ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ...

21
ﳎﻴﺐﺣﺴﲔ" ﺷﻌﺮ ﮑﻠﻴ ﺍﻟﺸ ﻭﺃﳕﺎﻃﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻌﺮ ﺍﻟﺸ ﺭﻣﺰﻳ ﺗﺄﺛﲑ" ﺍﳌﺼﺮﻱ ٭ ﺟﺰﻳﻨﯽ ﻋﺎﺑﺪﻱ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﳌﻠﺨﺺ ﺍﻷﺛﺮ ﺃﻥ ﻏﲑ. ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺇﻟﯽ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻷﺩﺏ ﺇﻟﯽ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻌﺮ ﺍﻟﺸ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺑﺎﻷﺛﺮ ﻗﺴﻨﺎﻩ ﺇﺫﺍ ﻭﺯﻫﻴﺪ، ﺿﺌﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ ــﻌﺮ ﺍﻟﺸ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳــﻲ ﻣﻦ ﻳﺬﮐﺮ ﻣﺎ ﻭﺃﻭ ﻣﻈﻬﺮ ﻣــﻦ ﺃﮐﺜﺮ ﻳﺘﺠﻠ ﺑﺎﻟﻔﺮﺱ، ﺍﳌﺼﺮﻱ ﳎﻴﺐ ــﺎﻋﺮ، ﺍﻟﺸــﺮ ﻭﺗﺄﺛ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺷــﻌﺮﺍﺀ ﺳــﺒﻴﻞ ﺍﺳــﺘﻨﻬﺎﺝ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺮ ﺃﺣﺪﳘﺎ: ﻣﻈﻬﺮﺍﻥ ﺫﻟﮏ. ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﻌﺮﺑﯽ ﺍﻷﺩﺏ ﺑﲔ ﻘﺎﻓﯽ ﺍﻟﺜ ﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺘ ﺎﺭﺍﺕ ﺗﻴ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺰﺓ ﻗﻄﻌﺔ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﻠﯽﺪﴽ ﻣﺆﮐ ﺍﳌﺼﺮﯼ، ﳎﻴﺐ ﻭﺷﻌﺮ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﯽ ﻌﺮ ﺍﻟﺸ ﻟﺪﯼ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺳﯽ. ﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺜ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺿﻮﺀ ﻓﯽ ﻳﮑﺎﺩ ﺗﺄﺛﲑ ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﳎﻴﺐ ﺷــﻌﺮ ﻓﯽ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳــﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺑﻌﺾ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻭﻗﺪﺮﺱ ﺍﻟﻔ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﻣﻨﺤﯽ ﻳﻨﺤﻮ ﻭﺍﳌﺼﺮﻱ. ﺍﳉﻮﻫﺮﯼ ﻐﻴﲑ ﺍﻟﺘ ﺇﻟﯽ ﮑﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﳚﺘﺎﺯ ﺑﻬﻢﺮﻩ ﺗﺄﺛ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺧﻮﺍﰿ ﺑﺎﻟﻪ ﺧﻄﻮﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﻌﺒﲑ ﻟﻠﺘ ﻭﻟﮑﻦ ﻣﺰﻱ ﺍﻟﺮ ﺷﻌﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺤﻮﯼ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﮐﺜﲑ ﻭﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺮﻭ ﺑﺎﻟﺴ ﺍﶈﺒﻮﺏ ﻭﺗﺸﺒﻴﻪ ﱠ ﻌﺮ ﻟﻠﺸ ﻭﺻﻔﻪ. ﺻﻨﻊ ﻣﺎ ﺇﻟﯽ ﻳﻔﻄﻦ ﺃﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﴽ، ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﴽ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺷﻌﺮﺍﺀ. ﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺮ ﺔ، ﺍﻟﺼﻮﻓﻴ ﺍﳌﺼﺮﻱ، ﳎﻴﺐ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﺍﻟﺸﻌﺮ: ﻟﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ[email protected] . ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺃﺻﻔﻬﺎﻥ، ﲜﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺃﺳﺘﺎﺫ. ٭ ﭘﺮﭼﮕﺎﱐ ﻓﺎﻃﻤﺔ.: ﺍﻟﻠﻐﻮﻳ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺢ( ﻤﺔ ﳏﻜﻓﺼﻠﻴﺔ) ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺇﺿﺎﺀﺍﺕ٢٠١٤ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ ١٣٩٣ ﺻﻴﻒ- ﻋﺸﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻌﺪﺩ- ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ١١٥ ـ١٣٥ ﺻﺺ١٣٩٣/١/٢١ : ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺗﺎﺭﯾﺦ١٣٩٢/٦/٢٨ : ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺗﺎﺭﯾﺦ

Upload: others

Post on 28-Jan-2020

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري"

مهدي عابدي جزينی٭

امللخصإن نسبة األدب الفارسي إلی األدب العريب نسبة األمثال إلی األمثال. غري أن األثر ــعر العريب ضئيل وزهيد، إذا قسناه باألثر العريب يف الشعر الفارسي ــي يف الش الفارســن مظهر وأول ما يذکر من ــاعر، جميب املصري بالفرس، يتجلی يف أکثر م ــر الش وتأثــعراء الفرس يف مذهبهم ــبيل ش ــتنهاج س ذلک مظهران: أحدمها الرمزية والثاين اس

األديب.إن هذا املقال يستعرض قطعة موجزة من تيارات التفاعل الثقافی بني األدب العربی والفارسی لدی الشعر الفارسی وشعر جميب املصری، مؤکدا علی قضية التأثري والتأثر

فی ضوء العالقات الثقافية. ــعر جميب املصري وهو تأثري ال يکاد ــي فی ش وقد رأينا بعض مظاهر التأثري الفارسجيتاز احلدود الشکلية إلی التغيري اجلوهری. واملصري ينحو منحی شعراء الفرس يف شعرهم الرمزي ولکن للتعبري عن خطورات باله وخواجل نفسه ومن مظاهر تأثره بهم عر وتشبيه احملبوب بالسرو وشاعرنا يف کثري من األحيان يأخذ الفحوی من وصفه للش

شعراء الفرس اضطرارا ال اختيارا، دون أن يفطن إلی ما صنع.

الكلمات الدليلية: الشعر الفارسي، حسني جميب املصري، الصوفية، الرمزية.

[email protected] ٭. أستاذ مساعد جبامعة أصفهان، إيران. التنقيح واملراجعة اللغوية: د. فاطمة پرچگاين

إضاءات نقدية (فصلية حمكمة)

السنة الرابعة - العدد الرابع عشر - صيف ١٣٩٣ش / حزيران ٢٠١٤م

صص ١٣٥ ـ ١١٥

تاریخ القبول: ١٣٩٣/١/٢١ش تاریخ الوصول: ١٣٩٢/٦/٢٨ش

Page 2: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١١٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

املقدمةــرون طويلة بني احلضارتني العربية ــك أن التالقح احلضاري الذي مت خالل ق ال شــية قد أتی أكله يف األدبني العريب والفارسي. فقد أغنی كل واحد منهما اآلخر والفارســر لوال هذه القربی. وليس من قبيل املبالغة ــح لـه آفاقا جديدة، ما كان هلا أن تتيس وفتالقول بأن التواصل احلضاري والثقايف بينهما يعد أمنوذجا متميزا علی املستوی اإلنساين ــرية، األمر الذي يدل علی ــال التأثري املتبادل اإلجيايب واملثمر بني الثقافات البش يف جمــي وضرورة العناية بها ــات املقارنة بني األدبني العريب والفارس األمهية البالغة للدراس

وتشجيعها.ــعر لدی الشاعر "حسني جميب ــاليب الش حنن فی هذا املقال بصدد أن نبحث عن أساملصری" متأملني فی مضامينه الشعرية و استدعائه الرتاث القصصی والرمزية واألمناط

الشعرية الفارسية.ــعر جميب املصري ــي وش ــعر الفارس ومنهجنا يف البحث يقوم علی املقارنة بني الش

کاملوضوع احملدد الذي ميکن االستقصاء والوصول إلی النتائج اجلديدة واملثمرة.أما األسئلة الرئيسية اليت يبحث عنها املقال فهي:

١. ما مدی تأثر الشاعر جميب املصري بالثقافة الفارسية أو األشخاص الذين نبغوا يف هذه الثقافة والسيما الصوفية؟

ــلوبهم الرمزي يف شعر جميب املصري وما ــي وأس ٢. ما هي تأثريات األدب الفارسهي اخلالفات بينهما؟

والفرض الرئيسي الذي يثبته املقال: أن املصري تأثر بالشعر الفارسي دون أن ننکر ــرتکة وقضية التوارد الذهين بينهما وال يفوتنا أن نشري ــعرية املش ــألة التجارب الش مســي فی األدب العريب علی ــی أن الباحث وقف يف جمال موضوع تأثري األدب الفارس إلــات منها: "تأثري زبان فارسي در زبان عريب" للدکتور مهدي حمقق، مقالة بعض الدراس"أثر الثقافة الفارسية يف شعر ابن هاين األندلسي" للباحثني سيد حممد مريحسيين وعلي ــعر عبدالوهاب البيايت" لعيسی متقي زادة وعلي ــودي، ومقالة "األثر الفارسي يف ش أسبشريي ومقالة "األثر الفارسي فی شعر البحرتي" لوحيد صبحی کبابة ولکن الباحث مل

Page 3: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١١٧

يعثر علی حبث يتطرق إلی تأثري األدب الفارسي يف شعر حسني جميب املصري.إن الدکتور حسني جميب املصري، املولود يف القاهرة يف عام ١٩١٧م، شخصية قل أن جيود الزمان مبثلها. إنه جييد العديد من اللغات الشرقية اإلسالمية والغربية يف آن واحد ونظم الشعر يف العربية والفارسية والرتکية والفرنسية. (املصري، ٢٠٠٠م: ١) وهو أستاذ ــي خترج علی يديه أجيال من األدباء والعلماء األجالء وقد أحتف املکتبة العربية جامعــرقية واألدب اإلسالمي املقارن، ــبعني مؤلفا يف الدراسات الش ــالمية بأکثر من س اإلس

فضلا عن املئات من املقاالت املنشورة يف الصحف واملجالت العربية١. حســني جميب املصري شعره متسم بوضوح التأثر بالشعر الفارسي، وقد يصلح ذلک عناوين ما صدر له إلی اليوم من دواوين وهي "مشعة وفراشة"، و"وردة وبلبل" و"حسن وعشق" و"مهسة ونسمة"، فهذه الثنائية مأخوذة عن ثنائية عناوين املنظومات الفارسية. ــن ذلک مظهران: ــن مظهر وأول ما يذکر م ــرس، يتجلی يف أکثر م ــاعر بالف وتأثر الشأحدمها "الرمزية" والثاين "استنهاج سبيل شعراء الفرس يف مذهبهم األديب"، ومن عکف مثله علی دراسة األدب الفارسي مخسة وثالثني عاما وشغل نفسه بتدريسه والتأليف فيه

أکثر من عشرين عاما، متأثر به والبد، آخذ عنه والشک.کما أن روح املعلم املشتاقة إلی إفادة العلم، التواقة إلی تفتح العيون والقلوب علی ــعره ــدة من املعرفة، کانت ذلک الدافع األقوی الذي حفزه إلی أن يتجه بش ــاق جدي آفذلک اإلجتاه اخلاص، مع شدة حرص علی جعل شعره صورة کأصدق ما يکون لشعوره

ومرآة صافية لنفسه. (املصري، ١٩٥٥م: «ب»)ــعر وتقرتن هذه النزعة التعليمية لديه بنزعة أخری جتديدية، وکأنه يريد ليتجه بالشــالمية املوحدة" اليت ــميتها "املدرسة اإلس ــة أدبية، ميکن تس العريب احلديث حنو مدرســکل من الشعر العريب والفارسي وحدة متماسکة وبذلک طوع الشعر العريب لإللتقاء تشــعر الفارسي حتی تأتی له أن يتمثل الشعر اإلسالمي صورة واحدة يف لونني ونغمة بالش

١. ملزيد من املعلومات عن السرية الذاتية والعلمية للدکتور حسني جميب املصري، راجع: حسني جميب ــر، ــوظ، صفوة املديح يف مدح النيب وآل البيت، دار اهلداية للطباعة والنش املصــري وحازم حممد حمف

القاهرة، ٢٠٠١م.

Page 4: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١١٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

تتموج عن معزفني... (املصري، مهسة ونسمة، ١٩٦٤م: «ه»)ــذي ينبعان منه ــرتکة أال وهي املنبع ال ــا أن التصــوف واألدب يلتقيان بنقطة مش مبــاألدب الصويف، إذ نری کثريا ــرة ب ــب) فکل ما عرب عن التصوف، له عالقة مباش (القلــعار تقريرا من جتاربهم ــم يف تطور التصوف هلم أش ــن الصوفيني الذين هلم دور عظي مــنايي الغزنوي، ــعيد أيب اخلري، وأيب املجد جمدود بن آدم الس ــيخ أيب س الصوفية کالشــيخ فريدالدين العطار، وجالل الدين الرومي، و... ما جيدر باإلشارة هو أن أشعار والشــعراء القرون اآلتية. ونستطيع أن نعترب أشعارهم هؤالء الصوفيني أصبحت منبع إهلام شــالک الصوفية کما فعل فريدالدين العطار يف ــرح للمس معجما صوفيا مما تقدم من الشکتابه "منطق الطري" عما يقدم فيه عن األودية اليت ينبغي أن مير بها الصويف للوصول إلی

اهلدف األعلی نظما، والطيور متثل دور الصوفيني يف هذا الکتاب.ــارک يف صنعه أمم خمتلفة حيث بامکاننا أن نعده ــاين عظيم ش إن التصوف تراث إنسحلقة وصل بني ديانات خمتلفة من الفارسية واملسيحية واإلسالمية. فال ميكن ألحد أن ينفي ــالمية، يف ثقافات الشعوب اليت احتك بها املسلمون وآدابهم، تأثري الثقافة العربية اإلسحني سادت هذه الثقافة يف مرحلة تارخيية معينة، لتشمل أجزاء شاسعة من القارات اليت ــان. كما أنه الميكن إنكار تأثر هذه الثقافة، ــتوطنها اإلنس تعترب من أقدم املناطق اليت اس

بالثقافات األخری، خاصة الفارسية واليونانية، مع حفاظها علی روحها اإلسالمية. ولقد نظم شعراء الفرس القصص من آالف األبيات وطوعوها ملعان صوفية يفسرونها ــق بالرمز واإلمياء کقصة "ليلي واملجنون" اليت اعتربوا املجنون فيها رمزا ملن وهله العشــک أدرکوا املعنی ــن الدنيا، ولذل ــال من يهوي، فتجرد م ــف، وحرم وص ــف العفي العنياإلصطالحي من املعنی العادي، فاحلرية عندهم هي اإلعراض عن کل رابطة وکل تغري، ــة، وحرية اخلواص هي التخلص من ــة العوام هي التحرر من الرغبات احليواني وحري

عبودية کل ما له إرادة...

هيکل املقالةننتقل من املقدمة إلی نتيجتها أو من التعميم إلی التخصيص، لنورد الشواهد ونشرح

Page 5: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١١٩

األمثلة، ففي ديوانه األول، "مشعة وفراشة" قصيدة عنوانها "يا نای" وهو فيها متأثر عن ــاعر التصوف األعظم يف ــي، جالل الدين الرومي الذي يعترب ش ــاعر الفارس عمد بالشــي، وکتابه املعروف باملثنوي أروع وأشهر منظومة صوفية وکانت عقيدته األدب الفارســيئا إذا أراد ــان ش ــبة متعلقة کلها بالدنيا وال تغنی عن اإلنس أن العلوم والفنون املکتساآلخرة ومعرفة اهللا، أما العلم احلقيقي فهو نور يلقيه اهللا يف قلوب املؤمنني لتنري به واهللا

يهدي من يشاء لنوره. (مهائي، ١٣٣٥ش: ٣٧-٣٨)ــکو ــة األولی يف کتاب املثنوي تتناول الناي بالوصف والذکر، فالنای يش واملنظوم

وحيکي قائلا: ــه، مث جاء من انتزعه منها، فأحزنه أن ينتزع من مقره ويزعج عن ــه کان يف قصبائ «إنــکواه عن لوعته وأساه، فتوجع له کل من ألقوا إليه موطنه، ولذلک بکی وعرب بنوحه وشالسمع ولکن دون أن يعرفوا دفينة صدره ويقفوا علی حقيقة سره، فما أخذوا إال بالظاهر ــه واحلق أن نارا ــببا حلنينه ورنين ــد تومهوا اهلواء املرتدد يف الناي س ــن، فلق دون الباطأضرمتها لوعة الفراق، جعلته ينوح حنينا إلی مستقره يف قصبائه.» (الرومي، ١٩٨٥م: ١٢) وجالل الدين الرومي ميثل بذلک لإلنسان يف عقيدة الصوفية، فقد کان هانئ العيش ــويف حتن أبدا إلی ــط هذه الدنيا، فروح الص ــی أن طرد آدم من اجلنة وهب ــني إل يف علي

مستقرها وتفنی يف الذات اإلهلية کما تفنی القطرة يف حبرها.أما حســني جميب املصري فقد تعمد األخذ عن الشاعر الفارسي الصويف، إنه ناجی النای ومل يذهب مذهب الصوفية، کما أضاف إلی معنی جالل الدين الرومي وطرح منه ــه ومع دنياه، ألنه غري وغري فيه، بل إنه النای يذکره حباله مع األحبة، أو حباله مع نفســن الواقع يف حياته، فهو يلتمس الفرار منه علی جناح اخليال إلی ماض بعيد، راض عيشبه ماضی الصويف يف عامل البقاء والصفاء، ومن الدليل علی تناوله معنی جالل الدين

بالتبديل، قوله يف مناجاة الناي:د ــرد ــواء م ــک اهل ــني جنبي ــا ب ــدان«م وق ــن م ــار للن ــا وم ــا عجبــيدرک قولة ــعري من س ــا ليت ش ــان...ي لس ــري بغ ــن لک ــا قلته ــد قــرح هواک ملن دری معنی اهلوی ــتبهاناش مش ــن فنح ــاک أس ــل رت

Page 6: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٢٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــيق ش إال ــواق األش ــم يفه ــوی احملزان»ال ــدرک البلوی س ال ي

(املصري، ١٩٥٥م: ٩٥)ــر الفرق، فهو هذه ــي مع ظاه ــعر الفارس ــعر العريب بالش أما ما يلتقي فيه هذا الش

األبيات اليت يقول فيها جالل الدين:ــد ــرا بربيده ان ــا م ــتان ت ــز نيس ــدک ناليده ان زن و ــرد م ــريم نف از ــتياقسينه خواهم شرحه شرحه از فراق اش درد ــرح ش ــومي بگ ــا تهر که اين آتش ندارد نيســت باد...آتشست اين بانگ نای ونيست باد

ــانة شکاة حزن من أنيين والبکاء، ــان وإنس «منذ أن نزعوين من القصباء کان لإلنسأريد من تصدع قلبه من لوعة الفراق، کيما أفضی إليه بربح اإلشتياق، إن صوت الناي هذا نار وليس بهواء من عدم تلک النار فليطوه الفناء، إمنا شعلة العشق يف الناي ألقيت وفورة العشــق بها اخلمر سجرت، الناي أنيس لکل من غاب من حبيب ولقد کشف عنا

السرت ما له من تطريب.» (الرومي، ١٩٨٥م: ١٤)ــکالم الصوفية عن نعيمهم املفقود ــتان بني جالل الدين الرومي وهو ينطق الناي ب وشواملصري وهو حين إلی ماض له وراء اآلفاق، لکن يشکو لوعة احلرمان ويصف هلفة الوهلان:

ــا ــاض ربيعه ــا للري ــاد يوم ــان«إن ع الفت ــا جبماهل ــت وتربجــفا وتأس ــرة حس ــي کف ــت ــاينقلب زم ــد وکي ــي أبراح ــرت وذکــف موحش ــي يف خري ــا رياض ــانفأن األکف ق ــز مم ــتاء الش يف أو ــا ــين فم ــاکيين وباکي ــای ش ــا ن ــان»ي رجع ــن م ــود املفق ــا لنعيمن

(املصدر نفسه: ٩٩)ــاعر أخذ عن شعراء الفرس رمزيتهم، فشعر الصوفية من الفرس رمزي بکل إن الشــی قريب غري مقصود وباطن أو ــع له الکلمة من املعنی، ولکالمهم ظاهر أو معن ما تتســم إذ حتوم حول مشعتها ــة١ عنده ــبيل املثال: إن الفراش معنی بعيد هو املقصود، علی ســي، بعيدا عن طائلة الشاجبني من علماء السنة للتطرف ــة يف الشعر الفارس ــتمر رمز الفراش ١. لقد اسالعدمي الصويف. فقد وجد الشاعر السلجوقي عمر اخليام (ت: ٥١٧ ه /١١٢٣م) وقتا ليفيق من مخرياته

ويتأمل يف خصوصية املفارقة املتمثلة يف املصباح والفراش: الضياء ـــتمد يس قليب ــاح ــد ذوات البهـاءمصبـ ــة الغي مـن طلعالـذي ــراش الفـ مثـل ــين ــه الفناءلكنـ ــی النور وفي ـــعی إل يس

(خيام، ١٣٦٧ش: ٥٩)

Page 7: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٢١

لتحرتق يف شعلتها، رمز إلی روح الصويف إذ تتهافت علی العشق اإلهلي والبلبل الغريد١ ح له کما أن ــب الذي يعشــق الوردة وال يغين إال هلا هو ذلک الصويف الذي حيب اهللا ويس

العطر هو اإلهلام الرباين. ــة الرمزية املهيمنة علی الصوفية هوی يف نفس حســني جميب ــت هذه النزع وصادفــز واإلمياء والتمثيل، ة ولوعهم بالرم ــد ــري، فحذا حذوهم، ال يف تصوفهم بل يف ش املصــخطه علی دنياه. فوجه الشبه بينه وبني الشاعر الفارسي ــه وصور س فعرب عن ذات نفســز للتعبري عن معان قد ــال يف صورة احلقيقة. «واصطناع الرم ــويف، هو عرض اخلي الصيتعسر أو يتعذر التعبري عنها أمر ملحوظ واملعاين أوسع من أن حييط بها مجيعا منت اللغة ــن املعنی ما ال حيتمل، کما خيرج ــی اخلصوص مضطر إلی حتميل اللفظ م ــاعر عل والش

بالعبارة عن مدلوهلا اللغوي البحت يف کثري من األحيان.» (اجلندي، ١٩٥٨م: ٦٥)غري أن شاعرنا الذي بعثه فرط اإلعجاب برمزية الصوفية إلی أخذها عنهم، خيالفهم يف امليل إلی سرت املعاين، کما يری يف تلک الرمزية أمجل تعبري شعري ينطق عن روحه

احلريی ويهامس من القلوب ما انفطر مثل قلبه واستعر.

استدعاء الرتاث الفارسیــتفاد کثري من الشعراء العرب والسيما املعاصرين منهم من الرتاث القصصی فی اسأشعارهم بکثرة فائقة. سواء الرتاث القصصی العربی أو غريه من تراث األمم األخری

التی کانت هلا صالت مع العرب کالرتاث القصصی اإليرانی واليونانی.ــعراء املعاصرون من القصص الرتاثية ما تساعدهم علی التعبري بها عما اختار الش

ــعر الفارسي. وأسهمت النزعة ــة علی النار قد أمســی جزءا من الرمز الصويف يف الش فتهافت الفراشر رمز الفراشة واستمراره. كما أنه مل الشيعية وغياب الضغط السين املناهض للمضامني العدمية يف جتذيكن مثة ما يدعو الشعراء املتصوفة العرب إلی نبذه أو جتنبه: فقد استطاع التصوف، الذي أضفی عليه الغزايل كامل "املشروعية السنية"، أن حيظی بتشجيع السالجقة واملغول واملماليك وأن يتغلغل يف نسيج ــيوخ املتصوفة يف تعيني طومان ل ش ــام، حتی وصل إلی حد تدخ البنية االجتماعية يف مصر وبالد الش

باي سلطانا مملوكيا يف أواخر العصر اململوكي .١. اإلستعارة وردة/بلبل – املوحاة من عامل الشعر الفارسي املصقول بدقة – تشري إلی النفس البشرية اليت تطمح، بال انقطاع، إلی عودتها إلی موطنها اإلهلي الذي فارقته منذ زمن بعيد ومتجد كماله وجالله.

Page 8: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٢٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــن آراء وأفکار حديثة وعصرية، فجاءت أعمال هؤالء يدور فی خواطرهم وعقوهلم مــخصيات القدمية والقصص الرتاثية، فکانت حتتوی علی مضامني ــعراء مفعمة بالش الشحديثة وعصرية. لکن هناک من الشعراء من اکتفی بنقل القصة الرتاثية کما جاءت إليه فی کتب التاريخ دون أن حيدث فيها أی تغيري، فجاء عمله أشبه ما يکون بنقل التاريخ وکثري من األحيان استحضر الشعراء هذه القصص الرتاثية وشخصياتها کرموز يعربون ــباب ــري عنه خوفا من احلکومات اجلائرة أو ألس ــتطيعون التعب ــن خالهلا عما ال يس م

أخری.والرتاث الصوفی واحدا من أهم املصادر الرتاثية التی استمد منها شاعرنا املعاصر شخصيات وأصواتا يعرب من خالهلا عن أبعاد من جتربته بشتی جوانبها الفکرية والروحية وليس غريبا أن يعرب شاعرنا املعاصر عن بعض أبعاد جتربته من خالل أصوات صوفية؛

فالصلة بني التجربة الشعرية وبني التجربة الصوفية وثيقة.ــريا من األمهية يف األدب الصويف ومنبع مهم لألدب ــا أن احلکاية تأخذ حيزا کب کمــن معانية؛ وقدکونت ــاعر الصويف يلجأ إلی احلکاية لتفســري ما غمض م الصويف. الشاحلکاية نسبة کبرية من الرتاث الصويف. وأيضا أدت إلی حفظ الرتاث الشعيب. احلکايات

الصوفية تتناول موضوعات شتی و تتناول املواقف اليت مير بها الصويف طوال رحلته.ماخليق باإلشارة هو أن کثريا من احلکايات الصوفية ليست من بدايتها صوفية، بل ــالمان ــعبية، فاملتصوفة يتصرفون يف هذه احلکايات کقصة «س ممکن أن تکون قصصا شــال» البن سينا؛ قصة صوفية وتکنف يف زواياها کثريا من التعاليم الصوفية ولکن وأبسمنذ بدايتها مل تکن قصة صوفية إمنا کانت قصة شعبية يونانية وبعض احلکايات الصوفية ــا املعاين حلکايتهم ــتوحوا منه ــا يف القرآن الکرمي، فأدباء الفرس قد اس ــری جذوره ن

الصوفية؛کقصة يوسف وزليخا، وقصة معراج النيب(ص) و...ــعرائهم ــعراء الفرس يف ولوعهم للرمزية. فقد نظم کثري من ش واملصــري يتلو تلو شــبيل احلبيب، ــيء يف س قصص احلب يهدف إلی اإلبانة عن إظهار تضحية احملب بکل شوهذا يشري إلی العنصر االنفعايل وهو متأثر بهم يف ذلک، وينسرب خياله يف حقيقة حاله، ــرد القصة علی التفسري والتمثيل ومثال ذلک: قصيدة له بعنوان "زورق" يف فيستعني بس

Page 9: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٢٣

ديوانه الرابع "مهسة ونسمة" فهو القائل: إنه صنع لنفسه زورقا ورکب البحر ويف حسبانه أن البحر هو الريح لينة وعول علی ــاح أن عصفت، واألمواج أن ــاطئ احللم، ولکن ما عتمت الري ــار البحر إلی ش أن خيت

مارت وعن أنيابها کشرت، فتحطم زورقه، أما هو فنجا من اهلالک ومل يکد. ففي القسم األول من القصيدة يصف زورقه يف حبره اهلادئ، بقوله:

ــراعه ــغاف القلب مين ش ــا!جعلت ش ق ممز أراه ــن ل أين ــدرت وقــی تکون ضلوعه ــاخلعت ضلوعي ک حمدق ــه جانبي ــين بعي ــحت مســا رقيقة ــر كأس ــذا البح ــت ه ــاختيل مروق ــا منه ذاق ــر کثغ ــا عليهــفيقة ــا ش ــوج إم ــد امل ــرت بنه ــاذک ق مزو ــدا مه ــني الع ــور بن ــز تهيح جاز حديقة ــيم الر ــبت نس ــاحس ــم وردا وزنبق ــت أری يف الي ألسه ــة خد ــح العطر صفح ــس بنف ــقا فم ــوق لدی من متعش کأنفاس معش

(املصري، مهسة ونسمة،١٩٦٤م: ٧٩)ــد فيها علی اآلخر وتأخذ املعاين بعضها برقاب ــات القصيدة ليرتتب الواح وإن أبيــريا، ألن کل بيت فيها متصل مبا بعض يف رمزية تامة جيعل اختيار أبيات منها أمرا عسقبله ومابعده. وما أراد الشاعر بزورقه بأسلوب رمزی إال أمله وبالبحر إال ذلک اخليال الذي هام فيه لتحقيق هذا األمل، ولکنه وصف هبوب األعاصري اليت دارت حول زورقه لتعصر کالعمالق منه خمنقا، فکف عن سريه وکأمنا أراد إلی الشالل يف النهر مرتقی، قائلا:

ــة بره کل يف ــال باآلم ــت ــاتعلق معلق ــوت العنکب ــط خبي ــی ألبقــبتها ريق حس ــا يف الط ــت جبال ــارأي زئبق ــل األنام ــراف بأط ــزاح تــربتها ــارا يف اخليال ش ــدت حب ــال وأعتقاوج ــدا للخي ــت عب ــد کن وقــا فعفته ــني البائس ــاة حي ــايت ــاحي ــی البق ــاء عل ــار الفن وإين ألختــا ــة فرويته ــت قص ــر کان هر زورقاويف البح ــأضرب أمثايل مدی الد س

(املصدر نفسه: ٨٥)ــس إال ولکنه يتجاوز ذلک إلی ــاعر ال يتأثر بالفرس هذا التأثر العام لي وهذا الشــتدعی أمساء بعض ملوک وعشاق هلم يف تاريخ الفرس، تأثره يف أدق التفاصيل، فهو يسقصص ال يعرفها إال دارس يف تارخيهم ومطلع علی أدبهم، ولذلک عمد إلی شرح ذلک

Page 10: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٢٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

يف حاشية دواوينه، وغرضه أن يعلم القارئ ما مل يکن يعلم.مثال ذلک: قوله يف قصيدة "وقفة بدار":ــيد ــا حفل مجش ــدارأقمن أق ام ــد اخل ــه بــنا العمر يف عيد اروعش ــو ن ــد العي وزان

(املصري، ١٩٥٨م: ٢٩٥)وهو يذکر مجشيد من ملوک األساطري عند الفرس وشهرته بامليل إلی التنعم والرتف ــه أوجد "عيد النريوز" وأول من أدخل نســج ــل، ففي تواريخ الفرس أن ــة احملاف وإقامــة ذوات األلوان، کما أمر ــون رقاق الثياب احلريري احلرير علی الفرس وجعلهم يلبســي بالذهب والفضة والياقوت، وهو أول من عرف اخلمر وقد توهم ماء العنب يف بالتحلــر مسا، غري أنه عرفه من بعد دواء، فأمر بشــرب اخلمر ولذلک مسيت "بالدواء أول األم

امللکي".وهو القائل يف قصيدة بعنوان "عذاب":ــيت ة لوع ــد ــی بش ــربت ليل ــو خ ــونل املجن ــوة جف ــن م ــت ب لتعجــوی ــم يف اهل ــاد املتي ــو أن فره ــريينول ــان موت ش ــی هوای هل عان

(املصري، ١٩٥٥م: ٢٢٩)وقد ذکر فرهاد هذه يف قصيدة له أخری بعنوان "مرت األيام" فقال:

ــذي ال ــاد فره ــواد األط ــق ــن بعض ما يبفال ــقا ما به م مات عش

(املصدر نفسه: ١٦٢)ــريين) ولکنها ــری برويزکان يهوي جارية تسمی(ش ويف أقاصيص الفرس: «أن کسصبت إلی من يسمی فرهاد، کما صبا فرهاد إليها، وعرف امللک جلية األمر اشتد غضبه وأساه، وفکر يف حيلة يتخلص بها من فرهاد، وشرط عليه أن حيفر ممرا يف جبل بيستون ــريين وإال أمر بقتله، وأجنز فرهاد عمله يف املوعد املضروب، بعد أيام معدودات ليهبه شوأجناه ذلک من بطش امللک ولکن عجوزا عرضت عليه أن ختلصه من فرهاد، فانطلقت إليه ووجدته عاکفا علی صورة لشريين ينقشها يف الصخر، فقالت له: يا هذا، ماذا تصنع ــه من ــريين. توهم أنها صادقة يف قوهلا وآثر املوت علی احلياة فألقی بنفس لقد ماتت ش

Page 11: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٢٥

ــعراء ــل، وهو يعرف بفالق اجلبل أو حافر اجلبل». وقد نظم هذه القصة کثري من ش اجلبــام ٥٧٦ه. ويف منظومة نظامي أن فرهاد، ــرس ومنهم نظامي الذي فرغ من نظمها ع الفعشق شريين دون أن يشاهدها کما أنها استدعته إلی قصرها لتطلب إليه أن يشق الرتع،

ولکنها کانت تتحدث معه من وراء حجاب.وللشاعر قصيدة بعنوان "خلود" (املصري، مهسة ونسمة، ١٩٦٤م: ١٤٦-١٥٨) وقد عرض فيها قصة "اإلسکندر" الذي تقول األساطري الفارسية: إنه مضی مع اخلضر النبی ــرب منه ــن نبع احلياة أو ماء احلياة وهو ماء قيل: إن من ش ــی دار الظلمات حبثا ع إلقطرة، طال عمره إلی األبد، وبعد سفر طويل رأی اخلضر يف الظلمة خيطا براقا من ماء احلياة فنهل منه نهلة وأراد أن يشرب منه ثانية، فما وجد هلذا املاء من أثر والتفت إلی

اإلسکندر فما رآه وال عرف عنه خربا.هذا جممل القصة کما وردت يف کتب الفرس وأملع فيها شعراؤهم يف شعرهم الصويف؛ ــاعرنا ال يقصد من عرض تلک القصة أی معنی صويف وإمنا أوردها متفننا يف غري أن شوصف عجائبها وکأننا به يف تلک القصيدة أحد شعراء القصة من الفرس يف حتري دقائق األوصاف ومراعاة تسلســل األحداث، غري أنه خيتلف عنهم اختالفا جوهريا بتأنقه يف ــد التعلق برقة الشعور ــاعرية تتعلق أش العبارة ودقته يف الوصف، وصدور کالمه عن شــعراء ــهاد به وحقيق بالذکر أن ش ــري، وانتزاع البيت من القصيدة لالستش ــق التعب ورونالقصص من الفرس کانوا يف کثري من األحايني يشغلون بوقائع القصة وما ترمز إليه من معنی صويف، عن التأين يف اختيار اللفظ األنيق للمعنی العميق، ألن حرکة القصة وتعدد ــخصياتها وکثرة أبياتها والرغبة يف تفسري الصويف اخلاص من مصطلحاتها مما صرف شــعر القصصي مسات تشبه ما لشعر الوصف أو الغزل مثلا، کثريا منهم عن أن جيعلوا للش

يقول شاعرنا يف ماء احلياة:ــه ظلمات يف ــوج مي ــاة احلي ــع ــهنب خفقات يف ــن حي ــو وه ــب کالقلــه جلين ــاء م ــه في ــرق ترق ــد ــهجي لفتات ــی عل ــف ملت ــعر والشــه بعين الح ــور الن ــع ودم ــدر ــهب ــن قطرات ــکوب م ــض باملس ليفي

ــامل حل ــال اخلي يف ــراءت ت ــا ــباتهرؤي س ــد بع ــوق بالش ــا ليعيده

Page 12: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٢٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــم لواه ــال کاحمل والحــت ــا ــهلقي خطرات يف ــف ي کالط ــا ليناهل

(املصري، مهسة ونسمة، ١٩٦٤م: ١٤٧)ــکندر فتخيله وقد مجحت به رغبة بلوغ ومضــی يف الوصف ممهدا به لذکر خرب اإلســذه النبع ووطد العزم علی أن جيتاز إليه املعاطب ويرکب إليه کل مرکب وعر ال يثنيه ه

عن ذلک شيء:ــه عزم ــأ عب ــوار املغ ــد ــهالقائ محالت يف ــال خيت ــه وکأنــهمه س ــبق ليس ــه تدفع ــاه ــواتهومن ــض من نش ــون کاد يفي والکــه جبين ــاء دم ــا صورته ــکأس ــماتهال بس ــنا س ــا حملته ــمس والشــه ــام ميين ــن حس ق ع ــز ــد م ــهالغم ــدی نربات ــق يف ص ــد أنط ع والرــه مائ ــن م ــة نهل ــل لينه ــی ــرتاب مماتهومض ــن اق ــان م ــا األم فيهــه لدائ ــفاء الش ــل أم رأی ــد ــهولق خطوات يف ــري يط ــه إلي ــعی فس

(املصدر نفسه)ــتحکمت عری القول ــدة ثانية يف اختيار أبيات من هذه القصيدة اليت اس ونعاجل الشــرد قصة موصولة احلرکة، فنضطر إلی أن نلمع إلی ما تبقی من حوادثها، فيها، ألنها تســکندر واخلضر وجازا قفارا من هليب مقفر وحبارا من عباب مغرق، إلی فقد مضی اإلســی تلک األرض اليت فيها نبع احلياة، ورأی اخلضر ماء احلياة وأکب يتعببه أن وصــال إل

وما ترشف منه رشفة، حتی اختفی وطواه ليل الغيب يف طياته. ــس إال التنبيه ملکان اخليبء ليطلب وموضع ــرض من التمهيد بتلک القصص لي فالغ

الدفني ليبحث عنه فيخرج وفتح الطريق إلی املطلوب فيسلک.عر وعطره الفاحم، کما يف قوله يف قصيدة ومن مظاهر تأثره بشعراء الفرس وصفه للش

"وداع":ــربا عن ــري يس ــر الفج ــيم ــکونس ــه خصلت ــه في ــذی ألقت ــن ش مــرا جوه ــري جت ــر البح ــاه ــکومي مقلت ــه في ــراق ق الر ــه لون

(املصري، حسن وعشق، ١٩٦٤م: ١٢٨)عر يف متوجه واسرتساله وتهدله: ويف قصيدة "هلفة"يصيب صفات الش

Page 13: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٢٧

ــة وقف ــت حاک ــعر للش ــة ــلموج انتق ــا م ــب حمل وداع يف ــة رقص ــت ضاه ــد للجي ــة ــللفت وظ ــاء م يف ــدر الب ــاء لضي

(املصدر نفسه: ٢٣)عر بالعطر يف الشعر الفارسي ال يعزب عن باله وسرعان ما يعاوده ولکن اقرتان الش

هذا اخليال، فيقول يف قصيدة مساء:غدائره ــن م ــاهوأصلح بري ــکرين فأس

(املصري، ١٩٥٥م: ٣١)عر الثائر وقد تفرقت ذوائبه وجرت عادة شعراء الفرس يف األعم الغالب بوصف الشــعر يف کل صورة وخيصه بقصيدة عنوانها "شعر وشعر"، نقتطف ولکن املصري يصف الش

أبياتها األوائل واألواخر:ــاين أحي ــريه عب ــل اجلمي ــعر ــاينش جبن ــرة مخ ــوة نش ــار وأطــمة نس ــرة خط ــته مس ــره ــانوحري وحن ــة برق ــؤاد الف ــر غمــل ــود اللطاف سالس ــه الس ــانحلقات وهل ــر مستأس ــم املتيــا ــاف مفاده ــی اخلف ــه وه ــطآنموجات ش ــال ب ــر حب ــوی اهل أن ــرق مف ــدي تب ــا فيه ــه ــريان...ظلمات احل ــس لليائ ــی املن ــل مث

(املصدر نفسه: ١٠٠-١٠٣)عر ووصف ما يثريه يف نفسه من شعور وانفراد فهذه قصيدة خيصها الشاعر بوصف الشــديد التأثر بکثرة ما ــاعر متأثر ش القصيدة من ألفها إلی يائها بهذا الغرض يؤيد أن الشقرأ للفرس فيه وتغزهلم يف مجال شعر املرأة يف فواتح أشعارهم، غري أنه يف البيت األخري

يری بالروح ما ال تری العينان، قائلا:ــانوأسدل ظالمک عل روحي أن تری العين ال وح ــر ال ــراه ت ــورا ن

(املصدر نفسه: ١٠٣)أما "الوردة والبلبل"، و"الشمعة والفراشة" فقد اختار منها عنوانني لديوانني له، وقد ــه قائلا: إن ــعراء الفرس يف ذکرهم هلما ورمزهم إليهما،حني حتدث عن نفس نهج نهج ش

الوجد بني جواحنه يتوقد، ألن قدمي شوقه يتجدد وذلک من قصيدة "ظلمات":

Page 14: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٢٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــين فإن ــت خلق ــد ق ــذا ه ــري دألغ ــر ــو يغ ــورد وه ــني ال ــري ب کالطــة برهة باب ــن الص ــن حل ــف ع د؟!أيک ــد س ــون للمن ــهم س ــه وإليــمة بس ــم تبس ــناء احلس ــوردة ــهدوال املستش ــل البلب ذاک ــوت وميــلو مشعة ــف تس ــة کي ــک الفراش ــدتل ــة تبع ــار احلبيب ــن الن ــی ع ومت

(املصري، حسن وعشق، ١٩٦٤م: ١٠١)ــي کرمز صويف، فمأخوذ يف رأی عن ــعر الفارس ــمعة يف الش ــة والش أما ذکر الفراش

احلالج الذي يقول يف الباب الثاين من کتاب الطواسني ما نصه: «الفراش يطري حول املصباح إلی الصباح، ويعود إلی األشکال فيخربهم عن احلال بألطف املقال، مث ميرح بالدالل طمعا يف الوصول إلی الکمال، ضوء املصباح علم احلقيقة ــيمل، ١٩٦٩م: ٢٧؛ احلالج، وحرارته حقيقة احلقيقة والوصول إليه حق احلقيقة...» (ش

١٩١٣م: ١٦٠)ــموا الطبيب املاهر: «من له نفس املسيح»، ــعراء الفرس ترديده أن يس ومما ألف شبكم ــرائيل أين قد جئتكم بآية من ر ــولا إلی بين إس وهو مأخوذ من قوله تعالی: ﴿ورســون طريا بإذن اهللا وأبریء األكمه ري فأنفخ فيه فيك ني كهيئة الط ــق لكم من الط أين أخلخرون يف بيوتكم إن يف ــا تد ــي املوتی بإذن اهللا وأنبئكم مبا تأكلون وم ــرص وأحي واألب

ذلك آلية لكم إن كنتم مؤمنني﴾ (آل عمران: ٤٩)کما جاء يف الکتاب املقدس ما ترمجته: «وکان عيســی يتجول ويعلم الناس ويزف ــفيهم من کل األدواء واألوجاع حتی ذاع صيته وقدم عليه ــری امللکوت ويش اليهم بش

املرضی واملجانني واملصروعون واملصابون بالفاجل.» (مارتني، ١٩٦٧م: ٧-٨)يقول املصري يف قصيدة االستعطاف:ــی ــوا املعل ــد نال ــاق ق ــا العش ــحإمن ــري املني ــيت غ ــن لوع ــل م مل أنــفي ــايب ولکن کيف تش ــک أوص ــيحتل ــفي بأنفاس املس ــن يش ــن م أي

(املصري، ١٩٥٥م: ١٩٨)ويکرر نفس القول يف قصيدة (بعد أعوام):

ــا کأس ــر البح ــربت ش ــو ــيل أوام ــين م ــوی ارت ــا م

Page 15: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٢٩

ــی عيس ــل مث ــاين أت ــقاميأو س ــن م ــفاين ش ــا م

(املصدر نفسه: ١٤٥)کما ردد يف دواوينه األخری وعمد إلی شرحه يف احلاشية وإيراد الشواهد عليه من الشعر الفارسي، وهو يغتنم کل مناسبة للشرح وعرض الشواهد يف نصوصها األصلية مع

ترمجتها، وباعثه علی ذلک أن حييط القارئ مبا قد ال يعلمه ألنه مل يدرسه.ــعراء الفرس الکثري من تشبيهاتهم، فقد ألفوا تشبيه املرأة يف حسن وهو آخذ عن ش

مشيتها باحلجلة، وضمن هذا شعره ليقول يف قصيدة "عزاء":ــدوه ش ــجي يش ــتان البس ــل ــوت احلجلبلب ــمع عن ص ــم الس فأصــوه زه ــو حيل ــاوس الط ذا ــو ــله نس ــش ري ذو ــني الب ــراب وغ

(املصري، مهسة ونسمة، ١٩٦٤م: ١٧٠)ــبهوا القد الرشيق بشجرة السرو١، خمتلفني بذلک عن شعراء العرب کما ألفوا أن يش

الذين يشبهونه بالبان، ومن قوله يف قصيدة إهداء:ــا ــان خفق ــو يف الوهل ــني اخلط ــاجتعل کالم ــدر وال ــر العط ــن تنثريــتان حقا ــرو يف البس ــني الس ــاختجل القوام ــاک ذي ــن تبدي ــا حينم

(املصري، ١٩٥٨م:١)ــعر٢، کتأثره بذکرهم للسرو، ولذلک خص شجرة إنه متأثر بکثرة وصف الفرس للش

ــخ متصل يف تراثنا، فقد جتســدت هذه الرمزية يف ــجرة مكانة كبرية ذات تاري ــل رمزية الش ١. وحتتــعر اجلاهلي واإلسالمي، وال سيما بعد أن وردت الشجرة ــاطري القدمية، وانتقلت بالتايل إلی الش األسحبضورها الرمزي املكثف يف القرآن الكرمي سبع مرات. وانتشر استخدام الرمز ليغطي جماالت معرفية

شتی، فمن (شجرة األنساب) إلی (شجرة العائلة).عر فی الشعرالفارسی، أشعار احلافظ الشريازی، حينما ينشد: ٢. من شواهد وصف الش

چيست طاوس كه به باغ نعيم افتاده استزلف مشگني تو در گلشن فردوس عذارأو حينما يصف سهر مشل العشاق قائلا:

تا دل شب سخن از سلسله موی تو بوددوش در حلقه ما قصه گيسوی تو بودأو حينما يعرض الشاعر عن غرباء الدنيا شوقا إلی شعر احملبوب قائلا:

ـــدی پای بنـد طره او كی ام قرار در اين تريه خاكدان بودیاگر دلـم نشــی راجع إلی مقالة "زلف وتعابري عارفانه و ــعر الفارس ــعر فی الش ملزيد من االطالع علی وصف الش

عاشقانه آن در شعر فارسی" للدکتور قلی زادة أو مقالة "زلف در غزليات حافظ" لفرزان شهيدی.

Page 16: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٣٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــرو بقصيدة، کما رأينا من شأنه مع الشعر يف قصيدة (شعر وشعر) وله قصيدة بعنوان الســعراء الفرس، غري أنه يصفها ــا يف خياله هي نفس صورتها عند ش ــروة"، وصورته "الس

وسرعان ما خيرج من وصفها إلی مناجاتها، مث ذکر حاله معها ليقول:ــه غرام ــد بعه ــره تذک ــيب ــن قوامهقل ــوب حس ــن احملب ــا م فلهبا ــری الص ــا اهلفاف يف مس ــهورداؤه کالم ــد عن ــاف األعط ــل کتمايــر فإنه ــی الغدي ــوف عل ــا الوق ــهأم هندام ــن م ــل ق للص ــه کوقوفــا ــزف يف ورقاته ــف ي ــو احلفي ــهحل هيام ــم ألي ــکو يش ــم کمتيوض يف عذباتها ــر ــري ال ــوح ط ــهوتن إهلام يف ــعر الش ــی وح ــکأن فــرار غصونها ــل يف اخض ــل مجي ــهأم جهام رکام ــن م ــر يقط ــاء املــالل فروعها ــن خ ــور يلمع م ــجامهوالن س ــل قب ــين عي يف ــع م کالدــة وواح ــالم الس ــرد ب ــا ظله ــی وضرامهيف ــرح األس ــس من ب للنف

(املصري، ١٩٥٥م: ١٢٥)ــا متخيلا، يعرب عن منظر ملء ــاعر إال وصاف ــی هذا احلد من کالمه ال يبدو الش وإلــا أن التعبري عن ــدر من القصيدة حق النظر، ألفين ــري أننا إذا نظرنا يف هذا الق ــه، غ عينالصورة اخلارجية جينح رويدا إلی التعبري عن صورة نفسية، ألن شجرة السرو يف البيتني ــا أن ظلها موئل لروحه من غموم ومهوم ــن ذکرته برتقرق الدمع يف مقلتيه، کم األخريي

أملت به، مث يعطف الکالم بغتة عن الوصف ليوجهه إليها، ويذکر عهدا ما له من معاد:ــرويت ــا س ــت ي ــام خل ــقيا ألي ــهس أحالم يف ــنت يف ــوي اهل کان ــقا تعاش ــالن بلب ــک فوق کان ــهإن ــرف مدام ــکرنا بص ــب أس فاحلــرارنا أس کامت ــک حتت ــر ه ــامهوالز بس ــی عل ــق مؤتل ــر والبشــا حولنا ــف م ــدر عندک کاش ــوب ظالمهوالب ث ــه ــع عن ــل خيل فالليــری زماننا ــل ج ــر جيري مث ــن أيامه؟والنه ــات م ــد ف ــا ق ــود م أيع

(املصدر نفسه:١٢٦)ــة تکاد تدعو إلی ــن الدنيا ومفاتنها ويطيل يف الوصف إطال ــاعر يصف حماس والشــدة من ــه يوقظ القارئ بغتة وبکل عنف وش ــک الدنيا، غري أن ــت علی طيب تل التهافــعيدة، ليذکره بأنه إمنا کان يضعث األحالم، فما احلياة الدنيا إال متاع الغرور، رؤياه الس

Page 17: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٣١

ولسوف تنزل به صرعة املوت، غري أن الشاعر ينتهي إلی هذه الصحوة دون قطع لشعوره ــاه، ألنه يتلهف علی زمان الوصال ويتوق ــريه بل يربط فراق من يهواه بفراق دني وتفک

إليه وأمله أن تتزود عينه من احلبيب بنظرة قبل أن يعفرها الثری:ــه حبيب ــب للمح ــا يوم ــاد ع ــو ــه!ل آالم ــن م ــب القل ــذا ه ــل فأبــا آجل أو ــا عاجل ــارق املف ــا ــامهوأن حس ــز به ــع ول ذو ــوت فاملــرية نض ــاة احلي يف ــدي بع ــني ــهتبق رغام ــالم ظ ــين يطوي ــرب والق

(املصدر نفسه: ١٢٧)ــاعرنا يف األحايني يأخذ املعنی عن شعراء الفرس اضطرارا ال اختيارا دون أن وشــه وقد ــع، وما ذاک إال ألن مثل هذا املعنی أعجبه ومأل جوانب نفس ــن إلی ما صن يفطيتضمن هذا املعنی بيت واحد من الشعر الفارسي، کذلک البيت الذي يقول فيه القائل:

او به منزهلا رسيد وما هنوز آواره اميما وجمنون مهسفر بودمي در وادي عشق

ــفرتنا وإلی املنازل قد وصل، أما حنن فما زلنا کنا بوادي العشــق مع املجنون يف سشردا يف ضلتنا.

وهو شديد اإلعجاب بهذا البيت، يتمثل به علی الدوام، ألنه ينطق عن نفسه ويصور حاله أدق تصوير وأصدقه، فکان ذلک دافعا دفعه إلی نظم قصيدة "يف الطريق" (املصري، ــعور ــق، ١٩٦٤م: ٢٣٣-٢٤١) وفيها يضرب علی قالب الصوفية يف الش حســن و عشــه والتعبري، دون أن يکون ذلک غرضه يف قليل وال کثري، ألنه أراد أن يتحدث عن نفس

ويصف حاله مع دهره.ــد الفرس ما يعرف ــعرهم وأوزانه، فعن ــا أن املصــري يتأثر بالفرس يف أمناط ش کمــة کل بيت وتلتزم قبله قافية موحدة، وقد ــف، وهو کلمة أو کالم يضاف إلی نهاي بالردي

أخذ املصري بهذا يف قصيدتني له، األولی بعنوان "انتظار" واألخری "ماذا أقول".ومن قوله يف القصيدة الثانية:

ــول أق ــاذا فم ــي أمام ــراءی ــول؟ت ــاذا أق ــي فم ــيت وکالم وصمــوی؟ الن ــذاب ع ــه الي ــکو ــول؟ءأش أق ــاذا فم ــي غرام ــذايب عين ــز ع ــد وق ــوح مج ــؤادي ــول؟ف أق ــاذا فم ــي زمام ــن وأي

Page 18: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٣٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــی املن ــل فني ــيئا ش ــت رم ــول؟إذا أق ــاذا فم ــام املن يف ــو ولــی املن ــک فتل ــد بعي ــذا ــول؟وه أق ــاذا فم ــام احلط ــا بقاي

(املصري، ١٩٥٥م: ٢٨٣)ــعر ال عهد له ــا کان ذلک إال رغبة منه يف وقف القارئ العريب علی منط من الش ومــيطرتها عليه، وقد ظهرت تلک النزعة يف منط ــک يف س مبثله، وتلک نزعة تعليمية ال شــموها ــحات غري مذهب العرب فس ــعره. فمعلوم أن الفرس ذهبوا يف املوش آخر من شــموه قسمني ترجيع بند وترکيب بند، وحيوي کل قسم أبياتا متفقة يف الروي "بند"١، وقسيتلوها بيت مستقل يکرر بعد کل قسم، وهذا ما يعرف برتجيع بند، وخيتلف عنه ترکيب

بند يف ذلک البيت الذي ال يکرر إال روية. (املصري، ١٩٥١م: ٤٣)ــي مبعناه ومبناه يف الشعر العريب، ومن ــعر الفارس ــاعر أن يدمج الش وکامنا أراد الش

شعره يف الرتجيع بند، قوله حتت عنوان "قافلة":ــا طوهل زادت مث ــي طريق ــت ــاطال ــابق ظله ــي تس ــت ک ــی تثن أفعــا ملها ــيل يوم ــا الس ــار فيه ــاإن س وضله ــري املس يف د د ــرت ال ــد بع

ــاق القافلة ــی حل ــبيل إل ــف الس کي

(املصري، حسن وعشق، ١٩٦٤م: ٢٥٧)ــر قولنا إال علی ــا هنا، ألننا ال ندي ــعر ال ينفســح لن ــال القول عن هذا الش وإن جمــعر العريب بالشعر الفارسي، وقد أسلفنا اإلشارة إلی اخلصائص اليت تعني تأثر هذا الش

أن هذا الشعر فارسي الشکل بعد أن عني مسات من هذا الشکل.ومثال شعره يف الرتکيب بند قوله حتت عنوان (ذات ليلة):

يل ــا ذوب الآل ــر ي ــاء الفج ــا ضي ــالي م ــرب الر ــدر يف ت ــني الب ــا جل يــرو يف وادي اجلمال ــالل الس ــاليا ظ الوص ــام أي ــب طي ــين ذکري

ــد انقضی ــد والعه ــود العه ــل يع ه

١. - يعترب البند فن أديب جاء ليخلص الكاتب من قيود الوزن والقافية، وهو خيتلف عن الشعر احلر إذ يتميز كل منهما بسماته اخلاصة. وقد يوضع البند يف منزلة بني الشعر والنثر. وكلمة "بند" كلمة فارسية؛ وهلا معاين مثل: "ما يسكر من املاء، العلم الكبري، العقد والربط". وأول من اشتهر بكتابة البنود الشاعر

"معتوق بن شهاب املوسوي"، وال يتوفر ديوانه سوی علی مخسة بنود. (الدجيلي، ١٩٥٩م: ٢٥)

Page 19: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٣٣

عر يف املاضي اجلميل ــح األصيليا عروس الش ــعر يف ري ــري الش يا عبرف الکحيل حر يف الط ــب العليليا غموض الس ــواق يف القل دي األش جد

ــي الغض ــريان ن ــل مث ــؤادي ف يف

(املصري، ١٩٥٨م: ٢٠٢-٢٠٣)ــجرات السرو ويصف الشعر وما حيمله النسيم عنه وهذه األبيات اليت يذکر فيها شــعرالعريب، فارسي يف معناه ومبناه. کما أن الشاعر جيرد من عطر، لتدل علی أن هذا الشــر يف ثالثة دواوينه األخرية ــده من "ال"، فنحن ال نکاد نقف هلا علی أث ــن قصائ عناويــية اليت ختلو ونصادفها أحيانا يف ديوانه األول، وهو يف ذلک ظاهر التأثر باللغة الفارســي جيهل لغة ــاظ العناوين اليت جتردت من أل، إذا قرأها فارس ــن أداة التعريف، وألف م

الضاد، توهم معظمها ألفاظ فارسية، وذهب عنه أنها ألفاظ عربية تسربت إلی لغته.ــکا وال تأويلا، علی أن ــتدل منها مبا ال حيتمل ش ــواهد تغين وتکفي ويس فهذه الشــعر العريب والفارسي، يلتقيان يف ــعر الفارسي، والش ــعر جميب املصري موصول بالش شتلک الدواوين بأوضح مما يلتقيان يف أي ديوان آخر. وهذا اخلصائص إمنا ظهرت هذا ــتطع أن ميسک شاعريته عن ــاعر أظهرها عن عمد، کما أنه مل يس الظهور البني، ألن الشــي، فربزت تلک اخلصائص کذلک عن غري ــعر فارس التأثر بکل ما قرأ ودرس من ش

عمد.

النتيجةرأينا فی هذا املقال بعض مالمح التأثري الفارسی فی شعر جميب املصری وهو تأثري ــعره ــکلية إلی التغيري املضمونی. حســني جميب املصري ش ال يکاد يتجاوز احلدود الشــي، کما أن عناوين دواوين أشعاره، ثنائية وهي ــعر الفارس ــم بوضوح التأثر بالش متس

مأخوذة عن ثنائية عناوين املنظومات الفارسية.ــميتها "املدرسة ــة أدبية، ميکن تس ــعر العريب احلديث حنو مدرس إنه يريد ليتجه بالشــعر العريب والفارسي وحدة متماسکة وبذلک ــالمية املوحدة" اليت تشکل من الش اإلســي حتی تأتی له أن يتمثل الشعر اإلسالمي ــعر العريب لاللتقاء بالشعر الفارس طوع الش

Page 20: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

١٣٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

صورة واحدة يف لونني.ــم املصادر الرتاثية ــتدعی الرتاث الصوفی کواحد من أه ــاعرنا املعاصر يس رمبا شواستمد منه شخصيات ومعانی يعرب من خالهلا عن أبعاد جتربته بشتی جوانبها الفکرية

والروحية.إن شاعرنا بعثه فرط اإلعجاب برمزية الصوفية إلی أخذها عنهم، ولکن خيالفهم يف ــعري ينطق عن روحه ــرت املعاين، کما يری يف تلک الرمزية أمجل تعبري ش امليل إلی س

احلريی.ــعرهم الرمزي ولکن للتعبري عن خواجل ــم خطی شعراء الفرس يف ش املصري يرتس

عر وعطره الفاحم. نفسه ومن مظاهر تأثره بهم وصفه للشإن شاعرنا يف األحايني يأخذ املعنی عن شعراء الفرس اضطرارا ال اختيارا دون أن

يفطن إلی ما صنع، وما ذاک إال ألن مثل هذا املعنی أعجبه ومأل جوانب نفسه.

املصادر واملراجعالقرآن الکرمي.

ــر اجلندي، درويش. (١٩٥٨م). الرمزية يف األدب العريب. القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشوالتوزيع.

احلالج، منصور. (١٩١٣م). كتاب الطواسني. بتحقيق لويس ماسينيون. باريس: النا.خيام. عمربن إبراهيم. (١٣٦٧ش). رباعيات خيام. تصحيح جالل الدين مهايي. تهران: مها.

الدجيلي، عبدالکرمي. (١٩٥٩م). البند يف األدب العريب. بغداد: مطبعة املعارف.ــبحاين. تهران: وزارت ــالل الدين. (١٣٧٤ش). مثنوي معنوي.به کوشــش توفيق س الرومي، ج

فرهنگ و ارشاد اسالمي.الرومي، جالل الدين. (١٩٨٥م). املثنوي املعنوي. ترمجة إبراهيم الدسوقي. القاهرة: دار املعارف.

شيمل، آنا ماري. (١٩٦٩م). احلالج شهيد العشق اإلهلي. هامبورج: النا.العطار، فريد الدين. (٢٠٠٦م). منطق الطري. ترمجه و تقدمي بديع حممد مجعه. القاهرة: اهليئه املصرية

العامة للكتاب. مارتني، هنري. (١٩٧٦م). پيمان تازه عيسی مسيح. لندن: دارالسلطنه لندن.

املصري، حسني جميب. (٢٠٠٠م). أيامي بني عهدين(سرية ذاتية). القاهرة: الدار الثقافية للنشر.ـــــــــ. (١٩٥١م). تاريخ األدب الرتکي. القاهرة: الدارالثقافية للنشر.

Page 21: ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ ﻱﺮﺼﳌﺍroc.kiau.ac.ir/article_514528_9ab31c2bf9f87434a5b67e2fbc0d74bf.pdf · ١١٩ / "ﻱﺮﺼﳌﺍ ﺐﻴﳎ ﲔﺴﺣ" ﺮﻌﺷ ﰲ ﺔّﻴﻠﮑﺸﻟﺍّ

تأثري رمزية الشعر الفارسي وأمناطه الشکلية يف شعر "حسني جميب املصري" / ١٣٥

ـــــــــ. (١٩٦٤م). حسن وعشق. القاهرة: مكتبة النهضة املصرية. ـــــــــ. (١٩٥٥م). مشعة وفراشة. القاهرة: مكتبة اجلامعة.

ـــــــــ. (١٩٩٩م). من أدب الفرس و الرتک. القاهرة: الدار الثقافية للنشر.ـــــــــ. (١٩٥٨م). وردة وبلبل. القاهرة: النا.

ـــــــــ. (١٩٦٤م). مهسة ونسمة. القاهرة: مكتبة النهضة املصرية.ــعر ابن هاين ــية يف ش ــودي. (١٣٩٠ش). «أثر الثقافة الفارس ــيد حممد وعلي أس ــيين، س مريحساألندلسي». إضاءات نقدية يف األدبني العريب والفارسي. السنة األولی. العدد الرابع. صص١٢٦-١٠٥.املولوي، حييي بن أمحد. (١٩٦٤م). شرح املثنوي املسمي باملنهج القوي. القاهرة: املطبعة الوهبية.

نثري، موسي. (١٣٦٣ش). نثر وشرح مثنوي. تهران:كالله خاور.مهائي. جالل الدين. (١٣٣٥ش). غزليات مشس تربيزي. تهران: صفي عليشاه.