ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧...

208
اﻟﺪراﺳﺎت ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋ اﻟﻌﺪد) ٥٧ ( اﻟﺠﺎﻧﺤﻮ اﻷﺣﺪاث وﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ ن اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻻﻋﻀﺎء اﻟﺪول ﻓﻲ ﺑﻬﻢ إﻋ ـ ﺪاد ﺣﺠﺎزي ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮرPDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Upload: others

Post on 31-Dec-2019

3 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

ةياالجتماعسلسلة الدراسات )٥٧(العدد

ن ومشكالتهماألحداث الجانحو ومتطلبات التحديث والجهات اإلدارية المعنية

بهم في الدول االعضاء

دادـإع الدكتور مصطفى حجازي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 2: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢

ىلواألالطبعة

م٢٠١٠

المكتب التنفيذيأي الجهة وال تعبر بالضرورة عن رأوتب الكاأيراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن راآل نإ

المكتب التنفيذيأي الجهة وال تعبر بالضرورة عن رأو الكاتب أيراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن رإال أن

ظةحقوق الطبع محفـــو يجوز االقتباس من مادة الكتاب بشرط اإلشارة إلى المصدر

المكتب التنفيذي ١٧٥٣٠٧٥٣ - فاكس– ١٧٥٣٠٢٠٢ هاتف – مملكة البحرين – المنامة ٢٦٣٠٣ب . ص

[email protected]:البريد اإللكتروني www.gcclsa.org:العنوان على شبكة االنترنت

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 3: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣

سلسلة علمية متخصصة والعماليةةياالجتماعتعنى بنشر البحوث والدراسات

عاملشراف ااإل

سالم بن علي المهيري

عداداإلهيئة التحرير و محمود حافظ ناجمال السلم

خليل بوهزاع

والعماليةسلسلة الدراسات االجتماعية

م٢٠١٠ يوليو الموافق هـ ١٤٣١ شعبان ) والخمسونالسابع(العدد

تصدر عن المكتب التنفيذي

وزراء الشؤون االجتماعيةمجلس لمجلس وزراء العمل و

بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 4: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 5: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥

الصفحة

١٠ - ٩ ١٦ -١١ ٤٩ -١٧ ٢٤ -١٩ ٤٩ -٢٥ ٢٩ -٢٥ ٣٢ -٢٩ ٣٦ -٣٢ ٤٩ -٣٦

٦٥ -٥١

٦١ -٥٣ ٦٥ -٦١ ٧٣ -٦٧ ٨٤ -٧٥

١٠٤ -٨٥ ٩٠ -٨٧ ١٠٤ -٩٠ ٩٣ -٩١

٩٥ -٩٣ ٩٧ -٩٥ ٩٩ -٩٧ ١٠١ -٩٩ ١٠٤ -١٠١

...................................تقديم المدير العام .............................................:مقدمة

..... األحداثالنحرافاإلطار النظري - الفصل األول ..التحديد القانوني العيادي لألحداث الجانحين :أوالً ...................عيادية للجانحينالدراسة ال: ثانياً

........................السرقة المرضية - ١ ...........واالنحراف الحرمان العاطفي -٢ ...............واالنحراف التدليل الزائد -٣ .................... الجانحون المكررون-٤

األحداث خليجياً جنوحخصائص -الفصل الثاني ...........................وعوامله

خصائص األحداث الجـانحين مـن خـالل :أوالً ................................اإلحصائيات

............ األحداث خليجياًانحرافعوامل : ثانياً ..........فلسفة الرعاية ومبادؤها -الفصل الثـالث ...قوانين رعاية األحداث الجانحين -الفصل الرابـعمرجعيات رعاية األحداث الجانحين -الفصل الخامس

..........................وصيغها .................................المرجعيات: أوالً ............صيغ الرعاية وهياكلها التنظيمية: ثانياً

.................................الوقاية -١ لخطـر نمؤسسات رعايـة المعرضـي -٢

..............................االنحراف .....................االجتماعيةالمراقبة -٣ ..........................دور المالحظة -٤ .............مؤسسات الرعاية الداخلية -٥ .........................الرعاية الالحقة -٦

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 6: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦

الصفحة ١٨٧ -١٠٥ ١٢٥ -١٠٨

١١٨ -١٠٨

١٢٠ -١١٨

١٢٢ -١٢٠ ١٢٢ -١٢٢ ١٢٥ -١٢٢ ١٥٣ -١٢٦ ١٢٩ -١٢٦ ١٣٢ -١٢٩ ١٣٥ -١٣٣

١٣٨ -١٣٥ ١٤٣ -١٣٨ ١٤٥ -١٤٣ ١٤٧ -١٤٥ ١٥٣ -١٤٧

تطوير فاعلية برامج الرعاية -الفصل السادس .......................والتأهيل

......... الحدث التأهيليةاحتياجاتمحاور : أوالً لشخـصية محور الخصائص النفسية - ١

...............................الحدثمحور الغربة عـن عـالم الدراسـة - ٢

....................والعمل والمجتمعصور اإليمان الديني والحس محور ق - ٣

...............................الخلقي ...........محور الصراع مع األسرة - ٤ ......الحياتيةمحور قصور المهارات - ٥

.......التأهيلي/ أنشطة البرنامج الرعائي : ثانياً ...............التعليم واإلعداد العلمي - ١ ......................التدريب المهني - ٢ .ة الدينية وتعزيز اإليمان الدينيلتربيا - ٣المصالحة مع األسرة وتمتين الروابط - ٤

.................................معها ......................العمل الجماعي - ٥ .................الهويةو االنتماءبناء - ٦ ....................البرامج الرياضية - ٧ ......الفنون التعبيرية والفنون الجميلة - ٨

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 7: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧

الصفحة ١٨٧ -١٥٣ ١٦٣ -١٥٣ ١٧٠ - ١٦٤ ١٦٨ - ١٦٤ ١٧٢ - ١٦٩ ١٧٨ - ١٧٢ ١٨٧ - ١٧٨

١٩٤ - ١٨٩ ١٩٢ - ١٩١ ١٩٣ - ١٩٢ ١٩٤ - ١٩٣ ٢٠١ - ١٩٥

.........برامج إعادة تأهيل شخصية الحدث: ثالثاً .........واالضطراباتعالج المشكالت -١

.............االقتدارتمكين الشخصية وبناء : رابعاً .........................التمكين الذاتي - ١

........................الذكاء العاطفي - ٢

..................التدريب على التفاؤل - ٣

...........التدريب على مهارات الحياة - ٤

التدريب : تمهين العمل الرعائي - السابعالفصل ......................واالختصاص

......................................التدريب - ١

............................... العامليناختيار - ٢

..................................االختصاص - ٣ ............................قائمة المصادر والمراجع

* * *

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 8: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 9: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩

قام المكتب التنفيذي بإعداد هذه الدراسة التحليلية حول األحـداث

دارية المعنية بهم ين ومشكالتهم ومتطلبات التحديث والجهات اإل حالجانفي دول مجلس التعاون، حيث تم تكليف الدكتور مصطفى حجـازي، أستاذ علم النفس المتخصص في األحداث الجانحين والمشهود له علمياً على مستوى الخبرة والممارسة العيادية في العمـل مـع األحـداث

في هذا والكتب األبحاث والدراسات منالجانحين وله اسهامات كثيرة لميدان وعلى وجه الخصوص المتصلة بالمجتمع العربي الخليجـي، ا

هذه الدراسة استناداً على التقـارير والبيانـات والمعلومـات وقد أعد الجهـات مـشكورة هـا والتشريعات والبرامج والمؤسسات التي وفرت

المعنية بالدول االعضاء في مجلس وزراء الشؤون االجتماعية بـدول .ليج العربيةمجلس التعاون لدول الخ

الذي الدراسة التحول السريع في دول مجلس التعاون هذه ترصد

إلى تحوالت في دور األسرة ووظائفها كما فـي تغييـر القـيم أدىفي نظـم العالقـات االجتماعيـة والمعايير الموجهة للسلوك وتحول

ويضاف إليها تأثيرات العمالة الوافدة بكثافة غير مـسبوقة واالنفتـاح ي المعولم وتوفر أوقات فراغ متزايدة واالنتشار المكثف لتقنية االعالم

مـشكالت أفرزتالمعلومات وأبرزها االنترنت وغيرها من عوامل . متعددة األوجه ومنها جنوح األحداث

في التعامل الرعائي العمل مهينتركز الدراسة على ضرورة ت و

ل فرعـاً مع الجانحين، حيث أصبحت رعاية األحداث الجانحين تـشك مستقالً من فروع التربية الخاصة المعروفـة مـن حيـث الدراسـة

دريب والشهادات والتوصيف الوظيفي، وفـي إطـار المقاربـات والت .العلمية المالئمة لمجتمعات دول مجلس التعاون

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 10: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠

الدراسة على سبعة فصول حيث تناول الفـصل األول تتوزعو

تحديد القانوني للجانحين األحداث من حيث ال إلنحرافاإلطار النظري ـ وفي الفصل الثـاني يركـز ، ومآزمهميادية لسلوكياتهم عوالدراسة ال

في ومشكالتهم حينعلى رسم مالمح وخصائص جنوح األحداث الجان يتناول أسباب انحرافهم، في حين لتعييندول مجلس التعاون ومحاولة

لقاتها فـي فلسفة الرعاية وأسسها ومنط مبادىءالفصل الثالث والرابع رعاية الفئات االجتماعية غير المتكيفة في المجتمع الخليجي وتحديـد

وفق التجارب العالمية طلوبة في رعاية األحداث الجانحين القوانين الم ،وما أنتهت اليه من ممارسات علمية في الرعاية والمعالجة والتأهيـل ا أما الفصل الخامس فقد تناول مرجعيات رعاية الجـانحين وصـيغه

الفـصل وخـصص مؤسساتية وما ينبغي ان تكون عليه، اإلدارية وال وكيفيـة والتأهيل على تطوير فاعلية برامج الرعاية للتركيزالسادس

اصالح الحدث وتعديل سلوكه الجانح وادارة حياته وتحمل مـسؤولية الرعائي العمل تمهين وأخيراً عالج الفصل السابع كيفية .بناء مستقبله

.ريب واالختصاصمن حيث التد

لهذه للخبير المعد شكره وتقديره يقدمويطيب للمكتب التنفيذي أن الدراسة، والتقدير واالمتنان لجميع الجهات المعنية بالدول األعـضاء

األثر االيجابي في انجاز تعاوناً واهتماماً كبيرين كان لهما والتي أبدت علميـاً ومهنيـاً هذه الدراسة، آملين أن تشكل هذه الدراسة مرجعـاً

يسترشد به في التخطيط وتصميم البـرامج والمـشروعات واإلدارات . العاملة مع األحداث الجانحين في دول مجلس التعاون

واهللا ولي التوفيق،،،

سالم بن علي المهيري

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 11: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١

:مقدمة

وهو . يحتل جنوح األحداث مكانة هامة في مجال دراسة الناشئةإنها تشكّل . انتشارهاشكالها وشدتها ومدى ظاهرة عالمية ولو تفاوتت أ

كبيراً اهتماماظاهرة مقلقة في البلدان الصناعية المتقدمة والتي توليها وظاهرة جنوح . على صعد الدراسة والبحث والوقاية والرعاية والتأهيل

األحداث ليست معزولة عن مجمل أوضاع الصحة النفسية في المجتمع، شدة المآزم ونوعها، كما تؤشر على مدى إذ تمثل مؤشراً على مدى

.نجاعة برامج رعاية الناشئة وتأطيرها وتوفير سبل النمو السليم لها

أما في المجتمعات النامية فهي موجودة تقليدياً في مختلف األوساط إال أنها تتفاقم مع التقدم العمراني السريع وتكدس السكان حول . والعصور

وما يرافقهما من تحوالت اجتماعية يواكبها المراكز الحضرية الكبرى، دور الرقابة والضوابط وانحسارتخلخل في الروابط االجتماعية والقيم

التقليدية، وتراجع دور األسرة في الرعاية والحماية، وتفاقم األزمات . البطالة والفقر وما يحمالنه من آفات اجتماعيةوانتشاراالقتصادية

خليجي تحوالت كبرى على المستويات عرف المجتمع العربي ال

االقتصادية والعمرانية بفضل الطفرة النفطية مما أدى إلى االنتقال السريع من مجتمع الندرة التقليدي الذي حكمته ضوابط ومعايير أولية فاعلة، إلى

على الدنيا، وصوالً إلى دخوله في بؤرة تفاعالت واالنفتاحمجتمع الوفرة حمل هذا التحول السريع معه نهضة عمرانية . عالعولمة وبشكل متسار

لنوعية الحياة على صعد البحبوحة والرفاه والصحة وارتقاءكبرى والتعليم، مما يشكّل إنجازات غير مسبوقة في زمن قياسي في مجال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 12: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢

ولقد كان نصيب الطفولة كبيراً جداً على . التنمية في مختلف أبعادها .صعد الصحة والتعليم والرعاية

حمل هذا الوضع غير المسبوق تحوالت عميقة في البنى االجتماعية أدت إلى تحوالت في دور األسرة ووظائفها كما في تغيير القيم والمعايير

ة األولية التي كانت الموجهة للسلوك وتحول في نظم العالقات االجتماعي غير ويضاف إليها تأثيرات العمالة الوافدة بكثافة. للسلوكتشكّل ضوابط

ويعزز االستهالكمسبوقة واالنفتاح اإلعالمي المعولم الذي يغلب قيم سلوكاته، وتوفر أوقات فراغ متزايدة ومغريات اإلقبال على متع الدنيا

المكثّف لتقنية المعلومات االنتشارويضاف إليها . وخصوصاً المادية منهاأخطار ال تقل بما فيها من فوائد هائلة وما تحمله من االنترنتوأبرزها

.وطأة

من الطبيعي أن ينتج هذا التحول الكبير مشكالت متعددة األوجه ومنها جنوح األحداث بمستوى لم يكن مألوفاً في مجتمع الندرة،

.وضوابطه االجتماعية، ومحدودية فرض اإلغراء السلوكي فيه

ولقد بذلت دول مجلس التعاون جهوداً هامة في مضمار التعامل مع ويتجلى ذلك واضحاً سواء على صعيد . جنوح األحداث ورعايتهمظاهرة

تطوير تشريعات خاصة تتمشى في معظمها مع أكثر التشريعات تقدماً وتفصيالً أم على صعيد الهياكل التنظيمية للتعامل مع الجانحين ورعايتهم وتأهيلهم، أو على مستوى البرامج واألنشطة الصحية والتربوية والتعليمية

اجتماعيةهنية والدينية والفنية واالجتماعية، وما يرافقها من خدمات والمونفسية، أم على صعيد اللوائح الداخلية لمؤسسات الرعاية على اختالف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 13: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣

ويهتدي ذلك كله بمقومات فلسفة رعائية تكفل حماية الطفولة . مستوياتها . من تعاليم الدين الحنيفانطالقاوالناشئة ونموها السليم

هذه الجهود على مختلف صعد الرعاية وأبعادها وعملياتها تتضح

واللوائح الخاصة بكل دولة من الدول جلية من خالل التقارير والنظم . التي توفرت لهذه الدراسة، والتي تشكّل أساس مادتها العلميةو االعضاء

وتعكس هذه التقارير والنظم وجود عناصر مشتركة كبرى بين دول وتتميز أوضاع . التشريعات والمؤسسات والبرامجالمجلس على مستوى

ببعض األبعاد الرائدة التي يمكن لألقطار األخرى أن تستفيد دولةكل على أن هذه اإلنجازات التي ال . منها فيما لو قام جهد تنسيقي فيما بينها

شك فيها، والتي تمر بعملية تطوير مستمرة، كما يتجلى من مختلف إذ . ل متاحاً لمزيد من الشغل عليها وزيادة فاعليتهاالتقارير، تترك المجا

هناك العديد من الجوانب التي يتعين العمل عليها وصوالً إلى تمهين العمل الرعائي الذي أصبح علماً قائماً بذاته على غرار بقية المهن ذات

أصبحت رعاية األحداث الجانحين تشكّل فرعاً مستقالً من . االختصاصلخاصة المعروفة من حيث الدراسة والتدريب والشهادات فروع التربية ا

وقد يكون ذلك من أبرز جوانب التطوير الذي ال . والتوصيف الوظيفيويتعين ضمن هذا اإلطار ذاته إحداث . زال على دول المجلس أن تحققه

نقلة نوعية في برامج الرعاية بحيث تعيد فعالً تأهيل الحدث الجانح من ى الصعد التعليمية والمهنية وحدها وإنما على صعيد خالل تمكينه ليس عل

والسلوكي، بحيث ال يكتفي واالجتماعيالتمكين النفسي والشخصي بمجرد اإلقالع عن السلوك الجانح وإنما يكتسب جدارة إدارة الذات ومهارات الحياة التي تجعل منه مواطناً قادراً على بناء مستقبله ومنتمياً

استرداد باختصار نشطاً في تنميته وتحصينه، أي إلى مجتمعه ومشاركاً

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 14: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤

الجدارة الذاتية واالجتماعية التي يشكّل فقدانها أحد أبرز الديناميات .لالنحرافالمولّدة

األحداث لجهة النحرافتبدأ هذه الدراسة بعرض نظري موجز فئاته المختلفة انطالقاً من معياري الخطورة القانونية والعيادية،

ختلف أنماط الجانحين الشخصية والسلوكية ودفاعاتهم وخصائص موردود فعلهم وتفاعالتهم مما يوفر معلومات هامة حول تشخيص مدى خطورة أوضاعهم وسلوكاتهم وكيفية التعامل الرعائي معهم، وتلبية

. تأهيلهم وتمكينهماحتياجات

وتتناول في جولة ثانية خصائص السلوك الجانح وعوامله في دول التعاون، كما تكشف عنها التقارير واإلحصاءات القطرية وتحليلها مجلس

وصوالً إلى رسم صورة تقريبية عن الواقع تساعد على المزيد من .التمكّن في التخطيط للتعامل مع متطلباتها

واقع التشريعات فتبرز الدراسة استعراضوفي جولة تالية يتم

لتعديل ما يتعين تعديله على حاتاالقتراأوجهها اإليجابية والرائدة وتقدم وتتبع الدراسة المنحى ذاته . هذا الصعيد مع تبيان مبررات هكذا تعديل

هيكليات الرعاية مركّزة على إيجابياتها ومقترحة لبعض استعراضفي ويتمثّل الهدف الرئيسي . جوانب التطوير التي تعمل على زيادة فاعليتها

رائدة بحيث يصار إلى تعميمها في لهذه الجولة في إبراز الجوانب التشريعات دول المجلس الخاصة برعاية األحداث الجانحين والهيكليات

االقتراحاتويضاف إليها تقديم . القائمة بهذه الرعاية وتنظيماتها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 15: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥

التطويرية لعناية الهيئات المختصة في كل قطر كي تأخذ منها ما تراه . مناسباً لظروفها وسياساتها

برامج رعاية القتراح قسم هام من هذه الدراسة وسوف يخصص

مطورة وفاعلة إضافة إلى أنشطة الرعاية المعمول بها راهناً في دول وسوف تجعل هذه البرامج المطورة من العمل الرعائي العربي . المجلس

الخليجي حالة رائدة في مجال تأهيل األحداث الجانحين وتمكينهم فيما لو أن هناك شريحة من هؤالء األحداث الجانحين ال يكفي ذلك . تم العمل بها

إنهم . لتأهيلهم مجرد تطبيق األنشطة المعمول بها على أهميتها الفعليةبحاجة إلى إعادة بناء شخصياتهم وتمكينها بشكل شامل وصوالً إلى

وهي كما سيتضح من . التمتع بالجدارة الحياتية واألهلية االجتماعيةتشكّل التحدي األكبر في وجه العمل الرعائي، وتمثل الدراسة الفئة التي

إنها فئة الغرباء . بالتالي الخطورة األكبر على صعيد التكيف االجتماعيعن عالم المجتمع والدراسة والعمل المهني المنتج، وهي ذاتها الفئة التي

واالجتماعيةتشكّل شريحة الجانحين المكررين ذات الخطورة العيادية الطبع فإن العمل الرعائي كله ولمختلف فئات الجانحين يمكنه وب. األشد

. هذه البرامج المطورةاعتمادأن يستفيد فائدة ملحوظة من

تتطلّب هذه النقلة التطويرية تمهين العمل الرعائي بما هو ويقتضي هذا . التربية الخاصةاختصاصات قائم بذاته من اختصاص

تشمل مختلف فئات القائمين على التمهين تنفيذ برامج تدريب مكثفة رعاية األحداث الجانحين بدءاً بقضاة األحداث، ومروراً بشرطة األحداث

. بمختلف ذوي المهام الوظيفيةنتهاءاو

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 16: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦

وفوق ذلك كله تتطلّب تطوير فلسفة رعائية واضحة المعالم واألبعاد الدين تستند إلى مبادئ الدين الحنيف وحقوق الطفولة والناشئة كما يقرها

إليها دول انضمت حقوق الطفل الدولية التي اتفاقياتالحنيف وتقدمها .المجلس وتعمل على تنفيذها

خالل الدراسة كلها سوف يصير إلى تقديم العديد من توصيات التطوير وتفعيل العمل توضع بتصرف المسؤولين في دول المجلس على

ليات والبرامج مختلف صعد البحث والمسوحات والتشريعات والهيكواإلجراءات والتمهين، وقد يأتي في أولوياتها تبادل الخبرات والتجارب بين الدول المجلس والتنسيق فيما بينهما وصوالً بالعمل الرعائي إلى

وليست هذه الريادة من باب الترف، بل هي تشكّل أحد . المستوى الريادي .االجتماعيضمانات تحصين األمن

* * *

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 17: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧

اإلطار النظري لألنحراف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 18: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 19: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩

الفصل األول األحداثالنحرافاإلطار النظري

: التحديد القانوني والعيادي لألحداث الجانحين-أوالً

نتناول في هذا العنوان عدة قضايا تغطي بشكل مكثّف الخصائص

لألحداث الجانحين في مختلف فئاتهم ومدى ) اإلكلينيكية(العيادية وهو ما يختلف عن التوزيع اإلحصائي لمختلف . نحرافاال في انغماسهم

الكبير بين االختالفتنبع ضرورة هذا العرض من . السلوكات الجانحة، االجتماعيةهؤالء األحداث لجهة مدى تباعدهم عن التكيف للحياة

وبالتالي مدى صعوبة تأهيلهم، مما يستلزم تخطيط برامج رعائية ال تقوم ية وحدها، بل هي تتوقف على مدى الحاجة إلى على الخطورة القانون

الرعاية من حيث المدة كما من حيث كثافة التدخّل، ونوعية اإلجراءات أما الهدف اآلخر من هذا العرض الموجز فهو التعريف . اإلصالحية

واالنفعاليةبخصائص األحداث الجانحين الشخصية على الصعد النفسية اتهم وتفاعالتهم وردود يل مصدراً لسلوك مما يشكّواالجتماعيةوالعالئقية

وهي معرفة هامة جداً للعاملين مع هؤالء األحداث تبصرهم . فعلهمبخصائص هؤالء األحداث وتساعدهم على كيفية تخطيط تدخالتهم بشكل

.فعال

:تعريف الجنوح ودرجاته

هناك مدخالن لتحديد جنوح األحداث ودرجات خطورته يتكامالن يتطابقان بالضرورة؛ ونعني بذلك كل من التحديد القانوني ولكنهما ال

.والتحديد العيادي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 20: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠

يعرف الجنوح قانوناً بأنه كل خرق لقانون الجزاء يعاقب عليه وكل فعل ال . القانون تبعاً لمدى خطورة هذا الخرق وسن الجانح وظروفه

تبر قد يع. يدخل ضمن التحديد القانوني ال يعتبر جنوحاً بالمعنى الدقيقمروقاً أو تمرداً أو سوء تكيف، أو كل ما يدخل ضمن فئة التعرض

وهكذا فالخروج . مما يستدعي إجراءات حماية ورعايةاالنحرافلخطر المتعارف عليها ال يعتبر جنوحاً ما لم ينص االجتماعيةعلى المعايير

.عليه قانون العقوبات

لتقسيم الثالثي الل اـتحدد خطورة الفعل الجانح قانونياً من خ :التقليدي إلى

).من مثل مخالفات السير(مخالفة وهي أبسط خرق للقانون - فعل يعاقب عليه القانون مثل السرقة ارتكابجنحة وتتضمن -

. على األموال واألشخاص من مستوى بسيطواالعتداء على القانون خطورة من االعتداءجناية وهي تشكّل أشد درجات -

). االغتصابة، القتل العمد، السرقة المسلّح(مثل

وتتحدد شدة العقوبة قانوناً تبعاً لشدة خطورة الفعل حيث المخالفة ويتوقف هذا التحديد على مدى خطورة . هي األخف والجناية هي األشد

تهديد األمن االجتماعي والسالمة العامة، أي مقدار األذى الذي يلحق .باآلخرين أو بالمجتمع

ف إلى الخطورة القانونية معيار آخر يتمثّل في مدى أما عيادياً فيضا

في األسلوب الجانح من الحياة، ومدى التباعد عن التكيف االنخراط

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 21: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢١

وهو ما . ، مما يتجلّى في تكرار األفعال الجانحة واستمرارهااالجتماعي، ومدى الحاجة إلى االضطرابيشكّل معيار الحكم على مدى شدة

فعالً جانحاً على درجة واضحة من الخطورة إذ قد يرتكب حدث. التأهيل استثنائيةقانونياً، إال أن هذا الفعل يبقى حالة معزولة، أو مرهوناً بظروف

. كبير لتكراره مستقبالًاحتمالضمن مسار حياتي متكيف، وليس هناك بينما أن حدثاً آخر يقدم على العديد من األفعال الجانحة قليلة الخطورة في

فيها، قد يعاني من خطورة عيادية واالستمرارميل إلى تكرارها البداية وي والموقف المضاد من االنحرافتتمثّل في التوجه التدريجي نحو حياة

.المجتمع

يصنف األحداث الجانحون من وجهة نظر الخطورة العيادية إلى الجانح العارض أو الجانح بالصدفة، وشبه الجانح، والجانح : عدة فئات

وتأتي بالتالزم مع هذه الفئات، . ، ووصوالً إلى الجانح المحترفالمعتادمما سيأتي بيان تحديد (االنحراففئة األحداث المعرضين لخطر

).انحرافهممؤشرات خطر

ونفسياً، قد يقدم على اجتماعياالجانح العارض هو حدث متكيف وجيه أو سلوك جانح من نوع ما بشكل ال إرادي بسبب اإلهمال أو قلة الت

وأهم ما يميزه هو غياب النية الجانحة . الجهل بالظروف وسوء تقديرها أو الرغبة في خرق القانون كأن ينخرط الحدث من هؤالء في عملية تحدأو إثارة أو رغبة في مغامرة أو الوقوع في حالة من اإلحباط المولّد

انح تتفاوت للتوتر النفسي الشديد، وكلها قد تؤدي إلى الوقوع في سلوك ج . خطورته القانونية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 22: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٢

طالما ظّل بمنأى اجتماعياأما الجانح بالصدفة فهو حدث متكيف عن الضغوطات الخارجية التي تفوق طاقته على المقاومة، أي طالما لم يتعرض لوضعيات تشكّل تهديداً لتوازنه النفسي من مثل اإلغراءات

الفعل الجانح . ألمرين معاًالخارجية، أو إلحاح حاجات داخلية أو تفاعل اوقد تؤدي هذه المآزق إذا تكررت . هو حل لمأزق يجد الحدث نفسه فيه

، إذا لم يجد الواحد من هؤالء واالنحرافإلى الوقوع في سوء التكيف .السند والحماية المالئمين من المحيط أو من القائمين على شؤونه

ما بين الجانحين نتقاليةاالأما أشباه الجانحين فإنهم يشكّلون الفئة

يكون هؤالء على درجة عالية من ركاكة . العارضين وبين المحترفينوقد يظلّون مستترين طالما كانوا حديثي . واالجتماعيالتكيف النفسي

إال أنهم سرعان . السن أو وجدوا في محيط خال من التحديات واألزمات في حالة من االجتماعيةما ينهارون عندما تتفاقم صعوباتهم النفسية أو

إنهم يشكّلون الفئة الرمادية التي تظّل على . فقدان أسباب العون والحمايةهامش التكيف المقبول طالما لم تتفاقم الضغوطات الداخلية والخارجية

إلى انهيارهمويؤدي بهم . التي ال يمتلكون مناعة ذاتية لمواجهتهاقوع ضحايا لبعض العصابات من خالل الواالنحراف في تيار االنجراف

يدخل ضمن هذه الفئة النسبة األكبر من األحداث المعرضين . الجانحة .االنحرافلخطر

نمطاً من االنحراف اتخاذيختلف الجانح المعتاد عمن سبقه في على واالعتداءالحياة مع الدخول في عالقة صراعية مع المجتمع

فة في حالة من الغربة التدريجية يتباعد هؤالء عن الحياة المتكي. القانون

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 23: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٣

عن عالم األسرة والمدرسة والمجتمع مع تصاعد السلوك الجانح وتقارب .االنحرافمتزايد من األوساط الجانحة المشجعة على

المكررون : يتوزع الجانحون المعتادون إلى فئتين أساسيتين

المحترف هو جانح مكرر قد تخصص في مجال محدد من. والمحترفونأما المكرر فقد . الماديواالنتفاعالجرائم يتخذ منها وسيلة أساسية للكسب

تتوزع جنحه بين أكثر من شكل إال أنه ال يبرع في أي منها وال يصل وتشكّل . ، بل تظّل جنحه رهناً بما يتيسر له من الفرصاالختصاصحد

ت، كما هذه الفئة النسبة العظمى من الجانحين الفاشلين نزالء اإلصالحياقد يظلون على هامش التكيف حيث يتذبذبون ما بين سلوكات متكيفة

نشل، (أما المحترفين منهم من برعوا في السلوك الجانح . وأخرى جانحةفي حالة من التبني الكامل لنمط الحياة ...) احتيالتزوير، سطو محترف،

ون فرصها أفعالهم مقصودة وهم يخلق. الجانح والغربة عن العالم المتكيف المادي من النشاط االنتفاعإنهم ال يكتفون بمجرد . ويجيدون التخطيط لها

الحياتي ويكتسب بالتالي اهتمامهمالجانح، بل إن هذا النشاط يصبح محور .قيمة نفسية في نظرهم تجعلهم يتباهون فيما يتقنونه من سلوكات جانحة

لقانوني المحض ال بد إلجراءات الرعاية إذاً من تجاوز المنظور ا

وأخذ الخطورة العيادية في الحسبان سواء خالل تكوين الملف وفحص الشخصية وتشخيص الحالة، أو في اإلجراءات المتخذة على مستوى

وعلى هذا األساس يمكن . هيئات الرعاية والرقابة وقضاء األحداثإلجراءات الرعاية واإلصالح أن تتحدد ما بين تدابير قصيرة المدى في

.بيئة الطبيعية، وبين برنامج إصالحي تأهيلي طويل المدىال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 24: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٤

وال بد أن نضيف في هذا الصدد فئة مستجدة هي جنح الترف التي ومن أبرز حاالتها ما حملته الطفرة . يرتكبها أبناء األسر محدثة النعمة

النفطية من تحوالت على بني بعض األسر التي هبطت عليها الثروات الوالدين من مسؤوليات رعاية األبناء وإيكال قالةاستفجأة وأدت إلى

الوالدان . الفندق–وكذلك تحول حياة األسرة إلى البيت . أمرهم إلى الخدمغارقان في شؤونهما واألبناء مترفون مدللون لم يتربوا على معنى الجهد

فيه داللة واالنغماس االستهالكوحس المسؤولية، بل يتخذون من وجاهة ذاتية برانية تخفي فراغاً عاطفياً وحرماناً من الرعاية على قيمة

يستبدل األهل واجباتهم في توفير العاطفة والرعاية والحماية . والتوجيهوتكون . بإغداق األموال على أبنائهم بمثابة نوع من الرشوة العاطفية

نتيجة وفرة اإلمكانات وقلة المحاسبة والمراقبة، مع فراغ عاطفي كبير ألبناء على المغامرات من كل نوع مما ال تحمد عقباه، وما قد إقدام ا

وقد يتخذ األمر أحياناً طابع . يورطهم في مشكالت فعلية مع القانونتعاطي المخدرات، سلوكات جنسية : الفضائح التي تنقلها وسائل اإلعالم

أفعال عنف، حوادث ارتكابممنوعة قانوناً، مغامرات تؤدي بهم إلى ...الخدخل تحت طائلة القانون سير خطيرة ت

إذ . ال تصل هذه الحاالت الجانحة على خطورتها إلى القضاة عادة

وهو ما يتحول أحياناً . غالباً ما يتدخّل نفوذ األهل لطمسها وطي ملفهاوهي . أبنائهم، وتستّرهم عليهاانحرافاتإلى نوع من تواطؤ األهل مع

. نادراً ما تدرج ضمن اإلحصائيات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 25: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٥

: الدراسة العيادية للجانحين-نياًثا

نستعرض في هذا العنوان وبشكل موجز الخصائص الشخصية للجانحين، مما يلقي الضوء على ديناميات السلوك الجانح من ناحية وعلى

وتكمن أهمية كال األمرين . أسلوب تفاعلهم مع اآلخرين من الناحية الثانيةدالالت سلوكه، مما يسهل في حسن فهم الواقع الخاص للحدث الجانح و

فإذا أخذنا السرقة على سبيل . مهمة وضع خطة رعايته والتعامل معهفقد . المثال نجد أن دالالتها تتعدد تبعاً لتنوع خصائص شخصية الجانح

وقد . نفسي يعاني منه الحدثاضطرابتكون سرقة مرضية نابعة من الحال لدى الجانح تكون سرقة بائسة نابعة من الحاجة المادية كما هو

وقد تكون إنتفاعية ترمي إلى الغنم المادي كما هو حال . المحروم عاطفياًوفي مقام آخر قد تكون وسيلة لتوفير المال بغية دفع . الجانح المحترف

، كما يحدث االستهالكيثمن مخدر أو شراء سلعة مرغوبة بدافع التباهي توجيه من أبناء األسر محدثة لدى الجانحين المدللين الفاقدين للرعاية وال

وبالطبع فاإلجراء في كل واحدة من هذه الحاالت يتعين أن . النعمة .يختلف كي يحّل المشكالت النوعية التي دفعت إلى السرقة

:السرقة المرضية - ١

تدل الممارسة العيادية التشخيصية والعالجية إلى تكرار وجود . بها من الجانحين األحداث النفسية لدى شريحة ال يستهان االضطرابات

النفسية المعروفة تبعاً لدليل التشخيص االضطراباتوبالطبع فحاالت

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 26: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٦

حتى أن البعض . الطبي العقلي التي تصادف لدى الجانحين تظل محدودةفبينما يعاني . ذهب إلى القول بالتعارض ما بين المرض النفسي والجنوح

ود سلوكية ويغرق في المريض النفسي أساساً من صراعات داخلية وصدالمعاناة النفسية والقلق، نجد الجانح يحل مآزقه الحياتية من خالل اإلقدام

إنه يفعل أزماته النفسية سلوكياً كما يقول . على السلوك الجانح .االختصاصيون

النفسي لدى الجانحين األحداث يتالزم عادة مع وضع االضطراب

انعداملدين وسيادة جو من أسري مضطرب يتصف بالصراعات بين الوا النفسي في االضطرابهذا الجو يولّد . األمان النفسي، أو بالنبذ للطفل

.األساس والذي يجد الحل له في سلوكات جانحة ذات طابع مرضي

فإذا عدنا إلى السرقة المرضية بمثابة نموذج، نجد أنها تتصف :بسمات مميزة لها

الجانح عن انعزاللة من إنها تتم عموماً بشكل فردي وفي حا - أ

على عكس الجانح الذي ينتمي إلى جماعة ويرتكب . الجماعة .أفعاله الجانحة ضمنها

تحدث السرقة غالباً . السرقة كاشفةارتكابقة يكما أن طر - ب

غير مخطط له، حيث ال يتخذ الجانح اندفاعيبشكل كما أنها تنفّذ بدرجة. الكافية لإلفالت من المالحقةاالحتياطات

وقد يرافقها أو يتلوها سلوكات تثير . متدنية من المهارةوقد يرافقها، وهذا كاشف في . الشبهات حول الحدث الجانح

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 27: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٧

داللته، بعض األعمال التخريبية مثل التحطيم أو تلطيخ المكان وكلها تؤشر . أو ترك آثار تدل على الجانح، أو اضطرام النار

وعلى . االنتباه للفت أوانتقامية السرقة لدوافع ارتكابعلى العكس من ذلك نجد أن الجانح المحترف يخطط جيداً لفعلته

لإلفالت من المالحقة، ويختار الزمان االحتياطاتويتخذ والمكان والضحية المناسبين كي يحصل على المنفعة المادية

إنه . المبتغاة من السرقة، بدون دفع الثمن مالحقة وعقاباًلثمن، كما يقول هؤالء المحترفين، بينما يستهلك بدون أن يدفع ا

.أن الناس العاديين يدفعون الثمن ومن ثم يستهلكون ومن المؤشرات الدالة على السرقة المرضية طبيعة الشيء - ج

فبينما نجد الجانح المحترف يسرق أمتعة لها قيمة . المسروق، نجد أن السارق استهالكا بها بيعاً أو لالنتفاعمادية قابلة

مرضي قد يسرق أشياء ال قيمة مادية لها، بل قد تكون لها ال .دالالت نفسية رمزية تشير إلى ما يعانيه من صراعات نفسية

فالجانح المحترف . كما أن مصير المتاع المسروق كاشف - د

يسرق أشياء ينتفع بها عادة إما أن يستهلكها أو يبيعها للحصول أما السارق المرضي .االستفادة المادية هي الهدف. على النقود

فهو قد يخزنها حتى . فإنه ال ينتفع عادة من سرقته بشكل مادييصيبها التلف، أو هو يحطمها، أو وهذا هو األكثر شيوعاً لدى هذه الفئة من األحداث يوزعها على الرفاق لشراء رضاهم

.واكتساب مكانة ذاتية بينهم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 28: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٨

. السرقة المرضيةوأخيراً فإن شخصية الضحية ذات داللة على -هـفبينما يسرق المحترف من أي ضحية يمكنه أن يستغلها وينال منها غنماً مادياً، ترى الجانح المرضي يتخير ضحاياه الذين يتخذون داللة نفسية من مثل األشخاص الذين يمثلون صورة

إنه بسرقته لهم . األب القاسي أو األم النابذة أو األخ المنافس هو يحاول تحصيل حقه الذي يعتقد أنه قد أواالنتقاميحاول

العالقة مع الضحية تكشف في هذه الحالة عن نوعية . حرم منه .الصراع النفسي الذي عانى منه ضمن األسرة

ومن األمور الكاشفة كذلك الموقف من السرقة خالل المقابلة مع -و

النفسي أو االختصاصيالحدث الجانح من قبل الشرطة أو فالجانح . أو المسؤولين عن متابعة القضية،االجتماعي

إنه ينكر . المحترف مراوغ متهرب دفاعي في المقام األولالتهمة أو يحاول إسقاط مسؤوليته الذاتية، حيث أن هدفه هو

أما الجانح المرضي فإنه سرعان . اإلفالت من التهمة وعواقبهاان ضحية وهنا يبدو بوضوح أنه ك. ما ينهار ويقر بما أقدم عليه

.نوازع وأزمات داخلية لم يتمكّن من السيطرة عليها

فإذا تعمقنا في دراسة عالمه النفسي الداخلي، سرعان ما يتبين لنـا مقدار القلق والصراعات النفسية التي يعاني منها، مما يتجلّى عموماً في

ى فـي النوم بما فيها من أحالم مزعجة وكوابيس، كما يتجلّ اضطرابات الــسيكوسوماتية االضــطراباتأو مــن المخــاوف النفــسية،العديــد

أو األفعـال ) الطعـام ووظـائف اإلخـراج أو اللزمـات اضطرابات(وتظهـر . واالنطـواء وكذلك في الميل إلى الكآبة والعزلـة . الوسواسية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 29: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٩

اإلسقاطية التي تعكس عالماً نفـسياً االختبارات جلية على االضطراباتهذه الفئة من الجـانحين . التي تجتاح عالمه من القلق والصراع والمآزم

فـي ، ال تطرح تحديات ذات شـأن سـلوكي هي عموماً ذات قياد سهل إنها الفئة التي تحتاج إلى تدخّل إرشادي نفسي لمـساعدتها . التعامل معها

والصراعات، وعندها يصبح أمر تأهيلهـا االضطرابعلى التخلّص من رامج الرعاية، سواء داخل المؤسسة ميسوراً؛ إذ هي تتجاوب عموماً مع ب

.أم في البيئة الطبيعية

:واالنحرافالحرمان العاطفي - ٢

يشكّل األحداث المحرومون عاطفياً شريحة قائمة بذاتها من الجانحين، لها مميزاتها من حيث نوعية السلوكيات الجانحة من ناحية،

مسؤولين وخصائص عالقتهم باآلخرين من ناحية ثانية، وتفاعلهم مع ال .في مؤسسات الرعاية من الناحية الثالثة

إلى المرجعية الراعية االفتقاديقصد بالحرمان العاطفي نفسياً

التي توفر الحب والطمأنينة القاعدية والقبول ) الوالدية أو البديلة عنها( النفسي عن األهل في مرحلة االستقاللوالحماية للطفل قبل سن بداية

والحرمان العاطفي ). ن الثامنة والثانية عشرة من العمرما بين س(الكمون درجات تتراوح ما بين الحرمان الكلي كما هو حال مجهولي األبوين، ض للحرمان من الحبوالحرمان الجزئي، كما هو حال األيتام، والتعر

.والقبول في األسرة، كما هو حال النبذ النوعي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 30: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٠

ن الطفل ألي عالقة أولية يقصد بالحرمان الكلي أو األساسي فقداويترك الحرمان . ثابتة حانية وراعية مع كال األبوين ومنذ بدء الحياة

الكلي آثاراً دائمة وقد تكون خطيرة على نمو الطفل جسمياً وعقلياً هناك قصور عام في النمو على الصعيدين العاطفي . واجتماعياوعاطفياً

وكية التي قد تظهر في السلاالضطراباتورغم . تحديداًواالجتماعيإال أن ) احتجاجيكذب، سرقة تعويضية، عدوان، سلوكات تمرد (الطفولة

مشكلة السلوك الجانح ال تطرح بشكل جدي إال في المراهقة حين يشتد وحيث أنهم ينشأون في جو المؤسسة المحمي فإن سوء تكيفهم . عودهم

يائسة من جاباتاستالسلوكي ال يظهر إال في مرحلة متأخرة على شكل الحياة والمستقبل والمصير تتخذ طابع التمرد على سلطة المؤسسة والصراع مع المربين وإدارة الظهر للتعلّم والتدريب المهني، وقد

هذه الفئة تعيش بركاناً داخلياً من النقمة على الدنيا . ينغمسون في اإلدمانأما . بهواالعتراف والناس والميل إلى تدمير هذا الوجود الفاقد للقيمة

عن االستقاللالمظهر اآلخر لوضعهم فهو التبعية واإلتكالية وصعوبة لماذا أنا : هناك هاجس يزلزل كيانهم. المؤسسة وتعثّر بناء مستقبل ذاتي

؟ إال أن اللوحة ليست اهكذا؟ لماذا تركني والداي؟ كيف يمكنني أن أجدهمء كيان ومستقبل إذا حظيت النسبة األعظم تتمكن من بنا. مة دائماًتقا

ض حرمانهم الكليبالرعاية الكافية والفاعلة التي تعو.

قد تكون حاالت الحرمان الجزئي أكثر تكراراً على صعيد الوقوع يقصد بالحرمان الجزئي أن يكون للحدث والدان . في الخطر الخلقي

معروفان، ولكنه فقد أحدهما أو كليهما بعد أن عاش معها فترة من .لزمنا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 31: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣١

مع وتتوقف آثار هذا الحرمان الجزئي على مدى إيجابية العالقة الوالدين السابقة على الحرمان، وعلى السن الذي حدث فيه الحرمان،

فإذا كانت هذه العوامل . وكذلك على الرعاية البديلة الالحقة للحرمان افاالنحرإيجابية فإن النمو السليم يكون متوفراً عموماً، وتبقى أخطار

أما إذا كانت عالقة الطفل بوالديه قبل الحرمان صراعية، نابذة . محدودةقبل سن (ال توفر الحب والقبول والحماية، وتم الحرمان في سن صغيرة

ولم تتوفر له رعاية بديلة جيدة لجهة الحب والقبول ) السابعة أو الثامنة النفسي ضطراباالوالتشجيع والحماية واإلعداد، فإنه يتعرض للكثير من

.والسلوكي والتكيفي عموماً

من أبرز األخطار التي يتعرض لها هو الوقوع ضحية المستغلين ففي بحثه عن مظاهر الحب . من الراشدين أو من األوالد األكبر سناً

الجنسي، أو هو يصبح أداة االستغاللوالحنان والحماية قد يقع ضحية انحة أو التسول إذا هو هرب من زعيم عصابة يوظفه في األعمال الج

نقطة ضعفه . البيت أو المؤسسة وتشرد ولم يجد متابعة كافية تحميه لكل من يغرر به لقاء واالستسالماألساسية تتمثّل في البحث عن الحنان

الماديةاالحتياجاتالحماية أو سد .

المحروم العاطفي الجزئي هو ضحية مختارة في معظم الحاالت ندر أن يصدر عنه . تعطشه إلى الحب والحنان ومظاهرهما الماديةنظراً ل

إنه قد يقدم على السرقة لسد حاجة أساسية، مما . سلوكيات جانحة عنيفة تدخل ضمن فئة جنح البؤس، خصوصاً خالل فترات تشرده، هيجعل جنح

.حيث يعيش في الشارع كالمغلوب على أمره

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 32: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٢

تعويضية، حيث المتاع يتخذ أما في المؤسسة فقد يقدم على سرقات االنقيادوهو في المؤسسة الرعائية سهل . داللة محبة الوالدين وكرمهما

عناصر استغاللعادة ال يطرح مشكلة تحد للسلطة، إال أنه قد يقع ضحية .جانحة تتسلّط عليه، ويحاول شراء رضاها

تتمثّل المشكلة األساس في حالته في استمرار طفليته وصعوبة

ذلك أن الحرمان العاطفي يؤدي إلى قصور في . االستقالله إلى وصولوحين يودع في مؤسسة . النضج النفسي والثقة بالنفس والكيان الذاتي

للرعاية يبدو كمن وجد الخالص، فيتجاوب ويتكيف لعالم المؤسسة إال أنه مع مرور الوقت قد يبدأ بتشكيل عبء على مسؤولي الرعاية وعلى إدارة

هذه الفئة بحاجة إلى برامج مكثّفة من اإلشباع العاطفي وتعزيز . المؤسسة الذات وصوالً إلى بأداةالثقة بالنفس والمفهوم اإليجابي للذات والتمرس

وحين تنطلق هذه الطاقات فإن سبل . إعادة إطالق طاقات النماء لديها .التكيف تصبح ممهدة

:واالنحرافالتدليل الزائد - ٣

ليل الزائد مشكالت جدية أمام التكيف للحياة تطرح مسألة التديتطلّب النمو السليم توازناً بين مقومات ثالث هي . واإلعداد للمستقبل

الطفل بحاجة إلى الحب والحنان والقبول . الحب، النمذجة وفرض الحدودغير المشروط لكيانه مما يوفّر له أسس الطمأنينة القاعدية التي تشكّل

مع ) أو النمذجة(وهو بحاجة إلى التماهي . نفسيةمرتكز الصحة المرجعيات والدية ذات قيمة إيجابية وتتمتع بالنضج وكثافة الحضور كي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 33: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٣

وال يستقيم النمو السليم إال مع تمثّل معنى . يبني ذاته على غرارهاالقانون الذي يضع حدوداً لنزواته وجموحه ويفتح أمامه أبواب التكيف

وانفالتنها، كما يحميه من القلق الذي يصاحب نزواته لعالم المدينة وقانو .عقالها من الضوابط

. في حالة التدليل الزائد تختل الموازنة بين هذه األركان الثالثة

هناك إفراط في إغداق الحب وإشباع الرغبات والنزوات، ولكن هناك كما تختل معادلة. غياب لتعلّم معنى الحدود والقيود ومفهوم القانون

المرجعية فبدالً من أن يكون الوالدان هما المرجع والمعيار تصبح رغبات الطفل هي المرجع الذي يخضع له الوالدان بحيث يتحوالن إلى مجرد

ويؤدي ذلك إلى عدة نتائج ذات تأثير سلبي على تكيف . أدوات إلشباعهال تتضخّم أناه ويقع في النرجسية بحيث يصبح مركزاً حو. الطفل الالحق

ذاته ورغباته ونزواته ويرى أن الدنيا ممثلة بالوالدين يجب أن تكون ومع تضخّم النرجسية هذه ال يعود هناك من مكان . حاضرة في خدمتها

للغيرية وأخذ وجودها باالعتبار وتكييف السلوك الذاتي لمتطلباتها في وأخطر من ذلك تدني نمو مفهوم . نوع من التوافق بين الذات واآلخر

. انون والحدود الذي يضع الضوابط للرغبات والنزوات ويوجه السلوكالقومع هذا التدني تختل العالقة مع المجتمع الذي يفرض قانونه على

والمهنية والعامة من االجتماعيةأعضائه في المدرسة أوالً وفي الحياة وبذلك ال يقيم الطفل المدلل اعتباراً لهذه الضوابط؛ إذ هو لم . بعدها

وهو ما يفتح . ثّلها أصالً ولم تصبح جزءاً مكوناً من بنية شخصيتهيتم بدءاً بالنظام المدرسي بقانون المدينةاالصطدامعاجالً أم آجالً مجال

. بالتكيف العاموإنتهاء

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 34: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٤

ومن األمور التي تزيد من خطورة التدليل الزائد عدم تمثّل معنى ل الصغير يجتهد في الطف. الجهد، وعدم اإلحساس بالحاجة إلى بذله

أما الطفل . والديه ومعلميه والمجتمع من بعدهمااستحسانالبداية كي ينال الذي عاش حالة التدليل الزائد فهو يتوقع من هؤالء أن يقوموا بالجهد

في لذة االنغماسويؤدي ذلك مباشرة إلى . إلرضائه أو إشباع نزواتهمع التقدم في السن وزيادة وهو مسار يتفاقم . وإشباع الشهواتاالستهالك . بحيث يصبح من العسير إشباعها بالوسائل المعتادةاالستهالكمتطلبات

وحيث أن الحدث من هؤالء لم يتعلّم معنى الحدود والقانون ومعنى الجهد الذي يتطلّب تأجيل إشباع الرغبات، فإنه يظل متركّزاً حول

وكل منع أو تعذّر أو تأجيل .الراهنية واإلشباع اآلني لرغباته المتصاعدةلهذا اإلشباع يبدو له حرماناً غير مفهوم وال مبرر له، أو هو يبدو بمثابة

. غبن لحق به هو الذي تعود أن تجاب طلباته حتى قبل أن يعبر عنهاوبذلك فهو ال يستطيع أن يتحمل إحباط المنع أو التأجيل حيث يتصاعد

بحث عن اإلشباع بدون ضوابط أو مما يدفع به إلى الالحاجاتإلحاح . روادع نظراً لقصور تمثّل مفهوم القانون الضابط للذات وسلوكها

يخوض معركة مع األهل ويبتزهم أو يهددهم للحصول على ما يريد مع قد يسرق من المنزل، أو هو . تراجع سيطرتهم عليه بعد أن يشتد عوده

دة معتبراً األسرة أو يقدم على سلوكات جانحة إلشباع شهواته المتصاعاآلخرين مقصرين بحقه، وأن له مبرراته كي يقدم على هذه السلوكات

وبالطبع فليس هناك من مكان لشعور بإثم أو ذنب أو خطأ أو . الجانحة .تقصير حين يكون العالم هو المقصر بحقه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 35: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٥

لعملية إصالحه اً فعليياًالجانح نتيجة للتدليل الزائد تحديشكّل الحدث في البدء هو ال يجد مبرراً أو مشروعية باألصل لهذا . هيلهوتأ

كما أنه يفتقر إلى الدافعية لبذل الجهد المطلوب في الدرس . اإلجراءات. في مختلف األنشطة وتحمل المسؤولية الذاتيةواالشتراك واالنضباط

ويرى في سلوك المسؤولين في المؤسسة الرعائية تجاهه نوعاً من ولذلك . جني بدالً من أن تكون دليالً على القانون وفرضهالتحامل أو الت

فهو يتهرب ما أمكنه ذلك، وهو يتهجم ويدخل في حاالت صراع، أو هو ويزيد من صعوبة . يحتمي بالمرض حين يعجز عن مجابهته السلطة

تكيفه وتأهيله تواطؤ األهل معه حيث يضعون اللوم على المدرسة في تواطؤ األهل يؤدي إلى . وسلطاتها بعد ذلكالبداية ثم على المؤسسة .إحباط كل جهود الرعاية

وال بد من إشارة إلى خطورة ظاهرة التدليل المفرط التي شاعت في

برز . بعض أوساط األسر العربية الخليجية التي رافقت الطفرة النفطيةكما . ومظاهره المادية على حساب الجهد المنتظملالستهالكطغيان

في هذه األوساط وظائف الرعاية الوالدية لألبناء وإيكال أمرهم تراجعت هذه الرعاية بإغداق اإلمكانات المالية وتلبية نزوات واستبدلت. إلى الخدم

هناك . أنواعه بما فيه سفرهم بمفردهماختالف على االستهالكاألبناء في ناء وهو ما يدفع األب. تدليل مادي مفرط مع قصور في اإلشباع العاطفي

والجري وراءهما مما واالستهالك في اإلثارة االنغماسإلى اإلفراط في وضع شريحة منهم في وضعية الخطر الخلقي، حيث يقدمون على سلوكات تنزلق إلى بعض أنواع التعدي على القانون الوقوع في

طابعاً خطيراً على سالمة األبناء االنحرافوقد يتخذ هذا . االنحرافويزيد . في آن معاً في سعيهم إلى التنافس في المباهاةوسالمة المجتمع

انحسارمن خطورة هذه الوضعية أوقات الفراغ الكبيرة المتوفرة لهم مع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 36: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٦

الوقت المخصص للجهد وبناء الذات في الدراسة واإلعداد المهني، الذي يبدو أحياناً وكأنه ال لزوم له لبناء حياة ومستقبل، طالما أن بحبوحة األهل

ومع أوقات الفراغ الكبيرة هذه وغياب رقابة األهل يأتي . فّل بذلكتتكوهؤالء الخدم ال يملكون السلطة . عامل قيام الخدم على شؤون األبناء

لمراقبة األبناء أصالً، أو هم ال يكترثون لسلوك األبناء الذي يعرضهم طؤ هذا إذا لم يتم التوا. هؤالء األبناء عنهمرضىلألخطار طالما ضمنوا

بينهم للتغطية على هذه السلوكات إما تحت التهديد أو من خالل الرشاوي وما قد يزيد من خطورة وضع . المادية التي يعطيها األبناء لهؤالء الخدم

األبناء هو إحساسهم بأنهم محصنون ضد المالحقة القانونية نظراً لنفوذ .أسرهم

إجراءات توعية هذه الحالة المستجدة على محدوديتها تحتاج إلى على صعيد األسر وصوالً إلى إقناع الوالدين بخطورة ما يمكن أن يتعرض له أبناؤهم نتيجة هذه الوضعية الفريدة من تراخي الرقابة

والمباهاة به، والبحث االستهالكوالرعاية واإلغداق المالي وسيادة قيم دي في الملذات في محاولة لملء فراغ وجوواالنغماسعن اإلثارة

.متزايد

:الجانحون المكررون - ٤

نحن هنا بصدد تلك الفئة التي تتكرر سلوكاتها الجانحة وتسير حيث يحدث تخصص في أحد مجاالت السلوك االحترافتدريجياً نحو

إلى االنحرافوهنا يتحول ... الجانح مثل السطو، السرقة، النشل، إلخحياة الجانح في اآلن أسلوب الحياة المعتاد ويصبح النشاط األساسي في

كما يتباعد الجانح من هؤالء عن . عينه التي تنحسر فيه األنشطة المتكيفة باالنتماء إليها واإلنغراس فيها مستبدالً إياها واالنتماء االجتماعيةالحياة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 37: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٧

وهو ما يعزز القيم الجانحة لديه ويزيد من . إلى العالم الجانح وعصاباتهال يصبح . المتكيفاالجتماعيحساب السلوك جاذبية السلوك الجانح على

الحدث الجانح المكرر محترفاً دفعة واحدة، بل هو يمر بمسار طويل من فذلك وحده هو الكفيل بأن . التحوالت التي يتعين سرد مراحلها بإيجاز

، االنحرافيفسر لنا خصائص هذه الشخصية الجانحة وتمسكها بعالم وهو بالتالي ما يبرر ضرورة . التأهيلومقاومتها لمحاوالت اإلصالح و

إذ حيث أن تاريخ . وضع برامج رعاية وتأهيل مؤسسي طويلة المدى طويل، فإن التأهيل يصبح بدوره عملية طويلة االحترافالتدرج نحو

االجتماعيةوجذرية بالضرورة وصوالً إلى إعادة إدماج الجانح في الحياة . المتكيفة

ؤالء الجانحين المحترفين بين األحداث ولحسن الحظ فإن أعداد هإال أن خطورتهم تكمن في . في المجتمع العربي الخليجي محدودة عموماً

أعداد ال يستهان بها من الجانحين البسيطين اجتذابقدرتهم الكبيرة على الذي يفتقدون الرعاية والحماية، وإغرائهم أو حتى تهديدهم بالسير على

، من خالل ضمهم إلى االحترافوصوالً إلى المتكرر االنحرافطريق العصابات الجانحة التي يتزعمونها، تماماً كما سبق أن حدث لهم في

ومن هنا فإن عالجهم وتأهيلهم على . مسارهم الطويل من سوء التكيفكلفته ال يقتصر على مجرد إصالحهم شخصياً بل هو يقوم بدور الوقاية

لجانحين بسيطي الخطورة على درب جمهور اانجراففائقة األهمية من .االجتماعي وتهديده لألمن االحتراف

يأتي جل هؤالء الجانحين المحترفين من أسر متصدعة تعيش في وما يمارسه من تساند االجتماعيأحياء هامشية تفتقر إلى التماسك

وفرض ضوابط على سلوك أفراد اجتماعيةوتعاضد من ناحية، ورقابة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 38: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٨

وهي ما يعرف بالبؤر المولّدة . من الناحية الثانيةالجماعة المحلية التي تضم خليطاً سكانياً تتجاور فيه العناصر الهامشية لالنحراف

تتصف . ومهنياً مع عمالة وافدة تعيش في ظروف مادية متدنيةاجتماعياهذه األحياء بالتكدس السكاني ألناس ال يعرفون بعضهم بعضاً وبالتالي

وتشجع العمالة الوافدة وتدني . د والضبط المتبادليفتقرون إلى التساننوعية حياتها وتراخي معاييرها السلوكية على تفشي السلوكات غير المتكيفة من بطالة وتذبذب في العمل، وعمالة غير محترفة، ومساعٍ

ويؤدي تفاقم الفقر أو . كيفما تيسر في محاولة لتدبير الحاللالرتزاقوهو ما يفتح الباب على . عايير القيمة اإلنسانيةالعوز عادة إلى تراخي م

وغش ومخدرات احتيالمصراعيه أمام مختلف الممارسات الجانحة من إلى الكرامة اإلنسانية التي تشكّل الضابط االفتقادودعارة في حالة من

وعندما تهون النفوس وتتدهور قيمة اإلنسان ال يعود . األساس للسلوك في أي سلوك جانح يمكن أن االنغماس أمام هناك من حدود أو روادع

تستقطب هذه األحياء الهامشية عادة العناصر األكثر . يوفر مغنماً لصاحبهوهي . االجتماعياالنتماءركاكة من حيث متانة التكوين الشخصي وقوة

في السلوكات الجانحة االنخراط في االستسهالبالتالي توفر إغراءات . ة، أو على هامش المشروعيةوأوجه الكسب غير المشروع

هنا يوظف الذكاء ليس لبناء القدرة المهنية، وإنما هو يوظف من

كل ". الذكاء التحايلي"أجل التحايل وتدبير الحال، مما أطلقنا عليه تسمية المهم هو . للقيم السلوكيةاعتبار باآلخرين وبدون التزاميتدبر أمره بدون

. يب الخداع والتحايلاإلفالت من العقاب بمختلف أسال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 39: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٣٩

الكافي االجتماعيوالواقع أن هذه األحياء تفتقر عادة إلى التأطر إنها األحياء األكثر غبناً . الذي يفرض ضوابطه ومعاييره على السلوك

لجهة غياب مختلف الخدمات المدنية، إضافة إلى الغياب المعتاد ألجهزة مخدرات، (إحدى الفضائح األمن والرقابة التي ال تتدخل إال حين تنفجر

.تهز الرأي العام) دعارة

. جل األسر التي تعيش في هذه األوساط تتصف بالتصدع الصريحويعتبر التصدع . ولو أن هناك العديد من األسر المتصدعة ال يقيم فيها

تتصف . األسري الصريح العامل األساس المولّد لجنوح األحداث المتكرر :ذه الفئة نموذجياً بالتالياألسرة المتصدعة من ه

صراعات زوجية مفتوحة مع تفشي العنف تجاه الزوجة -

قد يتطلّق الوالدان أو يبقيا معاً إنما يسود الشقاق . واألوالداألب . والعنف جو األسرة وتتدهور العالقات ضمن أفرادها

يتذبذب ما بين العمالة والبطالة وهو حين يعمل ويكسب ال ه على شهواته الخاصة من إدمان أو يندر أن يصرف دخل

ينفض . احتياجاتهاوتبقى العائلة بال مصادر دخل تغطي . سواهواألوالد ويتركهم ) أو الزوجات(األب يده من الزوجة

ومن . يتدبرون شؤونهم بشكل يعرض نموهم المعافي للخطر الطمأنينة في األسرة منعكساً على انعدامهنا يسود جو من

نفسية واضطرابات استقرارد قلقاً وعدم الزوجة واألوال الموارد وفقدان انعداموسلوكية، يفاقمها ترافق العنف مع

.الرعاية والحماية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 40: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٠

عدد األوالد كبير عادة في أمثال هذه األسر والوالدات تتوالى - اهتمامبدون أي تخطيط أو مراعاة للصحة اإلنجابية، وبدون

ويسود بين . الحيويةاجاتهماحتيبمصالح المواليد الجدد وتلبية األبناء قانون القوة حيث الكبير يسيطر على الصغير في سلسلة من التسلّط العنيف، يؤدي إلى سيادة قانون القوة العنيفة على

كما أن األبناء األكبر سناً يقعون عموماً في سوء . العالقاتالتكيف الدراسي والمهني، مما يشكّل نمذجة للصغار للسير

.ويصبح الجميع غريباً عن عالم الدراسة والعمل. خطاهمعلى

ويزيد من خطورة الوضعية أن الوالدين ال يكترثان عموماً -لدراسة األبناء، وليس لديهم نظام توقعات تعليمية يشكّل الدافع

ينشأ األبناء غرباء . لألبناء لإلقبال على التحصيل المدرسيفون بالمقابل لعالم الشارع عن عالم المدرسة ومتطلباتها، ويتكي

الذي يسوده قانون القوة بدوره وتتفشى فيه السلوكيات التحايلية وانعداميختزن الصغار الكثير من القلق . والجانحة ومعاييرها

وحين يشتد عودهم بما يكفي تظهر لديهم سلوكات . الطمأنينةوهنا يوصمون بالسوء . العنف والدخول في الصراع األسري

وبأنه لن يرجى منهم خير، كما يتعرضون للنبذ إضافة والفشل .إلى الحرمان العاطفي والمادي، وتتراكم النقمة في النفوس

يلتحقون بالدراسة وهم في أقل الظروف تهيؤاً لعالم المدرسة -

عالم الدراسة غريب عليهم على جميع . ومتطلباتها وأعبائهاظروف ال تشجيع من قبل األسرة، وال توفير : الصعد

وذلك . ألفة بجو المدرسةوإالالتمدرس الضرورية للنجاح،

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 41: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤١

وإنسانياً اجتماعياعلى عكس أبناء األسر المتماسكة والمتطورة والتي تهيئ ألبنائها كل سبل النجاح منذ حداثة السن وقبل

عالماً باعتبارهادخول المدرسة، بحيث يذهب الطفل إليها .مألوفاً قد أعد له جيداً

هذه األسرة المتصدعة غريباً وشبه متفرج في بنا الطفل يبقى -

يصل إلى أواسط المرحلة . الصف خالل سنواته األولىاالبتدائية حيث تبدأ متطلبات الدراسة في أن تصبح جدية وبحاجة إلى جهد فعلي، وهو شبه أمي لم يستوعب المبادئ

وهو ما يدخله. عوده بعض الشيءأشتدويكون قد . األساسيةفي صراع مع المعلمين والنظام المدرسي حيث يوصم بالكسل والفشل والخيبة، ويستجيب لذلك بسلوكات التمرد والعنف

في االندماجوبدالً من . والكذب والتحايل والسرقات البسيطةعالم الدراسة نجده يزداد تباعداً عنها بتأثير الغربة من ناحية

. من الناحية الثانيةوالوصمة التي تصب عليه من المعلمين النظام المدرسي والمعلمين : االضطهاديةوتبرز لديه المشاعر

وهنا تبرز معاناته التاريخية في جو األسرة وما . كالهما ظالم اشتدادوبمقدار . تعرض له من نبذ وعنف وإهمال وتسيب

عوده يمر إلى السلوكات العدوانية، ويتكرر هروبه ورسوبه وليس لديه من . بالتالي التلميذ العبءمن المدرسة ويصبح

سبيل لمجابهة هذا المأزق إال في تجسيد هذه السمعة السيئة وما بين . وإرهاق المعلمين وزيادة حنقهم عليه ونبذهم له

الهروب من المدرسة والتباعد عن عالم الدراسة والصراع المفتوح مع المعلمين والنظام يجد ذاته خارج نطاق العالم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 42: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٢

ويلجأ إلى الشغب والعدوان وكأن . المعافىف والنمو المتكيولقد سبق له ". بيفانشغلواإذا لم تحبوني : "لسان حاله يقول

إلى اآللية ذاتها في األسرة حيث يتحول إلى مصدر االلتجاءإلقالق الوالدين نظراً إلى ما تردهم من شكاوى بصدد

.سلوكاته

سن مبكرة في تعلّم وإذا تسرب من الدراسة وتم إلحاقه في -حرفة أو مهنة فإنه سيكرر سيرته في المدرسة مقتفياً بذلك أثر أخوته األكبر سناً ممن لم يتكيفوا بدورهم للدراسة وال للعمل

قد يتنقّل بين عدة أرباب عمل بدون ظروف مواتية . المهنيوهو ما يدخله في صراع جديد مع هؤالء ورفض . للتكيف

جدوى بذل بانعداممالئمة، والشعور لظروف العمل غير الالجهد للتعلّم المهني لقناعته بأن الفشل مكتوب عليه، وأنه لن

: وله في ذلك بوالده وأخوته الدليل. يصل إلى شيء ذي قيمة .إنه لن يكون أفضل حاالً منهم

وهكذا يبتعد أو هو يبعد عن دوائر العالم المتكيف أسرياً -

بشكل متزايد إلى عالم الشارع ومدرسياً ومهنياً، وينجذب وهناك تبدأ عشرة رفاق السوء . بمغرياته ومعاييره الجانحة

قد ينضم إلى شلة الغرباء عن . االنحرافممن سبقوه إلى المتكيف من أمثاله وينخرطون في مغامرات االجتماعيالعالم

بعضها لهو وبحث عن إثارة ومتع تعوض جفاء عالمهم، وحين تتكرر هذه السلوكات الجانحة . ةوبعضها سلوكات جانح

من استقطابهذات الخطورة البسيطة في البداية، ال يندر أن يتم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 43: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٣

هنا يجد ذاته حيث يتم . قبل عصابة من الجانحين المحترفين في البحث عن واالنخراطقبوله ضمنها وتوفير الحماية له

ويتدرج عادة ضمن هذه . الملذات والمتع بوسائل جانحةبة في التمكّن من البراعة بالسلوكات الجانحة وجني العصا

منه ممن يسيطرون احترافاثمارها، متدرباً على يدي األكثر إنهم يقدمون له المغريات ويزينون . على العصابة ويتزعمونها

له اإلقدام على السلوكات الجانحة ويمكّنونه من تنفيذها، في كن اإلفالت منها اآلن عينه الذي يمارسون عليه ضغوطاً ال يم

تحت طائلة العقوبات التي ال ترحم، إن هو حاول ترك هذه ، ومعه االحترافوهكذا يكون قد سار على درب . العصابة

يبدأ بالشعور بقدرته وقوته مع تزايد براعته، مما يشده أكثر فأكثر إلى هذا النمط الجانح من الحياة الذي يوفّر له إحساساً

فقدان القيمة والمكانة التي حرم منها في بالقيمة الذاتية تعوضوبالتالي قد يصبح أسير نجاحاته الجانحة حيث . العالم المتكيف

ال بديل عنها وال مكانة له في عالم المتكيفين وهو ما يجعل من محاوالت إصالحه وتأهيله تشكّل تحدياً فعلياً للمسؤولين

.في المؤسسة الرعائية إذا تم إيداعه فيها ن يودع في المؤسسة نجد سلوكه وردود فعله وعالقاته وحي -

خالل المقابلة يالحظ أن لغته ونبرات صوته تخرج . مميزةفهو يبدو كمن عركته الحياة في . عن المألوف بالنسبة لسنه

قد يستعرض أفعاله بنوع من . كالمه وإيماءاته ولغته الجسديةوال يندر . وفها قد خبر الحياة وظرباعتباره والتباهي االستعالء

أن يكثر من ذكر الحكم واألمثال أثناء حديثه مما يضلل محدثه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 44: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٤

إال أن حديثه . من األخطاءواالتعاظمن خالل تمثيل الفضيلة المهم أنه . يبدو كمن يتحدث عن كائن آخر ال يمت إليه بصلة

يحاول جاهداً أن يظهر قوته وإيهام المستمع بها مخفياً عالئم إذ أن أخطر ما يمكن أن يعيشه هو أن يبدو . الضعف والعجز

ضعيفاً في عالم يقوم على قانون القوة، إال في الحاالت التي الستدراريتوسل فيها الضعف المسرحي بمثابة إستراتيجيته

ومن األمور الملفتة تجنّبه . اإلشفاق الذي يجنبه المساءلة، بل فهو ال يريد أن يتورط. الحديث عن عالمه الذاتي الحميم

الجانح من هؤالء، إن كان . يريد أن يبقى اآلخر خارج عالمه واستكشافيتمتع بشيء من الذكاء، يحاول سبر أغوار محدثه

نقاط قوته وضعفه، ومواضيع تأثره كي يستغلها لمصلحته، بما وإن لم يكن على مستوى من الذكاء . يخدم إفالته من المساءلة

.لعناد والرفضفإنه يلجأ إلى المراوغة والصمت وا

ومن األمور الالفتة تجنّبه في بداية التفاعل معه الحديث عن - باالنغالقإنه في هذه المرحلة يتذرع . أسرته وعالقاته بها

وإظهار القوة وإخفاء التعبير عن المشاعر العميقة وعن وكذلك تأتي . الوجدانات التي يخشى أن تورطه أمام مجتمعه

سقاطية جد هزيلة أو محايدة على اإلاالختباراتإجاباته على وهو يقف موقف الحذر خوفاً من . االنفعاليةصعيد النبرة .التجسس عليه

ومن الجوانب ذات الداللة في بحث حالة هؤالء الجانحين دراسة

يبدو أنهم أقرب إلى المتخلفين على صعيد الدراسة . إمكاناتهم العقلية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 45: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٥

واالحتيالهاء في سلوكات التضليل والتعلّم، إال أنهم يظهرون الحيلة والدوبالطبع يتغير ذلك بعد تقدمه . التي تساعدهم على اإلفالت من المحاسبة

على طريق التأهيل حيث يعاد توظيف طاقاته الذهنية في أنشطة الدراسة .والتدريب المهني

من األمور البارزة لدى هؤالء موقفهم من المؤسسة الرعائية ومن

إنهم في البداية يرفضون التورط في عالقة عاطفية .المسؤولين عنهمإذ أنهم . ألنها ستلزمهم بالتغيير تجاه اآلخرين، وهو ما ال يريدونه

وحين يتقدمون على درب التأهيل . يخططون للتخرج منها بدون تغييريمرون بمرحلة من التذبذب ما بين اإلقدام واإلحجام قبل الوصول إلى

أما في البداية فإنهم يميلون إلى التحدي أو التجنّب .إقامة عالقات إيجابيةأو هم . بمثابة تكتيك مؤقت يتيح لهم صرف األنظار عنهماالستكانةأو

يفتعلون الفتن بين المسؤولين عنهم فيتحالفون مع هذا ضد ذاك، ويؤلبون . هذا على ذاك في تكتيكات متنوعة من التالعب بالعاملين

لظاهرية التي تتصف بالتصلب وعدم على أن هذه السلوكات ا

التأثر، ال تلغي معاناتهم الداخلية الدفينة التي تتجلّى بعد حين، حين يسقط تستعاد عندها قضية المأساة األسرية التي ولدت له . القناع أو يتراخى

قمعها وتجنبها باالنحرافآالماً نفسية شديدة حاول في بداية عهده .جروح الدفينة والقلق الذي عاناه في طفولتهوالهروب منها تخلصاً من ال

عالقاته برفاقه مميزة كذلك فهي تتذبذب ما بين التعلّق الدمجي حيث يذوب الواحد منهم في اآلخر، وبين التنكّر والخيانة والتخلّي عن

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 46: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٦

. الصداقة بثمن بخس حين يتطلّب األمر تجنّباً لمساءلة أو طلباً لمغنمر ثابت وال هو أكيد، بل يتخذ األمر طابع غيااللتزاموعموماً فإن

.التحالفات التي تعقد وتنفك بالسهولة ذاتها

ومن الخصائص الفريدة لهؤالء الجانحين المحترفين نوعية اآلليات النفسية التي يلجأ إليها الجانح، للتعامل مع وضعية اإلدانة الخلقية الالحقة

متع بثمار جنحه ويتجنّب إنه بحاجة كي يست. به جراء سلوكاته الجانحةالشعور بالذنب والخطأ وما يصاحبهما من قلق إلى حماية نفسه كي يطلق

وتترسخ لديه هذه اآلليات الدفاعية بمقدار . العنان لرغباته وسلوكاتهوتقسم هذه . وترسخه في عالمه بمثابة أسلوب حياةاالنحرافتدرجه في

الحساب الداخلي، البحث عن إستراتيجية تجنّب: اآلليات إلى ثالث فئات . ومقاومة التغيير وعوامله،االنحرافسند

وتتلّخص في عدة وسائل تهدف :إستراتيجية تجنّب الحساب الداخلي -

لقد فعلوا ذلك قبلي فأنا لم أكن : "إلى نفي المسؤولية الذاتية مثل؛ لقد تسببت )تقسيم المسؤولية( كلنا في العملية اشتركناالبادئ؛ لقد

لقد وقعت ضحية للفعلة ذاتها سابقاً؛ كان علي ،حية بذلك لنفسهاالض لم أستفد شيئاً مما أقدمت ،أن أقدم على ذلك وإال فقدت ماء وجهي

إنهم ،االعتبار إن الضحية ال تستحق ،عليه؛ لقد عدت وتصالحت معهوهكذا فهو ينفي مسؤوليته الشخصية إما . جميعاً ضدي؛ ال أحد يحبني

مها على اآلخرين وتوزيع الذنب، أو بتصوير نفسه بواسطة تعميضحية سابقة، أو بالسير على خطى اآلخرين الذين أغروه أو زينوا له

، استفزتهاألمر، أو بوضع المسؤولية على ضحية تحرشت به أو

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 47: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٧

وقد يسير وراء الضرورة . على كل حالاالعتبارحق توهي ال تسرة الظالمة والمدرسة الظالمة فيصور نفسه ضحية الدنيا الظالمة واألس

ورب العمل الظالم، حيث لم يجد مفراً له للخالص وإشباع حاجاته إال في كل هذه الحاالت تطمس المسؤولية . من خالل السلوك الجانح

وحين تفشل كل هذه الوسائل فإنه يلجأ إلى وضع المسؤولية . الذاتيةحين تثور (مرض و الأعلى القدر الذي لم يرحم أو غواية الشيطان،

أعصابي ال أعود أدرك ما افعل؛ أريد أن تفحصوا دماغي ألنني أو إن ذلك أقوى مني وال ،أصبت بصدمة على الرأس في صغري

هناك أيضاً التمسك ). أملك إزاءه شيئاً كما ال أدري كيف يحدث ليلقد أخطأت وأنا اآلن أدفع الثمن، وبالتالي فليس . بقانون التسعيرة

.يحاسبنيألحد أن

وتزيين لالنحراف يتخذ البحث عن سند :لالنحرافالبحث عن سند -

، رفاق جانحيناكتشاف: هذا األسلوب من الحياة أشكاالً عدة أهمها إلى الوضعيات التي تعزز االنجذاب ،التعاطف مع العصابات الجانحة

وهم السالمة ، وتشيع قيمه، الثورة لحساب اآلخريناالنحراف المالحقة والعقاب، التسلّح بمهارات السلوك الجانح واإلفالت من

إنه يقع في وهم اإلفالت السحري من . بقوتها وفاعليتهاواالقتناعالمالحقة نظراً لمهاراته وسعة حيلته؛ فاآلخرون الضعفاء من وحدهم

وحيث أن الجانح يعيش أسير اللحظة الراهنة . من يلقى القبض عليهما يفكر في العواقب التي ال تدخل في حسبانه، وغواياتها فإنه نادراً م

مما يجعله يستسلم إلغراءات اللحظة الراهنة والفرصة السانحة لإلقدام . بثمارها واإلحساس بقدرته ومهارتهواالستمتاععلى فعلته

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 48: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٨

ال يتقبل الجانح وضعه الجديد في المؤسسة :مقاومة التغيير وعوامله - في البداية يرضخ للواقع؛ إنما يحاول إنه. الرعائية تلقائياً وبسهولة

ويفعل ذلك بعدة وسائل . جاهداً تجنّب كل عوامل التغيير ومقاومتهايتالفى . االنحرافمنها تجنّب الناس الذين يشكّلون خطراً على

مخالطة األحداث الميالين إلى التكيف ويشن عليهم حرباً مع أمثاله من لراشدين الذين يحاولون إقامة كما يتجنّب التواصل مع ا. المنحرفين

إنه يتجنّب كل ما . بهم وبالتكيفالتزامهعالقة وثيقة معه تؤدي إلى العالم ظالم، ( التي يلجأ إليها عادة االضطهادييعطّل وسيلة اإلسقاط

واآلخرون ظالمون، وأنا إذاً في حل من التمشي معهم والتكيف لما الحب والتعاطف والروابط إنه يخنق في ذاته كل حاجة إلى). يريدون

.الحميمة التي قد تورطه في عالقات تؤدي إلى تغييره وتغيير سلوكه

وقد يرفض الجانح للسبب ذاته الدراسة وبرامج التدريب

من الحجج كي يبتعد عن والمشاركة في األنشطة المختلفة متعلالً بالعديديستطيع اإلفالت وإذا مورست عليه ضغوط ال . وبالتالي التغييراالندماج

يقر . منها، فإنه يلجأ إلى آلية التكيف التكتيكي، أو الهروب في الفضيلةبمسؤوليته ويعلن التوبة ويعد باإلقالع عن حياته الماضية إنما بشكل

ويذهب في ذلك . زائف يهدف إلى تضليل العامل معه وإيهامه بأنه تغيري تحض على الفضيلة، لغة الوعظ والحكم واألمثال التاستخدامإلى حد أمره، وبالتالي تخفيف المتابعة بإصالح إيهام المسؤولين ابتغاءكل ذلك ويضاف إلى التوبة الزائفة التأقلم مع نظام المؤسسة حيث . والمراقبة

يتمشى مع رغبات المسؤولين على صعد السلوك والتعليم والتدريب توخياً .ه إليه وممارسة الضغوط علياالنتباهلعدم لفت

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 49: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٤٩

وهكذا فإن التعامل مع هذه الفئة من الجانحين يتطلّب درجات عالية من الفطنة واليقظة والبصيرة للتمييز بين التكيف التكتيكي الذي يتخذ طابع التحسن المفاجئ، وبين عملية التغيير الفعلية التي تمر بمراحل

لتجاوب واواالنفتاح، واالنزواء واالندماج، واالنتكاسعديدة من التحسن إذ ال نمو وتأهيل . والتمرد والمعارضة قبل أن يترسخ التقدم تدريجياً

فعليين بدون مرور بسلسلة من األزمات، تماماً كما هو شأن كل عملية .نمو

وبالطبع فإن هذه اللوحة التي قدمناها بعجالة هنا تتخذ أشكاالً

ين أيضاً من كما أن درجات شدتها وتعميمها تتبا. متنوعة من جانح آلخروبالتالي . لدى الحدثاالنحرافحالة إلى أخرى، تبعاً لمدى ترسخ

فالتعميم غير جائز، حيث تقتضي القاعدة أخذ ديناميات كل حالة بشكل .متفرد، وتخطيط برنامج الرعاية وتدخالته تبعاً لخصوصياتها

* * *

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 50: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٠

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 51: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥١

خصائص جنوح األحداث خليجيًا وعوامله

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 52: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٢

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 53: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٣

لفصل الثانيا ئص جنوح األحداث خليجياً وعواملهخصا

بعد تقديم اإلطار النظري، تتناول الدراسة في هذا القسم الخصائص العامة لجنوح األحداث وعوامله كما تعرضها التقارير

. القطرية لدول المجلس

توفر هذه التقارير الواردة من جميع هذه الدول، بما فيها كانية رسم صورة عامة لواقع جنوح األحداث، الجمهورية اليمنية، إم

تقدم هذه التقارير معطيات . بدون أن تدعي عرض تشخيصي دقيقوهو ما سيتم . األحداث األساسيةانحرافإحصائية، كما تعرض عوامل

.تناوله بالتحليل والتعقيب خالل رسم هذه الصورة

: خصائص األحداث الجانحين من خالل اإلحصائيات-أوالً

األحداث وفئات السن انحرافقدم اإلحصائيات جداوالً لحجم توهي تتفاوت ما بين . ونوع األفعال الجانحة خالل السنوات األخيرة

إحصائيات الشرطة وهي األكثر شموالً مبدئياً، وبين إحصائيات مؤسسات حيث أنه ليس كل ما يرد إلى . وهي بالطبع األقل حجماً–الرعاية

اء األحداث والهيئات المعنية بالرعاية واإلصالح الشرطة يصل إلى قضعادة ما تسوى نسبة ال يستهان بها من الشكاوى على مستوى . والتأهيل

.الشرطة، بحيث ال تندرج في بقية اإلحصائيات

أما من حيث نوع الجنح فتتالقى التقارير على أن العدد األكبر في مختلف دول % ٥٠ على األموال بنسبة تزيد عن االعتداءمنها يخص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 54: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٤

أشكالها مع نسبة ضئيلة من جنح التحايل اختالفالسرقات على (المجلس هناك غياب شبه . وهذا أمر طبيعي في جنوح األحداث). المالي والتزوير

كامل لحاالت السطو المسلّح التي تشكّل خطورة عالية عادة، وهو من . األحداثانحرافاألمور ذات الداللة اإليجابية بالطبع في خصائص

على األشخاص، االعتداء على األموال يأتي االعتداءوبالتوازي مع كذلك فإن . ويحتل التعدي بالضرب أو تبادله النسبة الكبرى من الحاالت

هذه الحاالت تشكّل خطورة محدودة من الناحية العيادية والقانونية على قد ال تدل في مشاجراتاالنخراطفالتعدي بالضرب قد ينتج عن . السواء

إذ قد تكون وليدة وضعيات طارئة ال تدل . على سوء التكيفةبالضروروقد تعود هذه الحاالت إلى تقاليد ثقافية . االنحرافعلى توجه فعلي نحو

كما قد تعود إلى . تتعلّق بضرورة توكيد قوة الذكورة لدى هؤالء األحداثا إلى الدخول في بعض ظواهر الفراغ وتدني تأطير الناشئة مما يؤدي به

. متبادل في أماكن تجمعهااستفزازوضعيات

وقد تعكس هذه الظاهرة حالة من التوتر النفسي العام لدى الناشئة وعلى كل . التي تنتهي بالضرباالستفزازاتتجعلها تنزلق بسرعة إلى

حال ال بد من دراسة تحليلية لحاالت الضرب لتبين عواملها وظروفها والواقع أن سلوكات . يسمح بتحديد مدى خطورتهاودالالتها مما

مما يرد اجتماعياالمضاربة أو التعدي بالضرب هي عموماً أكبر بكثير في اإلحصائيات الرسمية سواء بين طالب المدارس، أو في الحيز

بالضرب من قبل األحداث ذاتهم االعتداءإال أن تكرار . العاماالجتماعيطورة عيادية دالة على سوء التكيف الناجم على آخرين يشكّل بالطبع خ

/ اقتصادية/ عن عوامل عديدة، قد تكون وليدة إحباطات متراكمة نفسيةوجودية، أو عن تشكيل الشخصية من خالل النمذجة التي تعلي من شأن

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 55: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٥

القوة الجسدية وفرض قانونها، وقد تنتج عن حالة عصبية مرضية كما فرط النشاط وصعوبات التركيز هو شأن األحداث الذين يعانون من

ويتخذ الضرب في مختلف الحاالت داللة فشل الحوار اللفظي . والتعلّموتدهور تسوية الخالف باإلقناع، فيتم عندها اللجوء إلى الحسم من خالل

. فرض القوة الجسدية واإلخضاع

على األموال االعتداءخالصة القول توصي الدراسة على صعيد االعتداء بضرورة توفير إحصائيات تحليلية تبين شدة كما على األشخاص

لدى األحداث الذين يقدمون عليه أزمانهالجسدي، ومدى تكراره، ومدى على األموال أو االعتداءهل . لتقدير مدى خطورته عيادياً وقانونياً

األشخاص خطير من حيث شدته، وهل هو متكرر، وهل له تاريخ طويل بذلك وحده يمكن الحكم على خطورة ؟ خاصةأم أنه مسألة رهن بظروف

هذه السلوكات قانونياً وعيادياً وبالتالي تتضح نوعية اإلجراءات الرعائية .واإلصالحية التي يتعين القيام بها

على األموال واألشخاص تأتي فئة ثالثة من األفعال االعتداءبعد

ت هتك عرض، لواط، فاعل، أو منفعل، محاوال: الجانحة تتعلّق باألخالقهنا أيضاً تكون اإلحصائيات . على الحشمة، التحرش، التلصلصاعتداء

إذ يتم التستر . الرسمية أقل حجماً بشكل بارز من حجم الظاهرة الفعلي االجتماعيةعليها وعدم الشكوى منها من قبل الضحايا تجنّباً للفضيحة

. على الضحيةالتي قد تكون أشد وطأة من األذى الجسدي والنفسي الواقعإال أن بروز هذه الفئة من اإلحصائيات يشير عموماً إلى حالة خاصة تتمثّل في الصراع ما بين القيم والمعايير المحافظة جداً والمميزة للثقافة

اإلعالمي وإغراءاته اإلباحية التي أصبح من االنفتاحالخليجية، وبين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 56: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٦

م بإثاراته جيل الناشئة يشحن اإلعال. المتعذر ضبطها وحماية الناشئة منهاويصعد من توترهم النفسي الجنسي في بيئة جد محافظة، مما قد يؤدي

. إلى فقدان السيطرة على النزوات واإلقدام على السلوكات األخالقية هذه التأطير الفعال للناشئة في أنشطة وانحسارويلعب تزايد أوقات الفراغ

به في فقدان القدرة على السيطرة تمأل حياتهم بشكل منمٍ دوراً ال يستهان .الجنسي/على النزوات في هذا السن الحرج على صعيد النمو الجسدي

هنا أيضاً ال بد من توصية بإجراء دراسة تحليلية لحاالت

فذلك وحده . وأزمانها األخالقية على مستوى شدتها وتكرارها االنحرافورة بين األحداث هذه الخطانتشاركفيل بتحديد مدى خطورتها، ومقدار

ذلك أن هذه األفعال الجانحة قد تكون . الذين يدخلون ضمن اإلحصائياتعابرة تحدث في ظروف إستثنائية ليس من المحتمل تكرارها من قبل

ويستوى األمر ذاته في . أحداث متكيفين حياتياً في البيت والمدرسة هذه أرتكب على األموال واألشخاص هل الحدث الذي االعتداءحاالت

الفعلة أو تلك متكيف حياتياً بشكل عام أم ال؟

تشكّل المخالفات المرورية رقماً هاماً في بعض اإلحصائيات من ورغم . أو التفحيط، أو حوادث المرورسياقهمثل القيادة بدون رخصة

الخطورة القانونية لبعض هذه المخالفات التي قد تؤدي إلى إصابات أن تكون جنح ومخالفات مرافقة للبحبوحة جسدية، إال أنها أقرب إلى

. ، وإغراءات قيادة المركبات في سن مبكراالستهالكوتوفر وسائل وبالتالي فقد ال تشكّل خطورة عيادية سلوكية تكيفية ولو أنها تشكّل تهديداً

تدخل غالبيته حاالتها ضمن سلوكات التدليل الزائد الذي . للسالمة العامةهل وتراخيهم في المقام األول والذي قد يتخذ أحياناً تقع مسؤوليته على األ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 57: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٧

هذه المخالفات على شيوعها تختلف نوعياً على صعيد . طابع التواطؤ .الخطورة التكيفية عن المغامرات الجنسية واإلدمان

ترد الجنسياالعتداء بغية االختطافإال أن هناك بعض حاالت هذه الحاالت . نة بغيرهاة رقمياً مقارفي اإلحصائيات وهي جد محدود

تؤشر على درجة عالية من الخطورة إذ تتضمن تدخّل النية الجانحة، تؤشر حاالت . إلثارة فقد الحدث سيطرته عليهااالستجابةوليس مجرد

هذه التي تتضمن عادة مرحلة من التخطيط ذي الداللة الجانحة االختطافذلك أن . لتهاون بشأنهاعلى تراخي الضبط والرقابة االجتماعية ال يجوز ا

الجماعية االنفعاليةمثل هذا التهاون يمكن أن يؤدي إلى نوع من العدوى .التي تدفع إلى تكرار هذه األفعال

ويضاف إلى هذه الفئات إحصائيات محدودة عن ضبط الحدث في

وتكتسب . حالة سكر أو شبه سكر، أو تعاطي مخدرات أو ترويجها نظراً لخطورة واالجتماعي المستوى العيادي المخدرات داللة مقلقة على

باصطياداإلدمان وسهولة الوقوع فيه، وقيام عصابات ترويج المخدرات يصعب اجتماعية/ سلوكية/ نفسيةاضطراباتالناشئة وتوريطهم في

ويدل تعاطي المخدر أو ترويجه . عليهم مقاومتها، كما يصعب عالجهاوجودية فعلية عند هذه الفئة من / يةعلى أزمات نفس) وهو األخطر تكيفاً(

الناشئة، يفاقمها عادة قصور الرعاية التي يعانون منها في األسرة .والمدرسة والمجتمع

أنواعها محدودة اختالفعلى كل حال تبقى اإلحصائيات على

الحجم بشكل واضح مقارنة بالتحوالت التي طرأت على المجتمع العربي يشير إلى مستوى استعراضها األولي عند االنطباعكما أن . الخليجي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 58: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٨

إال أن السؤال يبقى حول مدى تمثيل هذه . بسيط من الخطورة الجانحةوهو ما يتطلّب تطوير . الفعلي لدى الناشئةاالنحرافاإلحصائيات لواقع

.هذه اإلحصائيات فنياً بحيث تعكس الواقع بمزيد من الدقة والداللة

: ة جنوح األحداث ذكورية أساساًأما من حيث الجنس، فإن ظاهروهذا مفهوم في مجتمع محافظ مثل . إحصائيات اإلناث جد محدودة

المجتمع العربي الخليجي الذي يحرص أيما حرص على حماية بناته والرقابة عليهن، على الصعيد السلوكي، بينما يبدي بعض التساهل أو

عروف في علم ومن ناحية ثانية فمن الم. تراخي الرقابة على الذكور، االنفعاليةالنفس أن اإلناث أميل إلى حّل صراعاتهن من خالل القنوات

ومن هنا فإن . بينما يميل الذكور إلى حلها من خالل القنوات السلوكيةجنوح اإلناث يحمل عادة داللة عيادية خطيرة على صعيد التكيف النفسي

.االجتماعي

هناك . يد فئات السنتكتسب اإلحصائيات داللة واضحة على صعتوافق بين مختلف تقارير دول المجلس؛ حيث ال تتضمن اإلحصائيات إال

كما (وهذا مفهوم . سنة١٢أرقاماً تكاد تكون نادرة لألحداث قبل سن ألن الحدث من هذه الفئة العمرية يكون عادة في كنف ) سيتبين الحقاً

ه بعد إلى حد وهو لم يشتد عود. األسرة وفي حماية اإلطار المدرسيوال يعني ذلك أن هذه الشريحة ال تقدم . بالقانوناالصطدامالوصول إلى

إنما تعتبر هذه عادة من نوع المشكالت التي . على سلوكات غير متكيفة. تعالج أسرياً ومدرسياً، مما هو معروف في اإلرشاد النفسي المدرسي

صعوداً حتى سنة ويتدرج١٢يبدأ منحنى السن بين الجانحين في سن – ١٤وتشكّل شريحة . سنة١٨ – ١٧يصل أقصى مداه تكراراً في سن

وهو أمر طبيعي ومفهوم إذ أن سوء . سنة فئة ذات تكرار عال١٦ٍ، ويبرز متصاعداً مع االختمار سنة يكون في طور ١٢التكيف قبل سن

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 59: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٥٩

دأ ، كما يباالستقالل عود الحدث وتنامي قوته الجسدية وقدرته على اشتدادكما أن درجة . إفالته من التأطير المؤسسي في المدرسة والمجتمع

تتراجع مع التقدم في السن وصوالً إلى المراهقة االجتماعيالتسامح سنة ١٢بصدد السلوكات الجانحة، خالفاً لما يحدث للشريحة العمرية قبل

. سلوكية، وليس جنحاًاضطراباتوالتي تعتبر أفعالها

االنحراف المنحنى العمري بهذا الشكل أن وال يعنى تصاعدبل هو قد يعني أن ما كان في طور . مفاجئ وخاص بفئات السن هذه

ازدياد سنة، قد بدأ يتجلى مع ١٢ ولم يتم تداركه وعالجه قبل االختمار ونمو قدرته على الخروج واستقاللهقدرة الحدث الجسدية على الفعل،

يحدث عادة لدى الشريحة التي تتوجه ذلك ما. االجتماعيةعلى المعايير إال أن السلوكات . ، كما تم بيانه في اإلطار النظرياالنحرافنحو

الجانحة مع بداية البلوغ والمراهقة قد تكون أحداثاً معزولة في حياة هؤالء المراهقين وما تتصف به مرحلتهم العمرية من تحوالت في النمو

االستكشافلمآزم، وتدفع إلى حب على جميع الصعد تولّد الكثير من ا االنحرافات في وضعيات قد تدفع إلى واالنخراطوالمغامرة والمخاطرة،

العابرة والتي تظل محدودة الخطورة طالما ظل هؤالء المراهقون متكيفين .دراسياً

ومن المؤشرات الملفتة وذات الداللة أن غالبية األحداث الجانحين

اسية اإلعدادية والثانوية، وأن نسبة العاطلين منتظمون في المرحلة الدرمن البديهي أن . ضئيلة عموماً) أي المتسربين دراسياً(عن العمل بينهم

ما فوق (هناك تطابقاً بين شريحة السن األكثر تكراراً في اإلحصائيات . وبين مرحلة الدراسة اإلعدادية والثانوية) سنة١٨-١٧ سنة حتى ١٢

ء منتظمة فإن سلوكاتهم الجانحة سوف تكون فإذا كانت دراسة هؤالبالطبع محدودة الخطورة بوجه عام على الصعيد العيادي، أي على صعيد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 60: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٠

وقد تكون من نوع الجنح العارضة أو بالصدفة، . العاماالجتماعيالتكيف فإذا كان األمر هو كذلك فعالً قد نكون . مما تم بيانه في اإلطار النظري

في المجتمع اجتماعياأحداث محدودة الخطورة انحرافبصدد ظاهرة وقد نجد مؤشراً على تدني هذه . االرتياحالعربي الخليجي، مما يدعو إلى

الخطورة في محدودية أعداد الحاالت في إحصائيات مؤسسات الرعاية كما نجد مؤشراً آخر ذا داللة في . واإلصالح مقارنة بإحصائيات الشرطة

المالحظة، مما يعني أن الحاالت يمكن أن قصر مدة اإلقامة في دور .وهو ما يؤثر على محدودية خطورتها عيادياً. تتابع في البيئة الطبيعية

لم تتوفر بيانات عن أسر األحداث الجانحين إال في بعض التقارير

ورد في أحدها أن النسبة الكبرى من األسر يعيش فيها الوالدان . القطريةوكون الوالدان . م، ثم يليها غياب الوالد بالوفاةمعاً، تليها حاالت طالقه

يعيشان معاً يشكّل من حيث المبدأ مؤشراً على تدني خطورة الوضع األسري للحدث التي يفترض أن يالزمها تدنٍ في خطورة سلوكه الجانح

إال أن الوالدين قد يعيشان . شريطة أن يحظى بالرعاية الكافية في األسرةينهما قد تتصف بالصراع متفاوت الدرجة مما يجعل معاً ولكن العالقة ب

األسرة متصدعة بشكل خفي، وبالتالي ال يوفر جوها الطمأنينة النفسية وقد ال يمنع عيش الوالدين معاً . الضرورية لتوازن الطفل وتكيفه النفسي

.نبذ الحدث أو إهماله، مما يؤدي إلى سوء توافقه وجنوحه الالحق

صائية ذاتها أن النسبة الكبرى من أسر هؤالء ولقد ورد في اإلح ضعيف، وأن حوالي اقتصادياألحداث الجانحين هي ذات مستوى

المتوسط، وتبقى قلة منها من ذوي االقتصادينصفها من المستوى وهي نسب مألوفة، إذا يتالزم المستوى . المستوى المرتفع والمرتفع جداً

ء، كما يشيع التصدع األسري عادة مع مستوى رعاية األبنااالقتصاديأما األسر ذات . وصوالً إلى خط الفقراالقتصاديكلما تدنى المستوى

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 61: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦١

الجيد فقد يصادف في نسبة محدودة منها بعض االقتصاديالمستوى االجتماعيةحاالت التصدع الخفي حيث يحافظ الوالدان على المظاهر

، وهو ما يصاحبه )ق الفند–البيت (للتماسك األسري، بدون تماسك فعلي عادة إهمال لرعاية األوالد وإيكال أمرهم للخدم مما يشكّل خطورة فعلية

.على تكيفهم كما سبق بيانه

: األحداث خليجياًانحراف عوامل -ثانياً

األحداث انحرافيعرض عدد من التقارير القطرية عوامل عود إلى وتقسم إلى عوامل تعود إلى وضع األسرة، وأخرى ت. األساسية

وبالطبع تتعدد العوامل في كل حالة . البيئة التي نشأ وعاش فيها الحدثفليس هناك في حاالت . الحدثانحرافوتتفاعل فيما بينها كي تؤدي إلى

. المتكرر عامل واحد وحيداالنحراف

تتصف أسر األحداث الجانحين كما تعرضها التقارير بعدة حدث في األسرة ونوع المعاملة التي خصائص تتعلّق بالوالدين وبمكانة ال

.يلقاها

متواضع حيث اقتصادييغلب أن يكون الوالدان من مستوى كما أن . يمارس األب مهنة بسيطة، كما يتذبذب ما بين العمل والبطالة

وعادة ما تكون األسرة كثيرة العدد . المستوى التعليمي متواضع بدورهألساسية بمستوى مقبول، إضافة إلى األبناء ااحتياجاتبحيث يتعذّر تلبية

نفض اليد من رعايتهم وترك حياتهم للظروف وخصوصاً على مستوى

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 62: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٢

األب غارق في متاعب تحصيل العيش واألم مشغولة بوالدات . الدراسةوهو ما يدفع . متالحقة، ومجال حيوي ضيق ال يوفر مكاناً مالئماً للعيش

أخطاره بدون حماية باألوالد إلى الشارع حيث يتعرضون لمختلف وقد تكون األسرة متصدعة بشكل خفي أو . ومراقبة أو رعاية كافية

وهو ما . والحناناالنسجامصريح حيث يطغى العنف والتوتر ويغيب االنحراف نفسية وسلوكية تؤسس الحقاً للتوجه نحو اضطراباتيولّد

. النفسيواالحتقانبمثابة الحل الممكن للمآزق الحياتية

ف إلى ما سبق ذكره التربية الخاطئة من قسوة وتسيب ويضاوتبرز لدى األبناء مشاعر . وإهمال، أو تذبذب ما بين القسوة والتراخي

الكراهية والحقد على األب خصوصاً حين يقسو وينبذ ويفرق في المعاملة وقد تفتقر األسرة إلى السلطة الوالدية الضابطة والحامية . بين األبناء

وهناك إضافة إلى ذلك . و الطالق أو هجر أحد الوالدين لألسرةبالوفاة أظاهرة تجاهل الوالدين لتصرفات األبناء وتركهم لمصيرهم سواء في

. في العشرة السيئةواالنخراطالدراسة أو في التسكّع في الشوارع

يشكّل تدني الوضع التعليمي وسوء التكيف الدراسي أحد أبرز هناك ضعف في التحصيل وإهمال من قبل . حرافاالنمراحل العبور إلى

األهل لمتابعة األبناء، وعدم تعاونهم مع المدرسة، وميل الحدث الغريب عن عالم الدراسة إلى الوقوع في العديد من الصدامات والمشكالت السلوكية مع المعلمين والنظام الدراسي والرفاق من هروب، وفشل،

كالت التي تؤدي إلى نبذه من المحيط وعدوانية، وتمرد وسواها من المش . االنحرافالمدرسي وتؤجج إحباطاته وغربته وتدفع به إلى عوالم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 63: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٣

االنحرافالعيش في بيئة هامشية ركيكية التكيف ومليئة بعوامل ويؤدي التسرب . ومغرياته حيث يلقى التشجيع من الصحبة السيئة

حمي وغير المالئم في عالم العمل غير المواالنخراطالدراسي المبكر للنمو السليم إلى إرهاق الحدث جسدياً ونفسياً، مما يدفع به من جديد بعيداً

وسوء االستغاللعن عالم العمل الذي يتعرض فيه ألنواع شتى من .المعاملة

إضافة إلى هذا الجو غير المالئم للنمو السليم في البيت والمدرسة

للناشئة من خالل مختلف اعياالجتموالعمل هناك قصور في التأطير تعاني شريحة من . والرياضيةاالجتماعيةمؤسسات رعاية واألنشطة

أوقات الفراغ وخصوصاً في الصيف وخالل العطل أتساعالناشئة من الدراسية، وال يتوفر لها أندية وجمعيات تستوعبهم بشكل منمٍ وبنّاء، إذ

وهكذا يتضافر . وسرةهي غالباً ما تخصص ألبناء األسر المتوسطة والم، وتدني الرقابة الكافية من االجتماعياإلهمال األسري مع غياب التأطير

قبل األجهزة األمنية على األحياء الهامشية مما يولّد حالة فعلية من التعرض للخطر الخلقي نظراً ألن الشارع غير المراقب هو الذي يتلقّفهم

.فيغريهم ويستغلّهم

ضاعف األخطار الخلقية ضعف الوازع الديني ومن العوامل التي تلدى هذه الشريحة من األحداث التي لم تحظ في أسرها بالتربية الدينية

.وقيمها، ذلك أن الوازع الديني ركيك لدى الوالدين عادة

بدون االستهالك في الخليج وإغراءات االنفتاح انفجارويشكّل دوره عوامل إضافية تدفع حدود مما تروج له العولمة وإعالمها يولّد ب

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 64: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٤

سرقة على أنواعها ( اإلقدام على مختلف أنواع المغامرات الجانحة باتجاه ...).، مخدرات وجنس، إلخاالستهالكبقصد

وأما لدى األسر الموسرة، ومحدثة النعمة فتشكّل الوفرة المالية

المفرط والمفسد تحت تأثير االستهالك الناشئة في انغماسالمحرضة على إلعالم الذي يحرض عليه، وتسيب رعاية األبناء ومراقبتهم وإيكال ا

.أمرهم إلى الخدم عوامل تشكّل خطورة خلقية فعلية

يتطلّب عالج هذا الواقع وخصوصاً لدى أبناء األسر المهمشة متكاملة لدرء اجتماعيةوالتي تعيش في أحياء هامشية تخطيط سياسة

من أبرز التوصيات بهذا الصدد ما . ة منهااألخطار الخلقية وحماية الناشئ :يلي

تعميم مراكز خدمة األسرة في هذه األحياء بحيث تصل إلى كل األسر -

.وتعالج مشكالت تماسك األسرة وتكيفها تعميم اإلرشاد النفسي المدرسي وخصوصاً في مدارس التعليم -

ةاالنفعاليالرسمي في األحياء الهامشية لعالج مشكالت التالميذ والنفسية والسلوكية والتحصيلية وتحصينهم وإدماجهم في عالم

.الدراسة المعافى الثقافية الرياضية في األحياء الهامشية االجتماعيةتأسيس األندية -

الناشئة في أوقات الفراغ بشكل جذاب وفعال استيعابوالشغل على .االجتماعي اندماجهميضمن

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 65: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٥

ء الهامشية بشكل منتظم ليس على صعيد تعزيز الرقابة األمنية على األحيا - ردع السلوكات الجانحة وحده، وإنما تحول دور بعض األجهزة األمنية

للناشئة من خالل إطالق بعض األنشطة استيعابيإلى دور تأطيري الجاذبة لهم، كما هو الحال في بعض البلدان األوروبية، في الساحات

.العامة والمجال المفتوح في األحياء شديد الرقابة على عمالة األطفال لجهة تحديد السن ونوع العمل ت -

اختالفهموساعاته، وعالقات العمل، واألجور وإلزام أرباب العمل على به بحيث يتحول عملهم إلى فرصة للنمو وتعلّم مهنته، بدالً من أن يكون

.عامل خطر خلقي يا جنائية على تشديد العقوبات على الوالدين عند ارتكاب ابنائهما قضا -

.قانون االحداث وال سيما للفئة العمرية ما دون سن الثانية عشرة حض خطباء المساجد وأئمته على غرس القيم الدينية لدى الكبار والناشئة -

التي تحفظ األسرة وترعى األبناء، وتنشر تعاليم الدين الحنيف في مجال في ترويج التخويف مانهماكهالتراحم والتوادد وإتقان العمل، بدالً من

بالشؤون السياسية انشغالهموالتهديد والوعيد الذي ينفر السامعين، أو . وتحزباتها وتعصباتها

تطلق برامج األسر المنتجة مما يعالج اقتصاديةتأسيس صناديق تنمية -

مشكالت األسر المحتاجة التي تغرق في أعبائها المادية والحياتية وصوالً آزقها التي تؤدي إلى تسيب األبناء ومختلف أشكال من مانتشالهاإلى

ويتعين أن تكون السياسة الموجهة لهذه البرامج . حرمانهم المادي والنفسي استالممساعدة األسر المحتاجة والغارقة في أزماتها على التوصل إلى

الكرامة واستعادةزمام مسؤولية إدارة حياتها، مما يبث فيها الثقة بالنفس وهو ما يقضي على العديد من العوامل الخطيرة المؤدية إلى . نيةاإلنسا

. ضمن األسرةاالنحراف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 66: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٦

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 67: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٧

فلسفة الرعاية ومبادؤها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 68: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٨

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 69: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٦٩

الفصل الثالث فلسفة الرعاية ومبادؤها

فلسفة الرعاية هي الرؤية الموجهة للنظرة إلى قضية جنوح

األطر التنظيمية األحداث وكيفية التعامل معها على مستوى التشريع ووليس هناك عمل سواء أكان تربوياً أم رعائياً، أو . والممارسة العملية

بدون فلسفة موجهة له ترسم له السياسات وتحدد اقتصادياحتى مهنياً الرؤى وتكامل الجهود وانسجاماألطر، مما يكفل تحديد األهداف

و هي وقد تكون فلسفة أي عمل صريحة محددة بوضوح، أ. لتحقيقهاوكلما كانت صريحة وواضحة وملزمة أدت إلى حسن . تكون ضمنية

أما بقاؤها . توظيف اإلمكانات والممارسات تحقيقاً لألهداف المبتغاةمن هنا . ضمنية فهو مثار ألشكال من اللبس والغموض والتضارب

ضرورة تحديد فلسفة رعاية األحداث الجانحين خليجياً ورسم مبادئها وتكشف . اإلطار الهادي والحاكم للعمل الرعائيالكبرى كي توجه

مراجعة التقارير القطرية عن وجود مبادئ عامة تمثل مقومات هذه .الفلسفة

تقوم هذه الفلسفة على مبادئ الشريعة اإلسالمية الغراء وتعاليم الدين الحنيف التي تجعل مصالح الطفل والحدث الفضلى هي المرجع في

نوني أو تنظيمي أو نشاطي وكل ما يتعلّق أي تشريع أو إجراء قاويندرج عنها كذلك . االجتماعي واندماجهبمصالحه وأمنه ونموه المعافى

حقوق الطفل وأحكامها، ومبادئ وأهداف السياسة العربية الخليجية اتفاقيةوهو ما يترجم في . المشتركة لرعاية الطفولة للقرن الحادي والعشرين

: يليمبادئ أساسية أبرزها ما

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 70: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٠

السعي إلى غرس القيم اإلسالمية في نفوس األحداث وتعزيز إيمانهم - ١الحقيقي من خالل التأكيد على إيجابيات الدين الحنيف على صعيد الذات والجماعة والعمل، وتقوم شخصياتهم وسلوكهم وعالج عللهم

. السلوكية والخلقية بما يكرم إنسانيتهم كمؤمنينواضطراباتهم عن االنحرافل مع الحدث الجانح أو المعرض لخطر إبعاد التعام - ٢

نطاق القانون الجزائي، وتغيير النظرة من الخطيئة والعقوبة والتوبة وبالتالي . إلى التأهيل والتمكين وصوالً إلى صالح النفس والجماعة

خالية من معنى اإليالم اختالفهايتعين أن تكون التدابير على .إلى التأهيل والتمكينالمتضمن في العقاب وصوالً

العمل بالمبدأ الذي يقول بأن الرعاية في البيئة الطبيعية أسرياً - ٣

هو األساس في تقرير اإلجراءات وتنفيذها إال إذا تعذّر واجتماعيا. فيصار إلى الرعاية المؤسسية األفضل لصالح الحدث ونموه وتأهيله

فرص النمو ويندرج عن ذلك المرونة في اإلجراءات بما يكفل أفضلالمعافى وتمكين الحدث من القيام بالمسؤولية الذاتية عن إدارة حياته

كما يتطلّب االنفتاح األقصى على األسرة والمجتمع . وبناء مستقبله إليها واإلسراع في توفير مستلزماتهما، وبحيث يشكّل ذلك واالنتماء

.أساس رئيس من أسس الرعاية السلوكية غير المتكيفة إال أن حرافاتاالنمن الهام العمل على عالج - ٤

والوصول إلى بناء االجتماعي االندماجاألساس هو العمل على شخصياً وأسرياً ومهنياً، مما يشكّل الغاية الكبرى االجتماعيةاألهلية

.لكل رعاية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 71: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧١

من الخصائص النمائية انطالقامبدأ تخطيط الرعاية وإجراءاتها - ٥ ذاته واحترامغرس الثقة بنفسه المميزة لكل حدث وصوالً إلى

بكرامته اإلنسانية، وخصوصاً من خالل تنمية حسه واالعتزاز .بالمسؤولية عن ذاته وأهله وجماعته

اكتشاف إلى اختالفهاتوجيه الجهود في اإلجراءات والبرامج على - ٦

القدرات والطاقات واإلمكانات والدوافع اإليجابية والبناء عليها والعمل ذلك أن عالج المشكالت وتعديل . ها إلى حدودها الفضلىإلى تنميت

السلوك غير المتكيف ال يضمن بالضرورة الوصول إلى األهلية كما أن إطالق طاقات النماء هو أضمن . المنتمية والفاعلةاالجتماعية

ويعني ذلك في الممارسة . السبل لحل المشكالت وصالح السلوكماذا لديه من : ي التعامل مع الحدثالعملية تبني النظرة اإليجابية ف

ناجم في معظم األحوال انحرافهذلك أن . إمكانات نمائية لتعزيزها .االجتماعي واالندماجعن القصور في تعهد دافعه الطبيعي للنماء

المسؤولية استشعار مؤسسة الرعاية بيئة عالجية، وينبغي اعتبارمبدأ - ٧

فكل . حدث الجانح وتمكينهالملقاة على عاتق الجميع إلصالح حال البمن فيهم ( مواقعهم الوظيفية اختالفالعاملين في الرعاية على

ومن ثم يتعين. لهم دورهم الرعائي الهام) الحراس والسواقين والطهاةعلى كل منهم أن يكون في سلوكه وعالقاته قدوة للحدث يشكّل له

وين عالقة مع وكل منهم يتعين عليه تك. نموذجاً إيجابياً كي يحتذيه بإنسانيته وتقبله بإيجابية وتسامح وتفاؤل، االعترافالحدث أساسها

ويتطلّب تنفيذ هذا المبدأ . بدون الموافقة بالطبع على سلوكاته الجانحة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 72: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٢

هؤالء العاملين لجهة النضج النفسي والتوازن الشخصي اختيارحسن .والقدرة على التواصل اإليجابي

إيجابي في المؤسسة الرعائية يؤدي إلى قيام مبدأ بناء مناخ إنساني - ٨

عالقات التنسيق والتعاون بين العاملين، وشيوع روح العالقات بالرفق أسلوباً وااللتزام الطيبة فيما بينهم وبين النزالء، االجتماعية

ونهجاً، قوالً وفعالً، تبعاً لتوجيه الرسول الكريم صلى اهللا عليه وسلم بذلك ". إال زانه، وال نزع من شيء إال شانهما كان الرفق في شيء "

يتحول جو المؤسسة إلى مناخ عالجي يخلّص الحدث من مشكالته .وصراعاته ويطلق طاقات إنمائه

يتطلّب ما سبق تدريب كل هؤالء العاملين لتنمية مهاراتهم في التعامل - ٩

كما يتطلّب تمهين العمل الرعائي من حيث التوظيف . مع األحداثريب والتنمية المهنية المستدامة، والتوصيف الوظيفي والتدرج والتد

الوظيفي والروح المعنوية العالية وصوالً ىالوظيفي، وتحقيق الرض للعمل وسيادة روحية العمل الجماعي الذي يوفر بيئة آمنة االنتماءإلى

.ومنمية للنزالء ئية لكل مبدأ التعرف الواضح على الوظائف واألهداف الرعائية النما - ١٠

داخل المؤسسة وخارجها ودور كل منها في اختالفهااألنشطة على البرنامج والتخطيط لها وممارستها على هذا األساس، وليس مجرد

.ملء فقرات البرنامج وإشغال وقت النزالء

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 73: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٣

مبدأ التنسيق بين جميع وحدات الرعاية ومستويات التدخّل في البيئة - ١١اً التنسيق مع مؤسسات المجتمع الطبيعية وبيئة المؤسسة، وخصوص

واإلشراك النشط للجمعيات والهيئات العاملة مع األسرة والطفولة االجتماعيةوالناشئة وذلك على صعد الحماية والوقاية والمراقبة

.والرعاية المؤسسية واإلدماج الالحق من خالل االجتماعية والوصول إلى األهلية واالنتماء االندماجإن - ١٢

مة وتفريد اإلجراءات وتنمية مهارات الحياة ومواجهة تجنّب الوصالمستقبل بشجاعة ومسؤولية يلخّص األسس العامة لكل تشريعات

.الرعاية وإجراءاتها وبرامجها

من مبادئ هذه الفلسفة انطالقاتوصي الدراسة دول المجلس بالعمل عمل كي تطور فلسفة الرعاية الخليجية المشتركة التي تشكّل المرشد لل

معهم على جميع الصعد التشريعية والتنظيمية واإلجرائية، وتدريب العاملين والمسؤولين على إستيعاب مبادئها الموجهة، ومن ثم تبيان كيفية

إن توحيد . تنفيذ هذه المبادئ على صعيد التخطيط والبرمجة والممارسات باالتساق تتسم الفلسفة الرعائية والعمل بمبادئها كفيل بأن يولّد بيئة رعائية

والثبات وكفيل بأن يشكّل مرجعية مستقرة ومنمية لألحداث واالنتظام بيئاتهم الطبيعية التي دفعت بهم إلى اضطرابالجانحين يعوض ويعالج

بينما أن التباين . ، ويوفر األمان النفسي ومقومات النمو السليماالنحرافجراءات والذي يصل في الممارسة والعالقات بين العاملين أو بين اإل

أحياناً حد التناقض والتعطيل المتبادل يؤدي إلى إفساد إجراءات الرعاية وتبديد جهودها، وإلقاء الحدث الجانح الذي هو بأمس الحاجة إلى بيئة

.آمنة مستقرة في التشويش والضياع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 74: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٤

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 75: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٥

الجانحينقوانين رعاية األحداث

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 76: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٦

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 77: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٧

الرابعلالفص حداث الجانحينقوانين رعاية األ

تبين دراسة قوانين األحداث الجانحين في دول مجلس التعاون أنها وهو ما . الرعاية والتأهيلباتجاهأحرزت نقلة نوعية لجهة تطويرها

يجعلها تدخل ضمن القوانين الرائدة عالمياً في رعاية هؤالء األحداث رعاية المتقدمة كما أنها في مجملها تتمشى مع فلسفة ال. على وجه العموم

. وتتفاوت جوانب الريادة في هذه القوانين ما بين قطر وآخر: بشكل بينإال أنه من الجلي أن دول المجلس قد قطعت شوطاً كبيراً نحو توحيد هذه القوانين، مما يجيز لنا القول بتشريع عربي خليجي لرعاية األحداث

. الجانحين

ب تقدماً بحيث ننتهي بتوصية نركز في هذا المقام على أكثر الجوان . وتعميمهااعتمادهافي

ال بد من البدء بتحديد الحدث المنحرف حيث يشيع في القوانين

١٥وأما السن األقصى فيتفاوت ما بين . تحديد السن األدنى بسبع سنوات. سنة في بقية دول المجلس١٨وبين ) اليمن( سنة ١٦، )البحرين(سنة

أبو (نة كحد أقصى للحداثة عمالً بقول الفقهاء س١٨ سن اعتمادويقترح حيث يبلغ المرء سن الرشد من قبل كل من البحرين ) مالكوأبنحنيفة االستناد إلى أحكام الفقهاء يتمشى مع األنظمة العالمية الخاصة . واليمن

.برعاية الطفولة والناشئة

القضية التي تحتاج إلى بحث وتطوير هي تحديد السن األدنى ومن . السابعة، حيث ال قضية قانوناً لمن هم دون هذا السنكتمالبا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 78: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٨

٩األمور المشجعة أن إحدى دول المجلس قد رفعت هذا السن إلى سنة ١٢، وأن السعودية هي بصدد بحث رفع السن إلى)عمان(سنوات

صحيح أن التدبير ما . كحد أدنى إليواء الحدث في مؤسسة دار المالحظةهو تدبير إصالحي تأديبي في كل دول المجلس حيث ١٢ و ٧بين سن

، وأن الشريعة لم تحدد ماهية هذه اإلجراءات )فقهياً(اإلدراك ضعيف التأديبية إذ تترك لولي األمر مسألة تحديدها تبعاً لما يراه محققاً لهدف

وصحيح أن هذه اإلجراءات تتراوح ما بين التوبيخ والتسليم . التأديبوهو ما يتمشى تماماً مع أسس . قضائي، أو كفالةختبارالولي األمر، أو

حماية الحدث ورعايته وعدم تعريضه لصدمة نفسية ناتجة عن تعامله مع سنة ال يزال من وجهة نظر ١٢-٧إال أن سن . المخفر ومحكمة األحداث

علم نفس النمو ضمن سن الطفولة المتأخرة، حيث ال يزال النمو الخلقي سنوات ال يجوز من وجهة ١٠-٧نما األهم أن سن إ. في طور التشكّل

وبالتالي . نظر الصحة النفسية إدخاله ضمن فئة الجنوح القانوني لألحداثفأي سوء تكيف سلوكي تكون مرجعيته الطبيعية اإلجراءات اإلرشادية العالجية في البيت والمدرسة، والتي يجب أن تتوفر لهؤالء األطفال الذين

ليس مما يضمن توازن . وبداية اإلعداديةاالبتدائيةرحلة ال يزالون في الم وصحتهم النفسية تعريضهم لهيبة السلطات األمنية االنفعاليهؤالء

. ، وكانت التدابير تأديبيةاالحتياطات أفضل اتخذتوالقضائية، حتى ولو يتعين أن توفر دول المجلس لهذه الشريحة العمرية وسائل اإلرشاد

أو سلوكات غير انفعالية اضطراباتت تعاني من النفسي سواء كانإذ غالباً ما يكون السلوك غير المتكيف في هذا السن هو التعبير . متكيفة

ال . الشائع عن المعاناة النفسية والصراعات في جو األسرة والمدرسةيمكن الحديث من وجهة نظر الصحة النفسية التي تشكّل المرجع في النمو

وإنداماجه، عن نية جانحة تستوجب تدخّل السلطات المعافى للحدث

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 79: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٧٩

اإلرشاد النفسي المالئم يمكن أن االضطراباتفإذا لم تلق هذه . القانونية .تتحول إلى سلوك جانح قد يذهب بعيداً كي يتحول سلوكاً مضاداً للمجتمع

١٢تتمثل توصية هذه الدراسة إذاً في رفع الحد األدنى للسن إلى ، وبدأ يشتد االستقالل الحدث قد بدأ يسير على درب سنة حيث يكون

والواقع أن . إجراءات تأديبية في إصالحهاتخاذعوده، وبالتالي يمكن إحصائيات دول المجلس ال تتضمن إال حاالت نادرة للشريحة العمرية

بينما أن المشكالت السلوكية تشيع عموماً في البيت . سنة١٢دون ولو شئنا إدراجها ضمن إجراءات التأديب والمدرسة كما هو معروف،

لفت من األطفال في هذا السن يمن قبل السلطات األمنية والقضائية فلن وفي أشد الحاالت يتعين إدراج سلوكات . إال حاالت محدودة العدد

سنة والتي قد تخالف القانون ضمن فئة التعرض ١٢-٧الشريحة العمرية ، ومعاملتها على هذا األساس لجهة ، وليس فئة الجنوحاالنحرافلخطر

نوع الرعاية التي يتعين أن تتوفر في البيئة الطبيعية أو في مؤسسة .االنحرافرعائية للمعرضين لخطر

من األوجه اإليجابية في قوانين األحداث تحديد فئة المعرضين

: والتي تتوافق دول المجلس على مؤشراتها وأهمهااالنحرافلخطر إلى محل إقامة معروف، أو المبيت في أماكن غير االفتقار التشرد لجهة الهروب اعتياد ، المروق من سلطة الوالدين أو ولي األمر،معدة للسكن

مخالطة اعتياد ،من البيت أو المدرسة، أو معاهد التعليم والتدريب إلى وسيلة االفتقار ،االنحرافالجانحين وسيئ السيرة والمعرضين لخطر

في بيئة تعرض سالمته للخطر التواجد ،يش أو فقدان العائلمشروعة للع ارتكابويضيف القانون العماني اإلقدام على ). جسدياً، خلقياً، نفسياً(

وتتمشى روحية هذا البند . جنحة أو جناية وكان دون التاسعة من العمر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 80: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٠

سنة ١٢- ٧مع ما توصى به هذه الدراسة لجهة إدخال الشريحة العمرية وبالطبع تتوافق قوانين دول . االنحرافالمعرضين لخطر ضمن فئة

المجلس على رعاية هؤالء في البيئة الطبيعية من خالل إجراءات التكفّل، وعادة تضم هذه المؤسسات األيتام وبعض . أو الرعاية في مؤسسة

الحاالت الخاصة، حيث يتوفر اإلرشاد النفسي إضافة إلى التعليم والصحة . الحدثاحتياجات من والحماية وسواها

يتدخّل القضاء في دول المجلس في تقرير اإلجراءات المتبع مع

وتوصي . ولو أنها إجراءات رعائية أساساًاالنحرافالمعرضين لخطر الدراسة أن توكل مسؤولية التدخل في هذه الحاالت كلياً إلى المراكز

قاية من في الواالجتماعيةالمتخصصة في وزارات التنمية والشؤون من مثل ما هو معتمد من إجراءات مسح الحاالت المعرضة االنحرافولدى كل دول المجلس مراكز من هذا . ، والرقابة عن بعدلالنحراف

القبيل، مما يتعين تطويره وتعزيزه من خالل خدمات األسرة والطفولة، .االجتماعيةومراكز الخدمة

التي توصي هذه ومن الجوانب المشرقة في قانون األحداث،

الدراسة بتبينها من قبل كل دول المجلس، أسلوب التعامل مع األحداث خالل التوقيف والتحقيق والمحاكمة المعتمدة في العديد من هذه الدول،

:حيث تفرض ما يلي

منع حجز الحدث في المخفر إال للوقت األدنى الضروري لتحرير ى دار المالحظة، أو المؤسسة مذكرة التوقيف، وتحويله بالتالي مباشرة إل

فرض اللباس المدني على عناصر ، منع تقييد الحدث،التي تقوم بمهامها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 81: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨١

شرطة األحداث وإلزامهم بمسلكية خلقية عالية وبحسن معاملة الحدث إجراء التحقيق في دار المالحظة بحضور ،والرفق به تجنباً للصدمة عقد جلسة ،فسي والناالجتماعي االختصاصيمندوب الدار وكل من

وهو ما يشكّل تقدماً (المحاكمة في الدار بدالً من مقر محكمة األحداث عدم جواز إيقاف من هم دون سن ،)ريادياً في معاملة األحداث الجانحين

، سنة بتاتاً إال لظروف قاهرة تستدعي ذلك وبأمر من قاضي األحداث١٥األحداث أو سنة إال بأمر من قاضي ١٨عدم إيقاف من هم دون سن

بكفالة أو غرامة االحتياطي إطالق السراح ،قاضي األمور المستعجلة قضايا األحداث من اعتبار ،لمن هم دون الخامسة عشرة من العمر

.القضايا المستعجلة

كما تتوافق قوانين دول المجلس على ضرورة تكوين ملف كامل شخصية في خصائص(عن وضع الحدث صحياً وتعليمياً ومهنياً ونفسياً

، االقتصادية/ األسرية االجتماعيةوظروفه ) واضطراباتهاأوجه قوتها ومن األبعاد . وانحرافهإضافة إلى العوامل التي أدت إلى سوء تكيفه

الرعائية على جميع احتياجاتهالهامة في هذا التقرير التوصية بنوعية ويقوم فريق . هالصعد، وما تتوفر لديه من إمكانات شخصية وبيئية لتأهيل

،االجتماعي األخصائي بتكوين هذا الملف يضم االختصاصيينمن والطبيب والمسؤول عنه في دار المالحظة أو ، النفسيواألخصائي

. في البيئة الطبيعية، وبقية أخصائيي التدريب والتعليماالجتماعيالمراقب ساس لهذا تكمن الغاية األ. وهو ما يمثل الوظيفة األساسية لدار المالحظة

تأديبياً وإصالحاً، ( أفضل التدابير الرعائية اتخاذالملف وتقريره الفني في . تبعاً لوضع الحدث وخصائصه وظروفه) وتأهيالً للحياة المستقبلية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 82: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٢

ويشكّل هذا الملف الوثيقة األساسية التي يرجع إليها في كل اإلجراءات التوصيات المتعلقة الالحقة، حيث يضم التقارير المنتظمة عن تطوره، و

وتوصى الدراسة بتطوير هذا الملف فنياً على . بتعديل إجراءات تأهيلهولذلك يجب أن تولي . ببيانات عامةاالكتفاءمختلف الصعد، وليس مجرد

عناية خاصة إلعداده لجهة الوقت الالزم لفحص شخصية الحدث ودراسة اء الفريق القائم كما يجب أن يتوفر التدريب الفني الالزم ألعض. ظروفه

خصائص األحداث الجانحين على استيعاببوضع هذا التقرير لجهة . أعمارهم وفئاتهم وظروفهماختالف

ومن األمور الرائدة في قوانين األحداث في دول الخليج، مما يتعين تعزيزه وتعميمه مرونة اإلجراءات لجهة تقصير مدة اإلقامة في

البيئة الطبيعية في أقرب فرصة تتوفّر فيها المؤسسة الرعائية والعودة إلى وصيغ االختبارظروف الرعاية والتأهيل المالئمين، مثل الوضع تحت تأهليه واستكمالاإلفراج المشروط ومتابعة الحدث في البيئة الطبيعية

وفي المقابل تمديد مدة اإلقامة إذا دعت الضرورة . وإدماجه فيهاتوفر له بعد الظروف المالئمة للعودة إلى برنامج تأهيله، ولم تالستكمال

ويكمل هذه المرونة في اإلجراءات تبنّي قوانين األحداث . البيئة الطبيعيةفي دول المجلس لمبدأ اإلجراء الواحد لتعدد القضايا التي أقدم عليها

وهو ما يتمشى مع فلسفة الرعاية التي تذهب إلى أن اإلجراء أو . الحدثصالحي تأهيلي في المقام األول، وليس مسألة عقابية التدبير هو رعائي إ

. تتراكم بتعدد الجنح أو الجنايات، كما هو شأن قانون عقوبات الراشدينوكذلك مسألة فصل ملف الحدث عن قضية الراشدين الذين يمكن أن

. معهم في الفعل الجنائيأشتركيكون قد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 83: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٣

دث الجانح من ومن األمور الجيدة التأكيد على إجراءات حماية الح أو صورته أو اإلعالن عن قضيته، أو كل أسمهمثل التشدد في منع نشر

التي قد يكون لها آثار االجتماعيةما يمكن أن يدل عليه لتجنيبه الوصمة وفي اإلطار عينه فرض عدم جواز . االجتماعي اندماجهجد سلبية على

ق لمن هم تسجيل القضايا األحكام الخاصة بالحدث في صحيفة السواب سنة، أما األحكام الجزائية في الجرائم التي تشين الكرامة ١٨دون

من مثل المساس بالعقيدة، أو النفس أو العرض أو أمن (وتجرح االعتبار فتسجل في سجل خاص يقتصر اإلطالع عليه على المسؤولين ) الدولة

.عن الحدث ورعايته

الممكنة ومن ضمن وسائل حماية الحدث من الصدمة النفسيةجواز إعفاء الحدث من حضور المحاكمة على أن يتم إفهامه من قبل

على أن . القائمين على رعايته بنوع الحكم وأهداف التدابير المتخذة فيه واألخصائيالقوانين تفرض إجراء المحاكمة بحضور ولي األمر

وتسهيالً . والمحامي في حالة الجناياتاالجتماعي والمراقب االجتماعي الالحق تعطي بعض القوانين األولوية لنزالء االجتماعي ندماجهال

بمؤسسات التدريب االلتحاقالمؤسسات اإلصالحية من األحداث، في .المهني

كما أنه من األهمية تعميم تجربة شرطة األحداث على كل دول

رفيعاً من خالل خضوعهم مؤهلة تأهيالًمجلس التعاون، بحيث تكون مكثفة متخصصة في فن التعامل مع األحداث ومراعاة لدورات تدريبية

لباساً مدنياً من هذه الشرطةومن الضروري أن ترتدي. فئاتهم العمرية . والتوترأجل تسهيل التعامل والتواصل مع الحدث وعدم إشعاره بالخوف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 84: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٤

ويشكّل التشدد في معاقبة أولياء األمور أو األوصياء الذي من المؤسسة، ويزداد التشدد في معاقبتهم يتسترون على الحدث وهروبه

على تعريض الحدث للخطر الخلقي وحضه على ارتكاب أفعال جانحة، .االنحرافوهو ما يوفر المزيد من الحماية للحدث ووقايته من

كما أن التشدد في قانون تشغيل األحداث يوفر المزيد من وسائل حداث في دول المجلس وهو ما تؤكد عليه تشريعات األ. الحماية والوقاية

وتضع له القواعد الفعالة لجهة نوعية أماكن العمل وساعاته ونوع األعمال التي يسمح تشغيل األحداث فيها، واألجور والرقابة على ذلك

.كله

تشكّل هذه اإلجراءات القانونية تقدماً رائداً فعالً في رعاية دريب القضاة وتوصي هذه الدراسة بتتويجها بت. األحداث الجانحين

وشرطة األحداث على حقوق الطفل في الشريعة السمحاء وتعريفهم بمبادئ السياسة العربية الخليجية لرعاية الطفولة، وكذلك المعاهدات

.الدولية لحماية الطفولة وصوالً إلى التخصص الفني

كما توصي بإنشاء لجنة فنية قانونية لدراسة قوانين األحداث مجلس وتبادل المعلومات والخبرات وصوالً إلى الجانحين في دول ال

وهو ما يشكّل مزيداً . المواد األكثر تقدماً في كل من هذه القوانيناعتماد .من التطوير ويحقق الريادة في رعاية األحداث الجانحين

* * *

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 85: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٥

وصيغها الجانحينمرجعيات رعاية األحداث

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 86: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٦

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 87: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٧

الخامسالفصل داث الجانحين وصيغهامرجعيات رعاية األح

: المرجعيات-أوالً

حققت دول المجلس تطوراً نوعياً في مرجعيات رعاية األحداث الجانحين مما يتمشى مع أحدث النظم العالمية من ناحية، ويحقق المستوى

فلقد تحولت دول المجلس جميعاً . المطلوب من الفاعلية من الناحية الثانية والتنمية، بعد االجتماعية إلى وزارات الشؤون إلى إيكال أمر هذا القطاع

أن كانت وزارات الداخلية في البعض منها هي التي تتولى شؤون هذا وبالطبع شكّل قضاء األحداث المعتمد في كل . القطاع حتى فترة قريبة

دول المجلس المرجعية القانونية وإجراءاتها لجهة تقرير التدابير واألحكام وهناك تعاون وثيق وتنسيق دائم ما بين أركان . ةوتعديلها حسب الحاج

في تقرير االجتماعيةالثالثي المكون من العدل والشرطة والشؤون .إجراءات الرعاية وتنفيذها

وينفتح هذا الثالثي على بقية المؤسسات الحكومية والقطاع األهلي

. انحينالذي بدأ يلعب دوراً متزايداً في القيام بمهام رعاية األحداث الج واعتمادفباإلضافة إلى دور وزارة التربية الهام على الصعيد التعليمي

وشهاداته، تقوم وزارة األوقاف بتوفير التربية الدينية ذات امتحاناتهكما أن قطاعات التنمية . األهمية المحورية في برامج إصالح الجانحين

ولة واألسرة المجتمعية وهيئاتها من مثل مراكز وجمعيات األمومة والطف، وهيئات العمالة اختالفها والرياضية على االجتماعيةوالشباب واألندية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 88: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٨

واإلنتاج والخدمات، تقوم كلها بدور هام في العمل على إدماج الحدث .الجانح في المجتمع خالل برامج تأهيله وبعد تخرجه

. هناك مبررات أساسية لهذا التطور تنبع من فلسفة الرعاية ذاتها

ما أن هدف كل إصالح وتأهيل هو إعادة إدماج الحدث الجانح في فطالالمجتمع بشكل إيجابي بنّاء، فإن وزارات الشؤون والتنمية هي الهيئات

ففي المقام األول يعمل توليها . االندماجالطبيعية األكثر تأهيالً إلنجاز هذا األمنية المرتبطة باألجهزةاالجتماعيةلعملية الرعاية على إبعاد الوصمة

واالندماجتشكّل هذه الوصمة العقبة األكبر أمام التكيف . والهيئات العقابيةكما أن هذه الوزارات هي األكثر تأهيالً لتوفير مختلف . االجتماعي

االرتباطإجراءات الرعاية من خالل شبكة هيئاتها ومؤسساتها وثيقة لبيئة المحلية على مراكز خدمات األسرة واألمومة وا: بالتنمية المجتمعية

وهي أيضاً األكثر تأهيالً نظراً لمسؤولياتها عن إجراء المسوح . اختالفها ومشكالته وأزماته، وخصوصاً االجتماعيوالدراسات حول الواقع

سوء التكيف وتعززه، مما اضطراباتالمناطق الهامشية التي تكثر فيها ا أنها هي المسؤولة كم. وعوامله ودينامياتهاالنحرافيتيح تشخيص واقع

. عن برامج خدمة وتنمية هذه المناطق األكثر إنتاجاً لجنوح األحداث .ولذلك فهي تلعب الدور األساسي على صعيد الوقاية والعالج في آن معاً

وطالما أن دول المجلس قد إعتمدت السياسة الرعائية في البيئة

حاالت اإليواء الطبيعية إلى أقصى الدرجات الممكنة بحيث تختصر نسبةفي المؤسسات إلى حدها األدنى، ويصار إلى تدابير اإلفراج المشروط والرقابة القضائية منذ أن تسمح ظروف الحدث بذلك، فإن شبكة هيئات

. وزارات الشؤون والتنمية تشكّل التأطير األنسب واألكثر طبيعية وفاعلية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 89: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٨٩

، االنحراف من وتبرز أهمية هذا التأطير خصوصاً على صعيدي الوقاية. اجتماعياوالمتابعة الالحقة للمتخرجين من المؤسسات اإليوائية وإدماجهم

ويعمل هذا التأطير بفاعلية وظيفية جيدة نظراً لمرجعية سلطة الوزارة .على مختلف الهيئات التابعة لها وإمكانية التنسيق المتقدم فيما بينها

ولي شؤون رعاية كما أن هذه الوزارات هي األكثر مالءمة لت

األحداث الجانحين طالما هي تتولى وظيفياً شؤون رعاية كل الحاالت األخرى من فئات خاصة ومسنين، وخصوصاً حاالت األيتام االجتماعية

وهناك تسلسل وظيفي . االنحرافوالتصدع األسري والتعرض لخطر وتأهيلاالجتماعيةإجرائي طبيعي ما بين الوقاية ورعاية الحاالت

الجانحين سواء من حيث الفلسفة الموجهة لعمليات الرعاية هذه، أو من .حيث اإلجراءات

. ويلعب القطاع األهلي دوراً متزايداً في هذه اإلجراءات والبرامج

وتكمن قيمة هذه الدور ليس في الوفر المادي الناجم عن العمل التطوعي، الذي يحمل معنى اإلدماج بل األهم من ذلك بالتأكيد في داللة التدخل ذاته

ف هذه الفئات، وترسيخ األلفة بينها وبين قوى المجتمع، لمختلاالجتماعيمن خالل تقبلها والتعامل اإليجابي معها؛ وهو واحد من أهم العوامل

.العالجية وأكثرها فاعلية

متزايد لدى دول المجلس لفتح مجال عضوية اتجاهولذلك هناك اية الجانحين لقيادات المجتمع وما تسبغه مجالس إدارة مؤسسات رع

كما . على العمل الرعائياجتماعيةمشاركتهم في هذه المجالس من قيمة أن هناك توجهات متزايدة لدى بعض هذه الدول إليكال أمر إدارة بعض

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 90: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٠

مؤسسات رعاية الجانحين وخصوصاً من فئة سن دون الخامسة عشرة متوسط إلى القطاع األهلي مع من العمر، ومن مستوى جنوح بسيط إلى

وكذلك إيكال أمر . رقابة وزارات الشؤون وقضاء األحداث والتنسيق معهوهو ما . إدارة بيوت الضيافة الخاصة بالرعاية الالحقة للقطاع األهلي

االستفادة طبيعية على هذه المؤسسات، وخصوصاً اجتماعيةيضفي صفة وهو . المهني لهؤالءماجاالندمن إمكانات القطاع األهلي في توفير

. الذي يرسخ تكيفهم وتأهيلهماالندماج

وتوصي هذه الدراسة دول المجلس بالعمل على تعزيز مشاركة القطاع األهلي في مختلف صيغ الرعاية ومستوياتها ومراحلها، وزيادة مسؤوليته عن تنفيذ سياسات الرعاية وبرامجها، بالتنسيق مع الجهات

.الرسمية المعنية

: صيغ الرعاية وهياكلها التنظيمية-ثانياً

، إال االنحرافتتعدد صيغ رعاية الجانحين والمعرضين لخطر رعاية المعرضين ،االنحرافالوقاية من : أنها تتسلسل عادة كالتالي

،؛ دور المالحظةاالجتماعية المراقبة ، في البيئة الطبيعيةاالنحرافلخطر . دور الرعاية الالحقة،االجتماعيتقويم دور ال،االجتماعيةدور الرعاية

وتتفاوت التسميات لبعض هذه الوحدات ما بين دول المجلس بينما

وتوصي الدراسة بتأليف . هي تتوافق على تسمية بعض الوحدات األخرىهيئة تنسيقية لتوحيد التسميات بين دول المجلس بغية تسهيل التعاون

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 91: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩١

صي بالعمل على توحيد اللوائح كما تو. والتبادل والتنسيق والتوثيق .الداخلية لمختلف الوحدات

وهي تشكّل خط الدفاع األول ضد ظاهرة جنوح األحداث :الوقاية -١

واالجتماعيةمن خالل العمل على عالج العوامل األسرية والمدرسية ومنها تعزيز برامج حماية ،المؤدية إليه ومنع ظهورها أو تفشيها

إلنجابية، وكذلك صناديق الرعاية األسرة وصحتها النفسية وا، والبرامج الوطنية لألسر المنتجة، وحماية الحياة الزوجية االجتماعية

وكذلك الصحة ،وحماية األبناء في القوانين الشرعية وممارستهاالنفسية المدرسية واإلرشاد المدرسي لحل مشكالت تكيف األطفال

يأتي بعد ذلك كل . سية في البيئة المدرواندماجهمدراسياً وسلوكياً هيئات ومؤسسات تأطير الطفولة والناشئة ضمن بيئات معافاة ومنمية لطاقاتهم وحامية لهم من مغريات الشارع وإنحرافاتها، ومنها السهر

للبيئة المحلية، والتصدي آلفات واالجتماعيةعلى الصحة النفسية لدان وتتبع الشرطة في بعض الب. البؤر الهامشية ومنع تفاقمها

المتقدمة تخصيص شرطة أحداث وناشئة تلعب دور التأطير الرياضي والثقافي في األحياء الشعبية، بما يحول دون أخطار أوقات الفراغ المتزايدة ألبناء هذه الفئات الذين ال تتوفر لهم إمكانات

هذا باإلضافة إلى تزايد الوجود األمني في هذه . إلى األنديةاالنضمامولقد . االنحراف يمثل روادعاً تحول دون وقوع حاالت األحياء مما

تقوم االجتماعيةإدارة للحماية ) اإلمارات(أنشأت إحدى دول المجلس عن بعد من خالل منظومة دراسة الظواهر االستشعاربمهمة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 92: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٢

اإلنحرافية وإجراء المسوحات لها ولعواملها وأماكنها ومواسمها، وتتوفر لدول ". وصولهم إليناالوصول إلى األحداث قبل"تحت شعار

. المسمياتاختلفت مشابهة ولو استشعارالمجلس األخرى أدوات االنحرافومن أبرز أنشطة الوقاية حماية الطفولة المعرضة لخطر

إنشاء برامج من مثل مكافحة التسول، ومراقبة عمل األطفال ية وحمايتهم وإعادة تأهيلهم، وكذلك مشاريع الطفولة اآلمنة لحما

وكل أنشطة التدخّل المبكر في . أطفال الشوارع وإعادة تأهيلهماألسرة والمدرسة للوقاية من المروق من سلطة الوالدين، أو الهروب المتكرر من البيت والمدرسة، أو تعرض األطفال لسوء المعاملة واإلهمال والنبذ والقسوة في األسرة مما يصل أحياناً حد إسقاط حق

أو الوالدين في الحاالت التي يقدم فيها أحدهما على وصاية الوالد الخلقي على الطفل، وهي من االعتداءأفعال شائنة خلقياً، أو

اإلجراءات التي تندرج تحت باب حماية الطفولة المعرضة لخطر وتلعب رعاية هؤالء األطفال في البيئة الطبيعية دوراً . االنحراف

ف أمهاتهم حيث تقدم المساعدات هاماً من قبل رعاية األيتام في كن لألم كي تتمكن من تربية أبنائها في واالجتماعيةالمادية والتأهيلية

أو األيتام االنحرافوكذلك تسليم األوالد المعرضين لخطر . كنفهاألحد األقارب أو األهل الموثوقين، وتوفير المساندة المادية له مع

. اجتماعيةبه أخصائية متابعة من قبل مركز خدمات األسرة تقوم ومن ضمن أساليب الرعاية في البيئة الطبيعية كل إجراءات تعليق نفاذاً أحكام محكمة األحداث بشكل مشروط على أن يتعهد أولياء أمر

ويدخل االختبار القضائي ضمن هذه الصيغة . الطفل برعايته وحمايته منع كما يدخل ضمنها إجراءات. من الرعاية في البيئة الطبيعية

أماكن معينة أو اإلقدام على أنشطة معينة، أو القيام ارتيادالحدث من

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 93: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٣

بتدريب مهني في ورش أو مزارع محمية االلتحاقبخدمة مدنية، أو ، أو مركز خدمة البيئة المحلية أو االجتماعيوبمتابعة المراقب

وتهدف هذه اإلجراءات إلى إبقاء الحدث في بيئته الطبيعية . سواها . لهاالجتماعي االندماجار إلى توفير وسائل حيث يص

طفولة أولى، : وفي المحصلة تقوم الوقاية على مبدأ دورات الحياة

تؤسس كل مرحلة لما يليها . طفولة متأخرة، حداثة، ومراهقة، شبابفاإلنجازات التي تتحقق على صعيد النمو المعافي في . من المراحل

ي تحققت في المراحل السابقة مرحلة ما تتراكم مع اإلنجازات التعليها وترسخها، في اآلن عينه الذي تؤسس فيه للنمو المعافي في

وعلى العكس فإن األضرار واألخطار وأوجه . المرحلة التي تليها تنعكس سلباً على اضطراباتالقصور التي تصيب مرحلة ما ستولد

ا أكثر النمو في المرحلة التالية، مما يفاقم آثارها، ويجعل عالجهوهكذا فالوقاية ال تقتصر على حماية سن الحداثة من . صعوبة وكلفة

. األخطار ومراقبتها، وإنما يتعين على أن تبدأ مع بداية دورات الحياةوكلما كانت الوقاية أكثر تبكيراً ووفرت مقومات النمو المعافي

ساعد ذلك على حماية الناشئة االضطرابوالتحصين ضد أخطار وأما األخطار الطارئة في مرحلة عمرية متقدمة من مراحل . وتكيفها

. والعالج بسهولة نسبيةلالستيعابالحداثة فتظل عندها مسألة قابلة وهي تشكّل الحلقة :االنحرافمؤسسات رعاية المعرضين لخطر -٢

على المجتمع واألقرب إلى البيئة انفتاحاالمؤسسة األولى األكثر الحاالت التي ال يتوفر لها مجال اإلقامة الطبيعية، حيث تودع فيها

وتخصص عادة لألطفال من . اآلمن في األسرة أو لدى متكفل موثوق

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 94: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٤

وقد يقسم األطفال إلى . أعمار مختلفة ما قبل سن السابعة وما بعدهاوقد يختلط في هذه الصيغة األيتام وأبناء األسر . فئات عمرية

تميز بعض دول المجلس وبينما تتفاوت التسميات حيث . المتصدعة، االنحرافما بين دور رعاية أيتام ودور ضيافة للمعرضين لخطر

إال أن دول المجلس تتوافق في . نجد صيغاً أخرى تدمج الفئتين معاًاليتيم بدون : االنحرافقوانينها على تحديد فئة المعرضين لخطر

البيت إمكانية تكفل، المروق من سلطة الوالدين، الهروب المتكرر منوالمدرسة، التشرد والمبيت في أمكنة غير معدة لإلقامة، التسول،

يودع األحداث في هذه المؤسسات عادة بناء . ممارسة أعمال هامشيةإال أن هناك صيغاً تقوم فيها . لتدبير صادر عن قاضي األحداث

عن حماية الطفولة االجتماعيةالهيئة المسؤولة في وزارة الشؤون وفي الحالتين يهدف تدبير اإليداع إلى حماية . ا التدبير هذباتخاذ

.الطفل من البقاء معرضاً لألخطار الخلقية

وتتوفر لدول المجلس لوائح تنظيمية متقدمة حول شروط القبول واجتماعياوإجراءاته وبرامج الرعاية الشاملة صحياً وتعليمياً ونفسياً

ت ومسؤوليات كل فئات كما يتوفر توصيف مهني بمؤهال. وترويحياًولها مجالس إدارة تضم ممثلين من . رتبهماختالفالعاملين فيها على وتتوفر لها عادة . واألهلي) وزارة الشؤون والتنمية(القطاع الرسمي

. التسيير والرعايةباحتياجاتميزانيات جيدة تفي

تتبع هذه الدور صيغة البيئة المفتوحة حيث يلتحق األبناء بمدارس ومن . تعليم العام، ويمارسون العديد من األنشطة في البيئة المحليةال

المفضل أن تكون هذه الدور محدودة الحجم بحيث تنغرس تماماً في

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 95: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٥

وهو ما يوصي باإلقالع عن مشاريع . المحيطةاالجتماعيةالبيئة إقامة وحدات كبرى تأخذ طابع مجمعات الرعاية التي تتمايز عن

داللة مجمعات الموصومين باتخاذها يهدد البيئة المحلية، ممايتعين أن يكون المبدأ المسير لها هو العمل على أكبر قدر . اجتماعيا

المحلية بحيث يسود فيها أكبر االجتماعية في البيئة االندماجمن . ممكن على المجتمع، مما يشكّل أحد أبرز عوامل التكيفانفتاح

أي " عملية المؤسسة" الرعائية في ويتمثّل أحد أبرز معوقات فاعليتهاتكيف النزالء لعالم مغلق ومحدود يخلو من تحديات التكيف للحياة

الالحق لهم عنها حين يقترب االستقالل، ويحول دون االجتماعية .موعد تخرجهم منها

وهي صيغة متطورة جداً في معظم دول :االجتماعيةالمراقبة -٣

أكثر ضمن وزارة الشؤونالمجلس، حيث يوجد لها مكتب أو بالحاالت التي االجتماعيةتهتم المراقبة . االجتماعية والتنمية

، أو التي يقرر بشأنها تدبير اإلفراج االختبارتوضع تحت الغاية من ذلك . وفي الحالتين يتم األمر بحكم قضائي. المشروط

هي إتاحة الفرصة إلصالح الحدث الجانح ذي الخطورة البسيطة سطة في البيئة الطبيعية، عندما تتوفر فيها الظروف أو المتو

. المالئمة لذلك

يبقى الحدث في عهدة الوالدين أو ولي األمر ويتابع دراسته أو وقد يكلف ببعض أعمال الخدمة المدنية . تدريبه المهني المعتادين

أماكن معينة، أو مخالطة أوساط معينة تشكّل ارتيادأو يحظر عليه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 96: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٦

لّف ك ماجتماعيويشرف على تنفيذ التدبير مراقب . خطراً خلقياًمن قبل وزارة العدل، ممن يتمتعون بالموثوقية األخالقية والنضج

االلتزامه أو ولي أمره وويفرض على الحدث ذو. الشخصي الذي يقدم تقريراً دورياً لقاضي االجتماعيبتوجيهات المراقب

ا فشل التدبير في وإذ. واندماجهاألحداث عن سير عملية تكيفه من جهود االجتماعيتحقيق غايته رغم ما يبذله المراقب

إلنجاحه، يعيد قاضي األحداث النظر في التدبير حيث يقرر إيوائه .في مؤسسة رعائية

وقد ترى الجهات المختصة إبقاء الحدث الجانح في بيئته بغية

إلى باإلضافةاالجتماعيدراسة حالته التي يشارك فيها المراقب وإعداد التقرير الذي يرفع إلى قاضي األحداث االختصاصيينبقية

في هذه الحالة االجتماعييقوم المراقب . التدبير المالئمالتخاذ المؤقت هذه، االختباربالسهر على حسن سلوك الحدث خالل مدة

وهو إجراء له قيمته الرعائية . إضافة إلى إسهامه في دراسة حالتهتندة إلى فلسفة إبقاء الحدث في بيئته الطبيعية اإلصالحية المس

طالما سمحت الظروف بذلك، لجهة حمايته من األخطار الخلقية وأخذ الضمانات من ولي أمره بحمايته ورعايته، وتعهده هو

.بحسن السلوك

هذه الصيغة الرعائية منتشرة عالمياً في رعاية األحداث الجانحين، لالندماجمية إتاحة الفرص أمامه ولها مميزات كبيرة تتلخص بأه

ولذلك فهي من التدابير التي يشجع على إتباعها كلما . االجتماعي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 97: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٧

وهي من ناحية ثانية تشجع على . أصبحت الظروف مالئمة. اإلسراع بتخرج الحدث من المؤسسة وعودته إلى البيئة الطبيعية

انتقاءوتتضمن لوائح دول المجلس بيانات تفصيلية في كيفية ومؤهالته وتعينه بقرار من وزير العدل، كما االجتماعيالمراقب

.تتضمن بياناً مفصالً بمهامه وواجباته

وهي من الصيغ الوسيطة ما بين إيقاف الحدث :دور المالحظة - ٤الجانح وإيداعه في المؤسسة اإلصالحية، حيث يودع فيها الحدث

رير الشامل عنه إلى لفترة مؤقتة ضرورية لدراسة حالته وتقديم التقيودع فيها األحداث . التدبير المالئم بشأنهالتخاذقاضي األحداث

وقد تتفاوت . الذين ال تتوفر ظروف مالئمة لبقائهم في البيئة الطبيعية سنة، كما تتفاوت ١٨ وأقل من ١٢أعمار هؤالء األحداث ما بين .خطورة حالتهم وسلوكهم الجانح

األتساعريباً دار أو أكثر للمالحظة حسب يتوفر لكل دول المجلس تقوقد تقوم دار المالحظة في جناح مستقل . الجغرافي والحجم السكاني

من مؤسسة الرعاية في بعض الحاالت التي ال تدعو فيها الحاجة إلى وعليه فإن دور المالحظة تشكّل الحلقة األولى في . دار مستقلة

فتها األساسية في أمرين وتتمثل وظي. الرعاية المؤسسية الداخليةأولهما إجراء دراسة حالة معمقة للحدث يقوم بها فريق من : أثنين

فباإلضافة إلى الفحص الطبي، يتم فحص نفسي . االختصاصيين وصراعاته واالنفعالية السلوكية اضطراباتهمفصل للحدث لجهة

ه كما تدرس أوج. وديناميات شخصية وإمكاناته العقلية وميوله المهنية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 98: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٨

ويحدد . واالضطرابالقوة واإليجابية في شخصيته وأوجه القصور االقتراحاتبناء لذلك مدى حاجته إلى اإلرشاد النفسي، كما توضع

االجتماعي االختصاصيويلعب . بصدد توجيهه التعليمي والمهنيدوراً محورياً في إعداد هذا التقرير حيث يدرس ظروفه األسرية

وقاتها، كما بإمكاناتها وإيجابياتها، مما يتيح والبيئية بإشكاالتها ومعويشارك هؤالء . رؤية واضحة ألساليب إدماجه في البيئة الطبيعية

كل المشرفين على األنشطة التعليمية والرياضة، االختصاصيينوورش التدريب المهني، واألنشطة الفنية والترويحية حيث توضع

بينة توجهاته تقارير عن الحدث في مختلف هذه المجاالت مويلعب المشرف المسؤول عن الحدث في دار المالحظة . وإمكاناته

دوراً محورياً كذلك حيث تتاح مالحظة تصرفاته وردود فعله وتفاعالته وعالقاته ومواقفه من النظام واألنشطة، وسلوكه في

وهو ما يتيح تشكيل صورة دقيقة عن وضعه . اللقاءات الجماعيةيمثل التقرير . خالل مدة كافية من الزمنوتوجهاته كما تتجلى

خالصة كل هذه الجهود التشخيصية بما يشكّل صورة مفصلة عن وضع الحدث، كما يقترح التقرير التوصيات المناسبة لعملية إصالحه

ويتخذ قاضي األحداث قراره بالتدبير المناسب باالستئناس . وتأهيله .بهذا التقرير

الحدث التحاقي بداية عملية اإلصالح منذ أما األمر الثاني فيتمثّل ف

فكل . ذلك أن هناك برنامجاً يومياً ينظم حياة الحدث. بدار المالحظةاألنشطة التعليمية والتثقيفية والرياضية وورش العمل المهني،

، أو ولالمسؤوخصوصاً جلسات الحوار الجماعي بإشراف المرشد النفساني، وتدخالت االختصاصيحتى التدخالت اإلرشادية من قبل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 99: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٩٩

في العمل مع األسرة والبيئة الطبيعية تشكّل االجتماعي االختصاصيالحلقة التمهيدية لعملية التأهيل في الحاالت الصعبة التي تحتاج إلى

كما أنها تشكّل عملية رعاية عملية إذا . برنامج رعاية طويل المدىي والتوجيه كانت حالة الحدث بسيطة تحتاج إلى بعض اإلرشاد النفس

يكتفي . السلوكي وإصالح العالقة مع األسرة والربط بالبيئة الطبيعية من إعداد التقرير وعرضه على قاضي االنتهاءبعدها عادة، عند

االختبار تدابير عودته إلى البيئة الطبيعية تحت نظام باتخاذاألحداث . درجات المتابعة تبعاً للحاجةاختالفالقضائي على

نين األحداث في دول المجلس بدقة شروط اإليداع وتوضح قوا

كما توضح األنشطة التي ينخرط فيها . ومدده وإجراءاتهواالستقبالوهي تمثل عادة نموذجاً مختصراً لبرامج مؤسسات الرعاية . الحدث

كما توضح هذه القوانين واجبات ومسؤوليات الفريق العامل . الداخلية. ل الحدث ووضع أسسها الفاعلةفي إطالق عملية تأهي. في الدار

ولذلك توصي هذه الدراسة بتحويل دور المالحظة إلى مكان تأهيلي ، ومن )كما سيأتي بيانه(مكثّف وفعلي من خالل برامج مدروسة جيداً

خالل السهر على الكفاءة المهنية لجهاز الدار البشري وتدريب كل توفر للدار هذه فإذا . على التدخل المكثّف) لالختصاصتبعاً (منهم

الظروف فإنها ستشكّل عندها حلقة رعائية فعلية قد توفر الكثير من الوقت والجهد، من خالل تسريع عالج مشكالت الحدث النفسية

. في بيئته الطبيعيةاالندماجوالتعليمية واألسرية وعودته إلى

وتشكّل الحلقة األساسية في عالج : مؤسسات الرعاية الداخلية- ٥ األحداث الجانحين ذوي الخطورة المتوسطة والعالية، ممن وتأهيل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 100: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٠

يطلق عليها تسميات مختلفة . يحتاجون إلى برنامج طويل المدى نسبياًومن الشائع تقسيمها إلى مستويين تبعاً . في مختلف دول المجلس

١٨- ١٥ سنة، وفئة سن ١٥-١٢فئة سن : للسن ودرجة الخطورةكل فئة أنظمة ولوائح خاصة بها ول. سنة من ذوي الخطورة العالية

هي بالطبع ١٥-١٢الفئة . على البيئة الطبيعيةانفتاحهاتبعاً لدرجة . بمزيد من التشدد١٨-١٥بينما تتصف لوائح الفئة . انفتاحااألكثر

قوانين استعراضويبين . وفي الحالتين يتم اإليداع بقرار قضائي شامالً للوائح األحداث في دول مجلس التعاون أن هناك تفصيالً

اتخاذواإلجراءات والمسؤوليات والمؤهالت واللجان، وطرق القرارات والهيئات المشرفة، وكذلك للعالقات مع األهل والبيئة

. الطبيعية والزيارات والمأذونيات والجزاءات وتوقيعها على األحداثوكلها على درجة عالية من التحديد، وتوجهها فلسفة رعائية تجعل

صالح والتأهيل المعيار األساسي لكل اإلجراءات، بما فيها من اإلاإلفراج المشروط، وتعديل مدد اإلقامة بالتقصير أو التطويل تبعاً

وبالتالي فلقد حققت دول المجلس . لحاجات تأهيل الحدث وظروفهعلى هذا الصعيد تقدماً كبيراً على درب توفير أطر الرعاية

.النموذجية لألحداث الجانحين

تتشابه برامج األنشطة ومحاورها إلى حد بعيد في هذه الدور بين الصحة، التعليم، التدريب المهني، التربية الدينية، : دول المجلس

إلى اإلنمائيةالتربية الرياضية، األنشطة الفنية، الترويح، األنشطة رحالت، معسكرات، مباريات مع الخارج، زيارة (المجتمع وثقافته

وهي تظهر إنجازات . األنشطة التثقيفية) واقع األثريةالمتاحف والم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 101: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠١

كما يظهر بوضوح السهر . طيبة في هذا المجال، من قطر إلى آخر، وحفظ كرامة الحدث وإيجابية االجتماعيةعلى تجنب الوصمة

التعامل معه، وتحلي العاملين باإليجابية والرفق واألخذ بيد الحدث، ماعة والمجتمع ومع ذاته قبل هذا إصالحاً لشأنه ومصالحة له مع الج

. وذاك

كما يتضح من التقارير القطرية توفر التجهيزات والموارد البشرية . الالزمة وتحديد مهامها ومسؤولياتها وواجباتها وضوابط ممارساتها

ولكل واحدة من هذه المؤسسات مجالس إدارة تضم أعضاء من وبين عن وزارات الشؤون العاملين فيها إضافة إلى المدير ونائبه ومند

وتشرف هذه المجالس على تسيير . والعدل وممثلين للقطاع األهليالعمل في الدار والسهر على تطبيق سياسات الوزارة والدولة في

.الرعاية

ويمكن لمزيد من التنسيق بين دول المجلس وتبادل الخبرات أن تحقق عاية األحداث الجانحين تقدماً نوعياً في تحديد األطر العامة الناظمة لر

ولقد بلغت بعضها . درجات خطورتهم ومتطلباتهااختالفعلى على صعيد تطوير اللوائح واألنظمة مستوى ) السعودية، الكويت(

الرسمي التي االهتمامليس فيه مجال للمزيد، مما يدل على مقدار . توليه دول المجلس برعاية الطفولة والناشئة

دوراً حيوياً في تدعيم التأهيل الرعاية الالحقةتلعب : الرعاية الالحقة- ٦

تهدف . وتعزيزه، تماماً كما تفعل فترة النقاهة في تدعيم الشفاء

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 102: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٢

االجتماعي اندماجهالرعاية الالحقة إلى مساندة الحدث المتخرج في . وتكيفه السلوكي، كما في مساندته لترسيخ وضعه التعليمي والمهني

ول المجلس تعطي األهمية المستحقة لهذا وكل نظم الرعاية في د :اإلجراء، وذلك من خالل إحدى صيغتين

اختصاصياألولى متابعة الحدث المتخرج في البيئة الطبيعية من قبل

منتدب لهذه الغاية من قبل الدار أو الوزارة؛ حيث يتابعه في اجتماعيعلى ويعمل على مساعدته . اتصاالت هاتفية مستمرة ولقاءات دورية

تجاوز ما يواجه من صعوبات في تحصيله العلمي أو تدريبه المهني والبحث عن فرص العمل األنسب والجتماعيأو انغراسه المهني

من أندية وهيئات (لوضعه، وعن إنغراسه في األوساط المتكيفة وتتباعد هذه . ، وخصوصاً العمل على تعزيز عالقته بأسرته)وسواها

وتحمله لمسؤولية إدارة اندماجهمقدار ترسخ واللقاءات باالتصاالت عند االختصاصيإال أن مجرد توفر هذه . حياته وبناء مستقبله

الحاجة يشكّل مساندة معنوية هامة للحدث في مواجهة تحديات حياته .الجديدة

أما الصيغة الثانية فهي دور الشباب، وتسمى دور الضيافة في بعض

ش رج مكان إقامة إذا لم يتوفر له العيهنا يتوفر للمتخ. دول المجلس الدار عادة مدير وعدد من المشرفين هولهذ. مع أسرة متماسكة تتقبله

تبعاً لعدد النزالء يواكبون المتخرج ويساندونه نفسياً ومعنوياً كما وتوثيق صالته بالمجتمع واالجتماعييساعدونه في إنغراسه المهني

يكون للقطاع األهلي دور رئيسي ومن المستحسن أن. وبعالم العمل يوفره أعضاؤه من مزيد من فرص نظرا لمافي هذه الصيغة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 103: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٣

النشطة، وكذلك االجتماعية الطبيعي في عالم العمل والحياة االندماجومن الشائع في بعض الصيغ . عن الداراالستقاللفي توفير فرص

إلحساسهم إسهام النزالء في جزء من نفقات إقامتهم في الدار تعزيزاً .بالمسؤولية عن ذاتهم وإدارة حياتهم

وتتمثل أهمية الرعاية الالحقة التي يتساوى في الحاجة إليها كل نزالء

اعتبارين مشكالتهم وأوضاعهم في اختالفمؤسسات الرعاية على االجتماعي االندماجأولهما تعزيز القدرة على . متالزمين

ذلك أن هناك دوماً فارقاً بين حياة . ، مما أشرنا إليه للتوواالستقالليةالمؤسسة الداخلية المضبوطة والخالية من التحديات الحياتية، وبين

ومفاجآت وتحديات تتطلب المواجهة انفتاححياة المجتمع بما فيها من والقدرة على إثبات الذات وتحمل الضغوطات والقيام بالمسؤولية

التي تتصف بقدر من الذاتية الفعلية، على عكس حياة المؤسسة اإلتكالية على المسؤولين عن رعايته، والذين يناط بهم حل العديد من

.مشكالت حياته داخلها

الثاني الذي يجعل للرعاية الالحقة أهمية حيوية فيتمثل االعتبارأما في التحصين ضد ميل كامن قد يراود المتخرج للعودة إلى حياته

ات العمل وأعبائه ومحدودية الجانحة السابقة حين يواجه صعوبالدخل، وحين يشعر باإلحباط والعجز عن المواجهة وحل بعض

وهناك إغراء آخر على درجة . المشكالت الصعبة التي قد تعترضهمن الخطورة يتمثّل بالعودة إلى شلة رفاق السوء الذين يحاولون تتبع

ياة أخباره ويمارسون عليه شتى وسائل الغواية واإلغراء وتزيين ح الجنح مقارنة ارتكاب ومتعها السهلة، والكسب الهين من االنحراف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 104: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٤

الحدث . بهزال الكسب من حياة العمل وما فيها من جهد وإرهاقالمتخرج معرض أحياناً للسقوط أمام المغريات الخارجية التي تعرض له أو تمارس عليه، أو ألن ينتكس ويستسلم أمام الصعوبات

هنا يلعب، . واالجتماعي المهني دماجهانالذاتية التي تعترض المشرف المواكب للمتخرج دور الحليف والسند، وكذلك دور السلطة التي يتعين أخذها بالحسبان على مستوى ضبط النزوات والتحكم

.بالسلوكات وتحمل مسؤولية إدارة الذات وبناء المستقبل

. المجلسهناك تجارب رائدة في الرعاية الالحقة في عدد من أقطار يبدأ التخطيط لها منذ إيداع الحدث في المؤسسة الرعائية من خالل أنشطة توثيق الصلة باألسرة والبيئة المحلية، ومؤسسات تأطير

ذلك أن . الناشئة والشباب وعالم الدراسة والتدريب المهني والعملالعمل الرعائي ال يقتصر على تعديل السلوكات الجانحة، أو التقويم

وإنما تتمثل غايته األساسي الموجهة لكل إجراءاته وأنشطته الخلقي، والمهني، االجتماعي االندماج وسائل اكتسابفي تمكين الحدث من

تلك هي غاية . بكامل معناهااالجتماعية األهلية استعادةوبالتالي في .الرعاية وهي ذاتها غاية كل تنشئة

* * *

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 105: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٥

اية والتأهيلتطوير فاعلية برامج الرع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 106: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٦

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 107: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٧

السادسالفصل تطوير فاعلية برامج الرعاية والتأهيل

في برامج الرعاية داخل اً كبيراًتبين التقارير القطرية أن هناك توافق

، أم األحداث االنحرافالمؤسسات سواء لفئات المعرضين لخطر مسميات مؤسسات اختالفوتتضمن هذه البرامج، على . الجانحين

التغذية، (وياتها، أنشطة أساسية تتمثل في اإليواء الكامل الرعاية ومستوالرعاية الصحية داخل المؤسسة وخارجها، ) الملبس، والمصروف

التعليم، التدريب المهني، توطيد العالقة ما بين الحدث وأسرته، الرعاية والسلوكية، التربية االنفعالية االضطراباتالنفسية لمن يعانون من بعض

شعر، مجالت (اختالفهالنشاط الرياضي، أنشطة الهوايات على الدينية، ا، األنشطة الترفيهية، )حائط، مسرح، فنون تشكيلية، هوايات فنية وعلمية

كما أن تنظيم الحياة داخل . والرحالت والزيارات والصالت مع المجتمعوتتم مختلف األنشطة . المؤسسة يخضع لبرنامج يومي وأسبوعي وشهري

أو أسر موزعة تبعاً للسن، إضافة إلى العالقات الفردية ضمن جماعات ذات الطابع اإلرشادي ما بين الحدث والمشرف المسؤول عن رعايته، أو

إال أن المادة العلمية التي توفرت . أو النفسياالجتماعي االختصاصيلهذه الدراسة من خالل مختلف التقارير ال تقدم سوى معطيات عامة عن

األحداث احتياجاتأنشطتها لجهة أهدافها الفنية في تلبية هذه البرامج وهناك تفاوت كبير ما بين تقدم التشريعات . الرعائية والتأهيلية

واإلجراءات واألنظمة الداخلية وواجبات مختلف العاملين ومسؤولياتهم، ولذلك تأتي هذه الدراسة لتقدم . وبين عمومية محاور برامج األنشطة

تحديد أهداف األنشطة بحيث يتبين بدقة ماذا يتعين أن تصورات فنية فينعالج وأن ننمي، وما هو دور كل نشاط في ذلك بحيث يمكن تقويم

وال بد في . العمليات الرعائية ومدى تحقيقها ألهداف الرعاية والتأهيل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 108: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٨

هذا الصدد من اإلشارة إلى أن صالح الحدث وتعديل سلوكه الجانح على رعايته وتأهيله كي يصبح احتياجات يغطيان كل ا الكبرى المأهميته

مواطناً قادراً على إدارة حياته وتحمل مسؤولية بناء مستقبله، ويتمكن من يتعين إذاً البدء بتحديد خصائص هذه . النشط والفاعلاالجتماعي االندماج

والجانحين منهم، ومن االنحرافالشريحة من األحداث المعرضين لخطر . أهداف الرعاية واألنشطة التي تحققهاثم يتم تحديد

: الحدث التأهيليةاحتياجات محاور -أوالً

تتصف عملية التأهيل بتعدد األبعاد والمستويات، وتستهدف عالج

ويتعين الشغل عليها كلها بشكل . جوانب عديدة من حياة الحدث وواقعهن تقسيم ويمك. برنامج التأهيلاستكمالمتزامن أو متسلسل وصوالً إلى

:هذه األبعاد بشكل إجمالي إلى المحاور التالية

يـشترك فـي هـذه : محور الخصائص النفسية لشخصية الحـدث -١الخصائص وبمقادير متفاوتة كل من الجانحين والمعرضين لخطـر

وهي في مجملها نابعة من التاريخ األسري المضطرب، . االنحرافياً، مع ما يصاحب ذلك أو من تصدع األسرة وصوالً إلى غيابها كل

من حرمانات متعددة تتفاعل فيما بينها كي تفاقم من آثارها السلبية حرمان مادي، حرمان عاطفي، حرمان ثقافي، حرمان تعليمـي، (

وصراعات اضطراباتيضاف إليها ). حرمان من الرعاية والحماية النـوم اضـطرابات نفسية متفاوتة في شدتها، تظهر أحيانـاً فـي

النفسي ومـشاعر اإلحبـاط واالحتقان االنفعاليوالتوتر والمزاج

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 109: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٠٩

الطمأنينـة انعـدام وكلها ناتجة أساساً عـن . االنكساروالحقد، أو القاعدية التي عاشها الحدث في أسرته والتي يدافع عن ذاته تجاه ما تولّده من قلق من خالل لبس جلد التمـساح والتنكّـر للعواطـف

المخرج لها من واالضطراباتات وتجد كل من الحرمان . والمشاعرتفعيـل "خالل السلوك الجانح أو العدواني، فيما يطلق عليه تسمية

وتتجلـى هـذه الحرمانـات ". والصراعات سـلوكياً ضطراباتا في عدة خصائص تحتاج إلى عالج من أبرزها مـا واالضطرابات

:يلي

جز والعاالنهزاميةتشيع عند هؤالء روح : مفهوم الذات المتدني- أ). فيما يتجاوز درع الخشونة الظاهرية(وفقدان الثقة بالنفس

تسيطر عليهم مشاعر الفشل واإلخفاق وعدم القدرة على تحقيق Learned ١إنهم تمثّلوا ظاهرة العجز المتعلم. أي إنجاز

هو مصطلح نفسي صاغه عالم النفس مارتن سيلجمان وزمالؤه في Learned Helplessnessالعجز المتعلّم - ١

وضعوا مجموعتين من الكالب في أقفاص تحتوي أرضيتها على شريط يمكن أن تمرر . تجاربهم على التعلّمالب المجموعة األولى من خالل المحاولة والخطأ من فتح باب القفص تعلّم ك. فيه صدمة شحنة كهربائية

أما المجموعة الثانية فال سبيل لها تعلّم كيف تفتح باب القفص ولذلك فهي . والهروب تجنّباً للصدمة الكهربائيةتعلّم حين وبرزت ظاهرة العجز الم. ردة الفعلوانعدامتستسلم للصدمة الكهربائية المؤلمة في نوع من التبلد

وضعت كالب هذه المجموعة الثانية في أقفاص شبه مفتوحة األبواب، بحيث يمكن للكلب أن يدفع الباب في هذا استمرت المتبلد االستسالم اعتادتولقد فوجئ المجرب أن هذه الكالب التي . ويهرب متجنّباً الصدمة

وأما التشاؤم المتعلّم فهو . للعجزاالستسالمتعلّمت إنها . السلوك في األقفاص الجديدة ولم تحاول ان تنقذ نفسها وانعدامتكرار حاالت الفشل والخيبات (أيضاً مصطلح من وضع سيلجمان بمثابة نتيجة للعجز المتعلّم إنسانياً

). القدرة على المواجهة وحّل المشكالتتوفر النجاح وتعيد الثقة باإلمكانات وكال الحالتين يمكن عالجهما تجريبياً نفسياً من خالل وضعيات تعلّم مضاد

.الذاتية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 110: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٠

Helplessnessيترسخ في . التي تعيق تحقيق أي نجاحاً تحقيق نفوسهم تصور عن ذواتهم بأنهم لن يستطيعوا يوم

وينتج العجز المتعلّم . والتقدير والحصول على المحبةاالحترامعن تراكم الحرمانات واإلحباطات بحيث يبدو المرء وكأنه ال حيلة له وال قدرة على التعامل مع تحديات الحياة ومتطلباتها، وبأنه كتب عليه الشقاء بمثابة قدر محتوم ليس من سبيل سوى

عجز المتعلّم يبرز التشاؤم المتعلّم ومع ال. اإلستسالم لهLearned Pessimism وهو ما يعطل توظيف الطاقات الفعلية

واكتساب الدافعية للتعلّم انعدامواإلمكانات الذاتية في حالة من اإلمكانات الوحيدة المتبقية في مفهومه . المعافىالمهارات والنمو حة أو فيما يتنقه من سلوكات جاناالسترسالعن ذاته هي

ن معهم صعوبات وولذلك يجد العامل. و عالقات صراععدائية أ المهارات على واكتسابفي دفعهم إلى الدراسة والتدريب

إنهم نظراً لتأصل تدني مفهوم الذات والعجز المتعلّم . اختالفهافي نفوسهم يتجنّبون خوض تجارب جديدة يخشون التعرض

ال بد إذاً لعودة . اةفيها لفشل جديد يحمل المزيد من المعان طاقات النماء في الدراسة وتعلّم المهارات من عالج انطالق

تدني مفهوم الذات وإخراج الحدث من عجزه المتعلّم وما .يصاحبه من تشاؤم في النظرة إلى الذات واإلمكانات والمستقبل

الخبرة الزمنية وتكامل تساقا تعني الديمومة : الديمومةاختالل - ب

يتعلّم اإلنسان العادي من . مستقبلو ماضٍ، حاضر، أبعادهاتجارب الماضي وخبراته الناجحة والمجزية، أن الجهد الحاضر

وهو ما يجعله يتقبل بذل عناء هذا . سوف يؤتى ثماره مستقبالً

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 111: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١١

الجهد ألن النجاح المستقبلي وآفاقه المشرقة تكون ماثلة أمامه من ذاته وقدراته على إنه واثق). وهو ما يسمى بناء المستقبل(

على (اإلنجاز فيما يمكن أن نطلق عليه تسمية القدرة المتعلّمة كما أن خبرات الماضي المشبعة تجعل ). نقيض العجز المتعلّم

تحمل إحباطات الحاضر ممكنة طالما تراءى لنا أن المستقبل هنا تتسق أبعاد الديمومة بحيث يؤدي . يحمل اإلشباع المرتجي

الحاضر إلى مزيد من النجاح المستقبلي، كما ينعكس النجاح في ويتحرك اإلنسان . على الماضي فيجعله يبدو أكثر إيجابية

بالرعاية والحماية يحظ الذي المعافىوالطفل (العادي على أبعاد هذه الديمومة الثالثة بشكل يعزز كل منها ) واإلشباع

في اآلن اآلخر، ويعزز مفهوم الذات والثقة بها وبإمكاناتها . عينه

وعلى العكس من ذلك فإن تكرار الحرمانات واإلحباطات وحاالت النبذ واإلهمال في الماضي تؤدي إلى كل من العجز

ال جدوى من بذل الجهد : ما يصاحبه من تشاؤم متعلّمالمتعلّم ويسد آفاق المستقبل بتأثير من . حيث ال إشباع ممكن في األفق

إحباطات الماضي، ومعها تضطرب الديمومة ويتراجع التخطيط . للمستقبل وبذل الجهد من أجل إشباع الحاجات وتحقيق األهداف

د مخرجاً ممكناً يجتر الحدث من هؤالء آالم الماضي التي ال يجيعيش هذه اآلالم في الحاضر بشكل يؤزمها . منها مستقبالً

االحتقانويتراكم . ويفاقم من واقعيتها التي تبدو مبالغاً فيها. النفسي في عالمه الداخلي نتيجة لتكرار الحرمانات واإلحباطات

ينسف المنظور المستقبلي من أبعاد الديمومة التي تتلّخص عندها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 112: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٢

ومن هنا يتعذّر على الحدث من . ؤلم وحاضر متأزمفي ماضٍ مهؤالء تحمل اإلحباط ألنه لم يتعلّم أن اإلشباع يمكن أن يتلوه

يبدو أي إحباط بال مخرج، وبالتالي تتفاقم المشاعر . عادةوعندها يتمسك الحدث من هؤالء بالراهن . السالبة المرتبطة به

السلوكات وهو ما يعلل الكثير من. والمحسوس والملموس. الجانحة التي تبدو بمثابة المخرج الوحيد الممكن لألزمة

بثمار سلوكه الجانح أو العدواني هذا فيما االستمتاعوينخرط في لتقدير العواقب المميزة للكثير من األفعال انعداميبدو أنه حالة

الديمومة يجعل من الملزم أن يكون اضطرابذلك أن . الجانحةفقط المحسوس والملموس والراهن . و لن يكونالحل اآلن، أو ه

أما المحتمل والممكن والمستقبلي فهو خارج نطاق . له وجودمن هنا يصبح من المفهوم كثرة تكرار ردود . التجربة الذاتية

وما ينجم عنها من تورط بدءاً بثورات الغضب االندفاعيةالفعل . وانيومروراً بالهروب والشجار ومختلف أشكال السلوك العد

وكلها حلول شبه سحرية للوضعية الراهنة المتأزمة التي ال يعجز الحدث من هؤالء عن تحديد : طويالًاحتمالهايمكن

كما يعجز . أهداف مستقبلية، أو هو يضع لذاته أهدافاً ال واقعية القرارات بشكل مخطط ومدروس بحيث يحلل اتخاذعن

و يعجز كذلك عن وه. عناصر الوضعية في إمكاناتها ومعوقاتهاوكلها تنعكس سلباً على . دراسة بدائل الحلول الممكنة لمشكلة ما

تكيفه لحياة المؤسسة وأنشطتها، كما انعكست سلباً على تكيفه ومن هنا فال بد من تخطيط برامج الرعاية . االجتماعيةللحياة

الديمومة، فترد آالم الماضي وإحباطاته اضطراببحيث يعالج وتجاوزها، واستيعابهاالواقعي، ويتم تعلّم مجابهتها إلى حجمها

وينفتح الحاضر على إمكانات المستقبل اإليجابية بحيث يصبح

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 113: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٣

كما يتعين التدريب التدريجي . توظيف الطاقات والقدرات ممكناً واكتسابعلى وضع األهداف القريبة المدى والبعيدة المدى

ائل والمقارنة بينها القرارات من خالل توليد البداتخاذمهارة . وصوالً إلى قرار الحّل األنسب للمشكلة

وهو من الخصائص التي يتصف بها : تدني الذكاء العاطفي- ج

، مما يشكّل االنحرافاألحداث الجانحون والمعرضون لخطر . معوقاً فعلياً إزاء توافقهم مع أنفسهم ومع اآلخرين ومع الدنيا

:يهم ما يليومن مؤشرات تدني هذا الذكاء لد

ال يستطيعون التحدث عن مشاعرهم بجملة ثالثية الكلمات -الفرح، الحزن، الضيق، التفاؤل، القلق، ... أنا أشعر بكذا(

...). إلخيتحملون مسؤولية مشاعرهم، بل يلقون اللوم على ال -

ولذلك ...) ، إنهم متحاملون علياستفزنيهو الذي (اآلخرين واالعتداءمن هنا كثرة التهجم فهو معذور في ردود فعله و

. ألوانهاختالفعلى ال يستطيعون التبصر بمشاعرهم ومعرفة لماذا يحسون بهذه -

إنهم ينجرفون في مشاعرهم بدالً من . الحاالت الوجدانيةولذلك فهم يتفاعلون بشكل غير مالئم مع . وعقلنتهااستيعابها

. عواطفهم التي تتخذ طابعاً مضخماً أو قطعياًعلى نقيض المغاالة فإنهم عادة ما يتنكّرون لمشاعرهم عن و -

وهو ما يجعلهم يبدون وكأن ال مشاعر . عمد أو بدون قصدإنها آلية نفسية تهدف إلى حمايتهم من اآلالم . لديهم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 114: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٤

المصاحبة لهذه المشاعر السلبية خصوصاً، أو حمايتهم من .تحمل مسؤولية هذه المشاعر

ويميلون إلى تغليب المشاعر غير مخلصين في مشاعرهم، - الحساسية انعداموهو ما قد يصل حد . السلبية تجاه اآلخرين

انعدامكما قد يتخذ شكل . لمشاعر اآلخرين أو المباالة بها . التعاطف مع اآلخرين ومشاركتهم وجدانياً

. يتصرفون بمراوغة عاطفية يطغى عليها التحايل والتضليل - استدراراثيل المعاناة الوجدانية وهو ما يتخذ أحياناً شكل تم

. لهماستغالاللعطف اآلخرين أو ال يشعرون باألمن العاطفي، فيأخذون مواقفاً دفاعية، أو -

ويجدون صعوبة ). أو/إما(يبدون التصلّب العاطفي والقطعية أو الندم، إال أن االعتذارفي تقبل األخطاء أو التعبير عن . واإلفالت من المساءلةيكون على سبيل التحايل والتضليل

يفتقدون مشاعر التواصل اإلنساني، حيث يركزون على -. الوقائع المادية الملموسة أكثر من التركيز على الوجدانيات

وهم ال يكترثون عادة لمشاعر اآلخرين وال يقيمون لها .الوزن الكافي في ردود فعلهم وتفاعالتهم

هم واآلخرين لديهم العديد من األفكار المغلوطة عن ذوات - .االنفعالي التوتر باستمراروالعالم، تسبب لهم

يمكنهم الحديث عن الوقائع المادية، إال أنهم يعجزون عن -وهو ما يتجلّى خصوصاً في . التعبير عن مشاعرهم تجاهها

اإلسقاطية التي تخلو من التعبير االختباراتإجاباتهم على تهم فقيرة المحتوى تبقى إجابا. عن البطانة الوحدانية المعاشة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 115: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٥

عادة على صعيد الحديث عن الخبرات اإلنسانية، أو هم .يبالغون في وصف مأساويتها

يشعر الواحد منهم بالنقص وخيبة األمل وتدني مفهوم الذات -، وامتعاضوما يصاحبها وينجم عنها من مشاعر ألم

.وتصوير الذات على أنها ضحية

ما أن له مقاييس عديدة هناك تعريفات عديدة للذكاء العاطفي ك

ومن أبرز تعريفاته أنه . إنه المقابل العاطفي للذكاء العقلي. لقياسهقدرة الفرد على فهم ذاته وفهم اآلخرين من حوله، "يتمثّل في

وتقديره لمشاعرهم، وتكيفه ومرونته تجاه التغيرات المحيطة به، من تحمل والتعامل بطرق إيجابية مع المشكالت اليومية بما يمكنه

الضغوط النفسية التي يتعرض لها، والتحكّم في مشاعره وإدارتها ومن يمتلكون الذكاء العاطفي تكون ). ٢٠٠٠بار أون " (بكفاءة

احترام امتالكلديهم القدرة على تمييز العواطف والتعبير عنها، إيجابي للذات، إبراز إمكاناتهم الكامنة بشكل واقعي، ولذلك فهم

كما أنهم يتميزون بالقدرة على فهم مشاعر . سعيدةيعيشون حياةوبذلك فهم يتمتعون بالتفاؤل . اآلخرين وإقامة عالقات متبادلة معهم

والمرونة والواقعية والنجاح في حل المشكالت ومواجهة الضغوط .دون فقدانهم للسيطرة

نموذجاً من خمسة أبعاد للذكاء العاطفي ) ٢٠٠٠(ويقدم بار أون

: منها مجموعة من القدرات والمهاراتيتضمن كل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 116: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٦

الوعي بالعواطف الذاتية، والقدرة :البعد الشخصي ويتضمن - توكيد الذات، ،على فهم المشاعر الخاصة والتعرف عليها

احترام، واالعتقاداتوالقدرة على التعبير عن المشاعر واألفكار درة تحقيق الذات والق،الذات والقدرة الدقيقة على تقويم واقعها

،على معرفة اإلمكانات الشخصية وتحقيقها من خالل اإلنجاز الفكري والعاطفي االستقالل الشخصي مع القدرة على االستقالل .والسلوكي

التعاطف مع اآلخرين والقدرة على : ويتضمناالجتماعيالبعد -

التي تتجلى في القدرة االجتماعية المسؤولية ،فهم مشاعرهم ، المتعاونة مع الجماعات والمجتمععلى المشاركة الفاعلة

التي تتمثّل في القدرة على المبادرة إلى االجتماعيةالعالقات متبادلة وتقارب عاطفي والحفاظ اجتماعيةإقامة عالقات

.عليهما

المرونة المتمثلة في ، الواقعاختبار وتتجلى في القابلية للتكيف -بما يتناسب القدرة على تعديل العواطف واألفكار والسلوك

حّل المشكالت ،والتغيرات التي تطرأ على الحاالت والوضعياتلجهة القدرة على تعريف المشكلة وتحديدها، وتوليد أفضل

.الحلول لها مما يتمثّل في تحمل الضغوط إدارة الضغوط والتحصن ضدها -

،واإلحباطات ومقاومة الظروف المعاكسة والتعامل الفعال معها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 117: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٧

والقدرة على مقاومة النزوات والتحكّم يةاالندفاعضبط .بالعواطف وتحقيق اإلرضاء المتكيف لها

ويتمثّل في التفاؤل والقدرة على رؤية اإليجابياالنطباع -

اإليجابيات في الحياة، والحفاظ على النظرة اإليجابية تجاه الذات السعادة والقدرة على الشعور ،والدنيا عند مواجهة الصعاب

ن الذات وأنها بخير وأن اآلخرين بخير وأن الدنيا بالرضى ع . بالحياةاالستمتاعبخير، وبالتالي القدرة على

ينشأ الذكاء العاطفي منذ الطفولة وينمو مع التقدم في العمر، حين

أي تتقبله (يترعرع الطفل في كنف أسرة تتقبلة بشكل غير مشروط التوجيه، والتواصل وتوفر له الحب والحنان والرعاية و) لذاته

وهو ما يشكّل مقومات الصحة النفسية التي تتمثّل . اإليجابي الغنيونرى بالتالي كيف أن األحداث . في مقومات الذكاء العاطفي

المحرومين عاطفياً وأبناء األسر المتصدعة يحرمون من فرصة نمو ذكائهم العاطفي الذي يشكّل األساس المتين للتكيف اإليجابي

.ل والمندمج والمشارك الحقاًالفاع

ال بد إذاً من العمل على عالج قصور الذكاء العاطفي لدى نزالء وهو أمر أصبح متوفراً من خالل . المؤسسات الذين نحن بصددهم

البرامج العديدة المخصصة لتنميته والتي أصبحت تطبق على تالميذ ة ومختلف المدارس الرائدة، وحتى على الكبار في اإلدارة والصناع

يشكّل عالج قصور الذكاء العاطفي األساس المتين . مناحي الحياةلكل عملية اإلصالح والتأهيل وصوالً إلى تمكين الحدث من

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 118: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٨

الوصول إلى الوفاق مع ذاته ومع اآلخرين والدنيا وتحمل مسؤولية أما تجاهل . حياته ومواجهة المستقبل بشجاعة وبشكل بنّاء وفاعل

ري من الرعاية فإنه سيشكّل إعاقة فعلية لها هذا البعد المحو .وبالتالي للتكيف الالحق

يعاني الحدث : محور الغربة عن عالم الدراسة والعمل والمجتمع- ٢

من الغربة عن عالم االنحرافالجانح كما المعرض لخطر فالمسألة ليست مقتصرة على مشكلة نوعية مثل التأخر . الدراسة

الهروب أو مشكلة سوء توافق سلوكي أو والتسرب الدراسي، أوبل هي مشكلة كلية ال . صراع مع التالميذ والمعلمين أو النظام

وبالتالي . تعدو هذه الحاالت النوعية أن تكون مجرد أعراض لهافإن عالج هذا العارض أو ذاك من ضمنها ال يضمن بالضرورة

د الحدث إننا بصدد واقع يج. التكيف الدراسي والنجاح التحصيليإذ، كما سبق بيانه، . من هؤالء ذاته فيه غريباً عن عالم المدرسة

يكون قد نشأ على األغلب في أسرة ال تكترث كثيراً بالتعليم بما هو وخصوصاً إذا كان قد تعرض . واجتماعيةقيمة ذاتية ومستقبلية

وليس هناك من نموذج يحتذيه في . للقسوة واإلهمال والنبذ والتسيب حيث األب واألخوة هم على األغلب من المتعثرين البيت

والمتسربين دراسياً، وبالتالي تحولوا إلى أوضاع متفاوتة من سوء وهكذا يفتقد الحدث المرجعية ذات . والمهنياالجتماعيالتكيف

سواء من قبل األب أو األخوة واجتماعياالقيمة والجدارة تعليمياً شية، أعمال متفاوتة في قيمتها بطالة، إدمان، هام(األكبر سناً

وتكون النتيجة تعطيل تفتح الشهية ). مردودها الماديوانتظام فرص اإلعداد الجيد للدراسة انعدامويضاف إليها بالطبع . للدرس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 119: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١١٩

. من خالل تنمية القدرات اللغوية والذهنية الالزمة للتحصيل الناجحويتحول . وانينهيتكيف هؤالء األحداث منذ البداية لعالم الشارع وق

تحّل . ذكاؤهم نحو التحايل وتدبير الحال الذي يحكم هذا الشارعشجار، (اللغة الحركية وقانون القوة والغلبة في البيت والشارع

محل اللغة الرمزية التي تستوعب وقائع الحياة ) عنف، ضربوتعقلنها، مما يشكّل أساس نجاح التحصيل القائم على المهارة

في . التعامل المنطقي والعقالني مع هذه الوقائعاللغوية وعلى الجدارة والعجز وانعدامالمدرسة يشعر هؤالء األحداث بالدونية

.المتعلّم مما يدفع بهم بعيداً عن التحصيل خوفاً من مرارة الفشلوما ينطبق على الدراسة يسري هو ذاته على التدريب المهني حيث

متعلّم وإعالن الهزيمة مسبقاً مما يبرز تدني مفهوم الذات والعجز الال . في التدريب المهنياالنخراطيدفع بهم بدوره إلى التهرب من

يرى الحدث من هؤالء لذاته من مكانة مهنية مستقبلية توفر التقدير ولذلك فهو يكرر الفشل إذا لم . الحياتيةاالحتياجات وسد واالحترام

مفرغة، ووضعه على طريق يتم التدخل الفاعل لكسر هذه الحلقة ال .النماء والنجاح في الدراسة والتدريب

هنا أيضاً . وتشكّل الغربة عن المجتمع الركن اآلخر من هذا الثالثي

بانعدام، حيث يشعر االجتماعيةيعاني الحدث من تدني الكفاءة والتقدير، إذا لم يصل حد الوصمة االحترام إلى واالفتقاراألهلية

ابتدأت في األسرة واستمرت في المدرسة التياالجتماعيةوالتدريب المهني وفي العالقة مع األجهزة األمنية، والموقف الحذر

وتشكّل النشأة في األحياء . االجتماعيةوالنابذ من قبل الهيئات الهامشية أبرز عوامل هذه الغربة، إذ أن هذه األحياء بطبيعة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 120: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٠

تكيف وعالقاته وأدواره تكوينها ذاته تبقى خارج دائرة المجتمع الم . واالعتباروأنشطته ذات القيمة

وهكذا ينشأ نوع من الحذر المتبادل ما بين عالم المهمشين وعالم

فبدالً . ، ومعها تتباعد الشقة بينهماواالحترامالذين يحظون بالتقدير المتبادل تفتح عالقات الشك والحذر الباب واالعترافمن اللقاء

ويكون األحداث أول الضحايا حيث . اء والتنكّرعلى مصراعيه للعد . بإنسانيتهماالعترافيفقدون حقهم في

هنا كذلك ال بد من تدخل فعال لمصالحة الحدث مع ذاته واآلخرين

وبناء الموقع واالندماج االنتماءوالمجتمع ومؤسساته التي تكفل ل مقنعة الغربة ولو بأشكااستمرارأما البديل اآلخر فهو . والمكانة

حيث يشعر الحدث في دخيلة نفسه أنه ال ينتمي إلى العالم مكانته ضمنه، ولذلك فهو يدير انتزاع، وال أمل له في االجتماعي

يبذل الجهد األدنى في الدراسة والتدريب . ظهره للحياة المتكيفةذلك ما يفسر . تجنباً للمساءلة، بينما هو يعيش في قوقعته الخاصة

عالقات إيجابية بينه وبين المشرفين على رعايته في صعوبة إقامة وهو ذاته ما يفسر تذبذبه خالل إقامته فيها ما بين إقبال . المؤسسة

كسر . وتباعد وإدارة الظهر وتراخانكفاء وحماس، وبين وانفتاحهذه الحلقة المفرغة يشكّل محوراً أساسياً من محاور أي برامج

.رعاية

يشكّل هذا القصور : والحس الخلقي الدينينمحور قصور اإليما - ٣بعداً أساسياً من السلوك المضاد للمجتمع والجنوح عند األحداث،

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 121: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢١

هناك تسليم بالدين وضرورة ممارسة الشعائر . كما عند الكبارإال أنه يظل عادة محدود . والعبادات والتمسك بالمعايير الخلقية

حيان الروادع الكافية بإزاء الفاعلية بحيث ال يشكّل في الكثير من األ: إنه تسليم غير فعال. ونزوات السلوك الجانحاالنحرافمغريات

بهويته الدينية وتمسكه بها إال واعتزازه الديني بانتمائهيقر الحدث . أن ذلك ال يشكّل قوة هادية وموجهة كافية له في عالقاته وسلوكاته

باالنتماءلتصريح ما بين ااالزدواجيةوبالتالي تظهر حالة من الديني وبين سلوكات التضليل واإلساءة وخرق المحظورات الخلقية

. والقانونية

وقد يستخدم الجانح المحترف من هؤالء التمسك بالدين والمناداة به بمثابة وسيلة للهروب في الفضيلة، حين يحشر ويوضع أمام

واألخالق مسؤولياته الخلقية عما أقترفه من أفعال منافية للدين يظهر نوعاً من الفضيلة التي تضلل محدثه من خالل . والقانون

إعالن التوبة وصوالً إلى التبشير بالفضائل الدينية وإعالء شأن ليس الهدف من . المحرمات وكأنه يتحول أحياناً إلى واعظ ديني

ذلك التمسك بتعاليم الدين الحنيف وإنما التحايل والتضليل لإلفالت . الحقيقي واإليمان الفعليمن التغيير

فاعلية وازعه وكنتيجة له، وانعدامإضافة إلى قصور اإليمان الديني

هناك قصور واضح في الحس الخلقي سواء على صعيد الحالل بالعالقات مع اآلخرين، والبر االلتزاموالحرام أم على صعيد

ير بالوالدين وذوي القربى، أم على صعيد المسؤولية الذاتية والضمفحين تسنح الفرصة أو . الخلقي الذي يظل معطالً رغم الجهر به

. الخلقيين بشكل شبه كليوااللتزامتشتد النزوة يتعطّل الحس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 122: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٢

ولذلك تحتل التربية الدينية وغرس اإليمان الفعلي وتنمية الضمير الخلقي مكانة رئيسية ومحورية في العمل الرعائي التأهيلي داخل

اء بمثابة نشاط قائم بذاته، أم بمثابة إطار المؤسسة وخارجها، سو .مرجعي جامع وموجه للسلوك في مختلف األنشطة

وسوء االضطراب إنه مصدر كل أبعاد : محور الصراع مع األسرة- ٤

التكيف السابقة مما فصلنا فيه القول في مواضع عدة من هذه عافاة مأسرة والمتكيف هو في األصل وليد المعافىالطفل . الدراسةوالحدث غير المتكيف هو بدوره نتاج أسرة غير معافاة . ومتكيفة

على مستوى العالقات الزوجية والوالدية وعالقات األخوة سواء في مكانة الحدث ضمن األسرة لدى اختاللهناك دوماً . بسواء

في رعايته وحمايته وتوفير واختاللالوالدين وقيمته وداللته، ياتية وتوجيهه وغرس ضوابط السلوك في حاجاته العاطفية والح

القاسي، النابذ، " صراع مع األب االختاللوتكون نتيجة هذا . نفسهأو الفاقد للجدارة الوالدية، بما ال يجعله يمثل مرجعية إيجابية متينة

. تحمي وترعي وتمنع وتمنى حس المسؤولية والمعايير الخلقيةبالتالي فالتباعد عنها ولذلك فالصراع مع األسرة من الثوابت، و

وميول العداء تجاه األب ) الهروب المتكرر(متكرر لدرجة الغربة ويتصف الموقف من األسرة . والحقد عليه ليست من األمور النادرة

وحتى حين يشكو من قلة زيارة . االلتزاموالعالقات معها بعدم األهل، فإنه حين يؤذن له بزيارتهم قد تراوده أفكار الهروب

. في المغامرات الجانحة متناسياً شكواه وأهله معاًنخراطواال يعـاني األحـداث الجـانحون :محور قصور المهارات الحياتيـة -٥

، وخصوصاً أولئك الذين نشأوا فـي االنحرافوالمعرضون لخطر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 123: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٣

امتالكأسر متصدعة وفي األحياء الهامشية من قصور واضح في الحياتيـة مجموعـة مـن ويقصد بالمهـارات . المهارات الحياتية

الكفايات التي تساعد المرء على التفاعل بنجاح مع مواقف الحيـاة اليومية، وتزوده بالقدر الالزم من المعرفـة العلميـة والقـدرات المنهجية العملية للتعامل مع المشكالت والقضايا التي تواجهه فـي

ولقد لخصتها بعض الصيغ فـي محـاور . حياته وبيئته ومجتمعه : هيأربعة

، تحديد األهداف، المنهجيوتتضمن التفكير : مهارات العقل - أ

القرارات، تعريف المشكالت وتحليلها اتخاذتحليل البدائل، من الموازنة ما بين الميسرات والمعوقات، انطالقاوحلّها

.التخطيط الحياتي الراهن والمستقبلي طف وتفهم وتتضمن التواصل والتفاعل والتعا: مهارات القلب- ب

المشاعر واألحاسيس الذاتية وإدارتها، مع تفهم مشاعر باآلخرين، التواصل، االهتماماآلخرين والتعامل معها،

. التعاون والمشاركة وحّل الصراعات مع اآلخرين وتتـضمن القـدرات ):أو المهـارات العمليـة ( مهارات اليد -ج

عمـال السلوكية والحسية الحركية علـى القيـام بـبعض األ المساعدة على تيسير شؤون الحياة العملية وتدبر أمورها مثل التعامل مع اآلالت واألدوات وتشغيلها وإصـالحها وإنجـاز

.مختلف المهارات اليدوية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 124: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٤

وتتضمن حسن الحال النفسي والوجودي مثل : مهارات الصحة-دتقدير الذات، والمسؤولية عن إدارة الذات، وتعزيز الصحة

كما تتضمن الحفاظ على الصحة . اومة الضغوطاتالنفسية ومقالجسدية والوقاية من األمراض واألوبئة والملوثات والمخدرات، والصحة اإليجابية والحفاظ على السالمة الجسمية والصحية والنفسية ووقايتها من مختلف األخطار، وإتباع أسلوب حياة صحي في المأكل والمشرب والتصرف

.وعادات الحياة من هذا التحديد العام، يتضح للمسؤولين العارفين بأوضاع طالقاان

االجتماعيهذه الشريحة من األحداث التي نشأت في حالة من الغبن والفقر الثقافي، والحرمان العاطفي مدى قصور نمو مهارات االقتصادي

وليس ذلك بمستهجن إذا تذكّرنا أن حياتهم في أسرهم يغلب . الحياة لديهم التخطيط، وغياب برنامج إدارة وانعدام بالفوضى واإلهمال أن تتصف

التخطيط وانعدامذات وحياة، والعيش رهناً بظروف الحياة وما تحمله، ويضاف . موارد الدخلانتظام يقين انعدامللمستقبل أو التحوط له، وحتى

إلى ذلك تدني الرعاية الصحية الجسدية وقلة الوقاية من األمراض، ي معالجة اإلصابات، وعدم تخطيط الوالدات بحيث يفلت والتراخي ف

ولقد . للحتمية البيولوجيةاالستسالماألمر من السيطرة الذاتية في نوع من سبقت اإلشارة إلى مدى إهمال رعاية األطفال وتوفير مقومات النمو النفسي والذهني لهم، وغياب التواصل والتفاعل، وغياب التدريب على

. مع قضايا الحياة ومشكالتهاالتعامل الذهني

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 125: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٥

كل أوجه القصور هذه تجعل من هؤالء األحداث كائنات متواضعة اإلعداد للتعامل مع الحياة ومتطلباتها وتحدياتها، مما يزيد من غربتها عن

. والمشاركةاالندماج إلى مهارات الفتقارهاالمجتمع وتباعدها عنه نظراً

ة تدخّل في صلب عملية التعليم أصبحت برامج مهارات الحياة العديدفي مدارس النخبة، حيث أن التمكّن من بناء المستقبل وإدارة الذات وتدبير أمور الحياة لم يعد يقتصر على مجرد التحصيل الدراسي، وإنما يوازيها ويسير معها برامج المهارات الحياتية التي تتدرج على مختلف

فإذا كان هذا هو الحال في . هواحتياجاتمراحل التعليم وخصائص النمو مدارس النخبة، فإن رعاية األحداث الجانحين والمعرضين لخطر

تقتضي من باب أولى العمل على عالج قصور مهارات الحياة االنحرافالواضح لديهم، إذا كان للرعاية أن تحقق أهدافها في إعداد المواطن

ذلك أن تعديل . هالقادر والمتمكّن من إدارة ذاته وتسيير شؤون حيات والنجاح االجتماعي االندماجالسلوكات الجانحة ال يكفي بمفرده لضمان

، االندماجالحياتي، إذا لم يزود الحدث بالمهارات التي تمكّنه من هذا وتعزز ثقته بذاته وإمكاناته على شق طريقه في الحياة والتمكّن من بناء

. المستقبل

أهيلي داخل المؤسسة أو خارجها، ت/ال بد إذاً ألي برنامج رعائيمن العمل على هذه المحاور ) الرعاية الالحقة(أو بعدها ) الوقاية(قبلها

وكل نشاط مهما كان نوعه . الخمسة التي تشكّل أركان العمل الرعائييتعين أن يغطي أحد عناصر هذه المحاور في نوع من خطة عامة تنمي

فرصة تصالح الحدث مع ذاته وأسرته والمهارات الحياتية وتوفر االقتدار .ومجتمعه، ودينه، وكذلك مع مستقبله التعليمي والمهني

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 126: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٦

:التأهيلي/ أنشطة البرنامج الرعائي-ثانياً

تتوافق مؤسسات رعاية األحداث الجانحين على األنشطة األساسية وليس الغرض هنا تكرار ما يرد في . للرعاية والتأهيل وتقوم بتوفيرها

القطرية حول الموضوع، إنما ربط هذه األنشطة بمحاور تأهيل التقارير الحدث الجانح وأركانها، وتبيان دور ووظيفة كل منها في ذلك، مع

التي يتعين أخذها في الحسبان كي تؤتي االعتباراتاإلشارة إلى بعض .هذه األنشطة نتائجها المرجوة

بت األساسية في وهو بالطبع من الثوا:التعليم واإلعداد العلمي - ١

تحسن سياسات الرعاية في دول مجلس التعاون . اإلعداد للمستقبل تعليماً معترفاً به من وزارات المؤسساتحين توفر لألحداث في

في مراحله في المدارس الخارجية بعد االستمرارالتربية، ويمكن االمتحاناتالتخرج من المؤسسة، ويكرس بشهادات رسمية من خالل

فالكفاءة التعليمية هي . لمعايير وزارة التربية وأنظمتهاالخاضعةأساس كل إعداد مهني جاد ونظامي وفعال، مع تزايد متطلبات عالم

وهنا يتعين مراعاة القضايا التالية كي . المهن من المعارف األساسية :ينجح البرنامج التعليمي

يع بين ال بد من الشغل خالل البرنامج التعليمي على عالج ما يش -

األحداث من فقدان الثقة بالنفس على صعيد القدرة على التعلّم، أو ما أسميناه العجز المتعلّم، وما يطلق عليه أحياناً في األوساط

والمقصود بذلك هو أن ". النبوءة التي تحقق ذاتها"التربوية تعبير الحدث قد مر بسلسلة من تجارب الفشل في التعليم قبل وصوله

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 127: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٧

سة الرعائية، ولذلك فلقد أصبح يتجنّب الدراسة كي ال إلى المؤسولهذا ترى نسبة ال . يجابه عجزه ويعاني مرارة الفشل من جديد

يستهان بها من هؤالء األحداث يصرحون مسبقاً بعجزهم، علينا أن نقهر هذه . وبالتالي تهربهم من الدرس وأعبائه وتحدياته

ليهم بإمكانات النجاح، الذي عندهم ونعيد الثقة إاالنهزاميةالروح يتوقون إليه في دخيلة نفوسهم، إنما يكبتون هذا التوق خوفاً من

وعلينا أن نعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم وإمكاناتهم العقلية . الفشل .االستسالموالمعرفية، وصوالً إلى إخراجهم من حالة

م فلقد تعلّ. كما أن هناك ضرورة للشغل على نظام التوقعات لديهم -

هؤالء في البيت والمدرسة أن ال أمل لهم في النجاح التحصيلي والوصول إلى مكانة مرموقة، وبناء قيمة ذاتية مستقبلية من خالل

وغالباً ما يغرس أهلهم ومعلموهم في أنفسهم بأنه لن . الدرسيرجى منهم خير، ولن يصلوا إلى شيء ذي قيمة، وأن مصيرهم

. ي، أو نشاطاً هامشياً يتعيشون منهلن يعدو عمالً يدوياً غير مهننظام التوقعات المتدني على صعيد التحصيل، مضافاً إليه النمذجة السيئة من قبل األخوة األكبر الفاشلين في الدراسة والعمل، يصد

وما لم يعالج هذا األمر من خالل التشجيع . دافعيتهم للدراسةئجه معرضة وحسن التخطيط فإن التعثّر الدراسي سيتكرر ونتا

.ألن تظل هزيلة، ويظل معها الحدث غريباً عن عالم الدراسة من وسائل العالج التعليمي لهذه الحالة تكييف البرنامج الدراسي -

خالل التنفيذ العملي، بحيث ينطلق مما هو عملي ومحسوس وقائم ، وليس على الممارسة والتجريب وصوالً إلى النظري والمجرد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 128: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٨

فمن المعروف أن . لتعليم التقليدي في االعكس كما يجري عادةه من المستوى النظري المجرد ءء قد حول ذكاالحدث من هؤال

الذي تتطلبه العملية التعليمية التقليدية إلى المستوى الحياتي العملي القائم على تدبير الحال والتعامل مع تحديات الحياة اليومية،

ثابرة على ما هو ولذلك فإن قدرته على الم. وتحديات الشارعيتعين إذاً الدخول من مدخل . نظري تكون محدودة في البداية

التطبيقات العملية، والقضايا اإلجرائية، وصوالً إلى ما هو بذلك يجد الحدث من هؤالء ذاته، ويتمكن من اإلنجاز . نظري

. والنجاح، وتفتح بالتالي شهيته للتعلّم المعتاد

امج التعليم ومادته بحيث يقسم إلى كما يتعين إعادة تخطيط برن -وال بد بالطبع من . وحدات صغيرة يستطيع الحدث النجاح فيها

مكافأته على هذا النجاح من خالل مختلف المعززات المادية وال بد أن يثاب على . والمعنوية والنشاطية المعروفةواالجتماعية

التالي ويتعين ب. كل نجاح جزئي يحققه وبشكل مستمر في البدايةتجنّب وضع مخططات بعيدة المدى شهرية أو فصلية لهذه المكافآت ألن الحدث يظل عموماً أسير الحاضر، ويتعذّر عليه

إن مفتاح . مستقبل بعيد في البدايةاستشراف طويالً، أو االنتظارالنجاح وفتح الشهية للتعلّم يكمن إذاً في تصميم أنشطة تعليمية

دث من النجاح فيها، أو ينال التقدير قصيرة المدى، يتمكّن الح . مباشرة وبشكل مستمر على هذا النجاحواالعتراف

كما يتعين إعادة النظر في تعليم األحداث الجانحين بطغيان البعد -

الرياضي الشائع في / النظري/ المعرفي القائم على الذكاء اللغوي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 129: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٢٩

لمتعددة الذكاءات ااستكشافال بد من . مناهج التدريس التقليديةورصد تلك التي تتوفر للحدث الجانح، وأبرزها إضافة إلى الذكاء

، والحركي، والمكاني، االجتماعيالرياضي كل من الذكاء /اللغوي اكتشافهوكل حدث ال بد أن يتمتع بواحد فيها يتعين . والفني

والتركيز عليه وتوسله كمدخل في عمليات التعليم، والعمل على ذلك أن الدراسة النظرية والنجاح فيها . األولتنميته في المقام

.ليست بالضرورة ضمانة أكيدة للنجاح في الحياة من خالل االجتماعي االندماج وهو أيضاً عدة :التدريب المهني - ٢

مهني ناجح ال يمكن اندماجذلك أنه بال . النجاح المهني المستقبلي من تأهيل مهني ال بد إذاً. االجتماعي واالندماجضمان التكيف

نظامي يساعد على النجاح في الممارسة المهنية المجزية، وليس . فقرات البرنامج وملء ساعاتهالستكمالمجرد تدريب مهني هامشي

ويتوقف النجاح في ذلك على إجراء عملية توجيه مهني فعلية للحدث فال يفرض عليه تعلّم مهني أو . في التدريب النظامياالنخراطقبل

ليس لديه القدرات الالزمة للنجاح فيها، أو الميول والرغبة في حرف . والتوجيه المهني معروف العناصر والمقومات واإلجراءات. مجالها

القدرات والميول استكشاف له هي تلك المتمثلة في ةوأبسط صيغوسمات الشخصية لدى الحدث وظروف حياته المستقبلية بما فيها من

لها، ومن ثم مواءمتها أو مطابقتها مع فرص، ورسم مخطط بياني المهنة األنسب، من حيث القدرات والميول وخصائص الشخصية من جانب، ومن حيث ظروف حياته المستقبلية وما فيها من فرص من

فاألولى توفر أساس النجاح في التدريب والرغبة فيه . ناحية ثانية أو انبساطمن (بما يتمشى مع خصائص شخصيته ) القدرات والميول(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 130: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٠

، أو حب للعمل في البيئة المفتوحة أو البيئة المغلقة، أو العمل انطواءوأما الثانية فتمهد السبيل ألنه يجد ). مع الناس أو األشياء أو البيانات

ذاته مهنياً في البيئة الطبيعية بعد التخرج، حيث تتوفر له فرص .العمل وكسب الرزق الالئق

جيه المهني والتدريب المنتظم بمرحلة أولية قد يتعين أن يمر التو -

األحداث في ورش فنون صناعية مختلفة على انخراطتتمثّل في ميولهم ورغباتهم وقدراتهم، مثل واستكشافسبيل الهوايات

هوايات الزراعة وتربية الطيور والنجارة والكهرباء وسواها، مما يشيع في المدارس المتقدمة التي وااللكترونيات

عالم العمل استكشافرص على مساعدة تالميذها على تحوإذا عممت مثل . واإلنجاز العملي، وتنمية هواياتهم وقدراتهم فيه

هذه الورش وشجع األحداث على ممارسة قدراتهم وهواياتهم فيها فإنهم سيكتشفون هذه الميول والقدرات من ناحية، وسيجدون ذاتهم

تجات التي تعرض أو من خالل النجاح في صناعة بعض المنتباع، موفرة مصدراً للتقدير والدخل المادي، مما يشكّل معززاً

وتشكّل مالحظة . هاماً جداً لفتح شهيتهم للتدريب المنهي النظامياألحداث خالل هذه األنشطة الوسيلة األنسب لقياس ميولهم

التوجيه المهني اختباراتوقدراتهم وصفاتهم الشخصية، أكثر من ية التي يطغى عليها الطابع النظري، والتي قد يخشاها التقليد

ثقتهم بأنفسهم، كما قد ال ينجحون فيها، مثلما الفتقاداألحداث إن الورش ليست إذاً . يمكنهم أن ينجحوا في الممارسة العملية

مسالة هواية مجردة، بل هي وسيلة تهيئة وإعادة تأهيل للتدريب .المهني النظامي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 131: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣١

لمهني يتعين أن يتبع كذلك نظام تخطيط العمليات خالل التدريب ا -إلى مراحل جزئية يمكن أن توفر النجاح السريع للحدث في كل منها ومكافأته المستمرة في البداية على هذا النجاح من خالل أنظمة التعزيز المعتادة، وخصوصاً نظام الدرجات، أو لوحة

والتي تؤهله النجوم التي يمكن أن يربحها في كل حصة تدريب، للحصول على مكافآت يتفق عليها ويرغب هو فيها حين تتجمع

.لديه كمية منها متفق عليها، أو خالل نهاية األسبوع تشكّل الزيارات الميدانية إلى بعض المصانع والمواقع المهنية ذات -

الصلة ببرامج التدريب المهني في المؤسسة، وسيلة هامة للتوعية على عالم العمل من ناحية وللتشجيع وفتح واإلطالع فوالتثقي

باالحترافالشهية للتدريب المهني وبناء الوعي المستقبلي .المهني

ولضمان فتح الشهية وخلق الدافعية لكل من التعليم والتدريب -

بينهما، أو بشكل أصح الدمج بينهما المزاوجةالمهني، ال بد من ملية في ورشة بحيث يتكامل الدرس التعليمي مع الخبرة الع

وتتمثل الحالة الفضلى في هذا . الحرف، أو عملية التدريب المهنيالمجال في قلب األولويات المعتادة، بحيث تأتي ورشة الحرف والتدريب على المهنة سابقة على الدرس التعليمي الذي يستند إليها ويكرسها ويجيب على تساؤالتها ويوفر الكفاءة المعرفية

لالنخراطبذلك تكون فرصة خلق الدافعية . فيهاالالزمة للنجاح .في التدريب والتعليم والنجاح فيها في أحسن حاالتها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 132: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٢

وتستكمل عدة التدريب المهني من خالل توفير مكتبة عادية، -ومكتبة أفالم فيديو وتشجيع األحداث على مشاهدتها جماعياً ونقاش موضوعاتها وقضاياها، مع المرشدين مما ينمي الوعي

بعالم العمل ويفتح الشهية له من خالل اإلطالع على نماذج النجاح واإلنجاز والتشجيع على محاكاتها ورفع المعنويات بقدرة

كما أن الكتب واألطالس والموسوعات التي . األحداث على ذلكتجيب على ميول األحداث وفضولهم المعرفي تشكّل حافزاً هاماً

المهني واأللفة به، وصوالً إلى في عالم العملاالنخراطلهم على .كسر حاجز الغربة السابق بينهم وبينه

ويشكّل تعلم أخالقيات العمل ركناً أساسياً من اإلعداد المهني - مبادئ أبرزهامن . بهاواالعتزازوتكوين هوية مهنية مستقبلية

الممارسة المهنية، واحتراماإلتقان والجدية والمسؤولية واألمانة وكلها تشكّل . مثابرة والجهد وثمن النجاح والقدرة عليهومفهوم ال

وإذا تكون هذا . الشخصياالعتزازمفهوم الذات المهنية مصدر الراسخ االجتماعي االندماجالمفهوم فإنه يمثّل أهم ضمانات

تهدف أخالقيات المهنة إلى تمثّل . والنجاح المهني المستقبلي يكون موضع تقدير الحدث معاييرها إذاً وبناء مفهوم ذات مهني

الشخصي من ناحية ثانية، إضافة إلى أنها توفر معايير األداء .المهني الجاد الذي يشكّل طريق النجاح األكيد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 133: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٣

ويشكّل رأس مثلث األركان :التربية الدينية وتعزيز اإليمان الديني - ٣مع التعليم ( والتكيف المستقبلي االجتماعياألساسية للتأهيل

وهو يشغل مكانة مميزة في برامج مؤسسات رعاية ). يبوالتدركما أنه يتميز بالتطور والشمول . األحداث في دول مجلس التعاون

نكتفي إذاً باإلشارة . من حيث محتوياته، مما ال يدع مجاالً للتكرار .إلى أبرز وظائف التربية الدينية

ا وأركانها أولها بالطبع تنمية اإليمان بالعقيدة وممارسة شعائره -

وواجباتها من صالة وصيام، وصوالً إلى إمامة الصالة من قبل وكذلك ممارسة األعياد الدينية وأفراحها . األحداث أنفسهم

إلى الدين ورسوخ واالنتماءوشعائرها مما يخلق إحساساً بالفرحة إلى الجماعة والوطن االنتماءاإليمان فيه ويمثل أبرز مقومات

عرف على أبطال اإلسالم وسيرهم وإنجازاتهم وكذلك الت. واألمةوصوالً إلى تمثّلها واإلقتداء بها، باعتبار هذه القدوة أقوى وسائل

إلى االنتماء والخلقي، وأبرز وسائل االجتماعيتنمية الحس والتكيف االجتماعي لالنتماءوهي كلها تمثّل أساساً راسخاً . الهوية

.نتماءاال بالنفس من خالل هذا واالعتزاز

مد الحدث بمشاعر األمن واالنتماءيوفر ترسيخ اإليمان -والطمأنينة القاعدية والسالم النفسي الداخلي، مما يعالج الكثير مما

وإحساس بالنبذ واضطراباتيعاني منه هؤالء من قلق ومخاوف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 134: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٤

واإلهمال والقسوة، ويفتح السبيل أمامهم للصحة النفسية التي ي للتكيف االجتماعي الالحق، من خالل تشكّل المعبر األساس

اإليمان برحمة اهللا في خلقه وعنايته بهم تعويضاً عن قصور بامتحانوكذلك من خالل اإليمان . العناية والرعاية األسرية

المشيئة اإللهية للعباد وصبرهم الذي ال بد أن يتلوه الخالص .والثواب

ة مع األسرة من خالل توفر التربية الدينية أساساً هاماً للمصالح -. تعاليم البر بالوالدين وذوي القربى، وصلة األرحام والرأفة بهم

إنها تشكّل أحد أبرز العوامل لتجاوز الصراعات واألحقاد واإلحساس بالظلم والغبن اللذين يشكالن وقوداً أساسياً للسلوك

إلى األسرة يفتح االنتماءومع فتح مجال عودة . المضاد للمجتمع إلى الجماعة من خالل تعلّم قيم التوادد والتراحم لالنتماءال المج

وهو . والتواصل والتساند، ووحدة الجماعة ووحدة المسؤولية عنها ويمد بوسائل عالج االجتماعيةما يعالج تلك الغربة عن الحياة

الصراع مع الدنيا والناس والخروج عن الجماعة والمجتمع .ومعاييرها

دينية إمكانات غرس قيم العمل والجد والسعي توفر التربية ال -

والعلم والمعرفة، واألمانة واإلخالص في العمل، وسواها من القيم الحدث والتزاماته الخلقية تجاه ذاته وتجاه ذويه الستقامةالالزمة

واآلخرين، وخصوصاً من خالل التركيز على أخالقيات التعامل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 135: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٥

يوفر أساساً متيناً وهو ما. أن الدين هو المعاملةباعتبارألخالقيات العمل المهني والوفاء بالتزاماته، ومفاهيم الجد

. والعطاء، والتمتع بثمارهاواالجتهاد

كما يتعين أن تركز التربية الدينية على مفاهيم الحالل والحرام - تشكّل الركن األساسي في التربية باعتبارها بتعاليم الدين وااللتزام

في كل ذلك غرس القيم اإليجابية والتكيد ويستحسن . الخلقيةعليها، وإثارة روح األمل والتفاؤل والنظرة اإليجابية للذات

إذ يشكّل ذلك عالجاً هاماً لروح . واآلخرين والحياة عموماًالتشاؤم واليأس والنظرة السلبية إلى الذات ومواقف العداء من

اإلثارة اآلخرين والمؤسسات والدنيا عموماً، والتي تصعد من االنفجارية في نفس الجانح وتدفع به إلى ردود الفعل االنفعالية

.والمضادة للمجتمع

خالصة القول إن التربية الدينية وترسيخ اإليمان وتمثل القيم، إلى الثقافة واالنتماءوالتماهي باإلبطال والرجال الصالحين،

يوياً اإلسالمية والجماعة تمثل في مجملها برنامجاً هاماً وحومحورياً في تأهيل األحداث الجانحين وإدماجهم في المجتمع، إذا تمت العناية بها وحسن تخطيطها وتنفيذها، في تجاوز للممارسات

.الروتينية

العالقة الطيبة ما بين :المصالحة مع األسرة وتمتين الروابط معها - ٤، الحدث وأسرته إذا كانت متفهمة ومتجاوبة مع برنامج الرعاية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 136: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٦

ذلك أن . االجتماعي االندماجتشكّل مهمة رئيسية من مهام عملية الحدث األصلي يتعين أن يكون ألسرته التي تتقبله وترعاه انتماء

وتعطيه مكانته وقيمته، مما يساعد على تعزيز الصحة النفسية فالصراع مع المجتمع في . في آن واحداالجتماعي واالنتماء

هو النتاج المباشر للصراع مع األسرة، سلطاته ومؤسساته ومعاييرهوحين . أو لصراع األسرة غير المتكيف مع المجتمع والغربة عنه

يصل الحدث إلى إقامة عالقة طيبة مع الوالدين واألخوة، وينمو إلى نحن أسرية متكيفة واالنتماء العاطفي معهم، االرتباطلديه

.االجتماعي ءواالنتمايكون قد سار بعيداً على درب التكيف

ويحتل إصالح العالقة مع األب دوراً هاماً، وذلك من الطرفين، البنوة اإليجابية /بحيث يتقبل كل منهما اآلخر، وتستعاد صلة األبوة

العالقة مع األب اضطرابذلك أن . والحانية الراعية والملتزمةبينما . لالنحراف صورته هما من العوامل األولية المولّدة واختالل

نرى أن العالقة مع األم تتسم عادة بالمثالية والتعلّق العاطفي الشديد حتى في أسوأ حاالت سوء التكيف، شريطة أن ال تكون األم هي

. بالحدث وتوفير الرعاية والحنان لهلالعترافالنابذة، الرافضة ولذلك يتعين الشغل مع األب لتحريك مشاعر األبوة لديه تجاه

فه السلبي الرافض له من جانب، والشغل مع الحدث وتجاوز موقالحدث ذاته لمساعدته على التقرب من األب من خالل تصحيح

أحياناً االضطهاداألفكار المتطرفة وغير الواقعية التي تصل حد المصالحة مع األب هي المدخل إلى المصالحة مع . من ناحية ثانية

. منهاانطالقاالذات ومع األسرة والمجتمع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 137: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٧

في (ن هنا تبرز األهمية القصوى للعمل مع األسرة منذ البداية م، وخالل إجراءات المحاكمة )االنحرافمرحلة الوقاية من

وبرامج خدمة . والمالحظة وإيداع الحدث في مؤسسة الرعايةاألسرة والعالقة معها معروفة جيداً ومتطورة جداً في مختلف

وهناك . مجلس التعاونمؤسسات رعاية الجانحين األحداث في دول العاملين في هذا االجتماعيين االختصاصيينخبرة مهنية جيدة عند

المجال تمكنهم من القيام بمتطلبات هذه المهمة، مما ال يحتاج إلى وعلى اإلجمال كلما توثقت العالقة مع األسرة، . تكرار الحديث فيه

نا ومن ه. وكانت إيجابية ومعافاة، سرع ذلك في تكيف الحدث، بانتظامأهمية الشغل مع األسرة وتشجيعها على زيارة الحدث

اإلجراءات المالئمة لزيارة الحدث ألسرته بشكل اتخاذوكذلك وفي المناسبات العامة واألعياد، وحتى المأذونيات وقضاء . دوري

بعض الليالي مع األسرة بعد أن تكون العالقة معها قد تعافت الهاتفية مع األسرة كلما دعت التاالتصاوكذلك توفير . وتوطدت

إلى نحن أسرية جيدة ومتكيفة يعالج الكثير من فاالنتماء. الضرورةالصراعات النفسية التي تعصف بكيان الحدث الجانح، ويوفر له

وهو . االعتبار ومفهوم ذات إيجابيواستعادةالمصالحة مع ذاته، ، االجتماعي تباراالع الستعادةكله يشكّل معبراً ضرورياً وملزماً

، مما يشكّل مقوماً أساسياً من "االجتماعيةالنحن " إلى واالنتماءوقد يكون من . ، والتطلّع إلى المستقبلواالندماجمقومات التكيف

أصعب المهام في هذا المقام ترميم العالقة مع أسرة نابذة للحدث ومتنكرة له، ووالدين رافضين لمسؤولياتهما، وعدوانيين تجاه

هنا يجب حمايته من تأثير هذا الوضع الضار جداً والذي . لحدثايفجر صراعات وأزمات قوية لديه قد تطيح في لحظة من الزمن

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 138: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٨

بكل الجهود التربوية والرعائية التي بذلت معه، وخسارة كل التقدم .الذي أحرزه

أما األسرة التي تشكّل مشكلة فعلية في تأهيل الحدث فهي األسرة

هنا أيضاً يجب . التي تتواطؤ مع الحدث في التوجه الجانحالجانحة، .حمايته من تأثيراتها بالوسائل المناسبة

يشكّل العمل الجماعي وتقسيم النزالء وإلى جماعات : العمل الجماعي- ٥

يلعب اجتماعي اختصاصيأو أسر تعهد مسؤولية كل منها إلى عن الحياة العامة دور األخ األكبر أو بديل األب، ويكون مسؤوالً

ألعضاء جماعته، وملتزماً بهم كلياً، الصيغة األكثر فاعلية في صحيح أن الحدث يشارك في عدة . الرعاية المؤسسة لألحداث

أنشطة جماعية أو فردية، إال أن له مرجعية أساسية هي جماعته وقائد هذه الجماعة الذي يبقى ) أو أسرته، تبعاً للتسمية المختارة(

وثيقة مع كل العاملين في األنشطة األخرى التي يوفرها على صلة وبالطبع هناك لحظات تكون العالقة فيها فردية . البرنامج الرعائي

إال أن األساس هو . مع الحدث لبحث قضايا ذاتية معينة وعالجهاالمرجعية الجماعية التي تشكّل وسيلة حيوية لعالج مشكالت الحدث

والمصالحة مع الجماعة واآلخرين ،االجتماعيةعلى صعيد حياته ذلك أن تجربة . في الجماعة، وصوالً إلى المصالحة مع الذات

الناجح في الجماعة، ولعب األدوار اإليجابية هي أبرز االندماجوتلعب الجماعة هذا . االجتماعية الحدث اضطراباتوسيلة لتصحيح

ة الدور الهام، من خالل قدرتها النوعية على توفير فرص هام : أبرزها ما يلياالجتماعي واالندماجللعالج الذاتي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 139: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٣٩

اإلحساس بالتقبل من أعضاء الجماعة ومن :التقبل والتماسك - أمتميزة ولها " نحن" إلى باالنتماء اإلحساس –كيانها القائم بذاته اإلحساس بالمشاركة في الخبرات . تجربتها الخاصة

. أهداف مشتركة بباالرتباطاإلحساس . والوضعية واألهدافكلها لها قيمة عالجية . إحساس الفرد بأهمية ضمير الجماعة

أساسية تساعد على مجابهة القلق والمشكالت التي يتعذّر هذه الخبرة الخاصة هي في قلب . مواجهتها فردياً بسهولة

وهو ما يجب على قائد . الدور العالجي للجماعة الناجحة وإال فإن الجماعة تفقد .الجماعة الحرص على توفيره وتعزيزه

.طابعها العالجي توفر الجماعة فرصاً : التفريج أو التخفيف من الضغوطات- ب

في جو من التعاطف االنفعاليةلتفريج المشاعر والضغوطات والحماية بشكل أحد أبعاد العالج األساسية وعلى المرشد أن

رة إال أن التفريج لن يكون كامالً أبداً، أو م. يوفر ظروفهوالفر، واحدة ونهائية، بل على دفعات في جوالت من الكر

أن يحرص على تهيئة على المرشد إذاً. من التعبير والتجنّبالنقطة . منهواالستفادةالجماعة لقبول التفريج وتشجيعه

األساس تكمن في أن تكون الجماعة مستعدة لتقبل التفريج العضو من الفردي بتعاطف ودفء حتى تستفيد هي ويستفيد

.التفريج التعلّم بالمالحظة والعالج من : النمذجة والعالجة بالمالحظة- ج

خالل القواسم المشتركة، والتماهي المتبادل من العناصر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 140: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٠

الفرد يكتسب الكثير من . األساسية في الجماعة العالجيةوالجماعة تعطي . وتفريجاً ومحاكاةوانفعاال سلوكاً اآلخرين

مجابهة مشكالته من : ج بالتفويضكل عضو الفرص للعال ،خالل األعضاء الذين سبقوه في مجابهة مشكالتهم المشابهة

وتعطيه الفرصة كي يتشجع ويستعد لخوض التجربة حين .يرى أنها سليمة العواقب، وإيجابية المردود

تقاسم المعلومات والحلول والخبرات تقدم : المعلومات والتفكير-د

تفتيح اآلفاق، توسيع : تعامل مع قضاياهللعضو فرصاً هامة للكل عضو يمكن . وتنويع البدائل، االستيعاب الذهني للقضايا

.أن يتعلّم من الجماعة ويعلمها

باعتماد تقدم الجماعة فرصة هامة للعضو : تعميم التجارب-هـكي يكتشف أن المشكالت واألزمات والمعاناة ليست وقفاً

عامة، ولو اختلفت األسباب عليه، بل هي ظاهرة مشتركة وذلك يمده بقوة نفسية لمواجهة ذاته، طالما أنه . والخصائصتقدم الجماعة ألعضائها فرصة التحالف ووحدة . ليس وحيداً

ويتبدى ذلك . الحال أمام متاعب الحياة والمعاناة الذاتية :خصوصاً في مجالين

.العالقات مع اآلخرين ومشكالتها وأزماتها -يكتشف العضو أن كل . لقصور وعدم المالءمةاإلحساس با -

وهو ما يشجعه على التعامل مع . إنسان عنده أوجه قصور .قصوره الذاتي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 141: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤١

توفر الجماعة فرصة هامة الختبار واقعية : اختبار الواقع- ووخصوصاً أنها . األفكار والسلوكيات واالنفعاالت والخبرات

عتقدات تشكّل عنصراً هاماً في تصحيح وتصويب نظام الموهي بذلك تساعد العضو على الخروج . الذاتية وما ينتج عنها

، من خالل الخمن عالمه الذاتي وأوهامه وافتراضاته ومخاوفه ويساعد اختبار الواقع كثيراً . مقارنة تجاربه بتجارب اآلخرين

في عالج المشكالت الذاتية، إذا يرد األمور إلى حجمها الفعلي .ستعداد لمجابهتها من ناحية ثانيةمن ناحية ويساعد على اال

يلعب مختلف أعضاء : الغيرية واإلرشاد من قبل األعضاء-ز

وكل واحد . الجماعة أدواراً إرشادية هامة تجاه بعضهم بعضاًوهو حين يفعل فإنه . لآلخرينقد تتاح له فرصة ليكون مرشداً

كما أنه يعالج ذاته من خالل . يعزز قدرته على مجابهة ذاتهيقدم اإلرشاد بدالً : طائه وغيريته في نوع من قلب األدوارع

من أن يكون في وضع المعاناة والتخبط في الصعوبات وهذا يقوى ذاته لمواجهة متاعبه، باإلضافة إلى الشعور العميق

والرضى عن الذات حين ينجح في دوره اإلرشادي باالرتياحمل التعلّم ومن المعروف أن إرشاد الزمالء هو من أبرز عوا

.المتبادل من أهم الفرص التي توفرها :االجتماعي تعلّم مهارات التعامل - ح

الثقة، والتعلّم واكتساب االنفتاحوهو ما يؤدي إلى . الجماعةإن عيش خبرة جماعية إيجابية لها انعكاسات . من اآلخرين

والحياتي، كما على الصعيد االجتماعيهامة على صعيد النمو

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 142: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٢

ليس ذلك بمستغرب حيث يتم التعلّم أساساً من خالل و. الذاتييضاف على ذلك أن بعض األحداث . االجتماعيةالخبرات

تتلخص مشكالتهم أساساً بالحاجة إلى تعلّم هذه المهارات .االجتماعية تحديداً

رغم اختالف النظريات والتقنيات، يتوافق : معايير الجماعة-ط

ة بناء معايير للجماعة خبراء اإلرشاد الجماعي على ضرورتحدد سلوكات األفراد وتفاعالتهم، وتساعد على بناء جو مالئم

تسهيل : أبرز عناصر هذه المعايير ما يلي. لعملية اإلرشاد جو الدعم – جو الثقة وعالقات الثقة –التعبير وإرجاع األثر

- تشجيع اإلفصاح عن الذات وقضاياها –النفسي المتبادل وهي . الحماية من التهديد–دة المتبادلة تشجيع المساع

مسؤولية المرشد في البداية وعليه مساعدة األعضاء على تعلّم ويشكّل بناء . هذه المعايير وتبنيها والحفاظ عليها في الجماعة

معايير الجماعة أحد أبرز مهام المرشد في بداية تكوين خالل كما تشكّل إحدى مهامه الثابتة للحفاظ عليها. الجماعة

.حياة الجماعة

على أن أبرز شروط العمل الجماعي الناجح، تتمثل في إقامة حلف إنه الحامي . عالجي متين بين قائد الجماعة وبين كل من أعضائها

والشريك والمساند والداعم ألعضاء الجماعة في مواجهة مشكالتهم احترامويقوم الحلف العالجي على أساس . وأزماتهم، وملتزم بهم

. يان الحدث، وتجنّب وصمه بأوصاف السوء الخلقي والشخصيك

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 143: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٣

االعتباركما يقوم على تقبل شخصية الحدث كإنسان يستحق هذا التقبل . والتقدير والحب، مع رفض سلوكاته غير المتكيفة

لشخص الحدث هو الذي يساعده على إعادة النظر في سلوكاته ه لتغييرها مثمرة المرفوضة، وهو الذي يجعل مواجهته ومجابهت

إن عملية . بهوااللتزام من تقبل شخصه كإنسان، انطالقاوفاعلة، الحدث لكيانه وقيمته، هي باب الولوج إلى التكيف اعتبار استعادة

والتوافق وتلعب الجماعة الناجحة ذات العالقات اإليجابية مع كل االنفعاليةمن القائد وأعضائها من األحداث، دور التجربة

يلعب القائد دور بديل . العالقات األسريةالضطرابلتصحيحية اويلعب األعضاء بديل . العالقة معهاضطراباألب، ويصحح

وهو ما يعدل األفكار المضطربة . األخوة وعالج الصراعات معهموالموقف غير اإليجابية التي تكونت لدى الحدث عن حياته

قعية وعالقات أكثر األسرية، بحيث يفتح السبيل لنظرة أكثر وا .إيجابية مع األسرة الحقيقية

يعاني الحدث الجانح من الغربة عن المجتمع : والهويةاالنتماءبناء - ٦

بالضرورة االجتماعي واالندماجولذلك يتضمن برنامج التأهيل ، االنتماءالعديد من األنشطة التي تعيد الصلة بالمجتمع وتعزز

:رز هذه األنشطةمن أب. وتنمي الهوية الوطنية

وذلك:زيارة المتاحف والمعارض التاريخية والتراثية - أ بالتاريخ الوطني، واالرتباطبغية تنمية حس الهوية

.واإلطالع على فنون التراث التي تعزز له هويته

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 144: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٤

إلـى وتتم هذه الزيـارة :إقامة الرحالت بصفة دورية - بع، المواطن الطبيعية الجغرافية والتاريخية من آثار وقال

ومحميات، والتعرف على الخصائص اإليكولوجية للبلد بها من خالل ممارسة األنشطة مثل حمـالت واالرتباط

.النظافة والتشجير

ضـرورة و :حضور المهرجانات الوطنيـة واألهليـة - ج لـذلك فـي االستعدادالمشاركة في أنشطتها من خالل

المؤســسة، وكــذلك حــضور المباريــات الرياضــية .ا، والمسرحيات، واأليام الوطنيةوالمشاركة فيه

مؤسسات بما فيها :زيارة مرافق البالد األساسية - د

المجتمع المدني واإلنتاج الصناعي والزراعي وسواها والتعرف عليها وخلق األلفة معها، ومد جسور الصالت

.معها

المخيمات في خاللمن :المشاركة في األنشطة الكشفية -هـ األماكن واستكشاف شواطئ البحر، البادية والبر، وعلى

.الطبيعية :المشاركة في المسابقات الثقافية والفنية المختلفة - و

على المستوى المحلي والوطني، وتكون هذه المشاركة وإقامة معارض لمنتجات األحداث في مجاالت الفنون واألشغال اليدوية والهوايات ودعوة الجمهور إليها، أو

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 145: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٥

ضمن المعارض الوطنية المشاركة في أجنحة من .والمحلية التي تنظم دورياً

من االستفادةمن أجل : على البيئة المحليةاالنفتاح -ز

خدماتها والتعرف على مؤسساتها وأنديتها ومراكزها ضمن (الثقافية والرياضية، وكذلك فتح أبواب المؤسسة

أمام الزوار وتقديم ) حدود السالمة العامة المتاحةويضاف إليها خدمة البيئة . برامج لهماألنشطة وال

.المحلية والمشاركة في حمالتها

كل هذه األنشطة تجمع ما بين الترفيه والمتعة والتغيير وتوسيع أفق الحياة، والخروج من القواقع الضيقة، وما بين تعزيز الهوية

وهو ما يشكّل أحد أبرز أسس . وبناء الذاكرة والتاريخواالنتماء واالنتماء بالهوية الوطنية االعتزاز من خالل جتماعياال االندماج

إلى ذاكرة وتاريخ وتعالج الغربة التي تحكم عالم الجانح وتدفع به .إلى مواقف العداء للمجتمع

يعتبر دور الرياضة ليس مجرد برنامج ألداء :البرامج الرياضية - ٧

وية التمرينات وتحريك العضالت لجسم األحداث إنما له أهداف تربمكملة لدور التكوين البدني لألبناء وخاصة ذوي األجسام الخاملة والذين يتسمون بسمات شخصية كاالنعزال عن الجماعة والخجل

لذلك فإن البرنامج الرياضي له دور في . والخوف من المواجهةومن أهم أساسيات . صقل شخصية هؤالء األبناء بصورة كاملة

:البرنامج الرياضي ما يلي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 146: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٦

عن طريق التمرينات الرياضية :تنمية معدل اللياقة البدنية - أالصباحية، حيث يتعلّم الحدث من خاللها النظام والقيادة

.واحترام الغير حيث يغلب عليها الطابع النظامي وذلك عن طريق تعليم :تعليم وتنمية المهارات الرياضية - ب

ان وتطوير مهارات األحداث في األلعاب المختلفة سواء كللحدث خبرات رياضية سابقة أم ال ومن خاللها يمكن قياس

.مدى دافعيته للتعليم وبذلك الجهد عن طريق االختبـارات : التوجيه واإلرشاد التربوي الرياضي -ج

التشخيصية يمكن توجيه الحدث على أن يفهم إمكاناته الذاتيـة من قدرات واستعدادات ومهـارات وسـمات، وأن يحـاول

ه اإلمكانات بصورة تسهم في بلوغه أقـصى مـا استثمار هذ يمكن من نمو وتكامل في الشخـصية والمقـصود باإلرشـاد مساعدة الحدث على أن يفهم مشكالته البدنية أو الحركيـة أو المهاريــة أو النفــسية أو االجتماعيــة المرتبطــة بالنــشاط

.الرياضي النظرية باعتماد المحاضرات: تنمية الكفاءة العقلية والذهنية-د

حيث يتم تزويد االبن بالمعلومات والمعارف الرياضية من .قوانين األلعاب وتاريخ اللعبة وأبطالها وخططها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 147: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٧

عن طريق المباريات والمنافسات : تنمية روح الفريق-هـالرياضية سواء داخل الوحدة أو خارجها حيث تساعد الحدث

لتبعية على اكتشاف مسؤوليته نحو الجماعة والحاجة إلى اوالقيادة وإلى ممارسة النجاح يتعلّم كيف يواجه مواقف الرضا والضيق والهزيمة، كما يتحقق من خاللها التعاون واإلخاء

واالنتماءوتحقيق الذات واحترام حقوق اآلخرين والتسامح وكلها تعالج قضايا هامة في رعاية الحدث، وتشكّل مدخالً

.االجتماعي الندماجه من خالل المشاركة في : بالمجتمع الخارجياالبن ربط - و

. البطوالت المقامة بالدولة أو مع بعض الهيئات األخرىوالهدف منها أيضاً التعرف على أوجه األنشطة الرياضية المختلفة والمالعب الخاصة بكل لعبة وقوانينها والتعرف على

.النماذج الرياضية الناجحة المميزة تلعب دوراً هاماً في العالج :الفنون الجميلة والفنون التعبيرية - ٨

ويتمثل . النفسي للحدث وتفريج احتقاناته وصراعاته الذاتية الداخليةدورها األبرز في أن الفنون تقود من خالل التعبير عن الذات إلى مصالحة الحدث مع دوافعه الذاتية، كما أن الفنون هي المدخل إلى

محببة واإليجابية إلى الدنيا بما المصالحة مع العالم والنظرة الومن . وإبداع ذاتيين وبما فيها من جمالياتابتكاريتضمن من

المعروف أن الحدث الجانح هو في حالة غربة عن ذاته وعن الدنيا، ولذلك تلعب الفنون دوراً هاماً في مصالحته مع ذاته ومع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 148: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٨

الدنيا من خالل توفير ذلك اإلحساس الجميل والمريح والمحبب .الذي يتضمنه كل عمل فني

فمن خالل المسرح يجد الحدث، وخصوصاً إذا قامت جماعة األحداث بتأليف المسرحية وتمثيلها وتقديمها داخل المؤسسة أو

، متنفساً للتعبير الذاتي، واللقاء مع الذات في يللجمهور الخارجخبرة طيبة وإيجابية، وفي بروز مشاعر اللقاء والود مع اآلخرين

كما أن المسرح وسيلة هامة للتربية الخلقية ). ن رفاق، وجمهورم(من خالل ما يحمله من عبر، وما يشكّله من مرآة للذات يجد فيها

كذلك الحال في الفن التشكيلي المعروف . الحدث نفسه ومشاعرهالتعبيرية عما يجول في نفس الرسام من وجدانات /بقيمته اإلسقاطية

ويلعب الفن التشكيلي على هذا الصعيد . ورغبات وأحالم ونزعاتدوراً محورياً في عملية تسامي المشاعر والوجدانات، وأداة طيبة للتعبير عن خوالج النفس بشكل بنّاء وإيجابي ومريح، بدالً من

. غير متكيفةانفجاريةالتعبير عنها بسلوكات

من رسم، وشغل بالصلصال، أو بقية (وتساعد الفنون التشكيلة على الهدوء النفسي والسكينة الداخلية، كما ) اد، أو اللصقالمو

وهي تعالج . تساعد على التركيز والمثابرة والقدرة على العطاءبالتالي فقدان الثقة بالنفس وإمكاناتها من خالل بروز القدرة على

.العطاء واإلنجاز

عن وتلعب الكتابة النثرية دوراً حيوياً في تنمية القدرة على التعبير من الصعوبات ةحياة الوجدانية، مما يعالج واحدالذات واللقاء مع ال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 149: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٤٩

األساسية التي يعاني منها الحدث الجانح، والمتمثلة في عجزه عن فإذا هو تدرب على الكتابة وشجع عليها . التعبير عن ذاته ووجدانه

في محاوالت من التعبير الحر عن ما يختلج في نفسه، أو في ، أو في كتابة قصته، )أم، أب، أخوة( إلى األسرة مراسالت توجه

أو مواقف معينة ذات صلة بمعاناته الذاتية ورغباته وأحالمه، فإنه يستعيد الوفاق مع الذات، إضافة إلى الوظيفة التفريجية للكتابة

.والفنون

واستعادةكما أنها تمثّل وسيلة لتهذيب النفس االرتقاء بالمشاعر، إلى الخروج من الغربة عن الذات التي تشكّل الصلة بها وصوالً

واحدة من معوقات التكيف الكبرى، وأحد أخطر العوامل للهروب فحين يتمكّن الحدث من خالل الكتابة . في السلوكات الجانحة

استيعابهاوالفنون من التعبير عن ذاته ووجداناته، فإنه يتمكّن من ه من الميل النزوي والسيطرة عليها والتالقي معها، مما يعالج

ذلك أن . النفسي في سلوكات جانحةاالحتقان للتعبير عن االندفاعيالفارق بين اإلنسان المتكيف وذاك الجانح يكمن على هذا الصعيد في قدرة األول على التعبير عن الذات بوسائل التعبير المتكيفة

ة والتي تحمل الوفاق والرضى، بينما اآلخر يعبر عن ذاته باللغ استيعابالسلوكية التي تتخذ طابع ردود الفعل العاجزة عن /الحركية

.المواقف والتعامل معها

ويضاف إلى ذلك تنظيم مباريات الخطابة حيث تساعد على التعبير وتمد بالثقة االجتماعية بالنفس، مما يمهد السبيل أمام الوفاق مع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 150: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٠

سية لعملية التأهيل أحد المهام الرئيباعتبارهالجماعة والتالقي معها، وتزداد قيمة أنشطة الخطابة والمسرح إذا . االجتماعي واالندماج

قدمت أمام المرجعيات في المؤسسة وأمام الضيوف والزوار من .الخارج، وخصوصاً األهل واألشخاص المرجعيين في حياة الحدث

يتمثّل . تشكّل هذه األنشطة وحدة وظيفية متكاملة على صعيدين

المهارت المعرفية المهنية وبناء الهوية اكتساب أولهما في، والمصالحة مع المجتمع ومؤسساته من خالل المصالحة واالنتماء

مع األسرة في المقام األول، وكذلك تنمية أخالقيات الدين والدنيا من خالل التربية الدينية، وأخالقيات التعامل والروح الجماعية والعمل

ومعاييرها إضافة إلى اللياقة الجسدية في فريق من خالل الرياضة أما . التي تعلي من الثقة بالنفس وتعزز المفهوم اإليجابي عن الذات

ثانيها فيتمثّل في الشغل على الذات وصراعاتها وأزماتها وصوالً ويتم هذا الشغل من . إلى الوفاق معها، وبالتالي مع الدنيا والناس

ية العالجية والتوجيهية خالل حياة الجماعة ووظائفها اإلرشاد، وكذلك من خالل األنشطة الفنية والتعبيرية على واإلنمائية

.اختالفها

هناك مبدأ إجرائي موجه للعمل في كل هذه األنشطة، ويتمثل طريقة النقاش والحوار فردياً وخصوصاً جماعياً وبشكل باعتماد

عن منتظم بعد إنجاز أي نشاط وإتاحة الفرصة لألحداث للتعبير بإزاء هذا النشاط إلى أقصى ما يمكن من وانطباعاتهمخبراتهم

حرية التعبير سواء عن اإليجابيات أم السلبيات، عن اإلنجازات أم إن تجربة التعبير هذه وتقويم الخبرات الذاتية والجماعية . المعوقات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 151: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥١

خالل األنشطة تعمل عموماً على تعزيز اإليجابيات مما يفتح شهية فيها واالنخراط لإلقبال على هذه األنشطة دافعتيه من الحدث ويرفع

وهي في اآلن عينه فرصة . وتحقيق المزيد من اإلنجازات والتقدمللتفكير في كيفية التعامل مع السلبيات والمعوقات خالل الحوار

وهنا من الهام جداً . الجماعي والحوار مع المرشد والمسؤولين حول عالج هذه السلبيات احاتاالقترتشجيع األحداث على إبداء

حل يصدر عنهم يعزز من مواقفهم اقتراحإذ إن كل . والمعوقاتاإليجابية من النشاط وممارسته ويحظى عادة بقبول اآلخرين تبعاً

ويتعين في هذا . لديناميات الجماعة وتأثيرها التي أوضحناها للتوا على الصدد تشجيع األحداث على التفكير باإليجابيات وتغليبه

إن رجحان النظرة اإليجابية لألمور من قبلهم ال تسهل . السلبياتفقط العمل على المشرفين على األنشطة، وإنما هي فيما يتجاوز

من ناحية وتعزز من االلتزامذلك وأهم منه تدفع األحداث إلى وهو تعزيز . نظرتهم اإليجابية إلى ذواتهم وإلى واقعهم وممارساتهم

ثقة المفقودة بأنفسهم ويعالج روح الهزيمة والسلبية التي يعيد إليهم ال .تأصلت في نفوسهم

أما المبدأ العام الموجه لهذه األنشطة ولكل التدخالت الرعائية

االنفعالية االضطراباتوالتأهيلية، بما فيها اإلرشاد السلوكي وعالج فهو الذي يندرج عن مقومات الفلسفة الرعائية التي عرضت لها

وهو يتمثّل في الشغل على اإليجابيات والبناء عليها، . ه الدراسةهذفمهما كان وضع . الطاقات واإلمكانات وإبرازهااستكشافوفي

الحدث فإن لديه إمكانات وطاقات وإيجابيات بعضها ظاهر يتعين التفتيش لديه وبمساعدته عن هذه . ومعظمها كامن أو معطل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 152: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٢

واالنطالق محدودة في البداية، اإلمكانات واإليجابيات مهما كانتفي الدراسة مثالً أو التدريب أو الرياضة أو . منها والبناء عليها

منها . أكثر وإمكانية أو أكثر الفنون ال بد أن لكل حدث إيجابية أونبدأ وننطلق بحيث تغرس نواة اإليجابية في موقفه من ذاته ومن

ؤل بالقدرة على سلوكاته وأنشطته، وبحيث يفتح أمامه أفق التفاوهو . اإلنجاز، تغرس بذرة المفهوم اإليجابي عن ذاته وثقته بنفسه

أن يشعر أنه ناجح وقادر على : ما يشكّل أهم عوامل إطالق دافعيتهكما يتعين تشجيعه . النجاح مهما بدا هذا النجاح محدوداً في البداية

سيس إمكاناته الذاتية وإبراز المطموس منها والتأاستكشافعلى التي تشكّل أنجع " هوية النجاح"بذلك وحده توضع أسس . عليها

ومن المعروف أن السلوك . المتأصلة في نفسه" لهوية الفشل"عالج الجانح لدى الجانحين المكررين الذين أصبحوا في حالة غربة عن عالم المجتمع والدراسة والعمل ما هو إال حّل غير متكيف وغير

والحصول على التقدير واالنتماء االندماجمنمِ لهوية الفشل في والمكانة، التي تأصلت في نفوسهم خالل تاريخ مديد من واالعتبار

. اإلحباطات

من تعديل انطالقاوعلى كل حال ليس هناك من تأهيل ممكن االندماجأي تأهيل فعلي وفاعلي يضمن . السلوكات الجانحة وحدها

يقوم على تعزيز اإليجابيات ال بد أناالجتماعيةويحقق األهلية واألمر ذاته ينطبق على . وإطالق الطاقات واإلمكانات وتنميتها

الصحة الجسدية، إذ أن مجرد الخلو من المرض ال يعني التمتع بعافية فعلية، إنما تقوم هذه في األساس على مقومات قوة الصحة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 153: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٣

مة وإيجابياتها وطاقات النماء فيها مما يشكّل أكبر عوامل مقاو .المرض

اإلمكانات واستكشافيشكّل مبدأ البحث عن اإليجابيات وتعزيزها،

والطاقات وتنميتها والبناء عليها المفتاح الفعلي لكل عملية رعاية وإصالح وتأهيل، تماماً كما أنه المفتاح الفعلي ألي عملية نمو لدى

ذا وبدون إعطاء الصدارة له. اإلنسان المعافى طفالً كان أم راشداًالمفتاح الموجه قد تتعرض عملية الرعاية والتأهيل إلى تدني

.فاعليتها وإلى خطر عدم تحقيقها لغاياتها الكبرى

:برامج إعادة تأهيل شخصية الحدث -ثالثاً

األول وهو األقصر . تتخذه هذه البرامج بعدان متكامالن ومتالزمانبينما يتمثّل . نفعاليةاال واالضطراباتيتمثّل في عالج المشكالت السلوكية

والتمكين وإطالق االقتدارالبعد الثاني األطول واألكثر شموالً في بناء . طاقات النماء

ي لتحرير ر وهو برنامج ضرو:واالضطراباتعالج المشكالت - ١

مما يحرر االنفعالي االضطرابالحدث من عدم التكيف وإعاقات . من عملية النماءالنطالق طاقاته وإمكاناته المعطلة ويهيئ السبيل

والتمكين االقتدارإال أن هذا التحرير ال يكفي وحده لضمان بناء .الذي يتطلّب توظيف وسائل وأنشطة خاصة بهما

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 154: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٤

هو من حيث المبدأ من مهام واالضطراباتعالج المشكالت إال أن فنيات اإلرشاد النفسي الحديثة تفرد . النفسانياالختصاصيمشرفين الرعائيين الذين يمكن تدريبهم على ممارستها دوراً هاماً لل

وتكمن أهمية قيامهم بهذا الدور تطبيقاً للمبدأ العام . بسهولة نسبيةالمندرج عن فلسفة الرعاية والقائل بأن كل المسؤولين والعاملين في المؤسسة وقبلها وبعدها، ممن هم معنيون برعاية الحدث، يتعين أن

لن نخوض هنا في تفاصيل فنيات . ة منمية معهيقيموا عالقة عالجياإلرشاد النفسي للحدث، بل نقتصر على اإلشارة إلى بعضها األكثر

. شيوعاً وهو فنية . يحتل تعديل السلوك رأس القائمة:تعديل السلوك - أ

. معروفة جداً ومنتشرة بكثرة في الوسط المدرسي والرعائيه له وهو ضرورة تالزم نؤكد هنا على المبدأ األساسي الموج

تعديل السلوكات غير المرغوبة مع تعزيز السلوكات المرغوبة تكمن قيمة هذا المبدأ في إعطاء اإلرجحية . في اآلن عينه

للسلوكات المتكيفة والمرغوبة وإثابة الحدث عليها على روادع ذلك أن الهدف األساسي لهذه العملية . السلوك غير المرغوب

والواقع أن تعديل . ات المتكيفة المنميةهو ترسيخ السلوكالسلوكات غير المرغوبة يظل قاصراً على صعيد نماء الشخصية إذا لم يعمل تعزيز السلوكات المرغوبة على تنمية

والتقدير االعتبارالمفهوم اإليجابي للذات بحيث يسترد الحدث الذاتيين، لما يلقاه من تشجيع وتركيم وإثابة على على سلوكاته

إن هذا التعزيز يشكّل على المستوى الذاتي، وفيما . المتكيفةيتجاوز المبدأ الموجه لهذه الفنية والقائل بأن السلوك تحكمه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 155: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٥

من اآلخرين بالحدث وتقديره، مما اعترافعواقبه، عملية بالذات االعترافيؤسس للعالقات اإليجابية بينه وبينهم ويطلق

إذا لم يحدث هذا التحول و. بهاواالعتزازوالوفاق معها الداخلي عند الحدث يظل من غير األكيد أن تعطي عملية

.تعديل السلوك نتائج دائمة

ومن أبرز ما يدعم هذه العملية ما يسمى بالتعاقد السلوكي بين المشرف وبين الحدث على القيام االتفاقحيث يتم

ول بسلوكات مرغوبة لقاء معززات متفق عليها تقدم تبعاً لجد بنداً جزائياً بحيث االتفاقويتضمن هذا . يتوافق عليه الطرفان

يغرم الحدث على سلوكاته غير المرغوبة التي يتم تحديدها كما قد يغرم المشرف فيما لو قصر في اإليفاء . بالتوافق كذلك

بين الطرفين االتفاقيةوتكتب . بتعهده لجهة تقديم المعززات واالعتبارا يشعر الحدث بالقيمة وهو م. اللذين يوقعان عليها

. طرفاً مستقالًباعتباره به االعترافذاتياً حيث يتم

ومن أوجه تعديل السلوك اإليجابية تحديده ألساليب العقاب الفعال حيث يتعين أن يطبق العقاب بشكل ملزم كلما حدث السلوك غير المرغوب، في نوع من التوافق بين كل

لتطبيق، مع تجنّب اإلهانة أو األذى المسؤولين على هذا ا انتقاميةالجسدي والنفسي وتطبيق العقوبة بدون تشف أو ميول

أو تحقيرية، وتوازي العقوبة مع خطورة السلوك، والربط الواضح بينهما منعاً لنمو مشاعر النقمة والحقد لدى الحدث،

حيث يعتقد أنه يعاقب بداعي االضطهادأو بروز مشاعر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 156: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٦

ومن المهم في هذا الصدد المسارعة إلى تعزيز .االنتقام .السلوكات المرغوبة ومكافأتها حين تظهر

أما التفاصيل الفنية لتعديل السلوك فهي معروفة في أدبيات

كما أن تطبيقاته جد متعددة مما يجعلها تصلح . الموضوعمن هذه التطبيقات لعبة السلوك . للعديد من الحاالت والمواقف

ي تعالج بعض المشكالت السلوكية التي تصدر عن الت٢الجيدتقوم هذه اللعبة على . أكثر من حدث في أكثر من مجموعة

مكافأة المجموعة التي تتمكن من ضبط سلوك أعضائها ضمن شروط وحدود متفق عليها وبشكل تتنافس فيه المجموعتان على الفوز بالمعزز الهام بالنسبة إليهما والذي تم تحديده

هنا تمارس المجموعة ضغوطها الخاصة بها . فق معهمابالتوامن أجل الفوز، شريطة أن ال تتخذ هذه الضغوط طابع إلحاق

. منهماالنتقاماألذى بالمخالفين أو

ومن التطبيقات العالجية النمائية لتعديل السلوك التدريب على وفقدان الثقة واالنطواءتوكيد الذات لمن يعانون من الخجل

. وقصور القدرة على التعبير عن مشاعرهم ورغباتهمبالنفس المشاعر حيث تنطبقيتم التدريب بوسائل متنوعة أبرزها

: اختالفهايشجع الحدث على التعبير الطليق عن مشاعره على السلبية منها كما اإليجابية، والتي تثيرها مختلف المواقف

الخدمة اإلرشادية وفنياتها، إصدار : أنظر دليل رعاية األحداث الجانحين في دول مجلس التعاون، الفصل الثالث-٢

. حجازيىمصطف. د. وإعداد أ٢٠٠٥المكتب التنفيذي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 157: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٧

تحرر من فباإلضافة إلى ال. والتفاعالت أو الحاالت الوجدانيةمعوقاته وصدوده وتعثّره المولّد لآلالم النفسية، يتخلص بهذا التعبير عن تراكم القمع الذاتي الذي يؤدي إلى سلوكات

واجترار االنطواء تفلت من السيطرة أحياناً أو إلى انفجاريةومن وسائلها كذلك التدرب على المرجعية الذاتية في . المعاناة

أنا أحب، أنا أكره، أنا " (أنا"لفظة استخدامالحديث من خالل يؤدي التدرب على ...). أرغب، أنا أرى، أنا أعتقد الخ

الحديث بصيغة األنا إلى تعزيز الثقة بالنفس والوفاق معها وتجاوز الصراع الداخلي، وفرض الذات والمكانة على

بالطبع نحن لسنا بصدد األحداث الميالين إلى التسلّط . اآلخرين . بالحديث وفرض الرأي على اآلخرينثاراالستئأو

ومن أكثر أساليب هذه الفنية تطبيقاً لعب األدوار حيث يمثل الحدث دور الطفل الذي تعرض للقسوة أو النبذ أو اإلهمال، ويمثل المشرف المرشد دور األب، ومن ثم تقلب األدوار في

يؤدي ذلك إلى مساعدة الحدث على التعبير عن . مرحلة ثانيةويساعد قلب . التي ولدت له المعاناةاالنفعاليةاحتقاناته

األدوار حين يمثّل الحدث دور األب الظالم أو القاسي، أو المرشد /المعلم أو سواه من رموز السلطة، ويمثّل المشرف

وهو . دور الطفل المقهور ويطلق العنان للتعبير عن مشاعرهعلى مزيد من ما يشكّل نمذجة للحدث تشجعه في جولة تالية

التعبير عن مشاعره ووجداناته التي لم يكن يجرأ التعبير يقوم . عنها، أو لم يكن يدري كيف السبيل إلى ذلك

وينتج عن لعب األدوار . المرشد هنا بدور الميسر/المشرف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 158: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٨

هذا ليس مجرد التدرب على حرية التعبير الوجداني فقط وإنما بأبعاد ستبصاراالأيضاً يساعد قلب األدوار الحدث على

وهو ما . عالقته برموز السلطة التي عانى في عالقته معهايقوم بدور التجربة التصحيحية التي ترد األمور إلى درجة

. معقولة من الواقعية تفتح باب التصالح مع اآلخر والذاتويمكن لهذا األسلوب أن يمارس فردياً أو جماعياً وهو

األحداث من بعضهم األفضل واألكثر فاعلية، حيث يتعلّمبعضاً ويشجعون بعضهم بعضاً ويستبصرون ذاتياً من خالل

والوجدانية النابعة من تشابه ظروفهم االنفعاليةالشراكة وهنا أيضاً يتعين أن تختتم الجلسة بنقاش جماعي . ومواقفهم

لتجارب مختلف األعضاء والتخطيط للتقدم على طريق النمو ويقوم . الذات في جوالت الحقة المزيد من توكيد واكتسابالمرشد بتعزيز التقدم الذي يحرزه أفراد المجموعة /المشرف

.مهما كان ضئيالً ويبني عليه وتعالج فنية اإلرشاد الواقعي التصدي : اإلرشاد الواقعي- ب

معاناته مما واجترارللماضي والتحرير من الغرق في مآسيه إلى سلوكات غير يؤدي إلى إفساد حياة الحدث ويدفع به

لقد . متكيفة بمثابة ردود أفعال تورطه أكثر مما تلبي حاجاتهطورت هذه الفنية باألصل إلرشاد األحداث الجانحين، وتقوم

فعلى . على ثالثة مبادئ هي المسؤولية والواقعية والصوابالمرء أن يكون مسؤوالً عن تصرفاته وعن إدارة حياته، وال

وعليه . لى أطراف ال سيطرة له عليهاجدوى من إبقاء اللوم عأن يكون واقعياً فال يتوقع أن تكون الدنيا رهن رغباته، بل إن

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 159: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٥٩

لها إيجابياتها كما لها سلبياتها، وهو بدوره له إمكاناته وأما الصواب فهو المبدأ الذي إذا تبناه المرء أمكنه . وحدوده

.أن يشق طريقه في الحياة ويجد له مكاناً فيها

ن على الحدث إذاً مجابهة ذاته وواقعه بمسؤولية ويكتشف يتعيما هي حاجاته الفعلية كي يمكنها إشباعها بشكل بنّاء، وما هي أهدافه التي يرغب فيها كي يعمل بواقعية ومسؤولية على

بذلك يتمكن من بناء هوية النجاح التي تكفل له الحب . تحقيقهاعده على إيجاد ذاته والتقدير وتوفر المكانة، وبالتالي تسا

في ردود فعله المدمرة لمصالحه أستمرأما إذا . المضيعةوالالمسؤولة عن إدارة حياته وغرق في شجون الماضي

.وأزماته" هوية الفشل"وآالمه فسوف يقع في

تتم العملية اإلرشادية في هذه الفنية إما فردياً أو جماعياً وهو ادلين وتلقى المساندة األفضل لجهة التبصر والتعلّم المتب

الحاجات باستكشافتبدأ العملية . والتعزيز من الجماعةومن ثم تتم . والرغبات واألهداف التي يكونها كل حدث

مساعدته من خالل الحوار الصريح والمواجه من موقع القبول والتقدير والموازرة على النظر في سلوكاته غير المتكيفة في

. االجتماعيةب والموقف من الحياة الدرس والعالقات والتدريومن خالل هذا التحليل يتوصل الحدث من خالل الحوار إلى تقويم هذه السلوكات وتقويم مدى فاعلية وجدوى مواقفه

وبعد هذا التقويم يتم طرح البدائل التي . االنهزاميةالسلبية يرى الحدث أنها تشبع له حاجاته وتحقق رغباته، وتساعده

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 160: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٠

االتفاقوحين يتوصل إليها يصار إلى . ية نجاحعلى بناء هو بخطة مباشرة وعملية للتنفيذ وكيفياته بدون قبول االلتزامعلى

.أية أعذار للتراخي

وبالطبع تأخذ العملية وقتاً ليس بالقصير في جوالت من والتقويم ووضع البدائل وتنفيذها تتدرج في االستكشاف

ح الذي تبنى عليه مراحلها بخطوات صغيرة تكفل النجاويتم ذلك كله من خالل التمسك بمبادئ . الخطوات التالية

المسؤولية والواقعية والصواب بمواكبة وتشجيع وحزم ويتم . بما تم االتفاق عليهااللتزامالمرشد على /المشرف

أهداف قصيرة المدى في البداية بحيث يكون بمقدور اختيارق طعم الظفر ويغرس نواة وهو ما يجعله يتذو. الحدث تحقيقها

هوية النجاح التي تميز نظرته إلى ذاته، وتطلق إمكاناته لكيانه، كما تضمن له التقدير احترامه وتنمي دافعتيهوتعزز

.زمالء ومشرفين ومسؤولين: والمكانة من قبل اآلخرين

وتشكّل هذه الفنية التي يمكن تدريب المشرفين على ممارستها ة ناجعة لتحمل المسؤولية الذاتية، مما في وقت معقول، وسيل

.يمثّل أحد أبرز مقومات عملية التأهيل أما على صعيد عالج المشكالت :االنفعاالت التعامل مع - ج

من مثل القلق والغضب واإلثارة والتوتر العصبي االنفعالية، فمن الشائع تدريب األحداث فردياً االندفاعيةوالسلوكات

. العضليواالسترخاء التنفس العميق وجماعياً على فنيات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 161: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦١

كما أنه يمكن . ويمكن التدريب عليها خالل أيام معدودةممارستها خالل وقت قصير ال يتجاوز نصف الساعة،

العصبي النفسي التي االرتياحوالحصول على حالة طيبة من تساعد على الهدوء والتخلّص من القلق والغضب والتوتر

تيح الحوار الهادئ ومواجهة مختلف وهو ما ي. االندفاعولجم الوضعيات المولّدة لهذه األغراض بأسلوب إيجابي يحمل

.إمكانيات الحل

ويتوج اإلرشاد : اإلرشاد المعرفي وتعديل األفكار المغلوطة-دنمائية في اآلن /وهو طريقة عالجية. المعرفي هذه الفينات

النفس وضع األولى عالم،وهناك طريقتان رئيستان له. عينهتقوم هذه الفنية . ، وطور الثانية عالم النفس بيك٣ألبرت ألليس

وما يرافقه من االنفعالي االضطرابعلى نظرية تقول بأن سيكوسوماتية يرجع في شطر واضطرابات سلوكي اضطراب

كبير منه ليس إلى وقائع الحياة المادية بحد ذاتها وإنما إلى الخاطئة االعتقاداتها، وإلى األفكار المغلوطة التي نكونها عن االضطرابوبالتالي فعالج . التي نحملها عن أنفسنا وتاريخنا

السلبية المعوقة والمحبطة يتم من مدخل وآثاره االنفعاليمحاكمة هذه األفكار التي نكونها عن الواقع وعن أنفسنا، وتبيان موقع الخطأ والالواقعية فيها مثل التعميمات المفرطة،

لمالمة على الذات أو اآلخرين، والتصلب والقطعية ووضع اوفي . في األحكام، والتصورات الالواقعية عن الدنيا والناس

.االنفعالي العالج العقالني: ٧أنظر المرجع نفسه، الفصل الثالث بطاقة رقم -٣

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 162: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٢

خطوة ثانية من هذه المجابهة والمحاكمة يصار إلى التفكير الحياة (ببدائل إيجابية أو واقعية عن الذات وعن الدنيا والناس

شرار، واإلنسان لها وعليها، والناس منهم األخيار ومنهم األلديه إمكانات ويحقق نجاحات، كما أنه يعاني من عثرات ويقع

التفكير الواقعي أو اإليجابي، وخصوصاً ). في تجارب فاشلة والمشاعر السلبية االنفعاالتتجاه الذات، يؤدي إلى تغيير

وهو ما . وواقعية وإيجابيةاعتداال بأخرى أكثر واستبدالهاية الفسيولوجية والعصبية، كما ينعكس على الحالة الجسم

ينعكس على الحالة النفسية بشكل إيجابي، مما يفتح السبيل أمام سلوكات أكثر فاعلية وجدوى، وإلى رؤى تحمل إمكانات

. التعامل الناجح مع الواقع ومع الدنيا والناس

كما هو الحال في الكثير من (أما إذا كانت الوقائع سلبية فعالً ن عندها التصدي لها ومحاولة تغييرها بوسائل فيتعي) األحيان

األمر الهام األساس في هذه الحالة هو الحفاظ . عدة ممكنةيمكن تطبيق هذه الفنية فردياً أو . على نظرة إيجابية إلى الذات

كما أن تدريب . جماعياً، وهو األنسب في حالة األحداث وأما. المرشدين عليها ممكن خالل وقت معقول/المشرفين

تطبيقها على األحداث فيمكن أن تشكّل أحد أبرز فقرات .برنامج العمل الجماعي والحوار الجماعي

تعتبر هذه الفنية من أنجع الوسائل لعالج مشاعر الهزيمة الذاتية والعجز المتعلّم الذي يعاني منه األحداث الجانحون

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 163: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٣

وهي ال تقتصر على دورها . االنحرافوالمعرضون لخطر فقط إنما تقوم بدور نمائي حيوي في تأهيل األحداث العالجي

مهارة التفكير اإليجابي تجاه ذواتهم اكتسابهممن خالل ومن خالل هذا . وحياتهم ومستقبلهم، كما تجاه الدنيا والناس

التفكير اإليجابي يفتح أمامهم باب التفاؤل المتعلّم، والقدرة ن، مما سيكون لنا المستعادة بدالً من التشاؤم والعجز المتعلمي

.عودة إليه فيما يلي

االضطرابات السريع لعالج االستعراضيتضح من هذا أن للمشرفين دوراً محورياً في هذه العملية التي ال االنفعالية

االختصاصيتقتصر مطلقاً على جلسات العالج التي يوفرها المرشد خالل / تعبير المشرفاستعمالولذلك تكرر . النفسي

المرشد المتعارف عليه في /ض، على غرار المدرسهذا العرولذلك توصي هذه الدراسة بتدريب العاملين . الوسط التربوي

ومشرفين على الرعاية الداخلية اجتماعيينمن اختصاصيين على هذه الفينات وبشكل مكثّف بغية تعزيز فاعلية تدخالتهم

لى ويشكّل التدريب ع. وتحقيق نقلة نوعية في العمل الرعائيقيادة الجماعات لجهة تكوينها وتحديد أهدافها ومعاييرها وإدارة جلساتها والتعامل مع دينامياتها وإرساء مناخ منمٍ

من األحداث، حيث يجد كل منهم لنفسه ضمنها ألعضائهاالقبول والمساندة والمكانة والدور، وحّل الصراعات التي ال بد

هذا التدريب؛ نظراً أن تنشأ فيها، محوراً مركزياً من محاور .لمدى مركزية العمل الجماعي في الرعاية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 164: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٤

:االقتدار تمكين الشخصية وبناء -رابعاً

المهارات إلى اكتسابيؤدي الشغل المتالزم على الذات وعلى بذلك وحده يمكن . الشخصياالقتدارالوصول إلى التمكين الذاتي وبناء

االجتماعي واالندماجالتأهيل القول بأن عملية الرعاية حققت أهدافها في .والمهني

هناك برامج معدة للشباب المهمش والمحروم يمكن :التمكين الذاتي - ١ منها في تطوير العمل الرعائي، من أبرزها شبكة تمكين االستفادة

ويهدف " مجابهة المستقبل بشجاعة" والتي تتبنى شعار ٤الشباب : إلى ما يليجالبرنام

مع الذاتي، تنمية الثقة بالنفس، تنمية مهارات التغلّب على الق - أ

.الحياة، وصوالً إلى الحياة المنتجة

احترام اإليجابية من الذات واآلخرين والحياة؛ االتجاهاتتنمية - ب .الذات واآلخرين

إطالق إرادة التنمية الذاتية والدخول المبادر إلى الحياة - ج

.والعمل الشخصية، وصوالً إلى تحمل المسؤولية الذاتية عن الحياة - د

.االستقاللية، والمسؤولية والوعي تجاه السلوك الشخصي

Youth Empowerment Network. www.yen.org.za/fimto.htm: إرجع إلى -٤

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 165: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٥

في عالقات االنخراط باآلخرين وتعزيز قدرات االهتمام -هـ .منتجة مع األسرة والرفاق

تمكين المشاركين من تحديد معاناة الماضي وجروحه - و

والتعامل معها، بناء مرونة ذاتية، التغلّب على المعوقات ية والصدود والقمع الذاتي؛ التواصل مع الذات في الذات

طموحاتها وإمكاناتها؛ الواقعية والثقة بالنفس وتوكيد الذات؛ واحترام معنى الكرامة الذاتية والقيمة الشخصية اكتشاف

.الذات . مهارات الحياة في إدارة الذات والتوجه المهنياكتساب - ز

.صروتحريرهم من قيود تدني الذات، وقصور التب .واالنتماءتنمية الحس الوطني والمدني - ح تنمية ثقافة شباب مبادرة فاعلة، بديالً عن العجز المتعلّمة - ط

. واالنهزاميةوالتشاؤم ينفّذ هذا البرنامج على مدى عدة أسابيع من خالل حلقات - ي

الحوار، والمشاركة والتفاعل وتشجيع التفكير الذاتي وتقويم .ة الشخصيةاألمور وتحمل المسؤولي

ويتمم هذه الحلقات ورش أعمال حرفية وأنشطة فنية وإبداعية ، وذلك بغية التواصل مع )أشغال يدوية، خزف، رسم، قص، دراما(

كما . إيجابياتها وقدراتها على العطاء والنماءواكتشافالذات

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 166: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٦

ومن . تأهيلية/يتضمن البرنامج رحالت وزيارات ميدانية تثقيفية بأناس من الخارج في مختلف هذه الستعانةاأبرز خصوصياته

.األنشطة بمثابة متطوعين

بتحمل مسؤولية النمو الذاتي، االلتزامومن شروط المشاركة فيه بالجماعة المحلية وااللتزام االجتماعيوإرادة التغيير، والوعي

.والمجتمع

وخالل أنشطة البرنامج وحلقات النقاش يستعان بنماذج خارجية امشية محرومة ومعرضة لألخطار الخلقية وتمكنت من شق كانت ه

طريقها في الحياة وبناء مكانة الئقة في المجتمع، حيث يتم الحوار كما . معها ودراسة تجاربها ومسارها وصوالً إلى النجاح ومقوماته

يعمل البرنامج على تغليب إيجابيات الحياة وإمكاناتها من خالل اته ومناقشتها والتعلّم منها وصوالً البحث عن قصص النجاح ومسار

.إلى اإلقتداء بها

وبالنسبة إلى المتخرجين من مؤسسات الرعاية، وإلى أنشطة من هذا البرنامج من خالل إقامة االستفادةالرعاية الالحقة يمكن

عالقات مع أرباب العمل المحتملين وتعزيزها، ومع مؤسسات ع منظمات العمل التطوعي إليها، ومواالنتماءالمجتمع المدني

المزيد من اكتسابوالمشاركة فيها مما يساعد المتخرج على المهارات، ويعرفه بشكل واقعي على عالم المجتمع والعمل والحياة

. وشق الطريق وإيجاد المكانةلالندماجعموماً، ويفتح شهيته

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 167: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٧

ف هو يتبنى البرنامج فلسفة فريدة تتمثّل في المعادلة القائلة بأن التكيوأن نمو الشبيبة . محصلة التغير الذاتي متفاعالً مع الفرص المنمية

المستدام ال يمكن أن يتم إال إذا تولوا مسؤولية تعلّمهم ونموهم، أي أن مجابهة المستقبل بشجاعة تتم من خالل إيقاظ وعي الشباب

الثقة بالنفس واكتساببقدراتهم وإمكاناتهم على النمو والتطور مسألة شخصية باعتبارهاها، والثقة في إمكانية التنمية الذاتية وكرامت

ويتم ذلك من خالل التحول من التركيز على . وهدف حياتيالمشكالت والمعوقات وأوجه القصور إلى البحث عن اإليجابيات واإلمكانات المتوفرة لدى كل شخص وفي ظروفه، والبناء عليها

تتضمن . االقتدارا عملية بناء إنه. وتدعيمها وصوالً إلى ترسيخهاأنشطة البرنامج عدة محاور تحقق مجتمعة أهداف التمكين وبناء

:، من أبرزهااالقتدار التمرس بالعمل الجماعي والعمل في الفريق والتعاون، وحّل -

القرارات الجماعية، والمساندة المتبادلة واتخاذالمشكالت .والتعلّم المتبادل

االنفعاالتالتواصل مع : واالنفعاالتالتعامل مع العواطف -

والتعامل . واالكتئابالذاتية واآلالم والجروح والغضب واألذى في الحياة، وكذلك االنتقاليةمع الضغوط وإدارة المراحل

التعامل مع اإلحباطات والصراعات، وصوالً إلى تحقيق . الذاتياالستقرار

.لتشاؤم المتعلمينالتدرب على التفاؤل المتعلّم لقهر العجز وا -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 168: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٨

مهارات التعاطف واكتسابالتعامل مع عواطف اآلخرين -والتفهم والتسامح، وتبادل اآلراء واألفكار ، والحوار واإلنصات .االنتقادمعهم والتعامل مع

مفهوم الذات وتقديرها اكتشافبناء الثقة الذاتية من خالل -

الذاتي االحتراموتوكيدها، بما هي اللبنات األساسية لبناء والكرامة الذاتية، وصوالً إلى بناء الثقة الحميمية الجوانية

.بالنفس والتعامل مع النبذ والفشل .بناء حس المبادرة والمقاولة لشق الطريق في الحياة - تخطيط الحياة من خالل فهم المسار الذاتي في الحياة حتى -

الواقع الشخصي، معرفة الذات استيعابالوقت الحاضر، الفرص الحياتية، استكشافحاتها وإمكاناتها وحدودها، وطمو

.وبناء توجه حياتي متوازن مما يضمن مجابهة المستقبل بثقة

من معطياته إلى حد بعيد في االستفادةإنه برنامج غني يمكن الذاتي لدى األحداث في المؤسسات واالقتدارالتخطيط لبناء التمكين

وهو يغطي ما أصبح متعارفاً . يعيةوبعد التخرج، أم في البيئة الطبعليه من برامج وأنشطة تنفذ في المدارس الرائدة على الصعد

تنمية الذكاء العاطفي، برامج تعلّم التفاؤل والتفكير اإليجابي، : التاليةوكلها . سريعباستعراضوهي ما سنتناوله . برامج مهارات الحياة

يز فاعلية عمليات تفتح آفاقاً رحبة لتحقيق نقلة نوعية في تعز .الرعاية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 169: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٦٩

والتدريب انتشارها وهو من البرامج التي يتزايد : الذكاء العاطفي- ٢عليها في قطاعات التربية والصناعة واإلدارة، والكبار والصغار

ينمو الذكاء العاطفي منذ الطفولة األولى من خالل . على السواءوالحماية النشأة في جو أسري يتصف بالدفء العاطفي والرعاية

والتوجيه والتواصل الغني لفظياً وجسدياً، وإعمال الفكر في وهو كما . وقائع الحياة ومواجهة مشكالتها وقضاياهااستيعاب

أسلفنا أحد أوجه القصور البارزة لدى غالبية األحداث المنحرفين نظراً لفقدانهم المناخ األسري المنمي االنحرافوالمعرضين لخطر

ولقد أصبح يشكّل مقوماً أساسياً من مقومات . يلذكائهم العاطف . المشارك في المجتمعواالندماجالصحة النفسية والتكيف الحياتي

أون، مما -ولقد سبقت اإلشارة إلى محاوره الخمسة تبعاً لنظرية بار

على المحور الشخصي يتم . تشتغل البرامج على تنمية مكوناتهايداً على التعرف على المشاعر العمل من خالل تمارين مشغولة ج

استيعابهاكما يتم الشغل على . والوعي بها وفهم مختلف حاالتها. الشخص وتفاعالتهاحتياجاتوالسيطرة عليها وتوظيفها لخدمة

كما يتم الشغل على توكيد الذات مما أشرنا إليه لجهة حرية التعبير ويؤدي . ياً والمشاعر واألفكار وحسن توجيهها تكيفاالنفعاالتعن

ذلك إلى التقويم الدقيق للذات بإمكاناتها وحدودها، والبناء عليها كما يتم التدريب على . وصوالً لتحقيق أهداف هذه الذات ونمائها

العاطفية بما هي من مقومات النضج الراشد بدالً من االستقالليةرب من خالل هذا التدريب يتمكن المتد. أو اإلتكاليةواالنقيادالتبعية

من تنمية مركز ضبط داخلي حيث تصبح مرجعيته في ذاته بدالً ومن الواضح أن ذلك يتم في . من التبعية للمرجعيات الخارجية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 170: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٠

الحاالت الطبيعية من خالل السماع للطفل والنقاش معه وأخذ رأيه فيما يخصه من أمور وتقويمها بشكل مشترك وتشجيعه بالتالي على

.ار القرواتخاذ االختيارحسن

فهناك تدريبات على إدراك مشاعر االجتماعيأما على المحور وتفهمها وصوالً إلى المشاركة واستيعابهااآلخرين وتحليلها

والمشاعر االنفعاالتالوجدانية، إضافة إلى القدرة على توجيه هذه وهو ما يضمن القدرة على اللقاء مع اآلخر . خالل عملية التفاعل

ولة دفعه إلى تعديل مشاعره بما يضمن والتعاطف معه مع محاوهو ما يؤدي إلى نمو القدرة على إقامة . للشخص فرصته ومكانته

ويضاف . عالقات إنسانية طيبة مع اآلخرين والحفاظ عليها وتنميتها االجتماعيةإلى ذلك في هذا المحور التدريب على المسؤولية

االجتماعيةة والوعي بها والقيام بمتطلباتها وصوالً إلى العضوي، والمجتمع المحلي االنتماءالمشاركة والفاعلة على صعد جماعات

.واألكبر سواء بسواء

أما في المحور الثالث فيتم التدريب على تنمية اللياقة التكيفية، مما مواقف إيجابية واتخاذ الواقع وتقويمه اختباريتمثّل في القدرة على في التدريب على تنمية المرونة كما يتمثّل. فاعلة في التعامل معه

لجهة تأجيل الرغبات وإيجاد بدائل إلشباعها، وتعديل العواطف بما يتناسب مع التمايزات التي تطرأ – واقعي فاعل باتجاهواألفكار

على الوضعيات ووصوالً إلى العمل على التدخل لتعديل هذه ويتضمن . الوضعيات ذاتها حين يتعين مواجهة الواقع والتأثير عليه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 171: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧١

هذا المحور التدريب على الطريقة العلمية في طرح المشكالت وتحديدها وتشخيصها وتوليد أفضل البدائل لحلها والموازنة بينها

. البدائل األكثر مالءمة وفاعليةاختياروصوالً إلى

يلي ذلك التدريب على محور إدارة الضغوط والتعامل اإليجابي . لها والغرق في المعاناة والمرضسالماالستالنشط معها، بدالً من

برامج إدارة الضغوط عديدة وتشكّل مجاالً قائماً بذاته سواء في . المدرسة أو العمل أو البيت أو ظروف الدهر وصروفه وأزماته

وكلها تحاول أن توازن ما بين المتطلبات المختلفة وبين اإلمكانات لبات المفروضة على تنشأ الضغوط عادة عندما تكون المتط. الذاتية

وكلما . الشخص تتجاوز إمكاناته الذاتية أو التي يمكن له توفيرها التباين بينهما تصعدت الضغوط وتركت آثارها الجسمية أزداد

االنهيار والسلوكية على الشخص وصوالً إلى واالنفعاليةوالنفسية ويتم . والمرض ومختلف حاالت فقدان السيطرة على الموقف

ى مجابهة الضغوط على عدة صعد فإما يتعلّم المرء التدريب علمهارات إجرائية تمكّنه من مواجهة المتطلبات من حيث الحجم واإللحاح، أو يتعلّم مهارات جديدة في مجابهة المشكالت التي تطرحها هذه المتطلبات، أو هو يتعلّم كيفية الحصول على مساعدة

عاطفية، أو هو يتعلّم إعادة اآلخرين مادياً وعلمياً معرفياً ومساندة النظر في نظام تفكيره ونظرته إلى هذه المتطلبات حيث يظهر عموماً أن الشخص الواقع تحت الضغوط قد يبالغ في إظهار عجزه الذاتي تجاه المتطلبات، أو هو يبالغ في تضخيم حجمها وشدتها

. وهو ما يجعله يقع تحت وطأتهاواستمرارها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 172: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٢

مهارة التقدير اكتسابذا المستوى إلى يهدف التدريب على هالواقعي لكل من المتطلبات واإلمكانات مما يرد األمر إلى حجمه

إلى النفس ويدفع إلى التعامل اإليجابي مع االرتياحالطبيعي ويدخل .الوضعية

ويتخذ التدريب كذلك طابع تعلّم مهارة التحصن الذاتي ضد

عليه من خالل أنشطة الضغوطات والتخفيف من آثارها الصحية والرياضيات الجسمية والروحية، وتغيير واالسترخاءالتنفس

.أسلوب الحياة

اإليجابي فيتم التدريب فيه باالنطباعوأما المحور األخير المتعلّق أساساً على تعزيز التفاؤل الذاتي والنظرة اإليجابية إلى الذات

التفاؤل وهزيمة اليأس وهناك راهناً برامج ناجحة في تعلّم. والحياةالتي تساعد على الشعور ) مما سنتناوله في عنوان مستقل(والتشاؤم

.بالسعادة والرضى عن الذات والوفاق معها ومع الدنيا والناس

يتضح من ذلك مقدار أهمية تنمية الذكاء العاطفي لدى األحداث ، مما يعدهم للنجاح في االنحرافالجانحين والمعرضين لخطر

اللذان يشكّالن أبرز مقومات االقتدارواجهة الناجحة للحياة وبناء الم .االجتماعيةالتكيف واألهلية

يرى عالم النفس سليجمان صاحب الكتاب :التدريب على التفاؤل - ٣

أن التفاؤل مهارة مكتسبة ويمكن ٥"التفاؤل المتعلّم"الشهير بعنوان

6- Seligman, Martin (1990). Learned Optimism: How to Change Your Mind and Your Life. New York: Alfred A. Knopf.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 173: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٣

اس التفاؤل والتشاؤم، كما لقياختباراتولقد وضع . تعلّمها وتقويتهاوبينما يصد التشاؤم الطاقات . وضع برامج تدريب لتعلّم التفاؤل

ويعطّل القدرات، فإن التفاؤل يطلقها، حيث يبحث عن اإليجابيات المتفائلون . واإلمكانات الخفية حتى في مواقف الحياة األكثر سلبيةل منا وك. يتجاوزون إمكاناتهم ويوظفونها إلى حدودها القصوى

، ولو أنهما ليسا قطعيين "ال"أو " نعماً"يحمل، تبعاً سليجمان في قلبه . هو التشاؤم" ال"هو التفاؤل، ورجحان " نعم"رجحان . دائماً

هي التي ترجح عند األحداث الجانحين " ال" فيما سبق أن أتضحولقد

ومن . نتيجة لترسخ العجز المتعلّم لديهماالنحرافوالمعرضين لخطر نا أهمية التدريب على التفاؤل لمساعدتهم على التخلّص من هذا ه

العجز المفروض ذاتياً، وإطالق طاقات النماء لديهم، وتوظيف يؤدي التفاؤل . إمكاناتهم في عملية التأهيل على بناء الحياة والمستقبل

إلى النجاح والمثابرة ويعزز الثقة بالنفس، مما يؤدي إلى بذل الجهد معنويات مرتفعة، على النقيض من ميلهم إلى تدني والحفاظ علىوبالتالي يعود النجاح فيرفع من مستوى . واالستسالمالمعنويات

التفاؤل ويعزز الثقة بالنفس وروحها المعنوية مما يؤدي إلى تقوية في عملية لولبية صاعدة، والعكس صحيح حيث . الدافعية والحماس . ة والهزيماالستسالميؤدي الفشل إلى

يميل األطفال عادة إلى التفاؤل بشكل واضح نظراً لطاقة الحياة والنماء الدافعة لهم، بينما هم يتعلّمون التشاؤم من محيطهم حيث

وال يحقق . يخبرون تجارب النبذ والحرمان واإلهمال واإلحباطاألطفال المتشائمون، كما الكبار المتشائمين، كل إمكاناتهم حتى ولو

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 174: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٤

ي الذكاء العالي، بينما يتجاوز المتفائلون إمكاناتهم في كانوا من ذومن هنا يتعين . الدرس والرياضة واألنشطة والعمل والحياة عموماً

بأنهم "تدريب هؤالء األحداث على الحديث اإليجابي مع الذات ". قادرون على إنجاز المهام وعلى تحقيق النجاح

التشاؤم، حيث يجد وتوجد ظاهرة العجز المتعلّم في قلب ظاهرة

يستسلم . المرء ذاته غير قادر على التأثير في األحداث التي يعيشهاالحدث للغبن الحياتي المفروض، حيث ال يتمكن من فرض مكانته أو

.إشباع حاجاته في جو األسرة غير المالئم للنمو المعافى

ة وال بد من اإلشارة إلى أن التفاؤل األصيل والفاعل يتصف بالواقعيوالقدرة على التقويم الموضوعي، وعلى رؤية اإليجابيات والسلبيات

. القرار باإلقدام أو التحفّظ واإلحجامواتخاذفي وضعية معينة وبالتالي ال يعني التفاؤل أن ننظر إلى العالم على أنه وردي على الدوام، كما ال يعني القطعية التي تميز رؤية األحداث المنحرفين

من . واستسالمإما قدرة كلية ونجاح، وإما عجز : جازاتهمللعالم وإلنالشائع أن تتضخم نظرة هؤالء األحداث ألنفسهم حين يحققون نجاحاً ملحوظاً في أمر ما، حيث يميلون بسرعة إلى اإلفراط في التفاؤل

.وبناء توقعات بعيدة عن الواقع

التفكير يرى سليجمان أن كالً من التشاؤم والتفاؤل هما أسلوب في وال تقتصر طريقة تفسيرنا . وفي تفسير األحداث والوقائع يمكن تعلّمه

للوقائع على مواجهة حالة خاصة من نجاح أو فشل بل هي تتوقف على الفكرة التي نكونها على القيمة العامة التي نعطيها ألنفسنا

.ولمكانتنا في الحياة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 175: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٥

يمومة، درجة التعميم، الد: ويتكون أسلوب التفسير هذا من ثالثة أبعادأما على صعيد الديمومة فيرى . واإلرجاع إلى خصائصنا الشخصية

المتشائم أن العثرات، والمحن هي قدر ال فكاك منه، وأنها ستدوم وال أما . االستسالممجال للخروج منها أو عمل شيء بصددها سوى

فيها العثرات هي من أمور الحيا العادية وأن الحياةأنالمتفائل فيرى اإلنجازات والنجاحات كما فيها اإلحباطات واإلخفاقات، وأن كل عثرة هي رهن بظرف مؤقت وبالتالي فتجاوزها متاح، وهي ليست

.قدراً مفروضاً

وأما التعميم فيعني سحب األزمة أو اإلخفاق في حالة معينة على كل نما بي). ال جدوى، ستبقى األمور على هذا الحال(الوضعيات الحياتية

يحصر المتفائل األزمة في موضعها، وال يعممها على بقية األوضاح ففي مقابل العثرة هناك إنجازات ونجاحات كثيرة في حاالت . الحياتية

.وظروف غيرها

: وأما الرد إلى الذات فيتخذ عند المتشائم طابع وضع اللوم على ذاته. الص لهإنه الفاشل أو المقصر أو الذي ال يرجو منه خير، وال خ

ذلك ما تعرض له الكثير من هؤالء األحداث خالل تاريخهم في البيت أما . إنهم يتمثلون هذه الوصمة ويتصرفون تبعاً لها. والمدرسة

المتفائل فإنه يحمي ذاته ويرى العثرة نتيجة تدخل عوامل خارجية غير مواتية، ويمكن التغلب عليها، مما يحافظ على صورة الذات

.اإليجابية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 176: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٦

يستند برنامج التدريب على التفاؤل ودحض التفسيرات المتشائمة إلى مما أشرنا إليه في فنية (طريقة ألليس في تعديل األفكار المغلوطة

فبإزاء األفكار التشاؤمية وما يتبعها من . ٦)االنفعاليالعالج العقالني ، تجري محاكمة هذه األفكار الخاطئة في خطوات واستسالم اكتئاب

:أربع

التي تبين خطأ هذه الفكرة وعدم :البحث عن األسانيد الواقعية - أ التمديد أو التعميم أو اتجاهموضوعيتها، وكيف أنها تحور في

وينشط التفكير المتفائل من خالل رفض هذه . الرد إلى الذات السلبية والتخلي عن الفكرة التي ليس لها من مبرر االستجابات

.فعلي

تتمثل في التفتيش عن أسباب أخرى غير و:التفسيرات البديلة - ب في مادة ما قد يعود إلى امتحانالفشل في . الفكرة الخاطئة

غير كاف، حالة تعب أو مرض، عدم استعداد: أسباب عديدة، وليس بالضرورة إلى العجز االمتحان المادة، صعوبة استيعاب

من األصوب . الذاتي الذي يتبناه المتشائم عن نفسه وعن أدائهاعدة الحدث على البحث عن األسباب األكثر إنصافاً له مس

ومن األجدى التفتيش عن حاالت النجاح، . وتجنّب التفشيل الذاتي .وإمكانات النجاح األخرى ولو في مجاالت مغايرة والبناء عليها

، إعداد ٧فصل الثالث، البطاقة الفنية رقم دليل رعاية األحداث الجانحين في دول مجلس التعاون، ال: أنظر كتاب-٧ .٢٠٠٥مصطفى حجازي، نشر المكتب التنفيذي . د

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 177: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٧

وتعنى العمل على الحد من اإلفراط في تعميم :اآلثار واألبعاد - ج احتماالتهو قدر محتوم أم هناك هل هذا الفشل . التشاؤم والفشل

هل . أخرى وإمكانيات بديلة تحد من ضخامة الفشل وتجد له حالًهناك مبالغة في النظرة التشاؤمية تطمس رؤية جوانب حل ممكنة وقدرات كامنة غفلنا عنها؟ هنا يصار إلى إجراء عملية تمحيص في واقع الحدث ووضعه بحثاً عن هذه اإلمكانات الخفية

.فل عنهاالتي غ

فتتمثل في التساؤل حول جدوى التفسير :أما الخطوة الرابعة -دحتى ولو كان صحيحاً فهل هو مجد أم ال؟ وإذا لم يكن . المتشائم

مجدياً ويفتح السبيل للقيام بجهد إليجاد حّل، فال جدوى من من األفضل صرف النظر عنه . لهواالستسالمالتمسك به

سبل أخرى متاحة، وهي دوماً متوفرة الهمم للبحث عنواستنفارمن الممكن . ولو لم تكن بادية للعيان، أو لم تكن في المجال ذاته

األهداف التي فشل الحدث في تحقيقها بأخرى مفيدة استبدال .بدورها يمكنه النجاح فيها

هناك إجراءات أخرى أكثر تفصيالً في تعلّم التفاؤل وهي محاولة

عدة جوالت من محاكمة : قتاً ليس بطويلتتطلّب تدريباً يأخذ و في جلسات جماعية يشد فيها األحداث أزر بعضهم االنهزاميةاألفكار

.بعضاً ويتعلّمون من أفكارهم بشكل متبادل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 178: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٨

يطرح هذا الموضوع التوصية التي تندرج عنه، بتوفير التدريب المرشدين والعاملين اآلخرين في برامج رعاية / المالئم للمشرفين

إلى االنهزاميلحدث على فنية تعديل األفكار المغلوطة ذات الطابع اومن المتوقع أن يؤدي هذا التدريب . أفكار أكثر واقعية وإيجابية

للفريق العامل إلى تغيير نظرته هو ذاته إلى األحداث، فيتعلّم عدم . من وقائع محدودةانطالقاتعميم أحكامه عليهم وعلى إمكاناتهم

وال بد (ى التفتيش عن طاقات الحدث الكامنة وإيجابياته ويدفع بهم إلوالبناء عليها في التعامل معه، ) أن تكون متوفرة في مجال أو أكثر

. وصوالً إلى توعيته بها وتحفيزه على البناء عليها بدوره

إن مجرد تحويل نظرة العاملين مع الحدث من السلب إلى اإليجاب ة ويرد إليه قيمته اإلنسانية، وهو ما يضع كفيل بأن يغير داللته الذاتي

. نمائي إيجابياتجاهاألسس لتحوله في ٧:التدريب على مهارات الحياة - ٤

تشكّل مهارات الحياة اإلطار الجامع لكل مهارات البرامج واألنشطة التي تم طرحها في هذه الدراسة بمثابة محاور ومقومات لعملية

وهو ما يزود . االقتداروالتمكين وبناء الرعاية وصوالً إلى التأهيل الحدث المتخرج وخالل الرعاية الالحقة بكل اإلمكانات التي تؤهله

من خالل تنمية شخصيته على االجتماعي واالندماجللمواطنة الكاملة قيمة ذاتية اكتسابجميع الصعد بحيث يتمتع بالكفايات التي تتيح له

. ر غربته عن العالم المتكيف، وتعالج كل مظاهاجتماعيةومكانة

طورتها العديد من Life Skills Curriculum يتوفر راهناً عدد وافر من مناهج التدريب على مهارات الحياة -٨ولقد وضعت لها مادة . بارالجامعات األميركية، بعضها عام وبعضها متخصص في عالج الجانحين األحداث والك

محتوياتها والحصول على استعراضويمكن . تدريبية هامة من أفالم فيديو وكتب تمارين، وكذلك دليل المدرب . تحت العنوان ذاتهGoogleعناوين الناشرين على موقع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 179: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٧٩

ولذلك فإن التدريب على مهارات الحياة التي سبق أن عرضنا . لمقوماتها أعاله يتعين أن يشكّل أحد أبرز برامج الرعاية وأنشطتها

وعلى عكس المهارات األخرى فإن برنامج مهارات الحياة متنوع في تلف محتواه بحيث يخدم قطاعات الشخصية والسلوك وينمي مخ

إنه عملية تنموية تصحح أبرز أوجه . مهارات إدارة الذات والحياةوهو في الحاالت العادية يتدرج . قصور حياة الحدث الجانح السابقة

بدءاً من سنوات الدراسة األولى ووصوالً حتى نهاية الثانوي وما اختالفويقوم بتنفيذه العديد من العاملين مع الحدث على . بعدها

. الرعائيةمسؤولياتهم

مهارات : يتضمن المنهاج النموذجي لمهارات الحياة األبعاد التاليةالتفكير، مهارات المعرفة، مهارات التخطيط، مهارات التعامل مع

، االجتماعيالذات، مهارات الصحة والجمال، مهارات التفاعل وبالطبع فهي مهارات . ، ومهارات المواطنةاالقتصاديةالمهارات

.ملة للتحصيل الدراسي والتدريب المهنيموازية ومك

وتتضمن التفكير الناقد الذي يتدرج من تكوين : مهارات التفكير - أالرأي ومعايير الرأي السليم ومهارة بناء الرأي، من ثم تعريف التفكير النقاد ومعاييره لجهة الوضوح والصواب والدقة ودوره

استقراءالناقد من في بناء حياة ناجحة وإنتهاءاً بأبعاد التفكير ويتالزم معه التفكير العلمي وسماته . وتقويمواستنباط . وخطواته

القرارات أهمية خاصة في واتخاذويتخذ حّل المشكالت

مهارات التفكير بالنسبة لألحداث الجانحين، إذ إن الكثير من

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 180: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٠

سلوكاتهم غير المتكيفة ناتجة عن عجزهم على التعامل مع ويتضمن حّل المشكالت عادة كل من . فعالقضايا الواقع بشكل

تعريف المشكلة وتحديدها، وتوليد البدائل والمقارنة بينها من ويتم . حيث اإليجابيات والسلبيات على المدى القصير والبعيد

الحّل الذي يضمن أكبر اإليجابيات على المدى اعتمادعادة وكذلك البعيد والذي يحظى بأعلى فرصة لجهة ميسرات تنفيذه،

القرارات فله أسسه اتخاذوأما . بأكبر قدر من التفضيل الذاتي القرار اتخاذالعلمية من حيث أنواع القرارات وخطوات

ويتالزم . ودراسة بيئة القرار بما فيها من مسيرات ومعوقات القرارات عادة في مهارات واتخاذكل من حّل المشكالت

.التفكير

يد األهداف الشخصية وتنظيم وتتضمن تحد:مهارات التخطيط - بيتضمن تحديد األهداف الشخصية كيفية صياغة . الوقت وإدارته

تحقيق مهارة كذا : الهدف بحيث يكون له حدود كمية وزمنيةتمكن الحدود الكمية والزمنية من . بمقدار كذا خالل مدة كذا

معرفة الخطوات الواجب إتباعها للوصول إلى المقدار المطلوب كما تمكن . ومقدار الجهد أو الموارد المطلوبة لذلكمن الهدف

من تقويم مدى التقدم نحو تحقيق هذا الهدف وتحليل أسباب وتقسم األهداف الشخصية عادة إلى أهداف . التأخير ومعالجتها

ملزمة تتعلّق بأحد أبعاد عملية النمو الضروري لبناء المستقبل هداف مرغوبة قابلة والتي ال يمكن التهاون بشأن تحقيقها، وأ

وال بد في التدريب على . للتفاوض ويمكن التساهل بشأنهاتحديد األهداف من التفريق بين الغايات الكبرى، وبين األهداف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 181: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨١

. األولى تتعلّق بمخططات مستقبلية كبرى. التشغيلية اإلجرائيةأما الثانية فتشكّل الخطوات والمراحل اإلجرائية التي يوصل

وال بد في تعليم األحداث الجانحين . لوغ األولىتحقيقها إلى بوتدريبهم على مختلف المهارات من تقسيم إتقان المهارة إلى عدة خطوات أو أهداف إجرائية قصيرة المدة بحيث يؤدي النجاح فيها إلى مكافأتهم، مما يفتح شهيتهم للتعلّم والتدريب

.ويعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم

الوقت فله قيمة كبرى على صعيد تأهيل الحدث للحياة أما تنظيم الناجحة، إذ أنه يعالج حالة الفوضى التي واالجتماعيةالمهنية

نشأوا فيها في البيت والبيئة المحلية، حيث ال تخطيط وال تدبير وهنا أيضاً يتعلّم الحدث . للظروف كيفما تأتياستسالمبل

لحاجة إليه، كما يتعلّم المقصود بإدارة الوقت واإلحساس به واإن تنظيم حياة الحدث داخل . أساليب تنظيم وإدارة الوقت

المؤسسة الرعاية وجداولها الزمنية اليومية واألسبوعية والفصلية هو بحد ذاته عملية قيمة لغرس أهمية إدارة الوقت وبرمجته في حياته وسلوكه، بدالً من شعوره العفوي بأن

هي عبارة عن قيود إعتباطية تهدف إلى الجدولة الزمنية لحياتهذلك أن التكيف لعالم العمل واإلدارة الحياة ذاتها . تكدير حياته

يقتضيان حتماً تنظيم الوقت وإدارته، بما هو تنظيم للطاقة . والجهد وتوظيف لإلمكانات

ويأتي التخطيط للمستقبل العلمي والمهني واإلعداد له في

وهو ما . على مهارة التخطيطمرحلة مبكرة من التدريب

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 182: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٢

يتضمن سلسلة عمليات من النقاش والتجريب واإلطالع الميول الذاتية، والقدرات الذهنية والعملية الالزمة الستكشاف

لها ومواءمتها مع ظروف حياة الحدث المستقبلية وما تتيحه من فرص وإمكانات، ومع معطيات عالم العمل واإلنتاج ومجاالته

.تي تضمن بناء حياة منتجة كريمةومردوداته ال

وتتضمن بناء تقدير الذات والثقة :مهارات التعامل مع الذات - جاً بالنفس وأساليبه، والتفاؤل المتعلّم والتفكير اإليجابي، وخصوص

كما تتضمن تعزيز الصحة .الذكاء العاطفي بكامل أبعاده والقلق والمخاوف والغضب االنفعاالتالنفسية والسيطرة على

واالسترخاءمن خالل فنيات عدة من ضمنها التنفس العميق وهناك سواها الكثير مما ال يتسع المجال . مما تمت اإلشارة إليه

.هنا لإلستفاضة فيه

أحد أبعاد مهارات التعامل مـع الـذات ٨ويشكّل توجيه الذات األكثر أهمية واألسهل تطبيقاً وإثارة للحمـاس لـدى الحـدث

تحقيق أهداف منمية تتعلّـق بتغييـر بعـض الذاتي ب لاللتزاموهـي . العادات السيئة التي تمثّل مصدر شكوى أو إزعاج له

مخصصة لكل األعمار منذ الطفولة المتأخرة، ويـتم تنفيـذها فإذا كان لدى الحدث عادة سيئة يود التخلّص منها ولكنه . ذاتياً

ل الـسلوك البـدي اختيارال يقوى على ذلك تلقائياً، يدرب على تليها في خطوة ثانية دراسة بيئـة . المرغوب في خطوة أولى

).٣(رقم أنظر كتاب رعاية األحداث الجانحين في دول مجلس التعاون، الفصل الثالث، البطاقة الفنية -٩

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 183: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٣

السلوك أي متى وفي أي الظروف يقدم علـى الـسلوك غيـر ومتى وفي أي الظروف يقـدم . المرغوب ويضع خطة لتجنّبها

وأما الخطوة الثالثـة . على السلوك المرغوب فيحاول تكرارها ـ منفتتمثل بالطلب رار اآلخرين تشجعيه ومساعدته علـى تك

عن إغرائه بالعودة إلى الـسلوك واالمتناعالسلوك المرغوب مع ذاته فيحـدد اتفاقيةوفي خطوة رابعة يعقد . غير المرغوب

لنفسه مكافأة يرغب فيها إذا نجح في تحقيق مستوى معيناً مـن السلوك المرغوب، كما يفرض عقوبة على ذاته إذا قصر فـي

قويم األداء حيث يالحظ وأما الخطوة الخامسة فتتمثل في ت . ذلك بالخطة، وما هي الصعوبات التي تعترضها للعمل التزامهمدى

كما يعمل على تعزيز دافعيته من خالل التـشجيع . على تذليلها ... أنا قـادر علـى ذلـك : الذاتي والحديث اإليجابي مع الذات

الحدث باقتناعوبالطبع يتمثّل الشرط األول لعملية توجيه الذات يير السلوك غير المرغوب وبأهمية وإمكانية تحقيق بضرورة تغ

ويتعين عموماً أن يضع الحدث لذاته أهدافاً . السلوك المرغوب . بهاوااللتزامواقعية يمكنه تحقيقها

ويمكن تطبيق هذه الفنية جماعياً تحت إشراف المسؤول عن الفريق وبتشجيعه ومتابعته، حيث تعقد جلسات متابعة تحدد

ث يعرض كل حدث مدى التقدم في تحقيق هدفه وتيرتها حيكما أن . وعوامل نجاحه أو تعثره، ويتعلّم من تجارب رفاقه

. الفريق يمكنه ممارسة الضبط والضغط والتشجيع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 184: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٤

وهي تدرب الحدث على مهارة التعلّم :محور مهارات المعرفة -دالفعال ومراجعة الدروس وعمليات الحفظ والذاكرة النشطة مما

كما قد تدربه على مهارات التعامل مع . يسهل عليه النجاح، مما أصبح يشكّل ركناً أساسياً من الحياة واالنترنتالحاسوب

.المعاصرة للناشئة كما للراشدين

ويشمل التدريب على أسس الصحة :محور مهارات الصحة -هـالبدنية والعادات الصحية في الغذاء والشراب والنوم، والنظافة

كما يشمل التدريب على . خصية والرياضة واللياقة الجسديةالشتجنّب أساليب الحياة الضارة وسلوكاتها في الطعام والشراب،

ويشمل الصحة الجنسية . ومضار التدخين، وأخطار اإلدمانواإلنجابية بدءاً من سن البلوغ، والتربية الجنسية بمبادئها

حاديث يقدمها كل ويتضمن هذا التدريب أ. وقضاياها المعروفة النفساني حول الصحة الجسمية واالختصاصيمن الطبيب

.والجنسية، وحول تحوالت البلوغ والمراهقة

ويتضمن إضافة إلى تنمية :االجتماعيمحور مهارات التفاعل - ومما (الذكاء العاطفي في التواصل والتعامل مع الذات واآلخرين

جماعي والتعاوني ، التدريب على العمل ال)تمت اإلشارة إليهوهي مهارات ذات . والمشارك والعمل في الفريق وقيادة الفريق

الذي االجتماعي واالندماجأهمية كبيرة في النجاح المهني ويضاف إلى ذلك موضوع . أصبح يقوم على هذه المبادئ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 185: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٥

التعامل مع األسرة من حيث الحقوق والواجبات، وخصائص ياتها، وكيفية التعامل مع الحياة األسرية في إيجابياتها وسلب

. الصراعات األسرية وحلها، ونظم التساند والتآزر والتراحمكما يتضمن العالقة مع الوالدين واألخوة وفي خصائصها وكيفية إدارتها، بحيث يصنع الحدث مكانة إيجابية مبادرة لذاته

إلى تغيير نظرتهم إليه ) والدين وأشقاء(ضمنها، ويدفع بذويه واالندماجو كما رأينا من أهم مقومات التكيف وه. وقبوله

. والمصالحة من الدنيا ومع الذاتاالجتماعي

ويتضمن التدريب على عمل :االقتصاديةمحور المهارات - ز

ميزانية شخصية مهما كانت محدودة، وكيفية تبويب اإلنفاق كما تتضمن تعلّم . بدءاً بالضروريات وإنتهاءاً بالكماليات

أوقات التسوق، كيف نتسوق ومن أين، : مهارات التسوقفهم ديناميات . التفاوض على السعر، المفاضلة في جودة السلع

التسوق وكيف تؤثر علينا وتوجه أذواقنا وخياراتنا إعالنات. وصوالً إلى الوقاية من تزيين شراء سلع ال حاجة للمرء بها

عدم أساليب التغرير والغش وخداع المستهلكين واكتشافتعلّم وقد يكون أهم من ذلك لتدريب الحدث على . الوقوع ضحية لها

استثماري، تعليمه كيفية تصميم مشروع اقتصاديبناء مستقبل مهما كان بسيطاً وأولياً، حتى ولو ابتدأ على شكل سيناريو ينفذ

ضيوف من استدعاءوهنا يمكن . من خالل ألعاب ومبارياتة والمتوسطة للحديث الصغيراالستثماريةأصحاب المشاريع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 186: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٦

عن كيفية التفكير بهكذا مشاريع وتنفيذها وتطويرها، وتحقيق وهو ما يفتح آفاقاً أمام هؤالء األحداث . مردودات مجزية منها

الغرباء عن عالم العمل واإلنتاج والكسف، وقد يطلق دافعيتهم . للتفكير جدياً وعملياً ببناء مستقبل إنتاجي

وهو من المحاور التي تحتل مكانتها :اءواالنتممحور المواطنة - حفي برامج أنشطة مؤسسات الرعاية في دول مجلس التعاون،

ويضاف إليه التدريب على . مما تم بيانه في هذه الدراسة واألخالقية وبيان الدور الحقيقي للقانون االجتماعيةالمسؤولية

ن يحمي الفرد والجماعة والمجتمع، مع تقديم الكثير مباعتبارهاألمثلة والوقائع وتحليل الحاالت التي يقوم فيها القانون بضمان

وفوق ذلك تثقيف األحداث على . الحماية الشخصية والجماعيةأهمية القانون الحيوية وأن ال إمكانية لقيام جماعة أو مجتمع بدون قانون، وال توازن للشخصية بدون تمثل القانون، سواء

أم قوانين وضعية، أم عادات أكان تعاليماً دينية سماوية الغاية من هذا . موجهة للسلوكاجتماعيةوأعراف ومعايير

التثقيف الذي يتجاوز األوامر والنواهي والروادع، هي تصحيح األفكار المغلوطة لدى هؤالء األحداث والمتمثلة بأن القانون

وهي أفكار مغلوطة تولّد في نفوسهم . ظالم وقمعي وعقابي وبالتالي االضطهادن والحقد وصوالً إلى مشاعر اإلحساس بالغب

الثورة على القانون والسلطات الممثلة له والدخول في صراع .مع القانون وخرقه في السلوكات الجانحة وغير المتكيفة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 187: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٧

كما يتم التدريب في هذا المحور على التعرف على المؤسسات إليها ماءاالنتاألهلية التطوعية منها، كما الشبابية، وأهمية

والمشاركة في أنشطتها مما يضمن المكانة والقبول والتقدير، .كما يوفر الثقة بالنفس والتصالح مع الجماعة والمجتمع

لجهة اتضحتقد تكون أهمية التدريب على مهارات الحياة قد

وظيفتها الكبرى والحيوية في التأهيل الفعلي والمتين للحدث الكاملة، مما يشكّل ضمانة جتماعيةاال ألهليته استردادهبمعنى

.نجاح كل عمل رعائي وفاعليته

* * *

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 188: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٨

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 189: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٨٩

التدريب واالختصاص:تمهين العمل الرعائي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 190: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٠

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 191: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩١

السابعالفصل واالختصاص التدريب :تمهين العمل الرعائي

االنحراف رعاية األحداث الجانحين والمعرضين لخطر :التدريب - ١

سواء أكانت في البيئة الطبيعية، أم داخل –ا صيغهاختالفعلى هي بالضرورة عمل فريقي –المؤسسة أو خالل الرعاية الالحقة بشكل متتابع أو واالختصاصاتيتدخّل فيه العديد من المرجعيات

أبرز أعضاء هذا الفريق هم شرطة األحداث، المحققون . متزامنفسيون، والناالجتماعيون االختصاصيونوقضاة األحداث،

، المعلمون والمدربون المهنيون، وكذلك االجتماعيونالمراقبون يشترك . ، المشرفون والجهاز اإلدارياختالفهامدربو األنشطة على

كل منهم مع اآلخرين في خدمة رعاية الحدث، مما يفرض تكامل وحتى يتم هذا التكامل وتعطي مختلف الجهود والتدخالت . جهودهم

بد من قواسم مشتركة بينهم جميعاً على صعد نتائجها المرجوة، ال بفلسفة وسياسات الرعاية ذاتها، واإللمام بخصائص ظاهرة االلتزام

درجات خطورتها القانونية والعيادية، وكذلك اختالفالجنوح على واالجتماعيةاإللمام بتكوين شخصية الجانح وخصائصها النفسية

ليه اإللمام بالعوامل المولّدة ويضاف إ. والعالئقية، وآالتها الدفاعيةويضاف . بيئياً، أسرياً، نفسياً، عصبياً، ومرضياًاجتماعيا لالنحراف

إلى معرفة هذه األسس النظرية العامة، معرفة تطبيقية في كيفية وهو ما يتطلّب تدريباً فنياً . التعامل وأساليب الرعاية ومتطلباتهالدقيق لكل منهم ااالختصاصعلى العمل الرعائي إضافة إلى

، أو نفسي، مدرب أنشطة، اجتماعي اختصاصيشرطي، قاضٍ، (يوفر هذا التدريب على العمل الرعائي تمكين كل من ...). الخ

من ممارسة نشاطه التدخلي بأسلوب رعائي، االختصاصيينهؤالء

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 192: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٢

وعن كامل معرفة وإلمام بما هو فاعل، وبما يتعين عليه أن يفعل، . ته الرعائية التأهيلية الفعليةكي يكتسب تدخل قيم

ال بد إذاً من نقلة نوعية على صعيد تمهين العمل الرعائي بحيث يكون لدينا شرطي أحداث متخصص وقاضي أحداث متخصص

متخصص في رعاية األحداث ومدرب اجتماعي اختصاصيوكذلك متخصص وهكذا بالنسبة لجميع العاملين مع الحدث والمعنيين

هذه النقلة النوعية تعرف كل من العاملين من تتضمن. بأمرهالحدث على وظائف ومهام اآلخرين، ليس فقط على صعيد اللوائح واألنظمة وإنما خصوصاً على صعيد إجراءات التدخل التي تمت

.اختصاصهإلى

العاملين مع الحدث في لالختصاصيينوبالطبع هناك تدريب نوعي يتضمن . وخالل الرعاية الالحقةالبيئة الطبيعية وداخل المؤسسات

هذا التدريب التمكن من تطبيق مختلف البرامج واألنشطة التي عرضنا لها في القسم السابق على صعيدي عالج المشكالت

، وهو ما يشكّل النقلة االقتدار والتمكين وبناء واالضطرابات .النوعية في الرعاية

العاملين على تياراخ يسبق هذا التدريب حسن :اختيار العاملين - ٢

ووظائفهم لجهة خصائصهم الشخصية اختصاصاتهم اختالفذلك أن الرعاية تمر كما أصبح . االجتماعيةالنفسية العالئقية

من اختالفها الفني األنشطة على االختصاصمعروفاً، وفيما يتجاوز خالل شخصية العامل وخصائصها ونوعية العالقة التي يمكن أن

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 193: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٣

وتقوم ". العالقة المنمية "باسملحدث، والتي تعرف تقوم بينه وبين ا بها، مع واالعترافهذه العالقة على أساس القبول بإنسانية الحدث

يتعين على العامل أن يتمكّن . رفض سلوكاته غير المتكيفة بالطبع العتباره الحدث استعادة وقبول تخدم اعترافمن إقامة عالقة

طاقات النماء إليه، النطالقاس اإلنساني الذي يشكّل الشرط األس .وعالج غربته عن ذاته وعن اآلخرين والمجتمع

من أبرز الصفات التي يتعين أن يتمتع بها العاملون في رعاية األحداث التحلي بمستوى معقول من الذكاء العاطفي، مما أشرنا إلى

الذاتي وتوجيه المشاعر، تفهم االستبصار: محاوره المختلفةيشكّل . قامة عالقات إنسانية إيجابية معهم، وسواهااآلخرين وإ

النضج العاطفي ومقوماته األساس األول الذي يجعل اإلجراءات . الفنية في مختلف األنشطة والتدخالت تعطي نتائجها اإليجابية

والرغبة في العمل مع واالنفتاحويضاف إليها الدفء العاطفي تصحيحية انفعاليةبة هذه العالقة المنمية تشكّل تجر. األحداث

كل خصائص . التي أصابت الحدث وأدت إلى جنوحهلالضطراباتالذكاء العاطفي المطلوب من العامل مع الحدث قابلة للتدريب

يتعين أن تنمى لديه أوالً كي يتمكن من العمل . والتنمية كما رأينا .على تنميتها مع األحداث الذي يتولى مسؤولية رعايتهم

حالياً بمهام رعاية االجتماعيون االختصاصيون يقوم :االختصاص - ٣

. األحداث في البيئة الطبيعية وداخل المؤسسات في دول المجلس اختصاصوال بد في تطوير العمل الرعائي مستقبالً اإلعداد إلنشاء

ذو اختصاصوهو . نوعي وقائم بذاته في رعاية األحداث الجانحين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 194: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٤

. خل ضمن مجال التربية الخاصةمعايير أكاديمية ومهنية أصبح يدتتطلب نظم الرعاية المطورة والمتقدمة إعداد مربين متخصصين في العمل مع األحداث يتلقون تعليماً وتدريباً فنيين، سواء تم ذلك

. أم سواها من المعاهد والكلياتاالجتماعيةضمن معاهد الخدمة على غرار االختصاصويحصل المتخرج على شهادة فنية في

وال ينفي هذا التمهين من . اختالفهاالعمل مع الحاالت الخاصة على االختصاصي األدوار الهامة التي يقوم بها االختصاصخالل

المربي المتخصص في رعاية األحداث . أو النفسياالجتماعيالجانحين يصبح، بناء لهذا التمهين، المسؤول الرئيس عن برامج

.تنفيذهاالرعاية والمرجعية المتخصصة في

ويتطلّب هذا التمهين توصيفاً محدداً ومعترفاً به رسمياً لوظيفة المربي المتخصص في العمل مع األحداث لجهة المسمى والكادر

وبالطبع فإن إدارة المؤسسات . الوظيفي، ونظام الترقية أثناء الخدمةالرعائية يتعين أن توكل لذوي الرتب العالية من هؤالء المربين

الرسمي بمهنة المربي االعترافإن تكريس . ينالمتخصصالمتخصص في رعاية األحداث الجانحين سوف يكسر الغموض والهامشية التي ال زالت تحيط بالعمل الرعائي ومكانته الوظيفية

وهو ما يضمن الحفاظ على الرضى الوظيفي والروح . اجتماعياير الذاتي والتقداالحترامالمعنوية والهوية المهنية التي توفر

.، مما يوفر ضمانات نجاح العمل الرعائيواالجتماعي

* * *

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 195: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٥

قائمة المصادر والمراجع

:المراجع: أوالًَ

وفق نظرية (اإلرشاد النفسي ). ١٩٩٩(الرشيدي، بشير صالح -١

.االجتماعيمكتب اإلنماء : الكويت). العالج الواقعي االنحرافين بخطر القانون النموذجي لألحداث المنحرفين أو المهدد -٢

االجتماعيةاإلدارة العامة للشؤون ). ١٩٩٧(ومذكرته اإليضاحية األمانة العامة لمجلس وزراء . االجتماعيةإدارة التنمية : والثقافية . العرباالجتماعيةالشؤون

: بيروت. الشباب الخليجي والمستقبل). ٢٠٠٨(حجازي، مصطفى -٣

.المركز الثقافي العربي منظور تكاملي للنمو : الصحة النفسية). ٢٠٠٠ (حجازي، مصطفى -٤

.المركز الثقافي العربي: بيروت. في البيت والمدرسة دليل رعاية األحداث الجانحين في ). ٢٠٠٥(حجازي، مصطفى -٥

لمجلس وزراء المكتب التنفيذي: المنامة. دول مجلس التعاون .الشؤون االجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 196: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٦

. ٢١رعاية الطفولة من أجل القرن ). ١٩٩٧(حجازي، مصطفى -٦ لمجلس وزراء الشؤون االجتماعية بدول المكتب التنفيذي: المنامة

.مجلس التعاون لدول الخليج العربية

7- BAR-ON, R. (2000). Emotional and Social Intelligence: Insights From the Emotional Quotient Inventory. In Bar-on and J. Parkers (Eds), The Handbook of Emotional Intelligence. San Franscisco: Josey-Bass.

8- Seligman, Martin (1990). Learned Optimism. New

York: Alfred A. KNOPF. 9- Snyder, C.R.; Lopez, Shane J. (Editors) (2002).

Handbood of Positiove Psychology. 10- Youth Empowerment Network: www.yen.org.z/info.htm.

:تقارير وقوانين دول مجلس التعاون: ثانياً

وزارة الشؤون . ٢٠٠٨إحصائيات حاالت البحث االجتماعي لعام -١

. قسم التوجيه الفني– إدارة رعاية األحداث –االجتماعية والعمل .الكويتدولة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 197: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٧

الكتاب اإلحصائي السنوي للحاالت التي يتم التعامل معها من قبل -٢هـ، المملكة العربية ١٤٢٨-١٤٢٧لجان الحماية بالمناطق

.السعودية وزارة الشؤون ). ٢٠٠٤(الالئحة الداخلية إلدارة رعاية األحداث -٣

.دولة الكويت. االجتماعية والعمل ر المالحظة االجتماعية دليل العمل االجتماعي للعاملين بدو -٤

إدارة رعاية : وزارة العمل والشؤون االجتماعية). هـ١٤٢٣( .المملكة العربية السعودية. األحداث

وزارة العمل . دليل المسؤوليات والواجبات للعاملين بدور التوجيه -٥

المملكة . اإلدارة العامة للرعاية والتوجيه: والشؤون االجتماعية .العربية السعودية

). هـ١٤٢٣(ل العمل االجتماعي لمؤسسات رعاية الفتيات دلي -٦

اإلدارة العامة للرعاية : وزارة العمل والشؤون االجتماعية .المملكة العربية السعودية. والتوجيه

بيانات في مجال رعاية األحداث بالمملكة العربية السعودية -٧

.وزارة الشؤون االجتماعية). ٢٠٠٩(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 198: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٨

ية من المخدرات بدولة الكويت بشأن تعميم لجنة التوعية والوقا -٨اللجنة . رغبتها في االجتماع مع نظرائها بدول مجلس التعاون

. دولة قطر. وزارة الداخلية. الدائمة لشؤون المخدرات والمسكرات اللوائح النموذجية لدور الرعاية االجتماعية بالدول العربية الخليجية -٩

ل والشؤون مجلس وزراء العم–مكتب المتابعة ). ١٩٨٨( ).٥(مطبوعات وثائقية . االجتماعية بالدول العربية الخليجية

.١٩٩٧. قانون األحداث للجمهورية اليمنية -١٠

. بشأن األحداث الجانحين والمشردين١٩٧٦ لسنة ٩قانون رقم -١١

.دولة اإلمارات العربية المتحدة

قانون مساءلة األحداث الصادر بالمرسوم السلطاني رقم -١٢ .طنة عمانسل. ٣٠/٢٠٠٨

. في شأن األحداث ومذكرته اإليضاحية١٩٨٣ لسنة ٣قانون رقم -١٣

.دولة الكويت. وزارة العمل والشؤون االجتماعية

وزارة ). ٢٠٠٤(قرار الالئحة الداخلية إلدارة رعاية األحداث -١٤ .دولة الكويت. مكتب الوزير: الشؤون االجتماعية والعمل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 199: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

١٩٩

ي شأن الالئحة الداخلية ف) ١٩٨٣ لسنة ٣٢/٢(قرار وزاري رقم -١٥. وزارة الشؤون االجتماعية. لتنظيم دور رعاية األحداث وإصالحهم

.دولة اإلمارات العربية المتحدة

معلومات وبيانات خاصة بدراسة حول األحداث الجانحين -١٦ . دولة قطر). ٢٠٠٩(ومشكالت التحديث ومتطلباته

الت معلومات وبيانات خاصة حول األحداث الجانحين ومشك -١٧

. سلطنة عمان). ٢٠٠٩(التحديث ومتطلباته

معلومات وبيانات خاصة بدراسة حول األحداث الجانحين -١٨ . مملكة البحرين). ٢٠٠٩(ومشكالت التحديث ومتطلباته

مذكرة البيانات الخاصة باألحداث الجانحين ومشكالت التحديث -١٩

دولة اإلمارات. وزارة الشؤون االجتماعية). ٢٠٠٩(ومتطلباته .العربية المتحدة

طرق وآليات العمل مع األحداث الجانحين والتعامل مع : ورقة عمل -٢٠

وزارة الشؤون االجتماعية . مشكالتهم في دول مجلس التعاون .دولة الكويت. إدارة رعاية األحداث: والعمل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 200: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠٠

: القطريةأوراق عمل: ثالثاً

مجلس تم االعتماد على أوراق العمل القطرية للدول االعضاء فيوزراء الشؤون االجتماعية بدول مجلس التعاون والتي تم تقديمها في الورشة التدريبية الخاصة باالحداث الجانحين والتي نظمها المكتب

:التنفيذي بالتعاون والتنسيق مع وزارة التنمية االجتماعية بسلطنة عمان ورقة العمل القطرية عن رعاية األحداث الجانحين في دولة - ١

. سبتمبر١٤-١١الورشة التدريبية : رات العربية المتحدةاإلما .مسقط

ورقة العمل القطرية عن رعاية األحداث الجانحين في مملكة -٢ .مسقط. ٢٠٠٤ سبتمبر ١٤-١١الورشة التدريبية . البحرين

ورقة العمل القطرية عن رعاية األحداث الجانحين في المملكة - ٣ .مسقط. سبتمبر١٤-١١الورشة التدريبية : العربية السعودية

ورقة العمل القطرية عن رعاية األحداث الجانحين في سلطنة -٤

.٢٠٠٤ سبتمبر ١٤-١١الورشة التدريبية : عمان

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 201: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠١

: ورقة العمل القطرية عن رعاية االحداث الجانحين في دولة قطر -٥ .م٢٠٠٤ سبتمبر ١٤ -١١الورشة التدريبية

حين في دولة ورقة العمل القطرية عن رعاية األحداث الجان -٦ .مسقط. ٢٠٠٤ سبتمبر ١٤ -١١الورشة التدريبية : الكويت

ورقة العمل القطرية عن رعاية األحداث الجانحين في الجمهورية - ٧ .مسقط. سبتمبر١٤-١١الورشة التدريبية : اليمنية

* * *

أمل/م٢٠١٠االحداث الجانحين ومشكالتهم /اجتماعية

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 202: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠٢

صدر من سلسلة ماعية والعماليةالدراسات االجت

أوضاع مؤسسات الرعاية االجتماعية ودورها في خدمة المجتمـع ) :١(العدد

"نافد" . ١٩٨٣العربي الخليجي، ديسمبر ، يناير "دراسة مقارنة "تشريعات العمل في الدول العربية الخليجية ) :٢(العدد

"نافد" . ١٩٨٤ .١٩٨٤رعاية األحداث الجانحين بالدول العربية الخليجية، يوليو ) :٣(العدد

"نافد "نحو استخدام أمثل للقوى العاملة الوطنية بالدول العربية الخليجية، ) :٤(العدد

"نافد. "١٩٨٥يناير األبحاث الفائزة في "دراسات وقضايا من المجتمع العربي الخليجي ) :٥(العدد

"نافد" .١٩٨٥، يوليو "المسابقة األولى للبحث االجتماعي

األجهزة - المفاهيم –حول واقع إحصاءات القوى العاملة الوطنية ) :٦(العدد "نافد" . ١٩٨٦ التطوير، يناير –

" دراسات مختارة "الشباب العربي في الخليج ومشكالته المعاصرة ) :٧(العدد "نافد. "١٩٨٦يونيو

.١٩٨٧يرها، يناير واقع معدالت إنتاجية العمل ووسائل تطو ) :٨(العدد "نافد"

تأخر سن الـزواج "قضايا من واقـع المجتمع العربي في الخليج ) :٩(العدد األبحاث الفائزة فـي المـسابقة " " المخدرات – الفراغ –والمهور

" نافد " . ١٩٨٧، مارس "جتماعيالثانية للبحث اال .١٩٨٧، أغسطس "األسباب واآلثار"ظاهرة المربيات األجنبيات ):١٠(العدد

"نافد "

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 203: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠٣

–العمل االجتماعي التطـوعي فـي الـدول العربيـة الخليجيـة ):١١(العدد "نافد" . ١٩٨٨ أبعاده، يناير – دوره -مقوماته

، يونيـو "الواقـع واآلفـاق "الحركة التعاونية في الخليج العربـي ):١٢(العدد "نافد" . ١٩٨٨

إحصاءات العمل وأهمية النهوض بها في أقطار الخليج العربيـة، ):١٣(العدد . ١٩٨٩مايو

األبحاث الفـائزة " دراسات وقضايا من المجتمع العربي الخليجي ):١٤(العدد ء الثالـث، أكتـوبر الجـز " في المسابقة الثالثة للبحث االجتماعي

١٩٨٩. مظلة التأمينات االجتماعية في أقطـار الخلـيج العربيـة، ينـاير ):١٥(العدد

١٩٩٠. دراسـة فـي اإلرشـاد "القيم والتحوالت االجتماعية المعاصـرة ):١٦(العدد

.١٩٩٠أغسطس " االجتماعي في أقطار الخليج العربية .١٩٩١ار الخليج العربية، أبريل اإلعاقة ورعاية المعاقين في أقط ):١٧(العدد ، يناير "قضايا واتجاهات "رعاية المسنين في المجتمعات المعاصرة ):١٨(العدد

١٩٩٢. السالمة والصحة المهنية ودورها في حماية المـوارد البـشرية، ):١٩(العدد

.١٩٩٢أبريل اعيـة، اآلثـار والتـداعيات االجتم –البعد اآلخر .. أزمة الخليج ):٢٠(العدد

.١٩٩٢أغسطس التصنيف والتوصيف المهني ودوره في تخطيط وتنميـة المـوارد ):٢١(العدد

.١٩٩٣البشرية، فبراير األبحاث الفـائزة " دراسات وقضايا من المجتمع العربي الخليجي ):٢٢(العدد

الجـزء الرابـع، يوليـو " في المسابقة الرابعة للبحث االجتماعي ١٩٩٣.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 204: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠٤

قع وأهمية تفتيش العمل بـين التـشريع والممارسـة، أكتـوبر وا ):٢٣(العدد ١٩٩٣.

تعزيـز مـسؤوليات األسـرة وتنظـيم دور .. رعاية الطفولـة ):٢٤(العدد .١٩٩٤المؤسسات، يناير

التنشئة االجتماعية بين تأثير وسائل اإلعالم الحديثة ودور األسرة، ):٢٥(العدد .١٩٩٤مارس

التثقيف والتدريب والتعليم واإلعـالم التعـاوني، واقع ومتطلبات ):٢٦(العدد .١٩٩٤يونيو

التخطيط االجتماعي لرصد وتلبية احتياجات األسرة بين األسـس ):٢٧(العدد .١٩٩٤العلمية والتطبيقات العملية، سبتمبر

عدد خاص بمناسبة اختتـام –دعم دور األسرة في مجتمع متغير ):٢٨(العدد .١٩٩٤ة لألسرة، ديسمبر فعاليات السنة الدولي

المفـاهيم والقيـاس –تطوير إنتاجية العمل وزيـادة معـدالتها ):٢٩(العدد .١٩٩٥والمؤشرات، يونيو

اختبار قياس المهارات المعيارية للمهن ودورها في تنظيم وتنميـة ):٣٠(العدد .١٩٩٥القوى العاملة الوطنية، ديسمبر

.١٩٩٦ل المعاق، يونيو الرعاية األسرية للطف ):٣١(العدد نحو لغة مهنية موحدة في إطار العمل الخليجي المشترك، ديسمبر ):٣٢(العدد

١٩٩٦. وسائل تطوير السالمة والصحة المهنية فـي ضـوء المتغيـرات ):٣٣(العدد

.١٩٩٧والمستجدات الحديثة، مارس .١٩٩٧بر رعاية الطفولة من أجل القرن الحادي والعشرين، سبتم ):٣٤(العدد نظم معلومات سوق العمل في إطار التـشغيل وتنميـة المـوارد ):٣٥(العدد

.١٩٩٨البشرية، يونيو

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 205: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠٥

األسرة والمدينة والتحوالت االجتماعية بين التنميـة والتحـديث، ):٣٦(العدد .١٩٩٨نوفمبر

ودور للتواصـل .. دور للرعايـة –عطاء بال حدود .. كبار السن ):٣٧(العدد .١٩٩٩كة، مايو والمشار

مبـادئ ... التخطيط االجتماعي لرصد وتلبية احتياجات كبار السن ):٣٨(العدد .١٩٩٩وموجهات، سبتمبر

قضايا المسنين بين متطلبات العصر ومسؤوليات المجتمع، نوفمبر ):٣٩(العدد ١٩٩٩.

نظم وتشريعات التأمينات االجتماعية في دول مجلس التعاون لدول ):٤٠(العدد .٢٠٠٢نوفمبر " دراسة مقارنة"الخليج العربية

تقييم فاعلية مشروعات األسرة في دول مجلـس التعـاون، أغـسطس ):٤١(العدد ٢٠٠٤.

األطفال مجهولو الهوية في دول مجلـس التعـاون اإلشـكاليات ):٤٢(العدد .م٢٠٠٥وطرق التعامل والعالج، يناير

مفاهيمـه ومؤسـسات –لس التعاون المجتمع المدني في دول مج ):٤٣(العدد .م٢٠٠٦وأدواره المنتظرة، يوليو

دليل رعاية األحداث الجانحين فـي دول مجلـس التعـاون، يونيـو ):٤٤(العدد .م٢٠٠٥

مقاربـة (تطوير السياسات االجتماعية القطاعية في ظل العولمـة ):٤٥(العدد مجلـس اجتماعية لوزارات الشؤون والتنمية االجتماعية في دول

.م٢٠٠٦، نوفمبر )التعاونالشراكة االجتماعية ومسؤولة الجمعيات األهلية في التنمية بـدول ):٤٦(العدد

.م٢٠٠٨ دراسة تحليلية ميدانية، يناير –مجلس التعاون

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 206: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠٦

الفقر وآثاره االجتماعية وبرامج وآليات مكافحته في دول مجلـس ):٤٧(العدد .م٢٠٠٨التعاون، أبريل

تمكين المرأة وسبل تدعيم مشاركتها في التنميـة بـدول مجلـس ):٤٨(العدد .م٢٠٠٨التعاون، يونيو

دليل استرشادي في فن اإلدارة واإلشراف على الجمعيات األهليـة ):٤٩(العدد .م٢٠٠٨التطوعية بدول مجلس التعاون الخليجي، أغسطس

حمايـة حقـوق جميـع الدراسة التحليلية ألحكام االتفاقية الدولية ل ):٥٠(العدد .م٢٠٠٨العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، سبتمبر

محاولة في توطين األهـداف التنمويـة -الفقر ومقاييسه المختلفة ):٥١(العدد .م٢٠٠٩لأللفية بدول مجلس التعاون الخليجي، يناير

ليـة تقييم قوانين اإلعاقة في دول مجلس التعاون في ضوء االتفاقية الدو ):٥٢(العدد م٢٠٠٩ دراسة قانونية تحليلية، مايو –لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة

قـضاياها ومـشكالتها فـي دول مجلـس : دراسة حماية الطفولة ):٥٣(العدد .م٢٠٠٩التعاون، يوليو

تقييم واقع المراكز االجتماعية وبرامجها في دول مجلس التعاون، ):٥٤(العدد .م٢٠٠٩أكتوبر

ة مشكالت توظيف األشخاص ذوي اإلعاقة وتمكيـنهم فـي دراس ):٥٥(العدد .م٢٠١٠دول مجلس التعاون، يناير

دراسة المسؤولية االجتماعية ودورها في التنمية بـدول مجلـس ):٥٦(العدد .م٢٠١٠أبريل التعاون الخليجي،

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 207: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٠٧

رقم اإليداع بالمكتبة العامة ٧٩٨٦/٢٠٠٩ ع.د

ISBN ٩٧٨ -٩٩٩٠١ -٣٠ -٥١ -٥: رقم الناشر الدولي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

Page 208: ﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ ٥٧ دﺪﻌﻟاﺔﻴﻋﺎﻤﺘﺟﻻا تﺎﺳارﺪﻟا ﺔﻠﺴﻠﺳ (٥٧) دﺪﻌﻟا ﻢﻬﺗﻼﻜﺸﻣو

٢٩٣

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com