1

Uصري وتأثيره على سلوكيات اإلنسانالتلوث الب

U يعابه للفراغات العمرانية العامةستإو ) ( بحث تحليلي مقارن : القاهرة / دمشق

عمر محمد الحسيني .د يوهانسن يحيي عيد .د

مدرس بقسم التخطيط العمراني مدرس بقسم التخطيط العمراني جامعة عين شمس –جامعة عين شمس كلية الهندسة –كلية الهندسة

ملخص البحثة اول البحث موضوع التلوث البصـري للبيئـة العمرانيـة يف املـدن العربيـة وعناصـره وتـأثريه علـى مسـتخدمي الفـراغ العمـراين وذلـك مـن خـالل دراسـيتن

ميدانية مقارنة بني القاهرة ودمشق حىت نستشف أبعاد التلوث البصري وتأثريه على الناس ومدى وعـى وإدراك السـكان باملشـكلة وكيـف أثـر ذلـك استيعابم وإدراكهم للفراغات العمرانية. على

وسوف نقوم بعرض عناصر التلوث البصري كما نراها بصفة عامـة مث نقـارن بـني توقعاتنـا ونتـائج االسـتبيان للوقـوف علـى مـدى توافـق أو إخـتالف العمرانيــة و االجتمــاع ولفــتح ســبل وجهــات النظــر بــني خمطــط ومســتخدم الفــراغ ليكــون البحــث عمومــا حجــر أســاس يف موضــوع الــتالزم بــني البيئــة

د اعــن كيفيــة وضــع أســس دراســة وحتليــل عناصــر التلــوث البصــري وتــأثريه علــى اإلنســان للوقــوف علــى أبعــ –يف هــذا املضــمار –البحــث واملناقشــة املشكلة ومظاهرها وأسبابا وطرق معاجلتها .

U تعاريفU :نية ،تعديات مزمنة ، تشكيالت فراغية ، مؤثرات حميطة ، تلوث البيئة العمرانية ، فوضى عمرانية ، غابات خرسا سلوكيات إنسانية .

U1- : مقدمة و أحــد إذا كـان التلـوث يف صــورته العامـة "تغــري غـري مرغـوب فيــه يف أحـد العناصــر البيئـة ، يــؤدى إىل اإلخـالل بتواز�ـا ".فــإن التلـوث البصــري ، وهـ

صر البيئة العمرانية من إضـافات أو تشـوهات أو كتـل بنائيـة غـري قانونيـة ، أو فراغـات غـري مصـممة أوجه التلوث ، هو تغري غري مرغوب فيه يف عناتـؤدى إىل النفـور منهـا ، أو أية إضافات تتنافر مع البيئة الطبيعة أو املناخية أو الوظيفية أو القيم الدينية أو احلضارية أو اجلمالية أو املعمارية،و اليت

فقـد امتـدت يـد التلـوث الـيت عبــ بالطبيعـة لـتحطم قيمنـا وتـدد تراثنـا ومـدننا ممـا أدى إىل تـداعى القـيم اجلماليـة واملعماريـة أو األذى فور رؤيتها . وتديد مدننا الرتاثية واحلضارية .

U2- : أبعاد وعناصر التلوث البصري هر سلوكنا اليومية ولتعبث جبميع النواحي اجلمالية من أشكال لقد تفش ظاهرة التلوث البصري لتعبث بكافة نواحي البيئة العمرانية ولتشمل مظا اهر وميكن حصر بعض أبعاد ومظاهر هذا التلوث يف :وواجهات وفراغات حىت أنه قلما جند شارع أو حي ال يعاىن من مظهر من املظ

فوضى عمرانية و إبتداعات معمارية : 2-1تراثنا حىت فقدت مدننا طابعها ومكانتها كرائدة املعمار ومنرب الفن والقيم والرتاث وهى ال وهو العبث واللهو الذي أصاب عمارتنا وأثر على

يم أو جتانس حضاري ، ومن أمـلته:مت للرتاث بصلة وليس ذات قا يف برجـة : واجهات املباين اليت ازدان مبختلف الطرز املعمارية فهذا حديث وهذا زجاجي وذاك قدمي ذو مشـربيات وعقـود وكأ�ـ 1 -2-1

فر مـع وتنافس إلبراز أكرب جمموعة من الطرز املعمارية املتنافرة يف مهرجان الرتاث وكلها ذات قـيم ال تتناسـب أو تتجـانس مـع بعضـها ، بـل وتتنـا بيئتها العمرانية وال تراعى اخلصوصية أو العوامل اجلوية.

ال حتـرتم األسـس التنظيميـة أو عـروض الشـوارع املنظمـة فبـدت وكأ�ـا يف سـباق : املباين ذات االرتفاعات اليت ال تعرتف بـالقوانني و 2 -1 -2 من يطاول عنان السماء.

2

: عناصر ارجتالية أضيف على الواجهـات كالتعليـة أو تقفيـل الشـرفات أو إضـافة مسـاحات مـن اإلعالنـات علـى األسـطح املصـمتة 3 -2-1نقطـي ثتلـو أو بقـع أو كأ�ا نقاط و واجهات دون غريها مما يسبب النفور من رؤيتها ذات ألوان متنافرة وذوق منعدم أو دهان أجزاء من ال

.

تعديات مزمنة : 2-2

وكأ�ا وهى تتمـل يف التعديات اليت يقوم با البعض يف غيبة من الزمان واملكان وغفلة من القانون وهى عادة وقتية ولكن لكـرتا وتنوعها تبدو ملدينة وتتمـل بعض هذه املظاهر يف : جزأ ال يتجزأ من ا

: اإلشغاالت العامة يف الطرقات وفوق األرصفة والشارع سواء كان إشغاالت بنائية أو تعديات وخملفات . 2-2-1 : مقالب القمامة اليت ال تنتهي أو خملفات عمليات احلفر والبناء أو اهلدم وهى ال تزال إال يف أوقات متفرقة. 2-2-2ألكشــاك وأمــاكن البيــع العشــوائية املنتشــرة يف مجيــع األحيــاء علــى األرصــفة أو وســط جزيــرة الشــارع أو أســفل الكبــاري دون مراعــاة : ا 2-2-3

للذوق العام أو التناسق واأللوان أو اجلمال أو املصلحة والصحة ، ناهيك عن أزمات املرور اليت تسببها ( السيارات واملشاة ) احملــال التجاريــة أو املســاكن علــى األرصــفة حــىت فقــدت املدينــة رصــيفها للتعــديات وأصــبح املشــاة بــدون : تعــديات بعــض أصــحاب 2-2-4

أرصفة وبعضها أستغل يف صورة أماكن انتظار . العامة املستمرة بصفة شبه دائمة . ل: األرصفة املهدمة والرمال ونفايات احلفر واملخلفات وأعمال األشغا 2-2-5

فى الفراغ : تعديات خرسانية 2-3ن غابات خرسانية أصبح تعلو شوارعنا يف صورة كباري علوية تقطع الفراغات العلويـة وتركـز علـى أعمـدة خرسـانية قسـم فـراغ الشـوارع وامليـادي

ولة أخـريا إىل و اخرتق أحياءنا كشف أسرار بيوتنا حىت أن قاهرة األلف مئذنة على وشك أن تصبح قاهرة املائة كوبري . وقد اجته حلول الدالعلوية حلل مشاكل املرور من نقاط التجمع الرئيسية وهى ال تتالءم مـع طبيعـة منـاخ بيئتنـا وال تتجـانس مـع –سواء مشاه أو سيارات –الكباري

أو متكاملـة مـع البيئـة احمليطـة املكان احمليط با وقد شوه املدينة ولوث املباين حوهلـا وعلـى األخـص املبـاين األثريـة والرتاثيـة يف صـور غـري متالئمـة با وقد أدت إىل جمموعة من املؤثرات السلبية مـل :

: التأثريات البصرية : 2-3-1 تقسيم الفراغات وحتطيمها وتقليل االستمتاع باملتتابعات البصرية . • حتطيم املناظر ذات القيمة وخلق مناظر غري مرغوب با. • ه املباين اخلاصة التارخيية والدينية .حتطيم املفهوم القدمي للميدان وتشوي •

: التأثريات البيئية :2-3-2 زيادة اإلزعاج والتلوث . • هدم اخلصوصية. •

: التأثريات على حياة اإلنسان وخطورة احلوادث. 2-3-3

التشكيالت الفراغية : -2-4

3

دام التصميم والتنسيق يف البناء واملبـاين والفـراغ وامليـادين العامـة والشـارع ذاتـه و وهى تتمـل فيما أصاب مدننا من تشويه يف الفراغات اخلارجية وانعاملدنيــة ككــل ، و إقتصــار أعمــال الرتمــيم والتصــميم للفراغــات اخلارجيــة علــى بعــض عمليــات العناصــر التجميليــة املشــوهة وقــد أدى إمهــال تنســيق

ات العامــة واخلاصـة وفقــدت األحيـاء الســكنية حرمتهـا وخصوصــيتها الـيت كانــ تتمتـع بــا الفراغـات العمرانيـة إىل عــدم وضـوح الفــرق مـا بــني امللكيـاحلـي واملنطقـة و وأصبح شوارع األحياء السكنية معربا للسـيارات بكـافـة عاليـة وهـذا كلـه أدى إىل فقـد السـكان إحساسـهم باالنتمـاء إىل الشـارع

للفراغات ميكن أن يؤدى إىل إشباع حاجة اإلنتماء عند السـكان فيعملـوا علـى احلفـاظ لعدم وجود حدود واضحة لكل منها.إن التصميم العمراينت اإلسـتغاللية على بيئتهم السكنية ضد كافة أنواع التلوث، أما ما حيدث يف مدننا عموما فهو إمهال تام للفراغات العمرانيـة الـيت تـرتك �بـا للنزاعـا

، وبــدال مــن االهتمــام بتنســيق مكمــالت الفــراغ العمــراين املتمـلــة يف وحــدات اإلضــاءة والعالمــات والتجاريــة لــرتويج منــتج أو اإلعــالن عــن ســلعةاإلرشــادية وأحــواض الزهــور و ســالت املهمــالت واإلعالنــات واملظــالت وأمــاكن االســرتخاء والنــافورات واألشــجار وغــري ذلــك ، جنــد مـــال أعمــدة

مع مقياس الشارع وتصميمها خايل من أي ملسـة مجاليـة ، وممـرات املشـاة جنـدها مليئـة بالتعـديات باإلنارة ذات ارتفاعات عالية ومقياس ال يتناسمــاكن الرتفيــه والســيارات الواقفــة عليهــا بــاحلفر أو مزدمحــة بقــوائم اإلعالنــات احلديديــة واخلرســانية مث تــأتى قلــة ونــدرة احلــدائق واملنــاطق اخلضــراء ، وأ

.هيئة لالستخدامعن وجدت فهي غري ماملفتوحة واليت

مؤثرات محيطية : -2-5لقدميــة مبــا واملقصــود هنــا هــو تلــوث البيئــة احمليطــة نتيجــة لوجــود مبــىن ذو طــابع غريــب يف منطقــة مــا مـــل وجــود املبــاين اجلديــدة يف املنــاطق التارخييــة ا

ورة أو غـــري متناســـبة معـــه و بالتـــايل فـــإن التلـــوث البصـــري يتنـــافر مـــع طابعهـــا أو أن يكـــون املبـــىن يف حـــد ذاتـــه مقبـــوال ولكـــن البيئـــة احمليطـــة بـــه متـــدهممـا يهـدم للتشـكيالت املكونـة للمبـىن بسـبب مـا حيـيط هسيحدث للمبىن من احمليط اخلارجي وفيه تتنافر العالقة الوظيفية لعناصـر املبـىن مـع مـا حولـبـه مـن مبـاين كوجـود مصـنع داخـل منطقـة سـكنية أو ورش به من عناصر غري متجانسة معه وميكـن أن ينـتج عـن ذلـك لتنـافر وظيفـي مـع مـا حيـيط

. وقـد سيارات يف األدوار األرضية من املباين وهذا ال يؤدى إىل التلـوث البصـري فحسـب بـل يـؤدى إىل التلـوث الفيزيـائي كتلـوث اهلـواء واالزدحـام ة مـل : التصاق العشش واملساكن وكذلك جتاور األجـزاء يكون التلوث البصري إجتماعيا مبعىن حدوث تنافر بني الطبقات االجتماعية واالقتصادي

.اطق العشوائية على أطراف املدينةاملن واحلضرية والريفية يف بعض أحياء القاهرة أو منملدينـة سـواء وحيدث التلوث املتبادل دائما على مستوى التصميم العمراين التخطيطي دائما فإن اختالل التدرج املوضوعي والتتابع املنطقي لعناصر ا

وظيفيا أو شكليا أو كتليا يؤدى بالضرورة إىل تلوث بصري عمراين وختطيطي.

سلوكيات إنسانية : -2-6ي وهذا ليس مظهرا يف حد ذاته إمنـا هـو أحـد أبعـاد التلـوث البصـري اخلطـري حيـث أنـه ميــل التعـايش الـذي ينـتج عـن معايشـة النـاس للتلـوث البصـر

ا مث يعتاده اإلنسان حىت يصبح جزء من واقعه ال يراه شاذا إمنا يألفه ، بل ويساهم أيضا بزيادته بالسلوكيات اخلاطئـة ، و الذي حيدث يف منطقة ملغـري مـتالئم للتلوث جبميع أنواعه تأثريا سلبيا على سلوكيات اإلنسان يسلبه إرادته وسيطرته على ذاته بل يفرض عليـه نوعـا مـن الـذوق واالختيـار ا

يعتــه ويعطيــه اإلحســاس بــاالغرتاب يف بيئتــه وعــدم التعــود علــى مــا يفرضــه عليــه الزمــان واألذواق ، كمــا يهــدد أمنــه وســالمته ســواء الصــحية أو وطب لراحة.النفسية و إستقراره و أمانه إلفتقار البيئة العمرانية للقيم اجلمالية واهلدوء وللتجانس و إفتقاره للعوامل اليت تبعث على اهلدوء وا

U3- : الدراسة المقارنة بين القاهرة ودمشق

4

علـى مـدى وقد قمنا بعمل دراسة ميدانية حتليلية مقارنة بني القاهرة ودمشق للتعرف على مظاهر التلوث البصري كما يراه سـكان املـدينتني والتعـرف شعور املستخدمني ملظاهر التلـوث أو أن التلـوث أصـبح واقعـا وجـزء تأثر وإدراك األفراد ملوضوع التلوث الذي حييطهم يف املدينة والوقوف على مدى

من احلياة ال يكادوا يشعرون به، هذا باإلضافة إىل مقارنة عناصر التلوث يف املدينني وعالقة ذلك مبدى التلوث واإلحساس به.مــن واجهــات واســتعماالت وبــني الفراغــات واملــرور وبالتــايل مت اختيــار ميــادين عامــة مــن كــال املــدينتني حيــث امليــادين العامــة جتمــع بــني مســات املــدن

تصــبح معيــارا صــادقا للتحليــل حيــث جتمــع بــني عناصــر ومظــاهر متعــددة مــن التلــوث . وملــا جيمعــه امليــدان مــن عناصــر كـــرية مــن إحساســه للتلــوث البصري حيث وجود الواجهات، الفارغ ، الكباري ، الطرق ، عناصر أخرى .

على (ميدان العتبة) يف القاهرة و (ميـدان الشـهداء ) يف دمشـق وذلـك للبعـد الـزمين والتـارخيي لكليهمـا حيـث يعتـربان صـلة الوصـل مـا ووقع االختيارابع رخيي علــى الطــبــني املدينــة القدميــة ومركــز املدينــة احلديـــة وألمهيتهمــا التارخييــة وملــا حيتويــان مــن مبــاين مميــزة ووظــائف متعــددة وإلنعكــاس التطــور التــا

العمراين فيهما بوضوح وتأكيدمها يف الذاكرة اجلماعية لقاطين املدينتني .

تعريف بفراغ ميدان العتبة : -3-1 موقع امليدان : •

) املرفق نالحظ موقع امليدان من املدينة عموما وهو على وجه التحديد يتوسط مركز املدينة الرئيسي (املنطقة املركزية ووسط 1من الشكل ( بلد "عصر إمساعيل باشا" ومنطقة املوسكي واألزهر).ال

نشأة امليدان : •

: موقع ميدان العتبة (وسط البلد) 1شكل رقم

5

ك يعود نشوء ميدان العتبة اخلضراء إىل بدايات نشوء منطقة األزبكية اليت كان بركة جتذب طوال قرون العصور الوسطى اهتمام املصريني وذلوهى جزء ال يتجزأ من ختطيط منطقة األزبكية والعتبة وأصبح اآلن يف مصر وكان هلا دور جتارى هام يف مدينة القاهرة حىت وصول الفرنسيني

) يوضح الوضع احلايل للميدان.2منطقة مفصلية بني القاهرة الفاطمية وقاهرة إمساعيل باشا ، والشكل (

تعريف بفراغ ميدان الشهداء في دمشق (المرجة) : -3-2 موقع امليدان من املدينة : •

مرت . 200طوله ال يتجاوزل الغريب من املدينة القدمية حيث يفصله عن سور املدينة وقلعتها زقاق يقع امليدان إىل الشما

)، ويعترب هذا امليدان من املواقع األثرية واملسجلة أثريا .3الشكل ( نشأة امليدان : •

جامع يلبغا ومع أواخر القرن التاسع عشر بدأ يعود نشوء امليدان إىل العهد اململوكي يف منتصف القرن السادس عشر وذلك مع بداية ظهوراالهتمام بذا امليدان ألمهيته حيث وجود مبىن دار البلدية ومبىن الربق و اهلاتف واملستوصف و الطبابه وجمموعة فنادق و مقاهي

امليدان هو النصب التذكاري الذي زو مسرح . وأهم ما ميياملنورة اليت أنشئ لتدشني خط التلغراف بني دمشق واملدينة

كان منعزلة عن سائر البالد وأقيم يف الساحة (وكان أمسها 1905ساحة البلدية ) نصب تذكاري لتلك املناسبة يف عام

) يوضح الوضع احلايل للميدان.4. والشكل (

: موقع ميدان الشهداء يف مدينة دمشق 3شكل رقم : املوقع العام مليدان العتبة اخلضراء 2شكل رقم

: الوضع احلايل مليدان الشهداء 4شكل رقم

6

الدراسة الميدانية المقارنة : -3-3القاهرة ودمشق، تالحق عليهما فرتات متعاقبة من التاريخ وشهدا تغريات كـرية ترك إن ميداين العتبة والشهداء من أقدم ميادين العاصمتني

الفراغات املكونة للميدان ، فيما نرى من طرز معمارية خمتلفة كل له داللته ويشهد على زمن نشأته، كما ترك آثارها وبصمتها على املباين ويف امليدان ،وسوف نستعرض مظاهر التلوث كما حددناها يف اجلزء األول من البحث مث التغريات آثار نلحظها يف بعض عناصر التلوث البصري نستعرض نتائج اإلستبيان للتوضيح واملقارنة واالستدالل:

أوال : الفوضى العمرانية واإلبداعات المعمارية : املطلة عليهما، مع اختالف الطرز املعمارية وذلك نتيجة للتاريخ الطويل الذي تعاقب على امليدانني ، جند تنوعا يف واجهات املباين

الختالف زمن اإلنشاء ولكن نالحظ غلبة الرتاث الكالسيكي الذي متيزت به هذه املدن يف أوائل هذا القرن .ولكننا نلحظ أدوار يف دمشق ) 7يف العتبة و 5-3أما بالنسبة لإلرتفاعات فنجدها متناسبة بصفة عامة مع حجم امليدان وترتاوح بني (

وجود بعض املباين املتنافرة مع امليدان من حيث االرتفاعات ، والواجهات والطابع مـل مباين فندق مسري ، والسياحة ،والتل يف الشهداء،ال ، ). وقد أظهرت العينة إدراكا كبريا يف هذا ال7)،(6)،(5وفندق أبو مسبل وواجهة املسرح القومي يف ميدان العتبة .أنظر الشكل (

حيث غلب الطابع الكالسيكي وإنتظام الواجهات واالرتفاعات ،مما جيعل اإلحساس بالتنافر والتباين واضح وشديد . وقد توقعنا أن أمجل وقع أن لتمباين العتبة ستكون مبىن الربيد مث املطافئ مث مبىن تريينج ولو أنه غري مطل متاما على فراغ امليدان أما يف ميدان الشهداء فكان ا

) وجاءت النتائج مؤكدة لذلك ولكن مع بعض اإلختالفات ، 8يكون مبىن العابد األثرى مث فندق اخليام من أمجل املباين أنظر الشكل (% لكل منهما ) وأرجع العينة 20% يف العتبة أن مبىن الربيد من أمجل املباين يليه مبىن املطافئ وفندق النيل (60فقد حدد حوايل

ختيار إىل الطرز املعماري القدمي والنظافة واالهتمام باملبىن ( الربيد خاصة ) أما عن أسوء مبىن يف امليدان فقد أكدت العينة أسباب اال% يف العتبة حدودا فندق أبو مسبل ( املرتفع يف الواجهة املختلفة عن باقي الواجهات ) كأسوأ مبىن وذلك لفرديته ، 50توقعاتنا حيث أن القاهرة ومبىن حالوة (مصر الفتاه ) وذلك أيضا بسبب الواجهات املنفرة والتعديات ،أما يف دمشق فقد حتدد فندق السياحة مث مبىن صوت

% مـلما توقع املخطط ، ولكن ظهرت بعض املباين القدمية األثرية بأسوأ مبىن مـل سوق ليبيا 25% والتل 20% مث فندق مسري 40تدم جزء منه فهو على الرغم من أنه ذو طابع مميز و البواكي اليت يشتهر با امليدان ، إال أنه صورة حيه لسوء استغالله والتعديات فيه و

الشهداء وذلك لعدم االعتناء به وعدم وضوح مدخله. يف% 15ملظاهر التلوث البصري وكذلك مبىن العابد % يف 70% يف العتبة و60تائج لتؤكد ذلك فقد أكد حوايل وبالنسبة الرتفاعات املباين فهي متناسبة مع حجم امليدان وجاءت الن

كد الشهداء على أن إعجابم بامليدان وتناسب اإلرتفاعات مع احلجم ومت اختيار أسوء املباين بناء على تنافرها يف الذوق واالرتفاع مما يؤ % يف العتبة 80يف تأكيد التلوث البصري ، وكذلك ظهر ارتياح معظم العينة إىل األلوان وعدم تنافرها نظريتنا حيث االرتفاعات عامل هام

% يف الشهداء. وتظهر التعديات يف الواجهات يف امليدانني يف صورة اليافطات وتنوع وسوء إستغالل أصحاب احملال التجارية 60وياح معظم العينة إىل الواجهات وتناسقها إال أن بعضهم أظهر الشعور بتعديات يف واإلعالنات وتقفيل بعض الشرفات وعلى الرغم من إرت

% يف الشهداء بالنسبة لألبنية. ومما سبق يتضح لنا أن اإلحساس بالتنافر يف واجهات املباين والقدرة على 30% يف العتبة و45الواجهات ث سهولة حتديد هذه املظاهر يف امليدانني ، أما إذا مت اختيار أماكن حتديد مظاهر التلوث البصري ظهرت بوضوح يف العينة املختارة حي

عن إجابات .يبحث أخرى فهل ميكن القيام بذلك يبقى هذا سؤاال ثانيا : التعديات المزمنة :

% فقط يف 35ايل نالحظ وجود بعض أكشاك البيع على األرصفة ولكنها مومسية يف ميدان الشهداء ودائمة يف ميدان العتبة ،وقد أكد حو % يف ميدان الشهداء 90ميدان الشهداء عدم مناسبة أكشاك البيع شكال وكذلك احلال يف العتبة ، أما بالنسبة للوظيفية فقد رأى حواىل

% يف العتبة مناسبة األكشاك وظيفيا للميدان وكان اآلراء بصفة عامة حمبذة لوجود األكشاك حيث تغلب الوظيفة على الشكل 80ومايل من وجهة نظرهم .أما بالنسبة للنظافة وأماكن القمامة وما إىل ذلك فقد الحظنا أن ميدان الشهداء نظيف جدا وقد أكد اجل

7

% عن نظافة املكان والعكس صحيح بالنسبة للعتبة فقد 80% من توافر أعداد وأماكن صناديق القمامة و 90االستبيان ذلك بأكـر من ) وقد أكدت العينة ذلك أيضا حيث 5ر من موقع بامليدان ، باإلضافة إىل وجود األتربة وتدم األرصفة الشكل( رأينا تكوم القمامة يف اكـ% ونالحظ أن األرصفة يف ميدان العتبة مهدمة وغري مناسبة لالستعمال 80بالنظافة االهتمام% وعدم 17عدم توفر صناديق القمامة

ى أيضا على ظهور اإلحساس بالتلوث البصري وقد أكد االستبيان على ذلك حيث رأت نسبة ) مما يؤد6يف أكـر من موقع أنظر الشكل (% مما يؤكد على أن تدم األرصفة يؤثر على إحساس 20% أما عن مناسبتها وتقنيتها 5قليلة من العينة فقط أن لون األرصفة مناسب

الفرد بالفراغ وتؤكد أمهيته كعنصر من عناصر التلوث البصري. ثالثا : التعديات الخرسانية في الفراغ ( الكباري العلوية) :

بالطبع يقتصر احلديث هنا عن ميدان العتبة حيث أن تعقد حركة الشوارع وتعدد االجتاهات يف امليدان، مصحوبا بالزيادة السكانية وزيادةاألمر الذي ال حيدث بالنسبة للشهداء –ريق الكباري العلوية عدد السيارات وما إىل ذلك أدى باملسئولني لالجتاه إىل حل أزمة املرور عن ط

رى يف دمشق لوضوح حركة السري وإجتاهات املرور به ولرمبا أيضا لعدم وصول املرور يف املنطقة إىل احلجم الذي وصل إلية يف القاهرة .ونلتلوث البصري الذي شوه فراغ امليدان وإقتطع من الفراغ الكوبري كأحد أهم معامل امليدان الذي يرتبط بإمسه كما أنه مظهر من مظاهر ا

وقلل اإلستمتاع بفراغ امليدان وإستمرارية خط السماء فهو إضافة سلبية لفراغ امليدان واألمر يستدعى وقفة .ولكن الطريف أن الكوبري المميزة أو الشيء الذي يشوب ةامليدان وال كعالم كعنصر من عناصر ريف اإلستبيان اللهم إال يف اجلزء اخلاص به فقط ، فهو ال يظه ريظه

الكوبري إال يف رالفراغ ، وال أيضا عندما سألنا ما الذي يتبادر إىل الذهن عند ذكر امليدان ( وهو األمر الذي توقعناه ) إمنا حقيقة ال يظهالكوبري مؤثر يف الفراغ إطالقا ، أما عن رري ال يظهاجلزء اخلاص بأسئلته يف امليدان،حىت أننا لنتصور أنه لو مل توجد أسئلة خاصة بالكوب

% من العينة أن وجود 70حتليل نتائجه فقد كان إىل حد ما عدم الشعور بالنفور من الكوبري إمنا على عكس املتوقع ،فقد رأت حوايل % فقط 15وجود الكوبري ،إال أنه % أيضا أعجبهم فراغ امليدان قبل70الكوبري هنا صحيح ، ألنه حل مشكلة ، وعلى الرغم من أن

اقرتح هدمه( أو نقله أو حتويله إىل نفق ) إذن هناك إحساس بأن منظر الكوبري غري سليم يف امليدان ولكن ألنه يؤدى منفعة فهذا زيينه وجتميله % رأوا أ�ا رديئة و إقرتحوا ت30% من العينة أن مواد اإل�اء مزعجة و10اإلحساس غري قوى نسبيا كما أكدت حوايل

بالرخام واأللوان واجلراني .ة وهنا نقف وقفة لنحلل ونتأمل يف هذه النتائج ، هل اإلحساس باجلمال أو النفور من الشيء أصبح مرتبطا أو مقرونا بإستعماله أو املنفع

ا البد منه حىت أن الناس تعجز عن رؤيتها املرتبطة به فقط ، أو أن انتشار وجود الكباري فوق شوارعنا ووسط بيوتنا أصبح مألوفا وواقعمن عناصر التلوث البصري ؟ أم إ�ا أصبح جزء من الفراغ أم ماذا ؟ إن توقعاتنا لوجود الكوبري كان على ركمصدر لإلزعاج وكعنص

كوبري بوجه خاص أي تعتاد عناصر أقل تقدير أن جند انفعاال قويا عند الناس إمنا ما جاء كان تفاعال بسيطا والناس بدأت تعتاد منظر ال التلوث البصري بوجه عام.

رابعا : التشكيالت الفراغية (فرش الفراغ):يف صورة لقد تطور فراغ ميدان العتبة والشهداء تطورا كبريا منذ نشأتما حىت اليوم ، فمـال أهم تطور يف ميدان العتبة حال ملشكلة املرور

خرى يف جتميل احلديقة وإزالة السوق ـ أما بالنسبة مليدان الشهداء ، فقد حدث تطور يف أعمال ترميم الكوبري ، كما حدث تطورات أني وجتميل أدت إىل حدوث طفرة يف تاريخ امليدان وأضاف ملسة مجالية على امليدان ،أي إننا جند تباعدا يف إجتاهات جتميل وتطوير امليدان

كيات اإلنسان فيه فمـال جند نقصا شديدا يف العناصر اجلمالية يف ميدان العتبة مقابل اهتماما مما ينعكس على امليدان نفسه وعلى سلو ان، شديدا بذه العناصر واجلمال والنظافة بصفة عامة يف ميدان الشهداء ، بدءا بالنصب التذكاري والنافورة والذي يضيف مجاال على امليد

عكس جند تناقضا شديدا يف ميدان العتبة وكأن اإلضافات اليت أضيف على امليدان ( الكوبري وصوال إىل صناديق القمامة ، وعلى ال،احلديقة وإحاطتها بالسور ) تؤدى إىل اإلحساس بزيادة التلوث البصري ، وقد ظهر هذا التلوث جليا يف نتائج اإلستبيان حيث أظهرت ما

قاهرة ودمشق للوقوف على مظاهر التلوث البصري كما يراه ساكن املدينتني وحماولة ملعرفة يلي : قد قمنا بعمل دراسة ميدانية مقارنة بني ال

8

ما إذا كان املستخدمني للفراغ يشعرون بذلك جليا أو أن التلوث البصري أصبح جزءا من حياة سكان املدينة وسوف نوضح نتائج الدراسة كما يلي :

العنصر عناصر جتميل الفراغ ( التشكيل)

نسبة املئويةال

ميدان العتبة ميدان الشهداء غير مقبول مقبول غير مقبول مقبول

%90 %10 %10 %90 وجود عالمة مميزة • %75 %25 %60 %40 شكال أماكن الجلوس •

%70 %30 %70 %30 موقعا %70 %30 %70 %30 عددا %50 %50 %40 %60 لونا

%50 %50 %20 %80 لونا األسوار • %40 %60 %20 %80 شكال %50 %50 %10 %90 ارتفاع

%50 %50 %15 %85 موقع األشجار • %65 %35 %50 %50 منوذج %55 %45 %20 %80 عدد

%80 %20 %20 %80 موقع أعمدة نور • %90 %10 %20 %80 شكل %95 %5 %30 %70 شدة إنارة

%85 %15 %15 %85 عدد صناديق قمامة • %95 %5 %5 %95 موقع %75 %25 %30 %70 شكل %70 %30 %40 %60 حجم

%85 %15 %20 %80 عمال نظافة %65 %35 %25 %75 إعالنات • %90 %10 %20 %80 أرضية وأرصفة • %85 %15 %30 %70 خدمات •

9

: بعض مظاهر التلوث البصري يف ميدان العتبة 5شكل رقم

: بعض مظاهر التلوث البصري يف ميدان العتبة 6شكل رقم

لبصري يف ميدان الشهداء: بعض مظاهر التلوث ا 7شكل رقم

10

خامسا : المؤثرات المحيطية : يء وسط حميط مميز أو نتيجة االستعماالت (كما أوضحنا سابقا ) وقد ويظهر ذلك يف تلوث البيئة احمليطة، أو نتيجة لوجود مبىن رد

ميدان العتبة وجود الكوبري كأحد عناصر التلوث الظاهرة اليت يفظهر ذلك جليا يف امليدانني، وكذلك يف نتائج االستبيان، فنجد مـال كس يف الواجهات وإنتظام االرتفاعات و البواكي ولكن كما أوضحنا تؤثر تأثريا سلبيا يف البيئة احمليطة حوله ماهلا من مجال خاص با ينع

للفراغ كما تأثر امليدان أيضا بوجود املباين ذات الطابع الغري مميز أو املتنافر مع الطابع سابقا مل نشعر بتأثري الكوبري يف ردود املستخدمني، وظهر بوضوح تأثري سوء االستغالل أو اإلستعماالت الغري متناسبة الكالسيكي الغالب كما ظهر يف اختيار فندق أبو مسبل كأسوأ مبىن

مع االستعماالت األخرى مـل وجود سوق ليبيا وموقف سيارات األجرة (السرفيس) حوله مما يشوب من مجال امليدان ، أما بالنسبة دان مـل فندق اخليام كأمجل مبىن ، ولكننا وجدنا مليدان الشهداء فقد ظهر أيضا التأثري السليب وذلك بسبب املباين املتنافرة مع املي

العكس وهذا يعود إىل التأثري السليب واإلمهال على مجال ورونق مبىن العابد. سادسا : سلوكيات إنسانية :

اية إىل سلوكيات يؤثر التلوث البصري على اإلنسان ، نتيجة للتفاعل بينه وبني البيئة احمليطة مما يرتك لديه تصرفات وشعور تؤدى يف النهخاطئة تتفاوت نتيجة لتفاوت مستويات التلوث. ومن أهم هذه السلوكيات ـ اليت نعتربها أحد مظاهر التلوث البصري ـ هو سلوك

اد اإلنسان مظهر من مظاهر التلوث حىت يصبح جزء من حياته اليومية فال يراه وال يتأثر به.وقد ظهر أسلوب عتالتعايش وهو أن يا يف ميدان العتبة كما رأينا فلم تذكر العينة طالقا الكوبري كأي مظهر من املظاهر املميزة للميدان أو اليت تؤثر على التعايش جلي

اإلحساس به وتقلل من جماالت الرؤية داخل فراغ امليدان بدون التفريق بني الشكل والوظيفة بل على العكس فلقد رأت معظم العينة هذا ومل يتبادر يف ذهن الناس الكوبري عندما يذكر أسم امليدان كما كان متوقعا وإمنا إقتصرت % ) وجود الكوبري صحيح 70(

إجابات الكوبري فقط على اجلزء اخلاص باألسئلة املتعلقة به. ومن ناحية أخرى فقد أتضح لنا أن هناك تبيانا كبريا فيما خيتص بتشكيل إلنسان وسلوكياته وكما رأينا يتميز ميدان الشهداء يف سوريا بوجود عناصر مجالية كالنصب الفراغ وفرشه ، األمر الذي يؤثر بالطبع على ا

التذكاري والنافورة وأماكن اجللوس وما إيل ذلك على عكس ميدان العتبة الذي تنقصه مـل هذه األشياء وذلك أنعكس على إحساس %) من العينة حتب ارتياد ميدان 80إىل ( ة،هذا باإلضاف%) يف ميدان العتبة 40%) مقابل (70الناس باجلمال يف الشهداء (

% من العينة حيبون ارتياد ميدان العتبة ولكن للتسوق وشراء احلاجيات ، هذا وقد 55الشهداء للتمتع باملناظر اجلميلة والرتفيه ،بينما جند %) يف ميدان العتبة . أما عن الشعور 10(%) ولكننا جند هذه النسبة تقل إىل 50شجع ميدان الشهداء السكان على املكوث فيه (

%) يف ميدان العتبة ،وباملـل جند أن 70%) فقط يف الشهداء يشعرون بالضيق ، وترتفع هذه النسبة إىل (30بالضيق فنجد أن (امل جمتمعة %) يف العتبة وبالطبع أثرت كل هذه العو 10%) من العينة تشعر باملتعة يف ميدان الشهداء ويقل النسبة لتصل إىل(65(

%) وإضافة خدمات جتميلية فيه ، واإلحساس مبسؤولية الفرد يف نظافة 65على اإلحساس بالنظافة واحلفاظ على امليدان يف سوريا ( %).10%) مقابل عدم إحساس العينة يف العتبة مبسئوليتهم جتاه نظافة أو مجال املكان (50املكان (

11

U4- :الخالصة ) ومــن خــالل ذلــك جنــد أنــه علــى 9وجتميــع نتــائج االســتبيان يف صــورة مبســطة توضــح مــدى توافــق وتبــاين العينتــني أنظــر الشــكل (ميكــن تلخــيص

لنتــائج الــرغم مــن وجــود تبــاين شــديد بعــض النتــائج والتوقعــات إال أن هنــاك توافــق يف جمموعــة كبــرية مــن النتــائج بــني العينتــني وإذا حتققنــا مــن هــذه ايف وجــود مظــاهر التلــوث البصــري مـــل الزحــام ، الضــجيج ،وجــود تعــديات ، التنــافر يف األلــوان ،تنــافر الطــابع املعمــاري للمبــاين ســوف جنــد التوافــق

لفـراغ وسوء استغالل بعضها وهى يف جمموعها تعرب عن مظاهر التلوث البصري للميادين العامة يف مدننا أما التبـاين فيظهـر يف صـورة السـلوكيات وا ومدى اإلحساس بالتلوث البصري . لدى مستخدميهـــالتلوث البصـــري بينمـــا جنـــد أقـــل مـــن (80فنجـــد مــــال ( ـــة تشـــعر ب ـــدان العتب ـــدان الشـــهداء . وقـــد 20%) مـــن العينـــة يف مي %) تشـــعر بـــه يف مي

ؤل عـن السـبب %) فقـط يف الشـهداء وهـذا يـدعونا إىل التسـا20%) من العينة يف العتبة تعريف التلوث البصري مقابـل (60إستطاع حوايل (بصــري بــالرغم مــن تــوافر عناصــر التلــوث البصــري يف امليــدانني ،وهــل وجــود عنصــر الكــوبري يف العتبــة كــان لــه تــأثري كبــري يف شــعور العينــة بــالتلوث الر،النصـــب وقلـــل مـــن شـــعور النـــاس بـــالتلوث بالشـــهداء علـــى الـــرغم مـــن حتديـــد عناصـــره يف امليـــدان أم أن وجـــود العناصـــر اجلماليـــة بكــــرة (األشجا

بصــري التـذكاري ،أمـاكن اجللـوس، النظافـة ) يف الشـهداء هلـا التـأثري األكـرب وهـذا يطــرح سـؤاال أخـر هـل سـكان القـاهرة إسـتطاعوا تعريـف التلـوث الميدان العتبة هـو ألن الوعي باملشكلة وكـرة اإلشارة إليها يف وسائل اإلعالم هو الذي أدى إىل الشعور بالتلوث يف الفراغ أم أن مستوى التلوث يف

بصــفة عامــة أعلــى مــن ميــدان الشــهداء ، وىف نفــس الوقــ فــإذا كــان عنصــر الكــوبري هــو الــذي زاد مــن اإلحســاس بــالتلوث يف الفــراغ فكيــف أن اهرة باإلضـافة العينة مل تدركه أو يظهر يف أية إجابة من االستبيان (كما أوضحنا سابقا) فهل ذلك نتيجة للتعايش معه ووجود كبـاري كــرية يف القـ

بالنواحي اجلمالية .وهـذا تطبيـق سإىل انتشار اإلحساس العام بأن الكباري وسيلة حلل مشاكل املرور أي أن الوظيفة ميكن أن تطغى على اإلحسامـن مظـاهر التلـوث ملبدأ عام وهو أن حكم اإلنسان على األشياء مرتبط أوال مبدى انتفاعه بـا فالنـاس مل يسـتطيعوا حتديـد أن الكـوبري هـو مظهـر

لتجاريــة نتيجــة لالســتفادة واملنفعــة بــه ، وباملـــل عجــزوا عــن حتديــد مظــاهر أخــرى مــن مظــاهر التلــوث أل�ــا مرتبطــة باملنفعــة العامــة هلــم مـــل احملــال اا للتســاؤل عــن دور املخطــط واألكشــاك ودورات امليــاه العامــة علــى الــرغم مــن النتــائج جــاءت مطابقــة للتوقعــات نســبيا إال أن النقطــة األخــرية تــدعون

واملعماري يف زيادة الوعي مبشكلة التلوث البصري وكيفية معاجلته هلا.افة إىل إن النتائج اليت مت التوصل إليها نتـائج هامـة تلقـى الضـوء علـى بعـض أسـباب التلـوث البصـري الـيت نـرى أمهيـة إضـافتها يف هـذا الـال فباإلضـ

مرانيــة الــيت حتــدث عنهــا البــاحـون يف جمــاالت شــىت فــالتلوث البصــري عــامال هامــا مــن عوامــل الزيــادة الســكانية العوامــل السياســية واالقتصــادية والععي والزحــام واملــرور وتــرتاوح نســب التلــوث تبعــا للنمــو والتطــور الــذي تصــل إليـــه الــبالد (ســوريا ومصــر مـــال) وكــذلك هنــاك عالقــة وثيقــة بــني الـــو

ضوء على إدراك مظاهر هذا التلوث. أما عن دور املعماري واملخطط فيتضح أيضا من البحث أن هناك إخـتالف باملشكلة واإلحساس با يلقى ال

: يظهر على اليمني مبىن ترينج يف ميدان العتبة و يف األعلى فندق اخليام مبيدان الشهداء 8شكل رقم

12

إىل حــد مــا بــني مــا يــراه املخطــط و شــعور الســكان وهــذا يــدعو إىل فــتح بــاب البحــث يف هــذا الــال حــىت نســتطيع أن نقــف علــى دور املخطــط واملعماري يف معاجلة التلوث البصري.

البصـرياجلزم بأن هذه النتائج حمققة و�ائية إال أ�ا تفـتح بـاب البحـث يف جمـال التلـوث علرغم من الوصول إىل بعض النتائج فإننا ال نستطيعلى ا ل.عن طريق البحث امليدان فهو دعوة إىل زيادة جماالت البحث واملقارنة والتوسع والتعدد يف الفراغات واألماكن املختارة للدراسة والتحلي

U5- : المراجع

يعي لنتائج االستبيان: بيان بالتحليل التجم 9شكل رقم

13

-ندوة التلوث البصري والنـواحي اجلماليـة -التنافر البصري ىف البيئة العمرانية ، أمـلة من اقليم القاهرة الكربى -حممد مسري حممد سعد )1( .1988 -مجعية املهندسني املصرية

.1988 -مجعية املهندسني املصرية -ية ندوة التلوث البصري والنواحي اجلمال -البعد السادس للمدينة املصرية -د.زكى حواس )2(مجعيــة املهندســني -نــدوة التلــوث البصــري والنــواحي اجلماليــة -املنشــآت املتداخلــة يف الفــراغ احلضــري للقــاهرة -د. علــى فتحــي عيــد )3(

.1988 -املصرية -مجعيـة املهندسـني املصـرية -ي والنـواحي اجلماليـة نـدوة التلـوث البصـر -ا�يـار االعتبـارات اجلماليـة للعمـارة يف القـاهرة -د. ليلى حمرم )4(

1988. بتصرف. -يف القاهرة -من خمططات هيئة املساحة املصرية بالدقي )5( . 198ص - 1989لندن -رياض الريس للكتب والنشر -تاريخ دمشق وأهلها -مرآة الشام -عبد العزيز العظمة )6( بتصرف. - حمافظ دمشق -املخطط التنظيمي ملدينة دمشق )7(