طهارة قبلة-– موسوعة فقه العبادات

*طهارة :التعريف

طهر الشيء: النظافة ، يقال : الطهارة في اللغة - 1:بفتح الهاء وضمها يطهر بالضم طهارة فيهما ، واالسم

الطهر بالضم ، وطهره تطهيرا ، وتطهر بالماء ، وهم قوميتنزهون من األدناس ، ورجل طاهر: يتطهرون أي

.منزه : الثياب ، أي هي عبارة عن غسل أعضاء مخصوصة: وفي الشرع

.بصفة مخصوصة زوال حدث أو خبث ، أو رفع الحدث: وعرفت أيضا بأنها

.أو إزالة النجس ، أو ما في معناهما أو على صورتهما إنها صفة حكمية توجب للموصوف بها: وقال المالكية

فاألوالن. جواز استباحة الصالة به ، أو فيه ، أو له .يرجعان للثوب والمكان ، واألخير للشخص

:األلفاظ ذات الصلة :الغسل - أ اسم: مصدر غسل ، والغسل بالضم : الغسل بالفتح - 2

ومن االغتسال ، وأكثر ما يستعمله- بالفتح - من الغسل .الفقهاء من االغتسال

.بأنه سيالن الماء على الشيء مطلقا : ويعرفونه لغة .بأنه سيالنه على جميع البدن بنية : وشرعا

.والطهارة أعم من الغسل

1

:التيمم - ب قصد: مطلق القصد ، وفي الشرع : التيمم في اللغة - 3

الصعيد الطاهر واستعماله بصفة مخصوصة إلزالة.الحدث

.والتيمم أخص من الطهارة :الوضوء - ج استعمال: اسم للفعل ، وهو : الوضوء بضم الواو - 4

:الماء في أعضاء مخصوصة ، وهو المراد هنا وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به ، وهو مأخوذ من الوضاءة ،

.وهي الحسن والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب .أفعال مخصوصة مفتتحة بالنية : وفي الشرع

.والطهارة أعم منه :تقسيم الطهارة

:الطهارة تنقسم إلى قسمين - 5حكمية: طهارة من الحدث ، وطهارة من النجس ، أي

.وحقيقية الحالة الناقضة للطهارة شرعا ، بمعنى أن: فالحدث هو

الحدث إن صادف طهارة نقضها ، وإن لم يصادف طهارة.فمن شأنه أن يكون كذلك

:األكبر واألصغر ، أما األكبر فهو : وينقسم إلى قسمين البول: الجنابة والحيض والنفاس ، وأما األصغر فمنه

والغائط والريح والمذي والودي وخروج المني بغير لذة ،الماء الذي يخرج من فرج المرأة عند: والهادي وهو

.والدتها فهو عبارة عن- ويعبر عنه بالخبث أيضا - وأما النجس

.النجاسة القائمة بالشخص أو الثوب أو المكان

2

وهي الطهارة من الحدث األصغر واألكبر- واألولى منهما لى: { شرعت بقوله تعالى - ذا قمتم إ يها الذين آمنوا إ يا أ

لى المرافق يديكم إ اآلية ،} الصالة فاغسلوا وجوهكم وأال تقبل صالة بغير طهور: » ولقوله صلى هللا عليه وسلم

. »وهي طهارة الجسد والثوب والمكان- والثانية منهما

: {شرعت بقوله تعالى - الذي يصلى عليه من النجس } .وثيابك فطهر ن كنتم جنبا فاطهروا : { وقوله تعالى } .وإن طهرا: { وقوله تعالى سماعيل أ براهيم وإ لى إ وعهدنا إ

} .بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود اغسلي عنك الدم: » وبقوله عليه الصالة والسالم

« .وصلي .والطهارة من ذلك كله من شروط صحة الصالة

وهي الطهارة من- ويرجع في تفصيل الطهارة الحكمية حدث ، وضوء ،: ( إلى مواطنها في مصطلحات - الحدث

) .جنابة ، حيض ، نفاس :ما تشترط له الطهارة الحقيقية

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يشترط لصحة الصالة - 6لما مر. طهارة بدن المصلي وثوبه ومكانه من النجاسة

.في الفقرة السابقة :ولقول النبي صلى هللا عليه وسلم في حديث األعرابي

إنها واجبة: وقال المالكية « . صبوا عليه ذنوبا من ماء » .مع الذكر والقدرة ، وسنة مع النسيان وعدم القدرة

أن من صلى بالنجاسة متعمدا: والمعتمد في المذهب عالما بحكمها ، أو جاهال وهو قادر على إزالتها يعيد

3

صالته أبدا ، ومن صلى بها ناسيا أو غير عالم بها أو.عاجزا عن إزالتها يعيد في الوقت

وأيضا تشترط الطهارة الحقيقية لصالة الجنازة ، وهي.شرط في الميت باإلضافة إلى المصلي

.وتشترط الطهارة الحقيقية كذلك في سجدة التالوة واختلف الفقهاء في اشتراط الطهارة الحقيقية في

المالكية والشافعية- الطواف ، فذهب جمهور الفقهاء إلى اشتراطها ، لقول النبي صلى هللا عليه- والحنابلة

الطواف بالبيت بمنزلة الصالة إال أن الله قد: » وسلم « .أحل فيه المنطق ، فمن نطق فال ينطق إال بخير

وذهب الحنفية إلى عدم اشتراط الطهارة الحقيقية في.الطواف

.واألكثر على أنها سنة مؤكدة : قال الطحاوي وانفرد الشافعية باشتراط الطهارة الحقيقية في خطبة

.الجمعة :تطهير النجاسات

النجاسات العينية ال تطهر بحال ، إذ أن ذاتها نجسة ، - 7بخالف األعيان المتنجسة ، وهي التي كانت طاهرة في

.األصل وطرأت عليها النجاسة ، فإنه يمكن تطهيرها واألعيان منها ما اتفق الفقهاء على نجاسته ، ومنها ما

.اختلفوا فيه الدم المسفوح ،: ومما اتفق الفقهاء على نجاسته

ومما اختلف. والميتة ، والبول والعذرة من اآلدمي الكلب والخنزير ، حيث ذهب جمهور: الفقهاء فيه

إلى القول- الحنفية والشافعية والحنابلة - الفقهاء بنجاسة الخنزير كما ذهب الشافعية والحنابلة إلى نجاسة

4

إن الكلب ليس بنجس: الكلب ، وقال الحنفية في األصح ولمعرفة ما يعتبر نجسا أو. العين ، وإنما لحمه نجس ) .نجاسة : ( غير نجس ينظر مصطلح

:النية في التطهير من النجاسات اتفق الفقهاء على أن التطهير من النجاسة ال يحتاج - 8

إلى نية ، فليست النية بشرط في طهارة الخبث ، ويطهرمحل النجاسة بغسله بال نية ، ألن الطهارة عن النجاسةمن باب التروك ، فلم تفتقر إلى النية كما علله المالكية

.والشافعية والحنابلة .وألن إزالة النجاسة تعبد غير معقول المعنى

الماء طهور بطبعه ، فإذا: وقال البابرتي من الحنفية القى النجس طهره قصد المستعمل ذلك أو ال ، كالثوب

.النجس :ما تحصل به الطهارة

اتفق الفقهاء على أن الماء المطلق رافع للحدث - 9وينزل عليكم من: { مزيل للخبث ، لقول الله تعالى

} .السماء ماء ليطهركم به جاءت: » ولحديث أسماء رضي هللا تعالى عنها قالت

إحدانا: امرأة إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقالت تحته: يصيب ثوبها من دم الحيضة ، كيف تصنع به ؟ قال

« .ثم تقرصه بالماء، ثم تنضحه ، ثم تصلي فيه وذهب أبو حنيفة وأبو يوسف إلى أنه يجوز تطهير

النجاسة بالماء المطلق ، وبكل مائع طاهر قالع ، كالخلوماء الورد ونحوه مما إذا عصر انعصر ، لما روت عائشة

ما كان إلحدانا إال ثوب: رضي هللا تعالى عنها أنها قالت

5

واحد تحيض فيه ، فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها- .أي حكته - ، فقصعته بظفرها

وألنه مزيل بطبعه ، فوجب أن يفيد الطهارة كالماء بلأولى ، ألنه أقلع لها ، وألنا نشاهد ونعلم بالضرورة أن

المائع يزيل شيئا من النجاسة في كل مرة ، ولهذا يتغيرلون الماء به ، والنجاسة متناهية ، ألنها مركبة من جواهر

متناهية ، فإذا انتهت أجزاؤها بقي المحل طاهرا لعدم.المجاورة

واتفق الفقهاء على طهارة الخمر باالستحالة ، فإذاانقلبت الخمر خال بنفسها فإنها تطهر ، ألن نجاستها

لشدتها المسكرة الحادثة لها ، وقد زال ذلك من غيرنجاسة خلفتها ، فوجب أن تطهر ، كالماء الذي تنجس

.بالتغير إذا زال تغيره بنفسه وذهب الحنفية والشافعية إلى أن جلد الميتة يطهر

إذا دبغ: » بالدباغة ، لقول النبي صلى هللا عليه وسلم « .اإلهاب فقد طهر

.وقال المالكية والحنابلة بعدم طهارة جلد الميتة بالدباغ أتانا كتاب رسول: » لما روي عن عبد الله بن عكيم قال

وأنا: بأرض جهينة ، قال - الله صلى هللا عليه وسلم أن ال تنتفعوا من: قبل وفاته بشهر أو شهرين - غالم

« .الميتة بإهاب وال عصب الدلك ، والفرك ، والمسح ،: وعد الحنفية من المطهرات

واليبس ، وانقالب العين ، فيطهر الخف والنعل إذا تنجسبذي جرم بالدلك ، والمني اليابس بالفرك ، ويطهر

الصقيل كالسيف والمرآة بالمسح ، واألرض المتنجسة

6

باليبس ، والخنزير والحمار بانقالب العين ، كما لو وقعا.في المملحة فصارا ملحا

:المياه التي يجوز التطهير بها ، والتي ال يجوز قسم الفقهاء الماء من حيث جواز التطهير به - 10

:ورفعه للحدث والخبث ، أو عدم ذلك ، إلى عدة أقسام ماء طاهر مطهر غير مكروه ، وهو الماء المطلق ،- أ

وهو الماء الباقي على خلقته ، أو هو الذي لم يخالطه.ما يصير به مقيدا

.والماء المطلق يرفع الحدث والخبث باتفاق الفقهاء ويلحق به عند جمهور الفقهاء ما تغير بطول مكثه ، أو

.بما هو متولد منه كالطحلب ماء طاهر مطهر مكروه ، وخص كل مذهب هذا- ب

فخص الحنفية ذلك بالماء الذي: القسم بنوع من المياه شرب منه حيوان مثل الهرة األهلية والدجاجة المخالةوسباع الطير والحية والفأرة ، وكان قليال ، والكراهة

تنزيهية على األصح ، وهو ما ذهب إليه الكرخي معلالذلك بعدم تحاميها النجاسة ، ثم إن الكراهة إنما هي

.عند وجود المطلق ، وإال فال كراهة أصال وصرح المالكية بأن الماء إذا استعمل في رفع حدث أوفي إزالة حكم خبث فإنه يكره استعماله بعد ذلك في

طهارة حدث كوضوء أو اغتسال مندوب ال في إزالة حكمأن يكون ذلك الماء: خبث ، والكراهة مقيدة بأمرين

المستعمل قليال كآنية الوضوء والغسل ، وأن يوجد غيرهوهو- ، وإال فال كراهة ، كما يكره عندهم الماء اليسير

إذا حلت- ما كان قدر آنية الوضوء أو الغسل فما دونها :فيه نجاسة قليلة كالقطرة ولم تغيره ، قال الدسوقي

7

أن يكون الماء الذي حلت: الكراهة مقيدة بقيود سبعة فيه النجاسة يسيرا ، وأن تكون النجاسة التي حلت فيه

قطرة فما فوقها ، وأن ال تغيره ، وأن يوجد غيره ، وأنال يكون له مادة كبئر ، وأن ال يكون جاريا ، وأن يراداستعماله فيما يتوقف على طهور ، كرفع حدث حكم

خبث ووضوء أو غسل مندوب ، فإن انتفى قيد منها فال.كراهة

الماء اليسير الذي ولغ فيه كلب ولو: ومن المكروه أيضا تحققت سالمة فيه من النجاسة ، وسؤر شارب الخمر

المشمس ،: وعند الشافعية الماء المكروه ثمانية وشديد الحرارة ، وشديد البرودة ، وماء ديار ثمود إال بئر

الناقة ، وماء ديار قوم لوط ، وماء بئر برهوت ، وماء.أرض بابل ، وماء بئر ذروان

الماء المتغير بغير ممازج ،: والمكروه عند الحنابلة كدهن وقطران وقطع كافور ، أو ماء سخن بمغصوب أو

بنجاسة ، أو الماء الذي اشتد حره أو برده ، والكراهةمقيدة بعدم االحتياج إليه ، فإن احتيج إليه تعين وزالت

.الكراهة وكذا يكره استعمال ماء البئر الذي في المقبرة ، وماءفي بئر في موضع غصب ، وما ظن تنجسه ، كما نصوا

على كراهة استعمال ماء زمزم في إزالة النجاسة دون.طهارة الحدث تشريفا له

ماء طاهر في نفسه غير مطهر ، وهو عند الحنفية- ج ما أزيل به حدث أو: الماء المستعمل ، وعرفوه بأنه

استعمل في البدن على وجه القربة ، وال يجوز استعماله

8

في طهارة األحداث ، بخالف الخبث ، ويصير مستعمال.عندهم بمجرد انفصاله عن الجسد ولو لم يستقر بمحل

-المالكية والشافعية والحنابلة - وعند جمهور الفقهاء الماء المغير طعمه أو لونه أو ريحه بما خالطه من: هو

األعيان الطاهرة تغيرا يمنع إطالق اسم الماء عليه ،الماء المستعمل في فرض: وهو كذلك عند الشافعية

.الطهارة ونفلها على الجديد -المالكية والشافعية والحنابلة - وصرح جمهور الفقهاء

بأن هذا النوع ال يرفع حكم الخبث أيضا ، وعند الحنفية.يرفع حكم الخبث

الماء الذي وقعت فيه نجاسة: ماء نجس ، وهو - د وكان قليال ، أو كان كثيرا وغيرته ، وهذا ال يرفع الحدث

.وال النجس باالتفاق ماء مشكوك في طهوريته ، وانفرد بهذا القسم- هـ

.ما شرب منه بغل أو حمار : الحنفية ، وهو عندهم ماء محرم ال تصح الطهارة به ، وانفرد به الحنابلة ،- و

والماء- غير بئر الناقة - ماء آبار ديار ثمود : وهو عندهم .المغصوب ، وماء ثمنه المعين حرام

) .مياه : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :تطهير محل النجاسة

اختلف الفقهاء في ما يحصل به طهارة محل - 11:النجاسة

فذهب الحنفية إلى التفريق بين النجاسة المرئية وغير.المرئية

فإذا كانت النجاسة مرئية فإنه يطهر المحل المتنجس بهابزوال عينها ولو بغسلة واحدة على الصحيح ولو كانت

9

النجاسة غليظة ، وال يشترط تكرار الغسل ، ألن النجاسة.فيه باعتبار عينها ، فتزول بزوالها

أنه يغسل مرتين بعد زوال العين ،: وعن أبي جعفر ثالثا بعده ، ويشترط زوال الطعم: وعن فخر اإلسالم

في النجاسة ، ألن بقاءه يدل على بقاء العين ، وال يضربقاء لون النجاسة الذي يشق زواله ، وكذا الريح وإن لم

.يشق زواله وهذا الحكم فيما إذا صب الماء على النجاسة ، أو غسلها

.في الماء الجاري أما لو غسلها في إجانة فيطهر بالثالث إذا عصر في كل

.مرة وإذا كانت النجاسة غير مرئية فإنه يطهر المحل بغسلها

ثالثا وجوبا ، والعصر كل مرة في ظاهر الرواية ، تقديرا.لغلبة الظن في استخراجها

ويبالغ في المرة الثالثة حتى ينقطع: قال الطحاوي التقاطر ، والمعتبر قوة كل عاصر دون غيره ، فلو كان

بحيث لو عصر غيره قطر طهر بالنسبة إليه دون ذلكيطهر: الغير ، ولو لم يصرف قوته لرقة الثوب قيل

ال يطهر وهو اختيار: وهو األظهر ، وقيل . للضرورة .قاضي خان .يكتفى بالعصر مرة : وفي رواية

ثم إن اشتراط الغسل والعصر ثالثا إنما هو إذا غمسهفي إجانة ، أما إذا غمسه في ماء جار حتى جرى عليهالماء أو صب عليه ماء كثير ، بحيث يخرج ما أصابه منالماء ويخلف غيره ثالثا ، فقد طهر مطلقا بال اشتراط

.عصر وتكرار غمس

10

ما يرى بعد الجفاف ،: ويقصد بالنجاسة المرئية عندهم وذهب المالكية إلى أنه. ما ال يرى بعده : وغير المرئية

يطهر محل النجاسة بغسله من غير تحديد عدد ، بشرطزوال طعم النجاسة ولو عسر ، ألن بقاء الطعم دليل

على تمكن النجاسة من المحل فيشترط زواله ، وكذلكيشترط زوال اللون والريح إن تيسر ذلك ، بخالف ما إذا

.تعسر وذهب الشافعية إلى التفريق بين أن تكون النجاسة عينا

.أو ليست بعين فإن كانت النجاسة عينا فإنه يجب إزالة الطعم ، ومحاولةإزالة اللون والريح ، فإن عسر زوال الطعم ، بأن لم يزل

بحت أو قرص ثالث مرات عفي عنه ما دام العسر ،ويجب إزالته إذا قدر ، وال يضر بقاء لون أو ريح عسرزواله فيعفى عنه ، فإن بقيا معا ضر على الصحيح ،

.لقوة داللتهما على بقاء عين النجاسة وهي ما ال يدرك لها عين وال- وإن لم تكن النجاسة عينا

وصف ، سواء أكان عدم اإلدراك لخفاء أثرها بالجفاف ،كبول جف فذهبت عينه وال أثر له وال ريح ، فذهب وصفه

، أم ال ، لكون المحل صقيال ال تثبت عليه النجاسةفإنه يكفي جري الماء عليه مرة ، وإن- كالمرآة والسيف

.لم يكن بفعل فاعل كمطر وذهب الحنابلة إلى أنه تطهر المتنجسات بسبع غسالت

أمرنا أن: منقية ، لقول ابن عمر رضي هللا تعالى عنهما .نغسل األنجاس سبعا

11

وقد أمر به في نجاسة الكلب ، فيلحق به سائر النجاسات، ألنها في معناها ، والحكم ال يختص بمورد النص ،

.بدليل إلحاق البدن والثوب به فعلى هذا يغسل محل االستنجاء سبعا: قال البهوتي

كغيره ، صرح به القاضي والشيرازي وابن عقيل ، ونصعليه أحمد في رواية صالح ، لكن نص في رواية أبي

أنه ال يجب فيه عدد ،: داود ، واختاره في المغني اعتمادا على أنه لم يصح عن النبي صلى هللا عليه وسلم

.في ذلك شيء ، ال في قوله وال فعله ويضر عندهم بقاء الطعم ، لداللته على بقاء العين

ولسهولة إزالته ويضر كذلك بقاء اللون أو الريح أو هما.معا إن تيسر إزالتهما ، فإن عسر ذلك لم يضر

وهذا في غير نجاسة الكلب والخنزير ، أما نجاستهما.فللفقهاء فيها تفصيل آخر سيأتي بيانه

:تطهير ما تصيبه الغسالة قبل طهارة المغسول الغسالة المتغيرة بأحد أوصاف النجاسة نجسة ، - 12

إن الماء ال ينجسه: » لقول النبي صلى هللا عليه وسلم « .شيء إال ما غلب على ريحه ولونه وطعمه

سواء كان تغيرها بالطعم: قال الخرشي من المالكية أو اللون والريح ولو المتعسرين ، ومن ثم ينجس المحل

الذي تصيبه الغسالة المتغيرة ، ويكون تطهيره كتطهير.أي محل متنجس عند الجمهور

لكن الحنابلة القائلين بأنه ال يطهر المحل المتنجس إالبغسله سبعا ، فيغسل عندهم ما نجس ببعض الغسالت

بعدد ما بقي بعد تلك الغسلة ، فلو تنجس بالغسلة

12

الرابعة مثال غسل ثالث غسالت ألنها نجاسة تطهر في.محلها بما بقي من الغسالت ، فطهرت به في مثله

وصرح المالكية بأن الغسالة غير المتغيرة طاهرة ، قاللو غسلت قطرة بول مثال في جسد أو ثوب: الدردير

وسالت غير متغيرة في سائره ولم تنفصل عنه كان.طاهرا

الغسالة غير المتغيرة إن كانت قلتين: وعند الشافعية فطاهرة ، وإن كانت دونهما فثالثة أقوال عند الشافعية ،

أن حكمها حكم المحل بعد الغسل ، إن كان: أظهرها نجسا بعد فنجسة، وإال فطاهرة غير مطهرة ، وهو

.مذهب الشافعي الجديد إن غسلت بالطهور نجاسة فانفصل متغيرا: وعند الحنابلة

بها ، أو انفصل غير متغير قبل زوال النجاسة ، كالمنفصلمن الغسلة السادسة فما دونها وهو يسير فنجس ، ألنه

.مالق لنجاسة لم يطهرها وإن انفصل القليل غير متغير بعد زوال النجاسة ،

كالمنفصل عن محل طهر أرضا كان المحل أو غيرها ،فطهور إن كان قلتين فأكثر ، وإن كان دون قلتين فطاهر

.:تطهير اآلبار

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه إذا تنجس ماء البئر ، - 13فإن تطهيره يكون بالتكثير إلى أن يزول التغير ، ويكونالتكثير بالترك حتى يزيد الماء ويصل إلى حد الكثرة ، أو

.بصب ماء طاهر فيه حتى يصل هذا الحد كما ذهب المالكية والحنابلة إلى اعتبار النزح طريقا

.للتطهير أيضا

13

وذهب الحنفية إلى أنه إذا تنجس ماء البئر فإن تطهيره.يكون بالنزح فقط

) .وما بعدها 21آبار ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :الوضوء واالغتسال في موضع نجس

ال خالف بين الفقهاء في أن الوضوء واالغتسال - 14في موضع نجس مكروه خشية أن يتنجس به المتوضئ

أو المغتسل ، وتوقي ذلك كله أولى ، وألنه يورثال يبولن أحدكم في مستحمه: » الوسوسة ففي الحديث

« .، ثم يغتسل أو يتوضأ فيه ، فإن عامة الوسواس منه :تطهير الجامدات والمائعات

ذهب الفقهاء إلى أنه إذا وقعت النجاسة في جامد - 15، كالسمن الجامد ونحوه ، فإن تطهيره يكون برفع

النجاسة وتقوير ما حولها وطرحه ، ويكون الباقي طاهراأن رسول: » ، لما روت ميمونة رضي هللا تعالى عنها

الله صلى هللا عليه وسلم سئل عن فأرة سقطت فيألقوها ، وما حولها فاطرحوه ، وكلوا: سمن فقال

« .سمنكم وإذا وقعت النجاسة في مائع فإنه ينجس ، وال يطهر عند

جمهور الفقهاء ، ويراق ، لحديث أبي هريرة رضي هللاأن النبي صلى هللا عليه وسلم سئل عن: تعالى عنه

إن كان جامدا فألقوها: » الفأرة تقع في السمن فقال : »وفي رواية« وما حولها ، وإن كان مائعا فال تقربوه

« .وإن كان مائعا فأريقوه وذهب الحنفية إلى إمكان تطهيره بالغلي ، وذلك بأن

يوضع في ماء ويغلي ، فيعلو الدهن الماء ، فيرفع.بشيء ، وهكذا ثالث مرات

14

وهذا عند أبي يوسف ، وهو أوسع: قال ابن عابدين .وعليه الفتوى ، خالفا لمحمد

أن ما: وقريب منه ما اختاره أبو الخطاب من الحنابلة يطهر به كالجامد ،- كالزيت - يتأتى تطهيره بالغلي

جعله في ماء كثير يخاض فيه ، حتى: وطريقة ذلك يصيب الماء جميع أجزائه ، ثم يترك حتى يعلو على الماء

.، فيؤخذ ال يطهر غير الماء: وعند الحنابلة ، كما قاله ابن قدامة

من المائعات بالتطهير في قول القاضي وابن عقيل ،إال الزئبق ، فإنه لقوته وتماسكه يجري: قال ابن عقيل واستدل ابن قدامة بأن النبي صلى هللا. مجرى الجامد

عليه وسلم سئل عن السمن إذا وقعت فيه الفأرة ،إن كان مائعا فال تقربوه ، ولو كان إلى تطهيره: » فقال

« .طريق لم يأمر بإراقته :تطهير المياه النجسة

ذهب الحنفية والمالكية إلى أن تطهير المياه - 16النجسة يكون بصب الماء عليها ومكاثرتها حتى يزول

.التغير ولو زال التغير بنفسه ، أو بنزح بعضه ، فعند المالكية

باستمرار: إن الماء يعود طهورا، وقيل : قوالن ، قيل .نجاسته ، وهذا هو األرجح

ألن النجاسة ال تزال إال بالماء المطلق ،: قال الدسوقي .وليس حاصال ، وحينئذ فيستمر بقاء النجاسة

ومحل القولين في الماء الكثير الذي زال تغيره بنفسه أو.بنزح بعضه ، أما القليل فإنه باق على تنجسه بال خالف

15

كما يطهر الماء النجس عند المالكية لو زال تغيرهبإضافة طاهر ، وبإلقاء طين أو تراب إن زال أثرهما ،

أي لم يوجد شيء من أوصافهما فيما ألقيا فيه ، أما إن.وجد فال يطهر ، الحتمال بقاء النجاسة مع بقاء أثرهما

أن الماء إن بلغ قلتين: وذهب الشافعية والحنابلة إلى فإنه ال ينجس إال إذا غيرته النجاسة، لقول النبي صلى

إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث: » هللا عليه وسلم . »

إن الماء ال ينجسه شيء: » وقوله صلى هللا عليه وسلم وتطهيره حينئذ« إال ما غلب على ريحه وطعمه ولونه

كأن زال: يكون بزوال التغير ، سواء زال التغير بنفسه .بطول المكث ، أو بإضافة ماء إليه

:وهذا في التغير الحسي ، وأما التقديري : قال القليوبي كما لو وقع في الماء نجس ال وصف له فيقدر مخالفا

أشد ، كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك ، فإن غيرهفنجس ، ويعتبر الوصف الموافق للواقع ، ويعرف زوال

التغير منه بزوال نظيره من ماء آخر ، أو بضم ماء إليه لوضم للمتغير حسا لزال ، أو بقي زمنا ذكر أهل الخبرة أنه

وال يطهر الماء إن زال التغير بمسك أو. يزول به الحسيزعفران أو خل ، للشك في أن التغير زال أو استتر،

والظاهر االستتار ، مثل ذلك زوال التغير بالتراب والجص.

ونص الحنابلة على أنه إن نزح من الماء المتنجس الكثير، وبقي بعد المنزوح كثير غير متغير ، فإنه يطهر لزوال

وكذا المنزوح الذي زال مع. علة تنجسه ، وهي التغير .نزحه التغير طهور إن لم تكن عين النجاسة فيه

16

وإن كان الماء دون القلتين فإنه ينجس بمالقاة النجاسةوإن لم تغيره ، وتطهيره يكون بإضافة الماء إليه حتىيبلغ القلتين وال تغير به ولو كوثر بإيراد طهور فلم يبلغ

.القلتين لم يطهر ) .مياه : ( والتفصيل في مصطلح

:تطهير األواني المتخذة من عظام الميتات اآلنية المتخذة من عظم حيوان مأكول اللحم مذكى - 17

.يحل استعمالها وأما اآلنية المتخذة من حيوان غير مأكول اللحم ففيها

وما 10ف 1آنية ج : ( خالف وتفصيل ينظر في مصطلح ) .بعدها

:تطهير ما كان أملس السطح ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه إذا أصابت النجاسة - 18

فإنه ال يطهر بالمسح ، وال- كالسيف والمرآة- شيئا صقيال بد من غسله ، لعموم األمر بغسل األنجاس ، والمسح

.ليس غسال لو قطع بالسيف المتنجس: قال البهوتي من الحنابلة

ونحوه بعد مسحه وقبل غسله ما فيه بلل كبطيخ ونحوهنجسه ، لمالقاة البلل للنجاسة ، فإن كان ما قطعه به

رطبا ال بلل فيه كجبن ونحوه فال بأس به ، كما لو قطع.به يابسا لعدم تعدي النجاسة إليه

لو سقيت سكين ماء نجسا ، ثم غسلها: قال النووي طهر ظاهرها ، وهل يطهر باطنها بمجرد الغسل أم ال

قطع: يطهر حتى يسقيها مرة ثانية بماء طهور ؟ وجهان القاضي حسين والمتولي بأنه يجب سقيها مرة ثانية

17

واختار الشاشي االكتفاء بالغسل ، وهو المنصوص عن.الشافعي

وذهب الحنفية إلى أن ما كان أملس السطح ، كالسيفوالمرآة ونحوهما ، إن أصابه نجس فإن تطهيره يكونبالمسح بحيث يزول أثر النجاسة ، ألن أصحاب رسول

الله صلى هللا عليه وسلم كانوا يقتلون الكفار بسيوفهمثم يمسحونها ويصلون وهم يحملونها ، وألنه ال يتشرب

.النجاسة ، وما على ظاهره يزول بالمسح وعليه فلو كان على ظفره نجاسة فمسحها: قال الكمال

.طهرت فإن كان بالصقيل صدأ يتشرب معه النجاسة ، أو كان ذا

.مسام تتشربها ، فإنه ال يطهر إال بالماء وذهب المالكية إلى أن ما كان صلبا صقيال ، وكان

يخشى فساده بالغسل كالسيف ونحوه ، فإنه يعفى عماأصابه من الدم المباح ولو كان كثيرا ، خوفا من إفساد

.الغسل له وسواء مسحه من الدم أم ال على المعتمد: قال الدردير

.، أي خالفا لمن علله بانتفاء النجاسة بالمسح فهذا التعليل يقتضي أنه ال يعفى عما: قال الدسوقي

أصاب السيف ونحوه من الدم المباح إال إذا مسح ، وإالال يعفى عما أصاب الظفر: فال ، وعلى القول األول

والجسد من الدم المباح لعدم فسادهما بالغسل ، وعلى.يعفى عما أصابها منه إذا مسح : القول الثاني

وقيد المالكية العفو بأن يكون الدم مباحا ، أما الدم.العدوان فيجب الغسل منه

18

والمعتمد أن المراد: قال العدوي : قال الدسوقي بالمباح غير المحرم ، فيدخل فيه دم مكروه األكل إذا

المباح أصالة ، فال يضر حرمته: ذكاه بالسيف ، والمراد لعارض كقتل مرتد به ، وقتل زان أحصن بغير إذن

.اإلمام كما قيدوا العفو بأن يكون مصقوال ال خربشة فيه ، وإال

.فال عفو :تطهير الثوب والبدن من المني

اختلف الفقهاء في نجاسة المني ، فذهب الحنفية - 19والمالكية إلى نجاسته ، وذهب الشافعية والحنابلة إلى

.أنه طاهر :واختلف الحنفية والمالكية في كيفية تطهيره

فذهب الحنفية إلى أن تطهير محل المني يكون بغسلهإن كان رطبا ، وفركه إن كان يابسا ، لحديث عائشة

كنت أفرك المني من ثوب: » رضي هللا تعالى عنها قالت رسول الله صلى هللا عليه وسلم إذا كان يابسا ، وأغسله

« .إذا كان رطبا الظاهر أن ذلك بعلم النبي صلى هللا: قال ابن الهمام

عليه وسلم خصوصا إذا تكرر منها مع التفاته صلى هللا.عليه وسلم إلى طهارة ثوبه وفحصه عن حاله

وال فرق في طهارة محله بفركه يابسا وغسله طريا بينويؤيده ما: مني الرجل ومني المرأة ، قال ابن عابدين

أنها كانت تحت: » صح عن عائشة رضي هللا تعالى عنها المني من ثوب رسول الله صلى هللا عليه وسلم وهو

، وال خفاء أنه كان من جماع ، ألن األنبياء ال« يصلي

19

تحتلم ، فيلزم اختالط مني المرأة به ، فيدل على طهارة.منيها بالفرك باألثر ، ال باإللحاق

كما أنه ال فرق في ذلك بين الثوب والبدن على الظاهر.من المذهب

وذهب المالكية إلى أن تطهير محل المني يكون بالغسل.ال غير

) .مني : ( والتفصيل في مصطلح :طهارة األرض بالماء

كالبول والخمر- إذا تنجست األرض بنجاسة مائعة - 20فتطهيرها أن تغمر بالماء بحيث يذهب لون- وغيرهما

النجاسة وريحها ، وما انفصل عنها غير متغير بها فهوبهذا قال جمهور الفقهاء ، وذلك لما رواه أنس. طاهر

جاء أعرابي فبال في طائفة: » رضي هللا عنه قال ناحية من المسجد ، فزجره الناس فنهاهم النبي صلى

هللا عليه وسلم فلما قضى بوله أمر بذنوب من ماءإن هذه: فدعاه فقال : » وفي لفظ « فأهريق عليه

المساجد ال تصلح لشيء من هذا البول وال القذر ، وإنماهي لذكر الله عز وجل والصالة وقراءة القرآن وأمر

« .رجال فجاء بدلو من ماء فشنه عليه وإنما أمر بالذنوب ألن ذلك يغمر البول ، ويستهلك فيه

البول وإن أصاب األرض ماء المطر أو السيول فغمرهاوجرى عليها فهو كما لو صب عليها ، ألن تطهير النجاسةال تعتبر فيه نية وال فعل ، فاستوى ما صبه اآلدمي وما

.جرى بغير صبه وال تطهر األرض حتى يذهب لون النجاسة ورائحتها ،

وألن بقاءهما دليل على بقاء النجاسة، فإن كانت مما ال

20

يزول لونها إال بمشقة سقط عنه إزالتها كالثوب ، وكذا.الحكم في الرائحة

إذا أصابت النجاسة أرضا رخوة فيصب: ويقول الحنفية عليها الماء فتطهر ، ألنها تنشف الماء ، فيطهر وجه

األرض ، وإن كانت صلبة يصب الماء عليها ، ثم تكبس.الحفيرة التي اجتمع فيها الغسالة

) .3أرض ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :ما تطهر به األرض سوى المياه

ذهب الحنفية عدا زفر إلى أن األرض إذا أصابها - 21نجس ، فجفت بالشمس أو الهواء أو غيرهما وذهب

أثره طهرت وجازت الصالة عليها ، لقوله صلى هللا عليه« .أيما أرض جفت فقد ذكت : » وسلم

وذهب المالكية والحنابلة ، والشافعية في األصح عندهم، وزفر من الحنفية إلى أنها ال تطهر بغير الماء ، ألمره

صلى هللا عليه وسلم أن يصب على بول األعرابي ذنوبأهريقوا على بوله: » ماء ، وقوله صلى هللا عليه وسلم واألمر يقتضي« ذنوبا من ماء ، أو سجال من ماء

.الوجوب ، وألنه محل نجس فلم يطهر بغير الغسل :طهارة النجاسة باالستحالة

اتفق الفقهاء على طهارة الخمر باالستحالة ، فإذا - 22وتفصيل ذلك في. انقلبت الخمر خال صارت طاهرة

) .14، 13تحليل ف : ( مصطلح واختلف الفقهاء فيما عدا الخمر من نجس العين هل

يطهر باالستحالة أم ال ؟فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه ال يطهر نجس العين

نهى عن: » باالستحالة ، ألن النبي صلى هللا عليه وسلم

21

ألكلها النجاسة ، ولو طهرت« أكل الجاللة وألبانها .باالستحالة لم ينه عنه

وال يطهر نجس العين بالغسل مطلقا ، وال: قال الرملي باالستحالة ، كميتة وقعت في مالحة فصارت ملحا ، أو

.أحرقت فصارت رمادا وال تطهر نجاسة بنار ،: وقال البهوتي من الحنابلة

فالرماد من الروث النجس نجس وصابون عمل من زيتنجس نجس ، وكذا لو وقع كلب في مالحة فصار ملحا ،

.أو في صبانة فصار صابونا لكن نص الحنابلة على أنه إذا تحولت العلقة إلى مضغة

، فإنها تصير طاهرة بعد أن كانت نجسة ، وذلك ألننجاستها بصيرورتها علقة ، فإذا زال ذلك عادت إلى أصلها

.، كالماء الكثير المتغير بالنجاسة وذهب الحنفية والمالكية إلى أن نجس العين يطهر

باالستحالة ، ألن الشرع رتب وصف النجاسة على تلكالحقيقة ، وتنتفي الحقيقة بانتفاء بعض أجزاء مفهومها ،

ونظيره في الشرع النطفة نجسة ،. فكيف بالكل ؟ وتصير علقة وهي نجسة ، وتصير مضغة فتطهر ،

والعصير طاهر فيصير خمرا فينجس ، ويصير خال فيطهر، فعرفنا أن استحالة العين تستتبع زوال الوصف المرتب

.عليها ونص الحنفية على أن ما استحالت به النجاسة بالنار ، أو

.زال أثرها بها يطهر كما تطهر النجاسة عندهم بانقالب العين ، وهو قول

محمد وأبي حنيفة ، وعليه الفتوى ، واختاره أكثر المشايخ.، خالفا ألبي يوسف

22

ومن تفريعات ذلك ما نقله ابن عابدين عن المجتبى أنهإن جعل الدهن النجس في صابون يفتى بطهارته ، ألنهتغير ، والتغير يطهر عند محمد ، ويفتى به للبلوى ، وعليهيتفرع ما لو وقع إنسان أو كلب في قدر الصابون فصار

.صابونا يكون طاهرا لتبدل الحقيقة العلة عند محمد هي التغير وانقالب: قال ابن عابدين

عدم: الحقيقة ، وإنه يفتى به للبلوى ، ومقتضاه اختصاص ذلك الحكم بالصابون ، فيدخل فيه كل ما كان

.فيه تغير وانقالب حقيقة ، وكان فيه بلوى عامة كما نص المالكية على أن الخمر إذا تحجرت فإنها تطهر ،

لزوال اإلسكار منها ، وأن رماد النجس طاهر ، ألن النار.تطهر

سواء أكلت النار النجاسة أكال قويا أو ال ،: قال الدسوقي فالخبز المخبوز بالروث النجس طاهر ولو تعلق به شيء

من الرماد ، وتصح الصالة قبل غسل الفم من أكله ،.ويجوز حمله في الصالة

:ما يطهر من الجلود بالدباغة اتفق الفقهاء على نجاسة جلود ميتة الحيوانات قبل - 23

الدباغ ، واختلفوا في طهارة جلود الميتة بالدباغة على) .وما بعدها 8ف 20دباغة ج : ( تفصيل في مصطلح

:تطهير الخف من النجاسة ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه إذا أصابت أسفل - 24

الخف أو النعل نجاسة فإن تطهيره يكون بغسله ، واليجزئ لو دلكه كالثوب والبدن ، وال فرق في ذلك بين أن

تكون النجاسة رطبة أو جافة ، وعند الشافعية قوالن فيالقول: العفو عن النجاسة الجافة إذا دلكت ، أصحهما

23

الجديد للشافعي ، وهو أنه ال يجوز حتى يغسله ، واليجوز لما روى أبو سعيد: تصح الصالة به ، والثاني

الخدري رضي هللا تعالى عنه أن رسول الله صلى هللاإذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر ،: » عليه وسلم قال

فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه ، وليصل فيهما »

:إذا قلنا بالقديم وهو العفو فله شروط : قال الرافعي أن يكون للنجاسة جرم يلتصق بالخف ، أما: أحدها

أن يدلكه: الثاني . البول ونحوه فال يكفي دلكه بحال في حال الجفاف ، وأما ما دام رطبا فال يكفي دلكه

.قطعا أن يكون حصول النجاسة بالمشي من غير تعمد: الثالث

.، فلو تعمد تلطيخ الخف بها وجب الغسل قطعا ونقل البهوتي عن اإلنصاف أن يسير النجاسة إذا كانتعلى أسفل الخف والحذاء بعد الدلك يعفى عنه على

.القول بنجاسته وذهب أبو حنيفة إلى أنه إذا أصاب الخف نجاسة لها جرم

، كالروث والعذرة ، فجفت ، فدلكه باألرض جاز ،والرطب وما ال جرم له كالخمر والبول ال يجوز فيه إال

يجزئ المسح فيهما إال البول: الغسل ، وقال أبو يوسف .ال يجوز فيهما إال الغسل كالثوب : والخمر ، وقال محمد

: »وألبي يوسف إطالق قول النبي صلى هللا عليه وسلم إذا أصاب خف أحدكم أو نعله أذى فليدلكهما في األرض

من غير فصل« ، وليصل فيهما ، فإن ذلك طهور لهما بين الرطب واليابس ، والمتجسد وغيره ، وللضرورة

.العامة

24

إال أن الرطب إذا مسح. وألبي حنيفة هذا الحديث باألرض يتلطخ به الخف أكثر مما كان ، فال يطهره

بخالف اليابس ، ألن الخف ال يتداخله إال شيء يسير وهومعفو عنه ، وال كذلك البول والخمر ألنه ليس فيه ما

يجتذب مثل ما على الخف ، فيبقى على حاله ، حتى لولصق عليه طين رطب فجف ، ثم دلكه جاز ، كالذي له

جرم ، وبخالف الثوب ألنه متخلل فتتداخله أجزاء.النجاسة ، فال تزول بالمسح ، فيجب الغسل

ولمحمد القياس على الثوب والبساط ، بجامع أن:قال الكمال . النجاسة تداخلت في الخف تداخلها فيهما

وعلى قول أبي يوسف أكثر المشايخ ، وهو المختار.لعموم البلوى

وهو صحيح ،: وقال السرخسي عن قول أبي يوسف .وعليه الفتوى للضرورة

وفرق المالكية بين أرواث الدواب وأبوالها وبين غيرهامن النجاسات ، فإذا أصاب الخف شيء من روث الدواب

وأبوالها فإنه يعفى عنه إن دلك بتراب أو حجر أو نحوهحتى زالت العين ، وكذا إن جفت النجاسة بحيث لم يبق

.شيء يخرجه الغسل سوى الحكم وقيد بعضهم العفو بأن تكون إصابة الخف أو النعل

لمشقة- كالطرق - بالنجاسة بموضع يطرقه الدواب كثيرا .االحتراز عنه

وهذا القيد نقله في: قال الدسوقي نقال عن البناني التوضيح ، والظاهر اعتباره ، وفي كالم ابن الحاجب

إشارة إليه لتعليله بالمشقة ، كما ذكر خليل أن العفو إنماهو لعسر االحتراز ، وعلى هذا فال يعفى عما أصاب

25

الخف والنعل من أرواث الدواب بموضع ال تطرقه الدواب.كثيرا ولو دلكا

وإن أصاب الخف أو النعل شيء من النجاسات غيرأرواث الدواب وأبوالها ، كخرء الكالب أو فضلة اآلدمي أو

.دم ، فإنه ال يعفى عنه ، وال بد من غسله والعلة ندور ذلك في: قال الحطاب نقال عن ابن العربي

.الطرقات ، فإن كثر ذلك فيها صار كروث الدواب :تطهير ما تصيبه النجاسة من مالبس النساء في الطرق

ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه إذا تنجس ذيل - 25ثوب المرأة فإنه يجب غسله كالبدن ، وال يطهره ما بعده

.من األرض وذهب المالكية إلى أنه يعفى عما يصيب ذيل ثوب

المرأة اليابس من النجاسة إذا مرت بعد اإلصابة على.موضع طاهر يابس ، سواء كان أرضا أو غيره

:وقيدوا هذا العفو بعدة قيود هي أن يكون الذيل يابسا وقد أطالته للستر ، ال للزينة- أ

.والخيالء من المعلوم أنه ال تطيله للستر إال إذا: قال الدسوقي

كانت غير البسة لخف أو جورب ، فعلى هذا لو كانت.البسة لهما فال عفو ، كان ذلك من زيها أم ال

وأن تكون النجاسة التي أصابت ذيل الثوب مخففة- ب جافة ، فإن كانت رطبة فإنه يجب الغسل ، إال أن يكون

.معفوا عنه كالطين وأن يكون الموضع الذي تمر عليه بعد اإلصابة طاهرا- ج

.يابسا :التطهير من بول الغالم وبول الجارية

26

ذهب الحنفية والمالكية إلى أن التطهير من بول - 26الغالم وبول الجارية الصغيرين أكال أو ال ، يكون بغسله

استنزهوا من البول: » لقول النبي صلى هللا عليه وسلم . »

وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه يجزئ في التطهير منبول الغالم الذي لم يطعم الطعام النضح ، ويكون برش

الماء على المكان المصاب وغمره به بال سيالن ، فقدأنها أتت: » روت أم قيس بنت محصن رضي هللا عنها

بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى هللاعليه وسلم فأجلسه رسول الله صلى هللا عليه وسلم فيحجره ، فبال على ثوبه ، فدعا بماء فنضحه ، ولم يغسله

. »أما بول الجارية الصغيرة فال يجزئ في تطهيره النضح ،

ينضح بول: » وال بد فيه من الغسل ، لخبر الترمذي بأن: ، وفرق بينهما « الغالم ، ويغسل بول الجارية

االئتالف بحمل الصبي يكثر ، فيخفف في بوله ، وبأن.بوله أرق من بولها ، فال يلصق بالمحل كلصق بولها به

الصبي إذا طعم الطعام وأراده واشتهاه: قال أحمد غسل بوله ، وليس إذا طعم ، ألنه قد يلعق العسل ، وما

.يطعمه لغذائه وهو يريده ويشتهيه يوجب الغسل ) .16أنوثة ف : ر (

:تطهير أواني الخمر األصل في تطهير أواني الخمر هو غسلها ، بهذا قال - 27

الحنفية والمالكية في الصحيح عندهم والشافعيةوالشيخ أبو الفرج المقدسي الحنبلي فيما كان مزفتا من

.اآلنية

27

تطهر بغسلها ثالثا بحيث ال: وفي هذا يقول الحنفية تبقى فيها رائحة الخمر وال أثرها ، فإن بقيت رائحتها ال

يجوز أن يجعل فيها من المائعات سوى الخل ، ألنهبجعله فيها تطهر وإن لم تغسل ، ألن ما فيها من الخمر

.يتخلل بالخل الكوز إذا كان فيه خمر تطهيره أن يجعل: وفي الخالصة

فيه الماء ثالث مرات ، كل مرة ساعة ، وإن كان جديدا.عند أبي يوسف يطهر ، وعند محمد ال يطهر أبدا

تطهر بغسلها مرة واحدة إذا زال أثر: ويقول الشافعية النجاسة ، ويندب غسلها ثالث مرات، لما ورد أن النبي

إذا استيقظ أحدكم من: » صلى هللا عليه وسلم قال نومه فال يغمس يده في اإلناء حتى يغسلها ثالثا ، فإنه ال

« .يدري أين باتت يده فندب إلى الثالث للشك في النجاسة ، فدل على أن ذلك

يستحب إذا تيقن ويجوز االقتصار على الغسل مرة.واحدة

أن يكاثر بالماء حتى تستهلك: والغسل الواجب في ذلك .النجاسة

في: وعند المالكية ، كما جاء في القوانين الفقهية طهارة الفخار من نجس غواص كالخمر قوالن ، قال

تغسل وينتفع: المواق نقال عن النوادر في أواني الخمر وتطهر أوانيه إذا تحجرت الخمر. بها ، وال تضرها الرائحة

.فيها أو خللت ، ويطهر إناؤها تبعا لها ولو فخارا بغواص إذا كان في اإلناء خمر يتشربها اإلناء ،: ويقول الحنابلة

ثم متى جعل فيه مائع ، سواء ظهر فيه طعم الخمر أولونه ، لم يطهر بالغسل ، ألن الغسل ال يستأصل أجزاءه

28

من جسم اإلناء ، فلم يطهره كالسمسم إذا ابتلآنية الخمر منها: بالنجاسة ، قال أبو الفرج المقدسي

المزفت ، فتطهر بالغسل ، ألن الزفت يمنع وصولالنجاسة إلى جسم اإلناء ، ومنها ما ليس بمزفت ،

فيتشرب أجزاء النجاسة ، فال يطهر بالتطهير ، فإنه متى.ترك فيه مائع ظهر فيه طعم الخمر ولونه

:تطهير آنية الكفار ومالبسهم إنها طاهرة ألن: يقول الحنفية في آنية الكفار - 28

سؤرهم طاهر ، ألن المختلط به اللعاب، وقد تولد منأن رسول الله: » لحم طاهر ، فيكون طاهرا ، فقد روي

صلى هللا عليه وسلم أنزل وفد ثقيف في المسجد وكانوا« .مشركين

وال يعارض: ولو كان عين المشرك نجسا لما فعل ذلك نما المشركون نجس : { بقوله تعالى ألن المراد به} إ

النجس في العقيدة ، فمتى تنجست أوانيهم فإنه يجريعليها ما يجري على ما تنجس من أواني المسلمين من

غسل وغيره ، إذ لهم ما لنا وعليهم ما علينا وثيابهمطاهرة ، وال يكره منها إال السراويل المتصلة بأبدانهم

الستحاللهم الخمر ، وال يتقونها كما ال يتوقون النجاسةوالتنزه عنها ، فلو أمن ذلك بالنسبة لها وكان التأكد من

طهارتها قائما ، فإنه يباح لبسها ، وإذا تنجست جرى عليهاما يجري على تطهير مالبس المسلمين عندما تصيبها

.نجاسة ، سواء بالغسل أو غيره وكره الشافعية استعمال أوانيهم وثيابهم لما روى أبو

يا رسول الله: قلت : ثعلبة الخشني رضي هللا عنه قال ال: » إنا بأرض أهل الكتاب ، ونأكل في آنيتهم فقال

29

تأكلوا في آنيتهم إال أن ال تجدوا بدا ، فإن لم تجدوا بداوألنهم ال يتجنبون النجاسة« . فاغسلوها وكلوا فيها

.فكره لذلك فإن كانوا ممن ال يتدينون: فإن توضأ من أوانيهم نظرت

باستعمال النجاسة صح الوضوء ، ألن النبي صلى هللا.عليه وسلم توضأ من مزادة مشركة

وتوضأ عمر رضي هللا عنه من جرة نصراني ، وألن.األصل في أوانيهم الطهارة

:وإن كانوا ممن يتدينون باستعمال النجاسة ففيه وجهان أنه يصح الوضوء ألن األصل في أوانيهم: أحدهما

ال يصح ألنهم يتدينون باستعمال: الطهارة ، والثاني النجاسة كما يتدين المسلمون بالماء الطاهر ، فالظاهر

.من أوانيهم وثيابهم النجاسة وأجاز المالكية استعمال أوانيهم إال إذا تيقن عدم

طهارتها ، وصرح القرافي في الفروق بأن جميع مايصنعه أهل الكتاب والمسلمون الذين ال يصلون واليستنجون وال يتحرزون من النجاسات من األطعمة

وغيرها محمول على الطهارة ، وإن كان الغالب عليهالنجاسة ، فإذا تنجست أوانيهم فإنها تطهر بزوال تلك

.النجاسة بالغسل بالماء أو بغيره مما له صفة الطهورية وكذلك الحال بالنسبة لمالبسهم ، فإن األصل فيهاالطهارة ما لم يصبها النجس ، ولذا ال يصلى في

مالبسهم أي ما يلبسونه ، ألن الغالب نجاستها ، فحملعليها عند الشك ، أما إن علمت أو ظنت طهارتها فإنه

.يجوز أن يصلى فيها

30

إنها طاهرة مباحة: ويقول الحنابلة في ثيابهم وأوانيهم إن الكفار: االستعمال ما لم تعلم نجاستها ، وأضافوا

فأما أهل الكتاب- أهل الكتاب وغيرهم - على ضربين فيباح أكل طعامهم وشرابهم واستعمال آنيتهم ما لم

ال تختلف الرواية في أنه: تعلم نجاستها ، قال ابن عقيل : {ال يحرم استعمال أوانيهم ، لقول الله تبارك وتعالى

وتوا الكتاب حل لكم } .وطعام الذين أأصبت: » وعن عبد الله بن مغفل رضي هللا عنه قال

والله ال: جرابا من شحم يوم خيبر ، قال فالتزمته ، فقلت فالتفت فإذا: قال . أعطي اليوم أحدا من هذا شيئا

أن: » وروي « . رسول الله صلى هللا عليه وسلم متبسما النبي صلى هللا عليه وسلم أضافه يهودي بخبز وإهالة

.، وتوضأ عمر من جرة نصرانية « سنخة وهم المجوس وعبدة األوثان- وأما غير أهل الكتاب

ومن يأكل لحم الخنزير من أهل الكتاب في- ونحوهم موضع يمكنهم أكله ، أو يأكل الميتة ، أو يذبح بالسن

والظفر فحكم ثيابهم حكم ثياب أهل الذمة عمال باألصلحكمها حكم أواني: ، وأما أوانيهم فقال أبو الخطاب

»أهل الكتاب ، يباح استعمالها ما لم يتحقق نجاستها ، ألن النبي صلى هللا عليه وسلم وأصحابه توضئوا من

« .مزادة مشركة .وألن األصل الطهارة ، فال تزول بالشك

هي نجسة ، ال يستعمل ما استعملوه: وقال القاضي منها إال بعد غسله ، لحديث أبي ثعلبة المتقدم ، وألن

أوانيهم ال تخلو من أطعمتهم ، وذبائحهم ميتة ، فتتنجسال: بها وهذا ظاهر كالم أحمد ، فإنه قال في المجوس

31

يؤكل من طعامهم إال الفاكهة ، ألن الظاهر نجاسة آنيتهمالمستعملة في أطعمتهم ، ومتى شك في اإلناء هل

.استعملوه أم ال ؟ فهو طاهر ، ألن األصل طهارته :تطهير المصبوغ بنجس

ال خالف بين الفقهاء في أن المصبوغ بنجس يطهر - 29يغسل حتى يصير الماء: بغسله ، إال أن الحنفية يقولون

.يغسل بعد ذلك ثالث مرات : صافيا ، وقيل يطهر بغسله حتى يزول طعم النجس ،: ويقول المالكية

ومتى زال طعمه فقد طهر ولو بقي شيء من لونهوريحه

يغسل حتى ينفصل النجس منه ولم: ويقول الشافعية يزد المصبوغ وزنا بعد الغسل على وزنه قبل الصبغ ،

وإن بقي اللون لعسر زواله ، فإن زاد وزنه ضر ، فإن لم.ينفصل عنه لتعقده به لم يطهر ، لبقاء النجاسة فيه

يطهر بغسله وإن بقي اللون لقوله عليه: ويقول الحنابلة « .وال يضرك أثره : » الصالة والسالم في الدم

:رماد النجس المحترق بالنار المعتمد عند المالكية والمختار للفتوى ، وهو قول - 30

محمد بن الحسن من الحنفية وبه يفتى ، والحنابلة فيأن رماد النجس المحترق بالنار طاهر ،: غير الظاهر

فيطهر بالنار الوقود المتنجس والسرقين والعذرة تحترقوتفصيل ذلك. فتصير رمادا تطهر ، ويطهر ما تخلف عنها

) .3، ف 23رماد ج : ( في مصطلح :تطهير ما يتشرب النجاسة

اختلف الفقهاء في اللحم الذي طبخ بنجس ، هل - 31يطهر أم ال ؟

32

فذهب الحنفية – عدا أبي يوسف – والحنابلة إلى أناللحم الذي طبخ بنجس ال يمكن تطهيره، قال ابن

إذا صب الطباخ في القدر مكان: عابدين نقال عن الخانية الخل خمرا غلطا، فالكل نجس ال يطهر أبدا ، وما روي

وذهب. عن أبي يوسف أنه يغلى ثالثا ال يؤخذ به المالكية إلى أن اللحم الذي طبخ بنجس من ماء ، أو

وقعت فيه نجاسة حال طبخه قبل نضجه ، فإنه ال يقبلالتطهير ، أما إن وقعت فيه نجاسة بعد نضجه فإنه يقبل

.التطهير ، وذلك بأن يغسل ما تعلق به من المرق وقيد الدسوقي ذلك بما إذا لم تطل إقامة النجاسة فيه ،

.بحيث يظن أنها سرت فيه ، وإال فال يقبل التطهير وذهب الشافعية إلى أن اللحم الذي طبخ بنجس يمكن

يغسل: أحدهما : تطهيره ، وفي كيفية طهارته وجهان يشترط أن يغلي بماء طهور: ثم يعصر كالبساط ، الثاني

.وقطع القاضي حسين والمتولي بوجوب السقي مرة

.ثانية والغلي ، واختار الشاشي االكتفاء بالغسل واختلف الفقهاء أيضا في الفخار الذي يتشرب النجاسة ،

هل يطهر أم ال ؟فذهب المالكية والحنابلة ومحمد من الحنفية إلى أن

ونقل الدسوقي. الفخار الذي يتشرب النجاسة ال يطهر عن البناني أن الفخار البالي إذا حلت فيه نجاسة غواصةيقبل التطهير ، والذي ال يقبل التطهير هو الفخار الذي لميستعمل قبل حلول الغواص فيه ، أو استعمل قليال، قال

.وهو أولى : الدسوقي

33

وصرح المالكية بأن مثل الفخار أواني الخشب الذيوذهب أبو يوسف إلى. يمكن سريان النجاسة إلى داخله

أنه يمكن تطهير الخزف الذي يتشرب النجاسة ، وذلك.بأن ينقع في الماء ثالثا ، ويجفف كل مرة

قول محمد أقيس ، وقول أبي يوسف: قال ابن عابدين .أوسع

ونص الحنابلة على أنه ال يطهر باطن حب تشرب.النجاسة

لو طبخت الحنطة في الخمر ، قال أبو: وعند الحنفية تطبخ ثالثا بالماء وتجفف في كل مرة ، وقال: يوسف

إذا طبخت في الخمر ال تطهر أبدا ، وبه يفتى: أبو حنيفة .، إال إذا صب فيه الخل ، وترك حتى صار الكل خال

ونص المالكية على أن الزيتون الذي ملح بنجس ، بأنجعل عليه ملح نجس يصلحه ، إما وحده أو مع ماء اليقبل التطهير ، أما لو طرأت عليه النجاسة بعد تمليحه

واستوائه ، فإنه يقبل التطهير ، وذلك بغسله بالماء.المطلق

ومثل ذلك يقال في الجبن والليمون: قال الدسوقي والنارنج والبصل والجزر الذي يتخلل ، ومحل عدم الضررإذا لم تمكث النجاسة مدة يظن أنها سرت فيه ، وإال فال

كما نص المالكية على أن البيض الذي. يقبل التطهير .سلق بنجس ال يقبل التطهير

وال فرق بين أن يكون الماء المسلوق: قال الدسوقي .فيه متغيرا بالنجاسة أم ال

أن الماء إذا- كما قاله بعضهم - الظاهر : وقال البناني حلته نجاسة ولم تغيره ، ثم سلق فيه البيض ، فإنه ال

34

ينجسه ، حيث إن الماء حينئذ طهور ولو قل على.المشهور

أما لو طرأت على البيض المسلوق نجاسة بعد سلقهواستوائه فإنه ال يتنجس ، كما أنه لو شوي البيض

.المتنجس قشره فإنه ال ينجس -ونص الشافعية على أن اللبن المختلط بنجاسة جامدة

نجس ، وال طريق إلى تطهيره- كالروث وعظام الميتة .لعين النجاسة

أنه- وهو الجديد - فإن طبخ فالمذهب : قال النووي .على نجاسته

أما اللبن غير المختلط بنجاسة جامدة ، بأن نجس بسببعجنه بماء نجس أو بول ، فيطهر ظاهره بإفاضة الماءعليه ، ويطهر باطنه بأن ينقع في الماء حتى يصل الماء

.إلى جميع أجزائه ونص الحنابلة على أنه ال يطهر عجين تنجس ، ألنه ال

.يمكن غسله ==================

*طواف :التعريف

طاف: الدوران حول الشيء ، يقال : الطواف لغة - 1حول الكعبة وبها يطوف طوفا وطوفانا بفتحتين ،

.موضع الطواف : والمطاف إن: { بمعنى طاف ، ومنه قوله تعالى : وتطوف وطوف

و اعتمر الصفا والمروة من شعآئر الله فمن حج البيت أن يطوف بهما أصله يتطوف ، قلبت} فال جناح عليه أ

.التاء طاء ثم أدغمت

35

هو الدوران حول البيت: الطواف : وفي االصطالح .الحرام

:األلفاظ ذات الصلة :السعي

المشي ، وأيضا القصد إلى: السعي في اللغة - 2.الشيء ، والعدو ، والتصرف في األعمال

.المشي بين الصفا والمروة : واصطالحا وقد يطلق على السعي الطواف ، والتطوف ، كما سبق

ن يطوف بهما : { في اآلية } .فال جناح عليه أ:أنواع الطواف

يتنوع الطواف بحسب سبب مشروعيته إلى سبعة - 3طواف القدوم ، طواف الزيارة ، طواف: أنواع ، وهي

الوداع ، طواف العمرة ، طواف النذر ، طواف تحية.المسجد الحرام، طواف التطوع

.كذا عدها الحنفية والمالكية والحنابلة طواف القدوم ، طواف الركن ،: وعدها الشافعية ستة

طواف الوداع ، طواف ما يتحلل به في الفوات ، طواف.النذر ، طواف التطوع

يشمل طواف ركن الحج" : طواف الركن " وقولهم يشمل تحية" طواف التطوع : " وركن العمرة ، وقولهم

المسجد ، أي المسجد الحرام ، العتبار أن تحية المسجد.بالصالة تنوب عن الطواف

واختص مذهب الشافعية بطواف ما يتحلل به فيالفوات ، فإنه يدخل في العمرة عند الحنفية والمالكية

والحنابلة ، ألن من فاته الحج يتحلل بعمرة عندهم ،ويتحلل بطواف وسعي وحلق عند الشافعية ، حتى لو

36

سعى بعد طواف القدوم سقط عنه السعي ، وال ينقلب.عمله هذا إلى عمرة عند الشافعية

:ولكل نوع من هذه األنواع أحكامه على التفصيل التالي :طواف القدوم : أوال

ويسمى طواف القادم ، وطواف الورود ، وطواف - 4التحية ، ألنه شرع للقادم والوارد من غير مكة لتحية

البيت ، ويسمى أيضا طواف اللقاء ، وأول عهد بالبيت ،وطواف القدوم سنة لآلفاقي القادم إلى مكة عند

الحنفية والشافعية والحنابلة تحية للبيت العتيق ، لذلك.يستحب البدء به دون تأخير

وسوى الشافعية بين داخلي مكة ، المحرم منهم وغيرالمحرم في سنية طواف القدوم ، بناء على مذهبهم في

جواز دخول الحرم بغير إحرام لمن قصده لحاجة غير.النسك

يحرم حجا أو: ولم يجز غيرهم دخول الحرم إال بنسك عمرة ، لذلك كان طواف القدوم عندهم من مناسك

.الحج خاصة ، ألن المعتمر يبدأ بطواف العمرة وذهب المالكية إلى أن طواف القدوم واجب ، من تركه

.يجب عليه الدم وفي بيان من يجب عليه طواف القدوم ، ودليل الوجوب

:، وكيفية طواف القدوم ووقته ، ومن يسقط عنه ) .وما بعدها 88حج ف : ( تفصيل سبق في مصطلح

:طواف اإلفاضة : ثانيا طواف اإلفاضة ركن من أركان الحج المجمع عليها ، - 5

ال يتحلل الحاج بدونه التحلل األكبر ، وال ينوب عنه شيءألبتة ، ويؤديه الحاج بعد أن يفيض من عرفة ، ويبيت

37

بالمزدلفة ، فيأتي منى يوم العيد ، فيرمي وينحر ويحلق ،ويأتي مكة ، فيطوف بالبيت طواف اإلفاضة ، ويسمى

أيضا طواف الزيارة ، ويسمى طواف الفرض ، والركن ،.ألنه فرض وركن من أركان الحج

وفي فرضية طواف اإلفاضة وكيفيته وعدد أشواطه ،وشروطه الخاصة به ، ووقته ، وما يسن فيه ، وما يترتب

في ذلك كله تفصيل سبق في: على تأخيره أو تركه ) .124و ف 55إلى 52حج من ف : ( مصطلح

:طواف الوداع : ثالثا .ويسمى طواف الصدر ، وطواف آخر العهد - 6

الحنفية والحنابلة وهو األظهر- وهو واجب عند الجمهور .ومستحب عند المالكية - عند الشافعية

واستدل الجمهور على وجوبه بما روى ابن عباس رضيأنه أمر: » هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم

، إال أنه خفف عن« الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت .المرأة الحائض

واستدل المالكية على أنه مستحب ، بأنه جاز للحائض.تركه دون فداء ، ولو وجب لم يجز للحائض تركه

وفي شروط وجوبه ومن يجب عليه وشروط صحته ) 74إلى 70حج ف : ( ووقته تفصيل سبق في مصطلح

:طواف العمرة : رابعا وهو ركن فيها ، وأول وقته بعد اإلحرام بالعمرة ، وال - 7

.آخر له ) .عمرة : ( وينظر التفصيل في مصطلح

:طواف النذر : خامسا

38

وهو واجب ، وال يختص بوقت إذا لم يعين الناذر في - 8.نذره للطواف وقتا

) .نذر : ( والتفصيل في مصطلح :طواف تحية المسجد الحرام : سادسا

وهو مستحب لكل من دخل المسجد الحرام ، إال إذا - 9كان عليه طواف آخر ، فيقوم مقامه ، كالمعتمر ، فإنهيطوف طواف فرض العمرة ، ويندرج فيه طواف تحيةالمسجد ، كما ارتفع به طواف القدوم ، وهو أقوى من

طواف تحية المسجد ، وذلك ألن تحية هذا المسجدالشريف هي الطواف إال إذا كان مانع فحينئذ يصلي تحية

.المسجد :طواف التطوع : سابعا

كما- ومنه طواف تحية المسجد الحرام ، وزمنه - 10عند الدخول ، أما طواف التطوع غير طواف- سبق

التحية ، فال يختص بزمان دون زمان ، ويجوز في أوقات.كراهة الصالة عند جمهور الفقهاء

وال ينبغي له أن يتطوع ويكون عليه غيره من سائر.الفروض

إذا- ولو من الصغار - ويصح من كل مسلم عاقل مميز .كان طاهرا

ويلزم بالشروع فيه وكذا في طواف القدوم والتحية ، أيبمجرد النية عند الحنفية ، على الخالف في مسألة لزوم

.إتمام النافلة بالشروع فيها ) .5شروع ف : ( والتفصيل في مصطلح :أحكام الطواف العامة

39

ذكر الفقهاء أمورا ال بد منها في الطواف بصفة عامة ،لكنهم اختلفوا في عدها ركنا أو واجبا أو شرطا على

:النحو التالي حصول الطائف حول الكعبة العدد المطلوب من: أوال

:األشواط ذهب الفقهاء إلى أن على كل طائف أن يطوف - 11

حول الكعبة العدد المطلوب من األشواط سواء كانحصوله هذا بفعل نفسه ، أو بفعل غيره ، بأن حمله

الغير وطاف به ، وسواء كان قادرا على الطواف بنفسهفأمر شخصا أن يحمله في الطواف أو حمله اآلخر بغير

أمره ، فإن هذا كاف في أداء فرض الطواف ، وسقوطهعن الذمة ، ألن الفرض هو حصول الطواف حول البيت

.، وقد حصل :عدد أشواط الطواف : ثانيا

ال خالف أن عدد أشواط الطواف المطلوبة سبعة ، - 12:لكن الفقهاء اختلفوا بعد ذلك في ركنية السبعة

فالجمهور على أن الركن سبعة أشواط ال يجزئ عن.الفرض أقل منها

.وقسم الحنفية السبعة إلى ركن وواجب أما العدد الركن فأكثر هذه السبعة ، وأما الواجب فهو

واستدل الجمهور بقوله. األقل الباقي بعد أكثر الطواف فإن اآلية تفيد التكثير} وليطوفوا بالبيت العتيق : { تعالى

، ألنه عبر بصيغة التفعيل ، وقد جاء فعله صلى هللا عليه: {وسلم مبينا القدر الذي يحصل به امتثال قوله

.وهو سبعة أشواط ، فتكون هي الفرض } وليطوفوا

40

كما استدلوا بأن مقادير العبادات ال تعرف بالرأيواالجتهاد ، وإنما تعرف بالتوقيف ، أي التعليم من الشارع

، والرسول صلى هللا عليه وسلم طاف سبعا ، وفعلهخذوا عني: » هذا بيان لمناسك الحج ، كما قال

« .مناسككم .فالفرض طواف سبعة أشواط وال يعتد بما دونها

:واستدل الحنفية بأدلة ، منها وهذا أمر} وليطوفوا بالبيت العتيق : { قوله تعالى - 1

مطلق عن أي قيد ، واألمر المطلق يوجب مرة واحدة ،وال يقتضي التكرار ، فالزيادة على شوط من الطواف

تحتاج إلى دليل آخر ، والدليل قائم على فرضية أكثرالسبع ، وهو اإلجماع ، فتكون فرضا ، وال إجماع على

.فرضية الباقي ، فال يكون فرضا بل واجبا أن الطائف قد أتى بأكثر السبع ، واألكثر يقوم مقام - 2

.الكل ، فكأنه أدى الكل الذي ندين به: وقال كمال الدين بن الهمام من الحنفية

.أنه ال يجزئ أقل من سبع ، وال يجبر بعضه بشيء :الشك في عدد األشواط

لو شك في عدد أشواط طوافه وهو في الطواف - 13-بنى على اليقين ، وهو األقل عند جمهور الفقهاء

- .الشافعية والحنابلة أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم: قال ابن المنذر

على ذلك وألنها عبادة ، فمتى شك فيها وهو فيها بنى.على اليقين كالصالة

يبني: وأجرى المالكية ذلك في غير المستنكح ، فقالوا الشاك غير المستنكح على األقل ، والمراد بالشك مطلق

41

التردد الشامل للوهم ، أما الشاك المستنكح فيبني على.األكثر

وفصل الحنفية في الشك في عدد األشواط بين طوافأما طواف الفرض كالعمرة: الفرض والواجب وغيره

لو شك في عدد: والزيارة والواجب كالوداع فقالوا األشواط فيه أعاده ، وال يبني على غالب ظنه ، بخالف

الصالة ، ولعل الفرق بينهما كثرة الصلوات المكتوبة.وندرة الطواف

أما غير طواف الفرض والواجب وهو النفل فإنه إذا شكفيه يتحرى ، ويبني على غالب ظنه ، ويبني على األقل

.المتيقن في أصله أما إذا شك بعد الفراغ من الطواف فال يلتفت إليه عند

الجمهور ، وسوى المالكية بينه وبين ما إذا كان في.الطواف ، وأطلق الحنفية عباراتهم في الشك

وإن أخبره ثقة بعدد طوافه أخذ به إن كان عدال عنداألكثر ، وصرح المالكية بشرط كونه معه في الطواف ،

.ولم يشرط ذلك الشافعية والحنابلة لو أخبره عدل بعدد مخصوص مخالف: وقال الحنفية

لما في ظنه أو علمه ، يستحب له أن يأخذ بقوله احتياطافيما فيه االحتياط فيكذب نفسه ، الحتمال نسيانه

ويصدقه ، ألنه عدل ال غرض له في خبره ، ولو أخبرهألن علمين; عدالن وجب العمل بقولهما ، وإن لم يشك

خير من علم واحد ، وألن إخبارهما بمنزلة شاهدين علىواستحب الشافعية له األخذ. إنكاره في فعله أو إقراره

.بقول العدل المخالف لعلمه ، خالفا للصالة :النية : ثالثا

42

مجرد إرادة الدوران حول الكعبة ال لقصد شيء - 14آخر يكفي في هذا الشرط ، دون تعيينه للفرض أو

الوجوب أو السنة ، وال تعيين كونه لإلفاضة أو للصدر أو.للقدوم ونحو ذلك ، كما صرح به الحنفية في الراجح

ومن قام بعمل الطواف لطلب غريم أو فرارا من ظالمال يعتد به ما لم ينو مع عمله هذا الطواف وفي شرح

نية الحج عند اإلحرام كافية عن نية: مختصر الطحاوي .الطواف

لو طاف طوافا في وقته الذي عين: وقال الحنفية الشارع وقوعه فيه وقع عنه ، نواه بعينه أو ال ، أو نوىطوافا آخر ، فلو قدم معتمرا وطاف بأي نية كانت من

نيات الطواف كأن نواه تطوعا يقع طوافه عن العمرة ،أو قدم حاجا وطاف قبل يوم النحر وقع عن طواف

.القدوم إن نية اإلحرام بالحج يندرج فيها: وقال الدسوقي

الوقوف كالطواف والسعي وتطلب النية من المار دون.غيره

أن نية الطواف شرط إن استقل بأن لم: وقرر الشافعية يشمله نسك ، كالطواف المنذور والمتطوع به ، قال ابن

وطواف الوداع ال بد له من نية ، ألنه يقع بعد: الرفعة التحلل ، ألنه ليس من المناسك عند الشيخين ، بخالفالطواف الذي يشمله نسك وهو طواف الركن للحج أو

العمرة وطواف القدوم فال يحتاج ذلك إلى نية فيما لم يصرف: األصح ، لشمول نية النسك له ، وقالوا

.الطواف إلى غرض آخر من طلب غريم أو نحوه

43

: »ال بد لصحة الطواف من النية لحديث : وقال الحنابلة « .إنما األعمال بالنيات

وألن النبي صلى هللا عليه وسلم سماه صالة والصالة التصح إال بالنية اتفاقا ، وفي طواف اإلفاضة يعين في نيته

.هذا الطواف :طواف المغمى عليه

لو طاف بالمغمى عليه رفاقه محموال ، أجزأ ذلك - 15الطواف الواحد عن الحامل والمحمول إن نواه الحاملعن نفسه وعن المحمول ، وإن كان بغير أمر المغمى

عليه ، بناء على أن عقد الرفقة متضمن لفعل هذهالمنفعة ، وسواء اتفق طوافهما بأن كان لعمرتهما ، أو

لزيارتهما ، ونحوهما ، أو اختلف طوافهما ، فيكونطواف الحامل عما أوجبه إحرامه ، وطواف المحمول

.كذلك ) .143 - 137إحرام ف : ( وانظر المسألة في مصطلح

:طواف النائم والمريض لو طاف أحد بمريض وهو نائم من غير إغماء ففيه - 16

إن كان الطواف بأمره وحملوه: تفصيل عند الحنفية على فوره أي ساعته عرفا وعادة يجوز ، وإال بأن طافوابه من غير أن يأمرهم بالطواف به أو فعلوا لكن ال على

.فوره فال يجزيه الطواف ففرقوا في الحكم بين الوقوف والطواف لعدم اشتراط

النية في الوقوف بعرفة ، وفرقوا بين المغمى عليهوالنائم فاكتفوا في المغمى عليه بعقد الرفقة ، وفيالمريض النائم اعتبروا األمر الصريح لقيام نيتهم مقام

.نيته ، ألن أقرب إلى الشعور من حال المغمى عليه

44

وعند غير الحنفية ينتظر حتى يفيق المغمى عليه والنائم.ويستوفي شروط الطواف التي منها الطهارتان

:وقوع الطواف في المكان الخاص : رابعا مكان الطواف هو حول الكعبة المشرفة داخل - 17

المسجد الحرام ، قريبا من البيت أو بعيدا عنه ، وهذاوليطوفوا بالبيت: { شرط متفق عليه ، لقوله تعالى

} .العتيق فلو طاف من وراء مقام إبراهيم عليه السالم ، أو من

وراء حائل كمنبر أو غيره كاألعمدة ، أو على سطحالمسجد الحرام أجزأه ذلك ، ألنه قد حصل حول البيت ،

ما دام ضمن المسجد، وإن وسع المسجد ، ومهما توسع.ما لم يبلغ الحل عند الجمهور

يجوز الطواف بسقائف المسجد ، وهي: وقال المالكية محل كان به قباب معقودة ، ومن وراء زمزم وقبة

الشراب حذاء زمزم ، وال يضر حيلولة األسطوانات وزمزموالقبة بين الطائف والبيت بسبب زحمة انتهت إليها ، ألنالزحام يصير الجميع متصال بالبيت ، وإن لم تكن زحمةبل طاف تحت السقائف اعتباطا ، أو لحر ، أو لبرد ، أو

مطر أعاد وجوبا ما دام بمكة ، ولم يرجع له من بلده أومما يتعذر منه الرجوع ، وعليه الدم ، لكن الظاهر أنالحر والبرد الشديدين كالزحمة ، كما قرر الدسوقي ،

وعلى هذا لو طاف في السقائف لزحمة ثم قبل كمالهزالت الزحمة وجب إكماله في المحل المعتاد ، سواء

كان الباقي قليال أو كثيرا ، فلو كمل الباقي في السقائف.فالظاهر أنه يعيد ذلك الذي كمله في السقائف

:أن يكون الطواف حول البيت كله : خامسا

45

وذلك يشمل الشاذروان ، وهو الجزء السفلي - 18الخارج عن جدار البيت مرتفعا على وجه األرض على

.القول بأنه من الكعبة وقد اختلف فيه هل هو من الكعبة أو ليس من الكعبة ؟

هو من الكعبة تركته قريش لضيق النفقة: فقال جماعة .ليس من الكعبة وعليه المحققون : ، وقال الحنفية

:أن يكون الحجر داخال في طوافه : سادسا هو الموضع- بكسر الحاء وسكون الجيم - الحجر - 19

المحاط بجدار مقوس تحت ميزاب الكعبة ، في الجهة.الشمالية من الكعبة ، ويسمى الحطيم أيضا

والحجر هو جزء من البيت ، تركته قريش لضيق النفقة ،الذي منها ستة أذرع أو سبعة: وأحاطته بالجدار ، وقيل

أذرع ، فالنظر في القدر الزائد إلى طواف النبي صلىهللا عليه وسلم من ورائه ، وهو ما قطع به أكثر

وعن. الشافعية كما صرح به النووي في المجموع عائشة رضي هللا عنها أن رسول الله صلى هللا عليه

ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة: » وسلم قال لها يا رسول الله ، أال: اقتصروا على قواعد إبراهيم ؟ فقلت

لوال حدثان قومك: تردها على قواعد إبراهيم ؟ قال :بالكفر لفعلت فقال عبد الله بن عمر رضي هللا عنهما

لئن كانت عائشة رضي هللا عنها سمعت هذا من رسولالله صلى هللا عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى هللا

عليه وسلم ترك استالم الركنين اللذين يليان الحجر إال أن« .البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم

سألت رسول الله صلى هللا عليه وسلم: » وعنها قالت « .نعم : عن الجدر أمن البيت هو ؟ قال

46

وقد ذهب المالكية والشافعية والحنابلة وعطاء وأبو ثورإلى أن الطواف من وراء الحطيم فرض ،: وابن المنذر

من تركه لم يعتد بطوافه ، حتى لو مشى على جداره لميجزئه ، ألنه جزء من الكعبة ، كما ثبت ذلك بالسنة

واستدلوا. الصحيحة ، ويجب أن يكون داخال في الطواف أيضا بمواظبة النبي صلى هللا عليه وسلم على الطواف

من وراء الحجر ، وفعله بيان للقرآن ، فيلتحق به ،.فيكون فرضا

دخول الحجر في الطواف واجب ألن: أما الحنفية فقالوا كونه جزءا من البيت ثبت بخبر الواحد ، وخبر الواحد يثبت

.به الوجوب عندهم ال الفرض وعلى ذلك فمن ترك الطواف خلف الحجر لم يصح

طوافه عند الجمهور ، ولم يعتد به ، ألنه لم يطف بجميع.البيت

أما عند الحنفية فيجب عليه إعادة الطواف ما دام بمكة ،فإن رجع إلى بلده بغير إعادة فعليه هدي يرسله إلىمكة ، واألفضل عند الحنفية إعادة كل الطواف ليؤديه

.على الوجه الحسن ، وللخروج من الخالف فيجزيه أن يأخذ عن يمينه خارج: أما الواجب في اإلعادة

الحجر مبتدئا من أول أجزاء الفرجة أو قبله بقليل احتياطا، ويطوف حتى ينتهي إلى آخره ، ثم يدخل الحجر من

الفرجة التي وصل إليها ويخرج من الجانب اآلخر ، أو ال.يدخل الحجر ، بل يرجع ويبتدئ من أول الحجر

:ابتداء الطواف من الحجر األسود : سابعا ذهب الشافعية والحنابلة وهو قول عند المالكية - 20

إلى أن ابتداء الطواف من الحجر األسود شرط لصحة

47

الطواف ، وهو رواية في مذهب الحنفية ، فال يعتد.بالشوط الذي بدأه بعد الحجر األسود

واستدلوا بمواظبة النبي صلى هللا عليه وسلم وجعلوها.دليل الفرضية ، ألنها بيان إلجمال القرآن

وال بد عندهم من محاذاة الحجر األسود بجميع البدن ،ألن ما وجب فيه محاذاة البيت وجبت محاذاته بجميع

.البدن ، كاالستقبال في الصالة وذهب الحنفية والمالكية على الراجح في المذهبين إلى

أن ابتداء الطواف من الحجر األسود واجب ، ألن النبيصلى هللا عليه وسلم واظب على ذلك ، والمواظبة دليل

: »الوجوب ، ال سيما وقد قال صلى هللا عليه وسلم فيلزم الدم بترك البداية منه في« خذوا عني مناسككم

.طواف الركن إنه واجب ال: ولو قيل : قال المحقق الشيخ علي القارئ

يبعد ، ألن المواظبة من غير ترك مرة دليله ، فيأثم بهويجزيه ، ولو كان في اآلية إجمال لكان شرطا كما قال

محمد ، لكنه منتف في حق االبتداء ، فيكون مطلقواجبا- أي من الحجر األسود - التطوف فرضا ، وافتتاحه

وهو األشبه واألعدل ، فينبغي أن يكون هو. للمواظبة .المعول

:التيامن : ثامنا سير الطائف عن يمين الكعبة ، وجعل: التيامن - 21

يساره لجانب الكعبة ، وهذا شرط عند جمهور الفقهاء.وقرروا أن الطواف على عكس ذلك باطل

48

بأن النبي صلى هللا عليه وسلم جعل البيت: » واستدلوا ، وألنها عبادة متعلقة بالبيت« في الطواف على يساره

.فيجب فيها الترتيب كالصالة التيامن واجب في الطواف ، والطواف: وقال الحنفية

على عكسه صحيح مع الكراهة التحريمية ، وتجب إعادتهما دام بمكة ، وإن رجع إلى أهله من غير إعادة يجب

واستدلوا بأنه هيئة متعلقة بالطواف ، فال. عليه الدم }وليطوفوا بالبيت العتيق : { تمنع صحته ، وجعلوا اآلية

دليال على إجزاء الطواف وصحته على أي هيئة ، ألناألمر مطلق ، فيتأدى الركن بدون تلك الهيئة ، وحملوا

.فعل النبي صلى هللا عليه وسلم على الوجوب :الطهارة من الحدث والخبث : تاسعا

أن: ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى - 22الطهارة من األحداث ومن األنجاس شرط لصحة

الطواف ، فإذا طاف فاقدا أحدها فطوافه باطل ال يعتد.به

الطهارة من الحدث ومن الخبث واجب: وقال الحنفية .للطواف ، وهو رواية عن أحمد

وإن كان أكثر الحنفية على أن الطهارة من النجاسة.الحقيقية سنة مؤكدة

استدل الجمهور بحديث ابن عباس عن النبي صلى هللاالطواف بالبيت صالة فأقلوا من: » عليه وسلم قال

« .الكالم وإذا كان صالة والصالة ال تجوز بدون الطهارة من

.األحداث ، فكذلك الطواف ال بد فيه من الطهارة

49

وليطوفوا بالبيت العتيق: { واستدل الحنفية بقوله تعالى . {

ووجه االستدالل بها أن األمر بالطواف مطلق لم يقيدهالشارع بشرط الطهارة ، وهذا نص قطعي ، والحديثخبر آحاد ويفيد غلبة الظن فال يقيد نص القرآن ، ألنه.دون رتبته ، فحملنا الحديث على الوجوب وعملنا به

فمن طاف محدثا فطوافه باطل عند: وعلى ذلك الجمهور ، وعليه العود ألدائه إن كان طوافا واجبا ، وال

.تحل له النساء إن كان طواف إفاضة حتى يؤديه أما عند الحنفية فهو صحيح لكن تجب إعادته ما دام

.بمكة ، وإال وجب عليه الفداء ومن أحدث في أثناء الطواف يذهب فيتوضأ ويتمم

األشواط وال يعيدها عند الحنفية والشافعية ، وهو رواية.عن مالك

أنه يعيد الطواف من أوله ، وال: والمشهور عن مالك يبني على األشواط السابقة ، وذلك ألن المواالة في

.أشواط الطواف شرط في صحة الطواف وذهب الحنابلة إلى أنه إن أحدث عمدا فإنه يبتدئ

الطواف ، ألن الطهارة شرط له ، وإن سبقه الحدث ففيه:روايتان

يتوضأ ويبني ،: يبتدئ أيضا ، والرواية الثانية : إحداهما قال حنبل عن أحمد فيمن طاف ثالثة أشواط أو أكثر ،يتوضأ فإن شاء بنى ، وإن شاء استأنف ، قال أبو عبد

يبني إذا لم يحدث حدثا إال الوضوء ، فإن عمل: الله عمال غير ذلك استقبل الطواف ، وذلك ألن المواالة

تسقط عند العذر في إحدى الروايتين ، وهذا معذور ،

50

فجاز البناء ، وإن اشتغل بغير الوضوء فقد ترك المواالةلغير عذر فلزمه االبتداء إذا كان الطواف فرضا ، فأما

.المسنون فال تجب إعادته كالصالة المسنونة إذا بطلت :ستر العورة : عاشرا

ذهب الجمهور إلى أن ستر العورة شرط في صحة - 23هو واجب في الطواف ليس: الطواف ، وقال الحنفية

شرطا لصحته ، وذلك ألن الطواف عند الجمهور كالصالة: »يجب فيه ستر العورة لقوله صلى هللا عليه وسلم

ال يطوف بالبيت: » ، ولحديث « الطواف بالبيت صالة « .عريان

فمن أخل بستر العورة اإلخالل المفسد للصالة بحسبالمذاهب ، فسد طوافه عند الجمهور ، وعند الحنفية عليه

.الدم :مواالة أشواط الطواف : حادي عشر

اشتراط المواالة بين أشواط الطواف مذهب - 24المالكية والحنابلة ، وعند الحنفية والشافعية سنة لالتباع ،

ألنه صلى هللا عليه وسلم والى في طوافه ، وفي قول.عند الشافعية أن المواالة واجبة

الطواف بالبيت: » ودليل شرط المواالة ووجوبها حديث فيشترط له المواالة كسائر الصلوات ، ودليل« صالة

.السنية فعل النبي صلى هللا عليه وسلم :المشي للقادر عليه : ثاني عشر

ذهب الحنفية وهو رواية عن أحمد إلى أن المشي - 25للقادر عليه واجب مطلقا في أي طواف ، وعند المالكيةواجب في الطواف الواجب ، وأما الطواف غير الواجب

.فالمشي فيه سنة عندهم

51

وذهب الشافعية وهو رواية عن أحمد إلى أن المشي.في الطواف سنة

فلو طاف راكبا مع قدرته على المشي لزمه دم عندالحنفية والمذهب عند الحنابلة لتركه واجب المشي ، إالإذا أعاده ماشيا ، أما عند الشافعية والرواية األخرى عن

.أحمد فيجوز طوافه بال كراهية أما إذا كان عاجزا عن المشي وطاف محموال فال فداء

.عليه اتفاقا وال إثم :فعل طواف اإلفاضة في أيام النحر : ثالث عشر

ذهب أبو حنيفة إلى أن أداء طواف اإلفاضة في - 26أيام النحر واجب فلو أخره حتى أداه بعدها صح ووجب

عليه دم ، جزاء تأخيره عنها وهو المفتى به في المذهب.

أنه ال يلزمه بالتأخير شيء إال: والمشهور عند المالكية بخروج ذي الحجة فإذا خرج لزمه دم ، وذهب الشافعية

.والحنابلة والصاحبان إلى أنه ال يلزمه شيء بالتأخير ) .55حج ف : ( وفي تفصيل ذلك ينظر مصطلح

:ركعتا الطواف بعد كل سبعة أشواط - رابع عشر ذهب الحنفية إلى أنه يجب بعد كل طواف فرضا أو - 27

نفال صالة ركعتين ، وهو رواية عن أحمد وقول عندالشافعية ، ووافقهم المالكية في الطواف الركن ، أو

.الواجب في المشهور عندهم واستدلوا بمواظبة النبي صلى هللا عليه وسلم وبما ورد

أنه صلى هللا عليه وسلم تقدم إلى: » في حديث جابر براهيم مصلى: { مقام إبراهيم فقرأ واتخذوا من مقام إ

وال- فجعل المقام بينه وبين البيت ، فكان أبي يقول }

52

كان يقرأ- أعلمه ذكره إال عن النبي صلى هللا عليه وسلم حد : { في الركعتين يها{ و } قل هو الله أ قل يا أ

} « .الكافرون وهذا إشارة إلى أن صالته بعد الطواف امتثال لهذا األمر، واألمر للوجوب ، إال أن استنباط ذلك من الحديث ظني ،.وذلك يثبت الوجوب الذي هو دون الفرض وفوق السنة

والمذهب عند الشافعية والحنابلة أن ركعتي الطواف.سنة

واستدلوا بما ورد من األحاديث بتحديد الصالة المفترضةكما قال الشيرازي- بالصلوات الخمس ، وصالة الطواف

صالة زائدة على الصلوات الخمس ، فلم تجب بالشرع- .على األعيان كسائر النوافل

وعند الشافعية والحنابلة إذا صلى المكتوبة بعد طوافه.أجزأته عن ركعتي الطواف

وعند المالكية في غير طواف الفرض والواجب تردد بينالوجوب والسنية ، واستظهر الحطاب أن الركعتين سنة

.كما قال الدسوقي :سنن الطواف

:االضطباع - أ هو أن يجعل وسط الرداء تحت إبطه اليمنى عند - 28

الشروع في الطواف ويرد طرفيه على كتفه اليسرىوتبقى كتفه اليمنى مكشوفة ، واللفظ مأخوذ من الضبع

.وهو عضد اإلنسان وهو سنة عند الجمهور للرجال دون النساء ، لما روي

أن النبي صلى هللا عليه وسلم: » عن يعلى بن أمية : »، وعن ابن عباس رضي هللا عنهما « طاف مضطبعا

53

أن رسول الله صلى هللا عليه وسلم وأصحابه اعتمروامن الجعرانة فرملوا بالبيت وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم

« .قد قذفوها على عواتقهم اليسرى ويسن االضطباع عند الحنفية والشافعية في كل طوافبعده سعي كطواف القدوم لمن أراد أن يسعى بعده ،وطواف العمرة ، وطواف الزيارة إن أخر السعي إليه ،وزاد الحنفية طواف النفل إذا أراد أن يسعى بعده من

.لم يعجل السعي بعد طواف القدوم .ال يضطبع في غير طواف القدوم : وقال الحنابلة

واالضطباع سنة في جميع أشواط الطواف ، فإذا فرغمن الطواف ترك االضطباع ، حتى أنه تكره صالة

.الطواف مضطبعا كما صرح الحنفية والشافعية ) .4اضطباع ف : ر (

:الرمل - ب إسراع المشي مع تقارب الخطى وهز: الرمل هو - 29

.الكتفين من غير وثب والرمل سنة في كل طواف بعده سعي ، فعن ابن

قدم رسول الله صلى: » عباس رضي هللا عنهما قال .هللا عليه وسلم وأصحابه مكة وقد وهنتهم حمى يثرب

إنه يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم: فقال المشركون الحمى ، ولقوا منها شدة ، فجلسوا مما يلي الحجر ،وأمرهم النبي صلى هللا عليه وسلم أن يرملوا ثالثة

أشواط ، ويمشوا ما بين الركنين ليرى المشركون جلدهمهؤالء الذين زعمتم أن الحمى قد: ، فقال المشركون

« .وهنتهم ، هؤالء أجلد من كذا وكذا

54

لكن الرمل ظل سنة في األشواط الثالثة األولى بتمامها ،فقد فعله النبي صلى هللا عليه وسلم في حجته ، وكانت

بعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجا ، كما« .فرمل ثالثا ومشى أربعا : » سبق في حديث جابر

وسار على ذلك الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان والخلفاءثم الرمل كاالضطباع. من بعده صلى هللا عليه وسلم

سنة في حق الرجال ، أما النساء فال يسن لهن رمل والواستثنى الحنابلة من سنية الرمل أهل مكة. اضطباع

.ومن أحرم منها أيضا ، فال يسن لهم الرمل عندهم :ابتداء الطواف من جهة الركن اليماني - ج يسن أن يبدأ الطواف قريبا من الحجر األسود من - 30

جهة الركن اليماني ، ثم يستقبل الحجر مهلال رافعا يديه ،وذلك ليتحقق ابتداء الطواف من الحجر األسود ، وهو

لكن المرور بجميع البدن على الحجر األسود. واجب ليس واجبا عند الحنفية والمالكية ، وهو واجب عند

الشافعية والحنابلة ، لذلك صرح المحققون في المذهبالحنفي باستحباب هذه الكيفية خروجا من الخالف ، فلوا

استقبل الحجر مطلقا ونوى الطواف كفى في حصولالمقصود الذي هو االبتداء من الحجر عند الحنفية

.والمالكية يستقبل الحجر بجميع بدنه وتكون يده: قال الحطاب

اليسرى محاذية ليمين الحجر ثم يقبله ويمشي على جهة.يده اليمنى

:استقبال الحجر عند ابتداء الطواف - د

55

استقبال الحجر عند ابتداء الطواف ، ورفع اليدين - 31عند التكبير مقابلة الحجر ، نص على هذه السنة الحنفية

.:هـ – استالم الحجر وتقبيله

استالم الحجر وتقبيله في ابتداء الطواف وفي كل – 32شوط ، وبعد ركعتي الطواف ، ذهب إلى ذلك جمهور

الفقهاء ، لكن المالكية قيدوا السنية بأول الطوافوجعلوا ذلك مستحبا في باقيه ، واستحب الحنفية تقبيل

.الحجر أن يضع كفيه على الحجر ، ويضع فمه: وصفة االستالم .بين كفيه ويقبله

:أن عمر رضي هللا عنه قبل الحجر وقال : عن ابن عمر إني ألعلم أنك حجر ، ولوال أني رأيت رسول الله صلى

.هللا عليه وسلم يقبلك ما قبلتك كان: » وأخرج أبو داود والنسائي عن ابن عمر قال

رسول الله صلى هللا عليه وسلم ال يدع أن يستلم الركن.وكان ابن عمر يفعله « اليماني والحجر في كل طوفة

:استالم الركن اليماني - و استالمه يكون بوضع اليدين عليه ، وهو الركن - 33

.الواقع قبل ركن الحجر األسود ما تركت استالم: عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال

اليماني والحجر ، مذ رأيت رسول الله: هذين الركنين .صلى هللا عليه وسلم يستلمهما ، في شدة وال رخاء

والسنية مذهب الجمهور ، وقول محمد من الحنفية ، لكنهعند المالكية سنة في الشوط األول مندوب في غيره ،

.هو مندوب : أبو حنيفة وأبو يوسف : وقال الشيخان

56

.وذهب الفقهاء إلى أنه ال يقبله وال يسجد عليه وذهب الحنفية إلى أنه ال يقبل ما استلم به الركن اليماني

.وال يشير إليه وعند الشافعية يقبل ما استلم به الركن اليماني ويشيرإليه عند العجز عن الوصول إليه ، وعند المالكية يضع

.يده على فمه من غير تقبيل أما غير هذين الركنين فال يسن استالمه ، ألن النبي صلى

هللا عليه وسلم كان يستلم هذين الركنين وال يستلم: »غيرهما ، عن عبد الله بن عمر رضي هللا عنهما قال لم أر النبي صلى هللا عليه وسلم يستلم من البيت إال

« .الركنين اليمانيين وقد أبدى العلماء لذلك التفاوت بين أركان البيت سببا

والسبب في اختالف األركان في: وضحه الرملي فقال أن الركن الذي فيه الحجر األسود فيه: هذه األحكام

كون الحجر فيه ، وكونه على قواعد سيدنا: فضيلتان وهي كونه على: إبراهيم ، واليماني فيه فضيلة واحدة

قواعد أبينا إبراهيم ، وأما الشاميان فليس لهما شيء.من الفضيلتين

:الدعاء - ز وهو مخير فيه غير محدود عند المالكية ، وصرح - 34

الشافعية بأنه يسن في أول الطواف ، وفي كل طوفةبسم الله والله أكبر ، اللهم إيمانا: " الدعاء بالمأثور وهو

بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتباعا لسنة نبيكوالدعاء المأثور في بقية" محمد صلى هللا عليه وسلم

:جوانب البيت وهو مندوب ، ومنه :الدعاء عند رؤية الكعبة

57

اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة - 35، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفا

.وتعظيما وبرا .اللهم أنت السالم ، ومنك السالم ، فحينا ربنا بالسالم

دعاء افتتاح الطواف واستالم الحجر األسود أو المرور به:

بسم الله والله أكبر ، اللهم إيمانا بك ، وتصديقا - 36بكتابك ، ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك صلى هللا عليه

.وحكمه كما سبق . وسلم .أطوف باسم الله ، وأطوف اللهم إيمانا بك : والمعنى

:الدعاء في األشواط الثالثة األولى اللهم اجعله حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا ، وذنبا - 37

مغفورا ، اللهم ال إله إال أنت وأنت تحيي بعدما أمت اجعلها عمرة مبرورة ،: وإذا كان يؤدي عمرة دعا فقال

اجعله طوافا مبرورا أي مقبوال: وإن كان طوافا نفال دعا :كما قال تعالى - وسعي الرجل عمله - وسعيا مشكورا

ال ما سعى { ن ليس لإلنسان إ } .وأ:الدعاء في األشواط األربعة الباقية

اللهم اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، وأنت األعز - 38.األكرم

:الدعاء عند الركن اليماني بسم الله والله أكبر ، والسالم على رسول الله - 39

ورحمة الله وبركاته ، اللهم إني أعوذ بك من الكفروالفقر والذل ، ومواقف الخزي في الدنيا واآلخرة ، ربنا.آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار

:الدعاء بين الركن اليماني والحجر األسود

58

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا - 40.عذاب النار

رب قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف على كل.غائبة لي بخير

:الدعاء بعد ركعتي الطواف اللهم إنك تعلم سريرتي وعالنيتي فاقبل معذرتي ، - 41

وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما في نفسيفاغفر لي ذنبي ، اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ،ويقينا صادقا حتى أعلم أنه ال يصيبني إال ما كتبت لي ،

.ورضا بما قسمت :دعاء لعامة الطواف

اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي ، وعمدي ، - 42.وإسرافي في أمري ، إنك إن ال تغفر لي تهلكني

اللهم البيت بيتك ، ونحن عبيدك ، ونواصينا بيدك ، وتقلبنافي قبضتك ، فإن تعذبنا فبذنوبنا، وإن تغفر لنا فبرحمتك، فرضت حجك لمن استطاع إليه سبيال ، فلك الحمد على

.ما جعلت لنا من السبيل ، اللهم ارزقنا ثواب الشاكرين :دعاء الشرب من ماء زمزم

اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وعمال - 43.متقبال ، وشفاء من كل داء

:القرب من البيت الحرام - ح القرب في الطواف من البيت للرجال والبعد للنساء - 44

.، وعده الشافعية سنة فلو فات الرمل بمراعاة القرب من البيت فالرمل معالبعد أولى ، إال إذا كان الزحام شديدا أو خاف صدم

59

النساء لو بعد عن البيت ، فالقرب حينئذ مع ترك الرمل.أولى

:حفظ البصر عن كل ما يشغله - ط على الطائف أن يحفظ بصره ، عن كل ما يشغله - 45

ألن الطواف عبادة ، وهو بمنزلة الصالة ،: عن الطواف .فينبغي أن يتم فيه التفرغ ألدائه

:اإلسرار بالذكر والدعاء - ى اإلسرار باألذكار واألدعية مطلوب في الطواف ، ألن - 46

.الله تعالى سميع ، حتى ال يؤذي غيره إن جهر :التزام الملتزم - ك يستحب عند جمهور الفقهاء بعد طواف الوداع أن - 47

يلتزم الطائف الملتزم وهو الجدار الذي بين الحجراألسود وباب الكعبة المشرفة ، اقتداء بالرسول صلى هللا

عليه وسلم والتزامه أن يلصق صدره وخده األيمن ،ويداه وكفاه مبسوطتان قائمتان ، وهو متذلل مستجيربرب البيت ، والملتزم من المواضع التي يستجاب فيها

الدعاء ، ويدعو بالمأثور من الدعاء إن حفظه وإال فيما.تيسر

:قراءة القرآن الكريم - ل قراءة القرآن من غير رفع صوت عند المالكية - 48

.والشافعية والحنابلة وعند الحنفية تجوز قراءة القرآن ، والذكر أفضل عند

.الحنفية والمالكية مأثور الدعاء أفضل من القراءة ،: أما الشافعية فقالوا

.وهي أفضل من غير مأثوره

60

استدل الحنفية بأن هدي النبي صلى هللا عليه وسلم هواألفضل ، ولم يثبت عنه في الطواف قراءة قرآن ، بلالذكر ، وهو المتوارث من السلف والمجمع عليه فكان

.أولى واستدل الشافعية على أفضلية الدعاء بالمأثور في

الطواف على القراءة باتباع النبي صلى هللا عليه وسلموأفضلية القرآن على غير المأثور في الطواف ، بأن

.الموضع موضع ذكر ، والقرآن أفضل الذكر من شغله القرآن وذكري: » واستدلوا بالحديث القدسي

عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ، وفضلكالم الله على سائر الكالم كفضل الله تعالى على خلقه

. »:مباحات الطواف

.الكالم المباح الذي يحتاج إليه - أ - 49صرح بعض الحنفية بكراهة الكالم ، لكنه محمول على

.ما ال حاجة إليه ولذلك صرح الشافعية أن األفضل أال يتكلم لقوله صلى

«الطواف صالة فأقلوا فيه الكالم : » هللا عليه وسلم إال أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فال يتكلم: » وفي رواية

« .إال بخير .السالم على من ال يكون مشغوال بالذكر - ب اإلفتاء واالستفتاء ، ونحوه من تعليم جاهل أو أمر- ج

.بمعروف أو نهي عن منكر .الخروج من الطواف لحاجة ضرورية - د

الشرب ، لعدم إخالله بالمواالة لقلة زمانه ، بخالف- هـ .األكل

61

.لبس نعل أو خف إذا كانا طاهرين - و :محرمات الطواف

أنه ال: ترك ركن من أركان الطواف ، وحكمه - أ - 50يتحلل التحلل األكبر إال بالعود وأدائه إن كان الطواف

.فرضا ، أو واجبا أن: ترك شرط من شروط الطواف ، وحكمه - ب

الطواف غير صحيح ، ويجب أن يعيده إن كان فرضا ، أو.واجبا

فإن كان بمكة أعاده وال إشكال ، وإن سافر من مكة ،فال بد له من الرجوع إلى مكة وإعادته ، كما في ترك

.ركن من أركان الطواف ترك واجب من واجبات الطواف ، وهو غير مجزئ- ج

عند الجمهور ، مكروه كراهة تحريمية عند الحنفية حسب.اصطالحهم ، ويلزمه اإلثم ، ويجب عليه الدم

:مكروهات الطواف :نص الفقهاء على أمور تكره في الطواف ، منها - 51رفع الصوت بالذكر والدعاء والقرآن بما يشوش على- أ

.الطائفين الكالم غير المحتاج إليه ، لقول ابن عمر رضي هللا- ب

.أقلوا الكالم فإنما أنتم في صالة : عنهما .إنشاد شعر ليس من قبيل الذكر والثناء على الله - ج ترك سنة من سنن الطواف ، حسبما هو مقرر في- د

كل مذهب ، كترك الرمل في طواف بعده سعي ،.وكترك استالم الحجر األسود واإلشارة إليه

62

الجمع بين أكثر من طواف كامل من غير صالة بعد- هـ كل طواف ، إال إذا وقعت الصالة في وقت كراهة

.فيؤخرها عند الحنفية الطواف وهو يدافع البول أو الغائط ، أو وهو شديد- و

التوقان إلى األكل ، ونحو ذلك مما يشغله عن الحضور.في العبادة ، كما يكره في الصالة

األكل في الطواف اتفاقا بين الحنفية والشافعية وكذا- ز الشرب عند الشافعية ، وكراهة الشرب أخف عندهم ،

ال بأس بشرب الماء في الطواف وال: قال الشافعي أكرهه ، بمعنى المأثم ، لكني أحب تركه ، ألن تركه

روي: أحسن في األدب ، وقال الشافعي في اإلمالء .عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنه شرب وهو يطوف

وضع الطائف يده على فيه ، إال أن يحتاج إليه مثل- ح .دفع التثاؤب

تشبيك األصابع أو فرقعتها ، كما يكره ذلك في- ط .الصالة

:كيفية الطواف إذا أراد شخص الطواف فيستعد لذلك بتطهير بدنه - 52

وثيابه من النجاسة ، ويغتسل إن كان جنبا ، ويتوضأويضبط ثياب إحرامه حتى يأمن أن تنكشف عورته في

أثناء الطواف وزحامه ، وإذا أراد أداء طواف بعده سعيمثل طواف القدوم في حال تقديم السعي إليه ،

وطواف الزيارة إذا لم يقدم السعي عليه ، وطوافالعمرة ، فيسن له في هذه األطوفة االضطباع في

.األشواط كلها :كيفية االضطباع

63

أن يجعل الطائف وسط الرداء: وكيفية االضطباع - 53تحت إبطه اليمنى ، ويرد طرفيه على كتفه اليسرى ،

.ويترك كتفه اليمنى مكشوفة ثم يتجه إلى الحجر األسود حتى يتجاوزه قليال إلى جهة

الركن اليماني ، ويقطع التلبية إن كان محرما ، ينويالطواف الذي يريده ، ويجعل يساره إلى البيت ، ثم

يستقبل الحجر األسود ويستلمه ، بأن يضع عليه يديه.ويضع وجهه بين كفيه ، ويقبله ثالثا

لكن إذا وجد الطائف زحاما فيجتنب اإليذاء ، ويكتفيباإلشارة إلى الحجر بيديه ، ألن استالم الحجر سنة ،

وإيذاء الناس حرام يجب تركه ، وال يجوز ارتكاب الحرامألجل السنة ، وقد قال صلى هللا عليه وسلم لعمر رضي

يا عمر ، إنك رجل قوي ، ال تزاحم على: » هللا عنه الحجر ، فتؤذي الضعيف ، إن وجدت خلوة فاستلمه ، وإال

« .فاستقبله فهلل وكبر أن يرفع الطائف يديه حذاء منكبيه ،: وكيفية اإلشارة

.ويجعل باطنهما نحو الحجر األسود يشير بهما إليه ويرمل الطائف في األشواط الثالثة األولى إن كان - 54

.سيسعى بعد الطواف إسراع المشي مع مقاربة الخطى وهز: وكيفية الرمل

الكتفين من غير وثب ، ويمشي بقية األشواط ، ويكونفي طوافه على غاية األدب والحضور والتعظيم ، مع

غض البصر وخفض الصوت بالذكر والدعاء ، فإذا وصلإلى الحطيم وهو المكان المحاط بجدار دائري ، جهة

شمال الكعبة حيث الميزاب فيجعل الحطيم في ضمنطوافه ، وال يدخل في داخله ، فإذا وصل إلى الركن

64

اليماني فيستلمه ، وذلك بأن يضع يديه عليه فقط ، دونسجود وال تقبيل له وال ليديه ، حتى يصل إلى الحجر

األسود ، فيكون بذلك قد أدى شوطا ، فيستلم الحجر.ويقبله ، أو يشير إليه إذا كان زحام

ويتابع الطواف حتى تكمل سبعة أشواط عند الحجراألسود فيستلمه ويقبله ختاما ألشواط الطواف ، أو يشير

إليه إذا كان هناك زحام ، ثم يتجه نحو مقام إبراهيمالخليل عليه السالم فيجعله بينه وبين الكعبة ، ويصلي

ركعتي الطواف ، ولكن ليس هذا الوضع شرطالصحتهما كما يتوهم العامة ، فال يزاحم ويصلي ركعتيالطواف أينما تيسر ، فحيثما أداهما جائز ، لكن الحرم

يها{ أفضل ، ويقرأ في الركعة األولى سورة قل يا أحد { وفي الثانية } الكافرون اتباعا لفعله} قل هو الله أ

صلى هللا عليه وسلم ، ثم يدعو بعدهما بما يحب له.ولمن يحب

==================*طمأنينة

:التعريف اطمأن الرجل: السكون ، يقال : الطمأنينة لغة - 1

إذا سكن: أي سكن ، واطمأن القلب : اطمئنانا وطمأنينة .ولم يقلق

أي ليسكن} ولكن ليطمئن قلبي : { ومنه قوله تعالى فإذا: { إلى المعاينة بعد اإليمان بالغيب ، وقوله تعالى

.أي إذا سكنت قلوبكم } اطمأننتم فأقيموا الصالة

65

اطمأن بالموضع أقام به واتخذه: وفي المصباح المنير :والطمأنينة اصطالحا . وطنا ، وموضع مطمئن منخفض

.هي استقرار األعضاء زمنا ما وللفقهاء تفصيل في حد هذا الزمن سيأتي بيانه في

.الحكم اإلجمالي :األلفاظ ذات الصلة

:التعديل إقامة الحكم ، والتزكية ، وتسوية: التعديل في اللغة - 2

.الميزان استعمل الحنفية التعديل بمعنى الطمأنينة ،: واصطالحا

فيعدون من واجبات الصالة تعديل األركان ، ويقصدونبذلك تسكين الجوارح في الركوع والسجود حتى تطمئن

.فالتعديل بهذا المعنى مرادف للطمأنينة . المفاصل :الحكم اإلجمالي

اختلف الفقهاء في حكم الطمأنينة في الصالة ، - 3فذهب الشافعية والحنابلة وأبو يوسف من الحنفية وابن

الحاجب من المالكية إلى أن الطمأنينة ركن من أركانأن رجال دخل: » الصالة ، لحديث المسيء صالته وهو

المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى هللا عليهارجع فصل فإنك لم تصل ،: وسلم فرد عليه ، ثم قال والذي بعثك بالحق ما أحسن: فعل ذلك ثالثا ، ثم قال إذا قمت إلى الصالة فكبر ، ثم: غيره ، فعلمني ، فقال

اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئنراكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى

تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد« .حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صالتك كلها

66

في الركوع ، والسجود ،: ومحل الطمأنينة عندهم .واالعتدال من الركوع ، والجلوس بين السجدتين

إلى أن الطمأنينة- عدا أبي يوسف - وذهب الحنفية وهي" تعديل األركان " واجبة وليست بفرض ويسمونها

سنة في تخريج الجرجاني ، والصحيح الوجوب ، وهو.تخريج الكرخي حتى تجب سجدتا السهو بتركه ، كذا: قال ابن عابدين

في الهداية وجزم به في الكنز والوقاية والملتقى وهو.مقتضى األدلة

ومحل التعديل عندهم في الركوع والسجود ، واختاربعض الحنفية وجوب التعديل في الرفع من الركوع ،

.والجلوس بين السجدتين أيضا األصح رواية ودراية وجوب تعديل: قال ابن عابدين

األركان ، وأما القومة والجلسة وتعديلهما فالمشهور فيالمذهب السنية ، وروي وجوبها وهو الموافق لألدلة

.وعليه الكمال ومن بعده من المتأخرين بفرضية الكل ، واختاره في المجمع: وقال أبو يوسف

والعين ، ورواه الطحاوي عن أئمة الحنفية الثالثة ، وقال.إنه األحوط : في الفيض

.وعند المالكية في الطمأنينة خالف القول بفرضيتها صححه ابن الحاجب: قال الدسوقي

والمشهور من المذهب أنها سنة ، ولذا قال زروقمن ترك الطمأنينة أعاد في الوقت على: والبناني

.إنها فضيلة : المشهور وقيل :أقل الطمأنينة

67

المالكية والشافعية: - ذهب جمهور الفقهاء - 4.إلى أن أقل الطمأنينة هو سكون األعضاء - والحنابلة

.أقلها ذهاب حركة األعضاء زمنا يسيرا : قال المالكية أقلها أن يمكث المصلي حتى تستقر: وقال الشافعية

.أعضاؤه وتنفصل حركة هويه عن ارتفاعه ولو زاد في الهوي ثم ارتفع والحركات: قال النووي

متصلة ولم يلبث لم تحصل الطمأنينة ، وال يقوم زيادة.الهوي مقام الطمأنينة بال خالف

أقلها حصول السكون وإن قل ، وهذا: وقال الحنابلة هي بقدر الذكر: على الصحيح من المذهب ، وقيل

إذا نسي: وفائدة الوجهين : الواجب ، قال المرداوي التسبيح في ركوعه ، أو في سجوده ، أو التحميد فياعتداله ، أو سؤال المغفرة في جلوسه أو عجز عنه

هو سنة ،: لعجمة أو خرس ، أو تعمد تركه ، وقلنا واطمأن قدرا ال يتسع له فصالته صحيحة على الوجه

.األول ، وال تصح على الثاني وذهب الحنفية إلى أن أقل الطمأنينة هو تسكين الجوارح

.قدر تسبيحة ) .صالة : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

===============*طهر

:التعريف الطهر في اللغة هو النقاء من الدنس والنجس - 1

تطهرت المرأة إذا انقطع: االغتسال ، يقال : والتطهر .أطهار : عنها الدم واغتسلت ، وجمع الطهر

68

زمان نقاء المرأة من دم الحيض والنفاس: وفي الشرع .

:األلفاظ ذات الصلة :القرء

يقع على ،- بفتح القاف وضمها - القرء في اللغة - 2.الطهر وعلى الحيض

:الحيض حاضت: الحيض في اللغة السيالن ، تقول العرب - 3

الشجرة إذا سال صمغها ، وحاض الوادي إذا سال ماؤه.، وحاضت المرأة إذا خرج دمها من رحمها

هو دم يخرج من أقصى رحم المرأة بعد بلوغها: وشرعا .على سبيل الصحة من غير سبب في أوقات معلومة

والحيضة المرة ، وهي الدفعة الواحدة من دفعات دم.الحيض

:الحكم اإلجمالي وردت أحكام الطهر في أبواب الحيض والطالق والعدة

:من كتب الفقهاء كما يلي :الطهر في باب الحيض

ذهب الفقهاء إلى أنه ال حد ألكثر الطهر ، فقد ال - 4تحيض المرأة في عمرها إال مرة ، وقد ال تحيض أصال ،

فحينئذ تصلي وتصوم أبدا ، ويأتيها زوجها ، وتنقضي.عدتها باألشهر

وإن غالب الطهر أربعة وعشرون أو ثالثة: قالوا وعشرون يوما بلياليها ، ألن غالب الحيض ستة أيام

بلياليها أو سبعة ، وباقي الشهر وهو أربع وعشرون أوثالث وعشرون يكون غالب الطهر ، لقوله صلى هللا عليه

69

إنما هي ركضة من: » وسلم لحمنة بنت جحش الشيطان ، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله، ثم اغتسلي ، فإذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي

« .أربعا وعشرين ليلة أو ثالثا وعشرين ليلة وأيامها إال أنهم اختلفوا في أقل الطهر بين الحيضتين ، وتفصيل

) .وما بعدها 24حيض ف : ( ذلك في مصطلح كما اختلفوا في حكم الطهر أو النقاء الذي يحدث أثناء

فترة الحيض ، كأن رأت يوما وليلة دما ، ويوما وليلة نقاء، أو يومين دما ويومين نقاء أو أكثر أو أقل ما لم يتجاوز

-4تلفيق ف : ( أكثر الحيض ، وتفصيل ذلك في مصطلح 9. (

واختلفوا كذلك في الطهر من الحيض ، أو النفاس الذيهو أن تغتسل بعد: يحلها لزوجها ، فقال جمهور الفقهاء

.انقطاع الدم عنها إذا انقطع دمها ألكثر الحيض جاز لزوجها: وقال الحنفية

الوطء قبل الغسل ، وإن انقطع ألقل من ذلك لم يجز لهالوطء حتى تغتسل ، أو يدخل عليها وقت الصالة فتتيمم

.لها حيض ف: ( وينظر تفصيل هذه األحكام في مصطلح

44. ( :الطهر في باب الطالق

وكانت- اتفق الفقهاء على أن الرجل إذا طلق امرأته - 5في طهر لم يمسها فيه ثم تركها حتى- من ذوات األقراء

.تنقضي عدتها فإن طالقه يكون سنيا أن: كما اتفقوا على أن من أقسام الطالق البدعي

يطلق زوجته وهي من ذوات األقراء في طهر جامعها

70

فيه ، ألن فيه تطويل العدة على المرأة فتتضرر بذلك ،وألنها قد تحمل من ذلك الجماع فيحصل الندم منه ،

فطلقوهن: { وألن في ذلك مخالفة لقوله تعالى طالق ،: ( وتفصيله في مصطلحي . اآلية } لعدتهن

) .45وحيض ف :الطهر في العدة

اختلف الفقهاء في معنى القرء الوارد في قوله - 6بعد} والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء : { تعالى

أن اتفقوا على أن عدة المرأة المطلقة إن كانت من:ذوات األقراء هي ثالثة قروء

األطهار: فذهب المالكية والشافعية إلى أن األقراء هي .

.وذهب الحنفية والحنابلة إلى أن األقراء هي الحيض ) .قرء : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

==================*عشر ذي الحجة

:التعريف اسم للعدد الذي يبتدئ من أول: عشر ذي الحجة - 1

.الشهر إلى العاشر منه :األحكام المتعلقة بعشر ذي الحجة

:مضاعفة العمل فيها أن أيام عشر ذي الحجة ولياليها: ذهب الفقهاء إلى - 2

أيام شريفة ومفضلة ، يضاعف العمل فيها ، ويستحباالجتهاد في العبادة فيها ، وزيادة عمل الخير والبر بشتى:أنواعه فيها ، ولعظم شأنها أقسم الله سبحانه بها بقوله

71

حيث يرى جمهور المفسرين أن} والفجر ، وليال عشر { .المقصود من اآلية هي عشر ذي الحجة

وهي أفضل أيام السنة لما روى ابن عباس رضي هللاما: » قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم : عنهما قال

من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه األياميا رسول الله وال الجهاد في: ، يعني أيام العشر قالوا

وال الجهاد في سبيل الله ، إال رجل: سبيل الله ؟ قال « .خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء

ولما روي عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلىما من أيام أحب إلى الله أن: » هللا عليه وسلم قال

يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة ، يعدل صيام كل يوم« .منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر

:استحباب الصوم في عشر ذي الحجة يستحب الصوم في العشر األول من: قال الفقهاء - 3

ذي الحجة ما عدا العاشر منه ، وهو يوم النحر الذي هويوم عيد األضحى المبارك ، فال يجوز الصيام فيه باتفاق ،

.فالمراد ما عداه من باقي العشر .واستدلوا لذلك باألحاديث السابقة

أما صوم يوم عرفة وفضله فقد اتفق الفقهاء علىاستحبابه إال للحاج ، لما ثبت عن أبي قتادة رضي هللا

سئل رسول الله صلى هللا عليه وسلم عن: » عنه قال « .يكفر السنة الماضية والباقية : صوم يوم عرفة فقال

وفي معنى تكفير السنة الماضية والمستقبلة قال بعضإن الله سبحانه يغفر للصائم ذنوب سنتين ،: الفقهاء

يغفر له ذنوب السنة الماضية ، ويعصمه: وقال آخرون .عن الذنوب في السنة المستقبلة

72

أما فيما يغفر من الذنوب بصيام يوم عرفة فقال جمهورالمراد صغائر الذنوب دون الكبائر ، لقوله صلى: الفقهاء

الصلوات الخمس والجمعة إلى: » هللا عليه وسلم الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن من

« .الذنوب إذا اجتنب الكبائر إن هذا لفظ عام وفضل الله واسع ال: وقال آخرون

.يحجر ، فيرجى أن يغفر الله له ذنوبه صغيرها وكبيرها ) .، يوم عرفة 4صغائر ف : ( وتفصيل ذلك في

================*عاشوراء

:التعريف هو اليوم العاشر من المحرم ، لما روي: عاشوراء - 1

أمر رسول الله صلى: » عن ابن عباس رضي هللا عنهما « .يوم العاشر : هللا عليه وسلم بصوم عاشوراء

:األلفاظ ذات الصلة :تاسوعاء

.هو اليوم التاسع من شهر المحرم : تاسوعاء - 2والصلة بين تاسوعاء وعاشوراء أن صوم كل منهما

أنه صلى هللا: » مستحب ، استدالال بالحديث الصحيح إن اليهود: عليه وسلم صام عاشوراء ، فقيل له

فإذا كان العام المقبل إن: والنصارى تعظمه ، فقال « .شاء الله صمنا اليوم التاسع

:الحكم اإلجمالي صوم يوم عاشوراء مسنون ، أو مستحب ، كصوم - 3

يوم تاسوعاء ، فقد روي أن النبي صلى هللا عليه وسلم: »كان يصوم عاشوراء ، وقال عليه الصالة والسالم

73

صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التيقبله والسنة التي بعده ، وصيام يوم عاشوراء أحتسب

، وفي رواية لمسلم« على الله أن يكفر السنة التي قبله فإذا كان: » أن رسول الله صلى هللا عليه وسلم قال :

قال ابن« العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله: عباس

.صلى هللا عليه وسلم وفي فضل يوم عاشوراء ، وحكمة مشروعية الصيام فيه

قدم النبي صلى هللا: » قال ابن عباس رضي هللا عنهما عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ،

هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله: ما هذا قالوا : فقال فأنا: بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال

« .أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه أي ذنوب سنة من الصغائر ، فإن لم: ومعنى تكفير سنة

يكن صغائر خفف من كبائر السنة وذلك التخفيف موكول.لفضل الله ، فإن لم يكن كبائر رفع له درجات

وعن عطاء أنه سمع ابن عباس رضي هللا عنهما يقولخالفوا اليهود وصوموا التاسع: في يوم عاشوراء

والعاشر وقد ذكر العلماء في حكمة استحباب صيام تاسوعاء مع

:صيام عاشوراء أوجها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم: أحدها

.على العاشر .أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم : والثاني

74

االحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهالل: والثالث ووقوع غلط ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في

.نفس األمر ) .صوم التطوع : ر : ( وللمزيد من التفصيل في ذلك

:التوسعة في عاشوراء قال بعض الفقهاء تستحب التوسعة على العيال - 4

واألهل في عاشوراء ، واستدلوا بما روي عن أبيهريرة رضي هللا عنه أن رسول الله صلى هللا عليه

من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع: » وسلم قال « .الله عليه سائر سنته

قد جربناه منذ خمسين سنة أو ستين فما: قال ابن عيينة .رأينا إال خيرا

أما غير التوسعة على العيال مما يحدث من االحتفال - 5فقد ذهب: واالكتحال واالختضاب يوم العاشر وليلته

جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعيةوالحنابلة إلى أن االحتفال في ليلة العاشر من محرم أوفي يومه بدعة ، وأنه ال يستحب شيء منه ، بل ما رويفي هذا الباب إنما هو من وضع الوضاعين أهل البدع

.تشجيعا لبدعتهم التي يصنعونها في هذا اليوم .ولم يثبت في فضل هذا اليوم إال الصيام فقط

================*عانة

:التعريف هي الشعر النابت فوق الفرج ،: العانة في اللغة - 1

.هي المنبت : وتصغيرها عوينة وقيل

75

وال يخرج المعنى االصطالحي لهذا اللفظ عن معناههي ما فوق: العانة : اللغوي ، قال العدوي والنفراوي

.العسيب والفرج وما بين الدبر واألنثيين المراد بالعانة الشعر الذي فوق ذكر: وقال النووي

.الرجل وحواليه وكذلك الشعر الذي حوالي فرج المرأة :األحكام المتعلقة بالعانة

:حلق العانة اتفق الفقهاء على أن حلق العانة سنة ، ويرى - 2

الشافعية على أصح القولين وجوب حلق العانة على.الزوجة إذا أمرها زوجها بذلك

:المفاضلة بين حلق العانة وغيره من طرق اإلزالة ال خالف بين الفقهاء في جواز إزالة شعر العانة بأي - 3

مزيل من حلق وقص ونتف ونورة ، ألن أصل السنةيتأدى باإلزالة بأي مزيل ، كما أنه ال خالف بينهم في أن

.الحلق أفضل إلزالة شعر العانة في حق الرجل أما المرأة فيرى الحنفية والشافعية أن األولى في حقها

.النتف وذهب جمهور المالكية والنووي في قول إلى ترجيح

النهي عن» الحلق في حق المرأة ، لحديث جابر في طروق النساء ليال حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة

. »ال بأس باإلزالة بأي شيء ويؤخذ من: قال الحنابلة

.عباراتهم أنهم يرون أفضلية الحلق :توقيت حلق العانة

يستحب حلق العانة في كل أسبوع مرة ، وجاز في - 4كل خمسة عشر ، وكره تركه وراء األربعين ، لحديث

76

وقت لنا في قص الشارب وتقليم: » أنس رضي هللا عنه األظفار ونتف اإلبط وحلق العانة أن ال نترك أكثر من

« .أربعين ليلة ذكر األربعين تحديد ألكثر: قال القرطبي في المفهم

المدة ، وال يمنع تفقد ذلك من الجمعة إلى الجمعة ،.االحتياج : والضابط في ذلك

ينبغي أن يختلف ذلك باختالف األحوال: وقال النووي الحاجة في هذا وفي جميع: واألشخاص ، والضابط

- .أي خصال الفطرة - الخصال المذكورة :دفن شعر العانة

يستحب دفن ما أخذ من شعر العانة ومواراته في - 5.األرض

سألت أحمد عن الرجل يأخذ من شعره: قال مهنا بلغك فيه: وأظفاره أيدفنه أم يلقيه ؟ قال يدفنه ، قلت

.كان ابن عمر يدفنه : شيء ؟ قال أنه أمر بدفن: » وروي عن النبي صلى هللا عليه وسلم

« .الشعر واألظفار وقد استحب أصحابنا دفنها لكونها أجزاء: قال ابن حجر

.من اآلدمي :حلق عانة الميت

ال يؤخذ شيء من شعر الميت ، وهذا: قال الحنفية - 6ما يفهم من عبارات المالكية ، فقد أورد الزرقاني أثرا

يصنع بالميت ما يصنع بالعروس غير أنه ال يحلق: بلفظ وذهب الحنابلة إلى تحريم حلق شعر عانته لما. وال ينور

فيه من لمس عورته وربما احتاج إلى نظرها وهو محرم.فال يرتكب من أجل مندوب

77

ويرى الشافعية على الجديد استحباب أخذ شعر عانة.الميت ، وعلى القول الثاني يقولون بكراهته

) .شعر : ر ( وللتفصيل :النظر إلى العانة للضرورة

يجوز النظر إلى العانة وإلى العورة عامة لحاجة – 7يباح للطبيب النظر إلى ما تدعو: ملجئة ، قال ابن قدامة

إليه الحاجة من بدنها – بدن المراة – من العورة وغيرهافإنه موضع حاجة – ومثل ذلك النظر إلى عورة الرجل –

كنت من سبي بني قريظة: » لحديث عطية القرظي قال ،ومن لم ينبت لم يقتل فكنت فيمن لم ينبت ، وزاد في

فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت ، فجعلوني من: رواية « .السبي

تي بغالم قد سرق فقال انظروا إلى وعن عثمان أنه أ.مؤتزره فلم يجدوه أنبت الشعر فلم يقطعه

وأما عند الحاجة فالنظر: وقال الشربيني الخطيب واللمس مباحان لفصد وحجامة وعالج ولو في فرج

للحاجة الملجئة إلى ذلك ، ألن في التحريم حينئذ حرجا ،فللرجل مداواة المرأة وعكسه ، وليكن ذلك بحضرة

.محرم أو زوج أو امرأة ثقة وللتفصيل في شروط جواز معالجة الطبيب امرأة أجنبية

) .عورة : ( ينظر هذا وقد ذكر الحنابلة حلق العانة لمن ال يحسنه ضمن

.الضرورات التي تجيز النظر إلى العورة :داللة ظهور شعر العانة على البلوغ

78

يرى المالكية على المذهب والحنابلة والليث وإسحاق - 8-وهو ظهور الشعر الخشن للعانة - وأبو ثور أن اإلنبات .عالمة البلوغ مطلقا

.ولم يعتبر أبو حنيفة اإلنبات عالمة البلوغ مطلقا وأما الشافعي فقد اعتبر اإلنبات أمارة على البلوغ في

.حق الكافر ، واختلف قوله في المسلم ) .10بلوغ فقرة : ر ( وللتفصيل

:الجناية على العانة تجب حكومة العدل في قطع عانة المرأة وكذلك - 9

عانة الرجل ، ألنه جناية ليس فيها أرش مقدر من جهة.الشرع وال يمكن إهدارها فتجب فيها حكومة العدل

وللتفصيل في شروط وجوب حكومة العدل وكيفية)وما بعدها 5حكومة عدل ف : ( تقديرها ينظر مصطلح

===============*عرفات

:التعريف المكان الذي يؤدي فيه الحجاج ركن: عرفات وعرفة - 1

.الحج وهو الوقوف بها :حدود عرفة

بعين- هي ما جاوز وادي عرنة : قال الشافعي - 2إلى الجبال القابلة- مضمومة ثم راء مفتوحة ثم نون

مما يلي بساتين ابن عامر ، وقد وضعت اآلن عالماتحول أرض عرفة تبين حدودها ويجب على الحاج أن

يتنبه لها ، لئال يقع وقوفه خارج عرفة ، فيفوته الحج ، أماجبل الرحمة ففي وسط عرفات ، وليس نهاية عرفات ،

79

ويجب التنبه إلى مواضع ليست من عرفات يقع فيها:االلتباس للحجاج وهي

.وادي عرنة - أ .وادي نمرة - ب المسجد الذي سماه األقدمون مسجد إبراهيم ،- ج

إنه: ويسمى مسجد نمرة ومسجد عرفة ، قال الشافعي ليس من عرفات ، وإن من وقف به لم يصح وقوفه ،

وقد تكرر توسيع المسجد كثيرا في عصرنا ، وفي داخلالمسجد عالمات تبين للحجاج ما هو من عرفات ، وما

.ليس منها ينبغي النظر إليها :الحكم التكليفي

الوقوف بعرفات ركن من أركان الحج ، بل هو الركن - 3« .الحج عرفة : » الذي إذا فات فات الحج بفواته لحديث

) .حج ف وما بعدها ، ويوم عرفة : ( وللتفصيل ينظر ==================

*عرق :التعريف

ما جرى من أصول الشعر من ماء الجلد: العرق لغة - 1الثواب: ويأتي لعدة معان منها : ، قال صاحب اللسان

.واللبن :ويستعمل عند الفقهاء بمعنيين

.ما رشح من البدن : األول نوع من المسكرات يقطر من الخمر ويسمى: واآلخر .عرقيا

:األلفاظ ذات الصلة :الدمع - أ

80

دمعت العين دمعا إذا: ماء العين ، يقال : الدمع لغة - 2.سائل دمعها : سال ماؤها ، وعين دامعة أي

.وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي والصلة بين العرق والدمع أن كال منهما مما يفرزه

.الجسم :اللعاب - ب

لعب: ما سال من الفم ، يقال : اللعاب في اللغة - 3صار له لعاب يسيل: الرجل إذا سال لعابه ، وألعب أي

.سمها ، ولعاب النحل العسل : من فمه ، ولعاب الحية .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:الحكم اإلجمالي :العرق بمعنى ما رشح من البدن - أ ذهب الفقهاء إلى طهارة عرق اإلنسان مطلقا ، ال - 4

فرق في ذلك بين المسلم والكافر ، الصاحي والسكران.، والطاهر والحائض والجنب

:واختلفوا في حكم طهارة عرق الحيوان -5طاهر ،: فقسم الحنفية عرق الحيوان إلى أربعة أنواع

ونجس ، ومكروه ، ومشكوك فيه ، وذلك ألن كل واحد.منها متولد من اللحم فأخذ حكمه

عرق ما يؤكل لحمه من الحيوان ، وعرق: فالطاهر الفرس ، أما عرق ما يؤكل لحمه ، فألنه يتولد من لحممأكول فأخذ حكمه ، وأما طهارة عرق الفرس ، فألنعرقه متولد من لحمه وهو طاهر ، وحرمته لكونه آلة

.الجهاد ال لنجاسته عرق الكلب والخنزير وسباع البهائم ، أما: والنجس

:الكلب فلنجاسة سؤره لقول النبي صلى هللا عليه وسلم

81

طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع» فهذا الحديث يفيد النجاسة ، ألن الطهور مصدر« مرات

بمعنى الطهارة فيستدعي سابقة التنجس أو الحدث ،والثاني منتف ، فتعين األول ، وأما الخنزير فألنه نجس

} .فإنه رجس : { العين لقوله تعالى وأما سباع البهائم ، فألنه متولد من لحمها ، ولحمها حرام

نهى: » نجس ، لما ورد أن النبي صلى هللا عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من

« .الطير عرق الهرة والدجاجة المخالة وسباع الطير: والمكروه

كراهية عرق الهرة: وسواكن البيوت ، قال الكرخي الكراهة: ألجل أنها ال تتحامى النجاسة ، وقال الطحاوي

قول الطحاوي يدل على أنها: لحرمة لحمها قال الزيلعي إلى التحريم أقرب كسباع البهائم ، ألن الموجب للكراهة

الزم غير عارض ، وقول الكرخي يدل على التنزه ، وهذاأصح واألقرب إلى موافقة الحديث ، فإنه عليه الصالة

إنها ليست بنجس إنما هي من: » والسالم قال فيها « .الطوافين عليكم والطوافات

وأما كراهة عرق الدجاجة المخالة فلعدم تحاميهاالنجاسة ، ويصل منقارها إلى ما تحت رجليها ، ويلحقبها اإلبل والبقر الجاللة ، وأما كراهة عرق سباع الطيروسواكن البيوت فاستحسانا للضرورة وعموم البلوى ،فسباع الطير تنقض من علو وهواء فال يمكن صون

األواني عنها ال سيما في البراري ، وسواكن البيوتطوافها ألزم من الهرة ، ألن الفأرة تدخل ما ال تقدر

82

الهرة دخوله وهو العلة في الباب لسقوط النجاسة ،.والقياس أن يكون نجسا ، ألن لحمها نجس وحرام

والعرق المشكوك فيه عرق الحمار والبغل لتعارض:األدلة ، ألنه قد ثبت عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه

أمر يوم خيبر بإكفاء القدور من لحوم الحمر األهلية» « .إنها رجس : وقال

وأما البغل فهو من نسل الحمار فيكون بمنزلته ، قال ابنسببه تعارض األخبار في لحمه ، وقيل: قيل : عابدين

أن الحمار أشبه: اختالف الصحابة في سؤره ، واألصح الهرة لوجوده في الدور واألفنية ، لكن الضرورة فيه

دون الضرورة فيها لدخولها مضايق البيت فأشبه الكلبوالسباع ، فلما ثبت الضرورة من وجه دون وجه واستوى

ما يوجب الطهارة والنجاسة تساقطا للتعارض ، فصيرالطهارة في الماء ،: إلى األصل ، وهو هنا شيئان

والنجاسة في اللعاب ، وليس أحدهما بأولى من اآلخر.فبقي األمر مشكال ، نجسا من وجه ، طاهرا من آخر

وذهب المالكية إلى طهارة عرق كل حيوان حي ، بحرياوذهب الشافعية. كان أو بريا ، ولو كلبا أو خنزيرا

والحنابلة إلى أن العرق له حكم حيوانه طهارة ونجاسة ،فعرق الحيوان الطاهر طاهر ، وعرق الحيوان النجس

نجس ، وعند الشافعية كل الحيوانات طاهرة ما عدا:الكلب والخنزير وما تفرع من أحدهما ، وعند الحنابلة النجس من الحيوان ما ال يؤكل من الطير والبهائم مما

فوق الهر خلقة كالصقر والبوم والعقاب والحدأة والنسروالرخم وغراب البين واألبقع والبغل والحمار واألسد

83

والنمر والفهد والذئب والكلب والخنزير وابن آوى والدب.والقرد

والصحيح عندي طهارة البغل: قال صاحب المغني والحمار ، ألن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يركبهماويركبان في زمنه وفي عصر الصحابة فلو كان نجسالبين لهم النبي صلى هللا عليه وسلم ذلك ، وألنهما ال

والتفصيل. يمكن التحرز منهما لمقتنيهما فأشبها السنور ) .طهارة ، ونجاسة : ( في مصطلح

:العرق بمعنى الخمر - ب العرق نوع من المسكرات يقطر من الخمر ، حكمه - 6

:حكم الخمر ، فهو نجس ويحد شاربه قال ابن عابدين ال شك أن العرق المستقطر من الخمر هو عين الخمر ،

تتصاعد مع الدخان وتقطر من الطابق بحيث ال يبقى منهاإال أجزاؤه الترابية ، ولذا يفعل القليل منه في اإلسكار

أن: أضعاف ما يفعله كثير الخمر ، والمعتمد المفتى به العرق لم يخرج بالطبخ والتصعيد عن كونه خمرا ، فيحد

بشرب قطرة منه وإن لم يسكر ، وأما إذا سكر منه فالشبهة في وجوب الحد به ، وقد صرح في منية المصلي

.بنجاسته أيضا ================

*عظم :التعريف

هو الذي عليه اللحم من قصب: العظم في اللغة - 1،} فكسونا العظام لحما : { الحيوان ، ومنه قوله تعالى

.والجمع أعظم وعظام وعظامه بالهاء لتأنيث الجمع .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

84

:األحكام المتعلقة بالعظم :طهارة العظم أو نجاسته

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن عظم اآلدمي طاهر - 2سواء كان حيا أو ميتا وسواء كان مسلما أو كافرا لقوله

اآلية ، ومن التكريم أن} ولقد كرمنا بني آدم : { تعالى .ال يحكم بنجاسته بالموت

وذهب الفقهاء كذلك إلى أن عظم السمك يبقى طاهراأحلت لنا ميتتان: » بعد موته لقوله صلى هللا عليه وسلم

« .ودمان الجراد والحيتان والكبد والطحال كما ذهبوا إلى أن عظم مأكول اللحم المذبوح شرعا

طاهر يجوز االنتفاع به ، إال أنهم اختلفوا في عظم الميتةأو المذبوح الذي ال يؤكل لحمه ، فذهب الجمهور وهم

المالكية ، والشافعية ، والحنابلة ، وإسحاق إلى أنعظام الميتة نجسة سواء كانت ميتة ما يؤكل لحمه أو ماال يؤكل لحمه ، وسواء في غير مأكول اللحم ذبح أو لم

يذبح ، وأنها ال تطهر بحال ويحرم استعمالها لقوله تعالى} .حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير : {

كره أن يدهن في: وألن ابن عمر رضي هللا عنهما عظم فيل ، ألنه ميتة ، والسلف يطلقون الكراهة

وكذا ما أبين- كما يقول النووي - ويريدون بها التحريم من حيوان نجس الميتة من العظام سواء كان حيا أو

ميتا ، ألنه جزء متصل بالحيوان اتصال خلقة فأشبهاألعضاء ، وكره عطاء وطاوس والحسن وعمر بن عبد

العزيز رضي هللا عنهم عظام الفيلة ، ورخص في.االنتفاع بها محمد بن سيرين وابن جريج .وذهب الحنفية إلى طهارة عظام الميتة

85

) .6، 5، 4عاج ف : ( والتفصيل في مصطلح :االستنجاء بالعظم

اختلف الفقهاء في حكم االستنجاء بالعظم ، فذهب - 3الشافعية والحنابلة إلى أنه ال يجوز االستنجاء أو

االستجمار بالعظم سواء كان هذا العظم طاهرا كعظممأكول اللحم المذكى أو نجسا كعظم الميتة لحديث أبي

اتبعت النبي صلى هللا عليه: هريرة رضي هللا عنه قال ابغني أحجارا أستنفض بها: » وسلم وخرج لحاجته فقال

وللنهي الوارد عنه« أو نحوه ، وال تأتني بعظم وال روث :صلى هللا عليه وسلم عندما سأل الجن الزاد ربهم فقال

لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر» ما يكون لحما ، وكل بعرة علف لدوابكم فقال النبيصلى هللا عليه وسلم فال تستنجوا بهما فإنهما طعام

« .إخوانكم إن من خالف النهي واستنجى بالعظم لم يجزئه: وقالوا

وكان عاصيا لما روي عن أبي هريرة رضي هللا عنه قالنهى النبي صلى هللا عليه وسلم أن يستنجى بروث أو: »

« .إنهما ال تطهران : عظم وقال وألن االستنجاء بغير الماء رخصة والرخصة ال تحصل

بحرام ، لكنه يكفيه الحجر بعد ذلك ما لم تنتشر النجاسة.ولم يكن على العظم زهومة

ولو أحرق عظما طاهرا بالنار وخرج عن حال العظمفهل يجوز االستنجاء به ؟

:للشافعية فيه وجهان ال يجوز االستنجاء به لما رواه أبو هريرة رضي: األول

نهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن: » هللا عنه قال

86

االستنجاء بهما ، والرمة هي العظم: أي « الروث والرمة البالي ، وال فرق بين البالي بنار أو البالي بمرور الزمان

.وهذا أصح يجوز االستنجاء به ، ألن النار أحالته: الوجه الثاني

.وأخرجته عن حال العظم المنهي عن االستنجاء به يكره تحريما االستنجاء بالعظم للنهي: وقال الحنفية

الوارد في ذلك ، ولكن إذا خالف واستنجى بالعظم.أجزأه عندهم ، ألنه يجفف النجاسة وينقي المحل

وهو- يستفاد من الحديث السابق : قال ابن عابدين أن العظم لو كان عظم ميتة ال يكره- حديث الجن .االستنجاء به

وأما المالكية فالعظم عندهم إذا كان نجسا كعظمالميتة فال يجوز االستجمار به ، وإن كان العظم طاهرا

كعظم مأكول اللحم المذكى فيجوز االستنجاء به مع.الكراهة

:الذبح بالعظم اختلف الفقهاء في حكم الذبح بالعظم على تفصيل - 4

)41ذبائح ف : ( ينظر في مصطلح :القصاص في العظم

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه ال قصاص في العظم -5إال من مفصل لعدم إمكان المماثلة في غير المفصل ،

) .قصاص ، وقود : ( وفي ذلك تفصيل ينظر في ================

*عقيق :التعريف

.الوادي الذي شقه السيل قديما : العقيق في اللغة - 1

87

ويقال لكل ما شقه ماء السيل في: قال أبو منصور .األرض فأنهره ووسعه عقيق ، والجمع أعقة وعقائق

العقيق واد بالحجاز غلبت الصفة عليه: قال ابن منظور وفي بالد العرب عدة. غلبة االسم ولزمته األلف والالم

مواضع تسمى العقيق ، منها عقيق أرض اليمامة ، ومنهاعقيق بناحية المدينة ، ومنها عقيق آخر يدفق ماؤه في

خرز: والعقيق أيضا . غوري تهامة ، ومنها عقيق القنان أحمر يتخذ منه الفصوص ، الواحدة عقيقة ، وفي

.حجر يعمل منه الفصوص : المصباح المنير .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:األلفاظ ذات الصلة :الحجر - أ الصخرة ، والجمع في القلة أحجار ، وفي: الحجر - 2

.الكثرة حجار وحجارة .فالحجر أعم من العقيق في أحد معنييه

:المعدن - ب مكان كل شيء يكون فيه أصله: من معاني المعدن - 3

.ومبدؤه نحو معدن الذهب والفضة واألشياء .المواضع التي يستخرج منها جواهر األرض : والمعادن

.والمعدن بأحد معانيه أعم من العقيق :الياقوت - ج .الياقوت من الجواهر ، أجوده األحمر الرماني - 4

وكل من العقيق والياقوت من األحجار التي تستعمل.للزينة

:الحكم اإلجمالي :يتعلق بالعقيق بمعنييه أحكام

88

:العقيق بمعنى الوادي : أوال نص الشافعية على أفضلية إحرام أهل العراق ومن - 5

في ناحيتهم من العقيق على ذات عرق ، والعقيق وادقال: وراء ذات عرق مما يلي المشرق ، قال النووي

واالعتماد في ذلك على ما في العقيق من: أصحابنا وفيه سالمة من التباس وقع في ذات: االحتياط ، قيل

عرق ؛ ألن ذات عرق قرية خربت وحول بناؤها إلى جهة.الكعبة ، فاالحتياط اإلحرام قبل موضع بنائها اآلن

واستأنسوا مع االحتياط بحديث ابن عباس رضي هللاوقت رسول الله صلى هللا عليه وسلم: » عنهما قال

« .ألهل المشرق العقيق ذات عرق: ميقات أهل العراق : وقال المالكية والحنابلة

. ) .48إحرام : ( وانظر مصطلح

:العقيق بمعنى نوع من الحجر : ثانيا :التيمم بالعقيق - أ :اختلف الفقهاء في جواز التيمم بالعقيق - 6

فذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز التيمم بالعقيق ،وذهب الحنفية إلى جواز التيمم بالعقيق لكونه من

.جنس األرض ) .26تيمم ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:زكاة العقيق - ب :اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة في العقيق - 7

-الحنفية والمالكية والشافعية - فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه ال زكاة في العقيق كسائر الجواهر إال أن تكون

ال زكاة: » للتجارة ؛ لقول النبي صلى هللا عليه وسلم

89

وذهب الحنابلة إلى وجوب الزكاة في« . في حجر نفقوا: { العقيق ؛ لعموم قوله تعالى يها الذين آمنوا أ يا أ

خرجنا لكم من األرض } .من طيبات ما كسبتم ومما أوألنه معدن فتعلقت الزكاة بالخارج منه كاألثمان ؛ وألنهمال لو غنمه وجب عليه خمسه ، فإذا أخرجه من معدن

صفة: وجبت فيه الزكاة كالذهب ، قال ابن قدامة المعدن الذي يتعلق به وجوب الزكاة هو كل ما خرج من

األرض مما يخلق فيها من غيرها مما له قيمة كالحديد.والياقوت والزبرجد والعقيق

:الربا في العقيق - ج ال يجري الربا في العقيق وذلك لعدم توافر العلل - 8

الربوية فيه عند المالكية والشافعية ، وال يجري الربا فيهكذلك عند الحنفية والحنابلة ؛ ألنه غير مكيل وال موزون

.إال إذا تعارف الناس بيعه بالكيل أو بالوزن :السلم في العقيق - د :اختلف الفقهاء في جواز السلم في العقيق - 9

فذهب الحنفية والحنابلة إلى عدم صحة السلم فيونص الشافعية. العقيق ؛ لتفاوت آحاده تفاوتا فاحشا

على عدم جواز السلم في العقيق ، واستثنوا حالة ما إذاوذهب المالكية إلى جواز السلم في. كان بالوزن

.صنوف الفصوص والحجارة مطلقا :هـ – التزين بالعقيق

ذهب جمهور الفقهاء إلى إباحة التختم بالعقيق – 10.للرجل

90

:وذهب بعض الحنابلة إلى استحبابه ، وقال ابن رجب ظاهر كالم أكثر األصحاب أنه ال يستحب ، وهو ظاهر

.كالم اإلمام أحمد في رواية منها ==================

*عمد :التعريف

قصد الشيء واالستناد إليه ، وهو: العمد في اللغة - 1تعمد وتعمد له وعمد إليه وله ، أي: المقصود بالنية يقال

.قصده .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:األلفاظ ذات الصلة :القصد - أ إذا طلبته: قصدت الشيء وله وإليه قصدا : يقال - 2

:توجه إليه عامدا ، والمقصد : بعينه ، وقصد األمر توسط ولم يجاوز: موضوع القصد ، وقصد في األمر

.استقام : أي : الحد فيه ، وقصد الطريق .والقصد أعم من العمد

:العزم - ب عقد القلب على إمضاء األمر ،: العزم في اللغة - 3

:جد وصبر ، وعزم األمر أي : عزم فالن عزما أي : يقال .عقد نيته وضميره على فعله

:الخطأ - ج ضد الصواب وهو اسم من أخطأ: الخطأ في اللغة - 4

فهو مخطئ ، يقال لمن يذنب على غير عمد ، ولمن أراد:الصواب فصار إلى غيره ، قال الراغب األصفهاني

.الخطأ العدول عن الجهة

91

فعل يصدر من اإلنسان بال قصد: والخطأ في االصطالح إليه عند مباشرة أمر مقصود سواه األحكام المتعلقة

:بالعمد وردت األحكام المتعلقة بالعمد في أبواب من كتب الفقه

:، منها :في الصالة - أ ذهب الفقهاء إلى أن المصلي إذا ترك ركنا من أركان - 5

الصالة عمدا أو انتقل إلى ما بعده بطلت صالته ، وكذا.إن تكلم في صالته أو أكل أو شرب عمدا 107صالة ف : ( وفي المسألة تفصيل ينظر في مصطلح

) .وما بعدها :في الصوم - ب

لو أكل الصائم أو شرب أو باشر أهله عامدا أفطر - 6.باإلجماع

) .وما بعدها 37صوم ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :في الجنايات - ج القتل العمد محرم باإلجماع مستوجب للقصاص - 7

ومن يقتل مؤمنا: { والنار كما جاء في قوله تعالى } .متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها

:وقد اختلفوا في قبول توبة قاتل العمد فذهب جمهور فقهاء المذاهب األربعة إلى قبول توبته ،

لها آخر: { لقوله تعالى والذين ◌ال يدعون مع الله إ◌◌ال بالحق و◌◌ال و◌◌ال يقتلون النفس التي حرم الله إ

ثاما ، يضاعف له العذاب يوم يزنون ومن يفعل ذلك يلق أ◌◌ال من تاب وآمن وعمل القيامة ويخلد فيه مهانا ، إ

} .عمال صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات

92

وألن} ; ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء : { وقوله تعالى الكفر أعظم من قتل العمد بإجماع الفقهاء فإذا قبلت

.التوبة منه فقبول التوبة من القتل أولى وذهب جماعة من علماء السلف ومنهم ابن عباس

رضي هللا عنهما إلى أنه ليس لقاتل العمد توبة ، لقولهومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا: { تعالى

عد له عذابا عظيما } .فيها وغضب الله عليه ولعنه وأ

:في الردة - د ذهب الفقهاء إلى أنه إذا فعل اإلنسان ما يكفر به - 8

عمدا أو قال قوال يخرجه عن الملة عمدا فقد ارتد.وتجرى عليه أحكام المرتد

) .وما بعدها 10ردة ف : ( والتفصيل في مصطلح :في الطالق - هـ

اتفق الفقهاء على وقوع الطالق ممن يتعمده ، فإن - 9مر لفظ الطالق بلسان نائم أو تلفظ به من زال عقله

بسبب لم يعص الله فيه أو سبق لسانه إلى لفظ الطالقأو تلفظ بالطالق حاكيا كالم غيره أو كرر الفقيه لفظ

الطالق في الدرس فال يقع الطالق في هذه المسائل.كلها

:الكذب على رسول الله صلى هللا عليه وسلم عمدا - و أجمع الفقهاء على أن تعمد الكذب على رسول الله - 10

صلى هللا عليه وسلم من أكبر الكبائر لقول النبي صلىمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده: « هللا عليه وسلم

إن من: « وقوله صلى هللا عليه وسلم » . من النار أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه ، أو يري عينه

93

ما لم تر ، أو يقول على رسول الله صلى هللا عليه وسلم» .ما لم يقل

ولكنهم اختلفوا في كفر من تعمد الكذب على رسول:الله صلى هللا عليه وسلم

ذهبت طائفة من: فقال الذهبي وابن حجر الهيتمي العلماء إلى أن الكذب على رسول الله صلى هللا عليه

وسلم كفر ينقل عن الملة ، وال ريب أن تعمد الكذبعلى الله ورسوله في تحليل حرام أو تحريم حالل كفر.محض ، وإنما الكالم في الكذب عليه فيما سوى ذلك

واتفق العلماء على أنه ال تقبل رواية متعمد الكذب فيحديث رسول الله صلى هللا عليه وسلم أبدا وإن تابوحسنت طريقته تغليظا عليه وزجرا عن الكذب على

النبي صلى هللا عليه وسلم لعظم مفسدته فإنه يصيرشرعا مستمرا إلى يوم القيامة بخالف الكذب على غيرهصلى هللا عليه وسلم فإن مفسدته ليست عامة بل تكون

.قاصرة :حلف اليمين كذبا عمدا - ز

أجمع الفقهاء على أن حلف اليمين كذبا عمدا حرام - 11إن الذين يشترون: { من كبائر الذنوب ، لقول الله تعالى

ولئك ال خالق لهم في يمانهم ثمنا قليال أ بعهد الله وأليهم يوم القيامة وال اآلخرة وال يكلمهم الله وال ينظر إ

ليم } .يزكيهم ولهم عذاب أ} .ويحلفون على الكذب وهم يعلمون : { وقوله تعالى

من حلف على: « ولقول النبي صلى هللا عليه وسلم يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه

» .غضبان

94

ولما رواه عبد الله بن عمرو رضي هللا عنهما عن النبياإلشراك بالله ، وعقوق: الكبائر : « صلى هللا عليه وسلم

» .الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس ألنها; واليمين التي يتعمد فيها الكذب سميت غموسا

تغمس الحالف في اإلثم في الدنيا وتغمسه في الناريوم القيامة

الكذب حرام فإذا كان محلوفا عليه: وقال ابن قدامة كان أشد في التحريم ، وإن أبطل به حقا أو اقتطع به

.مال معصوم كان أشد ) .114 - 108أيمان ف : ( راجع مصطلح

:الحنث في اليمين عمدا - ح تعمد الحنث في اليمين تجري عليه األحكام - 12

:الخمسة فقد يكون الحنث واجبا وذلك إذا كان الحلف على ترك

واجب عيني أو على فعل محرم ، فإذا حلف مثال على أنال يصلي إحدى الصلوات الخمس المفروضة وجب عليه

.الحنث وقد يكون الحنث مندوبا وذلك إذا حلف على ترك مندوبكسنة الضحى أو على فعل مكروه كأن يلتفت بوجهه في

الصالة فيندب الحنث وقد يكون الحنث مباحا وذلك إذاحلف على ترك مباح أو فعله كدخول دار وأكل طعام

األفضل في هذا: معين ولبس ثوب فقال بعض الفقهاء .ترك الحنث لما فيه من تعظيم الله تعالى

وقد يكون الحنث حراما وذلك إذا حلف على فعل واجب:أو ترك حرام فعليه أن ينفذ ما حلف عليه لقوله تعالى

95

يمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم{ وال تنقضوا األ} .كفيال إن الله يعلم ما تفعلون

وقد يكون تعمد الحنث مكروها وذلك إذا حلف على.فعل مندوب أو ترك مكروه لألحاديث السابقة

) .6حنث ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح ==============

*عورة :التعريف

الخلل في الثغر وفي الحرب ،: العورة في اللغة - 1وقد يوصف به منكرا ، فيكون للواحد والجمع بلفظ واحد

ويستأذن فريق منهم النبي: { وفي القرآن الكريم . ن يريدون إال يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إ

.فهنا ورد الوصف مفردا والموصوف جمعا } فرارا وتطلق على الساعة التي تظهر فيها العورة عادة للجوء

فيها إلى الراحة واالنكشاف ، وهي ساعة قبل الفجر ،وساعة عند منتصف النهار ، وساعة بعد العشاء اآلخر ،

يها الذين آمنوا ليستأذنكم: { وفي التنزيل قوله تعالى يا أث يمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثال الذين ملكت أ

ة الفجر وحين تضعون ثيابكم من مرات من قبل صالث عورات لكم ليس ة العشاء ثال الظهيرة ومن بعد صال عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم عليكم وال

يات والله عليم حكيم }على بعض كذلك يبين الله لكم اآلوهي. وكل شيء يستره اإلنسان أنفة وحياء فهو عورة

ما يحرم كشفه من الجسم سواء من: في االصطالح الرجل أو المرأة ، أو هي ما يجب ستره وعدم إظهاره

من الجسم ، وحدها يختلف باختالف الجنس وباختالف

96

العمر ، كما يختلف من المرأة بالنسبة للمحرم وغيرالمحرم على التفصيل الذي يأتي ، وقال الشربيني

.هي ما يحرم النظر إليه : الخطيب :األلفاظ ذات الصلة

:الستر ما يستر به ، والسترة بالضم مثله ، ويقال: الستر لغة - 2

ه من عصا لما ينصبه المصلي قدامه عالمة لمصالوغيرها سترة ؛ ألنه يستر المار من المرور أي يحجبه ،

والصلة بين العورة والستر أن الستر مطلوب لتغطية.العورة

:األحكام المتعلقة بالعورة :تتعلق بالعورة أحكام ذكرها الفقهاء في مواطن منها

:عورة المرأة بالنسبة للرجل األجنبي ذهب جمهور الفقهاء إلى أن جسم المرأة كله عورة - 3

بالنسبة للرجل األجنبي عدا الوجه والكفين ؛ ألن المرأةتحتاج إلى المعاملة مع الرجال وإلى األخذ والعطاء لكن

.جواز كشف ذلك مقيد بأمن الفتنة وورد عن أبي حنيفة القول بجواز إظهار قدميها ؛ ألنهسبحانه وتعالى نهى عن إبداء الزينة واستثنى ما ظهر

إن ظهر: والقدمان ظاهرتان ، ويقول ابن عابدين . منها الكف عورة ؛ ألن الكف عرفا واستعماال ال يشمل ظهره

.وورد عن أبي يوسف القول بجواز إظهار ذراعيها أيضا

.ألنهما يبدوان منها عادة وجاز كشف الوجه والكفين والنظر إليهما بدليل قوله

يبدين زينتهن إال ما ظهر منها : { تعالى أي مواضعها} وال

97

، فالكحل زينة الوجه ، والخاتم زينة الكف ، بدليل ماأن أسماء بنت أبي بكر رضي هللا تعالى عنهما ،« روي

دخلت على رسول الله صلى هللا عليه وسلم وعليها ثيابيا أسماء إن المرأة إذا: رقاق فأعرض عنها ، وقال

بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إال هذا وهذا ،» .وأشار إلى وجهه وكفيه

يبدين: { وقال القرطبي في معنى قوله تعالى والاختلف الناس في قدر المستثنى} زينتهن إال ما ظهر منها

ظاهر الزينة هو الثياب ، وزاد ابن: فقال ابن مسعود جبير الوجه ، وقال سعيد بن جبير أيضا وعطاء

الوجه والكفان والثياب ، وقال ابن عباس: واألوزاعي ظاهر الزينة هو الكحل: وقتادة والمسور بن مخرمة

.والسوار والخضاب إلى نصف الذراع والقرط والفتخ وذكر الطبري حديثا عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه

إذا عركت المرأة لم يحل لها أن تظهر إال وجهها ،: « قال وإال ما دون هذا ، وقبض على ذراع نفسه ، فترك بين

» .قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى وشرط الساتر منع إدراك لون: وقال الشربيني الخطيب

البشرة ال حجمها ، فال يكفي ثوب رقيق وال مهلهل ال.يمنع إدراك اللون

وظاهر مذهب أحمد بن حنبل أن كل شيء من المرأةعورة بالنسبة لألجنبي عنها حتى ظفرها، وروي عن

إن من يبين زوجته ال يجوز أن: اإلمام أحمد أنه قال يأكل معها ألنه مع األكل يرى كفها ، وقال القاضي من

يحرم نظر األجنبي إلى األجنبية ما عدا الوجه: الحنابلة

98

والكفين ، ويباح له النظر إلى هذين العضوين مع.الكراهة عند أمن الفتنة

ومما يحتج به للحرمة ما روي عن علي رضي هللا عنه أنيا علي ال تتبع: « النبي صلى هللا عليه وسلم قال له

وما» النظرة النظرة فإن لك األولى ، وليست لك اآلخرة أن الفضل بن عباس رضي هللا عنهما كان« ورد من

رديف رسول الله صلى هللا عليه وسلم في الحج فجاءتهالخثعمية تستفتيه ، فأخذ الفضل ينظر إليها وتنظر هي» .إليه ، فصرف عليه الصالة والسالم وجه الفضل عنها

العجوز التي ال يشتهى مثلها ال بأس: وقال الحنابلة والقواعد: { بالنظر إلى ما يظهر منها غالبا ، لقوله تعالى

يرجون نكاحا تي ال وفي معنى العجوز} من النساء الالالشوهاء التي ال تشتهى ، ومن ذهبت شهوته من الرجال

لكبر أو عنة أو مرض ال يرجى برؤه والخصي والشيخوالمخنث الذي ال شهوة له فحكمه حكم ذوي المحارم

ربة : { في النظر ، لقوله تعالى ولي اإل و التابعين غير أ }أ.

وعند الشافعية حكمه حكم األجنبي ، إذ يحرم عليه النظر.حتى إلى الوجه والكفين عند خوف الفتنة

ظهور المرأة بالزينة للصغير: وقال الحنفية والشافعية الذي لم يظهر على عورات النساء ، والذي ال يعرف

و: { العورة من غير العورة ال بأس به لقوله تعالى أ، وأما} الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء

الذي يعرف التمييز بين العورة وغيرها وقارب الحلم فال.يجوز لها إبداء زينتها له

99

من أراد خطبة امرأة فله أن ينظر إليها: وقال الفقهاء سواء أذنت هي أو وليها به أم لم يأذنا به ، ألن الرسولصلى هللا عليه وسلم قال للمغيرة بن شعبة رضي هللا

انظر إليها ، فإنه أحرى أن: « عنه حينما خطب امرأة » .يؤدم بينكما

وللمرأة أيضا النظر إلى ما هو غير عورة من الرجل إن.أرادت االقتران به

) .29، 26/خطبة ف ( وتفصيل ذلك في مصطلح أما صوت المرأة فليس بعورة عند الشافعية ، ويجوز

وندب تشويهه إذا: االستماع إليه عند أمن الفتنة ، وقالوا.قرع بابها فال تجيب بصوت رخيم

:عورة المرأة المسلمة بالنسبة لألجنبية الكافرة الحنفية والمالكية وهو: " ذهب جمهور الفقهاء - 4

إلى أن المرأة األجنبية الكافرة" األصح عند الشافعية كالرجل األجنبي بالنسبة للمسلمة ، فال يجوز أن تنظر إلىبدنها ، وليس للمسلمة أن تتجرد بين يديها ، لقوله تعالى

و آباء: { و آبائهن أ ال لبعولتهن أ يبدين زينتهن إ والو بني خوانهن أ و إ بناء بعولتهن أ و أ بنائهن أ و أ بعولتهن أ

و نسائهن خواتهن أ و بني أ خوانهن أ أي النساء} إالمسلمات فلو جاز نظر المرأة الكافرة لما بقي

للتخصيص فائدة ، وقد صح عن عمر رضي هللا عنه.األمر بمنع الكتابيات من دخول الحمام مع المسلمات

ومقابل األصح عند الشافعية أنه يجوز أن ترى الكافرةمن المسلمة ما يبدو منها عند المهنة، وفي رأي آخر

عندهم أنه يجوز أن ترى منها ما تراه المسلمة منها وذلك.التحاد الجنس كالرجال

100

والمذهب عند الحنابلة أنه ال فرق بين المسلمة والذميةوال بين المسلم والذمي في النظر ، وقال اإلمام أحمد

ال تنظر الكافرة إلى الفرج من المسلمة:في رواية عنه وفي رواية أخرى عنه أن المسلمة ال. وال تكون قابلة لها

.تكشف قناعها عند الذمية وال تدخل معها الحمام :عورة المرأة بالنسبة للمرأة المسلمة

ذهب الفقهاء إلى أن عورة المرأة بالنسبة للمرأة - 5هي كعورة الرجل إلى الرجل ، أي ما بين السرة والركبة

، ولذا يجوز لها النظر إلى جميع بدنها عدا ما بين هذينالعضوين ، وذلك لوجود المجانسة وانعدام الشهوة غالبا

.، ولكن يحرم ذلك مع الشهوة وخوف الفتنة :عورة المرأة بالنسبة للمحارم

المراد بمحرم المرأة من يحرم عليه نكاحها على - 6.أو رضاع " مصاهرة" وجه التأبيد لنسب أو سبب

إن عورة المرأة: قال المالكية والحنابلة في المذهب بالنسبة إلى رجل محرم لها هي غير الوجه والرأس

واليدين والرجلين ، فيحرم عليها كشف صدرها وثدييهاونحو ذلك عنده ، ويحرم على محارمها كأبيها رؤية هذه

.األعضاء منها وإن كان من غير شهوة وتلذذ وذكر القاضي من الحنابلة أن حكم الرجل مع ذوات

.محارمه هو كحكم الرجل مع الرجل والمرأة مع المرأة وعورة المرأة بالنسبة لمن هو محرم لها عند الحنفية

هي ما بين سرتها إلى ركبتها ، وكذا ظهرها وبطنها ، أييحل لمن هو محرم لها النظر إلى ما عدا هذه األعضاء

منها عند أمن الفتنة وخلو نظره من الشهوة ، واألصلو: { فيه قوله تعالى ال لبعولتهن أ يبدين زينتهن إ وال

101

والمراد بالزينة مواضعها ال الزينة نفسها ألن} آبائهن النظر إلى أصل الزينة مباح مطلقا، فالرأس موضع التاج ،

والوجه موضع الكحل ، والعنق والصدر موضعا القالدةواألذن موضع القرط ، والعضد موضع الدملوج ، والساعد

موضع السوار ، والكف موضع الخاتم ، والساق موضعالخلخال ، والقدم موضع الخضاب ، بخالف الظهروالبطن والفخذ ألنها ليست بموضع للزينة ، وألن

االختالط بين المحارم أمر شائع وال يمكن معه صيانة.مواضع الزينة عن اإلظهار والكشف

وكل ما جاز النظر إليه منهن دون حائل جاز لمسه عندأمن الفتنة وإال لم يجز ، وكذلك األمر بالنسبة للخلوة

بإحداهن منفردين تحت سقف واحد ، فالرسول صلى.هللا عليه وسلم كان يقبل فاطمة رضي هللا عنها

ولم يجز للرجل النظر إلى ظهر أو بطن أو فخذ من هيمحرم له فضال عن حرمة النظر إلى ما بين سرتها

وركبتها ، كما لم يحل لمس أي من هذه األعضاء لعمومبصارهم : { قوله تعالى ؛} قل للمؤمنين يغضوا من أ

وألنه سبحانه وتعالى جعل الظهار منكرا من القولتشبيه الزوجة بظهر األم في- أي الظهار - وزورا، وهو

حق الحرمة ، ولو لم يكن النظر إلى ظهر األم وبطنها أو.لمسها حراما لم يكن الظهار منكرا من القول وزورا

وكل ما يحل للرجل من النظر واللمس من ذوات محارمهيحل مثله لها بالنسبة لمن هو محرم لها ، وكل ما يحرم

.عليه يحرم عليها والشافعية يرون جواز نظر الرجل إلى ما عدا ما بين

السرة والركبة من محارمه من النساء من نسب أو رضاع

102

يحل له النظر فقط إلى ما: أو مصاهرة صحيحة ، وقيل يظهر منها عادة في العمل داخل البيت ، أي إلى الرأس

.والعنق واليد إلى المرفق والرجل إلى الركبة وهم يقررون هذين االتجاهين أيضا بالنسبة لنظرها إلى

.من هو محرم لها الكافر محرم لقريبته المسلمة ألن أبا: وقال الحنابلة

سفيان أتى المدينة وهو مشرك فدخل على ابنته أمحبيبة فطوت فراش النبي صلى هللا عليه وسلم لئال

يجلس عليه ، ولم تحتجب منه وال أمرها بذلك الرسول.صلى هللا عليه وسلم

:عورة األمة بالنسبة للرجل األجنبي اختلف الفقهاء في عورة األمة بالنسبة للرجل - 7

.األجنبي إن عورتها: فقال المالكية وهو األصح عند الشافعية

.هي ما بين سرتها وركبتها عورتها مثل عورة الحرة بالنسبة: وقال الحنفية

.لمحارمها إن عورتها كعورة الحرة ال يجوز أن ينظر: وقال الحنابلة

.منها إال ما يجوز النظر إليه من الحرة :عورة الرجل بالنسبة للرجل

سواء كان قريبا- عورة الرجل بالنسبة إلى رجل آخر - 8هي ما بين سرته إلى ركبته عند- له أو أجنبيا عنه

الحنفية ، ويستدلون بما روي عن النبي صلى هللا عليهوالسرة» ما تحت السرة عورة : « وسلم أنه قال

عندهم ليست بعورة استدالال بما روي أن الحسن بنعلي رضي هللا عنهما أبدى سرته فقبلها أبو هريرة رضي

103

هللا عنه ، ولكن الركبة عورة عندهم ، بدليل ما روي عنالركبة من العورة: « النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال

. «.وما جاز نظره من الرجل بالنسبة للرجل جاز لمسه

والشافعية والحنابلة في المذهب يرون أن الركبةوالسرة ليستا من العورة في الرجل ، وإنما العورة ما

.بينهما فقط :لما روي عن أبي أيوب األنصاري رضي هللا عنه قال

ما فوق الركبتين: « قال رسول الله صلى هللا عليه وسلممن العورة ، وما أسفل السرة وفوق الركبتين من

» .العورة والرواية األخرى عند الحنابلة أنها الفرجان استدالال بما

أن النبي صلى هللا عليه« روى أنس رضي هللا عنه وسلم حسر يوم خيبر اإلزار عن فخذه حتى أني ألنظر

» .إلى بياض فخذه عليه الصالة والسالم وجواز نظر الرجل من الرجل إلى ما هو غير عورة منه

.مشروط بعدم وجود الشهوة وإال حرم ويرى المالكية في المشهور عندهم أن عورة الرجل

بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة ، وعليه فإن الفخذال: عورة ال يجوز النظر إليها في المشهور عندهم ، وقيل

يكره عند من يستحيى منه ،: يحرم وإنما يكره، وقيل أن النبي صلى هللا عليه وسلم كشف فخذه عند« بدليل

ولما دخل عثمان رضي. أبي بكر وعمر رضي هللا عنهما أال أستحي من رجل تستحي منه: هللا عنه ستره وقال

» .المالئكة :عورة الرجل بالنسبة لألجنبية

104

.اختلف الفقهاء في عورة الرجل بالنسبة لألجنبية - 9فيرى الحنفية أن لها النظر إلى ما عدا ما بين السرة إلى

والمالكية يرون أن لها. الركبة إن أمنت على نفسها الفتنةالنظر إلى ما يراه الرجل من محرمه وهو الوجه

.واألطراف عند أمن الفتنة أما الشافعية فال يجيزون لها النظر إلى ما هو عورة

وإلى ما هو غير عورة منه من غير سبب ، بدليل عمومبصارهن : { آية وبدليل} وقل للمؤمنات يغضضن من أ

كنت عند رسول« ما روت أم سلمة رضي هللا عنها قالت الله صلى هللا عليه وسلم وعنده ميمونة ، فأقبل ابن أم

مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فقال صلى هللا عليهيا رسول الله أليس أعمى ال: احتجبا منه فقلنا : وسلم

:يبصرنا وال يعرفنا ؟ فقال النبي صلى هللا عليه وسلم » .أفعمياوان أنتما ، ألستما تبصرانه

والقول الراجح عند الحنابلة يجيز نظر المرأة إلى ما ليسكان« بعورة من األجنبي ، لحديث عائشة رضي هللا عنها

رسول الله صلى هللا عليه وسلم يسترني بردائه ، وأنا» .أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد

:عورة الصغير والصغيرة يرى الحنفية أن ال عورة للصغير والصغيرة جدا ، - 10

وحدد بعضهم هذا الصغر بأربع سنوات فما دونها ، ثمإلى عشر سنين يعتبر في عورته ما غلظ من الكبير ،وتكون عورته بعد العشر كعورة البالغين ، ونقل ابن

عابدين أنه ينبغي اعتبار السبع ، ألمرهما بالصالة إذا بلغا.هذه السن

105

ويرى المالكية أن الصغير ابن ثمان سنوات فأقل العورة له ، فللمرأة النظر إلى جميع بدنه حيا وأن تغسله

ميتا ، ولها النظر إلى جميع بدن من هو بين التاسعةوالثانية عشرة ولكن ليس لها غسله ، والبالغ ثالث عشرة

.سنة فما فوق عورته كعورة الرجل أما الصغيرة فهي إلى سن السنتين وثمانية أشهر فال

عورة لها إذا كانت رضيعة ، وأما غير الرضيعة إن كانتلم تبلغ حد الشهوة فال عورة لها بالنسبة للنظر ، أما

بالنسبة للمس فعورتها كعورة المرأة فليس للرجل أنيغسلها ، أما المشتهاة فعورتها كعورة المرأة بالنسبة

.للنظر والتغسيل وعورة الصغير في الصالة السوأتان والعانة واألليتان ،فيندب له سترها ، أما عورة الصغيرة فهي بين السرة

والركبة ، وما زاد على ذلك مما يجب ستره على الحرة.فمندوب لها فقط

واألصح عند الشافعية حل النظر إلى صغيرة ال تشتهىألنها ليست مظنة الشهوة ، إال الفرج فال يحل النظر إليه ،

وفرج الصغير كفرج الصغيرة على المعتمد ، واستثنى ابنالقطان األم زمن الرضاع والتربية للضرورة ، وينبغي أن

تكون المرضعة غير األم كاألم واألصح أن الصبيالمراهق في نظره لألجنبية كالرجل البالغ األجنبي ، فال

و الطفل الذين: { يجوز للمرأة أن تبرز له لقوله تعالى أ، ومقابل األصح أنه} لم يظهروا على عورات النساء

معها كالبالغ من ذوي محارمها ، وأما غير المراهق فإنلم يبلغ حدا يحكي ما يراه فكالعدم ، أو بلغه من غير

إن عورة: شهوة كالمحرم ، أو بشهوة فكالبالغ ، وقالوا

106

الصغير في الصالة ذكرا كان أو أنثى ، مراهقا كان أو.غير مراهق كعورة المكلف في الصالة

إن الصغير الذي هو أقل من سبع سنين: والحنابلة قالوا ال عورة له ، فيجوز النظر إلى جميع بدنه ومسه ، ومن

زاد عن ذلك إلى ما قبل تسع سنين فإن كان ذكرافعورته القبل والدبر في الصالة وخارجها ، وإن كانوأما. أنثى فعورتها ما بين السرة والركبة بالنسبة للصالة خارجها فعورتها بالنسبة للمحارم هي ما بين السرة

والركبة ، وبالنسبة لألجانب من الرجال جميع بدنها إالالوجه والرقبة والرأس واليدين إلى المرفق والساق

.والقدم :عورة كل من الزوجين بالنسبة لآلخر

ال خالف بين الفقهاء في أنه ليس أي جزء من بدن - 11الزوجة عورة بالنسبة للزوج وكذلك أي جزء من بدنه

بالنسبة لها ، وعليه يحل لكل واحد منهما النظر إلى جميعجسم اآلخر ومسه حتى الفرج ؛ ألن وطأها مباح ،

فيكون نظر كل منهما إلى أي جزء من أجزاء اآلخر مباحابشهوة وبدون شهوة بطريق األولى ، واألصل فيه قوله

والذين هم لفروجهم حافظون ، إال على: { تعالى يمانهم فإنهم غير ملومين زواجهم أو ما ملكت أ وما} أ

يا: قلت : « ورد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال احفظ: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال : رسول الله

» .عورتك إال من زوجتك أو ما ملكت يمينك يكره نظر كل منهما إلى: لكن الشافعية والحنابلة قالوا

فرج اآلخر ، ونص الشافعية على أن النظر إلى باطن.الفرج أشد كراهة

107

من األدب أن يغض كل من الزوجين: وقال الحنفية النظر عن فرج صاحبه ، واستدلوا بما روي عنه صلى هللا

إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ، وال« عليه وسلم أنه قال » .يتجرد تجرد العيرين

:عورة الخنثى المشكل الخنثى المشكل الرقيق عند الحنفية كاألمة ، والحر - 12

كالحرة ، أي فيما هو عورة منها وفيما هو ليس بعورة ،ينبغي أن ال تكشف الخنثى لالستنجاء: قال ابن عابدين

وال للغسل عند أحد أصال ؛ ألنها إن كشفت عند رجل.احتمل أنها أنثى ، وإن كشفت عند أنثى احتمل أنها ذكر

والشافعية يرون أن الخنثى المشكل يعامل بأشداالحتمالين ، فيجعل مع النساء رجال ومع الرجال امرأة ،وال يجوز أن يخلو به أجنبي وال أجنبية ، وإن كان مملوكا

.المرأة فهو معها كعبدها الخنثى المشكل كالرجل ، ألن ستر ما زاد: وقال الحنابلة

على عورة الرجل محتمل فال نوجب عليه حكما بأمرمحتمل متردد فيه ، والعورة الفرجان اللذان في قبله ألن

أحدهما فرج حقيقي، وليس يمكنه تغطيته يقينا إالبتغطيتهما ، فوجب عليه ذلك كما يجب ستر ما قرب من

.الفرجين ضرورة سترهما :العورة في الصالة

يجب ستر العورة في الصالة لكال الجنسين في - 13خذوا زينتكم عند كل: { حال توفر الساتر ، لقوله تعالى

المراد بالزينة: قال ابن عباس رضي هللا عنهما } مسجد ولقوله صلى هللا عليه. في اآلية الثياب في الصالة

، أي» ال يقبل الله صالة حائض إال بخمار : « وسلم

108

البالغة ، والثوب الرقيق الذي يصف ما تحته من العورة الوتفصيل ذلك في. تجوز الصالة فيه النكشاف العورة

) .12/صالة ف : ( مصطلح :ما تستره المرأة في اإلحرام

ذهب الفقهاء إلى أن المرأة ما دامت محرمة ليس - 14لها أن تغطي وجهها إذ ورد عن ابن عمر رضي هللا

إحرام الرجل في رأسه وإحرام: عنهما موقوفا عليه .وليس لها أن تلبس القفازين . المرأة في وجهها

) .68 - 67/إحرام ( والتفصيل ينظر في :لمس األجنبي أو األجنبية

ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم جواز - 15مس الرجل شيئا من جسد المرأة األجنبية الحية ، سواء

أن رسول الله صلى« أكانت شابة أم عجوزا ، لما ورد وألن» . هللا عليه وسلم لم تمس يده يد امرأة قط

ووافقهم. المس أبلغ من النظر في اللذة وإثارة الشهوة ال بأس: الحنفية في حكم لمس األجنبية الشابة ، وقالوا

.بمصافحة العجوز ومس يدها النعدام خوف الفتنة :عورة الميت

ذهب الفقهاء إلى أن عورة الميت يحرم النظر إليها - 16لقوله صلى هللا عليه« كحرمة النظر إلى عورة الحي

ال تنظر إلى فخذ حي وال: وسلم لعلي رضي هللا عنه » .ميت

تغسيل( أما لمس الميت لتغسيله فينظر في مصطلح ) .وما بعدها 11/الميت ف

:النظر إلى العورة لتحمل الشهادة

109

يصرح المالكية والشافعية والحنابلة بجواز النظر إلى - 17وجه المرأة األجنبية عند الشهادة وعند البيع والشراء ،

.وكذلك لها النظر يجوز النظر للشهادة تحمال وأداء: قال الشربيني الخطيب

، هذا كله إن لم يخف الفتنة فإن خافها لم ينظر إال إنتعين عليه فينظر ويضبط نفسه ، كما يجوز النظر إلى

الفرج للشهادة على الزنى والوالدة ، وإلى الثدي للشهادة.على الرضاع

وللشاهد النظر إلى وجه المشهود: وقال ابن قدامة ال: عليها لتكون الشهادة واقعة على عينها، قال أحمد

يشهد على امرأة إال أن يكون قد عرفها بعينها ، وإنعامل امرأة في بيع أو إجارة فله النظر إلى وجهها

ليعلمها بعينها ، وقد روي عن أحمد كراهة ذلك في حقالشابة دون العجوز ، ولعله كرهه لمن يخاف الفتنة أويستغني عن المعاملة ، فأما مع الحاجة وعدم الشهوة

.فال بأس ويصرح الحنفية أنه يجوز للقاضي إذا أراد أن يحكم علىامرأة ، وللشاهد إذا أراد أن يشهد عليها النظر إلى وجهها

وإن خاف االشتهاء ، للحاجة إلى إحياء الحقوق عن.طريق القضاء وأداء الشهادة

أما النظر لتحمل الشهادة فقيل يباح وإن أدى إلىاالشتهاء ، واألصح أنه ال يباح النتفاء الضرورة ، إذ يوجدمن يؤديها دون االشتهاء بخالف حالة األداء وفي حالةالزنى تنهض الحاجة للنظر إلى العورة الغليظة لتحمل

الشهادة ثم أدائها ، إذ ال يمكن الشهادة على الزنى بدون

110

النظر إلى هذه العورة ، والحرمة تسقط لمكان.الضرورة

:كشف العورة للحاجة الملجئة ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز عند الحاجة - 18

الملجئة كشف العورة من الرجل أو المرأة ، ألي منإنه يجوز للقابلة: جنسهما أو من الجنس اآلخر ، وقالوا

النظر إلى الفرج عند الوالدة أو لمعرفة البكارة في امرأةالعنين أو نحوها ، ويجوز للطبيب المسلم إن لم توجد

طبيبة أن يداوي المريضة األجنبية المسلمة ، وينظر منهاويلمس ما تلجئ الحاجة إلى نظره أو لمسه ، فإن لم.توجد طبيبة وال طبيب مسلم جاز للطبيب الذمي ذلك ويجوز للطبيبة أن تنظر وتلمس من المريض ما تدعو

الحاجة الملجئة إلى نظره إن لم يوجد طبيب يقومبمداواة المريض

واستدلوا بما ورد عن عثمان بن عفان رضي هللا تعالىانظروا إلى مؤتزره ،: عنه أنه أتي بغالم قد سرق فقال

.فنظروا ولم يجدوه أنبت الشعر فلم يقطعه يجوز نظر الطبيب إلى محل المرض من: وقال المالكية

المرأة األجنبية إذا كان في الوجه أو اليدين ، قيل ولوبفرجها للدواء ، كما يجوز للقابلة نظر الفرج ، قال التتائي

ولي فيه وقفة، إذ القابلة أنثى وهي يجوز لها نظر فرج: .األنثى إذا رضيت

:كشف العورة عند االغتسال ذهب الفقهاء إلى جواز كشف العورة عند االغتسال - 19

.في حال االنفراد

111

واستدلوا بما ورد عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن النبيكانت بنو إسرائيل يغتسلون: « صلى هللا عليه وسلم قال

عراة ينظر بعضهم إلى بعض وكان موسى يغتسل... » .وحده

: (أما في غير هذه الحالة فينظر التفصيل في مصطلح ) .وما بعدها 8/استتار ف

:السالم على مكشوف العورة ذهب الفقهاء إلى أنه يكره السالم على مكشوف - 20

العورة ولو كان االنكشاف لضرورة ، وأنه ال يسلم علىمن يقضي حاجته ، وإن سلم عليه أحد فال يرد عليه لما

أن رجال مر على النبي« روى ابن عمر رضي هللا عنهما صلى هللا عليه وسلم وهو يبول ، فسلم عليه فلم يرد

(والتفصيل في مصطلح » . عليه صلى هللا عليه وسلم ) .17/سالم ف

:اإلنكار على مكشوف العورة لو رأى شخص غيره مكشوف: قال ابن عابدين - 21

الركبة ينكر عليه برفق وال ينازعه إن لج ، وفي الفخذوال يضربه إن لج ، وفي السوأة. يعنفه إن قدر على ذلك

وقال ابن تيمية يلزمه اإلنكار على. يؤدبه إن لج .مكشوف العورة ؛ إذ هو من األمر بالمعروف

==================*عذر

:التعريف هو الحجة التي يعتذر بها ، والجمع: - العذر لغة - 1

خروج من: لي في هذا األمر عذر ، أي : أعذار ، يقال

112

:عذرته عذرا من باب ضرب : الذنب ، وفي المصباح .غير ملوم : رفعت عنه اللوم ، فهو معذور أي

.وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي :األلفاظ ذات الصلة

:الرخصة - أ :تقول " رخص " اسم من : الرخصة في اللغة هي - 2

أذن له فيه بعد النهي عنه ، وتأتي: رخص له األمر أي بمعنى ترخيص الله للعبد في أشياء خففها عنه فهي

.التيسير والتخفيف : إذن بمعنى هي ما شرع من األحكام لعذر مع قيام: وفي االصطالح

.السبب المحرم ، ولوال العذر لثبتت الحرمة :العفو - ب

- :أيضا - هو محو الذنوب ، وهو : العفو في اللغة - 3التجاوز عن الذنب ، وترك العقاب عليه ، وهو أيضا قبول

.الدية في العمد هو الصفح وإسقاط اللوم والذنب ،: وفي االصطالح

إسقاط ولي المقتول القود عن: وفي الجنايات هو .القاتل

:أقسام العذر ينقسم العذر من حيث العموم والخصوص إلى - 4

.عذر خاص ، وعذر عام : قسمين :القسم األول

:العذر الخاص بأحكام العبادات : أوال :ويكون على نوعين

:العذر المالزم غالبا لفرد معين : النوع األول

113

االستحاضة وسلس البول وانفالت الريح ،: ومنه - 5وانطالق البطن ، والجرح الذي ال يرقأ والرعاف الدائم

فكل مسلم مصاب بعذر من هذه األعذار يكون معذورا ،هو الذي ال يمضي عليه وقت: والمعذور بهذا االعتبار

.صالة إال والحدث الذي ابتلي به موجود :أثر هذه األعذار في العبادات

:في الوضوء والغسل والتيمم - أ اتفق الفقهاء بالنسبة للمستحاضة على أنه إذا انتهت - 6

األيام المعتبرة حيضا وجب عليها االغتسال من الحيض ،ثم ال يجب عليها الغسل بعد ذلك في كل يوم ، أو لكلصالة بسبب خروج دم االستحاضة إال إذا عرض لها ما

.يوجب الغسل غير االستحاضة ولكنهم اختلفوا في كيفية وضوئها ، ووضوء من في - 7

حكمها من أصحاب األعذار ، كمن به سلس البول ،:وانفالت الريح ، وانطالق البطن ، والجرح الذي ال يرقأ

فذهب الحنفية إلى أن هؤالء يتوضئون لوقت كل صالة ،ويصلون ما شاءوا من الفرائض أداء أو قضاء ،

والواجبات كالوتر ، وكذا النوافل حتى يخرج الوقت ، مالم يعرض ناقض من النواقض االعتيادية واستدلوا بمارواه ابن عمر رضي هللا عنهما أن النبي صلى هللا عليه

« .المستحاضة تتوضأ لوقت كل صالة : » وسلم قال وقال عليه الصالة والسالم لفاطمة بنت أبي حبيش

:إني أستحاض ، فال أطهر : رضي هللا عنها حين قالت له وعليه يحمل قوله عليه« توضئي لوقت كل صالة »

،« المستحاضة تتوضأ لكل صالة : » الصالة والسالم : »ألنه يراد بالصالة الوقت ، قال عليه الصالة والسالم

114

آتيك: ويقال « أينما أدركتني الصالة تمسحت وصليت لوقتها ، فالمستحاضة ومن في حكمها: لصالة الظهر أي

تكون بين الوقتين في حكم الطاهرات ما لم يطرأ.ناقض آخر

وذهب المالكية إلى أن تكرار الوضوء بالنسبةللمستحاضة ومن في حكمها من أصحاب األعذار ال يجب

لوقت كل صالة وإنما يستحب ذلك ، إال إذا كان انقطاعالدم أكثر من إتيانه فيجب ، ألن هذا من الحدث المبتلى

به ، واحتجوا بحديث عائشة رضي هللا عنها أن النبي: »صلى هللا عليه وسلم قال لفاطمة بنت أبي حبيش

ولم يأمرها بالوضوء ، وألنه ليس« فاغتسلي وصلي بمنصوص على الوضوء منه ، وال في معنى المنصوص ،

ألن المنصوص عليه هو الخارج المعتاد ، وليس هذا.بمعتاد

وذهب الشافعية إلى أن المستحاضة ومن في حكمهامن أصحاب األعذار يجب أن يتوضئوا لكل فرض بعددخول وقته ، ويصلوا مع هذا الفرض ما يشاءون من

: »النوافل ، مستدلين بحديث فاطمة بنت أبي حبيش .ما لم يعرض لها ناقض اعتيادي « توضئي لكل صالة

وذهب الحنابلة إلى أن المستحاضة ومن في حكمهاعليهم الوضوء لكل صالة ، وبعد غسل محل الحدث

وشده والتحرز من خروج الحدث بما يمكن مستدلين بماروي عن عدي بن ثابت عن أبيه عن جده عن النبي

تدع الصالة: » صلى هللا عليه وسلم في المستحاضة أيام أقرائها ثم تغتسل وتتوضأ لكل صالة ، وتصوم

« .وتصلي

115

هذه أحكام الغسل والوضوء ألصحاب األعذار ، ووسيلةالتطهر في كليهما هي الماء ، ولكن هذا مشروط

.بالقدرة على استعماله ووجوده وال يختلف حكم التيمم بالنسبة للمستحاضة ومن في

حكمها من أصحاب األعذار ، فقد قاس الفقهاء التيممعلى الوضوء والغسل في جميع أحوالهما ، بشرطفقدان الماء أو العجز عن استعماله مع وجوده ،

فالتيمم مشروع عند إرادة الصالة وفقدان الماء ، وهوخلف عن الوضوء والغسل ، والخلف ال يخالف األصل ،

.بل يقوم مقامه :شرط ثبوت العذر وزواله

هو استمرار الحدث وعدم التمكن: شرط ثبوت العذر - 8من حفظ الطهارة ، أو استمراره أكثر من انقطاعه ،بحيث ال يمضي وقت صالة إال والحدث الذي ابتلي به

.موجود ومالزم له غالبا فهو انقطاع العذر كالدم وغيره ،: أما شرط زواله

وخروج صاحبه عن كونه معذورا ، وخلو وقت كامل عنه ،ألن طهارة أصحاب األعذار طهارة عذر وضرورة ، فتتقيد

.بالوقت كالتيمم :بطالن طهارة صاحب العذر

اختلف الفقهاء في وقت بطالن طهارة صاحب العذر - 9، فذهب أبو حنيفة ومحمد إلى أنها تبطل بخروج الوقت

ما لم يطرأ عليها في الوقت ناقض آخر ، ولو كان مماثالللعذر األول ، كما لو سال أحد منخريه فتوضأ له ، ثمسال اآلخر في الوقت انتقض الوضوء بالثاني ، ألنه

حدث جديد ، وال عبرة بالمماثلة ، وألن الحدث مبطل

116

للطهارة ، وعند اإلمام أحمد تبطل بخروج الوقت كماتبطل بدخوله وهو ما ذهب إليه أبو يوسف من الحنفيةفالحدث اآلخر وخروج الوقت أو دخوله يبطالن طهارة

.صاحب العذر :طروء العذر في أثناء العبادة

إذا تحقق في المكلف وجود العذر قبل الصالة - 10يتوضأ ويصلي ، ويبقى طاهرا فيما بين الوقتين ، فيصلي

وإن استمر العذر معه في أثناء العبادة ، فال تبطلعبادته ، لضرورة المرض الذي يعد من الحدث المبتلى به

.أما إذا دخل الصالة صحيحا سليما ، ثم دهمه العذر فيأثنائها وتأكد لديه استمراره ، فهل ينقض وضوءه وتبطل:صالته أم ال ؟ اختلف الفقهاء في ذلك على النحو التالي

إذا خرج ما يعذر به من أحد السبيلين ، كان: أوال – 11الخروج حدثا يبطل الوضوء كما يبطل الصالة ، وهذا عند

بوجوب: الحنفية والشافعية والحنابلة الذين قالوا الوضوء على أصحاب األعذار لوقت كل صالة ، سواء

أكان العذر معتادا ، لقوله صلى هللا عليه وسلمتوضئي لكل صالة ، وصلي وإن قطر: » للمستحاضة

، ولما رواه البخاري عن عائشة« الدم على الحصير اعتكفت مع رسول الله صلى: » رضي هللا عنها قالت

هللا عليه وسلم امرأة من أزواجه ، فكانت ترى الدم، أم كان غير« والصفرة والطست تحتها وهي تصلي

معتاد ، لما رواه علي رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا« .يغسل ذكره ويتوضأ : » عليه وسلم قال في المذي

117

في: ولما روي عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال .الودي الوضوء

والمذي والودي غير معتادين ، وقد وجب فيهما الوضوء ،وألنهما خارجان من السبيل فينقضان كالريح والغائط ،

وذهب المالكية إلى أن الخارج من هذه األشياء إذا كانمعتادا يبطل الوضوء والصالة ، أما إذا كان غير معتاد

كسلس البول ، والزمه نصف الزمان فأكثر فإنه ال ينقضوضوءه ، وال يبطل صالته إال إذا كان أقل فينقض

.الوضوء ويبطل الصالة إذا كان ما يعذر به خارجا من غير السبيلين: ثانيا - 12

كالدم والقيح والرعاف ، فإنه ينقض الوضوء عند الحنفية، وال ينقض الوضوء عند المالكية والشافعية ، وكذلك إن

كان قليال عند الحنابلة ، أما إن كان كثيرا فإنه ينقض.الوضوء

) .2رعاف ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :أعذار طارئة : النوع الثاني

هناك أعذار ترفع عن المكلف الحرج ، وتدفع عنه - 13ما: الضيق في عباداته وتكاليفه في أحواله كافة ، منها

ما هو مختلف فيه: هو متفق عليه كالمرض مثال ، ومنها .كالبرد والمطر والخوف

فعند المالكية تكون شدة الوحل عذرا لترك صالةالجماعة والجمعة ، وكذلك شدة الريح بالليل ال بالنهار ،كما يكون الخوف على مال من ظالم أو لص أو نار ، أوالخوف على العرض ، أو الدين ، كأن يخاف قذف أحد

من السفهاء له ، أو إلزام قتل شخص أو ضربه ظلما ، أوإلزام بيعة ظالم ال يقدر على مخالفته ، وكذلك الخوف

118

وعند الشافعية يعذر في. من الحر أو البرد الشديدينترك الجماعة في الليلة المطيرة ، والليلة الباردة ذات

.المغرب والعشاء : الريح ، والجمع بين الصالتين وعند الحنابلة يعذر في ترك الجمعة والجماعة الخائف

من ضياع ماله ، كغلة في بيادرها ، ودواب أنعام الحافظ لها ، أو تلفه أو فواته ، كمن ضاع له كيس نقودوهو يرجو وجوده ، أو خائف من ضرر في ماله أو في

معيشة يحتاج إليها ، وكذلك يعذر في ترك الجمعةوالجماعة متأذ بمطر شديد أو وحل أو ثلج ، أو جليد ، أو

ريح باردة في ليلة مظلمة ، لقول ابن عمر رضي هللاكان النبي صلى هللا عليه وسلم يأمر المؤذن: » عنهما

:إذا كانت ليلة باردة ، أو ذات مطر في السفر أن يقول « .أال صلوا في رحالكم

وكذلك الخوف على ولده وأهله أن يضيعوا وكذلك يعذرعندهم عن صالة الفرض وهو قادر على القيام للصالةعلى الراحلة واقفة أو سائرة خشية األذى بوحل أو مطرونحوه ، والجمع في الصالة بين المغرب والعشاء لمطر

.يبل الثياب أما الحنفية فلم يعتبروا واحدا من هذه األمور عذرا يبيح

للمكلف التخلف عن صالة الجماعة في المسجد ، وال.عن صالة الجمعة

:أعذار عامة تتصل بأحكام العبادات : القسم الثاني لقد بنى اإلسالم أحكامه على اليسر والسهولة ، - 14

فشرع ألوانا من الرخص لظروف توجد للمكلف نوعا من.المشقة تثقل كاهله في القيام ببعض العبادات

:ومن أسباب هذه الرخص

119

:السفر - أ .وهو السفر الذي تناط به الرخص

) .وما بعدها 6سفر ف : ( وتفصيله في مصطلح :وهي في الجملة كما يلي

:قصر الصالة وجمعها أجمع الفقهاء على مشروعية قصر الصالة في - 15

السفر ، وذهب جمهورهم إلى أن السفر من األعذار.المبيحة لجمع الصلوات

) .صالة المسافر : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :جواز الفطر في رمضان

اتفق الفقهاء على أن السفر بشروطه من األعذار - 16.المبيحة للفطر في رمضان ) .صوم : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:امتداد مدة المسح على الخفين ذهب جمهور الفقهاء إلى أن السفر يطيل مدة - 17

.المسح على الخفين إلى ثالثة أيام بلياليها ) .مسح على الخفين : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:سقوط وجوب الجمعة اتفق الفقهاء على أن اإلقامة من شروط وجوب - 18

الجمعة ، وعلى ذلك يكون السفر بشروطه من أسباب.سقوط وجوب الجمعة عن المسافر

) .صالة الجمعة : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :سقوط القسم بين الزوجات

اتفق الفقهاء على وجوب العدل في القسم بين - 19الزوجات في المبيت ، ويسقط هذا في السفر ، على

) .قسم بين الزوجات : ( تفصيل ينظر في مصطلح

120

:المرض - ب :ومن الرخص المتعلقة بالمرض ما يأتي

:التيمم عند العجز عن استعمال الماء شرعا إذا خاف المريض من استعمال الماء على نفسه ، - 20

أو عضو من أعضائه التلف ، أو زيادة المرض أو تأخر.البرء جاز له التيمم

) .21تيمم ف : ( على تفصيل ينظر في مصطلح :العجز عن أداء ركن من أركان الصالة

إذا عجز المريض عن أداء الصالة بأركانها أو خاف - 21.زيادة مرضه بذلك صلى على قدر استطاعته

) .صالة المريض : ( وتفصيل ذلك ينظر في مصطلح :الجمع بين الصالتين

اختلف الفقهاء في جواز الجمع بين الصلوات - 22للمريض ، فذهب المالكية والحنابلة إلى جواز الجمع

.خالفا للحنفية والشافعية ) .9جمع الصلوات ف : ( على تفصيل ينظر في مصطلح

:التخلف عن الجمعة ذهب الفقهاء إلى جواز تخلف المريض عن صالة - 23

.الجمعة للعجز أو المشقة ) .صالة الجمعة : ( على تفصيل ينظر في مصطلح

:الفطر في رمضان اتفق الفقهاء على جواز الفطر للمريض في - 24

.رمضان ) .صوم : ( على تفصيل ينظر في مصطلح

:خروج المعتكف من المسجد .يجوز للمعتكف الخروج من المسجد حالة المرض - 25

121

) .وما بعدها 36اعتكاف ف : ( وللتفصيل ينظر مصطلح :االستنابة في الحج والعمرة وفي رمي الجمرات

ذهب الفقهاء إلى مشروعية اإلنابة في الحج ، وفي - 26رمي الجمار لغير القادر عليهما على خالف وتفصيل ينظر

) .115، 66حج ف : ( في مصطلح :استباحة محظورات اإلحرام مع الفدية

حظر الشارع الحكيم بعض المباحات على المحرم - 27تذكيرا له بما أقدم عليه من نسك ، لكن الشارع راعى

األعذار التي قد تقوم بالمحرم ، فأباح بعض المحظورات، وشرع الفدية جبرا لما قد يكون في إحرام المحرم من

مخالفة وما 54إحرام ف : ( وتفصيل ذلك ينظر في مصطلح

) .بعدها :التداوي بالمحرم

اتفق الفقهاء من حيث الجملة على عدم جواز - 28التداوي بالمحرم والنجس ، لقول النبي صلى هللا عليه

« .إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم : » وسلم لكن بعض الفقهاء أباحوا التداوي بهما لعذر ، على

) .9و 8تداوي ف : ( تفصيل ينظر في مصطلح :إباحة النظر إلى العورة ولمسها

اتفق الفقهاء على تحريم نظر األجنبي إلى العورة ، - 29ولمسها من الذكر ، أو األنثى ، لكنهم أباحوا ذلك للعذر أو

.الضرورة كالمرض ، 4تطبيب ف : ( وفي ذلك تفصيل ينظر في مصطلح

) .وعورة :اإلكراه - ج

122

حمل: اإلكراه الذي تتغير معه بعض األحكام هو - 30الغير على أمر يمتنع عنه بتخويف يقدر الحامل على

إيقاعه ويصير الغير خائفا به ، ولإلكراه تقسيمات:باعتبارات مختلفة راعاها الفقهاء واألصوليون ومنها

اإلكراه المشروع: تقسيم اإلكراه إلى إكراه بحق ، وهو اإلكراه: الذي ال ظلم فيه وال إثم ، وإكراه بغير حق وهو ظلما أو اإلكراه المحرم لتحريم وسيلته أو لتحريم

.المطلوب به وهو الذي: إكراه ملجئ : وقسم الحنفية اإلكراه إلى

يكون بالتهديد ، بإتالف النفس أو عضو منها ، أو بإتالفجميع المال ، أو التهديد بهتك العرض ، أو بقتل من يهم

الذي يكون بما: اإلنسان أمره ، وإكراه غير ملجئ وهو ال يفوت النفس أو بعض األعضاء ، كالحبس لمدة

قصيرة ، والضرب الذي ال يخشى منه القتل أو إتالفواإلكراه بجميع أقسامه مفسد للرضا. بعض األعضاء

في الجملة ، وبعضه مفسد لالختيار ، على خالف فيذلك ، وفي أحكام اإلكراه بأقسامه المختلفة ، وفي آثار

وينظر التفصيل في. كل قسم على االختيار والرضا ) .وما بعدها 16إكراه ، ف : ( مصطلح

:الجهل والنسيان - د الجهل هو اعتقاد الشيء على غير ما هو عليه ، - 31

ترك الشيء عن ذهول وغفلة ،: والنسيان من معانيه والجهل والنسيان يعتبران عذرين مسقطين لإلثم في

4جهل ف : ( الجملة ، على تفصيل ينظر في مصطلح ) .وما بعدها ، ونسيان

:هـ – الجنون واإلغماء والنوم

123

اختالل العقل يمنع جريان األفعال: الجنون هو – 32آفة في: واألقوال على نهج العقل إال نادرا واإلغماء هو

القلب أو الدماغ تعطل القوى المدركة عن أفعالها مع:بقاء العقل مغلوبا ، والنوم معروف ، وقد عرف بأنه

فتور يعرض لإلنسان مع قيام العقل يوجب العجز عنإدراك المحسوسات واألفعال االختيارية واستعمال

.العقل عذر وعارض من عوارض أهلية األداء ،: والجنون - 33

وهو يزيلها من أصلها ، ألن أساسها العقل والتمييز ،والمجنون عديم العقل والتمييز وال يؤثر الجنون في

أهلية الوجوب، ألن أساسها اإلنسانية ، أما أثر الجنون فيالعبادات والتصرفات والجنايات ففيه تفصيل ينظر في

) .27وما بعدها وأهلية ف 9جنون ف : ( مصطلح وكل من اإلغماء والنوم عذر ، وهما ال ينافيان - 34

أهلية الوجوب ، لعدم إخاللهما بالذمة ، إال أنهما يوجبانتأخير توجه الخطاب باألداء إلى حال اليقظة ، وفي ذلك

وما بعدها ، 5إغماء ف : ( تفصيل ينظر في مصطلح ) .ونوم 31 - 30وأهلية ف

:االضطرار - و ظرف قاهر يصلح أن يكون عذرا يجوز: االضطرار - 35

بسببه ارتكاب المحظور شرعا للمحافظة على إحدىالنفس ، والمال والعرض ،: الضروريات الخمس وهي

.والعقل ، والدين ، وهذا باتفاق الفقهاء قاطبة ضرورة: ( وفي هذا الموضوع تفصيل ينظر في مصطلح

. (:الحاجة - ز

124

التي ال تتوقف عليها صيانة األصول: الحاجة هي - 36الخمسة المتقدمة وال حمايتها ، ولكن تتحقق بدونها معالضيق والحرج ، فهي إذن ما يترتب على عدم استجابة

.المكلف إليها عسر وصعوبة ) .2حاجة ف : ( وتفصيل ذلك ينظر في مصطلح

:الصغر - ح الصغر عارض من عوارض األهلية ، لما في - 37

الصغير من النقص في العقل والقدرة الجسمية ،والصبي قبل أن يميز كالمجنون ، أما بعد التمييز فيحدث

.له ضرب من أهلية األداء :أعذار لها أحكام خاصة

:اإلعسار بالدين والنفقة - أ إذا عجز الزوج عن اإلنفاق على زوجته إلعساره ، - 38

وطلبت التفريق بناء على عجزه عما وجب لها ولو بماتندفع به الضرورة ، فهل يعتبر اإلعسار بالدين والنفقة

:عذرا لعدم تلبية طلبها ؟ اختلف الفقهاء في ذلك فذهب المالكية والشافعي وأحمد بن حنبل إلى أن

للقاضي أن يفرق بين الزوجين إلعسار الزوج وعجزهعن النفقة

وذهب الحنفية إلى أن اإلعسار بالدين والنفقة ليس عذرا، فال يجوز للقاضي التفريق بين الزوجين إذا عجز الزوج

عن النفقة ، وهو المروي عن عطاء والزهري وابنشبرمة وابن يسار ، والحسن البصري ، والثوري وابن أبي

ليلى ، وحماد بن سليمان ، والمزني من الشافعية ، ألنالعسر عرض ال يدوم ، والمال غاد ورائح ، وألن التفريقضرر بالزوج ال يمكن تداركه ، أما عدم اإلنفاق فهو ضرر

125

بالزوجة يمكن عالجه باالستدانة على الزوج ، فيرتكب.أخف الضررين

:العذر في تأخير رد المبيع المعيب - ب اتفق الفقهاء على أن رد المبيع المعيب يكون بعد - 39

العلم بالعيب إذا لم يوجد منه ما يدل على الرضا ،وذهب الحنفية والحنابلة إلى أن خيار الرد بالعيب على

التراخي وال يشترط أن يكون رد المبيع بعد العلم بالعيبعلى الفور ، فمتى علم العيب فأخر الرد لم يبطل خياره

، حتى يوجد منه ما يدل على الرضا ، وعند المالكية إذاعلم بالعيب فسكت ليوم أو يومين من غير عذر يسقطخياره ، وإن كان له عذر لم يسقط خياره مهما سكت

.عن المطالبة بالرد ، فهو معذور مهما طالت المدة لو علم المشتري بالعيب فال يجوز: وقال الشافعية

انشغاله بصالة: تأخيره إال بعذر ، ومن العذر عندهم .دخل وقتها ، أو بأكل ونحوه

وكذا لو علم بالعيب ثم تراخى لمرض أو خوف لص ، أوحيوان مفترس ، أو نحوه فله التأخير ، ألن الرد بالعيبعندهم على الفور ، إذ األصل في البيع اللزوم والجواز

عارض ، وألنه خيار ثبت بالشرع لدفع الضرر عن المال ،فكان فوريا كالشفعة ، فيبطل الرد بالتأخير بغير عذر ،وفي األصح عند الشافعية أن المشتري يلزمه اإلشهادعلى الفسخ إن أمكنه ولو في حال عذره ، ألن الترك

يحتمل اإلعراض ، وأصل البيع اللزوم ، فتعين اإلشهاد ،.ومقابل األصح ال يلزمه اإلشهاد

:العذر في تأخير طلب الشفعة - ج

126

اتفق فقهاء المذاهب األربعة على أن عدم العلم - 40بالبيع أو الشراء يعد عذرا في تأخير طلب الشفعة ،

ولكنهم اختلفوا في صور هذا العذر بعد العلم على النحو:اآلتي

فالحنفية يعدون التأخير في طلب الشفعة جائزا لألعذار:اآلتية

السفر ، كأن سمع الشفيع بالبيع فحينئذ يطلب طلبالمواثبة ، ثم يشهد إن قدر وإال وكل ، أو كتب كتابا ، ثميرسله إلى البائع على أساس أن طلب الشفعة فوري

.عندهم تعسر الوصول إلى القاضي: ومن األعذار عند الحنفية

فهو عذر في تأخير الشفيع الجار ، والصالة المفروضة.فهي عذر في تأخير طلب الشفعة

وأما المالكية فيعدون عدم طلب المشتري من الشفيعتقديم طلب الشفعة أو إسقاطها ، وهو ال يعلم بالشراء ،

عند الشراء يطلب المشتري من الشفيع: عذرا فيقولون طلب الشفعة أو إسقاطها ، فإذا رفض إصدار أحدهماحكم الحاكم بإسقاطها ، وال عذر له بتأخير اختيار أحد

األمرين ، إال بقدر ما يطلع به على الشيء المشفوع فيهكساعة مثال ، وبناء على هذا إذا لم يطلب منه المشتري

يكون عذرا- وهو ال يعلم بالشراء - الطلب أو اإلسقاط .للشفيع

األظهر أن الشفعة على الفور ،: وأما الشافعية فقالوا فإذا علم الشفيع بالبيع فليبادر على العادة ، فإن كان

مريضا أو غائبا عن بلد المشتري أو خائفا من عدو

127

فليوكل إن قدر ، وإال فليشهد على الطلب فإن ترك.المقدور عليه منهما بطل حقه في األظهر

) .31شفعة ف : ( وللتفصيل ينظر مصطلح يجوز للشفيع أن: وعند الحنابلة على الرأي الصحيح

يؤخر طلب الشفعة بعد العلم بها لعذر، وذلك كأن يعلمليال فيؤخره إلى الصبح ، أو لشدة جوع أو عطش حتىيأكل أو يشرب ، أو لطهارة أو إغالق باب أو ليخرج من

الحمام ، أو ليؤذن ويقيم ويأتي بالصالة وسنتها ، أوليشهدها في جماعة يخاف فوتها ، ألن العادة تقديم

هذه الحوائج على غيرها ، فال يكون االشتغال بها رضى.بترك الشفعة

:أثر العذر في العقود - د يا: { العقود الالزمة يجب الوفاء بها ، لقوله تعالى - 41

وفوا بالعقود يها الذين آمنوا أ لكن قد تطرأ أعذار ال} أيمكن معها الوفاء بها ، أو يتعسر معها ذلك ، وعندئذ

ينحل اإللزام وينفسخ العقد ، وفي ذلك يقول ابنكل عذر ال يمكن معه استيفاء المعقود عليه إال: عابدين

.بضرر يلحقه في نفسه أو ماله يثبت له حق الفسخ :هـ – العذر في ترك الجهاد

الجهاد فرض كفاية إذا لم يكن هناك نفير عام ، – 42فإذا قام به البعض سقط اإلثم عن الباقين ، أما إذا كانالنفير عاما ، فالجهاد يصبح فرض عين على كل قادر من

المسلمين ، وهذا الحكم في فرضية الجهاد متفق عليهبين الفقهاء ، ولكن من ال قدرة له فال يطالب بالجهاد ،

ألنه معذور ، وقد أشار سبحانه وتعالى في كتابه إلى

128

ليس على األعمى حرج وال: { أصحاب األعذار فقال } .على األعرج حرج وال على المريض حرج

واآلية نزلت في هؤالء حين هموا بالخروج مع النبيصلى هللا عليه وسلم حين نزلت آية التخلف عن الجهاد ،

ليس على الضعفاء وال على: { وقال سبحانه أيضا ذا المرضى وال على الذين ال يجدون ما ينفقون حرج إ

} .نصحوا لله ورسوله فظاهر اآليتين يدل على أن الحرج مرفوع في كل ما

.يضطرهم إليه العذر ) .جهاد : ( وتفصيل ذلك ينظر في مصطلح

==================*عريان

:التعريف المتجرد من ثيابه ، مأخوذ من: العريان في اللغة - 1

عري الرجل من ثيابه: العري ، وهو خالف اللبس يقال يعرى من باب تعب عريا فهو عار وعريان ، والمرأة

.عارية وعريانة أن العريان مأخوذ من النبت الذي قد: ونقل ابن منظور

.عري عريا إذا استبان .وال يختلف معناه في االصطالح عن المعنى اللغوي

:األلفاظ ذات الصلة :الكشف

رفع عنه ما يواريه: من كشف الشيء أي : الكشف - 2أزاله ، واكتشفت: ويغطيه ، و كشف الله غمه بمعنى

.بالغت في إظهار محاسنها : المرأة .والكشف أعم من العري

129

:الستر مصدر سترت الشيء أستره إذا غطيته: الستر بالفتح - 3

.مخدرة : تغطى ، وجارية مسترة أي : ، وتستر أي .والستر مقابل العري

:األحكام التي تتعلق بالعريان :االغتسال عريانا - أ االغتسال عريانا بين الناس محرم عند جميع الفقهاء - 4

، ألن ستر العورة فرض وكشفها محرم إال بين الزوجين:، فقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه قال

احفظ عورتك إال: » عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال « .من زوجتك أو مما ملكت يمينك

ال ينظر الرجل إلى عورة: » وقال صلى هللا عليه وسلم « .الرجل ، وال المرأة إلى عورة المرأة

أما إذا كان خاليا فيجوز االغتسال عريانا ، لكن قيد أكثريستحب التستر: الفقهاء هذا الجواز بالكراهة ، وقالوا

وإن كان خاليا لما ورد في حديث بهز بن حكيم عن أبيهيا رسول الله ، إذا كان أحدنا خاليا ؟ قال: عن جده قال

وروي أن« الله أحق أن يستحيا منه من الناس : » الحسن بن علي رضي هللا عنهما دخل غديرا وعليه برد

إنما تسترت: له متوشحا به ، فلما خرج قيل له ، قال .ممن يراني وال أراه ، يعني ربي والمالئكة

) .غسل ، عورة : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :دخول الحمام عريانا - ب

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن دخول الحمام مشروع ، - 5:لكنه مقيد بما إذا لم يكن فيه كشف العورة ، قال أحمد

إن علمت أن كل من في الحمام عليه إزار فادخله وإال

130

دخول الرجل: فال تدخل وفصل بعض المالكية فقالوا الحمام مع زوجته أو وحده مباح ، ومع قوم ال يستترون

.ممنوع ، وأما مع قوم مستترين فمكروه ) .حمام ، وعورة : ( وتفصيله في مصطلح

:الصالة عريانا - ج الحنفية والشافعية والحنابلة ،- ذهب جمهور الفقهاء - 6

إلى أن ستر العورة شرط- وهو المشهور عند المالكية لصحة الصالة وعبر بعضهم بأنه فرض فال تصح الصالة

.دونه ، أي عريانا وال فرق في ذلك بين من يصلي منفردا أو بجماعة ، في

خلوة أو بين الناس ، في ضوء أو في ظالم ، وهذاالشرط لمن يكون قادرا على ستر العورة وواجدا للثياب، فلو صلى مكشوف العورة قادرا وواجدا للساتر بطلت

صالته ، وعليه اإلعادة ، والدليل على اشتراط سترخذوا: { العورة ، وعدم صحة صالة العريان قوله تعالى

، قال ابن عباس رضي هللا} زينتكم عند كل مسجد .المراد به الثياب في الصالة : عنهما

وإذا لم يجد المصلي ما يستر به عورته ، فاتفق الفقهاءعلى أنه يجب عليه أن يصلي عريانا ، ألن اشتراط الستر

.في صحة الصالة مقيد بالقدرة ، وهو عاجز عنه ) .عورة ، وصالة : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:كيفية الصالة عريانا ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن من لم يجد ثوبا يستر - 7

به عورته صلى عريانا قاعدا يومئ بالركوع والسجود ،ويجعل السجود أخفض من الركوع ، وإن صلى قائما أو

131

جالسا وركع وسجد باألرض جاز له ذلك إال أن األول.أفضل ، ألن الستر وجب لحق الصالة وحق الناس

) .35صالة ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح ثم اختلف الحنفية والحنابلة في مشروعية الجماعة - 8

:للعراة الجماعة مشروعة للعراة ، وبه قال قتادة: فقال الحنابلة

صالة الرجل: » ، ألن قول النبي صلى هللا عليه وسلم في الجماعة تزيد على صالته وحده سبعا وعشرين

عام في كل مصل ، وال تسقط الجماعة لتعذر« درجة سببها في الموقف ، كما لو كانوا في مكان ضيق ال

يمكن أن يتقدمهم إمامهم ، قال البهوتي وتصلي العراة.جماعة وجوبا

أما الحنفية فقد صرحوا بكراهة جماعتهم كراهة تحريمية، ومع ذلك إذا صلوا بالجماعة يتوسطهم إمامهم ، كما

.قال ابن عابدين وابن قدامة وغيرهما ويرسل كل واحد: ولو تقدمهم جاز : قال ابن الهمام

.رجليه نحو القبلة ، ويضع يديه بين فخذيه يومئ إيماء إن العريان يصلي قائما يركع: أما المالكية فقالوا

ويسجد ، وإن اجتمع العراة العاجزون عن ستر عوراتهمبظالم لليل أو نحوه يصلون جماعة كالمستورين في

تقديم إمامهم واصطفافهم خلفه ، والركوع والسجودوالقيام ، وإن لم يجتمعوا بظالم تفرقوا للصالة وجوبا

وصلوا فرادى ، وإال أعادوا بوقت ، فإن لم يمكن تفرقهملخوف على نفس من نحو سبع ، أو خوف على مال من

الضياع ، أو لضيق مكان كسفينة ، صلوا قياما راكعين

132

ساجدين صفا واحدا غاضين أبصارهم ، إمامهم وسطهم.في الصف غير متقدم عليهم

وعند الشافعية في صالة العريان العاجز عن ستريصلي: أصحها : ثالثة أوجه: العورة قوالن ووجه ، وقيل

يصلي قاعدا ،: قائما ، ويتم الركوع والسجود ، والثاني :وهل يتم الركوع والسجود أم يومئ ؟ فيه قوالن

يتخير بين األمرين ، ولو حضر جمع من العراة،: والثالث فلهم أن يصلوا جماعة ، ويقف إمامهم وسطهم ، وهل

يسن لهم الجماعة ، أم األصح أن األولى أن يصلوا:االنفراد أفضل ، والجديد : القديم : فرادى ؟ قوالن

والمختار ما حكاه: الجماعة أفضل ، قال النووي أن الجماعة واالنفراد سواء ،: المحققون عن الجديد

وهذا إذا كانوا بحيث يتأتى نظر بعضهم إلى بعض ، فلوكانوا عميا ، أو في ظلمة استحبت لهم الجماعة بال خالف

.وبيان ما يعتبر ساترا للعورة من الثياب وغيرها ينظر في

) .عورة : ( مصطلح هل يعيد العريان إذا وجد ساترا بعد الصالة ؟

إذا صلى العاجز عن ستر العورة عريانا ، ثم وجد ما – 9يسترها به من الثياب ونحوها فهل يعيد الصالة أم ال ؟

:للفقهاء فيه اتجاهان يعيد الصالة ، وهذا مذهب أبي حنيفة ، وبه قال: األول

هو المذهب عندهم ،: المازري من المالكية ، وقال وهو مقابل األصح عند الشافعية ، ونقل البهوتي عن

تمت: أنه هو األقيس عند الحنابلة ، الثاني : الرعاية صالته وال يعيدها ، وهذا قول الصاحبين من الحنفية

133

وابن القاسم من المالكية ، وهو األصح عند الشافعية ،.والظاهر من مذهب الحنابلة

:الطواف عريانا نص الحنفية على أنه من واجبات الطواف ستر - 10

العورة حتى لو طاف عريانا فعليه اإلعادة ما دام بمكةكما نص الشافعية على أنه يجب ستر العورة في

الطواف كما في الصالة ، فلو طاف عريانا مع القدرةعلى ستر العورة لم يصح طوافه ، ونص المالكية على

شرطية ستر العورة بالنسبة إلى الذكر واألنثى في.الطواف

.وكذلك الحنابلة شرطوا ستر العورة في الطواف ===============

*عرنة :التعريف

:عرنة بضم أوله وفتح ثانيه ، ويقال أيضا بطن عرنة - 1-واد بحذاء عرفات من جهة المزدلفة ومنى ومكة

وعرنة هو واد بين العلمين اللذين على حد عرفة ،والعلمين اللذين على حد الحرم ، فليس عرنة من عرفة

.عند جمهور الفقهاء ، خالفا للحنفية - ، وال من الحرم :الحكم التكليفي

بطن: إلى أن عرنة ، ويقال : ذهب جمهور الفقهاء - 2عرنة ليس من عرفة وال يجزئ الوقوف فيه ، قال ابن

أجمع العلماء على أن من وقف فيه ال يصح: عبد البر .وقوفه وال يجزئ

وادي عرنة ليس من عرفات ، ال: وجاء في المجموع .خالف فيه

134

نص عليه الشافعي ، واتفق عليه األصحاب ، واستدلواكل عرفات موقف ،: » بقوله صلى هللا عليه وسلم

وألن الواقف فيه لم يقضه« وارفعوا عن بطن عرنة .بعرفة

==============*عضو

:التعريف كل عظم وافر: العضو بالضم والكسر ، في اللغة - 1

.بلحم ، سواء أكان من إنسان أم حيوان .وأصل الكلمة بمعنى القطع والتفريق

.فرقه ووزعه : عضى الشيء : يقال .القطعة والفرقة : والعضة

أجزاء: أي } جعلوا القرآن عضين : { وفي التنزيل ويطلق العضو. متفرقة ، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض

على جزء متميز من مجموع الجسد ، سواء أكان من.إنسان أم حيوان كاليد والرجل واألذن

.وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي :األلفاظ ذات الصلة

:الطرف الناحية والطائفة من الشيء ، وطرف كل: الطرف - 2

قم الصالة: { شيء منتهاه وغايته وجانبه ، قال تعالى وأوالجمع أطراف ، ويطلق على واحد من} طرفي النهار .أطراف البدن

.فعلى هذا المعنى األخير الطرف أخص من العضو :األحكام التي تتعلق بالعضو

135

عضو اآلدمي له أحكام فقهية مختلفة ، كوجوب - 3طهارته في الوضوء والغسل والتيمم ، والمسح عليه

ونحوها ، وكوجوب القصاص أو الدية في الجناية عليه ،وقطعه في السرقة ، وحكم غسله والصالة عليه ودفنه

.إذا وجد مبانا في المعركة وغيرها :وتفصيل هذه األحكام فيما يلي

:الطهارة على العضو المقطوع - أ من فرائض الوضوء غسل أعضاء الوضوء إذا كانت - 4

قائمة وسليمة ، أما إذا كانت مقطوعة ، ففي المسألة:تفصيل

فلو قطع بعض يد المتوضئ أو رجله وجب غسل باقيهاإلى المرفق أو الكعب ، لبقاء جزء من محل العضو

المفروض غسله ، فكل عضو سقط بعضه يتعلق الحكم.بباقيه غسال ومسحا

أما إذا قطعتا من فوق المرفق أو الكعب سقط الغسل ،.وال يجب غسل باقي عضده ، ألنه ليس محل الفرض

ندب غسل باقي عضده لئال يخلو: لكن الشافعية قالوا .العضو عن طهارة

أما إذا قطعت من المرفق ، بأن سل عظم الذراع وبقيالعظمان المسميان برأس العضد ، فيجب غسل رأس

عظم العضد على المشهور عند الشافعية ، وهوالمذهب عند الحنابلة ، ألن غسل العظمين المتالقيين

من الذراع والعضد واجب ، فإذا زال أحدهما غسل اآلخرال يغسل أقطع المرفقين موضع القطع: وقال المالكية .

، إذ قد أتى عليهما القطع ، بخالف أقطع الرجلين ، قالالكعبان: الحطاب في وجه التفرقة نقال عن ابن القاسم

136

اللذان إليهما حد الوضوء هما اللذان في الساقينفيغسالن ، أما المرفق فهو من الذراعين وقد أتى عليه

.القطع فال يغسل :الطهارة على العضو الزائد في الغسل - ب

اتفق الفقهاء على أن من خلق له عضو زائد ، كإصبع - 5زائدة أو يد زائدة ، في محل الفرض وجب غسلها مع

.األصلية ، ألنها نابتة فيه ، فتأخذ حكمه واختلفوا فيما إذا نبتت الزائدة في غير محل الفرض ،

كاإلصبع أو الكف على العضو أو المنكب ، فقال الحنفيةإن ما: والشافعية ، وهو قول القاضي من الحنابلة

.حاذى منها محل الفرض وجب غسله ، وإال فال يجب لو خلقت له كف بمنكب ، ولم يكن له يد: وقال المالكية

غيرها يجب غسلها ، فإن كان له يد سواها فال يجبغسل الكف إال إذا نبتت في محل الفرض ، أو في غيره

وكان لها مرفق ، فتغسل للمرفق ، ألن لها حكم اليداألصلية فإن لم يكن لها مرفق فال غسل ما لم تصل

.لمحل الفرض أن العضو الزائد إذا كان في غير: واألصح عند الحنابلة

محل الفرض ، كالعضد أو المنكب لم يجب غسله ، سواءأكان قصيرا أم طويال ، ألنه في غير محل الفرض فأشبه

.شعر الرأس إذا نزل على الوجه ) .وضوء : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:العضو المبان - ج إما أن يكون من اإلنسان أو يكون: العضو المبان - 6

إما أن يكون من الحي: من الحيوان ، وفي كلتا الحالتين .أو من الميت

137

وقد ذكر الفقهاء أحكام كل حالة في مواضع مختلفة:فيما يلي

:العضو المبان من اإلنسان الحي : أوال ذهب الفقهاء إلى أن العضو المبان من اإلنسان الحي

.يدفن بغير غسل وصالة ولو كان ظفرا أو شعرا :العضو المبان من اإلنسان الميت : ثانيا

الحنفية والمالكية ، وهو قول عند- يرى جمهور الفقهاء أنه إذا وجد رأس الميت أو أحد شقيه أو- الحنابلة

أعضائه األخرى وكانت أقل من نصفه فإنها ال تغسل والألن شرط الغسل: يصلى عليها ، قال الدردير في تعليله

وجود الميت ، فإن وجد بعضه فالحكم للغالب ، وال حكم.لليسير

أما إذا وجد أكثر من نصفه ولو بال رأس ، فإنه يغسل.ويصلى عليه عند الحنفية ، اعتبارا للغالب

ال غسل دون الجل ، يعني دون ثلثي: وقال المالكية الجسد ، فإذا وجد نصف الجسد أو أكثر منه ودون الثلثين

.مع الرأس لم يغسل على المعتمد وذهب الشافعية ، وهو المذهب عند الحنابلة ، إلى أنه لووجد عضو مسلم علم موته بغير شهادة ، ولو كان ظفرا

أو شعرا صلي عليه بقصد الجملة ، وذلك وجوبا بعدقال: غسله ، كما ورد عند الشافعية ، وقال ابن قدامة

صلى أبو أيوب على رجل ، وصلى عمر على: أحمد عظام بالشام ، وصلى أبو عبيدة على رءوس بالشام ،وألنه بعض من جملة تجب الصالة عليها ، فيصلى عليه

.كاألكثر :العضو المبان من الحيوان : ثالثا

138

ال خالف بين الفقهاء في أن العضو المبان من الحيوانقبل ذبحه- غير السمك والجراد - الحي مأكول اللحم

يعتبر ميتة ال يحل أكله ، وذلك لقوله صلى هللا عليه وسلم« .ما قطع من البهيمة وهي حية فهي ميتة : »

} .حرمت عليكم الميتة : { وقد قال الله تعالى أما ما أبين من السمك والجراد فيحل أكله ، وذلك ألن

.ميتة السمك والجراد يحل أكلها أحلت لنا ميتتان ودمان: » فقد قال صلى هللا عليه وسلم

فالجراد والحوت ، وأما الدمان فالطحال: أما الميتتان « .والكبد

أما العضو المبان من الحيوان غير مأكول اللحم أو من:وتفصيل ذلك في مصطلح . الميتة فهو حرام بال خالف

) .أطعمة ، وصيد ( :الجناية على عضو اآلدمي

اتفق الفقهاء على أن الجناية على عضو من أعضاء - 7اآلدمي عمدا فيها القصاص إذا أمكن التماثل ، بأن كان

.القطع من المفصل مثال ) .قصاص : ( وللتفصيل ينظر مصطلح

أما إذا كانت الجناية على عضو من أعضائه خطأ أو شبه.عمد أو سقط القصاص بالشبهة أو نحوها ففيها الدية

) .وما بعدها 34ديات ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح أما إذا جرح عضو من أعضاء اإلنسان عمدا أو خطأ ولم

وتفصيل ذلك في. يمكن القصاص فيجب األرش ، 4وما بعدها ، وأرش ف 4حكومة عدل ف : ( مصطلح

) .34وديات ف ===============

139

*عمرة :التعريف

الزيارة ،: بضم العين وسكون الميم لغة : العمرة - 1.أعانه على أدائها : وقد اعتمر إذا أدى العمرة ، وأعمره

واصطالحا عرفها جمهور الفقهاء بأنها الطواف بالبيت.والسعي بين الصفا والمروة بإحرام

:األلفاظ ذات الصلة :الحج

.القصد ، أو القصد إلى معظم : الحج في اللغة - 2عرفه الدردير بأنه الوقوف بعرفة: وفي االصطالح

والطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة محرما.بنية الحج

والصلة بين العمرة والحج وثيقة ، فالحج يتضمن أعمالالعمرة ويزيد عليها بأشياء كالوقوف بعرفة ، والمبيت

.بمنى وغير ذلك من أعمال الحج :الحكم التكليفي

ذهب المالكية وأكثر الحنفية إلى أن العمرة سنة - 3.مؤكدة في العمر مرة واحدة

وذهب بعض الحنفية إلى أنها واجبة في العمر مرة.واحدة على اصطالح الحنفية في الواجب

واألظهر عند الشافعية وهو المذهب عند الحنابلة أنالعمرة فرض في العمر مرة واحدة ، ونص أحمد على

ألن أركان العمرة; أن العمرة ال تجب على المكي .معظمها الطواف بالبيت وهم يفعلونه فأجزأ عنهم

:استدل الحنفية والمالكية على سنية العمرة بأدلة منها

140

سئل: « حديث جابر بن عبد الله رضي هللا عنهما قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم عن العمرة أواجبة هي

» .ال ، وأن تعتمروا هو أفضل : ؟ قال الحج جهاد: « وبحديث طلحة بن عبيد الله رضي هللا عنه

» .والعمرة تطوع واستدل الشافعية والحنابلة على فرضية العمرة بقوله

تموا الحج والعمرة لله : { تعالى افعلوهما: أي } وأتامين ، فيكون النص أمرا بهما فيدل على فرضية الحج

.والعمرة يا: قلت : « وبحديث عائشة رضي هللا تعالى عنها قالت

نعم ، عليهن: رسول الله هل على النساء جهاد ؟ قال » .الحج والعمرة : جهاد ال قتال فيه

:فضيلة العمرة :ورد في فضل العمرة أحاديث كثيرة منها - 4

ما رواه أبو هريرة رضي هللا تعالى عنه عن رسول اللهالعمرة إلى العمرة: « صلى هللا عليه وسلم أنه قال

كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إال الجنة. «

وما رواه أبو هريرة رضي هللا عنه عن رسول الله صلىالحجاج والعمار وفد الله ، إن: « هللا عليه وسلم أنه قال

» .دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم :وجوه أداء العمرة

:تتأدى العمرة على ثالثة أوجه وهي - 5ينويها: وذلك بأن يحرم بالعمرة أي : إفراد العمرة - أ

في أشهر الحج ، أو يحج- دون أن يتبعها بحج - ويلبي

141

ثم يعتمر بعد الحج ، أو يأتي بأعمال العمرة في غير.أشهر الحج فهذه كلها إفراد للعمرة

وهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج: التمتع - ب ويأتي بأعمالها ويتحلل ، ثم يحج ، فيكون متمتعا ويجب

.عليه هدي التمتع بالشروط المقررة للتمتع ) .37وحج ف 7تمتع ف : ( ر وهو أن يحرم بالعمرة والحج معا في: القران - ج

إحرام واحد ، فيأتي بأفعالهما مجتمعين ، وتدخل أفعالالعمرة في الحج عند الجمهور ، ويجزئه لهما طواف

واحد وسعي واحد عندهم ، ويظل محرما حتى يتحلل.بأعمال يوم النحر في الحج

أن القارن يطوف طوافين ويسعى: ومذهب الحنفية سعيين ، طواف وسعي لعمرته ، ثم طواف وسعي

لحجه ، وال يتحلل بعد أفعال العمرة ، بل يظل محرما.أيضا حتى يتحلل تحلل الحج

) .ب 37قران ، وحج ف : ( ر وكيفما أدى العمرة على أي وجه من هذه الوجوه تجزئ

عنه ، ويتأدى فرضها عند القائلين بفرضيتها كما تتأدى.سنيتها على القول بسنيتها

وتجزئ عمرة المتمتع: قال ابن قدامة في المغني وعمرة القارن ، والعمرة من أدنى الحل عن العمرة

الواجبة ، وال نعلم في إجزاء عمرة التمتع خالفا ، كذلكقال ابن عمر رضي هللا عنهما وعطاء وطاوس ومجاهد

.، وال نعلم عن غيرهم خالفهم وروي عن أحمد أن عمرة القارن ال تجزئ ، وهو اختيار

أن العمرة من أدنى الحل ال: أبي بكر ، وعن أحمد

142

إنما هي من أربعة: تجزئ عن العمرة الواجبة ، وقال أميال ، واحتج على أن عمرة القارن ال تجزئ بأن عائشة

رضي هللا عنها حين حاضت أعمرها من التنعيم ، فلو.كانت عمرتها في قرانها أجزأتها لما أعمرها بعدها

إني وجدت: واستدل ابن قدامة بقول الصبي بن معبد :الحج والعمرة مكتوبين علي فأهللت بهما ، فقال عمر

.هديت لسنة نبيك وهذا يدل على أنه أحرم بهما يعتقد أداء ما كتبه الله

:عليه منهما والخروج عن عهدتهما ، فصوبه عمر وقال .هديت لسنة نبيك

وبحديث عائشة رضي هللا تعالى عنها أن النبي صلى هللا: «عليه وسلم قال لها لما جمعت بين الحج والعمرة

»يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجك وعمرتك وإنما أعمرها النبي صلى هللا عليه: ، وقال ابن قدامة

وسلم من التنعيم قصدا لتطييب قلبها وإجابة مسألتها ، الألنها كانت واجبة عليها ، ثم إن لم تكن أجزأتها عمرة

القران فقد أجزأتها العمرة من أدنى الحل ، وهو أحد ماوألن الواجب عمرة واحدة وقد أتى; قصدنا الداللة عليه

وألن عمرة القارن; بها صحيحة فتجزئه كعمرة المتمتع أحد نسكي القران فأجزأت كالحج ، والحج من مكة

يجزئ في حق المتمتع ، فالعمرة من أدنى الحل في.للعمرة – أولى - حق المفرد

:صفة أداء العمرة من أراد العمرة فإنه يستعد لإلحرام بالعمرة متى بلغ - 6

الميقات أو اقترب منه إن كان آفاقيا ، أو يحرم من حيثمن حيث يشرع في التوجه للعمرة إن كان: أنشأ أي

143

ميقاتيا ، أي يسكن أو ينزل في المواقيت أو ما يحاذيها ،.أو في المنطقة التي بينها وبين الحرم

أما إن كان مكيا أو حرميا أو مقيما أو نازال في مكة أوفي منطقة الحرم حول مكة فإنه يخرج من الحرم إلى

أقرب مناطق الحل إليه ، فيحرم بالعمرة متى جاوز.الحرم إلى الحل ولو بخطوة

:واالستعداد لإلحرام أن يفعل ما يسن له ، وهو -7االغتسال والتنظف وتطييب البدن ، ثم يصلي ركعتين

سنة اإلحرام ، وتجزئ عنهما صالة المكتوبة ، ثم ينوياللهم إني أريد العمرة فيسرها: " بعدهما العمرة ، بنحو

، ثم يلبي قائال" لي وتقبلها مني إنك أنت السميع العليم لبيك اللهم لبيك لبيك ال شريك لك لبيك إن الحمد: "

وبهذا يصبح محرما أي" والنعمة لك والملك ال شريك لك داخال في العمرة ، وتحرم عليه محظورات اإلحرام ،:

.ويستمر يلبي حتى يدخل مكة ويشرع في الطواف فإذا دخل المعتمر مكة بادر إلى المسجد الحرام ، -8

وتوجه إلى الكعبة المعظمة بغاية الخشوع واالحترام ،ويبدأ بالطواف من الحجر األسود ، فيطوف سبعة

أشواط طواف ركن العمرة ، فينويه ويستلم الحجر فيابتداء الطواف ، ويقبله إن لم يخش الزحام أو إيذاء أحدويكبر وإال أشار إليه وكبر ، ويقطع التلبية باستالم الحجر

في ابتداء الطواف أو اإلشارة إليه ، وكلما مر بالحجر.استلمه وقبله أو أشار إليه

ويسن له أن يضطبع في أشواط طوافه هذا كلها ، -9واالضطباع أن يجعل وسط الرداء تحت إبطه اليمنى ،

ويرد طرفيه على كتفه اليسرى ويبقي كتفه اليمنى

144

مكشوفة ، كما يسن للرجل الرمل في األشواط الثالثةاألولى ، ويمشي في الباقي ، وليكثر المعتمر من الدعاء

.والذكر في طوافه كله ثم إذا فرغ من طوافه يصلي ركعتي الطواف ثم - 10

يرجع إلى الحجر األسود فيستلمه ويقبله إن تيسر ويكبر: {أو يشير إليه ويكبر ، ويذهب إلى الصفا ، ويقرأ اآلية و إن الصفا والمروة من شعآئر الله فمن حج البيت أ

ن يطوف بهما } .اعتمر فال جناح عليه أويبدأ السعي بين الصفا والمروة من الصفا ، فيرقى على

الصفا حتى يرى الكعبة المعظمة ، فيقف متوجها إليهاويهلل ويكبر ويدعو ثم ينزل متوجها إلى المروة ويسرعالرجل بين الميلين األخضرين ، ثم يمشي المعتمر حتى

يبلغ المروة ، فيقف عليها يذكر ويدعو بمثل ما فعل علىالصفا ، ثم ينزل فيفعل كما في الشوط األول حتى يتم

سبعة أشواط تنتهي على المروة ، وليكثر من الدعاءوالذكر في سعيه ، ثم إذا فرغ المعتمر من سعيه حلق

رأسه أو قصره وتحلل بذلك من إحرامه تحلال كامال ،.ويمكث بمكة حالال ما بدا له

ولو- ثم عليه طواف الوداع إذا أراد السفر من مكة - 11وجوبا عند الشافعية وسنة عند المالكية ،- كان مكيا

ويجب عليه طواف الوداع عند الحنابلة إال إن كان مكيا أومنزله في الحرم ، فال يجب عليه الوداع ، أما الحنفية فال

يجب عندهم طواف الوداع على المعتمر لكن يستحبألن طواف الوداع عندهم من; خروجا من الخالف

.مناسك الحج ، شرع ليكون آخر عهده بالبيت :أركان العمرة

145

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن أركان العمرة ثالثة - 12اإلحرام والطواف والسعي ، وهو مذهب المالكية: هي

والحنابلة ، وقال بركنيتها الشافعية ، وزادوا ركنا رابعا هوومذهب الحنفية أن اإلحرام شرط للعمرة ،. الحلق :

.الطواف : وركنها واحد هو :اإلحرام : الركن األول

.اإلحرام بالعمرة عند الجمهور هو نية العمرة - 13.نية العمرة مع الذكر أو الخصوصية : وعند الحنفية

التلبية ونحوها مما فيه تعظيم الله: ومرادهم بالذكر ما يقوم مقام التلبية من: تعالى ، والمراد بالخصوصية

.سوق الهدي أو تقليد البدن ويشترط في اإلحرام مقارنته بالتلبية عند أبي حنيفة

ومحمد ، والتلبية شرط عند ابن حبيب من المالكية ، فال.يصح اإلحرام بدون التلبية أو ما يقوم مقامها عندهم

:والجمهور على أن التلبية ليست شرطا ، فقال المالكية هي واجبة في األصل ، والسنة قرنها باإلحرام ، وقال

.إنها سنة في اإلحرام مطلقا : الشافعية والحنابلة لبيك اللهم لبيك ، لبيك ال شريك لك: وصيغة التلبية هي

لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، ال شريك لك :واجبات اإلحرام للعمرة

يجب في العمرة اإلحرام من الميقات ، وتجنب - 14محظورات اإلحرام

:ميقات اإلحرام للعمرة :ميقات زماني ، وميقات مكاني : الميقات قسمان

:الميقات الزماني لإلحرام بالعمرة

146

ذهب الفقهاء إلى أن ميقات العمرة الزماني هو - 15جميع العام لغير المشتغل بالحج ، فيصح أن يحرم بها

اإلنسان ويفعلها في جميع السنة ، وهي أفضل في شهر.رمضان منها في غيره ، لما سيأتي

وذهب الحنفية في ظاهر الرواية إلى أن العمرة تكرهتحريما يوم عرفة ، وأربعة أيام بعده ، واستدلوا بقول

حلت العمرة في السنة كلها إال: " عائشة رضي هللا عنها "يوم عرفة ويوم النحر ويومان بعد ذلك : في أربعة أيام

.وألن هذه األيام أيام شغل بالحج ، والعمرة فيها.تشغلهم عن ذلك ، وربما يقع الخلل فيه فتكره

:الميقات المكاني لإلحرام بالعمرة :ميقات اآلفاقي - أ

هو من منزله خارج منطقة المواقيت ،: واآلفاقي - 16ذو الحليفة ألهل المدينة ومن مر: ومواقيت اآلفاقي هي

بها ، والجحفة ألهل الشام ومن جاء من قبلها كأهلمصر والمغرب ، ويحرمون اآلن من رابغ قبل الجحفة

ألهل نجد" ويسمى اآلن السيل " بقليل ، وقرن المنازل ، ويلملم ألهل اليمن وتهامة والهند ، وذات عرق ألهل

.العراق وسائر أهل المشرق :الميقاتي - ب هو من كان في مناطق المواقيت أو ما: والميقاتي - 17

وهؤالء ميقاتهم من حيث. يحاذيها أو ما دونها إلى مكة :أنشئوا العمرة وأحرموا بها ، إال أن الحنفية قالوا

يحرم من داره أو: ميقاتهم الحل كله ، والمالكية قالوا

147

ميقاتهم: مسجده ال غير ، والشافعية والحنابلة قالوا .القرية التي يسكنونها ال يجاوزونها بغير إحرام

:الحرمي - ج والحرمي وهو المقيم بمنطقة الحرم والمكي ومن - 18

كان نازال بمكة أو الحرم ، هؤالء ميقاتهم لإلحرامبالعمرة الحل ، فال بد أن يخرجوا للعمرة عن الحرم إلى.الحل ولو بخطوة واحدة يتجاوزون بها الحرم إلى الحل

) .53 - 52 - 39إحرام ف : ( والتفصيل في مصطلح والدليل على تحديد هذه المواقيت لإلحرام بالعمرة

السنة واإلجماع ، فمن السنة حديث ابن عباس رضيأن النبي صلى هللا عليه وسلم وقت ألهل: « هللا عنهما

المدينة ذا الحليفة ، وألهل الشام الجحفة ، وألهل نجدقرن المنازل ، وألهل اليمن يلملم هن لهن ، ولمن أتىعليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة ، ومن كان

» .دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة إذا انتهى اآلفاقي إلى: وأما اإلجماع فقال النووي

الميقات وهو يريد الحج أو العمرة أو القران حرم عليه.مجاوزته غير محرم باإلجماع

وأما ميقات الحرمي والمكي للعمرة فقد خص منالحديث السابق بما ورد عن عائشة رضي هللا عنها في

يا رسول الله ، أتنطلقون بعمرة: « قصة حجها قالت وحجة وأنطلق بالحج ؟ فأمر عبد الرحمن بن أبي بكرأن يخرج معها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج في ذي

» .الحجة :اجتناب محظورات اإلحرام

148

محظورات اإلحرام للعمرة هي محظورات اإلحرام - 19:للحج ، منها

لبس المخيط وكل ما نسج محيطا: يحرم على الرجل - أ بالجسم أو ببعض األعضاء كالجوارب ، ويحرم عليه

وضع غطاء على الرأس وتغطية وجهه ، ولبس حذاء.يبلغ الكعبين

يحرم على المرأة المحرمة ستر الوجه بستر يالمس- ب البشرة ، ولبس قفازين ، وتلبس سوى ذلك لباسها

.العادي يحرم على الرجال والنساء الطيب وأي شيء فيه- ج

طيب ، وإزالة الشعر من الرأس ومن أي موضع في-الجسم ، واستعمال الدهن الملين للشعر أو الجسم

وتقليم األظفار ، والصيد والجماع- ولو غير مطيب "المحادثة بشأنه : أي " ودواعيه المهيئة له ، والرفث

مخالفة أحكام: وليجتنب المحرمون الفسوق أي .الشريعة ، وكذا الجدال بالباطل

ويجب في ارتكاب شيء من محظورات اإلحرام الجزاء ،وفي الجماع خاصة فساد العمرة والكفارة والقضاء ،عدا ما حرم من الرفث والفسوق والجدال ففيها اإلثم

.والجزاء األخروي فقط ) .185 - 145ف : إحرام : ( انظر مصطلح

:مكروهات اإلحرام يكره في إحرام العمرة ما يكره في إحرام الحج ، - 20

مثل تمشيط الرأس أو حكه بقوة ، وكذا حك الجسد حكا.شديدا ، والتزين

) .98 - 95إحرام ف : ( ر

149

:سنن اإلحرام :يسن في اإلحرام للعمرة أربع خصال هي - 21

االغتسال ، وتطييب البدن ال الثوب ، وصالة ركعتين ،ثم التلبية عقب النية ،. يفعل هذه الثالثة قبل اإلحرام

.والتلبية فرض في اإلحرام عند الحنفية خالفا للجمهور ) .116 - 108إحرام ف : ( ر

ويسن للمعتمر أن يكثر من التلبية منذ نية اإلحرامبالعمرة إلى بدء الطواف باستالم الحجر األسود عند

المعتمر اآلفاقي يلبي حتى: الجمهور ، وقال المالكية يبلغ الحرم ، ال إلى رؤية بيوت مكة ، والمعتمر من.الجعرانة أو من التنعيم يلبي إلى دخول بيوت مكة

:الطواف : الركن الثاني الطواف بالكعبة المعظمة ركن في العمرة ، - 22

:وفرضه سبعة أشواط عند الجمهور ، وقال الحنفية .األربعة فرض ، والثالثة الباقية واجبة

سبق اإلحرام بالعمرة ، ثم: ويشترط في هذا الطواف أصل نية الطواف ،: سائر شروط الطواف العامة ، وهي

أي- ووقوع الطواف حول الكعبة ، وأن يشمل الحجر والتيامن ، والطهارة من األحداث واألنجاس- الحطيم

.وستر العورة وهذه كلها شروط عند الجمهور ، وجعل الحنفية شمول

.الطواف للحجر وما ذكر بعده واجبات في الطواف واشترط المالكية والحنابلة مواالة أشواط الطواف ،

ويجب في طواف. وهي عند الحنفية والشافعية سنة المشي للقادر عليه ، وركعتان بعد الطواف ،: العمرة

.كال هذين سنة : وقال الشافعية

150

الرمل في األشواط الثالثة: ويسن في طواف العمرة األولى ، ثم يمشي في الباقي ، واالضطباع فيه كله ،

ألنهما سنتان في كل; وهذان للرجال دون النساء طواف بعده سعي ، وهذا طواف بعده سعي ، ويسن

ابتداء الطواف قبل الحجر األسود بقليل ، واستقبالالحجر ، واستالمه وتقبيله إن تيسر وإال استقبله وأشار

وتفصيل. إليه بيديه ، واستالم الركن اليماني والدعاء ) .وما بعدها 12طواف ف : ( ذلك في مصطلح

:السعي : الركن الثالث السعي بين الصفا والمروة ركن في العمرة عند - 23

المالكية والشافعية ورواية عند اإلمام أحمد ، وهو واجب.عند الحنفية وهو الراجح عند الحنابلة

وأحكام السعي في العمرة هي أحكام السعي فيالحج فيشترط فيه سبق اإلحرام بالعمرة ، وأن يسبقه

الطواف ، وأن يبدأ السعي بالصفا فالمروة ، فلو عكس.لغا الشوط واحتسب من عند الصفا

وركن السعي سبعة أشواط عند الجمهور ، وأربعة عندويجب المشي في. الحنفية والباقي واجب عندهم

السعي على القادر عليه عند الحنفية والمالكية ، ويسن.عند الشافعية والحنابلة

وتسن المواالة بين السعي والطواف ، ونية السعي ،والسعي الشديد بين الميلين األخضرين ، كما تسن

المواالة بين أشواط السعي عند الجمهور ، وهي شرط.لصحة السعي عند المالكية

) .وما بعدها 5سعي ف : ( وللتفصيل انظر مصطلح :شروط فرضية العمرة

151

شروط فرضية العمرة عند القائلين بفرضيتها هي - 24.شروط فرضية الحج ، وكذا على القول بوجوبها وسنيتها

العقل واإلسالم والبلوغ: فيشترط لفرضية العمرة والحرية واالستطاعة ، واالستطاعة شرط لفرضية

العمرة فقط ، لكن ال يتوقف عليها سقوط الفرض عندمن يقول بفرضية العمرة أو وجوبها ، فلو اعتمر من لم

تتوفر فيه شروط االستطاعة صحت عمرته وسقطوتتلخص االستطاعة في ملك الزاد. الفرض عنه

والقدرة على آلة الركوب ، وذلك بالنسبة للرجال والنساء.

مصاحبة الزوج: وتختص النساء بشرطين آخرين وهما .أو المحرم ، وعدم العدة

ويجزئ عند الشافعية رفقة نساء ثقات عوضا عن.المحرم أو الزوج في سفر الفرض

أما البلوغ والحرية فهما شرطان لوجوب العمرة وإجزائهاعن الفرض ، فلو اعتمر الصبي أو العبد صحت عمرتهما

.، ولم يسقط فرضها عنهما عند البلوغ أو العتق فهما شرطان لوجوب العمرة: وأما العقل واإلسالم

وصحتها ، فال تجب العمرة على كافر ، وال مجنون والتصح منهما ، لكن يجوز أن يحرم بالعمرة عن المجنون

وليه ويؤدي المناسك عنه ، ويجنبه محظورات اإلحراموهكذا ، لكن ال يصلي عنه ركعتي اإلحرام أو الطواف ،

بل تسقطان عنه عند الحنفية والمالكية ، أما عند.الشافعية فيصليهما عنه ، وهو ظاهر كالم الحنابلة

) .106 - 104وحج ف 135إحرام ف : ( ر :واجبات العمرة

152

:يجب في العمرة أمران - 25السعي بين الصفا والمروة عند الحنفية والحنابلة: األول

.هو ركن : ، وقال غيرهم الحلق أو التقصير عند الحنفية والمالكية والحنابلة: الثاني

.إنه ركن : ، وقال الشافعية في الراجح عندهم والقدر الواجب هو حلق شعر جميع الرأس أو تقصيره

عند المالكية والحنابلة ، وربع الرأس على األقل عند.الحنفية ، وثالث شعرات على األقل عند الشافعية

والحلق للرجال أفضل في العمرة إال للمتمتع ، فالتقصير.له أفضل ، لكي يبقي شعرا يأخذه في الحج

;والسنة للنساء التقصير فقط ، ويكره الحلق في حقهن .ألنه مثلة

:سنن العمرة يسن في العمرة ما يسن في األفعال المشتركة - 26

في اإلحرام والطواف ، والسعي ،: بينها وبين الحج .والحلق

:ممنوعات العمرة يمنع في العمرة مخالفة أحكامها بحسب الحكم - 27

.الذي تقع المخالفة له هي ترك شيء من أركانها ، فيحرم: فمحرمات العمرة

ترك شيء من الطواف ، أو السعي أو الحلق ، علىالقول بركنيتهما ، وال يتحلل من إحرام العمرة حتى يتم

ترك واجب من واجباتها ،: ومكروهات العمرة . ما تركه وترك الواجب مكروه كراهة تحريم عند الحنفية ، وعند

ألنه يلزم اإلثم عند; غيرهم حرام ، والمعنى واحد .الجمع ، ويلزم الدم عند الحنفية وغيرهم

153

ويكره ترك سنة من السنن ، وال تسمى كراهة تحريم ،.وال يلزم جزاء بتركها

:المباح في العمرة يباح في العمرة كل ما ال يخل بأحكامها ، وخصوصا - 28

.أحكام اإلحرام التي سبقت :العمرة في شهر رمضان

تندب العمرة في شهر رمضان ، صرح بذلك الحنفية - 29، لما ثبت في الحديث عن ابن عباس رضي هللا عنهما

قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم المرأة من: قال لم يكن لنا: ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت : « األنصار

إال ناضحان ، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح ، وترك لنافإذا جاء رمضان فاعتمري ،: ناضحا ننضح عليه ، قال

تقضي حجة: « وفي رواية » فإن عمرة فيه تعدل حجة » .، أو حجة معي

:المكان األفضل إلحرام المكي اختلف الفقهاء في أي الحل أفضل لإلحرام بالعمرة - 30

.لمن كان بمكة أو الحرم فعند الحنفية وهو المذهب عند الحنابلة أن اإلحرام من

التنعيم أفضل ألن النبي صلى هللا عليه وسلم أمر عبدالرحمن بن أبي بكر أن يعمر عائشة من التنعيم ، فهو

.أفضل تقديما لداللة القول على داللة الفعل وقال الحنابلة يلي اإلحرام من التنعيم في األفضلية

.اإلحرام من الجعرانة ثم الحديبية اإلحرام من: وقال الشافعية والحنابلة في وجه

الجعرانة أفضل ، ثم من التنعيم ثم من الحديبية ألنالنبي صلى هللا عليه وسلم أحرم من الجعرانة وأمر

154

عائشة باالعتمار من التنعيم وبعد إحرامه بها بذيالحليفة عام الحديبية هم بالدخول إليها من الحديبية

فصده المشركون عنها ، فقدم الشافعي ما فعله صلىوقال أكثر. هللا عليه وسلم ثم ما أمر به ثم ما هم به

التنعيم والجعرانة متساويان ، ال أفضلية لواحد: المالكية منهما على اآلخر ، وتوجيهه ظاهر ، وهو ورود األثر في

.كل منهما :اإلكثار من العمرة

يستحب اإلكثار من العمرة ، وال يكره تكرارها في - 31الحنفية والشافعية- السنة الواحدة عند الجمهور

وهو- والحنابلة ومطرف وابن الماجشون من المالكية قول علي وابن عمر وابن عباس وأنس وعائشة رضي

هللا تعالى عنهم وعطاء وطاوس وعكرمة رحمهم هللا ،وتدل لهم األحاديث الواردة في فضل العمرة ، والحث

.عليها ، فإنها مطلقة تتناول تكرار العمرة تحث عليه قال علي: وفصل ابن قدامة ما يستحب فيه اإلكثار فقال

رضي هللا عنه في كل شهر مرة ، وكان أنس إذا حمميعتمر إذا أمكن: رأسه خرج فاعتمر ، وقال عكرمة إن شاء اعتمر في: الموسى من شعره ، وقال عطاء

إذا اعتمر فال بد أن يحلق: كل شهر مرتين ، وقال أحمد .أو يقصر وفي عشرة أيام يمكن حلق الرأس

إن قدر أن يعتمر في الشهر مرتين أو: وقال الشافعي .ثالثا أحببت له ذلك

يكره تكرار العمرة في السنة: والمشهور عند المالكية مرتين ، وهو قول الحسن وابن سيرين ، وتندب الزيادة

.على المرة لكن في عام آخر

155

والمراد بالتكرار في العام السنة الهجرية ، فلو اعتمر فيألنه اعتمر في; ذي القعدة ثم في المحرم ال يكره

السنة الثانية ومحل كراهة التكرار في العام الواحد ما لم يتكرر

دخول مكة من موضع عليه فيه إحرام ، كما لو خرج معالحجيج ثم رجع إلى مكة قبل أشهر الحج ، فإنه يحرم

.ألن اإلحرام بالحج قبل أشهره مكروه ; بعمرة وقد استدل المالكية بأنه عليه الصالة والسالم لم يكررها

ومقابل المشهور. في عام واحد مع قدرته على ذلك عند المالكية قول مطرف وابن الماجشون من جواز

ال بأس بها في كل شهر: التكرار ، بل قال ابن حبيب .مرة

وعلى المشهور عندهم من أنه يكره تكرارها في السنةالواحدة لو أحرم بثانية انعقد إحرامه إجماعا ، قاله سند

.وغيره ويشمل استحباب العمرة واستحباب تكرارها أشهر الحج

ألن النبي صلى هللا عليه وسلم اعتمر فيها ، وفي ذلك; إبطال لزعم الجاهلية أن العمرة في أشهر الحج من

هي- أفجر الفجور ، بل إن عمراته صلى هللا عليه وسلم كانت كلها في أشهر الحج كما ثبت عن أنس رضي- أربع

أن رسول الله صلى هللا عليه وسلم اعتمر: « هللا عنه :أربع عمر ، كلهن في ذي القعدة إال التي مع حجته

عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة ،وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة وعمرة من

جعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة ، وعمرة» .مع حجته

156

ودرءا لما قد يفهم من تعارض بين هذا وما سبق منإن: أفضلية العمرة في رمضان قال الكمال ابن الهمام

رمضان أفضل بتنصيصه صلى هللا عليه وسلم على ذلك ،وتركه لذلك القترانه بأمر يخصه كاشتغاله بعبادات أخرىفي رمضان تبتال ، وأن ال يشق على أمته ، فإنه لو اعتمر

فيه لخرجوا معه ، ولقد كان بهم رحيما ، وقد أخبر فيلئال يشق عليهم مع محبته; بعض العبادات أن تركه لها

لها كالقيام بهم في رمضان ، ومحبته ألن يسقي بنفسهمع سقاة زمزم ثم تركه كي ال يغلبهم الناس على

سقايتهم ، ولم يعتمر عليه الصالة والسالم في السنة إال.مرة

وما قاله الكمال يتفق وما هو مقرر عند األصوليين ، من.أن داللة القول مقدمة على داللة الفعل

لكن استثنى الحنفية من ذلك االعتمار في أشهر الحجللمكي ، والمقيم بها ، وألهل المواقيت ومن بينها وبين

مكة ، فيكره لهؤالء االعتمار في أشهر الحج عند الحنفيةألن الغالب عليهم أنهم يحجون ، فيصبحون متمتعين ،;

.ويلزمهم دم جزاء إن فعلوه عند الحنفية ألنهم يجيزون; أما عند الجمهور فال حرج عليهم في ذلك

.لهم التمتع ، ويسقطون عنهم دم التمتع أيضا ) .12 11تمتع ف : ( ر

:اإلخالل بأحكام العمرة :ترك ركن من أركان العمرة بمانع قاهر : أوال

يعتبر المنع من ركن من أركان العمرة بمانع قاهر - 32إحصارا يبيح التحلل من إحرام العمرة ، ويتفاوت اعتباره

157

إحصارا باختالف المذاهب في أركان العمرة ، وفيما.يعتبر سببا لإلحصار ، وما يترتب على ذلك من أحكام

) .25 - 12إحصار ف : ( انظر :ترك ركن من أركان العمرة من غير مانع قاهر : ثانيا

من ترك شيئا من أركان العمرة كالطواف أو - 33فإنه يكون قد فعل حراما ،- عند القائل بركنيته - السعي

ويجب عليه اإلتيان بما تركه ، ويظل محرما يجب عليهاجتناب محظورات اإلحرام كلها حتى يرجع ويأتي بما

ألنه ليس ألركانها; تركه ، وال تفوت عليه العمرة أبدا .وقت معين

:فساد العمرة : ثالثا ال تفسد العمرة بترك ركن من أركانها ، وال بترك - 34

واجب فيها ، إال بالجماع قبل التحلل من إحرامها ، على:التفصيل التالي

ذهب الحنفية إلى أنه لو جامع قبل أن يؤدي ركن العمرةفإنه تفسد عمرته- وهو الطواف أربعة أشواط عندهم -

ألنه; ، أما لو وقع المفسد بعد ذلك فال تفسد العمرة .بأداء الركن أمن الفساد

وذهب المالكية إلى أن المفسد إن حصل قبل تمامسعيها ولو بشوط فسدت ، أما لو وقع بعد تمام السعي

ألنه بالسعي تتم أركانها ، والحلق; قبل الحلق فال تفسد .من شروط الكمال عندهم

ومذهب الشافعية والحنابلة أنه إذا حصل المفسد قبلالتحلل من العمرة فسدت ، والتحلل يحصل بالحلق عند.الفريقين ، وهو ركن عند الشافعية واجب عند الحنابلة

158

ويجب في إفساد العمرة ما يجب في إفساد الحج منواختلفوا في - 35. االستمرار فيها ، والقضاء ، والفداء

:فداء إفساد العمرة ألن العمرة; فمذهب الحنفية والحنابلة أنه يلزمه شاة

.أقل رتبة من الحج ، فخفت جنايتها ، فوجبت شاة ومذهب المالكية والشافعية أنه تلزمه بدنة قياسا على

.الحج أما فداء الجماع الذي ال يفسد العمرة فشاة فقط عند

.الحنفية ، وبدنة عند المالكية ) .175 - 174إحرام ف : ( ر

:ترك واجب في العمرة : رابعا من ترك واجبا في العمرة ، كالسعي عند الحنفية - 36

وفي القول الراجح عند الحنابلة ، وكالحلق عند الجمهورخالفا للشافعية ، فإنه يأثم بهذا ، ويجب عليه الدم

.عندهم :ترك سنة من سنن العمرة : خامسا

تارك السنة يحرم نفسه الثواب والفضل الذي أعده - 37الله لمن أتى بالسنة ، وصرح الحنفية في تارك السنة

.بكونه مسيئا ، وال يلزمه جزاء وال فداء :أداء العمرة عن الغير

ذهب الفقهاء في الجملة إلى أنه يجوز أداء العمرة - 38ألن كال; ألن العمرة كالحج تجوز النيابة فيها ; عن الغير

من الحج والعمرة عبادة بدنية مالية ولهم في ذلكذهب الحنفية إلى أنه يجوز أداء العمرة عن: تفصيل

ألن جوازها بطريق النيابة ، والنيابة ال تثبت; الغير بأمره

159

إال باألمر ، فلو أمره أن يعتمر فأحرم بالعمرة واعتمر.ألنه فعل ما أمر به ; جاز

وذهب المالكية إلى أنه تكره االستنابة في العمرة وإن.وقعت صحت

تجوز النيابة في أداء العمرة عن الغير: وقال الشافعية إذا كان ميتا أو عاجزا عن أدائها بنفسه ، فمن مات وفيذمته عمرة واجبة مستقرة بأن تمكن بعد استطاعته منفعلها ولم يؤدها حتى مات ، وجب أن تؤدى العمرة عنهمن تركته ، ولو أداها عنه أجنبي جاز ولو بال إذن كما أن

.له أن يقضي دينه بال إذن وتجوز النيابة في أداء عمرة التطوع إذا كان عاجزا عن

.أدائها بنفسه ، كما في النيابة عن الميت وذهب الحنابلة إلى أنه ال تجوز العمرة عن الحي إال

ألنها عبادة تدخلها النيابة ، فلم تجز إال بإذنه ، أما; بإذنه .الميت فتجوز عنه بغير إذنه

================*عبادة

:التعريف الخضوع ، والتذلل للغير لقصد: العبادة في اللغة - 1

تعظيمه وال يجوز فعل ذلك إال لله ، وتستعمل بمعنى.الطاعة

:منها : ذكروا لها عدة تعريفات متقاربة : وفي االصطالح .هي أعلى مراتب الخضوع لله ، والتذلل له - أ

.هي المكلف على خالف هوى نفسه تعظيما لربه - ب .هي فعل ال يراد به إال تعظيم الله بأمره - ج

160

هي اسم لما يحبه الله ويرضاه من األقوال ،- د .واألفعال ، واألعمال الظاهرة والباطنة

:األلفاظ ذات الصلة :القربة - أ ما يتقرب به إلى الله فقط ، أو مع: القربة هي - 2

اإلحسان للناس كبناء الرباط والمساجد ، والوقف على.الفقراء والمساكين

:الطاعة - ب موافقة األمر بامتثاله سواء أكان من: الطاعة هي - 3

طيعوا: { الله أم من غيره ، قال تعالى طيعوا الله وأ أمر منكم ولي األ }الرسول وأ

القربة- العبادة " بين هذه األلفاظ : قال ابن عابدين - 4.عموم وخصوص مطلق " الطاعة -

ما يثاب على فعله ، وتتوقف صحته على نية ،: فالعبادة ما يثاب على فعله بعد معرفة من يتقرب إليه: والقربة

ما يثاب على فعله: به ، ولم يتوقف على نية ، والطاعة .توقف على نية أم ال ، عرف من يفعله ألجله ، أم ال

فالصلوات الخمس ، والصوم ، والزكاة ، وكل ما تتوقفعبادة ، وطاعة ، وقربة ، وقراءة القرآن: صحته على نية

، والوقف ، والعتق ، والصدقة ، ونحو ذلك مما ال تتوقف.قربة ، وطاعة ، ال عبادة : على نية

طاعة ، ال قربة ،: والنظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى ألن المعرفة تحصل بعدها ، وال عبادة لعدم توقفه على

إن العبادة مشتقة: نية ، وقال الزركشي من الشافعية من التعبد ، وعدم النية ال يمنع كون العمل عبادة ، وقال

وعندي أن العبادة ، والقربة ، والطاعة تكون فعال:

161

وتركا ، والعمل المطلوب شرعا يسمى عبادة إذا فعلهالمكلف تعبدا ، أو تركه تعبدا أما إذا فعله ال بقصد التعبد

، بل لغرض آخر ، أو ترك شيئا من المحرمات لغرضذلك خير: { آخر غير التعبد فال يكون عبادة لقوله تعالى

} .للذين يريدون وجه الله :األحكام المتعلقة بالعبادة

:العبادة ال تصدر إال عن وحي تهذيب النفس بالتوجه إلى الله: المقصود من العبادة - 5

، والخضوع له ، واالنقياد ألحكامه باالمتثال ألمره ، فالالكتاب الكريم ،: تصدر إال عن طريق الوحي بنوعيه

وسنة النبي المعصوم الذي ال ينطق عن الهوى ، قالال وحي يوحى: { تعالى ن هو إ وما ينطق عن الهوى ، إ

. {أو بما يقره الله من اجتهاده صلى هللا عليه وسلم فقد

من أحدث في أمرنا هذا ما ليس: » جاء في الصحيح « .منه فهو رد

أما األمور العادية التي تجري بين الناس لتنظيمالتوجيه إلى إقامة: مصالحهم الدنيوية ، فالمقصود منها

العدل بينهم ، ودفع الضرر ، فيجوز فيها االجتهاد فيما لم.يرد فيه نص ، لتحقيق العدل ، ودفع الضرر

.والتفصيل في الملحق األصولي :اشتراط النية في العبادات

ال خالف بين الفقهاء في اشتراط النية في العبادات - 6والحكمة في إيجاب النية« إنما األعمال بالنيات : » لخبر تميز العبادة عن العادة ، وتمييز رتب بعض: فيها

تجب النية في: العبادات بعضها عن بعض ، ولهذا قالوا

162

العبادة التي تلتبس بعادة ، فالوضوء والغسل يترددانبين التنظيف والتبرد والعبادة ، واإلمساك عن المفطراتقد يكون للحمية والتداوي، وقد يكون لعدم الحاجة إليه ،

وقد يكون للصوم الشرعي ، والجلوس في المسجديكون لالستراحة ويكون لالعتكاف ، ودفع المال للغير

قد يكون صدقة تطوع وقد يكون فرض الزكاة ،فشرعت النية لتمييز العبادة عن غيرها ، والصالة قد

تكون فرضا ، أو نفال ، فشرعت النية لتمييز الفرض عن.النفل

أما التي ال تلتبس بعادة ، كاإليمان بالله والخوف ،والرجاء ، واألذان ، واإلقامة ، وخطبة الجمعة ، وقراءة.القرآن واألذكار فال تجب فيها النية ألنها متميزة بصورتها

:النيابة في العبادات قسم الفقهاء العبادة في هذا الصدد إلى أقسام - 7

:ثالثة .عبادة بدنية محضة - 1.عبادة مالية محضة - 2.عبادة مترددة بينهما - 3

كالصالة والصوم ، والوضوء ،: فالعبادة البدنية المحضة فاألصل فيها امتناع النيابة ، إال ما أخرج بدليل ،.. والغسل

كالصوم عن الميت ، ألن المقصود من التكاليف البدنيةاالبتالء ، والمشقة ، وهي تحصل بإتعاب النفس

والجوارح باألفعال المخصوصة ، وهو أمر ال يتحققبفعل نائبه ، فلم تجزئ النيابة ، إال في ركعتي الطواف

.تبعا للنسك ، ولو استناب فيهما وحدهما لم يصح

163

أما الصوم عن الميت فقد أخرج عن هذه القاعدة لدليلجاءت: » فقد قال ابن عباس رضي هللا عنهما : ورد فيه

يا: امرأة إلى رسول الله صلى هللا عليه وسلم فقالت رسول الله إن أمي ماتت ، وعليها صوم نذر أفأصوم عنها

أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان ذلك: ؟ فقال « .فصومي عن أمك : نعم ، قال : يؤدى عنها ؟ قالت

) .صوم : ر ( أما العبادات المالية المحضة كالصدقة ،: العبادة المالية

والزكاة ، والكفارات ، والنذر ، واألضحية ، ونحو ذلكفتصح فيها النيابة ، ألن دفع الزكاة إلى اإلمام إما واجب ،

أو مندوب ، ومعلوم أنه ال يفرقها على المستحقين إال.عن طريق النيابة

وأما العبادة المترددة بين المالية والبدنية فتصح فيهاالنيابة عند العجز الدائم إلى الموت ، أو بعد الموت ،

.وذلك كالحج :وصف العبادة باألداء ، أو القضاء ، أو اإلعادة

إن كان لها وقت محدود الطرفين ، ووقعت: العبادة - 8في الوقت ، ولم يسبق فعلها مرة أخرى في الوقت

فأداء ، وإن سبق فعلها فيه فإعادة ، وإن وقعت بعدالوقت فقضاء ، أو قبله فتعجيل ، فالصلوات الخمس ،وصوم رمضان ، والحج ، والعمرة ، والنوافل المؤقتةكلها توصف باألداء ، وبالقضاء ، وإن لم يكن لها وقت

محدود الطرفين ، كاألمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ،والتوبة عن الذنوب ، ورد المظالم ، فال توصف بأداء ،وال قضاء وكذا الوضوء ، والغسل ال يوصفان بأداء وال.قضاء ، والزكاة إن أخرجها قبل الحول يسمى تعجيال

164

.والتفصيل في الملحق األصولي :جعل ثواب ما فعله من العبادات لغيره

إلى أن لإلنسان: ذهب علماء أهل السنة والجماعة - 9أن يجعل ثواب ما فعله من عبادة لغيره ، وهذا محل

اتفاق في العبادات غير البدنية المحضة كالصدقة ،والدعاء ، واالستغفار ، والوقف عن الميت ، وبناء

المسجد عنه ، والحج عنه ، إذا فعلها وجعل ثوابها للميتوالذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا: { لقوله تعالى

} .اغفر لنا وإلخواننا الذين سبقونا باإليمان واستغفر لذنبك وللمؤمنين: { وقوله جل شأنه

} .والمؤمنات ودعاء النبي صلى هللا عليه وسلم لكل ميت صلى عليه ،

يا: » فقال : وسأل رجل النبي صلى هللا عليه وسلم رسول الله ، إن أمي ماتت أفينفعها إن تصدقت عنها ؟

:واختلفوا في العبادات البدنية المحضة « . نعم : قال له أن يجعل ثواب عبادته: فقال الحنفية ، والحنابلة

لغيره ، سواء صحت فيها النيابة ، أم لم تصح فيها ،كالصالة ، والتالوة ونحوها مما ال تجوز فيها النيابة ،

وردت أحاديث صحيحة ، في الصوم ، والحج ،: وقالوا عبادات بدنية ، وقد أوصل: والدعاء ، واالستغفار وهي

الله نفعها إلى الميت ، وكذلك ما سواها ، مع ما روي.في التالوة

ما عدا الصدقة ، ونحوها مما: وقال اإلمام الشافعي يقبل النيابة كالدعاء ، واالستغفار ، ال يفعل عن الميت

كالصالة عنه قضاء ، أو غيرها ، وقراءة القرآن ، لقوله

165

ن ليس لإلنسان إال ما سعى : { تعالى هذا هو} وأ.المشهور عن اإلمام وهو مذهب المالكية

ولكن المتأخرين من الشافعية ذهبوا إلى أن ثوابالقراءة يصل إلى الميت وحكى النووي في شرح مسلم

.واألذكار وجها أن ثواب القراءة يصل إلى الميت واختاره جماعة من أصحاب الشافعي منهم ابن الصالحوالمحب الطبري ، وصاحب الذخائر، وعليه عمل الناس ،

« .ما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن » و :هل يكون الكافر مسلما بإتيان العبادة ؟

األصل أن الكافر إذا أتى بعبادة ،: قال ابن نجيم – 10ال يكون بها مسلما; فإن كانت موجودة في سائر األديان

كالصالة ، منفردا ، والصدقة ، والصوم ، والحج الذيليس بكامل ، وإن أتى ما يختص بشرعنا ، ولو منالوسائل كالتيمم ، أو من المقاصد ، أو من الشعائر

كالصالة بجماعة ، والحج الكامل ، واألذان في المسجدوقراءة القرآن وسجود التالوة عند سماع آيات السجدة ،

.يكون بذلك مسلما ) .إسالم : ( والتفصيل في مصطلح

===============*عصابة

:التعريف من العصب ، وهو الطي الشديد: العصابة في اللغة - 1

طواه ولواه ، وقيل: عصب الشيء يعصبه عصبا : ، يقال عصب رأسه: شده ، والعصابة ما عصب به يقال :

شده ، وتطلق على العمامة ، والجماعة من: وعصبه .الناس ، والخيل ، والطير

166

أما في االصطالح فخص استعمالها عند الفقهاء في:معنيين

العمامة ، كما ورد في حديث ثوبان رضي هللا: األول أن النبي صلى هللا عليه وسلم أمرهم أن: » عنه

« .يمسحوا على العصائب العصائب العمائم ، سميت عصائب ألن: قال الخطابي

.الرأس يعصب بها .ما يعصب به الجراحة : الثاني

:األلفاظ ذات الصلة :الجبيرة

العيدان التي تشد على العظم لتجبره: الجبيرة لغة - 2جبرت اليد أي وضعت عليها الجبيرة: على استواء ، يقال

.واستعملها أكثر الفقهاء في نفس المعنى اللغوي ، إال أن

:المالكية فسروا الجبيرة بالمعنى األعم ، حيث قالوا الجبيرة ما يداوي الجرح ، سواء أكان أعوادا أم لزقة أم

.غير ذلك :الحكم اإلجمالي

:العصابة بمعنى العمامة : أوال ذكر الفقهاء أحكام العصابة بمعنى العمامة في مواضع

:، منها :المسح - أ إلى- على تفصيل عندهم - ذهب الحنابلة والمالكية -3

جواز المسح على العمامة في الوضوء ، لما روي عنتوضأ رسول الله صلى هللا: » المغيرة بن شعبة قال

« .عليه وسلم ومسح على الخفين والعمامة

167

وألنه حائل في محل ورد الشرع بمسحه فجاز عليهكالخفين ، كما قال ابن قدامة ، لكن المالكية قيدوا

.الجواز بما إذا خيف على نزعها ضرر ، أو شق نزعها أما الحنفية فلم يقولوا بجواز المسح على العمامة ، بلقالوا ترفع ويمسح على الرأس ، وذلك لعدم الحرج فيرفعها ، واألمر في قوله تعالى وارد على مسح الرأس ،

بخالف المسح على الخف ، لما في نزعه من الحرج.فيجوز

) .عمامة ، ومسح : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :السجود على كور العمامة - ب

أنه يكره السجود: ذكر الحنفية والمالكية والحنابلة - 4إال لعذر ، وإن: على كور عمامته ، قال الحنفية والحنابلة

صح بشرط كونه على جبهته ، كلها أو بعضها ال فوقوذهب الشافعية وهو رواية عن أحمد إلى عدم. الجبهة

) .7سجود ف : ( جواز السجود على كور عمامته ، ر :وتفصيل أحكام العصابة بهذا المعنى ينظر في مصطلح

) .عمامة ( :العصابة بمعنى ما يعصب به - ثانيا

ذهب الفقهاء إلى مشروعية المسح على ما يعصب - 5به من اللصوق ، واللزوق والجبائر في حالة العذر نيابة

.عن الغسل أو التيمم :وتفصيل أحكام العصابة بهذا المعنى ينظر في مصطلح

) .وما بعدها 4جبيرة ف ( ================

*عمامة :التعريف

168

على الرأس- يلف - اللباس الذي يالث : العمامة لغة - 1كور العمامة على رأسه ،: تكويرا ، وتعمم الرجل

.والجمع عمائم .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:األلفاظ ذات الصلة :العذبة - أ :طرف الشيء كعذبة الصوت واللسان أي : العذبة - 2

طرفهما ، والطرف األعلى للعمامة يسمى عذبة وإن كان.مخالفا لالصطالح العرفي

:الذؤابة - ب الذؤابة تطلق على الضفيرة من الشعر إذا كانت - 3

مرسلة كما تطلق على طرف العمامة ، والجمع ذوائب.ويستعملها الفقهاء بهذين المعنيين .فالعذبة والذؤابة جزء من العمامة

.وال يفرق بعضهم بين العذبة والذؤابة :العصابة - ج :للعصابة في االستعمال العربي عدة معان متشابهة - 4

.العصابة بمعنى العمامة ، فهي مرادفة لها .والعصابة والعمامة سواء : قال الجاحظ

أن النبي: » فهي مرادفة للعمامة ، كما ورد في الحديث صلى هللا عليه وسلم بعث سرية فأصابهم البرد فلما

قدموا على رسول الله صلى هللا عليه وسلم أمرهم أن، وفسرت العصائب هنا« يمسحوا على العصائب

.بالعمائم وتطلق العصابة على ما يشد به الرأس وغيره ، فهي

.بهذا المعنى أعم من العمامة

169

:المعجر - د ثوب أصغر من الرداء وأكبر من المقنعة: المعجر - 5

تعتجر به المرأة فتلفه على استدارة رأسها ثم تجلبب.فوقه بجلبابها ، والجمع المعاجر

ويكون االعتجار بالمعجر بالنسبة للنساء وبالعمامةبالنسبة للرجال ، وهو لي الثوب على الرأس من غير

إدارة تحت الحنك ، وفي بعض العبارات أنه لف العمامةواالعتجار بالعمامة أن يلفها على رأسه. دون التلحي

.ويرد طرفها على وجهه وال يعمل منها شيئا تحت ذقنه والصلة بين المعجر والعمامة أن المعجر والعمامة

كليهما يلف به الرأس غير أن المعجر للمرأة والعمامة.للرجل

:هـ – القناع يطلق القناع والمقنع والمقنعة على نوع من – 6

ويطلق أيضا على. القماش يضعه الجنسان على الرأس .الخمار الذي تغطي به المرأة وجهها

:وفسر بعضهم القناع بما يفيد خصوصيته بالمرأة فقال ما تتقنع به المرأة من ثوب يغطي: القناع والمقنعة

.رأسها ومحاسنها رجل مقنع إذا كان: ووصف البعض الرجل بالتقنع فقال

.عليه بيضة ومغفر .فالقناع يستعمل للنساء ، والعمامة للرجال

:القلنسوة - و القلنسوة لغة من مالبس الرءوس وتجمع على - 7

ما يلبس: واصطالحا . قالنس ، والتقليس لبس القلنسوة .على الرأس ويتعمم فوقه أو هي الطاقية

170

.والصلة أن العمامة تلف على القلنسوة غالبا :أشكال العمامة

:للعمامة عدة أشكال منها - 8أن يلف الشخص العمامة على رأسه ويسدلها على

.ظهره ، وتسمى بهذه الهيئة القعاطة .أن تلف على الرأس دون التلحي بها ، وتسمى االعتجار .أن يرخى طرفاها من ناحيتي الرأس وتسمى الزوقلة

أن تالث على الرأس وال تسدل على الظهر وال ترد تحت.الحنك وتسمى القفداء

:صفة عمائم الرسول صلى هللا عليه وسلم روى الصحابة رضي هللا عنهم أخبارا تتعلق بعمامة - 9

رسول الله صلى هللا عليه وسلم نصت على لونها وشكلها.ونوعها

أن النبي: » فعن جابر بن عبد الله رضي هللا عنهما صلى هللا عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة

« .سوداء والعمامة بهذا اللون استعملها صلى هللا عليه وسلم حين

: »الخطابة ، فعن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه أن رسول الله صلى هللا عليه وسلم خطب الناس ، وعليه

« .عمامة سوداء : »وعن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال

رأيت على النبي صلى هللا عليه وسلم ثوبين مصبوغين« .بزعفران رداء وعمامة

وكانت لعمامته صلى هللا عليه وسلم عذبة وكان يسدلهابين كتفيه ، فعن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال

كأني أنظر إلى رسول الله صلى هللا عليه وسلم على: »

171

المنبر ، وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه. »

تضمن هذا الحديث باإلضافة إلى التنصيص على لونعمامة النبي صلى هللا عليه وسلم اإلخبار بإرخائه طرفها

.بين كتفيه : »وأخبر عبد الله بن عمر رضي هللا عنهما بذلك فقال

كان النبي صلى هللا عليه وسلم إذا اعتم سدل عمامته« .بين كتفيه

وثبت أنه صلى هللا عليه وسلم تعمم بعمامة قطرية ،رأيت رسول الله صلى هللا: » فعن أنس بن مالك قال

عليه وسلم توضأ وعليه عمامة قطرية ، فأدخل يده من«تحت العمامة فمسح مقدم رأسه ولم ينقض العمامة

:وفسرت العمامة القطرية بتفسيرين قيل هي ضرب من البرود فيه حمرة ولها أعالم: األول

.وفيها بعض الخشونة قيل هي حلل جياد تحمل من قرية في البحرين: الثاني

.يقال لها قطر وأما مقدارها فقد الحظ السيوطي أنه لم يثبت حديثفي مقدار عمامته صلى هللا عليه وسلم، واستنتج من

حديث نسبه إلى البيهقي يصف تعممه عليه الصالةوالظاهر أنها كانت: والسالم بأنها عدة أذرع ، ثم قال .نحو العشرة أذرع أو فوقها بيسير

.سدل العمامة : ومن األوصاف التي وقفنا عليها وصف عبد الرحمن بن عوف رضي هللا عنه عمامته

عممني رسول الله صلى هللا عليه وسلم: » فقال « .فسدلها بين يدي ومن خلفي

172

وكان عبد الله بن عمر يسدل عمامته بين كتفيه ، وممنفعل ذلك من التابعين سالم بن عبد الله والقاسم بن

.محمد وثبت أن من الصحابة من جعل في عمامته عالمة

.ليعرف بها ومنهم من اتخذ العمامة نفسها سمة فقد كان حمزة يوم

بدر معلما بريشة نعامة حمراء ، وكان الزبير معلما.بعمامة صفراء

:صفة عمائم أهل الذمة لبس أهل الذمة العمائم الملونة تمييزا لهم فكانت - 10

عمائم المسيحيين زرقاء وعمائم اليهود صفراء ويذكر أن.عمر بن الخطاب رضي هللا عنه هو الذي ألزمهم بذلك

بيد أن هذه التعليمات لم تطبق بعد ذلك حيث تعممالمسلمون بالعمائم الملونة ، ومن صفات عمائم أهلالذمة خلوها من العذبة ، عدم إدارتها تحت الحنك عند

وإن لم يكن تحت الحنك: " .. التعمم ، قال ابن قدامة ألنها; منها شيء ، وال لها ذؤابة لم يجز المسح عليها

" .على صفة عمائم أهل الذمة :الصالة بالعمامة

اتفق الفقهاء على استحباب ستر الرأس في الصالة - 11ألنه صلى هللا عليه; للرجل بعمامة وما في معناها

.وسلم كان يصلي بالعمامة .أما المرأة فواجب ستر رأسها

ونص الحنفية على كراهة صالة الرجل مكشوف الرأسإذا كان تكاسال لترك الوقار ، ال للتذلل والتضرع انظر

) .5رأس ف : ( مصطلح

173

:السجود على كور العمامة ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه يجوز السجود على - 12

كور العمامة وغيرها مما هو متصل بالمصلي من غيرعذر من حر أو برد مع الكراهة التنزيهية عند الحنفية

كنا نصلي مع رسول: « لحديث أنس رضي هللا عنه قال الله صلى هللا عليه وسلم في شدة الحر فإذا لم يستطع

أحدنا أن يمكن جبهته من األرض يبسط ثوبه فيسجدأنه: « وروي عن النبي صلى هللا عليه وسلم » عليه

» .سجد على كور عمامته صلى هللا- كان أصحاب رسول الله : وعن الحسن قال

يسجدون وأيديهم في ثيابهم ، ويسجد- عليه وسلم كان القوم يسجدون: الرجل على عمامته ، وفي رواية

.على العمامة والقلنسوة ويده في كمه وذهب الشافعية وهو رواية عن أحمد إلى وجوب كشف

الجبهة ومباشرتها بالمصلى ، وعدم جواز السجود علىكمه وذيله ويده وكور عمامته أو قلنسوته وغير ذلك مما

هو متصل به ، ويتحرك بحركته لقوله صلى هللا عليهالحديث» إذا سجدت فمكن جبهتك من األرض : « وسلم

: «، ولما روي عن خباب بن األرت رضي هللا عنه قال أتينا رسول الله صلى هللا عليه وسلم فشكونا إليه حر

» .فما أشكانا : « ، وفي رواية » الرمضاء فلم يشكنا السجود على الجبهة فرض ، ويكره: وقال المالكية

السجود على كور عمامته إن كان لفتين من شال رقيقكشاش وال يعيد الصالة ، فإن كان أكثر من لفتينواستقرت عليه الجبهة فيعيد في الوقت وإن كانت

174

العمامة مشدودة على الرأس وسجد على كورها ولم.تمس جبهته األرض فصالته باطلة يعيدها أبدا وجوبا

، ) 7سجود ف : ( وانظر تفصيل ذلك في مصطلح ) .101صالة ف : ( ومصطلح

:حكم المسح على العمامة ذهب الحنفية إلى أنه ال يجوز المسح على العمامة - 13.ألنه ال حرج في نزعها ;

يجوز المسح على العمامة إن خيف ضرر: وقال المالكية بسبب نزعها من الرأس ولم يمكن حلها ، وإن قدر على

مسح بعض رأسه مباشرة مسحه وكمل على عمامته.وجوبا

يجوز المسح على العمامة وإن لبسها: وقال الشافعية على حدث سواء عسر عليه تنحيتها أم ال ، وال يكفي

االقتصار على العمامة بل يمسح بناصيته وعلى العمامةواألفضل أن ال يقتصر على أقل من الناصية ، لحديث

أنه صلى هللا عليه وسلم توضأ: « مسلم عن المغيرة » .فمسح بناصيته وعلى العمامة

يجوز المسح على العمامة وبه قال عمر: وقال الحنابلة وأنس وأبو أمامة ، وروي عن سعيد بن مالك وأبي

الدرداء رضي هللا عنهم وبه قال عمر بن عبد العزيزوالحسن وقتادة ومكحول واألوزاعي وأبو ثور وابن

ممن مسح على العمامة أبو: المنذر ، قال ابن المنذر .بكر الصديق رضي هللا عنه

أن: « واستدل الحنابلة بما روي عن المغيرة بن شعبة توضأ فمسح بناصيته وعلى: النبي صلى هللا عليه وسلم

» .العمامة وعلى الخفين

175

) .مسح ، ووضوء : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :العمامة للميت

ذهب أبو حنيفة ومالك إلى استحباب اشتمال الكفن - 14على قميص وعمامة ، واعتمد الحنفية في ذلك على

حديث سعيد بن منصور أن ابن عمر كفن ابنه واقدا فيخمسة أثواب قميص وعمامة وثالث لفائف وأدار

.العمامة إلى تحت حنكه والرجل أحب إلي أن: وأما مالك فقد روي عنه أنه قال

.إن من شأن الميت عندنا أن يعمم : قال . يعمم وذهب الشافعي وأحمد إلى أن األفضل أن ال يكون في

كفن الميت قميص وال عمامة ، واستدلوا بقول عائشةكفن رسول الله صلى هللا عليه وسلم: « رضي هللا عنها

في ثالثة أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها.متفق عليه » قميص وال عمامة

:لبس العمامة في اإلحرام العمامة من اللباس المحرم في اإلحرام ، نص - 15

على ذلك الرسول صلى هللا عليه وسلم في حديث بينفيه ما يمنع على المحرم لباسه ، فعن عبد الله بن عمر

ما: يا رسول الله : أن رجال قال : « رضي هللا عنهما يلبس المحرم من الثياب ؟ قال رسول الله صلى هللا

ال يلبس القمص وال العمائم وال السراويالت: عليه وسلم وال البرانس وال الخفاف إال أحد ال يجد نعلين فيلبس

خفين ، وليقطعهما أسفل من الكعبين ، وال تلبسوا من» .الثياب شيئا مسه زعفران أو ورس

نبه رسول الله صلى هللا عليه وسلم: قال النووي بالعمائم والبرانس على كل ساتر للرأس مخيطا كان أو

176

غيره حتى العصابة فإنها حرام ، فإن احتاج إليها لشجة.أو صداع أو غيرهما شدها ، ولزمته الفدية

:التعزير بخلع العمامة التعزير عقوبة فيما ال حد وال كفارة ، يجتهد القاضي - 16

.في تقديرها كانوا: ومما يعزر به خلع العمامة ، قال ابن شاس

يعاقبون الرجل على قدره وقدر جنايته ، منهم منيضرب ومنهم من يحبس ، ومنهم من يقام واقفا علىقدميه في المحافل ، ومنهم من تنزع عمامته ، ومنهم

.من يحل إزاره ================

*عيد :التعريف

العيد لغة مشتق من العود ، وهو الرجوع والمعاودة - 1.ألنه يتكرر

وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي ، وهويوم الفطر من رمضان وهو أول يوم من شوال: يومان

، ويوم األضحى وهو اليوم العاشر من ذي الحجة ، ليس.للمسلمين عيد غيرهما

:األحكام المتعلقة بالعيد :تتعلق بالعيد أحكام منها

:صالة العيد - أ .اختلف الفقهاء في حكم صالة العيد - 2

فذهب المالكية والشافعية إلى أنها سنة مؤكدة ، لحديثالذي ذكر له النبي صلى هللا عليه وسلم« األعرابي

177

ال ،: هل علي غيرهن ؟ قال : الصلوات الخمس فقال » .إال أن تطوع

وذلك مع فعل النبي صلى هللا عليه وسلم لها ومداومته.عليها

إلى أنها واجبة- على المفتى به عندهم - وذهب الحنفية ، لمواظبة النبي صلى هللا عليه وسلم عليها من دون

تركها ولو مرة ؛ وألنها تؤدى بجماعة ، فلو كانت سنة ولمتكن واجبة الستثناها الشارع ، كما استثنى التراويح

.وصالة الخسوف : {وذهب الحنابلة إلى أنها فرض كفاية لقوله تعالى

ولمداومة النبي صلى هللا عليه وسلم} فصل لربك وانحر .على فعلها

وما بعدها 2/صالة العيدين ف ( والتفصيل في مصطلح . (:التكبير في العيدين - ب

التكبير في العيدين يكون في أثناء الصالة وفي - 3.الطريق إليها وبعد انقضائها

أما التكبير في الغدو إليها ، فقد ذهب الفقهاء إلىمشروعيته عند الغدو إلى الصالة في المنازل واألسواق

.والطرق إلى أن تبدأ الصالة ) .13/صالة العيدين ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

فهي) التكبيرات الزوائد ( أما التكبير في أثناء صالة العيد .سنة عند جمهور الفقهاء ، واجبة عند الحنفية

وفي بيان عدد هذه التكبيرات وموضعها في الصالة:اختالف وتفصيل ينظر في مصطلح

) .12، 11/صالة العيدين ف (

178

أما التكبير في أدبار الصالة فال خالف بين الفقهاء فيمشروعيته في أيام التشريق ، وهو مندوب عند جمهور

.الفقهاء ، واجب عند الحنفية وللتفصيل في صفة تكبير التشريق ووقته ومحل أدائه

) .13/ أيام التشريق ف: ( ينظر مصطلح :األضحية في العيد - ج اتفق الفقهاء على مشروعية األضحية في عيد - 4

.األضحى ، واختلفوا في حكمها .فذهب الجمهور إلى أنها سنة وقال الحنفية بوجوبها

وفي بيان شروطها وأحكامها ووقتها اختالف وتفصيل) .وما بعدها 7/أضحية ف : ( ينظر في مصطلح

:ما يستحب فعله في العيدين - د يستحب إحياء ليلتي العيد بطاعة الله تعالى من ذكر - 5

من« وصالة وتالوة وتكبير وتسبيح واستغفار ، لحديث أحيا ليلة الفطر وليلة األضحى محتسبا لم يمت قلبه يوم

» .تموت القلوب ويستحب الغسل للعيد لما روى ابن عباس والفاكه بن

أن رسول الله صلى هللا عليه« سعد رضي هللا عنهم وألنه يوم» وسلم كان يغتسل يوم الفطر واألضحى

يجتمع الناس فيه للصالة فاستحب الغسل فيه كيومالجمعة ، وإن اقتصر على الوضوء أجزأه ، ويستحب أن

يتزين ويتنظف ويحلق شعره ويلبس أحسن ما يجدويتطيب ويتسوك ، لما روي عن ابن عباس رضي هللا

كان رسول الله صلى هللا عليه وسلم يلبس في« عنهما وروي عن عائشة رضي هللا عنها» . العيدين بردي حبرة

ما على« قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم : قالت

179

أحدكم أن يكون له ثوبان سوى ثوب مهنته لجمعته أوسمعت أهل العلم يستحبون: ،وقال مالك » لعيده

الطيب والزينة في كل عيد ، واإلمام بذلك أحق ، ألنهوأفضل ألوان الثياب البياض ،. منظور إليه من بينهم

فعلى هذا إن استوى ثوبان في الحسن والنفاسةفاألبيض أفضل ، فإن كان األحسن غير أبيض فهو أفضل

.من األبيض في هذا اليوم .فإن لم يجد إال ثوبا استحب أن يغسله للعيد

ويستوي في استحباب تحسين الثياب والتنظيف والتطيبوإزالة الشعر والرائحة الكريهة ، الخارج إلى الصالة

والقاعد في بيته ، ألنه يوم الزينة فاستووا فيه ، وهذا.في حق غير النساء

وأما النساء إذا خرجن فإنهن ال يتزين ، بل يخرجن فيثياب البذلة ، وال يلبسن الحسن من الثياب وال يتطيبن

لخوف االفتتان بهن ، وكذلك المرأة العجوز وغير ذواتالهيئة يجري ذلك في حكمها ، وال يخالطن الرجال بل

.يكن في ناحية منهم ويستحب تزيين الصبيان ذكورا كانوا أو إناثا بالمصبغ:وبحلي الذهب ولبس الحرير في العيد، قال النووي

اتفقوا على إباحة تزيينهم بالمصبغ وحلي الذهب والفضةيوم العيد ألنه يوم زينة ، وليس على الصبيان تعبد فاليمنعون لبس الذهب وغيره ، وأما في غير يوم العيد

ففي تحليتهم بالذهب ولباسهم الحرير ثالثة أوجه ،جوازه قبل: تحريمه ، والثالث : والثاني . جوازه : أصحها

.سبع سنين ومنعه بعدها .وتستحب العمامة في العيد

180

:التهنئة بيوم العيد - هـ ذهب جمهور الفقهاء إلى مشروعية التهنئة بالعيد من - 6

.حيث الجملة ) .10/تهنئة ف ( وللتفصيل انظر مصطلح

:التزاور في العيدين - و التزاور مشروع في اإلسالم ، وقد ورد ما يدل على - 7

مشروعية الزيارة في العيد ، فقد روي عن عائشة رضيدخل علي رسول الله صلى هللا عليه: « هللا عنها قالت

وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجععلى الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ،

وقال مزمار الشيطان عند النبي صلى هللا عليه وسلم ؟:فأقبل عليه رسول الله صلى هللا عليه وسلم فقال

يا أبا بكر إن لكل قوم: « زاد في رواية هشام » دعهما وجاء أبو: « قوله : قال في الفتح » عيدا ، وهذا عيدنا

"دخل علي أبو بكر " وفي رواية هشام بن عروة " بكر وكأنه جاء زائرا لها بعد أن دخل النبي صلى هللا عليه

.وسلم بيته ونقل في فتح الباري في الحكمة من مخالفته صلى هللا

ليزور أقاربه: عليه وسلم الطريق يوم العيد أقواال منها من األحياء واألموات ولم يضعفه كما فعل مع بعضها

ومثله في عمدة القاري ، وذلك تعليقا على حديث جابركان النبي صلى هللا عليه وسلم إذا كان« رضي هللا عنه

» .يوم عيد خالف الطريق :الغناء واللعب والزفن يوم العيد - ز يجوز الغناء واللعب والزفن في أيام العيدين ، لما - 8

دخل علي: « ورد عن عائشة رضي هللا عنها قالت

181

رسول الله صلى هللا عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيانبغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش ، وحول وجهه ،

مزمار الشيطان عند: ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال النبي صلى هللا عليه وسلم ؟ فأقبل عليه رسول الله

فلما غفل غمزتهما. دعهما: صلى هللا عليه وسلم فقال فخرجتا ، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب

:، فإما سألت النبي صلى هللا عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين ؟ فقلت نعم ، فأقامني وراءه ، خدي

دونكم يا بني أرفدة ، حتى إذا: على خده ، وهو يقول »فاذهبي : حسبك ؟ قلت نعم ، قال : مللت قال

بينما: « وروي عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى هللا عليه وسلم

بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب رضي هللا عنه فأهوىإلى الحصباء يحصبهم بها ، فقال له رسول الله صلى هللا

» .دعهم يا عمر : عليه وسلم كانت الحبشة يزفنون بين: « وعن أنس رضي هللا عنه

يدي رسول الله صلى هللا عليه وسلم ويرقصون ويقولونمحمد عبد صالح ، فقال رسول الله صلى هللا عليه:

» محمد عبد صالح : يقولون : ما يقولون ؟ قالوا : وسلم :زيارة المقابر في العيد - ح تستحب في العيد زيارة القبور والسالم على أهلها - 9

نهيتكم عن زيارة القبور: « والدعاء لهم ، لحديث وحديث أبي» فإنها تذكر اآلخرة « وفي رواية » فزوروها

» .زوروا القبور فإنها تذكر الموت : « هريرة مرفوعا.وكره زيارتها ابن سيرين وإبراهيم النخعي والشعبي

:عظة النساء - ط

182

يستحب وعظ النساء بعد صالة العيد ، وتعليمهن - 10أحكام اإلسالم ، وتذكيرهن بما يجب عليهن ، ويستحب

حثهن على الصدقة ، وتخصيصهن بذلك في مجلسقال" منفرد ، ومحل ذلك كله إذا أمنت الفتنة والمفسدة

أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله رضي: ابن جريج قام النبي صلى هللا عليه« سمعته يقول : هللا عنهما قال

وسلم يوم الفطر فصلى ، فبدأ بالصالة ثم خطب ، فلمافرغ نزل فأتى النساء ، فذكرهن وهو يتوكأ على يد بالل

: "قلت » ، وبالل باسط ثوبه يلقي فيه النساء الصدقة أترى حقا على اإلمام ذلك" يعني ابن جريج لعطاء

إنه لحق عليهم ، ومالهم ال يفعلونه ؟: ويذكرهن ؟ قال ظاهره أن عطاء كان يرى وجوب ذلك ،: قال في الفتح

لم يقل بذلك غيره ، وأما النووي: ولهذا قال عياض ال مانع من القول به إذا: فحمله على االستحباب ، وقال

.لم يترتب على ذلك مفسدة ===============

غنمالتعريف

اسم جنس يطلق على الضأن والمعز ،: الغنم لغة - 1على معنى قطعانات من الغنم" أغنام " وقد تجمع على

وال يخرج المعنى. ، وال واحد للغنم من لفظها :االصطالحي عن المعنى اللغوي ، قال الحصكفي

ألنه ليس لها آلة الدفاع ،; الغنم مشتق من الغنيمة .فكانت غنيمة لكل طالب :األحكام المتعلقة بالغنم

:الصالة في مرابض الغنم - أ

183

يرى جمهور الفقهاء إباحة الصالة في مرابض الغنم - 2رضي هللا- إذا أمنت النجاسة ، فقد روى جابر بن سمرة

رجال سأل رسول الله صلى هللا عليه وسلم{ أن - عنه أصلي في: قال . نعم : أصلي في مرابض الغنم ؟ قال

وعند الحنفية إنما تباح الصالة} ال : مبارك اإلبل ؟ قال في مرابض الغنم إذا كانت فوق السجادة في حالة

الضرورة ، أو إذا كان أصحاب الغنم ينظفون المرابض ،ال تكره الصالة في: فأبيحت الصالة فيها لذلك ، وقالوا

وقال. مرابض الغنم إذا كان بعيدا من النجاسة إذا صلى في أعطان اإلبل أو مراح الغنم: الشافعية

وماس شيئا من أبوالها أو أبعارها أو غيرها منالنجاسات بطلت صالته ، وإن بسط شيئا طاهرا وصلى

عليه أو صلى في موضع طاهر منه صحت صالته ، لكنتكره في أعطان اإلبل وال تكره في مرابض الغنم ،

وليست الكراهة بسبب النجاسة ، فإنهما سواء فينجاسة البول والبعر ، وإنما سبب كراهة أعطان اإلبل هو

.ما يخاف من نفارها ، بخالف الغنم فإنها ذات سكينة بمربض- ولو من غير فرش - وأجاز المالكية الصالة

)105صالة ف : ر ( غنم وبقر لطهارة زبلها وللتفصيل ) :زكاة الغنم - ( ب

أما السنة فما. زكاة الغنم واجبة بالسنة واإلجماع - 3رواه أنس رضي هللا عنه أن أبا بكر الصديق رضي هللا

هذه: عنه كتب له هذا الكتاب لما وجهه إلى البحرين فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى هللا عليه

وسلم على المسلمين ، والتي أمر الله بها رسوله ، فمنسئلها من المسلمين على وجهها فليعطها ، ومن سئل

184

وفي صدقة الغنم في سائمتها إذا... { فوقها فال يعط كانت أربعين إلى عشرين ومائة شاة ، فإذا زادت على

عشرين ومائة إلى مائتين شاتان ، فإذا زادت على مائتينإلى ثالثمائة ففيها ثالث ، فإذا زادت على ثالثمائة ففي

كل مائة شاة ، فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من}أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة إال أن يشاء ربها

:ر ( وللتفصيل . وأجمع العلماء على وجوب الزكاة فيها )وما بعدها 57زكاة ف

) :سرقة الغنم - ( ج اتفق الفقهاء على وجوب القطع على من سرق - 4

.الغنم من األبنية المغلقة األبواب المتصلة بالعمارة فذهب الحنفية: واختلفوا في سرقة الغنم من المرعى

والمالكية إلى أنه ال قطع في الغنم الراعية في حالويرى الشافعية وجوب. رعيها ، سواء كان معها راع أو ال

القطع على من يسرق الغنم من المرعى ، إذا كانالراعي على نشز من األرض يراها جميعا ويبلغها صوته

أما الحنابلة فال يشترطون بلوغ الصوت ، ويكتفون. وحرز الغنم في المرعى بالراعي: بالنظر ، حيث قالوا

ألن; ونظره إليها إذا كان الراعي يراها في الغالب العادة حرزها بذلك وللتفصيل في أحوال حرز الغنم

سرقة ف: ( وسائر المواشي في األبنية وغير األبنية ر 37( ) :السلم في الغنم - ( د يشترط لجواز السلم في الغنم عند القائلين بجوازه - 5

ذكر- وهم المالكية والشافعية والحنابلة - في الحيوان ويرى الحنفية. األنوثة والذكورة والسن واللون والنوع

185

عدم جواز السلم في الحيوان وغيره من العددياتالمتفاوتة ، ألنه ال يمكن ضبطها بالوصف ، إذ يبقى بعد

بيان جنسها ونوعها وصفتها وقدرها جهالة فاحشةمفضية إلى المنازعة للتفاوت الفاحش بين حيوان

وما 20سلم ف : ( والتفصيل في مصطلح ر . وحيوان ) .بعدها

=================*غارمون

:التعريف المدين ،: الغارمون جمع غارم ، وهو في اللغة - 1

قال الزجاج" هو الذي يلتزم ما ضمنه ، وتكفل به : وقيل .الغارمون هم الذين لزمهم الدين في الحمالة :

» .الدين مقضي والزعيم غارم : « وفي األثر المدينون العاجزون عن: وفي االصطالح الغارمون هم

.وفاء ديونهم الغارمون هم قوم ركبتهم الديون من غير: وقال مجاهد

.فساد وال تبذير :األلفاظ ذات الصلة

:الكفيل هو من التزم دينا ، أو إحضار عين أو بدن: الكفيل - 2

منهما تحمل دينا ويزيد الكفيل تحمله والصلة أن كال.إحضار عين أو بدن

:استحقاق الغارمين من الزكاة الغارمون من األصناف الثمانية الذين بينتهم آية - 3

نما الصدقات: { مصارف الصدقة ، وهي قوله تعالى إللفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم

186

وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل} .فريضة من الله

.وال خالف بين الفقهاء في استحقاقهم سهما من الزكاة وفي الغارمين الذين هم من مصارف الزكاة ، وبيان

الديون التي لزمتهم ، ومقدار ما يدفع إليهم تفصيل في ) .17/زكاة ف ( مصطلح

:دفع الزكاة لغريم المدين صرح الحنابلة أنه إذا أراد المزكي دفع زكاة ماله إلى - 4

الغارم فله أن يسلمها إليه ليدفعها إلى غريمه ، وإن أحبأن يدفعها إلى الغريم قضاء عن دين الغارم فعن أحمد

قلت: يجوز ذلك ، قال أبو الحارث : إحداهما : روايتان رجل عليه ألف دينار ، وكان على رجل ألف من: ألحمد

زكاة ماله ، فأداها عن هذا الذي عليه الدين يجزئ هذانعم ال أرى بذلك بأسا ، وذلك ألنه دفع: عن زكاته ؟ قال

الزكاة في قضاء دينه ، فأشبه ما لو دفعها إليه يقضي بها.دينه

:ال يجوز دفعه إلى الغريم ، قال أحمد : والرواية الثانية أحب إلي أن يدفعه إليه حتى يقيض هو عن نفسه ، قيل

هو محتاج يخاف إن دفع إليه أن يأكله وال يقضي دينه ،: قال فليوكل الغارم المزكي ليقضي عنه ، فظاهر هذا أنالمزكي ال يدفع الزكاة إلى الغريم إال بوكالة الغارم ؛ ألن

الدين إنما هو على الغارم ، فال يصح قضاؤه عنه إاليحتمل أن يحمل هذا: بتوكيله أو إذنه ، وقال ابن قدامة

على االستحباب ، ويكون قضاؤه عنه جائزا ، وإن كاندافع الزكاة اإلمام جاز أن يقضي بها دينه من غير توكيله

187

ألن لإلمام والية عليه في إيفاء الدين، ولهذا يجبره عليه; .إن امتنع منه :ادعاء الغرم

إذا ادعى شخص أن عليه دينا ، فإن خفي ذلك لم - 5يقبل منه إال ببينة ، سواء أكان الغرم لمصلحة نفسه أم.إلصالح ذات البين ألن األصل عدم الغرم وبراءة الذمة

ومن الغارم الضامن لغيره ال لتسكين فتنة وهو معسر ،بما على معسر فيعطى ، فإن وفى فال رجوع ، كمعسر

ملتزم بما على موسر بال إذن ، وصرف الصدقة إلىاألصيل المعسر أولى أو هو موسر بما على موسر فال

.يعطى :االستدانة لعمارة مسجد ونحوه

إن استدان لنحو عمارة مسجد: قال بعض الشافعية - 6وقرى ضيف وفك أسير يعطى عند العجز عن النقد ، ال

حكمه حكم: وقال آخرون منهم . عن غيره كالعقار .المستدين لمصلحة نفسه

ال أثر لغناه بالنقد: لو قيل : وقال صاحب نهاية المحتاج أيضا حمال على هذه المكرمة العام نفعها لم يكن بعيدا

.*غرق

:التعريف رجل: الرسوب في الماء ، يقال : الغرق في اللغة - 1

الراسب في الماء ،: الغرق : غرق وغريق ، وقيل .الميت فيه : والغريق

الغرق الذي غلبه الماء ولما يغرق ،: وقال أبو عدنان .فإذا غرق فهو الغريق

188

وال يخرج المعنى االصطالحي للغرق عن المعنى اللغوي.

:األلفاظ ذات الصلة :الغمر

الماء الكثير ، قال ابن سيده: من معاني الغمر - 2:كثير مغرق ، ومن معانيه : يقال ماء غمر : وغيره

.إذا غطاه : التغطية ، يقال غمره الماء غمرا .أن الغمر قد يكون سببا للغرق : والصلة

:األحكام المتعلقة بالغرق :تتعلق بالغرق أحكام ، منها

:اعتبار الغرق من أسباب الشهادة - أ الغرق من أسباب الشهادة ، فمن مات غرقا نال - 3

منازل الشهداء في اآلخرة ، إن لم يتعمد ذلك ، جاء فيالمطعون ،: الشهداء خمسة : « الحديث الصحيح

والمبطون ، والغرق، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل» .الله

والغريق من شهداء اآلخرة ؛ ألنه ينال منازل الشهداءفي اآلخرة ، ولكن تختلف أحكامه في الدنيا عن أحكام

الشهيد في سبيل الله ، وهو الذي يموت في قتال الكفار، فيغسل الغريق ويصلى عليه ، بخالف الشهيد في سبيل

.الله ) .4 - 3/شهيد ف : ( والتفصيل في مصطلح

:قتال األعداء بإغراقهم - ب ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز في قتال األعداء - 4

إغراقهم بالماء ، وقيد الحنفية جواز ذلك بما إذا لميتمكن المسلمون من الظفر بهم بال مشقة عظيمة بدون

189

إرسال الماء عليهم إلغراقهم ، فإن تمكنوا من الظفر فاليجوز إغراقهم ؛ ألن في ذلك إهالك أطفالهم ونسائهم

.ومن عندهم من المسلمين ) .32/جهاد ف ( والتفصيل في مصطلح

:القتل باإلغراق - ج يرى جمهور الفقهاء أن من القتل العمد ما إذا ألقى - 5

الجاني شخصا في ماء مغرق لمثله ال يخلص منه عادةكلجة وقت هيجانها ، وكان ال يخلص بسباحة لعجزه عنها، أو ال يحسنها ، أو كان مكتوفا ، أو زمنا فغرق فهو عمد، ويجب فيه القصاص ، أما إذا كان يحسن السباحة ومنع

منها عارض بعد إلقائه كريح وموج فشبه عمد ، بخالفما إذا كان إلقاؤه وقت هيجان البحر ؛ ألنه مهلك غالبا ال

يمكنه الخالص منه ، وأما إذا ألقى مميزا قادرا علىالحركة في ماء جار أو راكد ال يعد مغرقا عرفا بقصد

اإلغراق ، فمكث فيه مضطجعا ، فمات غرقا فال ضمان.وال كفارة ، ألنه المهلك لنفسه

===============*غرقى

:التعريف جمع غريق وغرق ، وهو: الغرقى في اللغة - 1

الراسب: الراسب في الماء ، وحكي عن الخليل الغرق .في الماء من غير موت ، فإن مات فهو غريق

والفقهاء يستعملون لفظ غريق بالمعنيين اللذين حكياعن الخليل ، فهم يستعملون لفظ الغريق بمعنى

الراسب في الماء ولم يمت ويحتاج إلى اإلنقاذ ، جاء فيمن رأى أعمى كاد أن يتردى في البئر وجب: االختيار

190

عليه إنقاذه وصار هذا كإنجاء الغريق ، ويستعملونهكذلك بمعنى الرسوب في الماء والموت فعال ، وذلك في

.كالمهم عن ميراث الغرقى :األحكام المتعلقة بالغرقى

:قطع الصالة إلنقاذ غريق - أ إغاثة الغريق والعمل على إنجائه من الغرق واجب - 2

يجب: على كل مسلم متى استطاع ذلك ، يقول الفقهاء قطع الصالة إلغاثة غريق إذا قدر على ذلك ، سواء

أكانت الصالة فرضا أم نفال ، وسواء استغاث الغريقبالمصلي أو لم يعين أحدا في استغاثته ، حتى ولو ضاقوقت الصالة ؛ ألن الصالة يمكن تداركها بالقضاء بخالف

.الغريق :حكم ترك إنقاذ الغريق - ب

اتفق الفقهاء على أن المسلم يأثم بتركه إنقاذ - 3الغريق معصوم الدم ، لكنهم اختلفوا في حكم تركه

إنقاذه هل يجب عليه القصاص أو الدية أو شيء عليه ؟-عدا أبي الخطاب - فعند الحنفية والشافعية والحنابلة

على ما يفهم من كالمهم أنه ال ضمان على الممتنع منإنقاذ الغريق إذا مات غرقا ؛ ألنه لم يهلكه ، ولم يحدث

.فيه فعال مهلكا ، لكنه يأثم وعند المالكية وأبي الخطاب من الحنابلة يضمن ؛ ألنه لم

وتكون الدية: ينجه من الهالك مع إمكانه ، قال المالكية في ماله إن ترك التخليص عمدا ، وعلى عاقلته إن تركه

.متأوال غرق( أما الجناية بالتغريق فينظر التفصيل في مصطلح

) .5/ف

191

:اعتبار الغرقى من الشهداء - ج :يعتبر الفقهاء أن الغرقى من الشهداء لألثر الصحيح - 4

المطعون ، والمبطون والغرق: الشهداء خمسة « » .وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله

، وغرق ف 4/شهيد ف ( وينظر التفصيل في مصطلحي /3. (

:إرث الغرقى - د الغرقى إذا لم يعلم أيهم مات أوال فال يرث بعضهم - 5

من بعض ، وإنما يحصل ميراث كل واحد منهم لورثته.األحياء ، وهذا قول أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب

============*غلس

:التعريف ظالم آخر الليل ، أو إذا اختلط: الغلس في اللغة - 1

بضوء الصباح ، أو أول الصبح حين ينتشر في اآلفاق ،،» كنا نغلس من جمع إلى منى : « وفي حديث اإلفاضة

.أي نسير إليها ذلك الوقت .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:األلفاظ ذات الصلة :اإلسفار

الكشف واإلضاءة ،: من معاني اإلسفار في اللغة - 2:أي أضاء ، وسفرت المرأة : سفر الصبح ، وأسفر : يقال

.كشفت عن وجهها أسفر: واستعمله الفقهاء في ظهور الضوء ، يقال

ها وقت اإلسفار أي عند ظهور الضوء : بالصبح .إذا صال.وعلى ذلك فاإلسفار مقابل الغلس والتغليس

192

:الحكم اإلجمالي ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن األفضل - 3

تعجيل صالة الصبح في أول وقتها ، أي في الغلس ،وهذا مذهب عمر وعثمان وابن الزبير وأبي: قال النووي

.موسى وأبي هريرة رضي هللا عنهم واستدلوا على أفضلية التغليس بالفجر بما روته عائشة

إن كان رسول الله صلى هللا عليه: » رضي هللا عنها وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن

وبحديث أبي مسعود البدري» ، ما يعرفن من الغلس أن رسول الله صلى هللا عليه وسلم: « رضي هللا عنه

صلى الصبح مرة بغلس ، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صالته بعد ذلك التغليس حتى مات ، ولم يعد

» .إلى أن يسفر أما الحنفية فقد ذهبوا إلى أنه يستحب اإلسفار بصالة

الفجر ، وتأخيرها إلى أن ينتشر الضوء، ويتمكن كل منيريد الصالة بجماعة في المسجد من أن يسير في

الطريق بدون أن يلحقه ضرر ، من نزول قدمه أو وقوعه.في حفرة بسبب السير في الظالم

واحتج الحنفية على استحباب اإلسفار بقوله صلى هللا» أسفروا بالفجر ، فإنه أعظم لألجر : « عليه وسلم

أن يكون بحيث لو ظهر: وقالوا في تحديد اإلسفار فسادها أعادها بقراءة مسنونة ، قبل طلوع الشمس ،

.أي بعد ما يتمكن من الوضوء أو الغسل عند اللزوم واستدل الحنفية لفضيلة اإلسفار بالمعقول كذلك ، حيث

إن في اإلسفار تكثير الجماعة، وفي التغليس: قالوا .تقليلها ، وما يؤدي إلى التكثير أفضل

193

واإلسفار عند الحنفية مستحب سفرا وحضرا ، شتاءوصيفا ، منفردا أو مؤتما أو إماما للرجال ، إال في مزدلفةللحاج ، فإن التغليس لهم أفضل للتفرغ لواجب الوقوف ،كما أن التغليس أفضل للنساء ؛ ألن حالهن على التستر ،

.وهو في التغليس أكثر وأتم ونقل عن أبي جعفر الطحاوي أنه يبدأ بالتغليس ويختم

.باإلسفار ، جمعا بين أحاديث التغليس واإلسفار ونقل ابن عابدين عن الخانية استحباب التغليس بفجر

.يوم عرفة ، واألكثرون على إسفاره ===============

*غروب :التعريف

غربت الشمس تغرب: البعد ، يقال : الغروب لغة - 1.أي بعدت وتوارت في مغيبها : غربا وغروبا

بعد عن وطنه فهو: غرابة - بالضم - وغرب الشخص :أي أتى الغرب ، وغرب القوم : غريب ، وأغرب الرجل

.أي ذهبوا ناحية المغرب .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:األلفاظ ذات الصلة :الشروق

شرقت: طلوع الشمس ، يقال : الشروق لغة - 2أي طلعت وأضاءت على: الشمس شروقا من باب قعد

.أنارت بإشراق الشمس : األرض ، وأشرقت األرض .أي دخل في وقت الشروق : وأشرق

وأيام التشريق سميت بذلك ألن لحوم األضاحي تشرق.أي تقدد في الشرقة ، وهي الشمس : فيها

194

.جهة الشروق : والشرق والمشرق والمشرق مصلى العيد ، سمي بذلك لقيام الصالة فيه

.عند شروق الشمس .والشروق ضد الغروب

:ما يتعلق بالغروب من أحكام :تتعلق بالغروب جملة من األحكام منها

:في الصالة - أ يخرج وقت العصر بغروب الشمس ، ويبدأ بغروبها - 3

وقت المغرب ، ومع ذلك فقد أجمع الفقهاء على أن منأدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد

لقوله صلى هللا. أدركها ، سواء أخرها لعذر أو لغير عذر من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع« عليه وسلم

الشمس فقد أدرك الصبح ، ومن أدرك ركعة من العصر» .قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر

) .9/أوقات الصالة ، ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :غروب الشفق - ب

غروب الشفق عالمة على خروج وقت المغرب - 4ودخول وقت العشاء عند جمهور الفقهاء خالفا للمالكية

.والشافعية في الجديد واختلف الفقهاء في المراد بالشفق أهو البياض أم

الحمرة ؟ ) .12، 11/أوقات الصالة ف : ( والتفصيل في مصطلح

:كراهة الصالة عند غروب الشمس - ج بعد صالة: من األوقات التي تكره فيها الصالة - 5

العصر حتى تغرب الشمس ، وعند غروبها حتى يتكاملغروبها ويختفي قرصها ، لنهيه صلى هللا عليه وسلم عن

195

نهى رسول الله: « ذلك ، فعن عمر رضي هللا عنه قال صلى هللا عليه وسلم عن الصالة بعد العصر حتى تغرب

» .الشمس ولقوله صلى هللا عليه وسلم لمن سأله عن الصالة في

ثم أقصر عن الصالة حتى تغرب: « حديث طويل الشمس ، فإنها تغرب بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد

» .لها الكفار ) .23/أوقات الصالة ف : ( والتفصيل في مصطلح

:في زكاة الفطر - د .اختلف الفقهاء في وقت وجوب زكاة الفطر - 6

فقال الجمهور تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان.تجب بطلوع فجر يوم العيد : ، وقال آخرون

) .8ف / زكاة الفطر: ( والتفصيل في مصطلح :في الصيام - هـ

أجمع الفقهاء على أن الصائم يجب عليه أن يمسك - 7عن المفطرات من طلوع الفجر يوم صومه حتى تغرب

تموا: { الشمس ويتأكد من غروبها ، لقوله تعالى ثم ألى الليل كما أجمعوا على أن الصوم ينقضي}. الصيام إ

ويتم بغروب الشمس ، لقول النبي صلى هللا عليه وسلمإذا أقبل الليل من هاهنا ، وأدبر النهار من هاهنا ،: «

وقوله صلى هللا» . وغربت الشمس ، فقد أفطر الصائم إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر: « عليه وسلم

.وأشار بيده قبل المشرق : ، قال الراوي » الصائم ويجب إمساك: قال أصحابنا : قال النووي رحمه هللا

جزء من الليل بعد الغروب ؛ ليتحقق به استكمال النهار

196

وعليه فإذا أفطر الصائم للفرض وهو يظن غروبالشمس ، فبان خالفه لزم عليه القضاء ، لما روى علي

كنت عند عمر رضي هللا عنه: " بن حنظلة عن أبيه قال في رمضان فأفطر وأفطر الناس فصعد المؤذن ليؤذن

أيها الناس هذه الشمس لم تغرب ، فقال عمر: فقال وفي" من كان أفطر فليصم يوما مكانه : رضي هللا عنه

" .ال نبالي والله يوما نقضي مكانه : فقال عمر " رواية .وألن األصل بقاء النهار فلزمه القضاء

صومه: وقال إسحاق بن راهويه وبعض علماء السلف إن الله تعالى تجاوز« صحيح وال قضاء عليه ؛ لحديث

» .عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه ) .5/إمساك ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

==================*غسل

:التعريف مصدر غسله يغسله ويضم ، أو بالفتح: الغسل لغة - 1

.مصدر وبالضم اسم ما يغسل به الرأس من خطمي ونحو: والغسل بالكسر

.ذلك غسل الله حوبتك: ويأتي الغسل بمعنى التطهير ، يقال

.أي خطيئتك استعمال ماء طهور في جميع: والغسل في االصطالح

.البدن على وجه مخصوص بشروط وأركان :األلفاظ ذات الصلة

:الطهارة - أ

197

النظافة والنزاهة عن األنجاس: الطهارة لغة - 2.واألدناس

ارتفاع الحدث وما في: واصطالحا عرفها الحنابلة بأنها .معناه وزوال النجس

.فالطهارة أعم من الغسل :الوضوء - ب

في اللغة الماء الذي يتوضأ به ،- بالفتح - الوضوء - 3-والوضوء . وهو أيضا المصدر من توضأت للصالة

.الفعل - بالضم استعمال ماء طهور في األعضاء: واصطالحا هو

.األربعة على صفة مخصوصة :الحكم التكليفي

الغسل مشروع بالكتاب والسنة ، أما الكتاب فقوله - 4ن كنتم جنبا فاطهروا : { تعالى وال{ وقوله تعالى } وإ

.أي اغتسلن } تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن إذا: « وأما السنة فقول النبي صلى هللا عليه وسلم

جلس بين شعبها األربع ، ومس الختان الختان ، فقد» .وجب الغسل

والغسل قد يكون واجبا كغسل الجنابة والحائض ، وقدويفرد الفقهاء. يكون سنة كغسل الجمعة والعيدين

لألغسال المسنونة فصال خاصا ، وستأتي في.مصطلحاتها

:موجبات الغسل :أسباب وجوب الغسل هي

:خروج المني - األول

198

اتفق الفقهاء على أن خروج المني من موجبات - 5الغسل ، بل نقل النووي اإلجماع على ذلك ، وال فرق

في ذلك بين الرجل والمرأة في النوم أو اليقظة ،واألصل في ذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي هللا

إنما: « تعالى عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال يجب- كما حكاه النووي - ، ومعناه » الماء من الماء

الغسل بالماء من إنزال الماء الدافق وهو المني ، وعنأنها سألت نبي الله صلى هللا« أم سليم رضي هللا عنها

عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ؟إذا رأت ذلك: فقال رسول الله صلى هللا عليه وسلم

المرأة فلتغتسل ، فقالت أم سليم واستحييت من ذلك ،وهل يكون هذا ؟ فقال نبي الله صلى هللا عليه: قالت

نعم ، فمن أين يكون الشبه ؟ ، إن ماء الرجل: وسلم غليظ أبيض ، وماء المرأة رقيق أصفر ، فمن أيهما عال

يا: « ، وفي لفظ أنها قالت » أو سبق يكون منه الشبه رسول الله إن الله ال يستحيي من الحق ، فهل على

المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ فقال رسول الله صلى» .نعم إذا رأت الماء : هللا عليه وسلم

واشترط الحنفية والمالكية والحنابلة إليجاب الغسل.بخروج المني كونه عن شهوة

بضرب أو حمل- أي المني - لو انفصل : قال ابن عابدين وإن: وقال الدردير . ثقيل على ظهره فال غسل عندنا

خرج بال لذة بل سلسا أو بضربة أو طربة أو لدغة عقربونص المالكية على أنه إذا خرج المني بلذة. فال غسل

غير معتادة فإنه ال يجب الغسل ، كنزوله بماء حارفأحس بمبادئ اللذة واستدام حتى أنزل ، وكحكة لجرب

199

بذكره ، أو هز دابة له ، فال غسل عليه إال أن يحسبمبادئ اللذة فيستديم فيها حتى يمني فيجب عليه الغسل

، أما لو كان الجرب بغير ذكره فالظاهر عدم وجوب.الغسل

ولم يشترط الشافعية الشهوة ، وقالوا بوجوب الغسل.بخروج المني مطلقا

وشرط أبو يوسف الدفق أيضا ، ولم يشترطه أبو حنيفةومحمد ، وأثر الخالف يظهر فيما لو احتلم أو نظر بشهوة

، فأمسك ذكره حتى سكنت شهوته ، ثم أرسله فأنزل ،وبقول: وجب الغسل عندهما ال عنده ، قال الحصكفي

أبي يوسف يفتى في ضيف خاف ريبة أو استحيا ، وقالقول أبي يوسف قياس وقولهما استحسان: ابن عابدين

، وإنه األحوط فينبغي اإلفتاء بقوله في مواضع الضرورة.فقط

كما اشترط الحنفية والمالكية والشافعية إليجاب الغسلذكر الرجل وفرج المرأة- خروج المني من العضو

لو قبل امرأة فأحس بانتقال المني: الداخل قال النووي ونزوله ، فأمسك ذكره فلم يخرج منه في الحال شيء ،وال علم خروجه بعد ذلك فال غسل عليه عندنا ، وبه قال

: «العلماء كافة ، ودليله قول النبي صلى هللا عليه وسلم وألن العلماء مجمعون على أن» إنما الماء من الماء

من أحس بالحدث كالقرقرة والريح ، ولم يخرج منه.شيء ال وضوء عليه ، فكذا هنا

ولم يشترط الحنابلة الخروج ، بل أوجبوا الغسلباإلحساس باالنتقال ، فلو أحس رجل أو امرأة بانتقالالمني فحبسه فلم يخرج ، وجب الغسل كخروجه ؛ ألن

200

أي} والجار الجنب : { الجنابة أصلها البعد ، لقوله تعالى البعيد ، ومع االنتقال قد باعد الماء محله ، فصدق عليهاسم الجنب ، وإناطة للحكم بالشهوة ، وتعليقا له علىالمظنة ، إذ بعد انتقاله يبعد عدم خروجه ، وأنكر أحمد

.أن يكون الماء يرجع :وهناك مسائل تتعلق بخروج المني منها

:رؤية المني من غير تذكر االحتالم - أ لو استيقظ النائم ووجد المني ، ولم يذكر احتالما - 6

فعليه الغسل ، ومن احتلم ولم يجد منيا فال غسل عليه ،أن النبي صلى هللا عليه« لما روت عائشة رضي هللا عنها

وسلم سئل عن الرجل يجد البلل وال يذكر احتالما ؟ قاليغتسل ، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولم يجد بلال ؟:

» .ال غسل عليه : قال ) .9 - 6/احتالم ف : ( والتفصيل في مصطلح

:خروج المني بعد الغسل - ب اختلف الفقهاء في إيجاب الغسل في حالة خروج - 7

.المني بعد االغتسال فذهب الحنفية إلى أنه إذا اغتسل ثم خرج المني ، فإن

كان خروجه بعد النوم أو البول أو المشي الكثير فالغسل عليه اتفاقا ، وإن خرج المني بال شهوة قبل النوم

أو البول أو المشي فإنه يعيد الغسل عند أبي حنيفة.ومحمد خالفا ألبي يوسف

وذهب المالكية إلى أنه إن كانت اللذة ناشئة عن غيرجماع ، بل بمالعبة ، فيجب إعادة الغسل عند خروج

المني ولو اغتسل قبل خروجه ؛ ألن غسله لم يصادف ، وإن كانت اللذة ناشئة عن جماع ، بأن غيب محال

201

الحشفة ولم ينزل ، ثم اغتسل ثم أمنى ، فال غسل عليه.؛ ألن الجنابة ال يتكرر غسلها ، ولكن يتوضأ

إذا أمنى واغتسل ثم خرج منه مني: وقال الشافعية على القرب بعد غسله لزمه الغسل ثانيا، سواء كان ذلك

قبل أن يبول بعد المني أو بعد بوله ، لقول النبي صلى، ولم يفرق ؛» إنما الماء من الماء : « هللا عليه وسلم

وألنه نوع حدث فنقض مطلقا ، كالبول والجماع وسائر.األحداث

وذهب الحنابلة إلى أنه إذا خرج المني بعد الغسل فاليجب الغسل ثانيا ، لما روى سعيد عن ابن عباس رضي

هللا عنهما أنه سئل عن الجنب يخرج منه الشيء بعديتوضأ، وكذا ذكره أحمد عن علي رضي: الغسل ؟ قال

هللا عنه ؛ وألنه مني واحد فأوجب غسال واحدا كما لوخرج دفقة واحدة ؛ وألنه خارج لغير شهوة أشبه الخارج

لبرد ، وبه علل أحمد ، قال ألن الشهوة ماضية ، وإنما هو.حدث أرجو أن يجزيه الوضوء

:خروج المني من غير مخرجه المعتاد - ج نص الحنابلة والشافعية في أصح الوجهين على أنه - 8

لو انكسر صلب الرجل فخرج منه المني ، ولم ينزل من.الذكر ، فإنه ال يجب عليه الغسل

.وصرح الحنابلة بأن حكمه كالنجاسة المعتادة إذا خرج المني من ثقب في: قال المتولي من الشافعية

الذكر غير اإلحليل ، أو من ثقب في األنثيين أو الصلب ،فحيث نقضنا الوضوء بالخارج منه أوجبنا الغسل ، وقطع

البغوي بوجوب الغسل بخروجه من غير الذكر ، قال.النووي والصواب تفصيل المتولي

202

وصرح ابن عابدين بأنه لو خرج المني من جرح فيالخصية ، بعد انفصاله عن مقره بشهوة ، فالظاهر

.افتراض الغسل :التقاء الختانين - الثاني

التقاء الختانين من موجبات الغسل باالتفاق ، لما - 9إذا جلس بين شعبها األربع ،: « روى أبو هريرة مرفوعا

وإن: « وزاد في رواية » ثم جهدها فقد وجب الغسل ، ولما روت عائشة رضي هللا عنها أن النبي»لم ينزل

إذا جلس بين شعبها األربع: « صلى هللا عليه وسلم قال » .، ومس الختان الختان فقد وجب الغسل

والتقاء الختانين يحصل بتغييب الحشفة في الفرج ، ذلكأن ختان الرجل هو الجلد الذي يبقى بعد الختان ، وختان

المرأة جلدة كعرف الديك فوق الفرج فيقطع منها فيالختان ، فإذا غابت الحشفة في الفرج حاذى ختانهختانها ، وإذا تحاذيا فقد التقيا ، وليس المراد بالتقاء

الختانين التصاقهما وضم أحدهما إلى اآلخر ، فإنه لووضع موضع ختانه على موضع ختانها ولم يدخله في

الحشفة: مدخل الذكر لم يجب الغسل ، وقال الدردير .رأس الذكر

وال بد إليجاب الغسل من تغييب الحشفة بكمالها فيالفرج ، فإن غيب بعضها فال غسل عليه، وإن كان

مقطوع الحشفة أو كان ممن لم تخلق له حشفة فيعتبرإذا قطع بعض الذكر ، فإن كان: قدرها ، قال النووي

الباقي دون قدر الحشفة لم يتعلق به شيء من األحكام، وإن كان قدرها فقط تعلقت األحكام بتغييبه كله دون

بعضه ، وإن كان أكثر من قدر الحشفة فوجهان

203

أنه ال يتعلق الحكم ببعضه ، وال: أحدهما : مشهوران يتعلق إال بتغييب جميع الباقي ، وهذا ما رجحه الشاشي

تعلق: ونقله الماوردي عن نص الشافعي ، ثانيهما الحكم بقدر الحشفة منه ، ورجحه األكثرون ، وقطع به

الفوراني وإمام الحرمين والغزالي والبغوي وصححهالرافعي وغيره ، ونقل صاحب الدر عن األشباه أنه لو لم

.يبق منه قدر الحشفة لم يتعلق به حكم واختلف الفقهاء في تحديد الفرج الذي يجب الغسل - 10

بتغييب الحشفة فيه ، فذهب المالكية والشافعيةوالحنابلة إلى أنه يجب الغسل بتغييب الحشفة في مطلقالفرج ، سواء كان إلنسان أو حيوان ، قبل أو دبر ، ذكر أو

.أنثى ، حي أو ميت لكن المالكية شرطوا إطاقة ذي الفرج سواء كان آدميا أوغيره ، فإن لم يطق فال غسل على ذي الحشفة المغيب

.ما لم ينزل ووافق الحنفية الجمهور في ذلك ، إال أنهم استثنوا فرجالبهيمة والميتة ، والصغيرة غير المشتهاة ، والعذراء إن

لم يزل عذرتها إذا لم يحصل إنزال ، وذلك لقصورالشهوة في البهيمة والميتة والصغيرة غير المشتهاة التي

أقيمت مقام اإلنزال في وجوب الغسل عند اإليالج ،أن تصير مفضاة بالوطء: وعالمة الصغيرة غير المشتهاة

.واختلف الفقهاء في اشتراط التكليف في وجوب - 11

.الغسل

204

-العقل والبلوغ - فذهب الحنفية إلى اشتراط التكليف في وجوب الغسل ، فإن كان أحدهما مكلفا فعليه

.الغسل فقط دون اآلخر المغيب إن كان بالغا وجب الغسل عليه ،: وقال المالكية

وكذا على المغيب فيه إن كان بالغا، وإال وجب علىالمغيب دون المغيب فيه فإن كان المغيب غير بالغ لم

يجب عليه وال على من غيب فيه ، سواء كان بالغا أم الما لم ينزل بذلك المغيب فيه ، وإال وجب عليه الغسل

.لإلنزالالصبي إذا أولج في امرأة أو دبر رجل ،: وقال الشافعية

أو أولج رجل في دبره ، يجب الغسل على المرأةوالرجل ، وكذا إذا استدخلت امرأة ذكر صبي فعليها

الغسل ، ويصير الصبي في كل هذه الصور جنبا ، وكذاالصبية إذا أولج فيها رجل أو صبي ، وكذا لو أولج صبيفي صبي ، وسواء في هذا الصبي المميز وغيره ، وإذا

يجب: صار جنبا ال تصح صالته ما لم يغتسل ، وال يقال يجب عليه الوضوء ، بل يقال: عليه الغسل ، كما ال يقال

صار محدثا ، ويجب على الولي أن يأمره بالغسل إن: .كان مميزا

ولم يشترط الحنابلة التكليف لوجوب الغسل ، فيجبإن كان يجامع مثله- الغسل على المجامع غير البالغ

فاعال كان أو مفعوال به إذا أراد- كابنة تسع وابن عشر وليس معنى: ما يتوقف على الغسل ، قال البهوتي

وجوب الغسل في حق الصغير التأثيم بتركه ، بل معناهأنه شرط لصحة الصالة أو الطواف أو إباحة مس

المصحف ، كما نصوا على وجوب الغسل على المجنون

205

والمجنونة ، وذلك ألن موجب الطهارة ال يشترط فيه.القصد كسبق الحدث

:وهناك مسائل تتعلق بالتقاء الختانين نذكر منها ما يلي :اإليالج بحائل - أ

اختلف الفقهاء في وجوب الغسل من اإليالج بحائل - 12.

فذهب المالكية وبعض الحنفية إلى أنه ال يجب الغسلعلى من أولج حشفته أو قدرها ملفوفة بخرقة كثيفةتمنع اللذة ، فإن كانت الخرقة رقيقة بحيث يجد معها

.اللذة وحرارة الفرج فإنه يجب عليه الغسل وذهب الشافعية في الصحيح وبعض الحنفية إلى أنه

يجب عليه الغسل في الخرقة الكثيفة ؛ ألنه يسمى مولجاإذا التقى الختانان ، أو: « ، ولقوله صلى هللا عليه وسلم

:قال الحصكفي » مس الختان الختان فقد وجب الغسل والظاهر أنه اختيار: واألحوط الوجوب ، قال ابن عابدين

.للقول بالوجوب وذهب الحنابلة إلى أنه ال يجب الغسل على من أولج

بحائل مطلقا ، من غير أن ينصوا على كون الحائل رقيقا.أو كثيفا

:اإليالج في فرج غير أصلي - ب اشترط الفقهاء في وجوب الغسل باإليالج في - 13

أن يكون الفرج أصليا ، احترازا من فرج الخنثى: الفرج المشكل ، وصرح الفقهاء بأنه ال غسل على الخنثى

المشكل بإيالجه في قبل أو دبر ؛ لجواز كونه امرأة وهذاالذكر منه زائد ، فيكون كاإلصبع الزائد ، كما أنه ال غسل

على من جامعه في قبله ؛ لجواز أن يكون رجال ، ففرجه

206

كالجرح ، فال يجب باإليالج فيه غسل بمجرده ، أما لوجامعه رجل في دبره وجب الغسل عليهما لعدم

.اإلشكال في الدبر :وطء الجن - ج .اختلف الفقهاء في وجوب الغسل من وطء الجن - 14

فذهب الحنفية والمالكية إلى أنه ال يجب الغسل منإتيان الجن للمرأة ، وإتيان الرجل للجنية، إذا لم يكن

.إنزال معي جني: لو قالت : قال ابن عابدين نقال عن المحيط

يأتيني مرارا وأجد ما أجد إذا جامعني زوجي ال غسل.عليها النعدام سببه ، وهو اإليالج أو االحتالم

واستثنى الحنفية ما إذا ظهر لها في صورة اآلدمي فإنهيجب الغسل ، وكذا إذا ظهر للرجل جنية في صورة آدميةفوطئها ، وذلك لوجود المجانسة الصورية المفيدة لكمال

لو وطئ الجني: وقال السيوطي من الشافعية . السببية اإلنسية فهل يجب عليها الغسل ؟ لم يذكر ذلك أصحابنا ،

وعن بعض الحنفية والحنابلة أنه ال غسل عليها ؛ لعدمتحقق اإليالج واإلنزال فهو كالمنام بغير إنزال ، قال

.وهو الجاري على قواعدنا : السيوطي :وذهب الحنابلة إلى وجوب الغسل على المرأة لو قالت

بي: بي جني يجامعني كالرجل ، وكذا الرجل لو قال .جنية أجامعها كالمرأة

:إيالج ذكر غير اآلدمي - د اختلف الفقهاء في وجوب الغسل من إيالج ذكر غير - 15

.اآلدمي

207

فذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى وجوب الغسلوذهب الحنفية إلى. من إيالج ذكر غير اآلدمي كالبهيمة

.أنه ال غسل من إيالج ذكر غير اآلدمي :وطء الميت - هـ ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى وجوب - 16

الغسل على المولج في فرج الميت لعموم األدلة ، واليعاد غسل الميت المغيب فيه عند المالكية ، وفي األصح

يعاد غسل: عند الشافعية لعدم التكليف ، وقال الحنابلة .الميتة الموطوءة

.وذهب الحنفية إلى أنه ال غسل في وطء الميتة واختلف الفقهاء في وجوب الغسل على المرأة فيما لو

:استدخلت ذكر ميت في فرجها فذهب الحنفية والمالكية إلى أنه ال يجب الغسل على

.المرأة لو أدخلت ذكر ميت في فرجها ما لم تنزل .وذهب الشافعية والحنابلة إلى وجوب الغسل عليها

:وصول المني إلى الفرج من غير إيالج - و نص الحنفية والمالكية والحنابلة على أنه ال غسل - 17

على المرأة إذا وصل المني إلى فرجها ما لم تنزل ؛ لفقد.اإليالج واإلنزال

فإن حبلت منه وجب الغسل ألنه دليل: قال الحنفية اإلنزال ، وتظهر فائدته في إعادة ما صلت بعد وصول

المني إلى فرجها إلى أن اغتسلت بسبب آخر ، قالوال شك أنه مبني على وجوب الغسل: صاحب القنية

عليها بمجرد انفصال منيها إلى رحمها وهو خالف األصح.الذي هو ظاهر الرواية

208

إذا حملت اغتسلت وأعادت الصالة من: وقال المالكية يوم وصوله ، ألن حملها منه بعد انفصال منيها من محله

هذا الفرع مشهور مبني: بلذة معتادة ، قال الدسوقي .على ضعيف

:وهناك مسائل ذكرها بعض الفقهاء نذكر منها ما يلي صرح المالكية والشافعية والحنابلة بأنه ال يجب- أوال

إذا لم يحصل- إتيان المرأة المرأة - الغسل في السحاق إنزال إن في وجوب: قال صاحب القنية من الحنفية - ثانيا

الغسل بإدخال األصبع في القبل أو الدبر خالفا ، واألولىأن يوجب إذا كان في القبل إذا قصد االستمتاع لغلبة

الشهوة ؛ ألن الشهوة فيهن غالبة ، فيقام السبب مقامالمسبب ، وهو اإلنزال ، دون الدبر لعدمها ، ومثل هذا مايصنع من خشب ونحوه على صورة الذكر ، ووافقه على

.ذلك ابن عابدين ال ينقض وضوء المرأة بمسها لفرجها: وقال المالكية

ولو ألطفت ، أي أدخلت أصبعا أو أكثر من أصابعها في.فرجها :الحيض والنفاس - الثالث

اتفق الفقهاء على أن الحيض والنفاس من - 18موجبات الغسل ، ونقل ابن المنذر وابن جرير الطبري

.وآخرون اإلجماع عليه : {ودليل وجوب الغسل في الحيض قوله تعالى

ذى فاعتزلوا النساء في ويسألونك عن المحيض قل هو أالمحيض وال تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن

مركم الله أي إذا اغتسلن ، فمنع الزوج من} من حيث أ

209

وطئها قبل غسلها ، فدل على وجوبه عليها ، ولقول النبيإذا: « صلى هللا عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش

أقبلت الحيضة فدعي الصالة ، وإذا أدبرت فاغسلي عنك» .الدم وصلي

حكاه ابن المنذر- ودليل وجوبه في النفاس اإلجماع وابن جرير الطبري والمرغيناني من الحنفية صاحب

وألنه حيض مجتمع ؛ وألنه يحرم الصوم- الهداية والوطء ويسقط فرض الصالة ، فأوجب الغسل

.كالحيض واختلف الفقهاء في الموجب للغسل ، هل هو - 19

وجود الحيض والنفاس أو انقطاعه أو شيء آخر ؟فذهب المالكية إلى أن الموجب للغسل وجود الحيض ال

.انقطاعه ، واالنقطاع إنما هو شرط في صحة الغسل يجب بالخروج ،: ومثل المالكية الحنابلة ، قال البهوتي

وإنما وجب بالخروج إناطة للحكم بسببه ، واالنقطاعشرط لصحته ، وكالم الخرقي يدل على أنه يجب

.باالنقطاع وهو ظاهر األحاديث .الحيض موجب بشرط انقطاعه : وقال بعض الحنفية

سبب وجوب الغسل إرادة فعل ما ال: وقال ابن عابدين يحل إال به عند عدم ضيق الوقت ، أو عند وجوب ما ال

.يصح معه وذلك عند ضيق الوقت واختلفت عبارات الشافعية ، فصحح النووي فيالخروج: المجموع أن موجبه االنقطاع ، وقال القليوبي

موجب واالنقطاع شرط لصحته ، وقال الشربينيالحيض والنفاس- ويعتبر مع خروج كل منهما : الخطيب

وانقطاعه القيام إلى الصالة أو نحوها كما في-

210

وليس: الرافعي والتحقيق ، وقال إمام الحرمين وغيره فائدته أن: في هذا الخالف فائدة فقهية ، وقال النووي

ال يجب غسل الحيض إال: الحائض إذا أجنبت وقلنا بانقطاع الدم ، وقلنا بالقول الضعيف إن الحائض ال تمنع

قراءة القرآن ، فلها أن تغتسل عن الجنابة الستباحة.قراءة القرآن

لو استشهدت: وذكر صاحب البحر فائدة أخرى قال الحائض في قتال الكفار قبل انقطاع حيضها ، فإن قلنا

يجب باالنقطاع لم تغسل ، وإن قلنا بالخروج فهل تغسل.؟ فيه الوجهان في غسل الجنب الشهيد

وذكر هذه المسألة أيضا البهوتي من الحنابلة في شرحه.على اإلقناع

وذكر الشربيني الخطيب فائدة ثالثة ، وهي فيما إذا قال.إن وجب عليك غسل فأنت طالق : لزوجته :الموت - الرابع

ذهب الحنفية وبعض المالكية والشافعية والحنابلة - 20إلى أن الموت من موجبات الغسل ، لقول النبي صلى

اغسلنها ثالثا: « هللا عليه وسلم حين توفيت إحدى بناته » .أو خمسا أو أكثر من ذلك

وذهب بعض المالكية إلى سنية غسل الميت ، قالوجوب غسل الميت هو قول عبد الوهاب: الدسوقي

وابن محرز وابن عبد البر ، وشهره ابن راشد وابنفرحون ، وأما سنيته فحكاها ابن أبي زيد وابن يونس

ب وشهره ابن بزيزة .وابن الجال ) .2/تغسيل الميت ف : ( والتفصيل في مصطلح

:إسالم الكافر - الخامس

211

ذهب المالكية والحنابلة إلى أن إسالم الكافر - 21موجب للغسل ، فإذا أسلم الكافر وجب عليه أن يغتسل ،

أن ثمامة بن أثال« لما روى أبو هريرة رضي هللا عنه رضي هللا عنه أسلم فقال النبي صلى هللا عليه وسلم

وعن» اذهبوا به إلى حائط بني فالن فمروه أن يغتسل فأمره النبي صلى هللا عليه: قيس بن عاصم أنه أسلم «

؛ وألنه ال يسلم غالبا من» وسلم أن يغتسل بماء وسدر جنابة ، فأقيمت المظنة مقام الحقيقة كالنوم والتقاء

الختانين ، ولم يفرقوا في ذلك بين الكافر األصلي.والمرتد ، فيجب الغسل على المرتد أيضا إذا أسلم

وصرح المالكية بصحة الغسل قبل النطق بالشهادة إذاأجمع بقلبه على اإلسالم ؛ ألن إسالمه بقلبه إسالم

حقيقي متى عزم على النطق من غير إباء ، ألن النطقليس ركنا من اإليمان وال شرط صحة على الصحيح ،

لو نوى بغسله الجنابة أو الطهارة أو اإلسالم: وقالوا .كفاه ؛ ألن نيته الطهر من كل ما كان في حال كفره

وسواء وجد منه في كفره ما يوجب: وقال الحنابلة الغسل من نحو جماع أو إنزال أو ال ، وسواء اغتسل قبل

إسالمه أو ال ، فيكفيه غسل اإلسالم سواء نوى الكل أونوى غسل اإلسالم إال أن ينوي أال يرتفع غيره ، ألن النبي

صلى هللا عليه وسلم لم يستفصل ، ولو اختلف الحاللوجب االستفصال ، ووقت وجوب الغسل إذا أسلم أي

وذهب الحنفية والشافعية - 22. بعد النطق بالشهادتين إلى استحباب الغسل للكافر إذا أسلم وهو غير جنب ،

لما أسلم قيس بن عاصم رضي هللا عنه« لما روي أنه ، وال» أمره رسول الله صلى هللا عليه وسلم أن يغتسل

212

يجب ذلك ؛ ألنه أسلم خلق كثير ولم يأمرهم النبي صلى.هللا عليه وسلم بالغسل

وإذا أسلم الكافر وهو جنب وجب عليه الغسل ، قالنص عليه الشافعي واتفق عليه جماهير: النووي

.األصحاب األصح وجوب الغسل عليه: وقال الكمال بن الهمام

لبقاء صفة الجنابة السابقة بعد اإلسالم ، فال يمكنه أداءال يجب ألنهم غير: المشروط بزوالها إال به ، وقيل

.مخاطبين بالفروع ولم يوجد بعد اإلسالم جنابة ونص الحنفية على أنه لو حاضت الكافرة فطهرت ثم

أسلمت فال غسل عليها ، ولو أسلمت حائضا ثم طهرتوجب عليها الغسل ، والفرق بينها وبين الجنب أن صفة

الجنابة باقية بعد اإلسالم فكأنه أجنب بعده ، واالنقطاعقال قاضي. في الحيض هو السبب ولم يتحقق بعده

.واألحوط وجوب الغسل : خان وعند الشافعية وجهان فيما لو اغتسل حال كفره هل

ال تجب إعادته ألنه غسل صحيح: يجب إعادته ؟ أحدهما ، بدليل أنه تعلق به إباحة الوطء في حق الحائض إذا

وهو: طهرت فلم تجب إعادته كغسل المسلمة ، والثاني تجب إعادته ألنه عبادة محضة فلم تصح من- األصح

الكافر في حق الله تعالى كالصوم والصالة ، نص عليهالشافعي وقطع به القاضي أبو الطيب وآخرون ، قال

وال فرق في هذا بين الكافر المغتسل في: النووي الكفر والكافرة المغتسلة لحلها لزوجها المسلم ، فاألصح

.في الجميع وجوب اإلعادة :فرائض الغسل

213

:النية - األولى ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن النية - 23

: «فرض في الغسل ، لقول النبي صلى هللا عليه وسلم ويكفي فيها نية رفع الحدث األكبر» إنما األعمال بالنيات

.أو استباحة الصالة ونحوها وذهب الحنفية إلى أن النية في الغسل سنة وليست

.بفرض )نية : ( والتفصيل في مصطلح

:تعميم الشعر والبشرة بالماء - الثانية اتفق الفقهاء على أن تعميم الشعر والبشرة بالماء - 24

أن« من فروض الغسل لحديث عائشة رضي هللا عنها النبي صلى هللا عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة

بدأ فغسل يديه ، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصالة ، ثم يدخلأصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ، ثم يصب

»على رأسه ثالث غرف بيديه ، ثم يفيض على جلده كله توضأ رسول الله« وعن ميمونة رضي هللا عنها قالت

صلى هللا عليه وسلم وضوءه للصالة غير رجليه ، وغسلفرجه وما أصابه من األذى ، ثم أفاض عليه الماء ، ثم

ولما» نحى رجليه فغسلهما ، هذه غسله من الجنابة تذاكرنا غسل: « روى جبير بن مطعم رضي هللا عنه قال

الجنابة عند النبي صلى هللا عليه وسلم ، فقال رسول اللهأما أنا فآخذ ملء كفي ثالثا: صلى هللا عليه وسلم

» .فأصب على رأسي ، ثم أفيضه بعد على سائر جسدي إن تحت كل شعرة: « ولقوله صلى هللا عليه وسلم

».جنابة ، فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر

214

إفاضة الماء على جميع البدن شعره: قال النووي وبشره واجب بال خالف ، ومن ثم يجب إيصال الماء إلى

كل ظاهر الجسد ومنه ما تحت الشعرة ، سواء كانالشعر الذي على البشرة خفيفا أو كثيفا يجب إيصال

.الماء إلى جميعه وجميع البشرة تحته بال خالف وقد نبه الفقهاء إلى مواضع قد ال يصل إليها الماء كعمق

وتحت جناحيه ، وما بين أليتيه ، وما. السرة ، وتحت ذقنه تحت ركبتيه ، وأسافل رجليه ، ويخلل أصابع يديه ورجليه

ويخلل شعر لحيته وشعر الحاجبين والهدب والشارب. .واإلبط والعانة

يجب غسل كل ما يمكن بال حرج ، كأذن: قال الحنفية وسرة وشارب وحاجب وإن كثف ، ولحية وشعر رأسولو متلبدا ، وفرج خارج ، وأما الفرج الداخل فال يغسل

ألنه باطن ، وال تدخل أصبعها في قبلها ، وال يجب غسلما فيه حرج كعين وثقب انضم بعد نزع القرط وصار

بحال إن أمر عليه الماء يدخله ، وإن غفل ال ، فال بد منإمراره ، وال يتكلف لغير اإلمرار من إدخال عود ونحوه

.فإن الحرج مرفوع وهناك مسائل تتعلق بتعميم البشرة والشعر بالماء نذكر

:منها ما يلي :المضمضة واالستنشاق - أ

ذهب الحنفية والحنابلة إلى وجوب المضمضة - 25الفم واألنف من: واالستنشاق في الغسل ، قال الحنابلة

الوجه لدخولهما في حده فتجب المضمضة واالستنشاق.في الطهارة الكبرى والصغرى فال يسقط واحد منهما

لما روت عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى هللا عليه

215

المضمضة واالستنشاق من الوضوء الذي: « وسلم قال » .ال بد منه

وعن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول الله صلى هللاوألن الفم» . أمر بالمضمضة واالستنشاق « عليه وسلم

واألنف في حكم الظاهر ، بدليل أن الصائم ال يفطربوصول شيء إليهما ، ويفطر بعود القيء بعد وصوله

إليهما وذهب المالكية والشافعية إلى عدم وجوب المضمضة

واالستنشاق في الغسل ، ألن الفم واألنف ليسا منظاهر الجسد فال يجب غسلهما ، واعتبروا غسلهما من

.سنن الغسل :نقض الضفائر - ب ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنه ال يجب - 26

نقض الضفائر في الغسل إذا كان الماء يصل إلىأصولها ، واألصل فيه حديث أم سلمة رضي هللا عنها

يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي: قلت : « قالت ال ، إنما يكفيك أن تحثي: فأنقضه لغسل الجنابة ؟ قال

على رأسك ثالث حثيات ، ثم تفيضين عليك الماءفإذا لم يصل الماء إلى أصول الضفائر فإنه» فتطهرين

.يجب نقضها في الجملة وإذا لم يبتل أصلها ، بأن كان متلبدا أو: قال الحنفية

غزيرا أو مضفورا ضفرا شديدا ال ينفذ فيه الماء يجبنقضها

ال يجب نقض الضفائر ما لم يشتد بنفسه: وقال المالكية والمراد- سواء اشتد الضفر أم ال - أو ضفر بخيوط كثيرة

بها ما زاد على االثنين في الضفيرة ، وكذا ما ضفر بخيط

216

أو خيطين مع االشتداد ، وصرحوا بوجوب ضغث مضفورليداخله الماء ، قال- أي جمعه وضمه وتحريكه- الشعر

وإن كانت عروسا تزين شعرها ، وفي: الدسوقي أن العروس التي تزين شعرها ليس: البناني وغيره

عليها غسل رأسها لما في ذلك من إتالف المال ، ويكفيها.المسح عليه

يجب نقض الضفائر إن لم يصل الماء: وقال الشافعية إلى باطنها إال بالنقض ، بخالف ما تعقد بنفسه فال يجب

نقضه وإن كثر ، فإن كان بفعل عفي عن قليله ، ولوبقي من أطراف شعره مثال شيء ولو واحدة بال غسل ،

ثم أزالها بقص أو نتف مثال لم يكف ، فال بد من غسللما روي عن. موضعها ، بخالف ما لو أزاله بعد غسلها

:علي رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال من ترك موضع شعرة من جنابة لم يغسلها فعل به«

فمن ثم عاديت شعر: قال علي » كذا وكذا من النار .رأسي

ونص المالكية والشافعية على أن الرجل كالمرأة في.ذلك

ال يكفي للرجل بل ضفيرته فينقضها: وقال الحنفية وجوبا لعدم الضرورة ولالحتياط وإلمكان حلقه ، وفي

.رواية ال يجب نظرا إلى العادة ووافق الحنابلة الجمهور في عدم وجوب نقض الشعر

المضفور في غسل الجنابة إذا روت أصوله ، وخالفوهمفي غسل الحيض والنفاس حيث قالوا بوجوب النقض ،ودليل ذلك حديث عائشة رضي هللا عنها أن النبي صلى

،»انقضي شعرك وامتشطي:« هللا عليه وسلم قال لها

217

وال يكون المشط إال في شعر غير مضفور ؛ وألن األصلوجوب نقض الشعر لتحقق وصول الماء إلى ما يجب

فعفي عنه في غسل الجنابة ؛ ألنه يكثر فشق. غسله ذلك فيه ، والحيض بخالفه ، فبقي على األصل في

الوجوب ، والنفاس في معنى الحيض ، وقال ابن قدامةقال بعض أصحابنا هذا مستحب غير واجب وهو قول:

أكثر الفقهاء ، وهو الصحيح إن شاء الله ألن في بعضألفاظ حديث أم سلمة أنها قالت للنبي صلى هللا عليه

إني امرأة أشد ضفر رأسي فأنقضه للحيضة« وسلم ال ، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك: والجنابة ؟ فقال

وهي» ثالث حثيات ، ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين .زيادة يجب قبولها ، وهذا صريح في نفي الوجوب

:المواالة - الثالثة اختلف الفقهاء في المواالة هل هي من فرائض - 27

الغسل أو من سننه ؟فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى سنية المواالة

في غسل جميع أجزاء البدن لفعل النبي صلى هللا عليه.وسلم

ونص الحنابلة على أنه إذا فاتت المواالة قبل إتمامالغسل ، بأن جف ما غسله من بدنه بزمن معتدل وأراد

أن يتم غسله ، جدد إلتمامه نية وجوبا ، النقطاع النية.بفوات المواالة ، فيقع غسل ما بقي بدون نية

.وذهب المالكية إلى أن المواالة من فرائض الغسل :الدلك - الرابعة

ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن دلك - 28لقول النبي« األعضاء في الغسل سنة وليس بفرض،

218

فإذا: صلى هللا عليه وسلم ألبي ذر رضي هللا عنه ولم يأمره بزيادة ، ولقوله» وجدت الماء فأمسه جلدك

إنما يكفيك أن تحثي« صلى هللا عليه وسلم ألم سلمة على رأسك ثالث حثيات ، ثم تفيضين عليك الماء

، وألنه غسل فال يجب إمرار اليد فيه ، كغسل» فتطهرين .اإلناء من ولوغ الكلب

وذهب المالكية والمزني من الشافعية إلى أن الدلكفريضة من فرائض الغسل ، واحتجوا بأن الغسل هوإمرار اليد ، وال يقال لواقف في المطر اغتسل ، وقال

.وألن التيمم يشترط فيه إمرار اليد فكذا هنا : المزني هو واجب لنفسه ال إليصال الماء للبشرة: وقال المالكية

، فيعيد تاركه أبدا ، ولو تحقق وصول الماء للبشرة لطولهذا هو المشهور: مكثه مثال في الماء ، قال الدسوقي

إنه واجب إليصال الماء: في المذهب ، وقال بعضهم للبشرة ، واختاره علي األجهوري لقوة مدركه ، ونصواعلى أنه ال يشترط مقارنة الدلك للماء ، بل يجزئ ولو

بعد صب الماء وانفصاله ما لم يجف الجسد ، فال يجزئالدلك في هذه الحالة ألنه صار مسحا ال غسال ، وصرحوا

بجواز الدلك بالخرقة ، يمسك طرفها بيده اليمنىوالطرف اآلخر باليسرى ويدلك بوسطها ، فإنه يكفي ذلك

ولو مع القدرة على الدلك باليد ، وكذا لو لف الخرقةعلى يده أو أدخل يده في كيس فدلك به ، والمعتمد أنه

متى تعذر الدلك باليد سقط عنه ، وال يجب عليه الدلك.بالخرقة وال االستنابة

:سنن الغسل :التسمية - أ

219

ذهب الحنفية والشافعية إلى أن التسمية سنة من - 29سنن الغسل ، وعدها المالكية من المندوبات ، لعموم

كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه ببسم الله الرحمن: « حديث » .الرحيم فهو أقطع

وفيه وجه حكاه القاضي حسين والمتولي: قال النووي وغيرهما أنه ال تستحب التسمية للجنب ، وهذا ضعيف

.ألن التسمية ذكر ، وال يكون قرآنا إال بالقصد وذهب الحنابلة إلى وجوب التسمية لقول النبي صلى هللا

»ال وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه : « عليه وسلم .قياسا إلحدى الطهارتين على األخرى

ظاهر مذهب أحمد أن التسمية مسنونة: قال ابن قدامة :في طهارة األحداث كلها ، وعنه أنها واجبة فيها كلها

.الغسل والوضوء والتيمم ل الذي استقرت الروايات عنه أنه ال بأس: وقال الخال.بترك التسمية

ولفظ التسمية عند الحنفية باسم الله العظيم والحمد للهاألفضل بسم الله الرحمن: على دين اإلسالم ، وقيل

.الرحيم صفة التسمية بسم الله ، فإذا زاد الرحمن: وقال النووي

صفتها: وقال الحنابلة . الرحيم جاز، وال يقصد بها القرآنبسم: بسم الله ، وال يقوم غيرها مقامها ، فلو قال

الرحمن ، أو القدوس ، أو نحوه لم يجزئه ، لكن قالالظاهر إجزاؤها بغير العربية ولو ممن يحسنها: البهوتي

.إذ ال فرق - كما في التذكية -

220

ويستحب عند الشافعية أن يبتدئ النية مع التسمية ،وقتها: قال البهوتي . ومصاحبة لها عند الحنفية والحنابلة

.عند أول الواجبات وجوبا ، وأول المسنونات استحبابا :غسل الكفين - ب اتفق الفقهاء على أنه يسن في الغسل غسل - 30

اليدين إلى الرسغين ثالثا ابتداء قبل إدخالهما في اإلناء ،وضعت للنبي: « لحديث ميمونة رضي هللا عنها قالت

صلى هللا عليه وسلم ماء للغسل ، فغسل يديه مرتين أو» ثالثا

هذا إذا كان الماء غير جار وكان يسيرا: قال الدسوقي وأمكن اإلفراغ منه ، وإال فال تتوقف سنية غسلهما على

.األولية :إزالة األذى - ج أكمل الغسل إزالة القذر: قال الشافعية والحنابلة - 31

.طاهرا كان كالمني ، أو نجسا كودي استظهارا وذهب الحنفية إلى أنه يسن بعد غسل اليدين البدءبإزالة الخبث عن جسده ، سواء كان بفرج أو غيره ،لحديث ميمونة رضي هللا عنها في صفة غسل النبي

ثم أفرغ على شماله فغسل: « صلى هللا عليه وسلم السنة نفس البداءة بغسل: ، قال ابن عابدين » مذاكيره

.النجاسة ، وأما نفس غسلها فال بد منه ولو قليلة وصرح الحنفية بأنه يسن غسل الفرج مع البداءة بغسل

اليدين ، وذلك بأن يفيض الماء بيده اليمنى عليه فيغسله.باليسرى ، ثم ينقيه وإن لم يكن به خبث اتباعا للحديث وقال المالكية يندب البدء بإزالة األذى أي النجاسة في

.الغسل

221

:الوضوء - د ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يسن في الغسل - 32

كان« الوضوء كامال ، لحديث عائشة رضي هللا عنها رسول الله صلى هللا عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة

» .بدأ فغسل يديه ، ثم توضأ وضوءه للصالة .وعده المالكية من المندوبات

واختلف الفقهاء في محل غسل الرجلين ، هل يغسلهمافي وضوئه أو في آخر غسله ؟

فذهب الحنفية ، والشافعية في األصح ، والحنابلة فيالصحيح من المذهب إلى أنه ال يؤخر غسل قدميه إلى

.آخر الغسل ، بل يكمل الوضوء بغسل الرجلين ولو كان واقفا في محل يجتمع فيه: قال ابن عابدين

ماء الغسل ، وهو ظاهر حديث عائشة ، وعند الحنفيةقول إنه يؤخر غسل قدميه مطلقا ، وهو مقابل األصح

.عند الشافعية ورواية عن أحمد وهو ظاهر إطالق األكثر ، وإطالق: قال ابن عابدين

وهذان: حديث ميمونة ، قال النووي عن قولي الشافعية القوالن إنما هما في األفضل ، وإال فكيف فعل حصلالوضوء ، وقد ثبت األمران في الصحيح من فعل النبي

.صلى هللا عليه وسلم وعند الحنفية قول ثالث ، وهو إن كان في مكان يجتمع

وإال غسلهما في الوضوء. فيه الماء فيؤخر غسل قدميه صححه في المجتبى ، وجزم به في: ، قال ابن عابدين

.الهداية والمبسوط والكافي

222

وعند الحنابلة رواية عن اإلمام أحمد بأن غسل رجليه معالوضوء وتأخير غسلهما حتى يغتسل سواء في األفضلية

.وذهب المالكية في الراجح إلى ندب تأخير غسل

الرجلين بعد فراغ الغسل ؛ ألنه قد جاء التصريح بتأخيرغسلهما في األحاديث كحديث ميمونة ، ووقع في بعض

.األحاديث اإلطالق ، والمطلق يحمل على المقيد :البدء باليمين - هـ اتفق الفقهاء على استحباب البدء باليمين عند - 33

غسل الجسد ، وهو من مندوبات الغسل عند المالكية ،كان يعجبه التيمن في« لحديث أنه صلى هللا عليه وسلم

كان« وفي حديث عائشة رضي هللا عنها » طهوره رسول الله صلى هللا عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة

دعا بشيء نحو الحالب ، فأخذ بكفه ، ثم بدأ بشق رأسه» .األيمن ثم األيسر

:البدء بأعلى البدن - و ذهب الشافعية إلى أنه يسن عند غسل الجسد - 34

.البدء بأعاله .ووافقهم المالكية في ذلك ، لكنهم عدوه من المندوبات

:تثليث الغسل - ز ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن تثليث - 35

غسل األعضاء في الغسل سنة ، لحديث ميمونة رضي، وفي» ثم أفرغ على رأسه ثالث حفنات : « هللا عنها

ثم يأخذ الماء فيدخل: « حديث عائشة رضي هللا عنها أصابعه في أصول الشعر ، حتى إذا رأى أن قد استبرأ ،

، وأما باقي أعضاء» حفن على رأسه ثالث حفنات

223

:قال الشربيني الخطيب . الجسد فقياسا على الوضوء إن كان الماء جاريا كفى في التثليث أن يمر عليه ثالثاجريات ، وإن كان راكدا انغمس فيه ثالثا ، بأن يرفع

رأسه منه وينقل قدميه ، أو ينتقل فيه من مقامه إلى آخرثالثا ، وال يحتاج إلى انفصال جملته وال رأسه ، فإن

.حركته تحت الماء كجري الماء عليه وذهب المالكية إلى ندب تثليث غسل الرأس فقط ، وأمابقية األعضاء فاعتمد الدردير كراهة غسلها أكثر من مرة

.، واعتمد البناني تكرار غسل األعضاء أن يكون قدر الماء: وهناك سنن أخرى منها - 36

:المغتسل به صاعا لحديث سفينة رضي هللا تعالى عنه أنه صلى هللا عليه وسلم كان يغسله الصاع من الماء«

» .من الجنابة ويوضئه المد وقدره أبو حنيفة بالصاع العراقي وهو ثمانية أرطال ،

وقدره صاحباه بالصاع الحجازي وهو خمسة أرطالوثلث

نقل غير واحد إجماع المسلمين على: قال ابن عابدين أن ما يجزئ في الوضوء والغسل غير مقدر بمقدار ، وما

في ظاهر الرواية من أن أدنى ما يكفي في الغسلكان رسول الله صلى: « صاع وفي الوضوء مد لحديث

هللا عليه وسلم يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ،ليس بتقدير الزم ، بل هو بيان أدنى» ويتوضأ بالمد

القدر المسنون ، حتى إن من أسبغ بدون ذلك أجزأه ،وإن لم يكفه زاد عليه ، ألن طباع الناس وأحوالهم

.مختلفة

224

المدار على اإلحكام ، وهو يختلف: وقال الدردير .باختالف األجسام

وبعد أن قرر الشافعية أنه يسن أن ال ينقص ماء الغسلوال حد له فلو نقص عن ذلك وأسبغ: عن صاع ، قالوا

.كفى ونص الحنفية على أن سنن الغسل كسنن الوضوء - 37

.سوى الترتيب والدعاء ، وآدابه كآداب الوضوء ونصوا على أنه يسن أن يبتدئ في حال صب الماء

برأسه ، ثم على ميامنه ، ثم على مياسره كما فعله النبي.صلى هللا عليه وسلم ، ويسن السواك أيضا في الغسل

ويستحب أن ال يتكلم بكالم مطلقا ، أما كالم الناسفلكراهته حال الكشف ، وأما الدعاء فألنه في مصب

.المستعمل ومحل األقذار واألوحال أن يغتسل بمكان ال يراه: وصرحوا بأن من آداب الغسل

فيه أحد ال يحل له النظر لعورته ؛ الحتمال ظهورها فيحال الغسل أو لبس الثياب ، لقول النبي صلى هللا عليه

إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر: « وسلم » .، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر

ويستحب أيضا أن يصلي ركعتين سبحة بعد الغسل.كالوضوء ألنه يشمله

)ثقب ( ونص المالكية على أنه يسن مسح صماخ - 38األذنين في الغسل ، وذلك بأن يحمل الماء في يديهوإمالة رأسه حتى يصيب الماء باطن أذنيه وال يصب

:الماء في أذنيه صبا ؛ ألنه يورث الضرر ، قال الدسوقي السنة هنا مسح الثقب الذي هو الصماخ ، وأما ما زاد

.على ذلك فيجب غسله

225

من السنن استصحاب النية إلى: وقال الشافعية - 39آخر الغسل ، وأن ال يغتسل في الماء الراكد ولو كثر ،

وأن يكون اغتساله من الجنابة بعد بول لئال يخرج بعده.مني

أشهد أن ال إله إال الله وحده: ويسن أن يقول بعد فراغه ال شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأن

.يستقبل القبلة ويترك االستعانة والتنشيف ونص الحنابلة على أنه يستحب أن يخلل أصول شعر

.رأسه ولحيته بماء قبل إفاضته عليه :مكروهات الغسل

ذهب الفقهاء إلى أن من مكروهات الغسل - 40.اإلسراف في الماء

ومن المكروهات ضرب الوجه بالماء ، والتكلم بكالمالناس ، واالستعانة بالغير من غير عذر، ورجح

الطحطاوي أنه ال بأس باالستعانة ، وتنكيس الفعل ،وتكرار الغسل بعد اإلسباغ، والغسل في الخالء وفي

مواضع األقذار ، وترك الوضوء أو المضمضة أواالستنشاق واالغتسال داخل ماء كثير كالبحر خشية أن

.يغلب عليه الموج فيغرقه :صفة الغسل

.صفة إجزاء وصفة كمال : للغسل صفتان - 41فصفة اإلجزاء تحصل بالنية عند من يشترطها ، وتعميم

وصفة الكمال تحصل. جميع الشعر والبشرة بالماء بذلك وبمراعاة واجبات الغسل وسننه وآدابه التي سبق

.بيانها ================

226

*فاتحة الكتاب :التعريف

.ما يفتتح به الشيء : الفاتحة لغة - 1.الصحف المجموعة : والكتاب من معانيه

أم الكتاب ، سميت بذلك: والفاتحة في االصطالح هي ألنه يفتتح بها قراءة القرآن لفظا ، وتفتتح بها الكتابة في

.المصحف خطا ، وتفتتح بها الصلوات لفاتحة الكتاب عشرة أسماء ، الصالة ،: قال النووي

وسورة الحمد ، وفاتحة الكتاب ، وأم الكتاب ، وأم القرآن، والسبع المثاني ، والشفاء ، واألساس ، والوافية ،

.والكافية القرآن العظيم ، والرقية ،: وزاد القرطبي في أسمائها

.وعبر عن السبع المثاني بالمثاني فقط فاتحة القرآن ، والكنز ،: وزاد السيوطي من األسماء

والنور ، وسورة الشكر ، وسورة الحمد األولى ، وسورةالحمد القصرى ، والشافية ، وسورة السؤال ، وسورة

الدعاء ، وسورة تعليم المسألة ، وسورة المناجاة ،.وسورة التفويض

:األحكام المتعلقة بفاتحة الكتاب :مكان نزول فاتحة الكتاب وعدد آياتها - أ أجمعت األمة على أن فاتحة الكتاب من القرآن ، - 2

واختلفوا أهي مكية أم مدنية ؟ فقال ابن عباس رضيهي مكية ،: هللا عنهما وقتادة وأبو العالية وغيرهم

وقال أبو هريرة رضي هللا عنه ومجاهد وعطاء بن يسارواألول: هي مدنية ، قال القرطبي : والزهري وغيرهم

ولقد آتيناك سبعا من المثاني: { أصح ، لقوله تعالى

227

، وسورة الحجر مكية بإجماع ، وال} والقرآن العظيم خالف في أن فرض الصالة كان بمكة ، وما حفظ أنه

الحمد لله رب" كان في اإلسالم قط صالة بغير ، يدل على هذا قول النبي صلى هللا عليه" العالمين

وهذا خبر عن» ال صالة إال بفاتحة الكتاب : « وسلم .الحكم ال عن االبتداء

:واختلف الفقهاء في كون البسملة آية من الفاتحة فذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن البسملة ليست

.بآية من الفاتحة .وذهب الشافعية إلى أنها آية من الفاتحة

) .5بسملة ف ( وتفصيل ذلك في مصطلح :فضل فاتحة الكتاب - ب

:ورد في فضل فاتحة الكتاب عدة أحاديث ، منها - 3قال رسول الله: حديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال

والذي نفسي بيده ما أنزلت في: « صلى هللا عليه وسلم التوراة وال في اإلنجيل وال في الزبور وال في الفرقان

مثلها ، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي» .أعطيته

كنت: « وعن أبي سعيد بن المعلى رضي هللا عنه قال أصلي في المسجد فقال لي رسول الله صلى هللا عليه

أال أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج: وسلم يا: من المسجد ؟ فأخذ بيدي ، فلما أردنا أن نخرج قلت

رسول الله إنك قلت ألعلمنك أعظم سورة في القرآن ؟الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن: قال

في الفاتحة من: قال القرطبي » . العظيم الذي أوتيته إن جميع: الصفات ما ليس في غيرها ، حتى قيل

228

القرآن فيها ، وهي خمس وعشرون كلمة ، تضمنتجميع علوم القرآن ، ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها

.بينه وبين عبده والفاتحة تضمنت التوحيد والعبادة والوعظ والتذكير ، وال

.يستبعد ذلك في قدرة الله تعالى :قراءة الفاتحة في الصالة - ج :اختلف الفقهاء في حكم قراءة الفاتحة في الصالة - 4

إلى أن قراءة: فذهب المالكية والشافعية والحنابلة الفاتحة ركن من أركان الصالة ، لقول النبي صلى هللا

» .ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب : « عليه وسلم وذهب الحنفية إلى أن قراءة الفاتحة واجب من واجباتالصالة وليست ركنا لثبوتها بخبر الواحد الزائد على قوله

} .فاقرؤوا ما تيسر من القرآن : { تعالى وللتفصيل في حكم قراءتها في الفرض والنفل لإلمام

(والمأموم والمنفرد ، والجهر والسر يراجع مصطلح ) .38، 19صالة ف

:خواص فاتحة الكتاب - د ذكر العلماء أن من خواص سورة الفاتحة - 5

االستشفاء بها ، وقد عقد البخاري بابا في الرقي بفاتحةالكتاب ، وقد ثبت الرقي بها في حديث أبي سعيد

أن ناسا من أصحاب النبي: « الخدري رضي هللا عنه صلى هللا عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب ،

فلم يقروهم ، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك ،إنكم لم: هل معكم من دواء أو راق ؟ فقالوا : فقالوا

تقرونا ، وال نفعل حتى تجعلوا لنا جعال ، فجعلوا لهمقطيعا من الشاء ، فجعل يقرأ بأم القرآن ، ويجمع بزاقه

229

ال نأخذه حتى نسأل: ويتفل فبرأ ، فأتوا بالشاء فقالوا وما: النبي صلى هللا عليه وسلم فسألوه ، فضحك وقال

» .أدراك أنها رقية ؟ خذوها ، واضربوا لي بسهم إذا ثبت أن لبعض الكالم خواص ومنافع: قال ابن القيم

، فما الظن بكالم رب العالمين ، ثم بالفاتحة التي لمينزل في القرآن وال غيره من الكتب مثلها ، لتضمنهاجميع معاني الكتاب ؟ فقد اشتملت على ذكر أصول

أسماء الله ومجامعها ، وإثبات المعاد ، وذكر التوحيد ،واالفتقار إلى الرب في طلب اإلعانة به والهداية منه ،وذكر أفضل الدعاء ، وهو طلب الهداية إلى الصراط

المستقيم ، المتضمن كمال معرفته وتوحيده ، وعبادتهبفعل ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ، واالستقامة عليه

، ولتضمنها ذكر أصناف الخالئق ، وقسمتهم إلى منعمعليه لمعرفته بالحق والعمل به ، ومغضوب عليه لعدولهعن الحق بعد معرفته ، وضال لعدم معرفته له ، مع ماتضمنته من إثبات القدر ، والشرع ، واألسماء ، والمعاد ،

والتوبة ، وتزكية النفس ، وإصالح القلب ، والرد علىجميع أهل البدع ، وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن

.يستشفى بها من كل داء ================

*فساد :التعريف

نقيض الصالح ، وخروج الشيء: الفساد في اللغة - 1فسد: عن االعتدال ، قليال كان الخروج أو كثيرا ، يقال

:اضطربت ، وفسد العقد : أنتن ، وفسدت األمور : اللحم .بطل

230

عرف جمهور الفقهاء من المالكية: وفي االصطالح مخالفة الفعل الشرع: والشافعية والحنابلة الفساد بأنه

بحيث ال تترتب عليه اآلثار ، وال يسقط القضاء في.العبادات

.وعرف الحنفية الفاسد بأنه ما شرع بأصله دون وصفه :األلفاظ ذات الصلة

:الصحة الصحة في اللغة ضد السقم والمرض ، وقد - 2

صحت الصالة إذا: استعيرت الصحة للمعاني ، يقال صح العقد إذا ترتب: سقط بها وجوب القضاء ، ويقال

.عليه أثره وال يختلف المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي ،

.فالصحة والفساد متباينان :الحكم التكليفي

فساد التصرف يحرمه ويؤثم فاعله إذا علم بفساده ، - 3سواء أكان ذلك في العبادات ، كالصالة بدون طهارة ،واألكل في نهار رمضان ، أم كان ذلك في المعامالت ،

كبيع الميتة والدم ، واالستئجار على الغناء المحرم والنوح، وكرهن الخمر عند المسلم ولو كانت لذمي وما شابه

.ذلك ، أم كان في النكاح ، كنكاح معتدة الغير وفساد البيع عند الحنفية وإن كان يفيد الملك بالقبض إال

أن اإلقدام عليه حرام ، ويجب فسخه حقا لله تعالى ،.ألن فعله معصية ، فعلى العاقد التوبة منه بفسخه

:فساد العبادة :تفسد العبادة بأمور منها - 4

231

ترك شرط من شروط صحة العبادة ، كترك ستر- أ .العورة ، أو الطهارة ، أو استقبال القبلة في الصالة

وما بعدها 115صالة ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح . (

.وكترك الطهارة من الحدث والخبث في الطواف ) .22طواف ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

ترك ركن من أركان العبادة ، وذلك كترك النية ، أو- ب تكبيرة اإلحرام في الصالة عند الجمهور ، أو القيام في

.الفرض للقادر عليه ) .18 - 16صالة ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

.وكترك اإلمساك عن المفطرات في الصوم ) .24صوم ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

ارتكاب فعل من األفعال التي تفسد العبادة ، وذلك- ج .كاألكل والشرب في الصالة ) .114 - 107صالة ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

.وكاألكل والشرب عمدا في الصوم ) .39 - 32صوم ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

.ومثل ذلك الجماع في االعتكاف ) .27اعتكاف ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:رفض نية العبادة في أثناء القيام بها ، ومن ذلك - د رفض نية الصالة في أثنائها بأن قطع النية أو عزم على

قطعها ) .6رفض ف ( وتفصيل ذلك في مصطلح

مخالفة النهي الوارد على ذات الفعل أو على- هـ الوصف المالزم للفعل ، ألنه يدل على الفساد في

.الجملة ، كالنهي عن صوم يوم العيد

232

أما النهي الوارد على الوصف المجاور للفعل ، كالنهيعن الصالة في الدار المغصوبة ، فال يفيد الفساد عندالحنفية والمالكية والشافعية ، ولكنه يفيد الفساد عند

.الحنابلة .والملحق األصولي ) نهي : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:أثر فساد العبادة :فساد العبادة يترتب عليه عدة آثار ، منها - 5بقاء انشغال الذمة بالعبادة إلى أن تؤدى ، إن كانت- أ

العبادة ليس لها وقت محدد كالزكاة ، وعبر بعض.الفقهاء فيها باإلعادة

أو تقضى إن كانت العبادة ال يتسع وقتها لمثلها كرمضان، أو تعاد إن كان وقتها يتسع لغيرها معها كالصالة ، فإن

خرج الوقت كانت قضاء ، أو يؤتى بالبدل كالظهر لمن.فسدت جمعته

العقوبة الدنيوية في بعض العبادات ، كالكفارة على- ب .من تعمد اإلفطار بالجماع في نهار رمضان

عدم المضي في الفاسد إال في الصيام والحج ، إذ- ج يجب اإلمساك في الصوم ، والمضي في الحج الفاسد ،

.مع القضاء فيهما قد يترتب على فساد العبادة فساد عبادة أخرى ،- د

.كالوضوء يفسد بفساد الصالة بالقهقهة عند الحنفية حق استرداد الزكاة إذا أعطيت لغير مستحق لها في- هـ

.بعض األحوال .وتفصيل كل ذلك في مصطلحاته

:أسباب الفساد في المعامالت

233

ال يفرق جمهور الفقهاء بين الفساد والبطالن ، سواء - 6أكان ذلك في العبادات كالصالة بدون طهارة ، أم فيالنكاح كنكاح المحارم ، أم في عقود المعامالت كبيعالميتة والدم والبيع بالخمر ، ذلك أن كال من الفساد

والبطالن يدالن على أن الفعل وقع على خالف ما طلبهالشارع ، ولذلك لم يعتبره ولم يرتب عليه األثر الذي رتبه

.على الفعل الصحيح ، وهذا في الجملة وأسباب الفساد عند الجمهور هي أسباب البطالن ، وهي

ترجع إلى الخلل الواقع في ركن من أركان الفعل ، أوفي شرط من شروط الصحة ، أو لورود النهي عن

الوصف المالزم للفعل ، أو عن الوصف المجاور عند.الحنابلة

أسباب الفساد العامة: يقول ابن رشد في كتاب البيوع :في البيع أربعة

:الربا ، والثالث : تحريم عين المبيع ، والثاني : أحدها الشروط التي تؤول إلى أحد هذين أو: الغرر ، والرابع

.لمجموعهما ويفرق الحنفية بين الفساد والبطالن في المعامالت ،

.على أساس التمييز بين أصل العقد ووصفه وأسباب البطالن عند الحنفية هي حدوث خلل في أصلالعقد ، بأن تخلف ركن من أركانه أو شرط من شرائط

.انعقاده أما أسباب الفساد ، فهي حدوث خلل في وصف العقد

بأن دخل المحل: مع سالمة الماهية ، فإذا اختل الوصف .شرط فاسد ، فالعقد فاسد ال باطل

.وفي الملحق األصولي ) عقد : ( والتفصيل في مصطلح

234

:التصرفات التي فرق فيها الجمهور بين الفساد والبطالن األصل عند جمهور الفقهاء عدم التفرقة بين الفساد - 7

والبطالن ، ومع ذلك فإنهم فرقوا بينهما في بعض:المسائل

فالمالكية فرقوا بين الفساد والبطالن في عقد القراض.والمساقاة

والشافعية فرقوا بينهما في عقود ذكرها الزركشي فقالالفاسد والباطل سواء في الحكم عندنا ، واستثنى:

.الحج والخلع والكتابة والعارية : النووي وعند الحنابلة يأتي التفريق بين الفساد والبطالن في

.الوكالة واإلجارة والشركة والمضاربة والحج وغير ذلك البطالن والفساد عندنا: قال ابن اللحام الحنبلي

إذا تقرر هذا فذكر أصحابنا مسائل: ثم قال ... مترادفان فرقوا فيها بين الفاسد والباطل ثم ذكر أمثلة كثيرة

.للمسائل التي فرقوا فيها بين الباطل والفاسد .والتفصيل في الملحق األصولي

:ما يتعلق بالفساد من أحكام يتعلق بالفساد أحكام أوردها الفقهاء في صورة - 8

:قواعد فقهية أو أحكام للمسائل الفقهية ، منها :فساد المتضمن يوجب فساد المتضمن : أوال

هذه القاعدة من القواعد التي ذكرها الحنفية في - 9المبني: " كتبهم ، وعبر عنها ابن نجيم بلفظ آخر هو

:ووضحوا هذه القاعدة فقالوا " على الفاسد فاسد يجوز بيع الثمرة قبل بدو صالحها ، ويجب قطعها للحال ،

فإن استأجر الشجر إلى وقت اإلدراك بطلت اإلجارة ،ألنه ال تعامل في إجارة األشجار المجردة ، فال يجوز ،

235

وذلك- وهي ما زاد في ذات المبيع - وطابت له الزيادة .لبقاء اإلذن

أي إلى وقت- ولو استأجر األرض إلى أن يدرك الزرع فسدت اإلجارة لجهالة المدة ، ولم تطب الزيادة- إدراكه

لفساد اإلذن بفساد اإلجارة ، وفساد المتضمن يوجبفساد المتضمن ، بخالف الباطل ، فإنه معدوم شرعاأصال ووصفا فال يتضمن شيئا ، فكانت مباشرته عبارة

.عن اإلذن وحاصل الفرق أن الفاسد له وجود ، ألنه فائت الوصفدون األصل ، فكان اإلذن ثابتا في ضمنه ، فيفسد ، أما

.الباطل فال وجود له أصال ، فلم يوجد إال اإلذن الفرق بين اإلذن: وفي حاشية الشلبي على الزيلعي

الثابت في ضمن اإلجارة الباطلة وبينه في ضمن اإلجارةأن اإلذن في اإلجارة الباطلة صار أصال: الفاسدة

مقصودا بنفسه ، ألن الباطل ال وجود له ، والمعدوم اليصلح أن يكون متضمنا ، وليس كذلك اإلجارة الفاسدة ،ألن الفاسد ليس معدوما بأصله ، صح أن يكون متضمنا ،

.فإذا فسد المتضمن فسد المتضمن والحكم عند جمهور الفقهاء يظهر في العقود التي

يفرقون فيها بين الباطل والفاسد ، كالعقود المتضمنةلإلذن ، مثل الشركة ، والمضاربة ، والوكالة ، فهذه

العقود ال يمنع فسادها صحة تصرف المأذون لبقاء.اإلذن

الفاسد من العقود المتضمنة لإلذن: ففي كتب الشافعية إذا صدرت من المأذون صحت ، كما في الوكالة المعلقة

236

إذا أفسدناها فتصرف الوكيل ، صح لوجود اإلذن ،.وطرده اإلمام في سائر صور الفساد

العقود الجائزة: وفي القواعد البن رجب الحنبلي كالشركة والمضاربة والوكالة ال يمنع فسادها نفوذ

.التصرف فيها باإلذن إذا تصرف العامل في المضاربة: ويقول ابن قدامة

الفاسدة نفذ تصرفه ألنه أذن له فيه ، فإذا بطل العقد.بقي اإلذن ، فملك به التصرف .وقواعد المالكية ال تأبى ذلك

:الملك : ثانيا التصرف الفاسد ال يفيد الملك قبل القبض باتفاق - 10

.الفقهاء أما بعد القبض ، فال يفيد الملك كذلك عند الشافعية

.والحنابلة الفاسد ال يملك فيه شيء ، ويلزمه الرد: يقول الزركشي

ومؤنته ، وليس له حبسه لقبض البدل ، وال يرجع بما.أنفق إن علم الفساد ، وكذا إن جهل في األصح

:ويستثنى صورتان الكتابة الفاسدة فإن المكاتب يملك فيها: إحداهما

.أكسابه إذا صالحنا كافرا بمال على دخول الحرم ، فدخل: الثانية

.وأقام ، فإنا نملك المال المأخوذ منه إن حكمنا بفساد العقد لم يحصل به: ويقول ابن قدامة

ملك ، سواء اتصل به القبض أو لم يتصل ، وال ينفذ.تصرف المشتري فيه ببيع وال هبة وال عتق وال غيره

237

أما الحنفية فإن التصرف الفاسد يفيد الملك عندهمبالقبض المأذون فيه ، ويملك القابض التصرف فيه ببيع

.أو هبة أو صدقة أو غير ذلك ومع ذلك فهو ملك غير الزم ، ألنه مستحق للفسخ رفعا

.للفساد ، ولذلك فهو مضمون األصل في العقد الفاسد أن كل: وفي جامع الفصولين

-ما يملك ببيع جائز يملك بفاسد ، فلو شرى قنا بخمر ملك القن مشتريه بقبضه بإذن ، وال- وهما مسلمان

والهبة الفاسدة تفيد الملك بالقبض ،. يملك البائع الخمر .وبه يفتى ، وهي مضمونة

والمقبوض بالقسمة الفاسدة يثبت الملك فيه وينفذوعند المالكية. التصرف ، كالمقبوض بالشراء الفاسد

.يتقرر الملك في المقبوض بعقد فاسد بالفوات البيوع الفاسدة عند مالك تنقسم إلى: يقول ابن رشد

محرمة وإلى مكروهة ، فأما المحرمة فإنها إذا فاتتمضت بالقيمة ، وأما المكروهة فإنها إذا فاتت صحت

عنده ، وربما صح عنده بعض البيوع الفاسدة بالقبض ،.لخفة الكراهة عنده في ذلك

:الضمان : ثالثا يرى جمهور الفقهاء أن التصرفات الفاسدة ترد إلى - 11

حكم صحيحها بالنسبة للضمان وعدمه ، فإن اقتضىالتصرف الصحيح الضمان ففاسده كذلك ، وإن اقتضى

.عدم الضمان ففاسده كذلك :وللحنفية قاعدة شبيهة بما عند جمهور الفقهاء ، وهي

األصل أن كل ما قبض بجهة التملك ضمن ، وكل ما.قبض ال بجهة التملك لم يضمن

238

) .، وما بعدها 35ضمان ف : ( والتفصيل في مصطلح :سقوط المسمى في التصرفات الفاسدة : رابعا

الواجب في التصرفات الصحيحة التي يكون فيها - 12تسمية نحو األجر أو الربح أو المهر ، هو المسمى ، فإذافسدت هذه التصرفات ، فإن المسمى يسقط ، ويختلف

:الفقهاء فيما يجب إذا سقط المسمى ، ومن ذلك :اإلجارة - أ

إذا فسدت اإلجارة واستوفى المستأجر المنفعة ، - 13فعند المالكية والشافعية والحنابلة وزفر من الحنفية

.يجب أجر المثل بالغا ما بلغ ، أي ولو زاد على المسمى وعند أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد يجب أجر المثل ،

بشرط أن ال يزيد عن المسمى إذا كان في العقد تسمية، فإذا لم يكن في العقد تسمية وجب أجر المثل بالغا ما

.بلغ ) .44 - 43إجارة ف : ( والتفصيل في

:المضاربة - ب الواجب في المضاربة الصحيحة هو الربح المسمى - 14

للمضارب ، فإذا فسدت المضاربة فال يستحق المضاربالربح المسمى ، ألنها تسمية لم تصح ، وإنما يكون لهأجرة مثل عمله إذا عمل ، ويكون الربح جميعه لرب

.المال ، ألنه نماء ملكه والمضارب يستحق أجرة المثل بالغة ما بلغت ، سواء

أربحت المضاربة أم لم تربح ، ألنه عمل طامعا فيالمسمى ، فإذا فات ، وجب رد عمله عليه وهو متعذر ،

.فتجب قيمته وهي األجرة

239

وهذا عند الحنفية غير أبي يوسف ، والشافعية ،.والحنابلة غير الشريف أبي جعفر

وأما المالكية فإنهم جعلوا للمضارب قراض المثل فيمسائل معدودة ، وأجرة المثل فيما عداهما ، ولهم في

كل مسألة خرجت عن حقيقة القراض: ذلك ضابط ، هو من أصلها ففيها أجرة المثل ، وأما إن شملها القراض ،

.لكن اختل منها شرط ، ففيها قراض المثل ) .مضاربة : ( وينظر تفصيل ذلك في مصطلح

:النكاح - ج سواء اتفق على- المهر يسقط في النكاح الفاسد - 15

إذا حصل التفريق قبل الدخول عند جمهور- فساده أم ال .الفقهاء ، وقبل الخلوة فيما اختلف فيه عند الحنابلة هذا مع استثناء بعض المسائل التي يثبت فيها نصفالمهر قبل الدخول ، كما إذا ادعى الزوج قبل الدخول

رضاعا محرما بال بينة ، وكذبته الزوجة ، فإنه يفسخ.النكاح وعليه نصف الصداق كما يقول المالكية والحنابلة

ويتفق الفقهاء على وجوب المهر في النكاح الفاسدبالدخول ، لما روي عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه

أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ،: « قال فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر

» .بما استحل من فرجها فقد جعل النبي صلى هللا عليه وسلم لها المهر فيما له

حكم النكاح الفاسد ، وعلقه بالدخول ، فدل على أن.وجوبه متعلق به

240

واختلف الفقهاء في الواجب من المهر ، هل هوالمسمى أو مهر المثل أو األقل منهما ؟ فعند الشافعية

.وزفر من الحنفية لها مهر المثل لها األقل من مهر مثلها ومن- غير زفر - وعند الحنفية

.المسمى وعند المالكية لها المسمى ، وإن لم يكن مسمى كنكاح

.الشغار فلها مهر المثل وهو ما اختلف- وعند الحنابلة لها المسمى في الفاسد

وهو ما اتفق على- ولها مهر المثل في الباطل - فيه - .فساده

) .نكاح - مهر : ( وينظر تفصيل ذلك في :الفساد في األشياء المادية : خامسا

يرد الفساد في األشياء المادية كعطب األطعمة ، - 16ويذكر الفقهاء ذلك في بعض أبواب الفقه من حيث إيرادالعقد عليها ، كما في الرهن ، أو من حيث التقاطها ، أو

.من حيث اعتبارها عيبا في المبيع يوجب الرد بالعيب :وبيان ذلك فيما يلي

:رهن ما يسرع إليه الفساد - أ ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه يصح رهن ما - 17

يصح رهن ما: يسرع إليه الفساد ، لكن الشافعية قالوا يسرع إليه الفساد إن أمكن تجفيفه ، كرطب وعنب

يتجففان ، فإن كان ال يمكن تجفيفه ولكن رهن بدين.حال أو مؤجل لكنه يحل قبل الفساد ولو احتماال جاز

أما إذا لم يمكن تجفيفه ورهن بمؤجل يحل بعد فسادهأو معه ، لم يجز إال إن شرط أن يبيعه عند خوف فساده

.، وأن يكون ثمنه رهنا

241

ولو رهن ما ال يسرع إليه الفساد فحدث قبل األجل مالم ينفسخ- كحنطة ابتلت وتعذر تجفيفها - عرضه للفساد

.الرهن ، بل يباع وجوبا ويجعل ثمنه رهنا يصح رهن ما يسرع إليه الفساد ، سواء: وقال الحنابلة

كان مما يمكن إصالحه ، بالتجفيف كالعنب والرطب ، أو.ال يمكن تجفيفه كالبطيخ والطبيخ

ثم إن كان مما يجفف ، فعلى الراهن تجفيفه ، ألنه منمؤنة حفظه وتبقيته ، فيلزم الراهن كنفقة الحيوان ، وإنكان مما ال يجفف ، فإنه يباع ويقضى الدين من ثمنه إنكان حاال ، أو يحل قبل فساده ، فإن كان الدين ال يحلقبل فساده ، جعل ثمنه رهنا مكانه ، سواء شرط في

الرهن بيعه أو أطلق ، ألن العرف يقتضي ذلك ، ألنالمالك ال يعرض ملكه للتلف والهالك ، فإذا تعين حفظه

في بيعه حمل عليه مطلق العقد ، كتجفيف ما يجف ،وأما إذا شرط أن ال يباع فال يصح ، ألنه شرط ما يتضمن

فساده وفوات المقصود ، فأشبه ما لو شرط أن ال.يجفف ما يجف

.وفي وجه ذكره القاضي أن الراهن لو أطلق ال يصح وإذا شرط للمرتهن بيعه ، أو أذن له في بيعه بعد العقد، أو اتفقا على أن يبيعه الراهن أو غيره ، باعه ، وإن لم

يمكن ذلك باعه الحاكم وجعل ثمنه رهنا ، وال يقضىالدين من ثمنه ، ألنه ليس له تعجيل وفاء الدين قبلحلوله ، وكذلك الحكم إن رهنه ثيابا يخاف فسادها ،كالصوف ، قال أحمد فيمن رهن ثيابا يخاف فسادها

ونقل الحصكفي. أتى السلطان فأمره ببيعها : كالصوف ليس للمرتهن بيع ثمرة الرهن وإن خاف: عن الذخيرة

242

تلفها ، ألن له والية الحبس ال البيع ، ويمكن رفعه إلىالقاضي ، حتى لو كان في موضع ال يمكنه الرفع

للقاضي أو كان المرهون بحال يفسد قبل أن يرفع ، جاز.له أن يبيعه

.وهذا إذا لم يبح الراهن له البيع : قال ابن عابدين ويبيع ما يخاف عليه الفساد: وفي البيري عن الولوالجية

يؤخذ: بإذن الحاكم ، ويكون رهنا في يده ، قال البيري .من هذا جواز بيع الدار المرهونة إذا تداعت للخراب

األصل أنه ال يجوز للمرتهن بيع المرهون: وقال المالكية .إال إن خشي فساده ، فإن خشي فساده جاز بيعه

:التقاط ما يسرع فساده - ب من التقط ما ال يبقى ويفسد بالتأخير ، كاللحم - 18

واللبن والفواكه ، فإنه يعرفه إلى أن يخشى فساده ، ثم.يتصدق به خوفا من الفساد

.وهذا عند الحنفية ، وهو األولى عند المالكية من التقط شيئا مما يسرع فساده وال: وقال الشافعية

فإن شاء: يبقى بعالج ، فإن آخذه يتخير بين خصلتين باعه استقالال إن لم يجد حاكما وبإذنه إن وجده ، وعرف

المبيع بعد بيعه ليتملك ثمنه بعد التعريف ، وإن شاء.تملكه في الحال وأكله وغرم قيمته

وإن أمكن بقاء ما يسرع فساده بعالج ، كرطب يتجفف ،فإن كانت الغبطة في بيعه بيع جميعه بإذن الحاكم إن

وجده ، وإال باعه استقالال ، وإن كانت الغبطة فيتجفيفه وتبرع به الواجد له أو غيره ، جففه ، ألنه مال

غيره ، فروعي فيه المصلحة كولي اليتيم ، وإن لم يتبرع

243

بتجفيفه بيع بعضه بقدر ما يساوي التجفيف لتجفيف.الباقي ، طلبا لألحظ

من التقط ما ال يبقى عاما وكان مما ال: وقال الحنابلة يبقى بعالج وال غيره ، فهو مخير بين أكله وبيعه وحفظثمنه ، فإن أكله ثبتت القيمة في ذمته ، وإن باعه وحفظ

ثمنه جاز ، وله أن يتولى بيعه بنفسه دون حاجة إلى إذنله بيع اليسير ، وإن كان كثيرا دفعه: الحاكم ، وعن أحمد

.إلى السلطان .وإن أكله أو باعه حفظ صفاته ، ثم عرفه عاما

وإن كان ما التقطه مما يمكن إبقاؤه بالعالج ، كالعنبفإن كان في: والرطب ، فينظر ما فيه الحظ لصاحبه

التجفيف جففه ولم يكن له إال ذلك ، وإن احتاج التجفيفإلى غرامة باع بعضه في ذلك ، وإن كان الحظ في بيعه

باعه وحفظ ثمنه ، وإن تعذر بيعه ولم يمكن تجفيفهتعين أكله ، وإن كان أكله أنفع لصاحبه فله أكله ألن

.الحظ فيه ================

*فواسق :التعريف

:الخروج عن األمر ، تقول العرب : أصل الفسق لغة - 1.فسقت الرطبة عن قشرها إذا خرجت

وقد سمى الشارع بعض الحيوانات فواسق على سبيلاالستعارة امتهانا لهن لكثرة خبثهن وأذاهن ، وهذه

الغراب ، والحدأة ، والفأرة ، والحية ،: الحيوانات هي .والكلب العقور

244

أصل الفسق الخروج عن االستقامة ،: قال الخطابي والجور ، وبه سمي العاصي فاسقا ، وإنما سميت هذه

:الحيوانات فواسق على االستعارة لخبثهن ، وقيل لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم ، أي ال حرمة

لهن بحال .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:ما يتعلق بالفواسق من أحكام :الفواسق من الدواب

سمى الشارع بعض الدواب فواسق ، وذلك في قول - 2خمس فواسق يقتلن في: « النبي صلى هللا عليه وسلم

الحية ، والغراب األبقع ، والفأرة ، والكلب: الحل والحرم » .العقور ، والحديا

واتفق الفقهاء على أن الغراب من الفواسق ، لكنالحنفية خصوا ذلك بالغراب الذي يأكل الجيف أي

النجاسات مع غيرها ، فيأكل الحب تارة والنجاسة أخرىوليس منه العقعق ، ألنه ال يسمى غرابا ، وال يبتدئ

.باألذى ، وكذا غراب الزرع وهو الذي يأكل الزرع وذهب المالكية إلى عد الغراب من الفواسق مطلقا

.سواء كان أسود أو أبقع وهو الذي خالط سواده بياض منها األبقع وهو فاسق: الغراب أنواع : وقال الشافعية

:محرم بال خالف ، ومنها األسود الكبير ، ويقال له الغراب الجبلي ، ألنه يسكن: الغداف الكبير ، ويقال

غراب الزرع ،: الجبال ، وهو حرام على األصح ، ومنها الزاغ ، وقد يكون محمر: وهو أسود صغير يقال له

غراب: المنقار والرجلين ، وهو حالل على األصح ، ومنها :آخر صغير أسود ، أو رمادي اللون ، وقد يقال له

245

الغداف الصغير ، وهو حرام على األصح ، وكذا العقعق.

وذهب الحنابلة إلى أن ما يباح أكله من الغربان ليس منالفواسق ، فال يباح للمحرم قتله ، ونصوا على أنه ال يباح

.أكل العقعق والقاق وغراب البين والغراب األبقع .كما اتفق الفقهاء على أن الحدأة من الفواسق

واتفق الفقهاء أيضا على أن العقرب من الفواسق ، قالويلحق بها الرتيلى ، وهي دابة: الخرشي من المالكية

صغيرة سوداء ربما قتلت من لدغته ، والزنبور وهو ذكر.واتفق الفقهاء على عد الحية من الفواسق . النحل

ويدخل فيها األفعى ، وهي حية: قال العدوي المالكي .رقشاء دقيقة العنق

.واتفق الفقهاء على أن الفأر من الفواسق ال فرق بين األهلية والوحشية ، وصرحوا: قال الحنفية

بأن الضب واليربوع ليسا من الفواسق ، ألنهما ال يبدآن.باألذى

ويلحق بالفأرة ابن عرس وما يقرض: وقال المالكية .الثياب من الدواب

منها الجرذ ، والخلد ، وفأرة: الفأر أنواع : وقال ابن حجر اإلبل ، وفأرة المسك ، وفأرة الغيط ، وحكمها في

.تحريم األكل وجواز القتل سواء .كما اتفق الفقهاء على أن الكلب العقور من الفواسق

واختلفوا في الكلب غير العقور ، فذهب المالكيةوالشافعية والحنابلة إلى أن الكلب غير العقور ليس من

.الفواسق .وذهب الحنفية إلى أنه منها

246

واختلف الفقهاء في هل يلحق بالفواسق غيرها من - 3الدواب التي تشاركها في المعنى أم ال ؟

فذهب المالكية والشافعية والحنابلة ، إلى أنه يلحقبالفواسق غيرها من الدواب التي تشاركها في المعنى ،

الذئب واألسد والنمر والفهد: فألحقوا بالكلب العقور مثال -المراد في الحديث : ، وقال الخرشي من المالكية

هو عادي السباع من أسد وفهد ونمر- بالكلب العقور على المشهور ، لقول النبي صلى هللا عليه وسلم في

فجاء... اللهم سلط عليه كلبك : « لهب بن أبي لهب » .األسد فانتزعه فذهب به

وذهب الحنفية إلى عدم اإللحاق واالقتصار على الخمسة.، إال أنهم ألحقوا بها الحية والذئب لثبوت الخبر

القياس على الفواسق ممتنع ، لما: قال صاحب الهداية فيه من إبطال العدد ، واسم الكلب ال يقع على السبع

.عرفا :قتل الفواسق

ذهب الحنفية والمالكية إلى جواز قتل الفواسق من - 4خمس: « الدواب لقول النبي صلى هللا عليه وسلم

الحية والغراب األبقع ،: فواسق يقتلن في الحل والحرم » .والفأرة ، والكلب العقور والحديا

وذهب الشافعية والحنابلة إلى استحباب قتلها ، للحديثالمذكور ، لكن الحنابلة استثنوا من ذلك الكلب العقوروقالوا بوجوب قتله ولو كان معلما ، ليدفع شره عن

.الناس

247

وصرحوا بأنه ال تقتل كلبة عقرت من قرب من ولدها أوخرقت ثوبه ، ألن ذلك ليس عادة لها ، بل تنقل بعيدا عن

.مرور الناس دفعا لشرها كما نصوا على قتل الكلب األسود البهيم ولو كان معلما ،ألمره صلى هللا عليه وسلم بقتله وال يباح قتل غير الكلب

.العقور واألسود البهيم من الكالب وخص الشافعية سنية قتل الكلب بالكلب العقور أما غير

العقور فال يجوز قتله على المعتمد وال فرق في تلك.األحكام بين الحل والحرم والمحرم ، وغير المحرم

وقد اتفق الفقهاء على أنه ال جزاء على المحرم في.قتلهن

:قتل الحية والعقرب في الصالة اتفق الفقهاء على جواز قتل الحية والعقرب في - 5

:الصالة ، لما روى أبو هريرة رضي هللا تعالى عنه قال اقتلوا األسودين: « قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم

، قال الكمال بن الهمام» الحية والعقرب : في الصالة الحديث بإطالقه يشمل ما إذا احتاج إلى عمل: الحنفي

.بل إذا كان قليال : كثير في ذلك أو قليل ، وقيل وخص المالكية الجواز في حال ما إذا كان العقرب أو

.الثعبان مقبلة عليه ، وكرهوا قتلها في حال عدم إقبالها وصرح الدردير المالكي بأن الصالة ال تبطل بانحطاطهألخذ حجر يرميها به أو لقتلها ، لكن نقل الدسوقي عن

الحطاب أن االنحطاط من قيام ألخذ حجر أو قوس منالفعل الكثير المبطل للصالة مطلقا ، سواء كان لقتل

.عقرب لم ترده أو لطائر أو صيد

248

ونصوا على كراهة قتل غير العقرب والثعبان من طير أو.دودة أو نحلة مطلقا أقبلت عليه أم ال

ونص الشافعية على عدم بطالن الصالة عند قتل الحيةوالعقرب فيها إذا كان العمل قليال ، وبطالنها إن كان

كثيرا ، والمرجع في ضابط العمل القليل والكثير العادة ،فما يعده الناس قليال ال يضر ، وما يعدونه كثيرا يضر ،

على هذا الفعلة الواحدة: قال أصحابنا : قال النووي كالخطوة والضربة قليل بال خالف ، والثالث كثير بال

أصحهما قليل ، واتفق: خالف ، وفي االثنين وجهان األصحاب على أن الكثير إنما يبطل إذا توالى ، فإن تفرق

لم يضر =================

*فتح على اإلمام :التعريف

فتح الباب: الفتح في اللغة نقيض اإلغالق ، يقال - 1.أزال غلقه : يفتحه فتحا

.واإلمام كل من يقتدى به تلقين المأموم: والفتح على اإلمام في االصطالح هو

.اإلمام اآلية عند التوقف فيها :األلفاظ ذات الصلة

:اللبس - أ اختالط األمر ، من لبس األمر عليه يلبس: اللبس - 2

إذا خلطه عليه حتى ال يعرف جهته وفي: لبسا فالتبس » .جاءه الشيطان فلبس عليه : « الحديث

.والصلة أن اللبس قد يكون سببا للفتح على اإلمام :الحصر - ب

249

:ضرب من العي ، من حصر الرجل حصرا : الحصر - 3عيي ، وكل من امتنع من شيء لم يقدر عليه فقد حصر

.عنه .والحصر قد يكون سببا للفتح على اإلمام

:الحكم التكليفي ذهب جمهور الفقهاء إلى أن فتح المؤتم على إمامه - 4

إذا أرتج عليه في القراءة وهو في الصالة ورده إذا غلطفي القراءة إلى الصواب مشروع إجماال ، وبه قال جمعمن الصحابة والتابعين كعثمان بن عفان ، وعلي بن أبيطالب ، وابن عمر رضي هللا عنهم ، وعطاء ، والحسن ،

.وابن سيرين وابن معقل ، ونافع بن جبير بأن رسول الله صلى هللا عليه وسلم صلى: « واستدلوا

صالة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال ألبي رضي»فما منعك ؟ : نعم ، قال : أصليت معنا ؟ قال : هللا عنه

.: «وبحديث المسور بن يزيد المالكي رضي هللا عنه قال

يقرأ في: شهدت رسول الله صلى هللا عليه وسلم يا رسول: الصالة ، فترك شيئا لم يقرأه فقال له رجل

الله تركت آية كذا وكذا ، فقال رسول الله صلى هللا عليه» .هال أذكرتنيها : وسلم

وشريح ، والشعبي- رضي هللا عنه - وكرهه ابن مسعود .، والثوري

:أحكام الفتح على اإلمام اختلف الفقهاء في بعض أحكام الفتح على اإلمام - 5

فذهب الحنفية إلى: بعد اتفاقهم على مشروعيته إجماال أن المؤتم إن فتح على إمامه بعد توقفه في القراءة لم

250

يكن كالما مفسدا للصالة ، ألنه مضطر إلى إصالح صالته، سواء أقرأ اإلمام مقدار الفرض في القراءة أم لم يقرأ

، ألنه لو لم يفتح عليه ربما يجري على لسانه ما يكونمفسدا للصالة ، فكان في الفتح عليه صالح صالته في

إذا: " الحالين ، ولما روي عن علي رضي هللا عنه قال واستطعامه سكوته ،" استطعمكم اإلمام فأطعموه

وينوي الفاتح الفتح ال التالوة على الصحيح ، ألنه مرخصفيه ، وقراءته ممنوع عنها ، ولو فتح عليه بعد انتقاله إلىآية أخرى لم تفسد صالته ، وهو قول عامة مشايخهم ،

.إلطالق المرخص وفي المحيط ما يفيد أنه المذهب ،: وفي البحر الرائق

وذكر في األصل والجامع الصغير أنه إذا فتح: فإن فيه على إمامه يجوز مطلقا ، ألن الفتح وإن كان تعليما ،

لكنه ليس بعمل كثير ، وأنه تالوة حقيقية فال يكونمفسدا ، وإن لم يكن محتاجا إليه ، وصحح في الظهيرية

أنه ال تفسد صالة الفاتح على كل حال ، وتفسد صالةاإلمام ، إذا أخذ من الفاتح بعد أن انتقل إلى آية أخرى ،

.ال تفسد صالة اإلمام أيضا : وفي الكافي والحاصل أن الفتح على إمامه ال يوجب فساد صالة أحد

ال الفاتح ، وال اآلخذ في الصحيح ، ويكره للمقتدي أنيعجل بالفتح ، ويكره لإلمام أن يلجئهم إليه بأن يسكتبعد الحصر ، أو يكرر اآلية ، بل يركع إذا جاء أوانه ، أو

ينتقل إلى آية أخرى ليس في وصلها ما يفسد الصالة ، أو.ينتقل إلى سورة أخرى

251

اعتبر: واختلفت الروايات في أوان الركوع ، ففي بعضها اعتبر فرض: أوانه إذا قرأ المستحب ، وفي بعضها

.أي إذا قرأ مقدار ما يجوز به الصالة ركع : القراءة وإن فتح المصلي على غير إمامه فسدت صالته ألنه

تعليم وتعلم ، فكان من جنس كالم الناس ، إال إذا نوىالتالوة ، فإن نوى التالوة ال تفسد صالته عند الكل ،

وتفسد صالة اآلخذ ، إال إذا تذكر قبل تمام الفتح ، وأخذفي التالوة قبل تمام الفتح فال تفسد وإال فسدت صالته ،

.ألن تذكره يضاف إلى الفتح إن حصل التذكر بسبب الفتح تفسد: قال ابن عابدين

مطلقا ، سواء أشرع في التالوة قبل تمام الفتح أم بعده، لوجود التعلم ، وإن حصل تذكره من نفسه ال بسبب

الفتح ال تفسد مطلقا ، وكون الظاهر أنه حصل بالفتح اليؤثر بعد تحقق أنه من نفسه ، ويشمل هذا إذا كانالمفتوح عليه مصليا أو غير مصل ، وإن سمع المؤتم

ممن ليس في الصالة ففتح به على إمامه فسدت صالةالكل ، ألن التلقين من خارج ، وفتح المراهق كالبالغ

هذا كله قول أبي حنيفة ومحمد ، وقال أبو. فيما ذكر إن الفتح على اإلمام ال يكون مفسدا للصالة ،: يوسف

فال تفسد صالة الفاتح مطلقا ، ألنه قراءة فال تتغير.بقصد القارئ

إذا أرتج على اإلمام في الفاتحة يجب: وقال المالكية على المأموم أن يفتح عليه على القول بأن قراءة

.الفاتحة تجب في الصالة كلها أو جلها أما على القول بأن الفاتحة تجب في جل الصالة ال في

كلها ، وحصل الرتاج بعد قراءة الفاتحة في جل الصالة ،

252

كأن يقف في ثالثة الثالثية ، أو رابعة الرباعية ، فالفتحعليه سنة ، أما صالة اإلمام فصحيحة مطلقا ، ألنه كمن

طرأ له العجز عن ركن في أثناء الصالة ، أما في غيربأن استفتح: الفاتحة فيسن الفتح عليه إن وقف حقيقة

بأن: ولم ينتقل لغير سورة ولم يكرر آية ، أو وقف حكما ردد آية ، إذ يحتمل أن يكون للتبرك أو التلذذ بها ، ويحتمل

ويكررها أو يسكت فيعلم" والله : " لالستطعام ، كقوله " .غفور رحيم " أنه ال يعلم أن بعدها

خلط آية رحمة بآية عذاب ، أو: ومن الحكمي أيضا تغييره آية تغييرا يقتضي الكفر ، أو وقفه وقفا قبيحا

فيفتح عليه بالتنبيه على الصواب ، وال سجود عليه للفتحعلى إمامه ، وأما إن انتقل إلى آية أخرى من غير

الفاتحة ، أو لم يقف فيكره الفتح عليه حينئذ وال تبطل.صالة الفاتح وال سجود عليه

وذهب الشافعية إلى أن الفتح على اإلمام مستحب ، قالإذا أرتج على اإلمام ووقفت عليه القراءة: النووي

استحب للمأموم تلقينه ، وكذا إذا كان يقرأ في موضعفسها وانتقل إلى غيره استحب تلقينه ، وإذا سها عن ذكر

فأهمله ، أو قال غيره استحب للمأموم أن يقوله جهرا: «ليسمعه ، واستدلوا بما روي عن أنس رضي هللا عنه

كان أصحاب رسول الله صلى هللا عليه وسلم يلقن» .بعضهم بعضا في الصالة

.واألخبار السابقة في مشروعية الفتح على اإلمام وال يقطع الفتح على اإلمام مواالة الفاتحة ، ألنه في

مصلحة الصالة ، فال يجب استئنافها ، وإن كان التوقف

253

في قراءة غير الفاتحة ، ألنه إعانة لإلمام على القراءة.المطلوبة

وال بد في الفتح عليه من قصد القراءة ، ولو مع الفتح ،.وإال بطلت صالة الفاتح على المعتمد

ويكون الفتح على اإلمام إذا توقف عن القراءة وسكت ،.وال يفتح عليه ما دام يردد

فإن لم يقصد القراءة بطلت صالته على المعتمد إن كانعالما ، وإال فال تبطل ، ألنها مما يخفى على العوام غالبا، والفتح مندوب عندهم ولو في القراءة الواجبة ، وفي

وفيه نظر في القراءة الواجبة في: حاشية القليوبي الركعة األولى من الجمعة ، وقياس نظائره الوجوب في

هذه ، وأنه ال يقطع مواالة الفاتحة وإن طال ، وهو.كذلك على المعتمد

إذا أرتج على اإلمام في القراءة الواجبة: وقال الحنابلة كالفاتحة لزم من وراءه الفتح عليه ، وكذا إن غلط فيالفاتحة ، لتوقف صحة صالته على ذلك ، كما يجب عليه

تنبيهه عند نسيان سجدة ونحوها من األركان الفعلية وإن عجز المصلي عن إتمام الفاتحة باإلرتاج عليه

فكالعاجز عن القيام في أثناء الصالة ، يأتي بما يقدرعليه ، ويسقط عنه ما عجز عنه ، وال يعيدها كاألمي ،فإن كان إماما صحت صالة األمي خلفه لمساواته له ،والقارئ يفارقه للعذر ويتم لنفسه ، ألنه ال يصح ائتمام

:القارئ باألمي ، هذا قول ابن عقيل ، وقال الموفق والصحيح أنه إذا لم يقدر على قراءة الفاتحة تفسد

.صالته

254

وال يفتح المصلي على غير إمامه مصليا كان أو غيره ،لعدم الحاجة إليه فإن فعل كره ولم تبطل الصالة به ،

.ألنه قول مشروع فيها ================

*فخذ:التعريف

قطعة- بكسر الخاء وتسكينها - الفخ◌ذ في اللغة - 1من أعضاء الجسم ، وهي ما فوق الركبة إلى الورك ، أوهي وصل ما بين الساق والورك ، والفخذ مؤنثة والجمع

والفخذ أيضا اسم دون القبيلة وفوق البطن ،. أفخاذ وال يخرج. وهو بهذا المعنى مذكر ، ألنه بمعنى النفر .المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:ما يتعلق بالفخذ من أحكام :وردت أحكام الفخذ في عدة مواطن منها

:العورة - أ اتفق الفقهاء على أن فخذ المرأة الحرة عورة ، - 2

:واختلفوا في اعتبار فخذ الرجل عورة فذهب جمهور الفقهاء إلى أن فخذ الرجل عورة ، ويجب

.سترها ، سواء في الصالة أو في خارجها فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي هللا عنهم

إذا أنكح: « قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم : قال أحدكم عبده أو أجيره فال ينظرن إلى شيء من عورته ،

، فإذا» فإن ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته كشف الرجل فخذه بطلت صالته عند الجمهور إال

المالكية ، فيقولون بعدم بطالن الصالة بكشف الفخذ أو.الفخذين

255

وذهب جماعة من العلماء ومن بينهم عطاء وداود ،-ومحمد بن جرير وأبو سعيد اإلصطخري من الشافعية

.إلى أن الفخذ ليس من العورة - وهو رواية أحمد كان رسول الله: « لما روت عائشة رضي هللا عنها قالت

مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه ، أو ساقيه ،فاستأذن أبو بكر رضي هللا عنه فأذن له وهو على تلكالحال فتحدث ثم استأذن عمر رضي هللا عنه فأذن له

وهو كذلك ، ثم استأذن عثمان رضي هللا عنه ، فجلسالحديث.. » رسول الله صلى هللا عليه وسلم وسوى ثيابه

أال أستحيي: « وفي آخره فقال صلى هللا عليه وسلم » .من رجل تستحيي منه المالئكة

) .عورة ( والتفصيل في مصطلح :المفاخذة - ب

يحرم على الرجل مفاخذة المرأة األجنبية ، ويجب - 3فيها التعزير ، وقد اتفق الفقهاء على أنه ال يترتب على

المفاخذة أحكام الوطء والجماع ، من وجوب الغسل ،وإفطار الصائم ، ووجوب الكفارة فيه ، وقطع التتابع في

صوم كفارة الظهار مثال ، وإفساد االعتكاف ، والحجوالعمرة به ، وصيرورة البنت ثيبا به ، ووجوب الصداق به

، وكذا العدة والرجعة واالستبراء وتحليل المطلقة ثالثاللذي طلقها ، وسقوط اإليالء عن المولي ، وثبوت بر منحلف أن يطأ وحنث من حلف أن ال يطأ ، وثبوت إحصان

الزوج به ، ووجوب حد الزنا ، وغير ذلك من المسائلالشرعية التي يشترط لثبوت أحكامها حصول الوطء ،

وهو تغييب حشفة أو قدرها من الذكر في الفرج ، فال

256

يثبت شيء من هذه األحكام بالمفاخذة وال بالمضاجعة.، وال بمقدمات الوطء األخرى

:في القصاص - ج ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب األربعة إلى - 4

وجوب القصاص في قطع الرجل من أصل الفخذ وهو.الورك ، النضباطه وإمكان المماثلة به

عدم وجوب القصاص فيها: ونقل عن بعض الشافعية واتفق الفقهاء على. إذا لم يمكن القصاص إال بإجافة

أنه ال قصاص في كسر عظم الفخذ ، لعدم الوثوقبالمماثلة ، ألن الكسر ال يدخل تحت الضبط وقد ينتج عنالقصاص به زيادة عقوبة الجاني وهو معصوم الدم ، إال

ن عاقبتم فعاقبوا بمثل: { في قدر جنايته ، قال تعالى وإفمن اعتدى: { ، وقال عز من قائل } ما عوقبتم به

} .عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم أن للمجني عليه: وصرح الشافعية والحنابلة في وجه

قطع أقرب مفصل إلى أسفل الفخذ وهو مفصل الركبة ،حكومة- عند ذلك - ألن فيه استيفاء بعض الحق ، وله

الباقي ، ألنه لم يأخذ عوضا عنها ، وهذا إذا قطعت رجله.بسبب الكسر

) .قصاص ، قود ، عظم : ( والتفصيل في مصطلحات =================

*فرج :التعريف

اسم لجمع سوآت الرجال والنساء ،: الفرج في اللغة - 1.وكذلك من الدواب ونحوها من الخلق

257

الفرج من اإلنسان يطلق على القبل: وقال الفيومي والدبر ، ألن كل واحد منفرج أي منفتح ، وأكثر استعماله

.في العرف في القبل والفرج أيضا الخلل بين الشيئين ، والثغر المخوف ،

.والعورة إن الفرج ال: قال ابن عابدين من الحنفية : واصطالحا

يشمل الدبر لغة ، وإنما يشمله حكما ، ووافقه على ذلكالحطاب من المالكية حيث صرح بأن الفرج حيث أطلقته

.العرب فال يريدون به إال القبل الفرج يطلق على القبل: قال أصحابنا : وقال النووي

.والدبر من الرجل والمرأة :األحكام المتعلقة بالفرج

أحكام خاصة في الفقه- بما يشمل القبل والدبر - للفرج :اإلسالمي منها

:الفرج عورة أجمع العلماء على أن الفرج من العورة ، بل هو - 2

.وهو عورة مغلظة . أشدها ) .عورة ( والتفصيل في مصطلح

:رطوبة فرج المرأة رطوبة فرج المرأة هي ماء أبيض متردد بين المذي - 3

وذهب جمهور الفقهاء. والعرق يخرج من فرج المرأة إلى نجاسة رطوبة الفرج الخارجة من باطنه ، ألنها حينئذ

رطوبة داخلية ، أما الخارجة من ظاهر الفرج وهو ما.يجب غسله في الغسل واالستنجاء فهي طاهرة

إلى طهارة رطوبة الفرج: وذهب أبو حنيفة والحنابلة .مطلقا

258

) .نجاسة ( والتفصيل في مصطلح :الوضوء من مس الفرج

:اختلف الفقهاء في نقض الوضوء بمس الفرج - 4فذهب المالكية والشافعية والحنابلة ، إلى أن مس الفرجبالكف في الجملة ينقض الوضوء ، لقول النبي صلى هللا

» .من مس فرجه فليتوضأ : « عليه وسلم وحديث بسرة بنت صفوان أن النبي صلى هللا عليه وسلم

» .من مس ذكره فال يصل حتى يتوضأ : « قال إذا أفضى أحدكم بيده: « وقوله صلى هللا عليه وسلم

» .إلى فرجه وليس بينهما ستر وال حجاب فليتوضأ وقد روي ذلك عن بضعة عشر صحابيا ، وهذا ال يدرك

.بالقياس ، فعلم أنهم قالوه عن توقيف .واشترطوا للنقض عدم الحائل ، للحديث

وذهب الحنفية إلى أن مس الفرج ال ينقض الوضوء ، لماأن النبي صلى هللا عليه: « روى طلق بن علي الحنفي

:وسلم سئل عن الرجل يمس ذكره بعدما يتوضأ ؟ قال » .وهل هو إال مضغة منه أو بضعة منه

من: « لكن من مس ذكره يغسل يده ندبا لحديث : قالوا أي ليغسل يده ، جمعا بينه وبين» مس ذكره فليتوضأ

» .هل هو إال مضغة منه : « قوله صلى هللا عليه وسلم ثم ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الناقض هو مسذكر الرجل وقبل المرأة ، وكذا حلقة الدبر عند الحنابلة

.وفي الجديد عند الشافعية والمراد بالفرج الذي بمسه ينتقض الوضوء عند المالكية

الذكر فقط ، فال نقض عندهم بمس المرأة فرجها إال إن

259

قبضت عليه أو أدخلت يدها فيما بين الشفرين ، فإنه.ينقض الوضوء عندهم اتفاقا

واختلف الفقهاء أيضا في نقض الوضوء بمس الفرج - 5:المقطوع أو محله

فذهب المالكية والحنابلة إلى عدم نقض الوضوء بمسالفرج المقطوع ، لذهاب حرمته ، وكذا مس محله ، ألنه

.ال يسمى فرجا واستثنى الحنابلة مس الفرج البائن من المرأة ، فإنه

.ينقض كله أو- وذهب الشافعية إلى أن مس الذكر المنفصل

ينقض الوضوء إال ما قطع في الختان ، إذ ال يقع- بعضه .عليه اسم الذكر

وأما الدبر وقبل المرأة فإن بقي اسمهما بعد قطعهمانقض الوضوء بمسهما ، وإال فال ، ألن الحكم منوط

.باالسم .وينتقض الوضوء عندهم أيضا بمس محل قطع الفرج

) .وضوء : ( والتفصيل في مصطلح :وطء الحائض والنفساء والمستحاضة في الفرج

اتفق الفقهاء على حرمة وطء الحائض والنفساء - 6ويسألونك عن المحيض قل: { في الفرج ، لقوله تعالى

ذى فاعتزلوا النساء في المحيض وال تقربوهن حتى هو أاصنعوا: « ، ولقول النبي صلى هللا عليه وسلم } يطهرن

، وألن دم النفاس ما هو إال دم» كل شيء إال النكاح حيض محتبس ألجل الحمل ، فكان حكمه حكم الحيض

.

260

واستثنى الحنابلة من به شبق ال تندفع شهوته بدون.الوطء في الفرج ، وال يجد غير الحائض

واختلف الفقهاء في جواز وطء المستحاضة في - 7:الفرج

فذهب الحنفية والمالكية والشافعية وأحمد في روايةإلى جواز وطء المستحاضة في الفرج ، لما روى عكرمة

أنها كانت مستحاضة وكان زوجها: عن حمنة بنت جحش وذهب الحنابلة إلى حرمة وطء المستحاضة إال. يجامعها

.أن يخاف العنت ) .، ووطء 26استحاضة ف : ر (

:عصب المستحاضة فرجها للصالة إذا أرادت المستحاضة الصالة غسلت فرجها قبل - 8

الوضوء وحشته بقطنة وخرقة دفعا للنجاسة وتقليال لها ،فإن كان دمها قليال يندفع بذلك وحده فال شيء عليهاغيره ، وإن لم يندفع بذلك وحده شدت مع ذلك على

.فرجها وتلجمت واألصل في ذلك قول النبي صلى هللا عليه وسلم لحمنة

أنعت لك الكرسف ،: « بنت جحش رضي هللا تعالى عنها:هو أكثر من ذلك ، فقال : فإنه يذهب الدم فقالت

» .فتلجمي :فساد الصوم بإدخال شيء في الفرج

اختلف الفقهاء في فساد الصوم بإدخال شيء في - 9الفرج أو عدم فساده ، كما اختلفوا فيما يجب في حال

:إفساد الصوم بشيء من ذلك

261

فذهب الحنفية إلى أن جماع الصائم غير الناسي فيالفرج يوجب القضاء ، وأما الكفارة فال تجب مع ذلك إال

:إذا توفرت الشروط اآلتية .أن يكون عامدا - 1.أن يكون مكلفا - 2.أن يكون مختارا - 3أن ال يطرأ عليه شيء مبيح للفطر كحيض ومرض - 4

.بغير صنعه .أن يكون قد نوى الصيام ليال -5.أن يكون الصوم في نهار رمضان -6.أن يكون أداء -7.أن يكون المفعول به آدميا فال يجب في الجن -8أن يكون مشتهى على الكمال فال كفارة بجماع بهيمة -9

أو ميتة ولو أنزل ، وبجماع الصغيرة خالف ، فاألوجه.عندهم أن ال كفارة بجماعها

.أن تتوارى الحشفة في الفرج - 10أن يكون الجماع في الفرج ، أما الجماع في الدبر - 11

فال يوجب الكفارة فيما رواه الحسن عن أبي حنيفة ،لقصور الجناية ، ألن المحل مستقذر ومن له طبيعة

سليمة ال يميل إليه ، وفيما روى أبو يوسف عنه تجب.وهو األصح : الكفارة في الدبر ، قال الزيلعي

.وهو الصحيح : وقال ابن عابدين وتجب الكفارة على المرأة إذا جامعها صبي أو مجنون ،

وإذا أدخلت في فرجها عودا أو أصبعا أو نحوهما ، أوأدخل رجل أو امرأة نحو ذلك في دبرهما ، فإن كاناألصبع مبتلة أو غيب العود ونحوه في الفرج أو الدبر

262

فسد الصوم ، أما إذا كانت األصبع يابسة أو بقي طرفالعود أو نحوه خارج الفرج أو الدبر فال يفسد الصوم ،

لو أدخلت الصائمة أصبعها في فرجها أو: قال الزيلعي دبرها ال يفسد على المختار ، إال أن تكون مبلولة بماء أو

دهن وذهب المالكية إلى أن كل ما يصل إلى جوف الصائم

عن طريق الفرج أو الدبر يفسد الصيام الواجب والتطوع، ويوجب القضاء والكفارة ، سواء كان ذلك بجماع أو

:غيره إذا توفرت فيه الشروط التالية أن يكون الجماع موجبا للغسل ، فوطء الصغيرة - 1

التي ال تطيق الوطء ال قضاء فيه وال كفارة إذا لميحصل منه مني وال مذي ، وال قضاء وال كفارة كذلك

.على امرأة وطئها صبي ولم تنزل .أن يكون متعمدا - 2.أن يكون مختارا - 3أن يكون عالما بحرمة الموجب الذي فعله ، وال - 4

.يشترط أن يعلم وجوب الكفارة عليه أن يكون الصوم الذي أفسده في رمضان الحاضر ، -5

وال تجب الكفارة ، في أضداد هذه الشروط ومحترزاتها ،.وإنما يجب القضاء

وذهب الشافعية إلى أنه لو وصل إلى جوف الصائمشيء عن طريق الفرج أو الدبر بطل صومه ، قال

لو أدخل الرجل أصبعه أو غيرها دبره أو أدخلت: النووي بطل الصوم... المرأة أصبعها أو غيرها دبرها أو قبلها

وينبغي للصائمة: قال أصحابنا : باتفاق أصحابنا ، ثم قال أن ال تبالغ بأصبعها في االستنجاء ، فالذي يظهر من

263

فرجها إذا قعدت لقضاء الحاجة له حكم الظاهر فيلزمهاتطهيره وال يلزمها مجاوزته ، فإن جاوزته بإدخال أصبعهازيادة عليه بطل صومها ، وال كفارة عندهم إال على من

بطل صومه بجماع أثم به في نهار رمضان بسبب الصوم، فال كفارة على ناس أو مكره أو جاهل التحريم ، وال

على مفسد غير رمضان ، أو بغير الجماع ، وال علىمسافر جامع بنية الترخص ، وكذا بغيرها في األصح ،وال على من ظن الليل فبان نهارا ، وال على من جامعبعد األكل ناسيا وظن أنه أفطر به ، وال على من زنى

.ناسيا يجب القضاء والكفارة بالجماع في الفرج: وعند الحنابلة

في نهار رمضان ، سواء أنزل أو لم ينزل ، أو كانالجماع دون الفرج وأنزل عامدا أو ساهيا مختارا أو

أن الجماع دون: مكرها ، وفي رواية أخرى عن أحمد الفرج وإذا اقترن به اإلنزال فال كفارة فيه ، وظاهر

أن من جامع ناسيا كالعامد في وجوب: المذهب .الكفارة

وال فرق بين الجماع في القبل أو الدبر من ذكر أو أنثى.في وجوب الكفارة

واختلف في الوطء في فرج البهيمة ، فذكر القاضي أنهموجب للكفارة ، ألنه وطء في فرج موجب للغسل

مفسد للصوم فأشبه وطء اآلدمية ، وذكر أبو الخطاب أنهال تجب به الكفارة ، ألنه ال نص فيه ، ومخالف لوطء

اآلدمية في إيجاب الحد على إحدى الروايتين وفي كثير.من أحكامه

264

وال فرق بين كون الموطوءة زوجا أو أجنبية أو كبيرة أوصغيرة ، ويفسد صوم المرأة ويجب عليها القضاء دون

الكفارة بإدخال أصبعها أو أصبع غيرها في فرجها ،.وقال بعض الحنابلة ال يفسد صومها إال باإلنزال

:نظر كل من الزوجين إلى فرج اآلخر ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى جواز نظر كل - 10

من الزوجين إلى فرج اآلخر مطلقا ، لما روى بهز بنيا رسول الله: قلت : حكيم عن أبيه عن جده قال

احفظ عورتك إال: « عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ، قال ، وألن الفرج محل» من زوجك أو ما ملكت يمينك

.االستمتاع ، فجاز النظر إليه كبقية البدن لكن صرح الحنفية والحنابلة بأن األولى أدبا ترك النظر

إذا أتى: « إلى الفرج ، لقول النبي صلى هللا عليه وسلم ، ولقول» أحدكم أهله فليستتر وال يتجرد تجرد العيرين

ما نظرت أو ما رأيت فرج: « عائشة رضي هللا عنها :وفي لفظ قالت » رسول الله صلى هللا عليه وسلم قط

ما رأيته من رسول الله صلى هللا عليه وسلم وال رآه« » .مني

وذهب الشافعية إلى كراهة نظر كل من الزوجين الفرجمن اآلخر ومن نفسه بال حاجة ، لحديث عائشة ، وتشتد

إنه ال يكره: الكراهة بالنظر إلى باطن الفرج ، وقالوا .النظر في حالة الجماع بل يجوز

:لمس فرج الزوجة اتفق الفقهاء على أنه يجوز للزوج مس فرج زوجته - 11

.

265

سأل أبو يوسف أبا حنيفة عن الرجل: قال ابن عابدين يمس فرج امرأته وهي تمس فرجه ليتحرك عليها هل

.ال ، وأرجو أن يعظم األجر : ترى بذلك بأسا قال قد روي عن مالك أنه قال ال بأس أن: وقال الحطاب

ينظر إلى الفرج في حال الجماع ، وزاد في روايةويلحسه بلسانه ، وهو مبالغة في اإلباحة ، وليس كذلك

.على ظاهره يجوز للزوج كل تمتع منها: وقال الفناني من الشافعية

.بما سوى حلقة دبرها ، ولو بمص بظرها وصرح الحنابلة بجواز تقبيل الفرج قبل الجماع ، وكراهته

.بعده :إتيان الزوجة في دبرها

.اتفق الفقهاء على حرمة إتيان الزوجة في دبرها - 12إن الله ال يستحيي: « لقول النبي صلى هللا عليه وسلم

» .من الحق ، فال تأتوا النساء في أدبارهن ) .وطء ( وتفصيل ذلك في مصطلح

:أثر النظر إلى الفرج في التحريم ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم حرمة - 13

المصاهرة بالنظر إلى الفرج ، وانفرد الحنفية بالقولبثبوت حرمة المصاهرة بالنظر إلى الفرج بشهوة ، وعلىذلك فلو نظرت المرأة إلى ذكر رجل بشهوة ، أو نظر هو

إلى فرجها بشهوة تعلقت بهما حرمة المصاهرة ما لمينزل ، فلو أنزل فال حرمة ، ألن النظر مؤد إلى الجماع

فإذا أنزل علم أنه لم يؤد إليه فال. غالبا فأقيم مقامه حرمة ، وللشرع مزيد اعتناء في حرمة األبضاع ، ومن

ذلك أنه أقام شبهة البعضية بسبب الرضاع مقام حقيقتها

266

في إثبات الحرمة دون سائر األحكام من التوارث ، ومنعأداء الزكاة ، ومنع قبول الشهادة ، فأقيم السبب الداعي

.مقام المدعو احتياطا والمعتبر عندهم النظر إلى الفرج الداخل ، وال يتحقق

ذلك إال عند اتكاء المرأة ، وهو ظاهر الرواية ، وعن أبي.النظر إلى منابت الشعر محرم : يوسف

.أن ينظر إلى الشق : وقال محمد ووجه ظاهر الرواية أن هذا حكم تعلق بالفرج ،

والداخل فرج من كل وجه ، والخارج فرج من وجه ، وأناالحتراز عن النظر إلى الفرج الخارج متعذر فسقط

.اعتباره :فسخ النكاح بعيب الفرج

ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى ثبوت الخيار - 14في النكاح لكل من الزوجين بعيب من عيوب الفرج

كالقرن والرتق والعفل للمرأة ، والجب والخصاء والعنةأن ابن سند تزوج امرأة: للرجل ، فعن سليمان بن يسار

:ال ، قال : أعلمتها ؟ قال : وهو خصي ، فقال له عمر أعلمها ثم خيرها وألنه عيب يمنع الوطء الذي هو

.مقصود النكاح وذهب الحنفية إلى أنه ليس لواحد من الزوجين خيارفسخ النكاح بعيب في فرج اآلخر ، وهو قول عطاءوالنخعي وعمر بن عبد العزيز وأبي زياد وأبي قالبة

.وابن أبي ليلى واألوزاعي والثوري .ال ترد الحرة بعيب : وروي عن علي قوله

.ال ينفسخ النكاح بعيب : وعن ابن مسعود

267

وللزوجة عند الحنفية طلب التفريق لعيب في فرج زوجها، وهو العنة والخصاء والجب ، وليس ذلك للزوج ، ألن

.الطالق بيده ) .94، 93طالق ف ( والتفصيل في مصطلح

:النظر إلى الفرج ألجل التداوي اتفق الفقهاء على جواز النظر للتطبيب إلى موضع - 15

المرض ، حتى وإن كان في موضع الفرج ، وال بد أنيكون النظر حينئذ بقدر الضرورة ، إذ الضرورات تقدر

إذا كان: وقال ابن عابدين نقال عن الجوهرة . بقدرها المرض في سائر بدنها غير الفرج يجوز النظر إليه عند

الدواء ، ألنه موضع ضرورة ، وإن كان في موضع الفرجفينبغي أن تعلم امرأة تداويها ، فإن لم توجد وخافوا

عليها أن تهلك أو يصيبها وجع ال تحتمله يستروا منها كلشيء إال موضع العلة ثم يداويها الرجل ويغض بصره ما

.استطاع إال عن موضع الجرح ، وينبغي هنا للوجوب ويشترط عدم امرأة يمكنها: وقال الشربيني الخطيب

تعاطي ذلك من امرأة وعكسه ، وأن ال يكون ذميا معأن ال تكون: وجود مسلم ، وقياسه ما قال األذرعي

كافرة أجنبية مع وجود مسلمة على األصح ، ولو لم نجدلعالج المرأة إال كافرة ومسلما فالظاهر كما قال

األذرعي أن الكافرة تقدم ، ألن نظرها ومسها أخف من.الرجل

ولطبيب نظر ولمس ما تدعو الحاجة: وفي كتب الحنابلة .إلى نظره ولمسه حتى فرجها ، وظاهره ولو ذميا

:دية الفرج

268

اتفق الفقهاء على أن في الذكر أو الحشفة دية - 16كاملة وفي شفر فرج المرأة نصف الدية ، وفي الشفرين

.دية كاملة كما تجب الدية كاملة في إفضاء المرأة عند جمهور

.الفقهاء .في اإلفضاء ثلث الدية : وقال الحنابلة

) .51، 40، 38ديات ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح :الختان

قطع الجلدة التي تغطي: الختان في الرجل - 17الحشفة ، بحيث تنكشف الحشفة كلها ، وفي المرأة

ويسمى خفاضا قطع ما ينطلق عليه االسم من الجلدة.التي كعرف الديك فوق مخرج البول

وهو سنة عند الحنفية والمالكية في الرجال ، مكرمة فيالنساء ، وقيل هو سنة عند الحنفية في النساء أيضا ،

وواجب عند الشافعية في الصحيح والحنابلة في الرجال ) .3، 2ختان ف ( والنساء والتفصيل في مصطلح

:األصل في األبضاع التحريم من القواعد الفقهية المقررة قاعدة أن األصل في - 18

.األبضاع التحريم فإذا تقابل في المرأة حل وحرمة غلبت الحرمة ، ولهذا ال

يجوز التحري في الفروج كما يقول ابن نجيم ، وهوعبارة عن طلب الشيء بغالب الرأي عند تعذر الوقوف

ولهذا امتنع االجتهاد فيما: قال السيوطي . على حقيقته إذا اختلطت محرمة بنسوة قرية محصورات ، ألنه ليس

أصلهن اإلباحة حتى يتأيد االجتهاد باستصحابه ، وإنما جاز

269

النكاح في صورة غير المحصورات رخصة من الله لئال.ينسد باب النكاح عليه

إذا طلق إحدى نسائه بعينها: وفي مبسوط السرخسي ثالثا ثم نسيها ، وكذلك إن متن كلهن إال واحدة لم يسعه

.أن يقربها حتى يعلم أنها غير المطلقة وصرح ابن نجيم بأن هذه القاعدة إنما هي فيما إذا كان

في المرأة سبب محقق للحرمة ، فلو كان في الحرمةشك لم يعتبر ، ولذا قالوا لو أدخلت المرأة حلمة ثديها

في فم رضيعة ووقع الشك في وصول اللبن إلى جوفها.لم تحرم ، ألن في المانع شكا

=================*فرض

:التعريف :من فرضت الشيء أفرضه فرضا : الفرض لغة - 1

.أوجبته وألزمت به فرض القاضي: ويأتي الفرض بمعنى التقدير ، فيقال

قدرها ، والفرض كل شيء: النفقة فرضا بمعنى تفرضه ، فتوجبه على إنسان بقدر معلوم ، واالسم

.الفريضة عرف الحنفية الفرض بأنه ما عرف وجوبه: واصطالحا

بدليل قطعي موجب للعلم والعمل قطعا ، أما ما عرف.وجوبه بدليل ظني فهو الواجب عندهم

:الفرق بين الفرض والواجب الفرض والواجب عند الجمهور بمعنى واحد إال في - 2

.الحج

270

ويدور اللفظان عندهم على معنى الثبوت والتقدير مطلقا.، وهو أعم من أن يثبت بدليل قطعي أو ظني

وذهب الحنفية وأحمد في رواية إلى التفريق بينالفرض والواجب ، فمدار الفرض عندهم لغة على

القطع ، وشرعا على ما ثبت بدليل موجب للعلم قطعامن الكتاب أو السنة المتواترة أو اإلجماع ، ومدار الواجب

عندهم لغة على السقوط واللزوم ، وشرعا على مايكون دليله موجبا للعلم ، فيثبت الواجب عندهم بدليل

.ظني ويظهر أثر التفريق بين الفرض والواجب عند الحنفية في

أن جاحد الفرض كافر ، ألنه أنكر ما وجب عليه اعتقادفرضيته قطعا ، وال يكفر جاحد الواجب ، ألن دليله ال

يوجب االعتقاد ، وإنما يوجب العمل ، ولذا يفسق تاركه ،ومثال األول الصلوات الخمس ، فإنها فرض علمي

وعملي ، ومثال الثاني صالة الوتر عند أبي حنيفة فهيفرض عمال ، واجب اعتقادا ،: فرض عملي ، ويقال له

.وسنة ثبوتا وللتفصيل انظر الملحق األصولي

:تقسيم الفرض بحسب المكلف به فرض كفاية: ينقسم الفرض باعتبار المكلف به إلى - 3

.، وفرض عين فهو ما يقصد حصوله من غير نظر: أما فرض الكفاية

بالذات إلى فاعله ، فهو واجب على الكل ، ويسقط.الوجوب بفعل البعض ، ويأثم الكل بتركه

.فهو المنظور بالذات إلى فاعله : وأما فرض العين

271

صالة: وذكر العلماء من أمثلة فرض الكفاية الديني الجنازة ، واألمر بالمعروف ، وإقامة الحجج والبراهين

القاطعة على إثبات الصانع ، وإثبات النبوات ، واالشتغالبعلوم الشرع من تفسير وحديث وفقه ، وتولي القضاء

.واإلفتاء الحرف والصنائع ،: ومن أمثلة فرض الكفاية الدنيوي

.وما به قوام العيش كالبيع والشراء وذكر العلماء جملة من الفروق بين فرض الكفاية - 4

:وفرض العين وهي أن فروض الكفاية أمر كلي تتعلق بها مصالح دينية- أ

ودنيوية ال ينتظم األمر إال بحصولها ، فقصد الشارعتحصيلها ، وال يقصد تكليف اآلحاد وامتحانهم بها ، بخالففروض األعيان فإن الكل مكلفون بها ممتحنون بتحصيلها

.المصلحة من فروض األعيان تتكرر بتكررها- ب

كالصالة مثال ، فإن مصلحة الخضوع لله تعالى والتذللتتكرر كلما تكررت الصالة ، فشرع هذا القسم على

أما المصلحة من فروض. األعيان تكثيرا للمصلحة الكفاية فال تتكرر بتكررها ، كإنقاذ الغريق فإن النازل

إلى البحر بعد إنقاذه ال يحصل شيئا من المصلحة ،فجعله الشارع على الكفاية نفيا للعبث في األفعال ،

.ككسوة العريان وإطعام الجوعان أن فرض العين يلزم بالشروع إال لعذر باتفاق- ج

الفقهاء ، وكذلك فرض الكفاية خالفا للشافعية ، فاليلزم فرض الكفاية بالشروع إال في الجهاد والجنازة

.والحج تطوعا عندهم فإنه ال يقع إال فرض كفاية

272

أن من ترك فرض عين أجبر عليه وفي فرض- د الكفاية خالف كما في تولي القضاء وكفالة اللقيط

.وغيرها :المفاضلة بين فرض العين وفرض الكفاية

ذهب أبو إسحاق اإلسفراييني وإمام الحرمين إلى أن - 5للقيام بفرض الكفاية أفضلية على القيام بفرض العين

من حيث إن في أدائه إسقاطا للحرج عن نفسه وعن.المسلمين

وذهب ابن عابدين والجالل المحلي في شرحه علىجمع الجوامع إلى أن القيام بفرض العين أفضل ، لشدة

اعتناء الشارع به بقصد حصوله من كل مكلف ، وألنهمفروض حقا للنفس فهو أهم عندها وأكثر مشقة ،ونقل العطار في حاشيته من كالم اإلمام الشافعي

إن قطع الطواف: واألصحاب ما يؤيد ذلك ، فقد قالوا المفروض لصالة الجنازة مكروه ، وعللوه بأنه ال يحسن

ترك فرض العين لفرض الكفاية ، فإذا ازدحم فرضالكفاية وفرض العين في وقت واحد ال يسع إال أحدهما

وجب تقديم فرض العين إال إذا كان له بدل ، كما فيلو: سقوط الجمعة ممن له قريب يمرضه ، بل قالوا

اجتمع جنازة وجمعة وضاق الوقت قدمت الجمعة علىالمذهب ، وقدم الشيخ أبو محمد الجنازة ألن للجمعة

.بدال وإن كان في الوقت متسع فيقدم فرض الكفاية ، كما لو

اجتمع كسوف وفرض ، ولم يخف فوت الفرض ، قدمالكسوف كي ال يفوت ، وكذلك يقدم إنقاذ الغريق على

273

إتمام الصوم في حق صائم ال يتمكن من إنقاذه إال.باإلفطار لخوف الفوات

.وتفصيل ذلك في الملحق األصولي ====================

*فم :التعريف

فتحة ظاهرة في الوجه وراءها: الفم من اإلنسان - 1.تجويف يحتوي على جهازي المضغ والنطق

فم: ويستعمل لغير اإلنسان والحيوان مجازا ، فيقال .أوله : لمدخل الماء ، وفم الوادي : القربة وفم الترعة

الفم هو الوعاء الكلي ألعضاء الكالم في: وفي الكليات اإلنسان ، والتصويت في سائر الحيوانات المصوتة ،

.والشفتان غطاؤه :األحكام المتعلقة بالفم

:يتعلق بالفم من األحكام الفقهية ما يأتي :غسل الفم في الوضوء والغسل - أ وهو ما يظهر- اتفق الفقهاء على أن ظاهر الشفتين - 2

جزء من الوجه ، ومن ثم يجب غسله- عند انضمامهما .في الوضوء والغسل

واختلفوا في وجوب غسل باطن الفم في الوضوء:والغسل

-الحنفية والمالكية والشافعية - فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه ال يجب غسل باطن الفم في الوضوء ، بل يسن

وذلك في المضمضة وكذا الحكم في الغسل عند-وقال الحنفية بفرضية غسل الفم . المالكية والشافعية

.في الغسل - المضمضة

274

وذهب الحنابلة إلى أن الفم من الوجه ، فتجبالمضمضة في الوضوء والغسل لما روت عائشة رضي

: «هللا تعالى عنها أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال » .المضمضة واالستنشاق من الوضوء الذي ال بد منه

إذا توضأت: « وفي حديث لقيط بن صبرة رضي هللا عنه » .فمضمض

:تغطية الفم في الصالة - ب اتفق الفقهاء على كراهة التلثم في الصالة ، لحديث - 3

أن رسول الله صلى: « أبي هريرة رضي هللا تعالى عنه » .هللا عليه وسلم نهى أن يغطي الرجل فاه في الصالة

.والتلثم عند الشافعية هو تغطية الفم .هو تعطية الفم واألنف : وقال الحنفية والحنابلة

.وهو عند المالكية ما يصل آلخر الشفة السفلى :تقبيل الفم - ج اتفق الفقهاء على كراهة تقبيل الفم ، سواء في - 4

.ذلك الرجل مع الرجل ، أو المرأة مع المرأة .ألنه قل أن يقع كرامة : قال الحنابلة

والكراهة عند الحنفية كراهة تحريمية ، وذلك عندمايكون عن شهوة ، أما إن كان على وجه المبرة واإلكرام

.فجائز .ومنع الحنابلة أن يقبل الرجل محارمه على الفم مطلقا

ومنعه الشافعية أيضا إن كان بال حاجة وال شفقة ،.وأجازوه إن كان لهما

وأجاز المالكية تقبيل ابنته أو أخته أو أمه فمه إذا قدممن سفره ، أما تقبيل الزوج فم زوجته والعكس فجائز

.باالتفاق

275

==================*فقير

:التعريف الفقير في اللغة ضد الغني ، وهو من قل ماله ، - 1

.والفقر ضد الغنى من ال: وفي االصطالح عرفه الشافعية والحنابلة بأنه

يملك شيئا ألبتة ، أو يجد شيئا يسيرا من مال أو كسب ال.يقع موقعا من كفايته

بأنه من يملك دون نصاب من المال: وعرفه الحنفية .النامي ، أو قدر نصاب غير نام مستغرق في حاجته

بأنه من يملك شيئا ال يكفيه قوت عامه: وعرفه المالكية .

:األلفاظ ذات الصلة :المسكين

.من ال يملك شيئا : المسكين عند الحنفية والمالكية - 2من قدر على مال أو كسب يقع موقعا: وعند الشافعية

.من كفايته وال يكفيه .إن الفقير والمسكين صنف واحد : وقال قوم

من يجد معظم الكفاية أو نصفها من: وعند الحنابلة .كسب أو غيره

والصلة بينهما أن كال من الفقير والمسكين اسم ينبئ عن.الحاجة ، وأن كليهما من مصارف الزكاة والصدقات

:ما يتعلق بالفقير من أحكام :الفقير الذي تعطى له الزكاة

يشترط في الفقير الذي تعطى له الزكاة الشروط - 3:اآلتية

276

فال يجوز صرف الزكاة إلى كافر باتفاق: اإلسالم - أ خذها من: « الفقهاء ، لحديث معاذ رضي هللا عنه

أمر عليه الصالة والسالم» أغنيائهم وردها في فقرائهم بوضع الزكاة في فقراء من يؤخذ منهم ، وهم

.المسلمون ، فال يجوز في غيرهم أما ما سوى الزكاة من صدقة الفطر ، والكفارات والنذور:فقد اختلف الفقهاء في جواز صرفها لفقراء أهل الذمة فذهب الجمهور إلى أنه ال يجوز صرفها إلى فقراء أهل

الذمة ، ألن فقيرهم كافر فلم يجز الدفع إليه كفقراءأهل الحرب

وذهب أبو حنيفة ومحمد بن الحسن إلى جواز صرفهاإن الله سبحانه وتعالى: إلى فقراء أهل الذمة ، وقاال

ن تخفوها: { قال إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإ، من غير فصل بين} وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم

فقير وفقير ، وعموم هذا النص يقتضي جواز صرفالزكاة إليهم ، إال أنه خص منه زكاة المال ، لحديث معاذ

المتقدم ، وألن صرف الصدقة إلى أهل الذمة من بابال: { إيصال البر إليهم ، وما نهينا عن ذلك ، قال تعالى ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم

ليهم إن الله ن تبروهم وتقسطوا إ يخرجوكم من دياركم أ، وظاهر هذا النص جواز صرف} يحب المقسطين

الزكاة إليهم ، ألنه بر بهم ، إال أن البر بطريق زكاة المالغير مراد ، لحديث معاذ ، فيبقى غيرها من طرق البر

كفارة ، ونذر: ( وتفصيل ذلك في مصطلحي . بهم جائزا . (

277

أن ال يكون من بني هاشم ، لما روي عن رسول- ب إن الصدقة ال: « الله صلى هللا عليه وسلم أنه قال

» .تنبغي آلل محمد ، إنما هي أوساخ الناس أن ال يكون رقيقا ، ولو كان سيده فقيرا ، ألن نفقته- ج

واجبة على سيده فهو غني بغناه ، إال المكاتب فإنه.يعطى له

أن ال يكون مكفيا بنفقة قريب ، أو زوج ، وفي ذلك- د .خالف للحنفية

) .61زكاة ف : ( وللتفصيل انظر مسكن الفقير وثيابه وإن كانت: وال يمنع الفقر - 4

للتجمل ، وخادمه الذي يحتاج إليه ، وماله الغائب فيمرحلتين ، وكسب ال يليق به ، وكتب العلم إن كان منأهله ، ألن هذه األشياء من الحوائج الالزمة التي ال بد

.لإلنسان منها وطالب العلم الذي يمنعه الكسب عن طلب العلم فقير ،فتعطى له الزكاة ، ويترك الكسب لتعدي نفعه وعمومه ،بخالف من تفرغ للعبادة والنوافل ، فال تعطى له الزكاة

.لقصور نفعها عليه ، فيجب عليه االكتساب وتركها ، زكاة ف 4طالب علم ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح

162. ( الزمانة ، وال: وال يشترط في الفقير ليعطى الزكاة

.التعفف عن المسألة ) .178 - 177زكاة ف : ( والتفصيل في مصطلح :القدر المعطى للفقير

278

ذهب المالكية والحنابلة في المذهب وهو قول عند - 5الشافعية إلى أن الفقير يعطى من الزكاة الكفاية له

.ولمن يعوله عاما كامال وذهب الشافعية في األصح المنصوص والحنابلة فيرواية إلى أن الفقير يعطى ما تحصل به الكفاية على

.الدوام وذهب الحنفية إلى أن من ال يملك نصابا زكويا يدفع إليهأقل من مائتي درهم أو تمامها ، ويكره إعطاؤه أكثر من

ذلك ) .164زكاة ف : ( والتفصيل في مصطلح

:تحمل الفقير في الدية الواجبة على العاقلة ال يجب على الفقير المشاركة فيما تحمله العاقلة من - 6

.الديات ألن العقل مواساة ، وال مواساة على فقير ) .6عاقلة ف : ر (

:تحمل الفقير نفقة األقارب األصل في وجوب نفقة القريب قدرة من تجب عليه - 7

النفقة ، بأن يكون غنيا أو فقيرا قادرا على الكسب الذي.يوفر حاجته ويزيد بمقدار النفقة

) .نفقة : ( والتفصيل في مصطلح :ثبوت استحقاق الزكاة بالفقر

إن علم حال اإلنسان ، وأنه فقير صرف له الزكاة ، - 8وإن لم يعلم تحرى دافع الزكاة في أمره ، فإن لم يعلم

بحاله ، وادعى فقرا وهو ممن ال يعرف بالغنى قبلقوله ، ويصرف له الزكاة بال بينة وال يمين ، ألن األصل

استصحاب الحال السابقة ، والظاهر صدقه ، ولعسر.إقامة البينة على ذلك

279

) .165زكاة ف : ( والتفصيل في مصطلح =================

*فوات :التعريف

:مصدر فات األمر يفوته فوتا وفواتا : الفوات لغة - 1فاتني: ذهب عنه ، ويطلق أيضا بمعنى السبق ، تقول

.أي سبقني به : فالن بكذا هو خروج العمل المطلوب شرعا: وفي اصطالح الفقهاء

.عن وقته المحدد له شرعا فائت الحج هو الذي أحرم به ثم فاته: وقال الحنفية

.الوقوف بعرفة ولم يدرك شيئا منه :األلفاظ ذات الصلة

:األداء - أ اإليصال ، وفي اصطالح الجمهور من: األداء لغة - 2

كل ما: األداء فعل بعض ، وقيل : األصوليين والفقهاء .دخل وقته قبل خروجه واجبا كان أو مندوبا

.األداء تسليم عين ما ثبت باألمر : وعند الحنفية ولم يعتبر في التعريف التقييد بالوقت ليشمل أداء الزكاة

واألمانات ، والمنذورات والكفارات ، كما أنه يعم فعل.الواجب والنفل

.واألداء خالف الفوات :القضاء - ب

قضيت: األداء يقال : من معاني القضاء في اللغة - 3فإذا قضيتم: { أديته ، قال تعالى : الحج والدين

.، أي أديتموها ، فالقضاء هنا بمعنى األداء } مناسككم

280

واستعمل العلماء القضاء في العبادة التي تفعل خارجوقتها المحدود شرعا ، واألداء إذا فعلت في الوقت

المحدود ، وهو مخالف للوضع اللغوي لكنه اصطالح.والفوات يكون سببا للقضاء . للتمييز بين الوقتين

:اإلحصار - ج .المنع : اإلحصار في اللغة - 4

.هو المنع من إتمام أركان الحج أو العمرة : واصطالحا .واإلحصار سبب للفوات

:اإلفساد - د .ضد اإلصالح : اإلفساد لغة - 5

جعل الشيء فاسدا ، سواء وجد صحيحا ثم: واصطالحا طرأ عليه المفسد ، كما لو انعقد الحج صحيحا ثم طرأ

عليه ما يفسده ، كالجماع قبل الوقوف بعرفة ، أو وجد.الفساد مع العقد ، كبيع الطعام قبل قبضه

.واإلفساد قد يكون سببا للفوات :ما يحصل به الفوات في العبادات

العبادات المحددة بوقت تفوت بذهاب الوقت المحدد - 6أي تصبح دينا ثابتا في- لها من غير أداء ، وتتعلق بالذمة

.إلى أن تقضى - الذمة ) .7أداء ف : ر : ( وللتفصيل

كالكفارات ، والنذور: العبادات الواجبة المطلقة -7المطلقة اختلفوا في وقت وجوب أدائها ، هل هو علىالفور ، أو على التراخي ، لكن الجميع متفقون على أن

وجوب األداء يتضيق في آخر عمره في زمان يتمكن فيه.من األداء قبل موته ، والمراد أن ذلك بحسب غالب ظنه

281

) .8أداء ف : ر : ( وللتفصيل .وهذا يعني أن الواجب المطلق يفوت المكلف بوفاته

:فوات الحج :اختص الحج بأن لفواته حالين - 8

وفاة من وجب عليه الحج قبل أدائه ، وذلك: األولى .سواء على القول بوجوبه على التراخي ، أو على الفور

أن يحرم بالحج ثم يفوته الوقوف بعرفة بحيث ال: الثانية يدرك شيئا منه في وقته المحدد ومكانه المحدد ، ولو

ساعة لطيفة ، أي أدنى فترة من الزمن ، وهو المراد من" .فاته الحج " أو " فوات " إطالقهم

) .123حج ف : ر : ( وللتفصيل واألصل في الحكم بفوات الحج بفوات الوقوف -9

الحج عرفة من: « بعرفة هو قوله صلى هللا عليه وسلم » .جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج

:واالستدالل به من وجهين : قال الكاساني أنه جعل الحج الوقوف بعرفة ، فإذا وجد فقد: أحدهما

وجد الحج ، والشيء الواحد في زمان واحد ال يكون.موجودا وفائتا

أنه جعل تمام الحج الوقوف بعرفة ، وليس: والثاني المراد منه التمام الذي هو ضد النقصان ، ألن ذلك ال

يثبت بالوقوف وحده ، فيدل على أن المراد منه الخروج.عن احتمال الفوات

من وقف بعرفات بليل: « وقوله صلى هللا عليه وسلم فقد أدرك الحج ، ومن فاته عرفات بليل فقد فاته الحج ،

» .فليحل بعمرة ، وعليه الحج من قابل

282

وبذلك ثبتت اآلثار عن الصحابة ، فعن ابن عمر رضي هللامن لم يدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد: عنهما قال

فاته الحج ، فليأت البيت فليطف به سبعا ويطوف بينالصفا والمروة سبعا ، ثم ليحلق أو يقصر إن شاء ، وإن

كان معه هديه فلينحره قبل أن يحلق ، فإذا فرغ من.طوافه وسعيه فليحلق أو يقصر ثم ليرجع إلى أهله

وعن سليمان بن يسار أن أبا أيوب األنصاري رضي هللاعنه خرج حاجا ، حتى إذا كان بالنازية من طريق مكةضلت راحلته ، فقدم على عمر بن الخطاب رضي هللا

اصنع كما: عنه يوم النحر فذكر ذلك له ، فقال له عمر .يصنع المعتمر ثم قد حللت

.كما روي غير ذلك من اآلثار عن الصحابة أجمعوا على أن الوقوف بعرفة ركن من: قال ابن رشد

.أركان الحج ، وأنه من فاته فعليه حج من قابل وأما العمرة فإنها ال تفوت بعد اإلحرام بها باإلجماع ،

.ألنها غير مؤقتة ، إنما تفوت بفوات العمر ) .عمرة : ر (

:تحلل من فاته الحج لما كان للحج وقت محدد من العام ال يؤدى في - 10

غيره ، وال يكون الحج في العام إال مرة واحدة ، ولماكان اإلحرام بالحج له وقت معين ، وله محظورات يجباجتنابها ، ويشق تحملها زمنا طويال ، فقد شرع لمن فاته

الحج بفوات الوقوف بعرفة أن يتحلل بأعمال العمرةمن إحرامه باتفاق العلماء على ذلك ، سواء كان الحجفرضا أو نفال ، صحيحا أو فاسدا ، وسواء كان الفوات

.بعذر أو بغير عذر

283

وهذا التحلل واجب عند الحنفية والشافعية ، حتى إنه لوبقي محرما إلى العام القادم وصابر اإلحرام ، فحج بذلك

.اإلحرام لم يصح حجه :واستدلوا على هذا بما سبق من األدلة واآلثار حتى قيل

.هو إجماع الصحابة وألن موجب إحرام حجه تغير شرعا بالفوات ، فال يترتب

.عليه غير موجبه وعلل الشافعية ذلك بأنه لئال يصير محرما بالحج في غير

.أشهره وذهب المالكية والحنابلة إلى أن من فاته الحج مخير ،

إن شاء بقي على إحرامه للعام القابل ، وإن شاء تحلل.، والتحلل أفضل مطلقا حسب ظاهر الحنابلة

إن دخل مكة أو قاربها فاألفضل له: وقال المالكية التحلل ، وكره إبقاء إحرامه ، فإن هذا محله ، وإن كانبعيدا عنها فيخير بين البقاء على اإلحرام واإلحالل على

واستدلوا على هذا التخيير بما قاله ابن قدامة. حد سواء إن تطاول المدة بين اإلحرام وفعل النسك ال يمنع:

.إتمامه كالعمرة ، والمحرم بالحج في غير أشهره :كيفية تحلل من فاته الحج

يظل الحاج الذي فاته الوقوف بعرفة على إحرامه ، - 11واجتناب محظوراته ومراعاة أحكامه وتلبيته ، حتى يتحلل

.من إحرامه ويحصل التحلل لمن فاته الحج بالطواف والسعي وحلق

الرأس أو تقصيره ، باتفاق الجميع ، وهذه هي أفعالالعمرة

لكن هل هذه األفعال هي عمرة حقيقية أم ال ؟ - 12

284

ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى أنها أفعال عمرةأفعال: " ، وليست عمرة حقيقية ، لذلك عبروا بقولهم

وال ينقلب إحرامه" وبعمل عمرة " كما ذكرنا " عمرة عمرة ، بل إن إحرامه بالحج باق إلى أن يتحلل بأفعال

.العمرة كما ذكرنا .وهذا مروي عن أحمد ، وبه قال ابن حامد من الحنابلة ومذهب الحنابلة أنه يجعل إحرامه بعمرة ، وهذا ظاهركالم الخرقي ، ونص عليه أحمد واختاره أبو بكر ، وهو.قول أبي يوسف من الحنفية أنه ينقلب إحرامه بعمرة

واستدل الجمهور باآلثار الواردة عن الصحابة ، وفيها:اصنع كما يصنع المعتمر ، ويذكرون األعمال : قولهم

.الطواف والسعي والحالق ، ولم يسموها عمرة وبأنه أحرم بالحج ال بالعمرة حقيقة ، واعتبار الحقيقةأصل في الشرع ، فالقول بانقالب إحرام الحج إحرام

:عمرة تغيير للحقيقة من غير دليل ، أو كما قال الرملي ألن إحرامه انعقد بنسك فال ينصرف آلخر ، كعكسه أي

.كما ال ينصرف إحرام العمرة إلى الحج كما استدلوا بأن فائت الحج لو كان من أهل مكة يتحللبالطواف والسعي والحالق كما يتحلل أهل اآلفاق ، وال

يلزمه الخروج إلى الحل ، ولو انقلب إحرامه إحرام عمرةوصار معتمرا للزمه الخروج إلى الحل ، وهو التنعيم أو

غيره ، والحال أن ذلك ال يجب عليه عند القائلين بانقالب.إحرام فائت الحج إلى عمرة

وكذلك فائت الحج إذا جامع قبل أفعال العمرة للتحللليس عليه قضاء العمرة ، ولو كان عمرة لوجب عليه

.قضاؤها كالعمرة المبتدأة

285

وبأن هذه األفعال في الحقيقة تحلل ال عمرة بدليل.عدم تجديد إحرام لها

واستدل الحنابلة ومن معهم على أن إحرام فائت الحجينقلب عمرة بحديث الدارقطني السابق عن عبد الله بن

فليحل: « عمر وابن عباس رضي هللا عنهم ، وفيه » .بعمرة

وبأنه يجوز فسخ إحرام الحج إلى العمرة من غير فوات.، فمع الفوات أولى

:أحكام التحلل لمن فاته الحج ال تحتاج أعمال التحلل لفائت الحج إلى إحرام جديد - 13

بالعمرة عند جمهور الفقهاء ألن إحرامه بالحج باق ،لكن صرح المالكية والشافعية بأنه يحتاج إلى نية التحلل ،فيطوف ويسعى ويحلق أو يقصر بنية التحلل ، ولم يصرح

.بذلك الحنفية أما الحنابلة فقياس مذهبهم أن فسخ الحج إلى العمرة.يوجب على فائت الحج أن ينوي فسخ حجه إلى عمرة

) .127إحرام ف : ر : ( وللتفصيل وتختلف كيفية تحلل من فاته الحج باختالف إحرامه - 14فمن أحرم بالحج مفردا. إفرادا كان أو تمتعا أو قرانا :

.وفاته الحج يتحلل بأفعال العمرة على ما سبق بيانه والمتمتع إن فاته الحج يتحلل من إحرامه كتحلل المفردأيضا ، ويبطل تمتعه ، ألن شرط التمتع وجود الحج في

سنة عمرته وسقط عنه دم التمتع عند الحنفية والمالكية.حتى إن كان ساق معه الهدي لتمتعه يفعل به ما يشاء

وقال الشافعية والحنابلة ال يسقط عنه دم التمتع وإنكان من فاته الحج قارنا فقد ذهب الجمهور إلى أنه

286

يتحلل كما يتحلل المفرد ، الندماج أفعال العمرة فيالحج ، وتفوت العمرة بفوات الحج ، وهذه الصورة

مستثناة من الحكم بأن العمرة ال تفوت ، وال يسقط عنهدم القران بل يلزمه إضافة إلى هدي التحلل عندهم ،

.خالفا للمالكية كل من أحرم بالحج: وزاد المالكية في التحلل فقالوا

من مكة وفاته الحج يؤمر ألجل التحلل أن يخرج من مكةإلى الحل ثم يقوم بأفعال العمرة ويتحلل ، وذلك ليجمع

في إحرامه لتحلله بين الحل والحرم ، وكذلك لو دخلمكة معتمرا ثم أردف اإلحرام بالحج على العمرة في

مكة وفاته الحج يخرج إلى الحل ويعمل أفعال العمرة.ويتحلل

وذهب الحنفية إلى أنه إن كان قد طاف لعمرته ويسعىلها ، ثم يطوف طوافا آخر لفوات الحج ويسعى له ثميحلق أو يقصر ، وسقط عنه دم القران ، وعليه قضاء

.حجة ال غير ، لفراغ ذمته من إحرام عمرته ووجه ذلك أن القارن محرم بعمرة وحجة ، وعليه عند

الحنفية طواف وسعي لعمرته ، وطواف وسعي لحجه ،والعمرة ال تفوت ، ألن جميع األوقات وقتها ، فيأتي بها ،

وأما الطواف والسعي للحج فألن الحجة قد فاتته فيهذه السنة بعد الشروع فيها وفائت الحج بعد الشروع

فيه ال يتحلل إال بأفعال العمرة ، فيطوف ويسعى ويحلق.أو يقصر

وأما سقوط دم القران فإن القران يجب للجمع بين.العمرة والحج ، ولم يوجد هذا الجمع فال يجب الدم

:قضاء الفوائت في العبادات

287

:يترتب على فوات العبادة الواجبة حكمان - 14ارتكاب اإلثم في تفويت الواجب إذا كان بغير: أولهما

.عذر تعلق الواجب بالذمة ووجوب قضائه فيجب: ثانيهما

قضاء الواجب الفائت سواء كان تركه خطأ أو سهوا أو.عمدا بعذر أو بغير عذر باتفاق

)، وقضاء الفوائت 19أداء ف : ( والتفصيل في مصطلح أما النفل ، سواء منه المطلق أو المترتب بسبب أو - 15

وقت ، فقد اختلف الفقهاء في قضائه إذا فات ، فعندال يقضى شيء من السنن سوى سنة: الحنفية والمالكية

:النوافل قسمان : وقال الشافعية . الفجر .أحدهما غير مؤقت ، وهذا إذا فات ال يقضى

الصحيح منها أنه يستحب: مؤقت ، وفيه أقوال : والثاني .قضاؤه

وعند الحنابلة أقوال ، اختار صاحب منتهى اإلرادات أنهيسن قضاء الرواتب ، إال ما فات مع فرضه وكثر فاألولى

.تركه ، إال سنة الفجر فيقضيها مطلقا لتأكدها ، وقضاء الفوائت 120أداء ف : ( والتفصيل في مصطلح

. (=================

*فور :التعريف

فارت: فار يفور فورانا ، يقال : مصدر للفعل : الفور - 1نبع ،: القدر تفور فورانا ، إذا غلت ، وجاشت ، وفار الماء

.ثم أطلق على الحالة التي تأتي أول الوقت بال تأخير

288

هو وجوب أداء المأمور به في أول: وفي االصطالح .أوقات اإلمكان بحيث يلحقه الذم بالتأخير عنه

:األلفاظ ذات الصلة :التراخي

التقاعد عن الشيء والتقاعس: التراخي في اللغة - 2.عنه

هو كون األداء متأخرا عن أول وقت: وفي االصطالح .اإلمكان إلى مظنة الفوت

.والعالقة بين الفور والتراخي الضدية :األحكام المتعلقة بالفور

:داللة األمر على الفور بحث علماء األصول في مبحث األمر مقتضى األمر - 3

وما بمعناها تقتضي الفور أو" افعل " هل صيغة األمر التراخي ؟ فاتفقوا على أنه إن صرح اآلمر فيه بفعل

لك: المأمور به في أي وقت شاء المأمور ، أو قال التأخير ، فهو للتراخي ، وإن صرح فيه بالتعجيل فهو

للفور ، وإن أمر مطلقا ، أي كان مجردا عن داللةالتعجيل أو التأخير وجب العزم على الفور على الفعل

قطعا ، وهل يقتضي األمر المطلق الفعل على الفور أوهو: يجوز التراخي فيه ؟ اختلفوا في ذلك فقال قائلون

على التراخي ، وله تأخيره إلى الوقت الذي يخشى فواته.بالتأخير عنه

هو على الفور ، يلزم على المأمور فعله: وقال آخرون .في أول أحوال اإلمكان

.بالوقف : وقال قوم .والتفصيل في الملحق األصولي

289

:الفور في أداء العبادات بناء على االختالف في مقتضى داللة األمر المطلق - 4

على الفور أو التراخي اختلف الفقهاء في وجوب أداءبعض العبادات على الفور ، أو جواز تأخيرها إلى وقت

:يخشى فواتها بالتأخير ، ومن تلك العبادات :الحج - أ اختلف الفقهاء في وجوب أداء الحج في أول أحوال - 5

اإلمكان ، وجواز التراخي في أدائه بعد العزم على فعله:

فذهب الحنفية في القول المختار عندهم ، والمالكيةفي الراجح والحنابلة إلى أنه يجب أداؤه على الفور ، وال

يجوز تأخيره عن أول أوقات اإلمكان ، وهي السنةاألولى عند استجماع شرائط الوجوب ، ويأثم المكلف

.بالتأخير ، ويفسق به ، وترد به شهادته إن تكرر منه وقال الشافعية ومحمد من الحنفية ، وهو رواية عن أبي

إنه يجب وجوبا موسعا من حيث األداء ،: حنيفة ، ومالك إن عزم على فعله في المستقبل ، وال يجب عليه أداؤه

كأن نذر أن يحج في أول أحوال: فورا ، إال في حاالت اإلمكان ، أو خاف من غصب أو تلف مال ، أو قضاء

.عارض ) .7وأمر ف 5حج ف : ( والتفصيل في مصطلحي

:أداء الزكاة على الفور - ب ذهب المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية في - 6

المفتى به عندهم إلى أن أداء الزكاة يجب على الفور ،حين التمكن من أدائها ، ويأثم المكلف بتأخيرها بعد

التمكن ، حتى عند الذين يرون أن األمر المطلق ال

290

يقتضي الفور وال التراخي ، بل مجرد طلب المأمور به ،ألن األمر بالصرف إلى الفقير معه قرينة إرادة الفور منه، وألنه حق لزم المزكي وقدر على أدائه ، ودلت القرينة

على طلبه ، وهي حاجة األصناف ، وهي معجلة ، فمتىلم تجب على الفور لم يحصل المقصود من اإليجاب

.على الوجه المطلوب أنها: والقول الثاني عند الحنفية ، وعليه عامة علمائهم

من أن: على التراخي وأن افتراضها عمري ، لما قلنا مطلق األمر ال يقتضي الفور فيجوز للمكلف تأخيره ،

.وهو قول عند الحنابلة ) .125زكاة ف : ر ( :وجوب الصلوات المفروضة بدخول الوقت - ج أجمع المسلمون على أن الصلوات الخمس مؤقتة - 7

بمواقيت معلومة ، ال تصح قبلها ، ويفوت أداؤها بخروجها، ثم اختلف الفقهاء في وجوبها أول أوقاتها في حق منهو من أهل الوجوب عند دخول الوقت ، فذهب جمهورالفقهاء إلى أنها تجب في أول الوقت على من هو من

أهل الوجوب وجوبا موسعا بشرط أن يعزم في أولالوقت على فعلها فيه ، أي إن للمكلف أن يؤخرها إلىأن يبقى من الوقت ما يسع ألدائها فقط ، فيجب حينئذ

أداؤها فورا ويأثم بتأخيرها ، وال يأثم ما بقي من الوقتقم: { ما يسعها وإن مات فيه ، واستدلوا بقوله تعالى أ

واألمر يقتضى الفور ، وألن} الصالة لدلوك الشمس دخول الوقت سبب الوجوب فيترتب عليه حكمه حينوجوده ، وألنه يشترط لها نية الفرضية ، فلو لم تجب

لصحت بدون نية الواجب كالنافلة ، وتفارق النافلة فإنها

291

ال يشترط لها ذلك ، ويجوز تركها غير عازم على فعلها ،وهذه إنما يجوز تأخيرها مع العزم على فعلها ، كما

تؤخر صالة المغرب ليلة مزدلفة عن وقتها ، وكما تؤخرسائر الصلوات عن وقتها إذا كان مشتغال بتحصيل

.شروطها ال تجب الصالة فور دخول أول الوقت: وقال الحنفية

على التعيين ، إنما تجب في جزء من الوقت غير معين ،وإنما التعيين إلى المصلي من حيث الفعل ، حتى إنه إذا

شرع في أول الوقت تجب عليه في ذلك الوقت ، وكذافي أوسطه ، أو آخره ، ومتى لم يعين بالفعل حتى بقي

من الوقت مقدار ما يصلي فيه يجب عليه تعيين ذلكالوقت لألداء فعال ، حتى يأثم بترك التعيين ، وإن كان ال

.يتعين األداء بنفسه ) .7أداء ف : ( انظر مصطلح

:قضاء النسك على الفور - د ذهب المالكية والحنابلة والشافعية في األصح إلى - 8

أن من أفسد نسكه بعد اإلحرام به وجب قضاؤه علىالفور ، لقول جمع من الصحابة من غير مخالف ، بأن

يأتي بالعمرة عقيب التحلل من النسك الفاسد ، وبالحجفي سنته إن أمكنه ، بأن يحصره العدو بعد اإلفسادفيتحلل ، ثم يزول اإلحصار ، أو يتحلل كذلك لمرض

شرط التحلل به ، ثم شفي والوقت باق فيشتغلبالقضاء ، وتسمية ما ذكر بالقضاء مع أنه وقع في وقته، وهو العمر ال يشكل عند من يرى أن وقته العمر ، ألن

القضاء هنا بمعناه اللغوي ، فإن لم يمكنه أتى به من.قابل وجوبا ، ألنه باإلحرام باألداء تضيق وقته

292

وعند الحنفية وهو مقابل األصح عند الشافعية ال يجب.القضاء على الفور

) .185إحرام ف : ( وينظر تفصيل ذلك في مصطلح :الفور في قضاء الصوم - هـ

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن قضاء رمضان يكون - 9على التراخي ، وقيدوه بما إذا لم يفت وقت قضائه ، بأن

.يهل رمضان آخر يجب قضاء الصوم على الفور ، في: وقال الشافعية

يوم الشك إن بان أنه من رمضان ،: أربعة مواضع والمتعدي بالفطر ، والمرتد بعد رجوعه إلى اإلسالم ،

: (وتفصيل ذلك في مصطلح . وتارك النية ليال عمدا ) .86صوم ف

:قضاء الصالة فورا - و ذهب الحنفية والمالكية إلى أن قضاء الصالة الفائتة - 10

يجب على الفور وال يجوز تأخيرها مع القدرة ، وقالمن ترك الصالة بعذر كنوم ، ونسيان لم: الشافعية

يلزمه قضاؤها فورا ، ولكن يسن له المبادرة بقضائها ،قضاء: ر . ( أما إذا فاتت بال عذر لزمه قضاؤها فورا

) .الفوائت :الفور في غير العبادات : ثانيا

:الرد بخيار العيب - أ ذهب الحنفية في المعتمد والحنابلة في الصحيح - 11

من المذهب إلى أن الرد بخيار العيب على التراخي ،.وذهب المالكية إلى أنه على التراخي إلى يوم أو يومين

وذهب الشافعية وهو رواية عن أحمد إلى أن الردبالعيب على الفور بأن يرد المشتري المبيع حال اطالعه

293

على العيب ، ألن األصل في المبيع اللزوم ، فيبطلبالتأخير من غير عذر ، وألنه خيار ثبت بالشرع لدفع

الضرر عن المال ، فكان فوريا كالشفعة ، هذا إذا كانالعيب في مبيع معين ، فلو قبض شيئا عما في الذمة

بنحو بيع أو سلم ، فوجده معيبا لم يلزمه رده على الفورعلى األصح ، ألنه ال يملكه إال بالرضا بعيبه ، وألنه غير

.معقود عليه ) .29 - 27خيار العيب ف : ( وانظر مصطلح

:طلب الشفعة على الفور - ب ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن حق طلب - 12

الشفعة على الفور ، فيطلب ساعة يعلم بالبيع ، ألنه خيارثبت بنفسه لدفع الضرر ، وذهب المالكية إلى أنه ليس

.على الفور ) .32 - 28شفعة ف : ر ( :الفور في نفي الولد باللعان - ج إذا أتت امرأة بولد لزم زوجها نسبه بالفراش ، فإذا - 13

أراد نفيه باللعان بعد ذلك فقد اشترط المالكيةوالشافعية في الجديد على األظهر والحنابلة لصحة

النفي أن يكون فور العلم بالوالدة مع إمكانه ، فلو أخره.زمنا لغير عذر لم ينتف عنه بحال بعد ذلك

وذهب الحنفية والشافعية في أحد القولين في القديمإلى جواز تأخير النفي مدة قدرها أبو حنيفة بمدة التهنئة

، وهي ثالثة أيام ، وهو قول الشافعية في القديم ،.وفي قول ألبي حنيفة أنها سبعة أيام

.وقدرها الصاحبان بمدة النفاس

294

والقول الثاني في القديم عند الشافعية أن له النفي متى.شاء وال يسقط بإسقاطه

:فورية القبول عقب اإليجاب في العقود - د ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى جواز تأخير - 14

القبول عن اإليجاب في العقود مدة المجلس ، فإذاانقطع المجلس بتشاغل أو غيره سقط اإليجاب ولم

.يلحق به قبول وذهب الشافعية إلى وجوب الفورية بين اإليجاب

.والقبول :الفور في الفسخ بعيب في أحد الزوجين - هـ خيار فسخ النكاح بعيب في أحد الزوجين عند - 15

الحنفية والمالكية والحنابلة على التراخي ال يسقط ما لميوجد من طالب الفسخ منهما ما يدل على الرضا به من.القول ، واالستمتاع من الزوج ، أو التمكين من المرأة

إن خيار فسخ النكاح بعيب في أحد: وقال الشافعية الزوجين على الفور بعد ثبوته ، ألنه خيار عيب شرع لدفع

الضرر فكان على الفور ، كالبيع ، والشفعة ، ومعنىأن المطالبة بالفسخ ، والرفع إلى: كونه على الفور هنا

الحاكم يكونان على الفور ، وال ينافي ذلك ضرب المدةفي العنة ، فإنها تتحقق حينئذ ، فيبادر بالرفع إلى الحاكم

.ثم يبادر بالفسخ عند ثبوت سببه عنده ، وإال سقط خياره

.==============

*فرجة :التعريف

295

من فرجت بين الشيئين فرجا: لغة - بالضم - الفرجة - 1:فتحت ، وفرج القوم للرجل فرجا - : من باب ضرب -

أوسعوا في المواقف والمجلس ، وذلك الموضع فرجة ،.والجمع فرج ، مثل غرفة وغرف

وكل منفرج بين الشيئين فهو فرجة ، والفرجة بالضمأيضا في الحائط ونحوه الخلل ، وكل موضع مخافة

.فرجة مصدر يكون في المعاني ، وهو- بالفتح - والفرجة

.الخلوص من شدة .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:األحكام المتعلقة بالفرجة :يتعلق بالفرجة جملة من األحكام الفقهية منها

:فرجة الصف في صالة الجماعة والجمعة - أ من تسوية الصفوف في صالة الجماعة أن ال يقف - 2

المصلي في صف وأمامه صف آخر ناقص أو فيه فرجة ،فيجوز له شق الصفوف لسد الخلل أو الفرجة في

-الصفوف وقد جاء في السنة من حديث ابن عباس من: « عن النبي صلى هللا عليه وسلم - رضي هللا عنهما

نظر إلى فرجة في صف فليسدها بنفسه ، فإن لم يفعل» .فمر مار فليتخط على رقبته فإنه ال حرمة له

، وصالة الجمعة 3صف ف : ( وللتفصيل انظر مصطلح و 2، وتخطي الرقاب ف 26، وصالة الجماعة ف 40ف

4. ( :تربص الفرجة للرمل في الطواف - ب

من سنن الطواف الرمل ، ولو فات الرمل بالقرب من - 3البيت لزحمة فالرمل مع البعد عن البيت أولى ، ولو كان

296

من يفوته الرمل مع القرب بسبب الزحمة يرجو فرجة ،فله أن يتربص ليجد الفرجة ليرمل فيها ، وإن لم يطمعبفرجة لكثرة الزحام فإن علم أنه إن تأخر إلى حاشية

.الناس أمكنه الرمل فليتأخر :اإلسراع في المشي في الفرج عند الدفع من عرفة - ج من سنن وآداب الدفع من عرفة إلى مزدلفة السكينة - 4

والوقار في السير ، فإذا وجد الحاج فرجة أسرع فيالمشي بال إيذاء ، وهذا ما يدل عليه حديث أسامة رضي

» .كان يسير العنق ، فإذا وجد فجوة نص : « هللا عنه .ال يسن في زماننا اإلسراع لكثرة اإليذاء : وقيل

) .يوم عرفة : ( وللتفصيل انظر مصطلح =================

*فلوس :التعريف

جمع فلس للكثرة ، أما جمع القلة فهو: الفلوس لغة - 1إذا صار ذا: أفلس وبائعها فالس ، وأفلس الرجل :

فلوس بعد أن كان ذا دراهم ، فكأنما صارت دراهمه.حكم بإفالسه : فلوسا وزيوفا ، وفلسه القاضي تفليسا

كل ما يتخذه الناس ثمنا من سائر: وفي االصطالح .المعادن عدا الذهب والفضة

:األلفاظ ذات الصلة :الدراهم - أ الدراهم جمع درهم ، وهو نوع من النقد ضرب من - 2

.الفضة وسيلة للتعامل والصلة بين الدراهم والفلوس أنها من األثمان التي

.يتعامل بها

297

:الدنانير - ب الدنانير جمع دينار ، وهو نوع من النقد ضرب من - 3

.الذهب وسيلة للتعامل والصلة بين الدنانير والفلوس أنها من األثمان التي

.يتعامل بها :أحكام الفلوس

:للفلوس أحكام عديدة ، منها :زكاة الفلوس : أوال

:اختلف الفقهاء في زكاة الفلوس على اتجاهات - 4فذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الفلوس كالعروض

.فال تجب الزكاة فيها إال إذا عرضت للتجارة وذهب الحنفية ، وهو قول عند المالكية إلى أن الفلوسالرائجة تجب فيها الزكاة مطلقا كالذهب والفضة ، ألنهاأثمان مطلقا ، فإذا كسدت عدت عروضا فلم تجب فيها

.الزكاة إال إذا عرضت للتجارة والمذهب عند المالكية أنه ال زكاة في الفلوس النحاسيةفال تجب الزكاة في عينها لخروجها عما وجبت الزكاة في

عينه من النعم واألصناف المخصوصة من الحبوبوالثمار والذهب والفضة ، فمن كانت عنده فلوس قيمتها

-مائتا درهم فال زكاة عليه فيها ، إال أن يكون مديرا فيقومها كالعروض ، أما المحتكر فعليه زكاة- متاجرا بها

أي بقيت- ثمنها ، وحين تكون الفلوس للتجارة ثم أقامت عند مالكها سنين ثم باعها بذهب أو فضة فليس فيها إال-

.زكاة سنة واحدة كسائر عروض التجارة المحتكرة :ربوية الفلوس : ثانيا

298

اتجه الفقهاء في ربوية الفلوس الرائجة اتجاهات - 5:ثالثة

األصح عند الشافعية ، والصحيح عند: االتجاه األول الحنابلة ، وهو قول الشيخين من الحنفية ، وقول عند

.أنها ليست أثمانا ربوية وأنها كالعروض : المالكية قول محمد من الحنفية ، وقول عند: واالتجاه الثاني

المالكية ، ومقابل األصح عند الشافعية ، ومقابل الصحيح.أنها ربوية وهي كالنقود : عند الحنابلة

أنها وسط بين: وهو قول للمالكية : االتجاه الثالث العروض والنقود ، فهي كالنقد في نحو الصرف والربا ،وهي كالعروض في غير ذلك ، وعلى هذا االتجاه يكره

التفاضل عند بيع الفلوس بجنسها متفاضال من غيرتحريم ، والكراهة تنزيهية عن الربا وتستحب شروط

.الصرف أما إذا كانت الفلوس كاسدة غير رائجة فهي عروض

.باتفاق :تغيير الفلوس

قد تتغير الفلوس بما يطرأ عليها من كساد أو انقطاع - 6أو رخص قيمتها وغالئها ، وهذا مما يؤدي إلى عدم

.اعتمادها في سوق التعامل وتكسد الفلوس بترك التعامل بها في جميع البالد ،وتنقطع بأن ال توجد إال في أيدي الصيارفة أو يلغيها

السلطان ، وترخص قيمتها وتزيد بحسب ما تساويه من.الذهب والفضة

299

فإذا طرأ مثل هذه األمور على الفلوس وهي ثابتة فيالذمم ، فقد تكلم الفقهاء في كيفية قضاء هذه الديون

:على النحو اآلتي :مذهب الحنفية : أوال

الفلوس النافقة إذا اشترى بها أحد ثم كسدت أو - 7انقطعت عن أيدي الناس فإن البيع يبطل ، ويجب علىالمشتري رد المبيع إن كان قائما ، فإن كان هالكا فيردمثله إن كان مثليا وإال فيرد قيمته ، وهذا إن كان القبضحاصال ، فإن لم يكن المبيع مقبوضا فال حكم لهذا البيع

.أصال ، وهذا مذهب أبي حنيفة ال يبطل البيع ، ألن المتعذر: وقال أبو يوسف ومحمد

إنما هو التسليم بعد الكساد وذلك غير موجب للفسادالحتمال زوال الكساد بالرواج كما لو اشترى شيئا بالرطبة

ثم انقطع ، فإذا لم يتقرر بطالن البيع وتعذر تسليم.المبيع وجبت قيمته

وقد اختلف أبو يوسف مع محمد في وقت القيمة ، فقالتجب: تجب قيمته يوم البيع ، وقال محمد : أبو يوسف

قيمته يوم الكساد وهو آخر ما يتعامل به الناس ، وقد:اختلفت الفتوى على القولين ، ففي الذخيرة البرهانية

أن الفتوى على قول أبي يوسف ، وفي المحيط والتتمة.الفتوى على قول محمد رفقا بالناس : والحقائق

ولو غلت الفلوس فالبيع على حاله وال خيار للمشتري ،أما إذا رخصت قيمتها ونقصت فمذهب أبي حنيفة أنه

ليس للدائن إال المثل ، وبه قال أبو يوسف أوال ، ثم رجعأن على: أبو يوسف عن هذا القول ليقول قوال ثانيا وهو

300

المدين قيمة الفلوس يوم البيع ، والفتوى على هذا.القول

وما ذكرناه من الخالف في الفلوس الثابتة في الذمةبسبب البيع المؤجل الثمن يقال في الفلوس الثابتة فيالذمة دينا بسبب القرض والمهر المؤجل وشبهه ، فعندأبي حنيفة ال يؤثر االنقطاع والكساد والرخص والغالءفي أنه يجب على المدين رد المثل ، وعند أبي يوسفومحمد يرد القيمة بالذهب يوم البيع عند أبي يوسف ،

ويرد القيمة يوم الكساد أو االنقطاع عند محمد ، أما في.الرخص فيجب رد القيمة يوم القرض

دفع: إن الذي استقر عليه الحال هو : وقال ابن عابدين النوع الذي وقع عليه العقد من النقود إذا كان معينا وقدأفتى شيخ ابن عابدين وتابعه ابن عابدين بلزوم الصلح

.بين البائع والمشتري على نوع الوفاء هذا وقد أورد الكاساني صورا من صرف الفلوس

.بالدراهم ثم ظهر استحقاق الفلوس لو اشترى بدرهم فلوسا وتقابضا وافترقا ، ثم: مثاله

استحقت الفلوس من يده ، وأخذها المستحق ، فإنالعقد ال يبطل ألنه باالستحقاق وإن انتقض القبضوالتحق بالعدم إال أن االفتراق يصير كأنه حصل عن

قبض الدراهم دون الفلوس ، وهذا غير موجب لبطالنالعقد ، وعلى بائع الفلوس أن ينقد مثلها ، ونفس الحكم

فيما إذا استحق بعضها ، وأخذ قدر المستحق ، فعلىبائع الفلوس أن ينقد مثل القدر المستحق ، ومثله لو

وجد بعض الفلوس كاسدة يرد البائع بقدر الكاسد ، وإنكان المشتري قبض الفلوس ولم ينقد الدراهم وافترقا

301

إن شاء: ثم استحقت الفلوس ، فإن المستحق بالخيار أجاز نقد البائع فيجوز العقد ، ألن اإلجازة استندت إلىوقت العقد فجاز النقد والعقد ، ويرجع المستحق على

بائع الفلوس بمثلها ، وينقد المشتري الدراهم لبائعالفلوس ، وإن شاء لم يجز وأخذ الفلوس وبطل العقد

.ألنه تبين أن افتراقهما حصل ال عن قبض أصال :مذهب المالكية : ثانيا

المشهور في مذهب المالكية أن الفلوس إذا قطع - 8التعامل بها أو تغيرت نقصا أو زيادة وكانت ثابتة في

الذمة بسبب قرض أو بيع أو نكاح أو غيره فإن للدائن.المثل

أما إذا عدمت فإن الواجب قيمتها يوم الحكم ، ولم يفرقبعضهم بين المدين المماطل وغيره ، وقيد بعضهم

وجوب القيمة بما إذا لم يكن المدين مماطال ، فإن كانمماطال فإن له األحظ من أخذ القيمة أو مما آل إليه

األمر من السكة الجديدة الزائدة عن القديمة ، وهذا هو.بسبب ظلم المدين بمطله - كما يقول الصاوي - األظهر

وذكر الخرشي أن له قيمتها وقت أبعد األجلين عندتخالف الوقتين من العدم واالستحقاق ، فلو كان انقطاع

التعامل بها أو تغيرها نقصا أو غالء أول الشهر الفالنيوإنما حل األجل آخره فله القيمة آخره ، وبالعكس بأن.حل األجل أوله وعدمت آخره فإن له القيمة يوم العدم

ومقابل المشهور عند المالكية قول شاذ في المذهبوهو وجوب القيمة إذا بطلت الفلوس ، وهو محكي عن

عبد الحميد الصائغ ومعزو إلى أشهب ، وحجة هذا القولأن البائع دفع شيئا منتفعا به ألخذ شيء منتفع به فال

302

الواجب قيمة: يظلم بإعطاء ما ال ينتفع به ، وقيل .السلعة يوم دفعها ال قيمة السكة التي انقطعت

ظاهر كالم غير واحد من أهل: وقد قال الرهوني أن الخالف السابق: المذهب وصريح كالم آخرين منهم

محله إذا قطع التعامل بالسكة القديمة جملة ، وأما إذا:تغيرت بزيادة أو نقص فال ، ثم أردف الرهوني قائال

وينبغي أن يقيد ذلك بما إذا لم يكثر ذلك جدا حتى يصيرالقابض لها كالقابض لما ال كبير منفعة فيه لوجود العلة

.التي علل بها المخالف :مذهب الشافعية : ثالثا

الذي عليه فقهاء المذهب الشافعي أن الفلوس - 9الثابتة في الذمة من سلف أو بيع أو غيره ثم أبطلها

السلطان فليس للدائن إال مثل فلوسه التي سلف أو باعونفس الحكم يقال فيما لو رخصت أو. بها حين العقد

غلت الفلوس ليس له إال المثل ، وهذا هو رأي جمهور.فقهاء الشافعية

أن البائع: وذكر البغوي والرافعي وجها في المذهب إن شاء أجاز البيع بذلك: بالفلوس التي أبطلها السلطان

.النقد ، وإن شاء فسخه كما لو تعيب قبل القبض :مذهب الحنابلة : رابعا

يذهب الحنابلة إلى أن مبلغ القرض لو كان فلوسا - 10فأبطلها السلطان وتركت المعاملة بها كان للمقرض

قيمتها ولم يلزمه قبولها سواء كانت قائمة في يده أواستهلكها ، ويقومها كم تساوي يوم أخذها ثم يعطيه ،

وسواء نقصت قيمتها قليال أو كثيرا ، فإذا لم يبطلها

303

السلطان وجب رد المثل ، سواء رخصت أو غلت أو كانتبحالها

===================*فضة

:التعريف معروفة ، وجاء في- كما قال الجوهري - الفضة - 1

الفضة عنصر أبيض قابل للسحب: المعجم الوسيط والطرق والصقل ، من أكثر المواد توصيال للحرارة

والكهرباء ، وهو من الجواهر النفيسة التي تستخدم في.صك النقود

الفضة اختصت بأدون المتعامل بها من: وقال الراغب .الجواهر

:األلفاظ ذات الصلة :الذهب

المعدن المعروف ، وصلته بالفضة أنهما: الذهب - 2.مشتركان في النقدية ، وثمنية األشياء في أصل الخلقة

:األحكام المتعلقة بالفضة :استعمال األواني المصنوعة من الفضة - أ اتفق الفقهاء على أن الشرب من األواني المصنوعة - 3

عن أم سلمة: من الفضة حرام ، مستدلين بأدلة ، منها : «رضي هللا عنها ، أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار

» .جهنم نهانا رسول الله صلى: « وبما رواه البراء بن عازب قال

هللا عليه وسلم عن الشرب في الفضة ، فإنه من شرب» .فيها في الدنيا لم يشرب في اآلخرة

304

أجمعت األمة على تحريم: قال أصحابنا : قال النووي األكل والشرب وغيرهما من االستعمال في إناء ذهب أو

فضة إال ما حكي عن داود ، وإال قول الشافعي فيوألنه إذا حرم الشرب فاألكل- وقد رجع عنه - القديم

.أولى ، ألنه أطول مدة وأبلغ في السرف وهذا الذي قاله النووي محل اتفاق بين المذاهب األربعةفي تحريم األكل والشرب ، وكذا سائر أنواع االستعماالت

، ومنها تزيين الحوانيت والبيوت بها ، كما نص عليهالنووي ومن قبله إمام الحرمين ، مع مالحظة أن الحنفية

عبروا في هذا المقام بالكراهة التحريمية ال الحرام ،عين الفضة ، أو: وأن علة تحريم األكل والشرب هي

.الخيالء والسرف :اقتناء الفضة دون استعمال - ب

أجمع العلماء على أن اقتناء الفضة على غير صورة - 4األواني ال يحرم إذا كان لغرض صحيح ، وأما ما كان منالفضة على صورة األواني ونحوها مما يمكن استعماله

:، فللعلماء فيه آراء وهو قول الحنفية ، والرواية الراجحة عند: الرأي األول

المالكية ، واألظهر عند الشافعية ، والمذهب عند الحنابلةوهؤالء يرون أن اقتناء أواني الفضة تحرم كما يحرماستعمالها ، ألن ما ال يجوز استعماله ال يجوز اتخاذه ،

وألن اتخاذه يؤدي إلى استعمال محرم ، فيحرم ،كإمساك الخمر ، وألن المنع من االستعمال لما فيه من

الخيالء والسرف ، وهو موجود في االتخاذ ، وألن االتخاذ.والحالة هذه عبث ، فيحرم

305

أن اتخاذ أواني الفضة ال يحرم إذا لم: الرأي الثاني يستعملها وهو ظاهر المدونة ، وقول عند الشافعي ،

ورواية أو وجه عن أحمد ، ألن الخبر إنما وردباالستعمال فال يحرم االتخاذ ، كما لو اتخذ الرجل ثيابالحرير واقتناها دون أن يستعملها ، فكذا اقتناء أواني

.الفضة دون استعمالها وقد نص الشافعي على تحريم االتخاذ في باب زكاة

فإن اتخذ رجل أو امرأة: الحلي ، فقال في المختصر إناء ذهب أو ورق زكياه في القولين ألنه ليس لواحد

.منهما اتخاذه أن التحريم إنما يكون إذا كان االتخاذ: الرأي الثالث

بقصد االستعمال ، أما إذا كان اتخاذه بقصد العاقبة ، أولزوجته ، أو بنته ، أو ال لشيء ، فال حرمة ، وهو ما

وحرم اقتناؤه أي ادخاره: وقال الدردير . رجحه العدوي ولو لعاقبة دهر ، ألنه ذريعة لالستعمال ، وكذا التجمل

هو" ولو لعاقبة دهر : " به على المعتمد ، وقولنا مقتضى النقل ، ويشعر به التعليل ، وهو الذي ينبغي

الجزم به ، إذ اإلناء ال يجوز لرجل وال المرأة ، فال معنى.التخاذه للعاقبة ، بخالف الحلي

والحاصل أن اقتناءه إن كان بقصد: وقال الدسوقي االستعمال فحرام باتفاق ، وإن كان لقصد العاقبة أو

التجمل أو ال لقصد شيء ، ففي كل قوالن ، والمعتمد.المنع

:الوضوء والغسل من آنية الفضة - ج من إناء فضة- رجال كان أو امرأة - إذا توضأ إنسان - 5

:فللفقهاء فيه مذهبان

306

أنه ال يجوز التوضؤ واالغتسال: األول لجمهور الفقهاء فال يجوز فيه: من آنية الفضة والذهب ، قال الدسوقي

أكل وال شرب ، وال طبخ وال طهارة ، وإن صحت الصالة ،.كالصالة في األرض المغصوبة ، تصح مع الحرمة

المذهب القديم للشافعي أنه مكروه تنزيها ،: الثاني .وهو وجه عند الحنابلة ، وأنه ال تصح الطهارة منه

) .3آنية ف : ( والتفصيل في مصطلح :التختم بالفضة - د اتفق الفقهاء على جواز تختم الرجل بخاتم الفضة ، - 6

:لما رواه أبو داود عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال أراد رسول الله صلى هللا عليه وسلم أن يكتب إلى«

إنهم ال يقرءون كتابا إال بخاتم: بعض األعاجم ، فقيل له محمد رسول الله: ، فاتخذ خاتما من فضة ونقش فيه

. «: «ويذكر الحافظ المنذري زيادة على هذا في رواية

فكان في يده حتى قبض ، وفي يد أبي بكر حتى قبض، وفي يد عمر حتى قبض ، وفي يد عثمان ، فبينما هو

عند بئر إذ سقط في البئر فأمر بها فنزحت فلم يقدر عليه. «

وللفقهاء في جواز تعدد خواتم الرجل ومقدار وزنتختم ف: ( خاتمه خالف وتفصيل ينظر في مصطلح

9. ( :اتخاذ السن ونحوها من الفضة - هـ

يجوز اتخاذ السن ونحوها وشدها من الفضة ، قياسا - 7على األنف ، لما رواه أبو داود عن عبد الرحمن بن

أن جده عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم: « طرفة

307

الكالب ، فاتخذ أنفا من ورق ، فأنتن عليه ، فأمره النبي» .صلى هللا عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب :ومن النصوص المذهبية في هذا ما يلي

بالفضة ، ال يكره- يعني السن - لو شدها : قال الحنفية باإلجماع ، وكذلك نص المالكية على جواز اتخاذ األنفوالسن من ذهب أو فضة ، أو ربط سن تخلخل بشريط

.مطلقا بذهب أو فضة وقيس على األنف األنملة: وقال المحلي من الشافعية

.والسن ، وتجويز الثالثة من الفضة أولى شد السن العليلة بذهب أو فضة جائز ،: ويقول النووي

ويباح أيضا األنملة منهما ، وفي جواز األصبع واليد منهما.وجهان

والحنابلة أباحوا اتخاذ السن وحلية السيف والكثير مناألشياء من الفضة ، فمن باب أولى يكون حكم اتخاذ

األنف وغيرها مما يحتاج إليه في الجراحات ، من الفضة.

:تزيين أدوات الجهاد ونحوها بالفضة - و ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز تزيين أدوات الجهاد - 8

.ونحوها بالفضة ، وإلى جواز تزيين المصحف بها كانت قبيعة: « واستدلوا بما قاله أنس رضي هللا عنه

والقبيعة» سيف رسول الله صلى هللا عليه وسلم فضة ما كان على رأس قائم السيف وطرف مقبضه ، وما

كان سيف زبير رضي هللا: رواه هشام بن عروة قال .عنه محلى فضة

308

أما السيف المضبب والسكين فال بأس: وقال الكاساني به باإلجماع ، وكذلك المنطقة المضببة ، لورود اآلثار

.بالرخصة بذلك في السالح وكذا بالذهب- أما المالكية فقصروا إباحة التزيين بالفضة

على المصحف والسيف ، وكذلك اتخاذ األنف منها ، أو- .ربط السن بها

:الضبة من الفضة والتطعيم بها - ز اختلف العلماء في حكم الضبة من الفضة في اإلناء - 9.

واألصل في هذا الخالف ما رواه الدارقطني عن ابنعمر رضي هللا عنهما أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال

من شرب من إناء ذهب أو فضة أو إناء فيه شيء: « » .من ذلك فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم

فأبو حنيفة يرى أن اإلناء المضبب بالذهب ال بأس باألكلوالشرب فيه ، وباألولى يجوز ذلك في المضبب بالفضة

.ألنها أخف حرمة من الذهب واشترط المرغيناني لذلك شرطا ، وهو أن يتقي موضع

الفم ، وألحق بذلك الركوب على السرج المفضض ،.واشترط عدم المباشرة للضبة من الفضة

الحرمة والجواز ، إما: وعند المالكية في المضبب قوالن مطلقا أو مع الكراهة ، ورجح الدردير والدسوقي

.والحطاب وابن الحاجب الحرمة أن- كما ذكره النووي في المنهاج - ومذهب الشافعية

المضبب من اإلناء بفضة ضبة كبيرة لزينة يحرم استعماله، وما ضبب بفضة ضبة صغيرة بقدر الحاجة فال يحرم ،وإن ضبب بفضة ضبة صغيرة لزينة ، أو كبيرة لحاجة ،

309

جاز في األصح مع الكراهة نظرا للصغر والحاجة ، وضبةموضع االستعمال نحو الشرب كغيره فيما ذكر في

األصح ، والقول الثاني أنه يحرم إناؤها مطلقا لمباشرتها.باالستعمال

:وفي ضابط القلة والكثرة عندهم ثالثة أوجه أنه الذي يستوعب جزءا من أجزاء اإلناء بكماله: أحدها

أن الكثير ما يلمع للناظر: العرف ، والثالث : ، واآلخر .على بعد ، والقليل خالفه

.واختار الرافعي الثاني ، وإمام الحرمين والغزالي الثالث :وجملة ما ذكره الحنابلة أن الضبة تباح بثالثة شروط

أن تكون من الفضة: أن تكون يسيرة ، والثاني : أحدها أن تكون للحاجة أي لمصلحة وانتفاع ، مثل: ، والثالث

أن تجعل على شق أو صدع وإن قام غيرها مقامها ،وقال القاضي أبو يعلى ليس هذا بشرط ، ويجوز اليسير

.من غير حاجة إذا لم يباشر االستعمال وكره أحمد أن يباشر موضع الضبة باالستعمال ، فال

يشرب من موضع الضبة ، ألنه يصير كالشارب من إناءفضة ، وكره الحلقة من الفضة ، ألن القدح يرفع بها ،

.فيباشرها باالستعمال ، وكذا ما أشبهه :اإلناء المموه بفضة وعكسه - ح ذهب الحنفية إلى أن األواني المموهة بماء الفضة - 10

إذا كان ال يخلص منه شيء فال بأس باالنتفاع بها فياألكل والشرب وغير ذلك ، وما يخلص منه شيء ال يحرمعند أبي حنيفة أيضا ، ويكره عند أبي يوسف ومحمد في

.األشهر عنه ، كالمضبب

310

وللمالكية قوالن في المموه ، كالقولين في المضبب ،.وهما التحريم والكراهة ، أو المنع والجواز .واستظهر بعضهم الجواز نظرا لقوة الباطن

والشافعية يرون جواز استعمال المموه بالفضة فيوالقول الثاني. األصح ، لقلة المموه به ، فكأنه معدوم

.المقابل لألصح ، أنه يحرم للخيالء وكسر قلوب الفقراء فإن كثر المموه بحيث يحصل منه شيء بالعرض على

النار حرم جزما ، وإن كان ال يحصل منه شيء ، فال.يحرم

-أو الذهب - ولو اتخذ إناء من الفضة : قال الشافعية وموهه بنحاس ونحوه ، فإن حصل منه شيء بالعرض

.على النار حل استدامته ، وإال فال ومحل ما ذكر بالنسبة الستدامته ، أما الفعل ، فحرام

.مطلقا ، ولو على سقف أو جدار أو على الكعبة ومذهب الحنابلة أنه يحرم اتخاذ اإلناء ونحوه ، إذا كان

مموها بذهب أو فضة ، وكذا المطعم والمطلي.والمكفت

:المسح على الخف من فضة - ط وكذا- المسح على الخفين المتخذين من الفضة - 11

.ال يجوز عند جمهور الفقهاء - الذهب أما عند الحنفية والحنابلة ، فلعدم إمكان متابعة المشي

.فيهما .وأما عند المالكية فلعدم كونهما متخذين من الجلد

واألصح عند الشافعية أنه يكفي المسح على الخف من.الفضة للرجل وغيره

311

-في الجملة - إنه وإن كان يجوز للمرأة : وقال الجمهور وال سيما عند- وكذا الذهب - لبس الخفين من الفضة

المالكية ألنهما من الملبوس ، لكن جواز اللبس اليستلزم جواز المسح عليهما ، لتخلف بعض الشروط ،

كالجلدية عند المالكية ، ومتابعة المشي عند الحنفية.والحنابلة

:بيع الفضة بالفضة وبيع الذهب بالفضة وعكسه - ي أجمع أهل العلم على جواز بيع الفضة بالفضة - 12

الحلول ، والتقابض قبل التفرق ،: بشروط ثالثة هي والتماثل ، سواء في ذلك القليل والكثير ، وما نقل عن

أبي حنيفة من أنه رخص في القليل ، فهذا خاص بما اليستطاع كيله مما يكال ، ألن العلة فيه الكيل ولم توجد ،

أما اليسير من الفضة والذهب فهذا موزون يمكن وزنهبمثله على أي حال كان ، وهذا متفق عليه ، والدليل عليهمع شروطه ما رواه مسلم بسنده إلى عبادة بن الصامت

الذهب: « قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم : قال بالذهب ، والفضة بالفضة ، والبر بالبر ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر ، والملح بالملح ، مثال بمثل ، سواء بسواء، يدا بيد ، فإذا اختلفت هذه األصناف ، فبيعوا كيف شئتم

» .، إذا كان يدا بيد وإذا اختل شرط من الشروط الثالثة ، كان بيعا ربويا

محرما ، أما بيع الذهب بالفضة وعكسه فجائز بشرطالتقابض ، يدل لهذا ما رواه مسلم بسنده إلى مالك بن

من يصطرف: أقبلت أقول : أوس بن الحدثان أنه قال الدراهم ؟ فقال طلحة بن عبيد الله ، وهو عند عمر بن

أرنا ذهبك ثم ائتنا إذا جاء خادمنا نعطك ورقك: الخطاب

312

كال والله لتعطينه ورقه أو: ، فقال عمر بن الخطاب لتردن إليه ذهبه ، فإن رسول الله صلى هللا عليه وسلم

» .الورق بالذهب ربا إال هاء وهاء : « قال )وما بعدها 12ربا ف : ( وللتفصيل ينظر مصطلح

) .وما بعدها 20صرف ف : ( ومصطلح :الغش في الفضة وأثره في األحكام - ك يجوز عند الفقهاء في الجملة التعامل بالدراهم - 13

.والدنانير المغشوشة إن راجت ، نظرا للعرف أما إذا بيعت بعضها ببعض مصارفة ، فقد فصلوا صورها

صرف ف: ( وأحكامها على النحو المذكور في مصطلح ) .وما بعدها 41

وهذا في التعامل بالمغشوش في عقود المعاوضاتبجنسه ، أما التعامل به في عقود المعاوضات بغير

جنسه ، أو في غير عقود المعاوضات كالسلف ونحوه ،:فتفصيله كما يأتي

فالكاساني من الحنفية رتب الكالم في المراد هنا وهواستقراض الدراهم المغشوشة والشراء بها على الكالم

:في األنواع الثالثة من الغش وهو ما كانت فضته غالبة على غشه ،: أما النوع األول

فال يجوز استقراضه وال الشراء به إال وزنا ، ألن الغشإذا كان مغلوبا فيه كان بمنزلة الدراهم الزائفة ، وال يجوز

بيع الدراهم الزائفة بعضها ببعض عددا ، ألنها وزنية ،فلم يعتبر العدد فيها ، فكان بيع بعضها ببعض مجازفة ،فلم يجز ، فال يجوز استقراضها وال التعامل بها إال وزنا ،

.صيانة لها عن الربا ، وعن شبهة الربا

313

وهو ما استوى فيه الفضة والغش ،: وأما النوع الثاني فكذلك ، ألن الفضة إذا كانت تبقى بعد السبك ويذهب

الغش كانت ملحقة بالدراهم الزيوف ، وال تجوز عددا ،وإنما تجوز وزنا إلبعادها عن شبهة الربا ، وإن بقي كل

منهما على حاله بعد السبك فكل منهما جنس قائمبنفسه ، والفضة ال تجوز عددا ألنها وزنية ، والصفر

يجوزه ، وإذا اجتمع المانع والمجيز فالحكم بالفساد عند.تعارض جهتي الجواز والفساد أحوط

وهو ما كان الغش فيه غالبا ، فينظر: أما النوع الثالث فيه إلى عادة الناس ، فإن تعاملوا به وزنا وجب التعاملفيه وزنا ، ألن الوزن صفة أصلية ، وإن تعاملوا فيه عدداجاز التعامل به عددا ، ومثل االستقراض الشراء بها كما

.سلف هذا إذا اشترى باألنواع الثالثة ولم يعينها ، فأما إذا عينها

اشتريت هذا العرض بهذه: واشترى بها عرضا ، بأن قال الدراهم وأشار إليها ، فال شك في جواز الشراء بها ، وال

تتعين باإلشارة إليها ، وال يتعلق العقد بعينها ، حتى لوهلكت قبل أن ينقدها المشتري ال يبطل البيع ، ويعطى

مكانها مثلها من جنسها ونوعها وقدرها وصفتها والمالكية نظروا في التعامل بها إلى منع الغش بين

المسلمين ، فقالوا بجواز التعامل بها وبيعها لمنيكسرها وال يغش بها ، فإن أمن ذلك جاز البيع ، وقد

.حكى ابن رشد االتفاق على جواز البيع حينئذ فإن لم يؤمن غش المسلمين به كره البيع ، وإن علم أنهيغش به المسلمين وجب على البائع أن يسترده ويفسخبيعه إن كان قائما ، فإن لم يقدر على رده لذهاب عينه

314

أو نحوه ، فهل يملك الثمن ويندب له أن يتصدق به ، أويتصدق به وجوبا ، أو يتصدق بالزائد على فرض بيعه

ممن ال يغش ؟ أقوال ثالثة ، ورجح األخير الشيخ.العدوي

أما الشافعية فاألصل عندهم منع التعامل في هذهالدراهم المغشوشة إذا بيعت بمثلها أو بخالص جنسها ،

إن: أما شراء سلعة أخرى بها فقال أصحاب الشافعي كان الغش مما ال قيمة له جاز الشراء بها ، وإن كان مما

.له قيمة ، ففي جواز إنفاقها وجهان وعن أحمد في ذلك روايتان ، أظهرهما الجواز ، والثانية

واألولى أن يحمل كالم أحمد: التحريم ، قال ابن قدامة في الجواز على الخصوص فيما ظهر غشه واصطلحعليه ، فإن المعاملة به جائزة ، إذ ليس فيه أكثر من

اشتماله على جنسين ال غرر فيهما ، فال يمنع من بيعهماكما لو كانا متميزين ، وألن هذا مستفيض في األعصارجار بينهم من غير نكير ، وفي تحريمه مشقة وضرر ،

وليس شراؤها بها غشا للمسلمين وال تغريرا لهم ،.والمقصود منها ظاهر مرئي معلوم

:نصاب الزكاة من الفضة - ل نصاب الفضة مائتا درهم ، ال خالف في ذلك بين - 14

علماء اإلسالم ، وقد بينته السنة فيما رواه أبو سعيد: «قال رسول الله صلى هللا عليه وسلم : الخدري ، قال

ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ، وال فيما دون».خمس ذود صدقة ، وال فيما دون خمس أواق صدقة :وفي رواية أحمد وأبي داود والترمذي عن علي قال

» .فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم « ...

315

وما بعدها 67زكاة ف : ( والتفصيل ينظر في مصطلح . (:الدية ومقدارها من الفضة - م عند الجمهور دية الرجل المسلم اثنا عشر ألف - 15

.درهم ويرى الحنفية أن دية الرجل المسلم عشرة آالف درهم

.من الفضة ) .وما بعدها 28ديات ف : ( والتفصيل في مصطلح

قرآن)11907ص / 2ج - (كاملة 45-1الموسوعة الفقهية

==================قرآن

»التعريف«في األصل مصدر من قرأ بمعنى الجمع: القرآن لغة - 1

إن علينا جمعه وقرآنه: « قرأ قرآنا ، قال تعالى : ، يقال ناه فاتبع قرآنه » 17{ :، قال ابن عباس » } 18«فإذا قرأ

إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به ، وخصبالكتاب المنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم فصار له

.كالعلم هو الكتاب المنزل على: قال البزدوي : وفي االصطالح

رسول هللا ، المكتوب في المصاحف ، المنقول عن النبيصلى هللا عليه وسلم نقال متواترا ، بال شبهة ، وهو النظم

.والمعنى جميعا في قول عامة العلماء والقرآن عند األصوليين يطلق على المجموع وعلى كل

ألنهم يبحثون من حيث إنه دليل على الحكم ،; جزء منه .وذلك آية آية ال مجموع القرآن

316

:وقد سمى هللا تعالى القرآن بخمسة وخمسين اسما سماه كتابا ، ومبينا ، وقرآنا ، وكريما ، وكالما ، ونورا ،

وهدى ، ورحمة ، وفرقانا ، وشفاء ، وموعظة ، وذكرا ،.إلخ ... ومباركا ، وعليا ، وحكمة

األلفاظ ذات الصلة»المصحف«، ما جعل- بضم الميم وكسرها وفتحها - المصحف - 2

وروى. جامعا للصحف المكتوبة ، وجمعه مصاحف السيوطي أن أبا بكر رضي هللا تعالى عنه كان أول من

.جمع كتاب هللا وسماه المصحف .والصلة أن المصحف ما جمع فيه القرآن

»حجية القرآن«القرآن هو األصل األول من أصول الشرع ، وهو - 3

حجة من كل وجه لتوقف حجية غيره من األصول عليهلثبوتها به ، فإن الرسول صلى هللا عليه وسلم يخبر عن

هللا تعالى ، وقول الرسول صلى هللا عليه وسلم إنماوما آتاكم الرسول: « صار حجة بالكتاب بقوله تعالى

.، وكذا اإلجماع والقياس » فخذوه وللتفصيل في أدلة حجية القرآن وأسلوب القرآن في

.الداللة على األحكام ينظر الملحق األصولي»خصائص القرآن«»الكتابة في المصاحف- أ «القرآن هو ما نقل إلينا بين دفتي المصحف نقال - 4

ألن الصحابة رضي هللا عنهم; متواترا ، وقيد بالمصاحف بالغوا في نقله وتجريده عما سواه ، حتى كرهوا

التعاشير والنقط كي ال يختلط بغيره ، فنعلم أن المكتوب

317

في المصحف المتفق عليه هو القرآن ، وأن ما هو خارجعنه ليس منه ، إذ يستحيل في العرف والعادة مع توافرالدواعي على حفظ القرآن أن يهمل بعضه ، فال ينقل ،

.أو يخلط به ما ليس منه »التواتر- ب «ال خالف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون - 5

متواترا في أصله وأجزائه ، وأما في محله ووضعهوترتيبه فعند المحققين من علماء أهل السنة كذلك ، أي

فقد جاء في مسلم الثبوت. يجب أن يكون متواترا ما نقل آحادا فليس بقرآن: وشرحه فواتح الرحموت

قطعا ، ولم يعرف فيه خالف لواحد من أهل المذاهب ،واستدل بأن القرآن مما تتوفر الدواعي على نقله لتضمنه

وألنه أصل األحكام باعتبار المعنى والنظم; التحدي وألنه يتبرك به; جميعا حتى تعلق بنظمه أحكام كثيرة

في كل عصر بالقراءة والكتابة ، ولذا علم جهد الصحابةفي حفظه بالتواتر القاطع ، وكل ما تتوفر دواعي نقله

ينقل متواترا عادة ، فوجوده ملزوم للتواتر عند الكلعادة ، فإذا انتفى الالزم وهو التواتر انتفى الملزوم.قطعا ، والمنقول آحادا ليس متواترا ، فليس قرآنا

على أن ترتيب آي كل سورة توقيفي بأمر: كما جاء فيه هللا وبأمر الرسول صلى هللا عليه وسلم وعلى هذا انعقد

بقي أمر ترتيب السور فالمحققون: اإلجماع ، وجاء أيضا على أنه من أمر الرسول صلى هللا عليه وسلم وقيل هذا

.والحق هو األول ... الترتيب باجتهاد من الصحابة » .مصحف : « والتفصيل في مصطلح

»اإلعجاز- ج «

318

من خصائص القرآن أنه كالم هللا المعجز ، المتحدى - 6بإعجازه ، والمراد باإلعجاز ارتقاؤه في البالغة إلى حد

وال خالف بين: خارج عن طوق البشر ، قال الزركشي ألن العرب عجزوا عن; العقالء أن كتاب هللا معجز

ن كنتم في ريب مما نزلنا: « معارضته ، قال تعالى وإعلى عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم مندون الله إن كنتم صادقين ، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا

عدت فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أ» .للكافرين

وهو قول- ذهب عامة أصحابنا : قال القاضي أبو بكر إلى أن أقل ما يعجز- أبي الحسن األشعري في كتبه

عنه من القرآن السورة ، قصيرة كانت أو طويلة ، أو مافإذا كانت اآلية بقدر حروف سورة: كان بقدرها ، قال

.وإن كانت كسورة الكوثر ، فذلك معجز .والتفصيل في الملحق األصولي

»كونه بلغة العرب- د «: «لقد أنزل هللا القرآن بلغة العرب ، قال هللا تعالى - 7

ال بلسان قومه رسلنا من رسول إ » .وما أال خالف أنه ليس في القرآن كالم مركب: قال الزركشي

على غير أساليب العرب ، وأن فيه أسماء أعالم لمنلسانه غير اللسان العربي ، كإسرائيل ، وجبرائيل ، ونوح ،

ولوط ، وإنما اختلفوا هل في القرآن ألفاظ غير أعالممفردة من غير كالم العرب ؟

فذهب القاضي إلى أنه ال يوجد ذلك فيه ، وكذلك نقل.عن أبي عبيدة

319

ولو جعلناه قرآنا: « واحتج هذا الفريق بقول هللا تعالى عجمي وعربي أ فصلت آياته أ عجميا لقالوا لوال ، ولو» أ

كان فيه لغة العجم لم يكن عربيا محضا ، وآيات كثيرةوألن هللا سبحانه تحداهم باإلتيان; في هذا المعنى

بسورة من مثله ، وال يتحداهم بما ليس من لسانهم والوالقرآن يدل على أن: قال اإلمام الشافعي . يحسنونه

.ليس من كتاب هللا شيء إال بلسان العرب «وذهب قوم إلى أنه فيه لغة غير العرب ، واحتجوا بأن

.فارسية » واإلستبرق « هندية ، » المشكاة اشتمال القرآن على كلمتين: وقال من نصر هذا

ونحوهما أعجمية ال يخرجه عن كونه عربيا وعن إطالقهذا االسم عليه ، وال يمهد للعرب حجة ، فإن الشعر

.الفارسي يسمى فارسيا وإن كان فيه آحاد كلمات عربية يمكن الجمع بين القولين بأن تكون: قال ابن قدامة

هذه الكلمات أصلها بغير العربية ثم عربتها العربواستعملتها ، فصارت من لسانها بتعريبها واستعمالها لها

والتفصيل في الملحق. ، وإن كان أصلها أعجميا .األصولي

»كونه محفوظا بحفظ هللا تعالى- هـ «: «تكفل هللا تعالى بحفظ كتابه الكريم ، قال تعالى - 8

نا له لحافظون نا نحن نزلنا الذكر وإ :، قال القرطبي » إالمراد بالذكر القرآن والمراد بالحفظ أن يحفظ من أن

حفظه: يزاد فيه أو ينقص منه ، قال قتادة وثابت البناني هللا من أن تزيد فيه الشياطين باطال أو تنقص منه حقا ،

فتولى سبحانه وتعالى حفظه ، فلم يزل محفوظا ، وقالنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها: « في غيره نا أ إ

320

سلموا للذين هادوا والربانيون واألحبار بما النبيون الذين أ، فوكل» استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء

.حفظه إليهم فبدلوا وغيروا »نسخ القرآن- و «اتفق الفقهاء على جواز نسخ القرآن بالقرآن - 9

واختلفوا في نسخ القرآن بالسنة على أقوال كما اختلفوا.في شروط النسخ وأحواله

.والتفصيل في الملحق األصولي »جمع القرآن- ز«جمع القرآن مرتين مرة في عهد أبي بكر الصديق - 7

والتفصيل في. وثانية في عهد عثمان رضي هللا عنهما» :مصحف « مصطلح

»تنجيم القرآن- ح «نزل القرآن على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم - 8

.منجما لمعان مختلفة » .مصحف « والتفصيل في

»رسم المصحف- ط «كتب القرآن في عهد عثمان رضي هللا عنه على - 12

شكل معين وعلى يد جماعة من الصحابة رضي هللاعنهم ووزعت النسخ التي كتبوها على العواصم

اإلسالمية وسميت هذه الطريقة الرسم العثماني ،وقداختلف الفقهاء في وجوب التزامها في كتابة القرآن

«والتفصيل في مصطلح . الكريم أو جواز الخروج عنها» .مصحف

»األحكام الفقهية المتعلقة بالقرآن«»قراءة القرآن في الصالة: أوال «

321

اتفق الفقهاء على أن قراءة القرآن في الصالة - 13ركن ، واختلفوا في تعيين الفاتحة لهذه الفريضة ، وفي

.صحة الصالة بالقراءة بغير العربية » .وقراءة 19/صالة ، ف : ر « وللتفصيل

»قراءة القرآن خارج الصالة: ثانيا «يستحب اإلكثار من تالوة القرآن خارج الصالة ، - 14

قاموا: « لقول هللا تعالى إن الذين يتلون كتاب الله وأنية يرجون تجارة نفقوا مما رزقناهم سرا وعال ة وأ الصال

من xx: ، ولقول النبي صلى هللا عليه وسلم » لن تبور قرأ حرفا من كتاب هللا فله به حسنة ، والحسنة بعشر

حرف ، ولكن ألف حرف ، والم» الم « أمثالها ، ال أقول ، وعن عائشة رضي هللا عنها قالت« حرف ، وميم حرف

الماهر: » قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن

، وقال صلى« ويتتعتع فيه وهو عليه شاق ، له أجران :هللا عليه وسلم

«اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا ألصحابه » .

آداب قراءة القرآنينبغي للقارئ أن يستحضر في نفسه أنه يناجي هللا - 15

تعالى ، ويقرأ على حال من يرى هللا تعالى ، فإنه إن لميكن يراه فإن هللا تعالى يراه ، وينبغي إذا أراد القراءة

.أن ينظف فاه بالسواك وغيره ويستحب أن يقرأ القرآن وهو على طهارة وإن قرأ محدثا

.حدثا أصغر دون مس المصحف جاز بإجماع المسلمين

322

والجنب يحرم عليه قراءة القرآن عند عامة العلماء ، منوقال ابن عباس. الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة

يقرأ: يقرأ الجنب ورده ، وقال سعيد بن المسيب : .القرآن

ويحرم على الحائض والنفساء قراءة القرآن في الجملة.عند جمهور الفقهاء

وعند المالكية تجوز قراءة القرآن للحائض وإن كانتمتلبسة بجنابة قبل الحيض ، إال أن ينقطع عنها دمهحقيقة أو حكما كمستحاضة ، فإنها ال تقرأ إن كانت

.متلبسة بجنابة .39حيض ف : ر

ويستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار ،ولهذا استحب جماعة من العلماء أن تكون القراءة في

المسجد ، لكونه جامعا للنظافة وشرف البقعة ، ومحصال.لفضيلة أخرى وهي االعتكاف

:وللتفصيل في األماكن التي تكره فيها قراءة القرآن ر .قراءة

ويستحب للقارئ في غير الصالة أن يستقبل القبلة ،ويجلس متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأسه، ويكون

جلوسه وحده في تحسين أدبه وخضوعه كجلوسه بينيدي معلمه ، فهذا هو األكمل ، ولو قرأ قائما أو

مضطجعا أو في فراشه أو على غير ذلك من األحوال.جاز وله أجر ، ولكن دون األول

وللتفصيل في األحوال التي تجوز أو تكره فيها قراءة.قراءة : القرآن ر

323

أعوذ بألله: وإذا أراد الشروع في القراءة استعاذ فقال .من الشيطان الرجيم ، هكذا قال الجمهور من العلماء

.يتعوذ بعد القراءة : وقال بعض السلف يستحب التعوذ قبل القراءة فإن قطعها: قال الزركشي

قطع ترك وأراد العود جدد ، وإن قطعها لعذر عازما.على العود كفاه التعوذ األول ما لم يطل الفصل

استعاذة: وللتفصيل في محل االستعاذة من القراءة ر .6/ ، وتالوة ف 7/ ف

وينبغي أن يحافظ على قراءة بسم هللا الرحمن الرحيم،" براءة " أول كل سورة سوى سورة

.7/ تالوة ف : ر وللتفصيل في اختالف الفقهاء في كون البسملة آية من

.2/ الفاتحة ومن كل سورة ينظر بسملة ف فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عندالقراءة ، فهو المقصود والمطلوب ، وبه تنشرح الصدور

.10/تالوة ف : وتستنير القلوب ، ر ويستحب البكاء عند قراءة القرآن ، والتباكي لمن ال يقدر

ويخرون: { عليه ، والحزن والخشوع ، قال هللا تعالى ذقان يبكون ، وقد قرأ ابن مسعود القرآن على} لأل

فإذا عيناه: » النبي صلى هللا عليه وسلم وفي حديثه ، وطريقه في تحصيل البكاء أن يحضر في xxتذرفان

قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديدوالمواثيق والعهود ، ثم يتأمل تقصيره في ذلك ، فإن لميحضره حزن وبكاء كما يحضر الخواص فليبك على فقد

.ذلك فإنه من أعظم المصائب

324

: «ويسن الترتيل في قراءة القرآن ، قال هللا تعالى » .ورتل القرآن ترتيال

» .9تالوة ف : ر « مما يعتنى به ويتأكد األمر به احترام القرآن من أمور قديتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين ، فمن

ذلك اجتناب الضحك واللغط والحديث في خالل القراءةإال كالما ضطر إليه ، ومن ذلك العبث باليد وغيرها فإنه

.يناجي ربه سبحانه وتعالى ، فال يعبث بين يديه .ومن ذلك النظر إلى ما يلهي ويبدد الذهن

»آداب استماع القرآن«استماع القرآن والتفهم لمعانيه من اآلداب المحثوث - 16

.عليها ، ويكره التحدث بحضور القراءة واالشتغال عن: قال الشيخ أبو محمد بن عبد السالم

السماع بالتحدث بما ال يكون أفضل من االستماع سوءأدب على الشرع ، وهو يقتضي أنه ال بأس بالتحدث

.للمصلحة وصرح الحنفية بوجوب االستماع للقراءة مطلقا ، أي في

.الصالة وخارجها :ر « وللتفصيل في أحكام استماع القرآن خارج الصالة

» .وما بعدها 3/ استماع ف »آداب حامل القرآن«

آداب حامل القرآن مقرئا كان أو قارئا هي في - 17«الجملة آداب المعلم والمتعلم التي سبق تفصيلها في

» .10 - 9/ تعلم وتعليم ف أن يكون على أكمل األحوال وأكرم: ومن آدابه أيضا

الشمائل ، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه

325

إجالال للقرآن ، وأن يكون متصونا عن دنيء االكتساب ،شريف النفس ، مترفعا على الجبابرة والجفاة من أهل

الدنيا ، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين ، وأنيكون متخشعا ذا سكينة ووقار ، فقد جاء عن عمر

يا معشر القراء ارفعوا رءوسكم: رضي هللا عنه أنه قال فقد وضح لكم الطريق ، واستبقوا الخيرات ال تكونوا

.عياال على الناس ومن أهم ما يؤمر به أن يحذر كل الحذر من اتخاذ

القرآن معيشة يكتسب بها ، فقد جاء عن عبد الرحمنقال رسول هللا صلى هللا: بن شبل رضي هللا عنه قال

اقرءوا القرآن وال تغلوا فيه وال تجفوا عنه: « عليه وسلم » .وال تأكلوا به

وقد اختلف العلماء في أخذ األجرة على تعليم القرآن ،.منهم من منع أخذ األجرة عليه ، ومنهم من أجاز

» .110 - 109/ إجارة ف : ر « وللتفصيل وينبغي أن يحافظ على تالوته ويكثر منها ، قال هللا

يتلون: « تعالى مثنيا على من كان دأبه تالوة آيات هللا وسماه ذكرا وتوعد المعرض عنه ،» آيات الله آناء الليل

ومن تعلمه ثم نسيه ، فقد قال رسول هللا صلى هللا عليهتعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده: « وسلم

» .لهو أشد تفلتا من اإلبل في عقلها نسيت آية كيت وكيت ،: بئسما ألحدهم يقول : « وقال

بل هو نسي، استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من» .صدور الرجال من النعم بعقلها

»آداب الناس كلهم مع القرآن«

326

أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز - 18على اإلطالق وتنزيهه وصيانته ، وأجمعوا على أن من

جحد منه حرفا مما أجمع عليه ، أو زاد حرفا لم يقرأ به.أحد وهو عالم بذلك ، فهو كافر

»تفسير القرآن«كتاب هللا بحره عميق ، وفهمه دقيق ، ال يصل إلى - 19

فهمه إال من تبحر في العلوم وعامل هللا بتقواه فيالسر والعالنية ، وأجله عند مواقف الشبهات ، ولهذا قال

يحرم تفسير القرآن بغير علم ، والكالم في: العلماء معانيه لمن ليس من أهلها ، وأما تفسيره للعلماء فجائزحسن ، واإلجماع منعقد عليه ، فمن كان أهال للتفسير ،

جامعا لألدوات التي يعرف بها معناه ، غلب على ظنهالمراد ، فسره إن كان مما يدرك باالجتهاد ، كالمعاني

واألحكام الخفية والجلية والعموم والخصوص واإلعراب.وغير ذلك

وإن كان مما ال يدرك باالجتهاد ، كاألمور التي طريقهاالنقل وتفسير األلفاظ اللغوية فال يجوز له الكالم فيه إال

.بنقل صحيح من جهة المعتمدين من أهله وأما من كان ليس من أهله لكونه غير جامع ألدواته ،

فحرام عليه التفسير ، لكن له أن ينقل التفسير عن.المعتمدين من أهله

» .10، 9/ تفسير ف : ر « وللتفصيل »ترجمة القرآن«

اختلف الفقهاء في جواز قراءة القرآن في الصالة - 20بغير العربية ، فذهب الجمهور إلى أنه ال تجوز القراءة

327

بغير العربية سواء أحسن القراءة بالعربية أم لم يحسن.

ويرى أبو حنيفة جواز القراءة بالفارسية وغيرها مناللغات سواء كان يحسن العربية أو ال ، وقال أبو يوسف

ألن القرآن اسم; ومحمد ال تجوز إذا كان يحسن العربية نا جعلناه قرآنا عربيا : « لمنظوم عربي لقوله تعالى ،» إ

.والمراد نظمه » .وقراءة 6/ترجمة ف : ر « وللتفصيل

وأما ترجمة القرآن خارج الصالة ، وبيان معناه للعامة ،ومن ليس له فهم يقوى على تحصيل معناه ، فهو جائز

.باتفاق أهل اإلسالم وتكون تلك الترجمة عبارة عن معنى القرآن ، وتفسيرا

.له بتلك اللغة » .5 - 3/ ترجمة ف : ر « »سور القرآن«

انعقد إجماع األئمة على أن عدد سور القرآن مائة - 21وأربع عشرة سورة ، التي جمعها عثمان رضي هللا عنهوكتب بها المصاحف ، وبعث كل مصحف إلى مدينة من

مدن اإلسالم ، وال يعرج إلى ما روي عن أبي أن عددهامائة: مائة وست عشرة سورة ، وال على قول من قال

وثالث عشرة سورة بجعل األنفال وبراءة سورة ، وجعلبعضهم سورة الفيل وسورة قريش سورة واحدة ،

وبعضهم جعل المعوذتين سورة ، وكل ذلك أقوال شاذة.ال التفات إليها

328

وللتفصيل في ترتيب نزول سور القرآن وآياته وشكلهونقطه وتحزيبه وتعشيره وعدد حروفه وأجزائه وكلماته

» .مصحف « وآيه ينظر »ختم القرآن«

كان السلف رضي هللا عنهم لهم عادات مختلفة في - 22.قدر ما يختمون فيه

فمنهم من يختم القرآن في اليوم والليلة مرة ، وبعضهممرتين ، وانتهى بعضهم إلى ثالث ، ومنهم من يختم في

.الشهر واالختيار أن ذلك يختلف باختالف: قال النووي

األشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائفومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم مايقرؤه ، وكذا من كان مشغوال بنشر العلم أو غيره من

مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر علىقدر ال يحصل بسببه إخالل بما هو مرصد له ، وإن لميكن من هؤالء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير

.خروج إلى حد الملل والهذرمة .وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في كل يوم وليلة

أمر النبي صلى هللا عليه: « وقال أبو الوليد الباجي ،» وسلم عبد هللا بن عمرو أن يختم في سبع أو ثالث

يحتمل أنه األفضل في الجملة ، أو أنه األفضل في حقابن عمرو ، لما علم من ترتيله في قراءته ، وعلم من

ضعفه عن استدامته أكثر مما حد له ، وأما من استطاعأكثر من ذلك فال تمنع الزيادة عليه ، وسئل مالك عن

.ما أحسن ذلك: الرجل يختم القرآن في كل ليلة فقال .إن القرآن إمام كل خير

329

ويسن الدعاء عقب ختم القرآن ، لحديث الطبراني - 23من ختم« وغيره عن العرباض بن سارية مرفوعا

» .القرآن فله دعوة مستجابة ويسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب

أحب األعمال إلى هللا الحال المرتحل: « الختم ، لحديث ، الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره ، كلما حل

» .ارتحل »نقش الحيطان بالقرآن«

ذهب المالكية والشافعية والحنابلة وبعض الحنفية - 24وقال بعض. إلى أنه يكره نقش الحيطان بالقرآن

.يرجى أن يجوز : الحنفية »النشرة«

اختلف العلماء في النشرة وهي أن يكتب شيئا من - 25أسماء هللا أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به:المريض أو يسقيه ، فأجازها سعيد بن المسيب ، قيل

ال بأس: الرجل يؤخذ عن امرأته أيحل عنه وينشر ؟ قال .به ، وما ينفع لم ينه عنه

وممن صرح بالجواز الحنابلة وبعض الشافعية منهمال يجوز ابتالع رقعة: العماد النيهي تلميذ البغوي قال

فيها آية من القرآن فلو غسلها وشرب ماءها جاز ، وجزمالقاضي حسين والرافعي بجواز أكل األطعمة التي كتب

.عليها شيء من القرآن النشرة من جنس الطب فهي غسالة: قال ابن عبد البر

شيء له فضل ، فهي كوضوء رسول هللا صلى هللا عليهال بأس بالرقى ما: « وسلم ، وقال صلى هللا عليه وسلم

330

من استطاع منكم أن ينفع« ، و » لم يكن فيه شرك » .أخاه فليفعل

.ومنعها الحسن وإبراهيم النخعي =================

*قيام الليل :التعريف

.نقيض الجلوس : القيام في اللغة - 1والليل في اللغة من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر

.الصادق قضاء الليل ولو ساعة: وفي اصطالح الفقهاء هو

بالصالة أو غيرها ، وال يشترط أن يكون مستغرقا ألكثر.الليل

ويرى ابن عباس رضي هللا تعالى عنهما أنه يحصلبصالة العشاء جماعة والعزم على صالة الصبح جماعة

من صلى: « ، لقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم العشاء في جماعة فكانما قام نصف الليل ، ومن صلى

» .الصبح في جماعة فكانما صلى الليل كلهمعنى القيام أن يكون مشتغال: وجاء في مراقي الفالح

ساعة منه ، يقرأ القرآن أو: معظم الليل بطاعة ، وقيل يسمع الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي صلى هللا

.عليه وسلم :األلفاظ ذات الصلة

:التهجد التهجد في اللغة من الهجود ، ويطلق على النوم - 2

نام بالليل ، فهو هاجد ، والجمع: هجد : يقال : والسهر إذا نام ،: صلى بالليل ، ويقال تهجد : هجود ، وهجد

331

وتهجد إذا صلى، فهو من األضداد ، ومنه قيل لصالة الليل.التهجد :

أن الهاجد: المعروف في كالم العرب : قال األزهري هو النائم ، هجد ، هجودا إذا نام ، وأما المتهجد فهو

القائم إلى الصالة من النوم ، وكانه قيل له متهجد إللقائه.الهجود عن نفسه

وقد فسرت عائشة وابن عباس رضي هللا تعالى عنهم ،، بالقيام للصالة} ناشئة الليل : { ومجاهد ، قوله تعالى

.من النوم ، فيكون موافقا للتهجد فقد ذكر القاضي حسين من: وأما في االصطالح

أن التهجد في االصطالح هو صالة التطوع: الشافعية في الليل بعد النوم ، ويؤيده ما روي من حديث الحجاج

يحسب أحدكم إذا قام: " بن عمرو رضي هللا عنه قال :من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد ، إنما التهجد

إنه يطلق على: ، وقيل " المرء يصلي الصالة بعد رقدة .صالة الليل مطلقا

) .6 - 4/ تهجد ف ( وتفصيله في مصطلح أن قيام الليل أعم من: والصلة بين قيام الليل والتهجد

.التهجد :الحكم التكليفي

اتفق الفقهاء على مشروعية قيام الليل ، وهو سنة - 3عند الحنفية والحنابلة ، ومندوب عند المالكية ، ومستحب

.عند الشافعية .واختلفوا في فرضيته على النبي صلى هللا عليه وسلم

) .4/ اختصاص ف ( وينظر تفصيله في مصطلح

332

كما صرحوا بأن صالة الليل أفضل من صالة النهار ، قالليس بعد المكتوبة عندي أفضل من قيام الليل ،: أحمد

وقد صرحت األحاديث بفضله والحث عليه ، كما روى أبوقال رسول هللا صلى: هريرة رضي هللا تعالى عنه قال

عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب: « هللا عليه وسلم الصالحين قبلكم ، وهو قربة لكم إلى ربكم ، ومكفرة

» .للسيئات ، ومنهاة عن اإلثم :الوقت األفضل لقيام الليل

ال خالف بين الفقهاء في أن قيام الليل ال يكون إال - 4بعد صالة العشاء ، سواء سبقه نوم أو لم يسبقه ، وأن

.كونه بعد النوم أفضل واختلفوا بعد ذلك في أفضل األوقات لقيام الليل على

:أقوال فذهب الجمهور إلى أن األفضل مطلقا السدس الرابعوالخامس من الليل ، لما روى عبد هللا بن عمرو رضي

:أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال « هللا عنهما أحب الصالة إلى هللا صالة داود عليه السالم ، وأحب

الصيام إلى هللا صيام داود وكان ينام نصف الليل ، ويقوم» .ثلثه ، وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما

أحدهما للنوم ،: وأما لو أراد أن يجعل الليل نصفين واآلخر للقيام ، فالنصف األخير أفضل ، لقلة المعاصي

قال: فيه غالبا ، ولحديث أبي هريرة رضي هللا عنه قال ينزل ربنا تبارك: « رسول هللا صلى هللا عليه وسلم

وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليلمن يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني: اآلخر ، يقول

ولو أراد أن» . فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟

333

يجعله أثالثا ، فيقوم ثلثه ، وينام ثلثيه ، فالثلث األوسطألن الغفلة فيه أتم ، والعبادة فيه; أفضل من طرفيه

أثقل ، والمصلين فيه أقل ، ولهذا قال النبي صلى هللاذاكر هللا في الغافلين مثل الشجرة: « عليه وسلم

» .الخضراء في وسط الشجر ويرى المالكية أن األفضل قيام ثلث الليل اآلخر لمن

تكون عادته االنتباه آخر الليل ، أما من كان غالب حاله.أن ال ينتبه آخره ، فاألفضل أن يجعله أول الليل احتياطا

أما الليل كله ، فقد صرح الشافعية والحنابلة بكراهةال أعلم: « قيامه ، لحديث عائشة رضي هللا تعالى عنها

نبي هللا صلى هللا عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ،وال صلى ليلة إلى الصبح ، وال صام شهرا كامال غير

» .رمضان قال لعبد هللا« ولما روي أن النبي صلى هللا عليه وسلم

ألم أخبر أنك: بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهما بلى يا رسول هللا ،: تصوم النهار وتقوم الليل ؟ فقلت

فال تفعل ، صم وأفطر ، وقم ونم ، فإن لجسدك: فقال عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا

» .ولزورك عليك حقا واستثنوا ليالي مخصوصة لحديث عائشة رضي هللا تعالى

أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان إذا دخل: « عنها » .العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر

:عدد ركعاته ذهب الفقهاء إلى أنه يستحب افتتاح قيام الليل - 5

بركعتين خفيفتين ، لما روى أبو هريرة رضي هللا عنه

334

إذا قام: « عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال » .أحدكم من الليل فليفتتح صالته بركعتين خفيفتين

منتهى ركعاته ثماني: واختلفوا بعد ذلك ، فقال الحنفية ركعات ، وهو عند المالكية عشر ركعات ، أو اثنتا عشرة

.ركعة الصالة: « ال حصر لعدد ركعاته لخبر : وقال الشافعية

» .خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر اختلفت الروايات في عدد ركعات: وقال ابن قدامة

قال ابن عباس: صالته صلى هللا عليه وسلم بالليل كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: « رضي هللا عنهما

، وقالت عائشة» يصلي من الليل ثالث عشرة ركعة ما كان رسول هللا صلى هللا: « رضي هللا تعالى عنها

عليه وسلم يزيد في رمضان وال في غيره على إحدىيصلي أربعا ، فال تسأل عن حسنهن: عشرة ركعة

وطولهن ، ثم يصلي أربعا فال تسأل عن حسنهنكانت: « ، وفي لفظ قالت » وطولهن ، ثم يصلي ثالثا

صالته صلى هللا عليه وسلم في شهر رمضان وغيره» .بالليل ثالث عشرة ركعة ، منها ركعتا الفجر 6/ تهجد ف ( وفي كل ذلك تفصيل ينظر في مصطلحي

) .11/ ، وصالة التراويح ف وهل يصلى أربعا أربعا ، أو مثنى مثنى ؟ ذهب مالك

والشافعية وأبو يوسف ومحمد إلى أنه يصلى مثنى مثنى، احتجاجا بما روى ابن عمر رضي هللا تعالى عنهما عن

صالة الليل مثنى ،: « النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال وألن عمل األمة في التراويح مثنى مثنى ،... » ; مثنى

335

من لدن عمر رضي هللا تعالى عنه إلى يومنا هذا ، فدل.أن ذلك أفضل

يصلى أربعا أربعا ، لحديث عائشة: وقال أبو حنيفة .رضي هللا تعالى عنها السابق

صالة الليل ركعتان بتسليمة ، أو ست أو: وقال الموصلي ألن كل ذلك نقل في تهجده صلى هللا عليه وسلم; ثمان

.ألنه لم ينقل ; وتكره الزيادة على ذلك :ترك قيام الليل لمعتاده

ذهب الفقهاء إلى أنه يكره ترك تهجد اعتاده بال عذر - 6، لقوله صلى هللا عليه وسلم لعبد هللا بن عمرو رضي

يا عبد هللا ال تكن مثل فالن ، كان: « هللا تعالى عنهما ، فينبغي للمكلف األخذ من» يقوم الليل فترك قيام الليل

: «العمل بما يطيقه ، ولذا قال صلى هللا عليه وسلم » .أحب األعمال إلى هللا أدومها وإن قل

كان النبي صلى هللا: « وقالت عائشة رضي هللا عنها » .عليه وسلم إذا صلى صالة داوم عليها

كان إذا عمل: « ، وقالت » كان عمله ديمة : « وقالت » .عمال أثبته

:االجتماع لقيام الليل ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز التطوع جماعة - 7

ألن النبي صلى هللا عليه وسلم فعل األمرين; وفرادى .كليهما

عليكم: « واألفضل في غير التراويح المنزل ، لحديث بالصالة في بيوتكم ، فإن خير صالة المرء في بيته إال

» .المكتوبة

336

صالة المرء في بيته أفضل من صالته في: « وفي رواية ولكن إذا كان في بيته ما» . مسجدي هذا إال المكتوبة

يشغل باله ، ويقلل خشوعه ، فاألفضل أن يصليها في.ألن اعتبار الخشوع أرجح ; المسجد فرادى

ونص الحنفية على كراهة الجماعة في التطوع إذا كان.على سبيل التداعي ، بأن يقتدي أربعة بواحد

وصرح المالكية بأنه يكره الجمع في النافلة غير التراويحإن كثرت الجماعة ، سواء كان المكان الذي أريد الجمع

فيه مشتهرا كالمسجد ، أو ال كالبيت ، أو قلت الجماعة.وكان المكان مشتهرا ، وذلك لخوف الرياء

فإن قلت وكان المكان غير مشتهر فال كراهة ، إال فياألوقات التي صرح العلماء ببدعة الجمع فيها ، كليلةالنصف من شعبان ، وأول جمعة من رجب ، وليلة

.عاشوراء ، فإنه ال خالف في الكراهة مطلقا :قيام ليلة الجمعة

.نص الحنفية على ندب إحياء ليلة الجمعة - 8.وصرح الشافعية بأنه يكره تخصيص ليلة الجمعة بقيام

ال تختصوا ليلة الجمعة بقيام من: « أي بصالة ، لحديث » .بين الليالي

أما تخصيص غيرها ، سواء كان بالصالة أو بغيرها ، فال.يكره

وكذلك ال يكره تخصيص ليلة الجمعة بغير الصالة ،كقراءة القرآن ، أو الذكر ، أو الصالة على النبي صلى

.هللا عليه وسلم :قيام ليلتي العيدين

337

اتفق الفقهاء على أنه يندب قيام ليلتي العيدين لقوله - 9من قام ليلتي العيدين محتسبا: « صلى هللا عليه وسلم

» .لله لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) .11/ إحياء الليل ف ( وينظر تفصيل ذلك في مصطلح

:قيام ليالي رمضان ال خالف بين الفقهاء في سنية قيام ليالي رمضان ، - 10

:لقوله صلى هللا عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من«

» .ذنبه إن التراويح هي قيام رمضان ، ولذلك: وقال الفقهاء

.ألنها قيام الليل ; فاألفضل استيعاب أكثر الليل بها :قيام ليلة النصف من شعبان واالجتماع له

ذهب جمهور الفقهاء إلى ندب قيام ليلة النصف من - 11شعبان ، لما روي عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم

إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها ،: « قال وصوموا نهارها ، فإن هللا ينزل فيها لغروب الشمس إلى

أال من مستغفر لي فأغفر له ، أال: سماء الدنيا ، فيقول أال... أال كذا ... من مسترزق فأرزقه ، أال مبتلى فأعافيه

» .حتى يطلع الفجر ... كذا ) .13/ إحياء الليل ف ( والتفصيل في

:قيام ليالي العشر من ذي الحجة صرح الحنفية والحنابلة أنه يستحب قيام الليالي - 12

العشر األول من ذي الحجة ، لما روي عن رسول هللاما من أيام أحب إلى هللا: « صلى هللا عليه وسلم قال

أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة ، يعدل صيام كل

338

يوم منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر. «

:قيام أول ليلة من رجب يرى بعض الفقهاء أنه يستحب قيام أول ليلة من – 13

رجب ، ألنها من الليالي الخمس التي ال يرد فيها الدعاء ،ليلة الجمعة ، وأول ليلة من رجب ، وليلة النصف: وهي

.من شعبان ، وليلتا العيد :ما يستحب في قيام الليل

:يستحب في قيام الليل ما يلي :االفتتاح بركعتين خفيفتين - أ

صرح الشافعية والحنابلة بأنه يستحب لقائم الليل أن - 14يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين لحديث أبي هريرة رضي

: «هللا تعالى عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صالته بركعتين خفيفتين

ألرمقن: « ، وعن زيد بن خالد رضي هللا عنه أنه قال » صالة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الليلة ، فصلى

.الحديث ... » ركعتين خفيفتين :ما يقوله القائم للتهجد - ب اختلفت عبارات الفقهاء فيما يقوله قائم الليل إذا - 15

قام من الليل يتهجد ، تبعا الختالف الروايات عن النبي.صلى هللا عليه وسلم إنه يستحب أن يمسح المستيقظ: فقال سليمان الجمل

النوم عن وجهه ، وأن ينظر إلى السماء ولو أعمىإن في خلق السماوات: { وتحت سقف ، وأن يقرأ

.إلى آخر اآليات } واألرض

339

وعن عبادة رضي هللا عنه ، عن النبي صلى هللا عليه:، من الليل فقال "استيقظ " من تعار : « وسلم أنه قال

ال إله إال هللا وحده ال شريك له ، له الملك وله الحمدوهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان هللا ، والإله إال هللا وهللا أكبر ، وال حول وال قوة إال بالله ، ثم قال

اللهم اغفر لي ، أو دعا ، استجيب له ، فإن توضأ وصلى: » .قبلت صالته

كان رسول هللا: « وعن ابن عباس رضي هللا عنهما قال :صلى هللا عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد ، قال

اللهم لك الحمد ، أنت قيم السماوات واألرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات واألرض ومن فيهن ،

ولك الحمد أنت نور السماوات واألرض ، ولك الحمد أنتملك السماوات واألرض ، ولك الحمد ، أنت الحق ،

ووعدك الحق ، ولقاؤك حق، وقولك حق ، والجنة حق ،والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد صلى هللا عليه وسلم

حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ،وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت

، أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، ال إله إال أنت ، أو ال إله» .وال حول وال قوة إال بالله : « وزاد في رواية » غيرك

:كيفية القراءة في قيام الليل - ج إن قائم الليل مخير بين: قال الحنفية والحنابلة - 16

إن: الجهر بالقراءة واإلسرار بها ، غير أن الحنفية قالوا إن: الجهر أفضل ما لم يؤذ نائما ونحوه ، وقال الحنابلة

كان الجهر أنشط له في القراءة ، أو كان بحضرته منيستمع قراءته ، أو ينتفع بها ، فالجهر أفضل ، وإن كان

340

قريبا منه من يتهجد ، أو من يستضر برفع صوته ،فاإلسرار أولى ، وإن لم يكن ال هذا وال هذا فليفعل ما

سألت عائشة رضي: « شاء ، قال عبد هللا بن أبي قيس هللا تعالى عنها ، كيف كان قراءة رسول هللا صلى هللا

كل ذلك قد كان يفعل ، ربما أسر: عليه وسلم ؟ فقالت ، وقال أبو هريرة رضي هللا عنه» بالقراءة ، وربما جهر

كانت قراءة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في: « » .الليل يرفع طورا ويخفض طورا

وصرح المالكية بأنه يندب الجهر في صالة الليل ما لميشوش على مصل آخر ، وإال حرم ، والسر فيها خالف

األولى يسن التوسط بين اإلسرار والجهر إن: وقال الشافعية

.لم يشوش على نائم أو مصل أو نحوهما :إيقاظ من يرجى تهجده - د

نص الشافعية على أنه يستحب لمن قام يتهجد أن - 17يوقظ من يطمع في تهجده إذا لم يخف ضررا ، لقوله

من استيقظ من الليل وأيقظ: « صلى هللا عليه وسلم امرأته ، فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين هللا كثيرا ،

» .والذاكرات :إطالة القيام وتكثير الركعات - هـ ذهب جمهور الحنفية ، والمالكية في قول ، - 18

والشافعية ، وهو وجه عند الحنابلة ، إلى أن طول القيامأفضل من كثرة العدد ، فمن صلى أربعا مثال وطولالقيام أفضل ممن صلى ثمانيا ولم يطوله ، للمشقة

الحاصلة بطول القيام ، ولقول رسول هللا صلى هللا عليه

341

القيام: والقنوت » أفضل الصالة طول القنوت : « وسلم .

وألن النبي صلى هللا عليه وسلم كان أكثر صالته التهجد ،وكان يطيله ، وهو صلى هللا عليه وسلم ال يداوم إال على

.األفضل هذا إن صلى قائما ، فإن صلى: وزاد الشافعية قولهم

قاعدا فاألقرب أن كثرة العدد أفضل ، لتساويهما فيالقعود الذي ال مشقة فيه ، حيث زادت كثرة العدد

.بالركوعات والسجودات وغيرها إذا لم يكن له ورد فطول: وقال أبو يوسف من الحنفية

القيام أفضل ، وأما إذا كان له ورد من القرآن يقرؤه ،.فكثرة السجود أفضل

إلى: وذهب المالكية في األظهر ، وهو وجه عند الحنابلة أن األفضل كثرة الركوع والسجود، لقوله صلى هللا عليه

عليك بكثرة السجود ، فإنك ال تسجد لله سجدة: « وسلم وألن» ; إال رفعك هللا بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة

السجود في نفسه أفضل وآكد ، بدليل أنه يجب فيالفرض والنفل ، وال يباح بحال إال لله تعالى ، بخالفالقيام ، فإنه يسقط في النفل ، ويباح في غير الصالة

للوالدين ، والحاكم ، وسيد القوم واالستكثار مما هو آكد.وأفضل أولى

أنهما سواء ، لتعارض: وللحنابلة وجه ثالث ، وهو .األخبار في ذلك

:نية قيام الليل عند النوم - و صرح الشافعية والحنابلة بأنه يندب أن ينوي - 19

الشخص قيام الليل عند النوم ، لقوله صلى هللا عليه

342

من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من: « وسلم الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى ، وكان

» .نومه صدقة عليه من ربه عز وجل ================

*قبر :التعريف

مدفن اإلنسان ، يقال قبره يقبره ويقبره قبرا: القبر - 1جعل له قبرا ، والمقب◌رة بفتح: دفنه ، وأقبره : ومقبرا

.موضع القبور أي موضع دفن الموتى : الباء وضمها .الدافن بيده : والقابر

:ما يتعلق بالقبر من أحكام :احترام القبر - أ القبر محترم شرعا توقيرا للميت ، ومن ثم اتفق - 2

الفقهاء على كراهة وطء القبر والمشي عليه ، لما ثبتنهى أن توطأ القبور: « أن النبي صلى هللا عليه وسلم

. «لكن المالكية خصوا الكراهة بما إذا كان مسنما ، كما

استثنى الشافعية والحنابلة وطء القبر للحاجة منالكراهة كما إذا كان ال يصل إلى قبر ميته إال بوطء قبر

.آخر الحنفية والشافعية والحنابلة- وذهب جمهور الفقهاء - 3إلى كراهة الجلوس على القبر ، لما روى أبو مرثد-

الغنوي رضي هللا تعالى عنه أن النبي صلى هللا عليه،» ال تجلسوا على القبور وال تصلوا إليها : « وسلم قال

قال النبي: وعن أبي هريرة رضي هللا تعالى عنه قال ألن يجلس أحدكم على جمرة: « صلى هللا عليه وسلم

343

فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس» .على قبر

.وذهب المالكية إلى جواز الجلوس على القبر ونص الشافعية والحنابلة على كراهة االتكاء على القبر ،

رآني رسول الله: « لما روي عن عمارة بن حزم قال يا صاحب: صلى هللا عليه وسلم جالسا على قبر فقال

القبر ، انزل من على القبر ال تؤذ صاحب القبر وال يؤذيك.، وكذا يكره عند الشافعية االستناد إليه » واتفق الفقهاء على حرمة التخلي على القبور ، - 4

قال النبي: لحديث عقبة بن عامر رضي هللا عنه قال ألن أمشي على جمرة أو سيف: « صلى هللا عليه وسلم

، أو أخصف نعلي برجلي ، أحب إلي من أن أمشي علىقبر مسلم ، وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي أو

.، وزاد الحنابلة حرمة التخلي بينها » وسط السوق .وصرح الحنفية بكراهة النوم عند القبر

:كيفية حفر القبر - ب :أقل ما يجزئ في القبر وأكمله

ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن أقل ما - 5يجزئ في القبر حفرة تكتم رائحة الميت وتحرسه عن

.السباع لعسر نبش مثلها غالبا ألنه لم يرد فيه تقدير ، فيرجع فيه إلى ما: قال البهوتي

.يحصل به المقصود .األدنى أن يعمق نصف القامة : وقال الحنفية

فذهب الشافعية واألكثر من الحنابلة إلى أنه: أما األكمل يستحب توسيع القبر وتعميقه قدر قامة وبسطة ، والمراد

344

قامة رجل معتدل يقوم ويبسط يده مرفوعة ، فقدأوصى عمر رضي هللا عنه أن يعمق قبره قامة وبسطة

.ال حد ألكثره لكن يندب عدم عمقه : وقال المالكية ال تعمقوا قبري: وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال

.فإن خير األرض أعالها وشرها أسفلها وذهب الحنابلة على الصحيح من المذهب إلى أنه يسن

تعميق القبر وتوسيعه بال حد ، لقول النبي صلى هللا عليه،» احفروا وأعمقوا وأحسنوا : « وسلم في قتلى أحد

وألن تعميق القبر أنفى لظهور الرائحة التي تستضر بهااألحياء ، وأبعد لقدرة الوحش على نبشه وآكد لستر

.الميت األحسن أن يكون مقدار قامة ، وطوله: وقال الحنفية

على طول قدر الميت ، وعرضه على قدر نصف طوله :اللحد والشق

اتفق الفقهاء على أن صفة اللحد هي أن يحفر في - 6أسفل حائط القبر الذي من جهة القبلة مقدار ما يسع

.الميت ويجعل ذلك كالبيت المسقوف وأما صفة الشق ، فذهب الحنفية والشافعية والحنابلةإلى أنه يحفر في وسط القبر حفيرة يوضع الميت فيها

.ويبنى جانباها باللبن أو غيره ويسقف عليها الشق هو أن يحفر في أسفل القبر: وقال المالكية

أضيق من أعاله بقدر ما يسع الميت ثم يغطى فم الشق.

واتفق الفقهاء على أن اللحد أفضل من الشق من حيثاللحد لنا: « الجملة ، لقول النبي صلى هللا عليه وسلم

» .والشق لغيرنا

345

: «وعن سعد بن أبي وقاص أنه قال في مرض موته ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول

» .الله صلى هللا عليه وسلم .فإن كانت األرض رخوة فال بأس بالشق : قال الحنفية

وقال المالكية والشافعية بأفضلية الشق في األرض غير.الصلبة

إن كانت األرض رخوة ال يثبت فيها اللحد: وقال الحنابلة شق للحاجة ، وإن أمكن أن يجعل فيها اللحد من

.الجنادل واللبن والحجارة جعل ولم يعدل إلى الشق :اتخاذ التابوت في الدفن

ال خالف بين الفقهاء في أنه يكره الدفن في التابوت - 7.إال عند الحاجة ، وفرق الحنفية بين الرجل والمرأة

) .11دفن ف : ( والتفصيل في مصطلح :كيفية إدخال الميت القبر ووضعه فيه - ج ذهب الحنفية إلى أنه يستحب أن يدخل الميت من - 8

إنه ال: وقال المالكية . قبل القبلة بأن يوضع من جهتها بأس أن يدخل الميت في قبره من أي ناحية كان والقبلة

.أولى ويرى الشافعية والحنابلة أنه يستحب أن يوضع الميت

.عند آخر القبر ثم يسل من قبل رأسه منحدرا ) .8دفن ف : ( والتفصيل في مصطلح

:تغطية القبر حين الدفن - د ال خالف بين الفقهاء في أنه يستحب تغطية قبر - 9

.المرأة حين الدفن ، واختلفوا في تغطية قبر الرجل ) .10دفن ف : ( والتفصيل في مصطلح

:الجلوس عند القبر بعد الدفن - هـ

346

يستحب لمن دفن الميت الجلوس: قال الطحاوي - 10.عند قبره بقدر ما ينحر جزور ويقسم لحمه

) .45جنائز ف : ( والتفصيل في مصطلح :دفن أكثر من ميت في القبر - و

األصل أنه ال يدفن أكثر من ميت في القبر الواحد - 11ألن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يدفن كل ميت فيقبر ، وعلى هذا استمر فعل الصحابة ومن بعدهم ، إال

: «للضرورة لقول النبي صلى هللا عليه وسلم يوم أحد » .ادفنوا االثنين والثالثة في قبر واحد

واختلف الفقهاء في حكم دفن أكثر من ميت في القبر:لغير الضرورة

.فذهب الحنفية والمالكية وبعض الشافعية إلى الكراهة .وذهب الحنابلة وبعض الشافعية إلى الحرمة

الكراهة هو ما مشى عليه شيخ اإلسالم: قال القليوبي وغيره واعتمده بعض شيوخنا ، واعتمد شيخنا الزيادي

وشيخنا الرملي أنه حرام ولو مع اتحاد الجنس أو.المحرمية أو الصغر ، ولو دفن لم ينبش

:وقد سبق كيفية وضعهم في القبر الواحد في مصطلح ) .14دفن ف ( :تسنيم القبر وتسطيحه - ز

ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن تسنيم - 12-أي جعل التراب مرتفعا عليه كسنام الجمل - القبر

أنه رأى قبر النبي: « مندوب ، لما ورد عن سفيان التمار » .صلى هللا عليه وسلم مسنما

.يرفع قدر شبر : قال المالكية والحنابلة .قدر شبر أو أكثر شيئا قليال : وقال الحنفية

347

ليعرف أنه قبر فيتوقى ، ويترحم على: وقال البهوتي أن النبي صلى هللا عليه: « صاحبه ، وقد روي عن جابر

، وعن القاسم» وسلم رفع قبره عن األرض قدر شبر يا أماه ،: دخلت على عائشة فقلت : بن محمد قال

اكشفي لي عن قبر النبي صلى هللا عليه وسلم وصاحبيهرضي هللا عنهما ، فكشفت لي عن ثالثة قبور ، ال مشرفة

.وال الطئة ، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء وإن زيد على التسنيم أي من حيث كثرة: قال المالكية

.التراب بحيث يكون جرما مسنما عظيما فال بأس به وصرح الحنابلة بكراهة رفعه فوق شبر لحديث أبي الهياج

أال أبعثك: « قال لي علي بن أبي طالب : األسدي قال أن: على ما بعثني عليه رسول الله صلى هللا عليه وسلم

» .ال تدع تمثاال إال طمسته ، وال قبرا مشرفا إال سويته والمشرف ما رفع كثيرا ، بدليل ما سبق عن: قالوا

وعند المالكية" ال مشرفة وال الطئة " القاسم بن محمد قول ضعيف بكراهة التسنيم وندب التسطيح ، أي يجعل

عليه سطح كالمصطبة ولكن ال يسوى ذلك السطح.باألرض بل يرفع كشبر ، وقيل يرفع قليال بقدر ما يعرف وذهب الشافعية إلى أن تسطيح القبر أفضل من تسنيمه

.ونص الشافعية والحنابلة على أنه إذا مات المسلم - 13

.في بالد الكفار فال يرفع قبره بل يخفى لئال يتعرضوا له تسوية قبر المسلم باألرض وإخفاؤه بدار: قال البهوتي

الحرب أولى من إظهاره وتسنيمه ، خوفا من أن ينبش.فيمثل به

:تطيين القبر وتجصيصه والبناء عليه - ح

348

صرح الحنفية والشافعية والحنابلة بأنه يسن أن - 14يرش على القبر بعد الدفن ماء ، ألن النبي صلى هللا

عليه وسلم فعل ذلك بقبر سعد بن معاذ ، وأمر به في.قبر عثمان بن مظعون

أن يوضع عليه حصى صغار ،: وزاد الشافعية والحنابلة أن النبي صلى هللا: « لما روى جعفر بن محمد عن أبيه

عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه، وألن ذلك أثبت له وأبعد لدروسه ، وأمنع» حصباء

.لترابه من أن تذهبه الرياح ويحرم رشه بالماء النجس ، ويكره بماء: قال الشافعية

.الورد :واختلف الفقهاء في تطيين القبر - 15

والحنابلة إلى جواز تطيين- في المختار - فذهب الحنفية القبر ، ونقل الترمذي عن الشافعي أنه ال بأس بالتطيين

.ولم يذكر ذلك جماهير األصحاب : قال النووي ودليل الجواز قول القاسم بن محمد في وصف قبر النبي

مبطوحة ببطحاء" صلى هللا عليه وسلم وقبر صاحبيه " .العرصة الحمراء

وذهب المالكية وإمام الحرمين والغزالي من الشافعية.إلى كراهة تطيين القبر

أكثر عباراتهم في تطيينه من فوق ،: قال الدسوقي ونقل ابن عاشر عن شيخه أنه يشمل تطيينه ظاهرا

.وباطنا واتفق الفقهاء على كراهة تجصيص القبر ، لما - 16

نهى رسول الله صلى: « روى جابر رضي هللا تعالى عنه

349

هللا عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن» .يبنى عليه

.التجصيص التبييض بالجص وهو الجير : قال المحلي وحكمة النهي التزيين ، وزاد إضاعة المال: قال عميرة

.على غير غرض شرعي وذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى كراهة - 17

نهى رسول: « البناء على القبر في الجملة ، لحديث جابر الله صلى هللا عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يبنى

.وسواء في البناء بناء قبة أم بيت أم غيرهما » . عليه يحرم لو للزينة ، ويكره لو لإلحكام بعد: وقال الحنفية

.الدفن واليوم اعتادوا التسنيم: وفي اإلمداد من كتب الحنفية

باللبن صيانة للقبر عن النبش ورأوا ذلك حسنا ، وقالما رأى المسلمون حسنا فهو عند: عبد الله بن مسعود

ونص المالكية والشافعية على حرمة البناء. الله حسن .في المقبرة المسبلة ووجوب هدمه

.إال إذا كان يسيرا للتمييز : قال المالكية بأن يبنى حوله- كما صرح المالكية بحرمة تحويز القبر

ووجوب هدم ذلك فيما إذا بوهي- حيطان تحدق به بالبناء ، أو صار مأوى ألهل الفساد ، أو في ملك الغير

البناء على القبر أو حوله في: بغير إذنه ، قال الدسوقي وهي المملوكة له ولغيره بإذن- األراضي الثالثة

حرام عند قصد المباهاة وجائز عند قصد- والموات .التمييز وإن خال عن ذلك كره

:وعن أحمد روايتان في البناء في المقبرة المسبلة

350

رواية بالكراهة الشديدة ، ألنه تضييق بال فائدةورواية بالمنع ،. واستعمال للمسبلة فيما لم توضع له

المنقول في هذا ما سأله أبو: صوبها البهوتي قائال ال يدفن فيها: طالب عمن اتخذ حجرة في المقبرة ، قال

.، والمراد ال يختص به وهو كغيره من بنى ما يختص به فيها فهو: وقال الشيخ تقي الدين

.غاصب وكره أحمد الفسطاط والخيمة على القبر ، ألن أبا هريرة

.أوصى حين حضره الموت أن ال تضربوا علي فسطاطا وقال البخاري في صحيحه ورأى ابن عمر فسطاطا على

انزعه يا غالم فإنما يظله عمله: قبر عبد الرحمن فقال :تعليم القبر والكتابة عليه - ط :اختلف الفقهاء في تعليم القبر - 18

فذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى جواز تعليم القبرلما مات: « بحجر أو خشبة أو نحوهما ، لما روي أنه

عثمان بن مظعون أخرج بجنازته ، فدفن فأمر النبيصلى هللا عليه وسلم رجال أن يأتيه بحجر فلم يستطع

حمله ، فقام إليها رسول الله صلى هللا عليه وسلم:وحسر عن ذراعيه فحملها فوضعها عند رأسه ، وقال

» .أتعلم بها قبر أخي ، وأدفن إليه من مات من أهلي وذهب الشافعية إلى أنه يندب تعليم القبر بأن يوضع عند

وكذا: رأسه حجر أو خشبة ونحوهما ، قال الماوردي .عند رجليه

واختلف الفقهاء أيضا في الكتابة على القبر ، فذهب - 19المالكية والشافعية والحنابلة إلى كراهة الكتابة على

نهى النبي صلى هللا: « القبر مطلقا لحديث جابر قال

351

عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى» .عليه وأن يكتب عليه

.وإن بوهي بها حرم : قال المالكية النقش مكروه ولو قرآنا ، وينبغي الحرمة: وقال الدردير

.ألنه يؤدي إلى امتهانه وذهب الحنفية والسبكي من الشافعية إلى أنه ال بأس

.بالكتابة إن احتيج إليها حتى ال يذهب األثر وال يمتهن ألن النهي عنها وإن صح فقد وجد: قال ابن عابدين

اإلجماع العملي بها ، فقد أخرج الحاكم النهي عنها منطرق ثم قال هذه األسانيد صحيحة وليس العمل عليها

فإن أئمة المسلمين من المشرق إلى المغرب مكتوبعلى قبورهم وهو عمل أخذ به الخلف عن السلف ،ويتقوى بما ورد أن رسول الله صلى هللا عليه وسلم

حمل حجرا فوضعها عند رأس عثمان بن مظعون وقال»أتعلم بها قبر أخي ، وأدفن إليه من مات من أهلي : «

، فإن الكتابة طريق إلى تعرف القبر بها ، نعم يظهر أنمحل هذا اإلجماع العملي على الرخصة فيها ما إذا كانت

الحاجة داعية إليه في الجملة ، حتى يكره كتابة شيء.عليه من القرآن أو الشعر أو إطراء مدح له ونحو ذلك

:زيارة القبور - ي اتفق الفقهاء على أنه يندب زيارة القبور للرجال ، - 20

إني كنت نهيتكم عن: « لقول النبي صلى هللا عليه وسلم » .زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر اآلخرة

زيارة: ( وقد سبق تفصيل أحكام الزيارة في مصطلح ، كما سبق تفصيل أحكام زيارة النبي صلى ) 1القبور ف

352

زيارة النبي صلى هللا: ( هللا عليه وسلم في مصطلح ) .2عليه وسلم ف

:نبش القبر - ك اتفق الفقهاء على منع نبش القبر إال لعذر وغرض - 21

صحيح ، واتفقوا على أن من األعذار التي تجيز نبشالقبر كون األرض مغصوبة أو الكفن مغصوبا أو سقط

.مال في القبر ، وعندهم تفصيل في هذه األعذار واختلفوا فيما يعد عذرا وغرضا صحيحا سوى هذه

:األعذار ، وتفصيل ذلك فيما يلي فمن العذر عند الحنفية تعلق حق اآلدمي به كأن تكون

األرض مغصوبة أو أخذت بشفعة أو سقط في القبر:متاع أو كفن بثوب مغصوب ، أو دفن معه مال ، قالوا ولو كان المال درهما ، أما لو تعلق به حق الله تعالى

كما إذا دفن بال غسل أو صالة أو وضع على غير يمينه أو.إلى غير القبلة فإنه ال ينبش بعد إهالة التراب

:واستثنى المالكية من منع النبش خمس مسائل أن يكون الكفن مغصوبا سواء من الميت أو: األولى

.غيره فينبش إن أبى ربه أخذ قيمته ولم يتغير الميت إذا دفن في ملك غيره بدون إذنه ، وعندهم في: الثانية

.ذلك أقوال للمالك إخراجه مطلقا سواء طال الزمن: قال ابن رشد

.أم ال له إخراجه إن كان بالفور ، وأما مع: وقال اللخمي

.الطول فليس له إخراجه وجبر على أخذ القيمة إن كان بالقرب فله إخراجه ، وإن: وقال ابن أبي زيد

.طال فله االنتفاع بظاهر األرض وال يخرجه

353

إن نسي معه مال لغيره ولو قل ، أو له وشح: الثالثة الوارث وكان له بال إن لم يتغير الميت ، وإال أجبر غير

.الوارث على أخذ القيمة أو المثل وال شيء للوارث .عند الضرورة في دفن غيره فينبش : الرابعة

.عند إرادة نقله عند توافر شروط النقل : الخامسة وأجاز الشافعية النبش للضرورة فقط ، ومن الضرورة

لو دفن بال غسل فيجب نبشه تداركا لغسله: عندهم .الواجب ما لم يتغير

وللصالة عليه ، فإن تغير وخشي فساده لم: قال النووي .يجز نبشه لما فيه من انتهاك حرمته

ولو دفن في أرض أو ثوب مغصوبين ، فيجب نبشه وإنتغير ليرد كل على صاحبه إذا لم يرض ببقائه ، وفي

الثوب وجه أنه ال يجوز النبش لرده ألنه كالتالف فيعطىولو وقع في القبر مال فيجب نبشه ألخذه. صاحبه قيمته هكذا أطلقه أصحابنا ، وقيد أبو إسحاق: ، قال النووي

الشيرازي الوجوب بالطلب فعند عدم الطلب يجوز والوهو المعتمد ، ولو بلع مال نفسه: يجب ، قال القليوبي

حرم نبشه وشق جوفه إلخراجه ولو أكثر من الثلث ولوفي مرض موته ، أو مال غيره فكذلك إن لم يطلبه

.صاحبه أو ضمنوه لصاحبه وإال وجب ولو دفن لغير القبلة فيجب نبشه وتوجيهه للقبلة ما لم

.يتغير ولو دفنت امرأة حامل رجي حياة جنينها فتنبش ويشق

.جوفها .ولو دفن في مسجد فينبش مطلقا ويخرج منه

354

وأجاز الحنابلة نبش القبر لتدارك الواجب وللغرض.الصحيح

فمن النبش لتدارك الواجب ما لو دفن قبل الغسل فيلزمنبشه ويغسل تداركا لواجب الغسل ، ما لم يخف تفسخه

.أو تغيره ولو دفن لغير القبلة أيضا ينبش ويوجه إليها تداركا لذلك

.الواجب ولو دفن قبل الصالة عليه ينبش ويصلى عليه ، ليوجد

شرط الصالة وهو عدم الحائل ، وقال ابن شهاب.ال ينبش ويصلى على القبر إلمكانها عليه : والقاضي

ولو دفن قبل تكفينه يخرج ويكفن ، لما روى سعيد عنشريح بن عبيد الحضرمي أن رجاال قبروا صاحبا لهم لم

يغسلوه ، ولم يجدوا له كفنا ، ثم لقوا معاذ بن جبلفأخبروه فأمرهم أن يخرجوه من قبره ثم غسل وكفن

وحنط وصلي عليه ، ولو كفن بحرير هل ينبش ؟ فيهاألولى عدم نبشه احتراما له: قال في اإلنصاف : وجهان

.ومن النبش للغرض الصحيح تحسين الكفن ، لحديث

أتى النبي صلى هللا عليه وسلم عبد الله بن: « جابر قال أبي ابن سلول بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج

فوضعه على ركبتيه ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه، ودفنه في بقعة خير من بقعته التي دفن فيها فيجوز»

نبشه لذلك ، ولمجاورة صالح لتعود عليه بركته وكإفرادهدفن مع أبي رجل: في قبر عمن دفن معه ، لقول جابر

فلم تطب نفسي حتى أخرجته ، فجعلته في قبر علىحدة وفي رواية كان أبي أول قتيل ، يعني يوم أحد ،

355

ودفن معه آخر في قبر ، ثم لم تطب نفسي أن أتركهمع اآلخر ، فاستخرجته بعد ستة أشهر ، فإذا هو كيوم

.وضعته هنية غير أذنه ولو دفن في مسجد ونحوه كمدرسة ورباط فينبش

ويخرج تداركا للعمل بشرط الواقف لتعيين الواقف الجهة.لغير ذلك

وإن دفن في ملك غيره بال إذن ربه ، فللمالك إلزام دافنه:بنقله ليفرغ له ملكه عما شغله به بغير حق ، قالوا

.واألولى للمالك تركه حتى يبلى لما فيه من هتك حرمته وإن وقع في القبر ما له قيمة عرفا أو رماه ربه فيه نبش

وأخذ ذلك منه ، لما روي أن المغيرة بن شعبة وضعخاتمه في قبر النبي صلى هللا عليه وسلم ثم قال

أنا أقربكم عهدا: خاتمي ، فدخل وأخذه ، وكان يقول إذا نسي: برسول الله صلى هللا عليه وسلم ، قال أحمد

.الحفار مسحاته في القبر جاز أن ينبش وإن كفن بثوب غصب وطلبه ربه لم ينبش وغرم ذلك من

تركته ، إلمكان دفع الضرر مع عدم هتك حرمته ، فإنتعذر الغرم لعدم تركة نبش القبر وأخذ الكفن إن لم

يتبرع وارث أو غيره ببذل قيمة الكفن وإن بلع مال غيرهبغير إذنه وكان مما تبقى ماليته كخاتم وطلبه ربه لم

ينبش وغرم ذلك من تركته صونا لحرمته مع عدم الضرر، فإن تعذر الغرم نبش القبر وشق جوفه إن لم يتبرع

وارث أو غيره ببذل قيمة المال لربه وإال فال ينبش ، وإنبلع مال الغير بإذن ربه أخذ إذا بلي الميت ، ألن مالكههو المسلط له على ماله باإلذن له ، وال يعرض للميت

.قبل أن يبلى

356

وإن بلع مال نفسه لم ينبش قبل أن يبلى ، ألن ذلكاستهالك لمال نفسه في حياته أشبه ما لو أتلفه إال أن

يكون عليه دين فينبش ويشق جوفه فيخرج ويوفى دينه.، لما في ذلك من المبادرة إلى تبرئة ذمته من الدين

:قراءة القرآن على القبر - ل :اختلف الفقهاء في قراءة القرآن على القبر - 22

فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنه ال تكرهقراءة القرآن على القبر بل تستحب ، لما روى أنس

من دخل المقابر فقرأ فيها يس خفف: « مرفوعا قال ، وصح عن» عنهم يومئذ ، وكان له بعددهم حسنات

ابن عمر أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عنده بفاتحة البقرة.وخاتمتها

.يقرأ شيئا من القرآن : قال الشافعية ومما ورد عن السلف أنه من قرأ سورة: قال القليوبي

اإلخالص إحدى عشرة مرة وأهدى ثوابها إلى الجبانة.غفر له ذنوب بعدد الموتى فيها

وروى السلف عن علي رضي هللا عنه أنه يعطى له من.األجر بعدد األموات

ويقرأ من القرآن: قال ابن عابدين نقال عن شرح اللباب ما تيسرله من الفاتحة وأول البقرة إلى المفلحون وآية

الكرسي ، وآمن الرسول ، وسورة يس ، وتبارك الملك ،وسورة التكاثر واإلخالص اثنتي عشرة مرة أو إحدى

.عشرة أو سبعا أو ثالثا قال السامري يستحب أن يقرأ عند رأس: وقال البهوتي

.القبر بفاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمتها

357

وصرح الحصكفي بأنه ال يكره إجالس القارئين عند القبر.وهو المختار : ، قال

إلى كراهة القراءة على القبر ، ألنه: وذهب المالكية المتأخرون على: ليس من عمل السلف ، قال الدردير

أنه ال بأس بقراءة القرآن والذكر وجعل ثوابه للميت.ويحصل له األجر إن شاء الله

.لكن رجح الدسوقي الكراهة مطلقا :الصالة على القبر - م ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الصالة على قبر - 23

الميت في الجملة ، على تفصيل وخالف ينظر في ) .37جنائز ف : ( مصطلح

:تقبيل القبر واستالمه - ن :اختلف الفقهاء في حكم تقبيل القبر واستالمه - 24

.فذهب الحنفية والمالكية إلى منع ذلك وعدوه من البدع .وذهب الشافعية والحنابلة إلى الكراهة

إن قصد بتقبيل األضرحة التبرك لم يكره: قال الشافعية .

.وذلك كله من البدع : وقال البهوتي من الحنابلة ==============

*قدر :التعريف

قدر الشيء في اللغة مبلغه ، وهو أن يكون مساويا - 1:وفي االصطالح . لغيره من غير زيادة وال نقصان

التساوي في المعيار الشرعي الموجب للمماثلة صورةالقدر والتقدير تبيين: وهو الكيل والوزن ، قال الراغب

: «كمية الشيء ، وقوله صلى هللا عليه وسلم في الهالل

358

أي قدروا عدد الشهر حتى» فإن غم عليكم فاقدروا له .تكملوا ثالثين يوما

:ما يتعلق بالقدر من أحكام :القدر المعفو عنه من النجاسة - أ ذهب الحنفية إلى أن قدر الدرهم وما دونه من - 2

النجاسة المغلظة كالدم والبول والخمر ونحوها معفو.عنه ، وجازت الصالة معه

وفرق المالكية بين الدم وما معه من قيح وصديد وسائرالنجاسات ، فيقولون بالعفو عن قدر درهم من دم وقيح

.وصديد ، ألن اإلنسان ال يخلو عنه أما الشافعية فقالوا بالعفو عن اليسير من الدم والقيح

وصرح الحنابلة بأنه ال. ونحوهما مما يعسر االحتراز عنه يعفى عن يسير النجاسة ولو لم يدركها الطرف ، وإنما.يعفى عن يسير الدم وما يتولد منه من القيح والصديد

) .7عفو ف : ( والتفصيل في مصطلح :قدر النصاب في الزكاة وقدر الواجب فيها - ب

يختلف قدر النصاب في أنواع األموال التي تجب فيها - 3الزكاة كنصاب زكاة األنعام ، ففي اإلبل إذا بلغت خمساشاة وفي البقر إذا بلغت ثالثين تبيع أو تبيعة وفي الغنم

.إذا بلغت أربعين شاة وفي زكاة الذهب إذا بلغ النصاب عشرين مثقاال والفضة

مائتي درهم فالمقدار الواجب فيهما ربع العشر ،وعروض التجارة تقوم ثم تعامل معاملة الذهب والفضة

.

359

وفي زكاة الزروع والثمار إذا بلغت خمسة أوسق فيهاالعشر إن سقيت بغير كلفة ونصف العشر إن سقيت

.بكلفة ، 72، 57، 51، 44زكاة ف : ( والتفصيل في مصطلح

87 ،115. ( :القدر من العلل الربوية - ج اتفق الفقهاء على ثبوت الربا في األشياء الستة - 4

الذهب بالذهب مثال بمثل: « المنصوص عليها في حديث ، والفضة بالفضة مثال بمثل ، والتمر بالتمر مثال بمثل ،

والبر بالبر مثال بمثل ، والملح بالملح مثال بمثل ، والشعير... » .بالشعير مثال بمثل

كما اتفق فقهاء األمصار على أن حكم الربا غير مقصورعلى األشياء الستة وأن فيها معنى ويتعدى الحكم بذلك

.المعنى إلى غيرها من األموال واتفقوا على أن علة الذهب والفضة واحدة ، وعلة:األعيان األربعة واحدة ، ثم اختلفوا في تلك العلة فذهب الحنفية إلى أن العلة هي الجنسية والقدر ،

التمر: « عرفت الجنسية بقوله صلى هللا عليه وسلم وعرف القدر بقوله صلى هللا» بالتمر ، والحنطة بالحنطة

ويعني بالقدر الكيل فيما» مثال بمثل : « عليه وسلم يكال والوزن فيما يوزن ، فقد بين أن العلة هي الكيل

.والوزن وروي عن عبادة وأنس أن النبي صلى هللا عليه وسلم

ما وزن مثل بمثل إذا كان نوعا واحدا ، وما كيل: « قال ، وجه» فمثل ذلك ، فإذا اختلف النوعان فال بأس به

التمسك به أنه عليه الصالة والسالم رتب الحكم على

360

الجنس والقدر ، وهذا نص على أنهما علة الحكم ، لماعرف أن ترتب الحكم على االسم المشتق ينبئ عن علية

المكيل: مأخذ االشتقاق لذلك الحكم ، فيكون تقديره والموزون مثال بمثل بسبب الكيل أو الوزن مع الجنس ،

أن: « والذي يدل عليه حديث أبي سعيد وأبي هريرة رسول الله صلى هللا عليه وسلم استعمل رجال على خيبر

أكل تمر خيبر هكذا ؟ فقال: فجاءهم بتمر جنيب فقال إنا نأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثالثة ،

فال تفعل ، بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم: فقال أي في الموزون ،» في الميزان مثل ذلك : جنيبا ، وقال

إذ نفس الميزان ليس من أموال الربا ، وهو أقوى حجةفي علية القدر ، وهو بعمومه يتناول الموزون كله الثمن

.والمطعوم وغيرهما هذا ولمعرفة أقوال بقية الفقهاء في علة تحريم الربا

).25 - 21ربا ف : ( ينظر مصطلح =================

قرقرة.الضحك العالي : القرقرة في اللغة - 1: التعريف

وقرقر, صوت : وقرقر بطنه , رغاء البعير : والقرقرة حا . صوت : الشراب في حلقه حبس: والقرقرة اصطال

لفاظ ذات الصلة. ( ذكره المالكية بهذا المعنى , الريح األ:الحاقن - 2: الحاقب والحاقن والحازق والحافز ) :

قال: والحازق , مدافع الغائط : والحاقب , مدافع البول مدافع الريح: وقيل , مدافع البول والغائط : ابن عابدين

:والحافز , الحازق الذي ضاق خفه : وقال القليوبي . وذكر النووي في تفسيرهما عكس ذلك. مدافع الريح

361

نه حجة : قال القليوبي مانع منه أل قة بينها. وال والعال.وبين القرقرة حبس ما ينقض الوضوء في كل

جمالي ( ن - 3) : الحكم اإل انفرد المالكية بالقول أتيان بشيء- حبس الريح - القرقرة إن كانت تمنع من اإل

و حكما ة حقيقة أ كما لو كان يقدر على- من الصاليتان به بعسر فمن حصره ريح. فإنها تبطل الوضوء - اإل

ركان تيان بشيء من أ يقدر على اإل نه ال وكان يعلم أ صال ة أ , الصال و يأتي به مع عسر كان وضوءه باطال ,أ

ن يفعل به ما يتوقف على الطهارة كمس فليس له أتيان, المصحف تمنع من اإل ما إذا كانت القرقرة ال أ

تبطل الوضوء ة فإنها ال ركان الصال وذهب. بشيء من أن القرقرة الشديدة تنقض الوضوء بعض المالكية إلى أ

ة ركان الصال تيان بشيء من أ ,ولو لم تمنع من اإلول وذهب جمهور الفقهاء إلى عدم نقض. والراجح األ

ة معها , الوضوء بحبس الريح .وصرحوا بكراهة الصال ) .6 - 5حاقن ف ( انظر مصطلح

================قرن

من الشاة- بالسكون - القرن في اللغة - 1: التعريف ,مثل فلس وفلوس , وجمعه قرون , والبقرة معروف

يضا ويطلق على, والجيل من الناس , الذؤابة : والقرن أهل نجد . وقت من الزمان يضا ميقات أ وهو, وقرن أ

,قرن المنازل : ويقال له , جبل مشرف على عرفات يخرج استعمال الفقهاء لهذا اللفظ. وقرن الثعالب وال

.عن هذه المعاني اللغوية

362

حكام المتعلقة بالقرن : األ وال 2: قرن بمعنى الميقات : أسكان الراء - قرن - ميقات المتوجهين- بفتح القاف وإ

هل, من نجد إلى الحج جمع أ وهو من المواقيت التي أ,ويقال لها قرن المنازل وقرن الثعالب , العلم عليها

وسماه, قرن غير مضاف : يقال له : وقال ابن جماعة .في رواية للشافعي في المسند قرن المعادن

) .40إحرام ف : ر ( وللتفصيل قرن له من: القرن من الحيوان : ثانيا التضحية بما ال

و بقر عدا- يرى الحنفية والمالكية والحنابلة - 3: غنم أنه يجزئ الجماء - ابن حامد قرن لها- أ وهي التي ال

ضحية والهدي - خلقة جاز الشافعية التضحية. في األ وأ تجوز التضحية: وقال ابن حامد . بالجماء مع الكراهة ال

كثر من نصف القرن يمنع ن ذهاب أ فذهاب, بالجماء ألولى ن ما منع منه العور منع منه العمى ; الجميع أ ,وأل

ولى جم أ .وكذلك ما منع منه العضب يمنع منه كونه أ ) .3جماء ف ( والتفصيل في مصطلح

ن مكسورة - 4: التضحية بمكسورة القرن يرى الحنفية أفإذا بلغ الكسر, القرن تجزئ ما لم يبلغ الكسر المشاش

تجزئ والمشاش رءوس العظام مثل, المشاش فإنها النه يجزئ في الهدايا. الركبتين وذهب المالكية إلى أ

يجوز ن يكون يدمي فال والضحايا المكسورة القرن إال أنه مرض تجزئ التي انكسر قرنها: وقال الشافعية . أل

؟ قال, مع الكراهة م ال نكسار أ دمى قرنها باال سواء أنكسار في اللحم فيكون: القفال لم اال ن يؤثر أ إال أ

تجزئ العضباء . كالجرب نه ال -وذهب الحنابلة إلى أو قرنها ذنها أ كثر أ لحديث علي رضي- وهي التي ذهب أ

363

ن: { هللا عنه قال نهى رسول الله صلى هللا عليه وسلم أذن فذكرت ذلك: قال قتادة } يضحى بأعضب القرن واأل

كثر من: لسعيد بن المسيب فقال و أ العضب النصف أحمد , ذلك و قرنها : وقال أ ذنها أ كثر أ ,العضباء ما ذهب أ

كثر كالكل ن األ .نقله حنبل ألووقت من الزمان, القرن بمعنى الجيل من الناس : ثالثا

ن خير القرون - 5: خير القرون : اتفق العلماء على أفقد قال النبي صلى هللا, قرنه صلى هللا عليه وسلم

متي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين: { عليه وسلم خير أذكر بعد- : راوي الحديث - يلونهم قال عمران دري أ أ فالثا و ثال ثم إن بعدكم قوما يشهدون وال, قرنه قرنين أ

يؤتمنون , يستشهدون يوفون, ويخونون وال وينذرون والخير الناس: { وفي رواية } , ويظهر فيهم السمن ,

والمراد: قال ابن حجر . . . } , قرني ثم الذين يلونهم بقرن النبي صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث

إن الصحيح الذي عليه الجمهور: قال النووي . الصحابة ى النبي صلى هللا عليه وسلم ولو ساعة ن كل مسلم رأ أ

صحابه على عمومها} خير الناس { ورواية , فهو من أ يلزم منه تفضيل الصحابي, والمراد منه جملة القرن وال

مه عليهم نبياء صلوات الله وسال فراد النساء, على األ أ والبل المراد جملة القرن, على مريم وآسية وغيرهما

واختلفوا: قال القاضي . بالنسبة إلى كل قرن بجملته صحابه : في المراد بالقرن هنا فقال المغيرة ,قرنه أ

بناؤهم بنائهم , والذين يلونهم أ بناء أ وقال شهر, والثالث أته : ت من, قرنه ما بقيت عين رأ والثاني ما بقيت عين رأ

هل طبقة: وقال غير واحد , رآه ثم كذلك القرن كل أ

364

هل مدة بعث فيها نبي: وقيل , مقترنين في وقت هو ألم قصرت ف في قدره. طالت مدته أ وذكر الحربي الخال

وليس منه شيء: ثم قال , بالسنين إلى مائة وعشرين حد, واضح مة هلكت فلم يبق منها أ ن القرن كل أ ى أ ورأ

:وقتادة , القرن عشر سنين : وقال الحسن وغيره . ربعون : والنخعي , سبعون وفى , أ بي أ :وزرارة بن أ

وقال ابن, مائة : وعبد الملك بن عمير , مائة وعشرون عرابي ن قرنه: قال النووي . هو الوقت : األ والصحيح أ

,والثاني التابعون , صلى هللا عليه وسلم الصحابة .والثالث تابعوهم

=============*قلنسوة

:التعريف .من مالبس الرءوس : القلنسوة لغة - 1

.لبس القلنسوة : والتقليس .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

:ما يتعلق بالقلنسوة من أحكام :حكم المسح عليها في الوضوء

ذهب الحنفية والحنابلة في المذهب إلى أنه ال يجوز - 2المسح في الوضوء على القلنسوة لعدم الحرج في

.نزعها ال يمسح على: قال أحمد : قال إسحاق بن إبراهيم

.القلنسوة يجوز المسح على القلنسوة إن خيف من: وقال المالكية

.نزعها ضرر

365

إن عسر رفع القلنسوة ، أو لم يرد ذلك: وقال الشافعية «كمل بالمسح عليها وإن لبسها على حدث ، لخبر مسلم

أنه صلى هللا عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى.، وسواء أعسر عليه تنحيتها أم ال » العمامة

:حكم لبس المحرم القلنسوة يحرم على المحرم لبس القلنسوة ، ألن ستر الرأس - 3

من محظورات اإلحرام ، لما روى ابن عمر رضي هللاأن النبي صلى هللا عليه وسلم قال في« تعالى عنهما

ال يلبس القمص وال العمائم وال السراويالت: المحرم وال البرانس وال الخفاف إال أحد ال يجد نعلين فليلبس

» .خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين قال في الصحاح» وال البرانس « قوله : قال ابن بطال

قلنسوة طويلة وكان النساك يلبسونها في صدر: البرنس .اإلسالم

فإن لبس المحرم القلنسوة لزمه الفدية وهذا باتفاق.الفقهاء

:حكم لبس أهل الذمة القالنس من أحكام أهل الذمة أنهم يلزمون بلبس يميزهم - 4

عن المسلمين ، ألن عمر رضي هللا تعالى عنه صالحهمعلى تغيير زيهم بمحضر من الصحابة ، فإذا لبسوا

القالنس يجب أن تكون مخالفة للقالنس التي يلبسها.المسلمون وذلك بتمييزها بعالمة يعرفون بها

يمنع أهل الذمة من لبس القالنس: قال ابن عابدين الصغار ، وإنما تكون طويلة من كرباس مصبوغة بالسواد

.مضربة مبطنة وهذا في العالمة أولى

366

وقد ذكر أبو يوسف في كتاب الخراج بإلزامهم لبسالقالنس الطويلة المضربة وأن عمر رضي هللا تعالى عنه

.كان يأمر بذلك ، أي تكون عالمة يعرفون بها إن لبسوا القالنس جعلوا فيها خرقا: وقال الشيرازي

ليتميزوا عن قالنس المسلمين ، لما روى عبد الرحمنبن غنم في الكتاب الذي كتبه لعمر حين صالح نصارى

الشام فشرط أن ال تتشبه بهم في شيء من لباسهم من.قلنسوة وال عمامة

.وبمثل ذلك قال الحنابلة .يلزمون بلبس يميزهم : وقال المالكية

================*قهقهة

:التعريف القهقهة مصدر قهقه إذا مد ورجع في ضحكه ، وقيل - 1.هو اشتداد الضحك :

.الضحك المسموع له ولجيرانه : وفي االصطالح :األلفاظ ذات الصلة

:الضحك - أ :مصدر ضحك يضحك ضحكا وضحكا : الضحك لغة - 2

.انفرجت شفتاه وبدت أسنانه من السرور .هو ما يكون مسموعا له دون جيرانه : وفي االصطالح

.وبين الضحك والقهقهة عموم وخصوص :التبسم - ب

بسم: التبسم مصدر تبسم ، والثالثي بسم ، يقال - 3انفرجت شفتاه عن ثناياه ضاحكا بدون: يبسم بسما

.صوت ، وهو أخف من الضحك

367

ما ال يكون مسموعا له: وعرفه الجرجاني بقوله .ولجيرانه

والصلة بين التبسم والقهقهة أن التبسم غالبا مقدمة.للقهقهة

:الحكم اإلجمالي اختلف الفقهاء في القهقهة في الصالة ، فقال - 4

إن: جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة الصالة تفسد بالقهقهة وال ينتقض الوضوء ، لما روى

كان من أدركت من فقهائنا: البيهقي عن أبي الزناد قال الذين ينتهى إلى قولهم منهم سعيد بن المسيب وعروةبن الزبير والقاسم بن محمد وأبو بكر بن عبد الرحمنوخارجة بن زيد بن ثابت وغيرهم يقولون فيمن رعف

غسل عنه الدم ولم يتوضأ وفيمن ضحك في الصالةوألن الضحك لو كان ناقضا. أعادها ولم يعد وضوءه

لنقض في الصالة وغيرها كالحدث ، فهي ال توجبالوضوء خارج الصالة فال توجبه داخلها كالعطاس

.والسعال القهقهة في الصالة ذات الركوع والسجود: وقال الحنفية

تنقض الوضوء وتفسد الصالة لما روي عن أبي العاليةأن رجال« والحسن البصري وإبراهيم النخعي والزهري

أعمى جاء والنبي صلى هللا عليه وسلم في الصالة ،فتردى في بئر ، فضحك طوائف من الصحابة ، فأمر

النبي صلى هللا عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء، وكما تبطل بالحدث العمد إذا حصل قبل» والصالة

القعود األخير قدر التشهد فإنها تبطل كذلك ، بالقهقهة إذاحصلت قبل القعود األخير قدر التشهد كذلك أما إن كانت

368

وأما إذا. بعده فإنها ال تبطل الصالة وإن نقضت الوضوءكانت القهقهة خارج الصالة ، أو في صالة الجنازة

وسجدة التالوة وصالة الصبي وصالة الباني بعد الوضوء.ال تفسد الوضوء في جميع ذلك

:قهقهة اإلمام والمأموم فإن قهقهة اإلمام: ولو قهقه اإلمام والقوم جميعا - 5

ألن قهقهتهم لم تصادف; أوال تنقض وضوءه دون القوم تحريمة الصالة بفساد صالتهم لفساد صالة اإلمام ،

.فجعلت قهقهتهم خارج الصالة ألن; وإن قهقه القوم أوال ثم اإلمام انتقض طهارة الكل

.قهقهتهم حصلت في الصالة ألن قهقهة الكل حصلت في; وكذلك إن قهقهوا معا

.تحريمة الصالة .وهذا مذهب الحنفية

================*قيء

:التعريف مصدر قاء ، يقال قاء الرجل ما أكله قيئا: القيء لغة - 1

من باب باع ، ثم أطلق المصدر على الطعام المقذوف ،تكلف القيء ، ويتعدى: واستقاء استقاءة ، وتقيأ

.قيأه غيره : بالتضعيف فيقال هو الخارج من الطعام بعد استقراره في: واصطالحا

.المعدة :األلفاظ ذات الصلة

:القلس

369

:القذف وبابه ضرب ، وقال الخليل : القلس لغة - 2ما خرج من الحلق ملء الفم أو دونه وليس: القلس

.بقيء ، فإن عاد فهو القيء .وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي

.أن القلس دون القيء : والصلة بينهما :األحكام المتعلقة بالقيء

:للقيء أحكام منها :طهارة القيء ونجاسته

.اختلفت اآلراء في طهارة القيء ونجاسته - 3فيقول الحنفية والشافعية والحنابلة بنجاسته ولكل منهم

تفصيله ، وبذلك يقول المالكية في المتغير عن حال.الطعام ولو لم يشابه أحد أوصاف العذرة

ألن كل ما يخرج من; إن نجاسته مغلظة : قال الحنفية بدن اإلنسان وهو موجب للتطهير فنجاسته غليظة وال

خالف عندهم في ذلك ، واستدلوا بقول النبي صلى هللا:عليه وسلم

من الغائط ،: يا عمار إنما يغسل الثوب من خمس « ، وهذا إذا كان ملء»والبول ، والقيء ، والدم ، والمني

الفم ، أما ما دونه فطاهر على ما هو المختار من قولصبي: أبي يوسف ، وفي فتاوى نجم الدين النسفي

إن كان ملء الفم: ارتضع ثم قاء فأصاب ثياب األم فنجس ، فإذا زاد على قدر الدرهم منع الصالة في هذا

أنه ال يمنع ما لم: الثوب ، وروى الحسن عن أبي حنيفة .ألنه لم يتغير من كل وجه وهو الصحيح ; يفحش

والثدي إذا قاء عليه الولد ، ثم رضعه حتى زال أثر القيء.، طهر حتى لو صلت صحت صالتها

370

أنه نجس ، وإن لم يتغير حيث وصل: وعند الشافعية ألن شأن; إلى المعدة ، ولو ماء وعاد حاال بال تغير

المعدة اإلحالة ، فهو طعام استحال في الجوف إلىالنتن والفساد ، فكان نجسا كالغائط ، واستدلوا لذلك

إنه لو ابتلي شخص بالقيء: بالحديث السابق ، وقالوا .عفي عنه في الثوب والبدن وإن كثر كدم البراغيث

أن يكثر وجوده بحيث يقل خلوه: والمراد باالبتالء بذلك إنه طاهر: منه ، واستثنوا من القيء عسل النحل فقالوا

.ال نجس معفو عنه ألنه طعام استحال في; أنه نجس : وعند الحنابلة

.الجوف إلى الفساد أشبه الغائط واختلفت الرواية عندهم في العفو عن يسير القيء

هو عندي بمنزلة الدم ، وذلك: فروي عن أحمد أنه قال ألنه خارج من اإلنسان نجس من غير السبيل فأشبه الدم

ألن األصل; ، وعنه أنه ال يعفى عن يسير شيء من ذلك أن ال يعفى عن شيء من النجاسة خولف في الدم وما

.تولد منه فيبقى فيما عداه على األصل أن النجس من القيء هو المتغير عن: وعند المالكية

حال الطعام ولو لم يشابه أحد أوصاف العذرة ، ويجبغسله عن الثوب والجسد والمكان ، فإن كان تغيره

.بصفراء أو بلغم ولم يتغير عن حالة الطعام فطاهر فإذا تغير بحموضة أو نحوها فهو نجس وإن لم يشابه

أحد أوصاف العذرة كما هو ظاهر المدونة واختاره سندوالباجي وابن بشير وابن شاس وابن الحاجب خالفا

ال ينجس القيء: للتونسي وابن رشد وعياض حيث قالوا .إال إذا شابه أحد أوصاف العذرة

371

:أثر القيء في الوضوء :اختلف الفقهاء في نقض الوضوء بالقيء - 4

.فذهب المالكية والشافعية إلى أنه ال ينقضه وعند الحنفية أن القيء ينقض الوضوء متى كان ملء

.الفم ، سواء كان قيء طعام أو ماء وإن لم يتغير أي مشقة" أن ال ينطبق عليه الفم إال بتكلف : وحد ملئه

أن يمنع: على األصح من التفاسير فيه ، وقيل حد ملئه " الكالم ، وذلك لتنجسه بما في قعر المعدة وهو مذهب

وألن النبي صلى هللا عليه; العشرة المبشرين بالجنة وألن خروج النجاسة مؤثر في» ; قاء فتوضأ « وسلم

.زوال الطهارة ألنه من أعلى; فإذا لم يمأل الفم ال ينقض الوضوء

المعدة ، وكذا ال ينقضه قيء بلغم ولو كان كثيرا لعدم.تخلل النجاسة فيه وهو طاهر

وإن قاء قليال قليال متفرقا ولو جمع تقديرا كان ملءألنه جامع; الفم ، فأبو يوسف اعتبر اتحاد المجلس

;للمتفرقات ، ومحمد اعتبر اتحاد السبب وهو الغثيان ألنه دليل على اتحاده ، وهو األصح ، وعلى هذا ينقض

.القيء المتفرق الوضوء إن كان قدر ملء الفم ألنه; وعند زفر ينقض قليله كثيره وهما في ذلك سواء

لما كان الخارج من غير السبيلين حدثا بما دل عليه منالدليل وجب أن يستوي فيه القليل والكثير كالخارج من

» .القلس حدث : « السبيلين ، ولقوله ألنه سوداء; ولو قاء دما وهو علق يعتبر فيه ملء الفم

محترقة ، وإن كان مائعا فكذلك عند محمد اعتبارا بسائرإن سال بقوة نفسه ينقض الوضوء: أنواعه ، وعندهما

372

ألن المعدة ليست بمحل الدم ، فيكون; وإن كان قليال .من قرحة في الجوف

أنه ينقض الوضوء إن فحش في نفس: وعند الحنابلة ألن اعتبار حال اإلنسان بما يستفحشه; كل أحد بحسبه

غيره حرج فيكون منفيا لما رواه معدان بن طلحة عنأن النبي صلى هللا عليه« أبي الدرداء رضي هللا عنه

وسلم قاء فتوضأ فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، وال» صدق أنا صببت له وضوءه : فذكرت له ذلك فقال

إذا كان فاحشا: ينقض اليسير لقول ابن عباس في الدم .فعليه اإلعادة

) .وضوء ( وتفصيله في مصطلح :أثر القيء في الصالة

الطهارة في الصالة شرط من شروط صحتها وما - 5:يبطل الطهارة يبطل الصالة لقوله صلى هللا عليه وسلم

فتفسد الصالة إن فقدت» ال تقبل صالة بغير طهور « .شرطا من شروط صحتها كالطهارة

أن من سبقه الحدث في الصالة فلينصرف: فعند الحنفية :وليتوضأ وليبن على صالته لقوله صلى هللا عليه وسلم

من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي فلينصرف« ،» فليتوضأ ثم ليبن على صالته وهو في ذلك ال يتكلم

إذا صلى أحدكم فقاء أو: « وقوله صلى هللا عليه وسلم رعف فليضع يده على فمه وليقدم من لم يسبق له

، فإن كان منفردا إن شاء عاد إلى مكانه وإن» شيء شاء أتمها في منزله ، والمقتدي واإلمام يعودان إال أن

يكون اإلمام الجديد قد أتم الصالة فيتخيران ، واالستئنافأفضل لخروجه عن الخالف ، ولئال يفصل بين أفعال

373

إن كان إماما أو: الصالة بأفعال ليست منها ، وقيل مقتديا فالبناء أولى إحرازا لفضيلة الجماعة ، وإن كان

أيما إمام: « إماما استخلف لقوله صلى هللا عليه وسلم سبقه الحدث في الصالة فلينصرف ولينظر رجال لم

، وإنما يجوز» يسبق بشيء فليقدمه ليصلي بالناس البناء إذا فعل ما ال بد منه كالمشي واالغتراف حتى لو

استقى أو غرز دلوه أو وصل إلى نهر فجاوزه إلى غيرهفسدت صالته ، وإن سبقه الحدث بعد التشهد توضأ

ألنه لم يبق عليه سوى السالم ، وإن تعمد; وسلم ألنه لم يبق عليه شيء من أركان; الحدث تمت صالته

الصالة ، وقد تعذر البناء لمكان التعمد وإذا لم يبق عليه.شيء من أركان الصالة تمت صالته

أن من ذرعه قيء طاهر يسير لم يزدرد: وعند المالكية منه شيئا لم تبطل صالته ، فإن كان نجسا أو كثيرا أو

ازدرد شيئا منه عمدا بطلت صالته ، وإن ازدرد شيئا منهنسيانا لم تبطل ويسجد للنسيان بعد السالم ، وإن غلبه

.ففيه قوالن ، والقلس كالقيء :إلى أن من سبقه الحدث ففيه قوالن : وذهب الشافعية

ألنه حدث يبطل الطهارة; في الجديد تبطل صالته ال تبطل: فأبطل الصالة كحدث العمد ، وقال في القديم

صالته بل ينصرف ويتوضأ ويبني على صالته ، لما رويأن النبي صلى هللا عليه« عن عائشة رضي هللا عنها

من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي: وسلم قال فلينصرف فليتوضأ ثم ليبن صالته وهو في ذلك ال يتكلم

وألنه حدث حصل بغير اختياره فأشبه سلس البول ،» ; لو رعف المصلي أو قاء أو غلبته: قال في المجموع

374

نجاسة أخرى جاز له على القديم أن يخرج ويغسلنجاسته ويبني على صالته بالشروط السابقة في الحدث

.نص عليه إن كان القيء فاحشا بطلت صالته وعليه: وعند الحنابلة

اإلعادة ، واختلف الرواية عند أحمد في يسيره ، فرويألنه خارج من; هو عندي بمنزلة الدم وذلك : أنه قال

اإلنسان نجس من غير السبيل فأشبه الدم ، وعنه أنه الألن األصل أن ال يعفى; يعفى عن يسير شيء من ذلك

.عن شيء من النجاسة :أثر القيء في الصوم

أي" اتفق الفقهاء على أن الصائم إذا ذرعه القيء - 6فال يبطل صومه لقول النبي صلى هللا عليه وسلم" غلبه

من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء: « ولو عاد القيء بنفسه بغير صنع» . عمدا فليقض

الصائم فعند المالكية والشافعية وأبي يوسف منالحنفية يفسد صومه ، وعند الحنابلة ومحمد من الحنفية

والتفصيل في. ال يفسد صومه لعدم وجود الصنع منه ) .81 - 80/ صوم ( مصطلح

================*قيح

:التعريف .المدة الخالصة التي ال يخالطها دم : القيح في اللغة - 1

.وال يخرج استعمال الفقهاء عن المعنى اللغوي :األلفاظ ذات الصلة

:الصديد - أ

375

الصديد هو ماء الجرح الرقيق المختلط بدم قبل أن - 2تغلظ المدة ، وال يخرج استعمال الفقهاء له عن المعنى

.اللغوي .والعالقة بينهما أن الصديد يكون في الجرح قبل القيح

:الدم - ب هو ذلك السائل األحمر الذي يجري- بالتخفيف - الدم - 3

.في عروق الحيوانات وعليه تقوم الحياة ويستعمل الفقهاء الدم بهذا المعنى ، وكذلك بمعنى

.القصاص والهدي .والدم بالمعنى األول أصل القيح

:األحكام التي تتعلق بالقيح :حكم القيح من حيث النجاسة والطهارة

اتفق الفقهاء على أن القيح إذا خرج من بدن - 4:ألنه من الخبائث ، قال هللا تعالى ; اإلنسان فهو نجس

، والطباع السليمة تستخبثه ،} ويحرم عليهم الخبآئث { ألن معنى النجاسة; والتحريم ال لالحترام دليل النجاسة

موجود في القيح إذ النجس اسم للمستقذر وهذا مماتستقذره الطباع السليمة الستحالته إلى خبث ونتن رائحة

.وألنه متولد من الدم والدم نجس ; :انتقاض الوضوء بالقيح

اختلف الفقهاء في انتقاض الوضوء بالقيح ، فقال - 5ال ينتقض الوضوء بخروج القيح من: المالكية والشافعية

ألن النجاسة التي تنقض الوضوء عندهم هي ما; البدن خرجت من السبيلين فقط ، فال ينتقض الوضوء بالنجاسة

:لما روي ; الخارجة من غير السبيلين كالحجامة والقيح أن رجلين من أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم«

376

حرسا المسلمين في غزوة ذات الرقاع فقام أحدهمايصلي فرماه رجل من الكفار بسهم فنزعه وصلى ودمه

» .يجري .وعلم النبي صلى هللا عليه وسلم به ولم ينكره

وذهب الحنفية إلى أن خروج القيح من البدن إلى موضعلو: يلحقه حكم التطهير ينقض الوضوء، قال السرخسي

تورم رأس الجرح فظهر به قيح ونحوه ال ينقض ما لمألنه ال يجب غسل موضع الورم فلم; يتجاوز الورم

ألن الدم إذا لم; يتجاوز إلى موضع يلحقه حكم التطهير ألن البدن محل الدم والرطوبات إال; يسل كان في محله

أنه كان مستترا بالجلدة وانشقاقها يوجب زوال السترة الزوال الدم عن محله وال حكم للنجس ما دام في محلهوكذا هاهنا ، أال ترى أنه تجوز الصالة مع ما في البطن

.من األنجاس وقال زفر من الحنفية ينتقض الوضوء سواء سال القيح

ألن ظهور النجس اعتبر حدثا في السبيلين; أو لم يسل سال عن رأس المخرج أو لم يسل كذا في غير السبيلين

.والمذهب عند الحنابلة انتقاض الوضوء بالقيح إال أن

الذي ينقض عندهم هو الكثير من ذلك دون اليسير ، أماكون الكثير ينقض فلقوله عليه الصالة والسالم في

إنما ذلك عرق ،: « حديث فاطمة بنت أبي حبيش وألنها نجاسة خارجة عن البدن» ; فتوضئي لكل صالة

أشبهت الخارج من السبيل ، وأما كون اليسير من ذلك الينقض فلمفهوم قول ابن عباس رضي هللا عنهما في

.إذا كان فاحشا فعليه اإلعادة : الدم

377

إن الكثير هو ما فحش في نفس: قال أحمد بن حنبل : "كل أحد بحسبه ، لقول ابن عباس رضي هللا عنهما

الفاحش ما فحش في قلبك ، وفي رواية أنه ينقض قل" .أو كثر

:صالة من كان في ثوبه أو بدنه قيح قال الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وهو قول - 6

جماعة من الصحابة والتابعين إن أصاب بدن اإلنسان أو;ثوبه شيء من القيح فإنه ال تجوز الصالة إن كان كثيرا ألن من شروط الصالة طهارة الثوب والبدن والمكان ،

وأما إذا كان القيح يسيرا فإنه في الجملة يعفى عنألن اإلنسان غالبا ال يسلم من; اليسير وتجوز الصالة به

.وألنه يشق التحرز منه ; مثل هذا ثم اختلف الفقهاء في قدر اليسير المعفو عنه ، انظر

) .17/ صديد ف ( تفصيل ذلك في مصطلح ==============

*قيلولة :التعريف

من قال يقيل قيال وقيلولة ،: القيلولة في اللغة - 1.نام نصف النهار : وقائلة

وال يخرج المعنى االصطالحي عن المعنى اللغوي ، قال.القيلولة هي النوم قبل الزوال : الشربيني الخطيب

.القيلولة معناها النوم في الظهيرة : وقال العيني النوم وسط النهار عند الزوال: القيلولة : وقال المناوي

.وما قاربه من قبل أو بعد :الحكم التكليفي

.نوم القائلة مستحب - 2

378

.تستحب القيلولة : قال الموصلي قيلوا فإن الشياطين ال تقيل: « قال عليه الصالة والسالم

استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ،: « ، وقال » ، يعني الصالة فيه وهو» وبالقيلولة على قيام الليل

التهجد وما في معناه من ذكر وقراءة فإن النفس إذاأخذت حظها من نوم النهار استقبلت السهر بنشاط وقوةانبساط ، فأفاد ندب التسحر والنوم وسط النهار وبقصد

.التقوي على الطاعة يسن للمتهجد القيلولة وهي: وقال الشربيني الخطيب

.النوم قبل الزوال وهي بمنزلة السحور للصائم ) .نوم : ر ( وللتفصيل

:االستئذان للدخول وقت القيلولة وقت القائلة هو من األوقات التي تقتضي عادة - 3

الناس االنكشاف فيها ومالزمة التعري ، وهي ثالثةمن قبل: { أوقات ذكرها هللا تعالى في قوله سبحانه

ة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صالة العشاء ، فما قبل الفجر وقت انتهاء النوم ووقت} صال

وضع ثياب النوم ولبس ثياب النهار ، ووقت القائلة وقتالتجرد أيضا وهي الظهيرة ، وبعد صالة العشاء وقت

«التعري للنوم فالتكشف غالب في هذه األوقات ، يروى أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعث غالما من

األنصار يقال له مدلج إلى عمر بن الخطاب رضي هللاعنه ظهيرة ليدعوه فوجده نائما قد أغلق عليه الباب

فدق الغالم الباب فناداه ودخل فاستيقظ عمر وجلسوددت أن هللا نهى: فانكشف منه شيء ، فقال عمر

أبناءنا ونساءنا وخدمنا عن الدخول علينا في هذه

379

الساعات إال بإذن ، ثم انطلق إلى رسول هللا صلى هللايها الذين{ عليه وسلم فوجد هذه اآلية قد أنزلت يا أ

يمانكم والذين لم يبلغوا آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أة الفجر وحين ث مرات من قبل صال الحلم منكم ثال

ث ة العشاء ثال تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صال، فقد أدب» ، فخر ساجدا شكرا لله تعالى } عورات لكم

هللا عز وجل عباده في هذه اآلية بأن يكون العبيد إذ البال لهم ، واألطفال الذين لم يبلغوا الحلم إال أنهم عقلوامعاني الكشفة ونحوها يستأذنون على أهليهم في هذه

األوقات الثالثة وهي األوقات التي تقتضي عادة الناس.االنكشاف فيها ومالزمة التعري

ثم اختلف الصحابة في هذه اآلية هل هي محكمة أوهي: منسوخة ؟ فقال ابن عمر رضي هللا عنهما

يعني في الرجال خاصة ، وقال ابن عباس: محكمة روى عكرمة أن نفرا. رضي هللا عنهما قد ذهب حكمها

يا ابن عباس: من أهل العراق سألوا ابن عباس فقالوا ، كيف ترى في هذه اآلية التي أمرنا فيها بما أمرنا فال

يها الذين آمنوا ليستأذنكم: { يعمل بها أحد ، قول هللا يا أيمانكم :فقال ابن عباس . ، وقرأها ... } الذين ملكت أ

إن هللا رفيق بجميع المؤمنين يحب الستر وكان الناسليس لبيوتهم ستور وال حجال ، فربما دخل الخادم أو

ولده أو يتيمه ، والرجل على أهله ، فأمر هللا باالستئذانفجاءهم هللا بالستور والخير ، فلم أر. في تلك العورات .أحدا يعمل بذلك

=============*قدرة

380

:التعريف اسم من قدرت على الشيء أقدر: القدرة في اللغة - 1.قويت عليه وتمكنت منه - من باب ضرب -

هي الصفة التي تمكن الحي من الفعل: واصطالحا .وتركه باإلرادة

القدرة إذا وصف بها اإلنسان: قال الراغب األصفهاني فاسم لهيئة له بها يتمكن من فعل شيء ما ، وإذا وصفالله تعالى بها فهي نفي العجز عنه ، ومحال أن يوصفغير الله تعالى بالقدرة المطلقة معنى ، وإن أطلق عليه

لفظا :القدرة شرط التكليف

جواز التكليف مبني على القدرة: يقول األصوليون - 2التي يوجد بها الفعل المأمور به ، وهذا شرط في أداء

ال يكلف الله: { كل أمر ، واألصل في ذلك قوله تعالى .أي طاقتها وقدرتها } نفسا إال وسعها

نص التنزيل قد أسقط التكليف عمن: ويقول الجصاص ال يقدر على الفعل وال يطيقه ، من ذلك سقوط الفرض

عن المكلفين فيما ال تتسع له قواهم ، ألن الوسع هودون الطاقة ، وأنه ليس عليهم استفراغ الجهد في أداء

الفرض ، نحو الشيخ الكبير الذي يشق عليه الصومويؤدي إلى ضرر يلحقه في جسمه وإن لم يخش الموت

بفعله ، فليس عليه صومه ، ألن الله لم يكلفه إال ما يتسع.لفعله

وقد قسم الحنفية القدرة إلى قدرة ممكنة ، وهيمفسرة بسالمة اآلالت وصحة األسباب ، وإلى قدرة

381

ميسرة ، وهي التي يقدر بها اإلنسان على الفعل مع.يسر

)10استطاعة ف : ( وتفصيل ذلك في مصطلح .والملحق األصولي

:ما تتحقق به القدرة يختلف ما تتحقق به القدرة باختالف التصرفات ، سواء

.أكان ذلك في العبادات أم في المعامالت :القدرة في العبادات

:القدرة على الطهارة المائية : أوال ذهب الفقهاء إلى أن الطهارة بالماء للوضوء أو - 3

:الغسل تتحقق بما يأتي وجود الماء الكافي للطهارة والفائض عن الحاجة- أ

فلم تجدوا ماء فتيمموا: { الضرورية ، وذلك لقوله تعالى } .صعيدا طيبا

إمكان استعمال الماء بنفسه على وجه ال يضره ، أو- ب استعماله بمساعد ولو بأجر ، ألن العاجز عن استعمال

الماء بنفسه إذا وجد من يوضئه بأجرة المثل يعتبر قادرافإذا لم يتحقق وجود الماء أو إمكان. بقدرة الغير

االستعمال ، فال يعتبر الشخص قادرا ، وينتقل من.الطهارة المائية إلى التيمم

وما 21تيمم ف : ( وينظر تفصيل ذلك في مصطلح ) .بعدها

:القدرة على أداء أركان الصالة : ثانيا ذهب الفقهاء إلى أنه تتحقق القدرة على أداء - 4

الصالة بسالمة أعضاء البدن التي يتمكن بها المصلي من

382

اإلتيان باألركان على الوجه األكمل الذي بينه النبي صلى» .صلوا كما رأيتموني أصلي : « هللا عليه وسلم بقوله

وإذا عجزت أعضاء البدن عن اإلتيان بها على الوجهاألكمل ، فإن المسلم يعتبر قادرا بما يمكنه اإلتيان به ولو

بإيماءة برأسه ، فيجب عليه اإلتيان بذلك لقدرته عليه ،ألن الصالة من العبادات التي ال تسقط عن المكلف إال

واألصل في. لمانع شرعي ، كالحيض والجنون المطبق ذلك قول النبي صلى هللا عليه وسلم لعمران بن حصين

صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع: « فإن لم تستطع فمستلقيا ،: « وفي رواية » فعلى جنب

» .ال يكلف الله نفسا إال وسعها :القدرة على أداء الزكاة : ثالثا

ذهب مالك والشافعي إلى أن القدرة على األداء - 5شرط لوجوب أداء الزكاة على الفور ، وتتحقق هذهالقدرة بحضور المال وحضور المستحقين أو حضور

اإلمام أو الساعي ، ألن الزكاة عبادة ، فيشترط لوجوبها.إمكان أدائها ، كالصالة والصوم

وذهب الحنفية والحنابلة إلى أن القدرة على األداء ليستشرطا لوجوبها ، ألن الزكاة عبادة مالية فيثبت وجوبها

في الذمة مع عدم إمكان األداء ، كثبوت الديون في ذمةوما 14زكاة ف : ( والتفصيل في مصطلح . المفلس

) .بعدها :القدرة على أداء الحج : رابعا

اتفق الفقهاء على أن من شروط وجوب الحج - 6ولله على الناس حج البيت: { االستطاعة ، لقوله تعالى

ليه سبيال } .من استطاع إ

383

وذهب الفقهاء إلى أن االستطاعة ، أي القدرة تتحقق:بما يأتي

وجود الزاد والراحلة ، وهو وجود المال الذي يكفي- أ .النفقة ذهابا وإيابا

سالمة البدن من األمراض والعاهات التي تعوق- ب عن الحج ، ويعتبر العاجز بنفسه قادرا بقدرة غيره ،

كاألعمى الذي يجد من يقوده ، والمقعد الذي يجد من.يحج عنه

أمن الطريق وذلك بأن يكون اإلنسان آمنا على نفسه- ج .وماله

وجود محرم بالنسبة للمرأة أو رفقة مأمونة كما يقول- د .بعض الفقهاء

) .وما بعدها 14حج ف : ( والتفصيل في مصطلح :القدرة في المعامالت

:القدرة على تسليم المبيع : أوال ذهب الفقهاء إلى أن القدرة على تسليم المبيع من - 7

شروط صحة البيع ، ألن غير المقدور على تسليمهكالمعدوم ، وتتحقق القدرة على تسليم المبيع بأن يكون

اإلنسان مالكا له متمكنا من التصرف فيه وتسليمهللمشتري ، ولذلك ال يصح بيع الطير في الهواء ، وال

السمك في الماء ، وال الجمل الشارد ، وال ما ال يملكه.اإلنسان

بيع منهي عنه ف: ( وينظر تفصيل ذلك في مصطلح 32. (

:القدرة على استيفاء المنفعة في اإلجارة : ثانيا

384

ذهب الفقهاء إلى أنه يشترط في المنفعة لصحة - 8اإلجارة القدرة على استيفائها حقيقة أو شرعا ، وتتحقق

القدرة على استيفاء المنفعة من الشيء المستأجربالتمكن من االستيفاء حقيقة أو شرعا ، ولذلك ال تصح

إجارة الدابة الفارة ، كما ال تصح إجارة األقطع أو األشلللخياطة بنفسه ، ألنها منافع ال تحدث إال عند سالمة

.األسباب ) .30إجارة ف : ( والتفصيل في مصطلح

:القدرة على أداء الدين : ثالثا ذهب الفقهاء إلى وجوب أداء الدين عند القدرة على - 9

مانته وليتق: { األداء لقوله تعالى فليؤد الذي اؤتمن أ} .الله ربه

وإذا كان الدين حاال فإنه يجب أداؤه على الفور عند طلبهمتى كان المدين قادرا على األداء ، لقول النبي صلى هللا

ويتحقق المطل عند» مطل الغني ظلم : « عليه وسلم .عدم األداء بعد الطلب

أما إذا كان الدين مؤجال فال يجب أداؤه قبل حلول األجل.، لكن لو أدي قبله صح وسقط عن ذمة المدين

وإذا ماطل القادر ولم يؤد ما عليه من الدين ألزمهالحاكم باألداء بعد طلب الغرماء ، فإذا امتنع حبسه

الحاكم لظلمه بتأخير الحق من غير ضرورة ، لقول النبيلي الواجد يحل عرضه وعقوبته: « صلى هللا عليه وسلم

، والحبس عقوبة فإن لم يؤد وكان له مال ظاهر باعه» : «الحاكم عليه لما روي أن النبي صلى هللا عليه وسلم

» .باع على معاذ ماله وقضى ديونه

385

وكذلك روي أن سيدنا عمر رضي هللا تعالى عنه باع مال.أسيفع وقسمه بين غرمائه

وإذا لم يكن المدين قادرا على األداء بأن كان معسرا أوإعسار: ( أفلس ، ففي ذلك تفصيل ينظر في مصطلح

) .6، وإفالس ف 15ف :القدرة على األمر بالمعروف والنهي عن المنكر : رابعا

مة: { األصل في ذلك قول الله تعالى - 10 ولتكن منكم ألى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يدعون إ

. {من رأى منكم: « وقول النبي صلى هللا عليه وسلم

منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم» .يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف اإليمان

القدرة أصل ، وتكون في النفس: قال ابن العربي .وتكون في البدن إن احتاج إلى النهي عن المنكر بيده

يجب قتال المقيمين على المعاصي: وقال الغزالي المصرين عليها ، فإذا لم يستطع اإلنسان ذلك فلينكر

بلسانه ، فإن خاف على نفسه أو على عضو من أعضائهأنكر بقلبه ، وال يسقط اإلنكار بالقلب عن المكلف باليد أو

.اللسان أصال األمر بالمعروف: ( وينظر تفصيل ذلك في مصطلح

) .5والنهي عن المنكر ف :القدرة على المحارب : خامسا

الحرابة من الكبائر ، والمحاربون مفسدون في - 11األرض ، وجزاؤهم هو ما ورد في القرآن الكريم من

نما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله: { قوله تعالى إ

386

و تقطع و يصلبوا أ ن يقتلوا أ ويسعون في األرض فسادا أو ينفوا من األرض رجلهم من خالف أ يديهم وأ } .أ

ولكن هذه العقوبة إنما تنفذ فيهم إذا قدر عليهم الحاكموتمكن من القبض عليهم قبل أن يتوبوا ويأتوا معلنين

توبتهم ، ولذلك إذا تابوا قبل أن يقدر عليهم الحاكمال الذين: { سقطت العقوبة عنهم ، لقول الله تعالى إ

ن تقدروا عليهم } .تابوا من قبل أ ) .24حرابة ف : ( وينظر تفصيل ذلك في مصطلح

:سادسا القدرة على دفع الضرر عن الغير من أمكنه إنقاذ شخص من الهالك كمن كان معه - 12

طعام وكان غيره مضطرا إليه فالواجب عليه بذله له ،وكذلك من وجد أعمى كاد أن يتردى في بئر ، أو وجد

إنسانا كاد أن يغرق ، فإن الواجب عليه إنقاذه متى كانقادرا على ذلك ، حتى لو كان في صالة وجب قطعها

.إلنقاذ غيره من الهالك فإن امتنع اإلنسان من بذل الطعام الزائد عن حاجته ، أو

امتنع عن إنقاذ الغريق ونحوه ، فإنه يكون آثما ، وقدأيما رجل مات ضياعا: « قال النبي صلى هللا عليه وسلم

»بين أقوام أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله .

من كان عنده ماء في أرض مملوكة له: يقول الكاساني إما أن تأذن: واضطر قوم إليه وخافوا الهالك يقال له

بالدخول وإما أن تعطي بنفسك ، فإن لم يعطهمومنعهم من الدخول فلهم أن يقاتلوه بالسالح ليأخذواقدر ما يندفع به الهالك ، واألصل فيه ما روي أن قوما

وردوا ماء فسألوا أهله أن يدلوهم على البئر فأبوا ،

387

إن: وسألوهم أن يعطوهم دلوا فأبوا ، فقالوا لهم أعناقنا وأعناق مطايانا كادت تقطع فأبوا ، فذكروا ذلك

هال وضعتم فيهم: لعمر رضي هللا تعالى عنه فقال .السالح

دفع ضرر المسلمين فرض: قال الشربيني الخطيب .كفاية على الموسرين ، ككسوة عار وإطعام جائع

يضمن من ترك تخليص شيء معرض: ويقول المالكية للهالك ، من نفس أو مال ، وسواء قدر على تخليصه

.بيده أو بلسانه أو جاهه فإنه يضمن ) .ضمان : ( وينظر تفصيل ذلك في

:القدرة على تربية المحضون : سابعا يشترط فيمن تثبت له الحضانة أن يكون قادرا على - 13

صون الصغير في خلقه وصحته ، ولذلك ال تثبت الحضانةللعاجز لكبر سن أو مرض يعوق عن ذلك ، أو عاهة

كالعمى والخرس والصمم ، أو كانت الحاضنة تخرج كثيراوينظر تفصيل ذلك. لعمل أو غيره وتترك الولد ضائعا

) .14حضانة ف : ( في ===============

قرء,بالفتح والضم الحيض : القرء لغة - 1: قرء التعريف

يضا على الطهر ضداد , ويطلق أ وجمعه, وهو من األفلس قرؤ مثل فلس وفلوس وأ ويجمع على, قروء وأ

قفال قراء مثل قفل وأ صل. أ نه في األ بي عمرو أ وعن أحيث, ويطلق على الطهر والحيض جميعا . اسم للوقت

سماء ن القرء من األ هل اللغة في أ ف بين أ خال الالمشتركة يذكر ويراد به الحيض والطهر على طريق

388

شتراك وقد اختلف. فيكون حقيقة لكل واحد منهما , االحي للقرء على قولين صطال :الفقهاء في المعنى اال

ول حمد في: القول األ وهو قول المالكية والشافعية وأوفقهاء) رضي هللا عنهم ( وكثير من الصحابة , رواية

طهار : المدينة قالوا قراء في العدة األ ,إن المراد باألطهار : لقول عائشة رضي هللا عنها قراء األ القول. األ

خرى: الثاني حمد في رواية أ وهو قول الحنفية وأربعة وجماعة من السلف وابن مسعود, والخلفاء األ

ئمة الحديث ن: وطائفة كثيرة من الصحابة والتابعين وأ أحمد في رواية النيسابوري , المراد بالقرء الحيض :قال أطهار قول إنه األ قراء, كنت أ ن األ ذهب اليوم إلى أ نا أ وأ

.الحيض حكام المتعلقة بالقرء قراء : األ اتفق - 2: عدة ذوات األ

ة المطلقة ومن في نه يجب على المرأ الفقهاء على أثة قروء ن تعتد بثال قراء أ لقول الله, حكمها ذات األ

ثة قروء : { تعالى } ,والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالو في سواء وجبت العدة بالفرقة في النكاح الصحيح أ

و الوطء بشبهة إن عدة: قال ابن قدامة , النكاح الفاسد أثة قراء ثال المطلقة إذا كانت حرة وهي من ذوات األ

هل العلم ف بين أ خال واختلفوا في معنى. قروء بالإن المراد: فقال الحنفية والحنابلة - كما تقدم - القرء

ته في, بالقرء الحيض ن من طلق امرأ وذهبوا إلى أ يحتسب ذلك الطهر من العدة حتى ال, حالة الطهر ال

ث حيض كوامل بعده ن; تنقضي عدتها ما لم تحض ثال ألثة قروء كاملة مر بثال يعتد بالحيضة التي, الله تعالى أ فال

والمطلقات يتربصن: { لقوله تعالى , طلقها فيها

389

ثة قروء ثة} بأنفسهن ثال عتداد بثال مر الله تعالى باال أعتداد, قروء ولو حمل القرء على الطهر لكان اال

ن بقية الطهر الذي صادفه; بطهرين وبعض الثالث ألقراء ق محسوب من األ ثة اسم لعدد, الطال والثال

يقع على ما دونه, مخصوص سم الموضوع لعدد ال واالولو حملناه على الحيض, فيكون ترك العمل بالكتاب ث كوامل عتداد بثال ن ما بقي من الطهر غير; يكون اال أل

بالكتاب , محسوب من العدة ن; فيكون عمال وألالمعهود في لسان الشرع استعمال القرء بمعنى

:قال النبي صلى هللا عليه وسلم للمستحاضة , { الحيض تصلي تى قرؤك فال ن هذه العدة وجبت} ; إذا أ وأل

والعلم ببراءة الرحم يحصل, للتعرف على براءة الرحم بالطهر بالطهر , بالحيض ال عتداد بالحيض ال .فكان اال

ن, إن القرء هو الطهر : وقال المالكية والشافعية وأطهار ية الكريمة األ فإنها لو طلقت, المراد بالقروء في اآل

طاهرا وبقي من زمن طهرها شيء ولو لحظة حسبتن قل يصدق عليه اسم قرء ; قرءا ن بعض الطهر وإ ,أل

صحاب هذا القول. فتنزل منزلة طهر كامل واستدل أي في وقت} , فطلقوهن لعدتهن : { بقوله تعالى أ

ق في الحيض محرم , عدتهن ذن, لكن الطال فيصرف اإلوقد فسر النبي صلى هللا عليه وسلم, إلى زمن الطهر

فتلك العدة: { حيث قال , العدة بالطهر في ذلك الحديث ن تطلق لها النساء مر الله أ ن العدة} , التي أ فدل على أ

ثة في قوله تعالى , بالطهر : {ولدخول الهاء في الثالثة قروء في} , ثال نما تدخل الهاء في جمع المذكر ال وإ

390

ث نسوة ثة رجال وثال والحيض, جمع المؤنث يقال ثالطهار , مؤنث والطهر مذكر ن المراد منها األ .فدل على أ

شهر - أ : انتقال العدة قراء إلى األ :انتقال العدة من األذهب جمهور الفقهاء إلى تحول العدة من الحيض - 3

و حيضتين ثم شهر في حق من حاضت حيضة أ إلى األصبحت يائسة شهر , أ ,فتنتقل عدتها من الحيض إلى األ

شهر يست قد صارت عدتها; فتستقبل باأل نها لما أ ألشهر ئي يئسن من المحيض: { لقوله تعالى , باأل والال

شهر ثة أ شهر} , من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثال فاأل.بدل عن الحيض

شهر إلى وضع الحمل- ب و األ انتقال العدة من القروء أنه - 4: ذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أ

ن و بعدها أ شهر أ و األ ثناء العدة بالقروء أ لو ظهر في أة حامل من الزوج فإن العدة تتحول إلى وضع, المرأ

شهر , الحمل و األ ,وسقط حكم ما مضى من القروء أته من الدم لم يكن حيضا ن ما رأ ن وضع; وتبين أ وأل

لة على براءة الرحم من قوى من الدم في الدال الحمل أت: { لقوله تعالى , آثار الزوجية التي انقضت وال وأ

ن يضعن حملهن جلهن أ حمال أ والتفصيل في} . األ )38عدة ف ( مصطلح

قراء - ج شهر إلى األ اتفق - 5: انتقال العدة من األشهر ن الصغيرة إذا اعتدت ببعض األ ثم, الفقهاء على أ

ت الدم قراء , رأ شهر إلى األ ن; تنتقل عدتها من األ ألقراء شهر في حق الصغيرة بدل عن األ وقد ثبتت, األ

والقدرة على المبدل قبل حصول, القدرة على المبدل

391

: (وللتفصيل انظر . المقصود بالبدل تبطل حكم البدل )31 - 28عدة ف

==============قرآن

صل مصدر من: القرآن لغة - 1: قرآن التعريف في األ بمعنى الجمع قرآنا : يقال , قرأ إن: { قال تعالى , قرأ

ناه فاتبع قرآنه قال ابن} , علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأثبتناه في صدرك فاعمل به : عباس ,إذا جمعناه وأ

وخص بالكتاب المنزل على محمد صلى هللا عليه وسلمح . فصار له كالعلم صطال هو: قال البزدوي : وفي اال

المكتوب في المصاحف, الكتاب المنزل على رسول الله متواترا , ,المنقول عن النبي صلى هللا عليه وسلم نقال

شبهة وهو النظم والمعنى جميعا في قول عامة, بالصوليين يطلق على المجموع. العلماء والقرآن عند األ

نهم يبحثون من حيث إنه دليل; وعلى كل جزء منه أل مجموع القرآن , على الحكم وقد سمى. وذلك آية آية ال

,سماه كتابا : الله تعالى القرآن بخمسة وخمسين اسما ما , وكريما , وقرآنا , ومبينا ورحمة, وهدى , ونورا , وكال

,وعليا , ومباركا , وذكرا , وموعظة , وشفاء , وفرقانا , لفاظ ذات الصلة . إلخ . . . وحكمة -2: المصحف : األ

ما جعل- , بضم الميم وكسرها وفتحها - المصحف وروى. وجمعه مصاحف , جامعا للصحف المكتوبة

ول من با بكر رضي هللا تعالى عنه كان أ ن أ السيوطي أن المصحف. جمع كتاب الله وسماه المصحف والصلة أ

.ما جمع فيه القرآن

392

صول - 3) : حجية القرآن ( ول من أ صل األ القرآن هو األوهو حجة من كل وجه لتوقف حجية غيره من, الشرع

صول عليه لثبوتها به فإن الرسول صلى هللا عليه, األوقول الرسول صلى هللا, وسلم يخبر عن الله تعالى

وما: { عليه وسلم إنما صار حجة بالكتاب بقوله تعالى تاكم الرسول فخذوه جماع والقياس } , أ .وكذا اإل

سلوب القرآن في دلة حجية القرآن وأ وللتفصيل في أصولي حكام ينظر الملحق األ لة على األ .الدال

-4: الكتابة في المصاحف - أ ) : خصائص القرآن ( متواترا ,القرآن هو ما نقل إلينا بين دفتي المصحف نقال

ن الصحابة رضي هللا عنهم بالغوا; وقيد بالمصاحف ألحتى كرهوا التعاشير, في نقله وتجريده عما سواه

يختلط بغيره ن المكتوب في, والنقط كي ال فنعلم أن ما هو خارج عنه, المصحف المتفق عليه هو القرآن وأ

إذ يستحيل في العرف والعادة مع توافر, ليس منه ن يهمل بعضه ينقل , الدواعي على حفظ القرآن أ ,فال

و يخلط به ما ليس منه .أن كل ما هو من القرآن يجب - 5: التواتر - ب ف أ خال ال

جزائه صله وأ ن يكون متواترا في أ ما في محله, أ وأهل السنة ووضعه وترتيبه فعند المحققين من علماء أ

ن يكون متواترا , كذلك ي يجب أ فقد جاء في مسلم. أما نقل آحادا فليس: الثبوت وشرحه فواتح الرحموت

هل, بقرآن قطعا ف لواحد من أ ولم يعرف فيه خالواستدل بأن القرآن مما تتوفر الدواعي على, المذاهب

حكام باعتبار المعنى; نقله لتضمنه التحدي صل األ نه أ وألحكام كثيرة نه; والنظم جميعا حتى تعلق بنظمه أ وأل

393

ولذا علم جهد, يتبرك به في كل عصر بالقراءة والكتابة وكل ما تتوفر, الصحابة في حفظه بالتواتر القاطع

فوجوده ملزوم للتواتر, دواعي نقله ينقل متواترا عادة زم وهو التواتر انتفى, عند الكل عادة فإذا انتفى الالفليس, والمنقول آحادا ليس متواترا , الملزوم قطعا

ن ترتيب آي كل سورة: كما جاء فيه . قرآنا على أتوقيفي بأمر الله وبأمر الرسول صلى هللا عليه وسلم

جماع يضا , وعلى هذا انعقد اإل مر ترتيب: وجاء أ بقي أمر الرسول صلى هللا نه من أ السور فالمحققون على أ

. . .عليه وسلم وقيل هذا الترتيب باجتهاد من الصحابة ول ) .مصحف : ( والتفصيل في مصطلح . والحق هو األ

عجاز - ( ج م الله - 6) : اإل نه كال من خصائص القرآن أعجاز ارتقاؤه, المتحدى بإعجازه , المعجز والمراد باإل

غة إلى حد خارج عن طوق البشر قال, في البالن كتاب الله معجز : الزركشي ء أ ف بين العقال خال ;وال

ن العرب عجزوا عن معارضته ن: { قال تعالى , أل وإكنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثلهوادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم

تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناسعدت للكافرين بو بكر } . والحجارة أ :قال القاضي أ

صحابنا شعري- ذهب عامة أ بي الحسن األ وهو قول أقل ما يعجز عنه من القرآن السورة - في كتبه ن أ ,إلى أ

و طويلة و ما كان بقدرها , قصيرة كانت أ فإذا: قال , أن كانت كسورة الكوثر ية بقدر حروف سورة وإ ,كانت اآل

صولي . فذلك معجز .والتفصيل في الملحق األ

394

نزل الله القرآن بلغة - 7) : كونه بلغة العرب - ( د لقد أرسلنا من رسول إال: { قال الله تعالى , العرب وما أ

نه ليس في: قال الزركشي } . بلسان قومه ف أ خال الساليب العرب م مركب على غير أ ن فيه, القرآن كال وأ

م لمن لسانه غير اللسان العربي عال سماء أ ,كإسرائيل , أنما اختلفوا هل في القرآن, ولوط , ونوح , وجبرائيل وإ

م العرب ؟ فذهب م مفردة من غير كال عال لفاظ غير أ أ يوجد ذلك فيه نه ال بي, القاضي إلى أ وكذلك نقل عن أ

ولو: { واحتج هذا الفريق بقول الله تعالى . عبيدة عجمي أ فصلت آياته أ عجميا لقالوا لوال جعلناه قرآنا أ

ولو كان فيه لغة العجم لم يكن عربيا محضا} , وعربي ن الله سبحانه; وآيات كثيرة في هذا المعنى , وأل

تيان بسورة من مثله يتحداهم بما ليس, تحداهم باإل وال يحسنونه مام الشافعي . من لسانهم وال :قال اإل

ن ليس من كتاب الله شيء إال بلسان والقرآن يدل على أنه فيه لغة غير العرب . العرب ,وذهب قوم إلى أ

ستبرق , " هندية " المشكاة " واحتجوا بأن فارسية" واإلاشتمال القرآن على كلمتين: وقال من نصر هذا .

ق يخرجه عن كونه عربيا وعن إطال عجمية ال ونحوهما أسم عليه يمهد للعرب حجة , هذا اال فإن الشعر, وال

ن كان فيه آحاد كلمات عربية .الفارسي يسمى فارسيا وإيمكن الجمع بين القولين بأن تكون: قال ابن قدامة

صلها بغير العربية ثم عربتها العرب هذه الكلمات أ,فصارت من لسانها بتعريبها واستعمالها لها , واستعملتها

عجميا صلها أ ن كان أ صولي. وإ والتفصيل في الملحق األ.

395

تكفل الله - 8: كونه محفوظا بحفظ الله تعالى - هـ إنا نحن نزلنا: { قال تعالى , تعالى بحفظ كتابه الكريم

نا له لحافظون المراد بالذكر: قال القرطبي } , الذكر وإو ن يزاد فيه أ ن يحفظ من أ القرآن والمراد بالحفظ أ

ن: قال قتادة وثابت البناني , ينقص منه حفظه الله من أو تنقص منه حقا أ فتولى, تزيد فيه الشياطين باطال

وقال في, فلم يزل محفوظا , سبحانه وتعالى حفظه نزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها: { غيره إنا أ

حبار بما سلموا للذين هادوا والربانيون واأل النبيون الذين أفوكل} , استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء

.حفظه إليهم فبدلوا وغيروا اتفق الفقهاء على جواز نسخ - 9) : نسخ القرآن - ( و

القرآن بالقرآن واختلفوا في نسخ القرآن بالسنة علىحواله قوال كما اختلفوا في شروط النسخ وأ والتفصيل. أ

صولي .في الملحق األجمع القرآن مرتين مرة في- ز ) : جمع القرآن - ( 7

بي بكر الصديق وثانية في عهد عثمان رضي هللا عهد أ) :مصحف ( والتفصيل في مصطلح . عنهما

نزل القرآن على رسول الله- ح ) : تنجيم القرآن - ( 8والتفصيل. صلى هللا عليه وسلم منجما لمعان مختلفة

) .مصحف ( في كتب القرآن في عهد - 12) : رسم المصحف - ( ط

عثمان رضي هللا عنه على شكل معين وعلى يد جماعةمن الصحابة رضي هللا عنهم ووزعت النسخ التي كتبوها

مية وسميت هذه الطريقة الرسم سال على العواصم اإلوقد اختلف الفقهاء في وجوب التزامها في, العثماني

396

و جواز الخروج عنها والتفصيل في. كتابة القرآن الكريم أ) .مصحف ( مصطلح

حكام الفقهية المتعلقة بالقرآن : األ وال قراءة القرآن: أة ن قراءة القرآن - 13: في الصال اتفق الفقهاء على أ

ة ركن واختلفوا في تعيين الفاتحة لهذه, في الصالة بالقراءة بغير العربية , الفريضة .وفي صحة الصال

ة : ر ( وللتفصيل ) .وقراءة 19ف . صالة : ثانيا كثار - 14: قراءة القرآن خارج الصال يستحب اإل

ة وة القرآن خارج الصال إن: { لقول الله تعالى , من تالنفقوا مما ة وأ قاموا الصال الذين يتلون كتاب الله وأ

نية يرجون تجارة لن تبور ولقول} , رزقناهم سرا وعال حرفا من كتاب: { النبي صلى هللا عليه وسلم من قرأ

مثالها , الله فله به حسنة قول الم, والحسنة بعشر أ أ اللف حرف , حرف م حرف , ولكن أ } ,وميم حرف , وال

قال رسول الله صلى: وعن عائشة رضي هللا عنها قالت الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام: { هللا عليه وسلم

القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق , البررة ,والذي يقرأجران اقرءوا: { وقال صلى هللا عليه وسلم } , له أ

صحابه } .القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا ألن يستحضر في - 15: آداب قراءة القرآن ينبغي للقارئ أ

نه يناجي الله تعالى على حال من يرى, نفسه أ ويقرأ,فإنه إن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه , الله تعالى

ن ينظف فاه بالسواك وغيره راد القراءة أ .وينبغي إذا أ محدثا ن قرأ القرآن وهو على طهارة وإ ن يقرأ ويستحب أ

صغر دون مس المصحف جاز بإجماع المسلمين .حدثا أمن, والجنب يحرم عليه قراءة القرآن عند عامة العلماء

397

وقال ابن عباس. الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة الجنب ورده : يقرأ: وقال سعيد بن المسيب , يقرأ

ويحرم على الحائض والنفساء قراءة القرآن. القرآن وعند المالكية تجوز. في الجملة عند جمهور الفقهاء

ن كانت متلبسة بجنابة قبل قراءة القرآن للحائض وإو حكما, الحيض ن ينقطع عنها دمه حقيقة أ إال أ

إن كانت متلبسة بجنابة , كمستحاضة تقرأ :ر . ( فإنها الن تكون القراءة في مكان ) . 39حيض ف ويستحب أ

ن, نظيف مختار ولهذا استحب جماعة من العلماء ألكونه جامعا للنظافة, تكون القراءة في المسجد

عتكاف , وشرف البقعة خرى وهي اال لفضيلة أ .ومحصالماكن التي تكره فيها قراءة القرآن :ر ( وللتفصيل في األ

ن يستقبل) . قراءة ة أ ويستحب للقارئ في غير الصالسه , القبلة ,ويجلس متخشعا بسكينة ووقار مطرقا رأ

دبه وخضوعه ويكون جلوسه وحده في تحسين أكمل , كجلوسه بين يدي معلمه ولو قرأ, فهذا هو األ

و على غير ذلك من و في فراشه أ و مضطجعا أ قائما أجر حوال جاز وله أ ول , األ وللتفصيل في. ولكن دون األ

و تكره فيها قراءة القرآن حوال التي تجوز أ :ر ( األراد الشروع في القراءة استعاذ فقال ) . قراءة ذا أ :وإ

عوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا قال الجمهور من, أيتعوذ بعد القراءة قال: وقال بعض السلف . العلماء

يستحب التعوذ قبل القراءة فإن قطعها قطع: الزركشي راد العود جدد ن قطعها لعذر عازما على, ترك وأ وإ

ول ما لم يطل الفصل وللتفصيل. العود كفاه التعوذ األستعاذة من القراءة 7استعاذة ف : ر ( في محل اال

398

وة ف ن يحافظ على قراءة بسم الله ) . 6وتال وينبغي أول كل سورة سوى سورة " , (براءة " الرحمن الرحيم أ

وة ف : ر ف الفقهاء في ) . 7تال وللتفصيل في اختال(كون البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ينظر

فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه ) . 2بسملة ف ,فهو المقصود والمطلوب , الخشوع والتدبر عند القراءة

وة ف : ر , ( وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب ) .10تال يقدر, ويستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكي لمن ال

ويخرون: { قال الله تعالى , والحزن والخشوع , عليه ذقان يبكون ابن مسعود القرآن على} , لأل وقد قرأ

فإذا عيناه: { النبي صلى هللا عليه وسلم وفي حديثه ن يحضر في} , تذرفان وطريقه في تحصيل البكاء أ

قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديدفإن لم, ثم يتأمل تقصيره في ذلك , والمواثيق والعهود

يحضره حزن وبكاء كما يحضر الخواص فليبك على فقدعظم المصائب ويسن الترتيل في قراءة. ذلك فإنه من أ

: { قال الله تعالى , القرآن :ر } . ( ورتل القرآن ترتيالوة ف مر به احترام ) . 9تال ومما يعتنى به ويتأكد األ

مور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القرآن من أفمن ذلك اجتناب الضحك واللغط, القارئين مجتمعين

ما يضطر إليه ل القراءة إال كال ومن, والحديث في خالذلك العبث باليد وغيرها فإنه يناجي ربه سبحانه وتعالى

يعبث بين يديه , ومن ذلك النظر إلى ما يلهي ويبدد. فال.الذهن

استماع القرآن والتفهم - 16: آداب استماع القرآن داب المحثوث عليها ويكره التحدث, لمعانيه من اآل

399

م . بحضور القراءة بو محمد بن عبد السال :قال الشيخ أفضل من يكون أ شتغال عن السماع بالتحدث بما ال واال

دب على الشرع ستماع سوء أ نه ال, اال وهو يقتضي أوصرح الحنفية بوجوب. بأس بالتحدث للمصلحة ستماع للقراءة مطلقا ة وخارجها , اال ي في الصال .أ

ة حكام استماع القرآن خارج الصال :ر ( وللتفصيل في أ) .وما بعدها 3استماع ف

آداب حامل القرآن مقرئا كان - 17: آداب حامل القرآن و قارئا هي في الجملة آداب المعلم والمتعلم التي أ

ومن آدابه ) . 10 - 9تعلم وتعليم ف ( سبق تفصيلها في يضا كرم الشمائل : أ حوال وأ كمل األ ن يكون على أ ,أ

للقرآن ال ن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجال وأكتساب , ن يكون متصونا عن دنيء اال شريف النفس, وأهل الدنيا , متواضعا, مترفعا على الجبابرة والجفاة من أ

هل الخير والمساكين ن يكون متخشعا, للصالحين وأ وأنه, ذا سكينة ووقار فقد جاء عن عمر رضي هللا عنه أ

يا معشر القراء ارفعوا رءوسكم فقد وضح لكم: قال على الناس , الطريق تكونوا عياال .واستبقوا الخيرات ال

ن يحذر كل الحذر من اتخاذ هم ما يؤمر به أ ومن أفقد جاء عن عبد الرحمن, القرآن معيشة يكتسب بها

قال رسول الله صلى هللا: بن شبل رضي هللا عنه قال تجفوا عنه: { عليه وسلم تغلوا فيه وال اقرءوا القرآن وال

تأكلوا به جرة على} . وال خذ األ وقد اختلف العلماء في أجرة عليه , تعليم القرآن خذ األ ومنهم, منهم من منع أ

جاز ) .110 - 109إجارة ف : ر ( وللتفصيل . من أوته ويكثر منها ن يحافظ على تال قال الله, وينبغي أ

400

وة آيات الله به تال يتلون: { تعالى مثنيا على من كان دأناء الليل ,وسماه ذكرا وتوعد المعرض عنه } آيات الله أ

فقد قال رسول الله صلى هللا عليه, ومن تعلمه ثم نسيه تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده: { وسلم

بل في عقلها شد تفلتا من اإل بئسما: { وقال } لهو أحدهم يقول ,بل هو نسي , نسيت آية كيت وكيت : أل

شد تفصيا من صدور الرجال من استذكروا القرآن فلهو أ} .النعم بعقلها

جمع المسلمون - 18: آداب الناس كلهم مع القرآن أق وتنزيهه طال على وجوب تعظيم القرآن العزيز على اإل

ن من جحد منه حرفا مما, وصيانته جمعوا على أ وأجمع عليه حد وهو عالم بذلك, أ به أ و زاد حرفا لم يقرأ أ

.فهو كافر , وفهمه, كتاب الله بحره عميق - 19) : تفسير القرآن (

يصل إلى فهمه إال من تبحر في العلوم وعامل, دقيق النية جله عند مواقف, الله بتقواه في السر والعال وأ

يحرم تفسير القرآن بغير: ولهذا قال العلماء , الشبهات هلها , علم م في معانيه لمن ليس من أ ما, والكال وأ

جماع منعقد عليه , تفسيره للعلماء فجائز حسن ,واإل للتفسير هال دوات التي يعرف بها, فمن كان أ جامعا لأل

فسره إن كان مما يدرك, غلب على ظنه المراد , معناه جتهاد حكام الخفية والجلية والعموم, باال كالمعاني واأل

عراب وغير ذلك يدرك. والخصوص واإل ن كان مما ال وإجتهاد لفاظ, باال مور التي طريقها النقل وتفسير األ كاأل

م فيه إال بنقل صحيح من جهة يجوز له الكال اللغوية فالهله هله لكونه. المعتمدين من أ ما من كان ليس من أ وأ

401

دواته ن ينقل, فحرام عليه التفسير , غير جامع أل لكن له أهله تفسير: ر ( وللتفصيل . التفسير عن المعتمدين من أ

) .10 , 9ف اختلف الفقهاء في جواز قراءة - 20: ترجمة القرآن

ة بغير العربية نه, القرآن في الصال فذهب الجمهور إلى أحسن القراءة تجوز القراءة بغير العربية سواء أ ال

م لم يحسن بو حنيفة جواز القراءة. بالعربية أ ويرى أبالفارسية وغيرها من اللغات سواء كان يحسن العربية

و ال تجوز إذا كان يحسن, أ بو يوسف ومحمد ال وقال أن القرآن اسم لمنظوم عربي لقوله تعالى ; العربية : {أل

:ر ( وللتفصيل . والمراد نظمه } , إنا جعلناه قرآنا عربيا ة) . وقراءة 6ترجمة ف ما ترجمة القرآن خارج الصال وأ

ومن ليس له فهم يقوى على, وبيان معناه للعامة , م , تحصيل معناه سال هل اإل وتكون. فهو جائز باتفاق أ

وتفسيرا له بتلك, تلك الترجمة عبارة عن معنى القرآن ) .5 - 3ترجمة ف : ر . ( اللغة

ن عدد - 21) : سور القرآن ( ئمة على أ انعقد إجماع األربع عشرة سورة التي جمعها, سور القرآن مائة وأ

وبعث كل, عثمان رضي هللا عنه وكتب بها المصاحف م سال يعرج إلى ما, مصحف إلى مدينة من مدن اإل وال

ن عددها مائة وست عشرة سورة بي أ وال, روي عن أث عشرة سورة بجعل: على قول من قال مائة وثال

نفال وبراءة سورة وجعل بعضهم سورة الفيل, األوبعضهم جعل المعوذتين, وسورة قريش سورة واحدة

التفات إليها , سورة قوال شاذة ال وللتفصيل. وكل ذلك أفي ترتيب نزول سور القرآن وآياته وشكله ونقطه

402

جزائه وكلماته وآيه وتحزيبه وتعشيره وعدد حروفه وأ) .مصحف ( ينظر

كان السلف رضي هللا عنهم لهم - 22: ختم القرآن فمنهم من يختم. عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه

وانتهى, وبعضهم مرتين , القرآن في اليوم والليلة مرة ث قال. ومنهم من يختم في الشهر , بعضهم إلى ثال

شخاص: النووي ف األ ن ذلك يختلف باختال ختيار أ واالفمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف

,فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه و غيره من مهمات بنشر العلم أ وكذا من كان مشغوال

فليقتصر على قدر ال, الدين ومصالح المسلمين العامة ل بما هو مرصد له ن لم يكن من, يحصل بسببه إخال وإ

مكنه من غير خروج إلى ء المذكورين فليستكثر ما أ هؤالوقد كره جماعة من المتقدمين. حد الملل والهذرمة

بو الوليد الباجي . الختم في كل يوم وليلة مر: { وقال أ أن يختم النبي صلى هللا عليه وسلم عبد الله بن عمرو أ

ث و ثال فضل في الجملة , } في سبع أ نه األ و, يحتمل أ أفضل في حق ابن عمرو نه األ لما علم من ترتيله في, أ

كثر مما حد له , قراءته ,وعلم من ضعفه عن استدامته أ تمنع الزيادة عليه كثر من ذلك فال ما من استطاع أ ,وأ

:وسئل مالك عن الرجل يختم القرآن في كل ليلة فقال حسن ذلك ويسن - 23. إن القرآن إمام كل خير . ما أ

لحديث الطبراني وغيره عن, الدعاء عقب ختم القرآن من ختم القرآن فله دعوة{ العرباض بن سارية مرفوعا

ن يشرع في} . مستجابة ويسن إذا فرغ من الختمة أخرى عقب الختم عمال إلى الله: { لحديث , أ حب األ أ

403

ول القرآن إلى آخره , الحال المرتحل ,الذي يضرب من أ} .كلما حل ارتحل

ذهب المالكية - 24) : نقش الحيطان بالقرآن ( نه يكره نقش والشافعية والحنابلة وبعض الحنفية إلى أ

ن يجوز: وقال بعض الحنفية : الحيطان بالقرآن يرجى أ.

ن - 25) : النشرة ( اختلف العلماء في النشرة وهي أو من القرآن ثم يغسله بالماء سماء الله أ يكتب شيئا من أ

و يسقيه فأجازها سعيد بن, ثم يمسح به المريض أيحل عنه وينشر: قيل , المسيب ته أ الرجل يؤخذ عن امرأ

بأس به : ؟ قال وممن صرح. وما ينفع لم ينه عنه , البالجواز الحنابلة وبعض الشافعية منهم العماد النيهي

ع رقعة فيها آية من: تلميذ البغوي قال يجوز ابتال الوجزم القاضي, القرآن فلو غسلها وشرب ماءها جاز

طعمة التي كتب عليها كل األ حسين والرافعي بجواز أالنشرة من جنس: قال ابن عبد البر . شيء من القرآن

فهي كوضوء رسول, الطب فهي غسالة شيء له فضل :وقال صلى هللا عليه وسلم , الله صلى هللا عليه وسلم

بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك { من{ و } , الخاه فليفعل ن ينفع أ ومنعها الحسن} . استطاع منكم أ

براهيم النخعي .وإ============

قربةتباع - القربة - 1: التعريف في- بسكون الراء والضم لإل

والجمع قرب وقربات, اللغة ما يتقرب به إلى الله تعالى :تقول منه , ما قرب إلى الله تعالى - بالضم - والقربان .

404

ي طلب به, وتقرب إلى الله بشيء , قربت لله قربانا أما قربت إلى: القربان : قال الليث , القربة عنده تعالى

وقد عرف الفقهاء القربة. الله تبتغي بذلك قربة ووسيلة من ذلك ما جاء في حاشية ابن. بتعريفات مختلفة

فعل ما يثاب عليه بعد معرفة من: القربة : عابدين ن لم يتوقف على نية وفي موضع آخر. يتقرب إليه به وإ

و مع, ما يتقرب به إلى الله تعالى فقط : القربة : قال أحسان إلى الناس لفاظ. كبناء الرباط والمسجد , اإل األ

:العبادة في اللغة - 2) : العبادة - ( أ : ذات الصلة نباري , الطاعة مع الخضوع ن عابد : قال ابن األ ,فال

مره وفي. وهو الخاضع لربه المستسلم المنقاد ألح قال ابن عابدين صطال هي ما يثاب على فعله: اال

و هي . ويتوقف على نية يراد به إال تعظيم الله: أ فعل الن القربة. تعالى بأمره والصلة بين القربة والعبادة هي أ

عم من العبادة تكون , أ ,فقد تكون القربة عبادة وقد الن العبادة تتوقف على النية والقربة التي ليست, كما أ

تتوقف على النية الطاعة - 3) : الطاعة - ( ب . عبادة النقياد والموافقة : في اللغة طاعه إطاعة : يقال , اال ي, أ أ

سم , انقاد له وعرفها الفقهاء بعدة. طاعة : واالفعل: الطاعة : منها ما جاء في الكليات , تعريفات

والصلة. المأمورات ولو ندبا وترك المنهيات ولو كراهة خص من الطاعة : بين القربة والطاعة هي ن القربة أ ,أ

عتبار معرفة المتقرب إليه في القربة وقد نقل ابن. الم زكريا في التفريق بين القربة سال عابدين عن شيخ اإل

ن القربة , والعبادة والطاعة فعل ما يثاب عليه بعد: أن لم يتوقف على نية .معرفة من يتقرب إليه به وإ

405

والطاعة. ما يثاب على فعله ويتوقف على نية : والعبادة , فعل ما يثاب عليه : و ال عرف من, توقف على نية أ

و ال جله أ فنحو الصلوات الخمس والصوم, يفعله ألوالزكاة والحج من كل ما يتوقف على النية قربة وطاعة

وقراءة القرآن والوقف والعتق والصدقة, وعبادة عبادة يتوقف على نية قربة وطاعة ال ,ونحوها مما ال

قربة وال والنظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى طاعة اللعدم المعرفة بالمتقرب إليه, والنظر ليس قربة , عبادة

ن المعرفة تحصل بعده ; .ألوذلك, من القرب ما هو واجب - 4) : الحكم التكليفي (

ة, كالفرائض التي افترضها الله على عباده من صالفهي عبادات مقصودة شرعت, وصوم وحج وزكاة

هتمام بتكليف الخلق, للتقرب بها وعلم من الشارع االومن القرب الواجبة القرب التي يلزم. إيقاعها عبادة

نسان بها نفسه بالنذر كالنوافل, ومنها ما هو مندوب . اإلوقراءة القرآن والوقف والعتق والصدقة وعيادة

ن, ومنها ما هو مباح . المريض واتباع الجنازة إذ أفعال, المباحات تكون قربة بنية إرادة الثواب بها كاأل

كالطعام بنية التقوي على, العادية التي يقصد بها القربة وذلك كالقربات, ومن القربات ما هو حرام . الطاعة كالعتق والوقف والصدقة والهبة إذا فعلها, المالية

و كان عنده من تلزمه نفقته مما نسان وكان عليه دين أ اإل يفضل عن حاجته يحل تركه; ال ن ذلك حق واجب فال أل

نه قربة. لسنة يضا الغلو في الدين على ظن أ ومن ذلك أنكر النبي صلى هللا عليه وسلم على عثمان بن, فقد أ

مظعون رضي هللا عنه التزامه قيام الليل وصيام النهار

406

رغبت عن سنتي ؟ فقال : { وقال له , واجتناب النساء :أ والله يا رسول الله طلب , ال فإني: قال . لكن سنتك أ

نكح النساء فطر وأ صوم وأ صلي وأ نام وأ وقد نهى} , أصحاب الله سبحانه وتعالى عما عزم عليه جماعة من أرسول الله صلى هللا عليه وسلم من سرد الصوم وقيام

ختصاء نفسهم الفطر, الليل واال وكانوا قد حرموا على أنه قربة إلى ربهم فنهاهم عن ذلك نه غلو; والنوم ظنا أ أل

يها: { فقال تعالى , في الدين واعتداء على ما شرع يا أ تعتدوا حل الله لكم وال تحرموا طيبات ما أ الذين آمنوا ال

يحب المعتدين ,وقد تكون القربة مكروهة } . إن الله الوكان في ذلك مشقة ال, وذلك كالتصدق بجميع ما يملك

وكالوصية من الفقير الذي له ورثة, يصبر عليها ن تكون عبادة - 5: من تصح منه القربة القربات إما أ

ة والصيام و غير عبادة كالتبرعات من صدقة, كالصال أفإنه, فإن كانت القربات من العبادات . ووصية ووقف

ن يكون مسلما تصح, يشترط فيمن تصح منه أ فالهل العبادة ; قربات العبادة من الكافر نه ليس من أ ,أل

:قال النووي , والصغير المميز تصح عباداته ويثاب عليها كالطهارة: يكتب للصبي ثواب ما يعمله من الطاعات

ة والصوم عتكاف والحج والقراءة , والصال ,والزكاة واالوالدليل على ذلك قول النبي, وغير ذلك من الطاعات

بناء: { صلى هللا عليه وسلم ة وهم أ دكم بالصال وال مروا أبناء عشر سنين } ,سبع سنين واضربوهم عليها وهم أ

ة ابن عباس مع النبي صلى هللا عليه وسلم ,وحديث صالفعن, وحديث تصويم الصحابة الصبيان يوم عاشوراء

رسل النبي صلى هللا عليه: { الربيع بنت معوذ قالت أ

407

نصار صبح: وسلم غداة عاشوراء إلى قرى األ من أصبح صائما فليصم :قالت . مفطرا فليتم بقية يومه ومن أ

ونجعل لهم اللعبة من, فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا عطياه ذاك حتى, العهن حدهم على الطعام أ فإذا بكى أ

فطار واختلف الفقهاء في المجنون} . يكون عند اإلمع العلم بأن الزكاة تجب في, والصبي غير المميز

وينظر تفصيل ذلك في. مالهما عند جمهور الفقهاء ن ) . 11جنون ف ( ومصطلح ) 32صغر ف ( مصطلح وإ

كالوقف والوصية, كانت القربات من غير العبادات فإنه يشترط, والعارية وعيادة المرضى وتشييع الجنائز

هلية التبرع من عقل وبلوغ ورشد ,فيما هو مالي منها أجاز بعض الفقهاء وصية الصبي وهذا في الجملة إذ أ

م . المميز سال يشترط اإل ن وقف الكافر وعتقه; وال ألمن حيث إن هذه عقود مالية, ووصيته وصدقته صحيحة

.وليست قربات بالنسبة للكافر يفتقر إلى نية - 6) : نية القربة ( ومنها, من القربات ما ال

. ما يفتقر إلى النية وال تحتاج إلى نية: أ القربات التي ال لبس فيها : هي كما يقول القرافي يمان, التي ال كاإل

له , بالله تعالى جال ,والخوف من نقمه , وتعظيمه وإله , والتوكل على كرمه , والرجاء لنعمه ,والحياء من جال

وكذلك التسبيح, والمهابة من سلطانه , والمحبة لجماله ذكار , وقراءة القرآن , والتهليل فإنها متميزة, وسائر األ

القربات التي تحتاج إلى نية: ثانيا . لجنابه سبحانه وتعالى ة وصيام وحج , العبادات : وهي , وسواء, من صال

م مندوبة كانت واجبة أ فإن المقصود من هذه العبادات, أوالخضوع له في, تعظيم الله سبحانه وتعالى بفعلها

408

جله سبحانه, إتيانها وذلك إنما يحصل إذا قصدت من أ,فإن التعظيم بالفعل بدون المعظم محال , وتعالى

مر فيه الشرع بالنيات ونية, فهذا القسم هو الذي أص العمل لله تعالى ,التقرب في العبادات هي إخال

مروا إال ليعبدوا الله: { يقول سبحانه وتعالى وما أونية القربة إنما هي لتمييز} . مخلصين له الدين

و, ليتميز ما لله عن ما ليس له , العبادات عن العادات أنفسها لتتميز مكافأة العبد, تمييز مراتب العبادات في أ

مثلة ما. ويظهر قدر تعظيمه لربه , على فعله فمن أ,الغسل : تكون نية القربة فيه لتمييز العبادة عن العادة

موال , يكون تبردا وعبادة يكون صدقة شرعية, ودفع األمساك عن المفطرات , ومواصلة عرفية يكون عبادة, واإل

ة, وحضور المساجد , وحاجة يكون مقصودا للصالقد يكون بقصد, والذبح , وتفرجا يجري مجرى اللذات

كل فشرعت النية, وقد يكون للتقرب بإراقة الدماء , األما نية القربة في العبادات . لتمييز القرب من غيرها ,أ

لتتميز مكافأة, فهي لتمييز مراتب العبادات في نفسها مثلة ذلك , العبد على فعله ة : ومن أ تنقسم إلى, الصالوالفرض ينقسم إلى الصلوات الخمس, فرض ومندوب

داء والمندوب ينقسم إلى راتب كالعيدين, قضاء وأوكذلك القول في قربات, وغير راتب كالنوافل , والوتر

عمال الواجبة المأمور: ثالثا . المال والصوم والنسك األ تعتبر قربات في و المنهي عنها ال بها من غير العبادات أ

ن تصبح قربات إذا نوى بها القربة , ذاتها ,لكنها يمكن أفعالها كافية في ومن ذلك الواجبات التي تكون صور أ

,ورد المغصوب , كدفع الديون , تحصيل مصالحها

409

قارب , ونفقات الزوجات ,وعلف الدواب ونحو ذلك , واألربابها مور انتفاع أ ,فإن المصلحة المقصودة من هذه األ

يتوقف على قصد الفاعل لها نسان, وذلك ال فيخرج اإلن لم ينوها , عن عهدتها عن, وإ فمن دفع دينه غافال

عنه جزأ ما إن قصد القربة في هذه, قصد التقرب أ أمر الله تعالى حصل له الثواب , الصور بامتثال أ ال فال .وإ

عمال نسان من, ومثل ذلك المنهي عنه من األ يخرج اإل,عهدته بمجرد الترك فإن نوى بتركها وجه الله العظيم

فإن الترك يصير قربة ويحصل له من الخروج عن العهدةجل نية القربة ما المباحات فإن صفتها. الثواب أل وأ

جله فإذا قصد بها التقوي, تختلف باعتبار ما قصدت ألو التوصل إليها كانت عبادة وقربة يثاب, على الطاعات أ

عيادة: قال القاضي حسين : وفي المنثور . عليها يستحق م قربة ال المريض واتباع الجنازة ورد السال

وقطع السرقة واستيفاء الحدود. الثواب عليها إال بالنية مام قربة يثاب على فعله إال بالنية , من اإل ن لم, وال وإ

.ينو لم يثب يثاب - 7: الثواب على القربات فضل من الله تعالى

نسان ويعاقب على كسبه واكتسابه سواء كان ذلك, اإلو بتسبب إنما تجزون ما{ يقول الله تعالى , بمباشرة أ

نسان إال ما{ وقال تعالى } , كنتم تعملون ن ليس لإل وأي ليس له إال جزاء سعيه } , سعى وال{ وقال تعالى , أ

والغرض بالتكاليف تعظيم} , تكسب كل نفس إال عليها له بطاعته .وذلك مختص بفاعليه , واجتناب معصيته , اإل

يقول, والثواب على العمل فضل من الله تعالى وال, الثواب من الله تعالى إنما هو فضل منه : الكاساني

410

حد عليه جله, استحقاق أل ن يتفضل على عمل أل فله أن يتفضل بإعطاء الثواب على, بجعل الثواب له كما له أسا .غير عمل رأ

ثر القصد في الثواب على القربة قسم العز بن عبد - 8: أقسام ثة أ نسان إلى ثال م ما يثاب عليه اإل حدها : السال :أ

ن, فهذا يثاب عليه مهما قصد إليه , ما تميز لله بصورته وإذان والتسبيح يمان واأل لم ينو به القربة كالمعرفة واإل

ما لم يتميز من الطاعات لله: القسم الثاني . والتقديس يثاب عليه إال بنيتين , بصورته نية: إحداهما : فهذا ال

,نية التقرب به إلى الله عز جل : والثانية , إيجاد الفعل تقف جزائه التي ال ثيب على أ فإن تجرد عن نية التقرب أ

ت الواقعة على نية القربة كالتسبيحات والتكبيرات والتهليالما شرع: والقسم الثالث . في الصلوات الفاسدة

خروية إال تبعا تتعلق به المصالح األ للمصالح الدنيوية والوفروض الكفايات التي, كإقباض الحقوق الواجبة ,

تتعلق بها المصالح الدنيوية كالصنائع التي يتوقف عليهان ينوي, بقاء العالم يؤجر عليه إذا قصد إليه إال أ فهذا ال

نسان بعمل. به القربة إلى الله عز جل وقد يقوم اإلركانه يستحق عليه ثوابا, ويستوفي شروطه وأ ولكنه ال

ولذلك يقول النبي, لما يقترن به من المقاصد والنوايا عمال بالنية : { صلى هللا عليه وسلم نما لكل, إنما األ وإ

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله, امرئ ما نوى ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها, فهجرته إلى الله ورسوله

ة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه و امرأ كما قد يتبع} . أنسان العمل الصحيح بما يضيع ثوابه ومن ذلك المن, اإل

ذى يبطل ثواب الصدقة يها الذين{ لقوله تعالى , واأل يا أ

411

ذى تبطلوا صدقاتكم بالمن واأل وقد يعمل} . آمنوا النسان العمل فيثاب عليه ولو لم يقع الموقع الصحيح ,اإل

حدهما , فقد ورد حديثان يؤيدان هذا المعنى حديث: أالمتصدق الذي وقعت صدقته في يد سارق وزانية وغني

تي فقيل له { وفي نهاية الحديث ن الرجل أ ما: أ أن يستعف عن سرقته ما, صدقتك على سارق فلعله أ وأ

ن تستعف عن زناها ما الغني فلعله, الزانية فلعلها أ وأعطاه الله ن يعتبر فينفق مما أ :والحديث الثاني } . أ

بيه من الرجل خذ صدقة أ حديث معن بن يزيد الذي أوقال له النبي صلى هللا عليه وسلم, الذي وضعت عنده

خذت يا معن : { قال ابن} , لك ما نويت يا يزيد ولك ما أن نية المتصدق إذا كانت صالحة: حجر وهذا يدل على أ

ن لم تقع الموقع .قبلت صدقته وإثة - 9: نقل ثواب القربة للغير تنقسم القربات إلى ثال

قسام ,قسم حجر الله تعالى على عباده في ثوابه : أيمان والتوحيد , ولم يجعل لهم نقله لغيرهم فلو, كاإل

ن يهب قريبه الكافر إيمانه ليدخل الجنة دونه حد أ راد أ أوكذلك هبة ثواب ما سبق مع بقاء, لم يكن له ذلك

صل سبيل إليه , األ ن الله. ال وقسم اتفق الفقهاء على أذن في نقل ثوابه وهو القربات المالية كالصدقة, تعالى أ

فذهب الحنفية والحنابلة, وقسم اختلف فيه . والعتق نسان من العبادة لغيره تى به اإل إلى جواز نقل ثواب ما أ

موات حياء واأل و: يقول الكاساني , من األ من صام أحياء موات واأل و تصدق جعل ثوابه لغيره من األ صلى أ

هل السنة والجماعة , جاز وقد, ويصل ثوابه إليهم عند أنه كان إذا{ عن رسول الله صلى هللا عليه وسلم " ورد أ

412

ملحين ن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أ راد أ أقرنين موجوءين مته ممن شهد, أ حدهما عن أ فيذبح أ

غ خر عن محمد صلى, بالتوحيد وشهد له بالبال وذبح اآلوورد عن عائشة رضي هللا} هللا عليه وسلم وآل محمد

قال للنبي صلى هللا عليه وسلم { عنها ن رجال مي: أ إن أراها لو تكلمت تصدقت , افتلتت نفسها فأتصدق عنها, وأ أ

وعلى ذلك: قال الكاساني } . تصدق عنها , نعم : ؟ قال عمل المسلمين من لدن رسول الله صلى هللا عليه

من زيارة القبور وقراءة القرآن, وسلم إلى يومنا هذا ة , عليها وجعل, والتكفين والصدقات والصوم والصال

موات نسان: وقال ابن قدامة . ثوابها لأل ي قربة فعلها اإل أوجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله

ستغفار : تعالى والصدقة والواجبات التي, كالدعاء واالة. تدخلها النيابة يجوز نقل ثواب الصال وعند المالكية ال

يحصل, والصيام والحج وقراءة القرآن إلى الغير والن ليس{ لقوله تعالى , شيء من ثواب ذلك للميت وأ

نسان إال ما سعى وقول النبي صلى هللا عليه} , لإلثة: { وسلم نسان انقطع عنه عمله إال من ثال إذا مات اإل

و علم ينتفع به , إال من صدقة جارية : و ولد صالح, أ أومثل ذلك. ويجوز فيما عدا ذلك كالصدقات } , يدعو له

تنفع: جاء في مغني المحتاج , عند الشافعية في الجملة وحفر بئر ونحو, ووقف وبناء مسجد , الميت صدقة عنه

جنبي ينفعه, ذلك ودعاء له من وارث وأ نه ال والمشهور أة وقراءة القرآن لكن حكى النووي في غير ذلك كالصال

ذكار وجها ن ثواب القراءة يصل إلى, شرح مسلم واأل أصحاب , الميت .واختاره جماعة من األ

413

جر على القربات :األ يتعدى نفعها - 10 نسان وال القربات التي تجب على اإل

جر عليها خذ األ يجوز أ ة والصيام ال ن; فاعلها كالصال ألنتفاع ولم يحصل لغيره هاهنا انتفاع جر عوض اال ;األجرة يستحق عليه أ تى بعمل واجب عليه ال ن من أ ,وألنه يقع عنه جرة عليه أل خذ األ يجوز أ ;وكذلك الجهاد ال

نه إذا حضر الصف تعين عليه ما غير. وهذا باتفاق , وأل أذان ذلك من القربات التي يتعدى نفعها للغير كاأل

قامة وتعليم القرآن والفقه والحديث فعند الشافعية, واإلجرة خذ األ حمد يجوز أ مام أ والمالكية وفي رواية عن اإل

جرة على تعليم, على ذلك خذ األ لكن كره المالكية أمام. الفقه والفرائض وعند الحنفية وهو رواية عن اإل

حمد جرة على ذلك , أ خذ األ يجوز أ ن من شرط; ال ألخذ فعال كونها قربة لله تعالى فلم يجز أ صحة هذه األ

جر عليها جرة على. األ خذ األ جاز متأخرو الحنفية أ لكن أذان مامة واأل تعليم القرآن استحسانا ومثل ذلك اإل

ما ما يقع تارة قربة وتارة غير قربة . للحاجة كبناء, أجرة عليه , المساجد والقناطر خذ األ وما يؤخذ. فيجوز أ

جرة خذ األ يجوز أ من بيت المال على القربات التي الجرا , عليها كالقضاء يعتبر أ ما يؤخذ: يقول ابن تيمية , ال

جرة عانة على, من بيت المال ليس عوضا وأ بل رزق لإلثيب , الطاعة وما يأخذه فهو رزق, فمن عمل منهم لله أ

وكذلك المال الموقوف على, للمعونة على الطاعة عمال البر ليس, والموصى به كذلك والمنذور كذلك , أ

جرة دخل في. كاأل رزاق أ ن باب األ وذهب القرافي إلى أبعد عن باب المعاوضة حسان وأ جارة, باب اإل وباب اإل

414

دخل في باب المكايسة بعد من باب المسامحة وأ .أن يكون لهم: ويظهر ذلك في مسائل منها القضاة يجوز أ

رزاق من بيت المال على القضاء إجماعا ن, أ يجوز أ والرزاق إعانة من ن األ يستأجروا على القضاء بسبب أ

مام لهم على القيام بالمصالح نه عوض عما, اإل أ الحكام عند قيام الحجج ونهوضها وجب عليهم من تنفيذ األ

ولو استؤجروا على ذلك لدخلت التهمة في الحكم, رزاق التي, بمعاوضة صاحب العوض ويجوز في األ

,تطلق للقاضي الدفع والقطع والتقليل والتكثير والتغيير ولو كان إجارة لوجب تسليمه بعينه من غير زيادة وال

مامة: ويقول ابن قدامة . نقص القضاء والشهادة واإل,يؤخذ عليه الرزق من بيت المال وهو نفقة في المعنى

جرة عليها خذ األ يجوز أ .وال تجوز النيابة فيه - 11: النيابة في القربة من القربات ما ال

جماع يمان بالله تعالى ومن, في الحياة باإل وذلك كاإلة والصوم, ذلك العبادات البدنية المحضة مثل الصال

ن ليس{ لقول الله تعالى , والجهاد عن الحي وأنسان إال ما سعى ما قول, إال ما خص بدليل } , لإل وأ

حد عن: ابن عباس يصوم أ حد وال حد عن أ يصلي أ الحد في حق الثواب , أ ومن. فذلك في حق العهدة ال

جماع وهي القربات, القربات ما تجوز فيه النيابة باإلالمالية كالزكاة والصدقة والعتق والوقف والوصية

براء داء هذه, واإل نسان قادرا على أ سواء كان اإلو لم يكن قادرا ن الواجب فيها إخراج; القربات بنفسه أ أل

ما القربات التي تجمع. وهو يحصل بفعل النائب , المال أفعند الحنفية, كالحج , بين الناحية البدنية والمالية

415

لكنهم, والشافعية والحنابلة تجوز النيابة في الحج ,وهو العجز عن الحج بنفسه , يقيدون ذلك بالعذر

يرجى برؤه .كالشيخ الفاني والزمن والمريض الذي الستنابة في الحج يجوز اال نه ال ,والمشهور عند المالكية أ

تجوز النيابة عن المعضوب كالزمن والهرم: وقال الباجي شهب , ف: وقال أ جر صحيح من يحج عنه لزمه للخال إن أما بعد الممات . تجوز النيابة, أ فعند الحنفية والمالكية ال

و صوم إال ما قاله ابن عبد الحكم ة أ عن الميت في صالن يستأجر عن الميت من نه يجوز أ من المالكية من أ

كذلك قال الحنفية, يصلي عنه ما فاته من الصلوات ن: والمالكية يجب الحج عنه إال أ من مات ولم يحج فال

ذا لم يوص بالحج عنه فتبرع الوارث, يوصي بذلك وإو بإحجاج رجل عنه جاز لكن مع الكراهة, بالحج بنفسه أ

تجوز النيابة عن الميت. عند المالكية وعند الشافعية الة ن لمن لم يصم حتى, في الصال ما الصوم ففيه قوال أ

نه عبادة بدنية ال, مات يصح الصوم عنه أل حدهما ال أ,تدخلها النيابة في حال الحياة فكذلك بعد الموت

ن يصوم وليه عنه : والقول الثاني نه يجوز أ لقول النبي, أمن مات وعليه صوم صام عنه: { صلى هللا عليه وسلم

ظهر } , وليه ي هو األ ما الحج فمن مات بعد, وهذا الرأ ألما روى, التمكن ولم يؤد فإنه يجب القضاء من تركته

ة: { بريدة قال تت النبي صلى هللا عليه وسلم امرأ أمي ماتت: فقالت يا رسول الله صلى هللا عليه وسلم إن أ

حجي: فقال لها النبي صلى هللا عليه وسلم , ولم تحج تجوز النيابة عن الميت في} . عنها وعند الحنابلة ال

و الصيام الواجبين بأصل الشرع ة أ ة- الصال ي الصال أ

416

تدخلها- المفروضة وصوم رمضان ن هذه العبادات ال ألوجبه, النيابة حال الحياة فبعد الموت كذلك ما ما أ أ

نسان على نفسه بالنذر داء, اإل فإن كان قد تمكن من األ.سن لوليه فعل النذر عنه , ولم يفعل حتى مات

يثار بالقرب في حاشية: قال ابن عابدين - 12) : اإلشباه للحموي عن المضمرات عن النصاب ن سبق: األ وإ

هل و أ كبر منه سنا أ ول فدخل رجل أ حد إلى الصف األ أن يتأخر ويقدمه تعظيما له ا هـ فهذا يفيد. علم ينبغي أ

كراهة يثار بالقرب بال مة البيري, جواز اإل ونقل العال{ويدل عليه قوله تعالى , فروعا تدل على عدم الكراهة

نفسهم ولو كان بهم خصاصة وما ورد} , ويؤثرون على أتي بشراب فشرب منه{ من نه عليه الصالة والسالم أ أ

شياخ م وعن يساره أ م , وعن يمينه غال :فقال للغالم ء ؟ فقال الغال عطي هؤال ن أ تأذن لي أ والله : أ ال, ال

حدا وثر بنصيبي منك أ فتله رسول الله صلى هللا: قال , أذن} , عليه وسلم في يده ن مقتضى طلب اإل ريب أ وال

فضل ن يكون غيره أ ن جاز أ كراهة وإ مشروعية ذلك بالقول . أ هـ . منه وينبغي تقييد المسألة بما إذا عارض: أ

فضل منها هل العلم, تلك القربة ما هو أ كاحترام أفاده الفرع السابق والحديث شياخ كما أ وينبغي. . . , واأل

ن يحمل عليه ما في النهر من قوله ن: أ واعلم أيثار بالقرب مكروه كما لو كان في ن اإل الشافعية ذكروا أ

قيمت آثر به ول فلما أ تأباه , الصف األ وقال. وقواعدنا اليثار في القرب مكروه : السيوطي وفي غيرها, اإل

نفسهم ولو كان: { قال تعالى , محبوب ويؤثرون على أم } . بهم خصاصة ال: قال الشيخ عز الدين بن عبد السال

417

إيثار بماء الطهارة , إيثار في القربات بستر, فال والول بالصف األ ن الغرض بالعبادات; العورة وال أل

ل جال له, التعظيم واإل ل اإل فمن آثر به فقد ترك إجالمام . وتعظيمه ومعه ماء- لو دخل الوقت : وقال اإلعرف فيه, فوهبه لغيره ليتوضأ به لم يجز - يتوضأ به أ ال

فا يثار إنما يكون فيما يتعلق بالنفوس ; خال ن اإل ال, ألوقال النووي في باب. فيما يتعلق بالقرب والعبادات

حد من مجلسه ليجلس في موضعه : الجمعة يقام أ .البعد من, فإن قام باختياره لم يكره فإن انتقل إلى أ

مام كره صحابنا , اإل نه آثر بالقربة : قال أ وقال. ألة : القرافي ومعه ما يكفيه, من دخل عليه وقت الصاليثار , وهناك من يحتاجه للطهارة , لطهارته ,لم يجز له اإل

ستبقاء مهجته راد المضطر إيثار غيره بالطعام ال ,ولو أن خاف فوات مهجته ن الحق. كان له ذلك وإ والفرق أ

يثار يسوغ فيه اإل والحق في حال, في الطهارة لله فالن المهجتين على شرف, المخمصة لنفسه وقد علم أ

فحسن إيثار, التلف إال واحدة تستدرك بذلك الطعام كره قوم: وقال الخطيب في الجامع . غيره على نفسه

ن قراءة العلم; إيثار الطالب غيره بنوبته في القراءة أليثار بالقرب مكروه .والمسارعة إليه قربة واإل

) :مراتب القربات ( يمان بالله تعالى - أ - 13 فضل القربات هو اإل فقد, أ

فضل ؟: { سئل النبي صلى هللا عليه وسلم عمال أ ي األ أجعل النبي صلى هللا عليه} , إيمان بالله ورسوله : فقال

عمال فضل األ يمان أ حسن المصالح, وسلم اإل لجلبه ألقبح المفاسد مع شرفه في نفسه وشرف ودرئه أل

418

والخلوص من, وثوابه الخلود في الجنان , متعلقه ثم يلي ذلك الفرائض- ب . النيران وغضب الملك الديان

بي هريرة, التي افترضها الله على عباده لما ورد عن أقال رسول الله صلى هللا: رضي هللا تعالى عنه قال

من عادى لي وليا: إن الله تعالى قال : { عليه وسلم حب إلي, فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أوما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل, مما افترضته عليه

حبه حببته كنت سمعه الذي يسمع به , حتى أ ,فإذا أورجله التي, وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها

عطينه , يمشي بها ن سألني أل ولئن استعاذ بي, وإعيذنه نا فاعله ترددي عن, أل وما ترددت عن شيء أ

كره مساءته , نفس المؤمن نا أ جاء} . يكره الموت وأداء الفرائض: في فتح الباري ن أ يستفاد من الحديث أ

عمال إلى الله حب األ تيان بالفرائض على, أ وفي اإلمر مر واحترام اآل وتعظيمه, الوجه المأمور به امتثال األ

نقياد إليه ظهار عظمة الربوبية , باال وذل العبودية, وإعظم العمل وبعد منزلة- ج . فكان التقرب بذلك أ

بدليل ما ورد, الفرائض في القربة تكون منزلة النوافل دى العبد: قال الفاكهاني , في الحديث السابق إذا أ

نال محبة الله تعالى, الفرائض وداوم على إتيان النوافل وكل فريضة تقدم على نوعها من النوافل كتقديم,

وفرائض الصيام على, فرائض الصلوات على نوافلها د. وهكذا , نوافله وتقديم فرائض الصدقات على نوافلها

ذا كانت قرب الفرائض تأتي في المرتبة الثانية بعد- وإفضل هذه الفرائض يمان فقد اختلف الفقهاء في أ ,اإل

عمال لقول النبي صلى هللا: فقيل فضل األ ة أ إن الصال

419

ة : { عليه وسلم عمالكم الصال ن خير أ وعن} , اعلموا أنه كتب إلى عمر بن الخطاب رضي هللا تعالى عنه أ

ة : عماله موركم عندي الصال هم أ إن: وقيل , إن أفضل لقول النبي صلى هللا عليه وسلم في, الصيام أ

كل عمل ابن آدم له إال الصيام فإنه: { الحديث القدسي جزي به نا أ عمال : وقيل } , لي وأ فضل األ هـ. إن الحج أ

والقرب في فرض العين تقدم على القرب في فرض- ن طلب الفعل من جميع المكلفين يقتضي; الكفاية أل

رجحيته على ما طلب من البعض فقط ن فرض; أ وألوفرض, الكفاية يعتمد عدم تكرار المصلحة بتكرر الفعل

عيان يعتمد تكرر المصلحة بتكرر الفعل والفعل الذي, األقوى في استلزام تتكرر مصلحته في جميع صوره أ

توجد المصلحة معه إال في بعض المصلحة من الذي الن تقديم بعض القرب على بعض- و . صوره على أ

نسان فقد سئل النبي صلى هللا, يختلف بحسب حال اإلفضل ؟ فقال : { عليه وسلم ي العمل أ ة لوقتها : أ ,الصال

فضل ؟ فقال : وسئل عمال أ ي األ وسئل, بر الوالدين : أفضل ؟ فقال عمال أ ي األ وهذا جواب} , حج مبرور : أ

عمال , لسؤال السائل ;فيختص بما يليق بالسائل من األن الصحابة رضي هللا تعالى عنهم ما كانوا يسألون عن أل

ل فضل إال ليتقربوا به إلى ذي الجال فكأن السائل, األفضل لي فقال : قال عمال أ ي األ لمن" , بر الوالدين : " أ

وقال لمن يقدر على الجهاد, له والدان يشتغل ببرهما عمال بالنسبة إليه فضل األ الجهاد في: { لما سأله عن أ

: {وقال لمن يعجز عن الحج والجهاد } , سبيل الله ول وقتها ة أل } .الصال

420

,ويختلف الفقهاء في مراتب النوافل من العبادات - ز إن نوافل: فقال المالكية والشافعية في المذهب

عظم القربات نها أ فضل من تطوع غيرها أل ة أ ,الصال تجمع في غيرها نواعا من العبادات ال وعند. لجمعها أ

فضل تطوعات البدن الجهاد لقوله تعالى {الحنابلة أنفسهم على القاعدين فضل الله المجاهدين بأموالهم وأ

ة , ثم تعلم العلم وتعليمه } , درجة .ثم الصالما القرب من غير العبادات المفروضة - ح فمرتبتها, أ

فقد جاء في, تكون بحسب المصلحة الناشئة عنها تم, مراتب القرب تتفاوت : المنثور فالقربة في الهبة أ

تم منها في الهبة , منها في القرض ن; وفي الوقف أ ألتم من الكل , نفعه دائم يتكرر ن قطع, والصدقة أ أل

إن القرض: وقيل , حظه من المتصدق به في الحال فضل من الصدقة ن ; أ رسول الله صلى هللا عليه" أل

سري به مكتوبا على باب الجنة { وسلم ى ليلة أ :رأودرهم الصدقة, درهم القرض بثمانية عشر درهم

فضل من الصدقة: فسأل جبريل , بعشر ما بال القرض أي ما يكفيه: فقال , ن السائل يسأل وعنده أ أل

يستقرض إال من حاجة وتكسب ما. } والمستقرض الو مجازاة القريب- زاد على قدر الكفاية لمواساة الفقير أ

فضل من التخلي لنفل العبادة - ن منفعة النفل; أ ألوقد قال النبي صلى, تخصه ومنفعة الكسب له ولغيره

نفعهم للناس : { هللا عليه وسلم وفي} . خير الناس أبن نجيم شباه ال بناء الرباط بحيث ينتفع به المسلمون: األ

فضل من الحجة الثانية واختار عز الدين بن عبد. أحياء م تبعا للغزالي في اإل ن فضل الطاعات: السال أ

421

فتصدق البخيل بدرهم, على قدر المصالح الناشئة عنها يام فضل في حقه من قيام ليلة وصيام أ .أ

ما القرب من غير العبادات المفروضة - ح فمرتبتها, أفقد جاء في, تكون بحسب المصلحة الناشئة عنها

تم, مراتب القرب تتفاوت : المنثور فالقربة في الهبة أتم منها في الهبة , منها في القرض ن; وفي الوقف أ ألتم من الكل , نفعه دائم يتكرر ن قطع, والصدقة أ أل

إن القرض: وقيل , حظه من المتصدق به في الحال فضل من الصدقة ن ; أ رسول الله صلى هللا عليه" أل

سري به مكتوبا على باب الجنة { وسلم ى ليلة أ :رأودرهم الصدقة, درهم القرض بثمانية عشر درهم

فضل من الصدقة: فسأل جبريل , بعشر ما بال القرض أي ما يكفيه: فقال , ن السائل يسأل وعنده أ أل

يستقرض إال من حاجة وتكسب ما. } والمستقرض الو مجازاة القريب- زاد على قدر الكفاية لمواساة الفقير أ

فضل من التخلي لنفل العبادة - ن منفعة النفل; أ ألوقد قال النبي صلى, تخصه ومنفعة الكسب له ولغيره

نفعهم للناس : { هللا عليه وسلم وفي} . خير الناس أبن نجيم شباه ال بناء الرباط بحيث ينتفع به المسلمون: األ

فضل من الحجة الثانية واختار عز الدين بن عبد. أحياء م تبعا للغزالي في اإل ن فضل الطاعات: السال أفتصدق البخيل بدرهم, على قدر المصالح الناشئة عنها

يام فضل في حقه من قيام ليلة وصيام أ .أ;تستحب الوصية بالقربة باتفاق - 15: الوصية بالقربة

ن يكون ختم عمله بالقربة زيادة نسان يحتاج إلى أ ن اإل ألوقد تكون, فتزيد بها حسناته , على القرب السابقة

422

تداركا لما فرط فيه في حياته فتكون الوصية ليدرك بهاإن: { ولهذا قال النبي صلى هللا عليه وسلم . ما فات

موالكم زيادة لكم الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أعمالكم عطاكم ثلث: { وفي رواية } في أ إن الله أ

عمالكم موالكم عند وفاتكم زيادة في أ ولهذا ال} , أ قربة فيه كوصية المسلم للكنيسة .تصح الوصية بما ال

نسان قرب واجبة وقد تجب الوصية إذا كان على اإل تصح. كالحج والزكاة والكفارات ن التبرعات ال ورغم أ

ن المالكية والحنابلة وفي قول عند من الصبي إال أجازوا وصية الصبي المميز بالقرب نه; الشافعية أ أل

م, تصرف تمحض نفعا للصبي سال فصح منه كاإلن الوصية صدقة يحصل ثوابها له بعد ة وذلك أل والصال

يلحقه ضرر في عاجل دنياه, غناه عن ملكه وماله فالخراه أ .وال

ويختلف الفقهاء في تقديم بعض القرب على بعض فيوصى: قال الحنفية : وبيان ذلك فيما يلي , الوصية من أ

,بوصايا من حقوق الله تعالى قدمت الفرائض منها خرها مثل الحج والزكاة و أ سواء قدمها الموصي أ

هم من النافلة ; والكفارات ن الفريضة أ والظاهر منه, ألهم فإن تساوت في القوة بدئ بما, البداءة بما هو األ

نه; قدمه الموصي إذا ضاق عنها الثلث ن الظاهر أ ألهم نه يبتدئ بالزكاة ويقدمها, يبتدئ باأل وذكر الطحاوي أ

بي يوسف , على الحج وفي, وهو إحدى الروايتين عن أنه يقدم الحج ثم تقدم, وهو قول محمد , رواية عنه أ

,الزكاة والحج على الكفارات لمزيتهما عليها في القوة والكفارة في القتل والظهار واليمين مقدمة على صدقة

423

نه عرف وجوبها بالقرآن دون صدقة الفطر; الفطر ألوصدقة الفطر مقدمة على, حيث ثبت وجوبها بالسنة

ضحية وعلى هذا القياس يقدم بعض الواجبات على, األصاب. ويقسم الثلث على جميع الوصايا , البعض فما أ

وقال المالكية. القرب صرف إليها على الترتيب الذي ذكر وصى به : سير , إن ضاق الثلث عما أ ثم, فإنه يقدم فك أ

ثم زكاة, ثم صداق مريض , مدبر في حال الصحة وصى بإخراجها من ماله فتخرج من باقي ثلثه بعد أ

ن يعترف بحلول الزكاة عليه بتمام, إخراج ما تقدم إال أس المال كزكاة الحرث والماشية, الحول فتخرج من رأ

إن مات المالك بعد إفراك الحب وطيب الثمر ومجيءس المال , الساعي ثم يخرج من باقي, فتخرج من رأ

ثم بعد ذلك, الثلث زكاة الفطر التي فرط في إخراجها ثم كفارة, ثم كفارة يمين , كفارة ظهار وقتل خطأ

إن وصى بشيء في: وقال الحنابلة . الفطر في رمضان بواب البر صرف في القرب جميعها لعموم اللفظ, أ

منها بالغزو نصا , وعدم المخصص بي, ويبدأ لقول أفضل القرب : الدرداء :ولو قال الموصي لوصيه , إنه أ

و حيث يريك الله تعالى راك الله تعالى أ ,ضع ثلثي حيث أى وضعه فيها ي جهة من جهات القرب رأ فله صرفه في أ

بمقتضى الوصية فضل صرفه إلى فقراء, عمال واألقارب الموصي غير الوارثين نه فيهم صدقة وصلة ; أ أل

نه من القرب - 16: القربة في الوقف صل في الوقف أ األصل والتصدق بالمنفعة , المندوب إليها ,إذ هو حبس األ

صل فيه ما روى عبد الله بن عمر رضي هللا تعالى واألرضا { قال , عنهما صاب عمر بخيبر أ فأتى النبي صلى, أ

424

قط: هللا عليه وسلم فقال صب ماال رضا لم أ صبت أ أنفس منه فكيف تأمرني به ؟ فقال إن شئت حبست: أ

صلها وال يباع أ نه ال صلها وتصدقت بها فتصدق عمر أ أ يورث في الفقراء والقربى والرقاب , يوهب وفي, وال

جناح على من وليها, سبيل الله والضيف وابن السبيل الن يأكل منها بالمعروف و يطعم صديقا غير متمول, أ أ

نه قال } . فيه : {وورد عن النبي صلى هللا عليه وسلم أثة نسان انقطع عنه عمله إال من ثال إال من: إذا مات اإل

و علم ينتفع به , صدقة جارية و ولد صالح يدعو له , أ } .أوالصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف كما

.فإن غيره من الصدقات ليست جارية , قاله الرافعي والوقف الذي يترتب عليه الثواب هو ما تحققت فيه

حدهما : والقربة تتحقق بأمرين , القربة ن ينوي: أ أيقول ابن, بوقفه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى

ة والحج : عابدين ,الوقف ليس موضوعا للتعبد به كالصال صال يصح من الكافر أ بل التقرب به موقوف, بحيث ال

وفي شرح منتهى. فهو بدونها مباح , على نية القربة رادات الوقف تقربا إلى الله تعالى إنما هو في وقف: اإل

نسان قد يقف على غيره, يترتب عليه الثواب فإن اإلف ثمنه , توددا تال ده خشية بيعه بعد موته وإ وال و على أ ,أ

ن يحجر عليه فيباع في دينه و خشية أ و رياء ونحوه , أ ,أ ثواب فيه زم ال نه لم يبتغ به وجه الله; فهذا وقف ال أل

ن يكون الموقوف عليه جهة بر: والثاني . تعالى أ,كالفقراء والمساكين والمساجد وغير ذلك , ومعروف

غنياء صحيح عند جمهور ولذلك فإن الوقف على األ قربة فيه إن: جاء في مغني المحتاج , الفقهاء ولكنه ال

425

غنياء صح في تظهر فيها القربة كاأل وقف على جهة الصح ن الوقف تمليك , األ : والثاني . نظرا إلى أ ,ال

هل الذمة غنياء وأ نه يصح الوقف على األ والمعتمد أيشترط في: ويقول الحصكفي وابن عابدين . والفساق

ن يكون قربة في ذاته ي بأن يكون من, محل الوقف أ أن يحكم, حيث النظر إلى ذاته وصورته قربة والمراد أ

نه على أ الشرع بأنه لو صدر من مسلم يكون قربة حمال.وهذا شرط في وقف المسلم , قصد القربة

==============*قنوت

:التعريف :يطلق القنوت في اللغة على معان عدة ، منها - 1له ما في السماوات: { ومن ذلك قوله تعالى : الطاعة -

} .واألرض كل له قانتون يا مريم اقنتي لربك: { ومن ذلك قوله تعالى : والصالة -

ومن: وطول القيام }. واسجدي واركعي مع الراكعين أفضل الصالة طول: « ذلك قوله صلى هللا عليه وسلم

.أي طول القيام » القنوت ما: وسئل ابن عمر رضي هللا عنهما عن القنوت ، فقال : {أعرف القنوت إال طول القيام ، ثم قرأ قوله تعالى

من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما } .أحيث ورد عن زيد بن أرقم رضي هللا عنه: والسكوت -

كنا نتكلم في الصالة ، يكلم الرجل صاحبه وهو: قال }وقوموا لله قانتين { إلى جنبه في الصالة حتى نزلت

.فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكالم

426

المشهور في: وهو أشهرها ، قال الزجاج : والدعاء - اللغة أن القنوت الدعاء ، وأن القانت الداعي ، وحكى

:النووي أن القنوت يطلق على الدعاء بخير وشر ، يقال .قنت له وقنت عليه

القنوت عند أهل: قال ابن عالن : وفي االصطالح الشرع اسم للدعاء في الصالة في محل مخصوص من

.القيام :القنوت في الصالة

صالة الصبح ،: القنوت منحصر في ثالثة مواطن - 2:وصالة الوتر ، وفي النوازل ، وبيان ذلك فيما يأتي

:القنوت في الصبح - أ اختلف الفقهاء في حكم القنوت في صالة الصبح - 3

:على أربعة أقوال وهو أن القنوت في: للحنفية والحنابلة والثوري : األول

الصبح غير مشروع ، وهو مروي عن ابن عباس ، وابنعمر ، وابن مسعود ، وأبي الدرداء ، رضي هللا عنهم ،

القنوت في الفجر بدعة ، وقال الحنابلة: وقال أبو حنيفة .يكره :

بما ورد أن النبي صلى هللا عليه: واستدلوا على ذلك قنت في صالة الفجر شهرا يدعو في قنوته على« وسلم

فكان: ، قالوا » أحياء من أحياء العرب ، ثم تركه منسوخا ، إذ الترك دليل النسخ ، وبما روي عن أبي مالك

يا أبت ،: قلت ألبي : « سعد بن طارق األشجعي قال إنك قد صليت خلف رسول هللا ، وأبي بكر ، وعثمان ،

وعلي هاهنا بالكوفة نحوا من خمس سنين ، أكانوايا بني: « وفي لفظ » . أي بني ، محدث : يقنتون ؟ قال

427

والعمل عليه عند أكثر أهل: قال الترمذي » . إنها بدعة .العلم

وهو أن القنوت في: للمالكية على المشهور : والثاني الصبح مستحب وفضيلة ، ألن النبي صلى هللا عليه وسلم

فيما روى أبو هريرة» كان يقنت في صالة الصبح « : «قال أنس . وخفاف بن إيماء والبراء وأنس بن مالك

،» ما زال رسول هللا يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا وقال علي بن زياد بوجوب القنوت في الصبح ، فمن

.تركه فسدت صالته ويجوز قبل الركوع وبعده في الركعة الثانية ، غير أنالمندوب األفضل كونه قبل الركوع عقب القراءة بال

تكبيرة قبله ، وذلك لما فيه من الرفق بالمسبوق ، وعدمالفصل بينه وبين ركني الصالة وألنه الذي استقر عليه

عمل عمر رضي هللا عنه بحضور الصحابة ، قال القاضيوروي عن أبي رجا العطاردي" عبد الوهاب البغدادي

كان القنوت بعد الركوع، فصيره عمر قبله ليدرك: قال المدرك وروي أن المهاجرين واألنصار سألوه عثمان ،فجعله قبل الركوع ، ألن في ذلك فائدة ال توجد فيما

بعده ، وهي أن القيام يمتد فيلحق المفاوت ، وألن فيالقنوت ضربا من تطويل القيام ، وما قبل الركوع أولى

.بذلك ، ال سيما في الفجر اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ،: ويندب كونه بلفظ

ونؤمن بك ، ونتوكل عليك ، ونخضع لك ، ونخلع ونتركمن يكفرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك

نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخاف عذابك ، إن.عذابك الجد بالكفار ملحق

428

ومن ترك القنوت عمدا أو سهوا فال شيء عليه ، فإنوليس لدعاء. سجد لتركه قبل السالم بطلت صالته

.القنوت حد محدود وال يرفع يديه في دعاء القنوت ، كما ال يرفع في التأمين

.، وال في دعاء التشهد واإلسرار به هو المستحب في حق اإلمام والمأموم

والمنفرد ، ألنه دعاء ، فينبغي اإلسرار به حذرا من الرياء.

والمسبوق إذا أدرك الركعة الثانية ال يقنت في القضاء ،ألنه إنما يقضي الركعة األولى ولم يكن فيها قنوت ، قال

إن أدرك قبل ركوع الثانية لم يقنت في قضائه: ابن رشد .، سواء أدرك قنوت اإلمام أم ال

وهو أن القنوت في صالة الصبح سنة: للشافعية : الثالث اعلم أن القنوت مشروع عندنا في الصبح: ، قال النووي

، وهو سنة متأكدة ، وذلك لما روى أنس بن مالك رضيما زال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقنت: « هللا عنه

» .في الفجر حتى فارق الدنيا ولو تركه لم تبطل صالته ، لكن يسجد للسهو ،: قالوا

.سواء تركه عمدا أو سهوا أما محله ، فبعد الرفع من الركوع في الركعة الثانية منالصبح ، فلو قنت قبل الركوع لم يحسب له على األصح ،

.وعليه أن يعيده بعد الركوع ثم يسجد للسهو وأما لفظه ، فاالختيار أن يقول فيه ما روي عن الحسن

:بن علي رضي هللا عنهما قال اللهم: علمني رسول هللا كلمات أقولهن في الوتر «

اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني

429

فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ماقضيت ، فإنك تقضي وال يقضى عليك ، وأنه ال يذل من

:، وزاد العلماء فيه » واليت ، تباركت ربنا وتعاليت "تباركت ربنا وتعاليت : " قبل " وال يعز من عاديت "

فلك الحمد على ما قضيت ، أستغفرك وأتوب: " وبعده " .إليك

ال بأس بهذه الزيادة ، وقال: قال أصحابنا : قال النووي .مستحبة : أبو حامد والبندنيجي وآخرون

اللهم صل على محمد: ويسن أن يقول عقب هذا الدعاء .وعلى آل محمد وسلم

.وذلك في الوجه الصحيح المشهور واعلم أن القنوت ال يتعين فيه دعاء على: قال النووي

المذهب المختار ، فأي دعاء دعا به حصل القنوت ، ولوقنت بآية أو آيات من القرآن العزيز ، وهي مشتملة علىالدعاء حصل القنوت ، ولكن األفضل ما جاءت به السنة

.ولو قنت بالمنقول عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه

كان حسنا ، فقد روي أنه قنت في الصبح بعد الركوعاللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين: فقال

والمسلمات ، وألف بين قلوبهم ، وأصلح ذات بينهم ،وانصرهم على عدوك وعدوهم ، اللهم العن كفرة أهل

الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ،ويقاتلون أولياءك ، اللهم خالف بين كلمتهم ، وزلزلأقدامهم ، وأنزل بهم بأسك الذي ال ترده عن القوم

المجرمين ، بسم هللا الرحمن الرحيم ، اللهم إنا نستعينكونستغفرك ، ونثني عليك وال نكفرك ، ونخلع ونترك من

430

يفجرك ، بسم هللا الرحمن الرحيم ، اللهم إياك نعبد ولكنصلي ونسجد ، ولك نسعى ونحفد ، ونخشى عذابك.الجد ، ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكافرين ملحق

ثم إنه يستحب الجمع بين قنوت عمر رضي هللا عنه وماسبق ، فإن جمع بينهما ، فاألصح تأخير قنوت عمر ، وإناقتصر فليقتصر على األول ، وإنما يستحب الجمع بينهما

إذا كان منفردا أو إمام جماعة محصورين يرضون.بالتطويل

ويستحب إذا كان المصلي إماما أال يخص نفسه بالدعاء ،،" إلخ ... اللهم اهدنا " بل يعمم ، فيأتي بلفظ الجمع

قال رسول هللا: لما روي عن ثوبان رضي هللا عنه قال ال يؤم امرؤ قوما ، فيخص: « صلى هللا عليه وسلم

» .نفسه بدعوة دونهم ، فإن فعل فقد خانهم أما رفع اليدين في القنوت ففيه وجهان مشهوران ،

وأما مسح الوجه. أصحهما استحباب رفع اليدين فيه ففيه- إن قلنا بالرفع - باليدين بعد الفراغ من الدعاء

.وجهان ، أصحهما عدم استحباب المسح وأما الجهر بالقنوت أو اإلسرار به في صالة الصبح ،فيفرق بين ما إذا كان المصلي إماما ، أو منفردا ، أو

مأموما .فيستحب له الجهر بالقنوت في األصح : فإن كان إماما - .وإن كان منفردا فيسر به بال خالف - فإن لم يجهر اإلمام قنت سرا كسائر: وإن كان مأموما -

الدعوات ، وإن جهر اإلمام بالقنوت، فإن كان المأموميسمعه أمن على دعائه ، وشاركه في الثناء على آخره ،

.وإن كان ال يسمعه قنت سرا

431

:القنوت في الوتر - ب اختلف الفقهاء في حكم القنوت في صالة الوتر على - 4

:أربعة أقوال وهو أن القنوت واجب في الوتر: ألبي حنيفة : األول

قبل الركوع في جميع السنة ، وقال الصاحبان أبو يوسف.هو سنة في كل السنة قبل الركوع : ومحمد

فعند الحنفية إذا فرغ مصلي الوتر من القراءة فيالركعة الثالثة كبر رافعا يديه ، ثم يقرأ دعاء القنوت ،

«واستدلوا على ذلك بما روي أنه صلى هللا عليه وسلم » .قنت في آخر الوتر قبل الركوع

وذكر الكرخي أن مقدار القيام في القنوت مقدار سورةذا السماء انشقت { ، لما روي عن النبي صلى هللا} إ

اللهم إنا نستعينك: أنه كان يقرأ في القنوت « عليه وسلم »… إلخ

وكالهما على مقدار» إلخ ... اللهم اهدنا فيمن هديت « .هذه السورة

وليس في القنوت دعاء مؤقت ، كذا ذكر الكرخي فيكتاب الصالة ، ألنه روي عن الصحابة أدعية في حالالقنوت ، وألن المؤقت من الدعاء يجري على لسان

الداعي من غير احتياجه إلى إحضار قلبه وصدق الرغبةمنه إلى هللا تعالى ، فيبعد عن اإلجابة ، وألنه ال توقيت

في القراءة لشيء من الصلوات ، ففي دعاء القنوتالتوقيت في الدعاء: أولى ، وقد روي عن محمد أنه قال

المراد من: يذهب رقة القلب ، وقال بعض مشايخنا : «ليس في القنوت دعاء مؤقت ما سوى قوله : قوله

ألن الصحابة اتفقوا على هذا في.. » اللهم إنا نستعينك

432

القنوت ، فاألولى أن يقرأه ، ولو قرأ غيره جاز ، ولو قرأمعه غيره كان حسنا ، واألولى أن يقرأ بعده ما علم

رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الحسن بن علي رضي، إلى.. » اللهم اهدنا فيما هديت « هللا عنهما في قنوته

.آخره ومن ال يحسن القنوت بالعربية أو ال يحفظه ، ففيه ثالثة

ثالث مرات ، ثم" يا رب : " يقول : أقوال مختارة ، قيل :اللهم اغفر لي ثالث مرات ، وقيل : يقول : يركع ، وقيل

اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة: يقول ، وقنا عذاب النار ، قال ابن نجيم بعد أن ذكر األقوال

والظاهر أن االختالف في األفضلية ال في الجواز: الثالثة ، وأن األخير أفضل لشموله ، وأن التقييد بمن ال يحسن

العربية ليس بشرط ، بل يجوز لمن يعرف الدعاءالمعروف أن يقتصر على واحد مما ذكر لما علمت أن

.ظاهر الرواية عدم توقيته وأما صفة دعاء القنوت من الجهر والمخافتة ، فقد ذكر

القاضي في شرحه مختصر الطحاوي أنه إن كان منفرداإن شاء جهر وأسمع غيره ، وإن شاء جهر: فهو بالخيار

.وأسمع نفسه ، وإن شاء أسر كما في القراءة وإن كان إماما يجهر بالقنوت ، لكن دون الجهر بالقراءة

إن عذابك: في الصالة ، والقوم يتابعونه هكذا إلى قوله .بالكفار ملحق

يسن أن يقرأ المقتدي أيضا وهو: قال أبو يوسف ال يقرأ: المختار ، ألنه دعاء كسائر األدعية ، وقال محمد

.بل يؤمن ألن له شبهة القرآن احتياطا

433

استحسنوا الجهر في بالد العجم: وقال في الذخيرة لإلمام ليتعلموا ، كما جهر عمر رضي هللا عنه بالثناء حين

قدم عليه وفد العراق ، ونص في الهداية على أن.المختار المخافتة ، وفي المحيط على أنه األصح

واختار مشايخنا بما وراء النهر اإلخفاء في: وفي البدائع دعاء القنوت في حق اإلمام والقوم جميعا ، لقوله

وقول النبي صلى} ادعوا ربكم تضرعا وخفية : { تعالى » .خير الذكر الخفي : « هللا عليه وسلم

.أما الصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم في القنوت ال يفعل ، ألن هذا ليس: فقد قال أبو القاسم الصفار

يأتي بها ، ألن القنوت: موضعها ، وقال الفقيه أبو الليث دعاء ، فاألفضل أن يكون فيه الصالة على النبي صلى

.هللا عليه وسلم ذكره في الفتاوى إذا نسي: وأما حكم القنوت إذا فات عن محله ، فقالوا

القنوت حتى ركع ثم تذكر بعدما رفع رأسه من الركوع اليعود ، ويسقط عنه القنوت ويسجد للسهو ، وإن تذكره

في الركوع ، فكذلك في ظاهر الرواية ، كما في البدائع ،:وصححه في الفتاوى الخانية ، وروي عن أبي يوسف

أنه يعود إلى القنوت ، ألن له شبها بالقراءة فيعود ، كمالو ترك الفاتحة أو السورة فتذكرها في الركوع أو بعد

.رفع الرأس منه ، فإنه يعود وينتقض ركوعه، كذا هاهناللمالكية في المشهور وطاوس ، وهو رواية: والثاني

أنه ال يشرع القنوت في: عن ابن عمر رضي هللا عنهما :صالة الوتر من السنة كلها ، فعن طاوس أنه قال

أنه ال يقنت في: القنوت في الوتر بدعة ، وعن ابن عمر

434

صالة بحال ، ومشهور مذهب مالك كراهة القنوت في.الوتر

وفي رواية عن مالك أنه يقنت في الوتر في النصف.األخير من رمضان

وهو أنه يستحب القنوت: للشافعية في األصح : والثالث في الوتر في النصف األخير من شهر رمضان خاصة ،

فإن أوتر بركعة قنت فيها ، وإن أوتر بأكثر قنت في.األخيرة

.أنه يقنت في جميع رمضان : وفي وجه للشافعية وحكى الروياني وجها أنه يجوز القنوت في جميع السنة

بال كراهة ، وال يسجد للسهو لتركه في غير النصف األخيروهذا حسن وهو اختيار مشايخ: من رمضان ، قال

.طبرستان وظاهر كالم الشافعي كراهة القنوت في: قال الرافعي

.غير النصف األخير من رمضان أما محل القنوت في الوتر ، فهو بعد رفع الرأس من

.الركوع في الصحيح المشهور .أما لفظ القنوت في الوتر فكالصبح

واستحب الشافعية أن يضم إلى ما ذكرنا من دعاء.القنوت قنوت عمر رضي هللا عنه

أما الجهر بالقنوت في الوتر ورفع اليدين ومسح الوجه.فحكمها ما سبق في قنوت الصبح نفسه

وهو أنه يسن القنوت جميع السنة في: للحنابلة : والرابع الركعة الواحدة األخيرة من الوتر بعد الركوع ، لما روى

أن النبي صلى هللا عليه وسلم قنت« أبو هريرة وأنس ، قال ابن قدامة في تعليل مشروعيته كل» بعد الركوع

435

ألنه وتر ، فيشرع فيه القنوت ، كالنصف األخير: السنة من رمضان ، وألنه ذكر شرع في الوتر ، فشرع في

.جميع السنة كسائر األذكار ولو كبر ورفع يديه بعد القراءة ، ثم قنت قبل الركوع جاز

أن رسول هللا صلى هللا عليه« ، لما روى أبي بن كعب » .وسلم قنت في الوتر قبل الركوع

وهيئة القنوت أن يرفع يديه إلى صدره حال قنوتهويبسطهما وبطونهما نحو السماء ولو كان مأموما ،

اللهم إنا- : " سواء أكان إماما أو منفردا - ويقول جهرا نستعينك ، ونستهديك ، ونستغفرك ، ونتوب إليك ، ونؤمن

بك ، ونتوكل عليك ، ونثني عليك الخير كله، نشكرك والنكفرك ، اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك

نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنعذابك الجد بالكفار ملحق ، اللهم اهدنا فيمن هديت ،

وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيماأعطيت ، وقنا شر ما قضيت ، إنك تقضي وال يقضىعليك ، وإنه ال يذل من واليت ، وال يعز من عاديت ،

تباركت ربنا وتعاليت، اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك ،وبعفوك من عقوبتك ، وبك منك ، ال نحصى ثناء عليك

" أنت كما أثنيت على نفسك وله أن يزيد ما شاء مما يجوز به الدعاء في الصالة ،

فقد صح عن عمر رضي هللا عنه: قال المجد ابن تيمية أنه كان يقنت بقدر مائة آية ، ثم يصلي على النبي صلى

هللا عليه وسلم ويفرد المنفرد الضمير ، فيقول اللهمإلخ ، وهو الصحيح في... اللهم إني أستعيذك . اهدني

وعليه نص أحمد ، وعند ابن تيمية ، يجمعه ،. المذهب

436

والمأموم إذا سمع قنوت. ألنه يدعو لنفسه وللمؤمنين إمامه أمن عليه بال قنوت ، وإن لم يسمعه دعا ، وهل

:يمسح وجهه بيديه إذا فرغ ؟ على روايتين أنه يمسح بهما وجهه ، نقله أحمد ، واختاره: أشهرهما

أن النبي« األكثر ، لما روى السائب بن يزيد عن أبيه صلى هللا عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه ، مسح

.، وكخارج الصالة » وجهه بيديه ال ، نقلها الجماعة ، واختارها اآلجري لضعف: والثانية

:يكره ، صححها في الوسيلة ، وعنه : الخبر ، وعنه يمرهما على صدره ، وبعد ذلك يرفع يديه إذا أراد

.السجود ، ألن القنوت مقصود في القيام ، فهو كالقراءة :القنوت عند النازلة - ج اختلف الفقهاء في حكم القنوت عند النوازل على - 5

:أربعة أقوال :وهو أنه ال يقنت في غير الوتر إال لنازلة : األول للحنفية

كفتنة وبلية ، فيقنت اإلمام في الصالة الجهرية ، قالإنما ال يقنت عندنا في صالة الفجر من دون: الطحاوي

وقوع بلية ، فإن وقعت فتنة أو بلية فال بأس به ، فعله.رسول هللا صلى هللا عليه وسلم

وهل القنوت للنازلة قبل الركوع أو بعده ؟ احتماالن ،استظهر الحموي في حواشي األشباه والنظائر كونه قبله، ورجح ابن عابدين ما استظهره الشرنباللي في مراقي

والثاني للمالكية في المشهور. الفالح أنه بعدهوهو أنه ال يقنت في غير: والشافعية في غير األصح

ال بوتر وال في سائر: الصبح مطلقا ، قال الزرقاني الصلوات عند الضرورة خالفا لزاعميه ، لكن لو قنت في

437

غيرها لم تبطل ، والظاهر أن حكمه في غير الصبحالكراهة ، ودليلهم على ذلك ما في الصحيحين عن أنس

أنه صلى هللا عليه وسلم« وأبي هريرة رضي هللا عنهما » .قنت شهرا ثم تركه

والثالث للشافعية في الصحيح المشهور وبعض المالكيةوهو أنه إذا نزلت بالمسلمين نازلة، كوباء ، وقحط ، أو:

مطر يضر بالعمران أو الزرع ، أو خوف عدو ، أو أسر:عالم قنتوا في جميع الصلوات المكتوبة ، قال النووي

مقتضى كالم األكثرين أن الكالم والخالف في غير الصبحإنما هو في الجواز ، ومنهم من يشعر إيراده باالستحباب

األصح استحبابه ، وصرح به صاحب العدة ، ونقله: ، قلت عن نص الشافعي في اإلمالء ، فإن لم تكن نازلة فال

وإن لم تنزل: قنوت إال في صالة الفجر ، قال ابن عالن فال يقنتوا ، أي يكره ذلك لعدم ورود الدليل لغير النازلة ،

وفارقت الصبح غيرها بشرفها مع اختصاصها بالتأذينقبل الوقت ، وبالتثويب ، وبكونها أقصرهن ، فكانتأي- بالزيادة أليق ، وليعود على يومه بالبركة ، لما فيه

.من الذلة والخضوع - القنوت :واستدلوا على ذلك بحديث ابن عباس رضي هللا عنهما

قنت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم شهرا متتابعا في« الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، يدعو على

رعل وذكوان وعصية في دبر كل صالة إذا قال سمع هللاقال» لمن حمده من الركعة األخيرة ، ويؤمن من خلفه

إنه صلى هللا عليه وسلم قنت شهرا يدعو: ابن عالن على قاتلي أصحابه القراء ببئر معونة ، لدفع تمرد

438

وقيس غير خوف. القاتلين ، ال لتدارك المقتولين لتعذره العدو عليه

وإذا قنت في غير الصبح من الفرائض لنازلة ، فهل يجهرالراجح أنها كلها: بالقنوت أم يسر به ؟ قال النووي

كالصبح ، سرية كانت أم جهرية ، ومقتضى إيراده في.الوسيط أنه يسر في السرية ، وفي الجهرية الخالف

وهو أنه يكره: والرابع للحنابلة على الراجح عندهم غير- القنوت في غير وتر إال أن تنزل بالمسلمين نازلة

ألنه لم يثبت القنوت في طاعون عمواس وال- الطاعون في غيره، وألنه شهادة لألخيار ، فال يسأل رفعه ، فيسن

القنوت- وهو الصحيح في المذهب - لإلمام األعظم وهو المعتمد- فيما عدا الجمعة من الصلوات المكتوبات

لرفع تلك النازلة ، ذلك لما روي عن النبي- في المذهب أنه قنت شهرا يدعو على حي من« صلى هللا عليه وسلم

، وما روي عن علي رضي هللا» أحياء العرب ، ثم تركه .إنما استنصرنا على عدونا هذا : عنه أنه قنت ثم قال

ويقول اإلمام في قنوته نحوا مما قال النبي صلى هللاعليه وسلم وأصحابه ، وقد روي عن عمر رضي هللا عنه

اللهم اغفر للمؤمنين: " أنه كان يقول في القنوت والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، وألف بين قلوبهم ،

وأصلح ذات بينهم ، وانصرهم على عدوك وعدوهم ،اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسلك ،ويقاتلون أولياءك ، اللهم خالف بين كلمتهم ، وزلزل

أقدامهم ، وأنزل بهم بأسك الذي ال يرد عن القومالمجرمين ، بسم هللا الرحمن الرحيم ، اللهم إنا نستعينك

.إلخ ...

439

ويجهر بالقنوت للنازلة في صالة جهرية ، قال ابن مفلحوظاهر كالمهم مطلقا ، ولو قنت في النازلة كل إمام

ألن القنوت من. جماعة أو كل مصل ، لم تبطل صالته .آمين يا رب العالمين : جنس الصالة ، كما لو قال

=================*قبلة

:التعريف أين قبلتك ؟ والتي: الجهة ، يقال : القبلة في اللغة - 1

يصلى إليها ، والحالة التي عليها اإلنسان من االستقبال ،ما لكالمه قبلة ، ثم صارت حقيقة شرعية في: يقال

.الكعبة المشرفة ال يفهم منها غيرها :األلفاظ ذات الصلة

:الشطر - أ شطر كل شيء نصفه ، والشطر القصد والجهة ، قال - 2

أي} وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره : { تعالى .قصده وجهته

.والشطر أعم من القبلة :النحو - ب

من باب- نحوت نحو الشيء : النحو القصد ، تقول - 3.إذا قصدته - قتل

.وهو أعم من القبلة :األحكام المتعلقة بالقبلة

:تشريع التوجه في الصالة إلى الكعبة : أوال كان النبي صلى هللا عليه وسلم يصلي بضعة عشر - 4

شهرا إلى بيت المقدس بعد قدومه المدينة ، ففرحتاليهود بذلك ، وكان رسول الله صلى هللا عليه وسلم يحب

440

قبلة إبراهيم عليه السالم ، وكان يدعو الله ، وينظر إلىالسماء ، رجاء أن ينزل جبريل عليه السالم بالذي سأل ،

قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك: { فأنزل الله قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما

أي حول وجهك نحو} كنتم فولوا وجوهكم شطره قد اشتاق: الكعبة ، فارتاب اليهود ، فأنشأوا يقولون

الرجل إلى بيت أبيه ، وما لهم حتى تركوا قبلتهم ، يصلون:مرة وجها ومرة وجها آخر ؟ وفرح المشركون ، وقالوا إن محمدا قد التبس عليه أمره ، ويوشك أن يكون على

ما بالهم كانوا على قبلة زمانا ،: دينكم ، وقال المنافقون ثم تركوها ، وتوجهوا إلى غيرها ، وقال المشركون من

تحير على محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم ،: أهل مكة وعلم أنكم أهدى منه ، ويوشك أن يدخل في دينكم ،

سيقول السفهاء من الناس ما: { فأنزل الله اآليات .واآليات بعدها } والهم عن قبلتهم التي كانوا عليها

:استقبال القبلة شرط لصحة الصالة : ثانيا ال خالف بين الفقهاء في أن التوجه نحو الكعبة في - 5

الصالة شرط من شروط صحتها للقادر عليه لقوله تعالىفول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم: {

} .فولوا وجوهكم شطره واالستقبال ال يجب في غير الصالة فتعين أن يكون فيها

ركع ركعتين قبل: « ، وقد ورد أنه صلى هللا عليه وسلم صلوا كما: « مع حديث » هذه القبلة : الكعبة وقال

فال تصح صالة قادر على استقبالها» رأيتموني أصلي .بدونه بإجماع المسلمين

441

واحترز بالقادر عن العاجز كمريض عجز عمن يوجههومربوط على خشبة ، وغريق على لوح يخاف من

استقباله الغرق ، ومن خاف من نزوله عن دابته علىنفسه أو ماله ، أو انقطاعا عن الرفقة ، فإنه يصلي على

.حسب حاله وعند اشتداد الخوف ، بحيث ال يتمكن من الصالة إلى

القبلة ، اللتحام الجيش ، والحاجة إلى الكر والفر ،والطعن والضرب والمطاردة ، فله أن يصلي على حسب

حاله راجال وراكبا إلى القبلة إن أمكن ، وإلى غيرها إن.لم يمكن

) .9، وصالة الخوف ف 9استقبال ف : ( والتفصيل في صالة المتطوع: واستثني أيضا من وجوب استقبال القبلة

9استقبال ف : ( والتفصيل في . في السفر على الراحلة . (

:ما يجزئ في االستقبال : ثالثا ال خالف بين الفقهاء في أن من قدر على رؤية - 6

الكعبة يجب عليه أن يتوجه إلى عين الكعبة ، وال يجوزله االجتهاد ، واختلفوا فيمن غاب عن الكعبة وال يقدر

على رؤيتها لبعدها عنه ، هل فرضه إصابة عين الكعبةأو الجهة ؟ فذهب قوم إلى أن الفرض هو العين ،

.وذهب آخرون إلى أنه الجهة ) .19 - 12استقبال ف : ( والتفصيل في مصطلح

================

الفهرس العام

442

443