ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ...

176
ــ ﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋ ـ1 ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘ ـ ﻮﻕ ﺑﻦ ﻋﻜﻨﻮﻥ- ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ: ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ: ﻫﺪﺍﺝ ﺭﺿﺎ ﺩﻧﺪﺍﱐ ﺿﺎﻭﻳﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ- ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﺭﻳﺶ ﳏﻤﺪ................ .......... ...... ... .. . ﺭﺋﻴﺴﺎ- ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﺩﻧﺪﺍﱐ ﺿﺎﻭﻳﺔ.......... ....... .......... ... .. .. ﻓﺎ ﻣﻘﺮﺭﺍ- ﺍﻷﺳ ﺘﺎﺫﺓ: ﻣﻮﺩﻱ ﺳﻬﻴﻠﺔ........................ ........ .. ﻋﻀﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ: 2009 - 2010 ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ

Upload: others

Post on 03-Sep-2019

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

1ر ـامعة اجلزائــج - بن عكنون–وق ـكلية احلق

مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون الدويل و العالقات الدولية

:حتت إشراف األستاذة الدكتورة :من إعداد الطالب دنداين ضاوية هداج رضا

أعضاء جلنة املناقشة رئيساً......................................ريش حممد: الدكتور-

مقررا فارش م..................................دنداين ضاوية: ة الدكتور-

عضواً..................................مودي سهيلة ڤ: تاذة األس-

2010 -2009:السنة اجلامعية

املقاومة و اإلرهاب يف القانون الدويلاملقاومة و اإلرهاب يف القانون الدويل

Page 2: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 1 -

مقدمة

إن احلفاظ على األمن و االستقرار الدوليني بات ضرورة ملحة تسعى لتحقيقهـا اموعة الدولية و هذا منذ ظهور بوادر القانون الدويل بقواعده العرفيـة و القانونيـة

معامالت الدول و خمتلف املنظمات و اهليئات الدولية و اإلقليمية مبختلف أشـكاهلا و .و هو ما يعرف بتنظيم العالقات الدولية

إالّ أن منطق القوة و التبعية كانا يف كثري من األوقات السمة البارزة يف التبادل بني لية للعامل ،عقب الرجة اخلطرية أفراد اتمع الدويل ،خاصة بعد اكتساح الليربالية الرأمسا

اليت صدعت الشيوعية و االشتراكية وكل ما هو مناهض للمذهب احلر املؤسس علـى -،و قد مت ذلك بعد االيار الكبري واملفاجئ لالحتاد السوفييت"دعه يعمل دعه مير " فكرة كـان و أدى ذلك إىل زوال نظام القطبية الثنائية ، و تراجع مـا 1989 عام -سابقا

يعرف بالنظام الدويل القدمي أو التقليدي، الذي كانت حتكمه قوتان متصارعتان ،تقـف بينهما اموعة الثالثة الضعيفة لترجيح كفة ميزان القوى وحماولة كل منهما كسب أكرب

عهد الثنائيـة عدد من تلك الدول، اليت كانت مستعمرة ونالت استقالهلا السياسي يف جديدة لنظام دويل جديد ليس يف خريطته سوى القـوة واملـال ،فرمست آنذاك معامل

والسلطة والعنف ، لتحقيق أغراض سياسية واقتصادية للتحكم يف زمام العـامل أو مـا ، اليت أرادت الواليات املتحدة أن جتعل منـها )األمم املتحدة ( يعرف باحلكومة العاملية

يف العالقات الدولية دون حتقيـق منوذجا منفردا يف تاريخ البشرية وحال ذلك التصدع فكرة النظام الدويل باملفاهيم اليت كانت تنادي ا دول العامل الثالث ،فاختذ اجتاها حنـو التراجع يف مبادئه اخلاصة حبقوق اإلنسان اليت كانت الدول القوية وعلى رأسها أمريكـا

قبل اجلميع حسب ترفعها يف كل شعاراا ،وتكرسها كمبدأ أساسي ينبغي احترامه من النصوص الواردة يف املواثيق الدولية واإلقليمية وخاصة بعد احلـربني العـامليتني ،األوىل والثانية ،وخالل احلرب الباردة ،ولكن املالحظ واقعيا أن هذه الدول اليت كثريا ما نادت ذه احلقوق أصبحت هي املعتدي األول عليها ،إما مبا قامت بـه مـن خروقـات ،

Page 3: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 2 -

أو سكوت عن االنتهاكات اليت كانت تقع عليها،ومن أهم هذه احلقوق حـق تقريـر و من خالله حق املقاومة،ذلك البند الذي طاملا ناد به رؤساء الدول يف املؤمترات املصري

الدولية، وكرس يف املواثيق جلعله حقا أساسيا وهاما ،مما استدعى إىل احلث على حتقيق .ب بتصفية كل أنواع االستعماراالستقالل لكل الشعو

ويف ظل ما يعانيه اتمع الدويل اليوم من اضطراب وعدم التوازن يف كفة القـوة أمام اختاذ القرارات املصريية للشعوب حتت الضغوطات الدولية املتحيزة ،ينبغي النظر يف

افس يف الـسلع تيار العوملة اليت تريد حتويل اخلارطة العاملية إىل ساحة تناحر سياسي ،وتن العسكرية وتصدير الرعب لكافة أقطار املعمورة باملنظور األمريكي ،كما أعلـن عنـه

يف حرب اخلليج األوىل بأن أمريكا تريد تطبيق نظـام " بوش"الرئيس األمريكي األسبق دويل جديد،فظهرت تطورات خطرية يف التعامل الدويل واإلقليمي مبنية علـى طـرق

.اقبة واحلصار اإلمالء والضغط واملرواملالحظ اليوم و يف ظل األحادية الدولية كيف تعمد هذه األخرية إىل تـصنيف دول ذات سيادة على أا بني طائعة و عاصية ،شرعية وغـري شـرعية ،وإىل وصـف حركات التحرر والثوار واملقاومة الشعبية باإلرهاب ،كما يتضح أن يف هذه األحاديـة

على الدول الغربية ،وقد جتلى ذلـك بوضـوح عـسكريا مؤشرات التبعية تطبق حىت ،"كوسوفو"و" حرب اخلليج "و"البوسنة واهلرسك "،سياسيا واقتصاديا، من خالل حرب

فأصبح اعتراض القوى الكربى خاصة الواليات املتحدة ،ال يقف عند حق الفيتو داخل اليت حتمل الطابع جملس األمن الدويل ،بل يتعداه إىل اعتراض سياسي يؤثر على املواقف

قاللية، كما أا حتـارب كـل القومي بالنسبة للدول العربية خاصة املفترض فيه االست ، تعتربه مساسا مبصاحلها، وقد تبني ذلك يف تشجيعها للمبـادرات اإلجراميـة تقارب

وتوخيها الصمت أمام االعتداءات الصارخة ضد اإلنسانية عن طريق التصرحيات الرمسية اليت تتوىل رعاية عمليات السالم املزعوم، وهي ال تفرق بني احلق الشرعي لتلك الدول،

.للشعوب يف مقاومة االحتالل وبني اإلرهاب

Page 4: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 3 -

و رغم ذلك مل تتوان عن رفع شعارات حقوق اإلنسان،وقيم احلرية والعدالـة ، و السلم وهي أول منتهك هلا، حتت مربرات كثرية وأخطرها اإلرهاب الدويل ،الـذي

ذته الواليات املتحدة كذريعة حديثة لفرض اهليمنة وفتح األسواق، وتوسيع القواعد اختالعسكرية يف مناطق العامل و خاصة اإلستراتيجية منها ،فعوض أن تكون الدول القويـة احلامي األول حلقوق اإلنسان حدث العكس ، و أصبحت متارس سلطة القهر علـى

ملصري ، أثناء تراجع دور األمم املتحدة و تبنيها موقـف الشعوب املنادية حبقها يف تقرير ا احلياد أو الصمت، أمام القضايا املصرية واهلامة يف العامل،رغم القرارات اليت تصدرها من آلخر وحماولة إضفاء الشرعية على بعض اخلروقات اليت تقوم ا الدولة العظمى ،وأمـام

بعينات و الثمانينات و التسعينيات ، بـأكثر انتشار اإلرهاب املعاصر عرب العامل منذ الس حدة إىل غاية أحداث مركز التجارة العاملي أين وجدت الواليات املتحدة أنسب ذريعة لتجنيد نفسها و كل العامل معها ، لضرب من تريد ضرم حبجة استئـصال اإلرهـاب

.و العناصر اإلرهابية يف العامل

Page 5: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 4 -

دراسة هذا املوضوع يف إطار القانون الدويل والعالقات الدولية، من هنا تأيت أمهية : أهم القضايا اليت تلفت االنتباه يف هذه الدراسة ما يليلولع

إن حق الشعوب يف تقرير مصريها من حقوق اإلنسان األساسية، وبالتايل البد من جتسيده جتسيدا واقعيا عرب مراحله التارخيية؛

.تقرير املصري بعد قرن من الزمن بيان كيفية تراجع حق - .ضرورة الفرز بني اإلرهاب واملقاومة والنضال ،كمفاهيم سياسية واجتماعية وقانونية -باإلضافة إىل ذلك ،فإن حق املقومة وإن كان قدُ درس من حيث جوانبه النظرية كمبدأ -

س أقره ميثاق األمم املتحدة وما سبقه مـن مواثيـق ،انطالقـا مـن نقـاط الـرئي األربعة عشر ،فإنه ملُ يتناول من ناحيته الواقعيـة مرتبطـا بظـاهرة " ولسن"األمريكي

.اإلرهاب، وال يف عالقتهما اجلدلية اليت تكتسي أمهية كبرية

Page 6: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 5 -

فيما ختص األسلوب املتبع و الذي مت من خالله طرح هذا و لقد احتوت املذكرة لب مراحل املذكرة، كما اشتملت على املنهج املوضوع على املنهج التحليلي يف أغ

املقارن، فيما خيص املنهج األول تتضح أمهيته من خالل حتليل املعطيات و احلقائق للوصول إىل نتائج و أما بالنسبة للمنهج الثاين فاملوضوع يف ذاته هو دراسة مقارنة لذلك

).املقاومة و اإلرهاب( املفهومني كالكان البد من مقارنة املقاومة و اإلرهاب قدمياً أو حديثاً أحدث كثريا من اخللط بني املفهومني بسبب إن

.عل منه موضوعاً هاماً يوجب دراستهجي ممامصاحل الدول و انتماءاا :هذا املوضوع يطرح أكثر من تساؤل و يربز إشكاالً يتمثل يفإن

بني هاذين املفهومني و ما هي املقاومة ؟ ما هو اإلرهاب ؟ و ما هي احلدود الفاصلة .سنحاول دراسة هذه اإلشكالية و حتليلها من خالل هذه اخلطة

مفهوم املقاومة و اإلرهاب يف القانون الدويل؛ و قسمت هذا الفصل إىل : الفصل األول مبحثني

مفهوم املقاومة و أنواعها: املبحث األول مفهوم اإلرهاب و أشكاله: املبحث الثاين

املقاومة و اإلرهاب بني النظرية و الواقع؛ و قسمت هذا : صل الثاينو تناولت يف الف الفصل إىل مبحثني

معايري التمييز بني املقاومة و اإلرهاب: املبحث األول ة الدولية سارماملقاومة و اإلرهاب يف امل: املبحث الثاين

Page 7: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 6 -

ا� �� اول ��م ا����و�� و ا�ره�ب �� ا�����ن ا��و��� � �!"

يف يف هذا الفصل إىل مبحثني، األول يتناول مفهوم املقاومة أنواعها و دعائمها و الثاينتطرق سن .ه يف القانون الدويلمفهوم اإلرهاب أشكاله و جترمي

ا��$!# اول

�� ��م ا����و� أ��ا(�� و )�اب&��، .ومةيف هذا املبحث نتطرق إىل تعريف املقاومة و أهم األشكال اليت تتخذها املقا

+,&� :اولا�

. /0"�� ا����و ا عناصر وطنية من غري ِرقد ع ا عمليات القتال اليت تقومفت املقاومة الشعبية املسلحة بأ

نظامية، دفاعا عن املصاحل الوطنية أو القومية ضد قـوى أجنبيـة، سـواء الأفراد القوات املسلحة ف وتوجيه سلطة قانونية أو واقعية، أو كانـت أكانت العناصر تعمل يف إطار تنظيم خيضع إلشرا

تعمل بناء على مبادراا اخلاصة، أباشرت هذا النشاط فوق اإلقليم الوطين أو من قواعد خارج هذا .)1(اإلقليم وتعا استخدام كافة أشكال العمل املعرب على رفض رووجود االحتالل،ف املقاومة أيضا بأ

العدو و اإلضرار بقوته كاملسلحة، إلا استخدام العمليات مبا يف ذلكمستبد،نظام فاسد فهو اللجوء ألساليب الكفاح ضد قوة املقاومة،ومعداته، أما االستخدام الشائع عربيا ملفهوم

.)2(حمتلةوميكن إبداء مالحظة مفادها أن الكثري من الدارسني ال يضعون متييزا بني الكفاح املسلح -

laاك فواصل وحدود بني املفهومني من الناحية الواقعية، يف كون املقـاومةواملقاومة، مع أنه هن

résistance، أمشل وأقدم وهي ذات جوانب خمتلفة، وهلا صفة الدوام واالستمرارية، و هي مالزمةو تداعيات يف وجودها لوجود االحتالل، كما تتسم بالضعف أو القوة حسب الظروف

لحة، وعادة ما يتبع القائمني ا السرية والتحفظ يف اإلعالن األحداث، قد تكون سلمية أو مس .عن تنظيمهم

.40ت، ص.ية املسلحة يف القانون الدويل العام، دار الفكر العريب، القاهرة، د املقاومة الشعب صالح الدين عامر ،- 1

2 -www.albasrah.net/makalat/arabic/0504/hosayni 1-040504.

Page 8: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 7 -

فهو العمل اهلجومي بواسطة كافة أنواع العنف املتاحة يف ،lutte arméeأما الكفاح املسلح مواجهة االحتالل، وأحد أساليب املقاومة اليت تعترب هي األخرى أسلوبا للحركات التحريرية

.اهلزمية سلح بأنه غري منقطع إذا شرع فيه إال بنتيجة النصر أوويتميز الكفاح املعلى أساس على املقاومة،guérillaوقد كان الفقه التقليدي يطلق مصطلح احلرب املصغرة

فان الواجب االنتباه إىل أن يشمل املقاومة الشعبية املسلحة، وإن مل يكن مرادفا دقيقا هلا، نهأا يف فقه قانون احلرب يف مفهوم ضيق، كان يعرف أيضا بـ املقاومة قد بدأت معاجلته

résistance et mouvements de résistance واتسم ذلك املفهوم الضيق للظاهرة بالربط بينها ،وبني الغزو واالحتالل احلريب، فاملقاومة املسلحة يف ذلك املفهوم الضيق هي ذلك النشاط بالقوة

بية، يف مواجهة سلطة تقوم بغزو أرض الوطن واحتالله، ونلمس املسلحة الذي تقوم به عناصر شع-1899، والهاي عام 1874 عام لذلك املفهوم يف املناقشات اليت دارت يف مؤمترات بروكسي

.)3(1949 وجنيف 1907لكن الواقع الدويل ومقتضيات العصر املستجدة يف عالقات الدول، وأشخاص القانون الدويل

نظمات الدولية جتاوز كل هذا املفهوم الضيق للمقاومة، وأعطاها أبعادا إنسانية ، واملتإزاء التكتالوعاملية، عن طريق املفاهيم الواسعة اليت تتجه حنو معاجلة مفهوم املقاومة بالنسبة ملفاهيم كثرية مل

اومة و و هو ما جتعلنا جنمع بني املقيستقر الفقه والقانون الدويل على إرساء قواعدها إرساء ثابتا .ام الواحد الذي جتمعهللهدفالكفاح املسلح

. وبالتايل تدور يف ساحة املتغريات اليت قد تأخذ أشكاال خمتلفة من مرحلة إىل مرحلة أخرىفأصبحت املقاومة يف املفهوم الواسع واحلديث، أا تلك األعمال املسلحة ضد سلطات

.جل احلق يف تقرير املصريأو من أالوطين، استعمارية دف حتقيق االستقالل وليس مثة شك يف أن هذا الشكل من أشكال املقاومة الذي كانت النظرية التقليدية تلقي به يف نطاق القانون الداخلي ما مل يكن اعتراف بالثوار كمحاربني، والذي كان قانون جنيف

للمقاومة يف األزمنة املشتركة من اتفاقيات جنيف بشأنه، يعد أهم أشكالةيكتفي باملادة الثالثاملعاصرة وهو يتوافق مع مبادئ القانون الدويل األساسية، اليت تعترف حبق الشعوب يف تقرير

.)4(مصريها وتقضي مبنح االستقالل لألقاليم والشعوب املستعمرة

.47املرجع السابق، ص صالح الدين عامر،- 3 .48 ص ،نفس املرجع -4

Page 9: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 8 -

، والذي دعت إليه اللجنة 1977-1974وما إن انعقد املؤمتر الدبلوماسي يف جنيف لسنتيي حىت ظهرت من خالل ، 1949لصليب األمحر للنظر يف تعديل وتنقيح قانون جنيف الدولية ل

املناقشات األغلبية املؤيدة إلعتبار حروب املقاومة حروبا ذات طبيعة دولية، واألقاليم الرافضة هلذا .)5(الرأي مثلتها الدول الغربية

سلحة اليت تقوم ا فقد كان قانون جنيف ال يعطي صفة املنازعات الدولية للمقاومة امل .الدول وكان يعترب أن احلروب تقتصر فقط على والشعوب،احلركات التحريرية

وحنن ال نتفاجأ عندما جند دول الغرب تبدي رفضها ومعارضتها لذلك، ما دام القانون .الدويل يف أصله و اتفاقيات جنيف، وما قبلها موضوعة من قبل الغرب نفسه

متت الغلبة للرأي القائل بدولية الرتاعات املسلحة اليت تكون فيها ويف اية املناقشات حركات التحرير عن طريق املقاومة الشعبية املسلحة طرف فيها، من خالل التصويت على الفقرة

دولة لصاحل اعتبار 60، إذ صوتت 1977الرابعة من املادة األوىل من الربوتوكول األول لعام دولة عن 13دولة عارضت ذلك، وامتناع 21حة دولية، مقابل حروب املقاومة نزاعات مسل

من الربوتوكول اإلضايف األول على أنه يعد من 1م/4التصويت و على هذا األساس نصت الفقرة قبيل املنازعات املسلحة الدولية، املنازعات املسلحة اليت تناضل ا الشعوب ضد التسلط

ألنظمة العنصرية، وذلك يف ممارستها حلق الشعوب يف االستعماري واالحتالل األجنيب، وضد اتقرير املصري كما كرسه ميثاق األمم املتحدة، واإلعالن املتعلق مببادئ القانون الدويل اخلاص

.)6(بالعالقات الودية والتعاون بني الدول طبقا مليثاق األمم املتحدة على أساس أا واقع املقاومة،فيه وقد وضع القانون الدويل وفق هذا االعتراف إطارا تتحرك

مفروض وحقيقة تارخيية قائمة على أسس وقواعد، وفق شروط ذاتية وموضوعية تنبع من جذور .ونوعيتهااألحداث

شروط املقاومة، لذلك سأقوم بدراسة املقاومة املسلحة من خالل ثالثة نقاط تدور حول .أشكال املقاومة و أخرياً دعائم املقاومة

.48ص،املرجع السابق صالح الدين عامر، - 5، ص 1999لتفرقة بني اإلرهاب الدويل و مقاومة االحتالل يف العالقات الدولية، رسالة دكتوراه، كلية احلقوق، عني الشمس، مصر، ا، هيثم موسى حسن، - 6

307.

Page 10: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 9 -

3/وط ا����و��: اولا� /ع

استخدام العنف مشروعا يف احلرب، ال بد من أن يلتزم فيه بالقيود اليت يفرضها لكي يكون

قانون احلرب، و بالتايل فإن أفراد القوات املسلحة الذين حيق هلم قانونا أن يستخدموا العنف، قـد مهما كانت صفته االحتاللأن ، مع )7(يصبحون هم أنفسهم إرهابيني إذا انتهكوا قوانني احلرب

فهو أمر مدان قانونا و عرفا، و يقتضي إعطاء املقاومة كل احلق يف مواجهته و صده، لكن وفـق بعض الشروط اليت قررها االتفاق العام للمجموعة الدولية من أجل كسب الـشرعية املطلقـة يف

املتعلقة باحلروب، و ما ذهـب الكفاح و استخدام القوة، حسبما وضعه القانون الدويل و اتفاقيته : إليه ميثاق األمم املتحدة من شروط من بينها

.أن يكون هناك حالة احتالل فعلي ووجود قوات االحتالل داخل األراضي احملتلة - .أراضيهأن يقوم بأعمال املقاومة أفراد من الشعب احملتلة - .أن تتم عملية املقاومة ضد قوات االحتالل العسكرية - .)8(أن تكون أعمال املقاومة داخل حدود األراضي احملتلة و ليس خارجها -

لكن هذا الشرط األخري قد ال يتوفر إذا ما متت عملية املقاومة خارج حدود األرض احملتلة إذ ميكن أن تنتقل املقاومة خارج اإلقليم احملتل نظرا إلجراءات القمع، أو املتابعـة الـيت يعتمـدها

ملطاردة و التقصي حول أفراد املقاومة أينما كانوا، و هذا قد يؤدي م إىل القيـام االحتالل يف ا .بعمليات خارج الوطن ضد املنشآت أو مصاحل احملتل

و قد ضمـــا األوىل نتاملادة الرابعة اخلاصة بأسرى احلرب من اتفاقية جنيف يف فقرا يليشيات و الوحدات املتطوعة، و اليت تشكل جزءا و الثانية، أفراد القوات املسلحة النظامية،و امل

من هذه القوات و أفراد امليليشيات األخرى، مبا فيهم حركات املقاومة املنظمة، و يعملون داخل : أو خارج إقليمهم حىت لو كان هذا اإلقليم حمتال شرط أن تتوافر فيهم الشروط التالية

1- أن يكونوا حتت قيادة شخص مئسعنهمول ؤ. . أن تكون هلم عالمة مميزة -2 .أن حيملوا السالح علنا -3 .)9( أن يتبعوا يف عمليام قوانني احلرب و عاداا -4

.379، ص 1986هانز بيتر غاسر، حظر األعمال اإلرهابية يف القانون الدويل اإلنساين، الة الدولية، للصليب األمحر، عدد جويلية، أوت - 7 .2001-11-4حمي الدين عشماوي، اإلرهاب و حق املقاومة يف القانون الدويل، جريدة األهرام، .د - 8

Page 11: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 10 -

و من خالل املالحظة حول اتفاقيات جنيف، و موادها املتعلقة بقوانني احلرب و األسـرى على احترام قواعـد يبدوا أا جاءت لتكريس االحتالل، و إعطائه فرصة للتغلغل أكثر، من النص

احلرب، و ضمان احلقوق الكاملة للمقاومة الشعبية و ما يتخللها من آثار تنعكس علـى أفـراد .الشعب، من مقاومني و متطوعني حتت ضغط االحتالل

اليت يتضح جليا أا ال ختدم املقاومة بقدر االتفاقيةو الدليل على ذلك الشروط اليت وضعتها .)*(العدوانية دفا سهال للمحتلني و ألعماهلم ما جتعل من أفرادها ه

و املالحظني الدوليني هذه املواد الواضعة للشروط خاصة لذلك عارض الكثري من الدراسيني إذ أثبـت العمـل تلك املتعلقة بالعالمة املميزة، و ارتداء زي خاص، و محل السالح عالنيـة،

من سرية و ختفي، كما أن النصوص تفتـرض يف استحالته، نظرا ملا يتطلبه جناح عمليات املقاومة رجال املقاومة إخضاع جزء من األراضي احملتلة حتت سيطرم، و لكن الواقع يكون عكس ذلك

، عـن طريـق )10(حيث أنه بعد متام احتالل األقاليم تضعف املقاومة و تلجأ إىل العمليات السرية املدن، و يف اآلونة األخرية بالعمليـات حرب العصابات و العمليات الفدائية، و ما يعرف حبرب

، و إذا اشترط على أفراد املقاومة محل العالمة املميزة مثال، فهذا يسهل من االستشهاديةاالنتحارية .)*(اقتناص و اعتقال املقاومني

و بذلك نكون قد أعقنا أعمال املقاومة املشروعة، باملخالفة ملا جاء يف قرارات األمم املتحدة ، و نكافئ بدل ذلك العدوان، و االحتالل الذي ال يستحق أي محاية ألنه هو املعتدي 1970لسنة

.)11(على األراضيو اجلدير بالذكر أن اتفاقية جنيف ال تعترف إال باملقاومة املنظمة، و هذا ال يتفق مع التطور

ت أشـكال و احلايل للمجتمع الدويل، من حيث التصاعد يف عمليات املقاومة و أخذها أبعاد ذا صور خمتلفة، سواء كانت غري منظمة أو منظمة، و اليت قد تكون حتت قيادة شخص، و قد تتعدد

.القيادات بتعدد حركات املقاومة

االتفاقية أسرى احلرب باملعىن املقصود يف هذه: " ، على أن 1949كما تنص املادة الرابعة من الفقرة السادسة من اتفاقية جنيف اخلاصة بأسرى احلرب عام - 9

سكان األراضي غري احملتلة الذين حيملون السالح من تلقاء -: ى احلرب، و ينتمون إىل أحد الفئات التالية و يقعون يف قبضة العدو هم األشخاص الذين هم أسرن يراعي دون أن تتوافر هلم الوقت لتشكيل وحدات مسلحة نظامية ، شريطة أن حيملوا السالح جهرا، و أ″ القوات النازية ″أنفسهم عند اقتراب العدو ملقاومته

.1998 ا، اللجنة الدولية للصليب األمحر ، الطبعة الثالثة ، جنيف 12/08/1949أنظر اتفاقية جنيف " .قوانني احلرب وعاداا .31، ص2005حق الشعوب يف تقرير املصري و قيام الدولة الفلسطينية، دار النهضة العربية، جانفي حسني حنفي عمر ، *

.60، ص2003املقاومة يف ضوء القانون الدويل، املؤسسة اجلامعية للنشر و التوزيع، بريوت كمال محاد، اإلرهاب و - 10 . اخلاصة بأسرى احلرب1949 من اتفاقية جنيف 2 و 1املادة الرابعة وفق* .23،ص2005 كمال محاد، الرتاعات املسلحة، املؤسسة اجلامعية للدراسات و للنشر و التوزيع، بريوت - 11

Page 12: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 11 -

كما هو احلال يف أعمال املقاومة العراقية لالحتالل األجنلو أمريكـي، و أعمـال املقاومـة ون ضرورة العمل على تعديل أحكام هـذه ، لذلك رأى الكثري )12(الفلسطينية يف األراضي احملتلة

، اليت أوردـا 67 ، 65 ، 34 ، 33، 32االتفاقيات، إذا ال تكفي حسبهم املادة الثالثة و ال املواد جنيـف اتفاقية اخلاصة حبماية املدنيني، حلماية أفراد املقاومة غري املنظمة، و إذا مت تعديل االتفاقية

بأعمال املقاومة الفردية، أو غري املنظمة، فذلك سيـشكل أمهيـة بالصورة اليت يتم االعتراف فيها كبرية يف االعتراف اجلماعي بأعمال املقاومة يف املستقبل، سواء كانت أعماهلا منظمـة أو غـري

)13(.منظمةأن التعديل بات ضرورة ملحة ينبغي علـى اتفاقيـات و يرى بعض فقهاء القانون الدويل

و حىت منظمة األمم املتحدة مراجعتها و إعادة النظر يف النـصوص جنيف، مثل اتفاقيات عديدة، اليت أصبحت ال تواكب العصر، و ال تتماشى مع مقتـضيات العـدل و اإلنـصاف يف معاجلـة

.الرتاعات، و مواجهة أطرافها بالتساويو قد ذهب الرأي املؤيد للتعديل أنه كان يعترف باملقاومة غري املنظمة للشعب، الذي يصد

لعدو قبل احتالل األقاليم، فلماذا ال يسري االعتراف ا كذلك حىت بعد االحتالل ؟ فالتفرقة بني ااملقاومة قبل احتالل اإلقليم و بعد احتالله ال أساس هلا، و ال منطق يربرها، وخاصة أن النصوص

ميزة و قيادة ختفف يف الشروط قبل االحتالل، يف حني أا تتشدد بعده باشتراطها محل العالمة امل .)14(شخص مسؤول، و محل السالح عالنية ، و هذه مبثابة مكافأة لالحتالل

حيث 02/12/1970و قد أكد على ما سبق قرار اللجنة االجتماعية التابعة لألمم املتحدة يف .أقر بالوضع القانوين السليم ألفراد املقاومة، إذ تقضي بضرورة معاملتهم كأسرى احلرب

لقرار مع االجتاه احلديث يف فقه القانون الدويل خبـصوص معـىن احلـرب، و يتفق هذا ا و عدم قصرها على حاالت الرتاع املسلح اليت تنشأ بني الدول و اليت تكون مسبوقة بإعالن رمسي

.للحرب، كما كان الوضع يف الفقه التقليدي للقانون الدويل حيث تنشب احلروب دون إعالا

.175، صسابقفي عمر، املرجع حسني حن-12 . و ما بعدها01، ص 1969عز الدين فوده، شرعية املقاومة، دراسات يف القانون الدويل، الة املصرية للقانون الدويل، . د- 13 .506-505 ص،1971عائشة راتب، مشروعية املقاومة املسلحة، الة املصرية للقانون الدويل.. د - .176املرجع السابق ، ص حسني حنفي عمر ، . د- 14وحمتوى ، و ما بعدها املتعلقة بالنقد الذي وجهته النظريات احلديثة للشروط املوضوعة يف اتفاقيات جنيف،49صالح الدين عامر ، املرجع السابق ن ص .و د

ق تبسيط تلك الشروط، التخفيف من تسويتها بقدر النظريات أا تتجاوز تلك الشروط يف حماولة التوافق مع ظروف الواقع الدويل احلديث، و ذلك عن طريو يالحظ بصفة عامة أن هناك شرطني يكاد يكون اإلمجاع منعقدا يف ظل النظريات احلديثة حول ضرورة اشتراطهما، حلصول أفراد املقاومة على اإلمكان،

ام قوانني و أعراف احلرب، دون اشتراط العالمة املميزة و محل السالح وصف املقاتلني و أسرى احلرب، و مها أن تكون املقاومة على قدر من التنظيم، و احتر . عالنية

Page 13: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 12 -

ا االجتاه احلديث الذي يسود يف الفقه و العمل الدويل، و قرارات األمم املتحدة، و ترتيبا هلذفإن الوضع القانوين للمحارب جيب أن تستفيد منه حركات املقاومة و التحرير، و أفراد املقاومة

.الشعبيةمن و ذا يكون هلذا املركز القانوين للمحارب أمهية واضحة ألفراد املقاومة العربية، سواء

انتمى منها إىل حركات حترير، كحركة محاس، أو اجلهاد، أو فتح يف فلسطني، أو أي تنظيم يف ،)15(و غريهم من أفراد املقاومة ضد قوات االحتالل اإلسرائيلي األمريكي اإلجنليزي العراق،

خاصة أمام تعنت قوات الغرب باعتبار املقاومة و أعمال التحرير من النشاطات غري املشروعة .ووصفها باإلرهاب

و قد راح أنصار النظرية احلديثة إىل أن تلك الشروط األربعة باتت مهجورة يف ظل التطورات السياسية و اإلستراتيجية، و تطورات الفن العسكري اليت حدثت على مستوى قرن منذ

.)16(جرت صياغتها يف بروكسللشروط الثقيلة على أفراد و تساءل البعض ساخرا عن احلكمة اليت تكمن وراء فرض تلك ا

املقاومة الشعبية املسلحة دون اجلنود، أفراد اجليوش النظامية الذين يسمح هلم بالتحرر من معظم إىل القول بأن الشروط اليت يقررها قانون جنيف " دريرب"تلك الشروط، و قد ذهب الكولونيل

.)17(صارمة بدرجة تكفي للقضاء على أي مقاومة عسكرية فعالة من اتفاقية جنيف الرابعة، اخلاصة حبماية 78 إىل 64د ازداد األمر سوءا بنصوص املواد و ق

املدنيني، و اليت تكفل إقامة نظام عقايب شديد الوطأة ميكن أن يفرضه احملتل دف تأمني فعالية .)18(سلطات االحتالل ووجودها، على النحو الذي حيرم املقاومني من محاية قانون احلرب

أكثر تعقيدا من املاضي، حبكم عدم احلياد من طرف ةح التعامل مع ظاهرة املقاومبل أصباموعة الدولية، خاصة دول الغرب بالنسبة للرؤية إىل املقاومة و تقرير املصري، بإعطائها مفاهيم

و حىت بالنسبة التفاقيات جنيف فقد أضحت غري قادرة مغايرة ملا كانت تعرف به يف املاضي،تواء املظاهر اجلديدة و املعاصرة للمقاومة، يف ظل اإلستراتيجيات احلديثة، يف فن املقاومة، على اح

،و بذلك يتحقق فشل قانون جنيف يف استيعاب ظروف املقاومني، أمام النظرة االزدواجية للظاهرة

-176ص ،السابقو أيضا حسني حنفي عمر ،املرجع ،72-71، ص 1987 عبد العزيز سرحان، الرتاع العريب اإلسرائيلي، دار النهضة العربية، ط - 15

177. .42صالح الدين عامر، املرجع السابق، ص .د- 16 .43- 42، ص س املرجع نف- 17 .44ص ، نفس املرجع-18

Page 14: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 13 -

ية، و قد و جرائم دول، باعتبار األعمال اليت يهدف من وراءها تقرير املصري و احلـرية، إرهــاباانعكس ذلك على واقع القرارات الدولية اليت باتت تغلب كفة التوجيه الغريب لألحداث و املفاهيم،

، الذي تبناه جملس األمن باإلمجاع بتاريخ)19(1701و آخر دليل على ذلك هو ما جاء يف القرار

.، املتعلق باحلرب اللبنانية اإلسرائيلية، بقيادة حركة حزب اهللا 12/08/2006حيث اعتربت حركة املقاومة تلك، منظمة إرهابية ينبغي تطويقها و القضاء عليها، على الرغم من علم اجلميع أا حركة حتررية مدعومة من اجلماهري الشعبية، و حىت من احلكومة اليت من تزكي أعماهلا و لو ضمنيا، ملواجهة العدوان و االحتالل اإلسرائيلي، مبا متتاز به هذه احلركة .خصائص، و احتوائها على الشروط القانونية املوضوعة يف القانون الدويل خاصة اتفاقيات جنيف

غري أن نص الفقرة التنفيذية اخلامسة عشر، جاءت تناقض مبدأ مشروعية املقاومة املعترف ا ن يقرر أيضا أ: "إذ نصت على أن جملس األمن داخليا و دوليا حسب املقتضيات املدروسة آنفا،

:كل الدول جيب أن تتخذ اخلطوات الضرورية ملنع عرب أراضيها أو موانئها أو طائراا و املعدات املتصلة ا من كافة األنواع، باألسلحة، بيع أو تزويد جمموعة أو أفراد يف لبنان -أ

و ة،عسكري التجهيزات اليت هلا صفة العسكرية،مبا فيها األسلحة و الذخرية و اآلليات و املعدات .هي مصدرها أوال) هذه الدول( بغض النظر إذا كانت سابقا،قطع غيار ما ذكر

تزويد أي جمموعة أو أفراد يف لبنان، بأي تدريبات تقنية أو مساعدة تتعلق بالتزويد، - بالتصنيع، الصيانة أو استخدام املعدات املذكورة يف الفقرة السابقة، غري أن هذا املنع ال يطبق على

" اليونيفيل"ة و املعدات املتصلة، و التدريب أو املساعدة اليت تسمح ا احلكومة اللبنانية أو األسلح . )20(كما تنص عليه الفقرة احلادية عشرة

و نالحظ إذن مدى خرق هذا القرار للقواعد الدولية اليت تقر بشرعية حركات التحرير و بذلك املعايري املعروفة آنفا،بفقت اوتاحلث على مساعدا عسكريا ، ماديا و معنويا، إذا ما

ومن كوا ،د املقاومة املسلحة اللبنانية من مقوماا و صفتها املشروعةريكون جملس األمن قد جومنعها من االستفادة باحلقوق اليت أقرا قوانني احلرب أجل االستقالل وتقرير املصري،نضال من

األمم املتحدة إىل تكريسها منذ نشأا وهذا يعطي دليال ومبادئ إزالة االستعمار اليت سعت منظمة- آخرا على فشل املنظمة وأفوهلا، ألا مل تستطع منع االعتداءات اليت تقوم ا الدول الكربى

أو احلد من االحتالل واالستعمار املنتشر عرب العامل، بل أصبحت تضفي الشرعية -أمريكا خاصة

.1701 قرار جملس األمن - 19 .1701رار الق علىإلطالعا - 20

Page 15: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 14 -

و منعه من ممارسة حق الدفاع و ن الضحية متهما، بتجريده،على احملتل واملعتدي، وجتعل ماملقاومة و النضال من أجل تقرير املصري، حينما أضفت صفات أخرى مغايرة على هذه احلركات و أنعتت أعمال املقاومة باإلرهاب، وأعمال االعتداء و االستعمار بالدفاع الشرعي أو الدفاع

و جملس األمن الذي أصبح جملسا ه يف إطار املنظمة األمميةحسبما ما اصطلح على مترير الوقائي، بالنسبة للشعوب املستعمرة و املستضعفة، وعلى هذا األساس تراجعت الكثري من املبادئ "منلأل"

اليت كانت تأمل اموعة الدولية تكريسها واقعيا وبلورا حنو إنسانية أكثر مشوال، مبا حيقق العدالة .عوب مبا يف ذلك حقوق اإلنسانالدولية جلميع الش

و ترتيب موازين القوى ،اليت أصبحت أحادية، مما جعل الرؤية متيل حنو الكفة القوية اليت ال و الدفاع تعترف بالقانون الدويل القدمي، ألنه ال خيدم مصاحل األقوياء فباتت املقاومة املسلحة،

لس األمن، فاختلطت املصطلحات واملعايري الشرعي ضمن األعمال ارمة دوليا بتزكية و ضمان جممن أمهها موضوع اإلرهاب ومل يعد باإلمكان إجياد صياغة موضوعية ومنطقية لكثري من الظواهر،

الذي مل يتوصل إىل حد اآلن إىل وضع تعريف قانوين دويل موحد مثلما كان بالنسبة للعدوان، ألن األمر تفاديا للمساس مبصاحلها وأطماعها يف دول الغرب خاصة الواليات املتحدة حتجم عن هذا

. حول تقنني واحد للمجتمع الدويل اإلمجاعالعامل مما جيعلها مبنئ عن جتسيد النية احلسنة يف

Page 16: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 15 -

أ�53ل ا����و��:ا� /ع ا����4

ساسي على وهذا ينطبق بشكل أ السلمية،هناك الكثري من الرتاعات ال ميكن حلها بالتسوية

.)21(الرتاعات املتعلقة باملبادئ والقيم األساسية للمجتمعومن هذه القيم وأخطرها مسألة الشرعية، وتأكيد اهلوية الوطنية، ألن املقاومة تثور لتقريـر

، اليت متارس يف إطار إقليمي ورقعة جغرافية ذات خصوصيات مميزة هلـا، )22(االعتراف ذه اهلوية تني يف مكان واحد، يعين أن هناك إرادة يف إقحام هوية، وتغليبها على اهلوية متناقض ووجود هويتني

وطمسها إن أمكن ذلك لالستحواذ على اإلقليم، ما يؤدي بالضرورة إىل رد فعل انتقامي األصلية،ومن خالله استرجاع اهلوية الوطنية، مثلما حصل يف املقاومة اجلزائرية ضد من أجل حترير الوطن،

واللبنانية ضد إسرائيل وهذا ما يعرف وما حيصل اليوم بني املقاومة الفلسطينية، الفرنسي، االحتالل .بقضية االستقالل وحق الشعوب يف تقرير مصريها

ففي هذه احلاالت اليت تشتد فيها السيطرة، تصبح الطرق القانونية السلمية دون نفع ملعاجلة لك سبل املقاومة اليت تأخذ أشـكاال متعـددة الرتاع، فتضطر الشعوب يف غالب األحيان إىل س

تتفاوت يف حدا وليونتها من حيث التعامل مع االحتالل، وفق ظروف الصراع يف حد ذاته ومن هنا يظهر ما يعرف باملقاومة املدنية اليت عادة ما يتوخى فيها أفراد الشعب الطـرق الـسلمية يف

.اإلعالن عن رفض احملتل والسيطرة األجنبية واليت يتبعهـا املتنازعني، جانب املقاومة املسلحة وهي حمور املواجهة العنيفة بني الطرفني إىل . أن ما أخذ بالقوة ال يسترد إال بالقوةباإلميان،أفرادها

ا����و�� ا�����8 : أو7ً

االحتالل، أو أي سيطرة كانت، يشعر أفراد الشعب أوهي رد الفعل السليب اجتاه االستعمار

أم واقعني حتتها، فتكون بذلك كل أعماهلم وحتركام تنم عن مناهضة العدو واختـاذ موقـف ب اليوميـة يف كافـة تاملواجهة املتشددة يف املعامالت، وتبيان عدم اخلضوع، عن طريق السلوكا

.ب احملتل والشعبني التعامل املباشر إىلااالت، وخاصة تلك اليت حتتم فيها الظروف أو احلاجة

.54 ص 2003، 1ط دار النفائس، اعة اإلرهاب، صنعبد الغين عماد،. د- 21

22 - E-Charles Rojzman, la peste émotionnelle, la violence politique, centre universitaire de Paris, ED rés 2003, p115

Page 17: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 16 -

ويرى البعض أن املقاومة املدنية تقوم على استخدام تقنيات ووسائل دف إىل شل قـدرة اخلصم، ومواجهة سلطته وأهدافه من خالل استخدام سلطة رديفة، بأشكال تنطلق من تأييد الرأي

االحتجـاج حول قضيته، فالتظاهر، واالعتصام واإلضراب، هي شكل من أشكال والتفافهالعام .)23( الذي مارسته كل الشعوباجلماعي

التفاهم يف اإلعراض عن االحتالل، ومـنح االسـتقالل انسدادوقد تصل حدة التوتر أمام وتقرير املصري إىل حد إعالن العصيان املدين من طرف الشعب، هذا العصيان الـذي يتجـسد يف

ومية، وعدم االمتثال إىل مقاطعة السلطة اإلحتاللية، والرفض اجلماعي هلا من خالل تعطيل احلياة الي .)24(توجيهاا، والتعبري اإلعالمي اجلماعي الرافض يف اجتماعات علنية للقيادات واملرجعيات

واليت اقتدت ا كـل مـن وقد كانت التجربة اجلزائرية رائدة يف هذا النوع من املقاومة، اما يف الـصراع، علـى الـصعيد ، اليت تشهد هذه األيام توترا واحتد ةاملقاومة الفلسطينية واللبناني

وتقف املقاومة بني صراعني، صراع داخلي يف شـكل معارضـة للـسلطة الداخلي واخلارجي، وما يتخلل ذلك من إضرابات، ومظاهرات احتجاجية ضد السلطة، إذ وصل األمـر إىل ،احلاكمة

املدنيـة، كأحسن صورة للمقاومة ،2007حد العصيان املدين الذي شهده لبنان يف شهر جانفي ويف الوقت نفسه يقود صراع خارجي مبقاومة مسلحة ضد إسرائيل العدو الدائم، إىل غاية بلـوغ

.هدف تقرير املصريواملعهود أنه إذا مل تؤد املقاومة املدنية إىل حل مالئم للرتاع، تلجأ حينئذ إىل أسلوب السالح

. مستمدة شرعتها من القانون الدويل واألعراف الدولية

ا����و�� ا��:,!�:8ً�ث��

وقد كانـت الطريـق معها، وتتكامل املدنية،كثريا ما تستند املقاومة املسلحة على املقاومة .واالحتالل ورفضها لكافة أنواع السيطرة االستعمار،احملتوم لغالبية الشعوب اليت استنكرت وجود

رب الـشعوب يف هـذا وقد كان السالح هو طريقها لنيل احلرية واالستقالل، فتنوعت جتا اال وأبدعت تقنيات ووسائل إحلاق اهلزمية باحملتل مبا يتالءم وطبيعية اتمع وتركيبته، ظـروف

.)25(االحتالل وشراسته، إمكانيات املقاومة وعمقها االستراتيجي

.54ص املرجع السابق، عبد الغين عماد،-23 .55ص ، املرجعسنف -24 .55ص ، املرجعسنف -25

Page 18: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 17 -

يف فهذه العناصر الثالثة هي اليت ترسم اإلطار الذي تسري وفقه املقاومة، واألساليب اليت تتخـذها نشاطاا املقاوماتية، فقد تبدأ بعمليات حمدودة خاطفة وسريعة، وتنتهي جبيش من املقاومني يـتم عملية التحرير، وقد تبقى عمليات حمدودة يف املدن، أو الشوارع تسترتف االحـتالل و تـوقض

ـ اإلسـتراجتية لكنها أيضا قد تشمل اجلبال واألرياف والوديان، والطـرق مضجعه، ع ، و املواق )26(.و التحصينات، و الثكنات مبا يهدد أمن احملتل وحيطم معنوياته

وال شك أن املقاومة اجلزائرية املسلحة كانت أكرب منوذجا يف هذا اال يف التاريخ احلديث إذا أا كانت مصدر إهلام العديد من حركات التحرر يف العامل، مما قدمته من أساليب تقنية عالية

امل مع االستعمار الفرنسي، ومن هنالك تطورت فكرة العمليات الفدائية إىل عمليات يف التع . يف أيامنا احلاضرة استشهادية

املنشود، وحتتاج املقاومة لكسب مشروعيتها يف إتباع منهجية تثبت خطواا حنو اهلدف :وتتمثل فيما يلي

. حتديد العدو والعمل على عزله وتطويقه- .حلفائهمنعه من توسيع جبهته من خالل توسيع دائرة حتييد اخلصم و- .)27( إىل معارك ثانويةاالجنرار تعزيز الصداقة وكسب احللفاء، وتوفري املزيد من الدعم ورفض -

وإذا كان أسلوب املقاومة املدنية كما أسـلفنا، يعتمـد علـى اإلضـراب واملظـاهرات كحد أقصى للرفض، فإن املقاومة املسلحة واالحتجاجات اجلماعية، والوصول إىل العصيان املدين

تعتمد أكثر على ما يعرف حبرب العصابات، كتقنية فعالة يف حتريك العدو وديد أمنه يف األرض وقد كانت العمليات الفدائية السرية، واملواجهة العلنية إحدى املتناقضات اليت متتاز ا اليت حيتلها، ار ذات جناح كبري، وأمام تغلغل االحتالل واسـتمراريته يف كأساليب ملناهضة االستعم املقاومة،

السيطرة على منطقة من مناطق الشعوب املستضعفة، تبقى التقنية يف املعاملة معه وفق البلد وتركيبة الشعب، والبيئة وطبيعة االحتالل يف حد ذاته، ومن أجنع األساليب اليت اهتدت إليها املقاومـات

العامل عرب التاريخ احلديث حرب العـصابات أو كمـا يـسميها الـبعض الشعبية املسلحة، يف . la guérillaباموعات الصغرية

فهناك ترخيص للطرف احملارب باستخدام كـل عمليـات احلـرب الكـبرية واحلـرب أو احلرب الصغرية اليت يقصد ا ذلك األسلوب يف تسيري العمليات احلربية ،)حرب الثوار (الصغرية

.56ص املرجع السابق، ، عبد الغين عماد- 26 .55ص، املرجع سنف - 27

Page 19: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 18 -

وهو أسلوب قد تلجأ إليه اجليوش النظامية، أو قوات لق عليه حرب اموعات الصغرية، الذي يط . )28(املقاومة الشعبية املسلحة بوصفها طرفا حماربا

:أساسنيوكما هو معروف تستند حركات التحرير الوطين يف نضاهلا على حمورين ثوري بـصفة عامـة، باعتباره شكل من أشكال النضال ال حمور سياسي والثاين عسكري،

وقد اصطلح علـى تـسميته حبـرب وأسلوب حركات التحرير الوطين ضمن املقاومة املسلحة، العصابات، واليت ختلط كثريا يف منهجها مع اإلرهاب، بصورة جتعل من العـسري يف كـثري مـن

.األحيان التمييز بينهماكما أا ب العاملية الثانية، وقد غريت حرب العصابات إىل حد كبري اخلريطة العاملية منذ احلر

غري املباشرة،كاإلرهاب تلجأ إليها القـوى الدوليـة حلـل اإلستراجتيةال زالت تشكل نوعا من )29(.الصراعات

وتعترب حرب العصابات شكال من أشكال املعارك اليت تتميز بتقنية تستند إىل فكرة الغارات ن االشتباك يف معارك منظمة سلفا، بالنظر إىل ، والتخريب مع جتنب قدر اإلمكا لكمائناملباغتة، وا

، وال تعد حرب العـصابات شـكال )30(أن القائمني ا هم دائما الطرف الضعيف عددا وعتادا ، استعادت حيويـة ch. Rousseau جديدا من أشكال احلروب يف التاريخ، ولكنها على حد تعبري

وقد جتلى ذلك فيمـا تقـوم بـه ،)31( مضموامتدفقة يف السنوات األخرية دون إمكان حتديد .اإلسرائيليمقاومات كثرية عرب العامل، مثل املقاومة اللبنانية اليت تنهج هذا األسلوب ضد االحتالل

ولوجي، سواء كان اجتماعيا أو دينيا ييدإلفتنظيمات حرب العصابات تتميز دائما بالتنوع ا أو احلركات الثورية لتحقيق مطالـب طين،كاحلركات اليت تناضل من أجل التحرير الو أو عرقيا،

أو تلك الـيت أو احلركات اليت تتبىن مطالب األقليات العرقية الدينية، اجتماعية، أو دينية معينة، مثلما حيدث يف العراق اليوم، بعـد االحـتالل ،)32(تتبىن بعض االجتاهات االنفصالية وغري ذلك

لتمييز العنصري بني السنة والشيعة، ومـا أدت فتنـة و ا األمريكي وزرع فتنة العرقية والطائفية،

.50املرجع السابق، ص عامر،.د. صالح- 28

29 - D.BINDSCHIDLER, Reconsidération du droit des conflits armés, Conférence sur le droit des conflits armés, Genève, Sep 1959, P68. - voir aussi, P.BIERSON MATHY, Formes nouvelles de la lutte révolutionnaires et définition de la répression du terrorisme Ed, Université de Bruxelles 1974, P59. 30 - CH. Rousseau, le droit des conflits armés, Paris - PEDONE.1983, P78 31 - Ibid, P78. 32 - Gérard, Challiand, Terrorisme et guérilla, ED, Flamarion, Paris 1985, p 64.

Page 20: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 19 -

االختالف إىل تناحر بني أبناء الشعب الواحد، عوض االلتفاف حول مقاومة موحدة ضد االحتالل .األجنيب األمريكي بالدرجة األوىل إلخراجه يف أقرب وقت ممكن

أن هلـا روابـط ومن أهم ميزات العصابات عكس القوات املسلحة النظامية التابعة للدول، دائمة مع الشعوب اليت متثلها، حبيث تبدو يف النهاية كسلطة تضارع سلطات الدولة احلقيقية سواء

.يف املناطق اليت ختضع لسيطرا ،أو بصورة سرية يف املناطق اليت ختضع للخصمأول من أبرز عمليا هذا اجلانب االستراجتي، والـذي مـن " ما وت سي تونج "وقد اعترب

كما تتميز حرب العصابات بالقدرة على تعديل تكتيكها، حبـسب ه متكن من حتقيق أهدافه، خاللولكنها ال تغفل أبدا أمهية نقطة االنطالق أو البداية، كإنذار و الضرورات احمللية، الظروف العملية،

.)33(للرأي العام الوطين أوال، مث العاملي ثانيا عد أساسية يف كافة احلركات التحريرية، وتتلخص ويدور هذا التكتيك بصفة عامة حول قوا

:األيتيف مما ميكنها من تشتيت العمليات وبالتايل اجلبهة، رفض االشتباك يف معارك نظامية على خطوط - )ا

.تعديل عالقات القوى أوال بأول )34(. رفض الدخول يف معارك غري مؤكدة النتائج، وبالتايل امتالك زمام املبادرة دائما- )ب . استخدام الدفاع خري وسيلة للهجوم، وعلى العكس يف حالة الدفاع لإلعداد للهجوم- )ج . اجلمع بني املباغتة يف اهلجوم، واالنتظار لشن عملياا يف الوقت املناسب- )د . التزود بالسالح والعتاد والتموين من خالل العدو نفسه- )ه .)35(دية واحليوية تدمري قوى العدو وكذا األهداف االقتصا- )و

وأخطر ما مييز مجاعات حرب العصابات هو جلوئها إىل سلك اإلرهاب كوسـيلة للـردع ولتعويض اخللل القائم بني قوة االحتالل وضعف أو حمدودية قدرة املقاومة، لذلك أصبح الترهيب أحد املناهج اليت تعرف ا حرب العصابات، لكن املالحظ أنه إرهاب انتقائي حـسب بعـض

املتعـاونني لدارسني، أي أنه موجه أساسا ضد القائمني على نظام احلكم يف الدولـة احملتلـة،و امعهم،كما هو موجه إىل قوات هذه الدولة من أجل إظهار إمكانية النيل من اخلـصم، ويف ذات الوقت إعطاء فعالية للحركة، وهذا خيتلف يف نظرهم عن اإلرهاب العشوائي الذي يعترب عالمـة

33 - Challiand, op.cit, p 69 34 - Ibid, p 69. 35 - Ibid, p 69.

Page 21: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 20 -

، فالصعوبة اليت تكمن بني اإلرهاب وحرب العـصابات )36(لحركة، إن اختذته أسلوبا هلا ضعف ل تعود إىل أن الظاهرتني قد استعصيتا على التعريف حىت يومنا هذا، فليس ألي منـهما مـضمون

،فتناول أعمال حرب العصابات أو اإلرهاب مبعزل عن اإلطـار )37(قانوين دقيق وحمدود وواضح جيعلها دون شك أعمال جمرمة يف حني أن نفس هذه األعمال تعترب مـشروعة الذي تندرج فيه،

.بالنظر إىل اإلطار الذي تندرج فيه بوصفها شكل من أشكال النضال املسلح املشروعولذلك يقوم قدر من التقارب بني اإلرهاب وحرب العصابات، نظرا للتشابه القائم يف بعض

هابية، مع بعض األساليب اليت تعتمـدها وحـدات حـرب األساليب اليت تتبعها اجلماعات اإلر العصابات، فضال عن أن كليهما ينطوي على عنف منظم، باإلضافة إىل أن لكل منـهما أهـدافا

:سياسية، و جند أن الفوارق األساسية بني الظاهرتني تتمثل يف العناصر التالية . األسلوب املستخدم يف كل من اإلرهاب وحرب العصابات- .يعة األشخاص املستهدفني بعمليات الفريقني طب- . أهداف كل منهما- . نطاق أنشطة كل منهما- .)38( موقف الفقه الدويل من العناصر العاملة يف كل من حرب العصابات واإلرهاب-

وخاصة يف ظل ما تعرفه العالقات الدولية من تطورات وأحداث عنف دوليـة، يكـون يف أبرياء ، وسواء كان ذلك نتيجة أعمال إرهابية تتبناها تنظيمـات أغلب األحيان ضحاياها مدنيني

ازدهـار ومجاعات خمتلفة، أو من قبل دولة من الدول الكربى، خاصة باعتبار أن هلا ضلع كبري يف فكرة اإلرهاب، واألعمال العدوانية يف العامل ،أو كانت منظمات تابعة حلركات التحرير الوطنيـة

.ب، أي حرب العصابات يف نشاطاا النضاليةاليت تتبع هذا األسلوويف احلقيقة أن كل هذه األعمال املتسمة بالعنف، واليت ختلف رعبا وهلعا يف نفوس النـاس

هي اإلرهاب، حىت تلك األعمال املنبثقة عن قضية مشروعة هذا بالنظر إىل الفعل يف حـد ذاتـه، أن جيدا صيغا وضوابطا، لوضع املقاومة يف إطـار لذلك كان ال بد على الفقه والقانون الدوليني

الشرعية، وعدم السماح إىل أعضائها باخلروج عن تلك الشرعية اليت جتعل من الفعل إرهابا، ولـو .كانت حتت إطار املقاومة لتقرير املصري

36 - Gérard, Challiand op.cit , p 61. 37- Ibid, p 61.

. 36ص1979 النظام السياسي اإلرهايب اإلسرائيلي، دراسة مقارنة مع النازية و الفاشية و النظام العنصري يف جنوب إفريقيا، ط عبد الناصر حريز،- 38

Page 22: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 21 -

د(�>; ا����و��: ا� /ع ا�#��4

ألول الختاذ سبيل التصدي على مقومات أساسية تكون الدافع اتستند املقاومة املسلحة بكل الوسائل العنيفة اليت تتيح له بلوغ أهداف نبيلة تتعلق بتقرير املصري واحلرية لالحتالل

: واالستقالل، وتتمثل هذه الدعائم فيما يلي

: ا�@?�ط ا�?�$0-1

ـ ي إذ أن احلرب ما هي إال عالقة سياسية تنبثق منها األشياء املختلفة منها املقاومة، أو هرمبا طريقة أخرى للتعبري عن الفكر السياسي، وبالتايل مل تعد احلرب يف معـزل عـن العالقـات

.)39(الدوليةفاحلروب أصبحت تصيب أعدادا كبرية من البشر، مما أدى إىل تطور مبدأ الوطنية واألفكار

على الرغم من أن الدميقراطية اليت أدت بدورها إىل تزايد أعداد املدنيني الذين يشتبكون يف احلرب، و باعتبار أن الشعب هـو الركيـزة ،)40(قانون احلرب يعرف التفرقة بني املقاتلني و غري املقاتلني

األساسية اليت تنطلق منها كل التداعيات السياسية و القانونية، بل هو احملور األساسي يف تكـوين ، فإن املنطلق مقبـول الدولة، إذ ال ميكن تصور وجود دولة بدون شعب، و العكس غري صحيح ، االحـتالل و االستعمارأمام إمكانية وجود شعب ليس له دولة باملفهوم القانوين، بسبب ظروف

لذلك أعطيت هذه الشعوب احلق يف التعبري عن نفسها عن طريق متثيلها باحلركات التحررية الذي وليـة انطالقـا مـن يكون أحسن أسلوب تتخذه هو املقاومة، وفق ما توصلت إليه القوانني الد

.الظروف الواقعية طبعاإذا أن للشعب احلق الكامل يف الدفاع عن وطنه بشىت الطرق و الوسائل الـيت أجازهـا

، مبا فيها العصيان املدين املتعلق باملقاومة املدنية، و استخدام الـسالح بالنـسبة )41(القانون الدويل مرتبط بالشعب و ليس بالدولة، على أساس للمقاومة املسلحة، لذلك جند أن مصطلح تقرير املصري

ن دولة باملفاهيم القانونية املعروفـة، و تـصبح بـذلك أن هذا الشعب بعد تقرير مصريه سيكو .احلركات التحريرية داخلة أو تذوب يف إطار القوى النظامية للدولة

39 - Robert.H.Fisemman, Islamic law in Plaestinian and Isreal, Leiden E.J. Brill, 1978, P63.

.41ين عامر ، املرجع السابق ، ص صالح الد - 40 و أيضا يف هذا املعىن، حممد وليد عبد الرحيم، املقاومـة و اإلرهـاب www.moqawama.org شرعية املقاومة مبوجب القانون الدويل املصري،شفيق - 41

.www.moqawama.orgاإلسرائيلي و القانون الدويل

Page 23: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 22 -

جلماعـة و عادة ما تكون هذه الشعوب مبثابة الدعامة الكبرية لكل مقاومة، مـن أفـراد ا و اإلقليمية الذين يرتبطون مبجموعة من الروابط العامة املشتركة، من تاريخ و لغـة، و تقاليـد،

فيشكل هذا الدعم الشعيب القوة النابضة لكل ،)42(عادات، و يتطلعون إىل مصري و مستقبل واحد .مقاومة، ألا تستمد إستمراريتها من أفراد الشعب و دعمهم املادي و املعنوي

:ا��:,!� ا���ة اس�ABام-2

يعد استخدام القوة املسلحة أهم العناصر يف قيام املقاومة املسلحة، مبا تقوم به يف مقاتلة

و سيطرته على هذا استعماره، و يف االستمراريةالعدو بكل الطرق إلزعاجه، و إضعاف إرادته يف بات كما سبق ذكره لترهيب الشعب املقاوم، و عادة ما تلجأ املقاومة إىل أسلوب حرب العصا

.العدو و التأثري عليه معنوياو هذا ال يعين أن املقاومة الشعبية املسلحة ترتبط بذلك األسلوب يف سياسة القتال يف كل

.األحوال، بل هناك وضعيات تشابك بني املقاومة و العدو يف معارك علنية و شاملةسلوب املقاومة اليت تأيت تارة يف شكل و قد كانت حرب التحرير اجلزائرية أبرز مثال أل

سترين، أو ما يعرف بالفدائيني، و تارة أخرى يقوم بذلك تمباغتات للعدو عن طريق أفراد مو كان أغلبهم نساء ،les poseurs de bombesجمموعات مصغرة مثل جمموعة واضعي القنابل

كن هناك مرات تكون فيها املواجهة و هي متثل حرب العصابات التكتيكية، ل و يتم ذلك يف املدن،واسعة النطاق، و قد كانت املواجهة اللبنانية األخرية اليت قامت ا حركة التحرير يف جنوب لبنان

، منوذجا هلذه األساليب القتالية املتنوعة، و قد أثبتت عمليات 2006بقيادة حزب اهللا يف صائفة .سواء من الناحية املادية أو النفسيةالتخريب مدى فعاليتها يف التأثري على العدو،

كما دأبت املقاومة العراقية مؤخرا إىل استخدام تقنيات حرب العصابات، للنيل من االحتالل األمريكي الذي قام ساسته و القائمني على اإلدارة، بالرجوع إىل تاريخ الثورة اجلزائرية ألخذ

سلحة، ألا النموذج الذي تقتدي به كل مقاومة الطرق القتالية اليت تتوخاها املقاومة الشعبية امل االستشهادية يف بعض األساليب، و أمهها العمليات استحداثعربية، على ما طرأ من تطور و

.اليت دار حوهلا جدال شديد يف الوسط العاملي) االنتحارية(

.43صالح الدين عامر، املرجع السابق، ص - 42

Page 24: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 23 -

3- ���F ا����و ����B:� :ا���ى ا�

و االحتالل، و خطر اهليمنة لالعتداءشعب تعترب املقاومة رد فعل طبيعي عند تعرض أي االستعمارية، و خوفا من فقدان الشخصية الوطنية، مث التراب الوطين، فيكون اهلدف الرئيسي

حدود و حرمة الوطن، و أراد حتقيق مصاحله و تقوية ذاته يف اخترقللمقاومة هو املعتدي الذي و الظلم أكرب أسباب العداوة لدى هاداالضطأقاليم ليست ملكه يف األصل، و بالتايل يشكل

.املقاومني ضد احملتلنيفالقوى املستهدفة يف عمليات املقاومة الشعبية املسلحة، تتمثل يف ذلك العدو األجنيب الذي

.)43(استقاللهوفرض وجوده بالقوة العسكرية على أرض الوطن، و سلب سيادته هداف العسكرية، و قد عرفت املادة لذلك ينبغي أن تكون أعمال املقاومة موجهة ضد األ

تعترب أهدافا عسكرية : " من الربوتوكول امللحق باتفاقيات جنيف، األهداف العسكرية بقوهلا43فقط األهداف اليت بسبب طبيعتها أو استعماهلا تأثر بفعالية و بطريقة مباشرة يف القوى العسكرية

.")44(عامةللخصم، و اليت متثل مصلحة عسكرية معترف ا بصفة و بالتايل فإن األهداف العسكرية تعترب أهدافا مشروعة لرجال املقاومة، و ميكنهم مهامجتها مبختلف األساليب، بغض النظر عن طبيعتها، حبكم االختالل يف توازن القوى الذي حيتم على أفراد

.املقاومة اللجوء إىل ممارسة أساليب ختتلف عن أساليب القتال املعتادةومة اليت تأيت يف شكل ا فإن هناك من ذهب إىل إضفاء املشروعية على أعمال املقو هلذا

إرهاب، يف مواجهة األساليب احلديثة لالحتالل، و خاصة استعماله أسلوب اإلرهاب ضد املدنيني أن املقاومة و مبفهوم املخالفةو أعمال اإلرهاب تعد مشروعة و ضرب البنية التحتية للمجتمع،

.)45(ضد اإلرهاب ليست إرهاباباإلرهاب

.37الناصر حريز، املرجع السابق، ص عبد - 43 .230، ص 1990، 1، جامعة قاريونس، بنغازي، طبعة اجلنائيمصطفى مصباح دبارة، اإلرهاب مفهومه، و أهم جرائمه يف القانون الدويل - 44 .312، ص جعنفس املر - 45

Page 25: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 24 -

4- �@Hا�� Iا�ـــــ�ا�:

للوطن، فهو ميثل اجلانب النفسي باالنتماء ينبثق الدافع الوطين يف أصوله من الشعور القوي العميق و الفعال لألفراد، و عندما جيتمع هذا الشعور الشخصي املتكرر يكون املبعث األساسي

بالروح الوطنية اليت يتمتع ا كل فرد بفطرته اإلنسانية، اليت تدفعه حنو للنشاط الشعيب املفعم مقاومة كل معتد على أرضه و عرضه، و يكرس حياته من أجل إخراج كل أنواع االستعمار أو

.االحتالل املقاومة الشعبية املسلحة ينظر إليها دائما يف ضـوء هـذه األغـراض للذلك فإن أعما

مبعاملتـها امتـازت لها املقاومة يف طياا، فتصبغ عليها طابع الشرعية، و قد اليت حتم ،)46(النبيلةبقوانني احلرب املقررة لألفراد املقاتلني يف املقاومة، على أساس أم أصحاب قـضية و أهـداف

. بالقواعد الدولية املقررة من قبل األمم املتحدةااللتزاممشروعة، و لكنها ختضع كلها إىل شروط

.47صالح الدين عامر، املرجع السابق، ص - 46

Page 26: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 25 -

:ا��&,+ ا����4�� ح/آ�ت ا�B!/ر آ@�ع �F أ��اع ا����و

فروع 3و ينقسم هذا املطلب إىل

اB)7/اف ب!/آ�ت ا�B!/ر:ا� /ع اول

يف خضم املواجهة ظهرت حركات وأحزاب اختلفت يف ثورا ومعارضتها مـن قطـر إىل

ية الدستورية القائمة، باإلضافة إىل معارضة أخرى فانبثقت تلك املعارضات من داخل الشرع ،آخرمن خارج نطاق الشرعية الدستورية، مع ظهور حركات وأحزاب ذات إيـديولوجيات قوميـة

، سواء أكان ذلك يف التطرف أو االعتدال، )47(وأخرى سياسية على درجات متفاوتة يف انتمائها االنقسام احلاصل فيها دليل على أن نسبة فهذا التنوع يف التنظيمات واحلركات السياسية، وكذلك

االنتماء و الفكر واهلدف، ليست واحدة مما يعطي للعدو االستعماري الفرصة للتدخل يف صفوف احلركات املتعارضة،لتأليب حركة على أخرى، بعد رمسه خلطط حتقق مساعيه يف تقسيم احلركات

.التحرريةارج أو الداخل يسبب الضرر الكلي للحركات فتلك التأثريات على احلركات الوطنية من اخل

نفسها، وبالتايل ملستقبل شعوا، والدليل على ذلك عدم متكن أقطار من حترير نفسها النقـسام نتيجة انتماءام املختلفة،مما يؤدي إىل تبعثر اجلهود اليت كانت جيب أن تتوحد أبنائها على بعضهم،

)48( .و تتظافر بدل االنقسام والتصادموبالرجوع إىل فكرة التحرر كتصرف مشروع حسبما أملته األعراف والقوانني الدوليـة،

عندما تستخدم احلركات التحررية األساليب العنيفة لتحقيق أهدافها، يتبـادر إىل أذهاننـا حـق اللجوء إىل القوة يف حالة الضرورة اليت عرفها التاريخ البشري، والذي كانـت تـسميه بعـض

ات باحلرب العادلة اليت كانت تغطي التربيرات الالزمة للقيام باحلرب كمبـدأ مقـدس يف االجتاه .العالقات اإلنسانية، للتخلص من قوى الشر يف العامل حسب املعتقدين ذا الطرح

، وخاصة )49( "طوماس"فهدف القائمني باحلروب العادلة هو السلم على حد تعبري القديس نة من طرف الشعوب احملتلة والواقعة حتت الـسيطرة االسـتعمارية، إذ إذا كانت هذه احلرب معل

تقوم حركاا التحررية بالكفاح واستخدام القوة،واملقاومة، وكل أنواع الدفاع امللحقة بالعـدو،

. 163، 162، ص 1990، يف سياسة االستعمار املركز العاملي لدراسات ااالت الكتاب األخضر طبعة الثالثة القذايف دراسات عصرية عن مكتبة- 47 . 164- 163، ص القذايف ، نفس املرجع دراسات عصرية عن مكتبة- 48

49 -Guillaume Bacot, la doctrine de la guerre juste, ED, Economica, 1989, paris, p 30.

Page 27: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 26 -

و بالتـايل األضرار املادية والبشرية واضعة نصب أعينها اهلدف احلقيقي، وهو بلوغ االسـتقالل، سلم والعيش بسالم، كما كان احلال بالنسبة حلرب التحرير اجلزائرية ضـد متكني الشعوب من ال .االستعمار الفرنسي

وقد أعطى ميثاق األمم املتحدة صفة املشروعية لفكرة العنف، يف مواقف اضطرارية كوضعية واالعتداء االستعماري، مبا ميكن للطرف املتضرر باستعمال كافة الطـرق، مبـا فيهـا االحتالل،

ومل يعتربهـا ح املسلح و املقاومة، الدفاع عن النفس، عن طريق حركات التحرر الوطنية، الكفا . مبفاهيم التجرمي املنصوص عليها وطنيا ودوليا إرهابا،

غري أن األمور تغريت يف السنوات اليت تلت احلرب العاملية الثانية، إذ شهدت تعاظم حـال و ألن انبثقت من صفوف الـشعوب املـستعمرة، حركات التحرير الوطنية ضد االستعمار، اليت

وليست دوال منهزمة، فقد حاولت الدول اليت كانت يف موقع احملتل هي الدول الكربى املنتصرة، أن ترتع عن حركات التحرير مصداقيتها و مشروعيتها، فراحت تتهمها باحلركـات اإلرهابيـة،

، ومـا )50(االام من االستعمار الفرنسي كحركة التحرير اجلزائري، اليت عانت األمرين من هذا تنعت به الكثري من احلركات التحررية يف العامل اآلن من طرف الدول اإلمربيالية الكربى، واحلاملة لشعارات دمقرطة الدول املتخلفة ،و محاية الشعوب من أنظمتها، واحلفاظ على حتقيـق حقـوق

.اإلنسان الباردة وعقبها إىل وصـف حركـات التحريـر إذ اجتهت الدول الغربية يف مرحلة احلرب ذلك عندما كانت الدول االشتراكية يف أوج إرهابية، باحلركات العنيفة، اليت ال ختلو من ممارسات

.ازدهارها، تتمسك بتشخيص ميثاق األمم املتحدة حلركات التحريران جيـري يف تعريفان على طريف نقيض، ملا ك -آنذاك-وبالتايل كان لقطيب النظام الدويل

، لكن بعد أفول املعسكر الشرقي واختاذ العامل وجهته حنو نظام القطب الواحـد، 51العامل الثالث بقيادة الواليات املتحدة األمريكية، أصبحت مفاهيم التحرر و احلركات الوطنية، تؤخـذ وفـق

هيم، حـسب املنظور الرباغمايت املنبثق عن مكانة القوة وجتسيدها يف وضع املصطلحات، واملفـا الرؤية األحادية الغالبة دوليا، ومع ذلك يبقى الغموض واحلرية وخلط األفكار كلها عبـارة عـن

.ملقتضيات الظروف اآلنية مراوغاة سياسية دولية،

. mondialisation et sécurité, Ed anep 2003, p56لغذاء، ا السيد حممد السيد أمحد، حول العوملة واألمن و- 50 . 56، ص نفس املرجع - 51

Page 28: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 27 -

إال أن القانون الدويل وضع معايري قانونية، وسياسية، لضبط كل التصرفات الواقعة حتت مع األحداث، والوقائع ،اليت تتعرض هلا العالقات فيما بني إطار ما ميليه من شرعية يف التعامل

مبا وفره من محاية للشعوب، خاصة الواقعة الدول، كما وضع أسس وشروط ملفاهيم التحرير،ومدى حقها يف استرجاع حريتها وكياا املستقل عرب حركات التحرير حتت السيطرة األجنبية،

لطابع الشرعي، يف ممارسة ما تراه مناسبا لتقرير مصري الوطين اليت وضعت هلا مقومات تعطيها ا .شعبهامبفاهيمها املعربة عن الدولة، و لقد ازدهرت فكرة الثورات احلديثة على إثر متخض فكرة

امتالك القدرات العسكرية، واالقتصادية، والسياسية اليت مكنتها من فرض سيطرا أو بث تقنياا .خل يف الكثري من شؤون الدول األقل منها قوة و نفوذاالتكنولوجية واحلربية، للتد

اليت كانت االستعماريةوقد جتسدت هذه السيطرة يف صورة خمتلفة، كان أشدها السيطرة حسب اعتقاد الدول االستعمارية وهكذا تبدو أمرا طبيعيا وضرورة لالرتقاء باجلنس البشري،

والتحكم لتحول الثورات اليت ظلم والعنصرية،وال كرست هذه النظرية قيم السيطرة واالستعباد، .إىل إيديولوجيات لالستعباد و اهليمنة زعمت باألمس قيادة العامل باسم احلرية،

وباإلنسان واحلقوق، ويف سبيل هذه السيطرة كانت التضحية بكثري من القيم، واملبادئ، اإلنسان مرحلة جديدة من التمرد ليبدأ تعد أمرا طبيعيا مما أجج روح التمرد لدى األفراد، ذاته،

.)52(ضد ثورات األمس، مؤكدا طبيعته اإلنسانية ،وواضعا بذلك حدودا للتاريختزامنت مع منو األفكار القومية وقد ترجم ذلك التمرد يف شكل حركات للتحرر الوطين،

Nationalismeا هذه احلرككما ات، اليت لعبت دورا كبريا يف االستراتيجيات اليت اعتمداكتسبت مشروعية سعيها من أجل حترير الشعوب اليت فوضتها واقعيا وضمنيا، بتمثيلها على

.)53(املستوى الداخلي واخلارجي سواء سياسيا، أو عسكريابنصه على مبدأ حقوق وقد مهد ميثاق األمم املتحدة األساس الشرعي هلذه احلركات،

، و 1514لستينات، بقرارات أممية من أمهها القرار رقم الشعوب يف تقرير مصريها ابتداء من فترة ااخلاص مبنح االستقالل للبلدان والشعوب املستعمرة، والذي نص صراحة على ضرورة وضع اية

و على وجه السرعة لكل أشكال االستعمار،حتت أي شكل كان، ومهما كانت غري مشروطة،جلمعية العامة لألمم املتحدة كذلك يف قرارها صوره، ومل يتوقف األمر عند هذا اجلدل، إذ ذهبت ا

52 -Albert Camus, l'homme révolté, p .296 53 -Ch.Albert, du droit de se faire justice dans la société internationale depuis 1945, paris, L.D.J. 1983 p.39

Page 29: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 28 -

اعتبار األنظمة االستعمارية و العنصرية، واألجنبية أنظمة ،18/12/1972 الصادر يف 3034رقم . )54(إرهابية

حركات تـستند إىل : "حركات التحرر الوطنية بأا " طلعت الغنيمي "وقد عرف األستاذ وتستمد كياا من تأييد اجلماهري الغاضبة على املغتصب، حق الشعب يف استعادة إقليمه املغتصب،

مث تستمد منه متوينها وتقوم عليه بتدريب قواـا، وتتخذ عادة من أقاليم البالد احمليطة حرما هلا، بة، ال على هزمية جيوش االحتالل يف صأا بسبب إمكانياا تركز جهودها على حتدي اإلرادة الغا

.")55(حرب منظمةاختلفت حركات التحرر الوطين حسب أشكال وطبيعة االستعمار، فالنضال التقليدي وقد

أصدق ،)56(وتعترب جبهة التحرير الوطين اجلزائري كان الصورة املالزمة للحركات يف بداية األمر، .(*)منوذج للنضال التحريري يف ذلك الوقت

إفريقيا، وآسيا مبثابة أقـاليم قابلـة إذ أن القانون الدويل العام التقليدي اإلمربيايل عد قاريت للتملك عن طريق االكتشاف و احليازة، وقد اعترب األقاليم اخلاضعة لالستعمار امتـدادا طبيعيـا إلقليم الدولة، وترتب على ذلك أن أضحت يف نظر ذلك القانون احلروب اليت ختوضها حركات

. )57(التحرر الوطين من قبيل احلروب األهلية مبنأى عن قواعد القانون الدويل املعاصر لتصفية االستعمار يف العرف الـدويل وبذلك ظلت

منذ حقبة الستينيات من القرن العشرين، والذي تبدى جليا مبناسبة اعتماد اجلمعية العامة لقرارهـا والذي كان من شأنه أن رفع ذلك التكييف املستبد حلروب التحرر الوطنية ليـربز 1514الشهري وهو األمـر الـذي اتية القانونية الدولية املتميزة لتلك الشعوب عن الكيان االستعماري، أخريا الذ

.)58(يستتبع االعتراف هلا بالشخصية القانونية الدولية املتميزة

54 -CH Albert, Op.cit, p.40

. 394، ص 1983ارف اإلسكندرية عو قانون األمم زمن السلم، منشأة امل العام، مي، الوسيط يف قانون السالم والقانون الدويلغنيحممد طلعت ال. د- 55يف أا وترجع خصوصية هذه احلركة ، تعد احلرب حترير اجلزائـر اليت قادا جبهة التحرير الوطين عالمة مميزة يف النضال ضد االستعمار يف شكله التقليدي- 56

دت جبهة التحرير الوطنية جمموعة من أعمال االستعمارية عموما، حيث قاشكلت ضربة قاصمة لالديولوجيةسطورة اجلزائر الفرنسية، وإمنا مل تقض فقط على أالقضية إىل الساحة الدولية ، األمر الذي أكسبها دعما خارجيا، سواء على كان أول آثارها خروج ، السيادة الفرنسية حرب طويلة األمدالعنف فرضت على .1955 حدث يف مؤمتر باندونج سنة أو الدبلوماسي مثلمااملستوى السياسي

(*) - R.Gaucher, les terroristes de la Russie tsariste à l’O.A.S l'histoire du XXème siècle, paris Ed Alain Michel, 1965, p 275. 51، ص 2001جامعة عني مشس القاهرة، سنة ، رسالة دكتوراه ، غري الدولية املسلحة ة يف الرتاعاتاشرية، محاية املدنيني واألعيان املدنيرقية عو. د- 57 .51 ص ،نفس املرجع - 58

. 212 ص 1994 الكويت، ط أوىل ،عة للكتب والنشرادار الطب،قانون الرتاعات املسلحة الدولية عتلم ، حازم .أيضا د

Page 30: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 29 -

ومع ذلك فإن الشكل الثاين للحركات الوطنية انبثقت عن تغيري االستعمار للونه التقليدي .ضد االستعمارجديد بروز نضال وطين دفعت إىل، تكتليةإستراتيجيةبتوخيه

وقد كانت احلرب الفيتنامية النموذج األمثل هلذا النوع من النضال التحرري ملواجهة ما )Néwcolonialisme.)59 باالستعمار اجلديديعرف

وإىل جانب االستعمار التقليدي واالستعمار اجلديد وما يقابلها من حركات وطنية، تعمل فروضة واليت جنحت إىل حد كبري يف إزالتهما بشىت الطرق، واملناهج الشرعية وفق املعطيات امل

والسياسية، فقد خرج االستعمار بشكل متجدد و بصورة قد ختتلف يف بعض األمناط واألساليب املتبعة، وبذلك أصبحت هناك مواجهة متجددة أيضا، بالنسبة حلركات التحرير وفقا هلذا اللون

.Supranéwcolonialisme، أو ما يعلق عليه باالستعمار الفوق جديد االستعماري املتجددألنه يأخذ أبعاد االستعمار التقليدي من جهة من حيث هدف السيطرة والتخطيط لالستحواذ على املناطق املستعمرة، ومن جهة أخرى يأخذ استراتيجيات االستعمار اجلديد فيما

يفرضه من تبعية والتمكن يف األخري من إحكام يرسخه من تغلغل يف النظام املستعمر، وما السيطرة، باإلضافة إىل ذلك فإن االستعمار الفوق جديد يتميز باالستمرارية وزرع تقنيات جد

سياسية، مثلما تقوم به و متطورة يف املنطقة املراد استعمارها، من أجل حتقيق مصاحل اقتصاديةلكثري من مناطق العامل، ناهيك عن ما يقوم به االحتالل والعراق واأفغانستانالواليات املتحدة يف

، واليت 1967اإلسرائيلي لألراضي الفلسطينية، بناء على سياسة التوسع اليت اتبعتها إسرائيل بعد استولت فيها بالقوة على كثري من األقاليم يف الدول العربية ااورة، مبا فيها أجزاء من مصر

.واألردن وسوريا و لبنان أمام الرأي العام ع ما مارسته احلكومة اإلسرائيلية من جرائم ضد اإلنسانية ضد الفلسطينينيم

العاملي، والقانون الدويل مكتوف األيدي ألن االستعمار الفوق جديد يؤكد أن واقع القوة هو العنصر احلاسم يف تنظيم العالقات الدولية و ليس القانون، و خاصة يف ظل النظام الذي كان

.عرف باجلديد مث أطلق عليه مصطلح العوملةي هإن االستعمار على الطريقة األمريكية يف ظل العوملة يترك للشعوب استقالهلا السياسي، لكنميارس عليها سلطة اقتصادية، وضغط سواء عن طريق اهلبة أو املساعدة، أو عن طريق تدخل

اليت حاولت احتالل ، إىل نضال جديد ضد الواليات املتحدة األمريكية ،1945إذ حتول نضال فيتنام من صورته التقليدية مع االستعمار الفرنسي بعد سنة - 59

.’’ساجيون ’’ فيتنام اجلنوبية بواسطة نظام حكم عميل هلا يف

Page 31: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 30 -

إيديولوجية و)60(ممارستها لضغوطات ثقافية إىل باإلضافةالشركات الرأمسالية املتعددة اجلنسيات، .عرقية، يف املناطق املراد االستفادة من ثرواا وإمداد استراتيجيات عليها و

ومن هنا ميكن اعتبار حركات التحرر مبختلف أشكاهلا هي الوسيلة الوحيدة الفعالة ملواجهة هذا املوضوع عـددا مـن أي لون من ألوان هذه االستعمارات يف كل مكان وزمان، وقد أثار

أمهها حتديد املقصود باالعتراف حبركات التحرر الوطين، حىت ميكن استبعاد صفة املسائل القانونية، اإلرهاب عما تقوم به، أمام إرهاب االستعمار والدولة املعتدية، وبذلك تأخـذ املـشروعية يف

.نضاهلا بكل أطوارها و أبعادهار الوطين إقرار الدول واملنظمات الدولية حبـق احلركـة ويقصد باالعتراف حبركات التحر

الوطنية املسلحة يف التمتع بالشخصية القانونية الدولية، لتمثيل شعب ميلك سندا إقليميا قانونيـا ميكنه من مباشرة الكفاح املسلح ضد التسلط االستعماري، وما ترتب على ذلك مـن اسـتفادة

نساين، ومنها على سبيل املثال املركز القانوين ألسرى احلـرب حماربيها حبماية القانون الدويل اإل ، مما يفسح هلا اال السياسي 61ومتتع ممثليها لدى الدول و املنظمات الدولية باحلضانة الدبلوماسية

والشرعي يف اختاذ ما تراه مناسبا من إجراءات وأساليب يف كسب قضيتها، وفق الشروط القانونية .املوضوعة هلا

ا�?/وط ا���)�(�8 �!/آ�ت ا�B!/ر: /ع ا����4ا�

لقد أصبح تفسري الغرب حلركات التحرير يف املركز األفضل كي يؤخذ كمرجع، مستعينا يف ذلك بتعاظم شأن حركات حقوق اإلنسان، والتشريعات املعاصرة اخلاصة بالقانون اإلنساين إلدانة

.ملدنينيالعنف على وجه اإلطالق ضد األبرياء وبالذات ضد اوهو موضوع ظل ينطوي على قدر من االلتباس، طاملا ظلت هناك أشكال عنـف ليـست موضوع إدانة، فأخذت هذه القضية أبعاد جوهرية يف الوقت الراهن أمام التساؤل يف ما إذا كـان

جتنـب هـذا كيفية يتعني التخلي عن العنف املشروع سبيال لتحقيق أهداف حتريرية مشروعة؟ و ومـاذا ميكـن )62( دانة، بدعوى أنه عنف قد يعرض مدنيني أبرياء للتهلكة ؟ شروع لإل العنف امل

60 -ديوان - الفصل الرابع12ة اجلزائرية للعالقات الدولية، عدد ل خمتار مرزاق، دور حركة عدم االحنياز يف حماربة االستعمار اجلديد والتميز العنصري، ا

. 22 ، ص 1988املطبوعات اجلزائر . 52-51رقية، املرجع السابق، ص عواشرية . د- 61 .56 املرجع السابق، ص ، السيد حممد أمحد.د - 62

Page 32: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 31 -

اعتبار العمليات الفيدائية، االنتحارية بالنسبة للبعض، واالستشهادية للبعض اآلخر؟واليت قد ينجم املدنية، منها الضحايا املدنني؟باألهدافعنها املساس

.)63( ماثل، أو أن التضحية بالذات تربر التضحية بالغري؟فهل أن هذه األفعال مدانة على النحو املإن الشعب املؤهل حلقه الثابت يف تقرير املصري و الذي مت حرمانه من املمارسة السلمية هلذا احلق، حيق له مبوجب االجتاه العام يف القانون الدويل الوضعي، أن يشكل حركات التحرير الوطين

مثال منح منظمة التحرير الفلسطينية بأغلبية ساحقة صفة املراقب الدائم اخلاصة به، وذه الكيفية مت .)64(يف خمتلف أجهزة وهيئة األمم املتحدة

كما أن هناك اتفاق عام على أن حركة التحرر الوطين تستطيع أن تكون من الناحية القانونية بالـضبط نزاعـات وأن حروب التحرير الوطنية املعترف ا كذلك ليست مسلح،طرفا يف نزاع .)65(مسلحة داخلية

:يليوعلى ضوء ما شهده قانون املعاهدات من تطور يف هذا اال، ميكن استخالص ما أن قوانني احلرب غالبا ما طبقت يف حروب حركات التحرر الوطين، وعادة يف أعقاب فتـرة - أ

لسحق الثـورة قبـل أن من اإلجراءات القمعية، أو التشريع اخلاص حباالت الطوارئ، واملصمم .تكسب زمخا

هامة هلا داللتها من هذه القاعدة، واملثال على ذلك هو رفـض إسـرائيل تغري أن هناك استثناءا .الفلسطينينيتطبيق قوانني احلرب على الثوار

لقد أظهرت الدول استعدادا لتطبيق مبادئ قانون احلرب، وملعاملة املعتقلني كأسرى حرب - بهد بالتزامات تطبيق القانون، وإعطاء صفة أسرى احلرب عالنية، أي أن الدول تريـد بدال من التع

. تطبيق القانون دون أن تكون ملزمة به رمسيابينما كانت حركات التحرير الوطنية أكثر استعدادا لتطبيق قانون احلرب والتمسك به علنا،

، )66( نزاعها ولكـسب الـشرعية الن هلا مصلحة يف تدويل وإعالن التعاون مع الصليب األمحر، .ناهيك عن الفوائد و املزايا السياسية اليت ميكن أن يتحصل عليها أعضاؤها املعتقلني

وبالرغم من تبلور مفهوم حركات التحرر الوطين، إال أن تعدد أشكاهلا ومظاهرها، واتساع عتـراف ـا أمـرا نطاقها جيعل حتديد جماهلا وإجياد شروط مشتركة بينها، لتكون كمعـايري لال

. 57، ص السابق املرجع ،السيد حممد أمحد.د - 63 . 140ت، ص . ملتقى احلوار العريب الثوري الدميقراطي، د،حممد عزيز شكري، املقاومة الوطنية بني العنف اإلرهاب. د- 64 . 141، ص عنفس املرج - 65 .142 ص ،نفس املرجع - - 66

Page 33: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 32 -

لكن وجود هذه احلركات على الساحة امليدانية، وصدى أعماهلا حتت إطـار املظلـة ، )67(صعباالقانونية، أدى إىل إجياد اتفاق على صيغ وضوابط ال ينبغي جتاوزها، للحيلولة دون نزع املشروعية

.على األعمال الصادرة من احلركات التحريريةنضالية من أجل التحرير الوطين موضوع جدل كبري بعد احلرب فقد كانت طبيعة العمليات ال

إذ أكدت اجلمعية العامـة - آنذاك -العاملية الثانية، حتت ضغط الدول النامية ودول الكتلة الشرقية لألمم املتحدة يف مناسبات عديدة خالل عقدي الستينات والسبعينات شرعية نضاالت من هـذا

إفريقيا، وقد طالبت هذه الدول أن تضمن تطبيـق اتفاقيـات القبيل، كانت حتدث يف مناطق يف .)68( 1949جنيف لسنة

وهو أكثر عمومية وشبه تشريعي، حـول وضـع 130/28وقد تبنت اجلمعية العامة القرار املتحاربني املنخرطني يف صراعات من أجل التحرير الوطين من السيطرة االسـتعمارية واألجنبيـة

أن صراعات من هـذا : وقد نصت فقرته العملية الثالثة على املبدأ القائل وأنظمة احلكم العنصري، )69( .1949القبيل جيب اعتبارها نزاعات مسلحة دولية باملعىن الذي تنطوي عليه اتفاقيات جنيف

، هي البحث عن 1977-1974 ومن ضمن األسباب اهلامة للدعوة لعقد مؤمتر جنيف لسنيت .رتاعات املسلحة اليت تسعى إىل تقرير املصري والتحرر الوطينمعاجلة مشكلة وضع تصنيف لل

من " 3"ومتخض عن التأكيد على تلك املعاجلات، أن أول أعمال املؤمتر وافقت على القرار الربوتوكول األول الذي يدعو حركات التحرر الوطين املعترف ا من جانب املنظمات احلكومية

مرغوبية وجدوى تـصنيف احلركـات لاملؤمتر حو حادة طيلة املشاركة يف املؤمتر، وبعد مناقشة 96/3 و 1/4النضالية من اجل التحرير، على أا نزاعات مسلحة دولية متت املوافقة على املـواد

وصوتت ضدها إسرائيل فقط، رغم أن عدد الدول الغربية اليت امتنعت عـن التـصويت كـان .)70(كثريا

. 52رجع السابق، ص امل، رقيةعواشرية. د - 67، 1النظام العاملي اجلديد، حدود السيادة حقوق اإلنسان، تقرير مصري الشعوب، الفارس للنشر و التوزيع، ط مورمتر سيلرز ، ترمجة صادق إبراهيم عودة ، - 68

.186، ص2001 . 187، ص املرجع نفسه - 69 .187 ص املرجع نفسه، - 70

Page 34: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 33 -

اك عدة معايري إلمكانية تطبيق الربوتوكول األول، و و من خالل ما سبق يتبني أن هن على الرتاعات املسلحة اخلاصة بالتحرير الوطين، و تتمثل هذه املعايري يف 1949 جنيفاتفاقيات

.نوعية الصراع، و طبيعة حركة التحرير الوطين يف حد ذاا : و على هذا األساس ينبغي مراعاة ما يلي

اعات من أجل التحرير على القواعد اليت حتكم الرتاعـات املـسلحة جيب أن تنطوي الصر : أوال أوال أوال أوال .الدولية .)71(جيب أن يؤيد حق ذلك الشعب يف تقرير املصري : ثانياثانياثانياثانيا

ألن مفهوم االحتالل األجنيب يتطابق مع مفهوم اهليمنة األجنبية يف إعالن األمم املتحدة عن التعاون الدويل، و هو أوسـع مـن صـياغته مبادئ القانون الدويل املتصلة بالعالقات الودية و

1949 لسنة جنيفباالحتالل من طرف حمارب حسب مفهوم املادة املشتركة الثالثة من اتفاقيات و الـصحراء الغربيـة، و منـاطق االحـتالل -سابقا-إذ يغطي بوضوح حاالت، مثل ناميبيا

املادة الثالثة تلك، فال ميكـن مما شكل صعوبة للفصل يف تلك األوضاع بناء على ،)72(اإلسرائيليوبالتايل اعتبار كل املقاتلني دف تقرير املصري مؤهلني الكتساب صفة حركات التحرير الوطين،

االستفادة من مقتضيات احلماية، واالمتيازات املطبقة على الرتاعات الدوليـة املـسلحة، لـذلك : ثل فيما يلي وضعت شروطا تأهيلية حلركات التحرير ينبغي توافرها، و تتم

، و أن تكون جنيف، و أن تطبق اتفاقيات 96/3ال إىل الربوتوكول األول مبوجب املادة تثاالم -1

.)73(سلطة متثل الشعب و قد اعتد البعض بوجودها مبجرد وجود نزاع مسلح ملدة معينة، مما يعطي الطابع التمثيلي

.لوال تدعيم الشعب هلاللحركة التحريرية اليت ال ميكن الصمود و االستمرار لكن هناك رأي يذهب إىل االحتجاج باألحداث اليت تظهر بعض اجلماعات الثائرة، اليت ميتد وجودها إىل سنوات طويلة، من خالل إجبار الناس على تقدمي الدعم هلا مثل حركة حماريب

ثالثة مثل حركة ، يف البريو، أو بتلقي دعم من دولة"الدرب املضيء"العصابات املاوية املسماة األمريكية يف نيكاراغوا، كما أن هناك إمكانية سعي املتحدة، اليت تدعمها الواليات’’الكونترا’’

.188، ص السابقاملرجع مورمتر سيلرز، - 71 .189، ص املرجع نفسه- 72 .189، ص املرجع نفسه - 73

Page 35: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 34 -

و NPLAسلطات عديدة إىل متثيل شعب، كما حدث يف أنغوال مع احلركة الشعبية لتحرير أنغوال بهة الوطنية لتحرير ، و اجلUNITAاإلحتاد الوطين من أجل االستقالل التام ألنغوال" يونيتا"

FNLAأنغوال74.

.و قد يؤدي ذلك إىل تفاقم املشكالت حول أهلية التمثيل مبعىن أنه ، 96/3أما الشرط الثاين فيتعلق بطبيعة السلطة من حيث إصدار إعالن مبوجب املادة -2

جنيـف جيب أن متتلك حركة التحرير الوطين اليت تنوي تطبيق الربوتوكـول األول و مواثيـق و مبقتـضى هـذا . 75 من الربوتوكول 43خصائص القوات املسلحة، كما جاء وصفها يف املادة

الشرط ال بد أن متتلك حركة التحرير قوة منظمة ذات قيادة تناط ا مسؤوليات، وفقا لنظامهـا الداخلي الذي حيمل كل القواعد التنفيذية لاللتزام بكل القوانني املوضوعة مـن أجـل احلركـة

.ية، و خاصة االمتثال إىل القانون اإلنساين و السهر على عدم اخلروج عن إطارهالتحـررو نالحظ أن اتمع الدويل ال يعترف إال باحلركات القوية، و املؤطرة سياسيا، باإلضافة إىل دة التزامها بتنفيذ ما ورد يف املواثيق و الربوتوكوالت الدولية، مما يعطيها احلق يف املطالبة باالسـتفا

.من القواعد الدولية املتعلقة بالرتاعات املسلحة

.هناك شرط التنظيم و السيطرة اليت ينبغي على حركة التحرير ممارستها على قواا -3فمن احملتمل أن تكون بعيدة عن املوضوعية، ألنه يف بعض احلاالت و من خالل غياب

و رمبا انعدام التنظيم الذي عادة ،)76(اقياتسيطرة سلطة ما، يتضح عجزها عن التنفيذ الفعال لالتف .ما يتجلى فيما تقوم به من أعمال عشوائية أو اختاذ مواقف متضاربة بني أعضائها

فيقف حينئذ املراقب احملايد، أو الدولة ذاا أمام صعوبات مجة لتحديد هذا الشــرط و .مدى التزام احلركة التحررية به يف مواجهة الغري

إىل ذلك فقد حددت املنظمات الدولية و اإلقليمية تلك الشروط الواجب باإلضافة -تلك اليت تباشر الكفاح املسلح فعليا وواقعيا، و : "توافرها لالعتراف حبركة التحرر الوطنية بأا

.189سيلرز، املرجع السابق، ص مورمتر -74 .189، ص نفس املرجع - 75 .190، ص املرجع نفسه- 76

Page 36: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 35 -

تلك احلركات الوطنية اليت أنشأت جبهات مشتركة، و اليت هلا أكثر احلظوظ يف احلصول على .)77("االستقالل يبقى التمثيل احلقيقي و الفعال للشعب هو من يعطي الصفة القانونية و الشرعية و -

مما تتمتع به حركات ،)78(حلركات التحرر، حىت و إن تعددت احلركات لتمثيل شعب واحدالتحرر من تأييد شعيب، و استقطاب املنضمني إىل صفوفها، ألنه يفترض أن يكون هلا تنظيم

. كان بسيطاعسكري و إقليمي حىت و إنفضال عن ضرورة توفر عنصر جوهري أال و هو النضال املسلح الذي يعد أساس تكوين -

حركات التحرر، كما ينبغي أن يكون هذا الكفاح فعليا وواقعيا، و إّذا كان االجتاه يف هذا اال درجات معينة من ينصرف إىل مفهوم الواقعية اإلقليمية، إال أنه يتعني التنبيه إىل أن الواقعية أيضا

.)79(فعالية احلركات و إنتصاراا السياسية العسكرية نستخلص مما سبق أن هذه الشروط الواجب االلتزام ا إلضفاء صفة الشرعية حلركات -

التحرر الوطين، سيكون هلا حتما تأثريا يف التعامل معها على الصعيد الداخلي و الدويل، باعتبارها ته و دوره الفعال يف اموعة الدولية بعد االعتراف من قبل العناصر الفاعلة يف كيان قانوين له مكان

النظام الدويل، بناء على ما أقرته االتفاقيات الدولية اليت سيكون هلا آثار ال حمالة يف تفعيل هذه .احلركات، و الدفع ا إىل االستمرار يف سعيها حنو كسب قضاياها العادلة

ث�ر اB)7/اف ب!/آ�ت ا�B!/ر O:ا� /ع ا�#��4

لقد نشأ االعتراف حبركات التحرر الوطين من ممارسة األمم املتحدة، املتعلقة بإعطائها فرصة املشاركة يف نشاطاا املنظمة، فمنذ أوائل السبعينات دعت خمتلف هيئات األمم املتحدة حركات

س مصاحلها، و قد أثريت قضية التحرر الوطين للمشاركة بصفة مراقبني يف املناقشات اليت متاملشاركة ألول مرة يف جلنة األمم املتحدة االقتصادية اخلاصة بإفريقيا، اليت صممت على دعوة احلركات املعترف ا من جانب املنظمات اإلقليمية يف إفريقيا، أي منظمة الوحدة اإلفريقية و

.52 ص ،عواشرية رقية، املرجع السابق.د - 77 املعترف ما لتمثيل الشعب األنغويل FLNA و جبهة التحرير الوطنية ألنغوال NPLA من اعتراف بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير أنغوال مثلما وقع - 78 .53عواشرية رقية، املرجع السابق، ص .د - 79

Page 37: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 36 -

ية العامة، و منظمات األمم املتحدة و جامعة الدول العربية، و انتشرت العادة تدرجييا إىل اجلمع )80(.وكاالا املتخصصة

و قد ذهب العديد من املؤلفني، إىل أن مسألة اعتراف املنظمات اإلقليمية حبركات التحرير و 1/4الوطين ال يزيد عن كونه خيلق انطباعا، و يوفر مؤشرا معينا على أهلية احلركة مبوجب املادة

ن احلقيقة اليت تقول أن سلطة كهذه اعترف ا أو مل يعترف ا، على هذا و مفاده أ،96/3املادة .)81(األساس من قبل منظمة حكومية مناسبة، قول يف حمله

لكن هناك أوضاع ال تتناسب مع االعتراف اإلجباري من جانب املنظمات، عندما نكون ار االعتراف حبركة بصدد مناطق ال يوجد ا منظمات، و هنا يطرح اإلشكال يف مدى اعتب

. حتريريةو باالستناد إىل شروط االعتراف باحلركة اليت يفترض فيها القيام بالسيطرة على جزء من التراب الوطين، بناء على ما اقتضته املادة األوىل من الربوتوكول الثاين، الذي يشكل جزءا من

ارب مبوجب قوانني احلرب و العرف الذي مل يعد يساير الزمن، و القاضي باالعتراف بوضع احمل .)82(أعرافها

و تعرض ذلك االعتبار إىل النقد ألنه غري مالئم اآلن، و خاصة فيما يعرف حبرب العصابات الذي ال ميكن فيه حلركات التحرير أن حتتفظ بنمط معني أو منطقة مستقرة يعينها، ألا قد تقوم

باإلضافة إىل كون النضال من ،)83( و خارجيا بأعماهلا النضالية يف مناطق عديدة و خمتلفة داخلياأجل التحرير الوطين يقوم على حق أساسي، و هو حق الشعوب يف تقرير املصري الذي سيستمد مكانته ليس من السيطرة الفعلية على األرض، و إمنا ممن يقومون بذلك النضال و ميثلون أفراد

.الشعب

أدخلت تركيا تعديال يعكس السنة الـيت سـارت ،1949 عام الذي قام بتطوير وإعالن الربوتوكوالت اليت أضيفت إىل اتفاقيات ،1977- 1974ففي مؤمتر جنيف - 80

وال تكـشف من الربوتوكول األول ال تنطبق إال على حركات التحرير اليت تعترف ا املنظمة احلكومية اإلقليميـة املعنيـة، 1/4عليها األمم املتحدة، واليت مضموا أن املادة أعلنـت تركيـا يف اية املؤمتر، 1/4يل، لكن اللجنة األوىل مل توافق عليه أبدا ،ومع ذلك عندما جرى التصويت على املادة األعمال التمهيدية شيئا يذكر عن سجل هذا التعد .190ص رجع السابق،امل متر سيلرز،ورم انظر بالتفصيل،. اإلقليمية باحلركات املذكورة تودول أخرى أن تطبيقها مرتبط باعتراف املنظما

.191مرجع نفسه، ص - 81 .191، ص املرجع نفسه - 82 .من أمثلة حركات التحرر اليت ليس هلا سيطرة على التراب الوطين، جند منظمة التحرير الفلسطينية - 83

Page 38: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 37 -

اإلقليمية حبركات التحرر اعتراف جزئيا بالدور و قد مثل اجلدل حول أثر اعتراف املنظمات احلاسم للتوصيف ضمن هذا السياق، غري انه باإلمكان توسيع نطاق اجلدل ليشمل مجيع املظاهر

.)84(األخرى ليطبق القانون اإلنساين على هذا النوع من الصراع :يليما و يترتب عن االعتراف حبركات التحرير الوطين نتائج و آثار عديدة تتمثل في

اكتساب الشخصية القانونية الدولية ضمن الدول و املنظمات الدولية، و التمتع بالتأهيل - 1القانوين ملمارسة التصرفات القانونية، غري أن تلك الشخصية اليت كفلت حركات التحرير الوطين

ددة قد كانت شخصية وظيفية شأا يف ذلك شأن الشخصية املكفولة للمنظمات الدولية، حم .)85(باألغراض اليت تؤهل هذا الشخص للقيام بتحقيقها، كما أا جتعل منه شخصا دوليا جزئيا

و بذلك تعترب حركات التحرير ،نظرا لعدم إمكانية تطبيقها لكل قواعد القانون الدويل أشخاصا دولية قائمة بذاا، تتمتع باحلقوق و تلتزم بالواجبات اليت متكنها من ممارسة حقها يف

.تقرير املصري بكل معايريه املعترف اكما أن حركات التحرير الوطين هلا أهلية الدخول يف اتفاقيات دولية مع الدول املعترف ـا -2

.)86(ثنائية كان أو متعددة األطراف و خري مثال على ذلك تقدم جبهة التحرير الوطين اجلزائرية إبان الثورة التحريريـة بطلـب

االتفاقية إذ اعتربت اجلزائر طرفا يف تلك 1960، يف سنة 1949 لعام جنيف إىل اتفاقيات االنضمام إيفيان بني فرنسا و جبهة التحرير الوطين اتفاقية مصريية مثل اتفاقيةمنذ ذلك التاريخ، و قد تكون

تاء ، و اليت أقرت حق تقرير املصري للشعب اجلزائري عن طريق استف 1962 مارس 18اجلزائري يف .)87(عام

و من نتائج االعتراف متتع أعضاء حركات التحرير الوطين حبق حضور اجتماعات املنظمات -3الدولية و العضوية فيها، و هو األمر الذي ميكنها من إنشاء العديد من العالقات الدبلوماسية مـع

.الدول و احلصول على اعتراف دويل واسع اسـتدعت 3151بيقا لتوصية اجلمعية العامة رقـم و تط 1974فعلى سبيل املثال منذ عام

احلركات التحررية يف جنوب إفريقيا للمشاركة يف اجتماعاا كعضو مراقب، باإلضافة إىل متتـع

.192، ص السابقمرجع متر سيلرز،رمو - 84 .216، ص 1993عامر التونسي، قانون اتمع الدويل املعاصر، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، بن .د - 85 .216ص بن عامر التونسي، املرجع السابق، ،ا أيضو..53ة رقية، املرجع السابق، ص عواشري.د - 86 .53املرجع نفسه، ص ة رقية،عواشري.د - 87

Page 39: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 38 -

و ما يوفر ،)88(1961 و حصانات وفق ما جاء يف معاهدة فيينا لعام بامتيازاتممثلو هذه احلركات اخلي و اخلارجي ملمارسة النشاطات الـسياسية و من تسهيالت ألعضاء احلركة على الصعيد الد

.اإلعالميةو من األمور اليت أكدت عليها املنظمات الدولية يف العديد من قراراا، شـرعية مـساعدة -4

،و لزوم الوقوف إىل جانـب )89(حركات التحرير الوطين يف نضاهلا املسلح من أجل تقرير املصري العتراف بشرعية كفاحها، و قد أثري يف هذا اال تـساؤل الشعوب املكافحة يعد نتيجة مباشرة ل

حول شرعية املساعدات العسكرية املقدمة للحركات التحررية، حىت أن توصيات اجلمعية العامـة لألمم املتحدة كانت غامضة يف هذا الشأن، إذ اكتفت بالنص على ضـرورة تقـدمي مـساعدة

مما جعل الباب مفتوحـا أمـام كـل أنـواع ، )90(ضرورية هلذه احلركات دون حتديد طبيعتها املساعدات حىت العسكرية منها يف غياب نص صريح، و قد ثبت يف الواقع الـدويل أن قـدمت

.مساعدات عسكرية ملختلف احلركات التحريرية دون صدور أية إدانة دولية عن ذلكاحلركـات فاعترب سكوت القانون الدويل عن توضيح طبيعة و نوعية املساعدات يف صـاحل

.التحررية، و هو مبثابة أكرب ميزة تستفيد ا احلركات لتدعيم و مواصلة كفاحها قد متخض على إصباغ الشخصية القانونية على الشعوب اليت تناضل من أجل تقرير مصريها، -5

أن اعترف النظام القانوين الدويل هلذه الشعوب حبقها يف اللجوء إىل استخدام القوة يف احلروب اليت ختوضها من أجل تقرير مصريها، غري انه قد كان من شأن قيام حظر استخدام القوة يف العالقـات الدولية مبقتضى املادة الثانية الفقرة الرابعة من ميثاق األمم املتحدة، أن ثار جدل حـول األسـاس

.)91(القانوين الذي تبىن عليه املشروعية لتتقامسها نظريتني أساسيتني، دافع عنها الفقه السوفيايت آنذاك و تؤسس هذه املشروعية على مبدأ حـق النظرية األوىل

.الشعوب يف تقرير املصري

.269بن عامر التونسي، املرجع السابق، ص .د - 88 :ير الوطين التوصيات التالية من توصيات اجلمعية العامة اليت تعترف حبق و شرعية تقدمي املساعدات حلركات التحر - 89 .1968 لعام 2446 - .1969 لعام 2548 - .1970 لعام 2685 - .266ص ،بن عامر التونسي، املرجع السابق .د - .266، ص نفسه عرجامل - 90 .55 املرجع السابق ، ص ،عواشرية رقية.د - 91

Page 40: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 39 -

آسياوية، و قد أسست هذه النظرية استخدام القوة -و الثانية تعرف بالنظرية اهلندية أو األفرو .)92(51على حق الدفاع الشرعي الذي نص عليه ميثاق األمم يف مادته

رية األوىل إىل القول بأن احلق يف النضال املسلح هو استثناء للمبدأ القاضي فذهب أنصار النظحبظر استخدام القوة يف العالقات الدولية، و الذي جيد أساسه يف حق الشعوب يف تقرير مصريها و

.)93(الذي أضحى من القواعد اآلمرة يف القانون الدويل العام ، 1971 جويلية21 الدولية يف قضية ناميبيا يف حيث جاء يف الرأي االستشاري حملكمة العدل، بأن ممارسة تصفية االستعمار 1975 أكتوبر 16مث مبناسبة رأيها يف قضية الصحراء الغربية يف

.)94(القائم على حق الشعوب يف تقرير مصريها يعرب بداهة عن قاعدة قانونية عرفية مربرين مشروعية اللجوء للقوة -ذاكآن-إال أن هناك تأييد كبري من فقهاء العامل الثالث

من امليثاق األممي، على اعتبار أن 51املسلحة على أساس حق الدفاع الشرعي، وفقا لنص املادة اليت تدفع بالواقعني حتته إىل ،)95(االستعمار و كل أنواع االحتالل ميثالن أقوى صور العدوان

.ب و األجدى لصد أي اعتداءالدفاع عن النفس باستعمال القوة و هي الصورة األقرو الواقع أنه أي كان أساس مشروعية النضال الذي ختوضه حركات التحرير الوطين فإن

القائمني به يعتربون مناضلني من اجل احلرية، و ليسوا إرهابيني كما يصفهم الغرب اآلن، حيث اإلضايف األول لعام ، و الربوتوكول1949 األربعة لعام جنيفأم يستفيدون من نصوص اتفاقيات

.)96(، خاصة تلك املتعلقة بالوضع القانوين ألسري احلرب1977و استنادا إىل ما سبق فإن الشعب املؤهل حلقه الثابت يف تقرير املصري حيق له مبوجب االجتاه العام من القانون الدويل، أن يشكل حركات التحرر الوطين اخلاصة به مثال منظمة التحرير

.، حركة محاس، و حزب اهللا، و غريمها من احلركات التحررية يف العامل املعاصرالفلسطينيةو على إثر اكتساب الشخصية القانونية للحركات فقد مت مثال منح منظمة التحرير الفلسطينية صفة املراقب الدائم يف خمتلف أجهزة و هيئات األمم املتحدة، مع منحها قسم صفة

.)97(1994-1993تفاقيت أوسلو األول و الثاين لعامي سلطة احلكم الذايت مبوجب ا

.55، ص السابقاملرجع ،عواشرية رقية.د - 92 .55، ص نفس املرجع - 93 .56، ص نفس املرجع - 94 .14/12/1974 مؤرخ يف 3314 تعريف العدوان يف قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة رقم - 95 .56عواشرية رقية، املرجع السابق، ص .د - 96 .185، ص1999، 1 دراسة قانونية نقدية، دار العلم للماليني، طحممد عزيز شكري، اإلرهاب الدويل و النظام العاملي الراهن،.د - 97

Page 41: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 40 -

و خالصة القول أن االعتراف الذي جيعل من حركات التحرير الوطين شخصية قانونية دولية خيوهلا حقوقا من أجل بلوغ هدف تقرير املصري من خالل التواجد املشروع امليداين و الفعال و قد

برق و أساليب لتحقيق مراميها، فتأيت هـذه األسـالي أتيح هلا بذلك اختاذ ما تراه مناسبا من ط مبقتضى الظروف احمليطة باحلركة التحررية، فقد تتمثل يف الدفاع الشرعي وفق الشروط القانونيـة

.طرق إليه يف الدراسة اآلتيةنت من ميثاق األمم املتحدة، و هذا ما س51اليت وضعتها املادة

Page 42: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 41 -

:ا��&,+ ا�#��4����Pه/ ا����و F� /�P� ا����ع ا�?/(� آ

فروع 3ىل إو ينقسم هو اآلخر

أس,�ب ا����ع ا�?/(�:ا� /ع اول

إن حياة الدول كحياة األفراد، فهؤالء هلم احلق يف القتل يف حالة الدفاع :" يقول مونتيسكيو .)98("كيااالطبيعي، و تلك هلا احلق يف احلرب للمحافظة على

و كما هو الشأن لكل قواعد القانون الدويل فإن الدفاع عن النفس ظهر كقاعدة عرفية يف مراحله األوىل، مث تطور مثلما تطور العرف الدويل بصفة عامة حىت ارتقى إىل قاعدة قانونية ملزمة

. حسب النصوص القانونية من ميثاق األمم املتحدةفس حمل نقاش و جدل يف املؤمتر السادس للدول األمريكية لقد كان موضوع الدفاع عن الن

، غري أن املسألة بقيت دون حل يف نطاق عالقات الدول يف القارة األمريكية 1928يف هافانا عام ، إذ أكدت بعض الدول على قانونية هذا النوع من استعمال القوة، استنادا إىل 1936حىت عام

.)99( الدفاع عن النفس القواعد األساسية املوضوعية كحالةو من خالل هذا اجلدال ينبثق التساؤل حول سريورة هذا املبدأ يف العالقات الدولية أو مدى

. كسبه للشرعية الدولية عرب املراحل املختلفةلقد كانت فترة العشرينيات أي بعد احلرب العاملية األوىل حىت احلرب العاملية الثانية، تبني أن

تمع الدويل ميزه طابع اإلثارة و االستفزاز، مبا كان يفرزه التوتر الشامل بني الدول مفهوم وواقع ا .الدولينياألوروبية من ديد و مساس باألمن و االستقرار

للتعبري عن ،1928و عقب عهد العصبة، و إتفاقية لوكارنو جاءت إتفاقية بريان كيلوغ سنة لدول بصدد الدفاع الشرعي، و خالل تلك الفترة رغبات الدول املشتركة فيها لتحقيق حقوق ا

انتشر رأي يرى بأن لكل دولة احلق يف تفسري مسألة الدفاع عن النفس، و استعمال القوة بصورة .)100(شرعية بطريقتها اخلاصة

98 - Monteskieu, de l'esprit des lois , livre x chapitre 11 Ed , Flammarion Tome 1 , p 273.

.53، ص 1983املطبوعات اجلامعية، ، ديوان 1977-1914صالح الدين أمحد محدي، العدوان يف ضوء القانون الدويل، - 99 .55، ص نفسه املرجع - 100

Page 43: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 42 -

و بعد النتيجة اليت خرج ا اتفاق بريان كيلوغ اليت حرمت اللجوء إىل احلرب، فإن الدفاع إليه كاستثناء لعدم شرعية استعمال القوة العسكرية، و لذلك صدرت تقارير الشرعي ظل يشار

أن هجومات اعتربتتابعة لعصبة األمم اليت ) adhoc( من قبل جلنة خاصة 1937 و 1933عامي اليابان على الصني آنذاك،مل تكن حتظى بغطاء الدفاع الشرعي كما احتج األول بذلك، و كذلك

على أساس أن ذلك NUREMBEURGرمي احلرب النازيني يف نورمبورغ بالنسبة حملاكمة بعض جم .)101(العمل كان دفاع شرعي وقائي، و أن احملكمة ال تنظر إال يف احلروب العدوانية :فريقنيو قد انقسم موقف الفقه الدويل احلديث حول مسألة الدفاع الشرعي إىل

تعمال القوة دفاعا عن النفس إال يف حالة ال ينشأ حق اس51فريق معارض يرى أنه حسب املادة - معتدية و األخرى ضحية العدوان، و إحدامهاوقوع هجوم مسلح من قبل دولة ضد دولة أخرى،

سكان ايف حالة الشعوب احملتلة أقاليمها أو املستعمرة، ال يكون هناك سوى دولة، و يقابله .ستعمرة هجوما مسلحامستعمرون، و ال ميكن اعتبار وجود الدول احملتلة أو امل

ينشأ حق الشعوب يف الدفاع عن النفس، و استخدام القوة املسلحة بصورة مشروعة بناء من ميثاق األمم 51على هذا احلق، و أنصار هذا الفريق عندما يلجؤون إىل التفسري الضيق للمادة

ودها األنظمة املتحدة، إمنا حياولون بذلك الوقوف ضد حركات التحرير الوطين اليت يهدد وج .)102(االستعمارية

و ما ميكن استخالصه من هذا االجتاه هو رغبته يف جتريد الصبغة القانونية عن حروب التحرير، و كذا نزع صفة الشرعية من احلركات التحررية لضمان استمرارية السيطرة االستعمارية

ون هذا االجتاه بتأييد فكرة و اهليمنة األجنبية، بكل أشكاهلا و أبعادها، على الرغم ممن يناقض من امليثاق املشار 51الدفاع الشرعي، مربرين شرعيتها و إلزامية اختاذها كحق مقرر بنص املادة

.إليهاو قد نظر أصحاب هذا االجتاه إىل أن كون األمم املتحدة قد اعترفت مبشروعية كفاح

ص من هذه السيطرة ال ميثل أي الو اخلواألجنبية الشعوب الواقعة حتت السيطرة االستعمارية،تطبيق لا، بل هو على عكس ذلك يشكل 2625انتهاك للميثاق، أو لإلعالن املعتمد بالقرار رقم

م، و النتيجة احلتمية للمبادئ اليت أكدا هاتان الوثيقتان ما دامت الدولة اليت ختضع شعبا ما يالسل غري مشروع، كان القانون الدويل حريصا يف بالقوة للسيطرة االستعمارية أو األجنبية ترتكب عمال

101 - Dominique Careau, droit international, 3ème édition, Apedone, n°1, 1991 p 225.

.379، ص 1986للشعوب يف القانون الدويل املعاصر، املؤسسة الوطنية للكتاب، عمر إمساعيل سعد اهللا، تقرير املصري السياسي . د- 102

Page 44: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 43 -

إطالق هذه الصفة عليه، و للشعب املقهور أن يناضل ممارسة حلقه الطبيعي، و الدفاع عن .)103(نفسه

،و قد أنشأ هذا احلق كرد فعل للهجوم املسلح ضد سالمة األراضي، و الكيان املادي للدولد خطر متوقع و إذا عمدت الدولة إىل لكن الدفاع عن النفس يكون يف شكل حرب دفاعية ض

اختاذ هذا األسلوب من استعمال القوة يف حادثة معينة يتطلب منها إعطاء تربير لعملها الكتساب .صفة الشرعية

و ما عدا ذلك تعد أعمال استعمال القوة غري مشروعة، و الضروري يف صيانة بعض و رى، فتلك احلقوق تتعلق بسالمة األراضياحلقوق األساسية املعنية للدولة ضد انتهاك دولة أخ، الذي يبقي كضرورة و حتمية واقعية يف )104(االستقالل السياسي ، و حقوق الدفاع عن الشعب

، )105(النظام الدويل، كثريا ما أقرته القرارات األممية و احملاكم الدولية خاصة حمكمة العدل الدولية على أن كل دولة عليها واجب 24/10/1970 ؤرخ يف امل2625قد أكد قرار اجلمعية العامة رقم و

االمتناع عن كل عمل قسري يكون فيه حرمان للشعوب الواقعة حتت السيطرة االستعمارية ، و بذلك )106(وكذا حقها يف احلرية و االستقالل األجنبية، اليت من حقها تقرير مصريها بنفسها،

طرة االستعمارية له مربر شرعي مما أدى يكون كفاح احلركات التحررية من أجل استبعاد السيباموعة الدولية إىل السهر على التمسك مبا خيوله القانون من حقوق، خاصة بالدفاع الشرعي يف فترة ازدهار منظمة األمم املتحدة، و قوا من خالل جتسيد التدخل العسكري كرد فعل هلجوم

و مبا هو خمول مساعدته بكل ما هو متاح،مسلح أو اعتداء مباغت، و مباركته و احلث عليه و ألن ذلك خاضع لرقابة املنظمة وفقا للمنظمة الدولية للقيام به، سواء بشكل صريح أو ضمين،

.377إمساعيل سعد اهللا، املرجع السابق، ص .د - 103 63ملرجع السابق، ص صالح الدين، أمحد محدي، ا. د- 104

105- Dominique carreau, op.cit, p 526. اجلماعي ، يف قضية النشاطات العسكرية يف نيكاراغوا أخذت الطابع العريف للدفاع الشرعي الفردي و1986 جوان 27ففي قرار حمكمة العدل الدولية يف -

عية هو املوجه للتصدي لألعمال اليت تشكل عدوان عسكريا، غري أن هذا احلق و على حد سواء، و قد حددت أن الرد العسكري الوحيد الذي يكتسب الشرمنذ دخوله كمبدأ يف نطاق األمم املتحدة قد استعمل بشكل مبالغ فيه، إذ مل يستعمل للتصدي لعدوان عسكري كاحتجاج فرنسا خالل حرا مع اجلزائر عند

فاحتجت الواليات ،1962وكذلك ما قامت به اإلدارة األمريكية بفرض حصار جزئي على كوبا عام يا،بأن عملها دفاعا شرع حجزها سفنا يف أعايل البحار،بيد أنه مل يقع أي عدوان عسكري من طرف كوبا على أساس أنه مربر، املتحدة وغريها من قارة أمريكا الالتينية بالدفاع الشرعي،

.278عمر إمساعيل سعد اهللا، املرجع السابق، ص - 106

Page 45: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 44 -

، إذ ميكن التمسك ذا احلق فقط حلني اختاذ جملس األمن اإلجراءات الضرورية )107(51 مادة لل .حلفظ السلم و األمن الدوليني

و يل يبني لنا تواتر خروقات عديدة هلذه املادة عن تفسريها بـصفة انفراديـة لكن الواقع الدو -مصلحية لكل دولة أو كل حادثة مبا يفرضه منطق موازين القوى، اليت طاملا غريت الكـثري مـن

.املفاهيم و االجتاهات العامة للقانون الدويل، بل للمنظمة الدولية برمتها، اعترف جملس األمن من خالل 2001 عشر من عام سبتمرب و يف الثاين11فعقب أحداث

. من امليثاق51 حبق الدفاع الشرعي حسبما تقتضيه املادة 1368قراره رقم مما أعطى القاعدة الشرعية لإلدارة األمريكية اختاذ كل ما تراه من عمليات عسكرية الحقة،

ك التاريخ، عن تأييده و و قد أعلن حلف الشمال األطلسي ليلة احلادي عشر من سبتمرب من ذل اتفاقيةدعمه للواليات املتحدة، كما أعلن حلف الناتو عن نيته يف استعمال املادة اخلامسة من .)108(واشنطن املؤسسة للحلف، و اليت تنص على ضرورة التصدي للعدوان من قبل احللفاء مجيعا

من 51احترمت نص املادة و عليه يتبادر إلينا التساؤل فيما إذا كانت الواليات املتحدة قد ميثاق األمم؟ باعتبار أنه من ضمن شروط الدفاع الشرعي وجود عدوان مسلح إلعطاء حق الرد

. إىل غاية اليوم1945القانوين، رغم أن مفهوم االعتداء املسلح كان موضوع جدال منذ عام ة املنعقدة يف روما إذا أنه بقي حمل نقاش حىت يف القانون األساسي للمحكمة اجلنائية الدولي

، بصدد حترمي جرمية العدوان اليت يرجع حتديدها إىل االتفاق بني )109(1998يف شهر جويلية سنة . السابق الذكر 3314/1974األطراف، أي الدول بغض النظر عن القرار

سبتمرب مل تتسبب فيها دولة حسبما أظهره الواقع الدويل، على 11لكن املالحظ أن أحداث ا قيل فيها من تأويالت، و إعطاء براهني بكوا مؤامرة أمريكية إسرائيلية بالدرجة األوىل، الرغم م

إال أن افتراض صدور هذه األحداث من منظمة إرهابية قد يعطى تفسريا آخرا ، و بعدا جديدا من امليثاق األممي، اليت حتدثت عن عدوان دولة ضد أراضي دوله أخرى، و كيفية 51للمادة

ليس يف هذا امليثاق ما يضعف أو ينقص احلق الطبيعي للدول فرادى أو مجاعات يف الدفاع : " من ميثاق األمم املتحدة على ما يلي51و قد نصت املادة - 107

والتدابري اليت من الدويل،وذلك إىل أن يتخذ جملس األمن التدابري الالزمة حلفظ السلم واأل إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء األمم املتحدة، عن أنفسهم،اختذها األعضاء استعماال حلق الدفاع عن النفس، وتبلغ إىل الس فورا، وال تتأثر تلك التدابري بأي حال فيما للمجلس مبقتضى سلطته من املسؤوليات املستمدة

" ..فظ السلم واألمن الدوليني وإعادته إىل نصابهمن أحكام هذا امليثاق، من احلق أن يتخذ يف أي وقت ما يرى ضرورة الختاذه من األعمال حل :إذ تنص املادة اخلامسة على ما مايلي -

108 - les parties conviennent qu'une attaque armée contre l'une ou plusieurs d entres elles survenant en Europe ou en Amérique du nord , sera considérée comme une attaque dirigée contre toutes les parties" et, Abdennour Ben Antar, la mondialisation, l'état et la sécurité, palais des nations, Alger 4-7 mai, 2002 p 115. 109 - Abdennour Ben Antar, opcit

Page 46: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 45 -

حق الدفاع الشرعي يف هذه احلالة مع ما وضعته املادة من شروط، و اليت ال تنطبق على ضمان مما يشكل غموضا آخرا و فراغا قانونيا ملواجهة األوضاع .2001أوضاع احلادي عشر سبتمرب

.اجلديدة يف هذا الشأن أنه كان ينبغي إعمال جهد جدي للخيال Pellet و قد كتب األستاذ بيلي

.)110( من ميثاق األمم املتحدة 51وين إلعطاء صورة حقيقية لالعتداء املسلح وفق املادة القان

، اليت حتـدد 3314من القرار ) ي(ليس باالستناد إىل هذه املادة، و إمنا إىل املادة الثالثة فقرة أن العدوان يصدر من دولة أو بامسها من طرف جمموعات مسلحة أو قوات غري شرعية، أو مـن

.رتزقة القائمني بأعمال قوة عسكرية ضد دولة أخرىاملو قد ينطبق هذا احملتوى على احلادثة يف حالة ما إذا كانت صادرة فعال عن تنظيم القاعدة و

.الواقع يدل أن هذا التنظيم ذا استقاللية واسعة عن الدولة اإلسالمية األفغانيةئي مبقتضى القانون الـدويل، عـن و ملا كان حق الدفاع الشرعي عن النفس إجراء استثنا

التحرمي القائم يف شأن استخدام القوة يف العالقات الدولية، فقد وضعت شروط ينبغي مراعاا يف .اللجوء إىل صد العدوان على أساس هذه احلجة الكتساب الشرعية الدولية

3/وط ا����ع ا�?/(�:ا� /ع ا����4

لتوقف عند صد االعتداء يف انتظار تدخل جملس إن ممارسة الدفاع الشرعي يقتضي عادة ا

و على هذا األساس فهناك سلسلة من الشروط الواجب توافرها لالعتراف ذا احلق يف األمن، .الدويلالقانون

إذ مبقتضاه ينبغي أن يكون الدفاع هو الوسيلة الوحيـدة اللزوم،أول هذه الشروط هو شرط -1 كما ينبغي أيـضا أن يوجـه استعماهلا، جيب القوة،رى غري لرد العدوان، فلو توفرت وسائل أخ

.)111( و أن يكون مؤقتاالعدوان،الدفاع حنو مصدر الشرط الثاين يتعلق بتحقق العدوان، مبعىن أن اللجوء إىل استعمال القوة ال بد أن يرتبط بتعرض -2

ع بالبعض إىل التساؤل الدولة العتداء عسكري مسلح على أساس حترمي القانون هلذا الفعل، مما دف عن إمكانية استعمال حق الدفاع الشرعي يف حالة العدوان غري احملقق، أي وشيك الوقوع إذ ذهب

110 - Abdennour Ben Antar, Op.cit.

.277، ص1990ن الدويل املعاصر، املؤسسة الوطنية للكتاب، بوكرا إدريس، مبدأ عدم التدخل يف القانو- 111

Page 47: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 46 -

، أي ال بد من وقوع عدوان )112(البعض إىل إجازة ذلك، بينما يتجه البعض اآلخر حنو عدم جوازه املسلح، و لـيس فحـسب مسلح حال على إقليم الدولة، و املقصود القيام الفعلي حلالة العدوان

التلويح باللجوء إليه هو الذي يكفل للدولة املعتدى عليها استخدام القوة املسلحة يف إطار مباشرا من ميثاق األمم املتحدة كانت صرحية للغايـة يف 51حلقها الطبيعي يف الدفاع الشرعي، و املادة

.)113(استلزام الوقوع احلايل للعدوان االعتداء العسكري ضد الواليات املتحدة الذي انتهى فور حتطم آخر و نالحظ أنه يف حالة

،)114(طائرة خمتطفة، مما يصعب تأييد الرد األمريكي املتخذ بعد شهر لوضع حد لذلك االعتداءهذا من جهة، أما إذا أخذنا يف االعتبار التهديدات الواردة من تنظيم القاعدة للواليات املتحدة، مما

ملية مستقبلية و هو األمر الذي يضع مسألة الدفاع الشرعي الوقائي حمل تنفيذ يف خيوهلا منع أي عأي وقت ممكن من جهة ثانية، و هذا ما أخذت به أمريكا وحلفاؤها يف التعامل مع تلك

.األحداثإال أن املالحظ كذلك يف هذا الشأن، وضوح سلوكات الدول حول التعريف املتناول لقضية

دولة إسرائيل، إذ اعتادت اطرادذي طاملا استقرت على الدفاع عنه بانتظام والدفاع الشرعي التغليف نزاعاا العدوانية إزاء الدول العربية، و رغبتها يف التوسع اإلقليمي وراء نظريات العدوان

.)115(االحتمايل، والعدوان غري املسلح اليت تكفل هلا ممارسة رخصة الدفاع الشرعي الوقائي مفهوم الدفاع الشرعي الذي دأبت إسرائيل على تعريفه وفقا ملصاحلها و أطماعها و قد كان

و االستعمارية، مرفوضا و لو نظريا و مدانا من قبل اتمع الدويل، باستثناء بعض الدول الغربية .الواليات املتحدة و كل الدول املساندة إلسرائيل

يوليو 07 إسرائيل للمفاعل النووي العراقي يف و هو األمر الذي قد تبلور جبالء مبناسبة تدمري مع موقف 1981 يوليو 19 الصادر يف 487حيث توافق موقف جملس األمن يف قراره ،1981

الدول كافة من حيث اإلدانة القاطعة لألطروحات النظرية اإلسرائيلية اخلاصة مبمارسة حق الدفاع من 51دمه الصريح مبقتضيات املادة الشرعي الوقائي، الذي اتفق آنذاك على إقرار تصا

.)116(امليثاق

.276، ص السابقاملرجع بوكرا إدريس، - 112 .100- 99، ص 1994حازم حممد عتلم، قانون الرتاعات املسلحة الدولية، النطاق الزمين، طبعة أوىل، .د - 113

114 - Abdennour Ben Antar, op.cit, p 117. .101ابق، ص حازم عتلم، املرجع الس.د - 115 .104-103، ص نفس املرجع - 116

Page 48: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 47 -

اليت تقضي بأن يكون الفعل على االعتداء ) 51(كما يتضح عدم امتثال الدول الغربية للمادة ملا قامت 1983،من خالل املمارسات اليت تناقض مقتضيات املادة مثلما حدث يف سنة )117(حال

ية يف منطقة بعلبك يف مدينة لبنان، من أجل السلطات الفرنسية بغارات جوية ضد ميليشيات شعب املاريرتالرد على عملية نفذت شهر من ذي قبل يف بريوت، ضد مضليني فرنسيني و قوات

قتيل، و حسب أحد املنظرين الغربيني فإن هذا الرد 239األمريكية، و قد خلف ذلك االعتداء حنو إىل القول بأنه، من غري verhoevenسورال ميكن اعتباره ضمن الدفاع الشرعي، إذ ذهب الربوفي

عام " املالوين"املمكن أن يكون رد فعل عسكري حال ألسباب تقنية، مثال على ذلك نزاع جزر ، إذ مل تسمح املسافة بني اجلزر و اململكة لوصول قواا إال بعد أيام من االستيالء على 1982

تجاج اململكة املتحدة بالدفاع الشرعي ألي املنطقة من قبل القوات األرجنتينية، و مل يتعرض اح .)118(اعتراض

سبتمرب شهرا إلعداد عملية 11وقد استغرق رد الواليات املتحدة على هجمات Enduringfreedom واملنطق االستراجتي و العسكري )119(ومل تكن آنية إذا قارناها حبادثة املالوين ،

بلوغها بالضربة القاضية للمنطقة ةرة األمريكيأمام البحث عن حتديد األهداف اليت ترغب اإلدا . لتطلعات الدولة العامليةةإستراجتي -املوضوعة يف اخلريطة اجليو األمريكي إىل احلديث عن اجتناب اعتداءات إرهابية أخرى، وكان سمما حذى بالرئي

النقاش،،وطرحها على ساحة )120(لتصرحياته تلك سببا يف إعادة مسألة الدفاع الشرعي الوقائي كما تذرعت قبلها إسرائيل ذا احلق كثريا إىل جانب بعض الدول اليت أعطت مفاهيما خاصة هلذا املبدأ لتغطية ما تقوم به من االعتداءات، كما ذهب إىل حتليله منذ زمن بعيد األستاذ انزلويت

Anzilotiاألهداف ةي الذي يرى أن وضع الدفاع الشرعي يف لعبة مثل هذه، يؤدي إىل ال مشروع املتوخاة من خالل الرد غري العادل، واملدان من القانون الدويل، فمسؤولية حفظ األمن والسلم

56/1 للمجلس، والقرار 1368الدوليني ملقاة على عاتق جملس األمن الدويل، وقد أكد القراران ، لكن جملس األمن ترك من اجلمعية العامة، على ضرورة التوافق امليداين بني هيئات املنظمة العاملية

امليدان واسعا للواليات املتحدة، مما ميثل تعارضا حقيقا إلطار الشرعية املتبىن أساسا من

117 - la doctrine définit ainsi la légitime défense comme un droit qui appartient à quiconque est attaqué de riposter sur le champ .Voir Ben Antar Abdennour, op.cit, p118. 118 - Ben Antar Abdennour ,op.Cit, p118. 119 - Ibid ,p118. 120 - Ibid, p118

Page 49: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 48 -

يلحون على كون القرار يضفي ينيني األمريكيغري أن الواليات املتحدة والقانون. )121(امليثاقب، بل يتعدى املشروعية على كل عمل عسكري فوق مسرح العمليات ليس يف أفغانستان فحس

،وقد وضعت الواليات املتحدة كهدف عدة دول منها ،)122(ذلك النطاق باسم مكافحة اإلرهابإيران، وغريها كمحور شر بؤرة التوتر يف العامل، مما ،الفيليبنيالصومال، العراق، اليمن، ليبيا،

.ينبغي تصفيتها على حد تعرب اإلدارة األمريكيةردت من قبل اموعة املشار إليه،1368قرة الثالثة من القرار فالتأويالت املبالغ فيها للف

، عن 10/10/2001الدولية، وقد أعربت منظمة املؤمتر اإلسالمي اتمعة يف الدوحة بقطر بتاريخ رفضها لتعرض أي بلد إسالمي إىل هجمات أي كان نوعها، حتت ذريعة مكافحة اإلرهاب،

.)123(ياء وعدم قبول املساس باملدنيني األبر، قام األمني العام لألمم املتحدة شخصيا بالتذكري بأن جملس األمن مل 29/02/2002وبتاريخ

)124(يتخذ قرارا من أجل العمليات العسكرية يف أفغانستان، أو منطقة من املناطق العامل األخرىشأن، هي ممارسة معىن ذلك أن القاعدة العامة اليت كان يفرضها القانون الدويل املعاصر يف هذا ال

، تتم إذا وقعت الدولة فعال حتت ضغط العدوان مسلح 51 الدفاع عن النفس مبقتضى املادة حقحال، أما دون ذلك من حاالت اللجوء إىل اإلجراءات القمعية أو التهديد باستعمال القوة، أو

ة يفقد بالضرورة طابع عند انتهاك قواعد القانون الدويل املتعلقة حبقوق رعايا أجانب إىل دولة معين .املشروعية

أما الشرط الثالث فهو خاص بالتناسب أي جيب أن يكون استخدام القوة مناسبا مع حجـم -3و يربر اسـتخدام استعماال للقوة، العدوان، وهذا يثري مسألة العدوان االقتصادي، وهل يعترب ذلك

.)125(الدفاع الشرعي للرد عليه ؟ ن تقوم جهات معينة مستقلة عن الدولة، بتحديد درجة التناسب بـني وقد اشترط البعض أ

الفعل و اإلجراء املتخذ، ويرى هؤالء بأن هذا األمر ميكن أن يكون من مهام حمكمة دولية، أو هيئة

121 - Une seconde altération plus importante encore réside dans les interprétations données au prgn.3 de la résolution 1368 par lequel le CS a appelé tous les états a travailler ensemble de toute urgence pour traduire en justice les auteurs organisateurs et commendataires de ces attaques terroristes et souligne que ceux qui portent la responsabilité d'aider soutenir et héberger les auteurs organisateurs et commanditaires de ces actes devront rendre des comptes; " et ben Antar Abdenour op.cit, p 119. 122 - Ibid p 119. 123 - Ibid p119. 124 - Ibid p 119.

فاملناقشات اليت جرت يف إطار اللجنة اخلاصة بتقنني القانون الدويل، قد اجتهت إىل رفض فكرة القوة االقتصادية، ولذا ال يعترب استعمال القوة املسلحة - 125 ..278-277ص س، املرجع السابق،ييل،بوكرا ادرانظر بالتفص. شرعيا يف حالة العدوان االقتصادي

Page 50: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 49 -

حتكيم أو هيئة سياسية دولية، ويؤيد وجهة النظر هذه، البيان الصادر عن احملكمة العسكرية الدولية الذي نص على أن مسألة ما إذا كان اإلجراء املتخذ حتت ستار الدفاع الشرعي عن يف نورمنبورغ،

النفس عدوانيا أو دفاعيا، جيب أن يكون يف النهاية موضع حتقيـق ،إذا أريـد تنفيـذ القـانون .)126(الدويل

شرط رقابة جملس األمن، قد جاء هذا الشرط إلزامي لكل دولة تقوم بإجراءات ممارسة الدفاع -4لشرعي، حيث تلتزم الدول بإخطار جملس األمن بالتدابري اليت اختذا للدفاع عن نفسها، وعليهـا ا

من امليثاق، بتقدمي توصياته للدول واختاذ تدابري مؤقتة دون أن ختل ) 40(أن ختضع لتعليمات املادة من األطـراف وعادة ما يدعو جملس األ ،)127(هذه التدابري حبقوق املتنازعني ومطالبهم ومراكزهم

املتحاربة إىل وقف القتال، ويقوم بإنشاء جلنة مراقبة وقف القتال، وقد متكن من حتقيق ذلك خالل وما يسري علـى ،)128( 1948الرتاع اهلندي الباكستاين يف كشمري، والرتاع العريب اإلسرائيلي يف

لوطنية باعتبارهـا الدول يف حقها يف الدفاع الشرعي، فهو يسري بداهة على احلركات التحرير ا ذات شخصية قانونية دولية، فيبقى عليها االحتفاظ باحلقوق املقررة هلـا وااللتـزام باملقتـضيات الدولية، غري أن وضعية احلركات لكوا يف موقف ضعف، يكون رد فعلـها أو دفاعهـا عـن

تلف حمتـوى االعتداءات االستعمارية أقل حدة مما تقوم به الدول وخاصة الكربى منها، وهلذا خي الدفاع الشرعي من حيث الضعف والقوة، و االمتداد من الدول إىل احلركات التحريرية، من عدة زوايا منها، الترسانة العسكرية، والقوة االستنفارية، واالستعدادات الدفاعية اليت مل تعد الدول تراع

لعدوان لذلك تقلص دور جملس من امليثاق األممي، وال األعراف الدولية يف صد ا 51فيها ال املادة ،األمن خاصة يف مواجهة ومراقبة الدول الكربى عندما تريد أن تقوم باعتداء على مناطق من العامل

.أو غريه من الذرائع املرفوضة نظريا من قبل القانون الدويل وتتخذ ذريعة الدفاع الشرعي،بة الدول الـضعيفة، أو فمجلس األمن أصبحت مراقبته و سلطاته حمدودة ال تتجاوز مراق

احلركات التحررية اليت ميكنه أن يتصدى هلا بإيعاز من الدول الكربى، وخاصة أمريكا يف إنـزال وباعتبار أن جملس األمن هو اإلدارة الرئيسية للمجتمع الدويل يف حفظ العقوبات على من تريد،

مبقتضى امليثاق، أصيالصاصا السلم واألمن الدوليني، فقد كان من الطبيعي أن يعد اختصاصه اخت غري أنه قد كان من الشأن حالة القوة القاهرة اليت يفرضها على الدولة املتعدى عليها قيام العدوان

.278ص ،السابق املرجع س، يبوكرا ادر - 126 .278ص ،نفس املرجع - 127 .279ص ،املرجع نفسه - 128

Page 51: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 50 -

يف مواجهتها، وما يستتبعه تعد بالضرورة من مقتضيات لكفالة وجودهـا، ولـضمان سـيادا يف حق دولة الكويت إثـر الغـزو على حنو ما قام -اإلقليمية، بالتطبيق لرخصة الدفاع الشرعي

منه لتلـك الدولـة ) 51( وقد كان رفض ميثاق األمم املتحدة يف املادة -1990العراقي يف أوت االضطالع باستخدام القوة املسلحة دون استلزام اإلذن املسبق من جانبها فمجلس األمن، من شأنه

رانسيسكو ، على إخضاع املمارسات أن استقر املؤمترون سواء يف دومبارتون أوكس، أو يف سان ف إال انه سرعان مـا ،)129(العسكرية الصادرة عن الدولة املعتدى عليها للرقابة الالحقة لس األمن

ومل يكن بوسعه اختاذ تـدابري بني الواقع أن جملس األمن كان غري قادر على مواجهة تلك األزمة، لعاملية، والتكتل الغريب بقيادة الواليات املتحدة، الرقابة أو التصدي للعدوان، حاملا تدخلت القوة ا

.ليتراجع عن القيام مبهامه القانونية ويكون عدمي اجلدوى بالنسبة للشعوب املستضعفة وهناك أيضا شرط التوقف عن ممارسة حق الدفاع الشرعي فور اخذ جملس األمـن زمـام -)5

م جملس األمن مهمة مواجهة الوضع حبكم ، مبعىن انه فور استال )130(األمور، وتدخله إلقامة السلم األممي، فإن الطرف املعتدي عليـه قاالختصاص املخول له مبقتضى أحكام الفصل السابع من امليثا

.يفقد حقه يف الدفاع الشرعي واستعمال القوة املسلحةم كما يشترط يف نسب العدوان املسلح إىل دولة أجنبية، األمر الذي يستتبع بالضرورة عـد -)6

مشروعية جلوء الدولة إىل مباشرة رخصة الدفاع الشرعي يف مواجهة أي من العناصر املسلحة اليت قد تكون قد انطلقت من إقليم تلك الدولة، بغية القيام بأعمال عدائية يف إقليم الدولة األوىل، مىت

.)131(هامل يثبت باليقني انتساب تلك العناصر املسلحة إىل الدولة اليت انطلقت من إقليموقد انبثقت عن هذه الشروط تساؤالت حول االستعماالت األخرى للقوة املسلحة، يف إطار الشرعية الدولية، وحول كيفية تطبيقها بالنسبة ألعمال مسلحة إذا ما كانت تدخل ضمن الدفاع

ي، للقوة من دائرة الدفاع الشرع األخرىالشرعي؟ وقد اخرج فقهاء القانون الدويل االستعماالت وصبها يف األعمال االنتقامية والتدخل، ألن االنتقام مثال تعبريا إجرائيا زجريا غرضه إكراه الدولة املخالفة على إصالح الضرر، أو العودة إىل الشرعية، بينما يعد التدخل تعبريا عن سياسة القوة يف

.)132(غري حالة الدفاع عن النفس

.114،115ص املرجع السابق، حازم عتلم،.د - 129 . 119، ص املرجع نفسه - 130 .279صاملرجع السابق، ،بوكرا إدريس - 131 .279ص ، نفسه املرجع- 132

Page 52: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 51 -

11معيار موضوعي وقانوين لتحليل أحداث ومن خالل ما سبق يتضح أنه ال بد من وضع كلها تفيد أن ما قامت به أمريكا ع، وتصرف الواليات املتحدة اجتاه العامل، والوقائ 2001سبتمرب

ذهبت إىل أبعد احلـدود يف لال ميت بصلة حلالة الدفاع الشرعي املنصوص عليه قانونيا وعرفيا، ب أعماهلـا تمخض عن ميثاق األمم املتحدة، وكان ختطيها ألثار وشروط حق الدفاع الشرعي، املت و اسـترياجتية حتـيني الفرصـة ) des représailles(ضد أفغانستان والعراق متثل انتقاما صارخا

على العامل، بثوب استعماري فوق جديد ، أمام شلل األمم املتحدة، وعجز اموعـة ءلالستيال حالة ضرورة باللجوء إىل كل األسـاليب لـرد الدولية تبقى الشعوب املستضعفة واملستهدفة، يف

السيطرة االستعمارية، دفاعا عن أوطاا برفعها راية التحدي، بالكفاح املسلح الذي يعـد مـن .حتالل من اجل تقرير املصريإلا األساليب الناجعة لصد العدوان و

"Q8,0 ح�ل 3/وط ا����ع ا�?/(�:ا� /ع ا�#��4

اؤها يف مضامني الشروط القانونية الـيت وضـعها القـانون هناك عدة مالحظات ميكن إبد

من ميثاق األمم املتحدة املتعلقة بالدفاع الشرعي، يبدو يل أا أصبحت تقليدية 51 واملادة ،الدويلوال تواكب كثريا العصر ومتطلبات الوجه اجلديد للعالقات الدولية، يف زمن االعتداءات واحلروب

.التقنية وطرقها املتطورةفبالنسبة للشرط األول املتعلق بوجوب وقوع اعتداء غري مشروع يكون حال، أي ال ميكـن دفعه إال عن طريق استعمال القوة ،يقع يف غموض يف حالة ما إذا مل يكن االعتداء حاال وثبـوت

لكن القانون الـدويل فهذا يعين أنه ال جمال لالحتجاج بالدفاع الشرعي، خطر وشيك الوقوع، لرفع احلرج على مصداقية النص، ما يعرف بالدفاع الشرعي الوقائي، الذي اختذته إسرائيل اخترع

وتقويض األنظمة وإسقاط احلكومات املناهـضة بعض الدول، الحتاللواإلدارة األمريكية ذريعة لسياساا حبجة إزالة خطر العناصر املتطرفة، ومكافحة اإلرهاب عقب تعرضها لوقائع سـبتمرب

، اليت مل يتم حىت اآلن معرفة اجلهات احلقيقية املتورطة يف إحداثها، رغم مـا حيـاك مـن 2001 .سيناريوهات خمتلفة حول ذلك

Page 53: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 52 -

فاحتلتومع ذلك امت الواليات املتحدة العناصر اإلسالمية بكوا مصدر األحداث،سوريا المية مثل السعودية،املستمرة للدول العربية واإلس باإلضافة إىل ديدااوالعراق، أفغانستان

.)133(و إيران وغريهمومن املنطلق القانوين كذلك ، انه ليس لدولة أن تبدأ مبهامجة جارة هلا أو دولة أخرى حبجة

أو بلغت يف تسليحها درجة تشكل خطر الدفاع عن نفسها مبقولة أا متضي يف تسليح نفسها،داء إن وقع فعال، أو كان وشيك الوقوع،كأن حترك عليها، وإمنا هلا أن تعد عدا لرد هذا االعت

الدولة جيوشها حنو حدودها ودد بالغزو، وشرعت فعال يف األعمال املؤدية هلذا اهلجوم لكن هذا ،)134(بالفعلإن مل تشن اهلجوم والعدوان، أي حولت التهديدات إىل خطوات تنفيذية،

حلربية بإعداد القوات العسكرية، للحفاظ على أية دولة يف استعمال حقها يف التجهيزات اعال مين .أحد مقومات الدولة، وهي الدفاع الوطين على السيادة الوطنية عند احلاجة

هذا بالنسبة للنظام الدويل التقليدي الذي كان فيه القانون الدويل خياطب الدول دون أما يف ب العدوانية، يف احلرويالكيانات األخرى، أين كانت االعتداءات تأخذ الشكل الكالسيك

،النظام الدويل اجلديد، ومع تطورات التكنولوجية العسكرية، وازدهار أنواع أسلحة الدمار الشاملوكل األسلحة الفتاكة حديثة التقنية، منها الكيماوية والبكترولوجية اليت أضحت تشكل ديدا

ء، وبذلك أصبحت عملية التجهيز و حقيقيا، وخطرا دائما على استقرار العامل واحلياة البشرية مجعااالستعداد للخطر الوشيك، أو االعتداء احملتمل هاجس لكل الدول وأوهلا الواليات املتحدة

إال وحلفاؤها، مما يدفعها إىل السعي احلثيث حنو امتالك وتدعيم ترساناا العسكرية هلذه األسلحة،اجية يف التعامل مع هذا املوضوع، بالنسبة أن املتناقض يف هذه الوضعية الدولية، هو تلك االزدو

لكافة الدول، مما خلق عدم التوازن يف العالقات بني الدول، فالدول الكربى تبيح لنفسها وحللفائها االستفادة والتزود بكل التقنيات اجلديدة املبتكرة يف عامل التسلح، يف الوقت الذي حترم على بقية

وهذا ما تقوم به كانت ألغراض سلمية، ، ولواألسلحة مع هذه الدول األخرى االقتناء أو التعاملالواليات املتحدة من منع لكل دولة جترأ على ختصيب اليورانيوم، العنصر األساسي يف صنع

أو التفكري باقتناء الوسائل التكنولوجية العسكرية، بل ذهبت اإلدارة األمريكية األسلحة الكيماوية،

.160 سابق، صعحسني حنفي عمر، مرج - 133 . 194،195ص ،1975القانون الدويل العام، منشأة املعارف اإلسكندرية علي صادق أبو هيف،- 134

.161 ص ،املرجع السابق حسني حنفي عمر،.د و

Page 54: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 53 -

، عن طريق حتريضها اموعة الدولية، وتطويع جملس املبادراتهذه إىل أبعد احلدود يف حظر .األمن لفرض العقوبات االقتصادية والعسكرية على تلك الدول املتمردة يف نظرها، ونظر الغرب

وقد تلجأ إىل استخدام القوة أو التهديد ا يف حالة عدم االمتثال، مثل ما هو الشأن بالنسبة عدم صحة مزاعم الواليات اكتشفواالحتالل يف العراق والذي مريوبالتد إيران، لكوريا،

.املتحدة، واملتورطني معها يف اامه بذلك نه حق يستخدم ضد السلوك املعيب الذي ينتهك التزاماأرط يف ممارسة الدفاع الشرعي تويش

الدفاع الشرعي يفرضه القانون الدويل على الدولة، فال جيوز للدولة املعتدية أن تستند إىل حقلذلك ال جيوز منطقيا جليش االحتالل بادعاء تعرض جنودها هلجمات من رجال املقاومة،

األمريكي يف العراق االستناد إىل الدفاع الشرعي لصد عمليات املقاومة، ألن قوات االحتالل هي حالة دفاع شرعي وهي اجلاين حىت وإن تعرضت هلجومات، باعتبار أن املقاومني يف املعتدية دائما،

حىت ولو اختذ ذلك الدفاع شكل هجومات متكررة على القوات األجنبية عن أراضيهم، مستمر .احملتلةأما بالنسبة لشرط التناسب، فينبغي أن تكون إجراءات الدفاع عن النفس كما هو مقرر يف -

.)135(القانون، معقولة ومتناسبة مع أعمال العدوان، فال ينبغي أن تتجاوز ها

حبيث ال العدوان،أي أن تقتصر أفعال الدفاع الشرعي الذي متارسه الدول عند حدود واحتالل أراضيها فتصبح يف هذه احلالة معادية،تتجاوز تلك املهمة إىل مهامجة الدولة اليت كانت

.معتدية وجيوز ممارسة الدفاع الشرعي ضدهاي من يضع اخلط الفاصل الدقيق بينهما وتبقى احلدود الدولية، وسري العمليات العسكرية ه

ألنه ميكن للدولة اليت تدافع عن نفسها، أن تضرب أهدافا خارج أراضيها وداخل حدود الدولة وتشكل دعما للقوات املهامجة، فيظل ضرا حتت املعتدية، إذا كانت تشكل أهدافا لوجيستية،

.)136(غطاء الدفاع الشرعي رعي املؤقت ،و املقصود منه وجوب التوقف عن إجراءاته، وعدم أما بالنسبة لشرط الدفاع الش -

االستمرار فيه إذا اختذ جملس األمن التدابري الالزمة حلفظ السلم واألمن الدويل عند إخطاره بذلك . لكن السؤال يثار حول قوة و مصداقية هذه التدابري ونوعيتها من امليثاق،51وهذا ما أقرته املادة التدابري اليت اختذها جملس األمن غري كافية لردع املعتدي، واستمر يف عدوانه ؟فماذا لو كانت

.162ص ، أيضا، د حسني حنفي عمر، املرجع السابق،327، ص 1983رف، منشأة املعا ،الوسيط يف قانون السالم و القانون العامحممد طلعت الغنيمي، - 135 .162ص املرجع نفسه،- 136

Page 55: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 54 -

هل يتوقف الطرف املعتدى عليه عن الدفاع عن نفسه يف انتظار ما يقرره جملس األمن الذي .أصبح عاجزا، وبالتايل يتكبد خسائرا فادحة وقد يتعرض لالحتالل و اإلبادة يف كثري من األحيان

ائلني باستمرار املعتدى عليه بالدفاع عن نفسه، وال توقفه تدابري جملس األمن وأرى مع القوخاصة إذا سلب من ،)137(الواهية، ألن القول بغري ذلك جيعل من هذا الس شريك يف العدوان

الطرف املعتدى عليه حق الدفاع عن النفس، مبجرد اختاذ التدابري الضعيفة اليت ال ترقى إىل مستوى كوا ال تتعدى عبارات الشجب، و اإلدانة واملطالبة بضبط النفس، أو اإلعراب عن احلدث، يف

.خماوفه إزاء تفاقم األزمة العامة للقانون املتعارف عليها يف املبادئويعد من إن حق الدفاع الشرعي هو حق طبيعي،

تايل حق ثابت لألفراد الوضعية، وهو بال و السماوية الدولية،أوكافة األنظمة القانونية الداخلية والدول والشعوب، وال ميكن للقانون الدويل الذي خياطب الدول واملنظمات الدولية كأشخاص

أن يقصر استعمال حق الدفاع ،)138(وخياطب األفراد والشعوب على سبيل االستثناء أصليني،ملنطقي لنص الشرعي على الدول لوحدها، بل يستفيد من ذلك الشعوب أكثر، وذلك هو التفسري ا

. من امليثاق األمم املتحدة51املادةوبالعودة إىل األصل فإن الشعوب هي احملك احلقيقي للرغبة يف التحرر وتقرير املصري، إذ أا

وبناء الدعم احلقيقي سواء للدولة أو للحركات التحررية حملاربة القوى االستعمارية أينما وجدت، من 51دولة املخول هلا حق الدفاع الشرعي طبقا للمادة على ذلك جيب التوضيح بأن مفهوم ال

امليثاق األممي، ال يقتصر على الدولة مبفهومها القانوين، الذي يعين توافر عناصرها الثالثة، الشعب ).السيادة(اإلقليم واحلكومة

فلو زال العنصر األخري مثال، وهو احلكومة نتيجة عدوان خارجي، ومت إقامة حكومة إرادته، مثل ما هو حاصل يف بتزييف لذلك الشعب، ترهبه و حتجبه عن تقرير مصريه، عميلة

احلكومة القائمة يف العراق يف ظل االحتالل األمريكي الغريب، وكذلك احلكومة األفغانية اليت ، أو قد يكون عدوان أقام لنفسه دولة 2002أقامتها قوات االحتالل األمريكي األطلسي منذ عام

على إقليم الدولة األصلية، مثل ما حدث يف فلسطني عن طريق وشعب جديدحبكومة .)139(ناالستيطا

.163 صاملرجع السابق، حسن حنفي عمر، .د - 137 .163نفس املرجع، ص - 138 .166سابق ص العحسني حنفي عمر، املرج.و د. 181، ص1968 النهضة العربية سنة ر املعاصرة للحياد، داةعائشة راتب، النظري. د- 139

Page 56: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 55 -

:ا��$!# ا����4 ��م ا�ره�ب��R �� ا�����ن ا��و��، /S" و R��53أ

مطالب 3و ينقسم هذا املبحث إىل

:ا��&,+ اول ا�ره�ب"0/ .

ا�0B/ . ا�,�Vي �Tره�ب ا� /ع اول

و اإلرهاب اخلوف و رهب، و فعله ارد إرهابا، يرهب، أرهب،ب من مصدر كلمة إرها

.)140( كلمات متقاربة تدل كلها على اخلوفالوجل، و اخلشية، و رهبة، و رهب،و قد جاء يف مقاييس اللغة ألمحد بن فارس، رهبت الشيء رهبا و

.)141( و من باب اإلرهاب كذلك قدح اإلبل عن احلوضالتعبد،الترهب هو أما إذا رجعنا إىل أصل الكلمة مبفهوم الرعب و القسوة و العنف ، جندها تنحدر من اللغة

ظهر بعد الثورة Terrorismeالالتينية مث انتقلت إىل لغات أخرى فيما بعد ، إذ أن اإلرهاب مبعىنTerreur، و هي مشتقة من كلمة1794و 1792الفرنسية بدءا من سنيت ل ، املشتقة بدورها من أص

يف قاموس Terroriser مبعىن جعله يرتعد و يرجتف، كما أن فعل Tersère أو Terrèreالتيين هو .)Terroristes )142املنهل هي روع، و جاء تصريفها ترويع و اإلرهابيني

و نالحظ أن التعريف اللغوي خيتلف من حيث املعىن بالنسبة لكلمة إرهاب من اللغة العربية يف اللغة و الترويع، و الرعب، كانت كلمة إرهاب تفيد اهللع، و الفزع،إىل األجنبية ، فإذا

الفرنسية مثال هي حتمل معىن اخلوف، املصاحب للتقديس، و التعبد و االنبهار و اخلشوع، كما .))))143((((""""و يدعوننا رغبا و رهبا"...: جاء يف قوله تعاىل

، رعب، خوف 1694لعام يف قاموس األكادميية الفرنسية ) Terreur )144وقد جاء تعريف القدمية مثل قاموس ةشديد، اضطراب عنيف، و هذا التعريف تؤكد عليه بعض القواميس األوروبي

FURETIEREفورتري RICHELETو قاموس ريشليه ، .

.266، ص 2008توفيق املديين، القضية الفلسطينية أمام حكم التصفية، دمشق، - 140 .31، ص2008، 1 احلقوقية، طيب عبد القادر زهري النقوزي، املفهوم القانوين جلرائم اإلرهاب الداخلي و الدويل، منشورات احلل- 141 .17- 16، ص 2002الكتاب العريب اجلزائر، دار حوران سوريا، الدويل، دراسة قانونية نافذة، دارتامر إبراهيم اجلهماين، مفهوم اإلرهاب يف القانون - 142 .90سورة األنبياء، من اآلية - 143

144 - Terreur, très grande peur, politique d’exception et de violence policière, gouverner par la peur, personne ou chose qui donne une très grande peur, voir le Rousse, plu dictionnaire 1977, p1351

Page 57: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 56 -

Terreur فإن الرهبةBLACKووفقا للمعجم القانوين بالك تعرف بأا ذعر، أو رعب، أو ة من حلوق ضرر جراء حادث، أو مظهر معاد، أو متوعد، أو فزع، أو حالة ذهنية تسببها خشي، مما أدى إىل ظهور ما يعرف )146 ( terrorismeاإلرهاب، )145(هي خوف يسببه ظهور خطر .)147(لدى البعض بتوازن الرعب

و من خالل ما سبق يبدو أن هناك سوء استعمال، أو رمبا خطأ يف إطالق كلمة إرهاب على ألن هناك فرق مهم يتجلى يف لفظ الكلمة و معانيها لة يف الدارسات العربية،تلك التعريفات املتداو

لغويا بني العربية و اللغات األجنبية، و يتمثل ذلك يف إمكانية من الناحية اللغوية بني ما يدخل يف و الرهبة، و اخلوف املصحوب دائرة اإلرهاب مبعناه الصحيح الذي يعين حاالت اخلشوع،

حىت عجاب الشديد، و االنبهار بالشيء، و ما حيدث يف النفس من تأثري وجداين،بالتقديس و اإلو هذا ما يطلق عليه لغويا إرهابا، يف مقابل ما ميكن إدخاله و إن سببته مؤثرات روحية أو مادية،

و اهللع باملفهوم ،يف دائرة أخرى، و اليت تعين لفظا و معنا الرعب، العنف، االضطراب، البطش ".إرهابا"و ليس " إرعابا"،و هذا ما نستطيع أن نطلق عليه الغريب

و الدليل على ذلك ما جاء يف خمتار الصحاح يف معىن كلمة إرهاب من الفعل رهب، أي خاف و رجل رهبوت أي مرهوب، و الراهب مصدره الرهبة و الرهبانية، و الترهيب يعين التعبد،

و راهبا أي خائفا، و ترهب الرجل إذا صار راهبا أما يف لسان العرب فالترهيب هو التخويف، .)148(خيشى اهللا

و زكريا إذ نادى "... :تعاىلفنالحظ كيف أن كلمة إرهاب ارتبطت باخلوف من اهللا لقوله ربه ربي ال تذرني فردا و أنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيا و أصلحنا له

و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات "149

و لكن كلمة اإلرهاب اليوم أخذت يف اللغة العربية بتأثري األحداث، و املتغريات معىن الرعب الدموي و العدوان املادي و املعنوي، و املس باألبرياء، و قد انزاح املعىن أو املدلول، كما

.17تامر إبراهيم اجلهماين، املرجع السابق، ص - 145

146 -terrorisme , ensemble d'attentats et de sabotages commis par une organisation pour créer un climat d'insécurité et impressionner ou renverser le pouvoir établi .(Voir la rousse) op.cit, 1351. 147 - équilibre de la terreur, appelé MAD (mutuel assured destruction) par les Américains durant les années 50, URSS et USA pouvaient anéantir les villes de l’adversaire sans pouvoir atteindre sa force, en cas d’attaque l’agresseur n’aurait pus éviter les représailles immédiate ��� ت ا�����ة��.1977 #�- ذرا&* ا��(�ع ا� '�&% ا��ي #"��! ا� � Voir, Dominique et Michel Fremy, Quid 1992, Robert Laffont, 1991, 1831.

.18، ص ابقالساملرجع تامر إبراهيم اجلهماين، - 148 .90- 89اآليتني سورة األنبياء، - 149

Page 58: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 57 -

كم اخللقي، ليضع الكلمة يف سياق الفعل املدان أو كان عليه قدميا من حيث حكم القيمة أو احل .)150(اجلرمية اليت حياسب عليها

أي الترهب، ،Monachismeفحقيقة الكلمة من الناحية اللغوية أي إرهاب تقابلها بالفرنسية أما إرعاب فهي ، Moine، و الراهب هواخل...التعبدو ما ينجر عن ذلك من مظاهر اخلشوع و

Terreur و هي كلمة مشتقة من كلمة رعب أي Terrorismeابلهالكلمة اليت يقا و لذلك جيب ، إعادة صياغة الدراسات العربية اللغوية، بالكلمة الصحيحة إلعطائها األبعاد األساسية اليت تنبين

و رمبا الوصول إىل حد عليها كل من الكلمتني و لوضع حد للتأويالت املتعلقة بأصل الكلمة،متداول لدى باإلرهايب الذي هو مصدر اإلسالم و هو ما هو اهللا عليه و سلم الرسول صلىنعت

الغرب، إذا أطلقنا هذه اللفظة على معانيها املستعملة، و اليت يقصد ا معان أخرى تتعلق و هناك ميكن على األقل وضع تعريفا عاما قد تتفق عليه الدول العربية يف مواجهة باإلرعاب، .اهيم أوال مث تصنيفها منطقيا، للبحث فيما بعد عن عالج أسباب الظاهرة لضبط املف الغرب،

زعة عدوانية، مبعناه العام هو ذلك التخويف، و التفزيع الصادر عن نأو اإلرهاب فاإلرعاب و هو يساوي دائما البطش، كما يتمثل يف أساليب اختذها االستعمار كوسيلة لبسط نفوذه على

.)151(هلاالبالد اليت يريد احتاللذلك تكون دراسة ظاهرة اإلرعاب مهمة نظرا لكوا تدخل ضمن اجلرمية الدولية اليت

، من حيث اجلهود و الظروف، للوصول إىل تقنني اجلرائم الدولية و االنشغاالتتأخذ صدارة يني، مبا تفعيل احملكمة اجلنائية الدولية، بإعطائها كل االمتيازات احليادية، حملاكمة اإلرهابيني الدول

فيهم الدول اإلرهابية، ووضع العقوبات الكفيلة بردع األعمال اإلجرامية احلقيقية، و تسليطها .بالتساوي على مجيع من يقوم ا دون متييز بني من ستوقع عليه العقوبات

Oxford دو قد عرف قاموس أكسفور Terrorism كلمة إرعاب بأا جمموع أعمال العنف .ات سياسية، لتحقيق أغراضها و غايات سياسيةالصادرة عن جمموع

تعين جمموع أعمال Terrorisme ورد أن كلمة إرعاب La rousseو يف موسوعة الروسحجز الرهائن اليت ترتكبها املنظمات خللق جو من الألمن، و العنف، اعتداءات، اختطافات،

. )153(هو ذلك الشخص الذي ميارس العنف )152(ايبهاإلر

www.moqawama.org. مفهوم املقاومة و مفهوم اإلرهابعلى عاقلة عرسان، - 150 2003 دمشق ،حممود زكي مشس، عمر الشامي، اإلرهاب الدويل و زيف أمريكا و إسرائيل يف ظل قانون العقوبات، و القانون الدويل العام، طبعة أوىل، مطبعة الداودي - 151 .12ص

. اإلرهايب، من األفضل قول إرعايب بدل إرهايب ألا أصح من حيث املدلول- 152

Page 59: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 58 -

ا�0B/ . ا7ص&Wح� �Tره�ب:�ا� /ع ا���4

اب يعود ظهوره إىل القرن الثامن عشر، مع بداية ظهور الثورات هإن مصطلح اإلر

جويلية 10اب الصادر يف تاريخ هو االنتفاضات الشعبية، و بالتحديد يف القانون املتعلق باإلراملصطلح يعين كل عمل إجرامي ،كوسيلة حملاربة القائمني بالثورة الفرنسية، حيث كان هذا 1794

يرتكب ضد الثورة بعد ظهور اجلمهورية األوىل أو ما عرف بالدولة اليعقوبية و أجهزا احلاكمة )154(.

،1789فكل احلركات اإلرهابية للقرن التاسع عشر جتد أصوهلا يف األفكار املنتشرة يف سنة شكلت املنطلق للسياسة املعاصرة و اليت ،1917و امتدت بذلك حىت إىل الثورة البولشفية عام

اب، نشأت كلها معا ،و يف الوقت الذي هللرعب فاحلرب الشاملة، و احلكم الشمويل و اإلر .)155(نشأت فيه مفاهيم احلرية، و حقوق اإلنسان و الدميوقراطية

يف تلك املرحلة وسيلة حكم يقوم على الترهيب، لذلك Terreurفقد كان مصطلح الرعب ليس علينا أن : " تقريرا عن مبادئ احلكومة الثورية فقال1793 عام Robespierreريقدم روبسب

نزرع الرعب يف قلوب املواطنني و التعساء، بل من خمابئ ارمني الغرباء، حيث يتقامسون األشالء .)156("و حيث يشربون دماء الشعب الفرنسي

ري حتت تأثري احلماسة الوطنية، أين لكن األحداث التارخيية ختربنا عن وقوع جتاوزات اجلماهايب، انتهى يف األخري بسقوط روبسبري هحتولت أعمال الرعب كرد فعل تلقائي إىل حكم إر

Robespierreابيا فكان بذلك أول استعمال ه الذي أعدم بعد حماكمته يف ساحة الثورة، باعتباره إر .)157(للمصطلح يف اللغة الفرنسية

بسيط البعيد عن األغراض و األبعاد السياسية، يظهر من الناحية و باملفهوم االصطالحي الاب يف مفهومه العام هو تنفيذ عمل يتسم بالعنف، يراد منه بث الرعب يف هالعملية أي أن اإلر

اب واسع االنتشار يف دول الغرب، و على هاملدنيني أو األبرياء، و قد كان هذا النوع من اإلرتحدة، حيث أن اانني و املرضى النفسانيني، و ارمني و مجاعات وجه اخلصوص يف الواليات امل

.540ص ، 1996 1عبد الواحد حممد الفار، اجلرائم الدولية و سلطة العقاب عليها، دار النهضة العربية، مركز جامعة القاهرة للطباعة و النشر، ط .د - 153 .18ملرجع السابق، ص تامر إبراهيم اجلهماين، ا - 154

155 - Gérard Chaliand et Arnaud Blin , manifestation de la terreur à travers les âges, histoire du terrorisme, Ed bayer, 2004, p 109.

.30، جامعة اجلزائر، ص 1989-1988، مفهوم اإلرهاب يف القانون الدويل، حبث ماجستري لعام يترحافسليم - 156 .18 تامر إبراهيم اجلهماين، املرجع السابق، ص - 157

Page 60: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 59 -

و اللصوص، كل هؤالء يلجئون إىل هذه الوسيلة لتحقيق مآرم و أغراضهم املافيا، و املغامرين،و على هذا و يقومون بالقتل و التنكيل، الشخصية فيختطفون الرهائن، و يطالبون باألموال كفدية

نسيب ككل املفاهيم املرتبطة باحلياة االجتماعية و السياسية، ) اإلرعاب (األساس أصبح مفهوملذلك يأيت استخدامه خمتلف بني كاتب و آخر، و بني جهة سياسية و أخرى، باإلضافة إىل كون

يتوخى )158(هذا االستخدام ال يتبلور عادة سوى يف إطار برنامج إعالمي، أو محلة إعالمية هادفةفهوم التأثري على الرأي العام، حىت لو تغلفت املصاحل السياسية بكالم يغلب من خالهلا صاحب امل .عليه الطابع اإلنساين

و قد تبني يف كثري من املناسبات مدى تأثري اإلعالم يف الرأي العام حتت ضغط اجلهات االهتمام اب ال تكون باحلدة، وهفنجد مثال كرونولوجيا االلتفات إىل ظاهرة اإلر القوية يف العامل،

الالزم إال عندما تضرب مصاحل فاعلة يف اتمع الدويل، و خري دليل على ذلك هو عدم اخلوض يف اب بالقدر الذي كان جيعل الكثري من احلوادث التارخيية تأخذ مسارا آخرا، فقد هموضوع اإلر

ما يقع من كانت اموعة الدولية مبا حتتويه من منظمات و مؤسسات، ودول فاعلة ساكتة على ابية إال بعد هأعمال إجرامية، تدمريية يف حق شعوب كثرية، و مل تتفطن إىل هذه األعمال اإلر

أين تعرض الفريق اإلسرائيلي لالغتيال اجلماعي من طرف مجاعة 1972 بأملانيا سنة خيميونأحداث .سبتمرب األسود الفلسطينية

اخلطر، على الرغم من أن األعمال ملواجهة هذا ) دول الغرب(هنا فقط انتفض العامل ابية كانت منتشرة قبل ذلك يف ما تقوم به الدول االستعمارية يف بلدان الشعوب املستضعفة، هاإلر

يف فيتنام، و اليابان، و إسرائيل يف 1945و بريطانيا، أملانيا و الواليات املتحدة بعد من فرنسا .1948فلسطني منذ

، إذ كان العامل يف غفلة عن البحث يف 2001 سبتمرب 11و كذلك الشأن ملا حدث يف اب رغم االتفاقيات الدولية، و نصوص امليثاق األممي اليت أدانت هالتصدي اجلاد لظاهرة اإلر

الظاهرة بكل مركباا و أبعادها، إال أا مل تنهض هذه النهضة العارمة يف وجه ما يسمى مريكية، و اخترق التحدي اإلرهايب كربياء البيت اب إال عندما زلزلت أركان الدولة األهباإلر

فتأهبت الترسانة العاملية للوقوف وقفة األبيض، بإعالن احلرب على الواليات املتحدة من الداخل،اب كان هو مطاردته إىل أقصى بقاع األرض، على الرغم من أن اإلر صارمة يف وجه هذا الشبح،

و مس الكثري من البلدان خاصة يف القارة اإلفريقية و يضرب و بقوة كثري من أراضي املعمورة ،

.65، ص2009، 2 احلقوقية، طيب، اإلرهاب الدويل يف ظل املتغريات الدولية، منشورات احللنحممد ادوب و أمحد سرحا - 158

Page 61: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 60 -

و على رأسها اجلزائر، اليت عانت ويالت الدمار البشري و املادي طيلة أكثر من الشرق األوسط،و مل تقم قائمة اتمع الدويل، و ال منظمة األمم املتحدة للمحاربة أو التصدي، بل عشر سنوات،

حملنة األسطورية يقابل بالالمباالة، و التنديد اإلعالمي ليس ا لكتكان صوت اجلزائر إلخراجها من إال، على الرغم من أن أرواح الذين سقطوا يف تلك الظروف تفوق عدد ضحايا تفجري املركز التجاري بنيويورك، و نفس الشيء بالنسبة ملا حدث للشعب الفلسطيين الذي كان على مدار

، و التخريب، و النهب، و اخلطف، و كل ما يشري من معان مخسني عاما يعاين من أعمال التدمرياب سواء أكان داخلي أو دويل، لكن دون جدوى يف إجياد احلل املتمثل قانونيا يف هملفهوم اإلر

الدويل، لكن املعطيات العامتسليط العقوبة الفعلية على الفاعل، ما دام معروفا لدى الرأي حال دون ذلك، فهناك نظرة ازدواجية هلذه الظاهرة القدمية السياسية و املصلحية و ميزان القوى

.اجلديدةأو ، فالبحث عن التعاريف القائمة على املنطق بالنسبة للمصطلحات اخلاصة بالعلوم السياسية

.العلوم االجتماعية خاصة إذا أخذت طابع االنفعال السليب الذي يفقدها املعىن املتوخىسي يرتبون الظواهر اليت تندرج حتت هذه الفئة العامة كخطوة فالبنسبة لدارسي العنف السيا

لكن هذا ال يشكل غاية يف حد " ابهاإلر"للوصول إىل اتفاق حول مدلول مصطلح أوىل مهمة،إال بالنسبة للغويني من جهة، و من الناحية الثانية فمن الضروري وضع معايري تفرقة بني ذاته،

خمتلف طرق الرتاعات مهما كانت تسميتها إذا أردنا حتسني خمتلف شروط العنف، و متييزها عن و العوامل املؤدية إليها، و بالتايل معرفة التصدي هلا، فالنوايا و الظروف و املناهج فهمنا لألصول

املتبعة يف عنف الدولة مثال ضد مواطنيها ختتلف كثريا عن العنف الذي تتوخاه دولة ضد دولة يف هذه احلاالت الثالثة " ابهإر"فاستعمال مصطلح د حكوماا، أو مجاعات ثائرة ض ى،أخر

اب هيشكل غموضا يف البحث اجلامعي ناهيك عن الفعل السياسي يف حد ذاته ما دام مصطلح اإلر .)159(يعين لدى مستعمله تصرف عنيف يستحق التنديد

Alex "ألكس مشيد) Néérlandais(النرلندية " Leydeليد "لقد قام باحثان من جامعة

Schmid " ألبريت جونغمان "وAlbert Jangman " ابهاإلر"بتبين مقاربة هامة ملشكلة تعريف "بتحليل تلك و قام للمصطلح يف أوساط اجلامعيني، و املوظفني،ا تعريف109حيث أحصيا

ية من التعاريف ، األهداف السياس% 83.5املقاربات التعريفية و قد توصال إىل أن العنف متثل يف فقط من التعاريف تشري إىل % 21و الرعب،و كانت تركز عل اخلوف،% 51و % 65مثلت

159 - Walter Laqueur, Terrorisme, Presses universitaires de France, 1ère Edition, 1979.

Page 62: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 61 -

تتحدث عن الضحايا املدنيني الغري % 17.5التصرفات الغري مربرة و األهداف العشوائية، و .)160(حماربني و األفراد احملايدين و العناصر اخلارجية

ترك يف ثالثة عناصـر يف تعريـف الظـاهرة، فهذه املقاربات اليت توصل إليها الباحثني تش تبقى جمرد وجهات نظر استعمال العنف، األهداف السياسية، و نية زرع اخلوف يف مجهور معني،

غربية، قد تتفق أو ال تتفق مع التعاريف العربية مثال أو البلدان اإلسالمية األخرى، ألن وجهة نظر .بصفة عامةاب هر هو اإلاالغرب مغايرة ملا تراه دول العامل مل

اب هو استخدام العنف غري املشروع، و التهديد به ضد فرد أو جمموعـة مـن همبدئيا اإلر األفراد بغية الوصول إىل هدف معني، سواء قام ذا الفعل فرد أو مجاعة أو مؤسسة أو دولة مـن

و خطـري يف خبالف ما تراه بعض الدول الغربية اليت تستبعد الدولة كفاعل أساسي ،)161(الدول .نشر اإلرعاب سواء على املستوى الداخلي ضد أفرادها أو اخلارجي ضد دول أجنبية

علـى هــاب يف مدخله عن اإلر1991 عام Jonathan Witteلقد أكد جوناتان وايت ضرورة عدم اكتفاء فهمنا من خالل مداخل سياسية، بل أن علم االجتماع يف غاية األمهية يف هذا

اب، و لذلك اقترح أن يعرفه مـن هكد على عدم وجود تعريف واحد ملفهوم اإلر السياق، إذ يؤ :خالل مضامني خمتلفة

و يعين عنفا أو ديدا يهدف إىل خلق خوف أو تغيري اب،همنط التعريف البسيط و العادي لإلر - .سلوكي

.لزم عقاب الدولة ينتهك القانون و يستا و يعين عنفا إجرامي،ابهالنمط القانوين لتعريف اإلر -اب، و يعين عوامل سياسية و اجتماعية معينة تقف وراء كل سـلوك هالتعريف التحليلي لإلر - .ايبهإراب عن طريق مجاعات تـستخدم بواسـطة دول هو يعين اإلر اب،هتعريف رعاية الدولة لإلر -

.للهجوم على دول أخرى .)162(اب مواطنيهاهاب الدولة و يعين استخدام سلطة الدولة إلرهمنط إر -

اب مبا يالئم ثقافتـهم، و خيـدم هكما جند أن كثري من املفكرين يف هذا اال عرفوا اإلر توجهام الفكرية املبنية رمبا على قناعات إيديولوجية خاصة، إال أنه من ضمن املعايري املتداولة على

160 - Walter Laqueur, op.Cit, p 85.

.2003، 8، عدد1طرابطة اجلامعات اإلسالمية، اإلرهاب و املقاومة املشروعة، وليد عبد املاجد كساب، بني - 161162 - http:/menber / Lycos.co.uk.drdashti/f/usa.htm dashti homepage.

Page 63: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 62 -

اب هو استخدام منظم هأن اإلرالساحة الدولية لتعريف الظاهرة، معيار اهلدف السياسي الذي يرى . )163(للعنف ، يؤدي إىل خلق حالة من الرعب و الفزع لتحقيق أغراض سياسية

و يبدو أن هذا التعريف جيانب الصواب إذ وصف كل األعمال املتسمة بالعنف وربطهـا عـه ابا، باعتبار أنه يوسع يف إضفاء هذه الصفة لكل عمل عنف برت هباهلدف السياسي على أا إر

طابع الشرعية اليت تكتسبها أعمال املقاومة و احلركات التحريرية، على الرغم من أا تقوم بأعمال عنف ضد االحتالل، و القانون يعطيها احلق يف الرد بالعنف ، لنيل استقالهلا و حريتها باستعماهلا

.حقها و الدفاع الشرعي عن النفس لتقرير مصريهاب يقوم على معيار عدم التناسب بني اهلدف املـراد بلوغـه و اهو هناك أيضا تعريفا لإلر

و حيدد هـذا التناسـب، هابيا مىت كان جسيما، و لكن من الوسائل املستخدمة، فيكون الفعل إر جسامة هذا الفعل؟ إا أمور يتباين تقديرها حسب مفهوم كل فريق، و هذا أيـضا ال ميكنـه أن

الوسيلة و اهلدف، و خطورة الفعل أو جسامته، ألنه قد مقارنة بني اب،هيعطي معىن واضحا لإلر .)164(ابية عند البعضهتصدر عن فعل أضرارا جسيمة لكنها ال تصنف يف خانة األعمال اإلر

. لقد متحورت معظم املفاهيم حول أسئلة كثرية منها ؟ و ما هي أسباب اإلرهاب ؟ هل تتم معاجلته بالقوة أو باحلوار ؟ و ما هو اإلرهاب الدويل

.)165(من هم اإلرهابيون الدوليون ؟ و كيف نقضي على اإلرهاب الدويل ؟مـن % 75 بتحليل التقارب التعريفي للمصطلح إىل أن العنف ميثل توصلت دراسةهناك و

، و اإلجرام و التخريب، و % 80التعاريف، إحداث الرعب و اخلطر، و املساس حبياة األبرياء مثل ، و قد مت تعريـف % 50، بينما اهلدف السياسي و الديين مثال % 55بـ زعزعة االستقرار كان

و قد تطرقت الدراسة إيل التعاريف اخلاصـة باإلرهـاب % 10اإلرهاب باملرض النفسي بنسبة و فـرض القـوة علـى الـشعوب ،% 70الدويل الذي مثلت فيه اجلرمية العابرة للحدود نسبة

، و التنظيمات الدولية و تنظـيم % 85صة أمريكا نسبة املستضعفة، و سيطرة الدول الكربى خا .% 15القاعدة خاصة

و ينبغي اإلشارة إىل كون شرحية ممن وقعت عليهم الدراسة امتنعوا عـن اإلجابـة حبكـم .مقتضيات املنصب، أو التحفظ أو احلفاظ على أسرار الدولة

. 14حممد زكي مشس، عمر الشامي، املرجع السابق، ص - 163 .15 ص،فسهاملرجع ن - 164 .33، ص 2002 حممد عدنان سامل، أمريكا و اإلرهاب، دار الفكر املعاصر، دمشق، - 165

Page 64: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 63 -

الغري مشروع هو زعزعـة و على هذا األساس ميكن القول أن اإلرهاب باملنظور السليب و املساس حبياة األبرياء و تعريضها للخطر، عـن طريـق ممارسـة العنـف االستقرار و األمن، و

و التخريب و التدمري املادي بشىت أنواعه، و املعنوي لكل القيم و املدنية ألغـراض سياسـية أو أجلها توضع القـوانني و النـصوص مصلحية، مالية كانت أو عدوانية ووصفه باجلرمية اليت من

العقابية، و قد يسري هذا العقاب على األفراد و اجلماعات مما يثبت تورطهم يف األعمال اإلرهابية .مبا تتصدى له التشريعات الداخلية للدول

أما اإلرهاب الدويل و الذي تقوم به الدول أو التنظيمات الدولية أو اجلماعات الدولية، فهو عام حول إعطاء تعريف دقيق و شامل هلذه الظاهرة، اتفاقالدويل القائم لعدم وجود حمور اجلدل

بل نعته منقسم بني وجهتني متناقضتني، األوىل الوجهة الغربية اليت ترى يف اإلرعاب الدويل كل ما تقوم به الشعوب الضعيفة من أعمال عنف لتحقيق مطالبها، خاصة بعد ظهور النظام العوملي بقيادة

لواليات املتحدة، و أصبحت مفاهيم املقاومة و الدفاع الشرعي املكرستني ردحا من الزمن مـن او املنطق التارخيي، فوقفت بذلك يف األمور املتراجع يف تفسريها عكس ما يتالئم و القيم اإلنسانية

ـ لوبا وجه التعاريف املضادة و خاصة ما تبنته الدول الضعيفة اليت ترى يف اإلرهاب الـدويل أسللسيطرة و اهليمنة املفروضة من قبل الدول الرأمسالية اليت تريد االستحواذ على ثروات الـشعوب

و االقتصادية و العسكرية اليت تفرضها بالقوة عن طريق االعتداء األخرى بكل الوسائل االحتكارية ضوعة من قبلها يف و التدخل يف الشؤون الداخلية للدول حتت ذرائع مستحدثة، خمترقة القوانني املو

وقت من األوقات، عند وضع املواثيق الدولية يف غياب البلدان الضعيفة، و ملا كانت يف مرحلـة املعسكر الشرقي بقيـادة اإلحتـاد –الحقة تبحث عن عدو جديد و مستمر، بعد سقوط العدو

ق اإلسـتراتيجية و قد وجدت يف الدول اإلسالمية املترامية عرب العامل، املنـاط -السوفيايت سابقا لتوسيع نطاق اهليمنة على املستوى املادي، االقتصاد، جتارة األسلحة، االستحواذ على السوق املالية و البترولية، و على املستوى املعنوي إذكاء جذور احلمالت الصليبية و ضرب اإلسالم حبجة ختلف

. عصرنا احلايلو عنف املسلمني، و هذا هو حمور صراع احلضارات املتداول بكثرة يف

Page 65: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 64 -

�ه8; ا� ��T� �8ره�ب: ا� /ع ا�#��4� ا�

اب من قبل الفقه الدويل، و كان ذلك يف بداية األمر للداللة هلقد استخدم مصطلح اإلر

على اإلجراءات البوليسية اليت تتخذها نظم احلكم االستبدادية ضد املواطنني، كما أنه سرعان ما للعنف املمارس من جانب الدول أو األفراد، و على حد سواء، فتارة أطلق للتعبري عن أشكال شىت

يطلق على سياسة العنف اليت تتبعها دولة تفرض سيادا على شعب من الشعوب، أو عن سياسة القوة اليت متارسها دولة أخرى، و تارة يطلق على أفعال العنف اليت ترتكبها األقليات لغرض

ا على األكثرية يف اتمع، أو أفعال العنف اليت يرتكبها األفراد يف صراعهم ضدسيطر .)166(السلطة

اب كما سبقت هاب كان مرتبطا باألنظمة الشمولية، حيث أضيفت كلمة اإلرهفاإلر ليدل 1789اإلشارة إليه كمصطلح ألول مرة يف مالحق قاموس األكادميية الفرنسية الصادر سنة

.)167(ن خالل إشاعة اخلوفعلى نظام أو أسلوب من إدارة احلكم م، إلعطاء األكادميينيفهناك العديد من املسامهات من قبل فقهاء القانون الدويل، و املفكرين و

اب، و بالتايل التوصل رمبا إىل مفهوم أكثر تركيزا و دقة للعمل هحتديد مفاهيمي ملصطلح اإلر . ايبهاإلر

ا� �R ا�V/ب� -1

اب يف كتابات الفقهاء، و االتفاقيات الدولية، و هلإلرظهرت حماوالت إعطاء مفهوم فقهي

يف القرارات الصادرة عن املنظمات الدولية، و بالرغم من هذه احملاوالت مل تصل إىل تعريف عام و اب و صوره، و يرجع ذلك إىل االجتاهات السياسية املختلفة، فالبعض هشامل جلميع أنواع اإلر

.)168( يرى فيه عمال بطوليا فدائياابيا و البعض اآلخرهيصفه عمال إر

. 20، ص1994، 1جرمية اإلرهاب، دراسة مقارنة، دار النهضة العربية، طحممد عبد اللطيف عبد العال ، - 166

167 - Jean Marc Varant , l’Etat de droit contre l’état du peuple ,Gaz-pal 1986, p 02. .23أمحد حلمي نبيل، اإلرهاب الدويل وفقا لقواعد القانون الدويل العام، دار النهضة العربية القاهرة، ص - 168

Page 66: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 65 -

و لعل أهم تلك احملاوالت الفقهية الغربية ما قام به املؤمتر األول لتوحيد القانون العقايب الذي ـ اإلر" Limkin" و قد عرف الفقيه ليمكن )169(1930 يف مدينة وارسوا يف بولندا عام انعقد اب ه

.)170(بأنه يقوم على ختويف الناس، مبسامهة أعمال العنفاب هو كل عمل إجرامي يكون اهلـدف مـن هيرى أن اإلر " Saldana"أما الفقيه سالدانا

وسائل تسمح خبلق حالة استخدامو ذلك عن طريق بصفة رئيسية نشر الذعر و اخلوف، ارتكابهاب ه، مبعىن أن اإلر )171( سياسي معني الجتاه لفكرة معينة أو خدمة االنتباهمن اخلطر العام من أجل

: ز على ثالثة عناصر، تتمثل فيما يلييرتك .يسبب حالة عامة من الذعر و اخلوف: أوال .إخل....التفجري لوسائل إحداث ذلك اخلوف، كالتدمري و استخدامه :ثانيا

.هو بلوغ اهلدف السياسي املنشود، أو لتحقيق فكرة من األفكار على اختالف انتمائها: و ثالثا اب يعين االستخدام العمديه أن اإلرGeorge Levasseur ريو يرى الفقيه جورج ليفاس

.)172(و املنظم لوسائل من طبيعتها نشر الرعب و الفزع بغرض التوصل إىل أهداف حمددة تقدمي مفهوما لإلرعاب 1983يف كتابه اإلرهاب السياسي Shmidو قد حاول الفقيه مشيد

إذ أنـه رأى . البية التعريفات بعد إجرائه دراسة استطالعية معتقدا أنه أمل بكل العناصر املشتركة لغ اب هو أسلوب من أساليب الصراع الذي تدفع فيه الضحايا اجلزافية، أو الرمزية كهدف هبأن اإلر

عنف فعال، و تشترك هذه الضحايا الفعالة يف خصائصها، مما يشكل أساسا النتقائها من أجـل .)173(سابق للعنف، أو التهديد اجلدي بهالتضحية ا من خالل االستخدام ال

اب املعاصر جيسدمها بشكل أقـوى هففكرة التنظيم، و اإلرادة، هي العناصر اليت أصبح اإلر من أي وقت مضى، و قد ظل اإلرعاب كظاهرة حمدودة نسبيا إىل وقت قريب سواء بالنسبة لعدد

.ابية، أو بالنسبة ملناطق متركزههاحلوادث اإلر

.25، ص 1992رفعت أمحد حممد، اإلرهاب الدويل، دار النهضة العربية، القاهرة - 169 .24، ص السابقأمحد حلمي نبيل، املرجع - 170 535ر، املرجع السابق، ص عبد الواحد الفأ.د - 171 .537املرجع نفسه، ص - 172 .46ة، املرجع السابق، ص قدرهاب الدويل، دراسة قانونية ناحممد عبد العزيز شكري، اإل.د - 173

Page 67: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 66 -

، ففي فرنسا لالنتباهاب بعد إحصائيات ملفتة هخر الستينات أخذت ظاهرة اإلر فمنذ أواايب و بلغ عدد ضحايا هذه احلوادث هحادث إر) 6000( ستة أالف 1975وحدها أحصي يف سنة

. تسع مائة ضحية تقريبا900 حادث 98اب ه بلغ عدد حوادث اإلر1993 إىل 1992و يف مصر خالل الفترة املمتدة من

. )174( آخرون120 شخصا و أصيب حوايل 58ا راح ضحيته تقريب، فقد بلغ عدد املسلحني الذين صعدوا 1992و يف اجلزائر و منذ بداية األزمة الدموية عام

ألف، يف الوقت الذي أوقفت مصاحل األمن نصف مليون 25 حوايل 1995إىل اجلبال إىل غاية ألف، باإلضافة إىل عدد ) 200(األزمة يفوق و قد كان عدد ضحايا )175(ابهجزائري بتهمة اإلر

. ألف عملية500ابية اليت جتاوزت هالعمليات اإلراب الذي تفشى يف اجلزائر كل هذه املدة الطويلة أكثر من عشر سنوات، فإنه يريد هفاإلر

اب يف املساس هجنح هذا اإلر و تربير وجوده حبجة الدفاع عن إسالم مت تشويهه متام التشويهو ما أحدثته من دمار و ختريب، و أثناء هذه املدة كلها ظلت اجلزائر وحدها و من دون ه،بسمعت

القتلة و زارعو آالت الفتك، و النسف جيدون املساعدة و مؤازرة يف معركتها، يف حني كاناملساندة لدى بعض العواصم، هذه العواصم اليت مل تكن على بينة من اخلطر الذي قد تتعرض له يف

اليت ضربت أعظم قوة يف 2001 سبتمرب 11ام اآلتية، و تطلب األمر انتظار وقوع اعتداءات األيالعامل بنيويورك و واشنطن لكي يتجلى للعامل ما آلفة اإلرعاب من بعد دويل ،و ضرورة مواجهته

.)176(ضمن جبهة عاملية جامعة موحدةل مناطق كثرية من العامل من متد ليشماو بعد أن كان اإلرعاب حمصورا تقريبا يف أوروبا،

بينها دول من آسيا و إفريقيا، باإلضافة إىل كل الدول الصناعية الكربى يف العامل، و كل دولة من .)177(ابية واحدة على األقل ههذه الدول ا منظمة إر

فاالنتشار الواسع للمنظمات اإلرعابية اليت يشهدها العامل تؤكد على أن اإلرعاب املعاصر أساسا على فكرة التنظيم ، و العمل اإلرادي املشترك من أجل حتقيق األهداف مهما كان يقدم .نوعها

.07حممد عبد اللطيف عبد العال، املرجع السابق، ص - 174 . مستقاة من مصادر أمنية مليون مواطن خالل األزمة الدموية،، مصاحل األمن اعتقلت نصف2005 ألف مسلح التحقوا باجلبال إىل غاية 25 - 175 .، مؤمترا دوليا حول اإلرهاب، لدراسة آليات مكافحة هذه الظاهرة العاملية2002 أكتوبر 28- 27- 26 احتضنت اجلزائر يف - 176 التضامنعبد العزيز بوتفليقة، كلمة ألقاها أمام املشاركني يف املؤمتر العاملي للسلم والرئيس - 177

Page 68: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 67 -

و منظمـة فهذه الفكرة هي املسؤولة عن إفراز اجلمعيات السرية يف إيطاليا أو يف إسبانيا، .اخل.... يف إجنلترا، أو اجليش األمحر الياباين و مجاعة سبتمرب األسود االيرلندياجليش اجلمهوري

شر الدمار و الفزع بـني كما أا املسئولة كذلك عن امتالك الوسائل و التكنولوجية اليت تن و ما الرسائل امللغمة، و السيارات املشحونة باملتفجرات، و القنابل املتطورة و األسـلحة األبرياء

نسيب و ذلك على اب املعاصر ميارس بدوام و استقرار هاألوتوماتيكية إال دليل واضح على أن اإلر .)178(ايب ميارس من خالل أفراد و مجاعات غري منظمةهعكس احلال عندما كان النشاط اإلر

ابية إىل اختاذ أمساء ومهية خلوفها من التـورط حتـت هو قد تتعمد بعض املنظمات اإلر للدفاع ظروف معينة يف أعمال قد تعود عليها بالسلب و من أمثلة هذه املنظمات، منظمة اليوستر

)UDA( Ulster Défense Association و هي إحدى التنظيمات الربوستانتية غري الـشرعية الـيت ، انفصلت، و تضم حتت لوائها بعض املنظمات غري الشرعية اليت ايرلندامتارس نشاطا سياسيا داخل أمسـاء ، كما تنتمي إليها مجاعات تنتحـل Ulster Freed on Figtherعنها يف الظاهر مثل منظمة

، و هذه املنظمات غري الشرعية هي الـيت Redhand Commandزعامة اليد احلمراء : ومهية مثل .)179(اب اليت يرتكبها الربوستانت هتعلن مسؤوليتها عن أفعال اإلر

سواء الـداخلي أو اب،هفالتنظيم و اإلرادة إذن يلعبان دورا كبريا يف إطالة عمر ظاهرة اإلر ل املساعي الدولية حملاربتها كبرية التعقيد، إن مل نقل مستحيلة حـىت اآلن، الدويل و بالنتيجة جع

نظرا لوجود أطراف فاعلة على الصعيد العاملي، و اليت تساهم بقـسط كـبري يف حتريـك هـذه التنظيمات و لو بطرق خفية و غري مباشرة، و يف إطالة تكريس عدم االستقرار، ألن هناك اعتراض

.ضاء النهائي على هذه الظاهرة ألا تتغذى من الصراع و العنف و الدماءملصاحلها إذا مت القب هو حـصر اسـتعمال طـرق التخويـف ها اإلرأن» F.Hacker«و يرى الفقيه هاكري

من طرف أولئك الذين ال يوجدون يف السلطة من احملتقرين، و اليائسني الذين يعتقدون ) اإلفزاع( .)180( االعتبارحيد ألخذهم بعني اب ميثل لديهم الطريق الوهأن اإلر

ايب ميارس مـن هو املالحظة اليت ميكن إبداؤها حول هذا املفهوم الذي يرى أن العمل اإلر اب عنـدهم هطرف املستضعفني الذين مل يكن هلم حظ يف ممارسة السلطة ، و بالتايل يصبح اإلر

.07، ص السابق املرجع حممد عبد اللطيف عبد العال، - 178 . 05املرجع نفسه، ص - 179 .16ص ،95- 94عبد الباسط العيدودي، تطبيق قانون مكافحة التخريب و اإلرهاب يف الزمان، مذكرة ماجستري، فرع القانون اجلنائي،جامعة اجلزائر، السنة اجلامعية - 180

Page 69: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 68 -

ري منطقي، إذ كيف نفـسر هذا الطرح يعد غ العمل الذي حيقق مطاحمهم يف اإلستالء على احلكم، .اب و القمع على الصعيد الداخلي أو اخلارجي ؟هقيام بعض الدول بأعمال اإلر

Wilkinsonو قد رأى الفقيه ويلكسون اب نتاج العنف املتطرف الذي يرتكـب ه، أن اإلر من أجل الوصول إىل أهداف سياسية معينة يضحي من أجلها بكافـة املعتقـدات اإلنـسانية و

.)181(قية األخال : اب كالتايل هإذ صنف هذا الفقيه جرائم اإلر

و هو اللجوء إىل وسائل احلرب إلشاعة الرعب، مثل اسـتعمال العبـوات :ا�!/ب�Y ا�ر(�ب - .الناسفة، و األسلحة و املتفجرات

. موقف معني يف إطار التدابري القمعيةاختاذ و هو :ا����0ا�ر(�ب -ف إىل تقويض النظام السياسي يف الدولة، و اإلسـتالء علـى و هو يهد :ا�ر(�Yب ا��Y4ري -

.السلطةاب الذي يرتكب بدون دافع سياسي أو أيديولوجي ه و يقصد به اإلر :ا�ره�ب R$Y3 ا��Y4ري -

، و املالحظ هنا هو إعطاء تقسيمات )182(و ال يكون اهلدف منه اإلستالء على السلطة يف الدولة ايب يف حد ذاته، هو الوسائل و األساليب اليت يتخذها العمل اإلر اب حسب الواقع، هملفهوم اإلر

اب القمعي عادة مبمارسات الدولة ضد دولة أخرى ،إذا تعلـق هإذ يتعلق اإلرعاب احلريب و اإلر اب الثوري و الشبه هاألمر بالنوع األول ،أو ضد مواطنيها إذا تعلق بالنوع الثاين، بينما يبقى اإلر

.و األفراد اجتاه الدولة سواء كان ذلك يف الداخل أو يف اخلارج ماعاتالثوري من أعمال اجلاب هو االستخدام التكتيكي للعنف، الغاية ه بأن اإلر Fried landو ير ى الفقيه فريالند

منه أوال خلق جو عام من اخلوف و الذعر لدى القـسم األكـرب مـن الـشعب، كمـا بينـه Walter وولترفري"الفقيه Feery "، بأنه هو عملية رعب تتألف من ثالثة عناصر: .فعل العنف، أو التهديد باستخدامه - . ردة الفعل العاطفية النامجة عن أقصى درجات اخلوف لدى الضحايا احملتملني-أخذ التأثريات اليت تصيب اتمع بسبب العنف أو التهديد باستخدامه، و اخلوف الناتج عـن -

.ذلك

.21، ص املرجع السابقت، أمحد حممد رفع - 181 .215املرجع نفسه، ص - 182

Page 70: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 69 -

اب هو أي عمل من أعمـال العنـف ه أن اإلرEric Davidيك دافيد كما يرى الفقيه إير .)183(املسلح الذي يرتكب لتحقيق أهداف سياسية أو فلسفية أو أيديولوجية أو دينية

2- ��Wا�0/ب� و ا�س R� ا�

ا�0/ب� -أ

و على الصعيد العريب هناك الكثري من الفقهاء و الدارسني يف القانون الدويل، ممن حـاولوا اب، حبكــم االحتكــاك اليــومي لألحــداث املتعاقبــة هــطــاء مفــاهيم لظــاهرة اإلرإع

و التفاعالت السياسية اليت أقحمت كل من له عالقة من قريب أو من و االنفعاالت االجتماعية، دها للتوصل رمبا لوضع اليـد بعيد، يتطلع إىل إجياد بعض املعامل األساسية للظاهرة، و الوقوف عن

ـ على تعريف شامل أو حتليل دقيق، يؤدي إىل البحث عن احللول املالئمة لصد اإلر اب بكـل ه .أنواعه و صوره

اب جرمية إنسانية دولية خمالفة لقواعد هأن ظاهرة اإلر "أمحد نبيل حلمي "فقد رأى الدكتور ، و هي االستخدام الغري مـشروع للعنـف، أو و تقاليد النظام العام الدويل، و القواعد اإلنسانية

التهديد بواسطة فرد أو مجاعة أو دولة، ينتج عنه رعب يعرض للخطر أرواحا بـشرية أو يهـدد اجتـاه حريات أساسية، و يكون الغرض منه الضغط على اجلماعة، أو الدولة لكي تغري سلوكها

.)184(موضوع ماعتربه جرميـة ضـد ااب الدويل و هاهرة اإلر فهذا التعريف أضفى البعد اإلنساين على ظ

.اإلنسانية من جهة، و خرق للقواعد اإلنسانية من جهة أخرىاب مذهب يعتمد للوصول إىل أهدافـه هبأن اإلر " عبد الوهاب حومد "كما يري الدكتور

يرمي إىل القضاء على نظام الطبقات اجتماعيعلى الذعر و اإلخافة و هذا املذهب ذو شقني، شق مبجموعه هدفا مباشرا لـه، و االجتماعيفيكون النظام شكاله،ألقائم مبجموعه، و حتت خمتلف ا

تغيري أوضاع احلكم رأسا على عقب، و ال يتردد يف ضرب ممثلي الدولـة شق سياسي يهدف إىل .)185(لضرب الدولة ذاا

218 ص السابق، املرجع ،أمحد حممد رفعت - 183 .21نبيل أمحد حلمي، اإلرهاب الدويل وفقا لقواعد القانون الدويل العام، القاهرة، دار النهضة العربية، ص .د - 184 .21، ص 1979 1كتبة مدبويل، طعبد الناصر حريز، النظام السياسي اإلرهايب اإلسرائيلي، م.د - 185

Page 71: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 70 -

عد مذهبا فهو يالسياسي، أكثر منه على البعد االجتماعيوقد ركز املفهوم على البعد اليت توصله إىل األهداف السياسية و املتمثلة يف االجتماعيةاجتماعيا هدفه األساسي حتقيق املساواة

.احلكمتغيري نظام اب يرتكز على االستعمال غري املشروع هفإنه يرى بأن اإلر" عبد العزيز سرحان"أما الدكتور

لكات العامة أو اخلاصة، مبخالفة أحكام للقوة، و هو كل اعتداء على األرواح و األموال أو املمت .)186(القانون الدويل العام، مبصادره املختلفة مبا فيها املبادئ األساسية حملكمة العدل الدولية

ابا، خلرقه لقواعد هنسبة هلذا املفهوم، فإنه يرى أن كل استعمال غري شرعي للقوة، يعد إرفبال، بغض النظر عن األطراف القائمني ا، سواء القانون الدويل، و قد عده كذلك جرمية دولية

أكانت أطراف عامة كالدولة أو منظمات دولية، أو خاصة كاألفراد، و من مث يتطلب إخضاع .ايب إىل القانون الدويل بكل مصادره املعروفةهكل عمل إر

اب كظاهرة سياسية، و رأى بأنه مذهب نزاع هاإلر" أدونيس العكرة"كما تناول الدكتور يف يرمي الفاعل مبقتضاه، و بواسطة الرهبة النامجة عن العنف إىل تغليب رأيه السياسي أو إىل عن

فرض سيطرته على اتمع أو الدولة من أجل احملافظة على عالقات اجتماعية عامة، أو من أجل .)187(تغيريها أو تدمريها

ة معينة، و ال يتم ذلك فهناك من يتبىن مذهب العنف من أجل السيطرة، و مترير أفكار سياسيكما جاء حسب أصحاب هذا املذهب إال عن طريق الرتاع العنيف، و بث الرعب و ليس الرهبة

و غريه من املفكرين العرب الذين أخلطوا بني املفاهيم و املعاين ،أدونيس العكرةبه مفهوم الدكتور يكولوجية تتجلى بصماته ألن الرعب أعلى درجة نفسية س احلقيقية للمصطلح أو للمفهوم ذاته،

بسرعة على وجه و حركات جسم املتلقني له، كما يترك آثار الفزع و اخلوف الظاهر على .ضحاياه

إىل استصغار التعاريف املادية و املوضوعية " أمحد جالل عز الدين"و ذهب الدكتور اقتصرت على املوجودة يف جمال البحث عن مفهوم الظاهرة، و رأى أا تتميز بالقصور ألا

األفعال املتمثلة يف اجلانب املادي، و كذلك اجلرائم، أي اجلانب القانوين، باإلضافة إىل اجلانب و اقترح عض هذه اجلوانب دون البعض اآلخر اجلمع بني بعناألخالقي و السياسي كما أعترض

: اب واصفا إياه بأمرين همفهوما يراه األمثل لظاهرة اإلر

.221 املرجع السابق، ص ، أمحد حممد رفعت.د - 186 .93، ص 1983أدونيس العكرة، اإلرهاب السياسي، حبث يف أصول الظاهرة و أبعادها السياسية، دار الطليعة بريوت، .د - 187

Page 72: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 71 -

:ا���)�(�8ا�SB/ � و : ا�/ اول-أحبيث ال يتفق فقط مع وجهة نظر طرف من األطراف، و إمنا يطرح جانبا من وجهـات

الفعل، أو األفعال ليس داخل ارتكابالنظر املختلفة، و من مث فهو يرى أن الدافع و الباعث على .)188(يف التعاريف

� �,�Pه/ة دون: ا�/ ا����4-ب,BA� �ل أي �@��ا����م ب���Sا�+ ا�Zإ : - من وجهة نظـره -اب و اليت متيزه هو يقدم لنا بعض اخلصائص اليت يشملها تعريف اإلر

: دون اختالط مالحمه مبا يشبهه من الظواهر، و هذه اخلصائص هي .العنف أو التهديد بالعنف -1 .التنظيم املتصل بالعنف -2 .ابهاهلدف السياسي لإلر -3 .الستخدام العادي للقوةاب بديل لهأن اإلر -4

يقصد خلق حالـة مـن متصل،اب هو عنف منظم و هو قد خلص إىل رأي مفاده أن اإلر و الذي ترتكبه مجاعة منظمة بقصد حتقيق أهداف سياسية،التهديد العام املوجه إىل دولة أو مجاعة

.)189(سياسية السياسية، و قد كانت اب بالصيغة هو املالحظ أن جل الفقهاء ركزوا كثريا على ربط اإلر

ابية بالعنف و التنظيم، كما يتضح مـن ه واحد، تتسم فيه اجلرمية اإلر اجتاهكل املفاهيم تصب يف خالل احملاوالت الفقهية أنه مل يتوصل إىل إجياد مفهوما عاما و شامال، وحـىت دقيقـا لوصـف

ما ينـدرج يف إطـار فعـل اإلرعاب، رمبا لعدم االنتباه لعملية الفصل يف الدراسات العربية بني الرعـب األول، اجتاهو الرعب كرد فعل ضروري إحداث الرعب حينما يأخذ الطابع اإلجرامي،

هذا من جهة، و كذلك وجود نوايا فعالة يف عدم التوصل إىل إعطاء مفهوم دقيق، و هذا احتمال اب من زوايا هظر إىل اإلرنكبري من جهة ثانية، و قد يعود ذلك إىل أن االجتاهات الفقهية املختلفة ت

متعددة، فهناك من يدرس اجلانب املادي للظاهرة، و من يدرس اجلانـب القـانوين، أو اجلانـب السياسي و األخالقي، و ذا ختتلف املفاهيم حسب الرؤى و االجتاهات، و حىت االعتقادات حبكم

.املعطيات املتاحة أمام كل دارس هلذا املوضوع

.226 أمحد حممد رفعت، املرجع السابق، ص . د- 188 .226، ص نفسه ملرجع ا - 189

Page 73: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 72 -

الذين مل يتوانو عـن إعطـاء مـا ة ، سواء من الفقهاء أو األكادمييني إذ بذلت جهود كثري توصلوا إليه من اقتراحات يف كل مرة تتاح هلم فيها الفرصة ، سواء علـى املـستوى العـريب أو الدويل، حينما استفحلت الظاهرة و توغلت يف أوساط اتمعات ، و ما أحدثته من تغيري يف كثري

من آثار األعمال اإلرعابية بغض النظر عـن األسـباب و األهـداف و من البلدان اليت عانت األطراف املغذية هلا، و ذلك منذ تاريخ بدأ يطول أمده أمام استمرار الظاهرة ،دون الوصـول إىل

.ابهاحللول للقضاء عليها ، فكلما مر الزمن زاد خطر اإلرة عن طريق إجياد أوال مفهوما و قد كانت أهم احملاوالت اليت سعت إىل تطويق هذه الظاهر

اب الدويل ، ملعرفة سبل مواجهته بعد ذلك ،قد قدمت مبناسبة املـؤمتر هو تعريفا دقيقا جلرمية اإلر .)190(1930األول لتوحيد القانون اجلنائي الذي انعقد يف مدينة وارسو يف بولندا عام

�� -بWا�س

اته مثاين مرات ، و استعملت فيه الكلمة لقد ورد يف القرآن الكرمي ، مصطلح الرهبة و مشتق و : "،و ذلك يف قوله تعـاىل )191(مرة واحدة منها فحسب مبعىن إخافة العدو باحلث على اجلهاد

�F \�ة و ;B0&Bاس �� )192(" .... رب�Yط ا�Y8A� "/ه$�Yن ب�Y) RYو ا[ و (�Yوآ; �FY أ(�وا ��; ل الدعوة إىل خمافة اهللا فحسب، و يات السبع األخرى فقد استعملت كلمة الرهبة من أج أما يف اآل

قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس و إسترهبوهم ": قوله تعاىل : هذه السبعة مرات هي و لما سكت عن موسى الغضب أخذ األلواح و في نـسختها .")193("و جاءوا بسحر عظيم

لتي أنعمت يا بني إسرائيل أذكروا نعمتي ا "و .)194("هدى و رحمة للذين هم لربهم يرهبون أسلك يدك في جيبك تخرج " و .)195("عليكم و أوفوا بعهدي أوف بعهدكم و أياي فارهبون

ن من ربـك إلـى ناو أضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برها , بيضاء من غير سوء )196("فرعون و مإليه إنهم كانوا قوما فاسقين

"��� )197("نو �B; أ�3 ره$� �� ص�وره; �F ا[ ذ�_ ب^��; \�م 7 ��Y; آ���Yا Y:�ر(�ن ��Y ا�Y8A/ات و إ��سR� �@$SB ووه$@� ��Y! R و أصRY� �@!,Y زوجRY "و

F803و ره$� و آ���ا �@� خ� �$Z198 (" �(��@� ر(

.30 ص ،1989-1988سليم فرحايت، مفهوم اإلرهاب يف القانون الدويل، حبث ماجستري، جامعة اجلزائر - 190 .23حممد عزيز شكري، املرجع السابق، ص /د- 191 .60اآلية من سورة األنفال، - 192 .116سورة األعراف، اآلية - 193 .154 سورة األعراف، اآلية - 194 .40سورة البقرة، اآلية - 195 .32ورة القصص، اآلية س - 196 .13سورة احلشر، اآلية - 197 .22 سورة آل عمران اآلية - 198

Page 74: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 73 -

اب يف التشريع القرآين، ألـا تتخـذ هفهذه اآليات كلها تدل على معىن مغاير ملفهوم اإلر و اإلكبار هللا تعاىل، كحالة مغايرة متاما ملظاهر الطابع النفسي أو الروحي من خالل شعور التعظيم

و االضطراب الناجم عن البطش أو العنف، بل هناك استحسان هلذا الشعور و اإلحساس اخلوفTerreurبراحة نفسية و هيبة اجتاه هذا األمر، و ليس اإلحساس بالرعب و اخلوف الشديد الذي

ضطراب وتشنج للجهاز العصيب، و للجسم كله و ما يصاحب ذلك من ا يعين االنقباض النفسي، .نظرا لردود أفعال سيئة

إن اإلسالم قد كفل لإلنسان حقوقه يف احلياة بصرف النظر عن عقيدته، و هذا ما أشارت و ���Y آ/�@�Y ب@O �Yدم و : ")199(إليه آيات الكتاب، بقوله تعاىل يف كرامة اإلنسانية و عدم امتهاا

،/YY!$و ا� /YY$ا� �YY� ;ه�YY@,��FYY خ,�@�YY ح� /YY84آ dYY,) ;ه�@,eYY� ت، و�YY$8&ا� FYY� و رز\@�YYه; W8e "")200(

: و سلم كما أكد على النهي بإيذاء اآلخرين من غري املسلمني بقول الرسول صلى اهللا عليه له بـاملكروه يـساوي ضإذ جعل إيذاء الذمي و التعر " امةأال من أذى ذميا فأنا خصمه يوم القي "

لم، بل يذهب اإلسالم إىل أبعد من ذلك يف جعل اإليذاء يف احلوار منهي إيذاءه صلى اهللا عليه و س و )201("و ال تجادلوا أهل الكتاب إال بالتي هي أحـسن : "عليه حسب نص القرآن بقوله تعاىل

"و ج�د��; ب���B ه� أح:F "قوله سبحانه: تعـاىل فاألصل يف اإلسالم هو السلم، و القتال يعترب شيء عرضي و ليس أصلي، إذ يقول

�@�ا أدخ,�ا ��Y ا�Y:,; آ���Y و �Y0$B" 7ا خ&�Yات ا�Y?8&�ن أ�RY آ�Yن ��Y) ;Y5و "O F fا� ��أ �

F8$�")202( حلالـة و اليت تضع حدودا و ضوابط كما قرر اإلسالم قاعدة عامة تتعلق بالقتال و احلرب،

و \�Y",�ا " : تعاىلالضرورة املستدعية إىل هذه الوضعية اليت حيث على اجتناا قدر اإلمكان لقوله

F �B0� .)203("�� س$8� ا[ ا�F f ��",��5; و �B0" 7وا إن ا[ 7 !+ ا�فاحلرب ضرورة يقتضيها ما ذكر فيها من املصاحل و دفع املفاسد، و السلم هو األصل الذي

و إن ج@!�ا �,�Y� ;,:Yج@g : "، كمبدأ عام و أساسي إذا قال تعاىل )204(جيب أن يكون عليه الناس

.2003 ،20ص ،08، عدد 1وليد عبد املاجد كساب، بني اإلرهاب و املقاومة املشروعة، رابطة اجلامعات اإلسالمية، ط - 199 .70سورة اإلسراء، اآلية - 200 .46سورة العنكبوت، اآلية - 201 .208رة، اآلية سورة البق - 202 .190 سورة البقرة، اآلية - 203 .21، ص وليد عبد املاجد كساب، املرجع السابق- 204

Page 75: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 74 -

��� ;8Y,0ا� I8�:Yه� ا� Rا[ إ� d,) �ى اإلسالم عن ترويع اآلمـنني، و إن )205( " و "�آ و قدو قد ى كذلك النيب صلى اهللا عليه و سلم عن جمرد اإلشارة كان على سبيل اهلزل أو الفكاهة،

ال يشري أحدكم ألخيه بالسالح، : "لآلخر بالسالح، حيث قال يف احلديث الذي رواه أبو هريرة ، بل وصل األمر بالتحـذير )206("إنه ال يدري لعل الشيطان نزغ يف يده، فيقع يف حفرة من النار ف

من نظر إىل : " ،وفقا للحديث )207(من ترويع اآلخرين إىل منعه للمسلم من إفزاع أخيه بنظرة خميفة .)208("مؤمن نظرة خميفة بغري حق أخافه اهللا يوم القيامة

و سن هلـا ،ا من الزمان، تناول اإلسالم قضية اإلرعاب فمنذ ما يزيد على أربعة عشر قرن عقوبات رادعة من أقسى العقوبات فيه، ملا هلذه اجلرمية من آثار سلبية على أمن و استقرار اتمع

و تعين قطع الطريق، واحلرابة هي خروج كـل )209("باحلرابة"اإلسالمي و اليت مسيت يف الشريعة أو أنثى، حر أو عبد، لقطع الطريق يف املدن أو خارجها مبنـع فرد أو مجاعة، مسلم أو ذمي ذكر

الناس من سلوكها منعا كليا أو جزئيا إلخافتهم و أخذ أمواهلم أو قتلهم عن طريـق اسـتعمال السالح مهما كانت ضئالته، كالعصا و احلجارة و يتم هذا الفعل على وجه القـوة و الغلبـة، و

.)210( احليلة يف الليل أو النهاراملخادعة و و املكابرة، ااهرة،و يدخل يف مفهوم احلرابة العصابات املختلفة، كعصابة القتل، و عصابة خطف األطفـال و

احلكام، اغتيالعصابة اللصوص للسطو على البيوت و البنوك، و عصابة خطف البنات، و عصابة . )211(و عصابة إتالف الزرع و املواشي و الدواب

حلرابة كبرية من الكبائر، و جرمية من جرائم احلدود اليت ـدد أمـن و قد جعل اإلسالم ا اتمع و استقراره، و من مث فقد رصد هلا أشد العقوبات، و بذلك فقد كان سباقا إىل كل ما هو

إنما : "بل اعتربها اهللا يف قرآنه أا حماربة له و لنبيه الكرمي يف قوله تعاىل . )212(عنف غري مشروع يحاربون اهللا و رسوله ، و يسعون في األرض فسادا أن يقتلوا أو يـصلبوا جزاء الذين

أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خالف ، أو ينفوا من األرض ذلك لهم خزي في الـدنيا و ".لهم في اآلخرة عذاب عظيم

.61سورة األنفال، اآلية - 205 .رواه البخاري و مسلم- 206 .21ص ، السابق املرجع، وليد عبد املاجد كساب- 207 .رواه الطرباين- 208 .21 ص ،السابقوليد عبد املاجد كساب، املرجع - 209 . و ما بعدها204عطا اهللا إمام حسنني خليل، اإلرهاب و البنيان القانوين للجرمية، ص - 210 .20، ص وليد عبد املاجد كساب، املرجع السابق- 211 .207- 202 ص السابق، عطا اهللا إمام حسنني خليل، املرجع - 212

Page 76: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 75 -

اب، مـن خـالل هفاملالحظ هو التقارب الواضح بني كل من جرمية احلرابة و جرمية اإلر و الغايات املستهدفة من قبلهما، و اليت تعتمد يف أغلبـها علـى بـث شتركة بينهما، العناصر امل

.و إحداث االضطراب لدى املعرضني للجرمية الرعب، و الترويع، و الفزع،من الصور املشتركة بينهما لـذلك كما يعد استعمال القوة و السالح، و القسوة و العنف،

اب اليوم هي يف حقيقتها ما كان يطلق عليهـا يف اإلسـالم هميكن القول أن ما يعرف جبرمية اإلر باحلرابة، و كما هو ظاهر يف اآلية فإن احلرابة تقرر هلا أربعة عقوبات، تتنوع حسب الفعل الصادر

: من اجلاين و هي . و جتب فيمن قطع الطريق و قتل: القتل -1 . و جتب على من قتل و أخذ املال: القتل مع الصلب -2 .و جتب على من أخذ املال و مل يقتل : لقطع ا -3 .)213(و مل يقتل,و جتب على قاطع الطريق إذا أخاف الناس و مل يأخذ ماال : النفي -4

و إذا كانت القوانني الوضعية مل تعرف نظرية العقوبة غري احملدودة إال يف أواخر القرن التاسع ة قد عرفت هذه النظرية و طبقتها منذ ثالثـة عشر و أوائل القرن العشرين، فإن الشريعة اإلسالمي

.)214(عشر قرنا تبناه بيان جممع البحوث اإلسالمية بـاألزهر، ن لعلماء املسلمني املعاصرين موقفا و قد كا

: و الذي جاء فيه ما يلي2001 نوفمرب عام 01بشأن ظاهرة اإلرعاب، الذي صدر بتاريخ و التعاون بني األمـم و التعايش، و التحاور، ف،و أمام هذا الواقع الضار بعالقات التعار "

و الشعوب و الثقافات و األديان، و احلضارات، يتوجه جممع البحوث اإلسالمية باألزهر الشريف د من الضوابط اليت ينبغـي أن إىل كل العقالء على اختالف أديام و حضارام و مذاهبهم، بعد

".و يف السياسات و العالقات و اإلعالم، ، يف دوائر الفكر، و الثقافةىتراع �Y�و القوميات، و الثقافات و احلضارات سنة من أن اإلسالم يرى يف تعدد الشرائع و امللل، :أو�

و ��Y3 �Yء ربY0S� _Y� ا�@�Yس : "سنن اهللا تعاىل و قانونا كونيا ال تبديل له و ال حتويل لقوله تعاىل

F� F8 إ7 ,BA� )215(" رح; رب_ و ��f_ خ,��;أ�� واح�ة و j 7ا��ن

.46،صعبد املاجد كساب، املرجع السابق - 213 .22، صنفس املرجع - 214 .119 - 118رة هود، اآلية سو - 215

Page 77: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 76 -

ن التعايش و التحاور، و التعارف بني األمم و الشعوب هو السبيل إىل بقاء هذه التعددية إ �Y أ ��Y : "و إىل تعاون أطرافها مجيعا على الرب و التقوى، ال على اإلمث و العدوان لقولـه تعـاىل

�Y<�$\ �0ب� وY3 ;آ�Y@,0و ج dY4و أ� /Yذآ FY���Y@) ;5 ا[ ا�@�س إ��Y خ,�@�Yآ; /Yر��ا إن أآ�Y0B� .)216("أ"��آ; إن ا[ (,8; خ8$/

�Y�8أن تعايش األمم و الشعوب، و تقدم اإلنسانية مرهون بـسيادة منظومـة القـيم و :و ث�� األخالق اإلميانية و يف مقدمتها قيمة العدالة، و احترام مبادئ القانون الدويل، و سلطة املؤسسات

العاملي القائم ، الذي يتجاهل مبادئ القانون الدويل ،و حيول العـامل إىل الدولية، بدال من النظام ستضعفني إىل استخدام العنف األمر الذي يدفع مجاعات من امل غابة يفترس فيها األقوياء الضعفاء، .ردا على القوى املتجربة و املستكربة

ـ ضرورة التحديد يف الفكر، و الثقافة، :ث��4��Y و اهيم املقـصودة مـن وراء و اإلعالم، و للمف . )217(املصطلحات اليت شاعت يف خضم هذه احلملة احملمومة ضد اإلسالم و املسلمني

علـى االعتـداء اب هو ترويع األمنني، و تدمري مصاحلهم و مقومات حيام، و هفاإلرلـة أمواهلم و أعراضهم و حريام و كرامتهم اإلنسانية، بغيا و إفسادا يف األرض، و من حق الدو

اب األثيم أن تبحث عن ارمني، و أن تقدمهم للهيئات القضائية هاليت يقوم على أرضها هذا اإلر . )218(لكي تقوم كلمتها العادلة بشأم

و يستطرد البيان يف التمييز بينما هو مشروع و غري ذلك لتبيان أن احلـرب أو اجلهـاد عندما يضطر املسلمون إىل القتال دفاعـا ة التطبيق، و حىت رماإلسالمي له قواعده اخلاصة و الصا

عن أوطام، و محاية حلريتهم يف االعتقاد، فإن لإلسالم آدابا و أحكاما واضحة حترم قتـل غـري املقاتلني، كما حترم قتل األبرياء من الشيوخ و النساء و األطفال، و حترم علـيهم كـذلك تتبـع

أو التمثيل جبثث القتلى، أو تدمري املنشآت و املواقع الفارين، أو قتل املستسلمني أو إيذاء األسرى ، .)219(و املباين اليت ال عالقة هلا بالقتال

اب يف ظل مبادئ الشريعة اإلسالمية يعد عمال غري مشروع كمبدأ عام، لـذلك هفاإلر •و ��Y0B FY ح�Yود ا[ : "وضعت لذلك حدودا واضحة، حيرم على البشر جتاوزها لقوله تعـاىل

Yه _Ykن �^و�����YPو كـل فحرمت اعتداء اإلنسان على أخيه اإلنسان دون وجه حق، )220("; ا�

.13سورة احلجرات، اآلية - 216

217 - Dr dashtihombage ? http : //membres .lycos.co.uk/drdashti /f1 USA.htm, le 11/03/2005 218 - Dr dashtihombage, op.cit. 219 - Ibid.

.229سورة البقرة، اآلية - 220

Page 78: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 77 -

�@��Y و ��Y ب&FY و : "عمل يلحق الظلم به إذ قال تعاىل /Y�l �Y� mاح�Y \Y� إ���Y حY/م رب�Y ا�

QY!ا� /Y8Vب �YV$و ا� ;Yرجاء األرض كقوله أ شنعت على الذين يؤذون الناس يف و قد ، )221("ا�ثــاىل ��YY ارض �8 8� �:YY��YY و �,YY_ ا�!YY/ث و ا�@YY:� و ا[ YY! 7+ و إذا "d��YY سd0YY : "تع

.)222("ا� :�د و إذا \8� �R إ"Q ا[ أخR"f ا�j0ة ب��ث; �!:$R ج�@; و �$pk ا����دو عليه فاملتأمل يف مصدري الشريعة اإلسالمية الكتاب و السنة جيد أما من خالل عدة •

أفعال التطرف، و العنف و العدوان خلروجهمـا اب و ما يوازيه من هما اإلر نصوص واضحة، حر .)223(عن حدود اهللا و شرعه، و ما خرج عن حدود اهللا فهو عمل غري مشروع

فاإلسالم يرفض كل عنف مدمر، و قوة غامشة و جيرم ذلك و حيرمه حىت لـو أراد ـا • النافعـة، و صاحبها خدمة اإلسالم، و يف الوقت نفسه يفرض على كل مسلم امتالك القوة البناءة

.)224(حيث على ذلك و يدعو إىل ذلك كل من أراد خدمة اإلسالم و رفع رايتهو من هنا فاإلسالم ال يبيح ألي سبب من األسباب، بل حيرم كل الوسائل و الصور اهلدامة

.اخل.....العدوانو البغي، و السلبية املخزية، كما أنه يسميها بأمسائها احلقيقية، كاحلرابة،و املعنوية لوقاية الناس من الوقت نفسه العالج الناجع عن طريق العقوبات املادية، و يضع يف

.)225(أخطارها و شرورها ن كان من أجل نشر رسالة اإلسالم، إذ إالمي ينبذ كل أنواع العنف حىت و ألن الدين اإلس

، ألن اإلكـراه -ال إكراه يف الدين -كانت القاعدة املبدئية اليت انطلقت عليها أسس الشريعة هي اب لغرض اإلكراه للفكرة أو لعمل من األعمال أمر مرفوض رفضا باتا، من الناحية الدينية هأو اإلر

و من مجيع النواحي اليت ميكن أن يكون هلا اعتبار يف حياة اإلنسان حىت و و من الناحية اإلنسانية، .)226(ميان بوجود اهللا ووحدانيته لو كان اإلرعاب و اإلكراه كأمسى العقائد يف احلياة و هي اإل

.33سورة األعراف، اآلية - 221 .206- 205قرة، اآلية سورة الب - 222، جريدة الشرق األوسط، الصفحة الدينية 05/10/2001 يف 16إمام حممد، من بيان جملس امع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العامل اإلسالمي، بدورته - 22311/01/2002.www.google .fr

.81كلية أصول الدين جامعة األزهر الشريف بدون تاريخ ص ) ميف ميزان اإلسال(عبد احلي الفرماوي، اإلرهاب بني الرفض و الغرض .د - 224 .93 املرجع نفسه، ص - 225 .13، ص 03/07/1987 عبد املنعم النمر، موقف اإلسالم من اإلرهاب، ندوة منشورة يف األهرام،.د - 226

Page 79: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 78 -

:ا��&,+ ا����4 أ��اع ا�ره�ب

عادة توزيع السلطة، فلم إ و إمنا تعين ،و تداخال ،إن العوملة ال تعين زيادة العامل تشابكا •ومل تعد سيادا مطلقة، بل برز مستوى فوق الدولة متمثال ,)السلطة(تعد الدولة هي اليت حتتكرها

مستويات دون الدولة متمثلة يف الكربى، واالحتكاراتات املتعددة اجلنسيات، يف يف الشرك .)227(املنظمات غري احلكومية، و كارتيالت اجلرمية، و يف شبكات اإلرهاب

العاملي الراهن يقوم على أساس تقسيم العمل بني دول العامل، االقتصاديكما أن النظام •لى الطرف األضعف، فإن الدول الصناعية املتقدمة اليت هي و هو تقسيم فرضه الطرف األقوى ع

مر يف ثا، تستاد األولية و اليد العاملة الرخيصة، و األسواق التجارية لتغرقها بإنتاجرحباجة إىل املواإثارة عاصفة العنف، مبختلف أشكاله، و أنواعه ووسائله، من أجل تأمني حاجاا املذكورة و

.ل الدويل الراهن حفاظا على تقييم العم : فروع3إىل املطلب و من هذا املنطلق سنقسم هذا

.إرهاب األفراد ):1( الفرع .إرهاب الدولة): 2(الفرع . أخرى لإلرهابشكالأ): 3(الفرع

ات من القرن العشرين هو الـشكل الـذي يلقد كان االستعمار املباشر حىت عقد الستين -

و كانت القوة العسكرية هي الوسيلة املستخدمة للعنف، و ،وليةجتسد فيه العنف يف العالقات الد لبلوغ القوى اإلمربيالية غايتها من االستعمار، غري أن احنسار موجة االستعمار املباشر من تـاريخ اإلنسانية املعاصر دفع تلك القوى إىل ابتداع وسائل جديدة، متكنها من حتقيق غاياا، بااللتفـاف

و املعطيات اجلديدة، و هكذا انتقلت من مرحلة االستعمار إىل مرحلة قوامها حول مفاهيم العصر و السيطرة، و النفوذ، و من مرحلة استخدام القوة العسكرية وحدها إىل مرحلة استخدام ،اهليمنة

و تكنولوجية، و هي وسائل عسكرية و اقتصادية، و ثقافية، و إعالمية ،وسائل متعددة من العنف .)228(و مآمراتية لبلوغ الغاية املنشودة خمابراتية،

.53، ص 2002 ماي 7-4 األمن، جملس األمة، قصر األمم، السيد حممد السيد أمحد، حول العوملة و األمن و الغذاء، امللتقى الدويل حول العوملة و - 227 .، بدون تاريخ32هيثم الكيالين، إرهاب الدولة، بديل احلرب يف العالقات الدولية، جملة الوحدة، حمور العدد، العالقات الدولية، ص .د - 228

Page 80: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 79 -

أن اإلرهاب يف حد ذاته هو صورة حديثـة "إذ ميكن القول على حد تعبري أحد املفكرين، لذلك شهد العامل صورا جديدة من الوسائل املـستعملة يف عمليـات ،)229( " بني الدول للحرب

املتخلـف حبكـم االسـتعمار األول االستحواذ و اهليمنة، تقوم ا دول العامل املتقدم على العامل .و احلروب االستعمارية األوىل و االعتداءات

إره�ب ا�/اد:ا� /ع اول

مل يعترف الكثري من املفكرين مبا يسمى بإرهاب الدولة إذ يعتقدون أن ما تقوم به هاته

راد هم من يقوم بأفعال اإلرهاب األخرية هو اعتداء وفقا لنصوص و ميثاق األمم املتحدة، و أن األف . فقط

و قمع بشأن حظر،1937و قد أوردت املادتان األوىل و الثانية من اتفاقية عصبة األمم لعام اإلرهاب، أن الفعل اإلرهايب ارم يصدر من األفراد ضد الدولة، و استبعادها إلرهاب الدولة، و

هايب، ففي أغلب التعريفات اليت قدمت من قبل خمتلف مل تعترب األفعال الصادرة عنها مبثابة جترمي إرسلطات احلكومة األمريكية مثال، جند أن العامل املشترك الذي مل يتغري هو صفة الفاعل أي الفرد

.)230(أو األفراد العاملني بصفتهم الشخصية :فئاتو قد صنف األفراد املتبعني طريق العنف و اإلرهاب إىل ثالث

و هم األشخاص الذين يصبح العنف جزءا أساسيا يف سلوكهم لتحقيق : الفئة األوىل -، و قد يندرج ضمن هذه الفئة أيضا Fanatiquesرسالتهم، و ميكن أن نطلق عليهم لفظ املتطرفني

.و ميول حنو السلطة، و ينتمي هؤالء إىل فئة االنتحاريني ما يعرف بذوي اخللق املتسلط،ذوي السلوك العنيف يستخدمونه لتعزيز ذات الفرد أمام هم األشخاص : الفئة الثانية -

نفسه أو أمام اآلخرين، و عنف هذه الفئة يكمن يف احلفاظ على الدور الذي ألصقه اتمع بالفرد،حىت يكون العنف على شكل صفة عقابية ضد من يشعر املرء بأم قد أساؤوا إىل صورته عن

عرض قيمة املرء و تشييع السلوك عادة بني من يؤكدون و بالتايل يتم استخدام العنف أو ذاته، .على أمهية القوة و املكانة

.31نبيل حلمي، املرجع السابق، ص .د - 229 .105حممد عزيز شكري، املرجع السابق، ص - 230

Page 81: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 80 -

تتضمن هذه الفئة ذوي الشخصية العنيفة الـذين يـدركون أنفـسهم و : الفئة الثالثة - ، ، دون اعتبار املطالب االجتماعيحاجام، و مطالبهم باعتبارها احلقيقة الوحيدة يف هذا الوجود

. )231(و ميارس أفرادها نوعا من االفتخار عند إثارة الرعب و الفزع لدى اآلخرين Terrorismeو استنادا إىل هذا التحليل ميكن إعطاء القصد املتوخى من اإلرهاب الفـردي

Individuel أنه ذلك اإلرهاب الذي يرتكب بواسطة أشخاص معينني سواء عملوا مبفـردهم على منظمة، و يوجه هذا اإلرهاب ضد نظام قائم أو ضد دولة معينة، و يطلق عليه أو يف إطار جمموعة

باإلرهـاب بينما يصفه فريق آخـر Terrorism of belowالبعض مصطلح اإلرهاب من أسفل لتمييزه عن إرهاب الدولة الذي يسميه البعض اإلرهاب الفوقي أو من white terrorismاألبيض Red terrorism باإلرهـاب األمحـر وصفهل البعض اآلخر ض و يفTerrorism of aboveاألعلى

)232(. لكن هذا الشكل من أشكال اإلرهاب الذي جيسده األفراد قد يكون انبثاقه مـن جمموعـة أشخاص و اليت متثل اجلماعات أو املنظمات اليت تنشط يف هذا اال عن طريق تنظيمات سرية أو

ر أو تطول حسب الظروف اليت يعمل فيها هؤالء األفراد وفقا ملدة زمنية تقص تتخمر أعمال خفية .تطلبات اجلماعة أو التنظيممل

إره�ب ا��و��:ا� /ع ا����4

ميكن أن ترتكب أفعال التخريب والعنف والترهيب من قبل فرد، كما ميكن أن ترتكـب •ـ ن أن تقتـرف من قبل جمموعة تشكل عصابة أو مجعية أشرار أو منظمة إرهابية، كـذلك ميك

العمليات اإلرهابية من قبل دولة من الدول ويطلق على هذا الشكل األخري إرهـاب الدولـة أو .)233(إرهاب تسانده الدول وترعاه

فإرهاب الدولة يعترب من أخطر أشكال اإلرهاب سواء كان داخليا أو دوليا، أمت ذلـك • ات اإلرهابية بتمديـدها بـاألموال مباشرة من طرفها أو بإيعاز منها، عن طريق مساعدة اجلماع

بارتكاا هي أعمال حتريضية أو تتسبب يف اعتداءات يتمخض وواألسلحة، وبالتمويه اإلعالمي، أ .عنها أثارا إرهابية مدمرة

.53 ص ،2005، اإلرهاب الدويل و اختطاف الطائرات، ماجستري، كلية احلقوق البليدة، ضر دهيمي خل- 231 .51 ، ص 1979عبد الناصر حريز، النظام السياسي اإلرهايب اإلسرائيلي، دراسة مقارنة مع النازية و الفاشية، و النظام العنصري يف جنوب إفريقيا، مكتبة مدبويل، ط - 232 .92مد عزيز شكري، مرجع سابق، صحم - 233

Page 82: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 81 -

فإرهاب الدولة حسب أحد اآلراء هو استخدام حكومة دولة لدرجة كثيفة وعالية مـن •، مبا )234(ل إضعاف أو تدمري إرادم يف املقاومة أو الرفضالعنف ضد املدنيني من املواطنني، من أج

تتخذه من سياسة القمع، والضغط على أفراد اتمع أو على الشعوب األخرى، إن كـان األمـر يتعلق بإرهاب الدولة اخلارجي، فصفة العنف واالضطهاد هي البارزة يف تعامل الدولة اإلرهابية مع

. عليهاا تريد أن حتقق هيمنتها وسيطراألطراف اليت تتعامل معها واليت، باعتباره أكثـر صـور )235(ويذهب اجتاه أخر إىل إمكانية احلديث عن إرهاب الدولة •

على تونس، اختطاف الطائرات األمريكيـة ةمثال هجوم الطائرات اإلسرائيلي اإلرهاب خطورة، مارستها سلطة جنوب إفريقيا، غزو للطائرة املصرية، تلغيم موانئ نيكاراغوا، سياسة األبارتيد اليت

لبنان، ضرب املفاعل النووي العراقي، معسكرات الالجئني الفلسطنني، تلغيم املنـازل واحتجـاز .)236(األشخاص املدنيني بدون حماكمتهم يف األراضي احملتلة

فهذه األعمال تعترب أكثر خطورة و ضراوة من تلك اليت تصدر عن األفراد حىت أن فرض •ه إسرائيل والواليات املتحدة من فكرة اللجوء إىل إرهاب الدولة كرد فعل على إرهـاب ما تقرر

.بل يضع العامل يف بوتقة العالقات املتوترة األفراد غري منطقي،ويتميز إرهاب الدولة بأنه ذو صبغة سرية غري معلنة، ذلك أن الدولة املتورطة عادة مـا •

. )237(هابية اليت مت ارتكااتنكر أي صلة بينها وبني األعمال اإلر كانـت اففي نيكـاراغو لقد كانت أمريكا الوسطى يف عقد الثمانينات مهدا لإلرهاب، •

القوات األمنية واجليش يشكالن اإلرهاب احلقيقي، مبا يقدمون به على اغتيال عشرات اآلالف من ني هو التفكيك والقضاء على املدنني األبرياء، والغرض من بث الرعب والصراع يف أوساط املواطن

املنظمات الشعبية اليت كانت تطالب حبقوقها وحرياا األساسية، فعمدت احلكومة إىل وضع حد .لكل حماولة للمعارضة بالتقتيل والتنكيل ملناضليها بكل الطرق الوحشية

عبد الرمحن رشدي اهلواري، التعريف باإلرهاب وأشكاله،اإلرهاب والعوملة، الطبعة األوىل، مركز الدراسات والبحوث أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية - 234

.38، ص 2001الرياض، :اإلرهاب اليت ترتكبها الدول نفسها إىل ما يليإذ يقرر مندوب أوغندا عن اللجنة السادسة بصدور بعض أعمال - 235

Toute fois , il semble que récemment certains Etats ont été à l'origine d'actes de cette nature dirigés contre des cibles situées sur le terrorisme d'autres Etats , dans le but notamment de déstabiliser l'Etat victime, afin de pouvoir ensuite y' imposer un régime fantoche.

.74، ص 18- 17، عدد 1990و أمحد أبو الوفا، ظاهرة اإلرهاب الدويل على ضوء أحكام القانون الدويل، جملة البحوث و الدراسات العربية، * .74ص ،املرجع نفسه - 236 .75، ص نفسه املرجع- 237

Page 83: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 82 -

اكات ويتم هذا اإلرهاب الذي متارسه الدولة بصفة عامة من خالل أجهزا القمعية، بانته •جسيمة حلقوق املواطنني وحريام العامة، مبمارسة عمليات التضييق والرقابة أو التعذيب والقتـل وضرب الشعب باألسلحة الكيماوية، أو الصواريخ واإلخفاء القصري واإلعدامات وإهدار حقوق

.اإلنسان الواردة يف نصوص اإلعالن العاملي واملعاهدات الدوليةعصيان أو دعم األشخاص أو اجلماعات للقيام بـتفجريات ضـد ويف التحريض على ال •

.)238(أهداف معينة أو التدخل يف شؤون الدول األخرىلكن هناك من اعترب أن هذه األعمال ليست إرهابا وإمنا تأخذ شكل العدوان، وحيكمهـا •

.ليهايف ذلك القانون الدويل وفق امليثاق األممي، وبالتايل ال ميكن إطالق صفة اإلرهاب عانب الصواب يف كثري من النقاط، ألن اإلرهاب ليس هـو جيإال أننا نرى أن هذا الرأي •

الفعل حبد ذاته وإمنا هو النتيجة، أو اآلثار اليت تنجم عن عمليات بث الرعب مهما كان نوعهـا، ب ألن اإلرها أو تدخل يف شؤون دولة أخرى، اعتداء، أو عصيان، أو قتل، أو تدمري، أو تفجري،

يف حقيقته منهج وليس عمال يتحقق من خالل أثاره واهلدف املراد جتسيده، يف املكان والزمـان املتعرض للعمل الفعلي،كاالغتيال أو التفجري أو اخلطف أو إطالق الصواريخ، وهذا كثريا ما يقـع

.من قبل الدولأو مجاعات راد، أففإرهاب الدولة إذن هو أثار أعمال العنف الدويل تقوم ا الدول ضد • .)239(بقصد االنتقام ودون مربر قانوين أو دف حتويل صفة اإلرهاب عنهاأخرى، أو دوال بأحد مؤلفاته إىل مـصطلح اإلرهـاب و الـرد "نعوم تشومسكي "وقد تعرض الكاتب •

االنتقامي بكوما مصطلحان يتسمان خبصوصية، فاألول يشري إىل األعمال اليت يقوم ا القراصنة سيما العرب منهم حسب املفهوم األمريكي، وأما األعمال اليت تقوم ا أمريكـا وعمالؤهـا وال

.240فتسمى ردا انتقامياوهو مقترن باحلكومات،كاحلكومـة ونعتقد أن الدليل التارخيي إلرهاب الدولة موجود، •

، واحلكومات رجل الثورة الفرنسية الذي حكم البالد بقبضة من حديد " روب سبري "اليعقوبية أيام الكثرية املتتالية عرب التاريخ اليت مل تتوان يف تطبيق سياسة القمع على أفرادها وعلى اآلخرين، و لنا يف التاريخ أمثلة كثرية من الدول الديكتاتورية، واحلكومات الشمولية اليت كان اإلرهاب الـسمة

.44- 43ابق، صخلضر دهيمي، مرجع س - 238 .54ص تامر إبراهيم اجلهماين، مرجع سابق، - 239 .55ص املرجع نفسه، - 240

Page 84: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 83 -

لص من هذا األسلوب الغري حضاري احلقيقية اليت ميزت أيام حكمها، على الرغم من املناداة بالتخ .يف معاملة الشعوب

وقد أثارت اجلزائر موضوع إرهاب الدولة، وحماربـة أسـبابه املتمثلـة يف االسـتعمار •و أيدها يف ذلك جمموعة الدول االشـتراكية ودول عـدم ز العنصري، يواالحتالل األجنيب والتمي

بتـاريخ 61/40دة علـى اختـاذ القـرار رقـم االحنياز، والذي أجرب اجلمعية العامة لألمم املتح .)241( والذي حدد فيه إرهاب الدولة11/12/1985

:وميكن تقسيم إرهاب الدولة إىل شكلني .األول يأيت إرهاب الدولة يف شكل داخلي • . والثاين يأيت إرهاب الدولة يف شكل خارجي •

:إره�ب ا��و�� ا��اخ,�: أو7 •••• للعنف ضد املدنيني من مواطنيها من أجل حتقيق أحد اهلدفني أو ويقصد به استخدام الدولة

.قهر الشعب وإبعاده عن ممارسة السياسة أو تشكيله سياسيا حسب رغبة احلكام -: كالمها مها .إضعاف املواطنني يف دعم الثوريني أو املعارضني للدولة -

Répressionاإلرهاب القهريب األنظمة متارسه ويسمى هذا الشكل من اإلرهاب الذي •

terroriste ) 242(.

يأيت هذا اإلرهاب يف شكل أعمال قمعية من قبل السلطة مبا متتلكه من وسائل وأجهزة • وتستعمله يف اضطهاد املواطنني بكل أنواع القهر املتاحة للحيلولة دون مثل اجلهاز األمين واجليش،

أو التطلع إىل التغيري يف اتمع، و قد كانت الفاشـية توجيه انتقادات سياسية للنظام أو معارضته، والنازية والشيوعية وكذا األنظمة الشمولية يف العامل الثالث خري من مثل هذا الشكل يف املمارسات

.اإلرهابية من قبل الدولة إزاء مواطنيها

:إره�ب ا��و�� ا��Aرج�: ث���8 ••••ال العسكرية أو شبه العسكرية أو الـسرية يتجسد إرهاب الدولة اخلارجي يف تلك األعم •

اليت تقوم ا ضد دول أخرى،كالعمل الذي أقدمت عليه الواليات املتحدة األمريكية ضد ليبيا سنة

.55 ، صالسابقاملرجع تامر إبراهيم اجلهماين، - 241 .39، مرجع سابق، صيعبد الرمحن رشدي اهلوا ر 242

Page 85: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 84 -

خالل هذه السنوات منذ مطلع التسعينيات، أو ما تورطـت فيـه نأفغانستا و مث العراق، 1986 .كثرية من العامليف بقاع CIA ةوكالة املخابرات املركزية األمريكي

الرمسي إرهابا حقيقيا وعلى نطـاق واسـع يوضمن هذه الفئة يشكل السلوك اإلسرائيل •،مل 1948سواء كان ذلك داخل املنطقة أو خارجها، فمنذ عملية اإلبادة املرتكبة يف ديرياسني سنة

ا األصيلني عن عن إتباع سياسة منظمة غايتها تفريغ فلسطني من سكا ةتتوقف احلكومة اإلسرائيلي .)243(طريق أعمال ال ميكن وصفها إال بأا إرهابية

فعلى مدار مخسني عام وإرهاب الدولة اإلسرائيلية مل ينته عرب اازر واإلبـادات، والطـرد خاصة عرب العامل مـن ) املوصاد(اجلماعي للسكان باإلضافة إىل ما تقوم به أجهزا االستخباراتية

اع يف كل مكان، بل حىت الضلوع يف احلوادث الكربى يف العامل وآخرها جوسسة، وتأزمي األوض لكن اإلعالن عـن حسبما ذهبت إليه العديد من التحقيقات الدولية، 2001 ديسمرب 11أحداث

ذلك رمسيا للرأي العام الدويل يبقى دون جدوى ما دام هناك عجز دويل يف التـصدي أو توقيـع . إلرهابالعقاب على الدول املمارسة ل

إبـادة ويعترب أضخم عمل إرهايب للدولة عرب التاريخ ما قامت به الدولة األمريكية مـن • مليون نـسمة 40 ال يقل 16 وقد كان عددهم يف القرن - اهلنود احلمر - للسكان األصلني ا،

ألف من 200 و إبادة) يف اليابان( ناكازاكي والعمل التايل هو إلقاء القنبلة الذرية على هريوشيما و املدنيني األبرياء، على الرغم من إعالن اليابان استسالمها قبل أيام من ارتكـاب تلـك اجلرميـة

.)244(الالنسانيةوبعد اية احلرب الباردة أضحى اإلرهاب االقتصادي من أهم صور إرهاب الدولة حيث •

ات املتحدة األمريكيـة مـع أصبح مبثابة اخلطوة املمهدة لالجتياح العسكري، مثلما تنتهجه الوالي اخلـاص 687العراق الذي نفذ مجيع االلتزامات مبوجب قرارات جملس األمن مبا يف ذلك القـرار

،إال أن االلتـزام )245(رتع السالح ب املتعلقة 13-07بوقف إطالق النار ومجيع متطلبات الفقرات داءات متكررة مـن قبـل بالقرارات الدولية مل يشفع للعراق، بل تعرض منذ ذلك احلني إىل اعت

. الواليات املتحدة األمريكية حتت ذرائع وتسميات متنوعة ال تنم سوى عن غطرسة وفرض اهليمنة

.88، ص2008سامي جاد عبد الرمحان واصل، إرهاب الدولة، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، .د - 243 http//www.Moqawama,org/arabicعلى املوقع 07/11/2002أمحد اذوب الواليات املتحدة بني اإلرهاب والقانون، مقال منشور بتاريخ - 244

/articles/doc 2002/usa.htm .47مرجع سابق، ص دهيمي، خلضر - 245

Page 86: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 85 -

وإذا رجعنا إىل جهود جلنة القانون الدويل التابعة لألمم املتحدة يف شأن تعريف اإلرهاب •ها الذي قدمته عام يتبني لنا أن نظرا إىل مفهوم اإلرهاب قد تغريت وتطورت، ففي مشروع

إىل اجلمعية العامة لألمم املتحدة فيما خيص قانون اجلرائم ضد السالم وأمن اإلنسانية، 1954 مؤداه أن اإلرهاب ينصرف كذلك 2/6أوردت تعريفا لإلرهاب يف مادا الثانية الفقرة السادسة

.إىل قيام سلطات دولة باختاذ أو تشجيع أنشطة إرهابية يف دول أخرىانتشر مصطلح اإلرهاب لدى الشيوعيني والرأمسالية وأيضا النازيني الذين وضعوا ممارستهم •

، )246( وهو املبدأ الذي يعمل به املوساد- اإلرهاب ضد اإلرهاب -لإلرهاب حتت اسم أطلقت الرأمسالية 17/10/1917والواليات املتحدة األمريكية، وعقب انتصار الثورة االشتراكية يف

حكام إة الفتية صفة اإلرهاب يف حني كانت تنكل بالقوى العاملة وتزيد من اضطهادها وعلى الثورالسيطرة عليها، مستخدمة يف ذلك التطور التكنولوجي ووسائل القمع احلديثة واصفة أي حترك

وقد مارست الرأمسالية ومن ورائها الصهيونية اإلرهاب ضد الدول ،)247(مجاهريي باإلرهاب وقصف 1973 و1967يما حيدث اليوم يف فلسطني وما كان البارحة يف حرب العربية خاصة، ف

.1982املفاعل النووي العراقي يف عام ويالحظ على هذا التعريف أنه قصر العمل اإلرهايب حمل التجرمي الدويل على األفعال •

نما حي اخلارجي،)248(أي إرهاب الدولة اإلرهابية املرتكبة من طرف الدولة ضد دولة أخرى،أصبحت احلروب التقليدية شديدة التكاليف، إذ ال تستطيع دول كثرية حتملها، وأمام مرور العامل بتغريات تدفعه لعدم تقبل احلروب التقليدية ألي فترة من الزمن، فأصبح اإلرهاب هو البديل أمام

. الدول اليت الزالت لديها خمططات عدوانية وطموحات استعماريةدول اليت تسعى للحصول على تقدم سياسي أو اقتصادي على دول إذ هناك بعض ال •

والدولة املمارسة له حتت الذرائع واملربرات ،)249(أخرى و بالتايل تظهر الدولة الراعية لإلرهاب

.www.moqawama.org مفهوم املقاومة و مفهوم اإلرهاب، علي عقلة عرسان، .246

.20 تامر اجلهماين، املرجع السابق ، ص- 247 عندما الحقت مجاعات من أنصار امللكية 1795فقد ظهر ما يسمي باإلرهاب األبيض وقد أرجعه املؤرخون يف األصل إىل مرحلتني من تاريخ فرنسا احلديث، األول عام -

عندما اختذ شكل ردة الفعل امللكية على 1815األمحر الذي إتبع السنوات السابقة لذلك يف أواخر اليعقوبيني فقتلت بعضهم ردا على إرهاب اآلخرين الذي مسي باإلرهاب يف جنوب فرنسا ونفذت احلكومة من جهة أخرى "راميل"واجلنرال"برون"حكم املائة يوم، فقامت حركات شعبية عفوية سجن وتعذيب وقتل أنصار اإلمرباطور مثل املارشال

.1815الذي أعدم يف شهر ديسمرب"بان"كاملارشال"نابوليون"ولني ملساعدم ؤربوا مسعقوبات حبق أشخاص اعت .52سابق،ص الرجع املخلضر دهيمي، - 248 .39 لندوة اإلرهاب الدويل، ص ةايفت توركان ،العامل و اإلرهاب، اللجنة التحضريي - 249

، فهناك دول معنية من اجلنوب ستستخدم اإلرهاب بفعالية أكثر، و مبزيد من التأكيد على أنه حالة ستكون احلرب العاملية الرابعة حرب إرهابية ، حسب رأي أحد املفكرين .40حرب عسكرية أو سياسية ، أنظر كونت دميارنشيز ، دانرياند ليمان، ص

Page 87: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 86 -

املختلفة، لكنها تصب كلها يف بوتقة العنف والدمار، فبات من الضروري الوقوف على أنواع رهاب، والبحث عن األعمال اليت توصف باإلرهاب واليت تشكل العنف اليت تعترب عمال يوسم باإل

. أنواعه املختلفة ا�53ل اخ/ى �Tره�ب :ا� /ع ا�#��4

لفكرة العنف كعمل مشروع وليس كإرهاب تاريخ طويل، إذ بلغت الفكرة ذروا يف •

حتالل بكافة الوسائل ختام احلرب العاملية الثانية، مع نص ميثاق األمم املتحدة على أن مقاومة اال .مبا فيها الكفاح املسلح عمل مشروع

ومع حلول العوملة وزوال القطب الشيوعي، أصبح تفسري العرب حلركات التحرر هو يف •املراكز األفضل كي يؤخذ كمرجع، وقد استعان يف ذلك بتعاظم شأن حركات حقوق اإلنسان

إلدانة العنف على وجه اإلطالق ضد األبرياء والتشريعات املعاصرة اخلاصة بالقانون اإلنساين، وبالذات ضد املدنيني، وهو موضوع ظل ينطوي على قدر من االلتباس طاملا ظلت هناك أشكال

.)250(العنف ليست موضع إدانةفأصبحت القضية جوهرية يف التحليل املعاصر بالنسبة ملفهوم العنف، فهل ينبغي التراجع •

روع من أجل أعمال حترر مشروعة ؟ وكيف ميكن جتنب هذا النوع عن استعمال منطق العنف املشوقد يعرض حياة األبرياء من العنف اإلدانة على أساس أنه يف حالة وقوعه قد ميس باملدنيني،

.للخطر؟وقد أدخلت يف هذا النطاق مسألة خطرية احتدم اجلدل حوهلا يف أوساط املفكرين و •

وهي متعلقة بقضية العمليات االستشهادية، هل أا تدخل ضمن الفقهاء ال سيما املسلمني منهم،اإلرهاب املشروع أم الغري مشروع؟ و يقصد بذلك تلك العمليات الفدائية اليت متس و لو بغري

هل هي مدانة على النحو . قصد، أو الستحالة التحكم يف العملية حتكما تاما أهداف مدنية .)251(ربر التضحية بالغري؟املماثل؟ مبعىن هل التضحية بالذات ت

فاإلرهاب وانتهاكات حقوق اإلنسان استندت يف الربط بينهما إىل فكرة العنف بدون •متييز من خالل التفرقة بني ما اصطلح عليه اإلرهاب املطلق واإلرهاب النسيب، وغري ذلك من أنواع

:يلي اإلرهاب املتمثل فيما

.85، ص2006 منتصر سعيد محودة، اإلرهاب الدويل، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، . د- 250 .23، صنفس املرجع - 251

Page 88: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 87 -

.�@:$� ا�ره�ب ا��&,Q وا�ره�ب ا:اولا�@�ع وهو ذلك النوع من اإلرهاب ارم يف كل األوقات، ويف كل الظروف يف : ا�ره�ب ا��&,Q-أ

زمن احلرب والسلم معا، يف إطار العمليات العسكرية أو خارج نطاق القتال، فهو يندرج يف قا ذا فيعترب إرهابا مطل ارجية وأيضا بعض الرتاعات الداخلية وفقا ملعايري معينة،اخلرتاعات ال

املفهوم كل شكل من أشكال العنف ينتهك من بني القواعد اليت حتكم هذا اإلطار، تلك اليت يف شأا جتنيب أن يصبح العنف وحشيا، بربريا وغري إنساين وبال جدوى، فالتعذيب وقتل األسرى ع والقتل اجلماعي يشكل يف هذا املفهوم جرائم إرهاب، وبالتايل خيتلف اإلرهاب املطلق م

: انتهاكات القانون اإلنساين، وإن كان يتميز عنه طبقا إلطارين هو ذلك اإلطار الذي يتضمن االنتهاكات املوضوعة يف اتفاقيات جنيف :ا��Hر اول ----

.باالنتهاكات احلادة أو اخلطرةمجتها فهو املتضمن االنتهاكات املتعلقة بالقواعد اليت حتدد األهداف اجلائز مها::::ا��Hر ا����4 -

واليت حترم استخدام بعض األسلحة أو تلك اليت حترم استعمال بعض الوسائل، ويف هذا اإلطار .يتضح أن اإلرهاب املطلق يتطابق مع انتهاكات القانون اإلنساين بأحد الشطرين

. إما باستخدام وسائل وحشية بربرية دون جدوى:اول .مهامجة أهداف بريئة:ا����4

هو ذلك النوع من أنواع العنف املسلح الذي إذا ارتكب يف وقت الـسلم ::::�ا�ره�Yب ا�@Y:$ -ب

. قوى العدو مثال، كتدمرييف حني اعترب مشروعا إذا مت ارتكابه يف وقت احلرب اعترب إرهابا،معىن ذلك أن كل عمل مسلح يرتكب وقت السلم بغية حتقيق غرض سياسي يعترب إرهابا •

نف التلقائية اليت تقع أثناء احلمـالت االنتخابيـة أو املظـاهرات على الرغم من إعداد أعمال الع السياسية يف خانة اإلرهاب، إذ البد أن تتوفر نية اإلرهاب وهذه النية تبدو يف الطابع املستوحى من

.آثار الفعل املرتكب دون أي تربير أو متييزيمـا إذا كـان وختتلف صور فكرة العنف بدون متييز باختالف مرتكيب ذلك العنـف ف •

لربط العالقات بينه وبني انتهاك القانون الدويل اإلنساين، ألن كل متهم مرتكبيه الدولة أو األفراد، له نطاقه القانوين املغاير لآلخر، لكن هناك حكومات تتبىن االجتاه املضفي طابع التخفيـف علـى

ت الظروف احمليطـة بـه العنف الصادر من قبل الدولة بوضعها استثناءات على إطالق العنف وق

Page 89: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 88 -

كالضرورة العسكرية مثال، أو ديد لكيان األمة، وقد أثريت هذه االستثناءات ملواجهة القـانون اجلنائي الداخلي عكس ما تثريه بالنسبة للقانون الدويل املتعلق خاصة حبقوق اإلنـسان والقـانون

اهلجمات العشوائية اليت نصت عليها إذ أا تطرح تشكيكا يف الصفة اإللزامية اآلمرة ملنع اإلنساين، .من الربوتكول اإلضايف األول التفاقية جنيف 51/4املادة

وهناك أيضا مسألة أغفلتها اتفاقية جنيف تتعلق مببدأ التسليم والعقاب، إذ نصت بصورة • واضحة بالنسبة إلرهاب األفراد يف هذا الشأن، بينما أغفلت أو غيبت متاما ذلك، أو رمبا كانـت صياغتها غامضة فيما خيص إرهاب الدولة، ألن هناك الكثري ممن يعتقدون أن العقـاب ينبغـي أن ينصب على األفراد باعتبار أن هناك تشريعات داخلية ونصوص قانونية هلا سلطة تنفيذية جتـسدها

اقبة يف بينما يصعب هذا األمر بالنسبة للدولة فيسقط بالتايل مبدأ التسليم و املع على أرض الواقع، .شأا أمام انعدام نفس الظروف واآلليات

.ا�ره�ب ا��!,� وا�ره�ب ا��و��: ا�@�ع ا����4

وهو الذي تتم ممارسته داخل الدولة بتـوافر : Terrorisme domestiqueا�ره�ب ا��!,�Y -أ

:الظروف التالية .دولة اليت وقع فيها الفعلأن ينتمي املشاركون يف العمل اإلرهايب وضحاياه إىل جنسية نفس ال -1 .أن تنحصر نتائج الفعل اإلرهايب داخل حدود نفس الدولة -2 . أن يتم اإلعداد والتخطيط للعمل اإلرهايب يف نطاق السيادة القانونية واإلقليمية لذات الدولة-3واجلدير بالذكر أن مثل أال يكون هناك أي دعم مادي أو معنوي لذلك النشاط من اخلارج، -4

.)252(هذا النوع من اإلرهاب خيضع خضوعا كامال لالختصاص العقايب للدولة دون تدخل اخلارج :Terrorisme international ا��و��ا�ره�ب -ب

ويقصد به العمليات ذات اآلثار الواسعة االنتشار واليت تأخذ أبعادا دولية، و تتصف بالطابع الدويل

:حسب املعطيات التالية .يات املشاركني يف الفعل اإلرهايباختالف جنس - .تباين جنسية الضحايا عن جنسية مرتكيب األعمال اإلرهابية -

.53-52ص سابق،الرجع امل عبد الناصر حريز، - 252

Page 90: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 89 -

ميدان حدوث الفعل اإلرهايب خيضع لسيادة دولة أخرى غري الدولة اليت ينتمي إليها مرتكبـوا - .الفعل اإلرهايب، أو قد يكون هذا امليدان جزءا من إقليم الدولة أو سفارة تابعة هلا

.وقوع الفعل ضد وسائل نقل دولية كالطائرات أو السفن - جتاوز األثر املترتب عن الفعل اإلرهايب نطاق الدولة الواحدة، كأن يكون متجها حنـو دولـة -

.أخرى أو منظمة أو جتمع دويل معني .تباين مكان اإلعداد والتجهيز والتخطيط للعمل اإلرهايب يف إقليم دولة أخرى - .ل اإلرهايب بتحريض دولة ثالثة ويتم بواسطتهاوقوع الفع - .تلقي اموعة اإلرهابية مساعدة أو دعما ماديا أو معنويا خارجيا - .)253(فرار مرتكيب العمليات اإلرهابية وجلوئهم إىل دولة أخرى بعد التنفيذ اإلرهايب -

اخلية للدولة نستنتج من هذا النوع أنه ال يدخل ضمن اختصاص التشريعات العقابية الد •من الدول، بل يتعدى ذلك خضوعه إىل األحكام املنصوص عليها يف القانون الدويل، والقواعد اليت

.قيات الدولية املربمة هلذا الغرضتقررها االتفاوقد أضحت يف عاملنا املعاصر أكثر من مجاعات ومنظمات سرية، وحىت علنية بل وأكثر •، وتربيره )254(رهاب وتنعته بسياسة الدفاع عن النفس منها دول عظمى متارس اإل من دولة،

وهذا ما تقوم ،)255(بالضربات الوقائية أو االستباقية، أو الدفاع عن املصاحل أو برد اإلرهاب نفسهبه الواليات املتحدة يف مواجهة موجات االحتجاج على ما تقدم عليه من شن محالا العسكرية

.حبجة االستناد إىل نظرية درء املخاطر وهي متعنتة يف ذلكوالتدخل يف شؤون الدول الداخلية وأمام هذه الوضعية ويف غياب املتغريات األمنية العاملية،كانت قراءة الدول الغربية لألمن •

الدويل قراءة انتقائية متعلقة بالتهديدات املفترضة احملدقة بالغرب، خاصة إذا أخذنا يف االعتبار تلك ، فقد كان التهديد ينحصر حسب الغرب يف 2001 احلادي عشر سبتمرب القرارات قبل تاريخ

احلذر و اخلوف من األسلحة النووية فقط، أما اإلرهاب فلم يؤخذ جبدية قبل ذلك التاريخ رغم اخل....اكتساحه دوال عديدة من العامل مثل اجلزائر ، مصر

.54-53ص ،السابق املرجع عبد الناصر حريز، - 253 من ميثاق األمم املتحدة تقر مببدأ الدفاع الشرعي بشروط موضوعية، و قد أطرته بضوابط قانونية كثريا ما ابتعد عن تفسريها احلقيقي، و تطبيقها من دول 51املادة - 254 . ب و الواليات املتحدة باألخصالغر .42 سابق، صالرجع امل خلضر دهيمي، - 255

Page 91: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 90 -

منية املعروضة يف املفهوم إذ مل يكن اإلرهاب مشار إليه بني التحديات واملخاطر األ •االستراتيجي اجلديد إال بصفة عارضة من طرف التحالف األطلنطي املنبثق من قمة واشنطن يف

.1999شهر أفريل

املستضافني لديه تفطن الغرب ملتابعة اإلرهابيني2001فمنذ صدمة احلادي عشر سبتمرب •،فتلك الصدمة املفتعلة )256(ناطق أخرىيف السابق عندما كانوا يقومون بأعماهلم اإلرهابية يف م

.تؤكد األهداف الرئيسية للعوملة واملنظور الدويل اجلديد لألمن العاملي

:Terrorisme révolutionnaire ا�ره�ب ا��4ري: ا�@�ع ا�#��4

هو ذلك النوع من اإلرهاب الذي يسعى مرتكبوه إىل إحداث تغيريات أساسية وجذرية يف كانة والثروة يف اتمع، ويعملون على تغيري النظام االجتماعي والسياسي توزيع السلطة وامل

.)257(القائمومن مث يتخذ هذا اإلرهاب من النظام الرأمسايل ورموزه، والدميقراطيات الغربية هدفا أعلى •

ويض أسسه مبختلف وسائل، و سبل العنف و ذلك حتقيقا لسيطرة قيسعى إىل تدمريه وت على أنه -سابقا - ذا النمط من اإلرهاب يدور يف فلك األيديولوجية املاركسية الربوليتاريا، وه

.ميكن التمييز بني اموعات اليت تتبىن اإلرهاب الثوري على أساس املفهوم الثوري لديهافبالنسبة لبعضها فإن األهداف جيب أن تكون ثورية داخل القطر الواحد، بينما بالنسبة •

ألمحر يف أملانيا واليابان، فإن الثورة ال بد أن تتحقق مبفهوم عاملي لتعين وضع لآلخرين مثل اجليش احد لإلمربيالية الغربية بصورة عامة، ووضع حد واية للسيطرة الواسعة النطاق للشركات متعددة اجلنسيات والرموز األخرى للرأمسالية بصورة خاصة، ومثل هذا النوع من اإلرهاب والذي يطلق

ومن أمثلته اموعات عض أيضا إرهاب اليسار،له تقاليد طويلة يف تاريخ اإلرهاب،عليه الباإلرهابية اليت تتبىن هذا النوع من اإلرهاب، األلوية احلمراء يف إيطاليا، اجلبهة األملانية للجيش

روس يف و منظمة العمل املباشر يف فرنسا، منظمة النيوباما األمحر، ومنظمة بادرماينهوف يف أملانيا، .)258(أرجواي

256 - Abdenour Benantar, la mondialisation, l'Etat et la sécurité ,Actes du colloque international, mondialisation et sécurité, palais des nations, Alger, 4-7 mai 2002,tome II p,103.

.54ص بد الناصر حريز، مرجع سابق،ع - 257 .55ص ،نفسهرجع امل - 258

Page 92: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 91 -

Iا�ره�ب ا�/ج�0: ا�@�ع ا�/اب Terrorisme réactionnaire :

هو ذلك اإلرهاب الذي يرمي إىل احلفاظ على األوضاع السياسية أو االجتماعية القائمة يف :مجيعهااتمع مستهدفا بذلك حتقيق أحد هذه الغايات أو

.لعنصريةاحلفاظ على السيطرة أو اهليمنة األثنية أو ا - ".سابقا"اإلبقاء على اتمع متحررا من التأثري الشيوعي - .)259(احلفاظ على سيادة قيم دينية معينة -

فيتسم هذا النوع من أنواع اإلرهاب بالنظرة الراديكالية لآلخرين، إذ تعمل املنظمـات أو أن يقتصر تقليـد اجلماعات اإلرهابية اليت تعرف باحملافظة، بشجب ورفض كل أجنيب إذ أا ترى

مناصب العمل و الوظائف على أبناء الوطن دون سواهم ،باإلضافة إىل ما تتميز به مـن نـصب العداء للتيارات السياسية ذات التوجه اليساري، مبحاربة املبادئ املاركسية يف اتمع آنذاك يف فترة

. خاصة ،و خالل احلرب الباردةازدهار ذلك املد يف البلدان األوروبية بعد احلرب العاملية الثانيةعي االنتباه بالنسبة هلذا النوع أنه ال يلقى معارضة من جانب احلكومات القائمة بل دومما يست ويدعم مثل هذه األنشطة اإلرهابية، وليس األمر كذلك فحسب، بل يتعداه إىل يدأن منها من يؤ

رهابية كأداة لتمـارس بواسـطتها احلد الذي تعتمد فيه بعض الدول على مثل هذه املنظمات اإل .إرهاب الدولة املشار إليه

واجلدير بالذكر أنه فيما يتعلق ذا النوع من اإلرهاب،فإنه ميكن التمييز يف إطـاره بـني أحدمها يعتمد على أسس إيديولوجية دف مناهضة القوى واالجتاهات اليسارية، : منطني فرعيني

ف إىل مقاومة أي تواجد أجنيب وافد على أرضه، ويقـوم واآلخر يستند إىل أسس عنصرية ويهد هذا النمط من اإلرهاب يف العديد من املنظمات اليت تنتشر يف الكثري من دول العـامل وخاصـة

.-سابقا -)260(الواليات املتحدة وأملانيا ،وفرنسا ،وايطاليا ،وجنوب إفريقياثري من اإلهانات واالعتداءات من وقد عان أبناء اجلاليات الكثري من املشاكل وتعرضوا لك

وقد عادت إىل تفعيل نشاطاا اإلرهابية يف السنوات األخـرية بعـد أفـول قبل هذه املنظمات، االشتراكية، واحنصار املد الشيوعي ملناهضة املد اإلسالمي واملسلمني العرب أينما حلوا، والتضييق

.55ص ،السابقاملرجع عبد الناصر حريز، - 259 .56ص ،املرجع نفسه - 260

Page 93: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 92 -

يف نظر هاته املنظمات ودوهلا مواطنني عليهم وحىت أولئك الذين يتمتعون جبنسيات مزدوجة فهم . يف املرتبة األخرية

p��Aا�@�ع ا� :���� :Terrorisme Ethnique, Séparatiste ا�ره�ب ا�0/\� ا�7

ويقصد به اإلرهاب الذي يستهدف إحالل ممارسة السيادة من جانب دولة على إقليم معني

يعة عرقية أو قومية تسعى إىل حتقيق االنفصال بآخرين، وتقود هذا اإلرهاب عادة منظمات ذات طبعن الدولة املركزية لتقييم كياا الذايت املستقل ومن مث توجه هذه املنظمات أنشطتها اإلرهابية ضد أفراد ومؤسسات الدولة اليت تعتربها مسؤولة عن حرماا من كياا القومي املستقل من جهة وضد

.)261(ات العرقية أو القومية مع تلك الدولة من جهة أخرىاملتعاونني من أبناء هذه اموعوقد ظهر هذا النوع من اإلرهاب يف العديد من البلدان اليت تعاين من مشكلة األقليات

العرقية والقومية كروسيا وما انتشر فيها من مد أعمال الرئاسية هدف أصحاا حتقيق االنفصال ذا منطقة العراق وتركيا ومشكلة األقليات النشطة يف حتت أسباب عرقية ودينية وإيديولوجية وك

االنفصالية األسبانية وحىت حترير ... ويشعار مثل اجليش اجلمهوري االيرلندلاأوروبا حتت هذا .)262(الوضع الكورسيكي واجليش السري لتحرير أرمينيا وغريها

: Terrorisme suicideا�ره�ب اB�7!�ري: ا�@�ع ا�:�دس

النقاش حول هذا النوع من اإلرهاب وخاصة يف األوساط اإلسالمية على أساس لقد احتدم

أن االنتحار عمل حيرمه الدين اإلسالمي وينتجه ألثر الشجب بصريح اآليات واألحاديث القدسية والنبوية لذلك احتار علماء اإلسالم وانقسمت آراؤهم حول مدى شرعية وجواز هذا النوع من

ن خالله الفاعل بنفسه، وهو يقدم على ذلك مع علمه املسبق بأنه سيلقي اإلرهاب الذي يضحى محتفه حتما خالل قيامه بالفعل اإلرهايب ومييز هذا العمل باالعتماد احليوي على املتفجرات وبكميات كبرية نسبيا يوجه عادة ضد أهداف حيوية كمقر السفارات واملطارات والقواعد

.العسكرية

.56ص سابق،الرجع املعبد الناصر حريز، - 261 .57ص ،نفس املرجع - 262

Page 94: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 93 -

حلة األوىل الرئيسية لإلرهاب االنتحاري كانت يف شهر ديسمرب ويرى البعض أن املر كما حققت التفجريات االنتحارية أمهية سياسية مع عندما مت تدمري السفارة العراقية،1981 لذلك أصبح هلا بعدا دوليا مع تفجري السفارة األمريكية يف 1982يف سبتمرب " بشري مجيل"اغتيال

يف مقر قوات املاريرت 1983ت الواسعة اليت حدثت يف أكتوبر ومع التفجريا1983بريوت عام . )263( جنديا أمريكي241البحرية األمريكية يف بريوت وأدت إىل مقتل

I5/ي: ا�@�ع ا�:�ب :Terrorisme intellectuel ا�ره�ب ا�

هو اإلرهاب الذي يستهدف حمور الفكر القائم وغرس فكر جديد وهذا النوع يطلق عليـه البعض اصطالح اإلرهاب اللغوي انطالقا من أن اللغة ميكن أن تكون أداة من أدوات الرقابة ليس فقط من خالل نوعية القيم اليت تنادي ا ولكن أيضا يف شكل االتصاالت املنقولة ومنط اإلعـالم

.)264(املقدم واآلراء اليت تبدعها والدعاية اليت تعرفهابل األنظمة السياسية اجتاه املواطنني وأفراد اتمع خاصـة وكثريا ما ميارس اإلرهاب من ق

الطبقة احليوية فيه من املثقفني ورجال األعالم واجلامعيني، وإطارات بكل أنواعها ورتبها فيكـون هذا الضيق الفكري مبثابة إرهابا يتأذى منه اجلميع مبا فيه من تعطيل للقدرات الفكرية بقضائه على

بداعات اخلالقة يف كل جماالت احلياة ويهدف هذا اإلرهاب إىل جمموعة مـن روح املبادرات واإل :النتائج

.كبت وإمخاد األصوات املعارضة داخليا وخارجيا - .فرض نطاق أو حدود ال ينبغي جتاوزها عند التبصري عن الرأي يف خمتلف القضايا العامة -وصول إىل درجة عالية مـن الرقابـة فرض منط معني من التوجيه على عقول ووعي املواطنني ال -

ويثري هذا النوع من اإلرهاب ،)265(على الفكر وتوجيهه الوجهة اليت تساير أهداف النظام واجتاهه يف البلدان املتخلفة بصفة خاصة بطبيعة أنظمتها الشمولية اليت ال تسمح حبرية التعـبري وقـد راح

. يال أو النفي أو اهلجرةضحية ذلك الكثري من املفكرين سواء بالسجن أو االغت

.57ص ،نفس السابقعبد الناصر حريز، - 263 .58ص ،نفس املرجع - 264 .57ص ،املرجع نفسه - 265

Page 95: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 94 -

F� : Terrorisme psychologiqueا�ره�ب ا�@ :�: ا�@�ع ا��4

ويقصد به ممارسة الضغوط على شخص ما من خالل نشر األكاذيب واالامات ضده بصورة مستمرة ومعلنة مما جيعله فيها معنويا ويؤدي به ذلك إىل فقدان التوازن بدخوله يف صراع

إبعاده عن الواقع أو تربير املوقف أو تقدمي دليل يبطل ما يدور حوله من نفسي رهيب يريدإشاعات وقد ال جيد ما يرده إىل حميطه، فيعود عليه ذلك بالسلب واآلثار النفسية اليت قد تؤدي به إىل املرض أو االنتحار، و غالبا ما يعتمد يف هذا النوع من اإلرهاب أسلوب الترهيب بعد دراسة

.خطة املراد حتقيقهادقيقة لل

Iس�B�8ي: ا�@�ع ا�,�Bا�ره�ب ا�Terrorisme traditionnel :

هو ذلك اإلرهاب الذي يعتمد على بعض األسلحة التقليدية والقنابل املصنعة يدويا ويعد أقل صور اإلرهاب خطورة بالنظر إىل كم اخلسائر املادية والبشرية وكذلك املعنوية اليت تنجم عن

. )266(ت اليت متثل هذا اإلرهاباالعتداءا

:Terrorisme nucléaire ا�ره�ب ا�@�وي: ا�@�ع ا�3�0/

يعتمد هذا النوع من اإلرهاب على اإلنفجارات النووية إذ حيدث خسائر بشرية ومادية كبرية ولعل أحدث هذه األسلحة تلك اليت تسمى بالقنبلة القذرة، عبارة عن مواد نووية مشعة

.)267(اع املتولد على مساحات شاسعة حمدثا أضرار بشرية ومادية فادحةبانتشار اإلشع

:Terrorisme biologique ا�ره�ب ا�$���8ج�: ا�@�ع ا�!�دي (?/ :وتنقسم األسلحة البيولوجية إىل ثالثة أنواع

. وأشهرها اجلمرة اخلبيثة واملتموجة والكولريا والطاعون::::البكتيرياالبكتيرياالبكتيرياالبكتيريا----أأأأ .ري،والنوكتيان والسيداوأشهرها اجلد:الفيروساتالفيروساتالفيروساتالفيروسات-بببب .وأشهرها البولتولينيوم والريسسني: السموم البكتيرية-ج

.46ص ،2002السنة الثامنة و الثالثون، يناير ،147أمحد إبراهيم، اإلرهاب اجلديد، جملة السياسة الدولية، عدد - 266 .46ص ،نفس املرجع - 267

Page 96: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 95 -

.)268(وحيتاج اإلرهاب البيولوجي إىل تقنيات عالية ال تتوافر إال يف الواليات املتحدة وروسيا

:Terrorisme Chimique ا�ره�ب ا�85��8وي: ا�@�ع ا����4 (?/

الكيماويةالنسبية نظرا إلمكانية تصنيع املواد ويتسم هذا النوع بالبساطة والسهولة .)269(واستخدامها ويسبب خسائر فادحة من هذه املواد ما يكون موجها ضد اجلسم البشري

0,���"�:ا�@�ع ا�#��4 (?/� : Terrorisme informatiqueا�ره�ب ا�

كمبيوتر ويتمثل هذا النوع من اإلرهاب يف اختراق وختريب شبكات املعلومات وأجهزة ال

وميكن أن يتسبب يف تعطيل األنظمة الدفاعية اجلوية، وميثل هذا التخريب، واإلنترنيت بغرض .اإلرهاب أحدث أنواع اإلرهاب املستند على التكنولوجيا

.46ص ،السابقاملرجع أمحد إبراهيم ، - 268 .48ص ،املرجع نفسه - 269

Page 97: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 96 -

:ا��&,+ ا�#��4�R �� ا�����ن ا��و�� و ا7" �\�8ت ا��و��8 /S" ا�ره�ب و

: فروع3 و ينقسم هذا املطلب إىل

و)�80 ا�ره�ب �� ا�����ن ا��و��:ا� /ع اول

تبني أن هناك أزمة يف النظام القانوين الدويل اب،هإن دراسة اجلانب القانوين لظاهرة اإلر

. والدليل القاطع على وجود هذه األزمةياب هو التعبري احلقيقهوخاصة املعاصر منه، بل أن اإلروالسبب هو تلك األوضاع القانونية غري العادلة اليت أضحت حبكم استقرارها مع الزمن

وقد تولدت عن النظام الدويل التقليدي الذي كان قائما على فكرة الدولة ذات مستعصية احللول،مهة السيادة باعتباره حمور للنظام القانوين، الذي مل يعد كذلك بفقدانه اإلمكانيات القانونية للمسا

واآلن يف ظل نظام القانون الدويل احلديث الذي ختطى مبفاهيمه . يف تغيري املعطيات العصرية تدور فيه يومعامالته فكرة الدولة، إىل فكرة الشعوب أو األمم اليت أصبحت تتجاوز اإلطار الذ

إلجياد العالقات بني الدول املكرس من ميثاق األمم املتحدة، الذي مل يستطع رغم كل احملاوالت، على الرغم من التغريات امراكز وأطر قانونية اجيابية وفعالة لتحقيق األهداف اليت وضع من أجله

بل أصبحت القواعد القانونية القدمية وفقه القانون الدويل احلاصلة على مستوى العالقات الدولية،ة، مما يؤدي بالضرورة إىل التقليدي هي اليت الزالت تساعد يف تدعيم األوضاع القانونية الغري عادل

بتفاقم حدة حالة انسداد قانونية أمام املعطيات اجلديدة اليت تشكل خطورة على األمن الدويل،يف وهذا األزمة وتوسيع رقعة الفراغ القانوين الذي حدث من جراء التناقض بني الواقع والقانون،

هو رغبة اب،هامل مع ظاهرة اإلرومما زاد تعقيدا يف ساحة التع. حد ذاته خيلق صراعا مستمراويكون هذا ختضع له كافة األوضاع القانونية، الفقه الدويل يف إنشاء ووضع قانون فوق الدول،

هو احلاكم يف معاجلة كل املراكز أو األوضاع Droit super international القانون الفوق دويلوب واألمم خاضعة له إال أن هذه القانونية املستجدة على الساحة الدولية، وتكون كل الشع

الفكرة بعيدة عن الواقع وصعبة التطبيق يف امليدان، ألن الدول تتمسك دائما مببدأ السيادة وال ميكن أن تكون هناك دولة فوق الدول، ال من الناحية النظرية الفقهية، أو من الناحية الواقعية القانونية

على الرغم من لة مهما كانت التغريات والظروف،وبالتايل ال ميكن االستغناء عن فكرة الدوحماولة الواليات املتحدة من اعتالء عرش الدولة الفوق دولية، بعيدا عن املوافقة الدولية القانونية إذ أا حتاول أن تكون هي تلك الدولة مبعامالا مع الشعوب األخرى، ومبا تفرضه من قوة وهيمنة،

Page 98: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 97 -

وهذا يف حد ذاته ولد أزمة يف التصدي إىل اجلرائم الدولية مبا فيها . تطبيقا لسياسة األمر الواقع .التقليديةاب الذي أصبح رمبا بديال للحرب هاإلر

اب الدويل ال يركز على املشاكل اليت تتعرض إليها العالقات الدولية فقط ،بل هاإلرأمناط فليت اختلفت املفاهيم وا كذلك ما تعرفه الدول من مظاهر وأعمال تشكل خطرا عرب حدودها،

أم أا يف موقف القانون الدويل من الظاهرة، باعتبارها خرق لوضعية دولية، الفقهية يف حتديدها،حىت قواميس القانون الدويل مل تتوصل إىل حسم املسألة وبدون اتفاق حول جمرد أوضاع داخلية،

يصعب ضعية قانونية دولية،املفهوم وخاصة القانوين منه، يقف اتمع العاملي إذاك أمام واب من مضامينه السياسية أو بوصفه هخاصة بعد احملاوالت العديدة يف استبعاد اإلر، )270(حتديدها

و إىل نزع هذا الطابع السياسي وتوظيف اجلانب القانوين يهدف أساسا لتحقيق غرض سياسي، مبا فيه من ردع وعقاب، القانون،على الظاهرة ملعاجلتها معاجلة قانونية ميكن اختاذ إجراءات ميليها

ابية حتت األغطية السياسية، بعيدة عن تطبيق هبعيدا عن التأويالت اليت قد جتعل من األعمال اإلرالقواعد والنصوص القانونية، ولذا كان من الصعب على القانون الدويل وضع حال مالئما، ناهيك

.عن ضبط املفهوم الدقيق للظاهرةاب هاب كمفهوم قانوين يدفع إىل االهتمام بعالقة اإلرهية على اإلرفرتع الصبغة السياس

اليت احتوت على نزع الصيغة )271(بالقانون وقد بدأت هذه احملاوالت منذ االتفاقية البلجيكيةاب هي اليت حتدد للرأي العام هفقط خطورة اإلر السياسية على كل فعل شكل جرمية بطبيعته،

ياسية ألن الطرق والوسائل لتحديدها تكمن يف القانون يف حد الدويل ضرورة نزع الصبغة الس .ذاته

اب الدويل ،تكمن يف البحث عن املفاهيم هضرورة حتديد اإلرأن لقد رأى بعض الدارسني اب، ألن كل املساعي اليت تبحث يف احملتويات هاحلقيقية اليت تواجهها صعوبات ملعرفة ماهية اإلر

،)272(هلا الفشل إن مل يتم تأطري احلدود واملعايري املكونة هلذه الظاهرةاب الدويل مآهالقانونية لإلر

270 Eric Hugues, la notion de terrorisme en droit international en quête d’une définition juridique, journal du droit international, N° 3 du 01/07/2002,p 758 271 -Eric hugues op.cit.p 760. * - cette loi dispose que « ne sera pas réputé délit politique ni fait connexe à semblable le délit ,l’attentat contre la personne du

chef d’un gouvernement étranger ou contre celle des membres de sa famille, lorsque cet attentat constitue le fait soit de meurtre ,soit d’assassinat ,soit d’empoisonnement » c’est l’une des premières dispositions légales a propos de ce que n’était pas encore nommé terrorisme, D’ailleurs aucun texte ni aucune clause s’élaborant contre les actes de violences entre la fin du 19ème et le début du 20ème siècle, ni même la première conférence de l’unification internationale du droit pénal tenu a Varsovie 1924s’emploiera ce terme . il faut attendre la conférence tenue à Bruxelles 1930, et un texte de 5 articles relatifs au « terrorisme« la conférence à paris 1931 utilisera l’expression terroriser la population, s’en suivra à Copenhague 1935. Une conférence adoptant un texte en matière d’extra dation et de soumission du terrorisme à la compétence universelle. 272 Juan Antonio, Carrillo Salcedo, les aspects juridiques du terrorisme international, centre d’étude et de recherche de droit internationale et de relations internationales, Académie de droit international de Lahaye .1988.p.19

Page 99: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 98 -

اب الدويل على أساس أن هبينما يرى البعض األخر عدم ضرورة اللجوء إىل حتديد مفهوم اإلروالدليل على االتفاق بدال من تقليص الردع والتصادم،مذلك سيؤدي إىل مضاعفة مسببات عد

حاولت الوصول إىل احلل املقبول بدون أن تلقي أي تعريف، أو حتديد ذلك اجلهود املتعددة اليت .)273(اتفاق مجاعي أو رؤية مشتركة

باألحرى إىل متوقع األطراف طبعا هذا يعود إىل اختالف وجهات النظر كما أشرنا سابقا، و .اليت تريد إعطاء مفهوما حسب املعطيات املتعددة املوضوعة حتت يدها

اب، إال ما جاءت به اتفاقية احلماية واحلد هنون الدويل معيار مستقل لإلرفال يوجد يف القا مل تدخل 1937كما أن اتفاقية جنيف للظاهرة،من اإلرعاب، ولكن اتضح عدم كفاية حتديدها

والنص الوحيد الذي حاز قوة النفاذ والذي حيرم بصفة عامة . إىل حيز التنفيذ يف اموعة الدوليةاملتعلقة حبماية ،1949 أوت 12 من االتفاقية الرابعة جلنيف املؤرخة يف 33ادة هي امل اإلرعاب،

وهو غري مالئم وهذا النص هو موجه فقط إىل الرتاعات الدولية املسلحة، املدنني أوقات احلرب، .)274(اب الذي تعيشه الدول حالياهلإلر

لقانون الدويل و قد ذهبت األعمال التحضريية لدورة مركز الدراسات والبحث يف ا إىل تقدير مفاده عدم ضرورة أو أمهية التوصل إىل نظرية عامة 1988والعالقات الدولية لسنة

إليه القانون الدويل سبيال من اإلجابات واحللول استطاعالتفكري يف ما و إمنا اب الدويل،هلإلر . على الصعيد الدويلابيةهاملمكنة للقواعد الدولية إزاء املشاكل املوضوعة من النشاطات اإلر

ة ــابية باعتبارها االستعمال اآليل للجرميهومن األفضل الرجوع إىل النشاطات اإلروإخضاعهم اب األفراد واجلماعات، واحلكومات، والدول،هو التهديد الذي تشكله إلر والتحطيم .)275(ابينيهاإلرألهداف

واليت سائل اخلطرية املولدة للعنف،فاألمر إذن يتعلق بتلك األفعال اإلجرامية املستعملة للوهدفها التقتيل وتعريض حياة الضحايا للخطر بغض النظر عن متييز هذه اجلرائم إن كانت جرمية

اب بالنسبة للهدف الذي هفقط يبقى اإلر أو جرمية ضد اإلنسانية ،أو جرمية ضد السلم، دولية، .)276(يتوخاه جرم قائم بذاته

273- Juan Antonio, Carrillo Salcedo ,op,cit , p.19 274-Ibid, p.20 275- Ibid ,p21. . 276- Ibid, p21.

Page 100: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 99 -

هي اليت تستهدف دولة أو جمموعة من الدول وبالتايل ميكن أن ابية الدوليةهفاألعمال اإلر نتساءل عن شرعية وطريقة رد فعل الدول اجتاه هذه األعمال اليت حتتوي على عنصر دويل،

اب الدويل قد يتمثل يف التحضري أو القيام بتلك األعمال هفالعنصر الدويل ذو الصفة القانونية لإلر .)277( معينني باعتبارهم أجانب عند جلوئهم إىل بلد أجنيبعرب احلدود أو اجتاه أشخاص

اب الدويل يتركز حول أعمال العنف املؤدية بصفة هفالبحث عن الطابع القانوين لإلرعشوائية إىل حتطيم وزرع اخلوف والرعب يف نفوس بشرية خمتارة عن طريق الصدفة للتعرض هلذا

. أمل وعذابمناخلطر وما ينجر الدويل مل يتفطن إىل اختاذ إجراءات قانونية عن طريق االتفاقيات املتعلقة مع أن اتمع

ابية إال يف عشرية السبعينات عندما تعرضت مصاحل غربية وخاصة إسرائيل إىل هبالنشاطات اإلر .اغتياالت ومن أشهرها حادثة أيلول األسود

تعلق مببادئ القانون باإلضافة إىل اإلعالن امل واملالحظ أن هنالك عدة قرارات الحقة، وكذا اإلعالن حول تدعيم األمن الدويل، الدويل املاسة بعالقات الصداقة والتعاون بني الدول،

وقد والتعريف بالعدوان وحتديد وسائل القانون اإلنساين الدويل املطبق يف الرتاعات املسلحة، ،09/12/1985 وذلك يفمة لألمم املتحدة باإلمجاعامتخض كل ذلك يف ما تبنته اجلمعية الع

اخلضوع " :حيث تطلب من الدول مايلي"06"يف فقرته السادسة ،40/61بإصدار قرارها ابية يف دول أخرى هرإلتنظيم أو تشجيع األعمال ا االمتناع عن اللتزاماا يف ظل القانون الدويل،

".)278(راضيهاة عرب أــباملساعدة أو باملشاركة أو حىت بالسكوت عن بعض النشاطات املنظمحيث نص على منع 2625وقد مت التأكيد على حظر التدخل يف شؤون الدول وفقا للقرار

أو مساعدة أو تدعيم أو تشجيع أو املوافقة على النشاطات العسكرية العدوانية، الدول يف تنظيم،ه املختلفة وكذلك منع التدخل بكل أشكال املوجهة لتغيري النظام بالعنف يف دول أخرى،ابيةهاإلر

)279(. ينحيان حنو نفس االجتاه وهو منع الدول من 2625 وقبله قرار 40/61فاملالحظ أن قرار

أي عمل ميس باألمن واالستقرار للدول، مهما كان حجمها واختالفها،فمنع التدخل يف الشؤون ت اليت هلا صلة الداخلية والعدوان بكل أنواعه ،وحظر تشجيع أو املوافقة أو املساعدة على النشاطا

اب تشكل احملور األساسي الذي حاول القانون الدويل حتت هسواء مباشرة أو غري مباشرة باإلر

277 - Juan Antonio ,Carrillo Salcedo ,op.cit p.23. 278 - Ibid , p23. 279- Ibid , p23.

Page 101: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 100 -

إطار األمم املتحدة من خالله وضع احلد الفاصل هلذه الظواهر املاسة حبياة األفراد ومن مث اتمع .الدويل ككل

1986 جوان سنة 27املؤرخ يف "Arrêt"وقد أكدت حمكمة العدل الدولية ذلك يف قراراها وكل ما يتطلبه من حذر من املتعلق بقضية النشاطات العسكرية والشبه عسكرية يف نيكاراغوا،

إذ تترتب عن طرف الدول إزاء بعض قرارات اجلمعية العامة وخاصة تلك اليت اختذت باإلمجاع،قواعد املعلنة يف القرار يف حد ذاته، ذلك االتفاق آثارا تعد مبثابة اخنراط يف القاعدة أو يف سلسلة ال

املقرر يف طليعة ،ابيةهاإلرومن جهة أخرى فإن التزام الدول بالتعاون اجتاه الوقاية من األعمال املبادئ املنبثقة عن جمموع الواجبات املرتبطة مبعيار السيادة الوطنية ،فلم تتضح هذه الواجبات من

يف قضية جزر 1928 أفريل 04بتاريخ sentence arbitraleقبل إال يف احملاكمة التحكيمية ،territorialeأين تقرر اعتبار احلق اخلاص املعترف للدولة حتت إطار السيادة الوطنية الباالماس،

وبالتايل .)280(الداخلية جيعلها حتت واجب االلتزام حبماية حقوق دول أخرى داخل حدودهاتحضري فوق إقليمها كل أعمال من شأا املساس باألمن فالقانون الدويل يلزم كل الدول مبنع ال

عن تنظيم أو تشجيع العمليات لدول أخرى، وهذا هو التأسيس القانوين اللتزام الدول باالمتناع اذ دوال كقواعد ابية على اختهابية يف دول فيما بينها، أو حىت املوافقة لبعض العناصر اإلرهاإلر

.إليذاء دول ثانيةابية مقرر يف بعض االلتزامات ذات هالعام للدول إزاء الوقاية من األعمال اإلرفااللتزام

التأسيس القانوين اسد يف واجبات الدول يف التعاون حسب ما نص عليه ميثاق األمم املتحدة، .)281( الدويل لعالقات الصداقة بني الدول القانون مببادئاملتعلقاب هو تقدمي املعلومات الالزمة ه للوقاية من اإلرويعد أول التزام يقع على عاتق الدول

هذا ما أشار إليه إذا كانت هذه املعلومات حتقق الوقاية، للدولة اليت متارس ضدها تلك األعمال، لألمم املتحدة الذي يطلب من كل الدول التعاون املكثف وخاصة فيما 61/40قرار اجلمعية العامة

.)282(ابهاإلجراءات الوقائية حملاربة اإلريتعلق بتبادل املعلومات اخلاصة ب

280 - Juan Antonio ,Carrillo Salcedo op.cit p24. 281 - Ibid, p25. 282 - Ibid, p25.

Page 102: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 101 -

من االتفاقية اخلاصة بتقليص 13من املادة "ب"وقد جتسد ذلك االتفاق يف الفقرة الثانية األعمال الغري مشروعة ضد أمن املالحة البحرية اليت من خالهلا تتعاون الدول األطراف يف االتفاقية

.)283(ادة الثالثة لالتفاقيةمن أجل الوقاية ضد اخلروقات املقررة يف املبالنسبة للدول األخرى، ويف حالة ثبوت خرق إذن فكل دولة حتدد وضعيتها القانونية

التزام دويل من طرف دولة معينة فلها احلق حتت مبدأ القواعد العامة للقانون الدويل املتعلق .ن طريق اإلجراءات املضادةبالتهديدات املسلحة أن تلجأ هذه الدولة إىل فرض احترام قوانينها ع

ففي مشروعها للنصوص اخلاصة باملسؤولية الدولية للدول، أقرت جلنة القانون الدويل اعتبار عدم مشروعية عمل دولة وعدم مطابقته لاللتزام اجتاه دولة أخرى مستبعد يف حالة ما إذا

على اعتبار أن لدولة،كان هذا الواقع يشكل إجراءا مشروعا حسب القانون الدويل ضد هذه او طبقا للمصطلح املتبين من مشروع جلنة القانون الدويل،30هذا العمل حمرما دوليا وفقا للمادة

.من طرف اللجنةلتعيني جمموع األعمال اليت ميكن للدولة أن ترد ا وميكن األخذ باإلجراءات املضادة،

.)284(أسيس القانوين هلذا الردعلى أي إجراء متخذ من طرف دولة أخرى حمتجة بالتابية، فهناك تطور يف الواقع العملي الدويل الذي هوفيما خيص ردود الفعل على النشطات اإلر

يتسم باإلجراءات املضادة وتضاعف التدخالت العسكرية حتت ذريعة التقليص واحلد من .ابية هالتهديدات أو العمليات اإلر

ية جلعل مصداقية فكرة التجانس بني العنف املضاد وقد أعطي لذلك األثر نوع من املشروعمع وجوب اختاذ احلذر يف إعطاء حل ملشكلة وقواعد القانون الدويل الذي حيدد استعمال القوة،

حول اإلجراءات املتخذة فيما يتعلق مبشروعية ردود الفعل عند االختالف يف وجهات النظركن إضفاء الشرعية على العنف حتت غطاء قمع ألنه ال مي استعمال القوة أو التدخل العسكري،

.ابية عندما يتضح أن هناك خرقا لقواعد القانون الدويلهالعمليات اإلريتضح أن وبالرجوع إىل نقطة االنطالق وبتأكيد القاعدة العامة لتحرمي اللجوء إىل القوة،

نون الدويل العام املتعلق باستعمال وضح رأي القاتمليثاق األمم املتحدة الفقرة الرابعة من املادة الثانية الذي يعرب عن املبادئ العامة القوة وترتيباته بالنسبة لعدم شرعية استخدام القوة يف العرف الدويل،

: وقد نصت املادة الثالثة على ما يلي- 283

« en échangeant des renseignements en conformité avec les dispositions de leur législation nationale et en coordonnant les mesures administratives et entres prises ,le cas échéant ,afin de prévenir la perpétration des infractions prévues à l’article 3. » 284- Juan Antonio ,Carrillo Salcedo , op.cit, p28

Page 103: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 102 -

املوجودة يف القانون الدويل العام، على أساس أن مبدأ حترمي استعمال القوة ذو طابع عاملي . )285( يف القانون الدويل ةمرآوميثل قاعدة معروف،

اب يف نصوص القانون الدويل يظهر إىل أي مدى كان متزق هذه النصوص بني هإن تتبع اإلر األمر الذي يظهر إىل أي مدى أيضا كان عجز القـانون اب الدولة، هاب األفراد، وإر هفكرة إر

اب هالدويل عن استيعاب هذه الظاهرة، فنجده يف بعض األحيان يناول املشكلة كما لو كان اإلر اب بوصفه هذا بل، فقط بعض األفعـال أو هفرديا ويف هذه األحوال ال ميكننا تلمس تعريفا لإلر

ويف أحيان أخرى يظهر القانون الدويل على صـفته بـصورة ابيا،هاألشكال اليت تعكس طابعا إر ول بل جمرد مطالبة الـد اب الدولة، ولكنه يف مثل هذه األحوال ال يقدم تعريفا على اإلطالق، هإر

ومن هنا تبدو الغرابة إذ كيف يقع اب،هعلى استحياء باالمتناع عن تنظيم أو تشجيع أعمال اإلر االلتزام بفعل أو االمتناع عن فعل مل حيدد مفهومه أو تعريفه أو وصفه القانوين بدقة بعد؟

ا�; ا��B!�ة ه�k8 و)�80 ا�ره�ب ��ى:ا� /ع ا����4

أكتـوبر 24ميالد منظمة األمم املتحدة عقب احلرب العاملية الثانية، بتاريخ لقد شهد العامل بعد مد و جزر يف مؤمترات عديدة و لقاءات دبلوماسية مكثفة متخضت أخريا بإخراج ثاين 1945

منظمة عاملية إىل الوجود من أجل إعطاء املصداقية و الترتيبات الالزمة لوضع قانون دويل يـسعى .لم كمبدأ أساسي و عامإىل حتقيق الس

:التاليةو قد كانت أهداف املنظمة اجلديدة حمددة يف املادة األوىل من ميثاقها يف النقاط . ن الدولينياحملافظة على السلم و األم -1تنمية العالقات الودية بني الدول على أساس مبدأ املساواة يف احلقوق، و حـق الـشعوب يف -2

.تقرير مصريها .واجلنس ،التعاون الدويل يف حل املشاكل الدولية من غري متييز يف العرق و اللغة و الدينحتقيق -3 .)286(جعل األمم املتحدة مركزا تنسق فيه جهود الدول للوصول إىل أهداف مشتركة -4

فمنذ توليها رئاسة اتمع الدويل، دأبت منظمة األمم املتحدة إىل دراسة كثري من املشاكل يف اختذااب مبقتضى اإلجراءات املتتالية اليت هو من أمهها قضية اإلر الساحة الدولية،العالقة على

.تتبعها هلذا امللف الذي بات يشكل إزعاجا ملساعي السلم و األمن الدوليني

285 - Juan Antonio ,Carrillo Salcedo op.cit p29-30. .122مهاين، املرجع السابق، ص إبراهيم تامر اجل - 286

Page 104: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 103 -

،1946القرار الصادر عن اجلمعية العامة يف نوفمرب ،و قد كان يف مقدمة تلك اإلجراءاتاب الدويل ه ذلك القرار تطويق ظاهرة اإلراستهدفو قد ،" الدوليةمبادئ احلقوق" اسم حتت

من خالل حتميل املسئولني يف الدول و الشخصيات الرمسية الذين حيولون الدولة إىل أداة لتنفيذ هم إىل احملاكم و بالتايل إمكانية تقدمي،بتحميلهم مسؤولية أعماهلم و تصرفام ،اجلرائم الدولية

.)287(الدوليةواصلت األمم املتحدة سريورا حنو الطريق املسطر لتحقيق السلم و األمن الدوليني يف ف

. و املشاريع القانونية املترتبة عن النشاطات املستمرة االقتراحاتتلك املرحلة بشىت ،1954فتجسد ذلك على سبيل املثال يف القانون الذي تبنته جلنة القانون الدويل العام لسنة

.)288(" مشروع قانون اجلرائم اليت دد سالم و أمن البشرية"حتت عنوان و يف تلك املرحلة اتسمت هيئة األمم املتحدة باملصداقية نظرا الستقالليتها، و لو بصفة

نسبية عن أصحاب النفوذ و القوة يف العامل، و يتجلى ذلك فيما كانت تتخذه من مواقف و و حىت السبعينات مع ،فترة اخلمسينات و الستينات و خاصة يف ،إجراءات على الصعيد الدويل

الشمال و ، و ما ختللها من قوة جتاذب بنيتوسع و ازدهار حركات التحرر يف ظل احلرب الباردة فخلف ذلك ،كنقطة ارتكاز بني موازين القوى ، العامل الثالثلاجلنوب عرب ما كان يعرف بدو

م الذي يفصل يف حل القضايا اليت تعرضت هلا اموعة كاقوة للهيئة األممية و جعلها يف مرتبة احل .الدولية يف تلك الفترة

و يف خضم الصراع الضمين الذي كان قائما بني القوتني، و ما واكب العامل من تطورات و ما يقابلها من حركات التحرر الوطنية، و أعمال العنف و ،فيما خيص احلركات االستعمارية

توجيه االامات إىل حدلت من األمم املتحدة كهيئة مشرفة على أمن العامل جع ،العدوان املنتشرة .ابه ظاهرة اإلرشيا السبب الرئيسي يف تفإىل الدول الكربى اليت اعترب

للجمعية العامة باعترافه الصريح مبا يقف من ، مفصالاو قد قدم األمني العام حينئذ تقرير اب اليت حتول دون هو األمن، بسبب أعمال العنف و اإلرعراقيل و صعوبات أمام قضايا السلم .إجياد حلول مناسبة لتلك املشاكل األمنية

.123، ص مرجع سابقإبراهيم تامر اجلمهاين، - 287 123، ص املرجع نفسه - 288

Page 105: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 104 -

، حتت رقم 18/12/1972اب يف هو قد صدر أول قرار عن األمم املتحدة بشأن معاجلة اإلر اختاذ الذي نص على وجوب 2127 اختذت اجلمعية العامة القرار رقم 01/01/1973، و يف 1034 .)289(ألسباب اليت تقف وراءها ةاب الدويل، و دراسهات ملنع اإلرإجراء

إىل وضع تعريف للعدوان على أساس 1974و بعد ذلك توصلت اجلمعية العامة يف عام أو االستقالل ،استخدام القوة املسلحة من جانب دولة ضد سيادة وحدة األراضي اإلقليمية ":أنه

.)290("تتماشى مع ميثاق األمم املتحدة و بأي طريقة ال ،السياسي لدولة أخرىبعد مدة طويلة ترنو حنو ،و بعدما متكنت األمم املتحدة من إعطاء تعريف للعدوان

نظرا ملعطيات و عوائق كثرية تقف وراءها الدول اإلمربيالية ذات ،اخلمسني سنة من التردد فهي تقف دائما ،ألمم املتحدةو باعتبار أا تشكل عنصرا أساسيا يف هيئة ا األطماع االستعمارية

مبصاحلها أو ميس هيبتها، مثلما هو حاصل اليوم يف حرية سا قد ميملحليلولة دون إجياد مفاهيم يف البحث عن تعريف دقيق أو حتديد مفهوم شامل ،لدويلا ة األممية و من ضمنها اتمعاهليئ

نفس الظروف أو رمبا املعطيات ذلك املبتغى نظرا ل إىلاب، دون أن تتوصل بعدهلظاهرة اإلر و خاصة الضعيفة إجياد مدلول واقعي و قانوين ،رغم ذلك فهي حتاول بتعاون من الدولو ، وىلاأل القرار ه ، و بعد40/61م به من إصدار بعض القرارات، كقرار و من خالل ما تق،ابهلإلر .ابهد مفهوم اإلر كرد فعل على الدعوة إىل عقد مؤمتر دويل لتحدي1987بتاريخ 159/42

اب على جدول اجلمعية العامة عندما انعقدت جلستها يف و قد أدرج موضوع اإلره ، حيث مت تأكيد األمم املتحدة على ضرورة وضع تعريف مقبوال يكون البنية 1989سبتمرب

.)291(اب، للوصول إىل الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الظاهرة هاألساسية للكفاح ضد اإلرشروع تقنني اجلرائم ضد سالمة البشرية، ورد فيه منع الدول الكربى من أن مو مع

ذريعة من ةاب الشعوب األخرى، حتت أيهاستغالل مراكز قوا، و نفوذها لتشجيع أو القيام بإر و ال التدابري الالزمة للحد ،ابيةهإال أن املشروع مل يتناول كيفية مواجهة األعمال اإلر ،الذرائع و هو ما يعرف ،و حماصرا مهما كان مصدر تلك األعمال سواء كانت الدولة أو األفرادمنها، أ . Terrorisme d’état Terrorisme individuelاب األفرادهاب الدولة، و إرهبإر

.123املرجع السابق، ص إبراهيم تامر اجلمهاين - 289 .62، ص املرجع السابقنبيل أمحد حلمي، .د - 290 .124ص املرجع السابق، تامر إبراهيم اجلهماين،- 291

Page 106: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 105 -

أو نظرا ،و هذا يف حد ذاته يعترب فراغا قانونيا مل ينتبه إليه رمبا واضعوا هذا املشروع أعمال العنف املنتشرة عرب العامل، سواء كانت ها أمه، املعطياتبعض للظروف الضاغطة أو

ذا ما كان سائدا ه و ،اعتداءات دولة ضد دولة، أو استعمار، أو تدخل يف الشؤون الداخلية للدول .بقوة يف تلك الفترة التارخيية

، و أمام هذه الوضعية كانت هناك ترسانة من النصوص القانونية بني الدول .و االتفاقات الثنائية و اجلماعية، كلها حتت إطار املنظمة األممية حملاولة التخلص منها

تعد قليلة بالنسبة ابية اليت تنفذ من قبل األفراد و الدول،هلذلك كانت العمليات اإلر عل من قبل املشرعني الدوليني، هذا ما ج حنوها،االلتفاتعن للعدوان، و بالتايل فهي مبنئى

اب، هاموعة الدولية و على رأسها األمم املتحدة تستنكف عن وضع مفهوم حمدد و شامل لإلر القوة اإللزامية للهيئة األممية الفتقادناهيك عن وضع تدابري قانونية صارمة ملعاجلة جذور الظاهرة،

.ابية هيف تصنيف العقوبات اجلنائية على مرتكيب األعمال اإلراب وقد جتسد ذلك فيما ههودات كبرية ،وردود أفعال اجتاه ظاهرة اإلررغم ذلك فهناك جم

ومتييزه عن اب،هاختذته جلنة القانون الدويل اليت حاولت هي األخرى وضع صياغة ملفهوم اإلر .بعض املفاهيم األخرى

اب ه باإلضافة إىل حترميها على الدول اإلمربيالية من حتقيق أهدافها بإطالق صفة اإلرومن تلك القرارات اليت تعد اجيابية يف عمل ابية على حركات التحرر الوطين،هل اإلرواألعماحيث أعلنت اجلمعية العامة لألمم املتحدة مبادئ هامة ملكافحة ،21/01/1965ما صدر يف اللجنة، :اب الدويل ومنهاهاإلراخلية أو اخلارجية أنه ال حيق ألي دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غري مباشر يف الشؤون الد -

.لدولة أخرىوأنه ليس من حق أي دولة أن تنظم أو تدعم أو حترض أو تسمح ممارسة أي نشاط خترييب أو - .)292(ايبهإر

تقرير جلنة القانون الدويل حول تنمية 1970كما تبنت اجلمعية العامة لألمم املتحدة سنة لدويل هو عبارة عن وسيلة من وسائل اإلكراه مبادئ العالقات الدولية الودية وبينت أن اإلرعاب ا

و اضطلعت بدراسات ظاهرة اإلرعاب متبنية مناقشات اللجنة السادسة املنبثقة عنها من بني الدول .18/12/1972 املؤرخ يف 3034بتجسيد تلك املساعي يف القرار رقم 1972عام

.126املرجع السابق، ص جلمهاين،تامر إبراهيم ا - 292

Page 107: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 106 -

عدم االحنياز ،والدول يف إطار تلك اللجنة بني جمموعة دول1973وقد ثار خالف يف سنة االشتراكية من جهة، و بني الدول اإلمربيالية من جهة أخرى، حيث حاولت هذه األخرية إعطاء

بينما عملت جمموعة الدول االشتراكية مفهوما فرديا لإلرعاب وربطه باألعمال الفردية فقط، باجلرمية ذات الطابع ووصفه اب،هوعدم االحنياز على إعطاء الصفة العامة الدولية لظاهرة اإلر

.)293(الدويلوعدم تالقي وجهات النظر حول وصف الظاهرة إىل طريق مسدود فأدى ذلك النقاش،

ومل كان السبب الرئيسي يف تعطيل اللجنة، اليت توقفت عن العمل مدة أربع سنوات كاملة، إىل الظاهرة ألسباب املؤديةمع اهتمامها بدراسة ا ،1977 املوضوع إال يف سنة دراسةتستأنف

.ابيةهراإل يف 1980اب الدولة، أين تقدمت اللجنة يف هويف تلك الفترة أثارت اجلزائر موضوع إروجمموعة مقترحات منها حماولة وضع خطط الدورة اخلامسة والثالثني بتقرير عن سري أعماهلا،

ها عرب اللجنة اب مع إصرار دول عدم االحنياز وخاصة بعد استفحال الظاهرة، حبثهلتطويق اإلركما عادت اجلمعية العامة مرة أخرى يف دورا الثامنة و الثالثني السادسة املختصة بتلك الدراسة،

.19/12/1983 املؤرخ يف 130/38إىل حبث نفس املوضوع و أصدرت بذلك القرار دور و أعقبه ص إال أن استمرار اخلالفات يف اللجنة حال دون التوصل إىل تطبيق ذلك القرار،

أثارت اجلزائر مرة أخرى موضوع 1985 ويف عام 17/12/1984 املؤرخ يف 159/39القرار املؤرخ 61/40اب فأصدرت اجلمعية العامة القرار رقم هوتأييد حماربة أسباب اإلر اب الدولة،هإراب الذي متارسه الدولة والذي هاإلر :اب الدولة بأنههالذي حدد مفهوم إر ،11/12/1985يف

.)294(ف تقويض النظام السياسي االجتماعي لدولة أخرىيستهد به الدول االستعمارية على م اجلمعية العامة عرب ذلك القرار إىل إدانة ما تقواوهذا ما دع

اب ،نظرا ملا تشكله من خطورة باستقرار الدول،هأساس أا أعمال تدخل ضمن ما يعرف باإلرللوقوف رمبا على ب مبا حيتويه من أشكال وصور،اه اجلهود من أجل حتديد مفهوم اإلروتكاثفت

طريقة ناجعة يف مكافحته على كافة املستويات، إال أن مساعي األمم املتحدة وعلى غرار سابقتها ناهيك ، ملة ودقيقةاب ووضع تعاريف شاهعصبة األمم مل تنجح يف تأطري املفاهيم القانونية لإلر

نتشارها بصفة مؤملة عرب العامل مما عرض حياة اتمعات عن تطويق الظاهرة اليت استفحلت وامتد ا

.127ص املرجع السابق، اجلهماين،م تامر إبراهي- 293 .128ص ،املرجع نفسه - 294

Page 108: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 107 -

اب الدولية اليت تقوم ا الدول خرقا هابية الداخلية أو أعمال اإلرهراهلالك سواء باألعمال اإلإىل وبالتايل تقف املنظمة األممية عاجزة هي األخرى عن لكل قواعد القانون الدويل واألعراف الدولية،

يد الدول الكربى وخاصة يفباإلضافة إىل كوا أداة ضغط اموعة الدولية،إجياد حلول ملشاكل وهذا سيؤدي وبالتايل قراراا أصبحت ضعيفة دون مفعول ملعاجلة أزمات العامل املتكاثرة، أمريكا،

إذا مل تتخذ التدابري الالزمة إلصالح رمبا إىل أفوهلا يف يوم من األيام على غرار ما حدث للعصبة، من أجل احملافظة على السلم ولكنه أصبح هيكال بال روح وبالتايل فزواله ئذا اهليكل الذي أنشه

.منتظر ال حمالة

ا��Aص� ب��ره�ب ا�ره�ب �� ا7" �\�8ت ا��و��8:ا� /ع ا�#��4

اب مسرح جتارب يف املسري االتفاقي املنبثق من االحتكاكات هلقد شكلت ظاهرة اإلر أو املعاهدات الثنائية، أو اجلماعية اليت تبنت كلها واإلقليمية، املنظمات الدولية،الدولية سواء عرب

. ابيةهنظرية جترمي األعمال اإلراب ه كيفية اعتبار اإلروكانت املناقشات تدور بني املختصني يف القانون الدويل اجلنائي يف

وأمام صعوبة تصور ،)295(وماهية العناصر واملعطيات األساسية لتحديد ذلك خرقا دوليا،تقف اخلروقات السياسية أي ما هي األعمال السياسية اليت تشكل مظهرا من مظاهر اإلرعاب؟

وعدم االستعجال يف حتديد أو تصنيف اخلروقات الدولية مع أا تتفق مجيعها ءاموعة الدولية ببطنائية ألا تعود إىل اختصاص على حترمي بعض األعمال ولكن تبقى عاجزة أمام تطبيق العقوبات اجل

.النظام الداخلي للدول وصف أي عمل وليتم اب مقرر من طرف القوانني الداخلية والقانون الدويل،هفمعاقبة اإلر

مع ضرورة وجود نص قانوين ال بد أن يكون ممنوعا ،أو حمرما بقاعدة قانونية،، من األعمال خرقالقانون الدويل ألن صرف جمازا بعقوبة، إال أنه غري خاص بالتحرمي ذلك العمل، باعتبار أن اخلرق ت

يف القانون االتفاقي تتعرض للتقسيم العملي بني معيار التصرف الذي جيرم ابيةهاإلراخلروقات ومعيار اجلزاء أو العقاب اجلنائي لذلك العمل استنادا إىل املقرر يف القانون الدويل،ايبهاإلرالعمل

.القانون الداخلي

295- Eric Hugues, op.cit p.762.

Page 109: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 108 -

التايل فالقانون الدويل يصف التصرف احملرم أو املمنوع وليس بإمكانه املعاقبة اليت تظل من وب .)296(اختصاص القانون الداخلي

لذلك هرعت اموعة الدولية إىل إنشاء عدة اتفاقيات للوقوف على الظاهرة ودراستها من هلذه الظاهرة، دون اب لكن تبقى تلك الدراسات يف إطار تعاريف حصريةهأجل مكافحة اإلر

، إذ تتعهد الدول يف تشريعاا بوضع قائمة لبعض ابينيهاإلريرة اهلدف حنو متابعة وعقاب مسااب جد هاخلروقات ملعاقبتها بشدة، لذلك تكون املواد األوىل لالتفاقيات املتعلقة بتحديد اإلر

.)297(حصرية إلعطاء االمتداد للشدة يف املعاقبة كبرية على عملية االحتاد املعول عليه يف حماربة األفعال الغري مربرة فاحلديث منصب بدرجة

حىت وإن كانت تندرج ضمن وجهات النظر السياسية ما دامت خطورا متس بأمن الدول بالتايل فإن عمليات احلصر تلك، تشكل نقصا، أو بترا للتعاريف النظرية الغري واموعة الدولية و

.)298(واقعي وحقيقي الختيار وحتديد اخلرق اجلنائيقادرة على إعطاء تأسيس ابهاإلر مت إدراج 1927 سنة "وارسو"ففي املؤمتر األول لتوحيد قانون العقوبات املنعقد يف

مت 1930السياسي ضمن جرائم قانون الشعوب ،ويف املؤمتر الثالث املنعقد يف بروكسل سنة ائم اليت تعارض التنظيم االجتماعي لكل دول التأكيد على أن اإلرعاب السياسي يتمثل يف اجلر

اعتربت جرائم تفجري القنابل وغريها من 1931ويف املؤمتر الرابع املنعقد يف باريس سنة العامل، نم أخطار التفجري املماثلة واليت من شأا أن تسبب خسائر جسيمة يف األرواح واملمتلكات،

استخدام العنف تدمري املؤسسات السياسية يف اليت تستهدف من خالل ابيةهاإلرضمن األعمال واستخدام مت تصنيف النهب والتخريب،1933ويف املؤمتر اخلامس املنعقد يف مدريد سنة اتمع،

وقد وصف املكتب الدويل لتوحيد القانون العقايب اب السياسي،هالعنف من ضمن جرائم اإلرما بل يستهدف إفزاع أو إخافة الشعب على اب السياسي بأنه ال يقتصر على كونه خطرا عاهاإلر

.)299(أمور له وعلى أرواحه وأبدانهلذلك اهتمت الدول بوضع االتفاقيات الدولية ملنع ومعاقبة األعمال اليت تشكل خرقا وخطرا

اب نذكر اتفاقية هومن أهم االتفاقيات اليت وضعت خصيصا من أجل دراسة اإلر على العامل،

296 Eric Hugues, op.cit, p 762. 297 -Ibid, p763. 298- Ibid p.763.

.57 ، ص 1992لدويل و االتفاقيات الدولية و قرارات األمم املتحدة، دار النهضة العربية، اإلرهاب الدويل يف ضوء أحكام القانون ا أمحد حممد رفعت،- 299

Page 110: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 109 -

اب لسنة هاب، واالتفاقية العربية ملكافحة اإلرهقية األوروبية لقمع اإلرواالتفا ،1937جنيف لسنة1998.

�ب ا��و��ه ا" �\�8 ج@8. وا�ر:أو7ً

ورئيس الوزراء ،"ألكسندر األول"يف اغتيل امللك اليوغسال إىل فرنسا،ته زيارعنددود فعل عنيفة يف مما أثار ر ،09/10/1934يف مدينة مرسيليا بتاريخ ،"لويس بارتو"الفرنسي

ثر ذلك تقدمت يوغسالفيا أمام جملس عصبة األمم باحتجاج تتهم فيه إوعلى األوساط األوروبية،كما تقدمت احلكومة الفرنسية مبذكرة إىل جملس ودعوته بضرورة إجراء حتقيق يف احلادث، أملانيا،

ب دولية لقمع اجلرائم اليت ترتكالعصبة تتضمن املبادئ األساسية اليت ميكن على هديها إبرام إتفاقية .)300(ابيةهدف حتقيق أغراض سياسية أو إر

وبعد ذلك وافق جملس العصبة على تشكيل جلنة من اخلرباء من أجل صياغة اتفاقية دولية اب هباإلرالوقت اب أو ما يعرف يف ذلك هاهلدف من ورائها إجياد طرق سريعة ملكافحة اإلر

. السياسيوبعد مراجعة املشروعات املقدمة لصياغة اتفاقية منع ،1936 أكتوبر سنة ويف العاشر من

أصدرت اجلمعية العامة للعصبة قرارا حددت فيه املبادئ اليت ستقوم عليها اب،هومعاقبة اإلراالتفاقية املقترحة مؤكدة على ضرورة امتناع أية دولة عن التدخل يف احلياة السياسية ألية دولة

.)301(أخرى لية مهمتها األساسية إلنشاء اتفاقية دو ،1937عقد بذلك مؤمتر جنيف الدويل يف سنة فان

توصل يف النهاية إىل وضع وبعد حبث املؤمتر يف املشاريع املقدمة، اب الدويل،همكافحة اإلر .)302(والثانية إلنشاء حمكمة جنائية دولية اب الدويل،هاألوىل ملنع ومعاقبة اإلر :اتفاقيتنيمادة حيث عنيت - 29- نياب على تسع وعشرهتملت اتفاقية جنيف ملكافحة اإلروقد اش

والقواعد اخلاصة بالتسليم والدعوى اجلنائية اب وحتديد مظاهره من أفعال مادية،هبتعريف اإلر :على النحو التايل

.59ص ،السابقاملرجع ، أمحد حممد رفعت- 300 .60ص ،نفس املرجع - 301 .60ص ،املرجع نفسه - 302

Page 111: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 110 -

:ا7" �\��8&�ق س/ �ن أو "&Q8$ -أ

أفعاال إجرامية "اب على أساس أنه، ه لإلر حيث جاء يف املادة األوىل لفقرا الثانية تعريفا موجهة ضد الدولة اليت يكون هدفها أو طبيعتها إشاعة الفزع أو اخلـوف يف نفـوس كافـة

.)303("الشعب الذي حرصت االتفاقية على جترميه يف ايبهاإلروتبني من خالل هذا التعريف أن العمل

.مادا الثانية ينحصر يف األفعال التالية عمدي يتسبب يف موت أو إحداث إصابة جسمية أو فقدان حرية أي من رؤساء كل فعل- 1

كذلك زوجات وأزواج أي من الفئات والقائمني بأعماهلم أو ورثتهم أو خلفائهم، الدول، العامة إذا وجهت السابقة وكذا األشخاص القائمون مبسؤوليات عامة، أو من ذوى املناصب

.اب بصفام تلكههلم أعمال اإلرواملتعلقة أو أو إتالف املمتلكات العامة أو املخصصة ألغرض عامة، التخريب املتعمد، - 2

.اخلاضعة لسلطات دولة أخرى من الدول املتعاقدة . كل فعل عمدي يعرض حياة العامة للخطر- 3 .الشروع يف ارتكاب فعل من األفعال السابقة - 4واملؤن واملتفجرات أو أي مـواد ضـارة تصنيع أو احلصول، أو حيازة أو إمداد األسلحة -5

مما يدخل يف نطـاق بقصد ارتكاب أي من األفعال السابقة يف أي دولة من الدول أيا كانت، .)304(األفعال املشار إليها سابقا يف االتفاقية دولة يف عصبة األمم، وتـضمنت بـذلك حتديـد 24وقد صادقت على هذه االتفاقية

.)305(ايب حسب الشروط املوضوعةهإراألفعال اليت تراها ذات طابع واملالحظ على ما تقدم أن هناك شروط ال بد من توافرها طبقا ألحكام االتفاقية حـىت

. وبالتايل تنطبق عليه أحكام اتفاقية جنيف ،ايبهباإلرينعت العمل من النوع الذي يدخل ضمن األفعال اإلجرامية ايبهاإلرومن هذه الشروط أن يكون العمل

وأن يوجه الفعل بطريقة مباشرة أو غري مباشرة العقابية الوظيفية، توالتشريعا ة يف االتفاقية، الوارد

.151 -150 ص، 1999ة ط األوىل الديين والقانوين جلرائم اإلرهاب دار النهضر حممد عبد املنعم عبد اخلالق، املنظو.د - 303 152ص ،املرجع نفسه - 304 . 199ص املرجع السابق، عمر الشامي، حممود زكي مشس، - 305

Page 112: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 111 -

ألن األفعال املوجهة ضد األفراد ال تدخل يف نطاق تطبيق االتفاقية ،وأن يكون اهلـدف إىل دولة، ة، أو ينمن ارتكابه هو إحداث حالة من الفزع والرعب ،وأن تتولد هذه احلالة لدى شخصيات مع

يف عداد األفعال الـيت ايبهاإلرجمموعة معينة من األشخاص ،أو لدى اجلمهور ،وأن يدخل الفعل .)306(وأن يكتسب الفعل طابعا دوليا نصت عليها املادة الثانية من االتفاقية،اب ،كتزوير وثائق ه على جترمي األفعال املرتبطة جبرائم اإلر 14كما نصت االتفاقية يف املادة

ـ أو بطاقات حتقيق الشخصية ،أو غريها دف إخفاء شخصية منفـذ العمـل االر السفر ايب أو ه . )307(تسهيل وصوله إىل مكان ارتكاب اجلرمية أو تسهيل هروبه بعد ارتكاا

غري أن هذه االتفاقية مل تدخل حيز النفاذ،وقد أوصت جمموعة اخلرباء املتفرعة مـن جلنـة تشكلت من طرف الدول املتحالفة يف لندن ،بـأن تـضاف إىل ،واليت 1943جرائم احلرب عام

اب املـنظم ،أن ه أعمال اإلر من نوع 32 واليت كانت تضم 1919القائمة اليت سبق إعدادها عام .)308(اب السكانهتضاف إىل هذه القائمة جرائم االعتقال اجلماعي أو العشوائي اليت تتم بقصد إر

:�ب�8ه(��ل ا�ر ج�� ا7خB��ص ب���)�ة �/"5$� ا-ب

استنادا جنيفابية مبا يتفق ونصوص اتفاقيةهيقع على عاتق كل دولة مواجهة األنشطة اإلراب بكل الوسائل املتاحة ه مضطرة إىل قمع اإلرإىل االلتزام املترتب على الدولة املتعاقدة، يف كوا

ة مرتكب الفعل أو مكان ومعاقبة مرتكيب هذه األعمال مبا يقتضيه القانون ،دون مراعاة جنسي .ارتكابهيف القبض وفقا للمادة العاشرة أكدت اتفاقية جنيف على تقرير حق كل دولة متعاقدة و

باعتبارها جرمية دولية وحماكمته وعقابه بغض النظر عن جنسية اجلاين اب،هعلى املتهم جبرمية اإلر .)309(أو مكان ارتكاب اجلرمية

تعاقدة يلجأ إىل إقليمها أحد األشخاص الذين ارتكبوا عمال كما تلزم االتفاقية كل دولة مكما لو كان قد ارتكب هذا العمل يف إقليم هذه يف إقليم دولة أخرى، مبحاكمته وعقابه،ابياهإر

. )310(الدولة

.61، صالسابق أمحد حممد رفعت، املرجع .د -306 .152ص حممد عبد املنعم عبد اخلالق، املرجع السابق،. د-307 .22ص ،املرجع السابق املاجد كساب، يد ول-308 . 152ص مد عبد املنعم عبد اخلالق، املرجع السابق، حم.د-309 .63ص املرجع السابق، رفعت، حممد أمحد. د-310

Page 113: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 112 -

:ولكن كل هذه اإلجراءات ختضع لشروط حددا االتفاقية كالتايلوتعذر يف إقليمها قد طالبت تسليم اجلاين،ايبهأن تكون الدولة اليت ارتكب العمل اإلر -

.االستجابة لطلب التسليم ألسباب ال تتعلق بتلك اجلرميةايب يعترف باختصاص حماكمها يف نظر هأن يكون قانون الدولة اليت جلأ إليها مرتكب العمل اإلر -

.)311(اجلرائم اليت ترتكب خارج إقليم تلك الدولة من جانب أشخاص ال حيملون جنسيتهاأن جييز قانون الدولة اليت حيمل اجلاين جنسيتها باختصاص حماكمها يف نظر اجلرائم اليت يرتكبها -

أحد مواطنيها يف اخلارج ،كما تنص االتفاقية على أن ال تتجاوز العقوبة احلد األقصى الذي يقرره ان قانون الدولة اليت قانون الدولة اليت ارتكب العمل اإلجرامي على إقليمها،بغض النظر عما إذا ك

-02 /11-يعاقب املتهم أمام حماكمها تقرر عقوبة أشد ملرتكيب تلك األعمال أوال، حسب املادة )312(

�F8 - جـ�B��,�8 ":,8; ا�) :

الثامنة باعتبار األفعال الواردة يف اماديف يف جمال التسليم على النص يف لقد حرصت إتفاقية جن ثة من اجلرائم العادية اليت جيوز تسليم مرتكبيها،حىت لو كان ارتكاـا لباعـث املادة الثانية و الثال

.سياسي كما أكدت على ضرورة قيام الدول املتعاقدة بالنص يف قوانينها الداخلية على إنشاء قـسم

اب، على أن ينسق بينها و بني اإلدارات املتشاة بالـدول هخاص جلمع األدلة املتعلقة جبرائم اإلر خطار اإلدارات املماثلة بالدول األخـرى بـاجلرائم إم ب وعلى أن تق ،)15(خرى حسب املادة األ تلك اليت ال زالت يف مرحلة اإلعداد و التجهيز مع إمدادها باملعلومـات وابية اليت وقعت، أ هاإلر

.)313()أ/16(الكافية حسب املادة لتحديـد جمموعـة األفعـال املكونـة بأا تتناول با السالفة الذكر و تتميز إتفاقية جنيف

طبيعـة و االتفاقيةو اليت تشكل جرائم معاقب عليها طبقا لنصوصها، كما توضح اب،هـلإلراب من وجهة نظر القانون الدويل، مع حتديد حمل هذه اجلرمية و التدابري الوقائية همالمح جرمية اإلر

.)314(اب و معاقبة مرتكبيههاإلرو اإلجراءات اجلنائية اليت تلتزم الدول باختاذها ملنع

64ص ،السابقاملرجع رفعت، حممد أمحد.د - 311 .153ص ، السابقاملرجع حممد عبد املنعم عبد اخلالق،.د - 312 .153ص ، نفسهاملرجع - 313 .65ص أمحد حممد رفعت، املرجع السابق، .د - 314

Page 114: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 113 -

حيز التنفيذ، نظرا لعدم التصديق عليها من قبل االتفاقيةو على الرغم من عدم دخول هذه اب، و حماولة معاجلتها على هالدول، فإا تعد أول حماولة أو خطوة واقعية لدراسة ظاهرة اإلر

. الصعيد الدويلاب هاب، و هو اإلره شكال وحيدا من اإلرو ما يؤخذ على االتفاقية أا مل تستهدف إال

يف هذا االتفاقيةالثوري و االعتداءات املوجهة ضد حائزي السلطة يف الدولة، إال أنه و رغم قصور اب، و قمع العنف السياسي مبا هاجلانب فإا عربت عن إميان الدول بالتعاون الدويل ملكافحة اإلر

. )315(توريةحيقق سيادة الدول و احترام أنظمتها الدس على أن ما يتخذ من إجراءات مجع االستدالالت و التحقيق، و حتريك االتفاقيةكما أكدت

الدعوى اجلنائية، و القبض و احملاكمة ختضع لألحكام الواردة بالقوانني الداخلية للدول األطراف لطات ، و تلتزم الدول األطراف بتبادل املعلومات مباشرة بني الس)أ/17م( و) ب/ف 16م (

.)316()ب/17م (القضائية أو بني وزارات العدل أو بالطرق الدبلوماسية كما أكدت االتفاقية على أن ما ورد ا من أحكام ال تتعارض مع ما نصت عليه القوانني الداخلية للدول املتعاقدة بشأن العقوبات الواجبة التطبيق و إجراءات االام و احملاكمة، و أحكام

أو العفو، على أنه يتعني أن ال يكون عدم العقاب على الفعل راجعا لعدم وجود ختفيف العقوبات .)317()19املادة (نصوص جترمي بالقوانني الداخلية

و على أنه يف حالة وجود خالف حول تطبيق،) 21 و 20(كما نصت االتفاقية يف املادتني فإذا مل يكن حل الرتاع ذه تفسري االتفاقية تلجأ يف ذلك للطريق الدبلوماسي أو التحكيم،

.)318(الوسائل أحيل إىل احملكمة الدائمة للعدل الدولية أو إىل جملس عصبة األمماب الدويل، ه اليت كان هدفها وضع أسس فعالة ملكافحة اإلرجنيفو باإلضافة إىل اتفاقية

و البت يف فقد متخض عنها و يف نفس التاريخ مسعى إلجياد جهة قضائية دولية تتوىل النظر، و ذلك من أجل إعطاء النصوص القانونية للمكافحة تطبيق ابية خاصة،هو األفعال اإلر اجلرائم

ميداين، و فعالية فلجأت بذلك إىل ما يعرف باتفاقية جنيف إلنشاء حمكمة دولية جنائية، و قد . أي تزامنا مع االتفاقية األوىل1937 نوفمرب 16كان ذلك يف

65، ص السابقاملرجع ، أمحد حممد رفعت.د - 315 .153حممد عبد املنعم عبد اخلالق، املرجع السابق، ص - 316 .154- 153، ص نفس املرجع - 317 .154 ص ،نفس املرجع - 318

Page 115: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 114 -

و كل ما يصدر ابيني،هاإلراالتفاقية من أجل إنشاء حمكمة دولية حملاكمة و قد أبرمت هذه فقط، مل لكن عدم تصديق الدول عليها، بل احنصر ذلك يف ثالثة عشر دولة اب،هاإلرمن جرائم

.النفاذميكنها من الدخول حيز نها حيث نصت املادة األوىل م) 56(و قد اشتملت تلك االتفاقية على ستة و مخسني مادة

ابية الواردة باتفاقية جنيف، مع إعطاء ه اجلرائم اإلرعلى أن احملكمة املزمع إقامتها ختتص بنظرأو إىل قضائها ابية إىل احملكمة الدولية،ه بني إحالة اجلرائم اإلراالختيارالدول املتعاقدة حرية

.)319(الداخلي دون إجبارها على اختيارو إذ يكون اللجوء إىل احملكمة خاضعا إلرادة الدول بكل حرية

.ذلك

��\. :ث��8ً� �8\� �ب ا��و��ه اوروب�8 �F ا�را7"

اب ، وذلك مبدينة ستراسبورج ه األوروبية ، املتعلقة بقمع اإلراالتفاقيةلقد مت توقيع Strasbourg و .)320(1978 أوت 03، و قد صارت سارية املفعول بتاريخ 1977الفرنسية سنة الذي اجتاح ،اب الدويله يف إطار دول جملس أوروبا للقضاء على اإلرتفاقيةاالظهرت هذه

اليت احتوت على ستة عشر مادة االتفاقية، و قد كان هدف )321(أوروبا يف أوائل السبعيناتوضع إجراءات مناسبة و تطبيقها ميدانيا لتكون فعالة يف متابعة مرتكيب اجلرائم مسبوقة بديباجة،

. متكينهم من اإلفالت من العقوبات الرادعةابية، لعدم هاإلراب ه بشأن اإلر(*)أوروبا نفس املبادئ اليت أوصى ا قرار جملساالتفاقيةكما تضمنت

.(*) األوىل يف كوا معاهدة دولية ملزمة ألطرافهااختالف مع 1974الدويل عام

.154، ص السابقاملرجع ، حممد عبد املنعم عبد اخلالق - 319 .182، ص نفسهاملرجع - 320 .65جع السابق، ص أمحد حممد رفعت، املر - 321 يناير، أصدرت جلنة الوزراء، جملس أوروبا قرار عن اإلرهاب الدويل، و مل يتضمن هذا القرار أكثر من اإلشارة إىل االتفاقية السابقة، و تلك املتعلقة 24، 1974 يف سنة -

ة، و قد أكد القرار على ضرورة تسليم مرتكيب األفعال اإلرهابية ضد هؤالء إىل خبطف الطائرة، و محاية املبعوثني الدبلوماسيني و غريهم من الشخصيات ذوي احلماية اخلاص .الدول صاحبة الشأن، أنظر حممد أمحد رفعت

(*) – Resolution (47) 3 on international Terrorism, Council of Europe, Committee of ministers. .66 أمحد حممد رفعت، املرجع السابق، ص– (*)

Page 116: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 115 -

* �80 " �8 : ا7" �\�8آ8

ابية، و اليت يقع على عاتق هيت تدخل ضمن األعمال اإلر اجلرائم الاالتفاقيةلقد عددت و اعتبارها جرائم عادية ال سياسية دون النظر إىل البواعث و الدول املتعاقدة فيها أن تتعامل معها،

.األهدافو الغرض من ذلك هو متكني الدول اليت ارتكبت فوق إقليمها تلـك األفعـال حماكمـة و

عملية التسليم اليت تتم من طرف دولة أخرى يوجد يف إطارها مرتكب معاقبة اجلناة، باإلضافة إىل فقد حددت طائفة من اجلرائم على أساس أا االتفاقيةابية، و وفقا للمادة األوىل من هاألفعال اإلر

: اب فيما يلي هتشكل جرائم اإلروقعة يف الهاي سنة اجلرائم ليت وردت يف إتفاقية االستيالء غري املشروع على الطائرات، امل - 1

1970 . اجلرائم اليت وردت يف إتفاقية قمع جرائم االعتداء على سالمة الطريان املدين املوقعة يف - 2

.)322(1971مونتريال سنة على احلياة أو السالمة اجلسدية، أو حرية األشخاص املتمتعني اعتداءااجلرائم اخلطرية اليت متثل - 3

حية للجرائم الواردة يف إتفاقية منع و معاقبة اجلرائم املوجهة ضد باحلماية الدولية يف إشارة صر .14/12/1973األشخاص املتمتعني حبماية دولية املربمة يف

.أو االحتجاز غري املشروع لألفراد اجلرائم اليت تتضمن اخلطف و أخذ الرهائن، - 4واريخ و األسلحة النارية، أو اجلرائم اليت تتضمن استخدام القذائف ،و القنابل اليدوية ،و الص - 5

.اخلطابات أو الطرود املفخخة ،إذا كان من شأن استخدامها ديد حياة األفراد مع شخص االشتراك أية جرمية من اجلرائم السابق اإلشارة إليها، أو ارتكابالشروع يف - 6

.)323(يرتكب هذه اجلرمية، أو يف حالة حماولة ارتكااة و حصرها يف نطاق ستة، و سبعة جرائم يعد نقصا يف مواجهة ابيهفتحديد اجلرائم اإلر

ابية اليت تستجد صورها و تتنوع حسب التطور العلمي و هاألحداث، و كذا العمليات اإلر .التكنولوجي و حىت االجتماعي و غريه

.66أمحد حممد رفعت، املرجع السابق، ص - 322 .183مد عبد املنعم عبد اخلالق، املرجع السابق، ص حم-323

Page 117: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 116 -

إجياد العقوبات املناسبة هلا، ومن مثة اب يف دائرة حصرية، هلذلك ال ميكن وضع جرائم اإلره قد تكون هناك أعمال خطرية تشكل أضرارا جسيمة، و لعدم وجودها يف قائمة اجلرائم ألن

ال جرمية و ال - احملددة من هذه االتفاقية و غريها، يصعب التصدي هلا أمام القاعدة القانونية، ، لذلك عملية حصر اجلرائم أو األعمال غري جمدية، و تتميز بالنقص و السلبية يف -عقوبة إال بنص

، حبيث كلما ايبهاإلراب، فينبغي إذن النظر إىل األثر املباشر الذي خيلفه العمل هلتصدي لإلرا تو الدول مساسا خطريا، و حسبما اعترب و اجلماعات، جنمت عنه أضرارا متس بسالمة األفراد

، أو أيديولوجي، أو مهما كان حىت و إن كان الباعث سياسي، أو عقدي ابية،هالعمل جرمية إراب الغري مشروع، و يصنف ضمن اجلرائم املعاقب هدافع لذلك العمل، و هو يدخل ضمن اإلرال

اليت تصدر من حركات التحرر، و املقاومات ابية،هاب أو العمليات اإلرهعليها، ماعدا اإلرفهذه األعمال تدخل وفق احلماية القانونية الدولية حتت إطار ، الشعبية، و للدفاع عن النفس

يف حالة الوقوع حتت االستعمار أو االعتداء أو العنف ل اعمأأي شرعية املشروع،اب هاإلر .التدخل

و قد مسحت املادة الثانية من االتفاقية للدول املتعاقدة بتوسيع نطاق اجلرائم اليت ال تعد ة جرائم سياسية، أو مرتبطة جبرائم ذات بواعث سياسية فيما وراء طائفة اجلرائم احملددة يف املاد

: األوىل، و بالتايل خضوعها إلجراء التسليم، و ذلك يف احلاالت التاليةأي عمل من أعمال العنف اخلطرية و اليت تكون موجهة ضد حياة األشخاص أو سالمتهم - 1

.اجلسدية أو حريام .)324(أي عمل عنيف موجه إىل املمتلكات إذا كان من شأنه خلق خطر مجاعي - 2

ة هذه املمتلكات، و عما إذا كانت من املمتلكات العامة أو اخلاصة، لكن دون حتديد لطبيعمما يعين سريان االتفاقية على كل أنواع املمتلكات، فالشرط الوحيد هو أن يؤدي الفعل حلدوث خطر عام و على أفراد اتمع، كما أكدت االتفاقية على مبدأ التسليم و ضرورة إزالة كافة

دول املتعاقدة يف سبيل تسليم املتهم للدولة الضحية أو اليت وقع على إقليمها العوائق التشريعية يف الاجلرمية، فحرصت يف املادة السادسة و السابعة بالنص على جعل األولوية إلجراء تسليم املتهم ما مل

دون و حتول و اليت وقع على إقليمها اجلرمية، توجد عوائق دستورية، أو قانونية يف الدولة املتعاقدة،

.67أمحد حممد رفعت، املرجع السابق، ص - 324

Page 118: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 117 -

باختاذ اإلجراءات ةففي هذه احلالة ألزمت االتفاقية تلك الدول تسليم املتهم ككونه أحد مواطنيها، .)325(الكفيلة مبحاكمته حماكمة عادلة

و قد أكدت املادة الثالثة من االتفاقية، على حث الدول املتعاقدة لضرورة إيراد مبدأ التسليم، املربمة فيما بينها، مبا ينحصر يف اإلطار العام لالتفاقية و املساعدة القضائية يف نصوص االتفاقات

كما نبهت إىل كون هذا احلث غري إلزامي بالنسبة للتسليم يف حالة ثبوت دوافع خفية األصلية .لتسليم ،إلدانة املتهم املطلوب ألسباب جنسية أو دينية، أو أفكار أو آراء سياسيةلللدولة الطالبة

املعمول ا، و تعديل ت الدول املتعاقدة بضرورة إعادة النظر يف الترتيباو قد طالبت االتفاقيةمعاهداا السارية بشأن تسليم ارمني و املساعدة القضائية، لكي تتفق و أحكام االتفاقية

،13/12/1957 اب، على وجه اخلصوص االتفاقية املتعلقة بالتسليم املوقعة يفهاألوروبية لقمع اإلر، ذلك 02/04/1959 ة األوروبية بشأن املساعدة القضائية يف املسائل اجلنائية املوقعة يفو االتفاقي

أو أو املساعدة القضائية خبصوص األشخاص املتهمني، دف تذليل العقبات يف حاالت التسليم، )326(.ابيةهاحملكوم عليهم بارتكاب أعمال إر

وجود نوايا متعددة، فإن املادة السابقة يف حالةاالتفاقيةوفقا لعدم إلزامية التسليم حسب وجعلت العملية اختيارية بتقريرها مبدأ التسليم أو اإلدانة، و تركت سلطة التقرير املرتبطة بالظروف

.و الوقائع للدولة يف تسليم املتهم، أو حماكمته طبقا لقانوا اجلنائياب الداخلي، ه الدويل و اإلرابه مل تفرق بني أعمال اإلراالتفاقيةو ما ميكن مالحظته أن

اب إال ه، إذا أا مل تنظر إىل اإلر)327(و هو ما جيعل التعاون الدويل يف هذا اال أمر بالغ الصعوبةاب ذو الطابع السياسي املوجه بالضرورة إىل الدول، و بالتايل فقد همن زاوية واحدة، و هي اإلر

سياسية، و كذا الذي متارسه الدول ضد اب الفردي املمارس بدون أغراضهأغفلت متاما اإلر قد اتفاقيات و ما سبقها من االتفاقيةاألفراد، أو ضد بعضها البعض، و املالحظة الثانية أن هذه

أغفلت معاجلة نقطة جد هامة يف مواجهة هذه الظاهرة، و تتعلق حبالة رفض الدولة املتواجد على و دون وجود أو اجلرمية قد وقعت يف دولة أخرى،إقليمها املتهم تسليمه أو حماكمته، إذا كانت

ذكر أسباب دستورية، وقانونية مقنعة لتورط أجهزا احلاكمة يف اجلرمية، أو سعيها ملنحه اللجوء . )328(و باألحرى دون تسليمه السياسي، للحيلولة دون حماكمته،

.184حممد عبد املنعم عبد اخلالق، املرجع السابق، ص - 325 .70أمحد حممد رفعت، املرجع السابق، ص - 326 .72، ص نفس املرجع - 327 185مد عبد املنعم عبد اخلالق، املرجع السابق، ص حم- 328

Page 119: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 118 -

ول العمل و أمام انعدام وجود مفهوم أو تعريف واضح متفق عليه من طرف اجلميع ح االتفاقات الدولية اليت ت و صعوبة التوصل إىل التعريف الشامل العام و الدقيق، وضع،ايبهاإلر

و ملكافحة اجلرائم املمثلة هلا موضع ضعف، و ذلك بإغفال حتديد أبرمت للتصدي للظاهرة، بكل ابية، عجزت عن إجياد إجراءات عقابية خاصةهالعقوبات املقررة لكل فعل يشكل جرمية إر

.ابية من طرف االتفاقيات املهتمة باملوضوعهجرمية على حدى، على الرغم من حصر اجلرائم اإلر األخرى، إال املناداة و الدعوة االتفاقيات على غرار االتفاقيةفما كان من الدول املتعاقدة يف

بتشديد العقاب ابية هإىل إنشاء جهاز قضائي دويل يقوم مبعاقبة ارمني املتورطني يف أعمال إرعليهم من طرف الدول اليت تقوم باحملاكمة، و نظرا لصعوبة تكريس هذا املطلب بني الدول إن مل

.نقل استحالته، جلأت الدول إىل اقتراح إنشاء حمكمة جنائية دولية، ملعاقبة ارمنيوروبية، اب حماولة مهمة يف القارة األه األوروبية لقمع اإلراالتفاقية و مع كل ذلك تبقى . ابية البارزة عرب التاريخه العمليات اإلرارتكاباليت تشكل هي أيضا بؤرة

ابية هو قد شهد اتمع الدويل العديد من املواثيق اخلاصة مبحاولة منع و معاقبة األعمال اإلر هضد األشخاص، و األفراد و املتمتعني حبماية دولية، مبا فيهم الدبلوماسيون، من بني هذ

: اقياتاالتف 1971 املوقعة يف واشنطن سنة االتفاقية - 1973 املوقعة بنيويورك سنة االتفاقية - .)329(1979 الدولية املناهضة ألخذ الرهائن املوقعة أيضا بنيويورك سنة االتفاقية -

املتعلقة بقمع التدخل غري املشروع يف خدمات الطـريان املـدين و االتفاقياتباإلضافة إىل : أشهرها و الدويل

14/12/1963 طوكيو املربمة يف اتفاقية - 16/12/1970 الهاي املربمة يف اتفاقية - 23/12/1971 مونتريال املربمة يف اتفاقية -

.1984و بعدها بروتوكول ، ملحق ، التفاقية مونتريال يف سنة . املتعلقة باحلماية املادية للمواد النووية1979 سنة اتفاقية - . حول قانون البحار1982 األمم املتحدة سنة يةاتفاق -

.73 أمحد حممد رفعت، املرجع السابق، ص - 329

Page 120: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 119 -

حول منع أعمال العنف غري املشروعة املرتكبة يف املطارات، و املكملـة 1988بروتوكول عام - .لالتفاقية اخلاصة حبماية الطريان املدين

خبصوص األعمال الغري مشروعة املرتكبة ضد سالمة األرصفة الثابتة و الواقعة 1988بروتوكول - .يف مناطق اجلرف القاري

. ملنع اجلرائم ضد املالحة البحرية1988ية سنة قتفا ا- . ملنع صنع املتفجرات البالستيكية1991 سنة اتفاقية - .ابيةه ضد اهلجمات اإلر1997 األوىل للجمعية العامة االتفاقية - .ابه الثانية ملكافحة متويل اإلراالتفاقية - .لبان حول منع الق1997 الدولية سنة االتفاقية - الدورة اخلامسة و الثالثون ملنظمة الوحدة اإلفريقية بـني انعقاد اإلفريقية املربمة خالل االتفاقية - .)330( باجلزائر1996 جويلية سنة 13 و12 بالقاهرة ملنع أعمال العنـف و مكافحـة 1998 أفريل 22 العربية املربمة يف االتفاقيةو بعدها - .ابهاإلر

و خاصة القانوين بني الدول كان حمورها األساسي، التعاون السياسي،االتفاقيات فكل تلكاب، و قمع األعمال الغري مشروعة اليت متس بأمن و استقرار األفراد همن أجل مواجهة جرائم اإلر

.و اتمعاتو حىت بالنسبة ألعمال االستيالء غري املشروع على الطائرات الذي طاملا تعرضت له

فاقيات الدولية خاصة يف فترة السبعينات و الثمانينات، باعتبارها الفترة األكثر تعرضا ملثل هذا االتابية هبقيت املسألة تدور حول تقدير مشروعية و عدم مشروعية األعمال اإلر النوع من األعمال،

احة املاسة بالطريان تعود لكل دولة على حدى، و مدى موقفها من القضايا املطروحة على الس املتبناة من االجتاهات اختالقالدولية فيما خيص خطف الطائرات، و هذا يرجع باألساس إىل

-طرف الدول، و نظرا إىل الفعل يف حد ذاته، فحىت فكرة مشروعية اجلرمية تدخل يف إطار اب املشروع، حتت ظل مبدأ حق الدفاع الشرعي، ه إىل ما ميكن تسميته باإلر-حسبما تقدم ذكره

.اخل...احلركات التحررية أو اب من مجيع النواحي و خاصة القانونية ه هذا ما أدى إىل فشل معاجلة ظاهرة اإلرلعلو

منها، ألن هناك عجز يف إفراز موقف موحد للمجتمع الدويل، إلعطاء نظرة واحدة و موقف

.29، ص 2000مجال يونس، االتفاقية اإلفريقية ملنع اإلرهاب و مكافحته، جملة الدرك رويبة، سنة .د - 330

Page 121: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 120 -

انني و املواثيق ابية حسب ما تراه القوهواحد ، بل تشريع موحد ملواجهة كل أنواع اجلرائم اإلرايب يف قضية خطف الطائرات مثال، يستحق القمع و العقاب هالدولية، ألن ما يراه طرف عمل إر

و التعاون الدويل للقضاء عليه، يراه الطرف اآلخر عمل دفاعي مشروع يكسب صاحبه ،الشديد اعتداء ظلم أو من احلق يف ما يقوم به نظرا للموقف الذي تعرض له من قبل الدولة، أو اجلماعات، جرائم ضد ارتكابو هذا ما خيول له رد فعل مبا يراه مناسبا لتحقيق هدفه، و ليكن اخلطف و

.الطريان املدين أو غريه

Page 122: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 121 -

:ا� �� ا����4 ا��ا\Iا����و�� و ا�ره�ب بF8 ا�@P/ � و

:ا��$!# اول

���j88 بF8 ا�B�0 8/ ا�� �و�� و ا�ره�ب مطالب3و ينقسم إىل

:ا��&,+ اول/8�� ا����و�� و حQ "�/ / ا�

فروع 3و ينقسم إىل

�F ح��ق ا��:�ن:ا� /ع اول /8�� حQ "�/ / ا�

وفقا مليثاق األمم املتحدة، و مصادر أخرى فإن حقوق اإلنسان توجد ألـا تـسهم يف -

عن خلق ظروف من االسـتقرار و الرفاهيـة : "مليثاق تنص من ا 55السالم الدويل، فنجد املادة و الضرورية للعالقات السلمية و الودية بني الدول، تقوم على أساس مبادئ املساواة يف احلقـوق،

".حق تقرير مصري الشعوب أن احلكومات الدكتاتورية اليت تنكر حقـوق الصيغة،و قد أعرب عن هذا الرأي أيضا ذه

.حلرب، يف حني أن النظم الدميوقراطية حمبة للسالماإلنسان تسبب اأننا يف أمة مازلنا نؤمن بأن تقرير املصري جيب : "بقوله " فرانكلني روزفلت "و قد ذهب رأي

أن يؤكد على احلريات اليت نعتقد أا ضرورية يف كل مكان، و حنن نعلم أننا أنفسنا لن نكـون .)331("ت احلكومات األخرى مبثل هذه احلرياتآمنني كلية يف هذا الوطن إال إذا اعترف

إن إنكار حقوق اإلنسان قد يؤدي إىل صراع دويل مسلح، و لكن مثل هذا املوقف حيتمل أن يتضح و يعترف به رمسيا، ذا الشكل عندما يكون احلق املرفوض هو حق تقرير املصري القومي

العام للمساعي الدولية يف حتقيق و الذي يشكل تناقضا كبريا للتوجه ،)332(ضد استعمار عنصري .السلم و األمن و امتداد فرص التعاون يف العالقات الدولية املفترض قيامها على الودية

إن احلكومات اليت تتجاهل حقوق شعبها بشكل منتظم ال حيتمل : "رج مارشال آنذاك بقوله و جاء تأييد هذا الرأي مبا أعرب عنه كذلك وزير اخلارجية األمريكية جو - 331

ألننا أحرار : "الذي قال" جيمي كارتر "و كما أيده يف هذا الرأي " أن حتترم حقوق دول أخرى و شعب آخر، و حيتمل أن تسعى إىل أهدافها بالقهر و القوة يف امليدان الدويل ". أن نكون غري مبالني مبصري احلرية يف كل مكان آخرفإننا ال نستطيع قط

.51-50ث، ترمجة حممد غنيم، حقوق اإلنسان و السياسة الدولية، اجلمعية املصرية لنشر املعرفة و الثقافة العاملية، القاهرة، ص ي أنظر دافيد فروسا- .51 املرجع ، ص نفسسايث، ت، حممد مصطفى غنيم،ودافيد فر - 332

Page 123: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 122 -

لقد جاء حق تقرير املصري ضمن املادة األوىل لكل من ميثاق حقـوق اإلنـسان الـدوليني تصادية و االجتماعيـة، و املتعلقان باحلقوق االق 1966الصادرين كما سبقت اإلشارة إليه يف سنة

امليثاق الدويل حول احلقوق املدنية و السياسية، و قد دخلت هاتان املعاهدتان حيز التنفيـذ عـام ، و أقرمها ثلثا أعضاء األمم املتحدة، و فيما بعد ذكر تقرير املصري بوصفه أحـد حقـوق 1976

ادئ القانون الدويل ذات الصلة اإلنسان يف معاهدات ووثائق دولية و إقليمية أخرى، مثل إعالن مب ، و القانون اخلتامي ملؤمتر األمن و التعاون يف أوروبا 1970بالعالقات الودية و التعاون الدويل لسنة

)333( .1981، و امليثاق اإلفريقي حول حقوق اإلنسان و الشعوب يف سنة 1976سنة إلنسان و إغفال احلـق يف و بات من البديهيات املسلّم ا أنه ال ميكن احلديث عن حقوق ا

.تقرير املصري، ألنه من احلقوق األساسية الواردة و الالزمة يف القانون الدويل ألن محاية حقوق األفراد ال تتم إال بوجود هذا احلق، فالشعب الذي يتم إخضاعه لـسيطرة

و بالتايل أجنبية لن يتمكن من صد أي مبادرة عنف أو ظلم تقع على أفراده مادامت حريته سالبة يصبح حق تقرير املصري شرطا أساسيا حلماية حقوق اإلنسان، و هـو املنطلـق األول و األخـري

.ملمارسة كل احلقوق و احلريات األخرى ففي إعالن و برنامج فيينا الذي انبثق عن مؤمتر األمم املتحدة العاملي حول حقوق اإلنـسان

تعزيز مجيع حقوق اإلنسان و محايتها هو : "لى أن ، تنص املادة الرابعة منه ع 1993الذي عقد عام ،و يف الوثيقة اخلتامية ملؤمتر موسكو حـول )334(" أحد مباعث االهتمام املشروعة للمجتمع الدويل

البعد اإلنساين ملؤمتر األمن و التعاون يف أوروبا ،أعلنت الدول املشتركة بصورة جازمة ال رجعـة د ا يف ذلك اال، أمور مدار اهتمام مباشر و مشروع جلميع فيها، أن االلتزامات اليت جرى التعه

الدول املشاركة، و ال تتعلق حصرا بالشؤون الداخلية للدولة املعنية ،و لذلك فإن الكيفيـة الـيت تعامل ا الدولة سكاا بشكل عام و املدى الذي تذهب إليه يف السماح للناس باملشاركة بشكل

.ة حلق تقرير املصري أصبحت إحدى القضايا اليت هي مبعث اهتمام دويلخاص، و محايتها الداخليلذلك فإن كال من األساس املنطقي حلماية حق تقرير املصري و دمج هذا احلق مـع محايـة حقوق اإلنسان بصورة عامة يسمحان بوضع و تناول هذا احلق يف ظل القواعد القانونية اليت حتمي

.)335(حقوق اإلنسان

.21، ص 1،2001دار الفارس للنشر و التوزيع، ط سيلرز،صادق إبراهيم عودة، للنظام العاملي اجلديد حدود السيادة،حقوق اإلنسان، تقرير مصري الشعوب،مورمتر - 333 .23املرجع نفسه، ص - 334 .23، ص املرجع نفسه - 335

Page 124: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 123 -

بيت حق تقرير املصري كحق من حقوق اإلنسان األساسية بعدما حتقق استقالل و قد مت تثالكثري من الدول على إثر التحركات الدولية لتصفية االستعمار بكل أشكاله، مبا مت فعال مبوجب ميثاق األمم املتحدة من تفاعل مع ذلك احلق، و سلسلة الوثائق اليت تلته و اليت تعمقت يف مضمون

يف تقرر املصري، و احلث على تكريس أبعاده الفردية و اجلماعية، و مدى مسامهتها حق الشعوب .يف تطوير العالقات الودية الدولية

أصبحت تعين اجلماعات اليت تعيش حتت " شعوب"مع أن بعض املؤلفني يرون أن كلمة اليت كان حيظى سيادة أجنبية، لكنها ال تشارك فيها، فقد جرى تعريض تقرير املصري خالل الفترة

فيها الصوت اآلسيوي اإلفريقي يف الواليات املتحدة و الشؤون العاملية بأكرب قدر من اإلصغاء له، على أنه حق األكثرية يف االستقالل اخلارجي و يف منطقة كانت خاضعة لالستعمار عن السيطرة

.)336(ويلاالستعمارية اليت متارسها دولة غريبة عن القارة، و حكم استعماري أو د من ميثاق األمم مبدأ املساواة يف 55و قد ذكرت املادتان األوىل الفقرة الثانية، و املادة

كما ينص إعالن عام " شعب"احلقوق، و تقرير املصري للشعوب دون ختصيص أو تفسري لكلمة بوضوح على 1960 حول منح االستقالل لألقطار و الشعوب املستعمرة و الذي أعلنه سنة 1960

.)337(نه تناول حق تقرير املصري للشعوب املستعمرة يف املناطق اليت مل حتصل على االستقالل بعدأو املالحظ هو ترديد عبارة املناطق أو األراضي بدال من الشعوب، كما أنه من املعتاد أن ال

.)338(تعمد الوثائق الدولية اليت تشري إىل مصطلح مجيع الشعوب إىل إعطاء تفسريا للكلمة أن إخضاع : " ،نصت صراحة على1514ع أن الفقرة األوىل من قرار اجلمعية العامة رقم م

أي أا ال " الشعوب لسيطرة و هيمنة استغالل أجنيب بشكل إنكارا حلقوق اإلنسان األساسيةتتطلب أي تفسري بل هي واضحة يف إضفاء عملية إنكار حقوق اإلنسان على الشعوب الواقعة

.حتت هيمنة أجنبيةدون حتديد ،"جلميع الشعوب احلق يف تقرير املصري ": كما نصت الفقرة الثانية على أن

ماهية أو طبيعة هذا احلق، و كان ال يزال غري واضح ما هو املقصود بالشعوب، و ملاذا اختريت .الشعوب من بني فئات اجتماعية أخرى كصاحبة هلذا احلق

.51-49متر سيلرز، املرجع السابق، ص رمو -336 .70، ص نفس املرجع - 337 .70، ص رجعنفس امل - 338

Page 125: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 124 -

قرار اجلمعية (1970قات الودية الذي اقر عام و قد أصر إعالن األمم املتحدة حول العالاستنادا إىل مبادئ احلقوق املتساوية و تقرير املصري للشعوب اليت : " على أنه) 2625العامة رقم

تندرج ضمن ميثاق األمم املتحدة، فإن جلميع الشعوب احلق يف أن تقرر حبرية و ضعها السياسي قتصادية و االجتماعية و الثقافية، و أن من واجب دون تدخل خارجي، و أن تواصل تنميتها اال .)339("كل دولة احترام هذا احلق طبقا لنصوص امليثاق

هذا امليثاق الذي جاء متناقضا يف بعض حمتوياته اليت جندها تقر صراحة حبق تقرير املصري، و األمن الدوليني، و و إلزامية تصفية االستعمار، و ضرورة التعاون الدويل من أجل إقرار السلم

و منه على نظام الوصاية، و احلكم الذايت،13 ،12 ، 11من جهة أخرى ينص يف فصول مثل االنتداب، مبا يوقعه يف تناقض و غموض يف جتسيد النيات احلقيقية اليت قامت عليها منظمة األمم

هوم تقرير املصري، فإن املتحدة على أنقاض عصبة األمم، حىت و إن أدمج ميثاق األمم املتحدة مفاملبادئ العامة حلق الشعوب املنوه عنها ال تتجسد يف تعريف ظاهر لالتفاقيات األساسية املوجودة

تشري يف 55 و 2 / 1، فإذا كانت املادتني األوليتني76، 73 و املــادة 55املادة و ، 2 /1يف املادة دف إىل دفع أعضاء األمم املتحدة إىل 73الطرح املمجد لتقرير مصري الشعوب فإننا جند املادة

حتمل مسؤولية إدارة املناطق الغري مستقلة مبساعدم يف تطوير استقالهلم السياسي، بوضع سياسة حرة، فالفصل الثاين عشر يعين أن نظام الوصاية الدولية املنشأ من أجل البلدان حتت الوصاية بعد

أساسي أال و هو املسامهة يف إمناء قدراا على إدارة نفسها احلرب العاملية الثالثة، يتمثل يف هدف انطالقا من الظروف اخلاصة بكل بلد و شعبه، و تطلعاته احلرة املعرب عنها من طرف الشعوب

، لذلك كان لزاما علينا اإلطالع على وضعية تقرير املصري يف إطار )340(املريدة ممارسة هذا احلق .يل املواالفرعاألمم املتحدة يف

.71متر سلريز، املرجع السابق، ص رمو- 339

340 - Linda A. Malone , les droits de l'homme dans le droit international, nouveaux Horizons , ARS , paris , 2004 , p 33-34.

Page 126: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 125 -

ا�; ا��B!�ةه�k8 إ�Hر�� حQ "�/ / ا���8/:ا� /ع ا����4

لقد تغري مفهوم مبدأ حق تقرير املصري بعدما كان من أهم مبادئ القوميات يف القرن التاسع .املاضيو تبلور بشكل بارز يف الستينيات من القرن عشر، حيث مت دجمه يف ميثاق األمم املتحدة،

املمهدة مليثاق األمم املتحدة مل تكن تقر بصراحة ذا املبدأ على غرار ما إال أن األعمالحصل من قبل يف عصبة األمم ، حىت أن املقترحات اليت جاءت يف مؤمتر دامربتون أوكس لسنة

، نظرا ألسباب عديدة كانت تدور حول )341(مل تتعرض حلق تقرير الشعوب ملصريها1944 . املشاركة فيهظروف انعقاد املؤمتر و اجلهات

إذ كان الرأي األورويب غالب يف تلك املقترحات اليت مل تظهر فيها الكتل الشرقية املشاركة قوا، فطغت النظرة الغربية على نتائج املؤمتر، لذلك بقيت مسائل كثرية غامضة و عامة، مل خترج

الرأي األمريكي، يف عن حمتوياا ما كان موجودا يف عهد عصبة األمم اليت طغى فيها الفكر و أمهها قضية االستعمار و حقوق اإلنسان و و ،مترير املفاهيم اخلاصة به، للقضايا املطروحة آنذاك

.)342(حق تقرير املصريو يف خضم احلرب العاملية الثانية طمست كل معامل تنفيذ طموحات الشعوب، و أثبتت

دي باملساواة و احلرية و العالقات الودية اموعة الدولية الرائدة آنذاك، و حىت اليت كانت تنافشلها يف تطويق الصراعات القائمة، نظرا لألطماع الكبرية و املصاحل املراد حتقيقها من قبل الدول

، و احلقيقة أن مبدأ حق تقرير املصري مل يدخل دخوال صحيحا يف نطاق )343(األوروبية االستعمارية و الدافع األساسي يف ذلك كان - سابقا -إلحتاد السوفيايت القانون الدويل املعاصر إال عن طريق ا

.قائما على الثقافة املاركسية و األفكار الشيوعية اليت تبناها و سار على جها

أوكس بالواليات املتحدة األمريكية كل من ممثلي بريطانيا، و اإلحتاد بفندق دمبارتون 1944شاركت يف ذلك املؤمتر الذي انعقد ما بني شهري أفريل و أوت سنة - 341

و الصني و الواليات املتحدة، و كان ذلك املؤمتر أول خطوة حنو إجياد مشروع مفتعل هليئة دولية لصيانة السلم و األمن الدوليني، و قد جاءت تلك - سابقا-السوفيايت ارة عن بيان مقاصد اهليئة و مبادئها و كل ما يندرج يف إقامتها، و قد مسيت بذلك باألمم املتحدة عوض عصبة األمم، و سطرت املقترحات يف اثين عشر فصال يف جمملها عب

.أهدافها األساسية يف حتقيق السلم و التعاون الدوليني .58عمر إمساعيل سعد اهللا، املرجع السابق، ص .أنظر يف هذا املعىن، د - 342اة احللفاء بسياسة حق تقرير املصري مل تكن تعين االعتراف ذا احلق، بقدر ما كانت دف إليه أغراض سياسية، إذ أن اإلمرباطوريات الروسية أن منادهذا يعين - 343

لتلك األقليات القومية كان خيفي من ورائه النمساوية،و ارية، و العثمانية،كانت كلها تتضمن عشرات من األقليات القومية، و الدينية، و اللغوية، و املناداة حبق تقرير املصريأمال و رغبة يف سرعة تفكيك تلك اإلمرباطوريات، و تعجيل النصر للحلفاء، إذن فقد كان هناك جانب سياسي، و انتهازي وراء الدعوة اليت تبناها احللفاء، و على رأسها

اه قائما إىل ما بعد احلرب العاملية الثانية، فجاءت مقترحات دامربتون أوكس اليت استندت على املشروع الواليات املتحدة يف احلرب العاملية األوىل، و قد استمر هذا االجت . األمريكي انعكاسا هلذا االجتاه

Page 127: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 126 -

ها كل تو ميكن اإلشارة يف هذا اال إىل أن مسألة حق الشعوب يف تقرير مصريها عاجلمقدمة برناجمها السياسي، كما عاجلها الربنامج ، إذ أعلنت يف 1869الدول االشتراكية، األوىل سنة

" لنني" مث 1896، و قرار مؤمتر لندن االشتراكي العاملي املنعقد سنة 1903الروسي املوضوع سنة .)344(1917عند توليه رئاسة الدولة سنة

و قد لعب املد الشيوعي دورا فعاال يف حتريك الساحة الدولية يف التيار املعاكس للرأمساليـة إلمربيالية اليت عانت الشعوب من غطرستها و هيمنتها على مر حقب طويلـة، فكـان النظـام ا

و اقتصادية طفرة حنو التغيري يف أوساط الضعفاء، باعتباره االشتراكي مبا حيمله من أفكار سياسية، قائم على مناهضة الظلم يف توزيع الثروات، و ضد االستبداد السياسي، و مع إشـراك الطبقـات

.لضعيفة و الفقرية يف احلياة السياسية و االقتصادية لتحقيق املساواة بني الشعوب افقد متت فيه بعض التعديالت على مقترحات املؤمتر السابق من " وسان فرانسيسك "أما مؤمتر

.)345( و الصني -سابقا -طرف اإلحتاد السوفيايت فة عبارة يف الفقرة الثانيـة منـه و قد دار التعديالن حول الفصل األول من املقترحات بإضا

و بأن يكون لكـل على أساس احترام مبدأ املساواة يف احلقوق بني الشعوب، "...لتكملتها بنص من الفصل التاسع من املقترحـات و ) أ(، أما التعديل الثاين فقد تعلق بالفقرة "منها تقرير مصريها

املبدأ الذي يقضي للـشعوب حبقـوق عالقات تقوم على احترام ".....الذي أضيفت إليه عبارة .)346("متساوية و جيعل هلا تقرير مصريها

و ميكن التوصل إىل أن الفضل يف إدماج حق تقرير املصري يف ميثاق األمم املتحـدة، يعـود آنذاك خالل مؤمتر سـان -سابقا -بالدرجة األوىل إىل التعديل املقدم من طرف اإلحتاد السوفيايت

ذت تلك التعديالت كحل وسط بني الدول الكربى، خاصة يف ظل ما كان فرانسيسكو، و قد اخت يعرف بالتجاذب القطيب بني الكتلة االشتراكية و الرأمسالية، و قد جتسدت تلـك التعـديالت يف فصلني من ميثاق األمم املتحدة، الفصل املتعلق باملقاصد و املبادئ، و الفصل اخلـاص بالتعـاون

.االقتصادي و االجتماعي

.63عمر إمساعيل سعد اهللا، املرجع السابق، ص .د - 344 و الصني، و كان جدول أعمال املؤمتر -سابقا- تحدة و بريطانيا، و اإلحتاد السوفيايت مببادرة من الواليات امل1945 ما بني أفريل و جوان ومت عقد مؤمتر سان فرانسيسك - 345

. و كذلك التعديل الصيين الذي وافقت عليه الدول1945 فيفري 5دراسة مقترحات دامربتون أوكس، ما أضافه إليها مؤمتر يالطا املنعقد يف .65عمر إمساعيل سعد اهللا، املرجع السابق، ص .د - 346

Page 128: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 127 -

لمنظمة، فورد النص لمن هذا احلق أحد األهداف األساسية املتحدة و قد جعل ميثاق األمم مها الفقرة الثالثـة املـادة ،حة يف موضعني اثنني كما سبقت اإلشارة إىل ذلك ارصعلى هذا املبدأ

.)347(و هي اليت حددت أهداف األمم املتحدة و مقاصدها األوىل 55ل استعراض أساس التعاون الدويل، حيث نصت املادة و اإلشارة األخرى وردت يف جما

:التاليةعلى النقاط حتقيق مستوى أعلى للمعيشة، و توفري أسباب االستخدام املتصل لكل فرد، و النهوض بعوامل -أ

.االجتماعيالتطور و التقدم االقتصادي و صحية و مـا يتـصل ـا، تسيري احللول للمشاكل الدولية االقتصادية، و االجتماعية، و ال -ب

.و تعزيز التعاون الدويل يف أمور الثقافة و التعليمأن يشيع يف العامل احترام حقوق اإلنسان و احلريات األساسية للجميع، و ال متييز بـسبب -جـ

أو اللغة، أو الدين، و ال تفريق بني الرجال و النساء، و مراعاة تلك احلقوق و احلريـات اجلنس، .)348(فعال

على هذه النصوص بأنه على الرغم من قصورها إال أا متثـل " تونكني"و قد علق األستاذ مع ذلك خطوة بالغة األمهية يف تطور القانون الدويل املعاصر، فهذه النصوص تؤكد يف الواقع املبدأ

.كأهم املبادئ املعترف ا اليوم يف القانون الدويل املعاصر و 1/2(ان هناك بعض الغموض أو عدم التحديد يف هاتني املـادتني كما يالحظ أنه إذا ك

فيما يتعلق مبضمون مبدأ حق الشعوب يف تقرير املصري، فإنه ميكن إزالـة هـذا الغمـوض ) 55بالرجوع إىل األعمال التحضريية لنصوص ميثاق األمم، و كما جاءت يف مؤمتر سان فرانسيسكو،

إاء السيطرة األجنبية املفروضة على الشعوب و متكينها مـن و اليت أشارت إىل أن هذا احلق يعين ".احلصول على االستقالل و احلرية

و كذلك متكني الشعب الذي احتلت أراضيه أو جزءا منها من اللجوء إىل كافة الوسـائل مبا فيها القوة املسلحة اليت تؤدي السترداد أراضيه و حقوقه املغتصبة، و ذلك إعماال حلـق هـذه

لشعوب يف تقرير مصريها بنفسها، و حقها املشروع يف احلصول على االستقالل و السيادة علـى ا .)349(أراضيها الوطنية دون تدخل أو احتالل أجنيب

.371، ص 1999التفرقة بني اإلرهاب الدويل و مقاومة االحتالل يف العالقات الدولية،رسالة دكتوراه، كلية احلقوق، عني مشس، مصر، سنة حسن، هيثم موسى.د - 347

348 - Olivier Russbachonu conto ONU, édition la découverte, Paris 1994, p247. .372هيثم موسى حسن، املرجع السابق، ص - 349

Page 129: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 128 -

و قد مت التأكيد على مفهوم مبدأ تقرير املصري عرب نصوص كثرية أشارت إليه القرارات لعامة أو جملس األمن، و فيما يلي سنتعرض الصادرة عن األمم املتحدة، ممثلة سواء يف اجلمعية ا

.ألهم القرارات الصادرة عن اجلمعية العامة بشيء من التعليق

��80 ا��0�� �!Q "�/ / ا���8/:ا� /ع ا�#��4Sارات ا�/\

مجيع الشعوب هلا احلـق : "على ما يلي 05/02/1952 الصادر بتاريخ 545لقد نص القرار رقم -

". هايف تقرير مصريها بنفسعلى الدول األعضاء يف املنظمة أن تـدعم : "16/12/1952 الصادر يف 637و نص القرار رقم -

".مبدأ حق الشعوب مجيعا و حق األمم كافة يف تقرير مصريها بنفسهاجلميـع : "... اخلاص مبنح االسـتقالل علـى 14/12/1960 بتاريخ 1514و نص القرار رقم -

و هلا مبقتضى هذا احلق أن حتدد حبرية مركزها ووضعها السياسي، الشعوب احلق يف تقرير املصري، ".و أن تسعى حبرية إىل حتقيق منائها االقتصادي و االجتماعي و الثقايف

أن استمرار االستعمار بكافة صـوره و 12/10/1970 املؤرخ يف 2621و قد اعترب القرار رقم -نفسه على شرعية نضال الشعوب املستعمرة و أشكاله جرمية ضد القانون الدويل، مؤكدا بالوقت

الشعوب اخلاضعة للسيطرة األجنبية، يف إطار ممارستها حلقها يف تقرير مصريها بكافـة الوسـائل .)350(املتاحة لديها

و املعنون بـ 14/10/1970 املؤرخ يف 25/26كما أكد على هذا احلق القرار الصادر برقم ة بعالقات الصداقة و التعاون بني الدول، حيث أكد احلق يف إعالن مبادئ القانون الدويل اخلاص "

املساواة يف احلقوق، و حق الشعوب يف تقرير مصريها، و على واجب كل دولـة يف تـدعيم و و قد نصت على واجب امتناع كل دولة عن أي عمل قـسري تشجيع مبدأ املساواة يف احلقوق،

غالل األجنيب من حقها يف تقرير املـصري، و أن حيرم الشعوب اخلاضعة للسيطرة و احلكم و االست هذه الشعوب أثناء عملها و مقاومتها ملثل هذه األعمال القسرية و سعيها ملمارسة حقها، فإن هلا

.)351("احلق يف طلب و تلقي الدعم و املساعدة وفقا ألهداف و مبادئ ميثاق األمم

.372 ص ،هيثم موسى حسن، املرجع السابق - 350 .372، ص نفس املرجع - 351

Page 130: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 129 -

: حلقوق للشعوب يف الفقـرة األوىل أن و قد أضاف هذا القرار فيما يتعلق مببدأ املساواة يف ا لكل الشعوب احلق يف حتديد وضعها السياسي الكامل احلرية و بدون تدخل خارجي، و إتبـاع "

و على كل الدول واجب احترام هذا احلق حسب و الثقايف، و االجتماعي، تطورها االقتصادي، .)352("أحكام امليثاق

جيب على كل الدول أن متتنع عن القيام بكل : "كما تضيف الفقرة السادسة من نفس القرار .)353("إجراء حيرم الشعوب املذكورة أعاله من حقها يف تقرير املصري و احلرية و االستقالل

كل دولة أن حتتـرم : " الذي نصت فقرته السادسة على 2131و قبل ذلك كان القرار رقم ذا احلق بكامل احلرية و بعيدا عن حق الشعوب و األمم يف تقرير املصري و االستقالل، و ميارس ه

".كل ضغط خارجي، و يف االلتزام املطلق حلقوق اإلنسان و احلريات األساسية يف الفقـرة )1 (31/91 يف الفقرة الثالثة و القرار 2631كما أشار ذات القرار و القرار -حلقوقها غري القابلة أن استعمال القوة حلرمان الشعوب من هويتها الوطنية يشكل انتهاكا "الثانية

".للتصرف و ملبدأ عدم التدخل اخلاص بتحرمي اللجوء للقوة أو التهديد باسـتعماهلا يف العالقـات 2160كما أن القرار -

كل عمل من أعمال الضغط املباشر و غري " يشري بأن اللجوء للقوة، هو 1966الدولية الصادر عام األجنبية من حقها يف تقرير املـصري و احلريـة، و للسيطرة ةاملباشر الذي حيرم الشعوب اخلاضع

".الجتماعي و االقتصادي و الثقايفااالستقالل بكل حرية و مواصلة تطورها عن معارضة اجلمعية العامة ألعمال التدخل و العـدوان أو )2 (35/35كما أعلن القرار -

ء العامل حلق تقرير املصري و االحتالل العسكري األجنيب ألا حتول دون ممارسة شعوب يف شىت أحنا .)354("غريه من حقوق اإلنسان

حق مجيع الشعوب املستعمرة : " على 24/10/1970 املؤرخ يف 2627و نص القرار رقم -غري القابل للتصرف يف تقرير املصري و يف احلرية و االستقالل، وعلى شرعية نضال هذه الـشعوب

ملناسبة و املتاحة هلا و حقها يف طلـب املـساعدة من أجل احلصول على حريتها جبميع الوسائل ا ". اخلارجية لنضاهلا

.306، ص 1990بوبكر إدريس، مبدأ عدم التدخل يف القانون الدويل املعاصر، املؤسسة الوطنية للكتاب، - 352 .306، ص نفس املرجع - 353 .306، ص نفس املرجع - 354

Page 131: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 130 -

و اخلاص بتنفيذ الوكاالت 14/12/1972 املؤرخ يف 2980كما صدر القرار رقم -املتخصصة و املؤسسات الدولية املرتبطة باألمم املتحدة إلعالن منح االستقالل للدول و الشعوب

عية كفاح هذه الشعوب من أجل حتقيق حريتها و استقالهلا املستعمرة، و يؤكد القرار على مشرومع ما يستتبع هذا كنتيجة الزمة لقيام جمموعة منظمات األمم املتحدة بتقدمي كل املساعدات املادية

.)355("و املعنوية الضرورية حلركات التحرير الوطين لألقاليم املستعمرةعامة يف دورا السابعة و العشرين يف الصادر عن اجلمعية ال 3034كما وضح القرار رقم -

ميله إىل اعتماد فكرة منع االستعمار حيث أكد على حقوق الشعوب األساسية يف تقرير مصريها و حتت االحتالل األجنيب ، و مدى شرعية نضاهلا و خاصة حركات الرازحةاستقالل كافة البلدان

.التحرير الوطينر حلماية سيادة أو استقالل الدول فقط، و لكنه يتجـه مل يظه فالقانون الدويل العام إذن،

حنو محاية الشعوب من كل أنواع الضغوط و اإلكراه، و ذلك متاشيا مع حقها يف االسـتقالل و .احلرية و تقرير املصري

و هلذا فإن القانون الدويل مينع كل أشكال التدخل ضد الشعوب، و إذا تعرضت ملثل هذا القوة، كما حيق هلا أيضا أن حتصل على مـساعدات للحـصول علـى التدخل حيق هلا استعمال

.)356(استقالهلا و تقرير مصريها : ملتحدة لتبني النتائج التاليةاو قد جاءت القرارات الصادرة عن األمم

أن حترمي التدخل حيمي سواء الشعوب اخلاضعة للسيطرة االستعمارية، أو الـشعوب املكونـة - .للدولة املستقلة

أن حترمي التدخل ضد الشعوب حيميها من كل أشكال الضغوط و اإلكراه، و أعمال القمع عن - .طريق استعمال القوة

أن حترمي التدخل ضد الشعوب يهدف إىل متكينها من ممارسة حقها يف تقرير املصري، و حقهـا -تـرب هـذه و االجتماعي بكل حريـة و تع لتحديد وضعها السياسي و إقامة نظامها االقتصادي،

.)357(احلقوق غري قابلة للتصرف

.373هيثم موسى حسن، املرجع السابق، ص - 355 .305بوكرا إدريس، املرجع السابق، ص - 356 .307، ص نفس املرجع - 357

Page 132: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 131 -

و قد تبلور حق الشعوب يف تقرير املصري يف اإلعالنات و االتفاقيات الدولية خارج إطـار يف اإلعالن اخلتامي الذي يـدعم حـق 1955 أفريل 24األمم املتحدة، كما يف مؤمتر باندونغ يف

ال األطلنطي املؤكدة يف الديباجة علىالشعوب يف تقرير املصري، و الدول األعضاء يف معاهدة الشم

.)358(إمياا باألهداف و املبادئ املعلنة يف األمم املتحدة اخلـاص 12/12/1973 بتاريخ 3103كالقرار الصادر عن اجلمعية العامة و الذي حيمل رقم

عمارية الذين يكافحون ضد السيطرة االسـت باملبادئ األساسية املتعلقة باملركز القانوين للمقاتلني، .و األجنبية و النظم العنصرية من القرارات ذات األمهية الكربى على هذا الصعيد

ففضال عن إقراره باحلماية القانونية اليت يتوجب إسباغها على مناضلي حركـات التحـرر ضـد الوطين و املقاومة ضد األنظمة االستعمارية، و احملتلة و العنصرية، فقد أقر بشرعية كفاحهم

هذه األنظمة إعماال حلقهم يف تقرير املصري و االستقالل، كما و أنه اعترب كل حماولة لقمع هـذا الكفاح ميثل انتهاكا ألحكام ميثاق األمم املتحدة و اإلعالنات و القرارات الدولية ذات

.)359(الصلة على 14/12/1973 لتاريخ 3314و قد أكد تعريف العدوان الصادر عن اجلمعية العامة رقم

حق الشعوب يف نضاهلا من أجل احلصول على تقرير املصري و احلرية و االستقالل، إذ أنه بعد أن عرف العدوان و عدد صوره و أشكاله على سبيل املثال و ليس احلصر، عاد و أكـد يف مادتـه

صور العدوان ليس يف هذا التعريف ال سيما ما ورد يف مادته الثالثة اليت عددت " السابعة على أنه و ما ينطوي بأي حال على اإلخالل حبق تقرير املصري و احلرية و االسـتقالل املنـصوص عليـه

. )360("بامليثاق، و ذلك بالنسبة للشعوب اليت جردت من هذا احلق بالقوةهذا و قد أشارت القرارات األخرى و املتعلقة مبوضوع اإلرهاب الـدويل الـصادرة عـن

ل املقاومة املسلحة اليت ختوضها الشعوب و حركات التحرر الـوطين ضـد اجلمعية إىل أن أعما السيطرة االستعمارية و األجنبية، و النظم العنصرية تعترب أعماال مشروعة و ال عالقة هلا بأعمـال اإلرهاب الدويل، و بذلك فإن اجلمعية العامة تكون قد أرست احلدود الفاصلة بني ما يعترب مـن

: يلي و قد نص اإلعالن على ما - 358

"déterminer à sauvegarder la liberté de leurs peuples, leur héritage commun et leur civilisation fondée sur les principes de la démocratie les libertés individuelles et le régime du droit " . 1-S.CALOGE Popoulos, straits .op.cit, P 107.

.373هيثم موسى حسن، املرجع السابق، ص - 359 .373، ص نفس املرجع - 360

Page 133: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 132 -

و يف نضال الشعوب و حركات املقاومة يف سبيل احلصول على تقرير املـصري، األعمال املشروعة .احلرية، و االستقالل، و ما يعترب من األعمال اإلرهابية

نستطيع القول بأن اجلمعية العامة قد أنشأت عرب هذه القرارات املتالحقة قاعدة عرفية رة االستعمارية أو األجنبية، جديدة مفادها االعتراف بشرعية جلوء الشعوب اخلاضعة للسيط

ألساليب املساعدة الذاتية و املتمثلة يف النضال املسلح و استخدام القوة من أجل احلصول على حق .)361(تقرير مصري ها و القضاء على االحتالل األجنيب و التسلط

ته فحق تقرير املصري كما ورد يف ميثاق األمم املتحدة و قرارات اجلمعية العامة و تطبيقااملختلفة قد أصبح اليوم أهم مبدأ معترف به يف القانون الدويل املعاصر، و ذلك لكونه شرطا

به و إقراره ال االعترافجوهريا للتمتع حبقوق اإلنسان اجلماعية و احلريات األساسية، و بدون .)362(تستطيع الشعوب أن متارس سيادا و استقالهلا للدورة األربعة و 2535سبيل املثال يف قرارها رقم ذلك ما أكدته اجلمعية العامة على

و تقرير العشرين و ما جاء فيه بالتأكيد على ضرورة األخذ مببدأ تساوي الشعوب يف احلقوق،و املعاد تأكيده يف اإلعالن اخلاص مببادئ من امليثاق األممي،) 1 و55(املصري املكرس يف املادتني

و أمهية اإلشارة إىل ات الودية، و التعاون بني الدول وفقا للميثاق،القانون الدويل املتعلقة بالعالقاملادة األوىل من امليثاق هي يف أا ترد يف فصله األول الذي تضمن مبادئ اهليئة و مقاصدها، و الذي يؤكد على أن إمناء العالقات الودية بني الشعوب أو األمم على أساس احترام املبدأ القاضي

.احلقوق بني الشعوب، و لكل منها حق تقرير مصريهابالتساوي يف الشعوب و حق تقرير املصري دعامتني من بنيفجعل املشروع يف املادة، املساواة يف احلقوق

و قد تبنت األمم املتحدة العديد من القرارات املدعمة حلق تقرير .)363(دعائم السلم العاملي : سطيين يف تقرير مصريه و نستطيع إمجاهلا كالتايلاملصري، و باخلصوص املتعلق حبق الشعب الفل

.393 ، 302 ، 212 ،194 القراراتففي فترة األربعينيات كانت .1456 ، 1315 ، 1018، 916 ، 818 ، 720 ، 614 ، 513 ، 512 ، 394 :و يف اخلمسينات قرارات

.2535 ، 2341 ، 2252 ، 2145 ، 2052 ، 2002 ، 1219 ، 1856 ، 1725 ، 1604: و يف الستينيات

.11، ص1999، 3 سيد حسني موسوي، جملة شؤون األوسط، االستعمار و حق تقرير املصري، عدد- 361 .13، ص نفس املرجع - 362 GAZA NASR st.www.pcrp.org- رارات الدولية املتعلقة بقضية الالجئنيأنظر الق - 363

Page 134: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 133 -

3419 ،3331 ،3089، 2963 ،2792 ،2728 ،2672 ،2656 :القراراتأما يف السبعينيات فكانت

يربط حق العودة حبق يالذكر الذ السالف 3236 و هناك القرار ،5234 ،11233 ،9020 ،1531 .تقرير املصري

.4744 ،5742 ،16540 ،9939 ،8338 ،12037 ،14636 فقرارات :الثمانيناتو يف

)364( .1994 لعام ،3549 ،4048 ،6947 ،4646 ،7345 :قراراتو يف التسعينات

تتعلق كلها حبق تقرير املصري2005 و ،2003 و ،2001قرارات يف سنوات الو قد توالت و احلديث عن أفغانستان و العراق أصبح ، و الفلسطيينالصحراوي،للشعوب احملتلة أمثال الشعب

.الدوليةيف العالقات حمل نقاش كبري

:ا��&,+ ا����4��0 8/ وبF8 ا�u,Aا��و�� ا����و�� وا�ره�ب �\/ Bا� ) j88�Bا�(

�j88 بF8:ا� /ع اولBو ا� �� ا�ره�ب ا��و��ا����و

، خاصة بعد انتشار املقاومةلقد تعرض العديد من الفقهاء حملاولة التمييز بني اإلرهاب و

ات الثورية ضد االستعمار مع بداية القرن العشرين، و اختلفت الرؤى بني الفقه حول هذه التيار .التفرقة، اليت يبدو تأثريها بالنسبة للدول اليت ينتمي إليها كل مفكر

لذلك كان االختالف شديد يف الوسط الفقهي ذا الصدد، كما اختلفت الدول أيضا يف ، سواء يف إطار عالقام الثنائية أو اجلماعية، وداخل املقاومةب و حتديد معيارا للتمييز بني اإلرها

.)365(املنظمات الدولية عند التصدي للتمييز بينهما : وقد كانت حماوالت التمييز على النحو التايل

�j88 �� ا� �R ا��و��: أو7ًBا�

اللبس عند التعامل لقد ذهب اجتاه من الفقه إىل أن اإلرهاب من األمور اليت تثري اخللط و

معه ، خاصة بعد استخدامه من قبل السياسيني و الصحافيني، ألن مفهوم اإلرهاب يتعرض لتأثري بعض القيم اإليديولوجية و السياسية، لذلك تعدد التعاريف، و بتداخل العناصر أصبح إطالق صفة

364 - Henry E. Hale, resolution UN worldpolitics, Volume58, N°1, Octobre 2005, P366.

.100ص ،2007اإلرهاب يف ضوء القانون الدويل، دار الكتب القانونية، ط مسعود عبد الرمحن زيدان،- 365

Page 135: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 134 -

دف وتربير اإلجراءات اإلرهاب على دولة أو مجاعة أو تنظيم سالحا دعائيا لتشويه صورة املسته، و ميكن أن نشري إىل التالعب يف مفهوم اإلرهاب من طرف السياسيني )366( ضدهاالنتقامية

واإلعالميني يف الواليات املتحدة األمريكية وإسرائيل، لدى حديثهم عن حركات املقاومة .الفلسطينية وغريها من احلركات التحررية يف العامل

عريب إىل أن نشوء ظاهرة اإلرهاب وتطورها جاء مـن الغـرب، يف الفقه ال اجتاهوقد ذهب ، وب خريات الـشعوب األخـرى، االحتاللالذي أخذ يوصي مبمارسات جوهرها العدوان و

ووضع لنفسه مقاييس ال يعترف ا لغريه، وفرضها على النظام العاملي، فمثال مقاومـة النازيـة و ا خبصوص مقاومة االحـتالل اجلديـد و العنـصرية الفاشية مشروعة يف نظره بكل األساليب، أم

الصهيونية، فهو غري مشروع من قبل القوى االستعمارية ، وهـذه األعمـال تعـد يف نظرهـا . )367(إرهاباغري أن مفهوم اإلرهاب أصبحت تسمياته مروج هلا كسالح فكري قوي مؤثر يف الـرأي

ام اعتداءات األقوياء ومحالم الـشرسة، الـيت العام، هدفه جترمي األفعال اليت يقوم ا الضعفاء أم يستخدمون فيها كل أدوات العنف و القوة لتحقيق مصاحلهم مع ما يبثونه من دعاوى ومـربرات

.ألعماهلم، أمام حماولة املستضعفني لرد الظلم الواقع عليهم دون جدوى، أو بصعوبة كبرية يتمثل يف أن القوة الـيت تـستخدم يف مةاملقاوويرى اجتاه أن معيار التفرقة بني اإلرهاب و

اإلرهاب تكون الغاية منها احلصول على املال أو االبتزاز، وال ميكن اعتباره كمن حيمل الـسالح لرد حق مسلوب، أو وطن حمتل، أو ختليص أمة ترزخ حتت االحتالل ، فالثائر صـاحب ضـمري

.)368(واإلرهايب فاقد الضمريالف جوهري حول مفهوم اإلرهـاب يكمـن يف جانبـه ويذهب اجتاه آخر إىل أن مثة خ

السياسي، فكثريا ما يكون للعمل الواحد تفسريان على األقل ، فهو حسب احد التفسريين حالـة من حاالت اإلرهاب جتب إدانته ومكافحته، على أنه جرمية وهو يف الوقت ذاته حسب التفـسري

.101، ص السابق املرجععبد الرمحن زيدانمسعود - 366 .52، ص 1993و أنظر أيضا حسني توفيق إبراهيم، ظاهرة العنف السياسي يف النظم العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت، يناير .102مسعود عبد الرمحان زيدان، املرجع السابق، ص - 367

.07، ص1990سطورة و الواقع، ترمجة صربي لبىن، طوأنظر أيضا نعوم شومسكي، اإلرهاب الدويل األ .09 املرجع نفسه ، ص،نعوم شومسكي - 368

Page 136: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 135 -

حقوق اإلنسان واحلقـوق الـسياسية والكفاح من أجل اآلخر شكل من أشكال التمرد الوطين، .)369(واالجتماعية للشعوب واألفراد، وحق تقرير املصري

وبذلك يكون اهلدف من الفعل املنسوب إىل أي جهة من اجلهات، هو العنصر األساسي يف حتديد مشروعية العمل اإلرهايب أو عدم مشروعيته، بالنسبة للهدف نفسه فيما إذا كان مشروعا أو

، ألنه يسقط بالتايل صفة اإلرهاب على األعمال املشروعة حسب القوانني واألعراف غري مشروع الدولية، وبالتايل فإن إرهاب احلركات املناضلة ضد االستعمار واالحتالل األجنيب ،يدخل ضمن ما نسميه باإلرهاب املشروع، فال يصبح جرمية وإمنا أسلوبا ممكنا إلخضاع العدو إىل إرادة الـشعب

ربـاط قوة و من وأعدو هلم ما استطعتم من ’’:تل، بتمكينه من االستقالل مصداقا لقوله تعاىل احمل ، فتسقط صفة اجلرمية هنا عن فعـل اإلرهـاب، )370( ’’...اخليل ترهبون به عدو اهللا وعدوكم

عن زجر العدو ،إلقناعه بضرورة العدول عن عمليـات القمـع رعابويأخذ صورة اإلخافة واإل أو املعرض لالعتداء، وهنا نكون أمام إرهاب مشروع ضد إرهاب غري للشعب احملتل، واالضطهاد

مشروع كما ذهبنا إليه قبل ذلك، ومن خالل ذلك ميكن إعطاء بعض أوجـه االخـتالف بـني :)371( واإلرهاب يف اجلدول التايلاملقاومة

.103ص مسعود عبد الرمحن زيدان، املرجع السابق، 369- .60أية سورة األنفال، - 370 .102ص ، مسعود عبد الرمحن زيدان، املرجع السابق- 371

أعمال اإلرهابأعمال اإلرهابأعمال اإلرهابأعمال اإلرهاب أعمال المقاومةأعمال المقاومةأعمال المقاومةأعمال المقاومة أوجه االختالفأوجه االختالفأوجه االختالفأوجه االختالف

فيما يتعلق -1 .ور الشعب بد

تكون هناك رغبة شعبية كبرية لالنضمام .للمقاومة

ال تلقى األعمال اإلرهابية أي قبول من الشعب ، بل هـي حمـل اسـتنكار،

.وخروج عن الشرعية من حيث الـدافع النفـسي -2

.واملعنوي يكون دائما الدافع الوطين هو احملرك لقيام املقاومة واستمرارها ، إذ تعمل من أجل

. ب املنبثق منهالشع

بعدها عن الدافع الوطين ،بل تكـون غالبا كأداة لصاحل املستعمر أو أعـداء

.األمة ،أو ملصاحل مادية وذاتيةمن حيث املستهدف بأعمال -3

.العنفهنا العنف موجه ضد قوى االستعمار و االستبداد وأعواما ، واليت هلـا دور يف يل دعم االحتالل أو العنصرية ، واهلدف ن

.االستقالل

ضحايا اإلرهاب يف الغالب أبرياء مـن الذين ال عالقة هلم بالرتاع ، واهلـدف من هذه األعمال الدعاية هلا ، بغـض .النظر عن الضحايا واألهداف املتوخاة

Page 137: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 136 -

�j88 ��ى ا��ول: ث��8ً�Bا�

كثريا ما درجت الدول الغربية عرب وسائل ، إعالمها على وصـف الكفـاح املـسلح، مليات التحرير اليت تقوم ا الشعوب املضطهدة باإلرهاب لسبب أساسي، يتمثل فيما تـشكله وع

أنواع النضاالت من ديد ملصاحل تلك الدول االستعمارية، وهي تسعى دوما إىل توجيه الـرأي العام العاملي، وتضليله عن طريق تعتيم الصورة التحريرية للشعوب وتقدميها بالعنف والتطـرف،

.مجية اليت وجدت من أجل املساس بالشعوب املتحضرة واليت تقصد ا الدول الغربيةواهلوتشويه صورا أمام املنظمات واتمع والغرض جلي لرتع املشروعية عن تلك احلركات،

مع العلم أن املنظمات الدولية والقانون الدويل أعطى حركات التحرر حقوقـا ومحايـة الدويل، .)372(واء يف الصور االتفاقية أو العرفية ملواجهة احملتل س

املقاومـة وتقف الواليات املتحدة األمريكية وإسرائيل على رأس قائمة الدول اليت تنعـت ، وقد تبىن الكثري من دول الغرب وبعض الدول 2001تمرب ب س 11باإلرهاب، وخاصة بعد تاريخ

مية بصفة خاصة تساند االجتاه الذي بينما بقيت الدول العربية والدول اإلسال األخرى هذا الطرح، ، بناءا على املواثيق الدولية ،وأحكام القانون الدويل بل مقتضيات املنطـق مقاومةمينح املشروعية لل

.والقوانني السماوية والطبيعيةلكن موقفها يبقى ضعيفا أمام قوة الغرب، ما دامت موازين القوى راجحة إىل كفته وهـو

فيه ،أمام التشرذم والتفرقة احلاصلة بني البلدان املخالفة له يف الرأي، وعدم من يسري العامل بكل ما قدرا على فرض رؤيتها على اتمع الدويل بسبب عدم التنسيق بينـها للوقـوف يف مواجهـة

.واحدةباإلضافة إىل ضعف قدرا باملقارنة مع الواليات املتحدة األمريكية ودول الغـرب املؤيـدة

والدول األخرى اليت استخدمت يف مواجهتها لغة التهديد تارة والترغيب اته األخرية، للسياسات ه بعيدا عن الشرعية الدولية اليت حاول أن يرسيها اتمـع الـدويل علـى امتـداد تارة أخرى،

.107ص املرجع السابق، عبد الناصر حريز، - 372

.01ص ،162-161العددان، نشرة املنظمة العربية حلقوق اإلنسان، اإلرهاب الدويل، عبد العزيز خميمر، و أيضا،حيث تعرض للواليات املتحدة وموقفها من حركة املقاومـة الفيتناميـة .68ص ،1970ط ترمجة حيي عويس،جرائم احلرب يف فيتنام، وأنظر، برتراند راسل،

لبث الرعب والذعر يف أوساط الرأي وهي حتريف لكلمة الشيوعيني الفيتناميني، ’’ Vitcongفيتوكونج ’’ن خالل إطالق اسم وحماولتها عمدا اإلساءة إليها م .بأي حركة سياسية أو وطنية العام األمريكي، للتشهري

Page 138: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 137 -

، حىت وإن كان ذلك نظريا، ألن الواقع التارخيي يبني لنا أن القوي دائما هو من يفرض )373(تارخيه .آراءه على اآلخرينسلطته و

��ت ا��و��8 و8Z/ ا�!�5��8: ث��4ً�P@��j88 ��ى ا�Bا�

األمم هيئة واإلرهاب لدى املنظمات الدولية، وباألخصاملقاومةلقد جتلى التمييز بني

جباا ااملتحدة باعتبارها املنظمة الدولية، أو املنرب العاملي الذي متارس عربه كافة الدول حقوقها وو طريق هياكلها املفترض كوا أجهزة للحماية، وبسط غطاء الشرعية على أعمال املظلومني عن

وهذا ما حاولت أن تظهره قرارات يف مقابل تسليط ضوء عدم املشروعية على أعمال الظاملني،ء اجلمعية العامة لألمم املتحدة، واليت انتهت جلها إىل اعتبار األعمال اإلرهابية غري مشروعة، سوا

شرعية -سبقت دراستها - صدرت من األفراد أو الدول، بينما أكدت يف كثري من قراراا واليت . لتقرير املصرياملقاومة

لت جلنة خمتصة بتحديد مفهوم اإلرهاب والدليل على ذلك ما قامت به األمم املتحدة ملا شكّالظاهرة وما أسفرت عنه من ، واملناقشات اليت دارت يف خضمها لدراسته ،ومعاجلة 1977يف سنة

أو إعطاء مفهوم شامل ودقيق لإلرهاب، ،مل يتمكنا من حتديد الظاهرة،)374(وجود اجتاهنيوتتلخص حماور التناقض بني االجتاهني يف كون االجتاه األول يتزعمه الغرب بقيادة اإلدارة

ال املقاومةوأن إليه،األمريكية، والذي ينادي بضرورة قمع اإلرهاب دون مراعاة األسباب املؤديةأو يأيت يف صورة أعمال إرهابية على أساس أن ذلك يعد خرقا لقانون ينبغي أن ميس باألبرياء،

واإلرهاب، بالتصدي لألحداث بإبراز املقاومةحقوق اإلنسان، وكثريا ما أخلط هذا االجتاه بني لدول املتخلفة والشعوب خاصة إزاء ا أو ما يعرف بالكيل مبكيالني، االزدواجية يف الطرح،

.الضعيفةأما االجتاه الثاين الذي تتبناه هذه الدول الضعيفة، والذي يرى أن مراعاة األسباب وحدها

وزوال تلك األسباب واملتمثلة يف االستعمار ستؤدي إىل معرفة حقيقة اإلرهاب، وكيفية معاجلته،كل هذا يؤدي إىل ضرورة ضطهاد،بكل أنواعه، والعنصرية، وديكتاتورية الدولة، والقمع واال

.السعي للتخلص من هذه املظامل اليت تعد يف تفكريها وواقعها إرهابا حقيقيا وليس العكس

.106ص املرجع السابق، مسعود عبد الرمحن زيدان، - 373 .107ص ،نفسهاملرجع - 374

Page 139: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 138 -

مقاومة للتمييز بني ما هو ةواملالحظ أن أعضاء األمم املتحدة أصبحت أمامهم صورة ضبابيول الغربية استطاعت برباعة ألن الد وإرهاب، حىت طال هذا اخللط بعض ممثلي البلدان املتخلفة،

، مما أدى إىل تغيري يف وجهة النظر، أو )375(املقاومةإقناعهم بأن هناك ارتباط بني اإلرهاب و ةاملواقف الدولية اجتاه احلركات التحريرية واملقاومة املسلحة يف العامل، خاصة املقاومة الفلسطيني

من التأويالت واملضامني البعيدة عن الصورة كثري واألفغانية، واليوم العراقية، وربطها بالةواللبنانياملثالية اليت كانت متثلها النضاالت، و البطوالت اليت يقدسها اجلميع، ويقف هلا اتمع الدويل

.برمته موقف إجالل وتقديركما كانت املنظمات غري احلكومية أيضا ممن اجتهدوا كثريا يف تكريس أحقية النضال

سيد مشروعيتها يف الواقع الدويل مبا اختذته من إجراءات عملية يف ذلك والكفاح املسلح وجت .الصدد

حيث جنحت اللجنة الدولية للصليب األمحر مثال، يف عقد مؤمتر جنيف الدبلوماسي من أجل واعترب ،1977 سنةتطوير القانون الدويل اإلنساين، املطبق على الرتاعات املسلحة الذي انعقد

، أن الرتاع املسلح الناجم عن نضال الشعوب 1949 جنيف التفاقيةل اإلضايف الربوتوكول األواليت تكفل احلقوق ضد االحتالل من أجل تقرير املصري، يعد من الرتاعات املسلحة الدولية،

و اعترفت هلم باحلماية يف مقابل التزامات حددا وعليهم للمقاتلني يف جانب املقاومة، .)376(احترامها

ب��ره�ب ا��و��ا����و��) خ,u( أس$�ب :����4ا� /ع ا

املوقف الذي ال مييز واإلرهاب،مقاومةإن الواقع العملي ينب لنا أن هناك موقفان بالنسبة لل

واملوقف املميز بني فيه أصحابه بني الظاهرتني، وقد تبناه الغرب كما سبقت اإلشارة إليه، ودول -سابقا - لة االشتراكية بقيادة االحتاد السوفيايت ، والذي تبنته يف السابق الكتالوضعيتني

العلم الثالث إىل حد اآلن، وقد كان عدم متييز االجتاه األول بينهما مرده أسباب سياسية وقانونية :تتمثل األيت

.105ص ،املرجع السابق يدان،مسعود عبد الرمحن ز - 375 .106ص املرجع السابق، يل حلمي،نب.د - 376

Page 140: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 139 -

اس$�ب ا�:�8س�8 :أو7ً

ضها عندما وترف فالدول الكربى تؤيد فكرة املشروعية عندما تكون رازحة حتت االحتالل، .)377(تصبح دولة احتالل

وحىت السلطة جند إسرائيل تؤيد هذا الطرح اليوم بوصفها للمقاومة الفلسطينية باإلرهاب،الفلسطينية تؤيد فكرة تكييف العنف الناجم عن املقاومة املسلحة يف األراضي الفلسطينية

املنطقة، فكل مقاومة يف وبوصف حركات املقاومة طرفا رافضا لعمليات التسوية يف باإلرهاب،نظر بعض العواصم العربية املعنية مبسار السالم يف الشرق األوسط إلستترداد ما سلب، تعترب إرهابا ال بد على كل دول املنطقة مكافحته، والقضاء على خمططيه ومنفذيه، ألن العصر عصر تسوية

. )378(حسب اعتقادهم وليس عصر حترر هذا الطرح تدخلها ضد احلركة الوطنية بأنه مكافحةفإسرائيل إذن أصبحت تكيف حسب

شكل مناسبة قوية بانضمام 2001 سبتمر11وبالنسبة هلا فان العمل اإلجرامي ليوم لإلرهاب،للتخلص من املقاومة رغم مشروعيتها التارخيية و إسرائيل للنادي الدويل ملكافحة اإلرهاب،

مع أن الواقع يبني أن ،)379(اجب مكافحتهحيث وضعتها يف خانة اإلرهاب الو األخالقية،اإلرهاب احلقيقي صناعة إسرائيلية، دمرت به كل البىن التحية والفوقية للشعب الفلسطيين احملتل،

على عدة اعتبارات تارخيية، الذي ال جيد سوى الدفاع و املقاومة لصد هذا اإلرهاب القائم، .ع اآلخرينوهذا منهاج الغرب يف تعامله م سياسية و مصلحية،

ومن أمثلة تأثري املصاحل على املوقف السياسي للكبار من املقاومة املسلحة، جند أن بريطانيا و الواليات املتحدة كذلك يف يف جنوب إفريقيا،" حرب البوير"مل تعترف باملقاومة الشعبية يف

حيث اعترفت ،)380(لنازيإال أم اعترفوا باملقاومة املسلحة لالحتالل ا احلرب األهلية األمريكية،وكل من أمريكا حكومات الدول احلليفة أيضا مبشروعية املقاومة املسلحة ضد االحتالل األملاين،

أوت 27وبريطانيا حبركة املقاومة الفرنسية املسلحة بتاريخ ،-سابقا –واالحتاد السوفيايت 1944)381(.

.www.moqawama.orgوقع ماملقاومة الشعبية، حممد اذوب،. د- 377 .85، ص2006، 2موسى القدسي الدويك، حركة محاس بني املقاومة و اإلرهاب، اهلالل األمحر القطري، ط. د - 378 )موقع(سابق، العحممد اذوب، املرج.د - 379 ).املوقع (نفس املرجع - 380 www.teshreen.com عشرعية حركات املقاومة، موق حسن غازي،.د - 381

Page 141: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 140 -

إذا كان -،"بن الدن" يصور ملاذا كان و انطالقا من هذه الطروحات ميكن التساؤل إذن، آنذاكعلى أنه جماهد عندما كان يقاتل احلكومة املوالية للتواجد السوفيايت يف أفغانستان ،-حقيقة

و تنعته الواليات املتحدة اآلن على أنه إرهايب عندما يقاتل احلكومة الداعمة للتواجد األمريكي يف تركيا ومقاتلني من أجل احلرية يف العراق؟، يف وملاذا يعد األكراد مثال إرهابيني يف ؟أفغانستان

يف اإلسرائيلينييف اهلندوراس، ومجاعات املستوطنني " contras"املقابل ال تعد مجاعات الكونتراس )382( أي ضد شعب أعزل؟ فلسطني إرهابا، بالرغم من استعماهلا للعنف ضد املدنيني،

وصف األعمال وومسها بالطابع املشروع أو عدمه، يعود و يتضح من خالل ما سبق أنمباشرة إىل ما تفرزه النظرة السياسية ذات املصاحل و الدوافع االستغاللية املفروضة من قبل الدول

.2001الكربى املهيمنة، وقد بان ذلك بوضوح عقب أحداث سبتمرب

اس$�ب ا�������8 : ث��8ً�

ل املواقف اليت اختذت من قبل هذا االجتاه، فيما يتعلـق أوال لقد متحورت هذه األسباب حو بالعنف كعمل إجرامي ،إذ اعترب أن كل أفعال القوة هي أفعال عنف جترم حىت و إن كانت لغرض املقاومة املسلحة املشروعة، و هو ما تقتضي التفريق الدقيق بني كل وسائل العنـف املـستخدمة

)383(. النظر إىل األفعال و الضحايا، دون التركيـز علـى مـرتكيب وحسب هذا الرأي فانه جيب

األفعال و بواعثهم، مهما كان نوعها أو جهتها،وجتدر اإلشارة هنا إىل أن كثريا من أعضاء اللجنة اخلاصة بتعريف العدوان عن رفضهم الستخدام املقاومة املسلحة لتقرير املصري ، و اعتربوا ذلـك

. ظل امليثاق األمم املتحدةاستعماال غري مشروع للقوة، يف فالواليات املتحدة األمريكية تعارض فكرة استعمال القوة لتحقيق مبدأ تقرير املصري، و تعترب أن تصفية االستعمـار ينبغي أن تتم بإجراءات سلميــة، بدون اللجوء إىل استخدام القوة

ولالستحواذ على مناطق نفوذ ولكن يف املقابل جندها تستعمل العنف لتقويض حكومات، ،)384(وضرب املدن وإلقاء القنابل والصواريخ و التدخل العسكري، واستغالل ثروات الشعوب، عاملية،

.وهذا تناقض كبري املدمرة، حتت ذريعة التدخل اإلنساين ونشر احلضارة والدميقراطية،

382 -Hani shukrallah, Reflections what is terrorism ?alahram Weekly online,08.14.november 2001,www.ahram.org.eg

www.lybin humai rights.comموقع قراءة يف االتفاقية العربية، اء الناصر،رج - 383 .372ص املرجع سابق، تقرير املصري السياسي، عمر إمساعيل سعد اهللا،.د - 384

Page 142: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 141 -

أو الصريح لبعض الدول فكان إزاء االعتراف الضمين أما املوقف الثاين املتسم باالزدواجية، .و يف الوقت ذاته االعتراف مبشروعية قرارات األمم املتحدة بإسرائيل،

وإجنر عن ذلك اعتبار األعمال العنيفة اليت تقوم ا املقاومة الفلسطينية ضد احملتـل إرهابـا .و ليس قوة االحتالل ) معترف ا (على أساس أا تصدر ضد سلطة شرعية

يستوجب القبول مبشروعية إسرائيل علـى مبشروعية قرارات األمم املتحدة، أما فيما يتعلق و بالتايل اعتبار كل أعمال العنف على تلك األراضي مثل قرار التقسيم، جزء من أراضي فلسطني،

.)385(و اليت تدخل يف نطاق السيادة اإلسرائيلية أعماال إرهابيةالدولية، إذ كان من بني أثاره ربـط املقاومـة وقد بدا هذا االجتاه سائدا يف واقع العالقات

و اآلن األفغاين والعراقي ،بعد جنـاح الواليـات وخاصة مقاومة الشعب الفلسطيين، باإلرهاب،املتحدة األمريكية يف ممارسة ضغوطاا على الدول الغربية وكثريا من الدول اإلسـالمية، الختـاذ

. اليت تراها أمريكا إرهابيةو بالتايل اختاذ إجراءات ضد احلركات موقفا،والتجارب اليت مر ا اتمع الدويل منذ ظهور وعلى الرغم من كل اهودات و النصوص، عجز هذا اتمع وخاصة منظمة -و لو صوريا - مبدأ أحقية وشرعية املقاومة يف القانون الدويل،

مان تطبيق مقتضيات تقرير املصري فيما بعد ازدهار بعض املفاهيم احلقوقية، عن ض ، املتحدة األممنظرا لظروف التغيري اجلذري الذي شهدته العالقات الدولية، على اثر استحواذ أمريكا واستئثارها

.مبراكز النفوذ يف العامل اخلطاب السياسي الدويل، و أبعدت األساليب القانونية خاصة انزوىويف ظل هذه املعطيات

يـات املتحـدة جملـس األمـن إىل إصـدار قـراراه بعـدما دفعـت الوال ،2001بعد سبتمر مثلما حيدث يف كثري أي عقب األحداث مباشرة دون تريث أو انتظار، ،2001 سبتمرب 28بتاريخ

.وتقع حتت طائلتها الشعوب الضعيفة من األوضاع أو اجلرائم اليت تصدر من الدول الكربى،ت املتحدة، و اقر بدون إدخـال الذي أعدت مشروعه الواليا 1373فجاء ذلك القرار رقم

ما نص عليه ميثاق األمم املتحدة نفسه و فكان متخطيا يف بعض نصوصه، تعديالت أساسية عليه، .)386(ومبادئ القانون الدويل األساسية االتفاقيات الدولية وقرارات اجلمعية العامة،

مع إعرابـه عـن لقد أدان ذلك القرار اهلجمات اليت تعرضت هلا الواليات املتحدة بشدة، ولكنه فاجأ الكـثري التصميم على منع مجيع أنواع األعمال اليت متس السالم، ودد األمن الدويل،

).املوقع( رجاء الناصر، املرجع السابق - 385 .45ص السابق،املرجع عبد الغاين عماد،.د - 386

Page 143: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 142 -

والذي اعترب دوافعه األسباب احلقيقية لإلرهاب، -عن قصد -من املالحظني الدوليني عندما جتاهل اليت تعد أرضية أوىل لظهور نامجة فقط عن التعصب و التطرف، متناسيا العوامل اهلامة و األساسية

وقد تغاضى عن ذكر العوامل الـسياسية و مثل هذه احلوادث الدولية، اليت يسميها الغرب إرهابا، املولدة يف أصلها للسلوك املتعصب أو املتطرف أو أي سلوك عـدواين االجتماعيةو االقتصادية،

.أمام وضعيات مزرية حتطم حياة اإلنسان معنويا ومادياومل حيدد مفهوم اإلرهاب مل مييز بني اإلرهاب و املقاومة املسلحة، 1373 جملس األمن فقرارمما يربر اختاذه مبوجب ومواصفاته يف حني اعتربه يشكل ديدا للسالم، و األمن الدوليني، الدويل،

فيذها و القرارات املتخذة مبوجب هذا الفصل ملزمة يتم تن الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة، .)387(طوعا أو كرها

و كما هو معلوم فإن تنفيذ القرار طوعا أو كرها لن يتم إال عن طريق الواليـات املتحـدة و ليس من طرف املنظمة األممية كما جرى عليه العمل و الواقع، فاإلدارة األمريكية وضعت كـل

وقـد تحرير الفلـسطينية، وعلى رأسها منظمة ال املنظمات اإلسالمية والعربية يف خانة اإلرهاب، وهي متـارس اليـوم واجلبهة الشعبية، مارست ضغوطات رهيبة لقمع حركات محاس و اجلهاد،

للضغط علـى احلكومـة ،2007بطريق غري مباشر عرب االتفاق املنعقد مبكة املكرمة شهر فرباير مـة املواليـة الفلسطينية بقيادة حممود عباس، على تقسيم حركة محاس وإذابتها كليـة يف احلكو

للواليات املتحدة، حىت ال يكون هلا شأن مثل حزب اهللا احلركة اللبنانية، اليت باتت يف نظر اإلدارة و يف املقابل تعترب كل اجلرائم اليت تقوم ا إسرائيل وحكوماـا األمريكية حاملة لواء اإلرهاب،

ين من مدنيني أبرياء بأـا دفاعـا و اللبنا من اعتداءات صارخة على الشعب الفلسطيين، املتعاقبة، .شرعيا ومحاية من اإلرهاب

1373على القـرار وقد استندت الواليات املتحدة يف محلتها تلك ضد اإلرهاب بزعمها، و الذي أكد على حق الدفاع عن النفس و أغفل يف ذات الوقت حـق تقريـر املـصري، خاصة،

ـ و حق املقاومة رغم ترسيخها يف ميثاق األ للقـانون اًمم املتحدة،و املشروعية اليت تكتسيها طبق .)388(الدويل

www.google.frاملوقع من منطلقاته وأبعاده،1373القرار سليمان عصام،.د - 387 .نفس املرجع - 388

Page 144: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 143 -

مناقضا للقرار السابق اإلشارة إليه للجمعية العامة لألمم املتحدة، رقم 1373وقد جاء القرار

. )389( 1985 الصادر يف 40/61وحق املقاومة وحق الدفاع الـشرعي الـيت فقرار جملس األمن ذاك أغفل حق تقرير املصري،

كما أنه مل حيدد مفهـوم عليه التقليد الدويل ومجيع القرارات و االتفاقيات الدولية، أكدسبق وان امتلـك ألنه و هو حيمل يف طياته أبعادا خطرية ، اإلرهاب، مما جعله منقوصا ويكتنفه الغموض،

التقاعس عن ويف حالة االمتناع أو القوة الالزمة اليت ألقت على عاتق الدول مجيعا تبعات تنفيذه، و املعـروف بتطبيـق ، املتحـدة ذلك ميكن اختاذ تدابري مبوجب الفصل السابع من ميثاق األمم

و رمبا يصل األمر إىل استخدام اإلجراءات العقابية الدولية، كاحلصار و املقاطعة اجلزئية أو الكلية، .الوسائل العسكرية لتطبيق ذلك القرار

دخل يف التفاصيل اإلجرائية يف القوانني الداخلية للـدول و قد ذهب إىل أبعد من ذلك يف الت وتبادل املعلومات القضائية ،و اإلدارية من أجل مراقبة تنفيذ هذا القرار الـذي كتجميد األموال،

زطلب من الدول موافاة جملس األمن بتقارير عن اخلطوات اليت اختذا تنفيذا له يف موعد ال يتجاو .)390(ه يوما من تاريخ اختاذ90

و عدم استثنائه حلركات التحرر الـوطين ويف ،اإلرهابإن القرار بعدم مشوله الدول بصفة يؤدي إىل مشكالت عديدة لدى تطبيق أحكامه، خصوصا إذا غياب تعريف متفق عليه لإلرهاب،

ما بقي النفوذ الصهيوين فاعال يف توجيه سياسة و سلوك الواليات املتحدة لتوصيف اإلرهـاب يف . رق األوسط كما تراه هيالش

اليت تضمنت أمساء منظمـات، طالبـت ة األمريكية الثالث ة الالئح دورو ذلك ما بدا بعد ص مما شكل احنيـازا لالئحة اإلرهاب، )منظمة التحرير الفلسطينية و حركة محاس ( إسرائيل بضمها

تعـد يف جوهرهـا اليت و انتفاضتها ضد االحتالل اإلسرائيلي، واضحا ضد القضية الفلسطينية، و الذي تتـهرب مـن تنفيـذه حركة حترير وطنية ممارسة حلق تقرير املصري، املعترف به دوليا، القاضـيني 337 و 242كقـراري إسرائيل، ضاربة كل القرارات الصادرة ضدها عرض احلائط،

وكذلك أجهزة األمم املتحدة وبالتعاون مع الدول األخرى،ىحتث اجلمعية العامة مجيع الدول فراد:" يف بنده التاسع على مايلي 40/61 وقد نص القرار - 389

لى أن تساهم يف القضاء التدرجيي على األسباب الكامنة وراء اإلرهاب الدويل ،وأن تويل اهتماما خاصا جبميع احلاالت مبـا فيهـا االسـتعمار ع ذات الصلة، نيب و اليت ميكن و احلاالت اليت يوجد فيها االحتالل األج وصارخة حلقوق اإلنسان واحلريات األساسية، والعنصرية، واحلاالت اليت تنطوي على انتهاكات عديدة،

"أن يولد اإلرهاب الدويل ويعرض السلم واألمن الدوليني للخطر .52-51ص املرجع السابق، عبد الغاين عماد،. د و-

.2001 سبتمرب28، 1373 القرار رقم - 390

Page 145: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 144 -

يـه يف ، و حبماية املدنيني حتت االحتالل، املنصوص عل 1967باالنسحاب من األراضي احملتلة عام .)391( 1949تفاقيات جنيف ا

وتراجع أكد مبا ال يدع جماال للشك تقهقر منظمة األمم املتحدة، 1373قرار الو أعتقد أن جملس األمن إىل نقطة الضعف، باعتباره أصبح وسيلة يف يد الدول الكربى تقرر عربه مـا تـشاء

مدى تراجع النظـرة الدوليـة إىل كما يبني القرار أيضا لتسيري العامل حسب اجتاهاا و مصاحلها مبادئ كانت مقدسة يف السابق، و اليت متس بسيادة وحرية الشعوب األساسية، فأضحى تقريـر

ما دامت تقف حائال و مقاومة االحتالل من األمور املسكوت عليها يف القرار املشار إليه املصري،انية بينما نص القرار على الدفاع عن دون تنفيذ مطامع و مصاحل اإلدارة األمريكية وسياستها العدو

مل يكن يف تلك الوضعية مطابقا للشروط القانونية ملبدأ الدفاع، الـذي يقتـضي أن النفس الذي و ليس بعد فوات وقت معني، كما ازدهرت فكرة الدفاع الوقـائي يكون الدفاع حاال لالعتداء،

للواليات املتحدة لتسليط عصا الطاعـة يف تلك املرحلة ازدهارا كبريا، مما أعطى الضوء األخضر .على من تراهم عصاة هلا و إرهابيني

حيـث مت يف ذات انعكاسات خطرية على حقوق اإلنسان، 1373وقد كان لصدور القرار . )392(اإلطار إقرار الكونغرس األمريكي لقانون الباتريوت األمريكي

احتـرام حقـوق اإلنـسان وحسبما ورد فإن الواليات املتحدة اليت تدعي محلـها لـواء كخرق مبدأ قرينة الرباءة خترق أهم حقوق منصوص عليها وطنيا و دوليا، و الدميقراطية يف العامل،

فهناك تعارض بني التـشريع اليت تعترب مبدأ مقدس، و مكرس يف القانون الداخلي و الدويل معا، والـيت ،1966ان السياسية املقررة يف عـام الداخلي للواليات املتحدة و اتفاقيات حقوق اإلنس

.أصبحت قواعد آمره ختضع هلا الدولوأمام نظام القطبية فكيف سيكون إذن مصري املسؤولية الدولية أمام هذا التناقض من جهة،

من جهة أخرى؟

.53املرجع السابق ،ص عبد الغاين عماد،.د - 391 سنوات، إلعطاء اإلدارة األمريكية اإلمكانيات الناجعة ملكافحة اإلرهاب، و اجلهات اليت 4سية ملدة و هو قانون استثنائي يعلق الكثري من احلريات األسا - 392

تدعمه حيث أصبحت طبقا هلذا القانون مجيع التربعات و األموال ملساعدة أسر العسكريني املنتمني ملنظمة إيرا املسجونني يف اململكة املتحدة جبرمية فدرالية، كما أشهر قابلة للتجديد يف معاقل إذا رأى النائب 6ز لألجانب املشتبه فيهم بسبب اإلرهاب ملدة أسبوع، و ميكن وضع املشتبه فيهم بطريقة سرية ملدة مت متديد احلج

.العام أن إطالق سراحهم يهدد األمن القومي أو أمن اتمع و األشخاص-Loi pour le patriotisme Américain unirait renforcer l'Amérique pour intercepter et empêcher des actes terroristes, voir Thierry Myssan, op.cit, p 27.28.

مهاجر ملدة غري حمدودة باالستناد إىل أدلة اام بقيت سرية ،وقد متت إدانة هذا املساس باحلريـات 120ولإلشارة وبعد صدور هذا القانون مباشر مت اعتقال - .ايا األجانب من طرف السلك الدبلوماسي األجنيب يف أمريكا ،مثال على ذلك تنديد القنصل الباكستاين يف نيويوركاألساسية للرع

Page 146: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 145 -

و من يكون بإمكانه وضع القوى الكربى حتت طائلة املسؤولية يف غياب جهاز فوق دويل له أو وهذا ما يعيدنا إىل نقطة االنطالقة اليت عرفها القانون الدويل يف إلزامية قواعـده، لزمة،القوة امل

خاصة بعدما أصبحت الدول الغربية تنظر إىل اإلرهـاب بعـد عدم إلزاميتها يف مراحله األوىل، وتكـن و مصاحلها، على أنه يعين كل منظمة أو دولة معادية لسياستها اخلارجية، 2001أحداث وعلى رأسها حركات املقاومـة إسرائيل، أي دولة أو منظمة ضد وتعمل من أجل ضرب العداء،

.اليت أدرجت يف تلك اخلانة السوداءفالقانون الربيطاين مثال املناهض لإلرهاب، يسمح باحتجاز كل مشتبه فيه أجنيب بـدون أي

كندا مت إصدار قانون يفـرض و ذلك يعد خرقا لالتفاقية األوروبية حلقوق اإلنسان ،و يف حتقيق،و يف حتت طائلة السجن الفـوري، -بطلب من القضاء -على الصحافيني إعطاء مصادر أخبارهم

أملانيا أعطيت ملصاحل املخابرات األملانية صالحية الضبطية القضائية اليت حتولت إىل شرطة سياسـية ن أجل مكافحة ظاهرة مل يتم م والكثري من الصالحيات أعطيت ملصاحل األمن يف الدول األخرى،

.)393(اإلمجاع على حتديد مفهومهاو مما سبق نالحظ أنه أمام هذا اخللط الدويل القائم يف حقيقته على تضارب املصاحل بالدرجة األوىل، و النظرة االستعالئية و العدوانية بالدرجة الثانية من قبل الغرب إىل ما دونه من شـعوب

فوق اجلميع ،و إمنا أضحى يكيف و يطبق وفقا ملا تراه و تريد تنفيـذه املعمورة،مل يصبح القانون وخاصة يف اآلونة األخرية يف ظل سيطرة الدولة العاملية، اليت الدول صاحبة النقود و اهليمنة الدولية،

.فرضت منوذجا جديدا على اتمع الدويل قاطبة مسته بالعوملةو النقاش محلة عاملية ملكافحة اإلرهاب ،داال للترداألمر الذي ترتب عليه و بإحلاح ال يدع جم

. ، باملعايري اليت تفرضها املصلحة)394(الذي أىب إال أن يلبس حلة العوملةو هذا ما يالحظ حني يتم احلكم أصبحت مشوهة و متحيزة، سففي عصر العوملة كل مقايي

إرهاب الدولة و الذي هو تسليط األضواء على عنف األفراد و اجلماعات، و يتم غض الطرف عن أكثر ضراوة و أوسع بشاعة، كما حدث يف البوسنة و اهلرسك من قبل، وما حيدث يف أفغانستان،

وإسرائيل بل أقسى من ذلـك أن وحليفاا ، رهاب الدولة األمريكية، إوفلسطني، والعراق من

393 - Thierry meyssan, 11 septembre 2001, l’effroyable imposture, Ed cornot, 2002, P100.

.51ص ، 2002 جانفي ،332بل اإلسالمي، عدد اإلرهاب يف زمن العوملة، الرائد جملة املستقعبد العزيز بلحاج، - 394

Page 147: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 146 -

ر اليت تـدافع عـن يف حني تدرج قوى التحري هذه اجلهات حتضى بكل أشكال احلماية و الدعم، .)395( اإلرهابةأرضها وعرضها يف الئح

و هذه هي الصورة املألوفة اليت عرفتها اتمعات البشرية منذ وقت طويل حبكم الـسيطرة .الطبيعية للقوي على الضعيف

املثال فان الثورة الفرنسية اليت كانت أول من أشار يف القرن الثامن عـشر إىل لو على سيب إعالنـا 19/02/1892 عندما ما أصدرت اجلمعية الوطنية الفرنسية يف املصري، مضمون حق تقرير

واستعدادها حلماية املواطنني الـذين ينـاهلم يتضمن مساندا لكافة الشعوب اليت تطالب باحلرية، يف يف ذلك على أفكار الفالسـفة التحـرريني ةمستند األذى من جراء كفاحهم يف سبيل احلرية،

أمثال جان جاك روسـو ،وجـان لـوك، ومونتيـسكيو وروبية و ما بعدها، عصر النهضة األ .)396(وغريهم

لكن فرنسا وقعت يف تناقض هي األخرى بني ما كانت تنـادي بـه يف ثورـا لتحريـر وذلك على الصعيد النظري، ومـا كانـت -مثلما وقعت فيه الواليات املتحدة اليوم - الشعوب،

وتثبيت إمرباطوريتها االستعمارية على الشعوب يف القـرن ا،متارسه من استعمار و توطيد احتالهل إىل توسـيع نفوذهـا ةو اليت سعت بكل قـو مثلها مثل اإلمرباطوريات األوروبية، التاسع عشر،

مبا حيمله ذلـك مـن عنـف وإرهـاب، بالوسائل القمعية، على القارات اآلسيوية و اإلفريقية، فنالحظ أن االجتاه الرافض للتمييز نسبة للواليات املتحدة األمريكية حاليا، و التاريخ يعيد نفسه بال

يسيطر اليوم على املفاهيم، وترسيخ مواقفه بكل الطرق املمكنـة و الـيت واإلرهاب، املقاومةبني .يراها ناجعة يف مترير أفكاره و حتقيق مصاحله

يتبني ذلك م اخللط بني األمرين، أما خبصوص الفريق الثاين الذي يضع موازين التفرقة، وعد اليت ناقشت فيها اللجنة اخلاصة املعنية باإلرهاب الدويل، دراسـة أعـدا 32من خالل الدورة

واليت استغرقت فيها وجهات نظر الدول بالنسبة لألسباب الكامنـة األمانة العامة لألمم املتحدة، الدول أكدت على ضـرورة التـسليم وقد قررت الدراسة أن العديد من وراء ظاهرة اإلرهاب،

.)397(باستبعاد أعمال املقاومة املسلحة املعترف مبشروعيتها من تعريف اإلرهاب الدويل

.54.55ص ، السابقاملرجع عبد العزيز بلحاج - 395 .39املرجع السابق، ص عبد الغين عماد، - 396 .138ص املرجع السابق، رفعت امحد حممد،. د- 397

Page 148: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 147 -

و جند تربير احلركات املسلحة بأا تلجأ إىل العنف كضرورة حتمية مل تكن لتضع العنـف ية من طـرف الـنظم بصوره اإلرهاب االضطهادو إمنا تعرضها ألعمال القمع و هدفا أساسيا هلا،

االستعمارية و العنصرية اليت متنعها من تقرير مصريها، هو السبب احلقيقي يف جلوءها إىل اختاذ سبل .العنف الستفاء حقوقها ليس إال

و قد برز التمييز بني املقاومة املسلحة واإلرهاب يف االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب املقرر .)398(دول العربية من طرف ال1998 أفريل 22يف

على لسان وزيرها للخارجية اخللـط بـني 2001وقد رفضت الصني بعد أحداث سبتمرب الصني تعارض كـل خلـط بـني "حيث قال بأن اإلرهاب و املقاومة العربية لالحتالل األجنيب،

".اإلرهاب و املقاومة العادلة للدول العربية للعدوان اخلارجي والسورية ةبني إسرائيل وحركات املقاومة الفلسطينية واللبناني وهذا يف إشارة منه للرتاع

و قد أكد على األمهية مبكان بأن ال جيب توسيع دائرة مكافحة اإلرهاب إىل الـدول و منـاطق وهذا موجـه باخلـصوص إىل الواليـات و اإلستراجتية لبلد ما، ةأخرى، تبعا للمصاحل السياسي

.)399(املتحدةريح على استثناء املقاومة املسلحة لالحتالل من تطبيقات االتفاقيـة الدوليـة و التأكيد الص

يعين أن االجتاه الذي يرى هذه التفرقة والذي مل يستثن املقاومة املسلحة اخلاصة مبكافحة اإلرهاب، من االتفاقيـة 12من األفعال اإلرهابية، قد أخطأ و رأيه مردودا أمام صراحة النص، إذ أن املادة

الرتاعات املسلحة اليت يكون أحد أطرافها استثنتحيث األشخاص مثال واضحة، الرانناهضة امل .)400(من صفة األفعال اإلرهابية الواجب مكافحتها شعب يقاوم االحتالل و العنصرية،

إىل أبعد من ذلك يف تأكيد مشروعية أعمـال املقاومـة " أمحد رفعت "وقد ذهب األستاذ حيث يرى و عدم اخللط بينها وبني اإلرهاب، ات الدولية املكافحة لإلرهاب، املسلحة يف االتفاقي

أن اتفاقيات قمع التدخل غري املشروع يف خدمات الطريان املدين الدويل مثل إتفاقيـة مونتريـال و يتساءل عمـا إذا غري املشروع على الطائرات، ءال تنطبق إال على االستيال وطوكيو، والهاي،

ء مشروع وآخر غري املشروع على الطائرات؟ قياسا على نظرة القانون الـدويل كان هناك استيال ويستشهد بالقانون الـدويل التقليدي للحرب، الذي كان يفرق بني احلرب العادلة وغري العادلة،

يف ذلك الكفاح املسلح ضد االحتالل األجنيب والعدوان ما أجل انه ال تعد جرمية حاالت الكفاح مبختلف الوسائل مبا "حيث جاء يف املادة الثانية منها - 398

.االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب، وفقا ملبادئ القانون الدويل التقرير املصري،399 - Le Monde, la chine refuse l'amalgame entre terrorisme et résistance, agence, France presse (AFP) le Caire le 26/12/2001

.www.moqawama.org اإلرهاب واملقاومة، ليان ميشال،- 400

Page 149: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 148 -

للقوة و التهديد ا، إال أنه أباحها يف بعض الظروف،كمـا يف ءاملعاصر الذي رغم حترميه اللجو .)401(عن النفسحالة الدفاع

فإذا نظرنا مبوضوعية إىل هذه االتفاقيات اليت تستعمل عبارة استيالء غري مشروع واملتعلـق بالطريان املدين، وخطف الرهائن، والذي خيرج املقاومة املسلحة من نطاق اإلرهاب فانه يوحي لنا

املدين مشروع يف حالة على الطريان االستيالءمما جيعلنا نفهم أن بإمكانية وجود استيالء مشروع، ألنه ذه الطريقة املقاومة املسلحة، و هذا يف اعتقادي ال يتماشى مع املنطق األخالقي و اإلنساين،

حىت و إن كان حتـت غطـاء املقاومـة، وال يصبح املساس باملدنيني األبرياء العزل فعل إرهايب، .تستسيغه قواعد القانون و ال العدالة

تبار عملية االستيالء على طائرة مدنية بعيدة عن مـسرح الـرتاع يف أي ألنه ال ميكن اع أو خطـف مكان كانت حىت و لو يف دولة داعمة لالحتالل، لتعريض ركاا من املدنيني للخطر،

الرهائن ذه الطريقة مهما كان انتماؤهم بعيدا عن املقاومة يعد عمال إجراميا وإرهابا فاضـحا، ة له إىل املسؤولية الدولية اجلنائية، باعتبارها تتمتع بالشخـصية القانونيـة يعرض احلركات املتبني

.و ما يليها 1949حسب االتفاقيات الدولية مثل جنيف الدولية،و لذلك ال بد من وضع احلدود الفاصلة بني األعمال املشروعة وغري املشروعة لتفادي اخللط

وعلى اعتبار أن املقاومة و الكفاح الذي ألهداف، واإلرهاب، مهما كانت األسباب وااملقاومةبني ختوضه الشعوب العربية واإلسالمية ال يعطيها احلق يف اخلروج عن نطاق القوانني املعمول ـا و

.القواعد اإلنسانية املتعلقة باحلرب و السلم قيامهـا أو األفغانية، أو العراقية استندت يف حىت و إن سلمنا فرضا أن املقاومة الفلسطينية،

غري املشروع مثال، أو تعريض حياة املدنيني للخطر على أساس قواعد اجلهاد املنصوص ءباالستيالعليها يف الشريعة اإلسالمية، فان ذلك املسلك يعد خطأ ليس يف النص التشريعي اإلسالمي و إمنا

ساسني، مها هدف فحكمة اجلهاد جندها تتلخص يف هدفني أ يف الفهم لدى املطبقني لتلك القواعد، باملفهوم املعاصر وفقـا لقولـه احتاللتقرير املصري حينما يكون الناس حتت ظلم أو استعباد، أو

�F ا�/ج�ل و ا�@:�ء و ا����ان ا�F fY " :تعاىل F8 0eB:�و���5; 7 "��",�ا �� س$8� ا[ و ا�

_��Y� FY��FY ����ن رب@� أخ/ج@� �F هxf ا��/ � ا���P; أه,�� و اج0� �@� �Y@� �Y0و اج �Y8و�حينما يقع اعتـداء علـى و الشعب، ، أو دف الدفاع عن األرض والدين،)402 ( "8/ا���_ ��

. وما بعدها104 ص السابق، ع حممد رفعت امحد، املرج- 401 .75 ةسورة البقرة، آي - 402

Page 150: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 149 -

:" فيضع اهللا تعاىل حدود ا للجهاد ويبني كيفية استفاء احلقوق الضائعة من خالل قوله تعاىل األمة، ;5��,"�� F fا[ ا� �5; و \�",�ا ا :"، و أيضا قوله " و\�",�ا �� س$8��,"�� ���?/آF8 آ��� آ�

�� ا(�Bى (,58; :"وقوله تعاىل أيضا ، "آ��� �4�403(". ��F ا(�Bى (,�B)�� ;58وا (,R8 ب( وعلى هذا األساس فان الشريعة حتث على مكافحة االعتداء باملثل ،وصد القـائمني بـه، و

النيب صلى اهللا عليـه وشيوخ، ومرضى، وتعاليم ، ليس الرد باملساس باملدنيني من األطفال و نساء باحترام حقـوق ملا ورد عنه من تعليمات أثناء احلروب والغزوات، وسلم واضحة يف هذا اال،

اإلنسان و احليوان وحىت البيئة و هذا رد على من يدعى بأن اإلسالم دين عنف، ومهجية يفتقـد . العصورللنظرة اإلنسانية، و احلس احلضاري على حد تعبري املناهضني له على مر

:ا��&,+ ا�#��4

/\� بF8 ا����و�� و ا�ره�ب ا��و��B�0 8/ ا�� )�ابu و

بF8 ا����و�� و ا�ره�ب ا��و��)ا�u,A( )�ابu (�م :ا� /ع اول

بعض ال بد أن يكون متضمنا االحتالل،لكي نستطيع ضبط مكونات النضال الوطين ضد

:عمل إرهايب، و هذه احملاور تتمثل فيما يلي، حىت ال ينقلب يف نظر البعض إىل احملاور إن ميثاق األمم املتحدة وهو الذي وافقت عليه مخسني دولة يف مؤمتر سان فرانسيسكو عام - 1

إذ يقوم على دولة بعد ذلك،كأعضاء يف اجلمعية العامة لألمم املتحدة،189انضمت إليه ،1945أن الل واحلكم العنصري واهليمنة األجنبية،ركيزة أساسية وهي حق الشعوب الواقعة حتت االحت

.)404(تستخدم كل صور العنف ضد االحتالل للحصول على استقالهلا املشروع أن تقع أعمال العنف كما سبقت اإلشارة إىل ذلك، داخل األراضي احملتلة بصفة أساسية، وال - 2

.تقع خارجها إال إذا استحال تنفيذها بالداخل ضد القوات العسكرية أو شبه العسكرية، أو سلطات اإلدارة املدنية أن تقع أعمال العنف- 3

.لالحتالل

. 190، 192، 192 ت سورة البقرة، اآليا- 403 .61ص ،2002دار البياوي النشر، ط اإلرهاب صناعة غري إسالمية، نبيل لوقابباوي،- 404

Page 151: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 150 -

واألطراف اليت ليس هلا أي عالقة بعمليات توجه أعمال العنف ضد املدنيني واألبرياء،الّ أ- 4، فكل هذه احملاور األربعة تتضمن عدم االعتداء على )405(حترير األراضي، مثل السائحني األجانب

األبرياء، وقد مت االتفاق على سبيل املثال يف وقت مضى بني إسرائيل وحزب اهللا، على املواطنني ، وال يتجاوز اإلسرائيليني العسكريني يف العمل داخل األراضي احملتلة ضد ةحق املقاومة اللبناني

.)406(ذلك إىل ضرب املدنيني يف مشال إسرائيلباعتبارها حمتلة معضمها من قبل ،إال أن هناك اختالف بالنسبة لألراضي الفلسطينية

عسكريني ومدنيني، ويف حالة نشوب احلرب فإنه يتم جتنيد املدنيني للقيام باألعمال اإلسرائيلينيالعسكرية، أمام عدم احترام إسرائيل لالتفاقيات الدولية وميثاق األمم، و اتفاقيات جنيف بتدمري

، دون مراعاة القواعد الدولية اليت )407(لعمل العسكرياملباين وضرب املدنيني الذين ال عالقة هلم با .تفرض عدم املساس باألبرياء املدنيني أو احملميني دوليا، أو كل من ال حيمل السالح للمواجهة

إىل املواثيق الشهرية حول اخلطف، أخذ الرهائن واهلجمات على 40/61 ا أشار القراروملّ واملناسبة، إذ يضعها بأا مواثيق تتعلق ةالطريقة الالئقاألشخاص احملميني دوليا، فإنه فعل ذلك ب

باجلوانب املختلفة ملشكلة اإلرهاب الدويل، وال تتعلق باإلرهاب الدويل عموما وعلى إطالقه، فهو وهو يف الوقت نفسه يرسم اخلط الفاصل يشجب بشكل متوازن أعمال اإلرهاب بكل أشكاله،

شروعة، عندما يصبح مثل هذا العنف املت أخرى للعنف وبني استعماال بني اإلرهاب كإرهاب، .)408(وجتري ممارسته باالنسجام مع ميثاق األمم املتحدة ضروري،

واإلرهاب املضاد، الذي يشكل اخلطاب العام املردد اإلرهابو يف ظل النقاش الكبري حول خاصة يف إطار من طرف السياسيني، والقانونيني، وحىت عامة الناس، حتاول النصوص الدولية،

اجلمعية العامة لألمم املتحدة أن تؤطر هذا اجلدال، وتضع حدودا فاصلة له من خالل ما رمسته فاصل بني النضال الذي ختوضه حركات التحرير الوطين على الصعدين السياسي ط كخ

والعسكري من جهة، وبني اإلرهاب الظاهرة املفزعة اليت زعزعت استقرار العامل قاطبة من جهةثانية، ناهيك عن بعض الدول اليت عانت من ويالته وآثاره املدمرة واليت انعكست على شعوا

.وبناها األساسية

.62ص ، السابقاملرجع نبيل لوقابباوي - 405 .63ص ،املرجع نفسه - 406 .63ص ،املرجع نفسه - 407 .162 السابق، صع حممد عزيز شكري، اإلرهاب الدويل والنظام الدويل الراهن، املرج- 408

Page 152: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 151 -

فالنضال املسلح ضد االحتالل، أو السيطرة األجنبية أو العنصرية، باعتباره مظهر للحق ء حركة التحرير الثابت يف تقرير املصري، هو نضال مشروع من وجهة القانون الدويل، ما دام أعضا

- 1949الوطين خيضعون أنفسهم للقانون اإلنساين الدويل، مثلما هو مكرس يف قوانني جنيف

، وعلى عكس ذلك فإن أية مساعدة تقدمها دولة أو دول أخرى، لدولة ظاملة أو حمتلة أو 1977 األساس ، وعلى هذا)409(هو عمل غري مشروع من أعمال التواطؤ و املشاركة يف اجلرمية معتدية،

. واإلرهاباملقاومةميكن وضع معايري للتفرقة بني العملتني

�j88 بF8 ا����و�� و ا�ره�ب ا��و��:ا� /ع ا����4B�0 8/ ا��

ـ بـني زمن خالل دراستنا السابقة يتضح أنه باإلضافة إىل معيار الشرعية واملـشروعية للتمي، هناك معايري أخرى مهمة لوضع احلـدود الظاهرتني ، وكذا معيار الدوافع واألسباب واألهداف

واإلرهاب الدويل الذي ال يعدو أن يكون سوى جرمية من ملقاومة املسلحة املشروعة والفصل بني ا :اجلرائم الدولية بصورة خمتلفة ،وتتمثل معايري الفصل بني الوضعيتني فيما يلي

ار للتفرقة، بالرجوع إىل مفهومي االستناد على قوانني احلرب والقانون الدويل اإلنساين كمعي -1 يف املـسلحة، الذي حتكمه قوانني احلرب خالل الرتاعات ،la violence liciteالعنف املشروع

.)410(الذي يتضمن اإلرهاب ،la violence illiciteمقابل العنف غري املشروع : املعيار يعتمد على أمريناوللتوضيح أكثر فإن هذ

الشخص الذي يرتكب أعمال العنف، إذ أن أفراد القوات املـسلحة يتعلق األمر األول بوضع -أالتابعة لطرف يف نزاع مسلح، هلم احلق يف االشتراك يف األعمال العدائية مباشرة، وهذا احلق غري مكفول ألي أشخاص آخرين، وإذا جلأ هؤالء األشخاص إىل العنف رغم ذلك، فإم ينتـهكون

.أعماال إرهابيةالقانون وجيوز اعتبار أفعاهلم األمر الثاين يتعلق بالقواعد املنتظمة حلماية فئات حمددة من األشخاص، والقواعـد اخلاصـة -ب

بأساليب ووسائل احلرب يف الرتاعات املسلحة، فلكي يكون استخدام العنف مشروعا يف احلرب القوات املسلحة الـذين فال بد أن يلتزم فيه بالقيود اليت يفرضها قانون احلرب، وبالتايل فإن أفراد

.167 ص، السابق املرجعحممد عزيز شكري - 409 .623ص املرجع السابق، هيثم حسني موسى،- 410

Page 153: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 152 -

حيق هلم قانونا، أن يستخدموا العنف قد يصبحون هم أنفسهم إرهابيني فيما إذا انتهكوا قـوانني )411.(احلرب

وإذا أردنا تطبيق هذا املعيار على املقاومة املسلحة فخري منوذج ميثلها يف الوقت احلايل املقاومة ث ميثل أعضاء حركات حتريرهـا هاتـه مقـاتلون املسلحة الفلسطينية واللبنانية، والعراقية، حي .حقيقيون، وفق النظم االتفاقية املوضوعة دوليا

واألمريكي، ضـوابط قـانون اإلسرائيليكما جيسدون بأعماهلم العسكرية ضد االحتالل أن يضفي على هذه احلركات طابع الشرعية القانونية، ويفرقها تفريقا شاسعا احلرب، وذلك حري

وما يقومون به من أعمال أو مؤطرين حتت حركات مقاومة، ه أشخاص غري منظمني، عما يقوم ب .إجرامية ذات أهداف ومصاحل ذاتية

. املعيار املتعلق بالتناسب، والتفرقة بني األهداف العسكرية واملدنية-2إن إعطاء احلق يف مقاومة االحتالل ليس مطلقا، بل أنه خيضع لضوابط كما أشرنا إليه أنفا، وتلك املقتضيات املتعلقة بقانون احلرب والقانون الدويل اإلنساين املطبقان على حركات املقاومة، وكل ما يتخللها من أعمال عسكرية، ألن انتهاك قواعد القانونني، وعدم االمتثال لقيودمها يفقـد

.)412( فتتحول كل األعمال اجلارية يف ظله وبسببه إىل أعمال إرهابية حق املقاومة شرعيته،أو يف حالة تعسفهم يف استعمال وذلك عندما يتغاضى أصحاب هذا احلق عن تلك القوانني،

حقهم ذاك، وهذا ما يؤدي يف كثري من األحيان إىل اخللط الذي يشهده العامل وصعوبة التمييز بني .األمرين بأكثر وضوح ودقة

- إذ قامـت يهما من اسـتثناء، افتراضني هلذا املعيار، وما يرد عل ارسنيم أحد الد وقد قدالفرضية األوىل على عدم اعتبار أفعال العنف املميز املوجه إىل األهداف العسكرية واملقاتلني إرهابا، واالستثناء الوارد على هذه الفرضية هو إمكانية أن يصبح اهلجوم علـى األهـداف العـسكرية

احلرب النووية ،فيصبح إرهابا من حيث كما يف متييز،واملقاتلني عند نقطة معينة على قدر من الالّ .)413(األثر إن مل يكن من حيث القصد

.623ص ، املرجع السابق حسني موسى هيثم- - 411 .624ص ، نفس املرجع - 412 .624ص ،نفس املرجع - 413

Page 154: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 153 -

والفرضية الثانية اعتداءات العنف غري املميز و املوجه عمدا إىل غـري املقـاتلني، أي إىل - إرهابا، أما االستثناء الوارد عليه يتمثل يف كون االعتداء على يعترب املدنيني واألهداف املدنية الربيئة

.)414(املدنيني إذا وصل حلد معني من التمييز يف اختيار اهلدف والوسيلة فهنا ال يعترب إرهابا وهذا يعين أن أعمال املقاومة املسلحة ميكن توجيهها حنو املدنيني غري األبرياء، مثل العمالء و

ة االحتالل، اجلواسيس، ممن يتعاملون لصاحل االحتالل، كذلك األهداف املدنية ذات العالقة بإدار واليت تعد غري بريئة أمام املقاومة العسكرية، اليت تكون يف هذه احلاالت أعماهلا ذات شـرعية وال

. تعد إرهابا معيار النظر إىل العالقة بني األطراف املتحاربة وصفة الضحايا، إذ يعتمـد يف حتديـد صـفة -3

حركات املقاومة واملـستعمرين، أي الضحايا الذين يقعون نتيجة العمليات العسكرية العدائية بني حتديد ما إذا كانوا عسكريني أو مدنيني، فتكون األعمال القتالية املوجهة حنو الفئة األوىل مشروعة

، فتعتـرب )415(يف حني تكون غري ذلك إذا وجهت عمدا وبشكل رئيسي ومباشر حنو الفئة الثانية .وفق لذلك إرهابا

ضعية الضحايا بالنسبة للصراع القائم بني الطرفني وعالقتهم كما ينبغي األخذ يف االعتبار و .مع املتحاربني

مبعىن أخر جيب معرفة إن كان هؤالء الضحايا يتبعون الطرف املعادي بـشكل مباشـر، أم يتبعون طرفا ثالثا، وهنا جيب البحث يف عالقة هذا األخري بالطرفني املتحـاربني، فـإذا تـبني أن

يتدخل بشكل مباشر أو غري مباشر يف الصراع الدائر بينهما، فإن مجيـع الطرف الثالث حمايد ال ، وبسبب هذا الرتاع يعترب نتيجة ألعمـال إرهابيـة غـري )الطرف الثالث (الضحايا املنتمني إليه

مشروعة وجهت إليهم من أحد اإلطراف املتحاربة، ويتحمل الطرف اجلاين مسؤولية هذه األعمال .)416(يها والنتائج املترتبة عل

وحسب هذا الرأي دائما، فإذا تبني أن طرفا ثالثا ليس يف موقف حياد، بل مييل إىل أحـد األطراف املتنازعة بالتأييد أو بتقدمي املساعدة، والدعم السياسي والعسكري واملادي، فعليـه إذن

.625 ص، املرجع السابقهيثم حسني موسى - 414 :الذي قال J.FPrevost مثل األستاذ ارسنيفالبد من التميز بني األعمال املوجهة ضد املدنيني األبرياء وغري األبرياء، حسبما ذهب إليه الكثري من الد - 415

"Juger de la légitimité de l'acte terroriste en fonction de la personnalité des victimes avec tout acte visant des innocents, c’est-à-dire des personnes n'ayant aucun rapport, la cause intéressée perd de ce fait toute légitimité".

، إذا استخدم ضد األشخاص األبرياء بغض النظر عن بواعثه ، إال أن غري مشروع أبو الوفاء إىل أن استخدام اإلرهاب أي كانت نوعيته يعترب امحد.وقد ذهب د .632 ص السابق، عهيثم حسني موسى، املرج. يكون معاملة باملثل أو ردا على اعتداء قائم

.625 ص السابق،املرجع هيثم حسني موسى، - 416

Page 155: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 154 -

تصرفا عدائيا، حتمل تبعات موفقة هذا، خاصة فيما إذا اعترب أحد الطرفني املتحاربني هذا املوقف .)417(ومشاركة للطرف الثاين يف عدوانه وإرهابه

الضحايا املدنيني، لكون الستهدافو أرى أن هذا الرأي جمانب للصواب حينما يعطي تربيرا أنظمتهم السياسية أو أصحاب القرار عندهم يساندون طرفا من األطراف املتحاربة بشىت أنـواع

أوزار حكومام على أساس أا تبعات هذا االحنياز، وبالتايل ال الدعم، فيحملون املدنيني األبرياء لكن املنطق السليم يقتضي مراعاة جانب األطراف املتحاربة مهما ميكن اعتبارهم ضحايا إرهاب،

كانت وضعيتها واألطراف األخرى، أو موافقتها ألنه وحسب القانون الدويل وقواعد الـشرعية حملاربني أو الذين هلم عالقة مباشرة بالرتاع ممن ينتمون لسلطة االحتالل، فإن املساس باألبرياء غري ا

، و إالّ املقاومـة أو يف تدخل استعماري أو أي عدوان آخر، يعترب عمال إجراميا خيرج من نطاق أعطينا املربر حسب هذا الطرح إلسرائيل مثال، لضرب مدنيني عرب يف أي مكان من بقاع العامل،

العربية واإلسالمية كلها أو معظمها تؤيد املقاومة وتدعم حركة التحرير الوطنيـة ما دامت الدول الفلسطينية واللبنانية وحاليا العراقية أيضا، مما يدخلنا يف خلط كبري للتمييز بني األعمال املـشروعة

دة و إسرائيل واالنتقام املضاد، ولذا فإن ما تقوم به اليوم الواليات املتح للمقاومة وأعمال االنتقام، .مما تدعيانه أنه دفاع شرعي، هو من أعمال اإلرهاب من الدرجة األوىل

حممـد عزيـز .د’’ من بينـهم ارسني بعض الد إليهوأعتقد أن الرأي الراجح هو ما توصل والذي مفاده أن أي عمل أو أسلوب أو ممارسة دف فقط وبالدرجة األوىل إىل ديد ،’’شكري

عريضها للخطر، أو يكون من شأا أن تؤثر سلبا على عالقات الصداقة والتعاون أرواح األبرياء وت الدويل، فيجب اعتبارها عمال إرهابيا بغض النظر عن هوية مرتكبه أو مرتكبيه، ما داموا يقومون

وحىت لو بثوا الدعاية ملثل هذه األعمال على ذه األعمال مبحض إرادم، وبسبق تصور وتصميم، .أو زعموا أا دفاعا مسبقا ية حتريرية،أا وطن

أو سفينة، أو ارتكاب قرصنة ضـدها أو احتجـاز وإسقاط طائرة، اختطاففإن وهكذاالرهائن املدنيني، أو اهلجمات على املدنيني األبرياء ألي سبب كان، ال يشكل التربير األخالقـي

.)418(والقانوين املناسب الذي يعفي العمل من كونه إرهابا

.ثلما جتسدها العالقة القائمة بني الواليات املتحدة األمريكية وإسرائيل ضد حركات التحرير واملقاومة الوطنية العربية م- 417حممد عزيز شكري أيضا أنه جيب استخدام معيار حجم امتهان القيم اإلنسانية كمعيار لتقومي أثار القصف اجلوي كأسلوب لترهيب السكان . كما يرى د - 418

حيث استعملت الواليات املتحدة مليوين طن من القنابل احليوية تقريبا طيلة احلرب العاملية الثانية كما استخدمت أكثر من سبعة ماليني طن خالل حرا املدنيني،ابل ضدا أهداف مدنية عمـال وأن استخدم القنابل الذكية امللفت للنظر يف كل من فيتنام وحروب إسرائيل ضد العرب، جيعل استخدام مثل هذه القن على فيتنام،

حتت ذريعة حترير الكويت واليت 13/02/1991وهكذا جيب وصف اهلجوم األمريكي على العراق منذ قصف ملجأ العامرية ببغداد يف إرهابيا جبميع املقاييس،

Page 156: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 155 -

املعيار املتعلق بالنظر إىل املسؤولية يف اجلرمية الدولية ،ومواضع اإلباحة لألعمال اليت تبدوا أا -4إرهابية للوهلة األوىل، قبل التثبيت من مقتضياا احلقيقية، وفحوى ذلك وبالرجوع إىل القاعـدة

وع مثل هذه اجلرميـة العامة، فإن اجلرمية الدولية متثل عمال غري مشروع، لكن ال يكفي القول بوق حدوث الفعل املكون هلا رد انطباقه من الناحية الشكلية على النموذج احملرم يف النص القـانوين، املنشأ واحملدد هلذه اجلرمية، إذ البد للوصول إىل هذه النتيجة من التأكد من أن هذا الفعل ينطبـق

غراقه أو دخوله حتت طائلة االسـتثناء أو من الناحية املوضوعية مع النص القانوين، وذلك بعدم است أكثر، فقد يرد على هذا النص فيبيحه يف هذه احلاالت االستثنائية رغم بقائه جمرما يف باقي احلاالت

.)419(اليت حتكمها القاعدة العامةوهذا يدخل ضمن االعتبارات القانونية واإلنسانية واالجتماعية، اليت تضع لكل قاعدة عامة

. متاشيا مع الظروف والدوافع احمليطة بالفعل املقترفاستثناءات،و أهم مثال على ذلك، فعل القتل الذي يعترب جرمية يف القوانني الداخلية كمبدأ عام مقـرر

لكن قد خترج واقعة القتل كجرمية من صورا الشكلية املتماشية مع النص القـانوين يف مكرس،تلك القاعدة، فيتنقل بالتايل الفعـل مـن التجـرمي إىل على االستثناءاتحالة ورود الفعل ضمن

اإلباحة واملشروعية عند القتل دفاعا عن النفس، يف إطار احلدود املوضوعة قانونا، فال نكون بذلك )420(.أمام جرمية قتل رغم أن الفعل ينطبق من الناحية الشكلية على النص القانوين ارم له

ن دائرة النص العام إىل النص اخلاص االسـتثنائي الـذي والسبب هو أن هذا الفعل انتقل م .أباحه يف ظرف الدفاع الشرعي عن النفس

وجند أن األمر نفسه يتكرر بالنسبة لقواعد القانون الدويل، فمثال الفقرة الرابعة مـن املـادة عالقـات الثانية من ميثاق األمم املتحدة تنص على حظر استخدام أو التهديد باستعمال القوة يف ال

.الدولية، وفيما بني الدول خالفا ألحكام هذا امليثاقوهذا يعين من حيث النتيجة أن كل استخدام للقوة أو التهديد باستعماهلا يشكل جرمية

القوة تتم بالتوافق مع أحكام الستخدامدولية، وهذا ما يؤدي إىل التأكيد على أن هناك حاالت عدة العامة الواردة يف الفقرة املذكورة، وهذا ما أشارت إليه هذا امليثاق، وال تقع حتت حظر القا

ثال على املقر التابع لألمم املتحدة يف بلدة قانـا مواطن عراقيأ هو أبشع صور اإلرهاب، وكذلك ما قامت به إسرائيل على سبيل امل 300راح ضحيتها أكثر من

.الغضب ضد العراق مواطن لبناين على إثر عملية عناقيد100 ومقتل أكثر من 18/04/1996بلبنان بتاريخ .636ص هيثم حسني موسى، املرجع السابق، -

.626- 625ص ،السابق هيثم حسني موسى، املرجع - 419 .626، صنفس املرجع- 420

Page 157: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 156 -

ى من ميثاق األمم املتحدة حينما نصت على حق الدول فرادى ومجاعات و باألحر51املادة إىل استخدام القوة املسلحة يف حالة الدفاع املشروع عن النفس إذا تعرضت ءالشعوب اللجو

)421(دولة أو دول أخرىللعدوان أو االحتالل العسكري من جانب و الذي يدفع من ويقع يف هذا امليثاق تطبيق حالة الضرورة امللجئة، أو اإلكراه بكل أنواعه،

فال جيد أمامه أي اختيار سوى دفع الضرر أو خالله الفاعل دفعا اضطراريا دون إنذار مسبق،للجرمية املعاقب عليه بالنص للفعل املصور الرتكابهاالعتداء الواقع عليه، ويكون ذلك مربرا قويا

.القانوين والذي يرفع عنه املسؤولية يف حاالت اإلباحة ولو بصفة نسبية خاصة يف ظل املستجدات -وقد طبقت هذه القواعد االستثنائية ميدانيا

من خالل ما تقوم به حركات التحرير واملقاومة املسلحة اليت تضطر يف بعض األحيان -الدولية إلرهاب مبفهومه االجيايب، والذي يقوم على ضوابط املشروعية يف مواجهة االعتداء أو إىل ممارسة ا

االحتالل، مما يؤدي عند الضرورات خاصة العسكرية منها إىل تنفيذ األعمال اإلرهابية يف مراحل .نضاالا

ا أمام ضعف إمكانياا وعدم مقدرا الدخول يف املعارك مفتوحة واسعة مع العدو، أو رمبحتت تأثري حالة الضغوط السياسية واإلعالمية الدعائية، اليت حتتم عليها اللجوء إىل مثل هذه

.األساليب لنشر قضيتها العادلة، وعلى هذا )422( إليها أنظارمهاومن مثة تنبيه اتمع الدويل والرأي العام العاملي ولفت ة اجلنائية واإلكراه املادي واملعنوي األساس فإن حركات املقاومة املسلحة تنتفي عنها املسؤولي

نفذا سلطات و قوات باألعمال اإلرهابية خاصة، إذا كانت ردا على عمليات مماثلة سابقة، .)423(االحتالل حبق سكان األراضي احملتلة، أي عن طريق املعاملة باملثل

الذي يعطي حق ويبقى هذا الرأي قابل للنقاش املوضوعي إذا ما أردنا العودة إىل االجتاه استخدام القوة للحركات التحريرية، لكن مع شروط تتعلق بعدم املساس باألبرياء أو تعريض

.حيام للخطر

) 31(وقد أشار يف مادته الواحدة والثالثني ،07/1998 /17خذكر يف هذا اال أن املشروع األساسي إلنشاء احملكمة اجلنائية الدولية املوقع يف روما بتاري ي- 421

ان وقت ارتكاب الفعل يف حالة دفاع ال يسأل الشخص جنائيا إذا ك إىل أسباب امتناع املسؤولية اجلنائية، يف بند من بنوده حيث جاء أنه ووفق للنظام األساسي، شرعي عن النفس أو عن شخص أخر، أو بدافع يف حالة جرائم احلرب عن ممتلكات عنها لبقاء األشخاص بطريقة تتناسب مع درجة اخلطر الذي يهدده أو يهدد

.أو املمتلكات املقصود محايتها األخر، .627 ص، املرجع السابق ،هيثم حسني موسى - 422 .628، صملرجعنفس ا - 423

Page 158: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 157 -

، وعامل املقاومةوأعتقد أن هذا هو الوضع الذي يطرح إشكال اخللط بني اإلرهاب ووقد ظل الصورتني،املشروعية وعدم املشروعية، الذي يفرق بني االجتاهني املميز وغري املميز بني

الرأي القوي الذي تتزعمه اموعة الغربية بريادة الستئثارتغليب الكفة الثانية عن األوىل نظرا ، مما أدى إىل التأثري يف املواقف املتخذة هنا وهناك، عرب مراحل التطور ةالواليات املتحدة األمريكي

اليت تصب يف االجتاه الذي يفرض تصوره الذي يشهده اتمع الدويل، وأصبحت املتغريات اجلديدة للعامل، والذي أخلط املفاهيم وأقلب املوازين بني ما هو مقدس وما هو مدنس، فأتضح بصورة جلية مدى تأثري اإلرهاب الدويل على حق تقرير املصري، باعتباره مبدأ مقدس باملقياس اإلنساين

.واحلقوقي :ا��$!# ا����4

��رس� ا��و��8 ا����و�� و ا�ره�ب �� ا��

:ا��&,+ اول ����80 ا��0Sر ا��Hوا�ره�ب �� إ ���j88 بF8 ا����وBاا� �k8�ة��!B��; ا�

الذي تسلكه حركات التحـرر مقاومةويتجلى لنا من السابق اجلهود األممية يف تدعيمها لل

ملا تقوم به ة و السياسيالوطين، وما ثبت من متييزه عن اإلرهاب الدويل، إضفاء املشروعية األخالقيةالشعوب اخلاضعة ألنظمة استعمارية أجنبية، من الكفاح كحق تتصرف به وفق ما متتلكه من قوة

.)424(مادية ومعنوية أو إال أن هذا احلق ليس مطلقا هو كذلك ، وإمنا مقيد باستخدامه ضد األهداف العسكرية،

ل مبا يف ذلك املعدات واجلنود النظاميني، وجيـب املصاحل املادية للدولة املستعمرة، أو دولة االحتال كما ميكن أن يوجـه إىل أن يكون داخل األراضي احملتلة دف مقاومة االحتالل وحترير األرض،

املصاحل املادية لدولة االحتالل، إذا كانت متارس سياساا القمعية ضد الشعب خـارج األقـاليم تعريض حياة شخص من املشمولني باحلمايـة الدوليـة احملتلة، بشرط عدم املساس باألبرياء، أو .)425(وحريته للخطر، وفق االتفاقيات الدولية

وقد ذهب الدكتور حممد امحد رفعت إىل إعطاء مفهوم للكفاح املسلح املشروع، على أنه ذلك االستخدام للقوة الذي ينحصر فيما تناولته أحكام اتفاقييت - 424

اليت تقوم فلسفتها فقط على ممارسة األعمال والربوتوكولني اإلضافيني امللحقني ما، وال ميتد إىل األنشطة اليت متارسها بعض اموعات1949جنيف لعام اإلرهابية ضد النساء واألطفال، واملواطنني األبرياء العزل ،وخطف الطائرات وأخذ الرهائن، فالعنف الذي يأخذ صيغة العمل اإلجرامي ويتناىف مع السلوك

.141املرجع السابق، ص حممد امحد رفعت،.اإلنساين ال ميكن اعتباره مطلقا عمال سياسيا ،انظر بالتفصيل .142 ص ، نفسهحممد أمحد رفعت، املرجع- 425

Page 159: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 158 -

لكن البد من التذكري على أن جتاوز األطر األدبية والقانونية، واخلروج عـن االلتزامـات سيؤثر ذلك على احلركة، وينعكس أثره الـسليب مقاومةاملقررة حلركات التحرير أثناء ممارستها لل

على مكانتها يف الرأي العام العاملي، بفقداا ما كانت تستقطبه من تعاطف لقضيتها العادلة وقد .يؤدي ذلك إىل سحب الشرعية اليت اكتسبتها يف الساحة الدولية

مشروعيتها وسندها القانوين، فيما اختذته اجلمعية العامة لألمم املقاومةوقد وجدت ممارسة :نت صياغات خمتلفة لتكريس هذا احلق من بينها ما يلياملتحدة من قرارات تضم

الذي اشتمل على برنامج العمل اخلاص بالتنفيذ الكامل إلعالن ) 25الدورة (2621نص القرار -منح االستقالل للدول والشعوب املستعمرة يف فقرته التنفيذية الثانية، على إعـادة تأكيـد احلـق

ح املسلح بكل الوسائل الضرورية املتاحة هلا ضـد القـوى الطبيعي للشعوب املستعمرة يف الكفا .)426(االستعمارية اليت تقمع أمانيها يف احلرية واالستقالل

واملؤسسات الدولية واخلاص بتنفيذ الوكاالت املتخصصة، ) 27الدورة (2980كما نص القرار -تعمرة، يف فقرته التنفيذيـة باألمم املتحدة، إلعالن منح االستقالل للدول والشعوب املس ةاملرتبط

الثانية، على أن اجلمعية العامة تؤكد من جديد أن اعترافها و جملس األمن وغري مها من األجهـزة األخرى يف األمم املتحدة، مبشروعية كفاح الشعوب من اجل حتقيق حريتها، يـستتبع كنتيجـة

عنوية الضرورية حلركات التحرريـة الزمة قيام جمموعة منظماا بتقدمي كل املساعدات املادية وامل . )427(الوطنية

، بشأن املبادئ األساسية املتعلقـة )12/12/73يف (3103وقد أصدرت اجلمعية العامة قرارها -باملركز القانوين للمقاتلني الذين يكافحون السيطرة االستعمارية واألجنبية والنظم العنصرية، وقـد

استخدم املرتزقة من قبل النظم االستعمارية والعنصرية ضـد تضمنت فقرته التنفيذية اخلامسة أن حركات التحرير الوطين اليت تكافح يف سبيل استقالهلا يعترب عمال إجراميا ، ويعاقب املرتزقة بناء

.على ذلك باعتبارهم جمرمنييـة ، اخلاص بالتدابري الرام )1977 يف 32.د (32/147كما أكدت اجلمعية العامة يف قراراها رقم -

وتقر شرعية كفـاح الـشعوب وال إىل منع اإلرهاب، احلق غري القابل للتصرف يف تقرير املصري، .)428(ممي ألسيما كفاح حركات التحرير، وفقا ألهداف ومبادئ امليثاق ا

.25ص ،1994 طبعة أوىل، دار حسام للنشر، دول وعماليات اإلرهاب، إرهاب الدول، اإلرهاب العاملي، تركي ظاهر،- 426ورة د (3118 كان القرار الصدد أيضااألمريكية ويف هذا املتحدة تاملتحدة، الواليا ة، اململك وقد عارضت هذا القرار كل من الربتغال، جنوب أفريقيا- 427 .25ص ،املرجع نفسه املتعلق بنفس الصياغة، تركي ظاهر،) 28 .27ص ،املرجع نفسه - 428

Page 160: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 159 -

حلركـات التحريـر املقاومةهذا ومل يقتصر األمر على قرارات اجلمعية العامة لتأكيد شرعية - عالن األساسي الصادر عن املؤمتر السادس لرؤساء دول وحكومـات دول الوطين، فقد تضمن اإل

عدم االحنياز، حق الشعوب اخلاضعة للسيطرة االستعمارية واخلارجيـة يف النـضال لتقـريــر .)429(املصري

1979وقد أبرزت ورقة العمل اليت قدمتها دول عدم االحنياز للجنة اخلاصة باإلرهاب عـام وراء اإلرهاب الدويل، أنه جيب أال ميس اختصاص اللجنة، احلقوق غـري بشأن األسباب الكامنة

القابلة للتصرف يف تقرير املصري واالستقالل لكل الـشعوب اخلاضـعة لألنظمـة االسـتعمارية والعنصرية وغريها، وفقا ملقاصد ومبادئ ميثاق األمم، وقرارات اهليئات التابعة هلا ،وأضافت الورقة

والربوتوكـولني 1949رير يقع ضمن اختصاص اتفاقيات جنيف لعـام بأن نضال حركات التح . )430( امللحقة ا، وال ميكن وصفه بأنه أعماال إرهابية1977اإلضافيني لعام

واملثري للتساؤل هو كيفية التعامل مع املقاتلني يف حركات التحرير الوطين، الذين حيملـون احلاضر حمل استئجار كمقاتلني من أجل احلرية يف موقع ؟ إذ أصبح اإلرهابيون يف وقتنا املقاومةلواء

وزمان معني، كما حدث يف كفاح االحتالل السوفيايت يف أفغانستان، وقد وصف نفس املقـاتلني . يف مكان وظروف أخرىباإلرهابيني من أجل التحرير الوطين املقاومةاحلاملني لنفس األسلحة يف

وطين والدويل يف التعامل مع اإلرهابيني، باملفهوم املغاير فال ينبغي إغفال الصعوبة يف حتديد ال للمنطق، مثلما كان يسميه االستعمار باإلرهاب الذي سجل تارخيا يف احلرب التحريـر اجلزائرية

اإلسرائيلي، إذ ال ميكن إنكار وجود إرهاب الدولة يف االحتالل ضد فرنسا، والصراع الفلسطيين إبـاّن ، مث اإلرهاب الذي قوبل به التمرد اجلزائري 1962 و 1830ي الفرنسي للجزائر، بني تارخي

الذي طاملا اعتربته فرنسا ظاهرة داخلية ختص األمن الداخلي الفرنسي، إال أنه وبعـد الثورة ايدة مرور الزمن اعترفت فرنسا يف التسعينات عن طريق الربملان الفرنسي بإعالن قانون احلرب علـى

.)431(ت عليه الطابع الدويل لضمان تعويض قدماء احملاربني حتت لواء فرنسا ذلك الرتاع، وأضفولذلك حاولت األمم املتحدة إجياد صيغة مالئمة لوضع احلدود القانونية للتمييز بني ما هـو

من أجل التحرير، وما هو إرهاب دويل لتفادي اخللط، ولضمان استمرارية فعالية النصوص مقاومة .ركات التحرر يف العاملاملوضوعة من أجل ح

.28ص ، السابقاملرجع ،تركي ظاهر - 429 .28 ص، ا��56* ن23!- 430

431 - Jaques Derrida, qu’est ce que le terrorisme?, le monde diplomatique , Février 2004, p 16.

Page 161: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 160 -

لكن أمام خرق القواعد الدولية املتعلقة مبضامني التحرر، والدفاع الشرعي وخلطها مبفاهيم اإلرهاب من طرف الدول الغربية، وخاصة الواليات املتحدة أصبحت منظمة األمم املتحدة وكل

، وما مقاومة شرعية بني ما هو اموعة الدولية عاجزة ميدانيا عن إجياد حلول دقيقة وفعالة للتمييز .هو إرهاب أمام اكتساح التعريف أو املفهوم املعطى من طرف أمريكا وحلفاؤها هلذه الظاهرة

و يف كثري من األحداث الدولية اليت أصبحت تصف فيها بعض احلركات التحرريـة الـيت ريـر املـصري كانت باألمس حمطة تدعيم وحث من قبل اجلميع على حقها يف الكفاح من أجل تق

فأصبحت اليوم حمطة اام و وضع يف خانة التنظيمات اإلرهابية الدولية، مع أن أهدافها مل تـتغري ، وحركات التحرر الوطين اليت تغري نعتها من ةمنذ نشوئها كما هو الشأن ملنظمة التحرير الفلسطيني

.ضحية إىل متهم حسب املعيار الغريب اجلديدمة لألمم املتحدة موضوع اإلرهاب الـدويل يف دورـا الـسابعة لقد تناولت اجلمعية العا

وأدرجته على جدول أعماهلا، وبناء على اقتراح تقدمت به جمموعـة دول ،1972والعشرين لسنة قرارهـا 18/12/1972عدم االحنياز، وعلى توصية اللجنة السادسة أصدرت اجلمعية العامة بتاريخ

لشديد إزاء تزايد أعمال اإلرهاب الدويل وحث الدول علـى الذي أبدت فيه قلقها ا 3034لرقم إجياد حلوال عادلة وسلمية، تسمح بإزالة األسباب الكامنة وراء أعمال العنف، وقـد أكـدت اجلمعية العامة يف قرارها ذلك، على حق الشعوب اخلاضعة لألنظمة االسـتعمارية والعنـصرية أو

القابل للتصرف يف تقرير املصري واالسـتقالل، وأيـدت غريها من أشكال السيطرة األجنبية، غري شرعية كفاحها وال سيما كفاح حركات التحرر الوطين، طبقا ألهداف ومبادئ ميثـاق األمـم

.)432(املتحدة والقرارات الصادرة عنها احلق غري القابل 15/12/1976 الصادر يف 31/102 كما أكدت اجلمعية العامة يف قرارها رقم

تقرير املصري، مؤيدة شرعية الشعوب يف كفاحها املسلح من أجل ذلك، كما أدانـت للتصرف يف ، استمرار أعمال القمع واإلرهاب اليت تقوم هلا 16/12/1977 الصادر يف 32/147يف قرارها رقم

واألجنبية سالبة الشعوب حقها املشروع واالستقالل، وغريه مـن ةاألنظمة االستعمارية، العنصري .)433(ان واحلريات األساسيةحقوق اإلنس

اخلاص بعـدم 39/159أكدت اجلمعية العامة مرة أخرى يف قرارها رقم ) 39(ويف دورا قبول سياسة إرهاب الدول، على احلق غري القابل للتصرف جلميع الشعوب يف تقريـر مـصريها

.A/8969عن وثيقة األمم املتحدة - 432 .147 مرجع نفسه، ص . دولة عن التصويت27دول، وامتناع ) 9(ومعارضة دولة،100 واعتمدت اجلمعية العامة ذلك القرار بتأبيد - 433

Page 162: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 161 -

ة وفقا للميثاق بنفسها، وحتديد سبل تنميتها حبرية، وحثت مجيع الدول على أن حتترم وتراعي بدق .)434(األممي سيادة الدول استقالهلا السياسي، وحث الشعوب يف تقرير مصري ها

ناقشت اللجنة السادسة للجمعية العامة البند اخلاص باإلرهاب الـدويل، ) 40(ويف دورا وطالبت بعض الوفود بضرورة التمييز بني األعمال اإلرهابية والكفاح املسلح حلركات التحريـر

يف 40/61 أصدرت اجلمعيـة العامـة قرارهـا رقـم دين من أجل حتقيق تقرير املصري، وق الوط، الذي حثت فيه مجيع الدول وكذلك أجهزة األمم املتحدة املعنية مبشكلة اإلرهاب 09/12/1985

.)435( الدويل بعلى اإلسهام يف القضاء تدرجييا على األسباب الكامنة وراء اإلرهاالبند اخلاص باإلرهاب، واملدرج على جدول أعمال اجلمعية العامة أضيف ) 42(ويف الدورة عقد مؤمتر دويل حتت إشراف األمم املتحدة لتحديد اإلرهاب والتمييز بينـه "بندا تكميليا بعنوان

. )436( "وبني نضال الشعوب يف سبيل التحرير الوطين ، الذي 04/12/1989خ بتاري 44/29أصدرت اجلمعية العامة قرارها رقم ) 44(ويف الدورة

طلبت فيه من األمني العام أن يواصل التماس لرؤساء الدول األعضاء يف األمم املتحـدة بـشأن اإلرهاب الدويل بكل جوانبه وبشأن طرق ووسائل مكافحته، مبا يف ذلك عقد مؤمتر دويل حتت

ـ إشراف األمم املتحدة، ملعاجلة مشكلة اإلرهاب و التمييز بينه وبني نضال ا ل بيلـشعوب يف سالـذي ، 09/12/1991 يف 46/51أصدرت اجلمعية العامة قررها رقم ) 46(ويف الدورة التحرير،

كررت فيه نفس املطالب، مع تأكيدها على حق الشعوب يف الكفاح املـشروع لتقريـر املـصري .)437(واالستقالل

انظـر دولة عن التصويت، 30 صونا مقابل الشيء، امتناع 117، بتصويت مسجل وبأغلبية 17/12/1984 اعتمدت اجلمعية العامة هذا القرار يف - 434

.147 ص ،نفسهاملرجع ،.امحدحممد رفعت .دون تصويت بتوافق اآلراء اعتمدت اجلمعية العامة هذا القرار - 435 .148، ص السابقع، املرجA/193/42أدرج البند التكميلي بناء على اقتراح سوريا حسب وثيقة األمم املتحدة ، حممد رفعت امحد - 436 .149، ص نفس املرجع - 437

Page 163: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 162 -

:ا��&,+ ا����4

@S,ل ا��� � ا��Aص� ب��ره�ب ا����و�� و ا�ره�ب ا��و�� �� أ( 1979عدم االحنياز للجنة اخلاصة باإلرهاب عـام ل اليت قدمتها دول ملقد أبرزت ورقة الع

غـري قبشأن األسباب الكامنة وراء اإلرهاب الدويل، أنه جيب أال ميس اختصاص اللجنة احلقـو ةعماريالقابلة للتصرف يف تقرير املصري واالستقالل لكل الـشعوب اخلاضـعة لألنظمـة االسـت

نضاهلا، وال سيما نـضال حركـات ةوالعنصرية، وغريها من أشكال السيطرة األجنبية، ولشرعي التحرير الوطين، وفق مقاصد األمم املتحدة حسب امليثاق والقرارات ذات الصلة باهليئات التابعة

تقافيـات جنيـف إهلا، وأضافت الورقة أن نضال حركات التحرير الوطين يقع ضمن اختصاص احمللقني ما، وال ميكن وصفه بأنه من أعمال اإلرهاب 1977 عام اإلضافيني ل، والربوتوكو 1949

)438(. وقد أشارت اللجنة إىل أن وصف مقاومة الرعب الناجم عن إجراءات كبت أماين الشعوب ـ ة على أنه إرهابا، ال ميكن أن يفسر إال بأنه حماولة ترمي إىل الدفاع عن عالقات دولية واجتماعي

من شأن الكفاح العادل املشروع للشعوب املقهورة، يف سبيل احلريـة االنتقاصفات أواا، واىل ، مثلمـا )439( احلقوق وعرقلة الكفاح ر على السيطرة، وإنكا ةوصد مجيع أشكال العالقات القائم

ـ د تقوم به السياسة األمريكية من حماولة تضليل الرأي العام العاملي، بوصفها لكـل مقاومـة ضاالحتالل مبا فيها احتالهلا لكثري من أقطار العامل وعلى اخلـصوص منطقـة الـشرق األوسـط،

و فـرض اضطهادوأفغانستان والعراق باألطراف اإلرهابية يف معادلة الصراع الذي بلغ ذروته يف ـ االقتصادية على هذه الشعوب، ،)احلربية(النفوذ واهليمنة العسكرية ة باإلضافة إىل نعـت املقاوم ضد الكيان اإلسرائيلي باإلرهاب وفق املعايري اجلديدة للنظام الـدويل ةالشعبية الفلسطينية واللبناني

احلايل، املسير من قبل التكتل الغريب بقيادة الواليات املتحدة، وقد الحظنا ندرة العـودة للقـانون بعض النصوص أين وضعت 2001 سبتمرب 11األمريكي املتعلق باإلرهاب، وخاصة بعد أحداث

.التشريعية الغامضة واملتشددة بالنسبة للجاليات األجنبية، اليت تعرضت إىل مضايقات قرارا خيوله بإجراء 2001يف أواسط شهر نوفمرب " جورج بوش "وقد وقع الرئيس األمريكي

حماكمات عسكرية لألجانب املتهمني باإلرهاب على أرض الواليـات املتحـدة األمريكيـة أو

.151 ص ، السابقع، املرجحممد امحد رفعت ،A/ 37/34- 1979 انظر يف تقرير اللجنة اخلاصة املعنية باإلرهاب - 438 .152، صنفسهتفاقية، املرجع ال من ا1/1 املادة ،حممد رفعت امحد - 439

Page 164: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 163 -

، وليس من الضروري حسب هذا القانون أن تكون هذه احملاكم علنية، بل الرئيس هـو خارجها، وإذ تعترب قـرارات )440(الذي حيدد بناء على تقديره الذايت هوية املتهم والقضاة وقواعد احملاكمة

.لالستئنافهذه احملاكم اليت تصل إىل حد اإلعدام، فورية التنفيذ وغري قابلة النواب والشيوخ والقانونيني الذين كانوا قد أيدوا حبماسة قـوانني واملؤكد هو أن بعض

الـذي combating terrorism actمكافحة اإلرهاب يف البداية ، مثل القانون املعروف باسم USA patriot act سبتمرب بأيـام، وقـانون 11بعد تفجريات صادقت عليه السلطة التشريعية

، عـادوا 2001 أكتوبر 26سلطة التشريعية مث وقعه الرئيس يف األكثر مشوال، الذي صادقت عليه ال علنا عندما الحظوا أن السلطة التنفيذية اختذت التوجـه العـام هلـذه " بوش "إىل معارضة إدارة

.441القوانني ذريعة إلبرام مراسيم خمالفة للدستور دون العودة للسلطة التشريعية أو القضائيةلقوانني اإلسرائيلية املتعلقة باإلرهاب، نظرا للتكتم واحلذر على ا وقد استحال أيضا العثور

.الذي يتميز به النظام الصهيوين يف التعامل مع اآلخرين

:ا��&,+ ا�#��4 ب��ره�با��Aص� ا7" �\�8تا����و�� ��ا�ره�ب و

ـ 17/12/1979لقد جرمت االتفاقية الدولية املناهضة ألخذ الرهائن املنعقدة بتـاريخ ل ، ك

األعمال املتعلقة بأخذ واحتجاز أو الشروع أو املسامهة فيها، وباعتباره عمال إرهابيـا ألـا ويف الوقت نفسه ميزت بني تلك األفعال املشار إليها بأا إرهابية والكفاح املسلح املشروع، املمارس

. ت التحرير الوطينامن طرف حرك حلمايـة 1949ما تكون اتفاقيات جنيف لعام على أنه بقدر ةمن االتفاقي ) 12(فنصت املادة

ضحايا احلرب أو الربوتوكوالت اإلضافية لتلك االتفاقيات سارية على عمل معني من أعمال أخذ ما تكون الدول األطراف يف هذه االتفاقية ملزمة وفقـا لالتفاقيـات املـذكورة رالرهائن، وبقد

على فعل من أفعال أخذ الرهائن يرتكب أثناء مبحاكمة أو تسليم الرهائن، ال تسري هذه االتفاقية الرتاعـات وبروتوكوالا، مبا يف ذلـك 1949 املسلحة املعرفة يف اتفاقيات جنيف لعام الرتاعات

الرابعة من املادة األوىل من الربتوكول اإلضايف األول لعام ) 04(املسلحة اليت يرد ذكرها يف الفقرة

.2001 نوفمرب 12 ، 11 إجراءات مؤقتة أم انقالب على الدستور، جملة اآلداب ، العدد ،ةد إبراهيم علواش، قوانني مكافحة اإلرهاب األمريكي 440 .نفس املرجع - 441

Page 165: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 164 -

ضد السيطرة االستعمارية، وتصد االحتالل األجنيب وكل اليت تناضل فيها الشعوب ، )442( 1977النظم العنصرية، مبمارسة حقوقها وفقا للميثاق االممي، وتطبيقا ملبادئ القانون الـدويل املنظمـة

. للعالقات الودية القائمة على التعاون بني الدوللـدفاع عـن فالقانون الدويل ال يعاقب، وال يعد إرهاب العمل الذي تكون بواعثه هـي ا

ما تتخذه مـن لحق الشعوب يف تقرير املصري، بك احلقوق األساسية لإلنسان، وحقوق األفراد أو .طرق ومناهج لصد االحتالل بكل أنواعه

ألن هذه األفعال تقابل حقوقا يقررها القانون الدويل لألفراد والدول، حيث يكون الفعـل .)443(نون الدويل اإلتفاقي والعريف ألحكام القا متعلقا باستعمال مشروع للقوة طبقا

فالعنف الذي يأخذ صيغة الفعل اإلجرامي، ويتناىف مع السلوك اإلنساين ال ميكـن اعتبـاره ره وإضفاء صفة املشروعية عليه مهما كانـت ي ال جيوز ترب ا، كم أطرافهعمال سياسيا مهما كانت

من يلسني، والعمل اإلجرامي ال بد الدار د، على حد رأي أح )444(بواعثه، فالغاية ال تربر الوسيلة بغض النظر عن دوافعه، ألن الباعث النبيل ال ميكن أن يضفي الشرعية على بعض أشـكال تهإدان

والشعوب املقهورة، الرازخة حتـت الـسيطرة ءاستخدام العنف، خاصة عندما توجه ضد األبريا األسلوب الدائم عرب التاريخ البشري املانعة عنها حقها يف االستقالل واحلرية ،ويبقى ةاالستعماري

. ، متثل يف استمرارية املقاومة وأخذها النفس الطويل حنو هدف تقرير املصريرلزعزعة االستعما

.153املرجع السابق ص ، حممد امحد رفعت- 442واعد القانون الدويل حول تعريف اإلرهاب الدويل وحتديد مضمونه من واقع ق عبد العزيز سرحان،.وأنظر أيضا د .155املرجع نفسه، ص يف هذا املعىن،- 443

.174ص ،22/1979الة املصرية للقانون الدويل عدد الدولية،توقرارات املنظما .62-58، ص1990بريوت ،عاملؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزي اإلرهاب والقانون الدويل، أيضا، إمساعيل الغزال، وانظر

.154 ص ، السابقع، املرجحممد امحد رفعت. 444

Page 166: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 165 -

الخاتمة حول املقاومة و اإلرهاب ما هو إال صراع مصاحل بني الغرب و إن اجلدل القائم قدمياً أو حديثا -

الواليات املتحدة األمريكية ترى أن كل حركة حترر حتمل السالح أو ، فالغرب بقيادة الشرقو ديد األمن و السلم تستعمل الكفاح املسلح هي حركة إرهابية تسعى إىل زعزعة استقرار العامل

يرى أن هناك فرق شاسع بني املقاومة و بصفة دقيقةالدوليني، و الشرق أو العرب املسلمون يهدد مصاحل اخلاص و العام و ال يفرق بني مسلم و مسيحي أو غريه اإلرهاب ذلك أن اإلرهاب

. و نظريات أياً كان لتحقيق مصاحل ذاتيةتمن الديانات فهو ظاهرة ال عالقة هلا بإيديولوجيا مسرحية أخرى لتقويض العرب املسلمني و شلّ إالهوما إن ربط الغرب اإلرهاب بالدين

تزدهر عجلة التطور عندهم، و إالّ فماذا تسمي الواليات املتحدة .....حركتهم و إذالهلم حىت ال على لبنان و جمازر قنت و االعتداءات على غزة يف من بين صهيوناألمريكية االعتداءات السافرة

ر و إبادة اإلرهابية يف حق دول اجلوار من جماز و هول ما ترتكبه هذه احلركة2009 و 2008 أن الواليات املتحدة األمريكية تسمي هذا اين و ضد السالم، و الغريبم ضد اإلنسة و جرائمجاعي

من جهة دفاعاً عن النفس الذي تستعمل فيه اآلليات الكربى و األسلحة احملرمة دولياً من جهة، واألسلحة البسيطة اليت تكون من اجلانب الفلسطيين باإلرهاب، وتصنع باليد اليت الوسائل أخرى

و أي عدل و أي إنصاف؟أي معادلة هذه الزمن إىل الوراء، فإنناّ نالحظ تناقضاً كبريا، فاألمس خالل احلرب العاملية الثانية ب هذا إن رجعنا -

م عو الدنازية األملانية باملال و السالح دعمت الواليات املتحدة األمريكية الدول احللفاء ضد الومة الفرنسية و الربيطانية هي حق مكفول عندما قالت أن املقاتاللوجيسيت، و حىت بالتصرحيا

لكل الشعوب و بدورها بريطانيا اليت صرحت أن املقاومة الفرنسية حق ال تنازل عنه مبا أنه من هذه الدول أم أنه مكفول لشعوب دونحقوق اإلنسان، هل غاب هذا احلق مبجرد استقالل

.أخرىقانون تدعون إليه و خترقونه باسم السلم و ، فأي ول العامل الكربى مسؤولة أمام التاريخ إن د-

ويل اإلنساين و داألمن الدوليني و أين هي حقوق اإلنسان يا بلدان حقوق اإلنسان و القانون ال . م املتحدةألما

Page 167: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 166 -

Iاج/��� ا�<�\

القرآن الكرمي المراجع العربية-1

المراجع المتخصصة : أوالً

الدويل، وفقا لقواعد القانون الدويل العام، دار النهضة العربية أمحد حلمي نبيل، اإلرهاب - 1 .القاهرة دت

أمحد حممد رفعت، اإلرهاب الدويل يف ضوء أحكام القانون الدويل و االتفاقيات الدولية، و - 2 . 1992قرارات املم املتحدة، دار النهضة العربية،

. 1990 املعاصر، املؤسسة الوطنية للكتاب، بوكرا إدريس، مبدأ عدم التدخل يف القانون الدويل - 3حازم حممد عتلم، قانون الرتاعات املسلحة الدولية، دار الطباعة للكتب و النشر، الكويت، . د - 4 .1994، 1طحسني حنفي عمر، حق الشعوب يف تقرير املصري و قيام الدولة الفلسطينية، دار النهضة - 5

.2005، 1العربية، ط، 1يف عبد العال، جرمية اإلرهاب، دراسة مقارنة، دار النهضة العربية، طحممد عبد اللط - 6

1994. حممود زكي مشس، عمر الشامي، اإلرهاب و زيف أمريكا و إسرائيل يف ظل قانون العقوبات - 7

.2001، 1و القانون الدويل، مطبعة الواودي، دمشق، طلراهن، دراسة قانونية نقدية، دار العلم حممد عزيز شكري، اإلرهاب الدويل و النظام العاملي ا - 8

.1999، 1للماليني، ط، 1حممد عبد املنعم عبد اخلالق، املنظور الديين و القانوين جلرائم اإلرهاب، دار النهضة، ط - 9

1999. مورمتر سلريز، ترمجة صادق إبراهيم عودة، النظام العاملي اجلديد، حدود السيادة حقوق -10

.2001، 1 الشعوب، دار الفارس للنشر و التوزيع، طاإلنسان، تقرير مصريحممد طلعت الغنيمي، الوسيط يف قانون السالم و القانون الدويل العام و قانون األمم زمن -11

.1983السلم، منشأة املعارف، اإلسكندرية،

Page 168: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 167 -

مسعود عبد الرمحن زيدان، اإلرهاب يف ضوء القانون الدويل، دار الكتب القانونية، ط -122007.

.2003، 1عبد الغين عماد، صناعة اإلرهاب، دار النفائس، ط -13عبد الناصر حريز، النظام السياسي اإلرهايب اإلسرائيلي، دراسة مقارنة مع النازية و الفاشية و -14

.1979النظام العنصري يف جنوب إفريقيا، مكتبة مدبويل، ط سلطة العقاب عليها، دار النهضة العربية، مركز عبد الواحد حممد الفار، اجلرائم الدولية و -15

.1996جامعة القاهرة للطباعة و النشر، ط عمر إمساعيل سعد اهللا، تقرير املصري السياسي للشعوب يف القانون الدويل املعاصر، املؤسسة -16

.1986الوطنية للكتاب، .1970، 11سكندرية، طعلي صادق أبو هيف، القانون الدويل العام، منشأة املعارف، اإل -17بن عامر التونسي، قانون اتمع الدويل املعاصر، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، . د -18

1993. ، ديوان 1977-1914عائشة راتب، النظرية املعاصرة للحياد، دار النهضة العربية . د -19

.1986املطبوعات اجلامعية، .1987 اإلسرائيلي، دار النهضة العربية، ط عبد العزيز سرحان، الرتاع العريب -20صالح الدين عامر، املقاومة الشعبية املسلحة يف القانون الدويل العام، دار الفكر العريب . د -21

.القاهرة، دت، 3صالح الدين عامر، قانون التنظيم الدويل، النظرية العامة، دار النهضة، القاهرة، ط. د -22

1984.

، رهاب العاملي، إرهاب الدول، دول عمليات اإلرهاب، دار حسام للنشرتركي ضاهر، اإل -23

.1970، 11طكمال محاد، اإلرهاب و املقاومة يف ضوء القانون الدويل العام، املؤسسة اجلامعية . د -24

.2003، 1للدراسات للنشر و التوزيع، طلنشر و التوزيع، بريوت، كمال محاد، الرتاعات املسلحة، املؤسسة اجلامعية للدراسات ل. د -25

2005. .2008توفيق املدين، القضية الفلسطينية أمام خطر التصفية، دار الفكر، دمشق، -26

Page 169: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 168 -

عبد القادر زهري النتوزي، املفهوم القانوين جلرائم اإلرهاب الداخلي و الدويل، منشورات احلليب . د .2008، 1احلقوقية، ط

رهاب الدويل يف ظل املتغريات الدولية، منشورات حممد ادوب و أمحد سرحال، اإل. د -27 .2009احلليب احلقوقية، الثانية،

.2002حممد عدنان سامل، أمريكا و اإلرهاب، دار الفكر، دمشق، . د -28 .2008سامي جاد عبد الرمحن واصل، إرهاب الدولة، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، . د -29 .2006ب الدويل، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، منتصر سعيد محودة، اإلرها -30

العامة المراجع : ثانيا

السياسي حبث يف أصول الظاهرة و أبعادها السياسية، دار الطليعة، أدونيس العكرة، اإلرهاب - 1 .1983بريوت،

.2002ثامر إبراهيم اجلهماين، مفهوم اإلرهاب و القانون الدويل، دار العرب، دار حوران، - 2دافيد فروسابث، ترمجة غنيم، حقوق اإلنسان و السياسية الدولية، اجلمعية املصرية لنشر املعرفة - 3

.و الثقافة العاملية، القاهرة، دتاجلمعية املصرية لنشر املعرفة دافيد فروسابث، ترمجة غنيم، حقوق اإلنسان و السياسة الدولية، - 4

.، القاهرة، دتو الثقافة العامليةصطفى مصباح دبارة، اإلرهاب مفهومه، و أهم جرائمه يف القانون الدويل اجلنائي، جامعة م - 5

.1990، 1قار يونس، طعبد الرمحن الرشيدي اهلواري، التعريف باإلرهاب و أشكاله، اإلرهاب و العوملة، الطبعة - 6

.2001لرياض، األوىل، مركز الدراسات و البحوث األكادميية نايف العربية للعلوم األمنية، اعطا اهللا إمام حسني خليل، اإلرهاب و البنيان القانوين للجرمية، دار املطبوعات اجلامعية، - 7

.2004اإلسكندرية، ، ديوان املطبوعات 1977-1914صالح الدين أمحد محدي، العدوان يف ضوء القانون الدويل - 8

.1983اجلامعية، .2002سالمية، دار البباوي للنشر، ط نبيل لوقابباوي، اإلرهاب صناعة غري إ - 9

.1990 الدويل األسطورة و الواقع، ط نعوم شومسكي، ترمجة صربي لبىن، اإلرهاب -10

Page 170: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 169 -

الرسائل الجامعية : ثالثا

عواشرية رقية، محاية املدنيني و األعيان املدنية يف الرتاعات املسلحة غري الدولية، رسالة - 1 .2001رة، دكتوراه، جامعة عني الشمس القاه

عبد الباسط العيدودي، تطبيق قانون مكافحة التخريب و اإلرهاب يف الزمان، مذكرة - 2 . 1995-1994 ماجستري، فرع القانون اجلنائي، جامعة اجلزائر، السنة اجلامعية

، جامعة 1983-1988سليم فرحايت، مفهوم اإلرهاب يف القانون الدويل، حبث ماجستري لعام - 3 .اجلزائر

ضر دهيمي، اإلرهاب الدويل و اختطاف الطائرات، حبث ماجستري، كلية احلقوق، البليدة، خل - 42005.

هيثم موسى حسن، التفرقة بني اإلرهاب الدويل و مقاومة االحتالل يف العالقات الدولية، - 5 .1999رسالة دكتوراه، كلية احلقوق، عني الشمس، مصر،

المجالت: رابعاً

مد، ظاهرة اإلرهاب الدويل على ضوء أحكام القانون الدويل العام، جملة أمحد أبو الوفا حم - 1 .1990البحوث و الدراسات العربية، عدد

.147أمحد إبراهيم، اإلرهاب اجلديد، جملة السياسة الدولية، عدد - 2 .2000مجال يونس، االتفاقية اإلفريقية ملنع اإلرهاب و مكافحته، جملة الدرك، رويبة، - 3ني توفيق إبراهيم، ظاهرة العنف السياسي يف النظم العربية، مركز دراسات الوحدة حس - 4

.1999العربية، بريوت، يناير دراسات عصرية من مكتبة القذايف السياسية، اإلرهاب، املركز العاملي لدراسات و أحباث - 5

.1990، طرابلس اجلماهريية 2الكتاب األخضر، ط، 232ب يف زمن العوملة، الرائد جملة املستقبل اإلسالمي، عدد عبد العزيز بلحاج، اإلرها - 6

.2004 جانفيعز الدين فودة، شرعية املقاومة، دراسات يف القانون الدويل، الة املصرية للقانون الدويل، ط - 7

1969. .1971عائشة راتب، مشروعية املقاومة املسلحة، الة املصرية للقانون الدويل، - 8 .262-261عزيز خميمر، اإلرهاب الدويل، نشرة املنظمة العربية حلقوق اإلنسان، العددان عبد ال - 9

Page 171: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 170 -

خمتار مرزاق، دور حركة عدم االحنياز يف حماربة االستعمار اجلديد و التمييز العنصري، الة -10 .1988، الفصل الرابع، ديوان املطبوعات اجلامعية، 12اجلزائرية للعالقات الدولية، عدد

.04/11/2002حمي الدين عشماوي، اإلرهاب و حق املقاومة يف القانون الدويل، األهرام، -11هانز بيتر غاسر، خطر األعمال اإلرهابية يف القانون الدويل اإلنساين، الة الدولية للصليب األمحر،

.1986عدد جويلية، أوت لدولية، جملة الوحدة، حمور العدد هيثم الكيالين، إرهاب الدولة بديل احلرب يف العالقات ا -12

.ت.العالقات الدولية، د، 1999، 3سيد حسني موسوي، االستعمار و حق تقرير املصري، جملة الشؤون األوسط، عدد -13 .11صموسى القدسي الدويك، حركة محاس بني املقاومة و اإلرهاب، اهلالل األمحر القطري، . د -14 .85، ص2006، 2طاش، قوانني مكافحة اإلرهاب األمريكية، إجراءات مؤقتة أم انقالب على د إبراهيم علو -15

.2001 نوفمرب 12 ، 11الدستور، جملة اآلداب ، العدد

الندوات: خامساًالسيد حممد السيد أمحد، حول العوملة و األمن و الغداء، امللتقى الدويل حول العوملة و األمن، - 1

.2002جلزائر، ماي، ا7-4جملس األمة، قصر األمم عبد احلي الفرماوي، اإلرهاب بني الرفض و الغرض، كلية أصول الدين، جامعة األزهر - 2

.ت.الشريف، د .03/07/1987عبد املنعم النمر، موقف اإلسالم من اإلرهاب، ندوة منشورة يف األهرام، - 3 . الثوري الدميقراطيحممد عزيز شكري، املقاومة بني العنف و اإلرهاب، ملتقى احلوار العريب - 4، 1وليد عبد ايد كساب، بني اإلرهاب و املقاومة املشروعة، رابطة اجلامعات اإلسالمية، ط - 5

.2003، 08عدد

المعاجم: سادساً .ابن منظور، لسان العرب - 1

Page 172: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 171 -

المراجع اإللكترونية : اًسابع www.moqawama.orgعلي عرسان، مفهوم املقاومة و مفهوم اإلرهاب، - 1، 07/11/2002أمحد اذوب، الواليات املتحدة، بني اإلرهاب و القانون، مقال منشور يف - 2

www.moqawama.org/arabic/articles/doc www.moqawama.orgة مبوجب القانون الدويل، شفيق املصري، شرعية املقاوم - 3 www.moqawama.orgحممد ادوب، املقاومة، - 4 www.teshreen.comحسن غازي، شرعية حركات املقاومة، - 5 Hanishukrallah, reflections what is terrorism? Alahram weekly online, 08.14

November.2001/ www.ahram.eg www.lybinhumain.rights.comرجاء الناصر، قراءة يف االتفاقية العربية، - 6 www.google.fr، من منطلقاته و أبعاده 1373سليمان عصام، القرار - 7 www.moqawama.orgليان ميشال، اإلرهاب و املقاومة، - 8

المراجع باللغة األجنبية I- Dictionnaire, encyclopédie

1 -Pluri dictionnaire, la rousse, 1997.

2 -Dominique et Michel Fremy, Quid 1992, Ed Robert Laffont.

3 -Dictionnaire de terminologie du droit international, 1960. PC

4 –Larousse, p h dictionnaire 1977, P1391.

II-Les ouvrages 1-Albert CAMUS, l'homme révolté.

2-CH. Albert, du droit de se faire justice dans la société internationale depuis 1945, Paris,

L.D.J, 1983.

3-Charles Rojzman, la peste émotionnelle, la violence politique, centre universitaire de Paris,

éd, érés, 2003.

4-Ch. Rousseau, le droit des conflits armés, Paris, Pedone, 1983.

5-Dominique Carreau, droit international, 3ème édition, Apedone, n°1, 1991.

6-D.Bindschidler, reconsidération du droit des conflits armés, conférence sur le droit des

conflits armés, Genève, sep, 1959.

7-Eric Hugues, la notion de terrorisme en droit international, enquête d'une définition

juridique, journal du droit international n°3 du 01/07/2002.

Page 173: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 172 -

8-Gérard Chaliand et Arnaud BLIN, manifestation de la terreur à travers les âges, histoires du

terrorisme de l'antiquité à Al-Qaïda, Ed bayer, 2004.

9-Guillaume Bacot, la doctrine de la guerre juste, Ed economica, 1989.

10-Gérard Challiand, terrorisme et guérilla, Ed Flamarion, 1985.

11-Jacques Derrida, qu'est ce que le terrorisme? , le monde diplomatique, février 2004.

12-Jean Marc Varant, l'Etat de droit contre l'Etat du peuple, gaz-pal, 1986.

13-Juan Antonio, Carrillo Salcedo, les aspects juridiques du terrorisme international, centre

d'étude et de recherche de droit international et de relations internationales, académie du droit

international de LAHAYE ,1988.

14-Linda A. Malone, les droits de l'homme dans le droit international, nouveaux horizons,

ARS, Paris, 2004.

15-Monteskieu, de l'esprit des lois, livre x chapitre Il, Ed, Flamarion tome 1. 16-P.Berson Mathy, formes nouvelles de la lutte révolutionnaires et définition de la répression

du terrorisme, Ed, université de Bruxelles 1974.

17-R.Gaucher, les terroristes de la Russie tsariste à l’O.A.S, l'histoire du XXème siècle, Paris,

Ed Alain Michel, 1965.

18- Robert H.Eissmman, Islamic law in Palestine and Israel, Leiden E.J. Brill, 1978.

19- Thierry Meyssan, 11 septembre 2001, l'effroyable imposture, aucun avion ne s'est écrasé

sur le pentagone, Ed Carnot, 2002.

20- Walter Laquer, Terrorisme, Presses Universitaire de France, 1ère Edition, 1979.

21- Henry E. Hale, resolution UN world politics, Volume58, N°1, October 2005, P366.

22- Olivier Russbachonu conto ONU, édition la découverte, Paris 1994, p247.

III-Articles

1-Abdennour ben Antar, la mondialisation, l'Etat et la sécurité, actes du colloque

international, mondialisation et sécurité, palais des nations, Alger 4-7 mai 2002 tome II.

2-Le monde, la chine refuse l'amalgame entre terrorisme et résistance, agence France presse

(A.F.P) le Caire, le 26/12/2001.

Page 174: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 173 -

الفهرس ا�7�38

����� ا� ��م ا����و�� و ا�ره�ب"!�: ا� �� اول� � ..........................

�و�7 و أن ا@>� و ? اب=>�: ا��"�; ا:ولB3> م ا���.............. �و�7 : ا��=DE ا:ولBا�� F�6G#..................................

�و�7 : ا�63ع ا:ولB6وط ا��I......................... �ن%Jا�63ع ا� :�KIو�7 أ�Bل ا��......................... �و�7 ا���ن7M : أوً�Bا��.................................. �ًMن��و�7 ا��7�E2: ثBا��................................ ;��Jو�7 : ا�63ع ا��Bا�� O&� ..........................د@1 -%"GQط ا��Qا�� ............................ .......... 2 -7�E2ة ا�� Bام ا��Rاس� .............................. �و�7- 3Bا�� T� 7)�<�2ى ا�� Bا� ..................... 4 - %�V ا��ا(* ا� .......................................

�ن%Jا� DE=و�7 : ا���Bأن اع ا�� T� ت ا���6ر آ� ع� ...ح6آ ............�6آ�ت ا���6را�@�6اف ب: ا�63ع ا:ول�ن%Jت: ا�63ع ا�� ا�6Qوط ا�� ? @7M ��6آ

...................................ا���6ر ;��Jت ا���6ر: ا�63ع ا�� ......Zث�ر ا�@�6اف ب�6آ

;��Jا� DE=و�7: ا���Bه6 ا���\� T� 6<\6@% آ�Qع ا�� ا��(�ع ا�6Q@%أسE ب ا: ا�63ع ا:ول)��................ �ن%J6@%: ا�63ع ا�Qع ا�� ................6Iوط ا��(;��J6@%: ا�63ع ا�Qع ا�� ..#MEG^ ح ل 6Iوط ا��(

�ن%Jن ن: ا��"�; ا��Bا� %) !����! و #`6KIب، أ� �3> م اaره ......................................................ا��و�%

6�F اaره�ب: ا��=DE ا:ولG#................................. 6�F ا�cE ي �bره�ب: ا�63ع ا:ولGا��............ �ن%Jب: ا�63ع ا��6�F ا�ص=dح% �bرهGا��..... ;��Jب: ا�63ع ا�� .............ا��3�هOM ا�b� 7M<B3ره ......................................... ا�B3! ا�6cب% - 12 -%�dسa6ب% و اGا� !B3ا� .......................... ................................................ ا�6Gب% -أ

........................................... اaس�d%- ب�ن%Jا� DE=ب : ا��� ...................................أن اع اaره

..........................إره�ب ا:(6اد: ا�63ع ا:ول�ن%Jب ا��و�7: ا�63ع ا�� ...........................إره

1 6 6 6 9

15 15 16 21 21 22 23 24 25 25 30

35 41 41 45 51 55

55 55 58 64 69 69 72 78 79 80 83

Page 175: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 174 -

...........................إره�ب ا��و�7 ا��اخE% : أوً��ًMن��ر5%: ثRب ا��و�7 ا�� .........................إره;��Jب: ا�63ع ا�� ................. أن اع أخ6ى �bره

اaره�ب ا��=E^ و اaره�ب ا��2"% : ا�� ع ا:ول ..................................... اaره�ب ا��=E^-أ

................................... اaره�ب ا��2"% - ب�ن%Jب ا��و�%: ا�� ع ا�� اaره�ب ا���E% و اaره

..................................... اaره�ب ا���E% -أ .................................... اaره�ب ا��و�% - ب

;��Jري : ا�� ع ا� Jب ا�� .......................اaره ......................اaره�ب ا�G56% : ا�� ع ا�6اب*

h��Rا�� ع ا� : %�� .......اaره�ب ا�6G'% ا�ن83�رياaره�ب ا�ن��: ا�� ع ا�2�دس................. .......................اaره�ب ا�6K3ي : ا�� ع ا�2�ب*T��Jب ا��23% : ا�� ع ا�� ........................اaره ......................اaره�ب ا���MEBي: ا�� ع ا���س*6I�Gب ا�� وي: ا�� ع ا�� ......................اaره

6Q@ دي� ...........aره�ب ا�"M � 5%ا: ا�� ع ا��6Q@ %ن�Jوي : ا�� ع ا���MKب ا�� ..............اaره6Q@ ;��Jا�� ع ا� :%#�� EGب ا��� ...........اaره

;��Jا� DE=ن ن ا��و�% و : ا���Bا� %) !�� اaره�ب و #`6 7Mت ا��و��M'� ....... .........................ا�3#

�ن ن ا��و�%: ا�63ع ا:ولBب (% ا�� و?7MG اaره�ن%Jا�63ع ا� :O�:7 اjMب ��ى ه� و?7MG اaره

....................................ا�����ة ;��J7 : ا�63ع ا�Mت ا��و��M'� اaره�ب (% ا�3#

a��ص7 بRب ا�� .....................ره ...............ا3#�'7M ح�FM و اaره�ب ا��و�%: أوً�

�ن أو #="M^ ا�3#�'7M -أ� ................... ن=�ق س6�ة �K#6"% ا:@��ل - بlBص ب�� 5>7 ا�خ�8

7Mب� ............................................اaره OME2# 7ME�@ T ا���>�M- 5ـ

�ًMن� � 'F ا�3#�'7M ا:وروبT� 7M اaره�ب: ث ..............................................ا��و�%

...ا��ا\Iو بF8 ا�@P/ � و ا7ره�با����و��: ا� �� ا����4�و�7 و اaره�ب : ا��"�; ا:ولBا�� TMب oMM6 ا���M��G�............

�و�7 و ح^ #: ا��=DE ا:ولB6ا��M86 ا���6B................ 6�6 ا��T� 6M8 حB ق : ا�63ع ا:ولB# ^ح

..................................اaن2�ن

83 86 87 87 87 88 88 88 90 91 92 92 93 94 94 94 94 95 95 95 96

96 102

107

109 110 111

112 114

121 121 121 121

Page 176: ﱄﻭﺪﻟﺍ ﻥﻮﻧﺎﻘﻟﺍ ﰲ ﺏﺎﻫﺭﻹﺍ ﻭ ﺔﻣﻭﺎﻘﳌﺍbiblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/11063/1/HADDADJ_REDA.PDF.pdf · - 2 - ﺮـﻳﺮﻘﺗ

- 175 -

�ن%J7 : ا�63ع ا�jMر ه�V6 (% إM86 ا���6B# ^ح ............................ا:�O ا�����ة

;��J6 : ا�63ع ا��6B# ^�� 7��G7 ا�MG�`6ارات ا�' 6M8ا��..................................

�ن%Jا� DE=و�7 و : ا���Bا�� TMب oMMا��� 6M��G� ب ا��و�% و� و ا��63'7) ا�pER(اaره

�و�7 ا���: ا�63ع ا:ولBا�� TMب oMM ..........و اaره�ب ا��و�%

..........................ا���oMM (% ا�B3! ا��و�%: أوً��ًMن� ................................ا���oMM ��ى ا��ول: ث�ًJ�� ا���oMM ��ى ا���\��ت ا��و�7M و 6Mq : ث

M� K7ا��.......................................... �ن%Jب : ا�63ع ا���و�7 ) خpE(أس"Bا��

...........ب�aره�ب ا��و�% ;��Jا� DE=و�7 و : ا���Bا�� TM6 ا��63'7 بM��G� و pاب ?

.................... .............اaره�ب ا��و�% �و�7 ) ا�pER( ? ابp @�م :ا�63ع ا:ولBا�� TMب

....................و اaره�ب ا��و�%

�ن%Jو�7 و : ا�63ع ا��Bا�� TMب oMM6 ا���M��G� ......................اaره�ب ا��و�%

�ن%اJ7: ��"�; ا�Mرس7 ا��و���و�7 واaره�ب (% ا���Bا��.......... �ر : ا��=DE ا:ولVب (% إ��و�7 و اaرهBا�� TMب oMMا���

��7jM<� 7 ا:�O ا�����ة G7 ا�MG�`ا�........... �ن%Jا� DE=و�7 و : ا���Bا��a7 ا�`Eل ا�� ره�ب ا��و�% (% أ@�

�ص7 ب�aره�ب Rا�.............................. ;��Jا� DE=ب: ا����ص7 ب�aرهRت ا��M'��و�7 (% ا�3#Bب و ا��� اaره

��"�Aا�

Iاج/��� ا�<�\ ا� �/س

125

128

133

133

133 135 136

138

138

140

150

151 158 158 163

164

166 167 174