ﺐﻧﺮﻟ ﻦﺑ ﺭ ﻮﺼﻨﻣ...

216
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ" ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺧﺪﺓ" ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ* * * * * ) ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻛﻠﻴ ﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ، ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ" ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺧﺪﺓ.(" ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ: ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ: ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﻴﻜﺸﻲ. . ﻣﻨﺼﻮ ﺭ ﺑﻦ ﻟﺮﻧﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ: ...................... ......... .............. ) ﺭﺋﻴﺴﺎ.( . . ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻟﺮﻧﺐ........ ... . ....... ) ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭﻣﻘﺮﺭﺍ.( ............................... .......... ..... ) ﻋﻀﻮﺍ.( .......................... ........... .......... ) ﻋﻀﻮﺍ.( ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ1428 - 1429 ﻫـ/ 2007 - 2008

Upload: others

Post on 11-Oct-2019

10 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

"بن يوسف بن خدة"جامعة اجلزائر

كلية العلوم السياسية واإلعالم

قسم العلوم السياسية و العالقات الدولية

∗ ∗ ∗ ∗ ∗

و العالقات ةمذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف فرع التنظيمات السياسة و اإلدارية بقسم العلوم السياسي(

").بن يوسف بن خدة"ة العلوم السياسية واإلعالم، جبامعة اجلزائرالدولية، كلي

: حتت إشراف األستاذ: إعداد الطالب

ر بن لرنب منصو.د.أ عبد القادر سعيد عبيكشي

:أعضاء جلنة املناقشة والتحكيم ).رئيسا(.............................................

).مشرفا ومقررا (...................منصور بن لرنب.د.ا

).عضوا(..............................................

).عضوا(...............................................

السنة اجلامعية م2008- 2007/هـ1428-1429

ن و��دون ((� � ا���ا ����ى ا� ����� ور�� وا���و ))إ�, �"�� ا�+�* وا�('"دة ���%$�� #�" آ��� ت���ن

) )��رة ا����105ا��

4ه� ی" أی4'" ا�23ی0((�ا إذا �>��� ا�23ی0 آ8�وا ز:8" �7 ت� و 0 . ا?د#"ر <�'A� $ ی�" �A>�"ل أویA�D� 3Eإ F�#ا 2 دGA�D� 0A إ�, *H+# ء"# J<� K$�

)) ا��O�� و NواM F'�3� و#$L ا���

)KیPـ��ل16- 15ا�� )��رة ا

و الشمال قضية التحيز يف املنهج واملصطلح هي إشكالية تواجه أي دارس يف الشرق ويف الغرب(( ها الضارية املثقف يف العامل الثالث، فهو ينشأ يف بيئة حضارية وثقافية هلا مناذجاجلنوب، ولكنها تواجهو

إن اصطالح التحيز يعين وجود ... واملعرفية، لكنه مع هذا جيد مناذج أخرى تفرض نفسها على جمتمعه ...))جمموعة من القيم اليت حتدد جمال الرؤية ومسار البحث وتقرر سلفا كثريا من النتائج

الدكتور عبد الوهاب املسريي

: المـقدمـة

يعد البحث في التراث اإلنساني و االجتهادات اإلنسانية المضافة عبر التاريخ، من أبرز ، غير أنه وبغض المواضيع التي تسهم في توضيح التالقح الفكري الذي يعيشه العالم منذ أمد

ق في الفكر اإلنساني، إال أنه يمكننا مالحظة ظاهرة استرعت النظر عن هذا الجانب المشراهتمام المفكرين في القرن الحالي و الذي سبقه، دفعتهم للبحث بجدية وبصورة دقيقة، خصوصا في العالم اإلسالمي أين تبرز هذه بحدة، ونقصد بذلك ظاهرة المركزية الغربية في الفكر

طاغية وبصورة كبيرة على كل مجاالت ومراحل اإلنساني، حيث أصبحت الحضارة الغربيةالتطور الفكري، حيث سعى الغرب ومن خالل مفكريه ومخترعيه وساسته على إبراز حضارتهم بمثابة المركز الدائم لإلنسانية، والذي وجب االعتداد به واألخذ عنه في كل الشواهد

اإلنسانية في هذا القرن والمعارف و الخبرات، وهو ما مثل سطوة خطيرة على االجتهادات .والذي سبقه

وبتأمل أكبر لهذه الحالة اإلنسانية التي عرفت في كل مرحلة بمسمى جديد من النهضة الحديثة إلى االستعمار إلى التمدن إلى حالة العولمة اليوم، لم ينفك الغرب يسوق لهذه الحاالت

المفكرين واألكاديميين في الحضارات فكريا أو سياسيا أو اجتماعيا، وهو ما دفع بالعديد مناألخرى إلى الوقوف في وجه هذه الهجمة و هذا الطوفان الغربي الهائل على خصوصيات

.الحضارات و التنميط المنهج لها على نم غربي وحيد وفريد وال خروج عنه

وباعتبار االنتماء الحضاري للعالم اإلسالمي وبتقصي للصيرورة التاريخية له نجد أنهناك اجتهادات متنوعة حاولت الوقوف في وجه هذه المركزية غير المبررة و الحادية غير المنطقية ، و التي كانت في أساسها تعبير صريح عن حالة الرفض الحضاري لهذا المنطق

التي حاولت فهم رالمستكبر في تاريخ اإلنسانية عموما ومن أمثلة المشاريع التي قامت و األفكاة وطرح التحاليل و المفاهيم التي تسهم في توضيح هذه المشكلة، نجد مثال فكرة هذه الحال

القابلية لالستعمار التي مثلت طرحا حاول إبراز وسائل التعميم وهذه المركزية وما مثلته هذه النظيرة من وصف لإلستيالب الحضاري الذي مثل أحد أقوى اآلليات، ونجد أيضا نظرية العودة

تي مثلت طرحا حاول وصف الحل الممكن حتى نتغلب على هذه السطوة، وال إلى الذات ال

بل إن تاريخ الفكر اإلسالمي لم يتوقف أبدا عن معالجة هذه نيمكننا التوقف عند هذين االجتهاديي .المسألة و توضيح أثرها في حياة الفرد و الجماعة داخل المجتمع المسلم

وغيرها ليس المجابهة الفكرية ته األطروحاوحري أن نوضح أن الدافع األصيل في هذ :وخلق ندية لهذه المركزية، بقدر ما كانت معبرة عن نقطتين هامتين هما

مجابهة التبديل الثقافي ف مجال العلوم اإلنسانية والجتماعية، والذي يعني في .1أساسه ربط الفكر اإلسالمي وغيره و الفكر الحضاري الخارج عن الحيز

ع تحت سطوته، وبذلك فإن فهم وإدراك أبعاد هذا التبديل و المسخ الغربي الواقالذي يمثل قيم الغرب و مفاهيمه ومعتقداته وغاياته، يدفع بهذه الرؤى إلى أن تجلب المفكرين للعودة إلى حضارتهم وفهمها و الخروج من حالة االستعمار

.الفكري المسلط عليهم

المثقفة إلى تراثها و إرثها التاريخي، إعادة األمة اإلسالمية من خالل نخبها .2 )1.(وإعادة هذا األخير كآلية مهمة في التنمية و التفاعل و االستفادة منه

وبكل تأكيد لم تقف اجتهادات األمة اإلسالمية عند هذين المعلمين و إنما ظهرت العديد البحث في وسائل من المدارس الفكرية و المفكرين الذين حاولوا فهم األزمة وفهم أبعادها و

الخروج منها، ومن األطروحات الفكرية التي برزت مع بدايات القرن الواحد والعشرين، نقف ومن خلفه المعهد العالمي للفكر اإلسالمي من الدكتور عبد الوهاب المسيري عند ما جاء به إلى إبراز مراكز المفهوم و التي يعود األصل فيها/، هذه المقاربة)إشكالية التحيز(مقاربة اسماها

القوة التي تتمتع بها هذه المركزية الغربية واهم أسلحتها الفعالة على المستوى الحضاري، والتي مثلت تحليال في غاية الدقة لألزمة من خالل طرح مسألة تدويل النماذج الحضارية و المعرفية،

فإشكالية التحيز طرحت .ومدى ضعف تحيزاتنا للنماذج وقوة ارتباطها بنماذج اآلخر الحضارية الحضارية بشكل منهجي و شامل، مبتعدين عن التقليد، ةلمناقشة الحفاظ على الخصوصي

.ومتجهين إلى التأسيس لما نود أن نستغله و نستعمله و نبحث به

ومثل ما هو مؤكد فإن التحيز المعرفي تحمله اليوم كل العلوم اإلنسانية و االجتماعية را عن كوامن حضارية غرسها الغرب فيها بغية التنميط الحضاري لكل والتقنية، وأصبح معب

16، ص 1996المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : ، فرجينيا1، طإسالمية المعرفة بين األمس و اليوم طه جابر العلواني، - )1(

المجتمعات، وإيجاد حالة من السيطرة واختزال بذلك لكل محاوالت النهوض و االبتكار، نجد أن مسألة المصطلح أيضا لم تكن لتسلم من التحيز المعرفي، فالمصطلح يعبر عنه بأنه ساحة من

ن النموذج الغربي و النماذج الحضارية األخرى، وليس هذا أهم ساحات الصراع الحضاري بيالصراع مقتصرا على الجانب اللفظي أو الصناعة اللغوية فقطن بل إن المصطلح في طياته يحمل أبعادا حضارية تحاول إيصال مفهوم معين بصيغة معينة وهنا يكمن خطورة هذا التفصيل

ل في كون أي النماذج الحضارية يمكنه أن يبسط في مسألة المصطلح، وبالتالي فإن الصراع يتمث ضمن هذا يمنظومته االصطالحية على اآلخر أو على اإلنسانية ككل ، ويأتي المصطلح السياس

الصراع كحالة من حاالت عديدة، وبحكم التخصص فإنه يتوجب البحث بصورة معمقة في .المصطلح السياسي واثر التحيز فيه

: مبررات اختيار الموضوع

ال يمكن ألي باحث أن ينطلق في إعداد بحثه العلمي إن لم تكن هناك إشكاليات أو معاناة توجهه وتحركه، وسعى من خالل البحث إلى إيجاد اإلجابات أوفك معاناته، و يمكن تسمية هذه الحاالت بالمبررات التي دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع بدال عن غيره، وتنقسم

: دوافع موضوعية وأخرى ذاتيةإلى :المبررات الموضوعية. 1

هذه المبررات إلى الدوافع الخارجية التي تفرضها المرحلة الحرجة من تاريخ وتعود األمة اإلسالمية، حيث يتوجب علينا العودة إلى بيتنا وحضارتنا واكتشافها من جديد، خصوصا

ور ظاهرة ومبطنة، تدعونا إلى التشبث وأن العولمة وما تحمله من تناقضات فكرية وشرأكثر في حضارتنا وتفرض علينا االلتزام بتراثنا أكثر، كل هذا من أجل تحقيق الشهود

.)∗ (...)كنتم خير أمة أخرجت للناس( الحضاري الذي أمرنا اهللا عوجل من خالل اآلية الكريمة

أن يقتصر على صطالحي ال يمكنه ومن جهة أخرى السعي إلظهار أن التحيز االالمصطلح العلمي و التقني فقط، بل إن المصطلح في العلوم االجتماعية و المصطلح السياسي هخاصة هو في حالة من التحيز الغربي الذي أذهب عنه صفة الوصل و االتصال ببيئت

ومقومات الحضارة التي يستعمل فيها ويتداول فيها ومنها الحضارة اإلسالمية بصورة أدق

110 سورة آل عمران اآلية -)∗(

لذا فإن أهمية معالجة موضوع التحيز ي المصطلح السياسي هي من أعقد القضايا وأخص، و .التي يمكن أن تعالج في مضمار التحيزات المعرفية في العلوم السياسية

: المبررات الذاتية. 2

وهو ما أملته علي الرغبة الداخلية في تقديم بحث أكاديمي جاد يبحث في تفصيلة منهجية معينة أو أن تفتح بابا جديد في المواضيع التي نطلق من البعد الحضاري يمكن أن تسد ثغرة

ألمتنا، وبذلك افتح السير لمن بعدي في إيضاح أوسع لمسألة التحيز في المصطلح أو في غيره إضافة إلى السعي في تكوين فكي متزن مرتبط بمقومات .من الظواهر أو النظريات السياسية

وزيادة على ذلك فإن تقديك بحث . وأفكارههلعميق في أطروحاتحضارتنا تراثنا اإلسالمي ا .يكون بمستوى الطموح والهدف هو أساس السعي إلى انجاز مثل هذا البحث

أهمية الموضوع

البد و أن االنطالق في مثل هذه الدراسة يتطلب وجود أهمية له عن على الصعيد :العلمي أو العملي وهو ما سنبرزه في هذه النقطة

: همية العلميةاأل

ومدى تأثيرها على االصطالح السياسي، يعد نافذة إن تناول موضوع إشكالية التحيزللبحث في التراث السياسي اإلسالمي وهو بحث أيضا في ابرز المفكرين الذين أسهموا في الجانب السياسي وأعطوا بدائل من خالل نظريات وأطروحات، عبرت وتعبر عن البيئة

مصلح السياسي الذي يتوافق وتركيبتنا البشرية أو النفسية، وهذا يعكس ما طرح في الحضارية للبالتالي فإن . حيتنا العلمية من مصطلحات تشكو فراغها الحضاري في مجتمعات سلبت حضاريا

أهمية مثل هذه الدراسة يتمثل في توضيح أهمية بروز ونشء المصطلح السياسي من بيئة مصطلح من دون غلو في استعمال اجتهادات الحضارة الغربية، وحضارة تدرك معنى هذا ال

ومن جانب آخر ومن دون رفض قاطع الجتهادات الغرب، وفي هذا حالة من التوازن الفكري .والنفسي الذي يمكنه التأثير على اإلنتاج المعرفي ألي حضارة وخصوصا حضارتنا اإلسالمية

: األهمية العملية

ون للدراسة أثر عيني وفعلي إن على مستوى التجربة الشخصية أو و اقصد بذلك أن يكالصيرورة الفكرية اإلسالمية المجلية أو حتى العالمية، وبالتالي فإن األثر و األهمية العملية لهذه الدراسة يكمن في أنها تصف مع غيرها من المحاوالت العلمية التي تحاول أن تظهر أن التحيز

لغربي ال يمكنه أن يكون صحيحا دائما وال مناسبا دائما، كما ال يمكنه في النموذج الحضاري اأن يكون شبحا دائما،ولكن هناك نظرة وسط تقف بين المعقول و المسموح تمكننا من طرح البدائل التي تكون متوافقة مع حضارتنا، وبالتالي يكون المصطلح السياسي معبرا عن الظواهر

ب إلينا وأكثر تعبيرا من المصطلح المسحوب من بيئته وال والحاالت السياسية بصور أقروهنا تكون فكرة العودة إلى تراثنا بغية األخذ منه بما يتناسب . يمكنه أم يحمل كوامن حضارتنا

و التنوع الحضاري اإلنساني ويسهم في تكوين عالميته، وهذا كله يطرح أمام الباحث صعوبة في مثل هذه المواضيع، وقد يؤدي ) المفهوم الغربي للحالتين(التفريق بين الذاتية والموضوعية

إلى التخلي عن إحداهما أمام األخرى وغن بصورة مؤقتة، وهو ما قد يصور على انه التحيز . و البحث فيهاتمن جهة أسلمة األطروحا

أدبيات الدراسة

ردت ذلك تكثر الدراسات التي ناقشت هذه الفكرة وإن كان بمسميات مختلفة كما أوسابقا، ولكنها تصب جميعا في فكرة ضرورة استغالل المعطى الحضاري الخاص بنا، ومحاولة

:تطويره بما يتناسب اللحظة التاريخية الراهنة، ومن الدراسات التي عنيت بهذه اإلشكالية نجد

فهذه الدراسة : رؤية معرفية و دعوة لالجتهاد: إشكالية التحيزعبد الوهاب المسيري، ي أعدها الدكتور مشتركا مع مجموعة من الباحثين المسلمين و التي هي في أصلها ندوة الت

وأشرف عليها المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، والتي جاءت كمنطلق الدكتور المسيريأطرها هام لتأسيس فقه التحيز في جميع المجاالت المعرفية، وإظهار التحيز في المنهج و المصطلح

.انه مسألة اجتهادية تتوسع بحسب الموقع و المرحلة و الرؤية الفكريةوإظهاره على

وطرح الدكتور في : التنمية السياسية من منظور حضاري إسالميمحمد نصر عارف، هذه الدراسة مسألة التحيز الكامن في نظريات التنمية، وإيضاح الخلفيات النظرية لها، ومن ثم

. مباشرة للنموذج المعرفي اإلسالميطرح البديل اإلسالمي المتحيز بصورة

ويعد من أهم الدراسات التي : المصطلح خيار لغوي وسمة حضاريةسعيد شبار، عالجت مسألة المصطلح، وتأثيرات البيئة فيه،ووصف االنتماء الحضاري له على انه األصل في

تصفية المصطلح منشأه، وان االستعارة والترجمة وغيرها من اآلليات ال يمكنها أن تؤدي إلى .من خلفيته الحضارية

وهي دراسة عنت بتوضيح المصطلح كساحة من : حرب المصطلحاتمحمد عمارة، ساحات الحروب التي قامت بين نماذج حضارية مختلفة، وان األصل في المصطلح ليس التبيئة

و النشوء و التركيب أو البحث عن الصيغ التوافقية، بل هو نتاج حضاري واجب فيه االنتماء .في بيئته ليسهل التعامل به ويقبل استعماله

كما أن هناك دراسات عديدة نشرها المعهد العالمي للفكر اإلسالمي حول نفس الموضوع ولكن من زوايا مختلفة، حال من خاللها إظهار أهمية المصطلح في حوار الحضارات

ت أبعاد التحيز في المصطلح أو في صراعها، مبرزا من خالل مجموعة من الندوات و الدراسا .السياسي و الفقهي و االجتماعي وغيره

اإلشكالية

من المعلوم ان ابحث في موضوع شائك مثل التحيز في األنساق المعرفية و العلمية، يجر الباحث إلى حيثيات بحثية متعددة مما يتوجب عليه حصر دراسته في نقاط مركزة ومحددة،

.ياغة اإلشكالية، نحد من خاللها اإلطار العام للدراسةوهو ما نحاول أن يكون في ص

وتطرح اإلشكالية على األساس من خالل متغيرين نحاول الربط بينهما مبرزا أثر أحدهما على اآلخر أو العالقة التكاملية أو حتى العالقة االنعكاسية بينهما، ومنه فإنني أصوغ

:اإلشكالية على النحو التالي

تحيز ظاهرة كامنة في كل النماذج المعرفية اإلنسانية، على اعتبار أن الويتجلى في حاالت متعددة بحسب الرؤية و المنطلق، ويعتبر المصطلح من اعقدها، فإلى أي مدى تنساق الصياغات االصطالحية السياسية ضمن إشكالية التحيز؟ وهل

معرفة يمكن تجاوز هذا االنسياق من خالل بدائل حضارية تؤسس على أسلمة ال وبناء نموذج معرفي إسالمي؟

هذه اإلشكالية تتطلب تساؤالت فرعية تحاول تفكيكها و الغوص في ثنايا الموضوع :بأكثر توضيح، وبالتالي فإن ما يمكن أن يسهم في توسيع مجال الرؤية العلمية نطرح ما يلي

ما هو األثر المنهجي و العملي للتحيز في المصطلح السياسي؟ •

مكن التجاوز أو التجرد من التحيز؟هل ي •

هل انسياق المصطلح السياسي مع النموذج الغربي يمكن مواجهته و التصدي له؟ •

هل من الممكن أن تطرح بدائل في المصطلح السياسي تخضع للبيئة و للبعد • الحضاري اإلسالمي ؟

هج علمية ستمكننا هذه التساؤالت وغيرها سنحاول اإلجابة عنها، مبتدأ في ذلك بفرضيات و منا .ن كانت نسبيةإمن التوصل إلى هذه اإلجابات و

حدود اإلشكالية

وتحد هذه اإلشكالية بحدود متنوعة فيها النظري وفيها الواقعي، وذلك إلعطائها أبعادا :واضحة، و تتمحور في

مرحلة من مراحل التي عرفتها األمة اإلسالمية الدراسة في وسأتناول : حدود زمانيةمرحلة ما بعد الحملة الفرنسية على مصر وما تبعها من حراك فكري وسياسي كان له وهي

ومنها الرؤى اإلصالحية التي جاءت لتجاوز ما لحق باألمة من األثر على العالم اإلسالمي ككل،والتي تعني " الحديث"عثرات عادت بنتائج وخيمة في كل مجاالت الحياة، ويظهر ذلك في عبارة

. عند الكثير من المفكرين والمؤرخينهذه المرحلة

أن الدراسة تجعل كل ذلك ،وهذه الحدود هي غير واضحة بصورة جلية: حدود مكانيةالعالم الغربي بكل مدارسه و العالم اإلسالمي بكل أقطاره على نحك المناقشة و التحقيق

المكاني الرابط بين واالستنباط، وبالتالي فإن الحدود المكانية تكون بصورة مجملة في البعد .الحضارة و األخرى من المنظور النظري فقط

الفرضيات

أساسا هي اإلجابات المؤقتة لإلشكالية المطروحة للبحث، و تنطلق من البحث إما في العالقة الترابطية بين المتغيرات المطروحة في اإلشكالية أو محاولة التفريق بين الظاهرة من

للدراسة على النحو الفرضية المركزيةالناجية العملية لها، وتأتي منظور نظري أكاديمي و :التالي

إشكالية التحيز هي الطرح المعرفي الذي يحاول أن يظهر دور البيئة في خلق العلمي عامة والسياسي خاصة هو نتاج التفاعالت حالنسق المعرفي، وفي أن المصطل

إدراك لهويته الحضارية، ويأتي مشروع البيئة والحضارية و ال يمكن األخذ به من دون أسلمة المعرفة كمحاول لتحقيق انجازات في خذا السياق لبناء نموذج معرفي إسالمي

.يسهم توسيع حيز التنوع واالختالف الحضاري لدى اإلنسانية

: على النحو اآلتيالفرضيات التوضيحيةوتطرح

عرفية التي تفرضها الحضارة إشكالية التحيز في المصطلح السياسي هي الحتمية الم •الغربية بسبب التغلب المادي، وأن محاوالت الخروج من هذا النسق المعرفي وتغليب

.المصطلحات السياسية اإلسالمية هي حركة غير مسؤولة وال ممكنة

سعي النموذج العرفي الغربي لسيطرة منظومته االصطالحية السياسية، هو مبدأ •ة من التوحد في المصطلح السياسي، بغية الحفاظ يحاول من خالله أن يوجد حال

والتسهيل في فهم المفاهيم و في تبني الظواهر بصورة صحيحة متعاقد فيها بين .الحضارات

البديل الذي تطرحه النماذج الحضارية المختلفة في المصطلح السياسي ال يمكنه أن •السياسية، و إن كل يكون أدق مما هو في الحقل التداولي للمصطلح في الدراسات

. المحاوالت التي تسعى لذلك هي إضاعة للجهد و للطاقات

المنهج العلمي

في دراسة إشكالية التحيز و ربطها بالمصطلح السياسي، نقف على مجموعة من المعارف تتداخل فيما بينها، فهي دراسة تدخل في علم السياسة و علم التاريخ و علم االجتماع،

مجموعة من المناهج العلمية التي تسهم في تأطير علمي لهذه الدراسة، و عن وهي بذلك تتطلبمنظور يحسب ذلك للباحث من : مسألة تعدد المناهج في الدراسة الواحدة فهي تقاس بمنظورين

خالل أن الباحث ينبغي أن يلم بكل حيثيات الظاهرة، و بالتالي فتعدد المناهج هو أمر إلزامي ومنظور آخر يرى انه يمثل عجزا عن إدراك المنهج . ز هذه الدراسةودليل جدية في إنجا

لكنني أقف بينهما من خالل أن تعدد . المساعد بصورة مباشرة و مناسبة لدراسة هذا الموضوعالمناهج أو المنهج الواحد في الدراسة ال يمكن ضبطه بمثل هذه الصورة القطعية بقدر ما يجب

. في انجاز الدراسة بصورة علمية وأكاديمية سليمةأن نعي أي المنظورين يساهم

من بعد هذا التوضيح، فإن المنهج المساعد في تقصي هذه اإلشكالية و البحث فيها الذي يعد " حضاري-المنهج العبر"يتعدى الواحد إلى مجموعة من المناهج يكون في مقدمتها

ويعود ذلك كون . و المصطلح السياسيبكل عملية المنهج المناسب لإللمام بقضية إشكالية التحيز هو منهج يحاول دراسة الظواهر من خالل أنها نبع من بيئة و حضارة حضاري–المنهج العبر

بها وان التطور التاريخي لها يفرض عليها سمات و خصوصيات وجب األخذ بها في التحليل اريخ الغربي و التاريخ والدراسة، وهو ما ينطبق على دراسة مثل التي هي بين أيدينا، فالت

اإلسالمي و المعطى الحضاري الغربي الحضارة اإلسالمية بكل معطياتها، تفرض على الباحث األخذ بمثل هذا المنهج الذي يحاول تقصي كل هذه المآخذ العلمية و التفصيل فيها بما تفرضه

.االنتماءات الحضارية للظاهرة ومن ثم للباحث

المناهج العلمية التي يمكنها أن تساعد في تثبيت الدراسة، ويأتي بعد هذا مجموعة من وإن كان حضور هذه المناهج يقوى ويضعف بحسب كل جزئية من جزئيات البحث، فقد يتغلب

.منهج على آخر ويعود ذلك كما أوردت لطبيعة المناقشة لكل عنصر

ي دراسة وحدة الذي يساعد في التعمق فمنهج دراسة الحالةومن أهم هذه المناهج نجد واحدة سواء كانت هذه الوحدة فردا أو جماعة أو نظاما أو نموذجا، ويعرف هذا المنهج على انه

المنهج الذي يتجه إلى جمع البيانات المتعلقة بأية وحدة سواء فردا أو مؤسسة أو نظاما اجتماعيا (

اريخ الوحدة أو أو مجتمعا عاما، وهو يقوم على أساس التعمق في دراسة مرحلة معينة من ت )1()دراسة جميع المراحل التي مرت بها

، والذي يعد من المناهج التي تندرج ضمن المنهج المقارنواستعملت في هذه الدراسة البحث بصورة دائمة، فالبحث يقوم بإجراء مقارنة ضمنية بين األطروحات الغربية حول

الحضارة اإلسالمية من خالل المصطلح و تحيزه فيه، والنموذج او البديل الذي تطرحهاجتهادات المفكرين المسلمين ، ويعد هذا المنهج من المناهج التي حظيت بأهمية كبرى في

ال توجد دراسة للسياسة هي ليست : ( للقولنالدراسات السياسية وهو ما دفع علماء سياسييرة الغربية الحضا مرتكزات المقارن في حالة المقارنة بين ويظهر المنهج )2().مقارنة

بديل اإلسالمي من خالل إبراز العناصر المسؤولة عن االختالف المرتكزات التي يقف عليها الو .بين النموذجين

، وإن كان أضعفها المنهج التاريخيو المنهج األخير المستعمل في هذا البحث هو جب حضوره استعماال ألنه ال يحضر إال في حاالت قليلة في ثنايا الدراسة، ويكون من الوا

أساسا في الدراسات السياسية منها االجتماعية، ويرجع هذا التأكيد لما أورده أحد علماء االجتماع ، ويقصد بذلك إمكانية استخدام )3() ومنهجا للبحثMethodليس التأريخ علما بل طريقة : (بقوله

. ستخالصهاالمنهج التاريخي في أي موضع من مواضيع المعرفة بغية الكشف عن الحقيقة و اويحضر هذا المنهج في العرض الذي يعني بالتطور التاريخي للحضارة الغربية و مرتكزاتها

من خالل ما تعرضه الدراسة من امثل متنوعة ) المغترب(وفي تطور المصطلح السياسي في توليده للمصطلح السياسي الدكتور عبد الوهاب المسيريومنتقاة، وفي دراسة أنموذج

. الدراسة التاريخية للمصطلح و تكوينه ومن ثم طرح البديل لهواعتماده على

الديوان الوطني : ، الجزائر1، طالمفاهيم، المناهج، االقترابات و األدوات: المنهجية في التحليل السياسي محمد شلبي، - )1( 87،ص 1997للمطبوعات الجامعية،

71، صنفس المرجع - )2(درا الريان للطباعة والنشر : وتبير ،1، طة والعلوم االجتماعيخمنهج أو طريقة البحث في التاري محمد محمد صالح،- )3( 5، ص2001التوزيع، و

هندسة الدراسة

وقد قسمت دراستي إلى ثالثة فصول وهي كذلك إلى ثالث مباحث، وكان تقسيمها على :النحو التالي

فصل يعتمد على الضبط المفاهيمي للدراسة بصورة عامة من خالل الفصل األول وهو : حث التاليةالمبا

المفهوم، األنواع والتداخل : يز التح • التعريف و البنية: النموذج المعرفي • في عالقة الدال و المدلول: حالمصطل •

الفصل الثاني وجاء لتوضيح معالم النموذج المعرفي الغربي و أهم النتائج المترتبة عن :تحيزاته في المصطلح السياسي وذلك من خالل النقاط التالية

لمرتكزات الفكرية الغربية للتحيز في المصطلح السياسي الحديث ا • ديث نماذج للتحيز الغـربي في المصطلح السياسي الح • ةآثار تحيز النموذج الغربي في النظريات واالصطالحات السياسي •

وفي الفصل الثالث تطرقت لمسألة البديل وأهم مرتكزاته ومشروع أسلمة المعرفة صلته : اسي من خالل ما يليبالمصطلح السي

لح السياسي الحديث آليات تجاوز التحيز في صناعة المصط • اسي الـبديلالمرتكزات األساسية في صياغة المصطلح السي • أسلمة المعرفة و تحيزات النموذج اإلسالمي في المصطلح السياسي •

: صعوبات الدراسة

تي تؤثر فيها بصورة بعيدة أو قريبة، البد وان لكل دراسة مجموعة من الصعوبات الهو قلة الدراسات التأصيلية التي وعن أهم الصعوبات التي واجهتني في إعداد هذه الدراسة

عنيت بالمصطلح بصورة مباشرة وأثره في البناء الحضاري لألمم وأثره أيضا في مسألة الشهود

ت الجزئية أو الموسعة جدا في أيضا، وهو ما دفعني إلى الدخول إلى معترك كبير من الدراسا .آن واحد، وكان لزاما استقصاء الجوهر فيها بما يتناسب و الدراسة

إضافة إلى ذلك قلة التأليفات التي عنيت بالتحيز في الدراسات السياسية، وإن كان في الدراسة هناك بعض الدراسات القيمة إال أنها ال يمكن أن تؤسس لحالة التجاوز للتحيز خصوصا

. مسألة المصطلح أو التحليل السياسيفي

وهناك من الصعوبات الفنية والتقنية التي تعترض أي باحث في إعداد لدراسته، وتختلف بحسب الموضوع و بحسب البيئة التي يعد فيها البحث، وبالتالي فإن الدراسة ال يمكنها

. الشكل في نهاية األمرأن تخلو من العقبات التي تؤثر بكل تأكيد على المضمون كما تؤثر على

:الفـــصل األول

G�Dا�� K��"إش� U� K�M"ذ��ا� Kو ا��ؤی Uر ا��8"ه��"WXاG�Dا�� K��"إش� U� K�M"ذ��ا� Kو ا��ؤی Uر ا��8"ه��"WXا

تنطلق دراستي بإستيعاب ألهم المفاهيم المدرجة في البحث، ونقصد التحيز كمعطى أولي المصطلح وإن كان يبدو من الوهلة وجب التوقف عنده وإبراز المقصود منه، إضافة إلى مفهوم

األولى أنه ال يحتاج إلى إيضاح إضافي، لكن بإعتبار أنه ضمن الدراسة وجب ضبط مفهوم إجرائي له ضمن السياق العام للبحث، أما عن النموذج المعرفي فالتعرف على مكامنه وأدواته

فهذا الفصل سيتطرق إلى وطريقة صياغته وتحليله تعد من متطلبات الفصل المفاهيمي، وعموما .مجموعة المفاهيم المصاحبة لنا طوال البحث، وذلك بضبط التعاريف المناسبة لها وتحديدها

:وسأتناول المحاور اآلتية

المفهوم، األنواع والتداخل : التــــحـيز −

التعريف و البنية: النموذج المعرفي −

في عالقة الدال و المدلول: المصــطلــح −

الستنتاجات الخالصة وا −

Gـ�Dا��ـ Gـ�Dا��ـ : :� ::ا��8'م، ا?ناع و ا��Jا]�ا��8'م، ا?ناع و ا��Jا]وجب أن ندرك جميعا أن التحيز هو ظاهرة إنسانية منتشرة بصورة واسعة وتشمل كل مناحي الحياة اليومية، وليست مقتصرة على الجانب العلمي أو الفكري فقط، وهو ما يجعل منه

التركيز على الجانب المعرفي هو األساس في إال أن .مفهوما متعدد األوجه متشابك التفسيراتبداية وجب التطرق للتعاريف اللغوية واالصطالحية ثم عرض ألنواع التحيز المعرفي، . دراسته

. وأخيرا توضيح التداخالت بينه وبين غيره من المصطلحات الخاصة و المفاهيم

:التعريف اللغوي واالصطالحي.أ

] ز.و.ح[ ترجع إلى مادة "تحيز"للمفهوم، فكلمة بداية ال بد من ضبط لألصل اللغوي و المنـظم أي انضـم ثم ) التجمع(الجمع : التي تعني في معاجم لغوية عديدة لثالثة معان

.)1(التنحي

فإبن منظور في لسان العرب طرح مادة متعددة حول هذه الكلمة لكن مـا يفيـدنا فـي تركوا مركزهم ومعركة قتالهم مـالوا : "قوم يقولانحاز ال: الدراسة هو ما جاء على النحو التالي

فقد حازه ... كل من ضم شيئا إلى نفسه "و" إذا تنحى "فهي " تحوز وتحيز "، أما "إلى موضع آخر " التفعيل"ميزانها " التحيز"وأن " تفعيل"جاءت على زنة " تحيز" وقد ذكر اللسان كذلك أن ".حوزاجمعـت : قبضه وملكه واستبد به، أو معناهـا : زهومعناها في نحو حاز الشيء يحو " (حاز"من

: الحـوز " و .وذكر أن التحوز هوالعود للمكان والتحيز واالنحياز بمعنى واحد ). الشيء أو نحيته )2("الجمع

) تفعـل (فهي كلمة على وزن : ( يضيف تفسيرا للتحيز )∗(كما نجد األسـتاذ علي جمعة فالمتحيز هو ما شغل حيزا في الفراغ كـالجوهر ...د ففيها معنى الطلب أي طلب حيز وهو الح

والجسم، وغير المتـحيز هو ما لم يشـغل حيزا في الفـراغ بل يحـتاج إلى غـيره ليــقوم )3().به كاأللوان

مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة ، "دراسة في بعض تحيزات المسيري: مفهوم التحيز" أحمد مرزاق، - )1(

.3، ص2007، القاهرة ، فبراير للمعرفة .390-389، ص2003دار الكتب العلمية،:بيروت. 1، ط5لسان العرب الجزء الدين أبي الفضل ابن منظور، جمال- )2( .الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرين له العديد من المؤلفات وله فتاوى دينية مثيرة للنقاشات في مواضيع متعددة -)∗(المعهد العالمي للفكر : فرجينيا.1، طؤية معرفية ودعوة إلى االجتهادر: إشكالية التحيز، "كلمة في التحيز" على جمعة، - )3(

.117، ص1995اإلسالمي ،

:قال اهللا تعالى في سورة األنفالففي القرآن الكريم،

ا������ "�� �����ا� إذا �������� ا������ آ� �� أ�� ���$�وا� ز�! �� و���� �����0�� . ا.)د�,�ر� *�() '����&�ه��� ��7� د�,�$��5 إ34 ����2�$0*ـ ���0���ل أو ��*�7ـD *���ـد� ,�ـء ,�Aـ@�? �:ـ�� ا�<=ـ> إ��; ����2��:9ا

�E�7,�و �������F �5ا�وH�� } 16-15اآلية :سورة األنـفال{ "ا��K�صI و�

فالتفاسير لهذه اآلية في مجملها لم تخرج عن هذه الداللة اللغوية التي تعني االنـضمام، قال أبو ": ( في تفسيره لآلية الكريمة )م1209- 1148/ هـ 606-543(يقول الفخر الرازي

للـدكتور وهبـة و في التفـسير المنيـر ). التحيز والتحوز : التحيز التنحي وفيه لغتان :( عبيدة )1(")منحازا أو منضما: متحيزا: ("قول يالزحيلي

:و في الحديث النبوي الشريف

: وسلم وعلى آلهله صلى الله عليهال رسول الق) رضى اهللا عنها(عن أم سلمه

إ���R�' ��M�Sص��Kن� إ��PQ و���ع��O ,�ع @��M أن� ����Mن (��� ,�ع �TH�* U)∗∗∗∗(أ��2�� <�PV�2, �<��� W�K Xأ PK� � 2�S ;�>�Y �<�� Q@ ,

W�[�Tأ �K�S\�* �5��]H�� �>�* �*�K��� �T]�ع ` ��>� ��� !�_0 أ[�> � 7��� ا���ر D�ع�[T <, �<��(

أ�S( : وفي الرواية الأخرى �K�Sإ �O�ص � *�<�ع�Rا�� Q��'H�� �<�Sإ�و $b�, �<�� Q@�TH�* دق�d �<�S? أ�س !H�* U ع�, ��� f�> ,ن أ��M�� ع @�� أن��,

��� ا���ر , D�ع�[T �Qه �K�S\�* �> س�� 0_�2, �<�� ` ��@�T ���K�* أو ���ره����>K 2���>�*( .

يحذر المحتكمين إليه من التـأثير ) صلى اهللا عليه وسلم ( أن النبي من الحديث يتبين لنا فيما يعرض عليه باألسلوب المستعمل في تبليغ المعلومة أو الدليل لـدعم (على قراره أو حكمه

فالقاضي يحكم لمن قدم الدليل أو لمن كانت حجتـه . بغير حق ) موقفهم في المسألة المعروضة األتقياء ال يعلم الغيب ولكن يحكم تبعا لما بلغه من العلم والدليل والقاضي كبشر من أتقى . أقوى

ويجتهد ليحكم بالعدل، نستنتج من الحديث الشريف أن التحيز هو سلوك بشري شائع لدرجة أنه

، 1991دار الفكر و الفكر المعاصر : سوريا-بيروت. 1، طالتفسير المنير في العقيدة والمنهج والشريعة وهبة الزحيلي، - )1(

.325ص، كما صرح به في الرواية الثانية, ومعناه أبلغ وأعلم بالحجة , فهو بالحاء المهملة) : ألحن ( -)∗(

ولهذا حذر النبي المختصمين من التأثير بغير حق على قرار القاضي حتـى . ال ينجو منه أحد . ب صاحب الحقيتمكن من االنحياز إلى جان

هنا نرى أن مصادر التشريع اإلسالمي و الجانب اللغوي لمعنى التحيز أخذ تفـسيرات عديدة، ولكن الذي يناسب البحث هو المعنى القائل الميل إلى فئة دون سواها، أي ما هو مطابق

مـسيري لمعنى اآلية الكريمة التي وردت فيها هذه الكلمة، وهو ما يراه األستاذ عبد الوهـاب ال إستخدمت كلمة التحيز في معنى االنضمام و الموافقة في الرأي وتبني رؤية مـا، : (حينما يقول

)1()مما يعني رفض اآلراء األخرى

هذا عن الجانب اللغوي ، أما عن الجانب االصطالحي، فهنا يبدأ االجتهاد المعرفي الذي درسة الفكرية االجتهادية التي تعمل رائده ومؤسس هذه الم )∗∗∗∗(األستاذ عبد الوهاب المسيري يعد

في هذا الجانب بغية توضيح مسائل متعددة يغلب عليها التحيز ويؤثر فيها بـصورة مطلقـة أو .جزئية

فالتحيز في المجال المعرفي بحسب األستاذ المسيري ينطلق مـن أن المنـاهج العلميـة اما، بل إنها تعبر عن مجموعة من الحالية المستعملة من قبل العلماء و الباحثين ليست محايدة تم

وهـذا مـا يطلـق عليـه القيم التي تحدد الرؤية ومسار البحث وتقرر مسبقا كثيرا من النتائج فتح باب االجتهـاد واالبتكـار و اإلبـداع أي بلغة أخرى يقول األستاذ انه دعوة إلى )2(التحيز

)3(بخصوص ما هو ممكن وما يجب أن يكون

المعهد العالمي للفكر : فرجينيا. 1 الجزء األول ،ط،رؤية معرفية ودعوة إلى االجتهاد: إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1(

.19، ص 1995اإلسالمي، موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيوينة : الوهاب المسيري، مفكر إسالمي مصري له مؤلفات عديدة منهاالدكتور عبد -) ∗(

الخ انظر الملحق األول...وإشكالية التحيز 5، ص نفس المرجع - )2( 11، ص نفس المرجع - )3(

:1 فيعرف التحيزكتور نصر محمد عارفاألستاذ الدأما

وبالتالي أصبح واضحا لدينا أن البحث في التحيز هو بحث في تحيز محدد ضمن إطار نموذج غالب أو مركزية نموذج محدد، وما أغرق به العالم من مفاهيم ومـصطلحات وآليـات

و ما يمثل حالة مـن وصور وحتى قناعات يظهر فيها التحيز لذلك النموذج بصورة كبيرة، وه . االستعمار العقلي الذي سلب العالم كل نوافذ االجتهاد واإلسهام اإلنساني

إن تبني العالم لمفردات و تصورات نموذج واحـد و تحولهـا إلـى حقـائق مطلقـة وموضوعية، يدخلنا هذا في فلسفة التحيز من باب أن لكل واقعة وحركة بعدها الثقافي وتعبـر

رؤية معرفية محددة، أي أن التصورات المنتشرة اليوم في مجاالت الحيـاة عن نموذج معرفي و المتعددة و التي هي في تركيبها تحمل تحيزا لبيئتها وحضارتها، فهي بالتالي تعبر عن نموذجها

فمثال أي حديث عن النظام . وال يمكن لها أن تتوافق مع النماذج األخرى التي استدعته أو أخذته . )2( يرى أنه أفضل نظام في تاريخ البشرية وأنه سيمتد إلى نهاية التاريخالسياسي الغربي،

:قيمتين مهمتينل إدراكفالتحيز هو

نحن في اختالفنا عنهم، وكون ذلك أصال معرفيا مبدئيا يمنعنا .. )الهوية(باإلنية متعلق : أولهما .نفسنا ولهم اآلخرين، كما يمنحنا حسن تقديرنا ألتجاهمن االنبهار واالستالب

مركـز الدراسـات الـسياسية : قاهرةال.1،طالتحيز،العولمة، مابعد الحداثة : التنمية من منظور متجدد نصر محمد عارف، -)1(

.38-37 ،ص 2002واالستراتيجية،، القـاهرة ، مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعـة للمعرفـة ،"رؤية للمقاومة والنهضة : فخ التحيز " رفيق حبيب، -)2(

3، ص2007فبراير

هو التمحور حول الذات واالنغالق فيها ورؤية اآلخر من خاللهـا وقياسه عليها، مما يعني نفي اآلخر نفيا كامال خـارج إطـار التـاريخ أو

ى الوجود أو العلم، والسعي نحو استبدال ماهيته أو هويته وإحاللها بمحتو يتفق ومعطيات الذات وأهدافها، وذلك بالقضاء على تفـرده وخـصوصيته وإعادة إدماجه في النسق الذي ترى الذات المتحيـزة انـه األمثـل طبقـا

)1(.لمنظورها لإلنسان والكون والحياة

اآلخرون، ولكن إليهقدرتنا على الفعل واإلبداع الخاص، غير المنقطع مع ما توصل : ثانيهما )1 (.بذواتنا وحضارتنا الخاصة و موروثنا الخاصفي نفس الوقت متصل

إضافة إلى ذلك فالتحيز كما ذكر أنفا هو وجود تصورات مسبقة عن موضوع البحث احث أو بعيدة عنه، فهو أمر متصل وكامن في كل مناهج البحث، وهذا نابعة من بيئة وثقافة الب الثقافي الكبرى للهوية االجتياح((في هو السبب الحقيقي في عملية التحيز بالمعنى الفلس

وما يمكن أن يشار إليه في جانب التحيز العلمي أو المعرفي أنه غير مقتصر على )2())الثقافية تأثيره يمتد إلى العلوم الطبيعية وإن كان يظهر في األولى بصورة العلوم االجتماعية لوحدها بل

أكبر، فالعلم االجتماعي ينمو في بيئة معينة وهو يعبر عنها، و بالتالي فأي تصدير أو نقل له، ستنقل معه تحيزاته الحضارية التي نشأ فيها، وهو ما يحصل في العالم اليوم من نقل للعديد من

سياسية واالجتماعية من بيئتها إلى بيئة أخرى فتكون مثقلة بتحيز لبيئتها النماذج الفكرية وال .األصلية

ومن جانب آخر فالعلم االجتماعي المعاصر الحامل لتحيز نموذج معين والذي يقوم على النظرة المادية، والتي ترى أن اإلنسان ربما يكون أرقى صورة للمادة، وهو أيضا مادة، وبالتالي

وانطالقا مـن . مع اإلنسان بوصفه صورة من صور المادة الموجودة في الطبيعة يمكن التعامل هذه النظرة سنجد أن العلم االجتماعي المتحيز، اقترب كثيرا من العلوم الطبيعية واستخدم أدواتها

و يمكن أن نعتبر أن هذا التقاطع قد اسهم في نقل تحيزات العلوم .)3(ةالعلمية والرقمية والرياضي .ماعية إلى العلوم الطبيعية بصورة ولو قليلةاالجت

:السمات األساسية للتحيز.ب

األساسية للتحيز تعد النقطة التابعة لفكرة حتميـة التحيـز، - السمات –فتحديد الصفات فإدراج األستاذ لهذه النقطة ضمن أهم سمات هذا األخير يدفعنا إلى تفصيل فـي غيرهـا مـن

ز ، والتي أوردها في ورقة العمل التي قدمها في بدايـة مـشروع الصفات التي يتميز بها التحي :، وهي كالتالي)إشكالية التحيز(

ــسيرة -)1( ــاني ن ــديولوجي "، ه ــز اإلي ــي والتحي ــز المعرف ــات : التحي ــمات ومفارق ــالم أون ،"س ــع إس موق

،على 2007.01.21:، تـم تصـفحه يوم http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/fan-51/alqawel.aspالين، 2، ص17:55:الساعة

دار : القـاهرة .1 الجزء األول ، ط،حوار نقدي حـضاري : الم عبد الوهاب المسيريفي ع أحمد عبد الحليم عطية وآخرون، -)2( 99،ص2003الشروق،

04رؤية للمقاومة والنهضة، المرجع السابق الذكر،ص: فخ التحيز رفيق حبيب،-)3(

.وذكرت هذه النقطة بإسهاب فيما سبق: حتمية التحيز.1

حتميـة التحيـز وارتباطـه ( هذه يعبر عنها : التحيز و تركيبة الظواهر اإلنسانية .2إدراكه لحتمية التحيز في الظواهر اإلنسانية ، مما يمنح الباحث في ) والثقافي يباإلنسان

)1(فكرة أن عقل اإلنسان مبدع وفعال، وأن هذا األخيرة ليس عيبا وال نقيصة

يعني أن اإلنسان قادر على االختيار ومن ثم فكل :حتمية التحيز وإدراك الخصوصية .3مالمح ظاهرة إنسانية تحوي تحيزات، ومن ثم لها خصوصياتها، وعلى الباحث اكتشاف

.ذلك وإدراك خصوصياتها، و إعطاء الظاهرة بعدها الخصوصي لديه

إدراكنا للتحيز يقلل من خيالئنا بحسب تعبيـر األسـتاذ، : التحيز و التواضع العلمي .4وذلك أنه سندرك أن تحيزات الغالب تقف بينه وبين الواقع الذي يلونه بذاتيته، وهو مـا

.ب أن تخضع لعملية حوارية اجتهاديةيجعلنا ندرك أن العملية المعرفية يج

.وهذا ما سنعود له في الفصل الثالث من دراستنا: التحيز يمكن اكتشافه و تجاوزه.5

فبدال من أضع تحيزي في مقابـل تحيـز اآلخـر : التحيز حتمي ولكنه ليس نهائي .6ـ ة ونفجر الصراع، يمكن ان توضع هذه اإلشكالية في إطار اإلنسانية المشتركة المتنوع

)2 .(ال اإلنسانية الواحدة

:أنواع التحيز.ج

نطرح في هذا العنصر أنواع التحيز التي اتفق حولها مؤسسي نظرية التحيز، والتي اعتبروها أنها قاصرة مع ما تعرفه العلوم من تطور، إال أنها تحاول أن تسهم في توضيح التحيز

ما يعبر بصورة واضحة عن أنواع وهو ).1 راجع الترسيمة رقم.( الموجود في المعرفة :ودرجات التحيز الموجودة في المعرفة، وهي ثالث مستويات

وما تحويه آداب وفنون وفكر وثقافة، والتي تعتبـر اكبـر : مستوى العلوم االجتماعية •مستويات التحيز كما ذكرنا ذلك سابقا، وهي أعلى من مستوى التحيز الممثل بالمستقيم

.األول

www.almissiri.com، راجع موقع ،المؤتمر، الفكرة، المناقشات،الميالد ، الكتاب عبد الوهاب المسيري، -)1( 5 -4 ص10:10على الساعة 2007.01.15:تم تصفحه بتاريخ

20،الجزء األول، المرجع السابق الذكر ، ص إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2(

والذي هو اقل درجة من سابقه، وهو يعبر عن فكـرة : ) التقانة(لوجيا مستوى التكنو •ذات أبعاد نفسية واجتماعية والتي تقول أن اآللة غير محايدة وأنهـا تتـضمن تحيـز

.المجتمع المنتجة بداخله

والتي تحوي الفيزياء و الرياضيات، وإن كنا ذكرنا سابقا أنها قد : مستوى العلوم البحتة •لوم االجتماعية في نقل التحيز ولكنها بصورة أقل، وكما هو مالحظ فـإن تتقاطع مع الع

.تحيز هذه األخيرة تحت مستوى الدرجتين السابقتين الممثلتين بالمستقيمين

وسأحاول تفصيل األنواع الموضحة في الشكل السابق ونأخذ بعين االعتبار أنها ضمن نطاق :وهي كالتاليالمعرفة و تصنف بحسب النتائج العلمية فقط ،

� ذا�� وأ����� ������� ا����� و�� و����� : ا����� ���� •��ه� ا#��%ام و ا#"���اد ن � . أن أ����� ��/. ن'�,� و ه+ أو# وأخ�(ا ا)�'�د�

• �� وه� ا���% ��;ات ��9 �1�8 ا7ن/�ن ن6/� ا��()�� ا�����ة ا����4� ، و�1�2 : ا����� �� �1D ��ل ا��آB ا�;ي �(ى ن6/� ا��()�� وان أ����� # ��14 ا#"�?��ف وه+ آ;�> ا���% ����ة

��E� .ن'�,�

وه� ا���% ا�;ي ����ر ا�I��4 �9 خ���G ��Hة ���� و�9 ثB ���( :ا����� ا��ا�� ا��ا�� •HD� اHG7ن���G��ل اH9 ن6/� �9 خG %� .�����B �9 خH�'�، و�Gدة �� �KL6 ه;ا ا��

وه� �1D ا ول �9 )�نO ا�����ة ا�����رة ��9 ا�6(ق M+ ان� ���ن : ��� ا����� ��� ا��ا��ا�� • .�T( ��رك بQن� ���4+ ���> ا�����ة أي ب8'1، وQ�� �Rث( ب'� �9 دون وG+ ��� آ�� ذآ(ن�

���G 9,� و������ و�RHGت إن/�ن� :ا����� ا���د •�M��D�ا )1(وه� �Gدة �� �(�V4 ب��'��

ب�1 ��2ب���'� و�������': �� ا����ا��� •���R أو �M)�� ������ %�، أي ��% ��م �وه� ا�� ) 2.( وه� ا R(ب ����رك ���� ا���%ت��� ا���� ا��ا��وه��ك . ����ى ��> ا������

التحيز مـرتبط : ( الدكتور عبد الوهاب المسيريوعن إمكانية التخلي عن التحيز يقول التحيز لصيق اللغة اإلنسانية : (ويضيف) فهو ليس سلبيا بل هو فعال ... سان ذاته ببنية عقل اإلن

و يعطي األستاذ لهذا التحيز صـفة ) يعني كل هذا أن اللغة اإلنسانية ليست أداة محايدة ... نفسها

- 42المعهد العالمي للفكر اإلسالمي،العدد -مجلة إسالمية المعرفة،"في أهمية الدرس المعرفي" عبد الوهاب المسيري،- )1( 128، ص 2003ي ،كانون الثان4 12، ص الذكر المرجع السابقالجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2(

التحيز من صميم المعطى اإلنـساني ومـرتبط بإنـسانية :( الديمومة مع إنسانية اإلنسان بقوله )1()فكل ما هو إنساني يحوي على قدر من التفرد والذاتية و من ثم التحيز...اإلنسان

ما سبق يجعلنا نقر أن التحيز قدر محتوم على كل مجتمع إنساني بل على كل فرد في مجتمعه، وهو ما يمنح للمجتمعات ولألفراد على السواء حالـة مـن التقبـل للتحيـز و تلقـي

الل أن المجتمعات الذكية أو األفـراد األذكيـاء هـم مـن بالمسؤولية الحضارية عليهم، من خ يتحيزون ألنفسهم، فينحازوا لموروثهم الحضاري ويحاولوا التفاعل معه، استيعابه ونقده وتقيمه

أما المجتمعات األقل ذكاء فهي . )2(وحتى تطويره، وفي نفس الوقت يتخلصوا من تحيز غيرهم .ستهالك واألخذ من تحيز اآلخرتلك التي تزهد في تحيزاتها وتستمر باال

وقد يكون هذا هو الباعث األساسي لدراسة إشكالية التحيز لدى العديـد مـن المفكـرين ضمن آليات تحاول طرح أدوات تحليلية وإجرائية تمكن الجميع من معرفة مكامنـه و محـاول

: التحيز لذواتهم وحضارتهم من خالل نقاط ثالث هي

o ��)�M ر ا7ن/�ن)�

o ر)� ��Mا������8ت ث��

o ��8'�� 9�D��4�ر ا)�)3(

: التحيز واالرتباطات المفاهيمية معه.د

يرتبط التحيز كما ذكرنا بالعلوم االجتماعية بصورة وثيقة جدا، وهو ما يدفع الباحث إلى أن يأخذ حذره من تحيز النموذج المدروس أو ينغمس فـي حالـة التـصاق تـام مـع هـذا

ذا يدفعنا إلى بحث في بعض االرتباطات بـين التحيـز و غيـره مـن وعليه فإن ه .النموذج .المصطلحات إما من جانب تفريقه عنها، أو من خالل رصد للخلفيات النظرية التي تحكمه

، معتبرا أنها تعبر عن التحيز و العنصرية و الكذب أو كلهما بداية هناك من يساوي بين يتقاطع ) المصطلحات( واحد من هذه المفاهيم أو مفهوم واحد، ولكن هذا خطأ، من خالل أن كل

129، المرجع السابق، ص "في أهمية الدرس المعرفي" عبد الوهاب المسيري، - ) 1(، ارات و المسارات المتنوعة للمعرفة مؤتمر حوار الحض ، "األنفة الثقافية بوصفها انعكاسا ومقياسا للتحيز " عبد اهللا البريدي، -)2(

2، ص2007القاهرة ، فبراير 3 ص،نفس المرجع - )3(

فالمتحيز أو المنحاز ليس بالضرورة كاذبا، والكذاب أو الكاذب قد مع اآلخر ولكنه مستقل عنه، أما العنصري فانه متحيز ولكنه ليس بالضرورة . يكون متحيزا ولكنه ليس بالضرورة عنصريا

ية في أحيان عديـدة مـن جمعهـا بـين التحيـز ومثال ذلك ما تأخذه التحاليل السياس . )1(كذابا فـي غيـاب –والعنصرية في تحليل ظاهرة سياسية ما، وما قد يحمله نفس التحليل من تدليس

. ولكنها ال تعبر ال عن تحيز وال عن عنصرية-معلومات عن الظاهرة

مقاربـة )∗∗∗∗(األستاذ ممـدوح العـدل وبدل العنصرية أو غيرها من المصطلحات يطرح التي يرى من خاللها أن التحيز بما يحمله مـن ثقـل حـضاري فـي بالتنافر المعرفي اسماها

ـ -حسب نظره –المعارف اإلنسانية، يمكن أن يجد حالة أخرى تقلل منه : والـذي يعرفـه بـوجود معرفتين متنافرتين مما يتسبب في نشوء درجة من المعاناة تؤدى إلى رغبة الـشخص ((

ة بالتخلص من هذا التنافر أو التناقض المعرفي ليبلغ حالـه مـن في أن يتخلص من هذه المعانا ، من هذا يقلل األستاذ من حالة التحيز الحاد التي يأخذ بهـا العديـد مـن ) 2())التوافق المعرفي

الباحثين أو المفكرين أو حتى الناس العاديين، فهو بعبارة التوافق المعرفـي يفـتح بابـا نحـو و لمعارف مختلفة، و يمكن أن توجد حالة من التوافق المعرفي مساحات شاسعة لوجهات نظر أ

.التي تقلل من التحيز أو أنها تخضعه آللية الرقابة الذاتية في جو متعدد الرؤى

والتـي باألنفة الثقافيـة من جانب آخر هناك من يطرح التحيز على أساس آخر سماه ب الوجداني في التحيز كما يذكر صاحب اعتبرها انعكاسا جزئيا للتحيز من خالل أنها تمثل الجان

يقـول األسـتاذ ) Cultural Pride( أو األنفـة الثقافيـة المفهوم،ولمحاولة تقريب مفهوم أن هذا المصطلح يعكس مستوى قناعة الباحثين والمثقفين العرب المسلمين وقبـولهم )∗(البريدي

ة ال تتناغم مـع المركـب لتبني نماذج ونظريات ومصطلحات معرفية وفلسفية ومنهجية وعلمي وهذا المفهوم يجب أن يشمل كل إنسان ال تتحرك عنده المعـاني . الحضاري العربي اإلسالمي

و هنا يمكن أن نربط بين التحيـز فـي .3الداخلية التي تبرهن على أن له مواصفات خاصة به الجديـد موذج المرفـوض و النمـوذج بالنإحدى صورتيه اللتين عبر عنهما األستاذ المسيري

، القاهرة ، مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة للمعرفة،"بعض الجوانب النفسية في ظاهرة التحيز" ممدوح العدل،- )1(

4، ص2007فبراير بريطانية للطب النفسي، مدير طبي في مستشفى للطب النفسي في بريطانيا ممدوح العدل أستاذ في الجمعية الملكية ال-)∗( .، رئيس اللجنة العامة لترشيد معالجة االكتئاب في مقاطعة هامبشر)ساوثهامبتون(، محاضر في كلية الطب في جامعة )ودهيفن( 07، ص الذكر ممدوح العدل، المرجع السابق- )2( جامعة القصيم قسم إدارة األعمال، المملكة العربية السعودية عبد اهللا البريدي أستاذ محاضر ب-)∗( 12، المرجع السابق الذكر، ص "األنفة الثقافية بوصفها انعكاسا ومقياسا للتحيز" عبد اهللا البريدي،- )3(

فاألنفة الثقافية تندرج في البحث عن نموذج جديد مستقل وابتعاد أو حتى ترفـع ،1)المستقل( .عن النموذج المرفوض لكونه غير نابع من قيم ذاتية

بدل النموذج المعرفـي، بالبنى الفكرية ومن جانب آخر هناك من يطرح عالقة التحيز : بأنهاالبنى الفكريةحيث يعرف

ل مجموعة معرفية متماسـكة شكمنظمة ناجمة عن الخبرات السابقة للفرد ت عناصر(( 2 )) الالحقة والتقويماتدراكات اإلومستمرة إلى حد ما قادرة على التحكم في

ولها صفة النمو مع المراحل التكوينية له منذ ،أي أنها قواعد تنظم التفكير لدى اإلنسان و التذكر، فهي خبرات متكررة أو حتى منفردة أحيانا خالل الطفولة إلى مرحلة عدم االستيعاب

. 3سنوات عديدة من العمر تنمو بشكل تراكمي

فالبنى الفكرية تؤدي بصورة مباشرة إلى تحيزنا في الحكم على األحداث المتكـررة أو حتى المتفردة منها، و هي كذلك قواعد تدل على مستوى التحيز الذي يحكم تصرفات وحركات

حكام اإلنسان، والتحيز من أهم عوامل التأثير التي تلحق بالبنى الفكرية، فالتحيز في الوسائط وأالمتعددة في عالمنا اليوم يوجد لدينا خبرة معينة في إحدى هذه الوسائط ويكـون حكمنـا علـى

ـ ة غيرها انطالقا البنى التي تكونت لدينا متحيزة لها أو عليها، وفي ذلك أمثلة عديدة عـن عالق .التحيز بالبنى الفكرية

كما أن هناك من يطرح العالقة بين التحيز واالختالف، متسائال ما الـذي يـربط بـين االختالف والتحيز؟ واإلجابة قد تكون متعبة ومعقدة من جهة أننا بحث في مفهومين يبعدان عن ـ د بعض في السياق الذي نحن في صدد البحث فيه، ولكن يمكن أن نطرح مـا جـاء بـه أح

:المساهمين في هذا الموضوع بنقاط هي

االختالف سيحقق تشكيل معطيات جديدة للتصور الفكري و المعرفـي الـذي . 1احتكره نموذج واحد في أثناء تحديد وجهاته العلمية والتكنولوجية، أي مواجهة حالة

.التحيز الحاصلة بفرض حالة من االختالف

12، صالمرجع السابق الذكرالجزء األول، ، رؤية معرفية ودعوة لالجتهاد:إشكالية التحيز، عبد الوهاب المسيري- )1(، القاهرة ، فبراير مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة للمعرفة، "البنى الفكرية و مفهوم التحيز" رضوان الخياط، - )2(

01، ص2007 3-2ص ،نفس المرجع - )3(

بر عن تطلعاتها و إرادتها قصد حمايـة االختالف هو إنتاج حركة تحررية تع . 2النموذج البديل و المقترح، الذي سيكون في مواجهة أي تحيز للنموذج الغالب على

.غيره من النماذج

االختالف ال يقوم على إلغاء لمشاريع النموذج الغالب و إنما على تبيان ألسـسه .3 )1 .( لها ، التي أصبحت تؤثر في كل من ينحازةغير الشرعية أو الخاطئ

ومن خالل ما تقدم نجد أن التحيز بقدر ما مثل حالة أو ظاهرة إنسانية غال انه يجعلنا نقف على إدراكات معرفية أخرى تسحبنا إلى العديد من النتائج واالسـتنتاجات المنطلقـة مـن إدراك معنى هذه اإلشكالية والبحث في مكنونات التحيز المعرفي الذي هو األصل في الدراسـة والمعني بها، ومن ثم فإن إدراك أبعاد التحيز في النموذج المعرفي باختالف حضاراته والسعي

)∗∗∗∗(.فقه التحيزإلبرازها يعد المدخل األول لفهم

اهرة، فبراير ، الق مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة للمعرفة ،"شرعية االختالف في فقه التحيز" جويدة غانم،- )1(

3-2،ص2007ذلك ، مبادئ القطعية المعرفيةيلغهو ما يفقه التحيز و كما هو معلوم فإن الفقه تعني حالة من االجتهاد الدائم والمتواصل و -)∗(

.كثير من المفكرين أن يصفوا التحيز بالفقه بدل العلمبالما دفع

U� ::ا����یh و ا�%ـ��ـKا����یh و ا�%ـ��ـK: : ا���ذج ا�����Uا���ذج ا����

ـ بداية يجب أن نعلم ما هو في نطاق المسلمات أو البديهيات أن ن حياة المرء مكونة ممجموعة من الحركات واألفعال والسلوكيات والحوادث واإلشارات وآالف المعطيـات الحـسية

فكل . ، كل شيء له داللة األكل والنوم ،األخرى، وباستثناء بعض العمليات األساسية مثل التنفس .حضاري و ثقافي ، وتعبير عن نموذج ما هو إنساني له بعد

مكون من كلمتين ، و حتى نتمكن مـن فـك والنموذج المعرفي كما هو ظاهر مصطلح شفرته اللغوية واالصطالحية بصورة جيدة، يتطلب منا أن نبحث في المكونين بصورة منفصلة ومن ثم جمعهما معا، ونحدد المفهوم بصورة نهائية، كما أن تعريف النموذج المعرفي يجب أن

باعتباره المتغيـر التـابع ) غربيال( نضمنه نموذجنا المعرفي قيد الدراسة الذي تضاف له كلمة .الذي تنبني عليه دراسة إشكالية التحيز في عالمنا العربي اإلسالمي

:Le Modelالنموذج .أ

في هذا المبحث بتحليل عنصر النموذج و توضيح مركزيته في إشكالية التحيـز سأقومللنموذج وللنموذج ومدى تأثيراته على صياغة المصطلح السياسي، وال يمكن أن تكون دراستنا

المعرفي بعيدة عن فكر األستاذ عبد الوهاب المسيري، خصوصا ونحن نعالج إحـدى نظرياتـه ، وبالتالي فإن التطرق لهذه المفاهيم من خالل فكره يعد أهـم مـدخال لـشرحها )فقه التحيز (

فرانـك بيلـي فالنموذج بصورة عامة نجد له تعريفا لـدى . وتوضيحا و بصورة مجردة تماما : 1فيعرفه بأنه

، 2004مركـز الخلـيج لألبحـاث، : دبي.1مة مركز الخليج لألبحاث، ط ، ترج معجم بالكويل للعلوم السياسية فرانك بيلي، -)1(

422ص

ية لظـاهرة اجتماعيـة النموذج في العلوم االجتماعية هو رسم مجل للسمات الرئيس ... معينة، يحاول تفسير تلك السمات ونمط العالقات القائمة بـين بعـضها الـبعض

كما ...Max webar الذي طرحه ماكس فيبر Ideal Typeوهناك النموذج المثالي وهناك النمـوذج الهيكلـي ... يمكن أن نستعمل النماذج الرياضية في علم السياسية

كمـا أن هنـاك نمـاذج ... David Eastonايـستون الوظيفي حسب نموذج دافيد )1(.متعددة

: 1جاء فيه) الكويت(وهناك تعريف تورده موسوعة العلوم السياسية

"صاحب هذه األداة التفسيرية"عبد الوهاب المسيري الدكتورأما التعريف الذي طرحه فيعد من أبـرز التـعاريف الـتي ألـمت بـهذا المفهـوم، فقد جـاء في مـقدمـة كـتابـه

:2مايلي "يزإشكالية التح"

وبالعمل على تفكيك هذا التعريف سنجد أن علينا البحث أوال في سؤال الماهيـة وثانيـا ) األصـل ( ومن جانب الماهيـة . )3(البحث في كيفية صياغة النموذج، أي الماهية و الصياغة

، )نمـط ( بحسب تعريف األستاذ المسيري، ويقترب كـذلك مـن مفـردة الصورةفالنموذج هو اإلنجليزيـة، و التـي تعنـي الفكـرة Themeنموذج بحسبه كذلك هو كلمة قريبة من كلمة فال

كما أنها قريبة في معناهـا مـن .المجردة و المحورية في نص ما وهي كامنة في كل أجزائه Max weber والذي استخدمه مـاكس فيبـر Ideal Typeباإلنجليزية) النمط المثالي(مصطلح

الكويت، جامعة .1، الجزء األول،طموسوعة العلوم السياسية محمد محمود ربيع، إسماعيل صبري مقلد ، وآخرون، - )1(

50- 49، ص 1994-1993الكويت، 17 المرجع السابق الذكر ، ص ، الجزء األول،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2( مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة ،"النموذج المعرفي النموذج المعرفي الغربي عند المسيري" أحمد مرزاق، - )3(

7،ص2007، القاهرة، فبراير للمعرفة

رة عقلية مجردة ونمط تصوري وتمثيل رمزي للحقيقـة، والنموذج هو صو إذ يقوم العقل بجمع بعض السمات ) تفكيك وتركيب (وهو نتيجة عملية تجريد

من الواقع فيستبعد بعضها ويبقى البعض اآلخر، ثم يقوم بترتيبهـا حـسب أهميتها ويركبها، بل أحيانا يضخمها بطريقة تجعل العالقات بينها تشاكل كل

).2(ه العالقات الجوهرية في الواقعما يتصور

بأنه بناء نظري نحاكي مـن خاللـه بنيـة وتركيبـة Modelيعرف النموذج منظومة ما وكـذلك آليـة تفـاعالت مكوناتهـا وكـذا الظـروف المحيطـة

وتتنوع النماذج بتنوع الحياة اإلنسانية في أبعادها المختلفة و لكن هـذه ...بهابـل آليتهـا عبـر ) أي البنية الشكلية (ال تمثل صورة المنظومة فقط النماذج

الزمان والمكان، وهو ما يعني أن مساحة النموذج تـضييق و تتـسع طبقـا وهنـاك نمـاذج فيزيائيـة ... لبساطة أو تعقيد بنية وآلية النظام الذي تحاكيه

)1(.باإلضافة إلى بناء النماذج... ونماذج مجردة

على فكرة ما، أو عدة أفكار، أو على وجهة نظر ما، أو التشديد " :وعرفه بأنه) 1864-1920(عدة وجهات نظر واستخراج طائفة من الحوادث المعزولة، الغامضة والخفية، التي يكثر العثور عليها أحيانا أو يتضاءل وربطها بوجهات النظر المختارة من أجـل أن ننـشئ منهـا لوحـة

انما توضيحا ألهمية هذا الفعل في تركيز وتوضـيح ) تشديد( والتأكيد على لفظة .)1( ."متجانسة . صناعة النموذج وأهميته كأداة تفسيرية

، في جل كتابات األستاذ )Type ،Themeصورة ، نمط، : ( ترد هذه المفردات األربع حين ( : المسيري، بغية تقريب المعنى لمصطلح النموذج، ويسهب أكثر في توضيح المعنى بقوله

حث بصياغة نموذج ما فإنه يتصور انه بمثابة صورة مصغرة تتطابق مع العالقات التي تشكل يقوم البا )2()بنية الظاهرة، وضع الدراسة والتحليل وتعطيها خصوصيتها

وحتى يبين األستاذ أن النموذج ليس هروبا من حالة واقعية معاشة إلى حالـة تجريديـة : 3شاط عقلي ، فيقولعلمية بحتة أو حالة بناء تصوري فقط، بل هو ن

وفي هذا التوضيح الكامل لكل العمليات الذهنية والقدرات والخبرات الشخصية والمعرفية لصياغة النموذج المناسب لتحليل الظاهرة المراد دراستها، وهو ما يمكن الباحث بسبر أغوارها

387، ص2006 الدولية،دار الشروق: ، القاهرة1، طدراسات معرفية في الحداثة الغربية عبد الوهاب المسيري، - )1( 387 ، صنفس المرجع - )2(، www.chihab.net/article/html، موقع الشهاب لإلعالم ، "النماذج المعرفية من فيبر إلى المسيري" عبد اهللا إدالكوس، - )3(

17:45 على الساعة 21/01/2007:تم تصفحه بتاريخ

عندما يتجه اإلنسان إلى ظاهرة ما مستهدفا تفسيرها، فانه يقوم بعدة خطوات حتى يصل إلى هذا التفسير، وحينما يرى اإلنسان ظاهرة ما، فعليه التعامل مع عدد كبير من العالقات والتفاصيل والحقائق والوقائع، وعندئذ يقوم العقل

ويستبقي البعض " من وجهة نظره"ضها ألنه يعتقد أنها ال داللة لها باستبعاد بعوتأتي بعد ذلك خطوة الربط بين العالقات والوقائع " وهذا هو التجريد"اآلخر

والحقائق التي أبقاها فينسقها تنسيقا خاصا بحيث تصبح حسب تصوره مماثلة عن الواقع، للواقع، أي أن تكون قادرة على تقديم صورة معبرة بشكل صحيح

وما ينتج عن عملية التجريد وتصور العالقات بين عناصر الظاهرة يسمى فهو بناء يماثل الواقع لكنه افتراضي، أي متخيل ومع هذا تشبه " النموذج"

)3(.العالقات الموجودة بين عناصر الواقع العالقات بين عناصره

عبد تي يعتبرها األستاذ ومن ضمن العمليات الذهنية ال .بأفضل آلية بحثية وهي صياغة النموذج وعملية : (...يفسرها األستاذ بقوله ) عملية اإلدراك ( مساعدة في بناء النموذج الوهاب المسيري

مهما كانت بساطتها ال تتم من خالل التقط صورة فوتوغرافية للواقع و إنما من خـالل كاإلدراذي يبقي ويستبعد ويهمـش ال) المرشح( خريطة إدراكية أي نموذج إدراكي يكون بمثابة الفلتر

.)1()ويركز

اإلدراكـى " المجـال " أو " اإلطار " يكون بمثابة " النموذج"وبهذا المعنى نجد أن مفهوم والمعرفي الذي يدرك اإلنسان من خالله الواقع المحيط به، والذي وفقا له يحكم أيضا على هذا

)2(.تحدد اتجاه السلوكالواقع بالقبول أو الرفض، أي أنها الرؤية المسبقة التي

:يقول األستاذ انه) التفسيري(وفي وصفه لهذا النموذج

مجرد ومتبلور وفضاؤه متحرر إلى حد ما من الزمان والمكان، ولهذا فهو يتسم بقـدر ( ). من الثبات والتجريد

:و يضيف إليه ميزة أخرى تعطيه أحقية التعاطي به في الدراسات العلمية بقوله

)3().لباحث قراءة الواقع المتغير المتنوع وإدراك الوحدة الكامنة وراء التنوعانه يمنح ا (

:هذا من جانب الماهية أو األصل، أما من ناحية الصياغة فإنها تنقسم إلى نقطتين

.ما الدافع إلى االعتماد على النموذج في الدراسات.1

. وكيف يمكن لنا أن نصوغ نموذجا ما.2

أمر ( إلى أهمية استخدام النماذج األستاذ عبد الوهاب المسيري يذهب ففي النقطة األولى : هذه الـجملة نتوقف عندها لـمالحظة أمرين )4()حتمي لإلدراك اإلنساني وإلجراء أي بحث

.أي ال إدراك من غير نموذج)) الحتمي (( انه جعل استخدام النماذج باألمر . 1

387، المرجع السابق الذكر ، صدراسات معرفية في الحداثة الغربية عبد الوهاب المسيري، - )1( مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة دراسة في الخريطة اإلدراكية ،: ماهر عبد المحسن، النماذج واآلفاق - )2(

7،ص2007، القاهرة، فبراير للمعرفة 389، المرجع السابق الذكر ، ص ات معرفية في الحداثة الغربيةدراس عبد الوهاب المسيري، - )3( 9ص ، المرجع السابق الذكر ،"النموذج المعرفي النموذج المعرفي الغربي عند المسيري" أحمد مرزاق، - )4(

مه خارج إطار البحث و الباحثين ويتعـداه و في نفس الوقت يجعل حتمية استخدا . 2 .بالتالي إلى كل أفراد المجتمع

وفي هذا الباب شبه الدكتور المسيري استخدام النماذج بغيرها من العمليات أو القواعد :مثل قواعد النحو الصرف و الرياضيات بقوله

تحدث اإلنـسان شبه استخدام النماذج باستخدام قواعد النحو وقواعد الهندسة، فحينما ي ( فإنه يستخدم قواعد النحو والهندسة دون ) في المجتمعات التقليدية خاصة( لغته، وحينما يبني بيتا

.)1()معرفة سابقـة أو واعية بهما

بنية العقل وطبيعة الواقع، : أما في اصل الحتمية لهذه النماذج فيورد األستاذ نقطتين هما و يبسط ). العقل اإلنساني تسيطر عليه هذه النماذج المعرفيةاعتقد أن : (فعن األولى يقول األستاذ

:ذلك مجددا بقوله

نرى أنه ال يمكن ألي دارس أن يحـيط بأبعـاد ظـاهرة ... وبسبب تركيبية اإلنسان ( إال بالغوص في أكثر مستويات التحليل عمقا، أي النمـاذج المعرفيـة أو اإلدراكيـة ... إنسانية )2().الكامنة

الواقع فيرى فيه األستاذ انه ليس بالواقع البسيط و المتبسط وانـه ملـيء أما عن طبيعة .بالثغرات و التنبؤات وال ترتبط معطياته برباط السببية الصارمة

أما حول النقطة الثانية والتي تبين كيفية صياغة النموذج فإن األستاذ أعطانـا مراحـل )2ع الترسيمة رقم راج: (و تجمع في ثالثة مراحل هي) تجريدية، عقلية(

الذي تنشأ فيه الحركات واألفعال و الحوادث و المواقف، وهنا تكون : فبداية الواقع .1 عملية اإلدراك هي الحاضرة لملمة المشهد

العقل أو العملية التجريدية التي يقوم بها اإلنسان حين تدخله لمالحظة وإدراك هذا . 2 .نازلال/ الواقع، وهو المشار له بالسهم الصاعد

30، المرجع السابق الذكر، صأهمية الدرس المعرفي عبد الوهاب المسيري، - )1( 16-15الذكر ، ص ،المرجع السابق"معرفي النموذج المعرفي الغربي عند المسيريالنموذج ال" أحمد مرزاق، - )2(

أو النتيجة كما هو مشار في الرسم، والذي تكون أساسا من الجزئيـات : النموذج .3والممثل بالسهم الـصاعد مـن أرض . التي وجدت في الواقع ، كما ذكرنا ذلك سابقا

.الواقع إلى حالة الصياغة الذهية

الجانب بعد هذا التفصيل حول مفهوم أو مصطلح النموذج ننتقل إلى القسم الثاني وهو .المعرفي في النموذج

:البعد الـمعرفـي. ب

ويعد من الالزم التطرق لهذا المفهوم، ليس لكونه جاء ضمن التقسيم بل ألن اغلب الدراسات التي تطرق فيها األستاذ على إشكالية الحيز إال وربط خلفياته بمفهوم النموذج المعرفي، ويمزج

عديدة من دراساته، في تعريفه للنموذج يضيف أو والمعرفي في مواقعج بين النموذذاألستا،كما نجد انه يضع المعرفي )1)(ولكن لكل نموذج بعده المعرفي االبستمولوجي( يستدرك بقوله

ونحن نضع التحليل : (حيث جاء في إحدى المواضع له...في مقابل مع السياسي واالقتصادي العناصر السياسية واالقتصادية في السياسي واالقتصادي، ذلك التحليل الذي يكتفي برصد

).2)(الوجود اإلنساني ويهمش العناصر األخرى، مقابل التحليل المعرفي

ولكن ال يجب أن يفهم من هذا أن النموذج السياسي واالقتصادي خالين من البعد العرفي بل ص فكل قول وكل ن:(األستاذ يوضح االرتباط بين المعرفي وأي خطاب تحليلي آخر ، بقوله

). 3)(إما ظاهر أو كامن. يحتوي على نموذج معرفي

خلـف كـل : (فحضور البعد المعرفي خلف النماذج عند المسيري يبرهن عليـه قولـه معاييره الداخلية التي تتكون من معتقدات وفروض ومسلمات وإجابات عن أسئلة كلية ...نموذج

)4()عـده الغائـيونهائية تشكل جذوره الكامنة وأساسه العميق، وتـزوده بب

:هذا التعريف يؤكد على نقطتين هما

ارتباط النموذج بالبعد المعرفي، كما ذكر ذلك سابقا .1

17،الجزء األول، المرجع السابق الذكر، صإشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1( 446 ، ص2002القاهرة ، دار الشروق ،. 1، الجزء الثاني، طالعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة عبد الوهاب المسيري،- )2( 447، صنفس المرجع - )3( 17، الجزء األول، المرجع السابق الذكر، صإشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )4(

:و التي بدورها تتكون بحسبه من)) معايير((تحديده للمعرفي في مفردة .2

)1 .(إجابات كلية ونهائية+ مسلمات+ فروض+ معتقدات

نموذج المعرفي، يأتي بنا الدور إلى مرحلـة بعد هذا التحليل الموسع والتفكيك لمفهوم ال علما بأن اإلطار المعرفي في الدراسات الغربيـة هـي .التركيب، والبحث في المفهوم األساسي

دراسات تفكيكية وليست تركيبية شاملة لإلنسان و الكون والغيب، عكـس اإلطـار المنهجـي .المعرفي اإلسالمي

النموذج المـعرفـي.ج

أن ) Thomas Kuhanتوماس كوهن ( اعترف ) ثورات العلميةبنية ال( في كتابه هو مفهوم غامض، وانه استخدمه بمعاني PARADIGM THEمفهوم النموذج المعرفي أو

: شتى، إال انه يطرح تعريفا يراه مناسبا ومالئما له في توضيح المفهوم أكثر، وتعريفه كالتالي والنظريات والقوانين و األدوات و التكنيكات مجموعة متآلفة منسـجمة من المعتـقدات و القيم(

والتطبيقات، يشـترك فيها أعضاء مجتمع علمي معين، وتمثل تقليدا بحثيا كبيرا، أو طريقة في )2().التفكير و الممارسة، ومرشدا أو دليال يقود البـاحثين في حقل معرفي ما

عة إلزامية على الباحث في و المستنتج من هذا التعريف أن النموذج المعرفي هو ذو طبيكل العلوم الطبيعية واالجتماعية معا، فهو ذو أهمية بالغة مثله مثل المالحظة أو التجربة، كما انه ال يوجد نموذج معرفي مطلق يمكنه أن يفسر كل الحقائق و الوقائع والظواهر، وذلك يعود

ية وافتراضاته األساسية، مما إلى تنوع المعارف اإلنسانية بداية أن لكل علم معتقداته األول . يستلزم الطبيعة النسبية لي نموذج معرفي

هذا Thomas Kuhan توماس كوهن وبتوصيف آخر للنموذج المعرفي ، يضيف )Disciplinary Matrix(أو ) المصفوفة المعرفية(األخير ضمن ما سماه

19الذكر ، ص ، المرجع السابق"النموذج المعرفي النموذج المعرفي الغربي عند المسيري" أحمد مرزاق، - )1(

(2-)Thomas Kuhn, THE STRUCTRE OF SCIENTIFIC REVOLUTION ,Second

Editionmm.Chicqgo: Enlqrged,1970, p174-210

روح (أو ) ر المهنةس(جزءا منه، و أعطى له وصف أو النموج المعرفي Paradigmواعتبر وغيره من نفس المدرسة أن هذا Thomas Kuhan توماس كوهن ، ويرى )1()الصنعة

المفهوم ليس إضافة كمية على المعرفة الموجودة، وإنما هو تغيير ثوري في القواعد األساسية فهو ثورة عن كل الرؤى والنظريات . وهو ثورة علمية حقيقة كما جاء في عنوان كتابه

م من جانب آليات الوصول لها، أي أن الثورة ركزت على اآلليات التي تسهم في والمفاهي .صياغة النظريات الجدية أي ثورة في الوسائل العلمية

نجده يعرف النموذج المعرفي ولكن الدكتور عبد الوهاب المسيريوبعودة إلى األستاذ في عنه تقاطعه كما ذكرنا بصورة أشمل للمجال العلمي، وإن كان تركيزه على المعرفي ال تن

المعرفي هو صورة عقلية للعالم تشكل ما يمكن النموذج : ( سابقا مع النماذج السابقة فيقول )2().، ينظر اإلنسان من خاللها للواقع"خريطة معرفية"تسميته

:وحتى نوجد اختالفا بين التعريفين أو تكامال بينهما لدى المفكرين، قارنت بينهما فوجدت

انتشار عرف للنموذج المعرفيThomas Kuhan مفهوم توماس كوهن أن :أوال الذي يحدد رؤية اإلطار المرجعيأن اصبح هذا المفهوم هو ذلك ونتج عناوشيوع يساعد على تطور العلوم عبر اآليو متحوالا،نموذج متغيرو اصبح هذا ال ،الباحثين

.ثورات متتالية وليس من خالل تراكمات

حث فيما يطلق عليه النموذج المعرفي يب فإننا نجده لنسبة ألفكار األستاذ المسيري با:ثانيا ، قد تكون هنا نقطة الكامن الذي يحدد المالمح والمحددات العامة لنسق معرفي معين

)3(.التقاطع وليس االفتراق أو التنافي

همية بناء لكل نموذج معرفي إطاره المرجعي الحضاري البيئي، ومن هنا تبرز أ: ثالثا .النماذج المعرفية المتباينة في الماهية والصياغة كما سبق

125، ص1986دار الحداثة،:بيروت.1، ط)علي نعمة:ترجمة( ،بنية الثورات العلمية توماس كوهن، - )1(-http://www.islamonline.net/iol: ، موقع إسالم أون الين ، التحيز والنماذج المعرفية عبد الوهاب المسيري- )2(

arabic/dowalia/fan-50/alqawel.asp2، ص17:55: الساعة ، على2007.01.21:، تم تصفحه يوم ، موقع مجلة البالغ،مفهوم النظام المعرفي اإلسالمي نصر محمد عارف، - )3(

http://www.balagh.com/islam/151evygl.htm 3، ص10:25: على الساعة 2007.01.22: تم تصفحه بتاريخ

:بنية النموذج المـعرفـي. د

الطرح الذي عرضناه لألستاذ المسيري آنفا، عدد مجموعة من المكونات التي تدخل في بناء النموذج عموما والمعرفي بصورة خاصة، و نجد أن كوهن كذلك تعرض لهذه النقطة بنوع من اإلسهاب، وعليه نطرح البنى التي يؤسس عليها النموذج المعرفي بصورة عامة وهي خمسة

:عناصر كاآلتي

وهو منظومة المفاهيم التي تستخدم في :Conceptual elemen العنصر المفاهيمي .1 .صياغة الفروض النظرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والتي تحدد بؤرة البحث

و المقصود بها في هذا السياق مجموعة : Theoretical Element ي العنصر النظر.2الفروض المترابطة في بناء منطقي يعطي كل مفردة فيه وضعها ، سواء كانت حقيقة بديهية او

)1 .(حقيقة نظرية

وهي التي تحدد ما هي العبارات الموجودة في : Rules Interpretationقواعد التفسير.3 )2 .( تصف الظاهرة التي تتم مالحظتهااللغة والتي يمكن أن

يشكل القاعدة التي يقوم عليها أعضاء : Puzzling Elementتعنصر تحديد اإلشكاليا. 4 .المجتمع العلمي بتحديد المشاكل البحثية التي تستحق الدراسة

ويقصد به ذلك المكون من عناصر :Ontologic – Predictiveعنصر التحكم التكويني.5أي عنصر ضبط .عرفي الذي يستطيع القيام بتحديد ماهية وشكل العناصر األخرىالنموذج الم

. )3(النموذج المعرفي

وتبعا لما سبق يثير األستاذ المسيري فكرة مسترسلة مع أهمية النموذج المعرفي التي جاء بهـا د بعد لقد أصبحت الخرائط االدراكية أي النماذج المعرفية موضع اهتمام متصاع : ( كوهن بقوله

ويضيف في موقع آخـر حـول ذات ) تجاهل نظرية المعرفة ... أن حاولت المدارس الوضعية والنماذج أو الخرائط اإلدراكية والمعرفية تولد إدراكا مختلفا من شخص آلخر ومن :(الموضوع

، 2002دار مجد، : بيروت.1، طالنموذج المعرفي، النظرية، المنهج:، ابستمولوجيا العلوم السياسيةمحمد نصر عارف - )1(

64ص 65ص، عنفس المرج - )2(، تم http://www.qudwa.com/?page=articles/19/19-091 ، موقع القدوة،"مفهوم النموذج المعرفي"علي جمعة، - )3(

4، ص10:45:، على الساعة2007.01.22:تصفحه بتاريخ

، مع رؤيتنا لوجود مـشترك عقلـي إنـساني وإال تـشظت ...حضارة ألخرى لنفس الظاهرة )1(.)اإلنسانية

بعد هذا التوضيح لمفهوم النموذج المعرفي، تمر بنا الدراسة للربط بين هذا مفهوم ، خصوصا وانه كثيرة االستعمال لدى أصحاب هذه المدرسة )الغربي( النموذج المعرفي ومفردة

، و باعتبار أن التحيز الذي تعنى به الدراسة هو التحيز لهذا )مدرسة فقه التحيز(الفكرية .ى تأثيره على اإلنسانية ككلالنموذج ، ومد

:النمـوذج المعرفـي الغربـي.هـ

كان التعمد في تناول مفهوم النموذج المعرفي بصورة تجريدية ومن دون أن يلحق بأي جهة أو ينسب لها، و ال إلى دولة وال إلى حضارة وال إلى مدرسة فكرية معينة، وذلك بغية

لغربية النموذج المعرفي السائد غير أن التطرق .يديةالتوضيح وفتح المناقشة المنهجية التجرومدى ترابطه بفقه التحيز يعد من ركائز البحث ، وال يوجد من يعبر عن هذا االختيار،أي

–بمفهوم النموذج المعرفي، وتوضيح تأثيراته، أكثر من صاحب النظرية ) غربي(إلحاق لفظة :2 بقوله- المسيريذاألستا

ه المقولة نجد أن األسباب التي أدت النتشار هذا النموذج دون غيره وبتفحص عبارات هذ :من النماذج تتحدد في

.االستعمار وما ألحقه بالعالم من تبعية •

سياسة القمع واإلغراء أو اإلغواء التي حوت العديـد • .من المجتمعات في عالمنا الحديث والمعاصر

، موقـع عبـد الوهـاب الرؤية والمـنهج :الحضارات و المسارات المتنوعة للمعرفة مؤتمر حوار عبد الوهاب المسيري، -)1(

ــسيري ــصفحه http://www.elmessiri.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=44 :الم ــم ت ، ت 5، ص14:25 على الساعة 25.02.2007:بتاريخ

34،الجزء األول، المرجع السابق الذكر، ص إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2(

ر النماذج المعرفية هو أكث]النموذج المعرفي الغربي[وهذا النموذج المعرفي شيوعا وسطوة، ألن االستعمار الغربي قام بهزيمة العالم واقتسامه، وبتدويل نموذجه الحضاري وفرضه على الكثير من المجتمعات، إما من خالل القمع أو اإلغواء، أو حتى أحيانا من خالل خاصية اإلنتشار، حتى أصبح الكثيرون

)2(.يظنون ان هذا النموذج عالمي

جعل الغرب نقطـة ( يريالدكتور عبد الوهاب المس وكما عبر عنها األستاذ • .)1()مرجعية نهائية ومطلقة

وبتفصيل أكثر في مصطلح الغربي، يتوضح لنا أن التركيز ال يكون علـى الـزمن الحالي وال على الرقعة الجغرافية التي تمثل بالنسبة لنا غرب الكرة األرضية هي الغرب كلـه،

بنيات وتكوينات هذا الغرب في حد بل عن البحث يدعو كما يقول األستاذ المسيري يعود ضمن النموذج المسيحي، ... نماذج كثيرة ( ذاته، فهو غرب غير متجانس و ليس كتلة واحدة إنما هو

النموذج (ولكن ما ساد تاريخيا وفي عصرنا فهو ) الخ... النموذج اإلنساني، النموذج اإلحتجاجي يفوتنا أن نذكر أن النموذج المعرفي وال. الذي ارتبط بالغرب بصورة متماهية ) المعرفي المادي

الغربي هو عماد دراستنا في الفصل الثاني وسنسهب في توضيحه بصورة أوسع، غيـر أننـا سنعطي بعض النقاط التي تسهم في توضيح أسباب دراسة هذا النموذج بصورة اشمل من خالل

:ما يلي

يخيـة إنـسانية، لهـا التعامل مع النموذج المعرفي الغربي من باب أنه تجربة تار . 1 .ظروفها وسياقها الخاص، وليس تجربة مطلقة ونهائية

إدراك أن الحضارة الغربية الحديثة هي نتاج شروط معينة، وعلى هـذا األسـاس . 2ينبغي التعامل معها ودراستها وإدراك مواطن تميزها وقوتها و إدراك مـواطن الخلـل

.فيها

ربية هو ما سيـساعد علـى إدراك الـشروط إبراز البعد المعرفي في الحضارة الغ . 3السابقة الذكر وجب معرفتها، فاالنطالقة في التعامل مع الغرب تكون عـن طريـق

2.المعرفة

التأمل وإعادة التفكير في األسس المعرفية التي قامت عليها منظومة القيم األساسـية . 4 .لحضارة الغرب

تمثلها بحيث يصبح دمجها في منظومـة استيعاب القيم اإليجابية وإعادة صياغتها و . 5 .أمرا طبيعيا ال مقحما...قيمنا

37،المرجع السابق، ص إشكالية التحيزعبد الوهاب المسيري، ) 1 60-59، المرجع السابق، ص "النموذج المعرفي النموذج المعرفي الغربي عند المسيري"أحمد مرزاق، ) 2

التحول الذي ينبع من معرفة بفكر الغرب و أسسه، ينزع عن صاحبه أو يحـرره . 6 )1(.من حالة االنبهار األولى التي قد تصاحبه في أي دراسة يقوم بها

: النموذج المعرفي في علم السياسة .و

ستي ال تعطي أهمية مباشرة لهذا العنصر، أي ضمن الدراسات على الرغم من أن درا التأصليلة التجديدية، وذلك لكونها تقتصر على جانب فقط وهو المصطلح السياسي، إال أن البحث في وجود نموذج معرفي في علم السياسة من عدمه، حالة بحثية عرفت منذ أن اكتـشف هـذا

بروز النموذج المعرفي دراسات تثبت وجوده في علـم المفهوم، فقد راجت في المراحل األولى ل .السياسية وأخرى تنتفي وجوده

حول هذا المفهوم انصبت في بداياته Thomas Kuhanتوماس كوهن فعلى ما قدمه على العلوم الطبيعية، إال أن هناك ما يشبه اإلجماع على أهمية استخدامه كمدخل لدراسة العلوم

لعديد من المحاوالت لتطبيق هذا النموذج المعرفي على علم السياسة االجتماعية، وقد أجريت ا هـل يوجـد : ومن مجمل األسئلة التي طرحت آنذاك في معالجة هذه المـسألة . بصفة خاصة

نموذج معرفي في علم السياسة؟وان لم يكن موجودا، فهل هناك نموذج في سبيله للوجـود؟ وإن في المستقبل؟ هذه األسئلة وغيرها دفعت مجموعة مـن كانت اإلجابة ال ؟ فهل يمكن أن يتحقق

) 2(الباحثين إلى ذلك منهم ترومان ديفيد وجبرائيل ألموند

يرى انه في منتصف القرن العشرين وجد في علـم :David Trumanديفيد ترومـان السياسة ما يشبه النموذج المعرفي ، ولكن لم يتفق عليه من قبل علماء السياسة، وذلـك بـسبب

:يوعة من الخصائص المضطربة التي ميزت لم السياسة آنذاك، وتتلخص فمجم

.عدم التركيز على النظام السياسي كنظام يمثل وحدة تتفاعل مكوناتها.1

الغموض المفاهيمي وعدم التحديد حتى في المفاهيم األساسية التي تم تناولها بصورة .2 .واسعة، مثل التغيير السياسي و التنمية السياسية

.التجاهل شبه التام للنظريات، مهما كان معناها و شكلها.3

، مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعـة للمعرفـة ،"النقد المعرفي في طريق االستقالل الحضاري " فؤاد السعيد ، -)1(

3-2،ص2007القاهرة، فبراير 66، المرجع السابق الذكر، ص ابستمولوجيا السياسة المقارنة نصر محمد عارف، - )2(

)1 .(أخيرا االقتصار على الوصف الدقيق دون التحليل.4

هذه النقاط عملت على تأخر أو استحالة إنتاج نموذج معرفي سياسي في تلك الفترة التي .عرفت اهتماما بالدراسات المقارنة

قد عالج قضية النمـوذج فـي الـسياسة ف Gibraille Allmonde جبرائيل ألموندأمابصورة غامضة حالت دون فهمه فما بالك بتوصيله واألخـذ بـه، وإن كـان ذكـر أن فـي الخمسينيات من القرن الماضي وجد نموذج معرفي عبر عن نفسه بصورة متسارعة ، محـوره

:ويشتمل على ثالثة عناصر هي)) النظام السياسي((مفهوم

لسياسية في العالم، حيث لم يعد يتم التركيز على القوى العظمى اقتراب إحصائي للنظم ا.1فحسب، بل تم أخذ عينات من كل دول العالم و يرتكز أساسا على المقارنـة باسـتخدام

.المنهج المقارن

التمايز بين المتغيرات و االفتراضات، وتحديد العالقات، في سبيل تأسـيس مكونـات .2 .للنظم السياسية و المقارنة

فهوم النظام السياسي كإطار تحليلي يقبل التصنيف على مختلف المستويات، ويمكـن م.3 )2 .(تحديد قدراته التكييفية و بيئته

فال يمكـن اعتبـاره ت حول نموذج الخمسينيا Allmondeالموندوبالنظر لما طرحه التـي ، ألنه ال يستجيب ألي من الخصائص األستاذ الدكتور نصر عارف نموذجا معرفيا بحسب

، فباستحضار مكونات )3( للنموذج المعرفي، وال يحقق أهدافه بهذا العرض kuhanكوهنحددها :النموذج يمكن أن نفهم لماذا ال يعتبر نموذجا وذلك من خالل النقاط التالية

.لم يتحقق وجود مفاهيم واضحة بل هناك غموض اكبر .1

.لم يتحقق صياغة قانون وال نظرية .2

. تساعد على تفسير وإظهار الحقائقغياب األدوات التي .3

5، ص الذكر، المرجع السابق"رفيمفهوم النموذج المع"علي جمعة، - )1( 7-6 ، ص نفس المرجع - )2( 68، ص الذكر المرجع السابق السياسة المقارنة،اابستومولوجي محمد نصرعارف، - )3(

.غياب القواعد المساعدة في تكشف طبيعة األشياء والتنبؤ والقياس .4

وبعيدا عن قواعد كوهن، يرى األستاذ نصر عارف أن النظام السياسي يتميز .5 .)∗(بالغموض بسبب اختالف وجهات النظر حول ماهيته

نموذج معرفي لعلم الـسياسة، من خالل كل هذه التحاليل وهذه الشروحات حول وجود نجد أن حقل العلوم السياسية ككل ال يزال في حالة تكوين بل بصورة تفاؤلية هـي فـي حالـة

كما يصفها توماس كوهن، تطرح وجهات نظر بـدأت )) حالة التشتت ((وللخروج من . تنافسيةقائلة كما ذكـر تتعالى في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي، تخرج عن قاعدة كوهن ال

، و تبنى وجهة النظـر )2(سابقا أن العلم ال بد أن يسوده نموذج معرفي واحد في كل فترة زمنية .هذه على أن علم السياسة تحكمه حالة من الصراع بين القيم والمصالح

بالتالي فإن تفسير الظواهر سيقود إلى التعدد وبالتالي ال يمكن أن يوجد نموذج معرفي السياسة وبالتالي فال مناص من تعدد النماذج المعرفية إللمام بتحليل الظواهر السياسية واحد لعلم

وهو ما يطرح مسألة التنوع والمجاوزة للنموذج المعرفي الغربـي . )3(المتحركة وغير المستقرة الوسيلة المثلى إليجاد النموذج المعرفي السياسي المالئم لتفسير الظواهر والمواقـف والـرؤى،

. عطي الوسائل المساعدة واألدوات المالئمة للتحليل السياسي الصحيحوي

. تحليل شخصي لغياب النقاط الالزمة للنموذج المعرفي اإلسالمي-)∗( 6 ، ص كر الذ المرجع السابق،"مفهوم النموذج المعرفي" علي جمعة ،- ) 2( 9، ص نفس المرجع - ) 3(

i�jOا��i�jOل: : ا���Jال و ا��Jا� K�7� U�ل�Jال و ا��Jا� K�7� U�::

يأتـي سبب إدراج هذا العنصر في الدراسة توضيحا للبس يقع فيه الباحثين وهو عـدم فـي طياتهـا التفريق بين المصطلح والمفهوم أوال، وثانيا أن صناعة المصطلح أصبحت تحمل

حروبا حضارية ال تقل أهمية عن حروب الميدان العسكري، وهنا تكون إلزاميـة إدراك أبعـاد .المصطلح وما هي الدوافع التي جعلت منه ميدانيا للصراع عبر طول الزمن

: تعريف المصطلح وعلمه.أ

كـل ، وإنما هي قائمة فـي فحسب تحديد المصطلح ال تقتصر على لغتنا وأدبنا إشكالية لزمـان با - المصطلح–وذلك الرتباطه ، ما دامت طبيعتها تتطور، ودالالتها تتغير، ات العالم لغ

إن معظم الخالفـات " ): Lebnitesليبتنز (يقول الفيلسوف، وفي هذه النقطة لموقفاوالمكان وتواصلة العلمية ترجع إلى خالف على معنى األلفاظ ودالالتها ،ذلك ألننا ال نلجأ إلى المعاني الم

)1(" وكلما كان المصطلح أدق وأحكم كان أقرب إلى التداول عند العلماء.بين المرسل والمستقبل

هذا يفرض على كل باحث و دارس أن يدرك أن أهمية بحثه ودراسته تنطلق من طبيعة المصطلح الذي تتضمنه، ولهذا نقف عند كلمة المصطلح بالتشريح والتوضيح وإبراز

. ن ناحية لغـوية و إبراز خالفه عن غيره من الكلمات المرادفة لهاألهـمية م

و يطلق على المصطلح في اللغات األجنبية المختلفة كلمات تكاد متفقة من حيث الكتابة في اإلنجليزية و الهولندية والسويدية، أما فـي اللغـة الفرنـسية فهـي Term:والنطق وهي

Termeا، وفي الروسية والرومانية نجدهTrmin وقد رأى علماء اللغات واللـسانيات لهـذه ، وهي تعبر في مجملها علي .مثال طيب على توحد لغوي أوروبي بصورة أكبر الدول على أنها

)2(.أي تركيب أو كلمة تعبر عن مفهوم أو عن فكرة

، موقع المنظمة العربية إشكالية المصطلح،فاروق مواسي - )1(

تم http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=109&forum=50للمترجمين، 13:35 على الساعة 2007.05.09:تصفحه يوم

185، ص2002درا البيان، : السعودية .1 ، طدراسة داللية مقارنة:المصطلحات السياسية أحمد محمود السيد،- )2(

أما عن تعريف المصطلح في لغتنا العربية، فيورد األستاذ المسيري في موسـوعته مـا اصـطلح «، أو قـولهم »اصطلح«، من الفعل »مفتعل«على زنة ، وهي»مصطلح«لمة ك: يلي

» تعارفوا عليـه واتفقـوا «أي » اصطلحوا على األمر«و» من خالف زال ما بينهم«أي » القوم )1(.اصطلحوا ىبمعن» تصالحوا«و

حاسم منقول من مصدر الفعل اصـطل » االصطالح«و. »االصطالح«هو » مصطلح«و ))علـم التواطـؤ (( ، ولذا سمي علم االصطالح اتفاق طائفة ما على شيء مخصوص ومعناه

. الخاصة به والتي تدل على حقوله وتدل على تراكيبه ومعادالته وقضاياهولكل علم اصطالحاته

يصطلح جماعة من الناس تجمعهـم حرفـة أو ( وهو أيضا يعد بمثابة االسم، وهو ما فظ إزاء معنى أو ذات، ال ينازعون فيما اصطلحوا عليه، حيث مصلحة أو سواها على إطالق ل

)2()ال مشاحة في المصطلح

مجال واحد على في العلم هو اتفاق جماعة من الناس المتخصصين في» االصطالح« ومعرفـي وحـضاري مدلول كلمة أو رقم أو إشارة أو مفهوم، وذلك يتم عـادة نتيجـة تـراكم

وتحديـد المفـاهيم .لزمن، ويتبع ذلك محـاولة تقنين هذه المعرفة وممارسـات فكرية لمدة من ا تـأطير ممارسـات الفكـر و والمصطلحات مسألة ضرورية لضبط وتنظيم العملية الفكريـة

أجـل صـياغة منطـق االجتماعي في سياق منهجي بعيدا عن الفوضى والشتات الذهني، من )3(مشترك بين تفاعالت األفراد

، مـن مـادة )اصـطلح (مصدر ميمي للفعل ) المصطلح(قة أن و تضيف الدراسة الساب ، وحددت المعاجم العربية هذه المادة بأنها ضد الفساد، ودل التعامل على أن هذه المـادة )صلح(

) 4(.تعني االتفاق، ونجد هنا تقاربا دالليا بين المعنيين ، فإصالح الفساد ال يتم إال باتفاقهم

بالمصطلح وتدقيقه و تصويبه نجـد أن -كتاب وسنة -أما عن اعتناء مصادر تشريعنا ـ ( في أحاديث نبوية هي ) اصطلح(السنة النبوية الشريفة تضمنت كلمة ) البحيـرة لاصطلح أه

، )ويصطلح الناس على رجـل (، )اصطلحنا نحن وأهل مكة ( ،)اصطلحوا على وضع الحرب (

22، ص 1999دارالشروق،: القاهرة . 1، طموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية عبد الوهاب المسيري، - )1(المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، :فرجينيا.1، طدراسة معرفية ونماذج تطبيقية:بناء المفاهيم على جمعة محمد، وآخرون، - )2(

7، ص1998دار لشروق، : القاهرة. 1، طيةـة تطبيقـة نظريـدراس:طلح الصهيونيـفي الخطاب و المص عبد الوهاب المسيري، - )3(

23، ص2003 159، المرجع السابق الذكر، ص المصطلحات السياسية السيد، أحمد محمود- )4(

اصـطالح ( قرآن الكريم فلم يرد ال أما في ال .وكلها جاءت بداللة الفعل بأنه مرادف للفعل اتفق .)1()وال مصطلح

أما عن علم المصطلح فيعد من احدث فروع علم اللغة التطبيقي، و هو العلم الذي يبحث عن العالقة بين اللفظ وداللته، أم بين اللغة والمفهـوم، فالمفـاهيم تحتـاج إلـى ألفـاظ دالـة

، )2( من المصطلحات الدالة على مفاهيمه ، وكلما تقدم الفكر البشري تطلع إلى مزيد )المصطلح( :وينقسم هذا العلم إلى قسمين

التعريـف والـشرح ، ومكونـات المـصطلح، :و الذي يدرس : علم المصطلح العام •وعالقاتها الممكنة فيما بينها و اختصارات المصطلحات ، والعالمات والرموز، وأنماط

ولية وغيرها من العمليات التي الكلمات وتوحيد المصطلحات، مفاتيح المصطلحات الد .تتبع صناعة المصطلح

فهو يتضمن تلك القواعد الخاصة بالمصطلحات في لغة واحدة : علم المصطلح الخاص •مثل اللغة العربية أو اإلنجليزية ، أي يقتصر على لغة دون سواها من لغـات العـالم

.)3(األخرى

:الفرق بين المصطلح والمفهوم.ب

ن في خلط كبير بين المفهوم والمصطلح، بحيث يـتم تناولهمـا فـي يقع أغلب الباحثي على انهما مترادفان و ال يمايزون بينهمـا – ونقصد األكاديمية –الدراسات الفكرية و العلمية

والحقيقة هي غير ذلك، و بالبحث في نقاط التالقي بينهما نجد أن كل مفهوم هو مصطلح وليس : بارات منهاكل مصطلح هو مفهوم، وهذا العت

يعرفه األستاذ طـه جـابر فالمفهوم ففي تعريف كل منهما نجد آثار االختالف بارزة، هو خالصة األفكار و النظريات و الفلسفات المعرفية وأحيانـا نتـائج : ( على انه )∗(العلواني

) خبرات وتجارب العمل فيه، في النسق المعرفي الذي يعود إليه وينتمي إلى بنائه الفكري

162، المرجع السابق الذكر، ص المصطلحات السياسية أحمد محمود السيد، - )1(مطبعـة : الربـاط . 2001، السنة18، العددمجلة األكاديمية، " أهمية المصطلح في العلوم اإلسالمية " محمد فاروق النبهان، -)2(

50، ص2001،المعارف الجديدة 158، ص نفس المرجع -)3(

بل هي مستودعات كبرى للمعاني و الدالالت كثيرا مـا تتجـاوز البنـاء : ((ويضيف اللفظي وتتخطى الجذر اللغوي لتعكس كـوامن فلـسفة األمـة،و دفـائن تراكمـات فكرهـا

)1(...))ومعرفتها

:2و تعرفه الموسوعة السياسية

هو (: منهما، والقائل ونجد تعريفا آخر يجمع بين الكلمتين المدروستين ويحدد طبيعة كل الفكرة أو المعنى الذي يحمل في الذهن بواسطة مصطلح معين، أو هو مجمـوع الخـصائص

فحقوق اإلنسان مصطلح يثير مفاهيم عدة كحرية الرأي، الجـنس ، ... الموضوعة لمعنى كلي )3()ويشكل المفهوم لدى حامله معيارا للقياس...االختيار

برز لنا الفارق بينهما كون األول هو حامل للثـاني، وان وباسترجاع تعريف المصطلح ي من كلمة تصطف حروفها وتتداول، بـل هـو حامـل لمكـامن أعمقالثاني يعبر على ما هو

حضارية لألمة صانعة المصطلح و التي تستوعب المفهوم أكثر من غيرها من األمم، و يعـود :المنهجيهذا الفرق إلى النقاط التالية المجملة لهذا اإلشكال

المفهوم هو تصور ذهني و إنتاج حضاري لألمة، أما المصطلح فهو صياغة لغوية .1 .قد ال نختلف حولها كثيرا بعكس المفهوم

، رئيس المعهد العالمي للفكر اإلسالمي في فرجينيا بالواليات المتحدة األمريكية، له مؤلفات ألستاذ الدكتور طه جابر العلوانيا -)∗(

عديدة في المجال الحضاري و الفكري والديني وغيره 7، ص الذكر، المرجع السابقإعادة بناء المفاهيم على جمعة محمد، وآخرون، - )1( ، الذكرالمرجع السابق،ل، الجزء األوموسوعة العلوم السياسية محمد محمود ربيع ، اسماعيل صبري مقلد ، وآخرون، - )2(

45- 44ص 35، ص 2003المطبعة العربية،:غرداية.1، طنحو عالمية تعددية وعولمة إنسانية: العالمية و العولمة، قاسم حجاج- )3(

لمفهوم أو التصور هو تجريد للداللة على شـيء أو ظـاهرة أو إحـدى ا"المركـز االجتمـاعي ، القـوة ، (خصائص الشيء أو الظاهرة مثال ذلـك

، وتؤدي المفاهيم عدة وظائف على جانب كبير مـن )السلطة، البيروقراطية أساس االتصال في أهل العلم والبحـث .1:األهمية في البحث العلمي فهي

تـستخدم .3.تستخدم كوسيلة للتصنيف و التوبيب .2. معرفي معين في مجال ولكي تقوم المفاهيم بمثـل هـذه الوظـائف، .في بناء النظريات وفي التنبؤ

)2(."وتتسم بالوضوح يجب أن تكون لها تعريفات واضحة

عدم االعتماد على مرجعية معرفية واحدة في كل االستعماالت و التداوالت العلمية .2هوم أي غياب لضوابط توضح الفرق بين المف.والمعرفية والثقافية والسياسية

.والمصطلح في التعامل األكاديمي أو المعرفي

المصطلح ينتظم في معاجم وفهارس ولكن المفهوم يبقى صناعة معنوية فكريـة ال .3 .تخضع لنظم المعاجم

وما قد يجمعهما هو أن كالهما يولد ويموت بحسب المرحلة التاريخية والتحوالت .4 ومفاهيم مرحلة عهد الخلفاء الفكرية التي يعيشها البشر و الفكر أيضا، فمصطلحات

)1(.الراشدين مثال تختلف اليوم عنها في مرحلة العصر الحديث وهكذا

:أهـمية المصـطلح. ج

الحاجة إلى المصطلح ال تنتهي، ودائرته ال تغلق، ومجاله ال يحـد، نستنتج مما سبق أن تساع دائرتها ونطاقها، فكلما فهو علم دائم التجدد والتطور ألنه مرتبط بنمو المعرفة اإلنسانية وا

جد جديد في حياة اإلنسان اصطلح على اسم له، فعملية االصطالح ال تنتهـي عنـد حـد، ألن : ونجمع أهم نقاط أهميته في ما يلي.المعرفة اإلنسانية ال تتوقف

فالمصطلح يضبط التصور الذهني للمفهوم من خالل عبارة أو عبارات، :تحديد المفاهيم .1تداولها فيما بعد بصورة دائمة، ولكل موضوع علمي مفاهيمه المتنوعة و المتميـزة ويتم

والخاصة بعملية البحث أو االتصال، و بالتالي فصك المصطلح يراعي هذا الجانب الفني .ليكون نقله للجمهور أو لمستعمله مراعيا لكل مكونات المفهوم

يوضح قيمة المفهوم مـن خـالل حيث يعد التعريف الطريق الذي : توصيف التعاريف .2مصطلحات تمثله، وتحمل التعريف بكل صدق، وهنا من يرى أن نقل المصطلح للتعاريف يكون من خالل التعريف الفاهيمي الذي يعرف مفهوما بآخر أو بتعريف إجرائـي الـذي

)2 (.يعرف المفهوم بمصطلحات لها القدرة على تقليص الفجوة بين الذهني والتجريبي

موقع الوحدة قراءة لمفهوم الحوار في ضوء سنتي التنوع و التدافع،: زوهير بن احمنه عبد السالم، آلية الحوار) 1

19:10 على الساعة 2007.03.21: ، تم تصفحه يوم www.alwihda.com:االسالمية 160، المرجع السابق الذكر، ص الصطلحات السياسية أحمد محمود السيد، - )2(

مـن دعـائم حالكثير يعتبرون أن المصطل : النظريات العلمية الخاصة بكل علم صياغة .3المناهج العلمية المتعمدة من قبل الباحثين في كل الميادين العلميـة، ذلـك أن الـصيغة الصحيحة للنظرية بمصطلحات تساعد على تأطير متكامل للنظرية يعطيها قوة أكبر، بل

المصطلحات المستخدمة في النظرية تجعل من هناك من ذهب أبعد بوصف المصطلح أو . تابعة لألولى من باب أن األصل يعود للمصطلحةالثاني

:قواعد صياغة المصطلح.د

كلة ـ أن مـش يريـ الوهـاب المـس ور عبـد تالدكتاذ ـال يذكر األس ـوفي هذا المج :المصطلح لها شقان

الظواهر األساسية نتيجة تعريف المفاهيم ووصف :محاولة توليد مصطلحات جديدة.1 .ثم تسميتها

فالترجمة شكل من أشكال التفسير، ومتـرجم المـصطلح يجـد :ترجمة المصطلح .2 )1(.متوجها للقضايا الفلسفية و المعرفي الكامنة وراء المصطلح... نفسه

فعملية صياغة المصطلح وبنائه كما يرى األستاذ عبد الوهاب المسيري ليـست بـاألمر بل تتطلب قواعد لغوية وتصورات مضبوطة حول المفاهيم، لتكون الصيغة السهل وال الصعب،

أما عن الترجمـة فـستكون فـي -ذات صلة وتعبر بصورة صادقة عن المفهوم أو النظرية، : وهذه القواعد هي-موضع آخر من البحث

ويقصد به الكلمة االصطالحية أو العبارة االصـطالحية التـي : تعبير خاص ضيق الداللة . 1تكون عبارة مفردة أو مركبة استقر معناها، أي انه تعبير ضيق الداللة وواضح إلـى أقـصى

.درجة ممكنة أي يجمل الوجهين معا

فبالنسبة للقـرآن . وهذا ما نعتقد أن اآلية القرآنية الكريمة و الحديث النبوي الشريف يوضحانه )) ولكن قولوا أسلمنا وملا يدخل اإلمين يف قلوبكم قالت األعراب ءامنا قل مل تؤمنوا :((الكريم يقول اهللا تعالي

، جاء على )ءامنا(بدل ) أسلمنا (، فتحديد القرآن الكريم لمصطلح ) سورة الحجرات 14اآلية (أنهم أمنـوا أول مـا ) صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم ( ما قالته أعراب بني أسد ، للنبي الكريم

23، الجزء األول، المرجع السابق الذكر ، ص موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينةب المسيري، عبد الوها- )1(

العرب، فأراد اهللا أن يبن أن ما هو قائم في نفوسـهم هـو دخلوا اإلسالم ولم يقاتلوه كما قاتلته وفي هذا دليل على قمة التوضيح . )1(اإلسالم الذي دخلوه استسالما ولم يصلوا بعد مرتبة اإليمان

. والضبط للمصطلح من جهة أنه ضيق الداللة وواضح إلى أقصى درجة

وتوجيهه نحو األصلح ما جاء في وفي سياق استثمار المصطلح:أما في الحديث النبوي الشريفأتـدرون (( : قال ) صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم (الحديث المشهور عن أبى هريرة أن الرسول

إن املفلس من أميت من يأيت يوم القيامـة بـصالة : فقال.من املفلس ؟ قالوا املفلس فينا من ال درهم له وال متاع ، وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا مـن وصيام وزكاة، ويأيت قد شتم هذا، وقذف هذا

حسناته و هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه مث طرح يف )2(رواه سلم)) النار

)المفلـس ( مـصطلح ) صلى اهللا عليـه وسـلم (ففي هذا الحديث استخدم النبي الكريم محمد رن بين الناس بعالم المال والمتاع، أعطاه مفهوما أخر غير المفهوم المادي بـل ضـمنه والمقت

مفهوما معنويا أخالقيا تربويا، وجاء لخلق التوازن بين داللته الحسية والمعنوية كما ورد فـي ).ضيق الداللة( وهو ما يدخل ضمن تعبير . 3الحديث

التي وردت في هذه النقطة أن المصطلح تؤكد التعريفات : يكون منظم في نسق متكامل . 2) يقصد بها مفهوم محدد ( اسم قابل للتعريف في نظام متجانس أي يكون تسمية حصرية

)4 .(ويطابق دون غموض الفكرة أو المفهوم

وهذا ما أشرنا له في أهمية المصطلح، أي يرتبط وضوح المـصطلح : وضوح المفهوم .3ير من الصعوبات تواجه صانع المصطلح فـي في المقام األول بوضوح المفهوم، فكث

وضع مصطلح حاسم ودقيق وواضح وشارح لكل األبعاد إذا كان المفهـوم غامـضا، فجانب الغموض والخالف سيؤثر على الصياغة كما يؤثر على المفهوم وتختلط بـذلك

.هذه األخيرة وتصبح بال تحديد

الواحد تتحدد داللته بين مصطلحات إن المصطلح :تحديد الداللة في إطار نظرية متكاملة .4التخصص الدقيق، أي مكانه بين المصطلحات األخرى،أي أن يكون المصطلح معبـرا

40، ص2000وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، : الدوحة . 1، طالمصطلح اختيار لغوي وسمة حضارية سعيد شبار، - )1( 40 ، ص نفس المرجع -)2( 44 ، صنفس المرجع - )3( 161، المرجع السابق الذكر ، ص المصطلحات السياسية محمود السيد، أحمد- )4(

عن نفسه ضمن سياق النظرية المتكاملة، فالمصطلحات العلمية مثال تتحدد داللتها ضمن .سياقها العلمي أي أهميتها تكون أقوى ضمن سياق النظرية العليمة

إن استخدام مصطلح تراثي لمصطلح :ام المصطلح التراثي لمفهوم جديد ال يجوز استخد .5جديد مختلف عن مفهومه في التراث يحدث غموضا ولبسا، ويجعل الباحث أو الدارس

.يتردد في فهم المصطلح وحتى األخذ به

يعد هذا األمر من األخطـاء الواجـب : ال يجوز استخدام كلمتين أو اكثر لمفهوم واحد .6، فتعدد المصطلحات لنفس المفهوم يوهم الباحث أن هذا دليـل علـى تعـدد تجاوزها

المفاهيم في حين أنه واحد، فليس من المستحسن أن يكـون لكـل باحـث أو جماعـة . مصطلحات متعددة ولمفهوم علمي واحد

فيقلل من درجة الوضوح، ويؤدي : ال يجوز استخدام الكلمة الواحدة لمفهومين مختلفين .7وهناك أمثلة عديدة مثل المقاومة واإلرهـاب أو . كثيرة إلى اللبس والغموض في حاالت

الخ...الشرعية والمشروعية

ال يجوز نقل المصطلح ذو خلفية ثقافية معينة إلى واقع ثقافي معين مغاير.8

)1(.ال يجوز اتساع داللة المصطلح و تجاوز الخصوصية. 9

في هذه الدراسـة، مـن خـالل التأكيـد أن والنقطتين األخيرتين تمثالن نقطة المركز المصطلح هو سمة حضارية تعكس روح حضارة كل أمة وتمثل خصوصياتها، وبالتالي فالنقـل األعمى للمصطلحات من دون إدراك ألبعادها الحضارية يعد خلال في المنظومة القيمـة لـدى

.الناقل

تحيزات المصطلح عامة والسياسي خاصة.هـ

هذه النقطة هي عماد البحث، و إن كان التطرق في الفصول القادمة كما ذكر سابقا فإن سيكون أكثر تفصيال لهذه النقطة، إال أن ذكر بعض الخلفيات التي تكون وراء المصطلح ومـا

2، المرجع السابق الذكر، ص "آلية الحوار"زوهير بن أحمنه عبد السالم، ) 1

يمثله حقيقة من ساحة صراع فكري تعرفه األمم وبخاصة في عالمنا الحديث والمعاصر منـه، ) 1(.أمر يقتضيه التمهيد المنهجي

يعبر األستاذ عبد الوهاب المسيري في عالقة المصطلح وربطه ببيئته بالقاعدة اللغويـة ، فالدال هو الكلمة المعبرة والمـدلول ]الدال ،المدلول ، التصور :بالقاعدة الثالثية [ التي تعرف

هو الشيء ذاته أما التصور فهي تلك الصورة الذهنية التي تأتى في ذهنك لحظة التلفظ بالـدال .تصور لطبيعة المدلول الذي يكون قد تم إدراكه ضمن نموذج معرفي محددو

الدال بطبيعة الحال ال يشير إلى مدلول خارجي وحسب، وإنما : ( ويعبر عن ذلك بقوله إن تحيز الـدال )... منظوره(يحتوي أيضا على وجهة نظر من صكه وزاوية رؤيته واجتهاداته

المفكـر اإلسـالمي األسـتاذ ، ويذكر كذلك )2(...)هتحيز سياقه وتحيز من صاغ : مزدوج... من خالل إعطاء المصطلح ) ال مشاحة في المصطلح ( ما هو منافي لمقولة الدكتور محمد عمارة

إذا نحـن نظرنـا إلـى األلفـاظ : ( ...صفة الوعاء أو األداة الحاملة لمضمون المفهوم بقوله التي )) الفكريةالرسائل ((تها، من حيث والمصطلحات من زاوية المضامين التي توضع في أوعي

إلى ضبط معنى هذه - وحاجة ماسة وشديدة –فسنكون بحاجة )) المصطلحات/األدوات((حملتها )3()العبارة

أن ضبط االصطالح كان المرحلة األولى التي تمر بها الدكتور محمد عمارة ويضيف المصطلحات قبل طرق الموضوعات، وهـذا كل مؤلفات السابقين، فيتم تحديد المفاهيم ومعالجة

عميق عند القدماء من علماء المسلمين، وذلـك حرصـا وتفاديـا )) وعي منهجي ((تعبير عن )4(.الختالط المفاهيم والمصطلحات بل والتحيز و االنتقاء في حصر المدلوالت التي تحملها

ي تقديمه لكتـاب وفي نفس السياق عن تحيز المصطلح يذكر األستاذ عمر عبيد حسنه ف وعولمـة المـصطلحات اليـوم، والـضخ : ( بقوله)) المصطلح خيار لغوي وسمة حضارية ((

حول تشكيلها وتحديد مدلوالتها وطرق اسـتخدامها، تعتبـر ) األقوى( اإلعالمي المستمر من )5(.)محاولة لجعل األمم جميعا محل رجع صدى ونسخة متكررة ممثلة إلرادة األقوى

162 المرجع السابق الذكر ، ص المصطلحات السياسية، أحمد محمود السيد، - )1( 168الذكر، ص ل، المرجع السابق،الجزء األوإشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2( 162، صنفس المرجع - )3(

مـؤتمر حـوار ، "من أجل بديل اجتهادي تطبيقي عبد الـرحمن طـه أنموذجـا : تحيز المفاهيم و المصطلحات"محمد همام، ) 4 1،ص2007، القاهرة، فبراير الحضارات و المسارات المتنوعة للمعرفة

31، المرجع السابق ، ص ي وسمة حضاريةالمصطلح اختيار لغوسعيد شبار ، ) 5

أشار إلى هذه النقطـة فـي ) هـ1394-1326/م1973-1905 (مالك بن نبي ذ واألستالقد غرس الستعمار من بين كثير مـن الظـواهر التـي تعلقـت : ( بقوله مشكلة األفكار كتابه

بالتركيب االقتصادي واالجتماعي و االداري في البالد المستعمرة، ظاهرة خاصة فـي ازدواج ولقد كانت هذه اآثار بارزة حتى في ... و العقلي أي باألفكار اللغة التي ترتبط بالتركيب الثقافي

. )1()مجال ازدواح اللغة وإن كانت بدرجات متفاونة وبطرق تحتلف من بلد إلى آخر

وبقراءة لكالم األستاذ مالك بن نبي يستخلص منه تركيزه على دور االستعمار في وجود ركيب الثقافي، أي أنه لم يشر مباشرة إلى التحيـز هذه اللغة المزدوجة وما لها من تأثير على الت

في المصطلح إال انه أكد على تبعية اللغة وازدواجيتها في المجتمعات المستعمرة واعتبر األمـر ليضيف في .من قبيل التبعية الظاهرة و التحيز البارز في قضية اللغة الصانعة للمصطلح عموما

باإلضافة إلى جانبه اللغوي و البالغي قدرا مـن ويحمل كل مصطلح : ( ... ناحية أخرى قوله )2(.)العاطفة و األخالق توضع فيه عبر تاريخ الثقافة

/ م1977-1944 (علـي شـريعتي وغير بعيد عن هذا يورد المفكر اإليراني المرحوم ، مصطلح يعبر بصدق عن أن المصطلح يخضع لحضارته وبيئته وان النقل )هـ1365-1398

و الترجمة من بعد

))جغرافية الكلمة((ذلك سبب هذا التمكن لمصطلحات بعيدة عن قيمنا وذلك بتعبير ويقول فـي 3

الموضع موضحا خطورة المصطلح كسالح حضاري بدا يأخذ حيزه فيما فرض على امتنـا هذا : افية وفكرية خطيرة، حيث يذكرقمن صراعات ث

101، ص ANEP ،2005منشورات: الجزائر. 1، طمشكلة األفكار مالك بن نبي، ) 1 106ص ، نفس المرجع) 2 361-360، ص 2006دار األمير ،:بيروت.1، ط)ترجمة إبراهيم دسوقي شتا(العودة إلى الذات على شريعتي ، - )3(

وأقصد بالكلمة المعنى االصطالحي لها في لغة الحديث أي الفكرة أو النظر "ففي ميدان الفلسفة والعلم ، تطرح حقيقة كلمة ما ...روحةأو الرأي أو األط

لكن في السياسة ... فيتلقفونها بعينها ويزنونها ويطلقون الحكم بشأنهاوالمجتمع، ينبغي أن تتدخل جغرافيتها أيضا في البحث و الحكم تدخال

)1("مباشرا، وإغفال هذا األمر يؤدي إلى عواقب وخيمة ال تعالج

: ل ذات الموضـوع بقولـه حـو األستاذ المرحوم أحمد صدقي الـدجاني كما يضيف و ...وقضية المصطلحات تبرز في كل صراع، وتحتل أهمية خاصة في اإلعالم المتصل به (...

الصراع هنا يكون حضاريا عند االحتكاك بين حضارتين وقد يكون سياسيا، وواضح أن الطرف )1()اآلخر في كل هذه الصراعات يحاول أن يفرض مصطلحاته ليلون الحقائق على طريقته

هذه نخبة من األفكار التي عبرت عن فكرة تحيز المصطلح لحضارته، ومن األسئلة التي الدكتور عبد الوهاب المسيري إحدى مؤلفاتـه ذيمكن أن تضاف لهذا الطرح ما افتتح به األستا

ولكن إذا كان المصطلح أو االصطالح تصالحا، فما العمل إن كان من يصك المصطلح :( بقولهمعنا؟ أو كان يصك المصطلح لتغييبنا نتيجة لخصومته معنـا وألن وجودنـا يعنـي لم يتصالح

غيابه؟ أو يصك مصطلحا تكمن وراءه مفاهيم وقيم تتنافى مع مفاهيمنا و قيمنا و يتبنى نموذجا )2()تحليليا معرفيا متحيزا ضدنا؟

ـ ي دراسـتنا، من هنا نفتح بابا للمرور للمصطلح السياسي الذي يعد المتغير الرئيسي ففالمصطلح السياسي أداة من األدوات المهمة التي يرتكز عليها علم السياسة في تفسير الظـاهرة تفسيرا علميا، ووضع القوانين العامة التي تمكن من تحليل الظواهر، فالمصطلح السياسي يمثل

)3(.عنصرا أساسيا مكمال للنظرية السياسية

articla/html، موقع إسالم أو الين" حرب المصطلحات ضد العرب و المسلمينخفايا" ليلي بيومي، - )1(www.islamonline.net/arabic/ 18:30، على الساعة 2007.01.23: ، تم تصفحه بتاريخ

23، المرجع السابق الذكر، ص ة نظرية و تطبيقيةدراس:في الخطاب و المصطلح الصهيوني عبد الوهاب المسيري، - )2( 163، المرجع السابق الذكر ، ص المصطلحات السياسية أحمد محمود السيد، - )3(

::ا�Kl7m واE���M""تا�Kl7m واE���M""ت

:و في نهاية الفصل األول نصل إلى مجموعة من االستنتاجات العلميةالمتمثلة فيما يلي

التحيز هو ظاهرة إنسانية ال تعني في اصلها إلغاء اآلخر وال تعني أساسا عـدم تقبـل التنوع الفكري و الثقافي الذي هو سمة إنسانية أبدية، وأن التحيز الذي تـضمنته الورقـة هـو

الذي يفترض أن يخلق نموذجا معينا بحسب الجانب المعرفـي المقـصود ) ضالتحيز المرفو (فينمذج عليه كل اإلنسانية، ويصبح هو النموذج األوحـد ...) سياسي، اقتصادي، فكري، فني (

.كما هو مروج له في أطروحات العولمة بدال من العالمية.السائد

أعمالناو إنتاجنا الفكري العلمي أو التحيز باعتباره سمة إنسانية ال يمكننا أن ندعي خلو حتى المعاشي منه، بل يمكن أن يكون التحيز في أصله دافعا على البحث عن التنـوع، وعـن

.إثبات الذات والعودة إليها وإبراز لقدرات وطاقات اآلخر أي كان

أما النموذج المعرفي فهو آلية فكرية ومدلوالت نظرية تساعد فـي تفكيـك وتركيـب إلنسانية، حتى انه يعد لدى قطاع واسع من المفكرين من جملة المراحـل أو حتـى الظواهر ا

اآلليات التي يعتمدها العقل في إصدار األحكام وتحليل الظواهر وإثبات الوقائع المعرفية، وأنـه لما تحويه من عمليات ذهنية تـساعد فـي ) سر المهنة (الوسيلة التي أصبحت تعرف بمصطلح

. اقع واألقرب للصحةإصدار األقرب للو

أما عن النموذج المعرفي الغربي، فهو خلفية نظرية فكرية، تساعد كل دارس للحالـة اإلنسانية وما تعنيه من استبداد نموذج واحد في عصرنا، فهو مفتاح علمي يشرح اآلليات التـي

لـك، وصلت إليها نتائج عديدة فرضت على كل المجتمعات والثقافات من دون خيرة لها فـي ذ وتبرز هذه اآللية في تفسير الطرق التي استوعب بها النموذج الغربي غيره من النماذج المختلفة

.في عالمنا المتنوع المتعدد

أما المصطلح فبقدر ما يمثله من حسن صناعة لفظية لدى مجتمعات معينة، وتسعى إلى هادية من غير فـرض ضبط مصطلحات مختلفة بغية إيصال المفاهيم التي تحويها، بصورة اجت

وال إلزام، وإما بسيطرة وتغليب للمصطلح الذي يفرضه النمـوذج الغالـب، وهكـذا انقـسمت ومـساهم متـسلط ) المـستقل الجديـد ( الصناعة االصطالحية بين مساهم ممانع وهو النموذج

).النموذج المرفوض(

ي بـين والمصطلح اليوم كما رأينا اصبح ساحة أخرى من ساحات الصراع الحـضار الغالب الوقتي وبين المجتمعات المستعمرة، فكل يسعى إلى فرض ما هو متوافق مع حـضارته، فإما ان تكون الصناعة اإلصطالحية معبرة عن ثقافة مجتمعها أو أن تأخذ بحالة التقبـل غيـر الممانع لهذه الهجمة االصطالحية، من قبل النموذج الغربي الذي ينقل المصطلح بتنوع مجاالته

إلى عالمنا من دون أن نراعي فيه نحن قيمنا وبيئتنا، و مـن ...) سياسي، اقتصادي، ( العلمية .دون أن يأخذ هذا النموذج الغالب بالتنوع بدل السيطرة

:الفـــصل الثاني

i�jOا�� U� U#�+ذج ا��U تG�Dات ا��� Kری"HD"د ا��ا?# i�jOا�� U� U#�+ذج ا��U تG�Dات ا��� Kری"HD"د ا��ا?# nیJDا� U"ا��� nیJDا� U"ا���

في هذا الفصل أناقش التحيز في النموذج المعرفي الغربي وآثاره فـي المـصطلحات، ودراسة التحيز في هذا الباب تأخذ جوانب متعددة منها اللغوية الصرفة و منها الفكرية ومنها التاريخية الموغلة في البحث عن أصل المصطلح السياسي وتطوراته وأثر الحضارة الغربية

سأفرد في دراستي جانبا واحدا هو الجانب النظري أو الفكري وآخـذا لـبعض فيه، إال أنني األمثلة التي تسهم في توضيح مالمح التحيز وأثرها على النظرية السياسية والتحليل السياسي و الدراسات السياسية عموما، وإظهار أهمية المصطلح النابع على المصطلح التابع، محافظا

.لوصل بالفصل األخيرفي نفس الوقت على خيط ا

:وسأتناول ذلك من خالل المحاور اآلتية

المرتكزات الفكرية الغربية للتحيز في المصطلح السياسي الحديث −

نمـاذج للتـحـيز الغـربي في المصـطلح السـياسي الحـديث −

ةآثار تحيز النموذج الغربي في النظريات واالصطالحات السياسي −

الخالصة و االستنتاجات −

�U تJDیJ ا��i�jO ا���"U اا G�D��� K�#�+ا� Kات ا���8یGت���� U"ا��� i�jOا�� JیJDت U� G�D��� K�#�+ا� Kات ا���8یGت����nیJDا�nیJDا�

تعد مناقشة الخلفية الفكرية ألي موضوع أو أي ظاهرة بمثابة المدخل الذي يضع الباحث أمام مناقشات متعددة المشارب ومختلفة الرؤى والتوجهات، وذلك باعتبار أن الخلفية

رضية ثابتة أو مدى هشاشة تركيبه وضعف قاعدته، تبرز مدى صالبة الموضوع وقيامه على أمن هنا كانت مناقشة الخلفية المدخل األساس في معالجة تحيزات النموذج المعرفي الغربي

.وأثره في المصطلح عموما والسياسي خصوصا

الدكتور عبد الوهاب وقبل التطرق للخلفية النظرية نعيد التذكير بالدافع الذي جعل لى هيمنة النموذج المعرفي الغربي على غيره من النماذج األخرى، ويبرز يركز عالمسيري

النموذج الحضاري أن في القرن العشرين اإلنسانمن الحقائق األساسية التي تجابه : (ذلك بقوله الغربي أصبح يشغل مكانا مركزيا في وجدان معظم المفكرين والشعوب ، وليس من المستغرب

انتصارات باهرات على ... مقدرات تعبوية وتنظيمية مرتفعةأن يحقق نموذج حضاري لهإلى ... وقد ترجمت انتصارات المشروع الحضاري الغربي ... المستويين المادي و المعنوي،

.)1()اإلنسانليه رؤيته للعالم هي أرقى ما توصل إ بأن إيمانه

ل الهيمنة تكون الغالب، هو ما جعالنموذج التمركز حول أنوبتحليل لهذا القول نجد العالمة عبد الغربي، على غيره من النماذج األخرى، أي نعود إلى مقولة للنموذجبصورة تامة

. أن المغلوب مولع بتقليد الغالب) هـ808-732/م1406 -1332(الرحمن ابن خلدون في كم من موضع أن الغرب أصبح لدى الباحثين العرب يريالدكتور المسوهو ما ذكره

يحكمها ثابت مركزي هو ) نقطة مرجعية نهائية مطلقة( والمسلمين ولدى كل فئاتنا المجتمعية السياسية هي عالمية هاالعتقاد التام بعالمية الغرب فكل مذاهبه األدبية هي عالمية وكل أطروحات

ية و أن تراثه هو تراث إنساني مشترك وأما منهاجه وكل نظرياته االجتماعية هي عالمعرب (التعليمية والعلمية فصارت كونية عابرة للقارات و أصبح ما سوى العالم الغربي

34، ص الذكرمرجع سابقال الجزء األول،،إشكالية التحيز، عبد الوهاب المسيري- )1(

يرون األشياء كما يراها ويقومون الظواهر كما يقومها ويحكمون كما يحكم على ) ومسلمين .)1(المواقف واآلراء

حث في الخلفية الفكرية لهذا النموذج وطبيعة تكوينه من خالل هذا المدخل نتابع البمرتكزات عقيدته العلمية والمعرفية، وهو ما سيوضح أكثر أسباب بناء نظرية التحيز و دراستها

.وخصوصا في المصطلح السياسي موضوع الدراسة

ة عن الخلفية التي يسنتد إليها هذا النموذج المعرفي بعبارة وجيزاألستاذ المسيرييعبر النموذج المعرفي الغربي الحديث هو نموذج عقالني نفعي : (جدا يحلل في نقاط عديدة، فيقول

من هذه العبارة الوجيزة غي ألفاظها الواسعة في أفكارها يطرح النموذج الغربي نفسه )2()ماديللتحليل بصورة أوسع و من خالل النقاط التالية والتي تقسم إلى مرتكزات صلبة، ومرتكزات

:قل صالبةأ

: الغربي المرتكزات الفكرية الصلبة في الفكر /أ

مركز الكون كامن فيه ليس متجاوزا تبدأ المنظومة المعرفية الغربية بإعالن أن .1،وهذا يعني إما أن اإلله غير موجود أساسا أو أنه موجود و ال عالقة له بالمنظومات له

، أي )3(م يوجد بداخله ما يكفي لتفسيرهالمعرفية واألخالقية والداللية والجمالية، فالعالوهذا ما يعبر عن فساد عقدي . أنها منظومة تصفي ثنائية الخالق والمخلوق تماما

.ينسحب حتما على كل مناحي التفكير والتصور

وهو ... سيد الكون الذي ال منازع له(نتج عن المبدأ السابق أن اإلنسان صار بذلك .2 ما يعد حركة واضحة بغية االستعاضة عن اهللا وهو)4()مرجعية الكون النهائية

باإلنسان، وهو ما مثل نقطة مرجعية أخرى في الفكر الغربي ذات أهمية كبيرة في تسلسل هذه األفكار أي أن العقل صار بوسعه أن يصل إلى تفسير كلي وشامل لهذا

، )5(ليسير حياتهالعالم، وان يولد المنظومات المعرفية األخالقية والجمالية الالزمة له

24-23 الذكر،ص سابقال ، المرجع"يريالنموذج المعرفي النموذج المعرفي الغربي عند المس" مرزاق، أحمد-)1( 47، ص الذكرسابقالمرجع ال الجزء األول،،إشكالية التحيزعبد الوهاب المسيري، - )2( 48 ص،نفس المرجع - )3( 223 ، ص الذكرسابقالمرجع ال ،1 ، جالعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملةعبد الوهاب المسيري، - )4( 266، ص نفس المرجع - )5(

وفي هذا رفض لكل ما هو غيبي خارج عن حدود الزمان والمكان الذي نسكنه ونعيش .فيه

بعد هذين المرتكزين يأتي المرتكز النتيجة وهو الرؤية المتمكزة حول الموضوع .3المادي، فبعد صراعات فكرية غربية داخلية بين أن اإلنسان مركز الكون وبين اآلخر

المادة، / ون مرتكز حول المادة واعتبار اإلنسان جزء من هذه الطبيعة الذي يؤمن الكفقد أسفر هذا الصراع إلى سحب الكون إلى المركز المادي الذي أعلن بحسبهم موت اإلله ومن ثم موت اإلنسان، وانتهت بإعالن المادة حجر الزاوية في المشروع المعرفي

)1(.الغربي

: البةالمرتكزات الفكرية األقل ص /ب

و هي المرتكزات التي تعبر عنها أغلب الكتابات الفكرية التي توغل في النمودج بل تعدتها إلى مجاالت - مثل ما سبق–المعرفي الغربي، ولم تقتصر على النظرة الفلسفية

أخرى سياسية اجتماعية واقتصادية وحتى فنية، إال ان هذه المرتكزات ال تخرج عن روح فكرة : ارة الغرية او مادية النموذج المعرفي الغربي، والتي تطرح كالتاليمادية الحض

العالمية المركزية .1

ما المقصود بأن الحضارة الغربية حضارة : ما يطرح كتساؤالت حول هذا التمركز هوعالمية؟،و كيف تكون عالمية مركزية؟، وما صلة هذا المرتكز بالتحيز؟ أو حتى االستعمار أو

النزعة المكزية العالمية األوروبية الغربية هي مصطلح يستخدم للتعبير عن العنصرية؟بدايةوما يتماشى . الفكري الذي يرى ان الغرب هم العقل واآلخرين هم الخرافة–الموقف النفسي

مع هذا الطرح نجده عند األستاذ مالك بن نبي لما اوضح أن عالمية الحضارة الغربية قد وحدت حققت العبقرية الغربية هذا التوحيد حين أوصلت مقدرة االنسان : ( قوله المشكلة اإلنسانية ب

32- 30سابق،ص المرجع ال، النموذج المعرفي والنموذج المعرفي الغربي عند المسيرياحمد عبد الرزاق، - )1(

إلى المستوى العالمي، وهو يتجلى في حياة كل شعب وفي تشكيالته السياسية، و في ألوان .)1()نشاطه العقلي و الفني واالجتماعي

اعت فهذه العبقرية المتمركزة أساسا في العامل التكنولوجي، الذي بواستطه استطالحضارة الغربية أن تنتشر في العالم وتنشر أفكارها ومواقفها، وطرق تفكيرها فأعطت الصبغة

أما على المستوى الفكري فالحضارة الغربية . )2(المشتركة للحضارة العالمية في هذا العصرفقد فرضت نفسها منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم على العلم ) النموذج المعرفي الغربي() نموذج أوروبا الكلي( وقد تبنت شعوب األرض مكرهة أو مختارة بتعديالت طفيفة .هكل

ونماذجه الجزئية كلها أو جلها، ولذلك سادت مفاهيمها ونظرياتها واصطالحاتها وهيمنت على سائر الرؤى األخرى وهمشتها أو أذابتها أو أخرجتها من حلبة المنافسة، فصار العلم ما يراه

)3(.ألوروبي علماذلك النموذج ا

إن الحضارة األوروبية كانت ولفترة طويلة تتصرف كما لو أنها الوحيدة التي تستحق و عاملت . الجديرين باالعتبار- من بين كل البشر–االهتمام، واعتبر الغرب أنفسهم وحدهم

يسي للجنس الحضارة الغربية أديان العالم مثال المعاملة نفسها، فكانت تنظر للتطور الديني الرئباعتبارها ) األديان(وفيما عادا ذلك كانوا ينظرون إليها ... البشري من خالل نظرتها للمسيحية

)4(.غير متطورة وبدائية

أخضعت العالم لسيطرتها ) المركزية الغربية( وما نصل إليه أن العالمية المركزية كنه إنكاره وهو أنها جعلتنا جميعا األخالقية والسياسية، أدخلت اإلنسانية في جانب مهم ال يم

الحضارة الغربية أو النموذج ( ندرك أن هذه العالمية أو المركزية محورها حول ذاتها فقط ، بحيث أصبحت تعامل مع العالم على أنه هامش أو أطراف وهي محور )المعرفي الغربي

علم االجتماع، الحركة والمركز في العالم، ولهذا يمكن أن نسميها عالمية من وجهة نظرومركزية من وجهة القيم واإلطار الحضاري القيمي الذي يحكمها، وهنا ندرك اإلجابات عن

بالعودة إلى ثنائية المركز األطراف ذات . األسئلة السابقة حول المقصود والتكون و الصلة

دار الفكر، :دمشق. 1، ط)ترجمة عبد الصبور شاهين( ، الفكرة اإلفريقية اآلسيوية من خالل مؤتمر باندونغمالك بن نبي، - )1( 259،ص 1981

وزارة األوقاف و الشؤون : الدوحة.1، طغربية في الوعي الحضاري أنموذج مالك بن نبيالظاهرة ال، بدران بن الحسن - )2( 110، ص 2000اإلسالمية ،

، الجزء األول، المرجع السابق إشكالية التحيز رؤية معرفية ودعوة لإلجتهاد: العلواني لكتابمن مقدمة األستاذ طه جابر - )3( ) المقدمة( الذكر، ص ن

، 2005دار الشروق، : القاهرة. 1، طبين افتراء الجاهلين وإنصاف العلماء: اإلسالم في عيون غربية محمد عمارة،- )4( 174ص

غافل عن المنزع االستعالئي يتحول العالم إلى موضوع تحت نافذة العق الغربي، الذي ما فتئ يتما يميز الثقافات و الشعوب األخرى من خصائص، و ال يرى غير ضرورة أن ينصاع

إلى رؤيته وأطروحاته على النحو الذي يفقد ذلك اآلخر شروط وجوده الحضاري، ) اآلخر( )1(.وهذا في حقيقته منزع يمثل جوهر التحيز حين تستبدل هوية بأخرى

وحدة العلوم .2

هل يمكن : ( ما عبر عنه الدكتور عبد الوهاب المسيري بقولهلمقصود بهذا المرتكزاتأسيس علوم إنسانية دون معرفة اإلنسان؟ هذت ما حدث بالفعل في العلوم اإلنسانية الغربية إذ اختفت اإلشارات إلى الطبيعة البشرية تماما فيها وال يمكن الحوار إال من خالل المؤشرات

، فوحدة العلوم يقصد بها أن النموذج الغربي استبعد كما )2()شرةالكمية و القرائن المادية المباالمادة، وأصبحت كل علومه ومواقفه /ذكرنا سابقا الطبيعة البشرية و حل محلها الطبيعة

وتصوراته مبنية على هذا األساس، فالعلوم أيضا أصبحت في نظره قائمة على أن اإلنسان عد وحسابات ثابتة و يخضع لإلدراك الحسي فقط، من كغيره من األشياء و الحيوان يخضع لقوا

.دون وجود بعد باطني وهذا يعبر عنه أصل العلوم واحد أو واحدية العلوم أو وحدة العلوم

الطبيعة، ساد عالم الكم واألرقام وأصبح من الممكن /أي أنه نتيجة إللغاء ثنائية اإلنسانالين ببشريته وأحاسيسه وكوامنه وبواطنه، أن يحلل ويفكك اإلنسان كغيره من األشياء غير مب

. بقوله انه تم طرد النفس من علم النفسعلي عزت بيجوفيتش.وهو ما عبر عنه د

عن هذه الوحدة في العلوم بأنها معاداة لإلنسان فهو يعطي األستاذ المسيريوكما يعبر وهذه افتراضات ال : (يذكرمثاال بالغا في التعبير يبين قصور هذه النظرة من الناحية الوجدانية ف

تتناقض فقط مع احترامنا ألنفسنا ككائنات حرة مسؤولة، وإنما تتنافى مع تجربتنا اإلنسانية المتعينة، إذ صعب علينا أن نصدق أنه ال يوجد فروق جوهرية بين اإلنسان و اليرقة وأنهما في

)3(.)شيء واحد... التحليل األخير

36، ص 2003وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، : الدوحة. 1، طالغرب ودراسة اآلخر إفريقيا أنموذجا، علي القريشي - )1( 66، ص 2002دار الفكر، :دمشق.1 طاالنسانالفلسفة المادية وتفكيك عبد الوهاب المسيري ، - )2( 89، ص الذكرسابقالمرجع ال، دراسات معرفية في الحداثة الغربيةعبد الوهاب المسيري، - )3(

العنصرية العـرقية .3

، والتي تعني أن النموذج )النزعة الفردية( عبد الوهاب المسيري الدكتورميها سيوحيث قسمت شعوب األرض إلى ": هم"و "نحن"المعرفي الغربي اختزل اإلنسانية في عرقين

أجناس راقية و أخرى متخلفة ، فأولى شعوب آرية والثانية شعوب سامية فالنظرة الغربية إلى غاية اليوم تقوم على تقسيم عرقي للبشرية يدمج كل ما للشعوب األخرى من منذ أرسطو

عادا األوربيين في صنف واحد مطلقا،حيث أطلق مفهوم التخلف على كل ماعدا أوروبا بما ) 1(.يكتسيه ذلك من تبسيط مبالغ فيه في النظر للشعوب األخرى

الغربية، حيث يمتد وبالتالي فتشكل النزعة العرقية المرتكز األكثر تأصال في الثقافة جذور هذه النزعة إلى الحضارات اليونانية والرومانية التي مايزت بين الشعوب ، وقسمتهم إلى إغريق وبرابرة وأحرار وعبيد، ثم واصلت عنصريتها لتقسمهم إلى بيض وسود، وصفر

الطبيعة ملونين، ولم تكتف في هذا التمييز عند المستوى العضوي واالجتماعي، بل أسقطته على ، وهو ما يمكن معاينته من صناعة اصطالحية )2(العقلية ومستويات التفكير والكفاءة الحضارية

برزت فيها النظرة االستعالئية للغرب على غيرها من األجناس أو الثقافات، فالمصطلح السياسي مثل سالحا وهو ما .مثال صار ال يعتد بها إال إن كان مصقوال منحوتا من قبل النموذج الغربي

البطل " الكوبوي" وأصبحت قيمة عالمية تجسدها صور متنوعة منها - النزعة العنصرية-فكريا – Selfالذي يستطيع هو فقط أن يفعل ما يريد وكيفما يريد ، وأن الشعور باألهمية الذاتية

Importanceوأن هو القادر فقط على تخطي العقبات وهو وحده مركز )3( والسلوك الحر ،هو الوحيد القادر على مواجهة الشر " الكوبوبي"الم والوجود وغيره هامش أو ال شيء وأن الع

والتغلب عليه، وهذا الشر مجسد في غيره من البشر، أي ما دونه فكله شر وهو الخير المطلق . فقط

وينتج عن مثل هذه النظرة العنصرية تبعات تجعل منها حالة مستمرة في الزمان :ر منهاوالمكان، نذك

41، ص الذكرسابقالمرجع ال، التنمية من منظور متجددنصر محمد عارف، - )1( 36، ص الذكرسابقالرجع الم، الغرب ودراسة اآلخر إفريقيا أنموذجاعلي القريشي، - )2(

ركز األهرام م:، القاهرة149العدد ،السياسة الدولية، مجلة "جوهرها ومالحمها و تأثيرها: الحضارة الغربية "جو ماجيه، - )3( 70-69، ص 2002، يوليو للدراسات اإلستراتيجية

ما مرت به أنو يبنى هذا االفتراض على : العالم غير األوروبيعنإسقاط الخبرة . أ البد أن تمر به المجتمعات غير الغربية ، ويعد هذا المنحى مكونا أساسيا في أوروبا

العلوم التي تدرس في العالم الغربي،أي أن الخبرة الغربية تمثل لهم النموذج البشري ) 1(. أن تتطلع إليه المجتمعات األخرىالوحيد الذي ال بد

فإسقاط مراحل التطور التاريخي :التطور التاريخي للغرب هو نفسه لكل المجتمعات . بالغربي على الحركة البشرية عامة برزت في عدة مجاالت علمية كعلم االجتماع

.)2(واحدية الخطية لنمو البشريواألنثربولوجيا وغيرها تؤكد جميعها على

ويعد من لزوميات التحيز أو التمركز حول الذات، وهي : اآلخر و إطالق الذاتنفي . تنزع شرعية الوجود عن اآلخر و السعي إلى نفيه خارج إطار العلم أو التاريخ، بل حتى

والمقصود بالذات واآلخر في هذا السياق أيضا العلم، المتحيز يسعى دائما . الوجود )3.(ه ومناهجهلتحقيق السيادة لمقوالته ومفاهيم

ورؤيته للنظرة العرقية التي تحكم النموذج األستاذ عبد الوهاب المسيريلى إوبالعودة ، فاآلخر )األنا باآلخر( ، فيبرز هذه الخلفية الفكرية من مقاربة أخرى يفسر فيها عالقة الغربي

وجب عليه ليس الخير المطلق وليس الشر المطلق، ولكن يرى أن الغربالدكتور المسيريعند أو التفاعل معه، وهذا من أجل خلق فضاء ) الجدل(أن يرى اآلخر من زاوية ما عبر عنها

) 4()اإلنسانية المشتركة(اسماه

المادية رؤية تصورية وعملية. 4

وهي المرتكزات التي لها الصلة الكبيرة بما سبق من المرتكزات الصلبة، وتعبر ادة لإلنسان وللكون عامة، فالنموذج المعرفي الغربي الم/بصورة واضحة عن رؤية الطبيعة

المادي على حساب اإلنساني، وهو تحيز ضد الطبيعة البشرية /أظهر تحيزا واضحا للطبيعيوكما يذكر الدكتور المسيري فهو نموذج يخضع االنسان . لصالح الطبيعة المادية وطبيعة األشياء

)5(.م التي تستخدم في دراسة الظواهر الطبيعيةبشكل مطلق لقوانين الضبط و القياس و التحك

42، ص الذكرسابقالمرجع ال، التنمية من منظور متجددمحمد نصر عارف، - )1( 100، ص الذكرسابقالمرجع ال، دراسات معرفية في الحداثة الغربية الوهاب المسيري، عبد - )2( 48، ص الذكرسابقالمرجع ال، التنمية من منظور متجددمحمد نصر عارف، - )3( 134، ص الذكرسابقالمرجع ال، 1ج، في عالم عبد الوهاب المسيريأحمد عبد العليم عطية و آخرون، - )4( 54، ص الذكرسابقالمرجع ال ،، الجزء األولإشكالية الحيزاب المسيري، عبد الوه - )5(

بتركيزه وتحيزه للمحسوس ) الحضارة الغربية(زيادة على ذلك فالنموذج الغربي والمحدود وما يقاس و الكمي على حساب غير المحسوس و الالمحدود و ما ال يقاس والكيفي،

دراسة الظواهر في العالم يكون قد أثبت هذه السطوة المادية لديه، فالعلم الغربي قد حصرالمحسوس فقط، ولذا تعرضت كل الظواهر غير المحدودة والكيفية إلى التجاهل، فما اليمكنه قياسه أو مالحظته خارجيا، فهو ليس موضوعا للدراسة العلمية، وكل ما ال يمكن قياسه وتفتيته

نيات، تعتبر أمورا ثانوية كميا باستخدام أدوات القياس الكمي المحايد مثل األخالق والوجدا )1(.يمكن استبعادها وإهمالها فهي ال يمكن أن تقاس بدقة أو حياد

وهذا انسحب على المصطلحات أيضا، فالمصطلح األمثل هو المصطلح العام الدقيق الوصفي الكمي الذي ينبذ المجاز و بالتالي تصبح كل العلوم تبحث عن اللغة الجبر التي تسهل

نموذجية في اصطالحاتها ترفض كل الثغرات التي قد تحصل بين الدال والمدلول لها إيجاد لغة والتي تكثر بحسب هذا النموذج في اللغة غير الدقيقة - كما عبرت عن ذلك في الفصل األول–

الحمالة ألوجه عدة ، وهو ما جعل كثيرا من العلوم االجتماعية تستعير مصطلحات جوهرها ) 2(.لوصف الظواهر اإلنسانيةصفات لألشياء الطبيعية

أن هذه الحضارة وضعت مالك بن نبيوفي وصف هذه المادية الغربية يقول األستاذ المادة من حيث المبدأ هي العلة األولى لذاتها، وهي أيضا نقطة البدء في ظواهر الطبيعة،

األستاذ ابن نبي فإن وبتتبعه لجذور الثقافة الغربية. )3(والخاصية الوحيدة للمادة في مبدأ األمر) العلمية(اعتبر أنها قد أدت إلى إتالف قداسة الوجود بسبب منشأ ثقافتها التي يطلق عليها اليوم

و التي أخضعت كل شيء وكل فكرة إلى مقياس الكم، ومع مرور الوقت ترك الغرب كل قداسة هوم التكريم فأفقدت األشياء، من ثم كل القيم المقدسة، ولم يبق في ذهن اإلنسان الغربي مف

الحضارة الغربية اإلنسان إنسانيته فأصبح إما وحشا مفترسا ينقض على ما ال يستطيع امتالكه، أو أصبح حيوانا تائها في المتاهات التي تفتح له باب الفساد و الشذوذ عن الفطرة وغيرها، وهذه

ر أن الفكر الغربي جنح مضيفا في موضع آخ. )4(هي األزمة التي تعاني منها اإلنسانية اليوم

55- 54، الجزء األول، المرجع السابق الذكر، ص إشكالية التحيزعبد الوهاب المسيري، - )1( 57 ، ص نفس المرجع - )2( 71،ص 1984دار الفكر،: دمشق.1، ط)ترجمة عبد الصبور شاهين(، الظاهرة القرآنيةمالك بن نبي، - )3( .47، ص 2002دار الفكر، : دمشق. 1، طدور المسلم ورسالته في الثلث األخير من القرن العشرينمالك بن نبي، - )4(

أساسا إلى الدوران حول مفهوم الوزن والكم، وهو بهذه المغاالة سيصل حتما إلى مادية )1(.استهالكية انتهائية من دون عاطفة ووجدان

:نهاية التاريخ. 5

قد يكون هذا المرتكز من أقل قواعد الخلفية الفكرية للنموذج المعرفي الغربي قوة، وذلك " نهاية التاريخ" من انتقادات فاضحة حتى من داخل النموذج ذاته، فهذه اإلشكالية لما تعرض له

تعني أن التاريخ بكل ما يحتويه من تركيب وبساطة وصيرورة وثبات، وشوق وإحباط، ونبل وخساسة، سيصل إلى نهايته في لحظة ما، فيصبح سكونيا تماما، خاليا من التدافع و الصراعات

صوصيات، إذ أن كل شيء سيرد إلى مبدأ واحد طبيعي مادي، يفسر كل شيء و الثنائيات و الخوسيسطر اإلنسان سيطرة كاملة على بيئته و على نفسه، . وال فرق فيه بين الطبيعي واإلنساني

)2(.وسيجد حلوال علمية نهائية حاسمة لكل مشاكله وآالمه

م سيؤدي إلى معرفة شاملة وتنطلق رؤية أصحاب هذا المرتكز الفكر على أساس أن العلكاملة، وهي بهذا األساس ما تزال كامنة في كثير من النظم الفلسفية ولكنها تحولت إلى أساس

).النموذج المعرفي الغربي( ومرتكز موضوعي في الحضارة الغربية

وربطه لهذا المرتكز بآليات التحيز الدكتور عبد الوهاب المسيريوالمتتبع لفكر نه قد أعاد هذا األخير إلى جذوره الفلسفية اليونانية مرورا بالمرحلة الهيجلية ومظاهره، يجد أ

، ويرى في ذات السياق أن إعالن )∗)(فرنسيس فوكوياما(وصوال إلى الزمن المعاصر عند المادة، /فوكوياما لنهاية التاريخ وهو إعالن تأكيدي على نهاية اإلنسان الغربي و انتصار الطبيعة

لموضوع الالإنساني على الذات البشرية، وبذلك تحول العالم بأسره إلى كيان أي انتصار ا .)3(خاضع للقوانين المادية وانتصار للمرتكزات السابقة الصلبة منها واألقل صالبة

، "نظرية نهاية التاريخ"ويكون من باب التوضيح إبراز األسس التي بنى عليها فوكوياما :فقد أرجع ذلك لحجج

، ANEPمنشورات : الجزائر. 1، ط)محمدعبد العظيم علي:ترجمة (،مشكلة األفكار في العالم اإلسالميمالك بن نبي، - )1(

.26،ص 1971 .155، ص الذكرسابقالمرجع ال، الفلسفة المادية وتفكيك االنسانعبد الوهاب المسيري، - )2( واإلستراتيجية ت واسعة في األوسط الثقافيةو الذي أثار جداال" اية التاريخ نه" أمريكي ذو أصلي ياباني له كتاب كاتب -)∗(

.واألكاديمية .140 -139، الذكرسابقالمرجع ال ،في عالم عبد الوهاب المسيري، أحمد عبد الحليم عطية و آخرون - )3(

الذي في رأيه يؤدي إلى الرأسمالية ذلك أن العلم : لم الحديث والتكنولوجياالع:أوالهانخلق يمارس علينا سيطرته بشكل أكثر وضوحا من خالل االقتصاد، وبالتالي يالطبيع

. بين جميع المجتمعات التي تمر بناالتجانس

لى وقد اللجؤ إلى هذه الحجة عند قصور األو: الصراع من أجل االعتراف: ثانيهاكونها ال تعبر بصورة واضحة عن العالقة بين الديمقراطية وحرية التصنيع وممارسة السياسة فال يمكن إيجاد رابط موضوعي بينها، من هنا جاءت هذه الحجة

يبحث لنفسه عن أوراق )الضمير العالمي( الوجدان االنساني والتي مفادها أن )1(.اعتراف وثبوتية و يتوق لفرض احترامه

ومما مثلته رؤية فكوياما من منظور المرجعية الفكرية الغربية هو عداؤه للنموذج الحضاري اإلسالمي في عالمنا الحاضر، فهو يدعو صراحة على اعتبار اإلسالم بعد فشل التجربة االشتراكية، بمثابة النقيض اإليديولوجي السياسي و الحضاري األول بالنسبة للغرب،

) 2".(الخطر اإلسالمي األخضر بالخطر الشيوعي األحمر" ل ودعى إلى استبدا

:الخلط بين الصحة والصالحية. 6

ومحيطها، ارتكز على مجموع النظريات االجتماعية وعالقاتها ببيئتهميرتبط هذا ال المنتجة الئمة ونافعة إذا كانت في بيئتهامفالمقصود بالصحة هي أن النظريات تكون صحيحة و

يها، غير أنها قد تكون غير صالحة لبيئة مختلفة عن البيئة األصلية للنظرية، وهنا تتأكد فرضية فمهمة وهي أن الصحة ال ترتبط بالصناعة المنطقية أو المغالطة المنطقية لها وإنما ترتبط

)3(. التغيير في المجتمع نحو األفضلثبصالحيتها إلحدا

لنموذج المعرفي الغربي يري للمنظومة القيمية وهنا تطرح مسألة البعد القيمي، فاالغربية على أنها كلية شاملة تسري على اإلنسان والطبيعة وعلى كل البشر في الشرق والغرب،

، فاإلنسان الغربي من زاوية هذا النموذج هو مادة مستعملة للغير )4(فالجميع مادة استعماليهلشرقي فهو على العكس مادة استعماليه مستعملة، ولكل ما هو خاضع لسيطرته، بينما اإلنسان ا

.29، ص 1993 دار العلوم العربية،: بيروت.1، ط)ترجمة حسين الشيخ( ،نهاية التاريخفرانسيس فوكوياما، - )1( .146، الذكرسابقالمرجع ال، في عالم عبد الوهب المسيريأحمد عبد الحليم عطية، - )2( .53، ص الذكرسابقالمرجع ال ،التنمية من منظور متجددنصر عارف، محمد - )3( 170، ص الذكرسابقالمرجع ال ،الفلسفة المادية وتفكيك اإلنسانعبد الوهاب المسيري، - )4(

أكدت بذلك أن هذه الصحة الصالحية في طرح األفكار والقيم والنظريات ال تؤخذ بوافر .المناقشة والتفصيل، بل هي مهملة إلى حدود بعيدة

وهذا ما صار يعبر عنه بتجريد المفاهيم والنظم و الظواهر االجتماعية وفصل الحقائق ها وأشكالها، أي تنقية المفهوم أو النظام أو الظاهرة من ظالل الخبرة التاريخية عن مظاهر

والتراكمية المعرفية البيئية لها، أي يتم تحويل المفهوم أو النظام أو الظاهرة إلى جوهرها وحقيقتها وذلك بتخليص المفهوم أو الظاهرة من كل مظاهره البيئية الحضارة القيمية، وهو

ويقصد باألفكار الميتة " األفكار الميتة واألفكار القاتلة " ألستاذ مالك بن نبياماعبر عنه أن هذه األفكار هي األفكار التي انفصلت عن ) والتي لها عالقة بفكرة الصحة والصالحية(

جذورها وصارت أفكارا ميتة في مكانها غير األصيل، فهي األفكار التي ورثها لنا عصر ما بعد ثر قدرة على قتل األفكار الحية في وسطها، و هو ما يطرح مشكلة األفكار التحضر هي األك

، وفي هذا )1(الثقافة اإلسالمية األصلية للعالم اإلسالمي" بالزما"الميتة التي لم يعد لها جذور في توضيح بالغ لخطورة األفكار الصحيحة في وطنها القاتلة وغير الصالحة في غيرها من

اتلة في وطنها فهي قاتلة مميتة في وطن غيره، والعالم اإلسالمي عرضة األوطان، وإن كانت ق . لمثل هذه األفكار التي ينتج من ورائها الفكرة والمصطلح والمفهوم والقيمة

بها األستاذ عبد الوهاب المسيري، واعتبرها انفردومن المرتكزات الفكرية التي :جد المجموعة التاليةمرتكزات ذات أهمية في العديد من كتاباته، ن

يقول الدكتور المسيري أن كثيرا من الحركات التحررية : نظرية الحقوق الجديدة. أفي عصرنا تختلف تماما عن الحركات التحررية القديمة، فهذه الحركات ) للمساواة(الداعية

تجزأ ، وبالتالي فهي تؤسس نظرتها لحقوق على أساس ال يالتسويةتدعو في حقيقة دعوتها إلى ، وبالتالي فنجد جماعات تدافع عن الفقراء والسود والشواذ )∗∗∗∗(المادة/الطبيعةفيه اإلنسان عن

جنسيا و األشجار و حقوق الحيوانات و األطفال و العراة و المخذرات وفقدان الوعي، وعن كل ريكية وهنا يطرح الدكتور رؤيته من موقف الواليات المتحدة األم.ما يطرأ وال يطرأ على البال

.من مسألة حقوق اإلنسان فهو يرى انه في جوهره هجوم على اإلنسان و الطبيعة البشرية

108، ص الذكر، مرجع سابقمشكلة األفكار في العالم اإلسالميمالك بن نبي، - )1(النموذج المعرفي الغربي بأو كما تم التعبير عنه لى عبارة الحضارة المادية إ ترمزهذه الثنائية التي تتكرر في الدراسة -)∗(

.المادي

فاإلنسان الذين يتحدثون عن حقوقه فهو وحدة مستقلة ال مجتمع له وال أسرة وال دولة، وهو مجرد مجموعة من الحاجات و اللذات، وحقوق مثل هذا اإلنسان هي في واقع األمر

على الطبيعة البشرية له، ويظهر جليا هذا الواقع في المناداة بالحقوق المطلقة استمرار للهجومفي المفهوم الجديد لألقليات والذي يرى إلى الجماعة الدينية الصغيرة أقلية والجماعات االثنية

الخ ، أي يتحول بذلك العقد ....أقلية و الشواذ جنسيا أقلية والنساء أقلية و األطفال أقلية ) 1(.ماعي بينهم إلى استحالة قيامه بسبب أن الحقوق المطلقة يصعب تعايشهااالجت

و يجدر الذكر هنا أن هذه الحضارة الغربية لديها منطق مغلوط بحيث ترى أن مسائل حقوق اإلنسان هي سالح يمكن أن يشهر في وجه أي من الدول التي تحاول أن تتمنع أو تمانع

وبالتالي فقضية حقوق اإلنسان صارت تستخدم للتدخل في الشؤون ضد مساس أمنها ونظامها، الداخلية للدول األخرى و النتهاك السيادة الوطنية لها، وهذا جوهر ما سمي بحقوق اإلنسان

)2(" دبلوماسية حقوق اإلنسان في الغرب"الجديدة أو

في لمسيريالدكتور اوهي من المرتكزات التي انفرد بها : التمركز حول األنثى.ب، ولها من بداياتها، واعتبرت خطابا جديدا وخصوصا أنه يركز على فكرة ذات أبعاد حساسة

المقومات التي قد يكثر عليه التحامل أكثر من أي مرتكز آخر، ويرى فيها األستاذ أنها تابع .بصورة مباشرة لفكرة الحقوق الجديدة

ات تحير المرأة والتي هي حركات فأول ما يطرحه في هذه النقطة هو التفريق بين حركاجتماعية ذات مرجعيات إنسانية، أي باعتبار أنها ترى المرأة جزء من المجتمع، وهي بالتالي

المادة وال يمكن تسويته بالظواهر الطبيعية، /ترى للمرأة على أنها كائن مستقل عن عالم الطبيعة الرغم من علمانية هذه الرؤية إال ومن ثم تحاول أن تدافع عن حقوقها داخل المجتمع، وعلى

.أنها تحافظ على األبعاد اإلنسانية للمرأة

وتراجع البعد االجتماعي الذي يفترض مركزية )∗(غير أنه مع تصاعد معدالت العلمنةإنسانية وهوية إنسانية، وتم التعامل مع المرأة خارج السياق االجتماعي األول وهنا ظهر ما

وهو ما أصبح يعرف بالتمركز حول األنثى، فهذا " Feminism"م أصبح يعرف بـ الفيمينزالطرح الفكري الجديد ال يهدف إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة و الحفاظ على مكانتها

) تصرفالب ( 71، ص الذكرسابقالمرجع ال، الفلسفة المادية وتفكيك االنسانعبد الوهاب المسيري، - )1( 70ص ، الذكر، المرجع السابق"جوهرها ومالحمها و تأثيرها: الحضارة الغربية "،جو ماجيه - )2( . علمانية، وهذه األخيرة من أهم النماذج التفسيرية التي اعتمد عليها الدكتور المسيري في مشروعه الفكريمشتقة من لفظة -)∗(

باعتبارها الزوجة و غير ذلك وإنما يرمي إلى التأكيد على الفوارق التشريحية بين الرجل صراع بينهما و عداوة دائمة من خالل ثنائية صارمة والمرأة وتصبح هذه الخصائص محل

اآلخر كما يمكن أن تأخذ هذه الفكرة بعد االختزال للرجل والمرأة معا إلى مستوى واحد /األنا .مما يغلب عليه النظر إلى ظهور جنس واحد مشترك

وما يمكن أن يكون رابطا بين هذا المرتكز والدراسة عموما هو أن هذا الفكر Feminism والذي وصف لدى ذكورة اللغة، أصبح يهاجم ويراوغ ويبحث في ما يسمى ،

العديد من المفكرين الغربيين والعرب على انه هجوم على اللغة البشرية وتشويهها، فأصبح الحرب على أنه مصطلح مشبع بأنوثة أكبر، وبين مصطلح الديمقراطيةالبحث في مصطلح

را خطيرا في تحليل مواقع الرجل و المرأة في المجتمع المشبع بذكورة أكثر، وهو ما يعد تطووبالتالي فالصراع الثنائي دخل إلى مراحل غريبة و من غير الممكن التنبؤ بنتائجه، . اإلنساني

فاللغة ليست حكرا على الرجل أو المرأة بل هي معطى إنساني تاريخي ال يرى فيه لتغلب .)1(فكير في شيطنة أي طرف من أطراف الثنائيةالمصطلح األنثوي على الذكوري وال يمكن الت

وهو هجوم تقوده العديد : على الطبيعة البشرية) المجتمعية(هجوم الثقافة الشعبية . جمن المؤسسات المجتمعية التي لها تأثير مباشر على ثقافة اإلنسان الغربي و الشرقي معا، فأفالم

وتنتج ) فوق اإلنسان( يوصف على أنه هيولود مثال أصبحت تركز على صناعة اإلنسان الذي، وفي هذا اإلطار يتم التركيز على اإلنسان وإخفاء طبيعته )دون اإلنسان( كذلك شخصيات

.البشرية والتركيز على المادي منه فقط

فما تعرضه مثال هوليود ينتج رأيا عاما ويخلق ثقافة شعبية ترى اإلنسان إما بين ، وهذا دائما يكون متبوعا بدعوة إباحية )دون اإلنسان(ن أو أن يكو) فوق اإلنسان(شخصية

ترى في اإلنسان جسده فقط وتعمل على نزع القداسة عليه من خالل مادة نسبية صرفة وما هو )2(.إال مجرد لحم يوظف كمصر للذة، وهو ما يمثل هجوما على الطبيعة البشرية لإلنسان اليوم

ز والموضوع الدراسة إلى األصل البشري وهنا يكون خيط الوصل بين هذا المرتكوالطبيعة البشرية وصلتها بصناعة المصطلح مهما كان نوعه وخصوصا السياسي منه، وهذا

بالمشروع الفكري الذي يجد تسويقه من خالل المشاريع السياسية أكثر من غيرها هالرتباطات

75، ص الذكرسابقالمرجع ال، لفلسفة المادية وتفكيك االنساناعبد الوهاب المسيري، - )1( 223ص ،لذكر اسابقالمرجع ال، دراسات معرفية في الحداثة الغربية عبد الوهاب المسيري، - )2(

فقط، سيكون له ) جسد(ة من المشاريع االجتماعية األخرى، فتحويل اإلنسان إلى كتلة لحميالتأثير على طبيعة المشروع وعلى طبيعة مشروعاته، وهو ما يوصف بالترابط داخل المنظومة، فال ينفصل الجزء عن الكل، و القول بانفصاله هو من جهل وقلة ادراك بطبيعة

.األفكار والمشاريع

الربط بين ما تقدم و التحيز في المصطلح السياسي / ج

ين العناصر الصلبة واألقل صالبة التي يرتكز عليها النموذج المعرفي يأخذ الربط ب صورا - موضوع الدراسة–الغربي، وإشكالية التحيز عامة وفي المصطلح السياسي خاصة

متعددة خصوصا بعد التفصيل الذي سبق حول هذه المرتكزات ومدى خطورة بعضها و عمق .بعضها اآلخر

سياسي، وقد كان قد عالجها النظام التمثيل القيم في العالم اليوم يعترك مع قضية ف، وهو ما خلق حالة من األزمة تمحورت في ثالث محاور كان الدولةالغرب بفصل الدين عن

عن ما طرح ، وهي في أصلها ال تخرجة السياسيةلها األثر المباشر على الصناعة االصطالحي : وهي كاآلتي،في المرتكزات السابقة

أن الحل الغربي أسقط عمليا القيم من حسابه، وتحولت عالقة السياسة ألولالمحور ا بالقيم إلى عالقة استعراضية مرتكزة على اإليهام في حين تسير السياسات العملية وفق

.مبدأ نفعية انتهازية هو أن النظم السياسية الغربية عجزت عن تحقيق وعدها في تحقيق المحور الثاني

لمستوى العملي مما يحرج المبادئ التحررية التي وعدت التخليص من المساواة على ا .االتسلط والعناء التي كانت تمارسها الكنيسة بزعمه

رؤيته إال مع من يتوافق و هو أن النموذج الغربي ال يستطيع أن يتعامل المحور الثالث )1(.العدمية والنفعية المصلحيةلفيات الناجمة عن ذلك على مستوى البيئة وعلى النظر في الخ هذه المحاور تدفعنا إلى

فأخذ مناحي الحياة البشرية كافة على أنها نهاية اإلنسان وإحالل الطبيعة .مستوى المصطلحمحله، وإعالنها حضارة مادية تنزع للعنصرية وتقوم على نظرية نهاية التاريخ التي تعني في

نموذج الغربي، والتي تصل بنا إلى مرتكزات مركزها أن اإلنسان ال يمكنه أن ينتج أفضل من ال

تصفحه تم، www.islamonline.net/articles،موقع إسالم أون الين، " القطب في السيرة والمفهومةاألم" منى فاضل،- )1( 16:30، على الساعة10/11/2007 :بتاريخ

ذات قوة نافذة داخل المجتمع وال ترتبط بالفرد فقط، وهي أن تبيئة األفكار أصبح غير مطروح بل الفكرة هي نفسها سواء لدى المجتمع الغربي أو الشرقي، كل هذا يدفع إلى أن نتصور طبيعة

تأكيد سيكون مجسدا لعبقرية الحضارة المصطلح السياسي الذي ستنتجه هذه الحضارة، فبكل اليونانية والرومانية بعيدا عن أي تأثير لغيرها من الحضارات،ـ باإلضافة أن المصطلح سيأخذ

مجرد متلقي ال ) األطراف( في طياتها صبغة نفعية ال يمكن لها أن تخرج عن اعتبار اآلخر اصيلها إال تغذى بفلسفة مادية ال يمكنه اإلبداع وال يمكنه أن يفهم طبيعة الظواهر ويدرك تف

تخضع في أدبياتها القيم البشرية أو األخالقية أو الجمالية ، بل كل ما يمكن أن يصنع المصطلح السياسي هو الحادثة أو الموقف أو الرأي، وال دخل للحضارة أو الثقافة في هذه الصياغة، وهو

رفي الغربي مركزا لكل التحاليل السياسية ما يولد منظومة اصطالحية سياسية تعتد بالنموذج المعواالصطالحات السياسية، وال يمكن أن نأخذ هذا التحليل من دون أن نأخذ أمثلة وأدلة واضحة

.على هذه األقوال التي يرى فيها الكثير تجني على هذه الحضارة وتحميلها أكثر مما هو الزم

فكرة تدلل على أن الفكرة أو )∗(وفي هذا السياق يطرح المفكر الدكتور محمد عمارةالمصطلح أو النظرية ال يمكنها أن تعيش و تنمو إال في وسطها وإن تجاوزته صارت دواء فاقد

إن الخصوصية الحضارية للمصطلح تصنع معاني : ( لصالحيته يؤذي أكثر مما يفيد وذلك بقوله . )1()جديدة له

له كتابات فكرية هامة دافع فيها على العديد من األفكار الغربية التي شوهت الدكتور محمد عمارة مفكر إسالمي مصري، -)∗(

اإلسالم، كما انه قام بجمع األعمال الكاملة لكل من الشيخ محمد عبده جمال الدين األفغاني و غيرهم الجزء ،إشكالية التحيزعبد الوهاب المسيري، . )الخصوصية الحضارية للمصطلح( مداخلة في كتب إشكالية التحيز بعنوان - )1(

110، ص الذكر المرجع السابقاألول،

Oا�� JیJDت U� U#�+ا� G�D��� نـ�"ذجOا�� JیJDت U� U#�+ا� G�D��� نـ�"ذجnیJDا� U"ا��� i�jnیJDا� U"ا��� i�j

من المعلوم أن المصطلح السياسي أداة من األدوات المهمة التي يرتكز عليها علم السياسة في تفسير الظاهرة تفسيرا علميا وصياغة التعميمات، ووضع القوانين العامة التي تمكننا

.من ربط األحداث المتفرقة، ووضع التنبؤات الموثوق بها، وشرح الظواهر وتفسيرها

والمصطلح كما ذكرت سابقا هو العنصر المكمل للنظرية السياسية، إال أن ما أخذ حيزا من االهتمام هو إشكالية تحيز المصطلح السياسي للنموذج المعرفي الغربي و تلوينه بتلوينات هذا النموذج الذي اعتبر أن الصناعة الصحيحة للمصطلح هو ما نتج من ثقافته فقط، وأن

وهذا ما فصلناه في المبحث -رى ال يمكن لها إال أن تكون متلقية له عاملة به الشعوب األخ فإن استخدام المصطلحات السياسية الغربية المعاصرة، وصياغة نظريات الحكم ونشؤ -السابق

فكرة الدولة القومية وبلورة منظومة فصل الدين عن الدولة، وإعالء النعرة القومية و االرتباط دية الملموسة، وما طبع كل هذه األفكار في مخيلة رجال السياسة في الغرب، قد بالنواحي الما

أفرز مجموعة من النتائج العملية كان لها األثر في صياغة المصطلح بصورة خاصة، وهو ما أعتبره امتدادا للمرتكزات الفكرية للنموذج الغربي وتعد في نفس الوقت تحصيل حاصل لتلك

:رية، وتتشكل هذه النتائج فيالخلفية المادية العنص

.إحالل عبادة مفهوم الدولة موضع عبادة اإلله ∗

.إعالء وتقديم الوالء للدولة على أي والء آخر حتى ولو كان الدين ∗

إحالل الرابطة القومية محل الرابطة الدينية، بوصفها أساسا لتجانس الجماعة ∗ .السياسية

.فصل العالقة الدينية عن العالقة السياسية ∗

.)1(رفض القيم واألخالق الدينية في عملية بناء الدولة ورسم السياسة العامة ∗

من هذا المدخل يتوجب علينا ان نقدم الحجج الملموسة والواقعية التي تؤكد منطقنا ، ويكون ذلك بتتبع مجموعة من )∗(المناهض لهذه الغلبة المفضوحة والماسخة لحضارتنا و ثقافتنا

164-163، ص الذكرسابقالمرجع ال، دراسة داللية مقارنة: المصطلحات السياسيةأحمد محمود السيد، - )1(

التي توضح كل ما ذكر، وتبرهن على أن النموذج الغربي لم يراع إلى المصطلحات السياسية التعدد واالختالف والبيئة والقيم والتعدد الديني لدى اإلنسانية، وبالتأكيد أن إحصاء كل المصطلحات السياسية هو من قبيل المستحيل، ألن صك االصطالحية السياسية أصبح عملية

ألحداث التي شهدها و يشهدها التاريخ المعاصر، لذلك حيوية في عالمنا اليوم خصوصا مع اسأقتصر على نماذج تدل على تحيز الصناعة االصطالحية للنموذج الغربي على حساب غيره

وفي اآلتي مجموعة من المصطلحات المختارة والتي تشتمل . )∗∗(من النماذج المعرفية األخرى .على جانب من التحيز في صياغتها

:لمانيةمصطلح الع: أوال

ارة ترجمة للعب والتي هي »فصل الدين عن الدولة«عرف العلمانية باعتبارها ت ، وهي أكثر تعريفات العلمانية شيوعا في »separation of church and state«اإلنجليزية

فصل المؤسسات الدينية «وهي عبارة تعني حرفيا . العالم، سواء في الغرب أو في الشرق . )1(»)الدولة(ؤسسات السياسية عن الم) الكنيسة(

من أهم المصطلحات في الخطاب التحليلـي االجتمـاعي والـسياسي " العلمانية"يعد مصطلح و اإلنجليزية، وهي مشتقة " Secularism "هي ترجمة لكلمة " العلمانية"كلمة فوالفلسفي الحديث ،

وهي تختلف مقابل الكنيسة، ، وتعني العالم أو الدنيا و توضع في "Saeculumمن كلمة التينية ألول مرة مع توقيع صـلح " Secular"وقد استخدم مصطلح ، Laïque في معناها عن كلمة

وبداية ظهـور الدولـة - الحروب الدينية المندلعة في أوربا ت أنه تيال- )م1648عام (وستفاليانى نقلها إلى سلطات ممتلكات الكنيسة بمع" علمنة"إلى في نفس الوقت ةمشيرو ،القومية الحديثة

المـصادرة « الكلمة تعني أن السفة الفرنسيين ف ونجد لدى ال .غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية : فوصل إلـى أنهـا وقد اتسع المجال الداللي للكلمة . »الشرعية لممتلكات الكنيسة لصالح الدولة

ي القابلية لالستعمار، وأشير هنا أن عملية المسخ الغربي لنا، لم يكن لها أن تتحقق لو لم تجد لدينا ما أسماه األستاذ مالك بن نب -)∗(

.وبالتالي فالمسؤولية ال تلقى على الغرب فقط، بل نتحمل نحن أيضا عبئا كبيرا منها مسألة وجود نماذج معرفية أخرى غير النموذج المعرفي الغربي، تعد مسألة نقاشية حادة في اآلونة األخيرة خصوصا لدى -)∗∗(

ر اإلسالمي يمكن له أن يخلق نموذجا فكريا ، وهذا ما يحاول المعهد العالمي للفكر مفكرين المسلمين ، وسعيهم إلى اثبات أن الفك .اإلسالمي إظهاره في اجتهادات كثيرة منها كتابات األستاذ محمد نصر عارف و غيره

، موقع عبد الوهاب المسيري، إشكالية تعريف العلمانية عبد الوهاب المسيري، - )1( article/php.modules/ar/com.elmessiri.www://http1، ص10:10: ، على الساعة2007.01.15:، تم تصفحه بتاريخ

لتصدي لقـضية اإليمـان اإليمان بإمكانية إصالح حال اإلنسان من خالل الطرق المادية دون ا " )1(".سواء بالقبول أو الرفض

نجد أنالحضارة أكثر وارتباطه بمقومات وبالبحث في األصل الحضاري بعمق و الذي يتخذها نموذجا تفسيريا هاما ينتج الدكتور عبد الوهاب المسيريالعلمانية بحسب تعبير

:2رة، فيذكرعنه العديد من الظواهر واألفكار الغربية الحديثة والمعاص

وبذلك فالدكتور أراد أن يبين أن العلمانية كما أورد في موضع آخر هي كامنة في كل المجتمعات البدائية منها والمتطورة، فما ذكر عن أن الفصل بين الدين والدولة هو أرقى مراحل

ن في المجتمع المسلم وفي غيره، ويستند هنا العلمانية، في نظره خطأ فادح ألن العلمانية قد تكو، فالحديث هنا أشار إلى "أنتم أعلم بأمور دنياكم"): صلى اهللا عليه وسلم(إلى قول الرسول

مثل أن القطاع الفالحي قد ينفصل عن القيم ( التمايز الذي قد يقع بين المؤسسات االجتماعية و بالتالي من الممكن علمنة .)3()ر ذلكواألخالق والدين إن كان األمر ال يستدعي استحضا

، )أخالقية،إنسانية، دينية(المجال السياسي إذا كانت المرجعية النهائية للمجتمع هي القيمة المطلقة )4(.وليس صالح الدولة أو المصالح االقتصادية

ولكن اإلشكالية التي تطرح حول مصطلح العلمانية في الحضارة الغربية هو التطور فه المصطلح أو المفهوم في ذاته، فأصبح يدل على تجاوز تام لمفهوم الدين ولم يعد الذي عر

يرى أي حضور لهذا األخير، أي أن مقومات النموذج المعرفي أصبحت ترى أن الدين ال وجود له وذلك باالستناد إلى فكرة مادية الحضارة الغربية، وإلى مسألة موت اإلله و موت االنسان،

45، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملةعبد الوهاب المسيري، ) 1( 124-123، ص الذكرسابقالمرجع ال ،، الجزء األول موسوعة اليهود واليهودية و الصهيونيةلمسيري، عبد الوهاب ا) 2( 3، ص الذكرسابقالمرجع ال ،" إشكالية تعريف العلمانية"عبد الوهاب المسيري، ) 3( 124،ص الذكر، الجزء الثاني، المرجع السابقفي عالم عبد الوهاب المسيريأحمد عبد الحليم عطية وآخرون، ) 4(

، وي كامني عمليات كثيرة متداخلة بعضها ظاهر واآلخر بنالعلمانية ثمرةوتشمل كل جوانب الحياة، العامة والخاصة، والظاهرة والباطنة، وقد تتم هذه العمليات من خالل الدولة المركزية، بمؤسساتها الرسمية، أو من خالل قطاع اللذة من خالل مؤسساته الخاصة، أو من خالل عشرات المؤسسات األخرى

، أو من خالل أهم المنتجات الحضارية أو )منها المؤسسات الدينيةو( )2(.أتفهها

الكون بالطبيعة فقط، وتم إلغاء الوجدان والقيم و األخالق و الدين، فلم تعد وارتباط مركز .العلمانية كما عرفت في بدايات نحت هذا المصطلح

و من خالل هذا التطور التاريخي الفكري لهذا المصطلح برزت علمانيات كثيرة ولم وبعد تتبعه لمسيرة فالدكتور المسيرييعد هناك علمانية واحدة يمكن الحديث عنها منفردة،

التطور الحاصل في مصطلح العلمانية وقف على تقسيم يمكن أن يوضح طبيعة االختالفات وهي العلمانية التي عرفت سابقا العلمانية الجزئيةالبيئية للمصطلح وذلك من خالل طرحه

بعد ، بمعنى أنها ال تخفي عن اإلنسان أو المجتمع أو حتى الدولة"فصل الدين عن الدولة" .الموجودات المعنوية مثل القيم الدينية الغيبية، األخالق وما وراء الطبيعة

والتي هي ذات بعد معرفي والتي ترى ان الطالق بين الدين العلمانية الشاملةووالغيبيات هو حاصل وبشكل نهائي مع كل مناحي الحياة، و في أغلب المواقف تنكره تماما،

أي أن حياتنا .ماديا و زمنيا كل ما فيه في حركة ومن ثم فهو نسبيوبذلك ترى العالم باعتباره ومعامالتنا وأحاسيسنا وعالقاتنا االجتماعية وعلومنا اإلنسانية والعلمية وقيمنا في نهاية األمر

وتعد هذه الطروحات المختلفة حول العلمانية و تطورها ابرز دليل على وجوب )1(.زمنية نسبية .دون أن تؤخذ كما هي من دون تمحيص وتدقيقتبيئة المصطلحات من

:مصـطلح العـولمة: ثانيا

والكوكبية Mondialisationالعولمة ع المراجع والمعاجم على أن مفاهيم جمت Globalisationفي جميع اللغات، وال ترجع بداية استعمالها إلى أبعد )2( حديثة الظهور جدا ،

عدوى العولمة قد انتشرت ( فإن )∗∗∗∗(عوم تشومسكيناوحسب من سبعينيات من القرن الماضي في كل ما يتصل من تفسير في العالقات الدولية منذ نهاية حرب الخليج الثانية التي أعلنت والدة

،)3()النظام العالمي الجديد

وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله، ومال اختلف في معناها فقيل بأنها تعني تعميم الشيءاحثين إلى اختيار لفظ الكوكبية كمقابل لها، و مال فريق ثالث إلى رأي يرجع فريق إلى بعض الب

355، الجزء الثاني، المرجع السابق الذكر، صالعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملةعبد الوهاب المسيري، - )1((2-)470p , 1977, edition Dunod: Paris.2Tome, Problèmes Economiques Généraux, Pierre Salles رض للسياسة األمريكية التي يقودها المحافظن الجدد، له كتابات عديدة ناعوم تشومسكي مفكر و عالم لغوي أمريكي ، معا -)∗(

منها الفوضى 252، المرجع السابق الذكر، ص العولمة والعالمية نحو عالمية تعددية وعولمة إنسانيةقاسم حجاج، - )3(

المهم أنه . أصل التسمية إلى العالمية، وأثار باحث رابع مصطلح الكونية كمقابل للفظ العولمة اتفقوا إلى حد كبير في التفاعل - التي ال تخلو من خلفيات نظرية–رغم اختالفهم في التسمية

) 1(.هرةمع هذه الظا

عرفت ) ∗(ومن المعلوم لكل من يتابع قضايا العولمة و افرازتها يرى أن هذه النظريةتجاذبات عديدة من قبل مؤيديها و رافضيها، وبما أن الدراسة تعنى بإبراز تحيزات النموذج الغربي فنطرح ما يدلل على تحيز تحميالت المصطلح الذي أظهر وجها خفيا من وجوه هذه

.التي عبر عنها أحدهم أنها الوحش المفترسالظاهرة

فنظرية العولمة جاءت بداياتها على أساس مادي كغيرها من الظواهر التي أفرزها النموذج الغربي، وخصوصا في القطاع االقتصادي حيث برزت بحدة وبصورة أولى لها،

في القواعد لي يتجه نحو التوحد إقامة نظام دو: ( عرفها)Bertrand Badieترون باديفبر(، يستشف من هذا الكالم أن )القيم واألهداف، مع إدعاء إدماج مجموع اإلنسانية ضمن إطارهو

منها توحيد المجتمع اإلنساني في إطار قالب جاهز تقوده قوة معينة، تتلخص الغرض األساسي Niel/نيل فليغشتاي(، ويؤكد الحكم نفسه تعريف )النموذج األمريكي(في الغالب الوقتي

Flegstien (التي تتجاوز حدود الوطن ... القائل بأ العولمة ترتكز على المبادالت الدولية ) 2.(الواحد ليصبح الكون كله موطن الصراع بين المؤسسات

ويكون المصطلح في مثل هذه الحالة مقتصرا على الجاني االقتصادي ، ويرى بذلك لسياسي لها نرى عمق التحيز الذي ضعف الحجة في هذا النقد، ولكن بالتطرق إلى الشق ا

روبيرت (فيعرفها فرضته التعامالت والمعامالت قبل أن تفرضه الحقيقة اللغوية الكامنة أمامنا، مشروعا سياسيا أمريكيا ضروري لتحقيق ( معتبرا إياها )Roberte Kuhn –كوهن

من قواعد اللعب، إنه االستقرار العالمي، ألن الهيمنة تخلق االستقرار بواسطة احترام مجموعة المنحنى الذي يضفي على المشروع مشروعيته، وتجاهله للقواعد التي استقر عليها العالم بعد

)3()الحرب العالمية بداهة

. ،المجلس اإلسالمي األعلىافة اإلسالميةملتقى العولمة وأثرها على الثق". سؤال الهوية الثقافية في زمن العولمة" عمار جيدل،- )1( 3، ص 2004مايو ،الجزائر

)هي نظرية من دون منظر( : عبر بذلك بقوله حيثإيطالي من قبل مفكربالنظريةوصفت -)∗( 11- 10، ص2002دار و مكتبة الحامد للنشر و التوزيع ، : عمان.1،طالعولمة من منظور شرعي، عمار جيدل وآخرون- )2( 207، ص الذكرسابقالمرجع ال، العولمة والعاليمة، سم حجاج قا - )3(

:وبتفصيل هذا التعريف نجد

.العولمة لبنة قاعدية في السياسة األمريكية الدولية �

على العالم ككل من دون األثر األول لها والدافع األول لها هو تحقيق السيطرة � .منافس لها في ذلك

تبرير منطق هذه الهيمنة العالمية لكونها تضمن االستقرار، هذا الذي يعني احترام � .اآلخرين لقواعد اللعب التي تفرضها الواليات المتحدة األمريكية

مما يعني حسب التعريف دائما تجاهل كل ما سبق من قواعد ومبادئ سياسية أو � .فتها الدول قبل هذا المشروعحضارية عر

وما أخلص له من هذا التعريف فكرة عالم بمشروع واحد، له خطورة كبيرة على � .فكرة التنوع التي قد يؤدي إلى القضاء عليها

و بمثل هذا التحليل ندرك جزئيا سبب تضاعف عدد المناوئين لهذا المشروع األمريكي عبد اإلله الفكرة والمشروع، والذي عبر عنه األستاذ الغربي المبني على أحادية النظرة وأحادية

اسم حركي لألمركة، وهي في حقيقة أمرها ليست إال أسطورة من أساطيرنا (نها أب )∗∗∗∗(بلقزيز ويتناغم مع هذا المفهوم أحدهم بقوله أن العولمة مشروع يهدف بالدرجة األولى )1(...)السياسية

ت جاهزة، مكان الثقافات المحلية، ولهذا فالعولمة إلى إنزال بديل كامل على شكل سيناريوهاتقوم على ثقافة تلغي المعايير، وبالتالي إلغاء معايير الشعوب أو تنوعات هذه المعايير سيؤدي

)2(.إلى إفناء المجتمعات

بعد العرض المفصل آلراء تعددت حول مناهضة العولمة من خالل مناقشة المفهوم أتي لطرح مشكلة تحيز المصطلح في ذاته، فالعولمة ال يوجد استخدام وإظهار كوامنه وبواطنه، ن

، غير االشتقاق اللغوي "العالمي"و " العالم"قديم لها في اللغة العربية، والموجود أصال هو لفظ

أستاذ دكتور مغربي، يحاضر في جامعة القاضي عياض بالمملكة المغربية، له مؤلفات متنوعة ومتعددة و في اغلبها كتابات -)∗(

الثقافة وغيرها أزمة الفكر السياسي العربي، ثقافة العولمة أم عولمة:بروح إسالمية وقومية عربية منها كتاب ز دراسات الوحدة كمر: بيروت . 231، العددالمستقبل العربي، مجلة "عولمة الثقافة أم ثقافة العولمة؟"عبد اإلله بلقزيز، - )1(

99، ص1998العربية، 21، ص الذكر، المرجع السابقالعولمة من منظور شرعيعمار جيدل ، - )2(

، إال أن هذا االشتقاق ال يمكنه أن يبرر لنا استعمال )1("عولم "يسمح بمثل هذا اللفظ المشتق قتصار عليه في وصف الظواهر التي تكون عالمية، ألن هذا المصطلح مصطلح عولمة واال

حمل في طياته كوامن جغرافية لفظية، تدل على السطوة و على الهيمنة وعلى رفض اآلخر وعلى أحادية النظرة والمشروع، فالعولمة هي انفراد جهة بالعالم ككل دون سواها من القوى أو

أي ) المركزية العالمية(رتكز األول في الحضارة الغربية النماذج، وهو ما يرجع بنا إلى المرؤية العالم من الزاوية الغربية الوحيدة، كما أنه يذكرنا باألصل العنصري في هذا النموذج الغربي اين يرى أن كل ما دونه هوامش، وبالتالي رفض التداول والتعامل بمثل هذا المصطلح

يصلح لنا في إطار فكرة أن مصطلح عولمة الال يكون برفض تام وحاد، بل يكون بطرحتحاورنا مع ثقافات أخرى وحضارات أخرى، وحديثنا عن مبدأ الحوار والتثاقف وغيرها من المفاهيم التي تظهر الشركة اإلنسانية في هذا العالم، وبالتالي فالمصطلح المناسب لمثل هذه

ن المشروع الفريد، بل يجب أن يعبر عنها الشراكة اإلنسانية يكون بعيدا عن النظرة الواحدية وع ."العالمية"بالمصطلح الذي يحمل في طياتها مثل هذه المدلوالت ونعني بذلك مصطلح

هي ذات أصول عربية كذلك، وعلى الرغم من أنها لم تتطور فالعالمية لغويا المصطلح اصطالحيا بسبب حالة االنحطاط الذي تعيشه الحضارة العربية اإلسالمية، ولهذا

الشمول والوحدة : مرادفات كثيرة منها األممي واإلنساني و الناس، والتي تفيد معاني عدة منها )2(.واالنتشار و العموم و الكلية والجماعة و االطراد و االشتراك وغيرها من المعاني

محمد أبو الفيلسوفأما عن المعنى االصطالحي لها فنجده مختصرا وعميقا لدى مقدمات [و الذي يعرفها تحت عنوان ) هـ1425-1336 /2004 -1942( )∗∗∗∗( حمدالقاسم حاج

مشروعنا يشكل بديال عن القراءات األخرى ولكنه : ( بقوله ]قيام العالمية اإلسالمية الثانيةيكشف جانبا لم تستطع القراءات األخرى الوصول إليه بحكم التزامها بمناهج وضعية جزئية

جود اإلنسان وحركته، وما يتضمنه هذا البعد الكوني من تفاعل جدلي تهمل البعد الكوني في و، فاألستاذ من خالل تعريفه أورد مجموعة من المفاهيم والمبادئ كما أوضح الخالف )3()بالغيب

، المجلس اإلسالمي ملتقى العولمة واثرها على الثقافة اإلسالمية، "على الثقافة اإلسالميةالعولمة وانعكاساتها " سعيد فكرة، - )1(

4، ص 2004الجزائر،مايو . األعلى 66، المرجع السابق الذكر، ص العولمة والعالمية قاسم حجاج، - )2( بين القراءتين قراءة الكون أبو القاسم حاج حمد مفكر إسالمي سوداني، صاحب مدرسة فكرية تدعو إلى وجوب الجمع-)∗(

وقراءة الوحي، له العديد من المؤلفات التي تعنى بالدراسات القرآنية والفلسفية اإلسالمية ، منها الكتاب المذكور ، و المنهجية ات المعهد القرآن المعرفية، األزمة الفكرية الحضارية في الواقع العربي الراهن، وله كتابات ومداخالت عديدة في ملتقيات ومؤتمر

.العالمي للفكر اإلسالمي .162 ص،1996دار ابن حزم، : بيروت. 2، الجزء األول ، ط العالمية اإلسالمية الثانيةمحمد أبو القاسم حاج حمد، )3

الفلسفي بين المشروعين العالمي الغربي و العالمي اإلسالمي من جهة أخرى، فالمبادئ التي بنى : عالميته هي اسم حاج حمدأبو الق الفيلسوفعليها

اعتبار أن العالمية اإلسالمية هي قراءة مغايرة على غيرها من القراءات الوضعية � .الحديثة منها و القديمة

اقتصار مشروع عالميته على جوانب ينفرد بها عن سواها من مشاريع العولمة أو � .العالمية الغربية

إلسالمي، وما يحويه هذا البعد من حضور البعد الغيبي في صلب المشروعي العالمي ا � .جداالت فكرية وإنسانية ودينية واسعة

قصور المشاريع العولمية والعالمية الغربية على فهم االنسان وحركته وذلك بسبب � إال - التحكم–إغفالها للبعد الغيبي المتحكم في كوامن الكون، والذي ال يمكن إدراكه

. مدركة لحقيقة وجود الكون واثر الغيب فيهمن خالل إعمال ألبعاد دينية تكون

نورد ما قاله في موضع آخر من كتابه الفيلسوف أبو القاسموبتوضيح أكثر لقول إن عالمية اليوم تتداخل فيها تجارب كل الشعوب ( :بقوله) بالعالمية اإلسالمية الثانية(الموسوم

تعني االعتراف بالتنوع بصفة عامة، ، وبكل تبسيط فالعالمية هي التي )1()وليس لمعظمها فقط فيعني -العالمية- تغليب رأي على سائر اآلراء أما الثاني -العولمة–ألن المراد من األول

أي أنها توجه نحو الالمركزية الكونية و أنها تمثل حالة من 2.التفتح على العالم بكل مكوناته . وسياسية و فكرية وحتى منهجيةالتفاوض اإلنساني التي ستقود إلى تعددية اجتماعية

:مصطلح المجتمع المدني: ثالثا

مفهومـا "من أبعاد جعلت منها " المجتمع المدني "مصطلححمله يقبل الخوض في ما ، وحتى المعاصر األوروبي الحديث السياسي األساسية في الفكر المرتكزات من مهما " ومرتكزا

. على صعيد اللغةصطلحالملننظر أوال فيما يمكن أن نحدد به هذا

23، ص المرجع السابق الذكرأبو القسم حاج حمد، )1 4ص ، الذكرقع الساب، المرج"سؤال الهوية الثقافية في زمن العولمة" عمار جيدل ، )2

والحق أننا سنصاب بدهشة كبرى إذا نحن أردنا التدقيق في المدلول اللغـوي لعبـارة كما يمكن تحديد معناها في اللغة العربية، بالمقارنة مع ما تتحدد به في اللغات " المجتمع المدني "

ق إظهار تحيز في على توضيح في سيا )∗∗∗∗(األستاذ محمد عابد الجابري وهو ما عمل . األوروبيةصيغة ترد في اللغة العربية إما اسم مكان أو اسم زمان أو " مجتمع"لفظ المفهوم و المصطلح، ف

وإما مكان أو زمان حـصول هـذا ،)اجتماع(مصدرا ميميا، بمعنى أنها إما حدث بدون زمان نى اللفظ األجنبي ، وبالتالي فهو ال يؤدي مع)اجتماعهم، أو مكانه أو زمانه : مجتمع القوم (الحدث

والذي يعني، أول ما يعني، عـددا مـن األفـراد، " society" أو " société"الذي نترجمه به فهو " مدني"أما لفظ .)1(بفعل رابطة ما تجمع بعضهم إلى بعض " جماعة"أو " مجموعة"يشكلون

وبنـاء ). دينـة بدو حضر، بادية م: قارن" (الحاضرة"يحيل، في اللغة العربية، إلى المدينة، إلى بالنـسبة إلـى اللغـة " المجتمع المدني"على ذلك يمكن القول، مع شيء من التجاوز، إن عبارة

، تماما كما فعل ابـن خلـدون "المجتمع البدوي"العربية إنما تكتسب معناها من مقابلها الذي هو ين فـي تحليـل كمفهومين إجرائي " االجتماع البدوي "ومقابله " االجتماع الحضري "حينما استعمل

وبما أن القبيلـة هـي المكـون ). وأيضا الالحقة(المجتمع العربي في عهده والعهود السابقة له ـ سيصبح المقابل المختلف، إلى حـد التـضاد، " المجتمع المدني "األساسي في البادية العربية ف

".المجتمع القبلي"لـ

، يستبعد "مجتمع مدني"، في قولنا "يمدن"الذي نترجمه بـ " civil"هذا في حين أن اللفظ األجنبي قـارن " (التوحش"معنى : ثالثة معان رئيسية هي بمثابة أضداد له النموذج المعرفي الغربي في

" اإلجـرام "، معنى ")الشعوب المتحضرة "في مقابل عبارة " المتوحشة/ الشعوب البدائية ("عبارة فـي ": مـدني "قارن (تماء إلى الجيش ، معنى االن )في المحاكم " جنائي"في مقابل " مدني: "قارن(

القـوانين "فـي مقابـل " التعاليم الدينيـة : "قارن(، ومعنى االنتماء إلى الدين ")عسكري"مقابل هو مجتمع متحضر، ال سلطة فيه النموذج الغربي في " المجتمع المدني "وهكذا فعبارة "). المدنية

حين عرفه ببساطة على أنه مجموعة من ، و دليل ذلك ما قدمه أرسطو )2(ال للعسكر وال للكنيسة إذن )3(.األفراد في إطار نظام سياسي شرعي يمنح فضاء للتشريع مختلف عن األسرة و الشعب

أستاذ دكتور مغربي، متخصص في الفلسفة السياسية في جامعة القاضي عياض بالمملكة المغربية، له مشروع فكري مجسد -)∗(

.في تكوين العقل العربي ونقده وإعادة بنائه ، 01-03-2005اريخ بت،10184العدد ،مجلة وجهات نظر ،"المعنى والمفهوم: المجتمع المدني"محمد عابد الجابري، -)1(

http://www.wajhat.com 17:20، على الساعة 2007.04.21: تم تصفحه بتاريخ ، المرجع السابق الذكر"المعنى والمفهوم: المجتمع المدني"محمد عبد الجابري، - )2(و المـسارات المتنوعـة مؤتمر حـوار الحـضارات للمجتمع المدني، ةأسماء بن قادة، التحيز في األنظمة المعرفية المنتج -)3(

3-2،ص2007، القاهرة، فبراير للمعرفة

داخل اللغة العربية، وبين مفهومها " المجتمع المدني " اللغوي لمصطلح مدلولالفالفارق كبير بين .النموذج المعرفي الغربيفي

عالقة الدال والمدلول، والذي يعد المدخل األولي في دراسـة فهذا االختالف اللغوي في المصطلحات، ينبؤ على تصور خاطئ لدى الغرب حينما يصر على نشر مثل هذا المـصطلح على كل المجتمعات وعلى كافة اللغات والتركيبات البشرية، فالعبارة أخذت أوجها متعددة فـي

يقها واستعمالها، فالمجتمع المدني الذي ينادي شرحها والتي ال يمكن أن تنفصل عن ميادين تطب الغرب إلصالحه يمكن أن يكون هو المجتمع المدني الغربي وهو الذي تنطبق عليـه اآلليـات اإلصالح والتقويم بالمعنى الغربي، بيد أن المجتمع المدني الذي نتحـدث عنـه لـدى العـرب

هم مجتمع مدني، وال يقتصر مخالفته المسلمين هو مجتمع يختلف تماما عنه، ألن ما سوى البدو عن السلطة فقط ليكون مجتمعا مدنيا، وبالتالي فإن المصطلح أخذ أوجها غير ما يراد لـه فـي لغتنا ومن دون أن نبحث نحن عن المصطلح إلي يمكنه أن يفي بمفهوم القوى االجتماعية غيـر

:وعة من األمور منهاالخاضعة للسلطة أو العسكر، ويجب في هذا المصطلح أي يراعي مجم

كان يخص مجتمعـات كانـت " المجتمع المدني " عن الغرب أن كالم المفكرين في :أوال .تنتقل فعال من المجتمع الزراعي اإلقطاعي إلى المجتمع الصناعي الحداثي

لية الذاتية أنه كان جزءا من سياق تطور تاريخي كان يخضع بكامله للمعطيات الداخ :ثانياأو ذاك، أعني بذلك غيـاب تـأثير سـلبي ألي عامـل ات الغربية المجتمعالخاصة بهذا

.خارجي

أن كثيرا من المشاكل الداخلية، االقتصادية منها واالجتماعية، التي كان يعاني منها :اثالثالهجـرة : في ذلك الوقت، قد أمكن تجاوزها بفضل التوسع االستعماري الغربيالمجتمع

وهذه أمور غائبة تماما بالنسبة . إلخ... ولية، عائدات أسواقها إلى المستعمرات، موادها األ .)1(للعالم العربي الراهن

فالمجتمعات العربية ال تعيش حالة االنتقال مـن المجتمـع الزراعـي إلـى المجتمـع الصناعي، وال تسلم من التدخالت الخارجية التي تعيق التطور في هذا االتجـاه، إضـافة إلـى

استغالل إمبريالي عالمي، وهذه الفوارق األساسية تفرض على الباحث األخذ وقوعها تحت وطأة

، الموقع15-03-2005 ،10483 العدد ،مجلة وجهات نظر، "المجتمع المدني والواقع العربي الراهن" محمد عابد الجابري، - )1(http://www.wajhat.com،17:20، على الساعة2007.21.04: وتم تصفحه بتاريخ

أو حتـى عنـدما بعين االعتبار كال من الزمان والمكان عندما يفكر في مفهوم المجتمع المدني المجتمع ويمكن أن يكون مصطلح . المفاهيم المماثلة يريد أن يضع المصطلح المناسب لغيره من

ور ـاألستاذ الدكتور منـص التي تدل على هذا المعنى بحسب ما أشار من المصطلحات الوقفي . في محاضراته وتدخالتها)1(بن لرنب

فإذا كان هذا التحيز االصطالحي قد توقفنا عنده من خالل الجانب اللغوي فإن الغوص لـم فيه من خالل األبعاد النظرية قد يؤدي بنا إلى العودة إلى فكرة العقد االجتماعي والتـي نع

، و التي يرى منظروها الثالثة "أكبر كذبة سياسية في التاريخ اإلنساني "جميعا أنها وصفت بأنها إلى فكرة المجتمع المدني كل من فلسفته، و كما هو معلوم فإن نظرية العقد االجتماعي ال يوجد

ية وبالتالي لديها أي رابط بالمجتمعات العربية اإلسالمية و إنما تنطبق على المجتمعات األوروب فالكثير من المفاهيم والصياغات االصطالحية تكون متعارضة حتما لمقومات حضارتنا التي ال تعيد أصل الدول و المجتمعات إال الحروب و التعاقد وما إلى ذلك من األفكار التي تنسحب في

نا بنقـل فوفقا ألي شروط موضوعية يتم مطالبت . فسادها عندنا على كثير من القيم و المقومات )2(؟المفهوم و المصطلح إلى وعينا من غير أن يكون ذو صلة به

:مصطلح التطبيع: رابعا

نشير هنا إلى أن البحث في أصل االصطالحات السياسية التي لهـا ارتبـاط بتـاريخ الـذي عمـل الدكتور عبد الوهاب المسيري اإلسرائيلي يعود إلى -وصيرورة الصراع العربي

الدائم في أغلب المصطلحات المستعملة في حلبة هذا الـصراع، ومنتجـا على التقصي والبحث الصطالحات أخرى تعبر عن االنتماء العربي، بدل المصطلحات الدالة على الثقافـة اليهوديـة

.والمبررة للعديد من المواقف والسياسات للكيان الصهيوني

عد من أقوى يNormalization الذي يقابله باللغة األجنبية التطبيع مصطلح المصطلحات وأكثرها شيوعا وداللة على آليات ومراحل و سياسات اتبعت في المسار التاريخي

هو تغيير ظاهرة )التطبيع( أن الدكتور المسيريلهذا الصراع، وفي أصل هذا المصطلح يذكر )عيطبي(ولكن كلمة . )طبيعيا(البعض ه نيتها وشكلها واتجاهها مع ما يعدما بحيث تتفق في ب

االجتماعية أن المجتمع الوقفي هو المصطلح األنسب لمفهوم القوىاألستاذ الدكتور منصور بن لرنبيشير دائما ومرارا - )1(

2006، وقد أكد على ذلك في محاضراته أمام طلبة الماجستير لدفعة الحية في المجتمع 6، ص الذكر، المرجع السابق"رفية المنتجة للمجتمع المدنيالتحيز في األنظمة المع" أسماء بن قادة، - )2(

، ومن ثم فإن التطبيع هو إزالة ما يعده المطبع شاذا، وال )عادي (و) مألوف(يمكن أن تعني وقد ظهر المصطلح ألول مرة في المعجم .)1 ()الطبيعي (والعادي و يتفق مع المألوفالذين يعدهم الصهاينة شخصيات طفيلية شاذة ) العالم(إلى يهود المنفى الصهيوني لإلشارة

األعمال الفكرية وفي الغش التجاري، ويعملون في أعمال هامشية مثل الربا وأعمال فيمنغمسة السياسية واالجتماعية التي نفسها على أنها الحركة الصهيونية وقد طرحت. مثل البغاء مشينة

ومع إنشاء ، شعبا مثل كل الشعوب ستقوم بتطبيع اليهود، أي إعادة صياغتهم بحيث يصبحون الصهيونية تقريبا من المعجم الصهيوني بسبب حاجة الدولة اختفى المصطلح ونيةالصهي الدولة

.الماسة لدعم يهود العالم لها

السبعينيات بعد توقيع معاهدة ولكن المصطلح عاود الظهور مرة أخرى في أواخر لةالمصرية اإلسرائيلية، إذ طالبت الدو ولكنه طبق هذه المرة على العالقات. كامب ديفيد

العالقات بين البلدين، أي جعلها عالقات طبيعية عادية، مثل تلك التي تنشأ بتطبيع الصهيونية )2(.بلدين بين أي

وتصر إسرائيل على . إعادة صياغة العالقة بين بلدين بحيث تصبح عالقات طبيعية هوفي السالمالتطبيع السياسي واالقتصادي بينها وبين الدول العربية هو شرط أساسي لتحقيق أن

ولكن يوجد خلل أساسي في المفهوم وفي المحاولة، فالتطبيع السياسي. الشرق األوسط

االستيطاني واالقتصادي يجب أن يتم بين بلدين طبيعيين، وهو األمر الذي ال يتوافر في الجيبة ال تزال تجمعا استيطانيا وليس دول الصهيونية فالدولة. الصهيوني بسبب شذوذه البنيوي

)3.(للمواطنين الذين يعيشون داخل حدودها

ولتوضيح تحيز هذا المصطلح نبرز خصائص الصناعة االصطالحية اليهودية وما فيها من تحيزات تبعث فيها دائما كوامن النموذج المعرفي الغربي ولكن بصبغة صهيوينة،

تحل محل فالمصطلح اليهود يتم صنعه وتحديده على أن يكون ذو مالمح برئية محايدة المصطلحات ذات المضمون التاريخي و اإلنساني العربي، وهو ما نلمسه في التطبيع فهو يشير لمن تكون له نظرة محايدة على أن إسرائيل تبغي أن تجعل العالقة طبيعة وفقط من دون أن

كما تظهر كوامن وباطنية المصطلح التي ال تتفق مع هذه الطبيعة البرئية التي يراد لها الظهور،

2، ص 1999دار الشروق، : القاهرة . 1، طالجزء السابع، موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة عبد الوهاب المسيري، - )1( 3، صنفس المرجع - )2( 213، ص الذكر، المرجع السابقيقيةدراسة نظرية تطب: في الخطاب والمصطلح الصهيوني عبد الوهاب المسيري، - )3(

يعتمد على الخلط في الصياغة بين المصطلحات وسبب ذلك هو إبقاء حالة المرونة في المصطلح ليسهل له كيفما اقتضت الضرورة، وهو حال التطبيع الذي يبقى لينا ومراوغا بحيث يشار له على أنه آلية سياسية تمكن من سير العالقات بصورة حسنة وهو أمر اختياري ال إجبار

يد ان الواقع يكشف زيف هذا اإلدعاء فالتطبيع هو آلية اعتراف صيغت من التاريخ فيها، ب 1.اليهودي لتطبق على وقائع سياسية تفرضها هي من دون مشاورة في ذلك

:مصطلح اإلرهاب: خامسا

من أكثر المصطلحات جدلية و إثارة للنقاشات السياسية و اإليديولوجية، ويعود سبب ط المتعمد الذي ألحق المقاومة باإلرهاب، فتوصيف كل الحركات هذا النقاش إلى الخل

اإلحتجاجية التحررية باإلرهاب، ووصف كل العمليات التدميرية ومساواتها معها بصفة اإلرهاب، ومساواة كل جرائم التقتيل المنظم وغير المنظم بالعمليات الدفاعية المشروعة، ال

.ه بين الظاهرتين، بل إن الخلفية النظرية ترى غير ذلكيكون من قبيل الصدفة وال قبيل التشاب

بداية وجب أن ندر ك أنه لم يطرح منذ المحاوالت الجادة لدراسته إرهاب فمصطلح وفهمه، ضمن سياق النزاعات الكونية التي عرفتها البشرية منذ قرون خلت أو على األقل خالل

و لم أهمل النظر إليه على أساس أنه القرن الماضي وبدايات القرن الحادي والعشرين، وهمرحلة من مراحل الحياة السياسية لإلنسانية المليئة بالتدافع و الصراع و النزاع و الحرب

ومن دون أن ندخل في رصد للصور التي وضعها واشرف عليها . والتعاون و التكامل و السلمرية كان سيصل بنا إلى علماء الغرب في علم المستقبليات ليظهر أن تطور الصراعات البش

اإلرهاب، ومن دون أيضا أن نوغل في البحث اإلستشرافي لهذه الظاهرة، ينبغي أن نقول وبوضوح تام، أن اإلرهاب هو قبل كل شيء الشكل الجديد الذي أخذه الصراع بين البشر بعد أن

.)2()من صراعات مجتمع االستهالك إلى صراعات مجتمع المعرفة(مر بمراحل مختلفة

مثل هذا الموقف أو الرأي يدعم فكرة جوهرية و أساسية وهي أن اإلرهاب من الخطأ أن يكون لصيقا بأفكار اإلسالم و قناعات المسلمين كما نرى ذلك اليوم، فاإلرهاب تطور في العقلية اإلجرامية اإلنسانية عموما ومن المفضوح أن ينسب لحضارة دون أخرى، و بعودة

دار الشروق، : القاهرة.1، طدراسـة نظريـة تطبيـقية في النمـاذج المركـبة: دفاع عن اإلنسان، عبد الوهاب المسيري- )1(

357، ص2003، ص 2002 أكتوبر 31، تاريخ 157 العددالجزائر،،جريدة األحداث، "وما بعد اإلرهاب.. ما قبل .. ضحايا"محمد سليم قاللة، - )2(

10

ألوروبي القديم سنجد حقائق تاريخية تفند المزاعم التي تربط اإلرهاب سريعة إلى التاريخ ا، فلم )∗(باإلسالم وال ترى في هذا المصطلح إال مدلوال لغويا وواقعيا يرتبط اإلسالم والمسلمين

يسجل التاريخ أن حضارة أسمت هذا الشكل من العنف باإلرهاب إال خالل الثورة الفرنسية، و خذ فيها المصطلح مفهومه الحالي ويكتسي الصبغة القانونية هذه الثورة كانت هذه أول مرة يأ

قانون ( صدر 1794جوان 10التي أنجبت في قمة ذروتها أول تقنين رسمي لإلرهاب ففي الصادر في ) Saint Jussaiteتسان جوس(والذي كان تكريسا لمرسوم ) اإلرهاب الكبير

ن رجل سياسي يقنن اإلرهاب، وبالعودة الذي اعتبر أول مرسوم يصدر ع1793أكتوبر 10الموت أو : أحكام العدالة ينبغي أال تخرج على أمرين( لقانون اإلرهاب الكبير نجد هذا النص

، من هنا بدأ اإلرهاب األبيض يتوسع ويعرف أوجها متعددة )2()البراءة ومن غير حق في الدفاع هو مرتكز العنصرية والمركزية، بيضاءالنظرة اإلرهابية الباألمس واليوم كذلك، واألصل في

الذي تم مناقشتها في المبحث السابق، الذي يرى ما سوى النموذج الغربي هامش وال حق له في .الحياة

من خالل هذه الحقائق التاريخية التي ال تنفيها إال المكابرة والتعنت، يتضح لنا أن يهو تطور تاريخي خاص بحضارة اإلرهاب مصطلح ال يمكن يلحق بمجتمعات دون أخرى وال

دون سواها، بل تطور في الصراع البشري الحاضر والذي قد يعرف تطورات أخرى في المستقبل، هذا يجرنا إلى التأكيد على أن الخلط المقصود بين اإلرهاب و اإلسالم والمقاومة

ين في انتشار هذا المشروعة، هو من باب إلحاق التهم و إبعادها عن أصحابها الفعليين المتسبب أمين عام حزب اهللا اللبناني في إحدى مقابلته سماحة السيد حسن نصر اهللاإلرهاب، وكما ذكر

أن أي تعريف لمصطلح اإلرهاب معها ضاق أو اتسع إال وسيشمل أمريكا وإسرائيل و العالم .)∗(الغربي المصاحب لهما

أن يربط مصطلح اإلرهاب أي أنه من المكذوب ومن الدعاية اإلعالمية الهابطة بالمقاومة المدافعة عن شرف أرضها وبين اإلرهاب اإلسرائيلي أو األمريكي ضد شعوب مسالمة، فالنموذج المعرفي الغربي يصور المقاومة على أنها مجرد إرهاب مجنون نتيجة شر

، جاءت لتبين أن اإلرهاب هو 2001سبتمبر 11 انظر أغلب الدراسات أو النظريات الغربية التي صدرت في فترة ما بعد -)∗(

ذكرناها -، نهاية التاريخاإلسالم ، وانتشرت فوبيا اإلسالم في كامل أوروبا و أمريكا، ومن هذه النظريات صدام الحضارات . فكار ، وغيرها من التنظيرات الغربية التي ال تخرج عن روح معاداة اإلسالم ووصفه باإلرهاب، حرب األ-سابقا

، 85، الجزائر، العددجريدة السفير، " لإلسالميين و الحوار مع اآلخرينالموت:إرهاب الغرب األبيض"محمد سليم قاللة، - )2( 13-12، ص 2002 جانفي 20: بتاريخ

في أيام ذكرى العدوان 2007 أوت 22 مقابلة تلفزيونية لقناة الجزيرة الفضائية مع سماحته بتاريخ جاء هذا التصريح ضمن-)∗( 2006اإلسرائيلي على لبنان في سنة

الخطأ ومن . )1(متأصل في النفس العربية و كره مفطور فيها ليس له أساس أخالقي أو قانونيأيضا ربط اإلرهاب باإلسالم الذي يدعو إلى التسامح ويشجع التعدد في الرؤى، وبين اإلرهاب

وان الخلط بين اإلرهاب و . الذي يفرض الرأي الواحد والوجهة الواحدة وبقوة السالح و العنفرهاب، مع دخول النظام العالمي مرحلة اإل سليم قاللة الذكتوراألستاذاإلسالم تزامن كما يذكر

فارتبط التحول العالمي بظهور اإلرهاب، الذي صاحب بروز التيارات اإلسالمية وعودة الصحوة اإلسالمية بمختلف تياراتها الجهادية والعلمية واالجتماعية وغيرها، فكان بذلك أن حصل توافقا في الظرف الدولي بين التحول السياسي في المجتمعات اإلسالمية بالتحديد والتحول

وهو األمر الذي احدث الخلط بين اإلرهاب واإلسالم كدين . نوعي في ظاهرة اإلرهاب العالميال )2.(وحضارة

:مصطلح اإلسالم المعتدل: سادسا

، فاإلسالم ال خالف في تعريفه انه الشرعة التي لمعتد مصطلح مركب من إسالم ووه، أما معتدل ) عليه وآله وسلمصلى اهللا(ارتضاها اهللا لعباده، وجاء به خاتم األنبياء محمد

ومصدره كذلك اعتدال، فهو من عدل أي سوى الشيئين، وهو بخالف التطرف الذي هو تجاوز ويشاع استعمال هاذين المصطلحين في الخطاب . حد االعتدال، وأصله الطرف هو حافة الشيء

زع للمهادنة وتقديم السياسي كثيرا، بحيث يوصف االعتدال السياسي على أن يأخذ المرء موقفا ينالتنازالت في سبيل تحقيق قدر من العدل واالستقرار، أما التطرف السياسي فهو أن يتمسك

. )3(المرء بموقفه و بالحد األقصى ال يحيد عنه ة ال يقبل تقديم التنازالت

و ما يرافق هذين المصطلحين أنهما يقاسان بالنسبة إلى خلفية كامنة فيهما أو متجاوزة ، فما هو أو من هو متطرف وجهة نظر ما قد يكون معتدال من وجهة نظر أخرى، وهو ما لهما

ولكن بالعودة إلى . يجعلهما غير قدرين على إيجاد مقدرة تفسيرية عالية في المجال السياسيمصطلح اإلعتدال وربطه باإلسالم نكون أمام منتج اصطالحي معاصر، دخل حيز التداول

ومنها الخارجي ) أي داخل الدولة القطرية( سياسية متعددة منها الداخلي مؤخرا نتيجة لتجاذبات ).الخاضع لتوازنات دولية(

243، المرجع السابق الذكر، ص في الخطاب والمصطلح الصهيوني عبد الوهاب المسيري، - )1( 10، المرجع السابق الذكر، ص" اإلرهابوما بعد.. ما قبل .. ضحايا" محمد سليم قاللة، - )2( 232، المرجع السابق الذكر، صفي الخطاب والمصطلح الصهيوني، عبد الوهاب المسيري - )3(

تؤكد اغلب المتابعات السياسية والتاريخية لظهور هذا المصطلح أنه جاء ضمن اإلسالم ( سياسيات واستراتيجيات تتبعها الواليات المتحدة األمريكية بغية خلق ما يسمى لديها

، فعمدت إلى مراحل إليجاد 2001سبتمبر 11، وهذا بعد ما تعرضت له من أحداث في )البديل، ومن هذه المحاوالت )∗(هذا اإلسالم الذي ينتهي بالقضاء على اإلسالم الذي يؤطره المتشددون

الذي حاولت مراكز الرأي أن تصوغه على " اإلسالم اإلصالحي"التي تبناها المشروع هو ات في اإلسالم وفي تعامالت وفكر المسلمين سياسيا واقتصاديا، وحتى أساس إحداث تطوير

اجتماعيا وتكون متناغمة مع المطالب األمريكية، وحادثة اإلمامة للمرأة في نيويورك ليست و الذي تعد الطرق " اإلسالم المروض"من دون أن ننسى مشروع ). ∗(ببعيدة عن هذا الطرح

شره و تسويقة لما تحمله في طياتها من مهادنة كبيرة للحاكم الصوفية المنحرفة من أهم دعائم ن . بالداخل وللشرطي الدولي بالخارج

أو " باإلسالم المعتدل"من خالل هذه الصراعات اآلنفة والمراحل العملية ولد ما يعرف الذي جاء على " لإلسالم الفاشي"و قد وضع هذا المشروع في سياق مخالف " اإلسالم المحايد"

ولكن ما حدث لهذا المقترح أو المشروع أن معايير االعتدال . رئيس الواليات األمريكيةلسانالبد وأن تختلف و ال يمكنان قياسها و أن االعتدال ال يظهر بصورة سريعة؟ ضف هل االعتدال

وهنا صيغت سيلقلت . يتم األخذ به من معايير إسالمية داخلية أم من خالل معايير خارجية عنه؟ة يمكنها من رصد سمات هذا اإلسالم البديل من خالل التعامل مع الحركات السياسية مختلف

عملية السالم مع إسرائيل، محاربة اإلرهاب، : - السياقات–اإلسالمية الممثلة لالعتدال وهياحترام حقوق اإلنسان، تشجيع األسواق المفتوحة وغيرها من معايير تداخلت بين النظرة

.)3(لديني اإلسالميالسياسية والبعد ا

صموئيل هنا فكرة أثارها المفكر األمريكي عمار جيدل الدكتوراألستاذويورد في محاضرة له عبر فيها بكل إيجاز عن اإلسالم المعتدل الذي يريده الغرب، )∗∗∗∗(هيتنغتون

لذي ال ، أي أن القاعدة تمثل اإلسالم االحتجاجي ا)البد من االختيار بين القاعدة أو دبي: ( بقوله

وهو القرآن ،ن الكريم أو القرآن الجديد كما أسمتهآ ومن المحاوالت التي اعتمدتها أمريكا في ذلك محاوالت تسويق القر-)∗(

خارقا للنصوص القرآنية وتبديال لآليات الكريمة بما يتفق وما تريده مراكز الدراسات المعادية المحرف الذي تضمن تحريفا .و الممولة من جهات مشبوهة لإلسالم

. فيهم الجمعة داخل كنيسة أنجيليكة وكانت الصالة مختلطة في الصف الواحدت حيث أمت السيدة أمينة ودود المصلين وخطب-)∗( 12، ص 2006 أكتوبر 8-2 ، التاريخ،01 العدد: الجزائر ،جريدة الحقائق األسبوعية ، "اإلسالم البديل" عمار جيدل ، - )3( العديد من السجاالت الفكرية والتي كانت تنبؤ عن تطورات سياسية "صدام الحضارات" هو المفكر األمريكي الذي اثار كتابه -)∗(

. كبيرة عرفتها الساحة الدولية فيما بعد

يمكنه إال أن يكون اإلسالم اإلرهابي، وأما دبي فهي ما يمثل مركز التطور و التكنولوجيا ) 1(.المتقدمة دون فقدان للقيمة التقليدية

وبالرجوع إلى إظهار تحيزات هذا المصطلح نجد أنه استوعب األفكار الدينية المسيحية ه هذه التقسيمات لدى الغرب من تعدد ديني من مسيحية بروتستنية و كاثولكية وغيرها، وما تمثل

وإن كان منهجيا إال أنه ينبؤ عن الخلفية العدائية - اإلسالم-ال يقره اإلسالم، أي أن التقسيمالعنصرية الغربية، والتي يمكن أن تجابه بتصدير مصطلح يكون مناهضا لتقسيمات اإلسالم

الذي يكون فيه اإلسالم ) 02لحق رقم ارجع للم ()∗∗∗∗("اإلسالم الحضاري"الواحد وهو مشروع السياسي قيمة مضافة لإلسالم االجتماعي ويدعمه في ذلك اإلسالم المجتمعي لتحقيق سنة

.االستخالف في األرض

ويقال . اإلسالم الذي يركز على جانب التمدن وبناء الحضارة" اإلسالم الحضاري"يراد بكلمة "اإلسالم الحضاري"ويقابله باللغة العربية "Civilizational Islam" باللغة اإلنجليزية

وسيلة من وسائل تطوير اإلنسان "التعريف الكامل لمبدأ اإلسالم الحضاري هو عبارة عن هذاإن" يية قائمة على أسس التمدن اإلسالموالمجتمع والدولة بصورة متميزة وشمول

من أجل إعادة األمة اإلسالمية إلى ال يعد مذهبا حديثا، وإنما هو وسيلة تتخذ المفهوم /مصطلحاألسس القائمة على القرآن والسنة المطهرة بصفتهما عماد الحضارة في اإلسالم، وهو بدوره

يركز ، ويكون العامل المحول للفكر اإلنساني لتغيير المفاهيم الخاطئة حول هوية اإلسالم وحقيقتهفق المنظور اإلسالمي الشامل، ويكون مبدأ اإلسالم الحضاري على التنمية وتشييد الحضارات و

ذلك بتكثيف الجهود من أجل رفع مستوى الحياة والمعيشة من خالل اإللمام والتمكن من العلوم والمعارف، والتنمية الروحية والمادية، وسيبقى تراث الحضارة اإلسالمية المجيدة دافعا وحافزا

)3(.لرقي األمة المعاصرة في شتى نواحي الحياة

12، ص فس المرجعن - )1( نقاط، ولمن أراد اإلطالع على مضمونه يمكن أن يزور الموقع الرسمي 10 و هو مشروع تبنته الحكومة الماليزية مؤخرا من -)∗(

.للحكومة الماليزية أو ان يبحث عنه في المواقع اإللكترونية اإلسالمية فهو متوفر )02يمكن اإلطالع عليه كامال في الملحق رقم (ة سالم الحضاري، وزارة الخارجية الماليزيمشروع اإل) 3

:ويتضح من هذا التعريف ما يأتي

أن مبدأ اإلسالم الحضاري أكثر شمولية وكماال من المبادئ والمفاهيم المقتصرة على .1جوانب جزئية من الدين، كما هو شأنه في مفهوم اإلسالم السياسي، واإلسالم الصوفي

.وما شابه ذلك

ي تهتم بجوانب الحياة أن مبدأ اإلسالم الحضاري يتمثل في التعاليم اإلسالمية الت .2المختلفة من أجل رفع مستوى معيشة المجتمع المتمدن، ومن ثم إعداد أبنائه لمواجهة

.مختلف تحديات العصر الحديث

�U ا���oی"ت و ا7jlE:"ت U#�+ذج ا��U ا���oی"ت و ا7jlE:"ت <p"ر تG�D ا��� U#�+ذج ا�<p"ر تG�D ا���K�"ا���K�"ا���

تحيز للنموذج ما سبق طرحه من أمثلة مختارة عن المصطلحات التي يظهر فيها الالمعرفي الغربي، وإن كانت ال تعبر إال عن ثلة بسيطة وبسيطة جدا، غير أنها تعبر عن عمق اآلثار التي تنتج عندما نأخذ المصطلح مبتورا مفرغا من مضمونه الحضاري الخاص بنا، وإن

ورة كان البد من التذكير أن المصطلح وعاء يحمل في طياته المفهوم، فهذا يوضح أهمية وخط .إلغاء تبيأة المصطلح

عن األثر النفسي والعقلي الدكتور محمد عمارةوفي هذا المجال نذكر ما أورده الباحث : (فيقول" ال مشاحة"والعاطفي و العلمي الذي يورثه استعمال المصطلحات بمنطق

فيزرع في عقله ... والقارئ الذي يريد معرفة مضمون المصطلحات، فيمد يده إلى القاموسوجدانه بذرة فكرية تنمو، فتلون مساحة من عقله ووجدانه بالصبغة الحضارية التي حكمت لون و

، وهو ما يؤكد أن التحيز للنموذج المعرفي الغربي أهمية )1()ومذهب مضامين المصطلحاتبالغة، إن على المستوى الفكري كما أورد الدكتور أو حتى على المستوى الوجداني وخطورة

وبين الباحث، فيرى من "المتحيز"المتغرب ر األكبر في خلق ألفة بين المصطلح والذي له األثخالله لكل الظواهر و المسائل على شاكلة الصناعة االصطالحية التي تلون بها فكره، وهو ما

. الحضارية للباحث أو المتلقي)الهوية(اإلنية يؤدي في أغلب حاالته إلى حالة انفصام مع

مجددا إلى إيضاح فكرة أن المصطلحات ال يمكنها إال وتحمل مضامين ومن دون العودةحضارية وبيئية للجهة صانعة ومصدرة المصطلح، ننتقل مباشرة إلى إظهار اآلثار التي يتركها

فاألثر يظهر في ما سبق . و يوجدها التحيز إما في المصطلح السياسي أو في النظريات السياسية: بقولهالدكتور المسيريوهو ما عبر عنه ، "الدال والمدلول" ذكره عن عملية الربط بين

ومحاولة ربط الدال و المدلول ليست سهلة و ال آلية وال حتمية، فهي تمر عبر الزمان والمكان (فثمة مسافة طويل من األحالم و األوهام و الرغبات واألهواء و األفكار والمصالح ... اإلنسانيين

.)2()ولتفصل بين الدال و المدل

، الجزء األول، المرجع السابق إشكالية التحيز: ضمنالخصوصية الحضارية للمصطلحات،محمد عمارة، مداخلة الدكتور - )1(

142الذكر، ص : ، تم تصفحه بتاريخwww.islemonline.net/biblio، موقع اسالم أون الين،"هاتان تفحتان حمراوان"عبد الوهاب المسيري، ) 2

16:20، على الساعة 2007.03.22

تحيز سياقه وتحيز من صاغه، وينتج عن ذلك أشكال من : فتحيز الدال هنا مزدوجالتحيز الذي نرصده العتبارات ارتباطه بسياقه الحضاري الذي نشأ فيه ومحدودية حقله الداللي،

وهو . )1(وبالتالي قصوره في اإلخبار عن مدلوله إن تم نقله إلى سياق حضاري جديد ومختلف، التي يرى فيها الكثير صفة مالزمة وأنها أساسية في صفة التجريدي عن المصطلح ما ينف

فالنموذج المعرفي الغربي في حالة صياغته . الصناعية االصطالحية وهو تصور خاطئ تماماللمصطلح السياسي كما ال حظنا في المبحث السابق، يستخدم المصطلح لإلشارة لظاهرتين

د التحيزات لظاهرة على حساب أخرى، بدل وجود دال يقبل أن مختلفين وهو ما يعد من اش .يحمل في مضمونه مدلولين للدال الواحد

:انفصال الدال عن المدلول.1

ومن اآلثار التي تترتب عن التحيز الغربي في المصطلح السياسي و الذي هو نتيجة وتعني هذه "ولانفصال الدال عن المدل"مناقشات و جداالت نجد ما أصبح يعرف بظاهرة

الظاهرة أن األسماء ال عالقة لها بمسمياتها، و أن اإلشارات ليس لها عالقة بما تشير إليه، وبالرجوع إلى األصل في هذه اإلشكالية نجد أن األمر أصبح متجاوزا للمعطى للغوي إلى

لتي قد يصل المعطى الفلسفي، إذ تشكل العالقة الموجودة بين الدال و المدلول وحالة االنفصال اإليها في مجاالت علمية وفكرية ووجدانية ودينية، تؤدي إلى الهجوم على المشترك اإلنساني

وهو ما يخلق عجزا في مقدرة ، متكاملةتحمالة أوجه متضاربة وليسوهي اللغة بحيث تصبح .)2(من خالل ما تم التوافق عليه من منظومات معرفية وأخالقية مشتركةالتعامل مع اآلخرين

مما يعني أن االصطالح السياسي حمل هذا االنفصال، الذي أوجدته النظرة المركزية فحالة االنفصال . الغربية والتصور المادي لإلنسانية، ويؤكده المنظور العنصري للنموذج الغربي

ة نراها بعيدة كل البعد عن مدلولها في اللغ) الدال(كما الحظنا مثال في مصطلح المجتمع المدني العربية وبالتالي في التداول السياسي العربي اإلسالمي،و هو ما مثل األثر السلبي لهذا

وما أشرت له في هذا . االستعمال من خالل غياب الروح الحضارية و المنشأ البيئي للمصطلحلدى الغرب أو لدى (التفصيل البسيط أن قضية الدال والمدلول وحالة االنفصال الواقعة اليوم

من قضية لغوية ثم إلى قضية فلسفية للتحول الدكتور المسيريانتقلت بسحب ) انية ككلاإلنسالغربي أو العربي اإلسالمي أو (إلى قضية معرفية عميقة وتصير بذلك في العمق الحضاري

168، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1( 137-136، ص الذكر، المرجع السابقاللغة والمجاز عبد الوهاب المسيري، - )2(

/ بوصفه أن الدال"العالم من منظور غربي" وهو ماعبر عنه الدكتور في كتابه )1().غيرهمالمفهوم مرتبط بسياق حضاري محدد ويشير إلى ظواهر بعينها دون / دالليالمصطلح، وحقله ال

) 2(.غيرها، وفي هذا فصل الخطاب

:الغزو االصطالحي.2

ومن اآلثار التي ترتبت عن التحيز االصطالحي للنموذج المعرفي الغربي ما أصبح غلبت المحموالت ، ويقصد بذلك أن الثقافات اإلنسانية بكاملها قد بالغزو االصطالحييعرف

الغربية للمصطلحات السياسية، وتخلصت أو كادت من الحموالت الدالة على حضاراتها، وهو أثيت هذا الغزو في كل ما يتصل بجهاز المفهومات و المصطلحات المستعمل في شتى الثقافات

وهو ما اإلنسانية،و النتيجة تنحي المحموالت المتعددة للمصطلحات، و هيمنة الحموالت الغربيةأفضى إلى ازدواج يبلغ حد االصطدام بين ما يقتضيه سياق تكون المصطلح في محضنه الثقافي

وكان نتيجة لهذا االصطدام أن تؤدي إلى ضمور .وبين حاجات استعماله النظرية واألدائيةالمصطلح المعبر عن حضارات وثقافات متعددة وسيادة المصطلح الغربي، و المر يعود إلى ما

.مارسه ثقافة المركز من سطوة وهيمنة، وما تأخذ به الثقافات دونما وعي وتمحيصت

وتتضح هذه المشكلة من ،"بمشكلة المعاصرة في المصطلح"وهو ما اسماه البعض أكثر ترددا وتنوعا، تعمل على نقل المصطلح من ثقافة أجنبية إلى الثقافة ةخالل ممارسات ثقافي

اة لخصائصه التي اكتسبها من البنية الثقافية األصلية التي نشأ فيها المستقبلة له، دون مراعوتشكل فيها، ودون مراعاة لخصائص الثقافة التي يراد استخدامه فيها، وهو أمر تفاقم خطره

النموذج المعرفي –وزاد إثر االتصال غير المنظم بالنموذج الغربي، إذ أعادت ثقافة المركز )3(.االصطالحية طبقا لشروطها الثقافية الخاصة إنتاج الدالالت -الغربي

:صدام المصطلحات.3

إضافة إلى اآلثار المترتبة عن التحيز في المصطلح السياسي نجد ما عرف لدى البعض وهي من الظواهر التي أنتجها التحيز ولكن تأثيراها كان داخليا وحادا، ،"بصدام المصطلحات"

ا وفكرها و مصطلحاتها على الحضارات و الشعوب فالحضارات المنتصرة تفرض إرادته

152ق الذكر ، ص ، المرجع الساباللغة والمجازعبد الوهاب المسيري، - )1( .197، ص 2002سلسلة دار الهالل ، : القاهرة . 1، طالعالم من منظور غربي عبد الوهاب المسيري، - )2( . 181، مرجع سابق الذكر، صدراسة داللية مقارنة: المصطلحات السياسية أحمد محمود السيد، - )3(

وهذه سنة تاريخية تحدث )∗∗∗∗(تقهقر حضاريالمهزومة أو األضعف أو التي تعاني من حالة دائما مع دوران التاريخ وصعود أمم وهبوط أخرى، و الحضارة الغربية في طور انتصارها

رض مصطلحاتها وفكرها بشكل مباشر ، تفةوسيادتها وإمساكها بزمام ا لعلم والغلبة التكنولوجيوغير مباشر على الشعوب و الثقافات األخرى، وما يحدث اآلن هو نوع من أنواع التصادم بين

، )الناتجة عن منظومة فكرية غربية تتمركز حول ما سبق ذكره(المصطلحات الغربية ا يكون مضادا و هو م. والمصطلحات الناتجة من منظومات فكرية مخالفة لها أو مقاربة لها

لفكرة ان أي مصطلح ال تستطيع أن تقطعه من سياقه وال محضنه الثقافي و الحضاري )1(.ومنظومته الفكرية بوجه عام في مقابل السطوة الغربية في هذا المجال

:تجريد المصطلح.4

التي أصبحت الصفة الغالبة على النموذج الغربي، والتي تجريد المصطلحوعن مسألة ه يمكن أن يجرد المصطلح و المفهوم تماما عن الظالل و المعاني و الدالالت المحلية مفادها أن

والحضارية التي نشأ و نما فيها، و بهذا الطرح تكثر التحاليل حول نقطة مرجعية في مسألة التجريد هي قدرة وإمكانات البيئة الثقافية و اللغوية المستقبلة على الدمج و التقريب واالستيعاب

صطلح الوافد، من هذا الطرح نستشف أن مسألة االستيعاب المجرد للمصطلح ال تطرحه إلى للمفي حالة المجال الثقافي المهزوم و المحمل من غير أن يحمل، أي أن مسألة الدمج واألخذ

.هي رهينة ضعف أو قوة الثقافة و اللغة الدامجة) والتي هي صفة غير مطلقة(بالتجريد

نهاض المشاريع الحضارية لألمة المستلبة في مواجهة الثقافة أو المشروع فتقوية واستالوافد، تكون بتقديم كل الوسائل و تسخيرها ومنها ضبط المصطلح ومجاله التداولي مستعينا

، وهو )وال يهم إن كانت مسلمة أو شرقية كما توصف( بذلك بالصناعة التراثية التأصيلية لألمة مهتمين بمسألة المصطلح و البحث فيه، بالرجوع إلى لحظتين أساسيتين في ما دفع الكثير من ال

حياة المصطلح، لحظة ميالده و لحظة استئنافه الحياة، واألسئلة األساسية التي يجب أن توجه ما الشروط التي تحكمت في ميالد المصطلح؟ مثلما رأينا ذلك : البحث حول اللحظتين معا هي

فالتقهقر (: والذي عرفه كالتاليالطيب برغوث األستاذ يدخل هذا المصطلح ضمن المنظومة االصطالحية التي أبدعها-)∗(

وينعكس على السلوك والعالقات .. والضعف المفضي إلى االنحطاط الحضاري، يبدأ من هناك؛ من أعماق النفس والفكروراء الثنائيات أو يتيه ...رد والمجتمع بسنن الخلق والتسخيراالجتماعية ومناشط العمران البشري المختلفة، حينما يهتز وعي الف

.. المادية أو الروحية المتنافرة، التي تجزئ الحقيقة وتضرب بعضها ببعض ، الذي ال يمكن أن أخذ أي شئ معناه ومداه وفعاليته .راجع في ذلك كتابات األستاذ).إال في إطار الوعي المتكامل به

.182، ص الذكرسابقالالمرجع ، المصطلحات السياسية احمد محمود السيد، - )1(

أو مصطلح العلمانية و صيرورته التاريخية، ما هي المرجعية التي في مصطلح المجتمع المدنييستند إليها هذا المصطلح؟ وهنا نعود إلى مصطلح اإلرهاب والي تتبعنا توره التاريخي وشاهدنا

وهل هو مصطلح فريد أم أنه جزء من جهاز مفاهيمي . المغالطات التاريخية الغائبة عنا اليومإلسالم المعتدل الذي يدخل ضمن النسق المفاهيمي المبني على معين؟ و دليل ذلك مصطلح ا

)1(.فكرة اإلسالموفوبيا التي أصابت الغرب جميعا

ومن أهم المداخل المعرفية التي أعطت التجريد الصفة الغالبة في مسألة التعامل مع في مسألة الدكتور المسيريالمصطلحات وخصوصا في النسق المعرفي السياسي، يراها

الترجمة، فهو يقترح أن ال نترجم على اإلطالق وإنما ننظر للظاهرة ذاتها، سواء في بالدنا أو بالدهم، ندرس المصطلح الغربي في سياقه األصلي دراسة جيدة، ونعرف مدلوالته حق المعرفة، ثم نحاول توليد المصطلحات من داخل المعجم العربي، والمصطلح الذي سنأتي به

مة حرفية للكلمة األصلية، ولكنه مع هذا وبسبب هذا يظل تسمية للظاهرة سوف لن يكون ترجمن وجهة نظرنا، أي أننا سنولد أو نصك مصطلحا يصف ما نرى نحن و يقسره من وجهة

وأهمها وجود رؤيته، وهذا كما يشير الدكتور ال يعني ) اآلخر(نظرنا، متجاوزين بذلك تسميات فاالنفتاح ... فتاحا حقيقيا اآلخر بدال من الخضوع له تماماانغالقا على الذات وإنما يعني ان

) 2(.الحقيقي هو عملية تفاعل مع اآلخر نأخذ منه ونبدع من خالل معجمنا

فالتحليل السابق للدكتور يعطي رؤية متقدمة وطموحة نحو االستقالل المعرفي ورفض بحسبه من خالل إحدى منطق التبيئة للمصطلح ورفض مبدأ التجريد المغالط، ويكون هذا

واإلبداع انطالقا من الذات، االستقالل اإلصطالحيكبريات السبل المساعدة عليه وهي سبيل في كتابه بخصوص مسألة التجريد بتوصيفه للمسألة من )∗∗∗∗(سعيد شباروهو أشار له األستاذ

ين طرفين باب التحليل العلمي بحيث يرى أنه يفترض المصطلح عالقة نقل أحادية االتجاه بأحدهما فاعل إيجابي و اآلخر سلبي متلق يأخذ، وإن عماية النقل تشبه ملء وعاء شاغر ال يتغير شكله خالل عملية النقلن وأخطر ما يرتبط بهذا التصور االفتراضي الضمني، أن الطرف

.)3(المتلقي ليست لديه مصطلحات

.101-100، ص الذكر، المرجع السابقالمصطلح خيار لغوي وسمة حضارية سعيد شبار، - )1( .)مداخلة بعنوان الدال والمدلول ( 110، ص الذكر، المرجع السابقإشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2( .لكة المغربية األستاذ سعيد شبار،استاذ بجامعة القاضي عياض بقسم الفلسفة بالمم-)∗(

. 105- 104، المرجع السابق الذكر، المصطلح اختيار لغوي وسمة حضارية سعيد شبار، - )3(

:إسقاط فكرة الموضوعية. 5

ج المعرفي الغربي اثبت أن ال صحة لفكرة الموضوعية التي فالتحيز الناجم عن النموذأصبح يشار لها على أنها صفة وهمية ال يمكن التطرق لها وال الحديث عنها في ظل غياب تام لقبول الضفة األخرى بكل ما لديها من موروث وعلوم واجتهادات، وكذلك لربطها بالمفهوم

الطبيعة، ملغيا في ذلك الجانب الغيبي والفعل / لواقعالفلسفي الذي يربط كل الظواهر واألشياء بافي دراسة اإلنسان ) العلمية(وهذا يعني أن الركض وراء الموضوعية المثالية . اإلنساني فيها

فقد اتجهت ومجتمعه يشكل قضية مستعصية، وهو ما يدفع بالباحث إلى أن يبقى متأثرا بها دائما انية، واإليمان بوجود معنى واحد نهائي صائب، يمكن الفرضيات نحو التبسيط للظواهر اإلنس

ةطمترابرفة سلسلة ـاالقتراب منه إن تحلى الباحث بالموضوعية والحياد، واالعتقاد بأن المع .)1(قة تؤدي إلى التي تليهاـالحلقات كل حل

وهو ما انسحب على المصطلح السياسي خصوصا أين صارت كل التحاليل السياسية إدراج المصطلح الذي ترى انه األقرب إلى الموضوعية، وهو ما أصبح يشار له تعمد على

على األساس العلمي دون غيره من االجتهادات النظرية، سواء على الجانب االصطالحي أو على الجانب التحليلي، وإن لم تسبق أو تورد ما تعارف عليه الباحثون والمتابعون على أساس

.منك باطلأنه موضوعي فكل ما يأتي

المسيريلدكتور عبد الوهابو لإلشارة هنا فالموضوعية المقصودة هنا ما عرفها ا و هو ما ستلزم األخذ )∗(.على أساس فلسفي وليس التداول اليومي لنا لنفس المصطلح

، )البراني(بالموضوعية على أنها مفهوم جدلي يقبل المصطلح الخارج عن اإلطار الواقعي صوصية في المصطلحات بدل ما أنتجه النموذج المعرفي الغربي من تأثيرات ويقبل األخذ بالخ

يكون لها األثر في الصياغات االصطالحية السياسية التي أخذت بالذات ) مضاعفات فكرية( .الغربية وأهملت اآلخر الحضاري المتنوع

،تم تصفحه www.elmessiri.com، موقع عبد الوهاب المسيري،أنظر"الموضوعية و الذاتية" عبد الوهاب المسيري،- )1(

17:20، على الساعة 2007.02.14: بتاريخ" objectaryأوبجباكتاري "من الفعل الالتيني " Objectالموضوع "ويشتق : (المسيري على النحو التالي يعرفها الدكتور -)∗(

هو : والموضوع.بمعنى ضد" Obأوب "و " يلقى بـ"بمعنى " Jacereجاكري "ومعناه يعارض أو يلقي أمام، المشتق من فعل ع للتجربة، وله إطار خارجي، ويوجد مستقال عن اإلرادة الشيء الموجود في العالم الخارجي، وكل ما يدرك بالحس ويخض

وبعبارة أخرى تعني الموضوعية اإليمان بأن لموضوعات المعرفة وجودا ماديا خارجيا في الواقع، وأن الذهن ...والوعي اإلنساني .راكا كامالإد) مستقلة عن النفس المدركة(يستطيع أن يصل إلى إدراك الحقيقة الواقعية القائمة بذاتها

تحيز في ومحاولة قراءة اآلثار الناجمة عن الالدكتور المسيريوبالعودة إلى اجتهادات المصطلح السياسي و النظريات السياسية، نجد أنه قد أشار إلى ذلك في عدة مواضع حيث يؤكد

يحتوي على وجهة نظر من سكه "على فكرة تحيز من يصوغ المصطلح، بمعنى أن الدال ، وان السياق الحضاري الغربي للمصطلح يصل بينهما إلى )1("وزاوية رؤيته واجتهاد منظوره

سياسية اليوم ومثال –ية خصوصا فيما يتداول من مصطلحات إعالمية درجة العضوالخ، فمثل هذه ...الماسونية، الصهيونية، الالسامية، معاداة السامية، الحروب الصليبية:ذلك

المصطلحات التي تقاطع فيها السياسي باالجتماعي، تأتي متجذرة في تشكيل حضاري فريد له وحقله الداللي ) المصطلح(يدة، وهو ما أنتج وأوضح ان الدال لغته المعجمية والحضارية الفر

)1(.مرتبط بسياق حضاري محدد، ويشير إلى ظواهر بعينها دون غيرها) المفهوم(

فاآلثار المترتبة عن التحيز للنموذج الغربي في صناعة المصطلح وتحديد منظوره ، يعبر بصورة ة بالفضفاضالمعرفي و حصره مفهومه، وان كان هذا الحصر إما بالتضييق أو

واضحة عن الهيمنة و السطوة والتمركز الغربي في هذه االصطالحات مما أورد آثارا سلبية في تبني المصطلح أو في تبني المفهوم في حد ذاته، ألن ما أصبح معلوما و واضحا أن

ربي من المصطلحات وما تحمله من مفاهيم تعبر عن طبيعة العالقة بين النموذج المعرفي الغ بألفاظ الدكتور المسيريجهة، وبين المصطلح بشكل خاص من جهة ثانية، وهو ما يعبر عنه

" يتجسد"و " يتبدى"و " يكمن": متقاربة تدل عن األثر واآلثار عن العالقة السابقة واأللفاظ هيالنموذج ، فهذه األلفاظ المستعلمة من قبله تبرز األثر البالغ الذي تركته تحيزات )2("يتجلى"و

نجد أن األلفاظ المستعملة تعبر الدكتور المسيريالمعرفي الغربي، و بالبحث في كتابات بصورة وافية كافية عن حالة العالقة العضوية بين المصطلحات و النموذج المعرفي

)3أنظر الترسيمة رقم.(الغربي

ومسلمين إلى تحاليل أخرى لدى كتاب عربالدكتور المسيريوباالنتقال من عالم ، فنجد أن هناك الكثير من الباحثين العرب ركزوا على )العالقة العضوية(كتبوا في هذه المسألة

، إال أنها الدكتور المسيريهذه النقطة ولكن بدرجات متفاوتة وفيها ما هو كتابة على حواشي اسي مجتمعة تعبر عن فكرة تجليات النموذج المعرفي الغربي في المصطلح عامة وفي السي

.خاصة

.197، المرجع السابق الذكر، ص اللغة و المجاز عبد الوهاب المسيري، -)1( 169، المرجع السابق الذكر، ص العالم من منظور غربي عبد الوهاب المسيري، - )1( 41، ص الذكر، المرجع السابقالنموذج المعرفي، والنموذج المعرفي الغربي عند المسيري أحمد عبد الرزاق،- )2(

يرتبط ارتباطا متينا بأرضه وموضعه الذي نشأ فيه ال " فهناك من يرى ان المصطلح يغادره إال وتعرض حتما للتشويه، وعلينا ان نعلم أن المفاهيم العلمية ضاربة في الخصوصية،

:، وبمحاولة تفكيك هذا الموقف نجد)1("غير قابلة ألن يتحول بعضها إلى بعض

. أن يكون إال منتسبا لبيئته وان فكرة التبيئة فكرة مغلوطةالمصطلح ال يمكن •

.الخصوصية صفة أساسية في المصطلح إما في صياغته أو استعماله •

ال ) الوجداني مثال(التفريق بين أن المصطلح العلمي يمكن أن ينقل واالجتماعي • .ينقل فكرة مغلوطة، وأن كالهما يحمل التحيز ألرضه وبيئته

بتصور آخر عن هذه العالقة التي جنت عن خصوصيات عديدة وهناك من يعبر، فيعطي هذه نللحضارات المتلقية للمصطلح، كما أثرت على النتاج العلمي للباحثين واألكاديميي

فالمفهوم طائر أليف ال يغادر أيكه إال " الحالة العلمية االجتماعية المدروسة تصويرا جميال بقوله صطلح هنا هو طائر غريد يطير و يجول وما إن يقبض ويوضع في فالم. )2("وترك فيه هويته

التي الزمته في عشه هقفص أو موضع بعيد عن عشه، إال سيفقد الكثير من صفاته وخصائص .األصلي

مثل هذه األمثلة تبرهن على أن التحيز الذي الزم ويالزم المصطلح خلق فيه حالة من فكرين والباحثين يدعون إلى االعتراف بالسياق التاريخي اآلثار السلبية التي أنتجت تيارا من الم

ديباجة "و السياسي و المعرفي له، وهو ما يالقي إجماعا كبيرا بينهم، بل وصار كما عبر أحدهم و في نفس السياق نجد حالة أخرى اقل حدة في ".كل الدراسات المتمسكة بالموروث الحضاري

في الحقل االصطالحي السياسي وغيره، وهي ما رفض التحيز تعد من اآلثار المترتبة عنه، اإلستعارة، اإلستلهام، األقلمة، التطويع، التركيب، وهو ما مثل بالنسبة للباحثين : أصبح يعرف

حالة متقدمة في الرفض ولكنها ليست كافية في قبول التحيزات المعلنة من دون بديل تتضح الكافية في ما أصبح يعرف في المشاريع مجاالته و حقوله، و تبرز أكثر هذه الحالة غير

الفكرية، فكلما حل صاحب مشروع فكري أو بز تيار فكري بيننا إال وحلت معه أسماء ورافقته أفرزتها حالة التردد المنحصرة في القبول التام أو في التطويع النسبي –منظومة اصطالحية

روع أو التيار أخذ معه كل شيء، حتى إذا ما رحل المش-لمصطلحات النموذج المعرفي الغربي

170، ص الذكر، المرجع السابقالمصطلحات السياسية دراسة داللية مقارنة أحمد محود السيد، - )1( 43، ص الذكر، المرجع السابقالنموذج المعرفي، والنموذج المعرفي الغربي عند المسيري أحمد عبدالرزاق، - )2(

إضافة إلى حالة الدوران على الذات والفراغ التي يتركها، وهي من أخطر المظاهر واآلثار التي .ولدتها المنظومة الفكرية الغربية و تحيزاتها الفكرية المعلنة منها الكامنة

ما عبر ومن اآلثار المترتبة عن التحيز اإلصطالحي في النموذج المعرفي الغربي ، والذي جاء به في نطاق نقده لنظريات التنمية السياسية لدى )∗∗∗∗(األستاذ محمد نصر عارفعنه

هذا النموذج، فيرى أن النموذج المعرفي الغربي بما فيه من تحيزات أثرت على المصطلح وعلى النظرية السياسية، تمثلت آثارها في ما عد سلفا بأنه مرتكز وهو في نظر األستاذ أثر

ومن ثم نفي اآلخر وإحالل الذات " اآلخر"على " الذات"ونتيجة لهذا التحيز ونقصد بذلك فرض " النسبي"وإطالق " الخاص"ويضيف أن النموذج الغربي يظهر اثر تحيزه في تعميم . محله

)1.(عاما وشامال" المحدود"واعتبار

:ي نستخلص اآلتعارف الدكتور نصر األستاذو بتحليل ما جاء في قول

التحيز في النموذج الغربي تجاوز الطابع العلمي وانتقل إلى األثر العملي بتقسيم • . العالم إلى ذات متسلطة وآخر مرهون به فقط

في النموذج المعرفي الغربي يبدو و كأنها غير موجودة في الخاصحالة •أدبياته، وهو ما يالحظ من عملية تعميم كل ما يجب أن يبقى خاصا، وهي حالة

. السابق الذكرالعالمية المركزيةنبع من مرتكز ت

و بالنسبة إلطالق النسبي فهي تصدر من كون النموذج المعرفي الغربي ألغى •وجود اإلله وبالتالي إلغاء أي شيء يمكن أن يثبت او يبقى وإحالل العقل وبعدها

.الطبيعة يخلق حالة النسبية لديه

ثر الناتج عن التحيز للفكرة والموقف واعتبار المؤقت شامال يندرج في سياق األ •والمصطلح المنتج لديهم من دون أخذ لحاالت التراجع أو التقدم الحاصل في

.غيره من النماذج المعرفية

ختص في التنمة السياسية ولها مؤلفان في هذا التخصص محمد نصر عارف استاذ في جامعة القاهرة بسم العلوم السياسية، م-)∗(

"لتنمية من منظور متجدد"وا" التنمة السياسية من منظور اسالمي"هما ، ص 1998المعهد العالمي للفكراإلسالمي، : ، فرجينيا3، ط محور العلوم االجتماعية: إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1(

197

أن من آثار التحيز في )∗∗∗∗(انيالدكتور احمد صدقي الدجوفي نفس السياق يضيف األستاذ ومن ثم -د هنا العدو اإلسرائيلي تحديدا يقص–صناعة المصطلح أننا ننساق وراء منظور العدو

نساهم ونسهل له في الحصول على أطماعه و نكون قد قلبنا الوقائع بأيدينا رأسا على عقب، كما أن المجاالت التي نستخدم فيها المصطلح السياسي الذي يتحيز للنموذج المعرفي الغربي، تلغي

حقوق الشعوب و مجال األعمال ومسالكها مجال الجغرافيا حين يتعلق األمر باألمكنة، ومجال الخاص بنا، وكل هذه الحاالت وغيرها تشتد فيها الحاجة إلى أن نستخدم المصطلح النابع المعبر

)1(.عن منظورنا وحقوقنا وتوجهاتنا

فإن المبدأ األساس الذي ينتج ويكون من أهم الدجاني صدقياألستاذ وتكملة لرأي ، نفي مسألة االختالف و التنوع والتعددحيز االصطالحي الغربي، هو اآلثار البارزة للتليس عيبا أو نقصا، وإنما إرادة تمكنا وقوة، بل بوصفه طريق آخر أو مذهبا "فاالختالف بداية

فإن قراءة المشاريع الغربية في جميع المجاالت العلمية على أساس .)2("آخر أو اجتهاد آخر إلغاء لها، و إنما هو نشاط عقلي لتبيان األسس الشرعية أو غير اختالفي ال يعني أبدا انه

الشرعية التي ستضمنها ويحتويها، مما يؤكد فكرة أن العقل االختالفي ليس عقال سلبيا كما يفهم وهو ما يكون المدخل . تسطيحا، وإنما هو اإليجابي القائم على اإلثراء و التنوع و التعدد

ة تبحث في أصل الفكرة والنظرية الرأي و المصطلح، بدل الصحيح للبحث عن رؤى مختلف: عملية الرفض المطلق ألي اختالف واعتبار الموجود في مرتبة المقدس ينضوي تحت عنوان

)3()ليس في اإلمكان أبدع مما كان(

و يعتبر هذا األثر من أخطر ما يمكن للنموذج الغربي أن يتبناه في مشاريعه ونظرياته، اسي ال يمكن له أن يكون أحادي الصنع وال يمكنه أن يرفض أي اجتهادات فالمصطلح السي

إنسانية، ومن مميزات االصطالح في أي العلوم فهو يقبل باالختالف وهو تعدد محمود، يثري أكثر مما يفرق، بل ويعطي االختالف سانحة مهمة من أجل التالقح الذي يمكن من صنع أرقى

نصطلح على ما هو مختلف فيه بنفس المصطلح وهذا ما للمصطلح السياسي، فال يمكن أن

الذي حرره الدكتور المسيري، ولألستاذ ،رؤية معرفية ودعوة لإلجتهاد: إشكالية التحيزين في إعداد كتاب وهو أحد المشارك-)∗(

موقع اسالم أون الينمداخالت عديدة عن التراث والحضارة العربية و تحاليل سياسية، يمكن اإلطالع عليها في net.islemonline.www المرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز ضمن ، )التحيز في المصطلح( مداخلة الدكتور أحمد صدقي الدجاني، - )1(

155، ص الذكر 120، ص 2000المركز الثقافي العربي، : الدرا البضاء. 3، طنقد الحقيقة علي حرب، - )2(، القاهرة، فبراير مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة للمعرفة جويدة غانم، شرعية االختالف في فقه التحيز، - )3(

4-3،ص2007

اشرنا له في مصطلح اإلرهاب أين يكون االختالف الحضاري له أهمية بالغة، فاإلرهاب مصطلح صك لدى الغرب ولكنه ال يمكن أن يتفق مع المقاومات التحررية الموجودة في مواطن

يستحيل أن تنعت بنفس المصطلح الذي متعددة، فالمقاومة اإلسالمية في فلسطين أو في لبنان صاغه النموذج الغربي عن كل الحركات التي تستخدم العنف المسلح أداة لتحقيق األهداف، وهذا ما يعتبر فلتة خطيرة في النموذج الغربي، اين يرفض االختالف حتى في الصياغة االصطالحية

.بما يتناسب مع الثقافة السائدة في كل مجتمع او حضارة

الدكتور محمد عمارةختالف حالة من الصحة المعرفية التي عبر عنها األستاذ فاالوهو الذي يجعل من رفضنا للنموذج الحضاري الغربي بشقيه الليبرالي و الشمولي، :(بقوله

. )1()ومنهجه الوضعي موقفا طبيعيا، نابعة من القانون اإللهي في تعدد وتمايز الشرائع و المناهجلح السياسي ال يمكنه أن يخرج عن غيره من اآلليات المعرفية أو علم العلوم ولإليضاح فالمصط

المعروفة في عالقته مع الغرب، و بالتالي ما يؤخذ على العلوم االجتماعية ينسحب على .المصطلح ألنه األصل في التداول العلمي للنظريات واآلراء واألفكار والمشاريع

سياسية والمشاريع الحضارية نجد لفتة لها أبعاد وبالعودة إلى االختالف في الرؤى ال 2006سياسية تعكس مدى صحية هذا المبدأ، فخالل أيام العدوان اإلسرائيلي على لبنان جويلية

استطاع صياغة خطاب حضاري يتجاوز الطائفية ويوجه األمة كلها ويحرك " حزب اهللا"نجد لعديد من المقاربات الحضارية، ونجد من العديد من القيم ويؤسس للعديد من األفكار ويطرح ا

الجهة المقابلة أن الخطابات السياسية كانت جاهلة بحقيقة الحضارات األخرى فأنتج الرئيس وهنا يمكننا أن نرى . )2("اإلسالم الفاشي" األمريكي على هذا األساس مصطلحا غربيا وهو

طالحية في الخطابات االختالف الحضاري وما له من تأثير حتى على الصياغات االصالسياسية، وما أنتجته من حالة االختالف من رؤى بين الطرفين أتاحت للباحثين مجاالت واسعة من البحث و التقويم، فأين المشكل من قبول االختالف من قبل النموذج المعرفي الغربي؟ إال أنه

ل المطروح ويفتح النقاش بتذكر مرتكز العنصرية الرقية وسيادة المركزية العالمية يسقط التساؤ . على مساحات أخرى

23، ص1991دار الشروق، : هرةاالق.1، طمعالم المنهج اإلسالمي محمد عمارة، - )1(أنظر ،سالم أون الينا، موقع "في طريق التواصل إشكاالت: الخصوصية الثقافية" عمرو حسين،- )2(

pol/artiles/arbic/islemonline.www17:10، على الساعة 2007.02.12: بتاريخ تصفحه تم

لذلك فإن الشرعية التي يقرها االختالف تعبر عن رؤية مغايرة للمنظومة الكونية متعددة األبعاد، تعبر عن اإلنسان وعن الكون و النفس و العالم والرؤى واألفكار، بمفهوم مخالف

دأ االختالف يؤسس للشعور بمكامن ومب. للمفاهيم التي اعتمدتها مختلف النظريات الوضعيةالغيب الذي يختلف عن ذواتنا كما يؤكد على الحضارة التي ننتمي إليها وما احتوت من معارف

ومن أهم نتائج قبول مبدأ االختالف هو االلتزام باتفاق معنوي بين . )1(وآداب وأخالق وقيمام بقبول كل اجتهادات طرف المجتمعات أو بين النماذج المعرفية األخرى، يقضي هذا االلتز

على أساس توافقي، والمرجع في كل ذلك أن اإلنسانية ال تمكن أن لها أن تتعايش أو أن تقبل .بأحادية النظرة العلمية أو الوجهة المعرفية الواحدة

وفي هذا يضيف كثير من الباحثين و الدارسين من أمثال طه جابر العلواني والفيلسوف الطيب برغوث و غيرهم، لنقطة مرجعية تنسحب على كل الدراسات أبو القاسم واألستاذ

والنظريات و اآلراء، وتتعداها إلى المصطلح أيضا، وهي مسألة المنهج، التي عبر عنها احدهما أنه ال يمكن أخذ منهج مجردا من مقوالته ونماذجه، ألنه يشكل في أحشائه النماذج التي : ( بقوله

انطالقا من المنهجية الغربية يسعى ...خالل الموضوعات التي ولدهاعالجها واكتسى باللحم من األستاذ الطيب وهنا نذكر ما عرف به . )2 ()جاهدا للتأكيد على قيم الغرب، ومتبنياته الفلسفية

فالمنهج باعتباره روح المعرفة، وأساس العلم، وجوهر : ( المنهج حيث جاء في تعريفهبرغوث )3().جتماعيةالدور التكاملي األساسي لكل المؤسسات االب إال هسابتالحضارة، ال يمكن اك

التحيزات التي يمكن أن أمام اإلنسان لمعرفة " الوحيدة"فالمنهج الصحيح هو األداة ومن ثم يدرك أهمية الموقع و الدور الذي يريد أن يبلغه أو أن يحققه فيعمل ،يالقيها في معارفه

لتطوير حياته، واالرتقاء بها إلى المستوى االستخالفي السنن التسخيريةحسن توظيفعلى فبالمنهج تحدد األهداف، وتضبط األولويات، وتحدد المراحل، وتختار .رهالممكن في عص

الوسائل واألساليب، وتتم عملية التكيف واالستفادة من الظروف والمالبسات المحيطة، بفعالية وهو ما يمكن أن .كنة في العملية التغييريةوكفاءة، ومن ثم ضمان أكبر وأحسن مردودية مم

يجعل من المنهج عماد الفهم األول في عملية قبول االختالف وقبول الرأي اآلخر وقبول التعدد، وفي نفس الوقت هو األساس و الركن الركين في فهم آليات التحيز وإدراك أخطارها و التنبؤ

فآثار التحيز ال تدرك بالتجريد وال تعرف إال .بمشاريعها التي تأتي على األمة و على مقوماتها

6، ص الذكر، المرجع السابق"شرعية االختالف في فقه التحيز"جويدة غانم، - )1( 4 نفس المرجع ، ص - )2( 25، ص2004دار قرطبة، : الجزائر. 1ط ،الفعالية الحضارية الطيب برغوث، - )3(

بوسائل معرفية يكون مطلوبا فيها صحة المنهج و اتضاح المرجعية في ذهن الباحث أو الدارس .للمسألة التحيزات التي أوجدها التعميم الغالب في منظومة النموذج المعرفي الغربي

ة المعرفية واألدائية األقرب ويأتي التركيز على أهمية المنهج مرة أخرى ألنه الوسيلكيفية المحافظة على واألمثل في تناول القضايا العلمية، واألداة المساعدة في معرفة وإدراك

اطراد عملية البناء الحضاري وحماية منجزاتها من الهدر والتبديد، وضمان تراكم الخبرات من فقه استشرافي، وفقه والمكاسب وتكامل الجهود وتحسينها كما ونوعا، وما يحتاجه ذلك

، بعيدا عن التحيز المرفوض الذي يجلبه النموذج المعرفي الغربي معه في كل العلوم وقائي )1(.والفنون و الخبرات، وهو ما يعد هدرا وتبديدا لغيره من االجتهادات

وحتى نحمل معنا المعاناة العلمية في فهم وتجاوز التحيز إلى الفصل اآلتي، يتوجب التي يرى فيها عديد من الكتاب أنها الضفة األخرى التي الخصوصية الثقافية طرح مسألة

معتز باهللا عبد التي تقوم بحسب األستاذ و ، )∗∗∗∗(التحيز المرفوضيمكنها أن تقف في وجه : رئيسية هي أسئلة05على ) ∗∗∗∗∗∗∗∗(الفتاح

على أساس حيث يسعى المواطن إلى تعريف ذاته وانتماءاته : )الهوية ( )1111(سؤال اإلنيةالقطر واللغة والديانة، وهو ما أشرت له في مسألة التحيز في الفصل السابق، كون هذا

.السؤال يشكل أصال معرفيا يمنعنا من االنبهار

ويتضمن التساؤل عن أبرز الرموز التاريخية التي يستعيدها األفراد : سؤال التراثالتخلي عنه، لكون أحد مكونات ويعتزون بها، و يكون هذا من دون تخلص منه أو رفضه و

.سؤال الهوية

، على الساعة 2005.12.10: تم تصفحه بتاريخ ،net.tayyeb.www، انظر الموقع مفاهيم ومصطلحات الطيب برغوث، - )1(

17:15 التحيز الكامن غير (النوع من خالل نوعين هما راجع في هذا ما كتب في الفصل األول حول أنواع التحيز، حيث يندرج هذا -)∗(

)التحيز الحاد(و الثاني ) الواعي أستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وأستاذ العلوم السياسية في واشنطن، له مؤلفات في المنهجية السياسية، وهو -)∗∗(

باحث رئيسي معتمد لدى المنظمة العربية للمرأة والتعليم األصلي، وهذا ضمن مقالة له ةقاسم وزير الشؤون الدينيلاستعمل من قبل األستاذ المرحوم قاسم نايت ب هذا المصطلح - )2(

، وهو مأخوذ من فكر الفيلسوف اإلسالمي ابن سينا)إنية وأصالة: ( بعنوان

وهو تساؤل األمم عن واقعها المعيش وعن مدى تخلفها أو تقدمها عن بقية : سؤال الواقعويظهر هذا السؤال في المصطلح السياسي في التعميم . األمم ومعيار ذلك التقدم والتخلف

الغرب لفرض أمر واقع الذي يفرضه النموذج المعرفي الغربي، فهو معيار اجتمع عليه على المجتمعات والثقافات األخرى المختلف عنه على أساس أن التقدم والتخلف هو من

.يحدد معاييره وبالتالي وجب على المتخلف إلتباع المتقدم

ويتعلق بالخيارات المطروحة، مدى التعارض بينها، وهو يطرح : سؤال الفرصة البديلةمن غير المعقول أن يكون البديل في حالة هو بديل من ولكن . قضية البدائل المتنافسة

متسلط على آخر أكثر تسلطا، فمثال في قضية المصطلح السياسي ال يمكن ان نقبل باصطالحات جديدة خارجة عن نموذجنا المعرفي حتى ولو كان نموذجا معرفيا شرقيا

. من أجلناالن المسألة هنا مطروحة للمنافسة وليس للتنافس...) الصين/ الهند(

ويتعلق بتأثير هذا االستيراد الثقافي من اآلخر على الهوية، وهو ما يلمسه : سؤال المستقبلالدارس لتحيزات النموذج المعرفي الغربي في االصطالح السياسي حين يجعل مصطلح

، وهذا نالسالم مقتصرا على حالة وقف األعمال القتالية من قبل الفلسطينيين و اإلسرائيلييوهنا يكون اإلستيراد الثقافي . ابل التخلي التدريجي عن مساحات ومساحات من أراضيهمبمق

)1(.من خالل االصطالح صورة من صور هذا األخير

و من هنا تبرز بجالء مسألة الخصوصية والعالمية في الفكر اإلسالمي المعاصر، من و اإلبداع من ناحية، وتحقيق خالل التعددية وبحث أصولها ومراجعتها حول إشكالية االستتباع

الجماعة المؤلفة أو األمة القطب على حد تعبير الفيلسوف أبو القاسم حاج حمد، والدكتور منى ) 2(.أبو الفضل من ناحية ثانية

من خالل ما تقدم نجد أن آثار التحيز ال يمكن بأي حال أن نقصرها على فن من الفنون ك سيوجد حالة من انفصال المركب الواحد، فعملية أو على فرع من فروع المعرفة، ألن ذل

صناعة المصطلح تداخلت فيها العديد من الحاالت المعبرة عن اآلثار السلبية الناجمة عن التحيز للنموذج المعرفي الغربي، وهو ما جر بنا البحث في آثار التحيز على نطاق أوسع فكانت مسألة

تغيير السياسي نحو تفعيل ال: ثقافية مؤتمر الخصوصية ال،"قراءات في مؤشرات الخصوصية الثقافية" معتز باهللا عبد الفتاح، - )1( 02، ص 2006، القاهرة، سبتمبر االجتماعيو، 2003/ هـ1424دار الهادي،: ،بيروت1، طالخصوصية والعالمية في الفكر اإلسالمي المعاصر، طه جابر العلواني- )2(

10-9ص

ين المفروض و النابع، ألصل إلى مسألة الخصوصية رفض االختالف و التعدد، وأهمية المنهج بالثقافية وما لها من آثار على التحيز المرفض، أي أن كل هذا يثبت أن مخلفات التحيز وآثاره ال

بل عن ) على الرغم من أن الدراسة حول المصطلح السياسي( تقتصر على المصطلح لوحده . ختلف جوانبهالتفريعات المعرفية توجب اإللمام بالمفهوم من م

::ا�Kl7m و اE���M""تا�Kl7m و اE���M""ت

:وفي نهاية الفصل الثاني أصل إلى مجموعة من االستنتاجات العلمية المتمثلة فيما يلي

النموذج المعرفي الغربي بني على مرتكزات فكرية، انقسمت إلى أساسات صلبة والتي ة الحضارة الغربية، وذلك بصيرورة عبرت عن فلسفات وضعية مادية ساهم في وضعها فالسف

، وهو ما )النهضة األوروبية( تاريخية مطردة، تأخذ في حسبانها التقدم المادي أو ما عرف أوجد لديها حالة من التقديس لدى الغرب، باعتبارها أصلت لمرحلة مهمة من تاريخ الغرب في

.مراحل مختلفة ولكنها متالحقة

البة لهذا النموذج أن اإلنسان ال يخرج عن نطاق اعتبرت أغلب المرتكزات األقل ص فلسفية غربية، قوامها في تالمادة، وهو ما يتجلى في حاالت ومعامالت ونظريات وأطروحا

ذلك الرؤية المادية، فالنظرة المركزية الغربية، و النظرة العنصرية العرقية ومبدأ نهاية التاريخ مسمياتها ولكن اتفقت في المسمى وهو أفضلية ومبدأ الصحة والصالحية، كلها مبادئ تنوعت

).الهوامش(الغرب على غيره من المجتمعات والثقافات، وأن هو المركز وغيره األطراف

عمق النظرة المادية الدكتور عبد الوهاب المسيريطرحت المرتكزات التي أعطاها فكر المادي الذي غلب على الغربية، وتأثيرها على جوانب حياة اإلنسان المختلفة، فبحسبه أن ال

النموذج المعرفي الغربي أثر حتى في العالقات الوجدانية لإلنسان، وأخذ به على اجتهادات .فكرية تعد ضد الطبيعة البشرية ومسألة التمركز حول األنثى أحدها وأخطرها

وبالتطرق للنماذج التي طرحتها الدراسة، نجد أوال أنها عينة بسيطة جدا عن التحيزات الموجودة في غيرها من المصطلحات السياسية، وان التمحيص و التحري والبحث في التحيزات الكامنة في المصطلح السياسي، ال يمكنها أن تنفصل أن البعد الفلسفي وال عن التطور التاريخي للمصطلح وال عن التطور المادي للمجتمعات الغربية، فالمصطلح لصيق بيئته ووليدها، فكما

التطبيع مصطلح حرف عن موضعه خدمة لألغراض أخرى والحظنا المسار التاريخي الحظنا .له واالستعمال المغلوط له أيضا

في البحث عن خلفية التحيز في المصطلح السياسي وجدت ان مبدا النفعية لهذا النموذج ال يظهر بصورة واضحة، فالنفعية هي عقيدة راسخة في النموذج المعرفي الغربي، وبالتالي

.يمكن أن يكون صك االصطالحات بعيدا عن النفع المادي له حاضرا أو مستقبال

وبالوصول إلى اآلثار التي تنتج عن تحيزات النموذج الغربي في صناعة المصطلح السياسي، ينقسم فيها التوصيف إلى قسمين، قسم يتطرق إلى التأثيرات المباشرة على المصطلح

عالقة الدال بالمدلول، وفي الصدام الصراع االصطالحي، و إلى السياسي والتي الحظناها فيقسم يتطرق إلى التأثيرات غير المباشرة وهي التي ربطتها باالختالف والتنوع ، وبمسألة أصالة المنهج وقضية الخصوصية الثقافية، و أن رفض هذه المسائل الثالث هو ما اوجد حالة من

.ع متعددة للمعرفة ومنها الصناعة االصطالحيةالسطوة الغربية و الهيمنة على فرو

:الفـــصل الثالث

�U ا�ME'"دات ��U ا�ME'"دات ا��q"وز و ا�%Jی � Xش�"��K ا��X G�Dش�"��K ا��G�Dا������Kا������Kا��q"وز و ا�%Jی

إشكالية التحيز ولكن من زاوية التجاوز لهذه الظاهرة في المعرفة أناقش في هذا الفصللسياسي خصوصا، وهذا بإظهار أهم العناصر المساعدة على تجاوزه و في المصطلح ا عموما،

واآلليات الممكن التعامل بها لتحييده عن المعرفة ولو بجزء يسير، ليأتي بعد ذلك الطرح البديل في صياغة االصطالحات السياسية، وهو ما يمثل المرحلة األهم في الدراسة من خالل عرض

لمطروح، و آليات تطبيقه والتصورات المعرفية التي ألهم سمات هذا البديل الحضاري اتصاحبه، ألصل في نهاية الفصل إلى إظهار أن النموذج المعرفي الذي هو في صور معرفية متعددة وغير منسجمة وال مجتمعة، وإظهار إلزامية التحيز لهذا النموذج من خالل عرض

حيزا لحضارتنا وثقافتنا عل حساب ألفكار ومشاريع فكرية جاءت لتؤسس لهذا النموذج وتطرح ت .تحيزات للنماذج معرفية أخرى

:وسأتناول ذلك من خالل المحاور اآلتية

لح السياسي الحديث ـآليات تجـاوز التـحيز في صـناعة المصط −

بديلـياغة المصطلح السيـاسي الـالمرتكـزات األساسـية في ص −

صطلح السياسيأسلمة المعرفة و تحيزات النموذج اإلسالمي في الم −

الخالصة واالستنتاجات −

nیJDا� U"ا��� i�jOا�� K�"�ـl U� G�Dـ"وز ا��ـqت ت"��> nیJDا� U"ا��� i�jOا�� K�"�ـl U� G�Dـ"وز ا��ـqت ت"��>

إذا كان التحيز كما أوردته في الفصل األول باعتباره حتمية في الفكر البشري وفي هي له دراكعملية اإلفالحضارات و في العلوم وفي النماذج المعرفية المنتشرة في عالمنا،

إن : ( بقولهالدكتور المسيريوهو ما عبر عنه " اإلشكالية"فة هو أولى خطوات التجاوز لهذه الصوهو تأكيد بأن العقل ... اإليمان بالتحيز هو رفض لفكرة بساطة الواقع و آللية اإلدراك وسلبيته،

لتي ، وبتحليل هذا القول نجد مجموعة من النقاط ا)1()اإلنسان مبدع وفعال وأن دوافعه مركبةتؤكد على مبد أ أن االعتراف هو منطلق التجاوز، وذلك من خالل النقاط التي أثارها الدكتور

:والمتمثلة أساسا في

اإليمان و االعتراف بحتمية التحيز هو نقطة مرجعية في عملية التجاوز، واألساس •••• .السليم الخالي من نظرة متحيزة أخرى في مقابلها

منطق التبسيط لواقع مركب فيه التعدد واالختالف، إدراك هذه الحتمية هو رفض ل ••••والتنوع، ومن ثم يكون هذا الرفض أساسا ثانيا لعملية التجاوز المطلوبة، ونؤكد انه

.تجاوز وليس مواجهة وال رفض وال رأي نقيض

ليكون هذا االعتراف و حذف منطق التبسيط عن الواقع بمكوناته، موصال إلى فكرة ••••ن اإلنسان باختالف حضاراته واختالف ثقافاته، وجب أن أخرى جوهرية وهي أ

تقبل منه صفة اإلبداع، وهو ما يدل على فعالية بشرية وفكرية متقدة لدى اإلنسان في مراحل إبداعه المتخلفة، وهي موصلة لنقطة أخرى كون اإلنسان ال يكون مبدعا

.اخليةوفقط بل يرتبط إبداعه ويقبل التصاله بدوافع أخرى خارجية أو د

وبالتالي يكون من الالزم االنتهاء إلى إلزامية القبول بالتحيز والوعي على انه •••• للهيمنة تمعطى لصيق بالطبيعة البشرية، وال ينكره إال من كانت له أطروحا

.واالستئثار

71، ص ذكر ال المرجع السابقالجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - ) 1(

و حري بنا قبل أن نقف على آليات التجاوز لهذه اإلشكالية، أن نورد ونذكر ما سبق ر الذي يتبناه النموذج المعرفي الغربي في كامل المجاالت الحياتية، ينبؤ عن قوله بأن االستئثا

)1(.الكوامن التي تقف وراء المعرفة، وتخرج بها من العلمية إلى ثنايا اإليديولوجية والمصلحة

وهو ما يؤكد على فكرة النظر لآلخر والذات، فكوامن المعرفة البشرية ال يليق بها أن وال منفعية خالصة للذات فقط، بل يجب أن تمنح لآلخر الرؤية ةيديولوجيتدخل في مداخل إ

المستقلة واالجتهادية من زاويته، مقرة بذلك بمبدأ الخصوصية وقبول التنوع في عالمنا اليوم، ووجوب إقرارها وعدم إخفائها ، و هو ما يعني نفي اإلدعاء بالعمومية في الظواهر والتحاليل

بنموذج معرفي الدكتور المسيرية لحضارة على أخرى أو كما عبر عنه والصيرورة التاريخي .على غيره من النماذج األخرى

كان ذكري لنقطة اإللزامية وإدراكها المتعلقة بإشكالية التحيز، على اعتبارها الموصل ري األستاذ المسي، وهنا يتبع لتجاوزها لها أو المدخل المهم والوحيد واألساسي التجاوزيةلمنهج

أي وهو ما أكده الدكتور النقد الكليهذا المدخل بفكرة أخرى مكملة لسابقتها وهي فكرة يجب أال يقف جهدنا النظري الكتشاف التحيز عند المستوى الجزئي أو :( المسيري، بقوله

التطبيقي، بل يجب أن ينصرف إلى مجمل البناء النظري الغربي، فالتوقف عند المستوى قد يؤدي إلى عملية ترقيع وتلفيق تفقدنا هويتنا دون أن نكتسب هوية ... يقيالجزئي أو التطب

: ، وبتمعن أكثر في هذا الطرح نستنتج)2()جديدة

الجانب النظري أو الفكري له أبعاد كامنة في النموذج المتحيز يجب إدراكها •••• .واإلطالع على أبجدياته

لمنفصلة عن البعد النظري، التوقف عند الوجه التطبيقي أو الجزئي أو الرؤية ا •••• .تؤدي إلى دخولنا في عمليات ترقيع وتلفيق

تتمثل في تطويع " فاشلة"تبرز عمليات الترقيع بحسب الدكتور في محاوالت •••• المصطلح أو الفكرة لمنظور النموذج الغربي المهيمن، وهي في حقيقة األمر فكرة

51، ص الذكر، المرجع السابقالتنمية من منظور متجدد محمد نصر عارف، - )1( 73، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2(

طبيعية وعالمية منطلقها األساسي هو اإليمان بالنظرة الغربية هي رؤية . ونهائية، وكل ما هو مطلوب هو زخرفتها وربما ترتيبها

إال أن نقطة أخرى تطرح نفسها على اعتبارها فكرة موصولة بسابقتها وهي وجوب وقد يكون مثال هذه النقطة في ما تم ذكره في الفصل السابق ، )∗(تحديد التحيز ومن ثم تجاوزه

، سياسي وما نتج عنها من آثار عملية وأخرى حضاريةمن نماذج حول تحيزات المصطلح المثال النموذج ( فتحديد المجال المعرفي أو تخصص من تخصصات نموذجا معرفيا بذاته

، يضع الباحث أو الدارس لهذه اإلشكالية في قرب مع هذا التحيز وبالتالي )المعرفي الغربي . ملية التجاوزإمكانية إدراك مكامنه و تصويره أبعاده، وهو ما يسهل ع

عن اآلليات التي تمكننا من تجاوز التحيز في كل حتعد محاوالت توضيح واالستيضاالدراسات و المعارف العلمية، ومنها المصطلح في صنعته السياسية، متعددة وكثيرة بل هي بقدر ما كان لهذا النموذج المعرفي الغربي من هيمنة وتفرع، كان لمثل هذه المحاوالت توسع

نوع، وما ذكر حول اآلليات الثالث األولى إنما كانت بمثابة مفتاح القفل األول الذي يساعدنا وت وغيره من أصحاب المشاريع الفكرية الدكتور المسيريعلى رصد هذه اآلليات التي اجتهد فيها

لسهل ، وبالتالي فإن تعداد المحاوالت لن يكون باألمر ا)∗∗∗∗( التجديدو التأصيل التي بنوها على لكن سيكون استقراء هذه . إن لم نقل المستحيل، فهي تمتد على أكثر من القرنين األخيرين

المحاوالت من خالل نقاط توجز األعمال الفكرية و األطروحات النقدية لهذا النموذج، واجتهادات متنوعة حول آليات التجاوز لهذا النموذج المعرفي الغربي، وسيفرد في هذا الجانب

)4راجع الترسيمة رقم .(جاوزه في الصناعة االصطالحية وخصوصا السياسية منهاقسما لت

التحديد ومن ، فكرة التحيز، العولمة ما بعد الحداثة: التنمية من منظور متجدد يطرح الدكتور محمد نصر عارف في كتابه -)∗(

، وحقيقة فإن لفظ تحييد يتنافى ولفظ التجاوز، فاألول يطرح فكرة تنطلق على أساس محسوس، بحيث يتمثل التحيز على ثم التحييد ألنه األنسب في التجاوزأنه يشغل حيزا معلوم األبعاد الزمانية والمكانية وبالتالي يسهل تحييده، بينما الدكتور المسيري يطرح

.وهو ما يصعب تحييده إذا كان على قرب من مصلحة أو منفعة) التحيز(رة ال نملك منها إال الجزء المحسوس، وجهل ظاه مشروع التأصيل و التجديد هي المشاريع التي يكون منبتها من حضارتنا اإلسالمية، أو أن يكون أصل هذا المشروع نابعا -)∗(

ه، وإن كانت عبارة تأصيل تعد األقرب إلى المفهوم اإلسالمي الذي ارتبط بالفكر من ثقافة صاحبه وغير مستورد وال وافد إلي .األصولي الفقهي الذي يؤصل للمسائل على دراية وعلم واجتهاد

: توضيح نقائص النموذج المعرفي الغربي: أوال

و يندرج تحت هذه اآللية، مجموعة من الخطوات العلمية والعملية للوقوف على النقائص أن نجملها في ما طرحه ويمكن.التي يحملها النموذج الغربي في تركيبه وفي خلفيته النظرية

: و وقف عليه آخرون والنقاط هيالدكتور المسيري

أن المشروع الغربي يضمر في داخله يجب اإلدراك: نموذج معاد لإلنسان. 1وهو .نزعات عدمية لإلنسان، فهو مشروع يصفي ظاهرة اإلنسان كظاهرة متميزة في الكون

وهو ما يعبر عنه . يه مركزيته في الكونينكر بذلك أي خصوصية عن اإلنسان ومن ثم ينكر عل )1(.بالمفهوم اإلسالمي استخالف اإلنسان في األرض

-1254( جمال الدين األفغانيالمصلحوفي هذا المقام نورد ما جاء به من مقولة يثبت بأنها اإلنسان ال يمكن أن يكون هامشيا في هذا ) م1897-1838/هـ1314

النموذج الغربي، بل إن اإلنسان ال يسعى في هذه الحياة إال الكون بحسب ما تنص عليه فلسفات إن الدين قوام األمم :( بغية تحقيق االستخالف الذي أوجده اهللا ألجله فوق المعمورة، و ذلك بقوله

و السبب المفرد ..وهو النظام المدني الحقيقي.. و به فالحها، وفيه سعادتها، وعليه مدارها،عالم المدنية لطالبها، بل يفيض على التمدن من ديم الكمال العقلي يرفع أ.. لسعادة اإلنسان،

)2()والنفسي ما يظفرهم بسعادة الدارين

يجب أن نعلم أن النموذج : استحالة النموذج المعرفي و الحضاري الغربي. 2المعرفي الغربي الذي يطرح لسد كل الثغرات وتفسير كل الظواهر مشروع مستحيل من

المعرفية والعلمية، فمن الناحية المعرفية يفترض هذا النموذج بساطة العقل و بساطة الناحيتينالواقع اإلنساني، و يفترض بساطة الدال اللغوي وبساطة المدلول اإلنساني وبالتالي بساطة العالقة بينهما، وهو ما سبق ذكره في أمثلة عن المصطلحات التي سيقت من وسطها السياسي

كما يطرح ضمن هذه . لوسط السياسي، األكاديمي و الحضاري الخاص بناالحضاري إلى االنقطة فكرة أن يصل هذا النموذج إلى مستويات من التعميم ال تبررها درجات المعرفة عند

فهذا النسق المعرفي الذي اتسم بالتخصيص من جانب، واالنفجار )3(.أصحاب هذا التعميم

74، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1(المعهد : فرجينسا. 1، طع الحضاري بين اإلحياء اإلسالمي و التحديث الغربيفلسفة المشرو أحمد محمد جاد عبد الرزاق، - )2(

19، ص 1995العالمي للفكر اإلسالمي، 75، ص الذكر المرجع السابقالجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )3(

ن جانب ثالث، تاهت أمامه قضايا كبرى مثل مرجعيته المعرفي من جانب آخر، والتجاوز مالمتحيزة، ولم يفد تصاعد النقد للمناهج الغربية وتطبيقاتها على الظواهر المختلفة وتعديلها رغم

التي يرى ) ∗(العلوم البينية اختالف األنماط المجتمعية و الحضارية، وهو ما تشير له فكرة .)1( في رسمها لخريطة التصنيف الغربي للعلومالكثير من المفكرين إلى ضرورة النظر

أما من الناحية العلمية فالمشروع الحضاري الغربي المبني على التنمية و التحكم في المصادر و تعظيم اإلنتاج و االستهالك و التقدم المستمر الالنهائي ارتطم بحائط كوني صلب،

ق السعادة لألفراد ال يمكن محاكاته،وهو ما و الذي يتمثل في أن النمط الغربي في التنمية وتحقييمثل الحائط األصم الذي تتكسر عنده العيد من النظريات التنموية الغربية التي تنقل إلى موطن

.)2()النموذج المعرفي الغربي(غير الموطن األصلي لها

ولعل من مقومات استحالة هذا النموذج ما أصبح ينتجه هذا األخير من مصطلحات الذي أصيبت به هذه الحضارة، بحيث أنها ) إسهال المصطلحات(ما عبر عنه الدكتور وهو

تطالعنا يوميا بمصطلحات جديدة يقدمها أصحابها على أنها أكثر دقة و عمومية و اقترابا للحقيقة، ثم تسقط وتموت لتحل محلها مصطلحات جديدة يلهث وراءها أكاديميو و باحثوا أمتنا،

فما طرحه مثال وزير . )3(مر ما هي سوى تعبير عن الداء والمرض الغربيوالتي في واقع األمفهوم معبر / من مصطلح)Donaled Remsfiledدونالد رامسفيلد (الدفاع األمريكي السابق

، والذي قصد به أن )حرب األفكار(عن حالة الحالة األمريكية في العراق والذي ركبه من دالين ست بين الجيوش و ال تحسم فقط في ساحة الحرب، بل هي حرب بين حالة الحرب القائمة لي

مشاريع وأفكار وأن األصل في الحرب كلها هو إما أن يتقوى حلف الفكرة الديمقراطية ويضعف دون تحديد لمضامين هذه –حلف فكرة األصولية واإلرهاب، أو أن تنتصر الظالمية والفاشية

فهذا . العدالة والحرية والديمقراطيةوتسقط أفكار -المصطلحات بصورة واضحةالمفهوم مثال لم يكون جديدا ولن يكون آخر اإلنتاجات االصطالحية المبررة لالحتالل /المصطلح

Kondalisa كونداليزا رايس(األمريكي للعراق، فقد طرحت بعده وزيرة الخارجية األمريكية

Rais(مفهوم / مصطلح)المفهوم /لى تهالك المصطلح و الذي أدى إ)الشرق األوسط الجديد .األول وانتعاش في الثاني، إال أن هذا األخير بدأ يتساقط وبدأ البحث في بديل يسوق بدال عنه

أسلوب الجمع الميكانيكي باقتطاع موضوعات من العلوم البينية التي اختزلت في الجمع بين مجالين معرفيين واتخذت في ذلك-)∗(

. هنا وموضوعات من هناك 338، الذكر المرجع السابق الجزء الثاني،،محور العلوم االجتماعية:إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1( 76، ص الذكرالمرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسري، - )2( 77 ، ص المرجعنفس- )3(

األستاذ أبو وفي نقده للتحيز للنموذج دون غيره من النماذج رغم نقصه ونكوصه، يذكر مطلقا في ظل وجود قول يفي بمعنى أن النموذج ال يمكن أن يكون نهائيا والالقاسم حاج حمد

إننا ال نعتبر منهجنا و خالصات بحوثنا : (... نماذج أخرى واجتهادات أخرى، وبقول في ذلكهو نهاية المناهج وغايات البحوث، فالصيرورة مستمرة، وعبرها تفرض المتغيرات النوعية

عربي إسالمي ففي هذا القول ما يبين به حراك الفكر اإلنساني منطلقا من نموذج معرفي ) نفسها. وأنه يطرح نتائج كما يطرح غيره نتائج متنوعة-يرى من وجهة نظره أنه كامل التكوين-

بل ...فلو قلنا بأن منهجنا هو نهاية المناهج ألوقفنا جريان الصيرورة: ( مضيفا في السياق ذاته لمية ضمن تفاعله نبقي عليه مفتوحا ليتفاعل مع كافة المناهج المعرفية و األنساق الحضارية العا

وفي هذا تتمة لما يؤكده دائما األستاذ أبو القاسم )1()مع الصيرورة المتدفقة في الزمان و المكانأن المعرفة اإلنسانية ال تنحصر في نموذج دون آخر، وأن المنهاج المعرفية واألنساق

ادات األخرى الحضارية البد وأن تبقي على فتحة التقبل لغيرها من المناهج و قبول االجتهالمخالفة أو الموافقة لها، وهو ما يرى أنه يحول دون استحالة النموذج المعرفي الغربي نموذجا

.إنسانيا موحدا ولو في مناحي ضيقة من حياتنا ومعارفنا و إدراكاتنا ونظرياتنا

ليس " أزمة"بداية يجب التأكيد على أن عنوان : دراسة أزمة الحضارة الغربية. 3 مراجعات غربية، ومنهم نا نحن العرب و المسلمين بل هو أيضا نتاجمن اختراع

وغيره الين وقفوا على العديد من أزمات هذه الحضارة Touinby Arloundتوينبيأرنولداإلنسان (في كتابه )Aliksis Carelالكسيس كارل (في ميادين معرفية متنوعة، ومنهم أيضا

مادية يقر أنها وليدة خياالت االكتشافات العلمية وشهوات اليدين الحضارة الغربية ) ذلك المجهولاإلنسان وأوهامهم، وأن التقدم الهائل الذي أحرزته علوم الجماد لم تجن منه البشرية سوى القلق

حقيقة األمر أن مدنيتنا التي سبقتها أوجدت أحواال معينة للحياة من شانها أن : ( والهموم فيقوليلة، وذلك ألسباب ال تزال غامضة، إن القلق و الهموم التي يعاني منها تجعل الحياة نفسها مستح

، وفي نفس )2()سكان المدن العصرية تتولد عن نظمهم السياسية واالقتصادية و االجتماعيةكتابا جريئا في ) سقوط الحضارة( فيعد كتابه )Kolon Welsonكولن ولسون (السياق نجد

صاحبه بأن أي حضارة تصل إلى لحظة أزمتها يوما ما، نقد حضارة الغرب، وهو كتاب يتحدث .)3(وان الحضارة الغربية قد بلفت هذه اللحظة

291، المرجع السابق الذكر،ص 1 جالعالمية اإلسالمية الثانية، محمد أبو القاسم حاج حمد، - )1( 15، ص 1992 للكتاب اإلسالمي، ةالرياض، الدار العالمي. 3، طالمسلمون والبديل الحضاري حيدر عبد الكريم الغدير، - )2( 16 المرجع السابق الذكر، ص ،ديل الحضاريالمسلمون والبحيدر عبد الكريم الغدير، - )3(

فال بد من دراسة أزمة الحضارة الغربية في جميع أوجهها، فإذا كان الغرب قد حقق مطلقيته ومركزيته من خالل االنتصارات المعرفية و المادية، فقد حان الوقت أن نعيد النظر في

ه النجاحات ونبين نقاط القصور التي ظهرت من خالل التطبيقات المختلفة لنموذجه المعرفي، هذوان ندرس األزمات الناجمة من تبنيه و تطبيقه، ويكون حقل االصطالح السياسي من الحقول المعرفية التي وجب مراجعة دقيقة له، بحسب ما تم توضيحه في الفصل السابق من أمثلة

.بسيطة

مفارقات التي تستحق التسجيل أن دعاة التغريب و اللحاق بالغرب في عالمنا و من الالعربي اإلسالمي ال يزالون في إطار مغلق يجسد لهم عقالنية الغرب، ويكررون التفاؤل الذي يصدره الغرب عن حضارتهم، في حين نجد أن هناك من الغرب من نفى هذه العقالنية و أبدل

ت المتعددة التي تؤدي إلى تشاؤم مطلق بحسبه، و هو ما مثلته آراء التفاؤل بصورة من األزماالمفكرين فيما سبق، وهو ما ولد لديهم شعورا بان مكانة حضارتهم في التاريخ بدأت تعرف

فهذه الحضارة الغربية التي كان يبدو خالل عقود . )1(تراجعا في مركزيتها ومكانتها وعالميتهاقلوب إليها، وتفتتن األنظار بمنجزاتها المادية، بدأت تنكشف عن خالية قوية متماسكة تغفو ال

عيوب وأمراض وأزمات، وأصبحت عاجزة عن إخفاء آثار التآكل التي شدت إليها األنظار، وأن الحضارة التي خيل للبعض خلودها آيلة إلى السقوط بعد أن أصبحت تنوء بمشكالت ال قبل

.)2(لصناع هذه الحضارة بمعالجتها

اإلمام حسن يمكن أن نغفل في هذا الوصف ألزمات الحضارة الغربية ما طرحة والالذي تحدث عن إفالس الخيار الحضاري الغربي ) م1949-1906/هـ1368-1324 ( البنا

إن مدنية الغرب التي زهت بجمالها العلي حينا من الدهر، وأخضعت : ( حتى في بالده فقالله وأممه، تفلس اآلن وتندحر وتندك أصولها و تتهدم أصولها العالم كله بنتائج هذا العلم لدو

وتنهدم نظمها وقواعدها، فهذه أصولها السياسية تقوضها الديكتاتوريات، وأصولها االقتصادية تجتاحها األزمات، وأصولها االجتماعية تقضي عليها المذاهب الشاذة والثورات المندلعة في كل

)3(...).مكان

77، ص الذكرالمرجع السابقالجزء األول، ، إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1( 13، ص الذكر، المرجع السابقالمسلمون والبديل الحضاريحيدر عبد الكريم الغدير، - )2(

21، المرجع السابق، ص اإلحياء اإلسالمي و التحديث الغربيفلسفة المشروع الحضاري بينأحمد محمد جاد عبد الرزاق، - )3(

تعمق في دراسة األزمات التي تعيشها الحضارة الغربية، يعد من اآلليات وبالتالي فالالتي تمكننا من تجاوز التحيز الذي هو في إحدى أصوله حالة من االنبهار بهذا النموذج المعرفي، وبالتالي فدراسة خباياه ومشاكله وأزماته هو حالة من التجاوز لهذا االنبهار إلى حالة

. إلى البحث عن نماذج أخرىمن الواقعية و العودة

إن ما تقدم ويتقدم من نقد للحضارة الغربية ليس في أساسه : نسبية الغرب :ثانيا بأنه عملية الدكتور المسيريفضحا لحالة من االنحطاط والتراجع فقط، بل هو كما عبر عنه

لغربية وعزل تهدف إلى الفهم المتعمق الذي يجعل من الممكن فرز محتويات الترسانة المعرفية اوتكون هذه العلمية االنتقائية بين ، )∗∗∗∗(عاما عالميا عما يصلح أن يكون خاص غربيما هو

الخاص والعام أن يواكبه تخلص من اإلحساس بمركزية الغرب و نزع صفة العالمية و العلمية ا دعاة والمطلقية عن الحضارة الغربية و توضيح أن كثيرا من القوانين العلمية التي يدافع عنه

التغريب باعتبارها تصلح لكل زمان ومكان، بل هي نتيجة تطور تاريخي و حضاري محدد وثمرة تضافر ظروف فريدة في لحظة فريدة، وبالتالي فإن هذه الفكرة األخيرة تطرح ما هو بديل عن المطلق الذي وصل له الغرب إلى أن يستعيد هذا الغرب نسبيته في عالم مشترك، وإذا

المركز فإنه يجب أن يصبح مرة أخرى عنصرا واحدا ضمن عناصر أخرى تكون كان يشغلعالميا فيليق به أن يستعيد ) النموذج المعرفي الغربي(، و إن كان يرى نفسه )1(عالم اإلنسان

و يكون هذا بإدراك الغرب . خصوصياته ومحليته ويجب أن يصبح غربيا مرة أخرى ال عالمياص به هو تشكيل وصيرورة خاصة به ال تنطبق على غيره من أن التشكيل الحضاري الخا

و هذا ما يوجب على غيره من األمم . المجتمعات التي لها أيضا تشكيلها الحضاري الخاص بهاوالحضارات أن تراعيه أيضا من دون ارتماء في تاريخه و إهمال وتهميش لصيرورتها الخاصة

نطبق عليها أيضا، وهو الذي حذر منه الشيخ بها، وتصبح ترى أن كل ما ينطبق على الغرب يإن فيه نفيا لثروة األمة إلى : ( فقال)∗()التمدن الغربي(جمال الدين األفغاني من تقليد نموذج

ما يمكن أن يقال أو قد قيل عن الحضارة الغربية من عملية نقد قاسية وقد تبدو غير منطقية، ال ينفي أبدا ما قدمته هذه -)∗(

يصب على الكامن خلف المفاهيم الحضارة من انتاجات علمية ووسائل معيشية و تطويرات دائمة في حياة البشرية، و غنما النقدواألفكار، و االهتمام األكبر في مثل هذه الدراسة هو المتعلق بالدراسات االجتماعية وما يمكن ان يكون حقال واسعا وممكنا لنقد

.الغرب ونموذجه المعرفي 84 ، ص ، الجزء األول، المرجع السابق الذكرإشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )1( يجب أخذ هذا المصطلح على أساس الفترة التي عاشها الشيخ جمال الدين األفغاني، ألن هذا المصطلح أصبح اليوم من -)∗(

التاريخ ويمثل مرحلة المشاريع النهضوية لتلك الفترة وال يمكن أن يعتد بها في يومنا هذا في حال االستشهاد بالتبعية والنسبية في آن واحد

وجدعا ألنف األمة يشوه وجهها ويحط بشأنها، ولقد علمتنا التجارب أن المقلدين ...غير بالدها، ) 1(...).ون منافذ لتطرق األعداء إليهامن كل أمة، المنتحلين أطورا غيرها، يكون

و بمثل هذا الطرح تناقش قضية االختالفات االصطالحية بما يتناسب والبيئة والثقافة التي تولد المصطلح و بما يتناسب وحضارته، فالمصطلح كما ذكر أنفا هو تعبير صادق ومباشر

ينفي هذا الدكتور المسيريأن ، نجد التاريخ اليهوديعن بيئته، فلو أخذنا مثال مصطلح المصطلح وال يراه مناسبا وال يمكن أن يسوق إال لدى المجتمعات التي تؤمن بوجود تاريخ موحد لهذا المجتمع، فهو انطالقا من بيئته و حضارته اإلسالمية و إطالعاته الفكرية المحكومة

وحجته في ذلك أن تاريخ ،تاريخ الجماعات اليهوديةمفهوم / باالنتماء اإلسالمي يطرح مصطلحاليهود لم يتوحد أبدا وانه كان مختلفا من جماعة إلى أخرى بحسب تواجدها، وفي هذا نفي لفكرة

بحسب ما ورد في كتابهم ) فلسطين(وحدة التاريخ التي تنتهي بالعودة إلى األرض المقدسة . )∗∗∗∗(المقدس العهد القديم

الغرب أن يعيشها أو أن يعود إليها، إضافة إلى ذلك فإن النسبية التي وجب علىوالخصوصية التي يتوجب الرجوع إليها أيضا، تفرض عليه القبول باصطالحات سياسية وصفية له كما نقبل نحن بما يطلقه من مصطلحات سياسية وصفية نحونا، ومثال ذلك أن الغرب عندما

ينقل هذا المصطلح و يصير ، ومحور الشريصف الجمهورية اإلسالمية اإليرانية على أنها من قائد متداوال حتى لدى الدول اإلسالمية منها، يكون لزاما عليه أن يقبل المصطلح اآلتي من قبل

بصورة خاصة من دون كل العالم الغربي - حينما يصف أمريكا خامنئييالثورة اإليرانية علفهذه . شر مطلقل بأنها إسرائي)∗∗∗∗(السيد موسى الصدر أو حينما يصف الشيطان األكبر بأنها -

المصطلحات التي أصبحت تمثل معسكر كل من يتعامل بها، وجب أن تقبل من قبل الطرفين ولكن بأساس أن كالهما يحترم خصوصية اآلخر ويحترم النموذج المعرفي لدى اآلخر، ويقف

ة وحتى تأخذ الفكرة أو المصطلح مكانه في مرتب. دون مركزية مطلقة أمام اجتهاد اآلخر فكرة تقوم على تجاوز الدكتور المسيريعالمية من دون أن يصبغ بتأثيرات غربية، يطرح

المنهج المقارن أو الدراسات المقارنة التقليدية بين النموذج الغربي وغيره من النماذج، ومن ثم

19، المرجع السابق، صفلسفة المشروع الحضاري بين اإلحياء اإلسالمي و التحديث الغربيعبد الرزاق، أحمد محمد جاد - )1(في الخطاب و المصطلح عبد الوهاب المسيري، : لتوضيح أكثر حول هذا المصطلح والتفريعات الناتجة عنه راجع-) ∗(

.دية والصهيونيةموسوعة اليهود واليهو: أو راجع . دراسة نظرية تطبيقية: الصهيوني التي طالبت بحقوق حركة المحرومين هو زعيم لبناني شيعي، كانت له حركة ثورية في الجنوب اللبناني أسس موسى الصدر -)∗(

ضد االحتالل التي كانت الحركة اإلسالمية الشيعية األولى التي قادت المقاومةحركة أملالشيعة في لبنان، وأسس بعد ذلك مع اثنين من مرافقيه، وذلك خالل زيارته إلى ليبيا التي اتهمت منذ ذلك التاريخ باختطاف 1978لسيد في سنة اختفى ا.الصهيوني

. إلى اليومالسيد ومرافقيه واحتجازهما

اس إثبات أن هذا النموذج ليس مركزيا دائما بل هو نموذج نسبي وبالتالي تكون المقارنة على أسالعمل للوصول إلى رؤية عالمية موحدة من خالل مقارنة البنى الحضارية و التجارب التاريخية ومن دون استئثار بنموذج على حساب غيره من النماذج، ومن دون التأكيد على عالقة التأثير

عودة إلى وبذلك نتجاوز التحيز بآلية تعطي لمبدأ النسبية وال.والتأثر في عمليات المقارنة التقليدية . المحلية في النموذج الغربي األصل في ذلك

و االستفادة من فالبد من االنفتاح على ثقافات العالم : االنفتاح على العالم ثالثاالتراث الحضاري و الثقافي و الفكري للحضارات العريقة المختلفة التي تملك زادا معرفيا

فيها ما يغني خاصة في -حضارتنا–مية غزيرا في فهم اإلنسان و المجتمع، والحضارة اإلسالولنا أيضا . وفي فهم الظواهر الناتجة عن اإلنسان وعالقته بالمجتمع والطبيعةةالعلوم االجتماعي

في النموذج الياباني مساحة أخرى يمكن أن ننفتح عليها و النموذج الصيني وغيرهم من . ربي فقطالحضارات التي نجهلها بسبب قصر رؤيتنا على النموذج الغ

و قد اقتصرت نظرتنا على المشروع الغربي واعتباره األسلم و األنجح، فلقد رأى فيه العديد من الذي دافعوا عنه في بالدنا أنه األنسب لبناء الحضارة في المجتمع اإلسالمي، وخطابا

ن غير في حين نجد من المفكري. 1مناسبا في الثقافة والفكر لدينا مع تنوعات المشارب والرؤىالمسلمين من يقول أن التاريخ حافل بالشواهد على أن النموذج األوحد ال يمكنه أن يستقيم أو أن ينجح لوحده، فعلى مدى التاريخ عرفت البشرية تدخالت ال حصر لها بين شعوبها وأصبح لهذا

بغية التاريخ معطيات ووقائع، أثبتتها العمليات واآلليات التي كانت تسعى الشعوب التخذها أو حتى ةالخروج من اإلطار المحدود المقرون بالمرجعية الحضارية إما اإلغريقية أو البيزنطي

بمصطلح اإلسالمية آنذاك، وهو أود عند الشعوب في ذلك الوقت ما أصبح يعرف اليوم ، وكما سبق قد عرف هذا المصطلح حالة من التطور المتتالي إلى أن وصلت األمور )∗∗∗∗(المثاقفةتطور المذهل في وسائط االتصال والذي أعطى معطى جديد لفكر االنفتاح على العالم إلى ال

.وتطور فكر المثاقفة و تعدى اقتصاره على العالم الغربي إلى عوالم أخرى و نماذج أخرى

، مدخل إلى نظام الخطاب اإلسالمي في الفكر اإلسالمي المعاصر: إصالح الفكر اإلسالمي طه جابر العلواني، - )1( 19، ص 1998العالمي للفكر اإلسالمي ، المعهد :فرجينيا.1طأو أكثر من الثقافة، على ان تختلف الواحدة عن ) نموذجين( المثاقفة هي عملية تاريخية تهدف إلى إحداث تداخل بين نمطين -)∗(

ري في األخرى بما لها من خصوصية ماهوية تميزها، وهي قديمة قدم النشاط الجسدي عند البشر كمرحلة أولى ثم النشاط الفككم يمكن اعتبارها آلية متقدمة من آليات .مرحلة تالية، وهي عملية عامة ال تكاد تنحصر في وطن دون غيره أو أمة دون غيرها

. تجاوز التحيز

وهو ما اثبت مرة أخرى أن االنغالق و الحصر الذي يضعنا فيه النموذج الغربي، هو الخروج منها، خصوصا وانه ليس هناك أي اعتراض إسالمي حالة يمكن تجاوزها ويمكن

التي تنطلق منها الدراسة عموما - الهوية–االنتماء اإلسالمي لنا يوظف هنا على أساس اإلنية (، جوهري على تحديث حياة المسلمين فيم يتعلق بسبل تحقيق حياة )في نقد التحيز وطرح البديل

ال تحبذ االنغالق على الذات، فالتعارف الحضاري ) ∗(يةمنظمة لهم، كما أن المرجعية اإلسالمالتواصل اإلنساني مبادئ جوهرية فيها، إال أن هذه الرؤية العقالنية البد من أن يقابلها ويتزامن معها أسلوب تعامل وتداول عقالني مواز لعقالنية التوجيه اإللهي والنبوي في التواصل مع

المصبوغة بالعولمة (لمعاصر، فالمثاقفة المتعولمة اآلخر مع معطيات العلم الحديث و اتشتغل بمطلق إمكاناتها قصد االستهالك و خلق انفصامات بين الهوية المحلية أو ) وخصائصها

الوطنية بل والدينية في وطن ما أو أمة ما أو ملة ما، أي تحقيق االندماج المطلق في مشروع ته،بينما اإلسالم سعى في مشروعه الوجودي إلى كوني مفتوح ال تدري البشرية مصائره، ونهايا

تحقيق غايات على وفق محددة وهو ما يتناقض مع مشروع المثاقفة المتعولمة التي تضم بين .)1(جنباتها نزعة عدمية لما هو قيمي سوى قيمة السوق واالستهالك و الغايات اآلنية

كرنا فيما حولنا من نماذج ولهذا االختالف و التفارق ينبغي أن يدفعنا إلى أن نمد فنحقق بها االنفتاح على العالم وما يحويه من نماذج معرفية أو ثقافات، وندخل معها في مثاقفة

وبذلك نحقق جوهرية االنفتاح على . بل تكون مساوية ومتوازنة) إجبارية(ندية ال تكون فرضية سنوات طويلة من االستعمار العالم التي ستؤدي إلى إصالح التشوه المعرفي الذي لحق بنا بعد

الغربي تم ترسيخ فكرة المركزية الغربية، وأصبح بذلك المثقف العربي المسلم يعرف الكثير عن سارتر وال يعرف شيئا عن جابر بن حيان، فإدراكنا للتحيز سيجعلنا نأخذ حذرنا من معارف

نفتاح المدروس و العقالني ولذلك فاال. الغرب فال نتلقاها بسلبية على أنها معرفة عالمية عامةعلى العالم ككل بما يحويه من نقائض وحقائق، يجعلنا نتحرر من الحقائق التي تدعي أنها صلبة ومطلقة، ففقه التحيز سيجعلنا ندرك انه يمكن أن يقوم البعض بلي الحقائق بوسائل مختلفة

ريقة محايدة وإنما من لتوظيفها في خدمة وجهة نظر معينة، وأن تراكم المعلومات ال يتم بط )2(.خالل نموذج يقرر المركز الهامش

المرجعية اإلسالمية، هي المرجعية التي يقترض أن تنطلق منها كل الدراسات التي تعنى بالنموذج المعرفي اإلسالمي أو التي -)∗(

. ل دراسات ظواهر بعينها في العالم اإلسالمي، وسيكون لهذه المرجعية توسعة في المبحث الثالثتحاوالمؤسسة العربية للدراسات : بيروت. 1، طقراءات في رؤى ما بعد االستشراق: الغرب واإلسالم رسول محمد رسول، - )1(

138-137، ص 2001والنشر، 91، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2(

من نتائج حول نفي التنوع محمد عمارة الدكتوراألستاذمما تقدم نصل إلى ما طرحه واالختالف وفي الحال نفسه وجوب األخذ بالتنوع واالختالف كأهم حقائق االنفتاح على عالم

–ي تريد العالم حضارة واحدة، وتسلك سيل الصراع متعدد الرؤى، فالمركزية الحضارية الت لقسر العالم على نمط حضاري واحد، يتنافى و الرؤية اإلسالمية التي تريد -صراع الحضارات متعددة ومتميزة، لكنه ال يريد -ذبحسب تعبير األستا– )منتدى حضارات(للعالم أن يكون

ركزية الحضارية القسرية، وإنما يريد لها للحضارات المتعددة أن تستبدل التعصب الشوفيني بالموهو في ثنايا التفصيل ينكر اإلسالم . أن تتفاعل وتتساند في كل ما هو مشترك إنساني عام

المركزية اللغوية التي تريد العالم لغة واحدة فتنكر على األمم حقها في تعدد األلسنة للمصطلح السياسي وعالقته بهذه نعودللدكتور محمد عمارةمن خالل هذه اللفتة )1(واللغات،

اآللية في تجاوز التحيز، فالتنوع والتعدد تطرحه وتنادي به كل الحضارات وتقره وتؤكده كل النماذج الحضارية األخرى، بعيدا عن القسر الحضاري الذي يفرضه النموذج المعرفي الغربي

ر بالرؤية اإلنسانية وتوجيه ويتسلط في طرحه من دون منازع له بحسب أدبياته، وما هذا الستئثاالعالم نحوها فقط إال دليل على أن التحيز ال يمكننا أن نتجاوزه إال من خالل انفتاح أكثر على

. العالم و نجتهد في تقليل حالة االنبهار التي نعيشها اتجاه النموذج الغربي

وأمام فإشكالية تلبيس المصطلحات من خالل فقه التحيز المطروح في هذه الدراسة،ونقصد به الحالة النفسية التي تسكننا (آليات تجاوزه المعروضة آنفا، ندرك أن االنغالق المعنوي

الذي نعيشه، اضطرنا وبتعبير أدق أوجب علينا ) اتجاه أحادية النموذج لمعرفي الغربي في العالمتها التطورية استخدام مصطلحات سياسية حددت معانيها في التجربة التاريخية الغربية بخلفيا

محمد أبو القاسم حاج ذاألستا التي يرى فها )قومية(الخاصة بمجتمعاتها، ومثال ذلك مصطلح لم تكن ورادة في تاريخنا ولكن استعملت بصورة مأخوذة من السياق التاريخي األوروبي حمد

سب للداللة على المكون المشترك لجماعة معينة، و لكن بإمعان النظر في هذا المصطلح بحاألستاذ نجد أن القومية في سياق التجربة العربية ال تحمل في تعريفها لزوميات و خلفيات

. )∗(التعريف األوروبي

ويرى انه نفس المشكل في استخدام مصطلحات سياسية أخرى تكونت بعيدا عنا أخذنها تنا، من دون دراسة لتطورها ومن دون بحث عن بديل لها في ثقافات أخرى أو حتى في ثقاف

83-82، ص2004مكتبة الشروق الدولية، : القاهرة. 1، طالعطاء الحضاري لإلسالم محمد عمارة، - )1(مفهوم القومية من النشأة واألصل / التي عنيت بتوضيح مصطلحة هناك العديد من المطارحات الفكرية و الدراسات األكاديمي-)∗(

. ، يمكن الرجوع إليها وهي كثيرة ومتعددة المدارس المتناولة لهاواالستعمال

ومثال ما يطرحه مصطلح يمين، يسار، وسط، وغيرها من المصطلحات التي هي في حقيقة أصلها نابعة من القاموس اللغوي لجدلية التطور التاريخي، وهو ما يعني فرض المصطلح كما ذكر سلفا، من دون األخذ بأن الجدلية التي ساعدت في تكوين هذا المصطلح غير متماثلة بل

ع المسار في حركة المجتمعات األخرى والمجتمع العربي اإلسالمي منها، وبالتالي ومتناقضة مكان البد من وضع قاموسنا الخاص بتوليد المصطلحات المتطابقة مع حقائق الواقع وذلك عوضا

وتجمع كل الدراسات . )1(عن اللجوء إلى مصطلحات تجربة مفارقة و مغايرة لحضارتناأن القاموس العربي اإلسالمي السياسي يمكنه االستيعاب الكل الظواهر التأصيلية التجديدية على

و كل النظريات وكل المفاهيم التي قد تجد في هذا العصر، ودليل ذلك أن العديد من المصطلحات الغربية السياسية وجد لها ما يمكن أن يقابلها في القاموس العربي اإلسالمي من

الذي كان يستعمل دار الندوةلغربي و مثال ذلك مصطلح دون أن يلجأ المسلم إلى المصطلح امنذ القديم عند العرب بمعنى دار التشريع ودار النظر في شؤون األمة، ومازالت هناك أنظمة

الذي يحمل في طياته أبعادا غير التي برلمانإسالمية تأخذ بهذا المصطلح بدال من مصطلح ا ما يحيلنا إلى طرح مرتكزات البديل الحضاري في وهذ. لدار الندوةيقصده المفهوم اإلسالمي

. تحديد وصياغة المصطلح السياسي

377-375،ص 1996دار الهادي، : بيروت. 12 الجزء الثاني، ط،العالمية اإلسالمية الثانية محمد أبو القاسم حاج حمد، -)1(

�Kr"�l U ا��i�jO ا���"U ا�%Jی� ا���ت�Gات ا?"ا���ت�Gات ا?" K� ��Kr"�l U ا��i�jO ا���"U ا�%Jی K�

ليس من اليسير بكل تأكيد أن نصور البديل أو نتصوره من دون أن ندرك أنه نتيجة ت حضارية وثقافية، تشترك فيما بينها لتنتج غير نهائية يخضع توليده لتراكمات معرفية وخبرا

البديل في قضية ما، ومسألة المصطلح السياسي وطرح البديل في صياغته، تبدو للكثير على أنها مسألة يصعب تجسيدها و حتى الحديث فيها، ألن النظريات والتحليالت واألفكار و المواقف

اله من مصطلحات سياسية أصبحت وبكل أسست على ما تعاهد الباحثون والمحللون على استعمبساطة ضاربة في عمق التاريخ وفي عمق األنا الداخلي للمحلل السياسي واألكاديمي الباحث في

المحاوالت التي تسعى إلى العلوم السياسية، وهو ما يمثل الحجرة التي قد تتكسر عندها كل .طرح بدائل في هذه القضية، أي أنها مسألة مفصول فيها سلفا ومن دون جهد بعدي في ذلك

في محاولته لعرض البديل الذي يمكنه الدكتور المسيري تغير انه بالعودة إلى أطروحاريات والرؤى أن يتجاوز التحيز الكامن في النموذج المعرفي الغربي الذي هو خلفية نظرية للنظ

والتحليالت والظواهر واالصطالحات، نقف على مرتكزات يطرحها منطلقا في ذلك من مسألة جوهرية وهي أن البديل ال يمكنه أن يولد اليوم وال غدا بل هو حالة مستمرة تبدأ باجتهادات

زات وبأفكار تطرح في منابر متعددة وبوسائل منهجية وعلمية، إال انه طرح مجموعة من المرتكالنظرية والعملية التي تسهم في إيجاد هذا البديل وفتح الفضاء المعرفي لقبوله وتداوله في المصطلح السياسي موضوع الدراسة أو في غيرها من المعارف و الظواهر، كما أن هذه المرتكزات لم تقتصر على سعادة الدكتور بل هناك مجموعة من المفكرين الذين وضعوا

. متممة أو استدراكية على ما طرحهمرتكزات أخرى إما

في توضيحه لمسألة البديل والتجاوز للتحيز، فيقول الدكتور المسيريومما يذكره :1مايلي

212، ص كر الذ، المرجع السابقاللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود عبد الوهاب المسيري، - )1(

فمثل هذا القول يوضح بصورة أساسية معنى البديل وكيف يكون التصويب في طرحه ل للمصطلح السياسي ومن مجموع المرتكزات التي طرحت في صياغة البدي. وتقديمه و توليده

نعرض مجموعة منها، ومن دون مزايدة على أنها الوحيدة وال خروج عنها وال نقض لها بل : هي اجتهادات تصيب وتخطئ، وهذه المرتكزات هي

قد تكون هذه الصفة هي ما يجب أن تتبناه كل البدائل المطروحة : الجرأة و األصالة :أوالاد لها أن تكون نابعة ال تابعة، ونقصد هنا بالجرأة أن البديل في جل المعارف اإلنسانية التي ير

، )∗(في ميادين عديدة وفي لحظات كثيرة يتطلب من طارحه وواضعه ومسوقه أن يتحلى بالجرأةمتخذا في ذلك أن الواقع قد يرفض وقد يتهم وقد يتحدى وقد يسفه وقد يعادي صاحب البديل

هذا البديل ال يجب أن تنعدم وال يجب أن تغفو وال تخبو والبديل ذاته، ولكن الجرأة في طرح لحرب العالمية ا(أبدا من أجل نشر المعروض و إيصاله، فمثال لو يطرح مصطلح

بصيغته التي تتالءم و حضارتنا وثقافتنا ألنها بكل بساطة جرت على ارض غير )الثانية/األولىال أسواقا ومستعمرات، فالجريء هو أرضنا وبين جيوش لم نكن فيها نحن العرب المسلمين إ

، فنجد )الثانية/ الحرب األوروبية األولى(الذي يقول أنها كانت حربا أوروبية ويصبح الدال هو أن المصطلح يختلف تماما ولكن هذا يصعب تسويقه و تداوله، خصوصا أن هناك ألفة بين

ع و ووصف الظواهر، فهما الباحث أو الدارس و المصطلح األول برغم خطئه في تصوير الوقائحربان عالميتنا من منظور اإلنسان األوروبي وحسب، الذي كان يظن أن أوروبا هي العالم، فإذا

)1(.اندلعت الحرب في أوروبا يعني أنها اندلعت في العالم بأسره كما يراها اإلنسان الغربي

الجرأة تكون مصبوغة بوعي علمي ومن دون تهور ومن دون تعصب ألن هذه القواعد إذا غابت أصبح البديل عبارة عن -)∗(

هرطقة وسفسطة من دون معنى و بالتالي يضيع الجهد وتضيع معه الفكرة 203-202، ص الذكرابق، المرجع الساللغة والمجاز بين التوحيد و وحدة الوجود عبد الوهاب المسيري، - )1(

لعل القاعدة األساسية لعالج هذا الخلل هو أال نترجم الدوال، وإنما ننظر إلى ندرس المصطلح الغربي في سياقه ... الظاهرة ذاتها، سواء في بالدنا أم في بالدهم المعرفة، ثم نحاول توليد المصطلحات األصلي دراسة جيدة، نعرف مدلوالته حق

بل ... من داخل المعجم العربي، والمصطلح الذي نأتي به لن يكون ترجمة حرفيةوهذا ... يصف ما نراه نحن ويفسره وجهة نظرنا،) داال(سنولد أو نسك مصطلحا

فاالنفتاح ... ال يعني بالضرورة انغالقا على الذات وغنما يعني انفتاحا حقيقيا )1(. هو عملية تفاعل مع اآلخرالحقيق

إضافة أوصاف أما األصالة والتي هي من الناحية النظرية التجريدية ال تحتاج إلىإليها، حيث أن األصالة بالضرورة تعني االنبثاق من الذات و التعامل مع الواقع وبشكل إيجابي،

في حين انه في . ولكن بسبب مالبسات معينة أصبح مصطلح األصالة يعرف دالالت كثيرة) 1(.األصل ال تعدد في ما يتضح أصله ويستند حكمه إلى تأصيل علمي ومعرفي واضح

هنا رأي الدكتور علي شريعتي في مسألة األصالة بحيث نجدها معبرة عنده بلكنات وأضيف، ويشرح ذلك بأن نحن من نختار ذواتنا )أن ذواتنا هي ذواتنا(بسيطة فيقول أنها تجتمع في

الخاصة بنا و نحن الذين نقوم باختيار األنماط الخاصة بنا و نحن المؤمنين بأن كل هذه األشياء )2(.نعنالنا ومن ص

يمكن أن نستخلص مجموعة من )∗∗∗∗(عبد الحميد سليمانور الدكتوبتفصيل لتفصيالت :النقاط التي توضح أهمية مرتكز األصالة في طرح البديل

غير قابل لمزيد من التوصيف وال يمكنه أن يقبل األصالةبين الدكتور أن مصطلح •••• .أوصافا تلحق به لتمام داللته اللغوية للمدلول

لة في نظره هي بكل بساطة هي حراك يكون فيه األصل انبثاق من داخلنا، وبآلية األصا •••• . العودة إلى الذات الواجب إتباعها

وال يقتصر على انبثاق فقط، بل يتعداه إلى اإليجابية مع المحيط و الواقع والمجتمع، أي •••• .أن األصالة من أصولها اإليجابية

السابق أن األصالة أصبحت مصطلحا يعوقه و يقف الدكتور على مسألة مهمة في قوله ••••، كلهما ةوبين مدرسة تغريبي) تراثية(وتفككه دالالت تعددت مشاربها بين مدرسة تقليدية

. فسر األصالة بمفهومه الخاص

في وضع البديل مهما كانت طبيعته المعرفية، األصالةوبتوضيح أكثر فإن مفهوم ودور لمصطلح السياسي خاصة، تعتبر الحجرة الركيزة في طرح وفي البديل االصطالحي في توليد ا

41، ص1996مكتبة المنار،: الزرقاء. 2، طأزمة العقل المسلم عبد الحميد أحمد سليمان، - )1(، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة كلية "من العودة إلى المفكر المسؤول: على شريعتي" محمد محمود عبد العال حسن، - )2(

16، ص 2005االقتصاد والعلوم السياسية، الدكتور عبد الحميد أحمد سليمان من مواليد المملكة العربية السعودية، دكتوراه في العالقات الدولية من جامعة بنسلفانيا -)∗(

،و كان )المعهد العالمي للفكر اإلسالمي( الذي توجه بتأسيس ) مشروع اسلمة المعرفة(بأمريكا،صاحب النظرة األولى ومؤسس ه، ثم لتركه لخلف الدكتور طه جابر العلواني، ليتولى بعد ذلك إدارة الجامعة اإلسالمية العالمية أول رئيس له ثم مديرا عاما ل

. إلى يومنا هذا1988بماليزيا منذ

البديل من خالل اإلدراك أنها مفهوم يرتكز على التعامل مع الواقع المعاصر من منطلقات األمة و بالتالي يعني فهم كليات األمة وغاياتها ومقاصدها، وهو ما يقتضي القدرة والخبرة الفنية

لنصل من خالل األصالة إلى إعادة ترتيب . تحليلوسالمة المنهج كما تعني الدراسة و ال ) 1(.األولويات وإعادة صياغة المنهج والفكر

من خالل ما تم عرضه نجد أن مبدأ الجرأة واألصالة لهما من المسؤولية الكبيرة في صناعة البديل و ترويجه وإظهاره، وبالتالي فكل ما سيأتي من آليات أو مرتكزات تساعد في

.بديل سيكون إلزاما عليها القبول بهذين المبدأين لتصل الفكرة البديلة أو المصطلح البديلطرح ال

وأصل هذا المرتكز كما : محترم إلنسانية اإلنسان ومجرد من المادية العدمية: ثانيايبدو هو الصياغة الفلسفية الميتافيزيقية، والذي ال يمكن إغفاله كخلفية نظرية وتعود هذه األهمية

ى طبيعة الكوامن التي يخفيها المصطلح بداخله المعبرة عن رؤى فلسفية لثقافة البديل في هذه إلالحالة، وبالتالي يتم وضع المدلوالت في مواضعها الصحيحة وتوليد داولها من عميق حضارتنا، وهذا طبقا للمرتكزات الفكرية التي تعتمد عليها عقيدتنا وتنطلق منها المصطلحات السياسية

)2(.البديلة

تنفي عن اإلنسان ) فلسفية(وبالتالي فإن من أسس هذا البديل أن ينطلق من خلفية نظرية تهميش واستبدال مركزيته في الكون بالطبيعة، بل يجب أن يرى هذا النموذج االصطالحي

ال لإلنسان باعتباره الكائن الوحيد الذي يمكنه البحث عن الغرض من وجوده في الكون و الذييرضى بسطح األشياء وإنما يطور المعاني الداخلية و الرموز و اللغة الحية، وهذا ما يمكن أن

الدال (تبرزه االجتهادات التوليدية للمصطلح السياسي، مدركا هذا البديل في تركيباته اللغوية ساس على أ) من خالل نظرة إسالمية(أن اإلنسان يسير في الكون ويعيش فيه ) منها والمدلول

، وبالتالي تكون كل حركاته )3(مبدأ االستخالف الذي يرى في اإلنسان مستعمر في أرض اهللاوسكناته في هذا الكون خاضعة ومتوجهة بهذا المبدأ، متمسكا بأحادية مسيره، خاضعا للتكاليف

كل وهو يش.اإللهية فيه، منطلقا في مسيرة االستخالف بنظرة التعمير فيه ال العبث به و ال فيهاألصل العقيدي و المنطلق المعرفي لكافة المفاهيم و المجاالت بما يفرض من مداخل ونماذج تتميز عن مداخل و فرضيات النموذج المعرفي الغربي التي تسود مجال المعرفة المعاصر، فمن

43- 42، ص الذكر، المرجع السابقأزمة العقل المسلم عبد الحميد سليمان، - )1( 55، ص ذكر ال، المرجع السابقالتنمية من منظور متجدد محمد نصر عارف، - )2( 164، المرجع السابق، دراسة داللية مقارنة: المصطلحات السياسية أحمد محمود السيد، - )3(

الصعب أن نتناول قضية الصياغة االصطالحية أو نحدد جوهر المصطلح السياسي البديل النابع حضارتنا واتخاذه مدخال فلسفيا نظريا ترتبط به كل المعارف بدال من النظرة العدمية من

)1(.للنموذج المعرفي الغربي

أما من ناحية النظرة المادية العدمية، فالبديل الواجب صياغته للمصطلح السياسي البديل، والتي جعلت من فيجب أن يكون منطلقا من خلفية تلغي الصدفة المادية التي أوجدت الكون،

مثل أي مكون لها، وبهذا فالبديل يطرح أن المادية ااإلنسان جزء من الطبيعة يخضع لقوانينههو مركز الكون الموجود ) اهللا( ترى أن )∗(نظرة خاطئة تقابلها خلفية نظرية عقائدية إسالمية

اإلنسان، المنساقة في خارج المادة، الذي يعنى بديننا وبمسار تاريخنا والحافظ لثنائية الطبيعة ووهنا تخلق .تشكل ثنائية كبرى هي الخالق و المخلوقات التي تتفرع عنها كل الثنائيات األخرى

ثالثية كبرى تسير الكون وتتفرع عنها كل التحليالت الميتافيزيقية المفسرة للكون والمرجعية )2(.ثالثية اإلنسان والطبيعة والغيبالنظرية لكل الظواهر و القوانين هي

بعد هذا التوضيح يأتي السؤال الهام عن عالقة هذه النظرة الفلسفية بموضوع البديل في 3: بقولهالدكتور طه جابر العلوانيالمصطلح السياسي، فأجيبه بما قاله

وبمحاولة لتحليل قول الدكتور من خالل مجموعة من النقاط المهمة، وذات الصلة :لح السياسي بصورة خاصة،و التي تجتمع فيما يليبمسالة البديل في توليد المصط

المراجعات النقدية هي ما يمكنه أن يوضح زيف العديد من المسلمات التي حكمت � .العقل المسلم

، 1997المعهد العالمي للفكر اإلسالمي،: القاهرة.1، طالسياسة الشرعية ومفهوم السياسة الحديث محي الدين محمد قاسم، - )1(

113ص البديل المطروح في صياغة المصطلح السياسي، غير أن التعميق في هذا الطرح النظرة اإلسالمية هذه النظرة التي يتبعها-)∗(

.يتبع في المبحث القادموهذه الثالثية يطرحها األستاذ أبو . 96، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2(

. جدلية الغيب واإلنسان والطبيعة: في ذلك كتابه العالمية اإلسالمية الثانيةالقاسم حمد في جدلية الغيب واإلنسان والطبيعة راجع ) 1/2ج(، دراسة نقدية مقارنة في ضوء المنظور الحضاري اإلسالمي:نظريات التنمية السياسية المعاصرة محمد نصر عارف، - )3( 23،ص 1992المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : فرجينيا.1ط

األمر يقتضي إعادة نظر وتناوال جديدا من خالل سلسلة المراجعات النقدية المتعمقة لكثير من المسلمات لمعرفة الثغرات و االنحرافات التي عمقت الهوة بين المقدمات والنتائج وذلك، حتى يتمكن العقل المسلم المعاصر من التخلص من التناقضات

دثة التي أتى بها العقل المستلب المعاصر من بين المعقوالت والمقوالت المح ) 4.(المستوردة من العلم الحديث

سبب كشف هذا الزيف يعود لما أصبحت تمثله من هوة بين مقدمات الظواهر � .والمعارف ونتائجها

و من باب أن ال تسليم بصورة نمطية والتأكيد على المراجعات النقدية المعمقة، ه � .واحدة في الحقول المعرفية مهما تنوع وتعدد حقلها

وهذا التأكيد ينسحب على المصطلح في أي مجال معرفي، وبالتالي فالبديل في �صياغته تستوجب أن يكون هناك تجاوز للمنقوالت و المقوالت المستوردة من

. كانت إجراءات واقعيةأو) خلفية فكرية(الغرب، سواء كانت نظرية

أن يكون البديل االصطالحي نابعا من تراثنا الذاتي، الذي يقصد به: نابع من التراث: ثالثافي هذا السياق مجمل التاريخ الحضاري الذي يتسع لالنجازات المادية والمعنوية لإلنسان في

ى التراث واألخذ منه المنطقة، ويشمل ما هو مكتوب وصريح وما هو شفوي وكامن، و العودة إلال تعني أن يكون األخذ بصورة مباشرة وبالنقل الحرفي منه، أي أن ننقل اجتهاد المجتهدين وأراء المفكرين القدامى وفقط، بل تعني أن يكون نقلنا وأخذنا من هذا التراث محكوم بآلية النقد

تخالص القواعد و التحليل لما هو متوفر لدينا من تراث فكري حضاري، أي نعمل على اس )1.(الكامنة في إبداعاتهم

ولإلشارة فالعودة للتراث ليست آلية مطابقة لألصالة بصورة تامة أو مرادف لها من الناحية اللغوية أو االصطالحية، بل إن العودة للتراث والنهل منه في توليد المصطلح هو ركيزة

والمنهج و المشروع إذا لم يكن فيه تقوم عليها األصالة، فال يمكن الحديث عن أصالة في الطرحمساحة معينة للتراث، ولكن بالصورة التي وردت حول التعامل مع التراث، غير مبالغين وال

.مستعلين عن ما جادت به عقول السابقين األولين من نتاج معرفي في التخصصات المختلفة

التاريخية الراهنة، ومما تتطلبه آلية العودة للتراث واألخذ منه بما تتطلبه اللحظة ويستوجبه الموقف والظاهرة، هو أخذ المدلول المراد صياغة دال له من حضارتنا، أن يكون مرتبطا بالمصطلح في جذوره التاريخية وتطوره ومراحله، للوصول إلى أفضل ما هو ممكن وما أقرب، ألن أي مصطلح ال يولد بصور فجائية إنما هو خالصة صيرورة تاريخية وتطور مرحلي في المجال المعرفي المتصل به، فنجد أن كل مرحلة أضافت مكونات و تنقيحات معينة

93- 92، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،، إشكالية التحيزالمسيري عبد الوهاب - )1(

وبالتالي فالعودة إلى أصل الظهور وأصل )1(حتى اكتملت الصورة التي وصل إليها المصطلح،المصطلح يساهم في الوصول إلى بديل أفضل وأكثر تيقنا وصلة بحضارتنا وثقافتنا العربية

هو ما يمكن الباحث العربي المسلم من تجاوز التحيز باعتبار أن المصطلح اإلسالمية، و . المستعمل هو محكوم بخبرته الحضارية

وهذا ما يستوجب على المعد أو الباحث عن البديل االصطالحي السياسي مسألة في مرين غاية األهمية تنتصب عليها نجاحات التوليد أو البديل من فشله، هذه القضية تبنى على أ

كبيرين هما ضبط المجال التداولي له، وثانيا ضبط المصطلح والمفهوم، وهذا األخير يكون منطلقا ومتوجها للمصطلح النابع من تراثنا، ويكون كما أريد له أن يكون، مستعمال بصورة

متهيئين في .جديدة متوائمة والواقع و أن يضطلع بادوار بنائية في الفكر السياسي المعاصرت نفسه إلى االستعداد على توظيف هذا المصطلح البديل المنبعث من تراثنا السعي إلى الوق

إعماله في عالمنا المادي و الفكري الذي بكل تأكيد سيجد اختالفات جذرية مع العالم المستقبل له )2(.بسبب االختالف في األصول التوليدية لكالهما

فكما سبق ذكره في المقدمة فإن من : محاولة الوصول إلى صياغة شاملة: رابعاالفرضيات التي طرحت أن النموذج المعرفي الغربي يكون من أسسه التي جعلته يتحيز في المصطلح السياسي المنبثق من حضارته، هي عملية التوحيد الكامل لالصطالح السياسي وإيجاد

يؤدي إلى اختالف في وحدة في الصياغة االصطالحية السياسية وبذلك تجنب التعدد الذي قدالتحليل وتقدير النتائج، غير أن هذا بحسب ما ورد منذ بداية الدراسة يؤكد خالف ما تتبناه هذه الفرضية، ألن الصياغة الموحدة الشاملة للمصطلح السياسي ال يمكن تقبلها إذا كانت الخلفية

)3(.النظرية أو الحضارية له تستوجب نفي لآلخر واعتباره هامشا فقط

ينبغي أن يكون أساسا واضحا في الصياغة الموحدة الشاملةغير أن الحلم بتوحيد صياغة المصطلح البديل الذي تطرحه االجتهادات العربية اإلسالمية أو أي من النماذج المعرفية األخرى خارج إطار المركزية الغربية، ويكون بذلك التوحيد على مستوى النموذج الواحد وليس

المي ينفي التعدد و التنوع والتمايز أيضا، وبالتالي فمفاد مرتكز الصياغة الموحدة على مستوى عالشاملة تنطبق بكل صورها على الحضارة الواحدة ويصبح لكل نموذج حضاري توليداته

)بالتصرف (56، ص الذكر، المرجع السابقالتنمية من منظور متجدد محمد نصر عارف، - )1( )بالتصرف( 101، ص الذكر، المرجع السابقخيار لغوي وسمة حضارية:المصطلح سعيد شبار، - )2( )بالتصرف (93، ص الذكر المرجع السابق الجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )3(

االصطالحية الخاصة به من دون أن تتجاوز في ذلك خصوصياتها أو ثقافتها، مثال ذلك أن علة في النظام التعليمي العربي اإلسالمي إلى توحيد االصطالح تسعى القوى والهيئات الفا

السياسي األكاديمي المتبع في صياغة النظريات السياسية الموجهة للطلبة كمرحلة أولى، يتم خاللها توحيد المصطلح المستعمل اتجاه كل الظواهر السياسية والمواقف السياسية ومن دون أن

الفكرية، بل يكون توحيدها في الجامعات العربية ندخل في صراع النماذج والمدارس ) ∗(.اإلسالمية

ويقصد بهذا المرتكز أن :المصطلح البديل يأخذ باألبعاد المتكاملة للظاهرة: خامسا بتجميع شتات الظاهرة وأبعادها وعدم االقتصار على بعد معين منها ابتداء دون يأخذ المصطلح

التي يتعامل بها النموذج الغربي في المصطلح السياسي من مبرر حقيقي، وهو ما مثلته السيطرة. خالل إبراز األبعاد الغربية له في الدال من دون األخذ بتعدد المدلول في الحضارات األخرى

وهو ما يدفع إلى التأكيد على هذا المرتكز ألنه يظهر األبعاد النوعية للمدلول المراد توليد دال االعتقاد في المصطلح السياسي المستعمل في مفهوم سياسي خاص به، فمن الخطأ أن يكون

معين بأنه منتهى وانه ينفصل على غيره من األبعاد التي تعطيه فعالية أكثر وتأثيرا اكبر، فال يتم صياغة المصطلح على انه الصورة النهائية بالنسبة للنموذج المعرفي الغربي، بل عن البعد

هو الطبيعة الثقافية والقيم الحضارية لكل نموذج حضاري، ومنه المتحكم والمحدد لهذه الصياغةيكون التأكيد على أن المصطلح هو نتاج متغيرات وأبعاد حضارية تدل على مدى اقتراب وفهم الباحث أو الدارس للظاهرة وتمكنه من استيعاب متغيراته وبالتالي يكون المصطلح معبر

).المدلول(وبصورة أكثر وضوح عن المفهوم

و في محاولة لتفسير نقطة األبعاد المتكاملة لصياغة المصطلح البديل، اذكر ما أورده إن أرقى : ( في مسألة البديل الحضاري بكل تفريعاتها المعرفية فيقولاألستاذ أبو القاسم حمد

أداء سياسي تقدمه لنا الحضارة األوروبية ال يتجاوز في األصل منهجيتها في الصراع خالفا ج اإللهي الكوني في عقيدة السالم، وعبر هذا الصراع لم تستطع أوروبا أن تحسم مشاكلها للمنه

وبتحليل هذا القول نقف عند مجموعة من النقاط تبين خطأ أي . )1()وال مشاكل العالم المعاصر

وهذا االقتراح المطروح إنما جاء نتيجة ما يعيشه الطالب الجامعي العربي اليوم من تضارب في استعمال المصطلح السياسي -)∗(

لته الفكرية، من دون احترام للثقافة التي ينتمي داخل كليات العلوم السياسية، فكل كلية وكل أستاذ يستعمل ما يشاء أو ما يخدم رساإليها، أو هو بالعكس نجده موغل في االنتماء العربي اإلسالمي من دون تمحيص وتصويب، وبالتالي فعملية الصياغة الشاملة

.الموحدة تكون أولى تطبيقاتها على مستوى الجامعات لسهولة تقبلها وسهولة سير المشروع 330، ص الذكر ، المرجع السابق2، جالعالمية اإلسالمية الثانية ،حمد أبو القاسم حاج )1

بديل يقتصر في نظرته على بعد ويلغي غيره من األبعاد المـؤثرة من قريب أو بعـيد فيـه :والتي هي

األصل في منهجية الغرب هو الصراع، ورؤية كل األداءات المختلفة من خالل •••• .نظرية الصراع التي ال تنتهي أبدا

وفي هذا حالة من االقتصار المنهجي غير المالئم في معالجة المفاهيم والظواهر •••• .اإلنسانية

غنما وهو ما مثل أيضا ضعفا في المنهج المتبع لحل المشاكل كما يذكر األستاذ، و •••• . في المشاكل و تعميقها) الصراع(تكون قد ضاعفت هذه الرؤية

ومن خالل هذا المرتكز النظري والعملي في آن واحد، يمكن أن للباحث أن يتجاوز إلى ، تجعل من المصطلح معبرا عن حقيقة بصورة )التحيز الواعي(حد كبير تحيزاته الشخصية

من خالل تعلم أدب العالم والمتعلم ألن البحث أقرب، ويبقى عامل أساسي ال يمكن ضبطه إال )1(.العلمي في أساسه أمانة و خلق والتزام بمعايير الحق و العدل وبعد عن الهوى

الدكتور المسيري يكون كل ما سبق مستنبط و معتمد فيه على االجتهادات التي قدمها دراسات أخرى في أغلب النقاط المعروضة، ولكن يمكن أن نعرض أيضا ما جاءت به

واجتهادات أخرى حاولت أن تضع خطة عملية لطرح البديل في المصطلح السياسي بصورة :ومعالم هذه الخطة تشتمل على) الطوفان المفهومي(واضحة، ومواجهة ما اسماه البعض

ويقصد بذلك إدراك مدى شساعة المجال المفاهيمي لدينا : إحصاء ممتلكات الذات.1 هو ما سينتج عنه ثقة في الذات الحضارية لدينا ومن دون سعي وراء تبيئة وسعة اللغة كذلك، و

.أو اشتقاق من المصطلح السياسي الغربي

وفي هذا تكريم و إكبار لما : استيعاب ما لدى اآلخر من علم في مختلف التخصصات.2 للنموذج قدمته الحضارة الغربية لإلنسانية في صنوف معرفية، وهو في ذات الوقت عملية نقدية

.الذي تقدمه هذه الحضارة وكيفية االستفادة من دون انسالخ

57، ص الذكر، المرجع السابقالتنمية من منظور متجددمحمد نصر عارف، ) 1

وهو ما أكدته : االقتراض الحضاري بعلم من خارج الذات حسب حاجات الذات.3االجتهادات الفكرية التي دعت لقبول التعدد والتنوع و التمايز، ألن ذلك يمنحنا متسعا في المجال

ت تطوير واقعنا وتطوير مصطلحانا السياسي بما يتناسب الفكري و المعرفي الذي يعطينا آليا )1(.والواقع المعرفي العالمي

وفي األطروحات الفكرية التي تحاول الخروج من سيطرة المصطلح الغرب عموما والمصطلح السياسي المتخصص خصوصا، نجد أن مفكرين عرب و مسلمين اجتهدوا في

ي اإلسالمي من الخروج من هذه الهيمنة والبحث في توضيح المسار الذي يمكن العالم العرببديل اصطالحي حضاري، يؤكد على الخصوصية الحضارية ويطرح البديل على أسس علمية

من فكرة المجال التداولي، والتي )∗∗∗∗(الدكتور طه عبد الرحمنوعملية، ومثال ذلك ما طرحه عربي اإلسالمي من غير وعي منا، طرح من خاللها لفكرة المصطلحات المتداولة في عالمنا ال

وأوضح االختالفات التداولية في ذلك بين الحضارات ومبرزا لخصوصياتنا ومعطيا في نفس في التعامل غما مع ثالثة معالم منهجية كبرىالوقت بدائل في المصطلح، وكل ذلك ضمن

:المنقول أو الدخيل من المصطلحات و المفاهيم والمناهج هي

وهو ما عبر عنه الدكتور المسيري بدراسة المصطلح :ها األصليالتمكن من مجال . أ .الغربي في سياقه األصلي دراسة جيدة ونعرف مدلوالته حق المعرفة

المترجم أو (و التي تعني أن يكون المصطلح :التمكن من إنزالها وتوظيفها . بورة مراعيا لما عليه خصوصياتنا الحضارية وغير متجاوز لها، وهذه الخط) المنقول

. تواجه اإلدعاء المغلوط بوجوب االنغالق على الذات فقط

ويقصد بذلك مدى قبوله لطبيعتنا وثقافتنا ومدى : النظر فيما تؤدي إليه من نتائج . تمواءمتها لقيمنا وهل أن هذا المصطلح التداولي البديل يمكنه مسايرة الظواهر التي

) 2(.تنتج عندنا وأن يستوعب المفاهيم الموجودة لدينا

109-108، المرجع السابق، المصطلح خيار لغوي وسمة حضارية سعيد شبار ، - )1(اللسان : "ديد من الكتب في المجال اللغوي و االصطالحي ومنها الدكتور طه عبد الرحمن فيلسوف عربي معاصر له الع-)∗(

وغيرها من المؤلفات في نفس المجال " روح الحداثة"، "الحق العربي في االختالف الفلسفي"، "والميزان أو التكوثر العقلي .المعرفي

167، ص 1994ثقافي العربي،المركز ال: الدار البيضاء. 1، طتجديد المنهج في تقويم التراث طه عبد الرحمن، - )2(

وما أشير إليه في هذه الخطة التي وضعها الدكتور أنها تعتمد على المصطلح المترجم وال تتحدث عن المصطلح التراثي النابع من تراثنا و المتجاوز لتحيز المصطلح الغربي، وهنا يطرح األستاذ أمثلة عديدة عن إمكانية تجاوز المصطلح الغربي بمصطلحات تراثية مثل

، )الخلق(المترجم في أصله وليس بصورة حرفية ونستبدله بمصطلح ) عاالخترا(مصطلح ويمكن القياس في هذا على المصطلح السياسي الذي يمكننا أن نخرجه من تراثنا أو أن نترجمه

. ولكن وفق ما أوضحته الخطة الكبرى، وهذا تجاوزا للتحيز الغربي في هذا المجال المعرفي

لنقطة العديد من تتقاطع في هذه ا :مصطلح السياسيالترجمة وصياغة البديل في الا هو، اآلراء و الوجهات حول وجوب الترجمة للمصطلح وبالتالي وجوب األخذ بالمترجم كم

وال يرى فيها أي تقدم في صناعة بديل اصطالحي حضاري، عيةوبين الرافض لها بصورة قط و إن احضارتنا وخصوصياتنوهناك رأي وسط يرى في وجوب الترجمة ولكن بما يتوافق مع

.كان يمكن االستغناء عنها نستغني عنها ونعود إلى تراثنا ن فيها تنويعات وبدائل متنوعة

فالرأي األول و الذي يقول بوجوب الترجمة وبصورة مطلقة يصطدم وال شك بالخلفية ية النظرية للمصطلح والتي ناقشته في الفصل األول و الثاني بصورة واسعة، وتؤدي عمل

الترجمة غير المدروسة والمراقبة إلى فوض في المصطلحات ومن ثم فوضى في إدراك المفهوم في حد ذاته، وهنا تلتبس الرؤى وتختلط التحليالت وتكثر الوجهات ويته األصل في المعرفة

ومثال ذلك في . والذي هو إدراك أسباب الظواهر ونتائجها ومحاولة رصدها و تحليلهاويؤخذ هذا ) Anti- Semitism-معاداة السامية(ي أن يكون نقل مصطلح المصطلح السياس

المصطلح على انه الدال الوحيد والقادر على توصيف المدلول، ولكن بالتعمق في هذا المصطلح يمكن معرفة انه ينقل وجهة نظر اآلخر إلينا، وبالتالي ففي عملية الترجمة يليق بنا أن ننسبها كما

ألنه األقرب )1()معاداة اليهود( هي Anti- Semitismترجمة فتصبح هي وبتصحيح لهذه الوتكون حجة هذا الفريق أن علينا العيش في عصرنا .إلى المفهوم المقصود من وراء المصطلح

ونفهم مصطلحاته ونستعملها حتى يفهمنا الناس، ويتوحد فكرنا على أساسه وتظهر آثار التقدم مصطلحات التراثية التي أكل الدهر عليها وشرب، وهم بذلك والتطور في حياتنا ونتحرر من ال

يصرحون بأننا البد لنا أن نسقط لغتنا العقدية الخاصة ) قبول االستعارة والنقل والترجمة مباشرة(

65،ص الذكر، المرجع السابقفي الخطاب و المصطلح الصهيوني عبد الوهاب المسيري، - )1(

بنا ونتبنى لغة المصطلحات الحديثة الشائعة حتى نصل إلى لغة مشتركة للحوار بين االتجاهات .)1(ضارتنا وحضارات أخرىالفكرية داخل ثقافتنا وبين ح

أما الرأي الثاني و الرافض أساس لمسألة الترجمة وحجته في ذلك أن الترجمة مهما صدقت فهي غير واضحة وغير دالة على طبيعة المفهوم وال بد وان تخلق التباسا يؤدي إلى

البته بمطالدكتور المسيريحالة فضفاضة للمصطلح وللمفهوم من ورائه، وهنا أعود لما قاله العرب بان ال نترجم على اإلطالق ويقصد بذلك ليس عدم األخذ بالمصطلح الغربي إطالقا، وإنما يقصد أن يكون المصطلح الذي نتعامل به و الدال على نفس المفهوم الغربي، و نحاول أن نقوم بتوليد مصطلحات وال تكون ترجمة حرفية للكلمة األصلية فقط كما سبق ذكره مع المثال

.سابق، وإنما تكون تسميته من وجهة نظرناال

وسنجد أن الرأي الثالث ال يختلف مع الرأي لثاني بل يتقاطع معه في مسألة التوليد الذاتي للمصطلح وهو ما يقف موقفا وسطا بين الرفض و القبول المطلق للترجمة، موقفه أكثر

الفصل و الوصل في المصطلحات عقالنية من مسألة التبيئة و الدمج و التقريب و االستيعاب و و إمكانيات ) النقل(، ويشترط في هذا الرأي مجموعة خطوات توضح حدود الترجمة )2(الغربية

: اإلبداع الخاص بنا وهذه الخطوات هي

وهي الخطو التي : التأكد من الحاجة أو الضرورة الداعية إلى النقل أو االستعارة • بالنقل أ االستعارة بدل التوليد الذاتي، وتقدر يبرز فيها الدوافع الكامنة وراء األخذ

.بحسب طبيعة المفهوم

أي أن ندرك المجال الذي سيتخذه هذا :التمكن المجال التداولي للمنقول أو المستعار • .المصطلح في التداول الخاص به، ومن دون تمييع لهذه اآللية ومن تضييق عليها

وهي المرحلة التي تكون :ه واستيعابهالتمكن من توظيفه وتنزيله والقدرة على دمج • .السابقة لتقييم أداء المصطلح ونجاحه في الوسط المستعمل فيه

114، ص الذكر، المرجع السابقالمذهبية اإلسالمية و التغيير الحضاري محسن عبد الحميد، - )1( 110، ص لذكر ا، المرجع السابقالمصطلح خيار لغوي وسمة حضارية سعيد شبار، - )2(

وهي المرحلة التي تحكم على صحة االستعارة :تتب آثاره وما يؤدي إليه من نتائج • )1. (والنقل أو التوليد في المصطلحات

لمصطلح السياسي الحديث، الفكرية المتنوعة للبديل في اتومن خالل هذه األطروحا : يكون من مجموع خصائصه ما يليجديد هيكل مصطلحيسينبع بكل تأكيد

بناء مصطلحي سياسي يقوم على التركيب وليس الدقة بالضرورة، والتركيب ال �يعني عدم الدقة وإنما يعني محاولة اإلطاحة بأكبر عدد ممكن من مكونات

.المفهوم

ام المجاز كوسيلة تعبيرية تحليلية مشروعة لن يرفض المصطلح الجديد استخد �فالمجاز ليس مجرد زخرفة لغوية بل هو لغة مركبة ليدرك بها حاالت إنسانية

.متنوعة

أهم ما في هذا الهيكل المصطلحي الجديد البحث و القبول عن المقولة الوسط، � يقبل وهو المصطلح النابع من اإليمان بأن الواقع الذي يتعامل معه اإلنسان واقع

.االجتهادات اإلنسانية

تحديد المستوى التعميمي للمصطلح ليتناسب مع المفهوم السياسي، أما السعي �للوصول إلى أعلى مستويات التعميم فهذا غير ممكن، وال يكون إال في علم

.الرياضيات و الهندسة

وهو ما يؤكد في جملة خصائص هذا الهيكل المصطلحي الجديد نسبة نفع �لسياسي في تحليل الظواهر و توضيح المفاهيم ومدى قدرته على المصطلح ا

تفسيرها، وال يقاس بمدى دقته والتزامه بمعايير التجريد كما ينقل لنا من .النموذج الغربي

وهو ما يترتب عنه فتح باب إلدخال وحدات جديدة في التحليل تنبع من رؤية � )2(.إسالمية و إيمانية

114-113ص الذكر،، المرجع السابقالمصطلح خيار لغوي وسمة حضارية سعيد شبار، - )1( 102، ص الذكر المرجع السابقالجزء األول،،إشكالية التحيز عبد الوهاب المسيري، - )2(

يه ميزات البديل في المصطلح السياسي النابع من ثقافتنا و هذا العرض الذي أوضحت فوحضارتنا، يدفعنا لتجربة فريدة في صياغة المصطلح السياسي معتمد فيه على ما سبق من خصائص لهذا البديل، نقف مع أحد رموز هذا المشروع التوليدي للمصطلحات السياسية التي

تان يرى فيما أنهما الركيزتين الهامتين للمثقف ، واللك ألبعادها و غائيتهاكانت ناتجة من إدراالمسلم في إدراك طبيعة الصراع العربي اإلسرائيلي، وغيره من الصراعات التي فرضت على

الذي كما ذكرت )∗∗∗∗(الدكتور عبد الوهاب المسيرياألمة العربية اإلسالمية، و أقصد بهذا التقديم الجتماعية العربية اإلسالمية بغية إدراك خطورة في بداية الدراسة أنه كان المحرك للدراسات ا

العربية اإلسالمية ) الهوية(إشكالية التحيز وتأثيرات تحيز النموذج المعرفي الغربي على اإلنية وكما انه حرك هذه األداة التفسيرية، فلم يقتصر . وعلى كل المقومات الحضارية الخاصة بنا

ة مجردة لنموذج المعرفي الغربي وتأثيراته مشروعه على توضيح األخطاء و العيوب بصورعلى المصطلحات السياسية ومدى صلة البيئة الحضارية بتوليد المصطلح واستعماالته وغاياته، و إنما كان مشروعه موصوال بإنتاج فكري وإبداع لغوي واجتهاد بشري، فقد اشتغل على التوليد

الهامة في انتاجاته الفكرية والتي كانت خير المميز للمصطلحات السياسية ذات الداللة الفريدة و )1(.معين له في إيصال مشروعه بصورة أوضح وأكثر أصالة

األستاذ ياسر وهو في هذا المشروع التوليدي للمصطلحات السياسية النابعة، يصفه و التي ...المصطلح )2()جيتوية(إن المسيري أعلن بوضوح رفضه لـ ( : بقوله) ∗∗∗∗(علوي

اتها بين رفض ترجمة المصطلحات العبرية إلى اللغات األخرى، واإلصرار على تتراوح تجليوهو ما يمثل باختصار تحديد من المقدرة ...االكتفاء بالترجمة المنطوق اللغوي والعبري

الدكتور والدافع من وراء نقض أو تجاوز مثل هذه المصطلحات من قبل ) التفسيرية للمصطلحالمعيار في رفض مصطلح شائع أو غربي :( فيضيف بقوله ياسرذاألستا يوضحه المسيري

وبناء مصطلح جديد كان دائما وراء السعي وراء قدرة تفسيرية أكبر، وليس الرغبة في بناء نستنتج أن ذ ، من خالل ما ذكره األستا)3()نسق علمي مستقل واالحتماء بجيتو مصطلحي مضاد

نورد فيها مراحل حياته والذي هو عبارة عن نبذة)01ملحق رقم ( يمكنكم العودة إلى الملحق المخصص حول الدكتور-)∗(

.وانجازاته الفكرية بصورة كاملة: فرجينيا.،إسالمية المعرفة، مجلة "حوار نقدي: قراءة متحيزة في كتاب في عالم عبد الوهاب المسيري" دعاء محمد فينو، - )1(

02ص ، 42المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ، العدد في عالم عبد الوهاب : تيجية ودبلوماسي مصري، واحد المشاركين في كتاب ياسر علوي هو مفكر في القضايا اإلسترا-)∗(

حوار نقدي:المسيري . حالة االنهزام أمام المصطلح القادم و االنصياع لسطوته على الرغم من انغالقه ومحدوديتهالدكتور المسيري ويقصد بها - )2( 266 المرجع السابق، ص الجزء األول،،حوار نقدي: سيريفي عالم عبد الوهاب الم أحمد عبد الحليم عطية وآخرون، - )3(

اجل تميز إنساني أو أن يظهر كفلتة في تاريخ لم يكن منللدكتور المسيري التوليدي عالمشروإنما جاء بغية . األمة، أو بغية وضع نموذج يختزل في أيقونة الصراع العربي اإلسرائيلي

توضيح اآلليات المساعدة على تفسير أفضل للظواهر السياسية وغيرها، وهو ما مثلته حركة .درج جميعها في العلوم االجتماعيةالدكتور من أجل إيجاد نماذج تفسيرية في معارف أخرى تن

والصناعة المصطلحية التي تميز بها الدكتور ظهرت أكثر قوة في المصطلحات بصورة مباشرة، فللدكتور منظومة بالصراع العربي اإلسرائيليالسياسية التي اتصلت

أكد أن اصطالحية سياسية يغلب عليها الصناعة اللغوية ، ولكنها تمثل المدلول بصورة تجعلك تت واالحتالل ة منها بالقضية الفلسطينيةالمصطلح قد استوعب كل أبعاد المفهوم، وخاصة المتمثل

.ةالصهيوني لألرض الفلسطيني

من الصعب أن نلم بكل اإلنتاج االصطالحي للدكتور المسيري ألن مثل هذا العمل راسة في اآلليات د:أسس التوليد المصطلحي للدكتور المسيري[يتطلب دراسة مستقلة تدرس

نخبة من ر، و القتصار دراستي على جزئية المصطلح السياسي، فإني سأعمد الختيا]الغاياتالبدائل االصطالحية السياسية التي طرحها الدكتور موزعة في كتبه و دراساته المختلفة والكثيرة، تختص كما ذكرت آنفا بحيثيات النموذج التفسيري الخاضع للصراع العربي

.رائيلياإلس

بقدر ما تمثله هذه األخيرة من نموذج تفسيري اعتمده : )∗∗∗∗(الجماعات الوظيفية اليهوديةالدكتور في توضيح نشاطات وتأثيرات اليهود في العالم، بقدر ما هي مصطلح سياسي يمكن أن

حديث ظهر في /ينبعث في دراساتنا األكاديمية الجامعية، فالجماعات الوظيفية هو مصطلح قديموغيرهم ولكنه لم يأخذ ) Marxes ماركس(و )Max Weberفيبر(اسات غربية لدى ماكس در

هذه التسمية بالذات، غير انه كان كامنا في كتاباتهم، وقد استعمله علما االجتماع بمصطلحات ،وبمحاولة )1()األقلية الوسطية، الشعوب التجارية، الوسطاء المهاجرون، األقليات الدائمة(مختلفة اء تعريف لها من مجموع التعريفات الجزئية أو المطولة لها يمكن أن نورد ما كان أبلغها استقص

المجتمعات اإلنسانية، من تستجلبهاحيث يعرفها الدكتور المسيري على أنها مجموعات بشرية خارجها في معظم األحيان، أو تجندها من بين أعضاء المجتمع أنفسهم من بين األقليات اإلثنية

، إال أنه استبدله بما ) المتعاقدين الغرباء(النموذج استخدم تعبيرا آخر وهو / يشير الدكتور انه في بداية صياغتها للمصطلح -)∗(

.هو مبين في األعلى 12، ص الذكر، المرجع السابقي النماذج المركبةدراسات نظرية وتطبيقية ف: دفاع عن اإلنسان عبد الوهاب المسيري، - )1(

و عملية )1(.ثم يوكل لها وظائف شتى ال يمكن لغالبية المجتمع االضطالع بها...دينية،أو ال . الجلب هنا هي ملية ليست واعية بل غير واعية كغيرها من الظواهر االجتماعية

وعن استبدال هذا المصطلح بالجماعات اليهودية إنما يعود إلى لدراسة تاريخية أثبتت في الجماعات اليهودية في العالم الغربي إلى جماعات وظيفية كانت للدكتور أن عملية التحويل

بتسارع كبير، حيث مأل اليهود الفراغات بين طبقة النبالء والفالحين وأصبحوا أقنان بالط أي ولم يقتصر . جماعة وظيفية مالية تابعة للبالط الملكي تضطلع بدور التجارة و جمع الضرائب

)2(.ربي إنما امتد ليشمل العالم اإلسالميهذا التحول على العالم الغ

وعن العالقة بين هذا المصطلح و العقيدة اليهودية فهي تعود إلى كون اليهود أصبحوا يمثلون غرباء في األوطان التي هم بها، وهو ما دفعهم إلى القيام بحركات استيطانية منها حركة

النظرية في مسألة االستيطان التي تقوم عليها االستيطان بفلسطين، هنا يمكن النظر إلى الخلفية إسرائيل، التي دعمت وتدعم من دول غربية كبيرة بغية توطينهم من أجل خدمة المصالح اإلمبريالية الغربية وهي بذلك تنتقل من جماعة وظيفية داخل المجتمع الذي جلبها، إلى جماعة

زاوية الجماعات الوظيفية إلى العديد وظيفية خارجه ولكن تخدم مصالحه، وبهذا يمكن النظر منمن المسائل المتصلة كأرض الميعاد وقضية الجدار العازل ومسألة تهويد القدس، وهذا العتبار بسيط أن هذه الجماعات تقوم على أساس تعاقدي كما ذكرت آنفا، وهو ما عبر عنه الدكتور

فكرة إنشاء وطن قومي لليهود أن الغرب كما تخلص من المجموعات اليهودية من خالل: (بقولهفي فلسطين، فكذلك الجماعات الوظيفية اليهودية وجدت فكرة الدولة العبرية ملجأ لها بعد انتهاء

)3()وظيفتها في المجتمع الغربي

استعمل هذا المصطلح للداللة على حالة اإلبادة التي تعرض لها اليهود : الهولوكستن أعضاء الجماعات اليهودية في ألمانيا وفي البالد األوروبية على يد النازيين للتخلص أساسا م

و لفظة .التي وقعت في دائرة نفوذ األلمان عن طريق تصفيتهم جسديا من خالل أفران الغاز، و عن سر اختيار هذا المصطلح يمكن أن )حرق القربان بالكامل(مصطلح تعني باللغة اليونانية

الشعب اليهودي بالقربان المحروق، وانه حرق ألنه أكثر يكون المقصود منه عموما هو تشبيهالشعوب قداسة، كما أن النازيين من األغيار يحق لهم القيام بهذا الطقس، أو ربما وقع هذا

143، ص الذكر، المرجع السابقفي عالم عبد الوهاب المسيري: أحمد عطية عبد الحليم وآخرون- )1( 22-21، ص الذكر، المرجع السابقدراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة: دفاع عن اإلنسان عبد الوهاب المسيري،- )2( 178، ص الذكر، المرجع السابقفي عالم عبد الوهاب المسيري: ية عبد الحليم وآخرونأحمد عط - )3(

كقربان في عملية اإلبادة ااالختيار على هذا المصطلح ليعني أن يهود غرب أوروبا احرقووبدال عن هذا المصطلح يطرح .ة بالمعنى الحرفيالنازية ولم يبق منهم شيء فهي إبادة كامل

وهو في نظره ، )اإلبادة النازية ليهود أوروبا( ةالدكتور البديل مناسب لهذه الحادثة التاريخي )1(.صطلح األكثر تفسيرا وحيادا من المصطلحات المستخدمة في اللغات األوروبية والعبريةمال

، )دولة إسرائيل(ذا المصطلح بديال عن هالدكتور المسيرييقترح : الكيان الصهيونيحتى يبعد عن المفهوم الديني لها فيوضح ذلك بأن الصهاينة اختاروا عدة مصطلحات دينية

ثم سمي أخيرا ) يشوف(، ثم )كنيست يسرائيل(مختلفة ليطلقوها على كيانهم االستيطان، فسموه بأي ظواهر سياسية أو اجتماعية، ، وكلها مصطلحات تحمل دالالت دينية ال عالقة لها )إسرائيل(

خلط بين (ويوضح أن الغرض من استخدام المصطلح الديني في اإلشارة للظاهرة السياسية بأنه حتى يهرب من التسمية الكيان الصهيونيأن يسميها دولة إسرائيل ويقترح بديال عن ). الحدود

نفتح، فهو ال يقبل القول بأن ما وهو مصطلح له مقدرة تفسيرية عالية ألنه م. )2(الدينية للدولةأسس على أرض فلسطين هو مجتمع يهودي متجانس تحكمه دولة عادية، وإنما هو كيان كائن لم

لهذا الكيان الذي غرس في فلسطين المحتلة، يتتحدد صفاته بعد، أين يؤكد على الشذوذ البنيو )3(.ارولكنه كيان مشتول ال جذور له فإنه يمكن أن ينفض كما بنفض الغب

وإن كنا ذكرنا ، للدكتور المسيريقد يكون يسيرا ما ذكر من مصطلحات بديلة منتقاة ولكنها تعبر عن ،)العلمانية، تاريخ الجماعات اليهودية، معاداة اليهود (غيرها في ثنايا البحث

عمق رؤية فكرية و إسالمية نابعة، تسعى إلى إيضاح االلتباسات وتحدد البديل بصورة علمية ليس بصورة غوغائية، وبالتالي فإن المصطلح السياسي البديل يتطلب أن يكون واضعوه من و

.أصحاب الرؤية العلمية الثاقبة التي تعالج إشكالية التحيز بصورة علمية وبمرجعية حضارية

وقد يكون هو المستخلص من كل جهود الدكتور أن المصطلح البديل في جميع حقول منتهيا إلى نقطة مرجعية أساسية وهي تقديس االنتماء والحفاظ على المعرفة البد وان يكون

نقطة أخرى وهي أن جالموروث والعناية بالمحدث بحسب ما تضمنه قيمنا الحضارية، ونستنتمن له حق توليد المصطلح : اإلشكال الذي كان سائدا وال يزال في بعض األوساط الضيقة و هو

قد حلت، وهي أن األصل في الدكتور المسيريثال ؟ فنجد أنها في ماللغوي أم المختص

114-112، ص الذكر، المرجع السابقفي الخطاب و المصطلح الصهيوني عبد الوهاب المسيري، - )1( 186 ، ص الذكر ، المرجع السابقالمصطلحات السياسية احمد محمود السيد،- )2( 224، ص الذكر ، المرجع السابقفي الخطاب و المصطلح الصهيوني، عبد الوهاب المسيري- )3(

الصياغة االصطالحية أن تكون مؤدية لغايات كبرى لألمة وتعنى بربطها بواقعها وال يعزلها عنه، ونقف على نقطة ثالثة وهي أن الترجمة أو التعريب ال يمكنه فك الحصار اللغوي وال

والتفكيك والتركيب لنصل إلى بدائل إيقاف هذا الطوفان االصطالحي بل تجب له المراجعة . منسجمة وواقعية مع ما يجب أن تدل عليه

والمشاريع االجتهادية التي سعت للوقوف على ثغرة المصلح األصيل و المنتمي إلى ، غير أنه أكثرها إنتاجا الدكتور عبد الوهاب المسيريبيئتنا كثيرة، وال تنحصر في مثال

إال انه يمكن العودة إلى كتابات عربية إسالمية كثيرة حاولت . وأكثرها حرصا على هذا الثغران تجعل من المصطلح السياسي اإلسالمي منطلقا لها في صياغة مدرسة سياسية عربية

ليس ببعيد وليس بالمستحيل أيضا، إضافة إلى أحمد صدقي الدجانيإسالمية، مشروع الدكتور حيث فصل خطة مكتملة األبعاد بغية د الرحمنالدكتور طه عبالمجال الفلسفي الذي وقف عليه

مما يعني أن المصطلح السياسي اإلسالمي يمكن أن يجد من يقوم . أسلمة المصطلح الفلسفي .عليه ومن يقويه ويشد من دعائمه أكثر

U"ا��� i�jOا�� U� U 7Xذج ا�U ا��i�jO ا���"Uأ��K ا�����K و تG�Dات ا��� U 7Xذج ا أ��K ا�����K و تG�Dات ا���

من دراسة التحيز في المصطلحات السياسية إلبراز ضأسلمة المعرفة مشروع يأتي طرحدور هذا المشروع في محاولته إليجاد نموذج معرفي إسالمي، يكون قادرا على توليد

وال يمكن أن تطرح . المصطلحات السياسية وغيرها بما يتناسب والحضارة العربية اإلسالميةنها منهجية معرفية يمكنها أن هل أ: قضية األسلمة بعيدة عما تبعها من سجاالت كبيرة حول

توصل إلى حالة من التحيز للنموذج المعرفي اإلسالمي، أم أنها ال تعدو أن تكون حالة من الهروب من مواجهة حقائق ووقائع و نتائج أنتجتها الحضارة الغربية، فكان لزاما أن نبتكر نحن

المسلمين ما نعتبره البديل وإن كان غير كاف أو مجدي؟

دخول في النقاشات التي أعقبت بروز هذه المدرسة الفكرية يكون حري بنا أن وقبل النعرض أصول هذه المدرسة و أفكارها ونهجها في طرح البديل اإلسالمي، على ضوء ما جادت

)03:راجع الملحق رقم(به كتابات أصحاب المشروع من أعضاء المعهد العالمي للفكر اإلسالمي كبيرة قام بها مفكرون مسلمون وإن لم ينتموا صراحة لهذا المعهد، الذي كان محصلة لمجهودات

والذي جاء كمحاولة عملية لملمة األفكار و النتائج التي كانت تصب في تكوين الرؤية الصحيحة . حول مشروع األسلمة، من خالل إصالح مناهج الفكر وترسيخ وتثبيت دعائمها

:المصطلح و الدعائم: أسلمة المعرفة

، رحت أكثر الكتابات التي عنيت بتوضيح مسألة المصطلح في ذاته وكيف تشكللقد طمسألة جوهرية هي أن أسلمة المعرفية تتحرك على محورين أساسين أحدهما تنظيري و اآلخر تطبيقي، فيكاد يكون األول ضروريا للمحور الثاني، فهو الذي يتولى التعريف بالمصطلح

) أسلمة(مية المعرفة أو أسلمة المعرفية عنوان مركب من فإسال)1(ويوضح ضروراته الملحة،في مقابل المعرفة فهي ) تخصيص ديني(، في حين أن اإلسالمية فيما يراها الناس )معرفة(ومن

عامة غير قابلة للتخصيص، وبالتالي فتركيب المعرفة على اإلسالمية يحمل تخصيصا وتحديدا ويكون من )2(.ها على مستوى المناهج األخرىبوصف هذه المعرفة اإلسالمية مفارقة لغير

الخطأ ربط ظهور هذا المشروع بالمعهد العالمي لفكر اإلسالمي و الذي أؤكد على أنه كان وذلك )∗()سيد محمد نقيب العطاس(نتيجة، ولكن تعود فكرة هذا المشروع الفكري إلى الدكتور

11،ص1996المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : فرجينيا.3، طمدخل إلى إسالمية المعرفة عماد الدين خليل، - )1( 197، ص 2004ي،دار الهاد: بيروت.1ط ،إسالمية المعرفة والمنهج:ابستمولوجية المعرفة الكونية أبو القاسم حاج حمد، - )2( . البروفيسور سيد محمد نجيب العطاس الرئيس الحالي للمعهد العالمي للفكر و الحضارة اإلسالمية في كوااللمبور بماليزيا-) ∗(

سنة )فلسفية في اإلسالم والعلمانيةمداخالت (من خالل كتابه الرئيسي في هذه القضية وهو حيث أصدر وثيقة 1973باللغة االنجليزية، وهو الذي بدا نشاطه في إسالمية المعرفة منذ 1978

حولها للمؤتمر العالمي األول للتربية و التعليم في اإلسالم، ومن ثم كانت انطالقة المصطلح )1(.البروفيسور العطاسالذي أوجده

ها بشكل عام أطرح أجرأ تعريف لها وأقواها من الناحية التنظرية وفي توضيح لمفهوم :2 فيقول)رحمه اهللا(لألستاذ أبو القاسم حاج حمد وهو

حول أسلمة المعرفة وارتباطاتها النظرية وأبعادها الواقعية ذوبتفصيل ما جاء به األستا :نقف على مجموعة من النقاط نجمعها فيما يلي

على رغم التخصيص اللفظي لهذا أو االصطالحي إال أنها رؤية ةفإسالمية المعر � .موجهة للعالم ككل ممن المسلمين وغيرهم

الكهنوتية التي سادت في العالم وذلك بتمكين ةهي حركة تحريرية من القبضة الديني � .الكنيسة أو الدير من حياة الناس في كل مناحيها

7، ص 2003بيروت، . محاضرة،إسالمية المعرفة أبو القاسم حاج حمد، - )1(. محاضرة لطلبة الماجستير بجامعة الجزيرة لقضايا الكونية، المفاهيم وا... إسالمية المعرفية أبو القاسم حاج حمد،- )2(

8-7هـ، ص 1421الخرطوم،

إن إسالمية المعرفة كرؤية كونية ال تستهدف خالص العرب والمسلمين فقط وإنما خالص العالم كله وفق مفهوم عالمية اإلسالم وليس بالمنطق اآلحادي الشمولي،

ن الالهوت الذي زيف األديان الرئيسية بداية من اليهودية م خالص العالموالمسيحية وخالص العالم من الوضعية في الفكر اإلنساني مع الفكر الالهوتي

وال يتأتي هذا الخالص إال عبر كتاب كوني مطلق ...الخرافي ويليه الميتافيزيقي، في األسلمة ولكن شرطنا...يعادل الوجود الكوني وحركته وليس سوى القرآن،

هو القراءة المنهجية المعرفية العلمية وليس بما يتداوله الناس اآلن من مراجع إن تعبير إسالمية المعرفة .ضقاصرة ومموهة إلسالمية المعرفة والتي تحمل النقائ

هو اتكاء على مطلقية القرآن كمصدر للمعرفة الكونية وليس انطالقا من خصوصية )2(.المسلمين

ينطلق من قراءة واعية ) أسلمة المعرفة(ة أن التخلص الذي تحمله هذه الرؤية الكوني �والتي تتجاوز ) القراءة المنظورة والمنشورة ( نلكتاب الكون الذي يرتبط بقر أتي

. قراءة القرآن الكريم لفظيا إلى قراءته كونيا

تأكيد األستاذ على أن حركية هذه الرؤية ينطلق من القراءة المنهجية المعرفية، التي � .طحية و العبثيةتتعدى القراءة الس

أن أسلمة المعرفة ال تأخذ بما يتعامل به حاج حمد أبو القاسمالفيلسوفأخيرا يصل �المسلمين أو ما يملكون من خصائص، إنما تنطلق من القرآن الكريم كمصدر للمعرفة

.الكونية بصورة مطلقة

فة، فيها عن اسلمة المعراألستاذ أبو القاسمقد يكون ما أثبتته شروحات وتوضيحات جانب من النظرة الفلسفية المعمقة التي فيه جانب تجريدي يزاحمه في آن واحد جانب واقعي

الدكتور طه جابر العلواني ولذلك أطرح ما وضح به . تمثله حاالت الرصد الدائم لواقع المسلمينه الرؤية مفهوم أسلمة المعرفة بمنطق أكثر اتساعا و أكثر رحابة لما يجب أن تكون به وعليه هذ

: 1فيقول

يرى أن أسلمة المعرفة هي إيمان عميق بأن الكون مسير العلواني طهالدكتوريعني أن من قبل الخالق و صانعه، وهو من مكن اإلنسان فيه وأوكل له عمارة األرض وفق ما تنزل في

.القرآن الكريم الذي أوضح له سنن التوحيد واالستخالف و الشهود الحضاري

12، ص 1996المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : فرجينيا. 1ط ،إسالمية المعرفة بين األمس و اليوم طه جابر العلواني، - )1(

بناء لنظرية المعرفة التوحيدية التي تؤمن بأن : ل كل ذلك وبعدهقبأنها استخلف اإلنسان وعلمه ما لم يكن يعلم، وجعل ... للكون خالقا واحدا أحدا

الوحي مصدرا إنشائيا أساسيا لمعرفته و الوجود مصدرا موازيا، بقراءتهما ، معرفة في إطار التوحيد الخالص تتكون المعرفة السليمة الرشيدة الهادفة

)1.(التوحيد و االستخالف و األمانة و العمران و الشهود الحضاري

فيعرف أسلمة المعرفة من خالل مقارنتها بالمعرفة الغربية لدكتور عرفان عبد الحميداأما ، األشياء تتضح بأضدادهاأو بمنهجية النموذج المعرفي الغربي، وهو في ذلك قف على قاعد

1:فيقول في هذا السياق

عرفة وإن و ال يمكن بأي حال من األحوال إهمال الجهود التي كانت في مضمار أسلمة المتجديد التفكير ( في كتبه محمد إقبالالفيلسوف لم تتخذ من هذه التسمية شعارا لها، ونجد منهم

الممتد ) مشكالت الحضارة( في مشروعه األستاذ مالك بن نبي وإسهامات )الديني في اإلسالم) يةالرؤية التوحيد( في صياغة مرتضى المطهريلسيداعبر مجموعة من الكتب، باإلضافة إلى

الذي )∗∗∗∗(محمد باقر الصدر الشهيد ألستاذالتي كانت متصلة بنظرية المعرفة، ووصوال إلى اصاغ الموقف النظري لإلسالم حيال جملة من القضايا الهامة، وتجدر اإلشارة إلى أن الصدر سبق المشروع بتشخيص أداة منهجية أساسية يمكن االستناد إليها في صياغة العلوم اإلنسانية

اغة إسالمية عبر محاولته في بيات التفريق بين المذهب و العلم و تحديد وظيفة كل واحد صيإن شعور األمة بأن اإلسالم هو تعبيرها الذاتي منهما، منطلقا من زاوية أخرى كذلك هي

وعنوان شخصيتها التاريخية ومفتاح أمجادها السابقة، يعتبر عامال ضخما جدا إلنجاح المعركة ف وفي سبيل التنمية، إذا استمد لها المنهج من اإلسالم واتخذ من النظام اإلسالمي د التخلض

)2(.إطارا لالنطالق

، 2001دار الهـادي، : بيروت. 1، ط العمل، االنجازاتالمبـادئ العامة، خطـة: إسالمية المـعرفة إسماعيل الفـاروقي، - )1(

12 - 11ص األستاذ محمد باقر الصدر، عالم إسالمي شيعي من العراق و هو مؤسس حزب الدعوة اإلسالمية أحد أهم األحزاب السياسية -)∗(

ي ناقشت الوالية واإلمامة والفلسفة ، وله مجموعة من الكتب التفلسفتنا اقتصادنافي العراق وصاحب كتابات إسالمية نقدية منها ولإلطالع أكثر على مشروع . والمنطق والعرفان،أعدمه الرئيس الراحل العراقي صدام حسين مع أخته نور الهدي باقر الصدر

الطبعة ،إسالمية المعرفة عند السيد محمد باقر الصدر ،حسن العمري:األسلمة في فكر الشهيد يمكن الرجوع لكتاب .2003، دار الهادي:تبيرو.األولى

:الجزيرة نت موقع ،" إسالمية المعرفة عند السيد باقر الصدرابقراءة في كت"، إبراهيم غرايبة - )2(www.aljazeera.net/books11:00،على الساعة 2007.10.15: ، تم اإلطالع عليه بتاريخ

عنوان لمنهج فكري في التثاقف الحضاري، ذي بعدين أو معنيين ويراد به جهد الفكر اإلسالمي المعاصر، : األول منهما: متضايفين

وسعيه الحثيث من أجل هضم جميع ما أنجزه الفكر الغربي وتمثله في أما الثاني ففيه تنبيه على تحرير . ادي، والثقافي المعنويالبعد الم

المنجزات التي نشأت ضمن مفاهيم فلسفية ال دينية، ومادية و إلحادية، وذلك بإعادة تفسيرها وربطها بإطار قيمي إسالمي موصول ومتصل

)1(.بالهدي اإللهي الذي بلغ كماله وختامه باإلسالم

بعد هذا العرض المفصل عن أسلمة المعرفة من خالل مختلف التعاريف التي قدمت وأهم الكتابات التي عنيت بها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وبتوضيح المراحل التاريخية التي أخذها هذا المشروع لظهور وأصحاب الفضل في خروجه، أصل إلى نقطة توضيح الدعائم التي تقوم عليها أسلمة المعرفة وكيف يمكن تجسيد هذا المشروع من خالل ربطه بفكرة أسلمة

القراءة المسطورة : المصطلح السياسي ضمن نموذج معرفي إسالمي يقوم على القراءتين ). ناظري اإلنسانمالكون المنثور أما(ة المنثورة والقراء) القرآن الكريم(

وتقوم أسلمة المعرفة على خطة متكاملة األبعاد، ترتكز أساسا على العلوم االجتماعية، وقد تكونت هذه الدعائم األساسية لنهضة هذا المشروع كنتاج لما تقدم به كل من كانت تشغلهم

تكزات او دعائم وما سأوضحه من خطة عمل أسلمة المعرفة، وبالتالي فإن ما سأقدمه من مرلمشروع األسلمة، ال تعدو أن تكون في أصلها حلقة من حلقات االجتهاد المستمرة في هذا

: الميدان، و تجتمع هذه الدعائم في النقاط اآلتية الذكر

فإسالمية المعرفة ليست من القضايا أو الرؤى التي تعالج لمرة واحدة وتنفض : التوعية .1حسب، وال بالجزئية التي يمكن قصرها على مجموعة محدودة ، بل هي دائمة مهمة اليد ف

وبالتالي . ومستمرة في حياة األمة تبقى ببقائها تجدد بها مسيرتها وقدرتها وواقعها المتغيرفهذه الدعامة األساسية تتعلق بكل العلماء و المفكرين في هذه األمة وهم مطالبون بالمشاركة

وتجديدها و االنتفاع وتوجيه جهود األمة وجهود البناء الحضاري السليم من في بنائها وبالتالي فالتوعية بأهمية مشروع األسلمة مهم جدا وهذا بغية سعيهم . خالل أسلمة المعرفة

)1(. فيه وتوجيه جهودهم صوبه ومد إنتاجهم في فلك األسلمة

وستعالج هذه النقطة :بلورة منطلقات الفكر اإلسالمي ومفاهيمه ومناهجه .2) الفرع الثالث(بإسهاب في الجزء الذي يربط األسلمة بتكون النموذج المعرفي اإلسالمي .الذي يساهم في بلورة الفكر اإلسالمي السليم وتجلية مفاهيمه وإصالح مناهجه

وتشير هذه الدعامة الثالثة إلى تمكين المثقف المسلم أو غيره من :التمكن من التراث .3 كما يقول عنها أعضاء المعهد العالمي للفكر يل الفكر اإلسالمي و نفائس لتراث، وهأصو

، فليس من الممكن لجهود األمة )الدعامة الرئيسية لبناء أسلمة المعرفة(اإلسالمي بأنها

31 ص،1992للنشر و التوزيع، دار البشير: الجزائر. 1، طالوجيز في إسالمية المعرفة المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، - )1(

اليوم أن تؤتي ثمارها المرجوة في البناء إن لم يكن أساس منهجها منبثق من كيان األمة ومن أهم . افية بحيث يتحوالن إلى سيل يتدفق ينهل منه كل معلم ومثقفومكوناتها الثق

:أصول ثراتنا الحضاري ونفائسه تبوب في ثالثة أنواع

. القرآن الكريم والسنة النبوية/ أ

.آثار السلف الصالح من علماء وصحابة وتابعين /ب

.)1(فكر علماء األمة ومفكريها وقادتها المصلحين /ج

والذي قصد ، )تأصيل الفهم( بمصطلح الدكتور عبد المجيد النجار هذا وقد عبر عن :2به ما تقدم ولكن بنظرة عامة أكثر بحيث يقول

ء األمة مناومن خالل هذا القول نفهم أهمية االعتناء بالتراث ووجوب ذلك على كل أبن .ك بغية التأصيل لفهم إسالمي نابع غير تابعمفكرين وباحثين وذل

من استيعاب ويقصد بها تمكين المثقف أو الباحث: كن من المعرفة المعاصرةالتم .4المعارف الحديثية أمر ضروري لتحقيق أسلمة المعرفة،وذلك أن الفكر المعاصر غير

اإلسالمية االستقرائية ةاإلسالمي بعد أن استوعب المعارف اإلسالمية و المنهجيرة االجتماعية والفطرة اإلنسانية، وكون بذلك والتجريبية، دفع بها إلى مجال دراسات الفط

معارف وعلوم اجتماعية و إنسانية وطبيعية وتطبيقية يعتد بها اليوم وبذلك أحرز سبقا في البناء المادي الحضاري، و لتجاوز هذه المرارة والعجز البد لنا من استيعاب المعارف

ألن التمكن من ناصية هذه العلوم .قةالحديثة وهضمها و تمثل طاقاتها المبدعة المبتكرة الخالو وبلورة وعي شمولي نقدي موضوعي تجاه الحضارة المعاصرة ووصل جذوره بقيم

138 ، ص الذكر ، المرجع السابق، إسالمية المعرفة إسماعيل الفاروقي- )1( 111-110، ص1999دار الغرب اإلسالمي، : بيروت.1، ط3 مشاريع اإلشهاد الحضاري، الجزء عبد المجيد عمر النجار،- )2(

يكون كل ما يصدر عن العقل من رؤى أن ... يعني تأصيل الفهمموافقا لألصول الدينية، بل نابعا عنها بصفة مباشرة ... وأفكار

وقد جاءت هذه الدعوة إلى التأصيل في ... أو غير مباشرة: وهذه المستويات هي...الفهم على مستويات ثالثة للتأصيل

االلتزام بمبادئ الدين عموما، وااللتزام بمسلك السلف في )2 ( وااللتزام بأصول النص من القرآن والحديثالفهم،

اإلسالم و غاياته، شرط أساسي للقيام بمشروع أسلمة المعرفة بصورة عطاء علمي رفض لمنطق العزلة بين الدكتور محمد عمارةوهو ما يعتبره . )1(وحضاري إسالمي

، بل هو تفاعل إيجابي ينبؤ عن حالة من التصور السليم وحالة من النقد الحضارات: الموضوعي، وإظهار للبديل بصورة أكثر علمية، ويظهر هذا المنطق في التحليل بقوله

مثل هذه العزلة بين الحضارات ... فوهم كبير أن يتصور أحد إمكانية العزلة الحضارية(...وفي ... وخاصة للحضارات القائمة في المواقع الحاكمةلم تحدث حتى في التاريخ القديم،

، وفي هذا دعوة للتمكن من المعرفة المعاصر )2()مقدمتها حضارات الشرق عبر التاريخليسهل تأصيلها على أسس إسالمية بكل إدراك وفهم لمناحيها وللتمكن من السير في مشروع

.األسلمة

تطبيقية هي الجديرة باالهتمام بغية تحقيق بهذا تكون هذه الدعائم النظرية منها و ال الذي حاول نقد الرؤى األستاذ أبو قاسم حاج حمداألسلمة بصورة علمية كما عبر عن ذلك

إن األسلمة : (الخاطئة لألسلمة والتي جنت عليها وأثرت سلبا في مساراتها و إنتاجها بقولهاالجتماع وغيره، بأن نستمد آيات ليست مجرد إضافة عبارات دينية إلى مباحث علم النفس و

فحق عليهم القول أنهم يحاولون احتواء الحضارة ...قرآنية لموضوعات العلم المقصود أسلمته، فاألسلمة ليست إضافة )∗∗∗∗(فكر المقاربات و المقارناتمن بعد فشل ... احتواء سلبيا... العالمية

ح بالغ لألسلمة على أنها متجاوزة وفي هذا القول توضي)3().بل إعادة صياغة منهجية ومعرفيةلسحب االنتماء الديني من دون وعي وفهم وإدراك بل هي نقل للفكر اإلسالمي إلى عمق المأزق

. الحضاري اإلسالمي

51-49 ، ص الذكر، المرجع السابق الوجيز في إسالمية المعرفة، المعهد العالمي للفكر اإلسالمي - )1( 87، المرجع السابق، ص العطاء الحضاري لإلسالم محمد عمارة، - )2( هو مجموع الدراسات التي تحاول ان تقارب بين اإلسالم والنظريات الغربية مثل الشورى المقاربات فيقصد بفكر -)∗(

فهي مجموع الدراسات والرؤى التي تحاول للتأصيل لقضايا عالمية بمقارنة المقارناتوغيرها، أما والديمقراطية االنتخاب و البيعة بين الغرب واإلسالم مثل الكتابات التي تناول المرأة في اإلسالم والمرأة في الغرب، الدين في الغرب والدين في الفكر اإلسالمي

.وغيرها من الدراساتدار الهادي، : بيروت.1، طأسلمة فلسفة العلوم الطبيعية واإلنسانية: منهجية القرآن المعرفية، محمد أبو القاسم حاج حمد- )3(

32-31، ص 2003

:الضرورة و األولوية في مشروع أسلمة المعرفة

لتعدد ال يمكننا بكل تأكيد حصر دواعي الضرورة للقيام أو السير بمشروع األسلمة وذلكالمناحي المعرفية اإلنسانية، إال انه يمكن أن نحصرها في أربع ضرورات تلخص دواعي هذا

:االهتمام، وهي كاآلتي

فاإلسالم يحمل منذ بدئه توهجا واضحا حاسما يتمثل في : الضرورة العقيدية. أ الحياة، وبالتالي اإلسالم هللا رب العالمين إلرادته لكلماته، لسننه ونواميسه في الكون و العالم و

فهذا يقتضي بطبيعة الحال معرفة هذه السنن والنواميس بأسرارها وتكويناتها ودقائقها، وبالتالي فمعرفة كهذه أريد لها أن تنفذ أحد المقومات األساسية للمنظور اإلسالمي، البد أن تتشكل في

د انه حيثما التفتنا وجدنا دائرة اإليمان، وان يعاد تركيبها ثانية من منظور إيماني ، ومنه نجتمثل ضرورة عقيدية قوامها فهم أكثر للعالم المحيط بالمسلمين ومن ثم إيجاد ) أسلمة المعرفة(

) 1(.سبل التمكين لهم بالقوة النادية المضبوطة بعرى اإليمان

إن اإلنسان مطلق اإلنسان هو المستفيد في نهاية األمر من : الضرورة اإلنسانية. بة المؤمنة، وهو ما تؤكده التجارب التاريخية على أن المعرفة المؤمنة سخية العطاء، المعرف

إنسانية المنحنى، بمعنى أنها تسعى ألن تخدم البشرية جمعاء بغض النظر عن حواجز اللون ولعل : ( الدكتور جابر العلوانيوالعرق و الجغرافيا بل وحتى المذهب و الدين، وفي هذا يقول

إسالمية المعرفة ليست ضرورة إسالمية فحسب، بل هي ضرورة إنسانية عالمية ما يوضح أن ) 2()فإنها تعمل على إعادة االرتباط بين المعرفة والقيم، وبينها وبين الغائية ...

إن تقليد العلم الغربي واستيراده ال ينشئ حضارة أو يعيد : الضرورة الحضارية. جبصورة مضحكة عندما يحل ...تظهر: ( ستاذ مالك بن نبيبناءها بعد دمارها وهو ما يؤكده األ

، فهذا الوضع ينتج )3()الشيء محل الفكرة بطريقة ساذجة فتنشأ عنه حلول زائفة لمشكالت حيويةمن هنا . عنه امة على المستوى الحضاري ال تملك خرائطها الثابتة على سطح الكرة األرضية

المسلمون من خاللها حالتي إما الذوبان في الغير تظهر أسلمة المعرفة كضرورة بالغة يتجاوز أو العزلة الكلية عن االستفادة من تقدمه، وبالتالي من خالل هذه الرؤية المنهجية يتاح لألمة أن

19-17 ، ص الذكر المرجع السابقمدخل إلى إسالمية المعرفة، عماد الدين خليل، - )1( 119 ص ،2000دار الفكر المعاصر، : دمشق. 1، طمناهج التجديد عبد الجبار الرفاعي، - )2( 64 ، ص الذكر ، المرجع السابق مشكلة األفكار في العالم اإلسالمي مالك بن نبي،- )3(

الدكتور عبد المجيد وفي هذا الموضع نعود إلى ما أشار إليه .تمارس نشاطها في دائرة اإليمان و الذي أرى أنه يتناسب ومع ذكرته من ير الحضاريالنفمفهوم / بمصطلح)∗∗∗∗(عمر النجار

عنصر أساسي من العناصر : (أهمية وضرورة حضارية لألسلمة، فهو كما يعرفه الدكتورالعاملة على نشوء الحضارات فاألمم ال تصنع الحضارة غال بهبة جماعية تحشد فيها قوى الفرد

لتحقيق هدف معين تحمله الفكرة التي في نطاقه الداخلي، ثم تحشد قوى األفراد حشدا جماعيا ، فإن ...و إذا كان النفير الحضاري سنة عامة( ليضيف في زاوية أخرى .) تحدد غاية الحياة

كل أمة في نطاق تلك السنة العامة تختص بفقه خاص في نفيرها سواء في بعض معانيه ضرورة الحضارية والنفير ، وبالتالي فإن الربط بين ال)1()التفصيلية أو في عوامل نشوئه وشدته

الحضاري يكون بما يشابه الربط بين الظاهرة و مكوناتها، فال يمكن أن تتحقق هذه الضرورة ما لم يكن هناك حالة من الهبة للقيام بها وانجازها أو تحقيقها، ألن الضرورة تتطلب في تفسيرها

. الجهود لذلكاللغوي نوعا من السرعة في االنجاز واألداء وبالتالي وجوب تكاتف

النشاط العلمي ينبثق في أغلب األحيان عن رغبة في الكسب أو : الضرورة العلمية. دطموح شخصي، إلى االكتشاف و التفوق، وقد يتخذ وسيلة لتحقيق النمو االقتصادي و العمراني

هنا تكون وغيره، غير انه لو أضفنا لهذا النشاط العلمي دافعا إيمانيا باعتباره األكثر إلحاحا، منأسلمة المعرفة وقودا جديدا يدفع اإلنسان للمزيد من التألق للكشف عن الحقائق وفهم نواميس

)2.(الكون

بعد هذا العرض ألهم الضرورات الملحة في األخذ بمشروع أسلمة المعرفة نأتي لذكر الدافع ألن أي البحث عن . األسباب التي دفعت بأسلمة المعرفة إلى أولويات األمة اإلسالمية

تتحول من مشروع معرفي علمي منهجي إلى أولوية ذات أهمية بالغة، ويمكن أن نقف على هذه :األولويات من خالل ما يلي

أولوية تستهدف تطوير منهجية الفكر اإلسالمي وتطهيره مما اعتراه على مر .1العصور، وفي هذا إظهار ألهمية المنهج المعرفي ونستشف أنه المقصود األول

يد عمر النجار من مواليد تونس حاصل على دكتوراه في العقيدة والفلسفة من جامعة األزهر، درس بجامعة مج الدكتور عبد ال-)∗(

مؤلفا متنوعة بين 20له أكثر من .يا هو عضو مجلس اإلفتاء األوروبياألمير عبد القادر بالجزائر باإلمارات العربية وبقطر وحال .سالمية متنوعة إالفلسفة العقيدة وعن قضايا

، 1999دار الغرب اإلسالمي، :بيروت. 1، طعوامل الشهود الحضاري، الجزء الثاني عبد المجيد عمر النجار، - )1( 191-190ص

22 ، ص الذكر المرجع السابق إسالمية المعرفة،مدخل إلى عماد الدين خليل، - )2(

باألسلمة، ألن بتحديد المنهج الصحيح واألنسب يمكن الوصول إلى نتائج مرضية .ومالئمة مع نظرتنا

أولوية تستهدف ربط الفكر اإلسالمي ومنهجيته األمة السليم، ووصل شرايينه به، .2كما تهدف إلى تمكين الفكر اإلسالمي من كل وجوه القدرة و المعرفة اإلنسانية

ت الفكر والمعرفة، وذلك لتكوين أساس إسالمي معاصر السليمة في كافة مجاال ) 1(.سليم للعمل و الجهاد في كافة المجاالت الحياتية و الحضارية

و إصالح الفكر والمنهجية ال تعني إيقاف العمل ) إسالمية المعرفة(أولوية .3واإلصالح الحياتية األخرى، ولكنها تعني إعطاء االهتمام و الموارد العقلية

شرية الالزمة لكي يتم اإلصالح المطلوب في هذا المجال ليواكب الجهود والب )2(.والتضحيات و الموارد الميسرة لجوانب البناء و اإلصالح األخرى

:أسلمة المعرفة والنموذج المعرفي اإلسالمي

التي قدمت ) العنصر الذي ناقشناه تحت عنوان الدعائم األساسية(تعتبر الخطة العملية طه جابر العلوانيكتوردال هأثارما أنها الكفيلة بالسير قدما في هذا المشروع، وهوعلى أساس

حين أعتبر أن أسلمة المعرفة تبدأ ببناء النموذج المعرفي اإلسالمي ثم المنهجية المنبثقة عن هذا .النموذج ثم مناهج التعامل مع مصادر المعرفة من قرآن وسنة وتراث إسالمي وفكر غربي

ر في حقيقة النظام المعرفي بعيدا عن المصطلح الذي يطلق عليه يجد أن ما والناظ ظاهرة تاريخية ممتدة بناء النظام المعرفي اإلسالمي أو أسلمة المعرفةنطلق عليه اليوم

أو يقرأ مع اهللا في صاحبت العقل المسلم منذ أن أوحي إليه أن يقرأ باسم اهللا في كتابه الموحى قراءة الوحي ) الجمع بين بالقراءتين (األستاذ أبو القاسم حمدو ما عرفه وه،كتابه الكوني فقد كان النظام المعرفي قائما ومدركا ومستوعبا يحدد مصادر المعرفة وعالقاتها .وقراءة الكون

وأوزانها النسبية وكل أبعادها ويقيم بناء منسجما بين هذه المصادر من ناحية وبين مختلف بحيث كلما اختلت هذه المعادلة وارتبك ،عية واإلنسانية والعقائدية من ناحية أخرىالعلوم الطبي

تفعيله وتشغيله، تلك العملية التي وإعادة عملية إعادة التوازن للنظامالنظام المعرفي ظهرت للعلومإسالمية المعرفة أو التوجيه اإلسالمي للعلوم أو التأصيل اإلسالميحملت اليوم شعار

76-75 صالذكر ، المرجع السابق، الوجيز في إسالمية المعرفة المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، - )1( 171-170، المرجع السابق، ص المبـادئ العامة، خطـة العمل، االنجازات: إسالمية المـعرفة إسماعيل الفاروقي، - )2(

أطلقت لوصف وتشخيص العملية التاريخية التي شهدها العقل المسلم في من التسمياتوغيرهاعلما ان هذه الحالة من المشاريع الفكرية الكبرى و المتحدية للعديد فترات مختلفة من تاريخه

من العقبات االجتماعية والمنهجية جاءت كردة للحالة التي عاشها هذا العقل لمدة ليست بالقصيرة بين - وإن كانت هناك تحليالت ترى انه ال يزال في حالة ضياع-العقل المسلم لمدة ضاع

لمناسب الذي يضمن القديم الموروث والغريب المجلوب ، فال حقق من هذا وال من ذاك القدر ا، وكان النقص في إطالعه على التراث ال يعادله إال النقص في اطالعه على له سالمة السير

، وحين لم يتم صهر ما تلقاه من القديم والحديثثمر هذا النقص عجز العقل عنوأ الفكر الحديثالذي يحفظ التميز (الصهر الثقافي الحضاري ، ألن صهر كان اإلخفاق في مجال اإلبداعال

والتي أطلق عليها هو الخطوة األولى الممهدة لإلبداع األصيل)1()ألصحابه وال يمسخ الهويةالذي هو في جوهره المعرفي عملية إعادة تركيب أو إعادة التوازن إلى التجديدأحيانا مفهوم

النظام المعرفي بصورة تجعله فاعال قادرا على التعاطي مع مشكالت الواقع وقضاياه ومعالجتها )2(.من داخل المنظور المعرفي اإلسالمي الذي يحقق فيها غاية الحق من الخلق

إعادة فقد تمثلت عملية ،سق مفتوح للفكر اإلنسانيوحيث أن النسق المعرفي اإلسالمي ن :التوازن للنظام المعرفي في ثالث محاور أساسية

الدكتور وهو ما أشار إليه : تجديد المناهج والعلوم واألفكار الموروثةإعادة: أولهاجانب من جوانب تراثنا الخصب الغني المتنوع في حاجة ماسة إلى : (... بقولهالعلوانيوإخراجه من حالة التوقف و الجمود التي أصيب ... ة و االجتهاد فيه، وتناوله بالتجديدالمراجع

ومن الضروري أن يتم ذلك انطالقا من نظامنا المعرفي اإلسالمي، ومن ... بها قبل قرون عديدة ) 3().نموذجنا المعرفي وغال فإننا سنعود إلى دوامة الصراع بين األصالة والمعاصرة

أو ما يطلق عليه إجابات األسئلة : تصحيح مفاهيم التعامل مع الغيبإعادة: ثانيها، وطبيعة الخالق وعالقة اإلنسان بهالنهائية أو الكلية التي تتعلق بأصل الوجود وغايته

.وانعكاساتها على ثقافة اإلنسان وعلومه وسلوكياته

www.nashiri.net: ، موقع ناشرياألزمة والمخرج:نقد العقل المسلم، ليم أبو شقة عبد الح- )1( 4 ، ص الذكر ، المرجع السابق"مفهوم النظام المعرفي اإلسالمي"صر محمد عارف، ن- )2( 131 ، ص الذكر ، المرجع السابقمناهج التجديدعبد الجبار الرفاعي، - )3(

المي وتفعيل مناهج من خارج النسق المعرفي اإلس : النظر في الفكر الوافدإعادة: ثالثها )1(.فهمه ونقده وهضمه

العديد من علماء اإلسالم يندرج في والناظر في التاريخ اإلسالمي يجد أن ما قام به ومن ثم فإن حقيقة . إطار أسلمة المعرفة وإن كان ذلك من دون قصد لهذا المشروع في حد ذاته

ورها وإن لم يكن يطلق عليه هذا النظام المعرفي كامنة في فكر المسلمين وعلومهم منذ بدء ظه )∗.(المفهوم

النظام المعرفي في ، ف)النموذج(نصل هنا إلى رصد إلى عملية التأسيس لهذا النظام اإلسالم يتأسس وتتحدد طبيعته طبقا لإلجابة على األسئلة النهائية أو الكلية وهي األسئلة المتعلقة

تأسس ويتحدد دور يومن ثم . يمان باهللا واحدا أحدا عليه باإلواإلجابةباإلله والغيب واإلنسان ، وما يتفرع عنه أسئلة غيبية يكون جوابها في اإلنسان في الكون وطبيعته وعالقته باهللا سبحانه

فهم وقيام بالجمع بين القراءتين قراءة خالصة لقدرة اهللا و التي هي قراءة بالفهم العلمي )2(.ة النصية لآلية الكريمةالحضاري وقراءة بمعية اهللا وهي القراء

ومن هنا فإن اإلجابة على هذه األسئلة تمثل األساس الذي يقوم عليه النظام المعرفي :اإلسالمي الذي تتحدد طبيعته وتتشكل خصائصه في اآلتي

إنه نظام يقوم على اإليمان بأن الحقيقة واحدة وأنها هناك ال يستطيع اإلنسان اإلمساك بها أو .1 ومن ثم تظل الحقيقة في كل آية قرآنية كامنة ، اإلحاطة بهاأوا أو احتكارها ادعاء تمثيله

. وطاقتهاإلنسانفيها ال يمكن ادعاء التعبير عنها كلها مهما بلغت قدرة

إنه نظام ال يعرف الكلمة األخيرة ألن عناصر العملية المعرفية من عقل عارف وموضوع .2 فالظواهر اإلنسانية والطبيعية تتحول وتتغير ،ولةمعروف ووسائل للمعرفة دائما متغيرة متح

.ن من سنة اهللا في خلقه التغييربصورة دائمة أل

6 ، صالذكر ، المرجع السابق"المعرفي اإلسالميمفهوم النظام " محمد نصر عارف، - )1( من أعمال يمثل عملية متكاملة لبناء وما له) م1111-1085/هـ505-450(حجة اإلسالم أبو حامد الغزالي:من هؤالء العلماء -)∗(

، "تهافت الفالسفة" كتب ، ثم خصص أكثر من كتاب لقضايا العقيدة ثم"إحياء علوم الدين"النظام المعرفي أو إعادة بنائه ، فقد كتب ، وغيرهم من العلماء كثير "نقض المنطق"وكذلك ابن تيمية يعالج قضايا التجديد الفقهي وقضايا العقيدة في رسائله المختلفة ثم يكتب

يحتاج إلى بحث ورصد دقيق توزعت جهودهم على المحاور الثالثة السابق اإلشارة إليها والتي تؤدي إلى إعادة تفعيل النظامLa Politique de ,Henri Laoust :ارجع في ذلك إلى.المعرفي بما يؤدي إلى توازنه وفعاليته

.pages,414 1970,librairie orientaliste: Paris,1tome,Ghazali 457 ، ص الذكر ، المرجع السابقالعالمية اإلسالمية الثانية، الجزء األول محمد أبو القاسم حاج حمد، - )2(

درك بالحواس ومعاوناتها الذي ي" واقع"وم على أن كل شيء في الكون له إنه نظام متمدد يق .3عامل الذي هو الشيء في حقيقته، ودائما اإلنسان يت" نفس األمر" وله ،مثل األجهزة واألدوات

.مع الواقع الذي يتم إدراكه ومعرفته دون أن ينفي أن هناك نفس أمر قد ال نعرفه اآلنولذلك فهذا النظام المعرفي قابل للتمدد واالتساع، بل مبني على هذه القابلية ويؤكد عليها

.مما يدفع العقل اإلنساني للمزيد من البحث والسعي

لكنه يقبل التعدد فيما دون ذلك سواء ،واه الكامنإنه نموذج واحد في مستواه األعلى أو مست .4تعلق هذا التعدد باختالفات عقائدية مثل اعتبار الوحي مصدر للمعرفة في المستوى األعلى

فهل يدخل في أئمة آل البيت طبقا ،ثم تختلف الفرق في تحديد ماهية الوحي أو النص جميعها واإلشراق عند الفالسفة،للشيعة أم يدخل في اإللهام والعرفان عند الصوفية أم

.تنويعات في فضاء النظام األعلى

ألنه يقوم على أن اهللا قد أودع في الكون اإلنسانية العقول إبداعاتإنه نظام مفتوح لجميع .5فكما أن الكون مسخر في . كر وللمعرفةحقائق وقوانين وسخرها للمعرفة أي يسرها للذ

ولذلك ما يصل إليه اإلنسان يعتبر مصدرا للمعرفة حركته فهو أيضا مسخر في معرفته، ينبغي فحصه وتمحيصه ثم قبوله إذا ثبتت صدقيته، ومن ثم فهذا النظام مفتوح غير مؤدلج ألن مفهوم اإلسالم المستخدم في هذا السياق هو المعنى القرآني الشامل الذي يقصد باإلسالم

)1(.صفة تصف طريقة حياة وتعامل مع اهللا سبحانه

وخالصة القول فإن النظام المعرفي اإلسالمي ال يفترض فيمن يتبناه أو يندرج في إطاره أن يعتقد في اإلسالم دينا وشريعة، ألن المكون األيديولوجي في هذا النظام المفتوح مكون ضئيل للغاية، حيث ال يتعدى اإلجابة على األسئلة النهائية المتعلقة باإلله والغيب واإلنسان

ون، وهي إجابة تشترك فيها األديان السماوية وكثير من األديان والمذاهب األخرى، حيث قد والكلغيب الديني ويفترض غيبا ال يخرج عنها بصورة كاملة إال النموذج العلماني الذي ينفي ا

وفي هذا تأكيد على أن الرؤية الصحيحة هي التي ال تعد مجاال لالنحراف باسم العقل . أرضياال لالستبداد باسم العقل و ال باسم الدين، ومن ذلك نفهم أن العقل المسلم بإتباعه للنموذج وال مج

، )2(المعرفي اإلسالمي كإطار مرجعي له سيعمل على توضيح الطريق له في حركته اإلبداعيةينبغي التأكيد على أن صفة اإلسالمية في هذا النموذج ال تتعدى المعنى العام لإلسالم إال انه

9، ص الذكر، المرجع السابق" مفهوم النظام المعرفي اإلسالمي " عارف، محمد نصر- )1( 127-121، ص الذكر ، المرجع السابقأزمة العقل المسلم عبد الحميد أحمد سليمان، - )2(

يصبح هذا و. صفة لكل المؤمنين بوجود إله خالق مدبر متحكم في الكون يسيره طبقا لمشيئتهك إنسانيا قابال ألن يقود البحث والتفكير لبني البشر على الرغم من اختالف أديانهم النموذج

وهو ما وأعراقهم وثقافاتهم، وذلك نظرا لطبيعته الشاملة الكلية المحيطة المتجاوزة باتجاه الغيب، على معرفيةال يتصف به أي نظام آخر يقوم على افتراضات محددة تعلي بعض المصادر ال

)1(.حساب األخرى

هنا نصل إلى الحلقة التي تربط أسلمة المعرفة بالنموذج المعرفي اإلسالمي وذلك باعتباره أن األسلمة هي من دعامات إعادة بناء النظام الدكتور العلوانيبحسب ما أورده

المعرفي اإلسالمي، الذي هو في حقيقته بحسب ما تقدم وبحسب ما ذكرت آنفا ربط ) النموذج( )2(.بين القيم و المعرفة، وأنه ضرورة إنسانية عالمية قبل أن تكون إسالمية

من وجهة نظر )3(سالمي و المتغيرات الدوليةإلهذا كله يساعدنا على فهم العالم ا من )4( العالم اإلسالمي في االستراتيجيات العالمية والمعاصرة من ناحية، ودراسةجغراسياسية

في حل المشكالت الوطنية واإلقليمية )5(جهة ثانية، ناهيك عن توظيف الفقه السياسي اإلسالمي . و العالمية من جهة ثالثة

:صلة المتغيرين السابقين بالمصطلح السياسي

النموذج المعرفي اإلسالمي وبنيته نخلص بعد عرض مفصل ألسلمة المعرفة ولمفهوم ، وذلك )البديل(إلى أن كال المتغيرين لهما األثر في توليد المصطلح السياسي اإلسالمي

:باالنطالق من ثالثية مهمة وهي

إدراك للدواعي وللمبررات التي تستلزم القيام بعملية تأصيل منهجي توليدي : أوال .ميللمصطلح السياسي في ظل نموذج معرفي إسال

إدراك للمقومات و األسس و القواعد التي يتم تأصيل المصطلح السياسي : ثانيا )دعائم أسلمة المعرفة(اإلسالمي عليها، بحسب خطة عمل أسلمة المعرفة المعروضة آنفا

10، المرجع السابق الذكر ، ص "مفهوم النظام المعرفي اإلسالمي" محمد نصر عارف، - )1( 124، المرجع السابق الذكر ، ص مناهج التجديد جابر الرفاعي، - )2(مؤسسة : ، األردن1، طالعالم اإلسالمي و المتغيرات الدولية من وجهة نظر جيوبوليتكية صبري فارس الهيتي، - )3(

15، ص2005الوراق، 9، ص1998دار بالل، : ، بيروت1، طالعالم اإلسالمي في االستراتيجيات العالمية المعاصرة عالء طاهر، - )4( 35، ص2005األوائل، : ، دمشق2لد سليمان حمود الفهداوي، الفقه السياسي اإلسالمي، ط خا- )5(

إدراك لآلليات التطويع و الفهم للمصطلح الغربي، و فهم كل مالبساته وإمكانية : ثالثا ) دعامة األخيرة التي أوضحتها خطة أسلمة المعرفةال) (1.(عزله أو تكييف

وعرض هذه الثالثية العملية التي أوضحت األسس العميقة في تبني المصطلح السياسي و التحيز للتوليد اإلسالمي فيه، تدفعنا إلى الربط بين الخطة الموجهة من قبل مشروع أسلمة

شف مدى نجاح هذه الخطة مع هذه المعرفة و إسقاطها على المصطلح السياسي، وبذلك نستالجزئية المعرفية الهامة، وسأحاول في هذه الفقرة أن أضع تصورا يعتمد كلية على الخطة

النظرية (الرباعية التي ناقشتها من قبل و فاتحا بذلك المجال لغيرها من التصورات المنهجية )والتطبيقية

ح السياسي، أراها تدرج مثل هذه الدراسة المفصلة حول تحيز المصطل:التوعيةضمن هذه المرحلة، باعتبار أن مسألة االصطالح لم تأخذ الحيز الواسع من الدراسة خصوصا في حقل العلوم السياسية وهو ما أوجد كما ذكرت سابقا حالة من القبول التام و حالة من األلفة

بعد الحضاري بين المصطلح ومستعمليه من باحثين ودارسين ، وهم بذلك غير مهتمين بال . للمصطلح

فاألصل في دراستي : بلورة منطلقات الفكر اإلسالمي ومفاهيمه ومناهجه أنها جاءت لتبين أن المنهجية اإلسالمية في الفكر والمعرفة عموما وفي المصطلح خصوصا

) الطبيعة واإلنسان الغيب(يمكنه أن يكون إسالميا، منطلقا من رؤية صحيحة تنطلق من ثالثية ي أعمق من أن تكون عبارات منفصلة بل هي الرؤية الصائبة التي يمكنها أن تؤطر كل وه

.المعارف بغية أسلمتها

سالمي المصطلح السياسي اإلنحت آلية مساعدة على وهي أهم : التمكن من التراثالدكتور حسن أن يطرح ذلك مشاكل في التعريب أو الترجمة، وهنا أذكر ما قاله من غيرو

و لربما ترد الغرائب من المفهومات على مسلمين : ( في هذا السياق حيث قال)∗∗∗∗(الترابيضيعوا تاريخهم الثري قيما وحضارة وصرفا لغويا بليغا، فيضطر المترجمون للتعريب بلفظ

)بالتصرف (398 ، الذكر ، المرجع السابق، ابستمولوجيا السياسة المقارنة محمد نصر عارف- )1( السوداني ب األمةحزز الحركة اإلسالمية في السودان وفي العالم اإلسالمي، أسس و حسن الترابي مفكر سوداني من رم-)∗(

،كما أن له فتاوى تأويلية طرحت نقاشات "اإلسالمي تجديد أصول الفقه "و، "السياسة والحكم": المعارض حاليا، له مؤلفات أهمها .واسعة

وفي هذا إشارة ألهمية التراث )1()يذكرهم باألصول الدينية و اللغوية ويكشف الحق المهجور .وسلبية هجره

يمكننا أن نأتي به ويقصد بذلك أن المصطلح ال: تمكن من المعرفة المعاصرةالإسالميا أو بصيغة إسالمية فقط، بل وجي معالجة الظاهرة أو المفهوم الكامن وراء المصطلح

تكمن قوة التمكن والفهم سالمي البديل، وفي ذلك ومن ثم يمكننا أن نطرح المصطلح اإلالمتغرب لتوليد الغوي أو االصطالحي للمفهوم السياسي انطالقا من نموذج معرفي وتسهل بذلك آليات ا

.إسالمي

كما انه يجب االنتباه إلى تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها من ناحية، والتأكيد على معايير وركائز النهضة المتمثلة في تحقيق األمة لوحدتها وحسم نوعية اختبارها الحضاري

2.ناحية ثانيةوامتالك المقدرة من

، موقع طريق "المصطلحات السياسية في اإلسالم" حسن الترابي، - )1(

16:25، على السعة 21/07/2007:بتاريخ، تم تصفحه www.qudsway.com/Links/Islamiyat/htmlالقدس،المؤسسة : ، بيروت1، طالمشروع الفكري لألنصاري أنموذجا: الواقعية الجديدة في الفكر العربي محمد نعمان جالل ، - )2(

188،ص 2004العربية للدراسات و النشر،

::ا�Kl7m واE���M""تا�Kl7m واE���M""ت

تعتبر محصلة عرض مطول في نهاية هذا الفصل نصل إلى مجموعة من النتائج التيوواسع حول البديل في المصطلح السياسي ومسألة تكييفه مع النموذج المعرفي اإلسالمي،

: وأجمل هذه النتائج في

قطة أساسية و هامة وهي إدراك و اعتراف بأن تطرح مسألة التجاوز التحيز من خالل نالتحيز، وبذلك نكون على استيعاب كامل لرفض منطق التبسيط، ألن عملية اإلدراك أو االعتراف هذه ستؤدي إلى فهم أعق لهذه اإلشكالية ومن ثم الوصول إلى نقطة أعمق من سابقتها

.نوع التفأن التحيز يضمن مجاال أوسع لإلبداع وقبوال لالختال

وبتوصيف لآلليات تجاوز التحيز وصلت إلى أن النموذج المعرفي الغربي، البد وان يتعرض للدراسة و التحليل و النقد والمراجعة، وذلك بغية التجاوز بصورة أكثر موضوعية

وقد وصلنا في آخر عرض لآلليات التجاوز أن االعتراف باالختالف و التنوع . وعقالنية ودقةوسيلة الوحيدة للتقليل من هيمنة هذا النموذج و سطوته على غيره من النماذج والتعدد هو ال

.المعرفية

طرحت مسألة البديل في المصطلح السياسي على أساس أن عملية مستمرة وحالة من االجتهاد المتواصل ال يمكن أن نطرحه اليوم أو غدا، بل هي حالة مستمرة في المكان والزمان،

و نعليها البديل، طرحت مجموعة من خصائص هذا البديل أرى في نظري وعن الصفات التي يكأن أهمها وأعمقها أن المصطلح البديل يكون لزاما أن يأخذ باألبعاد المتكاملة للظاهرة أو المفهوم

.ليمكننا وصفه بالبديل المناسب

و أخذت مسألة ترجمة المصطلح حيزا واسعا ألن موضوع الترجمة فيه من المطبات لعوائق ما يحول دون أن نولد المصطلح السياسي البديل، ذلك ألن الترجمة هي حالة من البيئة وا

.للمصطلح أو تكييف فقط من دون تمحيص و ال إدراك لألبعاد الحضارية الكامنة فيه

وعن أسلمة المعرفة والنموذج المعرفي اإلسالمي فقد أخذت هذه النقطة حيزا مطوال من بر أساس الطرح اإلسالمي الذي يسعى إلى تأصيل عميق في المعرفية الدراسة، ألنها تعت

اإلنسانية من خالل رؤية إسالمية تأخذ في حسابها مسألة اإلنسان وخالفته في األرض وربط ذلك بالوحي ومدى اتصاله بالبعد النظري للمعرفة اإلسالمية التي ال تعني أبدا عبارات دينية

تصور منهجي تجديدي ينطلق من قراءة إسالمية للكون تضاف للمعارف اإلنسانية بل هي . ولإلنسان

وعن عالقة ذلك بالمصطلح السياسي وجدنا أن المصطلح ال يمكنه أن يكون صالحا وال فعاال، ما لن يكن منطلقا من تمحيص وإدراك ألبعاده، ومن ثم صياغته على أسس إسالمية

ة ألسلمة المعرفة وحضرنتها بصورة أكثر يحدده النموذج اإلسالمي وتفصلها الخطة المقدم . توضيحا وجالء

: الخـاتـمةأصل في نهاية الدراسة إلى أن التحيز ظاهرة كامنة في كـل المجتمعـات وفـي كـل المجتمعات وفي كل الحضارات عن لن نقل لدى كل فرد، وان هذه اإلشكالية كما عبـر عنهـا

ر المسيري هي حالة طبيعية لكن وجب إدراكها ومعرفة أبعادها، ألنه بمعرفة ذلك يسهل الدكتوتجاوزه ومن ثم يمكن تحقيق التغيير المطلوب في أي مجال معرفي، وان التحيز بقدر ما هـو حالة طبيعية وحالة نعايشها في كل حركاتنا وسكناتنا اليومية غال أنه ال بد لنا أن نقـف علـى

.لتحيزات التي تحيط بنا وتهدد خصوصياتناأصل هذه ا

فالنموذج المعرفي الغربي هو النموذج الطامح إلى تنميط العالم على صورة واحدة ال يظهر فيها تفرد أو اختالف أو تنوع، بل يسعى إلى مسح كل الفروقـات و االختالفـات بغيـة

ا، وكمل تابعنا من خالل الوصول إلى هيمنة مطلقة ال يمكن للحضارات األخرى أن تخرج عنه الدراسة فإن المصطلح لم يكن بمنأى عن هذه المرجعية الغربية ولم يكن مجرد ألفاظ تتداول من دون خلفيات نظرية وفكرية وحضارية تستتر وراءها، وفي هذا صورة واضحة على خطورة

في كل ما يسوق المنحى الذي يتبعه الغرب في إيديولوجيته وفي طبيعة نموذجه المعرفي الكامن وما يتداول، والحظنا أن المصطلح السياسي انساق في التحيزات االصطالحية التي فرضها هذا النموذج، ومن دون أن يقر باختالفات محورية وحتى أساسية ومبدئيـة فـي إدراك المفـاهيم

.األساسية و مدى صحة المصطلح المعبر عنها

يات و التحاليل و المقاربـات الـسياسية والمصطلح السياسي بحكم ارتباطه بكل النظر يدفعنا إلى التفكير في زوايا أخرى تأثرت بتحيزات هذا النموذج وأعطت لنفـسها الحـق فـي السيطرة دون غيرها من النماذج الفكرية و الحضارية األخرى، وأقصد بذلك إعادة النظر فـي

ياسي التـي تـدرس اليـوم، و النظريات السياسية التي تسوق، والمدارس الفكرية في الفكر الس التحاليل السياسية و البنى الفكرية التي تعتمد عليها الدراسات األكاديمية التي تعـالج المفـاهيم السياسية من خالل المصطلحات السياسية، فتسليط الضوء بصورة أكبر على هـذه التعريفـات

إليها الدراسات السياسية والمفاهيم سيجعل الباحث المسلم يدرك مدى الخطورة الحالة التي صلت من تحيز مطلق غير واعي وأثره على العمليات األخرى المتصلة مثل التنمية و التوعية والنفير الحضاري كما أسماه الدكتور عبد المجيد النجار، وذلك بأن تصبح كل هذه العمليات الحضارية

.ية الوجهةغير ممكنة بسبب التحيز الرافض للتنوع و االختالف و الداعي ألحاد

ووصت في نهاية الدراسة أن مشروع أسلمة المعرفة وإقامة نموذج معرفـي إسـالمي يكون خلفية لدراستنا وتوليداتنا االصطالحية السياسية أمر مهم وفي غايـة النـضج الفكـري، وتكمن أهميته فيما وضعه المشروع من خطة علمية قامت على ثالثية واضحة المعالم تمثلـت

ي الفكر اإلسالمي، عودة للتراث، وتمكن من المعرفة المعاصـرة، و هـي بـذلك تجديد ف : فيفإدراكنا بأن التجديد أمر واجب وان تمكننا من المعرفة . ربطت بين الجوانب النفسية والتطبيقية

الحالية هو بين أيدينا، وبثنا في تراثنا على ما يسهم في تأصيل لهذه المعرفة يخلف وبـال شـك .ة بين المشروع الفكري و بين متلقيهحالة من األلف

منها ما ذكر في الدراسة ومنا لم –وبعد تمحيص لدراسات عديدة والجتهادات متنوعة توصلت إلى مجموعة من االقتراحات التـي يمكنهـا ان -يرد بسبب بعده عن النقطة المركزية

ة، او بصورة غيـر تخلق حالة عملية، إن على مستوى النظام التعليمي الجامعي بصورة مباشر مباشرة، أو أنها تؤسس لتراكمات معرفية يأتي اليوم و الذي نـستفيد منهـا، وتنحـصر هـذه

: االقتراحات في تسعة نقاط هي كاآلتي

االهتمام بالتراث السياسي اإلسالمي و موضعه من بنـاء النظريـة و المـصطلح .1 من ناحيـة -أقليتها رغم -السياسي من جهة، وتثمين االجتهادات العربية اإلسالمية

التأصيل ( ، وإيجاد موازنة في الدراسات السياسية بين الحداثة و المعاصرة )1(ثانية )2(.من جهة ثالثة) و التجديد

الـسياسي تكوين فرق بحثية متخصصة تتمحور مهامها على تمحيص كتابات الفكر .2الختالف، الغربي منها و اإلسالمي، وهذا بغية تكوين صورة عن مواطن التوافق وا

.والتقين بصورة قطعية على مرجعيات التحيز في الفكر الغربي

استنطاق التراث السياسي اإلسالمي من خـالل إحـصاء للمعجـم االصـطالحي .3السياسي، الذي يمكن ان يتالءم مع المتطلبات العلمية والعملية المعاصرة، آخذين في

تغيـر أنظمـة الحكـم ذلك أنه عصر التقنية وسهولة المعلومة، وكذلك هو عصر .وأساليبه إضافة إلى تغير طبائع الشعوب

المعهد العالمي للفكر : ،فرجينيا1،طفي مصادر التراث السياسي اإلسالمينصر محمد عارف، : راجع في ذلك- )1(

55اإلسالمي،صدار الشعب، : نالقاهرة1،ط)تحقيق وترتيب حامد عبد اهللا ربيع(،، سلوك المالك في تدبير الممالكشهاب الدين احمد بن أبي الربيع

67،ص 1980 75ص ،2002منشأة المعارف،: ، اإلسكندرية1، طالعلوم السياسية بين الحداثة و المعاصرة محمد نصر مهنا، -)2

القيام بقراءة متأنية وهادفة ألهم القواميس الحديثة، سواء عنـد المفكـرين العـرب .4المنظومـة الفكريـة الـسياسية ، وفهم )∗(المسلمين أو سواء عند المفكرين الغربيين

ي غيـر المتحيـز ألي لكالهما إما من باب إيجاد صيغة للمصطلح السياسي العالم .نموذج على حساب آخر

التركيز على فهم أبعاد الصورة الذهنية وعالم المفاهيم ووظيفة اللغة ولغة الحـوار، .5 )1(.وبالتالي العناية بأبعاد الهوية واللغة وحوار الحضارات

إعطاء أهمية لمسألة عالمية التوجه اإلسالمي نحو التغيير والبحـث فـي اآلفـاق .6 )2(.دسة المستقبل لخدمة اإلنسان و الكونالجديدة، وهن

على توليد االصطالحات - في العالم العربي اإلسالمي - تشجيع الباحثين األكاديميين .7السياسية التي تكون ذات انتماء حضاري إسالمي، ويكون ذلك من خـالل دراسـة تقدم المصطلح أو المصطلحات كافة، وتعرض ذلك على هيئة تحكيم ودراسة خاصة

. ار التعامل بهاإلقر

اهتمام المؤسسة الجامعية بمسألة المصطلح السياسي في كل كليات العلوم السياسي، .8من خالل الندوات و الملتقيات التي تعمل على التوسيع فـي مـسألة التحيـز فـي الدراسات السياسية وفي المصطلح السياسي، وتتوج هذه الدراسات بتنفيذ لمـا تـم

.ية تسهم في تاوز التحيز فيما تم تقديمهالتوصل إله من نتائج علم

القيام بدراسات أكاديمية تحيزية لإلنتاج العلمي سواء في جامعة الجزائـر، أو فـي .9مختلف الجامعات العربية اإلسالمية، ثم توظيف كل ذلك في صالح الوحدة والرقي

.لألمة اإلسالمية التي تعاني االستتباع و التغريب

بسيطة و التي قد يؤخذ بها أو قد تنقح أو قد تستبدل عناصـرها، ال تبمثل هذه المقترحا أكون قد توصلت إلى مسألة جوهرية يمكنها أن تفتح آفاق البحث أكثر في هذه المسألة

سعيد . موسوعة العلوم السياسيةمحمد محمود ربيع، إسماعيل صبري مقلد، وآخرون،: راجع في الشأن على سبيل المثال-)∗(

.موسوعة اإلدارة العربية اإلسالميةالمنظمة العربية للتنمية اإلدارية، .موسوعة البيئة العربيةمحمد الحفار،

كلية االقتصاد والعلوم : القاهرة،اللغة والهوية وحوار الحضاراتوآخرون، ح، نادية مصطفى، سيف الدين عبد الفتا- )1( 368،ص2006السياسية،

137،ص 2004دار الهادي،:، بيروت1،طاألزمة الفكرية والحضارية في الواقع العربي الراهن محمد أبو القاسم حاج حمد، - )2(

إما : أن العالم في حركيته النشطة، ينطلق من خالل من دعامتين همامتين هما [ : وتتمثل في صوصيتك الحضارية، وإمـا أن تتغيـر مـن دون أن أن تجد ذاتك وتغيرها إلى ما يتناسب وخ

.واهللا أعلم. ]تدرك ذاتك وال من دون ان تدرك نهاية مسيرك

:01الترسيمة رقم

)1(رسم توضيحي ألنواع التحيز

أكبـــــر ) ...ثقافة+فكر+فنون+آداب (العلوم االجتماعية تحيز تحيز تحيز تحيز

أقـــــــل +...) رياضيات+فيزياء( العلوم البحتة

مؤتمر حوار الحضارات و المسارات المتنوعة للمعرفة،، "المسيريدراسة في بعض تحيزات : مفهوم التحيز" أحمد مرزاق، -) 1(

2007القاهرة ، فبراير،

كامن واضح للباطل للحق غير واع واع

حاد غير فاضححاد

جزئي كلي

:20الترسيمة رقم

)1(ترسيمة توضح العمليات العقلية في صياغة النموذج

17 أحمد مرزاق، المرجع السابق الذكر،ص - ) 1(

حركة العقل

)النموذج(النتيجة

الواقع

:03الترسيمة رقم

ترسيمة توضح العالقة العضوية بين النموذج المعرفي الغربي والمصطلح من ):1(خالل أدبيات الدكتور عبد الوهاب المسيري

النموذج املعريف الغريب ) إىل خلفية حضارية و فكرية مث مناقشتها يرتكز(

يكمن يتجلى يتبدى

يتجسد يف صياغة املصطلح

...)سياسي،علمي، اجتماعي(

ترسيمة مستوحاة من الدراسات التي عرضها الدكتور المسيري ومن خالل التسلسل البحثي إلشكالية تحيز المصطلح - )1(

: 04الترسيمة رقم

) 1(آليات تجاوز التحيز

االنفتاح على العالم نسبية الغربتوضيح نقائص النموذج المعرفي الغربي اإليمان واالعتراف بحتمية التحيز

نموذج معاد لإلنسان − استحالة النموذج المعرفي و الحضاري الغربي − دراسة أزمة الحضارة الغربية −

تحليل والعرض المبين ضمن المبحث األول في الفصل الثالث ترسيمة مأخوذة من ال- )1(

:01الملحق رقم

السيرة الذاتية لصاحب نظرية فقه التحيز

الدكتور عبد الوهاب المسيري

عبد الوهاب المسيري مؤلف موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية أحد أهم العمال الموسوعية العربية في القرن العشرين الذي استطاع من خاللها إعطاء نظرة جديدة موسوعية

خدما موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، و تجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مست .ن تطوير مفهوم النماذج التفسيريةما طوره أثناء حياته األكاديمية م

تخرج من كلية . 1938ولد عبد الوهاب المسيري في مدينة دمنهور في مصر في أكتوبر عام ، وحصل على الماجستير في األدب اإلنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا 1959اآلداب عام

، وعلى الدكتوراه من جامعة رتجرز 1964المتحدة األمريكية عام بمدينة نيويورك بالواليات صدرت له عشرات الدراسات والمقاالت عن إسرائيل والحركة . 1969بنيوجيرزي عام

.الصهيونية ويعتبر واحدا من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيوينةسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير تولى الدكتور المسيري منصب المن2007في يناير

وهي الحركة المعارضة لحكم الرئيس حسني مبارك وتسعى السقاطه من الحكم بالطرق ) كفاية( .السلمية ومعارضة تولي ابنه جمال مبارك منصب رئيس الجمهورية من بعده

:السيرة الذاتية ). م1959( جامعة اإلسكندرية - أدب إنجليزي-ليسانس آداب

اچستير في األدب اإلنجليزي والمقارن ـ جامعة كولومبيا ـ الواليات المتحدة األمريكية م)1964 .(

دكتوراه في األدب اإلنجليزي واألمريكي والمقارن ـ جامعة رتجرز بنيوجيرزيـ الواليات ). 1969(المتحدة األمريكية

لسياسية واالستراتيجية رئيس وحدة الفكر الصهيوني وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات ا ). 1975 ـ 1970(باألهرام

ـ 1975(المستشار الثقافي للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة األمم المتحدة بنيويورك 1979 .(

، وجامعة الملك سعود )1983 ـ 1979(أستاذ األدب اإلنجليزي والمقارن ـ جامعة عين شمس و يعمل أستاذا غير متفرغ بجامعة ). 1989 ـ 1988(، وجامعة الكويت )1988 ـ 1983(

كما عمل أستاذا زائرا بجامعة ماليزيا اإلسالمية في كواال ). ـ حتى اآلن1988(عين شمس . المبور وبأكاديمية ناصر العسكرية

). ـ حتى اآلن1992(المستشار األكاديمي للمعهد العالمي للفكر اإلسالمي بواشنطن ء لجامعة العلوم اإلسالمية واالجتماعية في ليسبرج في فيرچينيا بالواليات عضو مجلس األمنا ). ـ حتى اآلن1993(المتحدة األمريكية

الواليات المتحدة -واشنطن-عضو مجلس األمناء لجامعة العلوم اإلسالمية واالجتماعية ). حتى اآلن-م1997(األمريكية

ر في مصر وماليزيا وإيران وأمريكا وإنجلترا مستشار تحرير عدد من الحوليات التي تصد . وفرنسا

:األعمال المنشورة بالعربية

مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية (مقدمة لدراسة بنية الفـكر الصهيوني : نهاية التاريخ ). 1979؛ المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1972باألهرام، القـاهرة

مركز الدراسات السياسية (رؤية نقدية : لمصطلحات الصهيونيةموسوعة المفاهيم وا ). 1975واإلستراتيجية باألهرام، القـاهرة

). 1975سلسلة الموسوعة الصغيرة، بغداد (العنصرية الصهيونية المؤسسة (دراسة في انتشار وانحسار الرؤية الصهيونية للواقع : اليهودية والصهيونية وإسرائيل

). 1975ات والنشر، بيروت العربية للدراسالنصوص األساسية وبعض الدراسات التاريخية : مختارات من الشعر الرومانتيكي اإلنجليزي

). 1979المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت (والنقدية المؤسسة العربية للدراسات (دراسات وانطباعات عن الحضارة األمريكية : الفردوس األرضي

). 1979 والنشر، بيروتجزءان، المجلس الوطني للثقافة (دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة : األيديولوجية الصهيونية

). 1988 ـ طبعة ثانية في جزء واحد 1981والفنون واآلداب، عالم المعرفة، الكويت

جزءان، المجلس الوطني للثقافة ) (ترجمة باالشتراك(تأليف كيفين رايلي : الغرب والعالم ). 1985لفنون واآلداب، عالم المعرفة، الكويت وا

منظمة التحرير (دراسة في اإلدراك والكرامة : االنتفاضة الفلسطينية واألزمة الصهيونية ؛ الهيئة العامة للكتاب، القاهرة 1988؛ المطبعة الفنية، القاهرة 1987الفلسطينية، تونس

2000 .( وزارة اإلعالم، ) (ترجمة باالشتراك(جون ويدمان تأليف ستيفن سوندايم و: افتتاحيات الهادئ

). 1988سلسلة المسرح العالمي، الكويت دراسات في بعض المفاهيم الصهيونية : االستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية

). 1990مؤسسة األبحاث العربية، بيروت (والممارسات اإلسرائيلية دار الهالل، كتاب الهالل، القاهرة (د وتحليل المعلومات منهج في الرص: هجرة اليهود السوفييت

1990 .( ). 1993الفتى العربي، القاهرة (قصة لألطفال : األميرة والشاعر

). 1993دار الهالل، كتاب الهالل، القاهرة : (الجمعيات السرية في العالم ن، المعهد العالمي للفكر جزءا) (تأليف وتحرير(رؤية معرفية ودعوة لالجتهاد : إشكالية التحيز

). 1998؛ سبعة أجزاء؛ القاهرة 1996؛ جزءان، واشنطن 1993اإلسالمي، القاهرة ). 1996دار الحسام، القاهرة : (أسرار العقل الصهيوني

ـ 1997دار الشروق، القاهرة (رؤية حضارية جديدة : الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ ). 2001 ـ 1998

). 2001 ـ 1997دار الشروق، القاهرة : (دي؟ من هو اليهو ). 1997ثالثة أجزاء، دار الحسام، القاهرة : (موسوعة تاريخ الصهيونية

).1998دار المعارف، سلسلة اقرأ، القاهرة : (اليهود في عقل هؤالء ؛ 1998دار الشروق، القاهرة (دراسة في الحركات اليهودية، الهدامة والسرية : اليد الخفية

). 2001؛ دار الشروق 2000الهيئة العامة للكتاب، القاهرة ثمانية مجلدات، دار الشروق، (نموذج تفسيري جديد : موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية

). 1999القاهرة ). 1999دار نهضة مصر، القاهرة : (فكر حركة االستنارة وتناقضاته

). 1999دار نهضة مصر، القاهرة : (ثى قضية المرأة بين التحرر والتمركز حول األن ). 1999دار الشروق، القاهرة (قصة لألطفال : نور والذئب الشهير بالمكار

). 1999دار الشروق، القاهرة (قصة لألطفال : سندريال وزينب هانم خاتون ). 2000دار الشروق، القاهرة (قصة لألطفال : رحلة إلى جزيرة الدويشة

). 2000دار الشروق، القاهرة (قصة لألطفال : معركة كبيرة صغيرة ). 2000دار الشروق، القاهرة (قصة لألطفال : سر اختفاء الذئب الشهير بالمحتار

). 2000دار الفكر، دمشق (باالشتراك مع الدكتور عزيز العظمة : العلمانية تحت المجهر الهيئة العامة (ة غير موضوعية سيرة غير ذاتي: رحلتي الفكرية ـ في البذور والجذور والثمر

). 2001لقصور الثقافة، القاهرة دار المعارف، سلسلة اقرأ، : (األكاذيب الصهيونية من بداية االستيطان حتى انتفاضة األقصى

). 2001القاهرة ). 2001دار الشروق، القاهرة : (الصهيونية والعنف من بداية االستيطان إلى انتفاضة األقصى

نشر (الموضوعات الكامنة المتواترة في شعر المقاومة الفلسطيني : كانت ولم تزل فلسطينية ). 2001خاص، القاهرة

). 2001دار الشروق، القاهرة (قصة لألطفال : قصة خيالية جدا ). 2001دار الهالل، كتاب الهالل، القاهرة : (العالم من منظور غربي

). 2001دار الشروق، القاهرة ( تفسيري جديد نموذج: الجماعات الوظيفية اليهوديةدار الشروق، القاهرة ( باالشتراك مع الدكتوره جيهان فاروق -قصة لألطفال : ما هي النهاية؟

2001 .( ). 2001دار الشروق، القاهرة (قصة لألطفال : قصص سريعة جدا

عدة (كيان اإلسرائيلي أثر االنتفاضة على ال: من االنتفاضة إلي حرب التحرير الفلسطينية ). م2002القاهرة ـ دمشق ـ برلين ـ نيويورك ـ نشر إلكتروني، : طبعات

). 2002دار الشروق، القاهرة (ديوان شعر لألطفال : أغنيات إلى األشياء الجميلة ). 2002دار المعارف، القاهرة : (انهيار إسرائيل من الداخل

دار الهالل، كتاب الهالل، (راسات نظرية وتطبيقية د: اإلنسان والحضارة والنماذج المركبة ). 2002القاهرة

دار الفكر، دمشق (جذوره ومساره ومستقبله : مقدمة لدراسة الصراع العربي ـ اإلسرائيلي 2002 .(

). 2002دار الفكر، دمشق : (الفلسفة المادية وتفكيك اإلنسان ). 2002الشروق، القاهرة دار (بين التوحيد ووحدة الوجود : اللغة والمجاز

). 2002جزءان، دار الشروق، القاهرة : (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة دار الشروق، القاهرة (سيرة شعرية، شبه ذاتية شبه موضوعية : أغاني الخبرة والحيرة والبراءة

2003 .( ). 2003ار الفكر، دمشق د(باالشتراك مع الدكتور فتحي التريكي : الحداثة وما بعد الحداثة

). 2003دار الشروق، القاهرة : (البروتوكوالت واليهودية والصهيونية ). 2003مجلدان، دار الشروق، القاهرة : (الموسوعة الموجزة

:األعمال المنشورة باللغة اإلنجليزية

A Lover from Palestine and Other Poems (Palestine Information Office, Washington D.C., 1972 Israel and South Africa: The Progression of a Relationship (North

American, New Brunswick, N.J., 1976 ; Second Edition 1977; Third Edition, 1980; Arabic Translation, 1980 .( The Land of Promise: A Critique of Political Zionism (North American,

New Brunswick, N.J., 1977 .) Three Studies in English Literature: (North American, New Brunswick,

N.J., 1979 .) The Palestinian Wedding: A Bilingual Anthology of Contemporary Palestinian Resistance Poetry (Three Continents Press, Washington D.C.,

1983 .( A Land of Stone and Thyme: Palestinian Short Stories (Co-editor)

(Quartet, London, 1996.(

:األعمال المترجمة

ترجمة لواء رودباري، ترجمة إلى الفارسية لكتاب موسوعة تاريخ الصهيونية : صهيونيسم ). 1994طهران، مؤسسة جاب وانتشارات، جمهورية إيران اإلسالمية، (

Israel-Africa Do Sul: A Marcha Deum Relacionamento ترجمة إلى اللغة ريو دي جانيرو، البرازيل، (تطور العالقة بينهما : البرتغالية لكتاب إسرائيل وجنوب أفريقيا

1978 .( Daha kapsamli ve aciklazici bir sekularizm paradigmasina dogru:

Modernite, ickinlik ve cozulme iliskisi uzerine bir calisma ترجمة إلى اللغة ، »نحو نموذج أكثر شمولية وتركيبا للعلمانية«التركية لدراسة طويلة باللغة اإلنجليزية بعنوان

Secularism in the Middleنشرت موجزة في كتاب عن العلمانية في الشرق األوسط

East, ed. John Esposito and Azzam al-Tamimi, (Hurst, London, 2000 . ). 1997استانبول، تركيا، (

وقد ترجمت العديد من المقاالت التي كتبها الدكتور المسيري إلى لغات أخرى مثل الفرنسية .والبهاسا

دراسات عن أعمال المؤلف 12(في لندن ) أي التي ال تتناول موضوع الصهيونية: (ندوة عن الكتابات الفكرية −

). 1998يناير ). ـ العدد العشرين1998عمان، ملف خاص، شتاء عام ( الجديد مجلة −ندوة في كلية االقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عن موسوعة اليهود −

). 2000 مارس 31 ـ 29(واليهودية والصهيونية أحمد عبد الحليم عطية . في عالم عبد الوهاب المسيرى كتاب حواري، قام بتحريره د −

حول أعمال المؤلف، اشترك فيه عدة مفكرين من ) سفة بجامعة القاهرةأستاذ الفل(محمد حسنين هيكل ـ محمود أمين العالم ـ محمد سيد أحمد ـ جالل أمين : بينهم

). 2004يناير (

:شهادات تقدير وجوائز محلية ودولية

شهادة تقدير من جامعة ). 1994(شهادة تقدير من رابطة المفكرين اإلندونسيين −شهادة تقدير من الجامعة اإلسالمية العالمية ). 1995(لقدس بفلسطين المحتلة ا

).International Educators' Hall of Fame (1996). 1996(بماليزيا ). 1997(شهادة تقدير من نقابة أطباء القاهرة −

). 1998(شهادة تقدير من محافظة البحيرة − ). 1999 (شهادة تقدير من اتحاد الطلبة اإلندونسيين −شهادة تقدير من كلية الشريعة والقانون، جامعة اإلمارات عن موسوعة اليهود −

). 1999(واليهودية والصهيونية ). 1999(شهادة تقدير من جريدة آفاق عربية بالقاهرة − ). 1999(شهادة تقدير من مؤتمر أدباء البحيرة − ). 2000(جائزة سوزان مبارك ألحسن كاتب ألدب الطفل −عن كتاب رحلتي الفكرية : زة أحسن كتاب، معرض القاهرة الدولي للكتابجائ −

)2001 .( ). 2001(شهادة تقدير من منظمة فتح الفلسطينية −جائزة سلطان العويس باإلمارات العربية المتحدة عن مجمل اإلنتاج الفكري −

)2002 .( ). 2002(شهادة تقدير من مؤتمر أدباء مصر السابع عشر في اإلسكندرية − ). 2003(شهادة تقدير من نقابة األطباء العرب − ) 2003(جائزة سوزان مبارك أحسن كاتب ألدب الطفل −

:02الملحق رقم

: 2005وفيما يلي النص العربي للوثيقة التي صدرت في بداية عام

بيان مفهوم اإلسالم الحضاري

مقدمة : أوال

مية بالظهور مع بداية تأسيس الحكومة اإلسالمية في المدينة بدأت بوادر نهضة األمة اإلسالثم . المنورة، ثم أخذت تنمو تدريجيا في زمن الخلفاء الراشدين والدولة األموية والدولة العباسية

امتدت هذه الحضارة لتصل إلى القارة األوروبية حيث منها قامت الحضارة اإلسالمية في . ي تتمتع بها الحضارة اإلسالمية جلبت لألمة والكون النفع الكبيرإن ميزة العالمية الت. األندلس

بعد سقوط الدولة اإلسالمية في أواخر القرن الثاني عشر، أصبح العالم ينظر إلى المجتمع المسلم وال يزال الكثيرون من أبناء األمة اإلسالمية أنفسهم يعتقدون بأن الدين . نظرة ضعف وتخلف

وبالرغم من أن هناك وعيا بأن اإلسالم هو طريق الحياة، فإنه . سبينحصر في العبادات فحبات مجرد شعار، بل إن أغلبية أفراد المجتمع يستصعبون قبول فكرة أن نهضة األمة وحضارة الشعب وبناء الدولة وترسيخ كيانها تدخل من ضمن اإلطار الذي يشمله الدين كما يدعو إليه

. اإلسالم بالفعلو معروف هو الدين الصالح لكل زمان ومكان؛ أي إنه طريق الحياة بكل ما تشمله اإلسالم كما ه

الكلمة من معنى، وأنه ليس مجرد اعتقاد أعمى، وإنما هو المنهج الكامل المتجدد للحياة، القادر على حل جميع المشكالت المعاصرة على مدى األزمان؛ وعلى هذا فإنه ينبغي اتخاذ الطريقة

ر وجهة نظر المجتمع المسلم لتعاليم اإلسالم في كافة مجاالت الحياة على المستوى المناسبة لتغيي . الفردي واألسري واالجتماعي والوطني

يركز مبدأ اإلسالم الحضاري على النهضة التي ترمي إلى تشييد الحضارات من خالل تحسين لمام بشتى أنواع مستوى المعيشة والنهوض باإلنسان روحيا وماديا عن طريق التمكن واإل

. المعارف والعلوم

ال يعد مبدأ اإلسالم الحضاري مذهبا حديثا أو دينا جديدا، وإنما هو في حقيقته وسيلة عملية من أجل إعادة األمة اإلسالمية إلى األسس والمبادئ التي يدعو إليها القرآن والسنة الشريفة التي تعد

. دعامة الحضارة اإلسالمية اإلسالم من شأنها المحافظة على حياة اإلنسان وكل المخلوقات، وقد ألقى اهللا سبحانه إن تعاليم

والتطبيق الفعلي لتعاليم اإلسالم يضمن . وتعالى على عاتق اإلنسان مسئولية الخالفة في األرضسعادة البشر وهناءهم على اختالف أجناسهم وأديانهم وثقافاتهم، وذلك مصداقا لقوله تعالى في

. }وما أرسلناك إال رحمة للعالمين{: 107: رة األنبياءسو

) الفكرة والمفهوم(اإلسالم الحضاري : ثانياقامت الحكومة الرشيدة بوضع عدة خطط تنموية في ضوء التعاليم اإلسالمية، مراعية في ذلك

الجتماعي والقانوني في جميع المحافظة على تحقيق التوازن الروحي واالقتصادي والتربوي واوالحكومة على إدراك تام بأن اإلسالم ليس مجرد شعائر دينية فحسب، . النواحي الحضارية

وعلى ضوء ذلك قامت الحكومة . وإنما هو دين عملي أنزل لينظم حياة المجتمع بطريقة واقعيةبالمفهوم الحقيقي بتبني مبدأ اإلسالم الحضاري من أجل نشر وبث الوعي لدى أبناء المجتمع

. لإلسالم، أمال أن يقودهم هذا المبدأ إلى نهضة ورفعة األمة والوطنإن مبدأ اإلسالم الحضاري ال يعد مذهبا حديثا، وإنما هو وسيلة تتخذ من أجل إعادة األمة اإلسالمية إلى األسس القائمة على القرآن والسنة المطهرة بصفتهما عماد الحضارة في اإلسالم،

هو بدوره يكون العامل المحول للفكر اإلنساني لتغيير المفاهيم الخاطئة حول هوية اإلسالم ووحقيقته، ومن ثم تكوين مفهوم واضح عنه كما بينه النبي صلى اهللا عليه وسلم وبذلك فإن هذا المبدأ ال يطعن أبدا في مبادئ العقيدة والشريعة واألخالق في اإلسالم بقدر أنه يركز على بثالوعي واإلدراك التام بشمولية هذا الدين الحنيف وواقعيته، والقدرة على ترجمته وتطبيقه في

كما أن هذا المبدأ يثبت أن اإلسالم يمنح المسلمين القوة الدافعة لبناء . كافة مجاالت الحياة . حضارتهم والمضي قدما نحو الفالح في الدارين

ة وتشييد الحضارات وفق المنظور اإلسالمي الشامل، يركز مبدأ اإلسالم الحضاري على التنميويكون ذلك بتكثيف الجهود من أجل رفع مستوى الحياة والمعيشة من خالل اإللمام والتمكن من العلوم والمعارف، والتنمية الروحية والمادية، وسيبقى تراث الحضارة اإلسالمية المجيدة دافعا

. واحي الحياةوحافزا لرقي األمة المعاصرة في شتى ن

تم وضع أسس عامة لمبدأ اإلسالم الحضاري تساعد على تحويل فكر المسلمين بصورة شاملة ومنتظمة دون التأثر بعوامل قبلية أو حزبية، كما يتطلب اإلسالم الحضاري تغيير نظرة

عمل وبناء على ذلك يتم التركيز على مفاهيم معينة كالتي تتعلق بالحياة وال. المسلمين للعالمبوصفهما عبادة، ومفهوم خالفة اإلنسان إلعمار األرض، ومسئولية تحقيق التقدم والنجاح الحضاري في كل ميادين الحياة، وال سيما تلك المفاهيم المتمشية مع مقاصد الشريعة، ومن

: أبرزها ما يركز على المحافظة على الجوانب اآلتية . الدين . العقل . النفس . المال

. النسب . لعرضا

. األسرة . العدل . األمن

إن مبدأ اإلسالم الحضاري الذي تتبناه الدولة سيكون دليال يثبت قدرة دولة ماليزيا على أن تكون نموذجا للدولة اإلسالمية المثالية، والتي تسلك مسلك الوسطية كما يدعو إليه اإلسالم، وهذا

م، وسياسة تنمية الدولة 2020ية كتطلعات عام يتمشى مع السياسة الحالية للدولة وكذلك المستقبلوعلى هذا فإن مبدأ اإلسالم الحضاري يؤكد على قيم ومفاهيم التنمية العالمية التي ال . وغيرها

. تتعارض بأي شكل من األشكال مع إطار المجتمع متعدد األجناس

التعريف : ثالثاويقال . على جانب التمدن وبناء الحضارةاإلسالم الذي يركز " اإلسالم الحضاري"يراد بكلمة

". اإلسالم الحضاري"ويقابله باللغة العربية " Civilizational Islam"باللغة اإلنجليزية

وسيلة من وسائل تطوير اإلنسان "التعريف الكامل لمبدأ اإلسالم الحضاري هو عبارة عن ". دن اإلسالميوالمجتمع والدولة بصورة متميزة وشمولية قائمة على أسس التم

: ويتضح من هذا التعريف ما يأتي أن مبدأ اإلسالم الحضاري أكثر شمولية وكماال من المبادئ والمفاهيم المقتصرة على -1

جوانب جزئية من الدين، كما هو شأنه في مفهوم اإلسالم السياسي، واإلسالم الصوفي وما شابه . ذلك

تعاليم اإلسالمية التي تهتم بجوانب الحياة المختلفة من أن مبدأ اإلسالم الحضاري يتمثل في ال-2أجل رفع مستوى معيشة المجتمع المتمدن، ومن ثم إعداد أبنائه لمواجهة مختلف تحديات العصر الحديث عصر ثورة االتصاالت والمعلومات والعولمة، واالقتصاد العالمي، وتيار المادية البحتة،

. ة، والغزو الفكري والفضائياتوأزمة الحفاظ على الشخصية الذاتي أن هذا المبدأ يركز على أهمية الشعائر الدينية في بناء حضارة األمة، حيث إن االستقرار -3

. الروحي والنظرة المتزنة للحياة والقيم العالية تعد ركيزة الحضارة الخالدة

التطلع : رابعا للدولة اإلسالمية المثالية، أي دولة يتطلع مبدأ اإلسالم الحضاري إلى جعل ماليزيا أنموذجا

ويتمثل هذا المفهوم في كون الدولة ذات مجتمع متقدم . إسالمية متقدمة وفق معاييرها الخاصةومثقف، وذي مهارة وكفاءة عاليتين، يتحلى أفراده بمستوى عال من القيم األخالقية والمبادئ

. السامية القائمة على العقيدة والدين

رسالة ال: خامساتنفيذ الخطط التنموية للدولة والشعب من منطلق مفاهيم العالمية والتقدم والحضارة والتسامح

. والتوازن في اإلسالم

الهدف : سادسايهدف مبدأ اإلسالم الحضاري إلى تكوين مجتمع ذي أفراد متفوقين في الجوانب الروحية

واالبتكار معتمدين على أنفسهم محبين للتنافس واألخالقية والفكرية والمادية، متميزين باإلبداع

الشريف ومتسمين ببعد النظر، وقادرين على مواجهة تحديات العصر بكل حكمة وعقالنية . واتزان وتسامح

أسس ومبادئ مفهوم اإلسالم الحضاري : سابعا : تتمثل أسس ومبادئ مفهوم اإلسالم الحضاري فيما يأتي-1

. التقوى واإليمان باهللا . عدالة الحكومة وأمانتها

. استقاللية الشعب . التمكن واإللمام بالعلوم والمعرفة

. الشمولية واالتزان في النهضة االقتصادية . الرفاه المعيشي

. حماية حقوق المرأة واألقليات . رقي الثقافة وسمو األخالق

. ترسيخ القدرة الدفاعية للوطنابقة بطريقة يتسنى للحكومة تطبيقها بحيث ال ينشأ عنها لقد تم وضع األسس والمبادئ الس-2

كما أنها تسعى إلى تقوية . أي سوء فهم أو اضطراب بين أفراد مجتمع متعدد األجناس واألديان . كيان األمة اإلسالمية وإعداد أبنائها لمواجهة تحديات العصر

: فيما يأتي تفصيل المبادئ واألسس السابقة-3

لتقوى واإليمان باهللا إن التقوى واإليمان باهللا هما الركيزة األولى لمفهوم اإلسالم ا: المبدأ األولوهذا التوافق بين . الحضاري، بينما يعد القرآن الكريم والسنة الشريفة مصدرين أساسيين له

العقيدة والشريعة واألخالق والقيم السامية هو المنطلق الذي تقوم عليه عملية بناء األفراد وإدارةكل ذلك من أجل تحقيق الرفعة لألمة والتفوق والتميز للوطن، عمال . األنظمة والخطط وتنفيذها

ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا {: 96: بقول اهللا تعالى في كتابه العزيز في سورة األعراف . }لفتحنا عليهم بركات من السماء واألرض

جانب آخر، فإن أساس اعتناق الدين لغير المسلمين من أبناء المجتمع من منظور اإلسالم ومن حرية الديانة، : أنه ال إكراه في الدين، وثانيهما: الحضاري يكون قائما على مبدأين، أولهما

} ال إكراه في الدين{: 256: مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة } لكم دينكم ولي دين{: 6: ة الكافرونوقوله تعالى في سور

ويتبين . عدالة الحكومة وأمانتها العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه بقدر ما يستحقه: المبدأ الثاني

إن اهللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى {: 90: هذا في قوله تعالى في سورة النحلنهيوونتذكر لكملع عظكمغي يالبنكر والمشاء ون الفحى ع {

وتطبيق العدالة في اإلسالم ال يأخذ بعين االعتبار األنساب واأللوان والشعوب والمراكز وقد دلت على ذلك اآليات القرآنية واألحاديث النبوية . االجتماعية والمادية واختالف األديان

يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين هللا شهداء بالقسط وال {: 8: قال اهللا تعالى في سورة المائدةحيث } عملونيجرمنكم شنآن قوم على أال تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا اهللا إن اهللا خبير بما ت

رواه } وأيم اهللا لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها{: وقال الرسول صلى اهللا عليه وسلم . البخاري

وقد أكد القرآن الكريم والسنة . ويقصد باألمانة أداء الواجبات المكلف بها اإلنسان خير أداء اهللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إن{: 58: قال اهللا جل وعال في سورة النساء. النبوية على ذلك

إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن اهللا نعما يعظكم به إن اهللا كان سميعا } بصيرا

. رواه أحمد} ال إيمان لمن ال أمانة له{: وقال النبي صلى اهللا عليه وسلميحرص مبدأ اإلسالم الحضاري حرصا تاما على أن تسير قيادة الدولة في مسار العدل واألمانة في أدواء واجبها تجاه الرعية من مختلف الطبقات، حيث إن اإلدارة الحكيمة المنصفة والقيادة

ة قوية ومتقدمة تحظى األمينة الحريصة على االعتدال في نفقاتها المالية مثال قادرة على بناء دول: وقد جاء هذا الوعد من اهللا عز وجل في قوله تعالى في سورة سبأ. ببركة اهللا ورحمته تعالى

لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة {: 8رة وبطيغفور ب {

استقاللية الشعوب من أهم المبادئ التي يرتكز عليها اإلسالم الحضاري هو تكوين : المبدأ الثالثومن أبرز مميزات هذا النوع من االستقاللية الحرية في . مجتمع يتمتع باستقاللية النفس والتفكير

بناءة والمبتكرة التي تساهم فالشعب الحر قادر على خلق األفكار ال. اإلبداع والتفكير واالبتكار: 70: وهذا يتفق مع قوله تعالى في سورة اإلسراء. في رقي الفرد واألسرة والمجتمع والوطن

}ملى كثير مع ملناهفضات وبالطي نم مقناهزرر وحالبو رفي الب ملناهمحو مني آدنا بمكر لقدو ن . }خلقنا تفضيال

ينبغي أن يتحرر المجتمع في تفكيره من آثار االستعمار القديم، وأن يكون أكثر انفتاحا وقبوال لتطور اآلخرين وتقدمهم وازدهارهم، وأن يتجنب الجمود في التفكير، ويرفض الممارسات

. السلبية التي تجعل النفس مرهونة باإلرث االستعمارية النفس والفكر ال يعني أن يكون المجتمع غير خاضع لألنظمة والقوانين، وإنما ينبغي واستقاللي

. أن يستغل المجتمع هذه االستقاللية كمسار لتكوين مجتمع راسخ األركان وبناء دولة قويةوتحقيقا لذلك يجب استغالل المواهب والقدرات الفردية إلى أبعد الحدود حتى تتعمق في النفس

سالم الحضاري كأساس للهوية الذاتية، وتتوطد العالقات األسرية، ويتحقق التكامل جذور اإل . االجتماعي، وتقوى الدولة، كل ذلك بدافع الوطنية والوالء المطلق للوطن

والشعب الحر يكون قادرا على حسن االختيار وخوض المنافسات الشريفة، كما يكون في الوقت عوامل والمؤثرات الخارجية بعيدا عن نطاق التقاليد والثقافة نفسه منفتحا رحب الصدر لقبول ال

المحلية بما ال يتنافى مع القيم األخالقية، واالستفادة من العالم فيما من شأنه المساهمة في بناء . حضارة نرجوها ونتطلع إلى تحقيقها وفق معاييرنا الخاصة

معنى، بل إنها تتطلب بذل التضحية إن حرية النفس والفكر ليس مجرد شعار أو عبارة سطحية ال . الكاملة والكفاح المتواصل لتحقيق نهضة البالد وازدهارها

إن التمكن واإللمام التام والمتكامل بالعلوم يفتح التمكن واإللمام بالعلوم والمعارف: المبدأ الرابع

دارك الفكرية، لنا آفاقا واسعة المدى في مختلف فروع المعارف الحديثة، وبالتالي تتوسع الموال شك أن هذا المبدأ يعد عامال مهما وأساسيا لتكوين الشخصية . وتظهر بوادر قوة الشخصية

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا . المتوازنة والمتآلفة التي تهدف إليه السياسة التربوية الوطنية والذين أوتوا العلم درجات يرفع اهللا الذين آمنوا منكم: (المبدأ في قوله تعالى في سورة المجادلة

). واهللا بما تعملون خبيرلو تصفحنا تاريخ األمم السالفة ذات الحضارات العريقة لوجدنا أنها لم تصل إلى هذا المستوى

وأوضح مثال على ذلك حضارة بغداد واألندلس، فتاريخهما المجيد دليل . من االزدهار إال بالعلممام الشامل بالمعارف يساهمان بشكل مباشر وفعال في بناء قاطع على أن العلم المتكامل واإلل

. الحضارتين الغربية والشرقيةوفي خضم التحديات المعاصرة ودعايات العولمة فإنه من األحرى أن تركز االهتمامات على التمكن من العلوم، وتحقيق التطور العلمي والتكنولوجي من أجل إنتاج موارد بشرية ال تمتاز

الثقافة والعلوم، بل تتمتع بسمو األخالق والمبادئ في نفس الوقت، مما يساعد بشكل فقط بسعة . فعال في القيام بنهضة الدولة والشعب والعالم أجمع

إن التفوق العلمي يمكن الوصول إليه بترسيخ أركان اإلسالم وعلوم الفروض العينية، إلى جانب ك من إنتاج موارد بشرية مؤهلة لتبني البرامج وستتمكن الدولة بذل. دراسة علوم فروض الكفاية

التربوية وتنفيذ خطط التنمية للبالد ولألمة اإلسالمية عامة عن طريق نظام التربية الذي يشمل . التخصص الثنائي أو المزدوج

واإلسالم يشجع على طلب المعرفة واستكشاف العلوم والتكنولوجيا والتعمق في دراستها، في راك تام بأن األمة اإلسالمية حاليا ما زالت غير مواكبة لركب التكنولوجيا حين أننا على إد

فمن األحرى بنا أن نكثف الجهود في مجال البحث والدراسة، ونجعلهما هدفا علميا . والعلومنصبو إليه، وبالتالي تسير عملية بناء النهضة الفكرية والروحية والجسدية لألمة على أسس

إن : (190: ن والشمولية والتنظيم، تحقيقا لقوله تعالى في سورة آل عمرانودعائم تتميز بالتواز ). في خلق السماوات واألرض واختالف الليل والنهار آليات ألولي األلباب

التوازن والشمولية في النهضة االقتصادية: المبدأ الخامس

ة الدولة، حيث إن معالم إن اإلسالم يولي اهتماما خاصا بمجال االقتصاد والسيما في إطار نهض

النهضة االقتصادية المتوازنة والشاملة تجمع بين تطبيق الممارسات االقتصادية القائمة على أسس أخالقية من جهة وبين القدرة على تنفيذ البرامج االقتصادية بشكل فعال وفق التطورات

وهذا ما يدعو إليه . والمتغيرات التي تحدث في مجال االقتصاد المحلي والعالمي من جهة أخرىفإذا قضيت الصالة فانتشروا في األرض : (10: اإلسالم في قوله تعالى في سورة الجمعة

). وابتغوا من فضل اهللا واذكروا اهللا كثيرا لعلكم تفلحونومن أجل تحقيق ذلك فعلى كل الجهات المعنية من القطاع العام والخاص أن تقوم بأداء دورها

وقد تم التأكيد على هذا الجانب في خطة مشروع توتسيع نطاق القطاع .الفعال بشكل متكاملوعلى هذا فإن كل فرد من أفراد المجتمع تحت ظل مفهوم اإلسالم . الخاص في ماليزيا

. الحضاري ملزم بانتهاز الفرص المتاحة لتحقيق أعظم قدر من االنجازات االقتصاديةد من أجل المحافظة على االستقرار االقتصادي وستواصل الدولة بكل ما في وسعها بذل الجهو

محو مشكلة الفقر، : والعدالة االجتماعية من خالل تنفيذ إستراتيجيات اقتصادية معينة، منهاواالستغالل التام للقوى العاملة، واستفرار األسعار، والنمو االقتصادي الثابت، وهذه

وعالوة على . به مبدأ اإلسالم الحضارياإلستراتيجيات االقتصادية تتوافق تماما مع ما يناديذلك فإنها تساعد الدولة على استغالل أقصى حد من القوى العاملة، وبالتالي تتيح للشعب المجاالت المتعددة والفرص الواسعة التي من خاللها يستطيعون إثبات قدراتهم ومواهبهم المهنية

لحضاري بشكل مستمر إلى التأكيد على وفي نفس الحين يسعى مبدأ اإلسالم ا. إلى أبعد الحدودوينبغي تطوير نظام التربية . ضرورة االرتفاع بمستوى األداء في القطاعين العام والخاص

. ورفع مستوى المعاهد المهنية الوطنية من حين آلخر للتأكد من توفر ما يحتاج إليه الشعبخذ بعين االعتبار كل ومن جانب آخر يجب أن توضع الخطط والسياسات االقتصادية مع األ

وبالرغم من أن القطاع الصناعي وقطاع الخدمات يساهمان بفعالية . التحديات االقتصادية الراهنةفي النمو االقتصادي للدولة، فإنه في الوقت نفسه تولي الدولة عناية كبيرة للقطاع الزراعي

يلزم حاكم الدولة على توفير ضمانا الستقرار الدولة وأمنها، وانطالقا من فكرة أن اإلسالم نفسهوستستمر الجهود المبذولة لتوطير القطاع الزراعي، والسيما بعد . المؤن األساسية للشعب

. التطورات العلمية التي تم إنجازها في مجال التكنولوجيا الزراعية والهندسة الجينيةهضة االقتصادية عامال من هنا يتضح لنا أن اإلسالم الحضاري يعد نظاما متكامال، وبه تكون الن

. دافعا إلى تكوين مجتمع مختصر يندفع أفراده إلى العمل وبناء األمة

الرفاة المعيشي : المبدأ السادسأولى اإلسالم عناية خاصة بالمستوى المعيشي للمجتمع، وكان شديد الحرص على أن تكون

ستوى العالي والرفيع للحياة بكل الحياة متميزة بالرفاهية، وقد جعل هذا الدين الحنيف تحقيق المجوانبها هدفا أساسيا يطمح إليه، واإلسالم يوجب على الفرد طلب العلم والكفاح والجد في تحصيله، ومن ثم يكون قادرا على تحقيق النجاح في حياته الدنيوية، بينما تكون الحياة األخروية

لحياة بما فيها الناحية الروحية ثمرة الرفعة والسمو الذي توصل إليه الفرد في كل مجاالت اوابتغ فيما : (77: والمادية على هدي من التعاليم اإلسالمية طبقا لقوله تعالى في سورة القصص

آتاك اهللا الدار اآلخرة، وال تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن اهللا إليك، وال تبغ في ). األرض فسادا، إن اهللا ال يحب المفسدين

اة المعيشي عندما تنجح الدولة في توفير ما يقي بسد الحاجات األساسية للشعب ويتحقق الرفومنها االلتزام بالدين، وتعزيز مستوى التربية، وتوفير األمن الغذائي، وحق تملك األراضي،

وقد ثبت أن اإلسالم ال ينظر إلى الحياة على أنها عميقة ال . وضمان تكوين جيل جيد متميز

ك فإن دولتنا الحكيمة تسعى دائما إلى توفير وسد حاجيات الشعب، فهي تكثف حيوية فيها؛ ولذلالجهود من حين آلخر لمواكبة ركب التقدم في مختلف النواحي أمال في تحقيق أكبر اإلنجازات

. الحضارية التي تجعلها على مستوى الدول المتقدمة في العالمبط األسرية، ألن األسرة السعيدة هي اللبنة إضافة إلى ذلك، يعطي اإلسالم أولوية خاصة للروا

األولى التي منها تنشأ األجيال، ولو قامت كل أسرة بأداء وظيفتها وواجبها المطلوب، لتمكنا من . تقليص نسبة كبيرة من المشكالت واألمراض االجتماعية التي تجتاح مجتمعنا اإلسالمي كل يوم

مات العامة في إطار تحقيق ازدهار الحياة حيث إن كما اتجه اهتمام المسئولين بالمرافق والخدتوفير المرافق العامة وأماكن االستجمام تعد من األساسيات الضرورية لبناء مجتمع صحي

وبذلك يتضح لنا أن مبدأ اإلسالم الحضاري يسعى إلى تحسين نوعية حياة أفراد . ونشيط . المجتمع في شتى النواحي بشكل فعال ومتكامل

حماية حقوق المرأة واألقليات: السابعالمبدأإن التربية والتعليم من منظور اإلسالم الحضاري هي حق كل فرد من أفراد المجتمع دون تمييز أو تفريق، سواء كان من األغلبية أو األقلية، ومن واجب الدولة فانونا ضمان المحافظة على

ين والمال والعرض والعقل كما هو حقوق جميع األفراد التي تشمل حفظ وحماية النفس والدمنصوص عليه في المقاصد الشريعة اإلسالمية، وعليه يحق ألي أحد إنكار هذه الحقوق بسبب

وقد جاء ذلك تطبيقا لما في . األقلية أو اختالف الجنس ذكرا أو أنثى، ويعد ذلك مخالفة قانونية : 13: كتاب اهللا العزيز حيث قال تعالى في سورة الحجرات

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند اهللا ( ). أتقاكم، إن اهللا عليم خبير

وقد نص الدستور الفيدرالي للدولي على وجوب ضمان الحقوق والمحافظة عليها، حيث تم ج إثر ذلك استحقاق المرأة وقد نت. تخصيص قوانين الحرية األساسية في القسم الثاني للدستور

واألقليات لكل االمتيازات التي يتمتع بها الرجل واألغلبية، ولهم حق المشاركة واإلسهام في دفع عجلة تقدم البالد، فتتاح لهم الفرص في االشتراك في إدارة الدولة وتنفيذ األنشطة االقتصادية

. واالجتماعية والتربوية والدينية والسياسية

لحكومة الرشيدة اهتماما خاصا بالقضايا المتعلقة بحقوق المرأة حيث خصصت للمرأة وقد أبدت ا . من تحديد سياسة الدولة الوطنية% 30اآلن نطاق

ولقد كان الرسول صلي اهللا عليه وسلم دائما يوصي بالمرأة خيرا منذ بداية نبوته حتى أواخر : صلي اهللا عليه وسلمحياته عندما أكد على ذلك في خطبة حجة الوداع حيث قال

اتقوا اهللا في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة اهللا، واستحللتم فروجهن بكلمة اهللا، وإن لكم (... عليهن أال يوطئن فراشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم

وا بعده إن اعتصمتم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضل ... ) به، كتاب اهللا وسنتي

ولو نظرنا إلى تاريخ بالدنا منذ االستقالل حتى اليوم لوجدنا أن الدولة لم تهمل أبدا حقوق أي في عدة جوانب -فئة من فئات شعبها، بل على العكس من ذلك فإنها تضمن لهم حماية حقوقهم

ل في البالد األخرى، فإن حكومتنا الرشيدة قد وكما هو الحا. تحت ظل قوانين الدولة-معينة لضمان الحفاظ على Suhakamخطت خطوة إيجابية بتأسيس المجلس الماليزي لحقوق اإلنسان

حقوق األفراد والجماعات، كما أنها رحبت بالبيان الصادر عن مجلس حقوق اإلنسان التابع لهيئة ونجد أن . المختلفة من بينها حقوق المرأة فيما يتعلق بالحقوق البشرية UNDHRاألمم المتحدة

المرأة في هذه الدولة أفضل بكثير من بنات جنسها في بعض البلدان اإلسالمية األخرى، حيث أنها تتمتع بحقوق وامتيازات معينة في ظل مبدأ اإلسالم الحضاري، كما أن هناك قوانين تحمي

ذلك، كما يحق لها االنخراط في كل لها هذه الحقوق، وتوجد جهات وجمعيات كثيرة تشرف علىوعالوة على ذلك فإن هناك جهات . مجاالت العمل والخدمات بما ال يتنافي مع قوانين الدولة

وهيئات مسئولة عن حماية هذه الحقوق والمحافظة عليها من التعرض لالنتهاك، كالمحاكم التي . لكمنحت لها الحرية والسلطة المطلقة لبحث القضايا المتعلقة بذ

وقد شاعت ادعاءات خبيثة في كتابات الغربيين بأن اإلسالم ال يولي أي اهتمام بالمرأة وبغير هنا تبرز أهمية التأكيد على أن الحقوق البشرية األساسية تشمل كل . المسلمين من أبناء المجتمع

. الفئات بغض النظر عن األديان واألجناس واألنواعثلة والبراهين التي تثبت أن غير المسلمين كانت لهم مكانة في والتاريخ اإلسالمي زاخر باألم

حكم البالد، وأن الحاكم كان ال ينكر حقوقهم، بل منحهم حق حرية الديانة، وبوأهم مراكز هامة أي إن التاريخ اإلسالمي . في الهيكل اإلداري للحكومة، فكان منهم الوزراء وكبار المسئولين

انوا يحظون بحياة سعيدة وآمنة تحت ظل القيادة اإلسالمية، ومرجع أثبت لنا أن غير المسلمين ك . ذلك ضمان الحقوق وعدالة الحكومة، وهذا هو ما تسير عليه دولتنا اليوم

إن اإلسالم يقوم على مبادئ راسخة تتألف من العدل والحكمة وأداء األمانة وتحمل المسئولية النظر عن األقوام والشعوب واألنساب تجاه كل أفراد المجتمع بمختلف الطبقات، وبغض

واألديان، دون التقليل من شأن أي فئة من الفئات، والقانون بدوره يحمي جميع الحقوق، فحين تقوم المحاكم والهيئات المعنية بدورها في حل القضايا المتعلقة بهذه الحقوق عند حدوث أي

: 58 :نزاع حوله، وذلك عمال بقول اهللا تعالى في سورة النساءإن اهللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن اهللا (

). نعما يعظكم به، إن اهللا كان سميعا بصيرا

حسن األخالق ورقي الثقافة :المبدأ الثامنألخالق، والذي من أهم الدعائم التي تقوم عليها حضارة األمة أو الدولة رفعة الثقافة وحسن ا

بهما تتكون الهوية الذاتية للدولة؛ لذلك ينبغي الحفاظ على ميزة تعدد الثقافات واألديان من منطلق التمسك بالقيم األخالقية السامية لما لها من أثر مباشر في سعادة األمة وأمن المجتمع

احترام من متعدد األجناس، كما أنها ترفع من شأن الشعب ومكانته ليكون موضع إجالل و ) ....وقولوا للناس حسنا: (... ذلكقال تعالى بشأن . اآلخرين

إنما بعثت ألتمم مكارم ( وقال ) اإليمان حسن الخلق : ( وقال الرسول صلي اهللا عليه وسلم ). األخالق

بذلك نجد أن النهضة االقتصادية والتكنولوجية في ماليزيا تسير في اتجاه متواز مع رقي الثقافة إال أن انتشار بعض األمراض االجتماعية كاالنحالل . األخالق لدي شعب متعدد األقواموسمو

الخلقي، وضعف التواصل والتكامل الثقافي، وعجم اإلقبال على العلم لدى بعض أبناء شعب . ماليزيا اليوم يمثل أكبر التحديات التي تقف في وجه تطبيق مبدأ اإلسالم الحضاري

ة والعلمية من منظور الحضارة اإلسالمية ينبغي أن تنبني على دعائم إن النهضة االقتصاديأخالقية وثقافية سامية، وهذا ال يتحقق طالما هناك فاصل يفرق بين التطور المادي والسمو

وقد ضرب لنا التاريخ مثاال واضحا من خالل اإلمبراطورية الرومانية التي عجزت . األخالقي . النهيار الخلقي الذي أصاب كيان مجتمعهافي النهاية عن الصمود جراء ا

وبما أن الفن عنصر من عناصر الثقافة فإنه ينبغي أن يكون موافقا للقيم األخالقية العالية مما . يساهم بشكل إيجابي في بناء ثقافة رفيعة للدولة

المحافظة على الطبيعة: المبدأ التاسعت بين األفراد فحسب، وإنما يرتبط كذلك بالبيئة ال تقتصر حياة اإلنسان على الروابط والعالقا

من حوله، وما السعادة التي ينعم بها في الحقيقة إال نتيجة تآلفه وانسجامه مع غيره من واإلنسان بطبعه يميل إلى السيطرة على الطبيعة والمبالغة في استغالل . المخلوقات في الطبيعة

قود إلى اإلخالل بتوازن الطبيعة، فتحدث من مواردها بواسطة العلوم والتكنولوجيا، وهذا يجرائها االنهيارات األرضية، والفيضانات، وارتفاع درجة الحرارة، واألعاصير والعواصف

كل هذه الظواهر . المطرية، والتلوث البيئي، وانقراض النباتات والحيوانات، وغير ذلكة، وما هو إال نتيجة التدخل واألحداث الطبيعية تدل على الخلل الذي طرأ على نظام الطبيع

. البشريوقد بذلت جهود جبارة على المستوى العالمي حيث تم تنفيذ عدة قوانين بيئية من قبل منظمة

في عدة بيانات أصدرتها من أجل التأكد من UNDPحماية البيئة التابعة لهيئة األمم المتحدة هذه البيانات ووافقت عليها، منها بيان وقد شاركت ماليزيا في تأييد . تنظيم المشاريع التنموية

Kyoto Protokolم، وبروتوكول كيوتو 1993 عام Reo De Janerioريو دي جانيريو لحماية البيئة للتأكد من ) لنكاوي ( م، كما أن ماليزيا نفسها أصدرت بيان 1997الصادر عام

. ة على البيئة والطبيعةتنفيذ المشاريع بشكل منتظم ووفقا للقيود التي تهدف إلى المحافظومن أجل معالجة المشاكل البيئية ينبغي اإلشراف على التعامل مع البيئة بطريقة أكثر توازنا وشمولية، وهو يبدأ من التنمية الفردية المستندة على دعائم أخالقية، وغرس الشعور بحب

كم، إلى جانب التطور الطبيعة والمسئولية تجاه حمايتها، وتنمية البيئة وفق تخطيط مسبق ومحالعلمي والتكنولوجي الذي ينطلق من أسس دينية وقيمية، وإجراء البحوث، واالستمرار في المحافظة على جمال الطبيعة، ومراقبة ما يطرأ عليها من خلل حتى ال تتسبب المشاريع التي

ر دورة الحياة يقوم بها اإلنسان إلى اإلضرار بها واإلخالل بنظامها، مما قد يؤثر ذلك على سي . بشكل عام

وعلى أساس ذلك فإن اإلسالم الحضاري يسعى إلى إيجاد التوافق والتآلف بين اإلنسان والطبيعة . والبيئة من حوله، إلى جانب تحقيق التطور واالزدهار

: ترسيخ القدرة الدفاعية للوطن: المبدأ العاشر

الحضاري ال يقتصر على القوة الحربية إن مفهوم القدرة الدفاعية للوطن من منظور اإلسالم وهذا ما . وحداثة اإلسالم فحسب، وإنما يتجاوز ذلك ليشمل القوة الذاتية والجسمية والمعنوية

: 60: أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة األنفالرين من وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اهللا وعدوكم وآخ(

). دونهم ال تعلمونهم اهللا يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل اهللا يوف إليكم وأنتم ال تظلمون

إن تقدم أي شعب من الشعوب يتطلب منه القدرة على الدفاع عن الوطن من غزو األعداء، عن ويكون ذلك بترسيخ القوة العسكرية وتزويدها بالمعدات واألسلحة الحربية بهدف الدفاع

إن قوة خط الدفاع المدني تضمن للبالد . النفس والوطن، ال الهجوم على اآلخرين وغزو بالدهماالستقرار واستتباب األمن والسالمة، مما يتيح للدولة مجاال لتحريك عجلة التطور والنهضة

. بشكل دءوبض بعض األمم إن العالم اليوم يشهد تغيرات وانقالبات في الساحة السياسية العالمية، وتتعر

وكل هذه األحداث تشعرنا بضرورة تعزيز القوة الحربية . لمختلف الضغوط واإلهانات السياسيةوالتمكن من كل وسائل الدفاع عن النفس، وعلى الدولة أن تكون على استعداد دائم بخطط

قيام وبرامج بعيدة المدى تهدف إلى أن تغرس في نفوس الشباب والناشئين الشعور بالمسئولية للوالصمود في وجه األعداء في سبيل الدفاع عن العرض والشعب والوطن وبذلك فإن مبدأ اإلسالم الحضاري يسعى إلى إعداد أمة قوية قادرة على الصمود أمام تيار التحديات العالمية

. المعاصرة

: الخاتمة: ثامنالحضاري جاءت في الوقت إن الخطوة التي اتخذتها الحكومة الرشيدة في تبني مبدأ اإلسالم ا

المناسب، والوقت الذي تواجد فيه األمة اإلسالمية مختلف التغيرات الراهنة في شتى المجاالت وعليه ينبغي وضع خطط . السياسية واالقتصادية والتربوية والعلمية والتكنولوجية وغيرها

كما . والتميزوإستراتيجيات واضحة األبعاد مع بذل جهود متواصلة ودءوبة لتحقيق النجاح يتطلب ذلك تصحيح األفكار الخاطئة ورفض كل ما يسبب اللبس ويهدف إلى بلبلة أفكار أبناء المجتمع المسلم واإلساءة إلى اإلسالم حتى يتسنى تكوين الفكر اإلسالمي السليم والهوية الذاتية

في توسيع نطاق إن تطبيق مبدأ اإلسالم الحضاري في ماليزيا له دور كبير . المتميزة للمجتمعالفكر اإلسالمي وتعميق المفاهيم حول الغاية الحقيقية من الحياة، إلى جانب استيعاب التطلعات

التي تطمح إليها قيادة الدولة في سبيل نهضة األمة وبناء الوطن وتنميته إلى أعلى مستويات حكم تنزيله في سورة قال اهللا عز وجل في م. التفوق واالمتياز طلبا لمرضاة اهللا سبحانه وتعالى

). ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار: (201: البقرة

:03الملحق رقم

بيان تعريفي بالمعهد العالمي للفكر اإلسالمي

تعريف بالمعهد

رية مستقلة، تعمل في ميدان اإلصالح المعهد العالمي للفكر اإلسالمي مؤسسة فكرية علمية خيالفكـري والمعرفي باعتبار ذلك واحدا من منطلقات المشروع الحضاري اإلسالمي المعاصر،

ويوجه خطابه إلى العلماء والمفكرين والباحثين وجمهور المثقفين للعمل على إصالح الفكر ويمثل المعهد منبرا علميا . قليموالمنهجية اإلسالمية على مستوى األمة متجاوزا حدود اللغة واإل

متميزا يعمل ضمن المنظور اإلسالمي لتنفيذ مشروعات األبحاث وعقد المؤتمرات والندوات، ويتعامل المعهد مع مصادر التراث اإلسالمي . ونشر الكتب والدوريات العلمية المحكمة

الستعادة قدرة األمة على والمعرفة اإلنسانية المعاصرة لبلورة تيار فكري إسالمي متميز يمهدوسجل ) م1981( هـ 1401وقد أنشئ المعهد عام . العطاء الحضاري وتوجيه التقدم اإلنساني

في الواليات المتحدة األمريكية، ومقره العام في هيرندن من ضواحي واشنطن العاصمة، وله أعماله مجلس فروع ومكاتب في عدد من العواصم العربية واإلسالمية والعالمية، ويشرف على

. بصورة دورية. أمناء ينتخب من بين أعضائه رئيسا له

رسالة المعهد

يتولى المعهد العالمي للفكر اإلسالمي مهمة إصالح الفكر اإلسالمي ومناهجه، لتمكين األمة من استعادة هويتها الحضارية وإبالغ رسالتها اإلنسانية وتحقيق حضورها العالمي، وإعانتها على

تفادة من الفرص، ومواجهة التحديات، واإلسهام في مسيرة الحضارة اإلنسانية وتوجيهها اإلسويعمل المعهد على تأصيل قضايا اإلسالم الكلية، وربط الجزئيات . بهداية الوحي اإللهي

في الحقول العلمية " إسالمية المعرفة"بالمقاصد والغايات اإلسالمية العليا من خالل مشاريع بخاصة العلوم اإلجتماعية واإلنسانية لتحقيق الصلة الوثيقة بين الوحي والمعرفة المختلفة، و

. والقيم

األهداف

بناء رؤية إسالمية شاملة تستهدف بلورة نظام معرفي إسالمي ومنهجية إسالمية لتقييم .1 . المعرفة المعاصرة وإنتاج المعارف الجديدة

والسنة النبوية الشريفة لتنزيل هداية الوحي على تطوير منهجية للتعامل مع القرآن الكريم .2 .الواقع .تطوير منهجية للتعامل مع التراث اإلسالمي واإلنساني.3تطوير منهجية لفهم واقع األمة والعالم المعاصر للتعامل معهما في ضوء مقاصد اإلسالم .4

. والمتاح من الوسائل والفرص ومواجهة التحديات الحضاريةية تربوية قادرة عمليا على صياغة الشخصية اإلسالمية الفاعلة القادرة على األداء بلورة منهج.5

. الحضاري اإلسالمي

الوسائل

.عقد المؤتمرات والندوات والدورات العلمية المتخصصة.1دعم جهود العلماء والباحثين في الجامعات ومراكز البحوث المختلفة واستكتابهم ونشر .2

. إلى لغات الشعوب اإلسالمية واللغات العالمية األخرىأعمالهم وترجمتهاترشيد مناهج وبرامج الدراسات الجامعية وتوجيهها في مجاالت دراسات الثقافة اإلسالمية .3

والعلوم اإلنسانية واإلجتماعية ومجاالت فلسفة العلوم، تحقيقا لوحدة المعرفة وتكامل مناهجها . العلميةصة بالعلوم النفسية والسلوكية والتربوية بهدف اإلسهام في بناء العقلية والنفسية العناية الخا. 4

. اإلسالمية وفقا لمقتضيات شروط القوة واألمانة في بناء الشخصية اإلسالمية . تكوين فرق بحث واعتماد مفهوم البحث الجماعي وصياغة أوراق العمل والمشاريع البحثية.5 . علمية متخصصة، والتعاون مع الدوريات األخرى ذات اإلهتمام المشتركإصدار دوريات.6إنشاء الفروع والمكاتب واختيار الممثلين والمستشارين في األقطار المختلفة للوصول إلى .7

فئات المثقفين والمفكرين في هذه األقطار لإلسهام العلمي الفعال في جوانب مشروع إسالمية . المعرفة

مع المنظمات العلمية والجامعات ومراكز البحوث ذات اإلهتمام المشترك، وعقد التعاون.8 . اتفاقات مشتركة في مشروعات علمية محددة

" االنترنيت"فتح اآلفاق العلمية أمام الفكر اإلسالمي وإنجازاته على شبكة اإلتصاالت الدولية .9 . لتوفير منبر مفتوح للتفاعل والحوار

اإلنجازات

كن المعهد العالمي للفكر اإلسالمي بفضل اهللا سبحانه من تعميق الوعي لدى مثقفي األمة تمالمشروع الحضاري اإلسالمي "ومفكريها بطبيعة األزمة الفكرية وبأهمية البعد الفكري في

كما أسهم المعهد في دراسة ظواهر العلة في األمة اإلسالمية وتشخيص أعراضها، ". الشاملجا لإلصالح وشرع في تنفيذه، بمشاركة فاعلة للعديد من العلماء والباحثين ورسم برنام

. والمفكرين من مختلف فئات األمةأزمة "باعتباره منطلقا لإلصالح الفكري والخروج من " إسالمية المعرفة"وقد بلور المعهد مفهوم

وضرورة " المنهجية اإلسالمية"و" النظام المعرفي اإلسالمي"مؤكدا على أهمية بناء " العقل المسلمتطوير منهجية فاعلة ومنضبطة للتعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتراث

. اإلسالمي واإلنساني والواقع المعاصروقد ال حظ المعهد أن أزمة اإلنسانية اليوم تعزى إلى غياب األمة اإلسالمية عن الساحة

، قراءة الوحي "الجمع بين القراءتين"أن الفكر اإلسالمي القائم على الحضارية المعاصرة، ووقراءة الكون، قادر على معالجة أزمة الحضارة المعاصرة عندما تتوافر لهذه الحضارة أسباب

.الهداية الربانية وتتحقق فيها معطيات القيم الخلقيةورات العلمية التي نظمها على وقد تحقق للمعهد ذلك من خالل مئات المؤتمرات والندوات والد

المستويات المحلية واإلقليمية والعالمية، وشارك فيها آالف من الباحثين والمفكرين والمثقفين من مختلف التخصصات والتوجهات، إضافة إلى أن مئات الكتب التي نشرها المعهد باللغات

هد بالعربية واإلنكليزية في المختلفة وصلت إلى جمهور أكبر ونطاق أوسع، وأسهمت مجلتا المعتوسيع آفاق المعرفة وتعميم اإلنتاج العلمي األصيل، ووضع علماء األمة ومفكريها أمام

. التحديات التي تواجه المعرفة اإلنسانية وبلورة الخطاب اإلسالمي تجاههامل وقد تميز أسلوب المعهد في مجمل هذه النشاطات باإلنفتاح والتعاون وتحري أوجه الع

المشترك مع العديد من الهيئات العلمية والجامعات ومراكز البحوث الرسمية والخاصة في . مختلف األقطار

الدوريات

جمعية علماء اإلجتماعيات المسلمين في "يصدر المعهد العالمي للفكر اإلسالمي بالتعاون مع دورية " AMSS" ( Association of Muslim Social Scientists" (الواليات المتحدة

AJISS" ( American Journal of Islamic(علمية محكمة باللغة اإلنكليزية باسم

Social Sciences " ةتصدر بانتظام منذ عام ) أربع أعداد في السنة(وهي مجلة فصليوقد حققت المجلة شهرة ومكانة . وتدخل فهرستها في عدد من أنظمة الفهرسة العالمية. 1984

. ويشار إليها في العديد من أعمال الباحثين في الغرب وفي العالم اإلسالميمرموقة،وهي دورية فصلية علمية " إسالمية المعرفة" مجلة 995كما يصدر المعهد أيضا منذ العام ذ

. محكمة باللغة العربية يصدر منها أيضا أربعة أعداد في السنة

وقائع المؤتمرات والندواتوقائع المؤتمرات والندوات التي ينظمها في مجلدات متخصصة، تتضمن البحوث يصدر المعهد

. التي تقدم فيها إضافة إلى المناقشات والتوصيات

سالسل الكتبينشر المعهد كتبا متخصصة في الموضوعات التي يستكتب فيها المؤلفين أو مما يختاره من

وقد نظمت هذه الكتب كما . ألغراض النشرالمخطوطات والرسائل الجامعية العديدة التي تصله : يلي

إسالمية المعرفة، إسالمية الثقافة، قضايا الفكر اإلسالمي، : ست عشرة سلسلة باللغة العربية هيالمنهجية اإلسالمية، البحوث العلمية، المحاضرات، رسائل إسالمية المعرفة، الرسائل الجامعية،

تيسير التراث اإلسالمي، حركات اإلصالح، المفاهيم والمصطلحات، المعاجم واألدلة والكشافات، التنمية البشرية، دراسات في اإلقتصاد اإلسالمي، تقويم أداء البنوك اإلسالمية، العالقات الدولية

. في اإلسالمإسالمية المعرفة، قضايا الفكر اإلسالمي المعاصر، أوراق : وعشر سالسل باللغة اإلنكليزية هي

ثية، أوراق موسمية، التنمية البشرية، رؤى في الفكر اإلسالمي، المنهجية اإلسالمية، الرسائل بح

. ، القانون والفقه اإلسالمي)للمدارس(األكاديمية، وحدات تكميلية في الدراسات اإلجتماعية ات وقد نشرت كتب أخرى خارج هذه السالسل أو ترجمات لبعض ما ورد فيها من عناوين بلغ

أخرى غير العربية واإلنكليزية هي الفرنسية واأللمانية والبرتغالية والفارسية والتركية واأللبانية . والبنغالية والبوسنية واإلندونيسية والكردية والمالوية والتاميلية واألوردية

sMا���ا K�t"� sMا���ا K�t"�K����ا�K����ا�:: ::املصادراملصادر. . 11

القرآن الكرمي •

::الكتـبالكتـب..22 :باللغة العربية.1

حتقيق وترتيب حامد (،، سلوك املالك يف تدبري املمالكابن أيب الربيع ، شهاب الدين امحد -)1(

1980دار الشعب، : نالقاهرة1،ط)عبد اهللا ربيع

دار الكتب :بريوت. 1، ط5 اجلزء لسان العرب، الدينمجال ، أيب الفضل ابن منظور -)2(

2003العلمية،

1996مكتبة املنار،: الزرقاء. 2، طأزمة العقل املسلم عبد احلميد ، ،أمحد سليمان -)3(

، املبـادئ العامة، خطـة العمل، االجنازات: املـعرفةإسالمية ، الفـاروقي،إمساعيل -)4(

2001دار اهلـادي، : بريوت. 1ط

2004دار قرطبة، : اجلزائر. 1، ط الفعالية احلضاريةالطيب ، ، برغوث -)5(

، الظاهرة الغربية يف الوعي احلضاري أمنوذج مالك بن نيب، بدران ، بن احلسن -)6(

2000وزارة األوقاف و الشؤون اإلسالمية ، : الدوحة.1ط

ترمجة عبد ( ، الفكرة اإلفريقية اآلسيوية من خالل مؤمتر باندونغ مالك ، ،بن نيب -)7(

1981لفكر، دار ا:دمشق. 1، ط)الصبور شاهني

دار :دمشق.1،ط)ترمجة عبد الصبور شاهني(،الظاهرة القرآنية، )-- - -- (،)-- -- - ( -)8(

1984الفكر،

، دور املسلم ورسالته يف الثلث األخري من القرن العشرين، )-- - -- (،)-- -- - ( -)9(

.2002دار الفكر، : دمشق. 1ط

د العظيم عب حممد:ترمجة (،مشكلة األفكار يف العامل اإلسالمي، )-- - -- (،)-- -- - ( - )10(

1971، املؤسسة الوطنية للنشر واإلشهارمنشورات : اجلزائر. 1، ط)علي

ترمجة مركز اخلليج لألحباث، ، معجم بالكويل للعلوم السياسية، ك ن فرا ،بيلي - )11(

2004مركز اخلليج لألحباث،: ديب.1ط

فلسفة املشروع احلضاري بني اإلحياء اإلسالمي أمحد حممد ، ،جاد عبد الرزاق - )12( 1995املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، : فرجينسا. 1، طيث الغريبوالتحد

املشروع الفكري لألنصاري : الواقعية اجلديدة يف الفكر العريبجالل ، حممد نعمان ، - )13( 2004املؤسسة العربية للدراسات و النشر،: ، بريوت1، طأمنوذجا

كتبة احلامد دار و م: عمان.1،طالعوملة من منظور شرعي وآخرون ، ، عمار ،جيدل - )14(

2002للنشر و التوزيع،

، إسالمية املعرفة واملنهج:ابستمولوجية املعرفة الكونيةأبو القاسم ، حممد ،حاج محد - )15(

2004دار اهلادي،: بريوت.1ط

دار ابن : بريوت. 2، اجلزء األول ، ط العاملية اإلسالمية الثانية، )-- - -- (،)-- -- - ( - )16(

1996، للطباعة و النشر و التوزيعحزم

ابن دار : بريوت. 12، اجلزء الثاين، طالعاملية اإلسالمية الثانية، )-- - -- (،)-- -- - ( - )17(

1996، حزم للطباعة والنشر و التوزيع

أسلمة فلسفة العلوم الطبيعية : منهجية القرآن املعرفية، )-- - -- (،)-- -- - ( - )18( 2003دار اهلادي، : بريوت.1، طواإلنسانية

، 1،طحلضارية يف الواقع العريب الراهناألزمة الفكرية وا، )-- - -- (،)-- -- - ( - )19(

2004دار اهلادي،:بريوت

املطبعة :غرداية.1ط،حنو عاملية تعددية وعوملة إنسانية:العاملية و العوملة، قاسم ،حجاج - )20(

2003العربية،

2000املركز الثقايف العريب، : ءالدار البيضا. 3، طنقد احلقيقة علي ، ،حرب - )21(

املعهد العاملي للفكر : فرجينيا.3، طإسالمية املعرفةمدخل إىل عماد الدين ، ، خليل - )22(

1996اإلسالمي،

، اجلزء موسوعة العلوم السياسية إمساعيل ، وآخرون، ، مقلد،حممد حممود ربيع، - )23(

1994-1993جامعة الكويت، : الكويت.1األول،ط

. 1، طقراءات يف رؤى ما بعد االستشراق: الغرب واإلسالم ،رسول حممد رسول، - )24(

2001ملؤسسة العربية للدراسات و النشر، ا: بريوت

2000دار الفكر املعاصر، : دمشق. 1، طمناهج التجديد عبد اجلبار ، ،الرفاعي - )25(

، دار الفكر، سوريا ودار التفسري املنري يف العقيدة واملنهج والشريعة وهبة ، ،الزحيلي - )26(

.1991، 1الفكر املعاصر بريوت، ط

دار : ، بريوت1، ط االستراتيجيات العاملية املعاصرةالعامل اإلسالمي يفطاهر ، عالء ، - )27(

1998بالل،

وزارة األوقاف : الدوحة . 1 ، طاملصطلح اختيار لغوي ومسة حضاريةسعيد ، ، شبار - )28(

2000والشؤون اإلسالمية،

دار األمري :بريوت.1، ط)ترمجة إبراهيم دسوقي شتا (العودة إىل الذات على ، ،شريعيت - )29(

،2006

، النموذج املعريف، النظرية، املنهج:ابستمولوجيا العلوم السياسية، نصر حممد ،عارف -)30(

2002دار جمد، : بريوت.1ط

التحيز،العوملة، مابعد : التنمية من منظور متجدد، )-- - -- (،)-- -- - ( - )31( 2002مركز الدراسات السياسية واالستراتيجية،: القاهرة.1،طاحلداثة

دراسة نقدية مقارنة يف :ية املعاصرةنظريات التنمية السياس، )-- - -- (،)-- -- - ( - )32(املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، : فرجينيا.1، طاحلضاري اإلسالمي ضوء املنظور

1992 املعهد العاملي : ،فرجينيا1،طيف مصادر التراث السياسي اإلسالمي، )-- - -- (،)-- -- - ( - )33(

للفكر اإلسالمي

حوار نقدي : ملسريييف عامل عبد الوهاب ا وآخرون، ، أمحد عطية ،عبد احلليم - )34( 2003دار الشروق،: القاهرة.1 اجلزء األول ، ط،حضاري

رئاسة :الدوحة. 2، طاملذهبية اإلسالمية و التغيري احلضاري حمسن ، ،عبد احلميد - )35(

هــ1404احملاكم الشرعية والشؤون الدينية،

ز الثقايف املرك: الدار البيضاء. 1، طجتديد املنهج يف تقومي التراث طه ، ،عبد الرمحن - )36(

1994العريب،

املعهد العاملي : فرجينيا. 1، طإسالمية املعرفة بني األمس و اليوم طه جابر ، ،العلواين - )37(

1996للفكر اإلسالمي،

مدخل إىل نظام اخلطاب اإلسالمي : إصالح الفكر اإلسالمي، )-- - -- (،)-- -- - ( - )38( 1998اإلسالمي ، املعهد العاملي للفكر : فرجينيا.1، طيف الفكر اإلسالمي املعاصر

. 1، طبني افتراء اجلاهلني وإنصاف العلماء: اإلسالم يف عيون غربية حممد ، ،عمارة - )39(

2005دار الشروق، : القاهرة

مكتبة الشروق : القاهرة. 1، طالعطاء احلضاري لإلسالم، )-- - -- (،)-- -- - ( - )40(

2004الدولية،

ةالرياض، الدار العاملي. 3، طاملسلمون والبديل احلضاري ،الغدير،حيدر عبد الكرمي - )41(

1992للكتاب اإلسالمي،

دار العلوم : بريوت.1ترمجة حسني الشيخ، ط ،اية التاريخ فرانسيس ، ،فوكوياما -)42(

1993العربية،

األوائل، : ، دمشق2، طالفقه السياسي اإلسالميالفهداوي ، خالد سليمان محود ، -)43(

2005 : القاهرة.1، طوم السياسة احلديثالسياسة الشرعية ومفه حمي الدين حممد ، ،قاسم - )44(

1997املعهد العاملي للفكر اإلسالمي،

وزارة األوقاف : الدوحة. 1، طالغرب ودراسة اآلخر افريقيا أمنوذجا علي ، ،القريشي - )45(

2003والشؤون االسالمية،

دار :بريوت.1، ط)علي نعمة:ترمجة( ،بنية الثورات العلمية توماس ، ،كوهن -)46(

1986احلداثة،، دراسة معرفية ومناذج تطبيقية:بناء املفاهيم على مجعة ، وآخرون، ،حممد - )47(

1998املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، :فرجينيا.1ط

درا : السعودية . دراسة داللية مقارنة:املصطلحات السياسية أمحد ، ،حممود السيد - )48(

2002البيان،

، هلوية وحوار احلضاراتاللغة وانادية ، عبد الفتاح ، سيف الدين ، وآخرون، ، مصطفى - )49(

2006كلية االقتصاد والعلوم السياسية،: القاهرة

منشأة : اإلسكندرية،1، طالعلوم السياسية بني احلداثة و املعاصرةمهنا ، حممد نصر ، - )50(

2002املعارف،

دار الفكر، :دمشق.1 طالفلسفة املادية وتفكيك اإلنسان، عبد الوهاب ،املسريي - )51(

2002 اجلزء رؤية معرفية و دعوة إىل االجتهاد: شكالية التحيزإ، )-- - -- (،)-- -- - ( - )52(

1995املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، :فرجينيا. 1األول،ط

: ، فرجينيا3، ط حمور العلوم االجتماعية: إشكالية التحيز، )-- - -- (،)-- -- - ( - )53(

1998املعهد العاملي للفكر اإلسالمي،

سلسلة دار اهلالل ، : القاهرة . 1، طالعامل من منظور غريب، )-- - -- (،)-- -- - ( - )54(

2002 دار الشروق : ، القاهرة1،طدراسات معرفية يف احلداثة الغربية،)-- - -- (،)-- -- - ( - )55(

2006الدولية،

القاهرة . 1 طاجلزء الثاين،،والعلمانية الشاملةالعلمانية اجلزئية ،)-- - -- (،)-- -- - ( -)56(

2002، دار الشروق،)57( - ) - -- --(،) -- - --( ،دار :القاهرة.1، طبني التوحيد ووحدة الوجود: ازاللغة وا

200الشروق،

دراسـة نظريـة تطبيـقية يف النمـاذج : دفاع عن اإلنسان، )-- - -- (،)-- -- - ( - )58( 2003دار الشروق، : القاهرة.1 ط،املركـبة

. 1، طدراسة نظرية تطبيقية:يف اخلطاب و املصطلح الصهيوين، )-- - -- (،)-- -- - ( - )59(

2003 دار لشروق،: القاهرة

. 1 طاجلزء األول،،موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، )-- - -- (،)-- -- - ( - )60(

1990الشروق، دار:القاهرة

. 1 ط،موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة، اجلزء السابع، )-- - -- (،)-- -- - ( - )61(

1999دار الشروق، : القاهرة

دار البشري : اجلزائر. 1، طعرفةالوجيز يف إسالمية املاملعهد العاملي للفكر اإلسالمي، - )62(

1992للنشر و التوزيع،

دار :بريوت. 1، طعوامل الشهود احلضاري، اجلزء الثاينايد عمر ، عبد ،النجار - )63(

1999الغرب اإلسالمي،

دار الغرب : بريوت.1، ط3مشاريع اإلشهاد احلضاري، اجلزء، )-- - -- (،)-- -- - ( - )64(

1999اإلسالمي،

، لعامل اإلسالمي و املتغريات الدولية من وجهة نظر جيوبوليتكيةااهلييت ، صربي فارس ، - )65(

2005مؤسسة الوراق،: ، األردن1ط

2. Les ouvrages en Français :

(66)- Salles , Pierre, Problèmes Economiques Généraux, Tome2.Paris :édition Dunod, 1977.

(67)- Henri Laoust, La Politique de Ghazali,tome1,Paris :librairie orientaliste,1970

3. Books in English :

(68)- Kuhn , Thomas, THE STRUCTRE OF SCIENTIFIC REVOLUTION , Second edition. Chicago: Enlqrged,1970

:: العلمية العلميةاملقاالتاملقاالت..33

.231، العدداملستقبل العريب، جملة "عوملة الثقافة أم ثقافة العوملة؟" عبد اإلله ، ،بلقزيز - )69(

1998مركز دراسات الوحدة العربية، : بريوت

8- 2 ، التاريخ،01 ، العددجريدة احلقائق األسبوعية عمار ، اإلسالم البديل ، ،جيدل - )70(

2006أكتوبر

، "حوار نقدي: قراءة متحيزة يف كتاب يف عامل عبد الوهاب املسريي"دعاء حممد ، ، فينو - )71(

42 ي للفكر اإلسالمي ، العدداملعهد العامل: فرجينيا.،إسالمية املعرفةجملة

، "املوت لإلسالميني و احلوار مع اآلخرين:ارهاب الغرب األبيض" حممد سليم ، ،قاللة - )72(

2002، جانفي 85، العددجريدة السفري

، جريدة األحداث، "وما بعد اإلرهاب.. ما قبل .. ضحايا"، )-- - -- (،)-- -- - ( - )73(

2002، أكتوبر 157العدد

السياسة ، جملة "جوهرها ومالمحها و تأثريها: لغربيةاحلضارة ا" جو ، ،ماجيه - )74(إلستراتيجية، يوليو امركز األهرام للدراسات : ، القاهرة149، العدد الدولية

2002 املعهد العاملي -جملة إسالمية املعرفة،"يف أمهية الدرس املعريف"املسريي ، عبد الوهاب ، - )75(

2003،كانون الثاين سنة 43- 42للفكر اإلسالمي،العدد

، 18، العددجملة األكادميية، " أمهية املصطلح يف العلوم اإلسالمية"النبهان ، حممد فاروق ، - )76(

، 2001مطبعة املعارف اجلديدة،: الرباط. 2001السنة

::الدراسات غري املنشورة الدراسات غري املنشورة ..44: ، موقع ناشري"األزمة واملخرج:نقد العقل املسلم"عبد احلليم ، ، أبو شقة - )77(

www.nashiri.net

مؤمتر حوار ، "األنفة الثقافية بوصفها انعكاسا ومقياسا للتحيز"، عبد اهللا، الربيدي - )78( 2007، القاهرة ، فرباير احلضارات و املسارات املتنوعة للمعرفة

مؤمتر حوار ، "تجة للمجتمع املديننالتحيز يف األنظمة املعرفية امل"اء ، ، أمسبن قادة - )79( 2007اهرة، فرباير ، القاحلضارات و املسارات املتنوعة للمعرفة

ملتقى العوملة واثرها على الثقافة ". سؤال اهلوية الثقافية يف زمن العوملة" عمار ، ،جيدل - )80( 2004اجلزائر،مايو . ي األعلى،الس اإلسالماإلسالمية

2003بريوت، .، حماضرة"إسالمية املعرفة"، أبو القاسم ، حممد حاج محد - )81(

، حماضرة لطلبة "املفاهيم والقضايا الكونية... ةإسالمية املعرفي"، )-- - -- (،)-- -- - ( - )82(

هـ1421اخلرطوم، . املاجستري جبامعة اجلزيرة

مؤمتر حوار احلضارات و ،"رؤية للمقاومة والنهضة: فخ التحيز"حبيب، رفيق ، - )83( 2003، القاهرة، فرباير املسارات املتنوعة للمعرفة

مؤمتر حوار احلضارات و املسارات ،"البىن الفكرية و مفهوم التحيز"اخلياط ، رضوان ، - )84( 2007، القاهرة ، فرباير املتنوعة للمعرفة

مؤمتر حوار احلضارات و ،"النقد املعريف يف طريق االستقالل احلضاري"السعيد ، فؤاد ، - )85( 2007، القاهرة، فرباير املسارات املتنوعة للمعرفة

، رسالة " املفكر املسؤولمن العودة إىل: على شريعيت" حممد حممود ، ،عبد العال حسن - )86(

2005ماجستري، جامعة القاهرة كلية االقتصاد والعلوم السياسية،

مؤمتر اخلصوصية ،"قراءات يف مؤشرات اخلصوصية الثقافية" معتز باهللا ، ،عبد الفتاح - )87( 2006، القاهرة، سبتمرب حنو تفعيل التغيري السياسي واالجتماعي: الثقافية

مؤمتر حوار ،" دراسة يف اخلريطة اإلدراكية:لنماذج واآلفاق ا"عبد احملسن ، ماهر ، - )88( 2007، القاهرة، فرباير احلضارات واملسارات املتنوعة للمعرفة

مؤمتر حوار احلضارات و ،"بعض اجلوانب النفسية يف ظاهرة التحيز"العدل ، ممدوح ، - )89( 2007، القاهرة ، فرباير املسارات املتنوعة للمعرفة

مؤمتر حوار احلضارات و املسارات ، "شرعية االختالف يف فقه التحيز" جويدة ، ،غامن - )90( 2007، القاهرة، فرباير املتنوعة للمعرفة

ملتقى العوملة واثرها على ، "العوملة وانعكاساا على الثقافة اإلسالمية" سعيد ، ،فكرة - )91( 2004اجلزائر،مايو . سالمي األعلى، الس اإلالثقافة اإلسالمية

مؤمتر حوار ، "دراسة يف بعض حتيزات املسريي: مفهوم التحيز"أمحد ، مرزاق ، - )92( 2007، القاهرة ، فرباير احلضارات واملسارات املتنوعة للمعرفة

مؤمتر ،"النموذج املعريف النموذج املعريف الغريب عند املسريي" ،)-- - -- (،)-- -- - ( - )93( 2007ر ، القاهرة، فربايحوار احلضارات و املسارات املتنوعة للمعرفة

من أجل بديل اجتهادي تطبيقي عبد الرمحن : حتيز املفاهيم و املصطلحات"مهام ، حممد ، - )94(

، القاهرة، فرباير مؤمتر حوار احلضارات و املسارات املتنوعة للمعرفة، "طه أمنوذجا

2007

::املكتبة اإللكترونيةاملكتبة اإللكترونية..55

موقع الشهاب ، "النماذج املعرفية من فيرب إىل املسريي"إدالكوس ، عبد اهللا ، - )95( على 2007.01.21:، تصفح بتاريخ www.chihabnet/artical/html:إلعالم

17:45الساعة

مت ،net.tayyeb.www، انظر املوقع "مفاهيم ومصطلحات" الطيب ، ،برغوث - )96(

17:15، على الساعة 2005.12.10: تصفحه بتاريخ

موقع إسالم أو ، "فايا حرب املصطلحات ضد العرب و املسلمنيخ"بيومي ، ليلي ، - )97(: ، مت تصفحه بتاريخ html /articla/arabic/net.islamonline.wwwالين

18:30، على الساعة 2007.01.23

ريق موقع ط، "املصطلحات السياسية يف اإلسالم" حسن ، ،الترايب - )98(، مت تصفحه www.qudsway.com/Links/Islamiyat/html،القدس

16:25، على الساعة 21/07/2007:بتاريخ

العدد ،جملة وجهات نظر، "اتمع املدين والواقع العريب الراهن" حممد عابد ، ،اجلابري - )99(

ومت تصفحه ،com.hatwaj.www://http ، املوقع2005-03-15 ،10483

17:20، على الساعة2007.21.04: بتاريخ

العدد ،جملة وجهات نظر ،"املعىن واملفهوم: اتمع املدين"، )-- - -- (،)-- -- - ( - )100(

مت تصفحه http://www.wajhat.com ،01- 03-2005 بتاريخ ،10184

17:20، على الساعة 2007.04.21: بتاريخ

،موقع القدوة، "املعريفمفهوم النموذج "مجعة ، علي ، - )101(

091-19/19/articles=page?/com.qudwa.www://http مت تصفحه ،

10:45:، على الساعة12.04.2007يوم

موقع اسالم أون ، "إشكاالت يف طريق التواصل: اخلصوصية الثقافية" عمرو ، ،حسني - )102(: مت تصفحه بتاريخ www.islemonline/arbic/artiles/polظر ،أنالين

.17:10، على الساعة 2007.02.12

،جملة البالغ، موقع "مفهوم النظام املعريف اإلسالمي"صر حممد ، نعارف ، - )103(

htm.evygl151/islam/com.balagh.www://http تصفحه مت

10:25: على الساعة 2007.01.22:يوم

قراءة ملفهوم احلوار يف ضوء سنيت التنوع و : آلية احلوار"عبد السالم ، زوهري بن امحنه ، - )104(

: ، مت تصفحه يوم www.alwihda.com :موقع الوحدة االسالمية ،"التدافع

19:10 على الساعة 2007.03.21

موقع اجلزيرة، "يد باقر الصدرة املعرفة عند السقراءة يف كتاب إسالمي"إبراهيم ، ، غرايبة - )105(

: ، مت اإلطالع عليه بتاريخwww.aljazeera.net/books: نت

11:00،على الساعة 2007.10.15

، موقع إسالم أون الين،"األمة القطب يف السرية واملفهوم"مىن ،، فاضل - )106(

www.islamonline.net/articlesعلى 10/11/2007: ، مت تصفحه بتاريخ ،

16:30الساعة

، موقع عبد الوهاب املسريي، "إشكالية تعريف العلمانية" عبد الوهاب ، ،املسريي - )107(

article/php.modules/ar/com.elmessiri.www://http تصفحه ، مت

10:10: ، على الساعة2007.01.15:بتاريخ

: موقع إسالم أون الين، "التحيز والنماذج املعرفية"، )-- - -- (،)-- -- - ( - )108(

-fan/dowalia/arabic-iol/net.islamonline.www://httpasp.alqawel/5017:55: الساعة ، على2007.01.21:، مت تصفحه يوم

، يف موقع املؤمتر، الفكرة، املناقشات،امليالد ، الكتاب، )-- - -- (،)-- -- - ( - )109(

على الساعة 2007.01.15:مت تصفحه بتاريخwww.almissiri.comالدكتور،

10:10

موقع اسالم أون، "هاتان تفحتان محراوان"، )-- - -- (،)-- -- - ( - )110(

، 2007.03.22: ، مت تصفحه بتاريخwww.islemonline.net/biblioالين،

16:20لساعة على ا

موقع عبد الوهاب ، "املوضوعية و الذاتية" ،)-- - -- (،)-- -- - ( - )111(، على 2007.02.14: ،مت تصفحه بتاريخ www.elmessiri.comأنظراملسريي،

17:20الساعة

موقع املنظمة العربية ، "إشكالية املصطلح" ، فاروق ،مواسي - )112(مت تصفحه 0modulesc/site/net.wataonline.www://http،للمترمجني

13:35 الساعة على2007.05.09:يوم

، موقع إسالم أون "مسات ومفارقات: التحيز املعريف والتحيز اإليديولوجي"، هاين ، نسرية - )113(

fan/dowalia/arabic-iol/net.islamonline.www://http-الين،

asp.alqawel/5117:55:، على الساعة 2007.01.21:، مت تصفحه يوم

الصفحة املوضوعات

56 الربط بني ما تقدم و التحيز يف املصطلح السياسي

58 نـماذج للتحيز الغريب يف حتديد املصطلح السياسي احلديث

/ التشكراتاإلهداء و

ش/أ املـقـدمـة

1 اإلطار املفاهيمي و الرؤية النماذجية يف إشكالية التحيز:الفـصل األول

3 املفهوم، األنواع و التداخل: يز التـح

3 التعريف اللغوي واالصطالحي

7 السمات األساسية للتحيز

8 أنواع التحيز

11 التحيز واالرتباطات املفاهيمية معه

14 ةالتعريف و البني: النموذج املعريف

Le Model 14النموذج

19 البعد الـمعرفـي

20 النموذج املـعرفـي

22 بنية النموذج املـعرفـي

23 النمـوذج املعرفـي الغربـي

25 النموذج املعريف يف علم السياسة

28 يف عالقة الدال و املدلول: املصطلح

28 لح وعلمهتعريف املصط

30 الفرق بني املصطلح واملفهوم

32 أهـمية املصـطلح

33 قواعد صياغة املصطلح

36 حتيزات املصطلح عامة والسياسي خاصة

39 اتـنتاجـة واالستــخالصـال

41 األبعاد احلضارية يف حتيزات النموذج الغريب يف املصطلح السياسي احلديث : الفصل الثاين

43 كزات الفكرية الغربية للتحيز يف حتديد املصطلح السياسي احلديثاملرت

44 املرتكزات الفكرية الصلبة يف الفكر الغريب

45 املرتكزات الفكرية األقل صالبة

59 صطلح العلمانيةم

61 مصـطلح العـوملة

66 مصطلح اتمع املدين

68 مصطلح التطبيع

70 مصطلح اإلرهاب

72 مصطلح اإلسالم املعتدل

76 آثار حتيز النموذج الغريب يف النظريات و االصطالحات السياسية

77 انفصال الدال عن املدلول

78 الغزو االصطالحي

79 طلحاتصدام املص

79 جتريد املصطلح

81 إسقاط فكرة املوضوعية

91 اتـنتاجـالصة و االستـخـال

93 التجاوز و البديل يف االجتهادات املعرفية إلشكالية التحيز:صل الثالثالفـ

95 آليات جتـاوز التـحيز يف صـناعة املصطلح السياسي احلديث

98 توضيح نقائص النموذج املعريف الغريب

102 نسبية الغرب

104 االنفتاح على العامل

108 املرتكزات األساسية يف صياغة املصطلح السياسي البديل

109 اجلرأة و األصالة

111 حمترم إلنسانية اإلنسان وجمرد من املادية العدمية

113 نابع من التراث

114 حماولة الوصول إىل صياغة شاملة

115 خذ باألبعاد املتكاملة للظاهرةاملصطلح البديل يأ

118 الترمجة وصياغة البديل يف املصطلح السياسي

أسلمة املعرفة و حتيزات النموذج اإلسالمي يف املصطلح السياسي

126

126 املصطلح و الدعائم: املعرفةأسلمة

133 الضرورة و األولوية يف مشروع أسلمة املعرفة

135 نموذج املعريف اإلسالميأسلمة املعرفة وال

139 صلة املتغريين السابقني باملصطلح السياسي

142 اتـنتاجـة واالستـخالصـال

144 الــخاتـمة

149 الترسيمات

154 املالحق

182 قائمة املراجع العلمية

193 فهرس املوضوعات

Résumé 197

Abstract 199

Université d’Alger «Be Youcef Ben khada » Faculté des Science Politiques et Informations Département des sciences Politiques et des Relation Internationales

∗ ∗ ∗ ∗ ∗

(Thèse de Magistère, Présenté au : département des sciences politiques et des relation internationales, Option organisation politiques et administratives, Université d’Alger « Be Youcef Ben khada »)

Elaboré par l’étudiant : Sous la direction de :

Abikchi Abdelkader said Pr.Dr. Benlerneb Mansour

Members du Jury: − Dr…………………………………...……………………( President)

− Pr.Dr. Benlerneb Mansour………………. (Rapporter)

− Dr…………………………………...…………………… (Member) − Dr…………………………………...…………………… (Member)

Anneé Universitaire: 2007-2008/1428-1429

Résumé

Le partisme est un phénomène humain qui veut dire en aucun cas ignorer l’autre, ni refuser les différences idéologiques et culturelles, or c’est un signe humanitaire et éternel, mais le partisme désigné dans le document,qui peux créer un spécimen donné, tout dépend du domaine voulu (politique, économique, idéologique ou artistique …), alors toute l’humanité le prend pour spécimen unique et standard, comme il est médiatisé dans les thèses de mondialisation.

La terminologie est aujourd'hui un autre champ de batail entre les civilisations, ou chacun lutte pour sa propre civilisation .Que la création des terminologies représente la culture de sa propre nation ou qu’elle s’incline devant le flux occidental qui véhicule les sciences que se suivant scientifiques, politiques, ou économique…,vers .

University of « Be Youcef Ben khada » - Algiers faculty of Political Science and Information Department of Political sciences and International Relation

(A Master thesis Submitted in the Department of Political sciences and International Relation, section of Political Administration Organization, University of « Be Youcef Ben khada »-Algiers )

Submitted by: supervised by:

Abikchi Abdelkader said Pr.Dr. Benlerneb Mansour

Jury Members:

− Dr…………………………………...……………………( President)

− Pr.Dr. Benlerneb Mansour………………. (Rapporter)

− Dr…………………………………...…………………… (Member)

− Dr…………………………………...…………………… (Member)

Academic Year : 2007-2008G/1428-1429H

Abstract

Prejudice is a human phenomenon that means neither the cancellation of the other essentially nor the accept of the intellectual and cultural diversity, which is a eternal humanitarian behaviour .The bias contained in the paper is (bias unacceptable),which is supposed to create a side to the designed ( political, economic, intellectual, a technical…) specific him all humanity, and becomes the unique existence model. as promoter in the thesis of globalization instead of global.

The term, to day is the field the civilization conflict between the colonist and the communities colonial. Each seeks to impose what is compatible witch the civilization we either be industry terminology reflect the culture or society to take the situation of non-acceptance of this attack terminology, by the western model, which covey the diversity of scientific fields (political, economic…) to the world without taking into account our values and our environment , not to use this model often diversity allowance control. And scrutiny and investigation and research biases inherent in the term political, can not be separated from the philosophical dimension, or about the historical evolution of the term, or about the physical evolution of western societies. The term is linked of its existence to the contest of the society.

To access to the effects that result from prejudice western model in an industry political term, which is divided into two descriptions, a part deals with the direct impacts on the political terminology. Which is in a sense letterhead, in a clash terminological conflict. And the other one the indirect effects associated with a difference and diversity, the question of the authenticity of the curriculum and the issue of cultural specifity, and rejecting the three issues created a situation of western domination and hegemony over the multiple branches of knowledge including industry terminology.

The issue of alternative political term is raised on the basis that is a continuous state of diligence could not be asked today or tomorrow, but it is continuing in space and time. The most important characteristics of the term alternative that takes integrated dimensions of the phenomenon or the concept to described as the suitable alternative term. And what concerns the relation ship of the political

term to the islamization of knowledge, it could not be valid or effective, what will not act, scrutiny and awareness of the dimensions, thut formulated it the basis of Islamic determined by the cognitive Islamic model and separated by the explained by separate plan for the islamization of knowledge.