال بقانون

ال يجوز تكليف أحد أداء غير ذلك من الضرائب أو الرسوم إال فى و"السلطة بقولها

."حدود القانون



- ١٣٩ -وتمثل القروض عبئا على الدولة، وبالقطع فإن ذلك يـشكل فـى نتيجتـه

– ممثل الشعب – ولهذا جعل الدستور لمجلس الشعب .النهائية، عبئا على المواطن

ال يجوز للـسلطة التنفيذيـة عقـد " أنه ١٢١سلطانا فى هذا المجال، فقررت المادة

قروض أو االرتباط بمشروع يترتب عليه إنفاق مبالغ من خزينة الدولة فـى فتـرة

."مقبلة إال بموافقة مجلس الشعب

ونظم الدستور أحكام منح التزامات اسـتغالل مـوارد الثـروة الطبيعيـة

والنـزول عـن والمرافق العامة، والتصرف بالمجان فى العقارات المملوكة للدولة

أموال الدولة المنقولة، إذ جعل ذلك كله بقانون، حسب ما تجرى به كلمـات المـادة

يحدد القانون القواعد واإلجراءات الخاصة بمنح االلتزامات المتعلقة باستغالل "١٢٣

موارد الثروة الطبيعية والمرافق العامة، كما يبين أحوال التصرف بالمجـان فـى

دولة والنزول عن أموالها المنقولـة والقواعـد واإلجـراءات العقارات المملوكة لل

."المنظمة لذلك

: الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية:سادسا

أن تكون السلطة التنفيذية مسئولة عن أعمالهـا من أسس النظام البرلماني

بهـذا ١٩٧١ ولقد أخذ دستور .أمام البرلمان باعتباره ممثل الشعب صاحب السيادة

التى عددت سلطات واختصاصات مجلس الشعب، أن ٨٦لمبدأ، إذ قرر فى المادة ا

."يمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية"للمجلس أن

ولقد أكد الدستور مبدأ مسئولية الوزارة والوزراء، أمام مجلس الشعب، وأن

نواب ومن ١٢٧من رئيس مجلس الوزراء حسب أحكام المادة للمجلس سحب الثقة

الـوزراء "١٢٦ فتقـرر المـادة ١٢٦رئيس مجلس الوزراء حسب أحكام المـادة

مسئولون أمام مجلس الشعب عن السياسة العامة للدولة، وكل وزير مـسئول عـن

رولمجلس الشعب أن يقـر "وأردفت المادة لتقول فى فقرتها الثانية، .".أعمال وزارته

ثـم .." أحد الوزراء أو نـوابهم سحب الثقة من أحد نواب رئيس مجلس الوزراء أو

، أن لمجلس الشعب أن يقرر بناء على طلـب عـشر أعـضائه ١٢٧قررت المادة

.مسئولية رئيس مجلس الوزراء ويصدر القرار بأغلبية أعضاء المجلس



- ١٤٠ -هذا وسنتعرض لمدى هذه الرقابة، ووسائلها، وآثارها ونتائجها، عند دراسة

.١٩٧١، حسبما رسمها دستور ةالتنفيذيالعالقة بين السلطتين التشريعية و

الثالث الفرع

الضمانات المقررة ألعضاء مجلس الشعب

:تقديم

رأينا فى الفرع السابق، أن الدستور قد أناط بمجلس الشعب، بمهام كبيـرة

لهذا كان لزامـا، أن يرتـب الدسـتور ألعـضاء .وعلى درجة كبيرة من األهمية

اعدهم على أداء مهامهم، ويجعلهم فـى أمـان وهـم المجلس من الضمانات، ما يس

.يؤدون هذه المهام

ولعل أهم الضمانات التى قررها الدستور فى هذا المجال، عـدم مـسئولية

العضو عما يبديه من أقوال وآراء بالمجلس، وأن تكون للعضو حـصانة برلمانيـة

ائه، تحميه من القبض عليه، واختصاص المجلس بالفصل فى صحة عضوية أعـض

وتنظيم طريقة فصل األعضاء من المجلس ثم تقرير مكافأة برلمانية تساعده علـى

.التفرغ لهذا العمل

ونتولى شرح هذه الضمانات تباعا فى إيجاز يكفي إلظهـار الفكـرة، دون

.خلل بالتسلسل الفكري واالرتباط المنطقي

عدم مسئولية األعضاء عن أقوالهم بالمجلس : أوال

:واألساس القانونيالمفهوم

المقصود بعدم مسئولية أعضاء مجلس الشعب عما يبدونه من أقوال، فـى

المجلس وفى لجانه، إعفاء هؤالء األعضاء من المسئولية عن أقوالهم هـذه مهمـا

ة ومن هنا فإنه قد يطلق على هذه الضمانة تسمي.مخالفات كانت تشكل من جرائم أو

."الحصانة ضد المسئولية"


-0.01" منسق:المسافة البادئة: قبل:


¶: محذوف



- ١٤١ - بالنـسبة ألعـضاء ٩٨ هذه الضمانة فى المـادة ١٩٧١قد قرر دستور ول

.٢٠٥مجلس الشعب، ثم بسط هذه الحصانة، على أعضاء مجلس الشورى بالمادة

ال يؤاخذ أعضاء مجلس الـشعب عمـا " على أنه ٩٨ويجري نص المادة

."يبدونه من األفكار واآلراء فى أداء أعمالهم فى المجلس أو فى لجانه

مـؤدى نـص "بيان نوعية هذه الحصانة، قضت محكمة النقض بـأن وفى

حـصانة ألعمـال : من الدستور أن الحصانة البرلمانية نوعـان ٩٨، ٨٦المادتين

المجلس البرلمانية مقيدة بأن يكون العمل قد تم على الوجه المبين فـى الدسـتور،

ر واآلراء فى وحصانة مطلقة ألعضاء المجلس تمنع مؤاخذتهم عما يبدون من األفكا

الطعـن ." [ .أداء أعمالهم فى المجلس أو في لجانه ولو تجاوزوا فيها حدود القانون

، ص ٣٤، مجموعة المكتب الفنـي، س ٢٧/٢/١٩٨٣ ق جلسة ٤٦ لسنة ٥٣٨رقم

٥٦٣[.

:نطاق عدم المسئولية عن األقوال

مـن الدسـتور، ٩٨تتحدد حصانة العضو ضد المسئولية، المقررة بالمادة

.حدود ال يجوز الخروج عليهاب

تمتد إلى ما قد يرتكبـه ال ف ،بداءة هي إعفاء من المسئولية عن األقوال فقط

العضو من أعمال العنف، مثل الضرب أو اإلتالف أو غير ذلك، فمجال إعمال هذه

.الحصانة محدود بدائرة األقوال وفقط

تكـون األقـوال فـى ثم إن اإلعفاء من المسئولية من األقوال، محدود بأن

ال يؤاخذ أعضاء مجلس الـشعب "٩٨المجلس أو في إحدى لجانه فقط، بنص المادة

ويترتـب " بما يبدونه من األفكار واآلراء فى أداء أعمالهم فى المجلس أو فى لجانه

على ذلك أنه إذا صدرت عن العضو أقوال تشكل جريمة قذف أو سب، وكان ذلـك

نه ال حصانة وال عفو، وإنمـا تنعقـد فـى حقـه خارج المجلس وخارج لجانه، فإ

.المسئولية كاملة، حتى ولو كانت هذه األقوال متعلقة بأعمال المجلس



- ١٤٢ - :الطبيعة القانونية لهذه الحصانة

٩٨ األقوال المقررة بالمادة إليه أن اإلعفاء من المسئولية عن أول ما نشير مجرد حصانة ضد اإلجراءات، من الدستور، هو إعفاء موضوعي، بمعنى أنه ليس

.وإنما هو إعفاء من اإلجراءات، وإعفاء من المسئولية كلها، المدنية والجنائية جميعا وما ذلك إال ألنها ترفع صفة الجريمة عن هذه األقوال، فال تصلح محـال لـدعوى

ال يؤاخـذ "٩٨ وهذا أمر واضح من عبارة المـادة .ية وال محال لدعوى مدنية ئجنا ..." المجلسأعضاء

تعفى العضو عن ٩٨طلق، بمعنى أن المادة موهي حصانة مطلقة أو إعفاء مسئوليته عما يبديه من أقوال بالمجلس أو بلجانه، بشكل مطلق، أي أثناء العضوية وطوال مدة العضوية، وبعد انتهاء العضوية كذلك، فال يجوز مساءلة العضو عمـا

.لمجلس بعد انتهاء عضويتهأبداه من أقوال بالمجلس أو بلجان ا

بالمجلس ولجانه، قررهـا الدسـتور قوالوالحصانة ضد المسئولية من األ ـ الخوف من المسئولية حين أدا العضو من مراعاة لصالح عام يتمثل فى تحرير ه ئ

لعمله أو بسببه، ومن هنا فقد أجمع الفقه واستقر القضاء على أن الحـصانة ضـد لق بالنظام العام، فال يجوز للعضو التنازل عنها، كما أن المسئولية عن األقوال، تتع

للمحكمة، بل عليها أن تتعرض لها حتى ولو لم يدفع العضو بذلك، ثم أن للعضو أن .يدفع باإلعفاء من المسئولية في أي درجة تكون الدعوى عليها

الحصانة البرلمانية ضد اإلجراءات الجنائية:ثانيا

:ىنوناألساس القاوالمفهوم

عها أو ومفهوم هذه الحصانة، أنه ال يجوز اتخاذ إجراءات جنائية، أيا كان ن درجتها ضد عضو المجلس، إال بعد استئذان المجلس، ونتيجة ذلك أن ال يتعـرض

والحكمة من ذلك أن .العضو للقبض عليه أو ما شابه ذلك، إال بعد استئذان المجلس تعسفية، ال يكون لها من هدف أو غرض إال ال يتعرض العضو إلجراءات كيدية أو

وبهذه الحصانة يأمن أعضاء أحزاب المعارضة علـى .منع العضو من أداء عمله أنفسهم وحرياتهم ويتمكنون من الوصول إلى المجلس وإلى لجانه، ويؤدون أعمالهم،

.دون التعرض للقبض عليهم أو حبسهم

منسق:المسافة البادئة: قبل: 0"،تباعد األسطر: متعدد 1.2 سطر



فاصل صفحات: محذوف¶

¶: محذوف



- ١٤٣ -جلس الـشعب ستور ألعضاء م وإدراكا ألهمية هذه الحصانة، قد قررها الد

ال يجوز فى غير حالة التلبس بالجريمة اتخـاذ أيـة " أنه والتى قررت ٩٩بالمادة

وفى غيـر .إجراءات جنائية ضد عضو مجلس الشعب إال بإذن سابق من المجلس

ويخطر المجلس عند أول انعقاد .دور انعقاد المجلس يتعين أخذ إذن رئيس المجلس

."تله بما اتخذ من إجراءا

قرر الدستور، تمتع أعضاء مجلـس الـشورى، بالحـصانة ٢٠٥وبالمادة

. ألعضاء مجلس الشعب٩٩المقررة بالمادة

:نطاق الحصانة ضد اإلجراءات الجنائية

من حيث المكان فهي حصانة شاملة، بمعنى أن العضو يتمتع بها أيا كـان

ى لجانه أو خارج المجلس، مكان وقوع الجريمة، أي سواء كانت بالمجلس أو بإحد

.فأيا كان مكان وقوع الجريمة فالحصانة قائمة

ومن حيث نوع الجريمة، فقد كان هناك رأي ضعيف يرى أنه ال تعمـل إال

فى حدود الجنايات والجنح، وأنه ال محل ألعمالها فى مجال المخالفات، لبـساطتها

اتخـاذ أيـة إجـراءات .. .ال يجـوز "وكثرتها ولكن الراجح اآلن أن النص عـام

.، مما يجعله يستغرق كل اإلجراءات فى كل الجرائم.."جنائية

وهذه الحصانة مؤقتة، تزول بزوال العضوية،وتزول كـذلك بـصدور إذن

.المجلس أو إذن رئيس المجلس، إذا كان المجلس فى غير دور االنعقاد

الحـصانة، هذا ولقد أخرج الدستور حالة التلبس بالجريمة من دائرة هـذه

ال يجوز فى غير حالة التلبس بالجريمة اتخاذ أية إجراءات جنائية "٩٩بقول المادة

ولعل الحكمة فى إخراج حالة التلبس بالجريمة من دائرة " ضد عضو مجلس الشعب

الحصانة، أن العضو إذا ما كان متلبسا بالجريمة، فإنه يكـون كمـن أسـقط رداء

بح غير جدير بالحصانة، أو ألن التلبس بالجريمة، العضوية وهيبتها عن نفسه، فأص

يجعل القبض ضروريا قبل زوال أدلة إثبات الجريمة، التى قد تتعرض للـضياع أو

.للتالعب فيها، إذا انتظرت سلطات التحقيق استصدار إذن من المجلس





- ١٤٤ - :الطبيعة القانونية للحصانة ضد اإلجراءات

ـ راءات، ليـست مقـررة إال ضـد نشير بداءة إلى أن الحصانة ضد اإلج

اإلجراءات الجنائية فقط، بمعنى أنها ال تمتد إلى موضوع الجريمة، وال تؤثر فـى

مـا كل .وصفها، وال تقلل من درجتها، وال تمنع من المسئولية عنها جنائيا ومدنيا

تعنيه أنه ال يجوز اتخاذ اإلجراءات الجنائية ما دام العضو متمتعا بعضوية مجلـس

وفيما وراء ذلـك .ب، إال إذا أذن المجلس أو رئيسه إذا لم يكن فى حالة انعقاد الشع

.فالجريمة قائمة وبوصفها، والمسئولية معقودة على كاهل العضو جنائيا ومدنيا

ومن هنا تظهر الخاصية الثانية لهذه الحصانة، إنها حصانة مؤقتة، تنتهـي

و رئيسه، وإذا انتهت ألي من هـذه بزوال العضوية، وتنتهي بصدور إذن المجلس أ

. صالحيتها المقررة قانونااألسباب، عادت لسلطات التحقيق كل

من الدستور، والحكمة من وراء تحقيقهـا ٩٩وهذه الحصانة مقررة بالمادة

لعمله البرلمـاني، أدائهحماية العضو من القبض عليه أو حبسه، كيدا له أو لعرقلة

متعلقة بالنظام العام، يقع باطال كل إجراء يتخذ على خـالف ومن هنا فهي حصانة

، ويجوز التمسك بها أمام أي درجـة مـن اأحكامها، وال يجوز للعضو التنازل عنه

درجات التقاضي، ولو أمام محكمة النقض وألول مرة، وعلى المحكمة أن تتعرض

.لها من تلقاء نفسها، ولو لم يتمسك بها العضو

صاص المجلس بالفصل فى صحة عضوية أعضائه اخت: ثالثا

:تقديم

مسألتان يجب التفريق بينهما، صحة العـضوية، وصـحة الطعـون فـى

. وبوضوح التفرقة بينما تتضح حدود ومعالم هذه الضمانة.العضوية

:صحة العضوية

بإعالن نتيجة االنتخاب، يصير الفائز عضوا بالمجلس، وتكون عـضويته

وتبقى عـضوية العـضو صـحيحة، ال . وقرينة إعالن فوزه بها صحيحة، بشهادة

ومن ثم فليس للمجلـس أن يقـرر صـحة .تحتاج صحتها إلى تقرير من المجلس

ئهداا: محذوف




- ١٤٥ -عضوية أعضائه، إال إذا طعن فى هذه العضوية، هنا يكون للمجلـس الحـق فـى

.الفصل فى صحة الطعن من عدمه

من الدسـتور ٩٣المادة مؤدى نص "وفى هذا االتجاه، نقرأ لمحكمة النقض

أن مجلس الشعب ال يفصل فى صحة عضوية أعضائه إال من خالل فـصله فـى

طعن مقدم فيها، فإذا لم يكن طعن فهي باقية على أصلها من الصحة عندما أعلـن

."انتخاب المرشح، فال يلزم أبدا عرض صحة العضوية على المجلس لتقريرها

، ص ٣١، المجموعـة، س ٢٧/٢/١٩٨٣ ق جلـسة ٤٦ لـسنة ٣٨ الطعن رقم (

٥٦٨(.

يجري على ٩٣ولعله لذلك نجد أن المشرع الدستوري قد جعل نص المادة

، وأردف علـى ذلـك "يختص المجلس بالفصل فى صحة عضوية أعـضائه "قوله

وتختص محكمة النقض بالتحقيق فى صحة الطعون المقدمة إلى المجلـس " مباشرة

الفـصل فـى صـحة "ما يعني أن المقـصود بــ ، ب "بعد إحالتها إليها من رئيسه

، إنما هو الفصل فى صحة الطعون المقدمة فى العـضوية مـن عـدمها، "العضوية

بحيث إذا لم يكن هناك طعن، فال مجال لعرض العضوية على المجلس للنظر فـى

.صحتها من عدمها

:صحة الطعن فى العضوية

لعضوية، فإنـه يجـب ا ىأنه إذا قدم طعن ف " من الدستور ٩٣بينت المادة

تقديمه إلى المجلس، ثم يقوم رئيس المجلس بإحالة الطعن إلـى محكمـة الـنقض

للتحقيق فى صحته، وذلك فى غضون خمسة عشر يوما وتتولى محكمـة الـنقض

التحقيق خالل تسعين يوما من تاريخ إحالة الطعن إليها، ويعرض التحقيق والتقرير

..."حة الطعنبنتيجة على المجلس للفصل فى ص

يخـتص ":٩٣نتبين ذلك من مراجعة الفقرات الثالثة األولى مـن المـادة

المجلس بالفصل فى صحة عضوية أعضائه، وتختص محكمة النقض بالتحقيق فـى

.ا من رئيسهيهصحة الطعون المقدمة إلى المجلس بعد إحالتها إل



- ١٤٦ -من تـاريخ ويجب إحالة الطعن إلى محكمة النقض خالل خمسة عشر يوما

علم المجلس به، ويجب االنتهاء نم التحقيق خالل تسعين يوما من تاريخ إحالته إلى

.محكمة النقض

وتعرض نتيجة التحقيق والرأي الذى انتهت إليه المحكمة علـى المجلـس

للفصل فى صحة الطعن خالل ستين يوما من تاريخ عرض نتيجة التحقيـق علـى

."المجلس

:ة فى الفصل فى صحة الطعنالمجلس صاحب السلط

كيفية تحقيق ٩٣على ما رأينا فقد نظمت الفقرات الثالثة األولى، من المادة

.الطعون فى العضوية، وجعلت لمحكمة النقض االختصاص فى تحقيق هذه الطعون

على أن الدستور لم يمنح محكمة النقض إال سلطة التحقيق، ولـم يمنحهـا

، على نحـو ٩٣إذ قرر فى الفقرة الثالثة من المادة سلطة الفصل فى صحة الطعن،

أي محكمـة (وتعرض نتيجة التحقيق والرأي الذى انتهت إليه المحكمـة " ما رأينا،

..."على المجلس للفصل فى صحة الطعن) النقض

وهكذا جعل الدستور والية الفصل فى الطعن فى العضوية للمجلس ذاتـه،

.ان الطعن صحيحا من عدمهفالمجلس هو الذى يفصل فيما إذا ك

ولم يقيد الدستور المجلس بالرأي الذى انتهت إليه محكمة النقض، وكل مـا

قرره ضرورة عرض التحقيق الذى أجرته المحكمة والرأي الذى انتهت إليه علـى

.المجلس، الذى يكون له وحده ودون غيره، والية الفصل فى صحة الطعن

:حة العضويةالدستور يفرق بين صحة الطعن وص

وسيرا على الفكر الذى يفرق بين صحة العضوية وصحة الطعن، نجـد أن

وال تعتبر العضوية باطلة إال ": بقوله ٩٣الدستور يقرر فى الفقرة الرابعة من المادة

."بقرار يصدر بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس

ليـة مفاد ذلك أنه قد تنتهي محكمة النقض إلى صحة الطعن، وإلـى أن عم ، ومع ذلك، يعرض تقرير المحكمـة ورأيهـا اطلةانتخاب المطعون فى عضويته ب




- ١٤٧ -على المجلس، ثم يجري التصويت على بطالن العضوية، وال تعتبر العضوية باطلة

.ال بموافقة ثلثي أعضاء المجلس

وإذا كان الحال هكذا فإن تساؤال يثار، إذا كان القرار فى العضوية للمجلس، التحقيق بمعرفة محكمة النقض؟ وما قيمة هذا التحقيق؟ فلماذا كان

تحقيق محكمة النقض للطعن، هو تحقيق قضائي، ولرأي محكمة النقض فى الطعن بناء على تحقيقها وزنه، إال أن الدستور لم يجعل الفصل فى صحة الطعـن

– من وجهة نظر الدسـتور –للقضاء، إعماال لمبدأ الفصل بين السلطات بما يعني ومن هنا جعل بطالن العـضوية .عدم جواز أن يفصل القضاء فى عضوية المجلس

.من سلطان المجلس

فإذا ما انتهت محكمة النقض إلى صحة الطعن، وانتهى المجلس إلى رفض إلى التناقض بين تقرير محكمة النقض ؤدىالتقرير ببطالن العضوية، فإن ذلك قد ي

. أن التحقيق والتقرير بغير نتيجة أو بغير قيمةوقرار المجلس، مما قد يشير إلى

وإلزالة مثل هذا الموقف الغريب، والذى يجب أن ننزه الدستور عن االتجاه إلى مثل هذه النتيجة، نقول إن صحة الطعن وجديته شئ، والتقرير ببطالن العضوية

ومن هنا فإذا كانت محكمة النقض قد أفـصحت تحقيقاتهـا .آخرشيء أو صحتها وتقريرها عن صحة الطعن، وجاء قرار المجلس على خالف ذلك، فـإن عـضوية المطعون فى عضويته تصير صحيحة بقرار المجلس، ويبقى للطاعن، الذى قررت تحقيقات محكمة النقض وتقريرها صحة طعنه، طلب التعويض الجابر لما أصـابه

لمطعـون فـى من أضرار مادية وأدبية بما فى ذلك عدم تقرير بطالن عـضوية ا .عضويته، ويكون سند الطاعن فى ذلك تحقيقات محكمة النقض وتقريرها

:٩٣مالحظات على نص المادة

: من الدستور عدة مالحظات نوجزها فى اآلتي٩٣ولنا على نص المادة

جعل النص لمحكمة النقض والية تحقيق الطعن، وهذه خطوة كبيرة وواسعة، : وال أهي هذه الخطوة، بأن تجعل للقضاء سلطة الفصل فـى صـحة وكان المأمول أن تنت

.الطعن



- ١٤٨ - أن القول بأن فصل القضاء فى صحة الطعن، يعتبر من قبيل تدخل الـسلطة :ثانيا

القضائية، فى اختصاصات ووالية السلطة التشريعية، قول غيـر صـحيح علـى

، فهو ذلك ألن المطعون فى صحة عضويته، تصبح عضويته بالمجلس قلقة .إطالقه

لم يصبح عضوا بالمجلس بعد، ومن ثم فإن فصل القضاء فى صـحة الطعـن، ال

يعتبر تدخال فى والية السلطة التشريعية، وإنما هو من باب ممارسة القضاء لواليته

.لمنازعات مما يؤكد احترام مبدأ الفصل بين السلطاتاالعامة فى الفصل فى

ية تقرير صحة العضوية أو بطالنها، دون تقيد أن يعهد الدستور للمجلس بوال : ثالثا

بنتيجة تقرير المحكمة، يجعل القرار سياسيا بحتا، إنه قرار المجلس الـذى يتـأثر

باتجاهات األحزاب وآراء الزعماء، وهو أمر ال يبعث على الطمأنينة، وال يـساعد

.على إقامة العدل

طعن، ال تتحقق به المساواة بـين العهد للمجلس بإصدار القرار بالفصل فى ال : بعاار

الطاعن والمطعون ضده، ذلك أن القرار يكون بيد أعضاء المجلس وهـم زمـالء

.جلسمه، فى حين أن الطاعن غريب عليهم، ألنه خارج ال ؤالمطعون ضده وأصدقا

ويؤكد عدم المساواة ما اشترطه النص من أغلبية ثلثي أعضاء المجلـس لـصدور

هي نسبة عالية من الصعب تحقيقها، إن لـم يكـن ذلـك قرار ببطالن العضوية، و

.مستحيال، مما يفرغ الطعن من كل قيمة عملية

مهـا فـى حكمهـا و محكمة النقض هذه المالحظات فى عم أقرتهذا ولقد

والمنشور ٢٨/٢/١٩٩٠ ق الصادر بجلسة ٥٨ لسنة ٣٢٤٩الصادر فى الطعن رقم

إذا كان الدستور "،، إذ قالت ١٤٩، ص ١، العدد ٤١بمجموعة المكتب الفني، السنة

الشعب بالفصل فى صحة العضوية استثناء، فما قام به مـراده أن سقد اختص مجل

يجرده من مضمونه بأن يدفع به وسط صراع حزبي، تتقاذفه آراء تتجرد من حيدة

ولقد علل الحكـم " القضاء، التى تفرض أن ال يكون للقاضي مصلحة فيما يقضى به

عند وضـع هـذا –ذلك أن المشروع الدستوري "،تور هذا االتجاه بقوله اتجاه الدس

لم يكن قد أخذ بمبدأ تعدد األحزاب إذ أورد فى المادة الخامسة قبل تعديلها –النص

االتحاد االشتراكي هو التنظيم السياسي الذى يمثـل تنظيماتـه " بأن ١٩٨٠فى عام




- ١٤٩ -وهو ما كـان .. ى الشعب العاملة تحالف قو –القائمة على أساس مبدأ الديمقراطية

باعتبار أن التنظيم الواحد ال يقوم علـى مبـدأ الـصراع ٩٣يتسق مع نص المادة

ومـؤدى ذلـك أن اختـصاص .. .الحزبي، وإنما يأخذ بمبدأ االنقياد إلى رأي واحد

بعد تعديل المادة الخامسة من الدستور –مجلس الشعب بالنظر فى صحة العضوية

ال يمكن النظر إليه على أنه يقوم على مبدأ االحتكام –دد األحزاب باألخذ بنظام تع

، ومن ثم فهو اختصاص سياسي يستأبى علـى مبـدأ عـدل القـضاء ةفى خصوم

وحيدته، وهو ما الزمه أن يظل هذا االختصاص فى نطاقه السياسي، وينحصر فى

ـ ،مسألة االقتراع عليه ن واليـة دون أن يستطيل إلى اختصاص المحاكم بما لها م

عامة فى مراقبة اإلجراءات السابقة عليه، وتقدير ما شابها من األخطاء لتعـويض

."المضرور عنها، وفقا ألحكام المسئولية التقصيرية

اختصاص المجلس بإسقاط العضوية:رابعا

:بين إسقاط العضوية وبطالنها

فـى من الدستور التى تعرضت لحصة العضوية والفصل ٩٣رأينا المادة

، وال تعتبـر "الطعون التى تقدم ضد العضو، قد قالت فى فقرتها الرابعة واألخيـرة

..."العضوية باطلة إال بقرار

بهذا فإن العضوية الباطلة، هي العضوية التى شابها منذ البداية، عيوب عدم

توافر شروط العضوية، أو كان الفوز نتيجة انتخابات شابها عيوب تبطلهـا، ممـا

على ب إنما ينص .دة محال للطعن فى العضوية، البطالن على هذا األساس يكون عا

.عضوية قلقة، مطعون فى صحتها

بصدد إسقاط العضوية، فإننا نكون أمام عضوية صحيحة، ال خالف نافإذا ك

حول صحتها، وهي ثابتة للعضو ثم يقع ما ينتج عنـه أن يفقـد العـضو شـروط

. االنتخابالعضوية، بعد أن كانت كاملة وقت





- ١٥٠ -ولقد جعل الدستور والية إصدار القرار ببطالن لعضوية لمجلـس الـشعب

.على النحو الذى رأيناه من قبل

وتأكيدا لسلطان مجلس الشعب، وتأكيدا لعدم تدخل أي سلطة من الـسلطات

إنفراد مجلس الشعب بـسلطة إسـقاط ٩٦فى والياته، فقد قرر الدستور فى المادة

. أعضائهالعضوية عن

:حاالت إسقاط العضوية

إسقاط العضوية أمر خطير، وقد يستخدم للضغط على النائب وللتأثير فـى

عـددها فـى ى أن يكون إسقاط العضوية ألسباب ولهذا حرص الدستور عل .مواقفه

. ثم فرض أن يكون قرار اإلسقاط بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس٩٦المادة

ال يجوز إسـقاط عـضوية أحـد "، إذ تقول ٩٦ نتبين ذلك من نص المادة

قة واالعتبار، أو فقد أحد شروط العـضوية أو صـفة ثأعضاء المجلس إال إذا فقد ال

أن و يجـب أو أخل بواجبات عضويته،،العامل، أو الفالح التى انتخب على أساسها

.لعضوية من المجلس بأغلبية ثلثي أعضائهقرار إسقاط ايصدر

:٩٦مادةمالحظات على نص ال

: عدد من المالحظات٩٦ولنا على نص المادة

اتجهت إلى تعداد أسباب إسقاط العضوية، بصيغة تـوحى ٩٦م أن المادة رغ:أوال

تمثل ضمانة طيبة للعـضو، ولكـن – لو تحققت – وهذه .أنها على سبيل الحصر

.النص أورد بعض األسباب على شكل غير محدد

د أحد شروط العضوية، أو صفة العامل أو الفـالح فق"بيان ذلك أنه إذا كان

أسباب محددة واضحة، وتحقيقها سهل، وقد ال يكون محل " التى انتخب على أساسها

، أسباب غيـر "أو أخل بواجبات عضويته ... إذا فقد الثقة واالعتبار " ولكن .خالف

يفقـد محددة، وفى اإلمكان نسبة أي أمر للعضو تحت أي من هذين العنوانين، وقد

عضويته نتيجة ذلك، ونرى أن يتعرض التشريع لبيان ذلك، وطرق إثبات أي منها

.لطمأنينة لألعضاءاعلى وجه يوحي باألمن و





- ١٥١ - ونرى أن اشتراط النص أغلبية ثلثي أعضاء المجلس لصدور قرار إسـقاط :ثانيا

، العضوية، وهي أغلبية كبيرة قد يكون من الصعب تحقيقها، أمر محمود فى النص

فال يقع تحـت تـأثير سـالح ،ذلك أن مثل هذه األغلبية يمثل ضمانة قوية للعضو

.إسقاط العضوية عنه

مكافأة أعضاء البرلمان:خامسا

:الدستور يقرر مبدأ المكافأة

كان المتعارف عليه والسائد بين الدساتير والنظم الـسياسية، أن عـضوية

ثم وجد المفكرون أن .و عنها أي مكافأةالبرلمان، عضوية مجانية، ال يتقاضى العض

ذلك أمر يجعل الفقراء يتقاعسون عن التقدم لعضوية المجالس النيابية، وبذلك استأثر

.األغنياء بمقاعد البرلمان، ما يجعل البرلمان ال يمثل الشعب تمثيال حقيقيا

ومن هنا اتجهت الدساتير ناحية تقرير مكافـأة لألعـضاء، وانتـشر هـذا

.تجاه، حتى أصبح يمثل االتجاه العام فى هذا المجالاال

مكافأة ألعضاء مجلس الـشعب، ١٩٧١وسيرا مع هذا الفكر، قرر دستور

."يتقاضى أعضاء مجلس الشعب مكافأة يحددها القانون "٩١بقوله فى مادته

:الدستور يعهد للقانون بتحديد مكافأة عضو المجلس

مفـاد هـذا " يحددها القـانون "المكافأة، قرر أن وبعد أن قرر الدستور مبدأ

النص أن يتولى القانون تحديد المكافأة، أي أنه ال سلطان للسلطة التنفيذية فى تحديد

. وفى ذلك ضمانة للمجلس فى مواجهة السلطة التنفيذية.مكافأة أعضاء البرلمان

بشأن مجلس الشعب، وحددت المـادة ١٩٧٢ لسنة ٣٨ولقد صدر القانون

التاسعة والعشرون منه مكافأة عضو مجلس الشعب، وتستحق مـن تـاريخ حلـف

.اليمين

منسق:إلى الیمین، المسافة البادئة:0" قبل:



فاصل صفحات: محذوف



- ١٥٢ - ٢٩ جنيه شهريا، وذلك بتعديل المـادة ألفلى إولقد رفع المشرع المكافأة

.م٢٠٠٥ لسنة ١٧٥بالقانون رقم

وال يجوز التنازل عنهـا أو .. ." ذاتها فى فقرتها الثانية ٢٩وقررت المادة

وهذا حكم منطقي، فالمكافأة مقررة للعضو " .ئبرامن كافة أنواع الض الحجز عليها

لتساعده على التفرغ لعمله البرلماني، ومن ثم كان منطقيا أن ال يجوز له التنـازل

عنها ألنها ليست ميزة شخصية، وإنما لتحقيق صالح عام هو تفرغ العضو لعملـه

ن الحجز يعني عـدم إمكانيـة البرلماني، وكان منطقيا كذلك منع الحجز عليها، أل

وتقرير اإلعفـاء مـن كافـة أنـواع .ن تقريرها مصرفها، وبذلك يفوت الغرض

الضرائب، أنها ليست أجرا مما يخضع للضرائب، إنها مكافأة ألداء واجـب عـام،

.ومن ثم فإنها ال تصلح وعاءا للضريبة

عب مكافآت رئيس مجلـس الـش ٣٤ ،٣٣ ،٣٢ ،٣١هذا وقد بينت المواد

.ووكالء المجلس ورؤساء اللجان

:امتيازات مالية أخرى

، ١٩٧٢لـسنة ٣٨ من القـانون ٢٩إلى جانب المكافأة التى قررتها المادة

للعضو امتيازات مالية أخرى، تتمثل فى منحة حق االنتقال بكافة ٣٠قررت المادة

يستخرج "لى، أن وسائل المواصالت من دائرته إلى القاهرة، إذ تقرر فى فقرتها األو

لكل عضو من أعضاء مجلس الشعب اشتراك للسفر بالدرجة األولى الممتازة بسكك

ـ ت العامـة األخـرى أو الحديد جمهورية مصر العربية أو إحدى وسائل المواص

.الطائرات من الجهة التى يختارها فى دائرته االنتخابية إلى القاهرة

فوض الئحة المجلـس لتقريـر ولم يكتف المشرع بهذه االمتيازات، وإنما

وتبـين الئحـة المجلـس "٣٠/٢امتيازات أخرى، وبذلك تجرى كلمـات المـادة

.التسهيالت األخرى التى يقدمها المجلس ألعضائه لتمكينهم من مباشرة مسئوليتهم

وهكذا حرص المشرع أن ينص فى عجز الفقرة، على أن هذه التـسهيالت

ولهذا كان منطقيا أن تقرر الفقرة الثالثـة ."اتهملتمكين األعضاء من مباشرة مسئولي

على عدم جواز التنازل عن هذه التسهيالت، وال يجوز الحجز عليها، ٣٠من المادة



- ١٥٣ -ما أنها معفاة من كل أنواع الضرائب، على نحو ما قرره بالنسبة للمكافأة، وذلـك ك

علـى هـذا رى على أية مبالغ تدفع إلى األعضاء سوت "٣٠/٣حسب كلمات المادة

لحجـز االوجه، األحكام المبينة بالمادة السابقة فيما يتعلق بعدم جواز التنازل عنها و

.عليها وإعفائها من كافة الضرائب

الفرع الرابع

كيفية سير العمل بالهيئة التشريعية

:تقديم

تحقيقا الستقالل الهيئة التشريعية، فقد استقر الرأي على أن تختص الهيئـة

ريعية بوضع نظام سير العمل بها، وتختص وحدها كذلك بحق تعديل هذا النظام التش

.حسبما تراه محققا ألهدافها

يـضع "الدسـتور مـن ١٠٤المادة واعتناقا لهذه األفكار والمبادئ قررت

."لتنظيم أسلوب العمل فيه وكيفية ممارسة وظائفهمجلس الشعب الئحته

مـن أكتـوبر ١٦تور قرر مجلس الشعب فى من الدس ١٠٤وتطبيقا للمادة

خل عليها تعديالت، أهمها تلك التى تمت الموافقة عليها د الئحته الداخلية، وأ ١٩٧٩

.م٤/٧/٢٠٠٥م تعديالت ث ٢٠٠٥ من يناير ٣فى

.وحسب األحكام الواردة فى هذه الالئحة يسير العمل بمجلس الشعب

:األجهزة البرلمانية للمجلس

ة الرابعة من الالئحة أن األجهزة البرلمانية الرئيسية سـبعة أوضحت الماد

هي رئيس المجلس، مكتب المجلس، اللجنة العامة للمجلس، لجنـة القـيم، اللجـان

.النوعية، اللجان الخاصة والمشتركة والشعبة البرلمانية

ولقد تكفلت الالئحة ببيان كيفية تشكيل كل جهاز من هذه األجهزة، كما بينت

.اصاتها وكيفية العمل فيهااختص


فاصل صفحات: محذوف



- ١٥٤ - :رئيس المجلس

رئيس المجلس هو الذى يمثله ويتكلم "قررت المادة السادسة من الالئحة أن

ويحافظ على أمنه ونظامه وكرامتـه وكرامـة أعـضائه – وفقا إلرادته –باسمه

."ويشرف بوجه عام على حسن سير جميع أعمال المجلس

دة السادسة، فإن رئيس المجلس هو الذى وحسبما أوضحت باقي فقرات الما

يرأس الجلسات ويفتتحها ويعلن انتهاءها، وهو الـذى يـدير المناقـشات، ويحـدد

.كلم إلى التزام حدود الموضوعتموضوع البحث، ويأذن فى الكالم، ويلفت نظر الم

ويتولى رئيس المجلس طرح ما يؤخذ الرأي عليه، ويعلـن مـا يـصدره

.المجلس من قرارات

وإذا رأى رئيس المجلس أن يشترك في مناقشة أي مسألة مطروحة علـى

المجلس، فعليه أن يتخلى عن رياسة الجلسة، وال يعود إلى مقعد الرياسـة إال بعـد

.انتهاء المناقشة التى اشترك فيها

:مكتب المجلس

يشكل مكتب المجلس مـن رئـيس "قررت المادة العاشرة من الالئحة، أن

."وكيلينالمجلس وال

يضع مكتب المجلس فى بدايـة كـل دور " من الالئحة أن ١٥وبينت المادة

، كمـا "انعقاد عادي خطة لنشاط المجلس ولجانه بما يكفل السير المنتظم ألعمالـه

."اإلشراف على نشاط المجلس ولجانه"منحت مكتب المجلس

جلـس كذلك أن على مكتب المجلس معاونة أعضاء الم ١٥وقررت المادة

ه كذلك معاونة لجان المجلس للقيام بوظائفهـا، عليفى أداء مسئولياتهم البرلمانية، و

وأن يضع لهذه اللجان القواعد المنظمة إلدارة أعمالها، ويتولى كذلك التنسيق بـين

.أوجه نشاط هذه اللجانفاصل صفحات: محذوف



- ١٥٥ - رس ـــالفه

ــم الموضوع رقـ الصفحة

١ مقدمة ٢ تقديم

وإلـى ١٩٥٢ يوليـو ٢٣توري المصري فى المدة من النظام الدس :الفصل األول م ١٩٧١صدور دستور

٥

٦ م ١٩٥٣ وإلى العاشر من فبراير ١٩٥٢ يوليو ٢٣ الفترة من :المبحث األول مـن فبرايـر ١٠ مرحلة اإلعالن الدستوري الصادر فـى :المبحث الثاني

م١٩٥٣١٠

١٣ م ١٩٥٦ دستور :المبحث الثالث ١٤ م١٩٥٦السمات العامة لدستور :المطلب األول ١٤ م١٩٥٦ السمات الشكلية لدستور :الفرع األول ١٨ م١٩٥٦ السمات الموضوعية لدستور :الفرع الثاني ٢٣ م ١٩٥٦ طبيعة نظام الحكم فى ظل دستور :الفرع الثالث ٣٢ م ١٩٥٦ السلطات العامة فى ظل دستور :المطلب الثاني ٣٢ السلطة التشريعية:الفرع األول ٣٥ السلطة التنفيذية:الفرع الثاني أثر قيام الوحدة المصرية السورية وانتهائهـا فـى النظـام :المبحث الرابع

الدستوري٤٠

٤١ قيام الوحدة وأثر ذلك فى النظام الدستوري:المطلب األول ٤٥ ري انتهاء الوحدة وأثره على النظام الدستو:المطلب الثاني ٥٠ م ١٩٦٤ دستور مارس س:المبحث الخامس

٥٨ الدائم ١٩٧١ دستور :الفصل الثاني ٥٩ وسماته العامة١٩٧١ أسلوب صدور دستور :المبحث األول ٦٠ وتكييفه١٩٧١ أسلوب صدور دستور :المطلب األول ٦٣ م١٩٧١ السمات العامة لدستور :المطلب الثاني ٧٠ ١٩٧١لطات العامة فى دستور الس :الثانىالمبحث ٧١ رئيس الدولة: المطلب األول ١١٨ السلطة التنفيذية: المطلب الثانى ١٢٧ السلطة التشريعية:المطلب الثالث ١٢٧ يقيم برلمان من مجلس واحد ١٩٧١ دستور :الفرع األول ١٣٢ اختصاصات مجلس الشعب :الفرع الثاني ١٤٠ الضمانات المقررة ألعضاء مجلس الشعب:الفرع الثالث ١٥٣ كيفية سير العمل بالهيئة التشريعية:الفرع الرابع

١٥٥ الفهرس



رﻮﺘﻛد سار ﻮﺑأ ﻰﻌﻓﺎﺸﻟا ﺪﻤﺤﻣolc.bu.edu.eg/olc/images/124.pdf ·...

Documents