ﻲﻨﻁﻭﻝﺍ ﺀﺎﻤﺘﻨﻻﺍ ﻡﻴﻗ ﺔﻴﻤﻨﺘ ﻲﻓ …ﻭ...

58
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻝﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ ﺍﻝﻤﻠﺘﻘﻰ ﺍﻝﺩﻭﻝﻲ ﺍﻷﻭل ـ ﻭل ﺍﻝﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻝﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻝﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻝﺴﻭﺴﻴﻭﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻱ72 ﺩﻭﺭ ﺍﻝﻤﺩﺭﺴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﻴﻡ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻝﻭﻁﻨﻲ: ﺨﻭﻨﻲ ﻭﺭﻴﺩﺓ- ﺍﻝﻤﺭﻜﺯ ﺍﻝﺠﺎﻤﻌﻲ- ﺘﺒﺴﺔ ﻴﻌﺩ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻤﻁﻠﺒﺎ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎ ﺘﺼﺒﻭﺍ ﺇﻝﻴﻪ ﻜل ﻨﻔﺱ ﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻓﻬﻭ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺭﺩﻴﺔ؛ ﺘﺘﺄﺜﺭ ﺒﺎﻝﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻝﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﺍﻝﺘـﻲ ﻴﺸﻬﺩﻫﺎ ﺍﻝﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻓﺎﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭ ﻱ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻝﻤﺜﺎل ﺸﻬﺩ ﻋﺩﺓ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻭﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ ﻭﻋﻠـﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺼﻌﺩﺓ؛ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺃﺜﺭ ﻭﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻝﺸﺒﺎﺏ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻝﻤﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻫـﺫﺍ ﻤـﺎ ﻨﻼﺤﻅﻪ ﺒﺄﻤﻬﺎﺕ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻤﻴﻼ ﻭﺍﻨﺠﺫﺍﺒﺎ ﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻝﺸﺒﺎﺏ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺤﻭ ﺍﻷﺨـﺫ ﺒﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻝﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻝﻨﻅﻡ ﺍﻝﻐﺭﺒﻴﺔ، ﻓﺒﺎﺕ ﺍﻝﻜل ﻴﻘﻠﺩ ﺍﻝﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﺃ ﺒﺴﻁ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺒﻬﻡ ﺇﻝﻰ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻭﺍﻻﻨﺴﻼﺥ ﻋﻥ ﺘﺭﺍﺜﻬﻡ ﻭﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﻗﻴﻤﻬﻡ؛ﻤﻤﺎ ﺘﻭﻝﺩ ﻋﻨﻪ ﺘﺭﺍﺠﻌﺎ ﺭﻫﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻝﻘﻴﻡ ﺍﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﺼل ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻝﻰ ﺘﺸﺘﺕ ﺍﻝﻬﻭﻴﺔ ﺍﻝﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻤﺴﺨﻬﺎ، ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺒﻤﺩﻯ ﺍﻝﺘﻐﻴﺭ ﺍﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻝﻬﻭﺓ ﺍﻝﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻓﺌـﺎﺕ ﺍﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ﻗـل ﺍﻝﺘﻔﺎﻋل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﻴﻨﻬﻡ؛ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺩﻋﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻻﻨﺘﻤـﺎﺀ ﺍﻝـﻭﻁﻨﻲ ﻭﻤـﺎ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻭﻤﻔﺎﻫﻴﻡ. ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺠﺩﻩ ﻤﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻝﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻝﺘﻲ ﺴـﻁﺭﺘﻬﺎ ﺍﻝﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻝﺘﺭﺒﻭﻴﺔ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ؛ ﻜﺘﺠﺫﻴﺭ ﺍﻝﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻝﻠﺸﻌﺏ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻨﻔـﻭﺱ ﺃﻁﻔﺎﻝﻬﺎ ﻭﺘﻨﺸﺌﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺏ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻻﻋﺘﺯﺍﺯ ﺒﺎﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺇﻝﻴﻬـﺎ، ﻭﻜـﺫﺍ ﺘﻌﻠﻘﻬـﻡ ﺒﺎﻝﻭﺤﺩﺓ ﺍﻝﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺭﻤﻭﺯ ﺍﻷﻤﺔ ﻤﻊ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻝﻭﻋﻲ ﺍﻝﻔﺭﺩﻱ ﻭﺍﻝﺠﻤﺎﻋﻲ ﺒﺎﻝﻬﻭﻴﺔ ﺍﻝﻭﻁﻨﻴـﺔ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻝﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻝﻭﻁﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﺨﻠﻴﺩ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻝﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ، ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺍﻝﺠﺫﻉ ﺍﻝﺜﻘـﺎﻓﻲ ﺍﻝﻤﺸﺘﺭﻙ، ﻭﺍﻝﻬﻭﻴﺔ ﺍﻝﻭﻁﻨﻴﺔ.

Upload: others

Post on 29-Dec-2019

10 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    72

    دور المدرسة في تنمية قيم االنتماء الوطني

    خوني وريدة:أ تبسة-المركز الجامعي-

    يعد االنتماء مطلبا ضروريا تصبوا إليه كل نفس بشرية، فهو قضية وظاهرة اجتماعية أكثر منها فردية؛ تتأثر بالتغيرات السياسية واالقتصـادية، والثقافيـة التـي

    .يشهدها المجتمعي على سبيل المثال شهد عدة تطورات وتغيـرات وعلـى فالمجتمع الجزائر

    كل هذا أثر ويؤثر في انتماء الشباب الجزائري لمجتمعه، هـذا مـا جميع األصعدة؛نالحظه بأمهات أعيننا ميال وانجذابا متزايدا من طرف الشباب الجزائري نحو األخـذ

    بسط األشياء مما أدى باألفكار والنظريات والنظم الغربية، فبات الكل يقلد الغرب في أبهم إلى االبتعاد واالنسالخ عن تراثهم ودينهم وقيمهم؛مما تولد عنه تراجعا رهيبا في القيم الثقافية حتى وصل األمر إلى تشتت الهوية الوطنية ومسخها، وبهذا يتأثر االنتماء

    قـل بمدى التغير الثقافي في المجتمع فكلما زادت الهوة الثقافية بين فئـات المجتمـع التفاعل االجتماعي بينهم؛ وهذا ما يستدعى دراسة موضوع االنتمـاء الـوطني ومـا

    وهذا ما نجده مجسد في أهداف التربية التي سـطرتها .يرتبط به من قضايا ومفاهيمالجزائرية؛ كتجذير الشعور باالنتماء للشعب الجزائري في نفـوس المنظومة التربوية

    وروح االعتزاز باالنتماء إليهـا، وكـذا تعلقهـم أطفالها وتنشئتهم على حب الجزائربالوحدة الوطنية ورموز األمة مع تقوية الوعي الفردي والجماعي بالهوية الوطنيـة، من خالل التاريخ الوطني في تخليد صورة األمة الجزائرية، وضمان الجذع الثقـافي

    .المشترك، والهوية الوطنية

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    73

    نا حول كيفية مساهمة المدرسة في تنمية وتأسيسا على ما سبق يتمحور إشكال .قيم االنتماء الوطني هل تعمل المدرسة على تنمية قيم االنتماء الوطني؟: التساؤل الرئيسي :التساؤالت الفرعية

    للمدرسة في تنمية االنتماء لـدى تالميـذ المرحلـة اإلداريهل يساهم الطاقم / 1 المتوسطة؟

    في تنمية االنتماء لدى تالميذ المرحلة المتوسطة؟االجتماعيات ذهل يساهم استعا/ 2 :الجانب النظري

    :مكونات الوسط المدرسي .1

    تعتبر المدرسة مؤسسة اجتماعية أوجدها المجتمع لتحقيق أهدافه : مفهوم المدرسة-1التي سطرها للوصل إلى مرتبة عالية بين مصـاف األمـم والمجتمعـات ,وأغراضه

    اني أو المجتمـع المصـغر تبر المدرسة المنزل الثوكما يقول جون ديوي تع.األخرىأوجدتها المجتمعـات حينمـا ,تعتبر المدرسة األداة الرسمية للتربية والتعليم للتالميذ،

    نشأت المـدارس ,واتسعت دائرة المعارف اإلنسانية,تعقدت ثقافاتها وتوسعت وتنوعتـ زأ مـن المجتمـع منذ البداية لتهيئ الفرد للمعيشة في المجتمع وهي جـزءا ال يتج

    فتتأثر بثقافته وقيمه ومعتقداته ومبادئه وأفكاره التي يؤمن بها،وفي نفس الوقت ,القومي .1تؤثر هي أيضا على ثقافة المجتمع

    :من خالل التعريف السابق يمكن إدراج عدة تعار يف ومن بينها بأنها مؤسسة اجتماعيـة «: Minuchin-shapir 1983منيشين وشبيرو يعرفها*فهي نظام اجتماعي مصغر يتعلم فيه األطفال القواعد ,كس الثقافة وتنقلها إلى األطفالتع

    2 ».واالتجاهات وطرق بناء العالقات مع اآلخرين,األخالقية والعادات االجتماعية هي مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع ،بقصد تنمية أفـراده «:عصمت مطاوعيعرفها *

    ».اء صالحين في المجتمعتنمية متكاملة بما يجعلهم أعض

    -186:ص- ،ص1990،الجزائر،2المؤسسة الوطنية للكتاب،ط.أصول التربية والتعليمتركي رابح،- 1189. 1

    دار .التنشئة االجتماعية والسلوك أالنحرافي لتلميذ المدرسة الثانوية, مصباح عامر-2 . 110:،ص2003،الجزائر،ةاألم

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    74

    هي تعبير امتيازي للمجتمع الذي يؤهلها بان تنقل إلى «: إميل دوركـايم ويعرفها * أبناءه قيما ثقافية وأخالقية واجتماعية يعتبرها ضرورية لتشكيل الراشد وإدماجه فـي

    3 ».بيئته ووسطه :دور المدرسة في ضوء نظريات علم اجتماع التربية-2

    التراث السوسيولوجي للمدرسة وجود عالقة متينة ورابطة قوية يكشف تحليلبين المدرسة والمجتمع وفي مختلف العصور واألزمنة؛باعتبارها المؤسسة الرئيسـية في المجتمع والتي يوكل إليها وظيفة التربية والتعليم،هذا ما جعل االهتمام يتزايد على

    د من العلماء والبـاحثين والسـيما دراسة المدرسة وأدوارها ووظائفها من قبل العديعلماء اجتماع التربية فنجد االهتمام الواسع بدراسة المدرسة باعتبارها نسق اجتماعي ،ومؤسسة اجتماعية وتربوية في نفس الوقت وفي هذا السياق سنحاول طـرح أهـم المنظورات السوسيولوجية في علم اجتماع التربية والتي ركزت على معالجة النظـام

    : رسي ومن بينهاالمد :المنظور البنائي الوظيفي-أ

    بدأ االتجاه الوظيفي البنائي باالنتشار في أوربا وأمريكا من خالل النصف األول من القرن العشرين وأعلن سيادته على الفكر االجتماعي التربوي، في كثير مـن دول

    ه علـى علـم العالم خالل النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث هيمن هذا االتجـا اجتماع التربية هيمنة كاملة منذ مطلع الخمسينيات حتى الستينات ومازال هذا االتجـاه يمثل العلم السائد في التربية ويتضح ذلك في وضعها لألسس النظرية األولـى لعلـم

    بارسونز ودوركايم، جـون ديـوي كـارل اجتماع التربية، من خالل أعمال كال من وتأتي اهتماماتهم تحت إطار التحليالت السوسيولوجية التي روادها األوائل ، مانهايم

    ربطت بين قضية التربية كنسق اجتماعي وغيرها من األنساق والبناءات االجتماعيـة األخرى عالوة على ذلك تتفق مجموعة من المداخل والنظريات التي يشملها االتجـاه

    يعة المجتمع والتربيـة الوظيفي على مجموعة من االفتراضات النظرية التي تحدد طبوالتعلم االجتماعي، في ضوء تحليالت اعتمدت على المداخل السوسـيولوجية أو مـا

    جامعة باجي مختار، عنابة، الجزائر، ، منشورات مؤسسات التنشئة االجتماعية مراد زعيمي،- 3 .139: ، ص2002

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    75

    التحليلية ذات النظرة الشمولية العامة لقضية التربية والمجتمـع " الماكرسكوبية"يسمى .ككل

    :منظور الصراع -بـ دمجت فـي ارتبطت العلوم االجتماعية الوظيفية بنمط الهيمنة الرأسمالية وان

    نسجهم حتى أصبحت جزءا ال يتجزأ من تلك الهيمنة، مما أدى إلى وجود أزمة خالل الستينات هزت أنماط الحياة السياسية واالجتماعيـة والثقافيـة، وكانـت الحركـات الجماهيرية والطالبية داخل المجتمعات الرأسمالية التـي طالبـت بالمسـاواة وأخـذ

    يا عنيفا كما فرضت تغيير واسعا في بنية الشبح األحداث التي فجرت صراعا اجتماعالسياسي واالقتصادي والثقافي المهيمن؛ حيث لم تعد االتجاهات النظريـة الوظيفيـة قادرة على حل ومواجهة مشكالت الستينات التي باتت تهدد المجتمعـات الرأسـمالية

    يد من النظريـات مما أدى إلى نشأة العد.....) الفقر، البطالة، الجريمة، االنحرافات(االجتماعية في التربية التي تكون اتجاهات مختلفة، بدأت هذه النظريات في ظهورهـا ونموها منذ منتصف الستينات كحركات فكرية تنتزع لنفسها شرعية أكاديمية، وتتخـذ

    .من مفهوم الصراع والتغير كأساس للتحليل والتفسير :منظور التفاعل -ج

    هامات علماء النفس االجتمـاعي وعلـى رأسـهم يرتبط هذا من الناحية بإسإن أصحاب هذا المدخل .عندما سعى لتحليل الموقف االجتماعية "جورج هربرت ميد"

    يركزون على المدخل التفسيري العام الذي تتميز به المنظـورات الحديثـة للبنائيـة هـا أنمـاط الوظيفية، التي تركز على البناءات والنظم والمؤسسات البنائية التي تتم في

    التفاعل، وهم يركزون على تحليل الصورة الفعلية التي توجـد داخـل المؤسسـات التعليمية، وتحليل العالقة بين التالميذ ودراسة التالميذ ومدرسيهم، واإلدارة المدرسية، وتفسير السلوك الدراسي وانعكاساته على عمليات التنشئة االجتماعيـة، والتحصـيل

    عاب، ودرجات الذكاء وعالقته بنوعية المناهج والمقـررات الدراسي ومستوى االستيالتعليمية داخل المدارس، ويركز على الدراسية والفئات العمرية، ويهتم بدراسة العملية

    التفاعل واألدوار والسلوك، والفعل الذي يقوم به كل فرد داخل تنظيم المدرسة، ويرى م بالعالقات داخل المدرسة وداخـل أنصار هذا االتجاه أن المدرسة بيئة رمزية، ويهت

    الفصل الدراسي وعالقة المدرسة بالمجتمع المحلي وعالقة التالميذ ببعضهم وعالقـة

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    76

    التالميذ بمدرسيهم وعالقة المدرسين بعضهم ببعض، ويعتبر أنصار هـذا المنظـور .المدرسة عضوا اجتماعيا

    :منظور الثقــافة -د دراسة المدرسة باعتبارهـا نسـق وحاول أصحاب هذا االتجاه التركيز على

    فالمدرسة وعالقات .ثقافي واجتماعي يرتبط ببقية األنساق االجتماعية والثقافية األخرىالتالميذ بها تعكس العديد من مظاهر الثقافة والتي توضح ما يطلق عليه بدور المدرسة

    شـار كمركز لالنت cultural diffusion .وخاصة نقل الثقافة من جيل إلى جيل أخرومن هنا يجب فهم ودراسة المدرسة على أنها تنظيم هـام يـؤدي إلـى نقـل الثقافي

    العادات والتقاليد والقيم وغيرها التي توجد في المجتمع؛كما اهتمت بعض الدراسـات بمعالجة ثقافة المدرسة بيما فيها األنشطة المدرسية ودورها في مسـتويات الـذكاء

    Coleman وكولمـان ،Godon جـودون دراسة والنجاح،ومن بين هاته الدراسات . وغيرهم Kandel،كاندلTurner ،تيرنر

    :منظور التنظيم-هتشتق مسلماتها النظرية من فكرة النظرية الوظيفية التي طبقت فـي مجـال

    النظم اإلدارية واالجتماعية حيث تنطلق من وحدة التكامل الـوظيفي بـين أجزائهـا ات التي يتكون منها أي تنظيم إداري، وتعمـل هـذه المتمثلة في نمط األقسام والوحد

    النظرية من خالل النظرة األكثر شموال لمكونات التنظيم من المدخالت والمخرجات، وما يحدث من عمليات داخلية تعكس الواقع العملي لمكونات النظام التي تعمـل معـا

    .بانسجام وتكامل بشكل ديناميكي متوازنلى دراسة المدرسة باعتبارها تنظيما اجتمـاعي يركز أنصار هذه النظرية ع

    يضم عددا من األفراد أو األفراد أو الجماعات التي تشكل بناءاتها الرسـمية وغيـر الرسمية، وتعتبر القواعد جزءا كبيرا من عناصر تكوين هذه البيئة وتشـكل أنمـاط

    اتهم السلوك والدور ورد الفعل وتوقعات الفاعلين على اخـتالف أعمـارهم ومسـتوي التعليمية وخبراتهم وانتماءاتهم الطبقية والمهنية، وغيرها من المتغيرات األخرى التي تسهم في فهم العمليات الداخلية واألنشطة المختلفة داخل البناءات المدرسية، فالمدرسة كتنظيم يكرس أنشطته من أجل التنشئة االجتماعية واألخالقية والتربوية، تمتلئ بالعديد

    التي تسهم في إعداد التالميذ وتأهيلهم ليسـلكوا أدوارا ئف والمهام الرسمية من الوظامناسبة للتالميذ،أو ما ينبغي أن يكون عليه هذا السلوك داخل المدرسـة أو خارجهـا،

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    77

    ولكن رد فعل التالميذ وسلوكهم وأدوارهم داخل المدرسة تختلف حسـب اسـتجاباتهم كما يسـعى الـبعض ألن يسـلك األسـاليب وتفاعلهم اتجاه هذه الرسائل أو المهام،

    الرسمية لتنفيذ هذه المهام من ناحية اإلدارة المدرسية سواء عن طريـق االختيـار أو االقتناع أو استخدام الوسائل الجبرية أو القهرية وما أكثر الوسائل العقابية واخـتالف

    .أنماطها داخل العديد من المدارس :وظائف المدرسة-3

    وسيلة المجتمع األولى في وقتنا الحالي للتنشـئة االجتماعيـة تعتبر المدرسة والسياسية، خاصة بعد التطور الذي شهده عالمنا اليوم، وتـدهور واضـمحالل، دور مؤسسات التنشئة االجتماعية األخرى؛فأصبح للمدرسة الدور الكبير البارز في إتمـام

    ثـه مـن أجـل البقـاء دور المجتمع و تنشئة أبنائه وتشكيل شخصياتهم، ونقـل ترا .والمحافظة على كياته ومكانته بين األمم والمجتمعات

    إذ يعول عليها كثيرا في عملية التنشئة السياسية خاصة فيما يتعلق بتوضـيح 4 .مفاهيم السلطة وحقوق اإلنسان والوحدة الوطنية واالنتماء القومي

    لعمل على تعريف التلميذ تتمثل هذه الوظيفة في ا االجتماعية ةوأهم وظيفة لها الوظيفبالمجتمع تعريفا واضحا يشمل تكوينه ونظمه وقوانينه والمشاكل والعوامل التي تؤثر فيه، ومساعدة التالميذ على فهم الحياة االجتماعية ومساعدتهم علـى التـأقلم معهـا،

    جـون "والمشاركة فيها، ويمكن أن نحصر هذه الوظائف كما لخصها المربي الكبيـر :تابه الديمقراطية والتربية كما يليفي ك" ديوي

    تعمل المدرسة على نقل تراث المجتمع من جيل إلى جيـل : نقل التراث االجتماعي-على مر العصور بقصد تنشئة أبنائه تنشئة اجتماعية، حتى يستفيدون منه ويضـيفون

    .إليه، فهي تحافظ على تراث المجتمعالتراث بأكمله ألنه معقد جدا ومتشابك، فالمدرسة ال تنقل :تبسيط التراث االجتماعي-

    فهي تعمل على تبسيطه في مراحل متدرجة من الصعوبة، بحيث تمهد كل مرحلة منها .إلى المرحلة التالية حسب نمو األطفال العقلي والجسمي والوجداني

    فهي ال تبسط التراث فقط بل لها وظيفة أخـرى هـي :تطهير التراث االجتماعي- في المدرسة بيئة نظيفة راقية، بحيث تخلو من عيوب المجتمع، ونقائصه إحاطة التلميذ

    .122: مصباح عامر، مرجع سابق، ص- 4

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    78

    ومفاسده، وتعمل على تطهير التراث الذي ستنقله إلى األجيال من العـادات السـيئة االيجابية التي سـيعمل توالتقاليد البالية، وبعض الخرافات، وتزوده ببعض السلوكيا

    .بها في حياته اليوميةفهي تعمل على صهر التالميذ :مختلف عناصر البيئة االجتماعية إقرار التوازن بين-

    5.في بوتقة واحدة، حيث تعمل على تماسك األمة ووحدتها وانسجامهاوالمدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية اجتماعية، تساهم فـي عمليـة التنشـئة

    ـ يم االجتماعية والتطبيع االجتماعي وإعداد الشباب للمستقبل وإكسـابهم معـايير وقمجتمعهم وتعمل على توثيق الصلة بين المجتمع والمدرسة من خالل توجيه التالميـذ إلى التأثير بالمجتمع، وتمكينهم للمساهمة في الخدمة االجتماعية، وتعمل علـى نقـل التراث االجتماعي واالحتفاظ به وتطويره وتبسيطه وتطهيره، وتساعد علـى صـهر

    .فروق االجتماعيةالتالميذ في بوتقة واحدة وتذويب الهو ذلك الكل المركب من مسؤولين فـي اإلدارة :(التعريف اإلجرائي للوسط المدرسي

    المدرسية وأساتذة مادة االجتماعيات؛ حيث يعمل الكل في تساند وتكامل مـن اجـل البلوغ إلى األهداف المسطرة والغايات التي ترمي إليها المنظومة التربوية والمدرسة

    ة نقل التراث الوطني وترسيخ قيم االنتماء الـوطني فـي نفـوس الجزائرية وبخاص .)األبناء

    : تعريف اإلدارة المدرسية-4 :ومن بين التعاريف التي أعطيت لإلدارة المدرسية ندرج

    يقصد باإلدارة المدرسية مجموعة األنشطة والفعاليات التي يقوم بها القـائمون علـى " 6. ."أجل تحقيق األهداف التربوية المنشودةإدارة المدرسة؛أو ناتجة عنهم من

    مفـاهيم تربويـة " في كتابه عزيزي عبد السالمونعرض تعاريف أخرى كما تناولها :من بينها"بمنظور سيكولوجي حديث

    جملة الجهود المبذولة في مختلف الطـرق «بأنها :˝jorden˝ ˝جوردن˝عرفها ».شرية والمادية إلنجاز أهداف المجتمع التعليميةالتي يتم من خاللها توجيه الموارد الب

    .178-175: ص- تركي رابح، مرجع سابق، ص- 5 دار . اإلدارة المدرسيةدخيل اهللا محمد الصريصري، يوسف حسن العارف، -6

    63:،ص2003ابن حزم، بيروت، لبنان،

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    79

    جملة عمليـات وظيفيـة تمـارس « بأنها صالح عبد الحميد مصطفى ويعرفها بغرض تنفيذ مهام بواسطة آخرين عـن طريـق تحقيـق وتنظـيم وتنسـيق،ورقابة

    ».مجهوداتهم لتحقيق أهداف المنظمة :وظائف اإلدارة المدرسية*

    المدرسية التعليمية دورا أساسـيا فـي نجـاح العمليـة التعليميـة تلعب اإلدارة التعلمية؛لما تقدمه من إسهامات في تربية الفرد وإعداده للحياة وتنشئته، باعتبارها أحد القوى الرئيسية؛وتتغير وظائف ومهام اإلدارة المدرسية بتغير العصر تبعا لعدة عوامل

    يولوجية التي توجه الفكـر التربـوي،والظروف كتغير النظرة للعملية التربوية واأليدولم يعد ينظر لإلدارة كمحافظة على النظام .السياسية واالقتصادية التي تسود المجتمع

    .فقط بل تتعداه إلى وظائف أخرى :مهام مدير المدرسة *

    ونتطرق هنا إلى مهام مدير المدرسة كما حدد القرار الوزاري بمقتضى األمـر والمتضـمن تنظـيم التربيـة والتكـوين، 1976أبريل 16المؤرخ في 35-76رقم

    ، والمتضـمن 1990فبراير 6المؤرخ في 49-90وبمقتضى المرسوم التنفيذي رقم القانون األساسي بعمال التربية يقرر المهام التي يمارسها مدير المدرسة من نشاطات

    :تربوية وإدارية وغيرها ويمكن تلخيصها في األتي .سؤوال على حسن سير المؤسسة، والتسيير والتأطير التربوي واإلدارييكون م �يلتزم بالحضور الدائم في المؤسسة، ووضع اإلجراءات الضـرورية لتحسـين �

    .تكوين المدرسينيقوم بتنشيط مختلف المصالح والدواليب القائمة والتنسـيق، ويسـخر الوسـائل �

    .ذالبشرية والمالية لخدمة المصلحة العليا للتالميوضع اإلجراءات الضرورية لتشكيل األفواج التربوية، قصد تحقيـق التنسـيق �

    .األفضل والتكيف األنسب لعمل األساتذةيجب على المدير أن يقوم بزيارة ومراقبة المدرسـين فـي أقسـامهم، ويتخـذ �

    .اإلجراءات الكفيلة لمساعدة األساتذة المبتدئين، والذين تنقصهم الخبرةتظـافر . نوية واألخالقية والمادية لتسيير أنشـطة التالميـذ توافر الشروط المع �

    . الجهود لمنح تعليم ناجح وتربية مطبقة لألهداف المرسومة

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    80

    يجب أن يتعاون مع التالميذ والموظفين واألولياء على تنمية الشعور بالمسؤولية � .وتقوية الثقة المتبادلة، والتفاهم واحترام الشخصية

    ر إلى إقامة الشروط التي من شأنها إكمال التربية التي ينبغي أن يهدف عمل المدي � .تمنحها األسرة وتيسير الحياة ضمن الجماعة

    غرس حب الوطن، والتحفيز على العمل وبث روح التعاون الجماعي واحتـرام � .7الغير

    :األستاذ-5 يعتبر األستاذ عنصرا أساسيا ومهما في العملية التعليمية، وتلعب الخصـائص

    . 8واالنفعالية التي يتميز بها دورا بارزا في فعالية هذه العمليةالمعرفية لذلك يركز الغزالي على األستاذ أو المرشد، أهم العناصر في عملية التربيـة

    9باعتباره المتحكم في العناصر المكونة للعملية التربوية،أي المتربي والمنهج والمادةيجب أن تتوفر في شـخص تختلف وجهات النظر في تحديد الخصائص التي

    ما لنطلق عليه اسم األستاذ، فهناك من يرى أن األستاذ هو صانع القرار ، يفهم طلبته، .وقادرا على إعادة صياغة المادة الدراسية، يعرف كيف يعمل، ومتى يعمل

    ، حيـث يقـول محمد سـالمة أدم وكتعريف شامل وكامل لألستاذ، تعريف ل وشخصيته أن يتحقق من أن التالميـذ يكتسـبون مدرب يحاول بالقوة، والمثا:"بأنه

    العادات واالتجاهات والشكل العام للسلوك المنشود، عن طريق تحفيزهم إلـى القيـام بالمهام المسندة إليهم، وبالتالي يعلمهم من خالل ذلك كيف يتصرفون في المواقف التي

    . 10ية واليوميةيتعرضون لها وكيف يحرزون النجاح والتقدم في سلوكياتهم االجتماع

    مجموعة النصوص الخاصة بتنظيم الحياة . سمية للتربيةالنشرة الروزارة التربية الوطنية، -7 .62-58: ص- ، ص1993للتوثيق، الجزائر، مارس، ، المديرية الفرعيةالمدرسية

    دار -األسس النظرية والتطبيقية-،سيكولوجية التعلم والتعليمي محمد ملحمسام-8 377:،ص2001المسيرة،عمان،األردن،

    : ، ص1991، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 2، طاليالتعليم عند الغزحمانة البخاري ،-9160 .

    26: ، ص2000دار المسيرة، ب ب، .مهارات التدريس الصفي محمود الحيلة،محمد -10

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    81

    من خالل ما تقدم نجد أن األستاذ لم ولن يكون مجرد وسيلة لنقل المعلومـات بل يتعداها إلى مساعدة تالمذته على بناء وتنمية شخصياتهم تنمية شـاملة للنـواحي العاطفية والجسمية والعقلية وحتى االجتماعية مما يجعلهم قادرين على الـتالؤم مـع

    فالتعليم أدوار وتخصصات،ويكفي أن يكون المدرس . ينتمون إليهاالمحيط والبيئة التي ناجحا في دوره الرئيسي، ومن العبث أن نجعل المدرس ممـثال يلعـب كـل األدوار المطلوبة على خشبة المسرح التعليمي، فالتعليم عقيدة أخالقية وأصالة، وهو قبل كـل

    .شيء عطاء كبيرألساسي في الموقف التعليمي، والمهيمن على يعتبر المدرس العنصر ا:وظيفة األستاذ*

    الفصل الدراسي والمحرك األول لدوافع التالميذ، والمشكل التجاهـاتهم،وهو المثيـر ــة ــرام واأللف ــرام و االحت ــامح، واالحت ــة، والتس ــاج والحماس ــدواعي االبته ل

    والمدرس الذي يريد النجاح هو الدائم على القراءة واالطالع، والباحث عـن .والمودةالمعلومة والمدون للثقافة، ويشعر بأحاسيس تالميذه، ويعرف كيف يتعلم ويعلـم، وال تقتصر وظيفة المدرس على التعليم فحسب بل تتعداه إلى التربية، وهي فـي المقـام األول فالمدرس مرب فلم يعد يكتفي بتعليم القراءة والكتابة فقط، فال بـد أن يسـاهم

    سة به وتستقر، ولهذا فال بد أن يكون المدرس واسع بنصيب اجتماعي الذي تنشأ المدرالصدر صبورا يتصف باللياقة والحزم واحترام الذات والثقة بالنفس وتقـدير ومحبـة

    .اآلخرينفوظيفته تمكين التالميذ من الحصول على المعارف والثقافة العامة والعـادات

    ـ ان المهـارات، واالهتمـام الصالحة والمثل العليا، باإلضافة إلى التطبيق السليم وإتقبالخبرات والتجارب المكتسبة والعناية بالتوجيه واالبتكار واإلبـداعات فـي جميـع المجاالت، والعمل بالروح الجماعية وأيضا وظيفته تمكين المتعلمين أن يالءموا بـين

    . 11أنفسهم وبين البيئة التي يعيشون فيهاية التعلم، ويكون بمثابة أنا آخر أيضا يقوم المعلم بدور الميسر أو المسهل لعمل

    أو ذات ثانية للمتعلمين، ويتقبل أفكار المتعلمين في جو ديمقراطي بعيدا عن التسـلط

    ، 2000دار غريب، القاهرة، مصر،.)نحو تعليم أفضل(المدرس المثاليمحمد سامي منير،- 11 .9:ص

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    82

    واالزدراء ويجب أن يقترب المدرس من النموذج الفينومينولوجي لطالبه من خـالل .فهم سلوك تالميذه والعوامل التي تشغل أو تعطل تعلمهم

    درس وظائف عدة، فهو المحرك األساسـي للعمليـة ومما سبق نستنتج أن للمالنفسي والمصلح االجتماعي للتالميذ والموجه لهم، والناقل لثقافـة دالتعليمية، والمرش

    .المجتمع وآرائه وأفكاره وفلسفته :قيم االنتماء الوطني .2

    :ماهية القيم-1 :تعريف القيمة*

    احدة القِيم وأصله الواو، ألنه يقوم و: القِِيْمَة: حسب ابن منظور في لسان العرب:لـغةمقام الشيء، والقِيمَة ثمن الشيء بالتقويم نقول تقاوموه فيمـا بيـنهم، انقـاد الشـيء

    أي المستقيم الذي ال زيغ فيه وال ميل عن : واستمرت طريقته فقد استقام لوجهه و القََيم .الحق

    12.المستقيمةالنوع من الفعـل قـام بمعنـى وقـف يدل أصال على اسم VALUEإن لفظ قيمة

    13.واعتدل،وانتصب وبلغ واستوىلفظة القيمة لفظة التينية األصل يدل معناها على القوة والصحة تتضـمن :اصطالحا

    14.فكرة الفعالية والتأثير والشجاعة والمثالية في الفعل واألداءنحـو األشـخاص تعتبر القيم مجموعة من التنظيمات ألحكام عقلية انفعالية مهمة

    واألشياء والمعاني وأوجه النشاط،وتعتبر بمثابة المقياس الذي يمكن الحكـم بخيريتـه .الخير وما يجوز وما هو مرغوب وما هو غير مرغوب وهي نسبية وغير مطلقة

    وهي ما تبنيه وتصنعه الجماعة ليربط بين أفرادها، ويحكـم ويسـير تصـرفاتهم، تي يكونها الفرد نحو حدث أو قضية مـا والدافعـة وعبارة عن مجموع االتجاهات ال

    .للسلوك اإلنساني والضابطة والموجهة له

    . 823: ، ص1980، الجزائر، 2ط .،المنجد األبجديالمؤسسة الوطنية للكتاب، -12 2005القاهرة، مصر، مكتبة األنجلو،. مدخل إلى علم النفس االجتماعيمحمد إبراهيم عيد، -13

    . 214: ، ص . 214: ص. المرجع السابق-14

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    83

    وتتنوع المفاهيم الخاصة بمعنى القيم باختالف األطـر المرجعيـة الخاصـة بالمفكرين أنفسهم فالبعض يراها على أنها تدل عن المثل العليا وآخرون يرون أنهـا

    لقول أن القيم تختلف وتتبـاين بتبـاين الشـعوب دليل على المنفعة، ومن هنا يمكن اوالمجتمعات واألفراد وتصوراتهم الثقافية، وأبنيـتهم االجتماعيـة، وطبيعـة النشـأة

    مجموعة من األحكام يصدرها الفرد علـى : "وتمثل القيمة أيضا عنده بأنها .والتربيةتقويم الفرد وتقديره، بيئته اإلنسانية واالجتماعية والمادية، وتكون هذه األحكام نتيجة ل

    . 15" إال أنها في جوهرها نتاج اجتماعي، استوعبه الفرد وتقبله واستخدمها كمعاييرالحكم الذي يصدره الفرد على موضوع ما، مستندا :" ويمكن تعريف القيمة بأنها

    إلى مجموعة من المبادئ والمعايير التي وضعها المجتمع الذي يوجد فيه، وهـي إذن ة خارجة عن الشخص أو هي مجرد اتفاق اجتماعي على أن نتصـرف أحكام اجتماعي

    بشكل معين لفظيا وأدائيا، وهذه األحكام ليست من مكونات السلوك وليست دافعة لـه .إال أنها تسهم في تشكيله

    تشمل التنشئة كافة األساليب التي يتلقاها الفرد من األسرة والمدرسة : مصادر القيـم*نشئة االجتماعية المختلفة، وسائر المحيطين به من أجل بنـاء واألصدقاء، ووسائل الت

    شخصية متكاملة ومتوازنة ومتوافقة جسميا ونفسيا واجتماعيا، وتلعب دورا كبيرا في شـأنها شـأن " دوركايم"ترسيخ القيم التربوية الصحيحة، حيث أن القيم كما أشار إليها

    ا عبارة عن تصـورات تتميـز الظواهر اإلنسانية، تكون من صنع المجتمع؛ حيث أنهبالعمومية وااللتزام، فأفراد المجتمع يشتركون في قيم واحدة مفروضة مـن طـرف

    . 16المجتمع الذي ينتمون إليه، وهي جوهر البيئة الثقافية للمجتمع ومحورها الرئيسيكما الحظنا أن القيم لها مصادر عدة، ويمكن أن نقول أن مصادر القيم هي مؤسسات

    وتكسب هذه المؤسسة أفرادها القـيم المدرسةومن أهمها مؤسسة شئة االجتماعية،التنالمرغوبة اجتماعيا، وهي تعد امتدادا لوظيفة األسرة، وأثبتت الدراسة أن أهم العوامل المدرسية في إكساب الطفل االتجاهات المرغوبة بشأن التوجهات القيمية للطالب فوجد

    ، والمدرسين وتقوم المدرسة بدور رائد في التقريـب أنها محتوى المقررات والمناهج .الثقافي بين مختلف الطبقات االجتماعية

    .309 :،ص2003صفاء،عمان،األردن، دار .التنشئة االجتماعية للطفلعمر احمد الهمشري،- 15 341.16- 340: ص-بق، صالمرجع السا-

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    84

    فثقافة المدرسة تتخطى االختالفات الطبقية بين التالميذ وتعمل على دمجهم في قيم .واتجاهات وأنماط سلوك معينة

    :ماهية االنتمـاء الوطـني-2تماء عالقة تالزمية يتنوع فيها تالزم االنتمـاء واالن بين اإلنسان: تعريف االنتماء *

    بتنوع العالقات اإلنسانية في مكان وزمان محددين، فهو ظاهرة إنسانية يرجع تاريخها االنتمـاء للـدين : بداية تاريخ الوجود اإلنساني نفسه، ويأخذ االنتماء عدة أنواع منها

    .إلخ...وللوطن والحزب، والتنظيم والمؤسسة والعشيرة والعائلة .17انتمى، انتماء، نمى فالن إلى أبيه، انتسب واعتزي:لـغة

    .18يعرف االنتماء بأنه اإلنتساب للدين والوطن واألرض:اصطالحاويعرف االنتماء في العرف الجاهلي بأنه ظاهرة إنسانية متطـورة بالجـدل اإلنساني، ال يلزمه الوعي بحقيقة وجوده، فاالنتماء في األصل موجود بقـوة بوجـود

    .19أناس تربطهم عالقة ما ومحددين بزمان ومكان معينينمشـتق مـن الفعـل belomgingأما في اللغة االنجليزية يقابل االنتمـاء

    belong ينتمي أو يتمتع بالصفات االجتماعية الضرورية لإلندماج في جماعة ما. أن مفهوم االنتماء يتضمن شعور الفرد بكونه جزءا من مجموعة :" وليمويرى

    ينتمي إليها وكأنه متمثل لهـا ويحـس ) األسرة، القبيلة، الملة، الحزب، جنسية(شمل ت "باالطمئنان والفخر والرضا المتبادل بينه وبينها وكأن كل ميزة لها هي ميزته الخاصة

    شعور يتضمن الحـب المتبـادل، :"بأنه: سناء حامد زهرانوتعرفه الدكتورة الجماعة وهو يشبع حاجة اإلنسان إلى االرتبـاط والقبول والتقبل، واالرتباط الوثيق ب

    باآلخرين، وتوحده معهم، ليحظى بالقبول ويشعر بكونه فردا يستحوذ في مكانة متميزة في الوسط االجتماعي، وتتمثل أوجه االنتماء في ارتباط الفرد بوطنه الذي يحيا فيـه،

    .155: ، ص1990، الجزائر، المنجد األبجدي المؤسسة الوطنية للكتاب، -17 2008جانفي 8نقال عن بتاريخ االنتماءعبد المنعم إبراهيم، -18

    http://www .pahoice.com/print .php dam.org/book/98/indx.child 92.htm-http://www.awv ظاهرة االنتماء-19

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    85

    يم والمعايير التـي وبمن يقيمون في هذا الوطن،ويظهر في تبني مجموعة األفكار والق .20تميز هذا المجتمع عن غيره

    ويعد االنتماء ظاهرة إنسانية فطرية، تربط بين مجموعـة مـن النـاس المتقـاربين والمحددين زمانا ومكانا بعالقات تشعرهم بوحدتهم، وبتمايزهم تمايزا يمنحهم حقوقـا،

    .21ويحتم عليهم واجباتر والرابط القوي الذي يربط بـين الفـرد الشعو:( التعريف اإلجرائي لالنتماء الوطني

    ووطنه ؛ويتجسد من خالل االعتزاز بالهوية الوطنية واحترام رموزهـا ،وااللتـزام بالنظم والقوانين السائدة،والعمل على المحافظة على الوطن وحمايـة ممتلكاتـه مـع

    ي يزخر التمسك بقيمه وعاداته،والمشاركة بكل فخر في االحتفاالت الدينية والوطنية التبها الوطن والمشاركة في األعمال التطوعية التي تخدم الـبالد، والتضـحية بـالنفس

    .) والنفيس دفاعا عن الوطنمفهوم االنتماء واتساعه أدى إلى اتساع أبعـاده أيضـا،ولكننا بتشعب:أبعاد االنتماء*

    :سنركز على أهم هذه األبعاد وهيوية واالنتماء؛حيث يعمل االنتمـاء فهاك عالقة وطيدة بين اله:Identity:الهوية �

    على توطيدها،وهي األخرى دليل على وجوده،وتبرز سلوكيات األفـراد كمؤشـرات .للتعبير عن الهوية وبالتالي هي تجسيد لالنتماء

    إن العالقات التي تربط األفراد يبعضهم تؤكد على الميل :Collectivism:الجماعية �روح الجماعية التي تتحد لتحقيق الهدف العام نحو الجماعية؛ويعبر عنها بما يعرف بال

    للجماعة؛وتؤكد على التماسك والتكافل والرغبة الوجدانية ،وتدعم الجماعيـة وتنمـي .الميل إلى المحبة والتفاعل االجتماعي وكل هذا يؤدي في األخير إلى تقوية االنتماء

    م الهوية وتقوية يعتبر الوالء لب االلتزام ومركزه؛يعمل على تدعي:Loyalty:الوالء �الروح الجماعية،ويؤكد على المسايرة وتأييد الفرد لجماعته، ويشير إلى مدى االنتماء

    .إليها،وكله في النهاية يعزز ويقوي الهوية واالنتماء للجماعة

    عالم .إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات االغتراب: سناء حامد زهران-20

    .137:، ص2004الكتب، القاهرة، مصر، dam.org/book/98/indx.child 92.htm-http://www.awv :ظاهرة االنتماء-21

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    86

    يستدعي من األفراد والجماعات االجتماعية التمسك بـالنظم :Obigation:االلتزام �إلى التناغم واالنسجام بين أفـراد الجماعة،فتصـبح والمعايير االجتماعية ؛مما يؤدي

    بمثابة محكات ومحددات فاعلة نحو االلتزام بمعايير الجماعـة لتجنـب الصـراعات .والنزاعات الداخلية

    يعنى الحاجة الملحة لالنضمام إلى جماعة اجتماعية ؛ويعتبر من أهم الدوافع :التواد �ابط االجتماعية،ومن خالله يشعر األفـراد اإلنسانية األساسية في قيام العالقات والرو

    . بفخر االنتساب إليها،ويدفعهم إلى الحفاظ عليها وحمايتها وتطويرها الستمرار بقائهـا 22. هي أحد أساليب التفكير والقيادة،وتشير إلى األفعال واألقـوال التـي :الديمقراطية �

    لفروق الفرديـة بيـنهم يرددها الفرد ليعبر بها عن تقديره لقدرات األفراد مع مراعاة ابشيء من الحرية الفردية في التعبير عن الراى في إطار النظام العام،وتتاح له فرصة للنقد مع االلتزام باحترام النظم والقوانين، وان يشعر الفرد أيضا بالحاجة إلى التفـاهم

    .23والتعاون مع الغير في وضع األهداف مما يحقق سالمة ورفاهية المجتمعبعاد االنتماء كلها تعمل في تكامل وانسجام وتفاعل ؛وكل بعد منها عبـارة يتضح أن أ

    توليد له،وفي النهاية توليد لالنتماء وتعزيزه وتقويتـه بـين عن تكملة للبعد األخر؛أو .أفراد المجتمع الواحد

    :تعريفات االنتماء الوطني*ة الفرد، وينمو كما عرفنا سابقا أن االنتماء ظاهرة إنسانية فطرية يولد مع والد

    هذا اإلحساس ويستجد أكثر في المراحل الالحقة لعمر الفرد، حيث يزيد تعلقه بوطنه ويعد االنتماء حلقـة .وأرضه وكل ما له عالقة بهذا الوطن ماضيه وحاضره ومستقبله

    وصل بين الفرد والمجتمع، فمن خالله يتم نمو الذات وتحقيقها ومنها تـدعيم هويـة تماء بمثابة حاجة أساسية في البناء النفسي واالجتماعي لألفراد، وعلى الفرد، إذ أن االن

    الرغم من اختالف اآلراء حول االنتماء ما بين أنه اتجاها وشعورا وإحساسا وكونـه حاجة أساسية نفسية تطلبها الذات اإلنسانية إليجاد مكانة لها بين المجتمع الذي ينتمـي

    .إليه

    .30: لطيفة إبراهيم خضر،مرجع سابق، ص-22 .30:المرجع السابق، ص-23

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    87

    :االنتماء الوطني ومن بينها يمكن إدراج عدة تعاريف لمفهومأن هناك من يرى بأن االنتماء الوطني عبارة عن السلوك الذي يعبر به الفـرد عـن

    في مقالـة لـه محمد أبو فودةالتزامه بالقوانين وتمسكه بهويته الوطنية، كما قال به ـ : " بأنه" االنتماء الوطني " بعنوان ة السلوك المعبر عن امتثال الفـرد للقـيم الوطني

    السائدة في مجتمعه كاالعتزاز بالرموز الوطنية وااللتزام بالقوانين واألنظمة السـائدة، والمحافظة على ثروات الوطن وممتلكاته ، وتشجيع المنتجات الوطنيـة، والتمسـك بالعادات والتقاليد والمشاركة في األعمال التطوعية، والمناسبات الوطنية، واالستعداد

    ".وطن للتضحية دفاعا عن الفي الدراسة التي قام بها على طلبة الصف التاسع أساسي فـي أقصيعةفي حين يرى

    :محافظة غزة بأن االنتماء الوطني لدى هؤالء الطلبة يتمثل في المظاهر التاليةحب الوطن، حب القدس، مقاومة ومحاربة االستيطان، تقدير الشهداء والوفاء لهم، "

    ."العمل من أجل الصالح العام فيرى أن االنتماء الوطني لدى تالميذ الصف السادس األساسي بفلسـطين عسـفة أما ".حب الوطن، الدفاع عن الوطن، بناء الوطن، والمحافظة على الوطن:"هو

    كما يرى بدران أيضا أن االنتماء في المجتمع األردني يتمثل في التضحية من أجـل القيام باألعمال التطوعية والخيريـة الوطن القيام بالواجب المطلوب على أكمل وجه،

    بكافة أنواعها المحافظة على اللغة الرئيسية، المحافظة على اللباس والزى الشـعبي، .24والمحافظة على العادات والتقاليد التي يرضى عنها المجتمع

    ومن التعريفات أيضا نذكر بعض التعاريف التي تطرق لها محمد عبد العزيز :الغرباوي في دراسته

    بأنه شعور الفرد بالحب نحو وطنه،يزداد نموا كلما «: عبد الرحمن العيسويعريف تشعر الفرد أن الوطن يقدم له الرعاية بمختلف أشكالها الصحية،والنفسـية،االجتماعية والتعليمية،واالقتصادية،يوفر له فرصة الحياة الكريمة والتعبير عـن الذات،وفرصـة

    » .الحماية من الضياع والتشرد

    ?:نقالعن.االنتماء الوطنيأبو فودة، عطيةمحمد -24

    le.tplhttp://www.amin.org/look/amin/artic .03/2008/ 10:بتاريخ

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    88

    هو حب الوطن واالنتماء إليـه؛ «:أن االنتماء الوطني سعيد إسماعيلرى وي » .يتضمن حب المواطنين الذين ينتمون إليه

    حب الوطن ترابه وتراثـه، والعمـل علـى خدمتـه «:فاالنتماء الوطني هو » .والتضحية في سبيله واالعتزاز به

    : فـي دراسـته وبعد هذه التعاريف نتوصل إلى التعريف اإلجرائي الـذي اعتمـده فاالنتماء الوطني هو عملية دينامية تربط التالميذ بالشخصيات التاريخية في ببيئـتهم «

    المحلية واالنجازات االقتصادية والخدماتية ،تهدف إلى مشاركتهم في مشروعات تنمية المجتمع المحلي ،وتمسكهم والتزامهم بقيم المجتمع ومعـاييره ووالئهـم وإخالصـهم

    ».انة الوطن،واعتزازهم بمك : بعض المفاهيم المقاربة لالنتماء الوطني*يسعى االنتماء إلى توطيد الهوية، وتعد الهوية دليال على وجود االنتمـاء، : الهوية*

    .فاالنتماء يدعم الهوية ويقويها، أي أن الهوية وليدة االنتماءي، ولقـد وردت وتعتبر الهوية من أكثر الحاجات اإلنسانية الشائعة في الجنس البشر

    بأنها مطلب أساسي "ANTHONY GIDDENS" "أنطوني جيدنز"الهوية ضمن قائمة لكل البشر وهي مسؤولية هامة تقع على عاتق المسئولين لضبطها وتوجيهها باعتبارها

    .أهم الواجبات التي ال يمكن االستغناء عنهااذا هـو موجـود؟ وحينما يدرك اإلنسان معنى انتمائه يستطيع أن يعرف من هو؟ ولم

    وألي هدف يسعى، فمع حاجته لالنتماء يتولد مفهوم الهوية، الذي يظهر فـي أشـكال متعددة ومختلفة، فأحيانا يكون االنتماء إلى جنسية أو قومية أو دين أو وطن، فالهوية

    . هي المنطلق ألفعالنا، وهدفا لها ومبررا لوجودنا الجماعيعود لتوكيده، وتعمل على تقويته من خالل مشـاعر فهكذا تنشأ الهوية من االنتماء، وت

    الوالء واإلخالص له، فالبحث عن الهوية هو البحث في وحدة االنتمـاء، فالتماسـك االجتماعي يحقق الوالء ويقوي االنتماء الذي يتضح في مدى اعتزاز الفـرد بهويتـه

    .والفخر بها أينما كان، فالهوية داللة ووليدة االنتماءقدم نستنتج أن الهوية واالنتماء عالقة تأثير وتـأثر ، فالهويـة وليـدة من خالل ما ت

    .االنتماء وهي الوجود الحقيقي له، فتنشأ منه بقدر ما تعمل على توكيدهيعد مصطلح القومية مفهوم سياسي اجتماعي حديث، وعند بعض الباحثين :القوميـة*

    .تعني التعبير عن االنتماء لألمة

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    89

    صفات ثابتة ومشتركة في مجتمع معين تعطيه اسم :" رفعت بأنها يعرفها كمال الدين األمة وأن األسباب التي تكون األمة الواحدة، وتحدد الوطن الواحـد، وهـي وحـدة المشاكل التي تواجهها هذه األمة ووحدة العوامل التي تسيطر على تكوينهـا وعلـى

    .25" ل وتعالجهاماضيها وحاضرها ومستقبلها ووحدة الحلول التي تحتل المشاكتعرف الوطنية بأنها حب الوطن والوالء له والتمسك به، وتبلور هذا االتجاه :الوطنية*

    ويركـزون علـى 19عند العرب بشكل واضح كمفهوم سياسي اجتماعي في القرن الوطنية باعتبارها رابطة سياسية تجمع الناس وتدفعهم إلى التضحية والتعاون لتحسين

    .حالهم وتقدم وطنهموقد تطورت الوطنية بتطور المجتمعات وتعمقت فـي كـل قطـر بنمـو المصـالح االقتصادية والسياسية ألبناء هذا القطر كما نمت الوطنية وانتشرت عبر كل األقطـار واألوطان وبين كل األجيال، حيث ازداد تعلق األفراد بأراضيهم وأوطانهم، وهذا مـا

    اإلنسان باألرض التي ولد ونشـأ فيهـا، يؤكده المفكر القومي ساطع الحصري، تعلق فيقول أن اإلنسان يشعر بتعلق عاطفي وارتباط كلي بالمحل الذي ولد ونشأ وترعرع "

    فيه كما يشعر بتعلق باطني نحو أهل ذلك المحل ونحو جميع الناس الـذين عايشـهم، .26"وعاشرهم وألفهم

    طنية واالنتمـاء بالرجوع إلى تعريفات االنتماء الوطني نستنبط أن مفهوم الويمثالن وجهين لعملة واحدة، فباالنتماء الذي يحسه ويشعر به الفرد اتجاه وطنه وأبنائه يتولد له ما يعرف بالصفة الوطنية، فمن خالل حب الـوطن واألرض، واالعتـزاز واالفتخار بتاريخه وبطوالته والعمل من أجل تنميته وترقيته والعمل بقوانينه وعاداته

    حترام رموز سيادته الوطنية كالنشيد الوطني والراية الوطنيـة واالفتخـار وتقاليده وا .بجنسيته وهويته الوطنية

    ومن خالل تشربه لقيم االنتماء الوطني يتجسد فيه ما يعرف بالروح الوطنية، لذا يعتبر والوطنية شقه الثاني وهو الشـعور بـالروح , االنتماء الوطني سلوكا وفعال وتجسيدا

    ي أن الوطنية تؤدي إلى االنتماء، واالنتماء يولد الوطنية أي كليهما يعمالن الوطنية، أ . في تفاعل وعالقة تأثير وتأثر

    دار الحامد، . التربية الوطنية والتنشئة السياسيةختام العناني، محمد عصام طربية، -25

    .31، ص2007عمان، األردن، .30-29: ص-المرجع السابق، ص-26

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    90

    state: الدولـة*بأنها شعب منظم خاضـع " wilsonيعرفها الرئيس األمريكي السابق ولسن

    "للقانون يقطن أرض معينةجماعة إنسانية يحكمها بأنها مجتمع إنساني أو: " ويعرفها العالمة ابن خلدون

    ".وازع قانوني وإدارة حازمة في حكمها بشرع مفروضويمكن أن نقول أن الدولة ما هي إال جماعة كبيرة من الناس تقطن على وجه االستقرار أرضا معينة، تخضع لحكومة منظمة تتولى المحافظة علـى كيـان تلـك

    .27... الجماعة وتدير شؤونها ومصالحها العامةلة عبارة عن مجموعة مـن األفـراد يـربطهم المكـان المشـترك، إذا الدو

    .ويخضعون لقوانين وأحكام مشتركة، ويعملون من أجل سالمة أنفسهم وسالمة دولتهمهنا نقول أن هناك عالقة بين الدولة واالنتمـاء، حيـث أن المفهـومين ومن

    ن معينـين، يتقاربان بدرجة كبيرة، فالدولة تعبر عن مجموعة البشر في زمان ومكـا واالنتماء هو الوجه اآلخر للدولة وجوهرها واليد المحركة لمسار الدولة ، فـالروابط التي تربط األفراد وشعورهم المشترك االنتماء لتلك الدولة يعمالن علـى مسـايرتها وتطبيق أحكامها وقوانينها والتمسك بمعاييرها وقيمها للحفاظ على أنفسهم مـن جهـة

    .جهة أخرىولحماية دولتهم من :صور االنتماء الوطني*

    عند الحديث عن صور االنتماء قد يتبـادر إلـى األذهـان أنهـا التضـحية واالستشهاد في سبيل الوطن، فهذا ما عدا جزء من صور االنتمـاء وأسـماها علـى

    السلوك اإليجابي، مهما صغر حجمه لتصـل ناإلطالق؛ حيث أن هذه الصور تبدأ ملتي يدونها التاريخ في صفحاته، فالصور الصغرى يتولد عنها إلى األعمال التطوعية ا

    .بطبيعة الحال باقي الصور الكبرى :صور االنتماء الصغرى

    وتتمثل هذه الصور بأبسط األعمال التي يقوم بها الفـرد كالقيـام بواجباتـه، فإماطة األذى عن الطريق انتماء، فكل من يقوم بواجباته يجسد انتماء، فالمعلم حينمـا يقوم بواجبه فهو يحارب الجهل واألمية ويقدم العلم والمعرفة ألبناء وطنه، والطالـب

    .37-36:ص -المرجع السابق، ص-27

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    91

    حينما يحافظ على ممتلكات مدرسته لتكون لمن لمن بعده من أبناء وطنـه، والتـاجر والفالح كذلك يسهم في تنمية المجتمع اقتصاديا، والطبيب الذي يحارب المرض فهـو

    ومن يهتم بالممتلكات العامة، ويحافظ عليها فهـو بذلك يحافظ على صحة أبناء وطنه، .28يحافظ على الثروات الطبيعية

    : صور االنتماء الكبرىوتتجسد هذه الصور في بذل الروح رخيصة في سـبيل الـوطن، ورفعتـه فالتضحية من أجل الوطن هي ضريبة يدفعها كل فرد صادق في انتمائه، وتتجلى هذه

    يد األعداء وغطرستهم، فال بد أن ينهض كل قـادر التضحية حينما يتعرض الوطن لك .للدفاع عنه والتضحية بالنفس حينئذ هي قمة االنتماء للوطن

    فاالنتماء رجولة وتاريخ هذه األمـة، صـفة الرجـال بكفـاحهم وسـهرهم المتواصل، فعاش هؤالء الرجال بشرف رائدهم االنتمـاء الصـادق الضـارب فـي

    ا االنتماء شهداء الوطن الذين سـطروا بـدمائهم األعماق، وماتوا بشرف من أجل هذ .29أروع الصور البهية لالنتماء من أجل كرامة األمة والوطن

    يعتبر االنتماء بمثابة الضمير الداخلي لألفراد ويعمل على إرشادهم وتوجيـه سلوكياتهم اتجاه إيجابي فهذا هو يأتمر بأمره وينهي بنهيه، أي أن لالنتمـاء جـوهرا

    ن له مظاهر خارجية يتضح من خاللها فتعكس ماهيته وجوهره والمتمثلة فيعني هذا أ :في المظاهر التالية

    .إن الذروة في الوالء واالنتماء تتضح في التضحية في سبيل الوطن �يتضح حسن الوالء واالنتماء من خالل البناء واألعمار والمشـاركة فـي حاضـر �

    .مزدهر ومستقبل مشرقي العمل على حماية المنجزات والمكتبـات التـي بنيـت من مظاهر االنتماء الحقيق �

    .بغرف ردم األجداد وإدامتها .القيام باألعمال الجماعية والتطوعية في كافة المجاالت لتعم فائدتها الوطن �معرفة رموز الوطن رايته، نشيده الوطني، عاداته وتقاليده ولغته، ولباسه الشـعبي �

    .وآثاره

    .71-69:ص-ختام العناني، محمد عصام، مرجع سابق، ص-28 71-69:ص -ابق، صالمرجع الس-29

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    92

    صلبة التي تقف في سبيل ما يتعارض وأي مظهر من العمل على اكتساب اإلرادة ال �مظاهر الوالء للوطن وتنمية الضمير الوطني، والنقد الذاتي في لحظة المخالفة بدون

    .رقيب مما تشكل معه الشخصية المطلوبة .االهتمام بالقضايا الوطنية بكل ما يتصل بأمر الوطن والمواطنين �التي تشكل األمة فيه كالعقيـدة واللغـة االنتماء هو معرفة الوطن بإدراك الروابط �

    .والتاريخ والمصالح المشتركة واآلمال المستقبلية والعمل على التمسك بها .30حب الوطن والعمل على تحقيق أهدافه وتطلعاته والعمل من أجله �

    وبعد الدراسة وباالعتماد على التعريف االجرائي تم تصنيف جملة من القيم الدالة على :وطني وهياالنتماء ال

    والمتمثلة في احترام العلم الوطني، والنشـيد :قيم االعتزاز برموز السيادة الوطنية • .الوطني،الدستور،خريطة الجزائر وعملة الدولة الجزائرية

    والمتمثلة في احترام القانون العام للبالد واحتـرام الغيـر :احترام األنظمة السائدة • .والبالد وكل القوانين التي تنص على سالمة العباد

    ويتمثل في االنتماء التاريخي للدولـة الجزائريـة :االنتماء الحضاري والتاريخي • واالنتماء الجغرافي والروحي أيضا،مع االعتزاز بالهوية الوطنية الجزائرية

    وتتمثل فـي التمسـك بـالقيم والعـادات الموروثـة؛ : التمسك بالعادات والتقاليد • .يدية،واالهتمام بالتراث المادي والحفاظ عليهكالصناعات التقليدية،واأللبسة التقل

    وتشـمل المحافظـة علـى الممتلكـات العامـة، :المحافظة على ثروات الـبالد • .والخاصة،وجميع ثروات البالد الطبيعية وغيرها

    وتشمل الثورة الفكرية والمسلحة، والمقاومات أيضا،مع :التضحية من اجل الوطن • .التضحية بالنفس من اجل الوطناالعتزاز بالشهداء والتمسك باألرض و

    وتتمثل في تشجيع المنتجات :تشجيع المنتجات الوطنية والمساهمة في تنمية الوطن • .الوطنية والمساهمة في ترقية الوطن

    كاالحتفاالت بالمناسبات الدينية، والوطنية مثل يوم العلم، :المشاركة في االحتفاالت •ف،والسنة الهجرية،وهذا ما يجعل التلميذ االستقالل،عيد الثورة ،المولد النبوي الشري

    .يتعرف على أعياد وطنه،ويرتبط أكثر بتاريخه،مما يعزز فيه انتماءه لوطنه

    .68-67:المرجع السابق، ص-30

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    93

    كالمشـاركة فـي الحمـالت التطوعية،وتقـديم :المشاركة في األعمال التطوعية •اإلعانات المادية والمعنوية،من خالل حمالت التشـجير والنظافـة،وكل مـا يهـم

    يولد التمسك والتعاون وينمي الروح الجماعية بـين أبنـاء الـوطن الوطن؛وهذا ما .الواحد وينمي فيهم حب الوطن والمساهمة في بناءه

    :الوسط المدرسي وقيم االنتماء الوطني -3ترتبط التربية بالمجتمع القومي الكبير، وكذلك المجتمع المحلي؛ إذ تلعب دورا

    .ئته سياسيا واجتماعيابارزا في تنمية الفرد وتثقيفه عقليا وتنشوالمؤسسة األولى التي أنشأها المجتمع لمهمة التربيـة لهـا الـدور الكبيـر والمتميز، حيث تعد األفراد للقيام بمسؤولياتهم في حفظ المجتمع وتقدمه، وتربية أبنائه،

    .والعمل على تطبيعهم بأخالقيات وعادات وقيم المجتمعره ومعتقداته وتقاليده وأفكـاره ومبادئـه فالمدرسة تتأثر بقيم المجتمع ومعايي

    .وتؤثر بدورها في ثقافة المجتمعوتبدو أهمية المدرسة في بنائها التنظيمي االجتماعي، أي في شكل العالقـات االجتماعية الهرمية واألفقية داخل المدرسة، بين اإلداريـين والمدرسـين والتالميـذ

    داخل المدرسة علـى غـرس قـيم وغيرها من العالقات وتعمل كل هذه التنظيمات . 31ومعايير مثل الوالء والطاعة والتنافس والمثابرة

    وهنا يمكن طرح التساؤل الهام والمتميز الذي طرحه الدكتور سعيد إسماعيل علي في كتابه أصول التربية العامة، أثناء تناوله لدور التربية في الحفاظ على هويـة

    جتمع وتراثه يدخل ضـمن المسـؤوليات التـي هل الحفاظ على هوية الم: "المجتمع . 32؟"تتحملها التربية وتعنى بها

    جـان جـاك "ويجيب بالفرضية التي طرحها المفكر والفيلسوف الفرنسـي ، أي "أن اإلنسان صانع تاريخه وإرادة األمم هي التي تبني حضارتها وهويتها": روسو

    من جيـل إلـى آخـر ، أن اإلنسان هو الذي ينقل أحداث تاريخه، ويحمل حضارته

    31-حسين عبد الحميد أحمد رشوان، التربية والمجتمع، ص- ص: 161-157.: ، ص2007دار المسيرة، عمان، األردن، . أصول التربية العامةسعيد إسماعيل علي، -3236.

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    94

    والتربية هي اآلداة الفعالة التي عن طريقها يمكن نقل تراث المجتمع وهويته وغرسها . 33في حياة المواطنين عن طريق المدارس، والمعاهد والجامعات وغيرها

    حيث تسعى المنظومة التربوية من خالل المناهج التعليمية إلى إيصال وإدماج ت الوطنية التي من بينها قيم الهوية من خـالل الـتحكم فـي القيم المتعلقة باالختيارا

    اللغات الوطنية وتثمين اإلرث الحضاري الذي نحمله من خالل معرفة تاريخ الـوطن وجغرافيته، واالرتباط برموزه، والـوعي بالهويـة، وتعزيـز المعـالم الجغرافيـة،

    لنسبة للتراث الحضـاري والتاريخية والروحية والثقافية التي جاء بها اإلسالم، وكذا با .34والثقافي لألمة الجزائرية

    إذا على األسرة التربوية أن ترفع رهانات إلعادة االعتبار للمدرسة والمربـي بصفة خاصة يتطلب من كل واحد منا حيثما وجد في القسم أو فـي اإلدارة أو هيئـة

    للنظـام التفتيش والتأطير، أي أن هذه المرحلة تعد مرحلة بحث وتطوير، وتعضـيد التربوي الوطني وأحسن استثمار يعيد البالد واألجيال الصاعدة ويحضها من كل تيار

    . 35ال يعزز الهوية الوطنية والمصالح الوطنية المستقبلية للجزائروفي وثيقة أعدها المجلس األعلى للتربية تحت عنوان المبادئ العامة للسياسة

    حددت الغايات التي يسعى النظام التربوي التربوية الجديدة، وإصالح التعليم األساسي :إلى تحقيقها كما يلي

    بناء مجتمع متكافل متمسك معتز بأصالته وواثق بمستقبله يقوم على الهوية الوطنية -1المتمثلة في اإلسالم عقيدة وسلوكا حضاريا، وفي العروبة حضارة وثقافة ولغة وفـي

    قومات الشخصية الوطنية التـي يجـب األمازيغية ثقافة وتراثا وجزءا ال يتجزأ في م .العناية والنهوض بها وإثراؤها في نطاق الثقافة الوطنية

    :تكوين المواطن وإكسابه الكفاءات والقدرات التي تؤهله لـ-2 .بناء الوطن في سياق التوجهات الوطنية ومستلزمات العصر-حدته وسالمته توطيد الهوية الوطنية بترسيخ روح االنتماء للوطن والدفاع عن و-

    .والعقيدة اإلسالمية السمحاء

    .36:المرجع السابق، ص- 33 .5: المرجع السابق، ص- 34 .18:المرجع السابق، ص- 35

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    95

    تنمية التربية من أجـل .ترقية ثقافة وطنية تنبع من مقومات األمة وحضارتها-3 . الوطن والمواطنة بتعزيز التربية الوطنية والتاريخ الوطني

    امتالك روح التحدي لمواجهة رهانات القرن المقبل والتكيف مع مسـتلزمات -4 . 36العصر

    المؤرخ 07-05إلى ما أشار إليه المجلس األعلى للتربية فيؤكد األمر رقم وباإلضافة والذي صدر في الجريدة الرسمية 2005غشت 23الموافق لـ1426رجب عام 18في

    :على أن غايات التربية تكمن في 2008للجمهورية الجزائرية العدد الرابع منها لسنة فوس أطفالها وتنشئتهم علـى حـب تجذير الشعور باالنتماء للشعب الجزائري في ن*

    الجزائر وروح االعتزاز باالنتماء إليها،وكذا تعلقهم بالوحدة الوطنية ووحدة التـراب .الوطني ورموز األمة

    تقوية الوعي الفردي والجماعي بالهوية الوطنية،باعتباره وثاق االنسجام االجتماعي * .يغيةوذلك بترقية القيم المتصلة باإلسالم والعروبة واألماز

    ومبادئها النبيلة لدى األجيال الصاعدة والمساهمة 1954ترسيخ قيم ثورة أول نوفمبر *من خالل التاريخ الوطني في تخليد صورة األمة الجزائرية بتقوية تعلق هذه األجيـال

    .بالقيم التي يجسدها تراث بالدنا التاريخي والجغرافي والديني والثقافي . سالم وقيمه الروحية واألخالقية والثقافية والحضاريةتكوين جيل متشبع بمبادئ اإل* 37. ترقية قيم الجمهورية ودولة القانون*

    نالحظ أن هذه األهداف التي يسعى أي نظام تربوي عربي إلى تحقيقها بمـا فيها النظام التربوي الجزائري؛ فيسعى للمحافظة على الهوية العربيـة واإلسـالمية

    ، والتمسك بتاريخه وحضارته وموروثه الثقافي، وتحقيق والوطنية للمجتمع الجزائريالوحدة الوطنية للمجتمع الجزائري كما تؤكده مقولة العالمة عبد الحميد بـن بـاديس

    ).شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب(

    إصالح المنظومة التربوية في المغرب العربي بين البعد التاريخي وتحديات لكحل لخضر، -36

    ) الجامعة الجزائرية والتحديات الراهنة(- بسكرة–جامعة محمد خيضر)الجزائر نموذجا(العولمة .192-171:ص-، ص)2006سبتمبر (دفاتر المخبر، العدد الثاني

    ، السنة الخامسة 04العدد .الجريدة الرسمية طية الشعبية،الجمهورية الجزائرية الديمقرا -37 .08:،ص2008يناير 27واألربعون،األمانة العامة للحكومة، المطبعة الرسمية،الجزائر،

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    96

    حيث يسعى النظام التربوي الجزائري وبكل هياكله وإطاراته ومكوناته إلـى الجزائري المسلم العربـي األمـازيغي، ونشـر ثقافتـه المساهمة في تماسك الشعب

    .وموروثه وتاريخه وحضارته ونقلها ألبنائه جيل بعد جيل :اإلدارة المدرسية وقيم االنتماء الوطني*

    حظيت اإلدارة المدرسية باهتمام كبير في الدراسات التربوية لما لها من دور عد عنصرا هاما من عناصر العمليـة هام وأثر بارز في إنجاح العملية التعليمية، إذ ت

    التربوية وهي المحرك األساسي لكل عناصرها و المسؤولة على تحفيزها وتنشـيطها ليمكنها من تحقيق أهدافها؛ ولكن كل هذا يتطلب جهاز إداري قوي وكفئ يعمل كـل واحد من هذا الجهاز في حدود إمكانياته وقدراته ومهاراته في جـو يسـوده التفـاهم

    ن والتكامل من أجل هدف واحد وأسمى، فالطاقم اإلداري وبمـا فـيهم القائـد والتعاوالتربوي للمدرسة مسؤول عن تنظيم العمل المدرسي، وتحقيق األهداف التربوية مـن أجل إعداد النشء وتربيته تربية متكاملة روحيا وخلقيا وجسـميا ليكونـوا مـواطنين

    .38صالحين قادرين على اإلسهام في إنماء مجتمعهمأي أن اإلدارة المدرسية تلعب دورا كبيرا في تربية الفرد وإعداده للحياة مـن خالل ما تقوم به المدرسة من تنشئة لألجيال باعتبارها إحدى القوى الرئيسية المعلمة

    .في المجتمعلذا ال يتسنى لمدير المدرسة أن يقوم بكامل أعماله بنجاح إال إذا كـان يملـك

    ،لما يقوم به من أدوار ووظائف لتسيير شؤون المدرسة 39مهاراتالكفاية في مختلف البما يعود على المدرسة والمجتمع بالنفع مـن تخطـيط وتنظـيم وتنفيـذ للمشـاريع والنشاطات واإلشراف والتوجيه والتقييم، فيتولى مدير المدرسة توجيه العاملين معـه

    في العملية التربوية من مدرسين وموظفين وطالب باعتبارهم أصحاب الدور األساسي وال يكون هذا التوجيه سليما إال إذا كان قائما على أسس علميـة سـليمة، وأن يلـم بخصائص مراحل النمو المختلفة لطالب مدرسته، والمشكالت النفسية لكـل مرحلـة

    دار . اإلدارة المدرسية في ضوء الفكر اإلداري المعاصرصالح عبد الحميد مصطفى، -38

    .60-59: ص-، ص2002، الرياض، العربية السعودية، المريخ .60-55: ص- محمد حسن العمايرة، مرجع سابق، ص-39

  • مجلة العلوم اإلنسانية و االجتماعية

    الهوية والمجاالت ولـح الملتقى الدولي األولعدد خاص

    التحوالت السوسيوثقافية في المجتمع الجزائري اإلجتماعية في ظل

    97

    منها،ويتطلب منه التوجيه إن أمكن ذلك إلى السلوك االجتماعي السليم في ضوء قـيم .40محليوعادات المجتمع ال

    وهذا ما لوحظ في السنوات األخيرة الماضية بظهور مفهوم جديـد لوظيفـة المدرسة، وهو ضرورة عنايتها بدراسة المجتمع والمساهمة في حل مشكالته وتحقيق أهدافه؛ فقامت المدرسة بدراسة مشكالت المجتمع ومحاولة تحسين الحياة فيه بجانـب

    التي تساعد علـى ذلـك، وأصـبح نجـاح عنايتها بنقل التراث وتوفير كل الظروف .41المدرسة في تحقيق رسالتها يعتمد على مدى ارتباطها العضوي بالمجتمع

    فيتعين على مدير المدرسة أن يوجه العاملين معه إلى دراسة فل�