ﺓﺮﻫﺍﺰﻟﺍ ﺔﻴﺑﺮﻌﻟﺍ ﺭﻮﺼﻋ ﰲ ﺏﺮﻌﻟﺍ ﺐﻄﺧ … ·...

580
ﻛﺘﺎﺏ: ﺍﻟﺰﺍﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺧﻄﺐ ﲨﻬﺮﺓ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﺻﻔﻮﺕ ﺯﻛﻲ ﺃﲪﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﻄﺐ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﳋﻄﺐ ﻣﺜﻮﺏ ﺑﻦ ﻣﻴﺜﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺳﺒﻴﻊ ﺑﲔ ﺍﳋﲑ ﻣﺮﺛﺪ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳊﺮ ﺑﻦ ﺳﺒﻴﻊ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﺼﻼﺣﻬﻢ ﳏﺒﺎ ﻋﺸﲑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺑﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﻴﻼ ﻳﻨﻜﻒ ﺑﻦ ﺍﳋﲑ ﻣﺮﺛﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻦ ﻭﻣﻴﺜﻢ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﺒﻌﺚ ﺟﺬﻣﺎﳘﺎ ﻓﻴﺘﻔﺎﱏ ﺷﺮ ﺣﻴﻴﻬﻤﺎ ﺑﲔ ﻳﻘﻊ ﺃﻥ ﻭﺧﻴﻒ ﺗﺸﺎﺣﻨﺎ ﺣﱴ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺗﻨﺎﺯﻋﺎ ﺭﻋﲔ ﺫﻱ ﺑﻦ ﻣﺜﻮﺏ ﳍﻤﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻴﺼﻠﺢ ﻓﺄﺣﻀﺮﳘﺎ ﻣﺮﺛﺪ ﺍﳋﲑ ﻣﺮﺛﺪ ﻣﻘﺎﻝ ﻭﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﺑﻮﺍﺭ ﺗﻮﺭﺩﻫﺎ ﻫﻮﺓ ﺷﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻘﻔﻜﻤﺎ ﺍﻟﻠﺠﺎﺝ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﺏ ﺍﳍﺠﺎﺝ ﻭﺍﻣﺘﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺳ ﻓﺴﺤﺔ ﻭﺃﻧﺘﻤﺎ ﺍﻟﺴﻬﻤﺔ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺗﺸﺘﺖ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺍﳓﻼﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻧﺘﻜﺎﺙ ﻗﺒﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻓﺘﻼﻓﻴﺎ ﻴﻠﺔ ﻋﺼﻰ ﳑﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻓﻘﺪ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺎ ﻣﺜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻃﺪﺓ ﻭﻗﺪﻡ ﺭﺍﻓﻬﺔ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﺳﻮﺀ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﻟﺖ ﻣﺎ ﻭﺭﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﺇﱃ ﻭﺃﺻﻐﻰ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﺼﻴﺢ ﺻﻴﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺳﻔﻜﺖ ﺇﺫﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺇﻋﻮﺍﺯ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭﺍﺳﺘﻔﺤﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻱ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﺣﺔ ﻓﺘﻼﻓﻮﺍ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻭﴰﻞ ﺍﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﺮﻯ ﺗﻘﻀﺒﺖ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ٢ - ﺍﳊﺮﺙ ﺑﻦ ﺳﺒﻴﻊ ﻣﻘﺎﻝ ﻭﻻ ﺍﻷﺳﺎﺓ ﺗﱪﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﺕ ﺑﲎ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﺇﻥ ﺍﳌﻠﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺳﺒﻴﻊ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺓ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﻭﻻ ﺍﻟﺮﻗﺎﺓ ﺗﺸﻔﻴﻬﺎ ﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﻭﻋﻀﺪ ﺃﺟﺪﺑﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﻭﻏﻴﺚ ﺭﻫﺒﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺭﺩﺀ ﳍﻢ ﺃﻧﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺑﻴﻨﺎ ﺑﻨﻮ ﻋﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﻧﻜﺒﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﻭﻣﻔﺰﻉ) ﻭﺃﻣﻨﺎ ﺃﺑﻮﻧﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ... ﺃﺏ ﻭﻻ ﺃﻡ ﻋﺎﻟﲔ ﳍﻢ ﻭﻟﻴﺲ( ﻣﻘﺎﻝ ﻣﺜﻮﺏ ﺑﻦ ﻣﻴﺜﻢ

Upload: others

Post on 11-Sep-2019

6 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • هرة: كتاب لزا ا لعربية ا عصور لعرب يف مجهرة خطب ا أمحد زكي صفوت : املؤلف

    الباب األول

    اخلطب

    والوصايا يف العصر اجلاهلي اخلطب

    إصالح مرثد اخلري بني سبيع بن احلارث وبني ميثم بن مثوب

    ث وميثم بن كان مرثد اخلري بن ينكف قيال وكان حدبا على عشريته حمبا لصالحهم وكان سبيع بن احلرمثوب بن ذي رعني تنازعا الشرف حىت تشاحنا وخيف أن يقع بني حييهما شر فيتفاىن جذمامها فبعث إليهما

    مرثد فأحضرمها ليصلح بينهما فقال هلما

    مقال مرثد اخلري إن التخبط وامتطاء اهلجاج واستحقاب اللجاج سيقفكما على شفا هوة يف توردها بوار األصيلة وانقطاع

    يلة فتالفيا أمر كما قبل انتكاث العهد واحنالل العقد وتشتت األلفة وتباين السهمة وأنتما يف فسحة الوسرافهة وقدم واطدة واملودة مثرية والبقيا معرضة فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب ممن عصى

    وكيف كان صيور النصيح وخالف الرشيد وأصغى إىل التقاطع ورأيتم ما آلت إليه عواقب سوء سعيهمأمورهم فتالفوا القرحة قبل تفاقم الثاي واستفحال الداء وإعواز الدواء فإنه إذا سفكت الدماء استحكمت

    الشحناء وإذا استحكمت الشحناء تقضبت عرى اإلبقاء ومشل البالء

    ٢ -

    مقال سبيع بن احلرث

    تشفيها الرقاة وال تستقل هبا الكفاة واحلسد فقال سبيع أيها امللك إن عداوة بىن العالت ال تربئها األساة والالكامن هو الداء الباطن وقد علم بنو أبينا هؤالء أنا هلم ردء إذا رهبوا وغيث إذا أجدبوا وعضد إذا حاربوا

    ومفزع إذا نكبوا وأنا وإياهم كما قال األول ) وليس هلم عالني أم وال أب ... إذا ما علوا قالوا أبونا وأمنا (

    ميثم بن مثوبمقال

  • فقال ميثم أيها امللك إن من نفس على ابن أبيه الزعامة وجد به يف املقامة واستكثر له قليل الكرامة كان قرفا باملالمة ومؤنبا على ترك االستقامة وإنا واهللا ما نعتد هلم بيد إال وقد ناهلم منا كفاؤها وال نذكر هلم

    فيأ هلم علينا ظل نعمة إال وقد قوبلوا بشرواها وحنن بنو فحل حسنة إال وقد تطلع منا إليهم جزاؤها وال يت ١٢مقرم مل تقعد بنا األمهات وال هبم ومل تنزعنا أعراق السوء وال إياهم فعالم مط اخلدود وخزر العيون

    والتصعر والبأو والتكرب ألكثرة عدد أم لفضل جلد أم لطول معتقد وإنا وإياهم لكما قال األول ) عىن وال أنت دياىن فتخزوىن ... ال أفضلت يف حسب اله ابن عمك(

    ومقاطع األمور ثالثة حرب مبرية أو سلم قريرة أو مداجاة وغفرية ٤ -

    مقال مرثد اخلري

    فقال امللك ال تنشطوا عقل الوارد وال تلقحوا العون القواعد وال تورثوا نريان األحقاد ففيها املتلفة واجلائحة واألليلة

    لم أبالد الكلم وأنيبوا إىل السبيل األرشد واملنهج األقصد فإن احلرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر وعفوا باحل بالويل والثبور مث قال امللك

    ) حبوت هبا مىن سبيعا وميثما ... أال هل أتى األقوام بذىل نصيحة ( ) عواقبه للذل والقل جرمها ... وقلت اعلما أن التدابر غادرت ( ) على العزة القعساء أن هتدما ... ا زند العقوق وأبقيا فال تقدح( عواقبها يوما من الشر أشأما ... وال جتنيا حربا جتر علييكما (

    والتصعر والبأو والتكرب ألكثرة عدد أم لفضل جلد أم لطول معتقد وإنا وإياهم لكما قال األول ) تخزوىن عىن وال أنت دياىن ف... اله ابن عمك ال أفضلت يف حسب (

    ومقاطع األمور ثالثة حرب مبرية أو سلم قريرة أو مداجاة وغفرية مقال مرثد اخلري - ٤

    فقال امللك ال تنشطوا عقل الشوارد وال تلقحوا العون القواعد وال تورثوا نريان األحقاد ففيها املتلفة سبيل األرشد واملنهج األقصد فإن املستأصلة واجلائحة واألليلة وعفوا باحللم أبالد الكلم وأنيبوا إىل ال

    احلرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر بالويل والثبور مث قال امللك ) حبوت هبا مىن سبيعا وميثما ... أال هل أتى األقوام بذىل نصيحة ( ) عواقبه للذل والقل جرمها ... وقلت اعلما أن التدابر غادرت ( ) عزة القعساء أن تتهدما على ال... فال تقدحا زند العقوق وأبقيا ( ) عواقبها يوما من الشر أشأما ... وال جتنيا حربا جتر عليكما (

  • ) تفوقهم منها الذعاف املقشما ... فإن جناة احلرب للحني عرضة ( ) تغادر ذا األنف األشم مكشما ... حذار فال تستنبثوها فإهنا (

    طفئ النائرة وحنل الضغائن ونثوب إىل السلم فقاال ال أيها امللك بل نقبل نصحك ونطيع أمرك ون٥ -

    طريف بن العاصى واحلرث بن ذبيان يتفاخران

    عند بعض مقاول محري

    اجتمع طريف بن العاصى الدوسى واحلرث بن ذبيان وهو أحد املعمرين عند بعض مقاول محري - ٥ فتفاخرا

    قومكم حىت حلقتم بالنمر بن عثمان فقال امللك للحرث يا حارث أال ختربىن بالسبب الذي أخرجكم عنفقال أخربك أيها امللك خرج هجينان منا يرعيان غنما هلما فتشاوال بسيفيهما فأصاب صاحبهم عقب

    صاحبنا فعاث فيه السيف فنزف فمات فسألونا أخذ دية صاحبنا دية اهلجني وهي نصف دية الصريح فأىب ح وأبوا إال دية اهلجني فكان اسم هجيننا ذهني بن زبراء قومي وكان لنا رباء عليهم فأبينا إال دية الصري

    واسم صاحبهم عنقش بن مهرية وهى سوداء أيضا فتفاقم األمر بني احليني فقال رجل منا

    ) وال تقطعوا أرحامكم بالتدابر ... حلومكم يا قوم ال تعزبنها ( ) ر وال ترهقوهم سبة يف العشائ... وأدوا إىل األقوام عقل ابن عمهم ( ) بدون خليف أو أسيد بن جابر ... فإن ابن زبراء الذى فاد مل يكن ( ) وبينكم وسيف أجور جائر ... فإن مل تعاطوا احلق فالسيف بيننا (

    فتظافروا علينا حسدا فأمجع ذوو احلجى منا أن نلحق بأمنع بطن من األزد فلحقنا بالنمر بن عثمان فواهللا ما م ولقد أثأرنا صاحبنا وهم راغمون فت يف أعضادنا فأبنا عنه

    فوثب طريف بن العاصي من جملسه فجلس بإزاء احلرث مث قال تاهللا ما مسعت كاليوم قوال أبعد من صواب وال أقرب من خطل وال أجلب لقذع من قول هذا واهللا أيها امللك ما قتلوا هبجينهم بذجا وال رقوا به درجا

    شال ولقد أخرجهم اخلوف عن أصلهم وأجالهم عن حملهم حىت وال انطوا به عقال وال اجتفئوا به خ استالنوا خشونة اإلزعاج وجلئوا إىل أضيق الوالج قال وذال

    فقال احلارث أتسمع يا طريف إين واهللا ما إخا لك كافا غرب لسانك وال منهنها شرة نزوانك حىت أسطو بك سطوة تكف طماحك وترد

    مجاحك وتكبت تترعك وتقمع تسرعك قال طريف مهال يا حارث ال تعرض لطحمة استناىن وذرب سناىن وغرب شباىب وميسم سباىب فتكون ف

    كاألظل املوطوء والعجب املوجوء

  • فقال احلرث إياى ختاطب مبثل هذا القول فو اهللا لو وطئتك ألسختك ولو وهصتك ألوهطتك ولو نفحتك ألفدتك

    فقال طريف متمثال ) لكالنبل هتوى ليس فيها نصاهلا ... ه وإن كالم املرء يف غري كه(

    أما واألصنام احملجوبة واألنصاب املنصوبة لئن مل تربع على ظلعك وتقف عند قدرك ألدعن حزنك سهال وغمرك ضحال وصفاك وحال

    فقال احلارث أما واهللا لو رمت ذلك ملرغت باحلضيض وأغصصت باجلريض وضاقت عليك الرحاب ت لقى وتقطعت بك األسباب وأللفي

    هتاداه الروامس بالسهب الطامس فقال طريف دون ما ناجتك به نفسك مقارعة أبطال وحياض أهوال وحفزة إعجال مينع معه تطامن اإلمهال

    فقال امللك ايها عنكما فما رأيت كاليوم مقال رجلني مل يقصبا ومل يثلبا ومل يلصوا ومل يقفوا

    مات وفود العرب يعزون سالمة ذا فائش بابن له

    نشأ لسالمة ذي فائش ابن كأكمل أبناء املقاول وكان مسرورا به يرشحه ملوضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبا به فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود

    هم يؤسونه وكان يف القوم العرب ببابه ليعزوه فالمه نصحاؤه يف إفراط جزعه فخرج إىل الناس فقام خطباؤ امللبب ابن عوف وجعادة بن أفلح فقام امللبب فقال

    ٦ -

    خطبة امللبب بن عوف

    أيها امللك إن الدنيا جتود لتسلب وتعطي لتأخذ وجتمع لتشتت وحتلى لتمر وتزرع األحزان يف القلوب مبا تقطع األمل وإن حادثا أمل بك تفجأ به من استرداد املوهوب وكل مصيبة ختطأتك جلل ما مل تدن األجل و

    فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك ملن أجل النعم عليك وقد تناهت إليك أنباء من رزئ فصرب وأصيب فاغتفر إذ كان شوى فيما يرتقب وحيذر فاستشعر اليأس مما فات إذ كان ارجتاعه ممتنعا ومرامه مستصعبا

    اء فلشئ ما ضربت األسى وفزع أولو األلباب إىل حسن العز

    خطبة جعادة بن أفلح

    وقام جعادة فقال أيها امللك ال تشعر قلبك اجلزع على ما فات فيغفل دهنك عن االستعداد ملا يأيت وناضل عوارض احلزن باألنفة عن مضاهاة أفعال أهل وهي العقول فإن العزاء جلزماء الرجال واجلزع لربات

  • ن فعال دنيئا فكيف وهو جمانب ألخالق ذوي األلباب احلجال ولو كان اجلزع يرد فائتا أو حييي تالفا لكافارغب بنفسك أيها امللك عما يتهافت فيه األرذلون وصن قدرك عما يركبه املخسسون وكن على ثقة أن

    ٨طمعك فيما استبدت به األيام ضلة كأحالم النيام

    تساؤل عامر بن الظرب ومحمة بن رافع عند أحد ملوك محري

    العدواين ومحمة بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك محري فقال تساءال حىت أمسع ما اجتمع عامر بن الظربتقوالن قال عامر حلممة أين حتب أن تكون أياديك قال عند ذي الرثية العدمي وذي اخللة الكرمي واملعسر

    الغرمي واملستضعف اهلضيم لعيي القوال قال من أحق الناس باملقت قال الفقري املختال والضعيف الصوال وا

    قال فمن أحق الناس باملنع قال احلريص الكاند واملستميد احلاسد وامللحف الواجد قال فمن أجدر الناس بالصنيعة قال من إذا أعطى شكر وإذا

    منع عذر وإذا موطل صرب وإذا قدم العهد ذكر يق مسح قال من قال من أكرم الناس عشرة قال من إن قرب منح وإن بعد مدح وإن ظلم صفح وإن ضو

    أألم الناس قال من إذا سأل خضع وإذا سئل منع وإذا ملك كنع ظاهره جشع وباطنه طبع قال فمن أحلم الناس قال من عفا إذا قدر وأمجل إذا انتصر ومل تطغه عزة الظفر قال فمن أحزم الناس قال من أخذ رقاب

    قال فمن أخرق الناس قال من ركب األمور بيديه وجعل العواقب نصب عينيه ونبذ التهيب دبر أذنيهاخلطار واعتسف العثار وأسرع يف البدار قبل االقتدار قال فمن أجود الناس قال من بذل اجملهود ومل يأس على املعهود قال فمن أبلغ الناس قال من جلى املعىن املزيز باللفظ الوجيز وطبق املفصل قبل التحزيز قال

    بالعفاف ورضى بالكفاف وجتاوز ما خياف إىل ماال خياف فمن أنعم الناس عيشا قال من حتلىقال فمن أشقى الناس قال من حسد على النعم وتسخط على القسم واستشعر الندم على فوت ما مل حيتم

    قال من أغىن الناس قال من استشعر الياس وأبدى التجمل للناس واستكثر قليل النعم ومل يسخظ على ال من صمت فادكر ونظر فاعترب ووعظ فازدجر قال من أجهل الناس قال القسم قال فمن أحكم الناس ق

    من رأى اخلرق مغما والتجاوز مغرما ٩ -

    خطبة عامر بن الظرب العدواين وقد خطبت ابنته

    خطب صعصعة بن معاوية إىل عامر بن الظرب العدواين ابنته عمرة فقال

    نعتك أو بعتك النكاح خري من األمية ياصعصعة إنك جئت تشتري مىن كبدي وأرحم ولدي عندي مواحلسيب كفء احلسيب والزوج الصاحل أب بعد أب وقد أنكحتك خشية أال أجد مثلك أفر من السر إىل

  • العالنية أنصح ابنا وأودع ضعيفا قويا مث أقبل على قومه فقال يا معشر عدوان أخرجت من بني أظهركم جاءه رب زارع لنفسه حاصد سواه ولوال قسم كرميتكم على غري رغبة عنكم ولكن من خط له شئ

    احلظوظ على قدر اجلدود ما أدرك اآلخر من األول شيئا يعيش به ولكن الذي أرسل احليا أنبت املرعى مث قسمه أكال لكل فم بقلة ومن املاء جرعة إنكم ترون وال تعلمون لن يرى ما أصف لكم إال كل ذي قلب

    أكيس وإما أمحق وما رأيت شيئا إال مسعت حسه ووجدت مسه واع ولكل شئ راع ولكل رزق ساع إماوما رأيت موضوعا إال مصنوعا وما رأيت جائيا إال داعيا وال غامنا إال خائبا وال نعمة إال ومعها بؤس ولو

    كان مييت الناس الداء ألحياهم الدواء فهل لكم يف العلم العليم قيل ما هو قد قلت فأصبت وأخربت را شىت وشيئا شيا حىت يرجع امليت حيا ويعود ال شيء شيا ولذلك خلقت األرض فصدقت فقال أمو

    والسموات فتولوا عنه راجعني فقال ويلمها نصيحة لو كان من يقبلها ١٠ -

    حديث بعض مقاول محري مع ابنيه وما دار بينه وبينهما من املساءلة حني كربت

    سنه عمرو ولآلخر ربيعة وكانا قد كان لرجل من مقاول محري ابنان يقال ألحدمها

    برعا يف األدب والعلم فلما بلغ الشيخ أقصى عمره وأشفى على الفناء دعامها ليبلو عقوهلما ويعرف مبلغ علمهما فلما حضرا قال لعمرو وكان األكرب أخربين عن أحب الرجال إليك وأكرمهم عليك قال السيد

    األوتاد الرفيع العماد العظيم الرماد الكثري احلساد الباسل اجلواد القليل األنداد املاجد األجداد الراسي الذواد الصادر الوراد قال ما تقول يا ربيعة قال ما أحسن ما وصف وغريه أحب إيل منه قال ومن يكون بعد هذا قال السيد الكرمي املانع للحرمي املفضال احلليم القمقام الزعيم الذي إن هم فعل وإن سئل بذل

    يا عمرو بأبغض الرجال إليك قال الربم اللئيم املستخذي للخصيم املبطان النهيم العيي البكيم قال أخربينالذي إن سئل منع وإن هدد خضع وإن طلب جشع قال ما تقول يا ربيعة قال غريه أبغض إيل منه قال ومن

    هو قال النئوم الكذوب الفاحش الغضوب الرغيب عند الطعام اجلبان عند الصدام خربين يا عمرو أي النساء أحب إليك قال اهلركولة اللفاء املمكورة اجليداء اليت يشفي السقيم كالمها قال أ

    ويربي الوصب إملامها اليت إن أحسنت إليها شكرت وإن أسأت إليها صربت وإن استعتبتها أعتبت الفاترة الطرف الطفلة الكف العميمة الردف

    غريها أحب إيل منها قال ومن هي قال الفتانة العينني قال ما تقول يا ربيعة قال نعت فأحسن و

    االسيلة اخلدين الكاعب الثديني الرداح الوركني الشاكرة للقليل املساعدة للحليل الرخيمة الكالم اجلماء العظام الكرمية األخوال واألعمام العذبة اللثام

    العيوب الطوافة اهلبوب العابسة القطوب قال فأي النساء إليك أبغض يا عمرو قال القتاتة الكذوب الظاهرة

  • السبابة الوثوب اليت إن ائتمنها زوجها خانته وإن الن هلا أهانته وإن أرضاها أعضبته وإن أطاعها عصته قال ما تقول يا ربيعة قال بئس واهللا املرأة ذكر وغريها أبغض إيل منها قال وأيتهن اليت هي أبغض إليك من هذه

    ملوذية للجريان الناطقة بالبهتان اليت وجهها عابس وزوجها من خريها آيس اليت إن قال السليطة اللسان ا عاتبها زوجها وترته وإن ناطقها انتهرته

    قال ربيعة وغريها أبغض إيل منها ومن هي قال اليت شقي صاحبها وخزى خاطبها وإفتضح أقارهبا قال ومن ال يصلح إال هلا قال فصفه يل قال الكفور غري الشكور صاحبها قال مثلها يف خصاهلا كلها ال تصلح إال له و

    اللئيم الفجور العبوس الكاحل احلرون اجلامح الراضى باهلوان املختال املنان الضعيف اجلنان اجلعد البنان القئول غري املفعول امللول غري الوصول الذي ال يرع عن احملارم وال يرتدع عن املظامل

    يل أحب إليك عند الشدائد إذا إلتقى األقران للتجالد قال اجلواد األنيق احلصان قال أخربين يا عمرو أي اخلالعتيق الكفيت العريق الشديد الوثيق الذي يفوت إذا هرب ويلحق إذا طلب قال نعم الفرس واهللا نعت

    قال فما تقول

    يا ربيعة قال غريه أحب إيل منه هم الفؤاد الصبور إذا سرى السابق إذا جرى قال وما هو قال احلصان اجلواد السلس القياد الش

    قال فأي اخليل أبغض إليك يا عمرو قال اجلموح الطموح النكول األنوح الصئول الضعيف امللول العنيف الذي إن جاريته سبقته وإن طلبته أدركته قال ما تقول يا ربيعة قال غريه أبغض إيل منه قال وما هو قال

    الذي إن ضربته قمص وإن دنوت منه مشس يدركه الطالب ويفوته اهلارب البطيء الثقيل احلرون الكليلويقطع بالصاحب قال ربيعة وغريه أبغض إيل منه قال وما هو قال اجلموح اخلبوط الركوض اخلروط

    الشموس الضروط القطوف يف الصعود واهلبوط الذي ال يسلم الصاحب وال ينجو من الطالب ألذ قال عيش يف كرامة ونعيم وسالمة واغتباق مدامة قال ما تقول يا ربيعة قال أخربين يا عمرو أي العيش

    قال نعم العيش واهللا وصف وغريه أحب إيل منه قال وما هو قال عيش يف أمن ونعيم وعز وغىن عميم يف ظل جناح وسالمة مساء وصباح وغريه أحب إيل منه قال وما هو قال غىن دائم وعيش سامل وظل ناعم

    أحب السيوف إليك يا عمرو قال الصقيل احلسام الباتر اجملذام املاضي السطام املرهف الصمصام قال فما الذي إن هززته مل يكب وإذا ضربت به مل ينب قال ما تقول يا ربيعة قال نعم السيف نعت وغريه أحب

    تك وإذا ضربت به إيل قال وما هو قال احلسام القاطع ذو الرونق الالمع الظمآن اجلائع الذي إن هززته هبتك قال فما أبغض السيوف إليك يا عمرو قال الفطار الكهام الذي إن ضرب به مل يقطع وإن ذبح به مل

    ينخع قال فما تقول يا ربيعة قال بئس السيف واهللا ذكر وغريه أبغض إيل منه قال وما هو قال الطبع الددان املعضد املهان

    ليك عند املراس إذا اعتكر الباس واشتجر الدعاس قال أحبها إيل قال فأخربين يا عمرو أي الرماح أحب إاملارن املثقف املقوم املخطف الذي إذا هززته مل ينعطف وإذا طعنت به مل ينقصف قال ما تقول يا ربيعة قال نعم الرمح نعت وغريه أحب إيل منه قال وما هو قال الذابل العسال املقوم النسال املاضي إذا هززته النافذ

  • إذا مهزته قال فأخربين يا عمرو عن أبغض الرماح إليك قال األعصل عند الطعان املثلم السنان الذي إذا هززته

    انعطف وإذا طعنت به انقصف قال ما تقول يا ربيعة قال بئس الرمح ذكر وغريه أبغض إيل منه قال وما هو ت به انقصم قال انصرفا اآلن طاب يل قال الضعيف املهز اليابس الكز الذي إذا أكرهته احنطم وإذا طعن

    املوت

    ١١ -

    إحدى ملكات اليمن وخاطبوها

    وذكروا أن ملكة كانت بسبأ فأتاها قوم خيطبوهنا فقالت ليصف كل رجل منكم نفسه وليصدق وليوجز ألتقدم إن تقدمت أو أدع إن تركت على علم فتكلم رجل منهم يقال له مدرك فقال إن أيب كان يف العز

    خ واحلسب الشامخ وأنا شرس اخلليقة غري رعديد عند احلقيقة قالت ال عتاب على اجلندل فأرسلتها الباذ مثال

    مث تكلم آخر منهم ويقال له ضبيس بن شرس فقال أنا يف مال أثيث وخلق غري خبيث وحسب غري عثيث أرسلتها مثال مث أحذو النعل بالنعل وأجزى القرض بالقرض فقالت ال يسرك غائبا من ال يسرك شاهدا ف

    تكلم آخر منهم يقال له مشاس بن عباس فقال أنا مشاس ابن عباس معروف بالندى والباس حسن اخللق يف سجية والعدل يف قضية مايل غري حمظور على القل والكثر وبايب غري حمجوب على العسر واليسر قالت اخلري

    نت يا ضبيس لن يستقيم معكما معاشرة لعشري متبع والشر حمذور فأرسلتها مثال مث قالت امسع يا مدرك وأحىت يكون فيكما لني عريكة وأما أنت يا مشاس فقد حللت مين حمل األهزع من الكنانة والواسطة من

    القالدة لدماثة خلقك وكرم طباعك مث اسع جبد أودع فأرسلتها مثال وتزوجت مشاسا

    ١٢ -

    رواد مذحج يصفون ما ارتادوا من املراعى

    من بين احلرث بن كعب قالوا أجدبت بالد مذحج فأرسلوا روادا من كل بطن رجال فبعثت بنو عن أشياخزبيد رائدا وبعثت النخع رائدا وبعثت جعفى رائدا فلما رجع الرواد قيل لرائد بين زبيد ما وراءك قال

    ائها راضية رأيت أرضا مومشة البقاع ناحتة النقاع مستحلسة الغيطان ضاحكة القريان واعدة وأحر بوفأرضها عن مسائها وقيل لرائد جعفى ما وراءك قال رأيت أرضا مجعت السماء أقطارها فأمرعت أصبارها وديثت أوعارها فبطناهنا غمقة وظهراهنا غدقة ورياضها مستوسقة ورقاقها رائخ ووطئها سائخ وماشيها

    ل مسرور ومصرمها حمسور وقيل للنخعي ما وراءك فقال مداحي سيل وزهاء لي

  • وغيل يواصي غيال قد ارتوت أجزازها ودمث عزازها والتبدت أقوازها فرائدها أنق وراعيها سنق فال قضض وال رمض عازهبا ال يفزع وواردها ال ينكع فاختاروا مراد النخعي

    ١٣ -

    ما دار من احلديث بني املنذر بن النعمان األكرب وبني عامر بن جوين الطائي

    ي على املنذر بن النعمان األكرب جد النعمان بن املنذر وذلك بعد انقضاء ملك وفد عامر بن جوين الطائكندة ورجوع امللك إىل خلم وكان عامر قد أجار امرؤ القيس ابن حجر أيام كان مقيما باجلبلني وقال

    كلمته اليت يقول فيها ) وال سوقة حىت يئوب ابن مندله ... هنالك ال أعطي مليكا ظالمة (

    نذر ضغنا عليه فلما دخل عليه قال له يا عام لساء مثوى أثويته ربك وثويك حني حاولت إصباء وكان املطلته وخمالفته إىل عشريه أما واهللا لو كنت كرميا ألئويته مكرما موقرا وجلانبته مسلما فقال له أبيت اللعن

    لقد علمت

    ام وافرا وزال شاكرا فقال له املنذر يا عام أبناء أدد إين ألعزها جارا وأكرمها جوارا وأمنعها دارا ولقد أقوإنك لتخال هضيبات أجأ ذات الوبار وأفنيات سلمي ذات األغفار مانعاتك من اجملر اجلرار ذي العدد

    الكثار واحلصن واملهار والرماح احلرار وكل ماضي الغرار بيد كل مسعر كرمي النجار قال عامر أبيت اللعن ن والشعاب واملصدان لفتيانا أبطاال وكهوال أزواال يضربون القوانس إن بني تلك اهلضيبات والرعا

    ويستنزلون الفوارس بالرماح املداعس مل يتبعوا الرعاء ومل ترشحهم اإلماء فقال امللك يا عام لو قد جتاوبت اخليل يف تلك الشعاب صهيال كانت األصوات قعقعة وصليال وفغر املوت وأعجز الفوت فتقارشت الرماح

    ى السالح لتساقى قومك كأسا ال صحو بعدها فقال مهال أبيت اللعن إن شرابنا وبيل ومح

    وحدنا أليل ومعجمنا صليب ولقاءنا مهيب فقال له يا عام إنه لقليل بقاء الصخرة الصراء على وقع بعدها املالطيس فقال أبيت اللعن إن صفاتنا عرب املراديس فقال ألوقظن قومك من سنة الغفلة مث ألعقبنهم

    رقدة اليهب راقدها وال يستيقظ هاجدها فقال له عامر إن البغي أباد عمرا وصرع حجرا وكانا أعز منك سلطانا وأعظم شانا وإن لقيتنا مل تلق أنكاسا

    وال أغساسا فهبش وضائعك وصنائعك وهلم إذا بدا لك فنحن األىل قسطوا على األمالك قبلك مث أتى راحلته فركبها وأنشأ يقول

    ) تزيد على غمز الثقاف تصعبا ... تعلم أبيت اللعن أن قناتنا ( ) رويدك برقا ال أبا لك خلبا ... أتوعدنا باحلرب أمك هابل ( ) وحامت رجال الغوث دوين حتدبا ... إذا خطرت دوين جديلة بالقنا (

  • ) تسوق إليك املوت أخرج أكهبا ... أبيت اليت هتوى وأعطيتك اليت ( ) رجاال يذيلون احلديد املعقربا ... ت أن تزدارنا فأت تعترف فإن شئ( ) رأيت هلم مجعا كثيفا وكوكبا ... وإنك لو أبصرهتم يف جماهلم ( ) وملهى بأكناف السدير ومشربا ... وذكرك العيش الرخى جالدهم ( ) حتكم فيك الزاعىب احملربا ... فأغض على غيظ وال ترم اليت (

    ١٤ -

    فاعة واحلارث بن أيب مشر الغساينقيس بن ر

    كان قيس بن رفاعة يفد سنة إىل النعمان اللخمي بالعراق وسنة إىل احلارث ابن ايب مشر الغساين بالشأم فقال له يوما وهو عنده يابن رفاعة بلغين أنك تفضل النعمان على قال وكيف أفضله عليك أبيت اللعن فواهللا

    ن أبيه وألبوك أشرف من مجيع قومه ولشمالك أجود من ميينه لقفاك أحسن من وجهه وألمك أشرف موحلرمانك أنفع من نداه ولقليلك أكثر من كثريه ولثمادك أغزر من غديره ولكرسيك أرفع من سريره

    وجلدولك أغمر من حبوره وليومك أفضل من شهوره ولشهرك أمد من حوله وحلولك خري من حقبه ولزندك جنده وإنك ملن غسان أرباب امللوك وإنه ملن خلم الكثري النوك فكيف أورى من زنده وجلندك أعز من

    أفضله عليك ١٥ -

    قيس بن خفاف الربمجي وحامت طيئ

    أتى أبو جبيل قيس بن خفاف الربمجى حامت طيئ يف دماء محلها عن قومه فأسلموه فيها وعجز عنها فقال عليه قال إنه وقعت بني قومي دماء فتواكلوها وإين واهللا آلتني من حيملها عين وكان شريفا شاعرا فلما قدم

    محلتها يف مايل وأملي

    فقدمت مايل وكنت أملي فإن حتملها فرب حق قد قضيته وهم قد كفيته وإن حال دون ذلك حائل مل أذمم يومك ومل أيأس من غدك مث أنشأ يقول

    ) فجئتك ملا أسلمتين الرباجم ... محلت دماء للرباجم مجة ( ) فقلت هلم يكفي احلمالة حامت ... لوا سفاها مل محلت دماءنا وقا( ) وأهال وسهال أخطأتك األشائم ... مىت آته فيها يقل يل مرحبا ( ) زيادة من حنت إليه املكارم ... فيحملها عىن وإن شئت زادين ( ) فإن مات قامت للسخاء مآمت ... يعيش الندى ما عاش حامت طيئ ( ) جميبا له ما حام يف اجلو حائم ... اجلود معك فال نرى ينادين مات (

  • ) فقلت هلم إين بذلك عامل ... وقال رجال أهنب العام ماله ( ) إذا جلف املال احلقوق اللوازم ... ولكنه يعطي من أموال طي ( ) لتصغريه تلك العطية جارم ... فيعطي اليت فيها الغىن وكأنه ( ) وسعد وعبد اهللا تلك القماقم ... بذلك أوصاه عدي وحشرج(

    فقال له حامت إن كنت ألحب أن يأتيين مثلك من قومك هذا مرباعي من الغارة على بين متيم فخذه وافرا فإن وىف باحلمالة وإال أكملتها لك وهو مائتا بعري سوى بنيها وفصاهلا مع أين ال أحب أن تويس قومك

    أخذمت منا ولنا ما أخذنا منكم وأي بعري دفعته إيل ليس ذنبه يف يد بأمواهلم فضحك أبو جبيل وقال لكم ما صاحبه فأنت منه برئ فدفعها إليه وزاده مائة بعري فأخذها وانصرف راجعا إىل قومه

    فقال حامت يف ذلك

    ) هلم يف محالته طويل ... أتاين الربمجي أبو جبيل ( ) قليل فإين لست أرضى بال... فقلت له خذ املرباع رهوا ( ) على عالهتا علل البخيل ... على حال وال عودت نفسي ( ) سوى الناب الرذية والفصيل ... فخذها إهنا مائتا بعري ( ) رأيت املن يزري باجلزيل ... فال من عليك هبا فإين ( ) من أعباء احلمالة من فتيل ... فآب الربمجى وما عليه ( ) ف الظهر من محل ثقيل خفي... جير الذيل ينفض مذرويه (

    ١٦ -

    مقال قبيصة بن نعيم المرئ القيس بن حجر

    قدم على امرىء القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه رجال من قبائل بين أسد وفيهم قبيصة بن نعيم يسألونه العفو عن دم أبيه فخرج عليهم يف قباء وخف وعمامة سوداء وكانت العرب ال تعتم إال يف الترات

    نظروا إليه قاموا له وبدر إليه قبيصة فقال إنك يف احملل والقدر واملعرفة بتصرف الدهر وما حتدثه أيامه فلماوتتنقل به أحواله حبيث ال حتتاج إىل تذكري من واعظ وال تبصري من جمرب ولك من سودد منصبك وشرف

    أعراقك وكرم أصلك ىف العرب حمتد حيتمل ما محل عليه

    رجوع عن اهلفوة وال تتجاوز اهلمم إىل غاية إال رجعت إليك فوجدت عندك من فضيلة من إقالة العثرة والرأي وبصرية الفهم وكرم الصفح ما يطول رغباهتا ويستغرق طلباهتا وقد كان الذي كان من اخلطب اجلليل الذي عمت رزيته نزارا واليمن ومل ختصص بذلك كندة دوننا للشرف البارع كان حلجر التاج

    ة فوق اجلبني الكرمي وإخاء احلمد وطيب الشيم ولو كان يفدى هالك باألنفس الباقية بعده ملا خبلت والعم كرائمنا هبا على مثله ولكنه مضى به سبيل ال يرجع أخراه على أواله وال يلحق أقصاه أدناه

  • سد أشرفها فأمحد احلاالت يف ذلك أن تعرف الواجب عليك يف إحدى خالل ثالث إما أن اخترت من بين أبيتا وأعالها يف بناء املكرمات صوتا فقدناه إليك بنسعة تذهب مع شفرات حسامك بباقي قصرته فنقول

    رجل امتحن هبالك عزيز فلم يستل سخيمته إال متكينه من اإلنتقام أو فداء مبا يروح على بين أسد من نعمها اهنا مل يرددها تسليط اإلحن على الربآء فهي ألوف جتاوز احلسبة فكان ذلك فداء رجعت به القضب إىل أجف

    وإما أن وادعتنا إىل أن تضع احلوامل فتسدل األزر وتعقد اخلمر فوق الرايات فبكى امرؤ القيس ساعة مث رفع رأسه فقال

    ١٧ -

    رد امرئ القيس عليه

    األبد وفت لقد علمت العرب أنه ال كفء حلجر يف دم وأين لن أعتاض به مجال وال ناقة فأكتسب به سبةالعضد وأما النظرة فقد أوجبتها األجنة يف بطون أمهاهتا ولن أكون لعطبها سببا وستعرفون طالئع كندة من

    بعد ذلك حتمل يف القلوب حنقا وفوق األسنة علقا أتقيمون أم تنصرفون ) تصافح فيه املنايا النفوسا ... إذا جالت احلرب يف مأزق (

    تيار وأبلى االجترار مبكروه وأذية وحرب وبلية مث هنضوا عنه وقبيصة يتمثل قالوا بل ننصرف بأسوأ االخ ) كتائبنا يف مأزق احلرب متطر ... لعلك أن تستوخم الورد إن غدت (

    فقال امرؤ القيس ال واهللا ولكن أستعذبه فرويدا ينفرج لك دجاها عن فرسان كندة وكتائب محري ولقد كان نازال بربعي ولكنك قلت فأوجبت فقال قبيصة ما يتوقع فوق قدر املعاتبة ذكر غري هذا يب أوىل إذ كنت

    واإلعتاب فقال امرؤ القيس هو ذاك

    ١٨ -

    خطبة هانئ بن قبيصة الشيباين

    قال هانئ بن قبيصة الشيباين حيرض قومه يوم ذي قار من أسباب الظفر يا معشر بكر هالك معذور خري من ناج فرور إن احلذر ال ينجي من القدر وإن الصرب

    املنية وال الدنية استقبال املوت خري من استدباره الطعن يف ثغر النحور أكرم منه يف األعجاز والظهور يا آل بكر قاتلوا فما للمنايا من بد

    ١٩ -

    خطبة عمرو بن كلثوم

  • حابه أصدق من أما بعد فإنه ال خيرب عن فضل املرء أصدق من تركه تزكية نفسه وال يعرب عنه يف تزكية أص اعتماده إياهم برغبته وائتمانه إياهم على حرمته

    ٢٠ -

    أكثم بن صيفي يعزي عمرو بن هند عن أخيه

    وعزى أكثم بن صيفي عمرو بن هند ملك العرب عن أخيه فقال له إن أهل هذه الدار سفر ال حيلون عقد الرحال إال يف غريها وقد أتاك ما ليس مبردود عنك وارحتل عنك ما ليس براجع إليك وأقام معك من سيظعن عنك ويدعك واعلم أن الدنيا ثالثة أيام فأمس عظة وشاهد عدل

    فجعك بنفسه

    وأبقى لك وعليك حكمته واليوم غنيمة وصديق أتاك ومل تأته طالت عليك غيبته وستسرع عنك رحلته للقادر وقد مضت لنا وغد ال تدري من أهله وسيأتيك إن وجدك فما أحسن الشكر للمنعم والتسليم

    أصول حنن فروعها فما بقاء الفروع بعد أصوهلا واعلم أن أعظم من املصيبة سوء اخللف منها وخري من اخلري معطيه وشر من الشر فاعله

    ٢١ -

    خطبة قس بن ساعدة اإليادي

    خطب قس بن ساعدة اإليادي بسوق عكاظ فقال أيها الناس امسعوا وعوا من عاش مات ومن مات فاتوكل ما هو آت آت ليل داج وهنار ساج ومساء ذات أبراج وجنوم تزهر وحبار تزخر وجبال مرساة وأرض

    مدحاة وأهنار جمراة إن يف السماء خلربا وإن يف األرض لعربا ما بال الناس يذهبون وال يرجعون أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا

    ضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه إنكم لتأتون من يقسم قس باهللا قسما ال إمث فيه إن هللا دينا هو أر األمر منكرا ويروي أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول

    ) من القرون لنا بصائر ... يف الذاهبني األولني ( ) للموت ليس هلا مصادر ... ملا رأيت مواردا (

    ) متضي األكابر واألصاغر ... ورأيت قومي حنوها ( ) وال من الباقني غابر ... ال يرجع املاضي إيل( ) حيث صار القوم صائر ... أيقنت أين ال حمالة (

    ٢٢ -

  • قس بن ساعدة عند قيصر

    وكان قس بن ساعدة يفد على قيصر ويزوره فقال له قيصر يوما ما أفضل العقل قال معرفة املرء بنفسه قال ة قال استبقاء الرجل ماء وجهه قال فما فما أفضل العلم قال وقوف املرء عند علمه قال فما أفضل املروء

    أفضل املال قال ما قضي به احلقوق ٢٣ -

    خطبة املأمون احلارثي

    قعد املأمون احلارثي يف نادي قومه فنظر إىل السماء والنجوم مث أفكر طويال مث قال أرعوين أمساعكم وأصغوا على القلوب الكدر وطخطخ اجلهل إيل قلوبكم يبلغ الوعظ منكم حيث أريد طمح باألهواء األشر وران

    النظر إن فيما ترى ملعتربا ملن اعترب أرض موضوعة ومساء مرفوعة ومشس تطلع وتغرب وجنوم تسري فتعزب وقمر تطلعه النحور ومتحقه أدبار الشهور وعاجز مثر وحول مكد وشاب خمتضر ويفن قد غرب وراحلون ال

    يئوبون وموقوفون

    فيحيي البشر ويورق الشجر ويطلع الثمر وينبت الزهر وماء يتفجر من ال يفرطون ومطر يرسل بقدر الصخر األير فيصدع املدر عن أفنان اخلضر فيحيي األنام ويشبع السوام وينمي األنعام إن يف ذلك ألوضح

    الدالئل على املدبر املقدر البارئ املصور ل تعمهون ويف أي حرية هتيمون وإىل أي غاية يأيها العقول النافرة والقلوب النائرة أىن تؤفكون وعن أي سبي

    توفضون لو كشفت األغطية عن القلوب وجتلت الغشاوة عن العيون لصرح الشك عن اليقني وأفاق من نشوة اجلهالة من استولت عليه الضاللة

    ٢٤ -

    بني مهلهل بن ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان

    يعة التغليب تشمر أخوه مهلهل واستعد حلرب بكر ملا قتل جساس بن مرة بن ذهل الشيباين كليب بن رب ومجع إليه قومه فأرسل رجاال منهم

    إىل بين شيبان فأتوا مرة بن ذهل بن شيبان أبا جساس وهو يف نادي قومه فقالوا له إنكم أتيتم عظيما بقتلكم كليبا بناب من اإلبل فقطعتم الرحم وانتهكتم احلرمة وإنا كرهنا العجلة عليكم

    إلعذار إليكم وحنن نعرض عليكم خالال أربعا لكم فيها خمرج ولنا فيها مقنع فقال مرة وما هي قالوا دون احتيي لنا كليبا او تدفع إلينا جساسا قاتله فنقتله به أو مهاما فإنه كفء له أو متكننا من نفسك فإن فيك وفاء

    غالم طعن طعنة على عجل مث ركب من دمه فقال أما إحيائي كليبا فهذا ما ال يكون وأما اجلساس فإنه

  • فرسه فال أدري أي البالد احتوى عليه وأما مهام فإنه أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة كلهم فرسان قومهم فلن يسلموه يل فأدفعه إليكم يقتل جبريرة غريه وأما أنا فهل هو إال أن جتول اخليل جولة غدا فأكون

    م عندي خصلتان أما إحدامها فهؤالء بين الباقون فعلقوا يف عنق أول قتيل بينها فما أتعجل املوت ولكن لكأيهم شئتم نسعة فانطلقوا به إىل رحالكم فاذحبوه ذبح اجلزور وإال فألف ناقة سود احلدق محر الوبر أقيم لكم هبا كفيال من بين وائل فغضب القوم وقالوا لقد أسأت تبذل لنا ولدك وتسومنا اللنب من دم كليب

    رب بينهم ونشبت احل٢٥ -

    منافرة علقمة بن عالثة وعامر بن الطفيل العامرين

    ملا أسن أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن مالعب األسنة تنازع يف الرياسة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر وعلقمة بن عالثة بن عوف بن األحوص ابن جعفر

    به وقد قعد عمك عنها وأنا استرجعتها فأنا أوىل فقال علقمة كانت جلدي األحوص وإمنا صارت لعمك بسب هبا منك فشرى الشر بينهما وسارا إىل املنافرة فقال علقمة إن شئت نافرتك فقال عامر قد شئت

    واهللا إين ألكرم منك حسبا وأثبت منك نسبا وأطول منك قصبا ىل نسائك أن أصبح فيهن منك أنا فقال علقمة واهللا ألنا خري منك ليال وهنارا فقال عامر واهللا ألنا أحب إ أحنر منك للقاح وخري منك يف الصباح وأطعم منك يف السنة الشياح

    فقال علقمة أنا خري منك أثرا وأحد منك بصرا وأعز منك نفرا وأشرف منك ذكرا فقال عامر ليس لبين األحوص فضل على بين مالك يف العدد وبصري ناقص وبصرك صحيح ولكين أنافرك

    ى منك مسة وأطول منك قمة وأحسن منك ملة وأجعد منك مجة وأسرع منك رمحة وأبعد منك مهة إين أمسفقال علقمة أنت رجل جسيم وأنا رجل قضيف وأنت مجيل وأنا قبيح ولكين أنافرك بآبائي وأعمامي فقال

    قال علقمة قد عامر آباؤك أعمامي ومل أكن ألنافرك هبم لكين أنافرك أنا خري منك عقبا وأطعم منك جدبا ف علمت أن لك عقبا وقد أطعمت طيبا ولكين أنافرك إين خري منك وأوىل باخلريات منك

    فخرجت أم عامر وكانت تسمع كالمهما فقالت يا عامر نافره أيكما أوىل باخلريات قال عامر إين واهللا ألركب منك يف احلماة وأقتل منك للكمأة

    ة واهللا إين لرب وإنك لفاجر وإين لولود وإنك لعاقر وإين لعف وإنك وخري منك للموىل واملوالة فقال له علقملعاهر وإين لوىف وإنك لغادر ففيم تفاخرين يا عامر فقال عامر واهللا إين ألنزل منك للقفرة وأجنر منك للبكرة

    وأطعم منك للهربة وأطعن منك للثغرة تك بالسحر فقال علقمة واهللا إنك لكليل البصر نكد النظر وثاب على جارا

    فقال بنو خالد بن جعفر وكانوا يدا مع بين األحوص على بين مالك بن جعفر لن تطيق عامرا ولكن قل له

  • أنافرك خبرينا وأقربنا إىل اخلريات فقال له علقمة هذا القول فقال عامر عري وتيس وتيس وعنز فذهبت مثال ينا نفر عليه صاحبه أخرجها ففعلوا ذلك ووضعوا نعم على مائة من اإلبل إىل مائة من اإلبل يعطاها احلكم أ

    هبا رهنا من أبنائهم على يدي رجل يقال له خزمية بن عمرو بن الوحيد فسمى الضمني وخرج علقمة ومن معه من بين خالد وخرج عامر فيمن معه من بين مالك وجعال منافرهتما إىل أيب سفيان بن

    حلاهلما وحال عشريهتما وقال أنتما كركبيت البعري األدرم قاال حرب بن أمية فلم يقل بينهما شيئا وكره ذلكفأينا اليمني قال كال كما ميني وأىب أن يقضي بينهما فانطلقا إىل ايب جهل بن هشام فأىب أن حيكم بينهما وقد

    كانت العرب حتاكم إىل قريش فأتيا عيينة بن حصن بن حذيفة

    الثقفي فردمها إىل حرملة ابن األشعر املري فردمها إىل هرم بن أن يقول بينهما شيئا فأتيا غيالن بن سلمةقطبة بن سنان الفزاري فانطلقا حىت نزال به وقد ساقا اإلبل معهما حىت أشتت وأربعت ال يأتيان أحدا إال

    هاب أن يقضى بينهما فقال هرم لعمري ألحكمن بينكما مث ألفصلن فأعطياين موثقا أطمئن إليه أن ترضيا مبا ول وتسلما ملا قضيت بينكما وأمرمها باالنصراف ووعدمها ذلك اليوم من قابل فانصرفا حىت إذا بلغ أق

    األجل خرجا إليه وأقام القوم عنده أياما فأرسل هرم إىل عامر فأتاه سرا ال يعلم به علقمة فقال يا عامر قد كنت أرى لك رأيا وأن فيك خريا

    صاحبك أتنافر رجال ال تفخر أنت وقومك إال بآبائه فما الذي وما حيستك هذه األيام إال لتنصرف عنأنت به خري منه فقال عامر نشدتك اهللا والرحم أن ال تفضل على علقمة فواهللا لئن فعلت ال أفلح بعدها

    أبدا هذه ناصييت فاجززها واحتكم يف مايل فإن كنت ال بد فاعال فسو بيين وبينه قال انصرف فسوف أرى مر وهو ال يشك أنه ينفره عليه مث أرسل إىل علقمة سرا ال يعلم به عامر فأتاه وقال له مثل ما رأيي فخرج عا

    قال لعامر فرد عليه علقمة مبا رد به عامر وانصرف وهو ال يشك أنه سيفضل عليه عامرا مث إن هرما أرسل عضكم عشر جزائر فلينحرها إىل بنيه وبىن أبيه إين قائل غدا بني هذين الرجلني مقالة فإذا فعلت فليطرد ب

    عن علقمة ويطرد بعضكم عشر جزائر ينحرها عن عامر وفرقوا بني الناس ال تكون هلم مجاعة وأصبح هرم فجلس جملسه وأقبل الناس وأقبل علقمة وعامر حىت جلسا فقام هزم فقال يا بين جعفر قد حتاكمتما عندي

    وأنتما كركبيت

    وليس فيكما أحد إال وفيه ما ليس يف صاحبه وكال كما سيد كرمي وعمد البعري األدرم تقعان إىل األرض معابنو هرم وبنو أخيه إىل تلك اجلزر فنحروها حيث أمرهم هرم وفرقوا الناس ومل يفضل هرم أحدا منهما على

    صاحبه وكره أن يفعل ومها ابنا عم فيجلب بذلك عداوة ويوقع بني احليني شرا

    أشراف العرب بني يدي كسرى

    ال كسرى للنعمان بن املنذر يوما هل يف العرب قبيلة تشرف على قبيلة قال نعم قال فبأي شيء قال من قكانت له ثالثة آباء متوالية رؤساء مث اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته فيه وينسب إليه قال

  • ذي اجلدين وآل فاطلب ذلك فطلبه فلم يصبه إال يف آل حذيفة بن بدر وآل حاجب بن زرارة وآل األشعث ابن قيس بن كندة فجمع هؤالء الرهط ومن تبعهم من عشائرهم وأقعد هلم احلكام والعدول وقال

    ليتكلم كل منكم مبآثر قومه وليصدق فكان حذيفة بن بدر الفزاري أول متكلم وكان ألسن القوم فقال ٢٦ -

    مقالة حذيفة بن بدر الفزاري

    األقدم واألعز األعظم ومأثرة للصنيع األكرم فقال من حوله ومل ذاك يا قد علمت العرب أن فينا الشرف أخا فزازة فقال ألسنا الدعائم اليت ال ترام والعز الذي ال يضام قيل صدقت مث قام شاعرهم فقال

    ) فزارة قيس حسب قيس نضاهلا ... فزارة بيت العز والعز فيهم ( ) ء لقيس يف القدمي رجاهلا بنا... هلا العزة القعساء واحلسب الذي (

    ) مآثر قيس جمدها وفعاهلا ... فهيهات قد أعيا القرون اليت مضت ( ) إىل الشمس يف جمرى النجوم يناهلا ... وهل أحد إن هز يوما بكفه ( ) وإن يفسدوا يفسد من الناس حاهلا ... فإن يصلحوا يصلح لذاك مجيعها (

    ٢٧ -

    مقال األشعث الكندي

    ألشعث الكندي وإمنا أذن له أن يقوم قبل ربيعة ومتيم لقرابته من النعمان بن املنذر فقال قد علمت مث قام االعرب أنا نقاتل عديدها األكثر وزحفها األكرب وإنا لغياث الكربات ومعدن املكرمات قالوا ومل يا أخا كندة

    توسطنا حببوحه األكرم مث قام شاعرهم قال ألنا ورثنا ملك كندة فاستظللنا بأفيائه وتقلدنا منكبه األعظم و فقال

    ) وجدت لنا فضال على من يفاخر ... إذا قست أبيات الرجال ببيتنا ( ) ينافرنا فيها فنحن خناطر ... فمن قا كال أو أتانا خبطة ( ) له الفضل فيما أورثته األكابر ... تعالوا قفوا كي يعلم الناس أينا (

    ٢٨ -

    مقال بسطام الشيباين

    مث قام بسطام الشيباين فقال قد علمت العرب أنا بناة بيتها الذي ال يزول ومغرس عزها الذي ال حيول قالوا ومل يا أخا شيبان قال ألنا أدركهم للثار وأضرهبم للملك اجلبار وأقومهم للحكم وألدهم للخصم مث قام

    شاعرهم فقال

  • ) قبائل وأول بيت العز عز ال... لعمري بسطام أحق بفضلها ( ) إذا جد يوم الفخر كل مناقل ... فسائل أبيت اللعن عن عز قومها ( ) وأضرهبم للكبش بني القبائل ... ألسنا أعز الناس قوما ونصرة ( ) تذل هلا عزا رقاب احملافل ... وقائع غر كلها ربعية ( ) وعاذ هبا من شرها كل وائل ... إذا ذكرت مل ينكر الناس فضلها ( ) إذا نزلت بالناس إحدى الزالزل ... نا ملوك الناس يف كل بلدة وإ(

    ٢٩ -

    مقال حاجب بن زرارة

    مث قام حاجب بن زرارة التميمي فقال قد علمت معد أنا فرع دعامتها وقادة زحفها قالوا ومل ذاك يا أخا بين لهم للثقيل مث قام شاعرهم فقال متيم قال ألنا أكثر الناس عديدا وأجنبهم طرا وليدا وأنا أعطاهم للجزيل وأمح

    ) لنا العز قدما يف اخلطوب االوائل ... لقد علمت أبناء خندف أننا ( ) وعز قدمي ليس باملتضائل ... وأنا كرام أهل جمد وثروة ( ) أغر جنيب ذي فعال ونائل ... فكم فيهم من سيد وابن سيد ( ) ناس عند اجلالئل دعائم هذا ال... فسائل أبيت اللعن عنا فإننا (

    ٣٠ -

    مقال قيس بن عاصم السعدي

    مث قام قيس بن عاصم السعدي فقال لقد علم هؤالء أنا أرفعهم يف املكرمات دعائم وأثبتهم يف النائبات مقادم قالوا ومل ذاك يا أخا بىن سعد قال ألنا أدركهم للثار وأمنعهم للجار وأنا ال ننكل إذا محلنا وال نرام

    مث قام شاعرهم فقال إذا حللنا ) وجل متيم واجلميع الذي ترى ... لقد علمت قيس وحندف أننا (

    ) لنا الشرف الضخم املركب يف الندى ... بأنا عماد يف األمور وأننا ( ( ) إذا جز بالبيض اجلماجم والطال ... وأنا ليوث الناس يف كل مأزق ( ) ا مرت ألوف إىل العال وقيسا إذ... فمن ذا ليوم الفخر يعدل عاصما ( ) وقاموا بيوم الفخر مسعاة من سعى ... فهيهات قد أعيا اجلميع فعاهلم (

    فقال كسرى حينئذ ليس منهم إال سيد يصلح ملوضعه وأسىن حباءهم وأعظم صالهتم وكرم مآهبم

    وفود العرب على كسرى

  • فذكروا من ملوكهم وبالدهم فافتخر قدم النعمان بن املنذر على كسرى وعنده وفود الروم واهلند والصنيالنعمان بالعرب وفضلهم على مجيع األمم ال يستثىن فارس وال غريها فقال كسرى وأخذته عزة امللك يا

    نعمان لقد فكرت ىف أمر العرب وغريهم من األمم ونظرت يف حالة من يقدم على من وفود األمم فوجدت وكثرة مدائنها ووثيق بنياهنا وأن هلا دينا يبني حالهلا وحرامها للروم حظا ىف اجتماع ألفتها وعظم سلطاهنا

    ويرد سفيهها ويقيم جاهلها ورأيت اهلند حنوا من ذلك يف حكمتها وطبها مع كثرة أهنار بالدها ومثارها وعجيب صناعتها وطيب أشجارها ودقيق حساهبا وكثرة عددها وكذلك الصني يف اجتماعها وكثرة

    يتها ومهتها يف آلة احلرب وصناعة احلديد وأن هلا ملكا جيمعها والترك واخلرر علة ما صناعات أيديها وفروسهبم من سوء احلال يف املعاش وقلة الريف والثمار واحلصون وما هو رأس عمارة الدنيا من املساكن واملالبس

    دنيا وال حزم وال هلم ملوك تضم قواصيهم وتدبر أمرهم ومل أر للعرب شيئا من خصال اخلري يف أمر دين والقوة ومع أن مما يدل على مهانتها وذهلا وصغر مهتها حملتهم اليت هم هبا مع الوحوش النافرة والطري احلائرة

    يقتلون أوالدهم من الفاقة ويأكل بعضهم بعضا من احلاجة قد خرجوا من مطاعم الدنيا ومالبسها ومشارهبا وم اإلبل اليت يعافها كثري من السباع لثقلها وسوء طعمها وهلوها ولذاهتا فأفضل طعام ظفر به ناعمهم حل

    وخوف دائها وإن قرى أحدهم ضيفا عدها مكرمة

    وإن أطعم أكلة عدها غنيمة تنطق بذلك أشعارهم وتفتخر بذلك رجاهلم ما خال هذه التنوخية اليت أسس إن هلا مع ذلك آثارا ولبوسا جدي اجتماعها وشد مملكتها ومنعها من عدوها فجرى هلا ذلك إىل يومنا هذا و

    وقرى وحصونا وأمورا تشبه بعض أمور الناس يعىن اليمن مث ال أراكم تستكينون على ما بكم من الذلة والقلة والفاقة والبؤس حىت تفتخروا وتريدوا أن تنزلوا فوق مراتب الناس قال النعمان أصلح اهللا امللك

    طبها وتعلو درجتها إال أن عندي جوابا يف كل ما نطق به حق ألمة امللك منها أن يسموا فضلها ويعظم خ امللك يف غري رد عليه وال تكذيب له فإن أمنىن من غضبه نطقت به قال كسرى قل فأنت آمن

    ٣١ -

    خطبة النعمان بن املنذر

    سطة قال النعمان أما أمتك أيها امللك فليست تنازع يف الفضل ملوضعها الذي هي به من عقوهلا وأحالمها وبحملها وحببوحة عزها وما أكرمها اهللا به من والية آبائك وواليتك وأما األمم اليت ذكرت فأي أمة تقرهنا

    بالعرب إال فضلتها قال كسرى مباذا قال النعمان بعزها ومنعتها وحسن وجوهها وبأسها وسخائها وحكمة ألسنتها وشدة عقوهلا وانفتها ووفائها

    تزل جماورة آلبائك الذين دوخوا البالد ووطدوا امللك وقادوا اجلند مل يطمع فيهم فأما عزها ومنعتها فإهنا ملطامع ومل ينلهم نائل حصوهنم ظهور خيلهم ومهادهم األرض وسقوفهم السماء وجنتهم السيوف وعدهتم

    الصرب إذ غريها من األمم إمنا عزها من احلجارة والطني وجزائر البحور

  • فقد يعرف فضلهم يف ذلك على غريهم من اهلند املنحرفة والصني املنحفة وأما حسن وجوهها وألواهنا والروم والترك املشوهة املقشرة

    وأما أنساهبا وأحساهبا فليست أمة من األمم إال وقد جهلت آباءها وأصوهلا وكثريا من أوهلا حىت إن أحدهم ب إال يسمى آباءه أبا فأبا حاطوا بذلك ليسأل عمن وراء أبيه ذنيا فال ينسبه وال يعرفه وليس أحد من العر

    أحساهبم وحفظوا به أنساهبم فال يدخل رجل يف غري قومه وال ينتسب إىل غري نسبه وال يدعى إىل غري أبيه وأما سخاؤها فإن أدناهم رجال الذي تكون عنده البكرة والناب عليها بالغه يف محوله وشبعه وريه فيطرقه

    وجيتزى بالشربة فيعقرها له ويرضى أن خيرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الطارق الذي يكتفي بالفلذة األحدوثة وطيب الذكر

    وأما حكمة ألسنتهم فإن اهللا تعاىل أعطاهم يف أشعارهم ورونق كالمهم وحسنه ووزنه وقوافيه مع معرفتهم مث خيلهم أفضل اخليل األشياء وضرهبم لألمثال وإبالغهم يف الصفات ما ليس لشيء من ألسنة األجناس

    ونساؤهم أعف النساء ولباسهم أفضل اللباس ومعادهنم الذهب والفضة وحجارة جباهلم اجلزع ومطاياهم اليت ال يبلغ على مثلها سفر وال يقطع مبثلها بلد قفر

    ا وأما دينها وشريعتها فإهنم متمسكون به حىت يبلغ أحدهم من نسكه بدينة أن هلم أشهرا حرما وبلدا حمرموبيتا حمجوجا ينسكون فيه مناسكهم ويذحبون فيه ذبائحهم فيلقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه وهو قادر على

    أخذ ثاره وإدراك رغمه منه فيحجزه كرمه ومينعه دينه عن تناوله بأذى

    ٥٣حذف

    وإن وأما وفاؤها فإن أحدهم يلحظ اللحظة ويومي اإلمياءة فهي ولث وعقدة ال حيلها إال خروج نفسه أحدهم يرفع عودا من األرض فيكون رهنا بدينه فال يغلق رهنه وال ختفر ذمته وإن أحدهم ليبلغه أن رجال

    استجار به وعسى أن يكون نائيا عن داره فيصاب فال يرضى حىت يفىن تلك القبيلة اليت أصابته أو تفىن عرفة وال قرابة فتكون أنفسهم دون نفسه قبيلته ملا أخفر من جواره وإنه ليلجأ إليهم اجملرم احملدث من غري م

    وأمواهلم دون ماله وأما قولك أيها امللك يئدون أوالدهم فإمنا يفعله من يفعله منهم باإلناث أنفة من العار وغرية من األزواج

    وأما قولك إن أفضل طعامهم حلوم اإلبل على ما وصفت منها فما تركوا ما دوهنا إال احتقارا هلا فعمدوا إىل أجلها وأفضلها فكانت مراكبهم وطعامهم مع أهنا اكثر البهائم شحوما وأطيبها حلوما وأرقها ألبانا وأقلها

    غائلة وأحالها مضغة وإنه ال شيء من اللحمان يعاجل ما يعاجل به حلمها إال استبان فضلها عليه ا يفعل ذلك من يفعله من وأما حتارهبم وأكل بعضهم بعضا وتركهم إالنقياد لرجل يسوسهم وجيمعهم فإمن

    األمم إذا أنست من نفسها ضعفا وختوفت هنوض عدوها إليها بالزحف وإنه إمنا يكون يف اململكة العظيمة أهل بيت واحد يعرف فضلهم على سائر غريهم فيلقون إليهم أمورهم وينقادون هلم بأزمتهم وأما العرب

    أمجعني مع أنفتهم من أداء اخلراج والوطث بالعسف فإن ذلك كثري فيهم حىت لقد حاولوا أن يكونوا ملوكا

  • وأما اليمن اليت وصفها امللك فإمنا أتى جد امللك إليها الذي أتاه عند غلبة اجلبش له على ملك متسق وأمر جمتمع فأتاه مسلوبا طريدا مستصرخا ولوال ما وتر به من يليه من العرب ملال إىل جمال ولوجد من جييد

    حرار من غلبة العبيد األشرار الطعان ويغضب لألفعجب كسرى ملا أجابه النعمان به وقال إنك ألهل ملوضعك من الرياسة يف أهل إقليمك مث كساه من

    كسوته وسرحه إىل موضعه من احلرية فلما قدم النعمان احلرية ويف نفسه ما فيها مما مسع من كسرى من تنقص العرب وهتجني أمرهم بعث إىل

    وحاجب بن زرارة التميميني وإىل احلرث بن عباد وقيس بن مسعود البكريني وإىل خالد بن أكثم بن صيفي جعفر وعلقمة بن عالثة وعامر بن الطفيل العامريني وإىل عمرو بن الشريد السلمي وعمرو بن معد يكرب

    م وقرب جوار الزبيدي واحلارث بن ظامل املرى فلما قدموا عليه يف اخلورنق قال هلم قد عرفتم هذه األعاجالعرب منها وقد مسعت من كسرى مقاالت ختوفت أن يكون هلا غور أو يكون إمنا أظهرها ألمر أراد أن يتخذ به العرب خوال كبعض طماطمته يف تأديتهم اخلراج إليه كما يفعل مبلوك األمم الذين حوله فاقتص

    أحسن ما رددت وأبلغ ما حججته به عليهم مقاالت كسرى وما رد عليه فقالوا أيها امللك وفقك اهللا ما فمرنا بأمرك وادعنا إىل ما شئت

    قال إمنا أنا رجل منكم وإمنا ملكت وعززت مبكانكم وما يتخوف من ناحيتكم وليس شيء أحب إىل مما سدد اهللا به أمركم وأصلح به شأنكم وأدام به عزكم والرأي أن تسريوا جبماعتكم أيها الرهط وتنطلقوا إىل

    ا دخلتم نطق كل رجل منكم كسرى فإذ

    مبا حضره ليعلم أن العرب على غري ما ظن أو حدثته نفسه وال ينطق رجل منكم مبا يغضبه فإنه ملك عظيم السلطان كثري األعوان مترف معجب بنفسه وال تنخزلوا له اخنزال اخلاضع الذليل وليكن أمر بني ذلك

    م وليكن أول من يبدأ منكم بالكالم أكثم ابن تظهر به وثاقة حلومكم وفضل منزلتكم وعظيم أخطاركصيفي مث تتابعوا على األمر من منازلكم اليت وضعتكم هبا فإمنا دعاين إىل التقدمة إليكم علمي مبيل كل رجل منكم إىل التقدم قبل صاحبه فال يكونن ذلك منكم فيجد يف آدابكم مطعنا فإنه ملك مترف وقادر مسلط مث

    ه من طرائف حلل امللوك كل رجل منهم حلة وعممه عمامة وختمه بياقوته وأمر لكل دعا هلم مبا يف خزائن رجل منهم بنجيبة مهرية وفرس جنيبة وكتب معهم كتابا

    أما بعد فإن امللك ألقى إىل من أمر العرب ما قد علم وأجبته مبا قد فهم مما أحببت أن يكون منه على علم اليت احتجزت دونه مبملكتها ومحت ما يليها بفضل قوهتا تبلغها يف وال يتلجلج يف نفسه أن أمة من األمم

    شىء من األمور اليت يتعزز هبا ذوو احلزم والقوة والتدبري واملكيدة وقد أوفدت أيها امللك رهطا من العرب هلم فضل يف أحساهبم وأنساهبم وعقوهلم وآداهبم فليسمع امللك وليغمض عن جفاء إن ظهر من منطقهم

    بإكرامهم وتعجيل سراحهم وقد نسبتهم يف أسفل كتايب هذا إىل عشائرهم وليكرمينفخرج القوم يف أهبتهم حىت وقفوا بباب كسرى باملدائن فدفعوا إليه كتاب النعمان فقرأه وأمر بإنزاهلم إىل

  • أن جيلس هلم جملسا يسمع منهم فلما أن كان بعد ذلك بأيام أمر مرازبته ووجوه أهل مملكته فحضروا وجلسوا على كراسي عن ميينه

    ومشاله مث دعا هبم على الوالء واملراتب اليت وصفهم النعمان هبا يف كتابه وأقام الترمجان ليؤدي إليه كالمهم مث أذن هلم يف الكالم

    ٣٢ -

    خطبة أكثم بن صيفي

    فقام أكثم بن صيفي فقال أعمها نفعا وخري األزمنة أخصبها وأفضل إن أفضل األشياء أعاليها وأعلى الرجال ملوكها وأفضل امللوك

    اخلطباء أصدقها الصدق منجاة والكذب مهواة والشر جلاجة واحلزم مركب صعب والعجز مركب وطئ آفة الرأي اهلوى والعجز مفتاح الفقر وخري األمور الصرب حسن الظن ورطة وسوء الظن عصمة إصالح

    بطانته كان كالغاص باملاء شر البالد بالد ال أمري هبا فساد الرعية خري من إصالح فساد الراعي من فسدت شر امللوك من خافه الربىء املرء يعجز ال احملالة أفضل األوالد الربرة خري األعوان من مل يراء بالنصيحة أحق

    اجلنود بالنصر من حسنت سريرته يكفيك من الزاد ما بلغك احملل حسبك من شر مساعه الصمت حكم غة اإلجياز من شدد نفر ومن تراخى تألف وقليل فاعله البال

    فتعجب كسرى من أكثم مث قال وحيك يا أكثم ما أحكمك وأوثق كالمك لوال وضعك كالمك يف غري موضعه قال أكثم الصدق ينىبء عنك ال الوعيد قال كسرى لو مل يكن للعرب غريك لكفى

    قال أكثم رب قول أنفذ من صول

    خطبة حاجب بن زرارة

    جب بن زرارة التميمي فقال مث قام حاورى زندك وعلت يدك وهيب سلطانك إن العرب أمة قد غلظت أكبادها واستحصدت مرهتا ومنعت درهتا

    وهي لك وامقة ما تألفتها مسترسلة ما ال ينتها سامعة ما ساحمتها وهي العلقم مرارة والصاب غضاضة نتها لديك ذمتنا حمفوظة وأحسابنا ممنوعة والعسل حالوة واملاء الزالل سالسة حنن وفودها إليك وألس

    وعشائرنا فينا سامعة مطيعة إن نؤب لك حامدين خريا فلك بذلك عموم حممدتنا وإن نذم مل خنص بالذم دوهنا

    قال كسرى يا حاجب ما أشبه حجر التالل بألوان صخرها قال حاجب بل زئري األسد بصولتها قال كسرى ٣٤وذلك

    خطبة احلارث بن عباد

  • قام احلارث بن عباد البكري فقال دامت لك اململكة باستكمال جزيل حظها وعلو سنائها من طال مث رشاؤه كثر متحه ومن ذهب ماله قل منحه تناقل األقاويل يعرف اللب وهذا

    مقام سيوجف مبا ينطق به الركب وتعرف به كنه حالنا العجم والعرب وحنن جريانك األدنون وأعوانك نا مجة وجيوشنا فخمة إن استنجدتنا فغري ربض وإن استطرقتنا فغري جهض وإن طلبتنا فغري املعينون خيول

    غمض ال ننثين لذعر وال نتنكر لدهر رماحنا طوال وأعمارنا قصار قال كسرى أنفس عزيزة وأمة ضعيفة قال احلرث أيها امللك وأىن يكون لضعيف عزة أو لصغري مرة قال

    على لسانك نفسك كسرى لو قصر عمرك مل تستول قال احلرث أيها امللك إن الفارس إذا محل نفسه على الكتيبة مغررا بنفسه على املوت فهى منية استقبلها وجنان استدبرها والعرب تعلم أىن أبعث احلرب قدما وأحبسها وهى تصرف هبا حىت إذا جاشت نارها

    رعدها زئريى ومل أقصر عن خوص وسعرت لظاها وكشفت عن ساقها جعلت مقادها رحمى وبرقها سيفى وخضخاضها حىت أنغمس ىف غمرات جلجها وأكون فلكا لفرساىن إىل حببوحة كبشها فأستمطرها دما وأترك

    محاهتا جزر السباع وكل نسر

    قشعم مث قال كسرى ملن حضره من العرب أكذلك هو قالوا فعاله أنطق من لسانه ٣٥دا أوفد قال كسرى ما رأيت كاليوم وفدا أحشد وال شهو

    خطبة عمرو بن الشريد

    مث قام عمرو بن الشريد السلمى فقال أيها امللك نعم بالك ودام ىف السرور حالك إن عاقبة الكالم متدبرة وأشكال األمور معتربة وىف كثري ثقلة

    أت وىف قليل بلغة وىف امللوك سورة العز وهذا منطق له ما بعده شرف فيه من شرف ومخل فيه من مخل مل نلضيمك ومل نفد لسخطك ومل نتعرض لرفدك أن ىف أموالنا منتقدا وعلى عزنا معتمدا إن أورينا نارا أثقبنا

    وإن أود دهر بنا اعتدلنا إال أنا مع هذا جلوارك حافظون وملن رامك كافحون حىت حيمد الصدر ويستطاب اخلرب

    كفى بقليل قصدى هاديا وبأيسر قال كسرى ما يقوم قصد منطقك بإفراطك وال مدحك بذمك قال عمرو إفراطى خمربا ومل يلم من غربت نفسه عما يعلم ورضى من القصد مبا بلغ

    قال كسرى ما كل ما يعرف املرء ينطق به اجلس

    خطبة خالد بن جعفر الكالىب

    مث قام خالد بن جعفر الكالىب فقال حاجة غصة وعى املنطق أشد من عى أحضر اهللا امللك إسعادا وأرشده إرشادا إن لكل منطق فرصة ولكل

  • السكوت وعثار القول أنكأ من عثار الوعث وما فرصة املنطق عندنا إال مبا هنوى وغصة املنطق مبا ال هنوى غري مستساغة وتركى ما أعلم من نفسى ويعلم من مسعى أنىن له مطيق أحب إىل من تكلفى ما أختوف

    وهو لك من خري األعوان ونعم حامل املعروف واإلحسان ويتخوف مىن وقد أوفدنا إليك ملكنا النعمان أنفسنا بالطاعة لك باخعة ورقابنا بالنصيحة خاضعة وأيدينا لك بالوفاء رهينة

    ٣٧قال له كسرى نطقت بعقل ومسوت بفضل وعلوت بنبل

    خطبة علقمة بن عالثة العامري

    مث قام علقمة بن عالثة العامري فقال عت لك رقاب العباد إن لألقاويل مناهج ولآلراء مواجل وللعويص خمارج هنجت لك سبل الرشاد وخض

    وخري القول أصدقه وأفضل الطلب أجنحه إنا وإن كانت احملبة أحضرتنا والوفادة قربتنا فليس من حضرك منا بأفضل ممن عزب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له ىف آبائه

    ء كلهم إىل الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي الفاضل واألدب النافذ دنيا أندادا وأكفامعروف حيمى محاه ويروى نداماه ويذود أعداه ال ختمد ناره وال حيترز منه جاره أيها امللك من يبل العرب

    شرفا يعرف فضلهم فاصطنع العرب فإهنا اجلبال الرواسى عزا والبحور الزواخر طميا والنجوم الزواهر واحلصى عددا فإن تعرف هلم فضلهم يعزوك وإن تستصرخهم ال خيذلوك

    ٣٨قال كسرى وخشى أن يأيت منه كالم حيمله على السخط عليه حسبك أبلغت وأحسنت

    خطبة قيس بن مسعود الشيباين

    مث قام قيس بن مسعود الشيباين فقال ب ما أحقنا إذ أتيناك بإمساعك ما ال حينق أطاب اهللا بك املراشد وجنبك املصائب ووقاك مكروه الشصائ

    صدرك وال يزرع لنا حقدا ىف قلبك مل نقدم أيها امللك ملساماة ومل ننتسب ملعاداة ولكن لتعلم أنت ورعيتك ومن حضرك من وفود األمم أنا ىف املنطق غري حمجمني وىف الناس غري مقصرين إن جورينا فغري مسبوقني

    وإن سومينا فغري مغلوبني

    ال كسرى غري أنكم إذا عاهدمت غري وافني وهو يعرض به ىف تركه الوفاء بضمانه السواد قال قيس أيها قامللك ما كنت ىف ذلك إال كواف غدر به أو كخافر أخفر بذمته قال كسرى ما يكون لضعيف ضمان وال

    ك فيما قتل من رعيتك لذليل خفارة قال قيس أيها امللك ما أنا فيما أخفر من ذمىت أحق بإلزامي العار منوأنتهك من حرمتك قال كسرى ذلك ألن من ائتنمن اخلانة واستنجد األمثة ناله من اخلطإ ما نالىن وليس كل الناس سواء كيف رأيت حاجب بن زرارة مل حيكم قواه فيربم ويعهد فيوىف ويعد فينجز قال وما أحقه

    دها بذلك وما رأيته إال ىل قال كسرى القوم بزل فأفضلها أش

  • خطبة عامر بن الطفيل العامري

    مث قام عامر بن الطفيل العامري فقال كثر فنون املنطق ولبس القول أعمى من حندس الظلماء وإمنا الفخر ىف الفعال والعجز ىف النجدة والسؤدد نا مطاوعة القدرة وما أعلمك بقدرنا وأبصرك بفضلنا وباحلرى إن أدالت األيام وثابت األحالم أن حتدث ل

    أمورا هلا أعالم قال كسرى وما تلك األعالم قال جمتمع األحياء من ربيعة ومضر على أمر يذكر قال كسرى وما األمر الذي يذكر قال ما يل علم بأكثر مما أخربىن به خمرب قال كسرى مىت تكاهنت يا بن الطفيل

    قال لست بكاهن ولكىن بالرمح

    العوراء ما أنت صانع قال ما هيبىت ىف قفاي بدون هيبيت يف طاعن قال كسرى فإن اتاك آت من جهة عينك وجهي وما أذهب عيين عيث ولكن مطاوعة العبث

    ٤٠ -

    خطبة عمرو بن معديكرب الزبيدي

    مث قام عمرو بن معديكرب الزبيدي فقال من استكراه إمنا املرء بأصغريه قلبه ولسانه فبالغ املنطق الصواب ومالك النجعة االرتياد وعفو الرأى خري

    الفكرة وتوقيف اخلربة خري من أعتساف احلرية فاجتبذ طاعتنا بلفظك واكتظم بادرتنا حبلمك وألن لنا كنفك يسلس لك قيادنا فإنا أناس مل يوقس صفاتنا قراع مناقري من أراد لنا قضما ولكن منعنا محانا من كل

    من رام لنا هضما ٤١ -

    خطبة احلارث بن ظامل املرى

    احلرث بن ظامل املري فقال مث قامإن من آفة املنطق الكذب ومن لؤم األخالق امللق ومن خطل الرأي خفة امللك املسلط فإن أعلمناك أن

    مواجهتنا لك عن االئتالف وانقيادنا لك عن تصاف فما أنت لقبول ذلك منا خبليق وال لالعتماد عليه حبقيق مر بيننا وبينك معتدل مامل يأت من قبلك ميل أو زلل ولكن الوفاء بالعهود وإحكام ولث العقود واأل

    قال كسرى من أنت قال احلرث بن ظامل قال إن يف أمساء آبائك لدليال على قلة وفائك وأن تكون أوىل بالغدر وأقرب من الوزر قال احلارث إن يف احلق مغضبة والسرو التغافل ولن يستوجب أحد احللم إال مع

    جملسك قال كسرى هذا فىت القوم القدرة فلتشبه أفعالك مث قال كسرى قد فهمت ما نطقت به خطباؤكم وتفنن فيه متكلموكم ولوال أين أعلم أن األدب مل يثقف

  • أودكم ومل حيكم أمركم وأنه ليس لكم ملك جيمعكم فتنطقون عنده منطق الرعية اخلاضعة الباخعة فنطقتم جز لكم كريا مما تكلمتم به وإين ألكره أن أجبه وفودي أو مبا استوىل على ألسنتكم وغلب على طباعكم مل أ

    أحنق صدورهم والذي أحب من إصالح مدبركم وتألف شواذكم واإلعذار إىل اهللا فيما بيين وبينكم وقد قبلت ما كان يف منطقكم من صواب وصفحت عما كان فيه من خلل فانصرفوا إىل ملككم فأحسنوا

    سفهاءكم وأقيموا أودهم وأحسنوا أدهبم فإن يف ذلك صالح العامة موازرته والتزموا طاعته واردعوا

    ٤٢ -

    خمالس بن مزاحم وقاصر بن سلمة عند النعمان بن املنذر

    كان خمالس بن مزاحم الكليب وقاصر بن سلمة اجلذامي بباب النعمان بن املنذر وكان بينهما عداوة فأتى ان ابن املنذر وقال إن خمالسا هجاك وأنشده يف ذلك أبياتا قاصر إىل ابن فرتين وهو عمرو بن هند أخو النعم

    فلما مسع عمرو ذلك أتى النعمان فشكا خمالسا وأنشده األبيات فأرسل النعمان إىل خمالس فلما دخل عليه قال ال أم لك أهتجو امرأ هو ميتا خري منك حيا وهو سقيما خري منك صحيحا وهو غائبا خري منك شاهدا

    زن وحق أيب قابوس لئن الح يل أن ذلك كان منك ألنزعن غلصمتك من قفاك والطعمنك فبحرمة ماء امل حلمك

    قال خمالس أبيت اللعن كال والذي رفع ذروتك بأعمادها وأمات حسا�