األدب العربي بین عصرین

المملوكي والعثماني

األستاذ الدكتور

نبیـل خالد أبو علي الجامعة اإلسالمیة–أستاذ األدب والنقد

نائب رئیس مجمع اللغة العربیة الفلسطیني

م٢٠٠٨الطبعة األولى

-٢-

-٣-

:أما قبل د والجام دارس والمعاھ ة اتفقت المناھج الدراسیة في الم ات العربی ع

المملوكي والعثماني باالنحطاط والفساد ، ووصف : على وصف العصرین ي ات ف دارس والجامع ود ، وأعرضت الم ك والرك ضعف والتفك ا بال أدبھممعظم البلدان العربیة عن تدریسھ ، واكتفت بما یردده أستاذ األدب العباسي

ردده أس ا ی ة عصور الضعف ، وم تاذ األدب عن نھایة عصور القوة وبدایث صر البع ة ع سابقین وبدای صرین ال ي الع وت األدب ف ن م دیث ع الحا سنة المختصین والدارسین كأنھ ى أل واإلحیاء ، صفات أضحت تجري عل

.حقائق بدھیة یعرفھا القاصي والداني ھ ا قررت ت بم د آمن ات ، فق ولم أكن أحسن حاال من خریجي الجامع

الجامعة ، وبقیت على ھذا الحال ال المناھج المدرسیة وأكده المختصون فيأعرف عن أدب العصرین إال الصفات السیئة حتى شھدت حادثة طریفة في

الذي كان یشرف -محمد زغلول سلام / مكتب عمید الكلیة األستاذ الدكتور ن –على رسالتي لنیل درجة الماجستیر د رسمي م ھ وف إذ حضر إلى مكتب

م المغرب العربي وحدثھ عن نیتھم تدریس أدب االنحطاط في الجامعة وأنھت ا رأی ذا المساق ، وحینھ دریس ھ ستطیع ت تاذ ی في حاجة إلى استعارة أسا ھ متھم ن مكتب د م ذا الوف زم یطرد ھ ل ح ة وبك ورة عارم ور ث أستاذي یث

...أعضاءه بالجھل صر ذا الع صادر ھ ن م ث ع ى البح ة عل ذه الحادث ي ھ د حفزتن لق

من صفاتھ ، وھكذا بدأت عالقتي بأدب العصرین وإعادة النظر فیما حفظتھة اإلسالمیة ي الجامع المملوكي والعثماني ، واستطعت أن أقنع المسئولین ف

قبل أن یتخرج أحد من الجامعة –بتخصیص مساق لتدریس أدب العصرین سطینیة ، ودارت - ، وقد تعرضت آنذاك النتقاد الزمالء في الجامعات الفل

ین بعضھم ي وب ت بین رور الوق ع م ة ، وم صحف المحلی ي ال ساجالت ف مسطینیة تحت ات الفل ي الجامع درس ف ط ی وكي فق أصبح أدب العصر الممل

صلیبیة "أسماء شتى ، منھا األدب "، و" أدب مصر والشام زمن الحروب ال " ...العربي في العصر الوسیط

اني ة ، یع وط المكان ي العصرین مغم ازال األدب ف ول م بقي أن أقم دا ، الظل ة ج ھ قلیل ة عن صین ، فالكتاب ة المخت اط غالبی ي أوس ار ف واإلنك

وتتسم بالسطحیة والتعجل ، لذلك رأیت أن أشرع في كتابة موسوعة تحاول ب أدب عصور ى جان ذین العصرین موضعھ الصحیح إل أن تضع أدب ھ

-٤-

راض ة أغ اب األول لدراس صص الكت ت أن أخ رى ، ورأی ة األخ العربیصرین ي الع شعر ف صص ال شعراء ، وأن أخ ة ال اني لدراس اب الث ، والكت

ضایا ، ھ من موضوعات وق للنثر كتابین أیضا ، أحدھما للنثر وما یتصل ب .والثاني للكتاب والمؤلفین أصحاب الموسوعات األدبیة والعلمیة

ھ صا لوجھ ل خال ذا العم ون ھ ق ، وأن یك الى التوفی أل اهللا تع أس . النصیر الكریم ، إنھ نعم المولى ونعم

األولفصل ال ینالحیاة العامة للعصر

والعثماني المملوكي

-٥-

:الحیاة السیاسیة : أوال إلى عصر الخلیفة العباسي یعود وجود الممالیك في العالم اإلسالمي ساماني المم )١(المأمون ن أسد ال وك ، وذلك حینما أھدى إلیھ أسیره نوح ب ل

ق ن الرقی ة ٢٠٠ سنة التركي طولون مع مجموعة م ث اتضح ھجری ، حی

نة ) ١( د س ید ، ول نة ١٧٠ھو عبد اهللا أبو العباس بن الرش ة س ولى الخالف ة ، وت وفي ١٩٨ ھجری ، وت

تة نة ھج٢١٨س ھ س ل أخی د قت األمر بع تقل ب ة ، اس ان ١٩٨ری و بخرس ة وھ تزادة . ھجری لالسروت : الحافظ جالل الدین السیوطي : راجع ي ، بی ر العرب دون (تاریخ الخلفاء ، طبعة دار الفك ب .٢٩١ – ٢٨٤، ص ) تاریخ

-٦-

ى ن الوصول إل ون م تأثیرھم في الحیاة السیاسیة حینما تمكن أحمد بن طولي مصر سنة ة ف ة الطولونی م وتأسیس الدول د ٢٥٤سدة الحك ة ، وق ھجری

غ عددھم ھ ، إذ بل ان دولت دعیم أرك ي ت ك ف ى الممالی ون عل ن طول اعتمد ابسود ، وسبعة أر ن ال ا م ین ألف ي ، وأربع آالف بعا وعشرین ألف غالم ترك

) .١(من األحرار المرتزقة ل ، جعل ج )٢(خشیدیةخشید الدولة اإلولما أسس محمد بن طغج اإل

ھ شھ وحرس ي جی ك ف غ عدد الممالی ث بل ك ، حی راك الممالی ن األت جیشھ م .) ٣(الي أربعمائة وثمانیة آالف مملوكالخاص حو

اطمي ، صر الف ر الع ي أواخ ك ف ى الممالی اد عل د ازداد االعتم وقرز ا ب أخرین ، كم اطمیین المت اء الف د الخلف سموعة عن تھم م وأصبحت كلم

وبي دین األی اة صالح ال د وف سیاسیة بع اة ال ات الحی ي مجری م ف ، )٤(دورھة ، وسعى ین الورث عندما تنازع ورثتھ على السلطة ، حیث قسمت البالد ب

الیب ا كل ال منھم إلى تدعیم سلطانھ بشراء الممالیك ، وتدریبھم على أس لقت ، األمر الذي ساعد على ظھور الممالیك كقوة شثم االعتماد علیھم في الجی

) .٥(حربیة ذات نفوذ وتأثیر في مجریات الحیاة السیاسیةك ، إال ال ھذا كلھ و ستقلة تختص بالممالی ة شرعیة م یعني قیام دولق قیام مثل ھذه الدولة لم یطل انتظاره ، فما أن یتوفى الملك الصالح أن تحق

ھ ك أبی د ممالی ى ی شاه عل ك المعظم توران نجم الدین أیوب ، ویقتل ابنھ المل

لنھضة المصریة ، دراسات في تاریخ الممالیك البحریة ، طبعة مكتبة ا:حسن علي إبراھیم : انظر ) ١(

.٢١، ص م١٩٦٧القاھرة نة ) ٢( م س شید الحك ج اإلخ ن طغ د ب ولى محم نة ٣٢٣ت وفي س ـجریة ٣٣٤ ، وت دول . ھ اریخ ال ت

.٨٦اإلسالمیة، ب ملوك النجوم الزاھرة في :جمال الدین بن تغري بردي : انظر ) ٣( مصر والقاھرة ، طبعة دار الكت

.٣/٢٥٩م ، ١٩٥٦المصریة ، ق ، كان) ٤( ار الرقی ن تج ة م ي سن الطفول ك صغارا ف شترون الممالی وبي ی دین األی خلفاء صالح ال

ویعھدون بھم إلى من یعلمھم اللغة العربیة ، وكتاب اهللا تعالى ، والتدین بآداب الشریعة ، ومالزمة فیھ مقدمة ، الصلوات واألذكار ، وإذا شب الواحد من الممالیك علمھ الفقیھ شیئا من الفقھ ، وأقرأه

ال ون القت الیب الحرب وفن ھ أس ي تعلیم ذ ف وغ أخ ن البل ى س ار إل إذا ص ع . ف زي : راج : المقری .٢/٢١٣م ، ١٩٩٨الخطط ، طبعة دار الكتب العلمیة ، بیروت

.٢/٩١٢ ، ١٩٧١ الحركة الصلیبیة ، الطبعة الثانیة ، القاھرة :سعید عاشور : راجع )٥(

-٧-

معترك الحیاة السیاسیة ، وتبدأ فصول التحول من )١(حتى تدخل شجر الدر .عربیة الحكم األیوبي إلى الحكم المملوكي لمصر ثم باقي البالد ال

:بدایة حكم الممالیك رن باسم شجر ك اقت ة الممالی ام دول یرى كثیر من المؤرخین أن قی

ت ي تول وب ، الت دین أی صالح نجم ال ك ال الدر زوجة السلطان األیوبي الملك : "السلطة بعد وفاتھ ، من ذلك قول المقریزي إن شجرة الدر أول من مل

ي مصر ، مصر من ملوك الترك الممالیك ، فھي أو لى سالطین الممالیك فوب ، صالح أی ك ال تراھا المل نس اش ة الج ة تركی ت جاری ا كان ك ألنھ وذل

) .٢.."(وحظیت عنده حتى أعتقھا وتزوجھا ام وب ع دین أی صالح نجم ال ك ال اة المل وقد أخفت شجر الدر نبأ وف

ي ٦٤٧ صلیبیین ف اربون ال م یح د وھ مل الجن رق ش ي ال یتف ة ؛ لك ھجریرة ، وأرسلت في طلب ابنھ تورانشاه ـ حاكم حصن كیفا ودیار بكر المنصـو

وه ھ قتل ك أبی ن ممالی م ، ولك د الحك نیابة عن أبیھ في الشام ـ كي یتسلم مقالیي ك ف ى مصر ، وذل ھ عل ن والیت ھر م ل من ش د أق م بع ھ لھ سوء معاملت ل

) .٣( ھجریة٦٤٨ والعشرین من شھر محرم السابعا وھكذا تھیأت الظروف لب انین یوم بالد ثم م ال قاء شجر الدر في حك

، ولكي یستمر حكمھا )٤(إلى أن اعترض علیھا الخلیفة العباسي ألنھا امرأةك "تزوجت أحد أمراء الممالیك دین أیب ة باسم " عز ال ي البدای م ف ذي حك ال

د م بع وب ، ث ي أی ن بن ل صغیر م م طف األیوبیین ، إذ اشترك معھ في الحكة راء ھزیم شام األاألم ن ال ادمین م وبیین الق ك ی ترداد مل م الس ن عمھ اب

در "ین باسم وقد ذكرھا بعض المؤرخ ) ١( ك " . شجرة ال ادي أن ھنال ار العب د مخت دكتور أحم رى ال وی

در ة "خلط عند ھؤالء المؤرخین بین شجر الدر وجاریة تركیة تدعى شجرة ال ة للخلیف ت جاری كانھ ) م١٢٢٥ – ١١٨٠(العباسي الناصر لدین اهللا رأ ل دا وتق ا جی ب خط ت تكت ھ ، وكان ة إلی ، مقرب، ) ھـ٦٣٤(م ١٢٣٦لما تغیر نظره ، ویملي علیھا األجوبة ، وتوفیت سنة المطالعات الواردة علیھ

ة مؤسسة ". ودفنت في تربة الخالطیة ببغداد شام ، طبع ي مصر وال ى ف ك األول ة الممالی ام دول قی .١١٩م ، ١٩٨٨شباب الجامعة ، اإلسكندریة

زي )٢( دین المقری ي ال أل :تق ة الت ة لجن وك ، طبع ة دول المل سلوك لمعرف شر ، ال ة والن یف والترجم .١/٢٦١، ١٩٣٩القاھرة

.٥٨١ ذیل الروضتین ، طبعة دار الجیل ، بیروت ، ص:و شامة بأ: انظر ) ٣(ھ ) ٤( ل قول ب أھل مصر بمث ھ ، : "أرسل الخلیفة المستعصم یعات دكم رجل تولون ي عن ا بق ان م إن ك

اضرة في أخبار مصر والقاھرة ، حسن المح: جالل الدین السیوطي " . فقولوا لنا نرسل لكم رجال .٢/٥٦م ، ١٩٩٧ ، دار الكتب العلمیة ، بیروت ١ط

-٨-

ادتھم ، ا سوتفریق شملھم وأ ، تورانشاه ستقل ر الكثیر منھم ، وقتل بعض ق ) .١(عز الدین أیبك بالحكم

ذه در لھ ھ الق ا یخبئ دركوا م سھم لی ك أنف اس وال الممالی ن الن م یك ولي الدولة الناشئة من مسئولیات جسام ، وما ستحملھ من تر ل ف ة تتمث كة ثقیل

ي التصدي ،القضاء على فلول الصلیبیین ، وتحطیم معاقلھم في الشرق وف .) ٢(لزحف جیوش ھمجیة تعرف بالمغول أو التتار

و خان حاصر جریةھ ٦٥٦محرم سنة من ثاني عشر الفي ف ھوالكي بجیش جرار یبلغ حوالي بغداد داد ف مائتي ألف مقاتل ، وكانت جیوش بغ

ي الرافضي غایة الضعف ن العلقم ذي ) ٣( والقلة ، وذلك بتدبیر الوزیر اب الدبر على اإلسالم وأھلھ من األمر الفظیع الذي لم یؤرخ أبشع منھ منذ بنیت

رز لل ن ب ھ و أصحابھ أول م ول بغداد ، وكان ھو وأھل ى مغ م أشار عل ، ثك ا یمتل ى م ھ ، واستولوا عل ي إذالل ار ف أمعن التت ن الخلیفة بالخروج ، ف م

ابر اء والقضاة واألك ن العلم ھ م ان مع ن ك وه وم م قتل األموال والجواھر ثوأولي الحل والعقد في بالده ، ثم مالوا على أھل البلد وأمعنوا في قتل جمیع نج م ی شبان ، ول ول وال دان والكھ ساء والول من قدروا علیھ من الرجال والن

داد سوى ل من أھل بغ ود والنصارى أھ ن الیھ ة م یھم الذم أ إل ن التج ، وم .)٤(وإلى دار الوزیر ابن العلقمي

بما فعلھ التتار في بغداد )٥(قطزسیف الدین الملك المظفر ولما بلغ للزحف على مصر ، أعد العدة وخرجموبالد الشام من جرائم ، واستعدادھ

نة ) ١( ي س ٦٥٢الطفل ھو الملك األشرف مظفر الدین موسى ، وكان صبیا عمره عشرة سنوات ، وف

، دار الكتب العلمیة ، ١تاریخ ابن الوردي ، ط. قام الملك عز الدین أیبك بخلعھ واالنفراد بالحكم .٢/١٨٠م ، ١٩٩٦وت بیر

، دار الكتب ١ مصر والقاھرة ، طملوك النجوم الزاھرة في :جمال الدین بن تغري بردي : راجع ) ٢( .٧/٢٢م ، ١٩٩٢العلمیة، بیروت

.٤٨ - ٧/٤٣النجوم الزاھرة : راجع ) ٣(وك ، :تقي الدین المقریزي ) ٤( ة دول المل سلوك لمعرف ا ، ال ادر عط د الق د عب ق محم ، دار ١ ط تحقی

.٥٠٠-١/٤٩٩م ، ١٩٩٧الكتب العلمیة ، بیروت ھ ھـ٦٥٥ عز الدین أیبك في أواخر ربیع األول سنة قتلت شجر الدر ) ٥( دما علمت بخطبت ، وذلك عن

وتولى الحكم بعده ابنھ السلطان الملك المنصور نور الدین ، البنة صاحب الموصل بدر الدین لؤلؤ ور علي ، وذلك في الخامس عشر من دبیر أم ام بت شھر ربیع األول ، وكان صغیرا في السن ، فق

ونظرا لتكاتف األخطار على الدولة اإلسالمیة ، وعجز . الملك نائب أبیھ األمیر سیف الدین قطز دین قطز ام سیف ال ار ، ق ك األخط صدي لتل دا عن الت م ع ور الحك الملك المنصور عن إدارة أم

.٥٠٧ – ١/٤٩٣انظر السلوك . وتولى ھو الحكم بخلعھ بعد سنتین وثمانیة أشھر ،

-٩-

ضان ھر رم ي ش ع ف ا تجم صري وم یش الم ى رأس الج ود عل ن الجن مین و ، )١( للتصدي لزحف التتارصرالمسلمین الشامیین في م نزل الغور بع

وفي یوم الجمعة الخامس والعشرین من شھر ، جالوت حیث جموع التتار الھزیمة من نصیب التتار الذین وكانت رمضان حدثت المواجھة الحاسمة ،

ساكر دم الع ل مق انھم ، وقت ادتھم وأعی م ق ل معظ د أن قت اربین بع روا ھ فأسر ابنھ ، وكان لشجاعة قطز وحسن تخطیطھ ومھارتھ ونوین التتریة كتبغا

ى و.) ٢(الحربیة دور بارز في االنتصار د تغن ذا االنتصار ، ق شعراء بھ ال ) :٣(من ذلك قول بعض شعراء دمشق

ركلھ ا الكف شام جمیع ي ال فـك ـف المبالملی ر األرظ

مزحم وزعـا بناء جكلم انیل عاك ذرك شاهللا بجوأ

تجد المواس د د اإلس ھوضح بعالموع د نھوض اإلس ھ عن

ھضیه وبرمسا بنززفاعتا مائد لم ات ف وث ھروضاجب

وكذلك قول الشیخ شھاب الدین أبو شامة مشیدا بالملك المظفر سیف ) :٤(الدین قطز والممالیك

ا ب التت اءھم غل بالد فج ى ال ر علملھم دد ش م وب شام أھلكھ بال

ھ ود بنف ي یج صر ترك ن م مسھ ن جن ة م يء آف ل ش ولك

ن بولقد تتبع األمیر ركن الدین بیبرس جموع التتار الفارة جماعة مىشجعان الجیش دإل شان ق ان الجی بالد ، وك راف ال ة أط ي معرك ا ف التقی

.)٥(أخرى حاسمة عند بیسان لقیت فیھا فلول المغول ھزیمة نكراءار كثیر من المؤرخین ویعد ى التت دین قطز عل ي انتصار سیف ال ف

میة ل یالد الرس ھادة الم الوت ش ین ج ك ع ة الممالی ث ، دول ا الوری ویرونھ . )٦(كل من األیوبیین والعباسیینسلطان لالشرعي داري الظاھرالملك حرص رس البندق دین بیب ن ال د وصولھ رك بع

عقد اإلسالمي ، فشرق مفي العلى اجتثاث اإلمارات الصلیبیة )٧(إلى الحكم

.مصر والحجاز والیمن استولى التتار على جمیع دول المشرق اإلسالمي باستثناء ) ١( . ٢٠١ – ٢/٢٠٠ تاریخ ابن الوردي . ٧/٧٦النجوم الزاھرة : راجع )٢( .٢/٢٠١تاریخ ابن الوردي : وانظر . ٧/٧٦النجوم الزاھرة ) ٣( . ٧/٧٦وم الزاھرة النج) ٤( .١/٥١٧السلوك ) ٥( .٢/٢٠٣تاریخ ابن الوردي : راجع ) ٦(ؤ ) ٧( كان قطز قد وعد بیبرس بتولیتھ إمارة حلب ، ثم عدل ووالھا لعالء الدین علي بن بدر الدین لؤل

ي لملك المظفر قطز صاحب الموصل ، فتربص بیبرس مع جماعة من أمراء الممالیك با أواخر ف

-١٠-

ة ة البیزنطی ع اإلمبراطوری ات م ض و، تحالف ى یناألوروبیادة القبع وعل، وأقام عالقات ودیة مع ملك قشتالة اإلسباني " مانفرد" اإلمبراطور مرأسھ

.) ١(مساندة منھمم حصول الصلیبیین على أي دعم أو لیضمن عد، ة ھ ٦٦٤عام وفي بالد سار جری ى ال رس من مصر إل الظاھر بیب

ا الشامیة للقضاء على معاقل الصلیبیین فی شھ فأغار ، ھ ب جی ت بعض كتائراد رابلس وحصن األك ور وط ا وص ى عك فد و، عل ى ص و عل تولى ھ اس

ى ى استولى عل ادى اآلخرة سنة وقلعتھا ، وواصل طریقھ حت ي جم ا ف یافة ، جریةھ ٦٦٥ ك المدین ا ، فمل ى قلعتھ رنج إل وھرب من كان فیھا من الف

ة ى أنطاكی رابلس حت شقیف وط رورا بال ھ م ل حمالت ة ، وواص دم القلع وھ .التي ملكھا ثم سلمھا لألمیر شمس الدین آقسنقر الفارقاني

ا ال ا سلطانوبینم ل التت شق أرس ي دم رس ف اھر بیب لھم الظ ر رسام دون باالنتق ابھم لیتوع الوت ، فأج ین ج ي ع زیمتھم ف ھ ھ ي طریق ھ ف بأنم استولوا علیھ من العراق والجزیرة والروم والشام ، الستخالص كل ما ث

جریةھ ٦٦٨في سنة عكا فأسر ملكھا وقتل وسبى الكثیر إلى واصل تقدمھ ة شن غاراتھ على جبلة والالذقیة والمرقب ٦٦٩ وفي عام ، وعرقھ ومرقی

. والقلیعات وصافیثا والمجدل وأنطرطوسفرقة من التتار عدتھا أن الظاھر بیبرس علم جریةھ ٦٧١وفي سنة

ارس ة آالف ف شام ثالث دن ال ض م صدت بع رة –ق ة والبی سار – الرحب فر تل وأق وھم شر ھزیمة ،ھزموشط الفرات ، بجیشھ ونازلھم عند سر الكثی

نھم م ، م شھ ث ار بجی ا ، قاصدا س روا منھ ر ف ار الخب غ التت ا بل رة ، فلم البییھم ، فدخلھا الظاھر بیبرس وأكرم أھلھا ن وأغدق عل ھ م ا غنم العطاء مم

ال والتتار ، ود في ھذا االنتصار ق اء محم و الثن دین أب ة شھاب ال )٢(العالم ) :١( أولھاطنانةقصیدة

ابن كثیر و . ٧/٧٦النجوم الزاھرة : نظر ا .وھو عائد إلى مصر وقتلوه من السنة ذاتھا ذي القعدة

د : د عب ق أحم ة ، تحقی ة والنھای یح ، ط البدای اب فت دیث ، ٥الوھ اھرة –دار الح ،م ١٩٩٨ الق١٣/٢٥١.

الریاض ، رالروض الزاھر في سیرة الملك الظاھر ، نشره عبد العزیز الخویط: ابن عبد الظاھر )١( .١٢٩ ص،م١٩٧٦

نة ) ٢( د بدمشق س ي ، ول ي الدمشقي الحنبل د الحلب ھو أبو الثناء شھاب الدین محمود بن سلیمان بن فھسا ٦٤٤ ل رئی شاء ، عم وان اإلن ي دی ھجریة ، وقد عال نجمھ فس سماء الشعر والنثر ، وتدرج ف

نة لدیوان اإلنشاء بعد موت محیي الدین بن عبد الظاھر أكثر من اب عشرین س ھ كت ن مؤلفات : ، م

-١١-

یمن ك المھ ئت ل ث ش ا سر حی ر جق م یب ـدل ـرتھین لل ذي أظھ ال

صت ا تراق رءوس وحلم تكـر الى ابح الفرات بس خضت صى من أقك واج الف حملت ن رأىرات أم وم

ا ك طودھ م ی ا ول ت فرق وتقطعاؤھم ال ت دم ر رش م یط صعید فل

المعاقل والورىشكرت مساعیك

م دار واحك رادك األق وع م فطا ـار ی ـادي ث د األع ھ عن ركن

ات ق ن مطرب ـاروك األیسم تص وج ال ـلھ ھ ن نع ـاربا م آث

ـار ـلھ األنھ ـواك تق را س بحرار شك الج إذ ذاك إال جی

سعید غ یش ال ى الج نھم عل ار م بار اد واألطی رب واآلس والت

نة ي س ةھ ٦٧٥وف ى الجری ر عل رس الظاھر سلطان ورد الخب بیببتجمع عساكر الروم والتتار على نھر جیحان فتصدى لھم الملك الظاھر في

ة وعساكره ، ن ھزمھم شر ھزیم ذا االنتصار ، م شعراء بھ ى ال د تغن ، وقا سیارة لشھاب الدطویلة قصیدة ذلك ي مطلعھ )٢(ین أبو الثناء محمود الحلب

: زائم ضي الع ي اهللا تم تكن ف ذا فل ك

صوارم وإال ون ال و الجف ال تجف ف

ى و ضوا عل م ، وق دوا ملكھ د وط ك ق ون الممالی صار یك ذا االنت بھالمي ، شرق اإلس ي الم ول ف اع المغ صلیبي ، أطم ود ال عفوا الوج ا أض كم

) .٣(إمارات متفرقة محاصرة في بعض مدن الشامحصون و وعزلوه فيك د ذل ك بع ى وقد تكفل سالطین الممالی ارات بالقضاء عل ك اإلم تل

صلیبیة رى ال و األخ دة تل نة واح ن س ع األول م ي ربی ةھ ٦٨٤، فف جریي ىاستول ان یحم ذي ك ب ال ى حصن المرق الوون عل السلطان المنصور ق

رابلس ة ط شمالیة لمملك دود ال راء الح ل أم ذي جع ر ال صلیبیة ، األم ال .الصلیبیین في الشام یسارعون إلى طلب السالم من قالوون

ى جریةھ ٦٨٦وفي سنة شا إستولى عل الوون جی أرسل السلطان قسلطان ي قوضھا ال میناء الالذقیة ، وھو أخر ما تبقى من إمارة أنطاكیة الت

.الظاھر بیبرس من قبل

ل " ناعة الترس ي ص ل ف سن التوس نة " ح وفي س ة ٧٢٥، ت ي . ھجری ھ ف ر ترجمت وم : انظ النج

.١٩٩ - ٢/١٩٨والدرر الكامنة . ٩/١٩٠الزاھرة .١٤٤ – ٧/١٤٣النجوم الزاھرة )١( .١٥٣ – ٧/١٥٠النجوم الزاھرة ) ٢(النجوم : انظر . عد أن قضى في الحكم تسع عشرة سنة ھجریة ، ب ٦٧٦توفي الظاھر بیبرس سنة ) ٣(

.٧/١٥٦الزاھرة

-١٢-

ة ھ ٦٨٨ سنة شھر ربیع اآلخر وفي الوون جری سلطان ق خرج ال، ثم خرج على رأس ) ١(على رأس جیش جرار وحاصر طرابلس ثم فتحھا

) .٢( ھجریة٦٨٩جیشھ قاصدا عكا ، ولكنھ توفي في ذي القعدة من سنة ى خطى الملك األشرف صالح الدین خلیل بن قالوون سار وقد عل

صلیبیین و ول ال ع فل ي تتب ھ ف اقل أبی ى مع ث ، ھمالقضاء عل ز حی أعاد تجھیع األول ي ربی ا ف ة ھ ٦٩٠سنة الجیش وخرج من مصر قاصدا عك ، جریا ، صار علیھ م الح لھا وأحك ھر وص سیرة ش د م ان ووبع صلیبیون ك د ال ق

صلیبیین وع ال ا ، فجاءت جم دفاع عن وجودھم فیھ ا استعدوا لل ن أوروب مر ق البح ن طری رص ع ى وقب ا إل ا م ، عك ین یوم ة وأربع د أربع ن وبع

صلیبیین الحصار سقطت عكا في قبضة الجیش اإلسالمي ، وتشتت شمل ال .) ٣(، وھرب بعضھم عن طریق البحر ، وقتل الكثیر منھم

صلیبیة ثم تتابع سقوط بقیة الحصون واإلمارات شام ، ال الد ال ي ب فور یدا وص ل وص ة جبی ث وقلع م عثلی وسث ود ... أنطرط ى الوج وانتھ

.) ٤(سالميالصلیبي في المشرق اإلیبدد أحالمھم في لم ن ی المغول والصلیبیمع ذلك فإن القضاء علىو

) ٥(السیطرة على المشرق اإلسالمي ، فمثال في عھد الممالیك البرجیةغرب آسیا ، فخرب بجیشھ الجرار على تیمورلنك زحف القائد المغولي

دھا إلى تبریز ، وقتل أھلھا ، وھاجم بالد التركمان واألكراد وتوجھ بعالظاھر ثم أرسل رسالة تھدید إلى السلطان ، .. .حلب ودمشق، ثم بغداد

لمواجھتھ ، على رأس جیش كبیر ، فقتل برقوق الرسل وخرج برقوق وبینما كان تیمورلنك مشغوال بالقتال في الھند دخل الظاھر برقوق بغداد ،

الظاھر لسلطان وطرد الحامیة المغولیة منھا ، وأعلن حاكم بغداد تبعیتھ ل

.٢٧٥ – ٧/٢٦٦النجوم الزاھرة ) ١( .صالح الدین خلیل وقد خلفھ في الحكم ابنھ األشرف .٧٥٤ – ١/٧٥٣السلوك : المقریزي ) ٢( .٧٦٥ – ١/٧٦٣السلوك : المقریزي ) ٣(سابق : انظر ) ٤( دھا ١/٧٦٥ال ا بع نة . ٩ – ٨/٣نجوم الزاھرة الو. وم صلیبیة س دأت الحمالت ال ب

ي ٦٩٢ھـ واستمرت حتى ٤٩٢ اقلھم ف ى أخر مع الوون عل ن ق ل ب ھـ ، حیث أجھز األشرف خلی .الشام

اھرة ) ٥( ة بالق راج القلع ي أب ون ف انوا یقیم م ك ة ألنھ وا ، سموا بالبرجی نة وحكم ن س ـ ٧٨٤م ى ھ حتالعصر الممالیكي : عبد الفتاح سعید عاشور : ستزادة راجع لال. ھـ ٩٢٣ سقوط دولة الممالیك سنة

.٣٩٣ص، م ١٩٩٤ مكتبة األنجلو المصریة ، ٣ ط،في مصر والشام

-١٣-

لنك من السیطرة ثانیة وبعد ست سنوات تمكن تیمور، )١(برقوق في مصربرقوق الظاھر ، وألن المنیة لم تمھل السطان -م ١٣٩٩ سنة –على بغداد

، فقد خرج ابنھ السلطان الناصر فرج على رأس الجیش لمواجھة تیمورلنك لسلطان الناصر مع اتیمورلنك ثم عقد ، في دمشق تمكن من ھزیمتھ و،

ذین ال – إطلمش –إطالق سراح أحد أقاربھ من األمراء یقضي باتفاقا فرج یطلق تیمورلنك ما لدیھ من األسرى وأن ، الظاھر برقوق أسرھم والده

ھجریة ٨٠٤عام ثم وفاتھ تیمورلنك وبعد رحیل ویرحل عن بالد الشام ، .)٢(ھدأت ریاح الشر التتریة

ینطلقون فقد كانوا بین الفینة واألخرى یین أما على صعید الصلیب ویھاجمون مراكب ،یقومون بأعمال القرصنةمن جزیرة قبرص واستولوا على عھد السلطان األشرف برسباىففي المسلمین في البحر ،

مركبین من مراكب المسلمین وفیھما حوالي مائة مسلم ، كما استولى ملك طان كانت محملة بھدایا مرسلة على مركب للسل" جانوس لوزینان"قبرص

.للسلطان مراد العثماني أرسل ھـ ٨٢٧، ففي سنة السلطان األشرف برسباى لم یتأخر رد و

األسطول البحري لغزو قبرص وتأدیب أھلھا ، وكذلك فعل في الحملة ، ولم یكن في نیتھ في الحملتین إحتالل الجزیرة ، ھجریة ٨٢٨الثانیة سنة

بتجمع أمراء الصلیبیین وجندھم في الجزیرة أرسل وعندما علم برسباي میناء "لیماسول"تدمیر من التي تمكنت ، ھجریة ٨٢٩الحملة الثالثة سنة

، واستولت على عاصمتھا ، وأسرت ملكھا والكثیر من جنوده ، الجزیرة لسلطان عادت بالغنائم الوافرة بعد أن أخضعت الجزیرة وأھلھا و

الشعراء بھذا النصر العظیم ، من ذلك قصیدة قد تغنى ، و)٣(الممالیكالشیخ زین الدین عبد الرحمن بن أنشدھا – ثالثة وسبعون بیتا –طویلة

) :٤(الخراط بین یدي السلطان ، أولھا يفرش األكیلبشراك یا ملك الم

ىل الع السمواتتحتفح تتف ي بالحسام المشرف قبرستوحبف

يف الخفط واللصرالن بھلج أنم

. ٣٨٠ – ٨/٣٧٠ ، ٣٥٣ – ٨/٣٥٢ كنز الدرر : لالستزادة راجع ) ١( للطباعة دار الحمامي،١ط، عصر سالطین الممالیك ونتاجھ العلمي واألدبي : محمود رزق سلیم) ٢(

.١٩٣ – ٧/١٩١ م ،١٩٦٥، .١٣١ – ١٤/١٠٤النجوم الزاھرة ) ٣( .١٤/١٣١السابق ) ٤(

-١٤-

كالئمه ب جنودفواهللا ح

ھا حفي وھو بأییدھا التاتادع

من ثورات الداخلیةتأمین الجبھة استطاع الممالیك قد وإجماال ف كما ، البدو والعربان في مصر ، وتغلبوا على أبناء البیت األیوبي في الشام

وقضوا على الوجود الصلیبي والمغولي في ، الخارجیة األخطار واواجھوأسسوا ملكا استمر زھاء ثالثة قرون تبوأت فیھ المشرق اإلسالمي ،

مصر مكان الصدارة سیاسیا وأدبیا وعلمیا وثقافیا ودینیا ، وكانت محط ، في حین نصیر العرب والمسلمینو، وقلعة األمن واألمان ، األنظار

)١(نت القاھرة العاصمة الروحیة للمسلمین في مشارق األرض ومغاربھاكا .

:العثمانیون في الوطن العربي نسب العثمانیین إلى األمیر التركي عثمان بن أرطغرل زعیم رجعی

وھم جیل من األجیال التركیة المتشعبة من ، )٢(الترك في بالد األناضولتحویل إمارتھم الحدودیة الصغیرة الواقعة في ، استطاعوا الجنس المغولي

في األناضول إلى دولة عظیمة مھیبة الجانب تتربع على " قره صو"وادي ي عل، وتبسط نفوذ اإلسالم )٣( عاصمة الدولة البیزنطیةالقسطنطینیةعرش

، وتنشر العدید من دول أوروبا الصلیبیةتتمدد في وآسیا ، العدید من دول مكانة العثمانیین وأثرھم في التاریخ إظھار وفي ، انور اإلسالم فیھ

فأما من حیث صدق : "اإلسالمي نكتفي برأي محمد قطب الذي یقول ، فإنا نجد سبیل ذلكي، وبذل الدماء واألموال ف خدمة ھذا الدینيالرغبة ف

ي، وكان جھدھم ف فیھم من ال یقل عن مرتبة التابعین رضوان اهللا علیھم

.١/٤٧٩السلوك ) ١(ي إرطغرل ١٢٥٨/ھـ٦٥٦ولد عثمان في مدینة سكود باألناضول سنة ) ٢( ر الترك م ، ووالده ھو األمی

ان وك آل عثم د مل م أح سلطان األعظ اه ال لیمان ش ن س تزادة را... ب ع لالس ي : ج د المحب : محم .١/١٣، ) بدون تاریخ(خالصة األثر في أعیان القرن الحادي عشر ، طبعة دار صادر ، بیروت

.م ١٤٥٣/ ھـ ٨٥٧فتح السلطان العثماني محمد الثاني بن مراد الثاني مدینة القسطنطینیة سنة ) ٣(

-١٥-

لجھد الصحابة والتابعین الذین حاولوا فتح القسطنطینیة أول اداالحقیقة امتدویكفیھم فى میزان اهللا أنھم توغلوا فى أوروبا . مرة على عھد األمویین

، فدخل من أراض وقلوبا، وفتحوا لإلسالم ما فتحو الصلیبیة ما توغلواحموا ویكفیھم فى میزان اهللا أنھم . الناس فى اإلسالم بعشرات المالیین

، فلم یجرءوا العالم اإلسالمى من غارات الصلیبیین خمسة قرون متوالیةأن یتجھوا مرة أخرى نحو الشرق لالستیالء على بیت المقدس كما فعلوا

ویكفیھم فى میزان اهللا . أول مرة حتى زالت الدولة العثمانیة من الوجود، لى أرض اإلسالممنعوا قیام الدولة الیھودیة ع أنھم حتى وھم فى النزع قد

ولم یتمكن شذاذ اآلفاق من التجمع إلقامة دولتھم إال بعد أن زالت دولة ، وللعلماء من حملة ھذا الدین كما أن احترامھم للعلم . الخالفة من الوجود

.)١("، مما یحسب لھم كذلك فى میزان اهللاة المراحل التي مرت بھا الدولوألن موضوع كتابنا ال یتسع لتتبع

العثمانیة ، واالنجازات التي حققتھا قبل وصولھا لحكم العالم العربي ننتقل ھجري ، للوقوف على كیفیة سیطرتھم على ٩٠٧مباشرة إلى أحداث العام

أعلن إسماعیل الصفوي نفسھ ملكا على ففي ھذا العام ،البلدان العربیة ب الرسمي إیران ، وألغى المذھب السني ، وجعل المذھب الشیعي المذھأرسل الدعاة إلیران ، ثم استولى على العراق وألحقھا بالمذھب الشیعي ، و

السنیة إلى األناضول لنشر مذھبھ ، األمر الذي أثار حفیظة الدولة العثمانیة الصفوي والجیش المجاورة ، وبدأت الصدامات العسكریة بین الجیش

.العثماني بایزید الثاني البنھ العثماني تنازل السلطان للھجرة ٩١٨وفي العام

السلطان الجدید أن یستعد لمواجھة الزحف وكان على سلیم األول ، ھجري التقى الجیشان في وادي ٩٢٠الصفوي الشیعي ، وفي عام

وانھزم الجیش الصفوي ، ودخل الجیش العثماني مدینة تبریز "جالدیران"رمینیة الغربیة ، وما عاصمة الصفویین ، ثم استولى على الكثیر من بالد أ

.بین النھرین ، وتبلیس ، ودیار بكر ، والرقة والموصل ثم استغل السلطان العثماني سلیم األول حالة الوھن التي استشرت

في جسم دولة الممالیك في مصر والشام ، وزحف بجیشھ الجرار على

د قطب ) ١( ة : محم ى ، مؤسسة المدین ة األول ا المعاصر ، الطبع شر ، واقعن صحافة والطباعة والن لل

.١٥٢م ، ص١٩٨٦السعودیة

-١٦-

ھجري في مرج دابق قرب حلب بالجیش ٩٢٢الشام ، والتقى عام " خیر بك"ي ، وانھزم الجیش المملوكي بعد أن انضم قائد الجیش المملوك

قنصوة "وبعض فرق الجیش للعثمانیین ، وسقط السلطان المملوكي .)١(عن فرسھ میتا من ھول الخیانة والھزیمة" الغوريفي حلب ، وحمص ، وحماة ، وواصل الجیش العثماني تقدمھ

سلیم "لى الشام توجھ السلطان ودمشق ، وفلسطین ، وبعد أن بسط نفوذه عاألول على رأس جیشھ إلى مصر ، وفي القاھرة إلتقى جیش الممالیك بقیادة

، وبعد معركة طاحنة انھزم الجیش المملوكي ، ) ٢"(السلطان طومان باي ٩٢٣دخل السلطان سلیم األول القاھرة سنة ووفر السلطان طومان باي ،

على مصر ، وألقوا القبض على سیطرتھم العثمانیون ھجریة ، وبسط طومان باي وشنقوه وعلقوا جثتھ على باب زویلة ، أحد أبواب مدینة

.القاھرة وكما بسط العثمانیون سیطرتھم على أراضي دولة الممالیك في

، كذلك بسطوا نفوذھم على باقي البلدان تھا مصر والشام ، وسطروا نھایمراكش والجزائر ، وقد حافظت لیبیا وتونس–دول المغرب العربیة ،

ومكة المكرمة ، والمدینة المنورة ، وإمارات الخلیج ، -على استقاللھا ) . ٣(ھجریة ٩٧٦سنة العربي ، وأخیرا الیمن

وقد أضحت ھذه الدولة القویة التي ال تغیب الشمس عن أراضیھا ى وحازت اسم خالفة ، وأضحرمزا لوحدة األمة اإلسالمیة وقوتھا ،

.) ٤(السلطان العثماني خلیفة للمسلمینوكما كانت البدایة بدأت فصول النھایة ، إذ توفرت لھذه الدولة

، وأطلق المؤرخون العظیمة أسباب الوھن ، ودخلت في مرحلة الشیخوخة

زي -: انظر ) ١( دین الغ م ال ور ، : نج ل جب ق جبرائی ة العاشرة ، تحقی ان المئ سائرة بأعی ب ال الكواك

صالحي شمس الدین محمد - . ١/٢٩٥م ، ١٩٤٥طبعة بیروت ون ال ن طول د ب : بن علي بن أحمب مفاكھة الخالن في حوادث الزمان ، وضع ح ى ، دار الكت ة األول واشیھ خلیل المنصور ، الطبع

.٣٣٤م ، ص ١٩٩٨العلمیة ، بیروت .أصبح سلطانا بعد وفاة السلطان قنصوة الغوري في مرج دابق ) ٢(ت ) ٣( ة ، وكان ة والمدین ال مك و ح ا ھ ال ، كم ال قت أعلنت بعض الدول دخولھا تحت حكم العثمانیین ب

.ھجریة ٩٧٦وال تحت رایة العثمانیین ، وذلك سنة الیمن أخر البالد العربیة دخشر ) ٤( ع ع رن التاس ي الق انیین ف سالطین العثم ى ال ق عل ة أطل ب خلیف ا أن لق ى باش ر موس رى عم ی

ھ . المیالدي ي : انظر كتاب اریخ األدب العرب ر –ت ى ، دار الفك ة األول اني ، الطبع العصر العثم .١٣م ، ص١٩٨٩المعاصر ، بیروت

-١٧-

علیھا اسم الرجل المریض ، وباتت عاجزة عن التصدي لألخطار اإلغارة على صلیبیون داؤھا الوبدأ أعالخارجیة والمؤامرات الداخلیة ، المنخرطة في عقد الخالفة واحدة یةوربأطراف الدولة ، وانتزاع الدول األ

سجلت الحرب الكونیة األولى شھادة وفاة الخالفة العثمانیة ثم تلو األخرى ، تحت نیر ، واقتسم الحلفاء المنتصرون إرثھا ، ووقعت الدول العربیة

/ ھـ ١٣٥١ا نھایة العصر العثماني سنة ، وأعلن رسمی)١(الالحتالل .)٢(م١٩٢٣

:االقتصادیةحیاة ال: ثانیا م ى سدة الحك ا إل عمل الممالیك منذ اللحظة األولى التي وصلوا فیھ

ى التي كانت ت على التصدي لألخطار الخارجیة تھم ، والقضاء عل تھدد دول

ث أع) ١( بانیا اد الصلیبیون احتالل الوطن العربي في مطلع العصر الحدیث ، حی سا وأس شاركت فرن ت

المغرب ثم م ، ١٨٨١تونس وم ، ١٨٣٠سنة الجزائر ، احتلت في احتالل دول المغرب اإلسالمي د استعمرت مصر ١٩١١ سنةواحتلت إیطالیا األراضي اللیبیة . م ١٩١٢ ا فق نة م ، أما بریطانی سسودانم ،١٨٨٢ داب ١٨٩٨ وال ت االنت راق تح رق األردن والع سطین وش عت فل م ، ووض

اني نةالبریط ا ب ١٩٢٠ س دأت بریطانی ھ احتالل م ، وب یج وإمارات نة الخل ت ١٨٠٠س م ، وفرضم ١٩٢٠ سوریا ولبنان تحت االنتداب الفرنسي قعتوو. م ١٨٩٩سیطرتھا على جمیع أقالیم الخلیج

. ب : حسون علي -: لالستزادة راجع ) ٢( ة ، المكت ة الثالث ة ، الطبع الدولة العثمانیة وعالقاتھا الخارجی

ة ، : حسن صبحي – . ١٩٧م ، ١٩٨٣اإلسالمي، بیروت ة العربی د األم صھیوني ض آمر ال الت .٩٧م ، ١٩٦٨دار النھضة العربیة ، بیروت

-١٨-

وقد بذلوا قصارى قرار ملكھم ، استھدفت است الفتن والثورات الداخلیة التي ودھم لت ان جھ ن واألم اھم ، وفر األم اءولرعای ي إرس تقرار ف ائم االس دع

:قوتان وقد ساعدھم على ذلك أرجاء دولتھم في مصر والشام ، ي تصدیھم ل دین اإلسالمي القوة الدینیة التي تجسدت ف دفاع عن ال ل

ار صلیبیین والتت ھ ال ي وج ات ، وا ، ف ر المقدس اء دور وتحری ام ببن الھتمال اء أمث الطینھم األقوی ل س ا فع اء ، كم اء بالعلم ادة واالحتف اھر العب الظ

مما أدى إلى ... بیبرس ، والمنصور قالوون ، والناصر محمد بن قالوون .التفاف الناس حولھم

شھم وة جی صیص وق الجنود وتخ اء ب ھ ، واالعتن سن تنظیم وحة م اإلقطاعات الزراعی ل لھ ي تكف ة الت اة الكریم ان ، الحی ا ك ى م یرا عل س

معموال بھ أیام األیوبیین ، حیث كانت األراضي الزراعیة في مصر مقسمة راء عشرة ، راریط ، ولألم ود عشرة ق ا ، للجن إلى أربعة وعشرین قیراط

سلطان ة لل سكریة وأربع وانین ع نظم وق ا ب اع محكوم ذا اإلقط ان ھ ، وكتفادة من غلة األرض ومحصولھا ، كما تضمن صارمة تتیح للمقطع لھ االس

دة ،وفي حالة اإلخالل بشروط اإلقطاع عدم بیعھا أو توریثھا ، أو انتھاء م .)١( إلعادة توزیعھاللسلطانتعود األرض وفاة المقطع لھ اإلقطاع ، أ

صادیة اة االقت سیاسیة والحی اع ال ین األوض ة ب ت العالق ا كان ولمالقتصادیة ازدھرت فترات طویلة في عھود السالطین الحیاة اطردیة ، فإن

، حیث ازدھرت األمان ووفروا األمنحموا البالد والممالیك األقویاء الذین اة . الزراعة والتجارة والصناعة وقد كانت مدخوالت الزراعة عصب الحی

صادیة ، و ا االقت ان خراجھ ة ك ة الدول رئیس لخزین د ال ى ، الراف افة إل إض .رائب التي تفرض على عائدات الصناعة والتجارة المكوس والض

د یل ا وق ت المحاص ة ة یلزراعتنوع ات الجغرافی وع البیئ ، بتنروف الموال ة ظ ن ، ناخی ان القط صر ك ي م اه ، فف صادر المی صب وم وق

ضراوات وب والخ سكر والحب ل ، ال ھ والنخی ا، والفواك ن وغیرھ مل ر النی اه نھ ى می دت عل ي اعتم یل الت شام المحاص ي ال ضیات ، وف الحم

وب ھ والحب روم والفواك ضراوات والك ل والخ ون ، ووالنخی اقي والزیت ب

وقائع الدھور ، تحقیق محمد بدائع الزھور في : محمد بن أحمد بن ایاس الحنفي : لالستزادة انظر ) ١(

اھرة ة ، الق ة لقصور الثقاف ة العام ة الھیئ سم األول ، –الجزء األول ، ١٩٨٢مصطفى ، طبع الق .٣٩٧ص

-١٩-

داول اه الج شتویة ، ومی ار ال ى األمط ا عل ي ریھ د ف ي تعتم یل الت المحاص .واألنھار د لو تم ق سالطین اھ ي ال ادة مساحة األراض ة ، وزی ویر الزراع بتط

اموا ة ، فق رع والخلجان شق ب الزراعی اء ، واالت ستصالح األراضي ، وبن .الجسور قد مع ذلك فلم یكن العصر المملوكي كلھ عصر رخاء وازدھار ، فو

القحط ، وقل ھطول األمطار ، أحیانا بأوقات عصیبة ساد فیھا مرت البالد سوب ار وانخفض من ي األنھ اه ف رع المی ت المحاصیل و ، فوالت ارتفعت قل

ر ، وفتكت المجا شر الفق اس األسعار ، وانت ة بالن راض ع شرت األم ، وانت . )١(واألوبئة

كذلك كانت الصناعة رافدا من روافد االقتصاد في العصر المملوكي ، وكانت شریحة الصناع في المرتبة الثانیة من حیث العدد بعد

توزعوا على ثالثة أنواع من الصناعات ، الصناعات شریحة المزارعین ، ن ، وجمیع أنواع األسلحة من سیوف الحربیة كصناعة المراكب والسف

وف األطعمة ورماح ومجانیق وغیرھا ، والصناعات الغذائیة كصناعة صن، . ..وصناعة المالبس ، وبناء المنازل والقصور واألشربة والحلویات ،

األثاث وأدوات الزینة والزخارف وغیرھا من التحف التي صناعة و ) .٢(زخرت بھا قصور األمراء والسالطین

ار سیاسي واالزدھ تقرار ال ل االس ي ظ شطت ف د ن ارة فق ا التج أمشام ومصر ، أو الزراعي والصناعي ، دن ال ین م ة ب سواء التجارة الداخلیع التجارة الخارجیة بین ذلك لعب الموق ة ، ك دول األوربی دولة الممالیك وال

ي ارزا ف شام دورا ب صر وال ي لم ة الجغراف ارة العالمی ت التج ث كان ، حیوانئ ب ر م مصر ضائع الشرق األدنى واألقصى تأخذ طریقھا إلى أوربا عب

ة ة التجاری ذه الحرك ن ھ والشام ، وشكلت الرسوم والضرائب المحصلة مك النشطة رافدا مھما من روافد خزینة الدولة ، لذلك اجتھد سالطین الممالی

أمین طرق التجارة ، ي ت دن ف بعض م صلیبي ل اء االحتالل ال ي أثن ى ف حتعقدوا االتفاقات والمعاھدات التي تحمي حركة التجارة وتكفل ، حیث الشام

ادة ،إغاثة األمة بكشف الغمة : المقریزي ، تقي الدین )١( اھرة ، نشره محمد زی ٤١ص. م ١٩٤٠الق

،٤٢. . وما بعدھا ٣/١٧٢ الخطط و . ١/٥٢٧وك السل: لالستزادة انظر كتابي المقریزي ) ٢(

-٢٠-

ار ن التج شیط ،) ١(أم ى تن وا عل ذلك دأب ة ك ارة الداخلی ة التج والخارجیك ن ذل ا ، م سین مرافقھ سور ، و وتح ة الج رق ، وإقام د الط اء تمھی بن

ي حل في المدن وعلى الطرق الرئیسة )٢(الخانات م لیستریح فیھا التجار ف ھففي فلسطین ، وترحالھم بین مدن الشام ومصر والعراق والجزیرة العربیة

ى شیر إل وب غزة ، و مثال ن ونس جن ت خان ی ي بی رس ف خان الظاھر بیببیال ، و الذي ، المقدس ا س ا وجعلھم ف عل ألحق بھ طاحونا وفرن ھ عدة وق ی

ي ، قرى ببالد الشام والقدس دوادار ف ین ، وكذلك خان األمیر طاجار ال جن .)٣(.. .وخان المصرف وخان الفحم في بیت المقدس

ت ل وكان ة تنتق دان العربی دن والبل ین الم ة ب ارة الداخلی ر التج عبالحرائر سلع ك ض ال صدر بع ت ت ة ، وكان وانئ البحری ة والم رق البری الط

شة سكر واألقم ن وال ون والقط ت الزیت صابون وزی صمغ وال ور وال والتمیل ن المحاص ا م ى وغیرھ صریة إل شامیة والم وانئ ال ر الم ضائع عب والب

الصین تنتقل بعض السلع كالتوابل والبخور والعطور من أوربا ، كما كانت ي ، ت والھند إلى البالد العربیة عبر البحر األحمر والخلیج العرب ذلك لعب كین اري ب یط التج شام دور الوس ي مصر وال ساحلیة ف دن ال شرق الم دول ال

. والغرب ة شكل رواج الحركة وقد ة ، التجاری ة الدول د خزین ن رواف دا م راف

اح والمكاسب ى األرب سكان ، فباإلضافة إل صادیة لل اة االقت كما أنعش الحیة ت الدول ة ، كان ة المختلف التي جناھا التجار والعاملون في المرافق التجاری

ض بتتقاضى ضری ة الب ن قیم ة م ي المئ ین الخمسة والعشرة ف ائع ة تراوح ب . )٤(والسلع التجاریة

وزراء اة ال ى حی صادي عل اش االقت اھر االنتع ست مظ د انعك وقة ، و صور الفخم شیدوا الق سالطین ، ف راء وال رفوا واألم ا أس ي تزیینھ ف

ي ، و اء التحف والحل ن اقتن روا م ي عدد الجواري وتأثیثھا ، وأكث الغوا ف ب

ع ھاعقدمن ذلك الھدنة التي ) ١( الوون م سلطان ق صلیبیین ال نة ال ا س ي عك ة ھ ٦٨٢ف ة جری ، والھدن

ك : طھ ثلجي : لالستزادة انظر . جریة ھ ٦٨٤ سنةصور معھم في ، مملكة صفد في عھد الممالی .١٧٥ – ١٧٤م ، ص ١٩٨٢ ، دار اآلفاق الجدیدة ، بیروت ١ط

ات : والفندق بلغة أھل الشام "خان ، وھو النزل أو الفندق ، : مفردھا ) ٢( ذه الخان ن ھ الخان السبیل م .١/٦٥٥تاج العروس " . التي ینزلھا الناس مما یكون في الطرق والمدائن

. ٨٧تاریخ نیابة بیت المقدس : وانظر أیضا .٢/١٤، دار الكتب العلمیة بعة ط ،السلوك ) ٣( . ٩٠تاریخ نیابة بیت المقدس : راجع ) ٤(

-٢١-

ت مظاھر ) ١...(العاملین فیھا الخدم و اة بعض ، وكذلك تجل ي حی راء ف الثتم شرائح المجتمع ، ن یھ ا م راء غالب من علماء وفقھاء وتجار ، ووجد الفق

عشرة یتصدق بكان - مثال –بتعلیمھم وتوفیر الطعام لھم ، فالظاھر بیبرس نة ل س ي ك ى اآالف إردب ف ساكین و عل راء والم راء لفق یم الفق -دور تعل

ل ب و ، -والرباطات الزوایا ان یتكف ام ألاك اء یت ن أبن ا م م م وفر لھ د وی الجنالتجار والمیسورون حذو سلطانھم في الوزراء واألمراء و ، وقد حذا كفیھمی

.)٢(أوقات القحط واشتداد الغالء

ل الرخاء فقد العصر العثماني أما وة وعوام ى أسباب الق اشتمل علات نظ ھ واالنتعاش االقتصادي ، كما حمل بذور الضعف والكساد في طی ام

في ثالث قارات ، وإطالل مدنھا اإلداري ، فترامي أطراف الدولة العثمانیة األطلسي ، والھندي ین المحیطوبلدانھا على أھم المنافذ المائیة في العالم ، ك

رو ط ینالبح ر المتوس یل ال، واألحم وع المحاص ى تن ة أدى إل زراعییة بین مدن وبلدان والمنتجات الصناعیة ، كما أدى إلى رواج التجارة الداخل

.العالمدول معظم الدولة العثمانیة ، والتجارة الخارجیة مع سكري ، اع الع ام اإلقط انیون نظ ى العثم ة أبق عید الزراع ى ص فعل

ت مساحات األراضي وتوسعوا فیھ ین اإلقطاع ، ، واختلف ي توزعت ب التھ زم ت علی ا كان ات الخاصة عم ف ، والملكی ك ، والوق كلت إذ شن الممالی

للسالطین وأفراد عائالتھم ، والعاملین ة عطالمق - المیري –الدولة أراضي في قصورھم ، ولقادة الجند والفرسان ، وكبار الموظفین المدنیین ، ورجال

ا . شكلت النسبة األكبر من مساحة األرض الزراعیة .. الدین والعلماء یلیھالدولة لإلنفاق على المساجد األراضي التي أوقفھا السالطین وبعض رجال

راء شفیات والفق دارس والمست ض .والم ا بع ي تملكھ ي الت را األراض وأخیالعائالت المیسورة ومتوسطة الحال ، وقد كان أصحابھا عرضة الستغالل ع ن دف ا ع ضھم أحیان ز بع وكي ، وعج اكم الممل اني ، والح ا العثم الباش

ر ، ضھ الضرائب واإلتاوات لكلیھما ، فصودرت أر وة الفق ى ھ وانحدر إل .والبؤس

ع ) ١( تزادة راج رة -: لالس وم الزاھ س - . ٧/١٧٤النج ة لوكال ب العلمی ة دار الكت – ٣/٣٠٢، طبع

٣٠٣. .٧/١٦٠النجوم الزاھرة - . ٢/٢١٨تاریخ ابن الوردي -: راجع ) ٢(

-٢٢-

ة واد األولی وع الم ت بتن ي فتنوع وطن العرب ي ال صناعة ف ا ال أمد ، ل بل ي ك وفرة ف صناعة المت تھرت ب ثال اش صر م بغ فم سیج ، وص الن

س ، سیوف والمالب د كال ناعات الحدی ض ص ود ، وبع س والجل المالبواألثاث الخشبي ، رة ، وفنون العماوالزخارف التحف واألسلحة الناریة ، و

كندریة ، ي اإلس صید ف وارب ال سفن وق شق .. وصناعة ال تھرت دم ، واشصابون ، الزجاج وبعض المدن السوریة بصناعة ة ، وال ھ المجفف ، والفواك

اث الخشبي ، یة ، واألث ي النحاس سوجات وواألوان صوف والمن ر وال الحریة ، لحة عام ناعة األس د وص صھر الحدی ان ب تھرت لبن تھرت واش ، واش

ود ، والمصنوعات الخشبیة فلسطین بصناعة الصابون ، والزجاج ، والجلف واشتھرت الیمن والصدفیة ، ي الفضیة ، وتجفی ود ، والحل بصناعة الجلھ ، و ة الفواك ادق العربی ة كالبن ناعة األدوات الحربی د وص ھر الحدی ، ص

) .١.(..والنصال والسیوف التي اشتھرت بھا مدینة صعدة ي د ساعد تنوع المحاصیل الزراعیة ، والمنتجات الصناعیة وق ف

ا ة ، وبینھ بالد من جھ ذه ال ین ھ ى رواج التجارة ب ي عل بالد الوطن العربین ا وب م بینھ ة ، ث ة ثانی اني من جھ وذ العثم وبین باقي البالد الخاضعة للنف

.دول العالم بأسره ي ر ف ر األكب ة األث بالد العربی ع ال ین جعلكما كان لموق ا وسیطا ب ھ

دن مر الشرق والغرب ، وجعل ن الم د م افس العدی ة ، یتن ز تجارة عالمی اك ، )٢(دول أورباباقي على الوصول إلیھا تجار البندقیة ، وتجار فرنسا و

د ة ، وق ي المواسم والمناسبات الدینی كذلك نشطت حركة التجارة فمكة والمدینة تحولت فشجع العثمانیون ھذه التجارة بإعفائھا من الضرائب ،

ربالء ، المزارات مراكز تجاریة ، كذلك مدن والقدس النجف وك الشیعیة ك .لمسیحیة مثل بیت لحم والناصرة او

اني ) ١( ي العصر العثم ة ف بالد العربی ي ال صناعات ف ع للتعرف على ال یس -: راج د أن ة : محم الدول

.١١١م ، ص ١٩٨٥العثمانیة والشرق العربي ، طبعة مكتبة األنجلو المصریة ، القاھرة دوري - ز ال د العزی ات : عب ز دراس ى ، مرك ة األول ة ، الطبع ة العربی اریخي لألم وین الت التك

. وما بعدھا ١٢١م ، ص ١٩٨٤الوحدة العربیة ، بیروت ة عن فمدینة اإلسكند ) ٢( رة العربی بھ الجزی ریة كانت مركز التجارة بین إفریقیا والتجارة القادمة من ش

طریق البحر األحمر من جھة وأوربا من جھة أخرى ، ومدینة حلب كانت مركز الحركة التجاریة ق د عن طری ن أصفھان والھن ل م ر والتواب ا الحرائ ي ، تردھ یج العرب راق والخل ران والع ع إی م

رحیم : لالستزادة راجع ... البصرة وبغداد د ال رحمن عب د ال رحیم عب د ال اریخ : عب ن ت فصول م .م ١٩٩٠مصر االقتصادي واالجتماعي، الھیئة المصریة العامة للكتاب ، القاھرة

-٢٣-

ورغم حرص اإلدارة العثمانیة على تأمین طرق التجارة الممتدة في ى أرجاء الدولة إال أن ال سطو عل ي ال ا ف بدو وقطاع الطرق قد نجحوا أحیان

اطق ل التجاریة ، مما اضطر التجار القواف ع ضریبة في بعض المن ى دف إل ) . ١(نظیر حمایة تجارتھم وأنفسھم" الخوة"للبدو عرفت باسم

وما ١٠م ، ص ١٩٦٧الرحلة النجدیة الحجازیة ، المطبعة الجدیدة ، دمشق : محمد بھجت البیطار ) ١(

.بعدھا

: االجتماعیةحیاةال: ثالثا اختلفت وجھات نظر المؤرخین في تقییم واقع الناس االقتصادي في

جتمع ، فابن خلدون طبقات الم عددالعصر المملوكي ، وتباینت آراؤھم في ، ھما الطبقة الحاكمة ، طبقتین متمایزتین قسم أفراد المجتمع إلى ی– مثال -

ة ، ار موظفي الدول د وكب ادة الجن وزراء وق راء وال سلطان واألم شمل ال وت .) ١(وتشمل كل فئات الشعب وشرائحھ، وطبقة الرعیة

ین ال ة ب ة الحاكم ي الطبق اوى ف د س دون ق ن خل ان اب سلطان وإذا كاء وساوى وقادة الجند أو كبار موظفي الدولة ، ین األثری في طبقة الرعیة ب

ع ین شرائح المجتم ة ب صادیة واالجتماعی روق االقت ل الف راء ، وتجاھ والفقة ین الطبق شاسعة ب وة ال ار الفج ى إظھ ھ عل ل اھتمام ب ج ة ، وص المختلف

ات ال ا الحاكمة والرعیة ، فإن المقریزي توسع في تقسیم فئ ع ، وجعلھ مجتمأھل الیسار من اني ثالالقسم ول أھل الدولة ، واألالقسم : "أقسام ، ھي ةسبع

ة ن ذوي الرفاھی ة م ي النعم ار وأول سم ، والتج ثالق ة الثال م الباع ، وھویقال لھم أھل البز ، ویلحق بھم أھل المعایش ، متوسطو الحال من التجار

سوقة ، م ال سم ووھ عالق ح الراب ل الفل م أھ رث ، وھ ات والح ل الزراع أھاء وطالب خامسالالقسم الریف ، والقرى ووسكان ل الفقھ م ج راء وھ الفق

سادس ووالكثیر من أجناد الحلقة ونحوھم ، ، العلم سم ال صنائع الق اب ال أربن ، األجراء ، و و سابع ذوو أصحاب المھ سم ال ة والمسكنة والق م الحاج وھ

.)٢("یشون منھمالسؤال الذین یتكففون الناس ویعن ا م زي وغیرھم دون والمقری ن خل سیم اب ي تق ر ف ام النظ إن إنع

ؤرخین ا نق ) ٣(الم وكي یجعلن صر الممل ي الع ع ف ات المجتم أن وللطبقصادي ستوى االقت ي الم ایزة ف ات متم ع طبق ى أرب سم إل ع انق المجتم

شیة ي والخصائص المعی ات ھ ذه الطبق شمل : ، وھ ة وت ال الدول ة رج طبقضاة السلط ن الق ة م ار موظفي الدول ان واألمراء والوزراء وقادة الجند وكب

د ا : انظر ) ١( دون عب ن خل رحمن ب اھرة : ل والق ، الق ة بب ة األمیری ة ، المطبع ـ ، ص ١٣٢١المقدم ھ

١٨٣. ة : تقي الدین أحمد بن علي المقریزي ) ٢( اھرة ،إغاثة األمة بكشف الغم ة الق - ٧٢ص ، ١٩٤٠طبع

٧٣. شیخ ضبطھ وص، الدرر الكامنة في أعیان المائة الثامنة : ابن حجر العسقالني : انظر مثال ) ٣( ححھ ال

.١/١٩٦ ،م ١٩٩٧بیروت ، الوارث محمد علي ، دار الكتب العلمیة عبد

-٢٥-

اء ورؤساء الدواوین وكبار الكتاب ، ثم طبقة ذوي الیسار من التجار والفقھاب ة وأرب ن الباع ال م طي الح شمل متوس ة فت ة الثالث ا الطبق اء ، أم والعلم

م و الب العل ل الزراعات الحرف وط كانوأھ ف س رى والری راالق ، وأخیساكین راء والم بالد الفق وال ال سب أح نقص ح د وی ددھم یزی ان ع د ك ، وق

.السیاسیة واالقتصادیة رف اة الت م حی ت لھ ازات كفل ى بامتی ة األول راد الطبق ع أف د تمت وق

الكثیر م ب ف لفھ والبذخ ، حیث استأثر السالطین والوزراء واألمراء ومن لدات كعائدات األراضي الزراعی من خیرات البالد ، م ، وعائ ة لھ ة الموقوف

دات ى عائ افة إل نھم ، إض ر م ا الكثی شتغل بھ ان ی ي ك ارة الت راج التج الخ .الضرائب و

ك ى الممالی ة –وقد اقتصرت الطبقة الحاكمة عل ة وبرجی ، - بحرین لموا م ذین أس ة وجركسیة وبعض ال ة وكردی ن أصول تركی وغالبیتھم م

ي التتار ، أما أبناء الشعب فلم یسمح ل ة ف ھم بالوصول إلى المناصب الرفیع . )١(الدولة ، كقیادة الجیش أو نیابة السلطنة أو اإلمارة

ة عاش الممالیك في قصور رة الغرف والقاعات ، فخم شتمل كثی تذھب ، ة بال ا مزخرف قوفھا وحیطانھ رف ، س على كل مظاھر الرفاھیة والت

شغوالت ف والم س التح ضم أنف اث ، ت ل األث ة بأجم ا ، مفروش اكن فیھ أمسم خاص یضم والحفالت جتماعات االوواسعة لألعمال الرسمیة ، وفیھا ق

ان ات وقی ت ،الكثیر من الغرف للنساء من زوجات ومحظی سھم وكان مالب .األحزمة والنعالوتوشى بالذھب والجواھر حتى أغطیة الرءوس

بة تولی بة ، كمناس ل مناس ي ك االت ف یم االحتف سلطان یق ان ال ھوكشفاء من مرض أو خروجھ الالسلطنة واالحتفاء بضیف أو سفیر ، والفرح ب

من المدینة أو عودتھ إلیھا ، وكان بعض السالطین یجلسون للقضاء والنظر ة في المظالم مصطحبین معھم قضاة المذاھب األربعة ، و كبار رجال الدول

.، والحرس الخاص االت و، السالطین بإنشاء المساجد والمدارس قد اھتم و أقاموا االحتف، وتناظر األولى التي ألقیت فیھا للدروس ، واستمعوا عند افتتاحھا الحاشدة

.٣١٢ ، ٣/٣٠٢ ، ١/٤٤١السلوك : لالستزادة راجع ) ١(

-٢٦-

ا أبعض األئمة والعلماء في مع ن یطالسالأحیانا بعض دین وغیرھ ، مور ال .)١(من ذلك المجالس العلمیة التي اشتھر بھا األشرف الغوري

د وقد تشبھ اة بااألمراء والوزراء وقادة الجن ي حی سالطین ف ذخ ل البرف ، ت ووالت صر كان شام وم ي ال شرة ف صورھم المنت ل ق صور مث ق

سالطین ، ف ال اث وتح ن أث ضمھ م ا ت ا ، وم ا وطالئھ ث زخرفتھ ن حی م . )٢(ومقتنیات وخدم وجواري

سیاسیة اة ال اد عن صخب الحی ك االبتع اء الممالی وقد آثر بعض أبنالم ة وس یش بدع سكریة ، والع ة ، وق) ٣(والع ة علمی ضھم مكان ق بع د حقدواداري : وثقافیة یشار إلیھا بالبنان ، ومنھم أبو بكر بن عبد اهللا بن أیبك ال

نة وفى س رر المت امع الغ درر وج ز ال اب كن احب كت ة ، ٧٣٤ص ھجریاق ابن دقم ي المعروف ب دمر العالئ ن أی د ب ن محم راھیم ب وصارم الدین إب

ھجریة ، ٨٠٩ المتوفى سنة صاحب كتاب االنتصار لواسطة عقد األمصارك وغرس الدین خلیل بن شاھین الظاھري صاحب كتاب زبدة كشف الممال

ال ٨٧٣وبیان الطرق والمسالك المتوفى سنة و المحاسن جم ھجریة ، وأبوفى سنة ابكي المت ردي األت ن تغري ب و ٨٧٤الدین یوسف ب ة ، وأب ھجری

ا روف ب ي المصري المع د الحنف ن أحم د ب ات محم اس صاحب إبن البرك ی ) .٤(.. ھجریة ٩٣٠نة كتاب بدائع الزھور في وقائع الدھور المتوفى س

ذخ ، رف والب اة الت وكذلك عاش الكثیر من علماء الدین والكتاب حیاتھم ، ة حی ي طریق راء ف سالطین واألم شبھوا بال ا ت را م دق وكثی ث أغ حی

واشتغل بعضھم علیھم السالطین ، وأقطعوھم الضیاع والبساتین والحقول ، وا الجواري والخدم ، ة ، واقتن وت الفخم بالتجارة ، فامتلكوا القصور والبی

اس باسم ن الن رھم م ان عن غی ك الزم ل ذل ین "وقد میزھم أھ )٥"(المتعمم

ك ، : عبد الفتاح سعید عاشور -: لالستزادة راجع ) ١( ي عصر سالطین الممالی ع المصري ف المجتم . ١٥٨م ، ص ١٩٦٢القاھرة

١/٥١م، ١٩٧١األدب في العصر المملوكي ، طبعة دار المعارف بمصر : محمد زغلول سالم -– ٥٧ .

شندي : انظر ) ٢( د القلق دین أحم ھاب ال بح األعش : ش شا ىص ناعة اإلن ي ص ب ، ف ة دار الكت ، طبع .٤/١٣ ، ١٩٢٨ – ١٩١٣القاھرة

. كآبائھم ، وھم الذین لم یمسھم الرق" أوالد الناس"وقد أطلق المؤرخون علیھم اسم ) ٣( . ١٦/٩٦النجوم الزاھرة . ٣/٢٨٠السلوك : راجع ) ٤(ذلك ألن عمائمھم كانت تختلف في شكلھا وكبر حجمھا عن عمائم باقي فئات الشعب ، وذلك تعبیرا ) ٥(

ة ة الراقی انتھم االجتماعی ع . عن مك م : راج ده قاس م عب ة : قاس ك ، الطبع عصر سالطین الممالی .١٧٤ ص م ،١٩٩٨األولى ، مصر

-٢٧-

د ا انتق بعض ، كم ن ال وزون م ا یح اتھم ، وم لوب حی لوكھم وأس سك علیھم ،ھمحرضعاتب الحكام على ما یخصونھم بھ ، و والثروة ، من ذل

:)١(ما یشتمل علیھ قول البوصیريمثال وزیر غأم ا ال امت علفوالن موقات لیكامق جلطأت

ىت ك حل ور المل أم م ھال تف أقكلل مھف االم قوا ب الع

رنج أش تن قوم لت قدل الف ما ظ ور وھ واجاض الھن خ وم

رصیم مر حونت دووا الموالق الذ م بأخقد أحا أحمو

اائنالب الخ الكن ممھی ینام آخوء قيق ففنوت )٢(رینا ممعتد للمن الجذلی ین

أورحت فلوھ وناصاق حوا باعیس اللسرنر الفس أنوم ین

ى أن أورث التإ انر المتل ونانالب ومھنال موا المانوص ین

دینانجتاك والمر األتنم

إرضاء القضاة والفقھاء وتقریبھم السالطین على معظم ولقد حرص ي أثیر ف ة وت ن مكان منھم ، نظرا لما كان یتمتع بھ رجال الدین اإلسالمي م

رون : "ي تقدیر السالطین لرجال الدین یقول المقریزي وفنفوس الناس ، یشون ، وحسب - السالطین - أن بھم عرفوا دین اإلسالم ، وفي بركتھم یعی

ھ والقاضي د الفقی سالطین ).٣"(أعظمھم قدرا أن یقبل ی ا اتخذ بعض ال كمرض یح ف ي تب اوى الت إرضاء القضاة والفقھاء وسیلة لكي یصدروا لھم الفت

.)٤(ئب أو مصادرة األمالك واألوقافالضراكذلك عاش كبار العاملین في الجھازین اإلداري والمالي للدولة حیاة

ذخ ، ر والترف والب ن أكث ان و بعضھم م اذ الغلم إذ ، والجواري الخدم اتخاب شھریة للكت ارا بلغت الرواتب ال ائتین وخمسین دین ى بعض م إضافة إل، وكان لبعضھم .. الزیت والكسوة والسكر والمخصصات من الخبز واللحم

اف ن األوق صیب م ات أو ن د ، )٥(إقطاع صبھ وق نھم من د م تغل العدی اساحش راء الف ول لتحقیق الث ك ق ن ذل شعراء ، م یھم ال ب عل ذي أل ر ال ، األم

) :٦(البوصیري

داد للطباعة ، : راجع كتابنا ) ١( ة ، دار المق ة الرابع وكي ، الطبع البوصیري شاھد على العصر الممل

.٥٣ – ٤٥م ، ص ٢٠٠٥غزة .كلمة فارسیة معناھا معاشات: جامكیات ) ٢( . ٤٥٠ – ٧/٤٩٠السلوك ) ٣( .٣/١٣ ، ١٩٦٣ القاھرةبعة بوالق ، ط ،بدائع الزھور . ١٥/٣٣٨النجوم الزاھرة : انظر ) ٤( .٣/١٣٦السلوك : وانظر .٧٨ – ١/٧٥األدب في العصر المملوكي : سالممحمد زغلول) ٥( .٤٥البوصیري شاھد على العصر المملوكي ) ٦(

-٢٨-

ینادمختسف الم ائوت طلكث اھافي شنم مارھبخذ أخف میھت ف ث بم ولھرتاش عدقف

وصاصة ل ف س طائیب لوت بح

امال أم رجیھم أر فلف ینارك الیب ألخيرنظوأن قینب مج التعم یناني سرم عنریا ئم مھند مواحدلت بع ین

ل ا تأثر أھ د اس الي فق ھ ، أما الجھاز الم ل فی ة المصریون بالعم لذما ون بھ یھم تعصبھم ، وذلك للخبرة المحاسبیة التي كانوا یتمتع ذ عل د أخ وق

ة درات الدول ث بمق وذھم للعب تغاللھم نف سلمین ، واس د الم نھم ض اء دی ألبندھم ، ریض ض شعراء للتح ع ال ذي دف ر ال احش ، األم راء الف ق الث وتحقی

رواتھ ل وكثیرا ما صادر السالطین ث ي م ، ولع ان یقصدھم ف البوصیري ك ) :١(قولھ محرضا السلطان

ي أم قر بحظان دك ف واوینر الا ك ل ع ءيق ش ب ی مل دهھ عت تن ى م

ات الكسیون ولبالك اراموا ب فم وادمال قد خل المذبعا بم جلوالك

ل ینوانلق ع اروا وضی غد قفالكى دون نر م ی غ تإال ال إل عى الم ھنم ونأممسان بنإال م عل

ا س ر ذا الح نا بعموم ذا غی ینھ

اعي سلم االجتم ى درجات ال ي أعل م ف راء جعلھ ق التجار ث كما حقسالطین ، راء وال اة األم یش بحی رف الع ي ت نھم ف ر م شبھ الكثی ا ، وت أحیان

ت بالمشغوالت فاشتمل ت قصورھم على الجواري والغلمان والخدم ، وتزینراء سالطین واألم ان ال ل ك سب ب ك فح یس ذل اث ، ل اخر األث ة وف الذھبی

ا یقترضون شاركونھم أحیان انوا ی ات ، وك منھم في أوقات الحروب واألزم .)٢(في تجارتھم

ان اة وك شون حی صناعات یعی رف وال حاب الح ة وأص ار الجمل تج في أخر درجات السلم االجتماعي – غالبا –رة ، أما الفالحون فكانوا میسو .)٣(یال ما تمتعوا بالسعة والرفاھیةل، وق

ضعت ة ، وخ اة االجتماعی ھ الحی ي أوج رأة ف اركت الم د ش وقة ساء الطبق ا ، فن ي إلیھ ي تنتم ة الت ة للطبق ا االجتماعی شاركتھا ومكانتھ م

ویمتلكن األموال والمجوھرات والنفیس من ، الحاكمة كن یعشن حیاة مترفة ین المتاع ، ویتمتعن بنفوذ واسع ، یتدخلن في مجریات الحیاة السیاسیة ، یع

.٥٠السابق ) ١( .٣٨إغاثة األمة ) ٢(ر ) ٣( ن كثی ة : اب ة والنھای ة الخا البدای یح ، الطبع اب فت د الوھ د عب ق أحم دیث ، ، تحقی مسة ، دار الح

.١٤/٢٩٣م ، ١٩٩٨القاھرة ،

-٢٩-

شاركن دایا ، وی ات والھ بن األعطی ا ، ویھ في المناصب العلیا ویعزلن منھواتي ، عامةفي االحتفاالت والمناسبات ال سار الل ساء ذوي الی وكذلك حال ن

شن ح عة ، ع روة واس تلكن ث ة ، وام اة مترف ر ی ال الخی ي أعم اھمن ف وس .وبعض األنشطة االجتماعیة

في إدارة شئون – غالبا -أما نساء عامة الشعب فقد شاركن الرجل م الحیاة ، وذقن قسوة الحیاة وشظف العیش أحیانا ، وتعرض بعضھن للظل

.) ١..(واالضطھاد

د اتسعت رقعة الدولة ، وضمت دوال من فقأما في العصر العثماني ارات الث ق ین ،ث سكان فئت حى ال ا ، وأض ا وأوروب یا وإفریقی ة آس ، فئ

الي اب الع سلطان أو الب ب –العثمانیین التي تضم ال ان یلق ا ك ورجال - كمن الدولة ثم باقي فئات المجتمع العثماني ، وفئة الرعایا التي تضم أخالطا م

ذكورة ، سكان الدولة الخا من ضعة لحكم العثمانیین في القارات الثالثة المنھم ال ات ، م ف القومی رب مختل ر الو، ع راد األو، برب ن األو، ك ، رم

ان الو، سالف الو ان ، األو، یون دات ، لب ان والمعتق ف األدی ن مختل وم .واللغات والثقافات ، والعادات والتقالید

انیین قد عاش السالطین وأفراد الطبقة الحا و راك العثم ن األت ة م كمتھم ، ك ورجال دول حیاة مترفة ، ال تختلف كثیرا عن نمط سالطین الممالیا تنوعت شھم ، بینم ذخ عی بل غالبا ما كانوا یقلدونھم في أسالیب حیاتھم وب

اني شعبأسالیب حیاة باقي شرائح ال یش العثم ، وعانى بعضھم شظف العیش ، و ة بینما تمتع آخرون برغد الع ة العثمانی ا الدول ان حال رعای ذلك ك ك

ات ا اء القومی ن أبن رھم م رب وغی ن الع ة ، م سیم لمختلف ن تق اال یمك وإجمانیین راك العثم ة لألت ات االجتماعی ي ،الطبق ات األخرى ف وشعوب القومی

ان الحال ، المدن والبلدان الخاضعة للنفوذ العثماني إلى أربع طبقات ا ك كمك تقر ة الممالی ي دول ا ، ف سالطین یب ضم ال ى ت ة األول انیین فالطبق ، العثم

یھ : محمد بن علي الشوكاني -: راجع ) ١( سابع ، وضع حواش رن ال البدر الطالع بمحاسن من بعد الق

روت ة ، بی ب العلمی شورات دار الكت صور ، من ل المن شى – . ٣٧٠-١/٣٦٩خلی بح األع ص .٢/٣السلوك - . ١٤/٣٠١ البدایة والنھایة - . ٧/١٦٦

-٣٠-

ة رھم من رجال الدول وكبار قادة الجند ، والوزراء ، ووالة األمصار وغی . )١(وغالبیتھم من األتراك العثمانیین

ة ة الثانی يوالطبق ة ھ سار طبق ضم ذوي الی ار ، وت ار التج ، كبا أصحاب األمالك ، والفقھاء والعلماء ، وال تقتصر ف و ة وم ذه الطبق ات ھ ئ . یھا من طبقات على قومیة بعینھا یل

ف ثم طبقة متوسطي الحال ن مختل ا م انیین والرعای ة العثم من عامد كوھي ثاني أ وأخیرا طبقة الفقراء والمساكین ، . القومیات ات بع بر الطبق

سلطان ین ال شقة ب ساع ال ع ات –طبقة متوسطي الحال ، وقد ازداد عددھا مذلك الوالة وممثلیھ الباشاوات –الي الباب الع في مختلف أقطار الدولة ، وك

والة بسبب التنافس بین ھؤالء ام ال انیین والحك زاز العثم ى ابت األصلیین عل ) . ٢(الناس وفرض صنوف الضرائب علیھم

أما مظاھر الحیاة االجتماعیة في مصر والشام فلم تختلف كثیرا عما ك كانت علیھ في ظل حكم الممال راء الممالی ام واألم ث حافظ الحك ك ، حی ی

اء ، دین والعلم على مكانتھم ، وازداد اھتمام السالطین العثمانیین برجال الصیانة وا ب اء المساجد ، واھتم كما اھتموا بالشعائر الدینیة ، فتوسعوا في بن

بل األماكن المقدسة ، واعتنوا بالحج ، وأمنوا طرق الحجاج م س روا لھ ووف ).٣(الراحة

ا ى مكانتھ رأة عل ت الم ا حافظ ة كم ا االجتماعی الغ واحترامھ ، وبالمشاركة السالطین في الحفاظ على عفتھا ، فعزلوا حریمھم وزوجاتھم عن

م " الحرملك"في قصور خاصة بھن تسمي في الحیاة العامة شبھ بھ د ت ، وقاء اء والعلم ة والفقھ ال الدول ض رج سار بع ض ذوي الی رأ وبع ا الم ة ، أم

ة اة االجتماعی ھ الحی ي أوج ة ف سب متفاوت العربیة بشكل عام فقد شاركت بن ) .٤(المختلفة

وا ) ١( ث أبق شام ، حی م مصر وال ي حك ك ف ھ الممالی ان یتبع لم یغیر العثمانیون النظام اإلداري الذي ك

.سلطان إلى جانبھم عثمانیین یمثلون ال– باشاوات –الحكام الممالیك في مناصبھم وعینوا والة سائرة بأع : نجم الدین محمد بن محمد الغزي -: لالستزادة راجع ) ٢( ب ال ة العاشرة ، الكواك ان المئ ی

ا روت تحقیق جبرائیل سلیمان جبور ، الطبعة الثانیة ، دار اآلف دة ، بی . ٢/١٩٣م ، ١٩٧٩ق الجدیي – ر : المحب د عوض – . ٢/١١٠خالصة األث ز محم د العزی ة : عب ي والی ة ف اإلدارة العثمانی

. وما بعدھا ١١١م ، ص١٩٦٩سوریة ، طبعة دار المعارف ، القاھرة .٢/١١١خالصة األثر : المحبي : ر انظ) ٣( .٣٦ – ٣٤ العصر العثماني ، ص –تاریخ األدب العربي : عمر موسى باشا : انظر ) ٤(

-٣١-

ن ي یمك سلبیة الت اھر ال ن المظ اوم ارة إلیھ صوف اإلش شار الت انتوانتشار الخمر بین المجان من بشكل واسع ، واقترانھ بالحشیش واألفیون ،

، وكثرة قطاع الطرق نجمین الشعراء واألدباء ، كذلك كثرة المشعوذین والمیش ي الج اري ف د اإلجب ن التجنی ارین م راب والف ن األع صوص م والل

) .١..(العثماني

: العلمیةالحیاة : رابعا وكي صر الممل ف الع ى وص دثین عل ین المح ض الدارس درج بعف ة بتخل ة العلمی اطالحرك ة وانحط ة والثقافی اة األدبی ستوى الحی د م ، وق

راجم واألدباء التي تباھمفكرین ذكر اللوا أغف ، ي بأسمائھم كتب األعالم والتاھلوا ا أنتجوتج ي وم را ف زا كبی شغل حی ة ت ة وأدبی وعات علمی ن موس ه م

المي ي واإلس راث العرب ة الت ف مكتب ذا التخل نھم ھ ر م ع الكثی د أرج ، وقم -واالنحطاط إلى عدة أسباب أھمھا ي رأیھ راء وال -ف ل األم سالطین جھ

.)٢(عدم تشجیعھم العلماء واألدباءوالممالیك باللغة العربیة ،

.٣٤١ ، ٤/٣٠١و . ٣/٢٥٨السابق : انظر ) ١(دار : أحمد صادق الجمال -: انظر مثال ) ٢( ة ال وكي ، طبع األدب العامي في مصر في العصر الممل

عصر سالطین الممالیك : قاسم عبده قاسم - . ٣٥ ، ص ١٩٦٦والنشر ، القاھرة القومیة للطباعة ة : محمود الربداوي – . ١٧٠، ص ة دار قتیب دا ، طبع م ، ١٩٨٢ابن حجة الحموي شاعرا وناق

ویكفي في ھذا المضمار النظر إلى المناھج الدراسیة في البلدان العربیة التي تبرر عدم . ٣٤ص .ر بأنھ عصر ركود وانحطاط تدریس ھذا العص

-٣٢-

ة ، ھذا الموقف یجافي الواقع والحقیقة و سالطین اللغ فكیف یجھل الة ؟ ة رسمیة للدول ام ، و! العربیة ویبقونھا لغ ى اھتم ا سبق إل د أشرنا فیم ق

دتھم ، اء جل ة ألبن دارس خاص شأوا م م أن التعلیم ، وأنھ ك ب م الممالی وأنھرآن نھجا صارما انتھجوا وم الق لتنشئتھم على اللغة العربیة وعلومھا ، وعل

ال ، ون القت ى والسنة ، ثم العلوم العسكریة وفن ا أشرنا إل أسماء بعض كمك اء الممالی ارزین العلم اق الب ن دقم ردي واب ن تغري ب اس واب ن إی ل اب مث

.)١(..وابن شاھین فرصة التعلیم المجاني للراغبین من كل بإتاحة السالطین اھتمكذلك

رعایة العلماء وطالب فئات المجتمع ، حیث ساروا على سنة األیوبیین في .ودور العلم تنشیط الحركة الفكریة ، وفاقوھم في بناء المدارس العلم و

ا ي تبوأھ ة الت ة االجتماعی ا المكان اء رأین ة العلم عید رعای ى ص فعلاه ا بھم إی ا وھ اء ، وم دقوا العلم ا أغ ة ، وم ن إقطاعات زراعی سالطین م ل

اء علیھم من أموال ى علم ر مقتصرا عل ذا األم ن ھ شام ، ولم یك مصر والواطنین دان الم ن بل اجرین م اء المھ شمل العلم ة لت ذه الرعای دت ھ ل امت ، ب

ناجین الزحف الفرنجة على األندلس ، وكذلك والفارین من وجھ ، المغرب ن ذ م ولي ال ان المغ ر الطوف دن ال ي دم داد وبعض م المي ، م بغ شرق اإلس

تقبالھم ، ك اس سن الممالی ث أح ة ، حی اطوھم بالرعای یھم وأح روا عل وأجعلي بن موسى -المثال على سبیل -ومن ھؤالء العلماء نذكر األرزاق ،

، صاحب كتاب المغرب في حلى المغرب ، المعروف بابن سعید المغربي وي ؤمن النح ن م ي ب ضرموعل صفور ي الح ابن ع شھور ب بیلي الم ، األش

دون عبد الرحمن والذي أقام في حلب ، حامل لواء العربیة باألندلس ن خل بات بن خلكان أحمد بن محمد بن أبي بكر شمس الدین و، صاحب كتاب وفی

ي النحو بن مالك محمد جمال الدین و، األعیان صاحب األلفیة المشھورة ف ).٢(..غیرھم كثیر و،

ز إلحاق ومراء والسالطین بإنشاء المدارس اھتم األ ة المراك التعلیمیوقد عبر بعض أھل ذلك الزمان عن ، والربط بالمساجد والزوایا والخوانق

ال یحیط أحد : "دھشتھم من كثرة عدد المدارس ، من ذلك قول ابن بطوطة

.٣/٣٧٢المقریزي عن تعلیم الممالیك في كتابھ الخطط انظر حدیث ) ١( .١٠٨-١/١٠٦األدب في العصر المملوكي : محمد زغلول سالم : لالستزادة راجع ) ٢(

-٣٣-

وا : "، وكذلك قول القلقشندي ) ١"(بحصرھا لكثرتھا إن ھؤالء السالطین بنریظ . )٢"(من المدارس ما مأل األخطاط وشحنھا ي تق ومما قالھ الشعراء ف

سلطان یدھا ال ة ش ي مدرس یري ف ول البوص ذكر ق دارس ن ك الم ض تل بع ) :٣( ھجریة٦٨٤المنصور قالوون سنة

ھق أنرنو الخة ودرسمدو اھولس حاردم والملة عندیماة نریاھالظى فأخدت فبت ورھاء كب ھلكدس شنل ھح الننأن

ر ظھا حیدل س، ی دیردیر غوالرن مندرھوم بجأو ن، ى رق ییس بو وروم ظجر للنھظل ھشت لالنو ھ صمھ كال ورخع من

:)٤(ھجریة ٧٨٦ سنة ظاھر برقوقوقول ابن العطار في مدرسة أنشأھا الة سلطان مدرس اھر ال شأ الظ د أن قھ اءت لخدمت ي أن ج ي الخلیل یكف

ل رعة العم ع س ى إرم م ت عل فاقل ى عج أتي عل ا ت ال لھ م الجب ش

ا دارس وكم ك الم وا بتل ذلك ألحق ضخمة ، ك ات ال نوا دش المكتبشام ، العامة والخاصة المكتبات دن مصر وال ي شتى م ، وخزائن الكتب ف

ة أمر اهللا ، وخزان اكم ب امع الح ة ج ل ، وخزان ة الجب ة قلع ا مكتب ذكر منھ ن . ) ٥..(جامع المؤید

نشء د ال دن تع رى والم ي النجوع والق شرة ف ب المنت ت الكتاتی وكانز التعلیمی دارس والمراك ك الم اق بتل م لاللتح ة ، ة ، تعلمھ راءة والكتاب الق

.)٦( األولیة ، وتحفظھم القرآن الكریمتزودھم ببعض المعارفودارس ن الم ا م كنا قریب م س روا لھ الطالب ، ووف وا ب ذلك اعتن كي وا األراض ساء ، وأوقف ام والك م الطع روا لھ ة ، ووف ز التعلیمی والمراك

ى یھم وعل اق عل ارات لإلنف ة والعق ز الت الزراعی ا مراك یم ومرافقھ عل . )٧(المتنوعة

فار ، : عبد اهللا بن محمد بن إبراھیم بن بطوطة ) ١( ب األس ب األمصار وعجائ ي غرائ ار ف تحفة النظ

.٧٠م ، ص ١٩٦٨عة دار التراث ، بیروت طب .٣/٣٦٧ ، ١٩١٣صبح األعشى في صناعة اإلنشا ، طبعة دار الكتب المصریة : القلقشندي ) ٢( .٦٥البوصیري شاھد على العصر المملوكي ) ٣( .٣٥ابن حجة الحموي شاعرا وناقدا ، : محمود الربداوي ) ٤(اب وقد احتوت بعض ھذه المكتبات أكثر ) ٥( ف كت ة أل ن مئ ع . م ي العصر : لالستزادة راج األدب ف

. وما بعدھا ١/١٠٨المملوكي .٣٤٠العصر الممالیكي في مصر والشام ص: عبد الفتاح سعید عاشور :راجع ) ٦( .٤/٢١٣الخطط : المقریزي ) ٧(

-٣٤-

د ذا فق باب ت أھیتوھك شام األس ي مصر وال ك ف ة الممالی ي لدول لكة ، سلمین الثقافی رب والم ة الع ضحي قبل ن ت م اآلم تیالء ،ومالذھ د اس بع

الف ات وإت دمیر المكتب داد ، وت ى بغ ول عل دلس والمغ ى األن ة عل الفرنجأت محتویاتھا من كتب وموسوعات ، معظم ة كما تھی ار حرك أسباب ازدھ

ة ة واألدبی االت العلمی ع المج ي جمی داع ف ألیف واإلب صر الت اھي الع ، لیبروع ع ف ي جمی وعي ف ھ الموس ة بتراث صور العربی ع ع وكي جمی الممل

.)١(المعرفة

اء انيوج م العثم اءة الحك ت عب ة تح ار العربی اقي األقط دخلت ب فانیون الح سالطین العثم ى ال انیین ، وأبق ي العثم الھم ف ى ح ك عل ام الممالی ك

ة دول العربی ام ال وا معظم حك ا أبق م –حكم مدن الشام ومصر ، كم ي ل التك وذ الممالی ت نف ن تح وقھم -تك وا ف اكنھم ، وعین ي أم ا ف انیین حكام عثم

.یمثلونھم في حكم ھذه الدول انیین – قسطنطینیةن في ال یطوكان السال – العاصمة السیاسیة للعثم

دیرون ة لشئون لای سیاسیة العام ة ال بالد العربی ك ل ام الممالی ان الحك ، وكاوات ان للباش بالدھم ، وك ون ل ام الحقیقی م الحك رى ھ دول األخ ام ال وحك

نعمت جمیع ھذه البالد بقدر كبیر من االستقالل لذلك ، فقطالسلطة االسمیة) ٢(حیانا أالفكري والثقافي ، وفاقت سلطة العلماء ورجال الدین سلطة الباشا

. ع و م یمن ي ل ة ف ة العثمانی رش الدول ى ع ة عل ة التركی ع اللغ ترب

ع اللغة الرسمیة في بالدھا ، فھي اللغة العربیة سیادة القسطنطینیة ي جمی في ة ف ة والثقافی اة الفكری ت الحی ا كان رر قولن ذي یب الدول العربیة ، األمر ال

ا لل ینالعثمانیالوطن العربي زمن دادا طبیعی وكي وعصور امت عصر الممل .العربیة التي سبقتھ

وبالرغم مما ذكره المؤرخون عن انتشار اللغتین الفارسیة والتركیة ة ، في العصر العثماني ، وجھل السالطین والحكام العثمانیین باللغة العربی

.٢/١٠٢حسن المحاضرة ) ١( .١١١ – ٢/١١٠خالصة األثر : المحبي : انظر ) ٢(

-٣٥-

و رس تعلم ة افإن الكثیر من األتراك والف دین والثقاف ة ال ا لغ ة ، ألنھ العربینھم ، واإلسالمیة ، د م ى العدی ر إل ھ خالصة األث ي كتاب ي ف قد أشار المحب

ل فمثال ذكر قاضي العساكر ن خلی ن مصطفى ب د ب ن أحم د ب ب محم الملقال " طاشكبري زاده " ة فق ده العلمی ة وال ر مكان ھ ، وذك ي ترجمت رد : " ف ف

ر م ی م طودا شامخا ، ل الدھر المجمع على فضلھ وبراعتھ ، وكان في العلي نظ زي ف نجم الغ ال ال ة ، ق ن العربی ضلع م ارة والت ة العب ي طالق ره ف ی

ي سان العرب ھ بالل الم … ترجمتھ لم أر رومیا أفصح من ده الع أخذ عن والة ، وعن شیخ المشھور صاحب الشقائق النعمانیة في علماء الدولة العثمانیار م ص سطنطینیة ، ث دارس ق ادي ، ودرس بم سعود العم ي ال الم أب اإلس

اضیا بحلب ، ونقل منھا إلى دمشق ، فدخلھا في أوائل المحرم سنة خمس قول ى سحر عق ام حت اإلكرام الت ا ، وعاملھم ب بعد األلف ، وأقبل على أھلھ

) . ١"(علمائھاد ضا عب ذكر أی ي ن م المحب رجم لھ ذین ت رین ال اء الكثی ن العلم وم

ھ الرحمن بن حسام الدین المعروف بحسام زاده الرومي ، ال ول عن : ذي یقام ، وتاھت " ذي باھت بفضلھ األی دھر ال مفتي الدولة العثمانیة ، وواحد ال

سیر واد التف ة بم ر اإلحاط را ، كثی ا متبح ان عالم ان ، وك ھ األزم بمعارف ) .٢.."( الفائدة والعربیة ، جم

سالطین ن ال د م دنا العدی ل وج ك فحسب ب یس ذل ام ل ون والحك یتقنول المحب ، ویقرضون ال العربیة ك ق ن ذل سلطان يشعر ، م ھ لل ي ترجمت ف

راد ن م د ب ن محم ذكر ، ) : "٣(أحمد ب ل ال در ، جمی لطانا عظیم الق ان س كاد، معاشرا محبا للعلماء وآل البیت ، متمسكا ة ، حسن االعتق بالسنة النبوی

راء واصلة ، ألرباب الفضائل ، سمح الكف جوادا ، ال تزال إحساناتھ للفقاه ى األدب وعطای ائال إل ان م ة ، وك تحقاق مترادف اب ذوي االس ألرب

ة والمحاضرات ، ھ شعر بالتركی ي ..ول شعر العرب ن ال ھ م روى ل ا ی ومم :وأجاد ، قولھ

ھ صال إلی صول وال ات ي ی ؤ ظب رح الف ھج صارمي لحظی اد ب

. ٣/٣٥٦صة األثر خال) ١( .٣٥٢ – ٢/٣٥١السابق ) ٢(اء وآل ) ٣( ا للعلم ذكر ، محب ل ال در جمی لطانا عظیم الق ھو السلطان أحمد بن محمد بن مراد ، كان س

راجع ترجمتھ في . ھجریة ١٠٢٦ وتوفي سنة ٩٩٩ھذا ولد سنة .. البیت ، متمسكا بالسنة النبویة .٢٩٢ – ١/٢٨٤خالصة األثر :

-٣٦-

ز دال وھ ام معت ا ق ھم قوامھ الفة ریق ن س ة م سقي المدام ی

اه ذارهعین سنا ، وآس ع نرج

ھ ستور علی ت ال إال تھتكھ ن جفنی الغنج م صنا ب ویخ

ھ ن خدی ورد م ا ، وال )١"(ریحانن

الذي اشتھر كذلك السلطان عبد الحمید األول بن السلطان أحمد خان ص نة بق شریفة س ة ال رة النبوی ى الحج شت عل ي نق ة الت ١١٩١یدتھ النبوی

) :٢(ھجریة ، ومنھا قولھدي ذ بی ول اهللا خ ا رس یدي ی ا س یة ل كائن ي ك دى ف ور الھ ت ن فأنم ق أجمعھ اث الخل ا غی ت حق وأن

د منف ام الحم وم مق ن یق ا م ردای

د ى أح وي عل واك وال أل ي س ما لد ر معتم ا خی دى ی ر الن ت س وأنسدد ورى هللا ذي ال ادي ال ت ھ وأن

د م یول رد ل د الف د للواح م یل ول

راك رس واألت م الف ا تعل ة وكم ة ، واللغ وم العربی ن العل ادوا م أفربیة واإلسالمیة ، كذلك أطل العدید من العلماء واألدباء على والمعارف الع

حیث أضحت إجادة اللغتین إضافة إلى العربیة الثقافتین الفارسیة والتركیة ، ى المناصب د أشار شرطا من شروط الوصول إل ة ، وق ي الدول ة ف الرفیع

ذین أجادوا اللغ اء ال اء واألدب ن العلم ین ، المحبي في تراجمھ إلى الكثیر م تم وبدر الدین البوریني الذي ، ) ٣(وأثروا من ثقافة اللغتین ، كابن النقیب تعل

ھ "، " اللغة الفارسیة حتى صار یتكلم بھا كأنھ أعجمي " ثم تعلم في آخر حال، وفي إتقانھ للغة الفارسیة " التركیة ، وكان في الفارسیة أبرع ، ونظم ونثر

) :٤(قالظ األعجم ت لف يتعلم ي وإنن

ون ر ص صدي غی دیثكم وما كان ق حرب ین فمع ین المعجم ت ب وإن كنا یكم مترجم واقي إل دوا بأش فأغ

تم اء ال أتك رب العرب ن الع مرنم ھ أت وقي ب ن ش رت م إذا ص

ین المع ت ب موإن كن ربین فمعجم یس یعل اطري ل ي خ ركم ف وس

آسیا ثقافة على ة الفارسیةوقد أطل العرب من خالل معرفتھم باللغ ة وتراثھا الفكري الوسطى ة العربی ى الثقاف ، كما انفتح الفرس واألتراك عل

.٢٨٥ – ١/٢٨٤خالصة األثر ) ١( – ٣٨ العصر العثماني ، ص -تاریخ األدب العربي : عمر موسى باشا : انظر القصیدة كاملة في ) ٢(

٣٩. وان ) ٣( اب بعن ھ كت شقي ، ل ب دم سیني ، أدی د الح دین محم ال ال ن كم د ب ن محم رحمن ب د ال و عب ھ

نة ١٠٤٨ ، ولھ دیوان شعر مطبوع ، ولد سنة " الحدائق والفرق " وفي س ـ ، وت ة ١٠٨١ ھ . ھجری .٤٠٤ – ٣٩٠/ ٢خالصة األثر : راجع ترجمتھ في

.٢/٥٢خالصة األثر ) ٤(

-٣٧-

عربیة تقتحم األلفاظ والعبارات ال اإلسالمیة ، ونھلوا من ینابیعھا ، وقد رأینا ) .١(الحروف العربیةیكتبون باألتراك اللغتین ، و

ي دة ف اء جدی ة دم ك العثمانی كما بث تنوع البیئات الثقافیة في الممالاء ن أبن اء م اء والعلم ن األدب یال م د ج ة ، وأوج ة والفكری اة األدبی الحی

داع ، وعج ألیف واإلب ة الت دفق حرك ة ، واستمر ت ر العربی ت القومیات غی ) . ٢(المكتبة العربیة اإلسالمیة بمئات الكتب والموسوعات

.٤٠ العصر العثماني –تاریخ األدب العربي : انظر ) ١(، أو كتاب شھاب الدین " خالصة األثر في أعیان القرن الحادي عشر"تكفي مراجعة كتاب المحبي ) ٢(

دنیا ریحانة األل "الخفاجي ا ال اء " با وزھرة الحی دد جیش األدب ألیف ، وع ة الت م حرك ل حج ، لتخی .والعلماء في ذلك العصر

-٣٨-

الفنون الشعریة

: كلمة البد منھا، فقد لم یظلم عصر من عصور العربیة كما ظلم العصر المملوكي

ي ن الدارسین ف ھ شكك العدید م ى حكام وا عل وقھم ، وحكم وغمطوھم حقین نتاجھ العلمي و األدبي بالضعف واالنحطاط ، وأغفلوا ذكر فرسان الحلبت

.وشعراء ، من علماء وأدباء رفتھم دى مع اختلفوا حول إخالص حكامھ لإلسالم والمسلمین ، وم

أت األسباب ل باللغة العربیة ، وھل م ولھموص تھی اء للحك أت للخلف ا تھی كمرب صر والمغ ي م اطمیین ف ذلك للف یین ، وك ویین والعباس ي األم العرب

م م ث واألیوبیین في مصر والشام قبلھم ، أم أنھم قوة احتالل اغتصبت الحكك ، سامت الناس خسفا ، وإذا حدثنا التاریخ عن جور أحد سالطین الممالی

!؟أو بعضھم ، فھل لم یحدثنا عن جور بعض حكام الدول السابقة رق من مسھم ما، وغیر العربیة على أصولھم أظن أن األمر معلق

ا ، و في بدایة حیاتھم ف ی ، ثم كیف أضحوا سادة وحكام شرف زونحو كیعن العروبة واإلسالم ، إضافة إلى حقد أعداء األمة علیھم ، وامتداد الدفاع

ذه شویھ ھ ى ت دین إل ذین سعوا جاھ صلیبیین ، ال ادھم ال ى أحف د إل ذا الحق ھشرقة ة الم ا الحقب ي من ة ف اھیم الخاطئ وا المف ع ھج التع، فدس ي مطل یم ف ل

-٣٩-

دیث صر الح ي ت )١(الع اھیم الت ذه المف صبوا ، ھ ك اغت لفا أن الممالی رر س قى . السلطة ، وأن عصرھم عصر تخلف وانحطاط ونشیر في ھذا المقام إل

وب" سیر دنل ة " ال دول العربی یم لل ة التعل ط سیاس ذي خط اء ف، ال دما ج عنر" صر " كروم ى م أول إل اكم ك انيح ال بریط ا ق ل إن مھ: " فیھ ة الرج م

ائم على رأس وضعتھ العنایة اإللھیة األبیض الذي ت دع ھذه البالد ھو تثبین د ممك صى ح ى أق سیحیة إل ضارة الم اس الح ي أس صبح ھ ث ت ، بحی

ین )٢("العالقات بین الناس ة ع ذه الغای سا حدیث التخرج ، ولتحقیق ھ قسیدن وت بلن ة الالھ ن كلی دعىم وب" ی صب " دنل ي من شار وزارف ة مست

ارف يوجعل ف ، المعارف المصریة وزارة المع ة ل یده كل السلطات الفعلی .لیتمكن من وضع سیاسة تعلیمیة تحقق أھداف الصلیبیین

س د الق د اجتھ وب"وق ده " دنل ة قائ ق رؤی ي تحقی ر"ف ، " كرومستھدفا یة ، م اھج الدراس ة ، المن ة التعلیمی ة للعملی سة الثالث اور الرئی المح

اتذة ، وا ذواألس اھج . لتالمی ي المن صلیبي ف ده ال موم حق ى دس س د إل فعمن ة ع اھیم خاطئ رس مف یة ، وغ شرقة الدراس ة الم ب التاریخی ض الحق بع

وكي صر الممل ة الع سلمین ، خاص الم والم صار اإلس ل بانت ذي استأص الالمي شرق اإلس ن ال صلیبي م ود ال ذ ، ، الوج ل التالمی ى تجھی اعیا إل س

تھم ا راث أم ن ت رفھم ع د ، وص ا یلمجی ب رىوكم د قط ة محم إن سیاس ففي تخطیط المناھج التعلیمیة لم تتوقف عند تھمیش اللغة العربیة ، " دنلوب"

تھم ، وصرف اریخ أم شویھ ت وإبعاد الطالب عن تعالیم دینھم الحنیف ، وتالم ى الع صلیبیة عل ات ال تبعاد الھجم د ، واس ا المجی ن تراثھ ارھم ع أنظ

ك ، من المناھج الدراسیة من جرائم اإلسالمي وما ارتكبتھ ل تجاوزت ذل بى الھم إل ب بإرس ة التغری ق سیاس ي تطبی زین ف إلى مكافأة المدرسین المتمی

د صیاغة أدق وأشمل وا ویصاغملیزداد صقلھ ، إنجلترا ستفاد ، من جدی لینھ ر مم ى نطاق أخط عون ف ، عل ا عادوا یوض إذا م ھ يف ز التوجی ، مراك

ي رھم ف ون أث دھم ف اإللیك ار أح ى إذا ص ع حت مل وأوس ساد أش ة يف نھای

ام ) ١( ة ع ة العثمانی قوط الخالف د س صلیبي بع تالل ال ضة االح ي قب ي ف الم العرب ع الع ـ ١٣٥١وق / ھ

سیاسیة ، و ١٩٢٢ اة ال ن الحی دیث ع ا الح ي ثنای ا ف ا رأین نة م ، كم ي س ت برم وق١٩٤٥ف ا ع یطانی، وفي م ١٩٥٣في سنة السودان منھا على حق تقریر المصیر ثم حصل اتفاقیة الجالء عن مصر ،

م ١٩٦٢م حصلت الجزائر على استقاللھا من فرنسا ، وكذلك نعمت الیمن بالحریة سنة ١٩٦٢سنة . م١٩٥٨، والعراق سنة

.٢١٦واقعنا المعاصر ، : محمد قطب ) ٢(

-٤٠-

ن یجرؤ ، وفعل المطاف وزیرا للمعارف حطم من مقدسات قومھ ما لم یك . )١(..على فعلھ" دنلوب"

نتائجھا ، وأصبحنا نرى العدید من " دنلوب"لقد حققت سیاسة القس صلیبیون من صفات الدارسین والباحثین ا أراده ال لفا م ررون س العرب یق

ا ل دلیل علیھ ي الت دون ف صر ، ویجتھ ذا الع صلیبیون . ھ رف ال د اعت وقوه ، ا حقق اخروا بم ذلك ، وتف دثون ب س المح ول الق ي ق رى ف ا ن كم

ام )٢("زویمر" اھرة ع ي الق د ف ذي عق : م ١٩٠٦مقرر مؤتمر المبشرین الن " ھ ، ولك دیرین ب سوا ج رف لی ذا ش صیر المسلمین ، فھ ا تن ست مھمتن لی

ا مھمتنا ھي صرف المسلمین عن التمسك باإلسالم ، وفي ذلك نجحنا نجاحبالد باھرا بفضل مدارسنا التبشیریة ، والسیاسة ي وضعناھا لل ة الت التعلیمی

.)٣( .."اإلسالمیة

وة احتالل وتبقى الحقیقة التاریخیة التي تقرر أن الممالیك لیسوا ، قام ن ع د م صرھم الممت ى ٦٤٨وأن ع سو٩٢٣ حت م ی ة ل ل ھجری ده الجھ

وب ، فھم والتخلف ، دین أی صالح نجم ال ك ال وبي المل ممالیك السلطان األیة إسالمیة ، ود شئة عربی شئتھم تن ى برالذین اصطفاھم واجتھد في تن م عل ھ

شھ وام جی وا ق ال لیكون ون القت یة وفن ھ الفروس ر وطن اة ، وذخ د وف وبعدتھم إذ حكمت سلطانھم انتقل الحكم إلیھم بطریقة طبیعیة ، ت جل شجر " بن

ا سنة ، التي مسھا الرق كما مسھم ، " الدر ة حكمھ ع بدای ة ٦٤٨وم ھجری . على تسمیتھ باسم العصر المملوكيبدأ ما اصطلح المؤرخون والدارسون

مو ولي أنھ ف المغ صدوا للزح لف إذ ت ر س ف لخی ر خل انوا خی كن ، واجتثوا وجو الھمجي على دیار المسلمین ، وقطعوا أیدي الدمار دھم م

بالد ي ال صلیبیین ف ى أحالم ال ذلك قضوا عل الشرق اإلسالمي بأسره ، وكشام )٤(التي تفیض عسال ولبنا ، واستأصلوا إماراتھم وحصونھم من بالد ال

.واحدا تلو اآلخر

. ٢٣٤ - ٢١٧اصر واقعنا المع: راجع ) ١(زویمر مبشر بروتستانتي كان لھ نشاط واسع في البالد اإلسالمیة ، وأوصى قبل موتھ أن یدفن في ) ٢(

.مقابر الیھود ، مما یدل على أصلھ الیھودي ، وحقده الیھودي والصلیبي على المسلمین ر ) ٣( ا المعاص ذ ١٩٧واقعن شیري ال ؤتمر التب ي الم ھ ف ا قال ضا م نة ، وانظر أی دس س ي الق د ف ي عق

.٣٨٦ص. م ١٩٣٥م على غزو ١٠٩٥المؤتمرین في مجمع األساقفة بمدینة كلیرمونت عام " أوربان الثاني "حث البابا ) ٤(

ھ اب قول ذا الخط ي ھ ادي : "المشرق اإلسالمي ، ومما جاء ف ن أی صوا األراضي المقدسة م وخل

-٤١-

ة وانحطاط مستوى األدب ، أما اتھام ھذا العصر باضمحالل الثقافة إذ لمفھو اتھام ال أساس لھ من الصحة ، یترك عصر من عصور العربی

م یضم اموسوعات وكتب في شتى فروع المعرفة أكثر من ھذا العصر ، ولرث حضارتي المشرق م ی ر من عددھم ، أل اء أكب عددا من العلماء واألدبھ ن وج ارین م اء الف اء واألدب ادة العلم سن وف المي ، ویح رب اإلس والمغ

. !األندلس ؟المغول في بغداد والفرنجة الصلیبیین في ألیف ة الت م وحرك ن دور العل دیث ع ي الح دماء ف ھب الق د أس لق

شام ، دن مصر وال ي م اء ف ذكر ومجالس األدب ام أن ن ذا المق ي ھ ي ف ویكفوع : "عبد الرحمن بن خلدون قول مصر أم العالم ، وإیوان اإلسالم ، وینب

ا ، واكتظت العلم ، ومنارة األدباء الفارین من وجھ المغول حتى كثر روادھ ) .١"(جوانبھا وأندیتھا بطالب العلم والمعرفة

وقد الحركة األدبیة فلم یختلف أداؤھا عن أداء الحركة العلمیة ، أما وا ف اعتن ا ، وكی ة وعلومھ ة العربی ك باللغ الطین الممالی ام س ا اھتم رأین

ة ن الدول ي دواوی ع المناصب ف یھم أرف ، وحازوا بأمراء البیان وأسندوا إلة شباب وأنموذجا یحفز الرام الناس حتى أضحوا قدوة احت على إتقان العربی

. لعلھم یحوزون مكانة مثل مكانتھم ویجیدون البیان نح و ن م راء ع سالطین واألم صراف ال ن ان ال ع ا یق الرغم م ب

األعطیات والھدایا للشعراء ، وأن الشعر لم یعد حرفة یرتزق منھا الشعراء د ، ر افق تمر نھ وس اس ي نف ھ ف ى مكانت افظ عل ا ، وح ي دفاق شعر العرب ل

ن ا م ك العصر باعث ي ذل سائد ف دیني ال ھ ال ان التوج ة ، وك الخاصة والعامث روافد قورافدا من أھم بواعثھ ، و ریم تھ ، حی رآن الك اظ الق ي ألف وجد ف

ضب ، ا ال ین ھ معین المیة ومعانی ة اإلس مت الثقاف ھ ووس ھ وألفاظ معانیوره دیني بالمیوص راء ، .سم ال سالطین واألم ال ال ي أعم د ف ذلك وج ك

الطبع ارتبوبطوالتھم في التصدي ألعداء الدین واألمة ما أعانھ على اال ط ب .الزائفة الصادق أكثر من ارتباطھ بالریاء وبھرج الصنعة

ع . .."ت التوراة تفیض لبنا وعسال ا قالالمختلسین ، وأنتم املكوھا لذواتكم ، فھذه األرض كم راج

.١٣م ، ص ١٩٩٢قصة الحروب الصلیبیة ، الطبعة األولى ، غزة : كتابنا .٢٤٥المقدمة ) ١(

فن المدیح :الفصل الثاني

اإلشادة و، ھو حسن الثناء ، ووصف الناس باألخالق الحمیة ح یالمد ذا بفضائلھم وأعمالھم المجیدة ، ھ ھ ذ جاھلیت ي من شاعر العرب وقد عرف ال

إذا ومن صفات بعض الناس وأعمالھم ، الفن ، وعبر في شعره عما أعجبھ لثناء امدح عن قناعة باستحقاق الممدوح الشعر ذلك العصر الغالب في كان

ان ، س ال وك رارة نف ن ق ا م شاعر شعر نابع دح الی، ال ن م ھ م ا فی رجل بمالمدیح المبني ، فإن ینال العطایا یتكسب بشعره أو صفات ، ال یتزلف لكي

در ان موجودا بق ھ من صفات ك على الریاء والتزلف للممدوح بما لیس فی ) .١(أقل

ن لم ع ھ وس لى اهللا علی ي ص ى النب د نھ اءالوق ذب ری ث والك ، وحاحثوا : "على التصدي للمتزلفین من الشعراء في قولھ داحین ف إذا رأیتم الم

ف ، ) ٢("في وجوھھم التراب ي توضیح موق لم ف ھ وس ال صلى اهللا علی وق نس منھ فھو ح الحق فما وافقفلعر كالم مؤإنما الش: "اإلسالم من الشعر

.)٣"( فیھ منھ فال خیر الحقق، وما لم یوافاھرة ا شرت ظ وي انت صر األم ذ الع شعر ومن سب بال ع ، لتك ورف

ك ، الشعراء قدر الوضیع ا ، وذل ل كریم جاعا ، والبخی ان ش وا الجب وجعلھ و فی ا ھ اه بم ھ وھج مقابل ضریبة یدفعھا الممدوح للشاعر وإال انقلب علی

.من صفات وأكثر ون اقي فن ي ب الوا ف ا ق ر مم دیح أكث ي الم الوا ف وأظن أن الشعراء ق

ى وقد سار شالشعر العربي ، عر المدیح الصادق في ظل شعر التكسب حتشعر ، الاشتكى جاء العصر المملوكي ، ف م ألشعراء من كساد سوق ال ھ ل ن ) :٤(من ذلك قول أبي الحسین الجزاریعد حرفة یرتزق منھا ،

ع ) ١( دي : راج ش الجن ضة : دروی ة دار نھ ده ، طبع ي ونق شعر العرب ي ال ا ف اھرة التكسب وأثرھ ظ

.٦٤ – ٤٣م ، ص ١٩٦٩مصر ر ال ) ٢( ي بك ن أب ى ب ي عل اھرة : ھیثم راث ، الق ان للت ة دار الری د ، طبع ع الزوائ ـ ، ١٤٠٧مجم ھ

٨/١١٧. زان ، : أبو علي الحسن بن رشیق القیرواني ) ٣( د قرق ق محم ھ ، تحقی شعر وآداب العمدة في محاسن ال

.١/٨٥م ، ١٩٨٨الطبعة األولى ، دار المعرفة ، بیروت ي ھو یحیى بن عبد العظیم بن یحیى بن محمد ) ٤( د ف بن علي ، جمال الدین أبو الحسین الجزار ، ول

شعره ٦٠٣بالفسطاط سنة ھجریة ، وقد عمل في الجزارة مھنة والده بعد أن عجز عن التكسب بات ، : محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي : انظر ترجمتھ في . ھجریة ٦٧٩، توفي سنة وات الوفی ف

.٢٩٣ – ٤/٢٧٧م ، ١٩٧٣ت تحقیق إحسان عباس طبعة دار الثقافة ، بیرو

-٤٣-

یدي ا س ي ی ـ ال تلمن رف الدی ششـ ا ع زارة م شق الج ف ال أع كی

ا ـ وبھ الب ترجی ارت الك ص

صابا ي ق ى أن رأیتن ن عل ـا ض اآلداب اتي وأرف ت حی ـا و الكالب ت أرج شعر كن ني وبال ـ

) :١(وكذلك ما یشتمل علیھ قول البوصیريا واك فأخی ى س ي إل ال تكلن

وه د ووج ھ حدی صاد فی الق

اره ون خی اني ال یمنح ر زماره ھ حج واد فی وب األج وقل

) : ٢(وقریب من ھذا المعنى قول عفیف الدین علي بن عدالنب ك المطل ا فات بن إذا م ال تعجب ال تعج دنیا ف ي ال ر ف إن دام ذا الفق

نفس أن ب وعود ال شقى وأن تتع تب ى أعق یھم فت ا ف رام وم ات الك م

) :٣(قول ابن نباتھ المصريوا ل رتب م ین ي إن ل ي أدب ار ف ال ع

ي ذا كالم ا ھ ا عجب ي فی وذا حظ

ي د اوإنما الع دي ر ف ي بل ري وف ھظ وا روة لف ي لث د من ار ی فتق

یس ن أحاس را صادقا ع وكي تعبی ي العصر الممل شعر ف أضحى الاد ة والجھ د البطول ذي یمج دیح ال الشاعر تجاه ممدوحھ ، وراجت سوق الم

شعراء بانتصارات ادة في سبیل اهللا ، وتغنى ال صلیبیین ق ى ال المسلمین علار ، ر والتت الھم الخی دة وأعم فاتھم الحمی دوا ص اج ة ، وخل ك ابتھ ن ذل م

٦٥٨المسلمین بانتصار سیف الدین قطز على التتار في عین جالوت سنة : )٤( األنصاريھجریة ، كما نرى في قول شرف الدین

ھا ل عروش ضمنت ت رعت العدا فھ إذ ا تحوی ذل م وك بب ت المل فقل سیح مراح صر ف ن م فطویت ع

ھ ل جیوش ذت ت ا فأخ اولقیتھھا ى منقوش ا عل ت خزائنھ ختمشھا ین عری ا وب ین بركتھ ا ب م

ھو أبو عبد اهللا ، شرف الدین ، محمد بن سعید بن حماد ، ولد في قریة دالص ببني سویف بمصر ) ١(

اھد : راجع ترجمتھ في كتابنا . ھجریة ٦٩٥ ھـ ، وتوفي في القاھرة سنة ٦٠٨سنة البوصیري ش . وما بعدھا ٧على العصر المملوكي ، ص

ات ھو عفیف الدین أبو ) ٢( رجم ، م لي النحوي المت ي الموص ن عل اد ب الحسن علي بن عدالن بن حم .٧/١٩٧النجوم الزاھرة . ھجریة ٦٦٦بمصر سنة

دین ) ٣( ن شرف ال ھو الشاعر والناثر المشھور أبو بكر ، جمال الدین ، محمد بن شمس الدین محمد بد اشتھر محمد الجذامي الفارقي ، یعود أصلھ إلى قبیلة جذام العربیة ، شام ، وق ي ال داده ف أقام أج

داني ة الحم ي . منھم عبد الرحیم بن نباتة ، الخطیب الذي ذاع صیتھ في عصر سیف الدول د ف ول . ھجریة ٧٦٨ وتوفي فیھا سنة ٦٨٦القاھرة سنة

وردي . قال القصیدة بحماة حینما وصلھا قطز منتصرا ) ٤( ن ال و شیخ . ٢/٢٠١تاریخ اب شاعر ھ والف شیوخ حما ة ، شرف الدین ، عبد العزیز بن محمد بن عبد المحسن بن محمد بن منصور بن خل

نة د س ا ، ول ابن الرف روف ب شقي ، المع صاري الدم نة ٥٨٦األن اة س ن بحم وفي ودف ٦٦٢ ، وت .٣٦٣ - ٢/٣٥٤وفوات الوفیات . ٧/٢٣١النجوم الزاھرة : راجع ترجمتھ في . ھجریة

-٤٤-

ا حت اد بالدھ ى العب ت عل ى حفظدھا ك خ وطء نعل اه ل ت حم فرش

ھا ى أحبوش صى إل ا األق ن رومھ مھا فوطئت عین ا ن مفروش لشمس م

سلطان الظاھر ) ١(شھاب الدین محمود الحلبي قول وكذلك ن في مدح ال ركار ه بانتصار واإلشادةبیبرس الدین ى التت م عل ذین أعادوا تجمعھ روم ال وال

) :٢(عند نھر جیحانار یمن ج ك المھ ئت ل ث ش سر حی

ذي أظھر دین ال ق لل م یب ھل تت رؤوس وحرك صت ال ا تراق لمى صى من خضت الفرات بسابح أقن رأى رات وم واج الف ك أم حملتا ك طودھ م ی ا ول ت فرق وتقطعر م یط صعید فل اؤھم ال ت دم رشورى ل وال شكرت مساعیك المعاقتھم ؤالء حمی ت وھ ذي منع ھدائحا ك م دھر فی ألن ال فألم

دار رادك األق وع م م فط واحكار ادي ث د األع ھ عن ا ركن ی

ات ن مطرب ار م سیك األوت قار ھ آث ن نعل صبا م وج ال ھ

واك تقل را س اربح ھ األنھرار شك الج إذ ذاك إال جی

ی ى الج نھم عل ار م سعید غب ش الار اد واألطی رب واآلس والتسار م ذا اإلی ك وع قیت تل وسصار ذھب األع ت وت ى بقی تبق

اد لقد التف الشعراء حول أبطال المسلمین الذین خل صوا البالد والعبدین شاعر شھاب ال ان ال صلیبیین ، وك ار وال دین ، التت من شرور أعداء ال

شام ، ي ال ك ف ذكر انتصارات الممالی ذین لھجوا ب ود أحد ال تح محم د ف یخلن والسلطان المنصور قالوون األلفي حصن المرقب ھ م ن فی قضى على م

صلیبیین ة ،ال تمائة ھجری انین وس ع وثم نة أرب ذا س ة ھ وة عریك دح ق ویمتذا تح ھ ل شرف ف ز وج السلطان ، وقوة إیمانھ التي تجلت في ادخار اهللا ع

) :٣(الحصن لھ دون غیره من السالطین واألبطال األقویاء ، من ذلك قولھر صر والظف ذا الن ر ھ اهللا أكبت ال إن طمح ت اآلم ذي كن ذا ال ھ

ت فانھض وسر د نحل دنیا فق واملك الك ن مل صن م ذا الح ك ھ م رام قبل ك

سیر زعم ال ا ت تح ال م و الف ذا ھ ھر وه وتنتظ ب ترج ى الكواك إل

سرر وش ت ال ا وارتاح قا منابرھصر ھ ق ي باع ا ف ھ وم ال عن فط

ھـ ٦٤٤ود الحلبي الدمشقي ، ولد سنة ء محمود بن سلیمان بن فھد بن محمھو شھاب الدین أبو الثنا) ١(

ن ع دین ب نة ، تولى دیوان اإلنشاء بعد موت محي ال وفي س اھر ، وت د الظ ة ٧٢٥ب یأتي ھجری ، س .ذكره بتوسع عند الحدیث عن كتابھ حسن التوسل إلى صناعة الترسل

١/٢٤٠فوات الوفیات : حمد بن أحمد بن شاكر م: وانظر أیضا . ١٤٤ - ٧/١٤٣النجوم الزاھرة ) ٢(.

.٢٧٠ – ٧/٢٦٩النجوم الزاھرة ) ٣(

-٤٥-

ة ام مملك ھ األی ف تمنح وكین أخر ع ن ت ا م سمو إلیھ ف ی وكی

دخر راء ت دولتك الغ ت ل كانعاده منج در إس در والق داك الق

سع – أیضا –وفي مدح السلطان قالوون تح طرابلس سنة ت د ف بعشھا شكر وثمانین وستمائة للھجرة یتوجھ ال ى اهللا عز وجل بال ود إل ب محم

دیم ھ أن ی ا ، ویتضرع إلی على نعمة النصر والتأیید التي خص السلطان بھ ) :١(علیھ النصر والتأیید

شكر ھ ال ن أوالك نعمت ا لم علیندعا الح ال ومنا لك اإلخالص في ص

ور ي ال ك ف الء ملك ي إع ىوهللا فیكن ك فل ا وارث المل ذا ی أال ھك

ر یفھ ذخ ا س الم ی ك لإلس ألنر صرتك األم ر ن ي أم ھ ف إلى من لر وغى س وم ال د ی ي التأیی راد وف مدھر ھ ال والى ب ا ت دا ال م اد الع جھ

لطانا ك واختصارا ال نكاد نجد س ادة الممالی ن ق دا م را أو قائ أو أمید لصلیبیین إال حاز إعجاب الشعراء ، االذین تصدوا للتتار و ا خل وحظي بم

ن ذكره من المدح الصادق د م شعراء العدی دح ال ل امت ، لیس ذلك فحسب بواھم ، وأشادوا م وتق سن خلقھ شام لح رجال الدولة المملوكیة في مصر وال

، من ذلك ما نراه ، وسھرھم على راحة مواطنیھم م وحسن إدارتھ، بعدلھم ) :٢(في قول البوصیري

د ل فاس ن ك فطھر وجھ األرض من األذى سالكین م ده لل ومھھ م ل بالد فك ي ال رب ف شرق وغ فة ھ یقظ ھ فی ل وال مثل ا ك وم

ا ام الرعای ھ أن ان وطرف ي أم فھ م بأرض وف أل فال الخوف من خ

ر ھ یتطھ ن قبل ھ م ا خلت ومر ار یعث ى إذا س ھ األعم یس ب فلر ھ ویعب ي علی ابر یثن ا ع بھور ب من اهللا قل ھ ب وال قلب

ال ھ إص ا فی سھر لم ة ی ح الرعیالخ ا ب شر فیھ روال ال واطر یخط

وردي ن ال ة ) ٣(ویمدح عمر ب ك عام ى استقرار الممالی شیر إل ، ویحال البالد في عصرھم ، حیث یصفھم بالسعد والعدل بعد أن شبھھم بالملح

.٧/٢٧٥السابق ) ١(ي ، ) ٢( ابي الحلب ة مصطفى الب ة ، مطبع ة الثانی دیوان البوصیري ، تحقیق محمد سید كیالني ، الطبع

. ١٦٠م ، ص ١٩٧٣القاھرة أبي الفوارس الوردي ، المعروف بابن الوردي ھو زین الدین عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن) ٣(

ات : انظر ترجمتھ في . ھجریة ، صاحب كتاب تاریخ ابن الوردي ٧٤٩المتوفى سنة فوات الوفی١٦٠ – ٣/١٥٧.

-٤٦-

ن ج م رالذي ال یستغني الناس عنھ ، مبینا أنھ ال یعرف فضلھم إال م ب ظل ) :١(عو لھم بطول البقاءالمغول ، وید

رك صرنا الت ي ع ح األرض ف ملدارھم رف مق ن یع رف م تع

سھم اهللا ال ی ن أن وحش م

عدھم ي س دائر ف ك ال والفل من بعدھم)٢(من ذاق جور المغل

دھم ن فق ون م ورھم أھ فج

رجال الدین والعلماء واألدباء إعجاب الشعراء العدید من كذلك حاز ذا ان ھ اقبھم وصفاتھم ، وإن ك ددوا من صائد طوال ع ي ق دحوھم ، وف فامتا شتمل غالب ھ ی ي عطاء ، فإن ع ف اإلعجاب ال یخلو أحیانا من رجاء أو طمز اء إذا ع ا وھج ب كرھ ذي ال ینقل ب ال صادقة ، والح یس ال ى األحاس عل

العطاء ، كما ھو معروف عن بعض شعراء التكسب في العصور السابقة ، ول ا ق شاعر ومعاني ھذا المدح متنوعة ، ونماذجھ كثیرة جدا ، نذكر منھ ال

وي ك الحم ن ملی اس )٣(اب و العب دین أب ھاب ال ضاة ش ي الق دح قاض ي م ف ):٤(المعروف بابن فرفور

الك ي ع ر ف سى وهللا س ا ع فمة وأضح سن جن شام بالح ت دمشق ال

ا سحاب مطارف دي ال ا أی ت لھ وحاكره ر طی الرق نق ا ب وروض الھنردا بح مف سن أص ا بالح وجامعھق عارك رون ن ش ھ م ار علی وصا ت خاطب ھ قم ا ب ره لم ومنب

و الب ذا ھ ذي فھ ر ال ھ ح ن نوال عدى ستمطر الن ھ ی أخو الجود من كفی

اھر دو یج سود أو ع ول ح یقاھر اه وب ك ب ال من ا جم علیھر ا األزاھ د دبجتھ عة ق موشر ریح زام دان وال ى العی ى عل وغن

ف ع وقد أعربت ضمائر بالوص ھ ال نشعائر ام ال حت تق د أض ھ لق وفیابر ھ المن سعى إلی أن ت ت ب تمنصادر ت والم د أعرب وارده ق م

الجود ث ب و إال الغی ا ھ اطر وم م

ھ دوح ومكانت ام المم ب مق ي تناس صفات الت شاعر ال ى ال د راع لقي فھویة والدینیة ، االجتماع ب التق القاضي الذي تزھو بھ دمشق ، والخطی

.٢٦٦ھـ ، ص ١٣٠٠دیوان ابن الوردي ، مطبعة الجوائب ، القسطنطینیة ) ١( .المغول : المغل ) ٢(حمد بن علي بن عبد اهللا المعروف بابن ملیك الحموي ، ولد بحماة سنة ھو عالء الدین ، علي بن م) ٣(

نة ٨٤٠ شق س ن بدم وفي ودف ة ٩١٧ وت ي . ھجری ھ ف د : انظر ترجمت ن محم د ب دین محم م ال نجة ، : الغزي ة الثانی الكواكب السائرة بأعیان المئة العاشرة ، تحقیق جبرائیل سلیمان حبور ، الطبع

.١/٢٦١م ، ١٩٧٩روت دار اآلفاق الجدیدة ، بی .٦٢ھـ ، ص ١٣١٢دیوان ابن ملیك الحموي ، المطبعة العلمیة ، بیروت ) ٤(

-٤٧-

ھ مسجده اھي ب ذي یب ابر و، المفوه ال ھ المن وق إلی شاعر تت سى ال م ال ین ، ث .التنویھ عن كرم ممدوحھ وسخائھ

ى كذلك ترك شعراء العصر المملوكي كما ھائال من شعر الثناء علن ھم وبراعة فنھم العلماء واألدباء ، ومدحوھم بغزارة علم ، وما استحبوا م

وفي ھذا المقام نذكر بیتین مما قیل في مدح أبي العباس أحمد بن صفاتھم ، ودة ) ٢(من شعر عمر بن إسماعیل الفارقي ) ١(خلكان ان مبتھجا بع ن خلك اب

) :٣(قالإلى قضاء دمشق ، صـ ي م ف ف ل یوس شام مث ي ال أنت ف

بع ل س سبـ ولك د ال داد وبع شا رام جن دي أن الك ر وعن سـ

اس اث الن ھ یغ ام فی ع ع ـ

ون ن فن ره م ي غی وقد شاركت المرأة في فن المدیح كما شاركت فھ الشعر ، وفي ھذا المقام نورد ة بعض ما قالت شة الباعونی دح )٤(عائ ي م ف

) :٥(الرحیم العباسي القاھريالسید الشریف عبد شیخ األدباء ھ م لباب ل عل ن ك وى م ام ح إمصا ائق غائ ر الحق ي بح بح ف وأصم ا یھمھ ان فیم ھ األعی وذ ب تلھ وال سحب راحت اري ال ریم تج كاءه شوب عط ن ی ن وال م یم

رائس ر أرخع ا فك در لفظھ ص ال

د ل ذي ق ھ ك الي باب ج لع رفحر ك البح ن ذل اء م ا ش ستخرجا م ومر ائض الب ر أو ف ف الب ون عط فیلفاألجر وز ب یرید بما یجزي سوى الفسحر ل بال بى العق ظ س ن لف ویمنح م

شت ر وأن شة الفك ا دھ ا لن معانیھ

ن ) ١( د ب ر ، أحم و بك ھو قاضي القضاة شمس الدین أبو العباس ، وقال صاحب الكوكب الثابت ھو أب

نة ل س د بإرب ان ، ول ت معروف بالف ٦٠٨محمد بن إبراھیم بن أبي بكر بن خلك ي بی ة ف ھ ھجری قو وم شتى ، وھ ي عل ر ف دوم النظی اعرا، مع ا ش ا أدیب ا فقیھ ا عالم ان إمام ة ، ك والمناصب الدینی

، تقریبا٦٦٠ولى سنة ، تولى قضاء دمشق مرتین ، األ" وفیات األعیان"صاحب التاریخ المشھور سنجاري ، وأ دین ال در ال ضاء عن ب ي الق ا ف اب فیھ ا ثم عزل وذھب إلى القاھرة مدة ، ون ى بھ فت

ھ اس بعودت نة .. ودرس ، ثم أعید إلى قضاء الشام وسر الن ي دمشق س وفي ف ة ٦٨١وت . ھجریادر . ٣٠١ - ٧/٢٩٩النجوم الزاھرة : لالستزادة راجع ترجمتھ في د الق والسلوى األندلسي ، عب

ب : بن عبد الرحمن ن ذوي المناق رھم م شعراء وغی ار ال دار مخط . الكوكب الثابت في أخب وط ب .٣١٩ – ٣١٦ تاریخ تیمور ص ٣٢٥الكتب المصریة تحت رقم

)٢( .٧/٣٠٠النجوم الزاھرة ) ٣(ن ) ٤( ت م ة ، ناسكة ، انتقل ة ، عالم اعوني ، أدیب ت الب ن ناصر بن د ب ھي عائشة بنت یوسف بن أحم

اب دمشق إلى القاھرة طلبا للعلم ، وأجیزت لإلفتاء والتدریس ، لھا العدید من المؤلفا ا كت ت ، منھة ٩٢٢توفیت في حلب سنة .. الفتح الحنفي ، وكتاب المالمح الشریفة واآلثار المنیفة و . ھجری أب

شذرات الذھب في أخبار من ذھب ، مطبعة القدس ، القاھرة : الفالح عبد الحي بن العماد الحنبلي .٨/١١١ھـ ، ١٣٥١

.١/٣٠٤الكواكب السائرة ) ٥(

-٤٨-

اء ي الثن داحون ف شعراء الم ا ال ي توارثھ ة الت صفات التقلیدی ا ال إنھن على ممدوحیھم ، أما الخصوصیة فتكمن في اختیار ما یناسب الممدوح م

ة صفات تتصل بعملھ أو تخصصھ ، فالعالم أو األدیب یناسبھ المدح برجاحم ، و ظ ، العقل ، وسعة العل ال اللف ى ، وجم ة المعن حسن المنطق ، وبراع

... كالكرم ، والنخوة ، والتقوى ةمعاإضافة إلى الصفات الصر ذا الع ي ھ سب ف عر التك دفق ش تمرار ت ى اس شیر إل ي أن ن بق

ن ون م ذا الل بالرغم مما رأیناه سابقا من شكوى الشعراء من كساد سوق ھد ى ح شعراء إل ب المدیح ، وقد وصل بعض ال اء الوجھ وھو یطل ة م إراق

)١( قول جمال الدین محمد بن نباتھ– مثال –من ذلك العطاء من ممدوحھ ، ) :٢(في مدح صاحب حماة الملك المؤید أبي الفداء

ام صف ع ضى ن ورى ، م ام ال یا إما ي فیھ ت عن نة إن غفل س

ع ي رب صل ل م ی ولي ول ن وص مبع ك ي س ف ال ، وھ سرتني وكی

) :٣(وقولھا أش اك فم كرت لھ أننيكش ب

م ال فل ل ذي م ن ك ي ع أغنیتنرا وت معاش ى قف ي حت وكفیتن

صدك أ ر ق ي غی ا ل ام م ةی حیلصائد ى بق صود الحم ت مق ال زل

والك الل ر بب م یخط ال ي نظمھأخرت دى فت ات الن ألت روای س

ا ة أثقالھ ي مطیق ت وھ ثقلا داك وال لھ سوى ن دا ل تح ی أفا تكثرت أطفالھ دى فاس ر الن كث

ا ورى نطالھ ي ال ع ف ي وتنج )٤(تنجبحت ع اأص ا وثمالھ )٥(صمة أمرھ

ا م بالھ اك أنع ذي یلق ال والؤالھا ت س زت أن ورى وأج ا ال عنھ

ھ ھو محمد بن محمد ) ١( ھ ، ولقب ن نبات رحیم اب د ال بن محمد بن أبي الحسن بن صالح ابن الخطیب عب

ا ، ٦٨٦جمال الدین ، ولد بمصر سنة م فیھ ال العل ھ وشیوخ مصر ورج ى أبی م عل ة ، تعل ھجریع بدمشق حاول االرتزاق بشعره فمدح أمراء الشام األیوبیین وأثریاءھا ، ثم عمل في دیوان التوقی

ك ثم عاد لمصر بعد غ ع الممالی دیوان م ي ال ا ، واشتغل ف رن تقریب وفي .. یبة استمرت نصف ق تنة اھرة س ة ٧٦٨بالق ي . ھجری ھ ف ع ترجمت ا : راج ى باش ر : عمر موس صري أمی ھ الم ن نبات اب

.٢٧٠ - ١١٥م ، ص ١٩٩٢شعراء المشرق ، الطبعة الثالثة ، دار المعارف، مصر .٣٦میر شعراء المشرق ، ص ابن نباتھ المصري أ: عمر موسى باشا ) ٢( شھاب الدین أحمد بن فضل اهللا العمري -: وانظر في مدح التكسب وطلب العطاء . ١٥٥السابق ) ٣(

ي حور ، منشورات المجمع الثقافيمسالك األبصار في ممالك األمصار ، تحقیق محمد : ، أبو ظبالدین محمد بن عبد الرحمن شمس – . ٣٨٢ – ١٦/٣٨١م ، ٢٠٠٣ اإلمارات العربیة المتحدة –

روت : السخاوي ل ، بی ى ، دار الجی ة األول ع ، الطبع رن التاس م ، ١٩٩٢الضوء الالمع ألھل الق٣٦٨ ، ٣٨ ، ١/٣١.

.جمع ناطل ، ونطل الخمر عصرھا : نطال ) ٤( .غیاثھم الذي یقوم بأمرھم : ثمال القوم ) ٥(

-٤٩-

ةنالحظ أن ابن نباتھ لم یحفظ ماء وجھھ ، وكان بوسعھ استخدام لغ التي برع في استخدامھا ، ولكن ھذا حال معظم الشعراء في الشعر الموحیة

دیح ، ھذا اللون ر عن من الم ي التعبی ة ف م الفنی م یحسنوا استخدام أدواتھ ل .حاجاتھم ، فحشدوا الصفات واحدة تلو أخرى دون ترابط

ب ا مزج طل ة حینم ن نبات ن اب رع م ان أب أما السراج الوراق فقد ك ) : ١(العطاء بلطیف المعاني وخفة الظل في قولھ

سان ن ل ود م ع الج م قط كا ش ا أن راج فھ اعر س

ورا ھ النح ن نظم د م قلورا ساني أزدك ن اقطع ل ف

ومن طریف ما قالھ شعراء التكسب في ھذا العصر قول عالء الدین ) :٢(بن ملیك الحموي

ھ ا أؤمل ا فیم دحتكم طمع مذي أدب نكم ل لة م ن ص م تك إن ل

صب فل م والن ل اإلث ر حم ل غی م أنط أو كف اجرة الخ ذبف ارة الك

) :٣(وكذلك قولھھ ت أمدح دیق كن ن ص وا م ال تعجبف درى ھ كی اء فی بل اعجبوا من ذك

ب ن عج وقد ھجاني وما في ذاك مي ك ذب أن ى الك ازاني عل ذبت فج

ول صفي ومن بدیع معاني التعفف عن طلب العطاء من الممدوح ق ):٤(الدین الحلي

ل م أق ضالل ول ى ال : ولقد أسیر علا دلیل ترفع سآل ال اف ت وأع

ت ضاللي ق ، وإن كرھ أین الطرین أن ؤال ع ظ س ي بلف وه فم یف

* * *

ي ا ف اني أم ف العصر العثم اد تختل ال تك ن ف ث ف دیح عبواع ا م المة ، من في العصر المملوكي وما سبق كانت علیھ ففتوحات عصور العربی

العثمانیین التي أوقفت الزحف الصلیبي على المشرق اإلسالمي ، ووصلت

نة والشاعر ھو سراج ال . ١/٤٣٠ریحانة األلبا ) ١( د بمصر س ن حسن ول د ب ن محم ٦١٥دین عمر ب

نة وفي س ة ، ت الظرف والفكاھ د اشتھر ب ة ، وق ة ٦٩٥ھجری ي . ھجری ھ ف ع ترجمت وم : راج النج .٨/٦٩الزاھرة

نة ھو علي بن محمد بن علي بن عبد اهللا ، عالء الدین بن مل ) ٢( اة س د بحم وي ، ول ك الحم ، ھـ ٨٤٠یتغ شعر درس األدب والنحو والعروض ، واش ي ال رع ف العلم واألدب ، وب نة .. ل ب وفي س ٩١٧ت

.١٩٠ – ١/١٨٨ریحانة األلبا . ھجریة .١/١٩٠السابق ) ٣( .٤٧دیوان صفي الدین الحلي ) ٤(

-٥٠-

صلی الم ال ق الع ى عم الم إل اب بي ، باإلس ازت إعج شعراء ح تھم ال وجعلون ب شر یلھج والتھم ، ن فاتھم بط د ص ذلك )١(وتمجی ال ، وك ت أعم حظی

وزراء و راء وال اب األم ة إعج صار العربی ي األم ة ف ال الدول ض رج بعوقد ظفر .الشعراء ، فعددوا مناقبھم ، وامتدحوا صفاتھم ، وخلدوا أعمالھم

افر من شعر المدیح في ھذا العصر رجال الدین والعلماء واألدباء بنصیب و...

یھم وا عل انیین ، وأثن سالطین العثم والت ال شعراء ببط ى ال د تغن لقتح دما ف لیم عن ن س راد ب سلطان م دح ال ي م ل ف وقرضوا صفاتھم ، فمما قی

اف الرومي ٩٩٣سنة مدینة تبریز عام ) ٢( ھجریة نشیر إلى قصیدة ابن الق ) :٣(التي منھا قولھ

ا ملی دت فی وك غ ل المل ھ ك ا ل كت إذا دنیا فأن ك األرض وال ر وامل سا ار مفخرھ ة آث ا نعم ا لھ فیرفت د ش راد اهللا ق ھ م ل اإلل ظك ن مل راء م ئ الغب ن وط ل م أجزت ذي عج تح ال ر الف ھ ظھ بعزم

و ف ة ول وك األرض قاطب ھ مل اخرتنح ى ھل یستوي الشمس والمصباح ج دج

دى ور ھ د ن ماء المج ي س ھ ف دا ل بد اب وق روس الجن ك مح بح المل وأص

ذر ي تعت أتي وھ ا وت دین طوع تھ إسكندر العصر قد وافى ضر ب الخ

دخر راء ت ھ الغ ت لدولت كانسرر ان وال ابر والتیج ھ المن بأتمر الك ت ائر األم أمره س بصر تھم الع د أفن سالطین ، ق ھ ال عنشر ره الع اني فخ ن مع الھم م ا ن م

ان ستوي الجاری ر وی ر والنھ البحھ الن ن دون رم شمس والقم ران ال ی

در در والق سعدان الق ھ الم ى ب واف

د لقد تجلت قناعة الشاعر بممدوحھ فیما رأیناه ى تأكی من إصراره علر وتعتذر عما بد، طوعا الملوك تدین لھ أصبحت معاني القوة والمنعة ، إذ

ھ منھا ، وجعلھ اسكندر العصر الذي تحدث القرآن الكریم عن صفات عزت

ن ھؤالء ) ١( م ، وم ادة والعل ات اإلسالمیة ، ودور العب سالطین بالمقدس ام ال شعراء اھتم كذلك مجد ال

سالطین راد"ال سلطان م نة ، ا" ال سیل س دمھا ال د أن ھ ة بع اء الكعب اد بن ذي أع ة ١٠٣٩ل ھجری .٣٤٠ – ٤/٣٣٩خالصة األثر : انظر . فاستحق مدح الشعراء

ھو فیض اهللا بن أحمد ، المعروف بابن القاف ، الرومي ، قاضي العسكر ، وأحد فضالء مشاھیر ) ٢(ة ٩٩٠سنة ب ، ثم قضاء الشام ھجریة ، وتولى قضاء حل٩٥٠الروم ، ولد سنة م عزل ھجری ، ث

ة ١٠٢٠ورحل إلى بالد الروم ، ثم تولى قضاء العسكر ، توفي سنة ي . ھجری ھ ف : انظر ترجمت .٩٩ – ٣/٩٣ونفحة الریحانة . ٢٩٢ – ٣/٢٨٨خالصة األثر

.٢٩١ – ٣/٢٩٠والقصیدة في خالصة األثر . ٩٨ – ٣/٩٧نفحة الریحانة ) ٣(

-٥١-

ثم تحدث عن رضا اهللا تعالى عنھ إذ ادخر ، )١(وآیة بلوغھ مغرب الشمس .لھ نعمة ھذا الفتح ، ثم طفق یمدحھ بأبھى الصفات والمناقب

ة ناطبھ السلمدح ما وم اح قلع د افتت ع بع د خان الراب وار "محم " إیال قصیدة من القصائد التي مدحھ بھا الشعراء نذكر ھجریة ١٠٧٤سنة ، ق

) :٢(عبد اللطیف البھائي البعلية ى رتب د أعل ي المج ال ف ك ع ملھ ة ل وك األرض قاطب وا مل تعنا ي آجامھ د ف طاه األس شى س تخادق ة ص ھ ألی سما بطلعت ق

س م ت ھ ل ط بمثل ام ق مح األیفاتھ ل ص ھ جمی ص مادح م یح لزل م ی اد ول ي الجھ دا ف أل جھ م ی ل

ین ف دین المب صرة ال داي ن مجاھھ الم ذب عدات ة اإلس ن حوم عھ دعاء لرب ي ال ضرع ف ا زال ی م

بمت وص قل ا بخل ادقوجھ صع و ملف تح وھ شرى الف ھ ب فأتتؤمال صولھ وم ستیقنا بح ما شائر دائم ھ الب ال زال تأتیورى ا لل ا وغوث ھ عون وأدامد ام محم ر األن سمیھ خی ب

ي م ف ا الح نج اظرم سماء لن ال

زال ا من ھ الثری ون ل ت تك أنفذلال ة وت سعى خیف دا وت أبال ضاؤال وتغلغ ھ ت ذوب من فت

ر الی ھ ب ي حلف ى ف ین إذا ائتل مسربال التقى وت م ب ك تعم مل

و أفن ال ول سال ك ریض تسل ى القال وش مكم ال الجی سعى بإرس یال ساكر مرس را للع را وبح بال صلیب وزی اد ال اد عب وأبصال ال ومف را مجم را وجھ ستال ضرعا وتب اه ت ا انتح فیم

الجال سعادة ب وب ال سربالث ل موكال ھ مت ھ إتمام ن رب م

دا وتخد ى أب اخر والعل ھ المف موال را أط رش عم اه رب الع وحبوال رام ذوي ال صحب الك واآلل والال دجى وتھل ي ال در ف اء ب وأض

ع ، أدار الشاعر معاني مدحھ حول من زلة السلطان محمد خان الرابالتقوى ان ب ر األزم رده عب شھ ، وتف ن بط داء م شیة األع ھ ، وخ وة بأس وقالى ، وأسھب ة اهللا تع والغیرة على اإلسالم ، والجھاد في سبیل إعالء كلمدعاء ھ بال في تقریض صفات تدینھ وتقربھ إلى اهللا عز وجل ، ثم ختم مدیح

ره لھ أن یبقى عونا للناس ، و ا ھو واضح .أن یطیل رب العرش عم وكمم سابقة ، وترس صور ال ي الع دح ف عراء الم ب ش ي رك شاعر ف ار ال د س فقي خطاھم في تردید معاني الشجاعة ، وھیبة الجانب ، والتقوى ، والجھاد ف

سورة .." غرب الشمس وجدھا تغرب في عین حمئة ووجد عندھا قوما حتى إذا بلغ م: "قال تعالى ) ١(

.٨٦، آیة الكھف .١/٣٥٤خالصة األثر : وانظر أیضا . ٣٩٨ – ٢/٣٩٧نفحة الریحانة ) ٢(

-٥٢-

ى سلطان عل ھ بال سن ظن ھ ، وح وة قریحت ھ ق د أعانت الى ، وق بیل اهللا تع س .دون أن یقع في حبائل التكلف أو التقلید ببراعة الوصول إلى غایتھ

دح اني ، وم یش العثم والت الج د بط ي تخلی شعراء ف ھ ال ا قال وممي دین المك وزیر ) ١(الوزراء والقادة نذكر قول الشاعر قطب ال دح ال ي م ف

) : ٢(ألنھ أعاد األمن واالستقرار للیمن، سنان باشا سر ي ال ر وال لك الحمد یا موالي ف جھ

ذ عت ك بالد إذا س تح ال یكن ف ا فلان ن كوكب ت م ود رم ا) ٣(جن خیامھ

ال ن األبط ر م ضنفر تج ل غ كا ان ملیكن لطان الزم ساكر س عا ي بالقن دین الحنیف وزة ال ى ح حم

تح الم والف زة اإلس ى ع صرعل والنذكر رف ال ى ش ا إل م العلی ھ الھم لصر اطئي م ن ش ل م ا بالنی وآخرھدھر رق ال ى مف سطو عل صارمھ ی ب

ر ر والبح )٤(خلیفة ھذا العصر في البسمر ة ال ي والمثقف یض المواض وب

شج و شھ بال فھ وجی د أن وص الد بع الم وب ى اإلس رة عل اعة ، والغیدبیره سن ت ي ح ھ ف ره ، وجعل د نظ ھ ، وبع ة عقل دح رجاح سلمین ، امت الم

:)٥(كیوسف الصدیق علیھ السالم ، فقالر ع ھ وزی ب رأ ی شان ثاق یم ال ظ

صره ف ع در یوس ز الق نان عزی سك ي مل داء ف ع األع ل تطم ع وھ تب

ر ن الفك ا م ي آن جیوش ز ف یجھري ھ تج صر أحكام ي م ره ف م ت الالمكر ان ب ن آل عثم ذه م وتأخ

ى ن یحی د ب دین أحم د شرف ال شھ ) ١(أما الشاعر القائ د أشاد بجی فقي دح شجاعتھم الت رة عددھم ، وم وقادة جنده ، ووصف قوة عریكتھم وكث

بع ) "١( نة س د س دي ، ول ي ، الھن د ، النھروان ن محم د ب دین أحم ن عالء ال د ب دین ، محم ھو قطب ال

ا .. عشرة وتسعمائة شعر ، وكان بارع م ال ة ، ونظ وم العربی سیر ، وعل ھ ، والتف ي الفق ا ، ف متفننف " تاریخ لمكة المشرفة"كتب . وشعره في غایة الرقة ة "، وأل ات الحنفی ي " طبق رق ف د احت ، وق

:انظر ترجمتھ وبعض شعره في " . توفي سنة تسعین وتسعمائة.. جملة كتبھ ریحانة األلبا وزھرة الحیاة الدنیا ، تحقیق عبد : فاجي شھاب الدین أحمد بن محمد بن عمر الخ

.١/٤٠٧م ، ١٩٦٧الفتاح محمد الحلو ، الطبعة األولى ، مطبعة عیسى البابي الحلبي ، القاھرة ھ ) ٢( لیمان ، انتدب ن س لیم ب سلطان س ام ال ي مصر أی ة ف ي الحكوم ھو الوزیر األعظم سنان باشا ، ول

تقر ادة االس سلطان إلع ة ال ن الفرنج ونس م ر ت ي تحری سلمین ف د الم اد جن ذلك ق یمن ، ك ى ال ار إلة ف ھجری د األل ع بع نة أرب وفي س سا ، ت رب النم سلطان لح ھ ال ذلك عین صلیبیین ، ك سابق . ال ال

١/٤١١. .جبل قر ب صنعاء : كوكبان ) ٣(شریفین سلطان البرین ، والبحرین ، وخادم ال"كان یطلق على السلطان العثماني لقب ) ٤( " . حرمین ال

.١٣ العصر العثماني –تاریخ األدب العربي : راجع .١/٤١٢ریحانة األلبا ) ٥(

-٥٣-

ي مكنتھ من فتح مدینة صعدة الیمنیة ، وقد سلط األضواء على القومیات الت ) :٢(ینتمي إلیھا أفراد جیشھ اإلسالمي ، من ذلك قولھ

ت ال تالطم ل الجب ل مث وجحافم ة ھاش ن ذؤاب ج م ل أبل ن ك مادة رك وروم ق اجم ت وأع

ل أص وجھن بك بأم ید أغلرب اللة یع ن س ل أروع م وبكب ود الوث ل األس ابش مث وأح

١٠٨٠جزیرة كریت عام عاصمة " قندیة"قلعة ولما فتح العثمانیون تھج ال ة ، اب سلمونھجری صر ، م ذا الن دیدة ألن بھ ت ش ة كان ذه القلع ھ

ت رة كری صین ، وألن جزی ت التح رة كان الق الجزی دما النط زا متق مركق القراصنة ان ینطل ا ك الحمالت الصلیبیة على المشرق اإلسالمي ، ومنھشعراء عن غبطتھم ر ال د عب لإلغارة على سفن المسلمین وشواطئھم ، وقاتح اني الف د العثم ب القائ انیین ، وأشادوا بمناق دحوا العثم بھذا النصر ، وم

ا " وبرلي باش د ك م أحم صدر األعظ ب ) ٣("ال ن النقی ول اب ك ق ن ذل ، م ) : ٤(الحسیني

داد ي ذرا بغ ك ف ا آل برم ماخرا وس مف ي النف أوقع ف ا ب یومة ان بدول د الزم تم جی حلیورى ذا ال اح ل م أت یمن ك ل المھ جي ال تن ان ف ا زم شك ی ھ بعی إی

ار وال ب وم الفخ اد ی و عب نداد ؤدد وس ن س م م ا لك ممساد ي األج روح ف ل ال ت مح حلاد وارف وأی ل ع ا جمی منھاد ن األمج شر محاس دا بن أب

د ) ١( ى ، ول ن یحی د ب دي أحم ام المھ ن اإلم دین ب ھو اإلمام المتوكل على اهللا شرف الدین بن شمس ال

ام ٨٧٧سنة ى ٨٨٣ ھجریة بحصن حضور ، وارتحل إلى صنعاء ع ھ األول ى علوم اك تلق ، وھنا ھ مصنفات منھ : وقرأ أمھات كتب العربیة والدراسات اإلسالمیة على علماء الیمن وشیوخھا ، ل

: الشوكاني : راجع ترجمتھ في . ھجریة ، ودفن بحصن الظفیر ٩٦٥، توفي سنة " األثمار"كتاب .١٩٦ – ١/١٩٤البدر الطالع

.١/١٩٥البدر الطالع ) ٢(ا ) ٣( د باش ن محم ا ب وبري األصل ، ھو أحمد باش ا الك د باش م المعروف بالفاضل أحم وزیر األعظ ال

ي "القسطنطیني المولد ، وقد عده ھ " المحب ال عن ة ، وق ة العثمانی م وزراء الدول ي : "أھ ن ف م یك ل، ھ وانتصاراتھ أنھ ھزم ثوار المجروذكر من فتوح" الوزراء من یحفظ الدین وقانون الشریعة مثلھ

د التي " قندیة"وفتح قلعة ن أحم راھیم ب سلطان إب ) ھـ ١٠٥٨ت (بقیت منذ دون فتح منذ أن فتح ال .٣٥٤ – ١/٣٥٢خالصة األثر . الجزیرة كلھا باستثنائھا ، ألنھا كانت شدیدة التحصین

ھو عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدین الحسیني ، الدمشقي ، المعروف بابن النقیب ، ألن والده ) ٤(نة كان نقیب األشراف في د س شام ، ول اء ١٠٤٨بالد ال ن علم ره م ده ، وغی ى وال ذ عل ـ ، تتلم ھ

اق .. العصر ، ثم تعانى اإلنشاء ونظم الشعر ، وأحسن فیھما كل اإلحسان حتى بلغت شھرتھ اآلف . ٤٠٤ – ٢/٣٩٠خالصة األثر . ھجریة ١٠٨١مات بوباء الطاعون الذي انتشر في دمشق سنة

ن وان اب ة ، وانظر القصیدة في دی ة العربی ع اللغ ة مجم وري ، طبع د اهللا الجب ق عب ب ، تحقی النقی .٩٣م ، ص ١٩٦٣دمشق

-٥٤-

وا بق ت ندیفتح ل أرتج ة معاقھ ع جناب صدر الرفی ا ال ى لھ وافح ولة ناص ق ص دین الح ھ ب ولاخر ب مف ام طی ھ األی روي ل تدارھا ب م اء قط ي العلی تم بن أنصد اد بمق رف الجھ فعتم ش أش

اد راء واألجن ى األم دما عل قساد د الح زاة ومكم م الغ عل

ا ذ زاة بھ واددك الغ را األطداد ى األن زت عل آثر ع ومصاد ل الق ار وموئ وم الفخ یاد ر مف سعاة لخی نى وم أس

تح شاعر بف ة "إن ابتھاج ال وبرلي " قندی د ك الوزیر أحم ھ ب ، وإعجابي ة ف باشا جعلھ یقرن مفاخر آل كوبرلي العثمانیین األتراك بمفاخر البرامك

راه ینحاز بغ ل ن ك فحسب ب یس ذل بیلیة ، ل ي اش اد ف ي عب اخر بن داد ، ومفا اقبھم ومنھ دد من ھ ، ویع وزیر وآل م یمجد صفات ال للعثمانیین ودولتھم ، ث

.نصرة الدین وإعالء رایة الجھاد ن دعا في ولم یكن ابن النقیب ب تمجید ھذا الوزیر الفارس ، فكثیر معراء صر الش اني ع وا بالعثم ة تغن تح قلع ة"ف دحوا " قندی دام ، وامت ذا إق ھ

) .١(، كما أشادوا بعلمھ وتقواه ونصرتھ لإلسالمالوزیر وشجاعتھ

أما رجال الدین والعلماء واألدباء فقد فازوا بنصیب األسد من شعر اني ، شعراء المدیح في العصر العثم ي وصفھم ال صفات الت د تنوعت ال وق

دحوھم بھا ، فإلى جانب الصفات الخاصة م م م وعلمھ – التي تتصل بعملھرأي –غالبا سن ال بالصفات التقلیدیة كالشجاعة ، والسخاء ، والتقوى ، وح

ن القطان . ..، وعراقة األصل ول اب ھ ق ا ینطوي علی ك م ن ذل ي ) ٢(، م فابن ي المعروف ب مدح القاضي عالء الدین علي بن عبد اهللا العشاري الحلب

) : ٣(الحنبلياءت ب اض و بھ شھباء وھ صبھ ال من

ده وف ینج اجز الملھ ھ الع یؤمدة دنیا مؤب ي ال سیادة ف ھ ال لة د منزل ي المج قاضي القضاة رقى ف

ق ال وان صرة الح قلن وال قلرق یق الط ن أض ھ م م ویخرج نعسق ي ن ام ف دى األی دوام م ى ال علق الك واألف تعلو على الدھر واألف

انظر مثال قصیدة مصطفى بن عثمان البابي الحلبي قاضي المدینة المنورة ، التي یقول في مطلعھا ) ١(

: مما م ص دب إذا ھ ن ن ك اهللا م ل

ا اد إذا أم تمم الع أنج وط

.١/٣٥٥خالصة األثر : المحبي .ھـ ٩٣٢ھو الشاعر علي بن عبد اهللا المعروف بابن القطان ، المتوفى سنة سنة ) ٢(ى ، مؤسسة : أحمد فوزي الھیب ) ٣( ة األول شھباء ، الطبع ب ال الحركة الشعریة زمن الممالیك في حل

. ٢٤٠م ، ص ١٩٨٦الرسالة ، بیروت

-٥٥-

لحت ا ص ب أحوالھ ھ حل ن ب ا م یل ن رج والي م ا م هللا درك ی

رق ن ف األمن م اكنھا ب ات س وبق الحق منطل اطق ب سانھ ن ل

ھ ب ب ممدوح ن النقی ي لقد خص اب صفات الت ي القاض ابھ تصف یال، ثم مدحھ ..بالعدل ، ونصرة الحق ، واالنتصار للضعیفمدحھ النزیھ ، ف

.علماءبالصفات العامة التي یشترك فیھا الا دح بھ ي م اني الت صفات والمع ة لل ة الجامع صائد الطویل ن الق وم

ضاة و اءالق صنعاني العلم صیدة ال ي ) ١( ق ن عل د ب ي محم دح القاض ي م ف ) :٣(ھقولمنھا ، التي )٢(الشوكاني

شرقة ام م ھ األی اض ببھجت قھ ا ببھجت د هللا دنیان فالحمھ ت ب ا لقی ھ یوم اض إذا جئت قھ ن مھابت یخشى الخصوم ارتعادا متھ ي فراس مروه ف ا أض ألن م

م شمس ل ور ال ن ن شمس لك دمكال یم ن الظل سلوخ ع ر م راقھا غی إشم ن عج رب وم ن ع كل األفاضل مم ن اللم رب م م ض أن بھ ى ك حت

سن إی ن ح م م ى عل ار عل ھ ن مان

اء ر العلم دت ذك ي خل دیح الطوال الت ن قصائد الم ك م إلى غیر ذل ) .٤( أرجاء الدولة العثمانیة المترامیة األطرافوالقضاة المنتشرین في

اب ، و شعراء للكت دح ال دخل م ات وی ب والمؤلف ي أصحاب الكت ، فصادقة ودة ال اب الم ا –ب دوح ، - غالب ب المم اب بمناق ریظ ، واإلعج وتق

اني ، وسعة ھصفات ال المع اظ ، وجم التي تتصل بالفصاحة ، وجودة األلفى ا ة ، إضافة إل شتركة ، والثقاف ة الم صفات العام صفات ل اوت ال ا تتف طبع

ھ دوح ، ورتبت ة المم سب مكان شاء ، ح وان اإلن ي دی ا ف ان كاتب ن إذا ك وم

ى اهللا إسماعیل ":یقول الشوكاني في تعریفھ ) ١( ل عل ام المتوك السید أحمد بن علي بن محسن بن اإلم

نة ن . ١١٥٠بن القاسم الصنعاني ، ولد تقریبا س ارب الخمسین م د أن ق م بع ب العل واشتغل بطلثم قرأ علي في النحو ، والصرف ، والمنطق ، والمعاني ، والبیان ، والحدیث ، والتفسیر . عمره

ھ . امال السیما في العلوم اآللیة وأدرك إدراكا ك صوره حسن وإدراك وفھمھ جید وفكره صحیح وت .١/٥٨البدر الطالع .." . كامل

. ھجریة ١٢٥٠، المتوفى سنة " البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"وھو مؤلف كتاب ) ٢( .١/٥٩البدر الطالع ) ٣( .١٣٩ ، ٩٣ ، ١/١٩ونفحة الریحانة . ١٢٩ ، ٩٣-٩١ ، ١/٥٠ریحانة األلبا : انظر مثال ) ٤(

-٥٦-

یس )١(بن النحاساهللا المدائح السیارة في ھذا الباب قصیدة فتح في مدح رئ :)٣(، التي یقول فیھا) ٢(دیوان الكتاب بدمشق ، مراد بن ھدایة اهللا

صباح و وار ب شرق األن ك ت جھس ام بمجل ر األن رى ذك وإذا ج

ین الك ح ك األف جدت ل اس رفعتھرة ساب بفك ذاق الح رت ح حی

حرتھ ) ٤(قس الفصاحة ت س لو نطقسبقوك م ی د ل بقت بوال وإن س

د إال ا المج ة م ون وراث أن یكال ة للع م الھدای دا نج نكم ب مذي وى ال راد س ل أن ی ل یؤم كوذت ي ذراك تع سیادة ف إن الدة اب بح ك ال تع ات مثل عزم

ذا الغم ة ھ ق رحم ى الخالئ ام علسعاد ل ال ة ظ ا دوح ای ة ظلھ

ارس ة ح ن العنای اك م ى حم ورع

اد رع األمج دك تھ اب مج ولبداد ى األع ذكرك وانتھ دءوا ب باد ره اآلس ع ذك اب ترف والغاد وفھم آح ركتھم وأل تاد دیث یع و أن الح ود ل ول

ي ا ا ف واد فكالھم أثرات ج لما األوالد ن آبائھ د ع وتزیصاد راكم الق ار ق شا لن وع

ع القب راد لوخل و ی ھ وھ علیساد ا الح دا لھ د ی ك أن یم ب

صوارم یض ال ن ب داد كلھ حاد راق وإلرع فاتھ اإلب وص

اد ال زال حو ك المی ك ظل لن راك م قى ث اد وس ا عھ الحی

ودة ، صفات المحم ن ال شترك م ام الم ین الع شاعر ب د زاوج ال لقثم أضفى على العام منھا خصوصیة والخاص الذي یمیز الكتاب واألدباء ، یستمد الصباح أنواره ، وطیب طلعتھتتصل بتفرد ھذا الممدوح ، فمن بھاء

وھو القمر الذي تستمد النجوم منھ یغني عن ذكر سواه من األماجد ، ذكرهالشاعر ھذه المناقب مدخال للخاص الذي یمیز ممدوحھ ثم یجعل .. ضیاءھا

دانیھا ا ال ت ا أنھ عن أھل البراعة والبیان ، فیمتدح براعتھ في الحساب مبین" قس بن ساعدة"براعة ، وفصاحتھ التي یغبطھ علیھا فصحاء العرب أمثال

ؤثر ، ورث ، وی د الم دح الوال ثم یجتھد في تأصیل براعتھ وفصاحتھ ، ویمھ دي ب ذي یھت دوة ال ھ الق اء ، ویجعل ى اآلب اء عل وق األبن ا یتف ھ بم ده علی ول

ھو فتح اهللا بن عبد اهللا بن النحاس الحلبي ، أكثر من التنقل ، دخل دمشق مرات ، وأقام بمصر مدة ) ١(

نة .. ورة س ة المن وفي بالمدین ـ ١٠٥٢ت ة . ھ ة الریحان ي نفح ھ ف ر ترجمت ، ٥٣٣ – ٢/٥٠٧انظ .٣٥٥ – ٤/٣٥٤وخالصة األثر

د ھو م ) ٢( نة .. راد بن ھدایة اهللا العجمي األصل الدمشقي المول ن الحج س د م و عائ وفي وھ ١٠٤٣ت .١/٣٥٤خالصة األثر : انظر . ھجریة

.٣٥٥ – ١/٣٥٤خالصة األثر ) ٣( .، الخطیب الجاھلي المشھور " قس بن ساعدة"أظن أن الشاعر یشیر إلى ) ٤(

-٥٧-

ال ام المشترك . طالب المجد والع ة للع شاعر ثانی ود ال صفات ، ویع ن ال مسی ل ال ھ ، فیجع ھ ممدوح ص ب ا یخ ع م ا م ون ویمزجھ ھ عی ادة تخشى علی

ھ دعاء ل تم بال ده ، وخ الحاسدین ، ثم عاد للحدیث عن علو ھمتھ ، وسخاء ی .بدوام السعادة ، وطول العمر ، وأن یكأله اهللا عز وجل برعایتھ

ب لقد استقصى الشاعر كل ما یمكن أن یمدح بھ إنسان ماجد ، وكاتسھ ت دق أحاسی ھ ، وص ھ بممدوح ن إعجاب ر ع ز ، وعب ف متمی ھ ، وش جاھ

..الدعاء لھ في ختام القصیدة عن روح المودة ادوا دین ، وأش اء المجتھ ى األدب اء عل ي الثن شعراء ف اض ال د أف وق

ابن المنقار لشاعر قصیدة لبكتبھم ومؤلفاتھم ، ومن شواھد ھذا المدیح نذكر شقي ي ) ١(الدم دیح ف اب م ف كت دنیا ، "مؤل اة ال رة الحی ا وزھ ة األلب ریحان

) :٣(یقول في مطلعھا ، )٢(اب الدین الخفاجيشھشق أفق دم شھاب ب ع ال د طل ق

الي ب المع ي طل د ف ام ج ھمم ر عل أنھ تحری ولى ش وماني ة المع یھ منقح حواشر ل منی اله مكتم در ع فبد وفیم سیر مجتھ ي التف اففر ھ نظی ى ل ال یلق ف

اب ك الرح ھ ھاتی اءت من أضأوھا من أحرز ش البف ھ الط

اب ث والخط ر المباح وتقریاب ا اللب ان بھ ن البی ن ف وماب ھ العب درھا من یض ب یفواب دا ص ھ أب اه رأی نح

ھ س یس ل ر دابول وى التحری

قصیدة معاني ابن المنقار في مدح الخفاجي مع معاني قصیدة لتقي ت ل ابن النحاس راه یمث ا ذك ارع ، وم ب ب دوحین أدی ن المم ل م سابقة ، فك ال

دم ار ق ن المنق ان اب اء ، وإن ك معظم الصفات التي یمكن أن یمدح بھا األدبھ ) ٤(الصفات الخاصة على العامة المشتركة ا یختص ب ، ومیز ممدوحھ بم

.من العلوم والمعارف وتحریر الكتب

دین محم ) ١( نة ھو عبد اللطیف بن یحي بن شمس ال وفى س ار الدمشقي ، المت ن المنق م ، اب ن القاس د ب

راجع في . ھـ، وھو سلیل عائلة اشتھرت بالشعر والعلم ، وأشھرھم جده شمس الدین محمد ١٠٥٧ . ٣/٢٠وخالصة األثر . ١/١٣١ریحانة األلبا : ترجمتھ

اب ، وقد تحدث م) ھـ١٠٦٩ – ٩٧٧(ھو شھاب الدین أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي ) ٢( ق الكت حق .١/٣٧راجع ریحانة األلبا . عبد الفتاح محمد الحلو عن حیاتھ وكتبھ المنشورة والمخطوطة

.١٣٢ – ١/١٣١ریحانة األلبا ) ٣(رھم ) ٤( تشتمل باقي أبیات القصیدة على الصفات العامة المشتركة التي یمكن أن یمدح بھا األدباء وغی

. من ذوي الجاه أو النفوذ

-٥٨-

اح ومن شعر التكسب في ھذا العصر نذكر ي إلم ن النحاس الحلب اب ) :١(نھایة إحدى قصائده التي قالھا في مدح األمیر منجكفي

سنھ وكة ح تھ ش حرسھ دلیب أمام والعن

د ل ن أن تم اديع ھ األیادي ھ ین صیح نغمت بف

الفخر والحماسة: الفصل الثالث

ة رمتاس دفق شعر الفخر والحماس ر العصور ت وة وغزارة ، عب بقافرات ة والمن وذلك الرتباط بواعثھ بالحروب والمعارك ، وبالعصبیة القبلی

الشعري على وتوقف اھتمام شعراء العصور السابقة بھذا اللون .الشخصیة ا ، ارك أحیان احات المع ن س ام ، وم ادة والحك ن الق ربھم م دى ق ذ م ومن

ا ام أورب ؤرة اھتم ي ب المي ف شرق اإلس الد الم ى ب ة عل حت الھیمن أضیص المسیحیة ، وأضحى االنتصار للدیانة المسیحیة وتأدیب المسلمین وتخل

دیھم قبر المسیح علیھ السالم من دأت )٢(شعارا أی صلیبیة الحم ، وب الت السادا ا ف ث فیھ بالد وتعی ذه ال ى ھ ستولي عل عر ، ت ي باعث ش دأ التحول ف ب

ا ال الفخر والحماسة ، اخر الشخصیة ، وقومی فأصبح جماعیا ال یلتفت للمف ھمحضلھب مشاعر المجاھدین ویمكان للعصبیة القبلیة فیھ ، ودینیا محضا ی

یفاخر باالنتصارات ومعارك یصف الو، والمسلمین إلسالم لر اصتناالعلى .

ف صدوا للزح صرھم أن یت ة ع ذ بدای ك من ى الممالی ان عل د ك وقدأ االستعداد الھمجي المغولي الذي خرب بغداد ، وفتك بالبالد الشامیة ، وبة صلیبیة المتتابع الت ال ة الحم ى مواجھ افة إل تھم ، إض ى دول ف عل للزح

ن صلیبیین م دي ال ي أی ا ف ر م دھا ، وتحری ف م دمیر ووق شام ، وت دن ال م .قالعھم وحصونھم

و ا) ١( نة ھ شق س د بدم شقي ، ول سي الدم ك ، الشرك ن منج د ب ر محم ن األمی ك ب ر منج شاعر األمی ل

ي . ھجریة ١٠٨٠ ، وتوفي فیھا سنة ١٠٠٧ ھ ف ر : انظر ترجمت ة . ٤/٤٠٩خالصة األث وریحان .١/١٣٦ونفحة الریحانة . ١/٢٣٢األلبا

راجع أسباب الحروب الصلیبیة في لالستزادة.. ادعى الصلیبیون أن المسلمین یدنسون قبر المسیح ) ٢( .م ١٩٩٢كتابنا قصة الحروب الصلیبیة ، الطبعة األولى ، غزة :

-٥٩-

الوت ین ج ة ع ت معرك نة –كان ة ٦٥٨ س ارك - ھجری أول المعولي ، صلف المغ دا لل عت ح د وض وكي ، وق صر الممل ي الع مة ف الحاس

كانت وسطرت الفصل الختامي لوجود المغول في المشرق اإلسالمي ، كما ي ك ف ادة الممالی سالطین والق ماء ال ألق أس ة ت ة ، بدای د والبطول ماء المج س

ك ن ذل وشرع الشعراء یتغنون بانتصاراتھم ، وانتصار الدین اإلسالمي ، م ) :١(القصیدة التي مطلعھا

ركلھ ا الكف شام جمیع ي ال ف

تجد المواس د د اإلس ھوضح بع

ول ومما قیل ذكر ق دین في معركة عین جالوت ن ود شھاب ال محم ) : ٢(السلطان سیف الدین قطز على التتار مفتخرا بانتصارالحلبي

ي اذك تكن ف مائزي العضم تاهللا فلبحت اح فأص ا الری زائم حاذتھ عاحتوت روم ف ى ال سرت من حمى مصر إل

صوارم ون ال و الجف ال تجف وإال فا الغم ي علیھ ة تبك ائممخلف

اذم ا واللھ وراه الظب ھ وس علی

ھ ل األرض من یش تظ ابج كأنھا ضم جیادھ البحر الخ ب ك كتائر واء مظف صور الل یط بمن تح

دین وذ ال ك یل ھ ملی ن عزمات مك الیم نملی ار األق وه ألبك ح

اده ا جی ا وكرھ ت طوع م وطئ فكاعة ل س ي ك دین ف ھ لل ك ب ملی

اتم ضیق خ ي ال اء ف على سعة األرجتالطم ھ الم ادت موج ا تھ إذا مادم د وخ د عب صر والتأیی ھ الن ل

ی تح المب ھ الف ركن ل ائمب ن دعرائم رام الك وى الك ذا تھ ین ك حنائم سھا والنع ا ال ل قرطاھ معاقآتم ا م ار منھ شائر للكف ب

ب ھم بمواك یھم أرض الت عل وسشرفا ا م ورا منیع م س أدارت بھ

ا ف رك أم ن الت إنھمم اني ف ي المغیھم صر ف اھر الن اھرا بالظ دا ظ غوغى ي ال نة ف ثم األس ى ل أھھووا إل فابھم صفاح رق یض ال افحت الب وصف دارع ى أل نھم عل اكم م م ح فكق و موث نھم رأى وھ ك م م مل وك

ت م ال زل دا ف واء مؤی صور الل ن

سالم ان م وع والزم صر ط ا الن لھادم دھر ھ ھ ال ا ل والي م سمر الع بضراغم وغى ف ي ال ا ف موس وأم شم و دائ دا وھ الي والع د اللی تبیم ي المباس شاق وھ أنھم الع ك

س ت ال واعم وعانق دود الن مر القاكم ھ ح رمح فی را وال دا حاس غائم ي غن ھ وھ ا یحوی زائن م خائم ت حم ت وأبك ا ناح ر م ى الكف عل

. ٧/٧٦ النجوم الزاھرة :أشرنا لھذه القصیدة في ثنایا حدیثنا عن الحیاة السیاسیة ، وانظر أیضا ) ١(

٢/٢٠١تاریخ ابن الوردي : وانظر . ١٥٣ - ٧/١٥٢النجوم الزاھرة ) ٢(

-٦٠-

وة جیش سابقة بق ات ال ي األبی ود ف دین محم ب شھاب ال یفخر األدید ، فی سلطان القائ ة ال وة عریك ى المسلمین ، وق ا عل ة ویطلعن صف المعرك

ذین صلیبیین ال روم ال ول وال دین ، المغ ا مصیر المعت ا مبین ضموا نتائجھ ان ...، فھم بین قتیل وأسیر إلیھم

وكان "، وقد تتبع السلطان الظاھر بیبرس فلول المغول والصلیبیین ار ن التت ادي م ھ األع روب ، وخاف صارات والح فار والح ي األس ارا ف جب

رنج رات وغوالف اض الف سات ، وخ ارات والكب م بالغ ھ روعھ رھم ، ألن یة نھم مقتل ل م ار فقت ى التت ع عل ھ ، ووق سھا خلف ساكر بأنف ت الع سھ فألق بنف

:عظیمة وأسر مائتي نفس ، وفي ذلك قال محیي الدین ابن عبد الظاھر ة ل فرق ن ك شرك م یش ال ع ج تجم

رات ا دروا وجاءوا إلى شاطئ الف ومي دد الت ي الع ود اهللا ف اءت جن وجباحة د س ن حدی سد م ا ب فعمن

م غ ق لھ ا ال نطی وا بأن اوظن لبا ا وثب ل تقطعھ اد الخی أن جی با وغى عجب وم ال ال ی تمیس لھا األبط

ا إلیھم ، فما اسطاع ھ نقب )١"( العدو ل

دیني ، سم ال صلیبیین بالمی ول وال ع المغ ك م ارك الممالی سمت مع اتدمر اد ، وت بالد والعب ستھدف ال فبینما كانت جیوش المغول جیوشا ھمجیة ت

ان ال ة ، ك المیة عام ة اإلس ضارة العربی ستھدفون الح ون ی ة األوربی فرنجھم دوا جیوش د وح سلمین ، وق الم والم ا اإلس صلیب لیعلنوھ ة ال ت رای تحك وعرب -حربا دینیة خالصة ، لذلك التف المسلمون ة – ممالی حول رای

ارك اإلسالم للدفاع عن دینھم ووطنھم ، لذلك رأینا الشعراء یفتخرون بالمعة الفاصلة ، .. ویصورون قوة الجیش اإلسالمي ، ویمجدون مشاھد البطول

ل ، ا قی ضا –ومم صارا – أی ي انت ول ف ى المغ رس عل اھر بیب ت الظ

. ١/٢٣٨فوات الوفیات : محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي ) ١(

ب ة بلق ن نبات والشاعر ھو أبو محمد ، محیي الدین ، عبد اهللا بن رشید الدین عبد الظاھر ، لقبھ ابن " د م ي العدی ب ف وكي ، تقل صر الممل ي الع دودین ف اب المع ن الكت و م صري ، وھ ب الم الكات

ة دیوان اإلنشاء بمصر في عھد السلطان قالوون ، كذلك أول المناصب الدیوانیة ، وقد تولى رئاس نة د س وكي ، ول نة ٦٢٠من تولى أمانة سر السلطان في العصر الممل ا س وفي فیھ اھرة وت ي الق ف

اریخ األدب . ١٠٢ – ٨/١٠١نھایة األرب في فنون األدب : لالستزادة راجع . ھجریة ٦٩٢ وت .ھا وما بعد٤٧٣العربي ، العصر المملوكي

ا : "وقولھ ھ نقب دو ل الى " فما اسطاع الع ول اهللا تع ى ق اح إل ا : "إلم ا اسطاعوا أن یظھروه وم فم .٩٧سورة الكھف ، اآلیة " استطاعوا لھ نقبا

-٦١-

صلیبیین دار وال ن المھمن ف ب دین یوس در ال صیدة ب ورد ق ول ) ١(ن ي یق الت ) :٢(فیھا

ا وم نزالن اك ی ت عین و عاین لوغى دم ال ر واحت م األم د اطلخ وقرى ا ی د م ن حدی دا م ت س لرأی

ع د من رت وق واطف دھاالف رس مى غ الزب د بل ل ق یل الخی ت س ورأیا ت لن ھما طاش بقنا أس ا س لما نھم أعین ي م وا للرم م یفتح لم ن ردھ ا ولك سابقوا ھرب فترھم ي إث ا ف رى خیلن ان أج ا ك م

خرة ا ص د فلقن م ق خرةك ن ص ماؤھم رت دم رى وج ھ الث ى وج عل

صقلھ ع ب ع النجی ار م ب الغب ذھ

ل در والخی اج األك ي العج ح ف تطفري ن المجت اء ظ ووھى الجبان وس

رى ار ت ھ ن رات وفوق وق الف )٣(فوال خیل ري ول ا لتج رن م تطف

ر ي أبح را ف وارس أبح ن الف ومضمر الخیول ال ا ب نھم إلین ممر دن أس ل ل ن بك ى كحل حتضنفر ل غ ح ك ة رم دون الھزیمر م تعث ھم ل ا برؤوس و أنھ ل

م ر ولك ن محج را م ا محج مألنر اري النھ ا مج رت منھ ى ج حتشھر م ی ده ل ي غم ھ ف فكأن

ن آالت ا م ا استخدم فیھ ة وم نص المعرك وصف الشاعر في ھذا الل المسلمین وسرعتھا رة خی ین كث م ب القتال كالسیوف والرماح والسھام ، ث

ر مت ي النھ دفقھا ف ا في عبور نھر الفرات ، وتوقف عند ت ن منظرھ ا م عجبرع د ب ران ، وق ھ النی ي فوق د تغل ن حدی دا م د س ن بع اظر م ھ الن الذي یخالى سالح عل ق ال ي بری ل ف الشاعر في الربط بین الشكل الخارجي الذي یتمث

الذین ظھر الخیول ، والحالة النفسیة للفرسان الذین یتوقون لتأدیب الغزاة ، .أر تقدح عیونھم وتشتعل أرواحھم بنیران الث

شاعر وقد دللت قوة أسالیب ھذا النص وبراعة صوره على تمكن الة سیة ككلم ة النف اظ المشبعة بالحال اره لأللف سن اختی ة ، وح من أدواتھ الفنی

، " عجاج"التي نسمع من صوتھا المنطوق جلبة المعركة ، وكذلك " اطلخم"دم"و وغى احت وحي ب " .. ال ي ت ارات الت ات والعب ن الكلم ا م وة وغیرھ ق

إحساس الشاعر بجو المعركة ، وتعكس واقعھ النفسي كمسلم مبتھج بتأدیب .طغاة المغول والصلیبیین الذین خربوا معظم بالد المشرق اإلسالمي

. ھو یوسف بن سیف الدولة بن زماخ الحمداني المھمندار ، توفي على رأس القرن الثامن الھجري ) ١(

.٣٥١ - ٤/٣٤٩فوات الوفیات : انظر ترجمتھ في .٣٥١ - ٤/٣٥٠فوات الوفیات ) ٢(اء : "من الرؤیة ، وترى " بضم الیاء : "یرى ) ٣( اع " بفتح الت ن إیق ادة م شاعر لإلف د سعى ال د ، وق تتق

.الجناس ونبرتھ الموسیقیة التي تناسب جو المعركة

-٦٢-

ن االحتالل الع والحصون م دن والق كذلك تابع الشعراء تحریر المل ز وج صرة اهللا ع ول ن ة ح ر والحماس اني الفخ صلیبي ، وأداروا مع ال

دحوا لل ارك ، وامت فوا المع یش ، ووص وة الج روا بق م افتخ سلمین ، ث مدت السالطین والقادة ، ي خل ة الت صائد الطنان ن الق ر م وقد تركوا عددا كبی

ود ، ) ١(انتصارات الممالیك على الصلیبیین دین محم من ذلك قول شھاب الصلیبیین ى ال ة ٦٩٠سنة مفتخرا بانتصار الملك األشرف خلیل عل ، ھجری

:)٢( من أیدیھمعكاتحریر مدینة وصلب ة ال ت دول ر زال اهللا أكبت و طلب ال ل ت اآلم ذي كان ذا ال ھدھا دت قواع د ھ ا وق د عك ا بع مت ر إذ خرب دھا للكف ن بع ق م م یب ل

شئت د أن م ق روب فك تنأم الح فا بقت ی ا س سیت م د أن ا لق وم عك ی

ا ك فم شكر فی د ال ق ح غ النط م یبل لسى إذ اد عی ضبت عب دتھمأغ أب

ى شیر عل صطفى الب وأشرف الھادي المت تح وابتھج ذا الف ا لھ ر عین فق

الترك دی ز ب ي وع صطفى العرب ن المب ن الطل تحیت م وم الس ي الن اه ف رؤین أرب ر م د الب رك عن ر للت ي البح فرب وى الھ ي س في البحر والبر ما ینجشب م ت وال ول ا ھ د بھ اب الولی شب ي الكت ط ف د خ ا ق وح وم ھ الفت بشعر واألدب ھ ذو ال وم ب سى یق عضب ك الغ ي ذل ا ف هللا أي رضرب ن ق سلطان م رف ال لف األش ا أس مب ي الحج راء ف ة الغ شره الكعب بب

دین ، والت المجاھ ي ببط ارك ، والتغن ف المع ي وص ل ف ا قی وممس وتھم وح ر بق الم والفخ ى اإلس رتھم عل ادة بغی تعدادھم ، واإلش ن اس

د شاعر أحم ة لل صیدة طویل سلمین ، ق ن والم ي المحاس ن أب ي ) ٣(ب ال ف ق ) : ٤(مطلعھارق صوارم ب فال صار تختط واألب

ى ى وأغل نا أحل ة وس قیمھ غفت ب ى ش ا معن دود القن ي ق وف

ف دما یك حابا بال ي س ع یحك )٥(والنقشف ین ترت واني ح من برق ثغر الغف ا الھی ي زانھ دود الت ال بالق

نة -: انظر مثال ) ١( ة صفد س تح مدین شارة بف دین الن ٦٦٤ الب ـ ، شھاب ال ي : ویري ھ ة األرب ف نھای

والفخر - . ٥/١٦٠، ) بدون تاریخ(فنون األدب ، طبعة وزارة الثقافة واإلرشاد القومي ، القاھرة نة ب س تح حصن المرق ـ ، النجوم الزاھرة ٦٨٤بف ة . ٢٧١ – ٧/٢٦٩ ھ تح قلع ي ف ل ف ا قی ومم

نة روم س ا ٦٩١ال ي ، الق ر العرب ة دار الفك ة ، طبع ة والنھای ـ ، البدای اریخ (ھرة ھ دون ت ، ) ب١٣/٣٢٩.

.١٣/٣٢٣البدایة والنھایة : ابن كثیر ) ٢(انظر ترجمتھ ... ھو أحمد بن أبي المحاسن ، یعقوب بن إبراھیم بن أبي نصر ، الطیبي ، األسدي ) ٣(

.٢٩٠ - ١٦/٢٨٨مسالك األبصار في ممالك األمصار ، : في .١٦/٢٩١مسالك األبصار ) ٤( .یجمع ، أي أن السحاب مشمول بالدماء ، یشبھ الغبار بالسحاب الذي یمطر دماء یضم و: یكف ) ٥(

-٦٣-

دا بالخ ن غ ف وم ر ذا كل دود الحم

یض دود الب إنني بخ ف )١(ف ي كل ل

اب النخوة وبعد أن یسترسل الشاعر في تفضیل جند المسلمین أصح یم اة النع ستكینون لحی ذین ی ى ال دین اهللا ، عل صرون ل ذین ینت ة ، ال والكرامدین ، ة المجاھ وة عزیم ن ق دیث ع ل للح وان ، ینتق ذل والھ ین بال راض

الم ى اإلس رتھم عل ك وغی ن ذل شركین ، م ى الم صارھم عل ر بانت ، ویفتخ ) :٢(قولھ

وا ا وھن ن اهللا م وة دی اموا لق قروا ھم د إذ جب كسروا الشرك بالتوحی

صروا بیل اهللا وانت ي س دوا ف وجاھوا اھروا ونك ق ج اجروا وبح وھدمھم ر یق شود الكف تھم ح ا أت لم

عفوا ھ وال ض ابھم فی ا أص لمشفوا دما ك ا بع وا شموس سرا فالح كوا انھم أنف ا ش م ومم د ظل ن بع مذفوا دما ق وه عن ل دفع ي باط ف

ف ھ جن )٣(رأس الضالل الذي في عقل

*********

افترقوا سیف ف سالكھم بال دت م سر ظ ومزدج م وع ھ لھ ان فی وك

ص ن حم یلھم م رھم ن م وغ و لھ وھد إذ ن الرش ابوا ع رھم غ اثوا وس ع

ج ي لج ان ف ن الطغی اموا م وا وع لجزع ھ ج ي طی ع ف اقھم طم وسة الم عالی ة اإلس دت رای ى ب حت

وا ا اقترف وء م ن س دى م دلین س مجوا األن م عقل و أنھ اء ل واب أو عرف

ف ائر الوج ھ الط صطاد من ب ی كالحف م واألس سرور الھ ن وراء ال وموا ا اغترف صاعوا وم رة فان ى البحی إل

مس اقھم ش ف وع منھ عج ي ض )٤( فف ا تج ن حولھ ة م ل جائل )٥(والخی

ة ، لقد ابتھج الم صلیبیة المنیع سلمون كثیرا بفتح بعض الحصون الرب ن الع سلمین م یش الم اھین بج ة مب ذه البھج ن ھ شعراء ع ر ال وعب

د وازن ین بعض والممالیك ، وق ة العباسي ھم ب تح الخلیف ة المسلمین بف فرحي شامیة الت بالد ال دن وال ك للم المعتصم باهللا لعموریة وفتح سالطین الممالی

ا احتلھا الصلی ك م ن ذل م ، م بیون وتحصنوا فیھا قبل وصول الممالیك للحك ) :٧(صور وعكا في فتح مدینتي) ٦(نراه في قول شمس الدین الصائغ

.السیوف : البیض ) ١( .٢٩٢ - ١٦/٢٩١مسالك األبصار ) ٢( .المیل والجور : الجنف ) ٣( .الھزال والضعف : شمس الفرس شموسا وشماس منع ظھره ، والعجف ) ٤( .ضرب من سیر الخیل : تضطرب ، والوجف : تجف ) ٥(نة ) ٦( وفى س صایغ العروضي ، المت دین ال باع ، شمس ال ن س ن الحسن ب ة ٧٢٢ھو محمد ب . ھجری

.٣٣٠ – ٣/٣٢٦فوات الوفیات : محمد بن أحمد بن شاكر : انظر ترجمتھ في .٣٠٨ – ١٦/٣٠٧مسالك األبصار ) ٧(

-٦٤-

ا د دخولھ شام عن ت أرض ال قلقلع ر مبرق شمس غی ھ ال ان وج قد كة ا بعموری ا م ت عك فأری

ا ا تح محی ھ ف وم ب دھر موس لرأي ا ال ت م ب ثاب د قل إال عن

ا ضي فتحھ قد حزت صورا في تقذا وم ف وى ی ا س ان بینھم ا ك مل ر محل ین غی ع لألخت والجم

رم سحاب عرم یش كال ضا بج ركر م در غی والھم والب ثمل ل

دم ان األق ي الزم وارس ف رأت الفم وزمان ي دورة كالموس ھ ف

صمم ین م ي یم سیف إال ف والسم ب المب الم رط شكرك اإلس فبي عد ینتم ل س ھ ك عد إلی سرم ر مح ال غی ذا الح ن بھ لك

ة وإذا ك ر والحماس عر الفخ دیني ان ش اعي ال ھ الجم تمد حیات د اس قیش ا ج صر فیھ ي انت ارك الت روب والمع ن الح صر م ذا الع ي ھ ھ ف وقوت

االفخر القبلي والشخصي قد انتعش ، فإن المسلمین على المغول والصلیبیین ود ن الوج شامیة م بالد ال ر ال ولي وتطھی ر المغ ى الخط ضاء عل د الق بع

ة ، ومن شع الصلیبي ، ى روح العصبیة القبلی ر الفخر والحماسة المبني علدین والذي یشبھ إلى حد كبیر شعر الفخر والحماسة الجاھلي شعر صفي ال

ي تھم ) ١(الحل ار حماس ھ ، وأث أر خال ب ث ى طل ھ عل ھ قوم ض فی ذي ح الد وحمیتھم لالنتقام من قتلتھ ، ھ بع ھ وأھل ي الفخر بقبیلت ھ ف ذي قال وكذلك ال

:)٢(قصیدتھ التي مطلعھا، كما في سنة إحدى وسبعمائة ھجریة أخذ ثأرھم ـا ـن معالین والي ع اح الع لي الرم س

واستشھدي البیض ھل خاب الرجا فینا :والتي یقول فیھا

ة انوا فراعن صموا ك وم إذا استخ )٣(قا ، ل جلباب درعوا العق ت ت إن حمی ف

صدقة دنیا م اءت ال وا ج إذا ادعا ، ام قائمھ ا ق ر لم إن الزرازیزع ، ن ج شھب ع زاة ال ظنت تأني الب

ا ، ا یوم انوا موازن وا ك وإن حكما ا مجانین تھم فیھ وغى خل ار ال ن

وا ق ام وإن دع ت األی ا : ال آمینواھینا ارت ش ا ص ت أنھ )٤(توھم

ا ان تھوین د ك ھ ق ا درت أن وم

***********

، صفي الدین ، ولد في الحلة من العراق ھو أبو المحاسن ، عبد العزیز بن سرایا بن نصر الطائي ) ١(

داد ٦٧٧سنة ین بغ ل ب ة ، تنق ھجریة ، وإلیھا نسب ، كان شیعیا قحا ، وكان عربیا صافي العروبومصر ، نظم في ألوان الشعر المستحدثة ، كما برع في الفنون الشعریة التقلیدیة ، توفي في بغداد

اریخ (ین الحلي ، طبعة دار صادر ، بیروت دیوان صفي الد : راجع . ھجریة ٧٥٢سنة دون ت ) ب .٥، ص

.٢٢ – ٢٠دیوان صفي الدین الحلي : راجع القصیدة كاملة في ) ٢( .العتاة المتمردون : الفراعنة . طلب خصامھم : استخصموا ) ٣(م : الزرازیر ) ٤( شواھین . مفردھا زرزور ، وھو طائر صغیر الحج و : ال اھین ، وھ ا ش وع مفردھ ن

.من الصقور ، وتتسم بطول الجناحین

-٦٥-

رفا ا ش ت أخالقن وم أب ا لق إنا ود وقائعن نائعنا ، س یض ص ب

ل م رال یظھ ا دون نی ز من ى العج نا ا أعوزتن ا ،م صول بھ رامین ن ف

ا ، ى طلق بق العل ى س ا إل إذا جرینا ، وم ھمتن در المحت دافع الق تدفعھا ، دینا ، فن وب بأی شى الخط نغ

د ل الع ت نب ك ، إذا فوق امل و لنشھ النجوم ال زائم ك ةع ب ثاقب

ا یس یؤذین ن ل األذى م دي ب أن نبتینا ر مواض ا ، حم ضر مرابعن خا ي أمانین ا ف ا المنای و رأین ول

ا ینا فرامین ا مواض )١(إال جعلنصلینا ا م بقا كن ن س م نك )٢(إن ل

رف ینا عنا ، ونخصم ص و ش دھر ل الدینا ا بأی ا دفعناھ وإن دھتنا ات یرمین ن ب ھ م ت عزائم رمشیاطینا نھن ال رق م ا زال یح م

ر اني فخ ن مع ي ع دین الحل في ال ر ص اني فخ ف مع اد تختل ال یكل ، وصدق شعراء الجاھلیة ، فھو یعدد مناقب قومھ من رجاحة عقل ، وعد

ة و منزل ا .. ، وعل ا ، ویقابلھ ي یتصف بھ وة الت شجاعة والق اني ال ل مع بك .قومھ إذا استثیروا

صي ف ر الشخ ا الفخ ا أم ر بھ ي افتخ اني الت صفات والمع ف ال تختلن افتخر ب شجاعة والنخوة الشعراء باختالف مذاھبھم ودوافعھم ، فمنھم م ال

رم ، و ل والك ة األص ك ھوعراق ن افنال ان م وة اإلیم ر بق ى وتخ صبر عل الك .. أو النبوغ وسعة العلم العفة والقناعة ، وأالمحن والشدائد ، وشواھد ذل

): ٤(مفتخرا بالقناعة وعفة النفس )٣(بن الوردياكثیرة نذكر منھا قول باھي إن اس أش ین الن ل ب رؤ ق ي ام

م حاب كلھ ن األص ي ع ت كل رفع

اهللا نفس ب ي ال إذ ال أزال غناه ال وال ج ي م ل ف ال أثق ف

) : ٥(وقولھ في الثقة باهللا والصبر على النوائبري ا كغی اف طاعون ست أخ ولادي ن األع ترحت م ت اس إن أم ف

سنیین دى الح ر إح و غی ا ھ فمشت ي وإن ع ي وعین تفت أذن اش

) :٦(بسعة علمھ ونبوغھ في التدریسوكذلك فخر ابن الشحنة

.مفردھا فرامان ، وھو عدھد السلطان للوالة : الفرامین ) ١( .الذي یتلو السابق : المصلي ) ٢(ام ) ٣( شافعي ، اإلم وارس ، المعري ال ي الف ن أب د ب ن محم ر ب ھو زین الدین ، عمر بن مظفر بن عم

ن ا د م احب العدی شاعر ، ص ب ال نة الفقیھ ، األدی وفى س ب والمصنفات ، المت . للھجرة ٧٤٩لكت .١٦٠ – ٣/١٥٧فوات الوفیات : لالستزادة راجع

.١٨٨الحركة الشعریة زمن الممالیك ) ٤( .١٨٨الحركة الشعریة زمن الممالیك ) ٥( ھجریة ، وقد تولى القضاء في حلب ثم في ٨٥١ھو عبد البر بن محمد الحنفي ، ولد في حلب عام ) ٦(

ام القاھ وفي ع ات ، ت ن المؤلف د م ھ العدی وري ، ل سلطان الغ ٩٣١رة، وأصبح من المقربین من ال . ١٨٩الحركة الشعریة زمن الممالیك . للھجرة

-٦٦-

ار اقبي الكب اروھا من أضرع وم ش سؤدد وعل وت ب علن ل ف ي ك ائب ف ر ص وفكال اء طف صب اإلفت موت لمن س

شاف در ي الك ررت ف م ق اوك س

ار دنیا الفخ ن واهللا لل ومشار دنیا انت ائر ال ي س ا ف لھصار دا ی ھ أب ى تحقیق إلدار ي ابت ى قرب ھ إل ان ل وك

ا دار الع ل م ا قب ذارعظیم

ي افتخر إلى غیر ذلك من الشواھد التي تمثل مختلف الصفات والمعاني الت .عراء العصر المملوكي بھا ش

ي ة ف اني وقد تنوعت بواعث شعر الفخر والحماس ، العصر العثما فتوحات ھ مواكب ى ی ، ھوانتصارات جیش المسلمین واستمر تدفق حض عل

من المشركین والصلیبیین ء الدین سالم ، ویمجد التصدي ألعدااالنتصار لإلى ا و، زھم عل ادة ویحف سالطین والق ن یثیر نخوة ال لخارجین االقتصاص م

ن دة ع صف وح سلال ون الم ذین یروع ن ال ى نمی، وم دون عل ل ویعت قوافیج ارة والحج ى التج ارك ، ویتغن صف المع والت ، وی رض البط ، ویق

.باالنتصارات ا شرقا وغربا ، وقد واكب الشعراء فتوحات العثمانیین وأورثونا كم

ة ، ن قص ھائال من شعر الفخر والحماس ن فم یض اهللا ب ا ف ة قالھ یدة طویلة لیم مدین ن س راد ب سلطان م تح ال دما ف اف عن ز "أحمد الق ٩٩٣سنة " تبری

ر ذكر فخ ة ، ن سلمین هھجری یش الم روم بج ة ال ھ بطول د فی ذي یمج ، ال ) :١(المعركةقوة بأسھم في صف یوالمسلمین ،

یھم ت إل دمھا أت روم یق وش ال جین وعندما اقتر رم م یش العرم ب الج

تألت د ام نھم ق سا م شجعوا أنف فرت وھم نظ الي نح أن اللی وا ب ظن

حرا وا س ربھموأمل ل ك ن لی مرءوس إذا ر ال نا حم ا رأى بأس لمت صارھم عمی شیت أب وبھم خ قل

ط ر وذا س راھم ذا یف م فت وا بھھ وم ب یم ال نج ل بھ ع لی والنق

والجة ارت ص دھم ص ي ی فالبیض ف

ذر وف والح ذران الخ من بأسھا المنز ور تبری م خ ي ذاتھ دا ف م ب ث

الم وال ت األح د طاش ا وق رجبن فكر أ النظ ا أخط ن لم أ الظ فأخطحر بھم س دجى أوص ن ل م یك فلر شرى الحم فروا كما فر من أسد السروا د خ ا وق وھھم خوف اھت وج شر رب منعف ي الت یر وذا ف ان أس ع

ین إال ا وح للع سمر تل یض وال لبر نھم أك ا بی ر فیم واألرؤس الحم

.٣/٢٩٠خالصة األثر ) ١(

-٦٧-

رة عدده ، و اني وكث وة الجیش العثم شاعر بق اء یفتخر ال ص أبن یخأس القوة عرقھ الروم ب م ب ارك ، ث ي المع دام ف شجاعة واإلق وكل صفات ال

فرقوا ھزموا األعداء شر ھزیمة ، و، وكیف یصف المعركة التي خاضوھا ..قتیل جیشھم ، فال یرى منھ إال ھارب یطلب النجاة ، أو أسیر ، أو ل شم

دما بجیش المسلمین ) ١(عبد اللطیف بن بھاء البعليكذلك فخر و عن ) : ٢(سنة أربع وسبعین وألف" إیوار"فتح السلطان محمد خان الرابع قلعة تال زا واع دین ع الفتح زاد ال ب

صر أ بحانھ بالن ده س ز وع نجرى سیم إذا س ب الن ا ھ وا كم ھبرة سیطة كث تروا الب ل س ي جحف فوا صرا واعتل داد ح ى التع وا عل أربات ة خ ھ األرض حلق أن وج مفك

صبرا یات ت ات الراس وا ثب ثبتسالح اكي ال ذم ش یض مخ ل أب بك

وغى دى ال حتى إذا حمي الوطیس لت س رى أنف ال ت ود ف یوفھم الغم

رى ى ال ت اء حت ھ البطح الت ب سج ذا ل عل ن ك سھ م ن نف ل ع ھ

ا رأى ة لم ین مخاف ئ اللع ملسرة وتأ ادي ح دا ین فافغ س

ضال ة وتف م من واهللا أعظوال ي ال سلمین أول د الم ز جن وأعال نھم والف رض األرض م یغتص عال واظر جحف ثلھم الن ف م م تل لرھم وال ث ال أدري أواخ ن حی مبال ر أس ر قط اء البح م وم بھ

ن بال م نھم أج ق م یھم یل یلتقتال اب المق د أص یم إال ق ا ش مسال سال مستب ق إال ب م تل لال ع أنھ ي نجی قیال ف إال صال اب محج ر دم الرق ا بغی طرف

أى وال مت رى من والإذ ال ی حد رب ش ي الح زالف تھم وزاد تزل

بھلال اع س ر ض اه العم یاویلت

دین اإلسالمي بدأ الشاعر فخره بإظھار أثر ھذا الفتح ،في نصرة الالى وقد ول اهللا تع صركم : "استلھم ق صروا اهللا ین وا إن تن ذین آمن ا ال ا أیھ ی

للحدیث عن توثب جند المسلمین وتوقھم للقاء انتقل ، ثم ) ٣"(ویثبت أقدامكم م وصف راده ، ث جیش األعداء ، وأسھب في وصف الجیش وكثرة عدد أف

.افتخر بقوة الجند وحسن بالئھم وانتصارھم على األعداء المعركة ، و

ي ) ١( اقي البعل د الب ن عب دین ب اء ال ن بھ ك –ھو عبد اللطیف ب ى بعلب سبة إل ي – ن ضاء ف اشتغل بالق

ي طرابلس الشام ، ثم بل وان أب ا شرح دی غراد ، ثم فلبھ ، لھ العدید من المصنفات والشروح ، منھنة ـ ١٠٨٢فراس الحمداني ، وشرح فصوص دیوان ابن عربي ، توفي بفلبھ س ة . ھ نفحة الریحان

٢/٣٩٤. .٢/٣٩٦نفحة الریحانة ) ٢( .٧سورة محمد ، اآلیة ) ٣(

-٦٨-

ي الفخر بانتصارات شعراء ف ھ ال ذي قال شعر ال وقد التقت معاني الھ جیش المسلمین حول الحدیث عن فضل اهللا تعالى على المسلمین ، وتوفیق

ملة الكفر ، ثم الفخر المباھاة بتفوق اإلسالم على ولھم في إحراز النصر ، ة م وصف المعرك اده ، ث ا .. بقوة جیش المسلمین وكثرة عدده وعت ك م ذل

افتخر بھ الشعراء في بالد الروم والشام ، وشعراء مصر والمغرب العربي ، ونكتفي في ھذا المقام باإلشارة .. ھ الجزیرة العربیة ، وشعراء الیمن وشب

):٢(التي یقول في مطلعھا) ١(إلى قصیدة حسین بن غنامالس ة األغ ق ظلم شف الح ك

اس ة األوج دین جمل ا ال ومح

) :٣(وكذلك قصیدة التي یستھلھا بقولھر صدع الفج ق وان ور الح ألأل ن ت

ر ھ الطھ شرك مزق ل ال ور لی ودیج

ذلك وا ك سلمین ، وتغن د الم ادة جن شعراء بق ن ال د م ر العدی افتخن ببطوالتھم وحنكتھم في مواجھة األعداء ، شوان ب من ذلك قول علي بن ن

یمن )٤(سعید الحمیري بلسان حال اإلمام المنصور باهللا بن محمد صاحب ال ) :٥(انتصاراتھتھ ومفتخرا ببطول،

ة ولة بكتیب ة موص وكتیبائر ع ث اج نق ي بعج وتطیبا رع بالقن ل تق ھدت الخی د ش ولقا ت م ى خل ل حت ھدت اللی د ش ولقا سباع وجارھ ى ال ت عل د دخل ولق

دبج د الم ق الحدی ي حل ال ف تختضرج ي م واب الكم ودم ألثوھج وغى مت د ال افظ نج ي ح فدمج القمیص الم ھ ك ت من أیقنول م ت راغم ل ل ض ت غی جوولج

ربیة ، واشتغل بتدریس اللغة العربیة وكتابة التاریخ شاعر فقیھ ، ولد في االحساء بشبھ الجزیرة الع) ١(

ھ روضة دین ، وكتاب ي أصول ال ین ف د الثم اب العق دعوة ، وكت ، من مصنفاتھ كتاب في تاریخ الـ ١١٥٠األفكار واألفھام، لمرتاد حال اإلمام ، وتعداد غزوات ذوي اإلسالم ، مابین ـ ١٢١١ -ھ ھ

ام ة ١٢٢٥ ، المعروف بتاریخ ابن غنام ، توفي ع ي . ھجری ھ ف ع ترجمت د : راج د اهللا الحام : عباض سعودي ، الری اب ال ى ، دار الكت ة األول ة ، الطبع رة العربی ي الجزی شعر ف م ، ص ١٩٨٦ال

١٧٧. روضة األفكار واألفھام ، لمرتاد حال اإلمام ، وتعداد غزوات ذوي اإلسالم ، : حسین بن غنام ) ٢(

.٢/٨٦م ، ١٩٤٩بابي الحلبي ، القاھرة الطبعة األولى ، مطبعة مصطفى ال .٢/٢٣٧روضة األفكار واألفھام ) ٣(ري ؛ : "یقول محقق كتاب نفحة الریحانة في ترجمة الشاعر ) ٤( ن سعید الحمی شوان ب ن ن ذا اب یس ھ ل

توفي سنة ثالث وسبعین وخمسمائة ، وعلي ھذا ولي " شمس العلوم"فإن نشوان الحمیري صاحب نفحة " . في أیام اإلمام القاسم ، وكانت وفاة اإلمام القاسم سنة تسع وعشرین وألف األعمال الكبار

.٣/٥١١الریحانة .٣/٥١٢نفحة الریحانة ) ٥(

-٦٩-

ة سماء مظل ط ال ي وس شمس ف وال

ول م ت راغم ل ل ض ت غی جوولجرھج اج الم یم بالعج و أق )١(والج

ذا الف ل ھ تح ومث ي ف ین ف ن عثیم عر اب ر ش ل"خ ھ " حائ ھ قول ، ومن ) :٢(انتصارھم الساحق على األعداء، واصفا مباھیا بقوة القائد والجیش

ساطال ھ ق و فی سوت الج وم ك ویماءه دا س ماع رع ن األس ألت م مصال یاف إال تصل ق األس ا تنط فم

ھ ا دجت فی م خ ا وك اد مھارھ لجیھ یم حمیم اعي الحم رف الن م یع ولریدھم د ش ل قی حروا فالخی إن أص فوى دما ھ دى بع أقمت بھ عرش الھ

ا ور مظلم شرق الن ار الم اد النھ أعدما ر ال ى یمط د طغ اغ ق على كل ب

ال إال تغموال تن ق األبط اط غمسوما ا م ون منھ ت الل اد كمی )٣(وع

ا ار ملثم داة رآه بالغب غا ا وأعظم وا لحوم صنوا ذاب إن حا ى تقوم البیض حت ھ ب وقومت

م تنھاض الھم ال الس م واألمث ى الحك شعراء عل ض ال أ بع د اتك وق ) :٤(من ذلك قول أحمد بن شرفحماسة القادة وجند المسلمین ، وإثارة

می ك إال س وط المل ى یح دعوأنھ اد قوام ن إال بالجھ وال دیدى شجاعة والن د إال بال وال مجدى ن الع ك ع ین من ام الع ف تن فكی

درك المنىفبالبیض مع سمر القنا ت

ب یس بھائ اء ل ى الھیج وض لظ یخب دل القواض د ع ن إال بع وال أمسالھب رى ال وق مج وجر العوالي ف

ار الحباحب رب ن )٥(وقد أوقدوا للحب ل المطال دام نی الجود واإلق وب

ن صالح ومن شعر استنھاض الھم راھیم ب ضا قصیدة إب ذكر أی م ندي ام ) ٦(المھت ا إم ث فیھ ي یح یمن الت ماعیل ال ى إس دي عل م الزی ن القاس ب

ف ، حجاج ا الجھاد واالنتصار ل د األل انین بع الث وثم لبیت الحرام ، سنة ث ) :٧(منھا قولھو

ف وص دین الحنی ى اهللا وال رماأبؤمنین ر الم أبى أمی ھوی وبأس

اد ھ نج الم من اتق اإلس ى ع علر ي الثغ داد وف سدید س رأي ال وال

.المثار : المرھج ) ١( .١٢٣الشعر في الجزیرة العربیة ) ٢( .ولدت ناقصة لم یكمل خلقھا : خدجت ) ٣( . ١٢٦- ١٢٥الشعر في الجزیرة العربیة ) ٤(ي : الحباحب ) ٥( اب ف ار الحب ل بن سراج ، ویضرب المث ھ شعاع كال ي ذنب ر ف اب ذو أألوان ، یطی ذب

.الضعف ة ) ٦( نة مائ وفي س ھو إبراھیم بن صالح المھتدي الھندي ، أسلم والده في صنعاء ، وحسن إسالمھ ، ت

.٣/٥٦٥نفحة الریحانة : راجع ترجمتھ في . وألف ھجریة . ٥٧٠ – ٣/٥٦٨نفحة الریحانة ) ٧(

-٧٠-

ة ة عزم ولى الخلیف ا الم ا أیھ فیاذم ن لھ وى م ا س ر أقالم ال تب ف

ب والظب ا إال الكتائ ىوال كتب

یحث الشاعر إمام الیمن على الجھاد والتصدي للخارجین عن سلطة ال یعفیھ من إعداد ) ١(مبینا أن سداد الرأي والتفرغ لتصنیف الكتب الدولة ،

.العدة للتصدي للمعتدین ن لة البن إمام الیمن الشاعر قصیدة طوی وكذلك علي بن إسماعیل ب

دي م الزی ة القاس ا حماس ر فیھ اج یثی ؤالء الحج دة ھ اد لنج ى الجھ ده عل والج ك الح ة ألداء مناس ى مك ول إل ن الوص نھم م ین ، وتمكی ا الیمنی ، منھ

):٢(قولھالتواني درك ب یس ی رك ل لعمط إال الي ق ل المع ا نی فم

ي وح شم الرواس ھ ال زم دون

اني ات األم العجز غای وال بس د وال یض الھن دانبب مر الل

واني دا ی ن أب م یك زم ل وع

**************

ا دنان حق ن ع دیك م وإن لابوا وتھم أج وث إن دع لی

م شاورھم والطفھ سن وف أحادي ك لألع ل كتاب وال تجعشا اواك جی ن ن و م ل نح فأرسر ل قط ي ك اده ف سیر جی تسرا اواك ق ن ن ام م و ھ فتعلت د توال ك ق إن اهللا رب فر ل خی ل بك ودك الجمی وع

ان ف ن قحط ان وم ان الطع رسان ب الجن میدع رح ل س )٣(بك

سان اء وبالل یھم بالعط إلسیف المھ وى ال سنان س د وال ن

روان أرض القی ھ ب أوائلان اب العن داء مرح ى األع إلان ل ش ي ك رغم بالمواض وت

اد ده بع سانعوائ ات حان ك بالعی اھدت ذل د ش وق

ضل ین ف ي تب ة الت اني الحكیم بعض المع صیدتھ ب شاعر ق تھل ال اساء ھ فرسان أقوی أن لدی ده ب ذكر وال الجھاد والوقوف في وجھ األعداء ، ثم ی

املتھم ، و من أصول عربیة عریقة ھ أن یحسن مع شیر علی ى ، وی ھ عل یحثة ا دم مھادن داءع ل وأن ، ألع ضعھم یرس م ویخ صدى لھ رارا یت شا ج جی

.أن اهللا تعالى سینصره ویؤیده كما أیده وأحسن إلیھ من قبل لسلطانھ ، و

ا ) ١( ب ، منھ ن الكت د م شرعیة ، وصنف العدی وم ال ي العل دي ف اشتغل اإلمام إسماعیل بن القاسم الزیصیحة " اب " العقیدة الصحیحة في الدین الن امع األصول "وكت ر " شرح ج ن األثی نة .. الب وفي س ت

.٣/٢٤٩نفحة الریحانة : انظر . ھھجریة ١٠٨٧ .٢٦٢ – ٣/٢٦١نفحة الریحانة ) ٢( .الشجاع : السمیدع ) ٣(

-٧١-

را أما الفخر صیبھ واف ان ن ضا –القبلي والشخصي فقد ك ي – أی فة صبیة القبلی ن روح الع ق م ر المنبث اني الفخ ت مع صر ، وإذا كان ذا الع ھ

إن محصورة في حدود عراق م ، ف رم ، والحل شجاعة ، والك ة األصل ، والن ھ م اھون ب ا یب شعراء وم معاني الفخر الشخصي تنوعت بتنوع حاالت ال

ذكر صفات ومفاخر ، ي ن ول ومن شواھد الفخر القبل ن إسماعیل ق ي ب عل ) :١(الزیدي

ضبوا ا غ وم إذا م ن ق ا م أنفا اء ص سلم كالم ي ال م ف وھ

م دوتيفھ یھم ق ري وف فخم أزل ي ل ضل اهللا رب وبف

وب ات القل اح حب وا األرم أطعمیم صدیق وحم ب ل وقری

صیبي ا ن ن العلی ت م م نل وبھب یش الرطی ز والع ي الع ي مراق ف

ا ده إم یرة وال شاعر من س د استمد ال ن لق یمن وانتصاراتھ ، وم م ال الذي جركسي األمیر منجك الوكذلك فخرعزة قومھ ومآثرھم مادة لفخره ،

:)٣(، ومنھ قولھ )٢(یعج بھ دیوانھوردا المجرة م ى ب ت أرض ا كن مال ي الع ر ف غیرھم كبی وم ص قیوفھم ور س لت ذك وم إذا س ق

ال ري یب ي غی ار وإنن ي بالفخرادق ت س ان تح د ك شئي ق إذ من

اداموا ي م ا وأحبت وظاللھام ھ فط م یرع ل ول وى الجمی یھام م واألوھ ساء الھ ل الن قتام ة ومق ال ورتب ل الرج فح

د ام اخ صام والقمق )٤(مھا الصم

دین نذكر الحماسة والفخر الشخصي اءومن شعر حسین بن كمال الا ) ٥(الحسیني ك م ن ذل الذي اعتز كثیرا بنفسھ ، وفاخر بمناقبھ وصفاتھ ، م

:)٦(یشتمل علیھ قولھ

.٢٦٠ – ٣/٢٥٩نفحة الریحانة ) ١(نة ) ٢( د بدمشق س د ١٠٠٧ھو األمیر منجك بن األمیر محمد بن منجك الجركسي ، ول للھجرة ، اجتھ

في تحصیل العلم ، وتبحر في علوم الحدیث واألدب ، لھ دیوان شعر مشھور ، عاش حیاة مترفة ، ا . ھجریة ١٠٨٠وفي سنة وقد مدحھ شعراء عصره ، ت ة األلب خالصة : وانظر . ١/٢٣٢ریحان

.٤/٤٠٩األثر .١٧٥ – ١٧٤ العصر العثماني –تاریخ األدب العربي ) ٣( .الكریم ، كثیر العطاء : القمقام . السیف : الصمصام . السرادق الخیمة الكبیرة ) ٤(ن ) ٥( د ب ن محم ن حسین ب د ب ن محم دین ب ال ال ن كم و حسین ب نة ھ د س زة الحسیني ، ول ١٠٣١حم

ة ا بالمحكم ار نائب ھجریة ، سافر إلى بالد الروم وأقام بھا زمنا طویال ، ثم عاد إلى دمشق ، وصماه ا س ا كتاب یة ، جمع ة الفارس رى ، ودرس بالمدرس سینیة "الكب ذكرة الح ض " الت ھ بع ره فی ذكنة الشعراء المتقدمین إضافة إلى بعض شعراء عصره ، وخت وفي س ر من شعره ، ت مھ بذكر الكثی

.٢/٢٠ونفحة الریحانة . ٢/١٠٥خالصة األثر : راجع ترجمتھ في . ھجریة ١٠٧٢ .٢٨ – ٢/٢٦نفحة الریحانة ) ٦(

-٧٢-

ة ل ملم د ك بور عن ي ص وإندا ب إذا غ ب لخط ي قل اع ل وال ارت

ي ق ر ف ال خی ھ ف ت أن تذیب ب أب لا ان تأرج ور الزم ي ج د زادن وقب سماكین مطل وق ال ي ف وإن الح لة وم كریھ اب لی ست بھی ولا انني الحج ا خ فإن خانني دھري فمأة شدد وط ا ی تكي خطب وال أش

ذي یم ست ال ا ول الي أمانی ضي اللیا م فربم ب المل ره الخط وال أكا دق خفاؤھ اف ی وهللا ألطي نعم الت ضل وال ي بالف م عمن وكا فھا ببیانھ صي وص ت أح إذا رم

ر دودب الظھ ود ویح ا ف شیب لھ یرام و ھ اإلب ي ل رعل ي واألم النھ

ر رف التب ا ع سبك م وال ال وب فل خطا زاد ركم حقھ الفھ ي س سك ف شر الم ن

ال المر ر ف ي وال وع عب عل ى ص تقر دة البت ھ المھن افحت فی د ص وقصبر ذل ال م یخ وإن خذلتني الصحب ل

سر ع ق الی ا خل سر م وال الع ي فل لر ت والفك أنھا الوق ي ش دى ف ضیع س یضر ھ ال راءى ب ال ت ن ح ع م ى النف أتمنھ النصر ي ض ان ف ر ك فكم خیف أمشكر د وال ي الحم ا من ل علیھ یق

ات صى الرم فھیھ ر یح صر القط ل أو یح

وشعر الفخر الشخصي في ھذا العصر كثیر متنوع المعاني ، فمن الشعراء ة ھ ورجاح سعة علم ن افتخر ب نھم م ھ ، وم من افتخر بشجاعتھ وقوة إرادت

) .١(...عقلھ ، وھنالك من افتخر بحسبھ ونسبھ

١٣٥ تاریخ األدب العربي ، العصر العثماني – . ٣٤٠ الشعر في الجزیرة العربیة -: انظر مثال ) ١(

. ٢/٦١٣ ، ٩٠ – ٢/٨٨ نفحة الریحانة -.

-٧٣-

زلـفن الغ: الفصل الرابع

شعر ، فنون یختلف الغزل في العصر المملوكي عن غیره من لم الالسیر في یكتفوا بكذلك لم شعراء لم یتنصلوا من تراث أسالفھم ، كما أن ال ف

زه ، بل ركبھم سمات تمی استجابوا لمتغیرات عصرھم ، ووسموا شعرھم بون د وجدناھم ال یفوت بقتھ ، وق ي س ن أن عن شعر العصور الت فرصة یمك

. فیھا معنى جدیدا إال وحاولوا اغتنامھا یبتكرواوكما ھو معروف فقد جاء الغزل في صدر قصیدة المدح سیرا على

صائد الطوال ، ھ الق ردت ل ا أف ة ، كم منھج القدماء في بناء القصیدة العربیي ، شعربعض ال واختص بھ م واء في كل عصر من عصور األدب العرب ل

ابقیھم لوكي العصر الممختلف طرائق شعراء ت نھم عن س ن ، فم ھ م ن ب زیي الحسین الجزار ي وأب صدر قصیدتھ كما ھو الحال عند صفي الدین الحل

شعراء ، ومنھم من غلب شعر الغزل على باقي فنون شعره ، الوالعدید من دمات قصائد .كالشاب الظریف الذي اشتھر بشعر الغزل ي مق ومما جاء ف

دح المدح نذكر المقدمة الغزلیة و الحسین الجزار ب للقصیدة التي م ا أب )١(ھ ):١(بن مطروح ، التي یقول فیھااجمال الدین صدیقھ الشاعر

ده –ھو جمال الدین یحیى بن عبد العظیم بن یحیى بن محمد المعروف بالجزار ) ١( ع وال ل م ألنھ عم

زارة ي الج نة -ف صر س سطاط بم د بالف اك ٦٠١ ، ول ع ھن ا ، واجتم ھ فیھ ى علوم ة ، وتلق ھجریوصیري وابن بالعدید من شعراء عصره ، كابن مطروح وابن أبي األصبع والوراق والسراج والب

-٧٤-

شوقھ س م ي نف ع ول و ذا الرب ھوى رع الھ ي ش ي ف یح ب فقبضت یالت م ھ ل سى فی ست أن لدھم ازا بع حى مج ئن أض ول

د ا ص ي ی ر ف ریم الح یقي والكد ع ی سى ض ي ع ى قلب ك عل ا من

وى ع الھ ذ رأى رب ي م اض دمع فھ ن أدمع ؤ م د اللؤل نفإن ب ف توقف الرك ي واس ف مع قا ا یلحقھ ي أرض قلم فھ

ي أرجئ تجلیت ف ا اس اطالم ھده رارا خ ورد احم ضح ال یفزل م ی ق ل سن خلی ھ الح فب

ھ ضي حقوق سى أق فاحبس الركب عھ ى عقوق ر أن أرض د ذاك الب بعھ اعات أنیق وى وس ن أھ ع م مھ ا زال حقیق ھ م ي فی فغرام

ل ھ دیقھ مث سى ص ت ال ین ذا الوقھ ي خفوق ین جنب دى ب أن تھھ ام بروق د ش اض وق م ف ولكھ رب عقیق ي الت ر ف دا ینث فغھ ضي وطریق ھ یم ف فاترك م یق لھ دم لحوق م أع ب ل ل ، والرك آم

ھ ن یتی قیقھ م دعى ش در إذ ی البھ شبھ ریق و ت ر ل ود الخم وتھ روح خلیق ابن مط الي ب والمع

ھ ن اتج نھم م ابقیھم ، فم شعراء عن س ف اتجاھات ال م تختل كذلك لن ك م زل الصریح ، وھنال ى الغ ھ إل ن اتج وجھة الغزل العفیف ، ومنھم م

.لغلمان فحذا حذو بعض شعراء العصر العباسي أغواه الغزل با

: الغزل العفیف -١زل و الغ ف ھ زل العفی ربما كان من نافلة القول اإلشارة إلى أن الغ

ة ، ھ المختلف رأة بمفاتن الذي ینأى فیھ الشاعر عن الوصف الحسي لجسد المشوق واعج ال صویر ل ى ت د عل ذي یعتم وي ال ف المعن ى الوص ركن إل وی

..والھجران واألرق والعذاب ن ، ومعاني الصد والحنی

شاعر فمن حدیث شعراء الحب العفیف عن شوقھم ولوعتھم نورد أبیاتا ل لؤاده ، ) ٢(إبراھیم اإلسعردي سكن ف ا یعبر فیھا عن شوقھ للحبیب الذي ی ول فیھ یق

)٣: (

ة شذرات الذھب في أخبار من ذھب: ي انظر ترجمتھ ف. ھجریة ٦٧٩دانیال ، توفي سنة ، الطبع .٥/٣٦٤م ، ١٩٧٩األولى ، دار الفكر ، دمشق

وفیات األعیان وأنباء أبناء الزمان : أبو العباس شمس الدین أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ) ١( .٢٦٦ – ٦/٢٦٥، ) بدون تاریخ(دار الثقافة ، بیروت ، تحقیق إحسان عباس ، طبعة

، وكان جریةھ ٦٩٣ھو فخر الدین أبو العباس إبراھیم الشیباني اإلسعردي ثم المصري توفي سنة ) ٢(سیرة ، رئیس الموقعین بالدیار المصریة ان مشكور ال رتین ، وك وزارة م ي ال ا ، ول وزیر بھ ثم ال ٨/٤٣نجوم الزاھرة ال. قلیل الظلم كثیر العدل واإلحسان

.٨/٤٣النجوم الزاھرة ) ٣(

-٧٥-

ن إنك ئت ف ف ش رم كی ك مغ ني باة ن الوش ت ع ئن كتم بول يتاب ص

وى ون ماقتشأ يجعأ أھ ب أننن الم ی صد ع ن ی لالد ت بحا م

ھ ذي أحرقت ب ال كنتك القل أس

تحكم وى الم ل الھ ا فع راض بمتكل الھوى ت الجوانج ب ك ف مب

یم ؤاد مخ ي الف و ف ن ھ تاق م أشسم دا یتب دا غ ى وج وإذا بكضرم ھ تت ار ب ن ن ذار م فح

رر وی دي ق ف الرن شاعر یوس ب ) ١(ال صى أن الح ى استع ھ حت ن من تمك :) ٢(، یقولعلة إلى علة الحب الفراق وقد أضاف البعد وعلى األطباء ،

ة الح ؤ فبلوع تادي ف ي تعاصرى مفیك اھیلعة ول عن تب

د ى أ ولاوى وأن ت ف راقلأتداز راقو النةل عئ ى والف

ذریین اني الع ن مع ا اشتھر م ذا العصر بم ن شعراء ھ لقد تعلق الكثیر ماھم ا رأین ضا وكم راھم أی ب ، ن رض الح انون م راق ، ویع ة الف شكون لوع ی

سقام والنحول ا ال اء یصورون أعراضھ التي منھ رة البك ن وكث ول اب ك ق ن ذل ، م ):٣(الوردي

دني م یج ددني ل ن یع ت فم نحل

ي ھ إال أنین یس یدل ول

) :٤(وكذلك قول شھاب الدین محمودول ي النح ال من د ن ي وق رأتنسقام ذا ال ي ھ ت بعین فقال

ضا د فی ى الخ وعي عل ت دم وفاضدقت ت ص ضا فقل صر أی وبالخ

ى ومن طریف صور التعبیر عن استسالم المحب لمحبوبتھ ، ورضاه عل :)٥(قول الشاعر محمد بن یوسفما یعانیھ في حبھ

دي ھم أطلقوا مدمعي ي كب والنار فدھم ي عبی ا أرادوا ف وا م دع یفعل

و ي الھ وا كذا نومي وصبري ف ى منعنعوا ا ص ابي بم ذ اهللا أحب ال واخ

شاعر رفض وی اال ناوي ءزكری ى الدش ن یحی ب )١( ب سألونھ طل ذین ی السلوان ھ ، ال غفت قلب د ش ھ ق ن محبوبت ن ، ألن محاس اني م ا یع ا م ا مبین ، ھجرھ

:)٢(یقول

ھو یوسف الجذامي الرندي ، ولي القضاء ببلده ، ولھ دیوان شعر ، وخمس البردة ، ولھ كتاب أرج )١( .٤/٢٩٦الدرر الكامنة . األرجاء في مسرح الخوف والرجاء

.٤/٢٩٦الدرر الكامنة ) ٢( .٢٩٣دیوان ابن الوردي ) ٣( .٩/١٩١نجوم الزاھرة ال) ٤(ة ٨٧٤ ھو قاضي القضاة كمال الدین محمد بن یوسف بن عبد الرحمن ، ولد في حلب سنة ) ٥( ، ھجری

تقلب في بعض المناصب مثل قضاء حلب في زمن قانصوه الغوري ، ومكة وجدة زمن العثمانیین نة وفي س اس وتصوف ، ت رك مخالطة الن ة ٩٥٦، وقد ت ي . ھجری ھ ف ن : انظر ترجمت د ب محم

در الحبب في تاریخ أعیان حلب ، تحقیق الفاخوري وعبارة ، منشورات وزارة : إبراھیم الحنبلي .٣/٣٣٧م ، ١٩٧٤الثقافة ، دمشق

-٧٦-

ا ل م سلو وس ن ال سلني ع ال تي ورق ین مقلت ت ب اديأوقع

لمى ن س ا محاس ي لطف نعت ب صلماوس ا وس سم حرب قامي والج

عراء تكى ش د اش سي لق زل الح اھلي –الغ صر الج ذ الع ول – من ن ط مل اللیل ألنھ یفصلھم عن محبوباتھم ، ون انقضاء اللی ن ویتعجل ھ م ون فی ا یالق وما لغزل العفیف في اآالم الحب وعذاباتھ ، أما شعراء ال وكي فرأین نھم عصر الممل م

ل لی ل اللی ن یتعج ع بم ةرتمت ھ ؤی ف محبوبت نھم ، طی اقوت وم شاعر ی ال :)٤(یقول الذي )٣(المستعصمي

ت ا طلع وقي كلم شمس ش دد ال تجشتھ س بوح ل ذا أن ھر اللی وأسھ ي ال أراك ب ضى ل وم م ل ی وكدي ي خل ا درت ف لیلي نھاري إذا م

صري إ ا ب معي وی ا س اك ی ى محی لمري ھ س ي ظلمائ إذ طیب ذكراك فري ن عم یھ م سبا ماض ست محت فلصر ب والب ور القل رك ن ألن ذك

ارة )٥(أما الشاعر محمد السلماني ذكر زی فقد افتتح إحدى قصائد مدحھ ب ) :٦(وقھ وعفتھ ، یقولطیف محبوبتھ ، وعتابھ لھ على صدوده ، ودافع عن ش

ن األرق شكو م دجى ی زارت ونجم الش ي دھ باح ف واللیل من روعة اإلصرة صد زائ ضل الق كت أن ت وأوشا ت لھ ب قل د الح یت عھ ت تناس قالیمي ن ش د م ي العھ ط تناس ان ق ا ك م

ن مغن ت ع لوال ترحل ن مل اك مده ا أكاب ا م نجم وھن ى ال كو إل أشا ن مالمكم ا م ي أفیق ا الئم ی

ق ة األف ي لج ابحة ف ر س والزھرق دة الف ن ش ھ م اب مفرق د ش قق ن الرم اق م ي ب ي ف وال أتتن لق ن عل سان م ق اإلن ذي خل ال والي ن خلق اب م ن األحب سلو ع وال الشرق ة ال ا خیف اء یوم رك الم د یت ق

ي حتى شكا ال ن قلق نجم من وجدي ومق م أف ب ل قیت الح ذ س إنني م ف

سي بن ھارون بن یوسف بن یحیى ءھو زكریا ) ١( وت الدشناوي مولدا ، التون در األصل ، المنع ، بالب

نة اھرة س وفي بالق ا ت ا أدیب ان فقیھ ة جرھ٧٠٣ك ي .ی ھ ف ر ترجمت دین : انظ ال ال ضل كم و الف أبدار والطالع السعید ألسماء نجباء الصعید ، تحقیق سعد محمد حسن : اإلدفوي اجري ، ال طھ الح

.٢٤٨، ص م ١٩٦٦المصریة للتألیف والترجمة .٢٤٩الطالع السعید ) ٢(ي )٣( صمي الروم د اهللا المستع ن عب اقوت ب د ی و المج دین أب ال ال و جم ف ھ ي كن اش ف ة ، ع الخلیف

ره ، ت حسن خط باشتھر ، والمستعصم آخر خلفاء بني العباس في بغداد ھ ونث ال نظم وفي ھ وجم . ٨/١٤٨النجوم الزاھرة : انظر ترجمتھ في . جریةھ٦٩٨سنة

.٨/١٤٩النجوم الزاھرة ) ٤(ار : السلوى األندلسي ، عبد القادر بن عبد الرحمن ) ٥( ي أخب ت ف ن الكوكب الثاب رھم م شعراء وغی ال

.٣٤٠-٣٣٩ تاریخ تیمور ص ٣٢٥مخطوط بدار الكتب المصریة تحت رقم . ذوي المناقب ي األصل ) ٦( ي ، قرطب سلماني الیمن د اهللا ال ن عب ن أھل –ھو لسان الدین أبو عبد اهللا محمد ب ان م ك

.٣٣٩السابق : راجع . ھجریة ٧٧٦ وتوفي سنة ٧١٣العلم واألدب والطب ، ولد سنة

-٧٧-

ت د نفح ا وق ذكراني لیالین ل ت ھد ھ وق دھر من رغم ال ا ب وإذ نعمنا اب آیتھ احرة األلب ل س بكأوده ي ت دنا ف صن ل ازع الغ تن

ذار و ع الروض یجل ستف د لب اه وق

ق صبا عب اض لل ي ری صبا ف ح ال ریق ن حن یظ وم ن غ ل م ض األنام عسق ن الغ ي جنح م أن تطلع الشمس فق اظ والعن ي األلح ریم ف صم ال وتخورق ن ال ا م ورق دیباج ل ال عقائ

ب ، وكما تحدث شع ذول والرقی ن الع راء العصور السابقة عن خشیتھم ما ، وكي عنھم صر الممل عراء الع دیث ش ر ح ذلك كث ن ك ر ب اب عم ك عت ن ذل م

:)٢(لعاذلھ بقولھ) ١(الوردية شقین عجیب ي الع ة ف ي حال ولادل ت واهللا ع ا أن اذلي م ا ع فی

ذر ت تع ي كن ا ب ك م و ب شقا فل ع

جام دموع س رام وال ؤادي ض فابقا وأالم دا س ظ عھ أأحفرام ریم غ صم والغ ین خ ھ الب ل

شعراء ن ال د م وإذا كان ابن الوردي قد اتھم العذول بعدم العدل فإن العدی ) :٣(قد حازوا تعاطف العذول ، من ذلك قول صفي الدین الحلي

ن ا م ا ی د ورث ف ق ال یوس لجمسنك ذا رى ح ول ، إذ ت اس تق :والن

الي د رق لح اذل ق ىالع ورثذا ت ھ ا خلق بحانك م اس عبث

اتھم ى سمعة محبوب ن الحرص عل را م درا كبی ف ق وقد أبدى شعراء الغزل العفیشبھات ، وتح ضھن لل دم تعری محت وع ى إن س راق ، حت م الف ابرین أل وا ص مل

ك ن ذل ة ، م ى العف المحبوبة بالرؤیة ، وتحصنت بالرقباء منعا للخلوة وحفاظا عل ):٥( لتخلفھ عن لقاء محبوبتھ)٤(جعفر بن محمد الفاويالشاعر ما نراه في تبریر

ا إ صنال تلمن ان رق ا طرباطر شر ع ق األرض بن طب

ا أھ ة ی ن كاظم ي م ل الح یوا الحمى : قلتم ا ب ز لتران ج

بكم ي ح وت ف شى الم ست أخ ل

ا ن ذاك الخب ر م سیم م لنا ر ونب شاق س ھ للع فیصبا واكم ن ن ھ ا م د لقین ق

یكم م ح اومألت بالرقبا واكم عجب ي ھ ي ف یس قتل ل

ھو زین الدین عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس بن الوردي ، ولد في المعرة سنة ) ١(

ھجریة ، وانتقل إلى حلب وفیھا تلقى علومھ ، نبغ في النحو والفقھ والتاریخ ، ولھ العدید من ٦٨٩نة الكتب والمنظومات العلمیة إضافة إلى دیوان ب س ي حل وفي ف ة ٧٤٩شعر ، ت ع . ھجری : راج

.٣/٣٧٣والدرر الكامنة . ١٦٢ – ٦/١٦١شذرات الذھب .٢٥٧دیوان ابن الوردي ) ٢( .٤٦٤دیوان صفي الدین الحلي ) ٣(ى ٦١١ ولد بالقاھرة سنة ،اإلدریسي الفاويبن عبد الرحیم بن عمر جعفر بن محمد ھو ) ٤( ا تلق وفیھ

وفي علومھ ثم انبرى لنشر العلم وإلقاء المحاضرات ، نة ت ة ھ ٦٩٦ س ي . جری ھ ف ع ترجمت : راج .١٨١ – ١٧٩الطالع السعید

.١٨١ ١٨٠الطالع السعید ) ٥(

-٧٨-

كم ى عرض شى عل ا أخ إنمبكم ي ح ھ ف تحلوا دم اس

ذبا وال ك اس ق ول الن أو تقببا ي س لي لقتل اجعلوا وص ف

شى ل یخ اء ، ب ن الرقب سھ م ى نف ا عل ة خوف اء المحبوب شى لق شاعر ال یخ إن ال . ھمكذبعلى سمعتھا من افتراء الناس و

ة المحبو وقد ى عف اظ عل ول اقترن الحف ك ق ن ذل الغیرة ، م ة وسمعتھا ب ب ) :١(علي بن محمود الیشكري

رى سیم إذا س ن الن ار م ي أغ إنن عل ھرت ال م و س ةوأود ل

ق ن ناش ة م ك خیف أریج عرف بارق ال الط ن الخی ك م ذرا علی ح

ض رة أی اني الغی ف مع ن طری رة وم ن غی راه م ا ن ي ا م دین الحل صفي ال ) :٢(من نفسھ كما یقولعلى محبوبتھ

ت ي ، فقل رض ب ي ،: تع ك عن إلیى ك ، حت اظ علی ن اللح اف م أخ

ي م ترن ا ،. أل لت طیف إذا أرسي ، سعاه بطرف رب م ل ت أقب

ك عی اني فی التمنيكف شي بك ار علی ین أراك . أغ ي. ح من

ي د أمن وفي بع ك خ وزاد علیي ھ بجفن ر وطأت و إث وأمح

) :٣(وكذلك قولھار اني ، یغ ن عی ي م ك قلب علی

ي ، ك قلب اور فی ة أن أش مخاف

أخفي ا أف ام ن ھواك د م كابا د رآك ي ق یعلم أن طرف ف

ى انشغلوا بلقد اجتھد الشعراء في تجدید معاني شعرھم ، و تصید كل معنب ، من ذلك طریف م الحبی ي ف سواك ف شعراء لل ي ، أیضا غبطة بعض ال ا ف كم

:)٤(قول ابن دمرداشا ك الھن ب ل سواك الحبی ول لم أق

شائھف ي أح ال وف وىق ة الج حرقرى ا ت ي كم اني فقلب ذكرت أوط ت

ق ر عاش ھ ثغ ا نال م م ف ف برشارق دیار مف ب لل ة ص مقالارق ذیب وب ین الع ھ ب اعلل

اء ) ١( ن علم الم م شكري ، ع ھو الشیخ عالء الدین أبو الحسن علي بن محمود بن الحسن بن نبھان الی

شعر م األدب وقرض ال نة . الفلك والتقاویم ، لھ باع طویلة في عل وفي س ة ٦٨٠ت ع . ھجری راج .٢٩٧ ٧/٢٩٦النجوم الزاھرة : ترجمتھ في

.٤٣٦دیوان صفي الدین الحلي ) ٢( .٤٣٨السابق ) ٣(دمرداش (ھو محمد بن محمد بن محمود ، أبو عبد اهللا ، شھاب الدین ، المعروف بابن تمرداش ، و) ٤(

اش نة ) ودمرت شق س د بدم نة ٦٣٨، ول ا س وفي فیھ ة ٧٢٣ وت ر ت. ھجری تزادة انظ ھ لالس رجمت .٣٠٢ – ١٦/٢٩٧ومسالك األبصار . ٢٨٣ – ٣/٢٧٦فوات الوفیات : وشعره في

-٧٩-

ھ ولقد دأب الشعراء على الشكایة من صدود المحب وب وھجرانھ أو قطیعتول ، ي ق رى ف ا ن ا ، كم م أحیان ات بھ ث المحبوب ن عب د وم شائر اأحم ن ع ب

) :١(السلمياتلي رك ق ھ أن ھج كوت إلی شاحكا شد ض و ین ى وھ ام وول فق

دیلي ون ب ن ذا یك ھ م ت ل وقلضولي ت وف ن می اعجبوا م أال ف

ان والوفاء یتمتعون بالصبر ومع ذلك فشعراء العفة ا للحبیب أیا ك ك م ھ ، ذل حكمار نراه في راق ، ) ٢(القوصي قول الشاعر عبد الغف ن أألم الف ده م ا یكاب واصفا م

) :٣(وإخالصھ للمحبوبة في حلھا وترحالھاب وى عج وم الن ي ی سي ف اء نف بقا ست أملكھ ي ل ت وروح ا بقی وم

ي أ ي ورضاء قلب سفك دم وا ب ن یرضدیتھم اءوا ف ا ش د م رب والبع والقي الي ومرتجع ة آم م نھای وھي ي أذن عد ف ا س دیثھم ی رر ح ك

ب ذي یج ض ال ن بع وتي م ألن مدھم أرب اتي بع ن حی ي م یس ل ولب أو غضبوا ي الح ھم ھم إن رضوا ف

ة إن م األحب وا ھ طوا وإن قرب شب ى الطل صدي وانتھ یھم آل ق إلرب ي الط ن ھزن سى ولك ست أن فل

توقف العدید من شعراء الغزل عند ساعة الفراق ملیا ، وعبروا قد ل ، مشاعرھم تجاه رحیل المحبوبة ، ووصفوا ما یكابدونھ من ألم الفراق عن

) : ٤(سفمن ذلك قول أبي جعفر أحمد بن یورى ا ج اھن م د مح محاجر دمعي قراقھم جاني ف ذ ش الي م اقص ح تن

ب ل الرك د رح ل ق ا قی دمع لم ن ال مكب ي س ن أدمع ار وم فمن أضلعي ن

ا عن ذھب بحث ل م ي ك وھكذا فقد ذھب شعراء العصر المملوكي فا طریف ا ة كم اني التقلیدی ن المع ر م لمعاني ، كما بثوا حیاة جدیدة في الكثی

.رأینا في الشواھد التي سمح المقام بذكرھا

ن ھو أحمد بن ) ١( د ب الي محم سلمي الحافظ الخطیب ناصر الدین أبي المع ة ب اخط، باشر ال عشائر ال

. جریةھ ٧٩٠سنة الكبیر إلى أن توفي بالطاعون وھو في سن الشباب حلببجامع . ١/١٦٨الدرر الكامنة

، من علماء قوص المعروفین بتقواھم وغیرتھم على ھو عبد الغفار بن أحمد بن نوح القوصي ) ٢(، من مصنفاتھ وینسب أصحابھ إلیھ كرامات الدین ، لھ مواقف معروفة من النصارى وكنائسھم ،

. ٣٢٧ - ٣٢٣الطالع السعید . جریةھ ٧٠٨ سنة بمصر ، توفي"الوحید في التوحید"كتاب .٣٢٥طالع السعید ال )٣( .٣٠٢الحركة الشعریة زمن الممالیك ) ٤(

-٨٠-

ف زل العفی اني وقد استمر تدفق شعر الغ ي العصر العثم زارة ف بغاد نجد تماھي رة عدد شعرائھا ، وال نك ة اإلسالمیة وكث ة الدول اتساع رقع

ي بحر ا م یخض ف ت إن شاعرا ل ة إن قل ي ال أتجاوز الحقیق زل ، ولعلن لغون ن فن ن م م أي ف وق حج زل یف عر الغ ذا العصر من ش ھ ھ ا خلف حجم م

. الشعر األخرى ف زل العفی اني الغ ف مع ي ولم تختل ة ، فھ ي عام شعر العرب ي ال ف

س ى نف راق عل ذا الف ار ھ جمیعا تدور حول فراق األحبة ، والتعبیر عن أثام ، أو ما نقضى من وف على أطالل المحبوبة وتذكر الشاعر سواء بالوق أی

ن آالم التعبیر عن شدة الشوق لرؤیة المحبوبة ھ م ا یعانی الجوى ووصف ماد ، واو ن البع ات م ا ف ى م ي عل م لتأس ة ول ة األحب ى رؤی ات ، وتمن ذكری

ة فات المحبوب ض ص ى بع شاعر إل شیر ال د ی ك ق الل ذل ي خ شمل ، وف الویذكر الرقیب والواشي بھ العفة من صفات جمالھا ، وما تسمح ، المعنویة

.. ، وغیر ذلك من المعاني الجزئیة التي تنوعت طرق تعبیر الشعراء عنھا اختالف عصورھم ، ، وقد اختلفت طرق تعبیر الشعراء عن ھذه المعاني ب

.. وبیئاتھم ، وملكاتھم الشعریة ، وتجاربھم الفنیة ابقوھم ، ورأى بعضھم وقف الشعراء على األطالل مثلم ف س ا وق

وق ن معت د اب و الحال عن )١(ذلك ضرورة في مقدمة قصیدة المدح ، كما ھوافتتح الكثیر منھا بالوقوف على أطالل ، مدح لالذي خصص معظم شعره ل

) :٢(المحبوبة ، من ذلك قولھ ھ ى جرعائ انزل عل ى ف ذا الحم ھ

اعت ا أض ھ قلب شد ب وىوان ھ النكت ن روح ش وسل األراك الغض عا وى فلعلن ات الھ صد لبان وأقا صان النق دود أغ ك خ مم إلی واض

ھ ین ظبائ ات ع ا لفت ذر ظب )٣(واحلعي ف ن أض سائھ م ي وع ساه ف )٤(ع

ھ ى أفیائ ت إل وى فلج ر الج حھ ؤاد التائ ات الف ضي لبان نق

ث صبائھوال ن ح در م ور ال م ثغ

ویزي ، ) ١( وق الح ابن معت شھیر ب وي ، ال دین الموس ھاب ال و ش - ١٦١٦ = ـ ھ١٠٨٧ - ١٠٢٥(ھ

وق الموسوي الحویزي ) م ١٦٧٦ صرة : شھاب الدین بن معت ن أھل الب غ، م اعر بلی ي . ش ج ف فلن اسمھ أواخر حیاتھ ھ اب ع ، وكان ل وق جم وان معت ي دی ر شعره ف دیوان . أكث ة ال ع مقدم . راج

. ٢٣٥ – ٢٣١ /٢خالصة االثر وو . ١٧٨ / ٣األعالم للزركلي و .٦٢م ، ص ١٨٨٥دیوان ابن معتوق ، المطبعة األدبیة ، بیروت ) ٢( .رمل ال ینبت شیئا ، فكأنھ یتجرع البذر : الجرعاء ) ٣( .األرض الیابسة : الوعساء ) ٤(

-٨١-

دیره ول غ سفح ح ذاك ال فح ب واس

ھ ضة مائ سجد ذوب ف ا یع )١(دمع

اني بعض كذلك عبر رة ھمضجر عن شعراء العصر العثم ن كث مسھم الو دوا أنف ھ ، وانتق كانھ الظاعنین عن ى س اء عل ل والبك قوف على الطل

د العطار كیف یشكون لربع قفر ال یحس بمعاناتھم ، ول أحم ك ق ن ذل ) ٢( مفي التمرد على الوقوف على الطلل ، وتبریر وقوفھ وبكائھ جراء ما یكابده

:) ٣(من فراق المحبوبةرو النوى تت وم ب ل ی ي ك عأف

ى مھ البل د ترس م ق شقى برس وتومھا ت رس الال تعف دب أط وتناطال دامع ھ ان الم سبل تھت وتھ ر تجوس ین قف ا ب صبح ھیم وتشیة ضاب ع ك الھ ي بطرفی وترم

د خ وف وق ا الوق ة فیم الوقائلذا دموع وھك ا أذري ال ت لھ فقل

ل ت أدري قب یلھم وما كن ك رح وشوى صعدھا الج ي ی وال أن أنفاس

ع ھ فرحت ودم ري غروب ین تج العشا ي ح وادیین ول شط ال وح ب تن

دا وال دي تھ ال كب صرف شوق مق ال من الجزع غدوةعن أی وقد رحلوا

دھر ی ات ال ن حادث عوم شجیك موقزع اء زع ل نكب راه ك سقي ث )٤(وت

سمع یس ی م ل ع أعج شكو لرب وتع یس تقل ة ل ن دیم رة م ى قف عل

روع وتم ت م ا وأن سي ولھانع ة مطل ضب لألحب ل ھ ي ك أفع روق ومرب صطاف ی وم م ن الق مصنع صبابة ی أخو الشوق من فرط الزع زع أج ن الج انوا ع أني إذا ب بع ة یلم ي الدجن رق ف إذا الح ب

سجع ع ائم ت ي والحم د من ى الخ لصدع ا یت رى ترنامھ ا انب إذا مع ین تھج و وال الع وعتي تخب وال لع زاور مطم رب الت ي ق ق ف م یب فل

ة الشاعر انكإذا و ار المحبوب ى دی ردد عل ي أحمد العطار یت ، ویبكل أصم ، وال ، وھو یعلم أنھ ال جدوى من عدھا وفراقھا ب ى طل وف عل الوق

و ذي ال تخب شوق ال فائدة من النحیب والبكاء عنده ، ویبرر ما یفعلھ بشدة الة ، ة ثانی ة المحبوب د الحق ناره ، والیأس الذي ال أمل معھ في رؤی إن عب ف

ا ، ) ٥(الشامي دھا وفراقھ ى بع نفس عل یقف على أطالل المحبوبة لیصبر ال

.الذھب : العسجد ) ١(ھو أحمد بن عبد اهللا بن بھاء الدین بن محفوظ بن رجب العطار ، الدمشقي ، المعروف بابن جدى ) ٢(

. ١/٥٠٤نفحة الریحانة : راجع ترجمتھ في . ھجریة ١١٢٦توفي سنة . .٥٠٧ – ١/٥٠٦نفحة الریحانة ) ٣( .ریح شدیدة : ریح زعزع ) ٤( ھجریة ، اشتغل في ٩٦٢ الحمصي الدمشقي الحجازي ، ولد سنة ھو عبد الحق بن محمد بن محمد) ٥(

راجع . ھجریة ١٠٢٠التدریس في مدارس دمشق ، كان أدیبا متمكنا من فنون كثیرة ، توفي سنة .٢/٣١٠خالصة األثر : ترجمتھ في

-٨٢-

ھ و ة ھو یعلم أن قلب ن غیب ود م ن یع ھ ل ا أن ق من سكرة الحب ، كم ن یفی ل :) ١(شوقھ

صبري ات ت وم الدارس أن الرس كن وى فوا أسفا ال القلب م كرة الھ س

ب القطین الركائ ت ب شیة حف عب شوق آی ة ال ن غیب ق وال م یفی

وریني ما أ ي ) ٢(منزل محبوبة الشاعر حسن الب ھ ، فف ك قلب ع ذل ومأین رحلت یسأل منزلھا الخالي ، والھوى عاني تباریح ینراه یشتاق إلیھا ، و

م ، ره أنھث سكن یخب ھ ا ت ین قلب راوح ب دت ، وی ا بع در مھم ا بالغ ، اتھامھا ، وا ذر لھ اس الع اة یروتبلتم شیة الوش دودھا بخ ا ، ر ص ضاح حبھم وافت :)٣(حافظا للوداد ، یقول سیبقى وفیا یعلن أنھ و

ل ب مقی ب المح ى قل ي رب ا ف لھھ وإن اء دمع ن م الورد م ت ف ظمئ

ل ضلوع ظلی اء ال ل بأنح وظل ر غلی د الھجی ھ عن ل ب یب

**********

ذا القل ازل ھ المن ن أواھ ب كن ا اب ك اهللا ی شتفي ال رمین أی ألك

أنس ار ت د النف ل بع ي ھ ا ظب ویوا ن ترحل اب أی زل األحب ا من ویي اة وإنن ي للوش ون عن یمیلدرھم ي غ اب قلب ن أحب ل م أیجم

ظ ي حف وا عل وداد وإن جن ال

ول راق طل د الف ن بع ي م ا ھ وھل اعنین علی ین الظ ؤاد لب فول ول قف د األف ل بع در ھ ا ب ویزول ت ن ا حیی ؤادي م ي ف م ف وھل صدود أمی ال ال یھم وإن ط إل

ا غ دري وم لبغ ب جمی در المحبیل ود س ض العھ ى نق یس إل ول

رره و ا یق ل م ى الطل وف عل اني الوق ن من بدیع مع د ب شاعر أحم ال ) :٥(یقول، رأسھ وضعف بصره من تصابیھ وقد شاب شعر ) ٤(شاھین

وى ن الھ صلت م ا ن نصل الشباب ومد رض ال دوت أعت سلماوغ یار م

صابي ضل ت ي ف شیب وف دا الم وبوابي رد ج سمح ب م ت ا فل یوم

.١/٢٦٣ریحان األلبا ) ١(وریني ، و ) ٢( دین الب در ال سن ، ب ن ح د ب ن محم د ب ن محم و حسن ب نة ھ ة صفوریة س د بقری ٩٦٣ل

دریس تغل بالت دس ، واش ت المق ي بی ھ إل ل مع م ارتح شق ، ث ى دم ھ إل ع أبی اجر م ة ، وھ ھجری ھجریة ١٠٢٤والوعظ بمدارس الشام ومساجدھا ، وقد جمع دیوانا من شعره ، توفي بدمشق سنة

.٥٣ - ١/٤٢ریحانة األلبا : انظر ترجمتھ في . .٤٩ – ١/٤٨ریحانة األلبا ) ٣(د ) ٤( ھو أحمد بن شاھین القبرسي األصل الدمشقي المولد ، أصل والده من جزیرة قبرس ، اشتراه أح

األمراء وتبناه وعلمھ وجعلھ من أجناد دمشق ، ثم بدأ یتدرج حتى أصبح من أعیان دمشق ، تفرغ نة للدراسة والعلم، حتى برز في الكثیر من علوم الفقھ والعربیة ، ناب في قضاء دمشق وفي س ، ت

.٢١٧ – ١/٢١٠خالصة األثر : راجع ترجمتھ في . ھجریة ١٠٥٣ .١/٢١٦خالصة األثر ) ٥(

-٨٣-

مھا ي رس أنني ف ا وك فكأنھ

اب طور كت ي س دق ف شى یح أع

وا و یس ، وطلب قد اعتاد شعراء الغزل العفیف على مناداة حادي العیج على دیار األحبة ، أو التمھل لكي یتمكنوا من تودیع محبوباتھم منھ التعر

د ، وبثوه أحیانا ما یعانونھ من ألم ساعة الفراق ، وفي ھذا المعنى قال محمھ ی لكي إلیھمتوددا منادیا حادي العیس ، و ) ١(الكنجي سیر لعل درك بطئ ال ی

) :٢(المطایا التي تحمل محبوبتھیس ادي الع ادي ح دمتك ح ال ع

دا ائرین روی یس س رك الع واتفي ي فأش ي أدرك المط علنا ف المطای سیر خل ؤادي ی ففا ي حماھ رة ف ى اهللا جی ا رع ی

ؤادي ون ف ي الظع ق فف ي ترف بادي ل التھ ن ك اد بھ وتھ

ادي م یم بع ن أل شاي م ا بأحوادي یل ال سیل س وعي ت ودمود وداد نھم عھ ي بی ان ل ك

ف أضحى صریع ا ، وكی ل أن یراھ ھ قب ثم یحدثنا الكنجي عن حال :)٣(ھواھا ، فیقول

دي رام ووج ن الغ وا م ت خل كنھ ي إلی رت مقلت أورت نظ ف

ي ارت بقلب رة أث ا نظ ا لھ یلوه ف أس يكی روق لعین أو ی

اد ي ازدی حتي ف اص وص ي انتق فاد ة واتق ن لوع ي م ا أقاس ماد دح الزن رام ق ي الغ ن دواع مؤادي لء ف و م رآه وھ ر م غی

اء إنھ الحب من النظرة األولى كحال العذریین في حبھم ، وھو الوف .الذي یجعل الشاعر ال یرى سواھا مھما كابد من عذاب البعد والفراق

د را ك لق اتھم كثی ن معان ف ع زل العفی عراء الغ دث ش ل تح ا فع مصید ي ت د بعضھم ف ف شعراء الغزل العفیف في كل العصور ، واجتھ لطی

د الفاسي بدیع ال تولید والمعاني ، ي وصف ) ٤(صور ، من ذلك قول محم ف ) :١(تباریح الھوى وعذابھ

ضائیة ، ) ١( ي المناصب الق ده ف ب وال د الكنجي الدمشقي ، تقل ھو محمد بن أحمد بن محمود بن محم

تان وأصبھان ین خوزس نة . وأصلھ من مدینة كنجة الواقعة ب ده س وفي وال ة ١١٠٧ت ا . ھجری أمھ – شاعرنا –ولده محمد ي . فلم نقف على تاریخ وفات ده ف ة وال ھ وترجم ع ترجمت ة : راج ریحان

.٧٤ – ٦/٤٩األلبا ي ) ٢( دین المحب د : محمد أمین بن فضل اهللا بن محب ال اح محم د الفت ق عب ة ، تحقی ل نفحة الریحان ذی

.٥٦ – ٥٥م ، ص ١٩٧١ الحلو ، الطبعة األولى ، مطبعة عیسى البابي الحلبي ، القاھرة .٦/٥٦ذیل نفحة الریحانة ) ٣(ان الفاسي ) ٤( دیع الزم راھیم ، ب ن . ھو محمد بن إب داوة ، رحل م ة الب ة الحضارة ودق ین رق ع ب جم

ھ ى ب ا ، وانتھ ع بعلمائھ سطنطینیة ، واجتم ل ق بالد ، ودخ ي ال ال ف شرق ، وج ى الم رب إل المغ

-٨٤-

رى ا ج سأل م م ت ي ث سیل دمع أتا واك أذابھ س ھ ا نف ذي دم ھ

ا أرى ت وم ا رأی رك م ا لعم عجبدي نجیع ى خ ت عل رافھم ا أحم

الشكوى من الرقیب والعذول والحاسد من خصوصیات تنكما كا و ذا الحب العفیف عبر العصور ، كذلك كان حال شعراء الحب العفیف في ھ

مدى الخشیة من الرقیب ، یرینا - مثال -الشاعر حسن البوریني فالعصر ، ف ت ین وكی ن أع ا ع اء حبھ ى إخف ھ عل رص حبیبت ة ح ي بلغ اس ، وتكتف الن

) : ٢(ولالعیون ، یقھ اس حب تم الن ب یك ي حبی حبیبؤاده ى وف ي الملتق دني ف یباعل ھ مقب وى من ي والھ رض عن ویعي ین نلتق ین ح ا أع ق من فتنط

وب ون قل ا العی ین تلقان ا ح لناد ي البع دى ل و أب بوإن ھ قری

ب ار رقی ا أو أش اف عین إذا خوب سن وقل ا أل رس من وتخ

ة الحب، ن لوع وھكذا تتنوع معاني شكوى شعراء الغزل العفیف موب وصدوده ب ، وإعراض المحب سوة الرقی این .. ووجد الفراق ، وق وتتب

ي اتجاھات الشعراء في التعبیر عن ھذه المعاني ، فالش اعر عبد الحي بن أبة من خالل ، ) ٣(بكر ف عام سفة الحب العفی ا أخر یختص بفل یتخذ اتجاھ

) :٤(تجربتھ الخاصة فیقولي وعتي ونحیب اني ول خلیـ رح اللح ن ج إن م اني ف وابكی

معتما ب س ھأي ص علقت

ب دمع ص اب ب یس إال ص یبلب ن طبی ھ م ا ل ل وم ظ قتی ـلیب ر س و غی د فھ ین الغی أع

ما یلقاه المحب من عذاب ، لذلك ویرى أیضا أن لذة الحب تكمن فی :)٥(تھ على حبھ لھا لكي یحوز تلك اللذة ، یقولیتمنى لو أقر

ـ ھ أن أحی ار أھاب ذو وقم أ و ل الي فھ ر ح ل خب در جاھ

ي ظ حبیب دا بلف ا ب یھ إذا م ـب اھال كمری ي تج أم یرین

ي . جریة ھ١٠٦المطاف إلى مصر ، وبھا توفي سنة ھ ف ا : انظر ترجمت ة األلب – ١/٣٣٣ریحان

٣٥٠. .١/٣٣٦ریحانة األلبا ) ١( .١/٤٥ریحانة األلبا ) ٢(ام ) ٣( ھو عبد الحي بن أبي بكر ، البعلي األصل ، الدمشقي المولد ، اشتھر بطرز الریحن لقولھ في أی

ورد : "صبوتھ ة ال شا ی " طرز الریحان حل ھ األمر دروی ى ب الد ، انتھ ي ب ل ف بالد ، تنق ي ال سیح فنة .. الروم ، ومصر ، وحلب ، ثم استقر بدمشق ة ١٠٦٩توفي س ھ . ھجری ع ترجمت نفحة : راج

.٢٩٢ – ١/٢٥٤الریحانة .١/٢٥٦نفحة الریحانة ) ٤( .١/٢٥٦السابق ) ٥(

-٨٥-

ب ى الح ي عل ر قلب و أق ھ ل لیتى د ذاك تجن اء بع وإذا ش

وب ھ قط ة ووج ال ریب بذی صة التع ب غ ذة الح بل

وریني وال یختلف رأي ابن النحاس الحلبي كثیرا عن رأي حسن الب ) :١(في الصدود والعتاب وبعد دار الحبیبي

ب ھ التجن ال فی ا ط وى م ذ الھ ألذمما ب م ن حبی د دار م ا بع ومدا ون مبع ظ إال أن أك ضى الح ق

ا اله م ب وأح ة تعت ھ األحب فیاه المؤ ھ من د فی م یج بإذا ل ن

ذب ب المع ى المح ذي الق ى ال وألق

) :٢(ومثل ذلك قول األمیر منجك أیضا ا ھ تعتب رت فی ر إذا فك قمھ ت لحظات ادفتھ فتناول ص

ھ راض بال ا من ي أن صدود ألنن

ا ام تحجب ي المن ي ف وإذا رآنا افرا متحجب رض ن ي وأع عقلستعذبا وى م دى الھ وان ل د الھ أج

ا يأم ي الكرم ف ) ٣(مرع نرأیفیختل ابقیھ ، فھ ع ى أن س و یتمن ھن كیحظى بیوم ی ب م رام ، ون فیھ خالي القل ن الھوى والغ ستریح م ي ی لك

) :٤(تباریح الحب ، وآالم الصدود والھجران ، یقولوم ت بی و حظی دھر ل ي ال ت ف لیوى اریح الھ ن تب ب م الي القل خوق ول ش ن ط ؤاد م راح الف ي ی ك

رام وى والغ ن الھ و م ھ أخل فیام ة وھی دود وحرق وصام أس الحم وى بك قاه الھ د س ق

استغرق معاني الحب ذي والھوى الصبابة الشعر إلى غیر ذلك من وكتب تعج بھ دواوین شعراء العصر العثماني العفیف وموضوعاتھ ، الذي

.الفقھاء والقضاة واألدباء ورسائلھم : الغزل الحسي أو الصریح -٢

.١٢٢ العصر العثماني –تاریخ األدب العربي : عمر موسى باشا ) ١( .١/٢٣٥ا ریحانة األلب) ٢(سبة لطور ) ٣( ي ، ن د الكرم ھو مرعي بن یوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن یوسف بن أحم

ان ا ، ك ة فیھ اء الحنابل ابر علم د أك كرم قریة بقرب نابلس ، انتقل لإلقامة في مصر ، وأصبح أحا ب والرس وم ، صنف عشرات الكت ف العل ة ، إماما محدثا فقیھا واسع اإلطالع في مختل ئل العلمی

دلیل الطالب في الفقھ ، ودلیل الطالبین لكالم النحویین ، ومقدمة الخائض في علم الفرائض : منھا ٤/٣٥٨خالصة األثر : راجع ترجمتھ في . ھجریة ١٠٣٣توفي بمصر سنة .. ، ولھ دیوان شعر

-٣٦١. .٤/٣٦١خالصة األثر ) ٤(

-٨٦-

اول األوصاف الحسیة للم ، رأةوھو ذلك اللون من الغزل الذي یتنا ال فیھ امن الجم ة ومك ا المختلف ى بمفاتنھ وعین .فیتغن ى ن سم إل و ینق : وھ

.وحسي فاحش ، حسي غیر فاحش ھ وألننا ال نسعى للوقوف على الغزل الحسي الفاحش الذي تأنف مناحش ، لذلك سینصب دالحیاء یأباه العفة و ر الف رسنا على الغزل الحسي غی

د ، وسنحاول التعرف على معانیھ وصوره ، د والتجدی وتناول مظاھر التقلیي فیھا ، واستجالء ما استحدثھ شعراء ھذا العصر من المعاني والصور الت

.لم تكن مألوفة في العصور السابقة اكممدح ائد الر قصوفي صدكما ھو معروف فقد جاء ھذا الغزل و

ة صائد كامل تقل بق در اس ي ص اء ف ا ج ورد م وع األول ن اذج الن ن نم ، ومي صیدة المتنب ي لق دین الحل في ال ة ص صور معارض ن من ي ب دح عل ي م ف

:)١(التي مطلعھاالحاجب ش أبي ال اب ات غوارب موس الجانح

ن سات م ا الالب ر جالبب الحری

:)٢(قال صفي الدین الحليا ، ود ذوائب وق النھ ن ف بلن م أسعة ، وه أش بح الوج ن ص ون م وجلا ، ي كواعب اھن الغب یض دع با ت نفارھ إذا رأی ب ، ف وربائدما ة عن ن المانوی فھا رأی سصا حاضر رأین شخ ي ف اوسفرن ل

ي رقن ف ضھاأش أن ومی ل ك حلصاحبي ت ل ل ، فقل ي كل :وغربن فھ ، ي عطف ات یثن د اللحظ ومعربھ دالل یروع ب وال و التعت حلھ ، ضرجت وجنات ھ ، فت عاتبت

ا وب ذوائب ات القل ن حب فجعلائبا ا ش ل منھ ود اللی ادرن ف غا ال كواكب د ق تبان الرش و اس ول

سط أ ن ب تھن م سك خل ان )٣( رباربم ن ظل بلن م اأس شعور غیاھب )٤( ال

ا ا غائب صیرتھ ، وقلب دھت ب )٥(شا شموس جالبب ھ ال فق تدرع شا ات غوارب شموس الجانح أبي ال ب

شبی رح ال ن م ال م اربا فیخ بة شست ي ، ول اعتب أراه إال عاتب

ا ب حاجب ا وقط وازور ألحاظ

جي وسعید السحار وعبد العزیز شرف ، دار مصر للطباعة دیوان المتنبي ، تحقیق عبد المنعم خفا ) ١( .٥٥م، ص ١٩٩٤

.٩٦ – ٩٥دیوان صفي الدین الحلي ) ٢(ة ) ٣( دة ربیب ا : الربائب ، الواح ن غیرھ د م ھ ول ان ل رأة الرجل إذا ك ت الزوجة ، ام ارب ، . بن الرب

.القطیع من البقر الوحشي : الواحد ربرب ور : ویة المان. الجھل : السفھ ) ٤( ھ الن ة وإل ھ الظلم الھین ، إل د ب دیم ، یعتق : الغیاھب . دین فارسي ق

.الظلمات ، الواحد غیھب .دھشت : شدھت ) ٥(

-٨٧-

یم وطرف د الكل أذابني الخ ھفسنھ رذو منظ وب لح دو القل تغ

وة واظر حظ ب الن دع إن وھ ال ب

با ذ داة مغاض ب الغ و النون ، إذ ذھا ون مواھب نح العی ا ، وإن م نھبا ي ناھب اه قلب وره ، ودع ن ن م

ل جم ذي یتمث ي الموروث ، ال ذوق العرب ك ال ي فل ي ف ال سار الحلا عة عینیھ اتم ، وس ود الق عرھا األس ول ش شرتھا ، وط اض ب ي بی رأة ف الم

ا ودلھا في مشیتھا وتثني عطفھا ، ة الوحشی ةبقرني ال اللتان تشبھان عی مرح .. حتى یظن من یراھا أنھا ثملة من شرب الخمر

ة رأة المحبوب ال الم شبیھ جم ى ت وقد درج شعراء الغزل الحسي علض نثری ال بع ین بجم ر ، ول ور القم شمس ، ون راق ال ة ، كإش ات الطبیع

وبالرغم من سیر شعراء العصر ..األغصان ، وشذا الورد ، ورقة النسیم ن ھ لمسة م م حاولوا أن یضفوا علی دیم إال أنھ المملوكي في ھذا االتجاه الق

ثال م ، فم ول لمسات التجدید والمعاصرة التي تناسب ذوقھ د ق شاعر محم ال : )١(بن مكي

ھلدب تي فنك لردبال كاهوھأ ھل ائا رد ن مھتجھم بحمس

ھم الئمو لن عھلی مي فنصغالو ھاتم خص في فماتا حمنأك

ألوف ینطوي على محاولة استثمار صفة تبدل حال البدر ، لیخرج عن المھ جمال وجھ المرأة بجمال البدر ، كما یضیف إلى ما عرف الثابت في تشبی

ن ین المستمدة م ا األغصان من صفة النضارة والل وم ، كم اء الل صفة اتقصفة السماحة والكرم التي شحن تمیل األغصان متقیة الریاح والزوابع ، وی

..صدود بإیحاءات تشي بالوصال وعدم الاشتھر بھا حاتم الطائي ان ف مع ن طری ال وم صدود والوص ضا -ي ال ول - أی ن ق د ب أحم

: )٢(محمد بن سلمان بن حمائلواكم اب ھ ي اجتن ي ف د قلب أعاھ

ل ف ال واص تموأحل ا بقی تكم م

ث یكم فأنك وقي إل ي ش ویغلبنث ر فأحن ل خی م أن الوص وأعل

نة ) ١( وفى س ائم الدمشقي ، المت ي غن ن أب ي ب ال ٧٤٢ھو محمد بن مك ت الم ل بی ان وكی ة ، ك ھجری

الدرر .. حسن الخلق والنظم والشعر بطرابلس وكاتب اإلنشاء بھا ، كان یعرف فنونا من العلوم ، .٤/١٦٣الكامنة

انم ، ) ٢( ابن غ ضا ب ر ، ویعرف أی و جعف دین ، أب ھو أحمد بن محمد بن سلمان بن حمائل ، شھاب العالم أدیب اشتغل في دیوان اإلنشاء بمصر ودمشق وصفد ، طاف العدید من البالد العربیة كالیمن

نة شق س وفي بدم ة ، ت ة٧٣٧ومك ر . ھجری تزادة انظ ة : لالس درر الكامن . ١٥٨ – ١/١٥٧ال .١٦/٣١٩مسالك األبصار : واألبیات في

-٨٨-

بھ د ش دین الح وق ن ي لصفي ال ة م شمس ، وعدد ثالث ة بال المحبوببھج ، ور الم ة ، والن و المنزل ال ، وعل ي الجم شبھ ، وھ ھ ال م أوج ب ث طال

شمس المحبوبة أن تستكمل الصفة الرابعة من الصفات ، ابھ التي تتصف ال ) :١( كما یقولوھي صفة العدل

اھنسح بارھ النسم ش تك حنا م ی تری صذا إھلدع كتلد عالھ

اھرو نةجھا وبھلزن مادعبو ا بتبی غاسللن اھروض حردقھ

ف شاب الظری ا ال ت )٢(أم ف تعلم اء كی سأل الظب اء فی ید الظب صود ي ش األس دابھا رف داب ، ك أھ ون واألھ ال العی ن جم ر ع دا التعبی قاص

ة ع ة المعروف فات الرق انون وص ل ق ي تجاھ ل ف ة تتمث اء ، بطراف ن الظب ) : ٣(الطبیعة

د قفی كيبا الظھیي أ لل قاهللابو

بد الھ كري ش ف دس األ دی ص تملعت

عى أن المحبوبة تعمل معلمة في الشاعر شھاب الدین محمود فادأما ان كیف تتمایل وتنثني ، وتعلم مدرسة الطبیعة ، فھي تعلم األشجار واألغص

) :٤(ف تغني ویتعالى ھدیلھا ، فیقولالورقاء كی راضو ناكر األانصغأى ونثت ينثن تفیا كق الناتان بملعف

ن ابرسأ وتحنف فك عریالطم فت ھ ت فی ك ىم ح ال اءق ر و تملعو

قد جعل العدید من شعراء الغزل المرأة مصدرا من مصادر الجمال لا ، ف ا وجمالھ فات بھائھ ض ص ا بع ستعیر منھ ة ت سراج ، وأن الطبیع ال

وراق ض )٥(ال ة بع ھ الطبیع ستعیر من صدرا ت ارة م ھ ت رى محبوبت ثال ی م

.٤٢٠الدیوان ) ١(اء ) ٢( ن العلم دین م ف ال ده عفی ان وال ساني ، ك لیمان التلم دین س ف ال ن عفی د ب دین محم ھو شمس ال

وف وان شعر وت نة واألدباء البارزین ، ترك العدید من الشروح والمؤلفات ودی ة ٦٨٠ي س . ھجری ثم انتقل مع والده إلى دمشق ، كان شاعرا مجیدا خفیف ٦٦١ولد شمس الدین محمد بالقاھرة سنة

ق سن الخل ل ح نة .. الظ شق س وفي بدم سابعة ٦٨٨ت تخط ال م ی شباب ل ض ال و غ ة وھ ھجریي . والعشرین من عمره ھ ف ع ترجمت ادي شكر : راج اكر ھ ق ش ف ، تحقی شاب الظری وان ال ، دی

.١٧ – ٥م ، ص ١٩٨٥الطبعة األولى ، مكتبة النھضة العربیة ، بیروت .٦٣الدیوان ص ) ٣( . ١٩٩ – ٤/١٩٨الدرر الكامنة ) ٤(وراق ) ٥( سراج ال الشاعر ھو سراج الدین أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن المصري المعروف بال

نة ٦١٥ولد سنة ا ف ٦٩٥ ھجریة ، توفي س ان إمام ة ، وك ي ھجری صرفا ف را مت ا مكث اضال وأدیب . ٨/٦٩والنجوم الزاھرة . ٣١٦ - ٣١٢الكوكب الثابت ص: لالستزادة راجع .. فنون البالغة

اھرة : وعبد العلیم القباني م ، ١٩٦٧مع الشعراء أصحاب الحرف ، وزارة الثقافة المصریة ، الق .٨٠ – ٥٩ص

-٨٩-

ن صفات جمالھ ، ویماھي بینھا وبین صفات الطبیعة البھیة تارة أخرى ، م :)١(ولھذلك ق

هرض النةان البفط عنی اللتارعأشاء مادكی دمنابب ال ن مرطق ی الو ةلجا خ ی ای ودود الخ كل تن م در ال ةساع نيب والظةسائ منصغالك يأ رمیل الكرص عتكردا أھن أول

ا تغر ن لواحظھ ار م ا بإنك ن

)٢(تزرهؤ م صع الد قو ف نصغالك اءفیھ )٣(هرش البةق رنا مھتنج ومیدأ هرط العكاسفن أن مكس المتتفتشو )٤(هرجتع مردبال وةفرا سسمالشرتا ھانفجأ سةلم جعم ح هرح ال

صره شاق منت ى الع زال عل وال ت

وا و ة ، وتغن عر المحبوب د طول ش ذا العصر عن قد توقف شعراء ھد و الطویلة ، والعیون الواسعة ، واألھداب، بالجفون الناعسة دل ، الق المعت .. والخصر الناحل

):٥(ة قول الشاب الظریفعر المحبوبفمن بدیع التعبیر عن طول ش هرع شةاب ؤ ذنال م و ط راذح أ

يؤادف لهدق ن متلص ودقف

ف و ول من طری ون الناعسة والنظرات األخاذة ق ي الجف ل ف ا قی م ) :٦(صفي الدین الحلي

ا عفت قلب ون أض عیف الجف یا ضؤ ك ف ارب بناظری اديال تح

ا ا ملی وى قوی ل الھ ان قب كا ان قوی ضعیفان یغلب ف

حر ذكر س ھ ف اتن محبوبت ن مف ھ م ا أعجب ف م شاب الظری دد ال وعا ، و راق وجھھ ا ، وإش ق عینیھ صرھا ، و بری ة خ ا ، ورق ا ثنایاھ جفونھ

:)٧(الفاترة ، وبین أثر ذلك في نفوس من یرونھا ، فقالھ وما وى أن طرف سن س ن ح ھ م فی

دجى ل ال اه إذا قاب وإن محیائد ة ص ي البری ؤاد ف ل ف لك

ار ب د أن ل راك ن اللی نح م )٨(ھ ج

صیدة . ٢١٦ – ٢١٥الكوكب الثابت ) ١( ھ ق اني ول ن المع ر م ي كثی صیدة ف ذه الق ع ھ ي م أخرى تلتق

.٨/٦٩النجوم الزاھرة . والصور . كثیب الرمل ، وقد استعارھا الشاعر للردف : الدعص ) ٢( .تجمع : وتدمن , المتجمع : الدمن ) ٣( . شدت الثوب على رأسھا : اعتجرت ) ٤( .٩٦دیوان الشاب الظریف ) ٥( . ١٦/٣٢٧مسالك األبصار ) ٦( .٨٦دیوان الشاب الظریف ) ٧( .طائفة منھ : جنح اللیل ، بكسر الجیم أو ضمھ ) ٨(

-٩٠-

دره وم لب اه نج وإن ثنایل و ناح صره وھ افى خ م یتج فكھ ذي جفون ونا وھ دعي ص م ی وك

د ھ فرائ سن فی د الح ن لعق )١(وھارد و ب ھ وھ الى ریق م یتح )٢(وك

دبفتر قین تواع ا للعاش تھ

تغنوا بجمالھا على خد وقد توقف العدید من الشعراء عند الشامة ، و ):٣(ان الدین القیراطيمن ذلك قول برھالمحبوبة ،

ا ذه ونباتھ ة خ سما بروض قده ي خ ي ف سن الت سورة الح وب

ة ك ي اوبقام صن إال أنن لغان زودت صون ب زرن غ ألع

ھا ال ا موبآس ي جنباتھ ضر ف خھ آیاتھ ذار بخط ب الع اكتا ن ثمراتھ صد م ر ال ن غی م أج لذباتھا ن ع القطع م ھ ب أعطاف

ي صري ف ھ الم ن نبات ول اب ة ق سي الرقیق زل الح اني الغ ن مع وم :) ٤(الخال

ھ ب ل د الحبی ى خ ال عل هللا خھ ل ب ب القتی ة القل ھ حب أورثت

قی ثبالعاش وى عب اء الھ ا ش ن كمرث ال ال ی أن الخ دي ب ان عھ وك

): ٥(شامةوكذلك قول العز الموصلي في الامھ ا ش ن وجنتھ ت م لحظ

ت رى : قال ا ج تمعوا م وا واس قف

الي ن ح ب م سمت تعج فابتشیخ ف ي ال ام عم د ھ الي ق ي خ

ة حول اني المتداول ن المع ستخرج م وقد حاول بعض الشعراء أن یق دة تتصل بتحقی الرقیب وتخرصاتھ لدى شعراء الغزل العفیف معاني جدی

ون )٦(تلك التخرصات ، من ذلك اقتراح ابن منظور على حبیبتھ تحقیق ظن

.الجوھرة النفیسة : الفرائد جمع فریدة ) ١( .لم یلزم مكانھ ومال من جانب إلى جانب : تجافى ) ٢(لمصري ھو شرف الدین ، إبراھیم بن عبد اهللا بن محمد بن عسكر ابن شادي ، الشھیر بالقیراطي ا ) ٣(

ر ع ٧٨١ وتوفي بمكة سنة ٧٢٦، ولد بمصر سنة ا ، ب اء فیھ ھجریة ، درس بمصر والزم العلمي ... في الفقھ واألصول والعربیة ، وروى الحدیث ھ ف ع ترجمت النجوم الزاھرة : لالستزادة راج

.١/٣١والدرر الكامنة . ١٦٢ – ١١/١٦٠)٤( ة . الشاعر المشھور ھو عز الدین بن الحسین بن علي الموصلي ، ) ٥( نزیل دمشق ، وصاحب البدیعی

. ٢/٤٤٦نفحة الریحانة . ٧٨٩التي عارض بھا بدیعیة صفي الدین الحلي ، توفي سنة ھجریة وكان مغرما ٦٣٠ھو محمد بن مكرم األنصاري األفریقي جمال الدین أبو الفضل ولد سنة ) ٦(

ا ، من مصنفاتھ باختصار الكتب المطولة فاختصر األغاني ، والعقد ذخیرة ، وغیرھ د ، وال الفرینة .. ، عمل في دیوان اإلنشاء طیلة عمره ، وولي قضاء طرابلس " لسان العرب "معجم وفي س ت

.١٦٢ – ٤/١٦١الدرر الكامنھ : راجع ترجمتھ في . ھجریة ٧١١

-٩١-

ن دال م م ب ل ھو وھي اإلث اس ، وأن یتحم أثم الن اس ، الناس ، لكي ال ی الن ) :١(عنھماعفو اهللا تعالي وھو واثق ب

مھنظا بنیوا فمث أد قاسالن ھملو ققیدص تي فكرضا یاذمك ذمحي ولمح ا ونل ةقدا ثاحب

انیردت ويردي أذالوا بقدصو انونظا یا منی فققح ینأبومث إن م لمج أوفعالب ان یى فر ال

ھ قع ات بقول ى مطروق : "ب صالح الدین الصفدي على ھذه األبی ھو معنات سن متمم ن أح العفو م ة ب ھ ثق ادة ، وقول ھ زی ن زاد فی دماء لك للق

) .٢"(البالغةد ضلق ر بع شعراء انبھ ت ال ي كان ة الت ر العربی رأة غی سمات الم ب

بعض صفاتھا ، جزءا من نس وا ب یج المجتمع في العصر المملوكي ، وتغزلثال ك م ن ذل زل ، م اني شعر الغ ى مع دا عل د جدی د األمر الذي یع ول عب ق

:)٤(في صاحبة البشرة الصفراء )٣(الرحمن ابن وفاويبھ ذيفو يتنحملیغ صن اللوي وؤاد فبیذی هدن عش غ الھ

ا لحت املیطی فائا زنا أمي وانونيبھا ذیف )٥(فائح كن إ الل

ة )٦(عالء الدین الجویني تفضیل وكذلك ى بادی راك عل حاضرة األت ) :٧(األعراب ، وانبھاره بالتركیات وعیونھن الضیقة ، یقول

يننإي فن عبارع األةیادبأ يننإ فنوی العلجا ن یكلھأو

يقالئ عتطی ناكرت األةراضحب قایضت المراظا الن ذھ بتننج

) :٨(وغزل عمر بن الوردي بفتاة مغولیة أسرت قبلھ بجمالھان ل م ات المغ ن بن ي م لسلم ال م ف ح وكی

ضح تت تف ا اس ي م رمنر ر التت ي أس بح ف أص

.٤/١٦٢الدرر الكامنة ) ١( .٤/١٦٢السابق ) ٢(سكندري األصل ، ھو عبد الرحمن ویسمي أیضا م ) ٣( ا ، ال ن وف د ب ن محم د ب ن محم د ب حمد بن أحم

ع . ھجریة ٨١٤توفي غریقا في نھر النیل سنة .. كان حسن األخالق رقیق الشعر لالستزادة راج .٢/٤٥٢فوات الوفیات : وانظر أیضا . ٥٩ – ٤/٥٨الضوء الالمع : ترجمتھ في

.٢/٤٥٣ فوات الوفیات: وانظر . ٤/٥٩الضوء الالمع ) ٤( .الظالم : الظلم ، والحائف : الحیف ) ٥(وفي ) ٦( ھ شعر حسن ت داد ، ول ھو عالء الدین عطاء ملك بن محمد الجویني كان صاحب الدیوان ببغ

.٢/٢٢٢تاریخ ابن الوردي : راجع . ھجریة ٦٨٠سنة .٢/٢٢٢تاریخ ابن الوردي ) ٧( .٣٣٦دیوان ابن الوردي ) ٨(

-٩٢-

):١(وغزل أحمد بن علي الصنعاني في إحدى الفتیات السوداوات الحبشیات

د ة ق ا أمجری ھویتھدیاجي ي ال در ف ا الب كأنھ

ل م تواص ؤادي ول نت ف أضائل ي األص شمس ف ي ال أو ھ

ك ر ذل ى غی ح إل ف مالم ي وص زل الحسي ف عراء الغ ھ ش ا قال ممة ر العربی رأة غی ال الم المي جم ع اإلس ة المجتم ي تركیب ت ف ي انخرط الت

.المتعدد األعراق في العصر المملوكي

ي زل ف عر الغ وان ش ن أل ون م ذا الل دفق ھ تمر ت د اس صر وق العد والصدود والھجر كذلك وكما شكا شعراء الغزل العفیف من البعا العثماني

.١/١٤٢در الحبب ) ١(

-٩٣-

دیار ل ھشوق یتحدث عن مثال ) ١(فابن السمان شكا شعراء الغزل الحسي ، ل ) :٢(بالرغم من صدود المحبوبة ، ویبرر ھذا الصدود بقولھ

ب ر الحبائ دار ذك شوقنا لل یبة ب س رى الح ا ن وم م وإن لق

دار ب األق توال نرھ إال إذا رما صد والجف ي ال اب ف ذل األحب وال نعھ یس یطیع رء ل ب الم ان قل إذا ك

ا ب ب اوینطقن یض المواھ د ف لحمب بة آل غال ھ س ا رأت إذا مب سي الحواج ن ق ا م ھام المنای س

ل ي س ارب وال نرتج دو المح م العب ب األجان صیان قل در بالع فأج

ى وف عل زل الحسي عن الوق د من شعراء الغ د انصرف العدی وقأطالل المحبوبة ، وانشغلوا بالحدیث عن الوصال والصدود والتغني بمفاتن

) : ٣(وبرروا ذلك بمثل قول عبد اهللا بن أحمدالمحبوبة ، اذا یفی درس م ع ال دب األرب دك ن

ة رى معتق ن ذك سمع م شنف ال ف

سي ذیب ن یش بالع الف ع رح س وشس ى الغل ي دج شموس ف ا ك جلوتھ

ي ركب شاعر ف سیر ال ذي حث ی واس ال ي ن ى عدم ال أب شعراء عل . )٤(بشرب الخمر، ونصحھم لعدم جدواه الوقوف على الطلل

ا ة ومم ب رؤی ي طل ل ف افرة ةالمحبوب قی د ، س ول أحم ذكر ق نصفدي ل ) ٥(ال ذي یجع ھ ال ن فی ا م فات جمالھ ض ص ستعیر بع ة ت الطبیع

) :٦(حیاتھ ، یقول أخر حتىحبھامحبوبتھ ، ویقسم أنھ لن یحید عن ر ین المزھ ن الجب ام ع ط اللث أم

وني نظ نح عی اوام ى بھ رة أحیر واس ر المقم ھ األغ ن الوج فر ع

صبري دي وت دت تجل د فق فلق

سمان ) ١( نة ھو عبد الباقي بن أحمد بن محمد ، المعروف بابن ال د س ة ١٠٥٥ ، الدمشقي ، ول ، ھجری

د ، اني محم سلطان العثم دیما لل ح ن تلقى علومھ في دمشق والقاھرة ، وسافر إلى بالد الروم ، وأب .٢/٢٧٠راجع خالصة األثر . ھجریة ١٠٨٨توفي سنة .. .اشتغل بالتدریس والتألیف

.١/٢٣٩نفحة الریحانة ) ٢(اء ) ٣( د علم دي ، أح ن المھ راھیم ب ن إب ارزین ، درس " صنعاء "ھو عبد اهللا بن أحمد بن إسحق ب الب

ة ١١٧٠توفي سنة .. النحو والمنطق والمعاني والبیان والحدیث الشریف في جامع صنعاء ھجری .١/٢٦١البدر الطالع : راجع .

: من ذلك قول أي نواس ) ٤( تبك لیلى وال تطرب إلى ھند واشرب على الراح من حمراء كالوردال

ن ) ٥( غ العشرین م ل أن یبل ى دمشق قب ھو أحمد بن محمد بن محمد الصفدي ، ولد بصفد ، وذھب إلى الح م ذھب إل ج عمره ، اشتغل بعلم الفراءات ونسخ الكتب ، وقرأ على بعض علماء دمشق ، ث

وأخذ عن علماء الحرمین ، سافر إلى بالد الروم مرات عدیدة ، عمل في التدریس ، ألف منظومة ر ھ شعر كثی دیث ، ول ف ح ھ أل ع فی نة . في العقائد ، وكتاب جم وفي س ة ١١٠٠ت ع . ھجری راج

.٣٥٩ – ١/٣٥٦خالصة األثر .٤١٥ – ١/٤١٤نفحة الریحانة ) ٦(

-٩٤-

ة ي ذل م یقاس ي ك ا لقلب عجب

ر ت ھ بغی ذ ل ذل ل ضجروال

*******

ایال ك تم ان من صون الب رقت غ سائق ا ف ھ ی سان بوجھ ور الح الح

رقت مس أش و ش ك وھ سما بوجھ قي ت ف ال حلت عن مر الھوى ما دم

ري ق لمفت ت وح د قطع ذاك ق فلر صون المبھ ھ الم ال عرت وجمسكر اب الم ن الرض ك م ا بفی وبم

وقی اة ول شرد الحی ت لمح بعث

وشبھ وقد تغنى شعراء الغزل الحسي العثمانیون بمفاتن المحبوبة ، ضارة ة والن ي الرق ة ، ف ر الطبیع بعض عناص سدھا ب ضاء ج ضھم أع بع

ین ة والل وان المبھج راھیم .. واألل ن إب رحمن ب د ال ول عب ك ق ن ذل ما الذي ینطوي على الكثیر من ) ١(الموصلي الصفات الحسیة التي تغزل بھ

: )٢(الشعراء بالمرأة عامةدودا ا وق صون معاطف لبوا الغ سھ ى دون ا تالش وب بم وا القل طعناوزوا واحظ وتج ورى بل وا ال فتنؤا م لؤل ي المباس ا ف وا الثنای نظم

ش قیق عوارضا تخذوا البنفسج في الة ر رق ن الخناص صور م دلوا الخ بورى ى ال صائلون عل وك ال م المل فھم وزاء دون محلھ ى الج روا إل نظھ ا ل دجى فرع ل ال ن جع ل م ن ك مدا یم إذا ب اء النع ن م ان م ری

اء ج ؤاده كالم ر أن ف سما غین زداد م دوده ت اء خ رط الحی ف

ھ ائق وجھ صاح ف صر الن و أب لة ن بیع ب م و رآه راھ أو ل

دودا اض خ موا ورد الری وتقاسسدیدا ددوا ت اح وس ن الرم طع

ن نھ ك م ول ح بالفت دوداب العقودا ق عق رد والعقی ت الزم تحودا ما وزن مین معاص والیاسودا ین نھ ق اللج تبدلوا حق واسودا دون أس اء القائ م الظب وھودا سماك قع ام ال ى ھ دوا عل فع

ا وال در وجھ داوالب صباح الجیجودا وم س ر النج ھ زھ رت ل خودا وى جلم ل الھ ى أھ حى عل أضدا أوھي توری تماع ت د اس عندا اربوا التفنی ذول وح ذلوا الع ع

ص ى ال داألق لیب والزم التوحی

رأ ورة للم شاعر ص ي عصره رسم ال ة ف صفات ة الجمیل دد ال ، وعا الحسیة صف بھ ي یت ة الت سمھا ؛ الالعام ھ وج ر والوج ر شعر الثغ والنح

وام الو ى . ..ق ا ، واكتف رأة بعینھ ة ، أو ام ة خاص ن تجرب ر ع دون أن یعب

ن ) ١( راھیم ب ن إب رحمن ب د ال و عب نة ھ د س لي ، ول رحمن الموص د ال ا ١٠٣١ عب ان أدیب ة ، ك ھجری

نة وفي بدمشق س ي عصره ، ت ة ١١١٨فاضال ، وشیخا من شیوخ الصوفیة المعروفین ف . ھجری .٤٤٣ – ١/٤٣٠نفحة الریحانة : راجع ترجمتھ في

.٤٣٢ – ١/٤٣٢نفحة الریحانة ) ٢(

-٩٥-

ة صفة د أی ف عن بتمثیل النظرة العامة لجمال المرأة في عصره ، ولم یتوق .احمرار خدیھا في وصف لمرأة اخجلمعنویة باستثناء توظیفھ ل

زل وقد اني الغ ع مع د جمی ذا العصر عن توقف شعراء الغزل في ھالحسي ، واجتھدوا في تجدید القدیم منھا ، وتولید الجدید الذي ینسجم وروح

ذكر الذي ی) ١(ففي جمال وجھ المرأة نذكر قول أبي الطیب الغزيالعصر ، ) :٢. (.فیھ احمرار الوجھ وطول األھداب وردا ان م را وك ستھ نظ خالصل ھ متن ھ كأن ر إلی انظذاره ده وع فحة خ أن ص وك

ا اد أن یتلھب ى ك ازداد حت فا د أذنب ا ق ول م ن ط ھ م بجفونا ل عقرب ت لتقت ة رمی تفاح

الشعراء بعیني المرأة ، وعدھا بعضھم سببا للوقوع في ھواھا تغزلال بعن وانبھاره مثال یعبر ) ٣(محمد المرابط الدالئي ، ف ھ جم ي حبیبت ، عین

) :٤(یقولوسكره ونشوتھ بنظراتھا ، اك صب عین ضت لل جیت إذ وم شا ن لواحظھ راح م ت ب ن ثمل ا م ی

فا أفر ك ص ردت فی دت حسنا كما أفا ت بھ اف جلل ك أوص ت فی تكامل

رآك سن م ن ح وى م ضي ھ دت أق وكا ح ت فین ا فعل اكهللا م می

راك رك وإش ن ش اك م ود وحاشالك سن ح ن بالح سبحان م دي ف عن

ضا رأة أی ي الم ي عین زل ف اني الغ ن مع رره وم ا ق ن م سن ب الحھ أسر نظرات محبوبتھ ، من الوقوع في ) ٥(جابر ل أن و یجھ ال خالص وھ

): ٦(ألسیر الحبداق ا األح م أنھ ان یعل و ك شتاق ل اطر الم ا خ وى م وم الن ی

د الغزي ، ) ١( ن محم اء ھو أبو الطیب محمد بن محمد ب ى علم ھ عل د ، درس األدب والفق اعر مجی ش

نة وفي س ا ، ت دریس فیھ ة ١٠٤٢دمشق ، ورحل إلى مصر ، ثم عاد لدمشق واشتغل بالت . ھجری .١/١٣٥خالصة األثر : راجع ترجمتھ في

.١/٢٦١ریحانة األلبا ) ٢(نة ھو أبو عبد اهللا محمد المرابط بن محمد بن أبي بكر الدالئي ، قدم إلى القا ) ٣( د أن ١٠٨٠ھرة س بع

استولى على المغرب السلطان رشید بن علي الشریف الحسني ، قال عنھ المحبي أنھ نادرة العصر ھ ن مؤلفات ھ ، م ي زمان ؤلفین ف سھیل "في علم العربیة ، ورأس الم ي شرح الت ائج التحصیل ف " نت

نة ، توفي في مدینة فاس " الدرة الدریة في محاسن الشعر وغرائب العربیة "،و ١٠٨٩بالمغرب س .٢٠٤ – ١/٢٠٣خالصة األثر : راجع . ھجریة

.٥/٢٠نفحة الریحانة ) ٤(نة ) ٥( صنعاء س د ب ي ، ول ل الیمن ابر الھب ن ج یمن ١٠٤٨ھو الحسن بن علي ب ن أشھر شعراء ال ، م

في راجع ترجمتھ. ھجریة ١٠٧٩قاطبة ، كان متدینا زاھدا ، اشتغل بالعلوم واآلداب ، توفي سنة .٥٦٢ – ٣/٥٥٣نفحة الریحانة :

.٣/٥٥٤نفحة الریحانة ) ٦(

-٩٦-

ره ي أس دا ف ى غ وى حت ل الھ جھ

الق یره إط ا ألس ب م والح

العیون شعراء ب ع ال دور حول ول ي ت زل الحسي الت ومن معاني الغ ترمیھا عن قسي في سھام العیون التي) ١(الجمیلة ، نذكر أیضا قول المھنار

) :٢(الحواجبب سي حواج ن ق اني ع ي رم وظب

ك سھ فلیب ى نف اععل ن ض ره م عم

نم وى غ ي الھ ا ف بأسھم لحظ جرحھھم صیب وال س ا ن ھ منھ یس ل ول

ال وقد أفرد العدید من الشعراء القصائد الطوال للتغزل بمالمح جمذار ون الناعسة ، والع وش والجف ل ، والرم ون والمق ذكروا العی رأة ، ف الم

رأة .. ، والقوام والخصر والوجنتین ، والفم والثنایا ال الم وباقي مالمح جمة ، ات الطبیع أبھى نثری بھوھا ب ن وش راھیم ب ن إب الح ب ول ص ك ق ن ذل م

) :٣(المزوراك سعد واف ي فال ین ال تھجع ا ع یصورھا ورا م اغھا ن ة ص ملیحھ اروت وأتقن سحر ھ م ال تعل

د كم عا ذوائب ق شق ضل في داجي الال دود ع ي الخ سن ف ة ح ت جن حویوى العقیق ح صینا ب ر ح ز ثغ وكنا ار وی مس النھ ا ش در ی ة الب ا طلع یسامرني ال ی ي خ اهللا ال أبتغ ت

ذ ا ع ذاال لن امح اهللا ع لواال س

اك یال وحی شقي ل ن تع وزار مل ذي رأي وإدراك ت ك فأفتنراك اه بأش ین أرم ا ح ن لحظھ ماك ن محی باح م ور ص داه ن أھاك ن ح ل ع عر ج من فوقھا عرش ش

ر أ ن غی ت م واھرا نظم الكج سسم الزاكي غصن الریاض وذات المب

اك ین لقی رتني ع ة أس ا ظبی )٤(یراك ض أس ن بع دوا م اینوا لغ و ع ل

شاعر ھ ب وصف ال ا صفات ال معظم محبوبت ي وصفت بھ رأة الت المة ا الجمیل ة م ن الطبیع ار م ي عصره ، واخت صفات وف ك ال ل تل ح مث وض

ا ، ولم ینس أن یعرض بالعذال لیؤكد مكنونھا ، ما ذكره من صفات جمالھ . لو رأوھا لوقعوا في غرامھا - كما یقول -ولیبرر حبھ لھا ، فھم

ر ) ١( و أكث ا ، وھ وه مملوك ان أب ي ، ك ار المك ھو األدیب الشاعر إبراھیم بن یوسف المعروف بالمھن

ة ة والعلمی نة .. المكیین شعرا ، لھ الكثیر من المجامیع األدبی د س وفي بع ل ١٠٤٠ت ة بقلی . ھجری .٥٧ – ١/٥٣خالصة األثر : انظر ترجمتھ في

.١/٥٦خالصة األثر ) ٢(ا ، اشتغل ١٠٩٠ھو صالح بن إبراھیم بن خلیل الدمشقي الشھیر بالمزور ، ولد بدمشق سنة ) ٣( تقریب

ة : راجع . ھجریة ١١٥٢بالخطابة في صالحیة دمشق ، توفي سنة ٧٩ – ٧٥ذیل نفحة الریحان.

ة ) ٤( ل النفح ي ذی اك"ف ر لقی درر ، وق" غی لك ال ة س ت روای ین : "د أثب اكع ة " لقی ر مالئم ا أكث ألنھ .٢/٢٠٣راجع القصیدة في سلك الدرر . للمعنى

-٩٧-

ر صبر على تجلد والومما جاء في ال جفا المحبوبة وصدودھا ، وذكاني ا ، الشامتین العذال و ن المع ا م ي والتودد في طلب الوصال ، وغیرھ لتورد جاءت ممتزجة في الغزل العفیف ، ااعتدناھ بمعاني الغزل الحسي ، ن

) :١(قول الشاعر محمد الكنجيل ول األم سي بط ل نف أعلا شامتین الھن ر لل وأظھاق دود الرش ین الق سي طع وأمادن ن ش اه م واحر قلب ف

دیع ال ة ب ھ وجن ا ل محیھ صبا عطف ح ال رنح ری یزال قیق الغ ا ش دع ی م ت ى ك إلصدود ا وال ى ذا الجف ى مت وحتى ي ذاك الحم ا ظب اهللا ی فبا رى بینن ي ج د وف بعھون نج العی ا بغ اھي المحی بب

ة ولبرق راه النح صر ب خلن اك ص يبرحم ي وال تجفن

ذل دیكم ع ن ل دل عم وأعل ا قت شا م ي الح ا ف سر م وأیل ریح المق ؤادي ج ضحي ف ویل ف المی ي ظری ف التثن لطیل احمرار الخج صبغة ب م

و ل فی ضنى والعل ي ال رث قلبل ال مث ضنى بح اك م معنل ى ذا العم ة داع إل وأیل ال واكتم ى للع ن رق بمل شنھ زل م ی دقھ ل ى ص علدل ا اعت وام إذا م ل الق بمیل اج الكف شكي ارتج بح ی فأص

ذل وج ي ع ن ل م م ى رغ ي عل د ل

ي ھ ، لك م ب زل الحسي إال أل اني الغ ن مع ى م لم یترك الشاعر معنذكر قوامھا الرشیق ومقلتیھا وأثر فیرسم صورة واضحة المعالم لمحبوبتھ ،

ا جمالھما في فؤاده ، ي تثنیھ شابة ف ة ال وذكر مشیتھا التي تشبھ مشیة الظبیف دللھا ، ووص ال وت ة بالجم ا جمل ا ، وجھھ ف وجنتھ ي وص صل ف م ف ث

وه ، آیات جمالھا وداللھا باالحمرار خجال ، ثم استحلفھا ب أن تصلھ وال تجف .وحثھا على ذلك لكي یتغلب على عذولھ

وا وإجماال م یترك اني ل ي العصر العثم فإن شعراء الغزل الحسي فصمة واضحة تشیر إلى أیي معنى من المعاني التقلیدیة إال عالجوه وتركوا ب

التجدید التي أصابتھ ، ھذا باإلضافة إلى ما ابتدعوه من معاني كما رأینا في .النماذج السابقة

ذا بقي أن نشیر في ھذا المقام إلى اعتراف العدید من الشعراء أن ھار دش الوق زل یخ ن الغ ون م دین الل الیم ال ویم وتع ق الق ع الخل افى م ، ویتن

.٥٧ – ٥٦ذیل نفحة الریحانة ) ١(

-٩٨-

ن الحنیف ، من ذل رحمن ب د ال ا عب ك بعض القصائد والمقطوعات التي قالھ ) :٢(بعد أن تقدم بھ العمر ، ومنھا قولھ) ١(عماد الدین

ا واي أثارھ ارا ھ أطمس آث سبابة الف ص ن س حوي م د آن ص لقتیاقھ ى اش و حت ھجرت الھوى والزھ

زل بل الھ ت س اوعفی د مقلع بالجرھا أث الترك ش وم ب ت الی ام كفی

صبا ي ال صبابة ف ر ال ت أزاھی قطفا بلن كالمھ ب أق ائدات القل و ص فلترده ا فاس ت الحج ت أودع د كن وقبابتي ار ص ب ن بابي ش ان ش وك

ا و صابي غبارھ ل الت ن ذی ض م أنفا ال خمارھ امرت جھ ا خ ال م د ط لقا ى ادكارھ و حت الي اللھ ب لی وطیا ت ثمارھ سرات جنی ت م وعفرارھا ى ش شر أكف ي الح لعلي غدا ف

ارا أن أش ار ع د ص اوق م عرارھا ت مزارھ ا قبل ي م بلن رأس وقا اد وقارھ د أع یب ق نفس ش ى ال إلا د نارھ شیب أخم ور ال ذ الح ن فم

ل عبر الشاعر في القصیدة السابقة عن موقفھ الشخصي وموقف أھالعصر طبیعة ان مع وھما موقفان منسجم، من شعر الغزل الحسي عصره

ھ ، وروح التدین التي كانت سائدة فیھ ، ھ ومع ثقافة الشاعر وتدین و الفقی فھكما المفتي الذي قال ھذا اللون من الشعر تصابیا وإثباتا للمقدرة كما أظن ،

.)٣(ھو حال الكثیرین من شعراء عصرهل ي تعلی ھ ف ى ا االوقد أكد أكثر من شاعر ما ذھبنا إلی اه إل زل تج لغ

) :٤(الحسي ، من ذلك قول الحسن بن علي بن جابروى و ھ ل أخ ى قی ت حت تغزلا وق وإنم شق وش ن ع ي م ا ب وم

ان د أوط ل فاق ى قی ببت حت وشان دیع بأفن شعر الب ن ال ت م أتی

زل م یتغ ھ ل راحة أن شاعر ص رف ال صابیا یعت المرأة ت شبب ب وی .ومجونا ، بل ھو الشعر وإثبات المقدرة والتمكن من جمیع فنونھ

نة ) ١( شأ ٩٧٨ھو عبد الرحمن بن محمد عماد الدین بن محمد العمادي الدمشقي ، ولد س ة ، ون ھجری

ن ى أصبح م م حت ألیف ، یتیما ، اجتھد في طلب العل اء ، والت اء عصره ، اشتغل باإلفت ع علم ألما : راجع . ھجریة ١٠٥١والتدریس بمدارس الشام ، توفي سنة ة األلب ، وخالصة ١/٢٢١ریحان

.٢/٣٨٠األثر .١/٢٢٤ریحانة األلبا ) ٢(ن م انظر ما قالھ مصطفى البابي الحلبي في ھذا المعنى ، وكذلك قو ) ٣( ى ل نجیب الدین بن محمد ب . ك

افي . ٣٣٦ – ٢/٣٣٥نفحة الریحانة ي تن ن الحسین ف ن یوسف ب د ب شاعر أحم ھ ال ا قال وكذلك م .١/٨٨الدر الطالع . الشیب مع شعر الغزل الحسي

.٣/٥٥٧نفحة الریحانة ) ٤(

-٩٩-

:الغزل بالغلمان: ثالثا داع الغلمان بالتغزل لم یكن ن ابت وكي م د ف، شعراء العصر الممل ق

ن جاراه من شعراء واس وم ي نسبھ المؤرخون ألبي ن ر والمجون ف الخمذي شھده ، الذین العصر العباسي افي ال اح الحضاري والثق استجابوا لالنفت

ي مجتمعھم ، والذین عبروا عن انبھارھم ب ة الت شبھ المرأة األجنبی ان ت الغلمسھ ي ملب عرھا ف صة ش ساء ، ا وق ن الن ا م شبھت بھ ن ت ا وبم وا بھ وتغزل

.بھم كما أولعوا بالغلمان وتغزلوا العربیات ، بالغلمان مجاراة العدید منھمأما شعراء العصر المملوكي فقد تغزل

للشعراء العباسیین ، وتقلیدا لھم بھدف إظھار مقدرتھم الشعریة وتمكنھم من ة شعر التقلیدی ون ال ل فن زلھم .ك ن تغ شعراء م ض ال رج بع ك ح د ذل یؤك

) :١(بالغلمان ، وتبریرھم ھذا الغزل بمثل قول ابن الورديي ر ھم رد أكب ا الم م

ن ست م وطول وم ل قري رج دھ ا خ وإنم

ي ة علم وال نھایي اي وحلم ا تق حاشي ت نظم ذا فنفق ك

) :٢(وقد أقسم ابن الوردي على صحة ما ذھبنا إلیھ في قولھرادي وإن رد م ا الم واهللا مذي اق ال ن رام نف ل م ل ك ب

ی ت ف ان نظم ود الجم ھم كعقان رج الزم نظم خ ھ ی یقول

ذلك دناه وك ا وج ن م عر الم زل ش دى غ ان ل اء بالغلم ض الفقھ بعالذین ال یبرر تغزلھم بالغلمان إال ، المشھود لھم بالتقوى والصالحوالقضاة

ي بما ذھبنا إلیھ ، ن أب د ب شھاب المرعشي أحم ب ال ھ حل ول فقی ك ق ن ذل م ) : ٣( في الماءحبسفي غالم كان ی() ربك

سمھ داري ج اء ال ی بوح م وسوره التمرغ ن واري ب حى ی أض

الك ن ورا األف مس م ور ش كظھالك ل األف شبھا بتمث مت

) :٤(متغزال في غالم ملیح القاضي ابن خلكان كذلك قولو هدي خ فضارعا الدا بملرارا عذ ھتلقو ض ممط

میق الممیعالنبي بل قترشب م یل األابذ العھنا منجاءف

.٣١٠دیوان ابن الوردي ) ١( .٣١٠دیوان ابن الوردي ) ٢( .١/١٧٧در الحبب ) ٣( .٣١٨الكوكب الثابت ص) ٤(

-١٠٠-

ون ذا الل ى ھ درتھم عل ار مق ي إظھ وقد اجتھد شعراء ھذا العصر ف) ١(األندلسيالشعري ، وبرعوا في تجدید معانیھ ، من ذلك غزل أبي حیان

ل ي جع اد ف نفس ، واالجتھ في بعض الغلمان المشوھین الذین تأنف منھم ال ) :٢(ففي غالم أبرص قالقبحھم جماال ،

ھ وع جمال وقالوا الذي قد صرت طا ي الحج س أخ اه نف ح تأب ھ وض بشینھ ھ ی ب فی م ال عی ت لھ فقل

مس ولكن ا ش تم ین قابل ضحى ح ال

ا واه نزاعھ ي ھ ت ف سك الق ونفا افي طباعھ ا ین ع داء م وأفظا روم دفاعھ ھ ت ة فی وال علعاعھا ھ ش ت علی نھ ألق محاس

شاعر رع ال سي – لقد ب ان األندل و حی ور - أب اء فت ي إخف ھ ف عاطفتذا ما یریده تحت بریق معانیھ المبتكرة ، األمر الذي ال یخفي الشاعر من ھ

ى ات الغزل ، فھو یھدف إل ى إثب ب خاطر ذوي العاھات ، إضافة إل تطییرر ف نب ان ، وإال فكی ك الزم ل ذل مقدرتھ على الغزل بالغلمان مجاراة ألھ

): ٣(عمىانصرافھ عن الغلمان األصحاء المالح وتغزلھ في غالم أنا واه أن س ذي أھ سن ال ر ح ا ض ما د ذوت ي روض وق ا زھرت د كانت قدا قلھ فغ ھ ص د زال عن سیف ق كالوه دى أخ ل تب در ھ أل الب س

ا د احتجب ین ق ال ش ھ ب كریمتیسنھما ال ن ح ا لك ا ذھب ان م فت

ربا ذي ض ب ال ي قل م ف ى وأل أنكا ق طلوع ن تطی در ل ا ب ت ی قل

ا ة ، وجعلوھ صفات الحسیة المعیب لقد تغزل شعراء ھذا العصر بالشاعر ال ، فال ات الجم ن آی ة م أویلھم آی سن ت راعتھم وح راط بب ن الخ )٤(اب

فة غالم ، یذھب إلى ما ذھب إلیھ أب ي ش و حیان األندلسي ، ویبرر بیاضا ف ) :٥(فیقول

ل مصر ، ) ١( سي ، نزی ان األندل ن حی ي ب ن عل ھو الشیخ اإلمام العالمة أثیر الدین محمد بن یوسف ب

كان یدرس الناس في مصر مصنفات ابن مالك وسیبویھ في النحو ، ومقدمة ابن الحاجب في الفقھ نة ٦٥٤، وكان شاعرا بلیغا ، ولد سنة اھرة س اه ٧٤٥ وتوفي بالق د رث ة ، وق شیخ ھجری ذه ال تلمی

ة ؤثرة طویل صیدة م صفدي بق ي ... األدیب صالح الدین ال ھ ف ع ترجمت ب : لالستزادة راج الكوك .٣٣٠ – ٣٢٦الثابت

.٣٢٨الكوكب الثابت ) ٢( .٣٢٨الكوكب الثابت ) ٣(ھو عبد الرحمن بن محمد بن سلمان المعروف بابن الخراط ، ولد بحماة ونشأ بحلب واشتغل بالفقھ ) ٤(

تعاني األدب ، باشر القضاء بحلب ، ثم تولى أمانة سر دیوان اإلنشاء بطرابلس ، قطن القاھرة ، و، ثم تولى رئاسة دیوان اإلنشاء ، وقال الشعر الرائق وطارح األدباء ومدح األكابر ومن مصنفاتھ

ي . ھجریة ٨٤٠المعاني الیتیمة والمثاني الرخیمة ، توفي سنة ھ ف ع ترجمت ضوء ا : راج ع ال لالم١٣١ -١٣٠/ ٤.

.٤/١٣١الضوء الالمع ) ٥(

-١٠١-

ھمات خرغ الثقو فاغي صذال وال ةلب قعیدوتل لقرا البھنإو

ھقائق عي فاضی بعد صاكا ذم ھقار برو نن مةعم لھى بقبأ

ذلك و ادجك ذا الغلم ل ھ ي جع دع ف م ، ویب زل بھ ن یتغ سود م ن الدین السواد مجمعا لصفات الحسن والجمال ، من ذلك قول الشاعر صفي ال

) :١(الحلي ھھجو وابھ اإليكس منغأو

ةجھي ب ذرظنم بنوالعیراق ھنس حلامكا تم لھنأكف

داق رط إح ن ف سنھم ون بح العتی

اقرش اإلھاناال زمي جدب ی دھن مراظونو اقر تاءما ال

شاق ا الع ھ بطرفھ ت إلی ورن اقدحا األھادو سھیل عتعلخ

ى ئھ ، القد حرص الشعراء الذین نظموا في ھذا اللون على إثر وعل من الغلمان غیر - غالبا –متخذین نفالت من إسار التقلید ، واالاإلبداع فیھ

في ) ٢(قول جوبان القواس العرب مادة إلثراء معاني غزلھم ، من ذلك مثال ) :٣(الغزل بعیون الترك وقدودھم

ا وا حمان رك وانتھك ا الت حمانوالي صوارم والع ا بال حمون

ي الت یس یف صدودول ل بال واصدود اللواحظ والق اروا ب وج

ذلك زل وك ي غ دین الحل في ال الم بص ي ، غ ھ ترك شد فی ذي یح ال ) :٤( ، نورد قولھصفات الجمال المتوارثة ویخرجھا بصورة جدیدة

د ار نتحضوأ سوجملله خ الیل دنیقاشعل لتامقأوآ ن مأش ر نكل، كر الترذج رد ببو ثھائھب نسا مبال

اه ست وجنت أس فاكت ل الك حمناھا ده وس ن خ شھدنا م ف

سة فجح سیدقالت ودوجي ال سوف النبھ نازو جيحا فاضو سیقل بن عالم الجثر إازح سواو الطةل حيشو النمو

وس عاعھا المعك ن ش فقا م ششموس ور ال دور ن سى الب ف تك كی

ن )١(ویجتھد الشاعر ابن أبي طرطور د م ى جدی في استخراج معن المحبةمشاعرحقیقة ساعیا إلى ستر الذي یتغزل فیھ ، "یعقوب "اسم الغالم

٤٨٨الدیوان ص) ١(ضا رمضان ، اشتھر ) ٢( ھو جوبان بن مسعود بن سعد اهللا ، أمین الدین الدنیسري القواس ، یسمى أی

ھ . للھجرة ٦٨٠في دمشق بفن الزخرفة والكتابة على الخشب ، توفي في حدود سنة انظر ترجمت .٣٠٩ – ١/٣٠٣فوات الوفیات : في

.٢٥٥/ ١٦مسالك األبصار ) ٣( .٤٢٣دیوان صفي الدین الحلي ) ٤(

-١٠٢-

الم ، تجا ي اسمھ ، وأن ه ھذا الغ د غلطوا ف اس ق ال إن الن یوسف ھاسم فقصدیق ، ، ولیس یعقوب ا یوسف ال لیستثمر صفات الحسن التي اتصف بھ

وب م یعق سھ اس ذ لنف ن واتخ ریم ع رآن الك ھ الق ا ب ا أخبرن ستثمر م ب لی ح ) :٢(بنھ یوسف ، فقالیعقوب ال

الا می ناس حاھج واز حیح ھا بواد نذ إكمسي اوا فطلغ

صثروأ )٣(انزالحا وك البب ال ان أبوقعی وتنأ فوسی

رآن اني الق تثمار مع اني ، ومثلھ في اس د مع ف ألفاظھ لتجدی وتوظیإخراجھا من دائرة إیحاءات الشذوذ التي اقترنت بھا قول و، الغزل بالغلمان

) :٤(یفالشاب الظرھ ي فم ود ف ة العنق ن ابن م تك لو لھ ھ فوجنت اذلي فی دا ع ت ی تب

ب و لھ اني أب ده الق ما كان في خب ة الحط ورد ال حمال ة ال حمال

عراء ف ش م یتوق انيول صر العثم ي الع الفھم ف اراة أس ن مج عزل العصور الس ا الغ ابقة ، وإظھار مقدرتھم على جمیع فنون القول ، ومنھ

ان ا ، بالغلم ف منھ ل طری صید ك اني ، وت د المع ي تولی دوا ف د اجتھ ، وقوارثي وشواھد ذلك عدیدة نذكر منھا قول رحمن ال د ال ن عب د ب ي ) ٥(أحم ف

):٦(غالم اسمھ بدرا درا وذاك لم موه ب س

اس ع الن ذ رأوهوأجم م

ا سنھ وتم ي ح اق ف أن فسمى ى م م عل ھ اس بأن

) :٨(في غالم تركي اسمھ إبراھیم) ٧( قول جمال الدین الحسینيمثلھو

د شعراء ) ١( ي طرطور ، أح ھو شمس الدین أبو عبد اهللا محمد بن علي بن محمد ، المعروف بابن أب

ة ٧٦٢ سنة حماة المشھورین مدح األكابر واألعیان في الشام ، توفي ي . ھجری ھ ف ع ترجمت : راج .١١/٨ھرة النجوم الزا

.١١/٨النجوم الزاھرة ) ٢( .الھم : الحزن ) ٣( .٦٢دیوان الشاب الظریف ) ٤(ھو الشیخ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الوارثي المصري الصدیقي ، المعروف بالوارثي الكبیر ) ٥(

و ب العل ب المفسر المحدث ، یعود نسبھ إلى أبي بكر الصدیق ، لھ الید الطولى في غال ھ كت م ، ول .٢٣٦ – ١/٢٣٤خالصة األثر : راجع ترجمتھ في . ھجریة ١٠٤٥ورسائل عدیدة ، توفي سنة

.١/٢٣٦خالصة األثر ) ٦(ة ) ٧( ى مك اجر إل م ھ ي دمشق ث م ف ي الحسن الحسیني ، تعل ھو جمال الدین بن نور الدین علي بن أب

د وجاور بھا زمنا ، ثم انتقل إلى الیمن والھند وحیدر أبا د ، وفي حیدر أباد حظي بمكانة رفیعة عن .٤٩٥ – ١/٤٩٤خالصة األثر : راجع . ھجریة ١٠٩٨حاكمھا ، توفي في حیدر أباد سنة

.٢/٣١٧نفحة الریحانة ) ٨(

-١٠٣-

ألھ ت أس اس رح رك ق ن الت ي م ظبد سؤال تج صن ماء وجھك عن ذل ال

ال ال فق ال وص ھ بخ ذ ب ا م مجیبصال د مت ر المج ز ببح ق ع طری

) :٢(في ملیح اسمھ موسى) ١(وكذلك قول إبراھیم البترونيى وذا ھ موس ون ل ل فرع كصـ واك بال ن یھ دت م ا أكم فكم

د ك النك اك یولی وى موس ي الھ فد د ـ م الكم دا وذق طع ت ص م

لقد سعى ھؤالء الشعراء الذین لم یشتھروا بالمجون والخالعة إلى اصطیاد ذكر كل معنى طریف یثبت قدرتھم على الغزل بالغلمان ، ام ن وفي ھذا المق

) ٤(في قارئ قرآن صوتھ جمیل) ٣(ما غزل الشاعر الضریر ماجد بن ماجد :

ذك ال آلي ال ا وت ت بن د وقف ر قا ى الخن دین إل سوق الزاھ ظ ی بلف

ھ د تالوت ضاللة والرش ین ال بد ى الزھ قین إل شوق العاش ومعنى ی

كثیرا عن معاني الغزل الحسي بالغلمان معاني الغزل وقد ال تختلف تكن ھنالك قرینة على أن المتغزل بھ غالم ، ألن وأحیانا تلتبس بھا إن لم ،

الشعراء ذكروا الخال والشامة ، كما ذكروا الوجنة وتغنوا بجمالھا ، والقوام وغیر ذلك من المعاني الحسیة التي رأیناھا في الغزل بالمرأة ، .. ورشاقتھ

ر الجوھري فمن الشعر الذي ي بك ول أب ذكر ق ة ن ى قرین ي ) ٥(اشتمل عل ف ) :٦(مھ داود ، ورقیب اسمھ عمروغالم اس

ھ ال بوجنت ھ خ زاال ل دي غ أفھ د یحرس وق الخ ال ف ا الخ كأنم

دود ف مم مع عارض شبھ واو العطرو واو داود رقة عم ذار س ح

ب إبراھیم بن أبي الیمن بن عبد الرحمن البتروني ، أدیب ف ) ١( ة حل ي مدین دریس ف ، اضل عمل في الت

نة تولي العدید من المناصب في ة ١٠٥٣سلك القضاء ، توفي س ر . ھجری – ١/١٠خالصة األث١١.

.١/١٠خالصة األثر ) ٢(د ) ٣( ي ، ول د الحسیني البحران ن ماج ي ب ن عل ن المرتضي ب ي ب ن عل م ب ن ھاش ھو أبو علي ماجد ب

ي شیزار بالبحرین ، وفقد بصره وھو صغیر ، ولي قضاء البحرین ، ثم ، تقلد اإلمامة والخطابة ف .٣٠٨ – ٣/٣٠٧خالصة األثر : راجع . ھجریة ١٠٢٨ا توفي سنة وفیھ

.٣/٣٠٨خالصة األثر ) ٤(ھو أبو بكر أحمد بن عالء الدین بن محمد بن عمر ، المعروف بالجوھري الشامي ، ولد في دمشق ) ٥(

ن ٩٦٨سنة ع م ا ، جم اعرا مطبوع ان ش شام ، ك ین مصر وال ل ب ارة وتنق ھجریة ، اشتغل بالتج .٧٠ – ١/٦٨خالصة األثر . ھجریة بقلیل ١٠٣٠ دیوانا ، توفي بعد سنة شعره

.١/١٦٧وریحانة األلبا . ١/٦٩خالصة األثر ) ٦(

-١٠٤-

المرأ الغزل ب بس ب ي تلت ان الت زل بالغلم اني الغ ن مع د وم ول عب ة ق ) :١(الحي بن علي بن محمود

ن ا م د ی یق الق ا رش دك ی رویى ان حت صن الب ط غ دك ح فق

دد ا یھ وام لن سول الق بمعدد دا یع ال غ أعاله الجم ب

ذكر العذول واستعارة بعض عناصر الطبیعة وسمات الخمر وكذلك والتغزل بھم ، كما ھول الحال في الغزل الحسي بالمرأة ، انمالغللوصف ):٢(قولھكما في

ا فھ لن واه ص ن تھ واذل م ال الع قھ وى وعارض ن أھ ھ م والخمر ریق

قي یم س اء النع ن م صن وم فقلت غھ دن من وام الل سج والق ىبنف رق

.إلى غیر ذلك من الشواھد التي نعف عن ذكرھا د زل ، وتصدى العدی وإجماال فقد مج سواد الناس ھذا اللون من الغ

ول ك ق ن ذل ان ، م زلین بالغلم شعراء للمتغ ن ال ر م ن كثی رحمن اب د ال عب ) :٣(المكي

غارا حوا ص ا أض ار زمانن كبن ق ا م أن زمانن وط ك وم ل

ار ى الكب ان عل ضب الزم د غ وقصغار دیم ال ع بتق ھ ول ل

ان مجاراة ي الغلم وا ف ذین تغزل شعراء ال ى ال شیر إل شاعر ی ل ال لعصفة صفھم ب و ی ة ، وھ ھ عام شعر وفنون ن ال نھم م ا لتمك رھم ، وإثبات لغی

. المشھود لھم بالوقار والتدین الكبار ألن منھم الفقھاء والقضاة واألدباءذین یتبعون شھواتھم ر لل ن كثی ون كذلك انتقاد أخیھ علي ب ، فیتغزل

سلطان ون ال ان ، ویتملق ك .. بالغلم رام ، وذل ك ح ون أن ذل م یعلم ي وھ ف ) :٤(ھقول

ألفیتھم ام ف حبت األن صسھ ى نف د رض ل یری وك

ا ى ع ھ در فت رففللسانھ صدیق بإح ازي ال یج

ھوتھ ى ش ل إل ل یمی وكھ ى برمت ارا إل ب ن )٥(ویجل

ھ ى فطنت ان عل داري الزم یھ ى قدرت دو إل ي الع ویبق

ي ) ١( ال ف وع ق اعر مطب ال ، ش شھیر بالخ الوي ، ال ود الط ن محم د ب ن محم ي ب ھو عبد الحي بن عل

ش . معظم فنون الشعر ، لھ شعر في المجون والھجاء كثیر نة توفي بدم ة ١١١٧ق س ل . ھجری ذی .١٣٨نفحة الریحانة

.١٥٧ذیل النفحة ) ٢( .١/٤٣١ریحانة األلبا ) ٣( .١/٤٣٢ریحانة األلبا ) ٤( .قدر من حجارة : البرمة ) ٥(

-١٠٥-

ھ دھر أثواب بس لل ویل

ھ ي دولت رد ف رقص للق وی

ان ، زل بالغلم ستنكر أصحابھا الغ إلى غیر ذلك من الشواھد التي ی .العصر العثماني تمثل الذوق السائد في التي و

فن الرثاء: الفصل الخامس عن ، والتعبیر عنھ تعبیر اإلحساس بالحزن إحساس فطري صادق

ة لم د ، وترجم اني الفق سان ممع ده اإلن شن ا یكاب ى ، م زن واألس اعر الحة وعلى أساس قوة العاطفة وفتورھا قسم شوقي ضیف شعر الرثاء إلى ثالث

: أقسام

-١٠٦-

سھ أو : الندب – ١ وھو أقوى أنواع الرثاء عاطفة ألن الشاعر یبكي فیھ نفارات "جزءا من كیانھ ، ت بالعب ى المی اء عل والندب ھو النواح والبك

صد ي ت ة الت اظ المحزن شجیة واأللف ذیب الم یة ، وت وب القاس ع القلون اكون ویصیحون ویعول ائحون والب ول الن دة ، إذ یول العیون الجام

وع ) ١"(في النحیب والنشیج وسكب الدموع مسرفین ، لذا فإن ھذا الننجده في بكاء األبناء واألقارب المقربین ، ومنھ أیضا بكاء من الرثاء

.مالك الزائلة النبي صلى اهللا علیھ وسلم ، وبكاء المدن والمور ھو : التأبین – ٢ شعر المواقف الرسمیة ، وفیھ تراوح العاطفة بین الفت

صدق ، ا ال ي یعوزھ ة الت اه والمجامل ھ ذوي الج شاعر فی ي ال ویرثد والسلطة ، كالخلفاء واألمراء والوزراء والعلماء ، ي تعدی ویجتھد ف

.مناقب المیت وصفاتھ صد : العزاء – ٣ ي وفیھ تخف شدة ال ر ف سھ یفك ى نف شاعر إل ود ال مة ویع

ة الموت ا حقیق ل من خاللھ دم ، ویحل الكون وخالقھ ، والوجود والعة ، سفتھ الخاص سب فل ا ح ذا غالب ن ل وع م ذا الن اني ھ ون مع ا تك م

الرثاء حكیمة ، كما تتسم بالعمق والغوص في دخیلة النفس أو الكون ) .٢(، كما تتسم عاطفتھ بالھدوء

دول ولعل رثاء ا ارك ، وال ي ساحات المع شھدوا ف ذین است ألبطال الي العصر اء ف واع الرث رز أن ن أب دمرة م دن الم وكي ینالزائلة ، والم الممل

اني ذكر ، ألن والعثم ابقة ال ة س سام الثالث ت األق اء تح ذا الرث صنف ھ ، ویالعاطفة فیھ تعلو عند شاعر وتنخفض عند آخر ، وذلك بخالف رثاء األبناء

.تختلف فیھ حدة الحزن عند الشعراء الذي ال

:رثاء المدن عر ن ش صادفنا م ا ی دنوأول م اء الم صر رث ذا الع ي ھ ھ ف ا قال م

ي شعراء ف د ال داد بع ة بغ اء مدین ار وطھاقسرث دي التت ي أی نة ف ٦٥٦ساء ، ومنھ )٣(وتخریبھا والعبث بأرواح سكانھا ومقدراتھم ، ھجریة ي رث تق

) :١(الذي یقول ) ٤(یسرالدین إسماعیل بن أبي ال

.١٢م ، ١٩٧٩الرثاء ، طبعة دار المعارف ، مصر : شوقي ضیف ) ١( .١٣السابق : شوقي ضیف ) ٢( ٢٠٠٣أوراق بغداد ، الھیئة العامة لقصور الثقافة ، القاھرة : ضي وآخرون عبد الحكیم را: راجع ) ٣(

.وكذلك العدید من القصائد التي تتحدث عن ھذه الكارثة . ٣٦٨ – ٣٦٤، ص .ھو الشیخ تقي الدین إسماعیل بن إبراھیم بن أبي الیسر شاكر بن عبد اهللا التنوخي ) ٤(

-١٠٧-

ار داد أخب ن بغ دمع ع سائل ال لدوا زوراء ال تف ى ال رین إل ا زائ یرفت ذي ش ع ال ة والرب اج الخالف تر ھ أث ي ربع ى ف أضحى لعطف البلى رب وغ ار لح ن ن ي م ار قلب ا ن ی

ص ال ال ا ع ى منابرھ ى أعل لیب علبة رك غاص بتھ الت ریم س م ح وك

دور م ب سفت وك ة انخ ى البدری علائعة ي ش حت وھ ائر أض م ذخ وكیوفھم ن س ت م دود أقیم م ح وكرھ وك یج سبي مھت ت وال منادی

ھدوا ذي ش وت ال ساقون للم م ی وھدثنا داث تح ال ألح ا للرج یم اس كلھ ي العب ر بن د أس ن بع منھم د بی يء بع ط ش ي ق ا راق ل موا د ذھب دنیا وق دین وال ق لل م یب ل

ي بغ ة ف دت إن القیام د وج داد قبیوا د س م ق ل العل ي وأھ آل النبوا د ذھب ى وق ل أن أبق ت آم ا كن م

اروا د س اب ق ك واألحب ا وقوف فمار دار دی ى وال ذاك الحم ا ب فمار اه إقف د عف الم ق ھ المع ب

دموع ار ولل ار آث ى اآلث علصار ع إع ى الرب ھ وواف بت علی ش

ار ھ زن ن یحوی األمر م ام ب )٢(وقتار )٣(وكان من دون ذاك الستر أسدار ھ إب دور من د لب م یع )٤(ول

ار ھ كف د حازت اب وق ن النھ مھ أوزار عل ت فی اب وحط ى الرق

ار داء دع ن األع سفاح م ى ال إلار صالھا وال الع ا رب ن ار ی النذار ذار وإن ھ إع دا فی ا غ بمفار صبح إس ھ ال ار لوج ال أن فار ا وآث ث أرویھ إال أحادی

وق اروا ش د ب انوا وق د ب د وق لمجار ال إدب ین لإلقب دھا ح وحصار ھ أم دھم تحوی رى بع ن ت فمدار ار أق ا أخت ى دون م ن أب لك

ج ن دم ن م وع ، وتمك ن دم ھ م ي عینی بكى الشاعر بغداد بكل ما فتي تعتصر قلبھ ، حیث وضعھ في صورة القارئ في حالة األسى والحزن ال

داد ، و ي بغ ار ف ھ التت ا فعل ف م ي وص صیل ف ال والتف ین اإلجم راوح بال " ووافى الربع إعصار: "جرائمھم ، فمن اإلجمال قولھ ان لخی تاركا العن

صار ھ اإلع ا یفعل ھ بم الل معرفت ن خ داد م م ببغ ا أل درك م ي ی ارئ لك القمن معاني الدمار والفناء فیرینا كیف أضحت المدمر ، ثم یؤكد ما ذھب إلیھ

.٢٧٢ – ٥/٢٧١الذھب شذرات . ٤٩ – ٧/٤٨النجوم الزاھرة ) ١(شاعر . الحزام ، وھو ما كان یلبسھ الصلیبي ورجل الدین المسیحي على وسطھ : الزنار ) ٢( ویشیر ال

د ى البل لیبیا عل ا ص في البیت إلى التعاون بین النصارى والتتار ، حیث كان ھوالكو ینصب حاكماح بل شھ الجتی ى . د آخر الذي یحتلھ ، بعد نھبھ وتخریبھ ، ویخرج بجی و یعطف عل ان ھوالك وك

ھ ة ألن زوج ة والرعای م الحمای وفر لھ صارى وی اتون"الن ور خ أ " دف د اختب صرانیة ، وق ت ن كان . بعض المسلمین في بیوت النصارى للنجاة بأنفسھم من أیدي التتار

.التتار وأعوانھم من النصارى الصلیبیین " الترك"یقصد الشاعر بـ ) ٣( .ة إلى بدر مولى الخلیفة المعتضد الذي زاد في القصر مسقطات عرفت بالبدریة نسب: البدریة ) ٤(

-١٠٨-

ة الصلبان تعلو منابر المساجد ، وكیف حل النصراني الصلیبي مكان الخلیفصم" ي " المستع ض ..العباس د بع ف عن یل ویتوق ھ التفاص ا فعل صور م فی

رھم ":الغزاة التتار بالنساء ، فیقول ن السبي مھتوك یج سفاح م ى ال داء إل األعسلمین واغتصابھن سبي ، ویبثنا ما یعانیھ جراء " دعار ساء الم ى وھو ن یجأر إل

ل ل القائ ضرا المث الى مستح ار "اهللا تع ار وال الع ھ ي ف" الن ا رب : "قول ار ی الن ى ویذھب الشاعر مع معاني الحسرة على آل عباس حت ." نصالھا وال العار

..لم یعش إلى الیوم الذي یرى فیھ ھذه الفاجعة یتمنى أنھ لو سیارة صائد ال ن الق ، )١(لقد ناح الشعراء على بغداد وأھلھا بالعدید م

وفي دین الك مس ال ان ش وبھم ) ٢(وك ت قل ذین أدم شعراء ال ؤالء ال د ھ أحا حرى رائحھم دموع ن ق شعر م ال واألسى یعتصر الفاجعة ، وسال ال ، ق

) :٣(ھامطلع جاء في قلبھ قصیدةراقكم ل ف دي ألج آالم عن

ا ب مفارق ي للحبی ان مثل ن ك مى اري عل ي الج ساعد دمع م الم نعة ل حمام وح ك ي ن ذیب روح وی

یكم وأالم ذل ف إالم أع فالم الكالم ك ذلوه ف ال تع

دي إال أن امخ ھ نمام ام حم وح الحم ا ن )٤(فكأنم

دي م أی صفت بھ ذین ع ة ال راق األحب ى ف بره عل عف ص ا ض ولم ) :٥(المنون بكاھم في قصیدة أخرى استھلھا بقولھ

ا ا وتبلین صبر نبلیھ س ال مالبا ا بفرقتھ ھ متن ى أوج وقا إل ش

ا ا أحزانن ضي ولن م ال تنق بھرق دھم ح ن بع سنا م د م ر ق ا دھ ی

ا ا وتفنین ر نفنیھ دة الھج وما ا فتحیین ت تحیین ا وكان حزنا رین یبرین اكني یب ى س وق إل شین یكفین ى التكف راق إل ن الف ام

ن ) ١( د م الع العدی ي الحواشي مط ھ ف ق كتاب ذلك ذكر محق أشار ابن الفوطي إلى بعض القصائد ، وك

وطي . القصائد ابن الف الحوادث : كمال الدین عبد الرزاق بن أحمد الشیباني البغدادي المعروف بة و روت الجامع ى ، بی ة األول نجم ، الطبع دي ال ق مھ سابعة ، تحقی ة ال ي المائ ة ف ارب النافع التج

.٢٤١ – ٢٣٩م ، ص ٢٠٠٣ھو محمود بن أحمد بن عبد اهللا بن داود الزاھد بن محمد بن علي الھاشمي ، شمس الدین الكوفي ، ) ٢(

ا ٦٢٣المولود سنة اعرا واعظ ا ش ا فاضال ، عالم ان أدیب ة ، ك دریس بالمدرسة ھجری ي الت ، ولات . ھجریة ٦٧٥توفي سنة . التشیشیة ، وخطب في جامع السلطان ببغداد وات الوفی ٤/١٠٢: ف

الحوادث : راجع " . شمس الدین محمد بن عبید اهللا الكوفي الواعظ "وقد ذكره ابن الفوطي باسم . .٢٣٩الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة ، ص

.٢٣٣ – ٢/٢٣٢الوفیات فوات ) ٣( .الموت : الحمام ) ٤( .١٠٣ – ٤/١٠٢فوات الوفیات ) ٥(

-١٠٩-

ال قصیدة وھاجت أحزانھ ھ فق ة فبكى حتى تقرحت أجفان تقطر ثالث ) : ١(معانیھا مرارة وحسرة منھا

اني ي أجف رح أدمع م تق إن لم اءت دارك ذ تن ي م سان عین إنراقكم ل ف ت قب د م ي ق ا لیتن ی

تت ام ش الي ولألی رفھام صا ا م بحت ال أھلھ ازل أص للمن

دكم ن بع ا م ا حلھ اتكم م وحییلكم د رح دار بع صدت ال د ق ولق

ألتھا م لوس ر تكل ن بغی كا ى : نادیتھ نع األل ا ص ا دار م ین ز أی دتھم ولع ذین عھ ھمال

یھم ك دى فعل ن اقت وم م انوا نجملھم دد ش ا تب دو لم ت غ قال

تھ ا أفن وادث مثلم ر الح م غیراقھم د ف دار بع ت ال ا رأی لمشة ثم وح یھم وأل ت أبك ا زل مده ن ال وج ل م ي ك ى ل ى رث حت

انيم ا أجف دكم فم د بع ن بعسان ى إن ر إل ھ نظ ا راق ماني ع ال أحی ساعة التودی ولالن ال خ ي ب الي وخالن ح

ي يأھل ا جیران وال جیرانھران دم والنی ى والھ ر البل غی

ة الحی ا وقف ت فیھ رانووقفسان ر ل ن بغی ت لك فتكلمان ي األوط ار ف م األوط انوا ھ كان د التیج ر معاق ذال تخ

ي الھ ان یبك عائر اإلیم دى وشوان زھم بھ ن ع دلوا م وتب

وان احب اإلی دیما ص ت ق )٢(أفنحت معط سكان أض ن ال ة م ل

ان ستھدم األرك الھم م لجمجاني جانھ أش دي وال أش وج

اض ) ٣(في ھذه القصیدة لقد استكمل الشاعر دن وأف اء الم معاني رثما یدلل على علیھا من عالقتھ بالخلیفة العباسي وحبھ ألھل بغداد المنكوبین

ھ قوة تجربتھ وصدق معاناتھ ، حی ن یأسھ وعزلت ث رأیناه مذھوال نائحا یعلات ھ م عن الناس بعد أن أخذت الفاجعة أحبتھ ، وبحسرة وأسى یتمنى لو أن

ثم یستفیق قلیال من ھول الصدمة لیتفقد منازل األھل والخالن قبل فراقھم ، ت حضارتھا ا وأحرق رت مبانیھ ون ، ودم دي المن ا أی فیرى كیف عبثت بھ

راب المغ دي الخ ي أی یال ، ویبك ان قل وف بالمك شدوھا یط دا م د ب ة ، لق ولی ..كثیرا على كل مشھد من مشاھد ھذه النكبة

ب التتار بعض مدن الشام في ھجمتھم الشرسة الثانیة على كذلك خر دھم م قائ ان حك المي إب شرق اإلس ك"الم ھ " تیمورلن بھت جرائم ذي أش ، ال

.٢٣٥ – ٢/٢٣٤فوات الوفیات ) ١( .كسرى : صاحب اإلیوان ) ٢( .٢٣٤ – ٢/٢٣٤فوات الوفیات : باقي األبیات في : انظر ) ٣(

-١١٠-

و "جرائم ي سنة " ھوالك داد ، فف ي بغ ة زحف بجیش جرار ٨٠٣ف ھجریا ش بأھلھ ب وبط ة حل ى مدین ث آالف عل ت جث ى تكدس دیدا ، حت شا ش بط

وخرب وأشعل في المدینة النیران ، القتلى أكواما في الشوارع والطرقات ، اح ، )١(بیوتھا ، ونھب أموالھا ، وھتك أعراض نسائھا في رابعة النھار ون

ا الشعراء على المدینة وأھلھا بالعدید م ي تقطر حزن ن القصائد المشجیة الت :)٢(وحسرة ، من ذلك قول أحد شعراء حلب

د ك وق ھبا علی ا ش اله ی اله وی ویت د حكم العز ق من بعد ذاك العال ب

ضاء اهللا اء ق ین ج ت وح ا دفع ما ل حكام بح المغ موأص ك ول علی

سا ك ال وا أھل شرواوفرق دات فانتشن دین ذا خ اس ال ن لب دلوا م وبدا دیك غ ال ل ن م ان م ا ك ل م وكدوا ین غ وخربوا ربعك المعمور حا وت اهللا معظمھ ن بی وا م وخرب

ي ست وھ الدك أم ذا ب ةك خاویرى ت لكن مصیبتك الكب ي عظم الت

ا شمس منظرھ ة كال ل جاری ن ك مضحھا دین یف دو ال ا ع أتي إلیھ ی

سلب ر من زن غی وب ح سوتني ث كوب ار والن د الغی ك ی ذل فی بال

ك الجی ضب عن شجعان بالق وش والب ى وال الجن ارك ذي القرب و لج یرعالھرب ار ب ن األقط ر م ل قط ي ك فصب دان بالن ة األب ن راح م ، وم نعذھب ورق وال د ال ل بع في قبضة المغ

ھ و من ل نح ي ك سعون ف بی بالنكب رف الكت ن أش ا م ا بھ وا م ومزقب الخوف والرھ ا ب بحت أھلھ وأصب ستر والحج ریم ذوات ال بي الح سا وأب وى أم لھ ا س وال یراھب ى اله ومرتق ا عل ویجتلیھ

سیة الحزین یضعنا الشاعر من بدایة القصی ھ النف ي أجوائ ي دة ف ة التدي ى أی شھباء عل ب ال ة حل ا أصاب مدین ى م ھ عل ھ ونواح ي آھات تتجسد فى ذل ، ز إل ن ع ا م دل حالھ ف تب ین كی م یب ولي ، ث شھ المغ ك وجی تیمورلن

وت ویعدد المصائب التي حلت بھا ازل وبی ب المن وال ، وتخری من نھب أمصاحف ، وتروی ق الم ادة ، وتمزی شف العب ساء ، وك بي الن اس ، وس ع الن

..عوراتھن ، واالعتداء علیھن ھ من تصویر تفاصیل الشاعر أسى وقد الحظنا أن م یمكن وحزنھ ل

ة ، ي ألمت بالمدین ان واضحا والفاجعة الت ھ وإن ك ھ فإأن حزن وازي ن ال یا المؤرخون ، فاجعة للفداحة المصاب ، ووصفھ ا ذكرھ ال یبلغ حقیقتھا كم

.١٧٩ – ١٢/١٧٨النجوم الزاھرة : انظر ) ١(شاعر لم یذكر صاحب كتاب إعال ) ٢( م ال صیدة اس ذي أورد الق ع . م النبالء ال ن : راج د راغب ب محم

. ھجریة ١٣٤٢إعالم النبالء بتاریخ حلب الشھباء ، المطبعة العلمیة ، حلب : محمود الطباخ

-١١١-

وقد اقتحم عساكر : "ما ذكره ابن تغري بردي في قولھ ازي بعض إنھ ال یور ي األس ذوا ف ران وأخ ا النی علوا فیھ ال ، وأش ي الح ب ف ة حل ور مدین تیمة ب وبقی ى جامع حل ال إل د واألطف ساء البل والنھب والقتل ، فھرب سائر ن

ساجد ، م الم رى ث ال أس وھن بالحب یھن ، وربط ور عل حاب تیم ال أص فمسیف عوا ال ال وض ك الفع ي تل رعوا ف رھم وش وھم بأس ال ، فقتل ي األطف ف

القبیحة على عادتھم ، وصارت األبكار تفتض من غیر تستر ، والمخدرات ي المسجد یفسق فیھن من غیر احتشام ، بل یأخذ التتري الواحدة ویعلوھا ف

ا ا أبوھ ب ، فیراھ ن أھل حل ن أصحابھ وم والجامع بحضرة الجم الغفیر مشغلھ وأخو ھ ، ول ة مقدرت ا لقل دافع عنھ در أن ی دھا وال یق ا وول ا وزوجھ ھ

..بنفسھ بما ھو فیھ من العقوبة والعذاب ة ي عام سیف ف ذلوا ال م ب ع ث تألت الجوام ى ام ا حت ب وأجنادھ حل

سبت ار ال ذا من ضحوة نھ ب ، واستمر ھ ت حل والطرقات بالقتلى ، وجافاء وم الثالث اء ی ھ .. إلى أثن م سیقت إلی ور –ث ى تیم بایا – إل ب س ساء حل ن

ھ ى أمرائ ا عل اخرة ، ففرقھ وال والجواھر واآلالت الف ھ األم وأحضرت إلیع قطع . وأخصائھ وم ، م ل ی ي ك ب ف ل بحل سبي والقت تمر النھب وال واس

ن ا م ب وظواھرھ ت حل ساجد ، وجاف راق الم وت وإح دم البی جار وھ األشا یمشي القتلى ، بحیث صارت األرض منھم فراش شخص مكان ا ، ال یجد ال

وعمل تیمور من رؤوس المسلمین منابر . علیھ إال وتحت رجلیھ رمة قتیل سب عدة مرتفعة من األرض نحو عشرة أذرع في دور عشرین ذراعا ، حما فیھا من رؤوس بني آدم فكان زیادة على عشرین ألف راس ، ولما بنیت

) .١"(اھا من یمر بھاجعلت الوجوه بارزة یرل ز وج ضاء اهللا ع شاعر بق ان ال ل إیم دره ، و ولع سالمھ وق استالى دعو ی وجعلھ ، وعاطفتھ تھدأ ، حزنھ یتئد ھو الذي جعل لمشیئتھ اهللا تع

) :٢(النبي صلى اهللا علیھ وسلمب متوسال أال تتكرر ھذه المأساة ن ن بحان اهللا م وى س ول س دتوال نق ف

یدنا ار س سأل اهللا بالمخت فنیس یرحم دوا ل ا ع اأن ال یرین ن

ا سند الھ ي ال ذا النب اه ھ بجرش ھ الع ھ إل لى علی ص

ذب ال ك ا ب ورى حق ي ال ھ ف أحكامسب ر والح ى والطھ د ذي التق محم

ا وال ضب یعاملن ت والغ بالمقش ب دي ال در والرت ع الق فیع الرفی

ب واآلل والصحب سادات الورى النج

.١٨٠ – ١٢/١٧٩النجوم الزاھرة ) ١( .٥/١٣٨إعالم النبالء ) ٢(

-١١٢-

ي بدموعھم وقرائحھم لقد تابع الشعراء ول ف ال جرائم المغ دن د وب میمن ال از وال صر والحج وى م ا س سلم منھ م ی ي ل المي الت شرق اإلس ، م

بالد وأورث ى ال سرة ، عل ا وح یض حزن ي تف صائد الت ن الق ر م ا الكثی ون .)١(والعباد

اني وأول ما یصادفنا في مطلع ك ، العصر العثم ة الممالی اء دول رثلطانھم ف اة س شام ، ووف ي ال شھم ف ة جی د ھزیم ك بع م الممالی ل نج ا أف لمام " قنصوة الغوري " ة ع ذه الھزیم ر ھ سل ٩٢٢إث اء ال م إلق ة ، ث طان ھجری

ى اي وشنقھ عل ان ب ي مصر طوم العثماني سلیم األول القبض على نائبھ فبكى العدید من الشعراء ھذه الدولة ھجریة ٩٢٣باب زویلة في القاھرة عام

بن قصیدة طویلة المن ذلكاألبیة ، ورثوا ما ذھب من مناقبھا وبطوالتھا ، ) :٢(صدرھا یقول في إیاس

ر صر ألم ى م وا عل رى نوح جي راك ف ن األت ساكرھا م ت ع زال

ا ى إلیھ یماھم وأت سكر س عھ ن غلمان تاذ م رف األس ال یعى ا حك صدقا عم ھ م ل اإلل جادقا دا ص رحمن وع د ال د أوع قى لطانا عل رش س واله رب الع

ن ا أی ن طلعاتھ صر م وك بم الملم ف ل ب كی ي للمواك ف قلب ا لھ یسنھ ام وح ى ذاك النظ ي عل لھف

ورى صیبتھ ال ت م ادث عم ن ح مرى نة الك ا س ون كأنھ ض العی غم

ق رى حل ور ی بس طرط ذقون ول الرا ام تحق ین األن رھم ب وأمیرا ة أخب روم العظیم ورة ال ي س فرى ذا ج ي وك ان یل ن عثم أن ابدرا ان مق ر ك ذا األم صر وھ مورا ت أن ضيء وكان دور ت ل الب مثسكر ة ع ا الحزین ى بقلعتھ انلقرا ھ أفخ ب من ي الترتی ان ف ا ك م

ة یبدأ ابن إیاس مرثیتھ بحث المسلمین على بكاء مصر حاضرة دولا ي ألمت بھ م الممالیك ، للمصیبة الت ا ، ث اس جمیع ا الن ت آثارھ ي عم والت

ذه ی ل ھ يتمث صیبة ف ول الم صر ، وحل ح الب ي لم ك ف یش الممالی زوال جانیی ساكر العثم ذین الع ساكر ال ؤالء الع كل ھ ستھجن ش م ی انھم ، ث ال ن مك

ستھجن ، یطلقون ذقونھم ضا وی سھم أی ر لب د عن وعدم الطراطی ز القائ تمی .هكراعس

ة ) ھجریة٦٦٠توفي سنة (بة اهللا بن العدیم رثاء كمال الدین عمر بن أحمد بن ھ : انظر مثال ) ١( لمدین

.٢/٢٠٨تاریخ ابن الوردي . حلب ة : محمد بن أحمد بن إیاس الحنفي ) ٢( بدائع الزھور في وقائع الدھور ، تحقیق محمد مصطفى ، طبع

.٢٠٢ – ٥/١٩٨ ، ١٩٨٢الھیئة العامة لقصور الثقافة ، القاھرة

-١١٣-

ى وقبل أن یشرع في تعدید ما فات من مناقب الممالیك والتحسر علسھ ما انقضى من أیامھم وصفاتھم نجده زي نف ذه المصیبة یع أن ھ درة ب مق

اقبھم وأن اهللا د من ي تعدی دأ ف م یب روم ، ث ورة ال ي س ا ف ر عنھ الى أخب تعارات ن عب راه م ا ن الرغم مم بأسلوب ال ینم عن إحساسھ بحدوث مصیبة ب

بین التشفي بھم فالعاطفة تراوح بین الحزن على الممالیك و ،األسى واللھفة تھم و ر زوال دول ى ، تبری زن واألس عر الح ن ش اه -فم ا ذكرن افة لم - إض ) :١(ولھق

د یاء ق ن أش صر م ن م ت محاس زالشتتوا ف ت راء كی ى األم ي عل لھفدت صر إذا غ راك م ى أت ي عل لھفت ف تقطع ان كی ى الفرس ي عل لھف

سادھم صارت على الطرقات ن أج م

و ع ا تزھ ت بھ ورى كان ل ال ى ك لرا دت مقف زلھم وع ت من وخلرا ن تجب ا ل سورة وقلوبھ مكرى دو إذ افت د الع ا بی أعناقھرا ضحایا األكب د ال ت عی م حك رم

) :٢(زوال دولة الممالیك والتشفي بھم قولھبھ ومما برر ا ت ذي لم سة ال رت الجراك كب

ـ ة ال سؤال وفاق م ذل ال وأذاقھ

ورى م رب ال صر ذلھ انوا بم )٣(كرا د أقھ ا ق م بم دي وأدبھ أی

وإجماال فقد توزعت عاطفة الشاعر ومعانیھ في القصیدة بین العزاء دن شعر كما ھو الحال في لندب ، ولم تصل إلى مستوى اوالتأبین اء الم رث

وكي صر الممل ي الع ي ف اظ الت ض األلف شاعر بع تخدام ال ن اس الرغم م ، بل واح ، مث دب والن صل بالن وا"تت ة " نوح رار كلم ي"، وتك را " لھف .كثی

، ولعل ) ٤(وكذلك حال العدید من القصائد التي قیلت في رثاء دولة الممالیكین لم یخربوا المدن ، ولم یعملوا السیف في أھلھا السبب في ذلك أن العثمانی

.كما فعل المغول والصلیبیون صر ي الع ي ف شعر العرب صادر ال ن م ي م سر ل ا تی ر فیم م أعث ول

ك دن أو ممال اء م ي أزعم أن جرائم العثماني على رث ذي یجعلن ر ال ، األمالم اریخ اإلس ي الت رر ف م تتك ول ل رائم المغ صر كج ع الع ى مطل ي حت

...ثالحدی

.٢٠٠ – ٥/١٩٩بدائع الزھور ) ١( .٥/٢٧١بدائع الزھور ) ٢(ة ، وأول ) ٣( ك البرجی ة ، الممالی ة الثانی ي الدول سائد ف یشیر بالجراكسة إلى الممالیك ، ألنھم العرق ال

. ھجر یة ٧٨٤سالطینھم السلطان الظاھر برقوق ، تولى الحكم سنة . الحواشي ٢٠١ – ٥/١٩٨بدائع الزھور : انظر مثال ) ٤(

-١١٤-

:رثاء القادة ورجال الدولة ال ؤالء الرج اء لھ اب الوف ي ب ة ف ال الدول ادة ورج اء الق درج رث ین

ریظ ي تق دیح ف ع الم ي م ازاتھم ، ویلتق الھم وانج اس بأعم روا الن ذین بھ الفاتھم سم بطوالتھم وص د ات ا –، وق ي العصرین – غالب ة ف صدق العاطف ب

شاعر اني ، ألن ال وكي والعثم ا الممل ا ، فكم ا وطمع اء تزلف ف الرث ال یتكلاء رثیھم وف م رأیناه یمتدحھم إعجابا ببطوالتھم وتقدیرا ألفعالھم ، كذلك ی لھ

شجاعة والفروسیة اني ال ى مع اؤھم عل وتخلیدا ألمجادھم ، لذلك ینطوي رثثال –من ذلك .. والكرم وحسن التدبیر التقوى التدین و و ول القاضي – م ق

) :٢( في رثاء السلطان الظاھر بیبرس)١( بن عبد الظاھرمحي الدینذا ل ھ ا مث ل م ب یحم رزء قل ال

صیبة ا لم ر إنھ اهللا أكبد الھفي على الملك الذي ك ھ ال ت ب ن

ھ ت ل ن كان سلطان م اھر ال الظي ك الت ھ تل ى آرائ ي عل لھف

ي د لھف ف ق زائم كی ك الع ى تل علدة ا رع اح تخولتھ ا للری م

ا ر اب وم ھم أص ھ ئس ن قبل ي مح ذري واض إن ع ت ف ا إن بكی أن

ل ل یجم بر جمی ال وال ص كل ة تتقلق ي خیف ا الرواس منھ

ب ن ا تطی زل ی ر من ل قف فكول ورى وتط ل ال ى ك نن عل مل صالح ترس ى الم سھام إل ل ال مث

ل ذا ت قب ت وكان لغفل ال تغفل ل تعق یس تعق ا إذ ل لكنھل ب مقت ل قل ي ك ھ ف ھم ل س

بر ئن ص ل ول إنني أتمث ت ف

رس أحر عبر الشاعر عن حبھ الصادق للسلطان الظاھر بیب اه ب فبكاء ارات الرث صیبة ،عب ذه الم ل ھ ل مث ب ال یحتم ا أن القل ا أن مبین ، كم

ال ن الجب ا م زت خوف صیبة اھت ذه الم ول ھ ة و، ھ دت باكی اح أرع ، الری

اھرة ھو الكاتب الشاعر ) ١( ي الق د ف ذامي المصري ، ول اھر الج د الظ محیي الدین بن عبد اهللا بن عب

نة ولى ٦٢٠س ى ت ة حت ب الدول ي مناص درج ف وكي ، ت اب العصر الممل ھر كت ن أش ة ، م ھجرینھ ، ر س ى كب ا حت ي فیھ الوون وبق صور ق سلطان المن د ال وظیفة كاتب سر دیوان اإلنشاء في عھ

ویري . ١٣/٣٣٤البدایة والنھایة : متھ في راجع ترج . ھجریة ٦٩٢توفي سنة دین الن : شھاب الصریة ب الم ة دار الكت ون األدب ، طبع ي فن ة األرب ف ي . ١٠٢ – ٨/١٠١نھای ن عل د ب وأحم

یوسف علي طویل ، الطبعة األولى ، دار . صبح األعشى في صناعة اإلنشا ، تحقیق د: القلقشندي .١/١٣١م ، ١٩٨٧الفكر ، دمشق

.٣٣٩ئع الزھور ، الجزء األول ، القسم األول بدا) ٢(

-١١٥-

نعم ویبكي ما انقضى من صفات الظاھر بیبرس ، فیذكر األمان الذي كان یبھ الناس ، ویشید برجاحة عقلھ وحسن تدبیره ، ویتحسر على عزائمھ التي

ي ..حمت اإلسالم وتصدت ألعدائھ دة الت صائد العدی ن الق ك م ر ذل ى غی إل .)١(قیلت في رثاء سالطین الممالیك

اد صاحب حماة بن نباتھ معجبا باوكان جمال الدین الملك المؤید عم :)٣(امتدحھ في حیاتھ بغرر القصائد ، ومنھا قولھ، )٢(دین إسماعیلال

ورى ي ال د ف أقسمت ما الملك المؤیدى ین الن ا ب ضل م ة للف و كعب ھ

از رام مج ة والك إال الحقیقاز البین حج ین الط ا وب منھ

) :٤( فقالمشاعر ، وأرق العبارات ،ق الورثاه بعد موتھ بأصدھ وت داعی ي ص ا یلب دى م ا للن مھ تدت مذاھب د اش اء ق ا للرج م

ضت مو د ف ك ق ي أرى المل ھ اما ل قففا وا أس ھ ف د ناعی ى المؤی نع

ن رزیت وا صباح م ا ل ھروعتسرتاه وا ھح ي مدائح ي ف لنظم

ي ن كلم ي وم ن دمع در م ھ بال أبكیھ ك ل رى مل دمعي ث یمأروي ب ش

فا ده أس وني بع اء جف ل م أذیھ ك یطلق دمع ال ینف ن ال ار م ج

ت ب ا فاھ ة كلم اومھج لوعتھھ د ال زادت عوارف ت المؤی لی

ا ام حب ت الحم ة لی ام موھب األیا رون بھ دى األكب اغر یف ت األص لی

ھ ام ناعی ادي ق ن ش ن أن اب أظھ ودت نواحی د اس ان ق ا للزم م

د ي أرى الوف ا ل ھ م ت مآقی د فاض قھ ا غوادی دت عن ف غ ث كی للغیھ شر ثانی باح الح ن أن ص أظھ ي مراثی ي ف تحال لنظم ف اس كیھ در أبكی ا بال سن م ر أح والبح

صادي فت ذكرھا ال ان ی د ك ھق رویاء و ھ لم ان یحمی د ك ذي ق ي ال جھ

ھ ام جادی ق باإلنع ان یطل ن ك )٥(ما ا لھ ة موالھ ت رزی ھ: قال إی

ھ ن تلظی ى م ي المعن زاد قلب فھ دنیا ویبقی ي ال ي بن ان یفن فكھ اق تفدی ي اآلف شھب ف ت ال فكان

ب : انظر مثال ) ١( ابن حبی نة وفيت (قصیدة طاھر بن الحسین بن عمر ، المعروف ب ة ٨٠٨ س ) ھجری

. ٨/٢١النجوم الزاھرة . ھجریة ٦٩٣في رثاء السلطان األشرف خلیل بن قالوون الذي قتل سنة وي صاحب حماة الملك المؤید عماد الدیھو ) ٢( وبي الحم ي األی نة ، ن إسماعیل بن األفضل عل د س ول

اریخ واألدب والطب ٦٧٢ ھجریة ، حفظ القرآن الكریم ، وبرع في الفقھ واألصول والعربیة والتسفة سیر والمنطق والفل ا ... والتف ب ، منھ ن الكت د م شر ، : صنف العدی ار الب ي أخب صر ف المخت

اوي اظم الح دان ون ویم البل اب تق ھ كت ضائل ، ول سفةالوف نة فل وفي س ة ٧٣٢ ، ت ع . ھجری راج .٢١٥ – ٩/٢١٤النجوم الزاھرة : ترجمتھ في

.٩/٢١٥النجوم الزاھرة ) ٣( .٢١٦ – ٩/٢١٥النجوم الزاھرة ) ٤( .السائل : الجادي ) ٥(

-١١٦-

لقد تأسف الشاعر على ما انقضى من أیام السلطان ، وبین وقع خبر وفاتھ في نفسھ ، والحزن الشدید الذي ألم بھ جراء ھذه الرزیة ، ثم طفق في

و تقریض صفات جوده وكرمھ ، وتعبیرا عن ھول الفاجعة یتمنى الشاعر لي ستغرق ف راه ی ذلك ن سلطان ، ك ي ال ھ وصف مات البشر جمیعا وبق حالت

ن : "كما في قولھ ، موت السلطان نتیجة لالنفسیة ي وم ن دمع أبكیھ بالدر مھ " كلمي ك : "، وقول رى مل دمعي ث ھ " أروي ب وني : "، وقول اء جف ل م أذی

فا ده أس ھ " بع ا : "، وقول ت بلوعتھ ا فاھ ة كلم ى غ" ومھج ن إل ك م ر ذل ی .عبارات األسى والحزن التي تعج بھا القصیدة

سالطین بعض ال صادق ل وكما عبر العدید من الشعراء عن حبھم الة بمشاعر األسى والحزن ورثووالحكام ذلك ھم بالقصائد المشجیة المثخن ك

شعراء ن ال ل ، ھنالك العدید م اؤھم بالطابع الرسمي المجام سم رث ذین ات الة الجمع بین مشاعر الحزن ومشاعر فیھ فوا الذین تكل ى ، البھج الحزن عل

د بال سلطان الجدی ة ال ستدعیھا تھنئ ي ت ة الت ت ، والبھج سلطان المی سلطة ال ) :١(ابن الورديكما نرى في قول ، حكم وال

سنا ى أح دھر حت اء ال ا أس ما ت م بینم اء غم ا البأس ن ھن

ق أن ا فبح سمى محزن یسما در ال شنا ب ئن أوح فلم ن عل ھ م ا أبدل علمأى ن ن ر م زى اهللا بخی فج

ا ا بھن تدرك حزن رق فاسا ن ھن ت م اء عم وإذا النعمسنا دعى مح ین ی صدق ح وب

م سنا ش د آن سنا فلق س الا وع البن راب مرف اھر اإلع ظا ن دن یر م ل ض ن ك ى م ووق

یعزي ابن الوردي السلطان المنصور بموت والده السلطان الناصر ده ، - ھجریة ٧٤١ وذلك سنة -محمد بن قالوون سلطة بع ویھنئھ بتولي ال

ین مشاعر الحزن ومشاعر البھج إن وألن الجمع ب ا ف ي آن واحد متكلف ة ففي ستر لم تفلح الصنعة اللفظیة والتعلق بأھداب مصطلحات النحو زخارف

.فتور العاطفةي دین الحل في ال شاعر ص ة ال ي تھنئ ضا ف ھ أی ذا نالحظ ل ھ ومث

م د بوصولھ لحك سلطان األفضل محم اة لل اة ٧٣٣سنة حم د وف ة بع ھجری ) :٢(ي قصیدة منھا قولھفأیضا ، وتعزیتھ الملك المؤید والده

ن م تك ذي ل ك ال ن بالمل انھ تھ رك أرس ى غی ى إل تلق

.٢/٣١٩تاریخ ابن الوردي ) ١( .٢٢٢ – ٢٢١دیوان صفي الدین الحلي ) ٢(

-١١٧-

اءت ، وذا ال ج ع اإلقب ھ طالئ ر وریعان ل العم مقتب

...........................

ھ ، م ، فنعمان ر العل إن ذكا فقدا ت أحزنن ھ ، فانجل ن

سھ ى نف رش عل الم ذي الع س

ھ م فلقمان ر الحك )١(أو ذكھ ضل أحزان ك األف بالملوانھ ة اهللا ورض ورحم

ع ا تجم صنعة ، ألنھ إن مثل ھذه األشعار ظاھرة التكلف واضحة الع ب بین عاطفتین متباینتین ذه األشعار یصعب الجم دور معظم ھ ا ، وت ینھم

ت وصفاتھ الحسنة ب المی سلطة حول تعدید مناق ھ ال ولي ابن اج بت ، واالبتھ .بعده

ذلك وكي سالطینھم ك ابھین وكما بكى شعراء العصر الممل وا الن بك الندب والتأبین والعزاء ، وراوح شعرھم بین ،المحسنین من رجال الدولة

ك في األمیر )٢(داءأبي الففمن شعر العزاء قول ن مل جمال الدین خضر اببابھ سنة األمراء عالء الدین الطنبغا بحلب ان ش ي ریع ، الذي توفي وھو ف

): ٣( ھجریة٧٣٧ رضا خ ینزالح بةدئف أتسبیأ ن أكانم زحمس یمل فتقلا خھ نمرا فم فتدد رنإف ةصقن مدي ال

دف رط المكقس یم لن إكیقس یعمالشھی فكنس حنیشی رب والكبی ال

رض والخ لب ى ق سو م د ر د ق ، كیلع

ین یبی ل ب ھ ، فیقاب وس محبی ي نف شاب ف ر ال د األمی ن الشاعر أثر فقن تی – خضر –داللة اسمھ ھ م دة محبی ا أصاب أفئ راء وم اف ج بس وجف

ا األمطار البكاء علیھ ، ثم یسترسل لیجعل الدموع تروي تربتھ إن لم تروھم شابا انتصارومن معاني العزاء أن موت األمیر ، ال ، إذ ل للحسن والجم

د یسمح الزمن للشیب والكبر أن یشین حسنھ ، یس منقصة فق وأن الموت لرام ، ل الك ھ الرس ات قبل م م ل باس د التمث ى ویتعم ر موس د ذك ضر بع الخ

ر خضر والخضر علیھما السالم لیماھي في الخصائص اإلیمانیة بین األمی .علیھ السالم

د و ى فق ة بعض تزداد مشاعر الحزن عل ذین حازوا رجال الدول الاس اب الن رة إعج الھم الخی سنة وأعم سیرتھم الح دنا حشدا ، ب د وج نوق م

ال الكتاب والعلماء ، قصائد الرثاء التي تخلد ذكر بعض القضاة و ك ومث ذل

.ھو لقمان الحكیم : لقمان . نیفة الفقیھ المشھور ھو أبو ح: النعمان ) ١( .ھو الملك المؤید عماد الدین إسماعیل ، صاحب حماة ، سبقت ترجمتھ ) ٢(دا ) ٣( ي الف ماعیل أب دین إس اد ال شر : عم ار الب ي أخب صر ف داء (المخت ي الف اریخ أب ة ) ت ة مكتب ، طبع

. ٤/١١٨المتنبي بالقاھرة

-١١٨-

ود قصیدة فيما نستشعره من معاني الحزن واألسى دین محم ي شھاب ال فاء ضاة رث دین قاضي ق م ال اس دمشق نج و العب ن ص أب ي ) ١(ريصب ، الت

:)٢(یقول في مطلعھارأ ةني الماعى درى دت ن دع ی ا معرى تجد حو طي أمأ ال فف ي الع ام دع بنى م وى ھدم ھج ني أمأد ن أھی اعى نر دل ھمأ والنی ال

اھى بحضة أیز ري أهللا

ضعا شریعة ضع ن لل أم أي ركصحی رھ بتفصع اعدصتا فب ال ااه طلعد من عباكو الكدرشروقت ىعا نول م ألدلع اى ونسنیي حد الھبلق اوعر منوك ال

شاعر ر بعی ع ال ي مطل صیدتھ ف ت ق ي حل صیبة الت ول الم ن ھ ع، " ابن الصرصري "بالشریعة واألمة اإلسالمیة جراء موت قاضي القضاة

ف حیث یتساءل مست م صفات القاضي ، وكی ھجنا إن كان داعي الموت یعلد تضعضع رك ب ن الشریعة من فقده ، ثم یستطرد في تعدی ن مناق د م ا فق م

..القاضي ، رجاحة العقل ، والتقوى ، والعدل ن ابن صصري ثم یسترسل في تأبین القاضي وتقریض ما اشتھر م

) :٣(صفاتھ في قولھمت تى ر و ومن ح اةضي الق اضق ا س بشخیش ننیفار العخوی ال اق ر ومسھن ممتأی فارع بنوكال ال ترج ف فنیق الینی عھ لترجو

ن أ سنع ن ستزام وب ت ىع مسبتر ارعوتدا وبع تكول ال اعفر األامق المھ باءن العغلب اعبن مام ظلك لھیتال حيف

ام ا ) ١( شیخ اإلم افظ ال ي الح ي التغلب صرى الربع ن ص اس ب و العب دین أب م ال ضاة نج ي الق الم قاض لع

ھجریة ، تعلم على أیدي أجلة علماء دمشق ومصر ، وتبحر في ٦٥٥سنة لد و. الدمشقي الشافعيدین ، وم ال شاء اللغة العربیة وآدابھا ، وتفقھ في عل وان اإلن نة ودخل دی ة ٦٧٨ س م ھجری ، ونظ

واه صنف ا ونثر، و ى ورعھ وتق افة إل ھ ، إض ھ وعلم ھ وسعة معرفت لكتب ، واشتھر بسرعة بدیھتنة ٧٠٢تولى القضاء سنة . وكرمھ أة س وفي فج ى ت ھ حت ي فی ة ، وبق ة ٧٢٣ ھجری ن . ھجری وم

ھ ورد قول صفدي ن ا ال ي ذكرھ شمة، : "صفاتھ الت شم وح دم وح ك وخ خمة وممالی وال ض ھ أم ولا في األحكام وأمانةوینطوي على تعبد ودیانة وعفة ل أن ، وكان بصیرا باألحكام مسعودا فیھ ، ق

ا ویجتمع الناس عنده في بستانھ اجتماعا عاما .. ، أتى إلیھ زور إال وعرفھ بدیھا ، ویمد لھم خوانا ، إلى غیر ذلك من أنواع الحلوى قد نوع فیھ طعاما یرون فضلھ تاما ن فیھ ي ال م ل الت ، والمأك

م یقصده الشعراء في المواسم . سلوى وال ك ، ویرون ثغور جوده وھي بواس ع ذل ، ال یخشون م ." ، ویعتد ھو أن تلك الجائزة واجبة بوابھ وال عینھ وال حجابھ

أعیان العصر وأعوان النصر ، تحقیق الدكتور علي أبو زید : صالح الدین خلیل بن أیبك الصفدي .١/٣٣٠م ، ١٩٩٨ى ، دار الفكر المعاصر بیروت ، دار الفكر دمشق وآخرون ، الطبعة األول

.١/٣٣١أعیان العصر وأعوان النصر ) ٢( .١/٣٣٢أعیان العصر وأعوان النصر ) ٣(

-١١٩-

و فقرفا تم فمولي العاوح ىري الذةاسیرو اھ لفرع نم لان ك مسوسك یةابتكو اھالل جلج ال ن أدال و إبل ال قةالغ بو ا علمھنقت ألوي الق فةاحصفو هاؤضمو، ھمكي ح فتبثتو اھ بیانل نیلیالن كةاربعو اھ بھیزج یلیي الل فةادبعو

ن لأل واقارى فامتالیى وامیم

اع تجمھیدا لھني مذال الإى رال إإ ا تطلعالم الكبتلعاتری الننیزا یاجت ا مرص

ى اعمس مولح تو لرشنتوتملا وظن اعا ممھاز حنیرا حثنمضعباضو القضی البھو لنعت ا خ اعرش مبذعأى وورا أھنأ عمس زج من یرشي الح ف اع كد الروعي ال ارعبتل الماف الكاك ذمغالرب

أبین عر الت ال ش و ح ا ھ ذي وكم ساحة ال یح م ة وتت ھ العاطف دأ فی تھت ب المی د مناق ر لتعدی دھا ، أوف ب وتمجی د مناق ي تعدی شاعر ف سترسل ال ی

ن الصرصري "قاضي القضاة م " اب ا ، ث ي حازھ سامیة الت ب ال ذكر الرت فیغ وجھاده النفس حتى بلغ المقام األرفع ، وأسبیتوقف ملیا عند ورعھ وتقواه

ة ، ب معرف اهللا علیھ نعمة المعرفة بكل العلوم ، وجعلھ اهللا مرجعا لكل طالة ھ وبراع ال خط ضاء ، وجم ي الق تھ ف ھ ریاس ھ ومعارف ن علوم ر م وذك

الیبھ ، و ة أس ھ وبالغ صاحة لغت صانیفھ ، وف فات ت صى ص د أن استق بعر ي النث ى فن دار عل ة واالقت شعر والبراع ھ ال فات ورع د ص تم بتمجی ، خ

...اه وكفالتھ لألیامى واألیتام وتقورون ة ق اء ثالث دت زھ ي امت وشعر رثاء رجال الدولة المملوكیة التانوا ي ك ام الت وع المھ ي شغلوھا ، وتن تقریبا كثیر ككثرة عدد الوظائف الت

اء یقومون بھا ، ى رث وقد اشتملت كتب الوفیات والتراجم وكتب التاریخ علوالة راء وال وزراء واألم ضاة و،) ١(ال اء، ) ٢(الق اء ، ) ١(واألطب والعلم

.٢٤٠الحوادث الجامعة ص : ابن الفوطي . رثاء بني العباس -: انظر مثال ) ١(

.٢٦٩ – ٢٦٧السابق ص . ي رثاء والي واسط والبصرة الملك عز الدین النیسابور -ن فضل اهللا - د ب دین محم شر . رثاء ناظر الجیوش المصریة فخر ال ار الب ي أخب صر ف المخت

٤/١٠٥. ٤/١٠١المختصر في أخبار البشر . رثاء قاضي طرابلس شمس الدین محمد البعلي -: انظر مثال ) ٢(

. .٢/٢٩٥ ابن الوردي وتاریخ . ٤/١١٠المختصر . رثاء قاضي قضاة حماة ابن العدیم - ١٢٧-٤/١٢٦المختصر في أخبار البشر . رثاء قاضي القضاة شرف الدین ھبة اهللا البارزي -

. ار اهللا - النجوم الزاھرة . رثاء قاضي قضاة الدیار المصریة جالل الدین محمد المعروف بج

١١/١٦٥.

-١٢٠-

ي )٢( وغیرھم من رجال الدولةوالكتاب واألدباء ، وھو شعر یصب غالبا فاة خانة التأبین والعزاء ، ویشتمل على نظرات فلسفیة عمیقة في حقیقة الحی

) :٣(في قول ابن نباتھنراه ما من ذلك والموت ، د ل بع اس إال راح ا الن لوم راح

ورھم ا قب دا مطای دى البی دت ل تب

صر ده ع ضى بع صر م إذا ما انقضى عفر م س ل أنھ ل العق یعلم أھ )٤(ل

ي ة ف سالطین ورجال الدول اء ال العصر ولم تختلف معاني شعر رثوكي العثماني ي العصر الممل ھ ف ت علی ا كان ھ عم ل من ذي نھ المعین ال ، فاني العصرین شعراء ستدعي المع ھ ی د ذات ي ح انیھم واحد ، والموت ف مع، ثم تتنوع باقي معاني الرثاء حسب تنوع مناصب وصفات المرثیین الدینیة

ب ، فما یقال في رثاء سلطان یختلف عما یقال في رثاء عالم أو فقیھ أو كاتترك ة و، وإن اش اني الدینی ي المع وى و ا ف الى والتق ة اهللا تع الق كطاع األخ

انیین ف ..الكریمة سالطین العثم ن مما قیل في رثاء ال د ب ورد قصیدة محم ن :)٧( التي یقول فیھا)٦(في رثاء السلطان سلیمان القانوني) ٥(بستان المفتي

دري یال أأ ك ال ت اعي كأن ا الن ھة دھر بغت ي ال سللت سیوف الموت ف

ةوش سلمین جراح وب الم قت قلروفھا سي ص ن ق ا م ھام المنای سة جان فرق ت بأش صبا رق سیم ال ن

شرو سنت ملا قمب ة والن ء المقالوى الصدر ن ج وقد بلغ السیل الزبى مر ي األم ضى ماض د م یف ق صارم س ب

سھم ابت ب ر أص ن الفج سام م ي ابت فذعر ن ال ت م سدر حن ة ذات ال حمام

.٢/٢٨٩بن الوردي تاریخ ا. رثاء أمین الدین سلیمان بن داود الطبیب : انظر مثال ) ١(شعراء . رثاء أثیر الدین أبو العباس أحمد بن فضل اهللا -: انظر مثال ) ٢( ار ال ي أخب ب ف الكوكب الثاق

.٣٢٩وغیرھم من ذوي المناقب ص .١/٢٧٧البدر الطالع . رثاء ابن ھشام صاحب السیرة النبویة الشریفة -ار - ن البارنب د ب ھ تعزیة كاتب سر طرابلس تاج الدین محم ي ولدی ار . ي ف ي أخب صر ف المخت

.٤/١٣٤البشر ن - ا م ریم وغیرھ رآن الك سیر الق ة ، وتف ة والنھای اب البدای احب كت رثاء الحافظ ابن كثیر ص

. ٩٩ -١١/٩٨النجوم الزاھرة . الكتب .١/١٩١ریحانة األلبا ) ٣( .یقصد أن أجسادھم بلیت ، والسفر أیضا الرحیل. درس وبلي : سفر ) ٤(ھو محمد بن مصطفى الرومي ، مفتي الدیار المصریة ورئیس علمائھا ، عرف أبوه بلقب بستان ، ) ٥(

ضاء ٩٨١تدرج في العدید من المناصب ، ولي قضاء الشام سنة م ق ھجریة ، ثم قضاء مصر ، ثنة ٩٩٧العسكر في القسطنطینیة ، ثم مفتیا سنة سطنطینیة س وفي بالق ة ، ت ة ١٠٠٦ ھجری . ھجری

.٤/٢٢٣خالصة األثر : راجع . ھجریة ٩٧٤توفي السلطان سلیمان القانوني سنة ) ٦( .٧٥ – ٣/٧٤نفحة الریحانة ) ٧(

-١٢١-

ھ ك تاج ام الممال ى ھ ام عل ھمذكره واد ب ي ج وادا ف ي ج أأعنة ت عظیم ر كان ي البح ھ ف عزیمتضیئة ت م شمس كان ھ كال وأیامفاتھ بعض ص ال ل ل إجم ا قی وم

ك أ ة فھاتی ري جلیل اف لعم وصده بالد بجن اف ال ا ط س م ى عك علا دبرت حلھ وان ت حائف أك ص على صفحة الخدین أملیت ما جرى

در ة ذو ق ي الخالف ید ف ین رش أمر ر والبح ي الب ان ف ارت الركب د س لقر م الزھ ى األنج ت عل ھ فاق وھمتدر ن الب ى م سن أبھ ي الح ھ ف وأعوامر النظم والنث صیل ب ن التف وال یمك

دونكھا أ ر ف ر والزھ ن الزھ ى م بھر رب القب ي مغ اب ف ا غ شمس غریب كر ن الھج ن م رحا لف صادفتھا ش فضر ؤس وال ن الب داب م أقالم أھ ب

سھ ي نف سلطان ف اة ال ر وف ع خب شاعر وق صور ال د أن ی ، فبعاني ویسترسل في إظھار أثر ھذه المصیبة على المسلمین ى المع ل إل ، ینتق

أمین رشید ": لتي تتصل بالحكم وصفات السلطان الحاكم ویجملھا في قولھ ادر ة ذو ق ي الخالف ة " ف و الھم صفات كعل ض ال ا بع ف علیھ م یعط ، ث

ول ة فیق ھ الحربی ى بعض إنجازات ھ : "والشجاعة والكرم ، ویلمح إل عزیمتة ت عظیم ي البحر كان ى ." . .ف شیر إل سن إدار ، وی ھ وح ھ استقرار حكم ت

شاعر ." . .وأیامھ كالشمس كانت مضیئة: "لشئون البالد فیقول ر ال م یق ، ثھ ھذه بأن صفاتھ تعز على الحصر ، وأن ما ذكره من الصفات ھي ما كتبت

...بدموع العینین على صفحة خده الحزینة األھداب المصادر والمراجع

:المصادر والمراجع القدیمة : أوال سقالني .١ ر الع ن حج ة : اب ة الثامن ان المائ ي أعی ة ف درر الكامن بطھ ، ال ض

ة ب العلمی ي ، دار الكت د عل وارث محم د ال شیخ عب ححھ ال روت ، وص بی .م ١٩٩٧

د الظاھر .٢ ن عب د : اب شره عب ك الظاھر ، ن یرة المل ي س ر ف روض الزاھ ال . م١٩٧٦الریاض ، العزیز الخویطر

ر .٣ ن كثی ة : اب ة والنھای د عب البدای ق أحم ة ، تحقی یح ، الطبع اب فت د الوھ .م ١٩٩٨الخامسة ، دار الحدیث ، القاھرة ،

ان .٤ ن خلك ي بكر ب ن أب د ب ن محم د ب دین أحم اس شمس ال ات : أبو العب وفیة ، ة دار الثقاف اس ، طبع سان عب ق إح ان ، تحقی اء الزم اء أبن ان وأنب األعی

. )دون تاریخ(بیروت

-١٢٢-

وي .٥ دین اإلدف ال ال سع : أبو الفضل كم اء الصعید ، الطالع ال ید ألسماء نجبسن د ح عد محم ق س ألیف وتحقی صریة للت دار الم اجري ، ال ھ الح ط

.م ١٩٦٦والترجمة ي .٦ اد الحنبل ن العم د الحي ب الح عب و الف ن : أب ار م ي أخب ذھب ف ذرات ال ش

.م ١٩٧٩ذھب ، الطبعة األولى ، دار الفكر ، دمشق ي .٧ اد الحنبل ن العم د الحي ب الح عب و الف ذرات ال : أب ن ش ار م ي أخب ذھب ف

.ھـ ١٣٥١ذھب ، مطبعة القدس ، القاھرة .) دون تاریخ( ذیل الروضتین ، طبعة دار الجیل ، بیروت :و شامة بأ .٨ي .٩ ھ ، : أبو علي الحسن بن رشیق القیروان شعر وآداب ي محاسن ال دة ف العم

. م١٩٨٨تحقیق محمد قرقزان ، الطبعة األولى ، دار المعرفة ، بیروت ن عل .١٠ د ب شندي أحم ق د : ي القلق شا ، تحقی ي صناعة اإلن . صبح األعشى ف

.م ١٩٨٧یوسف علي طویل ، الطبعة األولى ، دار الفكر ، دمشق زي .١١ ي المقری ن عل د ب دین أحم ي ال ة : تق شف الغم ة بك ة األم ة ،إغاث طبع

.م١٩٤٠القاھرة زي .١٢ دین المقری ي ال وك ، :تق ة دول المل سلوك لمعرف د ال د عب ق محم تحقی

.م ١٩٩٧، دار الكتب العلمیة ، بیروت الطبعة األولى عطا ، القادرزي .١٣ دین المقری ي ال ألیف :تق ة الت ة لجن وك ، طبع ة دول المل سلوك لمعرف ال

. ١٩٣٩والترجمة والنشر ، القاھرة سیوطي .١٤ دین ال الل ال سن المح : ج اھرة ، ح صر والق ار م ي أخب رة ف اض

.م ١٩٩٧ العلمیة ، بیروتالطبعة األولى ، دار الكتب ردي .١٥ ي :جمال الدین بن تغري ب وك النجوم الزاھرة ف اھرة مل ، مصر والق

. م١٩٥٦ القاھرةطبعة دار الكتب المصریة ،ردي .١٦ ي :جمال الدین بن تغري ب وك النجوم الزاھرة ف اھرة مل ، مصر والق

.م ١٩٩٢، دار الكتب العلمیة، بیروت الطبعة األولى ار : الحافظ جالل الدین السیوطي .١٧ ي ، ت ة دار الفكر العرب اء ، طبع یخ الخلف

) .بدون تاریخ(بیروت ام .١٨ ن غن داد : حسین ب ام ، وتع اد حال اإلم ام ، لمرت ار واألفھ ة األفك روض

ي ، ابي الحلب ة مصطفى الب ى ، مطبع غزوات ذوي اإلسالم ، الطبعة األول .م ١٩٤٩القاھرة

ة مجم دیوان ابن النقیب ، تحقیق عبد اهللا ال .١٩ وري ، طبع ة جب ة العربی ، ع اللغ . م١٩٦٣دمشق

.ھـ ١٣٠٠دیوان ابن الوردي ، مطبعة الجوائب ، القسطنطینیة .٢٠ .م ١٨٨٥بعة األدبیة ، بیروت دیوان ابن معتوق ، المط .٢١

-١٢٣-

.ھـ ١٣١٢دیوان ابن ملیك الحموي ، المطبعة العلمیة ، بیروت .٢٢ة ، مطب .٢٣ ة الثانی ي ، الطبع ید كیالن د س ق محم یري ، تحقی وان البوص ة دی ع

. م ١٩٧٣مصطفى البابي الحلبي ، القاھرة ة .٢٤ ى ، مكتب دیوان الشاب الظریف ، تحقیق شاكر ھادي شكر ، الطبعة األول

.م ١٩٨٥النھضة العربیة ، بیروت ز .٢٥ د العزی سحار وعب عید ال اجي وس نعم خف د الم ق عب ي ، تحقی وان المتنب دی

.م ١٩٩٤شرف ، دار مصر للطباعة ) .دون تاریخ(طبعة دار صادر ، بیروت الحلي ، دیوان صفي الدین .٢٦ار : السلوى األندلسي ، عبد القادر بن عبد الرحمن .٢٧ ي أخب ت ف الكوكب الثاب

ب المصریة تحت . الشعراء وغیرھم من ذوي المناقب دار الكت مخطوط ب . تاریخ تیمور٣٢٥رقم

رن : شمس الدین محمد بن عبد الرحمن السخاوي .٢٨ الضوء الالمع ألھل الق .م ١٩٩٢، الطبعة األولى ، دار الجیل ، بیروت التاسع

مفاكھة الخالن : شمس الدین محمد بن علي بن أحمد بن طولون الصالحي .٢٩ى ، دار في حوادث الزمان ، وضع حواشیھ خلیل المنصور ، الطبعة األول

.م ١٩٩٨الكتب العلمیة ، بیروت شا ىصبح األعش : شھاب الدین أحمد القلقشندي .٣٠ ي صناعة اإلن ة ف ، طبع

.م١٩٢٨ – ١٩١٣ القاھرة دار الكتب ،ري .٣١ ضل اهللا العم ن ف د ب دین أحم ھاب ال ك : ش ي ممال صار ف سالك األب م

ي و ظب افي ، أب ع الثق شورات المجم د حور ، من ق محم –األمصار ، تحقی .م٢٠٠٣اإلمارات العربیة المتحدة

اجي .٣٢ ر الخف ن عم د ب ن محم د ب دین أحم ھاب ال ة األلب : ش رة ریحان ا وزھة ى ، مطبع ة األول و ، الطبع د الحل اح محم د الفت ق عب دنیا ، تحقی اة ال الحی

.م ١٩٦٧عیسى البابي الحلبي ، القاھرة ویري .٣٣ دین الن ھاب ال ب : ش ة دار الكت ون األدب ، طبع ي فن ة األرب ف نھای

.) دون تاریخ( ، المصریةصفدي .٣٤ ك ال ن أیب ل ب دین خلی الح ال وان الن : ص صر وأع ان الع صر ، أعی

ر ى ، دار الفك ة األول رون ، الطبع د وآخ و زی ي أب دكتور عل ق ال تحقی .م ١٩٩٨المعاصر بیروت ، دار الفكر دمشق

دون .٣٥ ن خل رحمن ب د ال اھرة : عب والق ، الق ة بب ة األمیری ة ، المطبع المقدم . ھـ١٣٢١

ة .٣٦ ن بطوط راھیم ب ن إب د ب ن محم د اهللا ب ب : عب ي غرائ ار ف ة النظ تحف .م ١٩٦٨ألسفار ، طبعة دار التراث ، بیروت األمصار وعجائب ا

-١٢٤-

ي .٣٧ ر الھیثم ي بك ن أب ى ب ة د: عل د ، طبع ع الزوائ راث ، مجم ان للت ار الری .ھـ ١٤٠٧القاھرة

دا .٣٨ ي الف ماعیل أب دین إس اد ال شر : عم ار الب ي أخب صر ف ي (المخت اریخ أب ت . )دون تاریخ (، طبعة مكتبة المتنبي بالقاھرة) الفداء

ى تاریخ ابن الوردي ، : لشھیر بابن الوردي عمر بن المظفر ا .٣٩ الطبعة األول .م ١٩٩٦، دار الكتب العلمیة ، بیروت

وطي .٤٠ كمال الدین عبد الرزاق بن أحمد الشیباني البغدادي المعروف بابن الفدي : ق مھ سابعة ، تحقی ة ال ي المائ ة ف ارب النافع ة والتج وادث الجامع الح

.م ٢٠٠٣النجم ، الطبعة األولى ، بیروت ة دار : محمد المحبي .٤١ رن الحادي عشر ، طبع ان الق ي أعی خالصة األثر ف

) .دون تاریخ(صادر ، بیروت ي .٤٢ دین المحب ن محب ال ن فضل اهللا ب ین ب د أم ة ، : محم ل نفحة الریحان ذی

ابي سى الب ة عی ى ، مطبع ة األول و ، الطبع د الحل اح محم د الفت ق عب تحقی . م١٩٧١الحلبي ، القاھرة

ن .٤٣ د ب ي محم راھیم الحنبل اریخ أع : إب ي ت ب ف ق در الحب ب ، تحقی ان حل ی .م ١٩٧٤، منشورات وزارة الثقافة ، دمشق ارةمالفاخوري وع

ق : محمد بن أحمد بن إیاس الحنفي .٤٤ دھور ، تحقی ائع ال بدائع الزھور في وق .١٩٨٢محمد مصطفى ، طبعة الھیئة العامة لقصور الثقافة ، القاھرة

ن أ .٤٥ ن شاكر ب ي محمد ب د الكتب ات ، تح : حم وات الوفی اس ف ق إحسان عب قی . م١٩٧٣، بیروت طبعة دار الثقافة

شوكاني .٤٦ ي ال سابع ، : محمد بن عل رن ال د الق ن بع در الطالع بمحاسن م البروت ة ، بی ب العلمی شورات دار الكت صور ، من ل المن یھ خلی ع حواش وض

.) دون تاریخ(ار .٤٧ ت البیط د بھج ة الحجا : محم ة النجدی دة ، الرحل ة الجدی ة ، المطبع زی

. م١٩٦٧دمشق .م ١٩٩٨الخطط ، طبعة دار الكتب العلمیة ، بیروت : المقریزي .٤٨دین .٤٩ ي ال ة : المقریزي ، تق ة بكشف الغم ة األم ادة ،إغاث د زی شره محم ، ن

. م١٩٤٠القاھرة زي .٥٠ دین الغ م ال ق : نج رة ، تحقی ة العاش ان المئ سائرة بأعی ب ال الكواك

. م ١٩٤٥بعة بیروت جبرائیل جبور ، طا : نجم الدین محمد بن محمد الغزي .٥١ سائرة بأعی ة العاشرة الكواكب ال ن المئ

ل ق جبرائی ة ، دا ، تحقی ة الثانی ور ، الطبع لیمان جب دة ، س اق الجدی ر اآلف .م١٩٧٩بیروت

-١٢٥-

:المراجع الحدیثة : ثانیا ال .١ ادق الجم د ص وكي ، : أحم صر الممل ي الع صر ف ي م امي ف األدب الع

.م ١٩٦٦بعة الدار القومیة للطباعة والنشر ، القاھرة طب .٢ وزي الھی د ف شھباء ، : أحم ب ال ي حل ك ف ن الممالی شعریة زم ة ال الحرك

. م ١٩٨٦الطبعة األولى ، مؤسسة الرسالة ، بیروت ة : أحمد مختار العبادي .٣ شام ، طبع قیام دولة الممالیك األولى في مصر وال

.م ١٩٨٨دریة مؤسسة شباب الجامعة ، اإلسكنة : حسن صبحي .٤ التآمر الصھیوني ضد األمة العربیة ، دار النھضة العربی

. م١٩٦٨، بیروت راھیم .٥ ي إب ة :حسن عل ة مكتب ة ، طبع ك البحری اریخ الممالی ي ت دراسات ف

. م١٩٦٧النھضة المصریة ، القاھرة ة : درویش الجندي .٦ ده ، طبع ي ونق شعر العرب ظاھرة التكسب وأثرھا في ال

.م ١٩٦٩ار نھضة مصر د .١٩٧١ الحركة الصلیبیة ، الطبعة الثانیة ، القاھرة :سعید عاشور .٧ .م ١٩٧٩الرثاء ، طبعة دار المعارف ، مصر : شوقي ضیف .٨ي .٩ ھ ثلج ك : ط د الممالی ي عھ فد ف ة ص دة ، ١، طمملك اق الجدی ، دار اآلف

.م١٩٨٢بیروت ة د ، الھیئةأوراق بغدا: عبد الحكیم راضي وآخرون .١٠ ، العامة لقصور الثقاف

.م ٢٠٠٣القاھرة فصول من تاریخ مصر االقتصادي : عبد الرحیم عبد الرحمن عبد الرحیم .١١

.م١٩٩٠ة العامة للكتاب ، القاھرة واالجتماعي، الھیئة المصریدوري .١٢ ى ، : عبد العزیز ال ة األول ة ، الطبع ة العربی اریخي لألم وین الت التك

.م ١٩٨٤، بیروت مركز دراسات الوحدة العربیة ة دار : عبد العزیز محمد عوض .١٣ ة سوریة ، طبع اإلدارة العثمانیة في والی

.م ١٩٦٩المعارف ، القاھرة الثقافة المصریة مع الشعراء أصحاب الحرف ، وزارة : عبد العلیم القباني .١٤

.م١٩٦٧، القاھرة ك : عبد الفتاح سعید عاشور .١٥ ي عصر سالطین الممالی المجتمع المصري ف

. م١٩٦٢ القاھرة ،عید عاشور .١٦ اح س د الفت شام :عب صر وال ي م الیكي ف صر المم ة ،الع الطبع

.م ١٩٩٤مكتبة األنجلو المصریة ، لثالثةااب : عبد اهللا الحامد .١٧ ى ، دار الكت الشعر في الجزیرة العربیة ، الطبعة األول

.م ١٩٨٦السعودي ، الریاض

-١٢٦-

سون .١٨ ي ح ا: عل ة وعالقاتھ ة العثمانی ة ، الدول ة الثالث ة ، الطبع الخارجی .م١٩٨٣المكتب اإلسالمي، بیروت

ا .١٩ ى باش ر موس شرق : عم عراء الم ر ش صري أمی ھ الم ن نبات ة اب ، الطبع . م١٩٩٢مصر الثالثة ، دار المعارف ب

ا .٢٠ ى باش ر موس ي : عم اریخ األدب العرب ة –ت اني ، الطبع صر العثم الع .م١٩٨٩األولى ، دار الفكر المعاصر ، بیروت

م .٢١ ده قاس م عب صر : قاس ى ، م ة األول ك ، الطبع الطین الممالی صر س ع .م ١٩٩٨

یس .٢٢ د أن و : محم ة األنجل ة مكتب ي ، طبع شرق العرب ة وال ة العثمانی الدول .م ١٩٨٥المصریة ، القاھرة

الم .٢٣ ول س د زغل وكي : محم ي العصر الممل ارف األدب ف ة دار المع ، طبع . م١٩٧١بمصر

ة للصحافة واقعنا المع : محمد قطب .٢٤ اصر ، الطبعة األولى ، مؤسسة المدین . م١٩٨٦والطباعة والنشر ، السعودیة

داوي .٢٥ ود الرب ة : محم ة دار قتیب دا ، طبع اعرا وناق وي ش ة الحم ن حج اب .م ١٩٨٢

لیم .٢٦ ود رزق س ي : محم ي واألدب ھ العلم ك ونتاج الطین الممالی صر س ، ع .م ١٩٦٥ دار الحمامي للطباعة ،الطبعة األولى

ي .٢٧ و عل د أب ل خال ة : نبی وكي ، الطبع ى العصر الممل اھد عل یري ش البوص .م ٢٠٠٥الرابعة ، دار المقداد للطباعة ، غزة

دار المقداد بیة ، الطبعة األولى ، قصة الحروب الصلی : نبیل خالد أبو علي .٢٨ . م١٩٩٢ غزة ،للطباعة

-١٢٧-

الفھرس

رقم الصفحة الموضوع أما قبل

٣

ألول الفصل ا للعصرینالحیاة العامة

٥

٧ الحیاة السیاسیة ٩ بدایة حكم الممالیك ٢٠ العثمانیون في الوطن العربي ٢٥ الحیاة االقتصادیة ٣٣ الحیاة االجتماعیة ٤٤ الحیاة العلمیة

الفنون الشعریة

٥٣

٥٤ كلمة ال بد منھا

الفصل الثاني فن المدیح

٥٩

٥٩ المدیح في العصر المملوكي ٧٠ المدیح في العصر العثماني

لثالفصل الثا

فن الفخر والحماسة

٨٣

٨٣ العصر المملوكيفي ة سماحالفخر وال ٩٤ الفخر والحماسة في العصر العثماني

رابعالفصل ال غـزلن الـف

١٠٥

١٠٧ في العصر المملوكيالغزل العفیف ١١٥ العفیف في العصر العثمانيالغزل

-١٢٨-

١٢٤ في العصر المملوكيالغزل الحسي ١٣٤ في العصر العثمانيالحسي الغزل ١٤٣ في العصر المملوكيالغزل بالغلمان ١٤٨ الغز بالغلمان في العصر العثماني

خامسالفصل ال ـرثاءن الـف

١٥٣

١٥٤ في العصر المملوكيرثاء المدن ١٦٢ ثاء المدن في العصر العثمانير ١٦٥ في العصر المملوكيرثاء القادة ورجال الدولة ١٧٤ رثاء القادة ورجال الدولة في العصر العثماني ١٧٦ المصادر والمراجع