ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ...

401
الجمھورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيةعلميلي والبحث اللعاتعليم ا وزارة ال مية سرة الحضانية وا نساعلوم اية ال كل مية سعلوم ا قسم ال ﺃﺛﺮ ﺃﺛﺮ ﺃﺛﺮ ﺃﺛﺮ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻲ ﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪﻱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪﻱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪﻱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪﻱقدم بحث معلوم درجة دكتوراه النيل ل الفقه وأصولهص تخص إلطالبة: عداد ا إشرافذ الدكتور ستا ا: بي نور الھدى طي زقور أحسنلمناقشةء لجنة ا أعضامعة وھران جا مقررا أ.د زقور أحسنمعة وھران جا رئيسا أ.د لخضاري لخضر جامعة وھران مناقشالقادرني عبد ا أ.د سليمامعة أدرار جا مناقشا أ.د مبروك المصريمعة أدرار جا مناقشا عز الدينحي أ.د ي جامعة المدية مناقشا د.د خصال ول سليمانلجامعية السنة ا2012 م- 2013 م1433 ھـ1434 ھـ

Upload: others

Post on 23-Jan-2020

11 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الجمھورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

كلية العلوم ا�نسانية والحضارة ا�س�مية

قسم العلوم ا�س�مية

الفقهالفقهالفقهالفقه فيفيفيفي األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين أثرأثرأثرأثر

المقاصديالمقاصديالمقاصديالمقاصدي لنيل درجة دكتوراه العلومبحث مقدم

تخصص الفقه وأصوله

:ا�ستاذ الدكتورإشراف عداد الطالبة:إ أحسن زقور طيبي نور الھدى

أعضاء لجنة المناقشة

أحسن أ.د زقور مقررا جامعة وھران أ.د لخضاري لخضر رئيسا جامعة وھران

وھرانجامعة أ.د سليماني عبد القادر مناقشا أ.د مبروك المصري مناقشا جامعة أدرار أ.د يحي عز الدين مناقشا جامعة أدرار

المديةجامعة سليمان ولد خصال د. مناقشا

م 2013-م 2012السنة الجامعية ھـ 1434ھـ1433

Page 2: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ
Page 3: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

اإلهداءاإلهداءاإلهداءاإلهداء

يوالدالجهد لهدي ثمرة هذا أ

أمأمأمأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــي وأبي وأبي وأبي وأبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيييي

حفظهما احفظهما احفظهما احفظهما اهللاهللاهللاهللا

وإخوتي

إسالم ،محمد ،بشرى مايحي وزوجته، وأبنائه

إلى روح أخي الفقيد نعيمي

آية ومحمد المصطفى ،حنان ،سارة ماعبد العالي وزوجته وأوالده

سالمت ،شيماء ،ياسين ،إلى أختي وزوجها وأوالدهما زكرياء

قصي نعيمي مامحمد وزوجته وابنهإلى

أخي عبد الحق

إلى كل عائلة طيبي وعائلة نعيمي

Page 4: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

شكر وعرفانشكر وعرفانشكر وعرفانشكر وعرفان

ألستاذي الفاضل الدكتور أحسن زقور

جهده طيلة فترة البحث بخل عني بوقته وال يبلم الذي

فكرة فكرةناقشها صبر معي مدة طويلة لتصحيح هذه الرسالة كلمة كلمة وو

الجزاء وأثابه جنة الرضوان خير يفجزاه اهللا عن

ياربياربياربيارب

آميـــآميـــآميـــآميــــــنـــنـــنـــن

وإلى كل من أعانني في هذا البحث

حفظه اهللا الدكتور األخضري على رأسهممن أساتذتي الكرام

الذي أفادنا كثيرا بعلمه

يــــــــالئــــــــوزم

كاملة الشيخ نورين الذي أمدني بمكتبة منهم أخص بالذكرطلبتي وو

التوثيق مسألة في الوقتوفرت علي الكثير من

اهللا الجميع خيرا فجزى

Page 5: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المقدمة

﴾ أ ﴿

املقدمة

إىل الصراط املستقيم، والصالة احلمد هللا رب العاملني هادي اخللق بكتابه العزيز احلكيم

الذين ،ن بسنته املقصود من الترتيل، وعلى آله وأصحابه األطهاروالسالم على رسوله الكرمي الذي بي

، أما بعد:ومن بعدهم إىل يوم الدين ،واقتدوا بنهجه، اهتدوا ديه

، سبحانه وتعاىل اهللا العلوم الشرعية هو الوقوف على مرادخمتلف فنون فإن املقصد من دراسة

ضرورة دينية زاوهلا اتهد منـذ بدايـة وحتديد طرق ذلك: استنباط األحكام الشرعية،ولذا كان

الوحي، فكان يف عهد الرسالة حيتكم يف فهم واستنباط احلكم الشرعي إىل نص الكتاب املرتل بلغة

، وبيانه عليه السالم ملا أمجل وأم معناه منه، وكذا مبـا حبيث يفهم وفق ما عهدوا من معاين العرب

.حيف احلكم من ظروف ووقائع ومالبسات

لق بالرفيق األعلى، احتاج املسلمون بعده إىل أحكام الوقائع اجلديـدة غـري اخلفلما انتقل خري

نصوص على حكمها فاجتهدوا، إما بفهم النص القرآين أو النبوي وإحلاق هذه النوازل به، من باب امل

يف علـة الشتراكهما عليه باملنصوص النازلةحكم إحلاق اخلاص بالعام، أو بفهم علة احلكم وإحلاق

، فإن عدموا النص راعوا املصلحة اآليل احلكم لتحقيقها، فيعطوا احلكم املناسب وفـق مـا احلكم

عهده الشارع من مصاحل يف ذلك النوع الذي تنتمي إليه تلك املسألة اجلديدة.

تعلم تكررت هذه االجتهادات منهم وكثرت حىت أنتجت ثروة ضخمة من الفقه، عسر على امل

سبب االختالف فيها، واملنهاج الـذي نيوالباحث حصرها وحفظها واحتاج لقواعد تضبطها، وتبي

وفقه كان هذا االجتهاد، فتصدت جمموعة من العلماء هلذه العملية، فتتبعوا مناهج الصحابة واألئمة،

، وكذا أشار كما فعل الشافعي رمحه اهللا ،واستخرجوا قواعدا وأصوال تستند إليها تلك االجتهادات

اإلمام مالك لبعض ذلك يف موطئه.

وقد بدا ، وتوالت التآليف بعد الشافعي ومسيت هذه األصول والقواعد املدونة بعلم أصول الفقه

.الشرع مرادواضحا اهتمام مدوين أصول الفقه، بالقواعد اليت تضبط اللسان العريب كطريق لتحصيل

ون من أصول الفقه، وأفرط البعض يف معاجلة والتحشية على ما دمث استمر االختصار والشرح

القواعد، فتوسع يف مناقشة املسائل اللغوية والكالمية. هذا النوع من

Page 6: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المقدمة

﴾ ب ﴿

املختص من القواعد ، وبقي جزء آخرالشرع مراد لتحصيل كمسلك اهليف التنظري وابرعو

املرسلة... طي بعض املباحث كاملناسبة واملصلحةرار الشرع ومقاصده، سبأ

إنه حىت ـقواعد أصول الفقه املعهودة كبديل أو مكمل لاليوم أهل املقاصد ر لهينظهو الذي ـ و

كان عنوان هذا ، وبناءا عليههذا النوع األخري من القواعديتبادر للمطلع على مدونام أم أمهلوا ل

بين الفهم، أ معناه اللغوي وهو:وأقصد بالفقه البحث موسوم بـ:"أثر األصوليني يف الفقه املقاصدي"

م، وما حظهعمومااإلسالمية مقاصد الشريعة التأسيس لقواعد األصوليني يف إسهاماتمن خالله

من هذا الفقه.

:ةإشكالية البحث التالينعاجل من خالله

يف اجتهادام كما أغفلوا اإلسالمية مقاصد الشريعةقواعد هل أغفل األصوليون االستناد إىل

األصولية والقواعد املوجود بني القواعدالتداخل ومدى إفرادها مبباحث خاصة يف مدونام؟

إمكانية استقالل هذه األخرية بعملية االستنباط.و ،املقاصدية

الدراسات السابقة:

وع ده الصفة، ضأعثر قبل اختيار عنوان حبثي هذا، وال خالل فترة البحث من تناول املو مل

، نذكر من هده الدراسات:لكن الكثري من الباحثني تناول املقاصد عند آحاد األئمة

كر األصويل وإشكالية السلطة العلمية يف اإلسالم قراءة يف نشأة األصول ومقاصد فال -

تعرض يف القسم األول للسلطة العلمية ،م حبثه إىل ثالث أقسامايد صغري، قسالشريعة، لعبد

،ي وقع بني رجل العلم ورجل السيفذحتدث فيه عن التصادم ال :يف اإلسالم والتجربة السياسية

ر على المتالك السلطة أثكسالح لعلم ااستخدام العلماء سلطة، فوكيف أراد كل منهما امتالك ال

االحنطاط والقول بعلم املقاصد، تطرق فيه إىل : والقسم الثاين، السيما الفقه واألصول ،ممسار العلو

وهل ، علم مقاصد الشريعة :ا العلمذجهود اجلويين خصوصا وكيف كان له السبق يف التأسيس هل

وتأسيس علم عرض فيه أليب إسحاق الشاطيبتي :القول به جتاوز لعلم األصول، والقسم الثالث

.لإلنقاذوعقلنة التكليف والتنظري ،املقاصد

مقاصد الشريعة اإلسالمية عند العز بن عبد السالم للدكتور عمر بن صاحل بن عمر تعرض -

فيه إىل ثالث أبواب، خص الباب الثاين منه إلثبات مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقة املقاصد

معىن املقاصد وما شاكلها من املصطلحات اليت استخدمها عن حجية املقاصد،فيه باألصول، حتدث

Page 7: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المقدمة

﴾ ت ﴿

طرق الكشف عن املقصود عند األصوليون، حملة عن نشأة املقاصد وعن أقسام املصاحل واملفاسد،

تعارض املصاحل واملفاسد واملوازنة بينهما. ويف الباب الثالث حتدث عن الوسائل الشرعية العز،

بني الوسائل واملقاصد.لتحقيق املقصد العام، وعن الفرق

ق فيه رسالة الطويف يف حق ،املصلحة يف التشريع اإلسالمي، تأليف الدكتور مصطفى زيد -

ن رأيه القائل بتقدمي املصلحة على النصوص واستدالله على ذلك.وبياملصلحة،

م قس ،للدكتور يوسف أمحد حممد البدوي مقاصد الشريعة اإلسالمية عند اإلمام ابن تيمية، -

املصطلحات :وذكر ،لتعريف بابن تيمية ومقاصد الشارعلاألول صخص ،حبثه إىل مخسة فصول

فها، املشاكلة للمقاصد عند األصوليني وعره لبيان أبرز نشأة املقاصد وأقسامها، والفصل الثاين خص

الكشف عن اخلالف فيها واملناقشة، طرق :، كمسألة التعليلاملوضوعات املقاصدية عند ابن تيمية

لعالقة بني املقاصد واألصول املتفق عليهال تعرض فيه:، والفصل الثالثاملقاصد عند ابن تيمية

، ند ابن تيمية، واخلامس يف إسهامات ابن تيمية يف املقاصدعواملختلف فيها، والسياسة الشرعية

صد الشريعة حيث ذكر استفادته من سابقيه واعتداله يف منهجه ووسطيته يف استدالله على مقا

.وداللة النصوص، وعدم إسرافه يف االحتكام إىل ظاهر النصوص

معىن املقاصد، وفكرة نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب للريسوين، تعرض فيها املؤلف إىل -

ف بالشاطيب الثاين:عرالباب ، ويف املقاصد عند األصوليني وعند املذهب املالكي يف الباب األول

ويف وطرق الكشف عن املقاصد عند الشاطيب، ،املصلحةالثالث مسألة التعليل وناقش يف و، ونظريته

يف نظريته هذه. اإلبداعيني، ووجه وجه اتباع الشاطيب لألصولذكر حيث قوم النظرية، الرابع

احلسيين، تعرض يف الباب األول إلمساعيلنظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور -

، ويف الباب الثاين تعرض لنظرية ابنعند األصولينيومسألة القطع والظن منها إىل الفكر املقاصدي

إبداعهووجه لسابقيه وجه إتباعه: بين فيها حتليل وتقومي نظرية ابن عاشورويف الثالث إىل ،عاشور

.واملناقشة، وإىل الفطرة، واملقام واالستقراء فيهاذكر األقوال :فتعرض ملسألة التعليل، فيها

وحبوث أخرى منها: -

نقاز، رسالة إلمساعيل الفكر املقاصدي وجتربة التأصيل عند اإلمام ويل اهللا الدهلوي -

نشأة املقاصد، مفهوم املقاصد، ذكر للتجربة اإلصالحية عند ويل اهللا الدهلوي، فيها تعرض ماجستري

االستقراء. ،، التعليل، الفطرةوالظنومسألة القطع

Page 8: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المقدمة

﴾ ث ﴿

االجتهاد املقاصدي عند اإلمام أيب الوليد الباجي وتطبيقاته الفقهية من خالل كتابه املنتقى، -

.امعة باتنة لفؤاد بن عبيدرسالة دكتوراه جب

ا غريها ممو مقاصد الشريعة عند ابن القيم اجلوزية، لدكتور:مسيح عبد الوهاب اجلندي، -

ويستدلون ألفه املعاصرون يف جمال املقاصد الشرعية، ألم ال يذكرون مبحثا أو فكرة مقاصدية إال

.عن األصولينيفيها هلا مبا جاء

أصالة ومدى انبنائها على البحث عن سابقيه أنه منصب على املباحث األصولية ذاويفترق ه

ختصيصدون سواء كان هذا يف القواعد اليت تضبط اللسان العريب أو غريها، املقاصد الشرعية،

اليت تواطأ األصوليون والقواعد املباحث تضحتحىت األصويل فيه بالتبع، وذلك ذكر، وأصويل معني

يف جهودهم القدح اإلنكار أو فال يستطيع أحد ،وإن مل يصرحوا بذلك ،فيها ملقاصداإعمال على

التشريع. ات، طيلة فترومراعام ملقاصد الشريعة اإلسالميةوإسهامام

أسباب اختيار املوضوع:

لح صت:دعوة جتاوز هذا العلم لغريهإىل جانب تعرض أصول الفقه للنقد والنقد الالذع أحيانا،

أختار هذا العنوان جعلين خبالف قواعد أصول الفقه، مشاكل العصر، معضالت قواعده ألن حتل

وبني ما إن كانت هناك فعال قطيعة بني أصول الفقه اليت ظلت سنني حتكم عملية االستنباط، ألتبين

سه البناء على ما أسو، التطوير ، أم حتتاج املسألة إىل نوع منمن قواعد املقاصد يطرح كبديل هلا

ز العلوم بالتراكمية.لتمي األوائل،

:املنهج املتبع يف الدراسة

على طبيعة البحث توظيف املنهج االستقرائي يف تتبع املباحث األصولية للوقوفاقتضت

: عند واملنهج االستداليل .واستدالالم األصوليني للفقه املقاصدي يف تقعيد قواعدهم التفاتمدى

ليحتج ا على ما استنتج من إسهامات مقاصدية هلم. ،جلب أقوال األصوليني وتطبيقام

:التنظيمي للبحثاهليكل

وخامتة: قسمت البحث إىل املقدمة، ثالث فصول

، مببحثني:أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةحقيقة تعرضت فيه إىل :الفصل األول

، حيوي مطلبني:ماوماد أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية،تعريف يف املبحث األول:

Page 9: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المقدمة

﴾ ج ﴿

األول يف تعريف أصول ، بفرعني: األول: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية املطلب

.الفقه، والثاين يف تعريف مقاصد الشريعة اإلسالمية

،، بفرعني، األول يف مادة أصول الفقهأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةاملطلب الثاين: مادة و

ـ املوضوع و االستمدادوالثاين يف مادة مقاصد الشريعة ـ

، مبطلبني:أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةكليات تعرضت فيه إىل املبحث الثاين: و

أصول الفقه، والثاين يف ، بفرعني، األول يف أقسامأقسام وأوصاف أصول الفقه يف املطلب األول:

أوصاف أصول الفقه.

، بفرعني، األول يف أقسام مقاصد اإلسالميةأقسام وأوصاف مقاصد الشريعة يف املطلب الثاين:

الشريعة اإلسالمية، والثاين يف أوصاف مقاصد الشريعة اإلسالمية.

ا، تطورمهما، أمهيتهأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةحجية تعرضت فيه إىل : الفصل الثاين

مببحثني: ،ماومناهجه

:، مبطلبنياوتطورمه ماأمهيته ،الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد حجية يف املبحث األول:

، بثالث فروع، األول يف حجية أصول الفقه، املطلب األول: حجية أصول الفقه، أمهيتها، وتطورها

والثاين يف أمهية أصول الفقه، والثالث يف نشأة أصول الفقه.

األول يف حجية مقاصد ، بثالث فروع،املطلب الثاين: حجية مقاصد الشريعة، أمهيتها، وتطورها

، والثاين يف أمهيتها، والثالث يف نشأا.الشريعة اإلسالمية

، مبطلبني:يف حتصيل املقصود أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية املبحث الثاين: مناهج علماءو

ألول بفرعني، ا ،الشريعة اإلسالمية ومقاصد الفقه أصول املطلب األول: مناهج االستدالل عند علماء

.املقاصديني يف مناهج االستدالل عند األصوليني، والثاين يف طرق حتصيل املقصود عند

االستقراء بني أهل حقيقة يف: األول ، بفرعنياملطلب الثاين: االستقراء بني األصوليني واملقاصديني

األصول وأهل املقاصد، والثاين يف القطع والظن يف أصول الفقه.

حيوي متهيدا و ،أثر مراعاة السياق واالستصالح عند األصولينيفتعرضت فيه إىل : الفصل الثالثأما

ومبحثني:

أقسامه ، مبدخل عرفت فيه السياق،أثر السياق يف تفسري النصوص عند األصوليني يف املبحث األول:

ومطلبني: ،ووظيفته

Page 10: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المقدمة

﴾ ح ﴿

.عند األصوليني تفسري النصوصأثر السياق املقايل يف يف املطلب األول:

.عند األصولينييف تفسري النصوص أثر السياق املقامي يف املطلب الثاين: و

االستصالح عند األصوليني أثراملبحث الثاين: و

ومطلبني: بتمهيد

.موقف األصويل من تعليل األحكاميف املطلب األول:

.موقف األصويل من املصلحةيف املطلب الثاين:

النتائج التفصيلية املتوصل إليها، وجمموعة من الفهارس. ، اامتةمث أيت البحث خب

Page 11: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الفصل األولالفصل األولالفصل األولالفصل األول

أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية ةةةةحقيقحقيقحقيقحقيق

مبحثانه وفي

أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةتعريف :المبحث األولالمبحث األولالمبحث األولالمبحث األول

ماومادته

الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد كليات :المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني

Page 12: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المبحث األولالمبحث األولالمبحث األولالمبحث األول

ماماماماومادتهومادتهومادتهومادته أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةتعريف تعريف تعريف تعريف

مطلبانمطلبانمطلبانمطلبانوفيه وفيه وفيه وفيه

يف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةتعر المطلب األول:المطلب األول:المطلب األول:المطلب األول:

ةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميمادة المطلب الثاني:المطلب الثاني:المطلب الثاني:المطلب الثاني:

Page 13: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾1﴿

تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية املطلب األول:

مقاصد تعريف الثاين ، وواصطالحا تعريف أصول الفقه لغةاألول :فرعني حيوىو .اإلسالمية لغة واصطالحاالشريعة

تعريف أصول الفقهالفرع األول: باعتبار األول: باعتبار اإلضافة، والثاين: ،عرف األصوليون أصول الفقه باعتبارين

العلمية. تعريف أصول الفقه باعتبار اإلضافة:أ ـ

، أي تعريف إىل تعريف كل من املضاف واملضاف إليه تاجحي، اإلضافةباالعتبار تعريفه ، ونبدأ بالفقه.الفقه وتعريف األصول

تعريف الفقه:

�x(¤θßγ#) ﴿:: الفقه: العلم بالشيء والفهم له، ومنه قوله تعاىل1لغةـ 1 tG uŠ Ïj9 ’Îû ǃÏe$!$# (#ρ â‘ É‹Ψ ãŠ Ï9 uρ

óΟßγtΒ öθs%﴾... 122 ، اآليةالتوبةسورة ،

θä9$#)﴿:وقوله تعاىل s% Ü= ø‹yè à±≈tƒ $ tΒ çµ s)ø�tΡ #Z��ÏVx. $ £ϑ ÏiΒ ãΑθà)s?…﴾ 91 ، اآليةسورة هود ،

والفقه:الفطنة. ويف خمتار الصحاح: "فاقهه: باحثه يف العلم".

ويف املصباح املنري: أن كل علم لشيء فهو فقه، وفقه فقها إذا علم، وفقه بالضم مثله، وقيل: فقه بالضم: إذا صار الفقه له سجية.

)؛ 4/442، (1979- 1399ق عبد السالم حممد هارون، ط/يهـ)، حتق395معجم مقاييس اللغة، أليب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا(ت - 1هـ)، حتقيق: خليل إبراهيم جفال، دار إحياء التراث 458 األندلسي املعروف بابن سيده(ت املخصص، أبو احلسن علي بن إمساعيل النحوي اللغوي

هـ)، قدم له 666العالمة حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي(ت بعد ،)؛ خمتار الصحاح1/260م، (1996هـ 1/1417العريب، بريوت، طهـ)، دار املعارف، 711؛ لسان العرب، البن منظور(ت 295، ص 2007- 1/1428ط مؤسسة املختار، القاهرة، وعلق عليه: الدكتور حيي مراد،

، 2008- 1/1429هـ)، مؤسسة املختار، القاهرة، ط 770)؛ املصباح املنري، العالمة أمحد بن حممد بن علي الفيومي(ت 5/3450القاهرة، ( .289ص

Page 14: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾2﴿

. يدل على إدراك الشيء والعلم به" واهلاء أصل واحد صحيحالفاء والقاف "وقال ابن فارس: .قال ابن سيدة: "وفقهته علمته وفهمته"و

ها، فالكسر إذا يقال: فقه، وفقه، وفقه؛ بكسر القاف، وفتحها، وضم يقول ابن عطيةفيكون على وزن "فعل" وبالضم إذا صار الفقه له سجية، فهم، وبالفتح إذا سبق غريه للفهم،

واسم ،و ظريف ، وشرف فهو شريفهبالضم؛ ألنه شأن أفعال السجايا املاضية حنو: ظرف فالفاعل من األوليني فاعل؛ حنو : سمع ، فهو سامع ، وغلب فهو غالب ، ومن الثالث: فعيل؛

يهفهو فق 1(فلذلك تقول فقه(. صول: "وأما الفقه فهو يف أصل اللغة عبارة عن فهم غرض وقال الرازي يف احمل ، فال وغمض ويف شرح اللمع: "الفقه يف اللغة ما دق، )3(أو"إدراك معىن الكالم" ،)2(املتكلم"

.)4("يقال فقهت أن السماء فوقناالفقه يف اللغة هو :وقال الغزايل ،)5("الفقه يف حقيقة اللغة هو العلم" قال الباقالين:و

.)6( العلم والفهم

ن عادل الدمشقي احلنبلي، حتقيق الشيخ عادل أمحد عبد املوجود والشيخ علي اللباب يف علوم الكتاب، تأليف املفسر أيب حفص عمر بن علي ب - 1حممد معوض، شارك يف حتقيقه برسالته اجلامعية: الدكتور حممد سعيد رمضان حسن، حممد املتويل الدسوقي حرب، دار الكتب العلمية، بريوت،

)12/296، (1998- 1/1419ط، مؤسسة الرسالة)، دراسة وحتقيق طه جابر فياض العلواين، 606رازي حممد بن عمر بن احلسني (تاحملصول يف علم األصول، فخر الدين ال - 2

)1/78.( خمتصر التحرير يف أصول الفقه، تأليف تقي الدين حممد بن أمحد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي املصري احلنبلي املعروف بابن النجار، - 3 .14، ص1/1420حتقيق حممد مصطفى حممد رمضان، دار األرقم، اململكة العربية السعودية، ط ،)972(ت- 1/1407لبنان، ط - شرح اللمع، أبو إسحاق إبراهيم الشريازي، حققه وقدم له ووضع فهارسه عبد ايد تركي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت - 4

1988 ،)1/157(. ، حتقيق عبد احلميد بن علي أبو زنيد، مؤسسة الرسالة، هـ) 403مد بن الطيب الباقالين (تللقاضي أيب بكر حمالتقريب واإلرشاد الصغري، - 5 .)1/171، (1998- 2/1418ط، حتقيق تعليق: حممد سليمان األشقر، مؤسسة هـ)505(تاملستصفى من علم األصول، لإلمام الغزايل أيب حامد حممد بن حممد بن حممد الغزايل - 6

.)1/35(، 1997- 1/1417لة، بريوت لبنان، طالرسا

Page 15: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾3﴿

واألشبه أن الفهم مغاير للعلم إذ وقيل الفقه لغة العلم، ،بقوله ذلكوعلق اآلمدي على الفهم عبارة عن جودة الذهن من جهة يئه القتناص كل ما يرد عليه من املطالب وإن مل

ن ــــــــــــيك

.)1(وليس كل فهم عاملا ،عاملا كالعامي الفطن، وعلى هذا فكل عامل فهم املتصف به

اصطالحا:ـ 2

ومنهم من عرفه باملعرفة، ،فه بالعلمالعلماء يف تعريف الفقه، فمنهم من عراختلف نذكر هذه املذاهب مع أهم االعتراضات والردود اليت حفت هذه املسألة.

العلم بأحكام أفعال املكلفني الشرعية، اليت يتوصل إليها "الفقه: قال فه الباقالينعرصدر و من اجلويين والغزايلإىل جانب الباقالين كل ، وعرفه بالعلم )2("بالنظر دون العقلية

.)3( وابن احلاجب الشريعة ؟)4(د: أن الفقه من باب الظنون، فكيف قيل فيه:العلمهذا احلوأشهر ما اعترض به على

.)5(والتزم مجاعة ذا باحلد، وقالوا: املراد بالعلم: اإلدراك

، علق عليه الشيخ عبد الرزاق عفيفي، دار الصميعي اململكة هـ)631(تاإلحكام يف أصول األحكام، تأليف العالمة علي بن حممد اآلمدي - 1 .)1/19(، 2003- 1/1424العربية السعودية، ط

).1/171(التقريب واإلرشاد الصغري، املصدر السابق، - 2هـ)، حققه وقدمه ووضع فهارسه: الدكتور عبد 478الربهان يف أصول الفقه، إلمام احلرمني أيب املعايل عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف(ت - 3

سعد )؛ شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه،1/35املصدر السابق،(املستصفى، )؛1/85العظيم الديب، دار األنصار بالقاهرة، ()؛ 1/27( ،1996 - 1/1416زكريا عمريات، دار الكتب العلمية بريوت، لبنان، ط هـ)، حتقيق:793الدين مسعود بن عمر التفتازاين الشافعي (

بد رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، تاج الدين أيب النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف السبكي، حتقيق: علي حممد معوض، عادل أمحد ع ).1/244، (1999 - 1419/ 1املوجود،عامل الكتب، بريوت، لبنان، ط

).1/246رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، ( - 4)، تأليف اإلمام مجال الدين عبد الرحيم بن احلسن األسنوي الشافعي 685اية السول يف شرح منهاج األصول للقاضي ناصر الدين البيضاوي(ت - 5

رفع احلاجب عن خمتصر ؛)1/8تأليف الشيخ حممد خبيت املطيعي، عامل الكتاب، ( ،ومعه حواشيه املفيدة سلم الوصول لشرح اية السول)، 772(ت

Page 16: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾4﴿

، وكل ما باإلمجاعوأجاب القرايف:"أن كل حكم شرعي معلوم، ألن كل حكم شرعي ثابت فهو معلوم، فكل حكم شرعي معلوم، وإمنا قلنا إن كل حكم شرعي ثابت باإلمجاعثبت

ألن األحكام على قسمني: منها ما هو متفق عليه فهو ثابت باإلمجاع، ومنها ما هو ،باإلمجاعخمتلف فيه، فقد انعقد اإلمجاع على أن كل جمتهد إذا غلب على ظنه حكم شرعي فهو حكم

فقد صارت األحكام يف مواقع اخلالف ثابتة ده إذا حصل له سببه،وحق من قل ،اهللا يف حقه .)1(باإلمجاع عند الظنون"

أن كل جمتهد إذا غلب على ظنه حكم :قولبأن جواب القرايف، ىواعترض الطويف عل، فالقطع حصل هلذا اتهد خاصة بعينه، وقد حيصل خالفه لغريه شرعي فهو حكم اهللا يف حقه

هنا عند جمتهد خاص، لكن الكالم - القطع باحلكم الشرعي –العلم فحصول ،يف نفس املسألةمطلوب عام إثباتفهو من باب يف الشريعة، يف تعريف الفقه املطلق بالنسبة إىل كل جمتهد هنا

فإن كان يقصد أنه حكم اهللا قطعا عند كل جمتهد تناقضت القطعيات، اخلاص، بالتقريركوجوب التدليك يف الطهارة عند مالك ،النفي واإلثبات بنيالسيما إذا اختلفت األحكام

.)2(وعدم وجوا عند الشافعيوإمنا العلم بوجوب -علما-بأن الظنون ليست فقها عن هذا االعتراض: وأجيب

سة الفقه ال توجب عمال ياد وأقحالعمل عند قيام الظنون، ولذا قال احملققون أن أخبار اآل

شهاب الدين أبو العباس أمحد بن إدريس اإلمامتأليف تنقيح الفصول يف اختصار احملصول،شرح )؛1/246ابن احلاجب، املصدر السابق، ( .22، ص2004- 1424هـ)، باعتناء مكتب البحوث و الدراسات، دار الفكر، بريوت، لبنان، ط/684(تالقرايف

.22شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 1بن )، حتقيق الدكتور عبد اهللاه716شرح خمتصر الروضة، تأليف جنم الدين أيب الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكرمي بن سعيد الطويف(ت - 2

).1/162، (2003- 4/1424عبد احملسن التركي، مؤسسة الرسالة، بريوت لبنان، ط

Page 17: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾5﴿

احلكم معلومأن قالوا ، كما)1("األدلة :بالعمل وهيوإمنا جيب العمل مبا جيب به العلم ،بذاا .)2(يف طريقه واقع والظن قطعا

احلاصلة عن الطرق الفقه هو العلم بوجوب العمل باألحكام الشرعية"فيكون تقدير احلد: .)3( وفيه تعسف ال يليق بالتعريفات "، يقول الطويف:الظنية

عندما قال:" فالعلم احتراز عن الظن باألحكام ولعل الطويف ذا التقدير كان يقصد اآلمديفإنه وإن جتوز بإطالق اسم الفقه عليه يف العرف العامي فليس فقها يف العرف اللغوي ،الشرعية

بناء على اإلدراك القطعي وإن كانت ظنية يف ،بل الفقه العلم ا أو العلم بالعمل ا ،واألصويل .)4(نفسها"

، وبه استدل على وجوب العمل ألن اإلمجاع ظين ،بأن هذا فيه نظر سنويوأجاب االى كل من الدليل الظين والدليل القطعي دليال، جواب األسنوي هذا يلزم من مسو ،)5(بالظنيات

يف تعريف أصول ذلك له يرى من األدلة إال ما كان منها قطعيا، كما سيأيت ال وإال فاجلويين الفقه.

،كما تقول علم النحو أي صناعته ،الصناعة هبد العلم جنس واملرا" :البحر احمليطويف ومن أورده ،وحينئذ فيندرج فيه الظن واليقني، وعلى هذا فال يرد سؤال الفقه من باب الظنون

.)6("يار منه الختصاص العلم بالقطعيفهو اخت

).1/85(املصدر السابق، الربهان يف أصول الفقه، - 1 ؛)1/159(شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، ) ؛42- 1/41)؛ اية السول، املصدر السابق، (1/78احملصول للرازي، املصدر السابق،( - 2

، قام بتحريره الشيخ عبد القادر عبد اهللا العاين، وراجعه هـ)794(تيط، للزركشي وهو بدر الدين حممد بن ادر بن عبد اهللا الشافعيالبحر احمل .)1/26(، 1992- 2/1413الدكتور عمر سليمان األشقر، دار الصفوة للطباعة والنشر، الغردقة، ط

).1/160(شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، - 3 .)1/20(اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، - 4 ).1/41 -42اية السول، املصدر السابق، ( - 5 )1/21(يف أصول الفقه، املصدر السابق، البحر احمليط - 6

Page 18: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾6﴿

خلروج غالب األحكام عن كوا ،غري جامعـ العلم ـ قيد بفيكون التعريف .)1(فقها

وكل من يرى ،)2(حيتمل النقيضما ال وهو :وهذا على اصطالح الطويف يف العلمذكر يف إرشاد الفحول أن منهم من يطلق العلم على الظن، والشك وإال فقد ،اصطالحه هذا

يطرح هذا االعتراض أصال.وعلى هذا فال ، )3(والوهم، واجلهل املركبالقول بأن الفقه من باب الظنون فيخرج منه ما علم من على ولتقرير والتحبري: قال يف ا .)4(الدين بالضرورة

حبيث ،العلم باألحكام الشرعية العملية املستدل على أعيااولذا أضاف يف احملصول:" ال

، وذلك احترازا عن العلم بوجوب الصالة والصوم.)5("يعلم كوا من الدين ضرورة:"معرفة الفقه قال الشريازيومن أجل تفادي هذه االعتراضات حد الفقه باملعرفة،

،)7(:"الفقه معرفة األحكام الشرعية"الباجي قالو ،)6(األحكام الشرعية اليت طريقتها االجتهاد" ،: "معرفة األحكام الشرعية الفرعية بالفعل وبالقوة القريبةأنهالتحرير بخمتصر وعرفه صاحب

.)8(بالتهيؤ ملعرفتها باالستدالل":ربية أيقوقصده "بالفعل" أي باالستدالل، "وبالقوة ال

)1/156شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، ( - 1 .)1/156املصدر نفسه، ( - 2عبد اهللا سامي بن العريب األثري، قدم له: ، لإلمام حممد بن علي الشوكاين، حتقيق تعليق: أيب حفصإرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول - 3

).1/62، (2000- 1/1421بن عبد الرمحان السعد، الدكتور سعد بن ناصر الشثري، دار الفضيلة الرياض، ط- 1/1419، دار الكتب العلمية،بريوت ، طعبد اهللا حممود حممد عمروحتقيق: التقرير والتحبري، حممد بن حممد ابن أمري احلاج احلنبلي، دراسة - 4

1999) ،1/30.( ).80/ 1احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 5 .34املصدر السابق، صاللمع يف أصول الفقه، - 6، دار الغرب اإلسالمييد تركي، هـ)،حققه وقدم له ووضع فهارسه: عبد ا474إحكام الفصول يف أحكام األصول، أبو الوليد الباجي ( - 7 . 175، ص1995- 2/1415ط . 14خمتصر التحرير يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 8

Page 19: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾7﴿

.)1(بقوهلم باألحكام، من العلم بالذوات والصفات واواحترزر ثخروج أكأمران، األول: يلزم منه: "بأحكام أفعال املكلفني" قول الباقالين يف تعريفهو

.)2(، فيكون الفقه العلم جبميع األحكامممعرفة تفيد العموإىل يفت اتهدين ألن النكرة إذا أض ري مانع.غاملقلد، فيكون :والثاين: إن أريد به بعض األحكام دخل يف احلد

ألن األئمة سئلوا فقالوا و ،لن جتد فقيها إذ مجيع األحكام ال حييط ا بشرف األول وعلىألنه لو قال ،"بقوله "العلم جبملة من األحكام الشرعية ، ولذا جاء تعريف اآلمدي)3(ال ندري

وقول ،فال يكون العلم مبا دون ذلك فقها ،ألشعر بأن الفقه العلم جبملة األحكامباألحكام ، ألن املقلد يكون االثننيومن العلم باحلكم الفقهي الواحد، أيضا زاتراحا :اآلمدي "جبملة"

.)4(على علم به .)5( الشرعية.." ولعل هذا جعل الساعايت يعرفه بأنه "العلم باجلملة الغالبة من األحكام

الطويف أن العلم املقصود ببعض األحكام املراد به العلم بأدلتها وأمارا ووجه وقال .)6(واملقلد علمه ليس كذلك ،استفادا منها

:"الفقه صاحب خمتصر التحرير القيد الذي ذكره هو هذا اإلشكال يصلح حلل ماو معرفة األحكام الشرعية الفرعية بالفعل وبالقوة القريبة..."

العلم ، ال نفسالتهيؤ للعلم باجلميع :"العلم باألحكام" هو فيكون مقصودهم بـ .)7(ألهليته لالجتهاد باجلميع،

.)1/79(احملصول للرازي، املصدر السابق، )؛1/21البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 .)1/171، التقريب واإلرشاد، املصدر السابق، (3هامش رقم - 2 ). 1/165شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، ( - 3 .)1/20حكام لآلمدي، املصدر السابق، (اإل - 4دراسة وحتقيق:سعد بن عزيز بن مهدي، كلية الشريعة هـ)،694ملظفر الدين أمحد بن علي الساعايت(ت اية الوصول إىل علم األصول، - 5

.7م، ص1985القرى، اململكة العربية السعودية،والدراسات اإلسالمية، رسالة دكتوراه، جامعة أم .)1/165شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، ( - 6 .)1/246( رفع احلاجب، املصدر السابق، ؛)1/165( ، املصدر السابق،شرح خمتصر الروضة - 7

Page 20: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾8﴿

ا الباقالين وقد صرح ، )1(من العقلية كتماثل واالختالف ":يةعالشر "واحترزوا بقوهلم بإخراج األحكام العقلية. يف تعريفهقوهلم "العملية" احترازا عن العلم بكون أنواع األدلة حججا، كاإلمجاع وخرب بو

.)2(لكن العلم ا ليس علما بكيفية عمل ،أحكاما شرعيةأا اآلحاد، مع . )3(رج بالعمليةوقال ابن دقيق العيد وفيه نظر ألن الغاية املطلوبة منها العمل فكيف خي

،ألن النية من مسائل الفقه :"الفروعيةـ"ب "العملية"وابن احلاجب واستبدل اآلمدي .)5(ومل يستحسن الزركشي هذا التفريق ورجح "العملية" لشموهلا .)4(وليست عمال

من علم اهللا سبحانه وتعاىل :"املكتسة"االستدالل" أو "بالنظر أوبقوهلم احترزوا وأو ما يقع من علوم كثرية ،واملالئكة وعلم النيب صلى اهللا عليه وسلم فيما علمه بالوحي

.)6(للمقلد

:تعريف األصول: األصول مجع أصل: وأصل كل شيء أساسه، وقيل: ما يستند وجود ذلك لغة - 1وأصله تأصيال: جعلت له أصال والبحر أصل للجدوال. ،فاألب أصل للولد ،هيلإالشيء

ا ـــــــــــــــــــثابت .)7(يبىن عليه

اصطالحا: - 2

).1/79احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 1 ).1/79املصدر نفسه، ( - 2 .)1/21(املصدر السابق، ،البحر احمليط - 3 . )1/143(رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، )؛1/20(اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، - 4 .)1/22البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 5 . )1/20( لآلمدي، املصدر السابق،اإلحكام )؛1/79(احملصول للرازي، املصدر السابق، )؛1/22البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 6 ).1/89(لسان العرب، املصدر السابق، ؛25؛ خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص15املصباح املنري، املصدر السابق، ص - 7

Page 21: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾9﴿

:)1(منها يطلق األصل على معان .الصورة املقيس عليها -1 أي الراجح عند السامع احلقيقة الالراجح: كقوهلم األصل يف الكالم احلقيقة، -2

ااز. الفقه، نة، أي دليلها، ومنه أصولالكتاب والسالدليل: كقوهلم: أصل هذه املسألة -3

أي أدلته.القاعدة املستمرة كقوهلم: إباحة امليتة وهو: ، معىن رابع لألصل،كشيالزروذكر

الصورة املقيس عليها عليه بأن وعقب ،للقرايف للمضطر على خالف األصل، ونسب األربعة .)2(هي نفسها الدليل

"أحدها التعبد: كقوهلم إجياب الطهارة : يذكرها القرايفمل وقال الزركشي بقي أموروكذا ،خبروج اخلارج على خالف األصل، يريدون ال تدي إليها بالقياس، وكذا "الغالب"

ع "املخرج" كقول باء ما كان على ما كان، والرابقاستمرار احلكم السابق كقوهلم األصل .)3(الفرضيني أصل املسألة من كذا

ب والقاعدة الكلية حتصسالشوكاين بعد أن ذكر أن األصل مبعىن الراجح واملوقال .)4(والدليل: "واألوفق باملقام الرابع" أي الدليل

،واملعاين اليت ذكرت لألصل ما عدا ما تعلق مبعىن "املخرج" أي خمرج مسألة الفرضيني ،والغالب ،س عليهقيكلها يوافق ويدخل يف اصطالح أصول الفقه ألن كل من الراجح وامل

.)1(خمتصر التحرير: األصل: ما له فرع ، لذا جاء يفالفقه ينبين عليهاواملستصحب

شهور تأليف اإلمام شهاب الدين أيب العباس أمحد بن إدريس بن عبد الرمحان الصنهاجي املصري امل نفائس األصول يف شرح احملصول، - 1، دراسة وحتقيق وتعليق: الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد معوض، قرظه الدكتور عبد الفتاح أبوسنة، مكتبة نزار هـ)684بالقرايف(ت

.20شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص )؛1/156(، 1995- 1/1416مصطفى الباز، مكة املكرمة، الرياض، ط ).1/16السابق، ( البحر احمليط، املصدر- 2 ).1/17املصدر نفسه، ( - 3 ).1/57(، املصدر السابق، إرشاد الفحول - 4

Page 22: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾10﴿

اختلف األصوليون يف تعريف :باعتباره لقبا لعلم خاص تعريف أصول الفقه -ب أصول الفقه.

، وذكر )2("العلوم اليت هي أصول العلم بأحكام أفعال املكلفنيفعرفه الباقالين بقوله:" .)3(أا عبارة غري حمررة :ققاحمل

وعرفه ابن احلاجب بقوله: "العلم بالقواعد اليت يتوصل ا إىل استنباط األحكام .)4(الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية"

إىل استنباط األحكام وعرفه الساعايت أيضا بقوله: "العلم بالقواعد اليت يتوصل ا .)5(الشرعية، الفرعية من أدلتها التفصيلية

وأدلة الفقه هي األدلة السمعية وأقسامها نص ، أصول الفقه أدلتهوعرفه اجلويىن بقوله:" .)6("الكتاب ونص السنة املتواترة واإلمجاع

، وأدلة األحكام )7(وقال الغزايل:" أصول الفقه عبارة عن أدلة هذه األحكام" عنده:الكتاب والسنة واإلمجاع.

عليها الفقه األحكام وما يتوصل به إىل األدلة وعرفه الشريازي بأنه:"األدلة اليت يبين )8(على سبيل اإلمجال"

.14خمتصر التحرير يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 1 ).1/172التقريب واإلرشاد، املصدر السابق، ( - 2 ).1/172، التقريب واإلرشاد، املصدر السابق، (6اهلامش رقم - 3 ).1/120(شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، )؛1/97احلاجب، املصدر السابق، (رفع - 4 .6اية الوصول إىل علم األصول، املصدر السابق، ص- 5 ).1/85الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 6 ).1/36املستصفى، املصدر السابق، ( - 7 .35اللمع يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 8

Page 23: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾11﴿

قال:"هي أدلة الفقه وجهات داللتها على األحكام الشرعية وكيفية وعرفه اآلمدي من جهة اجلملة ال من جهة التفصيل، خبالف اخلاصة املستعملة يف آحاد حال املستدل ا .)1(املسائل اخلاصة"

القواعد اليت يتوصل ا إىل استتنباط األحكام " :يف خمتصر التحرير أصول الفقه هيو .)2("الشرعية الفرعيةجمموع طرق الفقه على سبيل اإلمجال وكيفية الرازي والزركشي بـ:وعرفه

.)3(االستدالل ا وكيفية حال املستدل امعرفة دالئل الفقه إمجاال وكيفية االستفادة منها وحال بأنه:"وعرفه صاحب املنهاج

.)4(املستفيد" .)5(بري هو:"إدراك القواعد اليت يتوصل ا إىل استنباط الفقه"حويف التقرير والت

؟ مذهبان كما هو مبني يف التعاريف أو العلم ا هي نفس القواعد واألدلة األصولهل ففعلى القول بأا العلم، فريد عليه السؤال الذي ورد على تعريف الفقه بالعلم سابقا، .السابقة

أا األدلة، فما هي األدلة املعتربة يف أصول الفقه؟ هل هي ما ذكره اجلويين بوعلى القول وقع من أدلة يف كتب األصول كانت قطعية أم ظنية؟ أم كل ماوالغزايل

فإن قيل تفصيل أخبار ولذا فقد تفطن اجلويين لذلك عندما أورد على نفسه سؤال: حظ األصويل إبانة القاطع فأجاب بأن ،حاد واألقيسة ال يلفى إال يف األصول وليست قواطعاآل

.)6( املدلول ويرتبط الدليل بهولكن ال بد من ذكرها ليتبني ،يف العمل ا

).1/21اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 1 .14املصدر السابق، ص ،خمتصر التحرير - 2 ).1/24( البحر احمليط، املصدر السابق،)؛ 1/80احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 3 ).1/5اية السول يف شرح منهاج األصول، املصدر السابق، (- 4 ).1/38والتحبري، املصدر السابق، ( التقرير - 5 ).1/86الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، (- 6

Page 24: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾12﴿

جيوز إطالق أصول الفقه على القواعد أنفسها وعلى العلم ا الزركشي وقال

فإن من ،مل يتوارد على حمل واحدأنه ال خالف يف ذلك ألما التحقيقو والثاين أوىل،

ايف حده بنفس ضذا الفن حده بالعلم، ومن أراد اإلأراد اللقيب وهو كونه علما على ه

وعلى .)1(األدلة، ولذا ملا مجع ابن احلاجب بينهما عرف اللقيب بالعلم واإلضايف باألدلة

فهم ال يعنون بالعلم معىن القطع، بل يعنون أنه فن يف مقابل العلوم تفصيل الزركشي هذا

والفنون األخرى.

خالف يف املسألة، لكن يف احلقيقة اخلالف هذا يوحي وكأنه ال هكالمكما أن

ااملقصود هل أصول الفقه قطعية مسألة :وه خالف آخرعليه ن انبىنإوارد السيما

بعد لمجتهدليقع القطع الذي ايقصد أم ،ة وقواعد أصول الفقه قطعيةاألدلكون

؟ استقرائه لألدلة

.)2(ألدلةل عد استقرائهب يريان أن القطع هو ما يقع للمجتهد فابن األنباري والقرايف

حكم على املقام مقام نأل ،وقال ابن عاشور عند مناقشته هلذه املسألة أن مذهبهما باطل

.)3(ال على ما يقع لبعض علماء الشريعة ،مسائل األصول

تعريف األصويل:

.)4(ومستفيدها استفادااألصويل فهو:العارف ذه األدلة والقواعد وطرق أما

).1/242،243)؛ رفع احلاجب، املصدر السابق، (25/ 1البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 ).1/147نفائس األصول، املصدر السابق، (- 2 .7د الطاهر بن عاشور، الطبعة التونسية، صمقاصد الشريعة اإلسالمية، تأليف فضيلة اإلمام حمم- 3عبد ق عليه ووضع حواشيه:هـ)، عل771مجع اجلوامع يف أصول الفقه، تأليف: قاضي القضاة تاج الدين بن عبد الوهاب بن علي السبكي(ت- 4

.13، ص2003- 2/1424املنعم خليل إبراهيم، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط

Page 25: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾13﴿

تعريف مقاصد الشريعة اإلسالمية:الفرع الثاين:

: )1(تعريف املقاصد لغة -1

:فيما يليتطلق مادة "قصد" يف اللغة على عدة معان نوجزمها جاء يف الصحاح، القصد: العدل، التوسط واالعتدال أو العدل: -أ

قال الشاعر: على احلكم املأيت يوما إذا قضى قضيته أن ال جيور ويقصد

.أي: يعدلô‰ÅÁ ﴿:قوله تعاىل ويف ø%$#uρ ’Îû š�Í‹ô±tΒ ô﴾... قال ابن ،19سورة لقمان، اآلية

كثري:امش مشيا مقتصدا، مشيا ليس بالبطيء املثبط، وال بالسريع املفرط، بل عدال وسطا .)2(بني بني

أيب هريرة رضي اهللا عنه قال: قال رسول اهللا صلى اهللا عليه عنوقال يف فتح الباري: القصد: األخذ باألمر .)3(وسلم:"...القصد القصد تبلغوا"

.)4(األوسط

)؛ الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، تأليف إمساعيل بن محاد اجلوهري، حتقيق: أمحد عبد الغفور5/95اللغة، املصدر السابق، (معجم مقاييس - 1؛ خمتار الصحاح، املصدر السابق، 304)؛ املصباح املنري، املصدر السابق، ص2/524، (4/1990عطار، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، ط

هـ)، حتقيق عبد الستار أمحد فراج، راجعته جلنة فنية من 1205س من جواهر القاموس للسيد حممد مرتضى احلسيين الزبيدي(ت؛ تاج العرو310ص ).5/3642)؛ لسان العرب، املصدر السابق، (9/35، (1971- 1391ط/ وزارة اإلعالم، مطبعة حكومة الكويت،

- 1/1423هـ)، دار ابن حزم، بريوت، لبنان، ط774عمر بن كثري القرشي الدمشقي(ت تفسري القرآن العظيم، للحافظ أيب الفداء إمساعيل بن - 22002) ،3/2248.(

هـ)، حتقيق 256البخاري، ضبطه ورقم أحاديثه ووضع فهارسه (ت صحيح البخاري، لإلمام أيب عبد اهللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم اجلعفي - 3، كتاب الرقائق، باب القصد واملداومة على العمل، رقم 2001- 1/1421حممد عبد القادر عطا، دار التقوى للتراث، منشية احلرية، شربا اخليمة، ط

5980) ،3/320.( )، وعليه تعليقات مهمة للشيخ عبد الرمحان بن ناصر 852حجر العسقالين(ت فتح الباري بشرح صحيح البخاري، للحافظ أمحد بن علي بن - 4

).1/176( ، 2005- 1/1426الرباك، اعتىن به أبو قتيبة نظر حممد الفاريايب، دار طيبة، الرياض، ط

Page 26: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾14﴿

وعن جابر بن مسرة يصف صالته عليه السالم قال:" كنت ي مع رسول اهللا ـــــــــــــــــــأصل

.)1(وخطبته قصدا" ،صالته قصدااهللا عليه وسلم فكانت صلى

وهو ظاهر من ترمجة ؛)2(قال النووي: أي وسطا بني الطول الظاهر، والتخفيف املاحق الباب.

والقصد بني اإلسراف والتبذير، مبعىن ترك اإلسراف دون تقتري. والتوجه وإتيان الشيء على استقامة: االعتماد واألم -ب

تقول قصده وقصد له، وقصد إليه، أي طلبه بعينه، ويقال: أمه أي: طلبه بعينه، ويقال بعث بعثا من أن النيب صلى اهللا عليه وسلم جندبقصدت قصدا: أي حنوت حنوه، وعن

املسلمني إىل قوم من املشركني وإم التقوا فكان رجل من املشركني إذا شاء أن يقصد إىل . )3(له فقتله"رجل من املسلمني قصد

.ومبعىن الوجهة، يقال: إليه مقصدي أو جهيتومن معاين القصد: القتل أو اإلصابة، قال ابن فارس واألصل قصدته قصدا، أصابه ـ

أن : اإلقصاداألصمعي فقتله مكانه، وكأنه يريد أنه قصده فلم خيطئه، ومل حيد عنه، قال تضرب الشيء أو ترميه فيموت مكانه.

قال الشاعر: ألمثاهلا من نسوة احلي قانصا فأقصدها سهمي وقد كان قبلها

وقال الزبيدي: القصيد: العصا، قال الشاعر:

:حممد بن عيادي بن عبد احلليم، هـ)، اعتىن به261صحيح مسلم، لإلمام أيب احلسن مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي النيسابوري (ت - 1 ).1/416، (866، كتاب اجلمعة، باب ختفيف الصالة واخلطبة، رقم 2004- 1/1424مكتبة الصفا، القاهرة، ط

).6/219، (1994- 2/1414صحيح مسلم بشرح النووي، مؤسسة قرطبة، ط - 2 ).1/56، (160رقم ،ال اهللاصحيح مسلم، كتاب اإلميان، باب حترمي قتل الكافر بعد أن قال ال إاله إ - 3

Page 27: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾15﴿

رؤوس عظام أوضحتها ا ـــــــفظل نساء القوم حيشون كرسف القصائد

ان: مسيت العصا بالقصيد ألن ا يقصد اإلنسان وهي ديه.ويف اللس سهام قاصدة: مستوية حنو الرمية. : يقال ،االستقامة من معانيهاوـ قال ابن فارس القاف والصاد و الدال أصول ثالثة يدل أحدها االكتناز يف الشيء: ــ ج

ه واآلخر على اكتناز يف الشيء.على إتيان الشيء وأم والقصيد من اإلبل: الناقة السمينة املمتلئة حلما، قال الشاعر:

نازك حريب سوصاح ة قصيدقطعتبلعن ذعكن الر1(كر( وكذا اإلبل اجلسيمة اليت ا مخ، قال الشاعر:

)2( لموسا سنامهاقصيد السالمى أو وخفت بقايا النقي إال قصيبة ب : لأنشد ثع ويف اللسان: القصيد: العظم املمخ،، والنقي : املخ

كمظمع مطعال ي كوكمرت ما وهيدل قصقب ظماال وكان العزه ممخا. :أيقصيدا

معينة الختاذه زادا وقيل القصيد: اللحم اليابس ـ ولعله يقصد اللحم الذي حضر بطريقة فهو يابس لكنه حيمل مجيع مكوناته ـ لقول الشاعر: م قصيدا منه وغري قصيد وإذا القوم كان زادهم اللحـ

وقيل: بل هو اللحم السمني. بيات فأكثر منقحة أي: تامة األبنية.أوالقصيدة من الشعر العريب: سبعة ومنه القصيد

د) أصول ثالث، األصل األول: مبعىن قصده ، ص، فارس: (ققال ابن تأيت مبعىن الكسر،و فأصابه فقتله مكانه، واألصل الثاين مبعىن: الكسر، واألصل الثالث مبعىن: االكتناز يف الشيء.

قال الزبيدي انقصد السهم: إذا انكسر نصفني.

؛ مسيت الناقة ذعلبة خلفتها. املخصص، تأليف أيب احلسن علي بن إمساعيل )3/1676الرعن: أنف يتقدم اجلبل. لسان العرب، املصدر السابق، ( - 1 .)8/53( هـ)، دار الكتب العلمية بريوت، لبنان، 458 (تالنحوي اللغوي األندلسي املعروف بابن سيدة

.)2/465(، املصدر السابق، والسالمي: عظام الرجل. معجم مقاييس اللغة - 2

Page 28: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾16﴿

قال الشاعر ـ قيس بن اخلطيم ـ و )1(ترى قصد املران تلقى كأا تذرع خرصان بأيدي الشواطب

وهلم القاصد: القريب، يقال: بيننا وبني املاء ليلة قاصدة أي:هينة أيضا، ق "قصد" ومن معاين السري، ال تعب فيها وال بطء، والقاصد من األسفار: السهل.

كانتواه وتنواه أي قصده، إذا قصده وتوجه إليه : نوى الشئقال الزبيديومبعىن نوى: .)2(واعتقده

قال ابن جين: "أصل قصد ومواقعها يف كالم العرب االعتزام والتوجه والنهود والنهوض حنو الشيء على اعتدال كان ذلك أو جور".

.وقد جاء يف اللسان : قصده قصدا : قسره ، أي قهره تعريف املقاصد اصطالحا:

من كتب يف مقاصد الشريعة اإلسالمية من املعاصرين أن يكون املتقدمون قد نفى جل، وإن كانوا قد ذكروا هلم عبارات يف ذلك وانتقدوها، )3(حددوا تعريفا ملقاصد الشريعة اإلسالمية

ومنهم من رأى أن هذه العبارات: تعريفات أدق وأمشل وأوسع من تعريفات املقاصد اليت أتى ا .)4(اصرون املع

فتأخذ اخلرص كل قضيب من الشجر، واخلرصان أصلها القضبان، والشواطب مجع الشاطبة، وهي: املرأة اليت تقشر العسيب مث تلقيه إىل املنقية - 1عا، والقصد هنا كل ما عليه بسكينها حىت تتركه رقيقا، مث تلقيه املنقية إىل الشاطبة الثانية فتشطبه على ذراعها وتتذرعه. واملران: الرماح، وقصدا قط

.351خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص ؛)5/3643مبعىن:كسر الرماح، لسان العرب، املصدر السابق، (هـ)، حتقيق ضاحي عبد الباقي، مراجعة عبد اللطيف حممد اخلطيب، 1205للسيد حممد مرتضى احلسيين الزبيدي(تتاج العروس، - 2 ).40/139،(2001- 1/1422ط

بية مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية، د:حممد سعد بن امحد بن مسعود اليويب، دار اهلجرة للنشر والتوزيع، اململكة العر - 3/ 1؛ مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، د:يوسف أمحد حممد البدوي، دار النفائس، األردن، ط33ص م،1999- 1/1418عودية، طالس

، 1؛ االجتهاد املقاصدي، حجته، ضوابطه، جماالته، د:نور الدين خمتار اخلادمي، مكتبة الرشد، اململكة العربية السعودية، ط45، ص2000- 1421 - ؛ نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، أمحد الريسوين، تقدمي طه جابر العلواين، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، هريندن38ص، 2005- 1426

؛ مقاصد الشريعة عند ابن القيم اجلوزية، تأليف د: مسيح عبد الوهاب اجلندي، 17، ص1995- 4/1416فريجينيا، الواليات املتحدة األمريكية، ط .60، ص2008- 1/1429ة، بريوت لبنان، طمؤسسة الرسال

.24فقه املقاصد وأثره يف الفكر النوازيل، د عبد السالم الرفاعي، إفريقيا الشرق، املغرب، ص - 4

Page 29: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾17﴿

تعريف املقاصد عند القدامى:

قال الغزايل يف شفاء الغليل:" أما املقصود فينقسم: إىل ديين ودنيوي، وكل واحد ينقسم إىل فرعاية ...املضرة حتصيل وإبقاء، وقد يعبر عن التحصيل جبلب املنفعة، وقد يعبر عن اإلبقاء بدفع

.)1(والتحصيل على سبيل االبتداء"املقاصد عبارة حاوية لإلبقاء ودفع القواطع ويف املستصفى: "أما املصلحة فهي عبارة يف األصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة، ولسنا نعين به ذلك فإن جلب املنفعة ودفع املضرة مقاصد اخللق، وصالح اخللق يف حتصيل

خللق مقاصدهم، لكنا نعين باملصلحة احملافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من ا .)2(مخسة، وهو أن حيفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم وماهلم"

وقد انتقد تعريف الغزايل هذا بأنه ليس دقيقا وإمنا هو تعداد للمقاصد وحصرها وبيان .)3(هايافظة عللرعايتهما واحمل

.تعاىل ويرى الدكتور أحسن زقور أنه ذكر لبعض أثر قصد اهللاشرع احلكم إما جلب مصلحة أو دفع مضرة أو جمموع :"املقصود منقال اآلمديو

.)4(لتعايل الرب عن الضرر واالنتفاع" ،األمرين بالنسبة إىل العبدمث بعدها يقول: "أن املقصود من شرع احلكم إمنا هو حتصيل املصلحة أو دفع املضرة

ما أن يكون فذلك إما أن يكون يف الدنيا أو يف اآلخرة، فإن كان يف الدنيا فشرع احلكم إ مفضيا إىل حتصيل أصل املقصود ابتداء أو دواما أو تكميال".

)، 505شفاء الغليل يف بيان الشبه واملخيل ومسالك التعليل، للشيخ اإلمام حجة اإلسالم أيب حامد الغزايل حممد بن حممد بن حممد الطوسي (ت - 1 .159حتقيق الدكتور محد الكبيسي، مطبعة اإلرشاد، بغداد، ص

).1/416املستصفى، املصدر السابق، ( - 2؛ أمهية املقاصد يف الشريعة اإلسالمية وآثرها يف فهم النص واستنباط 47- 46مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 3

؛ مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة 28، ص2008- 1/1429ي، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، طاحلكم، د:مسيح عبد الوهاب اجلند .33الشرعية، املصدر السابق، ص

).340- 3/339اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 4

Page 30: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾18﴿

واعترض على تعريف اآلمدي بنفس ما اعترض به على تعريف الغزايل بأنه تعداد .)1(ألقسام املقاصد

ح وأسباا، ـ:"ومعظم مقاصد القرآن األمر باكتساب املصالقال العز بن عبد السالمو .)2(د وأسباا"فاسالزجر عن اكتساب املو

.)3(اعترض على سابقيهما عليه أيضا مبثلواعترض

أما ابن تيمية فقال:"أن أمره وتشريعه سبحانه مقصوده بيان ما ينفع العباد إذا .)4(فعلوه وما يضرهم"

احملمودة اليت ألجلها أنزل كتبه وأرسل رسله وعند ابن القيم:"... والعواقب .)5(وشرع شرائعه، وخلق الرمحة والنار، ووضع الثواب والعقاب"

"الشريعة مبناها وأساسها على احلكم ومصاحل العباد يف املعاش وقال أيضا: .)6(واملعاد"

.47مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 1هـ)، دار 660اعد األحكام يف إصالح األنام، تأليف: شيخ اإلسالم عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم (تالقواعد الكربى، املوسوم بـ: قو - 2

.12، ص2003- 1/1424لبنان، ط- ابن حزم، بريوت .47مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 3- 1/1406عبد احلليم، حتقيق د: حممد رشاد سامل، مؤسسة قرطبة، القاهرة، طمنهاج السنة النبوية البن تيمية، أيب العباس تقي الدين أمحد بن - 4

1986)،3/36.( - 1419لبنان، ط/ )، دار الكتب العلمية، بريوت،751مفتاح دار السعادة ومنشورات والية العلم واإلرادة، لإلمام العالمة ابن القيم اجلوزية (ت - 5

1998) ،2/397.( )، قرأه وقدم له وعلق عليه 751إعالم املوقعني عن رب العاملني، تصنيف أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر بن أيوب املعروف بابن قيم اجلوزية (ت - 6

لعربية وخرج أحاديثه وآثاره: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان، شارك يف التخريج أبو عمر أمحد عبد اهللا أمحد، دار ابن اجلوزي، اململكة ا ).4/337، (1/1423السعودية، ط

Page 31: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾19﴿

الشريعة هو الغاية اليت ما فوقها يف ...فكان ما جاءت بهوقال يف موضع آخر:" . )1(العدل واحلكمة واملصلحة شيء خيتار"

وهذه املقاصد ،قال الشاطيب: تكاليف الشريعة ترجع إىل حفظ مقاصدها يف اخللقأحدها: أن تكون ضرورية، والثاين: أن تكون حاجية والثالث:أن ،ال تعدو ثالثة أقسام

.)2(تكون حتسينية

.)3(موضع آخر: إن الشارع قصد بالتشريع إقامة املصاحل األخروية والدنيوية"وقال يف وقال يف موضع آخر: "األعمال الشرعية ليست مقصودة ألنفسها وإمنا قصد ا أمور

. )4(أخرى هي معانيها، وهي املصاحل اليت شرعت ألجلها"أو درء املفاسد، لب املصاحلجلوقال يف موضع آخر: إن األحكام الشرعية إمنا شرعت

.)5(وهي مسبباا قطعا" . )6(عبارات الشاطيب هذه بنفس ما انتقدت به التعريفات السابقة توقد انتقد

. )7(وعند الدهلوي: املقصود األصلي يف شرع األحكام هي املصاحل"

).3/228املصدر نفسه، ( - 1 هـ)، تقدمي فضيلة الشيخ العالمة بكر بن790املوافقات، تصنيف العالمة احملقق أيب إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب (ت - 2

).2/17( ،1997- 1/1417ة مشهور بن آل سليمان، دار ابن عفان، طعبداهللا أبو زيد، ضبط نصه وقدم له وعلق عليه وخرج أحاديثه أبو عبيدهـ)، شرحه وخرج أحاديثه:الشيخ عبد 790املوافقات يف أصول الشريعة، أليب إسحاق الشاطيب إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي املالكي(ت - 3

بد السالم عبد الشايف حممد، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، اهللا دراز، وضع ترامجه: حممد عبد اهللا دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته: ع ).2/28، (201- 1422ط/ ).2/292املصدر نفسه، ( - 4 ).1/142املصدر نفسه، ( - 5 .47مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 6حققه وراجعه السيد سابق، دار اجليل، بريوت، هـ)،1176حجة اهللا البالغة، الشيخ أمحد املعروف بشاه ويل اهللا بن عبد الرحيم الدهلوي(ت - 7 ).1/214، (1426- 1/2005ط

Page 32: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾20﴿

ومساه يف موضع آخر باألسرار قال:"... وجيعل علم أسرار الشرائع الذي هو مأخذ .)1(فصيلية علما مكنونا ال يناله إال من ارتسخت قدمه يف العلم"األحكام الت

، كان عليهم أن ال يوردوا أصحاب الرأي القائل بأن املتقدمني مل يعرفوا املقاصدوألن القدامى ما صرحوا بأا تعريفات ،اعتراضات على تلك العبارات اليت ذكروها هلمعليهم

:إلمام الشاطيبالسيما ا ،لذلك التمسوا هلم أعذارا وأسبابا خمتلفة جندهم قد مث .حىت يؤاخذواكتب املوافقات للراسخني يف العلم، وأن قالوا مل يعرف اإلمام الشاطيب املقاصد ألنه فروعها وأصوهلا، ،فيه نظر مفيد أو مستفيد حىت يكون ريان من علم الشريعة أحد ال ينظر

. )2(ومن كان هذا شأنه فليس حباجة إىل تعريف ملعىن املقاصد ورعلى هذا السبب بأن ال تالزم بني ذلك وبني عدم إيراد التعريف، فالتعريف د

.)3(حيتاجه الراسخون وغريهم على السواء، فاحلكم على األحكامإصدار ألم حباجة إليها قبل احلدود،بل الراسخون أوىل مبعرفة

تباعدوا يف الفترة الزمانيةأهل العلم السيما الذين وال يتم ذلك بني ،الشيء فرع عن تصوره إال بتحديد املفاهيم وضبط احلدود.

وقيل لعله اعترب األمر واضحا، ويزداد وضوحا مبا ال مزيد عليه بقراءة اجلزء املخصص .)4(للمقاصد من كتابه املوافقات

ن سبب عدم إيراد الشاطيب لتعريف املقاصد هو أنه يتبىن منهجا خاصا، يف وقيل أاحلدود، وال يرى اإلغراق يف تفصيلها، بل يرى أن التعريف حيصل بالتقريب للمخاطب، وهو

.)5(قد فعل ذلك مبا ذكره من أقسام وأمثلة

).1/209املصدر نفسه، ( - 1ام حممد الطاهر بن عاشور، إمساعيل احلسيين، املعهد العاملي ؛ نظرية املقاصد عند اإلم17نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 2

.113، ص1995- 1416/ 1للفكر اإلسالمي، هريندن فريجينيا، الواليات املتحدة األمريكية، ط .19- 18، ص2008- 1429القنية يف شرح نظم الفائق يف مقاصد الشريعة، د:األخضر األخضري، مكتبة الرشاد، اجلزائر، ط/ - 3 17ية املقاصد عند اإلمام الشاطيب ،املصدر السابق، صنظر - 4 .34مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة، املصدر السابق، ص - 5

Page 33: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾21﴿

عن تعريف املقاصد خشية عذر التورع اعتذروا للشاطيب وغريه:قد أمهل الذين وقيل . )1(التجريء على ذات اهللا تعاىل

وقيل ألنه كان يف مقام التدوين للمقاصد فانشغل بالتقعيد عن التصوير، فهو علم مبتكر مل تكتمل مباحثه تدوينا، واحلدود ال تسعف صاحبها يف االبتداء، ويشهد لذلك منهج

.)2(عريفامل يورد له ت ،الشافعي وهو يدون يف أصول الفقهونسب مثله جلميع األصوليني، فيكون عدم تعريفهم للمقاصد راجع إىل طبيعة تدوين

وتطورها وتبلورها، فلم تكتمل بعد تدوينا حىت تعرف، مث هي كانت مبثابة امللكة ،العلوما يف اجتهادهم دون أن يسما، فيستحضرو عنيوها بامسها لديهم مركوزة يف طبائعهم متشب

.)3(يعرفوها بتعريفهاأو وهؤالء الذين التمسوا هذه األعذار يشتركون يف معىن واحد، وهو: أن الشاطيب قد

قرب معىن املقاصد من خالل كتابه إىل األفهام، وإن مل يعرفها حدا. عند املعاصرين:تعريف املقاصد

د هذا جمموعة ال بأس ا من اهتم املعاصرون مبفهوم مقاصد الشريعة اإلسالمية، فولره القدامى من مرادفات للعلة، السيما وأن درس التعاريف، ال تكاد خترج يف جمملها عما قر

املقاصد قد تناوله األوائل يف مباحث العلة واملناسبة، فكانت تدور حول كون املقاصد إما ، نستدل والباعث على التشريعاألسرار، أو الغاية أو الغرض أو ،املصاحل أو ،املعاين أو ،احلكم

تعاريف هلم:على ذلك مبا سنذكره من باحلكم واملعاين: تعريف املقاصد

قال ابن عاشور: "مقاصد التشريع العامة هي املعاين واحلكم امللحوظة للشارع يف مجيع أحوال التشريع، أو معظمها، حبيث ال ختتص مالحظتها بالكون يف نوع خاص من أحكام

رأي الدكتور أحسن زقور. - 1سالمية، د: األخضر ؛ اإلمام يف مقاصد رب األنام مقاصد الشريعة اإل19- 18القنية يف شرح نظم الفائق يف مقاصد الشريعة، املصدر السابق، ص - 2

.61، ص1/2010األخضري، تقدمي وتقريط: أمحد قابورةن نظم اإلمام: جلول العمراوي، دار املختار للطباعة والنشر والتوزيع اجلزائر، ط .27، ص2003- 1/1424املقاصد الشرعية، تعريفها، أمثلتها، حجيتها، د: نور الدين خمتار اخلادمي، دار إشبيليا، الرياض، ط - 3

Page 34: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾22﴿

يدخل يف هذا أوصاف الشريعة وغايتها العامة واملعاين اليت ال خيلو التشريع عن الشريعة، ف ،مالحظتها، ويدخل يف هذا أيضا معان من احلكم ليست ملحوظة يف سائر أنواع األحكام

.)1(ولكنها ملحوظة يف أنواع كثرية منها"املقصودة للشارع وقال يف املقاصد الشرعية اخلاصة يف أبواب املعامالت:"هي الكيفيات .)2(لتحقيق مقاصد الناس النافعة أو حلفظ مصاحلهم العامة يف تصرفام اخلاصة"

أكثر من صفة بغلبة صفة البيان والتوضيح عليه، للمقاصدابن عاشور وقد انتقد تعريفقد أدخل يف املقاصد اخلصائص العامة للتشريع كالوسطية هالتعريف اجلامع املانع، كما أن

، وأنه غري دقيق، بل هو تفصيل وبيان للمواطن اليت تلتمس )3(احة والشمول...والسماألول وتعريفه، ولو أنه استبدل الكيفيات باألهداف واحلكم لكان أوىل، )4(فيها املقاصد

، ويف تعريفه للمقاصد اخلاصة دور، )5(خاص باملقاصد العامة لذا احتاج إىل تعريف آخر ...لتحقيق مقاصد...املقصودة فعرف املقاصد بالكيفيات

ومن الباحثني الذين تبعوه يف تعريفها باحلكم واملعاين كل من الدكتور محادي .)1( واليويب ،)8(، واخلادمي)7(، والدكتور الزحيلي)6(العبيدي

.51مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 .146املصدر نفسه، ص - 2المي، قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب، عرضا ودراسة وحتليال، إعداد الدكتور: عبد الرمحن إبراهيم الكيالين، املعهد اإلسالمي للفكر اإلس - 3

.46، ص2000 - 1/1421عمان، األردن، دار الفكر، دمشق، سوريا، ط .119، ص1996- 1/1416الشاطيب ومقاصد الشريعة، د: محادي العبيدي، دار قتيبة، بريوت، دمشق، ط - 4 .35مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة، املصدر السابق، ص - 5ومقاصد الشريعة، املصدر نفسه، عرفها محادي العبيدي بقوله: "إن املقاصد هي احلكم املقصودة للشارع يف مجيع أحوال التشريع".الشاطيب - 6 .119صهبة قال الزحيلي: هي املعاين واألهداف امللحوظة للشرع يف مجيع أحكامه أو معظمها، أو هي الغاية من الشريعة"، أصول الفقه اإلسالمي، د:و - 7

).2/1045، (1998- 2/1418الزحيلي، دار الفكر، دمشق/طلحوظة يف األحكام الشرعية واملترتبة عليها سواء أكانت تلك املعاين حكما جزئيا أم مصاحل كلية أم مسات عرفها بقوله: "املقاصد هي املعاين امل - 8

.38إمجالية وهي تتجمع ضمن هدف واحد هو تقرير عبودية اهللا ومصلحة اإلنسان يف الدارين".االجتهاد املقاصدي، املصدر السابق، ص

Page 35: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾23﴿

دال لفظ بلفظ، وذلك وإن باحلكم واملعاين بأنه: من قبيل إبوانتقد تعريف املقاصد كان جائزا، إال أنه يلزم أن يكون اللفظ املعرف به أشهر عند السامع من املعرف، لكن املعاين واحلكم حتتاج نفسها إىل تعريف، كما أن املقاصد ليست هي احلكم ألن هذه

وعلم املقاصد يرجى منه رفع اخلالف، فال قطعيا،ترقى أن تكون مقصدا قد األخرية ظنية .)2(جيوز تصوره إال مبا يوافق هذه النظرة

عرفها يوسف العامل بقوله:"أهداف الشريعة هي باملصاحل: تعريف املقاصد مقاصدها اليت شرعت األحكام لتحقيقها، ومقاصدها: هي املصاحل اليت تعود إىل العباد يف

دفع عن طريق جلب املنافع، أو عن طريق دنياهم وأخراهم، سواء كان حتصيلها . )3(املضار"

.)4(واآلمدي وطريقته يف التعريف تشبه طريقة املتقدمني مثل الغزايل و العزواليت من شأا أن تفضي إىل الغاية ،وانتقد بأنه مل يتعرض إىل املقاصد اجلزئية

.)5(الكربىورعلى هذا بأنه انتقاد غري سديد، ألن التعريف يشمل املقاصد اجلزئية، بيد أن د

.)6(فيه تطويل وتعريف لطرق حتصيل املقاصد، كما أنه مل يذكر ما يعود إىل عبودية اهللا

ها اليت راعاها الشارع يف التشريع عموما وخصوصا من أجل مصاحل العباد".مقاصد الشريعة اإلسالمية عرفها اليويب:" هي املعاين واحلكم وحنو - 1 .37وعالقتها باألدلة، املصدر السابق، ص

.21القنية يف شرح نظم الفائق يف مقاصد الشريعة، املصدر السابق، ص - 2عهد العاملي للفكر اإلسالمي، هريندن، فريجينيا، الواليات املتحدة األمريكية، املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية، د:يوسف حامد العامل، امل - 3 .79، ص1994- 2/1415ط

مقاصد الشريعة اإلسالمية، دراسة أصولية وتطبيقات فقهية، د:زياد حممد امحيدان، مؤسسة الرسالة، دمشق، سوريا، بريوت، لبنان، - 4 .18، ص2008- 1/1429ط .46اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، صقواعد املقاصد عند - 5 .48مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 6

Page 36: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾24﴿

كما أن املقاصد الشرعية ال تنحصر فقط يف املصاحل، بل املصاحل جزء من مقصود األحكام، ويبقى جزء أحكام املقاصد أو ما يسمى الشرع، وهي ما يعرب عنها مبقاصد

أوسع وأمشل من الشرعية بل يرى الدكتور أحسن زقور أن املقاصد .بأحكام اخلطاب املصاحل وأحكامها، وأوصافها.

تعريف املقاصد بالغاية:

ألجل ة هي: الغايات اليت وضعت الشريعة:"إن مقاصد الشريعقال الريسوينعرفها .)1(ملصلحة العبادحتقيقها،

وهو يرجع إىل تعريف الفاسي إال أنه حذف منه الشطر األخري الدال على املقاصد . )3(، كما أنه حصر الغايات فيما يعود على العباد فحسب)2(اخلاصة

وعرفها احلسيين بقوله:"إا الغايات املصلحية املقصودة من األحكام واملعاين .)4(املقصودة من اخلطاب"

وانتقد هذا التعريف بأن فيه دور، كما أن صاحبه أدرج فيه املعاين املقصودة من .)5(اخلطاب، وهي وسائل ملعرفة املقاصد

وهذا االعتراض ال يستقيم ألن املقاصد لفظ عام حيوي مقاصد اخلطاب، ومقاصد . )6(من أقسام املقاصدالباحثون ض، وقد ذكرها األحكام، فكالمها مقصود للشارع

.19نظرية املقاصد عند الشاطيب، املصدر السابق، ص - 1 .36مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة، املصدر السابق، ص - 2 .48صمقاصد الشريعة عند ابن تيمية، املصدر السابق، - 3 .119نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 4 .49مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 5؛ مدخل إىل مقاصد الشريعة، أمحد الريسوين، املكتبة السلفية، املغرب، 119نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 6 .18؛ اإلمام يف مقاصد رب األنام، املصدر السابق، ص8، ص1/1996ط

Page 37: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾25﴿

يشهد لذلك قول عالل الفاسي:" والشريعة أحكام تنطوي على مقاصد ومقاصد تنطوي على أحكام، وهي... نظر بالفعل يف إطار أصول عامة يهتدي به املكلف بذلك

املدلول اخلاص والعام وما لشريعة ومقاصدها، عن طرق اللفظ والنظر إىل إكتناه أسرار ا . )1(د وأفهام"عليه جمموع تلك الدالالت من مقاص يدل

و ما أشار إليه الشاطيب بقوله:" فإن األمر معلوم أنه إمنا كان هوأحكام املقاصد، أمرا القتضائه الفعل فوقوع الفعل عند وجود األمر به مقصود للشارع، وكذلك النهي معلوم أنه مقتض لنفي الفعل أو الكف عنه، فعدم وقوعه مقصود له وإيقاعه خمالف

.)2(ملقصوده"اخلطاب هو ما اهتم األصوليون بتقرير قواعده أو مقصود وأحكام املقاصد

، والوسيلة تأخذ ، والوسيلة إليهالتحصيل املقصود من اللفظ، وهو وعاء مقاصد األحكام اية، فهي أيضا مقصودة.حكم الغ

، وكذا صاحب كتاب مقاصد )3(وعرفها بالغاية كل من الدكتور عبد ايد النجار .)4(اإلسالمية عند العز بن عبد السالمالشريعة

لى أن هناك فرق بني املقصد والغاية، فاملقصد هو بالغاية، ع املقاصد تعريفوانتقد .)5(إرادة الوصول للغاية

.47، ص5/1993مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها، تأليف عالل الفاسي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ط - 1 ).2/298املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 2أن جتري قال: املقصود مبقاصد الشريعة اإلسالمية ميكن أن يتحدد بأنه هو الغاية اليت من أجلها وضعت تلك الشريعة يف كلياا وجزئياا متحرية - 3

، 2/2006ط حياة اإلنسان املشرع له على ما فيه خريه وصالحة".مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة، عبد ايد النجار، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، .16صن قال:"هي الغايات اليت ترمي إليها كل األحكام الشرعية أو معظمها، وال ختتص حبكم دون حكم، وتدعو لتحقيقها واحملافظة عليها يف كل زما - 4

.89، ص2003- 1/1423ومكان".مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ا لعز بن عبد السالم، د:عمر بن صاحل بن عمر، دار النفائس، األردن، ط .197اإلمام يف مقاصد رب األنام، املصدر السابق، ص - 5

Page 38: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾26﴿

وتعريف املقاصد باحلكم واملعاين واملصاحل من باب ذكر آثار القصد ال تعريف القصد .)1(نفسه

وممن عرفها باألسرار:

الفاسي بقوله: "املراد مبقاصد الشريعة اإلسالمية الغاية منها واألسرار اليت الشيخ عالل .)2(وضعها الشارع عند كل حكم من أحكامها"

وأطلق عليه الشيخ دراز لفظ األسرار قال: "الستنباط أحكام الشريعة ركنني: . )3(أحدمها:علم لسان العرب، وثانيهما: علم أسرار الشريعة ومقاصدها"

وقد علق على لفظ "األسرار" بأنه من باب التومسات اليت أعملها أهل التفسري .)4(اإلشاري

، وهو معيب يف أغمض منه لفظكما أن تعريفها باألسرار هو إبدال للفظ املقاصد ب التعريفات.

تعريف املقاصد بالباعث واملعاين الغائية:

قـيإرادة الشارع إىل حتقيقها عن طر بقوله: "املعاين الغائية اليت اجتهت عرفها الكيالين

.)5(حكامه"أ .)6(وكان األوىل جتنب التعبري باملعاين الغائية ملا له من عالقة بالعلل الغائية

. )1(ومن املرادفات اليت ذكرت للمقاصد، الباعث على التشريع

رأي الدكتور أحسن زقور. - 1 .7مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها، املصدر السابق، ص - 2 ).1/4املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 3 .197لسابق، صاإلمام يف مقاصد رب األنام مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر ا - 4 . 47قواعد املقاصد عند الشاطيب، املصدر السابق، ص - 5 .22مقاصد الشريعة اإلسالمية، دراسة أصولية وتطبيقات فقهية، املصدر السابق، ص - 6

Page 39: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾27﴿

بذلك يف تعريفه هلا قال: املقاصد هي"البواعث على تشريع وصرح الدكتور األخضري .)2(األحكام تفضال منه سبحانه وتعاىل"

به أهل التفسري اإلشاري، فألن وإذا انتقد التعريف باألسرار لكونه فقه تومسي خ صينتقد التعريف بالباعث من باب أوىل، ألن الباعث اختص به القائلون بوجوب الصالح على

حانه وتعاىل، ففيه شبهة أنه سبحانه يبعثه وحيمله أمر على التشريع، لذا وجدم اهللا سب يضطرون لزيادة "تفضال منه سبحانه".

وألن اتقاء الشبهات مأمور به، وأدلته كثرية نذكر منها: $ ?Ÿω (#θä9θà)s ﴿:قوله تعاىل uΖÏã≡ u‘ ...﴾ فقد كان املسلمون يقولون 104 ، اآليةسورة البقرة ،

للنيب صلى اهللا عليه وسلم يا رسول اهللا: راعنا، وذلك من املراعاة أي: راقبنا وانظرنا، فكان اليهود يقولوا: ويعنون ا معىن الرعونة على وجه اإلذاية للنيب صلى اهللا عليه وسلم، فنهى اهللا

قصده اليهود، ما ما قصده املسلمون وهذه الكلمة، الشتراك معناها بنيقول نعاملسلمني ، خللوه عن ذلك االحتمال املذموم، واتقاء ﴾انظرنا﴿فالنهي سدا للذريعة، وأمروا أن يقولوا:

.)3(الشبهاتوعن النعمان بن بشري قال مسعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول:"...فمن اتقى

، واللفظ عام يف احلديث يتناول كل أنواع )4(املشبهات فقد استربأ لدينه وعرضه..." الشبهات.

قم فكرة دراسات تطبيقية حول فلسفة املقاصد يف الشريعة اإلسالمية، عبد الرمحن صاحل بابكر، سلسلة تقنية، الطباعة احملدودة ر - 1 .16- 15، ص422/2002م.با.، الفائق يف علم 21، املصدر السابق، صيف شرح نظم الفائق يف مقاصد الشريعة ، القنية197اإلمام يف مقاصد رب األنام، املصدر السابق، ص - 2

.7، ص2006- 1427والتوزيع، اجلزائر، ط/املقاصد الشرعية، نظم الدكتور أبو عبد الرمحان األخضر األخضاري، مكتبة الرشاد للطباعة والنشر التسهيل لعلوم الترتيل لإلمام املفسر أيب القاسم حممد بن أمحد بن جزي الكليب، ضبطه وصححه وخرج آياته: حممد سامل هاشم، دار الكتب - 3

).1/77، (1995- 1/1415العلمية، بريوت، لبنان، ط)؛ صحيح مسلم، كتاب املساقاه، باب أخذ احلالل وترك 1/19، (50أ لدينه، رقم صحيح البخاري، كتاب اإلميان، باب فضل من استرب - 4

).2/136،(1599الشبهات، رقم

Page 40: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾28﴿

، ألن ذلك إعزاز هلم وإعالء للغتهم.)2(األعاجم )1(وى عمر رضي اهللا عنه عن رطانةعنده ما سبق تقريره يتأكداملتأمل لتعريفات مقاصد الشريعة عند املعاصرين، هكذا فواآلمدي والعز والشاطيب املقاصد وفقد عرف الغزايل ،ال خترج عن تعريفات القداميمن أا

الشاطيب باملعاين، وابن القيم باحلكم والغاية، وعرف اآلمدي العلة بالباعث، هاباملصاحل، وعرف، الشاطيب من خالل ما جاء يف قصة تسميته لكتابه لذلك والدهلوي باألسرار، وأومأ

املتعلقة ذه الشريعة احلنيفية مسيته بعنوان وألجل ما أودع فيه من األسرار التكليفية قال:" .)3(التعريف بأسرار التكليف"

واملتأخرين أعطوا تعريفات ملقاصد الشريعة من األصوليني إذن فكل من املتقدمنيقرب يمبا اكتفوااإلسالمية على منهج الشاطيب يف عدم اإلغراق يف تفاصيل احلدود، وإمنا

فبان بوضوح أثر األصوليني يف تعريف املقاصد. ،الفهمولعل هذا جيعل البعض ممن يكتب يف مقاصد الشريعة من الباحثني املعاصرين أنه إذا

.)4(ظهرت حقيقة املقاصد فال داعي لتجشم عناء تأليف تعريف، مدلوله وحقيقته متفق عليهم لو اتفقوا على حقيقته ويرداخلالف الواقع يف ، وجلاعريفهملا اختلفوا يف ت اعليه بأ

، فضبط التعاريف ضروري.حقيقة واحدةالعلوم الشرعية من قبيل عدم توارد األحكام على االصطالحي: هاوتعريف للمقاصد العالقة بني التعريف اللغوي

عالقة عموم وخصوص مطلق، للمقاصد: العالقة بني التعريف اللغوي واالصطالحيألن ابن اجلين: قال "أصل قصد ومواقعها يف كالم العرب االعتزام والتوجه والنهود والنهوض حنو الشيء على اعتدال كان أو جور، واقصرت مقاصد الشرع على االعتدال والتوسط

والعدل دون اجلور.

.152الرطانة: الكالم باألعجمية، خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص - 1يهقي، لإلمام أيب بكر أمحد بن احلسني بن علي السنن الكربى للب عن عطاء بن دينار قال قال عمر رضي اهللا عنه: "ال تعلموا رطانة األعاجم..". - 2

).9/392، (2003- 3/1424البيهقي، حتقيق حممد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط ) 1/16املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 3 .23أصولية وتطبيقات فقهية، املصدر السابق، ص مقاصد الشريعة اإلسالمية، دراسة - 4

Page 41: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾29﴿

من ـ ليف الشرعيةالتكااملكلف بامتثال أن يتوجه فإذا كان مقصود الشرع: هو مصلحته، الغاية املرجوة منها وهي حنو حتصيل ـ والكف عن نواهيهسبحانه هأوامرب ئتماراال

كما قال الفاسي: "فمجموع هذه اآليات هو إرشاد اخللق ملا به صالحهم وآداؤهم لواجب ، وكانت أحكامه سبحانه وتعاىل ومقاصده تتميز بالعدل )1(التكليف املفروض عليهم"

والتوسط واليسر، فمىت اعتمدها املكلف وأمها أصاب عينها دون أن خيطأها، وال يتحقق ذلك إال بإخالص النية وإفراده بالعبوديةـ املتجسد فيها معىن القهر واخلضوع ـ اليت اكترت اهللا فيها

فلن يبلغها، ويف ه اهللا له،يها من غري طريق الذي حدمن اخلري، مهما سعى اإلنسان لتحصل . )2(ذلك يقول ابن تيمية أن صالح اخللق وسعادم يف أن يكون اهللا هو معبودهم"

والتعريفات السابقة إما من قبيل إبدال لفظ بلفظ أو ذكر لألقسام، وذكر الطاهر بن تور األخضري قال:"هي عبارة عاشور يف تعريفه: األقسام واألوصاف، وتبعه يف ذلك الدك

حاوية ألحكام املقاصد ومقاصد األحكام، واألوصاف الكلية واجلزئية اليت تعكس مراد .)3(الشرع"

.47مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها، املصدر السابق، ص - 1هـ)، حتقيق الدكتور: حممد رشاد سامل، أشرفت على 728درء التعارض العقل والنقل، البن تيمية أيب العباس تقي الدين أمحد بن عبد احلليم (ت - 2

).9/372، (1991- 2/1411الثقافة والنشر باجلامعة، جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية، اململكة العربية السعودية، ططباعته ونشره إدارة .18اإلمام يف مقاصد رب األنام، املصدر السابق، ص - 3

Page 42: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾30﴿

أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةاملطلب الثاين: مادة وحيوي فرعني: مادة أصول الفقه، ومادة مقاصد الشريعة اإلسالمية.

األول: مادة أصول الفقه الفرع

ويف هذا الفرع نتطرق إىل موضوع أصول الفقه واستمداده، ومجعنا بينهما ألن املادة قسمني: إما مادة مكونة للشئ أي جزؤه، أو مادة يستند إليها، وألن األصوليني قد أدرجوا

ا يف مسائل، موضوعه، واختلفو يفالكثري من املسائل اليت هي استمداد هلذا العلم، وأقحموها فعدها بعضهم من موضوعه، وعدها آخرون استمدادا له، كاألحكام الفقهية، كما سنبينه.

ـ موضوع أصول الفقه:1موضوع أي علم هو ما يبحث فيه عن أعراضه الذاتية، واملراد بالعرض هنا احملمول

األمر يفيد على الشيء اخلارج عنه، كقوهلم يف أصول الفقه: الكتاب يثبت به احلكم، وأو مطلقة ،عامة أو خاصةالوجوب، والنص يدل على مدلوله داللة قطعية، وكون هذه األدلة

وكون اللفظ أمرا أو ،أو منطوقة أو مفهومة ،أو ظاهرة أو نصا ،أو جمملة أو مبينة ،أو مقيدةسائل وحنو ذلك من اختالف مراتبها وكيفية االستدالل ا، ومعرفة هذه األشياء هي م ،يا

. )1(أصول الفقه ونتطرق يف هذا العنصر إىل مسألتني خالفيتني:

موضوع أصول الفقه هل هو األدلة أم األدلة واألحكام؟ املسألة اخلالفية األوىل:هو:األدلة وأعراضها الذاتية، لألصوليني رأيان على العموم يف موضوع أصول الفقه، إما

أو األدلة واألحكام وأعراضهما الذاتية. ، هم مجهور األصوليني.وما يعرض هلا ن بأن موضوع أصول الفقه هو األدلةوالقائل

"ملا كانت مباحث األصوليني يف علم األصول ال خترج عن أحوال األدلة :قال اآلمدي عنها فيه، وأقسامها واختالف مراتبها وكيفية استثمار املوصلة إىل األحكام الشرعية املبحوث

).1/30)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (1/68إرشاد الفحول، املصدر السابق، (- 1

Page 43: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾31﴿

وكل من . )1(األحكام الشرعية عنها على وجه كلي، كانت هي موضوع علم أصول الفقه" مراتب الدليل، وكيفية االستثمار هي: من العوارض اليت تلحق الدليل.

.)2(قال القرايف:أن أصول الفقه األدلة واالستدالل واملستدل .)3(السول أن موضوعه: األدلة اإلمجالية وطرق االستفادة وحال املستفيد"ويف اية

.)4(وقال ابن النجار:أن موضوع أصول الفقه األدلة املوصلة لألحكام )5(وقال يف التحرير: موضوع أصول الفقه: الدليل السمعي الكلي

األحكام ويقصد بالدليل السمعي الكلي من حيث يوصل العلم بأحواله إىل قدرة إثبات . )6(ألفعال املكلفني أخذا من شخصياته"

وما وقع من مباحث احلكم الشرعي يف هذا العلم فهو بالتبع ال بالقصد األول، ألن البحث بالذات إمنا يقع يف هذا العلم عن أحوال األدلة من حيث كوا مثبتة لألحكام، وأما

ال األحكام مثرة، وال خفاء يف أن البحث عن أحوال األحكام فلم يقع إال باعتبار كون أحومثرة الشيء أمر تابع له متفرع على حتققه ال أنه أصل مثله، فذكرها فيه لالحتياج إىل تصورها

. )7(ليتمكن من إثباا أو نفيها، ال لكون األحكام موضوعا لهوكذا يقال عن مبحثي التعارض والترجيح، واالجتهاد والتقليد، فالترجيح حبث عن أعراض األدلة باعتبار ترجح بعضها على بعض عند التعارض أو تساقطها به لعدم املرجح،

أن املقصود بالذات اتهد، وحاصلهم:واالجتهاد باعتبار أن األدلة إمنا يستنبط منها األحكا

).1/21دي، املصدر السابق، (اإلحكام لآلم - 1 ).1/157( نفائس األصول يف شرح احملصول، املصدر السابق، - 2 ).1/15اية السول، املصدر السابق، ( - 3 .13خمتصر التحرير، املصدر السابق، ص - 4 ).1/46التقرير والتحبري، املصدر السابق، ( - 5 ).1/46املصدر نفسه، ( - 6 ).1/50(املصدر نفسه ، - 7

Page 44: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾32﴿

أحوال األدلة من حيث داللتها على األحكام إما مطلقا، وإما باعتبار تعارضها أو استنباطها .)1(منها، فتكون هي موضوع العلم باحلقيقة، والبحث عن الترجيح واالجتهاد راجع إليها

قال ، )2(ضه الذاتيةاوعن إدراج املكلف: فمن حيث تعلق األحكام به والبحث عن أعرصاحب التقرير:"والتحقيق أن البحث عن هذه األمور من باب التتميم بذكر التوابع

.)3(واللواحق" .)4(الرأي الثاين: أن موضوع أصول الفقه األدلة واألحكام، وينسب إىل احلنفية

.)5(قال التفتازاين: "الصحيح أن موضوعه األدلة واألحكام"دلة بالتعميم إىل األربعة، واألحكام إىل اخلمسة، وبرر رأيه هذا بقوله: ألنا رجعنا األ

ونظرنا يف املباحث املتعلقة بكيفية إثبات األدلة لألحكام إمجاال، فوجدنا بعضها راجعة إىل أحوال األدلة وبعضها إىل أحوال األحكام، يف حتصيل القضية الكلية اليت يتوصل ا إىل الفقه،

م، غاية ما يف الباب أن مباحث األدلة أكثر لواحق حتكفجعل أحدمها من املقاصد واآلخر من ال .)6( وأهم، لكنه ال يقتضي األصالة واالستقالل

وأرجع األصوليون هذا اخلالف إىل تعدد موضوع العلم، ألن تعدد املوضوع يوجب تعدد األحكام ، فمن أجاز التعدد يف موضوع العلم الواحد، قال بأن موضوع أصول الفقه: )7(العلم

ل التفتازاين قال: أن العلم املبحوث فيه إما واألدلة، ومن منع التعدد، قال موضوعه األدلة، وفصأن يكون إضافة بني الشيئني أو ال، وعلى األول: إما أن تكون العوارض اليت هلا دخل يف

إن كان املبحوث عنه بعضها ناشئا عن أحد املضافني وبعضها ناشئا عن املضاف اآلخر أوال، ف

).1/50املصدر نفسه، ( - 1 ).1/50التقرير والتحبري، املصدر السابق، ( - 2 ).1/51املصدر نفسه، ( - 3 ).1/97)؛ التقرير والتحبري، املصدر السابق، (1/15اية السول، املصدر السابق، ( - 4 ).1/38شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 5 ).1/38املصدر نفسه، ( - 6 ).1/31)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (1/38شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 7

Page 45: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾33﴿

فموضوع العلم كال املضافني، كما وقع البحث يف األصول عن إثبات األدلة لألحكام األولواألحوال اليت هلا دخل يف ذلك بعضها ناشئ عن الدليل، كالعموم واالشتراك والتواتر، وبعضها عن احلكم، ككونه عبادة أو عقوبة، فموضوعه األدلة واألحكام مجيعا، وأما إذا مل

.)1(بحوث عنه إضافة كما يف الفقه فاملوضوع ال يكون إال واحدايكن املق صاحب التوضيح عمن قال أنه ميكن للعلم الواحد أن يتعدد موضوعه، بأن احتاد وعل

العلم واختالفه إمنا هو باحتاد املعلومات أي املسائل واختالفها، ألنه ميكن أن يكون للشيء لبيان ذلك النوع ال قيد فاحليثية ،نوع منها أعراض ذاتية متنوعة، فيبحث يف علم عن

.)2(للموضوعفكاد اخلالف أن يكون لفظيا، بني من جعل املوضوع هو األدلة فقط، ومن جعله

األدلة واألحكام معا، ألن ال أحد يعترب أن األحكام هي املقصودة أصالة من لفظ األصول. به، قال:"مجلة األصول تدور على وهذا القول وإن نسب إىل احلنفية فالغزايل يوحي

أربعة أقطاب، القطب األول األحكام، والثاين: األدلة، والثالث: طرق االستثمار، والرابع يف .)3(املستثمروقال:"اعلم أنك إذا فهمت أن نظر األصويل يف وجوه داللة األدلة السمعية على

قتباس األحكام من األدلة، فوجب األحكام الشرعية، مل خيف عليك أن املقصود معرفة: كيفية االنظر يف األحكام، مث يف األدلة وأقسامها، مث يف كيفية اقتباس األحكام من األدلة، مث يف صفات

. )4(املقتبس...القطب األول: يف األحكام، والبداءة ا أوىل ألا الثمرة املطلوبة" املسألة اخلالفية الثانية:

الدليل املقصود يف أصول الفقه، هل هو القطعي نوعاختلفوا يف مسألة أخرى تتعلق ب مث فقط، أم يشمل القطعي والظين؟

).1/38شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ).1/43املصدر نفسه، (- 2 ).1/38املستصفى، املصدر السابق، ( - 3 ).1/38املصدر نفسه، ( - 4

Page 46: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾34﴿

ونبدأ مبن رأى أن الدليل هو ما أفاد القطع:نص :قال اجلويين: أصول الفقه أدلته، و"أدلته الفقه هي األدلة السمعية وأقسامها

.)1(اع"الكتاب ونص السنة املتواترة واإلمجواعتذر عما دخل يف أصول الفقه من األدلة الظنية غري القطعية: كأخبار األحاد واألقيسة بأن حظ األصول من ذلك إبانة القاطع يف العمل ا، ولكن ال بد من ذكرها ليتبني

.)2(املدلول ويرتبط الدليل به .)3(واإلمجاع فقط"وقال الغزايل:"... واملثمر هي: األدلة، وهي ثالثة الكتاب والسنة

وقال أيضا: ال دليل يف الظنيات على التحقيق، وما يسمى دليال فهو على سبيل .)4(التجوز، وباإلضافة إىل من مالت نفسه إليه

من السمعي ن اسم الدليل ما دل باملقطوع بهواملتكلم وخصالزركشي:" قالووالعقلي، وأما الذي ال يفيد إال الظن فيسمونه أمارة، وحكاه يف التلخيص عن معظم احملققني... ويف أصل الوضع مل خيتلفوا يف أن اجلميع يسمى دليال وضعا، والفقهاء ال يفرقون

. )5(بينهما وفرق بينهما املتكلمون ،ج لكثري من أصول الفقهقال يف منهاج الوصول: واعلم أن التعبري باألدلة خمر

كالعمومات وأخبار اآلحاد والقياس واالستصحاب وغري ذلك، فإن األصوليني وإن سلموا العمل ا، فليست عندهم أدلة للفقه بل أمارات له، فإن الدليل عندهم ال يطلق إال على

.)6(املقطوع به

).1/85الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ).1/86املصدر نفسه، ( - 2 ).1/39املستصفى، املصدر السابق، ( - 3 ).2/413املصدر نفسه، ( - 4 )1/35البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 5 ).1/10يف شرح منهاج الوصول، املصدر السابق، ( اية السول - 6

Page 47: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾35﴿

د القطع وباألمارة ما أفاد ونسب القرايف لألصوليني ما نصه، قال: "املراد بالداللة ما أفاالظن، ألن الدليل والربهان موضوعان يف عرف أرباب األصول ملا أفاد علما، واألمارة ملا أفاد

.)1(ظنا" .)2(قال الرازي أن الدليل ما أفاد العلم، واألمارة ما أفادت الظنو

: هي ما النظر الصحيح فيها يفضي إىل وقال يف املعتمد: "فإن قيل فما طرق الفقه؟ قيلالفقه، فإن قيل: وإىل كم ينقسم؟ قيل: إىل قسمني، داللة وأمارة، والداللة هي: ما النظر

.)3(الصحيح فيها يفضي إىل العلم، واألمارة هي: ما النظر الصحيح فيها يفضي إىل غالب الظنوما أوصل إىل الظن، وقال اآلمدي :"واألصوليون يفرقون بني ما أوصل إىل العلم

.)4(فيخصون اسم الدليل مبا أوصل إىل العلم، واسم األمارة مبا أوصل إىل الظن"فأما ،وقد قال أكثر املتكلمني وبعض الفقهاء ال يستعمل الدليل إال فيما يؤدى إىل العلم

فيما يؤدى إىل الظن فال يقال دليل وإمنا يقال له أمارة، وعند عامة الفقهاء: ال فرق بينهما ألن . )5(العرب ال تفرق يف تسمية الدليل بني ما يؤدى إىل العلم وما يؤدى إىل الظن

وقال اجلصاص: الدليل هو الذي إذا تأمله الناظر أو املستدل أوصله إىل العلم .)6(باملدلول

ومنهم من يرى أنه ال فرق بني طرق الفقه، سواء أدت إىل العلم، أو إىل الظن:

.266شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 1 ).1/88احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 2، بتعاون هـ)، اعتىن بتهذيبه وحتقيقه:حممد محيد اهللا436املعتمد يف أصول الفقه، تأليف أيب احلسني حممد بن علي بن الطيب البصري املعتزيل(ت - 3

).1/9، (1964- 1384حممد بكر وحسن حنفي، املعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية، دمشق، ط/ ).1/23اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 4لدكتور عبد اهللا بن هـ)، حتقيق ا489قواطع األدلة يف أصول الفقه، تأليف اإلمام أيب املظفر منصور بن حممد بن عبد اجلبار السمعاين الشافعي(ت - 5 ).1/43، (1998- 1/1419كمي، مكتبة التوبة، الرياض، طفظ بن أمحد احلحاهـ)، دراسة وحتقيق:عجيل جاسم النشمي، وزارة 370أصول الفقه، املسمى: الفصول يف األصول، لإلمام أمحد بن علي الرازي اجلصاص (ت - 6

).4/7، (1994- 2/1414والبحوث الشرعية، الكويت، طاألوقاف والشؤون اإلسالمية اإلدارة العامة لإلفتاء

Page 48: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾36﴿

قال الباقالين: أن مجيع ما يستدل به على األحكام ضربني فضرب منها، أدلة يوصل صحيح النظر فيها إىل العلم حبقيقة املنظور فيه، وما هذه حاله موصوف بأنه دليل على قول

وإمجاع ومتواتر األخبار املتكلمني والفقهاء، وذكر ضمنها، الكتاب مجيع مثبيت النظر وباتفاقوالضرب الثاين:أمر يوصل النظر فيه إىل الظن وغالب الظن، ويوصف هذا الضرب بأنه ،األمة

احلكم، وخيص ذه التسمية للفرق بينه وبني ما يؤدي النظر فيه إىل العلم أمارة على .)1(ملتكلمنيوالقطع، وهذا تواضع من الفقهاء وا

تناول األدلة يوقال األسنوي أن الدليل عندهم ال يطلق على املقطوع به فقط، بل .)2(واألمارات

. )3(وقال الزركشي أن الدليل عند األصوليني يطلق على ما يشمل األمارة . )4(ومل يرتض الباجي هذا التفريق بني األمارة والدليل

هو أيضا، قال:"أكثر املتكلمني ال يستعمل ونسبه الشريازي للمتكلمني ومل يرتضه الدليل إال فيما يؤدي إىل العلم، فأما فيما يؤدي الظن فال يقال له دليل، وإمنا يقال له

.)5(أمارة، وهذا خطأ ألن العرب ال تفرق بني ما يؤدي إىل العلم أو الظنمن مث اختلفوا فمنهم ويرى الطويف أن اخلالف يف ذلك: اصطالحي، قال:"...

الدليل مبا أوصل إىل العلم، اه دليال، سواء أوصل إىل العلم أو الظن، ومنهم ممس ن خص، )6( الظن أمارة،...ولعله أقرب إىل التحقيق، واخلالف اصطالحي"ىلومسى ما أوصل إ

).1/221التقريب واإلرشاد، املصدر السابق، ( - 1 ).1/10اية السول، املصدر السابق، ( - 2 ).1/35، املصدر السابق، (البحر احمليط - 3 ).1/175إحكام الفصول يف أحكام األصول، املصدر السابق، ( - 4 .33، صاللمع، املصدر السابق - 5 ).2/673شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، ( - 6

Page 49: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾37﴿

، وفيه نظر ألن كون اخلالف بني )1(اخلالف اصطالحي هو الراجحالقول بأن بأن وقيللفظي، يشكل على دعوى ابن عاشور يف طرح الظنيات من خالف األمارة والدليل

أصول الفقه. .)2(راجع إىل اللفظ دون املعىنوكذا قال الزركشي يف اخلالف بينهما أنه:

القول يف املسألة اخلالفية األوىل: أن موضوع أصول الفقه إما: األدلة، أو: وخالصةاألدلة واألحكام، واألول متفق عليه، والثاين حمل خالف، واملتفق عليه أوىل من املختلف فيه.

بل يؤول القول الثاين إىل األول، إذا اعتربنا أن اخلالف لفظي. ويف املسألة الثانية:قهاء بني األمارة والدليل ليس حجة يف هذا املقام، ألن املقصود هنا أن عدم تفريق الف

احلديث عن القواعد الكلية اليت متثل أصول الفقه ال األدلة التفصيلية اليت يتعامل ا الفقهاء، فالقول الذي يأخذ به يف هذا املقام هو قول األصوليني واملتكلمني.

عليه بأن من اصطلح يف أصل الوضع، يردوكون الشريازي حيتج بأنه ال فرق بينهما على أمر يف علم معني فإن هذا العرف االصطالحي خيصص الوضعي، وهو مقدم عليه، فإذا

فرق األصوليون بني األمارة والدليل فالقول قوهلم.وتعريف األصوليني هلذا العلم قد يرجح القول، بأم أرادوا األدلة القطعية منها، ألم

جزئياا، ول الفقه األدلة الكلية، ومن خصائص الكليات أن تكون منتزعة من ذكروا أن أص اليقني والقطعية ألن طريق حتصيله: االستقراء. افيكسبه

فالقدر املشترك الذي تواطأت عليه كلمة األصوليني: أن موضوع أصول الفقه هو منهم، بدليل االستقراء واألخذ بأقل ما التفاقاألدلة اليت تفيد العلم أو القطع، فهذا مبثابة ا

قالوا.

القطع والظن عند األصوليني، حقيقتهما وطرق استفادما، وأحكامهما د.سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشتري، دار احلبيب، الرياض، - 1 .74، ص1997- 1/1418ط )1/35البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2

Page 50: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾38﴿

وهذه األدلة ال تنحصر فقط يف اللفظية بل تشمل األصول املنصوصة واملعاين املصلحية، قال اجلويين: واعلم أن معظم الكالم يف األصول يتعلق باأللفاظ واملعاين، أما املعاين فتأيت يف

.)1(باب القياسالنفي يف "وإذا الح مسلك الكالم لحية، قال عنها: وحتدث يف القياس عن أصول مص

واإلثبات يف هذه املسائل فنحن نذكر بعدها كالما وجيزا يتخذه الناظر معتربه، ويرقى عن .)2(تعارض وجوه الكالم يف فن يقصد منه بغية القطع"

إدراج األصوليني ملسائل ليست من صلب أصول الفقه:

وتبعا ملوضوع أصول الفقه، البد أن نذكر مسألة هلا وطيد الصلة به، وهي: إدراج ما له عالقة بالعلوم األخرى احملتاج إليها يف أصول الفقه، فيبين األصويل قواعده ومباحثه على مسائل لغوية أو كالمية أو فقهية، هي مبثابة الوسائل اخلادمة، وما يلبث أن يبدأ يف تقريرها

، نذكر مناذج ألصوليني نبهوا على املسألة.ها مبباحث خاصةوإفراد رأي السبكي:

وعة من العلوم مذكر السبكي اعتراض بعض من رأى أن أصول الفقه ملفقة من جم:"قد عظمت أصول الفقه، وهل هي إال نبذ مجعت من علوم متفرقة، نبذة من النحو ونبذة قال

والقبح والكالم يف احلكم الشرعي وأقسامه، وبعض من علم الكالم، وهي: الكالم يف احلسن الكالم يف النسخ وأفعاله وحنو ذلك، ونبذة من اللغة، وهي:الكالم يف معىن األمر والنهي وصيغ العموم وامل واملبني واملطلق واملقيد وما أشبه ذلك، ونبذة من علم احلديث، هي: الكالم يف

ج إىل أصول الفقه يف اإلحاطة ا، فلم يبق من أصول العارف ذه العلوم ال حيتاو ،األخبارالفقه إال الكالم يف اإلمجاع، وهو: من أصول الدين أيضا، وبعض الكالم يف القياس والتعارض

). 1/36الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ).2/922، (املصدر نفسه - 2

Page 51: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾39﴿

د الذي ينفرد به ما كان مما يستقل به الفقيه، فصارت فائدة األصول بالذات قليلة حبيث لو جر .)1(إال شيئا يسريا

ذر األصوليني يف ذلك، وإن كان يرى أن هذه املسائل ليست وقد ذكر السبكي عقوا يف فهم أشياء من كالم أصيلة يف األصول بل ذكرت عرضا، قال: بأن "األصوليني دق

العرب مل يصل إليها النحاة وال اللغويني، فإن كالم العرب متسع جدا، وكتب اللغة تضبط اليت حتتاج إىل نظر األصول، كما استقروا استقراء األلفاظ ومعاين الظاهرة دون املعاين الدقيقة

..لو فتشت كتب .زائد على استقراء اللغوي، مثاله: مسألة داللة صيغة األمر على الوجوبن، وأخذوها باستقراء واللغة مل جتد فيها شفاء يف ذلك من الدقائق اليت تعرض هلا األصولي

مما تكفل به أصول هالنحو، فهذا وحنو خاص من كالم العرب، وأدلة خاصة ال تقتضيها صناعة .)2(الفقه، وهذه املباحث مل تذكر فيه بالذات بل بالعرض"

واشتد ،أن األصوليني اعتنوا يف فنهم مبا أغفله أئمة العربيةهو رأي اجلويين قال و .)3(اعتناؤهم بذكر ما اجتمع عليه إغفال أئمة اللسان وظهور مقصد الشرع فيه

يف املسألة: رأي الشاطيب

وأورد الشاطيب يف مقدمته التاسعة، أنواعا للعلم يقول: "من العلم ما هو من صلب العلم، وهو األصل واملعتمد والذي عليه مدار الطلب، وإليه تنتهي مطالب الراسخني، وذلك ما كان قطعيا أو راجعا إىل أصل قطعي، كحفظ الضروريات واحلاجيات والتحسينات، ومن

القسم: العموم واالطراد والثبوت واقتضاؤه للعمل لزوما، ومن العلم ما هو من ذاه خواصملحه، وهو ما كان ظين أو راجع إىل قطعي وختلفت عنه إحدى اخلواص السابقة الذكر يف

هـ)، 685)؛ اإلاج يف شرح املنهاج شرح على منهاج الوصول إىل علم األصول للقاضي البيضاوي(ت1/13البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1هـ)، دراسة وحتقيق: 771لده تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي (تهـ)، وو756تأليف شيخ اإلسالم علي بن عبد الكايف السبكي(ت

عربية املتحدة، الدكتور أمحد مجال الزمزمي، الدكتور نور الدين عبد اجلبار الصغريي، دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث، دولة اإلمارت ال ).1/14، (2004- 1/1424حكومة ديب، ط

). 1/15املنهاج، املصدر السابق، (يف شرح اإلاج - 2 ). 1/169الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3

Page 52: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾40﴿

أو أكثر، كتعليل بعض التعبدات، أو كاالنشغال مبا ال ينبين عليه عمل، أو مسائل القسم األولومن العلم ما ليس من صلب العلم وال من ملحه وهو ما كر على أصله ،يااخلالفية خالفا لفظ

.)1(ومثاله ما انتحله الباطنية من إخراج لفظ القرآن الكرمي عن ظاهره ،باإلبطالمث أملح ملا حيصل للعلوم الشرعية من خلط ملوضوعها األصلي بالعلوم اخلادمة هلا، فقال:"قد يعرض للقسم األول أن يعد من الثاين: ويتصور ذلك يف خلط بعض العلوم ببعض،

ال - كما يقررها النحوي –كالفقيه يبين فقهه على مسألة حنوية مثال، فريجع إىل تقرير مسألة يرد مسألته الفقهية إليها، واليت كان من شأنه أن يأيت ا على أا مفروغ مقدمة مسلمة، مث

منها يف علم النحو فيبين عليها، فلما مل يفعل ذلك وأخذ يتكلم فيها، ويف تصحيحها وضبطها، واالستدالل عليها، كما يفعله النحوي، صار اإلتيان بذلك فضال غري حمتاج إليه، وكذلك إذا

ألة عددية، فمن حقه أن يأيت ا مسلمة ليفرع عليها يف علمه، فإذا أخذ يبسط افتقر إىل مسالقول فيها كما يفعله العددي يف علم العدد، كان فضال معدودا من امللح إن عد منها، وهكذا

.)2(سائر العلوم اليت خيدم بعضها بعضامبا قرره األصوليون نقلنا كالم الشاطيب السابق على طوله ببعض التصرف، حىت نقارنه

كمباحث خاصة يف أصول الفقه، وهل ارتضوا ألنفسهم تلك املباحث الزائدة أم أم اعترفوا بأا ليست من صلب أصول الفقه.

رأي الغزايل:

الغزايل يعترف بأن هذه املباحث دخيلة على أصول الفقه، قال محل املتكلمون حبهم كما محل حب اللغة والنحو بعض األصوليني على لصنعتهم خلط أصول الفقه بعلم الكالم،

مزج مجلة من النحو باألصول، كمعاين احلروف ومعاين اإلعراب، ومحل حب الفقه مجاعة من

).1/53املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 1 ).1/60املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (- 2

Page 53: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾41﴿

الفقهاء على مزج مسائل كثري من تفاريع الفقه باألصول، وهي إن احتاجوا إليها أوردوها .)1(لتمثيل إال أم أكثروا منها

هو: أن يقلد فيها أهل التخصص، يقول اشي إدراج هذه املسائلويبين أن طريقة حت مة بالتقليد يف ذلك العلم، ويطلب الغزايل: ما من علم إال ولو مباد، واألوىل أن تؤخذ مسل

واملسائل الكالمية ،برهان ثبوا يف علم آخر، فيأخذ املسائل اللغوية مسلمة من أهل اللغةاألصويل املتكلم يف أن قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم حجة مة من أهل الكالم، فيقلد مسل

.)2(مثال... رأي أيب احلسن البصري:

دفع أبا احلسن البصري إىل تأليف حتاشي إدخال يف أصول الفقه ما ليس منه هو الذي كتابه املعتمد، بعدما كان قد شرح كتاب "العمد"، حيث سلك يف شرحه مسلك األصل ـ

تطويل وتكرير لكثري من أبوابه ومسائله، كما شرح أبواب ال تليق بأصول الفقه: العمد ـ من الضروري منها واملكتسب وغري ذلك، فقر ر أن يؤلف حنو القول يف أقسام العلوم وحد

كتابه:"املعتمد:مرتبة أبوابه غري مكررة مسائله، قال أعدل فيه عن ذكر ما ال يليق بأصول الفقه ذ كما ال يذكر يف كتب الفقه: التوحيد والعدل وأصول الفقه، مع كون من دقيق الكالم، إ

الفقه مبنيا عليها وشدة اتصاله ا، فال يذكر يف أصول الفقه من باب أوىل، كما يرى أن القارئ هلذه املباحث الكالمية إما عارفا بالكالم فال حاجة له ا، وإما غري عارف فيصعب

ظم ضجره وملله، إذ كان قد صرف عنايته وشغل زمانه مبا فهمها، وإن شرحت له فيع عليهيصعب عليه فهمه وليس مبدرك منه غرضه، فكان األوىل حذف هذه األبواب من أصول

.)3(الفقه

).1/42املستصفى، املصدر السابق، ( - 1 ).1/38املصدر نفسه، ( - 2 ).1/7املعتمد يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3

Page 54: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾42﴿

موضوع أصول الفقه هو الدليل السمعي قرير تعليقا على قول ابن اهلمام:"ويف التينبغي أن ال يبحث عن صحة شيء ، أنه: إذا كان موضوع األصول الدليل السمعي، ف"الكلي

منها، ألن كونه حجة هو كونه دليال، فالبحث عن صحة اإلمجاع وخرب الواحد والقياس، .)1(ليس من علم أصول الفقه

ورغم هذه التصرحيات فلم يسلم هؤالء من إدراج بعض تلك املسائل، فالغزايل مع اعترافه بأن الكثري من املباحث املدونة يف املدونات األصولية، خارجة عن صلب هذا العلم، مل

خيل كتابه مجلة من ذلك ألن النفوس قد تعودت على ذلك وفطامها عن املألوف أن يستطع .)2(ر يف مؤلفه على ما تظهر فائدته من ذلكصعب، وقال أنه سيقتص

اليت ،ولعل هناك سببا آخر مل جيعل األصوليني خيلون مدونام من مناقشة تلك املسائلاا، هو: كوا خمتلف فيها بني أهلها، مما جعل األصويل جيد ظيفترض أن تأخذ مسلمة من م

مستها الظن ليبين عليها، والظن ال إما أن يأخذها كما هي خمتلف فيها، :نفسه أمام خيارينهذه األصول ،يولد إال ظنا، وهو يف مقام التأصيل لقواعد كلية تقوم عليها عملية االستنباط

اليت البد أن تكون من القوة حبيث ال تتزعزع.أو يأخذها ويربهن على الوجه الذي رآه صحيحا، وهو ما وقع لألصوليني فتسرب

ه، من تشوف من العلوم األخرى ألصول الفقه، فكان لذلك التسرب ما يربر قدر ال بأس به األصويل لتقرير قواعد ليس مبناها وأساسها اخلالف.

ونستحضر هنا كالما للطاهر بن عاشور، الذي استهل به كتابه، بل وجعله الغرض من ه ـ كتاب مقاصد تدوين كتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية، قائال: "دعاين إىل صرف اهلمة إلي

الشريعة ـ ما رأيت من عسر االحتجاج بني املختلفني يف مسائل الشريعة، إذ كانوا ال ينتهون يف حجاجهم إىل أدلة ضرورية أو قريبة منها، يذعن إليها املكابر ويهتدي ا املشبه عليه، كما

ات واملشاهدات ينتهي إليه أهل العلوم العقلية يف حجاجهم املنطقي والفلسفي إىل الضروري

).1/48التقرير والتحبري، املصدر السابق، ( - 1 ).1/43املستصفى، املصدر السابق، ( - 2

Page 55: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾43﴿

واألصول املوضوعة، فينقطع بني اجلميع احلجاج، ويرتفع من أهل اجلدل ما هم فيه من جلاج، .)1(ورأيت علماء الشريعة بذلك أوىل"

ارتفع بينهم، وقواعدهم اليت استمدها األصوليون منهم خمتلف فيها، بل فأي جلاجاختالفهم واختالف غريهم كأهل اللغة يف قواعدهم هو الذي ورث خالفا يف أصول الفقه، فهؤالء أهل الكالم، اختلفوا يف تعريفهم للقطع والظن، والعلم والشك اختالفا وصل للتناقض،

البحث، وخالفهم هذا حكم الكثري من مسائل أصول الفقه. كما سنراه يف موضعه من هذا مما علق ا مما ليس باحثه يف إخالء م مل نعدم من األصوليني من اجتهدومع ذلك

. )2(أخلى مصنفه الذي اختصر فيه املستصفى من مباحث املنطق مثال ابن رشدمنها، فهذا لفظي أو ال ينبين عليها عمل مث األصوليون وهم يناقشون هذه املسائل اليت خالفها

. كما اشتهر )3(يذكرون أن اخلالف فيها لفظي، أو أن "هذه مسألة طويلة الذيل قليلة النيل" على ألسنة بعضهم.

،فترى أن األصويل يعلم أن املسألة ال مثرة منها يف أصول الفقه، ومع ذلك يذكرها ألة يف مقدمته الرابعة واخلامسة.وليس هذا شأم وحدهم بل الشاطيب الذي ترجم هلذه املس

لكنه ذكر مسألة جتويز اجتهاد الكافر، فعقب الشيخ دراز عليه بقوله "فما رة هذا ــــــــــــــــــــــــمث

.)4(وهذا ال يعنينا" ؟وهو غري معقول، أم ليعمل هو ا ؟التجويز" أليعمل املسلمون باجتهاده

.5مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1هـ)، تقدمي وحتقيق: مجال الدين العلوي، تصدير:حممد 595الضروري يف أصول الفقه أو خمتصر املستصفى أليب الوليد حممد بن رشد احلفيد (ت - 2

. 1994، 1عالل سيناصر، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنان، طهـ)، حتقيق وتعليق حممد صباح 1182مزالق األصوليني وبيان القدر احملتاج إليه يف أصول الفقه، للعالمة حممد بن إمساعيل األمري الصنعاين(ت - 3

.24، ص2004- 1/1425أهل األثر، الكويت، طاملنصور، مكتبة ).4/80)، املوافقات، حتقيق دراز ، املصدر السابق، (3اهلامش رقم ( - 4

Page 56: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾44﴿

ويكرر فعله فعن النسخ يقول: مل خيالف يف ذلك إال بل الشيخ دراز يعترض على الشاطيب،

مسلم األصفهاين من املسلمني وخالفه لفظي، ومن امللل األخرى سوى الشمعونية من اليهود أبو

ذهبوا إىل امتناعه عقال ومسعا، والعنانية منهم إىل امتناعه مسعا، أما العيسوية منهم أصحاب عيسى

فما يفيدنا حنن خالف الشمعونية وغريهم؟ .)1(األصفهاين فيجيزونه عقال ومسعا

ويف آخر املسألة اخلامسة من فصل العموم واخلصوص بعدما ذكر مرتبة العفو، قال

الشاطيب:ولوال أا مسألة عرضت لكان األوىل ترك الكالم فيها، ألا ال تكاد ينبين عليها فقه

رض يف طريق املباحث األصيلة كثرية، فلو ، وقد علق دراز على هذا بقوله: "املسائل اليت تع)2(معترب

.)3(مت له هذا القدر ال تسع اال لذكر ما ال ينبين عليه فقه، وقد أنكر ذلك يف مقدمات الكتاب

ـ استمداد أصول الفقه 2

يذكر األصوليون أن استمداد أصول الفقه من ثالث أشياء علم الكالم واللغة العربية

.)4(واألحكام الشرعية

يت هي ال- أما عن استمداده من علم الكالم أو علم أصول الدين، لتوفق حجية األدلة الكلية

وصفاته، على معرفتة سبحانه وتعاىل-موضوع أصول الفقه واليت تستنبط منها األحكام الشرعية

والعلم بالنبوات وصدقها، الذي يتوقف على ثبوت املعجزات،... هذا وغريه مما ال يعرف إال يف

.)5(م الكالمعل

).4/87)، املصدر نفسه، (1اهلامش رقم( - 1 ).3/221املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 2 ).3/221(، حتقيق دراز، املصدر السابق، املوافقات)، 3اهلامش رقم ( - 3)؛ البحر 1/21حكام لآلمدي، املصدر السابق، ()؛ اإل1/69لفحول، املصدر السابق،()؛ إرشاد ا1/84الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 4

).1/251)؛ رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، (1/28احمليط، املصدر السابق، ()؛ البحر احمليط، املصدر 1/21حكام لآلمدي، املصدر السابق، ()؛ اإل1/69لفحول، املصدر السابق،()؛ إرشاد ا1/84الربهان، املصدر السابق، ( - 5

).1/251)؛ رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، (1/28السابق، (

Page 57: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾45﴿

صاحب التحرير علم الكالم مادة ألصول الفقه، قال: "وليس يف األصول من ومل يعدالكالم إال مسألة احلاكم وما يتعلق ا من مباحث احلسن والقبح وحنوه، وهذه من املقدمات

- صاحب التحرير–يتوقف عليها" وليست منه، وعلق صاحب التقرير على هذا بأن املصنف الستمداد ما كان جزءا من هذا العلم، وليس علم الكالم جزءا له، وهو خالف يف عىن با

.)1(االصطالحولذا فرق الزركشي بني قسمي املادة، فقال:"واعلم أن املادة على قسمني: إسنادية

إليها ومقومة، فاملقومة داخلة يف أجزاء الشيء وحقيقته، وهي الفقه، واإلسنادية ما استندتدليل، كعلم الكالم، ألنه يعلم أصول الفقه وإن مل يعلم علم الكالم، وإمنا علم تال من أجل

.)2(الكالم دليل املعجزة، وهو دليل األصولصوص، اخلعموم والوأما اللغة العربية: لتوقف داللة النصوص العربية على معانيها، من

قتضاء واإلشارة والتنبيه، فهوم، واالاملنطوق واملمجال، واإلشتراك واالتقييد، والطالق واإلو .)3(از، واحلذف واإلضماراقيقة واحلو

وأما الفقه أو األحكام الشرعية، إذا كان موضوع أصول الفقه األدلة الكلية من حيث إثباا لألحكام، فال بد من العلم حبقائق األحكام ليتصور القصد إىل إثباا ونفيها ويتمكن من

.))4اضرب األمثلة واالستشهاد وترد هنا مسألة: كيف جيعل الفقه مادة لألصول وهو فرع األصول، ومادة كل شيء

وأجيب عنها: بأن الفقه يذكر يف أن يكون الفرع أصال واألصل فرعا. أصله، وهذا يؤدي إىلاألصول من حيث اجلملة، فيذكر الواجب واملندوب ... ألن هذا القدر مبين حلقيقة األصول،

).1/90( ،التقرير والتحيري، املصدر السابق - 1 ).1/30( ،البحر احمليط، املصدر السابق - 2)؛ البحر احمليط، املصدر 1/21حكام لآلمدي، ()؛ اإل1/69لفحول، املصدر السابق،()؛ إرشاد ا1/84الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3

).1/251)؛ رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، (1/28السابق، ()؛ البحر احمليط، املصدر نفسه، 1/21حكام لآلمدي، ()؛ اإل1/69( فحول، املصدر السابق،)؛ إرشاد ال1/84الربهان، املصدر السابق، ( - 4

).1/251)؛ رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، (1/28(

Page 58: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾46﴿

فإن ذكرها يؤدي إىل الدور فيتوقف معرفة أصول وإمنا احملذور أن تذكر جزئيات املسائل،املضاف إليه، وألن العلم الفقه على الفقه، وألنه ال ميكن أن يعرف املضاف إال بسبق معرفة

.)1(فرداتهمبباملركب يتوقف على العلم لذا قالوا إدراج األحكام يف موضوع أصول الفقه هو من التوابع واللواحق، ال من باب

املقاصد.، ألن أصول الفقه وقواعده توقفت ال يلزم منه هذا االعتراض مث استمداده من الفقه

اعد، مث يستفاد من هذه القواعد يف إنتاج فقه جديد، فما على الفقه املوجود وقت تقعيد القو كان املدد غري الثمرة.

وذكر يف البحر احمليط أن الغزايل يرى أن استمداد هذا العلم هو من شيء واحد، وهو قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وال جياوز نظر األصويل ذلك.

صويل ال جياوز قوله وفعله ممنوع، ومل يرض الزركشي ذلك قال:" وقوله بأن نظر األفإنه ينظر يف االستصحاب واألفعال قبل الشرع، وقول الصحايب، وغريه مما ليس بقول

.)2(الرسول، وال فعله"لكن الغزايل وهو يذكر هذا القول، كان بصدد التقرير أن العلم الكلي هو علم

الكالم، وباقي العلوم الدينية علوم جزئية بالنسبة له، مث بين اجلزئية اليت يدرسها كل علم مقارنة بينه وبني ما يدرس يف الكالم، فكان قول النيب صلى اهللا عليه وسلم هو ما خيتص

مث هو قد صرح يف نفس املوضع مبا يرد ما نسبه الزركشي له، قال:"فإذا األصويل بدراسته، . )3(فهي جزئية باإلضافة إىل الكالم" ،الكالم هو املتكفل بإثبات مبادئ العلوم الدينية كلها

.)1/30( البحر احمليط، املصدر السابق، - 1 ). 1/29املصدر نفسه، ( - 2 ).1/38( ،املستصفى، املصدر السابق - 3

Page 59: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾47﴿

فهو مل ينف أن يكون ألصول الفقه مدد من علم الكالم، وإمنا قصد بأن األصويل أن يربهن عليها، وجيعلها موضوعا لعلم األصول، ويؤكد هذا يأخذها تقليدا مسلمة دون

. )1(الكالم والفقه واللغة" تة:مادوأما األصول فالقول ما قاله يف املنخول: "مث ختصيصه لقول النيب عليه السالم دون غريه من األدلة، ألن الكتاب يسمع منه، واإلمجاع

، بل األدلة كلها تعود إىل قوله )2(مجاع فقطيثبت بقوله، واألدلة عنده هي الكتاب والسنة واإل وتقريره وفعله.

وليس علم احلديث استمدادا لعلم األصول، ألن األصويل يبحث مسائل خاصة باحلديث، إلبطال قول السبكي بل تواردمها على حبث مسائل مشتركة راجع إىل تداخل املوضوعني، وهو رد

.)3(علوم مجعت، كالفقه واللغة والكالم واحلديث واجلدل أن أصول الفقه أبعاضألن كل مواضيع أصول الفقه راجعة أصول الفقه جعل الكتاب والسنة استمدادا لعلم كما ي

الكتاب والسنة وإالعلى القول بأن املراد باالستمداد: مادة العلم، مبعىن موضوعه وهذا .)4(إليهما .الفقهدليلني، واألدلة هي موضوع أصول

الفرع الثاين: مادة مقاصد الشريعة اإلسالمية

ـ موضوع املقاصد: 1

انصبت جهود الباحثني يف مقاصد الشريعة على دراسة كتاب املوافقات للشاطيب، وكتاب ن ان اإلمامامقاصد الشريعة للطاهر بن عاشور، ألنه إذا ذكرت املقاصد، تبادر إىل الذهن هاذ

ن، وهذا االهتمام منهم يفسره شغفهم للوقوف على مادة املقاصد، وما هي مباحثها، وما اجلليال ؟جديدها

هـ)، حققه وخرج نصه وعلق عليه: حممد 505املنخول من تعليقات األصول ، حلجة اإلسالم اإلمام أيب حامد حممد بن حممد بن حممد الغزايل(ت - 1 .60، دار الفكر املعاصر، بريوت، لبنان، دار الفكر، دمشق، سورية، ص1998- 3/1419حسن هيتو، ط

).1/38املستصفى، املصدر السابق، ( - 2 ).1/185تقرير والتحيري، املصدر السابق، (ال - 3- 1426/، 1أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله، عياض بن نامي بن عوض السلمي، دار التدمرية، الرياض، اململكة العربية السعودية، ط - 4

.21، ص2005

Page 60: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾48﴿

يف املقاصد. االشيخني نفسهما يف املوضوع واملباحث اليت تناواله ولنبدأ برأيي املباحث اليت تناوهلا الشاطيب:

اإلسالمية، الشاطيب، الذي ضمن كتابه املوافقات قسما خاصا مبقاصد الشريعة :)1("قال:"...فصار كتابا منحصرا يف مخسة أقسام

يف املقدمات العلمية احملتاج إليها يف متهيد املقصود. :األولالقسم من حيث تصورها واحلكم ا أو عليها ،يف األحكام وما يتعلق ا :الثاينالقسم

كانت من خطاب الوضع أو من خطاب التكليف.يف املقاصد الشرعية يف الشريعة وما يتعلق ا من أحكام، وقسمه إىل الثالث:القسم

: أنواعقسمني، مقاصد الشارع ومقاصد املكلف، مث قسم مقاصد الشارع إىل أربعة األول: "قصد الشارع يف وضع الشريعة"، وفيه بين أن املقصود من تشريع النوع

ل هلا ورتبها.هذه املصاحل ومكمالا ومثاألحكام هو حتقيق املصاحل للمكلفني، وبني أنواع الثاين: "قصد الشارع يف وضع الشريعة لإلفهام"، وذكر فيه مسألة أن القرآن النوع

أتى بلغة العرب، وهي أما.ة أمية فيكون فهمه وفق ما عهدته يف معانيها وتصرفا على أن فيه الثالث:"قصد الشارع يف وضع الشريعة للتكليف مبقتضاها"، حتدث النوع

الشريعة ال تكلف مبا ال يطاق وأن القدرة شرط يف التكليف.الرابع: "قصد الشارع يف دخول املكلف حتت أحكام الشريعة"، وحتدث فيه عن النوع

من امللغى.حظوظ املكلف وعالقتها مبقصود الشارع، وبني املعترب منها يف حصر األدلة الشرعية، وبيان ما ينضاف إىل ذلك فيها على اجلملة الرابع:القسم

وعلى التفصيل، وذكر مآخذها وعلى أي وجه حيكم على أفعال املكلفني.يف أحكام االجتهاد والتقليد واملتصفني بكل واحد منهما وما يتعلق :اخلامسالقسم

ال واجلواب.بذلك من التعارض والترجيح والسؤ

).1/16املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 1

Page 61: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾49﴿

خاص، خبالف من كتب يف أصول الفقه قبله. يقول الطاهر بن بقسمفأفرد املقاصد عاشور يف ذلك أن "الرجل الفذ الذي أفرد هذا الفن بالتدوين هو أبو إسحاق إبراهيم

. )1(الشاطيب"يف مباحث كتابه، قال:"فإن عارضك دون ويرى الشاطيب بصنيعه هذا أنه قد ابتكر

الظان أنه شيء الكتاب عارض اإلنكار، وعمي عنك وجه االختراع فيه واالبتكار، وغرهذا ل ف يف العلوم الشرعية األصلية أو الفرعية ما نسج على منواله، أو شكما مسع مبثله، وال أل

فال تلتفت إىل األشكال ،بشكله، وحسبك من شر مساعه، ومن كل بدع يف الشريعة ابتداعه .)2(وال ترم مبظنة الفائدة على غري اعتبار"دون اختبار

والشاطيب ذا القول يقصد كتاب املوافقات كامال بأقسامه اخلمس، وال يقصد جزء املقاصد فقط، كما هو واضح يف تصرحيه، وكذا من معاجلته للمباحث األصولية اليت ساقها يف

املوافقات.باح واملندوب واملكروه باألصول ففي حبثه ألحكام التكليفية مثال، ربط أحكام امل

الثالثة:الضروريات واحلاجيات ومكمالما. فاملباح يكون مباحا باجلزء منهيا عنه بالكل إذا ويف األحكام الوضعية ربطها ، )3(بقائه مباحا باجلزء كان خادما ملا ينقض تلك األصول مع

اتهد فهم مقاصد الشريعة، ويف االجتهاد جيعل الشرط األساس من شروط ، )4(بقصد املكلف .)5(هد خادمة هلذا الشرطتوجيعل ما اشترطه األصوليون من شروط للمج

املباحث اليت تناوهلا ابن عاشور:

.8صدر السابق، صمقاصد الشريعة اإلسالمية، امل - 1 ).1/18( ،املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق - 2 ).1/92املصدر نفسه، (- 3 ، فما بعد).1/140املصدر نفسه، ( - 4 ).4/76املصدر نفسه، ( - 5

Page 62: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾50﴿

مث يأيت ابن عاشور ليقتفى آثار الشاطيب، ويطور من فكرته، بعدما أشاد بصنيعه ـ وإن ـ ودعا إىل استقالل مقاصد )1(كان قد انتقده فرأى أنه تطوح يف مسائله إىل تطويالت وخلطبذاته، قال:" فنحن إذا أردنا أن الشريعة اإلسالمية، عن أصول الفقه واعتبارها علما مستقال

ندون أصوال قطعية للتفقه يف الدين، حق علينا أن نعمد إىل مسائل أصول الفقه املتعارفة، وأن ا يف بوتقة التدوين ونعيد، فننفي عنها األجزاء الغربية اليت غلثت رها مبعيار النظر والنقنعيد ذو

ا، ونضع فيها أشرف معادن مدارك الفقه والنظر، مث نعيد صوغ ذلك العلم، ونسميه علم العلماء أن مقاصد الشريعة...فينبغي أن نقول:أصول الفقه جيب أن تكون قطعية، أي من حق

و بالنظر القوي، وهذه املسألة مل ال يدونوا يف أصول الفقه إال ما هو قطعي، إما بالضرورة أ . )2(تزل معترك األنظار"

بعدما دعا الطاهر بن عاشور إىل استقالل علم مقاصد الشريعة عن علم أصول الفقه، اقتضى هذا أن يكون له فر أن حيوي هذا العلم أصوال مميزة متمثلة يف: األدلة القطعية فقط، قر

مباحثه يف كتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية، قال خاص به، ذكر أنه أملى بعض مميزا موضوعايف مقدمتة:"هذا كتاب قصدت منه إمالء مباحث جليلة من مقاصد الشريعة اإلسالمية،

.)3(والتمثيل هلا واالحتجاج إلثباا، لتكون نرباسا للمتفقهني يف الدين...كتابه باحلديث عن القطع والظن عن أصول الفقه، تعريف املقاصد، وإثبات أن استهل

للشريعة مقاصد من التكليف، أمهية املقاصد، وطرق إثباا، حيث جعل االستقراء قوام ذلك، راتب املقاصد( قطعية، ظنية)، التعليل والتعبد يف األحكام الشرعية. ومباهتم مبقامات اخلطاب،

ثاين من الكتاب يف مقاصد التشريع العامة: حتدث فيها عن الصفة الضابطة مث جعل القسم الاألحكام الشرعية وأنللمقاصد الشرعية، وعن ابتناء مقاصد الشريعة على وصف الفطرة،

، مث ذكر قصد ريتوافق الفطر السليمة، مث بىن عليها وصف السماحة: وهي ترادف التيسكلها

.8مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 .8مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 .5املصدر نفسه، ص - 3

Page 63: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾51﴿

وحتقيق صالحها وذلك بصالح املهيمن عليها، مث ،سالميةالشريعة إىل حفظ نظام األمة اإلذكر وصف عموم الشريعة، وتساوي الناس يف مشول أحكام الشريعة هلم، إال لعارض يقتضي

غري باليسر، وإقرارها لعوائد الناس التخفيف، وأن الشريعة اإلسالمية ليست بنكاية، التصافهاقبوهلا واألحكام الشرعية على املعاين واألوصاف ال على األشكال واألمساء، ابتناء ،الفاسدة

قصد الشارع إىل جتنب ولسد الذرائع، شريعة للتحيل على أحكامها، تطرقللقياس، إبطال الالتفريع يف أحكام يف زمن التشريع، مث ذكر قسما خاصا مبقاصد املعامالت، هو مبثابة التطبيق

تابه هذا.ره يف كملا نظوذا يكون موضوع علم املقاصد عند الطاهر بن عاشور كما تقتضيه نظريته هو:"األعراض الذاتية للمقاصد الشرعية، مثل مراتبها يف القطع والظن، وأنواع طرق إثباا

.)1(وطبيعة املواقف الفلسفية التشريعية من املفاهيم التشريعية كالتعليل والفطرة واملصلحةثاين حماولة لتدوين مقاصد مقاصد الشريعة اإلسالمية البن عاشور: يعدوكتاب

الشريعة بعد املوافقات للشاطيب، وقد كانت ميزة كتاب املوافقات: االستقراء، واعتماد النظرة الكلية لألدلة، وكان االستقراء أحد طرق الكشف عند ابن عاشور، إضافة إىل إنكاره على

. ا يف أصول الفقهة لألدلة، اليت مل تورث إال ظناألصوليني النظرة اجلزئيفيطرح موضوع املقاصد الشرعية قضية يف غاية األمهية يف فهم نصوص الشريعة،

هي:أمهية االعتماد على الكليات الشرعية وحتكيمها يف فهم النصوص اجلزئية، والتعامل مع النصوص الشرعية بوصفها وحدة متكاملة يكمل بعضها بعضا ويعضده، وهو نوع من أنواع

.)2(ت واجلزئيات إىل الكلياترد املتشاات إىل احملكما"حيوي طائفة من املباحث الشرعية على وجه أنفن املقاصد ميكن لوبناء عليه

.)3(االستبداد واالستئثار يف مقابلة الفنون األخرى"

.439نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 1 .10، ص2002- 1/1422نعمان جغيم، دار النفائس، األردن، ط:طرق الكشف عن مقاصد الشارع، د - 2 .13اإلمام يف مقاصد رب األنام، املصدر السابق، ص - 3

Page 64: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾52﴿

لكن هذه الطائفة من املباحث ليست خمترعة على غري مثال سابق، بل سبق وأن تناول لشاطيب، قال:"... فإنه حبمد اهللا أمر قررته اآليات بعضها السلف األخيار كما صرح به ا

واألخبار، وشد د أركانه أنظار معاقده السلف األخيار، ورسم معامله العلماء األحبار، وشي .)1(النظار"

:"ورمبا جيد املطلع على كتب الفقه قال بن عاشورويؤكد كالم الشاطيب ما جاء عن االعالية من ذكر املقاصد كثريا من مهمات القواعد ال جيد شيئا منها يف أصول الفقه، وذلك خيص مقاصد أنواع املشروعات يف طوالع األبواب دون مقاصد التشريع العامة....ومن وراء

حرية، وهذه هي مباحث يف علم املقاصد يف مسائل أصول الفقه...وهي بأن تعدذلك خبايا املناسبة واإلخالة يف مسالك العلة، ومبحث املصاحل املرسلة، ومبحث التواتر، واملعلوم بالضرورة،

.)2(ومبحث محل املطلق على املقيد إذا احتد املوجب واملوجب أو اختلفا ـ استمداد املقاصد: 2

، ووضع من األجزاء الغريبة اليت غلثت بهبعد أن اقترح الطاهر بن عاشور غربلة أصول الفقه أشرف معادن مدارك الفقه والنظر فيها، وتسميتها علم مقاصد الشريعة، قال:"...ونترك علم أصول الفقه على حاله تستمد منه طرق تركيب األدلة الفقهية، ونعمد إىل ما هو من مسائل أصول الفقه

شريعة فنجعل منه مبادئ هلذا العلم اجلليل علم غري مرتو حتت سرادق مقصدنا من تدوين مقاصد ال .)3(مقاصد الشريعة"

موضوع املقاصد واستمداده، بعض فالطاهر بن عاشور يرى أن أصول الفقه قد مجعت بني فرأى أن يفصل بينهما، فما كان من صلب موضوع املقاصد، كما مساه:"أشرف معادن مدارك

صرح ابن عاشوروذا ،مل يكن كذلك:جيعل استمدادا هلاالفقه والنظر":أحلقه بعلم املقاصد، وما للمقاصد. امددتعترب بعض مباحث أصول الفقه أن

).1/18سابق، (املوافقات، حتقيق دراز، املصدر ال - 1 .6مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 .8املصدر نفسه، ص - 3

Page 65: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾53﴿

لنقف علىبعض ما قلد فيه شيخا املقاصد: الشاطيب والطاهر بن عاشور األصوليني، ونذكر مددا للمسائل اليت دوناها يف علم املقاصد. كانتباحث اليت امل

الذي قسم املصاحل إىل: املصاحل الضرورية واحلاجية والتحسينة، وحصر نبدأ بالشاطيبالكليات يف اخلمس، وهذا التقسيم الثالثي استفاده من اجلويين، والتمثيل هلا وللضروريات اخلمس مل

.)1(خيرج فيه عما قرره السابقون خاصة الغزايل، األصولنثورة عرب مباحث تناول درس املقاصد بتوسع، بعدما كانت عبارة عن إشارات م

.)2( فقد استفاد مما حوته بطون الكتب، وإن كان نزراخترج م، السامخسة أقعاجل املباحث األصولية معاجلة مقاصدية، فقد قسم مباحث كتابه إىل

.)3(من حيث الشكل صوليون يف مدوناماأل قررهعما من حيث املضمون فقد اعتمد على املباحث األصولية وعاجلها معاجلة مقاصدية، و

وتوصل باستقرائها إىل "جال يف تفاصيل مباحث الكتاب أوسع جمال، يقول الشيخ دراز: .)4(غوال، هلا أوثق صلة بروح الشريعة وأعرق نسب بعلم األصول"استخراج درر

أثار مسائال سبقه إليها غريه، مثل ما جاء يف املقدمة الرابعة يقول: "أن كل اكم مسألة ال ينبين عليها فروع فقهية، أو ينبين عليها فقه لكن اخلالف فيه لفظي، فوجودها يف أصول الفقه ال فائدة منه، ويف املقدمة اخلامسة: كل ما ال ينبين عليه عمل فاخلوض فيها خوض

.)5(لى استحسانه دليل شرعيفيما مل يدل عهو عني ما قرره اإلمام مالك مستدال لذلك بعمل أهل املدينة يقول:"الكالم يف الدين أكرهه، ومل يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، حنو الكالم يف رأي جهم والقدر وكل ما

عز - يف اهللا اهللا أو–أشبه ذلك، وال أحب الكالم إال فيما حتته عمل، فأما الكالم يف دين

.318نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 1 .338املصدر نفسه، ص - 2 ).1/16املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 3 ).1/6، املصدر السابق، (مقدمة التحقيق، املوافقات، حتقيق دراز - 4 ).31- 1/29املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 5

Page 66: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾54﴿

وجل، فالسكوت أحب إيل، ألنين رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكالم يف الدين إال فيما حتته .)1(عمل"

احتج لألدلة مبا استدل به األصوليون، كما يف تدليله على سد الذرائع، مل خترج أدلته .)2(عن األدلة اليت استقرأها ابن تيمية تدليال على هذا األصل

ويف األحكام الشرعية، فكرة األحكام ختتلف حبسب الكلية واجلزئية هي فكرة اجلويين، ا بالنظر إىل ، وإن كان حاجيفهو الذي قرر أن البيع يعترب من الضروريات باعتبار العموم

.)3(األفراد ، وهو ميثل هلذه القاعدة. )4(واستأنس بقول الغزايل بأن املداومة على الصغرية تصريها كبرية

بني مذهيب ابن القاسم قبل وملا ال يكون قد استقاها من فقه ابن القاسم وهو الذي أشار أنه وف وأيب حنيفة يف كتابه املوافقات.

.)5(القاسم يف التكبري يف الصالة، غري تكبرية اإلحرام يقول: أن التكبري سنة، والكثري واجب فابنمقاصد الشارع: كون األحكام الشرعية وضعت لإلفهام، عاجل مسألة أن ويف النوع الثاين من

نه نزل أوأساليبه عربية فال يفهم إال من جهة لسان العرب، ويلحقه لوازم منها ،القرآن عريب يف ألفاظهعلى وفق ما عهدته العرب يف أساليبها، وهذه املسألة وإن رأى الشاطيب أن األصوليني قد تناولوها من

ه على أن القرآن يف معانيه وأساليبه عريب فال ة ال تفيد كثريا علم االستنباط؛ إال أنه يصرح بأن ممن نبزاوي .)6(يفهم إال من جهة هذا اللسان، هو الشافعي يف الرسالة

ار ابن جامع بيان العلم وفضله، أليب عمر يوسف بن عبد اهللا النمري القرطيب، دراسة وحتقيق أبو عبد الرمحن فواز أمحد زمريل، مؤسسة الريان، د - 1 ).2/191، (2003- 1/1424حزم، ط

.371عة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، صمقاصد الشري - 2 .319مقاصد الشريعة عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 3 ).1/93املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 4هـ)، وضمنه املستخرجة من األمسعة 520البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجة أليب الوليد بن رشد القرطيب(ت - 5

).1/526، (1988- 2/1408املعروفة بالعتبية حملمد العتيب القرطيب، حتقيق الدكتور: حممد حجي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنان، طهـ)، حتقيق وشرح: أمحد حممد 204لإلمام املطليب حممد بن إدريس الشافعي (ت)؛ الرسالة، 2/51املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 6

من هذا البحث. 221)؛ أنظر نص الشافعي على ذلك يف الصفحة 1/52، (شاكر، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان

Page 67: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾55﴿

، حبيث ال يتوجه )1"(ويف النوع الثالث:"يف بيان قصد الشارع يف وضع الشريعة للتكليف مبقتضاهااخلطاب ملن مل يكن قادرا وال عاملا به، ألنه يف تكليفه تكليف مبا ال يطاق وهو ممنوع شرعا، دلل عليه

. )2(األصوليون يف مدونام وقواعدهم الفقهية، واشترطوا القدرة والعلم للتكليف، وإخراجه عن داعية )3(يعة"ويف النوع الرابع: "يف بيان قصد الشارع يف دخول املكلف حتت أحكام الشر

هواه، فتجد األصوليون يف مواضع متفرقة أثاروا هذه املسألة، السيما عند تفسريهم آليات كثرية تذم اهلوى. ويف هذا املقام حتدث الشاطيب عن املقاصد اليت ال حض للمكلف فيها، واملقاصد التابعة اليت فيها

حض للمكلف، وهي تقسيمهم للحقوق إىل حقوق اهللا وحقوق العبد، وكذا عند حديثهم ما ناقشه األصوليون عند

.)4(عن النيات يف العبادات واملعامالت ويف كتاب االجتهاد يقول الشاطيب: إمنا حتصل درجة االجتهاد ملن اتصف بوصفني،

أحدمها: فهم مقاصد الشريعة على كماهلا ...والثاين: التمكن من استنباط بناءا على فهمه فيها

والوصف الثاين يتمثل يف التمكن من جمموعة من املعارف كعلم احلديث وغريه، وهو ليس شرط أن يبلغ فيه درجة االجتهاد، ألن هذه املعارف ليست جزءا من ، وكاخلادم لألول

ماهية االجتهاد، وال يضر التقليد فيها ألن الشافعي وأبا حنيفة كانا مقلدين يف احلديث، خصص كأهل التجارب والطب، ومل ينفئل كثرية على أصحاب التوأحال مالك يف مسا

عنهما ذلك صفة االجتهاد. ومل يشترط الشاطيب بلوغ درجة االجتهاد إال يف اللغة العربية، .)5(قال:"ال يلزم يف غري العربية من العلوم أن يكون اتهد عاملا ا"

).2/82در السابق، (املوافقات، حتقيق دراز، املص - 1فما بعد)؛ إرشاد الفحول، املصدر 1/405،فما بعد )؛ اإلاج، املصدر السابق، (1/345،349،350،365البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2

فما بعد). 1/92السابق، ( ).2/128املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 3 ).2/315السابق، ( شرح التلويح على التوضيح، املصدر - 4 ).79إىل 4/76املصدر نفسه، ( - 5

Page 68: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾56﴿

االجتهاد واالستنباط وفق املقاصد، هي ل أن العلوم اليت حيتاج إليها يف عملية فتحص، قال مة ال يربهن عليهاقواعد املقاصد وقواعد اللغة، وباقي العلوم مدد هلا، تؤخذ مسل

الشاطيب:"أن االجتهاد يف استنباط األحكام الشرعية علم مستقل بنفسه، وال يلزم يف كل علم لك فقد أدخل يف علمه علما آخر أن تربهن مقدماته فيه حبال، بل يقول العلماء أن من فعل ذ

.)1(ينظر فيه بالعرض ال بالذات" ح يف كالمه السابق الذي ذكرناه يف هذا الفرع، أن وعن الطاهر بن عاشور فقد صر

أصول الفقه استمداد ملقاصد الشريعة. ا حرية بأن تكون من وأما عن املباحث اليت كان استفادها من األصوليني ورأى أ

مباحث املقاصد، عددها قائال: "وهذه هي مباحث املناسبة واإلخالة يف مسالك العلة، ومبحث املصاحل املرسلة، ومبحث التواتر، واملعلوم من الدين بالضرورة، ومبحث محل املطلق على املقيد

.)2"(إذا احتد املوجب واملوجب أو اختلفاسالم الشافعي يف قواعده والقرايف املالكي يف فروقه، استفادته من العز بن عبد الوكذا

.)3(بتصرحيه بأما حاوال أكثر من مرة التأسيس لعلم املقاصداستفادته من القرايف، الذي يقر له ابن عاشور باالنتباه إىل اختالف مقامات خطاب

.)4(وتصرفات النيب صلى هللا عليه وسلم ، استفاده منعلى أمهية املقام إلدراك املقصود أحل الذي وابن عاشور املالكي املذهب

.)5(مبدأ من مبادئ املقررة عند املالكية مذهبه، ألن املقاموكذا عند حديثه عن سد الذرائع وفتحها، ال خيرج عما قاله القرايف يف الفرق الرابع

ويف تقسيم )1"(من الذرائع وبني قاعدة ما ال يسد والتسعون واملائة: "بني قاعدة ما يسد ،

).4/79املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 1 .6مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 .8املصدر نفسه، ص - 3 .422؛ نظرية املقاصد عند ابن عاشور، املصدر السابق، ص28السابق، ص مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر - 4 .422نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 5

Page 69: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾57﴿

"إذا سقط اعتبار مثل قاعدة املصاحل إىل مقاصد ووسائل حييل إىل قواعد الفقه عند القرايف: .)2(املقصد سقط اعتبار الوسيلة"

ظهر تأثره كما أن التمييز بني املقاصد األصلية والتبعية أصوهلا تعود للشاطيب، ولعل ما يآثاره وال أمهل مهماته، ولكن ال أقصد نقله وال فأنا أقتفى .قوله:".. يف بالشاطيب صريح عبارته

. )3(اختصاره" . )4(يف مفهومها ةويف حديثه عن الفطرة حاكى ابن تيمي

االستقراء الذي ميز منهج االستنباط عند املقاصديني، هو منهج سلكته مدرسة و الفقهاء يف تقرير قواعد مذهبها.

مسألة القطع والظن اليت بدت إشكاال واضحا عند كل من الشاطيب وابن عاشور، و .)5(ذلكطرقها قبلهم الباقالين واجلويين وغريمها من األصوليني كما سيأيت تفصيل

يلي: خنلص من هذا املبحث إىل ماويف األخري والقدر أصول الفقه باعتبارها مركبا إضافيا، وباعتبارها علما،عرف األصوليون

املشترك الذي اتفقوا عليه بينهم هو أن أصول الفقه: أدلته، وأثاروا مسألة القطع والظن يف هو املعترب منها يف أصول الفقه، فوقع االتفاق منهم على القطعية منها، واختلفوا يف األدلة، وما

البقية. مصلحية مستقرأة منأشار اجلويين إىل نوعني من األدلة، األدلة النصية واألدلة كأصول .ة من العلماءألدلة التفصيلية، وتبعه يف ذلك ثلا

املصري دريس إشهاب الدين أيب العباس أمحد بن ؛ الفروق لإلمام القرايف422نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 1هـ)، قدم له وعلق عليه عمر حسن القيام، مؤسسة 723هـ)، وحباشيته إدرار الشروق على أنواء الفروق، لإلمام ابن الشاظ(ت684املالكي(ت

).3/405، (2003- 1/1424الرسالة، بريوت، لبنان، ط .422لطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص؛ نظرية املقاصد عند اإلمام حممد ا148مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 .8مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3 .423نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 4 أنظر الفرع الثاين من املطلب الثاين من املبحث الثاين من الفصل الثاين من هذا البحث. - 5

Page 70: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، األولالمبحث الفصل األول

ومادتهما

﴾58﴿

، ولذا وجدت معتصمهم يف البناء لفن املقاصد املقاصديون علههذا النوع الثاين الذي سوف جيعبارات كثرية تشري إىل تعريف املقاصد عند القدامى، وصفت بأا مقربة ملفهوم املقاصد

ه القدامى.و، اا هلوليست حدعرفها املعاصرون بتعاريف ال خترج عما قرر باملعاين واحلكم والبواعث والغايات، ينياملقاصدوبذلك كان تعريف املقاصد عند

فركزوا على اجلزء الذي كان مغمورا عند األصوليني فال جتده إال يف ثنايا بعض املباحث يف احلكم أدلة للفقه كما سيتبني ، وإن كان املقاصديون يعتربون هذه املعاين واألصولية منهجهم.

فهو العوارض اليت تعرض ألدلة الفقه سواء كانت ظنية وبالنسبة ملوضوع أصول الفقه، أو قطعية.

األصوليون خلطوا بني مادته اليت هي جزء منه وهو ما يعرب عنه باملوضوع فيبحثون عن املادة وا هلا مساحات واسعة، حىت طغت على صمبادئه فأقحموها فيه، وخصوعوارضه،

األصيلة منه، فأمهل الكثري منها.، وعن موضوعه، فهو ما يعرض لتلك أما عن استمداد املقاصد فهي أصول الفقه

، وطرق حتصيلها.تكون جماال للبحث فيهمن علم أصول الفقه، ل انتخبتاليت ، القطعية األصول عملية وفقهاتم ت اليت القواعد مها، املقاصدقواعد ألصول وقواعد اأن وباعتبار

، وهو مضمون املبحث ميزاو هذه القواعد ياالستنباط، فمن الالزم أن نتعرف على مواه املوايل حبول اهللا.

Page 71: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني

أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةليات ليات ليات ليات كككك

ويحوي مطلبينويحوي مطلبينويحوي مطلبينويحوي مطلبين

المطلب األول: أقسام وأوصاف أصول الفقهالمطلب األول: أقسام وأوصاف أصول الفقهالمطلب األول: أقسام وأوصاف أصول الفقهالمطلب األول: أقسام وأوصاف أصول الفقه

المطلب الثاني: أقسام وأوصاف مقاصد الشريعة اإلسالميةالمطلب الثاني: أقسام وأوصاف مقاصد الشريعة اإلسالميةالمطلب الثاني: أقسام وأوصاف مقاصد الشريعة اإلسالميةالمطلب الثاني: أقسام وأوصاف مقاصد الشريعة اإلسالمية

Page 72: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾59﴿

وأوصاف هذه األصول. ،وحيوي فرعني، أقسام أصول الفقه أقسام أصول الفقه: الفرع األول: ••••

، وحىت نتعرف على أقسامها، جنلي مفهوم األدلة أصول الفقه كما مر معنا هي: األدلة أوال.

تعريف األدلة:ـ 1قال يف الصحاح ، : األدلة مجع دليل، وهو مبعىن اهلادي واملرشد واملعرف والثقة)1(لغة ـ بكسر الدال ـ بفالن أي يثق به. ليد

يطلق الدليل ويراد به معنيان:اصطالحا:

املعىن األول: ما النظر الصحيح فيه يؤدي إىل العلم باملدلول.املعىن الثاين: ما النظر الصحيح فيه يؤدي إىل العلم باملدلول أو إىل غالب الظن به، على

املتكلمون اسم الدليل ما دل باملقطوع به من السمعي وخصخالف. قال الزركشي:"...، وحكاه يف التلخيص عن معظم أمارةوأما الذي ال يفيد إال الظن فيسمونه ،والعقلي

وكذالك قال ابن احملققني...ويف أصل الوضع مل خيتلفوا يف أن اجلميع يسمى دليال وضعا، .)2(املتكلمون وفرق بينهما ،ابرهان وابن السمعاين:الفقهاء ال يفرقون بينهم

وقسم األصوليون األدلة يف مصنفام إىل أدلة متفق عليها وأدلة خمتلف فيها، فجعلوا الكتاب والسنة املتواترة واإلمجاع من األدلة املتفق عليها، واختلفوا مع أهل الظاهر يف القياس،

ع.مث تفاوتت درجات اخلالف بينهم يف اعتبار بقية مصادر التشري مون األدلة إىل أدلة مسعية وأدلة اجتهادية، واألدلة السمعية هي: الكتاب والسنة كما يقس

واإلمجاع وقول الصحايب وشرع من قبلنا، أو يقتصر فيها على الكتاب والسنة املتواترة "وأدلة الفقه هي األدلة السمعية وأقسامها نص الكتاب والسنة واإلمجاع، قال يف الربهان:

، واالجتهادية كالقياس واملصاحل املرسلة واالستحسان... )3(رة واإلمجاعاملتوات

.121املصباح املنري، املصدر السابق، ص ؛)2/1413لسان العرب، املصدر السابق، (- 1 )1/35البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 .)1/85الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، (- 3

Page 73: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾60﴿

السنة املتواترة، نص وإىل أدلة قطعية وأخرى ظنية، والقطعية هي: نص الكتاب، و

؟الفقه طرق فما قيل فإن. قال يف املعتمد:"الكلي واإلمجاع، وما كان مستنده االستقراء

،قسمني إىل :قيل ؟ينقسم كم وإىل :قيل فإن ،الفقه ىلإ يفضي فيها الصحيح النظر ما هي:قيل

النظر ما :هي مارةواأل ،العلم إىل يفضي فيها الصحيح النظر ما :هي والداللة ،وأمارة داللة

وخص املتكلمون اسم الدليل ما قال الزركشي:"... .)1(الظن غالب إىل يفضي فيها الصحيح

.)2("الذي ال يفيد إال الظن فيسمونه أمارةدل باملقطوع به من السمعي والعقلي، وأما

قال يف القواعد اليت تضبط عملية االستدالل، األصوليون ضمن أدلة الفقه: ويعد

الكتاب وظاهر ،الكتاب نص: عشر ستة مذهبه مالك عليها بىن اليت األدلةالبهجة:

وتنبيه آخر، ببا :وهو الكتاب ومفهوم املخالفة، مفهوم :وهو الكتاب ودليل العموم،:وهو

واحلادي، عشرة فهذه اخلمسة، هذه مثل أيضا السنة ومن...،العلة على التنبيه:وهو الكتاب

.)3(..."املدينة أهل عمل:عشر والثالث عشر والثاين اإلمجاع، :عشر

القواعد:ـ 2أقسامها: أهم نعرف فيما يلي القاعدة ونذكر

تعريف القاعدة:أ ـ

).5(وهلا معىن االستقرار والثبات .)4(عد، وقواعد البيت أساسه:القاعدة واحدة القوالغة

).1/9، املصدر السابق، ( الفقه أصول يف املعتمد - 1 )1/35البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2على األرجوزة املسماة بتحفة األحكام للقاضي أيب بكر حممد بن حممد بن ،هـ)1258(تاحلسن علي بن عبد السالم التسويل يبألالبهجة يف شرح التحفة، - 3

، ضبطه هـ)، وهو شرح أرجوزة احلكام1209ومعه حلي املعاصم لفكر ابن عاصم لإلمام أيب عبد اهللا حممد بن حممد التاودي(ت هـ)،729عاصم األندلسي (ت .)2/219( ،1998-1/1418، طحممد عبد القادر شاهني، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان وصححه:

.308ر السابق، صاملصباح املنرب، املصد ؛314خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص- 4 ).5/108معجم مقاييس اللغة، املصدر السابق، (- 5

Page 74: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾61﴿

عرفها التهانوي بقوله:"هي يف مصطلح العلماء تطلق على معان ترادف اصطالحا:

بأا أمر كلي منطبق على مجيع تاألصل، والقانون، واملسألة، والضابطة، واملقصد، وعرف

جزئياته

ن تتبع موارد االستعماالت أن القاعدة هي الكلية اليت يسهل أحكامها منه، وأنه يظهر ملعند تعرف

.)1(تعرف أحوال اجلزئيات منها

ـهـ)747(ت مسعود بن اهللا عبيد الشريعة صدروعرفها صدر الشريعة ـ .)2(قال:القواعد:القضايا الكلية

. )3(وعرفها الطويف بـ:"القضايا الكلية اليت تعرف بالنظر فيها قضايا جزئية" هـ) قال:القاعدة قضية كلية يتعرف منها أحكام864فها جالل الدين احمللي (توعر

.)4(جزئياا حنو األمر للوجوب .)5(وكذا عرفها اجلرجاين قائال :"وهي قضية كلية منطبقة على كل جزئياا"

وعرفها التفتازاين بقوله: القاعدة حكم كلي ينطبق على جزئياته ليتعرف أحكامها .)6(منه"

أنأهم ما يالحظ على التعاريف، رغم اختالفهم يف اللفظ الذي عربوا به عن القاعدة و مجيعهم اتفقوا على وصفها بالكلية، فالكلية ركن من ماهيتها.

أقسام القواعد:ب ـ

، نقل موسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم، للباحث العالمة حممد علي التهانوي، تقدمي وإشراف ومراجعة د: رفيق العجم، حتقيق د: علي دحروج - 1 ).2/1295( ،1/1996نبية د: جورج زينايت، مكتبة لبنان ناشرون، بريوت، لبنان، طالنص الفارسي إىل العربية د: عبد اهللا اخلالدي، الترمجة األج

).1/35، املصدر السابق، (الفقه أصول يف التنقيح ملنتشرح التلويح على التوضيح - 2 ).1/120شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، (- 3على شرح اجلالل احمللي على مجع اجلوامع لإلمام ابن السبكي، وامشه تقرير للعالمة الشيخ شرح اجلالل على مجع اجلوامع، للعالمة الشيخ حسن العطار - 4

املالكي، دار الكتب عبدالرمحان الشربيين على مجع اجلوامع لإلمام ابن السبكي، وبأسفل الصلب واهلامش تقريرات األستاذ العالمة الشيخ:حممد علي بن احلسني ).1/30العلمية، بريوت لبنان، (

. 177، ص1985كتاب التعريفات ، للفاضل العالمة علي بن حممد الشريف اجلرجاين مع فهرست، مكتبة لبنان، بريوت، ط/ - 5 ).1/35شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 6

Page 75: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾62﴿

باعتبار استمدادها: إىل قواعد لغوية، وهي املستمدة من اللغة كقوهلم القواعد تنقسم األمر للوجوب.

كقوهلم األصل يف األشياء ،د شرعية وهي: املستمدة من األحكام الشرعيةوإىل قواع اإلباحة والضرر يزال.

.تناقض، وأن املثل يأخذ حكم مماثلهوإىل قواعد عقلية كالتماثل والمها القرايف إىل فقد قس وحكمتها، أما باعتبار خدمة القواعد ملقاصد الشريعة اإلسالمية

لبها قواعد لغوية، وقواعد فقهية: وتشتمل على حكم الشرع قسمني، قواعد أصولية: وغا وأصوهلا قسمان: ،وأسراره. يقول القرايف الشريعة اشتملت على أصول وفروع

أحدمها املسمى بأصول الفقه، وهو يف غالب أمره ليس فيه إال قواعد األحكام الناشئة لة على أسرار الشرع وحكمه، وقواعد كلية فقهية عظيمة املدد مشتم ،عن ألفاظ العربية خاصة

.)1(ومل يذكر منها شيء يف أصول الفقهأحد أصول الشريعة، لذا ترى املؤلفون يف أصول الفقه يقولون من والقواعد الفقهية

أصول أيب حنيفة كذا وكذا... ويذكرون بعض القواعد الفقهية كما يف كتاب النظر للدبوسي .)2(ويف قواعد الكرخي

القواعد، هي القواعد املقاصدية، واليت تعترب أصول ضرورية وهناك نوع آخر منلم لسان ع :أحدمها ،ركنني حيتاج إىل أن استنباط أحكام الشريعة دراز: خقال الشي لالستنباط،

.)3(واعد تضبطهق هما إىل، وحيتاج كل منعلم أسرار الشريعة ومقاصدها :العرب، وثانيهما"واعلم أن معظم الكالم يف كتابه الربهان، قال:يفالنوع على هذا ه اجلوييننبوقد

، وأما ا املعاين فستأيت يف كتاب القياس إنشاء اهللا تعاىلباأللفاظ واملعاين، أم قاألصول يتعل

). 1/62الفروق، املصدر السابق، (- 1 .37، ص1989- 1409، 2يف أمحد بن الشيخ حممد الزرقا، راجعه: عبد الستار أبو غدة، دار القلم، دمشق، طشرح القواعد الفقهية، تأل - 2 ). 1/4مقدمة احملقق، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 3

Page 76: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾63﴿

ةاعد اليت تضبط اللغوبدأ يعاجل القو، )1( ."فإن الشريعة عربية.. األلفاظ فالبد من االعتناء ا والنحو. نقسمها وحنن ...،واألصول العلل تقاسيم يف :الثالثالباب :، قالياسالق كتاب يفمث :أقسام مخسة

،منه بد ال ضروري أمر إىل منه املعقول املعىن لؤووي أصل وهو معناه يعقل ما :أحدها ... القصاص بوجوب الشرع قضاء مبرتلة وهذا ،العامية والسياسية الكلية اإليالة غاية تقرير مع

تصحيح مثل وهذا ،الضرورة حد إىل ينتهي وال العامة باحلاجة يتعلق ما :الثاين والضرب على ا مالكها ةوضن متلكها عن القصور مع املساكن إىل احلاجة مسيس على مبنية فإا اإلجارة

... الضرورة مبلغ بالغة غري ظاهرة حاجة فهذه العارية سبيل يف غرض فيه يلوح ولكنه ،عامة حاجة وال حاقة بضرورة يتعلق ال ما :الثالثالضرب

الندب ووضح الح ما :وقلنا الضرب هذا عن عربنا أحببنا وإن...هلا نقيض نفي يف أو مكرمة جلب ...كالتنظيف تصرحيا إليه

تصرحيا إليه مندوب فيه املقصود وحتصيل وضرورة حاجة إىل يستند ال ما :الرابع والضرب من الضرب هذا يتميز املرتبة وذه ،كلي قياس عن خروج حتصيله يف الثالث املسلك ويف .ابتداء

والكتابة ،إليه مندوب وهو ،العتق حتصيل الكتابة من الغرض أن باملثال ذلك وبيان ،الثالث الضرب ،عبده السيد كمعاملة ،الكلية األقيسة عن خارجة أمورا تتضمن :العتق حتصيل يف سببا املنتهضة

...مبلكه ملكه وكمقابلته من مقتضى وال ،أصال معىن للمستنبط فيه يلوح ال ما األصول من :اخلامس والضرب

معىن استنباط امتنع إن فإنه ،جدا تصويره يندر وهذا ،مكرمة على استحثاث أو حاجة أو ضرورة .)2("احملضة البدنية العبادات القسم هذا ومثال ،كليا ختيله ميتنع فال جزئي

كل االصطالحي ل تعريفالنذكر ،الثاينباالعتبار ا ثالث أنواع من القواعدل لدينحتص إذا :بينها والعالقة ليستجلي لنا الفرق قاعدة منها،

تعريف القاعدة األصولية:*

).1/169الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ).2/923الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 2

Page 77: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾64﴿

وهي وإن مل جند هلا تعريفا ذا التصريح عند القدامى، إال أم عرفوا األصل بأنه القاعدة ه غريه، كما سبق ذكره يف تعريف أصول الفقه، فهي مرادفة والدليل واملستصحب وما يبىن علي

لألصل، وعرفها بعض املعاصرين قالوا: .)1(هي"قضية كلية يتوصل ا الفقيه إىل استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية" .)2(أو"هي حكم كلي تبىن عليه الفروع الفقهية، مصوغ صياغة عامة وجمردة وحمكمة"

اعدة الفقهية:تعريف الق*

ر ــص من األصول وسائـل كلي أخـعرفها املقري قال: القاعدة الفقهية هي "ك عاينامل

.)3(العقلية العامة، وأعم من العقود ومجلة الضوابط الفقهية"ووصف تعريف املقري هذا بالدقة واجلزالة، وأنه ألصق بالقاعدة الفقهية، وفيه متييز

.)4(هلا عن األصول والضوابط جزئيات عليه ينطبق الذي الكلي األمروعرفها تاج الدين السبكي قال: "فالقاعدة

.)5("منها أحكامها يفهم كثريةوقال احلموي: "القاعدة عند الفقهاء غريها عند النحاة واألصوليني، فهي عند الفقهاء

.)6(حكم أكثري ال كلي ينطبق على أكثر جزئياته لتعرف أحكامها منه"

.33ص ، املصدر السابق،قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب - 1دار ابن عفان، القاهرة، مجهورية ـ القواعد األصولية عند اإلمام الشاطيب من خالل كتابه املوافقات، تأليف الدكتور اجليالين املريين، دار ابن القيم، الدمام - 2

55، ص1992- 1/1423مصر، ط)، حتقيق أمحد بن عبد اهللا بن محيد، معهد البحوث العلمية إحياء التراث اإلسالمي، 758أيب عبد اهللا حممد بن حممد بن أمحد املقري (ت القواعد، تأليف - 3

).2/212( مركز إحياء التراث اإلسالمي، مكة املكرمة، اململكة العربية السعودية، ،1994- 1/1414ط اململكة املغربية، د الروكي، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط،حمم ،وأثرها يف اختالف الفقهاء نظرية التعقيد الفقهي - 4محد الندوي، قدم هلا العالمة مصطفى الزرقا، دار القلم أأليف: علي تالقواعد الفقهية مفهومها، نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، أدلتها مهمتها، تطبيقاا، ؛ 48ص

.42ص ،1998- 4/1418دمشق، طهـ)، حتقيق الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد 771األشباه والنظائر، تأليف تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف السبكي (ت - 5

).1/11، (1991- 1/1411معوض، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط، ملوالنا زين العابدين إبراهيم الشهري بابن جنيم املصري رمحه اهللا، شرح السيد موالنا أمحد بن حممد احلنفي غمر عيون البصائر شرح كتاب األشباه و النظائر - 6

.51ص ،1985- 1/1405بريوت، لبنان، ط ،احلموي رمحه اهللا، دار الكتب العلمية

Page 78: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾65﴿

اصرون بتعاريف منها:وعرفها املعأصول فقهية كلية يف نصوص موجزة دستورية تتضمن أحكاما تشريعية عامة يف ـ 1

.)1(احلوادث اليت تدخل حتت موضوعها"وانتقد هذا التعريف بأن مصطلحاته عامة وليست حمددة متاما، كقوله:"نصوص

وابط، على اختالف تستعمل أيضا يف الض ،دستورية"، وكلمة "أصول" كما تدل على القواعد .)2(اصطالحات العلماء

.)3(ـ حكم شرعي يف قضية أغلبية يتعرف منها أحكام ما دخل حتتها 2أمرين ال ميكن اجتماعهما، ومها بني ونعت هذا التعريف بالتعقيد والفساد، جلمعه

تتكون "احلكم" و"القضية"، ألن القضية عند املناطقة حممول وحممول عليه، أو بلغة البالغيني .)4(من مسند ومسند إليه، وإسناد املسند إليه هو عني احلكم وحقيقية

، وذكر )5(والتعريف باحلكم تعبري سليم، ألن احلكم معظم القضية ومناط الفائدة فيها يف نفس التعريف من باب إيضاح اجلزء املقصود من القضية، والتأكيد عليه، ه القضية مع

التكرار معيبا يف احلدود.فيمكن اجلمع بينهما، وإن كان منطبق ،ـ حكم كلي مسند إىل دليل شرعي مصوغ صياغة جتريدية حمكمةـ 3

.)6(أو األغلبية االطرادعلى جزئياته على سبيل ا قد ،باحلكم الكليها فوانتقد هذا التعريف بأنه عرلكنه ذكر أن انطباقها على جزئيا

.)7(يل األغلبية، وهذا يناقض حكمه عليها بالكليةيكون على سبيل االطراد وقد يكون على سب

.34شرح القواعد الفقهية، املصدر السابق، ص - 1ات، املصادر الدليلية، التطور، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية، للدكتور يعقوب بن عبد الوهاب الباحسني، مكتبة القواعد الفقهية، املبادئ، املقوم - 2

.49، ص1998- 1418، 1الرشد، الرياض، شركة الرياض للنشر والتوزيع، اململكة العربية السعودية، ط .43، صلية، التطور، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية، املصدر السابقالقواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدلي - 3 .43ص املصدر السابق،، فقهينظرية التقعيد ال - 4 .42ص املصدر السابق،القواعد الفقهية مفهومها، نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، أدلتها مهمتها، تطبيقاا، - 5 .48صالسابق، املصدر، نظرية التقعيد الفقهي - 6 .52القواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليلية، التطور، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، املصدر السابق، ص - 7

Page 79: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾66﴿

ورعلى هذا االنتقاد بأن القواعد قد تبقى على أصلها كلية، وهذا ما جعله ينعتها دوإن كان ذلك ال يؤثر على ،األغلبية" " أوشذ عنها بعض اجلزئيات، ولذا قال:باالطراد، أو ي

.)1(كليتهاا قضايا فقهية كلية أو قضية فقهية كلية، قضية كلية شرعية عملية جزئياـ 4

.)2(جزئياا قضايا فقهية كليةحبيث تعرف أحكام جزئياته ،هي الكليات اليت تنتظم حتتها جزئيات الفقه ـ 5

.)3(منهااج ـح املنهـة توضـط كليـوابـي ضـد هـواعـو زهرة: "القـال أبـوق ـ 6

اد ـاالجته ـههى إليـذي انتـال .)4(ب"يف ذلك املذه

تعريف القاعدة املقاصدية:*

هي ما يعرب به عن معىن عام مستفاد من أدلة الشريعة املختلفة، اجتهت القاعدة املقاصدية:"إرادة الشارع إىل إقامته من خالل ما ينب عليه من أحكام، ككون الشارع ال يقصد التكليف

.)5( العاجل واآلجل معا"بالشاق واإلعنات فيه، ووضع الشرائع إمنا هو ملصاحل العباد يفالقواعد الثالث، نذكر أوجه االختالف واالتفاق بينها، ونبدأ أنواع وبعد عرض تعاريف

:بالفرق بني القاعدة الفقهية والقاعدة األصولية الفرق بني القاعدة الفقهية والقاعدة األصولية:ج ـ

لذلك كالم القرايف قال:أن من القواعد األصولية والفقهية هي أصول للفقه يشهد ـ كال 1 أصول الشريعة احملمدية املعظمة قسمان: أحدها املسمى بأصول الفقه وغالب أمره قواعد أحكام

.48نظرية التقعيد الفقهي، املصدر السابق، ص - 1 .54تأصيلية، املصدر السابق، ص ليليةية، التطور، دراسة نظرية حتالقواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليل - 2لقاسم، القواعد الفقهية املستنبطة من املدونة الكربى لإلمام مالك بن أنس األصبحي برواية اإلمام سحنون بن سعيد عن اإلمام عبد الرمحان بن ا - 3

).1/196( ،2005- 1/1426ط تأليف:الدكتور أحسن زقور، دار التراث اجلزائر، دار ابن حزم، بريوت، لبنان، .232مالك حياته وعصره، آراؤه وفقهه، تأليف حممد أبو زهرة، مكتبة آجنلو املصرية، القاهرة، ص - 4 .56- 55قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 5

Page 80: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾67﴿

ناشئة عن األلفاظ العربية اخلاصة، وما يعرض لتلك األلفاظ من نسخ وترجيح والصيغ اخلاصة، حنو: ا خرج عنه إال كون القياس حجة...األمر يقتضي الوجوب، م

لقسم اآلخر: قواعد فقهية جليلة كثرية العدد، عظيمة املدد مشتملة على أسرار الشرع وحكمه، و الكل قاعدة ما ال حيصى من الفروع مل يذكر شيء منها يف أصول الفقه إال إشارة على سبيل

فالقواعد الفقهية قسيم للقواعد األصولية. .)1(اإلمجاللفاظ العربية خاصة، خبالف الفقهية املشتملة ـ القواعد األصولية معظمها ناشئة عن أ 2

ح القرايف.على أسرار ومعاين وحكم الشرع، كما صر ـ من حيث املوضوع: القواعد األصولية موضوعها األدلة وما يعرض هلا، أما الفقهية فموضعها 3

.)2(أفعال املكلفني ا، وإال فالقواعد وهذا يستقيم على القول بأن القواعد الفقهية ال ميكن االستدالل

الفقهية الكربى وغريها اليت استفيدت من أدلة الشرع: موضوعها األدلة. القاعدة األصولية كلية تنطبق على مجيع جزئياا، أما الفقهية فهي أغلبية تكثر ـ 4

. )3(فيها االستثناءات، ألن وقوهلم يف األصولية كلية منطبقة على مجيع جزئياا، معناه نتيجتها قطعية

االستقراء فيها استغرق مجيع اجلزئيات، فهو استقراء تام، والواقع غري ذلك، فجل القواعد قال الطويف أن األصولية ال يقطع ا بل يترجح عنده ذلك، فاألمر األصولية ليست قطعية.

يدخلها االستثناء، ألن كما .)4(للوجوب يرجح للقائل به ال كونه قطعي ال خالف فيه

).1/62الفروق، املصدر السابق، ( - 1

تطورها، دراسة مؤلفاا، القواعد الفقهية ، مفهومها، نشأا، ؛59افقات، املصدر السابق، صالقواعد األصولية عند اإلمام الشاطيب من خالل كتاب املو - 2القواعد واألصول اجلامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة، تأليف الشيخ عبد الرمحن بن ناصر السعدي وحممد ؛68ص ،مهمتها، تطبيقاا، املصدر السابقأدلتها،

.34شرح القواعد الفقهية، املصدر السابق، ص ؛9، ص2002 /1اية أمين بن عازف الدمشقي، وصبحي حممد رمضان، مكتبة السنة، طبن صاحل العثيمني، عن، القواعد الفقهية الكربى وما تفرع عنها ؛68املصدر السابق، ص القواعد الفقهية، مفهومها، نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، أدلتها مهمتها، تطبيقاا، - 3

القواعد األصولية عند اإلمام الشاطيب، املصدر ؛3، ص1/1417د.صاحل بن غامن السدالن، دار بلنسية للنشر والتوزيع، اململكة العربية السعودية، الرياض، طقواعد املقاصد عند ؛)1/24( ،2006- 1427، 1القواعد الفقهية وتطبيقاا يف املذاهب األربعة، حممد الزحيلي، دار الفكر،دمشق، سويا، ط ؛63السابق، ص

.42نظرية التقعيد الفقهي، املصدر السابق، ص ؛38اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص ).1/174شرح خمتصر الروضة، املصدر السابق، ( - 4

Page 81: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾68﴿

مستمدة من اللغة وشأن الكليات العربية أن يدخلها االستثناء، كما صرح بذلك معظمها .)1(الشاطيب

خبالف األصولية ،القاعدة األصولية الفقهية تدل على احلكم مباشرة بال واسطة ـ 5 على وجوب الصالة إال بوجود دليل هلا من واسطة، قفوهلم "األمر للوجوب" ال يدل فال بد

θßϑŠ#)﴿آخر، Ï%r&uρ nο 4θn=¢Á9 .43سورة البقرة، اآلية )2(﴾...#$

على جواز لكن إذا متعنت القاعدة الفقهية مثال:"املشقة جتلب التيسري" فإا ال تدلالتيمم يف حال املرض، إال إذا حتقق أن الوضوء مع هذا املرض فيه مشقة، فيجب أن حيقق

مباشرة على احلكم، بل بواسطة أيضا، وإن القاعدة املناط ـ املشقة ـ أوال، فلم تدلاختلفت ففي القاعدة األصولية يكون الدليل التفصيلي هو الواسطة، ويف الفقهية يكون حتقيق

القياس، وهذا نوع شأن ـ أي املقدمة الصغرى ـ املناط هو الواسطة، واالحتياج إىل الواسطة منه.

الفروع الفقهية ألا مثرا، خبالف القاعدة الفقهية متأخرة يف الوجود عن ــ 6

.)3(األصولية فهي تتقدمها ألا املستند والدليللكن على القول بأن القاعدة الفقهية ميكن االستدالل ا، السيما الكربى منها، فهي

من جهة، من جهة أخرى: القاعدة األصولية اتتقدم الفروع الفقهية اليت يستدل ا عليهب إمنا استفيدت باستقراء أدلة الشرع التفصيلية اليت يف حقيقة األمر حتمل األمر للوجو:مثال

. منهااليت استقرئت الفقهية عن فروعهاأحكام فروع فقهية، فهي ذا االعتبار متأخرة ـ اتفقوا على أن القاعدة األصولية يتوصل ا الفقيه إىل استنباط األحكام ـ 7

القاعدة الفقهية فقد اختلفوا يف صالحيتها لالستدالل. الشرعية من أدلتها التفصيلية، أما

).2/41املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( ؛42نظرية التقعيد الفقهي، املصدر السابق، ص- 1 ).1/107(، املصدر السابقالقواعد، :من كتاب قسم التحقيق - 2قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر ؛63القواعد األصولية عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص ؛232مالك حياته وعصره، املصدر السابق، ص - 3

.69ص ،أدلتها مهمتها، تطبيقاا، املصدر السابقالقواعد الفقهية ، مفهومها، نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، ؛37السابق، ص

Page 82: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾69﴿

القواعد األصولية خاصة باتهد، الستنباط األحكام أما الفقهية فإا خاصة ـ 8. فما هو الفرق )1(بالفقيه أو املفيت أو املتعلم، الذي يرجع إليها ملعرفة احلكم املوجود يف الفروع

تياىت يفيت يف مسألة جدت يلزمه أن يكون جمتهدا عاملا بآلأليس املفيت ح ؟بني اتهد واملفيت االستنباط.االجتهاد و

هو كون القواعد الفقهية ختدم مقاصد عن األصولية، مييز القواعد الفقهية ماولعل يقول الطاهر بن تتعلق بضبط اللسان العريب. هاقواعد معظماالشرع وحكمه، أما األصولية ف

مسائل أصول الفقه ال ترجع إىل حكمة شرعية ومقصدها، ولكنها على أن معظم..."عاشور:تدور حول حمور استنباط األحكام من ألفاظ الشارع بواسطة قواعد متكن العارف ا من

.)2(انتزاع الفروع منها" الفرق بني القواعد املقاصدية والقواعد الفقهية:د ـ

.)3(ومقاصدهمن حيث الغاية: فكالمها ختدمان روح الشرع ـ 1 :التقعيد هلا من حيث منهج ـ 2

ـ فكال من القاعدة املقاصدية والفقهية معىن مستقرأ، فاملقاصدية مستقرأة من األدلة، أـ من األحكام الفقهية املستفادة من األدلة التفصيلية، فضال على أن القواعد ةأما الفقهية فهي مستقرأ

ستقرأة من األدلة مباشرة.الفقهية الكربى حمسوبة ضمنها وهي مالقواعد الفقهية أغلبية، أما املقاصدية فهي كلية، لكن رغم كليتها، فذلك ال مينع ـب

من ختلف بعض اجلزئيات عنها، مع احتفاظها مبيزة الكلية، يقول الشاطيب:"إن األمر الكلي إذا ثبت يا، وأيضا فإن الغالب كليا فتخلف بعض اجلزئيات عن مقتضى الكلي ال خيرجه عن كونه كل

األكثري معترب يف الشريعة اعتبار العام القطعي، ألن املتخلفات اجلزئية ال ينتظم منها كلي يعارض . )4(هذا الكلي الثابت، هذا شأن الكليات االستقرائية، واعترب ذلك بالكليات العربية...

).1/24( ،القواعد الفقهية وتطبيقاا يف املذاهب األربعة، املصدر السابق - 1 .6مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 .67قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 3 ).2/41صدر السابق، (املوافقات، حتقيق دراز، امل - 4

Page 83: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾70﴿

، )1(الل، أما الفقهية فالمن حيث الوظيفة: فاملقاصدية يستعملها اتهد كدليل لالستد ـ 3وهذا ليس على إطالقه، ألن القواعد الفقهية الكربى تصلح كدليل، ألا مستقرأة من األدلة حىت

ق بني القواعد الشرعية والقواعد أصبحت بقوة وحبجية املقاصدية، ولذا جتد بعض الباحثني قد فرما ثبتت بيقني، فهي متفق أو ، )2(عليها الفقهية، فجعل القواعد الكربى من الشرعية اليت دل الدليل

.)3(والفقهية هي: ما استنبطه الفقهاء من نصوص حتتمل التأويل .عليها، )4(وقيل القواعد الفقهية بيان حلكم شرعي، أما املقاصدية فهي بيان حلكمة الشارع ـ 4

أوىل من جلب واملتأمل لبعض القواعد املقاصدية جيدها بيان حلكم شرعي، كقاعدة درء املفاسداملصاحل، بل تعريف القاعدة: بكوا حكم كلي، ينسحب على مجيع القواعد دون استثناء، كانت

فقهية أو مقاصدية. مصطلحات هلا عالقة بالقاعدة:مسألة

ويف هذا املقام نذكر بعض املصطلحات اليت هلا عالقة مبفهوم القاعدة، ونبدأ بالضابط الفقهي.

ط الفقهي:تعريف الضاب ـ 1

.حازم أي ضابط ورجل : مبعىن احلافظ، ضبطه: حفظه حفظا بليغا،)5(الضابط لغة واصطالحا:

.)6(إما يرادف معىن القاعدة، قال الفيومي، القاعدة اصطالحا مبعىن: الضابط

.68قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 1 .50نظرية التقعيد الفقهي، املصدر السابق، ص - 2 .17املصدر السابق، ص عد الفقهية الكربى وما تفرع عنها،القوا - 3 .68قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 4 223خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص ؛214ص املنري، املصدر السابق، املصباح - 5 .308ص املصباح املنري، املصدر السابق، - 6

Page 84: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾71﴿

منحصر يف الباب الضابط ، حبيث يكون استقراء الفروع الفقهية يفمنهاأو أخص من من الفروع ة اليت يستغرق االستقراء فيها جمموعةن أبواب الفقه، خبالف القاعدالواحد م

الفقهية من أبواب فقهية شىت.قال السبكي بعد تعريفه للقاعدة:"ومنها ما ال خيتص بباب كقولنا اليقني ال يرفع بالشك.... والغالب فيما اختص بباب وقصد به نظم صور متشاة أن يسمى ضابطا، وإن

صورا، فإن كان املقصود من ذكره القدر املشترك الذي به اشتركت الصور قل: ما عمشئت يف احلكم فهو املدرك وإال فال، فإن كان القصد ضبط تلك الصور بنوع من أنواع الضبط من

.)1(غري نظر يف مأخذها، فهو الضابط وإال فهو القاعدة"قاعدة جتمع فروعا من أبواب شىت، وقال ابن جنيم:"والفرق بني الضابط والقاعدة أن ال

.)2(والضابط جيمعها من باب واحد، هذا هو األصل". ومثله للتهانوي عند تعريفه )3(وكذا ذهب إليه صاحب الكليات، بعد تعريفه للقاعدة

، وإن كان تعريفه السابق للقاعدة يوحي بأن الضابط هو مرادف هلا.)4(للضابطة )5(شتملت فروع باب فقهي واحد فقط"إذن فالضابط :"هو قاعدة فقهية ا

ـ املدرك: 2 .)6(هو نظم صور متشاة، قصد منه املعىن املشترك الذي اشتركت به الصور يف احلكم

ويف املصباح املنري:"ومدارك الشرع مواضع طلب األحكام، وهي حيث يستدل بالنصوص .)1(واالجتهاد"

.11املصدر السابق، ص ،سبكيللاألشباه والنظائر - 1نزهة النواظر على األشباه والنظائر للعالمة خامتة هـ)، وحباشيته 970األشباه والنظائر، تأليف العالمة زين الدين بن إبراهيم املعروف بابن جنيم احلنفي (ت - 2

غمز عيون ؛)2/192( ،1983- 1/1403هـ)، حتقيق وتقدمي:حممد مطيع احلافظ، دار الفكر، ط1252احملققني حممد أمني بن عمر املعروف بابن عابدين(ت .)52/5البصائر، املصدر السابق،(

هـ)، قابله على نسخة خطية وأعده للطبع ووضع 1094أليب البقا أيوب بن موسى احلسيين الكفوي (ت الكليات معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية، - 3 .728، ص1998- 2/1419فهارسه د:عدنان درويش، حممد املصري، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، ط

).2/1110ابق، (سموسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم، املصدر ال - 4 ). 1/200املستنبطة من املدونة الكربى، املصدر السابق، ( القواعد الفقهية - 5 .11املصدر السابق، ص ،األشباه والنظائر، لإلمام السبكي - 6

Page 85: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾72﴿

ـ املأخذ: 3

على أن املقصود به إما الدليل، أو العلة اليت كان ح يدلاستعمال العلماء هلذا املصطل .)2(احلكم ألجلها

عالقة هذه املصطلحات ببعضها: ذا املفهوم أخص من القاعدة، صر ح به املقري يف تعريفه للقاعدة ـ الضابط

قال:"القاعدة الفقهية هي كل كلي أخص من األصول وسائر املعاين العقلية العامة، وأعم من . )3( العقود ومجلة الضوابط الفقهية

ـ القاعدة أكثر شذوذا من الضابط ألن الضوابط تضبط موضوعا واحدا، فال . )4(يتسامح فيها بشذوذ كثري

يكون مدركا نظمت صوره املتشاة، إذا قصد من ذلك النظم: ذكر ـ الضابط قد .)5(القدر املشترك الذي به اشتركت الصور"

.)6(وبذلك ال يكون املدرك قسيم للضابط والقاعدة بل هو معىن قد يقوم ما

وبعد هذه املقارنة بني خمتلف القواعد وما شاكلها من مصطلحات خنلص إىل:هوا إىل وجود أصول أخرى ختدم حكمة الشرع، يف مقابل وليون تنبأن الفقهاء واألص

القواعد اليت عهدوها يف أصول الفقه، واليت تنحصر وظيفة معظمها يف ضبط اللسان العريب، دوا القواعد الفقهية.فقع

أعمل األصوليون منهج االستقراء لتحصيل تلك الكليات الفقهية، غري أن هذه العملية روع الفقهية، أما املقاصدي فاستفاد من منهج التقعيد الفقهي هذا، واختار انصبت على الف

.117املصباح املنري، املصدر السابق، ص - 1 .70، املصدر السابق، صالقواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليلية، التطور، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية - 2 .212، صاملصدر السابقالقواعد، - 3 .51مهمتها، تطبيقاا، املصدر السابق، ص ،القواعد الفقهية، مفهومها، نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، أدلتها - 4 .11املصدر السابق، ص ،لسبكياألشباه والنظائر ل - 5 .69صادر الدليلية، التطور، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية، املصدر السابق، صالقواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، امل - 6

Page 86: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾73﴿

مستقرأة بدل الفروع الفقهية، مما جعل الكليات املقاصدية ترقى ألن تكون كعناصراألدلة يف عملية االستدالل، بينما بقيت األوىل ضابطة للفروع الفقهية، ادليال قائما بذاته، يستند إليه

ا القواعد الفقهية الكربى. إذا ما استثنينعند األصوليني ال يراد ا االنطباق على مجيع اجلزئيات، فاالستقراء الكليات الفقهية

منها قاعدة تدخل مل اليت القواعد:الكلية بالقواعد املراد أنالناقص يكفي فيها، قال احلموي "، ولذا )1("فرد خيرج ال حبيث األفراد مجيع على الصدق مبعىن الكلية ال ،أخرى قاعدة حتت

كثرت استثناءاا.من منهجية األصوليني لضبط باألبواب تعيني املقاصد اخلاصةيف استفاد الطاهر بن عاشور

قال:على الباحث يف مقاصد الشريعة أن ال يعين مقصدا شرعيا إال بعد استقراء الضوابط،صد الشرعي منه...مث هو بعد االطالع ذا تصرفات الشريعة يف النوع الذي يريد انتزاع املق

ألن قوة اجلزم ، العمل العظيم ال جيد احلاصل يف نفسه سواء يف اليقني بتعيني مقصد الشريعة .)2(بكون الشئ مقصدا شرعيا تتفاوت مبقدار فيض األدلة ونضوا

املالكية اشترطه عن الضابط الذي ءل بعض العلماءوهذا صريح يف قول القرايف ـ عندما تساقالوا: وما من مصلحة إال وتعارض ـ لألخذ باملصلحة املرسلة: بأن ال تكون معارضة للنص

عاما.فرد القرايف:"أنا نعترب من النصوص األصول، ما هو خاص بذلك الباب يف نوعه دون ما .)3(هو أعم منه، فإذا كانت املصلحة يف اإلجارات، اعتربنا نصوص اإلجارات"

تعيني املقصود هو استقراء األدلة اجلزئية اخلاصة بالباب الذي االحتجاج و ألدلة يففاملعترب من ا تنتمي إليه املسألة حمل الرتاع.

الشرعي بواسطة االستقراء وكذا استفاد ابن عاشور االستثمار املتمثل يف انتزاع املقصد على منبهالفقهي هو يعرف الضابط امن األصوليني كالسبكي الذي يقول و واعتماده كدليل،

:"فإن كان القصد ضبط آلية ال يرجى منها غري الضبط،ن أن عملية تقعيد الضوابط، قد تكو

)1/198مز عيون البصائر، املصدر السابق، (غ - 1 .40مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 ).9/4094( ،نفائس األصول، املصدر السابق - 3

Page 87: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾74﴿

، وقد يقصد منها )1(تلك الصور بنوع من أنواع الضبط من غري نظر يف مأخذها، فهو الضابط"املتشاة القدر املشترك بينها، ويلتفت فيها إىل مأخذها، فيكون ذلك دليال، قال:"نظم الصور

يف الضابط، إن قصد منه ذكر القدر املشترك الذي به اشتركت الصور يف احلكم فهو: .)2(املدرك"

حيصل ما التصرفات من تصرف كل يف شرع تعاىل اهللا أن اعلم :"الذي يقول العزو املصلحة عمت فإن واخلاصة، العامة مصاحله حيصل ما باب يف فشرع مصاحله؛ ويوفر مقاصده

شرعت التصرفات ببعض اختصت وإن تصرف، كل يف املصلحة تلك شرعت تصرفاتال مجيع غريه يف مبطال يكون ما األبواب بعض يف يشترط قد بل به، ختتص مل ما دون به اختصت فيما .)3( البابني مصلحة إىل نظرا

مميزات الكليات األصولية: الفرع الثاين: ••••

هممتتاز خبصائص معينة، هي اليت جعلت الكليات اليت اعتمدها األصوليون لالستنباطيبنون استدالالم، وتفريعام عليها، يستفاد ذلك من تصرحيام وتطبيقام، وأول مسة هلذه

الكليات هي: العموم: ـ 1

، يستفاد ذلك من تعريفهم ألصول لشمولها مستها العموم واالكليات األصولية كلعريفهم لقواعد هذا العلم بالكلية، حبيث ينطبق حكمها على الفقه باألدلة اإلمجالية، أو من ت

مجيع أفرادها، ومنه أيضا أن خطابات القرآن أتت عامة جلميع املكلفني، والقرآن أصل .)4("ادعاء اخلصوصية خالف األصل"، واألصول

.11السابق، صاملصدر ،لسبكيلاألشباه والنظائر - 1 .11، صاملصدر نفسه - 2 .422ص املصدر السابق، ،قواعد األحكام - 3 .)2/342(رفع احلاجب عن خمتصر بن احلاجب، املصدر السابق، - 4

Page 88: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾75﴿

ولذا جتد من منهج املالكية، إذا عارض عام القرآن دليال ال يوجد ما يعضده تقدم .)2(، وعند احلنفية العام داللته قطعية، مقدم على بقية األدلة الظنية)1(نه األصلالعموم أل

ومنه جواز القياس، وإحلاق ما مل ينص على حكمه مبا نص عليه، لشمول األحكام اليت هي روح ،الة بينهمدحيقق العوتساويهم يف ذلك، وهو ما جلميع األفراد، املنصوص عليها

املعاش يف العباد ومصاحل احلكم على وأساسها مبناها الشريعة فإن لقيم:"التشريع، يقول ابن ا خرجت مسألة فكل ،كلها وحكمة ،كلها ومصاحل ،كلها ورمحة ،كلها عدل وهي ،واملعاد

إىل احلكمة وعن ،املفسدة إىل املصلحة وعن ،ضدها إىل الرمحة وعن ،اجلور إىل العدل عن )3("عباده بني اهللا عدل فالشريعة ،بالتأويل فيها تأدخل وإن الشريعة من فليست ،العبث

ـ القطعية: 2

أصول التشريع قطعية حىت وإن بىن بعض األصوليني فقههم على بعض األصول الظنية القطع فيه يلتمس ال ما الفن هذا يف أفيدخل: قيل إنواعتربوها أصوال، يقول اجلويين:"

فإن ،األصول من يعد ال العلم فيه يبتغي ال ما أن احملققون ارتضاه ماأجاب: ؟"والعلم ،الشرائع أحكام أدلة من وهي العلم إىل تفضي ال السمعية واملقاييس اآلحاد فأخبار:قيل القاطعة، باألدلة يدرك مما وذلك ،األعمال وجوب على أدلة تثبيتها باألصول يتعلق إمنا:قيل .)4(صولاأل دون بالفقه فمتصل منها املتلقى العمل فأما

راجعة أا ذلك على والدليل ظنية، ال قطعية الدين يف الفقه أصول إنقال الشاطيب:" .للقطع املفيد باالستقراء ظاهر األول يانب ،قطعي فهو كذلك كان وما الشريعة، كليات إىل

االستقراء إىل وإما قطعية، وهي عقلية، أصول إىل إما ترجع أا أحدها:أوجه من الثاين وبيان

)؛ البهجة يف 2/163( الفكر السامي يف تاريخ الفقه اإلسالمي، تأليف األستاذ سيدي حممد بن احلسن احلجوي الثعاليب، مطبعة النهضة ج اجلزيرة، تونس، - 1يف شرح موطأ مالك بن أنس أليب بكر بن العريب املعافري، دراسة وحتقيق الدكتور حممد عبد اهللا ولد كتاب القبس)؛ 2/219( ،شرح التحفة، املصدر السابق

).1/517،518(، 1/1992كرمي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنان، ط، حتقيق حممد مظهر بقا، مركز البحث العلمي وإحياء )هـ691ت(مام جالل الدين أيب حممد عمر بن حممد بن عمر اخلبازي ين يف أصول الفقه، تأليف اإلاملغ - 2

.99، ص1/1403التراث اإلسالمي، جامعة أم القرى، مكة املكرمة، اململكة العربية السعودية، ط .)4/337(إعالم املوقعني، املصدر السابق، - 3 دار، العمري أمحد وبشري النبايل جومل اهللا عبد حتقيق، )هـ478ت(الفقه، إلمام احلرمني أيب املعايل عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف التلخيص يف أصول - 4

).1/106، (م1996 - هـ1417 ، ط/بريوت، اإلسالمية البشائر

Page 89: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾76﴿

من واملؤلف منهما، اموع إال هلذين ثالث وال أيضا، قطعي وذلك الشريعة، أدلة من الكلي .)1("الفقه أصول وذلك قطعي، القطعيات املرونة:ـ 3

شرأناط اهللا سبحانه نة لذلك، وع الشارع احلكيم أحكاما يف الكتاب، وأنزل السنة مبيالشارع وأقر ستطاع العلماء اإلحلاق،ووفقها ا وتعاىل أحكامه باألوصاف واملعاين والعلل،

آحادهم ببعض خصبل ورغم وصف الشريعة بالعموم الناس عوائدهم وراعى مصاحلهم، من جنس الرخص وهي يف بعض األحكام، صوصيةواعتربت اخل األحكام دون بعض،

كثر أصوال ملذاهبهم، ولعل أ كله فترجم العلماء ذلكوالتخفيف الذي دلت عليه أدلة الشرع، إذ يتقلب اتهد واملفيت بني األصول املختلفة للشرع فال يعدم املذاهب أصوال هم املالكية،

.جيسد مرونة األصولما حكم مسألة، وهذا ذه األصول:التقعيد هلـ قبول العقل كشريك يف 4

م ، أعند األصولينيمعتربة يف األصول السمةأن هذه يكفي متثيال وتدليال على وعملية التقعيد ال تتم إال باإلستقراء، وهو عمل عقلي، ولذا قال ا القياس، واعتربو

وعلم ،والشرع الرأي فيه واصطحب والسمع العقل فيه ازدوج ما العلوم وأشرفالغزايل:" تصرف هو فال ،السبيل سواء والعقل الشرع صفو من يأخذ فإنه ،القبيل هذا من وأصوله الفقه

يشهد ال الذي التقليد حمض على مبين هو وال ،بالقبول الشرع اهيتلق ال حبيث العقول مبحض .)2("والتسديد بالتأييد العقل له

.)1/19(املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، - 1 .)1/33(، املصدر السابق، املستصفى- 2

Page 90: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾76﴿

املطلب الثاين: أقسام وأوصاف مقاصد الشريعة اإلسالمية

وحيوي فرعني، أقسام مقاصد الشريعة اإلسالمية، وأوصاف هذه املقاصد.

الفرع األول: أقسام املقاصد: ••••

:تنقسم املقاصد الشرعية باعتبارات عدة

ـ أقسام املقاصد باعتبار صاحب القصد: 1

.)1(، مقاصد الشارع ومقاصد املكلفنيقسم الشاطيب املقاصد إىل قسمني

:)2(وقسمه إىل أنواع أربعة مقاصد الشارع: 1 ـ 1

"، وجممل ما جاء فيه أن القصد الشريعة وضع يف الشارع قصد بيان يف: األول النوع"

األصلي من إنزال الشريعة هو: حتقيق مصاحل املكلفني، وهذا النوع أصل ملا سيأيت بعده من

ره ثلة من العلماء، ممن سبقوا الشاطيب، منهم: اجلويين، . وهو مقصد قد قر)3(أنواع املقاصد

قال:"ومن مل يتفطن لوقوع املقاصد يف األوامر والنواهي فليس على بصرية يف وضع

.)4(الشريعة

حتصيل وقال الغزايل:"أن جلب املنفعة ودفع املضرة مقاصد اخللق، وصالح اخللق يف

.)5(مقاصدهم

لقيم:"فإن الشريعة مبناها وأساسها على احلكم ومصاحل العباد يف املعاش وقال ابن ا

.)6("كلها وحكمة كلها ومصاحل كلها ورمحة كلها عدل وهي ،واملعاد

".لإلفهام الشريعة وضع يف الشارع قصد بيان يف: الثاين النوع"

".مبقتضاها للتكليف الشريعة وضع يف الشارع قصد بيان يف: الثالث النوع"

".الشريعة أحكام حتت املكلف دخول يف الشارع قصد بيان يف: الرابع النوع"

).2/3( املصدر السابق، افقات، حتقيق دراز،املو - 1

).4- 2/3( املصدر نفسه، - 2

).2/3، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (1اهلامش رقم - 3

).1/295الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 4

).1/416املستصفى، املصدر السابق، ( - 5

).4/337عالم املوقعني، املصدر السابق، (إ - 6

Page 91: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾77﴿

مقاصد املكلفني: 2ـ 1

وبدأ الشاطيب هذا القسم بقوله:"إن األعمال بالنيات، واملقاصد معتربة يف التصرفات،

. )1(من العبادات والعادات، واألدلة على هذا املعىن ال تنحصر"

:"مقاصد الناس هي: اليت ألجلها تعاقدوا أو تعاملوا أو تعاونوا وعرفها ابن عاشور قال

.)2(أو تقاضوا أو تصاحلوا"

).3(فهي ما نووه بالعمل، لذا قالوا: "النية هي القصد إىل الشيء والعزمية على فعله"

وصحة القصد والنية موقوفة على املوافقة، وعدم املناقضة، يقول الترمذي:"ال يصح القصد إال

. )4(باملوافقة وترك اخلالف"

وقد تكفلت كتب الفقه مببحث النية، وعاجل الفقهاء مدى تأثريها على صحة

واالعتقادات املقاصد أن هدمها جيوز ال اليت الشريعة وقاعدةالفعل وفساده. يقول ابن القيم"

والنية لقصدفا ،والعبادات التقربات يف ةمعترب هي كما ،والعبارات التصرفات يف معتربة

أن كما ،معصية أو وطاعة ،فاسدا أو وصحيحا ،حراما أو حالال الشيء جيعل واالعتقاد

. ويف قاعدة )5(فاسدة أو ،صحيحة أو ،حمرمة أو ،مستحبة أو واجبة جيعلها العبادة يف القصد

ذا سد الذرائع عند املالكية، اعتبار ظاهر ملدى تأثري مقاصد املكلفني على صحة تصرفام، وك

مبحث احليل. بل إن من قواعد الفقه الكربى: األمور مبقاصدها.

ـ أقسام املقاصد باعتبار آثارها يف قوام أمر األمة: 2

).2/246(عالم املوقعني، املصدر السابق، إ - 1

.146الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص مقاصد - 2

ضبطه وخرج آياته هـ)،954املعروف باحلطاب الرعيين(ت املغريب الرمحن عبد بن حممد بن حممد اهللا عبد أيب، تأليف:اخلليل خمتصر لشرح اجلليل مواهب - 3

).1/333الشيخ زكريا عمريات، دار عامل الكتب، (وأحاديثه:

.71، ص1969- 1/1389للحكيم الترمذي، حتقيق وضبط: حسن نصر زيدان، ط كتاب احلج وأسراره، - 4

).4/499إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 5

Page 92: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾78﴿

املقاصد وهذه اخللق، يف مقاصدها حفظ إىل ترجع الشريعة كاليفت قال الشاطيب:"

تكون أن:والثالث ،اجيةح تكون أن :والثاين ،ضرورية تكون أن :أحدها ،أقسام ثالثة تعدو ال

.)1("حتسينية

:"هي اليت ال بد منها يف قيام مصاحل الدين والدنيا، حبيث املقاصد الضرورية 1ـ 2

إذا فقدت مل جتر مصاحل الدنيا على استقامة، بل على فساد وارج وفوت حياة، ويف األخرى

.)2(فوت النجاة والنعيم والرجوع باخلسران املبني"

صف هذاوقد و 3(ره األصوليونالتعريف بأنه اختصار ملا ما قر( .

ف ابن عاشور الضرورة بقوله: هي اليت تكون األمة مبجموعها وآحادها يف وعر

ضرورة إىل حتصيلها، حبيث إذا فقدت اختل نظام األمة يف الدنيا، واملقصود باالختالل: أن

راجعة لضروريات من املصاحل إذنتكون أحوال األمة عندئذ سببا يف تسليط األعداء عليها، فا

إىل كل ما من شأنه إقامة النظام األصلي لنوع اإلنسان، وهو الذي به ميتاز حاله عن أحوال

4(اجنسه امتيازا أولي( .

تمع، واليت تكون رخصة وهذا ما قرره اجلويين عندما رأى أن الضرورة اليت تلحق ا

إىل ضعفها فتكون سببا ألطماع األعداء فيها، ها، هو ما يؤدي يف إباحة احملظور يف حق

األمر وليس ،امليتة تعاطى يف املضطر : حكماحلرام همعم إذا ناماأل حكم أن نظا يظن قدقال:"

ليهاإ االنتهاء ويف ،الضرورة حالة إىل ينتهوا أن يطعمون فيما ارتقبوا لو الناس نإف ،كذلك

ففي ،الغاية هذه إىل املصري اعتياد تكرر إذا سيما ،البنية وانتفاض املرر وانتكاث القوى سقوط

،واحلراثة الزرع ارتفاع إىل فضاءاإل وفيه ،وصناعام حرفهم عن احملترفني انقطاع ذلك

،مجعنيأ الناس هالك وقصاراه قاطبة اخللق قوام ا اليت ،املعايش صالحإو ،االكتساب وطرائق

وضغطوا ووهنوا وهوا وإذا ،املسلمني ودجن من الثغور وحفظة والبأس النجدة ذو ومنهم

).2/7افقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (املو - 1

).2/7(افقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، وامل - 2

.296ر السابق، صنظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصد - 3

. 296نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص ؛79مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 4

Page 93: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾79﴿

على وحنن ،النظام وتبتر السلك وانقطع ،اإلسالم ديار وختللوا الكفار استجرأ ،واستكانوا

.)1("الدنيا أهل بوار إىل يؤدي مبا يرد مل الشرع أن نعلم عقولنا من اضطرار

الك دولة فمعىن االضطرار الذي يبيح احملظور عند األصوليني: ظريف، يؤدي إىل ه

ر اجلويين قاعدة ال إلنقاذها واالرتقاء ا إىل مصاف الدول املتطورة، ولذا قر ،اإلسالم مآال

. )2(مفادها:"إن الناس يأخذون ما لو تركوه لتضرروا يف احلال أو يف املآل"

د الشاطيب الضروريات خبمس هي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، وحد

ه الغزايل قال: "لكننا نعين باملصلحة احملافظة على مقصود الشرع ومقصود ومن قبل .)3(واملال

.)4(الشرع من اخللق مخسة، وهو أن حيفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم وماهلم"

: وهي ما كان مفتقرا إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق، املقاصد احلاجية 2ـ 2

لالحقة بفوت املطلوب، حبيث إذا فقدت ال تبلغ املفسدة املؤدي يف الغالب إىل احلرج واملشقة ا

.)5(باملكلف مفسدة فقدانه الضروريات

"هي األخذ مبا يليق من حماسن العادات، وجتنب األحوال املقاصد التحسينية: 3ـ 2

. )6(املدنسات اليت تأنفها العقول الراجحات، وجيمع ذلك قسم مكارم األخالق"

باعتبار املصلحة ح به تلميذه الغزايل قال:"، وصر)7(اجلويين وهذا التقسيم أشار إليه

ما وإىل ،احلاجات رتبة يف هي ما وإىل ،الضرورات رتبة يف هي ما :إىل تنقسم ذاا يف قوا

من قسم كل بأذيال ويتعلق ،احلاجات رتبة عن أيضا وتتقاعد ،والتزيينات بالتحسينات يتعلق

.)8("هلا والتتمة تكملةال جمرى منها جيري ما األقسام

املنعم، دار الدعوة مصطفى حلمي، الدكتور:فؤاد عبد الدكتور: هـ)، حتقيق ودراسة478غياث األمم يف التياث الظلم، إلمام احلرمني أيب املعايل اجلويين (ت - 1

.344للطبع والنشر والتوزيع، االسكندرية، ص

.346ص املصدر السابق، ،غياث األمم - 2

).2/8املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (- 3

).417- 1/416( ،املستصفى، املصدر السابق - 4

).2/9املوافقات، حتقبق دراز، املصدر السابق، ( - 5

).2/9املصدر نفسه، ( - 6

.من هذا البحث 62 أنظر الصفحة)؛ 2/923الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 7

).417- 1/416( ،املستصفى، املصدر السابق - 8

Page 94: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾80﴿

اولكل مرتبة من هذه املراتب مكم 1(ل خاص(:

ع لذلك القصاص، فالتماثل فيه فإذا قلنا احلفاظ على النفس من الضروريات وشر

النفس.على ظ امكمل للحف

وبالنسبة للحاجيات، فتحرمي الربا مكمل حلفط املال احملفوظ بتشريع البيع.

آداب األحداث ومندوبات الطهارة.وبالنسبة للتحسينات ف

وعلى هذا النحو فاحلاجيات والتحسينات تعد مكمالت للضروري، فهو أصل هلما

تالهلما بإطالق، فقد خيتل خخيتالن باختالله، وال يلزم من اختالهلما اختالله، إال إذا كان ا

.)2(بوجه من الوجوه، ولذا ينبغي احملافظة عليها ألجله

استقراء الفروع الفقهية مبين علىمن القواعد السالفة الذكر، ره الشاطيبوما قر

سبق وأن قرره األصوليون األمر الذي ـواليت ساق بعضها يف معرض التمثيل هلذه القواعدـ

ال سيما عندما ناقشوا الشروط واألركان. فتعذر الشرط، ال يسقط املشروط، فمن مل والفقهاء

ليته إماما إذا مل يوجد غريه أو اضطر إليه، وكذا من مل يستجمع شروط اإلمامة، ال تسقط تو

يستطع الطهارة، أو الستر أو استقبال القبلة، فإن أصل الصالة، ال تسقط عنه، وعدم القدرة

.)3(على القيام ببعض األركان ال يسقط اموع، وقد قالوا امليسور ال يسقط باملعسور

األمة أو بأفرادها:ـ أقسام املقاصد باعتبار تعلقها بعموم 3

ذا االعتبار إىل مقاصد كلية ومقاصد جزئيةقس 4(م ابن عاشور املقاصد(.

وعاب عدم اهتمام األصوليني باملقاصد الكلية، وعدم التفام إىل الرخص اليت تكون

.)1(أسباا ما يلحق اتمع من ضرورات عامة مؤقتة، فالواجب إعطاؤها ما تستحق

).2/10فقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (واامل - 1

).2/13(افقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، وامل - 2

، حققه الدكتور: هـ)794(ت، بدر الدين حممد بن ادر الشافعي،شياملنثور يف القواعد للزركث ؛)1/155ملصدر السابق، (سبكي، الل األشباه والنظائر - 3

األشباه والنظائر ؛)3/198، (1982- 1/1402تيسري فائق حممد حممود، راجعه الدكتور:عبد الستار أبو غدة، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، الكويت، ط

، 1983- 1/1403، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، طهـ)911(تفروع فقه الشافعية، تأليف اإلمام جالل الدين عبد الرمحان السيوطييف قواعد و

.159ص

.86مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 4

Page 95: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾81﴿

وليني كثريا باملقاصد الكلية املتعلقة باتمع واألمة، قد "يكمن يف وعدم اهتمام األص

كوم ظلوا يف افتراضهم حيومون حول معىن الندرة، مصبغني عليه طابع االستثناء، الشئ الذي

، وحىت مع )2(مل يستطيعوا معه تصور إمكانية ذلك االفتراض إال على املستوى الفردي"

حبيث قطرا احلرام عم اذاعاجلون االضطرار الفردي، يقولون: "تصورهم لعموم بلوى احلرام، ي

.)3"(الضرورة على يقتصر وال ،ليهإ حيتاج ما استعمال جيوز نهإف ،نادرا إال حالل فيه يوجد ال

ولذا يرى بعض املعاصرين أن حتديد الضروريات باخلمس من طرف األصوليني مبين

ة العامة املتعلقة باتمع واألمة، والدولة، على ملحظ املصلحة الفردية، وإمهال املصلح

والعالقات اإلنسانية، فاقترحوا: العدل، والقسط، واملساواة، واإلخاء، والتكافل، واحلرية،

لى مراعاة الفرد واتمع صد ضرورية، مبنية عكمقا والكرامة، واألمن، واحلفاظ على البيئة،

معدود ضمن أوصاف الشريعة كما سيأيت ذكره هو منهاوهذه املقاصد اليت أضافوها . )4(معا

يف هذا املطلب، ومنها ما هو مكمل للكليات اخلمس، كاحلفاظ على البيئة فإنه مكمل حلفظ

، وكذا احلرية والكرامة واألمن. النفس

كما هو مستفاد من ـ واألصوليون يف ذلك ليسوا على وزان واحد، فاجلويين بين

أن الواجب رعي الضرورات املتعلقة بعموم ـ ةالضروري املقاصد املذكور يف قسمنصه السابق

األمة، وإنزال حاجة اتمع مرتلة ضرورة الفرد، وإعطائها ما يناسبها من رخص، ألن مآل

شوكتها، وتسليط األعداء عليها، واستئصالعدم مراعاا، فيه توهني لألمة املسبب هلالكها،

.)5(وإن مل تراع:هلك واألمة قائمةخبالف مراعاة ضرورة الفرد، اليت

432د اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، صننظرية املقاصد ع - 1

وإشكالية السلطة العلمية يف اإلسالم، قراءة يف نشأة علم األصول ومقاصد الشريعة، عبد ايد صغري، دار املنتخب العريب، بريوت، الفكر األصويل - 2

.417، ص1994- 1/1415ط

).2/317املنثور يف القواعد، املصدر السابق، ( ؛84األشباه والنظائر، للسيوطي، املصدر السابق، ص - 3

حنو تفعيل مقاصد الشريعة، مجال الدين عطية، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، دار الفكر، ؛299عند الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص نظرية املقاصد - 4

.52ص، 2/2008مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة، عبد ايد النجار، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ط ؛105إىل 92ص ،2003- 1424سوريا، ط/ ،قشدم

، 2/2007دراسة يف فقه مقاصد الشريعة اإلسالمية بني مقاصد النصوص الكلية واجلزئية، د.يوسف القرضاوي، دار الشروق، القاهرة، مصر، ط ؛139و 84و

؛28ص

.345، 344غياث األمم، املصدر السابق، ص - 5

Page 96: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾82﴿

كما راعى الغزايل يف استباحة دم املعصوم يف مسألة الترس، املصلحة الكلية اليت ترجع

.)1(إىل عموم األمة

ـ أقسام املقاصد باعتبارها وسيلة أو غاية: 4

الواجبات :الوسائل واملقاصد إىل قال العز:"فصل يف انقسام املصاحل واملفاسد

: ضربان واحملرمات املكروهات وكذلك وسائل، والثاين مقاصد، أحدمها: ضربان تواملندوبا

هي املقاصد أفضل إىل فالوسيلة املقاصد، أحكام وللوسائل وسائل،: والثاين مقاصد أحدمها

.)2("الوسائل أرذل هي املقاصد أرذل إىل والوسيلة الوسائل، أفضل

قاصد وهي املتضمنة للمصاحل واملفاسد وموارد األحكام على قسمني، موقال القرايف:"

ووسائل وهي الطرق املفضية إليها، وحكمها حكم ما أفضت إليه من حترمي يف أنفسها،

.)3(وحتليل، غري أا أخفض رتبة من املقاصد يف حكمها"

وذكر الشاطيب عند حديثه عن مكمالت املقاصد الثالث السابقة، مسألة الوسائل

. )4(ميكن حبال أن تبقى الوسيلة مع انتفاء مقصدهاومقاصدها، فقال أنه ال

، فاملقاصد فموارد األحكام ضربان: مقاصد، والثاين وسائل وقال ابن عاشور:

املتضمنة للمصاحل واملفاسد يف أنفسها، والوسائل هي الطرق املفضية إليها، والوسائل يف هي:

رح بأنه سيجمع بني كالم وكالم . وهي عبارة القرايف، بل يص)5(الدرجة الثانية من املقاصد

. يف هذه املسألة العز

قال ابن عاشور يف بداية حديثه عن مسألة املقاصد والوسائل، أنه مبحث مهم، الغرض

: رتبة املقاصد، األوىلمنه متييز األحكام الشرعية املنوطة باألمة، ليعرف ما هو منها يف الرتبة

لوسائل، وذكر أن املتقدمني مل يوفوه ما يستحق من التدقيق وما هو منها يف الرتبة الثانية: رتبة ا

).1/421( ،املستصفى، املصدر السابق - 1

.58، املصدر السابق، صقواعد األحكام - 2

).2/63الفروق، املصدر السابق، ( - 3

).2/15( ، املصدر السابق،افقات، حتقيق درازوامل - 4

.145مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 5

Page 97: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾83﴿

حبثا، واقتصروا فيه على ما يرادف مسألة سد الذرائع، إال ما ذكره العز يف قواعده والقرايف يف

. )1(فروقه، ويتطلع هو من حبثه للمسألة إىل ما هو أعلى من ذلك

ل واملقاصد يف فقه ترتيل :"ضرورة التمييز بني الوسائابن عاشور هووما تطلع إليه

. )2(األحكام"

:)3(ـ أقسام املقاصد باعتبار العلل واملقاصد القريبة والعالية 5

: وهي العلل مبعنييها اازي وهو: العلة، واحلقيقي وهو: مقاصد جزئية 1ـ 5

قهاء األصوليون باملعىن اازي يف أصول الفقه، أيما اهتمام، واهتم الف اهتمقد احلكمة، و

.باحلقيقي، فال يذكرون جزئية فقهية، إال وذكروا احلكمة منها

: وهي: الكليات اخلمس.مقاصد قريبة 2ـ 5

فسدة. املصلحة وامل: وهي نوعان: مقاصد عالية 3ـ 5

وقد هرع الفقهاء ـ كما سبق ذكره ـ يف التشريع والتفريع إىل القياس املبين على

اعتباره، ىن الذي نص الشارع على اعتباره، أو أومأ إليه، أو ظنإحلاق النظري بنظريه جبامع املع

ومل يعمدوا إىل الفحص عن املعاين الكليات القريبة، وال إىل الفحص عن إثبات وجود الكليني

. )4(املصلحة واملفسدة:العاليني ومها

، إىل إن من شأن هذا التقسيم أن ينتقل بالقياس الفقهي من اإلحلاق وفق العلل اجلزئية

اإلحلاق وفق العلل القريبة فالعالية، وهنا يلمس الفرق بني منهجية االستدالل القياسية يف علم

.145املصدر نفسه ، ص - 1

.431نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 2

.90املصدر السابق، ص اإلمام يف مقاصد رب األنام، - 3

.108نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 4

Page 98: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾84﴿

. والذي يبتغي من ورائها )1(األصول، واالستدالل القياسي يف علم مقاصد الشريعة اإلسالمية

.)2(الطاهر بن عاشور حتصيل القطع

خلاصة، واملقاصد اجلزئية ألحكام واعترب التمييز بني املقاصد العامة، واملقاصد ا

الشريعة:نوع من التجديد املنهجي عند ابن عاشور يف درس املقاصد الشرعية، يف مقابل

.)3(الشاطيب الذي بىن نظريته على التفريق بني مقاصد الشارع ومقاصد املكلف

بن عاشور، بل سبقه اوفكرة االحتكام إىل أجناس املصاحل العالية، ليست من إبداع

،: "ومن تتبع مقاصد الشرع يف جلب املصاحل ودرء املفاسدقال لذلك العز بن عبد السالم

حصل

له من جمموع ذلك اعتقاد أو عرفان بأن هذه املصلحة ال جيوز إمهاهلا، وأن هذه املفسدة ال

جيوز قرباا، وإن مل يكن فيها إمجاع وال نص وال قياس خاص فإن فهم نفس الشرع يوجب

.)4(ذلك"

، يقول الطاهر بن عاشور يف العاليةويف املصاحل املرسلة، ترمجة لالحلاق وفق املقاصد

ت احلوادث اليت مل ختام حديثه عن أقسام املقاصد الضرورية واحلاجية والتحسينية:"...فمىت حل

كيف ندخلها حتت عرفنا يسبق حلوهلا يف زمن الشارع، وال هلا نظائر ذات أحكام متلقاة منه،

. وسيأيت يف هذا البحث بعض )5(وهذا ما يسمى باملصاحل املرسلة" ...الصور الكليةتلك

املرسلة والكلية واليت جتسد احتكام األصوليني لألجناس العالية التفصيل عن االستدالل باملصاحل

. )6(للمقاصد واعتبارها

ـ أقسام املقاصد باالعتبار احلال واملآل: 6

؛ حفريات املعرفة العربية اإلسالمية، التعليل الفقهي، سليم يفوت، دار الطليعة للطباعة 437صنظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، - 1

.197، ص1990، 1والنشر، بريوت، ط

83مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2

.434نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 3

.463، املصدر السابق، صقواعد األحكام - 4

.83مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 5

من هذا البحث. الثالثن الفصل أنظر املطلب الثاين من املبحث الثاين م - 6

Page 99: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾85﴿

املصاحلألجلها تنقسم إىل: دنيوية وأخروية، قال العز:املصاحل اليت سيقت األحكام

وأسباا، اآلالم:أنواع أربعة واملفاسد ،وأسباا واألفراح وأسباا، اللذات: أنواع أربعة

.)1("وأخروية دنيوية إىل منقسمة وهي وأسباا، والغموم

املضرة وقال اآلمدي:"أن املقصود من شرع احلكم إمنا هو حتصيل املصلحة أو دفع

.)2(فذلك إما أن يكون يف الدنيا أو يف اآلخرة

إقامة بالتشريع قصد قدوهو املعىن الذي قرره الشاطيب بقوله:" ثبت أن الشارع

حبسب وال الكل حبسب ال نظام، به هلا خيتل ال وجه على فذلك والدنيوية، األخروية املصاحل

.)3("اجلزء

عة اإلسالم جاءت ملا فيه صالح البشر يف وخالف ابن عاشور يف ذلك قال: أن "شري

العاجل واآلجل، أي: يف حاضر األمور وعواقبها، وليس املراد باآلجل:أمور اآلخرة، ألن

الشرائع

اليت كانوا عليها األحوالال حتدد للناس سريهم يف اآلخرة، ولكن اآلخرة جعلها اهللا جزاء على

.)4(يف الدنيا"

القرآن مليء بضرب مث دمه سؤال فما مقاصد العبادات؟عاشور هذا قد يصا ابنورأي

وصف كذا ، وغايته حتصيل مصاحل اآلخرة ودفع مفاسدهاالذي أمثلة طلب حتصيل الطاعة

، واجلنة وحماسنها، كله إلغراء املكلف لتحصيل مصاحلها، فيكون الشارع احلكيم قد اآلخرة

اآلخرة. وجاء مبا فيه صالح البشر يف الدنيا

أقسام املقاصد باعتبار حتقق احلاجة إىل جلبها:ـ 7

.15، املصدر السابق، صقواعد األحكام - 1

).340- 3/339اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 2

).2/28( ، املصدر السابق،افقات، حتقيق دراز،وامل - 3

.13مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 4

Page 100: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾86﴿

ت عليها أدلة القرآن اليت ال ما دل :وتنقسم إىل قطعية وظنية وومهية، فالقطعية هي

.حتتمل التأويل، أو كان مستندها االستقراء، أو دل العقل أن يف حتصيلها صالحا عظيما

.)1(اليت دل عليها دليل ظين:والظنية وهي

.)2(صد غري هذه التقسيمات، وهي تؤول إليهاوقسمت املقا

الفرع الثاين:أوصاف مقاصد الشريعة اإلسالمية:

أوصاف مقاصد الشريعة ، مبحثذكر الطاهر بن عاشور ضمن مباحث كتابه

:ها مع بيان استفادته من سابقيه هلانذكراإلسالمية،

ـ الفطرة: 1

ف الشريعة اإلسالمية األعظم ى وصيرى ابن عاشور أن مقاصد الشريعة مبنية عل

، فما مفهومها؟)3(الفطرةوهو:

â (sŒÎ#﴿ :من فطر، وهي: ابتدأ وشق، ومنه :)4(تعريف الفطرة لغة !$ yϑ ¡¡9 $# ôN t� sÜxΡ$#﴾... سورة

.والفطرة: اخللقة ،، أي: انشقت 1االنفطار، اآلية

تعريف الفطرة اصطالحا:

القرآن والسنة النبوية، فسرت حبسب السياق وردت كلمة الفطرة يف مواضع خمتلفة يف

الذي وجدت فيه.

.86ص، املصدر نفسه - 1

.56ة بأبعاد جديدة، املصدر السابق، صمقاصد الشريع - 2

.56مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3

).5/3432لسان العرب، املصدر السابق، ( ؛294خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص - 4

Page 101: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾87﴿

'óΟÏ%r ﴿ :قال الدهلوي: يف قوله تعاىل sù y7 yγô_uρ ÈÏe$#Ï9 $ Z‹ÏΖym 4 |N t� ôÜ Ïù «!$# ÉL ©9 $# t� sÜ sù }¨$ ¨Ζ9 $#

$ pκö� n=tæ﴾... 1(الدين الذي ال خيتلف باختالف األعصار""الفطرة هي: .30، اآلية الرومسورة(.

N|"ن جزي يف تفسريه لآلية: وقال ب t� ôÜÏù «!$# :""ألن اإلسالم، دين به واملراد اهللا، خلقة

.)2("السليمة عقوهلم تقتضيه الذي هو إذ عليه، اخللق خلق اهللا

يهودانه فأبواه الفطرة على يولد إال مولود من ماوقال البغوي: بعد ذكره لقوله عليه السالم:"

، الفطرة )3("جدعاء من فيها حتسون هل مجعاء يمة البهيمة تجتن كما ميجسانه أو ينصرانه أو

.)5(واحلنفية هي: أن يكون العبد مائال عن الباطل إىل احلق .)4(نفية اليت خلقهم عليهااحلهي:

N| 4﴿وقال ابن عطية ـ يف تفسريه لقوله تعاىل: t� ôÜÏù «!$# ÉL ©9 $# t� sÜsù } $ ¨Ζ9 $# $ pκö� n=tæ﴾... ةسور

نفس يف واهليئة اخللقة :أا اللفظة هذه تفسري يف عليه يعتمد والذيـ " 30 الروم، اآلية

هي اليت ،الطفل ،به ويؤمن شرائعه ويعرف ،ربه على ا ويستدل ،تعاىل اهللا مصنوعات ا مييز ألن مهيأة معدة

%óΟÏ﴿ :قال فكأنه r' sù y7yγ ô_uρ ÈÏe$#Ï9...﴾ وهو احلنيف :هو الذي:﴿N t�ôÜÏù «!﴾... ،اإلعداد على الذي

.)6("العوارض تعرضهم لكن ،البشر فطر له

).1/62حجة اهللا البالغة، املصدر السابق، ( - 1

).2/167التسهيل لعلوم الترتيل، املصدر السابق، ( - 2

)، صحيح مسلم، 1/324،(1270صحيح البخاري، كتاب اجلنائز، باب إذا أسلم الصيب فمات هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصيب اإلسالم، رقم - 3

.)، من حديث أيب هريرة رضي اهللا عنه2/670، (2658القدر، باب معىن كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال املسلمني، رقم

هـ)، حققه وخرج أحاديثه: حممد عبداهللا النمر،عثمان مجعة 516تفسري البغوي، معامل الترتيل، لإلمام حمي السنة أيب حممد احلسني بن مسعود البغوي(ت - 4

).6/270، (1989- 1/1409ضمريية، سليمان مسلم احلرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، ط

.401الفروق اللغوية، املصدر السابق، صالكليات معجم يف املصطلحات و - 5

الرحالة الفاروق، عبد اهللا بن إبراهيم بن عطية األندلسي، حتقيق وتعليق:احلق احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز، أليب حممد عبد تفسري ابن عطية، - 6

ات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، إدارة الشؤون الدينية اإلسالمية، دولة األنصاري، السيد عبدالعال السيد إبراهيم، حممد الشافعي الصادق العناين، مطبوع

).7/24، (2007- 2/1428قطر، ط

Page 102: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾88﴿

فها ابن عاشور قائال:" الفطرة: اخللقة، أي النظام الذي أوجده اهللا يف كل خملوق، ويعر

.)1(ظاهرا وباطنا أي جسدا وعقال" اإلنسانخلق عليه :ففطرة اإلنسان هي ما فطر أي

مارسة السليمة إلمكانيات اإلنسان العقلية وقال احلسيين أن الفطرة عند ابن عاشور هي امل

. )2(واجلسدية

ويقول أيضا أن ابن عاشور استفاد يف تأسيسه ملفهوم الفطرة من األصويل احلنبلي الرائد:ابن

.)3(تيمية

وهو ذا املفهوم يعطي معنا عاما للفطرة، مث حياول ختصيصه إذا قيدت هذه اللفظة

م بأنه الفطرة، معناه: أنه فطرة عقلية ألن اإلسالم عقائد باإلسالم، فيقول: "ووصف اإلسال

. ويؤكد هذا )4(عقلية، أو جارية على وفق ما يدركه العقل وشهد به" وتشريعات، وكلها أمور

.)5(املعىن بقوله:" ليس كل ما توجبه فطرة اإلنسان بصادق إمنا الصادق فطرة القوة اليت تسمى عقال

إلسالم دين فطرة، أنه دين متفق مع ما جبل عليه اإلنسان وقال الفاسي: "ومعىن كون ا

بصفته إنسانا، من مجلة: العقل، واالستعدادات للحضارة، والقدرة على اكتساب املعرفة، واملرونة

. )6(على الطاعة، والذي يساعده على تنمية معارفه وسد حاجته، فيما خيص العادات والعبادات"

ب من حيوانية، هي: بشريته ومن روحانية وإنسانية، هي: : أن "اإلنسان مركأيضاو يقول

لعقل.بااحليوان على اإلنسان كرم اهللا و. )7(فطرته"

ويقول ابن تيمية، أن اهللا خلق عباده على الفطرة، والعقول السليمة مفطورة على معرفة

.)1(احلق

.57مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1

.269نظرية املقاصد عند الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 2

.423املصدر نفسه، ص - 3

.57المية، املصدر السابق، صمقاصد الشريعة اإلس - 4

.57املصدر نفسه ، ص - 5

.70مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها، املصدر السابق، ص - 6

.9، صاملصدر نفسه - 7

Page 103: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾89﴿

ول أن الفطرة معىن واملتأمل لتعريفات والعبارات السابقة للفطرة ينقدح يف ذهنه أمران، األ

.عناصرهاأعم من العقل، فهي جنس، والعقل: أحد

والثاين: أنه إذا ما تعلق األمر بعالقة األحكام الشرعية بالفطرة، فإن املقصود بالفطرة هي:

العقل السليم. فطرة

ف العقل بعدة تعريفات، األول منها يرادف تعريف ابن عطية للفطرة، كما أن الغزايل عر

ويطلق على .أنه لفظ مشترك يطلق على الغريزة اليت يتهيأ ا اإلنسان لدرك العلوم النظرية قال:

.العلوم التجريبية املستفادة من التجربة، حىت أن من مل حتنكه التجارب ذا االعتبار ال يسمى عاقال

.)2(وقد يطلق على من مجع العمل إىل العلم .ويطلق على من له وقار وهيبة

بأا: مبنية على الفطرة، معناه: ذا خنلص إىل أن وصف أحكام الشارع احلكيم ومقاصده

مبنية على الفطرة العقلية، وقوهلم اإلسالم دين فطرة، معناه دين عقل، وعلى هذا فهذا الوصف قدمي

م...، القياس، مبحث احلاكتعليل األحكام :مواضع منها يف عدة ه األصوليونراقد أثالكالم فيه، و

السماحة: - 2

املساهلة، وتساحموا:تساهلوا، قال :السماحة مبعىن اجلود، واملساهلة، واملساحمة :)3(لغة

. والنفس السمحة ليس )4(عليه السالم:"رحم اهللا رجال مسحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى"

فيها ضيق، واحلنفية السمحة ليس فيها ضيق وال شدة.

أنفيض القدير يف . و)1(هي بذل ما ال جيب تفضال": قال اجلرجاين:"اصطالحا

. )2(اإلسالم بين امسه على السماحة واجلود، ألن اإلسالم تسليم النفس واملال حلقوق اهللا

).1/377درء تعارض العقل والنقل، املصدر السابق، ( - 1

).1/64( ،املستصفى، املصدر السابق - 2

.173املصباح املنري، املصدر السابق، ص ؛187خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص ؛)3/2088( لسان العرب، املصدر السابق، - 3

)، من حديث جابر بن 1/496( ،2076صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب السهولة والسماحة يف الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه يف عفاف،رقم - 4

عبد اهللا رضي اهللا عنهما.

Page 104: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾90﴿

وقال ابن عاشور: "السماحة السهولة احملمودة فيما يظن فيه الناس التشديد، ومعىن

، فهي راجعة إىل معىن االعتدال والعدل )3(أو فساد"كوا حممودة أا ال تفضي إىل ضر

والتوسط.

ويف هذا يقول الشاطيب:"أن الشريعة جارية يف التكليف مبقتضاها على الطريق الوسط

.)4(األعدل اآلخذ من الطرفني بقسط ال ميل فيه"

واألدلة على ذلك كثرية:

$ ﴿:قوله تعاىل tΒ uρ Ÿ≅yè y_ ö/ä3ø‹n=tæ ’Îû ÈÏd‰9 $# ô ÏΒ 8lt� ym ﴾... 78سورة احلج، اآلية.

$ ﴿ :قوله تعاىل tΒ ß‰ƒÌ� ムª!$# Ÿ≅yè ôfuŠ Ï9 Νà6 ø‹n=tæ ô ÏiΒ 8lt� ymu﴾... 6سورة املائدة، اآلية.

$ 3﴿ :قوله تعاىل oΨ −/ u‘ Ÿωuρ ö≅Ïϑ ós s? !$ uΖøŠn=tã #\� ô¹ Î) $ yϑ x. …çµ tF ù=yϑ ym ’n?tã šÏ%©!$# ÏΒ $ uΖÎ=ö6 s%﴾... البقرة، سورة

.286اآلية

إن:"قال وسلم عليه اهللا صلى النيب عن هريرة أيب عنومن السنة قوله عليه السالم:

والروحة بالغدوة واستعينوا وأبشروا وقاربوا دوافسد غلبه إال أحد الدين يشاد ولن يسر الدين

.)5("الدجلة من وشيء

لى اهللا عليه أن النيب صعن سعيد بن أيب بردة عن أبيه عن جده وقوله عليه السالم:"

)6("وبشرا وال تنفرا بعث معاذا و أبا موسى إىل اليمن قال:"يسرا وال تعسرا وسلم

.137سابق، صالتعريفات، املصدر ال- 1

الرؤوف املناوي، على كتاب اجلامع الصغري من أحاديث البشري النذير للحافظ جالل الدين فيض القدير شرح اجلامع الصغري، للعالمة املناوي حممد املدعو بعبد - 2

).2/209، (1972- 2/1391عبد الرمحان السيوطي، دار املعرفة، بريوت، لبنان، ط

.61ة، املصدر السابق، صمقاصد الشريعة اإلسالمي - 3

).2/124( ، املصدر السابق،فقات، حتقيق درازواامل - 4

صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة واجلنة والنار، باب لن يدخل أحد اجلنة بعمله بل ؛)1/16، (38صحيح البخاري، كتاب اإلميان، باب الدين يسر، رقم: - 5

).2/749( ،2816برمحة اهللا تعاىل، رقم

صحيح مسلم، كتاب اجلهاد والسري، ؛)2/420، (3996إىل اليمن قبل حجة الوداع، رقمذ البخاري، كتاب املغازي، باب بعث أيب موسى ومعاصحيح - 6

).2/223،(1732باب األمر بالتيسري وترك التنفري، رقم

Page 105: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾91﴿

األعمال أي ،وسلم عليه اهللا صلى النيب سئل:"قالت أا عنها اهللا رضي عائشة عنو

.)1("تطيقون ما األعمال من اكلفوا:"وقال. "قل وإن أدومها:"قال اهللا؟ إىل أحب

رروا أن جلب قفاليسر، ت على معىن مشترك هودل كثرية ااء نصوصالعلم أقد استقرو

الكربى.ها قاعدة فقهية دوقعو، التيسري ودفع التعسري مقصود للشارع احلكيم

الشمولية والعموم: -3

تضافرت النصوص على أن الشريعة اإلسالمية أحكامها عامة لكل البشر، ودستور

ول الشاطيب:"الشريعة حبسب املكلفني كلية عامة، مبعىن أنه ال البشرية يف كل زمان ومكان، يق

خيتص باخلطاب حلكم من أحكامها الطلبية بعض دون بعض، وال حياشي من الدخول حتت

. والدليل على ذلك:)2(ف البتة"أحكامها مكل

$!﴿:قوله تعاىل tΒ uρ y7≈oΨ ù=y™ ö‘ r& āωÎ) Zπ ©ù!$ Ÿ2 Ĩ$ ¨Ψ=Ïj9 #Z��ϱo0 #\�ƒÉ‹tΡ uρ £ Å3≈s9 uρ u� sYò2 r& Ĩ$ ¨Ζ9 $# Ÿω šχθßϑ n=ôè tƒ...﴾

.28اآلية ،سورة سبأ

$ %ö≅è ﴿:وقوله تعاىل y㕃r'‾≈tƒ ÚZ$ ¨Ζ9 $# ’ÎoΤÎ) ãΑθß™ u‘ «!$# öΝ à6 ö‹s9Î) $ �èŠ ÏΗsd ﴾... سورة األعراف،

.158اآلية

$‘x8u ﴿:وقوله تعاىل t6 s? “ Ï%©!$# tΑ“tΡ tβ$ s%ö� àø9 $# 4’n?tã Íνωö6 tã tβθä3u‹Ï9 šÏϑ n=≈yè ù=Ï9 #��ƒÉ‹tΡ﴾... سورة الفرقان اآلية

1.

zÇrρ﴿ وقوله تعاىل: é&uρ ¥’n<Î) #x‹≈yδ ãβ#u ö� à)ø9 $# Ν ä.u‘ É‹ΡT{ ϵÎ/ . tΒ uρ x)n=t/﴾... 19اآلية ،سورة األنعام.

﴿:وقوله تعاىل tΒ uρ Æ)tG ö;tƒ u� ö�xî ÄΝ≈n=ó™ M} $# $ YΨƒÏŠ n=sù Ÿ≅t6 ø)ãƒ çµ ÷ΨÏΒ uθèδ uρ ’Îû Íο t� Åz Fψ $# z ÏΒ zƒÌ� Å¡≈ y‚ø9 سورة آل عمران ﴾ #$

.85اآلية

ح مسلم، كتاب صالة املسافرين وقصرها، باب فضيلة صحي ؛)3/320( ،5984صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد واملداومة على العمل، رقم - 1

).1/379،(782العمل الدائم من قيام الليل وغريه، رقم

).2/186افقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (وامل - 2

Page 106: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾92﴿

مخسا مل أعطيت"ل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم:وعن جابر بن عبد اهللا قال: قا

. )1(وكان النيب يبعث إىل قومه خاصة وبعثت إىل الناس كافة" ،يعطهن أحد من األنبياء

سائر ترك بنيوصف مش أحكامه مبنية علىىلتعاهذه اخلصوصية جعل اهللا وألجل

مغزاها منهم أهل العقول السليمة يفهم، حىت أال وهو الفطرة مستقر يف نفوسهم ،البشر

على الدوام دون انقطاع. وألجل نفس اخلاصية ربط اهللا عز وجل فيتقبلوا ما يأتيهم منها

.)2( األمم والعوائد ال ختتلف باالختالف هي من مدركات العقولبعلل وحكم أحكامه

سبق احلديث عن هذا الوصف يف مميزات الكليات األصولية، وكيف استثمره وقد

األصوليون.

ويتفرع عن هذا الوصف:

: املساواة -أ

، وهي أول وصف )3(واملساواة ليست هي العدل، بل بعض املساواة عدل وبعضه ظلم

.)4(ينشأ عن عموم الشريعة

وتفريعات يف ذلك الزمن، : وما أثر من تفصيالت غياب التفريع زمن التشريع -ب

على عني املسألة الواقعة أو املسؤول عنها، فهو مبثابة الترمجة لألصول ةفإضافة إىل أنه إجاب

والكليات الشرعية، يقول الشاطيب أن تعريف القرآن باألحكام الشرعية أكثره كلي ال جزئي،

. )5(وحيث جاء جزئيا فمأخذه على الكلية

فرض يف نصوصها أو معقوهلا خصوص ما، فهو راجع وقال يف موضع آخر:"...وإن

.)6(إىل العموم كالعرايا والقراض فإا راجعة إىل أصول حاجية أو حتسينية

صحيح مسلم، كتاب )،1/113، (419را، رقموهطصحيح البخاري، كتاب الصالة، باب قول النيب صلى اهللا عليه وسلم جعلت يل األرض مسجدا و - 1

).1/254، (521املساجد ومواضع الصالة، رقم

.89،88مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2

.267مقاصد الشريعة ومكارمها، املصدر السابق، ص - 3

.95مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 4

).3/274املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 5

).1/54(املصدر السابق، ،املوافقات، حتقيق دراز - 6

Page 107: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾93﴿

إال ما كان منها تعبديا، قال الشاطيب أن كل دليل ثبت يف الكتاب مقيدا غري مطلق،

ل إىل كلف لو وكوجعل له قانون وضابط، فهو راجع إىل معنا تعبدي ال يهتدي إليه نظر امل

.)1(نظره"

واجلزئيات عارض وطارئ، ولذا يفسر ابن ،ته تقرير الكلياتفزمن التشريع كانت مهم

عاشور ي النيب صلى اهللا عليه وسلم عن كتابة السنة يف عهده: خشية أن تتخذ اجلزئيات

ن، وبأخبار اخلاصة كليات عامة، ولذا جتد العلماء قد اختلفوا يف االحتجاج بقضايا األعيا

.)2(اآلحاد إذا عارضت القياس، أو عمل أهل املدينة

نوط األحكام باألوصاف واملعاين ال باألشكال واملباين: -ج

اليت كم، احلعاين واملمن مقتضيات عموم الشريعة ومشوليتها نوط األحكام باألوصاف و

وهي من مدركات يتساوى يف دركها أهل األعصار، قال ابن عاشور أنيطت األحكام بعللها،

، فيفرعون عنها ما شاءوا من املسائل )3(العقول، حىت ال ختتلف باختالف األمم والعوائد

احلادثة فتتحقق صالحية الشريعة لكل زمان.

م نوعا من ويذكر ابن عاشور خطأ من تشبث باألمساء يف نوط األحكام، كمن حر

4(م يسمونه ساحرااحليتان ألنه مسي خبرتير املاء، ومن قتل املشعوذ أل(.

والفقهاء يفرقون بني األوصاف املقصودة للتشريع، وبني األوصاف املقارنة هلا، واليت ال

يتعلق ا غرض التشريع، ويسموا األوصاف الطردية، وإن كانت هي الغالبة على احلقيقة

، ولذا لشارعلالشرعية، مثل وصف الربية يف احلرابة، فإن وصف الربية غالب وليس مقصود

.)5(أفىت حذاق الفقهاء باعتبار حكم احلرابة يف املدينة

القياس عند األصولينيواإلحلاق وفق القول بتعليل األحكام ويكفي ترمجة هلذا الوصف

.االستصالح، واالستحسان وغريه من األصول املبنية على املرسلة املصلحةو

).3/33املصدر نفسه، ( - 1

.90مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2

.121، ص املصدر نفسه - 3

.105املصدر نفسه، ص - 4

.106، ص مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، - 5

Page 108: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾94﴿

ا دون ضبط وحتديد قت األحكام بأوصاف ومعاين فلم تتركهوالشريعة وإن عل

ميزات مقاصد الشريعة. إحدىألصوهلا، ولذا كانت خاصية الضبط والتحديد

: ذكر ابن عاشور بعض األوجه اليت الضبط والتحديد يف الشريعة اإلسالمية -د

وهم يصرحون احتكم الفقهاء فيها لوصف الضبط والتحديد، كتعليلهم لألحكام باألوصاف،

.ة معان هي احلكم واملصاحل املقصودة للشارع احلكيمبأن تلك األوصاف هي يف مظن

قول مالك يف بيع اخليار: وليس هلذا عندنا حد حمدود وال أمر معمول به.استأنس بو

:)1(مث قال أنه استقرأ من طرق االنضباط والتحديد يف الشريعة ست وسائل، هي

مثل القرابة املبينة يف واملعاين متييزا ال يقبل استثناء ياالنضباط بتمييز املواه ـ 1

أنساب املرياث.

أن ـ جمرد حتقق مسمى االسم، فناط التحرمي باخلمر ال باإلسكار. يقول العز 2

نوعان: منها ما هو منضبط كالقتل، ومنها ما ال ينضبط وعلل األحكام املصاحل واملفاسد

ص من هذا كاملشاق، ومن ضبط ذلك بأقل ما ينطبق عليه االسم كأهل الظاهر فقد خل

.)2(اإلشكال

التقدير كأنصبه الزكاة. ـ 3

احلول. نالتوقيت كحوال ـ 4

كتعيني املهر والويل يف النكاح ليتميز عن ،ـ الصفات املعينة للمواهي املعقود عليها 5

غريه.

اإلحاطة والتحديد كمنع االحتطاب من احلرم عدا االدخر. ـ 6

ـ نفوذ أحكام الشريعة اإلسالمية: 4

.121، صاملصدر نفسه - 1

القاسم تصر الفوائد يف أحكام املقاصد املعروف بالقواعد الصغرى، تأليف سلطان العلماء أيب حممد عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السالم أيب خم - 2

، 1997- 1417، 1، تقدمي وحتقيق وتعليق، صاحل بن عبد العزيز بن إبراهيم آل منصور، دار الفرقان، اململكة العربية، السعودية، طهـ)606(تالشافعي

.172ص

Page 109: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾95﴿

ميكن حتقيق مقاصد الشريعة اإلسالمية ما مل تكن أحكامها ملزمة ليمتثل هلا املكلف، ال

ولتحقيق هذه اللزومية والنفاذ سلكت الشريعة اإلسالمية مسلكني يقول ابن عاشور:

استخدمت فيه الشريعة أسلوب حيث ـ املسلك األول: احلزم يف إقامة الشريعة،

ا، والنهي يقتضي الفساد دة املعدوم شرعا كاملعدوم حسالترهيب واملوعظة، ومنها نشأت قاع

م ا يف أصول الفقه وفروعه، ومنه تنصيب القضاة واألمراء والشرطة وأهل احلسبة، املسل

نفوذ أحكام الشرع، وليس املقصود منه النكاية يف املكلفني، وقد أفرد :قصد من هذا هواملو

. )1(ريعة اإلسالميةكوصف مستقل للش"عدم النكاية" ابن عاشور

، ويف كون السماحة أحد أوصاف أحكام الشرع )2(ـ املسلك الثاين: التيسري والرمحة

ومقاصده غنية يف الترمجة هلذا املسلك.

الشريعة أن، يقول الشاطيب:")3(هللا سبحانه وتعاىلاوقد يعرب عن هذا الوصف حباكمية

.)4("عليها حمكوم ال كمةاح

نصل إىل: املبحثويف ختام هذا

األصوليون تنبهوا إىل وجود أصول أخرى ختدم حكمة الشرع، يف مقابل القواعد اليت

عهدوها يف أصول الفقه، واليت تنحصر وظيفة معظمها يف ضبط اللسان العريب، فقعدوا القواعد

الفقهية.

أعمل األصوليون منهج االستقراء لتحصيل تلك الكليات الفقهية، غري أن هذه العملية

نصبت على الفروع الفقهية، واملقاصديون استفادوا من منهج التقعيد الفقهي هذا، واختاروا ا

األدلة التفصيلية كجزئيات مستقرأة بدل الفروع الفقهية، مما جعل الكليات املقاصدية ترقى

ألن تكون دليال قائما بذاته، يستند إليه يف عملية االستدالل، بينما بقيت األوىل ضابطة

ع الفقهية، مع خالف يف االستدالل ا، إذا ما استثنينا القواعد الفقهية الكربى.للفرو

.100مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1

.123، صاملصدر نفسه - 2

.94صدراسة أصولية وتطبيقات فقهية، املصدر السابق، مقاصد الشريعة اإلسالمية، - 3

).2/209افقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (وامل - 4

Page 110: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

: كليات أصول الفقه ومقاصد الشريعة الثانيالمبحث الفصل األول

اإلسالمية

﴾96﴿

م تدور حول أقسام قسم املقاصديون املقاصد استنادا إىل ما عرا فكانت تقسيما فوه

املصاحل.

أقسام املقاصد وأوصاف الشريعة اإلسالمية، جذورها ضاربة يف أصول الفقه، وفنون

يشهد لذلك ما سقناه من نصوص األئمة، وما صرح به كل من الشاطيب الشريعة األخرى،

والطاهر بن عاشور، واستفادما من ذلك.

كما أن للمقاصديني الفضل يف إبراز الشكل املنهجي يف التقسيم، ويف استثمار

التقسيمات واألوصاف يف عملية االستدالل، كما هو احلال بالنسبة لتقسيم املقاصد إىل وسائل

وغايات، قصد ابن عاشور استثمارها يف ترتيل األحكام، وكذا االهتمام مبا أغفله األوائل،

كاملقاصد اخلاصة باتمع، وتصحيح بعض املفاهيم كمفهوم الضرورة، الذي من شأما أن

يعني هذه األمة على النهوض باملهام املكلفة ا، وكذا الفطرة اليت مل تصبح حكرا على كتب

وشروح احلديث، بل أصبحت مبثابة القاعدة اليت تراعى يف عملية االستدالل، وكذا التفسري

اإلشارة إىل وصف غياب التفريع زمن التشريع الذي ميكن أن يستفاد منه يف توجيه بعض آراء

املذاهب األصولية، وتقريرها.

Page 111: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثانيالفصل الثاني

، ، ، ، ماماماما، أهميته، أهميته، أهميته، أهميتهأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةحجية حجية حجية حجية

ماماماماومناهجهومناهجهومناهجهومناهجه ماماماماتطورهتطورهتطورهتطوره

وفيه مبحثانوفيه مبحثانوفيه مبحثانوفيه مبحثان

، ، ، ، أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةالمبحث األول: حجية المبحث األول: حجية المبحث األول: حجية المبحث األول: حجية

....ماماماماتطورهتطورهتطورهتطورهوووو ماماماماأهميتهأهميتهأهميتهأهميته

أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية علماءعلماءعلماءعلماء المبحث الثاني: مناهجالمبحث الثاني: مناهجالمبحث الثاني: مناهجالمبحث الثاني: مناهج

تحصيل المقصودتحصيل المقصودتحصيل المقصودتحصيل المقصودفي في في في

Page 112: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المبحث األولالمبحث األولالمبحث األولالمبحث األول

ماماماما، أهميته، أهميته، أهميته، أهميتهأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةأصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةحجية حجية حجية حجية

....ماماماماوتطورهوتطورهوتطورهوتطوره

ويحوي مطلبينويحوي مطلبينويحوي مطلبينويحوي مطلبين

المطلب األول: حجية أصول الفقه، أهميتها، وتطورهاالمطلب األول: حجية أصول الفقه، أهميتها، وتطورهاالمطلب األول: حجية أصول الفقه، أهميتها، وتطورهاالمطلب األول: حجية أصول الفقه، أهميتها، وتطورها

ها.ها.ها.ها.، أهميتها وتطور، أهميتها وتطور، أهميتها وتطور، أهميتها وتطوراإلسالميةاإلسالميةاإلسالميةاإلسالمية إثبات مقاصد الشريعةإثبات مقاصد الشريعةإثبات مقاصد الشريعةإثبات مقاصد الشريعةالمطلب الثاني: المطلب الثاني: المطلب الثاني: المطلب الثاني:

Page 113: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾98﴿

املطلب األول: حجية أصول الفقه، أمهيتها، ونشأا

حجية أصول الفقه، الثاين: أمهية أصول الفقه، الثالث: األول: وحيوي ثالث فروع، نشأة وتطور أصول الفقه.

الفرع األول: حجية أصول الفقه: •

أدلة الفقه اليت اعتمدها األصوليون يف احلديث عن حجية أصول الفقه، حديث عن لع على الذي يقوي جانبها. واملطاألمر ل، ومدى ثبوا وعدم االختالف فيها، االستدال

املدونات األصولية ال يكاد جيد االتفاق ينصب إال على نص الكتاب والسنة املتواترة، مث تبدأ بوادر اخلالف املعترب يف غريها.

تمكن من وسيخصص هذا العنصر لذكر األدلة اليت اختلف فيها، وسعة اخلالف، حىت ي احلكم على األدلة األصولية.

.)1(وهو لفظ يستغرق مجيع ما يصلح له بوضع واحد ـ عام القرآن: 1 ، وقال )2(:عام القرآن ظين الداللة عند اجلمهور، وهو منقول عن األئمة األربعةحكمه

.)3(نيةظي أا الشافع يف اإلاج: داللة العام قطعية عند مجاعة، ظنية عند آخرين، واشتهر قول وعليه اخلالف يف ختصيصه خبرب اآلحاد، وبقية األدلة. .)4(ةوعند احلنفية قطعي

رب اآلحاد:خـ 2

. )6(األخباريفيد القطع من ال ما كل، أو هو )5(:هو ما مل يبلغ حد التواترتعريفه

، للرازياحملصول ؛)1/507(إرشاد الفحول، املصدر السابق، ؛)3/5البحر احمليط، املصدر السابق، ( ؛)4/1193اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 1 ).2/309(املصدر السابق،

.)3/364البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 .)4/1217اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 3 .99ق، صاملغين يف أصول الفقه، املصدر الساب - 4 ).5/1859( اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ؛)2/43اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 5 ).4/255البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 6

Page 114: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾99﴿

املشهور ونوعند احلنفية: "هو الذي يرويه الواحد أو االثنان فصاعدا بعد أن يكون د . )1(واملتواتر"

هاالعبارة في احلرمني إمام قال. و)2(يوجب العمل وال يوجب العلم عند اجلمهور :حكمه العمل وجب وإمنا ،علما يثمر ال وهو منه ذلك لعلم ،العمل أوجب لو اخلرب نفس ألن ،تساهل

.)3(به ال عنده العمل جيب أنه فالتحقيق ،آخر بدليل مساعه عند، ونسب لإلمامني أمحد ومالك يف رواية )4(د العلم، وهو قول ابن حزموقيل يفي

.)5(عنهماوأدلة القولني مبسوطة يف كتب أصول الفقه. وعليه االختالف يف االستدالل به وتقدميه على عموم القرآن والقياس وقول الصحايب، حىت تباينت مناهجهم إىل ثالث مدارس، أهل

ه عام القرآن، واملدرسة احلنفية الذين يقدمون اخلرب وخيصصون باحلديث والشافعي وابن حنبل، الذين يقدمون عام القرآن لقطعيته على خرب اآلحاد، ومدرسة املالكية واليت توسطت بينهما،

. )6(فلم مل اجلزئيات املتمثلة يف أخبار اآلحاد، وفسرا وفق النصوص الكلية، بعرضها عليها اإلمجاع:ـ 3

اتفاق جمتهدي أمة حممد صلى اهللا عليه وسلم بعد وفاته يف حادثة على أمر هو تعريفه: .)7(من األمور يف عصر من العصور

.194املغين يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 1إرشاد ؛ )4/260البحر احمليط، املصدر السابق، ( ؛196ول الفقه، املصدر السابق، ص املغين يف أص ؛)5/1863اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 2

).1/249(الفحول، املصدر السابق، ).1/599الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3، قدم له الدكتور: إحسان عباس، منشورات دار )456(تاإلحكام يف أصول األحكام، تصنيف اإلمام اجلليل احملدث: أيب حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم - 4

).1/119(اآلفاق اجلديدة، بريوت، ابن حزم، بريوت، روضة الناظر وجنة املناظر يف أصول الفقه على مذهب اإلمام أمحد، تأليف موفق الدين عبد اهللا بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي، دار - 5

).1/248(فحول، املصدر السابق،إرشاد ال ؛79، ص 2005- 1/1426لبنان، طالرمحن األخضر أنظر املسألة مفصلة يف كتاب: مناهج الفتيا واالستدالل بأخبار اآلحاد، موقف القاضي عبد الوهاب املالكي من مناهج االستدالل، أبو عبد - 6

.2004- 1425، 1األخضري، مؤسسة علوم القرآن، بريوت، منار للنشر والتوزيع، دمشق، ط )4/436لبحر احمليط، املصدر السابق، (ا ؛)1/348شاد الفحول، املصدر السابق، (إر - 7

Page 115: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾100﴿

، وقد وصل إلينا باآلحاد فهو )1(فاإلمجاع إما إمجاع الصحابة فهو حجة بال خالف ترد عليه شبه كثرية.عصار: أليف عصر من ا جمتهدي األمة أو إمجاع ،)2(ظين

أمر واحد الذي ال يكون معلوما بالضرورة حمال، كما أن اتفاقهم على فاالتفاق على وكثرة كلم بالكلمة الواحدة يف ساعة واحدة حمال،املأكول الواحد واملشروب الواحد والت

العلماء واتساع األقطار حييل ضبط أقواهلم، وإن أمكن اإلمجاع يف نفسه فإن املستند إما أن إن وحاصل القول فيه: أنه .)3(يف قطعيتهع، أو ظين واختلف يكون قطعي فال داعي لإلمجا

، فإما أن يصل إلينا بالتواتر، واملتواتر من األخبار عزيز، أو عن طريق اآلحاد فهو من قبيل وقع خرب اآلحاد، جيري فيه اخلالف الواقع يف أخبار اآلحاد.

إىل املستند فهو تراتوا منهما ينقل فما مأثورة معدودة اإلمجاع مواقعقال اجلويين:" .)4("اآلحاد أخبار مرتلة يرتل األعصار علماء عن اآلحاد ينقله وما ،قليل معوز وهو ،القطع

القياس: ـ 4

هو إحلاق أمر غري منصوص على حكمه بأمر آخر منصوص الشتراك بينهما يف تعريفه: .)5(علة احلكم

فيه، ألن اخلالف جائز وهو ظينعليه يف الرسالة، :القياس حجة ظنية، نصحكمه و ــــــــــــــول

.)6(كان قطعيا مل يقع فيه اخلالف .)7(فذهب اجلمهور إىل أنه حجة، خالفا ألهل الظاهرولذا اختلفوا يف االحتجاج به،

.)4/482)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (1/388إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 1 ).1/41اية السول يف شرح منهاج الوصول، املصدر السابق، ( - 2 ).4/437لبحر احمليط، املصدر السابق، ()؛ ا1/350إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 3 ).2/743الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 4 .218أصول الفقه، حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب، القاهرة، ص - 5 ).5/28السابق، (البحر احمليط، املصدر ؛)2/843)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (3/479، املصدر السابق، (للشافعي الرسالة - 6 ؛)4/9املصدر السابق،( اإلحكام لآلمدي، ؛)5/26(املصدر السابق، ،للرازي احملصول ؛)6/2180اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق،( - 7

Page 116: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾101﴿

حكامه، وأنكر أن تكون أفعال اهللا إوأفرد ابن حزم كتاب مساه كتاب إبطال القياس يف س تشريع بالظن، وساق آيات استدل ا على أن النصوص معللة بعلة، كما رأى أن القيا

ومل يعده اجلويين من أدلة الفقه، كما سبق .)1(مستوعبة لألحكام، فال حاجة إىل األدلة املظنونة . يف تعريفه ألصول الفقه ذكره

ـ املناسب املرسل أو االستداللأو ـاملصلحة املرسلة: ـ 5

هي ما ال تستند إىل :وقيل ،)2(له الشارع باالعتبار وال باإللغاء املصلحة املرسلة هي: ما مل يشهد .)3(دليل جزئي وال كلي

اجلواز مطلقا، ونسب الثاين: يف االحتجاج ا أربع مذاهب: املنع مطلقا ونسب لألكثر، حكمها:ا حجة إذا ، والرابع: أ)4(نسب للغزايليك، الثالث: إذا كانت تلك املصلحة ضرورية قطعية، كلية ولملا

.)5(الءمت أصل كلي أو أصل جزئي، ونسب للشافعي

، وأوردها ضمن األدلة املوهومة، ألا رجم بالظن، وحكم )6(وقال الغزايل: من استصلح فقد شرع . )8(، فهي مترددة بني املعتربة وامللغاة، وليس إحلاقها بأحدمها أوىل من اآلخر)7(بالوهم

ة يف مجيع املذاهب عند التحقيق ألم يقيسون ويفرقون باملناسبات وقال القرايف: "املصلحة املرسل . )9(وال يطلبون شاهدا باالعتبار، وال نعين باملصلحة املرسلة إال ذاك

قول الصحايب:ـ 6

).7/53، املصدر السابق، (البن حزماإلحكام - 1ف بن ويليه احلدود يف أصول الفقه، كالمها تأليف: القاضي أيب الوليد سليمان بن خل اإلشارة يف أصول الفقه ؛350، ص شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق - 2

هـ)، ويليهما تقريب الوصول إىل علم األصول، تأليف أيب القاسم حممد بن أمحد بن جزي الكليب الغرناطي 474(تسعد بن أيوب الباجي املالكي .192، ص2002- 1/1424ار الكتب العلمية بريوت، لبنان، طهـ)، حتقيق: حممد حسن حممد حسن إمساعيل، د741املالكي(ت

).2/990(، إرشاد الفحول، املصدر السابق - 3 ).1/421املستصفى، املصدر السابق، ( ؛)6/2632اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 4 ).2/991إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 5 ).1/431(، املستصفى، املصدر السابق - 6 ).1/423املصدر نفسه، ( - 7 ). 1/431اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق،( - 8 .351شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 9

Page 117: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾102﴿

قال اآلمدي: "ذهب أكثر أصحابنا وأمحد بن حنبل إىل أن الصحايب: من رأى رسول اهللا صلى اهللا ه اختصاص املصحوب، وال روى عنه، وال طالت مدة صحبته، وذهب آخرون عليه وسلم، وإن مل خيتص ب

إىل أن الصحايب إمنا يطلق على من رأى النيب صلى اهللا عليه وسلم واختص به اختصاص املصحوب، .)1(وطالت مدة صحبته وإن مل يرو عنه"

قول الصحايب يف مسائل االجتهاد ليس حجة على صحايب آخر، واختلفوا يف حكمه:األول للجمهور: أنه ليس حجة مطلقا، والثاين: حجة ، حجيته على من بعده، على أقوال

والثالث: مقدمة على القياس وهو قول أكثر احلنفية، ونقل عن مالك، وقول قدمي للشافعي، .)3(ظاهر قوله يف الرسالة وهو ة إذا انضم إليه القياسحج.والرابع:)2(حجة إذا خالف القياس

يره حجة أصال، ألن اهللا سبحانه وتعاىل مل يبعث إال نبيا واحدا، واجلميع ومنهم من مل .)4(مأمور بإتباع كتابه، واعتماد قول غريه قول يف دين اهللا مبا مل يثبت

سد الذرائع: ـ 7

الذرائع: حسم مادة وسائل الفساد، وهي املسألة اليت ظاهرها وسد ،الذرائع: الوسائلوذلك حنو أن يبيع السلعة مبائة إىل أجل مث يشتريها ،ىل فعل احملظوراإلباحة ويتوصل ا إ

.)5(ليتوصل بذلك إىل بيع مخسني مثقاال نقدا مبائة إىل أجل ،خبمسني نقدااهللا سبحانه األصنام الذي يؤدي إىل سب مجاعا كسبإوهي أقسام، قسم معترب

سكن الديار خمافة الزىن، وقسم خمتلف قسم غري معترب بإمجاع، كاملنع من الشركة يف ووتعاىل، .)1(فيه كبيوع اآلجال

).2/112اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 1البحر احمليط، املصدر ؛)4/182، املصدر السابق، (إحكام لآلمدي ؛)2/995إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( ؛)6/129، املصدر السابق، (للرازياحملصول - 2

).6/53( ،السابق .)3/597الرسالة للشافعي، املصدر السابق، ( - 3 ).2/997إرشاد الفحول، املصدر السابق،( ؛)6/129، املصدر السابق، (احملصول للرازي، - 4شرح تنقيح ؛192تقريب الوصول إىل علم األصول، املصدر السابق، ص ؛80بق، صاإلشارة يف أصول الفقه ويليه احلدود يف أصول الفقه، املصدر السا - 5

. 352الفصول، املصدر السابق، ص

Page 118: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾103﴿

، وقال القرايف أن سد الذرائع ليس من )2(ان الذرائعحنيفة ال يسد والشافعي وأبحكمه: خواص مذهب مالك رمحه اهللا فقط، ألن اجلميع يقولون بالقسم األول والثاين، فحاصل املسألة

. وإن كان الذي مل )3(ث اعتباره هلا أكثر من غريههو من حيمالك بسد الذرائع اختصاص أن يف بيوع اآلجال راعى جواز ظاهر العقد، ومل يعترب نية املكلف وقصده، فاخلالف معترب، يسد

الختالفهم يف املستند. االستحسان:ـ 8

هو األخذ بأقوى الدليلني، وقيل: هو دليل ينقدح يف ذهن اتهد ال عند املالكية: إىل االلتفات هو األحوال أكثر يف االستحسان معىن وقال ابن رشد:. )4(لعبارة عنهتساعده ا .)5(والعدل املصلحة

رك ما يقتضيه ت آثرإمنا معناه استحسن كذا :قول مالك وأصحابهوقال ابن العريب: .)6(مبعارضته ما يعارضه يف بعض مقتضياته ،الدليل على طريق االستثناء والترخص

أحدمها: أن يكون الفرع ،ترك القياس إىل ما هو أوىل منه لوجهني :ند احلنفيةعويتجاذبه أصالن، فيجب إحلاقه بأكثرمها شبها، لداللة توجبه، والثاين: ختصيص احلكم مع وجود

.)7(العلة

). 2/62الفروق، املصدر السابق ( ؛192تقريب الوصول إىل علم األصول، املصدر السابق، ص - 1 ). 6/82البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 .353صلسابق، شرح تنقيح الفصول، املصدر ا - 3شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ؛191تقريب الوصول إىل علم األصول، املصدر السابق، ص ؛79اإلشارة يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 4 .355صحتقيق وتعليق ودراسة: هـ)،595يب األندلسي (تبداية اتهد واية املقتصد، تأليف اإلمام القاضي أيب الوليد حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن رشد القرط - 5

).2/289، (2000- 2/1420الشيخ علي حممد معوض، الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، دار الكتب العلمية، بريوت لبنان، ط ، عمان، ط/البيارق دار، ودةف سعيد، اليدري علي حسني حتقيق)، هـ543(ت املالكي املعافري العريب بن بكر أيب القاضي، الفقه أصول يف احملصول - 6

1420 -1999) ،1/132.( ).4/234(الفصول يف األصول، املصدر السابق، - 7

Page 119: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾104﴿

وهو: أن تترك حكما -رمحه اهللا-القول باالستحسان مذهب أمحد ويف روضة الناظر: .)1(إىل حكم هو أوىل منه

.)3(يف إبطال االستحسان":األم"، وعقد بابا يف كتابه)2(ال الشافعي: االستحسان تلذذقووهكذا تأرجح االستحسان، بني أن يكون جمرد تلذذ فال وجه العتباره كدليل، وبني كونه أخذ

فهو حجة معتربة، وحبسب اختالفهم يف حتديد مفهومه أو نوع من الترخص بأقوى الدليلني، هم فيه.جرى اخلالف بين

واخلالف الواقع يف األدلة السابقة الذكر ينسحب على العرف واالستصحاب ومراعاة ت متفق عليه، ولذا نعتاخلالف واألخذ بأقل ما قيل،... وهكذا فلم يسلم ألصول الفقه دليل

يربرها. لظنيتها، وكثرة اخلالف فيها، فكانت دعوى ابن عاشور دعوة هلا ما بالقصورأصوهلا

: أمهية أصول الفقه ع الثاينالفر

أشرف العلوم بعد االعتقاد الصحيح: معرفة األحكام الشرعية، وال يكون إال باالجتهاد . فأصول الفقه أعظم العلوم الشرعية وأجلها قدرا )4(الذي ال حيصل إال ملن تغلغل بأصول الفقه

لوسيلة إىل أفضل املقاصد ، وإن كان علم آلة، إذ شرفه من شرف غايته، ألن ا)5(وأعظمها فائدة ومقاصد هذا العلم تتمثل يف: .أفضل الوسائل

واألول من أصول الفقه. وهو املقصد األصلي، )6(األحكام الشرعية استنباطـ 1

.127روضة الناظر، املصدر السابق، ص - 1 ).3/507، املصدر السابق، (للشافعي الرسالة - 2 ).9/57، (2001- 1/1422لب، دار الوفاء، املنصورة، طهـ)، حتقيق وختريج: رفعت فوزي عبد املط204األم، لإلمام حممد بن إدريس الشافعي(ت - 3 ).2/8اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 4هـ)، دار الشرق العريب، لبنان، 808مقدمة ابن خلدون، تصنيف اإلمام العالمة ويل الدين عبد الرمحان بن حممد بن خلدون املالكي احلضرمي أصول الفقه(ت - 5

.412ص ،2004- 1425بريوت، ط/التحبري شرح التحرير يف أصول الفقه، تأليف العالمة عالء الدين أيب احلسن ؛)1/12البحر احمليط، املصدر السابق، ( ؛)1/69إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 6

وض بن حممد القرين، أمحد بن حممد السراج، مكتبة هـ)، دراسة وحتقيق الدكتور: عبد الرمحان عبد اهللا اجلربين، د/ ع775علي بن سليمان املرداوي احلنبلي (ت ؛)1/250رفع احلاجب عن خمتصر بن احلاجب، املصدر السابق، ( ؛)1/185، (2000- 1/1420الرشد، الرياض، ط

Page 120: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾105﴿

:"والوجه )1(قال اجلويين يف كتاب املدارك حفظها، عبءضبط اجلزئيات وختفيف ـ 2اطة باألصول شوقه اآلكد، وينص مسائل لكل متصد لإلقالل بأعباء الشريعة: أن جيعل اإلح

الفقه عليها نص من حياول بإيرادها ذيب األصول، وال يرتف مجام الذهن يف وضع الوقائع، ، تتذلل باإلحتكام إىل القواعد والكلياتو .)2(مع العلم بأا ال تنحصر مع الذهول عن األصول"

.)3(طرق االجتهاد للمجتهدالذي يضبط عملية االستدالل، وحيفظ الذهن من الوقوع أصول الفقه هو امليزان -3

أن أصول الفقه نوع من املعارف والعلوم اليت ا تعطي القوانني يف اخلطأ، قال ابن رشدواألحوال، اليت يتسدد الذهن حنو الصواب يف الفقه واالعتقاد، فهذه نسميها سبارا وقانونا، فإن

.)4(حلس يف ما ال يؤمن أن يغلط فيهنسبتها إىل الذهن كنسبة املسطرة إىل ا، املتناهي من النصوصإحلاقها بمتناهي من الوقائع والنوازل، باللاإجياد أحكام ـ 4

لضمان استمرارية حاكمية الشريعة اإلسالمية.ـ تنمية نشاط الفكر البشري ملا فيه من إعمال للعقل يف عملية الفهم واالستنباط، 5

م ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع وعلم قال الغزايل:"أشرف العلوالفقه وأصوله، من هذا القبيل فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل: فال هو تصرف مبحض العقول حبيث ال يتلقاه الشرع بالقبول، وال هو مبين على حمض التقليد الذي ال يشهد له

.)5"(العقل بالتأييد والتسديد من املقاصد التابعة:و

.)1/12املدارك: كتاب لإلمام اجلويين ، قال الزركشي:وهو من أنفس كتبه، البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 .)1/12يط، املصدر السابق، (البحر احمل - 2 ).2/378املستصفى، املصدر السابق، ( - 3 .35الضروري يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 4 ).1/33املستصفى، املصدر السابق، ( - 5

Page 121: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾106﴿

طالع على املناهج املختلفة لسلفنا االو ،للممارس له حتصيل القدرة وملكة االستنباط"وألجل شرف علم أصول :الصاحل من العلماء واكتساا، فيمتد شرفه ملمارسة، لقول الغزايل

.)1(اناوكان العلماء به أرفع العلماء مك ،ر اهللا دواعي اخللق على طلبهوف ،سببهالفقه ون لك أن فاقده إذا جترأ على عملية استنباط األحكام من هذا العلم تبي الغايةفإذا عرفت

تسبب يف فساد عظيم. :الشرعيةبغاية عالقة هلا من ا فقهية، مللاالحتجاج بالقواعد ا وحيسن يف هذا املقام أن نذكر مسألة

باعتبارها أحد أقسام أصول قواعد صالحية القواعد الفقهية لالستدالل،فما مدى ،هذا العلم .)2(، كما سبق ذكره من قول القرايفالشريعة

مسألة االحتجاج بالقواعد الفقهية:

، )3(تصلح لالستداللواألدلة النصوص اتفقوا على أن القواعد الفقهية املستقرأة من واختلفوا يف القواعد املستقرأة من الفروع الفقهية.

املانعون: ـ 1

األمم:"أنا اآلن أضرب من قاعدة الشرع مثلني يقضي الفطن ثقال يف غيا ،اجلويينالعجب منهما، وغرضي بإيرادمها تنبيه القرائح لدرك املسلك الذي مهدته يف الزمان اخلايل،

تند أهل ولست أقصد االستدالل ما، فإن الزمان إذا فرض خاليا من التفاريع والتفاصيل مل يس :فالذي أذكره من أساليب الكالم يف تفاصيل الظنون، مثالن أحدمها ع به،الزمان إال إىل مقطو

).1/33املصدر نفسه، ( - 1 ).1/62الفروق، املصدر السابق، ( - 2؛ القواعد الفقهية مفهومها، 35؛ القواعد الفقهية الكربى وما تفرع عنها، املصدر السابق، ص116ص ، املصدر السابق،:القواعدقسم التحقيق من كتاب - 3

؛ القواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليلية، التطور، دراسة نظرية 330مهمتها، تطبيقاا، املصدر السابق، ص ،نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، أدلتها .265أصيلية، تارخيية، املصدر السابق، صحتليلية، ت

Page 122: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾107﴿

قاعدة األصل يف األشياء اإلباحة، وقاعدة األصل ، وأورد )1(يف براءة الذمة :يف اإلباحة، والثاين براءة الذمة، وذكر بعض الفروع هلما.

واعد أصول تقي الدين ابن دقيق العيد، الذي رأى أن استنباط أحكام الفروع من قصة، ألن الفروع ال يطرد خترجيها خمل "التنبيه"، طريقة غري:الفقه، من طرف ابن بشري يف كتابه

الفقهية لشيوع ذلك اإلطالق يف :يقصد ايف الكالم والقواعد .)2(على القواعد األصولية . )3(عصره

قال ،ئد الزينية"نسب احلموي يف غمر عيون البصائر املنع البن جنيم، يف كتابه "الفواو .)4(أغلبية بل كلية ليست ألا الضوابط تقتضيه مبا الفتوى جيوز ال: ابن جنيم

:"وهي ـ أي القواعد الفقهية ـ أصول الفقه، يف قال ابن جنيم والنظائر ويف األشباه .)5(رتقي الفقيه إىل درجة االجتهاد ولو يف الفتوىياحلقيقة، وا ما، اطراد ة املانعني يف ذلك عدموحجألنالقواعد حبيث تنسحب على مجيع جزئيا

أساسها االستقراء ويف كثريها أغلىب ال تطمئن إليه النفوس، كما أن االستدالل ا وقع فيه دور، .)6(ال عليهادلي :فكيف تكون القواعد الفقهية، وهي مثرة األحكام الشرعية

هي الفروع املوجودة حال التقعيد، القاعدة،الفروع اليت استفيدت منها ويرد عليه بأن كلية استدل ا على الفروع املستجدة، فال دور.فإذا أصبحت قاعدة

رديواعتبار عدم اضطرادها سبب يف عدم دليلتها، ألا مستندة إىل االستقراء األغليب، اليت يستدل إن القواعد األصولية مث، )1(بأن االستقراء يف غري العقليات هذا شأنه عليه الشاطيب

. 360غياث األمم، املصدر السابق، ص - 1هـ)، حتقيق وتعليق: مأمون 799لقاضي إبراهيم بن نور الدين املعروف بابن فرحون املالكي (تاالديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب، تأليف إلمام - 2

.142، ص1996- 1/1417علمية، بريوت، لبنان، طبن حمي الدين اجلنان، دار الكتب ال ).1/117املصدر السابق، ص( ،القواعد :قسم التحقيق، من كتاب - 3 ).1/37غمز عيون البصائر، املصدر السابق، ( - 4 ).1/10األشباه والنظائر البن جنيم، املصدر السابق، ( - 5، القواعد الفقهية وتطبيقاا يف 272ة، التطور، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية، املصدر السابق، ص القواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليلي - 6

.24املذهب األربعة، املصدر السابق، ص

Page 123: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾108﴿

ا على األحكام استندت إىل هذا النوع من االستقراء، بل استندت على االستقراء الناقص، سنراه يف املبحث الثاين من هذا الفصل. اكم

مث القاعدة ال تكون قاعدة إال وهي كلية، أما مسألة االستثناءات فهذه عامة يف مجيع اعد من قيود وضوابط تتالشى أكثر هذه القواعد، وعند النظر فيما ميكن أن يكون للقو

. )2(االستثناءات" ايزون:ـ 2 أبو طاهر بن بشري بن عبد الصمد التنوخي، قال يف الديباج أنه مترفع عن التقليد إىل

.)3(الفقه رتبة االختيار والترجيح، كان يستنبط أحكام الفروع من قواعد أصولباملناسبات اجلزئية دون القواعد الكلية، ومن جعل خيرج الفروع..."القرايف، قال:

تناقضت عليه الفروع واختلفت...ومن ضبط الفقه بقواعده، استغىن عن حفظ أكثر اجلزئيات .)4(ما تناقض" هالندراجها يف الكليات واحتد عند

به يطلع على حقائق الفقه ،عظيم والسيوطي من قوله:"اعلم أن فن األشباه والنظائر فنويقتدر على اإلحلاق والتخريج، ،ويتمهر يف فهمه واستحضاره ،آخذه وأسرارهومداركه وم

ومعرفة أحكام املسائل اليت ليست مبسطورة واحلوادث والوقائع اليت ال تنقضي على ممر .)5(الزمان"

قال حكم هذه املسألة قد يتناقض العلماء يف العبارة الواحدة،يف ولكثرة االضطراب تشتمل على مجلة من قواعد الفقه تشبه األدلة وليست بأدلة، لكن ثبت ابن النجار: فائدة

ا دليل على ذلك اجلزئي، فلما كأا يف جزئيا ا بالدليل، وصارت يقضيا كانت مضمو

).2/41املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 1 .141اسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية، املصدر السابق، صالقواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليلية، التطور، در - 2 142، ص، املصدر السابقالديباج املذهب - 3 ).1/62الفروق، املصدر السابق، ( - 4 .6األشباه والنظائر للسيوطي، املصدر السابق، ص - 5

Page 124: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾109﴿

أن ال يرفع :كذلك ناسب ذكرها يف باب االستدالل، إذا تقرر هذا فاعلم أن من أدلة الفقه .)1(يقني شك"

بالقواعد الفقهية: من األحكام العديدقد عللوا ماء العلبعض كما أن :)2(أجاب الشافعي تعليال بقاعدة إذا ضاق األمر اتسع يف ثالث مواضعقد ف

إذا ذاق األمر اتسع. :ـ عن املرأة ميوت وليها يف السفر فتوىل رجال غريه، قال 1: إذا ضاق األمر ، أجيوز الوضوء منها؟ فقال)3(ـ ويف األواين املعمولة بالسرجني 2

اتسع.ـ وعن الذباب جيلس على غائط مث يقع على الثوب، قال: إذا كان يف طريانه ما 3

.جيف فيه رجاله وإال فالشيء إذا ضاق اتسعوقد ذكرت بعض الدراسات احلديثة، أمثلة كثرية اعتمد فيها الفقهاء على القواعد

.)4(الفقهية يف الفتوى والقضاء، هي الدليلها واليت ذكر اعدوبأن الق وامل يصرح وغريه من الفقهاء الشافعيوإن كان

هو جمموع تلك النصوص الدالة على التيسري قد يكون مثال يف"إذا ضاق األمر اتسع"فالدليل ورفع احلرج.

ببعض الردود منها:وقد يرد على أصحاب الرأي األول 5(رب يف الشريعة اعتبار العام القطعيمن أن الغالب األكثري معت :ما قاله الشاطيب :هلاأو(.

تصر يف أصول الفقه، تأليف العالمة الشيخ حممد بن أمحد بن عبد العزيز بن علي شرح الكوكب املنري املسمى شرح خمتصر التحرير أو املخترب املبتكر شرح املخ - 1، 1993- 1413هـ)، حتقيق الدكتور: حممد الزحيلي، الدكتور نزيه محاد، مكتبة العبيكان، الرياض، ط/972الفتوحي احلنبلي املعروف بابن النجار (ت

)4/439.( ).1/120املتثور يف القواعد، املصدر السابق، ( - 23 - جنيروعن األصمعي ال أدري كيف أقوله وإمنا أقول روث ،الزبل كلمة أعجمية وأصلها سركني بالكاف فعربت إىل اجليم والقاف فيقال سرقني أيضا :الس .

.165املصباح املنري، املصدر السابق، صالقواعد الفقهية مفهومها، ؛280، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية، املصدر السابق، صأنظر: القواعد الفقهية املبادئ، املقومات، املصادر الدليلية، التطور - 4

.333ص املصدر السابق، نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، أدلتها مهمتها، تطبيقاا، ).2/41املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 5

Page 125: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾110﴿

كالزركشي يف :ح به أهل القواعد الفقهيةضبط املنتشر من الفروع الذي صر وثانيها:حلفظها وأدعى عى"إن ضبط األمور املنتشرة املتعددة يف القوانني املتحدة هو أو:قوله

.)1(لضبطها"ها يف جاجلزئيات النداروالقرايف: "من ضبط الفقه بقواعد استغىن عن حفظ أكثر

وغريمها.. )2(الكليات"وهل من املعقول أن يبذلوا تلك اجلهود ؟مقصدهم ىالضبط منتهذلك هل كان

؟الضخمة ليتوصلوا إىل حكمة التشريع، مث يتوقفوا عند ذلك احلد، فال يستعملون هذه النتيجةه االستفادة منها يف استنباط فإذا قلنا ذلك نسبا لسلفنا نوع من الالوعي، وإال فتطبيقها معنا

ألن معرفة أحكام الشرع ومقصوده منتهي املقاصد. ،األحكامإحلاق وهو: إنه مفيد للظن، وكذا القياس التمثيلي وهلملفرد باألعم وقل وثالثها: إحلاقهمفمن باب أوىل أن حيتج بالفرد الذي أحلق باحلكم ،القائلون بالقياس جزئي مبثيله، حيتج به

منهم من خيرج الفروع على فيقال أن ت عليه النصوص، ، فإن قيل هذا األعم دل)3(األغليبالفروع، فمن باب أوىل ختريج حكم جزئي على حكم عام، واملتمثل يف القاعدة الفقهية اليت

موعة من الفروع الفقهية.مستقرأ من جمهي حكم كلي مستندة فهذه الفروع ، الفقهية للفروعن القول بأن القواعد الفقهية استقراء ورابعها: أ

إىل أدلة، فاالستقراء استقراء ملا أسفرت عليه عملية االستدالل باألدلة، وقد خيطئ اتهد األدلة اويصيب، فعلى القول بأن كل جمتهد مصيب، فمعىن القاعدة الذي تضافرت عليه

م اف ملكام وقدرعلى اختال ال ميكن جلمع من اتهدينالغالب أنه من وجه آخر و .صحيحمعىن غري استنباط علىبعد عملية االجتهاد والبحث أن يتواطؤوا يف امتالك آلة االجتهاد

.صحيح

).1/65املنثور يف القواعد، املصدر السابق، ( - 1 ).1/62الفروق، املصدر السابق، ( - 2 .273القواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليلية، التطور، دراسة نظرية حتليلية، تأصيلية، تارخيية، املصدر السابق، ص - 3

Page 126: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾111﴿

الطريق األول من طرق الكشف عن :استقراء األحكام لطاهر بن عاشوروقد جعل ا بطرق مسالك "استقراء أحكام املعروفة عللها اآليل إىل استقراء تلك العلل املثبتة:، قالاملقصود

.)1"(فإن باستقراء العلل حصول العلم مبقاصد الشريعة ،العلةكان هذا املعىن الذي تضمنته القاعدة الفقهية: مقصود للشارع ،فإذا كان ذلك كذلك

أو يغلب على الظن ظنا غالبا أن الشارع قصده. فإذا قصده الشارع، كان مطردا يف كل احلكم. اجلزئيات اليت من جنسه، فتلحق به يف

القواعد الفقهية، يرجع إىل أن بعض من حجيةسبب اعتراض العلماء على أن : قيلقد وكتبوا قدميا يف القواعد الفقهية أوردوا يف كتبهم عبارات يلخصون فيها بعض احلاالت اخلاصة

ملسائل معينة، فاعتقدها املعاصرون قواعد، فأشكل عليهم ذلك يف تعريفها وحجيتها.، )2("صور افظ بن رجب يف قواعده: "تفارق املطلقة الرجعية الزوجات يفمثل قول احل

.)3(وذكر تلك الصور، فاعتقدوا أن تلك الصور فروعا هلذه القاعدةوقوله: "أحكام النساء على النصف من أحكام الرجال يف مواضع وعدها، فال هذه

قاعدة، وال املواضع فروعا هلا. من اري ننا لسنا يف مقام الترجيح بني القولني ألن كالويف ختام هذا العنصر نقول أ

ميكن أن نقول أن التقعيد ، لكنالشرع مقصوداملسالك لتحصيل وأسلم نع يتحريان أصحواملامن طرف جهابذة سلفنا الصاحل من العلماء: حماولة كربى وبناءة لالرتقاء مبنهج الفقهي

إىل املنهج الكلي، وهو املقام األعلى يف االستدالل اجلزئي املنهج االستدالل واالستنباط منحد عنده ما يتناقض عند غريه.واالستنباط، ألن منتهجه يت

.20مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1تقرير القواعد وبآخره فهرست كتاب هـ)، 795اإلمام احلافظ زين الدين عبد الرمحان بن أمحد بن رجب احلنبلي(ت تقرير القواعد وحترير الفوائد تصنيف - 2

ق نصوصه وخرج أحاديثه أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان، ، تصنيف جالل الدين أيب فرج نصر الدين البغدادي، ضبط نصه وعلق عليه ووثوحترير الفوائد ).3/91(دار ابن عفان،

.174نظرية التقعيد الفقهي، املصدر السابق، ص - 3

Page 127: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾112﴿

على طالب التحقيق ومن يتشوف إىل املقام األعلى يف التصور حققال السبكي:" وينهض بعبء االجتهاد أمت ،أن حيكم قواعد األحكام لريجع إليها عند الغموض :والتصديق

.))"1وض نشأة أصول الفقه: الفرع الثالث: •

نزل القرآن على سبعة أحرف، منجما خالل عشرين سنة، وكانت السنة مبينة مله، خمصصة لعامه، مقيدة ملطلقه، واجتهد النيب صلى اهللا عليه وسلم يف قضايا مل يرد فيها نص،

وكان الصحابة يلحظون منهجه يف االجتهاد والفتوى.فتأسى الصحابة ،ت وقائع ال نص يف حكمهاالنيب صلى اهللا عليه وسلم، وجدتويف

بسيد اخللق واجتهدوا، فأحلقوا النظري بالنظري، فقاس أبوبكر الزكاة على الصالة، فعن أيب هريرة ق بني الصالة والزكاة ، فإن الزكاة واهللا ألقاتلن من فرالزكاة ـ:" يأن أبا بكر قال ـ يف مانع

ل، واهللا لو منعوين عقاال كانوا يؤدونه إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لقاتلتهم على املا حق .)2("منعه

إنه إذا شرب هذى وإن هذى افترى، قال شارب اخلمر على القاذف وقاس علي": .)3"(وعلى املفتري مثانون جلدة

).1/10األشباه والنظائر للسبكي، املصدر السابق، ( - 1؛ صحيح مسلم، كتاب )3/518(، 6741صحيح البخاري، كتاب االعتصام بالكتاب والسنة، باب االقتداء بسنن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، رقم - 2

).1/23، (20، رقم قتال الناس حىت يقولوا ال إله إال اهللا حممد رسول اهللاألمر ب اإلميان، بابشعيب ن عبد احملسن التركي، أشرف عليه:، قدم له الدكتور: عبد اهللا ب)هـ303تي(كتاب السنن الكربى، لإلمام أيب عبد الرمحان أمحد بن شعيب النسائ - 3

ألفاظ اختالف ذكر باب، كتاب احلد يف اخلمر، 2001- 1/1421، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، طاألرنؤوط، حققه وخرج أحاديثه: حسن عبد املنعم شليب). املوطأ لإلمام مالك بن أنس، كتاب إسعاف املبطأ برجال املوطأ لإلمام جالل الدين عبد الرمحان السيوطي، 5/138(، 5270رقم:، أنس عن قتادة خلرب الناقلني

: هذا صحيح اإلسناد حلاكمقال ا ؛735، كتاب األشربة، باب احلد يف اخلمر، ص1996- 3/1416رب، دار ابن حزم، بريوت، لبنان، طدار اآلفاق اجلديدة، املغ

Page 128: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾113﴿

تقدم، قال ابن وفهموا أن املتأخر ينسخ امل ،واجتهدوا وفق املصلحة، فجمعوا القرآن tÏ%©!$#uρ tβöθ©ùuθtF ﴿:مسعود يف قوله تعاىل ムöΝ ä3ΖÏΒ tβρ â‘ x‹tƒuρ % [`≡uρ ø— r& z óÁ −/ u� tItƒ £ ÎγÅ¡à�Ρr'Î/ sπ yè t/ ö‘ r& 9� åκô− r& #Z� ô³tã uρ ﴾ سورة

àM≈s9 ﴿:، ويف قوله234 البقرة، اآلية 'ρ é&uρ ÉΑ$ uΗ÷qF{ $# £ ßγè=y_r& βr& z ÷è ŸÒ tƒ £ ßγn=÷Ηxq﴾ 4ق، اآلية سورة الطال،

وظاهر كالمه أا ناسخة "قال علماؤنا: ،أن سورة النساء الصغرى نزلت بعد عدة الوفاة .)1(هلا"

وهم يف ذلك كله ليسوا سواء، لتفاوم يف امتالك أدوات االجتهاد، كتفاوم يف العلم با وأكثرها ، وباللغة العربية، قال الشافعي: لسان العرب أوسع األلسنة مذه)2(بالسنة النبوية

عامتها حىت ىألفاظا، وال نعلمه حييط جبميع علمه إنسان غري نيب، ولكنه ال يذهب منه شيء علال يكون موجودا فيها من يعرفه، والعلم به عند العرب كما العلم بالسنة عند أهل الفقه، فلم

د وهكذا لسان العرب عن ،. مث ما ذهب منها موجودا عند غريه.يذهب منها عليه شيء.. فهذا عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه، وهو من هو يشكل عليه معىن )3(خاصتها وعامتها"

ρ÷﴿ التخوف من قوله تعاىل: r& óΟèδ x‹äz ù'tƒ 4’n?tã 7∃•θsƒ rB ﴾، فيقول له رجل من ، 47سورة النحل، اآلية

.)4(هذيل التخوف: التنقص يف لغتنا

اف: ، إشروبذيله التلخيص للحافظ الذهيباحلاكم النيسابوري، أيب عبد اهللا افط احلاملستدرك على الصحيحني، لإلمام .ومل خيرجاه، وقال الذهيب يف التلخيص:صحيح ). 4/376( احلدود،، كتاب دار املعرفة، بريوت، لبنان، يوسف عبد الرمحن املرعشلىد هـ)، حتقيق الدكتور عبد 671اجلامع ألحكام القرآن واملبني ملا تضمنته من السنة وآيات الفرقان، تأليف أيب عبد اهللا حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب (ت - 1

).4/127(، 2006- 1427، 1شارك يف حتقيق هذا ا جلزء حممد رضوان عرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، ط اهللا بن عبد احملسن التركي، ).1/245حجة اهللا البالغة، الصدر السابق، ( - 2 ).1/43املصدر السابق، ( ،للشافعي الرسالة - 3 ).1/464التسهيل لعلوم الترتيل، املصدر السابق، ( - 4

Page 129: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾114﴿

sŒÎ) u#﴿ وتفاوم يف ملكة الفهم، فعن قوله تعاىل: !$ y_ ã� óÁ tΡ «!$# ßx ÷G x�ø9 $#uρ ∩⊇∪ |M ÷ƒr&u‘ uρ } $ ¨Ψ9 $#

šχθè=ä{ô‰tƒ ’Îû ǃϊ «!$# % [`#uθøùr&... ﴾ سورة النصر، قال عمر وابن عباس هو أجل النيب عليه

وفهم الصحابة أنه فتح املدائن وما إىل غري ذلك. ،)1(السالم

رضي اهللا روة بن الزبري، كعدم اطالع ع)2(وعدم إطالعهم على بعض أسباب الرتول

$ (βΨ ﴿ على سبب نزول قوله تعاىل: عنه x�¢Á9 $# nο uρ ö� yϑ ø9 $#uρ ÏΒ Ì� Í← !$ yè x© «!$#( ô yϑ sù ¢k ym |M øŠ t7 ø9 $# Íρ r& t� yϑ tF ôã $# Ÿξ sù yy$ oΨ ã_

ϵø‹n=tã βr& š’§θ©Ütƒ $ yϑ ÎγÎ/ ﴾ األمر .158سورة البقرة، اآليةث اختالفا يف االستدالل.الذي يور

فت فرقا سياسية، وعقدية، اخلالفة الراشدة على وقع حروب سياسية، خلانتهت :)3(منها

الشيعة:ـ 1

ضي اهللا عنهما قال: كان عمر يدخلين مع أشياخ بدر فقال بعضهم مل تدخل هذا الفىت معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال إنه ممن قد علمتم قال عن ابن عباس ر - 1#﴿فدعاهم ذات يوم ودعاين معهم قال وما رأيته دعاين يومئذ إال لرييهم مين فقال ما تقولون يف sŒ Î) u!$ y_ ã�óÁ tΡ «! $# ßx ÷Gx�ø9 $# uρ ∩⊇∪ |M ÷ƒr& u‘ uρ }¨$ ¨Ψ9 $# šχθ è= ä{ô‰tƒ ’ Îû ǃϊ «! $#

%[`# uθ øùr&﴾ ...فقال يل يا ابن عباس ،أمرنا أن حنمد اهللا ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وقال بعضهم ال ندري أو مل يقل بعضهم شيئا :حىت ختم السورة فقال بعضهم

#﴿سلم أعلمه اهللا له لى اهللا عليه وو أجل رسول اهللا صقال فما تقول ؟ قلت ه .ال :؟ قلت أكذلك قولك sŒ Î) u!$ y_ ã�óÁ tΡ «! $# ßx ÷G x�ø9 $# uρ﴾ :فتح مكة فذاك عالمة أجلك:

﴿ôx Îm7|¡ sù ωôϑ pt¿2 y7În/u‘ çνö�Ï�øó tG ó™$# uρ 4 …çµ‾ΡÎ) tβ%Ÿ2 $ R/# §θ s? ﴾ عليه وسلم يوم . صحيح البخاري، كتاب املغازي، باب مرتل النيب صلى اهللاال عمر ما أعلم منها إال ما تعلمق ). 2/408، (3956الفتح، رقم

β¨ ﴿فعن عروة بنب الزبري، قال: سألت عائشة رضي اهللا عنها فقلت: أرأيت قوله تعاىل: - 2 Î) $ x�¢Á9 $# nο uρö�yϑ ø9 $# uρ ÏΒ Ì�Í←!$ yè x© «! $# ( ôyϑ sù ¢k ym |M øŠ t7ø9 $# Íρr& t�yϑ tF ôã $# Ÿξ sù yy$ oΨã_ ϵø‹n= tã

β r& š’§θ ©Ütƒ $ yϑ ÎγÎ/ ﴾ قالتفواهللا ما على أحد جناح أن ال يطوف بالصفا واملروة ،: لتها عليه كانت ال جناح عليه أن ال بئس ما قلت يا ابن أخيت، إن هذه لو كانت أوحرج أن يطوف بالصفا واملروة يت يتطوف ما، ولكنها أنزلت يف األنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون ملناة الطاغية اليت كانوا يعبدوا عند املشلل، فكان من أهل

β¨ ﴿ىل: فلما أسلموا سألوا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن ذلك، قالوا يا رسول اهللا كنا نتحرج أن نطوف بني الصفا واملروة، فأنزل اهللا تعا Î) $ x�¢Á9 $# nοuρö�yϑ ø9 $# uρ ÏΒ

Ì�Í←!$ yè x© «! $# م الطواف فليس ألحد أن يترك الطواف بينهما..". صحيح البخاري، كتاب احلج، باب وجوب قالت عائشة وقد سن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسل ،﴾ )بيان ألن السعي بني الصفا واملروة ركن ال يصح احلج باب)، صحيح مسلم، كتاب احلج، 1/396، (1534السعي بني الصفا واملروة وجعل من شعائر اهللا، رقم

).1/641، (1277إال به، رقم ).2/84امي يف تاريخ الفقه اإلسالمي، املصدر السابق، (الفكر الس- 3

Page 130: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾115﴿

فيه الظلم على العلويني يف عهد ظهرت الشيعة كمذهب سياسي يف الوقت الذي اشتدمما يوكل مث استقل كمذهب فقهي قوامه: أن اإلمامة ليست من مناصرة ألهل البيت، األمويني،

، بل هي ركن من أركان الدين، يوكل للنيب صلى اهللا عليه وسلم مني واجتهادهمإىل نظر املسلا هو اخلليفة املختار لإلمامة، وبنيه تعيني اإلمام، ويكون معصوما من الكبائر والصغائر، وأن علي

، والشيعة منهم املغالون الذين رفعوا علي ملرتبة النبوة، بل منهم من رفعه حلد هلممن بعده بتعينه لوا عليا املقتصدون فض الصحابة، ومنهم باقي ل عليا للخالفة، وكفرمن فض األلوهية، ومنهم

اهر أن مصدر شريعتهم بعد الكتاب والسنة: كالم ظعلى بقية الصحابة دون تكفري هلم، وال، وحىت يكرسوا فكرة املعصوم قدحوا يف ظواهر النصوص، وقالوا القرآن له )1(اإلمام املعصوم

، وباطن ظاهر. فاحنصر مصدرهم الوحيد يف )2(وال يعلمه إال اإلمام املعصوم ،هو املقصود والباطن كالم املعصوم.

$ ﴿:أهل البيت مستدلني بقوله تعاىل وقالوا بإمجاع العترة وهو إمجاع yϑ ‾ΡÎ) ߉ƒÌ� ムª!$# |= Ïδ õ‹ã‹Ï9

ãΝ à6Ζtã }§ô_Íh�9 $# Ÿ≅÷δ r& ÏM ø� t7 ø9 $# ö/ä. t� ÎdγsÜãƒuρ #Z��ÎγôÜs?﴾ فوجب أن ،واخلطأ:رجس، 33سورة األحزاب اآلية

.)4(، ومنعوا القياس ألنه قول يف دين اهللا بالرأي)3(يكونوا مطهرين منهملناقشة رأي ، فقد تعرضوا يةويتضح أثر هذه األفكار يف مباحث املدونات األصول

وإنكارهم لإلمجاع ،)5(لقبول األخبار يكون املعصوم يف مجلة الناقلني اشتراط أنيف الرافضة

م، أبو بكر بن العريب، حققه وعلق عليه حمب الدين اخلطيب، دار الكتب العلمية، بريوت، ؛ العواصم من القواص183السابق، ص مقدمة ابن خلدون، املصدر - 1؛ تاريخ الفقه 92، ص1978لفقهية، اإلمام حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب، ط فما بعد؛ الشافعي، حياته وعصره، آراؤه ا 98، ص2002- 1424، 2لبنان، ط

.114، ص1994، 1اإلسالمي، عبد ايد عبد احلميد الذبياين، دار اآلفاق اجلديدة، الدار البيضاء، ط ).2/297املواقفات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 2 ) .1/396إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 3 ).6/2179اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 4رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، )؛ 2/39لآلمدي، املصدر السابق، ( اإلحكام؛ )2/301(، املصدر السابق، التلخيص يف أصول الفقه - 5

حتقيق حممد غزايل عمر جايب، دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء هـ)، 632الكي(تيف علم األصول، للعالمة احلسني بن رشيق امل لباب احملصول ؛)2/305( ).1/340( ،2001- 1/1422اإلمارات العربية املتحدة، طالتراث،

Page 131: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾116﴿

،)1(هاإمجاع العترة وأدلة قائليه والرد علي وبيان باشتراطهم لإلمام املعصوم ضمن امعني،وذهبت الشيعة خلفها وسلفها إىل إبطال األقيسة :"، قال اجلويينومناقشتهم لقياسل وإنكارهم

عليهم وهو األعيان انقرض عصر الصحابة والتابعني رضوان اهللاوقال ابن العريب:"، )2("الشرعيةمسألة ظاهر و، )3("واجللة على صحة القول به حىت حدثت الرافضة فأنكروه ألغراض رزية

، وختصيص االحتكام إىل املصاحلتعليل األحكام وهي مسألة هلا صلة كربى بن وباطنه، القرآصيل ذكر املناهج الثالث يف حت بل الشاطيب يف كتابه قد تعرض إىل ،عمومات النصوص ا

يف الكشف وقواعد أصولية خاصة فذكر أن املدرسة الباطنية هلا منهج خاص وطرق ،املقصود .)4(عن مقصود الشرع

اخلوارج: -2

رضي اهللا عنه، عندما قال بالتحكيم، مستندين لقوله وهم فرقة خرجوا على عليÈβÎ) ãΝ﴿:تعاىل õ3ß⇔ø9$# āωÎ) ¬! ﴾ 57سورة األنعام اآلية .مخيال سنة الشريفة مامن الوا ورددم معتقدا ،

"ما أتاكم عين فاعرضوه على كتاب اهللا فإن وافق كتاب اهللا فأنا قلته وإن خالف :وقالوا حبديث .)5(فلم أقله"

.)6(قال الشافعي: ما روى هذا أحد يثبت حديثه يف شيء صغري وال كبريكل واحد منها وقد روي من أوجه أخر كلها ضعيف، قد بينت ضعف قال البيهقي:"

.)1("يف كتاب املدخل

).4/101، املصدر السابق، (احملصول للرازي، )؛ 5/2063)؛ االاج، املصدر السابق، (4/440البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 .)3/154التلخيص يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 2 ).1/125، املصدر السابق، (البن العريباحملصول - 3 ).2/297املصدر السابق، (، زاملوافقات، حتقيق درا - 4ق أصوله وخرج شافعي والبيهقي، وثهـ)، وهو فحوى مصنفات ال458، أليب بكر أمحد بن احلسني البيهقي شيخ احملدثني(تمعرفة السنن واآلثار للبيهقي - 5

ار قتيبة للطباعة حديثه وقارن مسائله وصنع فهارسه وعلق عليه: الدكتور عبد املعطي أمني قلعجي، الناشرون: جامعة الدراسات اإلسالمية كراتشي باكستان، د ).1/116( ،1991- 1/1412هرة، طوالنشر، دمشق بريوت، دار الوعي حلب القاهرة، دار الوفاء للطباعة والنشر املنصورة القا

).1/116، (املصدر نفسه - 6

Page 132: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾117﴿

بظواهر مبتمسكه واكما متيز، )3(إال النجدات منهم القياسو ،)2(وأنكر بعضهم اإلمجاع .)4(األلفاظ

تهم، لروا أدكوقد ناقش األصوليون خالفهم يف مواضعه من املدونات األصولية وذوا عليها.ورد

لنبوية الشريفة، كان ردا على من ذكر أبو زهرة أن دفاع الشافعي بشدة عن السنة اوأنكرها، سواء كانوا منكرين هلا بإطالق أو من املتشددين يف قبوهلا لعدم توفر شروط صحتها،

.)5(توميء لذلك كتابه األم منذلك يف مناظرة له وقد ذكر هوقد ذكر، خاص يف االستدالل، على نقيض منهج الشيعةوالتمسك بالظواهر منهج

الكشف كمدرسة هلا أصوهلا اخلاصة يف ،ضمن أنواع املدارس يف حتصيل املقصود أيضا طيبالشا . )6(هعن مراده سبحان

ويف مقابل الشيعة واخلوارج، كان مجهور املسلمني، الذين اتفقت كلمتهم على خالفة إىل وضع األحاديث املكذوبة عن النيب عليه البعض وي كل فرقة موقفها: جلأمعاوية، وحىت تق

يتشددون وحيتاطون لقبول األحاديث م، هذا الوضع الذي جعل األئمة فيما بعد السال .)7(أثرت يف مناهج االستدالل عند األئمة ،ويشترطون لذلك شروطا

ظهرت فرق أخرى عقدية كاملعتزلة، وينسبون إىل ،إىل جانب هذه الفرق السياسيةارت مسألة حكم مرتكب واصل بن عطاء الذي كان حيضر جملس احلسن البصري، فلما ث

).1/119، (املصدر نفسه - 1 ).1/293؛ أصول السرخسي، املصدر السابق، ()1/356( إرشاد الفحول، املصدر السابق، - 2هـ)، وضع حواشيه: عبد اهللا حممود حممد 730( كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي، تأليف اإلمام عالء الدين عبد العزيز بن أمحد البخاري - 3

).3/399، (1997- 1/1418عمر، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان،ط؛ مالك حياته وعصره، آراؤه 104؛ الشافعي، حياته وعصره، آراؤه الفقهية، املصدر السابق، ص109،111تاريخ الفقه اإلسالمي، املصدر السابق، ص - 4

.153ص بق،الفقهية، املصدر السا ).9/5؛ األم، املصدر السابق، (104الشافعي، حياته وعصره، آراؤه الفقهية، املصدر السابق، ص - 5 ).2/297املصدر السابق، ( ،املوافقات، حتقيق دراز - 6 بعد. فما 166؛ تاريخ الفقه اإلسالمي، املصدر السابق، ص142ص مالك حيانة وعصره، آراؤه الفقهية، املصدر السابق، - 7

Page 133: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾118﴿

الكبرية، قال واصل بن عطاء، ليس مبؤمن بإطالق بل هو مرتل بني املرتلني، مث اعتزل جملس احلسن، واختذ لنفسه جملسا آخر يف املسجد، وهم فرقة يعتمدون على العقل يف بيان األحكام،

فالعقل حيسن عندهم ويقبح، والشرع يأيت موافقا ملا حس1(حه وجوبانه وقب( . مسائل كالمية معقدة شائكة ال يسهل على العقل اجلزم ا، إىل وألن املعتزلة أشاروا

. )2(وأخلى مصنفه منه فقد ى أول مصنف يف أصول الفقه عن االشتغال بعلم الكالم،وعلى نقيض أفكارها: ظهرت األشعرية، فاألحكام الشرعية ال تعرف عندها إال

.)3(ال العقلإلعمفيها بالسمع، وال جمال وقد شغلت هذه الفكرة مكانا يف أصول الفقه ال سيما عند احلديث عن احلاكم، وعليه

.أصول الفقه يفأهم مبحث تعليل األحكام: اخلالف قائم يفز كل إمام تمييويف ظل هذه املعطيات يأيت عهد األئمة األربعة، عصر االجتهاد املطلق، ل

اط.بأصول ومبنهج خاص به يف االستنبفأبو حنيفة، تلميذ مدرسة الرأي بالعراق، وحامل لوائها، املدرسة اليت يعود أصلها البن

، يقول: "آخذ بكتاب اهللا فما مل أجد فبسنة رسول اهللا صلى )4(مسعود وعلي رضي اهللا عنهما اهللا عليه وسلم، فإن مل أجد يف كتاب اهللا وال سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أخذت بقول

أصحابه آخذ بقول من شئت منهم وأدع من شئت منه، وال أخرج من قوهلم إىل قول غريهم، فأما إذا انتهى األمر إىل إبراهيم والشعيب بن سريين واحلسن وعطاء وسعيد بن املسبب وعد

.)5(فقوم اجتهدوا فاجتهد كما اجتهدوا" ،رجاال

)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، 2/365فما بعد؛ اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق،( 119الشافعي، حياته وعصره، آراؤه الفقهية، املصدر السابق، ص - 1 ).1/84فما بعد)؛ اية السول، شرح منهاج الوصول، املصدر السابق، ( 1/112)؛ املستصفى، املصدر السابق، (1/145( ؛ أنظر الرسالة للشافعي.136الشافعي، حياته وعصره، آراؤه الفقهية، املصدر السابق، ص - 2 ).1/135البحر احمليط، املصدر السابق، (- 3 ، فما بعد).2/88الفكر السامي، املصدر السابق، (- 4أليف اإلمام احلافظ أيب بكر أمحد بن علي بن ثابت اخلطيب تاريخ مدينة السالم وأخبار حمدثيها وذكر قطاا العلماء من غري أهلها ووارديها، ت- 5

)؛ 15/504، (2001 - 1/1422هـ)، حققه وضبط نصه وعلق عليه: الدكتور: بشار عواد معروف، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنان، ط463البغدادي(تهـ)، عين بتحقيقه والتعليق عليه: 748هللا حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب (تمناقب أيب حنيفة وصاحبيه، أيب يوسف وحممد بن احلسن، لإلمام احلافظ أيب عبد ا

Page 134: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾119﴿

حاديث، ملا ساد العصر مندت يف قبول األوأكثرت مدرسة الرأي من القياس، وتشد ، )1(، حىت علقوا األحكام بأوصاف شبهيةلنيب صلى اهللا عليه وسلموضع أحاديث مكذوبة عن ا

،الشبه بقياس وقالوايقول ابن القيم: أن أصحاب الرأي توسعوا يف طرق الرأي والقياس، الشارع أن يعلم ال علال واستنبطوا ،ا علقها الشارع أن يعلم ال بأوصاف األحكام وعلقوا

مث ،والقياس النصوص من كثري بني عارضوا أن إىل ذلك اضطرهم مث ،ألجلها األحكام عشر وغري املشهور النص بني يفرقون وتارة ،النص يقدمون وتارة ،القياس يقدمون فتارة اضطربوا خالف على شرعت أا األحكام من كثري يف اعتقدوا أن إىل أيضا ذلك واضطرهم ،املشهور .)2(القياس

يف احلديث، والذي ما كان يرى علما األئمة إمام ـ واحتكم مالك إمام دار اهلجرة إىل الكتاب والسنة واإلمجاع، ـ)3(يف غري الكتاب والسنة، سليل عمر بن اخلطاب يف الفقه

وعمل أهل املدينة، وقول الصحايب، والقياس، واالستحسان، واملصاحل املرسلة، وسد الذرائع، وهو أكثر )4(لعوائد، واالستقراء، واألخذ باألخف، ومراعاة اخلالف، واالستصحاب،وا

.)5(يف أصولهمرونة عددا واملذاهب أول من صنف يف األصول:الشافعي:

هـ)، 204مل يدون شيء من هذه األصول واملناهج، حىت جاء اإلمام الشافعي (تديث، فكان أول من مجع شتات هذه فقه أهل احلأصول فقه أهل العراق، وأصول بني وفق لي

فكان شأنه يف ذلك، شأن أرسطو يف تدوينه لعلم علم مترابط األجزاء يف رسالته، املناهج يف

؛ أبو حنيفة، حياته وعصره، 34، بريوت، لبنان، ص 4/1419حممد زاهد الكوثري، أبو الوفا األفغاين، جلنة إحياء املعارف النعمانية، حبيدر آباد الدكن باهلند، ط؛ املذهب احلنفي، مراحله وطبقاته، ضوابطه ومصطلحاته، خصائصه ومؤلفاته، أمحد بن 207الفكر العريب، القاهرة، صآراؤه وفقهه، اإلمام حممد أبو زهرة، دار

34ص ،)1/92، (2001- 1422 /1حممد نصري الدين النقيب، مكتبة الرشد، الرياض، ط ).2/84،85الفكر السامي، املصدر السابق، (- 1 ).3/115إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 2 .257، 157مالك حياته وعصره، آراؤه الفقهية، املصدر السابق، ص - - 3 .350)؛ شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص2/219البهجة شرح التحفة، املصدر السابق، ( - 4 .396السابق، ص ، حيانة وعصره، آراؤه الفقهية ، املصدرمالك - 5

Page 135: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾120﴿

كان فاملناهج كانت مقررة يف عقول اتهدين من الصحابة والتابعني ومن بعدهم، و ،املنطقأول من صنف يف األصول: أبو . وقيل:)1(للشافعي الفضل يف التأليف املنظم املبوب هلذا العلم

.)3(، وقيل: أبو حنيفة)2(يوسفوتوفيقه هذا بني املناهج مبين على أصول اختارها وارتضاها لنفسه، فقد احتكم إىل

املصلحة املعتربة عنده ما يصري إىل القياس إال للضرورة، و الكتاب والسنة واإلمجاع، وكان ال .)4(قد كتابا إلبطال االستحسان يف األمدليل كلي أو جزئي، وع كانت مستندة إىل

سبب التصنيف يف أصول الفقه:هو حاجة الفقيه واألصويل إىل قواعد يضبط ا من أسباب التصنيف يف أصول الفقه:

احتاج يقول ابن خلدون: ملا انقرض السلف، وانقلبت العلوم كلها صناعة. .عملية االستداللوكيفية استفادة املعاين من ،واألسانيد انني تضبط اللسان،الفقهاء واتهدون إىل حتصيل قو

ا قائما برأسه، مس5(وه أصول الفقهاأللفاظ، الستنباط األحكام من األدلة، فكتبوها فن(. ،ويقول ابن رشد تأكيدا لكالم ابن خلدون: "كلما كانت العلوم أكثر تشعبا

يضطر إليها من تقدمهم، كانت والناظرون فيها مضطرون يف الوقوف عليها إىل أمور ملاحلاجة فيها إىل قوانني حتوط أذهام عند النظر فيها أكثر، ومل حيتج الصحابة رضي اهللا عنهم

، 11)؛ أصول الفقه، أليب زهرة، املصدر السابق، ص 1/252؛ حجة اهللا البالغة، املصدر السابق، (407وص 414مقدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص - 114 ،15. ).1/256(كتاب الفهرست للندمي، أبو الفرج حممد بن أيب يعقوب إسحاق املعروف بالوراق، حتقيق: رضا ـ جتدد، - 2ق أصوله أبو الوفا األفغاين، دار الكتب العلمية، بريوت، هـ)، حق490ر أمحد بن أيب سهل السرخسي (ت مقدمة التحقيق ألصول السرخسي، اإلمام أيب بك - 3

).1/3، (1993- 1/1414لبنان، ط ).9/57(األم، املصدر السابق، - 4 .413مقدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص - 5

Page 136: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾121﴿

إىل هذه الصناعة، كما مل حيتج األعراب إىل قوانني حتوطهم يف كالمهم وال يف أوزام، وذا .)1(يتفهم غرض هذه الصناعة"

ن جيمعوا فيه ما تتفق فيه اآلراء لريفع اخلالف يف الفقه بعد أن وقال ابن عاشور:"أرادوا أ .)2(كانت هذه القواعد متفرقة وموكولة لنباهة اتهدين"

:أصول الفقه يف تدوينالمناهج توالت التصانيف بعد الرسالة، ومتيزت مبنهجني: متثل األول يف:

طريقة املتكلمني:

روع مذاهبهم، فيحرروا عن الفقه. وفيها يقررون األصول دون التفات إىل فوقواعدهم مأخوذة من األدلة النصية، ومييلون إىل االستدالالت العقلية ما أمكن. من مصنفام: كتاب العهد للقاضي عبد اجلبار املعتزيل، وكتاب املعتمد يف أصول الفقه، أليب

، واملستصفى يف أصول الفقه، احلسن املعتزيل، والربهان يف أصول الفقه، إلمام احلرمني اجلويين . )3(أليب حامد الغزايل

ص هذه الكتب األربعة عاملان جليالن، ومها: فخر الدين حممد بن عمر الرازي مث خلهـ) يف كتابه احملصول يف أصول الفقه، وأبو احلسن علي بن أيب علي 606الشافعي (ت

حكام يف أصول األحكام"، هـ) يف كتابه:"اإل631املعروف بسيف الدين اآلمدي الشافعي (تختصر احملصول سراج الدين األرموي يف امث توالت االختصارات على هذين الكتابني: ف

اقتطف القرايف منهما وتاج الدين األرموي يف كتابه:"احلاصل"، اختصره كتابه:"التحصيل"، واملنهاج، كتاب له مساه :"التنقيحات"، وكذا فعل البيضاوي يف كتابه ، وألفمقدمات وقواعد

حكام" لآلمدي: أبو عمرو بن مث اختصر "اإل .مث شرح هاذين املختصرين كثري من الناس

.35الضروري يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 1 .203، ص1967لصبح بقريب، تأليف فضيلة األستاذ: حممد الطاهر بن عاشور، الشركة التونسية للتوزيع، تونس ط/أليس ا - 2 .414مقدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص - 3

Page 137: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾122﴿

تناوله له، يف كتابه املعروف بـ:"املختصر الكبري"، مث اختصره يف كتاب آخر املالكي احلاجب .)1(طلبة العلم، باملطالعة والشرح، شرقا وغربا

طريقة الفقهاء أو طريقة احلنفية:

ج وفقه اإلمام يقة تقوم على استقراء الفروع الفقهية، واستنباط األصل الذي خرهي طرأصول أيب بكر الرازي اإلمام. ومن مصنفام:ذلك فقه تلك املسائل، دون أن يؤثر أصل عن

وكتاب أصول ، هـ)483هـ)، وأصول السرخسي (ت370املعروف باجلصاص(ت .)2(البزدوي

املدرسة اجلامعة:

ة من علماء احلنفية والشافعية مجعت بني أصول احلنفية وأصول الشافعية، مث جاءت ثل: "بديع النظام"، بههـ) كتا694فكتب مظفر الدين أمحد بن علي الساعايت احلنفي املتوىف (

.)3(حكام لآلمدي الشافعيمجع فيه بني كتاب أصول البزدوي احلنفي واإلصول والقواعد اليت اعتربها الشارع يف ويف كل هذه الشروح واملختصرات، مل يعىن باأل

التشريع، واليت االشتغال ا خري من قتل الوقت يف اخلالف واجلدال، وإن كان الفقهاء قد لذلكهوا تنبهذه القواعد ألصق بأصول الفقه ألن ـ سابقا معنا يف القواعد الفقهية ، كما مر

راعى فيه ما أغفله األصوليون من قواعد ف املوافقات،إىل أن جاء الشاطيب، فأل ـ منها للفقه فالشاطيب مدرسة قائمة بذاا. .)4(مقصودة للشارع احلكيم

.ومن هنا ثارت مسألة جتديد أصول الفقه قضية جتديد أصول الفقه:

.414املصدر نفسه، ص - 1 ).1/272؛ حجة اهللا البالغة، املصدر السابق، (414مقدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص - 2، 1969- 6/1389؛ أصول الفقه، تأليف املرحوم الشيخ حممد اخلضري بك، املكتبة التجارية الكربى مبصر، ط415قدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص م - 3 .10ص .10لخضري بك، املصدر السابق، صلأصول الفقه، - 4

Page 138: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾123﴿

معتكف رجل: رجلنيال أحد األقدمني كالم حول الناس رأيت":قال الطاهر بن عاشور ضر احلالتني كليت ويف القرون، عليه مضت ما هدم يف عولهمب آخذ وآخر األقدمون، شاده فيما

األقدمون أشاده ما إىل نعمد أن وهي الكسري، اجلناح ا ينجرب أخرى حالة وهنالك كثري، وجحد للنعمة، كفران فضلهم غمض بأن علما نبيده، أو ننقضه أن وحاشا ونزيده، فنهذبه .)1("األمة خصال محيد من ليس سلفها مزايا

يين مع ا فعل عيسى الغربعصب لفهمهم كميتلذا فإن ثراثنا الفقهي فهوم بشر، فال و. وال ممن قال فيهم )2(عرفة، عندما قال: "ما خالفته يف حياته فال أخالفه بعد وفاته"شيخه ابن

الشاعر:جيدون كل قدمي ةــــــال حتذو حذو عصابة مفتون

ـرــــــــــــــــــــــــــــمنكــ من مات من آبائهم أو عمرا ولو استطاعوا يف اامع أنكروا

وإذا تقدم للبناية ـهـمن كل ماض يف القدمي وهدم ــراـــــــــــــــــــــــــــــــقص

ــــــــــــــــوأت ةــى احلضارة بالصناعة رث )3(راــــــــــــــــــوالعلم نزرا والبيان مثرث

ذا أن مفهوم التجديد: هو التهذيب والتكميل، ال التقليد املطلق، وال اهلدم، فتبي ن فالتجديد هو النقد البناء.

فإذا اخترنا أصول الفقه، كموضوع للتجديد، فيقال: أن مشروع الشافعي الذي وصفه بعد أن .)4(لفقه اإلسالمي يف عصر ازدهاره وكمال منوه"لمتام التمثيل أبوزهرة:بأنه "ميثل

، قد انتقد بأنه اليت انصبت على الشرح والتحشية واالختصار، ملا سبق آليفتتوالت بعده ال

.7ص ،1984ور، الدار التونسية للنشر، تونس، ط/ تفسري التحرير والتنوير، تأليف مساحة األستاذ اإلمام الشيخ الطاهر بن عاش - 1 .7، املصدر السابق، صاإلسالمية مقاصد الشريعة - 2 .438نقال عن مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة، املصدر السابق، ص - 3 .11املصدر السابق، ص الشافعي، حياته وعصره، آراؤه الفقهية، - 4

Page 139: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾124﴿

وقد زامن هذا تطورات احلياة،اليت تطرحها أصبح قاصرا عن حل املشكالت واملعضالت ارت يف الوقت احلاضر صيحات لتجديد أصول الفقه، ثمث حركات جتديدية طيلة هذه الفترة،

حسن الترايب، من خالل كتابه جتديد أصول الفقه األول:الدكتور ،منوذجني خنتار منهاايد صغري من خالل كتابه والثاين: كنموذج للصنف األول من تقسيم ابن عاشور، اإلسالمي،

يف حق جمحفة، والذي كانت له أحكام سالمالفكر األصويل وإشكالية السلطة العلمية يف اإل إمام األصوليني الشافعي.

م 1932املولود بسنة ترايبعبد اهللا الـ من بني من نادوا بالتجديد: الدكتور حسن 1تحصل على دكتوراه دولة يف القانون الدستوري، من قادة العمل السياسي املمبدينة كسال،

النائب العام وعضو و ،1969-1964بني عامي حزب التجمع اإلسالمي زعيمسودان، البيقول:"ويف يومنا هذا أصبحت احلاجة إىل .)1(املكتب السياسي حبكومة مجهورية السودان

املنهج األصويل الذي ينبغي أن نؤسس عليه النهضة اإلسالمية: حاجة ملحة، لكن تتعقد علينا اية مل يعد مناسبا للوفاء حباجتنا املسألة بكون علم األصول التقليدي، الذي نلتمس فيه اهلد

املعاصرة حق الوفاء، ألنه مطبوع بأثر الظروف التارخيية اليت نشأ فيها، بل بطبيعة القضايا .)2(الفقهية اليت كان يتوجه إليها البحث الفقهي"

واقترح جتديدا وتعديال لبعض مباحث أصول الفقه، فقال يف القياس:"...لكن ااالت لدين ال يكاد جيدي فيها إال القياس الفطري احلر من تلك الشرائط املعقدة، اليت الواسعة من ا

وضعها املناطقة اإلغريق، واقتبسها الفقهاء الذين عاشوا مرحلة ولع الفقه بالتعقيد الفين، وولع الفقهاء بالضبط يف األحكام، الذي اقتضاه حرضهم على االستقرار واألمن خشية االضطراب

عهود كثرت فيها الفنت، وانعدمت ضوابط التشريع اجلماعي الذي ينظمه واالختالف يف .)3(السلطان"

؛ مقاصد الشريعة، حترير 12، ص1980- 1/1400مي، الدكتور حسن الترايب، دار اجليل، بريوت، مكتبة دار الفكر، اخلرطوم، طجتديد أصول الفقه اإلسال - 1 .47ص، 2002- 1/1422وحوار: عبد اجلبار الرفاعي، دار الفكر املعاصر، بريوت، لبنان، دار الفكر، دمشق، سوريا، ط

. 192صق، جتديد أصول الفقه اإلسالمي، املصدر الساب - 2 .23، صاملصدر نفسه - 3

Page 140: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾125﴿

ويف اإلمجاع قال:"وأهم الضوابط اليت تنظم اتمع املسلم وتتدارك ذلك التباين هي أن يتوىل املسلمون بسلطان مجاعتهم تدبري تسوية اخلالف ورده إىل الوحدة مما ال يتيسر إن ترك

، بل يف حال تعددت اآلراء أن تعقد )1(حرا ال يرن إال بآراء الفقهاء وفتاويهم"أمر األحكام دورة شورى للشعب " فيعمد إىل أحد وجوه الرأي يف املسألة فيعتمده إذ جيتمع عليه السواد

. )2(األعظم من املسلمنب ويصبح صادرا عن إرادة اجلماعة"روط للمجتهد فيه نوع من وهو إذ يطرح هذا الطرح ألنه يرى يف اشتراط ش

االستحالة، قال:" فإذا عنينا بدرجة اإلجتهاد مرتبة هلا شرائط منظبطة فما من شيء يف دنيا العلم من هذا القبيل... ورمبا يترك األمر أمانة للمسلمني ليتخذوا بأعرافهم مقاييس تقومي

).3(املفكرين"ب متطلبات العصر، بسبب أا الترايب الذي نعت أصول الفقه بعدم كفايتها الستيعا

،مطبوعة بالظروف اليت كان يعيشها الفقيه واألصويل، وقع يف نفس األمر بل أدهى وأمرفحيث جرد القياس عند شروطه وضوابطه، وجعل االجتهاد حق من حقوق الشعب، واإلمجاع

ر على فكر كأنه نوع من انتخابات، أفال يكون الظرف السياسي الذي يناظل من أجله، قد أث هذا املفكر؟

ـ أستاذ الفلسفة والفكر اإلسالمي جبامعة حممد اخلامس ـصغري:العبد ايد ـ 2قول أن املستشرقني هم أول من طرح فكرة عقم أصول الفقه حلظة تأسيسه من طرف ي

الشافعي، بتقنينه ذاك: ألنه رفض كل تقلب يف احلياة، كما أن حرصه على السنة واعتبارها در الثاين املقنن للفهم، وطغيان الرؤية الشكلية والفهم احلريف للنصوص، كل ذلك شكل املص

بذرة االحنطاط يف هذا العلم، مث يربر ـ أي صغريـ موقفهم هذا بأنه يرجع إىل موقف الشافعي ويف تعليله ملوقف املستشرقني نوع من التأييد لرأيهم. .)4(من االستحسان واملصلحة

.29املصدر نفسه، ص - 1 .10املصدر نفسه، ص - 2 .32املصدر نفسه، ص - 3 .26الفكر األصويل، املصدر السابق، ص - 4

Page 141: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾126﴿

تبعية بعض املفكرين العرب يف دراسام النقدية للمستشرقني، مثل الباحثمث يذكر قال: "أن علم ـ إلقامة والكتابةافرنسي األصل مفكر جزائريكاتب و ـ "حممد آركون

.)1(األصول قد عرف ايته وشهد عقمه منذ حلظته التأسيسية مع اإلمام الشافعي"، والدعوة هلدم كل موروث صغري ـ باألسلوب االستفزازيالوهذا منه ـ يصفه

.)2(ثقايففريى أن الظروف السياسية خاصة أثرت كثريا على مباحث هو ـ أي صغري ـأما

علم أصول الفقه، فيقول يف رفض الشافعي لالستحسان: خشية أن يستبد صاحب السلطة وهذا الفكر انعكس على من أتى بعد ـجمرد تلذذ االستحسان عند الشافعي ألنـ بالتشريع

الشافعي، فعقد أبو احلسن البصري املعتزيل يف كتابه "املعتمد" بابا بعنوان:"ال جيوز أن يقال .)3(للرسول أو العامل أحكم فإنك ال حتكم إال بالصواب

،السنة الشريفة :احلكمة الواردة يف القرآن الكرمي بأا الشافعي رفسولنفس السبب .)4(قال:"احلكمة سنة رسول اهللا"

ت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول احلكمة سنة رسول عفسم:"لشافعيقال ا .)5("اهللا

الشافعي باللغة واإلحاطة بأساليب كالم العرب لفهم خطاب الشارع، اهتماموكذا 6(ة إصدار األحكام على صاحب السلطة السياسيةحىت تصعب مهم(.

شافعي إمام األصوليني كان ال ، وكأن الوهذا من هذا الباحث حتامل كبري على الشافعيالتأسيس يهمه بقدر ما كان مقصود الشرع، لتحصيلدفعه الوقوف على احلقائق الشرعية، ي

.28، صاملصدر نفسه - 1 .27املصدر نفسه، ص - 2 ). 2/889د يف أصول الفقه، املصدر السابق، (املعتم - 3 .173ص املصدر السابق،الفكر األصويل، )؛103/ 1( ، املصدر السابق،للشافعي الرسالة - 4 ).1/105( ،املصدر السابق، معرفة السنن واآلثار للبيهقي - 5 .170، املصدر السابق، صالفكر األصويل - 6

Page 142: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾127﴿

مهمة السلطان، وتعجزه فال يكون قادرا على االجتهاد، فيحتاج إىل العامل لقواعد تصعب ية.واتهد، فيتغلب هذا األخري عليه بامتالكه سالح إصدار القوانني الشرع

املتغلب، السلطان املعامالت يف ظل عنمثلة األ لرأيه بعضتأييدا يذكر هذا الباحث و فيها تبعية بعض الفقهاء للسلطة، اليت كان يتوقعها الشافعي، وحتققت فعال يف عصر االحنطاط

انعقاد البيعة:ك ـ حبسب رأي الباحث ـإن خال ":فقال أفىت ـ ) ه733ت(بدر الدين بن مجاعة ـ قاضي شافعييقول أن

الوقت عن إمام عادل مستحق لإلمامة، وتوالها من ليس أهال هلا بغري بيعة، وقهر الناس بشكوته، انعقدت بيعته ولزمت طاعته لينتظم مشل املسلمني، فإذا قام آخر فغلبه وتوىل اإلمامة،

"أعمل الفقهاء يقول عبد ايد صغري: .انعقدت البيعة للثاين ملصلحة املسلمني ومشل كلمتهم" . )1(املقاصد خدمة لصاحب السيف"

تكون البيعة انعقدت لألول: حفظا لنظام األمة، وانعقدت للثاين لنفس لكن ميكن أنمنطوق ترك الباحث، املصلحة، وهي املصلحة العامة وهو املقصد الذي علل به املفيت البيعتني، ف

احله، فهي مصلحة تابعة ليست الفتوى لغريه، فصاحب السيف وإن كانت هذه الفتوى لصمقصودة أصالة بالفتوى، مث الفقيه قد رجح بني املصاحل: فقدم حفظ نظام األمة الذي هو

املقصد األعلى للشريعة اإلسالمية، على احملافظة على شروط البيعة اليت هي أمر تكميلي. أسباب تعرض أصول الفقه للنقد:

تعرض للنقد، تأصول الفقه اليت جعلت نذكر بعض األسبابويف ختام هذه املسألة :هذه األسباب منهاوالنقد الالذع أحيانا،

وما ، وتدريسها كثرة الشروح واالختصارات، فوالتدريس املنهج املتبع يف التأليفـ 1ألن ألفاظ املختصرات " هافيها من صعوبة جتعل املمارس هلذه العلوم ميضي وقتا يف حل ألغاز

مث بعد ذلك فامللكة احلاصلة من ،قطع يف فهمها حظ صاحل عن الوقتصعبة عويصة فين ...فهي ملكة قاصرة عن امللكات اليت :التعليم يف تلك املختصرات إذا مت على سداده ومل تعقبه آفة

فما بعد. 333املصدر نفسه، ص - 1

Page 143: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾128﴿

حتصل من املوضوعات البسيطة املطولة لكثرة ما يقع يف تلك من التكرار واإلحالة املفيدين ا اقتصر على التكرار قصرت امللكة لقلته كشأن هذه املوضوعات وإذ، حلصول امللكة التامة

فقصدوا إىل تسهيل احلفظ على املتعلمني فأركبوهم صعبا يقطعهم عن حتصيل ،املختصرةاستغالل فبدلوطبعا يعلم ما هلذا من تأثري على النتاج الفكري، )1("امللكات النافعة ومتكنها

صبحوا دائرين يف فلك الشرح أ، مبتكرة جديدة دالوقت يف االجتهاد للوقوف على قواعلكنهم يف الغالب ،إذ أنه صنع رجاال فائدة،منه والتحشية واالختصار، وإن كان هذا ال يعدم

قال خملة بالتعليمطريقة هبأن هذا املنهج ابن خلدون وصف ولذاسلفهم، نه مل خيرجوا عما دو ، .)2("صارات املؤلفة يف العلوم خملة بالتعليمأن كثرة االخت :"الفصل السادس والثالثونيف

العلم بإدخال فيه ما ال حيتاج إليه كعلم الكالم، فخص الغزايل وابن يف هذا توسع ـ 2اجنر عنه مناقشة مسائل . )3(احلاجب قسما باملنطق، وذكروا مباحث لغوية كمعاين احلروف

كالمية، فكان جماال رحبا للجدل واخلالفيات.من قواعد ونيأخذ ينتأخرفريق بني الثابت واملتغري، فكان بعض امللتعدم اـ 3

يف السبب الذي دعاه مة دون نقد وال مناقشة العتقادهم أحقيتها، قال الشوكاينمسل تقدمهما كان هو العلم الذي يأوي إليه :"إن علم أصول الفقه ملإىل تصنيف كتابه:"إرشاد الفحول"

وكانت مسائله وقواعده ،املسائل وتقرير الدالئل يف غالب األحكامويرجع له لتحرير ،األعالم كالم من بكلمة قاله ملا استشهد إذا أحدهم فإنمة عند كثري من الناظرين، احملررة تؤخذ مسل

، دون مناقشة العتقادهم أن مسائل هذا الفن قواعد مؤسسة املنازعون له أذعن األصول، أهل شيء يف القدح عن تقصر واملنقول، املعقول من علمية بأدلة بوطةمرعلى احلق احلقيق بالقبول،

.)4(، كل ذلك محلين على تصنيف هذا السفرالفحول أيدي منها

.525مقدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص - 1 .525ص املصدر نفسه، - 2 .204أليس الصبح بقريب، املصدر السابق، ص - 3 ).1/53إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 4

Page 144: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾129﴿

واليت يرجعها أحد مفكري الشيعة إىل قمع :النظرة اجلزئية يف استنباط األحكامـ 4املسائل اليت يواجهها السلطة احلاكمة اليت آلت إىل انعزال الفقيه من حركة اتمع، ليعاجل

املكلف يف حياته اخلاصة، حىت وإن كانت قضايا جمتمع فإنه يعاجلها من جهة معاناة األفراد ا، يف معنا ، وقد مرت هذه املسألة )1(ويرى أن الفقيه الشيعي قد تأثر بقمع السلطة أكثر من السين

.)2(أقسام املقاصداد احلكمة واالحتكام إىل ما هو يف مظنتها وهي ـ غلبة النظرة اردة لألدلة، باستبع 5

العلة. التقرب إىل امللوك واالشتغال مبا يرضيهم: قال الغزايل يف إحياء علوم الدين، شبهة ـ 5

باب يف سبب إقبال اخللف على علم اخلالف: اعلم أن اخلالفة بعد الرسول صلى اهللا عليه ة نفسه كفأ للفتوى، فلما آل األمر إىل غري وسلم توالها اخللفاء الراشدون، وكان اخلليف

عوا، فظهرت مستحقيها، اضطروا إىل االستعانة بالفقهاء، فكان الفقهاء إذ طلبوا هربوا ومتنحاجة امللوك وعزة العلماء، فانكب جمموعة على طلب العلم طمعا يف العز واجلاه، وطلبوا هم

ن، فانعكست اآلية فظهر عز يآخر من السلطان، فأعطى بعضهم مراده وحرم املنصب ذلكألن املناظرات كانت ترضي ،اشتغلوا بعلم الكالمالذين أعطاهم السلطان وذل العامل. و

. )3(السالطني وال حييطها إال من كان له باع يف اجلدلاألصول بعد تأصيل من بني أسباب اختالل تعاطي أصول الفقه:ويرى ابن عاشور فالن ، حىت أصبحوا يقولون طرد ه خالف بني القواعد والفروعتدوين الفقه، الذي نتج عن

.)4(ل لألصل بعد الفرعوإمنا أص ،ويف احلقيقة ال طرد وال خالف أصله وخالف فالن أصله،

.18- 17، صللرفاعيمقاصد الشريعة - 1 .80، ص ملطلب الثاين من املبحث الثاين من الفصل األول من هذا البحثاأنظرا - 2دوي طبانة، مكتبة إحياء علوم الدين، لإلمام الغزايل، مع مقدمة يف التصوف اإلسالمي ودراسة حتليلية لشخصية الغزايل وفلسفته يف اإلحياء بقلم الدكتور ب - 3

).1/42ومطبعة كرياطة فوترا، مساراغ، ( .204أليس الصبح بقريب، املصدر السابق، ص - 4

Page 145: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الثانـــيالفصل

وتطورهما

﴾130﴿

وقد ملس العلماء كذا تعددت األسباب اليت أثرت يف النتاج األصويل بوجه أو بآخر، وهيشهد لذلك ما سنورده يف املطلب ألصويل،يف التراث ا ذلك فتصدوا إىل عمليات التجديد

املوايل حبول اهللا، يف عنصر نشأة مقاصد الشريعة اإلسالمية، من جهود جتديدية يف أصول الفقه ومقاصد الشريعة، ولعل هذا الصنف من العلماء اددين هم الذين ينجرب م اجلناح الكسري.

Page 146: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾128﴿

.تطورهاويتها ، أمهاإلسالمية إثبات مقاصد الشريعةاملطلب الثاين:

، والثاين: يف أمهيتها، اإلسالمية يف إثبات مقاصد الشريعةوحيوي ثالث فروع، األول: تطورها.نشأا ووالثالث: يف

اإلسالمية إثبات مقاصد الشريعةالفرع األول:

بالربهنة على مسلمة:"وضع الشرائع إمنا بدأ الشاطيب جزء املقاصد من كتابه املوافقات مقصد بىن عليه الشاطيب باقي أقسام املقاصد، م. أهملصاحل العباد يف العاجل واآلجل"هو

واعتربه ابن عاشور أعلى مراتب املقاصد، قال:"...وإن كانت كليات عالية مسيناها مقاصد .)1(عالية، وهي نوعان: مصلحة ومفسدة"

ة ال حتتاج إىل تدليل، إال أن الشاطيب استدل عليها، باستقراء جمموعة وإن كانت املسلم :نذكر منها )2(من النصوص منها

$!﴿ :تعاىلقوله يف بعثة الرسل، tΒ uρ š�≈oΨù=y™ ö‘ r& āωÎ) Zπ tΗôqy‘ šÏϑ n=≈yè ù=Ïj9 ﴾ 107سورة األنبياء، اآلية.

ألنه ،ا حممد صلى اهللا عليه وسلمرحم العاملني بإرسال سيدن ه سبحانه وتعاىلواملعىن أنجاء بالسعادة الكربى والنجاة من الشقاوة العظمى، ونالوا على يديه اخلريات الكثرية يف اآلخرة

.)3(واألوىل، وعلمهم بعد اجلهالة، وهداهم بعد الضاللة

$ ﴿:تعاىل قوله ويف أصل اخللقة tΒ uρ àM ø)n= yz £ Ågø: $# }§ΡM} $#uρ āωÎ) Èβρ ߉ç7 ÷è u‹Ï9 ﴾ سورة الذاريات، اآلية

65.

“﴿وقوله: Ï%©!$# t,n=y{ |N öθyϑ ø9 $# nο 4θu‹pt ø: $#uρ öΝ ä. uθè=ö7 u‹Ï9 ö/ä3•ƒr& ß |¡ômr& Wξ uΚtã﴾ 2سورة امللك، اآلية .

ليختربهم، أيهم أحسن عمال، فالعمل احلسن مقصود من االبتالء، والذي يعود على املكلف بالنفع يف الدارين.

.108مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 ).2/3املوافقات، حتقيق دراز ، املصدر السابق، ( - 2 ).2/46التسهيل يف علوم الترتيل، املصدر السابق، ( - 3

Page 147: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾129﴿

$ ﴿تعاىل ـ بعد آية الوضوءـ: هلقو ويف تفاصيل األحكام، tΒ ß‰ƒÌ� ムª!$# Ÿ≅yè ôfuŠ Ï9 Νà6 ø‹n=tæ ô ÏiΒ

8l t� ym Å3≈s9 uρ ߉ƒÌ� ムöΝ ä. t� ÎdγsÜ㊠Ï9 §ΝÏG ㊠Ï9 uρ …çµ tG yϑ ÷è ÏΡ öΝä3ø‹n=tæ öΝ à6 ‾=yè s9 šχρã� ä3ô±n@﴾ 6سورة املائدة، اآلية.

$ ﴿ويف الصيام قال: y㕃r'‾≈tƒ tÏ%©!$# (#θãΖtΒ#u |= ÏG ä. ãΝ à6ø‹n=tæ ãΠ$ u‹Å_Á9 $# $ yϑ x. |= ÏG ä. ’n?tã šÏ%©!$# ÏΒ öΝ à6 Î=ö7 s%

öΝ ä3ª=yè s9 tβθà)−G s? ﴾ 183سورة البقرة، اآلية.

āχ﴿ ويف الصالة قوله تعاىل: Î) nο4θn=¢Á9 $# 4‘sS ÷Ζs? Ç∅tã Ï !$ t±ósx#ø9 $# Ì� s3Ζßϑ ø9 $#uρ﴾ سورة العنكبوت، اآلية

45.

θ—9#):﴿ ويف القبلة uθsù öΝ à6 yδθã_ãρ …çνt� ôÜx© āξ y∞Ï9 tβθä3tƒ Ĩ$ ¨Ψ=Ï9 öΝ ä3ø‹n=tæ îπ ¤fãm﴾... ،150اآلية سورة البقرة.

tβÏŒé& tÏ%©#Ï9 šχθè=tG≈s)ムöΝ ﴿ويف اجلهاد قوله تعاىل: ßγ‾Ρr'Î/ (#θßϑ Î=àß ﴾... 39سورة احلج، اآلية.

öΝ﴿ :ويف القصاص ä3s9 uρ ’Îû ÄÉ$ |Á É)ø9 $# ×ο4θuŠym ’Í<'ρ é'‾≈tƒ É=≈t6 ø9 F{ $# öΝà6 ‾=yè s9 tβθà)−G s?﴾ 179سورة البقرة، اآلية.

àM﴿ويف التقرير على التوحيد قال تعاىل: ó¡s9 r& öΝ ä3În/ t� Î/ ( (#θä9$ s% 4’n?t/ ¡ !$ tΡô‰Îγx© ¡ χr& (#θä9θà)s? tΠ öθtƒ Ïπyϑ≈uŠ É)ø9 $#

$ ‾ΡÎ) $ ¨Ζà2 ô tã #x‹≈ yδ t,Î#Ï#≈xî ﴾ 172سورة األعراف، اآلية.

وإذا دل االستقراء على هذا، وكان يف مثل هذه القضية "وبعد ذكره هلذه األدلة قال:مفيدا للعلم، فنحن نقطع بأن األمر مستمر يف مجيع تفاصيل الشريعة، ومن هذه اجلملة ثبت

.)1(القياس واالجتهاد"واستدل ابن عاشور على حجية املقاصد بالشاهد احلسي، قال: "ال يعترى أحد يف أن

حكامها ترمي إىل مقاصد مرادة ملشرعها احلكيم، إذ ثبت كل شريعة شرعت للناس، وأن أ .)2(يف اخللقة" هدل على ذلك صنع ،باألدلة القطعية أن اهللا ال يفعل األشياء عبثا

).2/5املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 1 .13ص ، املصدر السابق،مقاصد الشريعة اإلسالمية - 2

Page 148: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾130﴿

$:﴿ وأنبأ عنه قوله تعاىل tΒ uρ $ oΨ ø)n=yz ÏN≡ uθ≈yϑ ¡¡9 $# uÚ ö‘ F{ $#uρ $ tΒ uρ $ yϑ åκs] ÷� t/ šÎ6 Ïè≈s9 $ tΒ !$ yϑ ßγ≈oΨ ø)n=yz āωÎ)

Èd,ysø9 $$ Î/..﴾. 39، 38سورة الدخان، اآلية.

óΟçF ﴿:وقوله تعاىل ö7 Å¡ yssùr& $ yϑ ‾Ρr& öΝ ä3≈oΨ ø)n=yz $ ZW t7 tã ...﴾ 115،املؤمنونسورة.

$ ô‰s)s9﴿ :وقوله تعاىل uΖù=y™ ö‘ r& $ oΨ n=ß™ â‘ ÏM≈ uΖÉi� t7 ø9 $$ Î/ $ uΖø9 t“Ρr& uρ ÞΟßγyè tΒ |=≈tG Å3ø9 $# šχ#u”�Ïϑ ø9 $#uρ tΠθà)u‹Ï9 â¨$ ¨Ψ9 $#

ÅÝ ó¡É)ø9 $$ Î/...﴾ 25سورة احلديد، اآلية.

$﴿:تعاىل وزاد على األدلة التفصيلية الذي ذكرها الشاطيب يف تعليل األحكام قوله yϑ ‾ΡÎ) ߉ƒÌ� ãƒ

ß≈sÜø‹¤±9 $# βr& yìÏ%θムãΝ ä3uΖ÷� t/ nο uρ≡y‰yè ø9 $# u !$ ŸÒ øó t7 ø9 $#uρ ’Îû Ì� ÷Κsƒ ø: $# Î� Å£÷� yϑ ø9 $#uρ öΝ ä. £‰ÝÁ tƒuρ tã Ì� ø. ÏŒ «!$# Ç tã uρ Íο4θn=¢Á9 $# ( ö≅yγsù ΛäΡr&

tβθåκtJΖ•Β ﴾ Ç 91، اآليةاملائدةسورة.

(βÎ÷ ﴿:وقوله uρ ÷Λä ø#Åz āωr& (#θäÜÅ¡ø)è? ’Îû 4‘uΚ≈tG u‹ø9 $# (#θßsÅ3Ρ$$ sù $ tΒ z>$ sÛ Ν ä3s9 z ÏiΒ Ï !$ |¡ÏiΨ9 $# 4o_÷W tΒ y]≈n=èO uρ yì≈ t/ â‘ uρ ( ÷βÎ* sù

óΟçF ø#Åz āωr& (#θä9 ω÷è s? ¸ο y‰Ïn≡uθsù ÷ρ r& $ tΒ ôM s3n=tΒ öΝä3ãΨ≈yϑ ÷ƒr& 4 y7 Ï9≡sŒ #’oΤ÷Šr& āωr& (#θä9θãè s? ﴾ 3ورة النساء، اآلية س.

=� ª!$#uρ Ÿω﴿ :وقوله Ït ä† yŠ$ |¡x# ø9 .205سورة البقرة، اآلية ﴾ #$

يوجب لنا اليقني بأن ،ويف األخري قال: استقراء أدلة كثرية من القرآن والسنة الصحيحة، الذي )1(حبكم وعلل راجعة للصالح العام للمجتمع واألفراد أحكام الشريعة اإلسالمية منوطة

.)2(هو من املقاصد العالية كما أشار إليه ابن عاشوروهكذا استدل شيخا املقاصد، إلثباا باستقراء نصوص الشرع املفيد لليقني، هذا

، نذكر استفاده ابن عاشور من الشاطيب، واستفاده الشاطيب من األصولينيالذي االستقراء أن أحكام الشرع جاءت لتحقيق األصويل احلنبلي اإلمام الطويف الذي قال يف استدالله على

.13مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 .108ص املصدر نفسه، - 2

Page 149: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾131﴿

$ ﴿من جهة اإلمجال قوله تعاىل:مصاحل العباد: pκš‰r'‾≈tƒ â¨$ ¨Ζ9 $# ô‰s% Ν ä3ø? u !$ y_ ×πsà Ïã öθΒ ÏiΒ öΝ à6În/ §‘ Ö !$ x#Ï©uρ $ yϑ Ïj9

’Îû Í‘ρ ߉÷Á9 $# “ Y‰èδ uρ ×πuΗ÷qu‘ uρ tÏΨ ÏΒ ÷σßϑ ù=Ïj9 ∩∈∠∪ ö≅è% È≅ôÒ x#Î/ «!$# ϵÏF uΗ÷qt� Î/ uρ y7 Ï9≡x‹Î7 sù (#θãmt� ø# u‹ù=sù uθèδ ×� ö�yz $ £ϑ ÏiΒ tβθãè yϑ øgs† ﴾

. مث ذكر جمموعة من األدلة التفصيلية اليت راعى فيها الشرع 57،58سورة يونس، اآلية حلديث املذكور ليست وقال: "اعلم أن هذه الطريقة اليت ذكرناها مستفيدين هلا من ا ،املصلحة

هي القول باملصاحل املرسلة على ما ذهب إليه مالك، بل هي أبلغ من ذلك، وهي التعويل على وعلى اعتبار املصاحل يف املعامالت وباقي ،النصوص واإلمجاع يف العبادات واملقدرات

تقراء، لوال وهذا منه تدليل على أن األحكام جاءت لتحقيق مصاحل املكلفني باالس .)1(األحكام" أن دليله األصلي واألول كان احلديث ال االستقراء.

، وأنه العباد على أن اهللا ما أراد إال نفعالنصوص من باستقراء جمموعة واستدل ابن القيم وهذا ،هذا على رسوله وكالم كالمه دل وقد قال: حلكمة ومصلحة، سبحانه ال يفعل شيئا إال

. وساق )2("أنواعها بعض فنذكر أفرادها استيعاب إىل لسبي وال حتصى تكاد ال مواضع يف :نذكر منها ،جمموعة كبرية من أدلة منها املصرحة بلفظ احلكمة ومنها ما حوت تعليال لألحكام

$﴿:قوله تعاىل tΒ uρ $ oΨ ù=yè y_ s's#ö7 É)ø9 $# ÉL ©9 $# |MΖä. !$ pκö� n=tæ āωÎ) zΝ n=÷è uΖÏ9 tΒ ßìÎ6 ®Ktƒ tΑθß™ §�9 $# £ϑ ÏΒ Ü= Î=s)Ζ tƒ 4’n?tã ϵø‹t7 É)tã βÎ) uρ

ôM tΡ%x. ¸ο u��Î7 s3s9 āωÎ) ’n?tã tÏ%©!$# “ y‰yδ ª!$# ﴾ 143سورة البقرة، اآلية.

zΟn=÷è﴿ وقوله تعاىل: u‹Ïj9 βr& ô‰s% (#θäó n=ö/ r& ÏM≈n=≈y™ Í‘ öΝ ÍκÍh5 u‘ xÞ%tn r&uρ $ yϑ Î/ öΝ Íκö‰y‰ s9 4| ômr&uρ ¨≅ä. >óx« #OŠ y‰tã ﴾ سورة

.28اآلية اجلن،

؛ 47، ص1993- 1/1413رحيم السايح، الدار املصرية اللبنانية، ط)، حتقيق وتعليق الدكتور: أمحد عبد ال716رسالة يف رعاية املصلحة، لإلمام الطويف(ت - 1، 243ية مصر العربيةصاملصلحة يف التشريع اإلسالمي، تأليف األستاذ الدكتور:مصطفى زيد، عناية وتعليق الدكتور:حممد يسرى، دار اليسر للطباعة والنشر، مجهور

282. هـ)، حترير 751لتعليل، تأليف: ابن القيم اجلوزية مشس الدين أيب عبد اهللا حممد بن الشيخ أيب بكر (تشفاء العليل يف مسائل القضاء والقدر واحلكمة وا - 2

.319احلساين حسن عبد اهللا، دار التراث، القاهرة، ص

Page 150: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾132﴿

إىل جانب هذه األدلة أشار األصوليون واملفسرون إىل هذا املعىن عند تفسريهم ملعىن .)1(واحلكيم احلكمة

يقول ابن القيم: ال يكون الكالم حكمة حىت يكون موصوال إىل الغايات احملمودة بة، فإذا واملطالب النافعة، فيكون مرشدا إىل العلم النافع والعمل الصاحل، فتحصل الغاية املطلو

كان املتكلم به مل يقصد مصلحة املخاطبني وال هداهم وال إيصاهلم إىل سعادم... وال أرسل مل يكن حكيما وال كالمه ،الرسل، وأنزل الكتب ألجلها، وال نصب الثواب والعقاب ألجلها

.)2(فضال على أن تكون بالغة" ،حكمة

$tΑ ﴿:وقال الرازي: يف تفسري سورة يوسف لقوله تعاىل s% ö≅t/ ôM s9 §θy™ öΝä3s9 öΝä3Ý¡à#Ρr& #X÷ö∆r& ( ×� ö9|Á sù

î≅Š ÏΗsd ( |¤tã ª!$# βr& Í_u‹Ï? ù'tƒ óΟÎγÎ/ $ �èŠ ÏΗsd 4 …çµ ‾ΡÎ) uθèδ ÞΟŠ Î=yè ø9 $# ÞΟŠ Å6 ysø9 ، احلكيم: 83سورة يوسف، اآلية ﴾ #$

ة احلكيم فيها على وجه املطابقة للفضل واإلحسان والرمح ،يعين العامل حبقائق األمور .)3(واملصلحة

: ـ على لسان يعقوب ـ السابقة اآلية، من الحكيموقال الزخمشري يف تفسري لفظ:" . )4(ة"ومصلح حلكمة إال بذلك يبتلين مل الذي"

خالصة هذا الفرع: مسلمة، صرح بأن وضع الشرائع إمنا هو ملصاحل العباد يف العاجل واآلجلأن الشاطيب

مقررة عند سلفه، حبيث ال جمال إلنكارها. ومعىن املسلمة أنه وجدها

.97احلكيم يف اللغة: اسم من أمساء اهللا عز وجل، وهو: العامل، املتقن لألمور.خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص - 1 .319شفاء العليل يف مسائل القضاء والقدر واحلكمة والتعليل، املصدر السابق، ص - 2هـ)، 604يب الري(تتفسري الفخر الرازي املشتهر بالتفسري الكبري ومفاتيح الغيب، لإلمام حممد الرازي فخر الدين بن العالمة ضياء الدين عمر املشتهر خبط - 3

).18/196، (1981- 1/1401ان، طدار الفكر للطباعة والنشر، بريوت لبنهـ)، حتقيق وتعليق 538غوامض الترتيل وعيون األقاويل يف وجوه التأويل، للعالمة جار اهللا أيب القاسم حممود بن عمر الزخمشري(ات الكشاف عن حقائق - 4

الرمحان أمحد حجازي، مكتبة العبيكان، الرياض، ودراسة:الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد معوض، شارك يف حتقيقه الدكتور:فتحي عبد )..3/315، (1998- 1/1418ط

Page 151: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾133﴿

مة أن هذا الباب هو الذي بعد التدليل على ما وصفه باملسلكما يؤكد هذا ما ذكره .واالجتهاد القياس به ثبت

باالستقراء، وباألدلة التفصيلية. الشاطيب قبل ى هذه املسلمةبرهن األصوليون علصد كجديد يف حجية املقاصد، هو تصدير ها عليه شيخا املقانبيولعل ما أرادا أن

خبالف معظم األصوليني احلجية باالستقراء كدليل يفيد القطع واليقني مبا ال يدع جماال للشك،ا، السيما يف القياس هل نقدالالذين تناولوا املسألة من الناحية اجلزئية، حبيث يسهل توجيه

يه أحد.فستنباط، ال ينازعهم واالجتهاد ـ حىت يتسن هلما اعتبار املقاصد أصال لال

اإلسالمية الفرع الثاين: أمهية مقاصد الشريعة •

ـ رفع اخلالف ومجع الكلمة: 1

دعا ابن عاشور إىل استقالل املقاصد عن أصول الفقه، ألنه يرى أن علم أصول الفقه ، رفع )1(معظم مسائله ظنية وذلك يغذي اخلالف، ويف مقاصد الشريعة املبنية على أصول قطعية

"هذا كتاب قصدت منه إىل إمالء مباحث جليلة من مقاصد :قال هلذا اخلالف أو تقليل منه.الشريعة اإلسالمية، والتمثيل هلا واالحتجاج إلثباا، لتكون نرباسا للمتفقهني يف الدين، ومرجعا

مصار، بينهم عند اختالف األنظار وتبدل األعصار، وتوسال إىل إقالل االختالف بني فقهاء األودربة ألتباعهم على اإلنصاف يف ترجيح بعض األقوال على بعض عند تطاير شرر اخلالف،

2(من نبذ التعصب والفيئة إىل احلق" ،بذلك ما أردناه غري مرة حىت يستتب( . ة من القواعد القطعية ملجأ نلجأ إليه عند وقال يف موضع آخر: "وإمنا أردت أن تكون ثل

. )3(ة"االختالف واملكابر

.8مقاصد الشريعة اإلسالمية ، املصدر السابق، ص - 1 .5املصدر نفسه، ص - 2 .42املصدر نفسه، ص - 3

Page 152: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾134﴿

يستفاد من النصني أنه يريد تقرير قواعد للترجيح بني األقوال املتعارضة، من جهة ومن لقوله تفسريهاخلالف املراد رفعه هو يف األصول ال يف الفروع، يدل على ذلك ،جهة أخرى

�§%ö¨βÎ) tÏ%©!$# (#θè﴿:تعاىل sù öΝ åκs]ƒÏŠ (#θçΡ%x. uρ $ Yè u‹Ï©...﴾ تفريق دين اإلسالم إذ قال: :159سورة األنعام، اآلية"

وأما تفريق اآلراء يف هو تفريق أصوله بعد اجتماعها كتفريق بعض العرب بني الصالة والزكاة.فال بأس به، وهو من النظر يف الدين، كاالختالف يف أدلة الصفات مع والتبييناتالتعليالت

رض والواجب، ف حقيقة الاالتفاق على إثباا، وكذلك تفريق الفروع.. كاالختالف يفواحلاصل أن كل تفريق ال يكفر به بعض الفرق بعض، وال يفضي إىل تقاتل وفنت، فهو تفريق نظر واستدالل، وتطلب للحق بقدر الطاقة، وكل تفريق يفضي بأصحابه إىل تكفري بعضهم

.)1(بعضا ومقاتلة بعضهم بعضا يف أمر الدين، فهو مما حذر اهللا منه" القرآن الكرمي من ألكثر من معىن معترب يف تفسري اللفظة الواحدة تقريره وكذا

:"وقد كان املفسرون غافلني عن تأصيل هذا األصل، فلذلك كان الذي يرجح معىن من يقولاملعاين اليت حيتملها لفظ اآلية من القرآن، جيعل غري ذلك املعىن ملغى. وحنن ال نتابعهم على ذلك

معاين يف :اليت حيتملها اللفظ بدون خروج عن مهيع الكالم العريب البليغبل نرى املعاين املتعددة .)2(تفسري اآلية"

أما الشاطيب فقال:"الشريعة كلها ترجع إىل قول واحد يف فروعها وإن كثر اخلالف، على ذلك مبجموعة من األدلة. ، ودلل)3(كما أا يف أصوهلا كذلك، وال يصلح فيها غري ذلك"

العتراضات اليت قد تشكل على استدالالته، كإنزال املتشاات الذي وذكر بعض اتؤدي للخالف، ووجود الظواهر من النصوص، وكذا توارد األدلة القياسية على املسألة

. )4(الواحدة

).8/194التحرير والتنوير، املصدر السابق، ( تفسري - 1 ).1/100(التحرير والتنوير، املصدر السابق، تفسري- 2 ).4/85املوافقات، حتقيق دراز ، املصدر السابق، ( - 3 ).4/89املصدر نفسه، ( - 4

Page 153: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾135﴿

بأن مراعاة شرعية القياس ووجود الظواهر يف النصوص مثار على ذلك دراز علقو. وليس بالضرورة أن )1(فال يصح نفيه من الشريعةللخالف، فهو مقصود للشارع احلكيم،

يكون تشريع القياس، وهو مثار االختالف، معناه: أن الشارع قاصد لذلك اخلالف، فإن الشارع احلكيم يشرع الفعل به مصلحة ومفسدة، دون أن يكون قاصدا للمفسدة، مع أا

مالزمة هلا.ب التعادل والترجيح، عندما أراد أن مث ترجم الشاطيب لرجوع الشريعة لقول واحد يف با

يرد اخلالف إىل قول واحد، فذكر أقسام التعارض فقال: أن التعارض إما يكون من جهة ما يف نفس األمر، وإما من جهة نظر اتهد، أما األول فغري ممكن، وأما الثاين فهو ممكن بال خالف،

فإن تعارض الدليلني وأمكن اجلمع بينهما فال تعارض. للقسم الذي ردها إما ف فروضاو ، فقد طرح الشاطيب له أمثلةال ميكن فيه اجلمع ماأما

كالم :ظاهربقولهدراز فعلق عليه ، )2(حدهاألبطال القسم الذي فيه اإل إىل أو ميكن فيه اجلمع، إما اجلمع أوميكن إرجاعه أن كل ما حكم عليه األصوليون بعدم إمكان اجلمع فيه الشاطيب

ال ألحدمها، فال تبقى معارضة مطلقا، فإذا كان هذا مراده حقيقة يريد به القضاء على اإلبطليست حاصرة باب التعادل والترجيح، فإنه مل يصل إليه، ألن الصور والفروض اليت ذكرها

طرق اإلبطال اليت أشار ال ، والصور املعقولة وال مترمجة لكل ما ميكن أن يقع فيه التعارض لكل، بل أكثر ما ذكر يف باب التعادل والترجيح ليس فيه إبطال أحد هناك شيء كثري إليها، بل

.)3(عمال الدليلني معا، فبقي ما قالوه كما هوإالدليلني بالنسخ وما معه، وال يقول: "أن ع لقول واحد يف األصول ال الفروع، والشاطيب يقصد بأن الشريعة ترج

وعا به، ألنه إن كان مظنونا تطرق إليه احتمال األصل على كل تقدير ال بد أن يكون مقطقال يف االعتصام: "إن و، )4(اإلخالف، ومثل هذا ال جيعل أصال يف الدين عمال باالستقراء"

).4/89، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (04اهلامش رقم - 1 ).4/218املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 2 ).4/220(بق، املصدر السا، )، املوافقات، حتقيق دراز 06اهلامش رقم ( - 3 ).1/21(املصدر السابق، ، املوافقات، حتقيق دراز - 4

Page 154: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾136﴿

هؤالء املتفقهني قد يعرض هلم االختالف حبسب القصد الثاين ال القصد األول، فإن اهللا حكم وجماال للظنون، وقد ثبت عند النظار أن ة قابلة لألنظار حبكمته أن تكون فروع هذه املل

النظريات ال ميكن االتفاق فيها عادة، فالظنيات عريقة يف إمكان االختالف، لكن يف الفروع .)1(دون األصول، ويف اجلزئيات دون الكليات، فلذلك ال يضر هذا االختالف

يقع عليها،متفق يرد هنا سؤال ما فائدة رفع اخلالف يف األصول، إذا كان ومع أصول ، وهو غري مذموم؟، تبعا الختالف الفهوم وغريهاخلالف يف األحكام الشرعية

األحكام الشرعية:استنباط ـ 2

إذا حل علم املقاصد مكان علم أصول الفقه كما دعا لذلك ابن عاشور، فال بد أن خيلفه يف مهمته األصيلة به وهي: استنباط األحكام الشرعية.

شرط من شروط اتهد، فال تتم عملية االستنباط كصوليون معرفة املقاصد وقد ذكر األ للقياس، ومبناه على التعليل الذي هو حمور مقاصد الشريعة. معرفتهدوا، ويكفي أم اشترطوا

"الثالث: أن يكون له من ،وصرح السبكي باشتراط ذلك، قال يف شروط اتهد يناسب وما ،ذلك منما يكسبه قوة يفهم منها مراد الشارع املمارسة والتتبع ملقاصد الشريعة

أحواله ومارس ملكا عاشر من أن كما ،به يصرح مل وإن احملل ذلك يف له حكما يكون أن له يصرح مل وإن فيها يقوله ما ظنه على يغلب الفالنية القضية يف رأيه عن سئل إذا أموره وخرب

الرتبة هذه إىل الشخص وصل فإذا ،القضية تلك نم يناسبها وما بأخالقه مبعرفته لكن، به .)2("االجتهاد يف الكاملني رتبة حاز فقد الثالثة األشياء على وحصل

،لإلمام أيب إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب الغرناطي، مراجعة وتدقبق مكتب البحوث والدراسات، دار الفكر، بريوت كتاب االعتصام، - 1 ).2/117( ، 2003- 1424لبنان، ط/

).2/18نهاج، املصدر السابق، (اإلاج يف شرح امل - 2

Page 155: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾137﴿

واألصوليون مجيعهم، وإن مل يصرحوا باشتراطها، إال أن تطبيقاا كثرية، وكثرية جدا، .)1(ال سيما يف الفقه املالكي وحىت يف املذاهب األخرى

مقاصد الشريعة اإلسالمية هي املرجع األبدي الستيفاء ما يتوقف عليه : "إنقال الفاسيوأا ليست مصدرا خارجا عن الشرع اإلسالمي، ولكنها التشريع والقضاء يف الفقه اإلسالمي،

.)2(من صميمه"ر ابن عاشور عن هذا العنصر مبا جيعل مهمة املقاصد تنحصر يف عملية االستدالل وقد عب

الشرعية، قال: احتياج الفقيه إىل معرفة مقاصد الشريعة، وقسم احتياجه هذا إىل على األحكام .)3(مخسة أحناء

األول: فهم النصوص بالتفريق بني دالالت األلفاظ باستعمال مقاصد الشريعة، وهل .)4(املقصود منه اللفظ معناه اللغوي أو الشرعي، وقد تكفل األصوليون بذلك

ارع قصد من أحكامه حتقيق عبوديته، وحتقيق مصاحل عباده ودفع م به أن الشسلومن امل الفساد عنهم، فإذا وردت نصوص شرعية حتتاج إىل التفسري والبيان، فإن هذه النصوص تفسر وحيدد نطاق تطبيقها، وجمال إعماهلا يف ضوء املصاحل واملقاصد اليت وردت هذه النصوص

.)5(لتحقيقها، واحلكم اليت جاءت من أجلها

، )6(والثاين: البحث عما يعارض األدلة اليت الحت للمجتهد بعد استكمال البحثوتتمثل أمهية املقاصد يف هذا املنحى يف كون مواصلة البحث عن املعارض يقرره مدى اطمئنان

الفقيه للحكم ملناسبته ملقاصد الشرع، فكلما الح له عدم مناسبته زاد حبثه عما يعارضه.

الفكر املقاصدي عند اإلمام مالك وعالقته باملناظرات األصولية والفقهية يف القرن الثاين اهلجري، تأليف الدكتور حممد نصيف أنظر الباب األول من كتاب - 1ة مقاصد الشريعة بأصول الفقه، األستاذ الدكتور: عبد اهللا بن بيه، مؤسسة ؛ عالق41، ص ار البيضاء، دار احلديث، القاهرةالعسري، دار التراث الثقايف املغريب، الد .106الفرقان للتراث اإلسالمي، القاهرة، ص

.55، املصدر السابق، صمقاصد الشريعة ومكارمها - 2 .15ص ، املصدر السابق،مقاصد الشريعة اإلسالمية - 3 .15املصدر نفسه، ص - 4 .115عند ابن تيمية، املصدر السابق، صمقاصد الشريعة اإلسالمية - 5 .15مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 6

Page 156: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾138﴿

مل يرد حكمه يف أقوال الشارع على حكم ما ورد حكمه بعد أن والثالث: قياس ما يعرف علل التشريعات الثابتة بالطرق املبينة يف أصول الفقه.

ومعلوم ما للقياس من عالقة وطيدة مبقاصد الشريعة، فالقياس أساسه التعليل، والتعليل )1( ...ال ينفك عن املناسبة، كمسلك، أو يف تنقيح املناط، أوإلغاء الفارق

وأيضا متييز صحيح القياس من فاسده، يقول ابن القيم: "لكن العلم بصحيح القياس وإمنا يعرف ذلك من كان خبري بأسرار الشرع ومقاصده، وما ،العلوم وفاسده من أجل

اشتملت عليه شريعة اإلسالم من احملاسن اليت تفوق التعداد، وما تضمنته من مصاحل العباد يف .)2(عاد، وما فيها من احلكمة البالغة.."املعاش وامل

والرابع: إحلاق ما ال حكم له منصوص وال نظري له يف أحكام الشريعة، فيلحق حكمه .)3(بالكليات الشرعية

وقد نقل اجلويين أن من منهج الشافعي أن حيتكم اتهد إىل نص الكتاب، فإن مل جيد ب والسنة بعد البحث عن املخصص، فإن مل جيد فنص السنة املتواترة، فإن مل جيد فظاهر الكتا

هذا من الشافعي وعد ،العامة ومصاحلها الشرع كليات يف ينظر ولكنه ،بعد القياس يف خيض مل. وألن عدم اللجوء هلذا النوع من )4(الزجر قاعدة خيرم نفيه فإن املثقل يف القصاص إجياب الفن

ص فيوقع فيما وقع فيه الظاهرية، أو يوسع من القياس الكلي، يؤدي إما إىل طرد ظواهر النصو، أو )5("املغرق يف القياس يكاد يفارق السنة"فقال: ذلك دائرة القياس وقد عاب عليهم مالك

كما قال ابن القيم أم اضطروا إىل القول بقياس الشبه وتعليق األحكام بأوصاف ال يعلم من

.15املصدر نفسه، ص - 1 ).3/256إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 2 .15مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3 ).2/1337الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 4 ).1/71كتاب االعتصام، املصدر السابق، ( - 5

Page 157: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾139﴿

هم النصوص واعتقدوا يف كثري من األحكام الشارع اعتبارها بطرقها املعهودة، فتعارضت عند .)1(أا شرعت على خالف القياس

ومن هذا الباب أثبت مالك املصاحل املرسلة، وروعيت الكليات الشرعية الضرورية .)2(الرأي واالستحسان منهواحلاجية والتحسينية و

امها، أن يتلقى الفقيه بعض األحكام الشرعية تلقي من مل يعرف علل أحك"واخلامس: ومقاصد الشارع تعينه مبقدار ما حيصل من مقاصد الشريعة، وال حكمة الشارع يف تشريعها،

يقل بني يديه ذلك النحو اخلامس الذي هو مظهر :ل يف علمه منهاويستكثر مما حص .)3(للحرية"

لفقيه حيتاج للمقاصد الشريعة يف قبول اآلثار من السنة، ويف لكما زاد ابن عاشور أن عتبار بأقوال الصحابة والسلف، ومثل لذلك برد عائشة رضي اهللا عنها حلديث:"يعذب امليت اال

‘Ÿωuρ â ﴿:، ملعارضة عموم قوله تعاىل)4(لبكاء أهله" Ì“s? ×οu‘ Η# uρ u‘ ø— Íρ 3“ t� ÷z é&﴾ سورة األنعام، اآلية

164)5(. اآلية، ه وبنيبين وفقتما ردت احلديث وإمنا أن عائشة رضي اهللا عنها يقالوميكن أن

فعن هشام بن عروة عن أبيه قال: ذكر عند عائشة قول بن عمر امليت يعذب ببكاء أهله عليه، عبد الرمحان مسع شيئا فلم حيفظه، إمنا مرت على رسول اهللا صلى اهللا عليه رحم اهللا أبا فقالت:

.)6("وسلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه، فقال:"أنتم تبكون وإنه ليعذب

).3/115إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 1 .15، املصدر السابق، صميةمقاصد الشريعة اإلسال - 2 .18و15، ص املصدر نفسه - 3 .)1/308( ،1206صحيح البخاري،كتاب اجلنائز، باب: يعذب امليت لبكاء أهله إن كان النواح من سنة رقم - 4 .17مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 5 ).1/447، (927رقم ،صحيح مسلم، كتاب اجلنائز، باب امليت يعذب ببكاء أهله عليه - 6

Page 158: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾140﴿

وكذا املقاصد حترر عقل اتهد من اجلمود واخلمول، والتبعية والتقليد، ليحقق باجتهاده .)1(صالحية الشريعة ومشوليتها لألحكام يف كل زمان ومكان

أمهية املقاصد بالنسبة للمسلم العادي: مسألة

فة مقاصد كل مكلف حباجة إىل معرفة مقاصد الشريعة، ألن معر"مل ير ابن عاشور أن العامي أن يتلقى الشريعة بدون معرفة املقصد ألنه ال الشريعة نوع دقيق من أنواع العلم، فحق

ريفهم املقاصد مبقدار ازدياد حظهم من العلوم مث يتوسع للناس يف تعوال ترتيله، هحيسن ضبط2(فهم املقاصد" ملالعا الشرعية لئال يضعوا ما يتلقونه يف غري مواضعه فيعود بعكس املراد وحق( .

ورد بأنه ال يستقيم إال إذا جوز للعامي االجتهاد والتصرف يف الشريعة واه، وهذا ال .)3(يقول به أحد

ويبدوا من كالم ابن عاشور أنه يقصد باملقاصد اليت ال يلزم كل مكلف معرفتها، هي خبشية أن ال حيسن ضبطه ل ذلك، ألنه علالبغية منه استنباط األحكام املقاصد باعتبارها علما

وال ترتيله، وهذه وظيفة اتهد ال وظيفة املكلف العادي.قد حيتاج املسلم العادي للمقاصد يف ترسيخ عقيدته، حبيث تكون له قناعة يف دينه وإال ف

واليت ،إذا علم مقاصد الشرع من جلب صالح له ودفع فساد عنه، فيخلص عبوديته هللا سبحانهيرمي إىل طمس حماسن الشريعة اإلسالمية، كل ما قه، كما تعطيه مناعة ضد هي الغاية من خل

حىت ميكنه هلا تهمعرفيستلزم املكلف قصده قصد الشارع، ةمسألة اشتراط مواقف مث إن . )4(موافقتها

.118، مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص44االجتهاد املقاصدي، املصدر السابق، ص - 1 .18مية، املصدر السابق، صمقاصد الشريعة اإلسال - 2 .102مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 3أمهية املقاصد يف الشريعة اإلسالمية وآثرها يف فهم النص واستنباط احلكم، املصدر السابق، ؛ 103ص مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، - 4

.113ص

Page 159: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾141﴿

فإذا كان ذلك كذلك فالعلم مبقاصد الشريعة بدقائقه حق اتهد نظرا لوظيفته، أما سبحانه وأحكامه أتت لتحقيق مصاحل العباد ودرء الفساد عنهم، ومعرفة معرفة بأن دين اهللا

مقصوده من حترمي بعض املعامالت، وإجياب بعض األحكام مما هو من ضروريات التعامل، فيلزم على الكل معرفتها وهي القدر املشترك بني اجلميع.

لشاطيب:"فإن مل هو يتحدث عن أمهية مبحث املقاصد عند اودراز الشيخ قول ي ويف هذاتصل منه إىل االتصاف بصفة االجتهاد والقدرة على االستنباط، فإنا نصل منه إىل معرفة مقاصد الشرع، وسر أحكام الشريعة وإنه هلدى تسكن إليه النفوس، وإنه لنور يشرق يف نواحي قلب

.)1(ارك"املؤمن، يدفع عنه احلرية، ويطرد ما يلم به من اخلواطر، وجيمع ما زاغ من املد

الفرع الثالث: نشأة املقاصد

القرآن الكرمي والسنة النبوية، جمتمعة دلت على أن ن، واإلنسا املقاصد قدمية قدم خلق األحكام وضعت ملصاحل املكلفني، كما سبق ذكر ذلك يف حجية املقاصد من هذا املطلب.

ضوان اهللا عليهم وبعد هاذين املصدرين: أقضية الصحابة، يقول اجلويين أن الصحابة ر كانوا يرجعون إىل أمرين للتعرف على األحكام الشرعية:

بكل االستصالح على اخللق محل يرون ال كانواأوال: ضبط الشارع وتوقيفه، والثاين: على قواعد الشريعة ويستثريون منها ما يظنونه مناسبا لشرع حيومون كانوا وإمنا ،يرأ

رون املصلحة املناسبة لتعليق األحكام عليها.. فكانوا عند عدم النص يتح)2(احلكمونذكر بعض األقضية اليت راعى الصحابة فيها مقاصد الشريعة، من جلب املصلحة

اتفاقهم على مجع املصحف، وليس مثت نص ، كودرء املفسدة يف تقرير بعض األحكام الشرعية

).1/8، حتقيق دراز، املصدر السابق، (املوافقات - 1 ). 2/841الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 2

Page 160: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾142﴿

زمنه عليه السالم، وقضوا وا شارب اخلمر مثانني، ومل يكن له حد مقدر يف غري املصلحة، وحد . )1(بتضمني الصناع، واملستند يف ذلك املصلحة

مؤسسي املذاهب، بالصحابة فأئمة السلف، ونذكر من بينهم مث التابعون الذين اقتدوا .ونبدأ بأيب حنيفة

راعى أبوحنيفة مصلحة الناس فيما كان يستنبطه من أحكام وفق القياس، أبوحنيفة: لم العامة أي: أن فقهه يسع مجيع املكلفني وييسر عليهم معامالم.حىت وصف علمه بأنه ع

جاء يف مناقب أيب حنيفة للموفق املكي:" وكالم أيب حنيفة أخذ بالثقة وفرار من القبح، والنظر يف معامالت الناس وما استقاموا عليه وصلحت عليه أمورهم، ميضي األمور على

االستحسان مادام ميضي له، فإذا مل ميض له رجع إىل ما القياس، فإذا قبح القياس ميضيها على وكان يوصل احلديث املعروف الذي قد أمجع عليه، مث يقيس عليه مادام ،يتعامل املسلمون به

القياس شائعا، مث يرجع إىل االستحسان أيهما كان أوفق رجع إليه... هذا علم أيب حنيفة رمحه . )2("اهللا، علم العامة

، إذ القرآن أصل األصول مل يهتم بالتفريع )3(قطعية أا حكم داللة العام وعن رأيه يفـ ي إىل دبل جاء على شكل كليات، متمثلة يف العمومات املنصوصة واملعنوية، ونعتها بالظنية يؤ

الدين؛ يف اخلطرية املسائل من وهينعت كلي الدين باال ثبات، وإىل رأيه مال الشاطيب، قال:" فإذا العمومات، هي وعمدا الشرعية األدلة غالب ألن شنيع األمر ظاهر يف افيه اخلالف فإنا قالوه ما على بناء فيها املختلف املسائل من تعدغالبها أو العمومات مجيع أن من أيض

.)4("فيها خمتلفا الشريعة معظم صار خمصص؛

)2/81كتاب االعتصام، املصدر السابق، ( - 1 ).1/82(مناقب اإلمام األعظم أيب حنيفة رضي اهللا عنه وأكرم، املصدر السابق، - 2 .99ملغين يف أصول الفقه، املصدر السابق، صا )؛1/99(الفصول يف أصول الفقه، املصدر السابق، - 3 ).4/46(املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، - 4

Page 161: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾143﴿

تقدمي للقطعي على إذا خالفته، فهذا منه)1(القواعد العامة على خرب اآلحاد هتقدميـ . الظين

االستحسان: يقيس أبو حنيفة ما صلحت أمور الناس واستقامت وفقه، فإذا قبح ـ أخذ باملصلحة. بكل األحوال هو :القياس استحسن، واالستحسانح باالعتماد على أكثر املذاهب أصوال ومرونة، صرهـ): 93مالك بن أنس: ( ولد

تسعة أعشار بل قال عنه أنه: ، )2(ما هو إال مراعاة للمصلحةو ،املصاحل املرسلة، واالستحسانوإن كان يعد من أهل احلديث فعده من أهل الرأي أوىل، ألنه انفرد مبنهج خاص ومالكالعلم،

م األصول العامة باالستدالل وهو تفسري النصوص اجلزئية يف ظل التأصيالت الكلية، فقد

‘Ÿωuρ â ﴿:وم قوله تعاىل، كتقدميه عممنها والقطعية على الظين Ì“s? ×οu‘ Η# uρ u‘ ø— Íρ 3“ t� ÷z é&﴾ ،سورة األنعام

، 164اآلية

، وليس هذا منه على إطالقه كاحلنفية، )3(على احلديث اآلحاد:"يعذب امليت لبكاء أهله"مدرسة مستقلة بذاا، ويكفي مطلقا، فمنهجه وإمنا يقدم ما قوي عنده، فال يهمل اجلزئي الظين

رج منها الشاطيب وابن عاشور.أنه قد خت :هـ)204ت -هـ 150الشافعي (

بقوله:"...وبذلك ذلكزهرة يصف أبوه، عملية، هلا عالقة بالفققواعد ضبط يف رسالتهنرى أصوال حية، وقواعد مطبقة ال قواعد مطلقة جمردة، وال صورا ذهنية بعيدة عن الوقوع، فال

املقدور جائزا وغري جائز، وال إمكان النسخ قبل العمل نرى يف قواعده مثل حبث التكليف بغري .)4(باملنسوخ، وكان يعتمد األمور العملية

).2/289(بداية اتهد واية املقتصد، املصدر السابق، - 1 ).1/155(الفصول يف أصول الفقه، املصدر السابق، - 2 .138سبق خترجيه يف الصفحة - 3

.351صاملصدر السابق، آراؤه الفقهية، الشافعي، حياته وعصره، - 4

Page 162: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾144﴿

وناقش املسائل مبا خيدم عملية الفهم واالستنباط، كمسألة نزول القرآن باللغة العربية، فال يفهم إال من جهة لسان العرب، وقد شهد له الشاطيب بأن طرح املسألة ذا الشكل خيدم

نهج امل. والشافعي يف )1(مقاصد الشرع، وأن كثري ممن أتى بعد الشافعي مل يأخذها ذا املأخذره للمجتهد يف عملية االستدالل على مقصود الشرع، أنه إن مل جيد احلكم منصوصا الذي سط

.)2(العامة ومصاحلها الشرع كليات يف ينظر ولكنه عليه مل خيض يف القياس،عللة وغري معللة، وفكرة تعقل األدلة الشرعية هي اليت شكلت وقسم األحكام إىل م

.)3(وتعليل األحكام هو نواة علم املقاصد ،عصب الفكر املقاصدي عند األصولينيرأوا الشريعة اإلسالمية جمموعة من العلماء الذين تبوا يف مقاصدن كممبعض عد قد و

الترمذي احلكيم (أبو عبد اهللا ك :اممن خالل عناوين مؤلف أم أسهموا يف مقاصد الشريعةأبو منصور املاتريدي ،)4(له"علل الشريعة" حممد بن علي): من أهل القرن الثالث،

له :)365أبو بكر القفال الشاشي:(ت ،)5(مآخذ الشريعة"ومن مؤلفاته ":هـ)333(ت .)7(رايع""علل الش له كتاب ):381-هـ306ابن بابوية القمي ( ،)6("حماسن الشريعة" كتاب

تعليالته لألحكام، العلل" للحكيم الترمذي والذي مأله ب وقد وقفت على كتاب "إثباتمنه للحكم واملعاين اليت يف التفاتةإال أا ،فهو وإن وصفت تعليالته هذه بتعليالت الذوقية

، وهي منشأ املقاصد.طيات األحكام

).2/51(، املصدر السابق، املوافقات، حتقيق دراز - 1 ).2/1337الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 2 .124الشاطيب ومقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3؛ مقاصد الشريعة عند ابن القيم، املصدر السابق، 40قاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص؛ نظرية امل6لرفاعي، املصدر السابق، صل مقاصد الشريعة، - 4

علم املقاصد الشرعية، تأليف نور الدين اخلادمي، مكتبة العبيكان، ؛ 38، املصدر السابق، ص؛ مقاصد الشريعة اإلسالمية، دراسة أصولية وتطبيقات فقهية73ص .56ص ، 2001- 1/1421الرياض، ط

.73؛ مقاصد الشريعة عند ابن القيم، املصدر السابق، ص198لرفاعي، املصدر السابق، صل؛ مقاصد الشريعة 43نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، ص - 5 .74؛ مقاصد الشريعة عند ابن القيم، املصدر السابق، ص43نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 6 .198لرفاعي، املصدر السابق، صل الشريعةمقاصد - 7

Page 163: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾145﴿

أن هذه الكتب ليست كلها دون غريهم ـ السيما وبالذكر هؤالء لتخصيص وجه والاملقاصد تدور حول حمور عناوينها فيها كلمة التعليل، و مطبوعة، بل منها املفقودـ إال كون

التعليل.لزمهم أن يذكروا كل األصوليني على طول قائمتهم ألم تكلموا عن تعليل هذا يو

.األحكام يف باب القياس األقطاب البارزة يف علم مقاصد الشريعة:

: )1( )ه478يين (تاجلو

: )2(قسم املناسب إىل مخسة أقسامـ 1األول: ما تعلق بالضروريات كالقصاص حلفظ الدماء، والثاين: ما تعلق باحلاجة العامة كاإلجارات بني الناس، والثالث: ما كان من قبيل التحلي باملكرمات والتخلي عن نقائصها،

ما ال يتعلق بضرورة وال حاجة عامة، فهو من باب ومثل هلا بالطهارات، والقسم الرابع: وهو ،املكرمات لكن االستحثاث عليها مل يرد بأمر تصرحيي بل يندب، فهي دون القسم الثالث

واخلامس الذي ال يعلل تفصيال وإال فهو ميكن تعليله إمجاال.ين بأن القسم اخلامس ال ينتمي ال للضروريات وال للحاجيات وال وصرح اجلوي

مات، فحصر األقسام املعللة يف األربع، ويقول الريسوين: القسم الثالث والرابع ميكن للمكر

دجمهما، وبذلك يعود الفضل األول يف تقسيم املقاصد واملصاحل إىل ضرورية وحاجية وحتسنية

.)3(إىل اجلويين

، حفريات املعرفة العربية 76، مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص47نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 1 .176، ص1990، 1اإلسالمية، التعليل الفقهي، سليم يفوت، دار الطليعة للطباعة والنشر، بريوت، ط

).2/923الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 2 .51الشاطيب، املصدر السابق، ص اإلمام نظرية املقاصد عند - 3

Page 164: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾146﴿

تصرحيه بوجود املقاصد يف األوامر والنواهي، قال:"ومن مل يتفطن إىل وقوع ـ 2

.)1(صد يف األوامر والنواهي فليس على بصرية من وضع الشرائع"املقا

ر أن مراد الشرع ومقصوده جيب أن يستند إىل أصول قطعية يف االستنباط، قرـ 3

وهي عنده إما النصوص القطعية املتمثلة يف نص الكتاب والسنة املتواترة واإلمجاع، أو املقاصد

سابقا واليت تشكل أصول املصاحل يف الشرع، أو املستقرأة، وهي األقسام اخلمس املذكورة

، واليت ترتقي ا املقاصد الشرعية املستفادة من القرائن اليت حتف بالنصوص الشرعية الظنية

.)2(للقطع

كما أن اجلويين هو الذي نقل منهج الشافعي يف االحتكام إىل أدلة الشرع فقدم ـ 4

.)3(، ووصفه بالترتيب احلسناالحتكام إىل كليات الشرع ومصاحلها على القياس

وقد ذكرنا يف أقسام املقاصد، كيف اهتم اجلويين مبفهوم الضرورة اليت تتعلق ـ 5

ف ما اعتاده األصوليون من االهتمام مبفهومها بالنسبة باتمع، يف كتابه:" غياث األمم"، خبال

، ولقد اهتم الباحث عبد ايد صغري بدراسة هذا الكتاب وحتليل مضامينه حىت قال )4(لألفراد

يف اجلويين: أنه تفرد بنموذج فقهي، ليس هو الوعي مبركزية مقاصد الشريعة وإبرازها كمفهوم

وضوع مقاصد الشريعة كعلم جديد متميز بقواطع أدلته، قائم بذاته فقط، بل طرح ألول مرة م

يتجاوز اخلالف ومستقل عن املذاهب الفقهية الفروعية، بل وعن أصول الفقه الظنية، لينقذ

.)5(العامل من االيار الوشيك

).1/295(الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، - 1 ).2/922)، (1/372)، (1/85، (املصدر نفسه - 2 ).2/1337املصدر نفسه، ( - 3 .من هذا البحث 82فحة أنظر الص - 4 .355، املصدر السابق، ص صويلاالفكر األ - 5

Page 165: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾147﴿

:)1(هـ)505الغزايل: (ت

فعد أو منفعة جلب عن األصل يف عبارة فهي املصلحة أماعرف املقاصد، قال:" ـ 1 يف اخللق وصالح ،اخللق مقاصد املضرة ودفع املنفعة جلب فإن ،ذلك به نعين ولسنا ،مضرة اخللق من الشرع ومقصود ،الشرع مقصود على احملافظة باملصلحة نعين لكنا ،مقاصدهم حتصيل .)2("وماهلم ونسلهم وعقلهم ونفسهم دينهم عليهم حيفظ أن وهو :مخسة

.)3(، حاجية، حتسينية ومكمالاقسم املصاحل إىل: ضروريةـ 2العقل، النسل ،النفس، حدد الكليات الضرورية اخلمس املقصودة للشرع: الدينـ 3

.)4(واملالضبط املصلحة اليت ميكن أن تكون حجة بشروط ثالث: ضرورية، قطعية، ـ 4

.)5(كلية

واعد الكلية أوال ، ومن منهجه مالحظة الق)6(اهتمام الغزايل بالقرائن كطريق يفيد اليقنيوتقدميها على اجلزئيات، كما يف القتل باملثقل فقدم قاعدة الردع على مراعاة االسم الوارد يف

.)7(اجلزئي

متثلت جهوده يف حبثه عن العلل الفقهية، هـ):595هـ ـ ت 520ابن شد(بني أسباب اخلالف، وحبثه عن طبيعة ظنية القياس ومشكلة حجية اإلمجاع، ومتييزه إلتماسو

.)8(لكليات اليقينية القطعيةلقعيد، وطلبه تاملصلحي والتعبدي يف األوامر الشرعية، ونزوعه حنو ال

؛ نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر 178؛ حفريات املعرفة العربية اإلسالمية، املصدر السابق، ص6املصدر السابق، صلرفاعي،لمقاصد الشريعة - 1 .47؛ مقاصد الشريعة عند اإلمام ابن عاشور، املصدر السابق، ص79املصدر السابق، ص ؛ مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية،51السابق، ص

).1/416املستصفى، املصدر السابق، ( - 2 ).1/416املصدر نفسه، ( - 3 ).1/417( املصدر نفسه، - 4 ).1/421املصدر نفسه، ( - 5 ).1/256املصدر نفسه، ( - 6 ).1/4سابق، (املوافقات، حتقيق دراز، املصدر ال - 7 .348الفكر األصويل ، املصدر السابق، ص - 8

Page 166: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾148﴿

وأما هل يطلق القاضي إذا أىب :"قال املسألة السادسةاإليالء، مثال ذلك ما جاء يف وقال أهل ،يطلق القاضي عليه:فإن مالكا قال، الفيء أو الطالق أو حيبس حىت يطلق

معارضة األصل املعروف يف الطالق وسبب اخلالف:، حيبس حىت يطلقها بنفسه:الظاهرومن راعى ،ال يقع طالق إال من الزوج :فمن راعى األصل املعروف يف الطالق قال ،للمصلحة

.)1("وهو نظر إىل املصلحة العامة ،يطلق السلطان :الضرر الداخل من ذلك على النساء قالفمن حلظ جانب املصلحة مل ، الف:أن العدة مجعت عبادة ومصلحةوسبب اخل"قال: ويف العدة:

.)2("ومن حلظ جانب العبادة أوجب عليها العدة ،ير عليها عدة

يتمثل أثره يف موضوع املقاصد يف دفاعه الرزين عن تعليل :)3(هـ)606الرازي (ت من الظن إىل القطع، أحكام الشريعة اإلسالمية، وإشارته إىل أمهية القرائن يف نقل داللة النص

"واعلم أن اإلنصاف أنه ال سبيل إىل استفادة اليقني من هذه الدالئل اللفظية إال إذا قال الرازي:ا ناقترنت ا قرائن تفيد اليقني سواء كانت تلك القرائن مشاهدة أو كانت منقولة إلي

.)4(بالتواتر"

:)5(هـ)631اآلمدي(ت

التفريع لصنيع اجلويين والغزايل، أما عن جديده متثلت جهوده يف التتميم والتكميل و .)6(إدخال أصول املصاحل الشرعية يف الترجيح بني األقيسة :هوف

: )1(هـ)660العز بن عبد السالم (ت

).2/169املصدر السابق، ( بداية اتهد واية املقتصد، - 1 ).2/170، (املصدر نفسه - 2 .56، ص، نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق49نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 3 ).1/408، املصدر السابق، (للرازياحملصول - 4؛ نظرية املقاصد عن اإلمام ابن 49؛ نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص57نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص- 5

.84تيمية، املصدر السابق، ص ).4/336بق، (اإلحكام لآلمدي، املصدر السا - 6

Page 167: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾149﴿

عنوان كتابه:"قواعد األحكام يف إصالح األنام"، يوحي بأن أصول األحكام املقصود ـ يتحدث عن كيفية صالح الذي مون الكتاب مض ذلككما ينبئ على ،منها هو صالح البشرية

العباد.تأسيس والتقعيد للمقاصد، لكتابه " قواعد األحكام": عده ابن عاشور حماولة منه لـ

عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم املصري الشافعي يف قواعده، وشهاب الدين أمحد "قال: أن فلقد حاوال غري مرة تأسيس املقاصد بن إدريس القرايف املصري املالكي يف كتابه الفروق،

.)2( "الشرعية من طرق الكشف عن املقاصد اليت قررها العز هي:

الفطرة ويعرب عنها باتفاق اخللق قبل ورود الشرع على حتصيل املصاحل ودرء املفاسد، .)3(نصوص الشرع واالستدالل الصحيح منها، الضرورة والتجربة

: )4( )684لقرايف (ت ا القرايف أصول الشريعة إىل قسمني: يقسمـ 1

الشريعة املعظمة اشتملت على أصول وفروع وأصوهلا قسمان، أحدمها: املسمى بأصول الفقه، وهو يف غالب أمره ليس فيه إال قواعد األحكام الناشئة عن األلفاظ العربية خاصة،

ملة على أسرار الشرع والقسم اآلخر: قواعد كلية فقهية جليلة كثرية العدد، عظيمة املدد، مشت .)5(وحكمه، ومل يذكر منها شيء يف أصول الفقه"

2

؛ مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر 208، 194، 190، 184عند العز بن عبد السالم، املصدر السابق، ص الشريعة اإلسالمية مقاصد - 1؛ نظرية املقاصد عند 65السابق، ص؛ نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر 180؛ حفريات املعرفة العربية اإلسالمية، املصدر السابق، ص87السابق، ص

.51اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص .8مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 .15، 13، 9قواعد األحكام ، املصدر السابق، ص - 3 .54م الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص؛ نظرية املقاصد الشريعة عند اإلما88نظرية املقاصد عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 4 ).1/62الفروق، املصدر السابق، ( - 5

Page 168: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾150﴿

يقرر بأن االحتكام إىل القواعد الكلية، يأمن صاحبه من الوقوع يف التناقض الناتج ـ .)1(عن ختريج الفروع باملناسبات اجلزئية

األوىل أفضلية القواعد الفقهية على القواعد اللغوية األصولية، الشتماليصرح بـ 3هي إشارة ذكية استثمرها من رام التجديد يف مباحث علم وعلى أسرار الشرع وحكمه،

.)2(األصول، كابن تيمية، وابن القيم والشاطيبأثار القرايف مسألة التفريق بني املقامات املختلفة لتصرفات النيب عليه السالم، وهو ـ 4

السادس والثالثني قال: "الفرق السادس أحد املسالك اليت تكشف عن مقصود الشرع، يف فرقهوالثالثون بني قاعدة تصرفه صلى اهللا عليه وسلم بالقضاء، وبني قاعدة تصرفه بالفتوى وهي

.)3(التبليغ، وبني قاعدة تصرفه باإلمامةكما دقق القرايف يف مسألة الوسائل واملقاصد، قال:"حسم مادة وسائل الفساد ـ 5

ل السامل عن املفسدة وسيله إىل املفسدة منعنا من ذلك الفعل، وذكر دفعا له، فمىت كان الفع . )4(قاعدة:"كلما سقط اعتبار املقصد سقط اعتبار الوسيلة"

واالحتكام: حاول الطويف فعليا أن يؤسس للمقاصد الشرعية )ه716الطويف (ت املصلحة املرسلة يف ألن املصلحة اليت حتدث عنها ليست هيللكليات واليت عرب عنها باملصلحة،

تلك الكليات املستقراة من جزئيات النصوص بعدما :مذهب مالك، بل أمر أبلغ منه فهياكتسبتها قوة تقدمت ا على النص، ويقصد النص اجلزئي، وهذا التقدمي منه ليس إال عرض

.)5(للجزئيات على الكليات، شأنه يف ذلك شان مالك وأيب حنيفة والشافعي والغزايل

: األحكام الشرعية كلها عند ابن تيمية جاءت لتحقيق مصاحل )ه728تيمية (ت ابنالعباد ودرء الفساد عنهم، قال ابن تيمية:"أن أمره وتشريعه سبحانه مقصوده بيان ما ينفع العباد

).1/62( املصدر نفسه، - 1 .54مقاصد الشريعة عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 2 ).1/426املصدر السابق، ( ،الفروق - 3 .352شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 4 املطلب الثاين من املبحث الثاين من الفصل الثالث من هذا البحث. أنظر - 5

Page 169: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾151﴿

ل الصالح األعظم ويدرأ عنه أعظم . واحلكيم من استطاع أن حيص)1(إذا فعلوه وما يضرهم"ليس العاقل الذي يعلم اخلري ه القاعدة يتم الترجيح بني املصاحل، يقول أيضا: "الفساد، ووفق هذ

على منفعة احلسنة، بل ويسقط .)2(من الشر، وإمنا العاقل الذي يعلم خري اخلريين وشر الشرين"تة ملا هو أحسن منها، أو مستلزمة لسيئة الواجب للمضرة يف الدنيا وتترك احلسنة إذا كانت مفو

)3(كسقوط الصيام ألجل السفر"ضرا تزيد م

كما جعل ضبط اللسان العريب واالحتكام إىل سياق اخلطاب مسلك من مسالك ، وكذا اهتمامه مبقاصد املكلفني، وذلك يف مبحث )4(التوصل إىل مراد الشارع احلكيم

مبحث احليل، وتدليله على أن أحكام الشرع معللة.، والذرائعول ابن تيمية:"...ومعرفة احلكم واملعاين اليت تضمنتها الشريعة كما ذكر احلسيين ق

، وعلق عليه قائال: "وكأن ابن تيمية يف هذا النص يشري إىل ما )5(من أشرف العلوم"

.)6("علم مقاصد الشريعة" بـ سيعرف حديثا، مع حممد الطاهر بن عاشور

ابن القيم الشريعة يقول ،: هو امتداد لفكر شيخه ابن تيمية)ه751ابن القيم (ت مبناها على حتصيل املصاحل حبسب اإلمكان ال يفوت منها شيء، فإن أمكن حتصيلها كلها

قدم أكملها وأمهها ،حصلت، وإن تزامحت ومل ميكن حتصيل بعضها إال بتفويت البعض .)7(وأشدها طلبا للشارع

- 1/1406، القاهرة، طقرطبة مؤسسةمنهاج السنة النبوية البن تيمية، أيب العباس تقي الدين أمحد بن عبد احلليم، حتقيق د: حممد رشاد سامل، - 11986)،3/36.(

تيمية احلراين، اعتىن به وخرج أحاديثها: عامر اجلزار، أنور الباز، دار اجليل، دار الوفاء للطباعة والنشر. الفتاوى، شيخ اإلسالم تقي الدين أمحد بن ةجمموع - 2 ). 20/33، (1997- 1/1418املنصورة، مكتبة العبيكان، اململكة العربية السعودية، الرياض، ط

).20/33املصدر نفسه، ( - 3 .219، 214، 201، 93املصدر السابق، صمقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، - 4 ).20/308الفتاوى، املصدر السابق، ( ةجمموع - 5 .62نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 6 ).2/333مفتاح دار السعادة، املصدر السابق، ( - 7

Page 170: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾152﴿

ع عليهم، كما اهتم بالتعليل وأساليبه يف الكتاب والسنة وناقش منكريه وشنوحاكى أستاذه يف معاجلة الذرائع واحليل، وتوظيف القرائن يف فهم مقاصد الشرع وأكثر

. )1(وكتاب مفتاح دار السعادة ملييء بتلك احلكم ،من ذكر املقاصد اجلزئية

هـ): 758املقري (ت

ل يف األحكام عنده التعليل، ف يف القواعد الفقهية، األصشيخ الشاطيب، ألدة الثالثة والسبعون: األصل يف األحكام املعقولية ال التعبد ألنه أقرب إىل القبول قال:"القاع

.)2(وأبعد عن احلرج

ذكر ترتيبا للضروريات اخلمس: حفظ الدين، النفس، :)3(هـ)772سنوي (تاإل

.)4(العقل، املال، النسب

نسب :رتب الضروريات اخلمس ترتيب الغزايل، واستبدل ال)5()771ابن السبكي(ت

.)6(للمجتهد معرفة مقاصد الشريعة اإلسالمية صرح باشتراطبالنسل، وزاد العرض، و

هـ):791الشاطيب (ت مبتدع أم متبع؟ أنصف الريسوين يف نظرية املقاصد عند الشاطيب عند ما بني أوجه

ين اإلتباع يف نظريته من أوجه االبتداع، فذكر ما استفاده الشاطيب من سلفه األصوليني كاجلويوكيف أن أصوله ،والغزايل ومن املذهب املالكي، وحتدث عن فكرة املقاصد يف املذهب املالكي

؛ مقاصد الشريعة عند ابن القيم، 92؛ نظرية املقاصد عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص62نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر نفسه، ص - 1 فما بعد. 172املصدر السابق، ص

).1/296القواعد، املصدر السابق، ( - 2 .60نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 34 - 4/388( شرح منهاج الوصول، املصدر السابق،يف ول اية الس.( .107؛ مقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص62نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 5 ).2/18اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 6

Page 171: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾153﴿

ذات صلة وطيدة مبقاصد الشريعة اإلسالمية، كاملصلحة املرسلة والذرائع واهتمامهم مبقاصد . )1(املكلفني

تيمية أو وفند دعوة أن يكون الشاطيب استفاد من ابن رشد أو العز أو القرايف أو ابن ا لدعوى من أثبت استفادة الشاطيب من املقري بعد ابن القيم ، رد)2(ابن القيم وال املقري شيخه

.)3(حىت يثبت الصلة بني الشاطيب وابن تيمية شيخ شيخ املقريوحكم الريسوين هذا فيه نوع من التحكم، فإن سلم له بنفي استفادة الشاطيب من ابن تيمية

كن نفي استفادته من القرايف املالكي ومها من نفس املذهب، وال ابن رشد وابن القيم، فال ميوهو من نفس بلده، أما أن ننفي تأثر التلميذ بشيخه بأي نوع من التأثر فهذا غري ممكن على

اإلطالق.لت يف النقاط األربعة ذكر الريسوين جوانب التجديد يف نظرية الشاطيب واليت تتمث

:التاليةعه الكبري يف مباحث املقاصد، فقد تناول األصوليون املقاصد يف إشارات، توسأوال:

وتناول الشاطيب موضوع املقاصد يف كتاب كامل.ن كان هذا العنصر قد تطرق إليه كل مقاصد املكلفني مبقاصد الشارع، وإالثاين: ربطه

ذا العنصر أن ال من ابن تيمية وابن القيم كما سبق ذكره، والريسوين نفسه يقول بعد ذكره هل شك أن الشاطيب استفاد مما كتبه العلماء يف موضوع النيات واملقاصد وبىن عليه.

إيراده ملبحث طرق الكشف عن مقاصد الشارع، وهذا من حيث إفراده :والثالث مببحث وعنوان.

. )4(والرابع: تقدم بثروة هائلة من القواعد اليت ينضبط ا هذا العلم

.73نظرية املقاصد عند الشاطيب، املصدر السابق، ص - 1 .189، حفريات املعرفة العربية اإلسالمية، املصدر السابق، ص332- 328- 324- 323- 318مام الشاطيب، املصدر السابق، صنظرية املقاصد عند اإل - 2 .93نظرية املقاصد عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص - 3 .335املصدر نفسه، ص - 4

Page 172: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾154﴿

معناها الذي ظل ملدة من الزمن على أكيده يف تعامله مع العلل ومن جديده أيضا تمغمورا، ويقصد بذلك التعليل باحلكمة الذي كان حاضرا يف اجتهادات النظار واتهدين قبل أن يتخذ الفقه وأصوله صورة مذهبية، فصار حيتل الواجهة اخللفية تاركا الصدارة لعلل

.)1(األحكامويرى دراز أن الشاطيب أسالتأسيس س لعلم املقاصد بقوله:"مل يقف الشاطيب عند حد

هلذا العلم، وإمنا جال يف مباحث الكتاب فاستخرج درر غوال هلا أوتق الصلة بروح الشريعة .)2(وأعرق نسبا باألصول"

ابن عاشور أن الرجل الفذ الذي أفرد املقاصد بالتدوين هو أبو إسحاق رأىقد وعليه بعض التطويالت يف كتابه اليت أدت إىل بعض اخللط، فلم يره الشاطيب، وإن كان قد عاب

.)3(أدى الغرض املقصود منه

هـ):808ابن خلدون (تفإذن اخللق، قال:"...العمران ودلل على أنه املقصود من عاصر الشاطيب، حتدث عن

عتمار العامل هذا االجتماع ضروري للنوع اإلنساين وإال مل يكمل وجودهم وما أراده اهللا من اوعن ، )4("وهذا هو معىن العمران الذي جعلناه موضوعا هلذا العلم ،م واستخالفه إياهم

وسائله، املتمثلة يف خمتلف العلوم اليت مساها صنائع، وعن العيوب اليت طرأت هلا خالل التاريخ، لة من شرف د بذلك املقصد العام من اخللق ووسيلته، واهتم بالوسيلة، ألن شرف الوسيفحد

وشرحت فيه من أحوال العمران والتمدن الغاية، وكانت معاجلته لألمور تعليلية. قال يف تارخيه:" .)5("من العوارض الذاتية ما ميتعك بعلل الكوائن وأسباا اإلنساينوما يعرض يف االجتماع

.175- 174حفريات املعرفة العربية اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 ).1/6( ق، ب، املصدر الساات، حتقيق درازاملوافق - 2 .8مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3 .49مقدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص - 4)، 808لدون، (تى ديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكرب، تأليف عبد الرمحان بن خمتاريخ ابن خلدون، املس - 5

).1/9، (2001- 1421ضبط املنت ووضع احلواشي والفهارس األستاذ خليل شحادة، مراجعة الدكتور سهيل الزكار، دار الفكر، بريوت، لبنان، ط/

Page 173: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾155﴿

، )1(بلةوقد كانت فكرة املقاصد الشغل الشاغل ملفكري القرن الثامن من املالكية واحلنااملباحث كذا كما عرف هذا القرن صحوة فكرية، متثلت يف ذلك الزخم الفكري املتنوع، و

الفكرية العديدة اليت طفحت ا موسوعات القرن، مثل موسوعة اإلحاطة البن اخلطيب، ونفح الطيب أو أزهار الرياض ألمحد املقري، واملعيار للونشريسي، وكان هذا النشاط مبثابة النهضة،

.)2(التعويض عما أصاب العامل اإلسالمي من انتكاسة وتراجع يف سائر ااالتو

املقاصد ما بعد القرن الثامن:

يقول طه جابر العلواين أن جهد الشاطيب بقي ينتظر من يستفيد منه ويؤسس عليه حىت دراز الشيخ حممد عبده وعبد اهللامث )3(ظهر دعاة اإلصالح الشوكاين، وشاه ويل اهللا الدهلوي

.)5(، مث الشيخ حممد الطاهر بن عاشور مث الشيخ عالل الفاسي)4(والشيخ حممد رشيد رضا

هـ):1393الطاهر بن عاشور (ت القصد ،دعا إىل استقالل علم مقاصد الشريعة اإلسالمية، حبيث يقوم على أصول قطعية

لكشف عن مقاصد تناول يف كتابه أوصاف الشريعة اإلسالمية وطرق ا ،منه تقليل اخلالف .)6(الشرع وتوجها باالستقراء، واستثمر ذلك يف أبواب املعامالت

: قال يف مقدمة كتابه: "وعرضت إىل أصول الشريعة هـ)1394عالل الفاسي(ت

.)7(فتناولتها من جهة املقاصد أكثر مما تناولتها من جهة العلة"

.436املصدر السابق، صالفكر األصويل، - 1 .445املصدر نفسه، ص - 2تأصيل عند اإلمام ويل اهللا الدهلوي، المساعيل نقاز، حتت إشراف الدكتورة عقيلة حسني، نوقشت سنة أنظر رسالة ماجستري بعنوان الفكر املقاصدي وجتربة ال - 3

، اجلزائر العاصمة.2009أنظر رسالة بعنوان الفكر املقاصدي عند حممد رشيد رضا لنيل درجة الدكتوراه لصاحبتها منوبة برهاين،حتت إشراف مسعود فلوسي، نوقشت - 4 اج خلضر باتنة.،جامعة احل2007سنة .15تقدمي نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 5 أنظر كتابه مقاصد الشريعة اإلسالمية.- 6 .5املصدر السابق، ص ،مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها - 7

Page 174: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾156﴿

ائل تطوره، وأن الشرائع اهتم بوصف الفطرة، واشتمل كتابه على تاريخ القانون، ووسبدأ حديثه يف كتابه اإلنسانية كانت تقصد العدل فلم تبلغه، خبالف التشريع اإلسالمي. ولذا

.)1(تاريخ القانونعن يف مقاصد أسهمواممن على سبيل املثال ال على سبيل احلصر، من األصوليني هذه مناذج إذ لو مل ر يف املقاصد إما ابتداعا أو اتباعا، كان هلم أث مجيع األصولينيألن ، الشريعة اإلسالمية

وهذا البحث من بدايته إىل ايته شاهد على ذلك. يكن هلم مقاصد ملا أقدموا على هذا العلم،بالتقليد واجلمود، وغلق باب االجتهاد ـ والذي يعترب يف هبل ويف العصر الذي يصفون

الدخالء ممن يدعون االجتهادـ:أفىت على مقصد محاية الشريعة عن امبني احد ذاته اجتهادالعلماء فيما ما جد من مسائل ومل يكن ألئمتهم حكم فيها، بتخرجيها على أصوهلم، مستندين

ثرت عن أئمة املذهب، حىت خيرج حكم يف ذلك على تعليل األحكام والفروع الفقهية اليت أ املسألة وفقها. املبحث:نتائج

السيما القسم اخلاص منها بقواعد ضبط اللسان العريب، مل يسلم ألصول الفقهيف احلجيةدليل متفق عليه، ولذا نعتت أصوهلا بالقصور لظنيتها، وكثرة اخلالف فيها، فكانت دعوى ابن

منها. ةقطعية أو قريب عاشور دعوة هلا ما يربرها، واقتراح علم حيوي أصوالحل املكلفني يقول الشاطيب أما حجية املقاصد وكون املقصود من الشرع، حتقيق مصا

أا مسلمة، ومعىن املسلمة أنه وجدها مقررة عند سلفه، حبيث ال جمال إلنكارها، وبرهن على ذلك باالستقراء، وقال أن من هذا الباب ثبت القياس واالجتهاد.

ولعل ما أرادا أن ينبها عليه شيخا املقاصد كجديد يف حجيتها، هو تصدير احلجية ـ خبالف معظم األصوليني الذين ع واليقني مبا ال يدع جماال للشكء كدليل يفيد القطباالستقرا

تناولوا املسألة من الناحية اجلزئية، حبيث يسهل توجيه نقدها، السيما يف القياس واالجتهاد ـ حىت يتسن هلما اعتبار املقاصد أصال لالستنباط، ال ينازعهم فيه أحد.

.9 ، صاملصدر نفسه - 1

Page 175: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

حجية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية، أهميتهما : األول المبحث الفصل الثانـــي

وتطورهما

﴾157﴿

ملقصد األصلي منها هو: استنباط األحكام الشرعية، أما عن وعن أمهية أصول الفقه فاالشق الثاين منها وهو القواعد الفقهية، فعملية التقعيد تلك من طرف جهابذة سلفنا الصاحل من العلماء: حماولة كربى وبناءة لالرتقاء مبنهج االستدالل واالستنباط من املنهج اجلزئي إىل املنهج

ى يف االستدالل واالستنباط، ألن منتهجه يتحد عنده ما يتناقض عند الكلي، وهو املقام األعل غريه.

إال مبعرفة علم املقاصد، االجتهادمن جماالت يف حمال اجتهادأمهية املقاصد: ال عن أما غريمها...كان علم أصول الفقه أو علم احلديث أو ،كل علم مإما فعال فيبدوا أنه

وعن نشأة وتطور أصول الفقه:علم ظهر مع اإلمام الشافعي الذي ترجم للمناهج األصولية اليت كانت قبله، وككل فك

عمليات التجديد كل ما اقتضى األمر ذلك عليه انصبت فللنقد، جهد بشري، فقد كان معرضاالتجديد يف أصول الفقه قدمية، فكانت مسألةمن أجل التقعيد ألصول كفيلة بعملية االستنباط،

قاصد الشريعة اإلسالمية عرب الفترات ملاملقدمة من طرف األصوليني يشهد لذلك اجلهود املختلفة من التشريع.

نشأة املقاصد:أما عن يف مقاصد الشريعة اإلسالمية، إما هم كان هلم إسهام جاألصوليون على اختالف مناهف

لبحث من بدايته ابتداعا أو اتباعا، إذ لو مل يكن هلم مقاصد ملا أقدموا على هذا العلم، وهذا ا .إىل ايته شاهد على ذلك

إذا كان مجيع األصوليني قد أسهموا يف املقاصد، فما مناهجهم يف ذلك؟

Page 176: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني

في في في في أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية مناهج علماء مناهج علماء مناهج علماء مناهج علماء

الشرعالشرعالشرعالشرع تحصيل مقصودتحصيل مقصودتحصيل مقصودتحصيل مقصود

ويحوي مطلبينويحوي مطلبينويحوي مطلبينويحوي مطلبين

أصول الفقه ومقاصد أصول الفقه ومقاصد أصول الفقه ومقاصد أصول الفقه ومقاصد علماءعلماءعلماءعلماءاالستدالل عند االستدالل عند االستدالل عند االستدالل عند مناهج مناهج مناهج مناهج المطلب األول: المطلب األول: المطلب األول: المطلب األول:

الشريعة اإلسالميةالشريعة اإلسالميةالشريعة اإلسالميةالشريعة اإلسالمية

بين األصوليين والمقاصديينبين األصوليين والمقاصديينبين األصوليين والمقاصديينبين األصوليين والمقاصديين االستقراءاالستقراءاالستقراءاالستقراءالمطلب الثاني: المطلب الثاني: المطلب الثاني: المطلب الثاني:

Page 177: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾157﴿

أصول الفقه ومقاصد الشريعة علماءاالستدالل عند مناهج ملطلب األول:ا

اإلسالمية.

مناهج االستدالل عند األصوليني، والثاين: طرق وحيوي هذا املطلب فرعني، األول: حتصيل املقصود عند املقاصديني.

الفرع األول: مناهج االستدالل عند األصوليني: •

هي القواعد العامة واملعايري والبحوث العلمية اليت " :بقولهيعرف الدريين املناهج .)1("يتوصل ا اتهد إىل استنباط األحكام من األدلة

مدرسة :وانقسمت إىل ثالث مدارس، تباينت مناهج االستدالل عند األصولينيوقد .)2(املدرسة املالكيةوأهل احلديث، مدرسة أهل الرأي،

ها أهل احلديث والشافعية واحلنابلة ويؤم و أهل األثر:مدرسة أهل احلديث أـ 1 مث ،السنة ثبتت إذا والسنة الكتاب األوىل: شىت طبقات والعلمقال الشافعي: والظاهرية،

صلى النيب أصحاب بعض يقول أن :والثالثة ،سنة وال كتاب فيه ليس فيما اإلمجاع :الثانية عليه اهللا صلى النيب أصحاب اختالف :والرابعة ،منهم خمالفا له نعلم وال وسلم عليه اهللا

والسنة الكتاب غري شئ إىل يصار وال ،الطبقات بعض على القياس :اخلامسة ذلك، يف وسلم .)4(وسئل الشافعي عن القياس فقال:"إمنا يصار إليه عند الضرورة" .)3("موجودان ومها

نه أو سنة أو إمجاع بأنه وقال يف موضع آخر: "والقرآن على ظاهره حىت تأيت داللة م .)5(على باطن دون ظاهر"

يقول أبو زهرة: وهكذا جند الشافعي يسلك يف تفسري الشريعة اإلسالمية يف أصوهلا .)6(ويف فروعها ويف أقضيتها مسلك الظاهر ال يعدوه

.34، ص1985- 2/1405للتوزيع، سوريا، دمشق، ط املناهج األصولية يف االجتهاد بالرأي يف التشريع اإلسالمي، د.فتحي الدريين، الشركة املتحدة - 1 سيلحق هذا العنصر من تعارض بني األدلة. أنظر هذا التقسيم لألستاذ األخضري يف كتابه :"مناهج الفتيا واالستدالل خبرب اآلحاد، املصدر السابق، وكذا ما - 2 ).8/764، (املصدر السابقاألم، - 3 )؛ 2/59( إعالم املوقعني، املصدر السابق، - 4 ).1/580( ،الرسالة، املصدر السابق - 5 .346املصدر السابق، صالشافعي، حياته وعصره، آراؤه الفقهية، - 6

Page 178: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾158﴿

ولكن داوود غال ،ونكبا عن طريق االعتبار اآلثار إتباعوأما أمحد وداود فقد سلكا .)1( ترك القياس مجلةيف ذلك ف

األصول اليت بىن عليها استنباطه مخس:األصل أن ذكر ابن القيمأما اإلمام أمحد فقد من بني أقوال ريخيت :الثالثو، وال خمالف هلا النصوص والثاين: ما أفىت به الصحابة: األول

،رسل والضعيفاحلديث املبخذ :يأالصحابة إذا اختلفت األقرب إىل الكتاب والسنة، مث الرابع . )2(يصار إليه عند الضرورة القياس :واخلامس

وهي: أربعة وأا منها إال الشرائع من شيء يعرف ال اليت األصول"وقال ابن حزم: صح مما تعاىل اهللا عن هو إمنا الذي سلم و عليه اهللا صلى اهللا رسول كالم ونص ،القرآن نص إال حيتمل ال منها دليل أو ،األمة علماء مجيع إمجاعو ،التواتر أو الثقات نقل السالم عليه عنه

.)3("واحدا وجها .)4(عام القرآن عند هذه املدرسة ظين خيصص خبرب اآلحادوعام القرآن:

، فعند ابن حزم ال يترك لقياسا أما إذا عارض اخلرب الواحد: تعارض اخلرب مع القياس وعند بقية األئمة تفصيل: ،)5(أصال يقول بالقياس اخلرب له، ألنه ال

قال اآلمدي:" ، وجه كل من القياس مع الواحد خربأن يتعارض االحتمال األول: على مقدم اخلرب أن الفقهاء من وكثري والكرخي حنبل بن وأمحد عنه اهللا رضي الشافعي قال

.)6(القياس: نبطةمست أو منصوصة تكون أنإما اجلامعة القياس علة: يالبصر احلسني أبو وقال

كان فإن ،مقطوع غري أو به مقطوعا يكون أن إما عليها فالنص منصوصة كانت فإن

حتقيق: حممد بن تاويت ، هـ)544(تالسبيت عياض وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك، تأليف القاضي عياض بن موسى بن ترتيب املدارك - 1 ).1/86(، 1983- 2/1403اف والشؤون اإلسالمية، اململكة املغربية، طالطبخي، وزارة األوق

). 59إىل 54، 1/50املصدر السابق، (إعالم املوقعني، - 2 .)1/71(، املصدر السابق، البن حزماإلحكام - 3روضة الناظر وحبة املناظر، املصدر ؛ )4/1470( ؛)4/1217اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، (؛ )3/364البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 4

.)1/72(املصدر السابق، ، بن حزمال اإلحكام ،192السابق، ص .)1/73(حزم، املصدر السابق، البناإلحكام - 5 .)2/142آلمدي، املصدر السابق، (ل اإلحكام - 6

Page 179: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾159﴿

على كالنص العلة على النص ألن بالعلة العمل وجب :بينهما اجلمع وتعذر به مقطوعا .)1(مقدمة فكانت مظنون الواحد وخرب ،به مقطوع وهو حكمها

إن قلنا ،نت منصوصة فخرب الواحد أوىلواملختار أن علة القياس إن كا وقال الطويف :".. إما راجحة خرب الواحدألن داللة ،أن التنصيص على العلة ال خيرج القياس عن كونه قياسا

وبتقدير رجحاا ومساواا ،أو مرجوحة بالنسبة إليها ،أو مساوية هلا ،على داللة نص العلةإذ داللته بواسطة ،الف نص العلةخب ،لداللته على احلكم من غري واسطة ،يكون اخلرب أوىل

وإن كانت العلة ،وإمنا يترجح داللة نص العلة إذا كانت راجحة على تقدير واحد ،القياس واإلمجاع، النص ثالث اآلمدي ودليل هذه األولوية يقول .)2("مستنبطة فاخلرب أوىل مطلقا

:واملعقول بني تفصيل غري من تهاد،حيث قدم فيه اخلرب عن االج ،)3(خرب معاذ :النص ـ 1

والقياس نوع من االجتهاد.، واآلحاد املتواتر .)4(كما قال عنه الذهيبال يصح، جمهول ديث استدالل منهم حبوهو

،ملواضع خلرب اآلحاداكثري من يف اجتهادهعمر رضي اهللا عنه ترك :اإلمجاعـ 2 والحيفظوها فقاحاديث ان وأصحاب الرأي فام أعداء السنن أعيتهم اال قال إياكم:"وقال

.)2/142(اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، - 1 ).2/243ر السابق، (شرح خمتصر الروضة، املصد - 2يبعث معاذا إىل اليمن قال: كيف تقضى إذا عرض لك أصحاب معاذ بن جبل ، أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ملا أراد أن عن أناس من أهل محص من.- 3

اهللا صلى اهللا عليه فإن مل جتد يف سنة رسول :رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، قال قضاء؟ قال:أقضى بكتاب اهللا، قال: فإن مل جتد يف كتاب اهللا؟ قال: فبسنةق رسول اهللا ملا يرضى من رسول الذى وف آلو، فضرب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صدره وقال: احلمد هللا وسلم وال يف كتاب اهللا؟ قال: أجتهد رأىي وال

دار ضبط تصحيح حممد عدنان بن ياسني درويش،هـ)، 275لسجستاين( تبن األشعث األزدي الإلمام أيب داود سليمان كتاب السنن، سنن أيب داود، "اهللاسنن الترمذي، تأليف حممد بن عيسى بن ؛608، كتاب األقضية، باب اجتهاد الرأي يف القضاء ص2000- 1/1421اء التراث العريب، بريوت، لبنان، طإحي

، كتاب األحكام عن رسول اهللا صلى اهللا 2004- 1/1425ابن اهليثم، القاهرة،طاعتىن به وحققه حممد عبد اهللا حممد علي، دار هـ)، 279سورة الترمذي(ت .356عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف القاضي، ص ءجا عليه وسلم، باب ما

اهللا الثقفى عن احلارث بن : تفرد به أبو عون حممد بن عبيد وقال الذهيب : ال يصح حديثه.عن احلارث بن عمرو من رجال سند هذا احلديثقال البخاري - 4. ميزان االعتدال يف نقد الرجال، فهو جمهول. وقال الترمذي : ليس إسناده عندي مبتصل: وما روى عن احلارث غري أىب عون عمرو الثقفى ابن أخى املغرية

هـ)، 806يب الفضل عبد الرحيم بن احلسني العراقي(تهـ)، ويليه ذيل ميزان االعتدال لإلمام أ748تأليف اإلمام احلافظ مشس الدين حممد بن أمحد الذهيب(تب العلمية، بريوت، دراسة وحتقيق وتعليق: الشيخ علي حممد معوض، عادل أمحد عبد املوجود، شارك يف حتقيقه: األستاذ الدكتور عبد الفتاح أبو سنة، دار الكت

).2/175، (1995- 1/1416لبنان، ط

Page 180: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾160﴿

فصار أحد عليه ينكر ومل الصحابة بني مشهورا ذلك وكان ، )1("بالرأي فضلوا وأضلوا

.إمجاعا

،عليه مقدما فكان الظن على وأغلب القياس على راجح الواحد خرب :ملعقولاـ 3 ال الواحد خرب ألن ،القياس من أقل فيه اخلطأ واحتمال اخلرب يف االجتهاد أن ذلك وبيان ا معموال حجة كونه وعن ،احلكم على داللته وعن ،الراوي عدالة عن فيه االجتهاد خيرج إىل مفتقر فهو الواحد خبرب ثابتا أصله حكم كان إن فإنه القياس وأما، أمور ثالثة فهذه

إىل يفتقرف ،به مقطوع بدليل ثابتا يكون أن وبتقدير السابقة، الثالثة األمور يف االجتهاد إىل فيفتقر تعليله إمكان وبتقدير ،ال أو تعليله ميكن مما األصل يف احلكم كون يف االجتهاد يف االجتهاد إىل يفتقر صاحل وصف ظهور وبتقدير ،للتعليل صاحل وصف إظهار يف االجتهاد

يف وجوده يف االجتهاد إىل يفتقر ذلك عن سالمته وبتقدير ،األصل يف له املعارض نفي أو مانع وجود من الفرع يف املعارض نفي يف االجتهاد إىل يفتقر فيه وجوده وبتقدير ،فرعال

من بد ال أمور سبعة فهذه، حجة كونه يف النظر إىل حيتاج ذلك انتفاء وبتقدير ،شرط فوات أقل يكون فيه اخلطأ فاحتمال ،غري ال أمور ثالثة بيان إىل داللته يف يفتقر وما ،فيها النظر .)2(أوىل الواحد خرب فكان ،أمور سبعة إىل بيانه يف يفتقر فيما اخلطأ احتمال من الاحتما

رب، قال ابن رشد على تقدمي القياس على اخلوهذا الرأي يعارضه ما دلل به املالكية يقدم القياس على اخلرب، ألن االحتماالت الواردة على إبطال حجيته كثرية، يف مقابل أن

البخاري برواية أيب ذر اهلروي عن مشاخيه الثالثة السرخسي واملستملي الكشميهين، لإلمام إمساعيلعبد اهللا حممد بن فتح الباري بشرح صحيح اإلمام أيب .- 1)، تقدمي وحتقيق وتعليق: عبد القادر شيبة احلمد، طبع على نفقة صاحب السمو امللكي األمري سلطان عبد العزيز آل 852أمحد بن علي بن حجر العسقالين(ت

.)13/302(، 2001- 1/1421الرياض، طسعود، )2/143آلمدي، املصدر السابق، (لاإلحكام - 2

Page 181: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾161﴿

ه إال احتمال واحد يبطل حجيته، وهو: هل األصل معلول ذه العلة أم القياس ال يرد علي ؟)1(ال

أن جاز األعم هو اخلرب كان فإن ،اآلخر من أعم أحدمها يكون أن :االحتمال الثاين .)3(وقالت مجاعة من الشافعية جيوز بالقياس اجللي دون اخلفي .)2(له خمصصا القياس يكون

بتقدير تبطل ال العلة فعلى القول بأن ،الواحد ربخ من أعم القياس كان وإن ،)4(بينهما مجعا ذلك عدا فيما وبالقياس ،عليه دل فيما الواحد خبرب العمل وجب ختصيصها

بأنأما على القول .)5(وقال الطويف:يكون اخلرب خمصصا للقياس إذا قلنا جبواز ختصيص العلة" القياس بني اجلمع تعذر إذا فيما عرف ما لىع فيها فاحلكم ،ختصيصها بتقدير تبطل العلة .)6(الواحد وخرب

،ملدارك، أن أصحاب احلديث علموا أن صحيح الرأي فرع األصلاقال يف ترتيب ن وصحيح اآلثار نوعلم أصحاب الرأي أنه ال فرع إال بعد األصل، وأنه ال غىن عن تقدمي الس

. )7(أوال الرأي: أهل مدرسة

قليال احلديث وكان ،العراق أهل هم: أهل الرأي ابن خلدون حنيفة، قال يؤمها أبو .)8(الرأي أهل هلم: قيل فلذلك فيه مهروا و ،القياس من فاستكثروا عندهم

).18/331البيان والتحصيل، املصدر السابق، (- 1 )2/1482(؛ اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، )2/148، املصدر السابق، (لآلمدياإلحكام - 2 )2/1484(اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، - 3 )2/148آلمدي، املصدر السابق، (لاإلحكام - 4 ).2/243( ، املصدر السابق،شرح خمتصر الروضة - 5 .)2/148آلمدي، املصدر السابق، (لاإلحكام - 6 ).1/91( املصدر السابق،ترتيب املدارك، - 7 .406مقدمة ابن خلدون، املصدر السابق، ص - 8

Page 182: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾162﴿

يقول الدهلوي ليس كل من قاس واستنبط فهو من أهل الرأي، فإن نفس الفهم ووا من أهل الرأي والعقل ال ينفك عن أحد من العلماء، فإن أمحد وإسحاق بل الشافعي ليس

.)1(باتفاق، وهم يستنبطون ويقيسون يف االستنباط: امنهجه

قول بمث ،عليه وسلم رسول اهللا صلى اهللا سنةبمث ،اهللا كتابب حنيفة أيب اإلمام يأخذ فما مل أجد فبسنة رسول اهللا ، "آخذ بكتاب اهللا:وقد أثر عنه أنه قال ،جيتهدمث الصحايب،

سلم، فإن مل أجد يف كتاب اهللا وال سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صلى اهللا عليه و، وال أخرج من مآخذ بقول من شئت منهم وأدع من شئت منه ،أخذت بقول أصحابه

قوهلم إىل قول غريهم، فأما إذا انتهى األمر إىل إبراهيم والشعيب بن سريين واحلسن وعطاء .)2(دوا فاجتهد كما اجتهدوا"وسعيد بن املسبب وعد رجاال، فقوم اجته

وكالم أيب :"جيد الدليل السمعي اجتهد، ذكر يف مناقب أيب حنيفة وذا فإنه إذا مل حنيفة أخذ بالثقة وفرار من القبح، والنظر يف معامالت الناس وما استقاموا عليه وصلحت

ى االستحسان مادام عليه أمورهم، ميضي األمور على القياس، فإذا قبح القياس ميضيها علوكان يوصل احلديث املعروف ،ميضي له، فإذا مل ميض له رجع إىل ما يتعامل املسلمون به

الذي قد أمجع عليه، مث يقيس عليه مادام القياس شائعا، مث يرجع إىل االستحسان أيهما كان .)3("أوفق رجع إليه... هذا علم أيب حنيفة رمحه اهللا، علم العامة

: داللة العام

ألن الصيغة مىت وضعت ملعىن ،ة قطعية داللة اخلاصباثداللة العام عند احلنفية قطعية مباألمة على تعميم احلكم أمجعت فذلك املعىن الزم له حىت يقوم الدليل على خالفه، وكذا

.)4(ووجوب التربص على املطلقات ،كتحرمي البنات واألمهات ،بتعميم الصيغ

).1/272لسابق، (حجة اهللا البالغة، املصدر ا - 1 املصدر السابق،؛ أبو حنيفة، حياته وعصره، آراؤه وفقهه، 34، ص املصدر السابق)؛ مناقب أيب حنيفة وصاحبيه، 15/504( بغداد، املصدر السابق،تاريخ - 2 ).1/92(املصدر السابق، ؛ املذهب احلنفي، مراحله وطبقاته، ضوابطه ومصطلحاته، خصائصه ومؤلفاته، 207ص ).1/82(، املصدر السابقمناقب اإلمام األعظم أيب حنيفة رضي اهللا عنه وأكرم، - 3 .99ص املصدر السابق، املغين، ؛)1/132أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 4

Page 183: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾163﴿

واز ختصيص العام خبرب اآلحاد والقياس، وعليه فال وتفرع عن هذا األصل عدم جρ#) )﴿خيصص العام يف قوله تعاىل: â t� ø%$$ sù $ tΒ u� œ£uŠs? çµ ÷ΖÏΒ 4﴾ اآلحاد "ال ربخب ،20املزمل، اآلية سورة

.)1(صالة ملن مل يقرأ بفاحتة الكتاب"ذلك ألن، ح اإلمام الشاطيب رأي احلنفية يف داللة العام على رأي اجلمهوروقد رج

والعمومات كثرية يف الشريعة يؤدي إىل أن يكون معظم الشريعة ة العموم،اعتبار قطعي عدممما يقتضي ،فال يستدل ا من حيث هي قطعية بل من حيث حتسني الظن ا ،خمتلف فيها

.)2(وفيه توهني وإضعاف لألدلة ،إبطال الكليات القرآنية عرض خرب اآلحاد على القواعد العامة:

كمخالفة حديث ،)3(أن ال يكون خمالفا لألصول اآلحاد قبول خرباشترط احلنفية ل£ ﴿ قوله تعاىل:ل )4(سيفاطمة بنت ق èδθãΖÅ3ó™ r& ô ÏΒ ß]ø‹ym ΟçGΨ s3y™﴾... 6 سورة الطالق، اآلية.

Ç ﴿:ملخالفته الكتاب )5(وحديث املصراة yϑ sù 3“ y‰ tG ôã $# öΝ ä3ø‹n=tæ (#ρ ߉tF ôã $$ sù ϵ ø‹n=tã È≅÷VÏϑ Î/ $ tΒ 3“ y‰tG ôã $# öΝ ä3ø‹n=tæ

واإلمجاع على التضمني باملثل أو ،ج بالضمانار، وقاعدة اخل194سورة البقرة، اآلية ...﴾ ).6(القيمة

تعارض اخلرب مع القياس من كل وجه:

صالة، باب وجوب )، صحيح مسلم، كتاب ال3/584( ،صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب "ومسى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم الصالة عمال - 1 ).1/198(، 394تعلمها قرأ ما تيسر له من غريها، رقم قراءة الفاحتة يف كل ركعة وأنه إذا مل حيسن الفاحتة وال أمكنه

.)3/215املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 2 ).3/121الفصول يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3ققالت فخاصمته إىل بتةة بنت قبس فسألتها عن قضاء رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عليها، قالت طلقها زوجها الفاطم لشعيب قال دخلت علىعن ا - 4

. صحيح مسلم، كتاب الطالق، باب املطلقة ثالث ال سكن هلا وال قالت: فلم جيعل يل سكن وال نفقه" - يف السكن والنفقة–رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ).2/69( ،نفقة حيلب فلم ومجع فيه وحقن لبنها صري اليت واملصراة حمفلة وكل والغنم والبقر اإلبل حيفل ال أن للبائع النهي بابصحيح البخاري، كتاب البيوع، باب - 5

عن النيب هعن اهللا رضي هريرةمن حديث أيب ،)2/93( ،1424صحيح مسلم، كتاب البيوع، باب حكم بيع املصراة، رقم ؛)1/512، (2004، رقمأيامااملغىن، املصدر "؛ متر وصاع ردها شاء وإن أمسك شاء إن حيتلبها أن بعد النظرين خبري فإنه بعد ابتاعها فمن والغنم اإلبل تصروا ال :"سلم و عليه اهللاصلى

.196السابق، ص .)1/341أصول السرخسي، املصدر السابق،( - 6

Page 184: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾164﴿

فصل السرخسي يف املسألة فقال الرواة نوعان:النوع األول: املعروفني بالفقه والرأي ة موجبة للعلم يترك فاء الراشدين ومعاذ وأيب موسى األشعري فخربهم حجكاخلل ،واالجتهاد

وخالفت روايتهم املعروفني حبسن الضبط واحلفظ، فهؤالء إن رووا باملعىن :القياس له، والثاينوحتققت الضرورة بكونه خمالفا ،إذا انسد باب الرأي فيما رووا عمل بالقياس القياس،النيب صلى اهللا عليه وسلم وهو الذي أويت جوامع رادهمعىن أ ، ألن الوقوف على كلللقياسوالقياس الصحيح حجة ثابت بالكتاب والسنة واإلمجاع، فما خالف ،أمر عظيم الكلم

القياس الصحيح من كل وجه يف املعىن خمالف للكتاب والسنة املشهورة واإلمجاع، وترجم .)1(لذلك حبديث املصراة

، اخلرب مطلقا على القياسأبو حنيفة قدم التعارض ي يف حال :يف كشف األسرارو .)2(عن سلف املذهب ونفى التفصيل أن يكون منقوال

بل هو ،ن عن أيب حنيفة ترك العمل حبديث الراوي الغري الفقيهوقال الدهلوي: مل يتبيعدم :تبعه الكثريوواختار الكرخي ،مذهب عيسى بن أبان واختاره كثري من املتأخرين

.)3(ط فقه الراوي للعملاشترا

واخلرب قد خيصص القياس فهو ختصيص للعلة، وخترج ،القياس واخلرب تعارضأما إذا وقد عرف احلنفية ، )4(املسألة على نوع من أنواع االستحسان وهو االستحسان باألثر

)5(:" ختصيص احلكم مع وجود العلة"بتعريفات منها االستحسان قول الصحايب:

لشبهة أن يكون سنة الرسول عليه السالم، فهو ،القياس لقول الصحايبوتترك احلنفية مبثابة خرب اآلحاد، بل قيل قياس الصحايب أقوى من قياسنا وأقوى لعلمه بأحوال املنصوصات وما نزلت فيه، وعلمه بتصاريف الكالم ووجوه اخلطاب، مبشاهدة النيب صلى اهللا عليه

.)1/338( ،املصدر نفسه - 1 .)2/559(، املصدر السابقأصول فخر اإلسالم البزدوي، كشف األسرار عن - 2 ).1/373( ابق،حجة اهللا البالغة، املصدر الس - 3 .26، صاملصدر السابقأنظر مناهج الفتيا واالستدالل بأخبار اآلحاد، - 4 ).4/234(الفصول يف األصول، املصدر السابق، - 5

Page 185: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾165﴿

وأثر عن سبيل فيه لالجتهاد، فيحمل على التوقيف. ة فيما الحج هوقال الكرخي:وسلم، وأيب حنيفة "أنه قال إذا اجتمعت الصحابة على شيء سلمنا هلم وإذا اجتمع التابعون

.)1(زامحناهم" .)2(زهرة بأن مذهب أيب حنفية تقدمي قول الصحايب على القياس أبوقال و

اإلمجاع:

جمتهدوه أو كثروا، كما عصر قلاإلمجاع حجة موجبة للعلم قطعا، ويكون يف كل .)3(وال غريه العترة إمجاع ومل يعترب إمجاع أهل املدينة وال ،اعترب اإلمجاع السكويت حجة

القياس:

مالك فيه عندما سئل ، حىت قال اإلمامه بقوة احلجةفي وبرع أخذ أبو حنيفة بالقياس جيعلها أن السارية هذه يف كلمك لو رجال رأيت ،نعم :قال ؟حنيفة أبا رأيت هل عنه:" .مسيت هذه املدرسة مبدرسة أهل الرأي ذلك ألجله، و)4("حبجته لقام ،ذهبا

يقول ابن القيم: أن وتوسعت هذه املدرسة يف األقيسة حىت قالت بقياس الشبه وغريه، األحكام وعلقوا ،الشبه بقياس وقالواأصحاب الرأي توسعوا يف طرق الرأي والقياس،

األحكام شرع الشارع أن يعلم ال علال واستنبطوا ،ا علقها الشارع أن لميع ال بأوصاف فتارة اضطربوا مث ،والقياس النصوص من كثري بني عارضوا أن إىل ذلك اضطرهم مث ،ألجلها ،املشهور وغري املشهور النص بني يفرقون وتارة ،النص يقدمون وتارة ،القياس يقدمون

خالف على شرعت أا األحكام من كثري يف دوااعتق أن إىل أيضا ذلك واضطرهم .)5(القياس

االستحسان:

).3/361( املصدر نفسه، - 1 .270ص املصدر السابق، ،وعصره، آراؤه وفقهه أبو حنيفة، حياته - 2 فما بعد). 1/295( ،أصول السرخسي، املصدر السابق ؛273، املصدر السابق، صغينامل - 3 ).13/463تاريخ بغداد، املصدر السابق، ( - 4 ).3/115إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 5

Page 186: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾166﴿

هو األخذ واالستحسانكان اإلمام أيب حنيفة يقيس فإذا قبح القياس استحسن، ، بل مىت ما ذذعندهم ليس نوع من التلفهو باألصول العامة، أو أخذ باألثر وترك القياس،احتكم األئمة إىل ما يرفع هذا احلرج ،حرجأدى القياس على األصول اجلزئية إىل ضيق و

والغنب على املكلفني باالحتكام إىل األصول الكلية. .)1(كما أخذت هذه املدرسة بالعرف وباملصاحل، لنص املوفق املكي السابق

:درسة املالكيةاملهناك كانت وباملوازاة مع هاتني املدرستني املدرسة املالكية:

عليها واألدلة الشرعية اليت بىن ،نهج الذي سطره يف استداللهها اإلمام مالك باملويؤم ها اط يف مذهبه فقد عدبولعل أول ميزة تظهر من منهجه هي تعدد أصول االستن، مذهبه

إىل القواعد املستخرجة من فروع بذلك أشار ، وقال احلجوي: أنهه أصلئامسمخالسبكي القرآن والسنة واإلمجاع قالا القرايف ف، أم)3(عشر ةها صاحب البهجة ست، وعد)2(املذهب

والعادات وسد فوإمجاع أهل املدينة والقياس وقول الصحايب واملصلحة املرسلة والعر .)4(الذرائع واالستصحاب واالستحسان

ن وعمومه:آظاهر القر

تعتضد السنة بإمجاع أو مل وظاهر القرآن مقدم عند مالك على صريح السنة ما .)5(عمل

عليها مالك مذهبه ستة عشر نص الكتاب وظاهر ىنبالبهجة: األدلة اليت قال صاحبو ، فقدم نص الكتاب وظاهره على بقية األصول.)6(الكتاب وهو العموم.."

).1/82(أكرم، املصدر السابق، مناقب اإلمام األعظم أيب حنيفة رضي اهللا عنه و - 1 ).2/165الفكر السامي، املصدر السابق، ( - 2 ).2/219املصدر السابق، (البهجة يف شرح التحفة، - 3 .350املصدر السابق، صشرح تنقيح الفصول يف اختصار احملصول، - 4 ).2/163الفكر السامي، املصدر السابق، (- 5 ).2/219( ،السابقالبهجة يف شرح التحفة، املصدر - 6

Page 187: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾167﴿

=Ÿωuρ Ü ﴿:قوله تعاىل ه العموم على صريح السنة:تقدمي، ومن أمثلة ذلك Å¡õ3 s? ‘≅à2 C§ø�tΡ

āωÎ) $ pκö� n=tæ 4 Ÿωuρ â‘ Ì“s? ×ο u‘ Η#uρ u‘ ø— Íρ 3“ t� ÷z é& 4﴾... وظاهر قوله تعاىل ،164:سورة األنعام، اآلية:﴿βr&uρ }§øŠ ©9

Ç≈|¡ΣM∼ Ï9 āωÎ) $ tΒ 4tëy™﴾... عائشة رضي اهللا عنها أن عن:الواحد خربعلى 39اآلية: ،النجمسورة

.)1(رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" خمصوصتني ركن يف الدين وأصل ريهاتان اآليتان حمكمتان عامتان غقال ابن العريب: "

للعاملني وأم ما من أمستنار يف املشكالت وقد يهات الكتاب املبني، إليهما ترد البنات، و يتناول ا واحلديث بنتاا، وباطنها، فكان جعل القرآن أمهعارضت هذه األحاديث ظاهر

.)2(واجبا يف النظرتقدمي خرب أيب فتخصص عموم القرآن، مثاله: دليل آخربالسنة عضدتتأما إذا

ن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إقال أبو بكر ،يف مرياث فاطمة رضي اهللا عنها بكرفاطمة رضي اهللا عنها إىل أيب ت، عندما أرسل)3(ا تركناه فهو صدقة"مال: "ال نورت ق

بكر الصديق تسأله مرياثها.أبو ذكرفقد ،عضده إمجاع الصحابة باخلرب ألناملرياث آية عموم فخص هذا

وسكت الصحابة ومل يعترضوا، فكان مبثابة اإلمجاع السكويت.احلديث، وحكم به بكر لكا ملالكية اهتدت على ضوء االستقراء إىل أن مااويف هذا يقول أبو زهرة أن

أو مل أهل املدينةإال إذا عاضدت السنة أمر آخر كع يقدم ظاهر القرآن على السنة، .)4(إمجاع

حيح مسلم، كتاب الصيام، باب قضاء الصيام عن امليت، رقم ؛ ص)1/467(، 816صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم، رقم - 11147، )1/560.( )518 ،1/517( ،، املصدر السابقالقبس كتاب - 2مسلم، كتاب اجلهاد والسري، باب )، صحيح2/270( ،3435 صلى اهللا عليه وسلم، رقمصحيح البخاري، كناب املناقب، باب مناقب قرابة رسول اهللا - 3

).2/234(، 1758قول النيب صلى اهللا عليه وسلم:"ال نورت ما تركناه فهو صدقة"، رقم .261، املصدر السابق، ص مالك حيانة وعصره، آراؤه الفقهيةمالك - 4

Page 188: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾168﴿

نفية، كاحلوهكذا حتتكم املالكية للدليل األقوى وتقدمه، فال تقدم العام مطلقا الكلي واجلزئي كما بذلك األحكام اليت تضمنتها األدلة اجلزئية، وال تسوي بني فتهمل

هو احلال عند الشافعية.قوله تخصيصه لعموم ، ك)1(خيصص مالك عموم القرآن بالعرفكما

ßN≡t$Î!≡uθø9﴿:تعاىل $#uρ z ÷è ÅÊö� ム£ èδy‰≈ s9 ÷ρ r& È÷,s!öθym È÷n=ÏΒ%x..﴾... 2( 233 ورة البقرة، اآليةس( .

ymr&uρ ª!$# yìø‹t7≅¨3﴿ :، مثاله قوله تعاىل)3(صص العموم بالقياسوكذا خي ø9 ورة البقرة، اآلية س ...﴾ #$يقتضي منع على الرب ، وقياسهبيع األرز باألرز متفاضال ونسيئة جواز يقتضي .275

.)4(متفاضال ونسيئة بيعه

عمل أهل املدينة:

رأيت العمل عند "، قال ابن القاسم وابن وهب: )5(ربة عند مالك أقوى من اخلحجقال اآلحاد،قدم على ، في املتواترربوهو عنده مرتل مرتلة اخل ،)6(مالك أقوى من احلديث"

، قال مالك سبحان اهللا ما ربوليس فيه خ ع،آلذان بالترجيمالك أليب يوسف عندما سأله عن اينادى على رؤوس األشهاد يف كل يوم مخس مرات يتوارثه ،رأيت أمرا أعجب من هذا

األبناء عن اآلباء من لدن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إىل زماننا هذا، أحيتاج فيه إىل فالن :فقال ،مخسة أرطال وثلث :عن الصاع فقالسأله وهذا أصح عندنا من احلديث، ؟عن فالن

كل واحد يقول ،عث بعضا حيضرون له ما عندهم من أصعبف ؟أبو يوسف من أين لكم ذلك .)7(هذا صاع ورثته عن أيب عن جدي صاحب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

.165شرح تتقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 1 ).4/270، (1/1994طحممد بوخبزة، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ذهـ)، حتقيق األستا684(ت لشهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف ، الذخرية - 2 160شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 3 .163، صاملصدر نفسه - 4 ).18/331البيان والتحصيل، املصدر السابق، (- 5 ).1/45املصدر السابق، (املدارك، تر تيب - 6 ).2/124( ،املصدر نفسه - 7

Page 189: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾169﴿

من نص قوله داستفيبل ما كان عن توقيف كما ،مالك دوليس كل عمل مقدم عنال عياض: "إن خالف عمل أهل املدينة اخلرب فإن كان من طريق النقل ترك له اخلرب ق، السابق

1(ح بني األخبار املتعارضةبغري خالف عندنا، أما إن كان عن طريق االجتهاد فيصلح مرج(. القياس:

يقدم قال ابن رشد ،الرواية عن مالك تاختلف ،عليه أو اخلرباخلرب ه علىتقدمي يفو يف مقابل أن القياس ال ،حجيته كثرية إبطالألن االحتماالت الواردة على ،ربالقياس على اخل

وقال ؟)2(هل األصل معلول ذه العلة أم ال :وهو ،يرد عليه إال احتمال واحد يبطل حجيته احلكم لتحصيل يرد إمنا اخلرب ألن ،اهللا رمحه مالك عند الواحد خرب على مقدم وهوالقرايف:" ويف موضع آخر من الذخرية نقل قوال ثان .)3("اخلرب على فيقدم للحكمة متضمن والقياس

.)4(مالك أن تقدمي اخلرب على القياس هو مشهور مذهب عن املذهب مفاده:اخلرب يقدم فإن مالكا :مدواحتكاما ملنهج مالك املتق ،اب يف النقلطروأمام هذا االض

ويقدم القياس عليه حيث كان أقوى ،القطعية عنده، ومل يعارض األصول قطع بصحته أينما أدلة أخرى. مبا عاضده من

املصلحة املرسلة:

"إن املصلحة املرسلة يف :القرايف قال ،ة عند مالكحجفهي: وعن املصلحة املرسلة مجيع املذاهب عند التحقيق ألم يقيسون ويفرقون باملناسبات وال يطالبون شاهدا باالعتبار،

.)5(رسلة إال ذاكوال نعين باملصلحة امل، وكلها أصول بىن عليها مالك )7(الذرائع والعرف دوس ،)6(وكذا االستحسان

مذهبه، وهذه األصول والقواعد إذا ما عارضت خرب اآلحاد فإن منهج مالك يف الترجيح

).50- 1/48( املصدر السابق،تر تيب املدارك، - 1 ).18/331البيان والتحصيل، املصدر السابق، (- 2 ).1/126الذخرية، املصدر السابق، (- 3 ).5/64( املصدر نفسه،- 4 .351شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 5 .355، صاملصدر نفسه - 6 .352شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 7

Page 190: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾170﴿

فاملشهور من قول إذا عارض خرب الواحد قاعدة من القواعد :ريب بقولهعكما حكاه ابن الأن احلديث إذا عضدته قاعدة أخرى قال به، وإن كان وحده :يه املعولوالذي عل مالك

الربا عضدته ةأما حديث العرايا فإن صدمته قاعد":تركه، مث مثل لذلك حبديث العرايا، قال .)1("قاعدة املعروف

وممامعنا من منهج هذه املدرسة ا مربأدلة ترتقي ال تقدم دليال لذاته إال إذا تعضد فإسد باب إعمال نيف مقابل الدليل الواحد وال يكون ذلك إال إذا ا ، القطع بتضافرهابه إىل

كما قال ابن دليل واحد،، حىت كأا نظرة متكاملة موع األدلة الدليلني معا، ويف ذلكاألصول كلها، كاآلية لك الكتاب والسنة ووكذوهو يتحدث عن ختصيص العموم :" القصار

.)2("نبادر بالتنفيذ حىت نتدبر وننظرالواحدة وال جيوز أن

اليت سلكوها لتحصيل مقصود الشارع احلكيم، واليت ترجم هلا العلماء هذه مناهج .األصوليون يف مدونام

ظاهرية:اام األصويل بالاليت بقواعد ألنه اهتم ،رفية النصوصاألخذ حبوب ،األخذ بالظاهرب اتهم األصويل

.من القواعد، دون غريها اللسانتضبط قال ابن تيمية:"اللغة العربية من من باب الوسائل ال الغايات، كان ا هاهتماملكن

وال يفهم إال بفهم اللغة العربية ،الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض .)3(وماال يتم الواجب، فهو واجب"

ن ادعى فهم أسرار القرآن ومل قال الغزايل:"... وموألنه البد منها لدرك املقصود، .)1(حيكم التفسري الظاهر فهو كمن يدعي البلوغ إىل صدر البيت قبل جماوزة الباب"

)2/813القبس، املصدر السابق، ( - 1)، حتقيق وتعليق د.مصطفى خمدوم، دار 397مقدمة يف أصول الفقه، صنعة القاضي أيب احلسن علي بن عمر البغدادي املعروف بابن القصار املالكي (ت - 2

.196، ص1999- 1/1420ململكة العربية السعودية، طاملعلمة للنشر والتوزيع، اهـ)، حتقيق وتعليق: ناصر 728اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم، تأليف شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن تيمية(ت - 3

).1/469عبد الكرمي العقل، مكتبة الرشد، الرياض، (

Page 191: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾171﴿

جه إليه علم أصول الفقه من يقول أبو زهرة: "وال غرابة يف أن يكون أول ما يتوطق عىن االستنباط هو حترير األلفاظ لتعرف منهاج االستنباط، فإن أرسطو عندما مجع علم املن

فتعرض لبيان معىن ،وحترير األلفاظ لكي يكون الربهان مستقيما ،كل العناية بأشكال الربهانومعىن الربهان، مث كانت األقيسة ،ومعىن احلد ،ومعىن التعريف ،التصور، ومعىن التصديقوذلك ألن حترير املقاصد ينب دائما على حترير األلفاظ ومدى ،وأشكاهلا مناهج لفظية

.)2("هاداللت

وهذا ال ينفي أم أغرقوا فعال يف االحتكام للظاهر، ولعل ذلك راجع ملذاهب جدهلم الكالمي ألصول اواألصوليني الذين دونوا أصول الفقه، إذ معظمهم متكلمون، جر

أو شافعيون ترمجوا ألصول مدارسهم. الذي ال خيدم كثريا حتصيل مقصد الشرع،الفقه،

صيل املقصود عند املقاصدينيطرق حتالفرع الثاين:

ت الشاطيب طرق الكشف عن املقصود يف كتابه املوافقات، ذكر ثالث قبل أن يوق سيسري يف تقرير طرقه:ن وفق أي مدرسة ، ومناهجها يف حتصيل املقصود، مث بي)3(مدارس :درسة الظاهريةامل -1

إال بنص كالمي صريح هذه املدرسة ال ميكن دركه أصحاب ومقصد الشرع عند بعيدا عن املعاين اليت يوحي ا، وإن كانت مأخوذة من استقراء تلك األلفاظ الصرحية، ألن

بلها أن تكون واجبة عليه ،مصاحل العباد غري مراعاة يف التكاليف عند أهل هذا االجتاهمنعوا عليهو ،املصاحل غري معروفة لنا على التمام أو غري معروفة البتةو، وتعاىل سبحانه .)4(القياس

ف الغمام أيب حامد حممد بن حممد الغزايل (ن)، تقدمي الدكتور بدوي طبانة، مكتبة ومطبعة كرياطة فوترا "مسارغ" أندونيسيا إحياء علوم الدين، تصني - 1)1/292.( ).117أصول الفقه، أبو زهرة، املصدر السابق (ص - 2 ).2/297( ،املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق - 3 ).2/297( املصدر نفسه، - 4

Page 192: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾172﴿

ومها ، )1(ورائد هذه املدرسة هو ابن حزم كان شافعيا مث انتقل إىل مذهب الظاهر، فهذا الشافعي يقول أنه يف االستنباط األصول املعتمدة منمذهبان يلتقيان يف قدر ال بأس به

الشافعي االستحسان اليت ساقها إبطال وقال ابن حزم أدلة القياس إال للضرورة،يعدل ال، نظري الباب الذي عقده الشافعي يف )3(وعقد بابا يف إبطال القياس، )2(القياس ديتبطل عن

.إبطال االستحسان

:للظاهر منهج نبوي واالحتكامفمن منهجهم األخذ بالظاهر، إىل عهد وقاص أيب بن عتبة كان: عن عائشة زوج النيب صلى اهللا عليه وسلم قالتف

أخذه الفتح عام كان فلما ،إليك فاقبضه مين زمعة وليدة ابن أن وقاص أيب بن سعد أخيه ولد أيب أمة وابن أخي:فقال زمعة بن عبد فقام ،فيه إيل عهد كان قد أخي ابن :فقال ،سعد أخي ابن اهللا رسول يا سعد :فقال وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول إىل فتساوقا ،فراشه على عليه اهللا صلى اهللا رسول قالف ،أيب وليدة وابن أخي عةزم بن عبد فقال ،فيه إيل عهد كان

بنت لسودة قال مث. احلجر وللعاهر للفراش الولد معةز بن عبد يا لك هو:"وسلم .)4(اهللا لقي حىت رآها فما بعتبة شبهه من رأى ملا. "منه احتجيب:"زمعة

املنرب على سلم و عليه اهللا صلى اهللا رسول استوى ملا: قال جابر عنو وسلم عليه اهللا صلى النيب فرآه املسجد باب على فجلس مسعود ابن فسمع"، اجلسوا:"قال

فأخذ ابن مسعود بظاهر األمر. )5("مسعود بن اهللا عبد يا تعال": فقال

أشرف على حتقيقه عبد احلي بن أمحد بن حممد العكري احلنبلي الدميشقي، حالفال شهاب الدين أيب مالبن العماد اإلما ،يف أخبار من ذهب ات الذهبشذر - 1 .)5/240( ،1986- 1/1406دمشق، بريوت، ط، ، حققه وعلق عليه حممود األرناؤوط، دار بن كثريعبد القادر األرناؤوط وأخرج أحاديثه

).2/226( ،فصول يف األصول، املصدر السابقال - 2 ).7/53( بن حزم، املصدر السابق،ال اإلحكام - 3)، صحيح مسلم، كتاب الرضاع باب الولد للفراس وتوقي الشبهات، رقم 1/491( ،1911رقم اب البيوع، باب تفسري املشتبهات، صحيح البخاري، كت - 4

1457، )2/44.( ، وبذيله التلخيص املستدرك على الصحيحني، وقال الذهيب يف التلخيص على شرطهما.خيرجاه ومل الشيخني شرط على يحصح حديث هذاقال احلاكم : - 5

.)1/283،284( ،كتاب اجلمعةاملصدر السابق،

Page 193: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾173﴿

سعيد بن املعلي قال: كنت أصلي يف املسجد فدعاين رسول اهللا صلى اهللا وعن أيب أمل يقل اهللا استجيبوا هللا ":فقال ، إين كنت أصليفقلت يا رسول اهللا ،عليه وسلم فلم أجبه

.)1(وللرسول إذا دعاكم ملا حيييكم"ن األكل والشرب يف رمضان ال أيف األخذ بظاهر إىل أن قالوا بلكن الظاهرية غالت

بة،جوا العمرة فرض، ومكاتبة العبدقالوا وأوجبوا اإلشهاد يف البيع، و، )2(يوجب الكفارة .)3(وأوجبوا الوضوء على من أكل حلم اإلبل ،ادروالزواج فرض للق

ال أن الظاهريةإىل واجلويين والغزايل والقاضي أيب بكر أبو إسحاق اإلسفرايين ذهب و ،ن النصوص ال تفي بعشر معشار الشريعةأل ،ليسوا جمتهدين ألم يعتد خبالفهم يف اإلمجاع

جتهاد وال اجتهاد عندهم إال ومعظم أحكام الشريعة صادر عن اجتهاد وكيف يدعون االومن .الظواهر والعموم فال اجتهاد له علىومن وقف ، )4(التردد على ظواهر النصوص

.)5(الف منكر العمومخب أيضاوقالوا أن هذا يلزم منه أن ال يعتد العلماء من مل ير ذلك،

املدرسة الباطنية:

ال يعرف من ، لظاهريةعلى خالف املدرسة ا عند أهل هذه املدرسة مقصود الشرعقوهلم باإلمام املعصوم وال يعلمه إال اإلمام املعصوم، باطين،ظواهر األلفاظ وإمنا املقصود أمر

ذه وه .ق أهوائهم ورغبامفقتضي أن يقدحوا يف النصوص حىت ميكنهم التشريع وهو الذي ا در دور األلفاظ مجلة. الفئة

وال أن املعاين هي املقصودة مقولتهم، يصنفون ضمن هذه املدرسة وهناك قسم آخر .)6(، فإذا وقع بينها تعارض رجحت املعاين عليهاا إال تعترب الظواهر

).2/453( ،4114صحيح البخاري، كتاب التفسري، باب ما جاء يف فاحتة الكتاب، رقم - 1 ).3/132( ق،البن حزم، املصدر الساب اإلحكام- 2 .344، صابن حزم حياته وعصره، آراؤه الفقهية، حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب، القاهرة، - 3 ).4/471( ملصدر السابق،البحر احمليط، ا ؛)2/819(، املصدر السابق، يف أصول الفقه الربهان - 4 ).4/471ملصدر السابق، (البحر احمليط، ا - 5 ).2/297( ،از، املصدر السابقاملوافقات، حتقيق در - 6

Page 194: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾174﴿

والبواطن جتري من الظواهر طن،اوبو وا بالباطنية ألم قالوا إن للقرآن والسنة ظواهرمسو ،الل التكليفغالظواهر من اجلهال واألغبياء حيب أ ندجمرى اللب من القشرة، فمن وقف ع

﴿وهم املرادون بقوله تعاىل: ،التكليف مهومن ارتقى إىل علم الباطن من األذكياء ارتفع عن

ßìŸÒ tƒuρ öΝ ßγ÷Ζtã öΝ èδu� ñÀÎ) Ÿ≅≈n=øñF{ $#uρ ÉL ©9 $# ôM tΡ%x. óΟÎγøŠn=tæ﴾... 1(157سورة األعراف، اآلية(. من إشارات ،يةويرى الصوفية أن طريق الوصول إىل كشف باطن العبارات القرآن

.)2(الرياضة الروحية اليت يأخذ ا الصويف نفسه :قدسية ومعارف هيدخل حتت يمن التفسري اورد الشاطيب وهو يتحدث عن تفسري أهل الباطن نوعأقد و

لكنه من باب القياس ،ل داللة اللفظمن قبيهو ه وال ا كلشر لكنه ليس ،تفسري الباطن .)3(اريالتفسري اإلش :واالعتبار وهو

التفسري اإلشاري:

يقول ابن تيمية أن من علم الباطن ما هو باطل ألنه خمالف لعلم الظاهر، كتفسريات βr& (#θçt ﴿:فرق الشيعة للقرآن كقوهلم يف قوله r2õ‹s? Zο t� s)t/ (﴾... هي عائشة . 67سورة البقرة، اآلية

يستدلون عليه من القرآن واحلديث ها، ومنه ما هو يف نفسه حقا لكن ارضي اهللا عنها وأرضβr& (#θçt ﴿ :فهذا الذي يسمونه "إشارات" ومنه قوهلم ،بألفاظ مل يرد ا ذلك r2õ‹s? Zο t� s)t/ (﴾...

عليه فهو افتراء، إذ أن اللفظ دل:وهذا القسم الثاين من التفسري باإلشارة إن قيل .النفس:هيفهذا ،)4(أنه من باب القياس واالعتبار :قيلالنفس، أما إن علىال داللة يف لفظ "البقرة"

اور على ثالثة أصول: تفسري على اللفظ يصلح بشروط ذكرها ابن القيم قال: تفسري الناس حيوتفسري على ،الذي يذكره السلف :وتفسري على املعىن وهو ،نحو إليه املتأخرونيالذي :وهو

ية وغريهم، وهذا ال بأس به بأربع ليه كثري من الصوفعالذي ينحو :اإلشارة والقياس وهو شرائط:

.21، ص 2001- 1422صيدا، بريوت، ط/ ،فضائح الباطنية، لإلمام أيب حامد الغزايل، اعتىن به وراجعه حممد علي القطب، املكتبة العصرية - 1 .347، ص7/مباحث يف علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر، ط - 2 ).4/242( ،، املصدر السابقشهورماملوافقات، حتقيق - 3 )13/129 ( املصدر السابق، ،الفتاوى ةجمموع - 4

Page 195: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾175﴿

الثالث: .أن يكون معىن صحيحا يف نفسه والثاين: .أن ال يناقض معىن اآلية األول:فإذا ،وتالزمون بينه وبني معىن اآلية ارتباطا أن يك الرابع: .إشعارية ن يكون يف اللفظأ

.)1(اجتمعت هذه األمور األربعة كان استنباطا حسناكر الزركشي يف الربهان أن كالم الصوفية يف القرآن ليس تفسريا وإمنا هي ومنه ما ذ

$﴿ ىل:اكقول بعضهم يف قوله تع ،معاين ومواجيد جيدوا عند التالوة pκš‰r'‾≈tƒ tÏ%©!$# (#θãΖtΒ# u (#θè=ÏG≈s%

šÏ%©!$# Ν ä3tΡθè=tƒ š∅ÏiΒ Í‘$ ¤�à6 ø9$#﴾... قتال من بأمرنا وس إن املراد النف .123سورة التوبة، اآلية

.)2(وأقرب شيء لإلنسان نفسهألا أقرب شئ إلينا، يلينا هذا النوع من التفسري تفسريا كالواحدي الذي نقل كالمه ابن رىال ي ومنهم من

"وجدت عن اإلمام أيب احلسن الواحدي املفسر رمحه :، قال ابن الصالحفتاويهيف الصالح لسلمي "حقائق التفسري"، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسري اهللا أنه قال: صنف أبو عبد اهللا ا

.)3(فقد كفر"ونقل الفاسي قول احلامتي: بأن تسمية تأويالت الصوفية باإلشارة إمنا هو للتستر على

.)4(علماء الرسوم وللتمويه على الناسوأنا أقول الظن مبن يوثق به قال ابن الصالح يعلق على حكم الواحدي السابق:و

قال شيئا من أمثال ذلك أنه مل يذكر تفسريا وال ذهب به مذهب الشرح إذاأنه :ممنه ،فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسالك الباطنية ،للكلمة املذكورة يف القرآن العظيم

فمن ذكر قتال النفس ،فان النظري يذكر بالنظري ،وإمنا ذلك ذكر منهم لنظري ما ورد به القرآن

.28، ص1321 /1ن القيم، املطبعة املريية، مكة، طبأقسام القرآن املسمى بالتبيان، احلافظ مشس الدين أيب عبد اهللا الدمشقي احلنبلي املعروف با - 1، 1984- 3/1404د بن عبد اهللا الزركشي، حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم، دار التراث القاهرة، طالربهان يف علوم القرآن، اإلمام بدر الدين حمم - 2

)2/170.( الناشر مكتبة العلوم موفق عبد اهللا عبد القادر، :هـ)، حتقيق د643عثمان بن عبد الرمحن بن عثمان الشهرزوي أبو عمرو(تفتاوى ابن الصالح، - 3

).2/170املصدر السابق ( الربهان يف علوم القرآن،؛ )1/197، (1407ط/ بريوت، عامل الكتب، واحلكم، .97ة اإلسالمية ومكارمها، املصدر السابق، صعمقاصد الشري - 4

Page 196: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾176﴿

ومع ذلك فيا ليتهم مل ،كورة فكأنه قال أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفاريف اآلية املذ .)1(يتساهلوا مبثل ذلك ملا فيه من اإليهام واإللتباس

:"وإذا ما انتصفنا قلنا: فيه حقائق أيب عبد اهللا السلميفسري توقال ابن جزي عن )2(وبواطل"

Ÿξ ﴿: عن تفسري قوله تعاىليبوقال الشاط sù (#θè=yè øgrB ¬! #YŠ#y‰Ρr&...﴾ 22سورة البقرة، اآلية، املتطلعة إىل حظوظها ومناها بغري هدى ،أي أضدادا، وأكرب األنداد: النفس األمارة بالسوء

من اهللا، هذا يشري إىل أن النفس تدخل حتت عموم األنداد، وإن كان مدلول السياق يدلإال أم مل يقولوا أن ،ة، والنفس ال تعبددللعبااألصنام املعبودة املتخذة :هم ألندادعلى أن ا

وقد شهد هلذا العموم أمرين، .يف االعتبار الشرعي ولكن أويت مبا هو ند ،ذلك تفسري لآليةوهو املضادة الذي أخذ من اآلية من األول اشتراك كل من األصنام والنفس يف معىن الند

باب االعتبار.ÿρ#) ﴿:وقد قال تعاىل ä‹sƒ ªB $# öΝèδ u‘$ t6 ômr& öΝßγuΖ≈t6 ÷δ â‘ uρ $ \/$ t/ ö‘ r& ÏiΒ Âχρߊ «!$# ...﴾ سورة التوبة، اآلية

، فاالئتمار بأوامر النفس وانتهاءفلم يعبدوهم ولكن ائتمروا بأوامرهم وانتهوا بنواهيهم، 31 .نواهيها جعلها تدخل حتت معىن الندب

.)3(يف ذاته اوكان الشاطيب يشترط لصحة ذلك أن يشهد له نص ويكون صحيح أهل الباطن يدعون أن اللفظ دل أناإلشاري التفسري الباطين والتفسري رق بني ففال

من باب التنبيه والقياس واالعتبار قالوا أنهبينما أهل اإلشارة ،على املعىن الذي يذكرونه هواء.أهل األوذا اقترفا، فقبل األخري عند البعض ومل يقبل األول عند أحد سوى

ا فيه كلب، فالقلب بيت والصفات تأن املالئكة ال تدخل بي :حياءالغزايل يف اإل ليقوقال ، تدخله املالئكة اليت يقذف اهللا تعاىل نوره يف القلب بواسطتهاىنة ناحبة فيه فأدنيئال

وإمنا هو ،على الصفات املذمومة وال الكلب دل ،على البيت ولست أقول أن لفظ القلب دل

.)1/197( ، املصدر السابق،فتاوي ابن الصالح - 1 ).1/11( ،التسهسل لعلوم الترتيل، املصدر السابق - 2 ).4/34( لسابق،، املصدر اهوراملوافقات، حتقيق مش - 3

Page 197: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾177﴿

ففارق ،وبني تنبيه الظواهر على البواطن ،ق بني داللة الظواهر على البواطنفرف ،تنبيه عليه . )1(هذا التفسري الباطنية ذه الدقيقة

اخ بدر يشأوقد استدل يف فتح الباري حبديث عمر عندما أدخل ابن عباس مع و فهما أ:"، على جواز تأويل القرآن مبا يفهم من اإلشارات، ولذا قال علي)2(حلقات العلم

.)3(يؤتيه اهللا رجال يف القرآن"ة ميكن القول أن اهللا خاطب العرب أم ،وبني معترب هلذه اإلشارات بشروط ومنكر هلا

واضحة ظاهرة لة، دالية مبا تعرفه من ألفاظ ومبا تعرفه من داللة تلك األلفاظ على معانيهاأموخياطبهم العباد مبا ،فكيف خياطب رب العزة عباده مبا يعرفون للعيان ميكن الربهنة عليها،

.جيدوا واجيدال دليل هلم عليها إال مليس يف مقدورهم فهمه من إشارات . )4("حدثوا الناس مبا يعرفون أحتبون أن يكذب اهللا ورسوله":رضي اهللا عنه قال علي

ر موقوفا علىر ترمجة الباب الذي أورد فيه البخاري هذا األثومن تدب اهللا عنه يرض علي: ون مىت فهموا.فال يفهموا، وهم مكل أن شيةخملس املقصد من النهي، وهو

مدرسة اجلمع:

وهي مدرسة مجعت بني مقولة اللفظ ومقولة املعىن على وجه ال خيل أحدمها ر، ــــــــــــباآلخ

ج أكثر العلماءهذا املنه م، وأة بال اختالل وال تناقضعالشري ةتحقق وحدتل .)5(الراسخني

،، قال يف فيض القدير، فالذي جيرد الظاهر حشويفيه نوع من التكاملوهذا املنهج .)1(والذي جيمع بينهما كامل ،والذي جيرد الباطن باطين

).1/49(ر السابق، إحياء علوم الدين، املصد - 1 .112سبق خترجيه يف الصفحة - 2 ).8/621( ،املصدر السابق ،عبد القادر شيبة احلمد تقدمي وحتقيق:فتح الباري - 3 ).1/41( ،124قوم كراهية أن ال يفهموا، رقم صحيح البخاري، كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون - 4 ).2/298( ،املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق - 5

Page 198: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾178﴿

يف عليها يعتمدكمدرسة ،د الشاطيب مدرسة اجلمعحيد سز بني املداريوبعد التمي هذه الطرق؟فما هي ،)2(قصد الشرعم ايعرف يتال طرقال حتديد

طرق الكشف عن املقاصد عند املقاصدين:

.ذكر الشاطيب أربع جهات لتحصيل مراد الشارع عند الشاطيب:

جمرد األمر والنهي اقتناص املعىن من ومعناه اإلحتكام لظاهر اللفظ: اجلهة األوىلفوقوع الفعل عند ،أمرا القتضائه الفعل فإن األمر معلوم أنه إمنا كان ،االبتدائي التصرحيي

،وجود األمر به مقصود للشارع، وكذلك النهي معلوم أنه مقتضي لنفي الفعل أو الكف عنه .)3(ةتوهذا ملن اعترب جمرد األمر دون النظر إىل علم وقوعه مقصود له، عدف

العمل على الصحابة إمجاع بدليل به، لعملاو اتباعه، جيب شرعي دليل )4(الظاهرووإمنا غاية ما فيه أن اإلمجاع ،باإلمجاع والسنة ظاهر القرآنبل ال يترك ،)5(األلفاظ بظواهر

ما منسوختان مبثلهمايبي6(ن أ(. قال الشافعي: "فكل كالم كان عاما ظاهرا يف سنة النيب صلى اهللا عليه وسلم فهو

بأيب هو - هللا عليه وسلم عن رسول اهللا صلى ا ثابتحىت يعلم حديث ،على ظهوره وعمومه .)7("ة يف الظاهر بعض اجلملة دون بعضميدل على أنه إمنا أريد باجلملة العا - وأمي

العلمية الكتب دار، السالم عبد أمحد وصححه ضبطه ،املناوي الرؤوف عبد حممد للعالمة، النذير البشري أحاديث من الصغري اجلامع شرح القدير فيض - 1 ). 2/500( ، 1994 - 1415 /1ط، لبنان – بريوت

).2/298( قيق دراز، املصدر السابق،قات، حتاملواف - 2 ).2/298( املصدر نفسه، - 3)؛ الربهان 1/196، املصدر السابق، (حكام الفصول يف أحكام األصول: هو ما احتمل معنيني فزائدا هو يف أحدمها أظهر. إقالوا الظاهرعرف األصوليون - 4

).1/163منه بنفس السماع. أصول السرخسي، املصدر السابق، ()؛ أو ما يعرف املراد 1/416يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( ).2/755( الفحول، املصدر السابق، إرشاد - 5 ).1/314( ،التقريب واإلرشاد، املصدر السابق - 6 ).2/341(، املصدر السابق، للشافعي الرسالة - 7

Page 199: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾179﴿

األصل يف اإلطالق احلقيقة وااز و .األصل يف الكالم الظاهر :نياألصولي ومنه قول .)4(األصل عدم اإلمجالو ،)3(والنهي للتحرمي )2(األمر للوجوبو .)1(خالف احلقيقة

ي قصد به غريه، كقوله ذالمن األمر والنهي "االبتدائيقوله:"بالشاطيب حترز وا

öθyè#)﴿:تعاىل ó™ $$ sù 4’n<Î) Ì� ø. ÏŒ «!$# (#ρ â‘ sŒuρ yìø‹t7 ø9 ليس يا عفإن النهي عن البي ،9سورة اجلمعة، اآلية ...﴾$#4

، )5(قصد الثاينفهو ليس منهيا عنه بالقصد األول بل بال مبتدأ بل هو لتأكيد األمر بالسعي،نهي عنه إىل منهي عنه لذاته مة يف تقسيمهم للطوقد تطرق األصوليون إىل هذه النق

، وقد )6(اينثاملنهي عنه بالقصد ال:وهو ،املنهي عنه بالقصد األول، واملنهي عنه لغريه:وهو .)7(ترجم الفقهاء هلذا األصل بالصالة يف الدار املغصوبة

غري املصرح به، كالنهي عن أضداد املأمور به الضمينمن " التصريحقيد :"باحترز و الذي تضمنه األمر، واألمر الذي تضمنه النهي عن الشئ، فاألمر والنهي هنا إن قيل به فهو

م تما ال ي :"منهو .عند القائل ما هو التأكيد ، فمعنامهابالقصد الثاين، ال بالقصد األول .)8(فهو واجب" إال بهالواجب

لك امتداد وتطبيق ملسلك فهم املقاصد وفق مقتضيات سسوين هذا امليواعترب الر . )9(اللسان العريب

.39صاملصدر السابق، اللمع يف أصول الفقه، - 1 .)4/1034ملصدر السابق، (ايف شرح املنهاج، اإلاج؛ )1/442( ر السابق،املصدإرشاد الفحول، - 2 ).4/1149ملصدر السابق، (ايف شرح املنهاج، اإلاج؛ )1/496(إرشاد الفحول، املصدر السابق، - 3 ).1/87آلمدي، املصدر السابق، (حكام لاإل - 4 ).2/298(، املصدر السابق، املوافقات، حتقيق دراز - 5 فما بعد). 4/1154اإلاج شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 6 ).2/298(، املصدر السابق، املوافقات، حتقيق دراز - 7 ).2/298املصدر نفسه، ( - 8 .297نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 9

Page 200: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾180﴿

لكها املعلومة يف اوالعلل هذه تعرف مبس اعتبار علل األمر والنهي: اجلهة الثانيةمل تعلم فالتوقف، ذافإ ،علمت العلة فحيث وجدت وجد مقتضى احلكم، فإن أصول الفقه

.)1(ة، أو بعدم اجلزم بعدم التعدية، فهو باب للبحث يف املسألةيعدإما مع القطع بعدم التمقاصد أصلية ومقاصد ة والعباديةيلشارع يف شرع األحكام العادلأن اجلهة الثالثة

أن النكاح مشروع للتناسل على :الذي أورده الشاطيب ثاليتضح هذا املسلك بامل :تبعيةاون على املصاحل، فهذه وإن مل علسكن والتب على ذلك طلب اتالقصد األول، ويليه أو يتر

، الزمة للقصد األصلي ألا، تكن مقصودة بالقصد األول فالشرع قصدها بالقصد الثاين .)2(شرط أن ال تضادهب وتكون معتربة

ععن تشري الشارع أن يسكتاألول: ،وهو ضربني سكوت الشارع: اجلهة الرابعةفإذا ظهر املقتضى بعد زمن ،وقت التشريع له ألنه ال داعية تقتضيه، وال موجب احلكم

اله االجتهاد.جالتشريع فمفقد كانت مقتضياته من ،كسجود الشكرأن يسكت عنه ومقتضيه قائم الثاين: و

.)3(قصد منه أن ال زيادة على احلكماملرع االش تسكو، فشرعيأفراح موجودة ومل وأنه يتعلق بباب العبادات ق الريسوين على هذا املسلك بأنه أضيق املسالك وعل

هو أضيق املسالك لكونه خاص مبعرفة قصد الشارع وقيل:، )4(صفه أخص بباب االبتداعبو .)5(فيما سكت عنه

ذكر ابن عاشور هلذا املسلك لقلة أمهيته، وليس كما ذكر عدم ل الريسوينوعل ور ـــــــــالدكت

. وهو مسلك أشار إليه )1(خر كتاب املقاصدالنجار من أن ابن عاشور مل ينتبه إليه لكونه يف آ وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول عهد على لفعله املقتضي يكون أمر فكلابن تيمية بقوله:"

).2/299( املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، - 1 ).2/300ه، (املصدر نفس - 2 ).2/310( املصدر نقسه، - 3 .306صاملصدر السابق، ،عند اإلمام الشاطيب نظرية املقاصد - 4 .175صاملصدر السابق، مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة، - 5

Page 201: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾181﴿

بعد له املقتضى حدث ما وأما ،مبصلحة سلي أنه يعلم يفعل ومل مصلحة كان لو ،موجودا يفعل ذلك أن أحدمها، يقانطر للفقهاء هنا مث مصلحة يكون فقد اخلالق معصية غري من موته

،به يؤمر مل ما يفعل ال ذلك أن :والثاين ، املرسلة باملصاحل القائلني قول وهذا ،عنه ينه مل ما .)2("املرسلة باملصاحل األحكام إثبات يرى ال من قول وهو

كما أشار إىل هذا الطريق الكثري من األصوليني عندما ذكروا قاعدة "ترك االستفصال السنة التقريرية، وكذا يف ،)3("احلال مع قيام االحتمال يرتل مرتلة العموم يف املقاميف حكاية

اعتربه ،إذ سكوت النيب صلى اهللا عليه وسلم عن تشريع حكم ما مع وجود مقتضيهوفيه رد لقول الريسوين الذي رأى أن هذا .لعدم احلكم فيه األصوليون يف حد ذاته تشريع

ألن تشريع النيب عليه السالم بالتقرير أكثر من تشريعه بالقول.املسلك أضيق املسالك، قاعدة التقرير والسكوت، ذكر يف األصول أن النيب صلى اهللا :ابن دقيق العيد يقول

عليه وسلم سئل عن واقعة فسكت عن جواا فليس هلا حكم، أما إن فعل فعل يف عصره ز إن مل يكن معتقدا لكافر أو سبق حترميه، وهو قادر على إنكاره فلم ينكره فهذا دليل اجلوا

ارتكاب حمظور، أو تأخري للبيان وإال دل على النسخ إن سبق حترميه، ألن سكوته مع التحرمي ق العيد جيمع بني طرق سكوت يوذه القاعدة اليت أدرجها ابن دق .)4(عن وقت احلاجة

عاشور ضمن أوصاف الشارع الذي قرره الشاطيب، وبني شطر الوصف الذي ذكره ابن .)5(الشريعة اإلسالمية، وهو:"التقرير والتغيري"

جزئي يف طرق الكشف حنى منحى ، بأنهالشاطيبعلى ذكر الريسوين اعتراض النجار ، هاتهالدكتور النجار عليه بأن أحكام وردألن نطاق حبثه كان أحاد األحكام، عن املقاصد

.)6(ى كل ما أتى يف كتاب املوافقاتعلى جمرد خامتة كتاب املقاصد ال عل حكم

.307- 306، صلشاطيب، املصدر السابقنظرية املقاصد عند اإلمام ا - 1 .)2/598(املصدر السابق، ، اجلحيم أصحاب خمالفة املستقيم الصراط اقتضاء - 2 .)3/148(، املصدر السابق، البحر احمليط؛ )1/583(در السابق، صالفحول، امل إرشاد - 3، هـ)702ت(لي بن وهب القشريي املشهور بابن دقيق العيدتقي الدين حممد بن عشرح اإلملام بأحاديث األحكام، للحافظ الفقيه األصويل أيب الفتح - 4

).1/214(، 1997- 1/1417دار أطلس للنشر والتوزيع، الرياض، ط بد العزيز بن حممد السعيد،ج أحاديثه ونصوصه:عحققه وخر .102مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 5 .313مام الشاطيب، املصدر السابق، صنظرية املقاصد عند اإل - 6

Page 202: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾182﴿

والشاطيب يف تعامله مع األحكام اجلزئية يعود إىل طبيعة التطبيق ألنه ال ميكنه الوصول كلية دون املرور باألحكام اجلزئية، فأعطى بدايات الطرق، مث حيمل كالمه القاصد املإىل

حكام جزئيات األحكام فيتضح بأن الشاطيب مل يكن يعين من األ ،بعضه على بعض يف كتابه وإمنا أراد تتبعها واستقراءها.

؟)1(يتساءل الريسوين ومل يذكر الشاطيب االستقراء كمسلك،له كمسلك مستقل: كونه روح اجلهات األربعة اليت ولعل سبب عدم ذكر الشاطيب

.األمر الذي نلمسه يف مسالك ابن عاشوروهو ، ذكرها الشاطيب رـ عند ابن عاشو 2

أول ويراه أعظمها وهو طريقاالستقراء كابن عاشور يذكر االستقراء:الطريق األول ة بتاستقراء األحكام املعروفة عللها اآليل إىل استقراء تلك العلل الثا :، األولعلى نوعني

مبسالك العلة، فيحصل باستقراء العلل العلم مبقصود الشريعة، والثاين: استقراء أدلة أحكام وهذا الطريق .)2(تركت يف علة حبيث حيصل اليقني بأن تلك العلة مقصدا مراد للشارعاش

يلتقي واملسلك الثاين للشاطيب، ألن الشاطيب ال ميكن أن يكون قصده من اعتبار علل األمر بل االستقراء ،محال لكالمه يف مجيع كتابه على بعضه ،اجلزئي وال اعتبار العلل النهي اجلزئي

، ألنه يستوعب عنده اجلهات األربعة اليت يب أوسع منه عند الطاهر بن عاشورعند الشاط ذكرها.عند أهل هذا النوع من االستقراء الذي يقرره ابن عاشور كمسلك جنده مقررا و

وإن كان تقسيم ،ت احملدثني كمالك يف املوطأ والبخارييبابوتيف القواعد الفقهية وكذا تقسيما شكليا فيه أحكام خمتلفة ال ب عابه البعض، ومل يره سوى احملدثني األحاديث إىل أبوا

.)3(جمرد مهارة وليس منهجا أنهوترتبط مع بعضها ارتباطا فنيا،

.308، صاملصدر نفسه - 1 .20مية، املصدر السابق، صمقاصد الشريعة اإلسال - 2البلتاجي، دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والترمجة لصاحبها حممود البكار، حممدمناهج التشريع اإلسالمي يف القرن الثاين هجري، ذكره صاحب: - 3 .22، ص2004- 1/1425ط

Page 203: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾183﴿

ضعف احتمال أن يكون املراد منها يأدلة القرآن الواضحة الداللة اليت :الطريق الثاينراد منها إال من أراد أن ، حبيث ال يشك يف املغري ما هو ظاهرها حبسب االستعمال العريب

سورة ..﴾"الصيام عليكم كتب﴿ بأن قوله تعاىل: كاجلزميدخل على نفسه شكا ال يعتد به، ،)4(واملفسر ،)3(كمواحمل ،)2(ومن هذا الباب النص .)1(: أي أن اهللا أوجبه183البقرة، اآلية

.عند األصولينيفى ابن عاشور أن يكون له مثال إال يف نقد رة، وتالسنة املتواوهو :الطريق الثالث

شاهدة عموم الصحابة عمال منمر املعنوي الذي حيصل من تالتوا احلال األول: ،نيحالالنيب صلى اهللا عليه وسلم، فيحصل هلم علم بتشريع يف ذلك يستوي فيه مجيع أعمال

لشرعي القريب من وكذا العمل ا ،ل له بقسم املعلوم من الدين بالضرورةومث ،املشاهدونعندما حة، وهو الطريق الذي احتج به مالك على شريقاملعلوم ضرورة كمشروعية الصد

ا تكلم ببالد يعين الكوفة ومل يرد املدينة فريى فقال "رحم اهللا شرحي مشروعية األحباس،أنكر سوا من بآثار األكابر من أزواج النيب صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه والتابعني من بعده، ما ح

. )5(أمواهلممشاهدة أعمال رسول اهللا ركرتحاد الصحابة من ألر عملي حيصل تتواواحلال الثاين: جاء يف صحيح حبيث يستخلص من جمموعها مقصدا شرعيا، وذكر ما ،صلى اهللا عليه وسلم

عن األزرق بن قيس قال: كنا على شاطئ ر باألهواز قد نضب عنه املاء فجاء أبو البخاريحىت رزة األسلمي على فرس فصلى وخلى فرسه فانطلقت الفرس فترك صالته وتبعها ب

.21مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 أشهر أربعة بأنفسهن يتربصن أزواجا ويذرون منكم يتوفون والذين﴿ حيتمل النسخ، كقوله تعاىل:وتمل التأويل من وجه ما، النص: وهو ما ال حي - 2

ن من شرط النص أن ال حيتمل التأويل من أي وجه، ، فهذا نص يف األربع أشهر وعشرا، عام يف األزواج، ومنهم من قال أ234سورة البقرة، اآلية ﴾..وعشرا)؛ 1/412)؛ الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، (1/195( ، املصدر السابق،حكام الفصول يف أحكام األصولوجود أم ال؟ إ اختلفوا هل للنص وعليه

).1/164أصول السرخسي، املصدر السابق، ( ).1/126)؛ املغىن يف أصول الفقه، املصدر السابق، (1/165( لنسخ وال التأويل. أصول السرخسي، املصدر السابق،احملكم: ما داللته واضحة ال حتتمل ا - 3 ؛)1/125املغين يف أصول الفقه ( .ما ازداد وضوحا على النص حبيث ال يبقى فيه احتمال التخصيص والتأويل، وحيتمل النسخ يف عصر الرسالةاملفسر: -4

).1/165( در السابق،، املصأصول السرخسي .21صاإلسالمية، املصدر السابق، مقاصد الشريعة - 5

Page 204: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾184﴿

فأخذها مث جاء فقضى صالته وفينا رجل له رأي فأقبل يقول انظروا إىل هذا الشيخ أدركهاترك صالته من أجل فرس فأقبل فقال ما عنفين أحد منذ فارقت رسول اهللا صلى اهللا عليه

خ فلو صليت وتركته مل آت أهلي إىل الليل وذكر أنه صحب النيب وسلم وقال إن مرتيل مترا .)1(صلى اهللا عليه وسلم فرأى من تيسريه"

املتعددة استخلص منها أن من فمشاهدة أفعال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ولكنه ،ا من القطعريبنا قظفهذا املقصد بالنسبة إىل أيب برزة مظنون مقاصد الشريعة التيسري،

يتلقى منه على وجه التقليد ألنهمقصد حمتمل ،إليهم خربه ىبالنسبة إىل غريه الذين يرو .)2(ن الظن بهسوح

بن عاشور على أمهية املقام، ومل يذكره كطريق من طرق الكشف عن از ورك .)3(املقاصد

.)4(لتحصيل املقصود واعتربه املعاصرون ممن كتبوا يف املقاصد طريقا أسباب الرتول، رد املكي إىل املدين واملدين إىل املكي، األخضري الدكتور أضافو

، وهي كلها من مباحث أصول )5(مراده سبحانهلكشف عن ل اطرق :لسان العربو النسخ الفقه.

بعد ،الكشف عن املقصود من مسالكإضافيا مسلكا وكذا اعترب أصول الفقه ، وترقية االستحسان صيف إىل التدليل، كنقل العلة من التوترقية يف بعض مباحثهلإخضاعه ل

صلحة ومقتضيات ...وضبط كيفية اجلمع بني امل، واألخذ بالسياقلالستدالل على أنه مقصود .)6(النصوص

).3/241، ( 5662"، رقم تعسروا وال يسروا:"وسلم عليه اهللا صلى النيب قول باب، األدب كتابصحيح البخاري، - 1 ..22- 21ص املصدر السابق، ،اإلسالمية مقاصد الشريعة - 2 .27، صاملصدر نفسه - 3؛ مقاصد الشريعة 97طرق الكشف عن مقاصد الشارع، املصدر السابق، ص ؛413صالطاهر بن عاشور، املصدر السابق، اإلمامة املقاصد عند نظري - 4

.219اإلسالمية عند ابن تيمية، املصدر السابق، ص .262اإلمام يف مقاصد رب األنام، املصدر السابق، ص - 5بريوت، لبنان، ،جتديد علم أصول الفقه، تأليف أيب الطيب مولود السريري، دار الكتب العلمية ؛262ص السابق، مقاصد رب األنام، املصدراإلمام يف - 6 72ص، 1426- 1/2005ط

Page 205: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾185﴿

:املدارس واملناهجنتائج

بعد هذه النظرة حول مناهج ومدارس األصوليني واملقاصديني ميكن استخالص نقاط معينة هي:

وعودته للقياس بني مفرط حىت ،د على ظاهر النص فأخذ حبرفيتهأن األصويل اعتم ق األحكام بأوصاف طردية وبني من مل يعدل له إال للضرورة.عل

اآلحاد.أخبار األدلة اجلزئية كعتمد األصويل على ا

االحتكام وحترج منعلى األوصاف املنضبطة يف القياس واملسماة علال أكثرهم اعتمد اق.ف لإلحلاوصأك للحكم

.وصلوا له هو القطعتمل جيزموا أن ما االستقراء وجعلوه مسلكا يف التعرف على مقصود الشرع سواء يف أعمل املقاصديون

.رة اللفظيداملفيد للقطع، السيما اهتمامهم باملعنوي لن تتبع األدلة اجلزئية بغية حتصيل التواتريل أحكامه، واالرتقاء ا استقراءهم للعلل واألوصاف اليت بىن عليها األصو يفأو

كليا قطعيا.ودليال لتكون مقصدا لعدم اضطرادها عليها األحكام من تعليق األصوليون جحتراليت ؤهم للحكم ااستقر

يف كوا ضبطها واحتكموا إليها وجعلوا داللة علل كثرية متماثلة حاولوا ، فوانضباطها ن مقصودة للشرع.وكنستخلص منها حكمة واحدة تف، حلكمة متحدة ضابطة

قال احلسيين أن الكتابة الواعية يف املقاصد ،مبنهج خاص املقاصدي عن األصويلفتميز هذا ،)1(ال ميكن أن تكون إال يف املنهج، ووصف نظرية ابن عاشور بأا حماولة يف املنهج

أميا الدكتور األخضري كما قال ،ااستثمرهمن سلفه و قوانينهاملنهج الذي استمد .)2(تثماراس

.412الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص اإلمامنظرية املقاصد عند - 1 .211يف مقاصد رب األنام، املصدر السابق، ص اإلمام - 2

Page 206: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾186﴿

طريقا أهم مسلك اعتربه ابن عاشور االستقراء: وسنتحدث يف املطلب املوايل عن لتحصيل القطع، وبه فارق األصويل، وكيف احتكم هذا األخري له وما جديد املقاصدي فيه.

Page 207: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾185﴿

املطلب الثاين: االستقراء بني أهل األصول وأهل املقاصد

وحيوي هذا املطلب فرعني، الفرع األول: يف حقيقة االستقراء عند أهل األصول وعند

أهل املقاصد، والفرع الثاين: يف القطع والظن يف أصول الفقه.

اصدأهل األصول وأهل املق عنداالستقراء حقيقة الفرع األول:

االنفراد، مسألة عقلها العلماء من شىت دلالجتماع قوة يف إثبات احلقائق ال توجد عن

العلوم، فبذلوا اجلهد يف تقصي احلقيقة عن طريق تتبع مظاا يف األفراد، وعرفت عملية التتبع

هذه باالستقراء، فما حظ األصوليني منه؟ ولنبدأ مبفهومه.

مفهوم االستقراء:

.)1(والتتبع عىن الضم واجلمع: مبلغة

اصطالحا:

قال الغزايل: "هو أن نتصفح جزئيات كثرية داخلة حتت معىن كلي، حىت إذا وجدت

.)2(حكما يف تلك اجلزئيات حكمت على ذلك الكلي به"

وقال يف املستصفي:"فهو عبارة عن تصفح أمور جزئية لنحكم حبكمها على أمر

على الراحلة والفرض ال يؤدي ىلوتر ليس فرض، ألنه يؤديشمل تلك اجلزئيات، كقولنا يف ا

على الراحلة، فيقال: مل قلتم إن الفرض ال يؤدي على الراحلة؟ فيقال عرفناه باالستقراء، إذ

رأينا القضاء واألداء واملنذور وسائر أصناف الفرائض ال تؤدي على الراحلة، فقلنا إن كل

.)3(على الراحلة" ىفرض ال يؤد

قرايف: "االستقراء هو تتبع احلكم يف جزئياته على حالة يغلب على الظن أنه يف وقال ال

ومثل له بعدم فرضية الوتر. )4(صورة الرتاع"

واالستقراء ذا املفهوم قد يكون تاما وقد يكون ناقصا.

.105ص وية، املصدر السابق،؛ الكليات معجم يف املصطلحات والفروق اللغ305خمتار الصحاح، املصدر السابق، ص - 1

.160، ص1961سفة، املسمى: معيار العلم لإلمام الغزايل، حتقيق الدكتور سليمان دنيا، دار املعارف، مصر، ط /منطق افت الفال - 2

).1/103( ،املستصفى، املصدر السابق - 3

.352شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 4

Page 208: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾186﴿

أقسام االستقراء:

ينقسم االستقراء إىل تام وناقص:

، ويف شرح )1(التتبع فيه مجيع جزئيات الكليفاالستقراء التام: هو ما استغرق

.)2(فيه مجيع جزئياته ما عدا صورة الرتاع ياستقرالكوكب املنري، أن االستقراء التام هو ما

والناقص: ما استغرق فيه التتبع أكثر اجلزئيات، أو هو إثبات احلكم يف الكلي لثبوته

. أو كما قال الرازي: )3(عم األغلبيف أكثر جزئياته، وهذا هو املشهور بإحلاق الفرد باأل

.)4("هو إثبات احلكم يف كلي، لثبوته يف بعض جزئياته"

. )5(االستقراء التام الذي استغرق مجيع جزئياته يفيد القطعحكمه:

وقال صاحب شرح الكوكب املنري أن االستقراء الذي استغرق فيه مجيع جزئياته ما

، وكذا يف حاشية العطار على مجع )6(ألكثرعدا صورة الرتاع يفيد القطع، ونسبه ل

. )7(اجلوامع

.)8(أما االستقراء الناقص فيفيد الظن

ل له مبسألة الوتر:"وهذا النوع ال ف االستقراء الناقص ومثوقال الرازي بعد أن عر

.)9(.األظهر أن هذا القدر ال يفيد إال بدليل منفصل".يفيد اليقني.

االستقراء عند األصوليني:

).1/87التقرير والتحيري، املصدر السابق، ( - 1

).4/418( ر السابق،، املصدشرح الكوكب املنري - 2

؛ الكليات معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية، 108جلوامع يف أصول الفقه، املصدر السابق، صامجع )؛ 1/87التقرير والتحبري، املصدر السابق، ( - 3

.106املصدر السابق، ص

).6/161( ،، املصدر السابقللرازي احملصول - 4

.163معيار العلم، املصدر السابق، ص - 5

).4/418شرح الكوكب املنري ، املصدر السابق، ( - 6

).2/385حاشية العطار على مجع اجلوامع، املصدر السابق، ( - 7

كتاب الرد على املنطقيني، لإلمام ؛163ت، املصدر السابق، صالكليا ؛10معيار العلم، املصدر السابق، ص ؛)1/105( ،املستصفى، املصدر السابق - 8

.6ص، 1976- 1396تقي الدين أيب العباس أمحد بن تيمية احلراين، إدارة ترمجان السنة، إدارة ترمجان السنة أيبك رود، الهور، باكستان، ط اهلمام العالمة

).6/161( ،، املصدر السابقللرازي احملصول - 9

Page 209: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾187﴿

ستقراء مبفهومه املطلق استعمل يف معظم مباحث أصول الفقه إن مل نقل كلها، اال

ففي تقريرهم ألقسام األلفاظ استقرؤا كالم الشارع فوجدوا األلفاظ منها النص والظاهر

مل واملتشابه، فإذا أرادوا إزالة خفاء لفظ أو إشكاله واحملكم واملفسر، واخلفي واملشكل وا

يف مواضعه. أو إمجاله تتبعوه

ويف باب الداللة وجدوا الكالم إما يدل على املعىن بعبارته أو بإشارته أو بإميائه أو

بداللته.

لتوصل إىل لتبع مواضعها يف كالم العرب تولتفسري أي لفظة من القرآن الكرمي، ي

معناها، وهل استعملت يف معناها اللغوي أو نقلت، وما هو املعترب منها والذي عهد من

لشارع استعماله فيها.ا

وكذا فيما قرروه من قواعد بناء على االستقراء، كحكمهم بظنية العام بعدما تتبعوا

العمومات فوجدوا أكثرها قد خص، حىت قالوا: "ما من عام إال خص"، بل أعملوا االستقراء

كداللة يف املباحث اللغوية بشكل أدق مما أعمله أهل اللغة أنفسهم لتقعيد تلك القواعد،

، وقال )1(فعل للوجوب، وداللة "ال تفعل للتحرمي"، وكون"كل" وأخواا للعمومإصيغة

الرازي:"بعد استقراء اللغات نعلم بالضرورة أن صيغ: كل، ومجيع، ومن، وما، وأي، يف

.)2(االستفهام واجلزاء للعموم"

نا التكاليف فلم قالوا استقري ،وعن عدم وقوع التكليف باملمتنع استدلوا باالستقراء

.)3(جند فيها ما هو متعلق باملمتنع لذاته

وعن اتهد ال يستنبط حكما من نص معني إال إذا تتبع نصوص القرآن والسنة

.)4(املكلفني استدلوا على أن أحكام اهللا معللة مبصاحلوباالستقراء فوجده غري منسوخ،

التقسيم، وعند من اعترب الطرد وجتد معىن االستقراء متحقق يف كل من عملية السرب و

والدوران طريق للكشف عن العلة، ألم استقرؤا مواقع الوصف فوجدوا احلكم يالزمها

).1/14البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1

).2/349، املصدر السابق، (للرازي احملصول - 2

).2/444اإلاج، املصدر السابق، ( - 3

املطلب األول من املبحث الثاين من الفصل الثالث من هذا البحث.أنظر - 4

Page 210: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾188﴿

الضرورية األصول فحكموا بعلية الوصف للحكم. وقد اعتمد اجلويين االستقراء يف حتديد

ائع إمنا ة اخلمس، وأن الشريالضرورالكليات ، وباالستقراء حددوا واحلاجية والتحسينية

جاءت لنفع العباد ودفع الضر عنهم.

،ومن يستقرئ تصرحيام بإعمال االستقراء كدليل إلثبات مسائلهم وتقعيد قواعدهم

جيدها تفوق احلصر وسنذكر منها: تقريرهم لقاعدة العرف والعادة، قال ابن تيمية:" السبب

إما مطلقا وإما مع شعور ،ر بهات هو تكرار اقتران أحد األمرين باآلخباملقتضي للعلم بار

. وقول العز: ومن تتبع مقاصد الشرع يف جلب املصاحل ودرء املفاسد، حصل )1(باملناسب.."

وأن هذه املفسدة ال ،له من جمموع ذلك اعتقاد أو عرفان بأن هذه املصلحة ال جيوز إمهاهلا

فهم نفس الشرع جيوز قرباا، وإن مل يكن فيها إمجاع وال نص وال قياس خاص، فإن

.)2(يوجب ذلك"

وقال أيضا: "ولو تتبعنا مقاصد ما يف الكتاب والسنة لعلمنا أن اهللا أمر بكل خري

.)3(وزجر عن كل شر"

مدرسة ويف طريقة ،قواعدهم الفقهيةلالفقهاء تقعيد بل ويظهر جليا يف طريقة

اليت مل خترجيه للمسائل عند يف طريقة ابن القاسم ومذهب احلنفية، ألصول لتقعيدا يفالفقهاء

، "إذ أن اهتمام املالكية األوائل بالفقه ومبسائل على أقوال مالكيثبت عن مالك فيها قول

مالك يف وقت مبكر جدا، جعل طريقتهم يف التدوين تقوم على استقراء مسائل اإلمام

.)4( فتاواه"ومراعاة فتاوى الفروع لديه وحتري املعاين والضوابط اليت توخاها اإلمام يف

.95، صاملصدر السابقكتاب الرد على املنطقيني، - 1

.463قواعد األحكام، املصدر السابق، ص - 2

.463املصدر نفسه، ص - 3

.169ة، املصدر السابق، صفريات املعرفة العربية اإلسالميح - 4

Page 211: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾189﴿

مفاهيمه كان حاضرا عند األصوليني، مبا فيه أقسامه واالستقراء مبختلف فإذن

فيه جه اتباعه لألصولينيوو، إلمام الشاطيبن جديده مع ااالستقراء املعنوي والذي سنتبي.

االستقراء عند املقاصديني:

كنموذجني الشاطيب وابن عاشوراالستقراء عند كل من العنصريف هذا نتناولو

للمقاصديني.

االستقراء عند اإلمام الشاطيب:

قال الشاطيب: أن االستقراء تصفح جزئيات ذلك املعىن ليثبت من جهتها حكم عام،

.)1(إما قطعي وإما ظين

علق دراز على قول الشاطيب "قطعي" أي: إذا كان االستقراء تام، وعن قوله "ظين": و

اصطالح وال ميكن أن يقصد الشاطيب بالتام ، )2(ت فقطإذا كان االستقراء يف غالب اجلزئيا

ذا عرف االستقراء املناطقة، ألنه ذكر أن الكلي إذا ثبت ال خيرمه ختلف أحد جزئياته، و

حكمه. بنوعيه وأعطى كال

االستقراء املعنوي عند الشاطيب:

ه حدنبه الشاطيب إىل نوع آخر من االستقراء وهو االستقراء املعنوي، قال يف

خمتلفة األغراض، حبيث ،هو:الذي ال يثبت بدليل خاص، بل بأدلة منضاف بعضها إىل بعض

ما ثبت عند العامة من جود جتتمع عليه تلك األدلة على حد ،ينتظم مبجموعها أمر واحد

.)4(. وهو نوع من التواتر يشبه التواتر املعنوي)3(حامت

).3/221( ، املصدر السابق،املوافقات، حتقيق دراز - 1

).3/221( ، املصدر السابق،)، املوافقات، حتقيق دراز5) و(4اهلامش رقم ( - 2

).2/81( املصدر السابق، املوافقات، حتقيق مشهور، - 3

). 1/24(املصدر السابق، املوافقات، حتقيق دراز، - 4

لة على شجاعة علي بني التواتر املعنوي واالستقراء املعنوي، يقول دراز: فاألول يأيت كله على نسق واحد كالوقائع الكثرية املختلفة اليت تأيت مجيعها داالفرق و

كلف إقامتها لها وذم تاركها، وإلزام املمثال بطريق مباشر، أما الثاين: فيأيت بعضه داال مباشرة كما يف وجوب الصالة مثال، استفدناه من األمر ا، ومن إثابة فاع

).1/24، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (2به وهكذا. اهلامش رقم جنولو على

Page 212: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾190﴿

كان معموال به من قبل وإال فقد، يبابتكره الشاط :واالستقراء املعنوي كمصطلح

إال أن املتقدمني من األصوليني رمبا تركوا ، ألنه قال أثناء حديثه عنه:املتقدمني فمن طر

.)1(ذكر هذا املعىن والتنبيه عليه، فحصل إغفاله من بعض املتأخرين

يف ليهإ أشار الغزايل ألن ،قطعا تركوه إم: يقل ومل ،:"رمبا": قول الشاطيبدراز قال

الشاطيب جعل ،اإلمجاع يف هلذا بإشارته فإنه الغزايل؛ در وهللا...حجة، اإلمجاع كون دليل

. )2(هكتاب خاصة جعله بل التوسع، هذا فيه ويتوسع اجلليلة، الفوائد هذه كل منه يستفيد

واحد يقول الشاطيب: "وإمنا األدلة املعتربة هنا املستقرأة من مجلة أدلة ظنية تظافرت على معىن

، يقصد )3(حىت أفادت القطع"، مث يقول: "فكذلك األمر يف مأخذ األدلة يف هذا الكتاب"

كتاب املوافقات.

ما جاء عن الغزايل يف حجية اإلمجاع كما ،ومن إعمال األصوليني لالستقراء املعنوى

سبقت اإلشارة له:

ود لكنه ليس قال الغزايل يف حجية اإلمجاع أن لفظ احلديث أقوى وأدل على املقص

مبتواتر، فطريق تقرير الدليل أن الرواية تظاهرت بألفاظ خمتلفة مع اتفاق املعىن يف عصمة هذه

ة وهذه األخبار غري متواترة... قال أن األمة من اخلطأ.. إىل أن قال فإن قيل: فما وجه احلج

موع هذه الرسول عليه السالم قد عظم شأن هذه األمة، وأخرب عن عصمتها من اخلطأ مبج

األخبار املتفرقة، وإن مل تتواتر آحادها. ومبثل ذلك جند أنفسنا مضطرين إىل العلم بشجاعة

علي وسخاوة حامت، وإن مل تكن األخبار فيها متواترة، وال ينفك االحتمال عن آحادها لكن

.)4(ينتفي االحتمال عن جمموعها

تركوا ذكر هذا املعىن رمبا ني إال أن املتقدمني من األصولي:"ويبدوا من قول الشاطيب

أنه استفاده من جمموعة من األصوليني وظفوه يف استدالالم وإن مل يصطلحوا :والتنبيه عليه"

على تسميته هذه التسمية.

).1/25( املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، - 1

).1/25حتقيق دراز ، املصدر السابق، ( ،)، املوافقات6اهلامش رقم ( - 2

).1/25، املصدر السابق، (درازحتقيق ،املوافقات - 3

).1/331املستصفى، املصدر السابق، ( - 4

Page 213: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾191﴿

يف استدالهلم على حجية اإلمجاع والقياس وخرب اآلحاد واملصاحل املرسلة، ذلكنلمس

يل، قال يف اإلاج أن األصحاب اختلفوا يف ففي حجة اإلمجاع زيادة على ما ذكره الغزا

كيفية

التمسك بالسنة على اإلمجاع، فقالت طائفة هذه األخبار وإن مل تتواتر لكن القدر

.)1(املشرك منها متواتر وهو عصمة األمة من اخلطأ"

وقال اآلمدي أقرب الطرق يف إثبات كون اإلمجاع حجة قاطعة ما رواه أجالء

.)2(تلفة األلفاظ متفقة املعىن يف الداللة على عصمة هذه األمةالصحابة روايات خم

وقال يف التقرير: أن اإلمجاع حجة قطعية، ومن األدلة السمعية أحاد تواتر منها قدر

.)3(مشترك

وعن استدالهلم به يف القياس يقول ابن القيم "أن الصحابة رضي اهللا عنهم كانوا

يلتفت إىل من يقدح يف كل سند من هذه األسانيد يستعملون القياس يف األحكام... وال

وأثر من هذه اآلثار، فهذه يف تعددها واختالف وجوهها وطرقها جارية جمرى التواتر املعنوي

.)4(وإن مل يثبت كل فرد من األخبار به" ،الذي ال يشك فيه

لوآن وقال أيضا يف تعليل األحكام: "القرآن وسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مم

من تعليل األحكام باحلكم واملصاحل، وتعليل اخللق ما والتنبيه على وجوه احلكم اليت ألجلها

شرع تلك األحكام، وألجلها خلق تلك األعيان، ولو كان هذا يف القرآن والسنة يف حنو مائة

.)5(موضع أو مائتني لسقناها، ولكنه يزيد على ألف موضع بطرق متنوعة"

املرسلة قالوا:وكون هذه املعاين مقصودة عرفت بال دليل واحد وعن حجية املصاحل

بل بأدلة كثرية من: الكتاب والسنة وقرائن األحوال وتفاريق األمارات، تسمى لذلك مصلحة

).5/2052اإلاج، املصدر السابق، ( - 1

).1/290مدي، املصدر السابق، (حكام لآلاإل - 2

).3/107التقرير والتحبري، املصدر السابق، ( - 3

).1/377عالم املوقعني، املصدر السابق، (إ - 4

).2/340عادة، املصدر السابق، (مفتاح دار الس - 5

Page 214: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾192﴿

مرسلة، وإذا فسرنا املصلحة باحملافظة على مقصود الشرع فال وجه للخالف يف إتباعها بل

.)1(جيب القطع بكوا حجة

تقراء املعنوي:حكم االس

"...وإذا تكاثرت على :قال ،هذا النوع من االستقراء يقول الشاطيب أنه يفيد القطع

.)2(عضد بعضها بعضا فصارت مبجموعها مفيدة للقطع" ،الناظر األدلة

وال بد وأن يكون استفاد حكمه من حكم املتواتر باعتبار أنه صرح أن االستقراء

، )3(فاض األصوليون يف إفادة املتواتر بنوعيه القطع واليقنياملعنوي نوع من املتواتر، وقد أ

نذكر بعضا ما جاء يف إفادة املعنوي القطع لبعضهم، قال يف اإلاج: فيما يقطع بصدقه وهو

وتارة ،سبعة وذكر اخلرب املتواتر قال: "... إذا أخربوا فتارة يتفقون يف اللفظ... وهو املتواتر

مع وجود معىن كلي فيما أخربوه به وقع عليه االتفاق، كما إذا خيتلفون يف اللفظ واملعىن

أخرب واحد عن حامت أنه أعطى دينار واآلخر أنه أعطى مجال وآخر فرسا وهلم جرا، فإن

.)4(فقد اتفقوا على معىن كلي وهو اإلعطاء" ،املخربون وإن اختلفوا يف اللفظ واملعىن

األخبار تفيد العلم: التواتر املعنوي وهذا مما وقال ابن تيمية: من الطرق اليت تبين أن

اتفق على معرفته عامة الطوائف، فإن الناس قد يسمعون أخبار متفرقة حبكايات يشترك

جمموعها يف أمر واحد، كما مسعوا أخبار متفرقة تتضمن شجاعة عنترة وسخاء حامت،

إن كان كل فيحصل مبجموع األخبار علم ضروري بأن الشخص موصوف بذلك النعت، و

ألن كل من الروايات ليست منقولة بالتواتر، ومن ،من األخبار لو جترد وحده مل يفد العلم

.)5(هذا الباب العلم القطعي باإلميان واملوت وحنو ذلك

).1/430( ،املستصفى، املصدر السابق - 1

).1/25املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 2

).1/325، املصدر السابق، (إحكام الفصول يف أحكام األصول ؛152اللمع، املصدر السابق، ص ؛)2/41حكام لآلمدي، املصدر السابق، (اإل - 3

).2/1809ملصدر السابق، (اإلاج، ا- 4

)، حتقيق وتعليق علي حسن بن 728، لشيخ اإلسالم أيب العباس تقي الدين أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين (تاملسيح دين لبد ملن الصحيح واباجل - 5

).6/350،(1999- 2/1419اململكة العربية السعودية، ط محدان بن حممد احلمدان، دار العاصمة للنشر والتوزيع، :ناصر، عبد العزيز بن ابراهيم العسكر، د

Page 215: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾193﴿

ويف إجابة السائل قال: واعلم أن التواتر املعنوي ال يفيد علما خبصوصية جزئي من

اجلزئية املتعلقة خبصوصيات الوقائع هلا حالتان، حالة جزئيات ما روي فيه، وذكر أن األخبار

االنفراد وحالة االجتماع، ففي حالة االنفراد: ال تفيد علما قطعيا أصال خبصوصية الشجاعة

وال بالشجاعة املطلقة اليت هي القدر املشترك، ألا باعتبار -يقصد شجاعة علي-مثال

علما قطعيا، ويف حالة االجتماع: تفيد علما االنفراد من مجلة أخبار اآلحاد وهي ال تفيد

.)1(قطعيا بالشجاعة املطلقة"

وقال ابن احلاجب: إذا اختلف املتواتر يف الوقائع، فاملعلوم ما اتفقوا عليه بتضمن أو

.)2(التزام، كوقائع حامت وعلي رضي اهللا عنه

:التمامو النقصان باعتبار نوع االستقراء عند الشاطيب

على مسألة مهمة وأساسية وهي: أن أحكام الشرع أتت لتحقيق استدل الشاطيب

مصاحل املكلفني مبجموعة من النصوص يف أصل بعثة الرسل، وأصل اخللقة، ونصوص دلت

على تعاليل لتفاصيل األحكام، مث قال يف األخري: "وإذا دل االستقراء على هذا وكان يف مثل

. فلم )3(األمر مستمر يف مجيع تفاصيل الشريعة" هذه القضية مفيدا للعلم، فنحن نقطع بأن

يستقرئ مجيع اجلزئيات بل اكتفى ببعض منها وهو عني االستقراء الناقص.

. فقرر أن )4(ها أو أكثرها"وقال: "الكلي ال يثبت كليا إال من استقراء اجلزئيات كل

.الكلي يثبت باالستقراء التام واالستقراء األغليب

"األمر الكلي إذا ثبت كليا، فتخلف بعض اجلزئيات عن وقال يف موضع آخر،

مقتضى الكلي ال خيرجه عن كونه كليا، وأيضا فإن الغالب األكثري معترب يف الشريعة اعتبار

العام القطعي، ألن املتخلفات اجلزئية ال ينتظم منها كلي يعارض هذا الكلي الثابت، هذا

كون ختلف بعض اجلزئيات قادحا يف الكليات شأن الكليات االستقرائية، وإمنا يتصور أن ي

حسن )، حتقيق حسني بن أمحد السياغي، 1182أصول الفقه املسمى إجابة السائل، شرح بغية اآلمل، اإلمام احملدث حممد بن إمساعيل األمري الصنعاين(ت - 1

.99، ص1988- 2/1408حممد مقبويل األهدل، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط

).2/306حلاجب عن خمتصر بن احلاجب، املصدر السابق، (رفع ا - 2

).2/5(املصدر السابق، املوافقات، حتقيق دراز، - 3

).3/177(املصدر السابق، املوافقات، حتقيق مشهور، - 4

Page 216: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾194﴿

العقلية، كما تقول: ما ثبت للشيء ثبت ملثله عقال فهذا ال ميكن التخلف فيه البتة، فإذا كان

كذلك، فالكلية يف االستقرائيات صحيحة وإن ختلف عن مقتضاها بعض اجلزئيات. فقد

ومل يظهر لنا وجه دخوهلا، أو يكون هذه اجلزئيات غري داخلة أصال يف هذا الكلي، أو داخلة

تكون داخلة لكن عارضها على اخلصوص ما هي به أوىل، كالعقوبات اليت مل يزدجر

.)1(بل مث أمر آخر وهي كوا كفارة ،صاحبها فاملصلحة ليست فقط االزدجار

وهو إن استغرق فيه التتبع مجيع اجلزئيات، الشاطيب إما أن يكون تاما عندفاالستقراء

له حكميرى الشاطيب أن أو أغليبيف حكمه أنه قطعي، بني اجلميع خالففال وجد

فال يضره ختلف بعض اجلزئيات عن القطعي، وألجل ذلك قال أن احلكم األغليب إذا ثبت

،ألن األول قد يراه البعض غري منتج أصال ،والثاين هو املقصود من االستقراء عنده، مقتضاه

يقول الغزايل

أن اجلزئية املراد االستدالل عليها باالستقراء التام إما أن يكون املستقري قد :لميف معيار الع

تصفحها أثناء عملية االستقراء، فيكون قد عرفها وعرف حكمها قبل الوصول إىل نتيجة

االستقراء، ومل تعد هناك حاجة لالستدالل عليها باالستقراء، وإما أن ال يكون قد تصفحها

.)2(قراء وعند ذلك ال يعد هذا االستقراء تاما بل استقراء ناقصاأثناء عملية االست

يقوي حكم اجلزئية ويرتقي به من االستدالل عليه بالظين إىل التام االستقراء وإن كان

وفرق بني األمرين والزمهما، ويلمس هذا ،الكلية هاالستدالل عليه بالقطعي الذي دلت علي

يتوفر لديهم مستند اإلمجاع، حديث أو قياس أو املعىن عند أجالء الصحابة فقد كان

مصلحة، ومع ذلك جيمعون عليه طلبا للقطع.

إذا مت فتام، :مث هو يف العلوم الشرعية منتج ألن االستقراء لنصوص الكتاب والسنة

، فنستدل ا على أحكام النوازل اجلديدة اخلارجة عن االستقراء، إذ ةودل على كليات قطعي

ست موجودة وقت االستقراء، حىت نصفه بالنقص لعدم استغراقه هلا.النوازل لي

).2/85، املصدر السابق، (املوافقات، حتقيق مشهور - 1

.164معيار العلم، املصدر السابق، ص - 2

Page 217: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾195﴿

"فإن قيل االستقراء التام إمنا يفيد معرفة أحكام اجلزئيات، وال يقول صاحب التقرير:

يلزم من ذلك القطع بأن حكم الكلي هذا اجلواز أن يكون بعض أفراده املقدرة الوجود لو

جتنا يف الشرعيات إمنا هي احلكم على األمور وجدت كان حكمها غري هذا، فاجلواب أن حا

.)1(اخلارجية، واستقراء الشرع تام فيحصل به املقصود قطعا"

االستقراء عند ابن عاشور:

فه ابن عاشور بقوله: هو تتبع اجلزئيات إلثبات حكم كلي، وإمنا اعترب دليال ألن عر

وألا بعد ثبوا يستدل ا على الكلية مل تكن ثابتة وال دليل عليها إال تتبع اجلزئيات،

أحكام جزئيات جمهولة، مثل أن تقول الوتر سنة ال فرض، ألن النيب صلى اهللا عليه وسلم

صاله على الراحلة والفرض ال يؤدي على الراحلة، أخذا من استقراء أسفار النيب صلى اهللا

.)2(عليه وسلم والسلف رضي اهللا عنهم"

:وأقسام االستقراء عنده ثالث

يفيد الظن، قال هو بعض اجلزئيات، و فيه استقراء ناقص: وهو ما تتبعت -1

.)3(عنه:"فاملقاصد الظنية فتحصيلها سهل من استقراء غري كبري لتصرفات الشريعة"

:املقاصد الشرعية قال واستقراء عمومات متكررة قطعية النسبة إىل الشارع. -2

را ينفي احتمال قصد ااز واملبالغة"، حنو كون القطعية ما يؤخذ من متكرر أدلة القرآن تكرا

�߉ƒÌ ﴿ فقد قال اهللا تعاىل: ،مقصد الشارع التيسري ムª!$# ãΝ à6Î/ t� ó¡ãŠ ø9 $# Ÿωuρ ߉ƒÌ� ムãΝ à6Î/ u� ô£ãè ø9 $#﴾...

�Ÿωuρ ߉ƒÌ ﴿:، فهذا التأكيد احلاصل بقوله185سورة البقرة، اآلية ムãΝà6 Î/ u� ô£ãè ø9 �߉ƒÌ﴿ ، وقوله:﴾#$ ãƒ

ª!$# ãΝ à6 Î/ t� ó¡ãŠ ø9 $ ﴿وقوله:، ...﴾#$ tΒ uρ Ÿ≅yè y_ ö/ä3ø‹n=tæ ’Îû ÈÏd‰9 $# ô ÏΒ 8lt� ym﴾... 78، سورة احلج، اآلية ،

$﴿ وقوله: oΨ −/ u‘ Ÿωuρ ö≅Ïϑóss? !$ uΖøŠn=tã #\� ô¹ Î) $ yϑ x. …çµ tF ù=yϑ ym ’n?tã šÏ%©!$# ÏΒ $ uΖÎ=ö6 s%﴾... سورة البقرة، اآلية

).1/87حيري، املصدر السابق، (التقرير والت - 1

.356حاشية التوضيح، نقال عن نظرية املقاصد عن الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 2

.42، املصدر السابق، صاإلسالميةمقاصد الشريعة - 3

Page 218: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾196﴿

$ Ÿωuρ ﴿:، وقوله286 oΨ ù=Ïdϑ ysè? $ tΒ Ÿω sπ s%$ sÛ $ oΨ s9 ϵÎ/﴾... وقوله286سورة البقرة، اآلية ،:﴿ zΝ Î=tæ ª!$#

öΝ à6‾Ρr& óΟçGΨ ä. šχθçΡ$ tF øƒ rB öΝ à6 |¡à�Ρr& z>$ tG sù öΝ ä3ø‹n=tæ $ x�tã uρ öΝ ä3Ψ tã﴾... وقوله:187سورة البقرة، اآلية ،

﴿ ߉ƒÌ� ムª!$# βr& y# Ïe�sƒ ä† öΝ ä3Ψ tã 4 t,Î=äz uρ ß≈|¡ΡM} $# $ Z�‹Ïè |Ê﴾... فمثل هذا االستقراء 24سورة النساء، اآلية ،

خيول للباحث عن مقاصد الشريعة أن يقول: إن مقاصد الشريعة التيسري، ألن األدلة املستقرأة

يف ذلك كلها عمومات متكررة، وكلها قطعية النسبة إىل الشارع ألا من القرآن وهو قطعي

.)1(املنت

كحديث أيب سعيد اخلدري أن ة، الدليل العام منها ظين، استقراء أدلة جزئية كثري -3

، وهو خرب آحاد ظين الثبوت يرجع )2(: "ال ضرر وال ضرار"النيب صلى اهللا عليه وسلم قال

إىل أصل قطعي يف هذا املعىن، فإن الضرر مبثوث منعه يف الشريعة كلها يف وقائع جزئيات

Ÿωuρ £﴿ :وقواعد كليات، كقوله تعاىل èδθä3Å¡÷Ι äC #Y‘#u� ÅÑ (#ρ ߉ tF ÷è tG Ïj9 4﴾ 231سورة البقرة، اآلية ،

Ÿωuρ £﴿:وقوله èδρ•‘ !$ ŸÒ è? (#θà)ÍhŠ ŸÒ çG Ï9 £Íκö� n=tã...﴾ وقوله:6سورة الطالق، اآلية ،﴿ Ÿω §‘ !$ ŸÒ è? 8ο t$Î!≡uρ $ yδ Ï$s!uθÎ/ ﴾

.)3( 233لبقرة، اآلية اسورة

نوع االستقراء عند ابن عاشور:

ا سبق ذكره ال يتعدى االستقراء األغليب، ن عاشور، فممأما عن االستقراء عند اب

فاملقاصد القطعية مل يستفدها إال منه، بلها القريبة من القطع والظنية.

تمثيل له وهو يف مقام التنظري، ملسلك أمنوذج خيتلف عما كان عليه للبل عندما أتى

والدليلني، اعتمد الطاهر األصوليون من التقعيد ألصل من األصول من االعتماد على الدليل

. فإن قيل:هو يف مقام الترمجة )4(بن عاشور على الدليلني والثالث لتعيني املقصد الشرعي

لألصول، ويكفي فيها ذلك، فيقال أنه إن أراد الترمجة لالستقراء فاالستقراء معروف وترمجته

.42، صمقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق - 1

وبذيله التلخيص للذهيب، املصدر املستدرك على الصحيحني .رجاه، وقال الذهيب: على شرط مسلمقال احلاكم صحيح اإلسناد على شرط مسلم ومل خي - 2

.)58، 2/57( كتاب البيوع، السابق،

.43- 42مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3

.20املصدر نفسه، ص - 4

Page 219: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾197﴿

جلزئيات مشهورة يف كتب األصول، فال يكون بذلك خرج عن صنيع األصويل، مث عدد ا

النقطة الفارقة بني ما عهده األصوليون من هي جزء من ماهية االستقراء، وهي املستقرأة

استقراء جزئيات قليلة وتعميم حكمها على البقية، وبني ما ينشده املقاصدي من استقراء

كلي لكل اجلزئيات.

ابن م اء إذا سلواحلاصل أن االستقروخنتم االستقراء عند ابن عاشور مبا قاله احلسيين: "

عاشور حبجيته على رغم ظنيته مسايرا يف ذلك مجهور العلماء، فقد ساهم يف تشكيل الفكر

ة ابن عاشور نظرياملعتمدة يف بناء املقاصدي عند علماء األصول، وكان أحد السبل

.)1(املقاصدية"

تقييم هذا الدليل عند كل من األصوليني واملقاصديني:

املقاصديني بأن كل من تتبع بعض اجلزئيات ليحكم ا على ـ يتفق األصوليون مع

الكلي هو استقراء ناقص يفيد الظن.

يفيد هو استقراء ـ االستقراء التام أو الكامل الذي يستغرق فيه التتبع كل األفراد،

من باب إحلاق الفرد باألعم األغلباستعاض عنه األصوليون باالستقراء األغليب، القطع،

قال الغزايل: فإن قيل ملا ال يقال للفقيه ، غالب الظن وراجحه، ال القطع واليقني يفيد الذي

استقراؤك غري كامل فإنك مل تتصفح حمل الرتاع؟ فاجلواب: أن قصور االستقراء عن الكمال

أوجب قصور االعتقاد احلاصل عن اليقني، ومل يوجب بقاء االحتمال على التعادل كما كان

ات الواحد على وفق اجلزئيات الكثرية أغلب من كونه مستثىن على بل رجح بالظن، وإثب

.)2(النذور

واملقاصديون الذين نشدوا استقراء يفيد القطع مل جيدوا بدا من اعتبار االستقراء

عليها. مدى إمكانية الوقوفو قدار ما بيد اتهد من أدلة،مبمتعلق األمر، إذ األغليب

.369صالطاهر بن عاشور، املصدر السابق، اإلمام نظرية املقاصد عند - 1

.121معيار العلم، املصدر السابق، ص - 2

Page 220: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾198﴿

الظن اليت يفيدها االستقراء: أن مراتب الظنون يف فهم بن عاشور يف مرتبة قوةايقول

مقاصد الشريعة متفاوتة حبسب تفاوت االستقراء املستند إىل مقدار ما بني يدي الناظر من

. ومقدار األدلة حيدد ما إذا كان االستقراء تام أو أغليب أو ناقص.)1(األدلة

بيهة بعبارة ابن تيمية إن مل األصوليون، بل عبارته شقرره وهو ذا ال خيرج عما

يكن أخذها منه، قال ابن تيمية: القطع والظن يكون حبسب ما يصل إىل اإلنسان من أدلة

.)2(وحبسب قدرته على االستدالل

ـ نتيجة االستقراء عند املقاصديني أقوى داللة من القياس األصويل، قال ابن عاشور

خري إحلاق جزئي جبزئي غالبا ما تكون العلة فيه االستقراء أقوى داللة من القياس، ألن هذا األ

ظنية، أما األول فإحلاق جزئي بكلي مستقرأ من أدلة الشريعة سواء أكان االستقراء قطعيا أو

.)3(ظين قريبا من القطع

وهو يف هذا يقتفي أثر الغزايل الذي قال أن االستقراء يف داللته على الفقهيات أقوى

.)4(من التمثيل

املباحث األصيلة اليت جيب أن ل من الشيخني كفة أن االستقراء من لبـ رجح ك

تعتمد يف أصول الفقه، بعدما تأرجح بني أن يكون منه أو من املقدمات املنطقية اليت ليست

من أصول الفقه.

إذ من األصوليني من جعل االستقراء من املقدمات املنطقية كالغزايل، اليت وصفها بأا

ة أصول الفقه وتبعه ابن قدامى يف روضة الناظر، مث انتقل ليكون أحد مباحث ليست من مجل

أصول الفقه فأدرجه الرازي ضمن األدلة املختلف فيها، وتبعه يف ذلك البيضاوي فقسم األدلة

.43صاملصدر السابق، مقاصد الشريعة اإلسالمية، - 1

).5/91منهاج السنة، املصدر السابق، ( - 2

.83مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3

.161معيار العلم، املصدر السابق، ص - 4

Page 221: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾199﴿

، وجعله السبكي يف )1(أدلة املقبولة ستةوجعله ضمن ال ومردودة،املختلف فيها إىل مقبولة

.)2(االستدالل وكذا فعل ابن النجار يف مجع اجلوامعمجع اجلوامع يف باب

للعلوم الشرعية، ويبنوا فوائده يف ذـ أبرز الشاطيب وابن عاشور االستقراء كدليل منق

تأصيل أصول اليت يلزم أن يتم وفقها االستدالل، حىت جعله الشاطيب خاصية كتابه، ليأيت ابن

صول الشريعة تكون مقصودة هلا باألدلة عاشور ليقرر أنه ال ميكن أن نثبت أصال من أ

املتعارف عليها يف أصول الفقه، ألن وجود القطع والظن القريب منه ناذر فيها ألن معظم

أدلتها ظواهر، ولذا قرر جمموعة من الطرق لتحديد الكشف عن مراد الشرع، وجعل أعظمها

االستقراء.

يث جعلوا االستقراء الناقص الذي ـ ميزوا بني أنواع االستقراء وبينوا مراتبه، حب

ده، ااعتماألصوليون ب نعتي الذيظن، وهو استقرئت فيه بعض اجلزئيات فقط ال يفيد إال ال

.ولذا كانت مسة قواعدهم الظن وكثرة اخلالف فيها

،نتيجة االستقراء العلمي بالنسبة لظنية القواعد اليت قعد هلا األصوليون ليس يف لعيبفا

أصلوا من خاللهمث الفروعله، فقد اعتمدوا على استقراء بعض معماهلبل يف طريقة إ

دوه، فاستثنوها من مث ظهر هلم بعد ذلك الكثري من املسائل على خالف ما قعللقاعدة،

خالف قاعدم لكن علىالقاعدة حىت فاقت االستثناءات األصل، ومع ظهور احلق أحيانا

.)3(العلمي املنتج، فقلل ذلك من نتيجتهحال دون االستقراء اهبهم ملذتعصبهم

نذكر على سبيل املثال ما قرره األصوليون من ظنية العام بناء على استقراء العمومات

فوجدوا ما من عام إال وخص.

قد تتبعت صدرا من :وخص" ما من عام إلايقول بن سلجماسي معترضا على قوهلم"

ة دل اإلمجاع أو العقل على أنه ال سورة النساء يف سويعة فوجدت فيها عمومات كثري

والثاين: وي تنقسم إىل مقبولة ومردودة واملقبولة عنده ستة: األول: األصل يف املنافع اإلباحة ويف املضار املنع،األدلة املختلف فيها عند البيضا - 1

قيل، واخلامس: املناسب املرسل، والسادس: فقد الدليل بعد التفحص البليغ يغلب ظن عدمه. االاج، والثالث:االستقراء، والرابع: األخذ بأقل مااالستصحاب،

)2656، 2633، 2625، 2620، 2619، 2607، 6/2599ر السابق، (املصد

.252طرق الكشف عن مقاصد الشارع، املصدر السابق، ص - 2

لتقعيد والترتيل، يومي "منطق االستقراء العلمي وأثره يف التقعيد األصويل"، الدكتور يوسي اهلواري، امللتقى الوطين األول حول أحكام النوازل املعاصرة بني ا- 3

، بكلية العلوم اإلنسانية واحلضارة اإلسالمية.2012أبريل 11/12

Page 222: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾200﴿

مث قال: فهذا قريب من مخسني - سرد آيات كثرية–يدخلها ختصيص، وكذا سورة ياسني

كلها ال يتطرق إليها ختصيص بدليل اإلمجاع يف بعضها، والعقل يف بعضها، استقرأت ،اعام

.)1(من مواضع قليلة يف كتاب اهللا فكيف لو استقرئ مجيعه

ألة يقول ابن تيمية: وأنت إذا قرأت القرآن من أوله إىل آخره وجدت ويف نفس املس

. )2(غالب عموماته حمفوظة ال خمصوصة

أشار األصوليني إىل مسألة مهمة يف االستقراء، منهم ابن تيمية وهي أن السبب ـ

نه ، واألول يصعب أل)3(املقتضي للعلم، إما اقتران األمرين مطلقا، وإما مع الشعور باملناسب

يستلزم عملية االستقراء التام، وهو شبه مستحيل يصعب االطالع عليه، فكانت املناسبة

كبديل عن االستقراء التام إذ القانون العام أن احلاالت املتشاة هلا علال متماثلة.

وهو يتحدث عن االستقراء املظنون بعد أن ذكر مثال ده قول الرازياوهو ما أف

خبالف سائر الواجبات يف ، ألنه حيتمل أن يكون الوتر واجبا فيد اليقنيوهذا النوع ال ي":الوتر

من ذلك جلنس خمالفا حلكم النوع اآلخرا وال ميتنع عقال أن يكون بعض أنواع، هذا احلكم

.)4("بدليل منفصل األظهر أن هذا القدر ال يفيد إال ؟وهل يفيد الظن أم ال ،اجلنس

وليني استقراء جزئي ناقص الذي يف األصل يفيد ولذا فيقال أن االستقراء عند األص

ل له ابن تيمية ىل اليقني، هذا الدليل الذي مثدليل منفصل يرقى به إ أهله له أضافالظن

وهو ما يفترض أن حنمل عليه استقراء األصوليني، باملناسبة وعرب عنه الرازي بالدليل املنفصل،

مر للوجوب مثال يصعب عليهم استقراء مجيع ، إذ قاعدة األاستقراء الالمتناهي مستحيلألن

مث ، ومواضع من كالم الشارع يف املسألة،مواضع منها، فاستقرئت هافيمواقع كالم العرب

طلب الفعل على وجه اللزوم واالستعالء.م احلكم على الباقي احتكاما ملاهية األمر: وهو عم

http://www.4shared.com/file/79917205.../___.htmlاملخطوطة حمملة من موقع ،14وجه اللوحة رقم البن السلجماسي، حترير مسألة القبول، - 1

).6/265، املصدر السابق، (ىالفتاو ةجمموع - 2

)4/419؛ شرح الكوكب املنري، املصدر السابق، (95ص، املصدر السابق، نطقينيكتاب الرد على امل - 3

).6/161احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 4

Page 223: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾201﴿

باستقراء بعض اجلزئيات من والشاطيب إن قصد باستقرائه هذا النوع، فقد مثل له

ائع أنزلت لتحقيق رتفاصيل األحكام مستندا ملا استهل به استقراءه للمسألة ـ مسألة الش

.ة يف أصل اخللقة وأصل بعثة الرسلاألدلة الكلي :مصاحل املكلفني ـ وهي

ال خيرمه كلي وإن كان يريد االستقراء األغليب أي تتبع جزئيات كثرية حبيث ينتظم منها

إذ ـ يف مسألة إمكان وقوع اإلمجاعن وجزئي، فهو ذا مل يزد عما ناقشه األصوليلف خت

يستحيل استقراء مجيع آراء اتهدين يف وقت واحد، فقد يكون أحد من مل يسمع قوله

قول األكثر، وخالف الواحد يف اإلمجاع وأنه ال يضر، يف حجية ـ خمالف لإلمجاع

بينهم ميأل املدونات األصولية. اقائمال زال يف ذلك اخلالفو

ليس مقصودا لذاته بل باعتباره وسيلة مع كل ما يثار حوله من كالم االستقراءو

ره كل من الشاطيب وابن لتحصيل أصوال قطعية أو قريبة من القطع لالستنباط، كما قر

من مسألة القطع يف األصول؟ وكذا املقاصديني عاشور، فما حظ األصوليني

لثاين: القطع والظن يف أصول الفقهالفرع ا

من وما تعلق ا ، والدليل ن مفهوم كل من القطع والظننبيقبل البدء يف حبث املسألة،

، فما هو )1(ذكرنا سابقا تعريف أصول الفقه عند اجلويين، قال: "أصول الفقه أدلته" .مفاهيم

الدليل؟

. )2(إىل مطلوب خربيهو ما ميكن التوصل بصحيح النظر فيه تعريف الدليل:

.)4(، فتخرج بذلك األمارة)3(أو ما ميكن التوصل بصحيح النظر فيه إىل العلم

).1/85الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1

).1/252رفع احلاجب، املصدر السابق، ( )؛1/66إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 2

.32)؛ اللمع، املصدر السابق، ص1/252)؛ رفع احلاجب، املصدر السابق، (1/88( ،، املصدر السابقللرازي )؛ احملصول1/66حول، املصدر السابق، (إرشاد الف - 3

).1/253رفع احلاجب، املصدر السابق، ( - 4

Page 224: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾202﴿

. ومنهم من ال )1(: هي اليت ميكن أن يتوصل بصحيح النظر فيها إىل الظنتعريف األمارة

. )2(يفرق بني األمارة والدليل

في االحتمال أصال، وعلى نفي : قال التفتازاين: "أن القطع يطلق على نتعريف القطع

.)3(االحتمال الناشئ عن دليل"

، وقال الباجي: أن الظن يف كالم العرب على قسمني: )4(: هو "جتويز راجح"تعريف الظن

.)5(أحدمها مبعىن العلم، والثاين مبعىن التجويز

ىن ، وقد يسمي هذا ظنا، قال الشاطيب يف املع)6(: تردد الذهن بني الطرفنيتعريف الشك

.)7(الثاين للظن: مبعىن ترجيح أحد النقيضني على اآلخر من غري دليل مرجح

.)8(: "جتويز مرجوح"تعريف الوهم

يف توقيت أصول قطعية، رغبوا األصوليون بعد تعريف هذه املصطلحات، نقول أن

نلمس ذلك يف العديد من مباحثهم: كمبحث التواتر، واإلمجاع، ويف إحلاقهم بالغالب

ومباحث املناسبة عن تقسيمها إىل ضروريات وحاجيات وحتسينيات، ومبحث األغلب،

فتقعيدهم هلذه األصول كان انتزاعا هلا من املصلحة املرسلة واالستحسان والعرف والعادة،

ورأوا أن ،صول املقصودة يف بناء األحكاماأل ابأ واموارد متعددة من الشريعة حىت قطع

قرأ من جزئيات عديدة، حبيث يصبح يفيد القطع أو الظن القريب إحلاق اجلزئي باملعىن املست

وقد مرت اإلشارة إىل هذا يف الفرع منه أوىل يف االحتجاج من إحلاق اجلزئي باجلزئي،

السابق من هذا املطلب.

).1/253)؛ رفع احلاجب، املصدر السابق، (1/88، املصدر السابق، (للرازي احملصول - 1

.33لمع، املصدر السابق، صال - 2

).1/61شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3

.31)؛ اللمع، املصدر السابق، ص1/84، املصدر السابق، (للرازي )؛ احملصول1/466إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 4

.99- 98احلدود، املصدر السابق، ص - 5

.31)؛ اللمع، املصدر السابق، ص1/84( ،، املصدر السابقللرازي ؛ احملصول98احلدود، املصدر السابق، ص )؛1/66الفحول، املصدر السابق، ( إرشاد - 6

).1/159االعتصام، املصدر السابق، ( - 7

).1/84، املصدر السابق (لرازيل ؛ احملصول98)؛ احلدود يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص1/66( ،إرشاد الفحول، املصدر السابق - 8

Page 225: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾203﴿

، منهم:وقد صرح البعض ذه الرغبة، رغم ما يعتري أصوهلم من ظنون

الشريعة أصول إثبات إىل سبيل ال: بعضهم لقا وقدجاء يف املوافقات:" الباقالين:

ـ الطيب ابن القاضي يعد مل ولذلك الفروع، يف إال بالظن نتعبد ومل تشريع ألنه بالظن؛

ومعارضتها، العلة، عكس يف كالقول العلل، تفاصيل األصول منيقصد الباقالين ـ

ليس فإنه واإلرسال؛ واة،الر كأعداد األخبار، أحكام وتفاصيل غريها، وبني بينها والترجيح

.)1("بقطعي

: قال يف الغياثي: "القواطع الشرعية ثالث نص من كتاب اهللا ال يتطرق إليه اجلويين

تأويل، وخرب متواتر عن النيب صلى اهللا عليه وسلم، ال يعارض إمكان الزلل روايته ونقله، وال

.)2(تقابل االحتماالت متنه وأصله، وإمجاع منعقد"

الضروريات واحلاجيات والتحسينياتوقال أيضا عندما أراد ذكر تقاسيم العلل ـ

ـ: "وإذا الح مسلك الكالم النفي واإلثبات يف هذه املسائل فنحن نذكر بعدها كالما

يقصد منه بغية وجيزا يتخذه الناظر معتربه، ويرقى عن تعارض وجوه الكالم يف فن

.)3(القطع"

ه أدلته، وأدلة الفقه ثالث، نص الكتاب والسنة املتواترة وقال أيضا: "أصول الفق

.)4(واإلمجاع

دلتها قطعية يفترض اعتراضا، واجلويين وهو يقرر أن أصول الفقه ال بد أن تكون أ

"فإن قيل: تفصيل أخبار اآلحاد واألقيسة ال يلفي إال يف األصول وليست قواطع؟ قلنا قال:

ا، ولكن ال بد من ذكرها ليتبني املدلول ويرتبط الدليل حظ األصويل إبانة القاطع يف العمل

. وقد استثمر اجلويين قضية قطعية األصول يف كل من الرد على إدعاءات الشيعة يف )5(به"

). 1/20( املصدر السابق، املوافقات، حتقيق مشهور، - 1

.47غياث األمم، املصدر السابق، ص - 2

).2/922الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3

).1/85املصدر نفسه، ( - 4

).1/86، املصدر السابق، (يف أصول الفقه الربهان - 5

Page 226: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾204﴿

عة استحقاق اإلمامة، وكيف انتقل من الفروع اجلزئية ليقرر قواعد كلية قطعية، ومدى جنا

.)1(القطع االعتماد على اإلمجاع يف نشدان

ورأي اجلويين هذا اعتراض من )، 403قى كل من رأي الباقالين (توقد ال

هـ)، لتعارض تصرحياما مع ما أدرجاه يف أصول الفقه من الظنيات، 536املازري(ت

فقال:"وعندنا ال وجه للتحاشي عن عد هذا الفن من األصول وإن كان ظنيا، على طريقة

لك الظنيات قوانني كليات وضعت ال القاضي يف أن األصول هي أصول العلم، ألن ت

ألنفسهما، لكن ليعرض عليها أمر غري معني مما ال ينحصر، قال: فهي يف هذا كالعموم

واخلصوص، وحيسن من أيب املعايل أن ال يعدها من األصول، ألن األصول عنده ما يفضي إىل

.)2(القطع، وأما القاضي فال حيسن به إخراجها من األصول على أصله"

صف ابن عاشور اعتذار اجلويين عن إدخاله األدلة الظنية يف أصول الفقه، رغم وو

تصرحيه بأن أصول الفقه هي األدلة القطعية بأنه:"اعتذار واه" ألم مل يدونوا أصوال قطعية،

. وإن كان هذا حتامل على اجلويين، )3(والقواطع عندهم نادرة، مثل الكليات الضرورية

األصول املصلحية إىل ضرورية وحاجية وحتسينية، فله الفضل األول يف فاجلويين أول من قسم

تأصيل هذه الكليات اليت تعود إليها معظم أحكام الشرع، مث قرر قبل الكالم عنها أا أصول

.)4(يبتغى منها القطع

األصول عنده قطعية، ولذا كان من بني أسباب رفضه للقياس وتعليل ابن حزم:

وبعض أنواع اإلمجاع ودليل اخلطاب هو:عدم التيقن من كونه األحكام واالستحسان

. )5(مقصودا وألنه قول يف دين اهللا بالظن

فما بعد. 393، فما بعد و388، املصدر السابق، صصويلالفكر األ - 1

)، وأصول العلم قوانينه اليت يتألف منها، كاملطلق حيمل على املقيد، والعام يقبل التخصيص، أما األصول 1/21املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 2

األمر للوجوب" أصل من أصول قوله تعاىل: "وأتوا الزكاة" أصل مبعىن الدليل، وقولك:"فبمعىن: األدلة فهي الكتاب والسنة واإلمجاع والقياس واالستدالل، ف

).1/21املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( 3اهلامش رقم العلم.

.7مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3

).2/922، املصدر السابق، (يف أصول الفقه الربهان - 4

فما بعد ). 56، 7/2بن حزم، املصدر السابق، (اإلحكام ال - 5

Page 227: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾205﴿

كما أن تفريق األصوليني بني نتيجة األدلة القطعية ونتائج األدلة الظنية، إلدراكهم أن

هذه األخرية إفادا لألحكام أقل درجة من اليقني، و"قد ذكر صدر الشريعة وغريه أن

لعلماء يستعملون العلم القطعي يف معنيني، أحدمها: ما يقطع االحتمال أصال كاحملكم ا

واملتواتر، والثاين: ما يقطع االحتمال الناشئ عن دليل كالظاهر والنص واخلرب املشهور مثال،

.)1(واألول:يسمونه علم اليقني، والثاين: علم الطمأنينة"

باألدلة خمرج لكثري من أصول الفقه وقال يف اية السول: "واعلم أن التعبري

كالعمومات وأخبار اآلحاد والقياس واالستصحاب وغري ذلك، فإن األصوليني وإن سلموا

العمل ا فليست عندهم أدلة للفقه بل أمارات له، فإن الدليل عندهم ال يطلق إال على

وقولنا طرق قال:املقطوع به، وهلذا قال يف احملصول: أصول الفقه جمموع طرق الفقه، مث

.)2(الفقه يتناول األدلة واألمارات"

أن نقل القرايف قول األنباري يف معىن قطعية أصول الفقه، قال ابن األنباري والقرايف:

مسائل أصول الفقه قطعية ومدركها قطعي، لكنه ليس املسطور يف الكتب، بل معىن ذلك أن

م وموارد النصوص الشرعية حصل له القطع من استقرأ واطلع على أقضية الصحابة ومناظرا

.)3(بقواعد األصول، ومىت قصر عن ذلك فال حيصل له إال الظن

ابن عاشور على القرايف بأن هذا التوجيه و"اجلواب باطل ألننا بصدد احلكم على ورد

.)4(ال علم ما يقع لبعض علماء الشريعة" ،مسائل علم األصول

فبعد أن ذكر قول ابن األنباري، شور،ابن عا أما احلسيين صاحب نظرية

االحتكام إىل القيمة العلمية :قال:"يبدوا أن املرجع يف القطع والظن يف علم األصول هو

ملا استقرئ من مقررات الشريعة وتصاريفها، فعلى قدر املستقرئ يتغري ما حيصل

).1/242شرح التلويح على التوضيح، املصدر السابق، ( - 1

).1/10اية السول، املصدر السابق، ( - 2

.7)؛ مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص1/147نفائس األصول، املصدر السابق، ( - 3

.7ر السابق، صمقاصد الشريعة اإلسالمية، املصد - 4

Page 228: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾206﴿

يس إال للمستدل من أصول تتفاوت يف القطع والظن، أما املسطور يف كتب األصول فل

.)1(بيانا ألصول املدارك ال كوا يف ذاا مدارك قطعية"

األصوليني قد يعربون بعبارات يومئون ا إىل أن القطع هو ما حيصل ما أن ك

"استقراء :للمجتهد، كقول الطاهر بن عاشور نفسه وهو يذكر النوع الثاين من االستقراء

بأن تلك العلة مقصد مراد أدلة أحكام اشتركت يف علة حبيث حيصل لنا اليقني

. )2(للشارع"

حيصل للمجتهد فإذا ملفجعل استقراء األدلة مشروطا حبصول اليقني للمجتهد،

القطع به يف نفسه حكم بظنيته.

ويقول دراز:..وال يقال إذا كانت القواعد األصولية اليت تفرع عنها اجلزئيات ال

وليني يف تلك القواعد؟ ألن املراد أا بد أن تكون قطعية، فكيف يتأتى اخلالف بني األص

قطعية:هذا اتهد بعد استقرائه أدلتها حىت يقطع ا، وهذا ال يتناىف أن غريه يقطع وجيزم

3(ت إليه األدلة اليت ارتضاهامبا خيالفها، حسبما أد( .

لألصول الظنية رغم تشوفهم للقطع فيه مراعاة للمقاصد، اعتماد األصوليون

عطل مصاحل اخللق، يقول العز: "إمنا عمل بالظنون يف موارد الشرع، وهو:خشية ت

ومصادره ألن كذب الظنون نادر وصدقها غالب، فلو ترك العمل ا خوفا من وقوع

نادر كذا لتعطلت مصاحل كثرية غالبة خوفا من وقوع مفاسد قليلة نادرة، وذلك

.)4(اليت شرع الشرائع ألجلها" اإللهخالف حكمة

القطع والظن عند الشاطيب والطاهر بن عاشور:

ـ الشاطيب: 1

.104نظرية املقاصد عند الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 1

.16مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2

).4/242، املصدر السابق، (املوافقات، حتقيق دراز ، 04اهلامش رقم - 3

.332، املصدر السابق، صقواعد األحكام - 4

Page 229: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾207﴿

يقول يف املقدمة األوىل من كتابه املوافقات إن أصول الفقه يف الدين قطعية ال ظنية،

واستدل على ذلك بأن مسائل أصول الفقه راجعة إىل كليات الشريعة وذلك ثابت

.)1(االستقراء املفيد للقطع، وما كان كذلك فهو قطعيب

يعلق دراز على هذا الدليل: بأنه "إذا تصفحنا مسائل أصول الفقه نقطع بأا مبنية و

. )2(على كليات الشريعة الثالث، واستقراء مجيع األفراد فيه ممكن، فإا مسائل حمصورة

علق ابن عاشور على دليل الشاطيب هذا بقوله: "لو حتققنا رجوع شيء معني إىل و

تصريح الشاطيب أن رجوعها للكليات الثالث بطريق االستقراء . فرغم)3(تلك الكليات"

يضعفالشيخ دراز له على ذلك، إال أن الطاهر بن عاشور شكك يف ذلك تشكيكا ةوموافق

به النتيجة اليت توصل إليها الشاطيب.

ويقول الشاطيب أن كوا مفيدة للقطع: ألا إما راجعة إىل أصول عقلية وهي قطعية،

.)4(ستقراء الكليأو إىل اال

يعلق دراز على هذه النقطة بقوله أنه "ال يتأتى عادة أن يكون املستنبطون لقاعدة و

"األمر للوجوب" مثال وقعوا على كل أمر صدر من الشارع حىت يتحقق االستقراء الكلي

املعروف املوجب لليقني، لكن املطلوب هنا القطع، أي اجلزم ويكفي لذلك الكثرة املستفيضة

ألفراد من كل نوع من أنواع األمر الواردة يف مقاصد الشريعة الثالثة: الضروريات ا

5(ه استقراءا كليا يوجب القطع"واحلاجيات والتحسينيات، ومثل هذا كاف يف عد( .

مث يذكر الشاطيب يف هذه املقدمة كل من رأي الباقالين واجلويين واعتراض املازري

واب: أن األصل على كل تقدير ال بد أن يكون مقطوعا به، عليهما مث خلص إىل قوله: "واجل

).1/17، املصدر السابق، (املوافقات، حتقيق مشهور - 1

).1/19، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (02اهلامش رقم - 2

.41اإلسالمية، املصدر السابق، ص مقاصد الشريعة - 3

).1/18املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 4

).1/19املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 5

Page 230: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾208﴿

ألنه إن كان مظنونا تطرق إليه احتمال اإلخالف، ومثل هذا ال جيعل أصال يف الدين عمال

.)1(باالستقراء، والقوانني الكلية ال فرق بينها وبني األصول الكلية اليت نص عليها"

اضي واملازري تصفية املقام ورد يقول دراز: "ومعلوم أن الغرض من جلب كالم الق

شبهة املازري ليتم له أن أصول الفقه على أي تقدير يف معناها قطعية، سواء كانت هي

.)2(القواعد أو األدلة من الكتاب والسنة أو الكليات الشرعية املنصوصة"

على أن املظنونات ال جتعل اطرد"...فاإلصطالح وختم الشاطيب هذه املسألة بقوله:

، وهذا كاف يف إطراح الظنيات من األصول بإطالق، فما جرى فيها مما ليس بقطع أصوال

.)3(فمبين على القطعي تفريعا عليه بالتبع، ال بالقصد األول"

ق الشيخ دراز، على هذه اخلامتة، بقوله هذا "رجوع عن قسم عظيم مما مشلته وعل

طعي جممع عليه، ومنها ما هو الدعوى، ولكنه مقبول ومعقول، فإن مسائل األصول ما هو ق

حمل نظر...على أنه ذه اخلامتة اليت طرح ا كثريا من القواعد املذكورة يف األصول جزافا

دون حتديد لنوع ما يطرح، صار ال يعرف مقدار ما بقي قطعيا وما سلم فيه أنه ظين، وهذا

.)4(يقلل من أمهية هذه املقدمة"

يت تطرح من أصول الفقه وال بين مقدار األدلة والشاطيب وإن مل حيدد الظنيات ال

املتبقية، كما ذكر دراز، إال أنه من يتتبع كتابه جيده يشري إىل ما هو معترب من األدلة وما ليس

مبعترب، ففي املقدمة الثالثة، يقول "وإمنا األدلة املعتربة هنا املستقرأة من مجلة أدلة ظنية تظافرت

.)5(يه القطع"على معىن واحد حىت أفادت ف

).1/22(قيق دراز، املصدر السابق، املوافقات، حت - 1

).1/21)، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (4اهلامش رقم ( - 2

).1/22املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 3

).1/22، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (4اهلامش رقم - 4

).1/24(املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، - 5

Page 231: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾209﴿

ويف فصل من نفس املقدمة: كل أصل شرعي مل يشهد له نص معني وكان مالئما

لتصرفات الشرع ومأخوذا معناه من أدلته، فهو صحيح يبىن عليه ويرجع إليه، إذ كان األصل

.)1(قد صار مبجموع أدلته مقصوعا به"

ل: أن كل مسألة ويف املقدمة الرابعة قال مبينا ما ميكن طرحه من األصول فيقو

عارية، أو ينبين عليها فقه هموسومة يف أصول الفقه ال ينبين عليها فقه فوضعها يف أصول الفق

. إضافة إىل طريقة معاجلته )2(لكن ال حيصل من اخلالف فيها خالف يف فرع من فروع الفقه

سه بذلك ية، كما اعترف دراز نفعختدم مقاصد الشرع وأصوله القطاليت للمباحث األصولية،

قال: "إن صاحب املوافقات مل يذكر يف كتابه مبحثا واحدا من مباحث املدونة يف كتب

. )3(األصول إال إشارة يف بعض األحيان لينتقل عنها إىل تأصيل قاعدة أو تفريع أصل"

وإدراجه لطرق الكشف عن مقصود الشرع، واعتماده على االستقراء حىت جعله خاصية

كتابه.

: بقوله شور على رأي الشاطيب يف قطعية أصول الفقه، وتدليله عليهاق ابن عاوعل

وقد حاول الشاطيب يف املقدمة األوىل إثبات كون أصول الفقه قطعية وهي طريقة ال يوصل

منها إال قوله: الدليل على ذلك أا راجعة إىل كليات الشريعة، وما كان كذلك فهو قطعي،

وع شيء معني إىل تلك الكليات، أي الضروريات أي لو حتققنا يقول ابن عاشور: رج

واحلاجيات والتحسينيات، وقال عن استدالله على هذه القضية أنه خملوط مدخول غري

.)5(، كما وصف استدالله هذا يف أول كتابه بأنه حماولة مل يأت من ورائها بطائل)4(منخول

الطاهر بن عاشور:

هي الغاية العظمى اليت يلزم أن يبتغيها يرى ابن عاشور أن حتصيل األصول القطعية

قال: "إن أعظم ما يهم املتفقهني إجياد ثلة من املقاصد القطعية ليجعلوها ، املتفقهون يف فقههم

).1/27(املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، - 1

).1/29املصدر نفسه، ( - 2

).1/8( ،املصدر نفسه - 3

.41مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 4

.7املصدر نفسه، ص - 5

Page 232: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾210﴿

. لكنه يرى أن األصوليني مل يوفقوا يف ذلك، قال يف أول )1(أصال يصار إليه يف الفقه واجلدل"

ألقوال العلماء يف املسألة مبا فيهم الشاطيب: "وأنا بعد ذكره اإلسالمية،ة ه مقاصد الشريعكتاب

أرى سبب اختالف األصوليني يف تقييد األدلة بالقواطع هو احلرية بني ما ألفوه من أدلة

وبني ما راموا أن يصلوا إليه من جعل أصول الفقه قطعية كأصول الدين السمعية، ،األحكام

ومجعوها ألفوا القطعي فيها نادر ندرة كادت فلما دونوها ،فهم قد أقدموا على جعلها قطعية

.)2(تذهب باعتباره يف عداد مسائل علم األصول"

ينبغي قال:على األصوليني بأم مل يدونوا قواطع، ولذا وذا حيكم الطاهر بن عاشور

أن يقال أن أصول الفقه جيب أن تكون قطعية، أي ال يدونوا فيها إال ما كان قطعيا

.)3(ظر القوي، وهذا األمر ال يزال معترك األنظاربالضرورة أو بالن

وإن كان يعترف أن بعض األئمة قد صرحوا بقواعد قطعية للتفقه، كقوهلم: ال ضرر

تناثرها وانغمارها بوقوعها أثناء االستدالل على وال ضرار، وقول مالك دين اهللا يسر، إال أن

.)4(عند احلاجة إليهاسارع بإبعادها عن ذاكرة من قد ينتفع ا اجلزئيات،

ولذلك اقترح حال لتوقيت أصوال قطعية، قال:"إذا أردنا أن ندون أصوال قطعية للتفقه

علينا أن نعمد إىل مسائل أصول الفقه املتعارفة ونعيد ذوا يف بوتقة التدوين حق ،يف الدين

ا، ونضع فيها أشرف ونعريها مبعيار النظر والنقد، فننفي عنها األجزاء الغريبة اليت غلثت

مث نعيد صوغ ذلك العلم ونسميه علم مقاصد الشريعة... ونعمد ،معادن مدارك الفقه والنظر

إىل ما هو من مسائل أصول الفقه غري مرتو حتت سرادق مقصدنا هذا من تدوين مقاصد

.)5(الشريعة، فنجعل منه مبادئ هلذا العلم اجلليل علم مقاصد الشريعة"

مقدمته األوىل، فاقترح يف الشاطيب هيلإآل طاهر بن عاشور إىل ما وذا يؤول كالم

الشاطيب إطراح الظنيات واإلبقاء على القطعية منها، واقترح ابن عاشور لتحصيل القطعي يف

.40صمقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، - 1

.8ص، املصدر نفسه - 2

.8، صر نفسهاملصد - 3

.8املصدر نفسه، ص - 4

.8املصدر نفسه، ص - 5

Page 233: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾211﴿

أصول الفقه نفي األجزاء الغريبة، اليت غثلت ا ووضع أشرف معادن مدارك الفقه، فلم حيدد

باقتراحه ف...، فيصدق عليه حكم دراز على الشاطيب:املداركما يطرح وما هي أشرف معادن

، صار ال يعرف ينفىجزافا دون حتديد لنوع ما نفي األجزاء الغريبة اليت غلثت بأصول الفقه

الدعوى. هذهأمهية مقدار ما بقي قطعيا وما سلم فيه أنه ظين، وهذا يقلل من

ى أن ما يعتمد من قطعيات يف عل ا بني الشاطيب وابن عاشورآخر ايالحظ توافقكما

أصول الفقه قطعية، يؤيد هذا ما علق به دراز على أن أصول الفقه قليل رغم تقرير الشاطيب

املقدمة األوىل، إذ قال أن اقتراح الشاطيب طرح الظنيات رجوع عن قسم عظيم مما مشلته

قعيد ألصول قطعيةيريد قطعية أصول الفقه مآال، بعد التالشاطيب إال أن يكون .)1(الدعوى

باالحتكام إىل الطرق اليت وقتها يف كتابه.

لقطع والظن أما الطاهر بن عاشور، فقد قال بعد ذكره ألقوال العلماء يف مسألة ا

"على أننا غري ملتزمني للقطع وما يقرب منه يف التشريع إذ هو منوط وعدم تسليمه آلرائهم:

القطعية ملجأ نلجأ إليه عند االختالف ة من القواعدبالظن، وإمنا أردت أن تكون ثل

.)2(واملكابرة"

لكن اخلالف واملكابرة مستمر يف كل مسائل أصول الفقه.

قال احلسيين أن ابن عاشور ال يلتزم القطع يف التشريع أو ما يقرب منه ألنه منوط يف

يقصد به ما . ال سيما وقد صرح يف كتابه أنه إذا أطلق لفظ التشريع )3(الغالب بالظن الراجح

.)4(هو قانون لألمة، وال يقصد به مطلق الشيء املشروع

ختاما هلذه املسألة:

ول ورغبوا القطع يف األاألصوليون تشوفوا كما سبق ذكره يف الكثري من املواضع إىل

يقول الرازي: األمة ه.ا كان متعسرا وكأم يئسوا من وجوديف ذلك، لكن نشدان القطع مل

.)1(يس يف املسائل الشرعية داللة قاطعة"جممعة على أنه ل

).1/22، املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، (4اهلامش رقم - 1

.42مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2

. 122طاهر بن عاشور، املصدر السابق، صال، نظرية املقاصد عند اإلمام 151اهلامش رقم - 3

.9قاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، صم - 4

Page 234: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾212﴿

بأنه ال بد لالحتمال املضعف للداللة أن يكون ناشئا عن دليل بعضهم اكتفىولذلك

سلم أي دليل منه.يحىت ميكن اعتباره، وإال مل

يقول الغزايل: "لو شرط يف النص احنسام االحتماالت البعيدة فال يتصور لفظ

.)2(صريح"

"لو فتح باب االحتمال لبطلت احلجج، إذ ما من حكم إال ويقول ابن قدامى:

. )3(أو عدم نقله" هويتصور تقدير نسخ

وقد مثن هذا عالل الفاسي فقال االختالف يف الدين مذموم يف اإلسالم وغري مقبول،

ة وقبوهلا للتطور، أما االختالف الناشئ عن االجتهاد يف املسائل فهو دليل على حيوية هذه املل

.)4(حية الشريعة لكل األزمنة واألمكنة"وصال

الستصحاب أو سد الذرائع أو املصاحل املرسلة؛ إمنا بل األصوليون وهم يقعدون ل

، ه من موارد متعددة من الشريعة حىت قطع بأنه من األصول املقصودة يف بناء األحكاموانتزع

فالقول بأن أصوهلم ظنية نوع من اازفة.

فقد صرحوا بأنه ال بد من تأسيس أصول قطعية لالستنباط، لكن أما مشايخ املقاصد:

،وقع هلم مع ذلك نوع من االضطراب، إذ قبلوا بالظنون يف األصول كما صرح ابن عاشور

. واضطراب ابن )5(بل قد وصف ابن عاشور أنه "تراجع عن قوله بقطعية املقاصد الشرعية"

تعريفه للظن، قال: "الظن هو دة، صرح به عنعاشور هذا سببه عسر اليقني يف األدلة الشرعي

،العلم الراجح يف النظر مع احتمال اخلطأ احتماال مرجوحا لتعسر اليقني يف األدلة التكليفية

الضرورة إىل املنتهي الدليل على متوقف فهو للحكماء، املراد اليقني كان إن :فيها اليقني ألن

أمر اهللا بأن اإليقان مبعىن كان وإن التوحيد، مسائل أصول يف إال جيريان ال ومها الربهان، أو

حصل أو بالضرورة الدين من علم ما عدا التشريع، مسائل معظم يف نادر فذلك ى، أو

).6/179، املصدر السابق، (للرازي احملصول - 1

).1/243املصدر السابق، ( ،املنخول - 2

.113روضة الناظر، املصدر السابق، ص - 3

.17مكارمها، املصدر السابق، صومقاصد الشريعة اإلسالمية - 4

.79، ص2001- 1422لشاطيب، عبد احلميد العلمي، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، اململكة املغربية، ط/منهج الدرس الداليل عند اإلمام ا - 5

Page 235: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾213﴿

وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول عن الصحابة بعض تلقاه مبا خاص وهو باحلس، لصاحبه

من علم كما والتابعني، الصحابة عصر بعد لاحلصو عزيز وهو ،بالتواتر حصل أو مباشرة،

.)1("الفقه أصول

فإذا كان هناك عسر يف إجياد أصول قطعية، فهذا أول عائق أمام من يؤسس هلذا

النوع من التأصيل.

إذا كان املقصد منه االتفاق على األصول لرفع اخلالف يف الفروع أو تقليلها فهذا و

تلف خرية اخللق مع اتفاقهم على القاطع الذي يتلقونه من النيب أيضا ليس مبتيسر، وقد اخ

صلى اهللا عليه وسلم. فهذه عراقيل واجهت األصوليني ولذا وجدم وكأم سلموا أمرهم

للعمل بالظن.

بإمكانية حتصيل أصول قطعية فما فائدا إذا له ومع فرض التسليم ابن عاشور أما

قال:"على أننا غري إذ شور حمظورا من اخلالف الفروع.كان ومع وجودها ال يرى ابن عا

.)2(ملتزمني للقطع وما يقرب منه يف التشريع إذ هو منوط بالظن"

وعلى الرغم من هذا فإننا ال نعدم فائدة من السعي لتوقيت هذه األصول ألنه وإن مل

واألفهام ومن ملا يف فطرة العقول من اختالف امليول ،ميكن رفع االختالف الفقهي كلية

تفاوت الذكاء وأصالة الرأي، لكن صحيح أيضا إمكانية إرجاع ذلك االختالف إىل الوحدة

يف الرأي وإىل التقريب يف احلال، قال ابن عاشور ألن:" يف فطرة العقول أصوال ضرورية

لجأ ، وي)3(قطعية أو ظنية قريبة من القطع، به تستطيع العقول أن تعين احلق من خمتلف اآلراء"

.)4(إىل حتكيمها عند االختالف واملكابرة

قطعية األصول قضية رامها أهل األصول منذ القدمي، وواجهتهم بعض العراقيل ف

حالت دون حتقيق بغيتهم، واملقاصدي يؤسس من جديد للفكرة وحياول أن يتجاوز ما

).8/26، (املصدر السابقتفسري التحرير والتنوير، - 1

.42مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2

).3/12(تفسري التحرير والتنوير، املصدر السابق، - 3

.122ص املصدر السابق،طاهر بن عاشور، الة املقاصد عند نظري - 4

Page 236: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

مناهج علماء أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية في تحصيل : الثاني المبحث الفصل الثانـــي

مقصود الشرع

﴾214﴿

صافالتذلك و، هوخفق فيه من منهج لالستدالل دون غمط جلهد، األصويل اعترض سلفه

.العلوم بالتراكمية

وكخامتة هلذا املبحث:

سواء يف االحتكام مبنهج خاص، األصويل فقد يلمس مما سبق أن املقاصدي يتميز عن

الدليل، أو اعتماد االستقراء كدليل لتحصيل القطع أو فإىل احلكمة وحماولة االرتقاء ا ملصا

، وبىن عليه سواء يف األصويل هدقع اقد استفاد ذلك مم كان املقاصدي وإن الظن القريب منه،

اعتبار احلكمة واملناسبة دليال حيتكم إليه يف االستنباط والوقوف على مقصود الشرع، أو يف

وبغية حتصيل القطع به، وبغريه من الطرق.االستقراء

يف الفصل املوايل منهج األصوليني يف االحتكام إىل أهم ما سيعرضالكالم ثبت هذا ي

الشارع مقصودالوقوف على يف اليقنيصيل ابتغي من خالهلما حتلتفسري النصوص طريقني

ومها السياق واالستصالح، وفضلهم يف التقعيد هلما.، احلكيم

Page 237: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالثالفصل الثالث

عند األصوليين عند األصوليين عند األصوليين عند األصوليين السياق واالستصالح السياق واالستصالح السياق واالستصالح السياق واالستصالح مراعاةمراعاةمراعاةمراعاةأثر أثر أثر أثر

مبحثان:مبحثان:مبحثان:مبحثان:تمهيد و تمهيد و تمهيد و تمهيد و وفيه وفيه وفيه وفيه

التمهيد:التمهيد:التمهيد:التمهيد:

عند األصوليينعند األصوليينعند األصوليينعند األصوليين في تفسير النصوصفي تفسير النصوصفي تفسير النصوصفي تفسير النصوص السياقالسياقالسياقالسياقأثر أثر أثر أثر المبحث األول: المبحث األول: المبحث األول: المبحث األول:

عند عند عند عند استنباط األحكام الشرعيةاستنباط األحكام الشرعيةاستنباط األحكام الشرعيةاستنباط األحكام الشرعيةفي في في في االستصالحاالستصالحاالستصالحاالستصالحأثر أثر أثر أثر المبحث الثاني: المبحث الثاني: المبحث الثاني: المبحث الثاني:

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

Page 238: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الثالث الفصل

التمهيد

﴾215﴿

لتمهيد:ا

أصول الشرع قسمان كما ذكر اجلويين: أصول نقلية وهي "نص الكتاب ونص السنة

، وهي: املصاحل الضرورية، واحلاجية، )2(، وأصول مصلحية مستقرأة)1(املتواترة واإلمجاع"

.)3(والتحسينية

وإذا كان طريق إثبات املقاصد غري املنصوص عليها هو االستقراء عند اجلويين، وعند

. وهي إما )4(غريه عموما، فإن طريق أو مسلك إثبات األصول املنصوص عليها هي القرائن

.)5(حاليه أو مقالية، فتقيد املطلق، وختصص العام، فينكشف ا مقصود الشارع

أثناء حديثه عن قرائن األحوال: أا إذا ثبتت ترتبت عليها علوم وقد قال اجلويين

، فهي ترقى بالنص من االحتمال إىل إفادته العلم. )6(بديهية ال يأباها إال جاحد

فتلخص عند اجلويين ثالث مسالك عن طريقها يتعرف على مقصود الشرع

االحتمال فيكون قصد وهي:نصوص الكتاب والسنة واإلمجاع، والنصوص: إما أن ال تقبل

الشارع منها واضح، أو تقبل االحتمال فيستعان على معرفة املقصود منها باالعتماد على

القرائن، وهذه القرائن إما لفظية أو حالية، وهو ما يصطلح عليه أيضا بالسياق املقايل واحلايل،

وثالثها أصول مصلحية دل عليها االستقراء.

هذا التقدمي أا منسوبة للجويين، فإنك ال تعدم وهذه الطرق وإن بدا من خالل

أصوليا إال واعتمدها إلصابة مراد الشارع احلكيم.

).1/85الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1

.43نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 2

).417- 1/416)؛ املستصفى، املصدر السابق، (2/923الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3

.43نظرية املقاصد عند الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 4

).1/372الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 5

).1/574املصدر نفسه، ( - 6

Page 239: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الثالث الفصل

التمهيد

﴾216﴿

سنفرد هذا الفصل للحديث عن السياق واالستصالح باعتبارمها ومن أجل ذلك

وسيلتني هامتني للكشف عن مراد الشارع، احتكم إليهما األصوليون إلصابة اليقني من

حكم اهللا.

بات ذلك هذه تصرحيام وتطبيقام شاهدة نوجزها من خالل مبحثني؛ املبحث وإلث

النصوص واملبحث الثاين: نبني فيه أثر األول: نتحدث فيه عن أثر السياق يف تفسري

االستصالح عند األصوليني.

Page 240: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المبحث األولالمبحث األولالمبحث األولالمبحث األول

عند األصوليينعند األصوليينعند األصوليينعند األصوليين في تفسير النصوصفي تفسير النصوصفي تفسير النصوصفي تفسير النصوصأثر السياق أثر السياق أثر السياق أثر السياق

وفيه مدخل ومطلبان:وفيه مدخل ومطلبان:وفيه مدخل ومطلبان:وفيه مدخل ومطلبان:

المدخلالمدخلالمدخلالمدخل

لمطلب األول: أثر السياق المقالي في تفسير النصوص عند لمطلب األول: أثر السياق المقالي في تفسير النصوص عند لمطلب األول: أثر السياق المقالي في تفسير النصوص عند لمطلب األول: أثر السياق المقالي في تفسير النصوص عند ا

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

المطلب الثاني: أثر السياق المقامي في تفسير النصوص عندالمطلب الثاني: أثر السياق المقامي في تفسير النصوص عندالمطلب الثاني: أثر السياق المقامي في تفسير النصوص عندالمطلب الثاني: أثر السياق المقامي في تفسير النصوص عند

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

Page 241: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾213﴿

املدخل:

،وأقسامه وظيفته،إىل تعريف السياق لغة واصطالحا، وإىل هذا املدخلونتعرض يف عمال األصوليني له.إقات وبيمتهيدا ملا سنذكره يف مطليب هذا املبحث من تط

:تعريف السياق

اودة ومتساوقة، وساق قساوقت اإلبل إذا تتابعت فهي متت ،التتابعالسياق مبعىن لغة: كناية عن االزدحام وااللتحام :ب على ساقرالصداق لزوجته محله هلا، وقامت احل

:والساقة: مجع سائق، وساقة اجليش كناية على شدة األمر، :وكشف عن ساقه ،واالشتداد .)1(مؤخرته الذين حيفظونه

وذكر يف املصباح املنري أن الفقهاء يقولون تساوقت اخلطبتان ويريدون املقارنة .)2(واملعية

تعريف السياق اصطالحا:

إىل معناه ئوإمنا ذكروا عبارات قد توم ، يعط القدامى تعريفات واضحة للسياقملواعتمادا مه، يوهو السياق املقايل على ما سيتم تقس، وغالبها تتعلق بنوع واحد من السياق

تعريفه ميكن ،)3(يف بعض الدراساتله ريف اجاء من تع، وما على املعىن اللغوي خصوصا :أنهبـ

. 2153لسان العرب، املصدر السابق، ص - 1 . 178املصباح املنري، املصدر السابق، ص - 2، معهد البحوث العلمية، جامعة أم القرى مكة املكرمة، اململكة العربية السعودية، داللة السياق، ردة اهللا بن ردة بن ضيف اهللا الطلحي - 3فريجينيا، الواليات املتحدة - ؛ القرائن والنص، دراسة يف املنهج األصويل يف فقه النص، أمين صاحل، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، هريندن46،ص1/1424ط

السياق عند األصوليني دراسة نظرية تطبيقية، رسالة ماجستري، سعد بن مقبل بن عيسى العرتي، كلية ؛ داللة 274، ص2010- 1/1431األمريكية، ط؛ داللة السياق وأثرها يف توجيه املتشابه اللفظي يف 63هـ، ص1428 - ه1427الشريعة والدراسات اإلسالمية، جامعة أم القرى اململكة العربية السعودية،

ن شتوي بن عبد املعني الشتوي، جامعة أم القرى، كلية أصول الدين، اململكة العربية بنظرية تطبيقية، رسالة ماجستري، فهد قصة موسى عليه السالم، دراسة فما بعد. 25م، ص 2005- 1426السعودية،

Page 242: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾214﴿

لك التتابع بني األلفاظ واعتبار أوهلا بآخرها وآخرها بأوهلا، والتالحم بينهما وبني ذاملعىن وتقويه وحتمل اخلطاب حبيث تشد ،املؤثرة يف فهمه مجيع الظروف احمليطة باخلطاب

.عند املخاطب على مقصود املتكلم منه

أقسام السياق:

ينقسم السياق إىل: السياق املقايل، ويعرب عنه أيضا بالقرائن اللفظية. وإىل السيــــــــــــــــــــــــــاق

إىل قرائن حالية وإىل قال اجلويين: "القرائن تنقسم .املقامي ويعرب عنه بالقرائن احلالية .)1(قرائن لفظية"

: وظيفة السياقإذا "قال اجلويين:، نقل الداللة من الظن إىل القطعيلسياق والقرائن االحتكام إىل ا

.)2(اها إىل جاحد"بأيلوم بديهية ال عثبتت قرائن األحوال ترتب عليها .)3(األحوال ويرى الغزايل أن قصد االستغراق يعلم بعلم ضروري حيصل عن قرائن

بعد العلم تأيت مرتبة خامسة من مراتب العلوم :درك قرائن األحوال نخول عدويف امل . )4(املستفاد من اخلرب املتواتر

وقال الرازي:"واعلم أن اإلنصاف أنه ال سبيل إىل استفادة اليقني من هذه الدالئل سواء كانت هذه القرائن مشاهدة أو منقولة إلينا ،اللفظية إال إذا اقترنت ا قرائن تفيد اليقني

.)5(بالتواتر .)6("القرائن إذا انضمت إىل الضعيف أحلقته بالقوى"وقال الزركشي:

).1/372الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ).1/574املصدر نفسه، ( - 2 ).2/115( املستصفى، املصدر السابق، - 3 ).1/105املنخول، املصدر السابق، ( - 4 ).1/408احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 5 ).3/59املنثور يف القواعد، املصدر السابق، ( - 6

Page 243: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾215﴿

، قال من اخلطاب الشرعي ن التبعيعاملقصود األصلي السياقز يميكما السياق فيكون النص ظاهرا لصيغة اخلطاب نصا باعتبار القرينة اليت كان السرخسي:

. )1(ألجلهاعلمإ"ال التلمساين:، قويرجحه املعىن املقصود من اخلطاباالحتكام إىل السياق نيعي

.)2("ال من جهة الوضع ،أنه قد يتعني املعىن ويكون اللفظ نصا فيه بالقرائن والسياق

عند األصوليني يف تفسري النصوصالسياق املقايل أثر املطلب األول:

قيب ذلك ع-هي أن يذكر املتكلم: قال الرازي:"القرينة املقالية:مفهوم السياق املقايل وليس شرطا أن .)3(يدل على أن املراد من الكالم األول غري ما أشعر به ظاهره" ما -الكالم

الكالم بل ميكن أن يكون قبله ملا سوف نقف عليه يف األمثلة يكون ذلك عقيب والتطبيقات.

أنواع السياق املقايل:

رؤوس ـ أحد ألزرقنافع بن اابن عباس ل كقولسياق املقايل قد يكون متصال:ال دخلها، كان مسلما أو كافرا أن خيرج من النار من هذا األخري عندما نفى اخلوارج ـ

$﴿:قوله تعاىلعلى ذلك ب مستدلا tΒ uρ Ν èδ tÅ_Ì�≈y‚ Î/ z ÏΒ Í‘$ ¨Ψ9 أنظر ما : 37، اآليةاملائدةسورة ...﴾#$

zƒÏ%©!$# (#ρ (βΨ﴿:)4(نزلت يف الكفارقبلها فإا ã� x Ÿ2 öθs9 āχ r& Οßγs9 $ ¨Β ’Îû ÇÚ ö‘ F{ $# $ YèŠ ÏΗsd …ã&s#÷W ÏΒ uρ …çµ yè tΒ

).1/164أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 1دلة، لإلمام الشريف أيب عبد اهللا حممد بن أمحد احلسيين مفتاح الوصول إىل بناء الفروع على األصول، ويليه كتاب مثارات الغلط يف األ - 2

.433، ص1998- 1/1419هـ)، دراسة وحتقيق: علي حممد فركوس، املكتبة املكية مؤسسة الريان، مكة املكرمة، السعودية، ط771التلمساين(ت ).1/332احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 3هـ)، حتقيق الدكتور عبد اهللا بن عبد احملسن التركي، 310آي القرآن، أليب جعفر حممد بن جرير الطربي(تتفسري الطربي جامع البيان عن تأويل - 4

، 2001- 1/1422بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية واإلسالمية بدار هجر، الدكتور عبد السند حسن ميامة، هجر للطباعة والنشر، جيزة، ط)8/407.(

Page 244: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾216﴿

(#ρ ߉tG øu‹Ï9 ϵÎ/ ô ÏΒ É>#x‹ tã ÏΘöθtƒ Ïπ yϑ≈uŠ É)ø9 $# $ tΒ Ÿ≅Îm6 à)è? óΟßγ÷Ψ ÏΒ ( öΝ çλm; uρ ë>#x‹tã ÒΟŠ Ï9 r& ∩⊂∉∪ šχρ߉ƒÌ� ムβr& (#θã_ã� øƒ s† z ÏΒ Í‘$ ¨Ψ9 $#

$ tΒ uρ Ν èδ šÅ_Ì�≈sƒ ¿2 $ pκ÷] ÏΒ ( óΟßγs9 uρ Ò>#x‹ tã ×Λ É)•Β ﴾ 37-36، اآليةاملائدةسورة. أو محل مطلق على مقيد منفصل ،آية بآية أخرى أو نسخ صيصخت فسري أوأو منفصال كت

".. احلديث والقرآن كله يقول ابن حزم: ميكن وصفه بالسياق الكلي. النوععنه، وهذا كل ذلك بل يضم ،وال حبديث دون آخر ،فال حيكم بآية دون أخرى ،كاللفظة الواحدةومن فعل غري هذا فقد حتكم ،إذ ليس بعض ذلك أوىل باالتباع من بعض ،بعضه إىل بعض

.)1(بال دليل"الكلمة القرآنية تقع يف سياق مجلة ما، واجلملة تقع يف سياق آية ما، واآلية وهكذا ف

تقع يف سياق جمموعة من اآليات، وجمموعة اآليات تقع يف سياق سورة ما، والسورة إما تقع يف سياق املكي أو سياق املدين، واملكي أو املدين يقعان يف سياق القرآن الكرمي ككل،

، ولوال -أي السنة-سياق الوحي ككل بشقيه املتلو وغري املتلو والقرآن الكرمي يقع يف التحريف الذي حلق الكتب السماوية األخرى، وأن الرسالة احملمدية ناسخة هلا ومهيمنة

.)2( عليها، لقلنا أيضا بأن الوحي ككل يقع يف سياق أكرب منه هو الرساالت السماوية عامة أدلة االحتكام إىل السياق املقايل:

من الكتاب:ـ 1çµ… ﴿:قال تعاىل ‾ΡÎ) uρ ã≅ƒÍ”∴ tG s9 Éb>u‘ tÏΗs>≈yè ø9 $# ∩⊇⊄∪ tΑt“tΡ ÏµÎ/ ßyρ ”�9 $# ßÏΒ F{ $# ∩⊇⊂∪ 4’n?tã y7 Î7 ù=s% tβθä3tG Ï9 z ÏΒ

tÍ‘ É‹Ζßϑ ø9 $# ∩⊇⊆∪ Aβ$ |¡Î=Î/ <c’Î1t� tã &Î7 •Β ﴾ 195إىل 192:سورة الشعراء اآليات.

y7 ﴿:وقوله تعاىل Ï9≡x‹x. uρ çµ≈oΨ ø9t“Ρr& $ ¸ϑ õ3ãm $ wŠ Î/ {�tã 4 ﴾ ،37اآلية سورة الرعد.

y7 ﴿:وقوله تعاىل Ï9≡x‹x. uρ !$ uΖøŠym÷ρ r& y7 ø‹s9Î) $ ºΡ#u ö� è% $ |‹Î/ t� tã u‘ É‹Ψ çG Ïj9 ¨Π é& 3“ t� à)ø9 $# ô tΒ uρ $ oλm; öθym ﴾ سورة .7الشورى، اآلية

).3/118، املصدر السابق، (اإلحكام البن حزم - 1 .275القرائن والنص، دراسة يف املنهج األصويل يف فقه النص، املصدر السابق، ص- 2

Page 245: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾217﴿

üΝm ∩⊇∪ É=≈tG ﴿:وقوله تعاىل Å3ø9 $#uρ ÈÎ7 ßϑ ø9 $# ∩⊄∪ $ ‾ΡÎ) çµ≈oΨ ù=yè y_ $ ºΡ≡u ö� è% $ |‹Î/ t� tã öΝ à6 ‾=yè ©9 šχθè=É)÷è s? ﴾

.3إىل1سورة الزخرف، اآليات ô‰s)s9﴿ :وقوله تعاىل uρ $ oΨ ö/ u� ŸÑ Ĩ$ ¨Ψ=Ï9 ’Îû #x‹≈yδ Èβ#u ö� à)ø9 $# ÏΒ Èe≅ä. 9≅sW tΒ öΝ ßγ‾=yè ©9 tβρã� ©. x‹tG tƒ ∩⊄∠∪ $ ºΡ#u ö� è%

$ ‡Š Î/ t� tã u� ö�xî “ ÏŒ 8luθÏã öΝßγ‾=yè ©9 tβθà)−G tƒ ﴾ 28-27سورة الزمر، اآليتني. فهم إال وفق ما فال يعرب، ن نزل بلغة القرآأن الوجه االستدالل ذه اآليات و

يؤدي إىل ن ذلكحماولة فهمه بعيدا عو ألا املرجع واألصل يف هذه اللغة، يف خماطباا اعتادتهأن عمر بن اخلطاب كان خيطب على املنرب، فذكر ، وقد حكى الزخمشريالوقوع يف الغلط

ρ÷﴿:قوله تعاىل r& óΟèδ x‹äz ù'tƒ 4’n?tã 7∃•θsƒ rB ﴾ فسأل عن معىن التخوف، فقال 47سورة النحل، اآلية . رجل من هذيل: التخوف التنقص يف لغتنا، وأنشد:

النبعة السفنكما تخوف عود تخوف الرحل منها تامكا قردا

فإن اجلاهلية؛ شعر :قال ديواننا؟ وما: قالوا تضلوا، ال بديوانكم؛ عليكم: عمر فقال .)1(كالمكم ومعاين كتابكم تفسري فيه

ومما اعتادته العرب، حتكيم داللة السياق لفهم الكالم، قال الشافعي:"فإمنا خاطب اهللا بكتابه العرب بلساا على ما تعرف من معانيها، وكان مما تعرف من معانيها، اتساع لساا، وأن فطرته أن ختاطب بالشيء منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر، ويستغىن بأول هذا منه

ره، وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله اخلاص، فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به عن آخفيه، وعاما ظاهرا يراد به اخلاص، وظاهرا يعرف يف سياقه أنه يراد به غري ظاهره، فكل هذا

عجيبة بن املهدي بن حممد بن أمحد)؛ البحر املديد، 3/439الكشاف عن حقائق غوامض الترتيل وعيون األقاويل يف وجوه التأويل، املصدر السابق، ( - 1)؛ احملرر الوجيز، املصدر السابق، 4/26( ،2002 – 1423 ،2لبنان، ط/ - بريوت ،العلمية الكتب دار، العباس أبو الفاسي الشاذيل اإلدريسي احلسين

)12/65.(

Page 246: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾218﴿

موجود علمه يف أول الكالم أو وسطه أو آخره، وتبتدئ الشيء من كالمها يبين أول لفظها .)1( تبتدئ الشيء يبين آخر لفظها منه عن أوله"فيه عن آخره، و

−ä﴿ :وقال األصمعي كنت أقرأ Í‘$ ¡¡9 $#uρ èπ s%Í‘$ ¡¡9 $#uρ (#þθãè sÜø%$$ sù $ yϑ ßγtƒÏ‰÷ƒr& L!#t“y_ $ yϑ Î/ $ t7 |¡x. Wξ≈s3tΡ z ÏiΒ «!$#

3 ª!$#uρ ﴾ وجبانيب أعرايب فقال: كالم من هذا؟ قلت: كالم اهللا، قال: ليس هذا من ،غفور رحيم

ª!$#uρ ͕tã ÒΟŠ﴿ :كالم اهللا، فانتبهت فقرأت Å3ym ﴾ فقال أصبت هذا 38سورة املائدة، اآلية ،كالم اهللا، فقلت أتقرأ القرآن؟ قال: ال. قلت: فمن أين علمت؟ قال: يا هذا عز فحكم

. فاحتكم آلخر الكالم يف بيان املقصود الصحيح منه.)2(فقطع، ولو غفر ورحم ملا قطع السنة:من - 2

tÏ%©!$# (#θãΖtΒ#u óΟs9﴿ :عن عبد اهللا رضي اهللا عنه قال: ملا نزلت uρ (#þθÝ¡Î6 ù=tƒ ΟßγuΖ≈yϑƒÎ) AΟù=Ýà Î/ ﴾ سورة

óΟs9﴿،ليس كما تقولون :فقلنا يا رسول اهللا أينا ال يظلم نفسه، قال ،82اآلية األنعام، uρ (#þθÝ¡Î6 ù=tƒ

ΟßγuΖ≈yϑƒÎ) AΟù=Ýà Î/ ﴾: قول لقمان البنهأو مل تسمعوا إىل ،شركب :﴿ ¢o_ç6≈tƒ Ÿω õ8Î� ô³è@ «!$$ Î/ ( āχÎ) x8÷� Åe³9 $#

íΟù=Ýà s9 ÒΟŠ Ïà tã ﴾)3( 13سورة لقمان، اآلية )4(. وهوففسر هلم الظلم مبا ورد من معناه يف القرآن الكرمي، وهو تفسري للقرآن بالقرآن

.الكلي من قبيل االحتكام إىل السياق القرآين"كنت أصلي يف املسجد فدعاين رسول اهللا صلى اهللا أيب سعيد بن املعلى، قال: وعن

θç7Š#) ﴿ عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول اهللا، إين كنت أصلي، فقال: أمل يقل اهللا: ÉftG ó™ $#

).1/52الرسالة، املصدر السابق، ( - 1 ).2/281تفسري التحرير والتنوير، املصدر السابق، ( - 2)؛ صحيح مسلم، كتاب اإلميان، باب صدق 2/79، (3110البخاري، كتاب أحاديث األنبياء، باب قوله تعاىل: "واختذ اهللا إبراهيم خليال"، رقم صحيح - 3

).1/68اإلميان وإخالصه، ( )9/370تفسري الطربي، املصدر السابق، ( - 4

Page 247: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾219﴿

¬! ÉΑθß™ §�=Ï9 uρ #sŒÎ) öΝ ä.$ tã yŠ $ yϑ Ï9 öΝ à6‹ÍŠ øt ä†﴾)1( ،وهو من قبيل رد السنة وتفسريها .24سورة األنفال غري متلو للوحي املتلو.ورد الوحي مبا ورد يف الكتاب

:الصحابة عمل -3يدخلين مع أشياخ بدر فقال عباس رضي اهللا عنهما قال: كان عمر عن ابن

م، قال: فدعاهم ذات بناء مثله؟ فقال إنه ممن قد علمت تدخل هذا الفىت معنا ولنا أبعضهم:مل (sŒÎ#"﴿ ودعاين معهم، قال: وما رأيته دعاين يومئذ إال لرييهم مين، فقال: ما تقولون يف:يوم

u !$ y_ ã� óÁ tΡ «!$# ßx ÷G xø9 $#uρ ∩⊇∪ |M ÷ƒr&u‘ uρ } $ ¨Ψ9 $# šχθè=ä{ô‰ tƒ ’Îû ǃϊ «!$# % [`#uθøùr&﴾ سورة - حىت ختم السورة؟نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: ، فقال بعضهم: أمرنا أن حنمد اهللا ونستغفره إذا النصرـ

قال: .ا، فقال يل: يا ابن عباس، أكذلك تقول؟ قلت: الئال ندري، أو مل يقل بعضهم شيsŒÎ) u# ﴿فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أعلمه اهللا له !$ y_ ã� óÁ tΡ «!$#

ßx ÷G xø9 $#uρ ﴾: ـ ﴿ :فتح مكة فذاك عالمة أجلكôx Îm7 |¡sù ωôϑ pt ¿2 y7 În/ u‘ çν ö� Ïøó tG ó™ $# uρ 4 …çµ ‾ΡÎ) tβ% Ÿ2 $ R/#§θs? ﴾ قال ،

.)2("عمر: ما أعلم منها إال ما تعلمفإن ،ال يدركه كل أحد ،الفهم وألطفه يقول ابن القيم عن فهم ابن عباس أنه أدق

وهذا ليس بسبب ،ه ودخول الناس يف دينهاالستغفار وقع بعد فتحه سبحانه على نبيالذي من متام ،حضور أجله عليه السالم :آخر وهو رفعلم أن سبب االستغفار أم ،لالستغفار

توفيقه للتوبة النصوح واالستغفار بني يديه ليلقى ربه طاهرا مطهرا، مثونعمة اهللا على عبده سببه أكرب من ذلك املتقدم ،فأمره إياه باالستغفار ،أن النيب عليه السالم كان يستغفر قبال

وقيام ،كما يف آخر احلج ،عادة الشرع أن يأمر باالستغفار يف خواتيم األعمال نكما أنه مستفاد من ذلك تفاوت ي هنأمث يعقب ابن القيم بعد هذا ب ،واالنتهاء من الوضوء الصالة،

).2/453، (4114صحيح البخاري، كتاب التفسري، باب ما جاء يف سورة الفاحتة رقم - 1 ).2/408، (3955صحيح البخاري، كتاب الرقائق، باب مرتل النيب صلى اهللا عليه وسلم، يوم الفتح، رقم - 2

Page 248: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾220﴿

ومنهم من يقتصر يف الفهم على ،فمنهم من يفهم من احلكم عشرة أحكام ،الناس يف الفهم .)1(ودون إميانه وإشارته ،جمرد اللفظ دون سياقه

الم كا كان الترابط يف الكالم الوارد يف سياق واحد ركن ضروري لفهم معىن الفلمالقرآن نزل بلسان العريب، مل يرى ابن عباس أن ترتيب االستغفار على الفتح و ،العريب أصالة

وهو إذا جاء نصر اهللا والفتح ورأيت الناس يدخلون ،عليه السياق يستقيم فقدر مضمرا دل يف دين اهللا أفواجا فقد حضر أجلك فسبح حبمد ربك واستغفره.

–عن معدان بن أيب طلحة أن عمر بن اخلطاب خطب يوم اجلمعة فذكر نيب اهللا ـ وعندي من الكاللة، وذكر أبا بكر مث قال: إين ال أدع بعدي شيئا أهم -صلى اهللا عليه وسلم

ما راجعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف شيء ما راجعته يف الكاللة، وما أغلظ يل يف شيء ما أغلظ يل فيه، حىت طعن بإصبعه يف صدري وقال يا عمر:أال تكفيك آية الصيف اليت

.)2(يف آخر سورة النساء"أشهر أرضعته واحدا إذا محلته تسعة عن ابن عباس رضي اهللا عنهما، قال:ـ و

çµ… ﴿ :مث قرأ ،وعشرين شهرا، وإن محلته ستة أشهر أرضعته أربعة وعشرين شهرا è=÷Ηxquρ …çµ è=≈|Á Ïùuρ

tβθèW≈n=rO #�� öκy− 4﴾ 3(15سورة األحقاف، اآلية(. ن أن املرأة فجمع بني آية الرضاع وآية احلمل ليبي ميكن أن تضع لستة أشهر.

أن ، بعباس وعمر السابقني أما من أخص الفهم وألطفهيصف ابن القيم فهم ابن ،فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلك اللفظ مبفرده ،يضم النص إىل اآلخر املتعلق به

فإن الذهن قد ال يشعر ،وهذا باب عجيب من فهم القرآن ال ينتبه له إال الناذر من أهل العلمه لآليتني أن املرأة قد تلد لستة م ابن عباس عند ضموهذا كفه ،بارتباط هذا ذا وتعلقه به

).3/124إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 1 ).2/146، (1616صحيح مسلم، كتاب الفرائض، باب مرياث الكاللة، رقم - 2املستدرك على الصحيحني وبذيله التلخيص للذهيب، املصدر االسناد ومل خيرجاه. وقال الذهيب يف التلخيص: صحيح.قال احلاكم: هذا احلديث صحيح - 3

). 2/280السابق، كتاب التفسري، (

Page 249: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾221﴿

من آية الفرائض يف أول السورة وآخرها أن الكاللة من ال ولد له وال عمروكما فهم ، أشهر .)1(والد

ãΝ﴿ وعن ابن عباس كان يقول يف قوله: èδ yŠu‘ ÷ρ r'sù u ‘$ ¨Ζ9 "الورد" .98سورة هود، اآلية ،﴾#$

♥ø§{ ﴿:يف القرآن أربعة أوراد: يف هود قوله Î/ uρ ߊö‘ Èθø9 $# ߊρ â‘ öθyϑ ø9 ﴿ :71ويف مرمي اآلية ،98اآلية ﴾ #$

βÎ) uρ óΟä3ΖÏiΒ āωÎ) $ yδ ߊ͑#uρ 4 ﴾ويف األنبياء ،:﴿ Ü= |Á ym zΟΨ yγy_ óΟçFΡr& $ yγs9 šχρߊ͑≡uρ ﴾ وورد يف 98اآلية ،

¡ä−θÝ ﴿مرمي أيضا: nΣuρ tÏΒ Ì� ôfßϑ ø9$# 4’n<Î) tΛ© yγy_ #YŠö‘ Íρ﴾ واهللا لريدن جهنم كل هذا الدخول: :86 اآلية

è§Ν§﴿ :ركل بر وفاج èO ÉdfuΖçΡ tÏ%©!$# (#θs)? $# â‘ x‹tΡρ šÏϑ Î=≈©à9 $# $ pκ� Ïù $ wŠ ÏW Å_﴾ ،فانظر )2(72سورة مرمي .عهد القرآن ، واحتكم إىل املعىن الذيلفظة يف القرآن الكرميالمواضع كيف استقرأ مجيع

استعماهلا فيه.القرآن استقرئ فيهوكل ما صدر عن النيب صلى اهللا عليه السالم أو الصحابة من فهم

ختصيص نص بيانه ا أو أو ،وتفسري القرآن بالسنة ،أو السنة كتفسري القرآن بالقرآن ،نفسهمن باب مشروعية السياق املقايل، والتدليل فهوعام بنص آخر أو تقييده أو تفصيل إمجاله،

فيه نظرة متكاملة للنصوص، وكأا نص واحد. ، ألنعليه

تنظري األصوليني لداللة السياق:

: الصنف الذي يبين سياقه أول مدون لعلم أصول الفقه خص داللة السياق بباب مساهöΝ﴿:معناه، ومثل له بقوله تعاىل x. uρ $ oΨ ôϑ |Á s% ÏΒ 7πtƒö� s% ôM tΡ%x. Zπ yϑ Ï9$ sß $ tΡù't±Σr& uρ $ yδ y‰÷è t/ $ �Β öθs% šÌ� yz#u﴾...

ôM ":، فقوله11اآلية سورة األنبياء، tΡ%x. Zπyϑ Ï9$ sß" نت للسامع أن الظامل أهلها دون منازهلا اليتبي

.)3(ال تظلم

).3/126إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 1 ).12/563تفسري الطربي، املصدر السابق، ( - 2 ).1/62السابق، ( الرسالة للشافعي، املصدر - 3

Page 250: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾222﴿

ومثل له بقوله ،أطلق الصرييف جواز التخصيص بالسياقف ،هلا ومنكر معتربمث بعده من $tÏ%©!$# tΑ ﴿:تعاىل s% ãΝ ßγs9 â¨$ ¨Ζ9 $# ¨βÎ) } $ ¨Ζ9 $# ô‰s% (#θãè uΚy_ öΝä3s9﴾... 173سورة آل عمران، اآلية

)1(. صاص يف كتاب الفصول يف األصول فصل بعنوان "فصل من الظواهر ما مث أورد اجل

.)2(يقضي عليه داللة احلال"س من األلفاظ ال من تبما يق ـ:الضرب الرابع من ضروب الفن الثاين الغزايل وجعل

"فهم غري املنطوق به من املنطوق ـ:حيث صيغتها ووضعها بل من حيث فحواها وإشاراŸξ ﴿:م والضرب والقتل من قوله تعاىلتكفهم حترمي الش ،بداللة سياق الكالم ومقصوده" sù

≅à)s? !$ yϑ çλ °; 7e∃é& Ÿωuρ $ yϑ èδ ö� pκ÷] s?﴾...)3( ،23اآلية اإلسراء. ويف الفصل السابع يذكر العز بن عبد السالم "الفائدة األوىل: السياق مرشد إىل تبيني

فكل ،عرف االستعمال"بوكل ذلك ،وتقرير الواضحات ،وترجيح احملتمالت ،امالت−ø ﴿كقوله: ،الوضعبا مذصفة وقعت يف سياق املدح كان مدحا وإن كانت èŒ š� ¨ΡÎ) |MΡr& Ⓝ͓yè ø9 $#

ãΛq Ì� x6 ø9$#﴾ 4(مهان لوقوع ذلك يف سياق الذم ذليلأي .49ن، اآلية اسورة الدخ(. "السياق قاعدة كبرية من قواعد أصول الفقه، ومل أرى من :وقال ابن دقيق العيد

إال بعض املتأخرين ممن ،مطولةقاعدا هلا يف أصول الفقه بالكالم عليها وتقرير تعرض )5(على الناظر"، وهي قاعدة متعينة أدركنا أصحام

).2/701)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (3/380البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 .50الفصول يف األصول، املصدر السابق، ص - 2 ).2/195املستصفى، املصدر السابق، ( - 3هـ)، حتقيق رضوان خمتار بن غربية، دار 660زيز بن عبد السالم السلمي،(تاإلمام يف بيان أدلة األحكام، تأليف اإلمام احلافظ اإلمام عز الدين بن عبد الع - 4

).1/159، (1987 - 1407البشائر اإلسالمية، بريوت، ط/األثري هـ)، أماله على الوزير عماد الدين بن 703م، لإلمام العالمة احلافظ الفقيه اتهد تقي الدين بن دقيق العيد (تاألحكا عمدة شرح األحكام إحكام - 5

.600، ص 1994- 1/1414هـ)، حققها وقدم هلا وراجع نصوصها: عالمة مصر وحمدثها:أمحد حممد شاكر، مكتبة السنة، القاهرة، ط699احلليب (ت

Page 251: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾223﴿

سبب عدم تعرض البعض هلا تصرحيا ما ذكره يف موضع آخر من كتابه: من أن ولعلداللة السياق ال يقام عليها دليل، وكذلك لو فهم املقصود من الكالم وطولب بدليل لعسر،

.)1(فالناظر يرجع إىل ذوقه واملناظر يرجع إىل دينه وإنصافهوتعيني ،مل انيإىل تبي رشديوقال ابن القيم: "فائدة إرشادات السياق: السياق

،وتنوع الداللة ،وتقييد املطلق ،وختصيص العام ،والقطع بعدم احتمال غري املراد ،احملتملوهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد املتكلم، فمن أمهله غلط يف نظره وغالط يف

.)2(مناظرته"ضمن األدلة املختلف فيها قال:"داللة السياق امث الزركشي يف البحر احمليط أورده

.)3(أنكرها بعضهم ومن جهل شيئا أنكره"استهل كالمه عن التخصيص بالسياق بسؤال: "هل يترك العموم ويف باب العموم

يف املسألة.األقوال خمتلف وذكر ؟)4(ألجل السياق" أن جيبيف العموم واخلصوص، قاعدة مهمة قال:" بن دقيق العيدكالم وأورد السبكي

العام ورود وبني املتكلم مراد وعلى العام ختصيص على والقرائن السياق داللة بني للفرق هيتنب وأما خيصصه، ال سبب على العام ورود جمرد فإن ،واحد جمرى جتري وال سبب، على

، احملتمالت نيوتعي امالت بيان إىل املرشدة وهي املراد، على الدالة فإا والقرائن السياق .)5("حتصي ال مواضع يف مفيدة فإا القاعدة هذه فاضبط: قال

: "يف التخصيص من املخصصات، ويف إرشاد الفحول، املسألة الثامنة والعشرون .)6(بالسياق"

.380املصدر نفسه، ص - 1علي بن حممد العمران، إشراف بكر بن عبد هـ)، حتقيق 751بدائع الفوائد، تأليف اإلمام أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر بن أيوب بن القيم اجلوزية(ت - 2

).4/1314اهللا بوزيد، متويل مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي اخلريية، دار عامل الفوائد، جممع الفقه اإلسالمي جدة، ( ).6/52البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 3 ).3/380املصدر نفسه، ( - 4 .405، املصدر السابق، ص األحكام عمدة شرح األحكام إحكام)؛ 2/135السابق، (األشباه والنظائر للسبكي، املصدر - 5 ).2/701إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 6

Page 252: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾224﴿

:املقايل صولية لداللة السياقاألتطبيقات ال

األلفاظ: أقساملداللة السياق يف مبحث إعمال األصوليني

أعار األصوليون اهتماما بالغا ملباحث الدالالت، وباعتبار أن داللة السياق أحد لأللفاظ باعتبار فعند تقسيم احلنفية أقسامها، فقد أعملها األصوليون تطبيقا يف تلك املباحث،

اللفظ الذي دل على معىن يسبق هو الظاهر :الوضوح: إىل ظاهر ونص ومفسر وحمكم، قالوا .)1(إىل العقول بنفس السماع من غري تأمل

والنص: ما ازداد وضوحا بقرينة تقترن باللفظ من املتكلم ليس يف اللفظ ما يوجب ذلك .)2(ظاهرا

ymr&uρ ª!$# yìø‹t7≅¨﴿ :كما يف قوله تعاىل ø9 $# tΠ §� ymuρ (#4θt/ Ìh�9 ، فهو275سورة البقرة، اآلية ...﴾4 #$

y7 ﴿:ظاهر يف حل البيع وحرمه الربا، نص يف التفرقة بينهما بداللة السياق املقايل Ï9≡sŒ öΝßγ‾Ρr'Î/ (#þθä9$ s%

$ yϑ ‾ΡÎ) ßìø‹t7 ø9 $# ã≅÷W ÏΒ (#4θt/ Ìh�9 $# 3 ¨≅ymr& uρ ª!$# yìø‹t7 ø9 $# tΠ §� ymuρ (#4θt/ Ìh�9 فدل السياق على ،275سورة البقرة، اآلية ...﴾#$البيع بينهما، ألا أنزلت ردا على الكفار الذين ادعوا املساواة بنيأا سيقت للتفرقة

ازداد وضوحا على الظاهر النص أكثر وضوحا من الظاهر وهو مقدم عليه ألنه" و، )3(والربامأخوذ من قوهلم نصصت الدابة إذا استخرجت بتكلفك ،مبعىن من املتكلم ال يف نفس الصيغة

جملس العروس منصة ألنه ازداد ظهورا على ساير االس يومس ،منها سريا فوق سريها املعتادymr&uρ ª!$# yìø‹t7≅¨ ﴿ :ومثاله قوله تعاىل ،بفضل تكلف اتصل به من جهة الواضع ø9 $# tΠ §� ymuρ (#4θt/ Ìh�9 نه إف ﴾#$

فازداد وقصد به ألجلهسيق الكالم ألنه ،بينهمانص للفصل حرمة الرباو البيعيف حل ظاهر .)4("مبعىن من املتكلم ال مبعىن يف صيغته ،األول بأن قصد به وسيق لهعلى وضوحاو ظهورا

).1/163أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 1 ).1/165املصدر نفسه، ( - 2 ).1/164املصدر نفسه، ( - 3 ).1/73كشف األسرار، املصدر السابق، ( - 4

Page 253: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾225﴿

فرقت بني النص والظاهر، فداللة السياق املخاطبفالقرينة اليت اقترنت باللفظ من زته عن التبعي للخطابكشفت عن املقصود األصلي ومي.

هو: ما كان "مكشوفا ببيان الصيغة، أو يكون بقرينة من وويف تعريف اللفظ املفسر، y‰yf﴿ :. كقوله تعاىل)1(غري الصيغة" |¡sù èπ s3Í×‾≈n=yϑ ø9 $# öΝ ßγL=à2 tβθãè uΗød r& ∩⊂⊃∪ HωÎ) }§Š Î=ö/ Î)﴾... ،سورة احلجر

Ν ﴿ ، فاملالئكة لفظ عام حيتمل اخلصوص، ففسره اللفظ املوايل وهو:30اآلية ßγL=à2﴾

tβθãè﴿و uΗød r&"﴾وانسداد باب التخصيص والتأويل توقف )2(، فانسد باب التخصيص والتأويل ،

ر اللفظ ورفعه إىل درجة احملكم. ، فالسياق فسما ورد يف السياق املقايلعلى عارض من غري الصيغة، ال ينال إال لاملراد منه هو ما خفيو ويف اللفظ اخلفي:

فيتوصل إىل معىن .)3(كآية السرقة ظاهرة يف حق السارق، خفية يف اسم النباش ،بالطلباللفظ اخلفي بتدبر الصيغة والوقوف على حكمة التشريع للحكم، وال تعرف إال بالنص أو

ع األوصاف واختبارها، أو معرفة سبب الرتول أو سبب ورود اإلمجاع أو املناسبة أو مج احلديث، وواضح يف ذلك كله االحتكام إىل السياق بنوعيه.

ل: وهو ما احتمل أكثر من معىن فاشتبه املراد اشتباها ال يدرك إال ببيان من جمويف امل نفسه املجمله إىل دليل صادر عن نه، ويكون ذلك برد، فيفتقر إىل ما يبي)4(لجمجهة امل

، تردد بني أن يكون )5(ملعرفة مراده، كقوله السالم يف حديث عازب:"اخلالة مكانة األم"ذلك يف احلنان والشفقة، أو مبرتلة األم يف املرياث، قال ابن دقيق إمنا هي مبرتلتها يف احلضانة،

، )6(ت وترتيل الكالم على املقصود منهفإن السياق طريق إىل بيان امالت، وتعيني احملتمال سياق طلب استحقاق احلضانة للخالة.يف وقد وقع ذلك

).1/165أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 1 ).1/165؛ أصول السرخسي، املصدر السابق، (126املغىن، املصدر السابق، ص - 2 ).1/163؛ أصول السرخسي، املصدر السابق، (128املغىن، املصدر السابق، ص - 3 ).3/454؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (129املغين، املصدر السابق، ص - 4 )6- 2/5، (2501صحيح البخاري، كتاب الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صاحل فالن بن فالن وفالن بن فالن وإن مل ينسبه إىل قبيلته أو نسبه، رقم - 5 .600م، املصدر السابق، ص األحكا عمدة شرح األحكام إحكام - 6

Page 254: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾226﴿

، ويكون التأمل يف الصيغة )1(ما ال ينال إال بالتأمل بعد الطلب :ويف املشكل وهو .)2(ويف مجيع أشكاهلا

واالجتهاد إلزالة وسياق النظم الذي وردت فيه، فيوقف على املراد منه بتدبر الصيغةخالف وقد .اإلشكال، كما لو وقع يف اخلطاب لفظ مشترك، فاالشتراك سبب لإلشكال

البعض يف وقوعه "ألن الغرض من وضع األلفاظ فهم املعىن املقصود للمتكلم، واالشتراك خيلل غرض املتكلم،بذلك فيكون وضعه سببا للمفسدة. وأجيب بأن قرائن السياق واملقام حتص

بالسياق واملقامالقائل بوقوعه واملانع له، تشبث فكال من .)3(ومع القرائن تذهب املفسدة" .اإلامإلزالة والقرائن

ويف تقسيمهم للفظ باعتبار االستعمال إىل حقيقة وااز، قالوا احلقيقة: اللفظ لعالقة مع قرينة، وااز: هو اللفظ املستعمل يف غري ما وضع له )4(املستعمل فيما وضع له

)5(. نقلت اللفظ من املعىن اللغوي الذي وضع له إىل املعىن اازي الذي استعمل فيه، ائنفالقر

أو تكون معىن يف املتكلم أو تكون من ،تكون "إما خارجة عن املتكلم والكالم ائنوهذه القرداللة : ألجلها احلقيقة حبيث تترك األصوليون هااليت عد ومن القرائن، )6(جنس الكالم"

أو بداللة نفس الكالم أو داللة .للقصد مث مسيت عبادة معينة به عاالستعمال عرفا كاحلج وضلو حلف أن ال يأكل حلما فأكل مسكا ال حينث يف ميينه، ألن حلم السمك ال يذكر إال اللفظ: كما

﴿أو بداللة سياق الكالم: كقوله تعاىل: .بقرينة yϑ sù u !$ x© ÏΒ ÷σã‹ù=sù ∅tΒ uρ u !$ x© ö� àõ3u‹ù=sù 4 !$ ‾ΡÎ) $ tΡô‰tG ôã r& tÏϑ Î=≈©à=Ï9

.128املغين، املصدر السابق، ص - 1 ).1/128(أصول السرخسي، املصدر السابق، - 2 .267إجابة السائل، املصدر السابق، ص - 3)؛ كشف األسرار، املصدر 3/697)؛ اإلاج، املصدر السابق، (1/135)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (2/152البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 4

.262)؛ إجابة السائل، املصدر السابق، ص1/96( السابق،)؛ كشف األسرار، املصدر 3/701)؛ اإلاج، املصدر السابق، (2/178)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (1/135الفحول، املصدر السابق، ( إرشاد - 5

.268)؛ إجابة السائل، املصدر السابق، ص1/97السابق، ( ).1/147إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 6

Page 255: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾227﴿

#�‘$ tΡ..﴾. أو بداللة من .. فدل سياق النظم أن املقصود الزجر والتوبيخ ال التخيري29سورة الكهف، اآلية

uΖ$ ﴿ :تعاىل وصف املتكلم: كقوله −/u‘ ö� Ïøî$# $uΖ s9 ﴾ فوصف 147سورة آل عمران، اآلية .

. والناظر للدالالت اليت تركت احلقيقة )1(وهو العبد احملتاج إىل نعمة مواله ال يطلبها منه إلزاما املتكلم ألجلها، ال جيدها خترج عن السياق بأقسامه وعناصره.

ت املعىن الذي نقل إليه اللفظ ازوحىت نفاة اجعلوا مقارنة القرينة للفظ، جتعله يفيد احلقيقة، فالقرينة قوار وكأنه وضع له، قال يف احملصول وهو يستدل لنفاة ااز: أن اللفظ لو أفاد املعىن على سبيل حىت ص

ااز، فإما أن يفيد مع القرينة أو بدوا، واألول باطل، ألنه مع القرينة ال حيتمل إال ذلك املعىن، فكان يف حتديد ما إذا ، فعليها التعويلليةالقرينة كانت لفظية ضمن السياق أو حاو .)2(مع القرينة حقيقة ال جماز

أو جمازا ةفظ حقيقلكان ال"افعل" هل هي اختلفوا يف داللة صيغةو وعند تقسيمهم لأللفاظ باعتبار الصيغة قالوا: أمر وي؟

للوجوب؟ وهو رأي اجلمهور، وقيل: للندب، وتوقف األشعري والغزايل، وقيل: مشتركة بني الوجوب بني الوجوب والندب واإلباحة، وقيل: هي للقدر املشترك بني الوجوب والندب والندب، وقيل: مشتركة

صيغة عندهم أفادت . وهؤالء)3(وهو الطلب، وقيل: هي للقدر املشترك بني الوجوب والندب واإلباحة

θßϑŠ#) ﴿"افعل" الوجوب كما يف Ï%r&uρ nο4θn=¢Á9 öΝèδθç7﴿:، والندب كما يف قوله77سورة النساء، اآلية ...﴾#$ Ï?%s3sù

÷βÎ) öΝçG ôϑ Î=tæ öΝ Íκ�Ïù #Z� ö�yz..﴾. قولهما يف واإلباحة ك ،33سورة النور:﴿(#θè=ä. (#θç/ u� õ°$#uρ﴾...)4(، ،سورة احلاقة

القائلون بالوجوب قالوا "أن األوامر على الوجوب إذا جتردت عن القرائن اليت تدل على ولذا ، 24اآلية . وهو قول )5(الندب وغريه"

).2/140)؛ كشف األسرار، املصدر السابق، (1/190أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 1 ).1/68حكام لآلمدي، املصدر السابق، ()؛ اإل1/141ول، املصدر السابق، ()؛ إرشاد الفح1/290احملصول للرازي، املصدر السابق ( - 2 ).69- 1/66املصدر السابق، ()؛ املستصفى، 1/442)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (3/380البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 3)؛ الربهان يف أصول 1/442)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (2/178اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( )؛2/70(املستصفى، املصدر السابق، - 4

).1/211( ،الفقه، املصدر السابق ).444/ 1( ،لسابق؛ إرشاد الفحول، املصدر ا202مقدمة يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 5

Page 256: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾228﴿

، وقال الباقالين أا مترددة بني الداللة على الوجوب والندب )1(اجلويين الفقهاء كما ذكر

واإلباحة والتهديد فيتوقف فيها حىت يثبت بقيود املقال أو قرائن احلال اليت ختصصها ببعض θè=uΗùå#) ﴿ :معىن التهديد، كقوله تعاىلصيغة "أفعل" .كما تفيد )2(املقتضيات $# $ tΒ ôΜçG ø⁄Ï© ( …çµ ‾ΡÎ)﴾...

$ θè=à2#) ﴿:: يف قولهواالمتنان، 40اآلية ،فصلتسورة £ϑ ÏΒ ãΝ ä3x%y— u‘ ª!$#﴾... سورة األنعام، اآلية

?ö≅è% (#θè﴿ :قوله تعاىليف ، والتعجيز، 143 ù' sù ;ο u‘θÝ¡Î/ Ï&Î#÷VÏiΒ﴾... واإلهانة، 38، اآلية يونسسورة ،

−ø ﴿:كقوله تعاىل èŒ š� ¨ΡÎ) |MΡr& Ⓝ͓yè ø9 $# ãΛq Ì� x6 ø9 قوله تعاىل:يف ، والدعاء، 49، اآلية الدخانسورة ﴾ #$

﴿ Éb>u‘ ö� Ïøî $# ’Í<...﴾ ا صيغة 151 اآلية ،األعرافسورةوغريها من األغراض واملعاين اليت أفاد ،

.)3("افعل" واليت استفادوها من مقام اخلطاب وقرائن األحوالاألمر، الذي تفيده صيغة عىناملواحلالية يف حتديد وما يقال عن تأثري القرائن املقالية

تأثريها يف حتديد معاين اليت تفيدها صيغة النهي.يقال عن خصوا قيد، املطلق واملو وعند تقسيمهم للفظ باعتبار الشمول إىل العام واخلاص،

أو تطبيقا.)4(، إما تصرحياالعموم بالسياق

والتقييد، وتقسيم املخصصات إىل خمصصات اهتمامهم مبباحث التخصيص هكذا وأو منفصلة من جنسها، كتخصيص ،متصلة كالتخصيص باالستثناء والصفة والشرط واملانع

). 1/220الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ). 2/15التقريب واإلرشاد، املصدر السابق، ( - 2 ).1/452( ،إرشاد الفحول، املصدر السابق ؛)1/39( ،احملصول للرازي، املصدر السابق - 3 إحكام)؛ 1/159)؛ اإلمام يف بيان أدلة األحكام، املصدر السابق، (2/701)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (3/380البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 4

)؛ 2/135السابق، ()؛ األشباه والنظائر للسبكي، املصدر 4/1314؛ بدائع الفوائد، املصدر السابق، (405، املصدر السابق، ص األحكام عمدة شرح األحكام ).1/372الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، (

Page 257: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾229﴿

يف داللة السياق املقايللاحتكام كله القرآن بلفظ القرآن والسنة مبثلها والقرآن ا وبالعكس، منه.قصود املفهم وتفسري النص الشرعي وأحد أدوات الكشف عن

:تدالالال إعمال األصوليني لداللة السياق يف مبحث

عبارة النص، يف تقسيمهم لطرق داللة اللفظ على املعىن: قسم احلنفية الداللة إىل .داللة اإلشارة، داللة األوىل، وداللة االقتضاء

.)1(أما عبارة النص: "فهو ما كان السياق ألجله"لكنه يعلم بالتأمل يف معىن اللفظ من غري ،السياق ألجلهأما داللة اإلشارة: ما مل يكن Ï ﴿:زيادة وال نقصان فيه، كما يف قوله !#t� s)à ù=Ï9 tÌ� Éf≈yγßϑ ø9 $# tÏ%©!$# (#θã_Ì� ÷z é& ÏΒ öΝ ÏδÌ�≈tƒÏŠ óΟÎγÏ9≡uθøΒ r&uρ﴾...

ألن اآلية سيقت ألجل يف الفيء ان نصيبهمبيت بعبارا على دلفاآلية ،8، اآلية احلشرسورة $! ﴿:لقوله تعاىل ،ذلك ¨Β u !$ sùr& ª!$# 4’n?tã Ï&Î!θß™ u‘﴾... ت بدلو، 7اآلية ،احلشرسورةإىل زوال اإشار

.)2(ت اإلشارة عليهالسياق على ما دل ويقدم املعىن الذي دل عليه .أمالكهم إىل الكفاروإن كان ،داللة اللفظ التزاما على ما ال يستقل احلكم إال به: يداللة االقتضاء هو

حنو قوله ،ملنصوصا أو هي زيادة على النص ثبت شرطا لصحة ،اللفظ ال يقتضيه وضعا$! ﴿تعاىل: oΨ øŠym÷ρ r'sù 4’n<Î) #y›θãΒ Èβr& > Î� ôÑ $# x8$ |Á yè În/ t� óst7 ø9 $# ( t,n=xΡ$$ sù﴾... 60سورة الشعراء، اآلية ،

.)3(فضرب فانفلق:تقديرهحكم ذلك :أي )4(إما لوجوب صدق املتكلم كقوله:"رفع عن أميت اخلطأ"املضمر واقتضاء

وإما للصحة الشرعية كقوله: اعتق عبدك .أو املؤاخذة، ألن عني اخلطأ والنسيان موجود

.149)؛ املغين، املصدر السابق، ص1/236( ،أصول السرخسي، املصدر السابق - 1 .149)؛ املغين، املصدر السابق، ص1/236( ،أصول السرخسي، املصدر السابق - 2 .157؛ املغين، املصدر السابق، ص49السابق، ص شرح تنقيح الفصول، املصدر - 3. املستدرك على الصحيحني وبذيله التلخيص للذهيب، الذهيب قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم قال احلاكم على شرط الشيخني ومل خيرجاه، وقال - 4

).2/198كتاب الطالق، (

Page 258: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾230﴿

وإما الستحالة املنطوق به ،عين، الستدعائه تقدير امللك، إذ العتق ال حيصل إال يف ملك↔È≅t ﴿عقال، كقوله تعاىل: ó™ uρ sπ tƒö� s)ø9 . فإن العقل حييل سؤال 82 ، اآليةيوسفسورة ﴾ #$

öΝ ﴿:"، وقال الشافعي يف قوله تعاىلأهل القرية"اجلدران، فالتقدير: ßγù=t↔ ó™ uρ Ç tã Ïπtƒö� s)ø9 $# ÉL ©9 $# ôM tΡ$ Ÿ2

nο u� ÅÑ% tn Ì� ós t7 ø9 $# øŒÎ) šχρ߉÷è tƒ ’Îû ÏM ö6 ¡¡9 $# øŒÎ) óΟÎγŠ Ï? ù' s? öΝßγçΡ$ tF‹Ïm tΠ öθtƒ öΝ ÎγÏF ö;y™ $ Yã §� ä© tΠ öθtƒuρ Ÿω šχθçF Î6 ó¡o„ � Ÿω óΟÎγ‹Ï? ù's? 4 y7 Ï9≡x‹Ÿ2 Νèδθè=ö6 tΡ $ yϑ Î/ (#θçΡ%x. tβθà)Ý¡øtƒ﴾ 163 ، اآليةاألعراف سورةه ألهل ، إن السؤال موج

.)1(ال فاسقةوالقرية دل على ذلك السياق إذ القرية ال تكون عادية

ن املضمر يف داللة االقتضاء، قال والسياق بنوعيه املقايل واملقامي هو الذي يعيعليه املضمر الذي دل، و)2(نون املضمر بالعرف والسياق"التلمساين: "أهل التحقيق يعي

ح على غريهالسياق أوىل ويرج، 3(مل يدل عليه السياقور مضمرا مما قد(. Ÿξ ﴿النظم لغة ال استنباطا، مثاله قوله تعاىلوداللة النص:"وهو ما ثبت مبعىن sù ≅à)s? !$ yϑ çλ °;

7e∃é& ﴾ من قبيل داللة -. وقد اختلفوا يف هذه الداللة، هل هي )4( 23سورة اإلسراء، اآلية

.)5(اللفظ أم من قبيل القياس؟هل هو منقول بالعرف والذين قالوا أا من قبيل اللفظ اختلفوا يف املنع من التأفيف

وهذا القول ،أم أنه فهم من السياق والقرائن ،عن موضوعه اللغوي إىل املنع من أنواع األذىعليه احملققون كالغزايل واآلمدي وابن احلاجب، فلوال أن اآلية سيقت لتعظيم الوالدين

).1/62املصدر السابق، ( ،للشافعي )؛ الرسالة4/6البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 .462مفتاح الوصول، املصدر السابق، ص - 2هـ)، 751دمشقي(تزاد املعاد يف هدي خري العباد، البن القيم اجلوزية اإلمام احملدث املفسر الفقيه مشس الدين أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر الزرعي ال - 3عبد القادر األرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، مكتبة املنار اإلسالمية، الكويت، ق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب األرنؤوط، حق ).1/213، (1994- 27/1415ط .154)؛ املغين، املصدر السابق، ص1/241( ،أصول السرخسي، املصدر السابق - 4 ).4/10، (املصدر السابق)؛ البحر احمليط، 1/765( ،إرشاد الفحول، املصدر السابق - 5

Page 259: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾231﴿

ملا هو احلكم ، فسياق ومقام تعظيم الوالدين دل على استغراق)1(واحترامهما ملا منع الضرب من التأفيفربأك

هذه بعض األمثلة عن تطبيقات األصوليني لداللة السياق يف مباحث الكتاب والسنة،واعتمادهم عليها كوسيلة ضرورية للوصول إىل معىن اآلية، ومنه الوقوف على احلكم

املقصود منها. .ذه الداللة يف غري مباحث هاذين األصلنيم هلإعماهل ونذكر فيما يلي

الدالالت: و األلفاظ إعمال األصوليني لداللة السياق يف غري مباحث

الذي علق ، السياق أحد مسالك الكشف عن علية الوصف،ففي الداللة على العلةوتعدية احلكم لغريه من ما إذا كان احلكم معلال أم ال، مقصدالوقوف على و به احلكم،

وقد ،على غري العلية الداللة على العلية كما دلقال الزركشي: "قد يدل السياق يف الفروع،يف مسلك اإلمياء والتنبيه على جليا يظهر ذلك، )2(يكون حمتمال فيعني السياق أحد احملتملني"

لكان ،العلة، إذ اقتران الوصف باحلكم حبيث لو مل يقدر علة له أو قدر مستقال غري متعلق بهوترابطه، فتعين أن يكون "ترتيب احلكم على الوصف يفيد ا بترتيب النظم ذلك االقتران خمل

.)3(العلية بوضع اللغة"ويف حجية قول الصحايب قالوا: أن الصحابة شاهدوا الوحي والترتيل وعلموا بأسباب نزوله والقرائن املتحفة به واألحوال اليت اختصوا ا، فكانوا جيتهدون ملعرفة مقصود الشارع

ظهر له مراد الشارع فيعدل عنه، فهم أفهم األمة مبراد نبيها، ومل يكن ألحدهم أن يإلملامهم )1(. ولذا فقوهلم وإن كان رأيا فهو مقدم على رأي غريهم)4(ومداركهم أعلى مقاما

بالسياق الذي قيل فيه اخلطاب.

)، اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، 1/765)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (3/497ن احلاجب، املصدر السابق، (اب رفع احلاجب عن خمتصر - 1 ).2/195)؛ املستصفى، املصدر السابق، (2/401(

).5/187البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 ).4/2308اإلاج، املصدر السابق، ( - 3، 1984- 3/1404الربهان يف علوم القرآن، اإلمام بدر الدين حممد بن عبد اهللا الزركشي، حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم، دار التراث القاهرة، ط - 4 ).6/54)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (386و 150/ 2)؛ إعالم املوقعني، املصدر السابق، (1/22(

Page 260: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾232﴿

وعن جتزئ االجتهاد، تعلق املانعون بأن املسألة الفقهية قد يكون هلا أصل يف نوع وايز رأى أنه مىت اعتىن بباب من األبواب الفقهية حىت حصلت له .يف حكمها آخر يؤثر

ألجل الترابط والتماسك املوجود بني األدلة، ، ف)2(املعرفة مبآخذها أمكن له االجتهاد فيهلوقوعها يف سياق واحد متكامل منع املانعون، وإن كان ايزون قد اشترطوا العلم مبآخذ

وسياقها الكلي. ،املسألةويف حال التعارض يرجح القول الذي شهد لصحته سياق الكالم ويدل عليه ما قبله

.)4(. وغريه مطروح)3(وما بعده إعمال األصوليني لداللة السياق يف مباحث تفسري القرآن:

روا أن أصح الطرق يف اليت تعامل أصحاا مع نصوص القرآن، قر ،كتب التفسرييف والقرآن هو تفسري القرآن بالقرآن، فما أمجل يف مكان فإنه يبسط يف آخر، فإن تعذر تفسري

ا شارحة للقرآن ومفسم أدرى، ملا ذلك رجعوا للسنة فإرة له، وإال فإىل أقوال الصحابة فإاالحتكام إىل وهذا كله من ، )5(شاهدوه من القرائن واألحوال اليت اختصوا ا دون غريهم

السياق. عن التناسب بني اآلي والسور كعلم يعني على الوقوف على منهم حتدث البعض مث

:)6(املقصود من كالم اهللا، وقد ألفت يف ذلك كتب منها

).2/108( أصول السرخسي، املصدر السابق، - 1 ).2/1042)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (6/209املصدر السابق، ( البحر احمليط، - 2 ).1/13التسهيل يف علوم الترتيل، املصدر السابق، ( - 3 ).1/317الربهان يف علوم القرآن، املصدر السابق، ( - 4)؛ التسهيل لعلوم الترتيل، املصدر السابق، 1/12)؛ تفسري القرآن العظيم، املصدر السابق، (64- 1/63السابق، ( اجلامع ألحكام القرآن، املصدر - 5

)1/12.( )؛ املناسبات وأثرها يف تفسري التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور من سورة طه إىل سورة القصص، رسالة 1/36الربهان يف علوم القرآن، املصدر السابق، ( - 6

.26ستري، عمر بن حممد بن عبد اهللا املديف، جامعة أم القرى، مكة املكرمة، اململكة العربية السعودية، صماج

Page 261: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾233﴿

جعفر أمحد بن إبراهيم بن الربهان يف مناسبة ترتيب سور القرآن البن - هـ).708(تالزبري

.نظم الدرر يف تناسب اآلية والسور لربهان الدين البقاعي - .تناسق الدرر يف تناسب اآليات والسور جلالل الدين السيوطي -ربط السور واآليات حملمد بن املبارك، املعروف حبكيم شاه القزويين -

هـ).920(ت البيانوقد عد البقاعي :"املناسبة" علم يف غاية النفاسة، نسبته من علم التفسري كنسبة

بعض،جيعل أجزاء الكالم بعضها آخذا بأعناق و ،)1(من علم النحو، فمنه تعرف علل الترتيب. وقد قل )2(فيقوى بذلك االرتباط، ويصري التآلف حاله حال البناء، احملكم املتالئم األجزاء

قال: "أكثر حيث ، )3(اعتناء املفسرين ذا النوع لدقته، وممن أكثر منه فخر الدين الرازي .)4(لطائف القرآن مودعة يف الترتيبات والروابط"

ي القرآن بعضها ببعض حىت تكون ككلمة واحدة ارتباط آوقال أبو بكر بن العريب، .)5(متسقة املعاين منتظمة املباين: علم عظيم

وقال السيوطي: مرجع املناسبة بني اآليات وحنوها إىل معىن رابط بينهما عام أو الزم الذهين، خاص عقلي أو حسي أو خيايل، أو غري ذلك من أنواع العالقات أو الت

.)6(كالسبب واملسبب والعلة واملعلول والنظريين والضدين وحنوه

دار الكتاب اإلسالمي بالقاهرة، هـ)،885نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور، لإلمام املفسر برهان الدين أيب احلسن إبراهيم بن عمر البقاعي(ت - 1)1/6.(

).1/36الربهان يف علوم القرآن، املصدر السابق، ( - 2 ). 1/6)؛ نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور، املصدر السابق، (1/36الربهان يف علوم القرآن، املصدر السابق، ( - 3 ).10/145تفسري الرازي، املصدر السابق، ( - 4 ).1/36السابق، ( سراج املريدين، نقال عن الربهان يف علوم القرآن، املصدر - 5هـ)، حتقيق مركز الدراسات القرآنية، وزارة 911اإلتقان يف علوم القرآن، للحافظ أيب الفضل جالل الدين عبد الرمحن ابن أيب بكر السيوطي (ت - 6

).5/1840ة، (الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد، جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف، اململكة العربية السعودي

Page 262: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾234﴿

، إن والسياق الكلي والناظر ملا تقدم من علم املناسبة جيده وطيد الصلة بالسياق املقايلل ما يبحث يف واحد، السيما إذا قارنا بني مفهوميهما، ووظيفتهما إذ أو يءمل نقل أما ش

مكملة ملا قبلها، أو مستقلة، مث املستقلة ما وجه مناسبتها ملا قبلها، وهكذا ية "عن كوا اآل .)1(يف السور يطلب وجه اتصاهلا مبا قبلها وما سيقت له"

ع مراعاة السياق والوقوف أحد أنوايف تفسري النص القرآين، املناسبةاالحتكام إىل ف على معناه، والكشف على املراد منه.

وما جاء يف اشتراط معرفة الناسخ ،ختصيص وتقييد وبيان مل ويف كل ما سبق منالقرآن والقواعد عاموما جاء عن األئمة يف عرض خرب اآلحاد على ،واملنسوخ للمجتهد

ترمجه الشاطيب ماه من باب االحتكام إىل السياق الكلي لألدلة وهو العامة وباقي األدلة، كل"أن املدين من السور ينبغي أن يكون مرتال يف الفهم على املكي وكذلك املكي بعضه بقوله:

على بعض، على حسب ترتيبه يف الترتيل، وإال مل يصح، والدليل على ذلك أن معىن اخلطاب ، دلهاملدين يف الغالب مبين على املكي، كما أن املتأخر من كل واحد منهما مبين على متقدم

وذلك إمنا يكون ببيان جممل، أو ختصيص عموم، أو تقييد مطلق، أو .راءعلى ذلك االستق . )2(تفصيل ما مل يفصل أو تكميل ما مل يظهر تكميله"

ويشري الشاطيب يف موضع آخر أن من كمال الدين، أن ال يقتصر "ذو اجتهاد على .)3(أم ال"التمسك بالعام مثال حىت يبحث عن خمصصة، وعلى املطلق حىت ينظر هل له مقيد

- أي العموم–وحكم هذا الباب :االعتناء، قال ابن القصار هو ما اعتىن به األصوليون أشدوأن اخلطاب إذا ورد باللفظ العام، نظر فإن وجد دليل خيص اللفظ كان ـ أي مالك -عنده

م على عمومه. وكذا األصول كلهامقصورا عليه، وإن مل يوجد دليل خيصه أجرى الكال

).1/37الربهان يف علوم القرآن، املصدر السابق، ( - 1 )3/304املواقفات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 2 ).3/67املصدر نفسه، ( - 3

Page 263: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾235﴿

فإن وجدنا دليال خيص محلنا ،كاآلية الواحدة، وال جيوز أن نبادر بالتنفيذ حىت نتدبر وننظر .)1(اخلطاب عليه وإن مل جند فقد حصل األمر واملراد به التنفيذ

.196مقدمة يف أصول الفقه، املصدر السابق، ص - 1

Page 264: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾239﴿

أثر السياق املقامي يف تفسري النصوص عند األصوليني املطلب الثاين: تعريف السياق املقامي:

باخلطاب سواء كانت حسية أو نفسية أو اجتماعية هو حصيلة الظروف احملتفةكالعادات والتقاليد ومأثورات التراث، وكذا اجلغرافية والتارخيية املسامهة يف فهم املعىن

. )1(املقصود من املقالويطلق عليه األصوليون: القرائن احلالية أو احلال، واملشاهدة واملشاهد، والدليل،

.)2(قام واملوقفوالقرينة أو القرائن، و امل عناصر السياق املقامي:

والسياق املقامي بذلك يتكون من عدة عناصر مكونة له: كالبيئة وحال املخاطب وحال املخاطب وسبب اخلطاب والظروف املؤثرة فيه.

فائدة االحتكام إىل السياق املقامي:

ات فهم االحتكام إىل السياق عموما وإىل القرائن احلالية خصوصا أداة من أدواخلطاب الشرعي ووسيلة لضبط املقصود منه، وقد رأى ابن عاشور أن مراعاته تبعد عملية

، مث )3(االستدالل عن األغالط اليت قد يقع فيها بعض مستنبطي األحكام الشرعية نتيجة إمهالهالسياق واملقام كنظرية اهتم ا املستشرقون، وتبعهم يف ذلك ثلة من املفكرين العرب

سلمني، وهو متعين على أهل الشريعة خصوصا ملا له من أمهية يف درك املقصود الشرعي، وامليستفيدون مما وصل له املستشرقون وغريهم، مث يضبطونه بعرضه على أصول االعتقاد السليم. كأن يقرر هؤالء مثال أن املقام له تأثري يف تشكيل املقال، فهم إن عنوا به مقال البشر فال

ه، أما إذا أسقطه املتشرع على واقع اخلطاب الشرعي فيشكل على العقيدة، إذ املقام حمظور في

؛ اللغة معناها ومبناها، دكتور متام حسان، دار الثقافة، الدار البيضاء، املغرب، 353نظرية املقاصد عند الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 1 .351و 41، ص 1994ط/ .42السياق، ردة اهللا ، املصدر السابق، ص داللة - 2 .27مقاصد الشريعة اإلسالمية ، املصدر السابق، ص - 3

Page 265: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾240﴿

حادث والشارع احلكيم ال يتأثر باحلوادث، فيكون هذا مما جيب التنبه له أثناء عملية التنظري للمقام.

احتكام الصحابة والسلف للسياق املقامي واستثمار األصوليني لذلك:

املقامي هو اعتبار لتأثري البيئة اليت قيل فيها اخلطاب، وحال االحتكام إىل السياق املخاطب واملخاطب وسبب اخلطاب، وكل ما من شأنه أن يساهم يف فهم اخلطاب، وقد اهتم األصوليون به اهتماما جعل من أتى بعدهم يؤسس له كـ "أمنت مسلك يف حتديد

.)1(القصد" ند األصوليني يف باب الدالالت: أثر بيئة اخلطاب الشرعي يف ضبط املقصود ع

من مراعاة األصوليني لبيئة اللسان العريب اليت نزل فيها القرآن، واستثمارهم لذلك يف مباحثهم: تقسيمهم للعموم وفق ما عهدته العرب يف خماطباا، إىل عام يراد به ظاهره

هذا بينا يف قول العموم، وإىل العام يراد به اخلصوص وإىل عام يدخله التخصيص. ويلمسالشافعي وكان مما تعرف من معانيها أن ختاطب بالعام تريد به العموم، وبالعام تريد به

. )2(اخلصوص، وعام يدخله اخلصوصبل العرب كانوا يفهمون القرآن على ما عهدوه من معاين ويستقيم فهمهم

L# ﴿ وتفسريهم، قال سيبويه سألت اخلليل عن قوله تعاىل: ym #sŒÎ) $ yδρ â!%y` ôM ysÏG èùuρ $ yγç/≡uθö/ r& tΑ$ s%uρ óΟçλm;

$ pκçJ tΡt“yz íΝ≈n=y™ öΝ à6ø‹n=tæ óΟçF ö7 ÏÛ $ yδθè=äz ÷Š$$ sù tÏ$Î#≈yz ﴾ ا؟وعن قوله 73سورة الزمر، اآليةأين جوا ،

öθs9 ﴿:تعاىل uρ “ t� tƒ tÏ%©!$# (#þθãΚn=sß øŒÎ) tβ÷ρ t� tƒ z>#x‹yè ø9 $# ¨βr& nο §θà)ø9 $# ¬! $ Yè‹Ïϑ y_﴾... 165سورة البقرة، اآلية ،

öθs9 ﴿:وقوله uρ #“ t� s? øŒÎ) (#θà Ï%ãρ ’n?tã Í‘$ ¨Ζ9 $# (#θä9$ s)sù $ uΖoKø‹n=≈tƒ –Št� çΡ Ÿωuρ z>Éj‹s3çΡ ÏM≈tƒ$ t↔ Î/ $ oΨ În/ u‘ tβθä3tΡuρ z ÏΒ tÏΖÏΒ ÷σ çR ùQ$#﴾...،

.327نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 1 ).1/51الرسالة للشافعي، املصدر السابق، ( - 2

Page 266: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾241﴿

، فقال اخلليل: إن العرب قد تترك يف مثل هذا اخلرب، اجلواب يف 27األنعام، اآلية سورة .)1(كالمهم لعلم املخرب ألي شيء وضع هذا الكالم

كما أسس األصوليون قواعد التخصيص والتقييد والتأويل، وحبثوا االشتراك والترادف لية، لكون القرآن العريب ال يفهم وااز، بل جعلوا املباحث اللغوية هي غالب مباحثهم األصو

إال وفق قواعد العرب ومعهودها يف كالمها، وهو عني االحتكام للمقام الذي نزل فيه الوحي يف توجيه املقصود من النصوص الشرعية.

مث املخصصات املنفصلة كتخصيص بالعقل وباحلس فهي من قبيل التخصيص بالسياق املقامي.

تفيدها صيغة األمر:"إفعل" وصيغة النهي:"ال تفعل"، قالوا أن وحني عددوا املعاين اليت قال الباقالين أن صيغة "افعل" مترددة بني الداللة املقام وقرائن احلال من بني احملددات ملعناها،

على الوجوب والندب واإلباحة والتهديد، فيتوقف فيها حىت يثبت بقيود املقال أو قرائن .)2(قتضياتاحلال اليت ختصصها ببعض امل

وخصوا العموم باملقام، قالوا يف القرائن اليت تصرف اللفظ عن العموم، مسائل

”šÏ%©!$#uρ šχρã﴿ منها:اخلارج خمرج املدح أو الذم، كقوله: É∴õ3tƒ |= yδ ©%!$# sπ āÒ Ï ø9 $#uρ Ÿωuρ $ pκtΞθà)Ï Ζム’Îû

È≅‹Î6 y™ «!$# Ν èδ ÷� Åe³t7 sù A>#x‹ yè Î/ 5ΟŠ Ï9 r&﴾ ففي التعلق بعمومه وجهان:أنه ال 34سورة التوبة، اآلية ،

يقتضي العموم ونسب للشافعي، وهلذا منع التمسك بآية الزكاة يف وجوب زكاة احللي، ألن . )3(اللفظ مل يقع مقصودا له، بل املقصود الوعيد لتارك الزكاة، ونسب خالفه للجمهور

ومن بني املباحث اليت ظهر فيها االهتمام مبقام اخلطاب، ونبه أصحاا على ضرورة االحتكام إليه: مبحث أسباب الرتول، وقد اعتىن املفسرون واملشتغلون بعلوم القرآن

، 1988- 3/1403، حتقيق وشرح عبد السالم حممد هارون، مكتبة اخلاجني، بالقاهرة، طالكتاب، كتاب سيبويه، أيب بشر عمرو بن عثمان بن قنرب- 1)3/103.(

).4/1043)؛ االاج، املصدر السابق، (2/15التقريب واإلرشاد، املصدر السابق، ( - 2، إحكام الفصول يف أحكام األصول؛ 93السابق، ص )؛ اللمع، ااملصدر1/286)، شرح االملام، املصدر السابق، (3/195البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 3

).1/258املصدر السابق، (

Page 267: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾242﴿

، )1(واألصوليون به، ألنه "ال ميكن معرفة تفسري اآلية دون الوقوف على قصتها وبيان نزوهلا"املقصود من اآلية "فإن على فهم ، فيستعان به)2(فهم معاين الكتاب" فهو "طريق قوي يف

العلـــــــــــــــم بالسبب

. )4(، والوقوف على حكمة التشريع)3(يورث العلم باملسبب" يوم ذات اخلطاب بن عمر خال":قال التيمي إبراهيم عنومعرفته تقلل اخلالف، ف

واحد وكتاا األمة هذه ختتلف كيف: فقال عباس، ابن إىل فأرسل نفسه، حيدث فجعلفقرأناه القرآن، علينا أنزل إنا املؤمنني أمري يا: عباس ابن قال واحدة؟ وقبلتها واحد هاونبي

لكل فيكون نزل، فيم يعرفون ال القرآن يقرؤون أقوام بعدنا يكون وإنه نزل، فيما وعلمنا وانتهره عمر، رهبفز اقتتلوا، اختلفوا فإذا اختلفوا، رأي فيه قوم لكل كان فإذا رأي، فيه قوم

.)5("أعد هااإي قال مث قال، الذي فعرف ،بعد دعاه مث عباس، ابن وانصرف عائشة سألت: قال عروةفعن وهو منهج سطره الصحابة الكرام رضوان اهللا عليهم،

$ (βΨ ﴿اهللا قول أرأيت :هلا فقلت عنها اهللا رضي x ¢Á9 $# nο uρö� yϑ ø9 $#uρ ÏΒ Ì� Í← !$ yè x© «!$# ( ô yϑ sù ¢k ym |M øŠt7 ø9 $# Íρ r&

t� yϑ tF ôã $# Ÿξ sù yy$ oΨ ã_ ϵø‹n=tã βr& š’§θ©Ütƒ $ yϑ ÎγÎ/ 4﴾... جناح أحد على ما فواهللا، 158سورة البقرة، اآلية

لتهاأو كما كانت لو هذه إن ،أخيت ابن يا قلت ما بئس :قالت ،واملروة بالصفا يطوف ال أن أن قبل كانوا األنصار يف أنزلت ولكنها ،ما يتطوف ال أن عليه جناح ال كانت عليه

يطوف أن يتحرج أهل من فكان ،املشلل عند يعبدوا كانوا اليت الطاغية ملناة يهلون يسلموا

هـ)، حتقيق ودراسة: كمال بسيوين زغلول، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، 468أسباب الرتول، تصنيف أيب احلسن علي بن أمحد الواحدي( - 1 .10، ص1991- 1/1411ط ). 1/22، (الربهان يف علوم القرآن، املصدر السابق - 2 ).13/181جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 3 ).1/190)؛ اإلتقان، املصدر السابق، (1/22الربهان يف علوم القرآن، املصدر السابق، (- 4، ضبطه وفسر غريبه: الشيخ )هـ975ت(فوري الربهان اهلندي الدين حسام بن املتقي علي الدين عالء، للعالمة واألفعال األقوال سنن يف العمال كرت - 5

بكر أبو، اإلميان شعب)؛ 2/333، (1985- 5/1405، مؤسسة الرسالة، بريوت، طالسقا صفوة، صححه ووضع فهارسه ومفتاحه: الشيخ حياين بكري ).2/425، (1/1410، طبريوت، العلمية الكتب دار، زغلول بسيوين السعيد حممد: حتقيق، البيهقي احلسني بن أمحد

Page 268: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾243﴿

رسول يا :قالوا ذلك عن سلم و عليه اهللا صلى اهللا رسول سألوا أسلموا فلما واملروة بالصفا

$ (﴿ :تعاىل اهللا فأنزل ،واملروة الصفا بني نطوف أن نتحرج كنا إنا اهللا x ¢Á9 $# nο uρ ö� yϑ ø9$#uρ ÏΒ Ì� Í← !$ yè x©

. فسبب نزول اآلية بين حكم السعي بني الصفا واملروة، بعدما أشكل ذلك على )1(﴾) #$!»

الصحايب اجلليل باحتكامه لظاهر اخلطاب منفردا.

Ÿω ¨t|¡øt﴿ ويف قوله تعاىل: rB tÏ%©!$# tβθãmt� ø tƒ !$ yϑ Î/ (#θs? r& tβθ™6 Ït ä†ρ βr& (#ρ ߉yϑ øt ä† $ oÿÏ3 öΝ s9 (#θè=yè ø tƒ Ÿξ sù

Ν åκ] u;|¡øt rB ;ο y—$ x yϑ Î/ z ÏiΒ É># x‹yè ø9 $# ( öΝ ßγs9 uρ ë>#x‹ tã ÒΟŠ Ï9 r& ﴾ أن مروان قال ،188، اآلية عمران آلسورة

لبوابه اذهب يا رافع إىل ابن عباس، فقل لئن كان كل امرئ فرح مبا أويت وأحب أن حيمد مبا ال يفعل معذبا لنعذبن أمجعون، فقال ابن عباس: وما لكم وهلذه، إمنا دعا النيب صلى اهللا عليه

إليه مبا وسلم يهود فسأهلم عن شئ فكتموه إياه وأخربوه بغريه، فأروه أن قد استحمدوا

(øŒÎ﴿ :أخربوه عنه، فيما سأهلم وفرحوا مبا أوتوا من كتمام، مث قرأ ابن عباس uρ x‹ s{r& ª!$# t,≈sVŠ ÏΒ

tÏ%©!$# (#θè?ρ é& |=≈tG Å3ø9 $# …çµ ¨Ζä⊥ ÍhŠu;çF s9 Ĩ$ ¨Ζ=Ï9 Ÿωuρ …çµ tΡθßϑ çG õ3s?﴾ 2(187، اآلية عمران آلسورة(.

وكونه كاشف عن حكمة التشريع قد تناوله األصوليون يف مسألة ورود العام على بال خالف، وذكر ال خبصوص السببسبب خاص، حكى الزركشي أن العربة بعموم اللفظ

تفصيال قال: اخلطاب إما أن يكون جوابا لسؤال أم ال، فإن كان جوابا فإما أن يستقل بنفسه يصح االبتداء به فال خالف يف أنه تابع للسؤال يف عمومه أم ال، فإن مل يستقل حبيث ال

وخصوصه، حىت كأن السؤال معاد فيه، فإن كان السؤال عاما فعام، وإن كان خاصا . )3(فخاص

)؛ صحيح مسلم، كتاب احلج، باب: بيان أن 1/396، (1534صحيح البخاري، كتاب احلج، باب وجوب الصفا واملروة وجعل من شعائر اهللا، رقم - 1 ).1/641، (1277السعي بني الصفا واملروة ركن ال يصح احلج إال به، رقم

)؛ صحيح مسلم، كتاب صفات املنافقني، رقم 2/481، (4202"، رقم صحيح البخاري، كتاب التفسري، باب "ال حتسنب الذين يفرحون مبا آتوا - 22778) ،2/733.(

).3/198البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 3

Page 269: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾244﴿

، )1(وقال اجلويين: أن الذي صح من مذهب الشافعي أن الصيغة ختتص بالسبب"عتق رقبة، وعن مثال اخلصوص ومثال العموم ما لو سئل عمن جامع يف ار رمضان فقال ي

: فقال بالتمر الرطب عن وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول سئل: قال مالك بن سعدما رواه . )2("عنه فنهى: قال نعم: قالوا يبس؟ إذا أينقص

.)3(ويف املستصفى: يكون العام الوارد على سبب إىل احتمال التخصيص أقربظاهر الكالم أنه إن كان السؤال كعلة للحكم محل عليه وخصص حباله وحال من شاه، وفيه ختصيص للعام بالسياق املقامي، أما إذا مل يكن السبب علة يف احلكم فال وجه للتخصيص به. قال ابن تيمية: اللفظ إذا كان يف نفسه مطلقا فإنه إذا كان خلطاب معني يف

عقب حكاية حال وحنو ذلك، فإنه كثريا ما يكون مقيدا مبثل مثل اجلواب عن سؤال، أو ، ففيه إماء على أن السؤال، أو حكاية احلال علة للحكم.)4(حال املخاطب

: وال يشتبه عليك التخصيص فإن مل يكن علة فال خيصص العموم به. قال الزركشيبالقرائن بالتخصيص بالسبب، كما اشتبه على كثري من الناس، فإن السبب وإن كان خاصا

.)5(فال ميتنع أن يورد لفظ عام يتناوله وغريه، خبالف السياق فإن به يقع التبيني والتعيني

، وهذا ما عند األصوليني فتطبيقات السياق املقامي كثرية ومنتشرة يف باب الدالالت .)6(جعل ابن عاشور يتنبه ألمهية املقام

أثر بيئة اخلطاب الشرعي يف ضبط املقصود عند األصوليني يف غري باب الدالالت:ومن مراعاة األصوليني لبيئة اخلطاب، واستثمارهم له يف غري باب الدالالت، نذكر

بعض القواعد منها:

).1/372الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1. عياش أيب جهالة من خشيا ملا خيرجاه ومل صحيح: التلخيص قي الذهيب قال احلاكم: صحيح ومل خيرجاه ملا خشياه من جهالة زيد أيب زيد أيب عياش، وقال - 2

).39، 2/38املستدرك على الصحيحني وبذيله التلخيص للذهيب، املصدر السابق، كتاب البيوع، ( ).1/131املستصفى، املصدر السابق، ( - 3 ).29/61جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 4 ).3/380السابق، ( البحر احمليط، املصدر - 5 .423نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 6

Page 270: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾245﴿

رى األلفاظ تعبدا إذا ما أدت املعىن العرب ال تلقي الختالف اللفظ باال وال ت ، حكى ابن جني عن عيسى بن عمر قال )1(املطلوب، "إذ املعاين عندهم أشرف من األلفاظ"

مسعت ذا الذمة ينشد:

وظاهر هلا من يابس الشخت واستعن عليها الصبا واجعل بذلك هلا سترا ابن األعرايب: فقلت أنشدتنا: "من يائس"، فقال يابس ويائس واحد وأنشد

كأين به من شدة الروع آنس وموضع زبن ال أريد مبيته فقال:سبحان "، وموضع ضيق": فقال له شيخ من أصحابه ليس هكذا أنشدتنا، إمنا أنشدتنا

)2(اهللا! تصحبنا منذ كذا وكذا وال تعلم أن الزبن والضيق واحد، وهذه احلقيقة مترمجة أيضا يف )3(حمافظتها على املعاينفهي ذا ال ترى األلفاظ تعبدا عند

نزول القرآن على سبعة أحرف، وهو ما استدركه ابن اخلطاب رضي اهللا عنه على نفسه،

أنس بن مالك رضي اهللا أنه مسع عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه عندما سأل عن األب، فعن

$﴿:يقول uΖ÷Kt7 /Ρr'sù $ pκ� Ïù $ {7 ym ∩⊄∠∪ $ Y6 uΖÏã uρ $ Y7 ôÒ s% uρ ∩⊄∇∪ $ ZΡθçG ÷ƒy— uρ Wξ øƒ wΥ uρ ∩⊄∪ t,Í← !#y‰ tnuρ $ Y6 ù=äñ ∩⊂⊃∪ Zπ yγÅ3≈sùuρ $ |/ r&uρ ﴾ سورة

مث نقض عصا كانت يف ؟قال : فكل هذا قد عرفناه فما األب، 31إىل 27عبس، اآلية

4(ن لكم من هذا الكتابيده؟ فقال: هذا لعمر اهللا التكلف اتبعوا ما تبي(.

. )5(صحيح البخاري عن أنس قال: "كنا عند عمر فقال: ينا عن التكلف" ويف

).2/466اخلصائص، صنعه أيب الفتح عثمان بن اجلين، بتحقيق: حممد علي النجار، املكتبة العلمية، دار الكتب املصرية، ( - 1 ).2/466اخلصائص، املصدر السابق، ( - 2 ).2/62املوافقات، حتقق دراز ، املصدر السابق، ( - 3.املستدرك على الصحيحني وبذيله التلخيص التلخيص: على شرط البخاري ومسلمقال احلاكم: صحيح على شرط الشيخني ومل خيرجاه، وقال الذهيب يف - 4

). 2/514للذهيب، املصدر السابق، كتاب التفسري، ( ).3/520، (6749ام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما ال يعنيه، رقم صحيح البخاري، كتاب االعتص - 5

Page 271: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾246﴿

استثمر األصوليون أصل االهتمام باملعاين وتعليل النصوص: بعدم مجودهم على اللفظ

. ويف البحر احمليط: األشبه )1(إال فيما ظهر التعبد به، وقالوا األصل يف النصوص التعليل

إىل ونسباألصل يف النصوص التعليل ، ويف التقرير: ")2(ألصلأا معللة يف امبذهب الشافعي

.)3(، وقال هو املختار"عامة مثبيت القياس والشافعي وبعض أصحابنا

أجاز مجهور العلماء رواية احلديث باملعىن، ألن املعىن هو املقصود واللفظ وسيلة كما

. )4(إلفادته، وإن شرطوا لذلك شروطا كلها للحفاظ على نقل املعىن صحيحا

التأصيل للعرف والعادة كمصدر تشريعي:

ذي راعى األصوليون بيئة املخاطب اليت نزل فيها القرآن يف التأصيل ملصدر العرف واليعترب أكرب دليل الحتكامهم للسياق املقامي لفهم اخلطاب الشرعي وضبطه والوقوف على املقصود منه واالستنباط وفقه، فأصل املالكية للعرف كمصدر من مصادر التشريع اليت تستقى منها األحكام، وإن كان اجلميع يعتربه، قال القرايف:أما العرف فمشترك بني املذاهب

. وهو ملموس يف تقريرهم لبعض املباحث كقوهلم )5(وجدهم يصرحون بذلكومن استقرأها ،)6(مثال:"العلة قد تكون وصفا عرفيا"

، وقال يف البحر احمليط:"أطلق )7(وقوهلم: تترك احلقيقة بداللة العرف واالستعمالاما يف الكثريون التخصيص بالعادة وخصها احملققون بالقولية دون الفعلية... فإذا كان اللفظ ع

).1/296)، القواعد، املصدر السابق، (2/146أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 1 ).5/129البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 ).5/200التقرير والتحيري، املصدر السابق، ( - 3 )؛5/2001)؛ اإلاج، املصدر السابق، (1/284)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (4/356ر احمليط، املصدر السابق، (البح - 4 .353شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 5 ).4/44)؛ شرح الكوكب املنري، املصدر السابق، (3/253اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 6 ).2/140)؛ كشف األسرار، املصدر السابق، (1/190صدر السابق، (أصول السرخسي، امل - 7

Page 272: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾247﴿

اللغة مث تعارف الناس على استعماله يف بعض تلك األشياء فقط كاسم الدابة فإنه مىت ورد .)1(اسم الدابة يف الشرع محل على املعروف عندهم"

إال أن املذهب املالكي توسع يف مراعاة أعراف املخاطب وعاداته، فخصص العموم

:﴿ ßN≡t$Î!≡uθø9ا، كتخصيصه لعموم قوله تعاىل $#uρ z ÷è ÅÊö� ム£ èδ y‰≈s9 ÷ρ r& È÷,s!öθym È÷n=ÏΒ%x. ( ﴾ ،سورة البقرة

. )2(، بأن الشريفة ال ترضع، لما كان من عرفها233اآلية كما اشترط األصوليون للمفيت ليتمكن من الفتوى واحلكم باحلق نوعني من الفهم: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن واألمارات والعالمات حىت حييط به علما، والثاين: فهم حكم اهللا الذي حكم يف كتابه أو على لسان نبيه، فالعامل من

.)3(ع والتفقه فيه إىل معرفة حكم اهللايتوصل مبعرفة الواقوهو ما أشار إليه الشاطيب عندما قال: "كل دليل مبين على مقدمتني إحدامها راجعة

.)4(إىل حتقيق مناط احلكم، واألخرى ترجع إىل نفس احلكم الشرعيوقد اهتم األصوليون كثريا بتحقيق املناط يف باب القياس كأحد مسالك الكشف عن

.)5(العلة، وقال الغزايل واآلمدي هذا النوع من االجتهاد ال خالف فيه بني األئمةوحتقيق املناط هو أن يقع االتفاق على علية وصف بنص، أوإمجاع فيجتهد يف

ن بيوع العينة بيوع ربوية.، كالتحقق من أ)6(وجودها يف صورة الرتاعيقول القرايف:"فصل يف املقدمات: يتهم أهل العينة فيما ال يتهم فيه غريهم لعادم

. فعلل االام يف حكم هذا النوع من البيع بعادم. )7(باملكروه"

).3/393البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 )..4/270الذخرية، املصدر السابق، ( - 2 ).2/165إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 3 ).3/31املوافقات، حتقيق دراز ، املصدر السابق، ( - 4 ).3/380)، اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، (1/238، املصدر السابق، (املستصفى - 5 ).2/920إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 6 ).5/16الذخرية، املصدر السابق، ( - 7

Page 273: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾248﴿

كما جعل األصوليون االحتكام إىل العادة من القواعد اخلمس الكربى، فقالوا:"العادة . )1(االطراد وعدم معارضتها النص"حمكمة بشرط

وليس معىن هذا أن كل عرف وعادة حتكم على ألفاظ الشرع، فقد سئل مالك عن ، )2(خرتير املاء فلم يكن جييبهم، فقال أنتم مسيتموه خرتير، وقال ابن القاسم: ال أراه حراما

ة وقت صدور املقال، فأنكر عليهم ذلك، ألن ألفاظ الشارع تحمل على املعاين املعروفة الثابتال ما استحدث من املعاين بعدها. يقول بن تيمية:"أن كثريا من الناس ينشأ على اصطالح قوم وعادم يف األلفاظ، مث جيد تلك األلفاظ يف كالم اهللا أورسوله أو الصحابة، فيظن أن

حه، ويكون مراد اهللا أو رسوله أو الصحابة بتلك األلفاظ ما يريده بذلك أهل عادته واصطال. فالعرف املؤثر يف فهم املقصود هو ما كان )3(مراد اهللا ورسوله والصحابة خالف ذلك"

وقت صدور اخلطاب الشرعي. أحواهلا وجماري وأفعاهلا أقواهلا يف العرب عادات معرفةوهو ما أكده الشاطيب بقوله:"

وقع وإال منه، القرآن علم يف اخلوض أراد ملن بد ال خاص سبب مث يكن مل وإن الترتيل، حالة .)4("املعرفة ذه إال منها اخلروج يتعذر اليت واإلشكاالت الشبه يف

وأصل مالك لعمل أهل املدينة، وجعله حاكما على أخبار اآلحاد، ألن املدينة هي بعد النيب عليه السالم من عاصره، وشهد الترتيل وعلم البيئة اليت نزل ا الوحي، وعاش ا

مقتضاه، مث ترمجوه عمليا، وا من القرائن احلالية ما يفسر املبهم ويزيل اإلشكال، وقد قال شريح تكلم :فقال ذلك ملالك فقيل ،اهللا فرائض عن حبس ال ـ وهو من التابعني ـ شريح

. )5(عليه السالم وأزواجه ابةالصح أحباس فريى املدينة يقدم ومل بلده يف

النظائر للسبكي، املصدر السابق، ؛ األشباه و89)؛ األشباه والنظائر للسيوطي، املصدر السابق، ص 1/101األشباه والنظائر البن جنيم، املصدر السابق، ( - 1 .50ص ، رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي عن اإلمام عبد الرمحان بن القاسم، ويليها مقدمات هـ)179تمالك بن أنس األصبحي ( ، لإلماماملدونة الكربى - 2

- 1/1415، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، طهـ)520ت(بن رشدبن رشد لبيان ما اقتضته املدونة من األحكام لإلمام احلافظ أيب الوليد حممد بن أمحد 1994) ،1/537.(

).1/175جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 3 ).4/154املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 4 ).6/313الذخرية، املصدر السابق، ( - 5

Page 274: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾249﴿

وبوب البخاري لذلك قال:"باب ما ذكر النيب صلى اهللا عليه وسلم وحض على من مشاهد النيب صلى اتفاق أهل العلم، وما اجتمع عليه احلرمان مكة واملدينة، وما كان ا

.)1(اهللا عليه وسلم واملهاجرين واألنصار ومصلى النيب صلى اهللا عليه وسلم واملنرب والقرب"وقد كان التابعون يشدون الرحال إىل املدينة ليتبصروا من آثار الرسول صلى اهللا عليه

. )2(وسلم وأعماله وعمل الصحابة ومن صحبهم من التابعنيثر املذاهب احتكاما للسياق املقامي، يظهر ذلك من تأصيالم كما ولعل املالكية أك

سبق، قال صاحب نظرية ابن عاشور:"إن اإلحلاح على أمهية املقام يف إدراك املقصود الشرعي . )3(من اخلطاب مبدأ مقرر بشكل كبري يف األصول االستنباطية للفقه املالكي"

ملقصود من اخلطاب الشرعي: مراعاة األصوليني حلال املخاطب يف ضبط ا

من عناصر السياق املقامي املؤثرة يف فهم اخلطاب الشرعي: حال املخاطب، وقد ، واهتم بذلك )4(اشترط الشارع احلكيم فيه البلوغ والعقل وقدرة والعلم للقيام بالتكاليف

األصوليون.ونزل القرآن منجما حبسب احلوادث تلبية الحتياجات العباد، وما يصلح حاهلم يف

. وكذا شرع الرخص تيسريا هلم، وتدرج يف تشريع الكثري من األحكام، )5(معاشهم ومعادهم مراعاة حلاهلم.

وسار السلف الصاحل على هذا املنهج، ذكر صاحب املوافقات أن عمر بن العزيز ي تساءل عن عدم إنفاذ أبيه لألمور ـ: "ال تعجل يا بين فإن اهللا ذم اخلمر أجاب ابنه ـ الذ

).3/528البخاري، كتاب االعتصام بالكتاب والسنة، الباب السابع عشر، ( صحيح - 1 .28مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 2 .422نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 3فما بعد)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، 1/405املصدر السابق، (فما بعد )؛ اإلاج، 1/345،349،350،365البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 4 فما بعد). 1/92(

).1/835تفسري ابن كثري، املصدر السابق، ( - 5

Page 275: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾250﴿

يف القرآن مرتني، وحرمها يف الثالثة، وإين أخاف أن أمحل احلق على الناس مجلة فيدفعوه .)1(مجلة، ويكون ذا فتنة

وأقر عمر بن اخلطاب املستوى االجتماعي للمخاطب، ذكر القرايف أن عمر رضي قدم الشام، فوجد معاوية بن أيب سفيان قد اختذ احلجاب وأرخى احلجاب، واختذ اهللا عنه

املراكب النفيسة وسلك ما سلكه امللوك، فسأله عن ذلك فأجاب معاوية: إنا بأرض حنن فيها : أنت اعلم حبالك هل -يقول القرايف–حمتاجون هلذا، فقال له: ال آمرك وال أاك، معناه

.)2(ذا فيكون حسنا أو غري حمتاج إليهأنت حمتاج إىل هفتبين لألصوليني أن اختالف أحوال املكلفني له تأثري يف فهم املقصود من اخلطاب، واستثمروا ذلك يف اجلمع بني النصوص اليت ظاهرها التعارض، فعن اختالف إجابات النيب

ملشتملة على بيان عليه السالم يف أي األعمال أفضل يقول الشوكاين:"اختلفت األحاديث، افاضل األعمال من مفضوهلا، فتارة جتعل األفصل اجلهاد، وتارة اإلميان، وتارة الصالة، وتارة غري ذلك، وأحق ما قيل يف اجلمع بينها: أن بيان الفضيلة خيتلف باختالف املخاطب، فإذا

ضل األعمال كان املخاطب ممن له تأثري يف القتال وقوة على مقارعة األبطال، قيل له: أفاجلهاد، وإن كان كثري املال قيل له:أفضل األعمال الصدقة، مث كذلك يكون االختالف على

.)3(حسب اختالف املخاطبني" مراعاة األصوليني حلال املخاطب يف ضبط مقصود اخلطاب الشرعي:

أورد القرايف يف الفرق السادس والثالثون بني قاعدة تصرفه عليه السالم بالقضاء وبنيقاعدة تصرفه بالفتوى وهي التبليغ وبني تصرفه باإلمامة، وقال:أن تصرفاته عليه السالم ذه األوصاف ختتلف آثارها يف الشريعة، فما كان على سبيل التبليغ فهو حكم عام، أما ما كان بوصف اإلمامة، ال جيوز ألحد أن يقدم عليه إال بإذن اإلمام، ألن سبب تصرفه هو وصف

).2/148املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 1 ).4/306الفروق، املصدر السابق، ( - 2هـ)، حققه وعلق عليه: أبو معاذ طارق بن عوض اهللا بن 1250حممد بن علي بن حممد الشوكاين (ت نيل األوطار من أسرار منتقى األخبار، تأليف - 3

).6/12، (2005- 1/1426حممد، دار ابن القيم، اململكة العربية السعودية، دار ابن عفان، مجهورية مصر العربية، ط

Page 276: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾251﴿

. )1(فما كان من فعله بوصف القضاء، فليس ألحد أن يقدم عليه إال حبكم احلاكم اإلمامة.وهكذا خيتلف فهمنا لألحكام باختالف األوصاف واملقامات اليت يصدر عندها اخلطاب، وقد نبه اإلمام الطاهر بن عاشور على أن أول من اهتدى إىل النظر يف هذا التمييز العالمة

.)2(شهاب الدين القرايفوقال ابن القيم بعد أن ساق حديث أيب قتادة قال: قال رسول اهللا صلى اهللا عليه

السلب مستحق هذا هل الفقهاء، اختلف، )3(ن قتل قتيال له عليه بينة فله سلبه"موسلم:" شرطه بالشرع، له أنه: أحدمها، أمحد عن روايتان مها قولني، على بالشرط؟ أو بالشرع

شرطه مل أو اإلمامق ال أنه: والثاىن .الشافعى قول وهو ،يستحقول وهو اإلمام، بشرط إال ي مل قبله، نص فلو ،القتال بعد اإلمام بشرط إال يستحق ال: اهللا رمحه مالك وقال ،حنيفة أىبصلى اهللا علي وسلم قال ذلك إال يوم حنني وإمنا نفل النىب أن يبلغىن ومل: مالك قال. جيز

عليه وسلم بعد أن برد القتال.النيب صلى اهللا واملفىت، واحلاكم، اإلمام، هو كانصلى اهللا عليه وسلم النىب أن الرتاع ومأخذ

الرسالة مبنصب أو باألئمة، متعلقا حكمه فيكون اإلمامة، مبنصب قاله هلوالرسول، ف .)4(عاما؟ شرعا فيكون والنبوة،

قد ذكر الطاهر بن عاشور بعض امليزات اليت تعني الناظر يف التمييز بني هذه املقامات، قال:"بعث اجليوش وصرف أموال بيت املال يف جهاا ومجعها من حماهلا، وتولية الوالة، وقسمة الغنائم، فمىت فعل الرسول صلى اهللا عليه وسلم من ذلك شيئا علمنا أنه

دون غريها، ومىت فصل بني اثنني يف دعاوى األموال وأحكام تصرف فيه بطريق اإلمامة األبدان وحنوها بالبينات أو األميان والنكوالت وحنوها فتعلم أنه إمنا تصرف يف ذلك بالقضاء

).1/426الفروق، املصدر السابق، ( - 1 .28ملصدر السابق، ص مقاصد الشريعة اإلسالمية، ا - 2، 2909، رقم فيه اإلمام وحكم خيمس أن غري من سلبه فله قتيال قتل ومن األسالب خيمس مل من بابصحيح البخاري، كتاب فرض اخلمس، - 3 )2/230، (1751استحقاق القاتل سلب القتيل، رقم )؛ صحيح مسلم، كتاب اجلهاد والسري، باب2/124(

).3/489زاد املعاد يف هدي خري العباد، املصدر السابق، ( - 4

Page 277: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾252﴿

دون اإلمامة، وكل ما تصرف فيه بالعبادات بقوله أو فعله، أو أجاب به سؤال سائل عن أمر .)1(، فهذه املواطن ال خفاء فيها"ديين فهذا التصرف بالفتوى والتبليغ

وتعرض األصوليون هلذه املسألة، عندما ناقشوا مسألة فعل النيب صلى اهللا عليه وسلم، وفرقوا بني ما كان خصوصية له، أو صدر منه فعل ووضح فيه وصف اجلبلة، كالقيام

به، أما فعله والقعود، فاملشهور أنه مباح، ولو تأس به متأس فال بأس، وقيل يندب التأسيعليه السالم الذي احتمل خروجه عن اجلبلة إىل التشريع كشربه عليه السالم املاء واقفا،

فاختلفوا يف حكمه.مث قالوا يف مسألة أخرى: "ما ال خيطر يف بال املعمم وال ببال السامع املبين له، ال

الب دون الشاذ، وهذا ال يصح حلكيم أن يقول إنه داخل حتت العموم، ألن العموم يتناول الغ، كحديث بن )2(خيتص بالقرآن وال السنة إن قلنا أا وحي، وإن كانت باالجتهاد فخالف، قال الغزايل لو )3(عباس قال مسع النيب صلى اهللا عليه وسلم قال:"إذا دبغ اإلهاب فقد طهر"

فخصص .)4(أخرج بذلك جلد الكلب أو الثعلب وقال ما خطر ببايل مل ينكر عليه ذلك اللفظ العام مبقصود املتكلم فهو من قبيل التخصيص بالسياق املقامي.

قال السبكي: الكلب ال يعتاد يف العرف دباغ جلده، فتنفك األذهان عن ذكره، .)5(واللفظ يترتل على االعتياد فيما يدبغ

وذا يكون األصوليون قد أحملوا لتأثري املقام يف تفسري النصوص واقتناص . بل املتتبع لتطبيقام جيد من منهجهم االحتكام إليه كطريق لفهم اخلطاب )6(كاماألح

.29مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 ).2/128)؛ األشباه والنظائر للسبكي، املصدر السابق، (3/1010القبس، املصدر السابق، ( - 2 ).1/184صحيح مسلم، كتاب احليض، باب طهارة جلود امليتة بدباغ، ( - 3 ).2/57املستصفى، املصدر السابق، ( - 4 ).2/128األشباه والنظائر للسبكي، املصدر السابق، ( - 5)؛ مقاصد الشريعة 2/178)؛ شرح الكوكب املنري، املصدر السابق، (2/102)؛ رفع احلاجب، املصدر السابق، (4/176البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 6

.27اإلسالمية، املصدر السابق، ص

Page 278: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾253﴿

الشرعي وضبط املقصود منه، فقعدوا القواعد واألصول اليت تكرس إعماله، ورجحوا وفقه، وكان أحد املراجع هلم يف رفع التعارض الواقع هلم بني النصوص.

يف - كما يسميها األصوليون -احلال هذا عن تأثري داللة السياق املقامي أو داللةتفسري النصوص واالستدالل عليها، وهي بقوة داللة املقال، قال الكرخي:"األصل أن للحالة

.)1(من الداللة كما للمقالة" ضوابط االحتكام إىل داللة السياق :

السياق هذه ال حيتكم هلا على إطالقها، ولكن مثة بعض القيود اليت تضبطها، وداللة منها:

أن تثبت القرائن السيما إذا كانت متعلقة بوقت نزول اخلطاب الشرعي، قال .)2(اجلويين:أن القرائن تفيد اليقني إذا ثبتت

. )3(لينا بالتواتروقال الرازي: أا تفيد اليقني إىل جانب الدالئل اللفظية، إذا نقلت إوقال الشوكاين:"واحلق أن داللة السياق إن قامت مقام القرائن القوية املقتضية لتعيني املراد كان املخصص هو ما اشتمل عليه من ذلك، وإن مل يكن السياق ذه املرتلة وال أفاد

.)4(هذا املفاد فليس مبخصص"

↔Ï‘ ﴿:أن قوله تعاىل أن ال يعارضها ما هو أقوى منها، جاء يف اإلتقان ‾≈©9 $#uρ z ó¡Í≥ tƒ z ÏΒ

ÇÙŠ Ås yϑ ø9 $# ÏΒ ö/ä3Í← !$ |¡ÎpΣ ÈβÎ) óΟçF ö;s? ö‘ $# £ åκèE £‰Ïè sù èπ sW≈n=rO 9� ßγô©r& ‘Ï↔ ‾≈©9 $#uρ óΟs9 z ôÒ Ït s† 4 àM≈s9 'ρ é&uρ ÉΑ$ uΗ÷qF{ $# £ ßγè=y_r& βr& z ÷è ŸÒ tƒ

£ ßγn=÷Ηxq 4﴾...، اآليسة إن مل ترتب ال عدة عليها، وهو ، قال أهل الظاهر 4سورة الطالق، اآلية

àM≈s)‾=sÜßϑ﴿ :خالف ما دل عليه سبب الرتول: فآية البقرة ø9 $#uρ š∅óÁ −/ u� tItƒ £ ÎγÅ¡à Ρr'Î/ sπ sW≈n=rO & ÿρã� è%4﴾...

الدبوسي احلنفي، رسالة أيب احلسن الكرخي يف األصول اليت عليها مدار فروع احلنفية، بذيل تأسيس النظر، تأليف اإلمام أيب زيد عبيد اهللا عمر بن عيسى - 1 .163حتقيق وتصحيح: مصطفى حممد القباين الدمشقي، دار ابن زيدون، بريوت، مكتبة الكليات األزهرية، القاهرة، ص

).1/574ان يف أصول الفقه، املصدر السابق، (الربه - 2 ).1/408احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 3 ).2/702إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 4

Page 279: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾254﴿

، نزلت يف عدد النساء باألقراء، وبقي الصغار والكبار من النساء، 228سورة البقرة، اآلية فرتلت هذه اآلية، فعلم أن اآلية خطاب ملن مل يعلم حكمهن، وارتنب هل عليهن عدة أم ال؟

.)1(هل عليهن عده أم ال؟ وهل عدن كاالئي يف البقرةـ حضور اخلطاب أوىل من مساعه إن أمكن، وقد وقع أن فهم من حضر الترتيل أوىل

يشدون ، يشهد لذلك ما ذكره ابن عاشور من أن التابعني كانوا)2(من فهم من مل حيضرهالرحال إىل املدينة ليتبصروا من آثار الرسول صلى اهللا عليه وسلم وأعماله وعمل الصحابة

.)3(ومن صحبهم من التابعنيـ معاودة النظر يف اخلطاب، مع التحصن بأدواته، حىت حتصل له ملكة يسهل عليه

رآن الكرمي: ليس ا فهم أسلوبه، يقول الشاطيب: يف التفاوت احلاصل يف إدراك معاين الق، السيما أن )4(املشتغل بتفهمه وحتصيله كمن ليس يف تلك الدرجة، وال املبتدئ كاملنتهي"

داللة السياق وصفت بأا نوع من امللكة اليت حتصل للناظر وال ميكنه التدليل عليها، يقول الدليل عليه ابن دقيق العيد:"ال يقام عليها دليل وذلك لو فهم املقصود من الكالم، وطولب ب

.)5(لعسر"

ـ بذل منتهى اجلهد يف تتبع مواضع اللفظة أو املسألة املراد االستدالل عليها يف

Ÿξأ ﴿:مظاا، حىت يؤمن الوقوع يف اخلطأ. قال تعاىل sùr& tβρ ã� −/ y‰tF tƒ tβ#u ö� à)ø9 $# 4 öθs9 uρ tβ%x. ô ÏΒ Ï‰ΖÏã Î� ö�xî «!$#

(#ρ ߉y uθs9 ϵŠ Ïù $ Z ≈n=ÏF ÷z $# #Z��ÏW Ÿ2 ﴾ 82سورة النساء، اآلية.

ـ التمرس على املباحث اللغوية، ألن مسألة السياق دائرة عليها. ـ استثمار ما قيل يف السياق:

على ضوء ما قيل يف مبحث السياق ميكن ترجيح بعض األقوال:

).2/457)؛ التسهيل لعلوم الترتيل، املصدر السابق، (1/193اإلتقان، املصدر السابق، ( - 1 ).2/108أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 2 .28مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3 ).4/26املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 4 .380إحكام اإلحكام شرح عمدة األحكام، املصدر السابق، ص - 5

Page 280: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾255﴿

ـ عموم القرآن قطعي، رأي يوافق مشولية واستمرارية حاكمية الشريعة لألزمان، الواحد إذا ثبت: قرينة تبين أن العموم هذا أريد به بعض مسماه وليس لكن ورود احلديث

نسخا، فاالحتكام إىل املقام يرفع إشكالية عدم التخصيص باآلحاد.ـ النصوص ليست عزيزة الوجود، ألن الظواهر مع القرائن تصيرها نصوصا، قال

لك، وما قالوه وإن كان اجلويين:القائل بعزة وندور النصوص قول من ال حييط بالغرض من ذ. )1(بعيدا حصوله بوضع الصيغ ردا إىل اللغة، فما أكثر هذا الغرض مع القرائن احلالية واملقالية

.)2(وهو يناسب قول الشاطيب أن املتشابه قليل يف الشريعةمرجعه كما ـ ال ميكن التعارض بني الكليات، وما يظهر لنا من تعارض العمومات

. )3(يذكر الغزايل: إىل طول املدة واندراس القرائن واألدلةـ االشتراك واقع وال مفسدة فيه، إذ القرائن رافعه له مبينة ملدلوله، وكذا ااز ال

حمضور يف وجوده، إذ بالقرائن يصبح نصا فيما نقل له واستعمل فيه. :عيوب عدم االحتكام للسياق

السياق يؤدي إىل أخطاء يف استنباط األحكام العملية والعقدية، إمهال االحتكام إىليقول ابن عاشور: أن سبب وقوع العلماء يف األغالط اقتصارهم على استنباط األحكام باعتصار اللفظ وتقليبه وإمهال سياقه الذي قيل فيه، وقد بين الفئة اليت قصرت يف هذا اال وهم

قتصرين يف التفقه على األخبار، وإال فقد استفاد يف حبثه للمقام من الظاهرية، وبعض احملدثني امل .)4(القرايف، وصدر مبحث املقام بقوله

وقد نبه ابن القيم إىل هذا فقال: "أن سبب التقصري يف فهم النصوص هو حصر الداللة يف .)5(جمرد اللفظ، دون إميائه وتنبيهه وإشارته وعرفه عند املخاطبني"

).1/413الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ).3/307(املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، - 2 ).2/174املستصفى، املصدر السابق، ( - 3 . 27مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 4 ).3/99إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 5

Page 281: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند السياق في تفسير النصوص عند أثر أثر أثر أثر الثالث الفصل

األصولييناألصولييناألصولييناألصوليين

﴾256﴿

األخطاء ما وقع يف العقيدة بسبب إمهال االحتكام إىل السياق، فهؤالء اخلوارج وأخطر

4ÈβÎ) ãΝõ3ß⇔ø9﴿:يأخذون بظاهر اللفظ، كما يف قوله تعاىل $# āωÎ) ¬! ( �È à)tƒ ¨,ysø9 $# ( uθèδ uρ ç� ö�yz t,Î#ÅÁ≈x ø9 سورة ﴾ #$

، وعليه كفروا عليا رضي اهللا عنه وأرضاه وكل من رضي حبكم احلكمني، فال 57األنعام، اآلية حيتكمون إال ألجزاء األدلة دون ردها إىل أصوهلا، قال حممد بن كعب القرطيب ـ تابعي ـ:"ال

اهللا عز وجل ختاصموا هؤالء القدرية، وال جتالسوهم، والذي نفسي بيده ال جيالسهم رجل مل جيعلهله فقها يف دينه وعلما يف كتابه إال أمرضوه، والذي نفس حممد بيده لوددت أن مييين تقطع على كرب سين، ولو أم أمتوا آية من كتاب اهللا عز وجل، ولكنهم يأخذون بأوهلا ويتركون آخرها،

.)1(ويأخذون بآخرها ويتركون أوهلا"ملا قدمه أهل األصول هلذه الداللة داللة السياق يف وخالصة هذا املبحث: أن االعتراف

تفسري النصوص وفهمها والوقوف على املقصود منها ال ينازع فيه أحد، وقد قيل:"لعل أذكى حماولة لتفسري العالقات السياقية يف تاريخ التراث العريب إىل اآلن هي ما ذهب إليه عبد القاهر

ب فصاحة للفظة مقطوعة مرفوعة عن الكالم اليت هي فيه، ، يقول:"... بأنا ال نوج)2(اجلرجاين"

yè≅﴿ولكن نوجبها هلا موصولة بغريها، ومعلقا معناها مبا يليها، فإذا قلنا: tG ô©ρ﴾ من قوله

Ÿ≅yè﴿:تعاىل tG ô© $#uρ ⨠ù&§�9 $# $ Y6 øŠx©﴾... ا يف أعلى مرتبة الفصاحة، مل توجب تلك 4سورة مرمي، اآليةإ ،

الفصاحة هلا وحدها ولكن موصول ا الرأس معرفا باأللف والالم، ومقرونا إليها الشيب منكرا .)3(منصوبا"

عه: الشيخ عبد القادر هـ)، حتقيق الوليد بن حممد بن نبيه سيف النصر، قدم له وراج360الشريعة، تأليف اإلمام أيب بكر حممد بن احلسني اآلجري(ت - 1 ). 1/429، (1996- 1/1417األرنؤوط، د.عاصم بن عبد اهللا القريويت، مؤسسة قرطبة، ط

.186اللغة العربية معناها ومبناها، املصدر السابق، ص - 2هـ)، قرأه وعلق عليه أبو فهر حممود 474كتاب دالئل اإلعجاز، تأليف الشيخ اإلمام أيب بكر عبد القاهر بن عبد الرمحان بن حممد اجلرجاين النحوي(ت - 3

. 402حممد شاكر، مكتبة اخلاجني بالقاهرة، ص

Page 282: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني

أثر االستصالح عند األصوليينأثر االستصالح عند األصوليينأثر االستصالح عند األصوليينأثر االستصالح عند األصوليين

وفيه تمهيد ومطلبان:وفيه تمهيد ومطلبان:وفيه تمهيد ومطلبان:وفيه تمهيد ومطلبان:

المطلب األول: موقف األصوليين من تعليل األحكامالمطلب األول: موقف األصوليين من تعليل األحكامالمطلب األول: موقف األصوليين من تعليل األحكامالمطلب األول: موقف األصوليين من تعليل األحكام

الثاني: موقف األصوليين من المصلحةالثاني: موقف األصوليين من المصلحةالثاني: موقف األصوليين من المصلحةالثاني: موقف األصوليين من المصلحة المطلبالمطلبالمطلبالمطلب

Page 283: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾257﴿

متهيد:

االستنباط، لكن اشتهارهم علم االهتمام بالركن األول من قواعد بصوليون اشتهر األعلم أسرار تعلقة بوامل هإمهاهلم للركن الثاين من قواعدا بالتنظري لتلك القواعد ال يعين هذ

بل كان هلم السبق يف العديد املصاحل اليت راعاها الشرع بأحكامه،و، الشريعة ومقاصدها ألنهومن املصلحة ، موقف األصوليني من تعليل األحكامثبات ذلك البد من بيان إلو ،هامن

توصل إىل لها كمسلك لعلياعتمادهم مدى و املصلحة تعليل األحكام من بني طرق حتصيلموقف األصوليني من من خالل مطلبني، األول يف املقصود من خطاب الشارع احلكيم،

.موقفهم من املصلحةوالثاين يف تعليل األحكام،

Page 284: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾258﴿

من تعليل األحكام نياملطلب األول: موقف األصولي

التعليل طور من أطوار االرتقاء العلمي الذي يصل إليه الذهن يف تعامله مع األشياء فكرة املقاصد، ولذا فإن اليت تدور حوهلا أحد األسس وحماور، وهو )1(واألشخاص واألحكام

تعليل بيان موقف األصويل منمن بني مستلزماته الكالم عن املقاصد عند األصوليني عنه. ثفال جند دراسة مقاصدية أمهلت احلديولذا ، األحكام

اآلراء وكثرت التوجيهات، ولعل ذلك راجع إىل عدم ضبط معىن التعليل فتضاربت ، ونبدأ مبعىن التعليل.يف املسألةحترير حمل الرتاع وعدم وأقسامه اليت توارد عليها اخلالف،

:هوأقسام التعليلمعىن ينقسم التعليل إىل ثالثة أقسام:

التعليل الذي اشتهر عند املتكلمني بالعلة الغائية، والغرض وهو الذي يسلب ـ 1 اإلرادة عن الذات اإلالهية.

شرعت عبادات ـالعادات والـ أن أحكام اهللا :مبعىنمبطلق املصلحة تعليل الـ 2صلحة شرع مل، إذ كل حكم إال والنصوصوهو ما استفيد من استقراء ،لتحقيق مصاحل الناس

خفيت علينا.وإن ، هي أن تكون ألصل علة :تعليل عند األصوليني أو التعليل القياسي مبعىنالـ 3

فيلحق ذا األصل املنصوص على حكمه، الفرع ،تتخذ أساس للقياساملقتضية للحكم، ف .)2(لتحقق علة األصل يف الفرعمل ينص على حكمه الذي

من صريح النصوص أو باستقراء هو حتصيل أصول مصلحيةفالتعليل يف املقاصد أما إعمال أحد املسالك اليت وقتها املقاصديون للكشف عن املقصود يف وأ على اختالفها األدلة

، حبيث يلحق به ما كان يف معناه، فتستمد األصول اال املراد حتصيل املقصد الشرعي منه

.307؛ نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص175أليس الصبح بقريب، املصدر السابق، ص - 1 .159طرق الكشف عن مقاصد الشارع، املصدر السابق، ص - 2

Page 285: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾259﴿

م الثاين، وتقوم بوظيفة القس وفق التعليل يفباستقراء األحكام وحجيتها املقاصدية شرعيتها .كما هو احلال يف التعليل القياسي اإلحلاق

مذاهب العلماء يف تعليل األحكام:

: حترير حمل الرتاعبالغرض والغاية اليت تسلب اإلرادة عن اتفق علماء املسلمني على منع التعليل ـ

هو باملعىن الفلسفي الذي ، يقول البوطي: تعليل األفعال الذي نفاه األشاعرةالذات اإلالهية الشيءما يوجب العلة العلقلية هي: إذ ،يوهم استقالل العلل بالتأثري يف األفعال اإلالهية

.)1(هذا النوع من التعليل مل يقل به حىت املعتزلة"و لذاته، املصاحل من خالل نصوصه: ىاتفقوا على أن اهللا راعـ

ألفعال اهللا وأحكامه جائز واقع مل ينكره قال الزركشي: واحلق أن رعاية احلكمة ال و .)2(رعاية األصلحوجوب وإمنا أنكرت األشعرية العلة والغرض والتحسني العقلي و ،أحد

نكر ما كان من املصاحل منصوصا عليه، على ما سيأيت.أن حزم اب :للتعليل يف علم الكالم الرازي إنكار مسألة

وانتقاه من دون ألنه نفاه يف علم الكالم، الرازي ضمن منكري التعليل، الشاطيبذكر ا علماء األشعرية، فقال الشاطيب أن الرازي نفي تعليل أحكام اهللا سبحانه وتعاىل وأفعاله، فلم

،)3(ممة املعرفة للحكأثبتها مبعىن العال ،اضطر يف علم أصول الفقه إىل إثبات العلل لألحكام

ه رأي الرازي هذا عدة توجيهات نذكر جوقد و .اتناقض الرازي لك منفرأى الشاطيب ذ منها:

.)4(واألفعال غري األحكام ،أن النفي وقع على األفعال ل الزركشي:وقـ 1

.97، 96الرسالة، صضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية، تأليف الدكتور حممد سعيد رمضان البوطي، مؤسسة - 1 ).4/124البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 ).2/4املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 3 ).4/122البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 4

Page 286: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾260﴿

الرازي نفى التعليل يف التفسري صراحة عن األفعال واألحكام معا، قال الرازي لكن

�š﴿ :عند تفسريه لقوله تعاىل tΡθè=t↔ ó¡o„ Ç tã Ï'©#Ïδ F{ $# ( ö≅è% }‘Ïδ àM‹Ï%≡ uθtΒ Ä¨$ ¨Ψ=Ï9 Ædk ysø9 $#uρ 3﴾... ،سورة البقرة

↔Ÿω ã≅t ﴿::"وال جيوز تعليل أفعاله وأحكامه البتة"، قال تعاىل189اآلية ó¡ç„ $ ¬Ηxå ã≅yè ø�tƒ öΝèδ uρ

šχθè=t↔ ó¡ç„ ﴾ 1("23اآلية األنبياء،سورة( .

ymr&uρ ª!$# yìø‹t7≅¨ ﴿وعند تفسريه لقوله تعاىل: ø9 $# tΠ §� ymuρ (#4θt/ Ìh�9 ، 275سورة البقرة، اآلية ...﴾#$

من تعدية احلكم من حمل النص إىل غري ال بد ،حىت يثبت الربا يف غري األصناف الستة قالحمل النص، وهذا ال ميكن إال بتعليل احلكم يف مورد النص، وذلك غري جائز ألنه يقتضي

.)2(تعليل حكم اهللا، وذلك حمال على ما ثبت يف األصول

ãΑθà)u‹y™ â﴿تفسريه لقوله تعاىل: عندو !$ yγx��¡9 $# z ÏΒ Ä¨$ ¨Ζ9 $# $ tΒ öΝ ßγ9©9 uρ tã ãΝÍκÉJ n=ö6 Ï% ÉL ©9 $# (#θçΡ%x.

$ yγø‹n=tæ﴾... فثبت عندنا قال:، بعد ذكره ألدلة عدم جواز التعليل، 142سورة البقرة، اآلية..."

.))3ذه الوجوه أن تعليل أفعال اهللا وأحكامه بالدواعي واألغراض حمال"الرازي مقلد ألف يف علمني، علم ـ توجيها ملوقف الرازي هذا ـ وقيلـ 2

هب األشعري، فقد ينصر يف أحدمها ذأصول الفقه على مذهب الشافعية، وعلم الكالم على مم أن أفعال اهللا قال:"أنا نسل عند بيانه إلفادة املناسبة ظن العليةيظهر هذا و .)4(ما يبطل اآلخر

ذا فندعي: أن املناسبة تفيد ظن وأحكامه ميتنع أن تكون معللة بالدواعي واألغراض، ومع ه .)5(العلية"

).5/132تفسري الرازي، املصدر السابق، ( - 1 )7/93املصدر نفسه، ( - 2 ).4/103املصدر نفسه، ( - 3ت، تعليل األحكام، عرض وحتليل لطريقة التعليل وتطورها يف عصور االجتهاد والتقليد، لألستاذ حممد مصطفى شليب، دار النهضة العربية، بريو - 4 .106، ص1981- 2/1401ط ).5/179احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 5

Page 287: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾261﴿

على االحتكام للمقصد العام لكل عارض يف رأي الرازيترج هذا القد خيوـ 3يقتضي نفي ما ،علم، فإثبات الكمال له سبحانه يف علم التوحيد مقصد أصلي هلذا العلم

مبعىن ـ العقيدة ـ ويف إثبات العلة اليت هي يف هذا العلم ،يعود على هذا املقصد باإلبطالفيه جيسد يف أصول الفقه إذ ثبوت التعليل التعليلخبالف إثبات .الغرض والغاية مناقضة لهفإثبات ونفي التعليل وسيلة تأخذ حكم حاكميتها إىل يوم الدين، كمال الشريعة واستمرار

، فما نفي هناك ليس ما أثبت هنا ،اخلالف يوجه فاختلف االعتبار وتبعا لذلك صدها، مقعلى حمل واحد، ففي علم الكالم يقصدون نفي العلة العقلية، يشهد :مل يتواردا البوطي يقول

لذلك أساس علم الكالم الذي يتمثل يف فلسفة العقيدة ورد شبه الفالسفة، فال بد أن تكون الزركشي: "واعلم أن مذهب أهل قال ولذا .)1(مصطلحام نفس مصطلحات الفالسفة

.)2(على فعل" يءأنه ال يفعل شيئا لغرض وال يبعثه ش:السنة أن أحكامه تعاىل غري معللة مبعىنالعلة يف علم الكالم مبعىن ف، وإال والغرض والبعث مصطلحات استعملها أصحاب الكالم

سبحانه.باعثة هللا العالمة ال حمظور فيه، ألا عالمة ملعرفة احلكم العقائدي ال كواجعل ،عدم توارد النفي واإلثبات على حمل واحدواختالفهم يف املقصود من العلة، و

واألقرب إىل التحقيق أن اخلالف لفظي مبين على قال يف التقرير: ،لفظي يف املسألة اخلالفينازع يف ره باملنفعة العائدة إىل الفاعل، قال:ال تعلل، وال ينبغي أن معىن الغرض، فمن فس

3( ره بالعائدة إىل العباد، قال: تعلل، وكذلك ال ينبغي أن ينازع فيههذا، ومن فس(. ما مل خيض فيه السلف ولعل االضطراب هذا الذي وقع فيه هؤالء راجع للخوض في

من القول يف أفعال اهللا. قال ابن تيمية: جميبا عن سائل عن القدر:

هو اخلوض يف فعل اإلله بعلة كل فرقة منوأصل ضالل اخللق

.96ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 ).1/123البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 ).5/182التقرير والتحبري، املصدر السابق، ( - 3

Page 288: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾262﴿

ـهــــــــــــــــــحكمـة لـمل يفهموا مـوا فإ )1(فصاروا على نوع من اجلاهلية

للتعليل: ابن حزممسألة إنكار

"... ولسنا ننكر وجود أسباب ل:، قاعليته ىص علعليل إال ما ننفى ابن حزم التا لكن ا ال تكون أس ،البعض أحكام الشريعة بل نثبتها ونقولابا إال حيث جعلها بنقول إ

اهللا تعاىل أسبابا، وال حيل أن يتعدى ا املواضع اليت نص فيها على أا أسبابا ملا جعلت وفرق بني مصطلح العلة والسبب والغرض واألمارة، قال: .)2(أسبابا له"

العلة: هي اسم لكل صفة توجب أمرا ما إجيابا ضروريا، والعلة ال تفارق املعلول .)3(ككون النار علة لإلحراق ،البتة

كل أمر فعل املختار فعال من أجله لو شاء مل يفعله، كغضب أدى "والسبب عنده: ال ينتصر مل ينتصر، وليس السبب نولو شاء املنتصر أ ،االنتصارإىل انتصار، فالغضب سبب

.)4(موجبا للشئ املسبب منه ضرورة"فهو األمر الذي جيري إليه مفاعل ويقصده ويفعله وهو بعد الفعل أما الغرض:"

فالغرض من االنتصار إطفاء الغضب وإزالته، فالغضب هو السبب يف االنتصار، ،ضرورة .)5(وإزالة الغضب هو الغرض يف االنتصار"

اتفقا الذي األمر علم أحدمها رآها فإذا اإلنسانان عليها يتفق صفة فهي :العالمة وأما .)6(عليه

)8/149جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 1 ).8/99اإلحكام البن حزم، املصدر السابق، ( - 2 ).8/99املصدر نفسه، ( - 3 ).8/100املصدر نفسه، ( - 4 ).8/100املصدر نفسه، ( - 5 ).8/100صدر نفسه، (امل - 6

Page 289: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾263﴿

ال ينكر األسباب املنصوص عليها، إمنا ينكر تعديتها إىل غري فإن ابن حزم اذو لة عنده هي مبعىن العلة و أن الع ،ومعىن السبب قريب من معىن العلة عند األصولينيموضعها، وهو إنكار التعدية ، ضمن النوع الثالث من أقسام التعليل يدخل ليلللتع فإنكارهالعقلية، .والقياس

إنكار تعليل، إذكمنكر للأن ابن حزم هو الذي ينبغي أن يذكر الشاطيب خالفه ورغموهو منع إحلاق ما مل ينص عليه بأصول ،ب عليه أثر عمليتابن حزم للتعليل هو الذي يتر

الشارع املنصوصة، أما الرازي فإنكاره للتعليل يف علم الكالم، ال يترتب عليه أثر ألنه قال ومع ذلك ميكن أن يوجد عذر للشاطيب يف ،يف أصول الفقه وهو الذي يهمبالتعليل والقياس

عن مراد الشارع، فهو كون منهجه ميثل أحد أهم الطرق يف الكشف : وهوابن حزم هعدم ذكرمث ، ف عن مراد الشارعشرة الشاطيب يف طرق الكرو أول مسلك قوهظواهر النصوص ل حيتكموالقول يف شرع اهللا بالظن ال جيوز، وقد ،يربره وهو كونه ظين اق الذي نفاه ابن حزم له مااإلحل

القياس الظين بل علىاإلحلاق األصويل وفق فقد أراد تأسيس الفقه ال على اعتاض عنه باالستقراءأرقى ،تخريج وفقهاالعن طريق استقراء مقدمات كلية و فمنهجه يف اإلحلاق القياس املنطقي، وفق

إحلاقهم وفق القياس الظين.املتمثل يف من منهج األصوليني ة الطرفني، لوبعد حترير حمل الرتاع وذكر منكري التعليل الذين يعتد خبالفهم، نتعرض ألد

ونبدأ بأدلة مثبيت التعليل: أدلة مثبيت التعليل:

النصوص: استقراءـ 1

قال الكلية واجلزئية، واليت زخرت بتعليل األحكام استقراء نصوص الكتاب والسنة،قال ابن و، )1(على ضبط هذه األحكام باملصاحل" استقراء أحكام الشرع دل"الزركشي:

،القرآن وسنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مملوآن من تعليل األحكام باحلكم واملصاحل"القيم:وألجلها خلق تلك ،والتنبيه على وجوه احلكم اليت ألجلها شرع تلك األحكام وتعليل اخللق ما

).4/207البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1

Page 290: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾264﴿

ولكنه يزيد على ،األعيان، ولو كان هذا يف القرآن والسنة يف حنو مائة موضع أو مائتني لسقناها .)1(ألف موضع بطرق متنوعة"

تفضال عباده ملصاحل أحكامه شرع تعاىل اهللا أن على دل االستقراءوقال السبكي:"

.)2("وإحساناة على أن مصاحل اخللق، ودفع املضار عنهم مطلوب وص الدالقال الرازي: النصو

$!﴿ :تعاىل قال اهللا:الشرع tΒ uρ š�≈oΨ ù=y™ ö‘ r& āωÎ) ZπtΗôqy‘ šÏϑ n=≈yè ù=Ïj9 ﴾ وقال107سورة األنبياء، اآلية ،:﴿uθèδ

“ Ï%©!$# šYn=y{ Ν ä3s9 $ ¨Β ’Îû ÇÚ ö‘ F{ $# $ YèŠ Ïϑ y_ ﴾ 29البقرة، اآلية سورة.

�t ﴿:وقال ¤‚y™ uρ /ä3s9 $ ¨Β ’Îû ÏN≡uθ≈yϑ ¡¡9 $# $ tΒ uρ ’Îû ÇÚ ö‘ F{ $# $ Yè‹ÏΗsd çµ÷ΖÏiΒ 4 ¨βÎ) ’Îû š� Ï9≡sŒ ;M≈tƒUψ 5Θöθs)Ïj9

šχρã� ©3x�tG tƒ ﴾ 3﴿ ، وقال:13سورة اجلاثية، اآلية ߉ƒÌ� ムª!$# ãΝ à6 Î/ t� ó¡ãŠ ø9 $# Ÿωuρ ߉ƒÌ� ムãΝ à6Î/ u� ô£ãè ø9 $# ﴾

$ ﴿وقوله تعاىل: ،185البقرة، اآلية سورة tΒ uρ Ÿ≅yè y_ ö/ä3ø‹n=tæ ’Îû ÈÏd‰9 $# ô ÏΒ 8lt� ym 4﴾ ،سورة احلج

.)3(78اآلية على أن األحكام معللة وقال يف موضع آخر:"أن استقراء الشريعة يدل

.)4(باألوصاف"

$﴿:وذكر الطويف أدلة رعاية الشارع للمصلحة من جهة اإلمجال، قوله تعاىل pκš‰r'‾≈tƒ â¨$ ¨Ζ9 $#

ô‰s% Ν ä3ø? u !$ y_ ×πsà Ïã öθΒ ÏiΒ öΝ à6 În/ §‘ Ö!$ x�Ï© uρ $ yϑ Ïj9 ’Îû Í‘ρ ߉÷Á9 $# “ Y‰èδ uρ ×πuΗ÷qu‘ uρ tÏΨ ÏΒ ÷σ ßϑù=Ïj9 ∩∈∠∪ ö≅è% È≅ôÒ x�Î/ «!$#

ϵÏF uΗ÷q t� Î/ uρ y7 Ï9≡x‹Î7 sù (#θãmt� ø� u‹ù=sù uθèδ ×� ö�yz $ £ϑ ÏiΒ tβθãè yϑ øgs† ﴾ والوعظ 58- 57ونس، اآلية يسورة ،

).2/340مفتاح دار السعادة، املصدر السابق، ( - 1 ).6/2345اإلاج، املصدر السابق، ( - 2 ).5/174احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 3 ).5/290املصدر نفسه، ( - 4

Page 291: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾265﴿

قال الطويف:ولو ة،شفاء، واهلدى والرمحة والفضل من اهللا والفرح كلها مصاحل كثريوالحنو قوله :أما من جهة التفصيل، استقرأت النصوص لوجدت على ذلك أدلة كثرية

u(#θßϑ﴿:تعاىل n=÷è tF Ï9 yŠy‰tã tÏΖÅb¡9 $# z>$ |¡ Åsø9 $#uρ﴾ وقوله ،5يونس، اآلية سورة:﴿ öΝ ä3s9 uρ ’Îû ÄÉ$ |Á É)ø9 $# ×ο4θuŠym

’Í<'ρ é'‾≈tƒ É=≈t6 ø9 F{ .)1(179سورة البقرة، اآلية ﴾ #$

أي –قال عبيد اهللا بن مسعود: وما أبعد عن احلق قول من قال إا غري معللة ا و فإن بعثة األنبياء عليهم الصالة والسالم الهتداء اخللق وإظهار املعجزات -حلباملصا

$ ﴿ ، وقوله تعاىل:فمن أنكر التعليل فقد أنكر النبوة ،لتصديقهم tΒ uρ àM ø)n=yz £ Ågø: $# }§ΡM} $#uρ āωÎ)

Èβρ ߉ç7 ÷è u‹Ï9 ﴾ وقوله تعاىل56سورة الذاريات، اآلية ،: ﴿!$ tΒ uρ (#ÿρ â÷É∆é& āωÎ) (#ρ ߉ç6 ÷è u‹Ï9 ©!$# tÅÁ Î=øƒ èΧ ã&s! tÏe$!$# ﴾

لة باملصاحل، وأيضا ة على أن اهللا أفعال اهللا معلالقرآن دالوأمثال كثرية يف ،5نة، اآلية سورة البي .)2(لو مل يفعل لغرض للزم العبث

Wξ﴿ :وقوله ß™ •‘ tÎ� Åe³ t6 •Β tÍ‘ É‹Ψ ãΒ uρ āξ y∞Ï9 tβθä3tƒ Ĩ$ ¨Ζ=Ï9 ’n?tã «!$# 8π ¤fãm ﴾ سورة النساء، اآلية

zΝ﴿:، وقوله165 n=÷è u‹Ï9 uρ ª!$# tΒ …çνç� ÝÇΖtƒ …ã&s#ß™ â‘ uρ Í= ø‹tó ø9 $$ Î/ 4 ﴾ 25سورة احلديد، اآلية ،

$ ô‰s)s9﴿ ه:وقول uΖù=y™ ö‘ r& $ oΨ n=ß™ â‘ ÏM≈uΖÉi� t7 ø9 $$ Î/ ﴾ 3(25سورة احلديد، اآلية(.

اإلمجاع: -2

قول هو كما وجوبا إما مصاحل :الشرائع أن على اإلمجاع انعقد...قال الرازي " .)4("قولنا هو كما تفضال أو املعتزلة

.243فما بعد؛ املصلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق، ص 25يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص رسالة - 1 ).2/135شرح التلويح على التوضيح، املصدر السابق، ( - 2 ).14/126البحر احمليط يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3 ).4/126)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (5/290احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 4

Page 292: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾266﴿

،إذا احلكم ال خيلو من علة ،إمجاع الفقهاء القول بعدم التعليل خالفقال اآلمدي:أن وقال .)1(أو ال جبهة الوجوب كقول أصحابنا ،هة الوجوب كما قالت املعتزلةجبإما

ت آيات الكتاب "أن الذي عرف من الشرائع أا وضعت على االستصالح دلالزركشي: .)2(والسنة وإمجاع األمة على ذلك"

السبكي: "أن القائلني بالقياس هم علماء األمة اليت يعتد بإمجاعهم، وأما من وقال ابن .)3(ينكر القياس، فال يقيم أهل التحقيق خلالفه وزنا

وقال الطويف:"فقد أمجع العلماء إال من ال يعتد به من جامدي الظاهرية، على تعليل .)4(األحكام باملصاحل املرسلة"

ـ ـ عمل الصحابة:3

وال مستند هلم يف ذلك حكم الصحابة يف الكثري من األحكام غري املنصوص عليها، عللوا مجع خبشية ضياعه، : ففي مجع القرآن)5(للعباد اخلري واملنفعة واملصلحةفيه ا إال التعليل مب

أهل مقتل بكر أبو إيل أرسل: قال عنه اهللا رضي ثابت بن زيدفعن ومبا فيه من خري ونفع: القتل إن :فقال ،أتاين عمر إن :عنه اهللا رضي بكر أبو قال عنده اخلطاب بن عمر فإذا اليمامة

فيذهب باملواطن بالقراء القتل يستحر أن أخشى وإين ،القرآن بقراء اليمامة يوم استحر قد رسول يفعله مل شيئا تفعل كيف لعمر قلت ،القرآن جبمع تأمر أن أرى وإين ،القرآن من كثري اهللا شرح حىت يراجعين عمر يزل فلم خري واهللا هذا :عمر قال سلم؟ و عليه اهللا صلى اهللا

شاب رجل إنك :بكر أبو قال :زيد قال. عمر رأى الذي ذلك يف ورأيت ،لذلك صدري القرآن فتتبع وسلم عليه اهللا صلى اهللا لرسول الوحي تكتب كنت وقد نتهمك ال عاقل

).3/332اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 1 ).4/126البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 ).4/233رفع احلاجب عن خمتصر بن احلاجب، املصدر السابق، ( - 3 .30در السابق، صرسالة يف رعاية املصلحة، املص - 4 ).6/2199)؛ اإلاج، املصدر السابق، (1/346)؛ اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، (2/637كتاب االعتصام، املصدر السابق، ( - 5

Page 293: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾267﴿

،القرآن مجع من به أمرين مما علي أثقل كان ما اجلبال من جبل نقل كلفوين لو فواهللا. فامجعه يراجعين بكر أبو يزل فلم ،خري واهللا هو قال ؟ اهللا رسول يفعله مل شيئا تفعلون كيف قلت القرآن فتتبعت ،عنهما اهللا رضي وعمر بكر أيب صدر له شرح للذي صدري اهللا شرح حىت

خزمية أيب مع التوبة سورة آخر وجدت حىت ،الرجال وصدور واللخاف العسب من أمجعه "عنتم ما عليه عزيز أنفسكم من رسول جاءكم لقد" :غريه أحد مع أجدها مل ،األنصاري

عند مث ،حياته عمر عند مث ،اهللا توفاه حىت بكر أيب عند الصحف فكانت .براءة خامتة ىتح .)1("عنه اهللا رضي عمر بنت حفصة

لى القاذف، وال يكون القياس إال بتعليل ع شارب اخلمر قاس علي رضي اهللا عنهو .)2"(قال:"إنه إذا شرب هذى وإن هذى افترى، وعلى املفتري مثانون جلدة الفرع واألصل:

وقال علي رضي اهللا عنه:" ال يصلح الناس اخللفاء الراشدون بتضمني الصناع، ىوقض نواضم وإمنا أجراء، ألم عليهم ضمان ال أنه الصناع يف األصل وقال ابن رشد: .)3(إال ذاك"

العامة املصاحل من فتضمينهم ،صنعتهم إىل هؤالء واضطرار لنصبهم أنفسهم ألعمال الناس، .)4(مراعاا جتب اليت الغالبة

الكثري من األخبار اليت أثرت عن من أفرد تعليل األحكام بالبحث: وقد أوردها إذا هذه األخبار كل .)5(على تعليلهم لألحكام الصحابة رضوان اهللا عليهم، واليت تدل

رضوان اهللا عليهم.هم عند ت على قطعية التعليلتضافرت دل

األدلة العقلية:ـ 4

قال الرازي: أن اهللا تعاىل خصص الواقعة املعينة باحلكم إما ملرجح أو ال ملرجح، وهو حمال، فتبث أنه حكم والثاين باطل وإال لزم ترجيح أحد الطرفني على اآلخر بال مرجح

).2/644، (4603صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب مجع القرآن، رقم - 1 .111سبق خترجيه يف الصفحة - 2 ).6/202(، 11664للبيهقي، املصدر السابق، كتاب اإلجارة، باب ما جاء يف تضمني األجراء، رقم السنن الكربى - 3 ).15/335)، (4/243(البيان والتحصيل، املصدر السابق، - 4 .92، ص1ط/العلوم، طنجا، ، تعليل األحكام يف الشريعة اإلسالمية، عادل الشويح، دار البشري للثقافة و35تعليل األحكام لشليب، املصدر السابق، ص - 5

Page 294: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾268﴿

واألول باطل ،يف الواقعة ملرجح، واملرجح إما أن يكون عائدا إىل اهللا تعاىل أو إىل العبدأنه شرع سبحانه ألمر عائد إىل العبد، والعائد إىل العبد :بإمجاع املسلمني، فتعني الثاين وهو

ملفسدة، و الثاين والثالث إما أن يكون مصلحة العبد أو مفسدته أو ال يكون ال ملصلحة وال .)1(نه تعاىل إمنا شرع األحكام ملصاحل العبادأباطل باتفاق العقالء، فثبت

دليله الرابع طريق العقل، وهو أن النصوص ال تفي باألحكام ألا وقال الزركشي:" فالبد من طريق آخر شرعي يضاف إليه، قال واحلوادث غري متناهية، متناهية،باالعتبار مأمورون ا:...ورأينا املنصوص مل حيط جبميع أحكام احلوادث فدل على أنالقفال

لو مل يكن للنظري حكم نظريه يف احلالل :والقياس وحنوه، قول املزين يف كتاب إثبات القياسوكان ما اختلف فيه ،كتاب أو سنة وملا جاز ألحد أن يقول إال بنص، واحلرام لبطل القياس

. )2(له وهذا غري جائز" مهمال ال حكم :أدلة نفاة التعليل استدل نفاة القياس بأدلة منها:

↔Ÿω ã≅t ﴿ تعاىل قال:قال ـ 1 ó¡ç„ $ ¬Ηxå ã≅yè ø�tƒ öΝ èδ uρ šχθè=t↔ ó¡ç„ ﴾ 23سورة األنبياء، اآلية ،

فإذا مل حيل لنا أن نسأله عن ؟،وأن أفعاله ال جيزئ فيها "لم" ،فأخرب تعاىل بالفرق بيننا وبينهة، إال ما نص عليه لة وسقطت العلل البتمجبطلت األسباب :شيء من أحكامه تعاىل وأفعاله

.)3(أنه فعله ألجل كذا وقد رد على هذا الدليل بردود منها:

وبني السؤال ،النهي الوارد يف اآلية عن أفعاله بني ابن حزم خلطبأن أبو زهرة قالبن ازهرة هذا ال يستطيع الصمود أمامه منطق أيب وقال الريسوين: أن رد، )4(عن أحكامه

.)1(حزم

).5/172احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 1 ).5/25البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 )5/132)؛ تفسري الرازي، املصدر السابق، (112- 8/102اإلحكام البن حزم، املصدر السابق، ( - 3 .392ابن حزم، حياته وعصره، املصدر السابق، ص - 4

Page 295: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾269﴿

وإثبات ،سواه من هيةولأ إبطال وهو آخر معىن يف اآلية سياقوقال ابن القيم:"

ÏΘr& (#ÿρ ﴿:قال سبحانه فإنه ،وحده له األلوهية ä‹sƒ ªB $# ZπyγÏ9#u z ÏiΒ ÇÚ ö‘ F{ $# öΝ èδ tβρ ç� Å³Ψ ãƒ ∩⊄⊇∪ öθs9 tβ%x. !$ yϑ Íκ� Ïù

îπ oλ Î;#u āωÎ) ª!$# $ s? y‰|¡ x�s9 4 z≈ysö6 Ý¡ sù «!$# Éb>u‘ ĸ ö� yè ø9 $# $ £ϑ tã tβθà�ÅÁ tƒ ∩⊄⊄∪ Ÿω ã≅t↔ ó¡ç„ $ ¬Ηxå ã≅yè ø�tƒ öΝ èδ uρ šχθè=t↔ ó¡ç„﴾

من بوجه التعليل إبطال على يدل ما هذا يف فأين ،23،22،21سورة األنبياء، اآليات متشاة ومبعان ،عليه ترتل ال باطلهم على لوهانز بألفاظ يتعلقون الباطل أهل ولكن ،الوجوه أا نيتبي :نتوبي لتفص فإذا ،واملعاين األلفاظ من املتشاة فعمدم ،بالباطل احلق فيها يشتبه

.)2("مطلوم نقيض على تدل قد ذلك مع وأا ،فيها داللة العند تفسريه هلذه اآلية: سؤال اهللا هلم ألم عبيده، وأن املراد بذلك وقال الشوكاين

أنه سبحانه بين لعباده أن من يسأل عن أعماله كاملسيح واملالئكة ال يصلح أن يكون . وفرق بني السؤالني، وقد )4(. فالسؤال سؤال حماسبة، ال سؤال استبصار وتفهم)3(إالها

من الصحابة ومل ينكر صاحب الشرع عليهم ذلك.وردت نصوص كثرية بوقوع هذا األخريدانية للواحد األحد سبحانه حوقال ابن عاشور أن اآلية جاءت يف سياق إثبات الو

مقارنة مع صفات الشركاء املزعومني، فيكون معىن اآلية أن ،وأنه ال يشترك فيها مع أحدخبالف آهلتهم املزعومة من البشر واملالئكة فإم ،اإلله ال يسأل وال يتعقب، وال يعترض عليه

.)5(مسؤولون وحماسبون وحمكومون، ومن كان ذلك شأنه ال ميكن أن يصلح إالهاأن يكون السؤال وإعماله يف تفسري النص املقايل إذ من باب االحتكام إىل السياق

öΝ ﴿:الثاين èδ uρ šχθè=t↔ ó¡ç„﴾ جنس السؤال األولمن:﴿ Ÿω ã≅t↔ ó¡ç„ ﴾. ا أمهلته يف مراعاابن حزم فلم

فهم النص ومحله على غري مقصوده. خطأإىل الوقوع يف ذلك به أدى هذه اآلية

.245نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 1 .522شفاء العليل، املصدر السابق، ص - 2 ).3/402، (بريوت، الفكر دار، الشوكاين حممد بن علي بن حممد، التفسري علم من والدراية الرواية فين بني اجلامع القدير فتح - 3 .101مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعية، املصدر السابق، ص - 4 ).17/46تفسري التحرير والتنوير، املصدر السابق، ( - 5

Page 296: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾270﴿

من فعل فعال لغرض فإن قدر على حتصيل ذلك الغرض بدون تلك الواسطة، - 2 .)1(فحينئذ يكون جعل تلك الواسطة عبثا، وإن مل يقدر فهو ناقص عاجز مستكمل به

وهنا قد يقع إشكال وهو أن ابن حزم أحد نفاة التعليل، قد أثبت األغراض وأما الغرض يف أفعاله تعاىل وشرائعه، فليس هو ...":وقالاملنصوص عليها، قال ابن حزم:

نبط يرد على الغرض املنصوص.تعلى الغرض املس در، وما ي)2(شيئا غري ما ظهر منها فقط"، وإال فيكونون قد قاسوا اخلالق على )3(:"ال يلزم ما ذكروه إال يف حق املخلوقيني"قال الطويف فيه قول بالقياس الذي يناقض رأيهم. ففضال على استحالة هذا القياس الفاسد، و املخلوق، .)4(إن القول بالتعليل يلزم منه التسلسل - 3

ابن تيمية على هذه الشبهة: شبهة تسلسل الفاعلني كأن يقول هذا احملدث له وردألنه مهما ،حمدث وللمحدث حمدث آخر إىل ما ال يتناهى، فهذا مما اتفق العقالء على امتناعه

فال ميكن إال أن ذلك بفاعل صانع هلا خارج ،كثرت وزاد احتياج وافتقار احملدث إىل حمدثتركة املستلزمة لالفتقار واالحتياج، فال يكون فاعلها معدوما وحمدثا وال عن هذه الطبيعة املش

ممكنا يقبل الوجود والعدم، بل موجود بنفسه واجب الوجود ال يقبل العدم قدميا، ليس لعدم اجتماع النقيضني.وخالقا وخملوقا فال يكون اهللا حادثا وحمدثا ،)5(مبحدثـزيادة على جاحت فقد أما ابن حزم ،العلة العقليةواألدلة الثالث واضحة يف دحض

منها:باألدلة ـ ذلك

tΑθà)u‹Ï9 ﴿:قوله تعاىل uρ tÏ%©!$# ’Îû Ν ÍκÍ5θè=è% ÖÚ z÷£∆ tβρ ã� Ï�≈s3ø9 $#uρ !#sŒ$ tΒ yŠ# u‘ r& ª!$# #x‹≈pκÍ5 Wξ sW tΒ 4 y7 Ï9≡x‹x. ‘≅ÅÒ ãƒ ª!$#

tΒ â !$ t±o„ “ ωöκu‰ uρ tΒ â!$ t±o„﴾... مراده علة عن البحث أن تعاىل فأخرب، 31سورة املدثر، اآلية

).4/103تفسري الرازي، املصدر السابق، ( - 1 ).8/112اإلحكام البن حزم، املصدر السابق، ( - 2 .28رسالة يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص - 3 ).8/98)؛ اإلحكام البن حزم، املصدر السابق، (4/103تفسري الرازي، املصدر السابق، ( - 4 ).1/436منهاج السنة النبوية، املصدر السابق، ( - 5

Page 297: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾271﴿

وهذا املراد املعىن عن البحث عن يا اآلية تكون أن من أو ،هذا من البد ألنه ،ضالال تعاىل .)1(مسلم يقوله ال خطأ

ينقسم السؤال ، أنسؤال اهللا سبحانه وتعاىل حمظور رأى أنالذي ابن حزم على دروي

$sŒ#! ﴿سؤال اعتراض وإنكار واستهزاء كما يف قوله تعاىل: :إىل أقسام tΒ yŠ#u‘ r& ª!$# #x‹≈yγÎ/ Wξ sVtΒ ¢﴾

، فقد قيل يف سبب الرتول أن الكفار قد أنكروا األمثال الذي ضرا 26سورة البقرة، اآلية

βÎ) ©!$# Ÿω ÿ¨ :﴿اهللا هلم يف اآليات اليت سبقت هذه اآلية، فرد عليهم بقوله Ä÷∏tG ó¡ tƒ βr& z>Î� ôØ o„ Wξ sVtΒ $ ¨Β

Zπ |Êθãè t/ $ yϑ sù $ yγs%öθsù 4...﴾ 2(26سورة البقرة، اآلية(.

$ Ÿωuρ ﴿:وقوله تعاىل t/ t� ø)s? Íν É‹≈yδ nο t� yf¤±9 $# $ tΡθä3tF sù z ÏΒ tÏΗÍ>≈©à9 $# ∩⊇∪ }¨ uθó™ uθsù $ yϑ çλm; ß≈sÜø‹¤±9 $# y“ ωö7 ㊠Ï9

$ yϑ çλm; $ tΒ y“ Í‘…ãρ $ yϑ åκ÷] tã ÏΒ $ yϑ ÎγÏ?≡u öθy™ tΑ$ s%uρ $ tΒ $ yϑ ä38 uηtΡ $ yϑ ä3š/ u‘ ô tã ÍνÉ‹≈yδ Íοt� yf¤±9 $# HωÎ) βr& $ tΡθä3s? È÷s3n= tΒ ÷ρ r& $ tΡθä3s?

z ÏΒ tÏ$Î#≈sƒ ø: .20، 19 ، اآليةاألعرافسورة ﴾ #$

ي محل تركه أحدمها وجهني من كان إمنا السالم عليه آدم خطأ أن فصح تعاىل هرب ، فصح ذا كذا لعلة هو إمنا الشجرة عن اهللا ي أن إبليس قول قبوله والثاين ،الوجوب عن

.النص يقينا أن تعليل أوامر اهللا معصيةآدم عليه السالم ووأول من قاس إبليس وعلل معصيته، فأىب السجود ألنه خملوق من النار

.)3(خملوق من الطني، فصح أن القياس والتعليل دين إبليس .)4(لكن االستنكار يقع على تعليل إبليس الفاسد، ال على أصل التعليل عموما

).8/112اإلحكام البن حزم، املصدر السابق، ( - 1 فما بعد). 1/423تفسري الطربي، املصدر السابق، ( - 2 ).8/112املصدر السابق، (اإلحكام البن حزم، - 3 .403تعليل األحكام لشليب، املصدر السابق، ص - 4

Page 298: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾272﴿

5Οù=Ýà ﴿ وقوله تعاىل: Î6 sù z ÏiΒ šÏ%©!$# (#ρ ߊ$ yδ $ oΨ øΒ §� ym öΝ Íκö�n=tã BM≈t7 ÍhŠsÛ ôM ‾=Ïmé& öΝçλm; ﴾.. النساء، سورة

.)1(لنا أحلت اليت الطيبات علينا حترم فلم نظلم وحنن عليهم فحرمت ظلموا فهم، 160اآلية اليت رفعها وهي احلكم خاص بأهل الكتاب، وهو نوع من املؤاخذة هلمويرد بأن اهللا علينا.

$þ’ÎoΤÎ) O﴿ :وقوله تعاىل tΡr& y7 •/ u‘ ôìn=÷z $$ sù y7 ø‹n=÷è tΡ ( y7 ¨ΡÎ) ÏŠ#uθø9 $$ Î/ Ĩ £‰ s)ßϑ ø9 $# “YθèÛ ﴾ سورة طه، اآلية

الوادي بذلك نكون وحنن ،نعليه خللع سببا املقدس بالوادي السالم عليه موسى فكون، 12 دخول كان ولو ،نعالنا خلع يلزمنا وال املقدس وبيت واملدينة كمكة مقدس مكان وبكل .)2(ذلك للزمنا للخلع علة املقدس الوادي

علة لكن ليس بالضرورة أن تكون العلة هي كونه بالواد املقدس، بل قد تكونسيوحى إليه، فلم تتحقق العلة يف أحد حىت ينقض ابن املقدس، و يف الواد مركبة:من كونه التعليل عموما.مث حزم هذه العلة

وهو ال ،نسبة حكم هللا بغري يقني فيه اإلحلاق بناء على العلة يرى ابن حزم كما .)3(جيوز

مل :مينع غريهو ل بالتعليل املنصوصقويالتعليل كابن حزم خصوصا والذي منكرويز يتعلل بأنه مل لذا يقول صاحب تعليل األحكام أن ا، به عدم اإلذنصرحية يف حبجة يأيت

.)4(جيد النص الصريح على استحالة التعليلمن باب املتشاات بلها أن كما أن اآليات اليت استدل ا ابن حزم على إبطال التعليل

األلفاظ من املتشابه فعمدمنصا فيه، وقد وصفها ابن القيم بقوله يف النص السابق:"تكون

).8/113اإلحكام البن حزم، املصدر السابق، ( - 1 ).8/114املصدر نفسه، ( - 2 ).8/108املصدر نفسه، ( - 3 .106تعليل األحكام لشليب، املصدر السابق، ص - 4

Page 299: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾273﴿

نقيض على تدل قد ذلك مع وأا ،فيها داللة ال أا نيتبي :نتوبي فصلت فإذا ،واملعاين .)1("مطلوم

القول أن التعليل والسؤال مىت مل تظهر فيه املعاندة هللا، فال حمظور فيه، كسؤال وخالصةالدعاء أو االستشارة...، فضال على أن يكون حمتاجا إليه ملعرفة حكم اهللا، ويبدوا أن هذا يتفق فيه

أة على اجلميع إذ ابن حزم واألشاعرة ممن نفوا التعليل يف علم الكالم، ما منعوه إال ملا فيه من جر اهللا سبحانه وتعاىل، فإذا انتفى ذلك ففيما املنع؟

ضبط معاين اتفاقهم على رجع سببه لعدميالقول أيضا أن خالف ابن حزم وميكن التعليل بتعريف كل من العلة والسبب والغرض إبطالاملصطلحات، فقد اهتم يف أول باب

واحد اسم ووقوع أمساء اختالط وفساد ختليط وزعماء بالء كل يف واألصل:" وقال والعالمة، على السامع فيحمله ،حتته اليت املعاين أحد يريد وهو االسم بذلك املخرب فيخرب ،كثرية معاين على هوأشد شيء أضر الشريعة يف وهذا ،واإلشكال البالء فيقع ،املخرب أراد الذي املعىن ذلك غري

والغرض العلة وهي األربعة األمساء هذه انبي قد وإذ .تعاىل اهللا وفقه من إال الباطل اعتقد ملن هالكا العلة اسم إيقاع أراد من داء وحسمنا شىت مسمياا وأن خمتلفة معانيها أن انوبي ،والعالمة والسبب

.)2("السبب معىن على الشريعة يف

مسألة هل األصل يف األحكام التعليل أو عدم التعليل؟، األول: األصل يف األحكام ثالث أقوالبالتعليل اختلفوا يف هذه املسألة إىل القائلون

.األصل فيها التعبد دون التعليل، والثالث: التفصيل :التعليل دون التعبد، والثاين

التعليل دون التعبد: األحكاماألصل يف - 1

ومشس األئمة، حكامها كل من الدبوسي ،قال الزركشي: أن املسألة فيها قوالنإال أنه البد جلواز التعليل يف كل أصل من دليل ،ذهب الشافعي أا معللة يف األصلمبقال:واألشبه

3(زميي(.

.522شفاء العليل، املصدر السابق، ص - 1 ).8/101اإلحكام البن حزم، املصدر السابق، ( - 2 ).4/129البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 3

Page 300: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾274﴿

ر منها، يؤخذ ذلك من األحكام معقولة املعىن إال الناد أما اجلويين فيشري إىل أن غالبفيها معىن أصال، بل ينذر قوله يف القسم اخلامس من أقسام املناسب: أصول مل يظهر للناظر

.)1(رة يف نظر اجلويين أن األصل يف أحكام الشريعة معقولية معناها"دتصويره، "وتعين هذه الن . )2(وقال اآلمدي: "الغالب من األحكام التعقل دون التعبد"

.)3(وقال يف اإلاج: غالب أحكام اهللا معلله مبصاحل العباد تفضال منه وإحسانا .)4("األصل يف النصوص التعليل" وقال البزدوي:

وقال املقري: "األصل يف األحكام املعقولية ال التعبد ألنه أقرب إىل القبول، وأبعد عن .)5(احلرج"

.)6(واختار التفتازاين: "أن األصل يف النصوص التعليل"وقال الزركشي: "اعلم أن األصل عدم التعبد لندرته يف األحكام بالنسبة إىل ما يعقل

.)7(واألغلب على الظن إحلاق الفرد باألعم األغلب" ،معناه .)8(: "وال يصار إىل التعبد مع من يعلل بالوصف الشبهي عند القائلني به"أيضاوقال

ن بأن األصل يف النصوص واألحكام التعليل إما على االصطالح الثاين من ووالقائلمفهوم التعليل: أي ما من حكم إال شرع ملصلحة وإن مل نفقها على التفصيل، وعليه تعليل

أو تغليبا لألكثر إذ العبادات يف ،اتادابن القيم والدهلوي والعز واستخراجهم حلكم العب وع األحكام يف املعامالت وغريها.األحكام قليلة بالنسبة م

.42نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 1 ).3/349اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 2 ).6/2385اإلاج، املصدر السابق، ( - 3 ).1/453فخر اإلسالم البزدوي، املصدر السابق، (كشف األسرار عن أصول - 4 ).1/296القواعد، املصدر السابق، ( - 5 ).2/136شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 6 ).4/207البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 7 ).4/207املصدر نفسه، ( - 8

Page 301: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾275﴿

وأصحاب هذا الرأي يلتقون وابن عاشور يف قوله:"األصل يف األحكام الشرعية كلها أنواع األحكام القياس عليها ما قامت منها معان ملحوظة للشارع، فيجب أن تكون قبول .)1("ال جيري يف مثلها القياس قليلة جدا اليت

دون التعليل: األصل يف النصوص التعبد - 2

.)2(دذكر التفتازاين أنه اشتهر عند أصحاب الشافعي أن األصل يف النصوص التعبوعقب دراز على القائلني بأن األصل يف األحكام التعبد أم ال يقصدون بالتعبد عدم التفريع

، )3(و من حق اهللا فيه وهو االمتثالد أن كل ما فهمت مصلحته فهو ال خيلا أراوإمن ا،عليه، فهو القائل بأنه ال يصار للقياس إال للضرورة ،يربره ويف نسبة هذا القول للشافعي ما

فالغالب عليهم التعبد وكذا مجيع املنتسبني إىل املدرسة الظاهرية. :التفصيلـ 3 القياس وهؤالء جعلوا ما ثبت برسم الشارع، ومل يكن معقول املعىن فال يسوغ

منه على اجلملة كإظهار العبودية واخلضوع هللا تعاىل وتعظيم ، فهو وإن علم املقصد )4(فيه ، إال أنه ال جيوز اإلحلاق به.اخلالق وشكر املنعم

وقسم ،علم كونه معلاليوقسم ،قسم ال يعلل :حكام ثالثة أقسامىل أن األازغوقال ال .)5(يترد فيه

قاعدة:"األصل يف العبادات بالنسبة إىل املكلف التعبد دون الشاطيب غوهلذا صا، وقد انتقد الريسوين الشاطيب يف )6(وأصل العادات االلتفات إىل املعاين ،االلتفات إىل املعاين

كذا غم ما قطع به بأن أحكام اهللا معللة باملصاحل، و، رقوله أن األصل يف العبادات التعبد

.109مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 ).2/136شرح التلويح على التوضيح، املصدر السابق، ( - 2 ).2/236املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( 1هامش رقم - 3 ).2/960الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 4 ).2/278املستصفى، املصدر السابق، ( - 5 ).2/513املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 6

Page 302: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾276﴿

، واستطرد يذكر نظرالعلم، وقال أن هذا حيتاج إىل توقف و جعله تعليل العبادات من ملحويذكر للشاطيب بعض تعليالته للعبادات يف حوايل تسع ،ت على حكم للعباداتدل انصوص

والظاهر أما مل يتوارد على حمل واحد، ألن ما نفاه الشاطيب هو التعليل ،)1(صفحاتوهو االصطالح الثالث من أقسام التعليل اليت ،يف احلكم الذي يلحق به غريه يالقياس

، وهو أن التعليل باالصطالح الثاين أن األصل يف األحكام ل علىأما الريسوين فدل ذكرناها. كل األحكام إمنا شرعت ملصاحل العباد.

هلذه القاعدة ذا الشكل أدق وأضبط من عبارة األصل يف العبادات صياغة الشاطيبو .)2(عدم التعليل ويف املعامالت التعليل

لذا يرى ابن عاشور أن على ،التعبد هنا ما خفي معناه قبل بذل منتهي اجلهدمفهوم وبه يتجاوز اتهد تقصي مقصود الشرع باستفراغ اجلهد فإن خفي عليه احتفظ بتعبديته فال

وإال .لكن هذا إن ثبت فال يكون يف أبواب املعامالت .مقدار الشارع وال يقيس عليهوهو فالبحث متعني على العلماء يف تقصي علل التشريع، وما ال يظهر ألحدهم يظهر لآلخر،

ما يعكسه تفاوت األصوليني يف تعليل األحكام وبراعتهم يف القياس واإلحلاق وفق املعاين د الظاهرية مبا فيهم متايزت مدارس االستدالل فتج ومن أجل ذلك ،)3(النصوصاملستنبطة من ، ومدرسة والشافعية، واحلنابلة مييلون إىل التمسك باللفظ الوارد عن التشريع ،أهل احلديث

، واملدرسة املالكية وسط بني األمرين فال مل،، وحتكم الكلياتحتتكم إىل املعاين أهل الرأياحملدثني، ومقلد عمل الصحابة إماماللفظ وتعمله يف موضعه، فإمامها مالك رمحه اهللا

تشريع يف مذهبه،لحىت جعل عمل أهل املدينة مصدرا ل ،والسلف الصاحل رضوان اهللا عليهم أصوال مبنية على املعاين واملصاحل. املعاين حىت أا أكثر املدارس وحتتكم إىل

:رفع التعبد عن النصوص املتعلقة باملعامالتلطريقتني ت ابن عاشور قد وقو

..211نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب، املصدر السابق، ص - 1 .161طرق الكشف عن مقاصد الشارع، املصدر السابق، ص - 2 .48مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 3

Page 303: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾277﴿

طريق النظر يف الروايات اليت نقلت ا نصوص الشريعة، من أجل ضبط :األوىل .مسلك الوهم الذي دخل على بعض الرواة فأبرز مرويه أنه تعبدي

.)1(طريق النظر يف أحوال األمة العامة اليت وردت فيها تلك األحكام :والثاينه القائلني بأن األصل يف املعامالت التعليل على أمر نب وبذلك يكون ابن عاشور قد

باستحضار واستثمار ،اليت خفي معناهاحكام هذه األن التعبد عصفة ، وهو كيفية رفع مهمابن املقاصد عند قال صاحب نظرية .د له من خالل نظريتهمسلك املقام الذي قع

، وخاصة يف عناصرها قني الوثيقة مبقامات النصوص الشرعيةيالطروال ختفى عالقة عاشور:" .)2(اخلارجية املتمثلة يف قرائن األحوال"

ختاما هلذه املسألة يقال:على التعليل املنصوص، واختلفوا يف تعليل اتهد تأسيا أمجعوا أن األصولينيـ

حتصيل مقصود الشارع من مسلكا من مسالك بالتعليل املنصوص، وانتهجه القائلون بالقياس ، وإن مل يصرحوا بذلك كما صرح به كل من الشاطيب والطاهر بن عاشور.اخلطاب

من انتقاص استلزمها القول بالتعليل، الشبه اليتعللوا منع التعليل بمنكروا التعليل ـ الظن املنهي عنه.ب اهللا ، وخشية القول يف دينسبحانه وتعاىل لكمال ألوهيتهكمسلك لرفع التعبد عن بعض أحكام مسألة املقامعلى ابن عاشور ـ نبه

.املعامالت

.47السابق، ص مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر - 1 .318نظرية املقاصد عند اإلمام الطاهر بن عاشور، املصدر السابق، ص - 2

Page 304: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾278﴿

Page 305: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾277﴿

من املصلحة األصويلموقف الثاين: املطلب

إذ ليني، بيان موقفهم إزاء املصلحة، عن قضية التعليل عند األصو من لوازم احلديثاملقاصد بأا مسلمة، شيخ وقد وصفها لة جبلب املصاحل ودرء املفاسد، األحكام الشرعية معل

باعتبارها حمور نبدأ بتعريف املصلحةو مة ففيم اختالف األصوليني فيها؟إذا كانت مسلف :الكالم

تعريف املصلحة:

اللذات: أنواع أربعة املصاحل، واملفاسد املصاحل حقيقة بيان يف فصل :"قال العز .)1("وأسباا والغموم وأسباا، اآلالم: أنواع أربعة واملفاسد. وأسباا واألفراح وأسباا،

جمازي والثاين واللذات، األفراح وهو حقيقي أحدمها: ضربان املصاحل :"وقال أيضا جمازي والثاين واآلالم، الغموم وهو حقيقي أحدمها: ضربان املفاسد وكذلك ...أسباا وهوالنفع والضرر قال: النفع هو اللذة وما كان السبكيالقرايف و ومبثله عرف .)2("أسباا وهو

.)3(طريقا إليها. والضرر: األمل وطريقه ولسنا مضرة، دفع أو منفعة جلب عن األصل يف عبارة :فهي املصلحة وقال الغزايل:"

حتصيل يف اخللق وصالح اخللق، مقاصد املضرة ودفع املنفعة جلب فإن ذلك، به نعين اخللق من الشرع ومقصود الشرع، مقصود على احملافظة باملصلحة نعين لكنا ،مقاصدهم

يتضمن ما فكل وماهلم، ونسلهم، ونفسهم، وعقلهم، دينهم، عليهم حيفظ أن: وهو مخسة ودفعها مفسدة فهو األصول هذه يفوت ما وكل مصلحة، فهو اخلمسة األصول هذه حفظ

.)4("مصلحةفإذا عند العز، أسباا ، وجمازا علىنفس اللذة واملنفعة على حقيقة تطلق فاملصلحة

ال تنفك عن أي مبحث وكغاية للخطاب الشرعي، ،ذا املفهومإن املصلحة ف اتضح ذلك،

.15األحكام، املصدر السابق، ص قواعد - 1 . 17املصدر نفسه، ص - 2 ).7/3262)؛ نفائس األصول، املصدر السابق، (6/2325اإلاج، املصدر السابق، ( - 3 ).1/416املستصفى، املصدر السابق، ( - 4

Page 306: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾278﴿

ما تعلق أو ،أو األدلة ،االستداللأو سواء مباحث األحكام، من مباحث أصول الفقه على ذلك.نصوا تصرحيا ولذا جتد بعض األصوليني قد .اتهدب

:الدالالتو يف مبحث األحكاماملصلحة

وأن ،ما هو مقصود تبعاإىل ألحكام إىل ما هو مقصود أصالة ول األصوليني ميقست .على ذلك االستقراء، وما كان وسيلة هلا فهو مطلوب تبعا املقصود األصلي هو املصلحة دل

على أن املطلوب بالذات هو اللذة والسرور، واملطلوب بالتبع "أن االستقراء دلقول الرازي:يعنه بالتبع ما واملهروب ما يكون وسيلة إليهما، واملهروب عنه بالذات هو األمل واحلزن،

وسيلة للمقصود الشرعي إيقاع احلكم وكأن قولهفيستفاد من ، )1(يكون وسيلة إليهما" مقصودان على قول العز. الشرعي وهو املصلحة. وإن كانا كالمها

،على تعلق املفسدة به، أو مبا يالزمه ن الشيء يدلعابن قدامى: "أن النهي ويقول .)2(الشارع حكيم ال ينهي عن املصاحل إمنا ينهي عن املفاسد" ألن

تتبع املصاحل اخلالصة، أو الراجحة، ونواهيه تتبع ل القرايف: "فإن أوامر الشرعاوق األمر فهي الغاية. دأي حيث وجدت وج .)3(املفاسد اخلالصة أو الراجحة"

ومن األمر طلب حتصيل ،وقول اآلمدي:"أن الغالب من النهي طلب دفع املفسدة .)4(املصلحة"عيين ملا فالواجب ال ،العيين عن الكفائي الوجوبز يعلى أساس حتقق املصلحة مو

خبالف فرض الكفاية يسقط ،ف األعيان بهكل بهل إال بقيام كل فرد كانت مصلحته ال حتص قيامهم به.ببقيام جمموعة به حلصول مصلحته

فرض الكفاية حتصيل املصاحل ودرء املفاسد دون ابتالء األعيان بيقول العز:"املقصود .)1(حصول املصلحة لكل واحد املكلفني على حدته"بتكليفه، واملقصود بتكليف األعيان

).1/92تفسري الرازي، املصدر السابق، ( - 1 .169روضة الناظر، املصدر السابق، ص - 2 ).2/239وق، املصدر السابق، (الفر - 3 ).4/305اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 4

Page 307: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾279﴿

حكام األ ترتيبوعلى أساس عظم املصلحة احملصلة أو املفسدة املدروءة قول القرايف:"إن الواجب يقدم على املندوب، ي .ومكروه ،مندوب، حمرم، واجبالتكليفية:

واملندوب ال يقدم على الواجب، حيث كانت مصلحة الواجب أعظم من مصلحة .)2(املندوب"

وقال يف موضع آخر:"مث إنه قد وجد يف الشريعة مندوبات أفضل من الواجبات، وثواا أعظم من ثواب الواجبات، وذلك يدل على أن مصاحلها أعظم من مصاحل الواجبات،

.)3(ألن األصل يف كثرة الثواب وقلته: كثرة املصاحل وقلتها"معياره كثرة مات واملكروهات،واملندوبات وكذا احملرب الواجبات فيما بينها يترت بل

يقول العز بن عبد السالم:"وال تزال رتب املصاحل الواجبة التحصيل تتناقص ،وقلتها املصاحللو نقصت النتهينا إىل أفضل رتب مصاحل املندوبات، وأعلى رتب مصاحل الندب ،إىل رتبة

تنتهي إىل مصلحة يسرية لو فاتت لصادفنا دون أدىن رتب مصاحل الواجب، وتتفاوت إىل أن .)4(مصاحل املباح"

وقد أشار األصوليون هلذه املراتب فقسم الشافعية املنهي عنه إىل حمرم ومكروه ز احلنفية بني مراتب التحرمي فقالوا: كراهة التحرمي وكراهة الترتيه.، ومي)5(وخالف األوىل

.إشارة ملراتب املصاحلكله ، )7(والواجب )6(ويف تفريق احلنفية بني الفرضهذه األمساء اليت وضعت ملراتب املفاسد من قبل وصف قد ابن عاشور وإن كان

.)1(الشافعية واحلنفية بأا "ليست بكثرية وال باملطردة"

.55قواعد األحكام، املصدر السابق، ص - 1 ).2/246الفروق، املصدر السابق، ( - 2 ).2/240املصدر نفسه، ( - 3 .35و ص 59قواعد األحكام، املصدر السابق، ص - 4البحر احمليط، املصدر ، كترك صالة الضحى لكثرة الفضل فيها.األوىل ترك يقال مقصود ي فيه يرد مل وما ،مكروه فيه يقال مقصود ي فيه ورد ما - 5

).1/296السابق، ( .83الفرض: هو"ما ثبت بدليل ال شبهة فيه".املغين، املصدر السابق، ص - 6 .84ص الواجب: هو "اسم ملا لزم بدليل فيه شبهة".املغين، املصدر السابق، - 7

Page 308: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾280﴿

وهو ،ألن القبح متعلق بعينه نهي عنه لذاته:املللمنهي إىل وكذا يف تقسيم األصوليني .)2(واختلف فيه النفصال القبح عنه ،ألن القبح متعلق بغريه منهي لغريهإىل وم البطالن، زيستل

.، أو انفصاله عنهيف املنهي عنه هو حتقق معىن القبحفأساس التقسيم وكذا التفريق بني األحكام إىل ما فيه حقوق اهللا وما فيه حقوق العباد، على أساس

حبقوق اهللا تعاىل ما يتعلق به النفع العام من غري عموم وخصوص املصلحة، ألن املراداختصاص بأحد، فينسب إىل اهللا تعاىل لعظم خطره ومشول نفعه، وحقوق العباد ما تتعلق به

وهو عني تقسيم ابن عاشور للمقاصد ملقاصد عامة .)3(مصلحة خاصة كحرمة مال الغري ومقاصد خاصة.

د هلا قواعد وأصول مصلحية قع :والدالالتمقابل القواعد الكثرية واخلاصة باللغة واستدلوا مبطلق املناسبة على لوا األحكام باحلكم، وفعلاألصوليون وأعملوها يف استدالالم،

وهذه بعض األدلة تشهد لذلك: .)4(وهي ال تعين إال املصلحة املرسلة كما قال القرايف العلية، مبحث املناسبة:يف ملصلحة ا

"أنه الذي يفضي إىل ما يوافق : للمناسب قال ذكر الرازي تعريفنيتعريف املناسبة: .اإلنسان حتصيال وإبقاء"

وقال الرازي: أن التعريف ".والتعريف الثاين: "أنه املالئم ألفعال العقالء يف العادات .)5(قول من يأباه :هو قول من يعلل أحكام اهللا بالعلل واملصاحل، والتعريف الثاين :األول

.)6(املناسب: ما جيلب لإلنسان نفعا أو يدفع عنه ضررا البيضاوي قال وعرفه

.72مقاصد الشريعة اإلسالمية، املصدر السابق، ص - 1 ).2/429؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (72)؛ املغين، املصدر السابق، ص1/80أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 2 ).2/315شرح التلويح على التوضيح، املصدر السابق، ( - 3 351شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 4 ).5/157احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 5 ).6/2324اإلاج، املصدر السابق، ( - 6

Page 309: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾281﴿

بالوصف املفضي إىل ما جيلب لإلنسان املناسب فعر ضاوييالب وغري :قال السبكيو .)1(نفعا أو يدفع عنه ضرا

قال السبكي: والتعريفات متغايران ألن البيضاوي جعل املقاصد أنفسها أوصافا وهذا .)2(أفعال اهللا باملصاحلقول من يعلل ابن احلاجب:"املناسبة وصف ظاهر منضبط، "حيصل عقال من ترتيب احلكم وقال

عليه ما يصلح أن يكون مقصودا من حصول مصلحة أو دفع مفسدة، فإن كان خفيا أو غري .)4(، وذكر اآلمدي مثله)3(منضبط اعترب مالزمه وهو املظنة

خالة، وباملصلحة ن الطرق املعقولة ويعرب عنها باإلقال الزركشي: "املناسبة، وهي مواء مناط احلكم، داملقاصد، ويسمى استخراجها ختريج املناط ألنه إب وباالستدالل، وبرعاية

.)5(عمدة كتاب القياس... وهو تعيني العلة مبجرد إبداء املناسبة":هيوأي –أن املناسبة إما هي نفس املصلحة أو الوسيلة خص من هذه التعاريفلفت لها.صحياليت -الوصفحتصيل املتمثلة يف ،رد مناسبته الوصف ةينوا علاستنبطوا وعي قد األصوليون يكونف

قال الغزايل:"ويكفي للمعلل ، فكانت أحد مسالك الكشف عن العلة، فسدةاملصلحة ودفع امل، وعليه ويثبت كونه معلال ذه العلة ،بيان معىن خميل للحكم يف األصل فيندفع به مجيعها

.)6("يترتب احلكم إذا ثبت إخالتهالسرب من ،منها العقليةعلى مقدمة هيو مدارها على املناسبة، بل وكل املسالك

بعد مقدمات نتج العلية إاليال السربفمستقلة بإنتاج العلية، اوالطرد، أل نوالتقسيم والدورا

).6/2324املصدر نفسه، ( - 1 ).6/2325اإلاج، املصدر السابق، ( - 2 ).4/330رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، ( - 3 ).3/338األحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 4 ).2/396)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (4/206البحر احمليط، املصدر السابق ( - 5 ).1/505املنخول، املصدر السابق، ( - 6

Page 310: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾282﴿

الشبه والطرد أما عن تقدمها عن ، )1(كثرية، واملثبت لتلك املقدمات إما املناسبة أو غريها" .)2(أمره واضحف

وسعوا من القياس حىت قالوا بقياس الذين أصحاب الرأي علىابن القيم عاب وقد ألحكام بأوصاف ال يعلم أن الشارع علقها ا، مث اضطرهم ذلك إىل اوعلقوا ،والطرد الشبهضوا كثريا من النصوص، واعتقدوا أن كثريا من األحكام شرعت على خالف عارأن

بعض )4(ذكر الشوكاين يف قياس الشبه، وقد نتفاء املناسبة بني الوصف واحلكمال .)3(القياسفقال:"هو اجلمع بني األصل والفرع بوصف يوهم اشتماله على احلكمة املقتضية هتعاريف

"هو ما يوهم ، وقيل:"هو ما كان الوصف ليس مناسبا للحكم بذاته"، وقيل:للحكم""هو إحلاق فرع بأصل لكثرة االشتباه دون أن يعتقد أن وقيل: االشتمال على وصف خميل".

."األصل هذه األوصاف هي اليت اقتضت احلكم يفأو هو ،)5(قياس الطرد: وهو تعليق احلكم مبا ال يناسب احلكم وال يشعر بهأما عن

إذا كان احلكم حاصال مع ،الوصف الذي مل يعلم كونه مناسب وال مستلزما ملناسبذكر بعض تعاريف قياس الشبه ـ وقد ت)6(الوصف يف مجيع الصور املغايرة حملل الرتاع

ـ)7(للطرد، أقيسة املعاين صحيحة لتعلق الصحابة ابأن فقد رد اإلمام اجلويين على القائلني به:

املراشد وحتقق لنا من مسلكهم النظر إىل املصاحل والذي، والسنة الكتاب من متعلقا عدموا إذا والصحابة ما كانوا، والطرد ال يناسب احلكم ،اعتبار حماسن الشريعةواالستحثاث على

).5/457احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 1 ).5/458املصدر نفسه، ( - 2 ).3/115إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 3 ).2/909الفحول، املصدر السابق، ( إرشاد - 4 ).2/788الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 5 ).8/3363)؛ نفائس األصول، املصدر السابق، (5/221احملصول للرازي، املصدر السابق ( - 6 ).5/248البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 7

Page 311: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾283﴿

،الوقائع أحكام يف النظر يف مثله عن إضراموودليل بطالنه عدم الدليل عليه، أصال، يرونه .)1(الشرعية املصاحل على األحكام تطبيق على إكبام نعلم كما

ست يبأن العلل أمارات لألحكام ول رأي القائلنييقول السرخسي أن القول بالطرد وموجبة للحكم بذاا ليستعلى ذلك بقوله: بأن العلة أمارة ويرد ،موجبة للحكم بنفسها

ولكن بإجياب الشرع هلا، وطريق تعيينها النص أو االستنباط بالرأي، فإذا انعدم النص فال ر ، وإال حتيالطرد معقولية وال مناسبة يفليس ميكن تعيني العلة إال إذا كانت معقولة املعىن، و

.)2(اتهد يف اختيار الوصف املناط به احلكمووجه من وجوه ،)3(تهامسلكا للكشف عن العلة، وشرطا لصح فكانت املناسبة

، فعليها مدار التعليل، وهي أدق مباحث القياس.)4(نقضها ومعارضتها :املصلحة يف مبحث االجتهاد

للمجتهد: "أن يكون له منه املمارسة والتتبع ملقاصد الشريعة ما اشترط السبكي . فإذا فسرت املصلحة باحملافظة على مقصود الشرع )5(يكسبه قوة يفهم منها مراد الشرع"

على تعريف الغزايل، وكان من شروط اتهد تتبع مقاصد الشرع معناه تتبع املصاحل اليت لدرك املصاحل اليت يستنبط اتهد األحكام استنادا اعتربها الشرع، ويف ذلك اشتراط صريح

إليها.، والقياس مداره على معرفة العلة اليت ألجلها )6(اشترطوا للمجتهد معرفته بالقياس

، واالستصالح، )7(شرع احلكم، ويف إرشاد الفحول اشترط يف اتهد علمه بأصول الفقه

).2/788الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 1 ).179- 2/178أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 2)؛ نفائس األصول، 2/872)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق (5/132)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (3/300اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 3

).32/3246املصدر السابق، ( ).5/284)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (955، 2/937إرشاد الفحول، املصدر السابق، ()؛ 4/103اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 4 ).2/18اإلاج يف شرح املنهاج، املصدر السابق، ( - 5 ).2/1034)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (6/201)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (2/1332يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( الربهان - 6 ).2/1034إرشاد الفحول، املصدر السابق، ( - 7

Page 312: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾284﴿

يف شرط املخرج على أصول مذهب إمامه:" فال أساس األدلة املنقولة واملعقولة، وقال القرايف .)1(جيوز التخريج حينئذ إال ملن هو عامل بتفاصيل أحوال األقيسة والعلل، ورتب املصاحل"

، وكذا يف روضة الطالبني )2(واشترط اجلويين له فقه النفس وجعله رأس مال اتهدأي: شديد الفهم بالطبع ملقاصد ، وقال يف حاشية العطار: فقيه النفس)3(ويف مجع اجلوامع

. واتهد يتعامل مع نصوص الشرع، وقد ثبت أن من مقاصد اخلطاب الشرعي )4(الكالم حتقيق مصاحل املكلفني.

أما عن اعتبارها كمصدر ، يف ثنايا املباحث األصولية لالستدالل باملصلحة ذا بالنسبةه وغريه فمسألة نتعرض إليها يف دليلية املصلحة.مستقل من مصادر التشريع، كالقياس

دليلية املصلحة: اعتبار املصلحة كدليل يتجاذبه نظران:

والنظر ،وهو ما يعرب عنه باملصلحة املرسلة، املصلحة كدليل جزئي ظين النظر األول: .نصوص الشرعاستقراء عليه دل قطعي أو قريب من القطع كلي الثاين: املصلحة كدليل

أو ـ املصلحة املرسلة ـ النظر األول: املصلحة كدليل جزئي ظين :قال الرازي: املصاحل باإلضافة إىل الشرع ثالثة أقسام

.ما شهد الشرع باعتباره وهو القياسالقسم األول: لذي جامع يف رمضان كقول بعض العلماء ل شهد الشرع ببطالنهما القسم الثاين:

ل لو أمرته بالعتق فلما أنكر عليه حيث مل يأمره بعتق رقبة، قا ،بعنيشهرين متتاعليك صيام قال القرايف عن هذا املثال: أن الكفارات شرعت .)5(ستحقر إعتاق الرقبةلسهل عليه وال

).2/202الفروق، املصدر السابق، ( - 1 ).2/1332الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 2هـ)، ومعه املنهاج السوي يف ترمجة اإلمام النووي، منتقى الينبوع فيما زاد 676ضة الطالبني، لإلمام أيب زكريا حيي بن شرف النووي الدمشقي(ترو - 3

ملكة العربية على الروضة من الفروع، للحافظ جالل الدين السيوطي، حتقيق الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد معوض، دار عامل الكتاب، امل .118)؛ مجع اجلوامع، املصدر السابق، ص8/95، (1993- 1423السعودبة، ط/

).2/422حاشية العطار، املصدر السابق، ( - 4 ).6/162احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 5

Page 313: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾285﴿

ن ما هو زجر يف حقهم، فهذا نوع من أنواع النظر جر باإلعتاق، فتعيرتللزجر وامللوك ال ت .)1(اليت ال تأباه القواعد املصلحي

.)2(معني مل يشهد له باالعتبار وال باإلبطال نص والقسم الثالث: قال الرازي ما . )3("املصلحة املرسلة" :قال القرايف القسم الثالث منها

قال الزركشيو .)4(وقال يف خمتصر التحرير:"املصاحل املرسلة إثبات العلة باملناسبة"

ون هناك فرق بينها وبني املناسبة، وهو ما فال يك .)5(ملصلحةااملناسبة ب: يعرب عن والشوكاين:"أن املصلحة املرسلة يف مجيع املذاهب عند التحقيق، ألم يقيسون أشار إليه القرايف بقوله

.)6(وال يطلبون شاهدا باالعتبار، وال نعين باملصلحة املرسلة إال ذلك" ،ويفرقون باملناسباتالزركشي أن املصلحة ، قال االستدالل املرسل واالستدالل واالستصالحويطلق عليها

،االستدالل :وأطلق اجلويين وابن السمعاين عليها اسم ،املرسلة يعرب عنها باالستدالل املرسل .)7(االستصالح :واخلوارزمي

وقد تباينت مذاهب العلماء يف االحتكام إىل هذا الدليل، فنسب إىل اإلمام مالك ذلك. يردكالم السابق يف املناسبة إضافة إىل كالم القرايف ال. و)9(دون غريه )8(بهاألخذ

).9/4086نفائس األصول، املصدر السابق، ( - 1 ).6/162احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 2 .350رح تتنقيح الفصول، املصدر السابق، صش - 3 .238خمتصر التحرير، املصدر السابق، ص - 4 ).2/396)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (4/206البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 5 .351شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 6 ).2/989)؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (6/76)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (2/1113السابق، ( الربهان يف أصول الفقه، املصدر - 7 .192؛ تقريب الوصول إىل علم األصول، املصدر السابق، ص350شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 8 ).6/76)؛ البحر احمليط، املصدر السابق، (2/989؛ إرشاد الفحول، املصدر السابق، (130روضة الناظر، املصدر السابق، ص - 9

Page 314: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾286﴿

وقال ابن دقيق العيد نعم الذي ال شك فيه أن ملالك ترجيحا على غريه من الفقهاء يف ، وال يكاد خيلو غريمها عن اعتباره يف ويليه أمحد بن حنبل -أي املصاحل املرسلة–هذا النوع

.)1(اجلملةوقال الغزايل: القسم الثالث من املصاحل الذي مل يشهد له الشرع بالبطالن وال

.)3(وأورد هذا الدليل ضمن األربع أدلة املوهومة، )2(باالعتبار نص معني فهو حمل نظر ،وقال اآلمدي: اتفق الفقهاء من الشافعية واحلنفية وغريهم على امتناع التمسك به

.)4(وهو احلقوكذا الرازي ،منقوض ألن اجلويين يقول باالستدالل وينسبه للشافعيوهذا االتفاق

.كما يف تصرحيام اآلتيةإذ ما من واقعة إال ويشهد هلا ،القسم ال يتصور وجوده اقال يف احملصول أن هذ

إما حبسب جنسها القريب أو البعيد، كما استدل على ذلك بالنص وإمجاع الصحابة، الشرعقال أنه:"من تتبع أحوال مباحثات الصحابة علم قطعا: أن هذه الشرائط اليت يعتربها فقهاء الزمان يف حترير األقيسة والشرائط املعتربة يف العلة واألصل والفرع، ما كانوا يلتفتون إليها،

جمموع ما فدل ،يراعون املصاحل لعلمهم بأن املقصد من الشرائع رعاية املصاحلبل كانوا .)5("ذكرنا على جواز التمسك باملصاحل املرسلة

وقال اجلويين: املعروف من مذهب الشافعي: التمسك باملعىن، وإن مل يستند إىل .)6(على شرط قربه من معاين األصول الثابتة ،أصل

).6/77البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 1 ).1/416املستصفى، املصدر السابق، ( - 2 ).1/414املصدر نفسه، ( - 3 ).4/195اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 4 ).6/166احملصول للرازي، املصدر السابق، ( - 5 ).2/1114الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 6

Page 315: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾287﴿

عن مذهب الشافعي هذا: أن ما ورد من اعتراض على هذا وهو يدافع أيضا قال ويلزم مالكا فيما ،من أن االحتكام له يؤدي إىل االحنالل وخروج األمر عن الضبط ،األصل

1(ما روي عنه إذا صح(. وذكر إنكارهم تشكيكا ألصحاب مالك يف نسبة هذا األصل له، وذكر الزركشي

.)2(الظن املال ملصاحل تقتضيها غلبةقتل وأخذ استحالل الكلبعض الفروع: خمالفة الشافعي أن يذكر الزركشي ،ويف خضم هذا االضطراب يف نقل أقوال األئمة

،فإن مالكا يقول إن اتهد إذا استقرأ موارد الشرع ومصادره ،ال تظهر ملالك يف املصاحلأفضى نظره إىل العلم برعاية املصاحل يف جزئياا وكلياا، وأن ال مصلحة إال وهي معتربة يف

وما ل من أصول الشريعة، لكنه استثىن من هذه القاعدة كل مصلحة صادمها أص ،جنسهاإذ ال أخص منها إال األخذ باملصلحة ،أصحاب الشافعي عنه ال يعدوا هذه املقالة اهحك

من أخذ أن نفبا ،ير لالسترسال الذي اعتقدوه مذهبااوذلك مغ ،ل معنياملعتربة بأص .)3(إذ ال واسطة بني املذهبني ،فقد أخذ باملرسلة اليت قال ا مالك ،املعتربةغري املصلحة ب

. وال ريب أن )4(وقيل:"املصلحة املرسلة ما ال يستند إىل أصل كلي وال جزئي"اعتماد هذا التعريف هلذا األصل يؤدي إىل املنع من االحتكام إليه، وأن ما عناه مالك هو ما الءم أصول الشرع، فتكون القسمة كما بينها البغدادي يف القول الذي ذكر آنفا. ألنه "ال

دة اليت ال يظن مبالك على جاللته أن يرسل النفس على سجيتها وطبيعتها، فيتبع املصاحل اجلام. وألن ما ال يستند إىل أصول الشرع ال اجلزئية وال الكلية. مهل )5(تستند إىل أصول الشرع"

).2/1119املصدر نفسه، ( - 1 ).6/77البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 2 ).6/77البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 3 ).6/78املصدر نفسه، ( - 4 ).6/78املصدر نفسه، ( - 5

Page 316: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾288﴿

من الشارع، وهو حمال، ولعل هذا ما جعل الغزايل يقول: "أن االستدالل املرسل يف الشرع .)1("بنفي أو إثبات ال يتصور حىت نتكلم فيه

احلاجب عند حديثه عن خالف اصطالح، وهذا ما يلمس صرحيا عند ابن فاخلالفاملرسل... واملرسل الذي ثبت إلغاؤه كإجياب شهرين :و"غري املعترب هوقال: أقسام املناسب

.)2(ابتداء يف الظهار"احلكم على اخلالف يف حجية هذا األصل، إذ تثورمن األسباب اليت هذا سبب و

فاختلفوا يف احلكم عليه. ،وكل تصوره مبفهوم مغاير لآلخر الشيء فرع عن تصوره،أنه من بني أسباب االختالف يف -واهللا أعلم–أما السبب الثاين، والذي اعتقد

االحتكام إىل املصاحل: هو النظر اجلزئي والكلي إليها. :دليل كليكاملصلحة :النظر الثاين

مباحث يف مباحثهم، وظهر ذلك جليااألصوليون قد اعتربوا املصلحة يف خمتلف لكن عندما أتوا إىل اعتبار املصلحة كدليل العلة وخصوصا املناسبة واملناسب املرسل،

،القطعيةاألصول املصلحية الكلية س ميال منهم حنو اعتبار ماختلفوا، واملتتبع إىل تصرحيام يل ع.نصوص الشراستقراء اليت دلت عليها أو القريبة من القطع،

يقول اجلويين: "ومن قال اإلجارة خارجة عن القياس، فليس على بصرية يف قوله، فإا إن خرجت خبروجها عن االستصالح فهي جارية على مقتضى احلاجة، واحلاجة هي

.)3(األصل، واالستصالح باإلضافة إليها فرع"أصول تعن معىن التقريب الذي نسبوه للشافعي فأجاب: بأنه "قد ثبت وسئل اجلويين

وأجعل ،فقال الشافعي اختذ تلك العلل معتصمي ،لة اتفق القائسون على عللهامعل ،حىت كأا مثال أصول واالستدالل معترب ا ،بة منها وإن مل تكن أعيااياالستدالالت قر

).1/460املنخول، املصدر السابق، ( - 1 ).4/341،345رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، املصدر السابق، ( - 2 ).2/932الربهان يف أصول الفقه، املصدر السابق، ( - 3

Page 317: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾289﴿

فاعترب الشافعي )1( من اعتبار صورة بصورة مبعىن جامع..."واعتبار املعىن باملعىن تقريبا أوىل ت على جنسها األدلة أوىل من وأقوى من القياس اجلزئي.االحتكام إىل املعاين الكلية اليت دل

"أن تكون ضرورية، قطعية، صلحة دليال:العتبار هذه امل ةثالث اشروطوشرط الغزايل .)3(، وكذا البيضاوي)2(كلية"

ال ينبغي أن ـ أي ضرورية، قطعية، كلية ـ القرطيب: املصلحة ذه القيودقال و .)4(اعتبارها" خيتلف يف يقل مل ـ أي مالك ـ أنه فاألشبهاآلمدي:" املصلحة املرسلة يقولبمالك أخذوعن

كان فيما ال ،قطعا احلاصلة الكلية الضرورية املصاحل من كان فيما بل ،مصلحة كل يف بذلك .)5("قطعي وقوعه وال كلي وال ضروري غري املصاحل من

تفريعاته استنباطا من هلا والقيود هذه وإن مل يصرح ا مالك فهناك ما يشهد وترجيحاته:رفع :وهي ومصلحة حاجية للغزاة فهمه تعارض ،)6(حديث إكفاء القدور :مثاله

ألن هذه املصلحة م عليه حاجة ومصلحة الغزاة، فلم يأخذ به مالك رمحه اهللا، وقد احلرج،عنده كثري من األدلة اعضدهفضال على أا قاعدة من قواعد الشرع ومقصد من مقاصده،

أن قال ابن عبد الربحىت أصبحت هذه املصلحة من القطع ما جيعلها أقوى من احلديث،

).2/1121املصدر نفسه، ( - 1 ).1/421املستصفى، املصدر السابق، ( - 2 ).6/2632اإلاج، املصدر السابق، ( - 3 ).19/333(اجلامع ألحكام القرآن، املصدر السابق، - 4 ).4/195اإلحكام لآلمدي، املصدر السابق، ( - 5ليه وسلم يف عن رافع رضي اهللا عنه قال:"كنا مع النيب صلى اهللا عليه وسلم بذي احلليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا أبال وغنما وكأن النيب صلى اهللا ع - 6

فعدل عشرة من الغنم ببعري...". صحيح البخاري، كتاب اجلهاد، باب ما يكره من ذبح أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور فأمر بالقدور فأكفئت مث قسم ).2/332، (1937)؛ صحيح مسلم، كتاب الصيد، باب حترمي أكل حلم احلمر ااإلنسية، رقم 2/105، (2846اإلبل والغنم يف املغامن رقم

Page 318: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾290﴿

لسان على الغنيمة من وجل عز اهللا أباحه مما ألنهمن الغنيمة قبل القسمة، "للغازي أن يأكل .)1("الكافة ونقل العدول اآلحاد بنقل وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول

، قال مالك:"وأنا أرى عضدها القياس هلذه املصلحة:املعضدة إضافة إىل األخبار .)2(اإلبل والبقر والغنم مبرتلة الطعام"

قال ابن ،مقام اخلطاباملسألة حيكمها ، أن كما يفهم من كالم بن العريب"اإلمام إن رأى أن ينفل من اخلمس فعل، وإن رأى أن ينفل من األربعة أمخاس بعض العريب:

، فكذا إن رأى أن مينع من تصرفهم يف الغنيمة بشكل من األشكال فعل .)3(املستحقني فعل"" اشور:والرسول صلى اهللا عليه وسلم كان يأمر وينهى يف الغزو بصفته إماما، قال ابن ع

بعث اجليوش، وصرف أموال بيت املال يف جهاا، ومجعها من حماهلا، وتولية الوالة، وقسمة الغنائم، فمىت فعل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من ذلك شيئا علمنا أنه تصرف فيه بطريق

.)4(اإلمامة دون غريها"إىل معىن الضرورة ك مبلغ القطع، إضافة لفهذه املصلحة عضدا أدلة بلغت عند ما

وهكذا دأب ، إذ منعهم يضر م وبغريهم إن وهنوا.املتحققة فيها، وهي عائدة على الكلاملشهور من قول هذا املنهج قول ابن العريب:" يؤكد .يف كل مصلحة يعتربها حجة مالك، يقول باحلديث إن عضدته قاعدة أخرى ،إذا عارض خرب الواحد قاعدة من القواعد مالككان وحده تركه، مث مثل لذلك حبديث العرايا، قال:"أما حديث العرايا فإن صدمته وإن

.)5"(قاعدة الربا عضدته قاعدة املعروفاالستدالل املرسل الذي قال به املالكية والشافعية ضرب من ولذا قال الشاطيب:

مأخوذ معناه من أدلته، وهو مالئم لتصرفات الشرع ،األصول الشرعية مل يشهد له نص معني

لعلمية، بريوت، الكايف يف فقه أهل املدينة املالكي، تأليف شيخ اإلسالم أيب عمر يوسف بن عبد اهللا بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب، دار الكتب ا - 1 .212، ص 1992- 2/1413لبنان، ط

.396املوطأ، املصدر السابق، ص- 2 .)2/602القبس، املصدر السابق، ( - 3 .29صسالمية، املصدر السابق، مقاصد الشريعة اإل - 4 .)2/813القبس، املصدر السابق، ( - 5

Page 319: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾291﴿

ألن األدلة ال يلزم أن تدل على القطع ،يرجع إليه إذا كان قد صار مبجموع أدلته مقطوعا به .)1(باحلكم على انفرادها دون انضمام غريها إليها

يعترب ااملالءمة لقواعد الشرع ليست وحدها اليت جعلت مالك وأ اإلرسال فمجرد اشتراط الغزايل لتلك الشروط ليست بدعا منه.وذا يكون دليال. املصلحة

ة األصولية اإلمام جنم الدين الطويف نستعرض نظريته يف هذا فترجم هلذه الفلسوقد علم أن هذه الطريقة يف االحتكام إىل املصاحل ليست إ: هقولبطريقته فيه الذي يصف العنصر

، وهي بل هي أبلغ من ذلك ،مالك اشتهر من مذهبهي القول باملصلحة املرسلة على ما وعلى اعتبار املصاحل يف املعامالت التعويل على النصوص واإلمجاع يف العبادات واملقدرات،

.)2( وباقي األحكام املصلحة وجنم الدين الطويف:

تفرد لكنه يرى الطويف كبقية األصوليني أن رعاية املصلحة مقصودة للشارع احلكيم، حبجة:"أن النصوص خمتلفة متعارضة فهي )3(املصلحة على النصوصم فيه رعاية عنهم برأي قدال خيتلف )4(يف األحكام املذموم شرعا، ورعاية املصاحل أمر حقيقي يف نفسه سبب اخلالف

.)5(فيه، فهو سبب االتفاق املطلوب شرعا"وقد قيل أنه ،وهو إذ يقرر أن املصلحة مقدمة على النصوص بسبب ما يعرض هلا من تعارض

ذا الشكل: مل يأت مبثال واحد يبي كان و ،)6(ن به ما قالفضال على أنه يقرر أمرا خطرياأن جيد هذا املثال، فال جيده إال بعد ...، وعندئذ حاول يفترض أن يتبني له خطأ نظره عندما

.)7(العقول ختفى عليها وجوه املصاحل إال بالبحث وحتكيم امليزان يرى أن

).1/32املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 1 .40رسالة يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص - 2 .47املصدر نفسه، ص - 3 :" أمر متفق"34:رسالة يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص:" أمر حقيقي"، ويف كتاب 261يف كتاب: املصلحة يف التشريع اإلسالمي، ص - 4 . 34رسالة يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص - 5 .221املصلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق، ص - 6 . 279ابن حنبل حياته وعصره، آراؤه وفقهه، اإلمام أبو زهرة، دار الفكر العريب، القاهرة، ص - 7

Page 320: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾292﴿

...فإن تساوت ـ أي املصاحل ـ يف يعود ليقول يف آخر رسالته :" منهوبعد هذا الفرض فقدم املصلحة على . )1(أن يقع ههنا مة فالقرعة" ذلك حصلت واحدة منها باالختيار، إال

فاحتج بنفي إذا تعارضت املصاحل حنتكم الختيارنا، مث إىل القرعة، مث ،لتعارضه النصأنه ميكن التعارض من ،هقررما يناقض على النص، مث اتقدميهالتعارض عن املصاحل ليسلم له

بني املصاحل أيضا، فنختار أو نقترع. فإذا كانت النصوص واملصاحل كالمها معرضني لتعارض، فاالحتكام إىل النص أوىل، ألنه يف حال تعارض املصاحل يؤول األمر إىل تقدمي اختيارنا أو

القرعة على النص. :نان مهماد يرد عليه اعتراضجهة أخرى قهذا من جهة، من

عبارة عن ، وهو القرآنوأصل النصوص األول: كون النصوص خمتلفة متعارضة،عمومات هي مبثابة جوامع الكلم، وقد وصف الشاطيب الذين قالوا بظنية عمومات القرآن

مجلة، وتوهني لألدلة فيه إبطال للكليات القرآنية وإسقاط االستدالل األن بأنه أمر شنيع، بأن النصوص تتعارض قول بظنية هذه الكليات والقول .)2(الشرعية وتضعيف االستناد إليها

القرآنية.ذا يقصد األمر الثاين: قوله أن "رعاية املصاحل أمر حقيقي يف نفسه ال خيتلف فيه"، ما

ال جيب ، فاثنانهو ذايت حبيث يدرك العقل صالحه فال خيتلف فيه أمر حقيقي يف نفسه؟ هلب ؟، فإذا خالفه طرحخمالفا لهالشرع أن يكون

ا يف حجية تعليل اهذكرن باستقراء جمموعة من النصوص مث استدل على ذلكقال:"أن منكري اإلمجاع قالوا برعاية املصاحل، فهي إذن حمل وفاق، اإلمجاعبو ،األحكام

.)3(واإلمجاع حمل خالف، والتمسك مبا اتفق عليه أوىل من التمسك مبا اختلف فيه" :تقدمي املصلحة على النص، نذكر منها الطويف وببعض األحاديث اليت فهم منها

. 46؛ رسالة يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص276صلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق، صامل - 1 ).48- 47- 4/46املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 2 .261؛ املصلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق، ص34رسالة يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص - 3

Page 321: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾293﴿

اهللا صلى اهللا رسول أن: سلم و عليه اهللا صلى النيب زوج اعنه اهللا رضي عائشة عن يا فقلت .إبراهيم قواعد عن اقتصروا الكعبة بنوا ملا قومك أن تري أمل :هلا قال سلم و عليه

فترك .)1(لفعلت بالكفر قومك حدثان لوال :قال ،إبراهيم قواعد على هاترد أال اهللا رسولرأى ف ،وهو الواجب يف حكمها ملصلحة الناس إبراهيمعلى قواعد البيت عليه السالم بناء

نصوص يف حد ذاا، عليه بأن املقدم ورد، )2(فقدمت عليه مصلحة الطويف أن النص عارضته .)3(فاملعارضة وقعت بني النصوص

ورأى أا تقدمي للمصلحة ،الصحابة املبنية على املصلحةببعض فهوم كما استدل احتج به القائلون بتعليل أحكامه سبحانه عما ال خيرج عموما واستدالله هذا على النص،

، ألن االحتكام إىل املصلحة بالنص استصالح الشارع، واتهد يستدل بذلك على باملصلحة حجية استصالحه.

مذهب الطويف:

أثر عنه أنه قال:صويل احلنبلي ام بالرفض، واألويف لطيقول صاحب الدرر الكامنة: ا اهللا إنه قيل من وبني خالفته يف شك من بني كم

وعن انتسابه يقول: أشعري إا إحدى الكرب ريــحنبلي رافضي ظاه

السب يتضمن ما ونظم، ألف كتابا مساه: "العذاب الواجب على أرواح النواصب"جن، مث من دسائسه ما ام به سو رشة فعزئوقيل أنه وقع يف حق عا، رضي اهللا عنه بكر أليب

رضي اهللا عنه وعمر بن اخلطاب ،أبا بكر وعمر رضي اهللا عنهما يف أما سبب خالف األمة .)4(سبب التعارض الواقع بني روايات احلديث، وقال صاحب الترمجة له أنه تاب عن الرفض

).1/671، (1333)؛ صحيح مسلم، كتاب احلج، باب نقض الكعبة وبنائها، رقم 1/382، (1480البخاري، كتاب احلج، رقم صحيح - 1 .267؛ املصلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق، ص36رسالة يف رعاية املصلحة، املصدر السابق، ص - 2 .172املصلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق ص - 3ر الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة، تأليف شيخ اإلسالم شهاب الدين أمحد بن علي بن حممد بن حممد بن علي بن أمحد الشهري بابن حج - 4

).2/154، (1993- 1414هـ)، دار اجليل، بريوت، ط/852العسقالين(ت

Page 322: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾294﴿

الروايات قال الطويف:"واعلم أن من أسباب اخلالف الواقع بني العلماء تعارض وذلك أن أصحابه ،والنصوص، وبعض الناس يزعم أن السبب يف ذلك عمر بن اخلطاب

استأذنوه يف تدوين السنة يف ذلك الزمان فمنعهم من ذلك، وقال: ال أكتب مع القرآن ، فلو )1(اكتبوا أليب شاه خطبة الوداع""غريه"، مع علمه أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال:

النضبطت السنة، ومل يبق بني النيب صلى اهللا عليه وسلم يف كل حديث إال تركهم يدونون ه وال . ذكر الطويف هذا الزعم ومل يرد)2(الصحايب، ولتواترت دواوينهم كالبخاري ومسلم

علق عليه.بالرفض، ال ألجل األبيات اليت قاهلا فقط، وإن كان فيها تصرحيا هوجم الذيالطويف و

فيه شبه كبري مبا أملته املدرسة عليه، ه هلافرأيه يف النص مقارنة باملصلحة وتقدميبنسبته هذه، ، من تقدمي املصاحل مطلقا على النصوص.الباطنيةفقد تكون فكرته "من أبرز قتنا احلاضر، وبني القبول والرد إىل لورأي الطويف هذا ظ

.)3(املوافقات وللبحث يف املقاصد"احملاوالت اليت شكلت بدورها سبقا حقيقيا لكتاب يف االجتهاد ال ؤهخطووقيل رأي الطويف ال يعدو أن يكون نظرية تقبل اخلطأ والصواب،

.)4(يعين أنه قد أساء النيةوقد تكون فكرة قاهلا يف حالة ال وعي: قال الفاسي:"وكالم الطويف ال يعدو أن

.)5( يكون رأيا من عامل حبانة"

.)6(أن استدالله على أن املصلحة مقدمة على النص: أكرب وأشنع مغالطة ويرى البوطي

)؛ صحيح مسلم، كتاب احلج، باب حترمي مكة وصيدها 1/583، (2254البخاري، كتاب يف اللقطة، باب كيف تعرف لقطة أهل مكة، رقم صحيح - 1 ).1/684، (1355، رقم وخالها وشجرها ولقطتها إال ملنشد على الدوام

.266املصلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق، ص - 2 .183بية اإلسالمية، املصدر السابق، صحفريات املعرفة العر - 3 .221املصلحة يف التشريع اإلسالمي، املصدر السابق، ص - 4 .150مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها، املصدر السابق، ص - 5 .212ضوابط املصلحة، املصدر السابق، ص - 6

Page 323: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾295﴿

.)1(وقال أبو زهرة الطويف خلع الربقة من عنقهومبىن اخلالف بينه وبني غريه من األصوليني أم مجيعهم شرطوا لألخذ باملصلحة سواء

الطويف هذا الشرط.، ومل يعترب أن ال تكون مناقضة للنصوص :من اعتربها جزئية أو كليةأن يقال إن الطويف إذا مل يقصد باملصلحة املقدمة على لألئمة، فحق وإنصافا

ت عليها النصوص:املصلحة املرسلة اليت قال ا مالك، فهو يقصد تلك املصلحة الكلية اليت دلمتاما كما فعل ،نصوص تضافرت حىت أصبحت من القوة ما ميكن أن تقدم على النص اخلاص

يث عندما تعارضت مع قواعد الشرع املعضدة باألدلة.بعض األحاد ك يف ردمالبوه له من تقدمي القواعد العامة على أخبار ما صرح به أصحاب أيب حنيفة ونسهذا فضال ع

اآلحاد وهي نصوص. .غنيةبل من طالب الطويف باملثال ففي أمثلة املالكية واحلنفية

من أسباب اختالل تعاطي علم أصول الفقه:"الغفلة رائد علم املقاصد يقول: ابن عاشورومثل مبحث ،عن مقاصد الشريعة فلم يدونوها يف األصول، إمنا أثبتوا شيئا قليال يف مسالك العلة

. )2(املناسبة واإلخالة واملصلحة املرسلة، وكان األوىل أن تكون األصل األول لألصول" باملصلحة:األدلة وعالقتها

وإمتاما للفائدة نذكر األدلة اليت اعتمدها األصوليون كمصادر لتشريع األحكام وعالقتها

باملصلحة.

:لمصلحةل استنادهاالستحسان و

وذلك على وجهني ،ستحسان هو ترك القياس إىل ما هو أوىل منهاال قال اجلصاص

كل واحد منهما، فيجب إحلاقه بأحدمها أحدمها:أن يكون فرع بتجاذبه أصالن يأخذ الشبه من

دون اآلخر فسموا ذلك استحسانا.

.)1(والوجه الثاين منهما: هو ختصيص احلكم مع وجود العلة

.268ابن حنبل حياته وعصره، آراؤه وفقهه، املصدر السابق، ص - 1 .204أليس الصبح بقريب، املصدر السابق، ص - 2

Page 324: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾296﴿

لنص واإلمجاع وللضرورة، مت ميثل لترك القياس لويف أصول السرخسي: يترك الدليل ،والقياس أنه ينجس ،النجاسة ست مبالقاتحبكم طهارة اآلبار واحلياض بعدما جن :للضرورة

للمصلحة.فترك القياس .)2(ة إىل ذلكجفحكم بطهارته للضرورة احملوفإذا قال الشافعي: االستحسان تلذذ وال جيوز القول يف القول يف شرع اهللا من غري

.)3(فيه تعطيل للقياسوالكتاب وال اخلرب وال القياس، أن القياس قياسان، أحدمها أن يكون يف مثل األصل فذلك "ماألفإنه قال يف كتابه "مث قياس أن يشبه الشيء بالشيء من األصل والشيء من األصل ،الذي ال حيل ألحد خالفه

يف -وموضع الصواب :قال الشافعي ،ه غريه باألصل غريهه هذا ذا األصل ويشبفيشب ،غريهره إليه، إن أشبه أحدمها يف خصلتني صيأن ينظر فأيهما كان أوىل بشبه -القياس الثاين

فاالستحسان ،)5(ومثله يف "الرسالة" .)4(واآلخر يف خصلة أحلقه بالذي هو أشبه يف خصلتني أحد أنواع القياس وقد قال به الشافعي.

باملصاحل، والقياس أساسه التعليل القياسفإذا كان االستحسان هو أحد أنواع .آل االستحسان إىل كونه دليال مصلحيا باملصاحل

تفيضة يف اختالف سذكر اجلصاص أن رجال كان كثري العلم قد صنف كتبا مونفي القياس بعد أن قال بإثباته، فسئل عن إنكاره للقياس بعد إثباته له بالفقهاء وكان يقول

إال أن مجيع ما احتج به يف ،فقال: قرأت إبطال االستحسان للشافعي فرأيته صحيحا يف معناهفكال من القياس .)6(بطال االستحسان هو بعينه يبطل القياس فصح به عندي بطالنهإ

واالستحسان مدارمها على التعليل باملصاحل.

).4/234(الفصول يف األصول، املصدر السابق، - 1 ).2/202أصول السرخسي، املصدر السابق، ( - 2 فما بعد). 3/504الرسالة، املصدر السابق، ( - 3 ).8/210األم، املصدر السابق، ( - 4 ).3/479( الرسالة للشافعي، املصدر السابق، - 5 ).2/226الفصول يف األصول، املصدر السابق، ( - 6

Page 325: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾297﴿

.)1(االستحسان واالستصالح متقاربانفاحلسن هو املصلحة ف "وقد قال ابن تيمية:ابن قال، أخذ باملصلحة هم املالكية بأنه:وممن أخذوا باالستحسان و صرحوا

وقال .)2("ومعىن االستحسان يف أكثر األحوال هو االلتفات إىل املصلحة والعدل"رشد:يف القياس يكاد يفارق غرقوقال مالك أيضا امل. )3(مالك:" تسعة أعشار العلم االستحسان"

الضيق واحلرج منافيوقع املكلف يف ضيق وحرج، وقد ومعناه أن طرد القياس .)4(السنة الكليات الشرعية، كاالستحسان واملصاحل.ذلك باالحتكام إىل و ه،للسنة فيلزم رفع

الدليل ترك ومنه ،للمصلحة الدليل ترك ـ أي االستحسان ـ فمنه:"وقال ابن العريب وإيثار املشقة لرفع للتيسري الدليل ترك ومنه ،املدينة أهل إلمجاع الدليل ترك ومنه ،للعرف .)5("اخللق على التوسعة

نظائرها إىل عن الذي هو العدول حبكم املسألة ،وقد أخذ احلنابلة أيضا باالستحسان .)6(حكم هو أوىل منه

قد فيكون الكل .)7(حمل إمجاع :االستحسان الذي هو األخذ بأقوى الدليلني وقيلنوع من االستصالح يترك الدليل له، ناالستحسااحتكموا إىل االستحسان، وإذا كان

، وال عن استدالله.ره الطويفعما قر والدليل قد يكون نصا أو قياسا، فال يكون بعيدادوا على العلل واألوصاف اجلزئية يف ما مج إذا وضح هذا علم أن أهل االجتهادف

مىت كان ذلك مؤد إىل ضيق وحرج احتاج إىل التوسعة على بل ،إحلاق ما ال نص فيه، يستمدون منها الشرع أصول املعاين اليت تالئمتطلعوا إىل وتركوا اعتصار األلفاظ ، املكلفني

األحكام.

).11/188جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 1 ).2/289بداية اتهد واية املقتصد، املصدر السابق، ( - 2 ).2/523)؛ املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، (1/291البهجة يف شرح التحفة، املصدر السابق، ( - 3 ).2/96، املصدر السابق، (االعتصام - 4 ).1/131البن العريب، املصدر السابق، ( احملصول - 5 .127روضة الناظر، املصدر السابق، ص - 6 .355؛ شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص191تقريب الوصول، املصدر السابق، ص - 7

Page 326: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾298﴿

للمصلحة: العرف واستناده

كيف تؤثر العادات ،أثناء احلديث عن السياق املقامي معنا يف مبحث السياق قد مر .حبيث يتغري احلكم بتغري العادات واألعراف املؤثرة فيه ،النص الشرعي فهم على

علوا ، وجيف العديد من املسائلورجع له الفقهاء ة، وقد اعترب األصوليون العرف حجدليل به ك البعض ، وإن مل يصرح)1(الفقهية الكربى همقواعداالحتكام إىل العوائد أحد

قال القرايف: "أما العرف فمشترك بني املذاهب ومن استقراها مصدر الستنباط األحكام. و .)3(وعند املالكية أصل من أصول االستنباط. )2(وجدهم يصرحون بذلك فيها"العرف القويل والعرف العملي، م األصوليون العرف إىل:قسويف مباحث األلفاظ

. )5(اختلفوا يف العرف العملي، و)4(وجعلوا العرف القويل خمصص للعموماالحتكام إىل العرف عني املصلحة والعدل، قال التسويل: إن محل الناس على يف و

.)6(أعرافهم وعوائدهم ومقاصدهم واجب، واحلكم عليهم خبالف ذلك من الزيغ واجلور"وعلى الشريعة، ،وقال ابن القيم:"إياك أن مل قصد املتكلم، ونيته وعرفه فتجين عليه

منه، وتلزم احلالف واملقر والنادر والعاقل، ما مل يلزمه اهللا ورسوله يئةربوتنسب إليها ما هي .)1(ضال مضل، وهو أضر على أديان الناس وأبدام واملفيت الذي أمهل ذلك ،)7(به"

؛ 101؛ األشباه والنظائر البن جنيم، املصدر السابق، ص90)؛ األشباه والنظائر للسيوطي، املصدر السابق، ص2/399حاشية العطار، املصدر السابق، ( - 1ة، عادل بن عبد القادر بن حممد األشباه والنظائر للسبكي، املصدر السابق، العرف حجيته وأثره يف فقه املعامالت املالية عند احلنابلة دراسة نظرية تأصيلية تطبيقي-1/1418لعربية السعودية، طويل قواته، قرأه وقدم له: عبد اهللا بن بية، أمحد بن عبد اهللا بن محيد، حممد بن علي القري، املكتبة املكية، مكة املكرمة، اململكة ا

. فما بعد206، ص1997 .353شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 2 ).4/270؛ الذخرية، املصدر السابق، (353شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 3)؛ البحر احمليط، املصدر 2/140)؛ كشف األسرار، املصدر السابق، (1/190)؛ أصول السرخسي، املصدر السابق، (1/377الفروق، املصدر السابق، ( - 4

).3/393السابق ( ).3/393البحر احمليط، املصدر السابق، ( - 5 ).2/101البهجة يف شرح التحفة، املصدر السابق، ( - 6 ).4/433إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 7

Page 327: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾299﴿

صلح منها، وقد هم الشرع على ماوقد أقر ،فمصلحة الناس يف اعتبار عوائدهم وأعرافهمأو ،ذلك سواء يف باب الدالالت اللفظية، أو يف مباحث األدلةلأوىل األصوليون اهتماما بالغا

على باإلحالة م فيهاكتب الفقه اليت امتألت تعلياليف كتب القواعد الفقهية، ناهيك عن ...وغريها ،والطالق ،األميانو األعراف والعوائد، كما يف مسائل احليض والنفاس، واملهر،

:لمصلحةواستنادها لسد الذرائع

مالك وأصحابه كمصدر الستنباط اأصل من األصول اليت تبناهسد الذريعة :يف معناها القرايف، قال األحكامفمىت كان ،لهدفعا الذريعة الوسيلة للشيء، ومعىن ذلك: حسم مادة وسائل الفساد "

وهو مذهب مالك رمحه ،الفعل السامل عن املفسدة وسيلة إىل املفسدة منعنا من ذلك الفعل .)2(اهللا"

كسب .)3(مفسدة امل يكن يف ذا ت عن كوا وسيلة ألمر معنيحبيث إذا جتردإليه من مفسدة سب الكفار هللا تما آلل انهي عنهال ا، إمنا سرمفسدة يف ذا تاألصنام ليس

سبحانه وتعاىل.معترب إمجاعا كحفر اآلبار األول: ،إىل ثالث أقسام الذرائع األمة أمجعت على تقسيمو

يف طرق املسلمني وإلقاء السم يف أطعمتهم، وسب األصنام عند من يعلم من حاله أنه يسب خمتلف فيه :ملغى إمجاعا كالشركة يف السكن خشية الزنا، وثالثها :اهللا تعاىل حينئذ، وثانيها

. )4(قال املالكية بسد الذريعة يف النوع الثالث، وخالفهم غريهم ،كبيوع اآلجالة عند اجلميع على تفاوت يف مراتب االحتكام إليه.فيكون هذا األصل حج

).4/470املصدر نفسه، ( - 1 ).2/61؛ الفروق، املصدر السابق، (353- 352شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 2 ).29/277جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 3 ).2/62؛ الفروق، املصدر السابق، (353شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 4

Page 328: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾300﴿

هي املتضمنة : املقاصدوقسمني: وسائل ومقاصد، واألحكام كما سبق ذكره .)1(ووسائل: هي الطرق املفضية إليها ،للمصاحل واملفاسد يف أنفسها

حوالوسيلة إىل أفضل املقاصد أفضل الوسائل، وإىل أقب، الثاينمن قبيل الذرائع و املقاصد

بسقوط اعتبار ها ويسقط اعتبار ،)2( وإىل ما هو متوسط متوسطة ،أقبح الوسائلقال الشافعي يف األم بعدما ذكر النهي عن بيع املاء ليمنع به ،تأخذ حكمهو. )3(املقصد معاين تشبه واحلرام احلالل إىل الذرائع أن يثبت ما هذا يفف هكذا هذا كان فإن:")4(الكأل

.)5("واحلرام احلاللة، حت إىل مصلحة راجقد تفتح إذا أد ،الذرائع ألا مفضية إىل املفاسد سدتوكما

"بل دفع املال إىل الكفار، فتجوزيها وفتحها ال من جهة كوا معتربةبكتوسل لفداء األسرى قال ابن تيمية: "فإن الذريعة إىل الفساد جيب ،راجحة )6(من جهة كوا وسيلة إىل مصلحة"

إال إذا ،ها إذا مل يعارضها مصلحة راجحة، وهلذا كان النظر الذي يفضي إىل الفتنة حمرماسد .)7(كان ملصلحة راجحة مثل نظر الطبيب فإنه يباح للحاجة

آل يف جتويز الوسيلة ومنعها، فإذا آل إىل مفسدة منع وإن كان املم وهكذا حكباعتبار ذاته ال مفسدة فيه، وإذا آل إىل مصلحة راجحة أجيز وإن كان باعتبار نفسه مفسدة،

ا وفتحا.، يدور معها سدع املصلحةاألسرى. فروح أصل سد الذرائ ءكما يف فدا

.58)؛ قواعد األحكام، املصدر السابق، ص2/64؛ الفروق، املصدر السابق، (353شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 1 .58اعد األحكام، املصدر السابق، ص)؛ قو2/64؛ الفروق، املصدر السابق، (353شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص - 2 .120؛ قواعد األحكام، املصدر السابق، ص353)؛ شرح تنقيح الفصول، املصدر السابق، ص 2/64الفروق، املصدر السابق، ( - 3ة أن رسول اهللا صلى ) من حديث أيب هرير1/563، (2182صحيح البخاري، كتاب املساقاة، باب من قال إن صاحب املاء أحق باملاء حىت يروي رقم - 4

تاج إليه لرعي الكأل، رقم اهللا عليه وسلم قال:"ال مينع فضل املاء ليمنع به الكأل"؛ صحيح مسلم، كتاب املساقاة، باب حترمي بيع فضل املاء الذي يكون بالفالة وحي1566) ،2/121.(

).5/101األم، املصدر السابق، ( - 5 .126قواعد األحكام، املصدر السابق، ص - 6 )21/144جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 7

Page 329: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾301﴿

:عالقة احليل باملصلحة

يف تدبري األمور، وهي ققال ابن جنيم: "احليل: مجع حيلة: وهي احلذ :تعريف احليل .)1(تقليب الفكر حىت يهتدي إىل املقصود"

اهلروب :املخارج، وقيل :باحليل، وقيل :وقال أم اختلفوا يف اصطالحها فعرب عنها .)2(احلراممن

.)3(واصطالحا: احليل هي الوسائل اليت تسقط الفرائض وحتل احملارمذا تكون مناقضة لسدالذرائع، قال ابن القيم: "جتويز احليل يناقض سد الذرائع و

فإن الشارع يسد الطريق إىل املفاسد بكل ممكن، واحملتال يفتح الطريق إليها ،مناقضة ظاهرة . )4(حبيلة" - أي املفاسد–

إما ذنوبا :إن ما أحوج الناس إىل احليل أحد األمرين وعلى القول بأا خمارج يقول ابن تيمية

5Οù=Ýà ﴿ باحليل كاليهود، قال تعاىل:جوزوا عليها تضييقا يف أمورهم فلم يستطيعوا دفعها إال Î6 sù

z ÏiΒ šÏ%©!$# (#ρ ߊ$ yδ $ oΨ øΒ§� ym öΝ Íκö� n=tã﴾... وإما مبالغة يف التشديد فاضطرهم ،160سورة النساء، اآلية

هذا االعتقاد إىل االستحالل باحليل، وهو خطأ يف االجتهاد، ألنه من اتقى اهللا ال حيتاج إىل . )5(ألن الدين مسح ال حرج فيه ،خمارج

.477األشباه والنظائر البن جنيم، املصدر السابق، ص - 1 .477األشباه والنظائر البن جنيم، املصدر السابق، ص - 2 )5/135إعالم املوقعني، املصدر السابق، (- 3 )5/66املصدر نفسه، ( - 4 ).29/27السابق، ( جمموعة الفتاوى، املصدر - 5

Page 330: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾302﴿

فما أحوج الناس إىل احليل هو تلك القيود واألصر واألغالل اليت وضعتها االجتاهات عن الدليل الكلي إىل وكذا عدوهلم صل هلا، ن عن حيل وخمارج يؤالفقهية، مث عادوا يبحثو

.)1(ومناهج تأصيله وقراءته واالستدالل به ،الدليل اجلزئياحليل كأيب حنيفة فإنه اعترب : "ومن أجاز بقولهالشاطيب األخري أشار إليه وهذا املعىن

.)2(ل أيضا، لكن على حكم االنفراد"املآاملقاصد فقه عن فالتأصيل للحيل كمصدر لتشريع األحكام اضطر إليه ملا ابتعدوا

تثل له إىل خمرج، ألنه ميسر كله ال حيتاج املالدين وأن واالحتكام إىل آحاد األدلة، ،الشرعيةبل جتويزها من باب االحتكام رد األلفاظ والصور الظاهرة، حرج، ليس فيه ضيق وال

املعاين اليت جاء الشرع لتحقيقها، ولذا عاب ابن القيم على ايزين للحيل: أم عابوا وإمهال أهل الظاهر املتمسكني بظواهر نصوص الشرع، بينما متسكوا هم بظواهر أفعال املكلفني

.)3(حيث يعلم أن الباطن والقصد خبالف ذلك ،وأقواهلمته لقصد الشارع وما يستلزم ذلك من تعطيل فهذا أصل وجه املنع فيه هو مناقض

.)4(رم قواعد الشريعةخ لمصاحل راجحة، قال الشاطيب: مآل العمل باحلينه وإن أجاز احليل يشترط أن ألوهذا ال يشكل على جتويز اإلمام أيب حنيفة للحيل،

، فاحتكم للظاهر يف الوقوف على قصد )5(ال يقصد إبطال احلكم صراحا ألنه عناد للشرعكثرة الوقوع ملعرفة قصد على ـ كما يف منع بيوع اآلجالـ املتحيل، بينما احتكم املالكية

تقرير األصل.، ال يف املتحيل، فالفرق يف الطريق الذي يتعرف به على مقصود املتحيل لمصلحة:واستنادها ل مراعاة اخلالف

.40، ص2001- 1/1421مقاصد الشريعة، طه جابر العلواين، دار اهلادي، بريوت، لبنان، ط - 1 ).5/188املواقفات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 2 )5/103إعالم املوقعني، املصدر السابق، ( - 3 ).4/145املوافقات، حتقيق دراز، املصدر السابق، ( - 4 ).5/188افقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، (املو - 5

Page 331: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾303﴿

سان العرب:راعيت ويف ل، )1(يف املصباح املنري: راعيت األمر نظرت يف عاقبته قال .)2(؟يصري اماألمر نظرت إىل

عمال دليل اخلصم يف الزم مدلوله الذي أعمل يف نقيضه دليل إ"هو واصطالحا: .)3(الدليل، والضمري يف نقيضه يعود على املدلول" على آخر، فالضمري يف مدلوله يعود

الزم يف الشغار صريح فسخ بعدم القائل خصمه دليل اهللا رمحه مالك إعمالمثاله: . )4(الزوجني بني اإلرث ثبوت والزمه ،فسخه عدم :ومدلوله ،مدلوله

خذ بالزم دليل اخلصم، قال: وذلك بأن يكون دليل األر الشاطيب سبب وقد فسيصري الراجح مرجوحا املسألة يقتضي املنع ابتداء، ويكون هو الراجح، مث بعد الوقوع

ــرملعارضة دليل آخفيكون القول بأحدمها يف غري الوجه الذي يقول فيه بالقول ،يقتضي رجحان دليل املخالف

.)5(خمتلفتان مسألتان ومها، اآلخر، فاألول فيما بعد الوقوع، واآلخر فيما قبله

الظروف باختالف حكمها ، فيختلففاملسألة بعد الوقوع حتكمها معطيات أخرى

حال باختالف، وهذه املسألة نظري الفتوى فإن احلكم يف املسألة يتغري اجلديدة املؤثرة فيها

املستفيت والظروف اليت وقع فيها الفعل؟

، حتصيال ملصلحة راجحة وقد يترك ما هو من املشروعات، خروجا من اخلالف

"واملسلم قد يترك املستحب إذا كان يف فعله فساد قال ابن تيمية:سلمني، بني امل تأليفك

ألن ،على مصلحته، كما ترك النيب صلى اهللا عليه وسلم بناء البيت على قواعد إبراهيم حراج

.139املصباح املنري، املصدر السابق، ص - 1 ).3/1677لسان العرب، املصدر السابق، ( - 2 ).1/21البهجة شرح التحفة، املصدر السابق، ( - 3 ).1/21املصدر نفسه، ( - 4 ).5/108املوافقات، حتقيق مشهور، املصدر السابق، ( - 5

Page 332: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾304﴿

يف فعله فساد راجح على املصلحة، ولذا استحب األئمة ابن حنبل وغريه أن يدع اإلمام ما

.)1( هو عنده أفضل، إن كان فيه تأليف للمأمومني..."

وقال النووي: "اخلروج من اخلالف حسن حمبوب مندوب إىل فعله برفق، فإن العلماء

متفقون على احلث على اخلروج من اخلالف، إذا مل يلزم منه إخالل بسنة أو وقوع يف

.)2(خالف آخر"

ابن عابدين:"مطلب يف قال إن كان البعض قد شرطه بعدم ارتكاب مكروه مذهبه، و

.)3(اخلالف إذا مل يرتكب مكروه مذهبه"ندب مراعاة

مصلحة أنه يؤلف بني صفوف املسلمني ويوحد ويكفي اخلروج من اخلالف

، فمآل رعي اخلالف هو حتصيل املصاحل الشارع احلكيمينشده كلمتهم، وهو مقصد

الراجحة.

ن: تبي هذه النبذة القصرية عن عالقة هذه األدلة باملصلحةأن العالقة بني املصلحة وهذه األدلة عالقة األصل بالفرع، فاملصلحة أساس هذه

األدلة وروحها.وتسع رق يف القياس يكاد يفارق السنة،غامل اهللا تكرس وتترجم ملقولة مالك رمحهـ

، والقياس ليس الدليل أعشار العلم االستحسان، فالنصوص ال تفي بأحكام النوازل تفصيال، واليت ألدلةإىل غريه من ا ولذا حيتكمواحلرج، ضيقالوقع يف ، بل طرده يالوحيداالجتهادي

تنبين على املصلحة، كما سبق بيانه. وختاما هلذا املبحث:

).24/106جمموعة الفتاوى، املصدر السابق، ( - 1 ).2/31، (1994- 2/1414صحيح مسلم بشرح النووي، مؤسسة قرطبة، ط - 2دراسة وحتقيق رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار خلامتة احملققني حممد أمني الشهري بابن عابدين، مع تكملة ابن عابدين لنجل املؤلف، - 3

- 1423شيخ عادل أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد معوض، قدم له وقرضه األستاذ الدكتور: حممد بكر إمساعيل، دار عامل الكتب الرياض، ط/وتعليق:ال2003) ،1/278.(

Page 333: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

أثر االستصالح عند : لثانيا المبحث لثالفصل الثا

األصوليين

﴾305﴿

أمجعوا على التعليل املنصوص باملصلحة، واختلفوا يف تعليل اتهد وليني األصن فإـ تأسيا بالتعليل املنصوص، وانتهجه القائلون بالقياس مسلكا من مسالك حتصيل مقصود الشارع من اخلطاب، وإن مل يصرحوا بذلك كما صرح به كل من الشاطيب والطاهر بن

عاشور. وا االجتهاد وفق املصلحة، وال أمهلوا التقعيد اتهدون عرب عصور التشريع مل يهملـ تفاوتت درجات اعتبار األدلة املصلحية، بني مصرح بالدليل والتقعيد له، وإمنا ، لذلك مجلة

لقياس حىت على ا إحالته تكثروبني مستنبط لألحكام وفقه دون التصريح به، وبني منكر له فوهامجوا القائلني على االستصحاب.ل بقياس الشبه، ومنكر القياس أكثر من اإلحالة اق

ميزها االهتمام باللفظ والشكل دون ا بدت معظم أدلة الفقه وقد وهكذ باملصلحة صراحة، املعىن.

ة، خشية جتاوز ما جاءت به النصوص املصلح إىلمن االحتكام واحترجاألصوليون ـ لباطن،اادعاه أهل ارف فيه أهل اهلوى كيفما رغبوا، كمصمجلة، وجعلها عبارة عن وعاء يت

ل القوانني جعكل ذلك احلاكم سلطة التشريع فيقرر ما شاء حبجة املصلحة، امتالك وخشيةوال إجياد حلول ملعظالت املشاكل ،فال تستطيع مواكبة التطوراتالشرعية توصف باجلمود

، مما اليت تطرح وقتيا، األمر الذي انعكس سلبيا على العلوم الشرعية وخباصة أصول الفقه .بالتجديد عمليات اإلصالح منصبة عليهجعل

Page 334: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ
Page 335: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾305﴿

كان املقصود من هذا البحث حتقيق القول يف مدى إعمال األصوليني ملقاصد

حىت يف الشريعة، وهل عدم إفرادهم هلا مبباحث خاصة يف مدوناهم: إمهال مطلق منهم هلاعن مباحث أصول الفقه أم هناك تداخل بينهما؟ اجتهادام؟ وهل مباحث املقاصد مستقلة

وقد توصلت حبول اهللا وعونه إىل النتائج التالية: يف تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية:

األصوليون عرفوا أصول الفقه باعتبارها مركبا إضافيا، وباعتبارها علما، والقدر قه: أدلته، وأثاروا مسألة القطع والظن يف املشترك الذي اتفقوا عليه بينهم هو أن أصول الف

، وما هو املعترب منها يف أصول الفقه، فوقع االتفاق منهم على فقهلمبكرا عند تعريفهم ل األدلة القطعية منها، واختلفوا يف البقية.

أشار اجلويين إىل نوعني من األدلة، األدلة النصية واألدلة كأصول مصلحية مستقرأة هذا النوع الثاين من األدلة الذي سيجعله ثلة من العلماء، لية، وتبعه يف ذلكمن األدلة التفصي

الباحثون معتصمهم يف البناء لفن املقاصد، ولذا وجدت عبارات كثرية تشري إىل تعريف املقاصد عند القدامى، وصفت بأا مقربة ملفهوم املقاصد وليست حدا هلا، ومل خيرج

ه القدامى.املعاصرون بتعاريفهم عما قرر على بذلك املقاصد باملعاين واحلكم والبواعث والغايات، فركزوا املقاصديون ففعر

اجلزء الذي كان مغمورا عند األصوليني يف ثنايا بعض املباحث األصولية، وإن كان املقاصديون يعتربون هذه املعاين واحلكم أدلة للفقه كما سيتبني يف منهجهم.

فهو العوارض اليت تعرض ألدلة الفقه سواء كانت وبالنسبة ملوضوع أصول الفقه، ظنية أو قطعية.

ما يعرب عنه باملوضوع فيبحثون عن :بني مادته اليت هي جزء منه وهو كما خلطواعوارضه، مببادئه فأقحموها فيه، وخصوا هلا مساحات واسعة، حىت طغت على املادة األصيلة

ري منها.منه، فأمهل الكث

Page 336: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾306﴿

ما يعرض لتلك األصول :فهو اأما استمداد املقاصد فهي أصول الفقه، وعن موضوعهومسالك من قطع وظن، القطعية، أو القريبة من القطع اليت انتقيت من علم أصول الفقه،

كالفطرة والتعليل... حتصيلها، وبعض املفاهيم أقسام أصول الفقه:

األصوليون تنبهوا إىل وجود أصول أخرى ختدم حكمة الشرع، يف مقابل القواعد فقعدوا ، واليت تنحصر وظيفة معظمها يف ضبط اللسان العريب، اليت عهدوها يف أصول الفقه

القواعد الفقهية.أعمل األصوليون منهج االستقراء لتحصيل تلك الكليات الفقهية، غري أن هذه العملية

وامن منهج التقعيد الفقهي هذا، واختار وااستفاد ونلفروع الفقهية، واملقاصديانصبت على ااألدلة كجزئيات مستقرأة بدل الفروع الفقهية، مما جعل الكليات املقاصدية ترقى ألن تكون دليال قائما بذاته، يستند إليه يف عملية االستدالل، بينما بقيت األوىل ضابطة للفروع الفقهية،

تثنينا القواعد الفقهية الكربى.إذا ما اس أومأ األصوليون كالعز واجلويين و القرايف إىل بعض القواعد املقاصدية.

الكليات الفقهية عند األصوليني ال يراد ا االنطباق على مجيع اجلزئيات، فاالستقراء الناقص يكفي فيها، ولذا كثرت استثناءاا.

املقاصد اخلاصة باألبواب من منهجية استفاد الطاهر بن عاشور يف تعيني .األصوليني يف ضبط الضوابط

أقسام مقاصد الشريعة اإلسالمية:م تدور حول قسم املقاصديون املقاصد استنادا إىل ما عرا فكانت تقسيما فوه

أقسام املصاحل.يف أقسام املقاصد باعتباراا املختلفة، وأوصاف الشريعة اإلسالمية، جذورها ضاربة

.أصول الفقه وفنون الشريعة األخرىتلك التقسيمات، ويف استثمار لللمقاصديني الفضل يف إبراز الشكل املنهجي

التقسيمات واألوصاف يف عملية االستدالل، كما هو احلال بالنسبة لتقسيم املقاصد إىل أغفله وسائل وغايات، قصد ابن عاشور استثمارها يف ترتيل األحكام، وكذا االهتمام مبا

Page 337: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾307﴿

األوائل، كاملقاصد اخلاصة باتمع، وتصحيح بعض املفاهيم كمفهوم الضرورة، الذي من شأنه أن يعني هذه األمة على النهوض باملهام املكلفة ا، وكذا الفطرة اليت مل تصبح حكرا على كتب التفسري وشروح احلديث، بل أصبحت مبثابة القاعدة اليت تراعى يف عملية

وكذا اإلشارة إىل وصف غياب التفريع زمن التشريع الذي ميكن أن يستفاد منه االستدالل، يف توجيه بعض آراء املذاهب األصولية وتقريرها.

حجية أصول الفقه:مل يسلم ألصول الفقه السيما القسم اخلاص منها بقواعد ضبط اللسان العريب، دليل

ثرة اخلالف فيها، فكانت دعوى ابن متفق عليه، ولذا نعتت أصوهلا بالقصور لظنيتها، وك عاشور دعوة هلا ما يربرها، واقترح علم حيوي أصول قطعية أو قريب منها.

أما حجية املقاصد وكون املقصود من الشرع، حتقيق مصاحل املكلفني يقول الشاطيب أا مسلمة، ومعىن املسلمة أنه وجدها مقررة عند سلفه، حبيث ال جمال إلنكارها، وبرهن

على ذلك باالستقراء، و قال أن من هذا الباب ثبت القياس واالجتهاد. ولعل ما أرادا أن ينبها عليه شيخا املقاصد كجديد يف حجيتها، هو تصدير احلجية

قني مبا ال يدع جماال للشك ـ حىت يتسن هلما اعتبار باالستقراء كدليل يفيد القطع والي املقاصد أصال لالستنباط، ال ينازعهم فيه أحد.

وعن أمهية أصول الفقه فاملقصد األصلي منها هو: استنباط األحكام الشرعية، أما عن الشق الثاين منها وهو القواعد الفقهية، فعملية التقعيد تلك من طرف جهابذة سلفنا الصاحل من العلماء: حماولة كربى وبناءة لالرتقاء مبنهج االستدالل واالستنباط من املنهج اجلزئي إىل املنهج الكلي، وهو املقام األعلى يف االستدالل واالستنباط، ألن منتهجه يتحد عنده ما

يتناقض عند غريه.د، فيبدوا قاصال من جماالت االجتهاد إال مبعرفة املقاصد: ال اجتهاد يف جمأما أمهية امل

كان علم أصول الفقه أو علم احلديث أو غريمها...أنه فعال إمام كل علم

Page 338: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾308﴿

وعن نشأة وتطور أصول الفقه:فكعلم ظهر مع اإلمام الشافعي الذي ترجم للمناهج األصولية اليت كانت قبله، وككل جهد بشري، فقد كان معرضا للنقد، فانصبت عمليات التجديد عليه كل ما اقتضى األمر ذلك من أجل التقعيد ألصول كفيلة بعملية االستنباط، وبذلك فمسألة التجديد يف

هود املقدمة من طرف األصوليني ملقاصد الشريعة أصول الفقه قدمية، يشهد لذلك اجل اإلسالمية عرب الفترات املختلفة من التشريع.

أما عن نشأة املقاصد:هم كان هلم إسهام يف مقاصد الشريعة اإلسالمية، جفاألصوليون على اختالف مناه

ا البحث من إما ابتداعا أو اتباعا، إذ لو مل يكن هلم مقاصد ملا أقدموا على هذا العلم، وهذ بدايته إىل ايته شاهد على ذلك.

بل ويف العصر الذي يصفونه بالتقليد واجلمود، وغلق باب االجتهاد ـ والذي يعترب يف حد ذاته اجتهادا مبنيا على مقصد محاية الشريعة عن الدخالء ممن يدعون االجتهادـ:أفىت

بتخرجيها على أصوهلم، :العلماء فيما ما جد من مسائل ومل يكن ألئمتهم حكم فيهامستندين يف ذلك على تعليل األحكام والفروع الفقهية اليت أثرت عن أئمة املذهب، حىت

ج حكم املسألة وفقها.خير أما بالنسبة للفرق بني منهج األصوليني واملقاصديني:

،ه املعىن الراجحووجعل النص على ظاهر يف الغالبقد اعتمدوا نياألصولي بدا أنفقد وكذا بالنسبة للقياس فقد كانت يف غياب التنظري للقواعد اليت تكرس احتكامهم للمعىن،

له إال للضرورة. وااألحكام بأوصاف طردية وبني من مل يعدلعودم له بني مفرط حىت على األدلة اجلزئية كاآلحاد. وناعتمد األصولي

االحتكام للحكم من والى األوصاف املنضبطة يف القياس واملسماة علال وحترجوع كأوصاف لإلحلاق.

ه هو القطع يف احلكم.يلإأن ما وصلوا وامل جيزم

Page 339: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾309﴿

االستقراء وجعلوه مسلكا يف التعرف على مقصود رفعوا لواء فقد ونأما املقاصديسواء يف تتبع األدلة اجلزئية بغية حتصيل التواتر املفيد للقطع، السيما اهتمامهم ،الشرع

اللفظي.رة دباملعنوي لنهم للعلل واألوصاف اليت بىن عليها األصويل أحكامه، واالرتقاء ا لتكون ؤأو استقرا

مقصدا ودليال كليا قطعيا. استقراؤهم للحكم اليت حترج األصوليون من تعليق األحكام عليها لعدم اضطرادها

وا ضابطة وانضباطها، فضبطوها واحتكموا إليها وجعلوا داللة علل كثرية متماثلة يف ك حلكمة متحدة، فنستخلص منها حكمة واحدة تكون مقصودة للشرع.

نظرية ابن عاشور وصفت وقدختالف بني املقاصدي واألصويل اختالف منهج، الفا ،أيما استثمارتمد قوانينه من سلفه، واستثمرها بأا حماولة يف املنهج هذا املنهج الذي اس

فأكثر األصويل من اعتماد األدلة اجلزئية منفردة، وتطلع املقاصدي إىل اعتماد األدلة الكلية، املستفادة خصوصا بواسطة االستقراء.

االستقراء:ليحكم ا فقط بعض اجلزئياتفيه يتفق األصوليون مع املقاصديني بأن كل من تتبع

على الكلي هو استقراء ناقص يفيد الظن.هو استقراء االستقراء التام أو الكامل الذي يستغرق فيه التتبع كل األفراد،وأن

هم إما ناقصا ءإذ األصوليون صرحوا بأن استقرا ،املناطقة ال يتحقق عند كل من الفريقنييفيد الظن، أو أغليب من باب إحلاق الفرد باألعم األغلب الذي يفيد غالب الظن وراجحه،

ال القطع واليقني.واملقاصديون الذين نشدوا استقراء يفيد القطع مل جيدوا بدا من اعتبار االستقراء

األغليب، إذ األمر متعلق مبقدار ما بيد اتهد من أدلة، ومدى إمكانية الوقوف عليها. اإلماموهو رأي أقوى داللة من القياس األصويل، نتيجة االستقراء عند املقاصديني

.الغزايل

Page 340: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾310﴿

املباحث منكمبحث أصيل الستقراء ل - الشاطيب ابن عاشور و - ناالشيخ نظرأو من أدلة األصول املختلف فيها، بعدما تأرجح بني أن يكون منالفقه، املعتمدة يف أصول

املقدمات املنطقية اليت ليست من أصول الفقه. ينوا فوائده يف بللعلوم الشرعية، و ذأبرز الشاطيب وابن عاشور االستقراء كدليل منق

صول اليت يلزم أن يتم وفقها االستدالل، حىت جعله الشاطيب خاصية كتابه، ليأيت األتأصيل يقرر أنه ال ميكن أن نثبت أصال من أصول الشريعة تكون مقصودة هلا باألدلة وابن عاشور

تها معظم أدلور داملتعارف عليها يف أصول الفقه، ألن وجود القطع والظن القريب منه نا لكشف عن مراد الشرع، وجعل أعظمها االستقراء. لظواهر، ولذا قرر جمموعة من الطرق

قواعد مستهاالذي أدى إىل األمر األصوليون وإن اعتمد بعضهم االستقراء الناقصإىل مسألة مهمة يف االستقراء، منهم ابن تيمية وهي أن السبب واأشار، الظن وكثرة اخلالف

واألول يصعب ألنه ،املقتضي للعلم، إما اقتران األمرين مطلقا، وإما مع الشعور باملناسبيستلزم عملية االستقراء التام، وهو شبه مستحيل يصعب االطالع عليه، فكانت املناسبة

العام أن احلاالت املتشاة هلا علال متماثلة. كبديل عن االستقراء التام إذ القانونوهو ما أفاده قول الرازي وهو يتحدث عن االستقراء املظنون بعد أن ذكر مثال

.بدليل منفصل إال القطع ال يفيدمن االستقراء هذا النوع من أن الوتر:يفيد ناقص الذي يف األصل ولذا فيقال أن االستقراء عند األصوليني استقراء جزئي

ف له أهله دليل منفصل يرقى به إىل اليقني، هذا الدليل الذي مثل له ابن تيمية الظن أضاباملناسبة وعرب عنه الرازي بالدليل املنفصل، وهو ما يفترض أن حنمل عليه استقراء األصوليني،

ع ألن استقراء الالمتناهي مستحيل، إذ قاعدة األمر للوجوب مثال يصعب عليهم استقراء مجيمواقع كالم العرب فيها، فاستقرئت مواضع منها، ومواضع من كالم الشارع يف املسألة، مث

م احلكم على الباقي احتكاما ملاهية األمر: وهو طلب الفعل على وجه اللزوم واالستعالء. عم ليس باستقراء املناطقة التام وال استقراء - سسون الستقراء علمي ؤاملقاصديون ي

ـ ال يضره ختلف جزئي منه، يكون الكلي املتوصل إليه من خالله -الناقص بعض األصوليني قطعي.

Page 341: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾311﴿

االستقراء ليس مقصودا لذاته بل باعتباره وسيلة لتحصيل أصوال قطعية أو قريبة من القطع لالستنباط، كما قرره كل من الشاطيب وابن عاشور.

مسألة القطع والظن:ل ما أفرزته عملية التقعيد عند هذا جج، ألخالف املقاصديون األصوليني يف املنه

األخري من قواعد وأدلة مستها الظن، لكن هذا ال ينفي عن األصوليني أم تشوفوا يف الكثري بل طرقوه يف أوائل مباحثهم عند تعريفهم ألصول من املواضع إىل القطع، ورغبوا يف حتصيله،

حكوا اإلمجاع قد بل ،القطع ملا كان متعسرا وكأم يئسوا من وجوده لكن نشدان الفقه،بعضهم بأنه ال بد لالحتمال املضعف ، اكتفىليس يف املسائل الشرعية داللة قاطعةعلى أن

للداللة أن يكون ناشئا عن دليل حىت ميكن اعتباره، وإال مل يسلم أي دليل منه.أو سد الذرائع أو املصاحل املرسلة؛ إمنا الستصحاب بل األصوليون وهم يقعدون ل

بأنه من األصول املقصودة يف بناء واه من موارد متعددة من الشريعة حىت قطعوانتزع .األحكام

مشايخ املقاصد: فقد صرحوا بأنه البد من تأسيس أصول قطعية، أو قريبة من أماالقطع لالستنباط، لكن وقع هلم مع ذلك نوع من االضطراب، إذ قبلوا بالظنون يف األصول

جع عن قوله بقطعية املقاصد ركما صرح ابن عاشور. بل قد وصف ابن عاشور أنه الذيعسر اليقني يف األدلة الشرعية، إىل سببه ع قد يرجالشرعية. واضطراب ابن عاشور هذا

، وبني ما أراد التأسيس له من قواعد يف تفسريه التحرير والتنوير صرح به عند تعريفه للظنتأثرا باحلالة اليت كانت تعيشها األمة اإلسالمية أنذاك وما متليه تؤلف صفوف املسلمني

النهضة وعمليات اإلصالح.مقتضيات هناك عسر يف إجياد أصول قطعية، فهذا أول عائق أمام من يؤسس هلذا فإذا كان النوع من التأصيل.

ليقلل اخلالف يف الفروع، تكون قطعية مث إذا كان املقصد منه االتفاق على أصولمع اتفاقهم على القاطع الذي الناس يف الفهمد اختلف خرية فقفهذا أيضا ليس مبتيسر، فهذه عراقيل واجهت األصوليني ولذا وجدم ،هللا عليه السالميتلقونه من النيب صلى ا

وكأم سلموا أمرهم للعمل بالظن.

Page 342: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾312﴿

أما ابن عاشور ومع فرض التسليم له بإمكانية حتصيل أصول قطعية فما فائدا إذا أننا غري ملتزمني للقطع وما يرىإذ ،كان ومع وجودها ال يرى حمظورا من اخلالف الفروع

.منوط بالظنألنه يقرب منه يف التشريع سألة حتصيل أصول قطعية، لإلقالل من اخلالف أو رفعه فهي املاملقصد من إذا كان و

يف حد ذاا خمتلف فيها بني العلماء، إذ منهم من يرى أن توقيت أصول قطعية يؤدي إىل ملقصد الشريعة من التيسري ورفع احلرج.وهو خمالف ج يف الدينالتضييق واحلر

.يرى الفاسي أن االختالف دليل حيوية األمة واستمرارية حاكميتها بلوعلى الرغم من هذا فإننا ال نعدم فائدة من السعي لتوقيت هذه األصول ألنه وإن مل

ملا يف فطرة العقول من -كما هو قول ابن عاشور – ميكن رفع االختالف الفقهي كليةاختالف امليول واألفهام ومن تفاوت الذكاء وأصالة الرأي، لكن صحيح أيضا إمكانية

وهذا نفسه .وجهات النظرإرجاع ذلك االختالف إىل الوحدة يف الرأي وإىل التقريب يف مراد األصوليني من مبحث التعارض والترجيح.

نذ القدمي، وواجهتهم بعض العراقيل فقطعية األصول قضية رامها أهل األصول محالت دون حتقيق بغيتهم، وبوصف العلوم بالتراكمية فاملقاصدي يؤسس من جديد للفكرة

نهج سليم لالستدالل دون غمط وحياول أن يتجاوز ما اعترض وخفق فيه سلفه، من م جلهده.

حلكمة املقاصدي يتميز عن األصويل مبنهج خاص، سواء يف االحتكام إىل اوبذلك ف تحصيل القطع أو الظن وحماولة االرتقاء ا ملصاف الدليل، أو اعتماد االستقراء كدليل ل

سواء يف اعتبار ،واملقاصدي يف ذلك كله قد استفاد مما قعده األصويل وبىن عليهالقريب منه، ، أو يف احلكمة واملناسبة دليال حيتكم إليه يف االستنباط والوقوف على مقصود الشرع

، وهو ما يلمح يف إعماهلم لكل من داللة االستقراء وبغية حتصيل القطع به، وبغريه من الطرق السياق، وقاعدة االستصالح.

وأثره يف تفسري النصوص عند األصوليني: لسياقلالنسبة فبل املتتبع األحكام،األصوليون قد أحملوا لتأثري املقام يف تفسري النصوص واقتناص

طبيقام جيد من منهجهم االحتكام إليه كطريق لفهم اخلطاب الشرعي وضبط املقصود لت

Page 343: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾313﴿

منه، فقعدوا القواعد واألصول اليت تكرس إعماله، ورجحوا وفقه، وكان أحد املراجع هلم يف عل ال ينازع فيه أحد، وقد قيل: ل بذلك رفع التعارض الواقع بني النصوص، فاالعتراف هلم

لتفسري العالقات السياقية يف تاريخ التراث العريب إىل اآلن هي ما ذهب إليه عبد أذكى حماولة .القاهر اجلرجاين

أما قاعدة االستصالح، فقد طرقها األصوليون كثريا السيما يف تعليل األحكام مبصلحة املكلفني، وقد دار التعليل بينهم بني اإلثبات والنفي:

فأمجع األصوليون على التعليل املنصوص، واختلفوا يف تعليل اتهد تأسيا له بالتعليل املنصوص، وانتهجه القائلون بالقياس مسلكا من مسالك حتصيل مقصود الشارع من

اخلطاب، وإن مل يصرحوا بذلك كما صرح به كل من الشاطيب والطاهر بن عاشور. من انتقاص :بالشبه اليت استلزمها القول بالتعليلمنكروا التعليل عللوا منع التعليل

لكمال ألوهيته، وخشية القول يف دين اهللا بالظن املنهي عنه.ناصر ابن عاشور القائلني بأن األصل يف األحكام التعليل، ووقت قاعدة املقام

كمسلك لرفع التعبد عن بعض أحكام املعامالت. لل واألوصاف اجلزئية يف إحلاق ما ال نص فيه، والقائلون بالتعليل مل جيمدوا على الع

بل مىت كان ذلك مؤد إىل ضيق وحرج احتاج إىل التوسعة على املكلفني، تركوا اعتصار األلفاظ وتطلعوا إىل املعاين اليت تالئم أصول الشرع، يستمدون منها األحكام، وهذا ما

ملصلحة، ألن العالقة بني يترمجه احتكام األصوليني ألكثر من مصدر غري القياس روحه ااملصلحة وباقي األدلة عالقة األصل بالفرع، وقد قال مالك رمحه اهللا: املغرق يف القياس يكاد يفارق السنة، وتسع أعشار العلم االستحسان، فالنصوص ال تفي بأحكام النوازل تفصيال،

ولذا حيتكم إىل والقياس ليس الدليل االجتهادي الوحيد، بل طرده يوقع يف الضيق واحلرج، ، وهذا منهم نظر مقاصدي حمض.غريه من األدلة، اليت تنبين على املصلحة

وبذلك فاألصوليون واتهدون عرب عصور التشريع مل يهملوا االجتهاد وفق املصلحة، وال أمهلوا التقعيد لذلك مجلة.

يد له، وبني وإمنا تفاوتت درجات اعتبار األدلة املصلحية، بني مصرح بالدليل والتقع مستنبط لألحكام وفقه دون التصريح به، وبني منكر له فكثرت إحالته على القياس حىت قال

Page 344: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾314﴿

وهاجم القائلني باملصلحة ،لقياس أكثر من اإلحالة على االستصحابابقياس الشبه، ومنكر .قد ميزها االهتمام باللفظ والشكلوصراحة، وهكذا بدت معظم أدلة الفقه

والقائلون بالتعليل وباملصاحل ضمنيا، حترجوا من التصريح به كدليل خشية جتاوز ما هو حال كيفما رغبوا، كما ويفرعوا عنها أهل اهلوىفيعتمدها جاءت به النصوص مجلة،

ولعل هذا ،خشية امتالك احلاكم سلطة التشريع فيقرر ما شاء حبجة املصلحة وأأهل الباطن، جعل القوانني الشرعية توصف باجلمود فال تستطيع مواكبة التطورات، وال إجياد حلول ما

ملعظالت املشاكل اليت تطرح وقتيا، األمر الذي انعكس سلبيا على العلوم الشرعية وخباصة أصول الفقه، مما جعل عمليات اإلصالح منصبة عليه بالتجديد.

بتجاوزه كلية إىل علم القيام بعملية االستنباط، أولتكون قواعد قادرة على هبترقية مباحث إماآخر يسمى علم مقاصد الشريعة اإلسالمية، الدعوة اليت أحدثت نوع من اجلدل بني مناصر

عل األصول علما مقاصديا جبهينة، وشكلية ومن يرى أاومعارض، ومتخوف، ،ومؤيد هلاها، ينشغل يف التنظري للمقاصد الشرعية كما يهتم بالتنظري لترتيب وحتديد طرق االستنباط من

وكيفية استثمارها يف فقه الشريعة تفسريا وتعليال واستدالال، وال مانع من إفراد موضوع املقاصد بالتأليف كبقية فروع الشريعة.

بن عاشور فقط وإن كان له ال االستقالل بعلم املقاصد عن األصول ليستفكرة لك الشاطيب، يستشف ذلك من كالمه وهو حييل على أهل إىل ذ أشارسبق التصريح ا، فقد

. املعهود عن علم ممايز لعلم أصول الفقهيف املوافقات يتحدث هاألصول، فيحس القارئ بأن التماسومن قبله اجلويين يف حبثه عن أصول الشريعة وقواعدها العامة، وضرورة

، وإمياء منه لعلم مغاير اليقني منها للخروج من دائرة الظن إشارة باملقاصد العامة للشريعة لعلم أصول الفقه.

فجاء ابن عاشور ليصرح مبا أضمروه يف تطبيقام، وخانتهم العبارة عن اإلفصاح به، ختالف فصرح باستقاللية املقاصد وبيان اختالف املنهجني كسبب يعلل به دعوته، وإال فاال

يف كتابه مقاصد اشور نفسه مسى هذا العلم اجلديديف التسمية اصطالح ال غري، إذ ابن ع، قال:"...مث نعيد صوغ ذلك العلم "مقاصد الشريعة:"ويف نفس الصفحة الشريعة اإلسالمية

أن نقول: أصول الفقه ، قال:"...فينبغي"أصول الفقهـ"وب ،ونسميه علم مقاصد الشريعة"

Page 345: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾315﴿

جيب أن تكون قطعية، أي من حق العلماء أن ال يدونوا يف أصول الفقه إال ما هو قطعي..."، وبالفن، قال:"والرجل الفذ الذي أفرد إشارة منه إىل ما ينبغي أن تكون عليه أصول الفقه،

هذا الفن بالتدوين هو أبو اسحاق إبراهيم بن موسى الشاطيب".، ولذا فال قد تتداخل يف قدر مشترك أن العلوم والفنون يقالا البحث ويف ختام هذ

يأخذ من علم احلديث وعلم علم أصول الفقهكعن العلوم األخرى، استقاللية تامة لعلم جند وما ،، ومع ذلك أفردت هذه العلوم والفنون بالتدوينوعلوم القرآن...وعلوم كثرية التفسري

بل يشترط للمجتهد العلم بكل تلك الفنون ليوقع عن رب االجتهاد،ى عملية ر ذلك علأثبني وجدنا قد و .بل ذلك أثراها فاختص املختصون فيها فبذلوا منتهى اجلهد فيها العاملني،

املقاصد ففارقت :فروقاو ،كما هو مبين يف هذا البحث، قدرا مشتركااملقاصد واألصول املنهج يفوكذا من حيث التعريف فكان املدار فيها على املعاين واحلكم واملصاحل، األصول

حيث انكب املقاصديون يتصيدون احلكم اليت حترج مسالك الكشف عن املقصود،واألصوليون منها لتعليل األحكام فاستقرؤوها وارتقوا ا إىل مرتبة الدليل بدل أن تكون وصفا

ميكن للمقاصد أن ولذا فإنه ، باالستقراء وجعلوه روح كل دليلواهتموا لحكم، لوعالمة قواعدمها ، ويعتمد على قهعن علم أصول الف احلقائق واملناهج واألصولتستقل من حيث

، أما أن تترك أصول الفقه بالكلية ليتجاوز إىل علم املقاصد يف عملية االستنباط نتمتكامليوال السيما يف وقت مل تكتمل فيه املباحث املقاصدية، ،فيستقل بعملية االستنباط فهذه جمازفة

االستنباط. عملية تهيأ ركنا متينا يشدضري من عمليات التجديد ملباحث أصول الفقه لتوحسيب ذا أنين قارنت بني األصول واملقاصد واملنهج املتبع يف املباحث األصولية

، وإن تعاىل ا، فإن وفقت فبعون اهللاواملنهج املقترح من طرف املقاصديني، وذكرت تداخلهمأخفقت فهذه أقوال العلماء يف املسألة وتطبيقام تتبعتها، جاهزة يف هذا البحث ليبين عليها

من يهتم لذلك. عنيواهللا امل

Page 346: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

الخاتمةالخاتمةالخاتمةالخاتمة

﴾316﴿

Page 347: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾316﴿

....الـقــــــرآن الكـــــــريـــمالـقــــــرآن الكـــــــريـــمالـقــــــرآن الكـــــــريـــمالـقــــــرآن الكـــــــريـــم

::::تفسير القرآن وعلومهتفسير القرآن وعلومهتفسير القرآن وعلومهتفسير القرآن وعلومهكتب كتب كتب كتب

هـ)، حتقيق ودراسة، 468تصنيف أيب احلسن علي بن أمحد الواحدي ( أسباب الرتول،ـ 1

.1991-1/1411كمال بسيوين زغلول، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، طأيب عبد اهللا الدمشقي احلنبلي املعروف ، احلافظ مشس الدين أقسام القرآن املسمى بالتبيانـ 2

.1/1321ن القيم، املطبعة املريية، مكة، طببا

للحافظ أيب الفضل جالل الدين عبد الرمحن ابن أيب بكر السيوطي اإلتقان يف علوم القرآن،ـ 3

هـ)، حتقيق مركز الدراسات القرآنية، وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة 911(ت

واإلرشاد، جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف، اململكة العربية السعودية.دار الكتب ، ن عجيبة احلسين اإلدريسي الشاذيل الفاسي أبو العباسأمحد بن حممد بن املهدي ب البحر املديد،ـ 4

.2002 – 1423/ 2طلبنان، -بريوت ،العلميةاإلمام بدر الدين حممد بن عبد اهللا الزركشي، حتقيق حممد أبو الربهان يف علوم القرآن،ـ 5

.1984-3/1404الفضل إبراهيم، دار التراث القاهرة، ط، للشيخ اإلمام املفسر: أيب القاسم حممد بن أمحد بن جزي الكليب لعلوم الترتيل التسهيلـ 6

هـ)، ضبطه وصححه وخرج آياته: حممد سامل هاشم، دار الكتب العلمية، بريوت، 741(ت

.1995-1/1415لبنان، طتأليف أيب عبد اهللا اجلامع ألحكام القرآن واملبني ملا تضمنته من السنة وآيات الفرقان،ـ 7

هـ)، حتقيق الدكتور عبد اهللا بن عبد احملسن التركي، 671حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب (ت

، 1شارك يف حتقيق هذا ا جلزء حممد رضوان عرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، ط

1427-2006. ، للعالمة جار اهللا أويلالكشاف عن حقائق غوامض الترتيل وعيون األقاويل يف وجوه التـ 8

هـ)، حتقيق وتعليق ودراسة:الشيخ عادل أمحد عبد 538أيب القاسم حممود بن عمر الزخمشري(ت

Page 348: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾317﴿

املوجود، الشيخ علي حممد معوض، شارك يف حتقيقه الدكتور: فتحي عبد الرمحان أمحد حجازي،

.1998-1/1418مكتبة العبيكان، الرياض، ط

يف املفسر أيب حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي ، تألاللباب يف علوم الكتابـ 9

احلنبلي، حتقيق الشيخ عادل أمحد عبد املوجود والشيخ علي حممد معوض، شارك يف حتقيقه

برسالته اجلامعية:الدكتور حممد سعيد رمضان حسن، حممد املتويل الدسوقي حرب، دار الكتب

.1998-1/1419العلمية، بريوت، طأليب حممد عبداحلق بن عطية ، احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز،تفسري ابن عطيةـ 10

األندلسي، حتقيق وتعليق: الرحالة الفاروق، عبد اهللا بن إبراهيم األنصاري، السيد عبد العال السيد

إبراهيم، حممد الشافعي الصادق العناين، مطبوعات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، إدارة

.2007-2/1428ية اإلسالمية، دولة قطر، طالشؤون الدينلإلمام حمي السنة أيب حممد احلسني بن مسعود معامل الترتيل، تفسري البغوي،ـ 11

هـ)، حققه وخرج أحاديثه: حممد عبداهللا النمر،عثمان مجعة ضمريية، سليمان 516البغوي(ت

.1989- 1/1409مسلم احلرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، طر، الدار وة األستاذ اإلمام الشيخ الطاهر بن عاشحاتأليف مس تفسري التحرير والتنوير،ـ 12

.1984ط/تونس، التونسية للنشر،

أليب جعفر حممد بن جرير تفسري الطربي جامع البيان عن تأويل آي القرآن،ـ 13

هـ)، حتقيق الدكتور عبد اهللا بن عبد احملسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث 310الطربي(ت

والدراسات العربية واإلسالمية بدار هجر، الدكتور عبد السند حسن ميامة، هجر للطباعة والنشر،

.2001-1/1422جيزة، ط

لإلمام حممد الرازي فخر الكبري ومفاتيح الغيب،تفسري الفخر الرازي املشتهر بالتفسريـ 14

هـ)، دار الفكر للطباعة والنشر، 604الدين بن العالمة ضياء الدين عمر املشتهر خبطيب الري(ت

.1981-1/1401بريوت لبنان، ط، للحافظ أيب الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي لقرآن العظيماتفسري ـ 15

.2002-1/1423ابن حزم، بريوت، لبنان، طهـ)، دار 774الدمشقي(ت

Page 349: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾318﴿

حممد بن علي بن حممد فتح القدير اجلامع بني فين الرواية والدراية من علم التفسري،ـ 16

الشوكاين، دار الفكر، بريوت.

تأليف الشيخ اإلمام أيب بكر عبد القاهر بن عبد الرمحان بن حممد كتاب دالئل اإلعجاز،ـ 17

أبو فهر حممود حممد شاكر، مكتبة اخلاجني :هـ)، قرأه وعلق عليه474اجلرجاين النحوي(ت

بالقاهرة. .7/، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر، طمباحث يف علوم القرآنـ 18لإلمام املفسر برهان الدين أيب احلسن إبراهيم بن والسور،نظم الدرر يف تناسب اآليات ـ 19

هـ)، دار الكتاب اإلسالمي بالقاهرة.885عمر البقاعي (ت

كتب الحديث:كتب الحديث:كتب الحديث:كتب الحديث:د عبد محمن احلسني بن علي البيهقي، حتقيق لإلمام أيب بكر أمحد ب السنن الكربى للبيهقي،ـ 1

.2003-3/1424طالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، لإلمام احلافط أيب عبد اهللا احلاكم النيسابوري، وبذيله التلخيص املستدرك على الصحيحني،ـ 2

.دار املعرفة، بريوت، لبنانيوسف عبد الرمحن املرعشلى، للحافظ الذهيب، إشراف: د

برجال املوطأ لإلمام جالل الدين كتاب إسعاف املبطأ املوطأ لإلمام مالك بن أنس،ـ 3

-3/1416عبدالرمحان السيوطي، دار اآلفاق اجلديدة، املغرب، دار ابن حزم، بريوت، لبنان، ط

1996. أيب عبد اهللا حممد بن زيد القزويين، وامشه كفاية حاجة يف شرح لإلمام سنن ابن ماجة،ـ 4

اهللا، دار اهليثم، مجهورية مصر حممد عبدسنن ابن ماجة، حاشية السندي، حتقيق: ياسر رمضان،

.2005-1/1426العربية، القاهرة، طأبو بكر أمحد بن احلسني البيهقي، حتقيق: حممد السعيد بسيوين زغلول، دار شعب اإلميان،ـ 5

.1/1410بريوت، ط ،الكتب العلمية، ضبطه عفي البخاري، لإلمام أيب عبد اهللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم اجلصحيح البخاريـ 6

هـ)، حتقيق حممد عبد القادر عطا، دار التقوى للتراث، 256(تورقم أحاديثه ووضع فهارسه

.2001-1/1421منشية احلرية، شربا اخليمة، ط

Page 350: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾319﴿

لإلمام أيب احلسن مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي النيسابوري صحيح مسلم،ـ 7

- 1/1424بن عبد احلليم،مكتبة الصفا، القاهرة، ط تىن به:حممد بن عياديعهـ)، ا261(ت

2004. للعالمة حممد عبد الرؤوف فيض القدير شرح اجلامع الصغري من أحاديث البشري النذير،ـ 8

-1415/ 1لبنان، ط ،املناوي، ضبطه وصححه أمحد عبد السالم، دار الكتب العلمية بريوت

1994 . للعالمة املناوي حممد املدعو بعبد الرؤوف املناوي، على فيض القدير شرح اجلامع الصغري،ـ 9

كتاب اجلامع الصغري من أحاديث البشري النذير للحافظ جالل الدين عبد الرمحان السيوطي، دار

.1972- 2/1391املعرفة، بريوت، لبنان، ط، )هـ303تي(عبد الرمحان أمحد بن شعيب النسائ أيبلإلمام كتاب السنن الكربى،ـ 10

قدم له الدكتور: عبد اهللا بن عبد احملسن التركي، أشرف عليه: شعيب األرنؤوط، حققه وخرج

.2001-1/1421أحاديثه:حسن عبد املنعم شليب، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، ط

للعالمة عالء الدين علي املتقي بن حسام الدين كرت العمال يف سنن األقوال واألفعال،ـ 11

هـ)، ضبطه وفسر غريبه: الشيخ بكري حياين، صححه ووضع 975ن فوري (تاهلندي الربها

.1985-5/1405فهارسه ومفتاحه: الشيخ صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط

أليب بكر أمحد بن احلسني البيهقي شيخ معرفة السنن واآلثار للبيهقي، ـ 12

ق أصوله وخرج حديثه وقارن هـ)، وهو فحوى مصنفات الشافعي والبيهقي، وث458احملدثني(ت

مسائله وصنع فهارسه وعلق عليه: الدكتور عبد املعطي أمني قلعجي، الناشرون: جامعة الدراسات

للطباعة والنشر: دمشق بريوت، دار الوعي: حلب اإلسالمية :كراتشي باكستان، دار قتيبة

.1991-1/1412القاهرة، دار الوفاء للطباعة والنشر املنصورة القاهرة، ط

::::وما تعلق بهاوما تعلق بهاوما تعلق بهاوما تعلق بها كتب شروح الحديثكتب شروح الحديثكتب شروح الحديثكتب شروح الحديثلإلمام العالمة احلافظ الفقيه اتهد تقي الدين بن إحكام األحكام شرح عمدة األحكام،ـ 1

حققها هـ)، 699(ت لى الوزير عماد الدين بن األثري احلليبهـ)، أماله ع703دقيق العيد (ت

Page 351: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾320﴿

عالمة مصر وحمدثها:أمحد حممد شاكر، مكتبة السنة، القاهرة، وقدم هلا وراجع نصوصها

. 1994-1/1414ط

، أليب عمر يوسف بن عبد اهللا النمري القرطيب، دراسة وحتقيق أبو جامع بيان العلم وفضلهـ 2

.2003-1/1424زمريل، مؤسسة الريان، دار ابن حزم، طعبدالرمحن فواز أمحد .1994-2/1414مؤسسة قرطبة، ط صحيح مسلم بشرح النووي،ـ 3، برواية أيب ذر البخاري إمساعيلفتح الباري بشرح صحيح اإلمام أيب عبد اهللا حممد بن ـ 4

علي بن حجر اهلروي عن مشاخيه الثالثة السرخسي واملستملي الكشميهين، لإلمام أمحد بن

)، تقدمي وحتقيق وتعليق: عبد القادر شيبة احلمد، طبع على نفقة صاحب 852العسقالين(ت

.2001-1/1421السمو امللكي األمري سلطان عبد العزيز آل سعود، الرياض، ط)، 852للحافظ أمحد بن علي بن حجر العسقالين(ت فتح الباري بشرح صحيح البخاري،ـ 5

ريايب، اقتيبة نظر حممد الف وان بن ناصر الرباك، اعتىن به أبللشيخ عبد الرمحة وعليه تعليقات مهم

.2005-1/1426دار طيبة، الرياض، طالرؤوف املناوي، على للعالمة املناوي حممد املدعو بعبد فيض القدير شرح اجلامع الصغري،ـ 6

الرمحان السيوطي، دار كتاب اجلامع الصغري من أحاديث البشري النذير للحافظ جالل الدين عبد

.1972- 2/1391املعرفة، بريوت، لبنان، ط، أليب بكر بن العريب املعافري، دراسة وحتقيق يف شرح موطأ مالك بن أنس كتاب القبسـ 7

.1/1992الدكتور حممد عبد اهللا ولد كرمي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنان، ط

واالصطالحات:واالصطالحات:واالصطالحات:واالصطالحات: كتب اللغة و المعاجمكتب اللغة و المعاجمكتب اللغة و المعاجمكتب اللغة و المعاجم، صنعه أيب الفتح عثمان بن اجلين، بتحقيق: حممد علي النجار، املكتبة العلمية، دار اخلصائصـ 1

الكتب املصرية.، تأليف إمساعيل بن محاد اجلوهري، حتقيق: أمحد عبد الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربيةـ 2

.4/1990فور عطار، دار العلم للماليني، بريوت لبنان، طغال

عبد السالم حممد :أيب بشر عمرو بن عثمان بن قنرب، حتقيق وشرح سيبويه، الكتاب، كتابـ 3

.1988-3/1403هارون، مكتبة اخلاجني، بالقاهرة، ط

Page 352: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾321﴿

،أليب البقا أيوب بن موسى احلسيين الكليات معجم يف املصطلحات والفروق اللغويةـ 4

هـ)، قابله على نسخة خطية وأعده للطبع ووضع فهارسه د:عدنان درويش، 1094(ت الكفوي

.1998-2/1419حممد املصري، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، ط

.1994، املغرب، ط/البيضاءدكتور متام حسان، دار الثقافة، الدار اللغة معناها ومبناها،ـ 5ي اللغوي األندلسي املعروف بابن ، أبو احلسن علي بن إمساعيل النحواملخصصـ 6

هـ)، حتقيق: خليل إبراهيم جفال، دار إحياء التراث العريب، بريوت، 458سيده(ت

م.1996هـ 1/1417ط

، تأليف أيب احلسن علي بن إمساعيل النحوي اللغوي األندلسي املعروف بابن سيدة املخصص

هـ)، دار الكتب العلمية بريوت، لبنان. 458(ت

، العالمة أمحد بن حممد بن علي الفيومي، مؤسسة املختار، القاهرة، املنري املصباحـ 7

.2008-1/1429طهـ)، 1205، للسيد حممد مرتضى احلسيين الزبيدي(تتاج العروس من جواهر القاموسـ 8

حتقيق عبد الستار أمحد فراج، راجعته جلنة فنية من وزارة اإلعالم، مطبعة حكومة الكويت،

.1971-1391ط/

هـ)، 1205للسيد حممد مرتضى احلسيين الزبيدي(ت تاج العروس من جواهر القاموس،ـ 9

.2001-1/1422حتقيق ضاحي عبد الباقي، مراجعة عبد اللطيف حممد اخلطيب، ط، للفاضل العالمة علي بن حممد الشريف اجلرجاين مع فهرست، مكتبة كتاب التعريفاتـ 10

.1985لبنان، بريوت، ط/ .، البن منظور، دار املعارف، القاهرةالعربلسان ـ 11

العالمة حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي، قدم له وعلق .خمتار الصحاحـ 12

.2007- 1/1428عليه:الدكتور حيي مراد،مؤسسة املختار، القاهرة، طق عبد ي، حتقهـ)395(ت، أليب احلسني أمحد بن فارس بن زكريامعجم مقاييس اللغةـ 13

.1979-1399السالم حممد هارون، ط/ (ت ، للباحث العالمة حممد علي التهانويموسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلومـ 14

رفيق العجم، حتقيق د علي دحروج، نقل النص /تقدمي وإشراف ومراجعة: د ،هـ)1158بعد:

Page 353: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾322﴿

زينايت، مكتبة لبنان ناشرون، الفارسي إىل العربية: د عبد اهللا اخلالدي، الترمجة األجنبية: د جورج

.1/1996بريوت، لبنان، ط

كتب أصول الفقه:كتب أصول الفقه:كتب أصول الفقه:كتب أصول الفقه:حققه وقدم له ووضع هـ)،474، أبو الوليد الباجي (إحكام الفصول يف أحكام األصولـ 1

.1995- 2/1415فهارسه: عبد ايد تركي، دار الغرب اإلسالمي، ط، لإلمام حممد بن علي الشوكاين، حتقيق الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول إرشادـ 2

تعليق: أيب حفص سامي بن العريب األثري، قدم له: عبد اهللا بن عبد الرمحان السعد، الدكتور سعد

.2000-1/1421بن ناصر الشثري، دار الفضيلة الرياض، طق هـ) حق490اإلمام أيب بكر أمحد بن أيب سهل السرخسي (ت أصول السرخسي،ـ 3

.1993-1/1414أصوله أبو الوفا األفغاين، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط .، القاهرة، حممد أبو زهرة، دار الفكر العريبأصول الفقهـ 4تأليف املرحوم الشيخ حممد اخلضري بك، املكتبة التجارية الكربى مبصر، أصول الفقه،ـ 5

.1969-6/1389ط .1998-2/1418د:وهبة الزحيلي، دار الفكر، دمشق/ط أصول الفقه اإلسالمي،ـ 6دار التدمرية، ، عياض بن نامي بن عوض السلمي، أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهلهـ 7

.2005-1426/ 1اململكة العربية السعودية، ط ،الرياض

، شرح بغية اآلمل، اإلمام احملدث حممد بن إمساعيل األمري أصول الفقه املسمى إجابة السائلـ 8

)، حتقيق حسني بن أمحد السياغي، حسن حممد مقبويل األهدل، مؤسسة 1182الصنعاين (ت

.1988-2/1408الرسالة، بريوت، ط، لإلمام أمحد بن علي الرازي اجلصاص سمى: الفصول يف األصولملأصول الفقه، اـ 9

اإلدارةدراسة وحتقيق: عجيل جاسم النشمي، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،هـ)370(ت

.1994-2/1414العامة لإلفتاء والبحوث الشرعية، الكويت، ط، تصنيف أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر بن أيوب املعروف إعالم املوقعني عن رب العاملنيـ 10

ق عليه وخرج أحاديثه وآثاره: أبو عبيدة مشهور )، قرأه وقدم له وعله751بابن قيم اجلوزية (ت

Page 354: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾323﴿

بن حسن آل سليمان، شارك يف التخريج أبو عمر أمحد عبد اهللا أمحد، دار ابن اجلوزي، اململكة

.1/1423العربية السعودية، ط

، تأليف اإلمام احلافظ اإلمام عز الدين بن عبد العزيز بن اإلمام يف بيان أدلة األحكامـ 11

هـ)، حتقيق رضوان خمتار بن غربية، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، 660سلمي (تعبدالسالم ال

.1987 -1407ط/، شرح على منهاج الوصول إىل علم األصول للقاضي شرح املنهاج يف اإلاجـ 12

هـ)، وولده 756(تهـ)، تأليف شيخ اإلسالم علي بن عبد الكايف السبكي685البيضاوي(ت

هـ)، دراسة وحتقيق: الدكتور أمحد مجال 771تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي(ت

ين عبد اجلبار الصغريي، دار البحوث للدراسات اإلسالمية إحياء دالزمزمي، الدكتور نور ال

.2004-1/1424التراث، دولة اإلمارت العربية املتحدة، حكومة ديب، طق عل هـ)،631(ت تأليف العالمة علي بن حممد اآلمدي ول األحكام،يف أص اإلحكامـ 13

.2003-1/1424عليه الشيخ عبد الرزاق عفيفي، دار الصميعي اململكة العربية السعودية، طتصنيف اإلمام اجلليل احملدث: أيب حممد علي بن أمحد بن يف أصول األحكام، اإلحكامـ 14

د، بريوت.يدفاق اجلار اآلدمنشورا إحسان عباس، :، قدم له الدكتور)456(تسعيد بن حزمكالمها تأليف: القاضي أيب الوليد اإلشارة يف أصول الفقه ويليه احلدود يف أصول الفقه،ـ 15

تقريب الوصول إىل هـ)، ويليهما 474سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي املالكي (تهـ)، 741بن جزي الكليب الغرناطي املالكي(ت، تأليف أيب القاسم حممد بن أمحد علم األصول

- 1/1424حتقيق: حممد حسن حممد حسن إمساعيل، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط

2002. ، للزركشي وهو بدر الدين حممد بن ادر بن عبد اهللا البحر احمليطـ 16

ه الدكتور عمر القادر عبد اهللا العاين، وراجع ، قام بتحريره الشيخ عبدهـ)794(تالشافعي

.1992-2/1413سليمان األشقر، دار الصفوة للطباعة والنشر، الغردقة، ط، إلمام احلرمني أيب املعايل عبد امللك بن عبد اهللا بن الربهان يف أصول الفقهـ 17

هـ)، حققه وقدمه ووضع فهارسه: الدكتور عبد العظيم الديب، دار األنصار 478يوسف(ت

بالقاهرة.

Page 355: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾324﴿

تأليف العالمة عالء الدين أيب احلسن علي بن شرح التحرير يف أصول الفقه، التحبريـ 18

هـ)، دراسة وحتقيق الدكتور: عبد الرمحان عبد اهللا اجلربين، د 775سليمان املرداوي احلنبلي (ت

.2000-1/1420عوض بن حممد القرين، أمحد بن حممد السراج، مكتبة الرشد، الرياض، ط، هـ) 403مد بن الطيب الباقالين (ت، للقاضي أيب بكر حمالصغريالتقريب واإلرشاد ـ 19

.1998-2/1418حتقيق عبد احلميد بن علي أبو زنيد، مؤسسة الرسالة، طوحتقيق: عبد اهللا حممود ة، حممد بن حممد ابن أمري احلاج احلنبلي، دراسالتقرير والتحبريـ 20

م.1999هـ/1/1419طبريوت ، حممد عمر ، دار الكتب العلمية،

، إلمام احلرمني أيب املعايل عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسفالتلخيص يف أصول الفقهـ 21

هـ)، حتقيق:عبداهللا جومل النبايل وبشري أمحد العمري، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، 478(ت

م.1996 - هـ1417ط/

هـ)، حتقيق وشرح: أمحد 204حممد بن إدريس الشافعي (ت لإلمام املطليب الرسالة، ـ 22

حممد شاكر، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان.، أليب الوليد حممد بن رشد احلفيد الضروري يف أصول الفقه أو خمتصر املستصفىـ 23

سيناصر، دار الغرب هـ)، تقدمي وحتقيق: مجال الدين العلوي، تصدير: حممد عالل595(ت

.1994، 1بريوت، لبنان، ط اإلسالمي،، العرف حجيته وأثره يف فقه املعامالت املالية عند احلنابلة دراسة نظرية تأصيلية تطبيقيةـ 24

اهللا بن بية، أمحد بن عبد اهللا بن محيد، دعادل بن عبد القادر بن حممد ويل قواته، قرأه وقدم له: عب

-1/1418املكتبة املكية، مكة املكرمة، اململكة العربية السعودية، ط حممد بن علي القري،

1997. ، أمين صاحل، املعهد العاملي للفكر القرائن والنص، دراسة يف املنهج األصويل يف فقه النصـ 25

.2010-1/1431فريجينيا، الواليات املتحدة األمريكية، ط -اإلسالمي، هريندن، د.سعد بن القطع والظن عند األصوليني، حقيقتهما وطوق استفادما، وأحكامهماـ 26

.1997-1/1418ناصر بن عبد العزيز الشثري، دار احلبيب، الرياض، ط

Page 356: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾325﴿

تأليف اإلمام أيب إسحاق إبراهيم بن علي الشريازي ،اللمع يف أصول الفقهـ 27

مستو، يوسف علي بدوي، دار الكلم ، حققه وقدم له وعلق عليه: حمي الدين ديبهـ)476(ت

.1995- 1/1416الطيب، دمشق بريوت، دار ابن كثري، دمشق، بريوت، ط)، هـ 606، فخر الدين الرازي حممد بن عمر بن احلسني (تاحملصول يف علم األصولـ 28

طه جابر فياض العلواين، مؤسسة الرسالة. :وحتقيق دراسةهـ)، حتقيق 543القاضي أيب بكر بن العريب املعافري املالكي( احملصول يف أصول الفقه،ـ 29

.1999-1420حسني علي اليدري، سعيد فودة، دار البيارق، ط/

بن حممد لإلمام الغزايل أيب حامد حممد بن حممد املستصفى من علم األصول،ـ 30

لبنان، سالة، بريوتحممد سليمان األشقر، مؤسسة الر ، حتقيق تعليق:هـ)505(تالغزايل

.1997-1/1417ط، تأليف أيب احلسني حممد بن علي بن الطيب البصري املعتزيل املعتمد يف أصول الفقهـ 31

تعاون حممد بكر وحسن حنفي، املعهد هذيبه وحتقيقه: حممد محيد اهللا، بهـ)، اعتىن بت436(ت

.1964-1384العلمي الفرنسي للدراسات العربية، دمشق، ط/

تأليف اإلمام جالل الدين أيب حممد عمر بن حممد بن عمر اخلبازي أصول الفقه،ين يف غاملـ 32

هـ)، حتقيق حممد مظهر بقا، مركز البحث العلمي وإحياء التراث اإلسالمي، جامعة أم 691(ت

.1/1403القرى، مكة املكرمة، اململكة العربية السعودية، ط

الدكتور فتحي الدريين، تشريع اإلسالمي،املناهج األصولية يف االجتهاد بالرأي يف الـ 33

م.1985-1405/ 2الشركة املتحدة للتوزيع، سوريا، دمشق، ط

حلجة اإلسالم اإلمام أيب حامد حممد بن حممد بن حممد املنخول من تعليقات األصول،ـ 34

، 1998- 3/1419، طهـ)، حققه وخرج نصه وعلق عليه: حممد حسن هيتو505الغزايل(ت

دار الفكر املعاصر، بريوت، لبنان، دار الفكر، دمشق، سورية.

بريوت، ، تأليف أيب الطيب مولود السريري، دار الكتب العلمية جتديد علم أصول الفقه،ـ 35

.1426-1/2005لبنان، ط

والتقليد،تعليل األحكام، عرض وحتليل لطريقة التعليل وتطورها يف عصور االجتهاد ـ 36

.1981-2/1401لألستاذ حممد مصطفى شليب، دار النهضة العربية، بريوت، ط

Page 357: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾326﴿

عادل الشويح، دار البشري للثقافة والعلوم، طنجا، تعليل األحكام يف الشريعة اإلسالمية،ـ 37

.1ط/تأليف: قاضي القضاة تاج الدين بن عبد الوهاب بن علي مجع اجلوامع يف أصول الفقه، ـ 38

عبد املنعم خليل إبراهيم، دار الكتب العلمية، ق عليه ووضع حواشيه:هـ)، عل771السبكي (ت

.2003-2/1424بريوت، لبنان، طللعالمة الشيخ حسن العطار على شرح اجلالل احمللي حاشية العطار على مجع اجلوامع،ـ 39

عبد الرمحان الشربيين على على مجع اجلوامع لإلمام ابن السبكي، وامشه تقرير للعالمة الشيخ

مجع اجلوامع لإلمام ابن السبكي، وبأسفل الصلب واهلامش تقريرات األستاذ العالمة الشيخ:حممد

علي بن احلسني املالكي، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان.

الشيخ أمحد املعروف بشاه ويل اهللا ابن عبد الرحيم الدهلوي، حققه حجة اهللا البالغة،ـ 40

.1426-1/2005وراجعه السيد سابق، دار اجليل، بريوت، ط، سليم يفوت، دار الطليعة للطباعة حفريات املعرفة العربية اإلسالمية، التعليل الفقهيـ 41

.1990 /1والنشر، بريوت، طردة اهللا بن ردة بن ضيف اهللا الطلحي، معهد البحوث العلمية، جامعة أم داللة السياق،ـ 42

.1424/ 1املكرمة، اململكة العربية السعودية، ط القرى مكةأمين صاحل، املعهد العاملي للفكر القرائن والنص، دراسة يف املنهج األصويل يف فقه النص،ـ 43

رسالة أيب ،2010-1/1431فريجينيا، الواليات املتحدة األمريكية، ط -اإلسالمي، هريندنبذيل تأسيس النظر، تأليف اإلمام أيب يف األصول اليت عليها مدار فروع احلنفية، احلسن الكرخي

زيد عبيد اهللا عمر أبن عيسى الدبوسي احلنفي، حتقيق وتصحيح: مصطفى حممد القباين الدمشقي،

.دار ابن زيدون، بريوت، مكتبة الكليات األزهرية، القاهرةتاج الدين أيب النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف ، رفع احلاجب عن خمتصر ابن احلاجبـ 44

1419 - 1999 /1، طعامل الكتب، لبنان / بريوت السبكي، حتقيق : علي حممد معوض، عادل أمحد عبد املوجود،

ـ

Page 358: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾327﴿

، تأليف موفق الدين روضة الناظر وجنة املناظر يف أصول الفقه على مذهب اإلمام أمحدـ 45

-1/1426عبد اهللا بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي، دار ابن حزم، بريوت، لبنان، ط

2005. الشرح لإلمام:سعد الدين شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه،ـ 46

ح: لإلمام والتنقيح مع شرحه املسمى بالتوضي هـ)،792مسعود بن عمر التفتازاين الشافعي (ت

هـ) ، ضبطه وخرج 747القاضي صدر الشريعة عبيد اهللا بن مسعود احملبويب البخاري احلنفي(ت

.1/ط آياته وأحاديثه: زكريا عمريات، دار الكتب العلمية بريوت، لبنان،

شرح الكوكب املنري املسمى مبختصر التحرير أو املخترب املبتكر شرح املختصر يف ـ 47، تأليف العالمة الشيخ حممد بن أمحد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي احلنبلي املعروف أصول الفقه

هـ)، حتقيق الدكتور حممد الزحيلي، والدكتور نزيه محاد، مكتبة العبيكان، 972بابن النجار (ت

.1993-1413الرياض، ط/

الشريازي، حققه وقدم له ووضع فهارسه عبد ايد إبراهيم إسحاق، أبو شرح اللمعـ 48

.1988-1/1407لبنان، ط - تركي، دار الغرب اإلسالمي، بريوتتأليف االمام شهاب الدين أبو العباس أمحد ،شرح تنقيح الفصول يف اختصار احملصولـ 49

لبنان، بريوت باعتناء مكتب البحوث و الدراسات، دار الفكر،هـ)، 684(تبن إدريس القرايف

.2004-1424ط/، تأليف جنم الدين أيب الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكرمي شرح خمتصر الروضةـ 50

حتقيق الدكتور عبد اهللا بن عبد احملسن التركي، مؤسسة الرسالة، )،716(ت بن سعيد الطويف

.2003-4/1424بريوت لبنان، ط

للشيخ اإلمام حجة اإلسالم أيب ومسالك التعليل،اء الغليل يف بيان الشبه واملخيل فشـ 51

)، حتقيق الدكتور محد الكبيسي، مطبعة 505حامد الغزايل حممد بن حممد بن حممد الطوسي (ت

اإلرشاد، بغداد.تأليف اإلمام أيب املظفر منصور بن حممد بن عبد اجلبار قواطع األدلة يف أصول الفقه،ـ 52

كمي، مكتبة عبد اهللا بن حافظ بن أمحد احل :حتقيق الدكتورهـ)، 489(ت السمعاين الشافعي

.1998-1/1419التوبة، الرياض، ط

Page 359: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾328﴿

لإلمام أيب إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب كتاب االعتصام،ـ 53

- 1424الغرناطي، مراجعة وتدقيق مكتب البحوث والدراسات، دار الفكر، بريوت لبنان، ط/

2003. ، تأليف اإلمام عالء الدين عبد العزيز كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدويـ 54

هـ)، وضع حواشيه: عبد اهللا حممود حممد عمر، دار الكتب العلمية، 730بن أمحد البخاري (

.1997-1/1418بريوت، لبنان،ط

هـ)، حتقيق 632للعالمة احلسني بن رشيق املالكي(ت لباب احملصول يف علم األصول،ـ 55

حممد غزايل عمر جايب، دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث، اإلمارات العربية

.2001- 1/1422املتحدة، ط

تأليف تقي الدين حممد بن أمحد بن عبد العزيز بن علي خمتصر التحرير يف أصول الفقه، ـ 56

حتقيق حممد مصطفى حممد رمضان، ،)972نبلي املعروف بابن النجار، (تالفتوحي املصري احل

.1/1420دار األرقم، اململكة العربية السعودية، ط، للعالمة حممد بن إمساعيل مزالق األصوليني وبيان القدر احملتاج إليه يف أصول الفقهـ 57

هـ)، حتقيق وتعليق حممد صباح املنصور، مكتبة أهل األثر، الكويت، 1182(ت األمري الصنعاين

.2004-1/1425ط، ويليه كتاب مثارات الغلط يف األدلة، مفتاح الوصول إىل بناء الفروع على األصولـ 58

هـ)، دراسة وحتقيق: علي 771لإلمام الشريف أيب عبد اهللا حممد بن أمحد احلسيين التلمساين(ت

.1998-1/1419كوس، املكتبة املكية، مؤسسة الريان، مكة املكرمة، السعودية، طحممد فرصنعة القاضي أيب احلسن علي بن عمر البغدادي املعروف بابن مقدمة يف أصول الفقه،ـ 59

)، حتقيق وتعليق د.مصطفى خمدوم، دار املعلمة للنشر والتوزيع، هـ397القصار املالكي (ت

.1999-1/1420السعودية، طاململكة العربية ، حممد البلتاجي، دار السالم للطباعة مناهج التشريع اإلسالمي يف القرن الثاين هجريـ 60

.2004- 1/1425والنشر والتوزيع والترمجة لصاحبها حممود البكار، ط

Page 360: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾329﴿

واالستدالل بأخبار اآلحاد موقف القاضي عبد الوهاب املالكي من مناهج تيامناهج الفـ 61، أبو عبد الرمحن األخضر األخضري، مؤسسة علوم القرآن، بريوت، منار للنشر االستدالل

.2004-1425، 1والتوزيع، دمشق، طشؤون عبد احلميد العلمي، وزارة األوقاف وال منهج الدرس الداليل عند اإلمام الشاطيب،ـ 62

.2001- 1422اإلسالمية، اململكة املغربية، ط/، تأليف اإلمام شهاب الدين أيب العباس أمحد بن نفائس األصول يف شرح احملصولـ 63

، دراسة وحتقيق وتعليق: هـ)684إدريس بن عبد الرمحان الصنهاجي املصري املشهور بالقرايف(ت

أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد معوض، قرظه الدكتور عبد الفتاح أبوسنة، الشيخ عادل

.1995- 1/1416الرياض، ط، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة املكرمة، تأليف )685(تللقاضي ناصر الدين البيضاوي اية السول يف شرح منهاج األصولـ 64

ومعه حواشيه املفيدة سلم )، 772الشافعي (ت اإلمام مجال الدين عبد الرحيم بن احلسن األسنوي

.عامل الكتابالوصول لشرح اية السول تأليف الشيخ حممد خبيت املطيعي،

::::كتب المقاصدكتب المقاصدكتب المقاصدكتب المقاصد

، د: مسيح عبد أمهية املقاصد يف الشريعة اإلسالمية وآثرها يف فهم النص واستنباط احلكمـ 1

.2008- 1/1429طالوهاب اجلندي، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، د:نور الدين خمتار اخلادمي، مكتبة الرشد، االجتهاد املقاصدي، حجته، ضوابطه، جماالته،ـ 2

.2005-1426، 1اململكة العربية السعودية، طد: األخضر األخضري، تقدمي اإلمام يف مقاصد رب األنام مقاصد الشريعة اإلسالمية،ـ 3

ول العمراوي، دار املختار للطباعة والنشر والتوزيع، وتقريط: أمحد قابورة، نظم اإلمام: جل

.1/2010اجلزائر، ط-1/1416د: محادي العبيدي، دار قتيبة، بريوت، دمشق، ط الشاطيب ومقاصد الشريعة،ـ 4

1996. ضاري، مكتبة خلضر خلنظم الدكتور أبو عبد الرمحان الفائق يف علم املقاصد الشرعية،ـ 5

.2006-1427والتوزيع، اجلزائر، ط/الرشاد للطباعة والنشر

Page 361: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾330﴿

الفكر األصويل وإشكالية السلطة العلمية يف اإلسالم، قراءة يف نشأة علم األصول ـ 6 .1994-1/1415عبد ايد صغري، دار املنتخب العريب، بريوت، ط ومقاصد الشريعة،

عند اإلمام مالك وعالقته باملناظرات األصولية والفقهية يف القرن الثاين الفكر املقاصديـ 7، تأليف الدكتور حممد نصيف العسري، دار التراث الثقايف املغريب، الدار البيضاء، دار اهلجري

.احلديث، القاهرة، د:األخضر األخضري، مكتبة الرشاد، القنية يف شرح نظم الفائق يف مقاصد الشريعةـ 8

.2008-1429اجلزائر، ط/ م)، عناية 1978تأليف الدكتور: مصطفى زيد (ت املصلحة يف التشريع اإلسالمي،ـ 9

وتعليق:د.حممد يسرى إبراهيم، دار اليسر للطباعة والنشر، مجهورية مصر العربية.إشبيليا، نور الدين خمتار اخلادمي، دار :، داملقاصد الشرعية، تعريفها، أمثلتها، حجيتهاـ 10

.2003-1/1424الرياض، ط، د:يوسف حامد العامل، املعهد العاملي للفكر املقاصد العامة للشريعة اإلسالميةـ 11

.1994- 2/1415اإلسالمي، هريندن، فريجينيا، الواليات املتحدة األمريكية، طمي الشاطيب ، تصنيف العالمة احملقق أيب إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللحاملوافقاتـ 12

هـ)، تقدمي فضيلة الشيخ العالمة بكر بن عبد اهللا أبو زيد، ضبط نصه وقدم له وعلق 790(ت

.1997-1/1417عليه وخرج أحاديثه أبو عبيدة مشهور بن آل سليمان، دار ابن عفان، طأليب إسحاق الشاطيب إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي املوافقات يف أصول الشريعة،ـ 13

هـ)، شرحه وخرج أحاديثه: الشيخ عبد اهللا دراز، وضع ترامجه: حممد عبد اهللا 790الكي (تامل

دراز، خرج آياته وفهرس موضوعاته: عبد السالم عبد الشايف حممد، دار الكتب العلمية، بريوت،

.2001- 1422لبنان، ط/بريوت، مكتبة دار ، الدكتور حسن الترايب، دار اجليل، جتديد أصول الفقه اإلسالميـ 14

.1980-1/1400الفكر، اخلرطوم، طعبد الرمحن صاحل بابكر، دراسات تطبيقية حول فلسفة املقاصد يف الشريعة اإلسالمية،ـ 15

.2002-422. ط/سلسلة تقنية، الطباعة احملدودة رقم فكرة م.با

Page 362: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾331﴿

زئية،دراسة يف فقه مقاصد الشريعة اإلسالمية بني مقاصد النصوص الكلية واجلـ 16 .2/2007د.يوسف القرضاوي، دار الشروق، القاهرة، مصر، ط

)، حتقيق وتعليق الدكتور: أمحد عبد 716، لإلمام الطويف(ترسالة يف رعاية املصلحةـ 17

.1993-1/1413الرحيم السايح، الدار املصرية اللبنانية، ط، تأليف الدكتور حممد سعيد رمضان البوطي، ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالميةـ 18

مؤسسة الرسالة. األردن، د.نعمان جغيم، دار النفائس، طرق الكشف عن مقاصد الشارع،ـ 19

.2002-1/1422طاألستاذ الدكتور: عبد اهللا بن بيه، مؤسسة الفرقان عالقة مقاصد الشريعة بأصول الفقه،ـ 20

للتراث اإلسالمي، القاهرة.

تأليف نور الدين اخلادمي، مكتبة العبيكان، الرياض، املقاصد الشرعية، علمـ 21

.2001-1/1421طهـ)، حتقيق 478، إلمام احلرمني أيب املعايل اجلويين (تغياث األمم يف التياث الظلمـ 22

ودراسة، الدكتور: مصطفى حلمي، الدكتور: فؤاد عبد املنعم، دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع،

.اإلسكندرية عبد السالم الرفعي، إفريقيا الشرق. :، دفقه املقاصد وأثره يف الفكر النوازيلـ 23، للحكيم الترمذي، حتقيق وضبط: حسن نصر زيدان، كتاب احلج وأسرارهـ 24

.1969-1/1389طتأليف سلطان العلماء أيب خمتصر الفوائد يف أحكام املقاصد املعروف بالقواعد الصغرى،ـ 25

هـ)، تقدمي وحتقيق 606حممد عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السالم أيب القاسم الشافعي(ت

، 1وتعليق، صاحل بن عبد العزيز بن إبراهيم آل منصور، دار الفرقان، اململكة العربية، السعودية، ط

1417-1997. .1/1996املكتبة السلفية، املغرب، طأمحد الريسوين، مدخل إىل مقاصد الشريعة،ـ 26لإلمام العالمة ابن القيم اجلوزية مفتاح دار السعادة ومنشورات والية العلم واإلرادة،ـ 27

.1998-1419بريوت،لبنان، ط/ ،)، دار الكتب العلمية751(ت

Page 363: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾332﴿

لبنان، حترير وحوار: عبد اجلبار الرفاعي، دار الفكر املعاصر، بريوت، مقاصد الشريعة،ـ 28

.2002-1/1422دار الفكر، دمشق، سوريا، ط .2001-1/1421طه جابر العلواين، دار اهلادي، بريوت، لبنان، ط مقاصد الشريعة،ـ 29 ، تأليف فضيلة اإلمام حممد الطاهر بن عاشور، الطبعة التونسية.مقاصد الشريعة اإلسالميةـ 30، أمحيداند:زياد حممد وتطبيقات فقهية،مقاصد الشريعة اإلسالمية، دراسة أصولية ـ 31

.2008-1/1429مؤسسة الرسالة، مشق، سوريا، بريوت، لبنان، ط فائس،يوسف أمحد حممد البدوي، دار الن:، دمقاصد الشريعة اإلسالمية عند ابن تيميةـ 32

.2000- 1421/ 1األردن، طد:عمر بن صاحل بن عمر، دار مقاصد الشريعة اإلسالمية عند العز بن عبد السالم،ـ 33

.2003-1/1423النفائس، األردن، ط، د:حممد سعد بن امحد بن مسعود مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها باألدلة الشرعيةـ 34

.1999-1/1418اليويب، دار اهلجرة للنشر والتوزيع، اململكة العربية السعودية، طأليف عالل الفاسي، دار الغرب اإلسالمي، ت مقاصد الشريعة اإلسالمية ومكارمها،ـ 35

.5/1993بريوت، ط، عبد ايد النجار، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، مقاصد الشريعة بأبعاد جديدةـ 36

.2/2008ط، تأليف د: مسيح عبد الوهاب اجلندي، مؤسسة مقاصد الشريعة عند ابن القيم اجلوزيةـ 37

.2008- 1/1429طالرسالة، بريوت لبنان، مجال الدين عطية، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، دار الفكر، حنو تفعيل مقاصد الشريعة، ـ 38

.2003-1424ق سوريا، ط/شدمأمحد الريسوين، تقدمي طه جابر العلواين، املعهد نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطيب،ـ 39

.1995- 4/1416الواليات املتحدة األمريكية، طفريجينيا، -العاملي للفكر اإلسالمي، هريندن، إمساعيل احلسيين، املعهد العاملي للفكر نظرية املقاصد عند اإلمام حممد الطاهر بن عاشورـ 40

.1995-1416 /1اإلسالمي، هريندن فريجينيا، الواليات املتحدة األمريكية، ط

Page 364: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾333﴿

كتب القواعد:كتب القواعد:كتب القواعد:كتب القواعد:

تأليف تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكايف السبكي األشباه والنظائر،ـ 1

هـ)، حتقيق: الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد معوض، دار الكتب 771(ت

.1991- 1/1411العلمية، بريوت، لبنان، طاحلنفي املعروف بابن جنيم إبراهيمتأليف العالمة زين الدين بن األشباه والنظائر،ـ 2

هـ)، وحباشيته نزهة النواظر على األشباه والنظائر للعالمة خامتة احملققني حممد أمني بن 970(ت

هـ)، حتقيق وتقدمي: حممد مطيع احلافظ، دار الفكر، 1252عمر املعروف بابن عابدين(ت

.1983-1/1403طالدين عبد الرمحان تأليف اإلمام جالل األشباه والنظائر يف قواعد وفروع فقه الشافعية،ـ 3

.1983-1/1403هـ)ا، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط911السيوطي (تاملصري إدريس، لإلمام القرايف شهاب الدين أيب العباس أمحد بن الفروقـ 4

هـ)، وحباشيته إدرار الشروق على أنواء الفروق، لإلمام ابن 684املالكي(ت

عمر حسن القيام، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، هـ)، قدم له وعلق عليه 723الشاظ(ت

.2003-1/1424ط)، حتقيق أمحد بن 758تأليف أيب عبد اهللا حممد بن حممد بن أمحد املقري (ت القواعد،ـ 5

عبد اهللا بن محيد، معهد البحوث العلمية إحياء التراث اإلسالمي، مركز إحياء التراث اإلسالمي،

مكة املكرمة، اململكة العربية السعودية.، تأليف الدكتور اجليالين وافقاتالقواعد األصولية عند اإلمام الشاطيب من خالل كتابه املـ 6

.1992-1/1423املريين، دار ابن القيم، الدمام، دار ابن عفان، القاهرة، مجهورية مصر، طالقواعد الفقهية املستنبطة من املدونة الكربى لإلمام مالك بن أنس األصبحي برواية ـ 7

تأليف: الدكتور أحسن زقور، دار اإلمام سحنون بن سعيد عن اإلمام عبد الرمحان بن القاسم،

.2005-1/1426التراث اجلزائر، دار ابن حزم، بريوت، لبنان، طد.صاحل بن غامن السدالن، دار بلنسية للنشر القواعد الفقهية الكربى وما تفرع عنها،ـ 8

.1/1417والتوزيع، اململكة العربية السعودية، الرياض، ط

Page 365: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾334﴿

القواعد الفقهية، املبادئ، املقومات، املصادر الدليلية، التطور، دراسة نظرية حتليلية، ـ 9للدكتور يعقوب بن عبد الوهاب الباحسني، مكتبة الرشد، الرياض، شركة تأصيلية، تارخيية،

.1998-1418 /1الرياض للنشر والتوزيع، اململكة العربية السعودية، ط ها، نشأا، تطورها، دراسة مؤلفاا، أدلتها مهمتها، تطبيقاا،القواعد الفقهية مفهومـ 10

-4/1418أليف: علي امحد الندوي، قدم هلا العالمة مصطفى الزرقا، دار القلم دمشق، طت

1998. دمشق، سويا، ، حممد الزحيلي، دار الفكر،القواعد الفقهية وتطبيقاا يف املذاهب األربعةـ 11

.2006-1427، 1ط، تأليف شيخ اإلسالم: القواعد الكربى، املوسوم بـ: قواعد األحكام يف إصالح األنامـ 12

-1/1424لبنان، ط- هـ)، دار ابن حزم، بريوت660عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم (ت

2003. تأليف الشيخ عبد الرمحن القواعد واألصول اجلامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة،ـ 13

بن ناصر السعدي وحممد بن صاحل العثيمني، عناية أمين بن عازف الدمشقي، وصبحي حممد

.2002، 1رمضان، مكتبة السنة، طهـ)، حققه الدكتور 794للزركشي بدر الدين بن ادر الشافعي(ت املنثور يف القواعد،ـ 14

ستار أبوغدة، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، تيسري فائق أمحد حممود راجعه الدكتور عبد ال

.1982-1/1402طبن أيوب بن القيم تأليف اإلمام أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر بدائع الفوائد،ـ 15

هـ)، حتقيق علي بن حممد العمران، إشراف بكر بن عبد اهللا بوزيد، متويل 751(تاجلوزية

ريية، دار عامل الفوائد، جممع الفقه اإلسالمي جدة.مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي اخلتأليف أمحد بن الشيخ حممد الزرقا، راجعه: عبد الستار أبو غدة، شرح القواعد الفقهية،ـ 16

.1989-1409/ 2دار القلم، دمشق، ط، ملوالنا زين العابدين إبراهيم الشهري غمر عيون البصائر شرح كتاب األشباه والنظائرـ 17

بابن جنيم املصري رمحه اهللا، شرح السيد موالنا أمحد بن حممد احلنفي احلموي رمحه اهللا، دار

.1985-1/1405بريوت، لبنان، ط ،الكتب العلمية

Page 366: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾335﴿

، إعداد الدكتور: عبد الرمحان قواعد املقاصد عند اإلمام الشاطيب عرضا ودراسة وحتليالـ 18

دمشق، سوريا، ،دار الفكر عمان، األردن، راهيم الكيالين، املعهد اإلسالمي للفكر اإلسالمي،إب

.2000-1/1421طحممد الروكي، منشورات كلية اآلداب نظرية التعقيد الفقهي وأثرها يف اختالف الفقهاء،ـ 19

.1994-1/1414ط اململكة املغربية، والعلوم اإلنسانية بالرباط،

كتب الفقه:كتب الفقه:كتب الفقه:كتب الفقه:

هـ)، حتقيق وختريج: رفعت فوزي عبد 204، لإلمام حممد بن إدريس الشافعي(تاألمـ 1

.2001- 1/1422املطلب، دار الوفاء، املنصورة، ط

تأليف اإلمام احلافظ اإلمام عز الدين بن عبد العزيز بن عبد اإلمام يف بيان أدلة األحكام،ـ 2

بية، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، هـ)، حتقيق رضوان خمتار بن غر660السالم السلمي(ت

.1987 -1407ط/هـ)، على 1258أليب احلسن علي بن عبد السالم التسويل(ت البهجة يف شرح التحفة،ـ 3

األرجوزة املسماة بتحفة األحكام للقاضي أيب بكر حممد بن حممد بن عاصم األندلسي

د اهللا حممد بن حممد هـ)، ومعه حلي املعاصم لفكر ابن عاصم لإلمام أيب عب729(ت

هـ)، وهو شرح أرجوزة احلكام، ضبطه وصححه: حممد عبد القادر شاهني، 1209التاودي(ت

.1998-1/1418دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط، أليب الوليد بن رشد البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجةـ 4

هـ)، وضمنه املستخرجة من األمسعة املعروفة بالعتبية حملمد العتيب القرطيب، 520القرطيب (ت

.1988-2/1408حتقيق الدكتور: حممد حجي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنان، طهـ)، حتقيق األستاذ حممد 684، لشهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف (تالذخريةـ 5

.1/1994وخبزة، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، طب

تأليف شيخ اإلسالم أيب عمر يوسف بن عبد اهللا بن الكايف يف فقه أهل املدينة املالكي،ـ 6

.1992-2/1413حممد بن عبد الرب النمري القرطيب، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط

Page 367: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾336﴿

هـ)، رواية اإلمام سحنون بن 179(ت لإلمام مالك بن أنس األصبحي املدونة الكربى،ـ 7

سعيد التنوخي عن اإلمام عبد الرمحان بن القاسم، ويليها مقدمات بن رشد لبيان ما اقتضته املدونة

هـ)، دار الكتب العلمية، 520من األحكام لإلمام احلافظ أيب الوليد حممد بن أمحد بن رشد(ت

.1994-1/1415بريوت، لبنان، ط

لي عللحافظ الفقيه األصويل أيب الفتح تقي الدين حممد بن ديث األحكام،شرح اإلملام بأحاـ 8

بد عقه وخرج أحاديثه ونصوصه:هـ)، حق702ت(بن وهب القشريي املشهور بابن دقيق العيد

.1997-1/1417العزيز بن حممد السعيد، دار أطلس للنشر والتوزيع، الرياض، طبن حممد بن تأليف اإلمام القاضي أيب الوليد حممد بن أمحد بداية اتهد واية املقتصد،ـ 9

حتقيق وتعليق ودراسة: الشيخ علي حممد معوض، هـ)،595أمحد بن رشد القرطيب األندلسي (ت

.2000-2/1420الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، دار الكتب العلمية، بريوت لبنان، ط، خلامتة احملققني حممد أمني الشهري بابن األبصاررد احملتار على الدر املختار شرح تنوير ـ 10

عابدين، مع تكملة ابن عابدين لنجل املؤلف، دراسة وحتقيق وتعليق: الشيخ عادل أمحد عبد

، دار عامل إمساعيلالدكتور: حممد بكر ذاملوجود، الشيخ علي حممد معوض، قدم له وقرضه األستا

.2003-1423الكتب الرياض، ط/هـ)، ومعه 676لإلمام أيب زكريا حيي بن شرف النووي الدمشقي(ت طالبني،روضة الـ 11

املنهاج السوي يف ترمجة اإلمام النووي، منتقى الينبوع فيما زاد على الروضة من الفروع، للحافظ

جالل الدين السيوطي، حتقيق الشيخ عادل أمحد عبد املوجود، الشيخ علي حممد معوض، دار عامل

.1993- 1423العربية السعودبة، ط/الكتاب، اململكة تأليف: أيب عبد اهللا حممد بن حممد بن عبد الرمحن مواهب اجلليل لشرح خمتصر اخلليل،ـ 12

هـ)، ضبطه وخرج آياته وأحاديثه: الشيخ زكريا 954ين (تياملغريب املعروف باحلطاب الرع

عمريات، دار عامل الكتب.

تأليف حممد بن علي بن حممد الشوكاين من أسرار منتقى األخبار، نيل األوطارـ 13

هـ)، حققه وعلق عليه: أبو معاذ طارق بن عوض اهللا بن حممد، دار ابن القيم، 1250(ت

.2005-1/1426اململكة العربية السعودية، دار ابن عفان، مجهورية مصر العربية، ط

Page 368: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾337﴿

:كتب العقيدةكتب العقيدةكتب العقيدةكتب العقيدة

تأليف شيخ اإلسالم أمحد بن عبد ملخالفة أصحاب اجلحيم،اقتضاء الصراط املستقيم ـ 1

هـ)، حتقيق وتعليق: ناصر عبد الكرمي العقل، مكتبة 728احلليم بن عبد السالم بن تيمية(ت

الرشد، الرياض.لشيخ اإلسالم أيب العباس تقي الدين أمحد بن عبد اجلواب الصحيح ملن بدل دين املسيح،ـ 2

إبراهيم)، حتقيق وتعليق علي حسن بن ناصر، عبد العزيز بن 728(ت احلليم بن تيمية احلراين

محدان بن حممد احلمدان، دار العاصمة للنشر والتوزيع، اململكة العربية السعودية، :العسكر، د

.1999-2/1419طهـ)، حتقيق الوليد بن 360(تتأليف اإلمام أيب بكر حممد بن احلسني اآلجري الشريعة،ـ 3

حممد بن نبيه سيف النصر، قدم له وراجعه: الشيخ عبد القادر األرنؤوط، د.عاصم بن عبد اهللا

.1996-1/1417القريويت، مؤسسة قرطبة، ط ، البن تيمية أيب العباس تقي الدين أمحد بن عبد احلليموالنقل درء التعارض العقلـ 4

مد رشاد سامل، أشرفت على طباعته ونشره إدارة الثقافة والنشر حتقيق الدكتور: حم هـ)،728(ت

-2/1411باجلامعة، جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية، اململكة العربية السعودية، ط

1991. مشس ، تأليف: ابن القيم اجلوزيةليل يف مسائل القضاء والقدر واحلكمة والتعليلشفاء العـ 5

هـ)، حترير احلساين حسن عبد اهللا، دار 751الدين أيب عبد اهللا حممد بن الشيخ أيب بكر (ت

التراث، القاهرة.، هـ)728(ت أيب العباس تقي الدين أمحد بن عبد احلليم ج السنة النبوية البن تيمية،امنهـ 6

.1986- 1/1406ط القاهرة، ،مؤسسة قرطبةحممد رشاد سامل، حتقيق د:

::::التراجمالتراجمالتراجمالتراجموووو كتب التاريخكتب التاريخكتب التاريخكتب التاريخ

حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب، القاهرة. ابن حزم حياته وعصره، آراؤه الفقهية،ـ 1 اإلمام أبو زهرة، دار الفكر العريب، القاهرة. ابن حنبل حياته وعصره، آراؤه وفقهه،ـ 2 اإلمام حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب، القاهرة. أبو حنيفة، حياته وعصره، آراؤه وفقهه،ـ 3

Page 369: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾338﴿

تأليف شيخ اإلسالم حافظ العصر شهاب الدين أمحد الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة،ـ 4

هـ)، دار 852بن علي بن حممد بن حممد بن علي بن أمحد الشهري بابن حجر العسقالين(ت

.1993-1414اجليل، بريوت، ط/تأليف إلمام لقاضي إبراهيم بن نور الدين املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب، الديباجـ 5

هـ)، حتقيق وتعليق: مأمون بن حمي الدين اجلنان، دار 799املعروف بابن فرحون املالكي (ت

.1996-1/1417الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط

عليه حمب الدين اخلطيب، دار قه وعلق أبو بكر بن العريب، حق العواصم من القواسم،ـ 6

.2002-1424، 2الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط

أمحد بن املذهب احلنفي، مراحله وطبقاته، ضوابطه ومصطلحاته، خصائصه ومؤلفاته،ـ 7

.2001-1422، 1حممد نصري الدين النقيب، مكتبة الرشيد، الرياض، ط

ام حممد أبو زهرة، دار الفكر العريب، ط اإلم الشافعي، حياته وعصره، آراؤه الفقهية،ـ 8

1978. ، تأليف األستاذ سيدي حممد بن احلسن احلجوي الفكر السامي يف تاريخ الفقه اإلسالميـ 9

.الثعاليب، مطبعة النهضة ج اجلزيرة، تونسحممد الطاهر بن عاشور، الشركة التونسية : تأليف فضيلة األستاذ أليس الصبح بقريب،ـ 10

.1967للتوزيع، تونس ط/

املسمى ديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عاصرهم من تاريخ ابن خلدون،ـ 11

)، ضبط املنت ووضع احلواشي 808ذوي الشأن األكرب، تأليف عبد الرمحان بن خلدون (ت

وت، لبنان، والفهارس األستاذ خليل شحادة، مراجعة الدكتور سهيل الزكار، دار الفكر، بري

.2001-1421ط/، دار اآلفاق اجلديدة، الدار البيضاء، ذبياين، عبد ايد عبد احلميد التاريخ الفقه اإلسالميـ 12

.1994، 1ط

، تأليف تاريخ مدينة السالم وأخبار حمدثيها وذكر قطاا العلماء من غري أهلها ووارديهاـ 13

قه وضبط نصه هـ)، حق463ثابت اخلطيب البغدادي(تاإلمام احلافظ أيب بكر أمحد بن علي بن

Page 370: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾339﴿

-1/1422وعلق عليه: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، لبنان، ط

2001.

، تأليف القاضي عياض بن ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالكـ 14

تاويت الطبخي، وزارة األوقاف هـ)، حتقيق: حممد بن 544موسى بن عياض السبيت(ت

.1983-2/1403والشؤون اإلسالمية، اململكة املغربية، ط

عبد حالفال شهاب الدين أيب مالبن العماد اإلما شذرات الذهب يف أخبار من ذهب،ـ 15

عبد القادر :احلي بن أمحد بن حممد العكري احلنبلي الدميشقي، أشرف على حتقيقه وأخرج أحاديثه

-1/1406حممود األرناؤوط، دار بن كثري، دمشق، بريوت، ط :حققه وعلق عليه األرناؤوط،

1986.

أبو الفرج حممد بن أيب يعقوب إسحاق املعروف بالوراق، كتاب الفهرست للندمي،ـ 16

حتقيق:رضا ـ جتدد.

حممد أبو زهرة، مكتبة آجنلو املصرية، القاهرة. مالك حيانة وعصره، آراؤه الفقهية،ـ 17، تصنيف اإلمام العالمة ويل الدين عبد الرمحان بن حممد بن خلدون مقدمة ابن خلدونـ 18

-1425هـ)، دار الشرق العريب، لبنان، بريوت، ط/808املالكي احلضرمي أصول الفقه(ت

2004. للعالمة صدر األئمة أيب املؤيد مناقب اإلمام األعظم أيب حنيفة رضي اهللا عنه وأكرم،ـ 19

هـ)، جملس دائرة املعارف النظامية الكائنة يف اهلند 568املوفق بن أمحد املكي رمحه اهللا(تاإلمام

.1321/ 1ببلدة حيدر آباد الدكن، ط

مام احلافظ أيب عبد اهللا لإل مناقب أيب حنيفة وصاحبيه، أيب يوسف وحممد بن احلسن،ـ 20

هـ)، عين بتحقيقه والتعليق عليه: حممد زاهد الكوثري، 748حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب (ت

،تو، بري4/1419ند، طأبو الوفا األفغاين، جلنة إحياء املعارف النعمانية، حبيدر آباد الدكن باهل

لبنان.احلافظ مشس الدين حممد بن أمحد تأليف اإلمام ميزان االعتدال يف نقد الرجال،ـ 21

هـ)، ويليه ذيل ميزان االعتدال لإلمام أيب الفضل عبد الرحيم بن احلسني 748الذهيب(ت

هـ)، دراسة وحتقيق وتعليق: الشيخ علي حممد معوض، عادل أمحد عبد املوجود، 806العراقي(ت

Page 371: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾340﴿

لمية، بريوت، لبنان، شارك يف حتقيقه: األستاذ الدكتور عبد الفتاح أبو سنة، دار الكتب الع

.1995-1/1416ط

كتب الفتاوى:كتب الفتاوى:كتب الفتاوى:كتب الفتاوى:

هـ)، 643(تمحن بن عثمان الشهرزوي أبو عمرو، عثمان بن عبد الرفتاوى ابن الصالحـ 1

عامل الكتب، بريوت، ،حتقيق د. موفق عبد اهللا عبد القادر، الناشر مكتبة العلوم واحلكم

.1407ط/وخرج اشيخ اإلسالم تقي الدين أمحد بن تيمية احلراين، اعتىن الفتاوى، ةجمموعـ 2

أحاديثها:عامر اجلزار، أنور الباز، دار اجليل، دار الوفاء للطباعة والنشر. املنصورة، مكتبة العبيكان،

.1997-1/1418اململكة العربية السعودية، الرياض، ط

كتب السيرة النبوية:كتب السيرة النبوية:كتب السيرة النبوية:كتب السيرة النبوية:

البن القيم اجلوزية اإلمام احملدث املفسر الفقيه مشس الدين عباد،زاد املعاد يف هدي خري الـ 1

ق نصوصه وخرج أحاديثه هـ)، حق751أيب عبد اهللا حممد بن أيب بكر الزرعي الدمشقي(ت

ق عليه:شعيب األرنؤوط، عبد القادر األرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بريوت، لبنان، مكتبة املنار وعل

.1994- 27/1415طاإلسالمية، الكويت،

األخالق والتزكية والرقائق:األخالق والتزكية والرقائق:األخالق والتزكية والرقائق:األخالق والتزكية والرقائق:كتب كتب كتب كتب

لإلمام الغزايل، مع مقدمة يف التصوف اإلسالمي ودراسة حتليلية إحياء علوم الدين،ـ 1

لشخصية الغزايل وفلسفته يف اإلحياء بقلم الدكتور بدوي طبانة، مكتبة ومطبعة كرياطة فوترا،

مساراغ.مد الغزايل، اعتىن به وراجعه حممد علي القطب، املكتبة لإلمام أيب حا فضائح الباطنية،ـ 2

.2001-1422العصرية، صيدا، بريوت، ط/

كتب المنطق:كتب المنطق:كتب المنطق:كتب المنطق:

Page 372: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾341﴿

، لإلمام اهلمام العالمة تقي الدين أيب العباس أمحد بن تيمية كتاب الرد على املنطقينيـ 1

-1396باكستان، ط احلراين، إدارة ترمجان السنة، إدارة ترمجان السنة أيبك رود، الهور،

1976. لإلمام الغزايل، حتقيق الدكتور سليمان دنيا، منطق افت الفالسفة، املسمى: معيار العلمـ 2

.1961/دار املعارف، مصر، ط

الملتقيات:الملتقيات:الملتقيات:الملتقيات:

"، الدكتور يوسي اهلواري، امللتقى "منطق االستقراء العلمي وأثره يف التقعيد األصويلـ 1

الوطين

، بكلية 2012أبريل 11/12حول أحكام النوازل املعاصرة بني التقعيد والترتيل، يومي: األول

وهران، اجلزائر.جامعة لعلوم اإلنسانية واحلضارة اإلسالمية، ا

الرسائل العلمية:الرسائل العلمية:الرسائل العلمية:الرسائل العلمية:

املناسبات وأثرها يف تفسري التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور من سورة طه إىل سورة ـ 1، رسالة ماجستري، عمر بن حممد بن عبد اهللا املديف، جامعة أم القرى، مكة املكرمة، القصص

اململكة العربية السعودية.، رسالة ماجستري، سعد بن مقبل بن داللة السياق عند األصوليني دراسة نظرية تطبيقيةـ 2

العربية السعودية، عيسى العرتي، كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية، جامعة أم القرى اململكة

م.1428 -1427

دراسة نظرية داللة السياق وأثرها يف توجيه املتشابه اللفظي يف قصة موسى عليه السالم،ـ 3

ن شتوي بن عبد املعني الشتوي، جامعة أم القرى، كلية أصول بستري، فهد جتطبيقية، رسالة ما

م.2005-1426الدين، اململكة العربية السعودية،

Page 373: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

قائمة المصادر والمراجع

﴾342﴿

دراسة -هـ)694، ملظفر الدين أمحد بن علي الساعايت(تالوصول إىل علم األصولاية ـ 4

سعد بن عزيز بن مهدي، كلية الشريعة و الدراسات اإلسالمية، رسالة دكتوراه، جامعة -وحتقيق

.م1985أم القرى، اململكة العربية السعودية، إمساعيلرسالة ماجستري، ، الدهلويالفكر املقاصدي وجتربة التأصيل عند اإلمام ويل اهللا ـ 5

جامعة كلية العلوم اإلسالمية، ، 2009نقاز، حتت إشراف الدكتورة عقيلة حسني، نوقشت سنة

اجلزائر العاصمة.حتت إشراف منوبة برهاين، رسالة دكتوراه، ،الفكر املقاصدي عند حممد رشيد رضاـ 6

باتنة.جامعة احلاج خلضر ،2007مسعود فلوسي، نوقشت سنة

المخطوطاتالمخطوطاتالمخطوطاتالمخطوطات البن السلجماسي، املخطوطة حمملة من موقع: حترير مسألة القبول،ـ 1

http://www.4shared.com/file/79917205.../___.html

Page 374: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾342﴿

فهرس اآليات

الصفحة السورة ورقم ا�ية

سورة البقرة

﴿ Ÿξ sù (#θ è=yè øgrB ¬! # YŠ# y‰Ρr&...﴾ 175........................................................................ 22ا�ية

﴿ ¨βÎ) ©!$# Ÿω ÿÄ ÷∏tGó¡tƒ βr& z>Î�ôØ o„ Wξ sVtΒ $ ¨Β Zπ |Êθãèt/﴾... 270............................... .....26ا�ية

﴿ !#sŒ$ tΒ yŠ# u‘r& ª!$# #x‹≈ yγ Î/ Wξ sVtΒ ¢﴾ 270........................................................26ا�ية

﴿ uθ èδ “Ï%©!$# šYn=y{ Νä3s9 $ ¨Β ’Îû ÇÚö‘ F{$# $YèŠÏϑy_ ﴾ 263......................................... 29 ا�ية

﴿(#θßϑŠÏ%r& uρ nο4θ n=¢Á9$# 67.................................................................43...﴾ اآلية

﴿ βr& (#θ çtr2 õ‹s? Zοt� s)t/ (﴾... 174، 173......................................................................67ا�ية

﴿ Ÿω (#θ ä9θà)s? $ uΖÏã≡ u‘ ...﴾ 27.............................. ................................................ 104ا�ية

﴿ãΑθà)u‹ y™ â !$ yγ x"�¡9$# zÏΒ Ä¨$ ¨Ζ9 $# $ tΒ öΝßγ9©9 uρ﴾... 260...............................................142ا�ية

﴿$tΒ uρ $ oΨù=yèy_ s' s#ö7 É)ø9 $# ÉL©9 $# |MΖä. !$ pκö� n=tæ āω Î) zΝn=÷èuΖÏ9....﴾ 131................................143اآلية

﴿(#θ—9 uθ sù öΝà6yδθ ã_ ãρ …çνt� ôÜ x© āξ y∞ Ï9 tβθä3tƒ Ĩ$Ψ=Ï9 öΝä3ø‹ n=tæ îπ ¤fãm...﴾129....................150 ا�ية

﴿ ¨βÎ) $ x"¢Á9 $# nοuρö� yϑø9 $#uρ ÏΒ Ì� Í←!$ yèx© «! 242، 113............................................158ا�ية ...﴾) #$

﴿ öθ s9 uρ “ t�tƒ t Ï%©!$# (# þθ ãΚ n=sß øŒ Î) tβ÷ρt� tƒ z>#x‹ yèø9 240..............................................165ا�ية ...﴾#$

﴿¨βÎ) zƒÏ%©!$# (#ρã� x"Ÿ2 öθ s9 āχ r& Ο ßγ s9 $Β ’ Îû ÇÚ ö‘ F{$# $ YèŠÏΗsd﴾... 220............................166ا�ية

﴿$tΒ uρ Νèδ t Å_ Ì�≈y‚ Î/ z ÏΒ Í‘$ ¨Ψ9$#﴾... 220................................................................167ا�ية

﴿ öΝä3s9 uρ ’Îû ÄÉ$|Á É)ø9 $# ×ο4θ uŠym ’Í<'ρé' ‾≈ tƒ É=≈t6 ø9 F{$# ﴾... 129،264..................................179ا�ية

﴿ $ y㕃 r' ‾≈ tƒ tÏ% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u |=ÏGä. ãΝà6 ø‹ n=tæ ãΠ$ u‹Å_Á9 181، 129................................183 ا�ية ...﴾#$

Page 375: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾343﴿

﴿3 ߉ƒ Ì� ムª!$# ãΝà6 Î/ t� ó¡ãŠø9 $# Ÿωuρ ߉ƒ Ì� ムãΝà6 Î/ u�ô£ãè ø9 264، 195...............................185ا�ية ﴾ #$

﴿ $ oΨ−/u‘ Ÿωuρ ö≅Ïϑós s? !$ uΖøŠn=tã # \� ô¹Î) $ yϑx. … çµtF ù=yϑym ’ n? tã šÏ% ©!$# ÏΒ $ uΖÎ=ö6 s%89..........286...﴾ اآلية

﴿ zΝÎ=tæ ª!$# öΝà6‾Ρr& óΟ çGΨä. šχθçΡ$ tF øƒrB öΝà6|¡ à"Ρr&﴾... 195.....................................187ا�ية

﴿ š�tΡθ è=t↔ó¡o„ Ç tã Ï' ©#Ïδ F{$# (﴾... 259....................................................................189ا�ية

﴿ Çyϑsù 3“ y‰tGôã$# öΝä3ø‹ n=tæ (#ρ߉tF ôã$$ sù ϵø‹ n=tã È≅÷VÏϑÎ/ $ tΒ 3“y‰tGôã$# öΝä3ø‹ n=tæ ﴾... 163...............194ا�ية

﴿ª!$#uρ Ÿω �= Ïtä† yŠ$|¡x"ø9 130........................................................................ 205 ا�ية ﴾ #$

﴿àM≈s)‾=sÜ ßϑø9 $#uρ š∅óÁ −/u�tItƒ £ ÎγÅ¡ à"Ρr' Î/ sπ sW≈n=rO & ÿρã�è%4﴾... 253..................................... 228ا�ية

﴿ Ÿωuρ £ èδθä3Å¡ ÷Ι äC # Y‘#u�ÅÑ (#ρ߉tF ÷ètGÏj9 4 ﴾ 196............................................................231ا�ية

﴿ßN≡ t$Î!≡ uθ ø9 $#uρ z ÷è ÅÊö� ム£èδ y‰≈ s9 ÷ρr& È ÷, s!öθ ym È ÷ n=ÏΒ% x..﴾... 246، 167...............................233 ا�ية

﴿ Ÿω §‘ !$ŸÒ è? 8οt$ Î!≡ uρ $ yδ Ï$s!uθ Î/ ﴾ 196........................................................................233ا�ية

﴿ tÏ%©!$#uρ tβöθ ©ùuθ tF ムöΝä3ΖÏΒ tβρâ‘x‹tƒ uρ % [`≡uρø— r& ﴾... 111...……………..........……………234ا�ية

﴿3¨≅ym r& uρ ª!$# yìø‹t7 ø9 260 ،228....................................................................275ا�ية ...﴾ #$

﴿ y7 Ï9≡sŒ öΝßγ ‾Ρr' Î/ (# þθ ä9$ s% $ yϑ‾ΡÎ) ßìø‹ t7ø9 $# ã≅ ÷WÏΒ (# 4θ t/Ìh�9 228.............................................275ا�ية ﴾...#$

﴿$oΨ−/u‘ Ÿωuρ ö≅Ïϑós s? !$uΖøŠn=tã # \� ô¹Î) $ yϑx. … çµtF ù=yϑym ’ n? tã šÏ% ©!$# ÏΒ $ uΖÎ=ö6 s%﴾... 195، 89......286ا�ية

﴿ Ÿωuρ $ oΨù=Ïdϑys è? $ tΒ Ÿω sπ s%$sÛ $ oΨs9 ϵÎ/﴾... 195....... .................................................286ا�ية

سورة آل عمران

﴿ tΒuρ ÆDtGö;tƒ u�ö�xî ÄΝ≈ n=ó™M}$# $ YΨƒ ÏŠ n=sù Ÿ≅t6 ø)ãƒ çµ ÷ΨÏΒ u...﴾ 91..............................................85ا�ية

﴿ $ uΖ−/u‘ ö� Ï"øî$# $ uΖs9 ﴾ 231....................................................................................147ا�ية

﴿ tÏ% ©!$# tΑ$ s% ãΝßγ s9 â¨$ ¨Ζ9 $# ¨βÎ) } $ ¨Ζ9 $# ô‰s% (#θ ãèuΚ y_ öΝä3s9﴾... 226................................ 173ا�ية

Page 376: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾344﴿

﴿øŒ Î)uρ x‹ s{r& ª! $# t,≈sVŠÏΒ t Ï%©!$# (#θè?ρé& |=≈ tGÅ3ø9 243..............................................187ا�ية ﴾...#$

﴿Ÿω ¨t |¡ øtrB t Ï%©!$# tβθ ãm t�ø"tƒ !$ yϑÎ/ (#θ s?r&...﴾ 243.......................................................188ا�ية

سورة النساء

﴿ ÷βÎ)uρ ÷Λä ø"Åz āωr& (#θ äÜÅ¡ ø)è? ’Îû 4‘uΚ≈ tGu‹ ø9 130..........................................................3ا�ية ﴾... #$

﴿ ߉ƒ Ì� ムª!$# βr& y#Ïe"sƒä† öΝä3Ψtã 4 t,Î=äzuρ ß≈|¡ΡM}$# $ Z"‹Ïè|Ê﴾... 195.................................24 ا�ية

﴿ (#θ ßϑŠÏ%r& uρ nο4θ n=¢Á9 231...............................................................................77ا�ية ...﴾#$

Ÿξأ ﴿ sùr& tβρã� −/y‰tF tƒ tβ#u ö�à)ø9 253.......................................................................82ا�ية ﴾...#$

﴿ 5Οù=Ýà Î6 sù z ÏiΒ šÏ%©!$# (#ρߊ$ yδ...﴾ 300، 271........................................................160ا�ية

﴿ Wξ ß™•‘ tÎ�Åe³t6 •Β tÍ‘ É‹ΨãΒ uρ āξ y∞ Ï9 tβθä3tƒ Ĩ$Ζ=Ï9 ’n? tã «!$# 8π¤f ãm ...﴾265..... ...............165ة ا�ي

سورة المائدة

﴿ $ tΒ ß‰ƒ Ì� ムª! $# Ÿ≅yè ôf uŠÏ9 Νà6 ø‹n=tæ ôÏiΒ 8l t� ymu﴾...129، 89........................................... 6 �يةا

﴿ $ yϑ‾ΡÎ) ߉ƒ Ì� ムß≈sÜ ø‹¤±9 $# βr& yìÏ%θ ムãΝä3uΖ÷�t/ nοuρ≡ y‰yè ø9 $# u!$ ŸÒ øót7ø9 $#uρ﴾... 130...........................91ا�ية

﴿ä−Í‘$ ¡¡9$#uρ èπs%Í‘$ ¡¡9 $#uρ (# þθ ãèsÜø%$$ sù $ yϑßγ tƒ ω÷ƒ r&... 222...................................... 38﴾ اآلية

﴿¨βÎ) zƒÏ%©!$# (#ρã� x"Ÿ2 öθ s9 āχ r& Ο ßγ s9 $Β ’ Îû ÇÚ ö‘ F{$# $ YèŠÏΗsd … ã& s#÷WÏΒ uρ﴾... 220..........37 ،36اآلية

سورة ا$نعام

﴿zÇrρé&uρ ¥’n<Î) #x‹≈yδ ãβ#u ö�à)ø9 $# Νä.u‘ É‹ΡT{ ϵÎ/ .tΒ uρ xDn=t/﴾... 91.....................................19 ا�ية

﴿ öθ s9 uρ #“ t� s? øŒ Î) (#θ à"Ï%ãρ ’ n?tã Í‘$ ¨Ζ9 240............................................................. 27ا�ية ﴾ ...#$

﴿ ÈβÎ) ãΝõ3ß⇔ø9 $# āω Î) ¬! ﴾ 255، 115.........................................................................57ا�ية

﴿tÏ%©!$# (#θãΖtΒ#u óΟ s9 uρ (# þθ Ý¡ Î6 ù=tƒ Οßγ uΖ≈ yϑƒ Î) AΟù=Ýà Î/ ﴾ 222.................................................82 ا�ية

Page 377: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾345﴿

﴿ (#θ è=à2 $£ϑÏΒ ãΝä3x%y— u‘ ª!$#﴾... 232....................................................................142ا�ية

﴿ö¨βÎ) tÏ%©!$# (#θè%§� sù öΝåκs]ƒ ÏŠ (#θ çΡ% x.uρ $Yèu‹ Ï©﴾... 133.......................................................159 ا�ية

﴿ Ÿωuρ â‘ Ì“s? ×οu‘ Η# uρ u‘ ø— Íρ 3“ t�÷zé&﴾ 141، 138..............................................................164ا�ية

﴿ Ÿωuρ Ü= Å¡õ3s? ‘≅à2 C§ø"tΡ āω Î) $ pκö� n=tæ 4 Ÿωuρ â‘ Ì“s? ×οu‘ Η#uρ u‘ ø— Íρ 3“ t�÷zé& 4 ﴾... 166 ...........164اآلية

سورة ا$عراف

﴿ Ÿωuρ $ t/t� ø)s? ÍνÉ‹≈yδ nοt� yf ¤±9 $# $ tΡθ ä3tF sù z ÏΒ tÏΗÍ>≈ ©à9$#... 270...........................20،19﴾ اآلية

﴿ Éb>u‘ ö� Ï"øî$# ’Í<...﴾ 232....................................................................................151ا�ية

﴿ ßìŸÒ tƒ uρ öΝßγ ÷Ζtã öΝèδ u�ñÀ Î) Ÿ≅≈n=øñ F{ $#uρ ÉL©9 $# ôM tΡ% x. óΟ Îγ øŠn=tæ﴾... 173................................157ا�ية

﴿ ö≅ è% $ y㕃 r' ‾≈ tƒ ÚZ$Ζ9 $# ’ÎoΤ Î) ãΑθ ß™u‘ «!$# öΝà6ö‹ s9 Î) $�èŠÏΗsd ﴾... 90................................158ا�ية

﴿ öΝßγ ù=t↔ó™uρ Ç tã Ïπ tƒö� s)ø9 $# ÉL©9 $# ôM tΡ$ Ÿ2 nοu�ÅÑ% tn Ì�ós t7 ø9$#...﴾ 234...................................163 ا�ية

﴿àMó¡s9 r& Νä3În/t�Î/ö...﴾ 129....................................................................................172ا�ية

سورة ا$نفال

﴿ (#θ ç7ŠÉf tGó™$# ¬! ÉΑθ ß™§�=Ï9 uρ #sŒ Î) öΝä.$ tãyŠ $ yϑÏ9 öΝà6‹ ÍŠøtä†... ﴾ 223................................. 24ا�ية

سورة التوبة

﴿ (# ÿρä‹ sƒªB$# öΝèδ u‘$t6 ôm r& öΝßγ uΖ≈ t6 ÷δ â‘uρ $ \/$t/ö‘r& ÏiΒ Âχρߊ «!$# ...﴾ 175.................................31ا�ية

﴿šÏ%©!$#uρ šχρã”É∴õ3tƒ |= yδ©%!$# sπāÒ Ï"ø9 $#uρ..﴾. 241...................................................34ا�ية

﴿ (#θ ßγ¤)x"tGuŠÏj9 ’Îû ǃ Ïe$!$# (#ρâ‘ É‹ΨãŠÏ9 uρ óΟßγ tΒ öθ s% ﴾... 03.......... .........................................122ا�ية

﴿$pκš‰r' ‾≈ tƒ tÏ% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u (#θ è=ÏG≈ s% š Ï%©!$# Νä3tΡθ è=tƒ š∅ÏiΒ Í‘$¤"à6 ø9 174.....................123ا�ية ...﴾#$

Page 378: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾346﴿

سورة يونس

﴿u(#θßϑn=÷ètF Ï9 yŠ y‰tã t ÏΖÅb¡9$# z>$ |¡Ås ø9 $#uρ ﴾ 264...............................................................5ا�ية

﴿ö≅è% (#θ è?ù' sù ;οu‘θÝ¡ Î/ Ï& Î#÷VÏiΒ﴾... 232.......................................................................38ا�ية

﴿$pκš‰r' ‾≈ tƒ â¨$ ¨Ζ9 $# ô‰s% Νä3ø?u !$ y_ ×πsà Ïãöθ ¨Β ÏiΒ öΝà6În/§‘﴾... 264، 130..........................57،58ا�ية

﴿ ö≅ è% È≅ôÒ x"Î/ «!$# ϵÏF uΗ÷q t� Î/uρ﴾... 264................................................................... 58ا�ية

ھودسورة

﴿ãΝèδ yŠu‘ ÷ρr' sù u ‘$ ¨Ζ9 $# }§ø♥Î/uρ ߊ ö‘ Èθ ø9 $# ߊρâ‘ öθ yϑø9 225.....................................................98ا�ية ﴾#$

﴿(#θä9$ s% Ü= ø‹yè à±≈ tƒ $ tΒ çµs)ø"tΡ # Z�� ÏVx. $ £ϑÏiΒ ãΑθ à)s?…﴾ 03 ..................................................91ا�ية

سورة يوسف

﴿ È≅ t↔ó™uρ sπ tƒ ö�s)ø9 233.......................................................................................82ا�ية ﴾ #$

﴿ tΑ$ s% ö≅ t/ ôM s9§θ y™ öΝä3s9 öΝä3Ý¡ à"Ρr& # X÷ö∆r& (...﴾ 132......................................................83ا�ية

سورة الرعد

﴿ y7 Ï9≡ x‹x.uρ çµ≈ oΨø9 t“Ρr& $ ¸ϑõ3ãm $ wŠÎ/{�tã 4 ﴾ 221...............................................................37ا�ية

سورة الحجر

﴿y‰yf |¡sù èπ s3Í×‾≈ n=yϑø9 $# öΝßγ P=à2 tβθ ãèuΗødr& ∩⊂⊃∪ Hω Î) }§ŠÎ=ö/Î)﴾... 229..................................30ا�ية

سورة النحل

﴿÷ρr& óΟèδ x‹äzù' tƒ 4’n? tã 7∃ •θsƒrB ﴾ 112،221..................................................................47ا�ية

سورة ا�سراء

﴿ Ÿξ sù ≅ à)s? !$ yϑçλ °; 7e∃é& Ÿωuρ $ yϑèδ ö� pκ÷]s?﴾... 234، 226.................................................23ا�ية

Page 379: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾347﴿

سورة الكھف

﴿ yϑsù u !$ x© ÏΒ ÷σã‹ù=sù ∅tΒ uρ u !$ x© ö� à"õ3u‹ ù=sù...﴾ 231..................................................29 ا�ية

سورة مريم

﴿Ÿ≅yètGô© $#uρ â ù& §�9$# $ Y6 øŠx© ﴾...255............................................................................4ية ا�

﴿ βÎ)uρ óΟ ä3ΖÏiΒ āω Î) $ yδߊ Í‘#uρ﴾... 225.......................................................................71ا�ية

﴿§è§ΝèO ÉdfuΖçΡ tÏ% ©!$# (#θ s)?$# â‘x‹tΡρ šÏϑÎ=≈ ©à9 $# $ pκ� Ïù $ wŠÏWÅ_﴾ 225.....................................72ا�ية

﴿ ä−θÝ¡nΣ uρ tÏΒ Ì� ôfßϑø9 $# 4’n<Î) tΛ© yγ y_ # YŠö‘ Íρ﴾ 225.................. .........................................86ا�ية

سورة طه

﴿ þ’ÎoΤ Î) O$ tΡr& y7•/u‘ ôìn=÷z$$sù y7ø‹ n=÷ètΡ ( y7 ¨ΡÎ) ÏŠ# uθ ø9 $$ Î/ Ä £‰s)ßϑø9 $# “ YθèÛ ﴾ 271...........................12ية ا�

سورة ا$نبياء

﴿öΝx.uρ $ oΨôϑ|Á s% ÏΒ 7πtƒ ö� s% ôM tΡ% x. Zπ yϑÏ9$ sß $ tΡù' t±Σr& uρ $ yδ y‰÷èt/ $ �Β öθ s% šÌ� yz#u﴾... 226..........11 ا�ية

﴿ Ÿω ã≅t↔ó¡ ç„ $ ¬Ηxå ã≅ yè ø"tƒ öΝèδ uρ šχθè=t↔ó¡ ç„ ﴾ 268، 260.................................................23ا�ية

﴿ ÏΘ r& (# ÿρä‹ sƒªB$# Zπ yγÏ9#u z ÏiΒ ÇÚö‘ F{ $# öΝèδ tβρç�ųΨãƒ... ﴾268................................ 23،22،21ا�يات

﴿ Ü=|Á ym zΟ ¨Ψyγ y_ óΟçFΡr& $ yγ s9 šχρߊ Í‘≡uρ ﴾ 225........................................................98ا�ية

﴿!$tΒ uρ š�≈oΨù=y™ö‘r& āω Î) Zπ tΗôqy‘ šÏϑn=≈ yè ù=Ïj9 ﴾ 128،263............................................107ا�ية

سورة الحج

﴿ tβÏŒ é& t Ï%©#Ï9 šχθè=tG≈ s)ムöΝßγ ‾Ρr' Î/ (#θ ßϑÎ=àß ...﴾ 129....................................................39ا�ية

﴿ $ tΒuρ Ÿ≅yèy_ ö/ ä3ø‹ n=tæ ’ Îû ÈÏd‰9 $# ô ÏΒ 8lt� ym 4﴾ 195،264، 89..........................................78ا�ية

سورة المؤمنون

﴿ óΟçF ö7 Å¡ys sùr& $ yϑ‾Ρr& öΝä3≈ oΨø)n=yz $ ZWt7 tã ...﴾ 130.........................................................115ا�ية

Page 380: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾348﴿

سورة النور

﴿öΝèδθç7 Ï?% s3sù ÷βÎ) öΝçGôϑÎ=tæ öΝÍκ� Ïù # Z�ö� yz (﴾... 231...........................................................33ا�ية

سورة الفرقان

﴿ x8u‘$ t6 s? “ Ï%©!$# tΑ“tΡ tβ$ s%ö�à"ø9 $# 4’n? tã Íνωö6 tã tβθ ä3u‹Ï9 šÏϑn=≈ yè ù=Ï9 # ��ƒÉ‹tΡ﴾... 90.................1ا�ية

سورة الشعراء

﴿ !$ oΨøŠym ÷ρr' sù 4’ n<Î) # y›θ ãΒ Èβr& >Î�ôÑ $# x8$ |Á yè În/ t�ós t7 ø9 $# ( t, n=x"Ρ$$ sù﴾... 233............................60ا�ية

﴿ …çµ ‾ΡÎ)uρ ã≅ƒ Í”∴tGs9 Éb>u‘ t ÏΗs>≈ yè ø9 221...................................................197إلى 192ا�يات ...﴾#$

سورة العنكبوت

﴿ āχ Î) nο4θ n=¢Á9$# 4‘sS÷Ζs? Ç∅tã Ï !$ t±ós x"ø9 $# Ì� s3Ζßϑø9 $#uρ﴾ 129........................................ 45ا�ية

سورة الروم

﴿ óΟ Ï%r' sù y7 yγ ô_ uρ ÈÏe$#Ï9 $Z"‹ ÏΖym 4 |Nt� ôÜ Ïù «!$# ÉL ©9 $# t� sÜsù } $ ¨Ζ9 $# $ pκö� n=tæ﴾... 86...................30ا�ية

سورة لقمان

﴿ ¢ o_ç6≈ tƒ Ÿω õ8Î�ô³è@ «! $$Î/ ( āχÎ) x8÷�Åe³9 $# íΟù=Ýà s9 ÒΟŠÏàtã ﴾ 223.........................................13ا�ية

﴿ ô‰ÅÁ ø%$#uρ ’ Îû š�Í‹ ô±tΒ ô﴾... 14........ ..................................................................19ا�ية

سورة ا$حزاب

﴿ $ yϑ‾ΡÎ) ߉ƒ Ì� ムª!$# |= Ïδ õ‹ã‹ Ï9 ãΝà6Ζtã }§ô_ Íh�9$# Ÿ≅ ÷δ r& ÏM ø�t7ø9 114............................33ا�ية .﴾.. #$

سورة سبأ

﴿!$tΒ uρ y7≈oΨù=y™ö‘r& āω Î) Zπ©ù!$ Ÿ2 Ĩ$ ¨Ψ=Ïj9 # Z�� ϱo0 # \�ƒÉ‹ tΡuρ £...﴾ 90...........................................28ا�ية

سورة الزمر

﴿ô‰s)s9 uρ $oΨö/u�ŸÑ Ĩ$ ¨Ψ=Ï9 ’Îû #x‹≈yδ Èβ#u ö� à)ø9$# ÏΒ Èe≅ä. 9≅sW tΒ...﴾ 221...........................28ـ 27ا�ية

Page 381: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾349﴿

﴿ # ¨Lym #sŒ Î) $ yδρâ !% y ôMys ÏGèùuρ $ yγ ç/≡uθ ö/r&...﴾ 240........................................................73ا�ية

سورة فصلت

﴿ (#θ è=uΗùå$# $ tΒ ôΜçGø⁄Ï© ( … çµ‾ΡÎ)﴾... 232.........................................................................40ا�ية

سورة الشورى

﴿ y7 Ï9≡x‹ x.uρ !$ uΖøŠym ÷ρr& y7 ø‹s9 Î) $ ºΡ#u ö�è% $|‹ Î/t� tã﴾... 221........................................................7ا�ية

سورة الزخرف

﴿ üΝm ∩⊇∪ É=≈tGÅ3ø9 $#uρ ÈÎ7ßϑø9 221..................................................3إلى1 اآليات ...﴾ ∪⊅∩ #$

سورة الدخان

﴿ ø− èŒ š�ΡÎ) |MΡr& Ⓝ Í“yè ø9 $# ãΛqÌ� x6 ø9 232 ،226.....................................................49ا�ية ﴾ #$

﴿ $ tΒ uρ $ oΨø)n=yz ÏN≡ uθ≈ yϑ¡¡9 $# uÚö‘ F{ $#uρ $ tΒ uρ $ yϑåκs]÷�t/ š Î6Ïè≈ s9﴾... 129........................39 -38ا�ية

سورة الجاثية

﴿ t� ¤‚y™uρ / ä3s9 $ ¨Β ’Îû ÏN≡ uθ≈ yϑ¡¡9 $# $ tΒ uρ ’Îû ÇÚö‘ F{ $# $ Yè‹ÏΗsd çµ÷ΖÏiΒ 4.. ﴾ 264...........................13ا�ية

سورة ا$حقاف

﴿ …çµ è=÷Ηxquρ …çµ è=≈ |ÁÏùuρ tβθ èW≈n=rO # �� öκy− 4﴾ 224..................................................................15ا�ية

اتسورة الذاري

﴿ $ tΒuρ àMø)n=yz £Ågø: $# }§ΡM}$#uρ āωÎ) Èβρ߉ç7÷èu‹ Ï9 ﴾ 264، 128...........................................56ا�ية

سورة النجم

﴿βr&uρ }§øŠ©9 Ç≈|¡ΣM∼ Ï9 āωÎ) $ tΒ 4të y™﴾... 166.............................................................39 ا�ية

Page 382: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾350﴿

رة الحديدسو

﴿ ô‰s)s9 $uΖù=y™ö‘r& $ oΨn=ߙ①ÏM≈ uΖÉi�t7 ø9 $$Î/ ﴾ 130..................................................................25ا�ية

﴿zΝn=÷èu‹Ï9 uρ ª!$# tΒ …çνç�ÝÇΖtƒ …ã& s#ß™â‘uρ Í=ø‹ tó ø9 $$Î/ 4 ﴾ 265... ...............................................25ا�ية

سورة الحشر

﴿ !$ ¨Β u!$ sùr& ª! $# 4’n? tã Ï& Î!θ ß™u‘﴾... 233.......................................................................7ا�ية

﴿ Ï !#t�s)à"ù=Ï9 t Ì�Éf≈ yγ ßϑø9 $# tÏ%©!$# (#θã_ Ì� ÷zé& ÏΒ öΝÏδ Ì�≈ tƒÏŠ óΟÎγ Ï9≡ uθ øΒ r&uρ﴾... 233.........................8ا�ية

سورة الجمعة

﴿ (# öθ yè ó™$$ sù 4’n<Î) Ì� ø.ÏŒ «!$# (#ρâ‘sŒ uρ yìø‹ t7 ø9$# 4﴾... 178...........................................................9ا�ية

سورة الطOق

﴿ ‘Ï↔‾≈ ©9 $#uρ z ó¡ Í≥tƒ zÏΒ ÇÙŠÅs yϑø9 112،253........................................................ 4ا�ية ﴾£ ... #$

﴿Ÿωuρ £èδρ•‘ !$ ŸÒ è? (#θ à)ÍhŠŸÒçGÏ9 £ Íκö� n=tã... ﴾ 196............. .................................................6ا�ية

﴿ £ èδθãΖÅ3ó™r& ôÏΒ ß]ø‹ ym ΟçGΨs3y™﴾... 163...............................................................6ا�ية

سورة الملك

﴿“Ï%©!$# t,n=y{ |Nöθ yϑø9 $# nο4θ u‹ ptø: $#uρ öΝä.uθ è=ö7 u‹Ï9 ö/ ä3•ƒ r& ß|¡ ôm r& Wξ uΚ tã﴾ 128..................................2ا�ية

سورة الحاقة

﴿(#θè=ä. (#θç/u�õ°$#uρ ﴾... 231......................................................................................24ا�ية

سورة الجن

﴿zΟn=÷èu‹ Ïj9 βr& ô‰s% (#θ äón=ö/r& ÏM≈ n=≈ y™Í‘ öΝÍκÍh5u‘... 131............................................28﴾ اآلية

سورة المزمل

﴿ (#ρâ t�ø%$$ sù $ tΒ u�œ£uŠs? çµ ÷ΖÏΒ 4﴾ 162.............................................................................20ا�ية

Page 383: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس اآليات

﴾351﴿

سورة المدثر

﴿ tΑθ à)u‹Ï9 uρ tÏ%©!$# ’Îû ΝÍκÍ5θ è=è% ÖÚz÷£∆ tβρã� Ï"≈ s3ø9 $#uρ﴾... 270.............................................31ا�ية

.سورة عبس

﴿$uΖ÷Kt7 /Ρr' sù $ pκ� Ïù $ {7ym ∩⊄∠∪ $ Y6 uΖÏãuρ $ Y7ôÒ s%uρ﴾... 245..........................................31إلى 27 ا�ية

سورة ا�نفطار

﴿ #sŒ Î) â !$ yϑ¡¡9 $# ôNt� sÜx"Ρ$#﴾... 86.............................................................................. 1ا�ية

سورة البينة

﴿!$tΒ uρ (# ÿρâ÷É∆ é& āω Î) (#ρ߉ç6 ÷èu‹ Ï9 ©!$# t ÅÁÎ=øƒèΧ ã& s! tÏe$!$# ﴾ 264................................................5ا�ية

سورة النصر

﴿#sŒ Î) u !$y_ ã� óÁ tΡ «! $# ßx÷Gx"ø9 $#uρ...﴾223، 112،..................................................�1،2،3،4يات:ا

Page 384: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس األحاديث واآلثار

﴾352﴿

:اآلثاراآلثاراآلثاراآلثار وووو فهرس األحاديثفهرس األحاديثفهرس األحاديثفهرس األحاديث

الصفحة احلديث

172......................................................................................... اجلسوا 224.................................................................... رضعتهإذا محلته تسعة أشهر أ

251......................................................ا دبغ اإليهاب فقد طهر ..................إذ، 113...... .................................................﴾إن الصفا والمروة﴿أرأيت قوله تعاىل

242 أرسل إيل أبو بكر مقتل أهل اليمامة

...............................................................266 91.............................................................عطيت مخسا مل يعطهن أحد من األنبياءأ

اكتبوا أليب شاه ..................................................................................293

اكلفوا من األعمال ما 90.......................................................................تطيقون

أال تكفيك آية الصيف اليت يف آخر سورة النساء....................................................224

اخلالة مكانة األم .................................................................................229

14................... ...........................................................القصد القصد تبلغوا 223، 172................................................................... أمل يقل اهللا استجيبوا هللا

إن الدين يسر ولن يشاد 90.......................................................................الدين

نيملسالم نثا معث بع15..... ............................................أن النيب صلى اهللا عليه وسلم ب 138....................................أنتم تبكون وإنه ليعذب ......................................

.......................................................إنه إذا شرب هذى وإن هذى افترى111...266

إياكم وأصحاب الرأي ............................................................................160

Page 385: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس األحاديث واآلثار

﴾353﴿

243................................................................................. أينقص إذا يبس حدثوا الناس مبا يعرفون

...........................................................................176 242...........................................خال عمر بن اخلطاب ذات يوم فجعل حيدث نفسه.......

رفع عن أميت اخلطأ ...............................................................................233

دخلت على فاطمة بنت قبس فسألتها عن قضاء رسول 163...........................................اهللا

.................. ...................................... فمن اتقى املشبهات فقد استربأ لدينه وعرضه28

112،223........................................................... كان عمر يدخلين مع أشياخ بدر 183......................................................................شاطئ ر باألهوازكنا على

289..................................................كنا مع النيب صلى هللا عليه وسلم بذي احلليفة.....

.........................................كنت أصلي مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فكانت صالته15

159................................................................كيف تقضي إذا عرض لك القضاء ال تصروا اإلبل والغنم فمن

163..................................................................ابتاعها 28........................................................................... ال تعلموا رطانة األعاجم

ال صالة ملن مل يقرأ بفاحتة الكتاب ................................................................162

................... ............................................................ ال ضرر وال ضرار196

ال نورت ما تركناه فهو صدقة.....................................................................167

266................ ......................................................... ال يصلح الناس إال ذاك 299......................................................أل ............ال مينع فضل املاء ليمنع به الك

Page 386: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس األحاديث واآلثار

﴾354﴿

292................................................................. لوال حدثان قومك بالكفر لفعلت ليس كما تقولون:" ولم يلبسوا

.....................................................................223 ما أتاكم عين فاعرضوه على كتاب اهللا

.............................................................115 ما من مولود إال يولد على

86....................................................................الفطرة 250..................................................................من قتل قتيال فله سلبه .........

من مات وعليه صيام صام عنه وليه................................................................166

................................................................................245ينا عن التكلف هذا لعمر اهللا التكلف اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب

............................................245 معة الولد زهو لك يا عبد بن

172..............................................................للفراش. واهللا ألقاتلن من فرق بني الصالة والزكاة

...........................................................111 واهللا لريدن جهنم كل بر وفاجر

...................................................................225 243................................................... وما لكم وهلذه إمنا دعا النيب صلى اهللا عليه وسلم

...................................................................................يسرا وال تعسرا.90

142، 138................................................................... يعذب امليت لبكاء أهله

Page 387: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾354﴿

فهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعاتفهرس الموضوعات

الصفحة العنوان

............................................................................................أاملقدمة

الستنباطعلم اة حقيق الفصل األول:

02... ........................ ماوماد، أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةتعريف املبحث األول:

03............. ........................... تعريف أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية :املطلب األول

....... ............................................................. تعريف أصول الفقه الفرع األول:

03

...... .......................................................... اإلضافةأ ـ تعريف أصول الفقه باعتبار

03

....................................................................................تعريف الفقهـ 1

03

03....................................................................................لغةتعريف الفقه

05 .. ...........................................................................اصطالحا عريف الفقهت

.... ...........................................................تعريف األصول...................ـ 2

10

تعريف األصول

10...................................................................................لغة

تعريف األصول

10............................................................اصطالحا.................

ب ـ تعريف أصول الفقه باعتباره لقبا لعلم

11..................................................خاص......

.... ...................................................تعريف األصويل .............................

13

....... .................................................اإلسالمية تعريف مقاصد الشريعةالفرع الثاين:

14

تعريف املقاصد

14...................................................................................لغة

Page 388: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾355﴿

تعريف املقاصد

17..............................................................اصطالحا...............

17.......................................................تعريف املقاصد عند القدامى...................

تعريف املقاصد عند

22...................................................املعاصرين......................

تعريف املقاصد باحلكم واملعاين

.......................................................................22

................... .................................تعريف املقاصد باملصاحل .........................

23

24. ...................................................تعريف املقاصد بالغاية ..........................

26......................................... .رار ..................................األستعريف املقاصد ب

تعريف املقاصد بالباعث واملعاين الغائية

................................................................26

ا االصطالحي العالقة بني التعريف اللغوي للمقاصد وتعريفه

.............................................28

30 ...................................مادة أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالمية.......املطلب الثاين:

مادة أصول الفرع األول:

30.......................................................................الفقه

موضوع علم األصول

................................................................................30

املسألة اخلالفية األوىل:

...............................................................................30

33................................................................املسألة اخلالفية الثانية ................

................ .............................إدراج األصوليني ملسائل ليست من صلب أصول الفقه ....

38

38........رأي السبكي ...............................................................................

39..................................................................................... .رأي الشاطيب

Page 389: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾356﴿

رأي

40...............................الغزايل...........................................................

40...........................................................رأي أيب احلسن البصري ..................

43 ..................................................استمداد أصول الفقه .............................

..................................................مادة مقاصد الشريعة اإلسالمية........ الفرع الثاين:

46

موضوع مقاصد الشريعة

46............................................اإلسالمية.........................

املباحث اليت تناوهلا الشاطيب

..........................................................................46

48.................................................................املباحث اليت تناوهلا ابن عاشور ......

51 ...................................................................................املقاصداستمداد

59........ ............................. أصول الفقه ومقاصد الشريعة اإلسالميةكليات املبحث الثاين:

59...............................................: أقسام وأوصاف أصول الفقه............املطلب األول

أصول أقسام :الفرع األول

59.........................................................الفقه.............

59..........................................................تعريف األدلة:.............................

59..........................................................لغة ......................................

59............................................................اصطالحا...............................

تعريف القاعدة

......................................................................................60

60لغة ................................................................................................

60........................................................اصطالحا ..................................

61...........................................................قسام القواعد............................أ

60 ..........................................................تعريف القاعدة...........................

60 ........................................................لغة.......................................

60.........................................................اصطالحا.................................

Page 390: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾357﴿

تعريف القاعدة

63...........................................................األصولية...................

63........................................................تعريف القاعدة الفقهية ......................

66........................................................تعريف القاعدة املقاصدية.....................

الفرق بني القاعدة الفقهية والقاعدة

66.....................................................األصولية.......

االفرق بني القواعد املقاصدية والقواعد

68...................................................الفقهية........

70........................................................................مصطلحات هلا عالقة بالقاعدة

70...........................................................................لغة تعريف الضابط الفقهي

71.....................................................تعريف املدرك..................................

71...................................................خذ ...................................أتعريف امل

:مميزات الكليات الفرع الثاين

73..........................................................األصولية.......

73..............................................................العموم ...............................

74...................................................القطعية .........................................

املرونة

.............................................................................................75

قبول العقل كشريك يف التقعيد هلذه

75............................................................األصول

76.........................................: أقسام وأوصاف مقاصد الشريعة اإلسالمية ....املطلب الثاين

أقسام املقاصد الفرع األول:

.........................................................................76

ـ أقسام املقاصد باعتبار صاحب 1

76.............................................................القصد:

مقاصد الشارع 1ـ 1

................................................................................76

Page 391: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾358﴿

مقاصد املكلفني 2ـ 1

..............................................................................77

ـ أقسام املقاصد باعتبار آثارها يف قوام أمر األمة 2

......................................................77

املقاصد الضرورية 1ـ 2

.............................................................................78

املقاصد احلاجية 2ـ 2

..............................................................................79

املقاصد التحسينية 3ـ 2

.............................................................................79

ـ أقسام املقاصد باعتبار تعلقها بعموم األمة أو 3

80..........................................بأفرادها......

ـ أقسام املقاصد باعتبارها وسيلة أو غاية 4

............................................................81

العلل واملقاصد القريبة والعالية ـ أقسام املقاصد باعتبار 5

................................................83

مقاصد جزئية 1ـ 5

................................................................................83

مقاصد قريبة 2ـ 5

.................................................................................83

مقاصد عالية 3ـ 5

.................................................................................83

ـ أقسام املقاصد باالعتبار احلال واملآل 6

...............................................................84

د باعتبار حتقق احلاجة إىل جلبها ـ أقسام املقاص 7

......................................................85

85...............................................أوصاف مقاصد الشريعة اإلسالمية ........الفرع الثاين:

Page 392: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾359﴿

ـ الفطرة 1

..........................................................................................85

تعريف الفطرة

86........................................لغة............................................

تعريف الفطرة اصطالحا

.............................................................................86

89...................................................................................السماحة ... - 2

89..........................................تعريف السماحة لغة ......................................

89.............................................تعريف السماحة اصطالحا .............................

90..........................................................الشمولية والعموم .................... - 3

91..........................................املساواة............................................... - أ

التشريع غياب التفريع زمن ـ ب

......................................................................91

92........................................نوط األحكام باألوصاف واملعاين ال باألشكال واملباين ..... - ج

الضبط والتحديد يف الشريعة اإلسالمية -د

.............................................................93

نفوذ أحكام الشريعة اإلسالمية - 4

...................................................................94

الفصل الثاين:

حجية علم االستنباط، أمهيته، تطوره، ومناهجه

98................................................ املبحث األول: حجية علم االستنباط، أمهيته وتطوره

احجية أصول الفقه، أمهيته :املطلب األول

98....................................................اوتطوره

حجية أصول الفقه الفرع األول:

.....................................................................98

98...............................................................................عام القرآن:..........

98........................................................................................ خرب اآلحاد

98......................................................تعريفه .......................................

Page 393: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾360﴿

99..........................................حكمه...................................................

99............................................................................................ اإلمجاع

99..............................................................................تعريفه ...............

100........................................................................................... قياسال

تعريفه

............................................................................................100

100..................................حكمه .........................................................

100................................................................................... املصلحة املرسلة

101.........................................................................حكمها .................

101..................................................................................... قول الصحايب

102.......................................حكمه ....................................................

102....................................................................................... سد الذرائع

102......................................حكمه .....................................................

103................................................................االستحسان ......................

104.........................................................: أمهية أصول الفقه............الفرع الثاين

106.............................................مسألة االحتجاج بالقواعد الفقهية......................

106.............................................املانعون.............................................

107 ..............................................ايزون...........................................

111..............................................................الفرع الثالث: نشأة أصول الفقه......

113................................................الشيعة .........................................

113...............................................اخلوارج ..........................................

118.................................................الشافعي: أول من صنف يف األصول .............

118.................................................سبب التصنيف يف أصول الفقه ..................

119..................................................أصول الفقه ..................يف تدوين المناهج

119.................................................طريقة املتكلمني ................................

120................................................احلنفية ......................... طريقة الفقهاء أو

120...................................سة اجلامعة ..............................................املدر

120.............................................قضية جتديد أصول الفقه ...........................

Page 394: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾361﴿

123..........................................أسباب تعرض أصول الفقه للنقد .......................

128.........................................املطلب الثاين: إثبات مقاصد الشريعة، أمهيتها وتطورها

128....................................مقاصد الشريعة ...........................إثبات الفرع األول:

133...............................................د الشريعة .................أمهية مقاص الفرع الثاين:

133...................................................ـ رفع اخلالف ومجع الكلمة ................ 1

األحكام الشرعية استنباطـ 2

....................................................................135

139........................................أمهية املقاصد بالنسبة للمسلم العادي ......................

140..............................................نشأة املقاصد ........................ الفرع الثالث:

140..................................................................أبوحنيفة .......................

141...........................................مالك بن أنس ........................................

142..............................................الشافعي ...........................................

.............. .......................األقطاب البارزة يف علم مقاصد الشريعة .......................

143

143.......................................................................................... اجلويين

143.......................................................................................... الغزايل

145................................................احلفيذ .................................. ابن شد

146.......................................................................................... الرازي

146........................................................................................ اآلمدي

146............................................................................. العز بن عبد السالم

147.................................................القرايف ........................................

148........................................................................................ الطويف

148..............................................................ابن تيمية ........................

149...................................................................................... القيم ابن

149......................................................................................... املقري

150....................................................................................... االسنوي

150................................................................................... ابن السبكي

150...........................................................الشاطيب ............................

Page 395: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾362﴿

151...........................................................................ابن خلدون .........

152...................املقاصد ما بعد القرن الثامن ..................................................

152.............................................................................. الطاهر بن عاشور

153.......................................................عالل الفاسي ...........................

155...................................... الشرع مقصودالثاين: مناهج العلماء يف حتصيل املبحث

156................................................... مناهج االستدالل عند العلماء املطلب األول:

156..........................................مناهج االستدالل عند األصوليني ....... الفرع األول:

ـ مدرسة أهل احلديث أو أهل األثر 1

...............................................................156

القرآنعام

........................................................................................157

تعارض اخلرب مع القياس

............................................................................157

مدرسة أهل الرأي

.................................................................................160

160...................................................يف االستنباط ........................... امنهجه

161.....................................................داللة العام ...................................

خرب اآلحاد على القواعد العامة عرض

...............................................................162

تعارض اخلرب مع القياس من كل وجه

................................................................162

163.................................................قول الصحايب ...................................

163....................................................االمجاع ......................................

164.......................................................القياس ....................................

164.....................................................................................االستحسان .

املدرسة املالكية

....................................................................................164

Page 396: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾363﴿

اهر القرآن وعمومه ظ

..............................................................................165

167........................................................عمل أهل املدينة ..........................

167.................................................القياس. .........................................

168لة ...................................................................................املصلحة املرس

األصويل اام

169.............................................................................ظاهريةبال

170...............................................طرق حتصيل املقصود عند املقاصديني ... الفرع الثاين:

درسة الظاهرية امل

..................................................................................170

172...........................................املدرسة الباطنية ........................................

172................................................إلشاري ..................................التفسري ا

175...............................................مدرسة اجلمع .....................................

176..................................................طرق الكشف عن املقاصد عند املقاصدين ........

176.................................................ـ عند الشاطيب ............................... 1

176.................................................لظاهر اللفظ ............... االحتكاماجلهة األوىل

178........................................علل األمر والنهي ....................... اجلهة الثانية اعتبار

اجلهة الثالثة أن للشارع يف شرع األحكام العادية والعبادية:

............................................178

اجلهة الرابعة سكوت الشارع

........................................................................178

ـ عند ابن عاشور 2

...............................................................................180

183نتائج املدارس واملناهج .............................................................................

184............................................ االستقراء بني أهل األصول وأهل املقاصد املطلب الثاين:

حقيقة االستقراء عند أهل األصول وأهل الفرع األول:

184........................................املقاصد

184.......................................................مفهوم االستقراء ...........................

Page 397: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾364﴿

184........................................................لغة .....................................

184....................................................................................... ااصطالح

185..........................................................................االستقراء ....... أقسام

185................................................................حكمه .........................

185..............................................................االستقراء عند األصوليني ..........

188........................................................................ املقاصدينياالستقراء عند

188.......... ....................................................االستقراء عند الشاطيب ...........

188...............................................................االستقراء املعنوي عند الشاطيب ....

191......................................................................... املعنوي حكم االستقراء

192................................................. باعتبار النقصان والتمام نوع االستقراء عند الشاطيب

194..................................................................االستقراء عند ابن عاشور .......

195..................................................................... نوع االستقراء عند ابن عاشور

196................................................ قاصدينيتقييم هذا الدليل عند كل من األصوليني وامل

200...............................................القطع والظن يف أصول الفقه ......... الفرع الثاين:

200................................................................................... تعريف الدليل

200....................................................................................تعريف األمارة

200.....................................................................................تعريف القطع

200..................................................................................... تعريف الظن

200...............................................................تعريف الشك .....................

200........................................................تعريف الوهم .............................

205..................................................والظن عند الشاطيب والطاهر بن عاشور......القطع

205..................................الشاطيب ......................................... - 1

207.....................ن عاشور ......................................................الطاهر ب – 2

الفصل الثالث

السياق واالستصالح عند األصوليني مراعاة أثر

214...............................................................التمهيد ...........................

216...........................................................لسياق عند األصوليني.أثر ااملبحث األول:

217.................................................................................املدخل ..........

Page 398: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾365﴿

217..............................................................................تعريف السياق ......

217.............................................................................لغة..................

217........................................................................اصطالحا ................

217.................................................................أقسام السياق ....................

وظيفة السياق

.....................................................................................218

218.................................. عند األصوليني النصوص يف تفسريالسياق املقايل أثراملطلب األول:

219.......................................................................مفهوم السياق املقايل .......

219..............................................................أنواع السياق املقايل .................

220..........................................................أدلة االحتكام إىل السياق املقايل .........

220...............................................................من الكتاب .................. - 1

ـ من السنة 2

....................................................................................221

ـ عمل الصحابة 3

................................................................................222

225 ..............................................................تنظري األصوليني لداللة السياق ......

227.........................................................التطبيقات األصولية لداللة السياق .........

227..........................................إعمال األصوليني لداللة السياق يف مبحث أقسام األلفاظ ...

232..........................................إعمال األصوليني لداللة السياق يف مبحث الدالالت .......

234..................................ري مباحث األلفاظ والدالالت ..إعمال األصوليني لداللة السياق يف غ

...........................................إعمال األصوليني لداللة السياق يف مباحث تفسري القرآن ..

235

238................................. عند األصولينييف تفسري النصوص السياق املقامي أثر املطلب الثاين:

238...............................................................تعريف السياق املقامي ..............

238.....................................................................عناصر السياق املقامي ........

238...............................................................فائدة االحتكام إىل السياق املقامي ...

احتكام الصحابة والسلف للسياق املقامي واستثمار األصوليني لذلك

...................................239

Page 399: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾366﴿

أثر بيئة اخلطاب الشرعي يف ضبط املقصود عند األصوليني يف باب

239...........................الدالالت..

.......................أثر بيئة اخلطاب الشرعي يف ضبط املقصود عند األصوليني يف غري باب الدالالت.

243

التأصيل للعرف والعادة كمصدر تشريعي

.............................................................245

من اخلطاب مراعاة األصوليني حلال املخاطب يف ضبط املقصود

248.................................الشرعي.

مراعاة األصوليني حلال املخاطب يف ضبط مقصود اخلطاب الشرعي

.....................................249

251....................................................إىل داللة السياق ............. االحتكامضوابط

253......................................................................... يف السياق استثمار ما قيل

253.............................................................عيوب عدم االحتكام للسياق .........

255..................... عند األصوليني عيةاستنباط األحكام الشريف املبحث الثاين : أثر االستصالح

256..........................................................................متهيد ..................

257................................................من تعليل األحكام نياملطلب األول: موقف األصولي

257.............................................................................. أقسامهمعىن التعليل و

258..................................................مذاهب العلماء يف تعليل األحكام ................

حترير حمل الرتاع

...................................................................................258

الرازي للتعليل يف علم الكالم إنكارمسألة

...........................................................258

260.......................................................................بن حزم للتعليلمسألة إنكار ا

262..................................................لتعليل ...............................أدلة مثبيت ا

النصوص استقراءـ 1

..............................................................................262

اإلمجاع ـ 2

.......................................................................................264

Page 400: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾367﴿

عمل الصحابة ـ 3

................................................................................264

ـ األدلة العقلية 4

.................................................................................266

266................................................تعليل ..................................أدلة نفاة ال

271...........................................مسألة: هل األصل يف األحكام التعليل أو عدم التعليل .....

القائلون بأن األصل يف النصوص التعليل دون التعبد 1

................................................271

273..........................................األصل يف النصوص التعبد دون التعليل ................ - 2

273.....................................................التفصيل ................................ - 3

276................................ يف تفسري النصوصوقف األصويل من املصلحة وأثره ماملطلب الثاين:

276..............................................................تعريف املصلحة .....................

277.........................................................املصلحة يف مبحث األحكام والدالالت ....

279....... ......................................................املصلحة يف مبحث املناسبة ...........

282................................................................املصلحة يف مبحث االجتهاد .......

283......................................................................دليلية املصلحة ..............

النظر األول: املصلحة كدليل جزئي ظين أو ـ املصلحة املرسلة

283......................................ـ.....

النظر الثاين: املصلحة دليل كلي

.....................................................................286

املصلحة وجنم الدين الطويف

.........................................................................289

292....................................................مذهب الطويف ................................

293.........................................................................األدلة وعالقتها باملصلحة .

293....................................................االستحسان واستناده للمصلحة ................

296...................................................العرف واستناده للمصلحة ......................

297..................................................سد الذرائع واستنادها للمصلحة ..................

Page 401: ﺮﺛﺃﺮﺮﺛﺛﺃﺃ ﺮﺛﺃ …ﺔﻣﺪﻘﻤﻟﺍ ﴾أ ﴿ ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺓﻼﺼﻟﺍﻭ ،ﻢﻴﻘﺘﺴﳌﺍ ﻁﺍﺮﺼﻟﺍ ﱃﺇ ﻢﻴﻜﳊﺍ ﺰﻳﺰﻌﻟﺍ

فهرس الموضوعات

﴾368﴿

عالقة احليل باملصلحة

..............................................................................298

تعريف احليل

......................................................................................298

مراعاة اخلالف واستنادها للمصلحة

.................................................................300

303.......................................................................اخلامتة .....................

املصادر واملراجع قائمة

.............................................................................315

342..............................فهرس اآليات .......................................................

352................................................................فهرس األحاديث ..................

فهرس املوضوعات

.................................................................................354