ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١...

46
٠ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ" ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻹﺨﻼﺹ" ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺴﻠﻭﺒﻴﺔ ﺍﻝﺒﺎﺤﺜﺔ. ﺇﻴﻤﺎﻥ" ﻤﺤﻤﺩ ﺃﻤﻴﻥ" ﺨﻀﺭ ﺍﻝﻜﻴﻼﻨﻲ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻤﺸﺎﺭﻙ ﺍﻝﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻝﻬﺎﺸﻤﻴﺔ٢٠١٠

Upload: others

Post on 29-May-2020

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٠

بسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيم

دراسة أسلوبية" سورة اإلخالص "

الباحثة خضر الكيالني" محمد أمين"إيمان .د

أستاذ مشارك الجامعة الهاشمية

م٢٠١٠

Page 2: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١

بسم اهللا الرحمن الرحيم

الملخص، لـنص القرآنـي يتخذ هذا البحث من األسلوبية الداللية الجمالية التطبيقية مسبارا لدراسـة ا

، في محاولة للكشف عـن الداللـة خاصة" اإلخالص "األفقية في سورة برصد االنزياحات الرأسية و، فهـي غة دون غيره من الخيارات الممكنةالخاصة المتأتية من استعمال أحد الخيارات التي تتيحها الل

ثمرها حدس الناقد التي يستمحاولة للوقوف عند بعض مواطن اإلعجاز القرآني من خالل اللغة الكاشفة على أن الدراسة ال تعزل ،ن داخل النص ومكوناته ليعود إليه، ويحلل ليعلل؛ فينطلق ماللغوي المتمرس

.، بما فيها مناسبة النص والسياقية والمكانيةنص عن هويته الربانية والزمانية الأيضا ال يقف ، وا وراء البالغةلى م، وإنما يتجاوزها إف عند الحدود البالغية للنص فحسبكما اليق

، فيتناول ما يفرضه النص الشريف ذاتـه يتجاوزها إلى ما وراء اللسانيات ، وإنماعند حدوده اللسانية، من ترتيب وحذف وزيادة وتكرار، كما ة، وصوتينحوية، وصرفية: لمتلقي من قضايا تركيبيةعلى ا

، واسـتكناه العالقـة الدالليـة قنيات األسلوبية معاربط هذه الت، في محاولة ليعمد إلى اإلحصاء أحيانا . الخاصة المتشابكة

على الولوج إلى طبقات النص، كل تهم في قدرسرين قارئين نموذجيين يتفاوتون ويتخذ البحث من المف، فيحاورهم ويسـلط الضـوء علـى مه وثقافته ودقته وموهبته وتعمقهحسب ما يمليه عليه ذكاؤه وعل

، ويحاول أن يلفت األنظار إلى جذور النظرية الداللية واألسلوبية التي طبق العلماء بداعيةتهم اإلإشراقا .روا لها تنظيرا، وإن لم ينظزءا ليس باليسير منهاج -العرب من مفسرين وبالغيين ولغويين

Page 3: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢

Surat Al-Iklas " A Stylistic Study " Iman Mohammad Amin Khader Al-Kailani, Ph. D

Associate Professor in Modern Linguistics

Hashemite University

Abstract

This research paper adopts an applied denotative esthetic stylistics as a probing way to study the Quranic text, finding out the vertical as well as horizontal shifts and implications in sura (Al-Iklas) in particular as a case study in an endeavor to discover this special denotative implication resulted from the usage of one of the choice that the language offer other than else possible options. Its an attempt to contemplate some challenging, rhetoric and miraculous Quranic implications through a revealing and probing language that is utilized by the linguistic intuition of a skilled critic setting out from the bottom of the text and its constituents and finally back to the text itself. The critic can analyze to justify in that the study does not alienate the text from its Godly identity as well as the time , positional , and the contextual identity including the occasion of

the text.

It also does not stop on the rhetoric limitations of the text but also goes far beyond rhetoric. It does not suffice with its linguistic limitations as well but also exceeds beyond linguistics and rather it deals with what the noble text imposes upon the receiver of various structural issues such as the syntactic, acoustic, and phonological issues as well as ellipses, repetition, adding and deleting. It also undertakes statistics sometimes as a way to link these stylistic techniques together finding out the special denotative overlapping relation.

The research also adopts the views of some model interpreters who possess varied abilities in approaching and delving into the text according to what they possess from different levels of cleverness, knowledge, culture, precision, giftedness and awareness. Thus it addresses them and sheds the light on their creative views trying to draw attention towards the roots of the denotative and stylistic theory which was partially applied by some Arab scientists, rhetoricians and linguists

even though they did not it theorize for it.

Page 4: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣

منهج البحثـ " االخالص " يهدف هذا البحث إلى رصد االنزياح في سورة داباعتبار النص القرآني نصا إبداعيا فري

، أو اإلضافة، بهر العرب القدماء، وتحداهم في أجود ماعنـدهم ، أو الحذفالتغييرغير قابل للتجديد أو .، وكبيرهم قبل صغيرهم ، حتى شهد له كافرهم قبل مؤمنهموهو الفصاحة

، مفتوحا قـابال للكشـف عـن نفائسـه -على كثرة من فسروه وشرحوه وأولوه -وما زال هذا النص . وإعجازه

استعماال يخرج بهـا عمـا هـو معتـاد ،، مفردات وتراكيب وصورااالنزياح هو استعمال المبدع لغةوزياح ، وبذلك يكون االنبه من تفرد وإبداع وقوة جذب وأسرومألوف، بحيث يؤدي ما ينبغي له أن يتصف

)١(.، وغير الفني هو الفيصل بين الكالم الفني، كما ألحت سـابقا ، تلح على الناقدنطلق من كلمات تشكل مفاتيح لهص يوهو إذ يسعى إلى دراسة هذا الن

ولدت الحركة التضادية المتوازية بـين "فقد " .طلق البحث من قوالب جاهزة مسبقا، فال ينعلى المفسرينيدعو إلى التأمل الخاص لديناميـة " سبيتزر "، إن عرف بالكلمات المفاتيحة النص ماالجزء والكل في قراء

، فيتحرك السياق حركة إيجابية مع تفاعله مع الجزئيات األخرى.....ة بارزة ينة تبدو من تفاعل جزئيمع، ومن اإلمساك بخيط البداية بعد تحديدهمالحظة ذلك األمر حتى يتمكن من ) القارىء(وعلى الناقد . معها

، وهذه في تماسكه –بدورها -، والتي تتحكمالوصول إلى عقد النسيج الخاصة بهثم فإنه يتمكن أيضا من ـط، ولكنها تتولد من الفعل الحركي القرائي )٢(."الخطوة األساسية لبدايات القراءة اإلجرائية ال تخط

؟ يقه على العمل الفنـي لماذا أصر على استحالة تزويد القارىء بأساس ذي خطوات لتطب: "يقول سبيتزر وأن ، إذ البد كل شيء، اليمكن أن تخطط يمكن أن يتوقف عليها، وهو أن الخطوة األولى التي لسبب واحد

ـ ي الشعور بأن جزئية ما قد لفتتنا، فهذه الخطوة األولى هتكون تمت بالفعل ة ، فاالعتقاد بأن هـذه الجزئيعنى ذلك أن هناك مالحظة قد أجريت، والمالحظة هي أول النظرية، وم. ذات عالقة جوهرية بالعمل الفني

) ٣(".، ويجب البحث عن جوابه قد أثير أو أن سؤاالربطها ببقيـة هي الموجه إلى استكشاف البؤرة و فالحس النقدي الدرب المبني على أصول لسانية راسخة

ما يكـون إلى شيء هو أقرب -جوهرها إضافة إلى الدربة والسعي والمسألة تستند في. مكونات النص طريقة تضـمن –لسوء الحظ -ولست أعلم:" سبيتزر بقوله ، وهو ما أشار إليهإلى الفتح اإللهي والكشف

.)٤("الحصول على االنطباع وال االعتقاد ، فهما ثمرتا الموهبة والدربة واإليمان

. ٥، ص، اتحاد الكتاب العرب، دمشقاالنزياح في التراث النقدي البالغي، ويس، أحمد محمد) ١( .٦٩-٦٨ص ،، مكتبة اآلداب، القاهرةية من الزوايا إلى الدوائر، دراسة فيلولوجيةجذور األسلوب، الزهرة، شوقي) (٢، ١، دار العلوم، الرياض، طاتجاهات البحث األسلوبي، عياد ، شكري: مضمن في علم اللغة وتاريخ األدب ، ليوسبيتز) ٣(

.٧٩، ٧٨هـ ص١٤٠٥ –م ١٩٨٥ .٧٥ ص ،المرجع السابق) (٤

Page 5: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٤

النموذجي الذي تحـدث عنـه وأما الكشف فال يكون إال بالنظر إلى المفسرين على أنهم يمثلون القارىءه، كل يتفاعل معـه بطريقـة انتباهها وحواسها إلى النص نفس ، فهم يمثلون عقوال مجتمعة توجهريفاتير

، ممـا ن في نقاط إشارية بعينها في الـنص ، كما يتفقومختلفة، يرشحها عمقه، وثقافته، ودقته في التعبير؛ فيصبح القارىء أقرب ما يكون إلى الدقة والشمول يساعد الناقد على تحليل هذه الرؤى ومقاربتها بمعيار

. نبه الذي يشير إلى النقاط اإلبداعية المحورية في النص النموذجي المالقارىء النموذجي كالقارىء العادي يفك رموز النص متقدما في نفس اتجاه المتوالية اللفظية مـن "...فـ

، هو مجموع القـراءات ولـيس متوسـطا القارىء النموذجي. ، ومن البداية إلى النهايةليساراليمين إلى ا؛ ردود أفعال القراء مسألة جوهرية وإلغاء محتوى. ، ال أقل وال أكثر إلظهار منبهات نص ما إنه أداة....

كشف الحالة بـأن تكـون عبـر ، ويسمح لحمي من التصنيفات المتصورة سلفا، كتصنيفات البالغةألنه يتأويلها أحيانـا مـن ، كما يسمح لهذا الكشف أيضا بأن يدرج الوقائع التي تغيرتاريخية، وعبر أيديوليجية

صـي ، وأخيرا هذا اإللغاء هو الذي يقعتبار حتى ردود األفعال السلبية، وأن يأخذ بعين االحال إلى حالإال بما يثير ردود األفعال ليس معنيا... غير أن القارىء النموذجي...... ، الذاتية من ردود األفعال هاته

مرحلة استكشافية أولى مـن م القارىء النموذجي ليس إال واستخدام مفهو..... ، أي بمركبات النص تلكسـيجري علـى إنه يضمن ببساطة أن هذا التأويل .....، وهو بالطبع اليلغي التأويل وحكم القيمة التحليل

، أو مختزل إلى ما ينسـجم فـي لى نص مصفى بواسطة ذاتية القارىء، وليس عمجموع الوقائع المميزة )١(" .ما يعتقد بمعرفته من ذوق المؤلف وفلسفته أو مقاصده النص مع ذوقه أو فلسفته أو

) ٢(.ويفهم من قراءة ريفاتير أن كال من القراءات السابقة للنص نفسه يمكن أن تمثـل قارئـا نموذجيـا ي أيضا مجموع ، كما أنها ال تغطقارىء النموذجي ال تتوزع بالصدفةوالشهادات التي يشكل مجموعها ال"

وعلى ذلك نبني تأويلنا لظاهرة ما في النص ) ٣(."إنها تلتقي حول النقط العقدية للنص . بيريةالسلسلة التعلتأويل مرحلة ارتقائيـة لفـن فا" .امل لكل ما ورد فيه لدى المفسرينموضع التحليل من خالل استقراء ش

:" )٤("في قوله تعالى ، وذلكصطفاء، ففي القرآن الكريم نرى اإلشارة إلى مكانة التأويل وربطها باالالقولIIII[�Z�Y�X�W�V�U�T�S�R[�Z�Y�X�W�V�U�T�S�R[�Z�Y�X�W�V�U�T�S�R[�Z�Y�X�W�V�U�T�S�RHHHH������������)فهو بحث يؤول النص مـن داخـل ،)٥

د العالقات الرأسية ، يحاول الوقوف على الحدود الداللية له على صعيالنص، وال يبتعد عنه إال ليعود إليه

دار النجاح و، حميد حمداني، منشورات دار سال. تقديم وتعليقات د ،، ترجمةمعايير تحليل األسلوب ،ميكائيل ريفاتير، ) ٢(

. ٤١،٤٢م، ١٩٩٣، ١، طيدة، البيضاءالجد . ٤٧ص ،المرجع السابق:انظر) (٢

. ٤٧ص ، المرجع السابق (٣) . ١٧، ص جذور األسلوبية من الزوايا إلى الدوائرالزهرة، (٤)

) .٦: يوسف( )٥(

Page 6: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٥

نطلـق مـن ، فيعز وجل –، وخصوصية المبدع الخاصة اسبته، وسياقه، رابطا بينه وبين منواألفقية فيه )١(.ة ثم بالدالالت كما يرى بلومفيلدالبحث في الصيغ اللغويسـتعملها يكشف بوضوح وموضوعية عن النظرية األسـلوبية الدالليـة التـي ا وهو إذ يبتغي الكشف ل

تحديد واقع تعبيري يتطلب أخذ محيطه ".. ؛ ذلك أن لها دوماروا ظن، وإن لم يالمفسرون بدرجات متفاوتةفيما بينهـا إال بترابطـات ويستلزم باإلضافة إلى ذلك أن ال تكون وقائع التعبير مرتبطة. عتباربعين اال، وهو نفسه يقوم على وجود معادل منطقي بحت لكل عبارة مدروسة وتقود هذه القيمة المنطقيـة طبيعية

المنطقية والنغمـة ، تقوم بكاملها على التمييز الدائم والغريزي بين الخصائصرإلى تصنيف وقائع التعبي ) ٢(. "العاطفية لوقائع اللغة

، افرها فـي أي اتصـال ، تقابل العوامل الستة التي ينبغي تورأي جاكبسون ثمة ست وظائف مختلفةفي و )٣(. الرسالةو ،وسيلة االتصالو ،)الشيفرة( والمتلقي، والسياق، والسنن ،الباث: وهي

التي تعبر نفعالية ، فالتركيز على الباث يعطي الوظيفة االعواملتألف بتركيز على أحد هذه الإن الوظيفة ت "وظيفة التأثير علـى أيالطلبية،ي الوظيفة اإلفهامية أوطعلى المتلقي يع، والتركيزعن عواطفه، ومشاعره

فرة الشـي ، والتركيز على السـنن، أو المرجعيةالسياق يعطي الوظيفة اإلحالية أو ى، والتركيز علالمتلقي . ، والتركيز على الرسالة نفسها يعطي الوظيفة الشعريةظيفة الماوراء لغويةيعطي الو

، إذ هي تشكل تسلسال هرميا بحسب الغلبـة عادة هذه الوظائف بدرجات متفاوتةإن النص األدبي يتضمن ، ت الرسـالة بأنهـا أدبيـة أو جماليـة ، وصـف كانت الوظيفة الشعرية هي الغالبةالنسبية لكل منها، فإذا

قـت ، وفـي الو ص المميزة للنص األدبي أو الشعريوبذلك تمكنت مدرسة براغ من إبراز الخصائ......؛ وذلك ألن الوظائف رغم غلبة إحـداها علـى نفسه اإلقرار بعالقته بالمؤلف، وأيضا بالسياق االجتماعي

، أو ينكر جاهل ذلكخرى في النص وتمييزها له عن غيره، تظل شيئا من الوجود، وعلى الناقد أن ال يتاأل )٤(" .، بل يتدبره ويتدبر الخصائص الداخلية للنص دب بالواقعصلة األ

االستشعار بداللة خاصة النزياح ما فالباحث ينحو نحوا يوازي فيه بين الحدس الشخصي من القدرة على ، دقه وإصابتهج علمي منظم قابل لالختياروالنقد، وسبرمدى غوره في ص، وفق منهفي النص وبين التحليل

)٥(.وموضوعيته

١، ط١، مجلدللبناني، بيروت، ودار الكتاب ادار الكتاب المصري، القاهرة ،علم األسلوب والنظرية البنائية، فضل، صالح: انظر (١)

.١٧٨م، ص ٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨،-١٤٢٠، ١، طبيـروت لجامعية للدراسات والنشـر والتوزيـع، ، المؤسسة ابسام بركة. د: ، ترجمةاألسلوبية ،مولينيه، جورج (٢)

.٥٨م، ص١٩٩٩

.٣٥م، ص ٢٠٠٠، دمشق ،اب العربمطبعة اتحاد الكت ،النص واألسلوبية بين النظرية والتطبيق، بن ذريل،عدنانا (٣) . ٣٥، ص السابق لمرجعا (٤)

. ١/١٨٠،علم األسلوب والنظرية البنائية، فضل، صالح (٥)

Page 7: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٦

ك شـيفرتها وإعـادة وفي ضوء هذه المبادىء انصرف البحث في مجمله إلى المتلقي والرسالة محاوال فضع الدرس في كتب اللغة والتفاسير، ، كما اهتم بالوظيفة اإلحالية من خالل تتبع الظاهرة موإنتاج داللتها

، يلتفـت عن الزلـل المنزه ،على غير مثال عدبل فهو المسر، وأما الموربطها بالسياق الذي وردت فيها يفرضه النص قسرا مم، ، وما يليق بعظمتهمن خالل ما يقوله عن ذاته -عز وجل –البحث إلى صفاته

.ال اختيارا :سبب النزول

وهـو ظ،كما رأى الجرجاني والسيوطي والجـاح ، يجوز عزل النص عموما عن سياقهنظرا إلى أنه ال، بل وما آلت إليـه أسـلوبية وغيرهموتودوروف ون فما آلت إليه أسلوبية سبيتزر وجاكبسون وبيأيضا

في مقارباتـه النقديـة بارت الذي كان أول من نادى بعزل النص عن قائله وسياقه فنادى بموت المؤلفا الزمني تعطي صورة صادقة ، وفق تسلسلهإن مقاربة نقدية لمؤلفاتي" : بقوله، ثم تراجع عن ذلك األولى

عن االنعطافات والتحوالت التي طرأت على مسيرتي الفكرية، حيث تحررت رويدا رويدا من مواصفات العالم الذي يغربل اآلثار األدبية وفق تصنيفات جاهزة سلفا من دون أن يأخذ بعين االعتبار خصوصية كل

)١(". أثر وديناميته الداخليةلـنص إلهـي باب أولى النظر إلى سبب النـزول ، فمنز عزل النص البشري عن قائلهاليجوإذا كان و

ما -أحيانا –، والذي قد يضل ون السير وراء المنهج اللغوي وحده، ليبقى الضابط الذي يحول دالمصدرناهيك عن أن سيرورة البحـث ، لم يرشده السياق الذي يشده إلى واقع النص كلما أوشك على التفلت منه

. إليه بين الحين واآلخر نحياليتأويله وأنها نزلت بسبب سؤال المشركين، قال الضحاك إن المشركين أرسلوا عامر بن ) األول(فيه وجوهو"....... بائك، فإن خالفت دين آشققت عصانا و سببت آلهتنا، و: واو قال -صلى اهللا عليه و سلم -إلى النبي الطفيل

: يه الصـالة والسـالم إن هويت امرأة زوجناكها، فقال علو ت مجنونا داويناك،إن كنكنت فقيرا أغنيناك، وأرسـلوه ف. ال بمجنون، وال هويت امرأة، أنا رسول اهللا أدعوكم من عبادة األصنام إلى عبادتهلست بفقير و

ثمائـة ثل :السورة، فقـالوا لـه فضة؟ فأنزل اهللا هذه ه بين لنا جنس معبودك، أمن ذهب وقل ل: قالواثانية وIIII�K�Jإلى قوله ) و الصافات(وستون صنما ال تقوم بحوائجنا، فكيف يقوم الواحد بحوائج الخلق؟ فنزلت

L�H�H�H�H����)٢( قالوا بين لنا أفعاله، فنزل فأرسلوه أخرى، وIIII{�z�y�x�w�v�uHHHH)انيالث() ٣ (معهم كعب بن و أن اليهود جاؤا إلى رسول اهللا روى عكرمة عن ابن عباس، ،أنها نزلت بسبب سؤال اليهود

فنزل جبريـل -ليه السالمع -؟ فغضب نبي اهللا األشرف، فقالوا يا محمد هذا اهللا خلق الخلق، فمن خلق اهللا

.٢٨٥ص م، ١٩٨٥ل، بيروت، دار الجي ،النقد البنيوي الحديث فؤاد، أبو منصور ، )(١

)٤:ا�����ت ( (٢)

(٣) )� ��:٣(

Page 8: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٧

هم قالوا صف لنا ربك كيف فلما تاله علي������������IIIID�C�B�AHHHHفنزل " ،)١("محمدقال اخفض جناحك ياوفسكنه، I�I�H�G�F�E�D�C�B�Aبقوله ضبه األول، فأتاه جبريل ؟ فغضب أشد من غ كيف ذراعهعضده، و

�e�d�c�b�a�`�_�^�]�\�[�Z�Y�X�W�V�U�T�S�R�Q�P�O�N�M�L�K�Jq�p�o�n�m�l�k�j�i�h�g�f��H�)أنها نزلت بسبب سؤال النصارى، روى عطـاء ) الثالث. ()٢

: ؟ فقال عن ابن عباس، قال قدم وفد نجران، فقالوا صف لنا ربك أمن زبرجد أو ياقوت، أو ذهب، أو فضةقالوا هو واحد، و أنت واحد، فقال ليس ��������IIIID�C�B�AD�C�B�AD�C�B�AD�C�B�AHHHHفنزلت ،بي ليس من شيء ألنه خالق األشياءر إن

؟ فقال الذي يصمد إليه الخلق فـي ما الصمدفقالوا و) اهللا الصمد(صفة، فقال كمثله شيء، قالوا زدنا من الIIIIP�O�N��Rكما ولد عيسـى ����IIIIL�K�HHHHكما ولدت مريمIIII�J�IHHHHفنزل الحوائج، فقالوا زدنا

QHHHH٣(.يريد نظيرا من خلقه������������(� �

انسبه، فإنه يامحمد، صف لنا ربك و: قالوا لهف-صلى اهللا عليه و سلم -أن اليهود دخلوا على النبي"روي ومن قولهم حتى خر مغشيا عليـه، -صلى اهللا عليه و سلم -، فارتعد النبيوصف نفسه في التوراة و نسبها

)٤(."نزل جبريل بهذه السورةو عن نسب رب العزة، فأنزل اهللا هذه -صلى اهللا عليه و سلم -أن المشركين سألوا رسول اهللا" رويو

)٥(."السورة جوابا لهم�IIIID�C�B�Aفـانزل ،انسب لنـا ربـك : قالوا لرسول اهللا جاء عن أبي بن كعب أن المشركين

G�FE�H��������HHHH إنـه ال ، و، وليس شيء يموت إال سـيورث سيموتألنه ليس شيء يولد إال ؛

الرسـالة، ، مؤسسة تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن، )م٩٢٢/ هـ ٣١٠ت (الطبري : انظر (١)

.٥٨٢، ص٧، مجـه١٤١٥-م١٩٩٤، ١بيروت، ط

).٩٤:األنعام ( (٢)(٣)

ـ ١٤١٥-١٩٩٥، بيـروت ، دار الفكرسير الفخر الرازيتف، )م١٢٠٩/هـ ٦٠٦ت(الرازي، محمد فخر الدين ، ١٦، جهـ . ١٧٦ص

، تفسير الثعالبي المسمى بالجواهر الحسان )م ١٠٣٧/ هـ ٤٢٩ ت(الثعالبي، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف (٤)دي، أبو السعود العما: و انظر. ٦٣٨،ص٥، جهـ١٤١٨-١٩٩٧، ١العربي، بيروت، ط دار إحياء التراث في تفسير القرآن،

-١٩٩٠، ٢، دار إحياء التـراث العربـي، بيـروت، لبنـان، ط تفسير أبي السـعود ، )م١٥٤٤/ هـ ٩٥١ت(محمد بن محمدالجامع ألحكـام ، )م١٢٧٢/ هـ٦٧ ت(القرطبي، ،أبو عبد اهللا محمد بن أحمد األنصاري : و انظر. ٢١٢، ص٧هـ، ج١٤١١ .٢٢٠ص ،١٩هـ ، ج١٤١٩-م١٩٩٨دار الفكر، بيروت، القرآن

(٥) .٧/٥٨٢، جامع البيان عن تأويل آي القرأن الطبري،

Page 9: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٨

، ولـيس كمثلـه لم يكن له شبيه، وال عدل: قال������������IIIIS�R�Q�P�O�NHHHHرث، يموت وال يو )١(." شيء

D�C�B�AD�C�B�AD�C�B�AD�C�B�A:

ـ "وبالنظر إلى سبب النـزول و هـو قـول من حيث التركيب أعربت اآلية ثالثة إعرابات، ادة ققل هو اهللا : "إلى الرب، أي ضميرا عائدا" هو"، فإن صح هذا السبب، كان انسب لنا ربك، فنزلت:األحزاب

أو ، اهللا: أحد بدل من قولهو: و قال الزمخشري . أحد خبر ثان، و يكون مبتدأ و خبرا، و أي ربي اهللا" )٢(". على هو أحد

:هي فإن الوجوه اإلعرابية المحتملةعليه و هو اهللا أحد

]٢خـ+ ٢م+[ ١م -١ ١خـ

خـ +بدل +م -٢ بدل +خـ + م - ٣

إبدال النكرة المحضة "مع أن إبدال النكرة من المعرفة يخالف قواعد النحاة، إال أنهم أجازوه هنا، ذلك أن و

األمر أن اإلعرابات الثالثة واقع ، و) ٣("على ما ذهب إليه أبو عليالمعرفة يجوز عند حصول الفائدة منإننا نتخذ بين هذه اإلعرابات المتفاوتة، و أهدر المعنى، وبنيت على التقدير من أجل تبرير الحركة اإلعرابية

هرة النحوية بعيدا عن التأويل من قول أبي حيان األندلسي التالي قاعدة أساسية ننطلق منها إلى وصف الظاان أولى ال افتقار كأمكن حمل الكالم عن غير إضمار و متى: "قول رحمه اهللالتقدير ما دام يستغني عنه، يو

فيه إال الحمل على ال نسلك القرآن من أن يسلك به اإلضمار واالفتقار، وهكذا تكون عادتنا في إعراب

(١)

، ) ٤٤( ، فـي هـ١٤٢٠ –م ١٩٩٩، ١، دمشق، دار السالم، الرياض، ط، دار الفيحاءامع الترمذي مع شرح تحفة األحوذيج .٧٦٨، ص )٦٢( سير القرآن، رقم ، الجزء الخاص بتف)٩٢(تحفة

-م ١٩٩٢ ،صـدقي محمـد جميـل : ، دار الفكر، بيروت، راجعهالبحر المحيط ،)م ١٣٤٤/هـ٧٤٥ت(، أبو حيان ألندلسي) (٢الكشاف عن حقـائق ، )م١١٤٣/هـ٥٣٨ت (الزمخشري، أبو القاسم جار اهللا محمد بن عمر: انظرو، ٥٧١، ص ١٠هـ، ج١٤١٣

ـ ١٣٩٢حلبـي، مصـر، ي المحمد الصادق قمحاوي، مكتبة مصطفى البـاب :، ت التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل -هـ دار الفكر للطباعة ،١، ط، تفسير روح البيان) م١٧٢٤/هـ ١١٣٧ت (والبروسوي، اسماعيل حقي ،٢٩٨، ص٤م،ج١٩٧٢

. ١٦/١٧٩ تفسير الفخر الرازي، والرازي ،٥٣٦ ، ص١٠جالنشر، و .١٠/٥٣٦روح البيان سوي،والبر)٣(

Page 10: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٩

م اهللا تعالى كشعر امرىء لسنا كمن جعل كالأوسعها في لسان العرب وا عن التكلف، وأبعدهأحسن الوجوه وشعر األعشى، يحمله جميع ما يحمله اللفظ من وجوه االحتماالت، فكما أن كالم اهللا من أفصح القيس و

الكالم، كذلك ينبغي إعرابه أن يحمل على أفصح الوجوه هذا على أنا إنما نذكر كثيرا مما ذكروه؛ لينظر فيه )١("فربما يظهر لبعض المتأملين ترجيح شيء منه

هو ر هو الذي فيه زبدة الكالم، والخبهو الذي يصلح ألن يبنى عليه، و - حسب سيبويه - إذا كان المبتدأ و :فإن الجملة النواة هي ) ٢(محط الفائدة،

أحد اهللا خـ+ م

فائدة المتوخاة من الجملة، وهي موضع هي اللفظة التي تصلح ألن يبنى عليها، و أحديته هي مناط ال" اهللا"فـ مثل أدنى حد ت" اهللا أحد"فجملة .عنصر دخل على الجملة ليضيف معنى جديدا إليها "هو"االختالف، والخالف و

إلـى " أحد"،إذ هدفها اإلخبار المحايد بإثبات نسبة الخبر )٣(من الكلمات التي تعطي معنى يحسن السكوت عليه .الذات اإللهية باسمها الذي ال يشركها فيه أحد

ليس أدل على أن هذه الجملة هي النواة من اإلعراب األول الذي يرجحه المفسرون، وعلى الرغم من أنهـم وهـذا يـنم علـى االثنان سدا مسد الخبر الثاني، ومبتدأ، خبره أحد، و " اهللا"مبتدأ إال أنهم عدوا " هو"فيه عدوا

.إدراكهم أنهما عمادان في األصل )٤(..."تاما إفادة العرفان الذي يليق بالعقول البشرية) اهللا أحد(فكان قولنا : "... يقول الفخر الرازي التفت إليـه ، فتضيف معنى جديدا، تحول الجملة إلى تحويلية تفيد معنى عميقا"هو"إضافة أما القراءة بو

غير أن النحاة مع إدراكهم لمعناه إال أنهم رفضوا أن يكون كـذلك، " اهللا"هو توكيد المبتدأ المفسرون النحاة، وعلى الرغم )٥(.ضمير متقدم على الحق عودفعمدوا إلى التقدير تجنبا لالصطدام بالقاعدة النحوية التي ال تتيح

)٦(.من أنهم أدركوا أهميته الداللية

١)(

.١/٣٦ البحر المحيط، األندلسي

، ١عبد السالم هارون، عالم الكتب، بيـروت، ج :،تحقيق ، الكتاب )م ٧٩٦/هـ ١٨٠ ت( رو بن عثمان بن قنبر، عمسيبويه (٢)عال مكرم، عبد ال: ، تهمع الهوامع في شرح جمع الجوامع، ، جالل الدين) م١٥٠٥/ هـ ٩١١ت (السيوطي : وانظر .٢٣،٢٤

. ٩، ص ٢، جم١٩٧٧ -هـ ١٣٩٧الكويت، دار البحوث العلمية،

.٨٧م، ص١٩٨٤ -هـ١٤٠٤، ١عرفة، ط، دار الم، جدةفي نحو اللغة و تراكيبها، خليل ، عمايرة )(٣ .١٦/١٨١ تفسير الفخر الرازي الرازي،)(٤

ـ ١٤٠٥، ن عبد الحميـد، دار الفكـر محيي الدي: ، تحقيقشرح ابن عقيل، )م ١٢٧٣/هـ ٦٧٢ت (ابن عقيل (٥) م، ١٩٨٥-هـ .١،٢٨١ج

دار ه القاعدة النحوية من خالل كتب معاني القرآن، دراسة تحليلية وصـفية، يدور المعنى في توج، إيمان، الكيالني: انظر )٦( .٦٢، ص٢٠٠٧وائل، عمان،

Page 11: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٠

تؤدي معنى " هو"فزيادة )١(."ال يفعلون ذلك إال في مواضع التفخيم العظيم "يذكر ابن يعيش أن العرب و : التعظيم يقول أبو السعودوالتفخيم

اإليذان بأنه من الشهرة والنباهة بحيث يستحضره ق ذكرهمدار وضعه موضعه مع عدم سبالضمير للشأن و" إليه يعود كل ضمير، كما ينبىء عنه اسمه الذي أصله القصد أطلـق علـى كل أحد، وإليه يشير كل مشير، و

ين الشأن الذي عبر ال حاجة إلى الربط ألنها على االبتداء خبره الجملة بعده، ومحله الرفع عو المعقول مبالغة،جاللة حيزها مع ما و لسر في تصدير الجملة به التنبيه من أول األمر على فخامة مضمونها،اوعنه بالضمير،

فيه من زيادة تحقيق و تقرير فإن الضمير ال يفهم منه من أول األمر إال شأن مبهم له خطر جليل، فيبقى الذهن )٢(."و يزيل إبهامه، فيتمكن من وروده له فضل تمكن مترقبا لما أمامه مما يفسره،

مه في صدر جملة اسمية قـد تتـوالى فيهـا يفحسب، بل بتقد" هو"إن هذا المعنى متحصل ال من إضافة و يحدث التساؤل في ذهن المتلقي عن أيها المبتدأ، فاثنان منها مرشحان لنيل هذه الرتبـة، األسماء المرفوعة،

.أقوىغير أن األكيد أن أحدهما أصلح و طاء دالالت و إيحاءات للتعظيم و التفخيم بعوده على الحق من جهة، أضيف إلع" هو"عليه فإن و .ببنيته الدالة على الهويةو

اهللا أحد هو خـ+ م

e :لرأسيةالعالقات ا

:قل هورسوله إلى -عز و جل-إن تصدير السورة الكريمة بصيغة األمر الذي يخرج إلى معنى التكليف من اهللا

دقته في إيصال الرسالة، كما و -سلمصلى اهللا عليه و –صدق محمدهي إشارة إلى و -صلى اهللا عليه و سلم –ـ في صدر هذه السورة" قل"أن إثبات يا بتبليغها باألمانة نفسـها، معنو بالرسالة فيهاغا يجعل كل مخاطب مبل

أن يتلفظ " قل"التزم في التالوة مع أنه ليس من دأب المأمور بـو" قل"إنما أثبت في المصحف : ضهمقال بعو"ر، واحد ابتلي بما ابتلي به المـأمو في مقام االئتمار إال بالمقول؛ ألن المأمور ليس المخاطب به فقط، بل كل

)٣(."الدهور منا على العبادثبت ليبقى على مرفأتقوي من تأثيرها في ما يتحصن منه، من عاقل و غير عاقل؛ ألنها تتضمن براءة القارىء بهـا " قل"بل إن

.قوته على المتحصن منهحوله وقوته، وتسلط حول اهللا و من

.١١٤، ص٣، ج ، بيروت، عالم الكتـبشرح المفصل،)م ١٢٤٥/هـ ٦٤٣ ت(ابن يعيش )(١٢ ٧/٢١٢ تفسيرأبي السعودالعمادي، )(

.١٠/٥٣٧روح البيان ، البروسوي (٣)

Page 12: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١١

ذين يحكمان اإلنسان، ملتفتا إلى القيمـة النفسـية الشهوة اللوالعقل و" قل هو"خر الرازي العالقة بين يفسر الفو :التي تحدثها في المتلقي، يقول

لذلك لم تكن الجنة جنة شهوتك، وذ الجنة أن تنال ما يوافق عقلك وعلم أن معرفة اهللا تعالى جنة حاضرة، إا"هواه، ثم إن عقله وئم ال كان القبر سجنا على المؤمن؛ ألنه حصل له هناك ما يالو آلدم لما نازع عقله هواه،

مينـا تـودع بيان ما قلنا أن العقل يريد أهوى والعقل، فصارت جنة مطلقة، ومعرفة اهللا تعالى مما يريدها الالشهوة تريد غنيا يطلب منه المستلذات، بل العقل كاإلنسان الذي له همة عالية فال ينقاد إال عنده الحسنات، و

سمع حضور غنى، فإنه ينشط لالنتجاع إليه، بل العقل يطلـب معرفـة والهوى كالمنتجع الذي إذا لمواله،، فلما عرفاه كما أراده عالما الهوى يطلبها ليطمع منه في النعم المتربصةليشكر له النعم الماضية و المولى؛

ــهو ـذل إيـاك، ثـم ال أشكر أحدا إال :أشكر أحدا سواك، و قالت الشهوةال : ، فقال العقل)١( غنيا تعلقا بابا لعل ههنا بلعل له مثال؟ ويا شهوة كيف اقتصرت عليه وو عقل كيف أفردته بالشكريا:ة فقالتجاءت الشبه

ليفـوز بجـوهرة ؛أراد أن يسافر في عالم االستداللنغصت عليه تلك الراحة، فآخر؟ فبقي العقل متحيرا وشكري، فبعـث اهللا رسـوله تغال بخدمتي وعلى عبدي لذة االش كيف أنغض: اليقين فكأن الحق سبحانه قال

فعرفك الوحدانيـة �����IIIID�C�B�AHHHHبل قل هو الذي عرفته صادقا يقول لي ال تقله من عند نفسك،: قالوقسم منها ال يمكـن : االستدالل بالعقل، و تحقيقه أن المطالب على ثالثة أقساموؤونة النظر بالسمع و كفاك م

علمـه وقدرتـه ى صحته كالعلم بذات اهللا تعالى وقف صحة السمع علهو كل ما تتوو الوصول إليه بالسمع،كل ما علـم بالعقـل جـواز هو وقوع، وقسم منها ال يمكن الوصول إليه إال بالسمعوصحة المعجزات، و

بأنـه مرئـي إلـى و سمع معا، و هو كالعلم بأنه واحـد الثالث يمكن الوصول إليه بالعقل و قسموقوعه، و )٢(."غيرهماأو مـن ،، سواء من أجل إقناع العقلغبة في معرفة حقيقة اهللا المعبودعقل والشهوة يجمعان على الرإذن ال

.أجل تحقيق ما تطلبه الشهوة تشير إلى سؤال دائم في العقل يتشكل بالفطرة، و هو الغائـب الحاضـر، غيبتـه عظمـة، " هو"إن

الوحدانية؛ مما يسلم إلى الشـرك حصول الشك في حضوره يدركه العقل بالتفكر، غير أن جوهر المسألة وترك للعقل أن يستدل علـى ا دقيقا بالوحدانية المطلقة، ويحرف الفطرة عن مسيرتها، فجاءت الحقيقة تبليغو

.نها تشكل الحقيقة التي تتحدى العقل بأن يثبت عكسهاأل ؛الوحدانيةمنه يعلم صحة ما اعتاده الصوفية من الذكر و: ".... اهنه" هو"لداللية في سوي مشيرا إلى القيمة ايقول البرو

هم المكاشـفون، و تابعون ألهل النهاية منهم -هم المحجوبون ذلك ألن أهل البداية منهم، و؛ و"هو"باالسم حاجة إلى التعيين أصال، بهويته المطلقة السارية متعين ال، فاهللا عندهم فكأنهم ما شاهدوا في الوجوه إال اهللا

.، وأحسب أن الصواب كما أثبتنا عز وجل ، ال تليق باهللابذيله ، وهو تصحيف ال محالة: نص وردت في ال (١)

.١٧٩، ١٦/١٧٨، تفسير الفخر الرازي، الرازي )(٢

Page 13: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٢

حضـوره فـي نه وراجع إلى القرآن لتعي" أنزلناه"راجع إليه ال إلى غيره، كما أن الضمير في " هو"ر فضميكل و ،ود على أن الضمائر أسماءليس مرجع متعين، فكيف يكون ذكر اهللا تعالى مرد :الذهن، فقول الطاعن

في كلمة هو في اصطالح األسماء ذكر ال فرق فيها بالمظهرية و المضمرية، فعلى هذا يجوز أن يدخل الالمعين الجمع وارد علـى أمر من " قل:" مناقشة في االصطالح، ثم قولهو ال الصوفية ألنها إشارة إلى هوية،

فكأنـه " أولو العلمال إله إال هو والمالئكة وشهد اهللا أنه :"و فيه اشارة إلى سر قوله تعالى ،مظهر التفصيلمقام الفرق؛ ليظهـر سـر ، فاشهد أنت أيضا بتلك الوحدة فيمعشهدت بوحدة الهوية في مقام الجيقول أنا

. )١("اهللا أعلم بحقيقة الحالاألحدية والال أحدية ويحصل التطابق بينهما جمعا وتفصيال،هكذا الح بالبال، وفي هذا السياق، فالنحـاة " هو"ليس بغريب أن يقف المفسرون بصفتهم القارىء النموذجي على داللة و واسم اإلشـارة، ،أي الضمير )٢(.يصنفون المعارف وفق رتبها ينصون على أن أعرفها االسم المكنى حين

ما ذلك إال ألنها تشير إلى حاضر بعينه دون غيرها، فهي أعرف مما لو ذكر اسم علم، ، واالسم الموصولوب، والجـد، والعائلـة، ق دائرة اتساعه بـذكر اسـم األ فاسم العلم يفتقر غالبا إلى ما يوضحه أكثر و يضي

.غيرها، في حين ال تفتقر الضمائر إلى ذلكو) فالمقام األول(مقام من مقامات الطالبين "تشير إلى " هو اهللا أحد"من هنا رأى الفخر الرازي كل لفظة في و

قها من حقائلذين نظروا إلى ماهيات األشياء وهؤالء هم اأعلى مقامات السائرين إلى اهللا وهو مقام المقربين وأما مـا عـداه الحق هو الذي لذاته يجب وجوده، وفال جرم ما رأوا موجودا سوى اهللا؛ ألن ، حيث هي هي

يروا موجودا سوى الحق الممكن لذاته إذا نظر إليه من حيث هو هو كان معدوما، فهؤالء لم فممكن لذاته، وال أن المشار إليه لما كان معينا انصـرف إن كانت مطلقة إإشارة مطلقة، و اإلشارة و) هو( قولهسبحانه، و

ذلك المطلق إلى ذلك المعين، فال جرم كان قولنا هو إشارة من هؤالء المقربين إلى الحق سبحانه فلم يفتقروا قد بينا أن ما يحصل حين حصل هناك موجودان، وفي تلك اإلشارة إلى أى مميز؛ ألن االفتقار إلى المميز إن

كافية في حصـول العرفـان ) هو(عقولهم إال الواحد فقط، فلهذا السبب كانت لفظة هؤالء ما شاهدوا بعيونألن هؤالء شاهدوا الحق هو دون المقام األول، وذلك هو مقام أصحاب اليمين وو) المقام الثاني(التام لهؤالء،

يا في اإلشارة شاهدوا الخلق أيضا موجودا، فحصلت كثرة في الموجودات فال جرم لم يكن هو كافموجودا وفهؤالء احتاجوا إلى أن يقرنوا لفظة اهللا بلفظة : إلى الحق، بل ال بد هناك من مميز به يتميز الحق عن الخلق

كـل مـا عـداه يستغني هو عنوجود الذي يفتقر إليه ما عداه، وألن اهللا هو الم ؛هو، فقيل ألجلهم هو اهللاهم الذين يجوزون أن يكون واجب س المقامات وأدناها، وصحاب الشمال وهو أخهو مقام أو) المقام الثالثو(

.١٠/٥٣٧ روح البيان ،البروسوي (١)

لى شرح األشموني على حاشية الصبان ع ،)م ١٧٩١/هـ١٢٠٦ت (أبو العرفات محمد بن علي ،الصبان: انظرمثال )(٢، ، الكافية في النحو)م١٢٤٨/هـ ٦٤٦ت (ابن الحاجب و. ١٠٨ - ١٠٦، ص ١٠ي، ج، دار إحياء الكتاب العربألفية ابن مالك

األصول في ) م ٩٢٨/هـ ٣١٦ ت(، أبو بكر ابن السراجو. ٥٣-٥٢، ص ١هـ ،ج١٤٠٢، ٣ية، طبيروت، دار الكتب العلم . ١٤٩، ص ١م، ج١٩٨٥ - هـ ١٤٠٥، ٢، طي ، بيروت ، مؤسسة الرسالةالفتل عبد العزيز: ، تحقيقالنحو

Page 14: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٣

إبطـاال و فقرن لفظ األحد بما تقدم ردا على هؤالء، ،أن يكون اإلله أكثر من واحد، والوجود أكثر من واحد )١()."قل هو اهللا أحد(لمقاالتهم فقيل

أحد اهللا هو : إذن

)أصحاب الشمال) (أصحاب اليمين() المقربين(

يسلمون بوجوده و يفتقرون لم تهتد إليه عقولهم فزاغوا و أشركوا به معرفتهم معرفة يقين فيفتقرون إلى ما يدلهم على ما هيته و مسماه و وحدانيته إلى ما يؤكد ماهيته

و قد اختزلت اآلية األولى، بل اكتنـزت كـل الفئـات، )٢(" فكيف ال تعدل هذه السورة ثلث القرآن لتحول؛ بل االستقرار، إذ هي حقيقة غير قابلة للة على الثبات و، داخاطبتهم بدءا في جملة اسمية واحدةو

البؤرة التي تنطلـق منهـا، وتعـود إليهـا سية التي تشكل المعتقد الفكري، واألساإنها الحقيقة األولى وهم فـي هي التي تقـرر مصـير يات من يؤمنون بها في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم الدنيا، وسلوك

.، و اآلخرةبرزخال: الحياتين األخريينفعلى الرغم الرأسية بينهما،بناء على العالقة األفقية و" حداهللا أ"يقف الفخر على القيمة الداللية لـ و

من أن االثنتين مثبتتان إال أن أوالهما تختزن كل الصفات المثبتة في األسماء الحسـنى، أمـا الثانيـة فـذاك " أحد"أيضا انتفاء كل ما ال يليق به، فإن كان فتتضمن إثبات األحدية فوق تلك الصفات، تثبت له

، إن هذه اإلشارات الداللية تثبـت ....ال يشركه أحد، ال ند له، ال يماثله أحد، ال ينازعه أحد: يعني أن .كما أسلفنا -اهللا أحد :ي تنبني عليه الجملة الالحقة هيأن الجملة النواة التي تمثل المرتكز الذ

بدال من إعطائها داللـة معينـة –كما هو دأبه –معيدا ابتعاث المعاني أللفاظ هذه اآلية يقول الفخر أعلى مما ذكرنـاه أشرف و: ث آخرههنا بحو: ")٣("التمعين " وهو ما يعرف في األسلوبية الداللية بـ

عـالم قـادر :ا ية فكقولنإما أن تكون سلبية، أما اإلضافاهللا تعالى إما أن تكون إضافية وهو أن صفات وعلى النوع : والالمخلوقات تدل أليس بجسم وال بجوهر وال بعرض، و: أما السلبية فكقولنا، وقمريد خال

دل على مجامع الصـفات اإلضـافية، اهللا ي: قولنا، وعلى النوع الثاني منها:ثانيا و ،األول من الصفاتعرفـان الـذي يليـق تاما في إفادة ال) هللا أحدا(قولنا أحد يدل على مجامع الصفات السلبية فكان قولنا و

اهللا هـو الـذي إنما قلنا إن لفظ اهللا يدل على مجامع الصفات اإلضافية؛ و ذلك ألن و ،بالعقول البشرية

١ ١٦/١٨٠،١٨١ تفسير الفخر الرازي، الرازي)(

يا رسول اهللا : أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ قلت : "قال -صلى اهللا عليه و سلم -عن أبي الدراء عن النبي )(٢جامع ، والترمذي. ٤/١٩١٥، )٤٧٢٧( الجامع الصحيح المختصر، البخاري". أحد اقرأوا قل هو اهللا: ؟ قال من يطيق ذلكو

.٦٥١، ص )٢٨٩٦(جاء في سورة اإلخالص وإذا زلزلت، رقم باب ما ) ١١(تحفة ،كتاب فضائل القرآن) ٤٢(، في الترمذي

)٣( . ٢٣، ص النص واألسلوبية بين النظرية والتطبيق، ابن ذريل: انظر

Page 15: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٤

االسـتبداد باإليجـاد ال إال لمن يكون مستبدا باإليجاد واإلبداع، واستحقاق العبادة ليس يستحق العبادة، ولق بجميـع المعلومـات مـن فا بالقدرة التامة و اإلرادة النافذة و العلم المتعيحصل إال لمن كان موصو

أما مجامع الصفات السلبية فهي األحدية؛ ذلك ألن هذه مجامع الصفات اإلضافية، وو. لجزيئاتاالكليات و ذلك ألن كل ماهيـة و المراد من األحدية كون تلك الحقيقة في نفسها مفردة منزهة عن أنحاه التركيب؛

فكل مركب فهو مفتقر إلـى ،جزائه، و كل واحد من أجزائه غيرهمركبة فهي مفتقرة إلى كل واحد من أ )١(كل مفتقر إلى غيره فهو ممكن لذاته، فكل مركب فهو ممكن لذاته، فاإلله الذي هو مبـدىء غيره، و

وجـب أال يكـون ت األحديـة، إذا ثبتن ممكنا، فهو في نفسه فرد أحد ولجميع الكائنات ممتنع أن يكوكل ما كان كذلك فهو منقسم، فاألحد مستحيل أن يكون متحيز فإن يمينه مغاير ليساره، وألن كل ؛متحيزا؛ الجهات، و يجب أن ال يكون حاال في شيءيزا لم يكن في شيء من األحياز وإذا لم يكن متحو متحيزا،

أن يكون ألن التغير البد و ؛لم يكن متغيرا البتة ال محالوإذا لم يكن حاال ألنه مع محله ال يكون أحدا، و )٢(."من صفة إلى صفة

:يمكن تصوير العالقات بالشكل التاليو صفات اهللا تعالى

نوعان

"بنفي صفة عنه"سلبية " بإثبات صفة له"إضافية ٣صفات الكمال صفات الجالل

دال على دال على مجامع الصفات السلبية مجامع الصفات اإلضافية

جملة اهللا أحد خـ+م

محصلتها الداللية تام في إفادة العرفان الذي يليق بالعقول البشرية

.مبدأ ، وهو تصحيف : ص وردت في الن)(١

(٢ .١٦/١٨١، تفسير الفخر الرازيالرازي ، (

أسرار أنوار التنزيل و، )م١٣٨٨/هـ ٧٩١ت (البيضاوي، ناصر الدين أبو سعيد عبد اهللا أبو عمر محمد الشيرازي :انظر) (٣

. ٥٤٧،ص٥، جـه١٤١٦-١٩٩٦عبد القادر عرفات العشا، دار الفطر، بيروت، : تحقيق ،التأويل

Page 16: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٥

ه بقية اآليات إلـى إن استكناه الفخر لداللة أحد على صفات اهللا السلبية جاء نتيجة استقراء دقيق عميق تؤكدال ألب، و حدانيته، فهو ليس بامتـداد وز الصفات التي ال تليق بأحديته والتي جاءت تنفي أبرآخر السورة، و

ال ند له في ما هيته ينازعه في ملكه؛ فجاء بعد إثبات متد، ليس له ند من جنسه يكمله، ويحتاج إلى مولود ليلم يكن له ، ولم يولد، ولم يلد :األحدية له، إثبات الصمدية له، ثم توالت ثالث جمل تثبت له الصفات السلبية

".كفوا أحد ":أحد"قات الرأسية في العال

اهتم المفسرون بالبدائل الرأسية للفظة القرآنية، و قارنوا بينها، و حددوا الخصوصـية الدالليـة السـتعمال ، و تفريقهم بينهما من خالل السياق الذي "واحد"و " أحد"واحدة دون أخرى، من ذلك التفاتهم إلى العالقة بين

، و قصور الثانية عن أن تسد مسد األولى، ع إحداهما لتشمل الثانيةاتسا، و ترد فيه إحداهما دون األخرىاهتم المفسرون بذلك في تحليل أسلوبي يتفاوت عمقه من واحد إلى آخر، فهم يمثلون القـارىء النمـوذجي

، أسـاليبها ة تعمقه في فهم اللغـة و درجتحليل باختالف مستواه الثقافي، ومعرفته، والذي تختلف قدرته في ال .دقة الناقد المتمرس فيهة وودرج

معناه واحد فرد من جميع جهات الوحدانية، ليس : "بقوله "أحد" ـأما الثعالبي فيجمل المحصلة الداللية ل - .)١("كمثله شيء

يـدل علـى : "... يربط البيضاوي بين داللة أحد على الوحدانية و تنزهها عن التركيب و التعدد، يقـول و دل اهللا على جميع صفات الكمال، إذ الواحد الحقيقي ما يكون منزه الـذات عـن مجامع صفات الجالل كما

خواصها كوجـوب في الحقيقة والمشاركة لزم أحدهما كالجسمية والتحيز، وما يستوالتعدد، و أنحاء التركيب )٢(."الحكمة التامة المقتضية لأللوهيةوالقدرة الذاتية و الوجود،

، إذ الصفة تكتسب حين توصف بها الذات اإللهية" واحد"الداللية لكلمة يلتفت الطبرسي إلى الخصوصية و باعتبار جـذرها الصـرفي " واحد"و " أحد"ذلك بعد أن يحدد صرفيا العالقة بين ، و داللتها من الموصوف

: الواحد، يقول .سماأن يكون ا) أحدهما: (هو على ضربين و. ، و مثله أناة أحد أصله وحد فقلبت الواو همزة" :كما في قول النابغة ،عشرون يريد به الواحد و الصفةأن يكون صفة فاالسم نحو أحد و) راآلخو(

ـكأن ردححلي و قد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس و

محمد الفاضلي، : تحقيق الجواهر الحسان في تفسير القرآن،، )م١٠٣٧/ هـ ٤٢٩ ت(الثعالبي، عبد الرحمن بن مخلوف (١) .٥٠٩، ص٣، جهـ١٤١٧-١٩٩٧، ١ة، صيدا، بيروت، طالمكتبة العصري

٢ .٥/٥٤٧، ، أنوار التنزيل و أسرار التأويلالبيضاوي )(

Page 17: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٦

تكون صفة كما في و. ثنان ثالثةواحد، ا: قولهم واحد يكون اسما كالكاهل والغارب ، ومنه قولهمكذلك و ـ " فقد رجعوا كحي واحدينا: "قول الشاعر ، أحـدان د ووقد جمعوا أحدا الذي هو الصفة على أحدان قالوا أح

:نحوه قول الشاعرو .شبهوه بسلق وسلقان الر دانويحمي الصريمة أح يدص ل جال لهباللي ترىءجماسمه

: واقالم له و أنه متفرد عن الشبه والمثل، والتعظيالذي يراد به الرفع من الموصوف وفهذا رفع ألحد حقيقة الواحد شيء ال ينقسم في ، وواحد اآلحادأحد األحدين، و: هو أحد األحد إذا رفع منه وعظم و قالوا

إذا أجـري علـى فهو واحد في نفسه و ر تقدم موصوفنفسه أو في معنى صفته، فإذا أطلق واحد من غيإذا ، والجزء الذي ال يتجزأ واحد، أريد أنه واحد في نفسه: موصوف فهو واحد في معنى صفته، فإذا قيل

)١(...."قيل هذا الرجل إنسان واحد فهو واحد في معنى صفتهالثـاني و ما أورده أبو حيان األندلسـي، : لاألو :تحليل لداللة أحد يرد لدى ثالثة أدقنجد أن أعمق وو

سوي و الذي يستلهم بشكل واضح من الفخر الرازي فـي تفسـيره أما الثالث فهو البرو، والفخر الرازي .الصوفييع جهات الوحدانية، أي في ذاته وصـفاته ال وأحد بمعنى واحد، أي فرد من جم:"يقول أبو حيان

نـاة، أإبدال الهمزة مفتوحة من الواو قليل، من ذلـك امـرأة واو، و وهمزة أحد هذا بدل من. يتجزأأحد فرق، بين واحد و: و قال ثعلب. الوحدة هو الفتور، كما أن أحدا منألنه من الوني و ؛يريدون وناة

ن اهللا زيـد أحـد، أل : ال يقال، و اهللا أحد: يقال. األحد ال يدخلهاالثنان، ودخله العدد والجمع والواحد يما ذكر من أن أحدا ال يدخله ما ذكر منقـوض و. صية له األحد، وزيد تكون منه حاالت، انتهىخصو )٢(."بالعدد

ال يتجزأ، و هذا ينسجم مع كونه ال يتجدد بالولد، فـي ال يتعدد و" أحد"فيستشف من كالم ثعلب أن .حين أن الواحد قد يتجدد

" أحـد "لتجدد، أما اأحد من جنسه، فهو قابل للتكرار و ال يعني أن الوفواحد وراءه اثنان و ثالثة، .، به االبتداء وإليه االنتهاءال أحد بعدهفمتفرد بذاته وصفاته، ال أحد قبله، و

:جلعز و -على الصفات السلبية هللا " حدأ"يشير الفخر في معرض حديثه عن داللة وجودان واجبـا الوجـود الشـتركا فـي أيضا إذا كان أحدا وجب أن يكون واحدا؛ إذ لو فرض مو"

ما به المشاركة غير ما به الممايزة، فكل واحد منهما مركب، فثبـت التعين، والوجوب، و لتمايزا في

هـ، ١٤١٤- ١٩٩٤روت،، دار الفكر، بيتفسير مجمع البيان، )م ١١٥٣/ـه٥٤٨ت (الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن(١) .٤٣٤، ص١٠ج

: ت( ، مكي بن أبي طالب القيسيو، ٧/٢١٢ تفسير أبي السعود، العمادي: و انظر. ١٠/٥٧١البحر المحيط ، األندلسي )(٢، ٢،ج حاتم صالح الضامن .د: ، تحقيق٢ط هـ،١٤٠٥، بيروت ،، مؤسسة الرسالة، مشكل إعراب القرآن)م ١٠٤٥/هـ٤٣٧ ) .و��( ، ���١وت، ط، ، دار صادرلسان العرب، )م ١٣١١/هـ ٧١١: ت(مد بن مكرم مح ،ابن منظور: وانظر. ٨٥٣ص

Page 18: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٧

كيف يعقل كون الشيء أحدا، فإن كـل حقيقـة توصـف : فإن قيل ،ن كونه أحدا يستلزم كونه واحداأأن ) الجـواب (؟ وعهما فذاك ثالث ثالثة ال أحـد باألحدية فهناك تلك الحقيقة من تلك األحدية و مجم

مـن حقيقة ،ال المجموع الحاصل منها واألحدية الزمة لتلك الحقيقة فالمحكوم عليه باألحدية هو تلك الكالم متضـمن لجميـع صـفات اهللا تعـالى مـن ) اهللا أحد(تلك األحدية، فقد الح بما ذكرنا أن قوله

١("لوبـاإلضافيات و الس( :يحدد الفرق بينهما أكثر فيقوللكن واحد ال تتضمن داللة أحد، و "الواحد"تتضمن داللة فأحد

" وحد"أصل أحد اثنان و" أحد"يجوز أن يقال : ليلأنه بمعنى واحد، قال الخ) أحدهما(وجهان " أحد"في "لهم وجـوه المكسورة كقو، وأكثر ما يفعلون هذا بالواو المضمومة أنه قلبت الواو همزة للتخفيف وإالال : قال األزهري. أن الواحد و األحد ليسا اسمين مترادفين) القول الثانيو(أسادة دة وساوو جوه وأ

رجل واحد أي فرد : ال درهم أحد كما يقالرجل أحد و: ر اهللا تعالى ال يقاليوصف شيء باألحدية غيثم ذكروا في الفـرق بـين . ءبه ،بل أحد صفة من صفات اهللا تعالى استأثر بها فال يشركه فيها شي

أنك إذا قلت ) ثانيهماو(في األحد و األحد ال يدخل فيه أن الواحد يدخل) أحدها:(الواحد و األحد وجوها أن الواحد يستعمل في اإلثبات و األحد ) ثالثهاو. (ز أن يقال لكنه يقاومه اثنانفالن ال يقاومه واحد، جا

)٢(."تقول في النفي ما رأيت أحدا فيفيد العمومواحدا، و في اإلثبات رأيت رجالفي النفي، تقول قد تعني التعددية، وحين تريد معنـى جال واحدا، قد تعني األحدية، وما رأيت ر: عليه فإن قولناو

القـراءات هذا ما لم ترده اآلية الكريمة، لذلك جـاءت إنك إذ ذاك تفترض التعددية أصال، واألحدية فلما لو جاءت واحد باإلفراد والتنكيرو" اهللا الواحد"، و"اهللا أحد"فقد قرئت " الواحد"تعريف و" أحد"بتنكير

الوحدانيـة، فهـو الواحـد الخصوصية في أن تعريفها أفاد معنى التفرد، و أدت المعنى المراد، غيرو ما أشار همتفرد غير متجدد أو متعدد، و تنكير أحد ال يفتقر إلى التعريف؛ ألنهالمعهود والمعظم، و

:إليه الفخر الرازي بقولهفيه وجهـان :؟ قيل أحد على النكرة، قال الماوردي فإن قيل لماذا) قل هو اهللا الواحد(قرأ األعمش و"أن المراد هـو ) الثانيو(قل هو اهللا األحد : التقدير، وضمارهاإحذف الم التعريف على نية ) أحدهما(

)٣(."التنكير على سبيل التعظيم

تدل على بين الواحدية التيي رابطا بين األحدية وتفردها وتخصصها بالذات اإللهية، وقول البروسوي سـم لمـن ال كما أن الواحد ا، األحد اسم ال يشاركه شيء في ذاتهو :"تعددهاالذات مع كثرة الصفات ودية التي بت له األحيعني أن األحد هو الذات وحدها بال اعتبار كثرة فيها، فأثيشاركه شيء في صفاته،

.١٦/١٨٠تفسير الفخر الرازي ، الرازي(١)

.١٦/١٨٠،١٨١الفخر الرازي تفسير، الرازي )٢( .١٦/١٨٠ تفسير الفخر الرازي، الرازي (٣)

Page 19: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٨

و الذات مع الواحد هذاته من غير اعتبار أمر آخر، ووذلك من حيث عينه و ،هي الغنى عن كل ما عداهلم يقـل ألحـد، ألن و" إن إلهكم لواحد:"و لذا قال تعالى هي الحضرة األسمائية؛واعتبار كثرة الصفات،

، بخالف األحدية أي من حيث األلهة و المألوهية ،الخلق ارتباط فبينها و بين ،الواحدية من أسماء التقييد )١(."ح ارتباطها بشيءإذ ال يص

في الداللة، فهي على األرجح صفة مشـبهة علـى وزن ادور "أحد" ـأحسب أن للبنية الصرفية لو إلى اتصاف قد تشيرفهي على وزن اسم الفاعل، و" واحد"أما تفيد معنى ثبات الصفة لموصوفها،" فعل"الواحد بحق اهللا عالمة قـوة ، والواحد من البشر عالمة ضعف و افتقارف .أو دوماموصوف بها أحيانا،ال . استغناءو؛ انقطاعه عن مولوده إن كان كبيـرا ، وانقطاعه عن والديه إن كان صغيرا: من أشكال وحدة اإلنسانو

ال يمتلك دا أو مولودا، وال يكتمل، وسواء أكان وال دوما يفتقر إلى سبب وجوده و كينونته الطبيعي،فهو بكون جزء منه يمتـد إلـى ى إال بند بكونه جزءا من سابق، وسبب امتداده إال بالشريكة فالمرء ال يقو

. ، بل بفرع يمتد منه، ال يبقى بذاتهالمستقبل حين يوشك أن يضمحل، فالمرء مجبول على النقصانليتواصـل هو الذي جعل المرء يفتقر إلى أخيـه؛ النواميس، و األحد، فهو خالق هذه أما اهللا الواحد -

، أو أصل الجاللة بكماله و جالله عما يكمله من ند أو ضدفي حين يستغني رب العزة و يتفاعل،ويتواد و .أو فرع

ردا علـى المشـركين الـذين لى الكفار الذين ينكرون وجوده، وإن السورة الكريمة تضمنت ردا ع أنهـم ، وردا على من ادعى من اليهود بأن العزير ابن اهللابيد أنهم جعلوا له شريكا، و ودهيسلمون بوج

يسى ولدا، فجعلوه ثالث نسبوا له عون ادعى من النصارى بأن له زوجا، ردا على مأحباؤه، وو أبناء اهللايمة لتدحضـها يرجح أنها جميعا صحيحة؛ فجاءت السورة الكرالنزول، ومن هنا تعددت أسباب و. ثالثةاإلضافية والسلبية، وتـرد تختزن صفات الكمال والجالل، ، وإذا كانت السورة تقرر األحدية هللاو .جملة

.عجب أن تعدل ثلث القرآن؛ إذ تجمل ثلث ما ورد فيهأهل الكتاب، فالالمشركين وعلى الكفار و

IIIIG�FG�FG�FG�FHHHH������������:

، )٢(، وما بعده خبـر قيل الصمد نعته، وابتداء وخبر:" فهي على ستة أوجهاختلف العلماء في إعرابها، هي جملة خبر بعـد : وقيل -جل ذكره -" اهللا"وقيل الصمد رفع غلى إضمار المبتدأ والجملة خبر عن

كريـر فـي ، وإنما وقع هذا التاسم اهللا األول، وقيل هو بدل من "أحد" ، وقيل أنه بدل من"هو"خبر عن ؛يكون الثاني مضمرا، وكان حقه أن بعد أن تقدم مضمرا ك أظهر االسم؛ ولذلالصفات للتعظيم والتفخيم

.١٠/٥٣٦ح البيان رو البروسوي،)(١

.١٠/٤٣٥مجمع البيان ، والطبرسي،١٠/٥٧١ البحر المحيط، األندلسي:انظر) ٢(

Page 20: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

١٩

��¡�¢�£�IIIIو:، وكـذلك قـال إظهاره أكد في التعظـيم والتفخـيم ، لكنلتقدم ذكره مظهرا

¤HHHH)٢(" . )١( اهللا الصمد -١: أي

خـ + م نعت عطف

يولد لم و الصمد لم يلداهللا -٢

)٣( )ف+ ~) (ف+ ~(خـ + م اهللا الصمد -٣

)٢خـ+ Ø ٢م+ ( ١م ١خـ

أحد الصمد هو اهللا -٤

٢خـ+ ١خـ + بدل + م

اهللا أحد اهللا الصمد -٥ بدل توكيد + خـ +م

الصمد اهللا أحد اهللا -٦

بدل توكيد + خـ +م

أكثر انسجاما مع اآلية السابقة، أما اإلعراب الثاني فمتأول متكلف،إذ اإلعراب األول أقرب إلى الوصف و إنفي محل خبر لما جاءت في آية منفصلة دون أن يتصدر ������������IIIIL�K�J�IHHHHلو كان المراد أن تكون اآلية

وال يخفى . تشير عادة في القرآن الكريم إلى عدم الوقف؛ ألن المعنى ال يكتمل إال بها التي" " أولها بعالمة

.) ٩: الواقعة( (١)

.٢/٨٥٢ ، مشكل إعراب القرآنمكي (٢)

.عنصر نفي ~ )(٣

Page 21: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٠

، واعتماد على مكونات اآلية األولى التي كلف في التأويل من تقدير محذوفما في بقية األوجه من تعسف وت .عيره من سابقتها تم مبناها بتمام معناها ، كما تقوم اآلية الثانية برأسها دون افتقارها إلى ركن تست

عطي معنى يحسن السكوت عليه ههنانرى أن أصل الجملة التوليدي الذي يمثل الحد األدنى الذي يو اهللا صمد

خـ+ م " ال"أراد أن يخص ذاته بالصمدية دون غيره، إشارة إلى تفرده بهذه الصفة فأدخل غير أن رب العزة و الجاللة

لتوكيد الخبر صمدـــ ال اهللا

)١( خـ v+ م لقصوره عن أداء توهم ناقص، غير جدير بهذه الصفة؛من الناس م" صمد"فكان ما في أذهان الناس من

".الصمد"عند تحليل داللة -ان شاء اهللا -كل مستلزماتها كما سنبين

":الصمد"و تعريف " أحد"تنكير هو سؤال اقتضى جوابا أسـلوبيا و، "الصمد"و عرف " أحد"لماذا نكر : هنا يطرح المفسرون سؤاال مفادهو

لية المترتبة عليها، القيمة الدال، جوابا يجمع بين اللغة والغة وتشكيلهمقارنا يفرضه منطق ال

)٢(."تعريفه لعلمهم بصمديته بخالف أحديته"..سوي أن فيرى البرولخلـق أن كـل موجـود الغالب على أكثر أوهام ا: الجواب" :أما الفخر الرازي فيوضح أكثر فيقول

يكون خاطرا ببال أكثر الخلـق، ما ال يكون منقسما الذا ، فإثبت أن كل محسوس فهو منقسممحسوس، ورب بل ألكثر الخلق على ما هذا كان معلوما للعيكون مصمودا إليه في الحوائج، وأما الصمد فهو الذي و

كانـت ، وكانت األحدية مجهولة مستنكرة عند أكثر الخلـق و إذ )٣( IIIIÈ�Ç�Æ�Å�Ä�Ã�ÂHHHHقاللفظ الصـمد علـى جاء لفظ أحد على سبيل التنكير و جرمهور الخلق، اللومة الثبوت عند جمالصمدية مع

)٤(."سبيل التعريف

. عنصر محذوف Ø، عنصر توكيد vتتحول إلى، (١)

.٥/٥٤٨ أسرار التأويل،نوار التنزيل وأ، البيضاويو، ١٠/٥٣٨ روح البيان، البروسوي )٢(

) .٨٧: الزخرف ( )٣(

.١٨٠، ١٦/١٧٩ تفسير الفخر الرازي، الرازي )٤(

Page 22: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢١

؛ فإنه فلم يحتج إلى تعريفه بخالف الصمدغيره تعالى ؛ ىأحد في غير النفي والعدد ال يطلق عل" ذلك أن الجليـل دون ، وتكـرر االسـم عرف؛ فلذا ......... -عز وجل –جاء في كالمه إطالقه على غير اهللا

، وذلك على ما صرح به األلوهية اإلتيان بالضمير ، وقيل لإلشعار بأن من لم يتصف بالصمدية ال يستحق، أشعر بأن من لـم يتصـف السلطان عادل: ، فإذا قلتأين الحصرالدواني مأخوذ من إفادة تعريف الجز

)١(........."بالعدل لم يستحق السلطنة ؛ ألنها تختلف في كمها و نفيها عن غيره - عز و جل –ات الصمدية هللا فتعريف الصمد يتضمن إثب

.و شموليتها عن صمد من البشر منقطع ؛فتنقطع حاجة الناس إليه بذلك و استمراريتها

:امتناع العطفو" اهللا"تكرار لفظة ثم تتوالى الصفتان " اهللا"دأ كان من الخيارات اللغوية الممكنة أن تجمل اآليتان األولى و الثانية بذكر المبت

:أحد، صمد فتكون: تالزم نعت

اهللا أحــــــد صمد

خـ+ م العطف مع تكرار المبتدأ، فهو واحد جعلها في آيتين منفصلتين خاليتين من -تعالى –غير أن اهللا

:في الجملتين ، كالتالي اهللا أحـد صمد اهللا

الصمد اهللا : بل خـ+ م

جاء ليخص اهللا بالصمدية بالقدر الذي خصه ، فعامال مشتركا بين الجملتين شكلتكرار لفظ الجاللة إنإليمـانهم يجب أن يكـون مسـاويا -و إخالصهم فيه ، فيه بالوحدانية، فلجوء الخلق إليه في حوائجهم

تشابها أحدث –من عاطف مع خلوهما المتشابه بينهما فالتركيب اللغوي، تأدية حقها عليهم بوحدانيته و .حكما وداللة ومكانة وعقيدة تكونا متساويتين؛ لبينهما مقصودا

متساويتين موسـيقيا جـاء ،بره في جملتين متوازيتين تركيباإن تكرار المبتدأ نفسه مع اختالف خ ؛ ن متتابعتان بدون عاطفليحقق الموازنة بين مكوناتهما، لتشكال إيقاعا متقاربا تذكران أن العقيدة حقيقتا

، دار إحياء في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني روح المعاني ،)م ١٨٥٣/هـ١٢٧٠ت ( ،محمود أبو الفضل، األلوسي (١)

.٢٧٣، ص ٣٠، ج بيروت ،التراث العربي

Page 23: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٢

، إنهما مبـدآن ا متقاربتين إلى درجة ال تسمح حتى بإيراد عاطفملجعله، وتشير إلى القطع في الحكمف .صارمان بالقدر نفسه منجزان

)١(". كرر لتكون كل جملة منهما مستقلة بذاتها غير محتاجة ما قبلها"فقد .٢"التعظيمللتفخيم و" اهللا"تكرار و" )٣(."فإنها نهاية التنزيه" قل هو اهللا أحد، اهللا الصمد: "اإليجاز قوله تعالىمن بديع "و

ذلـك أن األحديـة خاصـة بـاهللا . و الصمد معرفة نكرة،" أحد" سمح بأن تكون" اهللا"كما أن تكرار من تعريفها إلثباتهـا هللا وحده،غير أن الصمدية صفة يطلقها العرب على السيد من الناس؛ لذا كان ال بد

لو لم تتكرر هذه اللفظة لوجب في لفظ أحد و صـمد أن : "يقول الفخر الرازي. وحده، ونفيها عن غيرهللفظة حتى يذكر لفظ أحد قد بينا أن ذلك غير جائز، فال جرم كررت هذه ا، ويردا، إما نكرتين أو معرفتين

)٤(". لفظ الصمد معرفامنكرا و، و تكرير االسم الجليل لإلشعار بأن من لم يتصف بـذلك فهـو يتهيفه لعلمهم بصمديته بخالف أحدتعرو"

عز -، بين أوال ألوهيته النتيجة لألولىتعرية الجملة عن العاطف؛ ألنها كو .بمعزل من استحقاق األلوهية التركيـب بوجـه مـن التعدد والمستتبعة لكافة نعوت الكمال ثم أحديته الموجبة تنزهه عن شائبة -جلو

افتقار ضية الستغنائه الذاتي عما سواه و، ثم صمديته المقتخواصهاهم المشاركة في الحقيقة ووت، والوجوه )٥(."إرشادا لهم إلى سننه الواضححق وتحقيقا لل سائر أحوالها؛جميع المخلوقات إليه في وجودها وبقائها و

يس من صمد بحـق إال ال نرى أن من لم يتصف بالصمدية ال يستحق األلوهية فحسب، بل أيضا تعني لو .خبرهقة داللية متبادلة بين المبتدأ واهللا، إنها عال

:الصمد

فاكتفى بعضهم بالمعنى المحايد البسيط " الصمد"على الصعيد الرأسي تفاوت المفسرون في تحديد داللة :نشدواأو يستقل بها،صمد إليه في األمور وفي كالم العرب السيد الذي ي" الصمد"للفظة، فذهب إلى أن

عبد القادر : هـ، تحقيق١٣٩٦، القاهرة ، أسرار التكرار في القرآن، )تاريخ وفاته مجهول( ود بن حمزة اني، محمالكرم (١)

.٢٢٧، ص ١ أحمد عطا، ج، دار المعرفة، بيروت، البرهان في علوم القرآن ،) م١٣٩١/هـ ٧٩٤: ت( ، محمد بن بهادر بن عبد اهللا الزركشي )(٢

. ٤٨٥، ص٣، جضل إبراهيم محمد أبو الف: هـ، تحقيق١٣٩١

٣/٢٢٥ السابقالمصدر )(٣)٤(

.١٦/١٨٤ تفسير الفخر الرازي، الرازي ٥)(أسرار أنوار التنزيل و ،والبيضاوي ١٠/٥٣٨روح البيان ، البروسوي :و انظر، ٧/٢١٢،٢١٣،تفسير أبي السعود العمادي

. ٥/٥٤٨التأويل

Page 24: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٣

)١(بالسيد الصمدسد بعمـرو بن مسعود ولقد بكر الناعي بخيـر بني أ به قوامها تصمد، وإليه جلت مقدرته هو موجد الموجودات، و، ألن اهللا تعالى بهذا تتفسر هذه اآليةو

كل ما عداه محتاج إليه في جميع ، وطلقاعن غيره م"لى ذلك استغناءه زاد بعضهم إو )٢(".تعالىسبحانه و )٣(."جهاته

يحكـم مـا ال يزال، وقيل الذي يفعل ما يشاء وم الباقي الذي لم يزل والدائ:"سبقزاد أبو السعود على ما و )٤(.."يريد

أن الصمد هو السيد الذي ليس فوقـه أحـد، األنباري ال خالف بين أهل اللغة نقال عن ابن : زاد األندلسيو )٥(.حوائجهميصمد إليه الناس في أمورهم و لذيا

د، و قيل الصمد الذي ال جوف له وال يأكـل وال يشـرب، السيد الذي قد انتهى إليه السؤد: "وذكر الواحدي )٦(."قيل هو المقصود إليه في الرغابو : أما في المعجم فالصمد هو -غني عنه شيء، الـذي انتهـى فـي سـؤدده، ال يست، و، خلق األسماءالداعم الباقي، ليس فوقه أحد: صمد"

.المقصود في الحوائجال يجوع في الحرب، الرفيع من كل شيء، الغليظ المرتفـع عـن األرض، ال يعطش و: رجالالصمد من ال

، بمتن األرض مدة صخرة راسية في األرض مستويةالصالشديد من األرض، وور،خالصلب الذي ليس فيه .)٧(" ربما ارتفعت شيئاو داللتها في سياقها إضافة إلى داللتها المعجميـة، رين إلى الصيغة الصرفية للصمد والتفت بعض المفسو

بمعنى مفعول كقـبض "فعل"ما تعكسه من دالالت فالصمد على وزن تفاعل هذه اللفظة مع أحوالها و مبينايه في الحوائج المستغني إلإذا قصده، أي هو السيد المصمود " نصر"بمعنى مقبوض من صمد إليه، من باب

كل ما عداه محتاج إليه من جميع جهاته، فال صمد في الوجود سوى اهللا فهو مثل زيد األمير يفيـد بذاته، والحاصل أن و.....قصر الجنس على زيد، فإذا كان هو الصمد فمن انتفت الصمدية عنه ال يستحق األلوهية،

نقال عن . ٨/٥٢٩البحر المحيط ، ٣٠/٣٤٧تفسير الطبري ، ٢/٣١٦ رآنمجاز القالبيت لسيرة بن عمرو األسدي، انظر )(١

.٣/٥٠٨هامش ،، محمد الفاضليحسانالجواهر المحقق

(٢ .١٠/٥٧٠ ، البحر المحيطاألندلسي و ،١٠/٤٣٤ :مجمع البيانالطبرسي، : ،و انظر٣/٥٠٨، الجواهر الحسانالثعالبي، (

٣ .٥/٥٤٨ أنوار التنزيل و أسرار التأويل)(

.٧/٢١٢ تفسير أبي السعود (٤)

.٣٠/٢٧٣ روح المعاني األلوسي، :و انظر. ١٠/٥٧١،٥٧٢، المحيط البحر )(٥

،، دمشق وبيروتدار القلم، والدار الشامية، ، الوجيزفي تفسير الكتاب العزيز )م١٠٧٥/هـ ٤٦٨ت(علي بن أحمد ، الواحدي )٦( .١٢٤١، ص٢ صفوان عدنان داوودي، ج: ،ت١هـ، ط١٤١٥

.)صمد ( اللسان، ابن منظور )(٧

Page 25: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٤

عبد الصمد هو مظهـر الصـمدية في اهللا دون األحدية، ووالصفات الصمدية تقتضي اعتبار كثرة األسماء فع العـذاب، يستشفع به إلـى اهللا لـد د إليه، أي يقصد لدفع البليات، وإيصال إمداد الخيرات، والذي يصم

تجلـى إال بإزالـة فـإن األحديـة ال ت .... هو محل نظر اهللا إلى العالم في ربوبيته لـه و ،إعطاء الثوابوالصـمدية الحاصل أن األحديـة جمـع و و....مدية فباعتبار األبدية التي هي البقاءأما الصو......الكثرات،

)١(...."فرقجميـع با لذاته ممتنع التغير في ذاتـه، و و كونه تعالى صمدا، معناه كونه واج: "ويضيف الفخر الرازي

.)٢("األمثالإشارة إلى نفي األضداد واألنداد والشركاء و" الصمد اهللا: "قولهو.....صفاتهالصمد الذي ال جوف له، و منه يقال لسدادة القارورة الصمداء، ومصمد صلب ليس فيه رخاوة، قال "و

ال من الحجر الذي ال يقبل الغبار وال يدخله شـيء و الصمد هو األملس"بعض المتأخرين من أهل اللغة يكـون ذلك ألن الجسم الذيالمعنى اللغوي معنى مجازيا؛ و يستشف الفخر من هذاو )٣(.يخرج منه شيء

لذاته ممتنع التغير فـي إلى كونه سبحانه واجبا كذلك يكون عديم االنفعال والتأثر عن الغير، وذلك إشارة )٤(."جميع صفاتهو بقائهوجوده و

هـو كونـه ين وفق التعريف اللغوي السابق، وويورد آراء المفسرين في هذه اللفظة، فيحصرها في نوعكونه ممتنعا عن التغير فيها يقتضي بإضافة الصفات اإلضافية إليه، و ه، مما يقتضي أن يكونواجبا في ذات

)٥(.أن يكون باتصافه بالصفات السلبية، وتارة يفسرون الصمد بالجمع بين الوجهينسـيدا ألن كونـه ؛ لعالم بجميع المعلومـات الصمد هو ا) األول: (فذكروا فيه وجوها) األول(أما النوع "

يم ألن كونه سيدا يقتضي الحلم الصمد هو الحل) الثاني(جوعا إليه في قضاء الحاجات ال يتم إال بذلك، مرقـال ) الرابـع (انتهى سؤدده الصمد هو السيد الذي قد: الضحاكقول أبو مسعود وهو و) الثالث(،الكرمو

الصـمد : قـال السـدي ) الخامس(لك الصمد هو الخالق لألشياء، وذلك ألن كونه سيدا يقتضي ذ :األصمالصمد هـو :قال الحسن بن الفضل البجلى) ادسالس(المقصود في الرغائب، المستغاث به عند المصائبهو

أنه ) الثامن(أنه السيد المعظم )السابع(يحكم ما يريد، ال معقب لحكمه، وال راد لقضائهيفعل ما يشاء والذي .الفرد الماجد ال يقضى في أمر دونه

الغني على ما الصمد هو) األول(: فات السلبية فذكروا فيه وجوهاهو اإلشارة إلى الصو) ثانيال(أما النوع وال و) ٢(����������������IIIIØ�×�Ö�Õ�ÔHHHH:لصمد الذي ليس فوقه أحد لقولـه ا) الثاني) (١(����������������IIII¿�À�Á�Â�ÃHHHH:قال

.٣٠/٥٣٨ روح البيان، البروسوي (١)

.١٦/١٨٥ تفسير الفخر الرازي، ا��ازي(٢)، تفسير القرآن العظيم، )م١٣٧٢/ هـ ٧٧٤ ت(أبو الفداء إسماعيل بن عمربن كثير: ،و انظر١٦/١٨٢، السابق المصدر)٣(

.٥٧١،ص٤، ج هـ١٤٠١دار الفكر، بيروت،

.١٦/١٨٥ ر الفخر الرازيتفسي ،ا��ازي(٤)

.١٦/١٨٥الرازي ،المصدر السابق: انظر (٥)

Page 26: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٥

IIII�x�w�vال يشرب قتادة ال يأكل و:قال )الثالث( يرجو من دونه ترفع الحوائج إليهوال يخاف من فوقه،

z�y���H���H���H���H)الرابع( )٣ ( قال قتادة الباقي بعد فناء خلقهIIIIr�q�p�oHHHH������������)قال الحسن البصـري ) الخامس() ٤ : كرسـي، الي لم يزل وال يزال، وال يجوز عليه الزوال، كان وال مكان،ال أين وال أوان، وال عرش والذ

وله ميراث ، ال يورثال يموت والذي : بن كعب قال أبي) السادس(هو اآلن كما كان وال جني وال إنسي وهو الذي : قال ابن كيسان) الثامن(ال يسهو الذي ال ينام و: يمان وأبو مالكقال ) السابع(األرض السموات و

: قال الربيع بن أنـس ) العاشر(هو الذي ال عيب فيه : قال مقاتل بن حيان) التاسع(ال يوصف بصفة أحد فـي جميـع إنه الكامل في جميع صفاته و: بيرقال سعيد بن ج) الحادي عشر(هو الذي ال تعتريه اآلفات

ـب إنه الذي يغلب و :قال جعفر الصادق) الثاني عشر(أفعاله إنه : قال أبو هريرة) الثالث عشر(ال يغـلإنه الذي أيس الخالئق من االطالع على كيفيته : قال أبو بكر الوراق) الرابع عشر(المستغني عن كل أحد

هو الذي لم : قال أبو العالية و محمد القرظي) السادس عشر(هو الذي ال تدركه األبصار )الخامس عشر(: قال ابن عباس) السابع عشر(سيموت ، وال شيء يولد إال ولم يولد، ألنه ليس شيء يلد إال سيورثويلد

عن أن يكـون و الزيادات،و أنه المنزه عن قبول النقصانات) الثامن عشر(إنه الكبير الذي ليس فوقه أحد )٥(."والجهات اآلناتموردا للتغيرات والتبديالت، وعن إحاطة األزمنة واألمكنة و

فمـا -الجالل، اإلضافية و السلبية، كما أشـرنا سـابقا ، أحد تدالن على صفات الكمال واهللا: إذا كانتو ؟ "الصمد"الخصوصية في

:إنلـم و ا ذات، جاءت لتنفي األلوهية عن غيـر اهللا، وحدة الذات التي ليس كمثله )٦( اهللا أحد -١

.مستحق للعبادة غيرهأحد في ماهيته، ولتثبت تفرده تعالى، فالإلى التعريف ألن ال " أحد"يحتج اهللا الصمد تعدد الصفات لتلك الذات المتفردة المنفردة، فاهللا هو الـذي يصـمد إليـه فـي -٢إال أنه يغني عن كـل أحـد، " أحد"إن كان وصية تفرده، فهو ولتثبيت خص" صمدال"، فجاءت لحوائجا

.فيستغني به خلقه عن غيره لتعدد صفاته التي بها يهيمن على مخلوقاته،

)٢٦:����ن( )١(

)١٨:األنعام ( (٢)

)١٤:ا� ��م ( )(٣

٤)()���� )٢٦:ا�

ومجمع البيان.٥٨٢،٥٨٣،ص٧مج جامع البيان عن تأويل آي القرآن،الطبري، : انظر، و١٨٢،١٨٣ص السابق المصدر(٥)، فتح القدير القدير الجامع بين )م١٨٣٤/ هـ ١٢٥٠: ت(، محمد بن علي الشوكانيو، ٤/٥٧١ وابن كثير، ١٠/٤٣٨،٤٣٩

،)م١١٢٢/ هـ ٥١٦: ت(محمد الحسين بن مسعود، أبو البغويو، ٥١٦، ص٥ ، جالرواية والدراية من علم التفسيرفني .٥٤٤ص ،٤ار، ج سو ، ومروانخالد العك: ، تحقيق٢، طم١٩٨٧ - هـ ١٤٠٧، دار المعرفة، بيروت٤، معالم التنزيل

.، تؤدي دالليا إلى تشير إلى ) ٦(

Page 27: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٦

لعل من أهم أسباب انحراف المشركين في تاريخ البشرية عن جادة التوحيد، حاجتهم إلى من يقضي و ن يكون ذاته من ينصر في يصلح أن من يعطي السالم الهم القاصرة ألهم حوائجهم المتعددة، فتوهمت عقول

و تضادت رغباتهم، فأخذوا يعددون اآللهة ،إلخ، فاختلفت حوائجهم...إله النصر غير إله المطر،الحرب، ومن هنا لم يكن التسليم بوحدانية اهللا تتجاوزه؛ والتي تؤدي كل منها إلى وظيفة وجودية، أو عمال خالصا ال

الخفي الباطن باالعتقاد بأن ثمة من نحراف إلى الشرك سواء الظاهر، أو لحماية العقيدة من اال تعالى كافيا .هو قادر على أن يقضي حاجة العبد من سادة البشر و سراتهم

هم، قـال مسائلويعني الذي يختلف إليه الخالئق في حوائجهم : قال عكرمة عن ابن عباس: "اهللا الصمد لعظـيم اه، و الشريف الذي قد كمل شرفه، وهو السيد الذي كمل في سؤدد :عباسعلي بن طلحة عن ابن الحكيم الذي قـد كمـل فـي و الحليم الذي كمل حلمه، و العليم الذي كمل علمه،الذي كمل في عظمته، و

ال تنبغي إال له، ليس له هو اهللا سبحانه هذه صفته السؤدد ود كمل في أنواع الشرف وهو الذي قحكمته، و )١(."ليس كمثله شيء سبحانه الواحد القهارء، وكفا

بمعنى اجتماع كل ثبت الصمدية بال فواصل أو وسائط، ت" اهللا الصمد"تثبت األحدية، ثم " اهللا أحد"فجاءت ربما سألوه جميعا في آن، كل حاجته مختلفة الصفات التي يسأله بها العباد، ويحتاجونها جميعا في واحد، و

الرحمن، سريع الحساب، فـي آن، المحيي المميت، المبدىء المعيد، ار، المضحك المبكي،هو النافع الضفالثانية تعدد الصفات، فالصمدية حقا كما ذكر الفخر الرازي آنفا نتيجـة ثبتت اآلية األولى وحدة الذات، وفأ

باستقراء وضحت، ووالثانية حددت و فاألولى مهدت )٢(."كما أضاف البيضاوي" أو دليال عليها"لألولى، اسم جامع ألسماء اهللا الحسـنى و صـفاته المثبتـة كل ما ورد في تفسير هذه اللفظة الشريفة نجد أنها

فإذا كان الناس في حياتهم يلجؤون إلـى ،بعند المصائ، والمنفية، المتفرد بها، المقصود في الرغائبوال بد لكرمه محدود، و -وإن طال -عمره ، ون كان يفعل فإنما عطاؤه محدودالسيد الكريم ليكرمهم، فإنه إ

يملك كـأن هو إن كان قادرا على أن يعطيهم فإنه حتما يعجز عن أن يعطيهم ما التهي إليه، ومن أجل ينأعز، فمن قدر من المصـمود هم، أو يمنعهم ممن هو أقوى منه ويحفظهم أو ينصريشفيهم، أو يهديهم، أو

هو ال يملك أن يواصل عطاءه بعد موته، كما ال يملك أن يوصل و هم على بعض فإنه يعجز عن كثير،إليبها باق ال يـزول حال تزول؛ فصا" أنها أبدية"لذلك كان حقا من معاني قوة الصمدية عطاءه إلى من مات؛

، فكان كـل "ال"معرفة بـ" الصمد"من هنا كانت أن يغيره أو يغيبه، أو يمنعه، و ال يملك أحدوال يحول، وهو الباقي، بذاتـه " الصمد"التالشي، في حين أن وه صناعي زوال مزيف، محكوم عليه باألفول صمد غير

أدرك بعض المفسرين قد ائج معا ال يشغله شأن عن شأن، وصفاته، فهو وحده القادر على قضاء كل الحووهـو الكـل و وهو أن يحمل لفظ الصمد على: "هو ما أورده الفخر تحت الوجه الثالث فقالهذا المعنى، و

.٤/٥٧١ القرآن العظيم ، تفسيرابن كثير )(١

١٠/٥٤٨ وأسرار التأويل أنوار التنزيلالبيضاوي، (٢)

Page 28: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٧

بحسب داللتـه علـى كونـه ب الذاتي يدل على جميع السلوب، ومحتمل؛ ألنه حسب داللته على الوجو .)١("مبدىء للكل يدل على جميع النعوت اإللهية

، فإنه ال يوجد في غيرها "الصمد"هذا ما جعل بعض المفسرين يعزون كونها تعدل ثلث القرآن إلى اسم و .)٢(من السور

نـه جـامع لصـفات اهللا ال أل ؛عدم تكرارهي هذه السورة، ورة واحدة في القرآن الكريم فلعل وروده مو .ال تتضمنهإحداها، وهو يتضمنها جميعا، و

الكمال، والمخلـوق الصمد دون ما سواه، فإنه المستوجب لغايته على فبين أنه المستحق ألن يكون هو "هو أيضا لتجزئة، وامنتفية عنه، فإنه يقبل التفريق وإن كان صمدا من بعض الوجوه فإن حقيقة الصمدية و

ال يصمد و محتاج إلى غيره، فإن كل ما سوى اهللا محتاج إليه من كل وجه، فليس أحد يصمد إليه كل شيءوينقسم وينفصـل يتفرقلمخلوقات إال ما يقبل أن يتجزأ وليس في اتعالى، وى شيء إال اهللا تبارك وهو إل

كمالهـا و من ذلك، بل حقيقة الصمدية شيءبحانه هو الصمد الذي ال يجوزعليه اهللا سبعضه عن بعض، ويمكن عدم صمديته بوجه من الوجوه، كما ال يمكن تثنية أحديتـه بوجـه مـن ال له وحده واجبة الزمة،

.)٣(...."الوجوها سـبب لعـل هـذ د، كانت صفات اهللا تعالى تتنوع وتتعدد، وتتعدلما كانت حاجات الناس تختلف وو

يفسـرها أن تكـون ينتظمها و تفاوتهم في فهم داللة هذه اللفظة، و كل تلك الدالالتو اختالف المفسرين .اسما جامعا لها جميعا" الصمد"

ال ال يشرب، وال يلد وليس له جوف ال يأكل وما المعنى اللغوي بنفي الجوف عنه، و" الصمد"مناط و ضا لآليتين الالحقتـين الثالثـة هو معنى أصل يهيء أيلى وال يتغير، و، وال يبال يفنى، وال يموت ويولد

.، فهي نتيجة للثانية"لم يكن له كفوا أحدو لم يولد،لم يلد و"الرابعة و :إلى هذا فقال -رحمه اهللا -وقد نبه ابن تيمية

.) ٤("صواببل كلها ليست كذلك، ال متعددة قد يظن أنها مختلفة، واالسم الصمد منه للسلف أقوو" )٥(.، السيد المقصود في الحوائجي ال جوف لهالمصمد الذ: وهي، ثم يذكر أشهرها

IIIIL�K�J�IL�K�J�IL�K�J�IL�K�J�IHHHHعالقتها بما سبق، داللتها و������������:

.١٦/١٨٣فسير الفخر الرازي ت الرازي،)١( .١٩/٢٢١، الجامع ألحكام القرآن القرطبي)٢(

فتاوى ابن تميمة في كتب و رسائل و ،)م١٣٢٧/ هـ ٧٢٨: ت( م بن تيمية بن عبد الحلي، أحمد أبو العباس الحراني (٣) .٢٣٨، ص ١٧عبد الرحمان محمد قاسم النجدي، ج : ، مكتبة ابن تيمية، تحقيقالتفسير

. ١٧/٢١٦ فتاوى ابن تميمة في التفسيركتب ورسائل و ،ابن تيمية)٤(

.١٧/٢١٦، المصدرالسابق (٥)

Page 29: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٨

)١(..."رد على إشارة الكفار في النسب الذي سألوه،": قيل فيهاألن كل ليس بمحدث لم يكن فكان؛و: قوللم يولد ي"يس بفان، ألنه ال شيء يلد إال وهو فان بأمد، ول: "لم يلد

ال ، ودائم لـم يبـد، وال يـزول و مولود فإنما وجد بعد أن كان غيره موجود، لكنه تعالى ذكره قديم لم يزل )٢(."يفنىعالقة هـذه اآليـة بـاآليتين القيمة الداللية لنفي الوالدية والمولودية، ويقول الفخر الرازي ملتفتا إلى

:السابقتينإن كان ال يمكن ذلك فما الفائدة من ذكره لم بالسمع أم ال، ومولودا، هل يمكن أن يعنفي كونه تعالى والدا و"

نفي ، وال منقسموال متبعض ونفي كونه تعالى والدا مستفاد من العلم بأنه تعالى ليس بجسم ) الجواب(؟ ههناالعلم بكل واحد من هذين األصلين متقدم على العلـم وفاد من العلم بأنه تعالى قديم، كونه تعالى مولودا مست

فال يمكن أن يكونا مستفادين من الدالئل السمعية، بقي أن يقال فلما لم يكن استفادتهما مـن لقرآن، بالنبوة واه أحدا كونه سبحانه في ذات قد بينا أن المراد من كونه) قلنا(؟ السمع، فما الفائدة في ذكرهما في هذه السورة

ا لذاته ممتنع التغير في ذاته هيته منزها عن جميع أنحاء التراكيب، وكونه تعالى صمدا معناه كونه واجباموالسـبب ، فلما ذكـر لمولوديةالدية واالصمدية يوجبان نفي الوكان كذلك فاألحدية و إذا ماوجميع صفاته، و

تنبيه اهللا تعالى على المقصود من ذكرهما ، فمينجرم ذكر هذين الحكالموجب النتفاء الوالدية والمولودية، ال )٣(".الدالئل العقلية القاطعة على انتفائهما

ولـم ... "،الفناء عليـه ه أو يخلف عنه؛ المتناع الحاجة ولم يفتقر إلى ما يعينألنه لم يتجانس، و":لم يلد" )٤(." ال يسبقه عدم؛وذلك ألنه ال يفتقر إلى شيء و" يولد

:و الداللة الزمنية و التالزمية" م يولدلم يلد و ل"

:، إال أن أيا منها ال تؤدي الداللة المتوخاة منرهخى آإل...ليس بوالد ، أو من البدائل الممكنة ال يلد أو لن يلدلوروده ردا على مـن قـال ":نه في الماضي خاصة ألسباب أولها، ذلك أن المراد النفي عنه سبحايلد+ لم

)٥(...."اهللا، أو المسيح ابن اهللالمالئكة بنات مما يوهم بأنه قد فعل في الماضي واستغنى به ؛ شير إلى النفي في المستقبلييلد + لن :إن استعمال: ثانيها

فصيغة الماضي مستقبال،، ماضيا وحاضرا والمولوديةفي عن وقوع الوالدية ومناط األمر الن، وعن المستقبل

٥/٦٣٨ لجواهر الحسانا،الثعالبي (١)

.٧/٥٨٣ ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري (٢)

.١٦/١٨٤/١٨٥ تفسير الفخر الرازي، الرازي(٣)

.٥/٥٤٨أنوار التنزيل ،البيضاوي )(٤ .١٠/٥٣٩ روح البيان، البروسوي:انظرو. ٥/٥٤٨ ، أنوار التنزيلالبيضاوي )(٥

Page 30: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٢٩

يغة بالماضي تستغرق هنا الحاضـر اآلخر، فالصعز و جل، وأبديته، فهو األول و تفيد القطع في أزلية اهللا .ال يستغرقانها هماوالمستقبل، و

بأن ذلك قد يكون -كما في االستعمال المألوف في الحياة -يلد ألوهمت هذه البنية+ ال :لو استعملو من خصائص -سبحانه -المولودية بحقه ليدل على أن انعدام الوالدية و ؛إنما استعمل الماض، ومن عيب

ثم صرح ببعض أحكام جزئيـة : "يقول أبو السعود. ال تفتقر إلى شيءنونته التي يفتقر إليها كل شيء وكي ؛لمفترين في حق المالئكة و المسيحتنصيصا على إبطال زعم ا) لم يلد(مندرجة تحت األحكام السابقة فقيل

ن يكون له من أي لم يصدر عنه ولد؛ ألنه ال يجانسه شيء ليمكن ألذلك ورد النفي على صيغة الماضي و؛ ال يفتقر إلى ما يعينـه أو يخلفـه قوله تعالى أنى يكون له صاحبة و ، كما نطق بهجنسه صاحبة فيتوالد

ستحالة نسبة العدم إليه سـابقا أي لم يصدر عنه شيء ال) و لم يولد(الفناء عليه سبحانه الستحالة الحاجة وتحقيقه باإلشارة إلى أنهما متالزمان، يح به مع كونهم معترفين بمضمونه؛ لتقرير ما قبله والتصرو.قا والح

قريـب فهو ،نه لم يولد االعتراف بأنه ال يلدمن قضية االعتراف بأال فال، ومالد ووإذ المعهود أن ما يلد ي .)١("يستأخرونمن عطف ال يستقدمون على ال

لم (لم قال ههنا : "آليتينمقارنا بين ا" لم يتخذ ولدا"و بين " لم يلد"إلى الفرق بين يلتفت الفخر الرازيو أن ) أحـدهما : (أن الولد يكون على وجهـين ) الجواب()٢(������������IIIIy�x�wHHHHوقال في سورة بني إسرائيل ) يلد

ولدا ويسـميه هـذا خذهلكنه يتأن ال يكون متولدا منه و) لثانيو ا(يتولد منه مثله و هذا هو الولد الحقيقي،منهم من قال م من قال عيسى ولد اهللا حقيقة، ومنه: النصارى فريقاناالسم، وإن لم يكن ولدا في الحقيقة، و

������������IIIIy�x�wHHHHقولـه إشارة إلى نفي الوالد في الحقيقـة، و فيه ) لم يلد(إن اهللا اتخذه ولدا تشريفا له، فقوله ان قد يتخـذ ولـدا ؛ ألن اإلنس����IIII��~�}�|�{�z�y�x�w�H�H�H�H:ني، ولهذا قالإشارة إلى نفي القسم الثا

{�~���¡�¢�IIIIلذلك قال فـي سـورة أخـرى ليكون ناصرا ومعينا له على األمر المطلوب، و

§�¦�¥�¤�£HHHH )٤("إشارة إلى ما ذكرنا أن اتخاذ الولد إنما يكون عند الحاجةو )٣(. الوالديـة :قال بعضـهم ليه سابقا والحقا، وإ أي لم يصدر عن شيء الستحالة نسبة العدم) لم يولدو"(

لواجبـة ال مثلية بـين هويتـه ا ، وبد أن يكون مثل الوالدلمولودية ال تكونان إال بالمثلية، فإن المولود الاو ،ال الحوادث محلـه و محل الحوادث ولم يولد أي لم يكن هلم يلد و: يقال البقلو .انتهى. وهوياتنا الممكنة

.١٠/٥٣٧ روح البيان، البروسوي:وانظر .٧/٢١٣ تفسير أبي السعود ،العمادي)١(

)١١١: اإلسراء ( )(٢

) ٦٨: يونس ( (٣) .١٠/٥٣٧ روح البيان، البروسوي:، وانظر١٦/١٨٢ تفسير الفخر الرازي )٤(

Page 31: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٠

مان تحقيقه باإلشارة إلى أنهما متالزلتقرير ما قبله و يولد مع كونهم معترفين بمضمونه؛التصريح بأنه لم و .)١("من قضية االعتراف بأنه لم يولد االعتراف بأنه ال يلدإذ المعهود أن ما يلد يولد وما ال فال، و

إن : "مقارنا مبدعا يقوليربط الفخر الرازي بين هذه السورة الكريمة، و سورة الكوثر ربطا أسلوبيا أفقيا و: هم قالواهذه السورة في حق اهللا كسورة الكوثر في حق الرسول لكن الطعن في حق الرسول كان بسبب أن

ن عدم الولد في حق اإلنسـان عيـب ذلك ألو؛ ههنا الطعن بسبب أنهم أثبتوا هللا ولداإنه أبتر ال ولد له، وإنـا (في سورة ، وحتى تكون ذابا عني) قل(لسبب قال ههنا ، فلهذا ا وجود الولد عيب في حق اهللا تعالىو

. )٢("تعالى أعلملكالم حتى أكون أنا ذابا عنك، واهللا سبحانه وأنا أقول ذلك ا) أعطيناك ولد له أبتـر؛ ر كسرت عرفا عربيا موروثا، وهو أن من الجدير باإلشارة هنا إلى أن سورة الكوثو

هو عندهم عيب؛ غير أن رب العزة جعل الكفرة الذين عيـروا ، ونسبهل اسمه وومن يحم ره،كالنقطاع ذ، فهم ال ينسـون مالهمو هم بانقطاع ذكرهم على كثرة ولدهمفحكم اهللا علي ؛هم المبتورين رسول اهللا بذلك

.فحسب، بل يذكرون بالسوء إلى يوم الدينيصلى عليه في الناسوت وفي الملكـوت، آلفاقفذكره العطر يمأل ا -صلى اهللا عليه وسلم –أما محمد و

شرفه اهللا بأن جعله اآلخرين، فقد في األولين و ؤهالخالد ثنا، ورالصالة، فهو المذكوفي األذان، واإلقامة وأن يجتبيهم إليه ، وهللا البالغة اقتضت أن يهبه ذكورابل لعل حكمة ا أغناه في ذاته عن خلقه؛خاتم رسله، و .؛ فيفتن أو يفتتن به أو أن يعبد رصا على الدم الزكي الطاهر من أن يسفك،قبل أن يلدوا ح

":لم يولد"على " لم يلد"تقديم

إن اللفظة في القرآن الكريم تتخذ موقعها في التركيب الجملي لتؤدي معنى خاصا يفرضه السياق الذي ترد .فيه .اب الفصاحةالترتيب هو أحد أبواب البالغة التي يأخذ بها أربو .)٣("لم يدع أحد أنه مولودن من الكفار من ادعى له ولدا، وأل" ... لم يلد"قال و ؟ إذا كان األمر كذلك فلماذا لم يكتف بنفي الوالديةوإن الذين ادعوا هللا ولدا يعلمون أنه تعالى متفرد في قدسه غير أنهم عظمـوا بشـرا ممـن خلـق، :نقول

نفى الوالدية عن ذاته و أثبتها بنفي المولودية، أراد أن يقيم عليهم الحجة العقلية، فنسبوهم إليه تعالى، فلمالعالقـة إن ا ، إذ الوالد إيجاد، والولد امتداد إذ كيف يتصور أن يفتقر إلى الولد من ليس بمفتقر إلى والد،

إال أن ثمـة ين واحـدا؛ إن كانت عالقة عطف لتفيد جعل الحكم في االثنتيولد، ولم يلد، لو : بين الجملتين .ألنه أصال لم يولد ؛، فهو لم يلدهي سببيةو أن األخيرة دليل على األولى، وهعالقة أخرى بينهما، و

.١٠/٥٣٧ روح البيان، البروسوي (١)

.١٦/١٨٦ تفسير الفخر الرازي، الرازي )٢(

.١٠/٥٣٧روح البيان ، البروسوي (٣)

Page 32: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣١

هو وغيرهم، ولهة كما لدى اليونان،آكما أن نفي الوالدية يرد على أهل الديانات التي تقول بتولد آلهة من ؛ النعدام والـد للمجهول" لم يولد"بني الفعل و. بالمولودية رد أيضا مسبق على من يمكن أن يقول مستقبال

.أصال IIIIR�Q�P�O�NR�Q�P�O�NR�Q�P�O�NR�Q�P�O�NHHHH:

":يكن"على اسم " كفوا"، و "له"تقديم الظرف أن يكون الظرف سيبويه يختار :قال مكي"..اختلف في إعراب هذه اآلية الكريمة، فهي على وجهين

الجواب أن سيبويه لم يمنع ه قدم الظرف ولم يجعله خبرا، وية؛ ألنقد خطأه المبرد بهذه اآلخبرأ إذا قدمه، وهي ويجوز أن يكون حاال من النكرة إنما جاز أن يكون خبرا وأن ال يكون خبرا، و إلغاء الظرف إذا تقدم،

ال يكـون ويه اختيـاره، و الخبر عن مذهب سيب" له"لما تقدم نعتها عليها نصب على الحال، فيكون " أحد" )١(."خرجه ابن عطية أيضا على الحالو. انتهى . برد حجة عن هذا القولملل

:عليه فإن الوجهين اإلعرابيين هماو

": يكون"وبذا تكون الجملة التوليدية النواة للوجه األول في أبسط صورها قبل دخول

تالزم جر

أحد لـــــــــه )نكرة(م ) + شبه جملة(خـ

:الجملة التوليدية النواة للوجه الثاني في أبسط صورها هيو م جرتالز

كفو ــهلـــ أحد

)جار و مجرور) + (نكرة(خـ ) + نكرة(م

قيد مخصص

.٥/٥/٥٤٩ أنوار التنزيل وأسرار التأويلالبيضاوي، :وانظر. ١٠/٥٧٢البحر المحيط ، لسياألند(١)

أحد كفوا له يكن لم :الوجه اإلعرابي على اسم كان مؤخر حال خبر مقدم فعل مضارع ناقص حرف نفي و جزم سيبويه ومكيمذهب - ١

مؤخر اسم كان خبر مقدم جار و مجرور مضارع ناقصفعل حرف نفي و جزم مذهب المبرد - ٢

Page 33: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٢

فيها زبدة الكالم هي الدالة على ت أن اللفظة التي أضافت معنى، وأحسب أن المقارنة بين الجملتين تثبو لما وصلت الفائـدة؛ لـذا الخبر لما تم المعنى، و" له"دنا الكفاءة، فهي التي أنشئت من أجلها الجملة، و لو عد

هو ما يرشحه المعنى، يقول أبو حيان في معرض شرحه اللغة، ولمبرد فهو أقرب إلى وصف أرجح رأي افي اآلية أجري فضلة، فجعل الظرف القابل أن يكون خبرا كالظرف الناقص من " له" كما أن:"لرأي سيبويه

ال يشك من له ذهن صحيح أنه خبر، لم ينعقد منه كالم، بل أنت ترى أن النفي لـم ، وكونه لم يستعمل خبرا )١(."لم يكن له أحد مكافئهو: ، والمعنىمتعلق به" له"و" كفوا"لى الخبر الذي هو عيتسلط إال

:فالجملة النواة حسبما نرى تالزم جر

أحد ـهــلـــــ كفو )+ نكرة(خ)+نكرة(م

قيد مخصص ،ضداا أو ولدا أو زوجا أو ند هذه الفكرة األم التي تشكل معتقدا فاسدا في أذهان من يدعي هللا

"كان"في الماضي أدخل " كان"الجاللة أن يشير إلى أن ما نسبوه إليه لما أراد رب العزة وو تالزم جر

ـهلـــــ كان أحد كفوا + )٢( )خـ + م (زمان .ع

قيد مخصص ، ونفي إمكانية حصـوله مسـتقبال أو لما كان الغرض من إيراد هذا الخبر نفي كينونته في الماضيو

.الذي يقتضي أن يكون عنصر الزمان في صيغة المضارع" لم"ل عنصر النفي حاضرا أدخ

هــــل لم يكن أحد كفوا قيد مخصص ) +خـ + م ( زمان .ع~

، الدال "المتصل" هو"الذي يتضمن ضميرالجاللة العناية بالقيد المخصص للخبر، وولما أراد رب العزة و

قد التفت المفسرون إلى هذا االنزياح جود ما يكافئه قدمه على المسند والمسند إليه، عدم وعلى عظمته، وقـال ، ذلك فـي ضـوء المعنـى ، وكون خبراال يصلح أن ي" له"في تركيب اآلية، كما التفتوا إلى أن

قد ، وال يقدمذي هو لغو غير مستقر والكالم العربي الفصيح أن يؤخر الظرف ال: فإن قلت ":الزمخشري

.٥٧٣/ ١٠ ، البحر المحيطاألندلسي (١)

" .كان"خبر منصوب اقتضاء لـ (٢)

Page 34: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٣

هذا الكالم إنما سـيق : ؟ قلت أعربها في أفصح الكالم ونص سيبويه على ذلك في كتابه، فما باله مقدمفكان لذلك ؛مركزه هو هذا الظرفوهذا المعنى مصبه ري سبحانه و تعالى، وعن ذات البالنفي المكافأة

)١( ."أحراهأهم شيء وأعناه وأحقه بالتقديم ووهذه الجملة ليست من هذا " :عليه معتمدا المعنى أساسا في إعراب اآلية وتحليلها بقوله أبو حيان ويرد

يصلح أن جرور فيه تاما، إنما هو ناقص ال المالجار و ليس" م يكن له كفوا أحدلو: "الباب، وذلك أن قولهلم يكن أحد كفوا له، أي مكافئه، فهـو و: ، فالتقديرقدم عليهو" كفوا" لكان، بل هو متعلق بـ يكون خبرا

إذ فيه ضمر الباري تعالى، وتوسط الخبر، ، تقدم على كفوا لالهتمام بهمتعلق بكفوا، وفي معنى المفعول ذا الذي قررناه يبطل إعـراب على هو. تأخر االسم هو فاصلة فحسن ذلكصل التأخر؛ ألن إن كان األو

بذلك يبطل ، وألنه ظرف ناقص ال يصلح أن يكون خبرا ؛كفوا حال من أحدمكي وغيره أن له الخبر و )٢(."سؤال الزمخشري و جوابه

صود نفي المكافأة عن ذاته تعالى لكن لما كان المق" كفوا"كان أصله أن يؤخر الظرف ألنه صلة و" )٣(."قدم تقديما لألهم

لم يكن له أحد كفوا )خـ + م+ قيد مخصص) (ز.ع( ~

v فاية غيره له قدم الخبر، موطن الفائدة وغاية الجملة، كما فيها لما كانت األهمية التالية بعد ذاته لكو

.إشارة إلى زيفه وضعفه، وازدراء لكل أحد غيره كفوا أحد لم يكن له

)م+ خـ + قيد مخصص) (ز.ع( ~ v v

ال ، والخبر على المبتدأ، عناية وتعظيمـا قدم فيها القيد المخصص للخبر، و ية منفيةإنها جملة تحويل: اآلية األخيرة، و"هو اهللا أحد لق": يخفى ما للفاصلة القرآنية هنا من قيمة داللية خاصة فاآلية األولى

".لم يكن له كفوا أحدو"العجز في صورته أحد، والثانية تثبت الضعف ون كل بيد أن األولى تثبت األحدية ع"أحد "كلتاهما انتهت بـ

لـم واالنقسام وما كانت هويته األحدية غير قابلة للكثرة : "قال القاشاني"المطلقة في كل أحد غيره سبحانه،

.٤/٢٩٩ا�"! ف ) (١

.١٦/١٨٥ تفسير الفخر الرازي، الرازي: ، و انظر٥٧٣، ١٠/٥٧٢البحر المحيط األندلسي، )(٢ .٥/٥٤٩ أنوار التنزيل ،يضاويالب )(٣

Page 35: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٤

عدا الوجود المطلق ليس إال العدم المحض، فال يكافئـه أحـد، إذ ال رنة الوحدة الذاتية لغيرها إذ ماتكن مقا )١(." يكافىء العدم الصرف الوجود المحضاليكافئه أحد، إذ

.في األخيرة مبتدأ مستضعفا مؤخراالمعنى كونها في األولى خبرا، وقد ساعد في ترشيح هذا و "IIIIR�Q�P�O�NHHHHصـلة " له"احبة وغيرها ولم يشاكله من صلم يكافئه أحد ولم يماثله و:أي����ود نفي المكافأة عن ذاته تعالى وقد ألن المقص ؛هتمام بهاأن حقها التأخر عنه لالقدمت عليه مع " كفؤا " لـ

خير اسـم كـان فلمراعـاة أما تأو ،ليس بذلكو" أحد " ال منحا" كفؤا" يكونجوز أن يكون خبرا ال صلة، و )٢(،الفاء مع تسهيل الهمـزة ل بين هذه الجمل غنى عن البيان وقرىء بضم الكاف ووجه الوصالفواصل ،و

النطواء السورة الكريمة مع تقارب قطريها على أشـتات ،هذا و)٣(ها مع سكون الفاء بضم الكاف و كسرومقاصـده ورد في الحديث النبوي أنها تعدل ثلث القـرآن فـإن . الرد على من ألحد فيهاو المعارف اإللهية

.)٤("من عدلها بكله اعتبر المقصود بالذات منهمنحصرة في بيان العقائد واألحكام والقصص، و :التفت المفسرون إلى االنزياح في العطف في الجمل الثالث األخيرةو

"لم يكن له كفوا أحدو، ولم يولد ، لم يلد "نتساءل هنا لماذا لم تأت اآلية الرابعة مندرجة في اآلية ية الرابعة على اآلية الثالثة، وقد جاء العطف في اآلو

الثالثة مع أنها معطوفة عليها؟؛ ليتفكر فـي السامعبرهة من الزمن للقارىء أوبرقم اآلية إعطاء " يولد"ن هذا الفصل عند لعل المراد م

فالواو عنصر ربط ال الالحقة واضح االتصال بالسابقة، ،على أن المعنى في اآليةليدرك أهميتهامضمونها ول يشير إلـى العالقـة يفيد المشاركة في الحكم فحسب في إثبات الصفات السلبية الكبرى الثالث هللا تعالى؛ ب

.نفي الكفاية عن كل أحدن نفي الوالدية والمولودية، والسببية بيمنبهة عليها فهي كجملة واحدة ،نفي أقسام المكافأةلعل ربط الجمل الثالث بالعطف؛ ألن المراد منها و"

)٥(."بالجمل

.١٠/٥٣٩ روح البيان، البروسوي (١)

، ) م ١٠٤٥ -هــ ٤٣٧ت (القيسي ، مكي بن أبي طالب . قرأ حمزة بإسكان الفاء ، وضمها الباقون، وكلهم همز إال حفصا ) ٢(،مؤسسـة الرسـالة، م ١٩٨١-هــ ١٤٠١، ٢محيي الدين رمضان ،ط: ، تالكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها

هـ ٨٣٣ت ( ابن الجزري، أبو الخير محمد، . كين الفاء إلى حمزة وخلف ويعقوبابن الجزري تسونسب . ٢٤٧ص ،١بيروت، ج .٢١٥، ٢بيروت، ج ،الكتب العلمية ، دارعلي محمد الضباع: ، راجعه النشر في القراءات العشر،) م ١٤٢٩ -

سـليمان بـن علـي ونسـب إلـى ي إشارة إليه في النشر، أو الكشفا فشاذ، لم نجد أقراءة الجمهور بضم الكاف، أما كسره )٣( .١٠/٦٤١ معجم القراءات،عبد اللطيف، الخطيب.الهاشمي

٧/٢١٣ تفسير أبي السعود، العمادي (٤)

.١٠/٥٣٩ روح البيان: انظرو. ٥/٥٤٩ أنوار التنزيل، البيضاوي )(٥

Page 36: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٥

:كفوا .ال مثلولم يكن له شبيه و: معنى ذلك: نى ذلك، فقال بعضهماختلف أهل التأويل في مع" .معنى ذلك، أنه لم يكن له صاحبة: قال آخرونو

.الشبهالم العرب واحد، وهو المثل والكفاء في كوالكفؤ والكفي وعض قرأه بو. بضم الكاف والفاء" كفوا"أة البصرة فقرأ ذلك عامة قر" كفوا: "اختلف القرأة في قراءة قولهو

".كفئا"همزها لكوفة بتسكين الفاء وقرأة اقرأ ، فبأيتهما لغتان مشهورتانن، وءتان معروفتاإنهما قرا: الصواب من القول في ذلك أن يقالو

)١(."القارىء فمصيب )٢(."الكفؤ النظيرمعناه ليس له ضد أوند وال شبيه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، و"وأيضا

" كفـوا "كون الضد المكمل، فتنفي الصاحبة، و تنفي عنه الكفؤ بمعنى "لم يلد"قوله ، و"كفوا"ير ما يعكسه تنك نكرة أيضا تجعل اللفظة منفتحة على كل الدالالت أي كل الكفاءات على اختالف أنواعها

.أوالندوأشكالها، سواء كان مبعثها الضد، التـي داء من كل وجوه القـراءات فيهـا، و ابت" كفوا" يستقصي الفخر الرازي كل أقوال المفسرين فيو

:نفسرها على أنها لهجات عربية فصيحة ال يؤدي اختالفها إلى اختالف في الداللة، يقولالضم ثم يخفف مثـل ، واألصل هوكسرها مع سكون الفاءوبضم الكاف و ،الفاءبضم الكاف و) كفوا(قرىء "

فاء كله بمعنـى واحـد، وهـو المثـل، ء و كفكو ؤفيقال ك: عبيدة ، وقال أبوقـنعق ونعب ونطب ونطألنـه ؛منه المكافأة في الجـزاء ، وعديلعطاء لم يكن له مثل وقال كعب و) أحدها(ين فيه أقاويل للمفسرو

لم يكن له كفؤا له : تعالى قالولم يكن صاحبه كأنه سبحانه : مجاهدقال ) ثانيهاو(يعطيه ما يساوي ما أعطاه فتفسير )٣(����������������IIII�^�]�\�[�Z�Y�X�W�V�U�THHHH:ردا على من حكى اهللا عنه قوله، فيصاهره

هو التحقيق أنه تعالى بين لما بين أنه هو المصمود إليـه و) ثالثهاو) (لم يلد(: هذه اآلية كالتأكيد لقوله تعالى�IL�K�J�IH :نفى الوسائط من البنين بقولهو ،في قضاء الحوائج � فحينئذ ختم السورة على ما بيناه،�

العظمة، أما الوجود فـال وبأن شيئا من الموجودات يمتنع أن يكون مساويا له في شيء من صفات الجالل ر أمـا سـائ و ،ته غير قابلة للعدم من حيث هي هـي مساواة فيه ألن وجوده من مقتضيات حقيقته فإن حقيق

ال مستفاد من ألن عليه ليس بضروري وال باستداللي و اواة فيه؛أما العلم فال مسالحقائق، فإنها قابلة للعدم، و

السبع وعللها ا���اءات الكشف عن وجوه، مكي بن أبي طالبو .٧/٥٨٣، مج قرآنجامع البيلن عن تأويل آي ال، لطبريا )١(

.٢/٢١٥ النشر في القراءات العشر، ابن الجزري، أبو الخير محمد. ١/٢٤٧وحججها، .٣/٥٠٩ ، الجواهر الحسانالثعالبي(٢) .) ١٥٨: الصافات ( )(٣

Page 37: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٦

وأما القدرة فال مسـاواة علوم المحدثات كذلك،الزلل، ولحس وال من الرؤية وال يكون في معرض الغلط وا .)١("اإلحسانوالفضل فيها، وكذا الرحمة والجود والعدل و

أو ن ضد، أو ند، أو شبيه أو نسـيب أو زوج، ن ينزل منزلة المكافىء متختزن كل ما يمكن أ" كفوا"فـ

تختزن كـل هـذه الـدالالت إنهاأو فرع أو أصل، أو نظير،، و عديل، أمعبود، أو مصمود إليه، أو مكمل .ال تغني إحداها عنهامجتمعة و

: المحصلة الداللية للعالقة األفقية بين مجمل أيات السورة

سأل : "عن عبد خير قال"قة األفقية بين آي هذه السورة الكريمة فـالتفت المفسرون في تأويلهم إلى العال قل هو اهللا أحد بال تأويل عدد، الصـمد بـال : عن تفسير هذه السورة، فقال -رضي اهللا عنه -رجل عليا ابـن قـال و". ، لم يلد فيكون موروثا هالكا ولم يولد إلها مشاركا ولم يكن له من خلقه كفوا أحدتبعيض بدد

لم يولد فيكون قد ورث و ،لم يلد ولدا فيرث عنه ملكه: قيلو. يكون ولدالم يولد فلم يلد فيكون والدا و: عباس .الملك عن غيره

اإلنسان يشتهي الولد لحاجته إليه، ولم يولد فيدل على حدوثه وذلك مـن لم يلد فيدل على حاجته فإن : وقيللم يكن لـه و ،أن المالئكة بنات اهللا ، والمسيح ابن اهللاعزيزا وهذا رد على القائلين أن في صفة األجسام، و

د على من أثبت له مثال فـي أي لم يكن له أحد كفوا فيكون له عديال و نظيرا يماثله، و في هذا ر:كفوا أحد جـة ألن الولد يكون من الزو ؛زوجة فتلد منهم تكن له صاحبة ولمعناه و: وقيل. و غيره من الصفات ،القدم

.ا لزوجهاؤفكنى عنها بالكفؤ؛ ألن الزوجة تكون كفبين التوحيد بقوله اهللا أحد، وبين العدل بقوله اهللا الصمد، وبين ما يستحيل عليـه مـن أنه سبحانه: قيلو

ـ ال يجوز عليه من الصفات بقوله و بين ماالوالد والولد بقوله لم يلد ولم يولد، و ه لم يكن له كفوا أحد، و في: قال بعض أربـاب اللسـان و. ه ليس بجسم وال جوهر وال عرض وال هو في مكان وال جهةداللة على أن

األشكال واألضداد، فنفـى دنا أنواع الشرك ثمانية النقص والتقلب والكثرة والعدد وكونه علة أومعلوال ووجاهللا الصـمد، : النقص بقولهلب والتقنفى ، و قل هو اهللا أحد: اهللا سبحانه عن صفته نوع الكثرة و العدد بقوله

IIIIR�Q�P�O�N���H���H���H���H :نفى األشكال واألضداد بقولهو، لم يولدلم يلد و: لمعلول بقولهاونفى العلة و

)(٢ ."فحصلت الوحدانية البحتةكل آية منها جـاءت ، وإن هذه السورة القرآنية تشكل وحدة داللية متجانسة متكاملة بؤرتها لفظ الجاللة اهللا

حاضر بلفظه الصريح مرتين " اهللا"تضيف إليها بعدا دالليا تفصيليا، إن ترتبة على سابقتها، تعمقها، وة منتيج

.١٨٦ ،١٦/١٨٥ تفسير الفخر الرازي، الرازي )١(

.١٠/٤٤٠ مجمع البيان، يالطبرس )٢(

Page 38: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٧

حاضر و "لم يولدلم يلد، و"مستتر العائد عليه في في الجملتين التأسيسيتين األساسيتين، و حاضر بالضمير ال، فيكون بذلك تكرر ست مرات "هو"نفصل ، ناهيك عن االبتداء بالضمير الم"له"بالضمير المتصل المقدم في

".اهللا"مناط السورة و منطلقها و جوهرها في لفظة ؛ ألن في أربع آيات :يمكن توضيح المحصلة الداللية التي أوردها صاحب مجمع البيان في ما يليو

) ا أحدولم يكن له كفو( )أحد( ليس له عديل أو نظير أو زوج يكافئه -١ بال تأويل عدد -١

ليس له عرض أو مكان جسم أو جوهر أو جهة - ٢ اهللا ) توحيد(- ٢

األنداد نفي شرك األضداد و - ٣ نفي شرك الكثرة و العدد -٣

)الصمد( ) لم يولد( بال تبعيض بدد - ١

ليس بإله مشارك، ليس بوارث من أحد -١ )لم يلد( ) عدل(-٢ )مستحيل(-٢ ليس بموروث هالك -١ نفي شرك التقلب و النقص-٣

نفي شرك العلية - ٣ )مستحيل(-٢ نفي شرك العلة- ٣

:أما الفخر الرازي فيجمل العالقات بين آيات هذه السورة بقوله :، و في ترتيبها أنواع من الفوائد اعلم أن هذه السورة أربع آيات"

ألنـه ال ؛ريم رحـيم الصمد على أنه كسورة يدل على أنه سبحانه واحد، وأن أول ال: الفائدة األولىمنـزه عـن على أنه غني على اإلطالق و������������IIIIL�K�J�IHHHHويصمد إليه حتى يكون محسنا

حسـان ال يكون جوده ألجل جر نفع أو دفع ضر، بل يمحض اإلالتغيرات فال يبخل بشيء أصال، و .إشارة إلى نفي ما ال يجوز عليه من الصفات������������IIIIR�Q�P�O�NHHHH: قولهو

ونفي النقص والمغلوبية بلفـظ ) أحد: (ته أنواع الكثرة بقولهنفى اهللا تعالى عن ذا: الفائدة الثانية ����IIII�Q�P�O�N:هاألنداد بقولونفى األضداد و لم يولد،الصمد، ونفي المعلولية والعلية بلم يلد و

RHHHHالنصـارى فـي وية القائلين بالنور و الظلمـة، و يبطل مذهب الثن) أحد(قوله: الفائدة الثالثة������������؛ ألنه لو خالقا سوى اهللاآلية الثانية تبطل مذهب من أثبت ، والنجومالصابئين في األفالك وث، ولتثليا

ثالثة تبطل مذهب اليهـود الفي طلب جميع الحاجات، ووجد خالق آخر لما كان الحق مصمودا إليه

Page 39: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٨

تبطل مذهب اآلية الرابعة، والمشركين في أن المالئكة بنات اهللا، والنصارى في المسيحفي عزير، و )١(."شركاءين حيث جعلوا األصنام أكفاء له والمشرك

:ويمكن توضيح هذه العالقات بين اآليات الكريمات كالتالي

) ولم يكن له كفوا أحد( ) أحد(

نفي ما ال يجوز من الصفات-١ وحدته و تفرده - ١ نفي األضداد و األنداد- ٢ نفي أنواع الكثرة -٢

تبطل مذهب المشركين حيث جعلوا األصنام -٣ اهللا و التثليث و الصابئةل مذهب الثنوية تبط-٣ أكفاء له و شركاء

)لم يلد و لم يولد) ( الصمد( غني على اإلطالق منزه عن التغيرات-١م رحيم محسن كري-١ نفي المعلولية و العلية-٢نفي النقص و المغلوبية -٢النصارى ير وتبطل مذهب اليهود في عز- ٣ تبطل مذهب من أثبت - ٣

المشركين في بنات اهللا في المسيح و خالقا سوى اهللا يصمد إليه بتعريفه، لكونه واحدا ألحـد، إنـه " اإلخالص"يات هي بال شك إن المحصلة الداللية النهائية لكل هذه اآل

سـميت هـذه الخفية، فال عجب أننفي الشرك بكل أنواعه الظاهرة و، واإلخالص في توحيد األلوهية هللا .غايتها األولىفهو موضوعها األصل و" اإلخالص"ر األشهالسورة باسمها األول و

مكونات هذه السورة الكريمة وتنظمها في تشكيلها المتكامل هي لفظ وعليه فإن البؤرة المهيمنة التي تنتظم .الجاللة

يات التركيبية والنحوية ، وتحدد، وتحول العناصر األخرى في البنلبؤرة حسب ياكبسون هي التي تهيمناو )٢(.، ويترتب على ذلك تنوع تقبالت المتلقي والصرفية، والصوتية وغيرها، وتؤمن التحام بنية النص

.١٦/١٨٦ تفسير الفخر الرازي، الرازي (١)

.٤٧، ص م٢٠٠٣، ١، دار الحوار، الالذقية، ط، رومان ياكبسون نموذجااللسانيات ونظرية التواصل، عبد القادر، الغزالي (٢)

Page 40: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٣٩

:التشكيل الصوتي في السورة الكريمة التي أسسـها phonostylistiecs "بية الصوتية األسلو" ينتمي هذا الجزء من البحث إلى ما يعرف بـ

الكـالم إنتاجـا بااللتفات إلى بعض النواحي الجمالية الصوتية فـي ،بتسكوي من رواد حلقة براغتروتي تدرس نظم األصوات عرضا وتشكيال مع ربطهـا بـالنواحي ، وهذه األسلوبية هي الوسماعا ونصا

)١(. التعبيرية واإليحائية والتأثيرية المرتبطة بلغة النص ، وذلك بـ كامن في النسق الصوتيء هذا النمط من التحليل على الدربة في اإلدراك الجمالي الىويتك

صيل الدقيقة الموجودة في العمل الفنـي تثقيف الذوق وإعداده بأدوات تساعده على تمييز التفا" .... . ، تلك التي تحصلها الموهبة وال تدركها الصفة ، وفي أي حالة من حاالتهمن صورهفي أي صورة

. الصفات فالعلم بعامة وصف وتصنيف وهدف علم الجمال الصوتي تحصيل أو إدراك تلك الصفة أوـ وسوف يؤدي بحث مواطن الجمال واإلبداع الفني فيها ، و ى وسائل تلقيها إلى أن يجعلنا قادرين عل

، ومضيفة نواحي القـوة تمييز الوحدات العديدة، والمتنوعة، والمتسابكة في العمل، منفردة ومجتمعة، والتـي تخـدم وتـرتبط ثر وتشيع فينا األحاسيس المطلوبة، التي عن طريقها نتأالعظمة الجماليةو

)٢(....." بموضوع العمل الفني ذاته فإنه ال يجوز تجاهل الجانب الصوتي في تحليل النص القرآني باعتبـاره أحـد المكونـات وعليه

الجمالية األساسية التي يكسر فيها المبدع اعتباطية العالقة بين الدال والمدلول، بكونه مختارا للفظة . دون أختها في سياق ما

ق ليل جمالي مشروع لألدب ال يتحقوما دام وعاء األدب ومادته هما األصوات واأللفاظ ، فأي تح" )٣(. " ، أي عن طريق تحليل القالب اللغوي والصوتي للعمل األدبي إال من خاللهما

كتابـا إن سمة الموسيقية تشكل جانبا مهما من جوانب اإلعجاز القرآني، فهو إضافة إلـى كونـه نه يصب ذلك في نسـيج غنـائي إال أ ،العباداتين األحكام والفرائض ويبتشريعيا، يخاطب العقل و

صلى اهللا عليـه -اء عن محمد ، وفق قوانين بعضها ظاهرة قننها المجودون حسبما تناقله القراذأخغير أن ثمة جانبا خصبا مـن موسـيقى ،الجاللةجبريل عليه السالم عن رب العزة وعن -وسلم

سـيقى غيـر صدره، إنها موعن تحديد معجزن، وهو متصل بالموسيقى الداخلية، نستشعره والقرآنهي ظاهرة صارخة واضحة فيه، تميزه عن أي نظام شـعري، أو نـص مفتعلة بتمطيط مفتعل، و

هو وحده أحيانا يكون كافيا جذب األلباب إليه لتفهم معانيه؛ اعتمادا علـى ، وأو نظام موسيقي ،دينيستمع إليه للمرة األولى فينبهر فكم من البشر من غير العرب ممن ي ،تذوق موسيقاه المميزة المتفردة

. فحواه، فيتشوق باحثا يسأل عن مصدره وبه و يأخذ بلبه

. ١٦،١٧م، ص ٢٠٠٢القاهرة ، ،، دار غريباألسلوبية الصوتية، الضالع، محمد صالح: انظر )١(

.١٩ ،١٨، ص السابق المرجع )٢( . ٢٠، ص السابق المرجع)(٣

Page 41: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٤٠

هذه الموسيقى شكلت انزياحا عند نزول القرآن الكريم حتى عن الموسيقى التي عرفها العـرب -ال كأوزانهم، مقفى ال كما قوافيهم، مما جعلهم يتهمون رسـول اهللا فيه إيقاع خاص ف، في شعرهمهو و ،ه كاهن اكتتب أساطيره من األولينتارة أخرى بأنتارة بأنه شاعر، و -عليه و سلم صلى اهللا

.صلى اهللا عليه و سلم -ما لم يعرف عنه قبل بعثته بإعطاء كل -صلى اهللا عليه و سلم -ال شك أن القراءة وفق األصول التي جاءت عن رسول اهللاو

إيحاء خفيا بالقيمة ألصوات في القرآن الكريم وهار رنينية اعامل مهم من عوامل إظ -صوت حقه .الداللية التي تشير إليها

قد سبق علم التجويد تشجيع الرسول عليه الصالة و السالم عن األداء الحسن الذي يركز على و" بهـا اإلحساس بالتشكيل الموسيقي في إيقاع القرآن، ذلك األداء الذي يراعي دقائق داخلية يمتـاز

إضافة إلـى تجميـل الصـوت عنـد أداء .... النسق القرآني من مدود و صفير و جهر و قلقلةإبراز ، فهو محكوم بقوانين اللغة التي تساعد على غير أن هذا اللحن ليس بمط مبتذل.... القرآن

نزلـة ال يهبط إلـى م إلنشاد وصل إلى مرتبة الغناء و هذا التغني ال يالنظم الموسيقي المعجز، و )١(...."القراءة

:نستدل على القرآن من نموذجين من الجمال الموسيقي إضافة إلى أحكام التجويدو .(٢ ) "الحروف المقطعةظاهر يتجلى في الفواصل و: األول"في مكنون بين الحرف و الحركة، ومن خالل االنسجام بين الصـفير واإلطبـاق، جمال خ: الثانيو"

ـ أخذ كل جزء منه مكانه الطبيعي، وذلك في نسيج متكامل ييره، والترقيق والتفخيم وغ ا وفـق ملم يستطيعوا التعبير عن هذا النوع، على الرغم من اعتراف فطرتهم يناسب الموضوع شدة و لينا،

.(٣)"التنافرربما بشيء من الفوضى ومجيئه فيه آليا من غير قصد، ولندرته في الشعر، و به؛

سواء كانت حركته )م(تحليال أفقيا متوازيا على أساس متحرك " اإلخالص"ورة بتحليل آيات سو :نجد -النطق ال الشكل الكتابي ، حسب) س( ساكنو، طويلة أو قصيرة

٢٥٩-٢٥٧م،ص٢٠٠٦-هـ١٤٢٧.ط.دار المكتبي، دمشق دراسات فنية في القرآن الكربم ،ياسوف أحمد، )١(

٢٦٣ص السابق المرجع )(٢ ٢٦٣ص السابقالمرجع )٣(

Page 42: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٤١

لحظ من الجدول توازيا و تناسقا في توالي المتحرك والساكن، فاألصوات السبعة من كل آيـة منهـا نو

.م /م/س/م/م/س/م :تتطابق فتأتيحيـث ) ٣(، لتوافقت جميعا في الصوت الثاني في أنها متحركة ما عدا اآلية ) ٢(لوقف في اآلية لوال ا

التـوازن بـين ليتمجرسا خاصا يشير إلى القلقلة و في لم يلد ليحدث" د"كان الساكن الوحيد عند حرف سب مع معنى الجزم فـي ؛ ليتناق الموسيقي نفسهبالنس، وبالقدر نفسهنعدام المولودية اانعدام الوالدية، و

هو الموضـع شكل فاصلة قرآنية تلزم بالوقف، والتي ت" لم يولد"النفي في كما الجزم و" لم يلد"النفي في ؛ إلى الحركة حتى لو وصلنا الكـالم الوحيد غير الفاصلة في هذه السورة الذي ال يتحول فيه من سكون

.ألنه مجزوم األخيرة المتعاقبة في آخر كل آية تأتي متوازية متطابقة في ترتيبها كما يلحظ أيضا أن األصوات الثالثة

.س/م/حيث تترتب وفق ماألخيرة بشرط عدم احتساب واو يحدث بين اآليات الثالث األولى وكذلك نشير إلى أن هذا التوازي و

ن كانت عاطفة إ، فهي وألنها تؤدي وظيفتين ؛نزياح هنا عن النسق العام للسورةاحسب أن اال، والعطفدية ألصق المولو أن العالقة بين نفي الوالدية وإال" لم يلد و لم يولد"في حكم " لم يكن له كفوا أحد"لتشرك

عـز ،ميعا االشتراك في نفيها عن اهللانعدام ا لكفاءة له يترتب عليهما، وإن كان الحكم فيها جألزم، وو .وجل

) .س( وإن قرىء بتسكينها فهو ) م( إن قرىء بضم الفاء فهو ) (١

1 ١٠ ٩ ٨ ٧ ٦ ٥ ٤ ٣ ٢ د ح أ هـ ل ل و هـ ل ق س م م م م س م م س م د م ص ص هـ ل ل أ س م م س م م س م د ل يو م ل و د ل ي م ل س م م س م م س م م س م

د ح أ ن و ف ك ه ل ل ك ي م ل و

م م م س م م س م م س

)١( م س م م س م

Page 43: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٤٢

: أما األصوات التي جاءت ساكنة فهي -

عدد تكراره في السورة الصوت )اثنتان مفخمتان و اثنتان بدون تفخيم( ٤ ل ٣ م ٥ د ١ ف ١ ن ١ ص

ذلك أدعـى ألن يكـون و أسنانية ،ية، فهي ما بين شفوية ولثوية ويلحظ أن جميع هذه األصوات أمامو

جميعا استمرارية ما عدا صوت الوقف عليه أيسر عند تسكينه مما لو كان طبقيا أو لهويا ،كما يلحظ أنهامجهور وواجب السكون سواء فـي داخـل ت يتميز عنها جميعا بأنه وقفي وخلف أسناني و، وهو صو"د"

هـو ، والجهروالتسكين، واآلية، أو بكونه فاصلة في هذه السورة فلم يرد إال ساكنا، فهو يجمع بين الوقف؛ لتوقـع معنـى الشـدة ه عن بقية أصوات السورةميزت، وال شك أن كل هذه الصفات من حروف القلقلة

.الرهبة بعد التحدرالحزم والجزم وو لتعكسـا معـا معنـى التفخـيم ؛ أما الالم فتأتي مفخمة ساكنة مرتين مدغمة مع أختها في لفظ الجاللةو

ئد على اهللا رنة بالضميرالعاتأتي مرة أخرى منقلبة عن نون مدغمة بالالم المقت، والتفردوالتعظيم والتميز و، أيضا لتعطي إدغاما أقرب ما يكون إلى النبر؛ لتدل أيضـا علـى التخصـيص "يكن له" -جل عز و-

.والتعظيملم ترد في غيره من كلمـات السـورة، و" لم "الساكنة فوردت ثالث مرات في حرف النفي "م "أما -

.ملتتمحض داللتها على الجزم و القطع في نفي ما بعدها من حكمـرة واحـدة ولكـن لم نسكن ال تكـون وردت إال ة واحدة إذا سكناها في كفوا، وإذا أما الفاء فترد مر-

.في اإلشارة إلى نفي الكفاءة عن غيرهيفعل فعل النبر أما تسكينها فيزيد من احتكاكيتها ومتحركة ،يرد مرة واحـدة ، وسورةأما الصاد فهي الصوت الوحيد المطبق، الصفيري المهموس الذي يرد في الو -

؛ لتـدل بـذلك عـن لقرآن الكريم إال مرة واحدة، وهي أيضا لفظة لم ترد في ا"الصمد "في لفظة واحدة خصوصيتها، فالصاد في هذه السورة خاصة بالصمد، كما الصمد لفظة خاصة بالذات اإللهيـة، جامعـة

ت المتفردة في الصوت الصفيري الـذي ، مانعة من غيرها، فهنا تجتمع الصفا للداللة على بقية الصفات .يعلو على غيره رنينا، مع داللة الصمد على تفرد الذات اإللهية بصفاتها

Page 44: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٤٣

:أما لو وزعنا أصوات السورة الكريمة حسب صفات الحروف لوجدناها كالتالي - .يكن، كفوا قل،: ، في) ٢(ك) + ١(ق :أصوات ٣ي مهموس وقف-١ .، اهللا)٢( أحد: ، فيالهمزة: تكرارات للصوت نفسه ٣ال مجهور وقفي المهموس و-٢اهللا ،)١(قـل :فـي : ل .) ١(ن) + ٣(ي) + ٤(م) + ٥(و ) +١١(ل : تكرار ٢٤استمراري مجهور -٣ ،يلـد، يولـد : ، ي) ٣(، لم )الصمد ( ،يولد، م ) ٣(هو، و العطف : يلد ، يولد ،يكن له، و) ٣(، لم )٤(

.)كفوا : ( )١(، نيكنفـظ كل هاء منها ترد في ل:في) ١(ف ) + ٢(ص)+ ٢(ح )+٤(هـ : تكرارات ٩راري مهموساستم-٤

غمة ، وكل صاد منها ترد في الصمد مشددة مدالجاللة والضمير العائد عليه، وكل حاء منها ترد في أحد " .كفوا" ، والفاء الوحيدة ترد فيمؤكدة

.أحدلم يولد، لم يلد، ،الصمد، أحد:،في) ٥(د : تكرارات ٥وقفي مجهور -٥ .صوتا ٤٤إذا عدد األصوات المستعملة في السورة

ـ ) ن م، ل،(هي الساكنة التي تكررت في السورة و يلحظ أن من األصواتو ر هي نفسها تكررت أكث، ضمن األصوات االستمرارية المجهورة فقد تجاوزت األصوات االستمرارية ما يكون على مدار السورة

ؤشر إلى القوة إضافة هذا ي، و٢٠: ٢٤عدد كل بقية األصوات التي لم تجمع بين الصفتين بنسبة المجهورة ، ، مما يرشحها للتحصن منـه ان؛ مما يجعل السورة قوية الوقع، شديدة في مجملها على الشيطإلى القلقلة

.، ومما يوقع الرهبة والرغبة في نفس المتلقيمن سائر اآلفاتو ٤: لت منهـا عدد األصوات الوقفية التي استعمو ١٣استعملت من األبجدية فعددها أما األصوات التي -

.ف، ن ي، م، ص، ح، و، هـ، ل،): ٩(منها : عدد األصوات االستمراريةق، أ، د، ك، و: أصوات .نصف عدد األصوات الوقفية غير المركبة في األبجدية العربية . فقداستعمل في هذه السورة

.صوتا ١٥تي لم تستعمل من األبجدية فعددها أما عدد األصوات ال - ).وقفي مركب(ج ت، ،، ب، طض: ،وهي) ٥(ألصوات الوقفية منها عدد ا -

.ظ ، ث، ذ،، خس ش ع غ، ر ز،: هي) ١٠(عدد األصوات االستمرارية منها - ت، :هي، والمعوذتينتستعمل في اإلخالص، وجدير باإلشارة أن ثمة خمسة أصوات تشترك في أنها لم و

.ظ ط، ض، ز،في سورة اإلخالص؛ألنه لو استعملها الستعلت على صـوت الـدال " ض"ربما لم يستعمل صوت و

بها نسجت الفاصلة في هذه السورة، فهي البؤرة الصوتية التي تعاضد تي فيها سر األحدية و الصمدية، وال، مما أن الضاد ليست من أصوات القلقلة ، كماالبؤرة الداللية التركيبية، ذلك أن الضاد النظير المطبق للدال

إلحاحـا علـى ل الوحيد الفريد األكثر تكرارا وإيقاعا وتأثيرا وأتاح للدال أن تكون الصوت الوقفي المقلق .الزجر والقوة والحسم في الحكم ردع وذاكرة المتلقي، حامال معنى ال

Page 45: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٤٤

؛ ليتيح للدال خرجها و هي الصورة المهموسة من الداللعل التاء لم ترد في السورة لئال تنافس الدال في مولصـفيرية كما أتاح انعدام كـل األصـوات ا د، ، كما الينافس األحد أحلمجهورة قوة ال ينافسها فيه نظيرافرصـة -ي لفظة واحـدة ف )مدغمة مشددة( الصاد التي لم ترد إال مرة واحدة المطبقة في السورة خالو

أحديـة ؛ لتعاضد داللة أحدية الصمد ه إال مرة واحدة في هذه السورةي القرآن كلفهي لم ترد ف ،استعالئها؛ لتصـبح ظهور الرنينيةالء ون قوة االستعإطباقه جامعا بي؛ فيبقى صوت الصاد بصفيره وعز وجل اهللا،

صوت فليس من ،، ومحوريتها في السورة الكريمةالتي بيناها سابقا مؤشرا صوتيا على داللة كلمة الصمدالتي لم يأت منهـا إال كذلك األمر في األصوات المطبقةر يزاحمه أو ينافسه أو يضارعه، وصفيري آخ

.هو لوحيد في العربية هو الحرف اللهوي، المفخم اي بداية السورة، وكما أن مجيء حرف القاف مرة واحدة ف

، وتجرد على إطالق الحكم كله هللا" لق"من وال يخفى ما فيه من الداللة ض أهمية ما يقال،مؤشر إلى قوة و، المسلم قـارىء والقوة ، وتجرد المتلقي الثاني رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من الحول: المتلقي األول

، تعمل عملها ، فـي الحـرز والتقشـيش السورة من كل حول قوة ، فيكفيه أن يقول قل ليدعها والمقول مـا يـوحي بخصوصـيته فتفرد الصوت في سورة، ص وعملهالخ من أسرار سورة اإلخالا....،والنجاة

.يته ومنطقه الخاص الذي يفرض نفسه، ولكل نص خصوصالداللية في سياقه الذي يرد فيهتردد ولو نظرنا إلى الصوت األكثر تكرارا في السورة الكريمة وهو الالم لوجدنا أنه لم تخل منه آية فهو ي

، وينمـاز عنهـا؛ ليستعلي حتى عليهامضعف مفخم في لفظي الجاللة ،، وهو في كل منها مرتين أو ثالثا .لتعاضد رنينية هذا الصوت بؤرة السورة وتؤكد امتدادها وإلحاحها على ذاكرة القارىء والسامع

يستشعر من مجيئها على هذا النحو أنهـا ف، وترد ثالث مرات متالحقة للعطف أما الواو التي ترد في هو، وأما العطف فيعني تساوي تلـك فظ الجاللة كتفرد أحديته وصمديتهمير العائد على لتشير إلى تفرد الض

. األحكام الالحقة مع الحكم األوللم يلد ولم يولد ولـم : مسبوقة بالنفي فالعطف ثالثة أفعالتأتي متصدرة أما الياء التي ترد ثالث مرات ف_

والياء المضارعة الالم، والميم ،: تا، وتشاركت فييكل له، تلخص أحكاما متقاربة حكما، كما تقاربت صو " .لم " التي تمحضت للداللة على الماضي لتصدرها بـ

كمـا هـو -، وهـي وهي الفريدة في النص لظهوره" كفوا" أما النون المنطوقة في السورة فهي تنوين يسهم في ظهور األحديـة و ،يوحي بتوكيد نفي الكفاءة عن غيرهمن أوضح األصوات سمعيا مما -معلوم

".كفوا "التي تتبع

نتائج البحث

Page 46: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺔﻴﺒﻭﻠﺴﺃ … · ١ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﻤﺣﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ ﺹﺨﻠﻤﻝﺍ ، ﻲ ـﻨﺁﺭﻘﻝﺍ

٤٥

سلوبية في ، ومحاورتهم من أجل استكشاف النظرية الداللية واألمفسرين قراء نموذجيينيمكن اتخاذ ال -١ .، وتأثيلها فيهالتراث العربي الممتد

.سبة نزولهاوثيقة بينها وبيان مناإن التحليل األسلوبي لبنية سورة اإلخالص يثبت العالقة ال -٢

المعنى والسياق ، ونرى في ضوءالسورة وبؤرتها هي اآلية األولى إن الجملة األساس التي تشكل نواة -٣ .األخرى ضعيفة، وعليه فاألوجه اإلعرابية لفظ الجاللة مبتدأ، وأحد الخبر ، حيثاهللا أحد: أنها

.ظيم عنصر زيادة دخل على الجملة النواة وأفاد معنى التوكيد والتع" هو " -٤

صلى اهللا عليه وسـلم مـن –التي تصدرت السورة أفادت معنى ، تبرؤ المتلقي األول ، محمد " قل" -٥قـد ، والمتلقي الثالث الذي يستمع إليهـا و ي، المبلغ بالسورة المتحصن بهاوكذلك المتلقي الثان –الحول والقوة

دقة "قل"كما تؤكد وتحت سلطتها، ،قوتهيكون األخيرهو المتحصن منه، ودخولهم أجمعين في كنف حول اهللا و .، كما يأمره ه عن ربه حرفياوأمانته في تبليغ –صلى اهللا عليه وسلم -محمد

. تثبت الصفات السلبية لها" أحد" ، ولفظةت الصفات اإلضافية للذات السنية يثب" اهللا"لفظ الجاللة -٦

كما تعني ،، فال ثاني لهفال يقبل تكرارعدد ،معنى التفردغير أنها تفيد " واحد " إن أحد تقتضي معنى -٧ . أو التبدل أو التجددعدم قابليته لالنقسام أو التغير

، فهو اسم يجمع كل صفاته تعالى الدالة على الكمال السيد المتفرد بصفاته الجامع لهاالصمد تدل على -٨ . والجالل والجمال

صاء الماضي والحاضر والمستقبل، كمـا ينفـي ستقيفيد ا" الفعل المضارع + لم " نفي المولودية بـ -٩ .الحق ، أو من نفي االفتقار إلى سابق ، وما يترتب عليهماالعلية والمعلولية

.دالالت الدقيقة التي تومىء إليهاوال" ولم يكن له كفوا أحد" دل البحث على العالقة بين تحوالت - ١٠، لبنية الصوتية فـي السـورة الكريمـة ا أن يستكنه الدالالت الخاصة المترتبة على في البحث اجتهد - ١١

.الجانب، ولفت النظرإلى إعجازه في ذلك تشكيل هوية النص بناء على سياقه، ومناسبتهوقيمتها اإليقاعية في