ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و...

183
اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ و زارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ و اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻠﻘﺎﻳﺪ ﺗﻠﻤﺴﺎن ﻛﻠﻴﺔ اﻵد ا ب و اﻟﻠﻐﺎت ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ و اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺨﺼﺺ: اﻟﻨﻘﺪ اﻷدﺑﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﻌ ﺎﺻﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ و اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ. ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻌﺪة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴ ﺘﻴ ﻣﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﻌﻨﻮان: ﻋﻦ إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ: إﺷﺮاف: ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻏﻴﺘﺮي. - أ. د: ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ. - أﻋﻀﺎء ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: - أ. د ﻋﺒﺪ اﻟﺠ ﻠﻴﻞ ﻣﺮﺗﺎض- أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن رﺋﻴ ــﺴ ــــ. - أ. د ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ- أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻣﻘ ـ ــ ﺮرا. - أ. د ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس- أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن ﻋﻀــﻮا ﻣﻨﺎﻗﺸـ. - أ. د إدرﻳﺲ ﻗﺮﻗﻮى- أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻠﻌﺒـــﺎس ﻋﻀﻮا ﻣﻨﺎﻗﺸ ـ. - أ. د أﺣﻤﺪ ﻗﺮﻳﺶ- أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ" أ" ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن ﻋﻀ ـﻮا ﻣﻨﺎﻗﺸ ــﺎ. اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ: 1433 / 1434 ـ- 2012 / 2013 م ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺴﻴﺮﻳﺔ رواﻳﺔ اﻟﺴﻤﻚ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﻹﻧﻌﺎم ﺑﻴﻮض أﻧﻤﻮذﺟﺎ

Upload: others

Post on 23-Oct-2019

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

زارة التعليم العالي و البحث العلميو

–تلمسان –جامعة أبي بكر بلقايد

و اللغاتب اكلية اآلد

العربيو األدبقسم اللغة

.بين النظرية و التطبيقاصرالمعالعربيالنقد األدبي: تخصص

:بعنوانموسومةرتيلنيل شهادة الماجسمعدة مذكرة

عن

:إشراف :الطالبةإعداد

محمد بلقاسم: د.أ - .كريمة غيتري.

:لجنة المناقشةأعضاء -

.اــــــسرئيجامعة تلمسان – أستاذ التعليم العالي- ليل مرتاض عبد الجد.أ-

.رراـــمشرفا مق–جامعة تلمسان –أستاذ التعليم العالي - محمد بلقاسم د.أ-

. اعضــوا مناقشـ– جامعة تلمسان – أستاذ التعليم العالي - محمد عباس د .أ-

.اـعضوا مناقش–جامعة بلعبـــاس – أستاذ التعليم العالي- إدريس قرقوىد .أ-

.ــاـوا مناقشعض–جامعة تلمسان – " أ"محاضر أستاذ - أحمد قريش د.أ-

م2012/2013 - ـه1434/ 1433 :السنة الجامعية

الرواية السيريةجمالية

إلنعام بيوض أنموذجارواية السمك ال يبالي

Page 2: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

﴿ و ما تـوفيقي إال باهللا عليه تـوكلت و إليه أنـيـــب﴾

- صدق اهللا العظيم-

–سورة هود 88:اآلية-

Page 3: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

رــــر و تقديــكــش

.ه تتم الصالحاتالحمد هللا الذي بنعمتــــــــ

الدكـتور محمد بلقاسم الذي أغدق علي بكريم : أتقدم بجزيل الشكر و التقدير إلى أستاذي الفاضل

....صبره و جميل عونه و صدق نصحه و تصويبه لي

البحث هذا قراءة الذين وافقوا على من لجنة المناقشة إلى أساتذتي الفاضلين و الشكر موصول

.لذا وجب مني كل الشكر و التقدير...يقدرون معناهفللعلم أناس...تقييمهو

األستاذ سيدي :رئيس قسم اللغة اإلسبانيةالفاضلو ال يفوتني في هذاالمقام أن أشكر أستاذي

.محمد بن سهلة ثاني

فكانوا...الدراسيةموا لي العلم عبر مراحل حياتيإلى الذين قد ...و إلى كل من تتلمذت على أيديهم

...إلى كل أساتذتي...عطاءينابيعلي

.شكري و امتنانيعظيم و إلى كل من قدم لي مساعدة أثناء إنجازي لهذه المذكرة

كريمة.

Page 4: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

:مقدمة

Page 5: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مقدمة

أ

أسلم على و أصليو، ﴾ذلك فضل اهللا يؤتيه من يشاء﴿: احلمد هللا رب العاملني القائل يف كتابه املبني

ين اتبعوهم املبعوث رمحة للعاملني، و على آله و عرتته األطهار و على صحابته األبرار و الذسيدنا حممد

:، أما بعد بإحسان إىل يوم الدين

ال خيفى على ذي النظر احلصيف تصاعد وترية االهتمام بالكتابة النسائية، اليت اكتسحت بقوة مؤخرا حقل فإنه

و ألن الرجل احتكر العامل اخلارجي حبكم قوته و سيطرته ، اختارت املرأة أن .تهاإلبداع األديب بشىت أنواعه و جماال

تأسر العوامل الداخلية و أن تغوص يف أعماقها، مكابدة وسط غياهبها املظلمة، ساعية إىل تنويرها و رفع احلجب

.عنها

ا باطمئنان؟ أ تقتحم ي امرأة هي تلك اليت فأي امرأة هي تلك اليت قد تقفز فوق األسوار و تعلي صو

ا بكل اختصار الطابوهات و تكسر العادات؟ ."ة الكاتبةاملرأ"إ

ا أوال، حبريتها ثانيا، لقد إبداعها ثالثا، و خاضت الكاتبة العربية و ال تزال حربا ضروسا ألجل االعرتاف بذا

أو غفلة، قد يسرتد يف أي حلظة ترفع فيها فكتبت عن كل هذا و ذاك مؤمنة بأن الذي ضاع منها يف حلظة ضعف

.عن صدق قضيتها ، و هكذا فقط يعود كل ما هو منها مسلوبكل حواء قلمها لتكتب بصرامة

ا؟ أو أي : و السؤال الذي يطرح اآلن ا ؟ حتت أي جنس أديب صنفت كتابا كيف كتبت املرأة العربية عن ذا

ام؟نوع أديب وجدته املرأة متنفسا هلا، فكت بت و اسرتسلت بعيدا عن هواجس الشك و اال

اجلزائرية للكاتبة" السمك ال يبايل " إىل اختيار رواية ينت دفعا هي اليتو لعل مثل هذه األسئلة و غريه

ة تساؤالت املطروحهلذا البحث الذي يسعى إىل اإلجابة عن تساؤل يرتبط ارتباطا وثيقا بالكمدونة بيوض إنعام

تمع الذكوري يظهر عند الغرب أعاله؛ ففي الوقت الذي حتاول فيه املرأة العربية املبدعة االنفالت من رقابة ا

ا و البوح من خنوعان أدبيان جتد فيهما .يف داخلها الهلما بكل ما كانت تكتمه املرأة حرية تامة يف التعبري عن ذا

Page 6: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مقدمة

ب

ا و باخلصوص من أن تـلحق جبنس السرية الذاتية، كان خوف املرأة من اخلانة اليت سوف تصنف فيها كتابا

ام من أول حادثة عاطفية قد ترويها ه إليها أصابع ج و فتـ Le(فكان ظهور الرواية السرييةأو حىت تلمح إليها، اال

roman autobiographique ( و التخييل الذايت(L’autofiction)نسبة هلا، يم بالمبثابة اخلالص من اجلح

الكتابات النسوية ، فحظيا باحلظ األوفر أكثر ن مالت إليهما جل الذي احلديثني ني األدبيـ فأبدعت يف هذين النوعني

أياديهن أقالمهن من من أحالمهن الوردية إال على وقعمن غريمها يف استقطاب النساء املبدعات اللوايت مل يستفقن

.ا ذكرى تداعوية إلهانة مل تـنس بعديف حلظة صحوة قد تسببه

ما يليب حاجة " السمك ال يبايل"من هذا املنطلق اخرتت موضوع مذكريت هذه، و وجدت يف رواية

تنفيسا لذات إنعام املقهورة ؟ هل ميكن أن يكون نص روايتها " السمك ال يبايل " رواية تعدهل:التساؤالت اآلتية

إذا كانت رواية سريية فما رواية سريية أم ختييل ذايت؟" السمك ال يبايل"هل رواية ؟هنصا خالسيا ال يقول امس

الدليل على ذلك ؟ و إذا كانت ختييال ذاتيا، فكيف يتجلى ذلك؟ هل ميكن أن تكون رواية سريية و ختييال ذاتيا يف

اآلن نفسه؟

فكان استجماع أسباب التحصيل،وضيح الرؤيا و ل هذا البحث ألجل تيف مثأن أحدد طريقةكان علي و

رــــــالظواهمعاجلةيفالدقيقنيوالفحصإذ الوصف ميكن من االستقصاء؛لبحثاملنهج الوصفي طريقة مناسبة ل

.مع االطمئنان إىل مجلة من األدوات اإلجرائية كالتحليل و الربهنة و االنتقال من النظرية إىل التطبيق، القضاياو

.)فصلني نظريني و آخرين تطبيقيني(و قد قام هذا البحث هذا على مدخل و أربعة فصول

، تعرضت فيه بإجياز إىل الكتابة "لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية"فحمل عنوان المدخلأما

.مثاال عن ذلكالنسائية العربية عامة، جاعلة من الكاتبة اجلزائرية أحالم مستغامني

Page 7: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مقدمة

ج

، حيث قدمت مجلة من التعاريف املتعلقة بالرواية والسرية المفاهيمضبط: بعنواناألولالفصلو ومست

، إضافة إىل مفاهيم أخرى ال بد من توضيحها يف هذا البحث كالفرق بني السرية الذاتية الذاتية و الرواية السريية

.الزمن يف السرية الذاتية وغريهاتوبيوغرايف و امليثاق أو العقد األو والرواية، و مفهوم

عرضت فيه املعىن اللغوي و االصطالحي ، و "Autofictionالذاتيالتخييل":بعنوانالثانيالفصلجاء

من "و داللته عند سريج دوبروفسكي، مردفة بتطور داللته ) األسلويب(للتخييل، مث ظهور مصطلح التخييل الذايت

مث وظيفة كل ، ذاكرة بعد ذلك أنواع التخييل الذايت املرجعي، "األسلويب إىل التخييل الذايت املرجعيالتخييل الذايت

. من التخييل الذايت األسلويب و املرجعي، ألختم هذا الفصل بتلقي مصطلح التخييل الذايت عند النقاد العرب

.التالينيو استثمرت هذين الفصلني النظريني يف الفصلني التطبيقيني

البنية السردية تناولت يف البداية ، و " يرواية السمك ال يبالمقامات السيرة في ":الثالثالفصلعنونت

حاولت أن أبني مدى ، مث )، األحداث، الزمن بنوعيه الداخلي و اخلارجي مث الفضاء يف الروايةالشخوص(للرواية

، على الرغم من حماولة الكاتبة إخفاء ذلك بغية تصنيف "نور"طلة الرواية التطابق احلاصل بني املؤلفة إنعام بيوض وب

.ة السرييةهذه الرواية يف خانة الرواي

و قد بدأت بتصنيف أول ،"السمك ال يبالي في رواية ذاتي التخييلال: "بعنواناألخيرالفصلكان و

لذايت معينة، مث تصنيف ثان ضمن خانة التخييل اللرواية يف خانة التخييل الذايت املرجعي انطالقا من معايري

يلي ذلك احلديث عن الكتابة التداعوية يف الرواية، مث التخييل على مستوى العنوان،:األسلويب، مربزة من خالله

ندسة النص، مث أخريا خمالفة و ألواح الكتابة، و اللعب باللغة، و الزمان و املكان،التخييل على مستوى اللعب

.اعدة و الكتابة بشكل متقطعالق

.طمأننت إليها يف النهايةمجلة من النتائج اقمت جبمعهذا البحثخاتمة و أخريا يف

Page 8: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مقدمة

د

و مقاالت من جمالت كتب عربية، مرتمجة وأجنبية، و رسائل خمطوطة البحث فقد كانت متنوعة من أما مكتبة

:اعتمدت عليها بكثرة يف هذا البحثليت االكتبمنو و جرائد، دوريات و ملتقيات،

.اليت كانت مصدر البحث...السمك ال يبايل إلنعام بيوضرواية -

.حلميد حلمداينبنية النص السردي من منظور النقد األديب-

.لعبد الفتاح كيليطو)دراسات يف السرد العريب(احلكاية و التأويل -

.بد امللك مرتاضلع)حبث يف تقنيات السرد(يف نظرية الرواية -

.لفيليب لوجون)امليثاق و التاريخ األديب(السرية الذاتية -

.كعوانمدحمل)دراسات يف اخلطاب الشعري اجلزائري املعاصر(- شعرية الرؤيا و أفقية التأويل -

.حملمد معتصماملرأة و السرد-

:و من املقاالت

.الصكرحلامت )البوح و الرتميز القهري(السرية الذاتية النسوية -

.ترمجة عدنان حممد–للوران جييناخليال الذايت -

.ألمحد املديينكتابة روائية يف مرآة التخييل الذايت) حلسونة املصباحي(رماد احلياة -

:الرسائل اجلامعيةو من

.لسامر صدقي حممد موسى)دراسة نقدية حتليلية(رواية السرية الذاتية يف أدب توفيق احلكيم -

:اجع األجنبيةاملر و من

- COLLINS, Maxime : Autobiographie, autofiction et «roman du je» suivi de comme si

de rien n’était.

- LECARME Jacques, Èliane Lecarme Tabone : L’autobiographie.

- LEJEUNE, Philippe : Le pacte autobiographique.

:قع اإللكرتونيةاملقاالت على املوامنو

يف دراسة موجودة يف التخييل و العامل ( "أيام الرماد"بنية االنعكاس الذايت يف رواية : حسن سرحان -

).يف نقد التجربة الروائية روايات حممد عز الدين التازي

Page 9: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مقدمة

ه

العريب، و تلقيه اهلش يف النقد"التخييل الذايت"جدة مصطلح : بعض الصعوبات منهااعرتضت طريق حبثي و

:مث نذرة بعض الكتب اهلامة اليت كان من الضروري االعتماد عليها يف حبثي و مل أمتكن من احلصول عليها مثل

صعوبات أخرى ال جمال و أطروحة دكتوراه الناقد الفرنسي فانسان كولونا و لسريج دوبروفسكي ، " ابن"كتاب

.لذكرها كلها

.دراسات مستقبلية أخرى، أكثر مشولية، عمقا و دقةأرجو أن تكون هذه املذكرة فاحتة لو

، الذي أشرف على هذا البحث بصدر رحب، محمد بلقاسم/ د: أختم جبزيل شكري و امتناين ألستاذي الفاضل

للغة يدميه ذخرا حيفظه و أنو كان يل خري موجه و مرشد طيلة فرتة إجنازه دون كلل أو ملل، فأسأل اهللا العظيم أن

.حمبيهاالعربية و

.فأول ما يجني عليه اجتهاده ن عون من اهللا للفتىو إن لم يك، هذا

.و التوفيق الهدي كريم فاهللا أسأل

.م2013فبراير 26:الموافق ل/ه1434ربيع الثاني 16الثالثاء

.الجزائر / تلمسان

كريمة غيتري

Page 10: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ل :مد

سائیة العربیة ابة السريذاتیة ال .حملة عن الك

سویة " صطلح حتدید م- ابة ال ." الك

دب العريب - سائیة يف ا اتیة ال .احلدیثظاهرة السرية ا

ر - سائیة يف اجلزا ابة ال تغامني رائدة الك الم مس .

ة - اتیة عند املر .دوافع كتابة السرية ا

رتاف- سائیة بني ابة السري ذاتیة ال نالك .والك

Page 11: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

1

رذاتية النسائية العربيةلمحة عن الكتابة السي:مدخل

قالئل هن النساء العربيات اللوايت تركن بصمات خالدة على سبيل التغيري، وأسهمن بعطائهن يف جماالت

ة ال تعين أبدا أن املرأة العربية قد غفلت عن إثبات حضورها على مر أن هذه القل إال .واألدباإلبداع، الكتابة

ا وتكريس وجودهاية أشد الوعي ببل كانت واع،الزمان ه البعض مطلبا تارخييا تعددت الذي عد ضرورة إثبات ذا

على وعي بأمهية حضورهن يف اخلطاب القرآين وقد ن ك -على سبيل املثال- ، فالنساء قدمياأشكاله عرب التاريخ

أسلمنا كما : "ه للرجال قائالتن به الذي توج ن ه استجاب الوحي ملطالبهن، وورد يف طبقات ابن سعد كالم

ثنا أبو كريب قال،1" لتم فتذكرون يف القرآن وال نذكرأسلمتم وفعلنا كما فع ة، عن حممد بن ثنا أبو معاوي: و حد

يا رسول اهللا أيذكر : " قلت :حيىي بن عبد الرمحان بن حاطب حدثه أن أم سلمة قالت ،أن عمرو،عن أيب سلمة

، حدثنا عثمان حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد: قال اإلمام أمحد و ،2"يء و ال نذكر ؟ الرجال يف كل ش

قلت للنيب صلى اهللا :سلم تقولالنيب صلى اهللا عليه و ، مسعت أم سلمة زوجم، حدثنا عبد الرمحان بن شيبةبن حكي

، ذات يوم إال و نداؤه على املنربيرعين منه فلم : ما لنا ال نذكر يف القرآن كما يذكر الرجال ؟ قالت :"عليه وسلم

، و أنا أسرح شعري ، فلففت شعري ، مث خرجت إىل حجرة من حجر بييت ، فجعلت مسعي عند اجلريد ، قالت

، 3إىل آخر اآلية ﴾..املسلماتإن املسلمني و﴿: يا أيها الناس ، إن اهللا يقول : " فإذا هو يقول عند املنرب

ر الرجال بكل خري إنك تبش " : )عليه الصالة والسالم(بن النيب قالت للنيب مة حاضنة إبراهيم سالأن ي و كما ر

، وقد استجاب الوحي الكرمي هلذا "ين ن ر أم ن أجل ه : هلذا ؟ قالتك ن س دس ك بات وحي أص : ر النساء ، قالوال تبش

منني و والم إن المسلمني والمسلمات ﴿ـــــــــــسم اهللا الرمحـن الرحيم بـــــــــــ: فجاءه قوله تعاىل ، 4املطلب النسوي

قني منات والقانتني والقانتات والصادقني والصادقات والصابرين والصابرات واخلاشعني واخل و والم اشعات والمتصد

.200:ص-08ج-1968- 1ط-بريوت- دار صادر- حتقيق إحسان عباس–الطبقات الكربى : بن منيع أبو عبد اهللا البصري الزهريحممد بن سعد - 1 .270ص -22ج-دت-دط-دار املعارف مصر- حتقيق حممود حممد شاكر–) جامع البيان عن تأويل آي القرآن(تفسري الطربي :بن جرير الطربيحممد جعفر أبو -2 .417:ص- 6ج-2002/1422-دط-دار طيبة–تفسري ابن كثري :عمر بن كثري القرشي الدمشقيإمساعيل بن - 34

.58/59: ص-2005-1ط- الدار البيضاء–املركز الثقايف العريب -)دراسة يف مناذج خمتارة(السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر : أمل التمييمي :ينظر -

Page 12: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

2

اكرين الله كثري و قات والصائمني والصائمات واحلافظني فـروجهم واحلافظات والذ اكرات أعد الله هلم المتصد ا والذ

- صدق اهللا العظيم-٭ ﴾مغفرة وأجرا عظيما

ه النساء قدميا هو الدافع وراء املطلب اجلماعي النسوي الذي وإن كان هذا الغنب اللغوي الذي شعرت ب

فما هو الغنب الذي شعرت به نساء اليوم وكان دافعا إىل إثبات حضورهن من خالل فعل ذي ، 5استجاب له الوحي

امظهر مجايل وداليل حييل إىل فيوضات الذات وتش عن هل متكنت املرأة العربية من الكتابة!هو الكتابة ؟؛ظيا

ا ا؟ذا ؟ وكيف قدمت نفسها؟ وهل رفع حقا عنها الغنب الذي منعها من البوح والتعبري عن ذا

ا و اإلعالن عن وجودها، و الغائب هو النص . إن الغائب يف حياة املرأة هو اللغة هو التعبري عن ذا

6املكتوب، النص الذي حاولت أن تكتبه فلم تستطع كتابتهدة عن هذه التساؤالت هي إنه إن اإلجابة األكيو ...

ا بأشكال خمتلفة قد نشأت فعال كتابة نسائية، بل ونشأ مفهوم للكتابة النسائية، وقد كتبت املرأة العربية عن ذا

ويرى .اخل...وميات أم مذكرات أم رسائل سواء أكان ذلك يف صورة ي، يدخل معظمها يف باب السرية الذاتية

ا هلا متنفس حيث جتد الذات أن الكتابة النسائية ميالة إىل الكتابة السري ذاتية" –لق من هذا املنط–حممد معتصم

.7"وتبوح وتعرتف بكل ما كانت حتس به من ضيم ومن ضيق يف كنف القبضة احلديدة

كيف كتبت املرأة ؟ :إذن

كيف رمست مالمح أنوثتها ؟

ا قد كيف حتب أن يقرأها الناس ؟ هل متكنت فعال من البوح و ؟أخفت و كتمتاالعرتاف أم أ

ما إذا يس، فما واقع هذا اجلنس األديب ال وإذا كانت الكتابة النسائية ذات طابع سري ذايت بالدرجة األوىل

ما كان مبدعه امرأة ؟ وهل ختتلف كتابة املرأة عن كتابة الرجل ؟

.35اآلية : األحزابسورة -٭

5 .59ص: السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر :التميميأمل: ينظر-

6 .120/121ص -2006- 3ط -الدار البيضاء- الثقايف العريباملركز - املرأة و اللغة: عبد اهللا الغذامي: ينظر -

.07ص -2004-1ط-دار الثقافة، الدار البيضاء–املرأة والسرد : حممد معتصم--7

Page 13: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

3

متآكلة ىن لبـ املاهر االجتثاث ، اجلميل التدمري : إن الكتابة يف املفهوم العقالين، الشمويل، الذكي، تعين

ع ر وتشر امللفوظات اليت تبش وتناغم ومنسجم ومشرئب مع السياقاتعلى إقامة توازن مالعمل ، مهزومة ئةد ص

ه خطابوشعرية ان وصفاءهالذي يصنع ويصوغ فرح اإلنساملقولالبوح، كتابة املستقبل، كتابة للكتابة التغيري، كتابة

ومنذ األزمنة السحيقة كانت الكتابة اإلبداعية املتجذرة والوفية لشرطها الذايت واألنطولوجي ضريا من ...احلميمي

نون، الذي قد يقودكجنون العاقل جة الضوء أو فرح الروح وسو العاقل ا ا وقد يهوي بك إىل سدمي و لإىل

8.العدمية واهلباء املطلق

ا ال ختتلف بني اجلنسني، لكن املوضوعات ) ي كفعل إبداع( الكتابة و أو كعملية إبداعية يف حد ذا

.لذلك جند الكتابة لدى الرجل تتأثر خبصوصيات غري خصوصيات املرأةختتلف،وزوايا النظر واحلساسيات

ة،قد كتبت املرأة والرجل يف آن واحد عن موضوعات و ة عند احلديث عن متشا وكانت النتائج متشا

كذلك عندما تكون و.وذهنيانسان دون خصوصية فردية، أي اإلنسان كأصل للفرعني املختلفني تكوينا نفسيا اإل

لكن يف اإلبداع حيث تتاح ،فإن اجلنس ينطمس ومتحى الفروق،املوضوعات علمية وموضوعية للدراسة والتحليل

لى طرائق عو لفة ومتميزة ينعكس ذلك على اللغةخمتفإن األدب يعتين برؤية جديدة، الفرص الواسعة للذاتية الفردانية

ا كتابة املرأة إضافة متميزة لألدب، ،اإذ .ء العمل عامةاوعلى بنمعاجلة املوضوعات حني امتالك املرأة إلمكانا

ا ووضوح الرؤية واهلدف ات والقضايا يف معاجلة املوضوع" الصدق األديب"ز كتابة املرأة يف اإلبداع وغالبا ما ميي .وأدوا

ا ال من املعايري ومن هذا املنطلق كانت ،الكربى والقضايا اخلاصة الذاتية، ذلك ألن املرأة الكاتبة تنطلق من ذا

كتابات املرأة ذات طابع سري ذايت بالدرجة األوىل ولعل هذه أهم العناصر اليت متيز الكتابة لدى املرأة وتوافق

9.إحساسها

" :النسوية الكتابة" تحديد مصطلح -1

.70: ص –2009–د ط –اجلزائر –موفم للنشر - ) اجرتاحات(مالذات الشطح: عبد احلميد شكيل: ينظر -8 .132/133/ 131:ص- املرأة و السرد :معتصمحممد :ينظر-9

Page 14: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

4

، هي التسمية األساسية إلبداع املرأة "نسويةكتابة" أو "نسويأدب" ، "أدب نسائي" إن تسمية

ففي ؛شرق على السواءالنوعي اجلنسي عدة تسميات يف الغرب والفيصنعلى الرغم من ظهور حتت هذا الت

، وأطلق أنيس منصور على ما تكتبه املرأة اسم أدب السويد مثال يسمى أدب املرأة بأدب املالئكة والسكاكني

ا مستعدة وهي تكتب للخربشة واالنتقام من الرجل، كما أوجد إحسان عبد القدوس تسمية األظافر الطويلة، أل

ق فيه بالتأثري الرنيين والتخيلي عن طريىن ع تـ ، واملانكري، ألنه يرى أن أدب املرأة أدب صويت وأدب شكلي جأدب الرو

10.اختيار اجلملة والعبارة دون التدقيق يف املوضوع

الكتابة النسوية عند البعض تشري إىل أن يكون النص اإلبداعي مرتبطا بطرح قضية املرأة والدفاع عن وإن

.حقوقها دون ارتباط بكون الكاتبة امرأة11

بينها وبني كتابة ز بتماي ،منه افرتاض جوهر حمدد لتلك الكتابةيستشف فريق آخر مصطلح هي عندو

.يرة تنجزها املرأة العربيةيف الوقت الذي يرفض الكثريون فيه احتمال وجود كتابة مغا، الرجل

حرية املرأة أو بصراع املرأة الطويل التارخيي وألدب املرتبط حبركة حترير املرأةأما الفريق الثالث فريى أنه ا

12.للمساواة بالرجل

، وهي يف نظره يؤمن وال يعرتف قط بوجود أدب نسائي أو كتابة نسائية ومقابله أدب رجويلوفريق آخر ال

اهذاجمرد مسميات و شهري الذي ولعل هذا الفريق يناصر الرأي ال13.ما اعرتفت به لطيفة الزيات يف أواخر حيا

.ال رجولية وال نسوية فيه ، إنساينيقول بأن األدب

.53ص -السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر:أمل التميمي : ينظر -1011

.207:،ورقلة ص جامعة قاصدي مرباح–2011مارس 10/ 9–امللتقى الدويل األول يف املصطلح النقدي –إشكالية األدب النسوي بني املصطلح واللغة :م معمري أحال- .املرجع نفسه و الصفحة نفسها-12 .146: ص –1431–2010–1ط–عمان –دار زهران للنشر والتوزيع –) مصر منوذجا ( املرأة يف األدبيات العربية املعاصرة : حممد يوسف سواعد : ينظر -13

Page 15: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

5

ا أم إذ يرى أن الرجل يكتب بعقله،، املرأة وما يكتبه الرجل مييز بني ما تكتبه " جورج طرابيشي " ي فونل

حيث تستمد الذات ، فمحور اهتمامها ويقول بأن العامل هو حمور اهتمام الرجل، أما املرأةاملرأة فتكتب بقلبها،

.مجالية الكتابة يف املقام األول من ثراء العواطف وزخم األحاسيس14

ويعرفه مبا تكتبه املرأة من أدب يف " األدب األنثوي " إدريس فيفضل استعمال مصطلح جالءأما حممد

ا تربط هذا األدب ، " النسوي " أو " كالنسوية " ويرفض املسميات األخرى ... مقابل ما كتبه الرجل وذلك أل

، كما أنه يوقع خلطا يف سهارفضتها املرأة نفو هنات تلقائيا باحلركة النسوية الغربية بكل ما حتمله من عيوب

15).أدب الطفل ( املفهوم إذ يوحي بأنه األدب الذي يتناول قضايا املرأة على حنو ما جنده يف

، ذلك ألن " نسوية"بدل " نسائية"و صرح األستاذ األخضر بن السائح بأنه يفضل استعمال مصطلح

، والدليل 16بينما ال يرد الثاين إال سلبا)دليل تسمية سورة النساءال(رمي األول ال يرد إال باملعىن اإلجيايب يف القرآن الك

ا ب ا ح ه ف غ ش د ه ق س ف نـ ن ا ع ه ات فـ د او ر تـ يز ز الع ت أ ر ة ام ين املد يف ة و س ن ل قا و ﴿: بــــسم اهللا الرمحـان الرحيم :قوله تعاىل

.٭﴾ني ب م ل ال ا يف ض اه ر نـ ا ل إن

) أنثويةكتابة نسوية أو -نسوي–دب نسائي أ( ت ن شأن هذه املصطلحات أو التسميايف أن يكو غروالو

احلديث ، فإشكالية املصطلح ال ريب شأن باقي املصطلحات والنظريات النقدية األخرى الوافدة إلينا من النقد الغ

.تزال قائمة حلد اآلن

:الحديثربي السيرة الذاتية النسائية في األدب العظاهرة-2

.03ص - www.sid.ir.العدد السابع–السنة الثانية –جملة الرتاث األديب –األدب النسائي مصطلح يتأرجح بني مؤيد ومعارض : ن ومشسي واقف زادهحمهدي ممت: ينظر -14 .208ص : إشكالية األدب النسوي بني املصطلح واللغة : حالم معمريأ-15–دار األمل للنشر والتوزيع –منشورات حتليل اخلطاب –) عابر سرير - فوضى احلواس–ذاكرة اجلسد ( اخلطاب الواصف يف ثالثية أحالم مستغامني : حسينة فالح :ينظر-16

.193: ص -2012- دط٭

.30ة اآلي:يوسفسورة

Page 16: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

6

إن مصطلح السرية الذاتية حديث النشأة يف األدب العريب احلديث، ويتفق مؤرخو السرية الذاتية إمجاال على

ا حبركة حترير املرأة يف العامل . وأنه ينتمي إىل الثقافة الغربيةأنه قد نشأ يف أوروبا والبد أن نربط بني كتابة املرأة عن ذا

وقد ،وميكن أن نؤرخ للسرية الذاتية النسائية العربية بعد دخول املرأة العربية عاملي العلم والكتابةالعريب احلديث،

استغرق هذا الدخول وقتا وجهدا كبريين فاملعوقات اليت تواجه املرأة يف الكتابة يف جمتمعنا العريب أعقد بكثري من تلك

17.اليت تواجه الرجل الكاتب

:ة الذاتية النسائية يف األدب العريب احلديث إىل مرحلتني وميكن تقسيم مراحل السري

.منتصفهمع مطلع القرن العشرين وحىت :األولىالمرحلة -1-

.ايتهمن منتصف القرن وحىت :الثانيةالمرحلة-2-

لذاتية ل كتابة السرية اأن نتاجها ميثل مرحلة مهمة من مراحالفرتة األوىل إالإنتاجوعلى الرغم من قلة

لعامل العريب، كان الشعب العريب إذ ارتبط ظهور تلك األعمال بفرتة اضطراب سياسي واجتماعي يف ا، النسائية

كانت النساء العربيات خاصة يف مصر ولبنان و. الهلا خيوض حروب االستقالل ضد االستعمار واالحتاللخ

انتقلنا إىل املرحلة اإذو.للنساءعي والسياسي وسوريا خيضن معركة أخرى ضد اجلهل واحلجاب واالضطهاد االجتما

حظ أن النتاج النسائي لفن السرية يف هذه الفرتة يرتدد بني اخلواطر فإننا نلالعربية،الثانية من كتابة السرية الذاتية

لفن يف فإن اخلط البياين هلذا ا، عموماو.ألقطار األخرىالصحفية يف بعض األقطار واألدب الفين الرفيع يف بعض ا

أبرزت السرية الذاتية النسائية وقد، ات ياإلنتاج النسائي يف صعود مستمر وبدرجة كبرية وخصوصا مع مطلع الثمانين

مسرية كفاح املرأة العربية وحفظت هلا مواقفها، وأبرزت كل ما يرتبط بالصراع السياسي واالجتماعي وفكرة احلرية إىل

ا بأشكال خمتلفة جانب الكتابات اإلبداعية، فكتبت املر ا ؛ أة عن حيا ، فمنهن من اهتمت بتسجيل يوميا

.29ص - السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر : أمل التميمي : ينظر -17

Page 17: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

7

ن التعليمية، وأخريات ركزن على التجارب القاسية وحتدثن عن ن وأخريات اعتنني باملذكرات املهنية ومسري معانا

.اخل... الشخصية 18

ذكريات فاطمة اليوسف: ما يلي نيكتابات السري الذاتية النسائية خالل هاتني املرحلتالمن بني و

حيث ، الكزبري احلفاروهي لسلمى ) 1950( ، يوميات هالة )1964( ومذكرات فاطمة رشدي ) 1953(

مذكرات و)1959( وتعد مذكرات مسرية أبو غزالة . استعارت اسم هالة جتنبا للحديث املباشر عن نفسها

حتول مهمة يف أدب السرية النسائي العريب يف تلك الفرتة، وتشري سهري نقطة ) 1962( خدجية عبد القادر

ا مذكرات فتاة مل ، القلماوي إىل أمهيتها وقيمتها حب ابن اجلريان أو إتقان وسائل الزينة أو يف ع وقتها يف ض ت كو

م به واملسامهة الفعلية التفكري يف مشكالت جيلها ورسم الدور الذي جيب أن تقو قضاء الوقت يف فراغ ، و إمنا يف

وهو بداية مرحلة النضج الفين للسري النسائية العربية إذ ، ات يمطلع الثمانينيف مث .يف االستعداد هلا منذ الطفولة

هذه أديب، ومن بني طبق عليها إىل حد كبري شروط السري الذاتية كفن ونوعنظهرت مناذج من السري النسائية اليت ت

) أوراق حيايت ( ، وسرية نوال السعداوي )1985رحلة جبلية رحلة صعبة ( ناقدوى طو سرية ف: ي فالنماذج نل

19.اخل...1998

:أحالم مستغانمي رائدة الكتابة النسائية في الجزائر - 3

نسيان"ورائعة " سريرعابر"، "الحواسفوضى" ، "ذاكرة الجسد: " الشهرية الثالثيةصاحبة

ا جملة ، " بكيليقاألسود" لتليها ،"كوم األكثر تأثريا يف العاملاألمريكية بني النساء العشر) Forbes(اخرت

18

.34/35ص :السابقاملرجع ينظر -

-تروي مرحلة من التاريخة قصة جيلبعنوان مذكرات فتاة عربي. .37/ 36ص : ينظر املرجع نفسه-19

Page 18: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

8

التاسعة ، احتلت املرتبةألف نسخةوثالمثائةواألوىل يف جمال األدب بتجاوز مبيعات كتبها مليونني، العريب

Arabian Business(.20(شخصية عربية حسب جملة)100( مائةبني أقوى )49(و األربعني

ائيا، وقد طالبت أحالم مستغامني بإعادة النظر يف قضايا نقدية وإبداعية كثرية مل يفصل النقد فيها

وأثارت تساؤالت ما ، gynocriticisme((أشارت بإحلاح إىل قضية األدب النسائي أو النقد النسائي األنثوي

وقد ازدادت حدته مع بداية النصف الثاين من القرن العشرين يزال النقاش حوهلا حادا منذ القرن التاسع عشر،

أو املعيار الذي جيعل من اإلبداع حكرا على إ املبدعات بإعادة النظر يف املبدعندما طالبت العديد من النساء

21ال حيق للمرأة أن تشارك فيه، الرجال نسائية ات من القرن العشرين بدأت تتبلور قراءات نقدية يويف السبعين" .

ات من يات والتسعينيكما أنه يف فرتة الثمانين...نسائيةامة من وجهة نظر تتعامل مع ما كتبه الرجال عن النساء ع

القرن العشرين بلورت العديد من النساء الباحثات مناهج نقدية سعت إىل اخرتاق حدود النظريات الذكورية اليت

ا م ، عليهاتا وهدم الفرضيات اليت قامبدأت يف عصور النهضة واحلداثة، بفرض التشكيك ة يف ذكوريتها قر غ لكو

باألدب الذكوري ىما أفرز إشكالية أكثر تعقيدا تضع األدب النسائي يف مقابل ما يسم، 22"واستثنائها لآلخر

23.الرجايل

ائرية الكاتبة ؟كتابة نسائية يف اجلزائر ؟ وما هي حال املرأة اجلز هل هناك:اآلنوالسؤال الذي يطرح نفسه

إن الكتابة النسوية كمفهوم نقدي ومجايل ظهرت متأخرة يف اجلزائر، وهو تأخر طبيعي جراء األوضاع

تمع اجلزائري يف حركته التارخيية الصعبة، اليت مل تعرف االستقرار ، التارخيية واالجتماعية والثقافية ا ا اليت مر

واحلال هذه، فاملرأة اجلزائرية على امتداد التاريخ كانت مهمشة ... ا د تعيإال يف فرتات قصرية ومنقطعة الواهلدوء

.غالف الكتاب–2010- 3ط–بريوت - ار اآلدابد- كوم نسيان : ينظر أحالم مستغامني -20

-gynocriticisme : حلوافز النفسية السيكولوجية والتحليل والتأويل واألشكال األدبية مبا فيها الرسائل ا: د بإنتاج النساء من كافة الوجوهعلى وجه التحديىنالنقد الذي يعأي

-4ط–املركز الثقايف العريب الدار البيضاء - "إضاءة ألكثر من سبعني تيارا و مصطلحا نقديا معاصرا "دليل الناقد األديب : لبازعي يحان الرويلي وسعد ام: ينظر( واملذكرات اليومية

).331:ص- 2005 .193: ص - ية أحالم مستغامنياخلطاب الواصف يف ثالث: حسينة فالح -21 .115–114: ص - 2007- 1ط- منشورات االختالف–ناشرون دار العربية للعلوم –ملقارن مدخل يف نظرية النقد الثقايف ا: ينظر حفناوي بلعلي -22 .193ص : اخلطاب الواصف يف ثالثية أحالم مستغامني : حسينة فالح -23

Page 19: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

9

يعاين - فلألس-كذلك الرجل يف اجلزائرو... س ف نـ تـ ل كمتاع وم ام ع تـ ، ومقصاة تعيش يف ظل الرجل وتابعة له

ؤسه التارخيي للتضييق ف كبته وبر هو اآلخر من القهر والكبت على أكثر من مستوى، الشيء الذي جيعله يص

.وممارسة شىت أنواع التعسف عليها

ا ، وبناء على ما سبق ذكره، فإن املرأة الكاتبة يف اجلزائر ال تزال يف سياق التجريب والبحث عن مدارا

ا يف حمددا ت قصد اخلروج من الشرنقة النفسية واالجتماعية والتارخيية املضروبة حوهلا بإحكام شديد، مما جيعل ذها

اهدة ا الصارمة ومدامكها القوية أمرا يتطلب الكثري من الصرب وا والتأسيس القائم على نظرة الكتابة بتجليا

لذي ينعكس على الكتابة النسوية األمر ا...سمها الدال ميلكتابة ومجاليتها طقسها اخلاص و تعطي لفلسفة ا، مشولية

تاج إىل الكثري من املعاناة والقرائية حتإذ ، ية واملدلوالت التأصيليةطر الفن، يف حبثها عن املضامني واأل)يف اجلزائر(

اليت ليست يف املتناول سواء على املستوى امللمح االجتماعي ، ة من النصاعة األدبية والتارخييةوالتوصيف ملرحل

.أو السند اإلبداعي العام للمرأةإىل جتاوز هذا ع األليم وسعني ن هذا الواقي إال أن هذا ال ينفي وجود نساء حتد 24

يف الكتابةأبرز امرأة جزائرية رفعت لواء التحدي" تغانميأحالم مس" لعل الكاتبة القاسي، وكير الوضع البطري

ا جتابه الكتاب بقلمها الذي حقق م ومضت قد ، )و حتدت القيم األخالقية و اإلسالمية كذلك و هذا أمر ضدها(

ا ومتيزها يف ا .و الغريبلعامل العريبشهر

ا وجتعلها كائنا سلبيا مثلها مثل شهرزاد مش املرأة وكتابا حاولت أحالم حتدي كل التعليقات واالنتقادات اليت

رات ضمريا ذكوريا لتعرب عن اتعاسعندما ، " ذاكرة اجلسد " وقد كانت بداية التحدي مع . ال شأن هلا بأمور الكتابة

ا كامرأة ولتج اعل الرجال ذا " ن طوبال خالد ب"أو باألحرى يقرؤون ضمريهم الذكوري، لذلك جعلتيقرؤو

هذا مفرتض من جانب، ومن جانب آخر قد تكون استعارت ذلك ، اية هي روايتها و ر البطل األول والسارد ل

.115إىل ص111ص من ): اجرتاحات ( مالذات الشطح : عبد احلميد شكيل : ينظر -24

- البطريركية من: البطريكي(Patriarcat) ويعود انتشارها املصطلح إىل حقلني " حكم األب " اليت تعين األبوية ويعود أصل هذه املفردة إىل مفردتني يونانيتني تعنيان جمتمعتني

تمعات البدائية نظاما حكم مها : خمتلفني مها ة األب لبقية أفراد سيطرة رجل كبري السن مبثابنظام حكم أبوي يتمثل يف: األنثروبولوجيا والدراسات النسوية، وقد كان شائعا يف ا

).62: ص - دليل الناقد األديب: عد البازعييحان الرويلي وسينظر م.( ية أخرى حيث حتكم األم الشائع يف جمتمعات بدائ) matriarcat" (األمومية " أو " نظام أمومي " و القبيلة،

Page 20: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

10

ا غري قادرة على اإلبداع، وقد تأ كد ما كانت تصبو إليه الضمري لرتد به على النقد الذي يصف املرأة بالقصور وأ

ا هذا التصريحبعد " ذاكرة اجلسد " من خالل شهادة نزار قباين الذي كتب على ظهر غالف روايتها ":أن أمت قراء

فهو ، را ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص يشبهين إىل درجة التطابق ذوأنا نا، دوختين

ولو أن أحدا طلب مين أن أوقع. خارج عن القانون مثليو... ين وشهواين اوإنسجمنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش

هل كانت أحالم مستغامني يف . ملا ترددت حلظة واحدة... امسي حتت هذه الرواية اإلستثناية املغتسلة بأمطار الشعر

جم على الورقة البيضاء جبمالي... دون أن تدري) تكتبين ( روايتها شراسة ال و... ة ال حد هلالقد كانت مثلي

25."هلوجنون ال حد ... حد هلا

ن اجلزائر مل إ) : " النسوة يف األدب اجلزائري ننو ( د شريط أمحد شريط يف دراسته ويؤكد األستاذ الناق

ا يف األزمنة القدمية من تارخينا الثقايف كاتبة متتلك قليلة ال متثل اآلن من أمسائهن قلةما لدينا أن و، ميكن أن يعتد

سأستثين الكاتبات بالعربية !العدد الذي ميكن أن حيسب له حساب يف بالد ليس للمرأة الكاتبة فيها دور، أي دور

سي وأحالم مستغامني نيزهور و :س هنا جمال تعدادها، وهنلياستثنائيةاللوايت أكدن حضورهن اإلبداعي يف ظروف

26.ونضيف هلن فاطمة العقون والشاعرة نصرية حممدي وحبيبة حممديزينب األعوج وربيعة جلطي ومجيلة زنريو

.هذه شهادة ثانية حتتسب لصاحل أحالم من بني مئات الشهادات اليت ال جمال لذكرها اآلنو

ا : "اهللا الغذامي عن أحالمويقول عبد وجدت التحدث بلسان و ها هي أحالم مستغامني تشري إىل أ

27" أنثى كد وجيعلها تقول ما تعجز عن قوله بة ويساعدها على السر الرجل يسهل عليها الكتا

.194مستغامني، ص اخلطاب الواصف يف ثالثية أحالم : حسينة فالح-25 .54/ 53: ص - 2006- دط-دار األديب للنشر والتوزيع–أسئلة الكتابة : مجايل فوغايل --26 .49ص -املرأة واللغة: عبد اهللا حممد الغذامي --27

Page 21: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

11

تمع ا يعلو داخل ا ا قد استعارت صورة الرجل لتجعل صو لكن أحالم رفضت هذا الرأي القائل بأ

28الرجايلجوج صاندتبنت ، منذ قرن، لكي تستطيع الكتابة ": يف فوضى احلواسحياةعربت عن هذه الفكرة ،

عري كل مرة ثياب امرأة أخرى أستفأنا ، ألن هذا مل يعد ممكنا وداخلها كامرأة،،ثيابا رجالية عاشتو،ا رجالياامس

. 29" ي أواصل الكتابة داخلها ك

تمع ليعلو صوته مع أحالم ألنه قد يستعري كاتب ما هو اآلخر صوت املرأة و قد يكون احلق داخل ا

" ليليا عياش"بطلة صوت الكاتبها الذي استعار، "خرائط لشهوة الليل لبشري مفيت"رواية مثال هذا النسائي، و

ا حدث على لسان بشري مفيت الت د ج يدفع عن أحالم قول الغذامي، إذ و و لعل هذا 30.األحداثلريوي على لسا

.رجلك عجز عن قولهيقول ما يد وجيعله على السر الكتابة ويساعدهاملرأة يسهل عليه

فنلفيها بالسرية الذاتية لصاحبته ) الكتابة ( وتطرح أحالم أمر اإلبداع النسائي من منظور عالقة ذلك اإلبداع

ا .. 31ا يتعلق األمر بكتابة نسويةـ تنكر الفكرة اليت يربط على أساسها بني اإلبداع وحياة املبدع، خاصة مل أي أ

ذا ترفض أن يربط القارئ دائما بني ما يقرأ من أحداث رواية ما وأحداث حياة صاحبها وتقول أحالم

جرمية ويف روايات كاتبات أخريات أكثر من هذا 60أكثر من " كريسيت أغاثا" إن روايات ... عجيب":الشأن

يكفي و.اجلرائم، أو يطالب بسجنهنمرة قارئ صوته ليحاكمهن على كل تلك ةومل يرفع أي، العدد من القتلى

ام كاتبة د أكثر من حمقق جنائي أكثر من دليل على ج ي ول حنوها،أن تكتب قصة حب واحدة لتتجه كل أصابع اال

ا ائياأعتقد أنه البد للنقاد أن.قصتهاأ ا أن يعرتفوا أن للمرأة خياال يفوق خيال م فإ .حيسموا يوما هذه القضية

32"...!كمونا مجيعاا ا أن حيم إ الرجال، و

.195ص : اخلطاب الواصف يف ثالثية أحالم مستغامني : حسينة فالح- -28 .189ص - 2004طبعة اجلزائر - ANEPمنشورات –س فوضى احلوا: أحالم مستغامني --29

.1،2008خرائط لشهوة الليل، منشورات االختالف، اجلزائر، ط:بشري مفيت-30

.197/ 196ص : اخلطاب الواصف يف ثالثية أحالم مستغامني: ينظر حسينة فالح - -31

.144ص -1993-دط - عة ، موفم للنشر املؤسسة الوطنية للفنون و الطبا -ذاكرة اجلسد: حالم مستغامني أ-32

Page 22: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

12

أحالم هاهنا تدعو النقاد إىل االعرتاف خبيال املرأة الذي يفوق خيال الرجل، مبعىن آخر ال جيب أن و

ا اخلاصة وشخصيتهاكنع .س كل كتابة روائية تكتبها املرأة على حيا

ناقدة أي داخل األدب و) كاتبة ( إن أحالم مستغامني قد متكنت من إثبات وجودها كأديبة ، إذن

ا ناقدة ألعماهلاصنبل و ، اإلبداعراجهت كل رأي أقيم ضدها منذ خوضها غما، وو وخارجه ولعل أهم عت من ذا

ا ما تعلق باألحكام املسبقة اليت تنقص من قيمة العمل ا سرية ذاتية، دون ك كأن حي ، قضية أثار م على الرواية بأ

ة ؟ مبعىن آخر أال توجد كاتبات هذا مربر دائمافهل رفض أحالم .33مراعاة قدرة املبدع على اخرتاع قصص مشا

ن وراء كلمة قنعيت يفضي بنا إىل العودة إىل تساؤلوهذا !على غالف الكتاب ؟" رواية " ن أثناء التعبري عن ذوا

ا عانت :جديدالبداية والتساؤل من ا ؟ ويف أي ظروف ؟ هل كانت تبوح وتعرتف أم أ كيف كتبت املرأة عن ذا

؟ الكتمانو صمتالآالم

إن هناك تناظرا بني عودة السرية الذاتية كجنس أديب من هامش الكتاب والقراء إىل " : يقول حامت الصكر

ا وعملها والوعي ، مركز اهتمامهم وبني إسهام املرأة اليت هي جزء من هامش اجتماعي حبكم موقعها وعالقا

هتمام بالسرية الذاتية كتابة وقراءة، واالهتمام بكتابة السرية الذاتية التناظر متحققا عرب االأصبحفكأمنا ... بدورها

34"النسوية

تمع الذكوري عن االهتمام باملرأة، وإن العودة فقد انصرف النقاد عن االهتمام بالسرية الذاتية انصراف ا

.لةطويتشت لفرتاإىل العناية بأوالمها متاثل العودة إىل العناية باملرأة اليت مه

اه مع أمل يف حوار أجر -الدكتور جابر عصفور أسباب قلة اهتمام النقاد بالسرية الذاتية النسائية وأرجع

تمع العريب مكبلة ال تستطيع البوح، ، اآلخر فني واجتماعي:ألولا؛ إىل سببني–التميمي فاملرأة يف ا

.198اخلطاب الواصف يف ثالثية أحالم مستغامني ص : حسينة فالح : ينظر -3334

.213ص –2003–15العدد –اهليئة املصرية العامة للكتاب - جملة فصول املصرية -)الرتميز القهريالبوح و(ة الذاتية النسوية ري الس: حامت الصكر -

Page 23: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

13

اخل، كما أنه مل يكن هناك سرية ذاتية هلا وزن يف ...وموضوعات السرية البد أن تتناول احلب وإحباطاته والزواج

35.لطه حسني وليس هناك كاتبة يف مستوى جنيب حمفوظ" ألياما" مستوى

يفينعكس ، لسريي املستعاد من اهلامشحضور خاص داخل اجلنس المرأةلوبطبيعة احلال، سيكون

ا املتشكلة حتت وطأة ظروف ال متاثل ظروف فهو يكتب يف ... جتارب الرجل كاتب السرية خصوصية جتربتها ذا

تمع الذكوري ذاته جمتمع ذكوري، ساهم باعتباره رجال يف صياغة لغته وخطابه وأعرافه، فيما تكتب املرأة يف ا

ا الذاتية باملزيد من احملذورات واحملظورات واإلكراهات اليت لمما ي، كصوت هامشي مضغوط أو مقموع ون سري

36.لسرية الذاتية عامةتعاين منها ا

: دوافع كتابة السيرة الذاتية عند المرأة -4

ا ما تابالكاملرأة علىمن بني أهم الدوافع اليت حفزت :يلية عن ذا

إن الضغط والقمع املضاعف للمرأة سيهبها فرصة تشكيل خصوصية أسلوبية وموضوعية :الضغط والقمع-1

م وأبرز مال، يف كتابة السري الذاتية م حي( مح تلك اخلصوصية تركيز الكتاب على البعد العام لتجار ا

تمع م با الكاتبات البعد اخلاص يف أسلوب ل او وتن يف نصوص تعتمد على السرد الزمين)املهنية وعالقا

.قصصي يلجأ إىل التشطي

يمنة الذكورية اليت حتت وطأة ظروف القسوة، الضغط، القمع واهل: وعي المرأة بضرورة إثبات وجودها -2

تشكل لديها وعي بضرورة إثبات وجودها وحضورها، فالشاعرة والباحثة زليخة أبو ريشة، عانت منها املرأة

إذا كان احلضور تتذكر أن أول درس يف العربية تعلمته من معلمتها هو أننا خناطب جبمع املذكر حىت

.ء وكان من بينهم رجل أو ذكر واحداملخاطبون من النسا

.176ص : السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر : أمل التميمي -35

.213: ص –البوح و الرتميز القهري –السرية الذاتية النسائية : حامت الصكر - 36

Page 24: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

14

حىت ) الرجل ( افع صانعه اليت هي جزء من خطاب يليب دو لذي تعانيه املرأة يبدأ من اللغةإن القهر ا، إذن

ثقايف ومل تعد) موضوع ( إىل ، وترتب على ذلك ما هو أخطر ثقافيا إذ حتولت املرأة )خارج اللغة (أصبحت

.ثقافية أو لغوية) ذاتا (

ورـــــــــهـب والظــــــــها من اللعــــانـمحر (ولةــذ الطفــرأة منـارات املــة اختيادر ــيف مصاملتمثل:اعيــهر االجتمــالق- 3

ا مــركتــا وحتديد حــلة الصبــرحــزل اجلنسي يف مـــل أو العــي الفصــم فــث،)التعليمو ار الزوج ــن اختيـها وحرما

تمعات سأو .الظهور األديب من املمنوعات أيضاو يكون النشر الدراسة أو العمل، ويف بعض ا

ا وسائل دفاعية : غياب الحرية- 5 ا ألجل التعبري عن رغبتها يف التحرر، وإن كانت كتابا كتبت املرأة سري

.دروعا ال سهاما–بتعبري نازك األعرجي –فقط، مل تكتسب من خالهلا أدىن حقوقها فصارت كتابتها

تمع الرؤية تشكل وفق املرأة به قد يس له حضور ثقايف، أي أن وعسد فليأما اجل: الجسد- 6 اليت يريدها ا

ا ، خر أمومي للوالدة والتناسل وكذلك ألداء األعباء اليومية يف املنزل د فقط، فهي م يصح وصفها بأ

دوري احلمل حارسة اهليكل املنزيل، باإلضافة إىل وطأة الزمن الذي تسجل فيه املرأة وجودها عرب تكرار

ويتعني على . واألمومة، جبانب األعباء البيولوجية اليت ختلق وجودا خاصا باملرأة يفرض متايزها عن الرجل

وصياغتها من خالل ،الكتابة السري ذاتية النسوية أن تتصدى هلذه احملددات الواردة يف شكل دوافع

واملرأة العربية أرادت أن 37.رد السري ذايت الذكوريوهذا ما ال يرد يف برنامج الس، حمطات حياة املرأة الكاتبة

ا انطالق من دوافع أخرى، إضافة إىل ما سبق ذكره وهي دوافع عقلية وعاطفية يشرتك فيها –تعرب عن ذا

:ضمن الدوافع العقالنية نومإىل ذلك جورج مايأشاركما –املرأة والرجل على السواء

اجة املرء إىل الكتابة ليربر على رؤوس املأل ما كان أتاه من أفعال أو صدع ويقصد به ح:التبرير-أ -

ذه احلاجة أكثر إيالما وأشد إحلاحا على وجه اخلصوص إن ذهب يف به من آراء، ويكون شعور املرء

.ظنه أن الناس قد افرتوا عليه

37

.213/214ص :السابقاملرجع ينظر-

Page 25: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

15

بضرورة العمل بوجه من وتعين ما يصرح به كثري من كتاب السرية الذاتية من شعور:الشهادة–ب -

الشهادة ويدخل يف باب...مقربنيالوجوه على أال يزول بزواهلم ما كانوا عليه لسبب أو آلخر شاهدين

.العمل على تثقيفهمواستجابة لفضول أبنائه أو أصفيائهرغبة املرء يف كتابة سريته الذاتية

شعور الكاتب ملرور الزمن وقوامه التلذذ صنف يتصل ب:عموماا الدوافع العاطفية فهي تشمل صنفني أم

بالتذكار أو اجلزع من املستقبل، وصنف يتصل باحلاجة إىل العثور على معىن احلياة املنقضية أو استعادته ونقصد

38.بذلك اجتاه احلياة وداللتها معا

ا تتعدى أفامطلبا ثقافيغدت الكتابة السري ذاتية النسويةويف الوقت الراهن قد ق اإلبداع األديب أي أ

إن هذه السري ذاتية النسوية ستكشف لنا عما هو ... سردي بأسلوبالكاتبةأو التدوين الذايت ألجزاء من حياة

ا(أن يقدموه فتصبح أناها هنا أيضا ستدفع املرأة عن سواها ما جيب؛)وأناها ( الكاتبة ) ذات ( أبعد من ) وذا

ا مجاعية،) ذات ( إىل ارب ع م ا سرية مجاعية تشهد على جممل العالقات يف حلظة تارخيية ما، ليس أل وتغدو سري

س أو املقياس لدرجة وعي و، تتعدى جتربتها الشخصية لتعطيها بعدا اجتماعيا وتارخييا لكن ألن وضع املرأة هو ا

تمع ا على مؤسسات ا يط واملدرسة ومؤسسات احلب بدءا من العائلة فاحمل،اجلماعة هلويتها من خالل شهاد

العمث ا، والزواج 39.مل واإلسهام الفكري، وهي مالمح أساسية يف تعيني هوية اجلماعة ذا

:والكتمانالكتابة السير ذاتية النسائية بين االعتراف -7

ة، غالبا ما يرجع النقاد أسباب غياب السري الذاتية يف األدب العريب إىل عوامل اجتماعية وسياسية وديني

.الجنس والدين والسياسة: ومن هنا تكمن صعوبة تكامل املادة االعرتافية يف السرية يف تناوهلا احملظورات الثالثة

.122/ 119/ 118ص :عاصرالسرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املأمل التميمي : ينظر -38

39 .214ص –البوح و الرتميز القهري –السري الذاتية النسائية : حامت الصكر -

Page 26: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

16

األمر الذي أدى باملرأة يف ، 40ةوفرها يف السرية الذاتية النسائيهذه األمور من وجهة نظر البعض أبعد ما ميكن تو

ا، وذلك استجابة للمحظورات اليت حتكثري من األحيان إىل نكوصها عن الكثري بالسريةف من أهدافها يف سري

ا أحيانا ها ضحيت تكون السرية نفس ) إبداعي ( فينخلق تعارض ثقايف ، كجنس أديب الذاتية ها وتفقد دالال

41.كثرية

يه ذاتا وموضوعا يف آن ن كانت املرأة فأيف طريق شائك ملغوم أهون ما فيه لقد سارت السري الذاتية النسائية

ل وهي موضوع السرد السري ذايت نفسه، وهذا مظهر لتبد ، واحد، فهي املؤلفة بقانون العائدية والعقد السري ذايت

هو تعبريها عن جنس النساء عامة عرب اشرتاكها معهن يف أغلب جوانب ، موقع الكاتبة فضال عن تبدل آخر

42.ذلك بدرجات متفاوتة أحياناوإن جرى ، املعاناة والتعرض للكوابح

وطرحن ، ن مبستقبل واضح وكتابة جديةر بش ، ة من بروز أمساء كاتبات لبت أإال أن هذا مل يكن مانعا

ورفض ثقافة العيب ، حلياتية املعاشة والتعليم والسفرم التجارب اخ ز وب . مل تعرفها كتابة النساء من قبلمفاهيم

ن ر وفرضن بعض املفاهيم السياسية وصو " ابوهات طال" معظمهن اخرتقبوية اجلائرة السائدة، وقيود السلطة األ

ن على أن د وأك . مل تكن تصلها حىت أحالم النساءاالغرتاب واهلجرة والفساد الرتبوي والثوري على امتداد عوامل

الذي ال ميكن أن ، ها الواقع اجلديد ها اجلديدة اليت فرضلمرأة العربية مهوم لألن ،اب ت الكاتبات خيتلفن عن الك

جتماعية اليت وسيادة املفاهيم الذكورية اال، من استالب للحقوق يف العمل ، من يعانيه على جلده وروحه ه إال ر و ص ي

داخله وكذلك جتارب ومطالبتها بالعمل خارج املنزل و، أعباء احلياة االقتصادية واملسامهة فيها حتملها الكثري من

43.ملرأة النفسية واحلياتية اخلاصة وحىت اجلسدية مما ال ميكن للرجل إدراكه أو التعبري عنها

.176ص : السرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر : أمل التميمي -40

.214ص –البوح والرتميز القهري –ينظر حامت الصكر السرية الذاتية النسائية -41

.املرجع نفسه والصفحة نفسها: ينظر-42

.154/ 153ص –) مصر منوذجا ( املرأة يف األدبيات العربية املعاصرة : حممد يوسف سواعد : ينظر -43

Page 27: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية:مدخل

17

بعدما كانت واقعة حتت وطأة اخلشية من البوح وحتديد ، عربت املرأة عن كل هذا يف اآلونة األخرية ، إذن

ا املكرسة ) اجلماعة(الرجل مبسمياته الكثرية ومن ) اآلخر(موقفها من ا(ومن مبؤسسا ) جسد(املنطوية على ) ذا

ا واختيار ال جترؤ على اجلهر به ، و جتهله اليت تزيدها نظرة اآلخر ، حمفوفة مبتاعبها البيولوجية ، رغبة ال تصرح

44.حرجا وشعورا بالقمع

ا و ا الذاتية ري تدون سذ فاملرأة الكاتبة إ، ما يبقى على املرأة إال أن تنشئ لغتها اليت تعرب من خالهلا عن ذا

ها لعل ،لغة أخرى)ابتكار(فيكون عليها إذن ،ها مجلة الرجل ومفرداتهتسيدا ستلجأ إىل خطاب ذكوري ولغة تفإ

ون احلاجة إىل يلفت النظر ، داللغة الغائبة بتعبري زليخة أبو ريشة، اللغة اليت تسودها أنا الكاتبة بشكل مركزي

ا قر )ايلرج(استعارة ضمري ذكوري غه أحالم مستغامني وهذا ما أرادت أن تبل ، اء ونقادا كثريين ، يضمن إلبداعا

45.إىل كاتبات ومبدعات العامل العريب

تعرية الذات جزء من الرغبة املرضية يف ضياع اآلخر الذي ": قالت علها كانت صادقة سلوى النعيمي إذ ول

ال تريدين أن ختفي عنه أي جانب ، تريدينه أن يراك يف حاالتك كلها ، خر حنبه، ألنك تريدين أن تتوحدي مع اآل

،حتب وتكره يف الوقت نفسه، تنشطر وتتشظى، ثنائية متناقضة ) ذات المرأة، أنا (...46"من جوانب حياتك

ا وحتب ذات اآلخر املتمثلة يف ال وتناقضه،تومئ إىل ذلك تسانده و،، تقلده وال تعرتف بذلكالرجلتكره ذا

ا عل ،تقصد ذلك مث تنسى كل ذلك، فال تكتب حني تتحدث ...ه يفهم ما بداخلها من مشاعر فتكتب عن ذا

ا عن ذلك .ما مل تستطع حتقيقه على أرض الواقعتخييلفتجنح حنو ...عن ذا

.214ص –البوح والرتميز القهري –السرية الذاتية النسائية : حامت الصكر -44

.195ص –ثية أحالم مستغامني اخلطاب الواصف يف ثال: حسينة فالح : ينظر -45

.155ص –) مصر منوذجا ( املرأة يف األدبيات العربية املعاصرة : حممد يوسف سواعد : ينظر -46

Page 28: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ول :الفصل ااملفاهمي .ضبط

غريات تعریف الروایة- .م

ا: عند العرب- .لغة و اصطال

وىل للكمة : عند الغرب - ب ال ا ا)Roman(ا . ، اصطال

اتیة- :مفهوم السرية اا: عند الغرب- .لغة و اصطالا: عند العرب- ب .لغة و اصطال

.وایةبني السرية و الر -

ل بعض - تدا اس ا اتیةال ج س السرية ا ابیة مع .ك

خرى من السرية- .نواع

.الزمن في السيرة الذاتية-

وتوبیوغرايف- و العقد ا ." Le pacte autobiographique":املیثاق

نت، ه: مضري احليك - .و،

تعاراملؤلف،- .مس املس

:)Le roman autobiographique(مفهوم الروایة السريیة-

:عند الغرب-

:عند العرب- ب

Page 29: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

19

:متغيرات تعريف الرواية–أ

:عند العرب-

يف اللغة العربية هو جريان املاء أو وجوده بغزارة ، أو ظهوره حتت " روى"إن األصل يف مادة : لغة

ذلك ألفيناهم يطلقون على أي شكل من األشكال ، أو نقله من حال إىل حال أخرى ؛ من أجل

الراوية ، ألن الناس كانوا يرتوون من مائها ، مث على البعري الراوية أيضا ألنه كان ينقل املاء المـــــزادة

ذا املاء 1.كما أطلقوا على الشخص الذي يستقي املاء هو أيضا الراوية. فهو ذو عالقة

: كثري مرو؛ قال :و ماء روي و روى و رواء ":جاء يف لسان العرب

.تـبشري بالرفه و املاء الروى و فـرج منك قريب قد أتى

.ويسمى البعري راوية على تسمية الشيء باسم غريه لقربه منه ...أي عذب ...و ماء رواء

ا قالت ) رضي اهللا عنها(و يف حديث عائشة ،الشعر يرويه رواية و تـرواهو روى احلديث و :أ

ية بن املـــ" 2.، و رويـته الشعر تـروية أي محلته على روايته " ـضرب فإنه يعني على الرب تـرووا شعر حج

، مث الراوية ؛ و ذلك لتومههم وجود عالقة النقل أو : إىل هذا املعىن فأطلقوه على ناقل الشعر ، فقالوا مث جاءوا

لتومههم وجود التشابه املعنوي بني الري الروحي الذي هو االرتواء املعنوي من التلذذ بسماع الشعر أو استظهاره

و قد الحظ ...ب البارد الذي يقطع الظمأ و يقمع الصدى، و االرتواء املادي الذي هو العب يف املاء العذنشادباإل

- مزاد و مزايد و مزادات : ج .هي وعاء كالقربة ، حيمل فيه املاء عند السفر.

.22: ص –1998–د ط -عامل املعرفة –" يات السرد حبث يف تقن" يف نظرية الرواية : عبد امللك مرتاض -1لد اخلامس-1988- 1ط-دار إحياء الرتاث العريب للطباعة و النشر و التوزيع–علي شريي :ارسه نسقه و علق عليه و وضع فه–لسان العرب :ابن منظور: ينظر - 2 : مادة-ا

).ى رو (

Page 30: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

20

و واضح أن أصل معىن .الشعرلـأن صحراءه كان أعز شيء فيها هو املاء مث الشعر،العريب األول العالقة بني املاء و

3.االستظهاريف العربية القدمية إمنا هو " الرواية "

اصطالحا:

ا الدكتور عبد إا ن جناوز بعض اليقني إذا ما قلنل نه ال يتجاوز أي باحث تلك التوطئة الرائعة اليت يستهل

ئبية ؛ هذا العامل السحري اجلميل؛ بلغتها، الرواية ؛ هذه العجا: " ، إذ يقول "يف نظرية الرواية : "ض كتابهامللك مرتا

ا ا، و أحيازها، و أحداثها، و أوشخصيا قد ؛ و 4" ، و بديع اجلماليب اخليال، و ما يعتور كل ذلك من خصزما

بقيا،مل يتمكن جل الدارسني ، مادام حدها زئـ ملفهوم االصطالحي األمثل للروايةجيوز أن تكون هذه التوطئة مبثابة ا

.النقاد الغرب و العرب من اإلمساك به،و وضعه يف بوثقة شفافة واضحة و

ا تشرتك مع األجناس األدبية يرى الدكتور مرتاض أنه من العسري إعطو اء تعريف جامع مانع للرواية،إذ أ

و تستميز عنها بكون امللحمة األخرى؛فهي تشرتك مع امللحمة حني تسرد أحداثا تسعى جاهدة إىل متثيل احلقيقة ،

يف بنائها العام، ، مث إن الرواية ال تتناول األشياء اخلارقة للعادة عكس امللحمة اليت تتغذى منهاشعرا واألخرى نثرا

تمعاخلارقة ، مهملة باملقابل عامة النحيث تقوم بتصوير البطوالت و األعمال العظيمة ، اس و األفراد البسطاء يف ا

تم هلم الرواية دون اإلحجام عن معاجلة الشق األول يف بعض أطوارها االستثنائية أما من حيث الزمان.الذين

ا طويلة )ال تكاد تعاجل إال األزمنة البطولية( بالعظمة و السمو بالنسبة للملحمة و املكان فهما يتسمان ،كما أ

.السرعةو مما جيعلها تتسم باحلركيةحياة إنسانية أكثر حركة، ضيقة احلدود،ةكسا عماول احلجم ، لكن الرواية اليت حت

لشفافة ساعية ذلة ، فاستعانت جبملة من الصور الشعرية او ال تريد الرواية أن تتدىن لغتها إىل اللغة العادية الفجة املبت

، ما جيعلها مشرتكة مع الشعر يف الرفيع و اخليال الراقي البديع، باعتبارها جتسد اجلمال الفينإىل تقمص لغة الشعر

3

.22ص ": ث يف تقنيات السرد حب" يف نظرية الرواية : عبد امللك مرتاض - .07ص : املرجع نفسه 4 الشهداء للكاتب الفرنسي شاتوبريون : مع استثناء بعض الكتابات الروائية اليت كتبت شعرا ، مثل.

Page 31: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

21

ية الشخصية، الزمان، احليز، اللغة و احلدث؛ فال مسرح: تشرتك مع املسرحية يف بعض عناصرهاو. هذه اخلصيصة

ا ليست فعال و حقا أيا من هذه إذن.ذلكو ال رواية إال بشيء من ا أل األجناس األدبية جمتمعة ، تنفرد الرواية بذا

5.، ما جيعلها جنسا فذا يف سوح األدب أو منجمة

جل وال و احلق بأننا بدون خ: "صعوبة تعريف الرواية يف موضع آخرو يقول الدكتور عبد امللك مرتاض مشريا إىل

6".تردد نبادر إىل اإلجابة عن السؤال بعدم القدرة على اإلجابة

؛ واية هي أقرب فن أديب إىل احلياة، و يتجلى ذلك على الصعيد اللغويو يرى الدكتور إبراهيم سعدي أن الر

لغة احلياة اليومية ، فهي أقرب إىلئيني و اختالفها من كاتب إىل آخرفعلى الرغم من تعدد مستويات اللغة عند الروا

7.إذا ما قيست بلغة الشعر

، تستمد خياهلا من حكاية خيالية.جنس سردي نثري فينالرواية:" و يقدم أمحد راكز مقاربة تعريفية للرواية فيقول

اطبيعة تارخيية عميق ، و يقصد منه التأثري على متلقيه من خالل استعماله شكال، خطابا:ة، وتستمد فنيتها من كو

جيعلها ، ويقدم شخصيات معطاة كشخصيات واقعية،ا مؤلف ختييلي نثري له طول معنيإ...ساليب مجاليةأل

ايعمل على تعريــفنا بسيكولوجيتهاو تعيش يف وسط، 8."، مبصريها، ومبغامرا

طلع عليها و تنقل اليت نهي األحداثأ":الروايةو يطرح أمحد سيد حممد سؤاال حياول من خالله حتديد مفهوم

ا األحداث اليت :من أحداث يتصورها وقعت أم مل تقع؟ فإذا قلنا؟ أم هي سرد فين مجايل ملا يتخيله الكاتب إلينا بأ

و إذا قلنا هذه احلالة ميكن القول بأن جذورها قدمية قدم احلكايات لدى كل األمم والشعوب،ترويها فقط، ففي

ا عملية إبداع فين بعي ا املادية أو التارخييةد عن األحداث الفعليةبأ ا تصبح حرفة و صناعة فنية، يف صور ، فإ

5

.12ص :السابقاملرجع ينظر - .39:ص-2009-2ط- دار الشروق للطباعة و النشر-املرأة يف الرواية اجلزائرية:صاحلمفقودة - 6 .86: ص –2009–دط –منشورات السهل –دراسات و مقاالت يف الرواية : إبراهيم سعدي : ينظر - 7 .13: ص -1995-1ط–دار احلوار للنشر و التوزيع - )املسلة(الرواية بني النظرية و التطبيق أو مغامرة نبيل سليمان يف : أمحد راكز : ينظر 8

Page 32: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

22

ختضع يف بنائها للتأثر و االستفادة من اآلداب األخرى،و هذا املفهوم جديد و حديث نسبيا يف فن الرواية العاملية ،

9.فإطالق الرواية على ما قبل ذلك جتاوز يف املصطلحات أو إطالق جمازي

ا يف نسق من العالقات ، و النسق ال يتأسس " و ربط محيد حلمداين بني الرواية و اإليديولوجيا فعرفها على أ

ا األساسية هي األفكار اإليديولوجية اجلاهزة سلفا يف الواقع،ذاته إال من خالل التناقضات خل و هي تد، و ماد

ا موجودة يف حقل إما أن تك:إىل الرواية يف وضعني خمتلفني ون كل إيديولوجية على قدم املساواة مع غريها وكأ

ا يف مواجهة األسئلة اليت و إما أن يتم إخضاع توجه إليها من طرف املوقع اآلخر،اختبار ملعرفة صالبتها و قو

يف احلالة .يةاته اإلدراكبعضها للبعض بوسائل فنية و متويهية تلهي القارئ عن معرفة ما جيري من تواطؤ ضد ملك

10."مظهر ديالوجيكون الرواية ذات طابع مونولوجي و و يف احلالة الثانية تتكون الرواية ذات طابع ديالوجي،:األوىل

".dialogisme le"فيما أمساه باحلوارية باختينميخائيلين آراءاو قد تبىن حلمد

م ال مهيدات تقد الرواية هي امليثاق األنثوي الذي تسعى فيه املرأة " :إذ تقولمفهوما خمالفا ملا سبق،إال أن

11."حلماية وجودها األنثوي من تسلط الثقافة الذكورية

:عند الغرب -

:)Roman(الداللة األولى لكلمة -أ

إال أن كلمة –كما هو معروف –روايةالفرنسي يف اللغة العربية بكلمة ) Roman(يقابل مصطلح

)Roman ( قدمية جدا، و أطلقت يف القرن احلادي عشر على النصوص املكتوبة بلغة الرومان ، و هي اللغة

الدارجة يقرؤها على الناس رجل مثقف ألن الكتابة مل تكن ميسرة يف ذلك الوقت ، فاستخدمت الكلمة يف احلدث

ي كان جاريا يف ذلك الزمان ، ولكن هذا أي القراءة مث أطلقت على املادة اليت تـتلى و حتكى و هو التاريخ الذ

9

.25:ص- 1989- دط- املؤسسة الوطنية للكتاب-)حممد ديب،جنيب حمفوظ(ة االنسيابية وتأثريها عند الروائيني العرب الرواي: أمحد سيد حممد - .42/43: ص - 1990- 1ط-املركز الثقايف العريب- ) من سوسيولوجيا الرواية إىل سوسيولوجيا النص الروائي (النقد الروائي و اإليديولوجيا : محيد حلمداين - 10 .01:ص- 2008- 1ط–عامل الكتب احلديث و جدارا للكتاب العاملي –اآلخر يف الرواية النسوية العربية يف خطاب املرأة و اجلسد و الثقافة : يدات ال مه- 11

Page 33: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

23

أن حيتوي على حقائق مادية التاريخ سرعان ما تبدل و أصبح فرديا و أخذ املؤلف خيرتع من خياله الذي ميكن

املذهب الرومانسي و.اقع،مث ظهرت الرواية احلديثة، وظل اخليال مقرتنا بالرواية حىت أخذت تتجه إىل الو عاملية

) أقصد الرواية(، لتصل هذه األخرية )Roman(املعىن اخليايل الذي ظل مرتبطا زمنا طويال بكلمة مأخوذ من هذا

إىل ما هي عليه اآلن؛ من تعدد يف األشكال و األنواع، حىت أضحى من الصعب اإلملام النهائي مبفهوم واحد هلذا

12.اللون املتجدد من األدب

او ورد معىن الرواية يف املعاجم الفرنس كتب عجائبية تتضمن قصص احلب " ية و دوائر املعارف على أ

ا" الفروسية و 13"اخلارقة أو املمكنة يف حياة الناساملغامراتحكايات ختييلية ملختلفو أ

: اصطالحا-ب

من عناية فائقة من لدن الدارسني، )le roman(خيفى على ذي النظر احلصيف ما حظيت به الرواية ال

ا شاهد على ما نقول بليغ وإنه من الصعب إمكانية حصر مجيع الدراسات الغربية . ولعل الكتب املؤلفة يف شأ

:املكتوبة عن الرواية لسببني

.سات و تنوعهالكثرة هذه الدرا:األول

ا مكتوبة بألسن خمتلفة:اينالث اللساناللسان اإلسباين وو،كاللسان الفرنسي، و اللسان اإلجنليزي:أل

.اخل...الروسي

او هي دراسات متنوعة يف ا و مشار ا؛ منها من حبثت اجتاها ، و منها من اهتمت يف تارخيية الرواية و أصل نشأ

ا اجلماليةرية الرواية بضبط نظ ، و منها من اجتهت إىل تقصي خصائص األنواع األدبية كالرواية البوليسية و مقوما

12

. 157/158ص : الرواية االنسيابية وتأثريها عند الروائيني العرب:حممدأمحد سيد :ينظر- .62:ص- 2006- 1ط-األردن-عمان -دار جمدالوي للنشر و التوزيع-)حنو منهج عنكبويت تفاعلي(قارن علم التناص امل: عز الدين املناصرة -13

Page 34: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

24

)le roman policier( الرواية الرتاسلية ،)le roman épistolaire(الرواية النهر ،)le roman

fleuve( و الرواية اجلديدة ،)le nouveau roman(...14اخل

:يفات و آراء النقاد الغرب عن الرواية وفيما يلي عرض لبعض التعر

متغريات تعريف الرواية ؛ حيث يرى أن النقاد يفتقرون إىل تقاليد روجر آلن يناقش '' الرواية العربية '' يف كتابه

ائي للرواية ، و يضرب على ذلك مثال ؛ يبني فيه أن النقاد م مل يتمكنوا من وضع حد نقدية ثابتة ، لذلك فإ

ريتشاردسونأو Fieldingفيلدينغ، أو بديفوأو Cervantesبسيرفانتسأن الرواية بدأت '' يقولون

Richardson أوستنأو جينJane Austen هوميروس، أو رمباHomerا قتلت على يد ؟ وأ

و رمبا أ–، أو بظهور الرمزية ، أو بسبب فقدان االحرتام للحقائق الصعبة Proustبروستأو Joyceجويس

ذه احلقائق ؟ ال، بل إن الرواية ما تزال حية يف أعمال هذا الكاتب أو ذا 15''...و هكذاكاالنغماس املبالغ فيه

، فهذا ميخائيل ريــف الدارسني و النقاد للرواية، فأضحت مفهوما مائعا غري حمددعلى كثرة تعاهذا يدل و

ا تستفيد من إ، إذ ائم، و عدم صفائها اللغوي، بسبب تطورها الدبعدتعريف الرواية مل جيد جوابا باختني يرى أن

تمع لسقراطية و قد قال أن احملاورات ا،قارئ الواعي، فيحاول تقدمي تعاريف تثري انتباه ال16اللغات املتواجدة يف ا

17" .الروايات هي احملاورات السقراطية: "، و أكد شليجل ذلك حني قال هي روايات العصر القدمي

د أسلويب صويت لغوي ، مييزه. لرواية عملية إبداعية منفتحةو رأى باختني أن ا ا و أن طبيعتها املورفولوجية أهلتها لتـعد

ا نوعا ما من التشخيص املسرحي، و يقعن الشعر هي " :إذ يقول18.، و خيلق منها عاملا مركبا عديد املكوناتر

، مؤكدا بذلك على صفتني "وات الفردية تنوعا منظما أدبيا أحيانا للغات و األصغات،والتنوع االجتماعي لل

14

دار األمل للطباعة -تيزي وزو-يجامعة مولود معمر -دورية اخلطاب -"حملمود املسعدي...يف أدبية املكان يف رواية حدث أبو هريرة قال" :حامت الساملي :ينظر-

.25-24:ص-2009-جوان- عدد اخلامسال- النشر و التوزيعو

لس األعلى للثقافة -حصة إبراهيم املنيف :ترمجة -مقدمة تارخيية و نقدية - الرواية العربية :آلن روجر-15 .17:ص- 1997- دط- ا .39:ص–املرأة يف الرواية اجلزائرية : مفقودة صاحل- 16 .241: ص- 2001- 1ط-املغرب-دار توبقال للنشر،الدار البيضاء-عبد الكبري الشرقاويترمجة –مدخل إىل نظريات الرواية : بيري شارتييه - 17 .20ص : الرواية بني النظرية و التطبيق : أمحد راكز : ينظر - 18

Page 35: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

25

وهذا املوقف النظري الباختيين يسعى .تعدد امللفوظات و التناص : أساسيتني مميزتني لنسيج اخلطاب الروائي، و مها

دف إدماجها يف التحليل أسسها و العام ملميزات جنس الرواية إىل استعادة مكونات روائية متناثرة يف نصوص قدمية

le(الكرنفالالنظرية ، و قد حاول أن جيد هلا جذورا يف أحضان الثقافة الشعبية خاصة طقوس carnaval(19 ،

ا الكرنفالية أن تسخر من السلطة اليت أحيا من خالهلا وعي الفكر املعاصر حبقيقة الثقافة اجلماهريية يف احتفاال

20.و من كل ما هو رمسي و مبجل، سواء كان دينيا أو دنيويا...فكار السائدة و تشويههارجاهلا ، و من األو

La(نبعت الرواية ذات األصوات،)Le carnavalesque(ةالكرنفاليومن خصائص polyphonie (

Le)يةو احلوار dialogisme) الباختيين اوي الطبقات اليت أضفت خصوصية وميزة على املفهوم ، و و التعددية

.و لعل الرواية هي خري ما جيسد فضاء الكرنفال يف األدب ...للرواية

ا ال ختضع ألي قانون ، فيقول ا ، فهي تقوم على البحث الدائم : " و يصف باختني الرواية بأ ا املرونة ذا إ

ون كذلك ، ألنه إمنا ميد جذوره يف و على مراجعة أشكاهلا السابقة باستمرار ، وال بد هلذا النمط األديب من أن يك

21."تلك األرضية اليت تتصل اتصاال مباشرا مبواقع والدة الواقع

ا اجلنس األديب النموذجي للمجتمع البورجوازي 22.و قبل باختني عرف الرواية جورج لوكاتش ، حيث قال أ

و منفصلة مدعوة لتكون وحدة عضوية و رأى لوكاتش أن التأليف الروائي انصهار متناقض لعناصر غري متجانسة

23.توضع على الدوام موضع تساؤل

. 15:ص –1987–1ط–القاهرة –دار الفكر للدراسات –ترمجة حممد برادة –اخلطاب الروائي : ميخائيل باختني : ينظر -

19

. 215: ص –األديب دليل الناقد:لي و سعد البازعي الروي ميجان - 20

.19ص -مقدمة تارخيية و نقدية -: الرواية العربية :آلن روجر- 21 .18: ص - الرواية بني النظرية و التطبيق أو مغامرة نبيل سليمان يف املسلة : أمحد راكز - 22 .نفسهاو الصفحة نفسه املرجع - 23

Page 36: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

26

، يف مقابل ا للتخييلمرادف" رواية " و عمد فيليب لوجون على امتداد كتاب امليثاق إىل اعتبار مصطلح

24.الواقعية جعية واملر و ل الالختيي

العرب التعاريف اليت خص النقاد الغرب و املفاهيم و بعد سوق مجلة من –و ميكن أن خنلص إىل نتيجة مفادها

: إىل أن –ا فن الرواية

.الرواية بناء سردي لغوي ختييلي -

ا أو صدقها، أو إسنادها إىل مرجع واقعي حمدد- .تسرد أحداثا ال ميكن للقارئ التأكد من كذ

من"ما أشار إليه حممد زهري يف مستهل دراسته و لعل هذا...الرواية عامل ختييلي أوال و قبل كل شيء-

أشري يف البداية إىل أن كل األعمال الروائية هي أعمال : " ، إذ يقول "املتخيل الروائي يف ضحكة زرقاء

ختييلية مبعىن عام، و أنا أقصد هنا حتديدا األعمال السردية اإلبداعية املؤطرة ضمن جنس أديب معني ،

25...".هو جنس الرواية

24

.11ص -1994-1ط–الدار البيضاء –املركز الثقايف العريب –عمر حلي : ترمجة و تقدمي –) امليثاق و التاريخ األديب ( السرية الذاتية :لوجون فيليب - مجاعة من النقاد - ربة الروائيةيف نقد التج-التخييل و العامل يف روايات حممد عز الدين التازي: " دراسة موجودة يف -"ضحكة زرقاء" من املتخيل الروائي يف : حممد زهري - 25

.com/std3.pdf : www.mohamedazeddinetazi.املوقع اإللكرتوين. 142: ص –الباحثني و

Page 37: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

27

:مفهوم السيرة الذاتية -ب

عند الغرب

Bios: وصف حياة ؛ ف: هو لفظ مشتق من كلمتني يونانيتني تعنيان و Biography: لغة -

قد وضع أوجز تعريف للسرية ، ) كاراليل ( ، و لذا فإن ) يصف( تعين Graphein، و تعين حياة

.تعين ذايت: Autoو 26."إن السرية حياة إنسان: " قال إذ

:" L’autobiographie: " جاء يف كتاب

" Le mot «autobiographie» apparaît en France vers 1850 comme un synonyme du

terme « mémoires » et qui va souvent se substituer lui, il s’agit d’écrire (graphie) : sa vie,

bios : soi même (auto)." 27

: والنقد العريب احلديث وضع تفرقة بني املصطلحني الغربيني املركبني تركيبا مزجيا ، فحكامها لفظا و قال

Autobiographie. (28(و السرية الذاتية) Biographie(السرية الغريية

:اصطالحا-

تناد إىل تاريخ معلوم ، لذلك فلن يرى جورج ماي أنه من الصعب االتفاق حول زمن ظهور السرية الذاتية باالس

اليونان مث العصر (إن باختني يرجع أصول السرية الذاتية إىل العصور الكالسيكية : فمثال . أخوض يف تاريخ السرية

ماي نفسه بالبدايات املؤكدة لتدفق الكتابات الذاتية يف القرن الثامن عشر ، .، يف حني اكتفى ج) اهليليين الروماين

.13: ص –1998-دط–القاهرة –مؤسسة األهرام للنشر و التوزيع –أدب السرية الذاتية : عبد العزيز شرف -26

27 -voir : Jacques Lecarme , Èliane Lecarme Tabone : L’autobiographie , édition 2 : Armand colin ,

paris ,1999 ,p :07. . 13: ص : أدب السرية الذاتية : عبد العزيز شرف : ينظر - 28

Page 38: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

28

الذي كرس السرية الذاتية و أوجبها روسو ، جان جاك" اعترافات"لى املؤشر الظاهر الذي مثلته اعتمادا ع

موعة من السرود املتعلقة باحليوات اإلنسانية 29. كتسمية نوعية

ة فمن الناحي...ارتأيا أن السرية نوع أديب قدميفقد " نظرية األدب"وليك و أوسنت وارن يف كتابيهما أما رنيه

ا ال تفرق من حيث املنهج بني رجالتاريخ،السرية جزء من املنطقية إنالزمنية و ، املهندسوالقائد، و السياسة،ل إذ أ

30....، أو الرجل املغمورواحملامي

باألوتوبيوغرافيا إىل العادة املسيحية اليت تقتضي أن يعرتف املرء مبا يرجعميشال فوكو ومن املعروف كذلك أن

قد وجد هذا عند كب من ذنب ، مث يكفر عن ذنبه بناء على ما يقوله القس له ، و بعد ذلك مينحه املغفرة ، و ارت

31.القديس أوغسطينوس

le":يف كتابهفيليب لوجون أول ما يبدأ به أي باحث يف عرض مفهوم السرية الذاتية ما قدمه pacte

autobiographique " قوم به شخص واقعي عن وجوده حكي استعادي نثري ي" ا حيث يرى بأ،1975سنة

32."ته الفردية و على تاريخ شخصيته ، وذلك عندما يركز على حياالخاص

«Récit rétrospectif en prose qu’une personne réelle fait de sa propre existence,

lorsqu’elle met l’accent sur sa vie individuelle, en particulier sur l’histoire de sa

personnalité.» 33

:تعين حسب االستعمال ما يلي " سيرة " مث يضيف لوجون يف موضع آخر أن لفظة

).هو املعىن القدمي و األكثر شيوعاو ( ، مروي من طرف شخص آخر "مشهور عموما"تاريخ إنسان –أ

.15: ص - 2000- طد–املغرب –أفريقيا الشرق –) السرية الذاتية يف املغرب ( الكتابة و الوجود : عبد القادر الشاوي : ينظر -29 .103: ص- 1992- دط–الرياض –دار املريخ للنشر –عادل سالمة / د: تعريب –نظرية األدب : رنيه وليك و أوسنت وارن : ينظر - 3031

.74/75: ص - 1988- 1ط_ الدار البيضاء –دار توبقال للنشر –) دراسات يف السرد العريب ( احلكاية و التأويل : عبد الفتاح كيليطو : ينظر - .08: ص - )امليثاق و التاريخ األديب ( السرية الذاتية : فيليب لوجون -32

33 - . Philippe Lejeune :Le Pacte autobiographique, Paris, Seuil, « Poétique », 1975 p : 14.

Page 39: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

29

شخص آخر أثار هذا التاريخ من مروي شفويا من طرف " غامض عموما " تاريخ إنسان –ب

).منهج السرية يف العلوم االجتماعية ( أجل دراسته

تاريخ إنسان مروي من طرفه لشخص أو أشخاص يساعدونه، عن طريق مساعهم، على –ج

34).السرية يف تشكلها ( التوجه يف حياته

هذه التعددية يف املعىن أثناء استخدامه و الذي يبدو من خالل إقراره الحقا أنه مل يأخذ بعني االعتبار مثل

لتدل على معنيني متجاورين لكنهما يف بداية القرن التاسع عشر، ، اليت أخذت من اجنلرتا "السرية الذاتية " للفظة

: خمتلفان مع ذلك

ا حياة فرد ما مكتوبة من طر )و هو الذي اختاره ( :المعنى األول-أ - فه، معارضا ، حيث يرى أ

و هو .السرية الذاتية اليت هي نوع من االعرتاف مع املذكرات اليت تروي أحداثا ميكن أن تكون غريبة عن السارد

، و هذا إمنا يدل على األثر الكبري للوجون من خالل تعريفه الشهري م1866سنة الروس نفس املعىن الذي يقرتحه

.للسرية الذاتية

و هو الذي حيدد السرية الذاتية باعتبارها كل ) و هو أكثر عمومية من األول (:ثانيالمعنى ال-ب-

.نص يبدو أن مؤلفه يعرب فيه عن حياته و إحساساته ،مهما كانت طبيعة العقد املقرتح من طرف املؤلف

بأن السرية :"ه، حني يقول فيم1876سنة " املعجم الكوين لألدب "يف فابيروأما هذا املعىن فقد قصده

قصد فيها املؤلف بشكل ضمين أو صريح ..اخل...كان أم قصيدة أم مقالة فلسفية الذاتية عمل أديب ، رواية سواء

.10ص : امليثاق و التاريخ األديب –السرية الذاتية : فيليب لوجون -34

Page 40: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

30

إىل رواية حياته و عرض أفكاره، أو رسم إحساسه، و سيقرر القارئ بالطبع ما إذا كانت مقصدية املؤلف ضمنية أم

35".ال

يف تعريفهما للسرية )bruss(إليزابيث بروس مع لوجون حنا بتالقي أعمال و لن جناوز بعض اليقني إذا صر

ترى بروس أن جوهر السرية الذاتية كامن يف املؤلف و القارئ ، فمعتقدات القارئ هي اليت متكن من . الذاتية

و يف نفس الصدد التعرف على السرية الذاتية يف نصوص قد يراها قارئ غريه تنتمي إىل املرافعات أو االعرتافات ؛

حتدث فيليب لوجون حني قدم ميثاق القراءة ، معتمدا تطابق املؤلف و السارد و الشخصية اليت أصبحت مشهورة

36.يف دراسة النصوص السريذاتية

أن مفهوم السرية الذاتية شاسع و تنضوي حتته جل الكتابات السريية صرحية اعرتافية فريى جاك لوكارم أما

:إيهامية ختييليةكانت أم

" Pour Lecarme ,la définition de l’autobiographie englobe tous les écrivains qui

exercent une forme d’écriture situé , à divers degrés , entre l’autobiographie déclarée et

la fiction. "37

يكتب عن حياته عنده أول مؤهل من مؤهالت املؤرخ، وهذا ويقول الناقد اإلجنليزي الدكتور جونسون أن الذي

مشاكل كاتب السرية هي ببساطة تلك اليت تواجه 38.املؤهل هو معرفة احلق و يقول رنيه وليك و زميله أن

ا أكاذيب غري معتمد،ال أإن السري الذاتية كلها أكاذيب:"إال أن برناردشو يقول 39...املؤرخ و بدون ةعين بذلك أ

ا أكاذيب مقصودة وع و رأي جونسون ال يقيم وزنا للصعوبات اليت تعرتض كاتب السرية ..." ي وإمنا أعين أ

35

.10/11:ص -رجع السابقامل:ينظر - .17-16ص ): السرية الذاتية يف املغرب ( الكتابة و الوجود : عبد القادر الشاوي: ينظر-36

37 -Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je» suivi de comme si de rien n’était. Mémoire de maîtrise –

département de langue et de littérature françaises-université McGill-Montréal, Québec-2010 p : 11. .23:ص -أدب السرية الذاتية: عبد العزيز شرف - 38 .104ص : نظرية األدب : رنيه وليك و أوسنت وارن - 39

Page 41: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

31

الذاتية كالنسيان ؛ وهو نسيان طبيعي تعمل آليته باستمرار داخل اإلنسان ؛ فالذي يكتب سريته ينسى اجلزء األكرب

ن عهد الطفولة قائم على التخيل تب عمن حوادث حياته و يغيب عنه عهد الطفولة ، بل إن أغلب ما يك

إ، لما تتعرض له من إمكان اخلطكل شيء نسبيا يف السرية الذاتية ، ليبقىاولة، و الصدق احملض جمرد حم40التلفيقو

اخل...و التصحيف و احلذف و اإلضافة و التعديل و التكييف

لتزام احلقيقة فيما ينقله من ماضي حياته معتمدا على ألنه حياول قدر استطاعته امث إن املرتجم لذاته يعاين

، بل هو عملية حلر لألفكارالتذكر ، و التذكر ليس أمرا سهال ذلوال و ليس هو عملية آلية يسرية قوامها التداعي ا

عناصر ، تعين تغلغال متواصال لكل الة التذكر تعين حتويال إىل الداخل، و تكثيفاشديدة الرتكيب و التعقيد ألن عملي

41. من حياتنا املاضية

.أضف إىل ذلك رغبة الكاتب يف إخفاء ذاته أو إظهارها، ما يدفعه إىل تزييف بعض احلقائق أو متويهها

ا العقاد كتابه :وندل هولمز و هي قول الكاتب األمريكي " أنا"و ميكن إضافة صعوبة أخرى استهل

.إمنا هو ثالثة أشخاص يف صورة واحدة–ناء كل إنسان بال استث –إن اإلنسان "

.و اإلنسان كما يرى هو نفسه.. اإلنسان كما يراه الناس.. اإلنسان كما خلقه اهللا

فمن من هؤالء األشخاص الثالثة هو املقصود بعباس العقاد ؟

42"و من قال إنين أعرف هؤالء األشخاص الثالثة معرفة حتقيق أو معرفة تطبيق؟

و هذا ال خيتلف ...و لعلها الصعوبة األوىل اليت قد تعرتض كاتب السرية الذاتية؛ فاهللا وحده أدرى بشخصية اإلنسان

فهل ميكن لكاتب السرية جتاوز مثل هذه العقبات ؟ ...حوله اثنان، مث إن الغري قد يرى فينا ما ال نراه يف أنفسنا

.24ص:السابقاملرجع :ينظر- 40 .05/06ص : دت–دط –بريوت، لبنان -إحياء الرتاث العريب داريف األدب العريب احلديث الرتمجة الذاتية - حيىي إبراهيم عبد الدامي : ينظر - 41 .15: ص-1996-دط–ضة مصر للطباعة و النشر و التوزيع - أنا: عباس حممود العقاد- 42

Page 42: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

32

:ذير اليت متنع من وجود سرية ذاتية منوذجيةميكن أن جنعل املخطط اآليت لبعض احملاو

فالحذ لتناسي اإلضافة ا خطأ النسيان الكذب ال

Page 43: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

33

عند العرب:

لغة :

ا ؛ قال خالد بن زه: السرية :ري السنة ، و قد سارت و سر

ا فأول راض سنة من يسريها .فال جتزعن من سنة أنت سر

م سرية حسنة، و السرية:يقال.الطريقة:السريةو ا األوىل﴾﴿: و يف التنزيل العزيز43.اهليئة:سار ، ٭سنعيدها سري

44.حدث أحاديث األوائل: وسري سرية

ترجمة و السيرةالفرق بين ال :

ليس يف الفروق اللغوية ما يبني الفرق بينهما على وجه التحديد، إال أنه قد جرت عادة املؤرخني أن يسموا

45.ذا االسم حني ال يطول نفس الكاتب فيها، فإذا ما طال النفس و اتسعت الرتمجة مسيت سرية

للغة اآلرامية، و مل يكن االصطالح قد جرى على استعماهلا فيما يبدو اكلمة ترمجة دخلت إىل العربية عن طريق

، مث جرى االصطالح "حياة الشخص "إال يف أوائل القرن السابع اهلجري حني استخدمها ياقوت يف معجمه مبعىن

ى التاريخ يصطلح على استعماهلا لتدل عل" سرية " و كلمة . على استعماهلا لتدل على تاريخ احلياة املوجز للفرد

و عموما فإن القدماء مل يفرقوا يف االستعمال بني اللفظتني، و االصطالح احلديث ال يفرق بينهما . املسهب للحياة

46".الرتمجة أو السرية الذاتية : " كثريا، بل يستخدم إحدامها مرادفة لألخرى، و من مث جاء االصطالح املعاصر

لفيك، ولكين أراك جتور فإن اليت فينا زعمت و مثلها :أنك أنت جعلتها سائرة يف الناس، حيث يقول الشاعر قبل ذلك: يقصد.

لد السادس –لسان العرب : ابن منظور- 43 ).س ا ر(مادة –ا٭

.21اآلية :طهسورة - .381:ص-2ط–1999–مؤسسة أعمال املؤسسة للنشر و التوزيع : املوسوعة العربية العاملية-44اهللا عليه وسلم، و مسي املؤلفون فيها بأصحاب السري، إال أن ذلك مل مينع فيما بعد من استعمال اللفظة من سرية النيب عليه و أول ما استعملت لفظة السرية يف سرية الرسول صلى

.الصالة و السالم إىل سرية غريه من الرجال

.29ص - 3ط –دت –دار املعارف –: الرتاجم و السري : حممد عبد الغين حسن : ينظر -45 .31ص : الرتمجة الذاتية يف األدب العريب احلديث : يم عبد الدامي حيىي إبراه- 46

Page 44: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

34

اصطالحا:

: السرية نوع أديب يعرف حبياة علم أو جمموعة من األعالم، وهي قسمان: " ية العامليةجاء يف املوسوعة العرب

و هي قصة حياة شخص يكتبها شخص : و هي قصة حياة شخص يكتبها شخص غريه، و السرية الذاتية: السيرة

47اخل...و هناك أنواع كثرية من السري ، منها السرية الشعبية و التارخيية و األدبية.بنفسه عن نفسه

موضوع السرية الذاتية بني القدمي"احلكاية و التأويل :"الفتاح كيليطو يف أحد فصول كتابهتناول عبد

فهي حاضرة يف ،وغرافيا ال تلغي السرية القدميةن املقاييس و املفاهيم السائدة اليوم عن األوتوبيإ، و قال احلديثو

نبغي أن حنكم على نصوص كالسيكية مبعايري عصرية، ذلك أن السرية ، إال أنه ال يتشكل أفقا معرفيااألذهان و

ما مل يتقيدا بقواعد القصة و الرواية ؟القدمية تبتعد عن النموذج احلايل 48 ، فمن يلوم اهلمذاين أو احلريري أل

رة نسبية، هظا)autobiographie(يرى عبد الفتاح كيليطو أن السرية الذاتية أو ما يسمى األوتوبيوغرافيا

ت ميالد الرواية باملفهوم هي الفرتة نفسها اليت شهدو،م18فرتة تارخيية بدأت يف القرن مرتبطة بثقافة معينة و

. العصري

ورأى أن السرية الذاتية مبنية على االختالف ،فالذي يكتب اليوم حياته يسعى إىل إثبات متيزه عن باقي الناس أي

، بل إن هذا ضمنيا بأين أختلف عن باقي الناس معناه أن أعلن صراحة أوأن أسرد حيايت" إثبات وحدته ؛

49".االختالف هو الذي يسوغ كتابة السرية الذاتية

فكيليطو ها هنا يريد أن يربط مسألة التعبري عن الذات باالختالف عن اآلخر،وهذه نظرة حديثة تقابلها نظرة مغاير

أن أتكلم عن نفسي معناه " ، )ذي حمور عمودي ( ا يف سلم ترتييب قدمية ، فاحلديث عن الذات مرتبط مبوضعه

..نيالسابقاملرجع و الصفحة - 47 .69ص :احلكاية و التأويل: عبد الفتاح كيليطو : ينظر- 48 .69/71ص : املرجع نفسه : ينظر- 49-يف النقد األديب )أحنى من سيبويه(،)أروغ من ثعلب: (الرتتيب السلمي يف عدة جماالت ؛ يف األمثال و ميكن رصد .حمور االختالف الذي يسوغ كتابة السرية الذاتية هو حمور أفقي ،

) . كل فضيلة أو رذيلة هلا ممثل منوذجي ؛ أحيانا تعزى الصفة النموذجية إىل حيوان من احليوانات ( ، و يف الالئحة الطويلة للنماذج البشرية )املوازنة بني الكتاب و الشعراء(

Page 45: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

35

يف هذه احلالة أن أعلن هل أنا أمسى،أرفع منزلة ،أعلى مقاما من شخص آخر أم ال، أعلى مقاما و أحط يف خاصية

50."من اخلاصيات ، يف فضيلة من الفضائل أو رذيلة من الرذائل

م صورة للرتمجة الشخصية تلك الكلمات اليت ينقشها القدماء على شهود لعل أقد" :ضيفيقول شوقي و

51."و قد يذكرون بعض أعماهلمبأنفسهم،فيعرفون قبورهم،

.، و إن اختلفت طريقة كتابتهاالشخصيةم الوعي بأمهية كتابة الرتمجة د فشوقي يريد أن يربز ق

واإلمتاع القصصي، ويراد التارخيي،التحريبنيجيمعاألدبمننوع "السريةأن إىلاملقدسيأنيسو ذهب

52.لشخصهدقيقةصورةورسماألفراد،منفردحياةدرسبه

» تأمل« و كتابة السرية الذاتية ...و السرية الذاتية عند عبد العزيز شرف تعين ترمجة حياة إنسان كما يراها هو

53.يف حياة صاحبها و كاتبها

منحالهوما يعرتضحاله،ترمجةالكاتبفيهيتناولقصصيسرد "الذاتيةالسريةأن التوجنيحممدويذكر

حياته،عنذكرهيشاءماإاليذكرالذاتية الالسريةيفوهووأمهية،زمنيااألحداثتتابعحماوالوشدائد،معضالت

54.حوله الناسعنيوضحهأنيريدوما

نفسه تاريخ نفسه، فيسجل حوادثه أن الرتمجة الذاتية هي أن يكتب املرء ب" مد عبد الغين حسن و يرى حم

أخباره ، و يسرد أعماله و آثاره ، و يذكر أيام طفولته و شبابه و كهولته و ما جرى له فيها من أحداث تعظم و

55."ض ، و لكنها جمال حتقيق و تثبتو الرتمجة الذاتية ليست جمال ختمني أو افرتا...و تضؤل تبعا ألمهيته

أما الدكتور حيىي إبراهيم عبد الدامي فريى أن الرتمجة الذاتية الفنية ليست هي تلك اليت يكتبها صاحبها على

...و ليست هي املكتوبة على شكل يوميات ...و ليست هي اليت تكتب على صورة ذكريات...شكل مذكرات

.71ص : السابقينظر املرجع -50 .07: ص- دت-4ط- القاهرة- دار املعارف–الرتمجة الشخصية : شوقي ضيف- 51

.547: ص-1984-4ط–أغسطس -للماليني، بريوت العلماحلديثة، دارالعربيةالنهضةيفوأعالمهااألدبيةالفنون :أنيس املقدسي- 52 .27: ص –لسرية الذاتية أدب ا: عبد العزيز شرف : ينظر - 53

.536: ص –2ج –1993–1ط–لبنان بريوت،املصرية،الكتبدار-لألدباملفصلاملعجم: حممد التوجني- 54 .23ص –الرتاجم و السري: حممد عبد الغين حسن : ينظر - 55

Page 46: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

36

فكل هذه األشكال فيها مالمح من الرتمجة ...و ليست هي الرواية الفنية ...اعرتافاتو ليست يف آخر األمر

ا تفتقر إىل كثري من األسس اليت تعتمد عليها الرتمجة الذاتية الفنيةهي،الذاتية و ليست 56..."أل

ا سرد جيمع بني ما هو فين ميتع و ما هو واقعي حقيقي ، و تكاد جتمع التعاريف السابقة للسرية الذاتية على أ

.بالتعرض إىل ما جرى لكاتبها من أحداث عرب خمتلف مراحل حياته

:بين السيرة و الرواية -

.، ألن السرية الذاتية قد تكتب بأي ضمري كان "األنا " جتاوز االهتمام باستعمال ضمري -أ

ة إجياد عقد ضمين بني أو الغائب، شريطاملتكلم أو املخاطب: السرية الذاتية قد تكتب بكل الضمائر- ب

57.لوجون. و القارئ، كما وضح ذلك فالكاتب

ذا ال متتد يف املستقبل و تلغي - ج ا تنتهي مع حياة كاتبها، و هي السرية الذاتية بنية مغلقة و منتهية، أل

هي تصور حياة متطورة و نامية ة، فأما الرواية فتبدو بنيتها منفتحة على كل األزمن...كل بعد يف هذا االجتاه

58.يشهد القارئ أهم اللحظات يف حياة الشخص و هي تتطور أمامه على صفحات الكتابو

إن السمة التخييلية هي السمة الفارقة اليت ميكن التعويل عليها يف التفريق بني السرية الذاتية بوصفها جمرد -د

ذا القدر أو ذاكنقل توثيقي حلياة كاتبها ، و الرواية اليت 59. تعتمد التخييل

:الذاتيةالسيرةجنسمعكتابيةالجناس األتداخل بعض -

ا الكاتب يوما بعد ): journal intime(اليوميات * سجل للتجربة اليومية، خواطر و وقائع و أخبار يدو

و يكون .متزايد عند الفرد للنظر يف نفسهو قد ظهر هذا اللون يف أوربا يف القرن الثامن عشر استجابة مليل ... يوم

إال أن اليوميات . السرد يف اليوميات مزامنا للحدث تقريبا، بينما السرد يلحق احلدث يف املذكرات و السري الذاتية

.03ص : ث الرتمجة الذاتية يف األدب العريب احلدي: حيىي إبراهيم عبد الدامي : ينظر- 56 .217: ص-2001-1ط –منشورات وزارة الثقافة –دراسة أدبية –فضاء املتخيل : حسني مخري: بنظر- 57 .218ص : املرجع نفسه : ينظر - 58لس األعلى للثقافة-سرديات الرواية العربية املعاصرة: صالح صاحل : ينظر - 59 .167: ص- 2003- 1ط-القاهرة-ا

Page 47: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

37

ا كتابات خاصة ال يقصد الكاتب نشرها بني تغفل عنصرا أساسيا من عناصر اخللق األديب هو اخليال، و ذلك لكو

60.ال يتطلع فيها إىل غاية مجالية، هلذا مل يتناول النقاد اليوميات بالدرسالناس و

Les(االعترافات* confessions( : سرد نثري استعادي يندفع فيه الراوي الذايت إىل منطقة مثرية و حساسة

ا بأسلوب ا ...عرتايف صريحو خطرية يف سريته الذاتية ، يروي فيها مثالب شخصيته و أخطاءه و خطاياه و سلبيا

ا اليت يستخدمها السرد السريذايت ، غري أنه يتدخل و يستخدم السرد االعرتايف اآلليات و التقانات و الطرائق ذا

على حنو أعمق يف طبقات الشخصية اجلوانية ، وال سيما طبقات املسكوت عنه ، مظهرا إياه على السطح النصي ،

61.ة التطابق بني الراوي و املؤلف و الشخصيةكما يتطابق مع السرد السريذايت يف آلي

Les(المذكرات * mémoires( : حكي اسرتجاعي ينقل جتارب املاضي املعاشة إىل الناشئة ،و تعتمد نظرة

الرغبة يف تعويض النقص أو االنتقام(توليفية لألحداث تسمح بإعادة ترتيب الوقائع مبا يوافق رغبة الكاتب

ويف املذكرات يكون الراوي أكثر حرية يف سرد مرويات معينة و إغفال أخرى على النحو .62...)يقةأو طمس احلق

63.الذي يطابق غايتها املرجوة ، و املذكرات ميكن أن تكون ذاتية و ميكن أن تكون غريية

:الغيريةالسيرة-

الدارسني اريف النقاد و ض مجلة من تعوقد سبق عر - السرية الذاتية :السرية عموما إىل قسمني رئيسينيتنقسم

إنسان فذ قصد ؛ اليت تبحث يف حياة64و السرية الغريية و يطلق عليها كذلك تسمية السرية املوضوعية –هلا

و الوقوف على أسرار عبقريته من خالل الظروف احلياتية اليت عاشها، و األحداث اليت واجهها يف كشف مواهبه

؛ إذ إن أبرز ما يف السرية العمل الكبري الذي قام به صاحبها ، فرتك أثرا يف 65يف جيلهحميطه، و األثر الذي خلفه

.179: ص-2002-1ط- مكتبة لبنان ناشرون–) فرنسي-إجنليزي- عريب(معجم مصطلحات نقد الرواية: لطيف زيتوين: ينظر- 60 .130: ص - 2007-1ط-عامل الكتب احلديث-)قراءة يف التجربة السريية لشعراء احلداثة العربية(السرية الذاتية الشعرية : حممد صابر عبيد : ينظر - 61 .146: ص- ت نقد الرواية معجم مصطلحا: لطيف زيتوين: ينظر- 62 .130/131: ص –السرية الذاتية الشعرية : حممد صابر عبيد : ينظر - 63 .34: ص-2010- 1ط–منشورات االختالف -)تقنيات و مفاهيم(حتليل النص السردي : حممد بوعزة - 64 .14: ص -دت- دط- دار القلم –التاريخ و السري : حسني فوزي النجار : ينظر - 65

Page 48: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

38

احلياة اإلنسانية ، و بقدر ما يعظم هذا العمل و تأثريه ، بقدر ما حيفل به التاريخ ، فيقص خربه و يروي سرية

ا نقل عن طريق قل مباشر أما الثاو أهم فرق بني السرية الذاتية والسرية الغريية هي أن األوىل ن66.صاحبه نية فإ

و يفهم الشهادات و الوثائق، وشتان ما بينهما؛ إذ يكون كاتب السرية الغريية موضوعيا، يلمح بسرعة الشواهد و

يلم احلقائق و حيكم عليها و ميزجها مزجا متعادال منسجما و يصبغها بأسلوبه ، أما كاتب السرية الذاتية بإحكام، و

67.يت قبل كل شيء ، ينظر إىل نفسه و يسلط أضواء النقد و دقة املالحظة على شخصيتهفإنه ذا

:أنواع أخرى من السيرة-

: توجد أنواع أخرى من السرية الذاتية املتداولة حديثا ، منها

.و هي سرد سرية ذاتية يكتبها شاعر: السرية الذاتية الشعرية-

.ة ذاتية يكتبها قاصو هي سرد سري : السرية الذاتية القصصية-

.سرد سرية ذاتية يكتبها ناقد عن منهجه و نظريته: السرية الذاتية النقدية-

.سرد سرية ذاتية مكتوبة رواية: رواية السرية الذاتية -

:و توجد أنواع أخرى كذلك من السرية الغريية املتداولة حديثا،منها

.سرد سرية لشاعر منتخب: السرية الغريية الشعرية-

.سرد سرية لقاص منتخب: رية الغريية القصصيةالس-

.سرد سرية لناقد منتخب: السرية الغريية النقدية -

تم برصد تطور شخصية فكرية معروفة، حيث يقوم السارد برصد مساره : السرية الغريية الذهنية- اليت

68. التعليمي و الثقايف و املعنوي

.61/62ص: السابقاملرجع :ينظر- 66 .15/16: ص –أدب السرية الذاتية : عبد العزيز شرف : ينظر - 67 .146/147:ص-2009-1ط- عمان–دار املسرية للنشر و التوزيع - )عرض و توثيق و تطبيق(يف األدب احلديث و نقده:عماد علي سليم اخلطيب: ينظر- 68

Page 49: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

39

:الزمن في السيرة الذاتية -

فثمة زمن ماض مستعاد هو زمن األحداث، و زمن حاضر هو : يف السرية الذاتية ثالثي األبعادإن الزمن

.زمن الكتابة، و زمن غري متعني يلقيه وعي القارئ أثناء إجناز فعل القراءة

: و ميكن اختزاله يف املخطط اآليت

زمن الكتابة زمن القراءةزمن األحداث زمن االسترجاع

= = = =

69المستقبل) غير متعين(زمن اآلن ن ماض زمن حاضرزم

المستمر

.209/212: ص- البوح و الرتميز القهري–السرية الذاتية النسائية : حامت الصكر- 69

Page 50: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

40

"Le pacte autobiographique":الميثاق أو العقد األوتوبيوغرافي -

، 70عادة عن قصدية سريذاتية تلزم املتلقي باستقبال الكتابة ضمن إطار هذا اجلنس األديب» امليثاق « يكشف

السارد،و الشخصية الرئيسية، مما يضع النص ضمن جنس وإن وجود امليثاق السريي حيقق التطابق بني املؤلف،و

حتدد هذا االتفاق يـوجه القارئ و ، و مبوجب ه اتفاقا يعقده املؤلف مع القارئالسرية الذاتية ، وتتمثل أمهيته يف كون

قعه يف مأزق الكاتب ، فيو و إن غياب االتفاق جيعل القارئ يعيش مع جتربة خيالية يصنعها ...طبيعة قراءته

، أو ارتباطه النص ، و ارتباطه حبياة كاتبه، و ضبط هوية النص ، و جيعله يبحث عن مدى واقعيةالتجنيس

71.و قد يكون هذا الغياب أمرا قصده الكاتب ليوحي باالنفصال بينه و بني نصه..باخليال

ميثاق «لقد استهواين مصطلح :" العقد، إذ يقولميز بينه و بني،وليب لوجون قضية امليثاق يف كتابهتناول في

، اليت نغمس فيها ريشتنا يف دمنا من "املواثيق مع الشيطان " ، مثل ألن امليثاق يثري صورا خرافية،» السرية الذاتية

إن مصطلح عقد يستتبع .أجل بيع الروح ، يف حني حييل العقد على داللة أكثر نثرية إننا عند كاتب شرعي

ا التفاق مشرتك بني املؤلفني و القراء،حبضور الكاتب الشرعي و يفرتض وجود قواعد صرحية ، ثابتة ، و معرتف

72".الذي مت التوقيع عنده على نفس العقد و يف نفس الوقت ، و هو أمر ال يشابه يف شيء واقع األدب

: نة بالنسبة ملعيارين ، مها و عرض لوجون من خالل امليثاق و ضعيات ممك

.طبيعة امليثاق املـــنجز من طرف املؤلف–ب . اسم املؤلف–أ

: و تنحصر هذه الوضعيات يف كون الشخصية و امليثاق ، إما

.ثاق روائياملي الشخصية حتمل امسا خمتلفا عن اسم املؤلف –1

.69ص -2008- 1ط-األردن- إربد- ، عامل الكتب احلديث) عبد الرمحان الربيعي و النص املتعدد(أسرار الكتابة اإلبداعية : حممد صابر عبيد و آخرون - 70ا –نقدية حتليلية دراسة –رواية السرية الذاتية يف أدب توفيق احلكيم : سامر صدقي حممد موسى : ينظر - 71 كلية -جامعة النجاح الوطنية –رسالة ماجستري يف اللغة العربية و آدا

.58:ص -2020–فلسطني –نابلس –الدراسات العليا .12/13: ص -امليثاق و التاريخ األديب–السرية الذاتية : فيليب لوجون - 72

Page 51: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

41

.امليثاق غائبا الشخصية ليس هلا اسم - 2

.امليثاق أوتوبيوغرايف الشخصية حتمل نفس اسم املؤلف - 3

فالتطابق إما أن يكون : " يقول ،" التطابق " و هذه الوضعيات الثالثة هلا عالقة مبا أمساه لوجون ب

و ال حتتوي السرية الذاتية على : " ضع آخرو يقول يف مو ..." أو ال يكون ، ال وجود لدرجة ممكنة

ا كل شيء أو ال شيء 73".درجات؛ إ

الرواية السيرة الذاتية

.الواقع:المرجع

.تطابق المؤلف و الشخصية:الميثاق األوتوبيوغرافي

.التخيل:المرجع

.عدم تطابق المؤلف و الشخصية:لروائيالميثاق ا

هو أنا، أنت،: ضمير الحكي -

السارداملؤلف وهناك تطابق بنيجيب أن يكون) بصفة عامة(لكي تكون هناك سرية ذاتية أو أدب شخصي

عمل أن السارد قد يستكيف ميكن حدوث هذا التطابق يف النص إذا ما علمنا : الشخصية، و السؤال املطروحو

؟" هو " ، و "أنت " ، "أنا" ضمري

:أنا-

ضمير غالبا ما يتحدد تطابق السارد و الشخصية الرئيسية الذي تفرتضه السرية الذاتية من خالل استعمال

احلكي ، و هو " أصوات " أثناء تصنيفه " السرد القصصي الذايت " جيرار جينيت و هو ما يطلق عليه المتكلم،

74.قا من أعمال ختييلية تصنيف أقامه انطال

.12ص : السابقاملرجع :ينظر-73

.24/25ص :نفسهاملرجع- 74

Page 52: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

42

غري أنه يبني 75.و يطلق جنيت السرد القصصي الذايت على احلكي الذي يكون فيه السارد هو البطل يف حكيه

رد نفسه هو الشخصية الرئيسية ، ، دون أن يكون السا" ضمري املتكلم " بوضوح كيف ميكن أن يوجد حكي ب

، أي الذي يكون فيه السارد حاضرا باعتباره "ماثل القصة السرد م"هو ما يطلق عليه بشكل موسع أكثر و

76.شخصية يف القصة اليت حيكيها

أن استعمال ضمري املتكلم أو بتعبري آخر ، إن تطابق الضمري العائد على السارد و البطل معا، " ويرى جينيت

رد من النوع السري ذايت، سواء تعلق األمر ال يعين بتاتا تبئريا للمحكي على البطل ، على العكس من ذلك فإن السا

سمح لسارد حمكي أن يتحدث بامسه اخلاص أكثر مما ي" بشكل طبيعي " بسرية ذاتية واقعية أو متخيلة ، مسموح له

) وجهة النظر(لكن جينيت يثري املشكلة من زاوية 77."، و ذلك بسبب تطابقه بالذات مع البطل"بضمري الغائب"

الوحيد من وجهة نظر السارد البطل ، يتحدد بالعالقة مع معلوماته احلالية كسارد ، و ليس بالعالقة حيث إن التبئري

مع معلوماته املاضية بوصفه بطال ، أي أن اجتاه السرد ال يبدأ بشكل خطي ، كما هو يف احلياة اليت عاشها يف

78.بوصفها جزءا من ماضيه) اآلن(املاضي ، بل احلياة اليت يرويها

سيكون لدينا إذن عند التدقيق يف موضع املتلفظ احملدد بضمري املتكلم ثالثة أنواع من األنا تندرج يف املنت

:السري ذايت ، هي

أو الكاتب املعلن صراحة وفق امليثاق أو التعاقد السري ذايت بأنه : أنا المؤلف الحقيقي

.صاحب التلفظ املندرج يف املنت

ا سردا ذاتييف منت السرية الذاتية تموضعامل: أنا السارد و احتكاما إىل التبئري الذي ا بكو

.سينفرد به

لس األعلى للثقافة- حممد معتصم وآخرون: ترمجة - )حبث يف املنهج(خطاب احلكاية : جريار جينيت : ينظر - 75 .256ص-1997- 2ط-ا .25: ص –امليثاق و التاريخ األديب –السرية الذاتية : فيليب لوجون - 76 .67:ص-1989الدار البيضاء - منشورات احلوار األكادميي و اجلامعي- اجي مصطفىترمجة ن–وجهة النظر من السرد إىل التبئري : جريار جينيت و آخرون - 77 .209: ص- البوح و الرتميز القهري- السرية الذاتية النسوية: حامت الصكر - 78

Page 53: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

43

السريي الذي سوف يتعني بأبعاد حمددة نسبة إىل األفعال و الوصف و احملددات أنا الكائن

79.السردية داخل العمل نفسه

:هو-

املتكلم ، إذ ميكن احلكي مرييستعمل ضميكن أن حيدث التطابق بني السارد و الشخصية الرئيسية دون أن

:، عن طريق املعادلة املزدوجة ض، و يقام هذا التطابق بطريقة غري مباشرة لكن دون أي غمو "ضمري الغائب ":ب

الشخصية و إن كان السارد يبقى = الشخصية ، الشيء الذي نستنتج منه أن السارد = السارد ، املؤلف = املؤلف

اتية يعني جزء من النص فيها الشخصية الرئيسية بضمري الغائب ، بينما جيد السارد و هذه و هناك سري ذ...ضمنيا

يف كتابه كلود روي و قد استخدم هذه الطريقة...الشخصية نفسيهما متحدين يف ضمري املتكلم يف بقية النص

80.، ليتخذ مسافة حشمة من بعض مراحل حياته الغرامية ) نحن(

:أنت-

ليخاطب نفسه ، ) الشخصية(طريقة يستخدمها البطل "أنتم "و " أنت"يرى فيليب لوجون يف استخدام الضمري

كف عن عد إلى ذاتك يا أوكتاف، و : ( "سينا"يف الفصل الرابع من أوغست يفعل على سبيل املثال كما

مع ذلك فمازلت على قيد وأيتها األنا الغامضة ،(:بول فاليري، أو بغموض منحرف عند ...)الشكوى

، مما جيعل من ضمري عدة أن خياطب نفسه على حنو عاديو كما حيصل لكل واحد منا يف مناسبات، !)الحياة

énallage" (استبدال الضمائر " :، ما تدعوه البالغة بجمازيا" أنا"أنت، ضمري املتكلم املخاطب de

personnes (81 متها على هذا الشكل ، غري أن هذا النهج يظهر بطريقة عابرة ، و ال نعرف سرية ذاتية كتبت بر

، أو من اساته إذا كان يف موقف سيء، إما من أجل مو سارد إىل الشخصية اليت حتيل عليهيف خطابات يوجهها ال

.210ص : السابقاملرجع :ينظر- 79 .25/26ص :نفسهاملرجع:ينظر- 80ازي : جريار جينيت : ينظر - 81 .49:ص-2010-دط-وزارة الثقافة–اهليئة العامة السورية للكتاب –ترمجة زبيدة بشار القاضي –ة إىل التخييل من الصور –االنتقال ا

Page 54: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

44

، و قد يستعمل السارد ضمريي املخاطب "االعترافات" يف جان جاك روسو:، مثل أجل وعظه أو التخلي عنه

82.لغائب يف الوقت نفسه ،مع أن هذه االستعماالت لضمري الغائب و ضمري املتكلم ناذرة يف السري الذاتية و ا

:االسم المستعارالمؤلف،-

لالسم على غالف كتاب ما، أيا كان نوعه و ماهيته أمهيته املعروفة على حنو ال خيتلف عليه اثنان من : المؤلف*

، فهو ميثل عتبة مهمة متهد للقارئ لكنه يف النص السريي أكثر أمهيةو.حىت التجاريةحيث امللكية أو النوعية و

، فهو هذا النوع األديب داللته اخلاصةو إن لظهور االسم يف...تعامله مع النص إن مل يكن يوجد هذا التعامل

نفسه إثباته على غالف ، و يف اآلن بعد حقيقي للوقائع اخلاصة بسريتهيعكس من جهة حرص املؤلف على إعطاء

83.أي نص سريي يصبح فعال داال أكثر ألنه يكون حينئذ جزءا من العقد املربم بني املؤلف و القارئ

ذه الطريقة اليت حتيل إىل شخص واقعيب فيهنص ال ري-و املؤلف هو العالمة الوحيدة يف النص خلارج ، يطلب

جمرد شخص ، إنه شخص و ليس املؤلف...النص املكتوب برمته أن ننسب إليه يف آخر املطاف مسؤولية تلفظ

ه شخصا واقعيا ، و يتحدد باعتبار ة بني االثنني، و ألنه متواجد خارج النص و يف النص فإنه يعترب صليكتب و ينشر

.و منتجا للخطاب يف نفس الوقتمسؤوال اجتماعيا

و سارد )امسه يف الغالفكما يدرج عن طريق (سم بني املؤلف يف السرية الذاتية جيب أن يكون هناك تطابق االو

84.و الشخصية اليت يتم احلديث عنهااحلكي

.26ص :امليثاق و التاريخ األديب –السرية الذاتية : فيليب لوجون : ينظر - 82 .87ص ) : املتعددعبد الرمحان الربيعي و النص (أسرار الكتابة اإلبداعية : حممد صابر عبيد و آخرون - 83 .34/35ص -امليثاق و التاريخ األديب –السرية الذاتية : فيليب لوجون : ينظر - 84

Page 55: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

45

مث إن وجود التطابق خيلق نوعا من اإلثارة لدى املتلقي يدفعه إىل قراءة النص األديب بنوع من الفضول يف معرفة

85.عن التمويه أو القناع الذي يلبسه عادة يف كتاباته األخرىاآلخر و الوقوف على مكنوناته الداخلية ، بعيدا

، تخييلية، و خيتلف عن اسم احلالة املدنيةإن االسم املستعار خيتلف عن اسم الشخصية ال: االسم المستعار*

.ن أجل نشر كل كتاباته أو بعضهايستعمله شخص واقعي م

ل تأكيد، بل اسم علم، اسم ثان متاما كاالسم الذي تأخذه هو ليس امسا زائفا بكاسم املؤلف،: فاالسم املستعار

ذه الطريقة كاسم مؤلف . راهبة عندما تدخل الرهبانية موضوع على (و ال ينبغي أن خنلط االسم املستعار احملدد

إذ ال ميكن أن تكون الشخصية التخييلية هي ...مع االسم املمنوح لشخصية ختييلية داخل الكتاب) غالف كتاب

.ف الكتابمؤل

1مثال:

مؤلف لسلسلة من ) سيدوني كوليت-غابرييل(هو االسم المستعار لشخص واقعي " : كوليت "

86.اسم لبطلة خيالية ، راوية ألعمال روائية تتخذ اسمها عنوانا: الروايات ، و كلودين

2مثال :

اسم : فالح مصري. لياسم البطل التخيي: حسن . مؤلف رواية زينب: محمد حسين هيكل

.مستعار

.87ص ) : عبد الرمحان الربيعي و النص املتعدد(أسرار الكتابة اإلبداعية : حممد صابر عبيد و آخرون : ينظر - 85 .35/36: ص- يخ األديبامليثاق و التار –فيليب لوجون السرية الذاتية : ينظر - 86

Page 56: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

46

):Le roman autobiographique(مفهوم الرواية السيرية -ج

:عند الغرب-أ

األجناس األدبية على اإلطالق ، لذا يصعب الوصول إىل إن جنس الرواية السريية حديث نسبيا ، و لعله أحدث

. تعريف جامع مانع له

أي املختلف (و قد تعرض فيليب لوجون يف كتابه لقضية الرواية السريية ، حني حتدث عن حالة االسم التخييلي

ا ، إذ ميكن أن تكون للقارئ دوافع جتعله ) عن اسم املؤلف يظن أن احلكاية املعيشة املمنوح لشخصية حتكي حيا

من طرف الشخصية هي حياة املؤلف بالذات ، إما عن طريق املقارنة مع نصوص أخرى ، وإما باالستناد إىل

سندخل هذه النصوص إذن يف صنف " :مث يقول لوجون 87...معلومات خارجية ، وإما أثناء قراءة الرواية نفسها

ا االسم على كل النصوص التخييلية اليت ميكن أن تكون للقارئ فيها دوافع ، و سأطلق هذ" رواية السرية الذاتية "

ات اليت يعتقد أنه اكتشفها ، أن هن يف حني أن اك تطابقا بني املؤلف و الشخصيةليعتقد ، انطالقا من التشا

تشمل رواية وحسب هذا التحديد ، .املؤلف اختار أن ينكر هذا التطابق ، أو على األقل ، اختار أن ال يؤكده

شخصيات مشار (،مثلما تشمل روايات ال شخصية )تطابق السارد و الشخصية(السرية الذاتية روايات شخصية

88) ".إليها بضمري الغائب

ا من الواقع ، يقول لوجون ) la fiction(إن التخييل تخييل ميكن ل: " هو الذي مينح للسرية الذاتية بعدها أو قر

غري « ، وأن تشبه الشخصية املؤلف ، كما ميكن للسرية الذاتية أن تكون » اصحيح« سرية ذاتية أن يكون

89.، و تكون الشخصية املقدمة خمتلفة عن املؤلف » صحيحة

.36: ص –) امليثاق و التاريخ األديب(السرية الذاتية : فيليب لوجون : ينظر - 87 .37ص: املرجع نفسه : ينظر - 88 .38ص: املرجع نفسه - 89

Page 57: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

47

تخذ و يبامليثاق، إن مل نقل يتحكم فيهو لن جناوز بعض اليقني إذا ما قلنا أن القارئ قد أصبح يتالعب

ات ، و لو مل يكن يرغب املؤلف يف زاءهاملوقف الذي يقتنع به إ أثناء قراءته ، ففي حالة التخييل حياول عقد املشا

، و يف ) اخل ...األخطاء ، التشويهات(فسيميل إىل حماولة البحث عن االختالفات لك ، أما إذا تأكد له التطابقذ

أي ألن يبحث عن نفسه جاسوساالغالب ما يكون للقارئ أمام حكي ذي طبيعة سري ذاتية ميل ألن يعترب

90.أو امليثاقإبطاالت العقد

الرواية "ول نفس املوضوع ، يسعى فيما بعد إىل تناارها لوجون دارس و ناقديطلع على هذه املسائل اليت أث

فبعد سنتني فقط من صدور كتاب ...، و لكن بطرح جديد ، مصطلح جديد ،و بوجهة نظر جديدة"السريية

le"لوجون pacte autobiographique"لحه الذي أثار ضجة يف ساحة ، يظهر دوبروفسكي مبصط

.، و هذا ما سنتعرض له يف الفصل الالحقة من التخييل إىل التخييل الذايت، و ينقل الكتابة األدبياألدب

ة حضور أو غياب أما جورج ماي فيصوغ نسق العالقات اجلامع بني الرواية و السرية الذاتية استنادا إىل درج

؛ سلم تندرج فيهعن تلك العالقاتالتجارب احلقيقية يف النصوص، و يفرتض وجود سلم من األلوان املعربة رمزيا

، و تأيت مباشرة بعد هذه بنفسجية توضع الروايات التارخيية، ففي الرقعة األوىل الاأللوان من البنفسجي إىل األمحر

، لكن هذه ة اليت مدارها تطور شخصية رئيسيةفيها الروايات الشخصية أو السرييجندالرقعة رقعة ثانية نيلية اللون

، و يف الرقعة الثالثة ذات اللون ا مينعنا من أن نعتربها صورة منهالشخصية الرئيسية بعيدة عن شخصية الكاتب بعد

، لكنها خبالف روايات ئيسيةائب، و مدارها على شخصية ر األزرق، توضع روايات السرية الذاتية املكتوبة بضمري الغ

، وهنا ميكن إدراج رواية مدام اتب تكاد تكون مطابقة لهالرقعة السابقة ، تكون الشخصية املركزية هنا صورة للك

رواية السرية، و ميكن أن توضع يف الرقعة الرابعة ذات اللون األخضرفلوبري أنه هيغوستاف بوفاري بداللة تأكيد

، و هي ال تنتسب إىل الصفراء، توضع السرية الذاتية الروائية، و يف الرقعة اخلامسةاملتكلمالذاتية املكتوبة بضمري

.39ص :السابقاملرجع :ينظر- 90

Page 58: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

48

قعة السادسة ذات اللون ، أما الر ا ال حمال قسط من اخليال الكبري، و إن شاالرواية، إمنا تنتسب إىل السرية الذاتية

، الرقعة السابعة ذات اللون األمحرو أخريا يف مستعارا ،يت يسنخدم كاتبها امسا، فهي خاصة بالسرية الذاتية الالربتقايل

ا و تتطرق إىل و وقائع مطابقة ملا حصل ح قيقة يف الواقع الذي عاشه جند السرية الذاتية اليت تصرح بأمساء أصحا

ا .، و أمثلتها كثرية كتا

91:ماي يف الشكل اآليت .و ميكن أن جنعل التصنيف الذي جاء به ج

األحمر البرتقالي األصفر األخضر األزرق النيلي البنفسجي اللون

الروايات نوع الكتابة

التاريخية

روايات

الشخصية

المركزية

روايات السيرة

بضمير الغائب

روايات السيرة

بضمير المتكلم

السيرة الذاتية

الروائية

السيرة الذاتية

باسم مستعار

السيرة الذاتية

المصرحة باسم

صاحبها

:العربعند-ب

م الذاتية أثناء الكتابة التخييلية الرواية(يرى حممد معتصم أن الكتاب املعاصرين الذين صعب عليهم جتاوز جتار

، حترجا رمبا أو تنقيصا من أمهية الكتابة م بني الذايت و التخييلي اخلارجيابتدعوا مصطلحا جديدا يض) القصةو

م .لدخول يف صراعات مع القارئ حول احملتوى املنقولالسريية أو حتاشيا ل " السرية الرواية"فأطلقوا على كتابا

يف » حمكيات«، أو الرواية السريية ، أو الرواية السري ذاتية ، و ابتدع حممد برادة مصطلح " الرواية السرية "أو

92".مثل صيف لن يتكرر"روايته السري ذاتية األخرية

رواية السرية الذاتية، حسب التعريف التقليدي، هي رواية استذكارية يكتبها : "قول حبيب عبد الرب سروريي

و إن املرجعية التارخيية لذلك السرد ليست أمينة ...شخص ما حول تاريخ حياته أو حول مراحل معينة منها

.05/06: ص- 1ج -19مج -ادي األديب الثقايف جبدة، السعوديةالن–جملة عالمات –إشكالية النوع و التهجني السردي :إبراهيمعبد اهللا : ينظر- 91 .157/158:ص–املرأة و السرد : حممد معتصم: ينظر- 92

Page 59: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

49

ا اسرتجاع انتعمد أو غري املتعم بالضرورة ،فهي ال ختلو من التلفيق امل لذاكرة تتالشى ذايت االختيارتقائيد ، كو

93..."فيزيولوجيا يوما بعد يوم

94.و حميطه) سريته(هي حياة بطل مكتملة،تنطلق رواية السرية الذاتية من مادة خام جاهزة " :يقولو

ا عمل سردي روائي يس ىل السرية إية تند يف مدونته الروائعرف حممد صابر عبيد الرواية السري ذاتية على أ

ذاتية واقعية،ي اعتمادا شبه كلي على واقعة سري حيث تعتمد احلادثة الروائية يف سياقها احلكائالذاتية للروائي

تكتسب صفتها الروائية أجناسيا بدخوهلا يف فضاء املتخيل السردي ، على النحو الذي يدفع كاتبها إىل وضع كلمة

، و يقتضي توكيد و موجهة لسياسته القراءة النوعيةغالف الكتاب يف إشارة أجناسية ملزمة للقارئ على » رواية«

، تشري ا الكاتب يف أية مناسبة كانتسري ذاتية الرواية احلصول على إشارات ،أو إملاحات ، أو اعرتافات ، يديل

و عامال يف يثاق بني القارئ و الكاتب ماثالون امل، حىت يكرجعية السري ذاتية لعمله الروائيأو تلمح أو تعرتف بامل

ال 95.هذا ا

ليشكل ما بني الرواية والسرية الذاتية-من الناحية التجنيسية –ويرى الدكتور حسني املناصرة أنه قد امتزج

ا تأريخ حيايتهي تلك الروايات اليت تشعر ، و "الرواية السريية"لثة اليت مسيت الكتابة التجنيسية الثا ك كمتلق بأ

، و لكن ليس بشروط السرية الذاتية املعروفة ، و إمنا بشروط الكتابة الشكلية الروائية، أو فكري حلياة كاتبهاثقايف أو

على دون أن يكون هذا الكشف مباشرا ، ا للتمويه أثناء الكشف عن الذاتمبعىن أن يكون شكل الرواية جسر

96.مثال" األيام"يف طه حسين الطريقة اليت استنها

:و املوقع اإللكرتوين. 03ص - 2005- مايو-دراسة مقدمة للمهرجان األديب بصنعاء–حول اخليال و اخليال الذايت يف الرواية :سروريحبيب عبد الرب :ينظر- 93

abdulrab.free.fr/Textes Arabes/Articles/Autofiction.pdf .04ص: املرجع نفسه - 94 .115/116ص : السرية الذاتية الشعرية : حممد صابر عبيد - 95 .16:ص - 2008-دط-)قراءات يف نقد النقد(مقاربة الرواية : حسني املناصرة : ينظر - 96

Page 60: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

50

عندما نطلق مصطلح رواية السرية الذاتية فهذا يعين اجلمع : " ا إبراهيم نصر الدين عبد اجلواد دبيكي فيقول أم

بني شكلني خارجيني يف عمل أديب واحد ، و على هذا تكون رواية السرية الذاتية نوعا مركبا ،جيمع بني نوع الرواية

97."الذاتية ، و لكنه يبقى يف النهاية رواية ، ألن الرواية هي اليت حتدد شكله العامو صيغة السرية

السرية(إنه ممارسة إبداعية مهجنة من فنني سرديني معروفني : " و يقول عبد اهللا إبراهيم عن هذا اجلنس األديب

رتكيب الذي يستمد عناصره من مرجعيات معروفة ، ، و ال يقصد بالتهجني معنا سلبيا ، إمنا املقصود به ال)و الرواية

و توفر هذه املمارسة اإلبداعية حرية غري .حيث تشحن التجربة الذاتية بالتخيل...و يعيد صياغتها وفق شكل مغاير

98.حمدودة يف تقليب التجربة الشخصية للروائي

الغرب و العرب على حد (م كثري من الكتاب ، استأثر باهتماهجني الذي ركبت عناصره بنجاحو يرى أن هذا الت

99.، فأمثرت املالقحة كتابة جديدةات الذاتية و املكونات التخييلية، فمازجوا و نوعوا بني املكون) سواء

ا تؤسس وجودها جمازيا بني الرواية و السرية الذاتية : "...و يقول يف موضع آخر 100." إ

، تشري إىل أن ما كتبه يعد أو معرفة مسبقة باملؤلفعلى شواهدمن خالل االعتماد يةتتجلى رواية السرية الذات

مثل عودة يف مؤلفات عديدة من أدبنا العريب، و هذا يوجد األقل به جزئيات من سرية الكاتبسرية ذاتية أو على

أن يتأكد من جزئية التطابق، فالقارئ ال يستطيع...الروح لتوفيق احلكيم ، إبراهيم الكاتب للمازين ، سارة للعقاد

101و ذلك ألن هذه األعمال مل تتضمن عنوانا فرعيا يبني نوعه؛ هل هو سرية ذاتية أم يدور يف فلك الفن الروائي؟

- 2009- 26:العدد-جامعة حلوان-جملة كلية اآلداب-)قصة عن احلب و الظالم لعاموس عوز منوذجا(التعالق بني الرواية و السرية الذاتية : د اجلواد دبيكي إبراهيم نصر الدين عب- 97

. 309:ص .03: ص-تهجني السردي إشكالية النوع و ال:إبراهيمعبد اهللا :ينظر- 98 .10: ص-املرجع نفسه: ينظر- 99

.06ص : سه املرجع نف- 100 .181:ص-2008ماي - 17مج-65ج - النادي األديب الثقايف جدة، السعودية–جملة عالمات -السرية الذاتية منوذجا–إشكالية النوع و التجنيس : عادل الدرغامي زايد - 101

Page 61: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

51

يرى أمحد هيكل أن من أهم ما يباعد بني الرواية السريية املعتمدة على حياة صاحبها و السرية الذاتية اختيار

ا تاريخ يدون، و عدم حنيا صاحلا للتأليف الروائيارا فاألحداث اختي بل عرضها كعناصر شد تلك األحداث كأ

اية معينةروائية تنمو و عدم يبها ترتيبا حيقق الفنية القصصية، وذلك بتدخل املؤلف يف ترتو تتطور لكي تصل إىل

102.االكتفاء بإيرادها حسب وقوعها الزمين

ذاتية و رواية السرية الذاتية ال ينبغي الوقوف عند املضمون، فهو قاصر عن إظهار و للتمييز بني السرية ال

ا إلظهار الواقعية ، و إقناع املتلقي بصدق األحداثالفوارق بينهما، فكالمها تسعى من خالل توظيف العناصر ذا

لعلي ) بيت النار(إىل غالف ، فبالنظرنيلذلك كان الربط بني هذا املضمون و الغالف أمرا حتميا للفصل بني اجلنس

و هذا عقد جيعلهما ،)سرية ذاتية (نلحظ أن غالفيهما يتضمنان عبارة إلحسان عباس) غربة الراعي(لي أو اخللي

فغالفها مل يتضمن لتوفيق احلكيم ) الرباط املقدس (منضويني حتت لواء السرية الذاتية دون مواربة أو مراوغة ، أما

ا سرية ا يدلل على عالقتصرحيا لكو أمحد هيكل ، و قد عد ة بني املؤلف و الشخصية احملوريةذاتية ، لكن مضمو

للمازين أول رواية من باب السرية الذاتية ، حيث قدم من خالهلا جتربته الشخصية يف إطار ) إبراهيم الكاتب(نص

103.روائي

فإن الرواية السريية عمل فين متخيل ، قوامه أحداث ل ت السرية الذاتية قص دون ختيينه إذا كانإلذا ميكن القول

.و وقائع مستقاة من حياة صاحبه

، و إن ألجناس األدبية يعد مأزقا حقيقيا؛ و يف نظره أن تداخل االناقد حامت الصكر له رأي حمايدإال أن

ا خطأ وقع فيتعقب النقاد لألعمال الروائية للكتاب و الكاتبات ، و وصفها بالسري ا ه أغلب ملهربة أو غري املصرح

،)االنعكاس(عيد مقولة ما يعرف بالسرية الذاتية خطأ ال نوافق عليه ، و نرى أنه ي: "...النقاد و الدارسني ؛ يقول

سامر صدقي :، نقال عن143:ص-1968–املعارف مبصر دار–إىل قيام احلرب الكربى 1919األدب القصصي و املسرحي يف مصر أعقاب ثورة : أمحد هيكل : ينظر - 102

.19/20:ص-رواية السرية الذاتية يف أدب توفيق احلكيم: حممد موسى . 20: ص-رواية السرية الذاتية يف أدب توفيق احلكيم: سامر صدقي حممد موسى- 103

Page 62: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ضبط المفاهيم:الفصل األول

52

ستحضار معلوماتأو ا)ضمري املتكلم (مري السرد األول ، بإغراء ضالروائي عن حياة صاحبه بالضرورةتعبري العملو

، و هو ما كاتب الفعلية على املتخيل السردياستنتاجات غري نصية، تذكرنا باملنهج البيوغرايف و إسقاط حياة الأو

املعلومات ، وتنطلق منه بعيدا عن اءه لصاحل قراءات تستند إىل النصحاولت املناهج النقدية احلديثة مقاومته و إقص

كانت حبجة ، حىت لو ات اخلارجية على النصوص من جديد، و ال نريد أن تزحف التفسري اخلارجية أو التارخيية

سريته "إىل كتابة ( ، اليت تدفع الكاتب و الكوابح السياسية و االجتماعية، و قوة املوانع أخصوصية اإلبداع العريب

104).حتت مسميات أجناسية أخرى " الذاتية

دون مراعاة ) النسق(دية املعاصرة اليت تدرس النص و لعل حامت الصكر ينطلق يف رأيه هذا من تأثره باملناهج النق

.السياق اليت ترد فيه

.210: ص –البوح و الرتميز القهري –السرية الذاتية النسوية : حامت الصكر - 104

Page 63: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الثاين :الفصلايت .)Autofiction(التخییل ا

لغوي للكمة - ".لختیی" املعىن ا

لتخییل- صطال .املعىن

ايت- .ظهور مصطلح التخییل ا

روفسيكدال مصطلح التخییل- سلويب عند دو ايت ا .ا

ايت املرجعي: دال املصطلح تطور - سلويب اىل التخییل ا ايت ا .من التخییل اايت املرجعي- :نواع التخییل ا

.الراوي–ختییل قصة الشخصیة -

.ختییل هویة الراوي -ب

.ختییل هویة الشخصیة - ت

ايت - :وظیفة التخییل ا

سلويب- ايت ا .وظیفة التخییل ا

ايت املرجعي- .وظیفة التخییل ا

ايت - .عند النقاد العرب التخییل ا

Page 64: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

53

":يل تخي" المعنى اللغوي لكلمة -أ

لة و خاال و خيال و خيالنا و خمالة : جاء يف لسان العرب خيل و خال الشيء خيال خيال و خيلة و خيـ

تفرسه،ظنه و : و يقال خيل فيه اخلري و ختيله...أي يظن " من يسمع خيل : " ه ، و يف املثل ظن : و خميلة و خيلولة

،صورةما تشبه لك يف اليقظة و احللم من : و اخليال و اخليالة.اشتبه:الشيءشبه و أخال :عليهوخيل

ألمــت برحلي، أو خيالتها، الكذوبفلست بنازل إال : قال الشاعر

1.الطيفالشخص و:اخليالةو اخليال و

اخلاء و الياء و الالم أصل واحد يدل على حركة يف تلون، فمن ذلك : " و يقول ابن فارس يف مقاييس اللغة

2."ناخليال، و هو الشخص، و أصله ما يتخيله اإلنسان يف منامه، ألنه يتشبه و يتلو

: المعنى االصطالحي للتخييل -ب

..اخليال ، التخيل ، املخيال:ا يلتبس مصطلح التخييل بعدة مصطلحات تتقاطع معه اشتقاقيا ودالليا ، منه

املتخيل يف احلقيقة ، وحبيث يراه الناس يف ضوء جديد و كيان منسقا ما هو سوى إعادة صياغة للواقعو كل منه

3.حني أن الواقع حييل على ذاته، يفستند إليهحييل على الواقع و ي

أن اخليال " أما أرسطو فريى ...و قد تباينت املقاربات املعرفية للخيال و لفعل التخيل يف الثقافتني العربية و الغربية

مل و مىتا أي اإلحساس و اخليال خمتلفان،حركة يسببها اإلحساس، حبيث ال يتأتى للخيال أن يوجد بدونه، و مه

4".و ليس اخليال و التصور مبتطابقني) Conception(اإلحساس مل يتأت وجود التصور واخليال يوجد

و أما الفالسفة املسلمون مثال قد استبعدوا لفظة اخليال على أساس أن اخليال مناف للحقيقة ، و هذا ما ورد يف

لد الرابع –لسان العرب :منظورابن :ينظر- 1 ). خ ي ل(:مادة–ا ).خ ي ل(مادة - كتاب اخلاء -2ج-1979-دط–دار الفكر للطباعة –عبد السالم حممد هارون : حتقيق و ضبط –مقاييس اللغة معجم :احلسني أمحد بن فارس بن زكرياأبو- 2 .37/38ص-2009-1ط- إحتاد الكتاب اجلزائريني- اجلزائري املعاصردراسات يف األدب-فيصل األمحر: ينظر - 3 .05: ص -1998-1ط–مكتبة لبنان ناشرون و الشركة املصرية العاملية للنشر لوجنمان –اخليال مفهوماته و وظائفه : عاطف جودة نصر - 4

Page 65: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

54

الظن و االشتباه و الوهم ، و آثروا باملقابل مصطلح التخييل ، املعاجم العربية كلسان العرب يف تعريف معىن اخليال ب

و التخييل عندهم مرادف ، على جعل اخليال حتت وصاية العقلوذلك لتأثرهم بأرسطو الذي كان حريصا

و حازم القرطاجين الذي جيعل من التخييل عنصرا ، كما جنده عند عبد القاهر اجلرجاين للمحاكاة يف معناها الواسع

، فيستعري الشاعر الصفة 5سيسيا لبناء الشعر من حيث وظيفته يف التأثري على املتلقي عن طريق التمثيل احلسي تأ

، و من هنا جاء حتديد حازم 6احملسوسة من األشخاص لألوصاف املعقولة أي أن يثبت أمرا هو غري ثابت أصال

بب إىل النفس ما قصد حتبيبه إليها ، ويكره إليها كالما موزونا مقفى من شأنه أن حي: " القرطاجين للشعر باعتباره

ما قصد تكريهه ، لتحمل بذلك على طلبه أو اهلرب منه ، مبا يتضمن من حسن ختييل له ، و حماكاة مستقلة

و كل ذلك يتأكد مبا .بنفسها أو متصورة حبسن هيأة تأليف الكالم ، أو قوة صدقه أو قوة شهرته ، أو جبموع ذلك

7."فإن االستغراب و التعجب حركة للنفس إذا اقرتنت حبركيتها اخليالية قوي انفعاهلا و تأثرها. إغراب يقرتن به من

إنه صدق ، وإن ما أثبته ثابت ، وما نفاه : ن التخييلي هو الذي ال ميكن أن يقال إو يقول عبد القاهر اجلرجاين

بل وفصل بينهما ، ذلك أن على أساس احلقيقة و التشبيه ما و ربط بني االستعارة و التخييل و ميز بينه8...منفي

االستعارة سبيلها سبيل الكالم احملذوف ، يف أنك إذا رجعت إىل أصله وجدت قائله ، و هو يثبت أمرا عقليا

و يدعي دعوى هلا شبح يف العقل ، عكس التخييل الذي ال طريق لتحصيله، إذ ليس له أي أساس معريف صحيحا

9.بل هو قائم على اإليهامأو علمي ،

و قد استقر الفكر البالغي و النقدي العريب القدمي على هذه النظرة االختزالية للخيال ،إال أن جند يف الثقافة

اإلسالمية نظرة فريدة للخيال عند العرفانيني و يف مقدمتهم ابن عريب ، فإذا كان اخليال مناف للعقل عند الفالسفة

جوان –العدد اخلامس - دار األمل للطباعة والنشر-تيزي وزو-جامعة مولود معمري–حتليل اخلطاب منشورات -املخيال املغاريب يف اخلطاب الروائي اجلزائري: إدريس سامية :ينظر- 5

.40:ص.2009ات كلية اآلداب و اللغ-تلمسان -جامعة أيب بكر بلقايد-مذكرة ماجستري بإشراف األستاذ حممد بن أعمر- مفهوم احملاكاة و التخييل عند حازم القرطاجين : دهيمي سامية: ينظر- 6

.22:ص- 2008/2009-األجنبية .71: ص - 1981-2ط–دار الغرب اإلسالمي بريوت -حممد احلبيب ابن اخلوجة: تقدمي و حتقيق –منهاج البلغاء و سراج األدباء : أبو احلسن حازم القرطاجين - 7 .193: ص - 2007- 1ط-مؤسسة الرسالة ناشرون-ىميسر عقاد ومصطفى شيخ مصطف: اعتىن به –أسرار البالغة : عبد القاهر اجلرجاين : ينظر- 8 .95:ص-2005-1ط–دار احلوار للنشر –بنية املتخيل يف نص ألف ليلة و ليلة :املصطفى مويقن : ينظر - 9

Page 66: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

55

يقول . اخلطاب الصويف قد فكك التعارض القائم بني اخليال و العقل ، و أسند له وظيفة كشفية املسلمني ، فإن

و كل مدرك بقوة من القوى الظاهرة و الباطنة اليت يف اإلنسان ، فإنه يتخيل ، و إذا ختيله اإلنسان :"ابن عريب

عريب يف الفتوحات أن اخليال صاحب و يرى ابن 10."سكن إليه ، فال يقع السكون إال ملتخيل من متخيل

و هكذا ترتبط رمزية املركب الكيمياوي بداللة على . اإلكسري الذي حتمله على املعىن ، فيجسده يف أي صورة شاء

رد و جيسد املعىن بإدخاله يف قوالب الصور ، مما يعين أن يف اخليال قدرة على أن جيعل األشياء أن اخليال يشخص ا

11.األوليةختالف طبائعهم

و قد كشفت املغامرة اللغوية لدى بعض املبدعني القدامى ، و ال تزال تكشف يف احلركة اإلبداعية املعاصرة يف

اآلداب العربية و غري العربية ، عن رغبة يف تنشيط ما يفرز الوعي التخيلي املبدع من صور تتجلى فيها حرية اخليال

م إىل ار و تأثر مبحث اخليال اإلبداعي يف الشعر بنتائج الفلسفة .تياد آفاق جديدةو حدوس املبدعني و تطلعا

، و كان التخييل الذايت مثال من بني ما أفرزه التالقح الناتج عن التزاوج بني اخليال 12و علم النفس و علم اجلمال

مع التخييل الذايت األسلويب ، كما سيتضح ذلك الحقا) ترابطية(اإلبداعي و علم النفس ، عن طريق كتابة تداعوية

.الدوبروفسكي

لذا ألفينا من يرتجم للغة العربية كلمة خيال وختييل،األجنبية فتقابلها يف ا" fiction"أما كلمة

"Autofiction " بالتخييل الذايت أو اخليال الذايت ؛ مثال الباحثة املغربية الزوهرة صدقي استعملت مصطلح

، يف حني استخدم حبيب عبد الرب سروري عدنان حممد و مصطلح اخليال الذايت ، وال غرو يف التخييل الذايت

ا استخدمت يف اللغة " fiction"ذلك ؛ إذ كلمة ا تأخذ يف اللغة الفرنسية عدة مدلوالت،منها أ يف حد ذا

.134ص : السابقينظر املرجع - 10 .104:ص–اخليال مفهوماته و وظائفه : عاطف جودت نصر - 11 .294: صاملرجع نفسه: ينظر - 12

Page 67: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

56

" اخليال األديب"على جنسالقانونية يف القرن التاسع عشر مبعىن متثل الشيء،وأما استخدامها املعاصر فيدل

Fiction Littéraire.13

، و كالمها مرتبط مخيلةاليت تعين imaginationبرفيقتها احلميمة " fiction"و ترتبط الكلمة الفرنسية

14.مبدلول آخر يعين التجديد و اإلبداع و االبتكار

Les(الكلمة الحقيبة من جنس ما يسمى "Autofiction"إن كلمة : يقول لوران جيين mots valises(٭،

وهي توحي جبمع بني السرية الذاتية و اخليال ، و لكن الطبيعة الصحيحة هلذا اجلمع بات عرضة لتأويالت متنوعة

15.جدا

:ظهور مصطلح التخييل الذاتي -ت

ا جذور ضاربة يف إعطاء مفهوم جامع مانع للرواية اليت هل–كما تبني سابقا –إذا كان من الصعب

ائي ، فإنه أعماق التاريخ، و إذا كان جنس السرية الذاتية احلديث نسبيا هو اآلخر قد اختلف يف إحاطته بتعريف

التخييل الذايت:من البديهي استحالة الوصول إىل تعريف واحد متفق عليه حول مصطلح حديث النشأة هو

. أو اخليال الذايت

، عن مدى إمكانية أن حيمل و األوتوبيوغرافيا" le je"لوجون من خالل كتاباته املتعددة عن األنا تساءل فيليب

بطل رواية ما نفس اسم الراوي ، مبعىن آخر أنه إذا كان اسم الراوي هو نفسه اسم الشخصية يف السرية الذاتية ،

-اخل...الرواية اخليالية،األسطورة،الفانتازيا ، اخليال العلمي: " من بني أمناط جنس اخليال األديب.

.01: ص–حول اخليال و اخليال الذايت يف الرواية : حبيب عبد الرب سروري: ينظر- 13 .02ص : املرجع نفسه : ينظر - 14

٭-un mot valise résulte de la réduction d’une suite de mots à un seul mot , qui ne conserve que la partie initiale du

premier mot et la partie finale du dernier ( ex : franglais ) . Voir : Jean Dubois et autre : Dictionnaire de linguistique-

édition : Larousse –imprimé en Italie- janvier 2001-p : 314.

.06: ص –1285العدد-2012فيفري –دمشق –) احتاد الكتاب العرب( جريدة األسبوع األديب - عدنان حممد : ترمجة –اخليال الذايت : لوران جيين : ينظر- 15

Page 68: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

57

، فهل ميكن أن حيدث التطابق بني اسم الشخصية و هذا هو العقد األوتوبيوغرايف ، حيث اإلحالة إىل مرجع واقعي

.و البطل يف رواية ما ، حيث يكون العقد روائيا

:يقول لوجون

"Le héros d’un roman déclaré tel peut-il avoir le même nom que l’auteur ? Rien

n’empêcherait la chose d’exister, et c’est peut être une contradiction interne dont on

pourrait tirer des effets intéressantes. Mais dans la pratique aucun exemple ne se

présente à l’esprit d’une telle recherche… "16

: ؛ يقول " fils"أو " ابن"جييب سريج دوبروفسكي مباشرة على تساؤل لوجون من خالل كتابه

"j’ai inscrit "roman" en sous-titre sur la couverture , fondant , simplement parce que

je m’y suis trouvé contraint , malgré l’insistance inlassable de la référence historique et

personnelle [...]. Non seulement auteur et personnage ont la même identité, mais le

narrateur également : en bonne et scrupuleuse autobiographie, tous les faits et gestes du

récit sont littéralement tirés de ma propre vie ; lieux et dates ont été maniaquement

vérifiés. "17

أي حدوث التطابق يف (إذن ، إن التناقض الذي رآه لوجون بني كون امليثاق روائيا و أن حيمل البطل اسم الراوي

أي اخليال الذايت سنة " autofiction"، أطلق عليه دوبروفسكي مصطلح ) حالة غياب امليثاق األوتوبيوغرايف

16 - Philippe Lejeune : le pacte autobiographique : p 31.

17 - Serge Doubrovsky, « Autobiographie/vérité/psychanalyse » L’Esprit créateur, vol. 20, Minnesota, automne-1980.p:89.voir dans : - Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était. -p 06.

Page 69: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

58

و منذ ذلك احلني عرف املصطلح جناحا متزايدا ، " fils" ، حني استخدمه على الغالف الرابع لكتابه م1977

18.سواء عند الكتاب أو يف النقد

: يقول دوبروفسكي

" Autobiographie ? Non, c’est un privilège réservé aux importants de ce monde, au soir

de leur vie et dans un beau style. Fiction d’événements et de faits strictement réels ; si

l’on veut autofiction d’avoir confié le langage d’une aventure à l’aventure du langage,

hors sagesse et hors syntaxe du roman, du traditionnel ou nouveau. "19

ني و العظماء ، نفى دوبروفسكي أن يكون كتابه سرية ذاتية ،ألن كتابة السرية تقتصر على األشخاص املهم

م م يف أواخر حيا ختييل حلوادث " ناب"و كتاب .الذين غالبا ما يتفننون يف الكتابة بأسلوب مجيل ، عن ذوا

ا مغامرة اللغة أو الكتابة السابقة اليت اعتاد عليها القراء، بلغة ختتلف عن اللغة حقيقية و واقعية l’aventure(؛ إ

du langage ( عرفتها الرواية التقليدية الرتكيب اليتال يراعي القواعد ؛ قواعد اللغة ولغويالعبا، اليت تقتضي

.حىت اجلديدةو

حتتمه إمكانات اللغة احملدودة لعب لغوي ، ضروريا كان ؛ ) شعرا و نثرا(و ال غرو يف هذا ،إذ إن األدب

Michael(و هذا ما ذهب إليه ميشال ريفاتري ...لعبا اختيارياأو Rifatterre ( حني قال بأن اخلطاب ،

و ليس هنالك مجلة وحيدة من العمل األديب تستطيع يف نفسها أن ...األديب هو قبل كل شيء لعب بالكلمات

20.و لكنها بناء و لعب دائماللمؤلفني،تكون تعبريا مباشرا عن العواطف الشخصية

.06: ص- اخليال الذايت: لوران جيين :ينظر - 18

19 - Régine Robin : l’auto-théorisation du romancier Serge Doubrovsky-étude française, vol 33, n 01.1997.p :47.

(www.érudit.org). .40/41: ص - 1992- 3ط-املركز الثقايف العريب،الدار البيضاء–) إسرتاتيجية التناص(حتليل اخلطاب الشعري : حممد مفتاح : ينظر - 20

Page 70: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

59

الكتابة التخييلية ضرب من اللعب، : " النقاد حني قال و أورد حسن سرحان عبارة أكد فيها ما ذهب إليه أغلب

21..."و هي لعب حقا

Fiction d’événements et de faits:" عبارة دوبروفسكي ، يف النص أعاله وتستوقف القارئ

strictement réels" فإذا ما حبثنا عن كلمة ؛ "Fiction "يف املعجم ، جندها ضد الكلمة "réel "،

أو هذه الثنائية ل الذايت جيمع بني هذين النقيضني، و اخليا)L’ironie(و اجلمع بني املتضادات نوع من املفارقة

).احلقيقة ، اخليال(

مصطلح اخليال الذايت ينطبق على الكثري من الكتابات الروائية املعاصرة ، فقد أضحى الروائيون اليوم يسعون

سرت عربه ، إن مل نقل التقنع ألغراض ختتلف من كاتب إىل آخر ، و هذا ما أدى جاهدين إىل التخفي و الت

بالضرورة إىل التشكيك بإمكانية احلقيقة أو الصدق يف السرية الذاتية ، فبدل أن يكتب الكتاب سريا ذاتية بكل

م الشخصية إشارات ضمنية .غري صرحيةصراحة ، كتبوا ختييالت ذاتية ، يشريون من خالهلا إىل جتار

: يقول جاك لوكارم

" Le terme d’autofiction forgé par Doubrovsky pour présenter Fils peut s’appliquer à

plusieurs ouvrages , tel : Roland Barthes par Roland Barthes , le W ou le souvenir

d’enfance de Georges Perec , Enfance de Nathalie Sarraute , Le miroir qui revient

d’Alain Robbe – Grillet , L’amant de Marguerite Duras…etc22

مجاعة من النقاد - يف نقد التجربة الروائية- التخييل و العامل يف روايات حممد عز الدين التازي: " دراسة موجودة يف -بنية االنعكاس الذايت يف رواية أيام الرماد : حسن سرحان - 21

. 84: ص –و الباحثني 22 -voir : Jacques Lecarme et Eliane Lecarme-Tabone : L’autobiographie - p: 267.

Page 71: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

60

رث مثال يف كتابة املذكور استعمل التخييل الذايت من قبل هؤالء الروائيني ألجل إيهامنا و املراوغة ، فروالن با

، ا عن السرية الذاتية التقليديةف شكل كتابتهالذي هو يف احلقيقة سرية ذاتية ، قد اختل) بارث بقلمه( أعاله

23" كل هذا جيب أن يعترب كأنه من قبل شخصية روائية ) : "م1975باريس (يقول يف الغالف الداخلي للكتاب و

24"Tout ceci doit être considéré comme dit par un personnage du roman "

لدانيال " روبنسون كريزو" ارئ من خالل التخييل ، و هو قصة ميكن أن ندرج مثاال آخر عن إيهام الق

حني يقول يف أول مجلة من الرواية،لك يف سياق إيهامنا بواقعيتها ، فهي تكتب نوعا جديدا من التاريخ ، وذديفو

رواية هذه ال" . مبدينة يورك ، من عائلة طيبة و لكنها ليست أصال من هذا البلدم1632ولدت سنة : " روبنسون

ا سرية ذاتية ، ألن يستعرض تاريخ ميالده و تاريخ عائلته ، " الراوي / األنا " روبنسون قد يتوهم القارئ املتسرع أ

و تويف سنة م1670قد ولد سنة ) و ليس روبنسون (ديفو و لكننا إذا تصفحنا كتب التاريخ فإننا نعلم أن

قد ولد ختييليا قبل مولده الروائي بسبع روبنسون نا نستنتج أن ، فإنم1719، و أنه قد كتب روايته هذه سنة م1731

إذن ، فهذا نوع من االلتباس الذي ال يتفطن إليه إال .و مثاين سنة ؛ أي أربعني سنة قبل ميالد الكاتب ديفو ذاته

25.القارئ املتأين،و هو بطبيعة احلال ختييل

يستخدم ف عن السرية الذاتية، املهجن،التخييل الذايت ، هذا اجلنس احملر : "...و يقول الناقد املغريب أمحد املديين

ا و ميوهها يف آن، لغاية يف نفس مؤلفها عندئذ فهو و إما عمدةو، فضلة أو زينةما أن يكون نافالو التخييل إ.أدوا

26".باعتبار أن اللعب الفين ليس زخرفة و الترفا بقدر ما هو غرضمربر كإعادة جتنيس

: داللة مصطلح التخييل الذاتي األسلوبي عند دوبروفسكي -ج

.221: ص –فضاء املتخيل –حسني مخري : ينظر - 23

24 -Roland Barthes : Roland Barthes par Roland Barthes –édition du seuil, 1975, p123. .222/223: ص -فضاء املتخيل–حسني مخري : ينظر - 25العدد - السنة احلادية و العشرون- ه1430رمضان / سبتمرب-جريدة القدس العريب-كتابة روائية يف مرآة التخييل الذايت-)حلسونة املصباحي(ة رماد احليا: أمحد املديين : ينظر- 26

.10:ص- 6303

Page 72: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

61

إىل درجة أن دوبروفسكي نتيجة سعيها إىل الشكل اجلميل يرى دوبروفسكي أن السرية الذاتية ملطخة باخلطإ

الذايت يغمط من هذا اجلنس مشروعه اخلاص يف الكتابة ، فهو يرى نفسه حمكوما خبلق جنس جديد ؛ أي التخييل

السرية الذاتية إذ يكتبون اب ت إن ك "الذي هو حمدد بادئ ذي بدء حبرية الكتابة ، و يرفض األسلوب األديب ،

م يكذبون و هم يريدون أن يقولوا احلقيقة و إن الذات يف السرية الذاتية تسعى إىل وضع ". بأسلوب مجيل ، فإ

ن التخييل الذايت هو بصورة عامة سرية ذاتية للوعي ، حيث كالمها و قصتها حتت سيطرة وعيها ، و بالعكس فإ

le(األنا تتنازل عن كل إرادة يف التحكم و تدع اهلو ça( يتكلم ، و بسبب هذا الغياب يف التحكم يولد الفن

يناول الالوعو ينتج أن التخييل الذايت الدوبروفسكي مقدم على أنه جنس وضيع حتت أديب تقريبا ، يف مت

)L’inconscient( ال حيتاج إىل حياة هامة و ال إىل موهبة أدبية ، بل إن يكتب اإلنسان خياله الذايتي ك ل ، ف

فإنه ينتزع السرية الذاتية قليال من العفوية يكفيه ، و إذ يتخلى اخليال الذايت عن إبراز قيمة تارخيية مثالية للحياة،

27.و سيكون التخييل الذايت مبعىن ما السرية الذاتية للناس مجيعاها ، راطيتمن أسطورة العظماء و يعلن دميق

إذن، أسلوب اخليال الذايت عفوي بالدرجة األوىل، ذلك أنه يتخلص من تصنع األسلوب األديب الذي يتكلفه

. رية الذاتيةأغلب كتاب السرية الذاتية، و لعل عفوية أسلوب اخليال الذايت هي أقرب إىل الواقع من أسلوب الس

حناول من " ابن"س أن نأخذ مقطعا من كتاب ي تتضح الداللة الدوبروفسكية للتخييل الذايت أكثر ، ال بأك و ل

:خالله استنباط خصائص اللغة املستعملة عنده ، يقول دوبروفسكي

"quatre chatons en une portée deux tigrés un noiraud un grisâtre accouplement

d’infortune au-delà des murs du voisin moment mal choisi la mère les lisse les lèche

27

.06:ص -اخليال الذايت: لوران جيين : ينظر -

Page 73: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

62

quatre serrés pelotonnés sur le bout de tapis rouge dans la cuisine toujours froide

humide. "28

La(نالحظ أن الكاتب ال يبدأ النص باحلرف االستهاليل ٭ majuscule ( و هذه ،

.خمالفة أوىل للقاعدة

.و فراغات واسعة بني الكلمات العبارات غري تامة ،٭

Le(غياب عالمات التنقيط ٭ texte non ponctué(.

وقفات من قبيل ...غات وقفاتلعل مثل هذه احلرية يف الكتابة ال تسمح بتلقف معىن حمدد، و لعل تلك الفرا

Le(أو ) L’ineffable(أو ) L’indicible(من قبيل ما يطلق عليه و ليست حبرية، و لعل معناهاالصمت

non- dit( تفضي بالقارئ إىل فهم - إن صح التعبري- ، فإذا كانت الكتابة باألسلوب املعروف أو املتعارف عليه

pluralité(معان متعددة du sens ( التدليل أو)La signifiance(29 فإن الفراغ يؤدي إىل العكس ،

،ي ؛ أن تنطلق من حياتك و واقعك ، و هكذا هو التخييل الذايت عند دوبروفسك) L’insignifiance(ا متام

.لتعرب عما قد ال يكون له معىن حمددا إذا ربطته بك وحدك

يستطيع التعبري عن الواقع ألسلوب اجلميل املتكلف ألنه ال اقد رفض - كما أشرت آنفا -و دوبروفسكي

و املبعدة ذه الصنعة املــفقرة للمعىن أن يتخلص من هدوبروفسكيكأن األسلوب مجيل رقيب ، و يفضل، فمباشرة

، "L’écriture associative" "الكتابة التداعوية" عنه، و قد أطلق على هذا النوع من الكتابة تسمية

: يقول ....اليت اعتربها مصدرا عظيما ثريا بالدالالت احلياتية

28

- Serge Doubrovsky. Fils, Paris, Éditions Galilée, 1977.p : 11.voir dans : - Maxime Collins : Autobiographie, autofiction

et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était- p : 08. .26: ص -دت- دط- اهليئة املصرية العامة للكتاب-"حبث يف مناذج خمتارة"تداخل النصوص يف الرواية العربية : حسن حممد محاد :ينظر - 29

Page 74: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

63

" Là où le beau style était appauvrissement du sens de l’existence, l’écriture associative

apparaît au contraire comme une ressource infiniment riche de significations vitales. "30

عدها جزءا من استعمل دوبروفسكي هذا النوع من الكتابة خصوصا حني كان حيكي أحالمه و ذكرياته ، اليت

La(التخييل الذايت ، ذلك أن دوبروفسكي يؤمن بالتحليل النفسي psychanalyse(* و السبب يف ذلك ،

31.يرجع إىل كون كاتب التخييل الذايت إمنا ينطلق أثناء كتابته من الالوعي ؛ فال رقيب عليه

عالقة احمللل النفسي مبريضه كما أشار إىل ذلك يرى التحليل النفسي أن عالقة الروائي بشخصيته الروائية متاثل

الطبيب النفسي جان دوالي حني قال بأنه تنشأ بني الروائي و البطل عالقة حتويل نفسي سليب ، أو إجيايب تعينه

سي على اإلطالع على طوايا نفسه ، حبيث تكون العالقة النفسية اخليالية القائمة بينهما مبثابة عالقة املريض النف

.32و خواجلها يف بوح اعرتايف محيميحلله الذي يبثه نوازع ذاتهمب

مدينا بقوة إىل التداعي احلر للعالج النفسي ) الكتابة التداعوية(و من البديهي أن يكون هذا املفهوم للكتابة

ري أحالم فرويد يريد إثبات إمكانية تفسري أحالم الكاتب اإلبداعية شأن تفسسيغموند و قد كان 33.الفرويدي

و كما .34املنام أو اهلذيان السيما و أن آليات الالشعور تكون فعالة أثناء احللم و العمل اإلبداعي على السواء

تتداعى ذكريات دفينة نفسي أثناء جلسات التحليل النفسي،األحالم يف حالة هذيان ملريض تتداعى األخيلة و

.اجلريئة للتخييل الذايت عند دوبروفسكي و أحالم خبيئة للمبدع أثناء جلسات الكتابة

30 - Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était- p : 08.

.1980، نشرها سنة " Autobiographie/vérité/psychanalyse:" لدوبروفسكي دراسة بعنوان *31 -Ibid.

.81: ص- 2009-دط-، اجلزائردار هومة–جنيب حمفوظ منوذجا –التحليل النفسي للرواية : حممد مسباعي - 32 .06: ص–اخليال الذايت : لوران جيين - 33 .12:ص –جنيب حمفوظ منوذجا –التحليل النفسي للرواية : حممد مسباعي - 34

Page 75: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

64

إن الكاتب يكون حرا يف ...إذ ال أحد يلزم الكاتب أن يتحدث عن موضوع معنياملبدع؛إن التداعي حيرر

مبجرد ما –اختيار املوضوع و األشخاص و مجل األفعال و األزمنة يف نصه ؛ إذ ميتزج املاضي باحلاضر ، و لكنه

35.يتأطر و يشرتط نفسه مبستلزمات اجلنس ، و يصبح أسريا له–و يبدأ يف املمارسة يتم اختياره

إن شعاري هو الدوالر ، : " لقد جترع دوبروفسكي املهانة من قبل امرأة شابة ، حني وصفته بالعجوز ، فقال

وح الجراب،لي ساقا فيل ، مزنر الخصر،مشدود الركبة ،مفت.أجدد نفسي من رأسي حتى قدمي .فبه أستعيد قواي

و بعد أن كنت ذابال، . أصلح،و أنطلق من جديد .أتمنطق بنطاق له حلقات غليظة على بطني .مقابل ساقي إوزة

، و كنت أن كنت بالي الثياب على المرفقينو بعد .و بعد أن كنت مجرحا، خطت نفسي من جديد.زهوت من جديد

قصب مفكر، ذو .تنكسرال ، انحن، ولكن اعتدت.، تغيير القصة تغيير االسم .جوليان ، لبست ثياب سيرج

36.كرش

ت ، انتقاالت مفاجئة يف زالت لسان ، إغفاال: بالنسبة إىل احمللل ، مثة حقيقة تظهر يف فوضى كالمه الظاهرية

الم ناقص و ما هو يف البداية ك.، لقاءات عبثية ، كلمات تبدأ باألحرف نفسها وتكرار لألحرف نفسهااألفكار

سرعان ما يظهر حديثا ناجحا ، و ما بدا جمرد لعب على الكلمات و جمانية سخيفة ، يقود الشخص إىل أعمق

37.استيهاماته ، و ما كان يبدو اختالقا أنتجته مصادفات للكالم ، ظهر يف النهاية خطابا صحيحا

ما (ري من قواعد الكتابة املتعارف عليها ، قد خيالف الكث)غري متكلف و منمق(بأسلوب مباشر إن الكتابة

، أو العكس ، نص ) non ponctué(،كتابة نص ليس له أي صلة بعالمات الرتقيم ) يسمى اللعب اللغوي

ponctuéايكتظ )sur( و انزالق فلتات األحالم و الذكريات الدفينة أثناء احلديث عن الذات يف شكل ،

.163:ص - 2006-3ط-املغرب-املركز الثقايف العريب،الدار البيضاء- )تنظري و إجياز(دينامية النص: حممد مفتاح: ينظر - 35 . 06: ص–اخليال الذايت : جيين لوران - 36 .املرجع نفسه و الصفحة نفسها- 37

Page 76: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

65

، و يشوبه كثري من )fragmenté(ءا ونولوجي ؛ ما جيعل نصه يبدو جمز انب الكر كتابة تداعوية ، دون مراعاة اجل

38.هذه أهم السمات اليت متيز التخييل الذايت عند دوبروفسكي.احلذف و التصحيف

:من التخييل الذاتي األسلوبي إلى التخييل الذاتي المرجعي: تطور داللة المصطلح -د

ذايت و انتشر صداه الدوبروفسكي يف وسط النقاد و الدارسني الغرب ، و بعد أن ذاع مصطلح التخييل ال

دف إىل إحاطته بالدراسة الكافية و بعد هيمنة التعريف األسلويب له ، ظهرت جهود و حماوالت نقدية خمتلفة ،

احلال أدى هذا إىل ، و بطبيعة )Néologisme(و البحث املستفيض ، شأنه يف ذلك شأن أي مصطلح جديد

اختالف داللة التخييل الذايت من ناقد إىل آخر ، تبعا ملنطلقات كل واحد منهم ، و برزت هيمنة التعريف املرجعي

.للتخييل الذايت

و لعل أبرز مفهوم للتخييل الذايت فرض نفسه يف السنوات األخرية ، خيتلف يف الظاهر عن املفهوم الذي اقرتحه

Vincent(كي ، و هو للناقد فنسان كولونا سريج دوبروفس Colonna(.

فإن كولونا قد قدمه -كما تبني سابقا –إذا كان دوبروفسكي قد ضبط التخييل الذايت مبعايري كتابية لغوية

fictionnalisation de la (ويةعلى أنه ختييل للتجربة املعيشة ، دون تلميح إىل املعايري األسلوبية أو اللغ

substance même de l’expérience vécue . .(39

ا كذلك دوبروفسكي حني قال Fiction":و لعلها الفكرة اليت نادى d’événements et de faits

strictement réels مبعىن أن التخييل الذايت ميزج بني ما هو واقعي و خيايل ، بتعبري آخر هو ختييل للتجربة ،

.املعيشة ، كما ذهب إىل ذلك فانسان كولوناالواقعية

38 -Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était- p 0 9.

L’autofiction:"اهتم كولونا بالتخييل الذايت ، إذ أجنز أطروحة دكتوراه بعنوان , essai sur la fictionnalisation de soi en littérature" ،

,1989سنة، جينيتجريارقد متت بإشراف أستاذه و

39 - voir : Jacques Lecarme et Eliane Lecarme-Tabone : L’autobiographie - p: 269.

Page 77: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

66

يسكن يف وسط الرواية مثل السرية الذاتية ، لكنه يعيد خلق –كما يقول كولونا –و كاتب التخييل الذايت

40.حياته بطريقة غري حقيقية أو تلفيقية متاما ، تبدو للقارئ حقيقية

:و يقول كولونا كذلك

" l’autofiction ne doit pas laisser entendre qu’elle est une confession, elle doit être

l’antithèse du roman personnel . Cela écarterait donc tous les textes ayant des

références autobiographiques. 41"

الذاتية ؛ األمر الذي يؤدي يرى كولونا أن مفهوم التخييل الذايت ال يقصد به االعرتاف ، بل هو خالف السرية

.إىل إقصاء كل نص ذي مرجعية أوتوبيوغرافية

) الشخصية- الراوي - تطابق ثالثية املؤلف(و بتحديد أكثر إنه مسرود ذو مظهر سريذايت، و لكن حيث العقد

بنتائجه على وضع يـزيف مبغالطات مرجعية ، و هذه املغالطات ختص أحداث احلياة املروية ؛ األمر الذي يؤثر حتما

42.واقع الشخصية أو الراوي أو املؤلف

و على الرغم من وجود بعض التشابه بني املفهوم الذي قدمه دوبروفسكي و كولونا ، إال أن هذا األخري قد قام

لعل بانتقاد مفهوم دوبروفسكي ، و رأى بأنه مفهوم قاصر ، و ليس إال صورة مشوهة عن مفهوم الرواية السريية ، و

كولونا قد قدم هذا النقد انطالقا من إجابة دوبرفسكي اليت قدمها إىل فيليب لوجون ؛ هذا األخري الذي أطلق على

" .الرواية السريية :" كل الكتابات التخييلية اسم

.13: ص–اخليال و اخليال الذايت :سروريحبيب :ينظر- 40

41 - Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était-p : 11. .06/07:ص -اخليال الذايت: لوران جيين : ينظر - 42

Page 78: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

67

" Colonna considère que le néologisme « autofiction », tel que le conçoit Doubrovsky,

n’atteint pas sa pleine signification et n’est qu’une pâle copie de la définition du roman

autobiographique. "43

يكون هذا النقد الذي قدمه كولونا لدوبروفسكي داال على التشابه بني الرواية السريية و التخييل الذايت و قد

.وصعوبة الفصل بينهما

ي أنواع التخييل الذاتي المرجع:

:و ميكن أن حندد عائالت من اخليال الذايت حبسب أقطاب العقد السريذايت ،و هي

الراوي –تخييل قصة الشخصية:

ا–يف هذا النوع تبتعد الشخصية : و مثال ذلك . اخليال عن املؤلف بواسطة مظاهر معينة لقصة حيا

La(الكوميديا اإلهلية comédie divine(داية الكوميديا اإلهلية يروي دانيت ، حيث يف ب)Danté ( أنه ملا

، الذي صار له فيما بعد دليال يف جولة اجلحيم ) Virgile( تاه يف غابة مظلمة ، انتهى به األمر بأن التقى بشيخ

ص دانيت بني ففي هذه احلالة األوىل بدا أن مظهرا للعقد السريذايت قد احرتم أي مثة تطابق يف شخ.و املظهر و اجلنة

املؤلف و الراوي و الشخصية ، و لكن األحداث املروية ذات اللون اخلرايف أو األسطوري ال ميكن أن تستقبل على

ا حقيقة حرفيا ، فهناك ختييل للقصة لذا ميكن أن نستنتج من ذلك أن كل ختييل للقصة يؤدي بالفعل إىل ختييل .أ

44.ل القلم ، و يتعلم من فرجيل يف فصل اجلحيمالشخصية ، فليس هذا دانيت نفسه الذي حيم

تخييل هوية الراوي:

الشخصية ضمن فئة السرية الذاتية - املؤلف: السرية الذاتية حيث هوية الراوي متمايزة عن هوية ثنائية جينيت صنف

ال يركز على وهذا التخييل . ، و لكنها تتعلق بوضوح باخليال الذايت )Hétérodiégétique(خمتلفة املصدر

43- Voir : Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était : 11.

.07:ص - اخليال الذايت: لوران جيين : ينظر :نظري- 44

Page 79: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

68

ففي عام ألليس توكالس ؛السرية الذاتية : األحداث املروية أو على الشخصية بل على هوية الراوي ، مثال ذلك

Gertrude(نشرت الروائية األمريكية جرترود شتاين 1933 Stein( السرية الذاتية ألليس "كتابا عنوانه

جرترود (العنوان يقدم لنا النص على أنه سريذايت لكن اسم املؤلفة ؛ النص الكلي حمري مبا فيه الكفاية ، ف" توكالس

فأليس توكالس وجدت .املختلف عن اسم الرواية و الشخصية يقدم تكذيبا واضحا للوضع السريذايت للنص) شتاين

، ع عليها هيجرترود يرتكز يف الواقيف الواقع، إذ كانت كامتة أسرار جرترود شتاين و رفيقتها ، و مع ذلك فإن كتاب

ا يف باريس وسط الفنانني الشعراء قبل احلرب العاملية الثانية ، و كانت أليس تشاركها هذه و على ذكريات حيا

ا الذاتية حتت غطاء كتابة سرية صديقتها...احلياة و هذا املوقف يبدو .إذن ، ميكن القول أن جرترود قد كتبت سري

منذ : " رتض أن تكون من قبل أليس توكالس ، و هي تظهر املؤلفة بوضوح جليا يف األسطر األخرية اليت من املف

هل تعلمني ما .يبدو أنك لن تقرري أبدا أن تكتيب هذه السرية الذاتية: حنو ستة أسابيع قالت يل جرترود شتاين

وزو السرية الذاتية لروبنسون كر ) Défoé(سأفعله ؟ سأكتبها لك ، سأكتبها بكل بساطة كما كتب ديفو

)Robinson Crusoé(التخييل الذايت مل يتالعب باألحداث املروية اليت هي إذن. ..."و هذا ما فعلته ،

ذا فقد خيلت وجهة نظرها و ليس ا ، و صحيحة كلها ، لكن جرترود شتاين أبدعت رواية اختفت خلف صور

45.قصتها

تخييل هوية الشخصية:

–املؤلف :ثنائيةمتمايزة خياليا عن هوية ) و ليس قصتها بالضرورة (خصية يف هذه احلالة األخرية، هوية الش

Jules(، نشر جول فاليس1878يف عام : و مثاهلا ما يلي . الراوي Vallés ( جاك فانرتا : كتابا عنوانه

)Jacques Vingtras( و صار بعد وقت قصري ،) الطفلL’enfant ( و يف نسخة أخرى ظهرت سرية ،

لة عن طفولة جول فاليس ، و املهم يف األمر أن الكتاب يروي ذكريات حقيقية جلول فاليس ، و التغيريات ذاتية حمو

45 .نيالسابقاملرجع و الصفحة :ينظر-

Page 80: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

69

طالت بصورة خاصة أمساء األماكن و الشخصيات ، و ميكن أن نفكر أن االسم اخليايل الذي أطلق على

ف العالقات العائلية شخصيته له مهمة رئيسية هي تلطيف الصفة الفضائحية لقصة الطفولة هذه ، حيث عن

و حني يعطيه ملسة غري واقعية ، فإنه ينزع فتيل الصفة الوثائقية و اهلدامة ، ومع ذلك .و االجتماعية ينفجر إىل العلن

، كما يوحي بالصفة النسبية جدا هلذا ) ف.ج(فإن فاليس قد اختار لشخصيته األحرف األوىل نفسها من امسه

46.التخييل

اع من التخييل الذايت هي ختييل ميس املرجع اليت حتيل إليه الرواية ، و ال عالقة له بأسلوب الكاتب هذه األنو

كما عند دوبروفسكي ، فقد يستطيع الكاتب إيهام القارئ من خالل ختييل القصة و األحداث ، أو من خالل

ا ، فيدعي ختييل هوية الراوي، إذ يلجأ بكل الطرق إىل تضليل القارئ و نفي أن يكون هو الشخصية يف حد ذا

مثال سرد قصة صديق له ، أو قد يكون التخييل على مستوى هوية الشخصية ، اليت قد خيتار هلا املؤلف امسا آخر

.أهم شيء أال يتحقق التطابق بشكل أو بآخر...و مالمح مغايرة

بالزيف و االدعاء ،و لعله قدم هذا ابباعتباره غري صاف و مشو 47التخييل الذايت بأنه جنس سيء لوكارم و يصف

un ,:من قبيل النقد هلذا اجلنس املستحدث،ولعل كتابه mauvais genre ?L’autofiction" خري دليل

.على هذا احلكم

Gérard(أما جريار جينيت Génette ( فهو يوافق رأي تلميذه كولونا و يذهب مذهبه ، إال أنه يقدم مفهوما

:، يقول ) Fiction et diction(ة يف كتابه أكثر صرام

" je parle ici des vraies autofictions – dont le contenu narratif est , si j’ose dire ,

authentiquement fictionnel , comme ( je suppose ) celui de la Divine Comédie – et non

46 .السابقنياملرجع و الصفحة :ينظر-

.07: املرجع نفسه ص : ينظر - 47

Page 81: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

70

des fausses autofictions , qui ne sont «fictions» que pour la douane : autrement dit

autobiographies honteuses " 48

فجنيت ال يؤمن بالتخييالت الذاتية اليت يتقنع من خالهلا كتاب السرية الذاتية ، ألجل إخفاء بعض حقائق

م احل مثل مضمون ختييلي صرف، و ية ، أي ذات بل أراد ختييالت ذاتية حقيقرجة أو الفضائحية إن صح التعبريحيا

.ذات املضمون التخييلي أوال و قبل كل شيءذلك بالكوميديا اإلهلية لدانيتعلى

غير التخييل الذايت على أنه جنس " Marie Darrieussecqماري داريوسيك"وحديثا قدمت

L’autofiction , un"فقامت بنشر مقاهلا ، 49جاد genre pas sérieux "*.

معىن حمددا ، و هي تقصد بذلك اإلشارة إىل الطابع اخلاص للفعل الكالمي غير جاد عبارة داريوسيكمتنح

املتضمن يف اخليال الذايت ؛ فعل كالمي تـناقض به السرية الذاتية ، فهي ترى أن الفعل اخليايل اخلاص بالسرية الذاتية

و يف ).أنا ال أقوله فحسب بل جيب تصديقه(جه إىل القارئ هو بالتزامن فعل حتقيق و طلب تصديق و تأييد مو

حالة التخييل الذايت يكون الفعل مضاعفا أيضا ، و لكنه متناقض ، ألنه يرى نفسه مقنعا ، و يف الوقت نفسه يرى

القارئ هذا ما جيعل عناصر املسرود كلها ترتاوح بني قيمة فعلية و قيمة خيالية، من دون أن يتمكن ...نفسه جادا

50.من القطع بينهما

des autobiographies:" مقولة وتعارض داريوسيك honteuses " اليت طرحها جينيت ، و تقول بأنه

.ال وجود هلا ، و ميكن أن نطلق عليها تسمية كتابات تنكرية ،بدال من كتابات سريية فضائحية

48 - Génette, Gérard : Fiction et Diction –édition du seuil, Paris, 1991, p : 86-87.

.07: ص -خليال الذايتا: لوران جيين : ينظر - 49 ."La revue poétique"يف جملة 1996و نشرت هذا املقال سنة - *

.07: ص -اخليال الذايت: لوران جيين : ينظر - 50

Page 82: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

71

"…Il n’y a pas d’écritures « honteuses» de la part des auteurs d’autofictions , mais bien

des écritures déguisées , clandestines et résistantes. "51

:و تعرف الناقدة التخييل الذايت كاآليت

" Je dirais que l’autofiction est un récit à la première personne se donnant pour fictif

(souvent , on trouvera la mention roman sur la couverture ), mais où l’auteur apparaît

homodiégétiquement sous son propre nom , et où la vraisemblance est un enjeu

maintenu par de multiples « effets de vie »." 52

و اخليال ، لكن الكاتب يظهر فيه ترى ماري داريوسيك أن التخييل الذايت سرد باستعمال ضمري املتكلم متجه حن

حتت اسم علم وحيث يكون التشابه رهانا مستندا إىل العديد من آثار احلياة ، بتعبري آخر أنه ) عليما(جواين احلكي

L’illusion(خيال حييل إىل الواقع du réel( . و ميكن أن نضرب مثاال على ذلك رواية ناتايل ساروت

)Enfance(فس اسم الراوية ، إذ حتمل البطلة ن)Natacha( و حتاور ،"أنا"، و تستعمل ضمري املتكلم

، و أحيانا أخرى غري ) consciente(الشخصية الومهية الثانية اليت تظهر أحيانا واعية " ناتاشا"البطلة " ناتاشا"

le:(و تسمى هذه الشخصية كذلك ب.)inconsciente(واعية double ( فيتحاور هذا الزوج من ،

53.عن أحداث حقيقية واقعية) األنا احلقيقية و األنا الومهية(ألناا

:و ترى ماري داريوسيك أنه يوجد سببان تدفع الكاتب إىل اختيار التخييل الذايت للكتابة عن ذاته

ا من جهةحفاظا على شخصيتهالطابع السريي ملؤلف الكاتبإخفاء- و ألجل ،من مساسها و اإلطاحة

.كتابه يف السوق األدبية من جهة أخرى ؛ فالقراء يقبلون على قراءة الروايات أكثر من السري ضمان رواج ل

51 -voir : Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était : 12.52 - Darrieussecq, Marie l’autofiction, un genre pas sérieux – poétique, Paris-septembre 1996- nº107-p:369-370.

Voir dans : Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était : 14.

53 -voir : Sarraute, Nathalie : Enfance, Gallimard, Paris, 1983.

Page 83: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

72

الذي ينسى الكثري من حوادث حياته ، و ألن القارئ يتوق إىل ة الكتاب حبقيقة ذاكرة اإلنسان معرف-

54.قول احلقيقة اخلالصةاعرتافا بعدم قدرته علىيستعني بالتخييل الذايت قراءة احلقيقة دائما ، فإن املؤلف

.فالتخييل الذايت بقدر ما هو بعد عن احلقيقة و الواقع ، فهو دليل على مصداقية الكتاب

:وظيفة الخيال الذاتي - ه

من تصنعات من املفارقة أن اخليال الذايت األسلويب إذ يتخلص :وظيفة الخيال الذاتي األسلوبي-

إن عفويته الصرحية تالقي . ا يف اإليصال إىل فائض من الواقع تأثري أكثر يبدو أنه األسلوب اجلميل

إن حركة :"...على أية حال هذه هي حجة املؤلفني ، و قد كتب دوبروفسكي ...واقع احلياة الصرف

55."..الكتابة و شكلها مها التسجيل الوحيد املمكن للنفس

عامة وظيفة مناقضة لوظيفة اخليال يبدو أن للخيال الذايت بصورة :وظيفة الخيال الذاتي المرجعي -

، وهذا التلطيف ميكن أن يليب الذايت األسلويب ؛ إنه يلطف العالقة مع الواقع بدال من أن يؤكد عليها

56.؛ بل االثنتني معا)Esthétique(أو مجالية ) Ethique(نية أخالقية

:التخييل الذاتي عند النقاد العرب -و

هل اقتحم التخييل الذايت ساحة النقد العريب؟ و هل ظهر مفهومه لدى النقاد : ن الذي يطرح نفسه اآلإن السؤال

العرب ؟

Arnaudأرنولد جونون (يف حوار للباحث الفرنسي Génon( املختص يف التخييل الذايت و عضو

رنسي نفس التساؤل املذكور ، طرح الباحث الف) الداهيمحمد(مع الناقد املغريب جمموعة البحث يف التخييل الذايت

يف مكتبة " مثل صيف لن يتكرر" كتابه هو حممد برادة إبان تقدميهب بأن أول من أشاع هذا املفهومأعاله، فأجا

54 - voir : Maxime Collins : Autobiographie, autofiction et « roman du je » suivi de comme si de rien n’était : 1 .3

.06: ص -اخليال الذايت: لوران جيين - 55 .07ص : نفسه املرجع : ينظر - 56

Page 84: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

73

الرتدد الذي خاله وهو يبحث عن معرض رده على تدخالت احلاضرين أبرزيف. 1996سنة بالرباطكليلة ودمنة

أن يف انتظار - ما حفزه هذاو. اليت يتقاطع فيها السريذايت والتخييليمناسب ميكن أن يستوعب جتربتهجنس

يف حني اعترب أن اجلنس . على وجه الغالف" ياتحكم"مفهومعلى إثبات -يستقر رأيه هذا على جنس مناسب

هلذه املالحظة تماممل يعر أي ناقد مغريب االه. الذايت الذي أصبح متداوال يف النقد الغريبالذي يالئمه هو التخييل

كم حب( يف املقابل، كان عبد القادر الشاوي .اليت مرت مر السحاب دون أن يثار نقاش حول املفهوم املستحدث

ال السريذايت غريه هذا املفهوم الوليد على صدر مؤلفاته اإلبداعية واعيا منه بأنه األقدر منيثبت)ختصصه يف ا

ذا الصنيعوكان. ليت يتضارب فيها احلقيقي والومهيعلى مل شتات وخيوط جتاربه ا حتفيز النقاد على قراءة يتوخى

املتعسفة بني عدم املطابقة( حرصا على متثل أبعادها اجلمالية وفهم هويتها السردية مؤلفاته بطريقة وصيغة جديدتني

).السارد والكاتب والشخصية الرئيسة

وقد . للتخييل الذايت) 2007" (الحقيقة الملتبسة" من كتابه خريالفصل األالداهيمحمدومن جهته كرس

يالشاو القادرلعبد" العنفواندليل: "ه، ملعايري التخييل الذايت، ومهايستجيبان، يف نظر قام بدراسة و حتليل مؤلفني

لشاوي، مسار األول من كتاب عبد القادر ايسرتجع السارد، قي القسم. برادةلمحمد" يتكررلنصيفمثل" و

والرباط، لكنه عمد، يف القسم الثاين، على مراجعة ما سبق أن تلفظ به،حياة الطفولة والشباب يف تطوان

هذا ما جيعل القارئ و. إىل الواقع املعيشال متت بأي صلةةرد تداعيات سائبة و أكذوبوالتشكيك فيه، واعتباره جم

) هوأ هو أم ليس( إن تردده. ضربا من اخليال والوهما، مع مر الوقت، حقيقيا غد يف حرية من أمره، فما كان يعتربه

، والبحث السريذاتية الصارمة املواضعاتحيفزانه على التمرد على) لبواعث التشكيك واالستدراك واللغو( وارتباكه

يحيكو.ن املؤلفاتملؤلف عن غريه مطبيعة اهلوية السردية اليت متيز هذا اعن أفق جديد ميكن أن يسعفه يف فهم

باملطابقة احملتملة بني املؤلف والسارد خمال )محاد(ه الشخصية باسم مستعار جتارب"مثل صيف لن يتكرر" يف املؤلف

Page 85: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

74

57".ذايتختييل"ذا ما ميكن أن نطلق عليه تسمية ه؛الشخصية الرئيسة من جهة ثانيةبينهما وبنيمن جهة، و

متنه ليشمل توسيعواء مزيد من األضواء على املفهومهم بعدة ملتقيات، يف إلقو يقول حممد الداهي إنه قد سا

ني على ـــــني والدارســـــــحاول كثريا حتفيز الباحثو.مقنعةإما سريا روائية أو سريا ذاتيةمؤلفات كانت تعد يف ما قبل

ازال ـــــــــهود مـــــــــجا بذل منــــــعية ، وعلى الرغم مم دود فاصلة بينه و بني السرية الذاتية الواقـو وضع حهومــلقي املفــت

.االعرتافيثري جدال يف أوساط الدارسني، ومل حيظ بعد بأي نوع من املفهوم

، فإن تلقي هذا املفهوم لدى النقاد و الدارسني العرب ال يزال يف البداية ، ومل يتحقق أي تراكم بعد يف هذا لذا

ا ــــــــطريقد منهم يشقـــع و كل واحـــرؤوس األصاباد الذين يهتمون بالتخييل الذايت علىــ، و ميكن أن نـعد النقالــــا

.فيهيتخصص يف املفهوم ويتوسع ويبدعأن يفرز تيارا ل الرتاكم الالزم، الذي بإمكانهخاصا يف انتظار أن حيص

إىل املفهوم دون التوسع فيه على حنو ما عهدناه فيه ن موضع،قد أشار يف أكثر ممحمد برادةفنجد مثال أن

ال السري ذايت مربزا وجود نصوص تندالشاويالقادرعبد وختصص . مستحدثكلما تعلق األمر مبفهوم عن يف ا

ا بني السجلني الواقعي املواضعات السري ذاتية الصارمة، وتطرح إشكاال على مستوى تصنيفها حبكم جتاذ

ذه املفارقة. خييليوالت . فهو اضطر إىل تصنيف أعماله اإلبداعية ضمن التخييل الذايتونظرا لوعي الشاوي

عند ثلة من فصال من أطروحته لنيل الدكتوراه لبيان أصول املفهوم ووضعه االعتباريالغنيمحمود عبدكرس و

58.النقاد الفرنسيني

مريض الرواية "من خالل عمله اإلبداعي صدوق نور الدين الناقد املغريب و جتدر اإلشارة إىل جتربة الروائي و

ليحل حمل صدوق ؛ هذا األخري عثمان ، إذ عمد إىل اختالق اسم مستعار و هو " عثمان يقرأ رواية الروايات

ريته الذاتية إىل لقد حول املؤلف أجزاء من س...الذي هدف إىل كتابة ختييل ذايت جيمع بني السرية الذاتية و الرواية

.28/11/2010: تاريخ النشر- التخييل الذايت يف العامل العريب: مقال بعنوان- dahi.net-www.mohamed: اهيللناقد املغريب حممد الدينظر املوقع اإللكرتوين- 57 .وقع اإللكرتوين نفسهامل:ينظر- 58

Page 86: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

75

ختييل سردي عرب توظيف مقاطع اسرتجاعية من حياته ، تعرب عن الفرتة اليت قضاها كتلميذ بالثانوية ، و كمقيم

بقسمها الداخلي ، حيث أربك قراءهم و استفزهم حني مزج بني جنسني خيتلفان من حيث التعريف و التعاقد ،

اء مقاطع و حتويلها إىل ممارسات ختييلية،باإلضافة إىل تكسريه البعد حني انزاح عن الكتابة السري ذاتية بانتقو

59.الكرونولوجي ، مستعينا مبا يسمى بالسرد االسرتجاعي

ه إن مريض الرواية سرية ذاتية متردت على نوعها يف تعاقد مضلل مع املتلقي الذي من حقه أن يسعى إىل اكتنا

، و كل ما هو مسكوت ىل الكشف عن البياضات و الفراغاتعى إ، تسمكونات النص عرب قراءة تشخيصية

60.عنه

اليت ،صدقيالزوهرةمنهم ، أمثال الدكتورة املغربية وقد تنبه ثلة من النقاد إىل األمر ، وخاصة الشباب

وقع ، نشرت أجزاء منها يف شكل مقاالت على صفحات م" التخييل الذايت" خصت رسالة الدكتوراه بدراسة عن

.دروب اإللكرتونية ، فضال عن جهود أخرى يف نفس املوضوع ، حتاول طرح املفهوم جبدية واضحة

و قد ،، و قال بوجود نسوي فعلي ملمارستهن لهارسة املرأة هلذا اجلنس األديب وحتدث حممد الداهي عن مم

احمراب الكتابة الشخصية للتعبري عن احتمت املرأة الكاتبة العربية يف ، ولكنها حتدثت 61ومطاحمها مهومها ومعانا

تك احملظورات إذا ما قامت مبساس الطابوهات إال أن . دائما بصوت خافت ،ال نكاد نسمعه ، خوفا منها أن

ا باطمئنان .التخييل الذايت مينح فسحة للمرأة ، فتكتب عن ذا

: من املوقع اإللكرتوين-ان اليوم بي:املصدر-) مريض الرواية أو شعرية االلتباس( قراءة نقدية: حممد مستقيم: ينظر- 59

? www.bayanelyaoume.press.ma/index.php.نفسهوقع اإللكرتوينامل: ينظر-60

.etdahi.n-www.mohamed : ينظر املوقع اإللكرتوين - 61

Page 87: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

التخييل الذاتي:الفصل الثاني

76

الميلودعثماني، اليت عدها الناقد املغريب رميجللزهرة،" أخاديد األسوار"رواية اال على ذلكنأخذ مثو

و األمثلة عن هذا .62تندرج ضمن خانة التخييل الذايت ، لتغليب الربنامج التخييلي على الربنامج األوتوبيوغرايف

. ، إال أنه ال يتسع املقال لذكرها كلهاكثرية

، عن "السمك ال يبالي " : أيضا ، قد اجتهت نفس االجتاه يف رائعتها " إنعام بيوض"ة اجلزائرية و لعل الكاتب

.الواقعي و التخييلي " رواية"فامتزج بني دفيت هذا الكتاب ، املوسوم ب ...قصد أو عن غري قصد

يت ؟ و ما بني اجلنس األوليف خانة الرواية السريية أم يف خانة التخييل الذاففي أي خانة ميكن تصنيفها ؛ أ

.هذا ما سيتناوله الفصل التطبيقي التايل، بالدراسة و التحليل بإذن اهللا...و الثاين ليس مبسافة بعيدة

املوقع اإللكرتوينعلى 17/05/2008: مقال منشور بتاريخ –أخاديد األسوار بني الرد بالكتابة و التخييل الذايت : عبد احلميد الغرباوي : ينظر - 62

news.wata.cc/pdf.php:اآليت ?ib=610

Page 88: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الثالث :الفصلالسرية يف روایة السمك ال یبايلمقامات

ة الرسدیة لروایة السمك ال یبايل ال - .ب.الشخوص -

داث - ب .ا.الزمن يف الروایة - ت

.الزمن اخلار- 1يل- 2 ا .الزمن ا

.الفضاء يف الروایة - ث

.السمك ال یبايل روایة سريیة-.بني نور و انعام -

ثاق الروایة - ب .م.مضري احليك - ت

Page 89: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

77

:البنية السردية لرواية السمك ال يبالي -1

: وصالشخ -أ

ا، ال جنرؤ على البوح و تكشف عن خبايا احلياة اليت قدف طبائع النفوس و دخائلها إن الرواية لوحة فنية تص

ا فالذات املتحدثة يف الرواية و إن كانت من ورق ا ، إال أن خطا ليس " ال تصنعها إال اللغة و قد ال يعرتف

مشخصة بواسطة اخلطاب ...جمرد خطاب منقول أو معاد إنتاجه ، بل هو الذات مشخصة بطريقة فنية

1".نفسه

إن كل مادة صوتية مشكلة هلا إال ، بل ختيارا اعتباطيايوض ألمساء شخصيات روايتها او مل يكن اختيار إنعام ب

مو م ، طبائعهم و مؤهال و جند دليال واضحا .فكل شخصية تأخذ من امسها شيئا من داللته...حتيل على صفا

:على ذلك ، عندما سألت نور ماري بفضول طفويل

لماذا أسميت ابنتك ريما ؟"

:بهمس و كأنها تبوح بسر دفين" ماري"أجابتها

2" ".ماري"ألن فيه كل حروف

و حب دفني يرتدد فيما بينها عالقات صداقة و مودةتدور أحداث الرواية حول شخصيات ثالثة، تربط

). جنم و نور، الثالوثنور، رميا و نور، ( على منت الرواية، اليت وسم كل فصل منها باسم هذه الشخصيات

حنان " يتعلق بالروائية اللبنانية ديث عن هذه الشخصيات إىل أمر مهمجتدر اإلشارة قبل الولوج يف احل

: ، و قد جاءت هذه األخرية معنونة بأمساء شخصيات نسائية كالتايل" مسك الغزال" صاحبة رواية "الشيخ

.90: ص –اخلطاب الروائي : ميخائيل باختني : ينظر- 1 .27:ص-2004-1ط- منشورات االختالف–)رواية(السمك ال يبايل:إنعام بيوض - 2

Page 90: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

78

الشخصية احملورية على شخصيات أخرى ، سيكون هلا " سهى " ؛ حيث تتعرف " سهى ، نور ، سوزان ، متر "

3".سهى" ، و لكل واحدة منها حكايتها مع الشخصية الروائية املركزية ) نور ، سوزان ، متر ( دور يف الرواية

قد و ال نستبعد أبدا أن تكون الكاتبة إنعام ، م1988يف سنة " مسك الغزال " نشرت رواية حنان الشيخ

ا، فنسجت على منواهلا هو " نور"ة ، خصوصا و أن بطلة الرواي" السمك ال يبايل " اطلعت عليها ، و أعجبت

ا كذلك ، باختيار اسم حيوان " مسك الغزال " اسم إحدى شخصيات ، بل و إن عنوان الرواية يشري إىل التأثر

ي تعيشه ذاالضطهاد الرقت إىل سرد ما تعانيه املرأة و طأضف إىل ذلك أن حنان الشيخ ت) . الغزال ، السمك ( له

يف االضطهاد (مبختلف أمناطه، نفس الشيء الذي حتدثت عنه إنعام بيوض ، بتطرقها إىل املأساة اليت عاشتها نور

المباالة ها بنجم ، الذي مارس عليها نوعا من السادية و الها منه ، مث لقاؤ ا من نبيل و طالق همرحلة الطفولة ، زواج

).على الرغم من حبه هلا

فهل هذا التشابه الكبري بني الروايتني ، إن مل نقل عنه إنه تناص ، هو حمض صدفة ؟

ةالرئيسوصالشخ :

كما - خفيفا االرسامة التشكيلية، جتعل كل ما حوهلى، هذه الفتاة اجلميلة الساحرةاسم على مسم : نور-

تبدد الظالم برقتها ...ملنبعث الذي يقلل من كثافة اهلواء و ثقل األجواءهذا الضوء ا، نور؛- يصفها جنم

دي مرافقها إىل أكثر املناطق ظلمة ...و أنوثتها و صفاء نفسها و إشراق روحها نور، اليت

متع أي امرأة هذه التي تجعله يغامر بمرافقتها إلى أكثر المناطق خطرا، لمجرد الت: " جنميقول...و خوفا

و لذا النور من أمساء اهللا عز و جل،و .و من نور تبدأ الرواية و إليها تنتهي...4"؟..بمنظر قرص الشمس

.34/35:ص–املرأة و السرد :معتصمحممد :ينظر- 3 .10ص : الرواية- 4

Page 91: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

79

رها أن تكتشف بأن اسمها قد س ..." فإن اسم نور مرتبط بداللة روحية ، بل هو إشارة حلضور إالهي

5..."تدري، باسم الجاللةأندون، اقترن

السماء، و لعل نوره سر ضياء و إشراق نور اليت أغرمت به و أحبته ؛ جنم الذي هذا اجلرم املنري يف:نجم-

اسطع يف قلب نور فكان أقرب شخص إىل ج ا، إال أنه مل يبال ، ةمارس عليها نوعا من الساديونا

لعل المباالةو ..نأى عنها و هلا عن القدح هلاا ، فكلما دنت منه و أضاءت له غري مكرتث و ال آبه

كثري من األحيان جتاوز مشاعره ، اليت تفرض عليه يفمتأتية من طبيعة مهنته مقصودةغريهذا الطبيب

ينل ملع نساء ، و كثرة عالقاته املختلفة ملظروف القاسية اليت عاشهاعواطفه، ومتأتية كذلك من وطأة او

وليس سهال بالنسبة إليه ...ة عابرةنزوات جنسيبل كانت عالقات شهوانية و اهرامنهن ودا صافيا ط

ينسيها املا حبثت عن الرجل الذياليت لطفتاة ذكية صافية النفس مثل نورالتصرف حبب و حنان مع

.لقد مرت أربعة آالف سنة حسب يقينها الراسخ دون أن تلتقيه..آالمها

ا احلميمة ، اابنة ماري: ريما- ، و آماهلاالمهاآلطاملا شاركتها ليت، توأم روح نور، صديقة طفولتها ورفيقة در

، و قد كان حلظات الرباءة واحلب واملشاكساتعلى الرغم من أن نور تكربها بثالث سنوات ، عاشتا أمجل

.أثر بالغ على نفسية رميا–حني سافرت نور لتقيم مع أهلها يف اجلزائر - الفرتاقهما

الثانويةوصالشخ:

سنوات ، يعمل يف مستشفى حكومي يب صديق لنجم و يكربه بعدةو امسه اهلادي، طب:الدكتور قرين-

ع منغمس يف حياة امللذات ، و قد كان يعاين من اضطرابات نفسية حادة ، هلول ما رأى من فضائو

و قد وقع يف حب نور و طلب من جنم أن . من أشالء بشرية كان يقوم برتقيعها بنفسه اإلرهاب و

.هماليلتقي بعد ذلك برميا و حيبان بعض.الزواج منهيتوسط له عندها كي توافق على

.62ص : الرواية- 5

Page 92: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

80

هي من أصول نبيلة تنحدر من جنكيزخان ، و قد غفلت عن منح ابنتها احلب و امسها هيام ، و :أم نور -

.و احلنان الكايف بسبب هوس النظافة اليت كانت مصابة به ، إذ تقضي جل وقتها يف األشغال املنزلية

صطفى، أم رميا، الصديقة احلميمة ألم نور و املرأة احملبوبة عند كل من يسكن حي الزوجة الثانية مل:ماري-

ا يوم توفيت، يف موكب مل يشهد من .قبلالشيخ حمي الدين، و قد شيع الكل جنا

، ضرة ماري، املرأة الفظة النزقة، دائمة التذمر من زوجها مصطفى و أبيه امسها دولت الدعبلي :أم علي-

). أبو سطيف(

كان له . أبو رميا، نال جزاء طمعه، حني تزوج أم علي، رغبة يف إرثها، الذي مل متلك منه شيئا:مصطفى-

و قد انتهى به األمر إىل .دكان لبيع األقمشة يف باب تومة ، أين رأى ماري و وقع يف حبها ، مث تزوجها

.دخول مستشفى األمراض العقلية ؛ األمر الذي مل تتحمله ابنته رميا

أن نور كانت تنتظر ، إال و قضائه أوقات كثرية بعيدا عنهاالذي على الرغم من سفره املستمر:نور أبو -

.نور ابنته الرائعة و حتفته النادرة، هدية من السماء له...، لفرط حمبته هلا ، فهو منبع احلنان كلهعودته دائما

ودود كرمي و خبيل، ؛نقيضهازوج نور، شخص شديد الريبة، يتمتع بكل الصفات احلميدة و : نبيل-

.تقول عنه نور بأنه قد كف عن اعتبارها امرأة مبجرد أن أصبحت امرأته...، متحرر و حمافظمشاكس

يف حي السويقة " بنت سيدي الشيخ " أو " خدجية الغريسية " اليت كانت معروفة باسم : جدة نور-

يف حي" اج رابحمرت احل" نت معروفة بلقب و كامغاربية، أغلبها من اجلزائريني،الشامي اآلهل جبالية

و كانت يف خالف مستمر مع أم .صارمة التقاطيع،ة، حنيلة اجلسمقصرية القامسيدة .الشيخ حمي الدين

ا هلا بشدة ، و كذلك بسبب هوسها بتنظيف البيت ، الذي غالبا ما نور ، بسبب إمهاهلا البنتها و ضر

ا و جار اكانت تستقبل فيه صوحيبا يف حني كانت تتصدى هلا كنتها فكانت اجلدة ترفض ذلك ،...ا

، حلالوة معشرها ا الكل يف جلسات األنس و السمريتهافت على دعو و باملقابل كان.تصفها باملشحرةو

Page 93: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

81

و تقرض الشعر امللحون ،ف ليلة و ليلة و تغريبة بين هاللكانت حتفظ قصص أل. و عذوبة حديثها

ا .و تغين بصو

الداية اليهودية اليت كانت باإلضافة إىل براعتها يف توليد النساء ، معروفة حبذقها يف قراءة : أم إلياس -

الفنجان و ختليص النفوس املسكونة من اجلن ، و نزع العني عن احملسودين املبتلني،و فك وثاق األوانس

ا "خدجية الغريسية " و قد أخذت اجلدة ..العوانس ، و وصل احملبني إليها ، و قد تنبأت هلا " نور"حفيد

."حياتك سوف تكون منظمة ببعثرة مدهشة " : قائلة

الداية اليهودية ، سافر إىل أمريكا و هو يف سن التاسعة عشر بعد حصوله على شهادة ابن : إلياس -

.لةو تزوج بعد عودته من مسيحة ، بعدما عاشا قصة حب مجي. البكالوريا ، حيث مكث سبع سنوات

ا املرأة األكثر مجاال و رقة، عرفت بنضاهلا يف احلزب الشيوعي، الذي كان سبب دخوهلا : سميحة- إ

.السجن

رسول غازي شامل أبو أمها ، الذي حيمل امسا طويال مل حتفظه نور إال عندما كربت قليال، هو : جد نور-

أناقته و وسامته و بنيته هورة بكانت نور مب.كان اجلميع يناديه أبا خالد عبد الوهاب آغا خان ،

املصحف مات و .ان حيفظ القرآن عن ظهر قلبو على الرغم من عدم إتقانه للغة العربية إال أنه ك.الضخمة

.بني يديه

على قارب الصيادين ، " نقوال"أرملة و ثكلى مسيحية تقطن يف لبنان ، تنتظر عودة ابنها : أم نقوال -

.يف لبنان ، و سقطت يف مياهه الباردة " جبيل"مع والدها ميناء استضافت نور يف بيتها يوم زارت

تيارت ...من عني متوشنت(:خمتلف املناطقرجل وسيم ، تاجر اجلملة ، الذي كان يتنقل بني: والد نجم-

استشهد على يد ,كانت له زوجتان ، أم جنم و جاكلني. مصطحبا ابنه جنما معه،)اخل..الرباط..وجدة..

.تعاونه مع الفالقةاالستعمار حبجة

Page 94: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

82

عانت بسبب فقدها البنها الذي سقط .ة أوالد، إىل أن صار هلل ستكانت تلد طفال كل عام :أم نجم-

ني و ال أحد يأمتنها على أي يف مقالة الزيت الساخن ، حني كانت تقلي فطائر اخلفاف ، و منذ ذلك احل

ا لقب شيء ).فجد جنم فقيه مشهور يف مدينة تلمسان("احلمقاء بنت الفقيه : " ، و أطلقت عليها محا

.حيمل نفس االسم ، و هو الذي مات إثر سقوطه على املقالة قبل أن يتم عامه األول:أخو نجم -

الفرنسية الشقراء ، ضرة أم جنم ، اليت كانت تبدي حمبة رزينة لنجم ، و تطهو له أشهى األطباق : جاكلين -

ا .و ألذها حني يقوم بزيار

و أولته ،لى جنم بعد وفاة أمهالعينني الزرقاوتني ، عطفت عمعلمة جنم، ذات الشعر األشقر و :كوالناآلنسة -

.عناية خاصة

حيببها،مل فاضح،داراة محلتزوجها ألجل مهران،و كانت تدرس معه الطب يف جامعة اليت:نجمزوجة -

ا مرات عديدة، و اكتشف يف األخري أمر خ...بأمهبل كانت تذكره .يانتها لهخا

أنو تسمى ملوكة ، أستاذة الرياضيات يف كلية العلوم الدقيقة بغرونوبول ، و قد كادت:أخت نجم -

.تصاب بالعمى لوال إنقاذ جنمة هلا

.و لكن مل حيصل ذلك..و قد تواعدا بالزواج مرة ، تكفريا عن خطئهما ذات مرة،جنمعمابنة: الغوثية -

اور لنجم ، و هي منقذة ملوكة من العمى ، بعد أن يئس األطباء من سيدة تسكن يف البيت ا:نجمة-

ا ملوكة حني هرمت يف مأوى للعجزة قرب شفائها ، إذ عاجلتها بأدوية و أعشاب طبية ، و قد وجد

.مدينة نيس

وهرات يف املدينةزوج جنمة ، صاحب أفضل:ايزودور- كبريا ، مل يرزق منها بأوالد، فربيا عدداحمالت بيع ا

.من القطط يف حديقة بيتهما

.نورما أثار غضب نور،رافقت جنم إىل معرض الثالثة،فنانة من الدرجة :نصيرة-

Page 95: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

83

ال تتعاطى كل األعمال امرأة أعم(و هن خرية الوهرانية : نساء نزوات عابرة تعرف عليهن البطل نجم-

األخصائية يف علم نفس (عديت ، تس)يف حدود األربعني سعت للظفر بهامرأة(، نفيسة )املشبوهة

اليت (، مربوكة ) املرأة اخلائنة لزوجها الغيور ، و اليت كانت تتصل به يف كل مرة (،بيغي اخلنزيرة ) األطفال

مث شطب على اسم كل )...درست الطب و عملت سكرترية طبية يف فرع أحد املخابر األجنبية يف اجلزائر

.واحدة منهن ، و أخرجهن من حياته

.الراهبة األرمنية األصل ، و قد كانت مبثابة أم ثانية لرميا: جولييت سور -

، و خيبة أمل )ماري(اليت كانت مصابة بسرطان خبيث ، و عانت البعد عن أختها : آرليت خالة ريما -

.مع زوج مل مينحها السعادة اليت كانت تتوقعها يف العيش معه

.و يلقبها مازحا برميا اللئيمة شاب وسيم ، كان يعطف على رميا :حنا خال ريما-

جدة رميا ، اليت حزنت على تشتت أفراد عائلتها ؛ جورج أكرب أوالدها ، الذي بقي عزبا بعد :أم جورج -

قصة حب فاشلة ، آرليت االبنة الصغرى يف نيكاراغو مع زوجها ، و جوزبف ، و جوزيف الذي يكرب

.ماري اليت رحلت إىل األبدحنا بأربع سنوات ، الذي هاجر إىل أسرتاليا ، و

مكتشف موهبة نور يف الرسم و مغذيها من خالل تقدميه لعلبة ألوان مائية هلا ، و قد : شماس إلياس -

، و قد أصبح بطريرك أنطاكية و سائر املشرق للكنيسة األرثوذكسية ، و كان يناديه " ماري"أحب أم رميا

.أهل بيته بالشماس من باب الدعابة معه فقط

: ألحداثا -ب

.، أينما سرى طيفها، سار نورهانور...تسرد الرواية قصة فنانة تشكيلية تتمتع برهافة احلس و شهامة القلب

حة األوىل، ينكشف نور الرواية، و مبجرد جتاوز الصفالبداية، ضة، حيث يتيه القارئ يف تبدأ األحداث بطريقة غام

.ليت تتسلسل بطريقة عفويةلعل سبب ذلك يرجع إىل تداعي الذكريات، او

Page 96: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

84

نور فتاة من أصول جزائرية تعيش طفولتها مع عائلتها يف دمشق مث تنتقل إىل اجلزائر، تاركة وراءها توأم روحها

م املسيحيةة؛و أعز صديق ا و ال يظهر حبه هلا؛ امسه جنم.رميا ابنة جار .تقع نور يف حب رجل ال يبايل

ا تتكون من أربعة فصول، كل فصل ما مييز الرواية ، )نور(حيمل اسم شخصية و يطبعها بطابع خاص أ

.، إذ جتتمع الشخصيات الثالثة)الثالوث: (أما الفصل الرابع األخري فمعنون بـ) جنم و نور (، )نوررميا و (

ا اخلاصة رفقة البطل " نور"تبدأ األحداث خبروج البطلة نزهة إىل أكثر املناطق خطرا ، من يف" جنم"يف سيار

مث بعد .رد التمتع مبنظر قرص الشمس، يف أحد أيام العشرية السوداء،"الشنوة"الطريق املؤدي إىل جبل على تلة يف

، و يتفقان على عدم االلتقاء أبدا، إال أن القدر جيمعهما ث يفرتق البطالن يف ميناء تيبازةتبادل أطراف من احلدي

، عندما كان جنم متجها لتلبية دعوة صديقه اهلادي الذي بعد اليوم الستني من األبد، يف نفس امليناءجديدمن

يطلب ن ترافقه ، أين تتعرف على اهلادي، و هناك يقرتح جنم على نور أو.يال على شاطئ الشنوة قرب تيبازةميتلك ف

مث يسافر جنم هو .كممثل يف دولة الكوت ديفوار لعمل، فيتجه بعد هذا الرفض لا ترفض ذلكمنها الزواج ، إال أ

" رميا"اآلخر إىل مرسيليا بعد إعالمه خبرب هروب ابنته ، و يف هذه السفرة يطلق زوجته، و يلتقي بأعز صديقة لنور

.يف متحف مبرسيليا

كذلك جنم و يلتقي ، و يعودى اهلادي و تنشأ بينهما عالقة حب، و تتعرف علقرر رميا أن تزور نور يف اجلزائرت

ا أبدا ، و تبقى عالقتهما غامضة يف النهاية .بنور ، اليت ال يبايل

أثناء سرد هذه األحداث، تتداعى ذكريات البطلة نور، فتسرتجع أيام طفولتها الربيئة اليت قضتها يف دمشق

.مع رميا، و تتذكر كل آالمها و آماهلا) دمشق الطفولة(

إذ ، بالتجاور الحكائي، هو اعتمادها على ما يسمى يقة اليت اتبعتها يف سرد األحداثالطر و ما ميكن قوله عن

ا مبنية على حكاية مر أقل كزية، و جتاورها حكايات صغرى أوإن الرواية مبنية على أكثر من حكاية ، مبعىن آخر أ

Page 97: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

85

يف شكل ،ذكار املتدفق ملختلف األحداثستتركيزا و تبئريا يف الرواية ، و سبب ذلك راجع بالدرجة األوىل إىل اال

.كتابة تداعوية

: الزمن في الرواية - ج

بعد قراءة متأنية أن الكاتبة ، لكن سرعان ما يكتشفيدخل القارئ يف متاهة حقيقيةتعبث الراوية بالزمن عبثا

ا ذ إن أشهر الروايات العاملية حتاول اللعب بالزمن ، بغية إضفاء مسحة مجالية فنية على روايتها ، إ ومست على أ

اخل، بل و لقد عد ...، مثل البحث عن الزمن املفقود ملارسيل بروست و احلرب و السالم لتولستويروايات زمن

6.الزمن موضوعا هلا

:و يكاد يتفق أغلب الدارسني و النقاد املعاصرين على تقسيم الزمن إىل خارجي و داخلي

فالنص الروائي بقدر ما هو يف حاجة " القراءة،يف زمن الكتابة و زمن عموما و يتمثل :خارجيالزمن ال-

نور احلياة، بقدر ما هو مشروط بوجود ذات قارئة و زمن للقراءة إىل ذات مبدعة و زمن إبداع لكي يرى

.7"حىت يعيش و خيلد

.ن القارئالزمن التارخيي، زمن الكاتب، زم: و ينقسم الزمن اخلارجي إىل

الزمن التاريخي:

و لعل الكاتبة قد أشارت إىل الزمن اخلارجي من خالل مؤشرات واضحة، و لنأخذ مثاال على ذلك قول جنم هلا

حني رافقها يف تلك النزهة الليلية؛

فيفري -رية للبحوث و االستشارات و اخلدمات التعلمية مركز البص–دورية دراسات أدبية - دور الزمن يف رواية الصحن للروائية األردنية مسيحة خريس: جودي فارس بطاينة : ينظر - 6

.10: ص-09العدد- 20117

.03:ص -2ج-2008طبعة - منشورات دار األديب- "إشكاالت اإلبداع ومجاليات")1986-1970(الروائي اجلزائري بنية الزمن يف اخلطاب: بشري بوجيرة حممد -

Page 98: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

86

:مستكينقال لها بصوت هادئ يخفي تحت همزته لكنة خوف"

.أتركي المحرك شغاال-

ما داهمتنا جماعة إرهابية نستطيع االنطالق بسرعة، أليس كذلك؟هكذا، في حال إذا -

8.بالضبط-

. نفس ذلك الشعور بالذنب سكنها منذ بداية األحداث الدامية في الجزائر" :و يف نفس السياق، تقول الراوية

.9"..مخةدر و أنصال الظالمية رؤوسا شاشعور بالذنب ألنها على قيد الحياة ، في حين تسقط حبات الغ

واسعا اإذن، إن زمن األحداث هو فرتة التسعينيات عموما، فرتة العشرية السوداء الدامية، اليت عرفت انتشار

.لإلرهاب

و هو زمن يتزامن مع حركة الكتابة، إال أن الكاتبة مل تشر إىل أي تاريخ، : زمن الكاتب

.يدلل على زمن كتابتها للرواية

ن أول زمن اطلع فيه أي قارئ على الرواية، و زمن القارئ هاهنا يبدأ يبدأ م: زمن القارئ

مع احتمال وجود قارئ مسبق، اطلع ،و ال يزال مستمرا،2004من زمن النشر، سنة

.و هذا احتمال وارد.على الرواية قبل نشرها

هي زمنية خاصة ، و )زمن املتخيل ( أو ) زمن احلكاية ( و يقسم إىل زمن القصة أي : الزمن الداخلي-

، يف حني إن زمن البعض زمنا طوليا من بعض الوجوه، و زمن اخلطاب الذي يعده10بالعامل املستحضر

، و لكن اخلطاب األحداث يف احلكاية يف وقت واحداحلكاية متعدد األبعاد ، إذ ميكن أن جتري مجلة من

11.مرغم على تقدمي هذه األحداث واحدا تلو اآلخر

.10: ص:الرواية- 8 .39ص :الرواية- 9

.187: ص –) حبث يف تقنيات السرد(يف نظرية الرواية: عبد امللك مرتاض : ينظر - 10 .190ص : املرجع نفسه - 11

Page 99: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

87

، سريورتهود ئها يف شكل ال خيل بنظام السر لزمن الداخلي آليات سرد تتعلق برتتيب األحداث و بناو جند يف ا

: و هي

.) Analepse(و يسمى االسترجاع : السرد االستذكاري-

.)prolepse: (السرد االستباقي -

: السرد االستذكاري في الرواية -

السرد ، تقوم على جتاوز حاضر احلكاية ، و ذكر حدث مل حين وقته إذا كان االستباق هو خمالفة لسري زمن

و هذه حدث سابق ، و هو عكس االستباق،بعد، فإن االسرتجاع خمالفة لسري السرد ، تقوم على عودة الراوي إىل

ة الثانوية املخالفة خلط الزمن تولد داخل الرواية نوعا من الكتابة الثانوية ، و الشيء مينع من أن تتضمن احلكاي

12.بدورها اسرتجاعا ، أي حكاية فرعية داخل احلكاية الثانوية

بسبب تداعي ذكريات الشخصيات بشكل باحلكايات الثانوية و الفرعية "السمك ال يبايل " و تكتظ رواية

الرتيبة ،و كسرها لنمطية السردا يؤدي إىل توالد هذه احلكايات متوال ، تتدفق الذكرى واحدة تلو األخرى ، مم

جند من ذلك يف الرواية ، حني تتذكر البطلة نور مدينة دمشق الطفولة ، مبرورها ؛فيسري الزمن وفقها و على ضوئها

فتنتقل الراوية من احلديث عن نور الذي كان يرافق جنم يف ...على أول منعطف يؤدي إىل وسط املدينة ، اجلزائر

ا إىل احلديث عن دمشق ، فجدها ذ لتلجأ ،و وصف بيتهي اللكنة الداغستانية ، مث تستطرد يف ذكر امسه سيار

ذلك إىل احلديث عن خاهلا ، الشاب الوسيم الذي كان يلقب بوضاح اليمن، لتعود بعد ذلك من جديد إىل بعد

، هذا احلي الذي يذكرها أيضا باملكان الذي"حي حمي الدين بن عريب " ذكر موقع بيت جدها ، الذي يقع يف

ا، و أمها اليت كانت تنهال عليها ضربا بشكل ...اختاره األمري عبد القادر ليكون مقر ضرحيه مث تتذكر نور جد

.15/19: ص–معجم مصطلحات نقد الرواية : لطيف زييتوين : ينظر - 12

Page 100: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

88

مث حتكي ذكريات كثرية إىل أن تصل إىل والدها، الذي حتمل يف قلبها عنه أمجل الذكريات، فهو ....قاس و عنيف

.كان أكثر حنانا و عطفا عليها من أمها

، هذه األخرية اليت تذكرها "رميا"ل إىل تذكر صديقة الطفولة سرد ذكريات كثرية ، إىل أن تصو تواصل نور

بدورها بنجم،ومن هنا تبدأ العودة إىل إمتام السرد من جديد ، حني يطرح عليها جنم سؤاال يشبه أسئلة رميا، و مها

. عائدان من نزهتهما الليلية يف ميناء تيبازة

ا الطويلة هذه على امتداد حوايل تسعة عشر صفحة فقد اسرتج لتعود بعدها إىل ، 13عت البطلة ذكريا

: ، يف الصفحة املوالية فقط ؛ تقولو لكن مبجرد أن تسرتسل يف ذلك ، حىت تتداعى ذكريات أخرى إمتام السرد،

" .تيبازة " ناء في مي -كان ذلك بمحض الصدفة ؟.لم تره ثانية إال في اليوم الستين من األبد"

14.."، الذي سقطت في مياهه الباردة ذات يوم " جبيل " تدري لم يذكرها هذا الميناء بميناء " نور"لم تكن

ا الرواية .كان هذا بإجياز عن السرد االسرتجاعي يف الرواية ، مع وجود مناذج كثرية تكتظ

: السرد االستباقي -

، يعكس نقيض ذلك ، أي إن االستباق قليل احلضور جدا فيها ، و ميكن إن القول باكتظاظ الرواية باالسرتجاع

:أن نورد مثاال على االستباق ، أتى يف الرواية مبثابة اجلملة االعرتاضية

15..."-التي ستربطها بنور صداقة حميمة و متينة –" ريما " " ماري"خاصة بعدما أنجبت " ...

ذا فهي تستبق احلدثفالساردة ختربنا عن عالقة الصدا .قة اليت ستنشأ بني رميا و نور ، و

.31إىل ص 12الرواية من ص - 13 .33ص: الرواية- 14 .18ص :الرواية- 15

Page 101: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

89

و هنالك نوع آخر من آليات السرد ، ميكن إضافته ، مادامت الراوية قد قامت بتوظيفه ، و مادام موجودا يف

ق هذا ، الذي يتعلق بالتنبؤ و توقع ما قد حيصل يف املستقبل ، و قد يتحقالسرد االستشرافيالرواية ، أال و هو

.فهو غري ثبويت و غري يقيين، و إن كان حمتمل احلدوث و وارد فعال.املتـوقع ، و قد يكون غري ذلك

16."حياتك سوف تكون منظمة ببعثرة مدهشة " :ومن ذلك استشراف الداية أم إلياس ملستقبل نور ، قائلة

كائية أخرى ، بغية التسريع يف الزمن ، و هي التقنيات إضافة إىل ما سبق ذكره ، فإن الكاتبة قد تبنت تقنيات ح

).اخلالصة ، االسرتاحة،القطع،املشهد: (اليت اقرتحها جريار جينيت لدراسة اإليقاع الزمين

ا : )Le Sommaire(الخالصة - و تعتمد اخلالصة يف احلكي على سرد أحداث و وقائع يفرتض أ

هلا يف صفحات أو أسطر أو كلمات قليلة دون التعرضجرت يف سنوات أو أشهر أو ساعات ، و اختزا

17.للتفاصيل

حاول أن يستفسر عن . مر شهران دون أن يرده منها أي خبر" : وردت تقنية اخلالصة كثريا يف الرواية، من ذلك

السكرتيرة لذي حملت له فيه إلى أن كان ذلك اليوم ا...أخبارها بشكل غير مباشر من الزميلة التي أرسلتها إليه

".اظرفإن الساردة تلخص فرتة زمنية، قدرها شهران كامالن، و ذلك حني انقطعت أخبار نور عن جنم، متجاوزة 18

ا جنم سعيا إلجياد نور، و كذلك ما كانت تفعله نور يف ظل بعدها عنه .بذلك كثريا من األفعال اليت قام

إىل جتاوز بعض املراحل من الروائيون يف كثري من األحيانيلتجئ. احلذفو يسمى):L’ellipse(القطع-

انقضى زمن طويل فعاد (، ) و مرت سنتان: (، دون اإلشارة بشيء إليها ، و يكتفى عادة بالقول ، مثال القصة

19).البطل من غيبته

.25ص :الرواية- 16 .76ص- 1991- 1ط-الدار البيضاء- املركز الثقايف العريب–بنية النص السردي من منظور النقد األديب : د حلمداينمحي- 17 .123ص :الرواية- 18 .77:ص-األديببنية النص السردي من منظور النقد :حلمداينمحيد - 19

Page 102: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

90

لم تره ثانية إال في اليوم الستين " : ال على ذلك ، و لنأخذ مثا" السمك ال يبايل " و تكثر احلذوف يف رواية

20".تيبازة"في ميناء -بمحض الصدفة ؟–كان ذلك . من األبد

، و القصد أنه تكون مسارات السرد الروائي توقفات و تسمى الوقفة كذلك): La pause(االستراحة -

ة انقطاع السريورة الزمنية ، و يعطل ، إذ إنه يقتضي عادثها الراوي بسبب جلوئه إىل الوصفمعينة ، حيد

و مثال ذلك من رواية إنعام، اليت تستعمل هذه التقنية بني الفينة واألخرى، وصف 21.حركتها أو يبطئها

كان البيت ، على غرار أكثر البيوت الدمشقية في ذلك ...أقدم و أعرق أحياء دمشق ..." :بيت جد نور

ه توقفا زمنيا ، قد يفقد هذه الصفة عندما يلتجئ األبطال غري أن الوصف باعتبار ،22. "...الوقت

و يصعب ،احلالة قد يتحول البطل إىل سارد، و يف هذهلتأمل يف احمليط الذي يوجدون فيهأنفسهم إىل ا

، و لكنه من توقف هنا ليس من فعل الراوي وحدهالقول حينئذ بأن الوصف يوقف سريورة احلدث ، ألن ال

: و من هذا القبيل جند يف الرواية وصف رميا للهادي23.سها و حاالت أبطاهلافعل طبيعة القصة نف

لم تستطع تفسير ذلك السحر الذي يمارسه عليها .كان وسيما وسامة األنبياء ، و حزينا حزن أمهاتهم..."

.24"بكل عفوية

. الرواياتيقصد باملشهد املقطع احلواري الذي يأيت أثناء السرد يف أغلب ): La scène(المشهد -

و عموما، إن املشاهد متثل بشكل عام اللحظة اليت يكاد يتطابق فيها زمن السرد بزمن القصة من حيث

: و من بني املشاهد يف الرواية، ما ورد يف آخر الرواية، حني حاورت نور جنم قائلة25.االستغراق

ما رأيك بغطسة ليلية ؟"

ماذا؟

.33ص :الرواية- 20 .77:ص- األديبقد بنية النص السردي من منظور الن:حلمداينينظر محيد - 21 .13ص:الرواية- 22 .77:ص-األديببنية النص السردي من منظور النقد :حلمداينمحيد - 23 .201ص :الرواية- 24 .78:ص-األديببنية النص السردي من منظور النقد :حلمداينمحيد :ينظر- 25

Page 103: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

91

!غطسة منتصف الليل

!جادة بالتأكيدلست أنت

:ثم استدار و أضاف دون أن ينظر إليها

.األفضل أن تنامي أنت أيضا.أنا ذاهب للنوم

26.".أجل سأنام

، آالمهان من قبيل تداعي آماهلا و ، كاالسردية، و حتوالته املختلفةعل توظيف الساردة ملختلف آليات الزمنلو

ا املنشطرة املتشظ ، بداية من أمها و انتهاء مباالة اليت عانتها منذ طفولتها، نتيجة احلرمان و الاليةو تدهور ذا

املاضي وحده قاصرا على لذلك، كان الوقوف عند احلاضر وحده، أو . بنجم–إن كانت تلك هي النهاية -

التنبؤ رد احلاضر و باسرتجاع املاضي و سالزمن؛أجزاء انصهار كلكان و البد من توحد و .اإلحاطة بكل ذلك

.يفهم نورلعل القارئ باملستقبل،

: الفضاء في الرواية -د

إن جمموع األمكنة املختلفة يف رواية ما هو ما يطلق عليه اسم فضاء الرواية ، فالفضاء أمشل و أوسع من

مادامت األمكنة يف الروايات غالبا ما تكون املكان ، و هذا األخري ، وفقا هلذا املعىن ، هو مكون الفضاء ، و

كل واحد الساحة،أو الشارع،أو املنزل،فاملقهى أو ...متعددة و متفاوتة ، فإن فضاء الرواية هو الذي يلفها مجيعا

ا مجيعا تشكل فضاء الروايةكلها،و لكن إذا كانت الرواية تشمل هذه األمكنة حمددا،منها يـعترب مكانا 27.فإ

و مل يتفق النقاد و الدارسون حول مفهوم واحد و ثابت للفضاء، فمنهم من قدم تصورا، ومنهم من جتاوز

ذلك إىل تصورين أو أكثر، لذا سنقتصر على الذي يهمنا يف هذا السياق ، أال و هو الفضاء اجلغرايف ، أي جمموع

ا و األمكنة،و سنكتفي بذكر أهم .األمكنة اليت جتري فيها أحداث الرواية وسيكون ذلك بداية تعددها،نظرا لكثر

.204ص :الرواية- 26 .63ص :األديبلسردي من منظور النقد بنية النص ا:حلمداينمحيد :حلمداينمحيد :ينظر- 27

Page 104: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

92

اإىل البيوت الشخصيات،من املدن اليت كان هلا وقع خاص يف نفوس ، يف والشقق اليت حفظت ذكريات أصحا

ا،كل ركن من .و زاوية من زواياهاأركا

أحالم نوراليت غذتالسوداء، ؛ املدينة البيضاء على جبهة القارةاجلزائر البيضاء:مدينة الجزائر-

او اجر إليها، املدينة اليت استوطناستيهاما ا مدينة ت يف أعماقها قبل أن البلور اليت ابتدعتها خميلة ، إ

...!، لعلها املدينة الفاضلةرميا

تستنشق رائحتها اخلاصة،كانت طفلة جتوب شوارعها عصرا و ثحي؛دمشق الطفولة: مدينة دمشق-

و يدور جزء كبري من أحداث الرواية يف هذه املدينة اليت نقشت على . اعة األصيلعبقها الزخم قبيل سو

ا حفريات ذكريات ، لن يدقها ناقوس النسيان .جدرا

املكان الذي قامت نور بزيارته رفقة والدها، ملدة أسبوع كامل، أين تلتقي بسيدة طيبة تدعى أم :بيروت-

" .جبيل"، و تقوم باستضافتها يف بيتها بعد وقوعها يف ميناء " نقوال"

، و هو مكان لقائها بنجم مبحض الصدفة ، بعد أن افرتقا ملدة " جبيل "الذي يذكرها مبيناء :ميناء تيبازة -

.رين ، و بعد أن اتفقا على عدم االلتقاء أبدا ، فلعله مكان مقدس بالنسبة هلاشه

ا نور مع : معلوال- القرية املبنية بتناضد متصاعد حيسبه الرائي ال ينتهي ، القرية املنحوتة يف الصخر، اليت زار

.مشاس إلياس ، أين اكتشف هذا األخري موهبتها يف الرسم

، الذي قضت فيه نور "حي حمي الدين بن عريب"أعرق و أقدم أحياء دمشق الذي يقع يف : بيت جد نور-

.طفولتها، حتت ظالل شجرة النارنج العتيقة، اليت ال ختلو منها دار

او هي شقة صغرية ذات أساس بسيط ينم عن ذوق دمشقي رفي: شقة نور- ، ع ، متأل اللوحات الفنية جدرا

باستئجارها بعدما تركت بيت زوجها من غري رجعة ؛ ذلك و قد قامت .ما أعطى املكان محيمية خالصة

Page 105: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

93

البيت الرحب ذي الطابقني ، الذي تفننت يف ترتيبه و تزيني حديقته باألشجار و األزهار ، على منط

.ة بروائح الفل و اليامسني الزكيةالبيوت الدمشقية العتيقة املتزينة بظالل أشجار النارنج ، العبق

وغة و الفراشي املصب،زيت الكتان و األلوان الزيتيةالعابق عادة بروائح البنزين وو هو مشغلها :المرسم -

. املبتدأة أو املنتهية وان املائية املبعثرة هنا و هناك، واللوحات املخطوطة أو، و مكعبات األلواحلائلة املنفوشة

.الكاتبةلكن سرعان ما حتول هذا املرسم إىل فضاء يف حالة غيبوبة على حد تعبري

علب و هي أقرب عيادة إىل شقة نور، ذات غرفة فحص صغرية مملوءة بأكداس من الورقو :عيادة الطبيب-

كبرية ألجهزة طبية، تطل من نافذة مفتوحة على فناء صغرية غرست فيه بعض النباتات غري املزهرة ، اليت

.أحيت يف قلب نور ذكرى البيت الدمشقي و فناءه العتيق

هذا عرض موجز لبعض األماكن اليت شكلت فضاء الرواية، إذ ال طائل من ذكرها كلها، فالرواية تعج ن كاو

.باألماكن، اليت رحلت منها و إليها الشخصيات، بداية من دمشق، مرورا ببريوت، و وصوال إىل اجلزائر

Page 106: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

94

:رواية سيرية " السمك ال يبالي " رواية -2

:بين نور و إنعام -

،إنعام بيوض أن نلج عامل النص املستحضر من قبل الكاتبة ، ال بد من إشارة عابرة إىل جزء من حياة قبل

و فهم حياة املؤلف ميكن أن يعني القارئ على إدراك العمل األديب بصورة أكثر . فاألدب يكتبه أناس حقيقيون"

.28"مشولية

بدأت .مع عائلتها إىل اجلزائروانتقلت . ائري وأم سورية شركسية، وهي ابنة ألب جز ولدت إنعام يف دمشق

، شاعرة و فنانة تشكيلية جزائرية، إنعام إنعام كاتبة.سنتني إىل اجلزائرمسارها اجلامعي يف جامعة دمشق لتغادر بعد

و قد أجنزت العديد . احلاصلة على دكتوراه دولة يف الرتمجة ، تشغل حاليا منصب مدير املعهد العايل للرتمجة باجلزائر

29.من الرتمجات يف الشعر و الرواية و الفن، و أقامت عددا من املعارض الفنية التشكيلية املقرونة بالشعر

ات بني نور و إنعام ، بل و كنت مؤمنة يف قرارة مذ أول قراءة يل هلذه الرواية، وجدتين أعقد مجلة من التشا

تتناول الرواية قصة " إذ ام ، و لعلها نفس املالحظة اليت تنتاب كل قارئ هلا ، نفسي بأن نور هذه ما هي إال إنع

30."و تتالءم و رومانسيتهامن حياة الروائية إنعام بيوض و اليت تشبه جانبانور

ا واضحا بينها و بني حياة الكاتبة إنعام، و إذا ما قلنا بأن فإذا ما عدنا إىل حياة البطلة نور، فإننا سنجد تشا

هو سرية ذاتية، فإننا سنجانب الصواب حتما، لسبب وجيه يتمثل يف غياب امليثاق السريي " السمك ال يبايل "

)Le pacte autobiographique (يكشف عادة عن قصدية سري ذاتية حتقق التطابق بني ، الذي

إن امليثاق يقود القارئ إىل . سرية الذاتية املؤلف،والسارد،و الشخصية الرئيسية، مما يضع النص ضمن جنس ال

- الذي يعرف بأنه قراءة للعمل األديب من خالل معرفتنا باملؤلف معرفة شاملة) البيوغرايف(ذلك ألن هذه الدراسة تدخل يف نطاق النقد السريي.

.49: ص -2009الطبعة العربية –، األردن عمان –دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع –مداخل يف النقد األديب : طراد الكبيسي - 28www.marefa.org: نظر املوقع اإللكرتويني- 29 .128: ص -2011ماي –كلية اآلداب و اللغات جامعة منتوري قسنطينة –مذكرة ماسرت –بنية اخلطاب السردي يف رواية السمك ال يبايل : أحالم مناصرية - 30

Page 107: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

95

هنا يكمن .حقيقة العمل الروائي، أهو يتعلق بتاريخ شخصية واقعية أم أنه جتربة خيالية يقوم بنسج أحداثها الكاتب

.مأزق التجنيس و ضبط هوية النص

: ميثاق السمك ال يبالي-

، و األمر الثاين املؤكد "روائي"يدل على أن امليثاق هذاو،"رواية"على غالف الكتاب كلمة الكاتبة وضعت

، و إذا كان املرجع الذي حتيل إليه السرية ) نور ، إنعام(هلذا، هو أن اسم الشخصية البطلة خيتلف عن اسم الكاتبة

شيء من الذاتية هو الواقع، فإن املرجع الذي حتيل إليه الرواية هو التخيل ، لكن إنعام يف روايتها هذه حتيل إىل

ا و حياة نور ، فكل من إنعام و نور ولد من أب جزا ئري و أم سورية الواقع ، نظرا للتشابه املوجود بني حيا

.و عاشت كل منهما مرحلة الطفولة يف سوريا مث انتقلت لإلقامة يف اجلزائر،) داغستانية(

ة، و قد أقامت معرضا للرسم، حضر إليه جنم و كانت نور مولعة بالرسم، بل و كانت شقتها تعج باأللواح الفني

، و باملقابل " بالجزائر" األوراسي " راودته تلك الصور و هو يتأمل لوحات نور في المعرض الذي نظمته في نزل .."

فهل هذا من قبيل الصدفة فقط، أم ...جند إنعام بيوض فنانة تشكيلية ، أقامت عددا من املعارض الفنية التشكيلية

ا يف شكل رواية ؟ أن الك اتبة قصدت سرد جزء من حيا

الكل يعلم أن الروائي يصنع شخصياته من عناصر مستمدة من حياته : " و يف هذا الصدد قال أحد النقاد

كما أن الكل يعلم أن هذه الشخصيات هي جمرد أقنعة حيلم الكاتب و يتحدث عن نفسه من . الشخصية

31."خالهلا

.50: ص –مداخل يف النقد األديب : طراد الكبيسي - 31

Page 108: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

96

ا ، مستعرية اسم نور ، للتورية أو التقنع ، فالسم، فالكاإذن ك ال يبايل هو تبة قصدت إىل سرد بعض حيا

ا ، لكن حتت وطأة ظروف معينأول عمل روائي هلا ة و حتديات خمتلفة حتاول ، وإن أول ما تكتب عنه املرأة ذا

ا، فتتقنع كي تتحد، ختشى أن تبوح وتعرتف بأمور حدثت هلا يف حجتنبها .اطمئنانث براحة ويا

:ضمير الحكي -

، و هو ي حدوث التطابق، إال أن هذا ال ينف" هي"إن ضمري احلكي املستعمل يف الرواية هو ضمري الغائب

ال يكتنفه أي غموض ، فما الضمري إال أداة حكي ، يرمي من خالله السارد إىل تضليل و لكن تطابق غري مباشر

). نور(هي الساردة و هي الشخصية ) إنعام(في الشبهة عن نفسه ، فاملؤلفة القارئ ، و حماولة ن

مث إن للمتكلم الغائب احلرية يف توزيع املعلومات و استباقها أحيانا كثرية، على غرار السرد التقليدي،

قراءة ، و احلال هذه ، فالكاتبة ختربنا بأمور متعددة و تعليقات ال جند تفسريها إال بعد املضي أشواطا يف ال

.فاالستباقات املوجودة يف الرواية تلعب دورا يف حتفيز القارئ و إثارة فضوله ، فيواصل القراءة باحثا عن األجوبة

و يف هذه احلالة يكون الالحقة،جيعل القارئ تواقا دائما إىل الصفحات سيحصل حبيثو قد ميهد حبديثه ألمر

ا ستكون منظمة ببعثرة مدهشة ، . )omniscient(السارد عليما فمثال ، استشراف أم إلياس لنور و بأن حيا

يدفع القارئ إىل الرغبة يف مواصلة القراءة ، للتأكد من صحة هذا التنبؤ ؛ هل ستكون حياة نور حقا منظمة ببعثرة

؟!مدهشة

مشرتكة بينهم،حيث السرد بضمري الغائب و إذا ما عدنا إىل مطالع فصول الرواية الثالثة األوىل جند بداية واحدة

و يف شكل حتفيزي جذاب ، تعرض من خالله الكاتبة شبه ملخص عن معاناة كل شخصية من الشخصيات

Page 109: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

97

عمرها أربعة . في حياتها كل شيء منظم ببعثرة مدهشة " : "نور: "الروائية الثالثة ،فمطلع الفصل األول املوسوم ب

."هاجسها الدائم هو األلف عام التي سبقت مولدها. آالف سنة، حسب يقينها الراسخ32

في حياتها فاجعتان لم تتمكن قط من غفرانهما للقدر " ":و نور...ريما: "أما مطلع الفصل الثاين املعنون ب

ى و رحيل نور بعدها بأربع سنوات مع عائلتها إل...المباغت إلى السماء، موطنها األصلي" ماري"رحيل .أو لمن يمثله

."الجزائر ، مدينة أحالمها و استيهاماتها33

ال يزال يبددها بتلك . في حياته مأساة كبيرة: "هو عنوان الفصل الثالث للرواية، و مطلعه" نجم و نور"و

هاجسه .عمره أربعة آالف سنة ، حسب يقينه الراسخ .و تبطن بالهزل كل محامل الجد.البساطة التي تبدو كالسخرية

34".ن يجد الحياة حيث يوجدالوحيد هو أ

فأي قارئ يطلع على هذه املطالع إال و حيز يف نفسه أن يعرف املزيد عن هذه الشخصية، و لعل هذه

ا ، اليت ) عن طريق املتكلم الغائب(الطريقة يف السرد ا و استشرافا ، ذات مردودية إجيابية من خالل استباقا

.شخصيات ترهص لألحداث و ترسم مالمح ال

ا ، فنور هو االسم التخييلي الذي اختارته إنعام بيوض ، و منحته لشخصية ختييلية حتكي من خالله حيا

.هذا ما تأكدنا منه بعدما اطلعنا على معلومات خارجية عن حياة الكاتبة

ا رواية سريية فيما يل : ي إذن ، ميكن أن نلخص أهم النقاط اليت ترخص احلكم على أ

ا اليت عاشتها و حميطها، و ذلك بالعودة " السمك ال يبايل"انطالق الروائية يف عملها اإلبداعي - من حيا

ا .إىل شواهد من حيا

.09ص :الرواية- 32 .69ص :الرواية- 33 .121ص :الرواية- 34

Page 110: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

98

ا اعتمادا شبه كلي- .اعتمادها يف سرد األحداث على جزء من سري

حتت " ال يبايل السمك" شحنها لتجربتها الذاتية بشحنة ختييلية ، سهل عليها مهمة تصنيف خطاب -

ا تكتب عن "رواية"مسمى ، يلزم املتلقي من خالله على قراءة نوعية ، تبعده عن االعتقاد أو اجلزم بأ

ا ، أو عن أحداث عاشتها هي نفسها ؛ األمر الذي ينفي عن هذا اخلطاب تصنيفا أجناسيا يدخل ذا

.يف باب السرية الذاتية

، تروي األحداث وترتصد حركات الشخصيات)omnisciente(كانت الكاتبة مبثابة السارد العليم-

ا ال يكون املؤلف اآلدمي ممثال يف التخيل، لكنه - كما هو معلوم –؛ و يف هذه احلالة و هي على علم

ائية، أو قل إنه العامل ذا أو ذاك فمعرفة غري حييط أو يشرف على القصة و الشخوص، و أما معرفته

ية، بل غري الشعورية و الشخوص، سارد العامل قادر على أن يقدم للقارئ األفكار السر و ال...بكل شيء

35.يستطيع أن يدفع بالتحليل إىل أبعد مما لدى البطل نفسه من إمكاناتو

على الرغم من استعمال ضمري الغائب يف " إنعام"و الساردة و املؤلفة " نور"التطابق الواضح بني الشخصية -

.السرد

ا، تكتب ) رواية(هو أول عمل إبداعي " لسمك ال يبايل ا" إن - للكاتبة، و إن أول ما تكتب عنه املرأة ذا

.عن أحالمها و آماهلا اليت مل حتققها؛ تكتب عن آالمها، و هذا ما وجدناه بني دفيت الرواية

اية الرواية ، اليت إن الصراع املوجود يف الرواية هو صراع نفسي بالدرجة األوىل ، و ال يصل إىل احلل يف-

اية العالقة بني جنم و نور ، و السبب يف ذلك أن تبقى مفتوحة ، إن مل نقل غامضة ، فلم حتدد الراوية

.هذه الرواية ذات طابع استذكاري اسرتجاعي انتقائي ، ذايت االختيار

.83/84:ص-2010-دط-دار الغرب للنشر و التوزيع-)لن يكون الربيع إال أمجل(البنية السردية يف اإلبداع الروائي،رشيد ميموين منوذجا - عبد اجلليل مرتاض:ينظر- 35

Page 111: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.السمك ال يباليمات السيرة في روايةمقا:الفصل الثالث

99

اث ووقائع مستقاة من عمل فين متخيل، قوامه أحد" السمك ال يبايل " إن رواية : ومن هنا يصح القول-

عب ولن جناوز بعض اليقني إذا ما قلنا أن التالعب الذي مارسته إنعام يبدأ من التال. حياة صاحبته

، حني شوهت بعض احلقائق و أدخلت عنصر التخييل الذي ترفضه الكتابة السري ذاتية، بغية بامليثاق

ا ، و من هذا املنطلق حق تصنيفها يف الر قعة الثالثة ذات اللون األزرق ، وفقا لتصنيف التنفيس عن ذا

.جورج ماي الشهري

اسم الشخصية يختلف عن اسم الكاتبةسيريةرواية:يباليالسمك ال

السرد بضمير الغائبالتخييل +الواقع: المرجع

روائي: الميثاق

اسم الكاتبة إنعام اسم البطلة نور

الساردة و الشخصية/حدوث التطابق بين المؤلفة ئبالغارواية سيرية باستعمال ضمير

Page 112: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الرابع :الفصلايت يف .ال یبايلروایة السمكالتخییل ا

.السمك ال یبايل ختییل ذايت مرجعي-

سل- :ويبالسمك ال یبايل ختییل ذايت توى العنوان - ىل مس .التخییل

ابة التداعویة - ب .الكتوى الزمن - ت ىل مس .التخییل توى املاكن - ث ىل مس .التخییل لغة - ج لعب .اابة - ح .لواح الكلعب هبندسة النص - خ .ادةخمال - د .فة القاقطع - ذ شلك م ابة .الك

Page 113: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

100

:السمك ال يبالي تخييل ذاتي مرجعي-1

و بالضبط ضمن صنف المرجعيالذاتيالتخييلضمن صنف"يبالي السمك ال " ميكن أن ندرج رواية

، حيث اسم )الراوي–المؤلف (، حيث هوية الشخصية متمايزة عن هوية ثنائية تخييل هوية الشخصية

ي من أن و نف، و يف ذلك تضليل للقارئ،)إنعام/ نور(الساردة/ الشخصية البطلة خيتلف عن اسم املؤلفة

.، الذي يكاد يطفح فوق سطور الروايةإللغاء التطابق، و هي حماولة جادة سها نورتكون إنعام هي نف

ضمن خانة التخييل ، اليت تصنفها حات اللغوية و الكتابة التداعويةو نلحظ كذلك أن الرواية تفيض باالنزيا

ذا ميكن التسليم بأن الذيت األسلويب أو إحالته مستوى عالقته، إن على ييل ذايتخت" السمك ال يبايل " ، و

ا على .، و إن على مستوى األسلوب)جعاملر (إىل الواقع لسان فالكاتبة قامت بتخييل جزء من سرية حيا

، مع التفاتة أسلوبية غري متصنعة ، نتيجة كتابة تداعوية ساعدت على تعميق هذا "نور"امسها شخصية خيالية

.اخليال الذايت

: أسلوبي اتي ذخييلتالسمك ال يبالي -2

التخييل على مستوى العنوان:

إلنعام بيوض ، هو "السمك ال يبالي " ال حيتاج القارئ إىل كبري العناء ليعرف بل و ليوقن أن العنوان

ا ، املوسوم ب ا الرائع ، املتواجد بني دفيت كتا ".رواية " مبثابة امليسم التخييلي الذي يتسم به خطا

فإذا كان العنوان مرآة تعكس داللة النص الروائي، فإنه يصبح هنا مرآة مزيفة، ال تعكس إال أجزاء الصورة

ا و بشكل مشوه، و بالتايل ميثل هذا االفرتاض دعوة للقارئ لتغيري إسرتاتيجيته يف القراءة، بالطريقة نفسها اليت غري

1. كذا تصبح الكتابة قراءة و القراءة إعادة للكتابةه...إسرتاتيجية الكتابة" املؤلف"

.83ص - بنية االنعكاس الذايت يف رواية أيام الرماد: حسن سرحان :ينظر- 1

Page 114: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

101

تني حتكمهما عالقة و إذا ما تفحصنا داللة العنوان بعناية نغوص بل نتيه يف هذه املفارقة اجلامعة بني مفرد

تعاضد فيها هي لعبة لغوية يو.الذهنية بني األلفاظالعالقة و املفارقة تعبري لغوي يرتكز أساسا على حتقيق " ضدية؛

املعاين لذلك فهي ال تتأتى إال بوجود قارئ نبه يستطيع التقاط .الذهن الثاقب مع اإلدراك الفعلي ملوضوع املفارقة

فالسمك 2.."و القارئي جزء من لغة االتصال بني الكاتبو املفارقة يف احلقيقة ه...إدراك طرق إجراء الكالمو

أي عالقة تربط السمك بالالمباالة ؟ و .يه صفة جتريدية الالمباالةد إلهذا احليوان غري العاقل تسن

رد إىل احملسوس، إمنا هو من قبيل خرق النظام، األمر الذي خيلق غموضا إن مثل هذا العنوان الذي يسند ا

.ايلعلى مستوى الداللة بالدرجة األوىل، و هذه هي حقيقة اإلبداع األديب و هنا يكمن أثره اجلم

طبعا، إن العنوان حيمل داللة معينة ثابتة يف نفس مبدعته ، لكن يف املقابل إن املتلقي سيشحنه جبملة من

ماذا تقصد الكاتبة : الدالالت ، انطالقا من ختمينات ختتلف من قارئ إىل آخر ، و السؤال الذي يطرح نفسه اآلن

، و هذا احتمال وارد نت حتلم به دائما نورالفضي كما كابالسمك ؟ هل تقصد السمك نفسه ، أي ذلك احليوان

ا تومئ من خالله إىل أمر آخرأم ، و هذا ما يسعى إىل كشفه كل قارئ ؟ أ

إن مثل هذا اللبس الذي قصدته الكاتبة قصدا يدخل يف نطاق اللعب باللغة، الذي هو من دواعي التخييل

قد و ، متلقيهيبدأ من العنوان املنفتح على دالالت كثرية ، ترتبط مبخيالت -كما هو واضح –إن التخييل . الذايت

، حيث لعنوان إىل التأسيس لفعل القراءةسيؤدي تساؤل ا: " ...حني قالت ت إىل هذا األستاذة فريزة رافيلأومأ

اه الفوضوية هذه إىل مفارقة لغويةسيتجه عن طريق كتابت يف العنوان التفكريل للبحث و ، مولدة ملنافرة داللية تفتح ا

حماوال فك شفراته اللغوية ، و هذا الطرح كله سوف خيلق للعنوان داللة عميقة تشتغل لصاحل املؤلف الذي وضع من

3."أجله ، تقود القارئ إىل استنطاق أسرار خطاب النص

.146:ص2008- 1ط-االنتشار العريب بريوتمؤسسة-)دراسة نظرية تطبيقية يف سيمانطيقا السرد(مستويات اللغة يف السرد العريب املعاصر:حممد سامل حممد األمني الطلبة:ينظر- 2- 2011جانفي –كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية جبامعة مولود معمري بتيزي وزو –مذكرة ماجستري –لتشكل الداليل يف رواية السمك ال يبايل إلنعام بيوض ا:فريزة رافيل- 3

.71:ص

Page 115: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

102

ياتها كل شيء منظم ببعثرة في ح: " لكي نفهم هذا العنوان نغوص قليال يف مي الرواية ، اليت تبتدئ مبا يلي

أين . هاجسها الدائم هو األلف عام التي سبقت مولدها. عمرها أربعة آالف سنة، حسب يقينها الراسخ. مدهشة

.كانت طوال القرون العشرة تلك ؟ كيف فاتها أن تخلف موعدا مع أهم حقبة في التاريخ ؟ حقبة ما قبل األديان

و يتخلل األثير ...و ينساب أسرابا متناغمة الحركة في الالوزن. ؟ السمك ال يباليما رأي السمك في ذلك

4".مفعما بعبق السنين

ا أهم موعد يف التاريخ، فاتتها حقبة ما قبل األديان، و أموقنة بأن عمرها أربعة آالف سنةإن نور إن . نه قد فا

لزمن ؟ هذا الكائن الذي يعيش بعيدا عن السطح هاجس نور هو هاجس الزمن، فيا ترى هل السمك يبايل با

"؟ذلكما رأي السمك يف " تطرح نور السؤال ...الرقراق ، و ينساب أسرابا متناغمة احلركة يف الالوزن

على هذا الزمن العتيق و احلقبة التارخيية اليت مضت و انقضت، فهل السمك يبايل به؟" ذلك"تعود لفظة

و لعلها كانت تقصد أن السمك ال يبايل بالتاريخ و الزمن، بل يكفيه أن يعيش يف .السمك ال يبايل: و تردف جميبة

تقول .. ايل باملكان و ال يبايل بالزمنفلعلها تقصد أن السمك يب.مكان، يستطيع أن ينساب فيه، مكان فيه حياة

: نور لوالدها

.أريد سمكا فضيا صغيرا من بحر بيروت ..."-

لتأكليه؟-

: احت باستهجان كبير ص-

.كال ، ألربيه في بحرة الدار-

:هذا الطلب الذي رأى فيه ربما اختيارا تعجيزيا لمدى محبته " نور"استغرب والد -

...لكن سمك البحر ال يعيش في الماء العذب -

.10ص :الرواية- 4

Page 116: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

103

5."و أغطسك في بحر بيروت لتري سمكه الفضي الصغير بأم عينيكبيروت،سآخذك إلى يهمك،و ال -

إذ حياة الزمن،، خنتزهلا يف عدم مباالة السمك حبركة "السمك ال يبايل " أن نستشف داللة أوىل للعبارة ميكن

و نربط مباشرة هذا التفسري بعبارة أخرى، كانت متثل . السمك مرتبطة باملكان، فأينما وجد املاء، وجد السمك

هاجسه الوحيد هو أن يجد الحياة حيث . عمره أربعة آالف سنة، حسب يقينه الراسخ"...: هاجس جنم الوحيد

.يوجد

.6"La vie , c’est là où on vit"

:إذن، ميكن أن نعقد مجلة من الروابط بني نور، جنم، و السمك

، و إن وجودمها ليس جمرد وجود قبلي، هذا العمر املوغل يف القدمتشرتك نور مع جنم يف العمر ال٭

الرواية ، فإضافة على الشاهد املأخوذ من" الف سنة عمره أربعة آ" زمين مادي، فكالمها

هل كانت أم إلياس متيقنة مثلها : "، ميكن أن نورد عبارة أخرى تؤكد على ذلك واملذكور أعاله

و كذلك جنم هو اآلخر، على يقني بأن عمره أربعة آالف . 7"بأن عمرها أربعة آالف سنة ؟

أنها المرأة التي تسكن كيانه، و التي انتظرها طيلة كان أحيانا يود أن يصرخ في وجهه ب: "سنة

طبعا ليس ألول مرة، فقد التقيا منذ : " بل و قد التقيا منذ أربعة آالف سنة8".أربعة آالف سنة

9".أربعة آالف سنة

: يشرتك جنم مع السمك يف الالمباالة، و هذا ما يظهر يف حوار دار بينهما٭

هل فعلت أشياء هذه األيام ؟-

أية أشياء؟-

-.....

.28/29ص :الرواية- 5 .121ص :الرواية- 6 .25ص:الرواية- 7 .171ص :الرواية- 8 .10ص :ةالرواي- 9

Page 117: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

104

ال يستطيع المرء أن يكون ذكيا مع األغبياء-

لكن ما عالقة هذا الموضوع بالسؤال ؟ هل فعلت أشياء هذه ...يشحذه اآلخرون غالباذكاؤنا صحيح ،-

األيام؟

".بياجيه" الذكاء هو ما نستعمله عندما ال نعرف ماذا نفعل ، هكذا قال -

ام؟تشرفنا ، لكن هل فعلت أشياء هذه األي-

.بما أنني ال أعرف ماذا أفعل فسأستعمل الذكاء-

ال تعرفين ماذا أم كيف؟-

10.ثم دعنا اآلن من كل هذا، فالسمك ال يبالي.ال بد أن تعرف ماذا حتى تتساءل كيف -

ما ها نور يف هذا احلوار ، إمنا تدل على عدم مباالة جنم ، فعنداليت تلفظ" السمك ال يبايل " رة إن عبا

، أجابها بكلمة تدل على ." الذكاء هو ما نستعمله عندما ال نعرف ماذا نفعل ، هكذا قال بياجيه" قالت له

لما فهمت نور عدم مباالة جنم ، متجاوزا بذلك كالمها ، ف..."تشرفنا: " عدم مباالته و عدم اكتراثه

، قامت بالتعريض لغاية "تباليالأنت" ، و بدل أن تقول " هذادعنا اآلن من كل: " ، قالت له هذه

إذ ليس ذكر نور هلذه العبارة عبثي أو اعتباطي، بل كانت "...فالسمك ال يبالي:"يف نفسها ، قائلة له

. تريد أن تصف جنم بالالمباالة

سبق أن ذكرت أن السمك ال يبايل بالزمن و إمنا يبايل باملكان، فحيث يوجد املاء يعيش السمك ، ٭

، و تقول الكاتبة على " يوجدهاجسه الوحيد هو أن يجد الحياة حيث" :نفس هاجس جنمو لعله

فهي أيضا ال تبايل ...11."هو مكانهافيهأي مكان في الكون يكون" : لسان نور يف موضع آخر

.باملكان، و لكنها تبايل بالزمن

ت جنم و مل يهتم ألمرها، أحبت نور كثريا السمك الفضي يف صغرها و مل حتصل عليه، و كذلك أحب٭

.أي مل حتصل عليه كذلك، لذا ربطت بني السمك و جنم

.11/12ص :الرواية- 10 .169ص :الرواية- 11

Page 118: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

105

ا ، يف "؟ هل السمك فعال ال يبالي "إن سبب تساؤل نور الدائم ٭ ، هو عدم إظهار جنم االهتمام

ا كل االهتمام ، و كانت يراودها شعور بذلك الذي يف نفسه ، إال حني كان يف قرارة نفسه مهتما

ا "؟هل السمك ال يبالي" أقصد "؟هل نجم فعال اليبالي" و دائمة التساؤل مل تكن متيقنة ،أ

و ما ميكن قوله عموما ، إن االرتباك الذي يتسم به العنوان ، بسبب إيغال الكاتبة يف اخليال ، يضفي عليه

.تأويالت المتناهية

الكتابة التداعوية)L’écriture associative(:

تتداعى الذكريات الدفينة لنور و تتدفق يف شكل مرتابط مستمر ، تطلق العنان ألحالمها ، فتسرتسل يف النبش

عليها مراقبة صارمة ، لتتحد يف املاضي و احلفر يف ذاكرة ال تستطيع أن تنسى ، خترج من الوعي الذي يفرض

ا ، تتخلص من كل ما كبتته لسنوات ، من عبئ ثقيل وعي الذي يفسح هلا جماال رحبا يف نفث كل ما بداخلهبالال

.أعىي كاهلها ، فتنطلق بطلتنا تروي و تروي ، دون أن تشعر القارئ بامللل ، ألن كل ما ترويه جديد يتجدد

ريات ، فذلك التذكر اهلائل لكل تلك الذكاية بشكل جلي ال خيفى على القارئنلحظ الكتابة التداعوية يف الرو

اخلروج و ية ، يربز نوعا من احلر القص، و الذي بقدر ما يكشف عن براعة فذة للكاتبة يفتتالية واحدة تلو األخرىامل

فمرورها على الطريق املؤدي .لك كسر للرتتيب الكرونولوجي كذلك، و يف ذية املعروفة يف الكتابة الروائيةعن النمط

اهلا خببدورهاللكنة الداغستانية الذي يذكرهاذكرها جبدها ذي، و دمشق تزائر البيضاء يذكرها مبدينة دمشقإىل اجل

حي حمي الدين بن "و الذي سيبعث يف خاطرها ذكرى أقدم و أعرق أحياء دمشق وأمها و البيت الدمشقي،

12.، و هذا يسلمها إىل ذكرى أخرى ، تلك اليت تتعلق بالضجة و األصوات املتعالية للباعة يف الشوارع "عريب

البطلة إىل /مث تتذكر الكاتبة شجرة النارنج العتيقة اليت ال ختلو منها دار، و من عامل الذكريات تنتقل الكاتبة

ترى فيه مريم .الذي راودها مرارا) الرؤية؟(كانت شجرة النارنج هذه ، تذكرها بالحلم " عامل األحالم و الرؤيا،

.12/13–الرواية : ينظر- 12

Page 119: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

106

أمام خندق حفر لتوه ، و رائحة التراب الندي تمأل األنوف .العذراء تضم إلى صدرها بحنان ثكلى ابنها المسيح

ال يظهر منهما .وقف بجانبها اثنان من الكهنة بلباس الخوارنة.تنتصب في الجهة األخرى من الخندق شجرة عجيبة .

مر يتكرر األ.ترفض متضرعة .تأمرها الشفاه بوأد ابنها . سوى زوج من الشفاه ، و زوجان من األيادي المتصالبة

هل كانت مريم تشك في (تستنجد مريم بطلب برهان على وجود اهللا .بصرامة أشد يعزوها الكاهنان إلى إرادة إلهية

مصدرة أصواتا لم تسمع نور .فتأخذ الشجرة في االهتزاز متمايلة) غلبت إيمانها-اإللهية–وجوده؟أم أن أمومتها

13".دها إلى اليومنظيرا لها في حياتها، و أضواء ملونة ال تستطيع تحدي

التخييل على مستوى الزمن:

و أوغلت يف القدم، هل يعقل أن يكون عمرها أربعة آالف سنة ؟ و هل ، غاصت نور يف أعماق التاريخ

.يعقل أن يكون عمر جنم أربعة آالف سنة ؟ فحسب يقينهما الراسخ ، عمرمها كذلك

مكان ، و كان أحد سبلها إىل ذلك إيغاهلا يف الزمن ، و لعل أي حتاول إنعام أن تبتعد عن الشخصية نور قدر اإل

ملاذا جعلت عمرها أربعة آالف سنة، و ملاذا جنم هو اآلخر متيقن من . قارئ يتساءل ، نفس التساؤل الذي طرحته

أن عمره أربعة آالف سنة؟

على منت الرواية رحلة " عة آالف سنة أرب" إن القارئ املثقف ذا احلس املتوقد سيتذكر مبجرد أن يرى تكرار

ابن القارح إىل العامل اآلخر ، حيث يطوف بني اجلنة و النار ، و يروي قصصا ختييلية طريفة ، يستعرض من خالهلا

.أبو العالء املعري ثقافته األدبية و اللغوية ، جامعا بني احلقيقة و اخليال

يف حديثه عن، "عود إلى ذكر الجنة " : الفصل الثالث املعنون ب جاء يف رسالة الغفران أليب العالء ، يف

يا عبد اهللا ، أخبرني عن الحور العين ، أليس في الكتاب : و يمر ملك من المالئكة ، فيقول ): "شجر الحور(

: فيقول الملك .*﴾)38(اليمنياب ألصح)37(ااب ر تـ ا أ ب ر ع )36(ا فجعلناهن أبكار )35(ء آ﴿ إنا أنشأناهن إنش: الكريم ؟

ضرب خلقه اهللا في الجنة لم يعرف غيرها ، و ضرب نقله اهللا من الدار العاجلة لما عمل من : هن على ضربين

.14ص:الرواية- 13

* .35/36/37/38سورة الواقعة -

Page 120: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

107

فأين اللواتي لم يكن في الدار الفانية ؟ و كيف : و قد هكر مما سمع ، أي عجب : فيقول . األعمال الصالحة

. من قدرة اهللا*اقف أثري لترى البديء: فيقول الملك يتميزن من غيرهن ؟

خذ ثمرة من هذا الثمر فاكسرها فإن هذا :فيتبعه، فيجيء به إلى حدائق ال يعرف كنهها إال اهللا، فيقول الملك

.الشجر يعرف بشجر الحور

**فيكسرها ، فتخرج منها جارية حوراء عيناءفيأخذ سفرجلة ، أو رمانة ، أو تفاحة ، أو ما شاء اهللا من الثمار ،

رق تـبـإني أمنى :فتقول. أنا فالن بن فالن : من أنت يا عبد اهللا؟فيقول : لحسنها حوريات الجنان ، فتقول ***

هذا كما جاء في :فعند ذلك يسجد إعظاما هللا القدير و يقول. بلقائك قبل أن يخلق اهللا الدنيا بأربعة آالف سنة

دع :و بله في معنى.أعددت لعبادي المؤمنين ما ال عين رأت، و ال أذن سمعت، بـله ما أطلعتـهم عليه:الحديث

14.و كف

، كال و معىن ، أما املعىن فواضحإن هذا النص الوارد يف رسالة الغفران يتناص مع ما ذهبت إليه إنعام بيوض ش

كان أحيانا يود أن يصرخ في وجهه بأنها المرأة التي تسكن : "قول جنم الصريح و أما من حيث الشكل فنجد

كيانه ، و التي انتظرها طيلة أربعة آالف سنة ، و شعر منذ أن التقى بها بانبعاث الشيء الذي مات فيه ذات صباح

15".تجمد فيه البخر ، و بأنه لن يسمح ألحد أن يسلبها منه

ا موقنة بأن عمرها أربعة آالف سنة، و باملقابل إن جنم هو ذلك الرجل فنور توغل يف ا ألزل السحيق إذ إ

ا قبل أن خيلق اهللا الدنيا بأربعة آالف سنة و حور العني، إذ حتيلنا " نور"مث إن هنالك عالقة بني اسم .الذي ميىن

.البديع: البديء *

.واسعة العني سوداؤها: عيناء ** .تدهش: تربق *** .139/140: ص -1964 -دط–ت للطباعة و النشر ، بريوت دار صادر و دار بريو –رسالة الغفران : أبو العالء املعري - 14 .171ص: الرواية- 15

Page 121: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

108

، 16"يا بيدها، ألحرقت مجيع املخلوقاتاء الدنالنور الذي يعلو حور اجلنة، فلو أطلت واحدة على السم" على " نو"

.فال غرو إذن يف أن يكون اختيار إنعام هلذا االسم مقصودا منها

الذي كان وجوده بوجود آدم و حواء، ؛ اخللق ادها إىل التساؤل عن بداية اخللقو لعل فضول إنعام بيوض ق

إىل توظيف اخليال حني تصبغ هذه احلقيقة بصبغة ، و هذا له صلة بالواقع ، لكنها تلجأ حني خرجت من ضلعه

شبه أسطورية إن مل نقل عنها أسطورية حقا ، ترى أن الذي كان سببا يف استمرار احلياة مذ آدم هو تبادله احلب

. مع حواء

خيلق اهللا تقول هذه األسطورة أن تاريخ احلب ال يبدأ من حواء و آدم، بل يبدأ منذ أربعة آالف عام قبل أن

هتارخيأواخللقهلذا فإن بداية القارح داخل مثرة من مثار اجلنة، و اخللق، حيث كانت تنتظر إحدى احلور العني ابن

، مع البشرالكون و املالئكة و - مثال - ذا خلق اهللا فلما. و تاريخ احلب هو اشتهاء اآلخر." و تارخيه هو بداية احلب

ئكة و املالبذاته ، و لكن عرب اشتهاء اآلخر ، خلق اهللا اآلخر الذي هو الكون أن اهللا كامل قائم بذاته و مكتف

، أما بالنسبة للبشر اآلدمي ، فاشتهاء اآلخر هو ٭ون﴾ د ب ع يـ إال ل و اجلن اإلنس ت ﴿و ما خلق: و البشر و اجلن

ذا صار الكل استكمال النقص ، ألن آدم خلق ناقصا عندما استل اخلالق أحد أضالعه و خلق حواء منه ، و

حين إىل اجلزء ، و اجلزء بدوره حين إىل الكل الذي انفصل عنه، و احلال هي مثل استكمال املعرفة ، فباآلخر أعرف

حواء و منها و آدم عرف أشياء كثرية عن طريق .اإلمكان معرفتها دون اآلخر هذانفسي و أعرف أشياء لن يكون ب

، فعندما خيرج من رحم أمه و يعطس و يصرخ كوريتبدأ البداية يف احلب مع بداية كل خملوق ذ و.الوقوع يف اخلطيئة

اآلدم يبحث ا، و عندما يظل هذو ينثرها يف الفضاء!) حواءه: (يف فضاء جديد ، يسل اخلالق من ضلعه الشمال

وقد ،صر كلها، و قد يفلح يف سعيهوروس املنثورة يف أرجاء معنها و حياول أن يلمها كما تلم إيزيس شظايا إيز

.83ص –2003- 1ط- احتاد الكتاب اجلزائريني-)دراسات يف اخلطاب الشعري اجلزائري املعاصر(- شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : حممد كعوان - 16

.56اآلية : سورة الذاريات ٭

Page 122: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

109

ا ال حتسن القص، يقتلها يف الصباحخيتطفها شخص آخر مثل شهريار، يتزوجها يف املساء و ا ، وكل ذنبها أ أو أ

17".جتهل أن القص بالنسبة لشهريار أهم من اجلنس

: ، منهاو تتضمن الرواية كثريا من الشواهد على أزلية احلب املفرتض بني جنم و نور

لحظة الوصال تختزل النساء كان انضمامه الوثيق إليها يجعله يحس بالمعنى الحقيقي للكمال، و كانت في "

18"قاطبة

. و ال مجال للتنظير فيها .كان نجم يعتقد جازما بأن العالقات بين الجنسين قائمة على ردود فعل بيولوجية بحتة"

و غيرها ، ليست سوى تراكمات سوسيولوجية ابتدعها اإلنسان لتقنين و أن مفاهيم مثل الحب و الوفاء و التعلق

لم هذا اإلحساس بالعنة إزاء بقية النساء ؟ لم يعد يسحره صوت سوى .لكن ها هو ذا يقع في بطالن نظريته. حياته

لحظاته ، صوتها ، و لم يعد يطمئنه دفء إال حين يالمس جسدها ، لم يعد ليومه طعم إن لم تشارك في لحظة من

19!"ال بد و أنه رد فعل بيولوجي: وفكر ساخرا

ذا النوع من التخييل ، الذي حاولت من خالله و قد كانت لفتة طريفة من إنعام يف تضمينها للرواية

فاملرأة اليت هي فرع حتن دوما ألصلها الذي هو الرجل ، و هذا انطالقا من " احلديث عن أزلية النقص البشري ،

ا ناقصة من دونه ، و الرجل كذلك حين إىل أصله عن طريق املرأة ك : و يف هذا الصدد يقول ابن عريب؛ 20" و

فإمنا حبب إليه النساء فحن إليهن ألنه من باب حنني : "و يقول ،21" املرأة جزء من الرجل يف أصل ظهور عينها "

.22".الكل إىل جزئه

دار اليازوري العلمية –كتاب الذكر و األنثى –كتاب السيدة : مقال لطراد الكبيسي - قراءات يف شعر عبد اهللا رضوان و نقده –ملتخيل و رؤيا النقد فضاء ا: زياد أبو لنب - 17

.117/118: ص -2004الطبعة العربية - األردن - عمان –للنشر و التوزيع .39ص :الرواية- 18 .143/144ص:الرواية- 19 .116:ص- شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : كعوان حممد- 20 .215:ص–دت –دط –دار الكتاب العريب بريوت ، لبنان -أبو العالء العفيفي:علق عليه- فصوص احلكم: حمي الدين بن عريب - 21 .املرجع نفسه و الصفحة نفسها- 22

Page 123: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

110

ذا النقص األزيلف ، و ربطته بزمن "جنم"، أقصد ي انسلت من ضلعهالذو حاجتها إىل الرجل ، نور شعرت

، أو ذلك الزمن ذلك الزمن الالمتوقف الالمتناهي،تيجة ذلك أن وجدت مشكلة مع الزمنفكانت ن. ختييلي

.املنقوص

لعب بغية إيهام لقد قامت إنعام باخرتاق الزمن و كسر النمط الكرونولوجي يف السرد ، فمارست نوعا من ال

.القارئ ، ألن مثل هذا التجاوز ينعكس بالضرورة على ختييل الشخصية البطلة

:الروائية هذا اخلرق للزمناملواضع من الرواية اليت كررت فيهو فيما يلي بعض ا

أين كانت .اهاجسها الدائم هو األلف عام التي سبقت مولده.عمرها أربعة آالف سنة، حسب يقينها الراسخ..."-

23."طوال القرون العشرة تلك؟ كيف فاتها أن تخلف موعدا مع أهم حقبة في التاريخ ؟ حقبة ما قبل األديان

الزمن ذلك ...كانت العالقة األكثر رسوخا و األكثر تأثيرا و هشاشة في آن هي تلك التي تربطها بالزمن " -

و أن االختالف ..أطول من دهرأكثف و نعيش برهة بشكلكانت تعتقد بأننا نستطيع أن.الالمتوقف ، الالمتناهي

24".في عمق العالقات و األحداث التي نعيشها ليس سوى مسألة توقيت

25."أحست فجأة بقهر آالف السنين يتصلب في حنجرتها" -

وات مت مسارها ، حدثت في سنو كل األحداث المزعزعة التي وص.حدث ذلك في كل مرة في سنة كبيسة" -

26."، و كأنها قربان للزمن المنقوص كبيسة

التخييل على مستوى المكان:

لقد تعددت األمكنة املشكلة للفضاء الروائي ، و كان هلذا بالغ األثر على نفسيات الشخصيات اليت ما إن

ترتك نور صديقة تستقر و تألف و تـؤلف حىت تغادر الديار تاركة وراءها األهل و األحباب ، و احلال هذه ،

: الطفولة رميا لتسافر من دمشق الطفولة إىل اجلزائر البيضاء ، مدينة البلور ؛ هذه املدينة اليت صنعتها خميلة رميا

.09ص :الرواية- 23 .54ص :الرواية- 24 .57ص :الرواية- 25 .69ص :وايةالر - 26

Page 124: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

111

و أوالدهم يلعبون بفصوص الماس و الآللئ . كل بيوتها من البلور الخالص ، يعيش فيها الناس في شفافية تامة .."

إال أن هذا التعدد يف املكان كان 27".ال قيمة لشيء مما يكتنزه الناس عادة.تو األحجار الكريمة في الطرقا

على إنعام ، إذ حمافظتها على ذكر األماكن احلقيقية " نور"شخصية ) Projection(مسامها حبق يف إسقاط

.كان أهم املؤشرات الدالة على التشابه بينهما

ت مشكلتها مع الزمن، بل و جيد القارئ اعرتافا واضحا على ذلك مث إنه مل تكن مشكلة نور مع املكان، كان

بل كانت تعيش نوعا من التبعثر . لم تكن نور تعاني من االنتماء العضوي إلى مكان ما": يف الرواية، إذ تقول

نت كا.الجغرافي الذي أصبح يشكل جزءا من قصتها ، جعلها تحس بأنها امرأة مترامية األصقاع مترامية األوجاع

28."العالقة األكثر رسوخا و األكثر تأثيرا و هشاشة في آن هي تلك التي تربطها بالزمن

فنظرا ، 29."أي مكان في الكون يكون فيه هو مكاني" : نور أكثر حني تقول يف موضع آخرقصديتضحو

تم باملكان ، ذلك احليز املادي ، إمنا املكان بالنسبة إليها هو الرقعة حلل نور وارحتاهلا الدائم منذ صباها ، مل تعد

.اليت يتواجد فيها جنم،حينها فقط تشعر باملكان

ز الذاكرة، حيفز إن املكان الذي تتحدث عنه الكاتبة هو املكان الذي يقبع يف الذاكرة، املكان الذي حيف

تستعيد ذكراه و هي " دمشق"تهاو إن املكان الذي عاشت فيه نور طفول.و األخيلة، حيفز على اإلبداعاألحالم

كاتبة، فدمشق تعيش يف ذات ال،30المكان النفسي أو المرتبط بالتداعي النفسيعنه، و هو ما يطلق عليه بعيدة

ا و ما جتان املصور من خالل حاجات النفس و املك" إن املكان النفسي هوو .و شعورهايف خياهلا و أحالمها ليا

ا من أحداث ي من خالل احلالة النفسية اليت يكون فيها الراوي شخصيات روائية ، و ليس املكان ، أووقائعحييط

31."املصور كما هو قائم فعليا ، دون تدخل شعوري و نفسي من الروائي

.87ص :الرواية- 27 .54ص :الرواية- 28 .169ص :الرواية- 2930

.08/12: ص - 2011-1ط-إربد،األردن- احلديثعامل الكتب-"دراسة يف تقنيات السرد"سطوة املكان و شعرية القص يف رواية ذاكرة اجلسد : األخضر بن السائح : ينظر - .110: ص -رجع نفسه ملنقال عن ا-15:ص.1994- 1ط-املؤسسة العربية للدراسات و النشر بريوت–الرواية العربية مجاليات املكان يف: شاكر النابلسي - 31

Page 125: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

112

و لعل قارئ الرواية ال يلمس املكان بوجوده املوضوعي أو الفيزيائي فقط، و إمنا يلمس ذلك املكان الذي

ا ، و تصنعه اللغة الشعرية و اخليال ، و لذا قد جيوز أن نطلق على حتمله الذا " دمشق الطفولة "كرة و تداعيا

. حبقشعريمكانتسمية

ا بعد طالقها من زوجها، نلحظ قيمة املكان لدى نور كذلك عندما تتحدث عن الشقة الصغرية اليت استأجر

:إذ تقول

بالمقارنة مع البيت الرحب ذي الطابقين و الحديقة التي تفننت في غرس كانت نور تحب شقتها رغم تواضعها "

لم يداخلها إطالقا أي شعور .أشجارها و أزهارها بشكل يجعلها مزهرة في كل فصل ، و الذي تركته إلى غير رجعة

.إلى األبدأنها ستتمتع بما تبنيهحيثما حلت تبني و ك.من صنف البنائين " ريما"فقد كانت كما وصفتها .بالندم

32".و حين تغادر، و هو ما يحدث غالبا، تتالشى قيمة المكان و تبقى ذكراه

فالتخييل مل ميس فضاء الرواية ، أي أن الكاتبة ذكرت األمكنة احلقيقية اليت عاشت فيها و حفرت يف

ا نقوشا أبدية ازية اليت ا.ذاكر ستعملتها الكاتبة يف تشبيه األمكنة ، كما و لعل التخييل متثل يف بعض التعبريات ا

فنسبة الطفولة إىل دمشق إمنا هو من قبيل ، " دمشق الطفولة " شبهت نور مدينة اجلزائر مبدينة البلور ، و مثل

از الدال على مدى األثر الذي تركته هذه املدينة يف نفس نور .ا

لى املكان يف الرواية صبغة رستها الكاتبة هي اليت أضفت عوما ميكن قوله ، أن الكتابة التداعوية اليت ما

، و أخرجته من ذلك املفهوم املادي الضيق ، إىل حقل اخليال و الشعرية ، و إن مل يكن هذا ختييال ذاتيا روحية

، لكن املكان اكتسى طابعا ) أي أن الكاتبة مل جتعل األحداث تدور يف أماكن من صنع خياهلا (مبعناه الصحيح

، إذ ذكر الراوية ملكان خدم املكان التخييل الذايتخاصا بفعل التخييل الذايت ، بل بقدر ما خدم التخييل الذايت ا

، أهي رواية سريية أدى إىل وضع الرواية موضع تساؤلهو الذي" نور"لألماكن احلقيقية اليت جالت فيها البطلة

ختييل ذايت ؟أم

.46ص : الرواية - 32

Page 126: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

113

اللعب باللغة:

لقراءة ملء للبياضات املتناثرة عرب النص املعطى ، و تتعدد القراءات حبسب تعدد القراء و حبسب إن ا

، مبعىن آخر ، فليس األدب فقط حماكاة للواقع و ال " دعوة إىل اللعب " مستويات القراءة ، حيث يصري النص

:شكلنيالقارئ للنصمالعبة حقال للمعارف ، بل أيضا فضاء لغويا مفتوحا على األدلة ، و ميكن أن تتخذ

رئ مع النص، ، حني ال يكون اللعب مقننا بالكتابة ، بل بالعالقة الشخصية اليت يقيمها القاشكال جماوزا للنص-

.أو بالقفز على بعض مناطقه و نزواته أن يقرأه باإلجهاز عليه، حبسب أهوائه حيث ميكنه

كتابة ، فيكون القارئ وحده من يستطيع السيطرة على الرتاكب ، حيث يكون اللعب مقننا بالشكال حمايثا للنص-

33.السنين للنص و على تعدد مناطق اإلصغاء له

ا النص األديب، حياول القارئ دوما القبض على األفكار و اخلواطر اليت و من خالل القراءة الثانية، و اليت يقرأ

.طرحها الكاتب يف عمله اإلبداعي

يلحظ القارئ استعمال املؤلفة جمموعة من العبارات الغامضة اليت حتري القارئ فعال، " مك ال يبايل الس" يف رواية

فيطرح مجلة من التساؤالت، ماذا قصدت املؤلفة بذلك ؟ ملاذا أوردت هذا اللفظ يف هذا املوضع ؟ ما هي العالقة

اليت تربط بني لفظني يبدوان متناقضني ؟

إمنا ، )بعثرة منظم،(كلمتني متضادتني فاجلمع بني ،"ي حياتها كل شيء منظم ببعثرة مدهشةف: "مثال يف قوهلا

34)اللغةكما جاء يف معجم مقاييس(التأليف و الدالة على الرتتيب كلمة منظمف.هو من اجلمع بني املتناقضات

" نور"ري عن احلياة اليت عاشتها ، فكأن الكاتبة عجزت عن التعبدالتبدت و تالدالة على التشالبعثرةكلمة عكس هي

ا، ا النظام و البعثرةأو الكيفية اليت عاشت .يف آن واحد، إن مل نقل كل املتناقضات حياة يتجاذ

.94/95: ص –شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : حممد كعوان - 33

).ن ظ م(مادة.نكتاب النو - 5ج-اللغةمقاييسمعجم : فارس بن زكريابن أمحدأبو احلسني: بنظر- 34

Page 127: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

114

و يكشف لصوانية المنحتة بفعل العواملر اراح الضباب السديمي يلف شيئا فشيئا الصخو و" :و كذلك يف قوهلا

35."النديةزنجرةالمعن رؤوسها المكسوة بالطحالب

فالسني و الدال وامليم أصل يف شيء ال ( على عدم االهتداء الدالة ) مد س (مناملشتقة" السدميي" فكلمة

على اختالط األشياء و عدم الروايةيفتدلقد، 36)يهتدى لوجهه، و من ذلك السكران الذي ال يهتدي لوجهه

ا إىل احلالة األو قدو ،متايزها .ىل للكونيشار

.حقا يف اللعب باللغة، بل و كانت العبة ماهرة، و هذا ما سيتبني فيما سيأيتإنعامأجادت

، فقد مررت جبملة من العبارات و األلفاظ اليت بقدر ما " السمك ال يبايل " لقد راودتين أسئلة كثرية و أنا أقرأ

ا ، وجدتين أبادر إىل حماولة فك رموزه ، حيث وظفت مجلة صوفيلعبت إنعام باللغة من مدخل . ا استأنست

من العبارات الدالة على املعاين الصوفية ، إذ اختبأت وراء لعبة تغيري املواقع بالنسبة لأللفاظ و تغيري الدالالت ،

ا حتيل على نصوص غائبة تستمد منها ش ا الروائي هذا ، إضافة إىل كو رعيتها فكانت تلك مواطن التوتر يف خطا

: و من بني املواضع اليت ورد فيها لعب باللغة و خلخلة لداللة البنية اللغوية يف الرواية ما يلي .الصوفية

.يقال إن حزمة النور هذه هي إشارة لحضور إالهي"

.37" اسمها نور

: قالت له مرة دون مقدمات "

المحظوظون المكشوف عن صدورهم ، يستطيعون ماذا لو كان هذا الكون يتألف من مستويات متوازية ، و -

التنقل من مستوى إلى آخر كيفما شاءوا ؟

.30ص :الرواية- 35 ).س د م(مادة-كتاب السني- 3ج-اللغةمقاييسمعجم : فارس بن زكريابن أمحدأبو احلسني: بنظر-36 .09ص :الرواية- 37

Page 128: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

115

لكن تيارا مبهما سرى في أوصاله آنذاك، و توقع أن يكون .لم يفهم وقتها إن كان قولها سؤاال أم تأكيدا لمسلمة-

38."لها ميوال صوفية

39".رحلة إلى المطلق. م عن العالم الماديو صارت السيارة و كأنها تمخر عباب الفضاء، انفصال تا" -

، فهي على يقني أن الصوفية اعتباطاكالعالم المادي و رحلة إلى المطلق إن الكاتبة ال تنثر كلمات

احلس و الغيب ، و لعل هذا ما جعل سلوك الصويف ليس جمرد سلوك معريف بل رحلة ممتدة بني عاملحتاول التأليف

احملدود ) عامل املوجودات( العامل املادي لرمزية للوجود ، لذا جاءت اللغة الصوفية تسعى للتأليف بنيداخل الشبكة ا

ائي و لعل إنعام بيوض حتاول أن ترتفع باللغة الروائية من مستوى التعبري املباشر إىل 40.و العامل الروحي الال

و الرمز ؛ األمر الذي يؤدي إىل انفتاح النص الروائي على مستوى التعبري اخليايل الذي يعتمد على التلميح و اإلشارة

.الـتأويل الالمتناهي

لكنها كانت تشعر بأنها مأخوذة بتلك الموسيقى السماوية نفسها ، التي تنبعث من " : و تقول يف موضع آخر

ي دورات حلزونية مطردة كل النصوص ، و تحس إزاءها بأنها كائن شفاف نفوذ يتمايل طربا و جزال على نغماتها ف

.41" ترفعه كما في رقصة الدراويش إلى سدرة المنتهى

ينتهي إليها ما يعرج من األرض مسيت كذلك ألنهعة، و و سدرة املنتهى شجرة عظيمة جدا فوق السماء الساب

ا ، أو النتهاء علم املخلوقاها ما ينزل من اهللا من الوحي و غري ينزل إليهو ، فوق السموات واألرضت إليها أي لكو

و االنتهاء إىل أعلى املراتب و قد تشري سدرة املنتهى يف الرواية إىل البلوغ 42.فهي املنتهى يف علوها أو لغري ذلك

، و اليت تنتهي بفناء مات املختلفة يف الطريق حنو اهللاليت يتحدث عنها الصوفية، الذين يرتقون يف األحوال و املقا

.11ص :الرواية- 38 .36ص :الرواية- 39- ماي–العدد السابع –زائر اجل–ورقلة –جامعة قاصدي مرباح –األثر جملة اآلداب واللغات –اهلاجس اإلبداعي يف الكتابة الصوفية عند ابن عريب :احلميد هيمه عبد : ينظر - 40

.226ص - 2008 .100ص :الرواية- 41دار اإلمام مالك –ن معال اللوحيق عبد الرمحان ب: اعتىن به و حققه-حممد بن صاحل العثيمني: تقدمي –تيسري الكرمي الرمحان يف تفسري كالم املنان : عبد الرمحان بن ناصر السعدي- 42

.768ص - 2009-ه1430- 1ط- اجلزائر-

Page 129: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

116

لبقاء باهللا ،و يف مقام الفناء يتخلى الصويف عن القول و يتحول مستمعا ، و هذا ما حدث الصويف عن ذاته و ا

43.البن عريب بعد بلوغه سدرة املنتهى

44"ساهية عن كل ما يحيط بها، و شاردة عندما ال تكون كذلك . كانت تمثل الغياب بكل حضرته : "يفو كذلك

45."إشارة لحضور إالهييقال إن حزمة النور هذه هي: " و قوهلا كذلك

، و الغياب غيبة القلب عن علم ما جيري من دات اليت تدور على ألسنة الصوفيةفالغياب و احلضور من املفر

أحوال اخللق الشتغال احلس مبا ورد عليه، مث قد يغيب عن إحساسه بنفسه وغريه بوارد من تذكر ثواب أو تفكر

، فمر حبانوت حداد ، فرأى )رضي اهللا عنه(ب إىل ابن مسعود عقاب، كما روي أن الربيع بن خيثم كان يذه

تذكرت كون أهل النار يف "فقال : احلديدة احملماة يف الكري، فغشي عليه ومل يقف إىل الغد، فلما سئل عن ذلك

46.، فهذه غيبة زادت على حدها حىت صارت غشية"النار

ن اخللق حضر باحلق على معىن أنه يكون كأنه حاضر، أما احلضور فقد يكون حاضرا باحلق ألنه إذا غاب عو

وذلك الستيالء ذكر احلق على قلبه فهو حاضر بقلبه بني يدي ربه تعاىل، فعلى حسب غيبته على اخللق، يكون

47.حضوره باحلق، فإن غاب بالكلية كان احلضور على حسب الغيبة

يل اللعب باللغة، فالرواية ليست نصا صوفيا باملعىن و ال شك أن إنعام تقصد توظيف مثل هذه األلفاظ من قب

احلقيقي كما هو متبني ، فهي تستعري ألفاظا صوفية ، حتاول التعمية و اإليهام من خالهلا ، و لعل مثل هذه

الذي كثريا ما يغري قانون اللغة بنقل األلفاظ من معىن املطابقة *املراوغات اللغوية تدخل يف صميم االنزياح

)Dénotation( إىل معىن اإلحياء)connotation( حيث إن معىن املطابقة جيعل الكلمة عاجزة عن أداء ،

.228ص –اهلاجس اإلبداعي يف الكتابة الصوفية عند ابن عريب : عبد احلميد هيمه : ينظر - 43 .148ص :الرواية- 44 .09ص :الرواية- 45 .133:ص ، دتهاين احلاج، املكتبة التوفيقية، دط،التصوف، حتقيق ودراسةعلميفالرسالة القشريية: عبد الكرمي بن هوازن القشريي النيسابوري -46

.134ص : نفسهاملرجع - 47انفعالية و اإلحياء ، و ذلك جبعله لغة الشعر يستند مفهوم االنزياح عند كوهن إىل الفرق الذي حدده بني الشعر و النثر ، و ما يعمق هذا املعىن لديه هو متييزه بني دالليت املطابقة*

.و داللة املطابقة تشري إىل االستجابة العقلية، و داللة اإلحياء تشري إىل االستجابة العاطفية. عاطفية ، يف حني تقرتب لغة النثر لديه من العلمي و العقلي

Page 130: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

117

الوظيفة اليت تسندها إليها اجلملة،و لكن املعىن اإلحيائي ميثل مكان معىن املطابقة املعطل ، حينئذ تتناسب الكلمات

48.على املستوى اإلحيائي

إني أدوس" بالصوفية حني تسرد اجلدة لنور قصة عن شيخ كان يردد باستمرار نلحظ كذلك تأثر الكاتبة

يف محي الدين بن عربي و عرفت نور فيما بعد أن القصة اليت حكتها اجلدة كانت تروى عن . "على ما تعبدون

: ن عربياب، بعد أن حاول تفسير عبارةالسلطان سليم هو الذي اكتشف كنزاحيث يروى أيضا أن " ظروف مغايرة،

49."و هو الذي نذر المال لبناء األوقافمعبودكم تحت قدمي

سعهما و أغمضت فناءه و فتحت ذراعيها على و لتعرج بعدها على المعبد حيث توسطت ...": وكذلك يف قوهلا

50..."عينيها و راحت تدور كالدراويش الصوفية

، حق أن أقول أن تأويالت هلاو بعد إعطاء مجلة من ال"السمك ال يبالي "كثرية يف فهم عبارة و بعد حماوالت

فنجم نفسه مل جيد املعىن اليت كانت تقصده نور منها ، إال أنه كان حيب ؛ عبارة من قبيل اإلشارة الصوفية هذه ال

ما ال أوردت هذه العبارة لتقول ما ال يقال، و و لعل إنعام قد . هذه العبارة حني تنطقها بنربة ختتزل حكمة الرسل

و البحث عن املعىن عند من يتبىن الكتابة على منط املتصوفة ..."ومنه كانت اإلشارة و اإلحياء. يقال هو رؤيا الصويف

و الصويف يقصي املعىن أو يعتربه قاصرا ، .يشبه البحث عن إبرة يف ركام من التنب، ألن الصوفية ال يبنون معىن ما

51".ا النظري الكامل يف كتابات ابن عريباليت جتد إطاره" العماء " مؤكدا فكرة

: ص-2011-1ط- اليازوري عمان،األردنداروالتوزيع سات اجلامعية والنشر ومؤسسة محادة للدرا-دراسة يف مجال العدول-شعرية االنزياح:محر العني خرية: ينظر- 48

137/136. .91ص :الرواية- 49 .197ص :الرواية-50

.46:ص-1996-1ط- دار الثقافة للنشر و التوزيع،الدار البيضاء–رهانات احلداثة أفق ألشكال حمتملة : صالح بوسريف - 51

Page 131: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

118

كم كان يحب هذه العبارة حين تنطقها بنبرة ! السمك ال يبالي " :بقوهلاإىل ذلكو لعلها أرادت أن تشري

كان . كان يحاول أن يجد فيها عيبا. تختزل حكمة الرسل، و تدعو السامع إلى االمتثال لتيار قوي الكون الخفية

52".يستطيع رجل واحد أن يتحمل كل هذا الدفق دون أن يشعر بالنقص ال. عيبها كمالها

يف صنع داللة روايتها و بعدها التخييلي ، بل إن عملها ) Linéaire(إن إنعام ال تسري يف اجتاه خطي

تاد ، و لعبها الروائي هذا قائم على التشظي و االنشطار ، حيث تدعو قارئها إىل رؤية العامل بصورة مغايرة عن املع

ع اللغوي هذا من زاوية صوفية، عن طريق كتابة ترميزية ، و تركيب األزمنة و تداخلها اليت حطمت نسق التتاب

.نسفت األساس الكرونولوجي ، هو الذي أعطى الرواية طابعا خاصا و

ف عن صدورهم ، ماذا لو كان هذا الكون يتألف من مستويات متوازية ، و المحظوظون المكشو : "و قوهلا

الذي يركز ) Le lecteur naïf(فالقارئ الساذج ، " ؟ يستطيعون التنقل من مستوى إلى آخر كيفما شاءوا

شري إىل و لعل الكاتبة تاليت تدور يف فلك حديث الصوفية ،على املضمون قد مير مرور الكرام على هذه العبارة ،

، و وحدهم هؤالء لت الكون يف شكل مستوياتر من الكل ، و ختي، الذين هلم حظوظ أكثالسعداء املنرية بصائرهم

و بساطتها إال و على الرغم من عدم فخامة أسلوب هذه العبارة.السعداء يستطيعون التنقل من مستوى إىل آخر

Le(أن القارئ الفطن lecteur averti " ( الذي يتجاوز املضمون إىل أفق انتظار أكثر رحابة و انفتاحا يبحث

.53" ن مجالية تقدمي هذا املضمونع

La(إن القراءة الفطنة lecture avertie (قراءته للرواية تستدعي بالضرورة منوذج القارئ الذي تتعدد

، و قدرته ارب الروائية احمللية و العامليةو مبقدوره أن يوظف معرفته القبلية و كذا اطالعه الواسع على التج، العربية

.144ص :الرواية- 52-1ط- الدار العربية للعلوم ناشرون،منشورات االختالف و دار األمان بالرباط-)روايات إدوار اخلراط منوذجا(اسية اجلديدة يف الرواية العربية احلس:عبد املالك أشهبون :ينظر - 53

.33:ص .2010

Page 132: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

119

، و تبديل احلساسية ذاكلية التحول الثقايف اليت أدت إىل تغيري رؤية العامل لدى هذا الروائي أوعلى استكناه عم

54.، و بالتايل إنتاج أمناط ثقافية و معرفية ، و أشكال للكتابة األدبية مل تألفها الرواية العربية من قبلاألدبية

، و قد ال يفهم القارئ الرواية من داع و التخييلمقدرة فذة على اإلب" للسمك ال يبايل " يكتشف أي قارئ

ذا ف الروائية لبعض األلفاظ الصوفيةأول قراءة ، فيعيد القراءة ملرة ثانية ، يستنتج من خالهلا توظي ، و لعلها تسعى

بات الصوفية جمال اإلبداع ، و ال خيفى على أحد كيف اقتحمت الكتاة إىل إنتاج منط جديد يف الكتابةاحملاول

، فلم إذن ال تقتحم املعاين الصوفية اإلبداع الروائي ؟الشعري

أراد .اكتشف و هو ينظر إلى بستانها الذي يكشف أكثر مما يخفي ، بأنه كان المدعو الوحيد " :فمثال قوهلا

:ةل إكسير التفاحأن يقفل راجعا ، لكنها شدته من يده و أجلسته فوق السرير و قالت له بلهجة ضمنتها ك

55."نتعشى أوال ، ثم نطفئ الشموع -

، و قد ال جيهد نفسه عناء البحث عن معناها "إكسير التفاحة"فقد ال يفهم القارئ قصد الكاتبة من قوهلا

يف املعاجم، ذلك أن غالبا ما تـقرأ الرواية لتحقيق املتعة و اللذة ،و ناذرا ما جند قارئا لرواية ما جيهد نفسه يف شرح

.اين األلفاظ مفردةمع

و ذلك العصر الوسيط ،و تناول العرفانيون اخليال و مثلوا له برموز مأخوذة من تصورات علمية كانت شائعة يف

م أملوا من الكيمياء ، و من الفيزياء بالضوء و األسطح العاكسة ، ومن اجلغرافية جبيولوجية التكوين باإلكسير*أ

تفسري اخليال بواسطة هذه العلوم اجتاها ختتلط فيه احلقيقة بشوائب من الثقافة الشعبية األول لألرض ، و اجتهوا يف

.و بطائفة من التصورات العرفانية

.السابقنياملرجع و الصفحة :ينظر- 54 .132ص : الرواية- 55

*ا تكوين الذهبالكيمياء و مل يقتصر اهتمام العرب و غريهم على موضوع حتويل املعادن إىل ذهب و فضة،بل عرض لتحويل .و الفضة بالصناعةهو علم ينظر يف املادة اليت يتم

بعالمة التعريف Alchimieخمتلف املعادن بعضها إىل بعض ، و هذا العلم غري علم الكيمياء املعروف، و لذلك يفرق احملدثون بينهما يف التسمية فيسمون هذا البحث

دار اهلدى ، عني - اعتناء و دراسة أمحد الزعيب –مقدمة ابن خلدون :عبد الرمحان بن حممد بن خلدون: ينظر .(بعالمة التعريف األجنبيةLa chimieيسمون علم الكيمياء ة،و العربي

.)579ص -دت- دط–مليلة اجلزائر

Page 133: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

120

ري عن معتقد تعباإلكسيرو معلوم أن . فقد ضربه العرفانيون مثال، و رمز به ابن عريب للخيالاإلكسير أما

، حبيث تتحول مبثاقيله مركب كيماوي يبدل أعيان األشياءعن طموح إىل، عرب به اإلنسان شاع يف العصر الوسيط

و اإلكسري مادة تنتج عن حل األجسام إىل أجزائها الطبيعية، و قد زعموا قدميا 56.إىل ذهب خيطف بريقه األبصار

النحاس بعد بأنه يلقى منه على اجلسم املعدين املستعد لقبول صورة الذهب أو الفضة ، مثل الرصاص و القصدير و

م بالروحأن حيمى بالنار ، فيعود ذهبا إبريزا ، و يكنون عن ذلك اإلكس ، و عن اجلسم ري إذا ألغزوا اصطالحا

57.الذي يلقى عليه باجلسد

الذي حتمله على املعىن فيجسده اإلكسيرو يف هذا السياق ذكر ابن عريب يف الفتوحات أن اخليال صاحب

رد و جيسد املعىن و.يف أي صورة شاء هكذا ترتبط رمزية املركب الكيماوي بداللة على أن اخليال يشخص ا

58.مما يعين أن يف اخليال قدرة على أن جيعل األشياء ختالف طبائعها األوليةصور،بإدخاله يف قوالب

املرأة خرجت ..." فاحلكيم يقول ؛إن قضم آدم للتفاحة بطلب من حواء هو الذي أخرجه من اجلنةبعضقول الي

، و كانت بذلك حواء سببا يف معصية آدم لربه، فغريت هذه احلادثة 59... "من اجلنة وأخرجت آدم بسبب تافه

كسري أي سبب تغيري أوضاع و كانت التفاحة هي اإل آدم إىل األرض،جمرى احلياة و جمرى التاريخ، إذ كان هبوط

ذا فقد أخذت كلمة ،األرضبشر من العيش يف اجلنة إىل ، إذ انتقل الاحلياة معىن السبب املغري و " اإلكسري"و

.الناقل من حال إىل حال أخرى

حني كانت - و اليت أصبحت فيما بعد زوجته - كذلك إن احلادثة اليت وقعت لنجم مع زميلته يف كلية الطب

.داراة محل فاضحسببا يف ارتكابه للمعصية، هي مبثابة اإلكسري الذي غري حياته، فقد تزوجها مل

.103/104ص –اخليال مفهوماته و وظائفه : عاطف جودة نصر - 56 .579/580ص -املقدمة: بن خلدونا–ينظر - 57 .104ص –اخليال مفهوماته و وظائفه : عاطف جودة نصر - 58 .91:ص-1997-دط-منشورات احتاد الكتاب العرب-)حتليل- تنظري–تاريخ (املسرحية يف األدب العريب احلديث:وسىاملخليل - 59

Page 134: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

121

استدارت جفلة و أشرقت أساريرها بابتسامة " : يف موضع ثان من الرواية " إكسير"تستعمل إنعام كلمة

.60..".عكست كل أبهة المغيب و سرى صوتها في أوصاله كاإلكسير

آدم و حواء بعد قضمربما كذلك الذي خامر: "ذا املعىن يف موضع آخر ، إذ تقولتكرر الكاتبة ه

ا سب، 61" التفاحة ام حواء بكو ، و إىل لعب لغوي من با يف إخراج آدم من اجلنة من جهةو لعلها ترمي إىل ا

. عة الصوفية اخليالية من جهة أخرىخالل إحالتها إىل لفظة ذات النز

ا تغري حياته و تسعده ، يقول الدكتور سامح الرواشدة يف وقفة له على كتاب و مع ذلك فاملرأة إذ حيبها الرجل فإ

و التجدد و الدميومة ، و هي إكسري احلياة ، فاملرأة هنا متتلك قوة على التغيري ، إن السيدة سر احلياة" :السيدة

62..."و حياتهفتصبح مليكة تتحكم يف وجوده و هي من جانب آخر تتجاوز حدود املرأة العادية

اهللا عز (النور من أمساء،وصوفية الالمتناهيةاته إمنا اختارته إنعام لداللته الرمزية المث إن اسم نور يف حد ذ

، و قد يطلق على كل ما يكشف وجود الظاهر يف صور األكوان كلهاو هو جتليه بامسه الظاهر ، أي ال" ، )وجل

63".املستور من العلوم اللدنية و الواردات اإلهلية اليت تطرد الكون عن القلب

، عرية، اليت هي يف ظين لعب باللغةجيد قارئ املقطع اآليت املتمثل يف رسالة بعثتها رميا إىل نور شيئا من الش

ا التخييل الذايت على نار...إلى نور : " اسرتسال و حرية يتميز

وف في أثر السراب ليس و سعينا المله. حياتنا ليست عقاب، و حلوها و مرها الملفوف بالضباب، سينجلي

64".الموت باب فليس دون باب.. ل افتحي األبواب ال تقلقي، انتشري ب. سوى إياب

.168ص :الرواية- 60 .121ص :الرواية- 61 .ر لعبد اهللا رضوانشع:كتاب السيدة .93: ص،،وقفة مع كتاب السيدة شعريةاملرأة و إنتاج الصورة ال:مقال لسامح الرواشدة بعنوان–)دهقراءات يف شعر عبد اهللا رضوان و نق(فضاء املتخيل و رؤيا النقد :زياد أبو لنب - 62 .42: ص –شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : حممد كعوان - 63 .45ص :الرواية- 64

Page 135: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

122

بأن كل ما يسعى إىل حتصيله اإلنسان بلهفة ما تبعث رميا إىل نور الرسالة للتخفيف عن آالمها، خمربة إياها

.ابهو إال سراب، و أنه ال مناص من املوت، الذي هو آخر ب

النور والنار من رموز اللغة الصوفية اليت وجلت من خالهلا إنعام إىل عوامل النفس املظلمة ، فتسعى من

ا، حيث تنجلي احلياة مبرها و حلوها ا الكاتبة الواردة أعاله تشري من خالهل" سينجلي"و كلمة . خالهلا إىل إضاء

65".فاء، الذي هو ما يظهر للقلوب من أنوار الغيوب حلظة كسر حجاب اخل" و هي إىل حلظة التجلي،

إذ التضاد بنية لغوية تعبريية هامة يف التصوير الصويف، " تستعمل الكاتبة يف هذه الفقرة لغة التضاد بوضوح،

، ) مرحلو : (و من ذلك.66" فعرب هذه الطاقة البالغية يشكل الصويف مفارقات اإلنسان يف الوجود و احلياة

).موت حياة (، ) سينجليالملفوف(

تتحقق املوسيقى عرب بنية التكرار، و هذا ما حيققه اجلرس املوسيقي النابع من اإليقاع الداخلي الناتج عن

اية بعض الكلمات و تكراره حيدث .السجع الذي يضفي مجاال و رقة من خالل موسيقاه و بروز صوت بعينه يف

:و هو صوت شفوي جمهور على التعبري عن داللتني الباءو ال أقدر من . ملتلقيإيقاعا معينا يف ذهن ا

ال بد من أن تتواءم رسالة رميا ، فكان عف و قهر نفسيني تعاين منهما نورتعرب عن حالة ض: داللة نفسية-

.نفسيتهاو

.فحرف الباء الساكن مييل غالبا للحزن و االنكسار:داللة جمالية -

ثر كبري يف حسن الكالم، و قيمة كربى يف انعطاف النفس حوله و إصغاء األذن إليه، كما أنه إن فللسجع أ

67.أحسن استخدامه يسهم بصورة فعالة بالغرض من العبارة

.73ص –شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : حممد كعوان : ينظر - 65 .53ص -2007- 1ط-بريوت لبنان - لعريبمؤسسة االنتشار ا) ديات التصوير الصويف يف كتاب اإلشارات اإلهلية أليب حيان التوحيمس(اشتعال الذات:حممد املسعودي : ينظر- 66 .11: ص- 1993-1ط–دار األرقم للطباعة و النشر و التوزيع - يف السجع و الفاصلة القرآنيةدراسة بالغية: عبد اجلواد حممد طبق- 67

Page 136: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

123

زاله يف الذاكرة لسهولة ترداده و باإلضافة إىل التأثري النفسي للسجع فإنه يساعد على حفظ الكالم و اخت

هذه آخر رسالة كتبتها رميا لنور ، و لعلها قصدت أن تكتبها مسجوعة لكي تبقى ، فقد كانت 68تذكرهو

.حمفوظة يف ذاكرة نور ، كي ال تنساها أبدا

إن الداللة الصوفية تظهر كذلك من خالل الصورة الكونية اليت تقوم بوصفها الروائية، فنور حمبة للبحر عاشقة

الألمكنة اليت عاشت فيها و تتداعى هل ينساب و .السمك ال يبالي"...: جند هذا يف بداية الرواية مثال .ا ذكريا

و يتخلل األثير مفعما .لسطح الرقراق للمويجات المتزاحمةيالمس هدير الكون ا.أسرابا متناغمة الحركة في الالوزن

سنا،لتنعكس بقعة تنصب فيه حزمة من خيوط.يلملم أشتاته في فضاء يتسع لبرهة .بعبق السنين،و أصوات األزل

69."يقال إن حزمة النور هذه هي إشارة لحضور إلهي.من نور على وجه المياه الرجراج

70."البحر أكثر رتابة و إلحاحاالمكان حتى أصبح نداءما إن لفتها وحدة: " قوهلايفكذلكو

زيل، و حب الكون و مظاهره عند هذا املقطع دليل على عشق نور جلمال الطبيعة، اجلمال املطلق األلعل

.املتصوفة هو من صور احلب اإلهلي

يشع، عينيها الواسعتين السوداوينو ال يبقى فيها ما ينبئ بالروح سوى" و قد مير القارئ على هذه العبارة

فهما و على األكثر يكتشف شكل عيين نور،دون أن يعريها أدىن اهتمام ، أ71..."منهما بريق ذكاء مبرمج

العني هي اإلشراقة" ، و يدرك أن به إىل داللة العني عند املتصوفة، إال أن القارئ الفطن يتنواسعتان و سوداوان

.12ص :السابقاملرجع - 68 .09ص :الرواية- 69 .204ص:الرواية- 70 .11ص :الرواية- 71

Page 137: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

124

األوىل يف وجه احلبيب ، حيث تغطي نقص بعض األجزاء ، كما تعترب منبع النظرة الثاقبة اليت هي اخرتاق لألفق ،

72."بل هي غطاء الشخصية و العبقرية

ا ربطتهما بالروح، و هذا دليل على إن ذكر العينني عن سائر أعضاء اجلسم كان مقصودا من قبل الكاتبة، مث إ

.إشارة صوفية منها

و حني قال كل ،ل الذي جسدته الكاتبة على الزمان، حني أشارت إىل الزمن املنقوصو إذا رجعنا إىل التخيي

، إذ إن جنم يوجد احلياة أينما وجد( ، و بأن ال أمهية للمكان عندمها و نور بأن عمرمها أربعة آالف سنةمن جنم

. ، فإن هذا أكرب دليل على اللعب اللغوي الذي متارسه إنعام على منت الرواية )نور جتد احلياة أينما وجد جنم إنو

قوم ، مث إن النص الصويف ي73ي فالتجليات اإلهلية تعطل البعدين ؛ املكاين و الزماين ، حيث يـلغى زمن البقاء الدنيو

74.، ليبين زمنه اخلاصو ينسف األساس الكرونولوجي للزمن، و حيطم نسق التتابع على تركيب األزمنة و تداخلها

و إن ما مييز الزمن الصويف هو تكسريه حلدود الزمن الطبيعي و نقضه حلركته املطردة يف تتابعها، فهو يرغم هذه

و متثل حلظة تكسري ...ها حيث خيلق نظامه الزمين اخلاص، القابل لالستعادة على الدواماحلركة على تغيري مسار

الرؤيا، الذي يشتغل على سد آفاق و التحرر من ضيق الزمن احلاضرالزمن الطبيعي عند املتصوفة حلظة االنعتاق

لطبيعي مينح القارئ فرصة التعرف و إن ما يسرده الصويف أو حيكيه إذ يتجاوز الزمن ا.و الغييبطمس معامل الباطينو

ف و رؤى ال تتحقق له خارج احملكيعلى الغييب و معايشة العجائيب، و هي فرصة يتلقى أثناءها القارئ معار

و إنعام بيوض طرقت نفس الباب الذي يطرقه الصوفية ، أرادت أن متنح القارئ فرصة االنعتاق .75املتخيل الصويفو

لقد كانت لفتة طريفة منها إىل رحلة ابن القارح ، و كان .تكبله فال يبدع أثناء قراءتهيتمن تلك القراءة الساذجة ال

.74/75ص –شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : حممد كعوان : ينظر - 72 .85ص :نفسه املرجع :ينظر- 73 .111: ص - املرجع نفسه: ينظر - 74 .24: ص -دت-دط-منشورات دار األديب- سردية اخلرب-شعرية اخلطاب السردي: عميش عبد القادر : ينظر - 75

Page 138: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

125

ينم عن ذوق و حس رفيعني استعماهلا لكلمات ذات بريق و داللة كان هلا بالغ األثر يف إضفاء مسحة مجالية على

.الرواية

وفيني اليت تتميز عن اللغة العادية ، فلغة احللم ال اليت وظفتها الروائية ضرب من لغة الص) الرؤية(مث إن احللم

ا قاصرة عن تقريب املنظر املرتائي ، بل تستعني يف ذلك بالصور باعتبارها حتمل تستطيع أن توظف لغة جتريدية أل

76.أكرب احتمال للتوصيل ، حيث تصوغ من الواقع املعيش واقعا متخيال جديدا خيتلف عن األول يف كل جزئياته

ا مرارا إذ ترى السيدة مرمي يف حالة خوف و ذعر حيث يطلب منها اثنان من الكهنة أن (فرؤية نور لرؤيا راود

.يعجز املرء عن تفسريها، قدلرؤيا عجيبة فعال) د ابنهاتوأد ابنها ، فتستنجد بطلب دليل على وجود اهللا رافضة وأ

لرؤيا؟و ما الغاية من ذلك؟ مل أوردت الكاتبة هذه ا: و السؤال الذي قد يطرح

ا أرادت فقط أن خترتق الواقع ، لتضع القارئ أمام لعلها قدمت من خالل احللم استشرافا حلدث ما أو أ

.فع ختييل مض

مصدرة أصواتا لم تسمع نور نظيرا لها في حياتها، و أضواء ملونة .فتأخذ الشجرة في االهتزاز متمايلة: "تقول

.77".يع تحديدها إلى اليومال تستط

قد تدل هذه العبارة على انتقال الكاتبة من النظر بعني احلس إىل النظر بعني القلب أو اخليال ، حيث تتحد

فلغة " بالغيب ، و ميكن أن نرجأ هذه الرؤيا إىل الروح حيث تتمثل فيها األفكار و األشياء يف صور خمتلفة ،

78."من ذات أنفسنااألحالم لغة طبيعية تنبعث

:الكتابـــــــــــــــة واح ـــــــــأل-

.05ص - السابقاملرجع :ينظر- 76 .14ص:الرواية- 77 .04ص –شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : حممد كعوان : ينظر - 78

Page 139: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

126

جند يف الرواية ما ميكن تسميته الكتابة املتخللة ، حبيث ترد كلمات أو فقرات أجنبية أو من لغات شعبية و

مرتبطة بالتحفيز الواقعي ، على منت الرواية املكتوبة باللغة العربية ، و هي ترد يف احلوار غالبا ،و وظيفة هذا التشكيل

، و لعل نثر بعض 79و يتفاعل معها القارئ بردود أفعال خمتلفة حسب الرصيد الثقايف الذي يتميز به كل قارئ

: العبارات أو األلفاظ العربية العامية أو األجنبية يرتك أثرا لغويا مجاليا، فمثال

80" ؟ مين يا ماما" -

81..."اكمكمان ختمت على قفو..." -

82... "على عتبة باب أودة الضيوف "....-

83"مبن هادا بال صغرا ؟ ".. -

84..."يضرب هالحظ المعتـر " -

85..."تسلميلي شو مهضومة" -

86! " .الدزاير ! الدزاير : و صلتها صيحات متهللة من كل جانب " -

87...".أدب سيس ، تربية سيس "... -

براس أما، يا لو كان نسمع بيك عاود مشيت ...ذيك الرومية. و لدي يمشي يقصر عند ضرتي! إيوه، تفيحلت " -

88."لدار ذيك الحبوبة الكحلة نفرشخلك راسك و نجيب خبرك

89."بركة من التحلوين. فاين ريك ؟ إيـوه نوض تعمل القهوة لختنتك" -

90"حسبتك قاوري! هدا انت " -

91"صافي ؟.ما نشوفكشنخسر عليك شمعة و غطار حريرة، و .التـقالش انتاع امكهنا ماكانش! احضي راسك" -

.59ص –بنية النص السردي من منظور النقد األديب :مداينحلمحيد :ينظر- 79 .16ص :الرواية- 80 .الصفحة نفسها: الرواية- 81 .17ص :الرواية- 82 .18ص :الرواية- 83 .63:الرواية- 84 .65:الرواية- 85 .98ص :الرواية- 86 .17ص :الرواية- 87 .126ص :الرواية-88

.128ص :الرواية- 89 .164ص :الرواية- 90 .165ص :الرواية- 91

Page 140: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

127

92"حتى غبينة ما تدوم " -

-" La vie c’est là où on vit " .93

94."قصة طويلة، سأحكيها لك يوما ماSacrée Marie! آه،" -

-" Rien à déclarer " .95

، " ألواح الكتابة" بني اللغات الذي حيضر يف بعض الروايات تسمية و يطلق محيد احلمداين على هذا املزيج

96.الذي قليال ما نصادفه يف النصوص الروائية

:بهندسة النصاللعب -

إن التخييل الذايت الدوبروفسكي أوىل عناية خاصة هلندسة النص ، حيث ينصب االهتمام على الفراغات

ا التخييل الذايت تنعكس على الفضاء النصي ، فيمارس و عالمات الرتقيم، و توزيع ا ألسطر ، فاحلرية اليت يتميز

Non(نوع من اللعب ؛ فإما أن يظهر النص فارغا من عالمات الرتقيم ponctué ( ا Sur(أو مكتظا

ponctué ( االنتظام يف يصادف بني الفينة و األخرى عدم " السمك ال يبايل"، و احلال هذه ، فالقارئ لرواية

:استعمال هذه العالمات ، و منها ما يلي

اية كل مجلة مستقلة عما بعدها يف املعىن و اإلعراب: النقطة- و هي تدل على وقف تام .اليت توضع يف

97.و هي إشعار للقارئ بتمام الكالم أو الفقرة.أو سكوت تام مع اسرتاحة النفس

.165ص :الرواية- 92 .121ص :الرواية- 93 .184ص :الرواية- 94 .189ص :الرواية- 95 .59ص –بنية النص السردي من منظور النقد األديب : محيد احلمداين : ينظر - 96 .65ص - 2004-2ط-مؤسسة املختار للنشر و التوزيع- )فوائد لغوية-النحو الوظيفي- ظيفيةالكتابة اإلمالئية و الو (يف أساسيات اللغة العربية :نبويعبد العزيز : ينظر- 97

Page 141: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

128

ذه المدينة التي غذت أحالمها و استيهاماتها طويال ، عندما كانت طفلة ه. الجزائر البيضاء. الجزائر"

98."تجوب شوارع دمشق عصرا

فالنقطة جاءت هنا لتوقف . "البيضاء " تكررها مضيفة إليها فالكاتبة وضعت نقطة بعد كلمة اجلزائر، مث

النقطة هنا إشعار للقارئ ليس بتمام الكالم، ف"البيضاء" القارئ عند وصف هذه املدينة، اليت خصتها بصفة

.و إمنا بانعطاف حنو حديث آخر أي باستطراد إىل وصف اجلزائر- كما هو معلوم -

: و جند استعمال النقطة يف موضع آخر على هذا النمط

ضخما .عظيما. نديا. يتناهى إلى مسامعها صوت جدها بلكنته الداغستانية الواضحة. دمشق الطفولة"

يضيء . لتلتقي بزرقة عينيه.األعلى. تضيع يدها الصغيرة في راحته الشاسعة ، و ترنو نحو األعلى .كبنيته

99."المكان

فسيتها، فتقوم بالفصل بني كلمة تضع النقطة بعد إمتام اجلملة، بل تضعها وفق ما يتماشى و نفالكاتبة ال

فهي تشعر القارئ بضرورة الوقوف )...األعلى. و ترنو حنو األعلى(، )كبنيته ضخما.عظيما.نديا(أخرى بالنقطة؛ و

ا كانت تكتب حبرية خارج قيود احرتام عالمات عند هذه الكلمات، لعلها تركت يف نفسها بالغ األثر، أو أ

. الرتقيم

ا اال و نلحظ يف املقطع اآليت من الرواية كثرة استعمال الكاتبة للنقطة ، يف حني ستغناء عنها يف كان بإمكا

..." شحب لونه ، زايله اللون و القرص الربتقايل الوهاج ميتقع شيئا فشيئا ، يزداد امحرارا : "...بعض املواضع مثال

فتلتحم السماء . و ينشطر خيط األفق. في تلك الساعة من نزوات النور ، يتلون البحر بلون السمك الفضي"

.بالماء و تتورد نشوة

.12ص :الرواية- 98 .12ص :الرواية- 99

Page 142: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

129

مع كل غروب، يتراءى لها ذاك المغيب، المهيب، العجيب، من على تلة في الطريق المؤدي إلى جبل

و القرص البرتقالي الوهاج . زايله اللون. شحب لونه. بين شجرتي صنوبر تؤطران لهاوية هوى فيها البحر." الشنوة"

.حوة موت متيقن من البعثص. يزداد احمرارا. يمتقع شيئا فشيئا

100."أوقفت هدير محرك السيارة لتنصت إلى هدير البحر

و راح الضباب السديمي يلف شيئا فشيئا : " الكاتبة للنقطة فيما يلي أيضافوضى أخرى يف استعمالو نلفي

إلى . نديةالصخور الصوانية المنحتة بفعل العوامل ، و يكشف عن رؤوسها المكسوة بالطحالب المزنجرة ال

انفصال تام عن .و صارت السيارة و كأنها تمخر عباب الفضاء.أن انغمس كل شيء في بحر من الغمام

101."رحلة إلى المطلق. العالم المادي

دون حاجة إىل تلك فلم يكن من داع ألن تضع الكاتبة النقطة بعد كلمة الندية ، مستأنفة حديثها موصوال

...).ؤوسها املكسوة بالطحالب املزجنرة الندية إىل أن انغمس كل شيء يف حبر من الغمامو يكشف عن ر ( الوقفة

) أقل من سكتة النقطة اليت بني أجزاء الكالم(و الغرض منها أن يسكت القارئ سكتة خفيفة :*الفاصلة -

:كما يف املثال اآليت102

ن على تلة في الطريق المؤدي إلى جبل مع كل غروب، يتراءى لها ذاك المغيب، المهيب، العجيب، م"

103".الشنوة"

يف حني كان " آه لو كنت طيرا " :يف قوهلاو جند يف موضع آخر استغنائها عن الفاصلة أو عالمة التعجب

ا أن تذكر إحدامها، لضرورة التوقف بعد التأوه الدال على التمين، و عالمة التعجب أوىل من الفاصلة يف جيدر

ا تستغين عن النقطة يف هذه احلا ا تدل على األقل على سكتة خفيفة لطيفة ، مث إ لة ، و ذكر الفاصلة مقبول أل

.09/10ص :الرواية- 100 .30ص :الرواية- 101

".الشولة"كما جاء يف املعجم الوسيط و " الفصلة " و تسمى - * .66: ص -)فوائد لغوية–النحو الوظيفي –الكتابة اإلمالئية و الوظيفية (العربية يف أساسيات اللغة : عبد العزيز نبوي - 102 .09ص :الرواية- 103

Page 143: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

130

Non(آخر الكالم ، و هذا إن دل إمنا يدل على لعب الكاتبة بعالمات الرتقيم ، فجاءت مجلتها هذه خالية منها

ponctuée(.

SacréeMarie!آه،" :ة و عالمة التعجب، حني تقولو يف موضع آخر، جند الكاتبة جتمع بني الفاصل

هل سيقف : لعل اجلمع بني هذين العالمتني ال يؤدي وظيفة معينة أي . 104".قصة طويلة، سأحكيها لك يوما ما

. القارئ وقفة مراعاة للفاصلة أم سيتجاوزها ليساير اندهاش الكاتبة

ا جتا وزت االهتمام بعالمات الرتقيم، نظرا لطبيعة كتابتها الرتابطية و ميكن القول أن الكاتبة إذ كتبت فإ

ا و آماهلا .املسرتسلة اليت اعتمدت فيها على تداعي ذكريا

حتفظ أول (ري متكاملة املالمح ألسباب شىت هلا الداللة على فكرة غو أي ثالث نقط متجاورة،: نقاط الحذف-

le(على مستوى التعبري) لياقة خطابية style( ون مطابقة املستوى ، دمتدادا للخطاب من اجلانب الداليلتعد او

تساؤل و افرتاض و ختمني ، أو قد كشف عما مل يستطع الكاتب البوح به ، كما تضعه موضعتاللغوي ، فهي

ها، تدل على حذف دال حيضر وروده يف النص، أو ال يستحب ذكره أو أن الكاتب يرى يف إخفائه غاية مجالية بعين

ا للقارئ ليجاري فيها خياله مؤوال و خممنا ، حيث مينح النص و السياق وظيفة تعدد لذلك يرتك مساحة ال بأس

و يرجع الفضل ات خمتلفة ، بل يف دوال كثرية ،القراءات ، و من مث االنفتاح على احملظور الذي يقدم نفسه يف هيئ

105.يف كل ذلك إىل القارئ الذي يعلل هذا احلضور

: مثل . النصجندها قد أعلنت حضورها داخل نسيج و هناك أمناط كثرية للتوقف

: ثم استدركت بصوت خافت "

.و إن التقينا ثانية.. -

.184ص :الرواية- 104 .37ص –شعرية الرؤيا و أفقية التأويل : حممد كعوان : حممد كعوان : ينظر - 105

Page 144: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

131

:أجابها و هو يصفق باب الثالجة بقوة أرادفها رديفا لقوة إصراره

106".ألننا لن نفترق... سنلتقي بالتأكيد-

107"..وك مشغول،سأحدد موعدا مع الممرضةال بد أن.شكرا.خيرأقصد نعم،أنا ب... ال" -

108.."لقاؤك أجمل حدث في حياتي" -

109.."ال بد أن الخطب جلل" -

110...."لم يكن ذلك فخا،كان مجرد سؤال" -

111" ."نجم" عيني ... زرقة عيني جدها. و تلونت بزرقة الزوردية رائعة" -

على نار... إلى نور" : و يف موضع آخر

و سعينا الملفوف في أثر السراب ليس سوى . وحلوها و مرها الملفوف بالضباب، سينجليليست عقاب،حياتنا

112".باب فليس دون باب الموت.. ال تقلقي، انتشري بل افتحي األبواب . إياب

تلي بعد .من خالهلما الكاتبة سكتة خفيفةتسكت مث تتواىل فاصلتان [...]هذا املقطع الوقف الطويل جند يف

مث تنتقل ملخاطبة املرسل إليه، يف شكل .ذلك النقطة اليت ال تتعدى وظيفتها احلقيقية ، إذ جاءت بعد متام اجلملة

تدالن على [..] ، فالنقطتان ..)ال تقلقي، انتشري بل افتحي األبواب( كالم متقطع يربز حالة نفسية بائسة،

اية احلديثتوقف يشري إىل مث تنهي –كما يف املقطع املوجود بني أيدينا - احلديث احملذوف أو قصر قرب

. احلديث بنقطة تؤدي وظيفة االنتهاء من الكالم

، و ليست حبرية كتابة، كما قد يبدو لبعض القراء، (L’indicible)من قبيل الصمت وقفاتلعل هذه ال

.قدمه الكتابة أو العبارة الصرحيةفللفراغ معىن قد يفوق املعىن الذي ت

اية احلديث االستفهامي، و من ذلك يف الرواية: عالمة االستفهام- : و متثل

.202ص : الرواية- 106 .56ص :الرواية- 107 .42ص :الرواية- 108 .43ص:الرواية- 109 .52ص :الرواية- 110 .30ص :الرواية- 111 .45ص :الرواية- 112

Page 145: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

132

..."أين كانت طوال القرون العشرة تلك ؟ كيف فاتها أن تخلف موعدا مع أهم حقبة في التاريخ ؟" -

"؟ ما رأي السمك في ذلك " -

إن تتايل هذه االستفهامات يثري . الروايةاآخر مجلة ختتم أنهالدليل على ذلك، و مبهماو هو استفهام يبقى

و نرقب .رد على القارئ ألف سؤال و سؤالالذي يو ،هذا من قبيل التعميم االستفهاميمجلة من األسئلة ،و لعل

113"؟املةشالحقيقةهل؟ كاملةهل الحقيقة:" هذا النوع من االستفهام يف مواضع أخرى ، منها

114."مراراالذي راودها) الرؤية؟(بالحلم كانت شجرة النارنج هذه، تذكرها" : و جند استفهاما آخر مبهما يف قوهلا

سيخضعها القارئ إىل ، اليتا و مع ذلك وضعت عالمة االستفهامأو ضمنيفالكاتبة هنا ال تطرح سؤاال صرحيا

هلا داللة خاصة أم جمرد ، أهو رؤيةإلشارة إىل عدم فهمها لذلك احللم، و لعلها وضعتها من قبيل اتأويالت شىت

أو أضغاث أحالم ؟حلم

كلية بالعني ، فورود االستفهام هنا هو قلق الرائي ، ألن عالمات الرتقيم تعوض الصوتتثريذه العالمةإذ إن ه

.ئ هنا هو التعجب و ليس االستفهام، فالذي كان ينتظره القار نزياحا و عدوال عن املتعارف عليهحقيقة األمر يعد ا

ا العالمة اليت تبعث على التساؤل:التعجبعالمة- املفاجأة، فهو خيلق الشعور املستمر، فالتعجب وليد احلرية و إ

:ةبالرؤي

115! "السمك ال يبالي" -

116!" . "الدزاير! الدزاير : " صيحات متهللة من كل جانبوصلتها"-

.57ص :الرواية- 113 .14ص :الرواية- 114 .144ص :الرواية- 115 .98ص :الرواية- 116

Page 146: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

133

، 117"! قد ال نلتقي مرة أخرى " -

: أطلقت ضحكة طفولية و قالت " -

118!"الصغيرةالورقطبقا من قصاصات

119! " كم تبدو ريما سعيدة" -

120!"نجرؤالنحنو كانوا يفعلون،القدامى ! و لم ال"-

اية فصل أو نقطة حمددة يف الزمان أو املكان ، و قد يفصل بني : الفراغ أو البياض- الذي يعلن عادة عن

: بياض فاصل ختمات ثالث كالتايلاللقطات بإشارة دالة على االنقطاع احلدثي و الزماين ، كأن توضع يف

)(ا للتعبري عن أشياء حمذوفة أو مسكوت عنها داخل األسطر ، ، على أن البياض ميكن أن ي تخلل الكتابة ذا

تنحصر يف نقطتني و قد تصبح ثالث نقط و يف هذه احلالة تشغل البياض بني الكلمات و اجلمل نقط متتابعة قد

كون هذا االنتقال و قد ي.و عند البياض الفاصل بني فصول الرواية عادة ما يتم االنتقال إىل صفحة أخرى .أو أكثر

ا 121.داال على مرور زمين أو حدثي و ما يتبع ذلك من تغريات مكانية على مستوى القصة ذا

: منها ، و تعج الرواية بأنواع كثرية من الفراغ

122"بك لكن ما أطيب قلبك، و ما أصفى سريرتك، و ما أخلص ضميرك، و ما أكثر مواه" -

و بعدين، الفراق محك المحبة، و المحبة الصادقة ما . ر قدامها أشياء كتيرة الزم تعيشها، و إنت كماننو " -

123"وإنتو رح اضللوا تحبوا بعضكم ل . بتموت

أهي صديقتك؟: دعنا من فلسفتك اآلن، و قل لي -

.201ص :الرواية- 117 .202ص :الرواية- 118 .203ص :الرواية- 119 .162ص :الرواية- 120 .58:ص-النقد األديببنية النص السردي من منظور:حلمداينمحيد - 121 .24ص :الرواية- 122 .93ص :الرواية- 123

Page 147: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

134

-

124"ك فهي لم تكن كذلإن-

- « La vie, c’est là où on vit » 125

الف، وتسمى أضف إىل ذلك الفراغ الذي نصادفه على مستوى الصفحات، مثال الصفحة الثانية و الثالثة للغ

السمك ال "مل العنوان فقط مث الصفحة املزيفة للعنوان، و هي الصفحة البيضاء اليت حتكذلك الصفحة الداخلية

، إىل آخر ، أو من عنوان فرعي آلخر، فضال عن الصفحات البيضاء اليت ينتقل فيها القارئ من فصل 126" يبالي

عن جتاوزها أو عما ال تريد قوله الكاتبة، اليت يعلن بياضها يت تلي الصفحة اخلامسة والعشرينكالصفحة البيضاء ال

ا مل ان معيننيحداث وقعت يف زمان و مكأل عشرين لكنها جعلت ترقم الصفحة البيضاء بالرقم ست و ، إذ إ

ه إنعام قصدقد تو صمت و جتاوز إن دل إمنا دل على حذف، و هذا لتالية هلا حتت رقم سبعة و عشرينالصفحة ا

او ال تريد البوح به بيوض .لغاية يف ذا

الرواية حىت آخر صفحتني بيضاوينت ، تدالن على الغموض اليت و هكذا دواليك يف باقي الصفحات البيضاء يف

ا الرواية ، إذ إن الكاتبة تركت ا نور لعالقة بني جنم و تركته الكاتبة للقارئ نتيجة لتلك النهاية املفتوحة اليت ومست

ا ، و كان تساؤهلا غامضة .اية النهايةمبثابة بد" هل السمك فعال ال يبايل ؟ : " و ظل جنم ال يبايل

: القاعدةمخالفة-

من مظاهر خمالفة القاعدة يف الرواية ، كتابة الواو يف آخر السطر ، و ال خيفى على أحد أن احلروف يف اللغة

:العربية تكتب يف أول السطر و ليس يف آخرها ، و من بني ذلك يف الرواية

.170ص :الرواية- 124 .121ص :الرواية- 125 .47/70ص -2008- 1ط- منشورات االختالف-الدار العربية للعلوم ناشرون- سعيد يقطني:تقدمي - )جريار جينيت من النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد :رينظ- 126

Page 148: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

135

هذه المدينة التي غذت أحالمها و . الجزائر البيضاء. الجزائر"

127."عصرا عندما كانت طفلة تجوب شوارع دمشقاستيهاماتها طويال ،

ووجنته،بالرائق الفاتر ينهمر عبر تضاريسانتفض حين أحس "

أطفأ التلفزيون، و . ة مسح القطرة التي تسللت من مقلتهبحركة خاطف

128....."وضع الكناش جانبا

جنية أغادير قبل ذلك الوقت، أو"ال بد و أنه قد رأى "

129."قد حلم بها، ال يدري بالضبط

و سعينا الملهوف في . حياتنا ليست عقاب، و حلوها و مرها الملفوف بالضباب، سينجلي: " قوهلاو كذلك يف

130."موت باب الفليس دون باب.. فتحي األبواب ال تقلقي، انتشري بل ا. أثر السراب ليس سوى إياب

فهو غري جائز يف النثر، ) تقييد القافية(فالكاتبة قيدت آخر الكلمات بسكون، و هذا إن كان جائزا يف الشعر

. إذ جيوز للشاعر ما ال جيوز للناثر

:)fragmenté: (الكتابة بشكل متقطع-

ا بصدق ، و لعل هذا دا فع إىل جلوئها إىل كتابة جمزأة و إن كان هذا حتاول الكاتبة قدر اإلمكان أن تعرب عن ذا

، فال داللة هلذه 131" ..ع..ط..ت..لكنها لم تس: "بشكل قليل ، فناذرا ما نعثر على كلمات مقطعة ، من ذلك

، إال أن يف "تستطعلم"الكتابة املخالفة للقاعدة ، إذ كان جيب أن تكتبها مرتاصة وفق الشكل الصحيح السليم

.12ص :الرواية- 127 .165ص :الرواية- 128 .125ص :الرواية- 129 .45ص :الرواية- 130

.33ص :الرواية- 131

Page 149: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

136

ة أثرا نفسيا يوضح احلالة اليت كانت عليها البطلة ، و آخر مجاليا خاصا ، خيضع ملختلف تأويالت هذه املخالف

.القراء

132" .لرح اضللوا تحبوا بعضكمإنتوو : " و من أمثلة ذلك يف الرواية

ا أمتت حديثها يف حني ال جيوز ذلك، ف" النقطة"وضعت الكاتبة فقد .الكالم غري تامبعد حرف الالم، و كأ

: جند منوذجا آخر من الكتابة املتقطعة ، على مستوى الفقرات مثل

.اسمها نور "

و أحست بالرطوبة الباردة للصخرة . جلست نور على صخرة ملساء من بين الصخور الناتئة المدببة المسننة

.تمأل رئتيها ، و تخترق حجابها الحاجزو رائحة البحر العابقة باليود . تالمس رطوبتها الدافئة السائلة

فتلتحم السماء . و ينشطر خيط األفق. في تلك الساعة من نزوات النور ، يتلون البحر بلون السمك الفضي

133."بالماء و تتورد نشوة

: و كذلك يف قوهلا

ل صور طفولته كقوس نصر تجمدت أوصال نجم ، و أحس بضآلته أمام تلك التي أرادت أن تفاجئه بإهدائه أجم"

. قزحي ينفتح على الحياة

.ثاني هزيمة

134..."نفسهلكنها هذه المرة، هزيمة كالتها له نفسه ضد

: و كذلك يف قوهلا

.93ص :الرواية- 132 .09ص :الرواية- 133 .131ص :الرواية- 134

Page 150: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

137

و جسدها الملفوف بالبرنس األبيض " نور"تخرج بعدها .ساعةكانت جلسة التعذيب هذه تدوم حوالي نصف "

كالبرغوث في وعاء اللبن ، كما تهمس . لقطني لبشرتها المهترئة ، الملتهبة ، المتفزرةيئن حتى من مالمسة الزغب ا

.أمها و هي تغادر الغرفة مقهقهة بعصبية لالنغماس في أشغالها

.كان ذلك أول لقاء لها مع الميز العنصري

ظ بمفتاحها النحاسي الكبير بعد صالة العصر ، يخرج جدها من غرفته التي ال يدخلها أحد سوى ابنته ، و يحتف

و يلبس معطفه الكحلي الغامق الذي يصل إلى . متدليا بسلسلة من لفة حريرية يتحزم بها فوق قنبازه األبيض اليقق

العاجي الملبس متكئا على عكازه ذي المقبضكاحله، و يضع طربوشه األحمر القاني ، و يغادر البيت

135..."بالفضة

و ما ميكن قوله عموما، إن كل قارئ يبحث عن اخلفي يف أي نص، ،اآلنجمال حلصرهاو األمثلة كثرية ال

يبحث يف أطرافه الصامتة قصد تفجري الطاقة الكامنة لكل لفظ و كل عبارة ، فكل مقطع من الرواية يكمن يف

.داخله نص أكرب منه و أمجل

قارئ ، و هذا نتيجة الكتابة التداعوية اليت تبنتها أما عن أسلوب الكاتبة فهو عفوي مسرتسل يف متناول أي

.يف روايتها ، و هذه السمة األسلوبية من أبرز مسات التخييل الذايت

ا ختييل ذايت فيما يلي " السمك ال يبايل "إذن ، ميكن أن نلخص أهم النقاط اليت ترخص احلكم على : أ

، إال أن هذا مل يلغ التطابق )نور،إنعام(الساردة / على الرغم من اختالف اسم البطلة عن اسم املؤلفة-

ات بينهما ، و بالتايل ميكن أن ندرج رواية و ضمن خانة التخييل " السمك ال يبايل"عقد مجلة من التشا

.الذايت املرجعي و يف صنف ختييل هوية الشخصية

L’écriture(الكتابة التداعوية اليت - associative(ا ال كاتبة روايتها ، و اليت كسرت اليت ومست

.الزمن و خرقت نظامه من خالل اسرتجاعات، استباقات و حذوف زمنية و غريها

.16/17ص :الرواية- 135

Page 151: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

.رواية السمك ال يباليالتخييل الذاتي في : الفصل الرابع

138

.نتيجة كتابة تداعوية مسرتسلةال تكلفعفوي مسرتسل ليس فيه صنعة والكاتبةأسلوب-

األلفاظ من اللعب اللغوي الذي مارسته إنعام من مدخل صويف، سهل هلا مهمة االنزياح و االنتقال ب-

.مستوى املطابقة إىل املستوى اإلحيائي

ندستهتركت إنعام للقارئ حرية استنطاق النص و مل- ، و خمالفتها لبعض ئ بياضاته من خالل عبثها

.القواعد املتعارف عليها يف الكتابة الروائية

تخييل الذايت تصنف كذلك يف خانة ال" السمك ال يبايل"و على هذا األساس ميكن احلكم بأن رواية

.الدوبروفسكي) األسلويب(

، و ختييل ذايت أسلويب إحالتها إىل جزء من حياة صاحبتهاختييل ذايت مرجعي ب" السمك ال يبايل " فرواية

ا ببعثرة منظمة على حد تعبريها .خبرقها لنظام السائد يف الكتابة الروائية ، سردت حيا

Page 152: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

امتة

Page 153: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

خاتمة

139

خاتمة

من اجلانب النظري بدءاو ميكن أن خنلص، هذه اخلامتة إىل حصر أهم نتائج البحث اليت سعى إليهاتدعونا

: إىل ما يليوصوال إىل استثماره يف حتليل املدونة السردية للكاتبة إنعام بيوض

م يتفقون ال يزال اختالف الدارسني و النقاد الغرب و العرب حول تقدمي مفهوم واحد- 1 للرواية قائما ، إال أ

ا بناء سرديا يأخذ من الواقع بقدر ما ينهل من اخليال .على كو

كاتبها و يبقى الصدق فيها نسبيا،إن السرية الذاتية عمل سردي جيمع بني اإلمتاع و اإلخبار، تتناول حياة - 2

Le(لكن بشرط التصريح بامليثاق أو العقد األوتوبيوغرايف pacte autobiographique ( الذي ،

.السارد/حيقق التطابق بني الشخصية و املؤلف

إن أهم فرق بني الرواية و السرية الذاتية يكمن يف كون األوىل ذات بنية منفتحة أما الثانية فهي ذات بنية - 3

ا تنتهي مع حياة كاتبها .مغلقة و منتهية، أل

.اخل..و االعرتافاتاملذكراتالتمييز بينها، كاليوميات،يصعبتتداخل السرية الذاتية مع أجناس أدبية أخرى - 4

Le(إن جنس الرواية السريية - 5 roman autobiographique( من أحدث األجناس األدبية ، لذا يصعب

ا عمل فين متخيل ، قوامه الوصول إىل تعريف جامع مانع هلا ، و قد عرفها بعض الدارسني على أ

.اة صاحبه أحداث و وقائع مستقاة من حي

ا ، يتقنع من خالهلا الكاتب ليتحدث عن ذاته - 6 ميكن القول إن الرواية السريية هي سرية ذاتية غري مصرح

مة قد توجه إليه ، فالرواية السريية هاهنا حماولة إلبطال العقد السريي و إلغاء التطابق .بعيدا عن أي

ا املقهورة و عن كل آماهلا لعل الرواية السريية كانت مبثابة املتنفس للكات- 7 بة العربية ، فعربت من خالهلا عن ذا

. و آالمها

Page 154: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

خاتمة

140

كتابهيف، م1977سنة حوايل ) Autofiction(لقد أطلق سريج دوبروفسكي مصطلح التخييل الذايت - 8

)Fils(، و منذ ذلك احلني عرف على كل عمل سردي حيدث فيه التطابق و يغيب فيه امليثاق السريي

.نتشارا متزايدااملصطلح ا

إن التخييل الذايت الدوبروفسكي ختييل حلوادث حقيقية واقعية بلغة مغامرة تقتضي لعبا لغويا ال يراعي - 9

.القاعدة

أي أنه ذو أسلوب مباشر غري إن أهم مسات التخييل الذايت الدوبروفسكي أنه ذو طابع أسلويب ، -10

يلعب باللغة و يلغي ، فيف التعبري و الكتابةلكاتب حرية و هذه العفوية تؤدي إىل امتالك امتكلف،

، و لعل مثل هذا التجاوز مرتبط بسبب آخر يتمثل يف انزالقات الكتابة التداعوية بعض قوانينها

)L’écriture associative ( اليت تكسر حاجز الزمن ، فينتقل عربها الكاتب انتقاالت مفاجئة جتزئ

.الكاتب دون أن يشعرك الفجوات اليت يسقط فيهاالقارئ بتلالعمل اإلبداعي ، فيشعر

إن مصطلح التخييل الذايت شأنه شأن أي مصطلح جديد ، عرف تطورا ملحوظا بفعل تناوله من قبل -11

.نقاد و دارسني من مشارب خمتلفة

.انتقلت داللة مصطلح التخييل الذايت من احليز األسلويب إىل احليز املرجعي-12

فنجد أن أكثر من تـلقاه هم ،عند النقاد العرب هشا و حمدودا" ييل الذايتالتخ"لقد كان تلقي مفهوم -13

،أمحد املديين، حممد الداهي " مثل صيف لن يتكرر"محكيات: اد املغاربة، مثل حممد برادة يفالنق

.و غريهم...دقي يف أطروحة دكتوراهمؤخرا الزوهرة صو

ل يروي جزءا من حياة عمل فين متخي " سمك ال يبايلال"ن إن أجاوز بعض اليقني إذا ما قلتل-14

.صاحبته، لذلك يصح تصنيفها ضمن جنس الرواية السريية

Page 155: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

خاتمة

141

حتررت الكاتبة من بعض القيود اليت تفرضها الكتابة الروائية ، فخرقت الزمن و رتابته الكرونولوجية من -15

.خالل كتابة تداعوية ، عمت أغلب صفحات الرواية

ا رواية و عموما لقد شح-16 نت إنعام بيوض جتربتها الذاتية بشحنة ختييلية تدفع القارئ إىل االعتقاد بكو

.سريية تارة، و ختييال ذاتيا تارة أخرى

، و ميكن أن يكون هذا احلكم النسيب احدرواية سريية و ختييل ذايت يف آن و " السمك ال يبايل"لعل -17

ا واضحا بني الرواية السريية تشصحيحا إذا كان النقاد الغرب أنفسهم قد وجدوا و التخييل الذايت ، ا

.بل و وجدوا صعوبة يف الفصل بينهما

قد حقق الكثري من خصائص الرواية السريية و الكثري " السمك ال يبايل"ن العمل اإلبداعي و خالصة القول هو إ

مطلقة يف الكتابة و بني السرية الذاتية اليت من خصائص التخييل الذايت، عندما مزج بني الرواية و ما تتيحه من حرية

ولعل مثل هذا االلتباس يف حتديد . استمد منها أجزاء من املاضي، متمردا على نوعها يف تعاقد مضلل مع املتلقي

س اجلنس األديب الذي تنتمي إليه الرواية، قد يكون داعيا إىل حترير األعمال األدبية من هيمنة األجناس األدبية و تكري

ا أن تفقد العمل األديب ذوق .من مجالياتهه و الكثري فعل الكتابة بعيدا عن أي قيود، من شأ

.انتهى

.و قد تم الكالم و ربنا المحمود ثم الصالة على سيدنا محمد ما غنى قمري و أورق عود

Page 156: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ملحق

Page 157: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ملحق

142

: نبذة مختصرة عن حياة الكاتبة إنعام بيوض

ولدت يف دمشق . الكاتبة و الشاعرة و الفنانة التشكيلية املتميزة: بيوضإنعام

بدأت مسارها اجلامعي يف جامعة . من أب جزائري و أم سورية شركسية

دمشق، لتغادرها بعد سنتني إىل اجلزائر، حيث حصلت على ليسانس يف

، مث ماجستري يف الرتمجة األدبية مث )ة، اجنليزية، عربيةفرنسي(الرتمجة الفورية

.دكتوراه الدولة يف تعليم و تقييم الرتمجة

و قد أجنزت العديد . تشغل إنعام بيوض منصب مدير املعهد العايل للرتمجة باجلزائر، التابع جلامعة الدول العربية

و أقامت عددا من املعارض الفنية التشكيلية املقرونة . و غريهامن الرتمجات يف الشعر و الرواية و الفن و علم اآلثار

.بالشعر، و أحيت العديد من األمسيات الشعرية يف اجلزائر و فرنسا

".إىل من ليست بشقراء و لكنها حتاول : " و هلا ديوان آخر حتت الطبع بعنوان" رسائل مل تـرسل"صدر هلا ديوان

لعيسى شريط سنة " الروكاد"مناصفة مع رواية " السمك ال يبايل"اد على روايتها حازت على جائزة مالك حد

2003.1

www.marefa.com: ينظر املوقع اإللكرتوين-1

Page 158: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ملحق

143

:)Serge Doubrovsky(:نبذة مختصرة عن سيرج دوبروفسكي

)Julien(جوليان.يف باريسم1928ماي22الناقد و األديب و الروائي الفرنسي، ولد يف : سيرج دوبروفسكي

األنا اآلخر (الكتب دوبرفسكي املوجود على فهو سيرجامسه يف دائرة األحوال الشخصية و الشؤون اإلدارية، أماهو

. قرن التاسع عشر و العامل املعاصربني ال) Un homme du passage(و هو الشخص العابر ).لسريج

. مع عائلته إىل ضواحي باريس - نفىمن امل- دوبروفسكي فر ، إبان احلرب العاملية الثانية م1943يف سنة

. على منصب التدريس يف جامعة هارفاردم1955حصل سنة

) نيويورك(؛ حيث كان يقضي سنة يف أمريكا ضه عليه التدريس يف اجلامعة األمريكيةو عاش نظام التناوب الذي فر

2.ميارس وظيفة التدريس، و سنة أخرى يف فرنسا

الذي أهدى له آخر ما كتب األخري دوبروفسكي بالغ التأثر بكورناي و مارسيل بروست، هذاتأثر

)Un homme du passage( 3.هلمااملعمقة، و قد عرف بدراساته

:و من أهم مؤلفات سريج دوبروفسكي

." Corneille ou la dialectique du héros":م1964سنة -

."La dispersion":م1969سنة -

La place de la madeleine: "م1974سنة - : écriture et fantasme chez Proust."

: تاريخ النشر.)الفرد تائه و معزول، وحدها قصة حياته تعطيه عناصر لتحليل التاريخ: سريج دوبروفسكي :بعنوانمقال(www.assafir.com:إللكرتويناملوقع ا: ينظر2

02/11/2011. " c’est écrire sur les autres. crire sur soiÉ: Serge Doubrovsky ,:"بعنوانمقال. www.lepoint.fr: املوقع اإللكرتوين: ينظر- 3

Par : Thomas Mahler..يف جريدة 22/02/2011: حوار منشور بتاريخ"Le point."

Page 159: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ملحق

144

.، حيث استعمل مصطلح التخييل الذاتي"Fils":م1977سنة -

".Un amour de soi": م1982سنة -

Le":م1989سنة - livre brisé".

."Laissé pour conte: "م1999سنة -

.)SGDL(على اجلائزة الكربى لألدب حاز حيث ."Un homme de passage: "م2011سنة -

)ميدالية شرف نيويورك امعة جمنحته م2012يف سنة و Medal of honor of the center for

French civilisation and culture ).4

fr.wikipédia.org) .Serge Doubrovsky; Un: املوقع اإللكرتوينينظر - 4 article de Wikipedia.(14/03/2013: تاريخ النشر.

Page 160: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ملحق

145

:)Philippe Lejeune: (فيليب لوجوننبذة مختصرة عن

على الكتابة ودأب، م1938يف دراسة السري سنة ألول املشهور و املرجع العاملي افرنسي ناقدلالوجون ؛ فيليب ولد

.م2004توىل التدريس يف جامعة مشال باريس حىت سنة . منذ سن العاشرة

5".أدب السيرة الذاتية في فرنسا: " منذ السبعينيات بكتابه املؤسسف ر ع

: و من أشهر مؤلفاته

- "L’autobiographie en France "م2197سنة.

- "Le pacte autobiographique"م1972سنة.

-"Lire Leiris autobiographie et langage "م9751سنة.

- "Le je est un autre" م1980سنة.

-"Moi aussi" 6.م1986سنة

العدد السادس -كمال الرياحي، جملة نزوى: ، منشور بقلم الكاتب "الناقد و املنظر فيليب لوجون: " بعنوان مقال.www.nizwa.comاملوقع اإللكرتوين : ينظر- 5

.18/07/2009: تاريخ النشر.واخلمسون .07:ص-)امليثاق و التاريخ األديب(السرية الذاتية : فيليب لوجون- 6

Page 161: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الفهارس

Page 162: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الفهارس

146

:فهرس اآليات القرآنية الكريمة–أ-

:بـــــــسم اهللا الرحمن الرحيم

:الصفحة :السورة :يمةالكر القرآنيةاآلية

الواقعة ﴾)38(ألصحاب اليمين)37(ا اب ر تـ ا أ ب ر ع )36(ا فجعلناهن أبكار )35(ء آإنا أنشأناهن إنش﴿

105

منات والقانتين والقانتات والصادقين و منين والم و إن المسلمين والمسلمات والم ﴿

قين والمتصدقات و الصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصد

أعد والصائمين والصائمات والحافظين فـروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات

.﴾)35(ه لهم مغفرة وأجرا عظيماالل

األحزاب

02

طه .﴾)21(ىول ها األ ت ير ا س ه يد ع ن س ﴿

31

ا في اه ر نـ ا ل ا إن ب ا ح ه ف غ ش د ه ق س ف نـ ن ا ع ه ات فـ د او ر تـ يز ز الع ت أ ر ة ام ين ي المد ف ة و س ن ل قا ﴿ و

.﴾)30(ين ب م ل ال ض

يوسف

05

106 الذاريات .﴾)56(وند ب ع يـ إال ل و الجن اإلنس ت ﴿و ما خلق

-العظيمصدق اهللا-

Page 163: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الفهارس

147

:ريفة فهرس األحاديث النبوية الش-ب-

:الصفحة الحديث النبوي الشريف

01 ."فتذكرون في القرآن وال نذكروفعلنا كما فعلتمأسلمنا كما أسلمتم"

01 ".ين ن ر أجل هن أم : لهذا ؟ قالتك ن س دس ك بات ح وي أص : ر النساء ، قالر الرجال بكل خير وال تبش نك تبش إ"

ية بن المــــضرب فإنه يعين على البر تـرووا شعر " 18 ."حج

منه ذات يوم إال و نداؤه على المنبر، فلم يرعني: ما لنا ال نذكر في القرآن كما يذكر الرجال ؟ قالت"

قالت، و أنا أسرح شعري، فلففت شعري، ثم خرجت إلى حجرة من حجر بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد،

.﴾..المسلمات﴿إن المسلمين و: يا أيها الناس، إن اهللا يقول: " فإذا هو يقول عند المنبر

01

01 ".و ال نذكر ؟ يا رسول اهللا أيذكر الرجال في كل شيء "

-"صلى اهللا عليه و سلم"صدق رسول اهللا " -

Page 164: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الفهارس

148

: فهرس األبيات الشعرية –ج -

الصفحة :البيت الشعري

18 .تـبشري بالرفه و الماء الروى و فــرج منك قريـــب قـد أتـــــى

31 سرتها فأول راض سنة من يسيرهافال تجزعن من سنة أنت

31 .فإن التي فينا زعمت و مثلها لفيك و لكني أراك تجور

Page 165: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الفهارس

149

:فهرس المصطلحات –ج-

)La littérature féminine( )األدب األنثوي ، الكتابة النسوية( األدب نسائي -

)Gynocriticisme( النقد النسائي-

).Patriarcat( البطريركية/ البطريركي -

)Matriarcat( األمومية-

L’autobiographie)( السيرة الذاتية -

)La biographie( ة الغيريةالسير -

)Le roman( الرواية -

)Le carnaval( الكرنفال -

)Le carnavalesque( الكرنفالية-

)Le roman polyphonique( الرواية ذات األصوات المتعددة-

)Le dialogisme( الحوارية-

) La fiction( التخييل -

)L’autofiction( ييل الذاتي التخ-

)L’imagination( المخيلة -

)Le néologisme( المصطلح الجديد -

)Le journal intime( اليوميات -

Les( االعترافات - confessions (

Page 166: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الفهارس

150

)Les mémoires( المذكرات -

)Le pacte autobiographique( األوتوبيوغرافي العقد /الميثاق -

) L’énallage de personnes( استبدال الضمائر-

)Le roman autobiographique( الرواية السيرية -

La fiction( الخيال األدبي - littéraire (

)La conception( التصور-

)Les mots valises( الكلمة الحقيبة -

)Les mots composés( الكلمة المركبة-

)Le je( األنا -

)L’aventure du langage( مغامرة اللغة -

)L’ironie( المفارقة-

)Le ça( الهو -

)L’inconscient( الالوعي -

-Le non( المسكوت عنه- dit(

)La pluralité du sens( تعدد المعاني -

)La signifiance( التدليل -

)L’écriture associative( الكتابة التداعوية -

)La psychanalyse( التحليل النفسي -

Page 167: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

الفهارس

151

)L’Hétérodiégétique( "الشخصية/المؤلفهوية الراوي "السيرة الذاتية مختلفة المصدر -

) L’illusion du réel( تخييل الواقع -

) Éthique( أخالقي-

)Esthétique( جمالي-

)L’Analepse( االسترجاع -

)Le Prolepse( االستباق -

) Le sommaire( الخالصة -

)L’ellipse( القطع / الحذف -

)La pause( االستراحة / الوقفة -

)Omniscient( السارد العليم-

)La projection( اإلسقاط-

)La dénotation( داللة المطابقة -

)La connotation( يحاءداللة اإل-

)Le lecteur naïf( القارئ الساذج-

)Le lecteur averti( القارئ الفطن-

Page 168: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

بة ثالبحمك

Page 169: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

152

برواية ورش عن اإلمام نافع: القرآن الكريم.

:مكتبة البحث

.2009-دط-منشورات السهل–دراسات و مقاالت يف الرواية : إبراهيم سعدي -1

العريب بريوت، لبنان دار الكتاب- أبو العالء العفيفي:عليهعلق- فصوص احلكم: الدينعريب حميبنا-2

.دت–دط–

دار إحياء الرتاث –علي شريي : نسقه و علق عليه و وضع فهارسه –لسان العرب : ابن منظور -3

لد الرابع ، اخلامس ، السادس- 1988- 1ط–العريب للطباعة و النشر و التوزيع .ا

حممد احلبيب ابن : تقدمي و حتقيق –ج البلغاء و سراج األدباء منها : أبو احلسن حازم القرطاجين -4

.1981-2ط–دار الغرب اإلسالمي ، بريوت –اخلوجة

عبد السالم حممد : حتقيق و ضبط - مقاييس اللغةمعجم : أبو احلسني أمحد بن فارس بن زكريا -5

.5ج- 3ج-2ج- 1979–دط –دار الفكر للطباعة –هارون

–دط –دار صادر و دار بريوت للطباعة و النشر ، بريوت –رسالة الغفران : أبو العالء املعري -6

1964.

: حتقيق–" جامع البيان عن تأويل آي القرآن"تفسري الطربي : أبو جعفر حممد بن جرير الطربي -7

.22ج –دت –دط –مصر –دار املعارف –حممود حممد شاكر

–دط - موفم للنشر–وطنية للفنون و الطباعة املؤسسة ال–ذاكرة اجلسد : أحالم مستغامني -8

1993.

.2004–طبعة اجلزائر –ANEPمنشورات –فوضى احلواس : أحالم مستغامني -9

.2010–3ط –دار اآلداب –نسيان كوم : أحالم مستغامني -10

ر للنشر دار احلوا–" املسلة"الرواية بني النظرية و التطبيق أو مغامرة نبيل سليمان يف : أمحد راكز -11

.1995- 1ط- و التوزيع

–) حممد ديب ، جنيب حمفوظ(الرواية االنسيابية و تأثريها عند الروائيني العرب : أمحد سيد حممد -12

.1989–دط –املؤسسة الوطنية للكتاب

Page 170: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

153

" دراسة يف تقنيات السرد" سطوة املكان و شعرية القص يف رواية ذاكرة اجلسد : األخضر بن السائح -13

.2011- 1ط-إربد ، األردن-عامل الكتب احلديث–

ج - 2002/1422-تفسري ابن كثري،دار طيبة، دط:إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي الدمشقي-14

06.

لس األعلى –حصة إبراهيم املنيف : ترمجة –) مقدمة تارخيية و نقدية(الرواية العربية : آلن روجر -15 ا

.1997–دط –للثقافة

املركز –) دراسة يف مناذج خمتارة(لسرية الذاتية النسائية يف األدب العريب املعاصر ا: أمل التميمي -16

.2005- 1ط–الدار البيضاء –الثقايف العريب

.2004- 1ط- منشورات االختالف–) رواية(السمك ال يبايل : إنعام بيوض -17

-ار العلم للماليني، بريوتد–الفنون األدبية و أعالمها يف النهضة العربية احلديثة : أنيس املقدسي-18

.1984- 4ط

إشكاالت و مجاليات ) "1986- 1970(ي اجلزائري بنية الزمن يف اخلطاب الروائ: بشري بوجيرة حممد -19

.2ج- 2008طبعة -منشورات دار األديب- "اإلبداع

.1خرائط لشهوة الليل، منشورات االختالف، اجلزائر، ط:بشري مفيت-20

دار توبقال للنشر ، الدار - عبد الكبري الشرقاوي: ترمجة –ت الرواية مدخل إىل نظريا: بيري شارتييه -21

.2001- 1ط–البيضاء

.2006-دط–دار األديب للنشر و التوزيع –أسئلة الكتابة : مجال فوغايل -22

ازي : جريار جينيت -23 اهليئة العامة –ترمجة زبيدة بشار القاضي - )من الصورة إىل التخييل(االنتقال ا

.2010- دط –للكتاب ، وزارة الثقافة السورية

لس –حممد معتصم و آخرون : ترمجة –) حبث يف املنهج(خطاب احلكاية : جريار جينيت -24 ا

.1997-2ط–األعلى للثقافة

منشورات –ناجي مصطفى : ترمجة –وجهة النظر من السرد إىل التبئري : جريار جينيت و آخرون -25

.1989- 1ط- الدار البيضاءاحلوار األكادميي و اجلامعي ،

Page 171: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

154

صرية العامة اهليئة امل- "حبث يف مناذج خمتارة"تداخل النصوص يف الرواية العربية : حسن حممد محاد -26

.دت-دط- للكتاب

.2008-دط- )قراءات يف نقد النقد(مقاربة الرواية : املناصرة حسن -27

.2001- 1ط–منشورات وزارة الثقافة –) دراسة أدبية(فضاء املتخيل : حسني اخلمري-28

عابر –فوضى احلواس –ذاكرة اجلسد (اخلطاب الواصف يف ثالثية أحالم مستغامني : حسينة فالح -29

.2012–دط –دار األمل للنشر و التوزيع –منشورات حتليل اخلطاب –) سرير

منشورات –دار العربية للعلوم ناشرون –مدخل يف نظرية النقد الثقايف املقارن : حفناوي بلعلي -30

.2007–1ط–الختالف ا

مؤسسة محادة للدراسات اجلامعية و النشر " دراسة يف مجال العدول" شعرية االنزياح :محر العني خرية -31

.2011- 1ط-و التوزيع و دار اليازوري ، األردن

من سوسيولوجيا الرواية إىل سوسيولوجيا النص (النقد الروائي و اإليديولوجيا : محيد حلمداين -32

.1990-1ط- ركز الثقايف العريب، الدار البيضاءامل- )الروائي

–املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء –بنية النص السردي من منظور النقد األديب : محيد حلمداين-33

.1991- 1ط

منشورات احتاد الكتاب –) حتليل-تنظري- تاريخ(املسرحية يف األدب العريب احلديث : خليل املوسى-34

.1997-دط –العرب

–الرياض –دار املريخ للنشر –عادل سالمة : تعريب –نظرية األدب : نيه ويليك و أوسنت وارن ر -35

.1992–دط

دار اليازوري العلمية –قراءات يف شعر عبد اهللا و نقده –فضاء املتخيل و رؤيا النقد : زياد أبو لنب -36

.2004-الطبعة العربية–للنشر و التوزيع ، األردن

.دت- 4ط–دار املعارف ، القاهرة –رتمجة الشخصية ال: شوقي ضيف -37

دار الثقافة للنشر و التوزيع ، الدار البيضاء –رهانات احلداثة أفق ألشكال حمتملة : صالح بوسريف -38

.1996- 1ط –

Page 172: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

155

لس األعلى للثقافة ، القاهرة –سرديات الرواية العربية املعاصرة : صالح صاحل -39 .2003- 1ط–ا

الطبعة –دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ، األردن –مداخل يف النقد األديب : طراد الكبيسي -40

.2009–العربية

مكتبة لبنان ناشرون و الشركة املصرية العاملية -اخليال و مفهوماته و وظائفه: عاطف جودة نصر -41

.1998-1ط- للنشر لوجنمان

.1996–دط –و التوزيع ضة مصر للطباعة و النشر–أنا : عباس حممود العقاد -42

لن يكون الربيع إال (البنية السردية يف اإلبداع الروائي،رشيد ميموين منوذجا -عبد اجلليل مرتاض-43

.2010-دط- دار الغرب للنشر و التوزيع-)أمجل

دار األرقم للطباعة و النشر - دراسة بالغية يف السجع و الفاصلة القرآنية: عبد اجلواد حممد طبق-44

.1993- 1ط–يع والتوز

سعيد : تقدمي–) جريار جينيت من النص إىل النص إىل املناص(عتبات : عبد احلق بلعابد -45

.2008-1ط–الدار العربية للعلوم ناشرون ، منشورات االختالف .يقطني

.2009–دط –اجلزائر –موفم للنشر –) اجرتاحات(مالذات الشطح : عبد احلميد شكيل -46

دار اهلدى، –اعتناء و دراسة أمحد الزعيب –مقدمة ابن خلدون : بن خلدون عبد الرمحان بن حممد -47

.دت- دط–عني مليلة اجلزائر

حممد بن : تقدمي –تيسري الكرمي الرمحان يف تفسري كالم املنان : عبد الرمحان بن ناصر السعدي -48

–مام مالك ، اجلزائر دار اإل–عبد الرمحان بن معال اللوحيق : اعتىن به و حققه –صاحل العثيمني

.2009- 1430- 1ط

–دط –القاهرة –مؤسسة األهرام للنشر و التوزيع –أدب السرية الذاتية : عبد العزيز شرف -49

1998.

فوائد -النحو الوظيفي–الكتابة اإلمالئية و الوظيفية (يف أساسيات اللغة العربية : عبد العزيز نبوي-50

.2004-2ط- يعمؤسسة املختار للنشر و التوز - )لغوية

Page 173: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

156

دار توبقال للنشر ، الدار –) دراسات يف السرد العريب(احلكاية و التأويل : عبد الفتاح كيليطو -51

.1988- 1ط–البيضاء

–املغرب –أفريقيا الشرق –) السرية الذاتية يف املغرب(الكتابة و الوجود : عبد القادر الشاوي -52

.2000–دط

مؤسسة –ميسر عقاد و مصطفى شيخ مصطفى : اعتىن به –ة أسرار البالغ: عبد القاهر اجلرجاين -53

.2007- 1ط- الرسالة ناشرون

: حتقيق و دراسة –الرسالة القشريية يف علم التصوف : عبد الكرمي بن هوازن القشريي النيسابوري -54

.دت-دط- املكتبة التوفيقية- هاين احلاج

.2006–3ط–الدار البيضاء –يب املركز الثقايف العر –املرأة و اللغة : عبد اهللا الغذامي -55

الدار –) روايات إدوارد اخلراط منوذجا(احلساسية اجلديدة يف الرواية العربية : عبد املالك أشهبون -56

.2010- 1ط–العربية للعلوم ناشرون،منشورات االختالف و دار األمان بالرباط

.1998-دط–عامل املعرفة –" حبث يف تقنيات السرد"يف نظرية الرواية : عبد امللك مرتاض -57

دار جمدالوي للنشر –) حنو منهج عنكبويت تفاعلي(علم التناص املقارن : عز الدين املناصرة -58

.2006- 1ط–والتوزيع عمان ، األردن

دار املسرية للنشر - )عرض و توثيق و تطبيق(يف األدب احلديث و نقده : عماد علي سليم اخلطيب-59

.2009–1ط–والتوزيع، عمان

.دت-دط- منشورات دار األديب- سردية اخلرب–شعرية اخلطاب السردي : عميش عبد القادر -60

.دت-دط–دار القلم –التاريخ و السري : فوزي النجار -61

.2009- 1ط- إحتاد الكتاب اجلزائريني–دراسات يف األدب اجلزائري املعاصر : فيصل األمحر -62

املركز الثقايف –عمر حلي : ترمجة و تقدمي - )ق و التاريخ األديبامليثا(السرية الذاتية : فيليب لوجون -63

.1994- 1ط–العريب ، الدار البيضاء

–مكتبة لبنان ناشرون - )فرنسي-إجنليزي –عريب (معجم مصطلحات نقد الرواية : لطيف زيتوين-64

.2002- 1ط

Page 174: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

157

.2ج- 1983–1ط–دار الكتب املصرية ، بريوت –املعجم املفصل لألدب : حممد التوجني -65

مسات التصوير الصويف يف كتاب اإلشارات اإلهلية أليب حيان (اشتعال الذات : حممد املسعودي -66

.2007-1ط–مؤسسة االنتشار العريب ، بريوت –) التوحيدي

–إحسان عباس : حتقيق –الطبقات الكربى : حممد بن سعد بن منيع أبو عبد اهللا البصري الزهري -67

.08ج - 1968- 1ط–دار صادر بريوت

.2010- 1ط-منشورات االختالف- )تقنيات و مفاهيم(حتليل النص السردي : حممد بوعزة -68

دراسة نظرية تطبيقية يف (مستويات اللغة يف السرد العريب املعاصر : حممد سامل األمني الطلبة -69

.2008- 1ط–بريوت –مؤسسة االنتشار العريب –) سيمانطيقا السرد

عامل -)قراءة يف التجربة السريية لشعراء احلداثة العربية(رية الذاتية الشعرية الس: حممد صابر عبيد -70

.2007- 1ط- الكتب احلديث

عامل -)عبد الرمحان الربيعي و النص املتعدد(أسرار الكتابة اإلبداعية : حممد صابر عبيد و آخرون -71

.2008- 1ط–الكتب احلديث إربد ، األردن

.دت–4ط- دار املعارف ، القاهرة –و السري الرتاجم : حممد عبد الغين حسن -72

احتاد -)دراسات يف اخلطاب الشعري اجلزائري املعاصر(شعرية الرؤيا و أفقية الـتأويل : حممد كعوان -73

.2003- 1ط- الكتاب اجلزائريني

–دط –اجلزائر –دار اهلومة –) جنيب حمفوظ منوذجا(التحليل النفسي للرواية : حممد مسباعي -74

2009.

.2004- 1ط–الدار البيضاء –دار الثقافة –املرأة و السرد : مد معتصمحم-75

-املركز الثقايف العريب ، الدار البيضاء–) إسرتاتيجية التناص(حتليل اخلطاب الشعري : حممد مفتاح -76

.1992- 3ط

.2006- 3ط–املركز الثقايف العريب ، الدار البيضاء -)تنظري و إجياز(دينامية النص : حممد مفتاح -77

دار زهران للنشر –) مصر منوذجا(املرأة يف األدبيات العربية املعاصرة : حممد يوسف سواعد -78

.1431–2010–1ط–عمان –والتوزيع

Page 175: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

158

.2005- 1ط–دار احلوار للنشر –بنية املتخيل يف نص ألف ليلة و ليلة : املصطفى مويقن -79

.2009- 2ط–دار الشروق للطباعة و النشر –املرأة يف الرواية اجلزائرية: مفقودة صاحل-80

.1999-2ط –مؤسسة أعمال املؤسسة للنشر و التوزيع : املوسوعة العربية العاملية-81

إضاءة ألكثر من سبعني تيارا و مصطلحا نقديا(دليل الناقد األديب: ميجان الرويلي و سعد البازعي -82

.2005–4ط –املركز الثقايف العريب ، الدار البيضاء –) معاصرا

-1ط–دار الفكر للدراسات ، القاهرة –حممد برادة : ترمجة –اخلطاب الروائي : ميخائيل باختني -83

1987.

عامل الكتب –اآلخر يف الرواية النسوية العربية يف خطاب املرأة و اجلسد و الثقافة : ال مهيدات -84

.2008- 1ط–احلديث و جدارا للكتاب العاملي

دار إحياء الرتاث العريب بريوت، –الرتمجة الذاتية يف األدب العريب احلديث : د الدامي حيىي إبراهيم عب-85

.دت –دط –لبنان

المجالت، الجرائد، الدوريات و الملتقيات:

قصة عن احلب و الظالم (التعالق بني الرواية و السرية الذاتية : إبراهيم نصر الدين عبد اجلواد دبيكي -86

.2009-26العدد - جامعة حلوان ، مصر- جملة كلية اآلداب- )لعاموس عوز منوذجا

امللتقى الدويل األول يف املصطلح –إشكالية األدب النسوي بني املصطلح و اللغة : أحالم معمري -87

.اجلزائر–جامعة قاصدي مرباح ورقلة –2011مارس 09/10–النقدي

جريدة القدس –وائية يف مرآة التخييل الذايت كتابة ر ) حلسونة املصباحي(رماد احلياة : أمحد املديين -88

.6303العدد –السنة احلادية و العشرون –ه 1430رمضان / سبتمرب –العريب

جامعة –منشورات حتليل اخلطاب –املخيال املغاريب يف اخلطاب الروائي اجلزائري : إدريس سامية -89

.2009جوان –عدد اخلامس ال–دار األمل للطباعة و النشر –مولود معمري تيزي وزو

دورية دراسات –دور الزمن يف رواية الصحن للروائية األردنية مسيحة خريس : جودي فارس بطاينة -90

.09العدد- 2011فيفري –مركز البصرية للبحوث و االستشارات و اخلدمات التعلمية –أدبية

Page 176: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

159

دورية اخلطاب –مود السعدي حمل...يف أدبية املكان يف رواية حدث أبو هريرة قال: حامت الساملي -91

جوان –العدد اخلامس –دار األمل للطباعة و النشر و التوزيع –جبامعة مولود معمري ، تيزي وزو

2009.

اهليئة املصرية –جملة فصول املصرية –) البوح و الرتميز القهري(السرية الذاتية النسوية : حامت الصكر -92

.2003- 15العدد –العامة للكتاب

جملة عالمات ، النادي - )السرية الذاتية منوذجا(إشكالية النوع و التجنيس : ل الدرغامي زايد عاد-93

.2008ماي - 65ج- 17مج-األديب الثقايف جبدة ، السعودية

ة األثر كلية اآلدابجمل–اهلاجس اإلبداعي يف الكتابة الصوفية عند ابن عريب : عبد احلميد هيمه -94

.2008ماي –العدد السابع –باح ، ورقلة اجلزائر جامعة قاصدي مر –اللغات و

النادي األديب الثقايف جبدة، –جملة عالمات –إشكالية النوع و التهجني السردي : عبد اهللا إبراهيم-95

.1ج- 19مج -السعودية

احتاد الكتاب العرب ، –جريدة األسبوع األديب -ترمجة عدنان حممد–اخليال الذايت : لوران جيين -96

.1285العدد - 2012فيفري –دمشق

مخطوطة(الرسائل الجامعية(

لية اآلداب ك –مذكرة ماسرت –بنية اخلطاب السردي يف رواية السمك ال يبايل :أحالم مناصرية -97

.2011ماي -جامعة منتوري قسنطينة–اللغات و

جامعة أيب –تري مذكرة ماجس–مفهوم احملاكاة و التخييل عند حازم القرطاجين : دهيمي سامية -98

.2009- 2008–كلية اآلداب و اللغات األجنبية –بكر بلقايد تلمسان

رسالة - )دراسة نقدية حتليلية(رواية السرية الذاتية يف أدب توفيق احلكيم : سامر صدقي حممد موسى -99

ا ني ، فلسطية ، كلية الدراسات العليا نابلسجامعة النجاح الوطن–ماجستري يف اللغة العربية و آدا

-2010.

كلية -مذكرة املاجستري–التشكل الداليل يف رواية السمك ال يبايل إلنعام بيوض : فريزة رافيل -100

.2011جانفي –اآلداب و العلوم اإلنسانية جبامعة مولود معمري تيزي وزو

Page 177: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

160

مراجع األجنبيةال :

101- BARTHES, Roland : Roland Barthes par Roland Barthes, édition du

seuil ,1975.

102- COLLINS, Maxime : Autobiographie, autofiction et «roman du je»

suivi de comme si de rien n’était – Mémoire de Maîtrise – département

de langue et littérature françaises – Université Mc Gill – Montréal,

Québec-Janvier 2010.

103- DUBOIS, Jean et autres : Dictionnaire de linguistique, édition : Larousse

– imprimé en Italie – Janvier 2001.

104- GĖNETTE, Gérard : Fiction et Diction, édition du seuil, Paris, 1991.

105- LECARME Jacques, Èliane Lecarme Tabone : L’autobiographie –

édition 2, Armand Colin Paris ,1999.

106- LEJEUNE, Philippe : Le pacte autobiographique, édition du seuil

«Poétique», Paris, 1975.

107- ROBIN, Régine : L’auto-théorisation du romancier Serge

Doubrovsky-étude française – vol 33, n 01- 1997. (www.érudit.org).

108- SARRAUTE, Nathalie : Enfance, Gallimard, Paris, 1983.

المواقع اإللكترونيةمقاالت من :

دراسة مقدمة للمهرجان –حول اخليال و اخليال الذايت يف الرواية : حبيب عبد الرب سروري-109

:على املوقع اإللكرتوين .2005–مايو –األديب بصنعاء

).pdfTextes Arabes/Articles/Autofiction/Abdulrab.Free.fr(

دراسة موجودة يف التخييل و العامل يف ( "أيام الرماد"بنية االنعكاس الذايت يف رواية : حسن سرحان -110

املوقع من - ن النقاد و الباحثني مجاعة م–يف نقد التجربة الروائية ) روايات حممد عز الدين التازي

).www.mohamedazeddinetazi.com: (اإللكرتوين

Page 178: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

مكتبة البحث

161

على املوقع اإللكرتوين . أخاديد األسوار بني الرد بالكتابة و التخييل الذايت: عبد احلميد الغرباوي -111

ib=610News.wata.cc/pdf.php?:اآليت

عامل يف روايات دراسة موجودة يف التخييل و ال(من املتخيل الروائي يف ضحكة زرقاء: حممد زهري -112

املوقع : من - مجاعة من النقاد و الباحثني –يف نقد التجربة الروائية ) حممد عز الدين التازي

).www.mohamedazeddinetazi.com: (اإللكرتوين

.بيان اليوم: املصدر- )مريض الرواية أو شعرية االلتباس: قراءة نقدية(حممد مستقيم -113

)?.press.ma/index.phpyaoumewww.bayanel (

جملة -معارضالنسائي مصطلح يتأرجح بني مؤيد و األدب : مهدي ممتحن و مشسي واقف زاده -114

).www.sid.ir. (العدد السابع–السنة الثانية –الرتاث األديب

115-dahi.net-www.mohamed)تاريخ النشر- التخييل الذايت يف العامل العريب: مقال :

28/11/2010.(.

116-www.marefa.com

117-lepoint.fr.www.بعنوانمقال":lessur: Écrire sur soi, c’est écrireSerge Doubrovsky

autres.".يف جريدة 22/02/2011: حوار منشور بتاريخ"Le pointبقلم :"Thomas Mahler.

118-www.assafir.com )الفرد تائه و معزول، وحدها قصة : سريج دوبروفسكي :بعنوانمقال

.02/11/2011: تاريخ النشر.)حياته تعطيه عناصر لتحليل التاريخ

119-fr.wikipédia.org .)Serge Doubrovsky; Un article de Wikipedia.(تاريخ النشر :

14/03/2013.

120-www.nizwa.com .منشور بقلم الكاتب "الناقد و املنظر فيليب لوجون: " بعنوان مقال ، :

.18/07/2009: تاريخ النشر.العدد السادس واخلمسون-كمال الرياحي، جملة نزوى

Page 179: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

ات فهرس املوضو

Page 180: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

فهرس املوضوعات

162

الموضوعاتفهرس

)أ ب ج د ه.........(............................................................................مقدمة-

)01(...........................................لمحة عن الكتابة السيرذاتية النسائية العربية: مدخل-

مضبط المفاهي:األولالفصل

)19....................(........................................................متغيرات تعريف الرواية-

)19......................(......................................ةلغ: عند العرب-أ

)20....................(......................................اصطالحا

)Roman..(.....................).....22(الداللة األولى لكلمة : عند الغرب -ب

)23....(..................................................اصطالحا

)27........(..................................................................مفهوم السيرة الذاتية-

)27.......(........................................................لغة: عند الغرب-أ

)27..........(..............................................................اصطالحا

)33(..............................................................لغة: عند العرب-ب

)34.(........................................................................اصطالحا

)36...(.......................................................................بين السيرة و الرواية-

)36.......(.................................كتابية مع جنس السيرة الذاتيةالجناس األتداخل بعض -

)37.(...............................................................................السيرة الغيرية-

)38..(......................................................................أنواع أخرى من السيرة-

)39...(....................................................................الزمن في السيرة الذاتية-

)Le pacte autobiographique ".......................).40: "بيوغرافيالميثاق أو العقد األوتو -

)41(.................................................................وأنا، أنت، ه: ضمير الحكي -

)44...(................................................................االسم المستعارالمؤلف،-

)Le roman autobiographique(...............................)..46(مفهوم الرواية السيرية -

)46.(.......................................................................عند الغرب-أ

Page 181: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

فهرس املوضوعات

163

)48......(..................................................................عند العرب-ب

)Autofiction(التخييل الذاتي:الفصل الثاني

)53..............(...............................................".لتخيي" المعنى اللغوي لكلمة

)53..............(....................................................المعنى االصطالحي للتخييل

)56.... (............................................................ظهور مصطلح التخييل الذاتي

)60.....................................(داللة مصطلح التخييل الذاتي األسلوبي عند دوبروفسكي

)65.(..............المرجعيمن التخييل الذاتي األسلوبي إلى التخييل الذاتي : تطور داللة المصطلح

)67.(................................................................أنواع التخييل الذاتي المرجعي

)67..............................................................(الراوي–تخييل قصة الشخصية

)67(..........................................................................تخييل هوية الراوي

)68.(.......................................................................تخييل هوية الشخصية

)72....(.....................................................................الذاتيخيالوظيفة ال

)72.....(..........................................وظيفة التخييل الذاتي األسلوبي-

)72.(.............................................وظيفة التخييل الذاتي المرجعي-

)72.(.........................................................عند النقاد العربالتخييل الذاتي -

".السمك ال يبالي" رواية مقامات السيرة في :الفصل الثالث

)77..(........................................................السردية لرواية السمك ال يباليبنيةال

)77.(.......................................................................الشخوص -أ

)83.(.......................................................................األحداث -ب

)85....(..........................................................................الزمن في الرواية

)85...(..................................................................الزمن الخارجي -أ

)86.(..................................................................الزمن الداخلي -ب

)91.(...........................................................................الفضاء في الرواية

)94..(................................................................السمك ال يبالي رواية سيرية

)94(....................................................................بين نور و إنعام -أ

)95..(.........................................................ميثاق السمك ال يبالي -ب

)96.(....................................................................ضمير الحكي- ج

".السمك ال يبالي " رواية فيذاتي التخييل ال: الفصل الرابع

)100......(...................................................السمك ال يبالي تخييل ذاتي مرجعي

)100.....(...................................................لسمك ال يبالي تخييل ذاتي أسلوبيا

Page 182: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

فهرس املوضوعات

164

)100(................................................................التخييل على مستوى العنوان

)105...(........................................................................الكتابة التداعوية

)106..(...............................................................لتخييل على مستوى الزمنا

)110...............(.................................................التخييل على مستوى المكان

)113.(..............................................................................اللعب باللغة

)125...(............................................................................ألواح الكتابة

)127.(.......................................................................اللعب بهندسة النص

)134...(..........................................................................مخالفة القاعدة

)135..(.....................................................................الكتابة بشكل متقطع

)139...(...................................................................................خاتمة

فهارسال

)142.(......................................................................فهرس اآليات القرآنية

)143.(............................................................فهرس األحاديث النبوية الشريفة

)144...(...................................................................فهرس األبيات الشعرية

)145....(....................................................................فهرس المصطلحات

)148......(........................................................................فهرس األعالم

)154......(........................................................................فهرس األماكن

)155......(................................................................................ملحق

)159.....(.........................................................................مكتبة البحث

)169.........................................................................(فهرس الموضوعات

Page 183: ﺪﻳﺎﻘﻠﺑ ﺮﻜﺑ ﻲﺑأ ﺔﻌﻣﺎﺟ تﺎﻐﻠﻟا و باdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/4455/1/Ghitri-karima mag.pdf · ﺔﻣﺪﻘﻣ ب ،ﺔﻴﺗاﺬﻟا

Abstract :

This thesis examines the feminine Arabic writing, and its objective is to

answer about the following question: to wich literary gender belongs the novel of

Inaam Bayoudh " Assamak la yobali " ?

Is it an autobiographical novel or an autofiction? How can classify it?

And I conclude that this novel is an autobiographical novel and an autofiction at

the same time.

Key words: novel, autobiography, autobiographical pact, autobiographical novel,

autofiction.

Résumé :

Ce mémoire s’intéresse à l’écriture féminine arabe, et son objectif était de

répondre à la question suivante: à quel genre littéraire appartient le roman de

Inaam Bayoudh " Assamak la yobali " ?

Est-il un roman autobiographique ou une autofiction? Dans quelle case

peut-on le classer?

Et j’ai fini par conclure que ce roman est à la fois un roman autobiographique

et une autofiction.

Les mots clés: roman, autobiographie, pacte autobiographique, roman

autobiographique, autofiction.

:ملخص

إلى أي : يهتم هذا البحث بالكتابة النسائية العربية ، و الغاية المتوخاة منه هي اإلجابة عن التساؤل اآلتي

أم تخييل ذاتي؟ في أي خانة من ريةإلنعام بيوض؟ هل هي رواية سي" السمك ال يبالي" جنس أدبي تنتمي رواية

يمكن تصنيفها؟ذينه

.نفسهاآلنفيذاتيا تخييال وسيرية و قد اطمأن البحث في األخير إلى القول بإمكانية عدها رواية

.تخييل الذاتيرواية سيرية، أوتوبيوغرافي،ميثاق ، سيرة ذاتية،رواية:المفتاحيةالكلمات