الكتاب: رسائل الكركيالمؤلف: المحقق الكركي

الجزء: ٣الوفاة: ٩٤٠

المجموعة: فقه الشيعة من القرن الثامنتحقيق: الشيخ محمد الحسون

الطبعة: األولىسنة الطبع: ربيع الثاني ١٤١٢

المطبعة:الناشر: مؤسسة النشر اإلسالمي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

ردمك:مالحظات:

مخطوطاتمكتبة آية الله المرعشي العامة

(٣٣)

(١)

رسائل المحقق الكركيتأليف

المحقق الثانيالشيخ علي بن الحسين الكركي

المتوفى سنة ٩٤٠ هالجزء الثالث

تحقيقالشيخ محمد الحسون

مؤسسة النشر اإلسالميالتابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة

(٢)

بسم الله الرحمن الرحيماللهم نحمدك كما يليق بوجهك ونصلي ونسلم على محمد خير خلقك وعلى آله

المنتجبين أفضل بريتك.ما فتئ الفقه المحمدي منذ بداية نشوئه يرتب معالم الحياة االنسانية للوصول بها

إلى تطبيق النظام التام الشامل لكل شؤون حياة البشر على األرضوكتابات العلماء - وهي تدور حول النصوص الشريفة - كلمات النور التي فاضتبها شفاه العترة المحمدية - صلوات الله عليهم أجمعين - ما انفكت تقتبس منها

الهدايةفتقشع بها ظلمات الحيرة والجهل حيث الهداية والخير فعلماء آل محمد عليهم السالم

في كل زمان يأخذون بالناس إلى شاطئ الطمأنينة ويرشدونهم إلى الحياة األفضلوالعيش األهنئ وقد مر الفقه اإلمامي عبر القرون الطويلة من زمن التشريع

بتوجهات علمية مختلفة صنفت على أساسها البحوث العلمية المتنوعة والتي أغنتالمكتبة الشيعية بالنظرات المعمقة في األبعاد الواسعة للفقه المحمدي والتي كشفتمن جهة أخرى عن الفهم العلمي الدقيق الذي اتسم به علماؤنا - رضوان الله تعالى

عليهم - الذين نهلوا من مدرسة باب مدينة العلم النبوية، ويصح القول إن علماءنا فيمسار حياتهم كانوا يمارسون لكتابة نوعين من التاريخ األول: التاريخ العلمي

فالنهوض في وجه المشكالت العلمية التي تنشأ في زمن كل واحد منهم وحلهابالطريقة الشرعية وتفصيلها على أساس النهج القويم يمثل تاريخا " علميا " تجدر

اإلشارةإليه الثاني: التاريخ السياسي ألن العلماء في مجتمعاتهم أقطاب بارزة ومظاهر للدينواضحة يكون من الطبيعي أن تتأثر األحداث السياسية بمواقفهم وآرائهم بل تتوجه

(٣)

األنظار إليهم عند أي حادث أو عندما يمارسون أي عمل لتسمع الناس نظر الدينفي األمور التي تحيط بهم وتعليم الناس أمور دينهم وجذب همهم لصالح مذهب أهل

الحق عليهم السالم وهو التاريخ السياسي.ومن أولئك المحقق الثاني شيخنا الكركي - قدس سره - فقد أدال في كال

التاريخين دلوه حيث سجل للتاريخ السياسي بالوالية المبسوطة اليد أيام الدولةالصفوية خصوصا " أيام الشاه طهماسب الصفوي حيث لقب المحقق الثاني ب " نائب

اإلمام المنتظر " - عجل الله تعالى فرجه الشريف - لذا قالوا عنه من ترجم له أنهباعث النهضة الشيعية في إيران ومجدد المذهب وواضع األسس الشرعية الدستورية

لدولة الصفويين ومن ناحية أخرى شيد التاريخ العلمي بكتبه ورسائله وشروحهوحواشيه وفوائده على كتب متعددة منها هذه الرسائل:

١ - طريق استنباط األحكام.٢ - حاشية على ميراث المختصر النافع

٣ - فتاوى المحقق الكركي٤ - اثنا عشرة مسألة.

٥ - شرح األلفية.وهذه هي المجموعة الثالثة من رسائله التي جمعها وحققها الفاضل األلمعي

الشيخ محمد الحسون - حفظه الله تعالى -.وقد قامت مؤسستنا بتنقيحها وتطبيقها ونشرها بهذه الصورة األنيقة وال يسعنا

إال وأن نشكر األخوة من أهل الفضل والتحقيق سيما السيد علي باقريان والشيخعلي أكبر ملك محمدي والشيخ رياض الراوي ومحمد أمر اللهي سائلين الله عزو عال

التوفيق للمحقق ولسائر األخوة الذين بذلوا جهودهم في هذا المجال إنه نعم المولىونعم المجيب.

مؤسسة النشر اإلسالميالتابعة لجماعة المدرسين ب " قم المشرفة "

(٤)

إهداء- إلى اإلمام الخامس والمقتدى السادس

إلى الهادي األمين، الشاكر للهإليك يا أبا جعفريا باقر العلمأهدي هذا الجهد المتواضع

راجيا " نظرة قبول.هذه المجموعة تحتوي على هذه الرسائل:

١ - طريق استنباط األحكام٢ - حاشية على ميراث المختصر النافع

٣ - فتاوى المحقق الكركي٤ - اثنتا عشرة مسألة

٥ - شرح ألفية الشهيد األول

(٥)

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصالة والسالم على خير خلقه وأفضل بريته،

وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعن المؤبد على أعدائهم أجمعين من اآلن إلىقيام يوم الدين.

وبعد;قبل سنة تقريبا " صدرت المجموعة األولى والثانية من رسائل المحقق الثاني

الشيخ علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي، العالئي، ولم تكن في الواقع عمالتحقيقيا " متكامال "، إذ أني في بداية الطريق، بل هي خطوات أولى أضعها في مجال

التحقيق. ومع ذلك فقد أبدى الكثير من األساتذة المحققين واألخوة العاملين فيهذا المجال إعجابهم بهذا العمل المتواضع، وحثوني على االستمرار في جمع وتحقيق

ما تبقى للكركي من رسائل.وقد توكلت على الله العلي القدير، وصممت على جمع وتحقيق هذه الرسائل،

إال أني واجهت مصاعب كثيرة في عملي هذا، وفي طليعتها فقدان النسخ الخطيةلبعض هذه الرسائل، أو تواجدها في بلدان يصعب الوصول إليها، بل يستحيل.حتى أن المشرفين على بعض المكتبات في بعض الدول اإلسالمية - الذين من

المتوقع منهم أن يبذلوا جهدهم في إحياء التراث اإلسالمي ومخطوطات مذهب أهل

(٧)

البيت عليهم السالم أكثر فأكثر - مع األسف الشديد نراهم يضعون العراقيل فيتحصيل تلك النسخ.

ومع كل ذلك فقد قررنا تحقيق كل ما يصل إلينا من هذه الرسائل ونشرهافي مجاميع متفرقة. وقد ال تكون هذه المجاميع متناسبة من حيث عدد الرسائلالمنشورة فيها، أو من حيث ترتيب المواضيع فيها، فذلك ناشئ من عدم تواجد

النسخ الخطية كاملة منذ بداية العمل، بل حصلنا عليها بفترات متباعدة.وإني أسعى بعون الله وتوفيقه أن أضع دراسة كاملة وشاملة لجميع جوانب

حياة هذا العالم األلمعي المحقق الكركي، مبينا " فيها منهجه في التأليف والدورالعلمي الذي أداه هذا العالم الجليل، ومبينا " فيها أيضا " المالبسات التي رافقت

مسيرته المباركة من كرك إلى إيران ثم العراق حيث مات في مدينة النجفاألشرف، وقيل: إنه مات مسموعا ". مستفيدا " في وضع هذه الدراسة من

السنوات الخمس التي قضيتها في تحقيق كتب هذا العالم الجليل، فباإلضافة إلىعلمنا في هذه الرسائل فقد عملت ولسنوات مضت مع إخوة أعزاء في مؤسسةآل البيت (ع) إلحياء التراث في تحقيق كتاب " جامع المقاصد "، والذي كان

لي شرف مسؤولية تحقيق هذا الكتاب العظيم الذي يعد من أمهات الكتبالفقهية االستداللية

وقد صدرت المجموعة األولى من هذه الوسائل وهي حاوية على ست رسائلفقط، بينما صدرت المجموعة الثانية حاوية على ثالثة وعشرين رسالة، وهذه

المجموعة - الثالثة - تحتوي على خمس رسائل هي:(٣٠) طريق استنباط األحكام.

(٣١) حاشية على ميراث المختصر النافع.(٣٢) فتاوى المحقق الكركي.

(٣٣) اثنتا عشرة مسألة.

(٨)

(٣٤) شرح األلفية.وفيما يلي نذكر نبذة موجزة عن كل رسالة:

طريق استنباط األحكام:وهي رسالة صغيرة وجيزة، ولطيفة ظريفة، تبحث في طرق استنباط

األحكام الشرعية الفقهية من أدلتها التفصيلية، وبيان ما يجب على المجتهد اتباعهفي ذلك. فذكر فيها مؤلفها رحمه الله أدلة ذلك وهي: الكتاب، والسنة،

واالجماع، وأدلة العقل. فذكر أوال نص الكتاب وظاهره، ثم أقسام الحديثوتعريفاتها. ثم ذكر االجماع بقسميه وكيفية معرفته، ثم ذكر أقسام أدلة

العقل (١).وقد طبعت هذه الرسالة في مدينة النجف األشرف سنة ١٣٩١ ه بتحقيق

األستاذ عبد الهادي الفضلي، وفي عام ١٣٩٦ ه أعادت طبعها المكتبة اإلسالميةالكبرى في مدينة قم المقدسة.

وقد حاولت العثور على نسخة خطية لهذه الرسالة فلم أوفق، لذلكاعتمدت في تحقيقي على النسخة المطبوعة، فوزعت النص بشكل صحيح،

وصححت ما قد وقع فيها من أخطاء خصوصا " في صفحة ١٦ حيث إن الفقرتينالثالثة والرابعة مضطربتان من حيث توزيع النص، لذلك اضطر محققها إلى

إضافة [أو] بين معقوفتين ليستقيم المعنى، والصحيح حذفها وتقسيم الفقرتانبشكل صحيح

حاشية على ميراث المختصر النافع:المختصر النافع أو النافع في مختصر الشرائع، هو كأصله للمحقق الحلي

--------------------(١) الذريعة ١٥: ١٦٤ رقم ١٠٧٥.

(٩)

الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيدالهذلي، المتوفى سنة ٦٧٦ ه. طبع في لكهنو، وطبع القسم األول منه في القاهرة

سنة ١٣٧٦ ه بمساعدة وزير األوقاف أحمد حسن البافوري، وأمضاه شيخاألزهر العالمة الشيخ محمود شلتوت، وجعل هذا الكتاب من كتب الدراسة في

الفقه على المذهب الجعفري، فيدرس فيه كما يدرس فقه المذاهب األربعة. وقدملطبعه األستاذ محمد تقي القمي السكرتير لجماعة التقريب بين المذاهب في مصر (١).

وألهمية هذا الكتاب تلقاه العلماء بالشرح والتعليق عليه أو على بعضمطالبه، فمن الذين علقوا عليه: الشيخ إبراهيم القطيفي، والشيخ أحمد بن علي

ابن الحسين بن علي الحر العاملي، والشيخ السعيد زين الدين الشهيد سنة٩٦٦ ه، والشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي، والشيخ عبد النبي بن سعد

الجزائري، والشيخ علي بن سليمان بن درويش بن خاتم القدمي (٢).ومن الذين علقوا عليه بكامله هو المحقق الكركي علي بن الحسين بن

عبد العالي. ذكره الطهراني في الذريعة قائال ": توجد نسختان منها في المكتبةالرضوية في مدينة مشهد المقدسة كما في فهرسها ٢: ٥، أكملها إلى أواسط

صالة الجمعة، بخط الشيخ موسى بن رحلة بن فضل البريهي (٣).وللمحقق الكركي إضافة لشرحه هذا له حاشية على كتاب الميراث من

المختصر النافع، فقد أوضح فيه رحمه الله كل المبهمات، وأورد أمثلة لبعضالفرائض. وكان قد ألفه ألجل األمير السيد عماد الدين. وقد رأى الشيخ

الطهراني نسخة منها مجموعة من رسائله عند السيد محمد رضا بن الميرزايوسف الطباطبائي التبريزي في مدينة النجف األشرف

--------------------(١) الذريعة ٢٠: ٢١٣ رقم ٢٦٣٦.

(٢) الذريعة ٦: ١٩٣.

(٣) الذريعة ٦: ١٩٤.

(٤) الذريعة ٦: ١٩٣.

(١٠)

فتاوى المحقق الكركي:سبق أن أشرنا في المجموعة الثانية من هذه الرسائل أن للمحقق الكركي

الكثير من هذه المسائل والفتاوى والجوابات، وذلك راجع إلى المكانة العلميةوالسياسية التي احتلها الكركي في الدولة الصفوية، حيث أصبح شيخ

االسالم في زمن الشاه إسماعيل الصفوي، ونائب اإلمام في زمن الشاهطهماسب، لذلك كانت ترد عليه سؤاالت كثيرة، منفردة ومجموعة، من داخل

إيران وخارجها.وقد نشرنا في المجموعة الثانية من هذه الرسائل أربعة مجاميع من هذه

األسئلة والفتاوى وهي:(١) جوابات الشيخ حسين بن مفلح الصيمري

(٢) فتاوى وأجوبة ومسائل ذكرها السيد محسن األمين في كتابه معادنالجواهر ونزهة الخواطر

(٣) جوابات المسائل الفقهية التي جمعها السيد أحمد بن علي بن عطاء اللهالحسيني الجزائري.

(٤) فتاوى خاتمة المجتهدين، وهي عشر مسائل متفرقة.وهناك عدد كبير من هذه السؤاالت وأجوبتها، سواء كانت مختصة

بشخص واحد كمسائل الشيخ يوسف المازندراني، أو متفرقة سألها أشخاصمتعددين لم نعثر على نسخ خطية لها.

وهذه المجموعة من المسائل جمعها لطف الله الكربالي، وهي حاوية علىإحدى وثمانين مسألة في شتى مواضيع الفقه، فبعضها في المعامالت، وأخرى في

العبادات، وقليل منها في االعتقادات، وقد عثرنا عليها في المكتبة الوطنية فيطهران.

(١١)

اثنتا عشرة مسألة:وردت على المحقق الكركي إحدى عشرة مسألة في شهر محرم سنة

تسعمائة وتسعة وعشرين من بعض علماء مدينة النجف األشرف، سائلين منهرحمه الله أن يجيب عليها ويحل معضالتها.

وقد صرح بذلك رحمه الله في مقدمة الجوابات على هذه األسئلة قائال: فقدوردت علي في المحرم المنتظم سلك شهور سنة تسع وعشرين وتسعمائة مسائل

جليلة وفوائد جميلة، عن السادة األجالء األخالء الفضالء األتقياء العلماء،المؤيدين باستفاضة الكمال عند عتبة باب مدينة العلم عليه صلوات الله

ما دارت الخضراء على الغبراء، مع اإلشارة إلى العبد باستخراج حقائقها، وإبانةالحق فيما لها وعليها من دقائقها...

وكانت المسائل التي وردت عليه إحدى عشرة مسألة، فأضاف إليها مسألةأخرى، فأصبح مجموعها اثنتي عشرة مسألة هي:

األولى: متعلقة بمباحث األلفاظ من مقدمات المنطقالثانية: بيان حدوث العالم بحيث يعم المجرد والمادي

الثالثة: جواز السفر في شهر رمضان لناذر صوم الدهر مع تقييده بالسفرالرابعة: لو اشترى شخص عبدا " بجارية ثم أعتقهما.

الخامسة: لو أجاز المرتهن الرهانة الثانية.السادسة: لو باع الراهن فطلب المرتهن الشفعة.

السابعة: لو جعل الراهن والمرتهن الرهن على يد عدلين.الثامنة: تقديم قول المرتهن في أن رجوعه من إذنه للراهن في البيع

التاسعة: الشك في وقوع الرضاع بعد الحولين.العاشرة: بيان مسألة تتعلق بالوصية.

(١٢)

الحادية عشرة: طالق الغائب العالم بحيض زوجته.الثانية عشرة: في اثبات الغرض في أفعال الله تعالى.

شرح األلفية:األلفية: هي رسالة صغيرة تحتوي على ألف واجب في الصالة، ألفها

الشهيد األول محمد بن مكي الجزيني العاملي المستشهد في سنة ٧٨٦ ه (١)وألف بعدها الرسالة النفلية التي تحتوي على ثالثة آالف نفل في الصالةوألهمية هاتين الرسالتين فقط تلقاهما العلماء بالشرح والتعليق، وطبعتعدة طبعات بتحقيق أشخاص متفرقين. ومن الذين شرحوا هذه الرسالة

اللطيفة هو المحقق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي، حيث أوضح فيشرحه هذا المبهمات التي وردت فيها، وفك الكثير من عباراتها الغامضة، ورد

في كثير من المواضع على االشكاالت التي أوردها شارحوا هذه الرسالة،واستشكل هو أيضا " على الشهيد رحمه الله في بعض الموارد التي رآها ناقصة.فجاء هذا الشرح لأللفية شرحا " وافيا " وكافيا "، ومغن عن الشروح األخرى.

وقد ذكره الشيخ الطهراني ضمن شروح األلفية قائال ": توجد منه عدة نسخخطية منها نسخة عند السيد جعفر ابن السيد باقر بحر العلوم في النجف

األشرف. ومنها في مكتبة اإلمام الرضا عليه السالم في مدينة مشهد المقدس.ومنها في مكتبة مدرسة السيد البروجردي في النجف األشرف (٢).

وذكر الشيخ الطهراني رحمه الله شروح هذه الرسالة، وهي:(١) األعالم الجلية في شرح األلفية:

للسيد حسين بن علي بن الحسين بن أبي سروال األوالي الهجري تلميذ--------------------(١) الذريعة ٢: ٢٩٦ رقم ١١٩٥.(٢) الذريعة ١٣: ١١٣ رقم ٣٥٧.

(١٣)

المحقق الكركي، توجد نسخة منه في مكتبة اإلمام الرضا عليه السالمبخراسان (١).

(٢) األنوار العلوية في شرح األلفية:للشيخ فخر الدين أحمد بن محمد السبيعي، تلميذ ابن المتوج، كتبه باسم

بعض أمراء الهند وفرغ منه في سنة ٨٥٣ ه (٢). ويأتي له شرح آخر أكبر من هذاالشرح.

(٣) أحسن العطية في شرح األلفية:للسيد الميرزا محمد باقر بن زين العابدين الموسوي الخوانساري، صاحب

الروضات، والمتوفى سنة ١٣١٣ ه. وهو ناقص خرج منه شرح المقدمة، وعليهإجازة الفقيه الشيخ محمد بن علي بن جعفر كاشف الغطاء لمؤلفه. وقد أكمله

ابنه السيد مهدي (٣).(٤) التحفة الحسينية في شرح األلفية:

للشيخ محمد بن زين الدين علي بن حسام الدين إبراهيم ابن أبي جمهوراألحسائي، من أعالم القرن التاسع (٤).

(٥) الدرة السنية في شرح األلفية:للمولى عبد الله الشاه آبادي اليزدي (٥).

(٦) شرح األلفية:لبعض األصحاب، رأى الشيخ الطهراني نسخة منه في مكتبة الميرزا محمد

الطهراني في سامراء واستظهر أنه من تأليف الشيخ الفاضل أبي عبد الله المقداد--------------------

(١) الذريعة ٢: ٢٣٨ و ١٣: ١١٠.

(٢) الذريعة ٢: ٢٣٤ و ١٣: ١٠٨.

(٣) الذريعة ١: ٢٨٧ و ١٣: ١٠٨.(٤) الذريعة ٣: ٤٣٠ و ١٣: ١٠٨(٥) الذريعة ٨: ٩٨ و ١٣: ١١٢.

(١٤)

ابن عبد الله بن الحسين السيوري الحلبي المتوفى سنة ٨٢٦ ه; ألنه كان منضما " إلىاألنوار الجاللية في شرح معرب الفصول النصيرية. وهما بخط علي بن هالل،

وتاريخ كتابة األنوار سنة ٩٨٠ ه، وكتابة شرح األلفية غير مؤرخ (١).(٧) شرح األلفية:

للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي الخطي البحراني المدفون في النجف،والذي كان حيا " في سنة ٩٤٥ ه، فرغ منه في نهار األحد السادس عشر منالمحرم سنة ٩٣٩ ه وعناوينه: قوله، أقول. رأى الشيخ الطهراني نسخة منه في

مكتبة المولى محمد علي الخوانساري في النجف، وهي بخط تاج الدين بنعبد الله، وفي آخرها أنه كتبها برسم الشيخ األجل محمد بن أحمد البرمكي ويعد

هذا الكتاب من شروح األلفية لكن مؤلفه عبر عنه بالحاشية (٢).(٨) شرح األلفية:

للشيخ إبراهيم بن منصور بن علي بن عشيرة البحراني األوالي المولد الجزائريمتغربا "، رأى الشيخ الطهراني نسخة منه في مكتبة المولى محمد علي الخوانساري

في النجف، فرغ منها يوم الثالثاء سنة سبع أو تسع وثمانمائة وعناوينه قال،أقول (٣).

(٩) شرح األلفية:لفخر الدين أحمد بن محمد السبيعي تلميذ ابن المتوج، وله شرح آخر مر

ذكره باسم األنوار العلوية وهو أصغر من هذا الشرح (٤).(١٠) شرح األلفية:

للشيخ جمال الدين أبي العباس أحمد ابن الشيخ شمس الدين محمد بن فهد--------------------

(١) الذريعة ١٣: ١٠٧.(٢) الذريعة: ٦: ٢٢ و ١٣: ١٠٨.

(٣) الذريعة ١٣: ١٠٨.

(٤) الذريعة ١٣: ١٠٨.

(١٥)

الحلي تلميذ الشهيد، والمتوفى سنة ٨٤١ ه (١).(١١) شرح األلفية:

لبعض العلماء من طبقة المحقق الكركي، رأى الشيخ الطهراني منه نسخة فيالنجف عند الشيخ حسين القديحي ابن صاحب أنوار البدرين، وهو بخط المولى

إسماعيل بن مرتضى األلموتي تلميذ المؤلف، كتبه في حياة أستاذه وفرغ منهبأردبيل في غرة محرم سنة ٩٧١ ه، وعناوينه قوله، أقول (٢).

(١٢) شرح األلفية:فارسي، للشيخ محمد جعفر السبزواري، رأى الشيخ الطهراني منه نسخة في

خراسان وهو من وقف الحاج عماد الفهرسي (٣)(١٣) شرح األلفية:

للشيخ حسن صاحب معالم األصول، المتوفى سنة ١٠١١ ه، نسبه إليهالفاضل الهندي فيما كتبه على ظهر نسخة المعالم (٤).

(١٤) شرح األلفية:للشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي والد الشيخ البهائي،

المتوفى سنة ٩٨٤ ه. توجد نسخة األصل منه بخط المؤلف في مكتبة اإلمام الرضا عليهالسالم في خراسان، كما ذكر في فهرسها ٢: ٨٤، وذكر الشارح أنه

فرغ منه في هراة سنة ٩٨١ ه (٥).(١٥) شرح األلفية:

للشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي أيضا " (٦).(١٦) شرح األلفية:

للشيخ السعيد زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشهيد الثاني، وله على--------------------

(١) الذريعة ١٣: ١٠٨.

(٢) الذريعة ١٣: ١٠٩.

(٣) الذريعة ١٣: ١٠٩.

(٤) الذريعة ١٣: ١٠٩.

(٥) الذريعة ١٣: ١٠٩.

(٦) الذريعة ١٣: ١١٠.

(١٦)

األلفية ثالثة شروح، وهذا هو شرحه الصغير، وقد يعبر عنه بالحاشية، وسيأتيذكر شرحه الكبير الذي سماه المقاصد العلية (١).

(١٧) شرح األلفية:فارسي، للمولى محمد سليم الكيالني، ألفه سنة ١١٨٥ ه (٢).

(١٨) شرح األلفية:للسيد نظام الدين عبد الحسين بن عبد الوهاب بن علي الجرجاني

األسترآبادي األشرفي، المتوفى بعد سنة ٩٥٩ ه (٣)(١٩) شرح األلفية:

للسيد نظام الدين المذكور، وهذا الشرح أو جز من ذلك، ألفه في مدينةكرمان بعد تأليفه الشرح األول (٤).

(٢٠) شرح األلفية:للسيد نظام الدين المذكور أيضا "، وهو ترجمة لأللفية بالفارسية مع بعض

زيادات على األصل، كتبه لبعض األمراء (٥).(٢١) شرح األلفية:

للشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي الشيخ علي بن الحسين بن عبد العاليالمتوفى سنة ٩٤٠ ه، والشيخ عبد العالي توفي في سنة ٩٩٣ ه، وهو شرح كبير

مبسوط (٦).(٢٢) شرح األلفية:

للشيخ عبد علي ابن الشيخ محمود الخادم الچابلغي، نزيل حيدر آباد، وهوخال الشيخ محمد بن علي بن خواتون العاملي، ألفه بأمر سليمان ابن الشاه

طهماسب الصفوي سلطان حيدر آباد (٧).--------------------

(١) الذريعة ١٣: ١١١.

(٢) الذريعة ١٣: ١١١.

(٣) الذريعة ١٣: ١١١.

(٤) الذريعة ١٣: ١١١.

(٥) الذريعة ١٣: ١١١.

(٦) الذريعة ١٣: ١١١.

(٧) الذريعة ١٣: ١١١.

(١٧)

(٢٣) شرح األلفية:فارسي، وهو للشيخ عبد علي أيضا (١)

(٢٤) شرح األلفية:للمولى الثقة الزاهد عز الدين عبد الله بن الحسين التستري األصفهاني،

تلميذ المقدس األردبيلي. وله حاشية على األلفية أيضا " (٢).(٢٥) شرح األلفية:

للشيخ الفقيه علي بن الحسين البحراني الشناطري العسكري (٣).(٢٦) شرح األلفية:

للمولى عماد الدين، قال الشيخ الطهراني: رأيت النقل عنه في بعضالمجاميع، وفي آخر نسخة الشرائع المكتوبة سنة ٨٨٥ ه (٤).

(٢٧) شرح األلفية:للسيد العاملي صاحب مدارك األحكام، وقد عبر عنه بالشرح في إجازته

للشيخ حسن بن جمعة (٥).(٢٨) شرح األلفية:

للشيخ الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خواتون العاملي،شيخ إجازة الشيخ حسين بن حيدر الكركي (٦).

(٢٩) شرح األلفية:للمولى محمد بن عاشور الكرمانشاهي نزيل طهران في عهد السلطان فتح

علي شاه القاجاري (٧).--------------------

(١) الذريعة ١٣: ١١٢.(٢) الذريعة ٦: ٢٣ و ١٣: ١١٢.

(٣) الذريعة ١٣: ١١٢.

(٤) الذريعة ١٣: ١١٣.(٥) الذريعة ٦: ٢٤ و ١٣: ١١٣.

(٦) الذريعة ١٣: ١١٣.

(٧) الذريعة ١٣: ١١٣.

(١٨)

(٣٠) شرح األلفية:للشيخ محمد بن نظام الدين األسترآبادي، توجد نسخة منه في مكتبة اإلمام الرضا عليه

السالم (١).(٣١) شرح األلفية:

للشيخ أبي عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين السيورياألسدي الحلي تلميذ الشهيد (٢).

(٣٢) كفاية الطالب:فارسي، لألمير شرف الدين علي الشولستاني (٣)

(٣٣) المسالك الجامعة:للشيخ محمد بن زين الدين علي بن حسان الدين إبراهيم بن الحسن بن

إبراهيم ابن أبي جمهور األحسائي، توجد نسخة منه في مكتبة اإلمام الرضاعليه السالم في مشهد المقدسة (٤).

(٣٤) مشكاة الورى:للعالمة األجل الحاج محمد جعفر األسترآبادي الشهير بشريعتمدار، المتوفى

سنة ١٢٦٣ ه (٥).(٣٥) معراج المؤمنين:

وهو شرح لأللفية والنفلية، للشيخ محمد حسن ابن المولى محمد جعفرشريعتمدار األسترآبادي، المتوفى سنة ١٣١٨ ه. (٦).

(٣٦) المقاصد العلية:--------------------

(١) الذريعة ١٣: ١١٤.(٢) الذريعة: ١٣: ١١٤.(٣) الذريعة ١٣: ١١٢.(٤) الذريعة ١٣: ١١٤.(٥) الذريعة ١٣: ١٠٩

(٦) الذريعة ١٣: ١٠٩.

(١٩)

للشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد العاملي، المستشهد سنة٩٦٦ ه (١).

(٣٧) مكمل البقية من أحسن العطية:للميرزا محمد مهدي الخوانساري ابن صاحب الروضات، وهو تتميم شرح

والده المسمى أحسن العطية (٢).مؤلفها:

ومؤلف هذه الرسالة - األلفية - هو شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخجمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن حامد بن أحمد النبطي

العاملي الجزيني الشهير بالشهيد األول، أو بالشهيد مطلقا ".ولد رحمه الله في قرية جزين من منطقة جبل عامل سنة ٧٣٤ ه، ونشأ

وترعرع فيها. وقد كانت هذه المنطقة وال زالت مقرا " لكثير من العلماء األعالم،الذين لعبوا دورا " هاما " في تقدم الحركة اإلسالمية ونشر مذهب أهل البيت

عليهم السالم.ونشأ الشهيد أيضا " في بيت عرف أهله بالعلم والتقوى والورع، فوالده

الشيخ جمال الدين مكي كان يحثه كثيرا " على طلب العلم والمعرفة، والتفكر فيالمسائل التي كانت تطرح في منزلهم آنذاك، حيث كان مقرا " لجلسات العلماء.

بدأ الشهيد دراسته في المرحلة األولى في قرية جزين على أساتذة قديرين،خصوصا "، والده، وأبو زوجته وعم أبيه الشيخ أسد الله الصائغ. فأصبح وهو لم

يتجاوز بعد المراحل األولى من دراسته يشار له بالفضل والعلم، ويتنبأ لهبمستقبل رفيع في مجاالت الفكر اإلسالمي.

--------------------(١) الذريعة ١٣: ١١٠.

(٢) الذريعة ١: ٢٨٧ و ١٣: ١١٤.

(٢٠)

ولم يقتصر الشهيد على دراسته في جبل عامل، بل سافر إلى أكثر المراكزاإلسالمية آنذاك كالحلة، وكربالء، وبغداد. ففي الحلة التقى بفخر المحققينوتتلمذ على يده وأصبح من المعتمدين عنده، كما هو مذكور في إجازة فخر

المحققين للشهيد.ولم يقتصر الشهيد رحمه الله على السفر إلى المناطق الشيعية، بل تعداها إلى

مراكز الفكر اإلسالمي ألبناء العامة كمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس،والشام، ودرس على يد أكابر علمائهم، وأجازه الكثير منهم، حتى أنه يقول في

إجازته البن الخازن: وأما مصنفات العامة ومروياتهم فإني أروي عن نحوأربعين شيخا " من علمائهم بمكة والمدينة ودار السالم بغداد ومصر ودمشق

وبيت المقدس ومقام إبراهيم الخليل. فرويت صحيح البخاري عن جماعة كثيرةبسندهم إلى البخاري، وكذا صحيح مسلم، ومسند الدارقطني، ومسند أحمد،

ومسند ابن ماجة، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ابن عبد اللهالنيسابوري، إلى غير ذلك (١).

ومن هذا تتضح المكانة العلمية للشهيد عند الخاصة والعامة.ولم يقتصر الشهيد على الفقه واألصول والفلسفة والرياضيات، بل كان

أديبا " شاعرا " كاتبا "، فنثره واضح في كتبه الفقهية الخالية من التكلفواالستواء، كالذكرى والدروس والبيان واللمعة.

شيوخه:نتيجة لسفر الشهيد إلى المراكز العلمية في العالم أصبح له الكثير من

األساتذة والشيوخ نذكر منهم:--------------------

(١) بحار األنوار ١٠٧: ١٩٠.

(٢١)

(١) والده الشيخ جمال الدين مكي ابن الشيخ شمس الدين محمد.(٢) أبو زوجته وعم أبيه الشيخ أسد الله الصائغ

(٣) فخر المحققين محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي.(٤) السيد تاج الدين أبو عبد الله محمد ابن السيد جالل الدين بن القاسم

الحسيني الديباجي، المعروف بابن معية.(٥) عميد الدين أبو عبد الله عبد المطلب بن مجد الدين أبي الفوارس محمد

ابن علي بن األعرج الحلي الحسيني، الشهير بالعميدي.(٦) الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد المطار آبادي(٧) جالل الدين أبو محمد الحسن ابن الشيخ نظام الدين أحمد بن نما

الحلي.(٨) الشيخ قطب الدين أبو جعفر محمد بن محمد الرازي البويهي.

(٩) قاضي قضاة مصر برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بنسعد بن جماعة.

(١٠) شمس الدين محمد بن عبد الله البغدادي الحنبلي.(١١) شمس األئمة محمد بن يوسف القرشي الكرماني الشافعي.

(١٢) الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري.(١٣) الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الحسن الحنفي.

(١٤) السيد جمال الدين عبد الله بن محمد الحسيني العريضي الخراسانيتالمذته:

تتلمذ على يد الشهيد عدد من العلماء األعالم أثناء تدريسه في الحلة، وفيمدرسته الخاصة التي أنشأها في جزين، وباإلضافة إلى العلماء الذين تتلمذوا

على يده أثناء رحالته إلى الحجاز ومصر وسوريا وفلسطين والعراق

(٢٢)

وعرف الشهيد في الحلة بتدريس كتاب تهذيب األحكام للشيخ الطوسي،وعلل الشرائع للصدوق، وقواعد األحكام للعالمة.

ونذكر هنا بعض تالمذته البارزين:(١) السيد أبو طالب أحمد بن القاسم بن زهرة الحسيني.

(٢) الشيخ جمال الدين أحمد بن النجار.(٣) الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن، ابن الشهيد

(٤) الشيخ ضياء الدين أبو القاسم علي، ابن الشهيد أيضا ".(٥) الشيخ رضي الدين أبو طالب محمد، االبن األكبر للشهيد.

(٦) الفقيهة الفاضلة العالمة فاطمة، بنت الشهيد، المدعوة بست المشايخ.(٧) السيد بدر الدين الحسن بن أيوب، الشهير بابن األعرج األطراوي

العاملي.(٨) الشيخ عبد الرحمان العتائقي.

(٩) الشيخ شرف الدين أبو عبد الله المقداد بن عبد الله، الفاضل السيوري.(١٠) الشيخ محمد بن تاج الدين عبد علي، الشهير بابن نجدة.

إطراء العلماء له:وبامكاننا أن نلمس مكانة الشهيد العلمية في نفوس الفقهاء من أساتذته

وتالمذته ومعاصريه والمتأخرين عنه ومن ترجم له من خالل كلماتهم النيرة فيحقه، والتي قالوها في اإلجازات والتراجم عند التعرض لذكره. وال نريد أننذكر ما قاله هؤالء العظماء عنه ألن ذلك يتطلب منا اإلطالة، وقد بنينا هذه

الترجمة على االختصار، بل نذكر أسماء بعضهم: كفخر المحققين في إجازتهللشهيد (١)، والشيخ محمد بن يوسف الكرماني القرشي الشافعي في إجازته

--------------------(١) بحار األنوار ١٠٧: ١٧٨.

(٢٣)

للشهيد (١) والشهيد الثاني (٢)، والمحقق الكركي في إجازته للشيخ علي بنعبد العالي الميسي (٣) والحر العاملي في أمل اآلمل (٤)، والعالمة النوري في

مستدرك الوسائل (٥).آثاره:

بالرغم من األعمال الكثيرة والفعاليات الضخمة التي كان يقوم بهاالشهيد، على صعيد التدريس ونشر الفكر اإلسالمي في العالم، وبالرغم

من الظروف السياسية الصعبة التي مر بها، والتي عانى فيها األمرين من حكامالظلم والجور، بالرغم من كل ذلك كان الشهيد يجاهد بقلمه، فخلف لنا

مؤلفات قيمة على صعيد الفقه، واألصول، والفلسفة، والرياضيات، وغيرها،نذكر ما تيسر لنا معرفتها:

اللمعة الدمشقية، الدروس، األلفية، النفلية، البيان، الذكرى، غاية المرادفي شرح نكت االرشاد، القواعد والفوائد، األربعون حديثا "، خالصة االعتبار في

الحج والعمرة، جواز إبداع السفر في شهر رمضان، جوابات الفاضل المقداد،أحكام األموات، مجموعة الشهيد األول، جوابات مسائل األطراوي، مسائل

ابن مكي، جامع البين في فوائد الشرحين، حاشية على الذكرى، العقيدةاختصار الجعفريات، مزار الشهيد، المقالة التكليفية، شرح قصيدة الشهفيني

جهاده واستشهاده:لم يقتصر الشهيد رحمه الله على الجانب العلمي في حياته، ولم يجاهد بقلمه

--------------------(١) بحار األنوار ١٠٧: ١٨٣.

(٢) الروضة البهية ١: ٥.(٣) بحار األنوار ١٠٨: ٤٢.

(٤) أمل اآلمل ١: ١٨١.(٥) مستدرك الوسائل ٣: ٤٣٧.

(٢٤)

ولسانه فحسب، بل تعداه إلى خوض الصراع السياسي، والوقوف أمام مثيريالفتن الطائفية والناصبين العداء ألهل البيت عليهم السالم

فنراه يستقر في دمشق مركز الفتن واالضطرابات السياسية آنذاك، ولم يلبيدعوة علي بن مؤيد حاكم خراسان، حيث بعث إليه برسالة طالبا " منه التوجه

إلى خراسان ليكون مرجعا " لهم في المسائل الدينية، ومرشدا " ألمورهم الدنيوية.كل ذلك ليتسنى له مواجهة الفتن الطائفية، فشارك الشهيد وبشكل فعلي

في القضاء على حركة اليالوش، حيث اتصل الشهيد بحكومة دمشق وأطلعهمعلى األمر وأقنعهم بضرورة تالفي األمر قبل أن يستفحل، وفعال فقد حاربت

حكومة دمشق اليالوش وجيشه وتمكنت من قتل اليالوش.أما كيفية قتل الشهيد واألسباب الواقعية التي كمنت وراء ذلك، فإن

التاريخ لم ينقل لنا ذلك بشكل واضح وجلي، إال بعض كلمات أفلتت منأقالم المؤرخين الذين كان أكثرهم من أتباع الدولة.

وبشكل مختصر نستطيع أن نقول: إن األوضاع السياسية القلقة السائدةآنذاك، والفتن الطائفية التي أثيرت، والحقد والحسد للمكانة التي احتلهاالشهيد ال في... فقط، بل في العالم اإلسالمي أجمع، كل هذه العوامل

وغيرها أدت إلى تدبير مؤامرة ضد الشهيد، كانت نتيجتها تلك الفاجعة المؤلمة.فقتل الشهيد رحمه الله - بفتوى القاضي المالكي - بالسيف، ثم صلب، ثمرجمه جالوزة الطاغوت، ثم أحرق جسده الطاهر، فإنا لله وإنا إليه راجعون،

ولعنة الله على الظالمين.النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق:

اعتمدنا في تحقيق هذه المجموعة على عدة نسخ خطية هي:(١) النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي

(٢٥)

" دام ظله " في مدينة قم المقدسة، ضمن المجموعة المرقمة ٤٠٧٩، كتبها محمد بننظام الدين محمود أنصاري في سنة ٩٧١ ه.

(٢) النسخة المحفوظة في مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي" دام ظله " في مدينة قم المقدسة، تحت رقم ٢٠٧٤، وهي حاوية على الرسالةاأللفية، والتي تم استنساخها في العشرين من شهر ذي القعدة سنة ٩٥٣ ه على

يد محمد بن شهاب(٣) النسخة المحفوظة في مكتبة جامعة طهران، ضمن المجموعة المرقمة ٨٧٢،

وهي تحتوي على عدة رسائل منها مسائل للمحقق الكركي. وفي نهاية هذهالمسائل توجد هذه العبارة: قابلته مرتين: مرة بنسخة مؤلفها المبعوثة إلى خزانة

أمير المؤمنين عليه السالم، ومرة بنسخة مصححة في المشهد الغروي(٤) النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة جامعة طهران، ضمن المجموعة

المرقمة ٧٧٦، وهي تحتوي على عدة رسائل، منها حاشية على ميراث المختصرالنافع للمحقق الكركي، تأريخ كتابتها سنة ١٠٤٤ ه في مدينة مشهد المقدسة.

بخط لطف الله الكربالي، كتبها في شهر ربيع الثاني سنة ثمان وسبعين ومائةبعد األلف.

(٦) وقد اعتمدنا في تحقيق رسالة: طريق استنباط األحكام على النسخةالمطبوعة في مدينة النجف األشرف سنة ١٣٩١ ه والتي أعادت طبعها المكتبة

اإلسالمية الكبرى في مدينة قم المقدسة في سنة ١٣٩٦ ه.منهجية التحقيق:

اعتمدنا في تحقيق هذه المجموعة من رسائل المحقق الكركي على النسخ

(٢٦)

الخطية التي مر وصفها، إذ لم نوفق للحصول على غيرهافوزعنا النص حسبما اقتضته الجنبة العلمية والفنية للعبارة، واستخرجنا

ما يحتاج إلى استخراج من آيات قرآنية، وأحاديث شريفة، وأقوال فقهية وغيرفقهية ذكرها المصنف أثناء عرضه لألبحاث العلمية في هذه الرسائل، ثم ترجمنا

لبعض األعالم حسب الضرورة، وعلمنا فهارس فنية كاملة للكتابمحمد الحسون

عش آل محمد صلى الله عليه وآله قم المقدسة٢٥ شهر رمضان المبارك ١٤١٠ ه

(٢٧)

الصفحة األولى من حاشية ميراث المختصر النافع المحفوظة في جامعة طهران.

(٢٨)

الصفحة األخيرة من حاشية ميراث المختصر النافع المحفوظة في جامعة طهران

(٢٩)

الصفحة األولى من فتاوى المحقق الكركي المحفوظة في المكتبة الوطنية في طهران

(٣٠)

الصفحة األخيرة من فتاوى المحقق الكركي المحفوظة في المكتبة الوطنية في طهران

(٣١)

الصفحة األولى من مسائل المحقق الكركي المحفوظة في جامعة طهران

(٣٢)

الصفحة األخيرة من مسائل المحقق الكركي المحفوظة في جامعة طهران

(٣٣)

الصفحة األولى من الرسالة األلفية المحفوظة في المكتبة المرعشية في قم.

(٣٤)

الصفحة األخيرة من الرسالة األلفية في المكتبة المرعشية في قم.

(٣٥)

الصفحة األولى من شرح األلفية المحفوظة في المكتبة المرعشية في قم.

(٣٦)

الصفحة األخيرة من شرح األلفية المحفوظة في المكتبة المرعشية في قم.

(٣٧)

(٣٠) رسالةطريق استنباط األحكام

(٣٩)

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الفتاح على المجاهدين بالفتح المبين، المبين المسالك لسلوك

السالكين، والصالة والسالم على السفير، وآله أئمة التدبير.أما بعد،

فقد سألتما أعزكما الله بطاعته، وألهمكما سلوك طريق هدايته، وأوصلكماإلى ادراك منهج التحقيق بعنايته تبيين كيفية سلوك المجتهد في استنباط

األحكام، واستخراج الحوادث عن األدلة، بطريق االختصار، مما أخذناهمشافهة، فسارعت إلى اإلجابة، مستعينا بالله، ومتوكال عليه.

فأقول: الطريق الموصلة إلى األحكام عندنا أربعة: الكتاب، والسنة متواترةوآحادا واالجماع، وأدلة العقل.

أما الكتاب: فمنه نص وظاهر، وهما معا دليالن، ويحتاج في ذلك إلى:معرفة دالالت األلفاظ، والمحكم والمتشابه، والحقيقة والمجاز، واألمر والنهي،

والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والظاهر والمؤول، والناسخوالمنسوخ

ويرجع في معرفة هذه العوارض إلى علم األصول، فإنه مستوفى فيه بالنسبةإلى األمور الكلية.

(٤٠)

وبالنسبة إلى الجزئيات المستنبطة يراجع اآليات المشهورة بالخمسمائة،التي هي مدار الفقه. ويكتفى فيها بأحد الكتب الثالثة التي عملت لتلك:

أما كتاب الراوندي.أو كتاب الشيخ البارع أحمد بن متوج (منهاج الهداية).

أو كتاب الشيخ المقداد (كنز العرفان) وهو أحسن الثالثة، الشتماله--------------------

(١) هو الفقيه الكبير قطب الدين أبو الحسين سعيد بن عبد الله بن الحسين بن هبة الله بن الحسن الراوندي،ثقة عين صالح، شاعر، ألف فأكثر. جاللته وعلو منزلته، وورعه وتقواه أشهر من أن نعرف بها

هنا. ألف أكثر من ستين كتابا، منها: فقه القرآن، قصص األنبياء، أسباب النزول أحكاماألحكام، أم المعجزات، بيان االنفرادات. توفي رحمه الله في مدينة قم المقدسة يوم األربعاء رابع عشر

شهر شوال سنة ٥٧٣ ه، ودفن في صحن السيدة فاطمة عليها السالم، وقبره اآلن مزار مشهور تؤمهالخاصة والعامة.

وكتابه " فقه القرآن " المعروف بالفقه الراوندي، فهو في بيان أحكام القرآن، واألحكام الفقهيةالمستنبطة منها، وقد رتبه مؤلفه على أبواب الفقه. وقام بتحقيقه مؤخرا سماحة حجة االسالم المحقق

السيد أحمد الحسيني، ونشرته مكتبة السيد المرعشي في قم المقدسة سنة ١٣٩٧ ه، ثم أعادت طبعه فيسنة ١٤٠٥ ه في مجلدين. أنظر: أمل اآلمل ٢: ١٢٥، تنقيح المقال ٢: ٢١، الذريعة إلى تصانيف

الشيعة ١٦: ٢٩٠، لسان الميزان ٣: ٢٨، معجم رجال الحديث ٨: ٩٤.(٢) قال الشيخ الطهراني في الذريعة ٢٣: ١٨٠ " منهاج الهداية في تفسير األحكام الخمسمائة " وشرحهاللشيخ جمال الدين أحمد بن المتوج البحراني ن وهو مختصر جيد يدل على فضل عظيم له. وقال الشيخسليمان الماحوزي في رسالته في أحوال علماء البحرين: كان الشيخ جمال الدين شيخ اإلمامية في وقته،وكان من أعظم تالميذ فخر المحققين الشيخ محمد ابن آية الله الشيخ جمال الدين العالمة، قرأ عليه فيالحلة، وكان كثير المعارضة مع الشيخ الشهيد محمد بن مكي الجزيني. ثم رجع إلى البحرين واشتهرتفتاواه في المشارق والمغارب، كما صرح به ابن أبي جمهور في غوالي الآللي. ومات، الشيخ أحمد في

البحرين سنة ٨٣٠ ه - ودفن في جزيرة أكل بالمشهد المعروف بالنبي صالح.(٣) " كنز العرفان في فقه القرآن " تفسير آليات األحكام، مرتب على مقدمة، وكتب بترتيب كتبالفقه وخاتمة. طبع في إيران سنة ١٣١٥ ه مع حاشية تفسير اإلمام الحسن العسكري عليه السالم،

وطبع أيضا مستقال سنة ١٣١٣ ه وعلى ظهره ترجمة المؤلف عن الروضات وعلى هوامشه حواشي كثيرةعن كتب التفاسير. وطبع في سنة ١٣٨٤ ه في طهران حيث علق عليه الشيخ محمد باقر

شريف زاده، وأشرف على تصحيحه واستخراج أحاديثه الشيخ محمد باقر البهبودي.ومؤلفه هو الشيخ الفاضل الفقيه جمال الدين أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن

محمد السيوري الحلي األسدي الغروي، المعروف بالفاضل السوري، والفاضل المقداد. كانرحمه الله من أجالء األصحاب وعظماء مشايخ الرجال، جامعا بين المعقول والمنقول، عالما فاضال

متكلما محققا مدققا، من أعاظم الفقهاء، قد أثنى عليه كل من عنونه بالثناء الجميل والذكر النبيل.وله تآليف كثيرة منها: التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع، وشرح نهج المسترشدين في أصول

الدين، وشرح الباب الحادي عشر. وتوفي رحمه الله في سنة ٨١٦ ه.أنظر الذريعة ١٨: ١٥٩، مقدمة كتاب كنز العرفان.

(٤١)

على المباحث المذكورة بالنسبة إلى كل آية. وما ذكر فيه من اختالف أقوالالمفسرين يحتاج الناظر فيها إلى قوة الترجيح لبعضها، ومعرفة األقرب منها إلى

المعنى الذي يقتضيه وضع اللفظ.فإن أريد التوسع فليراجع كتب التفسير المطولة، وإن اكتفى بما ذكره في

كتابه فهو طريق للمبتدئ هنا.وأما السنة: فيحتاج االستنباط منها ومعرفة داللتها على األحكام، إلى معرفة

عوارض األلفاظ المذكورة، ويراجع فهيا علم األصول كما قلنا.فالمتواتر منها طريق ضروري، وتختلف أحواله بالنسبة إلى األشخاص

باختالف وصول التواتر إليهم وعدمه.واآلحاد:

إما مشهور: وهو ما زاد رواته على الثالثة، ويسمى المستفيض. وحكمهكالمتواتر في وجوب العمل. ويختلف أيضا حاله كاختالف المتواتر، ويكتفي

بمعرفة المشهور هنا بمراجعة الكتب والمصنفات الفقهية والحديثية.--------------------

(١) أي كتاب (كنز العرفان) للشيخ المقداد السيوري.

(٤٢)

وإما غير مشهور: وهو عند أصحابنا أربعة أقسام:صحيح: وهو ما رواه العدل المعلوم العدالة الصحيح المذهب، بطريق

عدول، هكذا متصال إلى المعصوم عليه السالم.وموثق: وهو ما رواه العدل الغير المرضي في دينه المأمون تعمد الكذب، أو

كان في الطريق من هو كذلك.وضعيف: وهو مروي اإلمامي غير الموثق أو الفاسق.

وال يعمل أصحابنا من المراسيل إال بما عرف أن مرسله ال يرسل إال عن ثقةكابن أبي عمير، وأبي بصير، وابن بزيع، وزرارة بن أعين وأحمد بن

--------------------(١) هو محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى، من موالي المهلب بن أبي صفرة، بغدادي األصل والمقام. عده

الكشي من أصحاب االجماع في تسمية الفقهاء من أصحاب اإلمامين الكاظم والرضاعليهما السالم، ووثقه الشيخ في أصحاب الرضا عليه السالم. وقد حبس ابن أبي عمير في زمن الرشيد

ليلي القضاء، أو ليدل على مواضع الشيعة، وقد عذب كثيرا حتى كاد أن يقر بما عنده، إال أنه صبروفرج الله عنه. وقيل إن المأمون قد حبسه أيضا لكي يلي القضاء له.

أنظر: رجال الشيخ الطوسي: ٣٨٨، رجال الكشي: ١٥١، رجال النجاشي ٢: ٢٠٤ رقم.٨٨٨

(٢) المقصود به هنا هو يحيى بن القاسم أبو بصير األسدي، وقيل أبو محمد. ثقة وجيه، عده الكشي منأصحاب االجماع في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السالم.

أنظر تنقيح المقال ٣: ٣٠٨، رجال الكشي: ٢٣٨، رجال النجاشي ٢: ٤١١ رقم ١١٨٨.(٣) هو محمد بن إسماعيل بن بزيع، أبو جعفر، مولى المنصور أبي جعفر. كان من صالحي هذه الطائفة

وثقاتهم، كثير العمل، له كتب منها: كتاب ثواب الحج، وكتاب الحج. ذكره الشيخ الطوسي فيرجاله من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السالم.

أنظر: رجال الشيخ ٣٦٠، ٣٨٦، ٤٠٥، رجال النجاشي ٢: ٢١٤ رقم. ٨٩٤(٤) قال ابن النديم في الفهرست: زرارة لقب واسمه عبد ربه بن أعين بن سنبس، أبو علي أكبر رجال

الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكالم والتشيع.وقال المامقاني في التنقيح: سنبس وقيل سنسن، وضبطه في ترجمة أحمد بن إبراهيم، السنسني

بسينين مهملتين نسبة إلى سنسن - وزان هدهد - الشاعر المعروف.وقال النجاشي في رجاله: شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، كان قارئا فقيها متكلما شاعرا

أديبا. قد اجتمعت فيه خالل الفضل والدين، صادقا فيما يرويه، مات سنة ١٥٠ ه.أنظر: تنقيح المقال ١: ٤٣٨، رجال النجاشي: ١٢٥، الفهرست: ٢٧٦.

(٤٣)

أبي نصر البزنطي، ونظرائهم ممن نص عليه علماء األصحاب.والذي أخذناه بالمشافهة في مراسيل المتأخرين من أصحابنا: العمل

بمراسيل الشيخ جمال الدين، وولده، ومراسيل الشيخ المقداد، والشيخ أحمد--------------------

(١) هو أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر السكوني، مولى السكون. كوفي ثقة، دليل القدر. لقي الرضاوأبا جعفر عليهما السالم، وكان عظيم المنزلة عندهما. ذكرهما. ذكره الكشي في تسمية الفقهاء من

أصحابأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما السالم.

أنظر: رجال الشيخ الطوسي: ٣٤٤ في أصحاب الكاظم عليه السالم و ٣٦٦ في أصحاب الرضاعليه السالم، رجال الكشي: ٥٥٦، رجال النجاشي ٢: ٢٠٢ رقم ١٧٨.

(٢) وهم الذين أجمع األصحاب على تصحيح ما يصح عنهم، وأقروا لهم بالفقه والعلم، منهم من أصحابأبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السالم: معروف بن خربوذ، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم.ومنهم من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن عليهما السالم: يونس بن عبد الرحمان، وصفوان بن

يحيى بياع السابري، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب. وأضاف بعضهم الحسن بن علي بنفضال وفضالة بن أيوب.

أنظر: رجال الكشي: ٣٢٨ و ٥٥٦.(٣) هو العالمة الحلي، الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر األسدي، أبو منصور. شيخ الطائفة وعالمة

وقته، وصاحب التدقيق والتحقيق، انتهت رئاسة اإلمامية إليه. وهو البحر القمقام واألسدالضرغام، آية الله على االطالق، ناشر ناموس الهداية وكاسر ناقوس الغواية، متمم القوانين العقلية

وحاوي الظنون النقلية، مجدد مآثر الشريعة المصطفوية، مجدد جهات الطريقة المرتضوية، صاحبالتآليف الكثيرة والتصانيف المنيفة التي تزيد على مائة مؤلف.

ولد رحمه الله في شهر رمضان المبارك سنة ٦٤٨ ه في مدينة الحلة السيفية، وتوفي فيها في محرمالحرام سنة ٧٢٦ ه، ودفن في مدينة النجف األشرف بجوار اإلمام علي عليه السالم.

أنظر: أعيان الشيعة ٥: ٣٨٩، الخالصة: ٤٥، الدرر الكامنة ٢: ٤٩، رياض العلماء ١: ٣٥٩،لسان الميزان ٢: ٣١٧، الوافي بالوفيات ١٣: ٨٥.

(٤) هو فخر الدين محمد بن الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي، كان فاضال محققا فقيها ثقة جليال، يرويعن أبيه العالمة الحلي. ومما يدل على شرفه وعظمته أن جل مؤلفات والده كتبت بالتماسه، وأنوالده طلب منه اكمال ما وجده ناقصا واصالح ما وجده خطأ، ولد رحمه الله في سنة ٦٨٢ ه،

وتوفي في ٧٧١ ه.أنظر: أمل اآلمل ٢: ٢٦٠، رياض العلماء ١: ٣٦٠، مجالس المؤمنين ٢: ٣٦٠.

(٤٤)

بن فهد. ال مراسيل الشهيد، وال الشيخ نجم الدين.--------------------

(١) هو الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد األسدي الحلي. ولد سنة٧٥٧ ه في مدينة الحلة، وتوفي فيها سنة ٨٤١ ه كان رحمه الله فاضال عالما، ثقة جليال، زاهدا عابدا

ورعا، عظيم القدر. تتلمذ على كبار العلماء في عصره منهم الشيخ علي بن خازن الجابري، والشيخنظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ن والشيخ ضياء الدين علي بن محمد بن مكي. وله مؤلفاتكثيرة يصل عددها إلى ست وأربعين مؤلفا، منها: المهذب البارع في شرح المختصر النافع، شرح

األلفية للشهيد، شرح االرشاد للعالمة، اللمعة الجلية في معرفة النية، مصباح المبتدئ وهدايةالمقتدي.

أنظر: أعيان الشيعة ٣: ١٤٨، أمل اآلمل ٢: ٢١ ن روضات الجنات ١: ٧٣، رياض العلماء١: ٦٥، الفوائد الرضوية: ٣٣، الكنى واأللقاب ١: ٣٨٠.

(٢) هو شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ جمال الدين مكي ابن محمد بن حامد النبطي العامليالجزيني، الشهير بالشهيد األول، أو بالشهيد مطلقا. ولد في قرية جزين من منطقة جبل عامل سنة

٧٣٤ ه ونشأ وترعرع، ودرس المقدمات فيها ثم سافر إلى مراكز الحضارة اإلسالمية آنذاك كالحلةوكربالء ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس والشام. وفي الحلة التقى بفخر المحققين وتتلمذ على

يده. وقد ألف كتبا كثيرة منها اللمعة الدمشقية، والذكرى والدروس والبيان، وغاية المراد في شرحاالرشاد، والقواعد والفوائد. واستشهد رحمه الله إثر الفتن الطائفية القائمة آنذاك والمتمثلة بحركة

اليالوش، فقتل رحمه الله بالسيف بفتوى قاضي بيروت المالكي، ثم صلب، ثم رجم ثم أحرق.أنظر: أعيان الشيعة ١٠: ١٣٥، أمل اآلمل ١: ١٨١، تحفة األحباب: ٣٥٤، تكملة أمل اآلمل:

٤ ٣٦، تنقيح المقال ٣: ١٩١، حياة اإلمام الشهيد، روضات الجنات ٧: ٣، رياض العلماء ٥: ١٨٥،شهداء الفضيلة: ٨٠ لؤلؤة البحرين: ١٣٤.

(٣) جعفر بن الحسن بن سعيد الحلي، المشهور بالمحقق الحلي، من أعاظم أعالم الفقه اإلمامي. قال عنهابن داود في رجاله: ٦٢: شيخنا المحقق المدقق اإلمام العالمة، واحد عصره، وكان ألسن أهل زمانه

وأقومهم بالحجة وأسرعهم استحضارا، قرأت عليه ورباني صغيرا وكان له علي إحسان عظيموالتفاف، وتوفي في شهر ربيع اآلخر سنة ٦٧٦ ه، وله تصانيف حسنة محققة محررة عذبة، منها:

شرائع االسالم، والمختصر النافع، والمعتبر، والمعارج في أصول الفقه.

(٤٥)

فإذا تعارض هذه األخبار قدم الصحيح، فإذا له، وبعدهالموثق، وال يعمل بالضعيف.

وكيفية معرفة هذه الصفات بمراجعة الروايات، واالطالع على أحوالرجالها، وهو مما يصعب على المبتدئ، وإن كان العلماء قد نصوا على االكتفاء

في الجرح والتعديل بما نص من تقدمنا من المجتهدين، كما أشار إليه في(الخالصة)، وابن داود في كتابه.

وهنا طريق أسهل منه، وهو أن الشيخ جمال الدين قد (ألف) في ذلك،واستعمل في كتبه خصوصا (المختلف) أن يذكر الصحيح بوصفه، والحسن

بوصفه، والموثق كذلك، ويترك الضعيف بغير عالمة، وهو عالمة ضعفه.وذكر في الخالصة: أن الطريق في كتاب (االستبصار) و (التهذيب)

و (من ال يحضره الفقيه) إلى فالن صحيح، وإلى فالن حسن، وإلى فالن موثق،وإلى فالن ضعيف. وجعل ذلك دستورا يرجع إليه، فيكتفي المبتدئ في معرفة

صفات هذه الروايات األربع بالرجوع إلى هذا الدستور الذي اعتمده.ومن تأخر عنه كلهم اعتمدوا على هذا الطريق، كالشيخ فخر الدين في(االيضاح)، والسيد ضياء الدين في شرحه للقواعد، والشهيد في كتبه

--------------------(١) الخالصة: ٢.

(٢) هو الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي، وقد يسمى الحسن بن داود نسبة إلىالجد. ولد في الخامس من جمادي اآلخرة سنة ٦٤٧ ه، وكان حيا في سنة ٧٠٧ ه حيث ألف كتابه

الرجالي فيها. كان رحمه الله عالما فاضال جليال، فقيها صالحا، محققا متبحرا أديبا، موصوفا فياإلجازات وفي المعاجم الرجالية بسلطان العلماء والبلغاء، وتاج المحدثين والفقهاء. له عدة مؤلفاتمنها: كتاب الرجال، تحصيل المنافع، التحفة السعدية، خالف المذاهب الخمسة، الجوهرة في نظم

التبصرة.أنظر: أمل اآلمل ٢: ٧١، رياض العلماء ١: ١٨٣.

(٣) كتاب الرجال: ٢٥.(٤) هكذا ورد في النسخة المطبوعة، والصحيح أن شرح القواعد ليس له بل ألخيه عماد الدين، وهو

المعروف عند الفقهاء بالشرح العميدي. والسيد ضياء الدين عبد الله، والسيد عميد الدين عبد المطلبهما ابنا أخت العالمة الحلي، وأبوهما هو السيد مجد الدين أبو الفوارس محمد بن علي األعرجي. كانا

رحمها الله عالمين فاضلين، من أجلة تالميذ العالمة بعد ابنه محمد. وللسيد ضياء الدين شرح علىتهذيب العالمة، ورسالة في أصول الدين. وللسيد عميد الدين إضافة لشرحه على القواعد: رسالة فيالمواريث سماها المسألة النافعة للمباحث الجامعة، وكتاب المباحث العلمية في القواعد المنطقية.

أنظر: أعيان الشيعة ٨: ٦٩ و ٠ ١٠، الذريعة ١٤: ٢١.

(٤٦)

خصوصا (الذكرى) و (شرح االرشاد). والشيخ أحمد بن فهد في (مهذبه)،والشيخ المقداد في (تنقيحه).

ومن أصول أصحابنا التي أشير إلينا بالمشافهة العمل برواياتها وبرواياتهاكتاب (الكافي) للشيخ محمد بن يعقوب الكليني، وكتاب (من ال يحضره

الفقيه) للصدوق ابن بابويه، وكتاب (التهذيب) و (االستبصار) للشيخ أبي جعفرالطوسي.

--------------------(١) أبو جعفر الرازي، محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، المشهور بثقة االسالم، وهو شيخ الطائفة

ووجههم في الري، جليل القدر، عظيم المنزلة. له عدة كتب أشهرها الكافي ن وهو أحد األصولالحديثية المعتمدة عند الطائفة، ألفه في عشرين سنة. ويعد من مجددي المذهب على رأس المائة

الثالثة، توفي رحمه الله في بغداد سنة تناثر النجوم ٣٢٨ ه ودفن في بقعة على يسار العابر من الرصافة.أنظر: تاج العروس ٩ " مادة كلين "، تنقيح المقال ٣: ٢٠١، رجال الشيخ الطوسي: ٤٩٥،

رجال النجاشي: ٣٧٧، روضات الجنات ٦: ١٠٨، لسان الميزان ٥: ٤٣٣، الفهرست: ١٣٥.(٢) أبو جعفر، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، رئيس المحدثين، جليل القدر عظيم المنزلة،ثبت بصير بالرجال، ولد رحمه الله بدعاء الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف. نزل الري وورد بغداد

سنة ٣٥٥ ه وحدث بها، وسمع منه جمع غفير من الفريقين، وله أكثر من ٣٠٠ مصنفا أشهرها منال يحضره الفقيه، والتوحيد، وكمال الدين، واألمالي، وعيون األخبار. مات سنة ٣٨١ ه.

أنظر: أمل اآلمل ٢: ٢٨٣، تاريخ بغداد ٣: ٨٩، رجال بحر العلوم ٣: ١٩٢، رجال ابن داود:١٧٩، رجال العالمة: ١٤٧، رجال النجاشي: ٣٨٩، روضات الجنات ٦: ١٣٢، معالم العلماء:

.١١١(٣) أبو جعفر الطوسي، محمد بن الحسن بن علي الطوسي، شيخ اإلمامية ووجههم. جليل القدر، عظيم

المنزلة، ثقة عين صدوق، له أكثر من أربعين مؤلفا أكثرها من أمهات المصادر منها: التهذيبواالستبصار والخالف والمبسوط والنهاية والتبيان وكتاب الرجال، والفهرست.

أنظر: تنقيحا لمقال ٣: ١٠٤، البداية والنهاية: ١٢: ٩٧، جامع الرواة ٢: ٩٢، الخالصة: ١٤٨،رجال النجاشي: ٤٠٣، الفهرست: ١٥٩، الكامل ١٠: ٢٤، لسان الميزان ٥: ١٣٥.

(٤٧)

ومن كتب األدلة: كتاب (المختلف) و (التذكرة) للشيخ جمال الدين،وكتاب (االيضاح) لولده، وكتاب (المهذب) للشيخ أحمد بن فهد، وكتاب

(التنقيح) للشيخ المقدادومن كتب الرجال: كتاب (الخالصة)، و (كتاب ابن داود).

والدستور الذي اعتمده العالمة في (الخالصة) مغن عن مطالعة كتبالرجال.

أما االجماع: فال بد فيه من معرفة شرائطه وأحكامه على ما بحث فيه أهلاألصول. وأما معرفة وقوعه على األحكام أو عدم وقوعه، فإن ذلك ال بد منه،وهو الذي أشاروا إليه في قولهم: إن من جملة شرائط االجتهاد معرفة مسائل

الخالف والوفاق لئال يعتنى بما يخالفه.والذي سمعناه بالمشافهة: االكتفاء في معرفته:

إما بالبحث والتفتيش في كتب العلماء في الحوادث التي وقع البحث فيهافي تصانيفهم. فإن وجد أقوالهم متضافرة على حكم الحادثة حكم به، وإال

حكم باالختالف.أو بالوقوف على رواية بعض العلماء المشهورين بوقوع االجماع على حكمالحادثة، فيكون االجماع عنده منقوال بخبر الواحد، وهو حجة في األصول.

وكذلك هذا طريق معرفة المشهور من الروايات والفتاوى، وكون الحكممثال مما قال به األكثر، فإنه أيضا من جملة المرجحات في باب أحوال

الترجيح.

(٤٨)

وأما أدلة العقل فأقول: أما أدلة المنطوق ثم تتبعها داللة مفهوم الموافقة،وبعدها مفهوم المخالفة على القول بالعمل بدليل الخطاب.

ومنها: البراءة األصلية، يعتمد عليها ما لم يجد ما ينقل عنها من األدلة السمعيةومنها: االستصحاب على القول بحجيته والتمسك بالبراءة، فإنه

يستصحب الحال األول ما لم يجد من األدلة ما تحيل عنه.ومنها: اتحاد طريق المسألتين، وهو فرع من فروع االستصحاب يخالفه في

بعض األحكام، (كما هو) مقرر في األصول.ومنها: تعدية الحكم من المنطوق إلى المسكوت الذي هو القياس، وقد وقع

فيه الخالف:فمتقدمو أصحابنا ال يعملون بشئ (منه).

والمتأخرون عملوا بما نص على علة حكم األصل: إما بنص، أو إيماء، علىما تقرر في األصول.

فالعامل به يحتاج إلى معرفة هذا النوع من القياس، ومعرفة الخالص عنالمبطالت للعلة فيه، والتخلص من األسئلة الواردة عليه على ما بين في األصول.

ومن ال يعمل به ال يحتاج إلى ذلك، على ما أشاروا إليه في كتبهم.ودليلنا على العمل بهذه األدلة: ما روي صحيحا عن الصادق عليه السالم،رواه الشيخ المقداد في (تنقيحه): أنه قال: (علينا أن نلقي إليكم األصول

وعليكم أن تفرعوا) وهو دليل على وجوب االجتهاد أيضا.إذا عرفت ذلك، فاعلم أنه قد يقع لبعض عدم معرفة الفرق بين ما هو محل

الرواية، وما هو محل الفتوى الذي نهى عن التقليد فيه لألموات في قول العلماء:--------------------

(١) التنقيح الرائع: ج ١ ص ٧.

(٤٩)

إن الميت ال قول له.فنقول: كل ما هو نص في الكتاب، أو في السنة المتواترة أو اآلحاد

الصحيحة، فهو مأخوذ بالرواية، وليس هو محل الفتوى المحتاج إليه إلى التقليد،فال يكون من المنهي عن أخذه من األموات.

وكذلك كل ما هو مشهور بين علماء الطائفة من الروايات والفتوى التي قالبها أكثرهم، وإن وقع فيها خالف شاذ فإنه أيضا مأخوذ بالرواية، وليس هو

محال لفتوى المنهي عن أخذه عن األموات.وكذلك كل ما هو مجمع عليه، أما عند مجموع األمة، أو عند الطائفة المحقة،مما عرف وقوع االجماع فيه بالطريقين المذكورين منا فإنه يؤخذ أيضا بالرواية،

وليس هو محل الفتوى المنهي عن أخذه من األموات.وما سوى ذلك مما وقع النزاع فيه بين المجتهدين من المسائل الخالفية التي

(هي) كاألصول بالنسبة إلى فروع الفقه التي حاصلها وأكثرها مضبوط في(مختلف) العالمة، وهي وإن كان بعض الخالفيات المذكورة فيه مما يعد في

الشذوذ، الشتهار الفتوى بخالفه، ويعرف باستقراء مصنفات األصول منكتب األدلة، وكتب الفروع المجردة.

أو كان (من) الفروع التي فرعها من تأخر عن العالمة من المجتهدينبعده، كالشهيد ومن تأخر منه، فإنه محل الفتوى الذي نهي عن العمل به.

وروايته باعتبار معرفة مذاهب المجتهدين فيه ليحكي أقوالهم، ويعرفكيفية تصرفهم في الحوادث، ليفطن في معرفة كيفيات االستنباط، واالستعانةبالسلوك في طرقهم على االستدالل، فلم يمنع منه أحد. وإنما منعوا من رواية

ذلك ليعمل به، فإن الواجب على العامي في هذه الحوادث في العمل بها:--------------------

(١) لم ترد في النسخة المعتمدة، أضفناها القتضاء السياق.

(٢) لم ترد في النسخة المعتمدة، أضفناها القتضاء السياق.

(٥٠)

الرجوع إلى المفتي، وال يصدق على الميت أنه مفتي، ال حقيقة وال مجازا، ولميكلف العامي شيئا سوى ذلك، أو أخذ الحكم عن الدليل على رأي من

أوجب االجتهاد على األعيان وال طريق ثالث باجماع اإلمامية.وأما كيفية التصرف في الحوادث التي هي محل الفتوى على ما سمعناه

مشافهة: إن الحادثة المبحوث عنها:إما أن تكون من الحوادث التي حدثت في األزمنة السالفة، وبحث

المجتهدون فيها، فيكتفي الباحث فيها باالطالع على أقوال المجتهدين فيها وأدلتهمالتي جعلها كل واحد منهم حجة على مذهبه، فينظر فيها، ويرجع منها ما يظهر لهفيه المرجح، بأن يظهر له سالمة بعضها، من السؤال، وورود السؤال على البعض

اآلخر.أو يرد له السؤال على كل واحد منها، وال يظهر له وجه مرجح، وال يقوم لهدليل على وجه مخالف لما ذهبوا إليه، وهو محل الوقف الذي استعمله أكثر

المجتهدين في كثير من المسائل حتى يظهر له مرجح: إما لواحد من تلك األقوال،أو دليل على وجه آخر.

وإن كانت من الحوادث الواقعة في زمانه:فإن كانت من الجزئيات الداخلة تحت كليات المسائل التي وقع البحث

فيها من المجتهدين، فعليه أن يدخل تلك الجزئيات تحت ذلك الكلي، ويكونالبحث فيها راجعا إلى البحث في ذلك الكلي، ويتصرف فيها كتصرفه في

الحوادث المتقدمة المبحوث فيها.وادخال هذا الناظر تلك الجزئيات تحت ذلك الكلي، واجراء البحث فيها

على ما أجرى في ذلك الكلي هو محل االجتهاد، الذي ال يصح التصرف فيه لغيرالجامع لشرائطه.

وإن لم تكن داخلة تحت شئ من الكليات المبحوث فيها من المتقدمين،

(٥١)

واختصت بالوقوع في زمانه، بحث فيها، وتصرف فيها كتصرف المجتهدين فيالحوادث المتقدمة بمراجعته لألصول، بأن ينسبها إلى أحد األدلة المقررة،

فيستنبط حكمها من ذلك الدليل.وإلى هذا القسم اإلشارة في قولهم: يشترط أن يكون ذا قوة يتمكن بها من

استخراج الفروع من األصول.هذا آخر ما أردنا اإلشارة إليه من كيفية الطرق الموصلة إلى استنباط

األحكام، ومعرفة الحوادث على ما سمعناه مشافهة من أساتيذنا (رضوان اللهعليهم وجزاهم أفضل الجزاء)، وهو الطريق المشهور في كتب األصحاب.واقتصرنا منه على هذا القدر لما شرطناه من االختصار، فمن أراد االستيفاء

فعليه بمطالعة كتب األصحاب األصولية والفقهية، والتفتيش عن ذلك منمظانه، يجده مستوفى إن شاء الله تعالى.

والصالة والسالم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.تمت الرسالة من مصنفات خاتم المجتهدين وز بدة المتأخرين علي بن

عبد العالي رحمه الله تعالى.

(٥٢)

(٣١) حاشية على ميراث المختصر النافع

(٥٣)

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله المنعم بسوابغ األنعام، والمتفضل باأليادي...

قول المصنف رحمه الله: المقدمة الثالثة في السهام: وهي ستة.المراد بها هنا السهام المذكورة في القرآن (وهي) منحصرة في ستة:

النصف، والربع، والثمن، والثلثان، والثلث، والسدس.وقد يقال في حصره: النصف ونصفه ونصف نصفه، والثلثان ونصفها

ونصف نصفها.قوله: والنصف يجتمع مع مثله.

مثل الزوج واألخت لكل واحد النصف.قوله: ومع الربع.

أي: النصف مع الربع، مثل البنت والزوج، أو األخت والزوجة.--------------------

(١) مقدمة الرسالة غير واضحة في النسخة الخطية، ووردت مقطعة في الحاشية.(٢) النساء: ١١ - ١٢.

(٣) ألن حصة الزوج مع عدم الولد هي النصف، وحصة األخت كذلك.(٤) ألن حصة البنت وحدها النصف، وحصة الزوج مع الولد الربع.

(٥) ألن حصة األخت وحدها النصف، وحصة الزوجة مع عدم الولد الربع.

(٥٤)

قوله: والثمن.أي: النصف مع الثمن، مثل البنت والزوجة.

قوله: والثلث.أي: النصف مع الثلث، مثل الزوج واألم.

قوله: والسدس.أي: النصف مع السدس، مثل البنت واألبوين أو أحد األبوين.

قوله: وال يجتمع الربع مع الثمن.ألن الربع سهم الزوج مع الولد، الثمن سهم الزوجة. أو ألن الربع سهم

الزوجة بدون الولد، والثمن نصيبها مع الولدقوله: ويجتمع الربع مع الثلثين.

مثل الزوج والبنتين، أو الزوجة مع األختين.قوله: والثلث.

أي: يجتمع الربع مع الولد.قوله: ويجتمع الربع مع الثلثين.

مثل الزوج والبنتين، أو الزوجة مع األختين.قوله: والثلث

أي: يجتمع الربع مع الثلث، مثل الزوجة واألم.--------------------

(١) ألن حصة البنت وحدها النصف، وحصة الزوجة مع الولد الثمن.(٢) ألن حصة الزوج مع عدم الولد النصف، وحصة األم وحدها الثلث.

(٣) ألن حصة البنت وحدها النصف، وحصة األبوين أو أحدهما السدس.(٤) ألن حصة الزوج مع الولد الربع، وحصة البنتين الثلثان.

(٥) ألن حصة الزوجة مع عدم الولد الربع، وحصة األختين الثلثان.

(٥٥)

قوله: والسدس.أي: الربع مع السدس، مثل الزوج واألم مع الولد.

قوله: ويجتمع الثمن مع الثلثين.مثل الزوجة والبنتين.

قوله: والسدس. أي: يجتمع الثمن مع السدس، مثل الزوجة وأحد األبوين مع الولد.قوله: وال يجتمع مع الثلث.

أي: الثمن مع الثلث، ألن الثمن سهم الزوجة مع الولد، والثلث سهم األممع عدم الولد.

قوله: وال الثلث مع السدس تسمية.ألن سهم األم مع عدم الحجب (الثلث)، والسدس مع الحجب. وإنما قال

تسمية، ألنه ربما يجتمع الثلث مع السدس اتفاقا، كما إذا خلف الميت أبوينوزوجا، فالفريضة ستة: للزوج النصف، ولألم الثلث، ولألب الباقي وهو

السدس.قوله: التعصيب باطل.

وهو رد فاضل التركة على العصبة، وهي األقارب من األب

(٥٦)

قوله: الثانية: ال عول في الفرائض.وهو الزيادة في الفريضة والنقصان في النصيب.

قوله: بل يدخل النقص..كما إذا خلف الميت األبوين وبنتا وزوجا، فالفريضة من اثني عشر:

لألبوين السدسان وهما أربعة، وللزوج الربع وهو ثالثة، بقي خمسة للبنتفيدخل النقص عليها، ألن نصيبها ستة من اثني عشر. ومن قال بالعول جعل

الفريضة ثالثة عشر.قوله: ولو كان بنتا فلها النصف، واألبوين السدسان، والباقي يرد أخماسا.

اعلم أنه لو اجتمع مع البنت أو البنتين األبوان أو أحدهما والزوجالزوجة، فيحصل منه اثنتي عشرة مسألة: أربعة منها: األبوان والبنت، األبوان

والبنتان، أحد األبوين والبنت، أحد األبوين والبنتان، وأصل الفريضة منهذه األربعة ستة.

وإذا دخل الزوج حصل أربعة أخرى، وأصل الفريضة اثنا عشر. وإذادخلت الزوجة حصل أربعة أخرى والفريضة أربعة وعشرون.

قوله: ولو كان بنتان إلى قوله يرد أخماسا.يعني به: أنه لو خلف الميت أبوين وبنتا فالفريضة من ستة: النصف للبنت

--------------------(١) حصة الزوج هنا الربع، وحصة البنت النصف، وحصة األبوين السدسان.

(٢) فحصة البنت وحدها النصف، والبنتان الثلثان، واألبوان السدسان.(٣) ألن حصة الزوج مع الولد هي الربع.

(٤) ألن حصة الزوجة مع الولد هي الثمن.

(٥٧)

وهو ثالثة، والسدسان لألبوين وهما اثنان، بقي واحد، والواحد ال ينقسم بالردعليهم، فيكون منكسرا في خمسة، فضربنا الخمسة في أصل الفريضة بلغ ثالثين.

فالسدسان وهما عشرة لألبوين، والنصف وهو خمسة عشر للبنت، بقي خمسة تردثالثة إلى البنت، ألن نصيبها من أصل الفريضة ثالثة، واالثنان لألبوين،

ألن نصيبهما من األصل اثنان، فيكون الرد أخماسا.قوله: ولو كان من يحجب اإلمام رد على األب والنبت أرباعا.

يعني: لو خلف الميت أبوين وبنتا. وخلف من يحجب األم فالفريضة ستة:للبنت النصف وهو ثالثة، ولألبوين السدسان وهما اثنان، بقي واحد ال ينقسم

على األب والبنت فيكون منكسرا في أربعة، فتضرب األربعة في الستة بلغ أربعةوعشرون: للبنت النصف وهو اثنا عشر، ولألبوين السدسان وهما ثمانية، بقي

أربعة: ثالثة منها للبنت وواحد لألب، وال رد لألم للحجب.قوله: ولو كان معهما أو معهن أحد األبوين كان له السدس، ولهما أو لهن الثلثان،

والباقي يرد أخماسا.أصل الفريضة ستة: ألحد األبوين السدس وهو واحد، وللبنتين فصاعدا

الثلثان وهما أربعة، بقي واحد ال ينقسم بالرد عليهم فينكسر في خمسة، فضربناالخمسة في أصل الفريضة تبلغ ثالثين: ألحد األبوين السدس وهو خمسة،وللبنتين فصاعدا الثلثان وهما عشرون. بقي خمسة: ألحد األبوين واحد،

وللبنتين فما زاد األربعة.قوله: ولو كان مع البنت واألبوين زوج أو زوجة.

لو خلف الميت أبوين وبنتا زوجا، تطلب أقل عدد تخرج منه سهامهم من

(٥٨)

غير كسر، والسهام هنا الربع، والسدس، والنصف. فتكون الفريضةاثنا عشر: للزوج الربع وهو ثالثة، ولألبوين السدسان وهما أربعة، والباقي

للبنت دخل النقص عليها، ألن نصيبها ستة من اثني عشر.قوله: وللزوجة الثمن..

لو خلف الميت أبوين وبنتا وزوجة، فأقل عدد يخرج منه الثمن والسدسوالنصف ال يكون إال أربعة وعشرون: للزوجة الثمن وهو ثالثة، ولألبوين

السدسان وهما ثمانية، وللبنت النصف وهو اثنا عشر، بقي واحد ال ينقسم عليهمفينكسر في خمسة، ضربنا الخمسة في أربعة وعشرين بلغ مائة وعشرين: للزوجة

خمسة عشر، ولألبوين أربعون، وللبنت ستون، بقي خمسة: اثنان لألبوين،والثلث للبنت فيكون أخماسا.

قوله: ولو كان من يحجب األم رددناه على األب والبنت أرباعا.فخرج من ستة وتسعين.

--------------------(١) النصف للبنت وحدها، والسدس لألبوين، والربع للزوج مع وجود الولد.

(٢) النصف حصة البنت وحدها، والسدس لألبوين، والثمن حصة الزوجة مع وجود الولد.(٣) حصة البنت هنا النصف، وحصة األبوين السدسان، وحصة الزوجة الثمن. فأقل عدد تخرج منهمخارج هذه الحصص هو أربعة وعشرون: للزوجة ثالثة، ولألبوين ثمانية، وللبنت اثنا عشر. وبقي

من المجموع واحد، يرد على البنت واألب بحصصهما، وبما أن الواحد ال ينقسم على األب والبنتحسب حصصهما، فينكسر في أربعة، فنضرب األربعة في أصل الفريضة - أربعة وعشرون - يحصل ستة

وتسعين:للبنت النصف، وهو ثمانية وأربعون.

ولألبوين السدسان، وهو اثنان وثالثون.وللزوجة الثمن وهو اثنا عشر.

بقي أربعة: للبنت ثالثة، ولألب واحد.

(٥٩)

قوله: المرتبة الثانية: األخوة واألجداد.ليس لهم نصيب إال مع فقد المرتبة األولى ولو كانت زوجة.

قوله: ويكون حكمهم في االنفراد واالجتماع.ذلك الحكم يعني يرث المال إن كان واحدا، وإن كانوا أكثر فالمال بينهم

بالسوية.قوله: ولو اجتمع الكالالت.

جمع كاللة وهي لغة تطلق على القرابة، وقيل: ما عدا الولد.والمراد هنا القرابة باإلخوة إما من طرفين أو أحدهما.

قوله: كان لولد األم السدس.إن كان واحدا، والثلث إن كانوا أكثر بينهم بالسوية.

قوله: والباقي لولد األب واألم.للذكر سهمان ولألنثى سهم.

(قول:) واآلخر.أي القول اآلخر من قوله: قوالن.

اعلم أنه لو كان في طرف الكالالت إناث فالصور أربعة:--------------------(١) الصحاح ٥: ١٨١١ " كلل ".

(٦٠)

األولى: أن يكون األخوة من قبل األب واحد فالفريضة ستة، ألنه تطلبفريضة فيها السدس والنصف، ألن نصيب األخت من قبل األم السدس،

ونصيبهما من قبل األب النصف، وأقل فريضة يحصل منها السدس والنصفال يكون إال ستة، فتأخذ األخت من قبل األم السدس وهو واحد، واألخت منقبل األب النصف وهو ثالثة، فبقي اثنان ففي هذه الصورة يرد أرباعا، فينكسر

اثنان في أربعة، وبين األربعة وأصل الفريضة توافق بالنصف، فنضرب نصفأحدهما في اآلخر يبلغ اثنا عشر، فتأخذ األخت من قبل األم السدس وهو

اثنان، واألخت من قبل األب النصف وهو ستة بقي أربعة: فتأخذ األخت منقبل األم واحد بالرد، والثالثة الباقية لألخوة من قبل األب بالرد أيضا.

الثانية: أن يكون األخوة من قبل األم اثنين، ومن قبل األب اثنين،فالفريضة من ستة: فيأخذ األخوة من قبل األم الثلث وهو اثنان، واألربعة

الباقية لألخوة من األب كل واحد يأخذ اثنين.الثالثة: أن يكون األخوة من قبل األم واحد، ومن قبل األب اثنان،

فالفريضة أيضا من ستة، يأخذ األخوة من قبل األم السدس وهو واحد، ومنقبل األب الثلثان وهما أربعة، بقي واحد ففي هذه الصورة يرد أخماسا، فينكسر

الواحد في الخمسة فنضرب في أصل الفريضة، تبلغ ثالثين: فيأخذ األخوة منقبل األم السدس وهو خمسة، واألخوة من قبل األب الثلثان وهو عشرون. بقي

خمسة: فيأخذ األخوة من قبل األم واحدا واألربعة الباقية ألختين من قبلاألب لكل واحدة اثنان.

الرابعة: أن يكون األخوة من قبل األم اثنين، ومن قبل األب واحد،فالفريضة أيضا من ستة: فيأخذ األخوة من قبل األم الثلث وهو اثنان،

واألخت من قبل األب النصف وهو ثالثة، بقي واحد، ففي هذه الصورة يردأخماسا أيضا، فينكسر الواحد في خمسة، فتضرب الخمسة في أصل الفريضة تبلغ

(٦١)

ثالثين، فيأخذ األخوة من قبل األب النصف وهو خمسة عشر، بقي خمسة يأخذاألخوة من قبل األم الثلث وهو عشرة، واألخوة من قبل األم اثنين، والثالثة

الباقية لألخوة من قبل األب.قوله: وإذا اجتمع المختلفون.

أي: جد وجدة وهما ألب، وجد وجدة وهما ألم، كان لمن يتقرب باألمالثلث بالسوية، ولمن يتقرب باألب الثلثان للذكر من حظ األنثيين.لو خلف الميت جدا وجدة من قبل األم وجدا وجدة من قبل األب

فالفريضة من ثالثة، فيأخذ الجد والجدة من قبل األم الثلث وهو واحد ال ينقسمعليهما فينكسر على اثنين، فنضرب االثنين في أصل الفريضة تبلغ ستة، فيأخذالجد والجدة من قبل األم الثلث، وهو اثنان ينقسم عليهما، واألربعة ال تنقسم

على الجد والجدة من قبل األب، فتنكسر في الثلث، فنضرب الثالثة فيالفريضة تبلغ ثمانية عشر: فيأخذ الجد والجدة من قبل األم الثلث وهو ستة

ينقسم عليهما، بقي اثنا عشر ينقسم على الجد والجدة من قبل األب للذكر مثلحظ األنثيين.

قوله: لو اجتمع أربعة أجداد ألب ومثلهم ألم، كان ألجداد األم الثلث بينهمأرباعا، وألجداد األب وجداته الثلثان..

هذه مسألة ثمانية أجداد، وطريق القسمة أن تطلب عددا ثلثه ينقسم أربعةأقسام، ولثلثه ثلث وثلثان، ولكل واحد منهما ثلث وثلث أيضا، وكل ذلك

بال كسر فال يكون أقل من مائة وثمانية.طريق آخر تطلب أقل عدد له ثلث وثلثان وهو ثالثة، فألجداد األم الثلث

وهو واحد ال ينقسم عليهم، فينكسر في مخرج سهامهم وهو أربعة، فتضرب

(٦٢)

األربعة في أصل الفريضة وهو ثالثة يبلغ اثني عشر: ألجداد األم الثلث وهوأربعة ينقسم عليهم أيضا، لكن ثلثاه وهو ثمانية ال ينقسم على أجداد األب،فينكسر في مخرج سهامهم وهو ثالثة، فتضرب الثالثة وهو اثنا عشر ينقسمعليهم. وألجداد األب الثلثان هما أربعة وعشرون ينقسم عليهم أيضا، لكن

ثلث الثلثين وهو ثمانية ال ينقسم على الجد والجدة أثالثا، فينكسر في مخرجالثلث وهو ثالثة، فتضرب ثالثة في ستة وثالثين يبلغ مائة وثمانية: ألجداد

األم الثلث وهو ستة وثالثون ينقسم عليهم تسعا تسعا، وألجداد األب الثلثانوهما اثنان وسبعون ينقسم عليهم، للجد والجدة من أم أبيه الثلث وهو أربعة

وعشرون ينقسم عليهم أثالثا، للجد ستة عشر وللجدة ثمانية، وللجد والجدة منأب أبيه الثلثان ينقسم عليهما أثالثا أيضا، للجد اثنان وهو ثالثون، وللجدة

ستة عشر. ومن لم يتفطن فلينظر إلى هذه الشجرة ثمانية أجداد.قوله: ولو كانوا متفرقين..

لو خلف الميت عما أو عمة من قبل األم وعما وعمة قبل األبوين،فالفريضة من ستة: للعلم أو العمة من قبل األم السدس وهو واحد من الستة،بقي خمس ال ينقسم على العلم والعمة من قبل األبوين، فينكسر على ثالثة،

فتضرب الثالثة في أصل الفريضة تبلغ ثمانية عشر: للعم أو العمة من قبل األمالسدس وهو ثالثة، بقي خمسة عشر تنقسم على العم والعمة من قبل األبوين

--------------------(١) هكذا في النسخة الخطية. ولم نجد أثرا للشجرة، ال في المتن وال في الحاشية.

(٢) أي أن الواحد ال ينقسم على الثالثة، ألن حصة العم ضعف حصة العمة.

(٦٣)

للذكر مثل حظ األنثيين.قوله: والثلث إن كانوا أكثر..

لو خلف الميت عما وعمة من قبل األم وعما وعمة من قبل األبوين،فالفريضة من ثالثة: للعم والعمة من قبل األم الثلث وهو واحد ال ينقسم عليهما

فينكسر على االثنين، فتضرب في أصل الفريضة تبلغ ستة، للعم والعمة منقبل األم الثلث وهو اثنان، بقي أربعة ال تنقسم على العم والعمة من قبلاألبوين للذكر مثل حظ األنثيين فتنكسر على مثله، فتضرب الثالثة في

أصل الفريضة تبلغ ثمانية عشر: للعم والعمة من قبل األم الثلث وهو ستةتنقسم عليهما بالسوية، بقي اثنا عشر فتنقسم على العم والعمة من قبل األبوين

للذكر مثل حظ األنثيين.ولو خلف عما أو عمة من قبل األبوين وعما وعمة من قبل األم، فالفريضة

أيضا من ثالثة: للعم والعمة من قبل األم الثلث وهو واحد ال ينقسم عليهما،فتنكسر على اثنين، فتضرب االثنين في أصل الفريضة تبلغ ستة: فللعم والعمة

من قبل األم الثلث وهو اثنان بقي أربعة للعم أو العمة من قبل األبوين.ولو خلف عما أو عمة من قبل األم وعما وعمة من قبل األبوين

فالفريضة من ستة: للعم أو العمة من قبل األم السدس واحد، والخمسة للعموالعمة من قبل األبوين.

--------------------(١) أي: ثالثة.

(٢) وهي الفريضة التي جعلناها ستة.(٣) أي: ا ينقسم على اثنين, ألن حصتهما الثلث بالسوية

(٤) في النسخة الخطية ورد في هذين الموضعين: والعمة. وهو تكرار لما سبق من قبل, ألنه قدرذكر هذه المسألة في أول بحث األخوال واألعمام, والظاهر أن الصحيح في الموضعين.

وعلى ما هو موجود في النسخة الخطية فإننا نجعل الفريضة أوال من ستة: للعم أو العمة من قبل األم السدسوهو واحد, وتبقى خمسة ال تنقسم علو العم والعمة من قبل األبوين, الن ضعف حصة العمة, فتنكسر

الفريضة علو ثالثة, فنضربها في أصل الفريضة _ ستة _ يبلغ ثمانية عشر: للعم أو العمة من قبل األم السدسوهو ثالثة, وللعم من قبل األب عشرة, وللعمة من قبل األب خمسة.

(٥) في النسخة الخطية ورد في هذين الموضعين: والعمة. وهو تكرار لما سبق من قبل, ألنه قدرذكر هذه المسألة في أول بحث األخوال واألعمام, والظاهر أن الصحيح في الموضعين.

وعلى ما هو موجود في النسخة الخطية فإننا نجعل الفريضة أوال من ستة: للعم أو العمة من قبل األم السدسوهو واحد, وتبقى خمسة ال تنقسم علو العم والعمة من قبل األبوين, الن ضعف حصة العمة, فتنكسر

الفريضة علو ثالثة, فنضربها في أصل الفريضة _ ستة _ يبلغ ثمانية عشر: للعم أو العمة من قبل األم السدسوهو ثالثة, وللعم من قبل األب عشرة, وللعمة من قبل األب خمسة.

(٦٤)

قوله: وال يرث األبعد من األقرب إلى قوله إال ابن عم ألب فابن العم أولى.مثل علي عليه السالم والعباس عليه السالم.

قوله: ولو كانوا متفرقين..لو خلف الميت خاال وخالة من قبل األم وخاال وخالة من قبل األبوين،

فالفريضة من ثالثة: للخال والخالة من قبل األم الثلث وهو واحد ال ينقسمعليهما، فينكسر على اثنين، فتضرب االثنين في أصل الفريضة تبلغ ستة:

للخال والخالة من قبل األم الثلث وهو اثنان فينقسم عليهما، واألربعة الباقيةللخال والخالة من قبل األبوين فهي منقسمة عليهما أيضا.

ولو خلف خاال. أو خالة من قبل األبوين، وخاال وخالة من قبل األم،فالفريضة أيضا من ثالثة: للخال والخالة من قبل األم الثلث، وهو واحد

ال ينقسم فينكسر على اثنين، فتضرب االثنين في أصل الفريضة تبلغ ستة:للخال (والخالة) من قبل األم وهو اثنان وينقسم عليهما، والباقية

--------------------(١) ألن عبد الله وأبي طالب أمهم واحدة وهي فاطمة بنت عمرو بن خالد بن عائذ بن عمر بن مخزوم, وأم

العباس بن عبد المطلب هي نتيلة بنت جناب بن كليب.(٢) ألن حصتهما بالسوية.

(٣) ألن حصتهما بالسوية أيضا.(٤) في النسخة الخطية: وخالة: واصحيح ما أثبتناه.

(٥) لم ترد في النسخة الخطية, أضفناها القتضاء السياق لها.

(٦٥)

للخال أو الخالة من قبل األبوين.ولو خلف خاال وخالة من قبل األبوين وخاال أو خالة من قبل األم،

فالفريضة من ستة: للخال أو الخالة من قبل األم السدس وهو واحد، والخمسةالباقية ال تنقسم على الخال والخالة من قبل األبوين فينكسر في اثنين،

فتضرب في أصل الفريضة تبلغ اثنا عشر: للخال أو الخالة من األمالسدس وهو اثنان، والباقي للخال والخالة من قبل األبوين بالسوية.

ولو خلف خاال أو خالة من قبل األبوين وخاال أو خالة من قبل األم،فالفريضة من ستة: للخال أو الخالة من قبل األم السدس وهو واحد، والباقي

للخال أو الخالة من قبل األبوين.قوله: ولو اجتمع األخوال واألعمام فاألخوال الثلث..

لو خلف الميت عما وعمة وخاال وخالة، فالفريضة من ثالثة: للخالوالخالة الثلث وهو واحد ال ينقسم عليهما فينكسر في اثنين، فتضرب في أصل

الفريضة تبلغ ستة: للخال والخالة الثلث وهو اثنان ينقسم عليهما، والباقيال ينقسم على العم والعمة فينكسر في ثالثة، فتضرب الثالثة في ستة تبلغ

ثمانية عشر: للخال والخالة الثلث وهو ستة، والباقي وهو اثنا عشر للعم والعمةللذكر مثل حظ األنثيين.

--------------------(١) في النسخة الخطية: والخالة. والصحيح ما أثبتناه.(٢) في النسخة الخطية: أو خالة. وهو خطأ واضح.

(٣) ألن حصتيهما بالسبوبية.(٤) في النسخة الخطية: والخالة. وهو خطأ واضح.(٥) في النسخة الخطية: الثلث. وهو خطأ واضح.

(٦) في النسخة الخطية: الثلث. والصحيح ما أثبتناه.

(٦٦)

ولو خلف عما أو عمة وخاال أو خالة، فالفريضة من ثالثة: للخال أو الخالةالثلث وهو يحصل من ثالثة، والباقي للعم أو العمة.

ولو خلف عما وعمة وخاال أو خالة، فالفريضة أيضا من ثالثة: للخال أوالخالة الثلث وهو واحد، واالثنان الباقيان ال ينقسم على العم والعمة أثالثافينكسر في ثالثة، فتضرب الثالثة في أصل الفريضة من ثالثة تبلغ تسعة:

فالخال أو الخالة يأخذ الثلث، وهو ثالثة، والباقي ينقسم على العم والعمة ثلثوثلثين.

ولو خلف عما أو عمة وخاال وخالة، فالفريضة من ثالثة: للخال و الخالةالثلث وهو واحد ال ينقسم عليهما فينكسر في اثنين، فتضرب في أصل الفريضة

تبلغ ستة: للخال والخالة الثلث وهو اثنان لكل واحد واحد، والباقي للعم أوالعمة.

ولو اجتمع عم األب وعمة، وخال وخالة، وعم األم وعمتها وخالهاوخالتها إلى آخره. فطريق القسمة أن تطلب عددا له ثلث وأقله ثالثة، ثلثهللمتقرب باألم ال ينقسم عليهم فينكسر في أربعة، فتضرب األربعة في ثالثة

تبلغ اثنا عشر: للمتقرب باألم ثلثه وهو أربعة، فتضرب األربعة فينقسم عليهم،لكن ثلثاه وهما ثمانية ال ينقسم على المتقرب باألب، فينكسر في ثالثة،

فتضرب الثالثة في ثاني عشر تبلغ ستا وثالثين: فللمتقرب باألم الثلث وهواثنا عشر ينقسم عليهم، وللمتقرب باألب الثلثان وثلثهما وهو ثمانية للخال

والخالة ينقسم عليهما، لكن ثلث الثلثين وهو ستة عشر ال ينقسم على العم والعمةفينكسر في ثالثة، فتضرب الثالثة في ستة وثالثين تبلغ مائة وثمانية:

فللمتقرب باألم الثلث وهو ستة وثالثون ينقسم عليهم بالسوية، وللخال والخالةمن قبل األب ثلث الثلثين وهو أربعة وعشرون ينقسم عليهم بالسوية، وللعم

والعمة من قبله الثلثان وهما ثمانية وأربعون، ثلثه وهو ستة عشر للعمة، وثلثاه

(٦٧)

وهما اثنان وثالثون للعم.قوله: كابن عم ألب هو ابن خال ألم.

مثاله: رجل له ابن تزوج بامرأة لها بنت فأولد الرجل المرأة ابنا، ثم تزوجابنه بنتها وأولد منها ولدا، فاالبن الذي من الرجل والمرأة خال وعم لهذا الولد،

فابنه يكون ابن عم وابن خال للولد المذكور.قوله: عمة ألب هي خاله ألم.

مثاله: زيد تزوج هندا وعمرو تزوج هندا، ولزيد ابن زوجة بنت عمروفولدت له ابن اسمه أحمد، ثم يتوفى أحمد وطلق زيد زوجته وتزوج مطلقة عمرو

فولدت له بنتا اسمها زينب، فهي خالة أحمد من األم وعمته من األب.القول في ميراث األزواج

قوله: لو كان لألخيرة ربع الثمن مع الولد فالفريضة مائة وثمانية وعشرون.ألنا نطلب أقل عدد له ثمن ولثمنه ربع، وهو اثنان وثالثون، فثمنه أربعة؟

يأخذ األخوة الربع من األربعة، بقي ثالثة ال تنقسم عليهن فينكسر على أربعة،فتضرب األربعة في أصل الفريضة تبلغ مائة وثمانية وعشرين، ثمنه ستة عشر،

تأخذ األخيرة الربع وهو أربعة، بقي اثنا عشر، فيأخذ كل واحد من األربع ثالثة.قوله: أو ربع الربع مع عدمه.

أقل عدد فيه ربع وربع ال يكون إال ستة عشر، فدعنا ربع ربعه وهو واحد--------------------

(١) توضيحه: زيد عنده ولد اسمه عمرو، وعائشة عندها بنت اسمها حفصة. فتزوج زيد بعائشة فأولدهاولدا اسمه خالد، ثم تزوج عمرو بحفصة فأولدها ولدا اسمه جاسم. فخالد خال وعم جاسم، وابن

خالد يكون ابن عم وابن خال لجاسم.

(٦٨)

إلى األخيرة، بقي ثالثة ال تنقسم على الزوجات األربعة، فضربنا األربعة فيأصل الفريضة تبلغ أربعة وستين، ربعه يكون ستة عشر، وربعه يكون أربعة

دفعنا األخيرة، بقي اثنا عشر لكل واحدة من الزوجات األربع ثالثة.قوله: في ميراث الخنثى

قوله: نصف ميراث الرجل ونصف ميراث المرأة.مثال ذلك خنثى وذكر، فتفرضهما ذكرين، فتطلب ماال له نصف ولنصفه

نصف وهو أربعة، ثم تفرضهما ذكرا وأنثى فتطلب ماال له ثلث ولثلثه نصف وهوستة، وهما متفقان بالنصف، فتضرب نصف أحد المخرجين في اآلخر يبلغ

اثنا عشر، فتحصل للخنثى تارة النصف وهو ستة، وتارة الثلث وهو أربعة فيكونعشرة ونصفه خمسة فهي نصيب الخنثى، وبقي سبعة للذكر وكذا.

لو كان بدل الذكر أنثى فإنها تصح من اثني عشر أيضا فيكون للخنثىسبعة ولألنثى خمسة.

ولو اجتمع مع الخنثى ذكر أو أنثى.على تقدير فرض الخنثى ذكرا كان له اثنان من الخمسة، وعلى تقدير فرضه

أنثى كان له واحد من األربعة، فنصيبه من الفرضين ثالثة، وال نصف لهاليعطى له نصف النصيبين، فتضرب األربعة في خمسة تبلغ عشرين، فنصيبه من

العشرين على تقدير كونه ذكرا ثمانية، وعلى تقدير كونه أنثى خمسة، وال نصفللنصيبين أيضا فتضرب مخرج النصف وهو اثنان وعشرين تبلغ أربعين،

(٦٩)

فنصيب الخنثى في أربعين على تقدير كونه ذكرا ستة عشر، وعلى تقدير كونه أنثىعشرة، فله نصف النصيبين وهو ثالثة عشر، وللذكر ثمانية عشر ولألنثى تسعة.

قوله: ولو شاركهم زوج أو زوجة صححت.على تقدير كون الخنثى مع الذكر فالفريضة اثنا عشر كما عرفت، وإذا دخل

الزوج ضربنا مخرج نصيب الزوج وهو أربعة في اثني عشر يبلغ ثمانية وأربعين:فنصيب الزوج وهو الربع اثنا عشر، بقي ستة وثالثون: للذكر أحد عشر، وللخنثى

خمسة عشر.وإذا دخل الزوج ضربنا مخرج نصيب الزوجة وهو ثمانية في اثني عشر تبلغ

ستة وتسعين: للزوجة الثمن، بقي أربعة وثمانون: للذكر تسع وأربعون، وللخنثىخمسة وثالثون.

وعلى تقدير كون الخنثى مع الذكر واألنثى الفريضة هي أربعون، فإذا دخلالزوج ضربنا مخرج نصيب الزوج وهو أربعة في الفريضة وهو أربعون بلغ مائة

وستين: للزوج أربعين بقي مائة وعشرون: للذكر أربعة وخمسون، وللخنثى تسعةوثالثون، ولألنثى سبعة وعشرون.

فإذا دخلت الزوجة ضربنا مخرج نصيب الزوجة وهو ثمانية في أربعين تبلغثالثمائة وعشرين: للزوجة الثمن وهو أربعون، بقي مائتان وثمانون: للذكر مائة

وستة وعشرون، و للخنثى واحد وتسعون.القول في ميراث الغرقى والمهدوم عليهم

قوله: و التقديم على االستحباب.أي: تقديم األضعف على األقوى.

(٧٠)

القول في ميراث المجوسقوله: ولو خلف جدة.

كما لو تزوج مجوسي بنت بنته فأولدها، فالبنت جدة الولد من أمة وأختهمن أبيه.

قوله: لو خلف بنتا هي أخت.كما لو تزوج بأمه وحص له بنت.

القول في حساب الفرائض(قوله:) أما تقدير السهام.

مثال أبوين وأربع بنات فالفريضة من ستة: لألبوين السدسان وهما اثنان،والباقي أربعة ألربع بنات.

قوله: أو أقل.مثال أبوين وزوج وبنت، فالفريضة من اثني عشر: لألبوين السدسان

وهما أربعة، وللزوج الربع وهو ثالثة، بقي خمسة للبنت دخل النقص عليها.--------------------

(١) حصة األبوين الثلث، وحصة البنات الثلثان، وبما أن عدد الورثة ستة فتجعل الفريضة من ستة:لألبوين الثلث أو السدسان وهو اثنان، وللبنات الثلثان وهو أربعة، لكل بنت سهم واحد.

(٢) حصة األبوين الثلث أو السدسان، وحصة الزوج مع وجود الولد الربع، وحصة البنت النصف.فأقرب عدد يقبل القسمة على مقامات الحصص من دون كصر هو اثنا عشر، فتجعل الفريضة من

اثني عشر: لألبوين أربعة، وللزوج ثالثة، والباقي وهو خمسة يكون للبنت ومن المفروض أن يكون لهاستة، إال أن النقص قد دخل عليها.

(٧١)

قوله: أو أكثر.مثل أبوين وبنت، فالفريضة من ستة: لألبوين السدسان وهما اثنان،

وللبنت النصف وهو ثالثة، بقي واحد يرد بعد االنكسار والضرب أخماسا،كما مر غير مرة.

قوله: فإن انقسم على غير كسر.كما في األبوين وأربع بنات.

قوله: فما اجتمع فمن الفريضة.أصل الفريضة ستة، إذا ضربنا الخمسة وهي عددهن في الستة اجتمع

ثالثون: السدسان عشرة لألبوين، والعشرون لخمس بنات لكل واحدةأربعة.

--------------------(١) بما أن الزائد واحد ويجب رده على األبوين والبنت، وال ينقسم عليهم فيكون منكسرا في خمسة،

فتضرب الخمسة في أصل الفريضة وهي ستة يبلغ ثالثين: للبنت النصف وهو خمسة عشر،ولألبوين السدسان وهما عشرة، بقي خمسة: نعطي للبنت منها ثالثة، ألن نصيبها من أصل الفريضة

ثالثة، ونعطي األبوين اثنين لكل واحد واحد، ألن نصيبهما من أصل الفريضةثالثة، ونعطي األبوين اثنين لكل واحد، ألن نصيبهما من أصل الفريضة اثنان.

(٢) حصة األبوين الثلث أو السدسان ن وحصة البنات الثلثان. فتجعل الفريضة من ستة: لألبويناثنان، وللبنات األربع أربعة لكل واحدة واحد.

(٣) حصة األبوين السدسان، وحصة البنات ثلثان. فتجعل الفريضة أوال من ستة، فيكون لألبوين منهااثنان، والباقي - وهو أربعة - للبنات، فال تنقسم األربعة عليهن من دون كسر، فتضرب عددهن- خمسة - في أصل الفريضة - ستة - يبلغ ثالثين: عشرة، والعشرون الباقية للبنات لكل واحدة

أربعة.

(٧٢)

قوله: فما اجتمعت صحت منه.اجتمع ثمانية عشر لألبوين الستة، وللبنات اثنا عشر لكل واحدة اثنان.

قوله: مثل أبوين وزوج وبنتفالفريضة من اثني عشر: لألبوين السدسان وهما أربعة، وللزوج الربع وهو

ثالثة، بقي للبنت خمسة دخل النقص عليها عندنا. والقائلون بالعول يجعلونالفريضة ثالثة عشر، فيدخل النقص على الكل.

قوله: وكذا األبوان أو أحدهما وبنت أو بنات وزوج.الظاهر أن لفظ البنت لعدم استقامة المعنى في الجملة بأن يكون أحد

األبوين وبنت وزوج.قوله: ثم انقسم الفريضة على صحة.

مثل أبوين وزوج وخمس بنات فالفريضة اثنا عشر.وما لم تنقسم على صحة مثل أبوين وزوج وأربع بنات، أصل المال

--------------------(١) حصة األبوين السدسان، وحصة البنات الستة ثلثان، فتجعل الفريضة من ستة، فيكون لألبوين

اثنان، والباقي أربعة ال تنقسم على عدد البنات، فتضرب الفريضة في عدد البنات يبلغ ستةوثالثين، لألبوين اثنا عشر، وللبنات أربعة وعشرون، لكل واحدة أربعة.

ويمكن اختزال الفريضة الثانية فنقسمها على اثنين فتكون ثمانية عشر: لألبوين ستة، وللبناتاثنا عشر لكل واحدة اثنان.

(٢) حصة األبوين السدسان، والزوج مع الولد الربع، والبنات الثلثان. فتجعل الفريضة من اثني عشر:لألبوين أربعة، وللزوج ثالثة، وللبنات خمسة لكل واحدة واحد.

(٧٣)

اثنا عشرة: السدسان وهما أربع لألبوين، والربع وهو ثالثة للزوج، والخمسةالباقية ال تنقسم على األربع، فتضرب األربعة في اثني عشر تكون ثمانية

وأربعين فتصح منه.قوله: مثل أبوين وبنت.

هذا مثال الزيادة في الفريضةقوله: فالرد أخماسا..

الرد أخماسا وأرباعا قد مر مرارا.القول في المناسخاتقوله: من أصل واحد.

صوره أربعة:األولى: أن يتحد الوارث واالستحقاق.

الثانية: أن يختلف الوارث واالستحقاق.الثالثة: أن يتحد الوارث ويختلف االستحقاق.الرابعة: أن يختلف الوارث ويتحد االستحقاق.

واألولى: هو اتحادهما: كما لو خلف الميت ثالثة إخوة ثم مات أحد األخوةوخلف األخوين، فأصل الفريضة ثالثة أسهم لكل واحد سهم والسهم الواحد

--------------------(١) حصة األبوين السدسان، وحصة البنت النصف، فتجعل الفريضة أوال من ستة: لألبوين اثنان،وللبنت ثالثة. ويبقى واحد يرد عليهم، أخماسا، فنضرب الخمسة في أصل الفريضة ستة يحصل

ثالثين: للبنت خمسة عشر، ولألبوين عشرة يبقى خمسة: ثالثة للبنت، واثنان لألبوين.

(٧٤)

ال ينقسم عليهما، فتضرب االثنان في أصل الفريضة وهو ثالثة تبلغ ستة، فيأخذكل منهما سهمان بحق اإلرث من الفريضة األولى للميت سهمان تنقسم بينهما،

فيأخذ كل منهما سهما من إرث الميت الثاني. فها هنا يتحد الوارثواالستحقاق، ألن وارث الميت األول هو وارث الميت الثاني، وكالهما يأخذان

باإلخوة.الثانية: وهو اختالفهما: كما لو خلف الميت أخوين ثم مات أحدهما وخلف

ابنين، فالفريضة األولى من اثنين لكل أخ سهم، والسهم الواحد الذي لألخالذي مات قبل القسمة ال ينقسم على ابنيه فينكسر على اثنين، فتضرب االثنينفي االثنين تبلغ أربعة أسهم، للولدين اللذين للميت االثني سهمان لكل واحدسهم، بقي سهمان يأخذ عمهما من الميراث األول. فها هنا اختلف الوارث

واالستحقاق، ألن وارث األول هو الميت الثاني، والثاني ابنان وهما غير أبيهما،واالستحقاق األول كان باإلخوة والثاني بالنبوة.

الثالثة: وهو اتحاد الوراث واختالف االستحقاق: كما لو خلف الميتزوجة وثالثة أوالد ابن منها، ثم مات أحد األوالد وخلف أخويه وجدة،فالفريضة األولى من أربعة وعشرين: للزوجة ثالثة، ولكل واحد من أوالد

االبن سبعة أسهم.ولما مات أحد األوالد وورثه األخوان والجدة، ونصيب الجدة من تركته

خمس سهم من سهم الميت، ألن الجدة كاألخت والجد كاألخ، ولكل واحدمن األخوين خمسان، فتنكسر السبعة في مخرج الخمس، فتضرب في أربعة

وعشرين تبلغ مائة وعشرين: للزوجة خمسة عشر، ولكل واحد من أوالد االبنخمسة وثالثين سهما.

ومن نصيب الميت الثاني تأخذ المرأة التي هي جدة لهم سبعة أسهم منخمسة وثالثين سهما، ولكل واحد من ولدي االبن الميت األول أربعة عشر من

(٧٥)

الميت الثاني وخمسة وثالثون من الميت األول، فيكون لكل واحد من ولدياالبن تسعة وأربعون، وللزوجة التي هي جدة ولدي االبن اثنان وعشرون

سهما.فها هنا يتحد الوارث واختلف االستحقاق، ألن األوالد الثالثة ورثوا من

الفريضة األولى بالنوبة ومن الثاني باإلخوة، والمرأة ورثت من الفريضة األولىبالزوجية من الثاني بالجدة.

الرابعة: وهو اختالف الوارث واتحاد االستحقاق: كما لو خلف الميتأبوين وولدا، ثم مات الولد وخلف ولدا، فالفريضة األولى من ستة، يأخذ

األبوان سهمين وولد الميت أربعة أسهم حصة أبيه.فها هنا االستحقاق واحد وهو البنوة لكن الوارث مختلف، ألن الوارث

األول هو الميت ووارث الثاني هو ولد الميت وغير أبيه.قوله: الوفق إلى قوله إن كان بين الفريضتين وفق.

مثل أن يموت انسان وخلف أبوين وزوجة، ثم تموت األم عن ستة بنات.والمسألة األول من اثني عشر: نصيب األم منها أربعة وورثتها الستة، وبين األربعة

والستة توافق بالنصف، فاضرب وفق الفريضة الثانية وهو ثالثة في الفريضةاألولى وهي اثنا عشر تبلغ ستة وثالثين: نصيب األم منها اثني عشر وورثتها ستة

فلكل واحد منها سهمان.قوله: وإن لم يكن.

مثل أن يموت انسان عن ولدين، ثم يموت أحدهما عن ثالثة، فأضربالفريضة الثانية وهي ثالثة في الفريضة األولى وهي اثنان، وهي تبلغ ستة،

فها هنا يصح.

(٧٦)

خاتمةوفيها فوائد:

األولى: إذا اجتمع األجداد كان للجد من األب كاألخ من األب أو منقبل األبوين، والجدة كاألخت، والجدة والجد من األم كاألخ من قبلها، وكذا

الجدة.الثانية: لو كان مرتدا، فإن كان له وارث مسلم، وإال كان ميراثه لإلمام

عليه السالم ال ألوالده الكافر، سواء كانت ردته عن فطرة أو ال عنها، سواءحال كفره األصلي أو بعد إسالمه، أو ارتداده.

الثالثة: لو قتل األب ولده عمدا دفعت الدية منه إلى الوارث فال نصيبلألب منها، ولو لم يكن له وارث فهي لإلمام.

الرابعة: األقرب من كل صنف إلى الميت يمنع األبعد من ذلك الصنفواألبعد من الصنف اآلخر، فالجد لألم يمنع أب الجد لألب، وكذا الجد لألب

يمنع الجد لألم وكذا األنثى.الخامسة: المتقرب باألبوين إن كان واحدا أنثى يمنع المتقرب باألب خاصة

وإن تعدد مع تساوي الدرج.السادسة: األقرب وإن اتحد سببه يمنع األبعد وإن كثرت في صنفه، كابن

العلم مع العم، وابن خال مع الخال، إال في مسألة اجتماعه.السابعة: النصف سهم أربعة: سهم الزوج مع عدم الولد وإن نزلوا، وسهماألخ من األب واألم إذا لم تكن أخت من األب واألم وإال فالربع، وسهم

الزوج مع وجود الولد وإن نزلوا، وسهم الزوجة مع عدم الولد وولد الولد.والثمن: سهم الزوجة مع وجود الولد وولد الولد وإن نزلوا ال غير.

والثلثان: سهم ثالثة: البنتين فصاعدا، وسهم األختين فصاعدا من األب

(٧٧)

واألم، وسهم األختين فصاعدا من قبل األب إذا لم تكن أخوات من قبل األبواألم.

والثلث سهم اثنين: سهم األم مع عدم الولد وولد الولد وعدم من يحجبها، وسهماألختين فصاعدا من كاللة األم.

والسدس سهم جماعة: سهم كل واحد من األبوين مع وجود الولد وولدالولد، وسهم األم مع الولد وولد الولد مع وجود من يحجبها من أخوين أو أخ أو

أختين أو أربع أخوات إذا كانوا من قبل األم واألب أو من قل األب دون األمعلى انفراد، وسهم كل واحد من كاللة األم ذكرا كان أو أنثى.الثامنة: ال يدخل في الفريضة بعض إال بدخول الزوج والزوجة.

التاسعة: األوالد واألخوة من قبل األب واألعمام من قبله يقتسمونه للذكرمثل حظ األنثيين، وأقسام كاللة األم بالسوية األخوة واألجداد واألعمام

واألخوال، وأقسام المعتقين وضمناء الجريرة بنسبة النصف والضمان، وأقسام ورثةالعتق كأقسام ميراثه.

العاشرة: أوالد األوالد يرثون بمنزلة آبائهم، فالبن البنت نصيب أمه،ولبنت االبن نصيب أبيها، فلو خلف بنت ابن وبنتي فلبنت االبن نصيب

الثلثان، ولبنتي البنت الثلث وإن كثروا.ثم يقسم األوالد إلى أوالد البنت وأوالد االبن للذكر مثل حظ األنثيين.ونقل الشيخ إن أوالد البنت يقتسمونه بالسوية، واختاره تلميذه القاضي،

وقال الحسين والمرتضى وابن إدريس: تعين أوالد األوالد بالقسم--------------------

(١) النهاية: ٦٣٤.(٢) المهذب ٢: ١٣٣.

(٣) نقله عنه العالمة في المختلف: ١٧٧.(٤) الناصريات - ضمن الجوامع الفقهية -: ٢٥٧.

(٥) السرائر: ٣٩٤.

(٧٨)

فللذكر مثل حظ األنثيين، وأن يتقرب بأمه األنثى باألسهم أوالد حقيقة،فاألول أشهر فتوى ورواية.

تمت هذه الرسالة في مشهد المقدس، سنة ١٠٤٤.

(٧٩)

(٣٢) فتاوى المحقق الكركي

(٨١)

بسم الله الرحمن الرحيموبه نستعين

صورة الفتاوى من الشيخ الفهامة، العالمة، قدوة المتأخرين، أسوةالمتقدمين، خاتم المجتهدين، شيخ علي بن عبد العالي قدس سره ونور قبره.

مسألة ١:فيما لو ادعى زيد على ورثة عمرو بأن الدار المعينة التي في تصرفهم حق

وملك له وفي تصرفهم بغير الحق، ويلزم عليهم التسليم إليه. فأجابوا بأن الدارالمذكورة انتقلت إليهم باإلرث من مورثهم وال يلزم التسليم، وأورد زيد المدعي

على مدعاه شاهدين غير معلومي العدالة، فهل يثبت ذلك بمجرد شهادتهما أمال؟ وعلى تقدير أن يثبت بالشياع، فهل له انتزاع المذكورة منهم بتلك األثبات

أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، ال تثبت الدعوى المذكورة بشهادة من ليس بعدلوال غيره بالشياع المفيد للظن في ثبوت ذلك، والله أعمل. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٢]:فيما لو ادعى زيد على عمرو بأن الملك المعين المذكور الذي في يد عمرو

(٨٢)

المذكور كان حقا لمورث زيد المزبور، وانتقل إليه باإلرث الشرعي. وأجابالمدعى عليه أن الملك المدعى به المذكور كان لمورثك وانتقل إلي من عمك،

فهل يكون هذا اقرارا، ويلزم عمرا بيان انتقال الملك المذكور من مورث زيدالمذكور، وال يكفيه االنتقال من عم زيد المذكور أم ال؟ وما قولهم فيما لو أنكرعمرو هذا الجواب بعد الدعوى، فهل لزيد [أن] يحلفه على صدور هذا الجواب

منه أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، نعم الجواب الصادر من عمرو المذكور اقرار، ويلزمه بيانطريق االنتقال المدعى به إليه. ولو أنكر هذا الجواب المتضمن لالقرار توجهت

اليمين عليه، لنفيه مع عدم البينة الشرعية، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٣]:

فيما إذا ترافع خصمان أو خصوم عند قاض من القضاة مستجمع للشرائطأو غير مستجمع لها، ووقع الفصل بينهم في تلك القضية بوجه من الوجوهالشرعية، فهل يحل لقاض آخر مستجمع للشرائط استئناف األمر في تلك

القضية والقضاء فيها واجراء الحكم على أحد الخصوم، موافقا أو مخالفا لما وقعسابقا عند القاضي السالف أم ال؟ وهل له تكليف الخصوم أو أحدهم وخبير

عن الحضور عنده فحكم عليه من عامة فهل ينفذ حكمه عليه أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، ال يحل للقاضي اآلخر المذكور المدخول في تلك القضيةبما ليس له رتبته وأهليته شرعا، وليس له تكليف الخصوم وال أحدهم على

الحضور عنده لذلك، وللخصم االمتناع من ذلك، وحينئذ فلو حكم عليه فيغيبته لم ينفذ حكمه، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

(٨٣)

[مسألة ٤]:فيما لو اعترف زيد على أن األموال المعينة التي في يده وتحت تصرفه حق

وملك لعمرو األجنبي وانتقلت إليه بناقل شرعي، ثم مات زيد المذكور، قيللورثة زيد المذكور أو خال األموال المذكورة في تركة زيد المذكور وعن عمرو من

التصرف فيها أم ال؟.[الجواب]:

الثقة بالله وحده، ليس للورثة المذكورين ذلك والحال ما ذكروا الله أعلم.علي بن عبد العالي.

[مسألة ٥] فيما لو وقف زيد أمالكا معينة. وقفا أوالديا مقبوضا مؤبدا كما هو طريقهشرعا، ثم ادعى عمرو على الواقف المذكور بأن بعض األمالك الموقوفة ملكه

وبعد المنازعة صلح الواقف المذكور للمدعي الزبور على األمالك ببعضها، فهليكون الصلح صحيحا والحال ما ذكر أم ال؟ وعلى تقدير عدم الصحة فلو باعالواقف المذكور األمالك بغير وجود الشرائط المجوزة للبيع فهل يكون البيع

صحيحا أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، الصلح والبيع المذكوران غير صحيحين والحال ما ذكروالله أعلم. علي بن عبد العالي.

--------------------(١) هكذا ورد في النسخة الخطية.

(٨٤)

[مسألة ٦]:وما قولهم فيما لو مات زيد عن ابن وبنت ال غير، ثم مات االبن عن األخت

فباعت بعض ما ورثته من أبيها وأخيها مع عدم المانع من البيع، وماتتعن بنت ال غير، فهل لها أن تبيع ما تخلف عن أمها من تركة جدها مع عدم

المانع الشرعي؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، لها التصرف بالبيع وغيره والحال ما ذكر، والله أعلم.علي بن عبد العالي.

[مسألة ٧]:فيما لو كان لزيد شجرة في ملكه وتطاولت فروعها إلى هواء المسجد، فهل

للمتولي المذكور إلزام زيد بإزالة الفروع المذكورة من هواء المسجد المذكور، أمال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم له ذلك والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٨]:

فيما لو ادعى المولى عتق المملوك قبل النكاح، فقالت الزوجة: إنما يريدمنعي من الفسخ والرجوع عليه بالمهر ولم تكن بينة جيدة، فهل يصدق المولى

باليمين أم ال بد من البينة؟ وهل له أن يحلفها على عدم العلم بالعتق أم علىالبينة؟ بينوا تؤجروا.

(٨٥)

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ال يقبل قول المولى في ذلك إال بالبينة، لكن لو ادعى على

المرأة العلم بما ادعاه فأنكرت كان له تحليفها على عدم العلم، والله أعلم. عليبن عبد العالي.

[مسألة ٩]:فيما لو شهد رجالن غير عدلين بأن زينب وكلت زيدا في تزويجها من عمرو،ثم عقد عليها زيد المذكور بناء على هذا التوكيل من عمرو، عقدا مشتمال علىااليجاب والقبول الشرعيين بمحضر جمع كثير، ثم غاب عمرو المذكور قبل أن

يتصرف في زينب المذكورة ثم ادعت زينب المذكورة بأنها لم توكل زيدا في تزويجهاولم ترض بذلك التزويج، فهل تكون زينب المذكورة في هذه الدعوى مصدقة

باليمين أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، نعم القول قول زينب في ذلك بيمينها والحال ما ذكر،والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ١٠]:فيما لو سلم زيد إلى عمرو قريته، وسلم إليه البذر وجميع المصالح وآالت

الزراعة، فزرع القرية المذكورة ببذره ويعطيه كل سنة مقدارا معينا من محصلوهاوتراضيا على ذلك، فهل هذه الصورة مزارعة فاسدة وليست بإجارة شرعية،

ويكون محصول القرية المذكورة لزيد المذكور، ولعمرو المذكور أجرة عمله أجرةالمثل أم ال؟ وعلى تقدير أن يعترف عمرو المذكور بأن الصورة المذكورة إجارةشرعية مقبوضة بمقدار معين من محصول القرية المذكورة، فهل هذا االعتراف

(٨٦)

معتبر شرعا والحال ما ذكر أم ال؟ بينوا تؤجروا.[الجواب]:

الثقة بالله وحده، إذا زرع عمرو البذر في القرية المذكورة فالمحصول كلهلزيد، ولعمرو أجرة مثل عمله وهذا واضح شرعا، إن مستند عمرو في االعتراف

باإلجارة إنما هو الصورة فال عبرة له شرعا، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ١١]:

فيما لو شرط زيد لزوجته في عقد نكاحها أن ال يخرجها من بيتها وأنال يخرجها من عند أهلها، فهل يلزمه هذا الشرط أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، الشرط المذكور غير الزم، وخصوصا إذا كان اشتراطه خارج العقد،

والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ١٢]:

في أرض ال تكون في يد أحد يتصرف فيها تصرفا شرعيا، ولكن يدعيملكيتها جماعة ال يثبت مدعا ها بالشياع وال بالشهود العدول، أيجوز التصرف

فيها بالزراعة والغرس أم ال؟[الجواب]: الثقة بالله وحده، إن كان على هذه األرض آثار العمارة فهي من قبيل

ما جهل مالكه وحكمه معلوم، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ١٣]:

وما قولهم فيما لو تصرف فيها أحد، يجب عليه بينة إذا طسقها المالك إذا

(٨٧)

ثبت بالوصية أم ال؟[الجواب]:

نعم، عليه ذلك.[مسألة ١٤]:

وما قولهم فيما لو تصرف فيها فنفذ التصرف إن أراد أن يحلها، لكن يعلم إنجائز التصرف فيها بحيث إذا ثبت لها مالك ال يؤدي طسقها إليه وال يسلم

األرض أيضا، أيجوز ترك التصرف أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، ال يجوز ذلك إال إذا سلمها المتصرف إلى الحاكم الشرعيالمتمكن من الدفع عنها، أو من يقوم مقامه إن كان المتصرف ليس واحدا منها،

والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ١٥]:

هل يحبى أكبر األوالد الذكور بثياب الميت وخاتمه وسيفه ومصحفه معوجود تركة غير الحبوة أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم يحبى الولد المزبور األكبر بما ذكر بشرطه، والله أعلم.

علي بن عبد العالي.[مسألة ١٦]:

فيما لو ادعى زيد على عمرو، أو تخاصم وكيالهما من قبلهما وكانوا مسلمين،فهل يجب على الحاكم التسوية بينهما أو بين وكيليهما في المجلس، والتمكين من

(٨٨)

الدعوى والجواب، وإقامة البينة والتحليف وما يتعلق بالدعوى الجارية بينهما أمال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم يجب على الحاكم الشرعي ذلك والحال ما ذكر،

والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ١٧]:

فيما إذا رهن زيد عقارا عند خالد بدينه عليه، فمات الراهن، فباع الحاكمللشرع الشريف بإذن من حضر من ورثة زيد الراهن لتوفية ما على المرهون

بالشرائط الشرعية، فهل لمن غاب من الورثة بعد الحضور أن يبطل البيع المذكوربمجرد زعم أنه لم يكن البيع بإذنه أم ال؟ بينوا تؤجروا.

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ليس لمن كان غائبا من الورثة ابطال البيع المذكور

بالسبب المذكور، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ١٨]:

فيما إذا وقف بيرجين القرية التي هي ملكه ومتصرفه مع المزارعة المتعلقةبالقرية المزبورة على ابنيه المسمين محمد وأحمد، وعلى أوالدهما نسال بعد نسل،فإن انقرضوا فعلى األقرب إلى الواقف المسفور نسال بعد نسل، فإن انقرضوا فعلى

الفقراء والمساكين، وكان للواقف المزبور ابنان وثالث بنات محمود وأبو--------------------

(١) هكذا وردت في النسخة الخطية. وپرچين: كلمة فارسية، وهي الجدار الذي يعمل من القصب والشوكحول

البستان.

(٨٩)

القاسم وزبيدة وفاطمة ومريم، وصدر الوقف المزبور عن الواقف المسفورمشتمال على جميع الشرائط واألركان سيما القبض واالقباض الشرعيين في

الموقوف، فهل يكون لألوالد الغير الموقوف عليهم المزبورين حظ ونصيب شرعيبحسب اإلرث في القرية والمزرعة الموقوفين المذكورين؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ليس للموقوف عليهم من األوالد حظ وال نصيب

والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ١٩]:

وما قوله أيد الله ظله العلي العالي في أنه إذا مات محمد المزبور ضمنا ولميكن له عقب، فهل ألحمد المذكور التصرف في الوقف المسفور على وجه يقتضي

الوقف المزبور فقط أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده. علي بن عبد العالي.[مسألة ٢٠]:

وما قوله أيد الله ظله السامي في أنه إذا ثبت الوقف المسفور على النسقالمزبور، وأقر أحمد الموقوف عليه المسطور ضمنا بأن أباه الواقف المذكور وقف

العقار الموقوف المذكور على ذكور أوالده، فهل يصير االبنان الغير الموقوف عليهماشريكين في العقار الموقوف المذكور بمجرد االقرار المزبور مع أنه بوجهه وبوقفه

عليهما أم ال؟--------------------

(١) هكذا في النسخة الخطية.

(٩٠)

[الجواب]:الثقة بالله وحده، إذا أوضحت الصورة التي صدر عليهما الوقف، وكان اقرار

أحمد مخالفا لها لم يلتفت إلى اقراره، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٢١]:

فيما لو كان مال مشتركا باإلشاعة بين أخوين، فمات أحدهما وخلف طفالال ولي له شرعا إال الحاكم، فهل يجوز ألخيه الموجود اخراج الزكاة والخمس

وأداء الحج وما جرى مجراها من الحقوق الواجبة عليه بسبب ذلك الحال منه منغير أن يأذن له الحاكم ويتميز حقه أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ليس له ذلك بدون القسمة الشرعية، والله أعلم. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٢٢]:

ما تقول والمسألة بحالها هل يجوز لألخ المذكور التصرف في المال المذكوربالتجارة ويحسن مما يحصل به االستمتاع واألخذ منه ليتعيش به والضرورياتالطفل المذكور عند تعذر القسمة والتمييز واالحتياج إليه بفقدان ما أخر له أم

ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، ليس لألخ المذكور ذلك، وإنما والية الطفل لحاكمالشرع الشريف، والتصرف فيه بدون إذنه غير جائز. وكذا في حصة األخ أعني

عم الطفل قبل القسمة الشرعية، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

(٩١)

[مسألة ٢٣]:فيما إذا ادعى زيد على زينب البالغة العاقلة بأن أباها زوجها منه وهي

صغيرة بوالية األبوة، وأنكرت هي وأبوها ذلك، ومضى على ذلك مدة بينهمامشاحة ومنازعة، ولم يثبت ذلك شرعا، فهل لزينب، أن تتزوج بغيره أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم للمذكورة التزوج بغير زيد والحال ما ذكر، والله

أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٢٤]:

فيما لو باع زيد األرض المعينة المشتركة بينه وبين أخيه عمرو بغير إذن عمروالمذكور، ولم يمض عمرو المذكور البيع المذكور، فهل يكون هذا البيع باطل في

حصة عمرو المذكور دون حصة زيد المذكور أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، نعم البيع باطل في حصة عمرو دون حصة زيد المذكور،والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٢٥]:فيما إذا استقرض زيد من عمرو مبلغا معينا ورهن عنده بذلك المبلغ

شقصا، ثم تصرف المقرض الدائن المذكور في الشقص المرهون مدة، فهل تكونمنافع الشقص المرهون التي تصرف بها المقرض في هذه المدة محسوبة من أصل

الدين والحال هذه، أم ال،

(٩٢)

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم المنافع المذكورة محسوبة على المقرض المتصرف بهاالمذكور حيث إنه لم يثبت له استحقاقها بطريق شرعي. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٢٦]:فيما لو تلف مال األمانة والبضاعة بأن أخذه قطاع الطريق قهرا، فهل

يضمن المتصرف مع عدم التعدي والتفريط، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، حيث إنه لم يحصل من األمين تعد وال تفريط وحصلالتلف لتلك األموال فال ضمان عليه.

[مسألة ٢٧]:المسألة بحالها وادعى خالد أخذ المال منه قهرا، ولم يتمكن من الدفع ولم

يقصر ولم يفرط، ولم يترك سببا من أسباب المحافظة واالحتياط، و المنزل الذينزل في خارج القرية المعتاد النزول فيه من أمثاله، ولم يعلم بأحوال قطاع

الطريق فعرضوا عليه فجأة، واد على زيد بأنه ال بد أن ينزل في بيوت أهل القريةوأن يوضع ماله ألهل القرية، فهل القول قول األمين في جميع المذكور أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، متى حصل االختالف بين األمين وصاحب المال في

التعدي والتفريط، ولم يكن الحال معلوما وال بينة، فالقول قول األمين بيمينه، ولوعلم ووضح أنه تعدى الحد شرعا فهو ضامن. ونزول األمين خارج القرية

المذكورة وحراسة يرجع فيه إلى العادات والقرائن المعتبرة شرعا، والله أعلم. عليبن عبد العالي.

(٩٣)

[مسألة ٢٨]:هل تصرف الزكاة الواجبة في بلد مستحق أهل البلدة المذكورة مع

الشرائط، أم تنقل إلى بلد آخر؟ بينوا تؤجروا.[الجواب]: الثقة بالله وحده، ال يجوز نقل الزكاة الواجبة عن البلد مع وجود المستحق

فيه، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٢٩]:

فيما لو أحدث زيد ممر ماء في طريق مزروعة بغير إذن أربابها، وأجرى الماءفي ذلك الممر، فهل يكون هذا االحداث واالجراء جائزين شرعا والحال

ما ذكر، أم ال؟وعلى تقدير عدم الجواز هل ألرباب الطريق المذكورة منع زيد المذكور فياالحداث المذكورة، وتكليفه بإزالة ما أحدث من القساطل واألحجار وطم

الحفر، واصالح الفاسد بفعله في الطريق المذكور، أم ال؟ بينوا تؤجروا.[الجواب]: الثقة بالله وحده، االحداث واالجراء المذكورات غير جائزين شرعا،

وألرباب الطريق منع زيد المذكور من ذلك، وتكليفه اإلزالة والطمواالصالح، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٣٠]:فيما لو امتنع من إزالة القساطل واألحجار وطم الحفر واصالح الفساد، فهلألرباب الطريق المذكور أن يتولوا ذلك وعليه أجرة العمل في ذلك، إن أدى

(٩٤)

ذلك الفعل إلى تلف مصالح زيد من القساطل واألحجار بغير قصد، أم ال؟بينوا تؤجروا.

[الجواب]:نعم ألرباب الطريق ذلك، ورفع األمر إلى الحاكم الشرعي أولى ليلزمه

باإلزالة، أو يأخذ منه األجرة إذا امتنع فأمر الحاكم باإلزالة وتوابعهما فأزيلتبأمره، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

كتب ثانيا وأجاب دام ظله العالي بهذه الجواب:الثقة بالله وحده، ينبغي رفع األمر إلى حاكم الشرع الشريف ليجبره على

اإلزالة، أو يستأجر عليها من مال المحدث، فإن لم يوجد تولوا ذلك بأنفسهموأشهدوا على عدم تبرعهم بما يغرمونه ورجعوا عليه به، والله أعلم. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٣١]:

فيما لو طلب زيد المذكور من الحاكم الجائر أن يأخذ الدية من الجماعةالمذكورة بغير اثبات شرع مع العلم بالصلح المذكور بمجرد الطلب المذكور مبلغا

معينا باالكراه واالجبار، فهل للجماعة المذكورة أن يرجعوا على زيد المذكوربالمبلغ المذكور والحال ما ذكر، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ليس لهم ذلك والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٣٢]:

فيما لو كان بنتان في سن الحضانة، ولهما أخوان بالغان من األبوين، وأخ

(٩٥)

من األم غير بالغ، وأخ آخر من األب بالغ فقط، فهل تكون الحضانة ألحداألخوين من األبوين بالقرعة مع عدم األبوين واألجداد، أم ال؟ بينوا تؤجروا.

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم الحضانة ألحد األخوين المذكورين بالقرعة مع فقد

من هو أقرب منهما.[مسألة ٣٣]:

وما قولهم خلد الله ظلهم في البنتين المذكورتين، هل تكون كفالتهما ألحداألخوين من األبوين المذكورين بعد زمان الحضانة إلى حين البلوغ والحال

ما ذكر، أم ال؟[الجواب]:

نعم األمر كذلك، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٣٤]:

فيما لو مات زيد عن زينب زوجته وابنين، ثم تزوجت زينب بعمرو،وماتت هي وعمرو عن بنتين بينهما في سن الحضانة، وابن منهما غير بالغ، وابن

لعمرو من زوجة أخرى بالغ، فهل تكون الحضانة بين األخوة من األم البالغبالقرعة، وليس لألخ من األم نصيب في الحضانة، أم تكون الحضانة بين

األخوة من األم واألخ من األب بالقرعة؟ وكذا الكفالة إلى وقت البلوغ مععدم األبوين واألجداد، أم ال؟ أفتونا مأجورين.

[الجواب]:الثقة بالله وحده. األخ من األب أحق إلى حين البلوغ في الصورة المذكورة.

والله أعلم. علي بن عبد العالي.

(٩٦)

[مسألة ٣٥]:فيما لو نذر زيد معينا للمنتسبين إلى اإلمامية المجاورين في المشهد المقدس

الرضوي على مشرفه أفضل الصلوات والتحيات ذكرانا وإناثا، فهل يكونلغيرهم في النذر المذكور سهم وحصة والحال ما ذكر، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ليس لغيرهم في ذلك حصة حيث كان النذر مخصوصا

بهم، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٣٦]:

فيما لو ادعى زيد على عمرو بمبلغ معين جزما لنفسه، وأنكر عمرو المبلغالمذكور ولم تكن بينة وتوجه اليمين على عمرو، فهل له رد اليمين على زيد المدعي،

أم ال؟ بينوا تؤجروا.[الجواب]:

الثقة بالله وحده، نعم له ذلك والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بنعبد العالي.

[مسألة ٣٧]:فيما لو توجهت اليمين شرعا على المدعى عليه، فردها على المدعي، وقبل أن

يحلف رجع عن ذلك وأراد أن يحلف هو على االنكار بشروطها المعتبرة، فهل لهذلك، أم ينحصر اليمين في جانب المدعي [ألنه] ردها عليه سابقا؟ بينوا

تؤجروا.

(٩٧)

[الجواب]:الثقة بالله وحده، إن كان الحاكم الشرعي قد حكم بحلف المدعي

بمقتضى الرد، فليس للمنكر الرجوع إلى اليمين، وينحصر في جانب المدعي،وإال كان له الرجوع للحاكمين والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٣٨]:فيما لو اعترف زيد أن األموال المعينة واألمالك المعينة، اللذين هما تحت

تصرفه وفي يده حق وملك البنه عمرو، وكان االقرار المذكور في غير مرض،وكان في حالة يعتبر اقراره فيها، ثم مات زيد المذكور، فهل تكون األموال

المذكورة واألمالك المذكورة حقا وملكا لعمرو المذكور، وليست داخلة فيالتركة، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم األموال المذكورة واألمالك المذكورة حق لعمرو

بظاهر االقرار مع عدم مانع شرعي، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٣٩]:

فيما إذا كان أبو عمرو رقيقا وأمه عتيقة، ووالدته في حالة عتقها، فهليكون عمرو المذكور حرا أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم عمرو المذكور حر، والحال أنه متولد بين الرقيق

والعتيقة بنكاح شرعي ونحوه، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

(٩٨)

[مسألة ٤٠]:فيما لو طلق زيد زوجته في حضور قضاة بلدة تبريز، الذي ليس لهم أهلية

الحكم والفتوى، ولم يكن في حضور من يعتبر حضوره شرعا، فهل يكون هذاالطالق صحيحا والحالة هذه أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، إن كان زيد إمامي المذهب وطلق زوجته ولم يسمع

الطالق شاهد عدالن على مذهب أهل البيت عليهم السالم فالطالق باطل،والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٤١]:فيما لو وهبت زينب أمالكها المعينة من زيد هبة صحيحة شرعية، مشتمال

على االيجاب والقبول والقبض قربة إلى الله تعالى، ثم باع زيد بعض األمالكالموهوبة من عمرو بثمن معين، فهل لزينب المذكورة أن ترجع بالهبة أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ليس لزينب ذلك والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٤٢]:

فيما لو اشترى زيد من عمرو أقمشة معينة بمبلغ معين، وكانت األقمشة في بلدغير البلد الذي وقع فيه البيع المذكور، وأرسل كل من البائع والمشتري وكيله في

القبض والتسلم، وسلم األقمشة المذكورة وكيل البائع المذكور من وكيلالمشتري، وبعد ذلك سرقت األقمشة المذكورة في أثناء الطريق، فهل هذا التلف

(٩٩)

الواقع بعد أيام الخيار والقبض من مال المشتري المذكور، ويلزمه تسليم باقي الثمنإلى البائع المذكور، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم التلف على الوجه المذكور من مال المشتري، ويجب

عليه تسليم باقي الثمن، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٤٣]:

فيما لو أكره زيد عمرا على المصالحة في العقار المعين بمبلغ معين، وبعداالكراه لم يمض عمرو المصالحة، فهل يكون هذا الصلح باطال أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، الصلح الصادر باالكراه باطل، والله أعلم. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٤٤]:

فيما لو باع زيد من عمرو عروضا معينة بثمن معين بالصيغة الفارسية معالعجز عن الصيغة العربية والتوكيل للنقلة، فهل يكون هذا البيع صحيحا

والحالة هذه؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، نعم البيع المذكور صحيح مع وجود باقي الشرائطالصحيحة، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٤٥]:فيما لو فسد البيع الواقع بين زيد وعمرو لالخالل بالصيغة العربية مع

(١٠٠)

القدرة، ومضت أيام الخيار وتلف أحد العوضين، فهل يكون البيع معاطاةصحيحا شرعيا، وليس للبائع الرجوع بالمبيع والحال ما ذكر أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، البيع ال يكون فاسدا لمجرد فقد الصيغة إذا وجدت باقيالشرائط الصحيحة، بل يكون معاطاة، ويلزم بذهاب عين العوضين، والله

أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٤٦]:

فيما لو كان رجل موقر متورع فاضل متبحر في العلوم الدينية قدوة ألهلالعصر، واحترام المؤمنين إليه احتراما للدين، واالحترام منوطا بعرف ذلك

العصر كما في هذا الزمان من القيام ونحوه، ثم إن عمرا لم يحترم المؤمن المذكوربأن مر إليه فمن حاله يمكن االحترام والتوقير عرفا، ولم يفعل ذلك عمرو بل

منع من في مجلسه من احترام المذكور. فهل يكون عمرو المذكور مهينا للمؤمنالمذكور ويلزم التعزير واإلهانة المنوطة برأي الحاكم، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، إذا كان ذلك عرفا على اإلهانة ولزم منه إهانة الدين

عادة، كان للحاكم تأديب عمرو وتعزيره بما يراه، والله أعلم. علي بنعبد العالي.

[مسألة ٤٧]:فيما لو باع أب الطفل أمالكه بوالية من غير احتياج الطفل إلى قيمتها،

وعدم رعاية الغبطة والصرفة الحال والمال ودون القيمة، ثم بلغ الطفل ولم يمضالبيع ورده، فهل يكون هذا البيع باطال والحالة هذه أم ال؟

(١٠١)

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم البيع المذكور باطل مع مطابقة ما ذكر للواقع، والله

أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٤٨]:

فيما لو كان ماء مباح في نهر مباح، وعليه قرايا، منها ما هو أعلى ومنها ما هوأسفل، ولم يعلم التقديم والتأخير في البناء واالحياء، فهل تقدم القرية العليا

على القرية السفلى بالسقي والحالة هذه أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، نعم القرية العليا مقدمة في السقي والحال ما ذكر، واللهأعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٤٩]:فيما لو أكره الحاكم الجائر زيدا في بيع أمالكه من جماعة معينة، وبعد

االكراه لم يمض البيع، فهل يكون هذا البيع صحيحا والحالة هذه، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، البيع المذكور غير صحيح والحال ما ذكر، والله أعلم. عليبن عبد العالي.[مسألة ٥٠]:

فيما لو زوجت الصغيرة عن األب والجد والوصي بزيد البالغ، وماتت هيقبل البلوغ، ولم يمض األب النكاح المذكور، فهل يبطل التزويج بموتها، أم ال؟

وعلى تقدير البطالن هل يجوز عقد النكاح على أم الصغيرة المشار إليها لزيد

(١٠٢)

المذكور، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، تبين بموت الصغيرة بطالن النكاح المذكور والحال ما ذكر.وحينئذ فلزيد العقد على أم الصغيرة المذكورة مع الخلو عن الموانع، والله أعلم.

علي بن عبد العالي.[مسألة ٥١]:

فيما لو ادعى زيد المتصرف في الملك المعين بالملكية على عمرو، وبأنه يمنعتصرفه في الملك المذكور بغير حق، فهل تستحق هذه الدعوى الجواب به أم ال

ويلزم عمرو؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، هذه الدعوى بمجردها ال تستحق الجواب، والله أعلم. عليبن عبد العالي.[مسألة ٥٢]:

فيما لو مات زيد عن ورثة بعضهم غير بالغ، وأخرجه بعض البالغين منتركته في تجهيزه زيادة عن الواجب مبلغا معينا، فهل يحتسب ذلك من أصل

التركة بمجرد الدعوى بأن زيدا وصى أن يخرج عنه في تجهيزه المبلغ المذكور، أمال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، يضمن المبلغ المذكور المخرج له إن لم تثبت دعواه المذكورة

شرعا، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

(١٠٣)

[مسألة ٥٣]:فيما لو سلم زيد إلى عمرو المجلد كتبا ليجلدها، وسرقت من بيته من غير

تفريط وال تقصير، فهل يكون عمرو المذكور ضامنا، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، األجير أمير ال يضمن إال بتعد أو بتفريط، والمجلد المذكورفي هذه الصورة أجير، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٥٤]:فيما لو هجم جماعة على بلد من بالد المسلمين وقتل بينهم شخص مؤمن

عمدا ظلما عدوانا بحيث علم قطعا أن قاتله من تلك الجماعة، فلو ادعى وارثالمقتول على شخص معين من تلك الجماعة بأنه القاتل وشهد جماعة كثيرة بأن

ذلك الشخص المعين...[مسألة ٥٥]:

فيما لو تصرف قاض في الوقف بغير وجه شرعي، ولم يصرف مال الوقف إلىالمصارف التي عينها الواقف وخرب بعض ملك الوقف، فهل يكون بهذه

األفعال فاسقا والحال هذه، أم ال؟وعلى تقدير أن يكون فاسقا، فهل ينعزل من القضاء، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم يفسق بذلك، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

--------------------(١) لم يرد جواب هذه المسألة في النسخة الخطية، بل ورد كالم مشوش ال عالقة له بهذه المسألة.

(١٠٤)

[مسألة ٥٦]:فيما لو استأجر قاض ملك الوقف من المتولي الشرعي بمبلغ معين دون أجرةالمثل، والزيادة يتغابن بها شرعا، فهل يجوز الفسخ للمتولي المذكور مع عدم

علمه، أم ال؟وهل له الرجوع بالزيادة المذكورة بينها لتصرف قبل الفسخ، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، للمتولي ابطال اإلجارة والحال ما ذكر وبطلت بالزيادة

لمدة التصرف، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٥٧]:

فيما لو وصف زيد لعمرو قريته بصفات دنيئة وراضاه عليها بعوض معين،وحصل التقابض بينهما من غير لفظ البيع والهبة من األقوال، وبعد ذلك أقر

عمرو أن القرية المذكورة حق وملك لزيد المذكور بناء على ما ذكر، ثم تبين أنالقرية المذكورة ليست على الصفات الدنيئة التي وصفها زيد للمالك المذكور،

وعند العلم فسخ عمرو المالك المذكور المعاطاة المذكورة، فهل يكون هذا الفسخصحيحا واالقرار المذكور ليس بمعتبر شرعا والحال ما ذكر، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده.

[مسألة ٥٨]:فيما لو ادعى زيد على عمرو بأجناس متعددة معينة وبوجه الثمن الشرعي،

--------------------(١) هكذا ورد في النسخة الخطية.

(١٠٥)

فهل لزيد أن يحلف عمرا على كل جنس يمينا والحال أن الدعوى واحدة، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، له تحليفه مرة واحدة والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بنعبد العالي.

[مسألة ٥٩]:فيما لو رمى زيد المسلم العاقل البالغ الرشيد الحر سهما في عين طفل مثله

في الصفات األخرى، وعميت عينيه برميه عامدا عاديا قاصدا شخصه،ومضت مدة وبلغ األعمى وغاب الرامي من بلده غيبة بعيدة، وله في بلده

أمالكا، فهل للمجني عليه أن يستوفي دية العين من أمالكه بحسب الشرعوالحال هذه، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، إذا اجتمعت شرائط القصاص في الجناية ولم تكن غيبة

الجاني هربا فليس للمجني عليه أخذ الدية. علي بن عبد العالي.[مسألة ٦٠]:

فيما لو حفر زيد بئرا في حريم سطح لعمرو عميقة، بحيث من وقع فيها يموتغالبا، فوقع فيها عمرو ومات، فهل يلزم زيد الدية، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم يلزمه والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٦١]:فيما لو كانت القناة المشتركة بين جماعة قد خرجت أو انسد ماؤها، وقبل

(١٠٦)

زيد بعقد الجعالة من الجماعة المذكورين أن يجري ماء تلك القناة من الموضعالمعين إلى المحل بالتعمير واالنفاق والعمل، ليكون للعامل نصف القناة ونصف

مائها وحصة من األرض المتعلق بها، وشرطوا في متن العقد متى ال يتم العمل لميستحق القابل شيئا من الجعل وال الرجوع بأجرة ما عمل وال بعوض ما أنفق،

وجرى بين الجماعة المالك وبين زيد القابل عقد الجعالة على النهج المذكور، ثمعمل العامل وشرع في التعمير والتنقية واالنفاق، ولم يجر الماء من الموضع المعين

إلى المحل المعين المذكور، ولم يتم العمل المقرر المعين، وأعرض عنه، فهليستحق العامل بمجرد عمل بعض ما عين في عقد الجعالة بدون اتمام العمل

ما جعل، أو بعض الجعل، أو الرجوع على الجاعل بتمام ما أنفق أو بعضه، أمال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ال يستحق العامل المذكور شيئا والحال ما ذكر. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٦٢]:

فيما لو كان لزيد زوجة وسافر عنها زوجها إلى بعض البلدان، ثم بعد مدةاشتهر خبر قتله، فاعتدت الزوجة المذكورة عدة الوفاة، ثم بعد خروجها من العدةتزوجها عمرو ولم يدخل بها، فحضر زيد المذكور من سفره فطلقها، فهل يجوز

لعمرو المذكور أن يتزوجها بعد خروجها من العدة والحال ما ذكر والصورةما شرح؟.

--------------------(١) هكذا ورد هذا السؤال في النسخة الخطية من دون جواب.

(١٠٧)

[مسألة ٦٣]:فيما لو لقن زيد صيغة النكاح في االيجاب لزينب، والحال أن زينب بنت

زوجة الناكح، مع علمه بذلك، بغير كره وال اجبار، فهل زيد فاسقا والحالما ذكر أم ال؟ بينوا تؤجروا.

[الجواب]:الثقة بالله وحده، إن كان قد دخل بأم زينب المذكورة وهو عالم بتحريم

زينب عليه، وأراد بتلقينها الصيغة عقد النكاح بينه وبينها، فهو فاسق فاجر بغيرشك، وإن ظهر منه استحالل ذلك فهو كافر، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٦٤]:فيما إذا آجر أحد البطون الموقوف عليهم الوقف األوالدي مدة معينة بتقديمين

من عمرو، فهل تبطل اإلجارة بموت أحدهما في خالل المدة، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، تبطل اإلجارة بموت المؤجر، النتهاء حقه بموته، حيث إنهإنما يؤجر عن نفسه، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٦٥]:فيما إذا أفتى شخص ليس له رتبة االجتهاد، وليس له نقل من المجتهد الحي،

أيجوز ألحد العمل بما أفتى به أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، حيث كان صدور الفتوى المذكورة من الشخص المذكور--------------------(١) هكذا ورد في النسخة الخطية.

(١٠٨)

خاليا من مستند شرعي، من اجتهاد أو تقليد ألهل االجتهاد المتصفين بصفاتاالفتاء كلها، ومن جملتها كون المجتهد حيا، فالفتوى المذكورة باطلة ال يجوز

العمل بها، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٦٦]:

فيما لو حكم شخص غير مستجمع لجميع شرائط االفتاء والقضاء في حقوقالناس وغيره، وغير نائب من قبل اإلمام عليه السالم، هل ينفذ حكمه أم ال؟

بينوا مأجورين.[الجواب]:

الثقة بالله وحده ال ينفذ حكمه والحال ما ذكر، والله أعلم. علي بنعبد العالي.

[مسألة ٦٧]:في أن بالد عراق العجم سيما بلدة الري وأصفهان هل تكون مفتوحة عنوة

أم ال؟وعلى تقدير أن تكون مفتوحة عنوة، هل يجوز ألحد التصرف في أرض

الموات فيها بدون إذن اإلمام عليه السالم، أم ال؟ بينوا تؤجروا. وصلى الله عليهمحمد وآله الطاهرين.

[الجواب]:الثقة بالله وحده، مقتضى كالم المؤرخين، والفقهاء، أن ملك البالد

المذكورة في السؤال مفتوحة عنوة، ويجوز لكل أحد في زمان الغيبة احياء المواتالذي ال حق ألحد فيه بمنع االحياء، وال يتوقف على إذن اإلمام عليه السالم، والله

أعلم. علي بن عبد العالي.

(١٠٩)

[مسألة ٦٨]:فيما إذا عمر شخص أرضا مواتا، هل يكون هو أحق بالتصرف فيها من غيره

إلى زمان حضور اإلمام عليه السالم، أم ال؟وهل يجوز ألحد رفع يده عنها والحال ما ذكر أم ال؟ بينوا مأجورين، وصلى

الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.[الجواب]:

نعم هو أحق بها إذا وقع االحياء على الوجه المعتبر شرعا بشرطه الشرعي،وال يجوز ألحد رفع يده عنها حينئذ، والله أعلم. صح الجواب، كتبه علي بن

عبد العالي.[مسألة ٦٩]:

يما لو ارتفعت الزوجة عن حق الزوج بأن كانت ناشزة، ولم تطعه فيما يجبله عليها مع القدرة على ذلك، فهل تسقط نفقتها والحال ما ذكر، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم تسقط نفقتها والحالة هذه، والله أعلم. علي بن

عبد العالي.[مسألة ٧٠]:

فيما لو جنت الزوجة على الجنين عمدا بعد إيالج الروح فيه وسرت الجنايةإلى القتل، فهل تلزمها الدية والحال ما ذكر، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم تلزمها الدية والحال هذه، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

(١١٠)

[مسألة ٧١]:فيما لو باع زيد من عمرو ملكا معينا بثمن معين، ثم عمره عمرو وانتقل منهبحسب اإلرث إلى بكر، وزاد في قيمته عن القيمة وقت البيع المذكور، فهل

يكون غبن فاحش في البيع المذكور، والحال أن قيمة وقت البيع لم تكن زائدةعن الثمن المذكور، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ال يثبت في البيع المذكور خيار الغبن والحال ما ذكر، والله

أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٧٢]:

فيما لو مات زيد عن زينب ابنته ال غير، ثم ماتت زينب المذكورة عن ابنبنت وأربع بنات منها، وعن ابنين من بنت أخرى ماتتا قبل أبويها ال غير، فهلتنقسم الفريضة من اثني عشر سهما: لالبن سهمان، وللبنات أربع سهام لكلواحدة منهن سهم، ولإلبنين ستة أسهم لكل واحد منهما ثالثة أسهم، أم ال؟

بينوا تؤجروا.[الجواب]:

الثقة بالله وحده، نعم القسمة كما ذكروا الله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٧٣]:

فيما لو زوج فاطمة الطفلة قبل البلوغ رجل أجنبي ليس بأب وال جد والوصي بخالد، وبعد البلوغ لم ترض بذلك العقد، فهل يكون هذا العقد صحيحا،

أم ال؟

(١١١)

وهل يجوز لها العقد على غيره والحال ما ذكر، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، العقد المذكور غير صحيح والحال ما ذكر، ولها أن تتزوجبما شاءت، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٧٤]:فيمن جعل نفسه قدوة ألهل المسلمين، وهو من أهل الجهالة، ومخترع

لنفسه طريقا في ذلك، ويعد ذلك هو ومتابعوه من األمور المعتبرة، ويتخذونذلك دينا لهم، وال يسوغون الدخول في شئ من أبواب الحرف إال بعد الرجوع

إليه وأخذ اإلذن منه وعقد البيعة معه، والوقوف معه على الطريق التي ابتدعوهاوادعوها، فهل هذا الفعل يخالف الشريعة الغراء، وفاعله فاسق فاجر ملعون

وكذا متابعوه، وما الذي يستحقونه بسبب ذلك؟ وهل يجب على المسلمينخصوصا والة األمر منعهم من ذلك وزجرهم، أم ال؟ بينوا تؤجروا.

[الجواب]:الثقة بالله وحده، نعم الفعل المذكور مخالف للشريعة المطهرة، وفاعله فاسق

فاجر وكذا متابعوه، ويجب تعزيهم وتأديبهم، ويجب على والة أمور المسلمين بلعلى كافة المسلمين منعهم من ذلك وزجرهم، وال فرق في ذلك بين السيد

والقاضي، والله أعلم. علي بن عبد العالي.مسألة ٧٥:

ما يقول سيد أهل عصرنا في القضاء هل تتعين نيته ليال كرمضان، أويستمر إلى الزوال للعامد كرمضان؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، ويستمر وقت نية صوم القضاء إلى الزوال، والله أعلم.

(١١٢)

علي بن عبد العالي.[مسألة ٧٦]:

وما يقول سيد أهل عصرنا في من نذر صالة كسوف في محلها هل يجب عليهغير الواجبة، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، إن قصد بنذره فعلها ولو كانت الواجبة لم يجب عليه

غيرها، وإن أطلق أو قصد الضد وجب عليه غير الواجبة بشرط كونها مشروعة،والله أعلم. علي بن عبد العالي.

[مسألة ٧٧]:وما يقول سيد أهل عصرنا في من سكت في أثناء القراءة عمدا حتى خرجعن كوفة قارئا، هل تبطل صالته لتعمده بطالن قراءته أم ال؟ وكذا لو قرأ

بعض الحمد والسورة؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، ال تبطل والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٧٨]:

لو أبطل بقراءة دعاء إلى األول ال لالصالح، وهل تبطل صالته أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، إن قصد شرعية ذلك على هذا الوجه فال ريب فيالبطالن، وإال ففي البطالن وجه لفوات المواالة بأجنبي خالل القراءة، والله

أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٧٩]:

وما يقول سيد أهل عصرنا في المجنب إذا لم يبل ولم يجتهد مع عدم امكان

(١١٣)

البول، ثم وجد بلال مشتبها، هل يجب عليه إعادة الغسل، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، يجب إعادة الغسل، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٨٠]:

وما يقول سيد أهل عصرنا فيما إذا وضع مسمى الكافور في قدح من الماء ثمأخذ من الماء قليال ووضع في ماء آخر، وغسل الميت بذلك الماء، هل يكفي

ذلك، أم ال؟[الجواب]:

الثقة بالله وحده، ال بعد في االكتفاء به، والله أعلم. علي بن عبد العالي.[مسألة ٨١]:

وما يقول سيد أهل العصر في من طاف ولم يبلغ مقارنة ألول الحجرجاهال، ثم صلى وسعى وقصر، ثم علم بعد ذلك، هل يجزيه حجه، أم ال؟

[الجواب]:الثقة بالله وحده، يجزيه، والله أعلم. علي بن عبد العالي.

تمت بعون الله وحسن توفيقه، والحمد لله رب العالمين في يوم االثنين علىيد الفقير الجاني لطف الله أحمد الكربالي من شهر ربيع الثاني سنة ثمان

وسبعين ومائة بعد األلف من الهجرة النبوية المصطفوية.--------------------

(١) في النسخة الخطية: ولم يبلغ يعتبر مقارنة.

(١١٤)

(٣٣) اثنتا عشرة مسألة

(١١٥)

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الذي يحق الحق بكلماته وهو بحق الحمد حقيق، والصالة على

سيد األنبياء محمد وآله النجباء والة التحقيق.وبعد، فقد وردت علي في المحرم المنتظم سلك شهور سنة تسع وعشرينوتسعمائة مسائل جليلة وفوائد جميلة، عن السادة األجلة األخالء الفضالء

األتقياء العلماء، والمؤيدين باستفاضة الكمال عند عتبة باب مدينة العلم عليهصلوات الله ما دارت الخضراء على الغبراء، مع اإلشارة إلى العبد باستخراج

حقائقها، وإبانة الحق فيما لها وعليها من دقائقها، فاقتفيت اإلشارة، وإن كنتحال الورد في أبرد األماكن وسط الشتاء، على أعلى شواهق الجبال المعانقة

أعناق السماء مقتفيا بين اللج آثار السد مسرحا بقيد صيد ألف مسألةمحفوظة عن القيد.

فشرعت متوكال على الله، ومستمدا من أوليائه الذين هم خزائن علمه فيأرضه وسمائه، في تحرير ما ورد على الذهن القاصر، وكتب ما سنح للخاطر

الفاتر.أخالئي إن وجدتم في زالل قريحتي الصافية جمودا، أو في اشتعال طبيعتي

الوقادة خمودا، فقد قدمت أعذاري وقبولها مأمول، فإن العذر عند كرام الناس]

(١١٦)

[مقبول، وها أنا أقول، وربي حسبي في كل مسؤول.اعلم أن المسائل المذكورة كانت إحدى عشرة مسألة، أولها متعلقة بمباحث

األلفاظ من مقدمات المنطق، وثانيها بعلم الكالم، والباقي بالفقه، فأكملتهابتحقيق مسألة كالمية مهمة من أن أفعال الله تعالى معللة بالغرض حتى

كملت اثنتي عشرة مسألة:المسألة األولى

إن المذكور في كتب المنطق من حصر الداللة في المطابقة والتضمنوااللتزام، ومنقوض بالمركب الذي يكون أحد جزئيه مستعمال في المعنى المجازيواآلخر في الحقيقي، ويكون الجزء المستعمل في المعنى الحقيقي قرينة على المعنى

المجازي، بحيث يدل كليه على المعنى المجازي كقولهم: أسد في الحمام، فإن لفظالحمام يدل داللة كلية على أن المراد باألسد الرجل الشجاع، فدل المركب

المذكور كليا على أن الرجل الشجاع في الحمام.وهذا الداللة ليست مطابقة وال تضمنا وهو ظاهر، وال التزاما، ألن المعنى

الحقيقي للمركب المذكور ال يلزمه بحسب التعقل كون الرجل الشجاع في الحمام،فيبقى واسطة بين األقسام. هذا محصل السؤال.

ويمكن أن يقال: إن مقسم الداللة هو داللة اللفظ الدال على معناهالحقيقي، وحينئذ خرج المركب المذكور عن المقسم، ألن المركب من الحقيقةالمجاز ليس بحقيقة على أنهم اعترفوا في الداللة ما يكون بعد العلم بالوضع كليا،وداللة المركب المذكور على الرجل الشجاع ليس كال، إال بمالحظة مقدمة غير

العلم بالوضع، مثال فيما نحن فيه أسد في الحمام كليا ال يدل، ألن قولهم: فيالحمام إنما يدل على الرجل الشجاع بضم مقدمة وهي: أن األسد ليس يدخل

في الحمام.

(١١٧)

وهذه المقدمة إنما تصح بعادة البالد، فإنه لو صح أن ينقل أن في البالدالباردة يحفظ األسد في الحمامات، ال يفهم سيما في تلك البالد من قولهم أسد

في الحمام ذلك المعنى أصال.وكذا قولهم: أسد يرمي، إال بمالحظة أن األسد ال يرمي. نعم أهل العربية

لما لم يعتبروا الكلية في الداللة جعلوا المركبات المجازية داخلة في الدال المنقسمإلى المطابقي والتضمني وااللتزامي، والمنطقيون أخرجوها وإن كان نظرهم إلى

اإلفادة واالستفادة الحاصلة من المجاز.إن قلت: فعلى هذا القول أن المنطقي غرضه من البحث عن األلفاظ اإلفادة

واالستفادة، فال بد حينئذ من دخول مادة النقض في المقسم، فبطل الحصر.قلت: أحد ال يشك أنهم لم يعتبروا مثل المجاز داخال في مقسم الداللة، لو

صح فال نقض.إن قلت: فحينئذ يلزم النقض في حصر الداللة المطلقة في الوضعي والطبيعي

العقلي، إذ داللة المركب المذكور ليس عقليا وال وضعيا.قلت: النقض المذكور غير متوجه، ألن المجاز داخل في الوضعي، ليس

داخال في اللفظي الوضعي المعتبر في القسمة الثانية.إن قلت: كالم الناقض في الحصر على تقدير دعوى الحصر العقلي كما فعل

السيد الشريف قدس سره، وحينئذ يكفيه االحتمال وال يحتاج إلى مادة النقصقلت: هذا كالم آخر، فإن ظاهر أول الكالم كان نقص الحصر، وإن أريد

مجرد المنع فحينئذ يقال: إن المنع مشهور، بل نقض الحصر بأمثلة ذكرناها فيشرح التهذيب، إنما كالمنا هنا في مادة النقض بخصوصها.

المسألة الثانية.في بيان حدوث العالم بحيث يعم المجرد والمادي، وهي مسألة مهمة، مع أن

(١١٨)

المذكور في كالم المتكلمين كأفضل المحققين في تجريده من دليل الحدوثمخصوص بحدوث الماديات.

اعلم أن االهتمام بهذه المسألة إنما هو الثبات القدرة الذي يتوقف عليهالنبوة ومسألة االختيار، قد ثبت باتفاق المتكلم والحكيم، كيف ال ومن جوز

أن يكون الواجب تعالى مؤثرا في العالم كالنار في االحراق وسائل الجمادات فهوأنقص من الجماد، نعم وقع الخالف بين المتكلم والحكيم في االختيار ال بمعنى

إنشاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، بل في أن مقدم أي الشرطيتين واقع فياألزل.

فالحكيم بأنه تعالى شاء في األزل وفعل فردا من العالم، المتكلمقال: لم يشأ لم يفعل، فكما أن قول األشاعرة بوجود الصفات التي داخلة في

الحقيقة في الممكن لم يضر في اثبات الشرع والدين كذا ما قاله الحكيم، بل قولالحكيم أقرب، ألن ايجاد الصفات على مذهب السنة ال يمكن إال بطريق تؤثرالحكيم أقرب، ألن ايجاد الصفات على مذهب السنة ال يمكن إال بطريق تؤثر

النار في االحراق.نعم إن كان ما نقل عن الحكماء من أن الله تعالى خلق العقل األول فقط

وليس له دخل في باقي العالم، صحيحا، يبقى كالمهم بعيدا عن ذلك، لكنهذا افتراء كما حققه المحقق الطوسي قدس سره في شرح اإلشارات.

والمتكلمون لما وجدوا هذه الشنعة غنيمة شهروها وأوردوها في كتبهم،فالمحققون أثبتوا في تصانيفهم حدوث العالم المادي وأحالوا قسم المجرد إلى

النقل، فإنه يثبت بعد اثباته الشرع حدوث العالم مطلقا. وما أفيد في الرسالةالمرسلة في بيان حدوث العالم بجميع أفراده، هو أنه لو تحقق فيما بين الممكناتقديم زماني يكون تأثير المؤثر فيه دائما باعتبار البقاء، إذ علة الحاجة هو االمكان،

وهو مستمروال شك أن التأثير في البقاء في الزمان الثاني لم يكن حاصال في الزمان

(١١٩)

األول، إذ هو شخص آخر من التأثير في أثر آخر، فلو لم يكن للممكن الموجود أوللزمان وجوده الحتاج إلى أفاعيل وتأثيرات غير متناهية مترتبة، فيلزم التباس

ويبطل ببرهان التطبيق.هذا خالصة ما ذكر من الدليل، وفيه إن هذا لو صح يجري في جميع

الحوادث الزمانية الباقية، إذ آنات وجود الحادث المذكور غير متناهية، وكذاالتأثيرات واالبقاءات.

وأيضا نقول: كل حادث يحتاج إلى أمور متناهية مترتبة مجتمعة، إذ ال ريبأن المعلول ال يتخلف عن علته، فالعلة التامة للحادث ال يمكن أن تتقدمه، فحينالحدوث تتم العلة بجزء جديد، وينقل الكالم إلى علة الجزء الجديد ثم إلى علة

علته، وال بد من تحقق الغير المتناهي حال الحدوث، وإال يلزم التخلف المحال.وحينئذ يقال: إن برهان التطبيق والتضايق يجريان في ذلك.

وأجيب بأن البرهان إنما يبطل وجود السلسلة، واالبقاء والتأثير أمراناعتباريان، وكذا السلسلة المترتبة المجتمعة عند الحدوث، ولو سلم يكون هذا

اعتراضا على برهان التطبيق والتضايق ال دليال على المطلوب.المسألة الثالثة

قال العالمة قدس سره في القواعد: لو قيد ناذر الدهر بالسفر، ففي جوازسفره في رمضان (اختيارا) اشكال، أقربه الجواز، وإال دار.

اعلم أن تحرير المقام يقتضي أمور:األول: إن االشكال يقتضي أمارتين متعارضتين.

الثاني: أن األقربية تقتضي قوة إحداهما أو تقويتها، لكن بحيث ال تخرج--------------------

(١) لم ترد في النسخة الخطية، أثبتناها من المصادر.(٢) قواعد األحكام ١: ٦٨.

(١٢٠)

األخرى عن القوة.الثالث: بيان الدور.

الرابع: أن نبين احتمال ضعف بيان الدور، فإن الدور لو كان ثابتاال وجه لألقربية بل يكون صوابا، إال أن يكون الدليل المعارض غير مدخول،

وليس كذلك، اللهم إال أن يقال في نظر العالمة لم يكن مدخوال.فإذا علمت ذلك فنقول: أما األمر األول: وهو أن هنا دليالن، فالدليل

األول على أن السفر في الصورة المذكورة حرام، ألن هنا مسألة مقررة: هي أنكل سفر جائز يجوز فيه االفطار، فإذا جاز السفر المذكور يلزم جواز االفطار

المستلزم ال خالل النذر المحرم، وما يستلزم الحرام حرام، فالسفر حرام.والدليل الثاني على أن السفر في هذه الصورة جائز: هو أن السفر المذكور لوكان حراما، يكون بناء على أن جواز السفر يكون سببا لالفطار بانعقاد النذر،

فإذا كان جواز االفطار علة لتحريم السفر، وتحريم السفر سبب لعدم جوازاالفطار، فيلزم من رفع السبب الذي هو الجواز عدم تحريم السفر، فيلزم من

التحريم عدم الحريم، وهو المطلوب.أو يقال بلزوم الخلف، وهو اجتماع التحريم وعدم التحريم، أو الجواز وعدم

الجواز المستلزم للتناقض المحال.وأما األمر الثاني: وهو بيان قوة الدليل الثاني أو تقويته، فألن األصل

الجواز، فيقوى الدليل الثاني بأصالة حل السفر. هذا بيان التقوية.ويمكن بيان القوة بأن يقال: إن قول المستدل إن جواز االفطار مستلزم

الخالل النذر ممنوع، ألن االخالل ظاهره أن يفقد النذر ثم يحمل بغير مقتضاه،والجواز ال يستلزم ذلك، فإن أريد باالخالل عدم انعقاد النذر، فحينئذ يبقى

كالمه ظاهر االختالل، إذ عدم االنعقاد ليس بحرام.ويمكن أن يقال: إن النزاع يرجع حقيقة إلى انعقاد النذر وعدم انعقاده.

(١٢١)

تفصيله: أن المصنف قدس سره ذهب إلى أقربية انعقاد النذر في المسألةالمذكورة على ما يجئ، لكن ال بد أن يعلم أن في انعقاد النذر المذكور في صورة

يتحقق وجوب الصوم في رمضان خالفا ال في محل التحريم الذي هو كونالمكلف في الشهر المذكور في السفر، فإن الصوم في الصورة المذكورة حرام،

والنذر ال ينعقد في الحرام اجماعا إنما الخالف في صورة الوجوب واإلباحة،واختار المصنف االنعقاد لكن ال في صورة تحريم الصوم وهو حال السفر، فال

ينعقد النذر المذكور اتفاقا حال السفر.إن قيل: إن نذر الصوم ال ينعقد في شهر رمضان في السفر وليس كالمنا

فيه، إنما كالمنا في انعقاد النذر في غير شهر رمضان، بحيث ال يبقى لقضاءما أفطر الناذر المسافر في شهر رمضان وقت، فال يجوز له السفر ال ألنه انعقد النذر

بالنسبة إلى شهر رمضان في السفر، بل ألنه انعقد النذر في جميع وقت يمكن فيهقضاء ما أفطر في شهر رمضان.

قلت: ال نسلم استغراق النذر لجميع أوقات يمكن فيها القضاء، بل أيامالقضاء مستثنى، فدعوى انعقاد النذر في الدليل يقرب إلى المصادرة، وكذادعوى بطالن اخالل النذر بالمعنى الذي أشرنا إليه، لكن هذا يخرج الدليل

األول عن المعارضة.أما األمر الثالث: وهو بيان الدور، فقد يثبت ذلك بوجوه:

األول: إن جواز االفطار علة لتحريم السفر، وتحريم السفر علة عدم جوازاالفطار، وعدم جواز االفطار علة عدم تحريم السفر، وعدم تحريم السفر علة جواز

االفطار، فيلزم تقدم جواز االفطار على نفسه بمراتب.بيان المقدمات: أما األولى والثانية فقد مر.

وأما الثالثة، فألن الجواز إذا كان علة لتحريم السفر، يكون عدم جوازاالفطار علة لعدم التحريم، بناء على أن عدم العلة علة لعدم المعلول.

(١٢٢)

وأما الرابعة، فألن تحريم السفر لما فرض علة لعدم جواز االفطار، يكون عدمالتحريم علة للجوا، بناء على أن عدم العلة علة لعدم المعلول.

الثاني: إن عدم جواز االفطار علة لعدم تحريم السفر، وعدم تحريم السفر علةلجواز االفطار، وجواز االفطار علة لتحريم السفر، وتحريم السفر علة لعدم جواز

االفطار، فيلزم أن يكون عدم الجواز مقدما على عدم الجواز بمراتب.الثالث: إن صحة تحريم السفر المذكور فرع صحة انعقاد النذر، وصحة

انعقاد النذر موقوف على صحة تحريم السفر.قال صاحب االيضاح في بيان القرب شيئا يدل على بيان الدور إنه لو حرم

لزم استلزام الشئ لنقيضه، والالزم باطل فالملزوم مثله.بيان المالزمة أن تحريمه يسلتزم تحريم القصر فيه، ألنه كلما لم يجز السفر لم

يجز االفطار، وال مقتضي لتحريم السفر إال جواز االفطار، ألنه (هو)،المستلزم لالخالل اختيارا المستلزم لتحريم السفر اجماعا، وإذا انتفى المقتضي

انتفى تحريم السفر، لعدم السبب المقتضي له، فيستلزم تحريمه عدم تحريمه، [وأمااستحالة التالي فظاهرة.

وهذا وأشباهه في مسائل تأتي يسميها المصنف بالدور.ويمكن توجيه الدور المصطلح عليه بأن تحريم السفر موقوف على وجوبالقصر، وهو موقوف على إباحة السفر، واإلباحة موقوفة على عدم االخاللبالنذر، وهو موقوف على [وجوب] االتمام، ووجوب االتمام موقوف على

تحريم السفر، فيتوقف على نفسه بمراتب انتهى.وقد علمت فيما مر أنه يلزم علية التحريم لعدم التحريم، وكذا سببية الجواز،

--------------------(١) لم ترد في المخطوط، أثبتناها من المصدر.(٢) لم ترد في المخطوط، أثبتناها من المصدر.

(٣) لم ترد في النسخة الخطية، أثبتناها من المصدر.(٤) إيضاح الفوائد ١: ٢٤٦.

(١٢٣)

لعدم الجواز، وجعل تقدم الشئ على نفسه مسمى بالدور أحسن، وإن لم يكنفي هذا المقام لتأويل الدور إلى المعنى المجازي حسنا، ألن الدور بمعناه الحقيقي

كما بينا.ويمكن بوجوه أخر بيان الدور تركناها، لكن نقول على ما حررنا: ال نحتاجإلى حصر المقتضي في الجواز، بل يكفي االقتضاء في استلزام الشئ لنقيضه،

فال يكون المنع الذي أورد في الرسالة ضارا، بل منع مقدمات الدليل نافع علىسياف المصنف، فلنتكلم في مقدمات بيان الدور المذكور في االيضاح:

أما المقدمة األولى: وهي تحريم السفر موقوف على وجوب القصر، إن أريدبها أن تحريم السفر في الواقع موقوف على وجوب القصر المتحقق في الواقع،

فممنوع.وإن أريد أن حكم الحاكم بتحريم السفر منوط على وجوب القصر كما قالواإن علل الشرع معرفات، لو سلم فال يتحقق الدور، إذ ال يمكن اثبات التوقف

باعتبار العلم في جميع المراتب.أما المقدمة الثالثة: وهو قوله: اإلباحة موقوفة على عدم االخالل، فممنوع، إذاإلباحة لو حملت على ظاهرها ال تصح، ألن اإلباحة المقابلة لألحكام األربعة

ال تتوقف على عدم اخالل النذر، إذ وجوب السفر واستحبابه وكراهته موجباتلالفطار المستلزم لالخالل، فالمراد عدم الحرمة موقوف على عدم االخالل، هوممنوع، إذ يلزم بناء على أن الرفع علة للرفع أن يكون االخالل عليه للحرمة، مع

أن النذر علة للحرمة.أما المقدمة الرابعة: وهي قوله: عدم اخالل النذر موقوف على وجوب

االتمام، ممنوع، إذ عدم االخالل أزلي ال يتوقف على وجوب االتمام، إذالوجوب حادث عند اإلمامية. إال أن يراد بعدم االخالل: عدم مخالفته النذر

بعد انعقاده فهو حادث، لكن حينئذ يظهر منع المقدمة الرابعة، إذ وجوب

(١٢٤)

االتمام متحقق مع انعقاد النذر، وعدم االخالل حادث بعده. وكذا الثالثة،ألن عدم الحرمة ليس موقوفا على االخالل الحادث.

[أما] الرابع: بيان خلل في اثبات الدور، وهو أنا ال نسلم أن رفع العلة علةلرافع المعلول عند المتكلمين، فإنهم قالوا: إن البناء فاعل للبناء، وعدم الفاعل

ال يستلزم بقاء البناء، وعلى مذهب اإلمامية القائلين بأن العبد فاعل ألفعاله،وأن القبيح ال يصدر عن الله، إذا سب أحد النبي صلى الله عليه وآله أو الله

تلي في كتاب ال ريب أن هذا قبيح ال يصدر عن الله، مع أنه يبقى ويفنىالساب.

وأيضا نمنع أن الجواز الذي رفعه الزم من تحريم السفر عين الجواز الذي كانبضم النذر سببا للتحريم.

ويمكن أيضا منع قوله: صحة انعقاد النذر فرع صحة تحريم السفر في الوجهالثالث من بيان الدور.

فإذا أحطت بما سمعت، فاعلم أن الحق جواز السفر على تقدير النذرالمذكور، وجعل المصنف قدس سره هذا موضع االشكال بعد مالحظة أن النذر

ال ينعقد في الحرام، وهو صوم السفر المذكور.المسألة الرابعة

في القواعد: لو اشترى عبدا بجارية ثم أعتقهما، فإن كان الخيار له بطلالعتقان، ألنه بعتق الجارية مبطل للبيع، وبعتق العبد ملتزم بالعقد، فعتق كل

منهما يمنع عتق اآلخر فيتدافعان.ويحتمل عتق الجارية، ألن العتق فيها فسخ وفي العبد إجازة، وإذا اجتمع

الفسخ واإلجازة قدم الفسخ، كما لو فسخ أحد المتعاقدين وأجاز اآلخر البيعفإن الفسخ مقدم وعتق العبد، ألن اإلجازة ابقاء للعقد واألصل فيه

(١٢٥)

االستمرار.وفي الرسالة أن الشيخ العالمة المعاصر اختار بطالن العتقين كما اختاره

المصنف، وأورد السيد األيد أن عتق العبد لما كان في ملكه فعتقه واقع في محله،وأما الجارية فإنما يقع عتقها في محله لو فسخ العقد األول، ونفس العتق ال يدل

على الفسخ إال بضميمة أن فعل المسلم األصل فيه الصحة، فلما عتق مملوكشخصا آخرا، ومعلوم أن عتق مملوك شخص آخر ال يصح، فال بد أن يحتمل على

أنه قبل العتق فسخ العقد حتى يمكن حمله على الصحة كما بينه الشيخ العالمةالمذكور في مسألة داللة العتق على الفسخ.

وال شك أن هذا إنما يتيسر إذا أمكن حمل فعله على الصحة، ولما كانالعتقان باطلين ال يمكن حمل فعل المسلم على الصحة في المسألة المذكورة،

فال يدل على الفسخ فال ينعقد عتقهما، فال يزاحم عتق العبد فيعتق العبد، فالقوةلالحتمال الثالث. هذا خالصة كالم الرسالة.

وتلخيصه أن الصحة إنما هو ترتب األثر، والعتقان لما حكم ببطالنهما فيالمسألة فال يقال: إن فعل المسلم محمول على الصحة، وإذا بطل حمل فعل المسلم

على الصحة، فال يقع الفسخ، فيبقى العبد معتقا، إذ عتق العبد مع عتق الجاريةكعتق عبد المعتق أعتقه مع عتق عبد غيره، إذ الجارية صارت ملكا للغير فال

يقع عتقها.نعم لو حمل فعل المسلم على الصحة، ال بد من مالحظة ابقاء بيع العبد

وفسخ الجارية حتى يقع العتقان، وإذا علمت أن حمل فعل المسلم على الصحةغير محمول على الصحة، فال يكون قبل قول المعتق: اعتقهما، ال فسخ البيع وال

بقاؤه، فحينئذ يكون عتق العبد واقعا، إذ المانع من عتقه فسخ البيع ولم يقع.--------------------

(١) قواعد األحكام ١: ١٢٨.

(١٢٦)

إن قلت: عتق العبد يستلزم محذورات:األول: إن فعل المسلم غير محمول على الصحة.

الثاني: ال يكون العتق في الخيار فسخا مع أن الشائع ذلك.الثالث: إنه يلزم حمل فعل المسلم على غير المشروع، وهو اعتاق مال الغير

وهو الجارية.قلت: مثل هذا مشترك في صورة بطالن العتقين وصوره عتق الجارية،

واالحتماالت ال تخرج عن هذه:أما صورة بطالن العتقين، فألن بطالن كل من العتقين فساد فيلزم

فسادان، واعتاق أحدهما اعتاق مال الغير فيلزم خالف الشرع، مع أنه يلزمعدم ترتيب األثر وهو العتق، وال شك أنه أمر مهم.

وأما عتق الجارية، فألنه يلزم منه اعتاق مال الغير بالنسبة إلى العبد،وبطالن عتق العبد، وعدم ابقاء البيع الذي يتوقف صحة فعل المسلم أعني

عتق العبد عليه.اعلم أن فعل المسلم هنا إن حمل على المشروع، فال بد أن يالحظ في:

اعتقهما أمران: األول فسخ البيع، الثاني: ابقاء للبيع. وهذا محال، فال يصححمل الفعل المذكور على المشروع إال أن يقال: الفسخ ال بد منه قبل العتق.وأما ابقاء البيع فال يحتاج مالحظة فال يلزم المحال، إذ البيع المذكور إذا لم

يفسخ يكفي في عتق العبد وال يحتاج إلى مالحظة االبقاء.وفيه أن المعتق ال بد أن يالحظ الفسخ ليصح عتق الجارية، وعدمه ليصح

عتق العبد.ولك أن تقول: إن اعتاقهما كذلك غير معقول، إذ قول المعتق: أعتقتهما،المراد به ايقاع أفعال مقدورة تكون سببا لعتقها، ومن جملة األسباب ابقاء

البيع وفسخه، فايقاعهما يكون عزما على جمع النقيضين، وهو محال، فيكون

(١٢٧)

العتقان باطلين.نعم لو كان االعتاق المذكور واقعا الحتمل عتق الجارية والعبد، وعتق

العبد أقرب.ال يقال: يحتمل أن يكون مراد المعتق بقوله: اعتاق أحدهما، ال على التعيين،

وحينئذ ال تلزم أكثر المحذورات.ألنا نقول: كالمنا في صورة يكون االعتاق بالنسبة إليهما جميعا.

المسألة الخامسةلو أجاز المرتهن الرهانة الثانية، ففي كونه فسخا لرهنه، أو فيما قابل الدين،أو العدم مطلقا نظر، اختار الشيخ العالمة األخير، مستدال بأنه ال تنافي بين

الرهنين حتى كون فسخا لألول، فكل منهما رهن صدر من أهله في محله،فكالهما صحيحان.

ولما كان األول مقدما، فوجه صحة الثاني أنه إذا فضل من استيفاء ديناألول شئ يصرف في وجه الثاني. هكذا نقل في الرسالة المرسلة. والقول بعدم

الفسخ يتصور على وجوه.األول: أن يكون استيفاء دين األول مقدما، فإن فضل يكون للدين

الثاني.الثاني: أن يكون الثاني مقدما، وما فضل يكون لألول، عكس األول.

الثالث: أن يكون المرتهنان في درجة واحدة، كما إذا أخذا رهنا في أولالحال من غير تقدم أحد المرتهنين في أخذ الرهن على اآلخر. لكن من ذهب إلى

عدم الفسخ لعله اختار األول، نظرا إلى أن الرهن األول تعلق بجميع أجزاءالمرهون على السوية، والرهن الثاني ال يبطل التعلق األول، فما لم يخرج المرهون

عن استيفاء دين الرهن األول ال يتعلق به استيفاء دين الرهن الثاني فيستلزم الترتيب.

(١٢٨)

وحينئذ ال فائدة في الرهن إذا تساوى المرهون مع الدين األول أو نقصعنه، إال على تقدير أن يؤدى الدين األول أو يسقط، لكن يبقى هذا القول

محتمال، وهما أقرب من الفسخ على الوجه الذي قالوا به.ثم إن القول بالفسخ بما قابل الدين متصور على أنحاء:

األول: أنظر ينظر الدينان أو يالحظ نسبتهما ونسبة أجزاء المرهون، فإن كانالدين األول ثلثين والدين الثاني ثلثا، يكون ثلث المرهون رهنا للثاني والباقي

لألول.الثاني: أن يكون الرهن للثاني والفاضل لألول على الترتيب.

الثالث: أن يكون المرتهن الثاني يستوفي تمام دينه والباقي يكون للمرتهناألول من غير ترتيب، كما إذا كان المرهون بألف دينار، ويكون الدين األول

خمسمائة والثاني ستمائة، يأخذ الثاني ستمائة ويدخل النقص في األول.والذي قاله السيد األيد من أن المرهون رهن لمجموع الدينين والنقص يدخل

عليهما، ألن كل واحد من الرهنين صدر من أهله في محله، وسبب تام في انعقادالرهن، ألن حجر الراهن المالك في ملكه إنما هو من جهة المرتهن، فإذا أذن

المرتهن فقد تحقق سبب شرعي تام في نفاذ تصرف المالك في ملكه وانعقاد رهنهولما لم يدل على بطالن األول بإحدى الدالالت الثالث فكل الرهن على

مجموعهما فيلزم التقسيط، فتكون اإلجازة فسخا فيما قابل الدين الثاني، فيلزمبطالن رهن كل المرهون في مقابلة الدين الثاني.

وكذا يلزم بطالن الرهن الثاني في مقابلة الدين األول من حيث ال يدري.ونظير هذا ما إذا تنازعا فيما في يد الثالث، ولكل بينة مساوية لبينة اآلخر من

جميع الوجوه، فإنه يقسط عليها، مع أن التقسيط ابطال لبعض دعوى كل منهما.هذا كالمه، فهو بالحقيقة قول بعدم الفسخ، ألن كل واحد من الرهنين

تعلق بكل المرهون وهو عدم الفسخ، إال أن هذا قول آخر في معنى عدم الفسخ

(١٢٩)

أال يرى أنه ال يقال: إن األول فسخ للثاني، ولو صح يلزم أن يكون األول فسخاللثاني. وأيضا الذي يفهم من الفسخ في مقابلة الدين أن يكون إذن المرتهن

استثناء لجزء من المرهون لدين المرتهن الثاني.وعلى القول المذكور كل واحد من الرهنين يكون فسخا لآلخر، مع أنجعل الرهن األول فسخا للثاني مستبعد، ولو صح يكون هذا قوال رابعا.ثم إن هذا الكالم إنما يصح لو اجتمع الرهنان، كما اجتمع الدعويان في

صورة التنظير المذكور، مع أن الرهن األولى يقتضي التقديم واالختصاص،فحينئذ يأبى عن جمعه مع الثاني إال باالستثناء كما قلنا، فلهذا يسمى فسخا فيما

يقابل الدين، وإال فالتقسيط ال يسمى فسخا.قال صاحب االيضاح في بيان المذاهب الثالثة: أما وجه أن الرهن الثاني

فسخ لألول مطلقا: فهو أن الرهن يقتضي اختصاص المرتهن وتقدمة. وهذاال يمكن جمعه مع الرهن الثاني، ألن تقدم كل واحد من المرتهنين واختصاصه

محال، فبطل الرهن األول.وأما وجه الفسخ بما قابل الدين: فهو أن المقصود استيفاء الدين، وهو ممكن

هنا فال منافاة وال مزاحمة.وأما وجه الثالث، وهو عدم الفسخ ال مطلقا وال فيما قابل الدين، ألن

الرهن الثاني ال يدل على بطالن األول ال مطابقة وال تضمنا وال التزاما، إذال مانع من تعلق دينين بعين واحدة وتقدم أحدهما على اآلخر، وتكون الفائدةفي أنه لو قضي المرتهن الثاني حقه بقي حق المرتهن األول، وكذا لو أسقط

[الثاني] حقه هذه عبارة االيضاح.ولو صح أن الرهن يقتضي التقدم واالختصاص، ال شك أنه ال يجتمع

--------------------(١) لم ترد في النسخة الخطية، أوردناها من المصدر.

(٢) إيضاح الفوائد ٢: ٢٠.

(١٣٠)

الرهن األول والثاني، فمذهب من قال بالنسخ فيما قابل الدين حق بأن يكونالرهن الثاني عقدا بقيد رهانة جزء من المرهون ال كله، فيبطل اختصاص المرتهناألول وتقدمه في الجزء المذكور، فمذهب القائل بالفسخ مطلقا، ومذهب القائل

بالفسخ فيما قابل الدين، يمكن بناؤهما على أن الرهن يقتضي االختصاصوالتقدم، لكن األقرب االبطال بقدر الحاجة وهو الفسخ فيما قابل الدين.

وأما المذهب الثالث ال يمكن إال بمنع أن الرهن يقتضي االختصاصوالتقدم، نعم يقتضيهما بمعنى أن المرتهن يتقدم على باقي الديان، ألن المرتهن

يتقدم على المرتهن.المسألة السادسة

لو باع الراهن فطلب المرتهن الشفعة، ففي كونه إجازة اشكال، فإن قلنا بهفال شفعة.

تحرير الكالم أن الشفعة معلول للبيع، وطلب المعلول يستلزم الرضبالعلة، فيكون الشفيع راضيا بالبيع، فتلزم اإلجازة؟ فحينئذ يلزم بطالن

الشفعة.وفيه أن الشفيع رضى بالبيع ألخذ الشفعة، والبيع مطلقا يكفي في الشفعة

وال يحتاج إلى اللزوم على ما ذهب إليه بعض الفقهاء فال يلزم من الرضى اللزوم،وكيف ال، ولو صح هذا تبطل الشفعة مطلقا، إذ كل شفيع يرضى بالبيع

للشفعة فبطل الشفعة، فإذا جعلنا طلب الشفعة تجويزا للبيع والتجويز مبطلللشفعة ال تبقى شفعة أصال.

في الرسالة: ذكر الشارح في ايضاحه والشهيد في تعليقاته على االرشاد، أنهيجب حمل فعل المسلم على الصحة والمشروع، فلما كانت مشروعية الطلب

--------------------(١) إيضاح الفوائد ٢: ٢٢.

(١٣١)

وصحته موقوفة على البيع الموقوف على اإلجازة فيدل طلبه على إجازة.هذه عبارة الرسالة، ثم نقل السيد األيد عن شيخه شيخ الفقهاء، إذ اختار

أن الطلب يدل على اإلجازة مستدال بما ذكروا، ورد عليه أن الطلب المذكوربعد مالحظة أن المسلم طلبه مشروع، فتكون إجازته للبيع مقدما، فال يمكن أن

يكون مشروعا، ألن طلب الشفعة بعد اإلجازة مخالف للشرع.اعلم أن المستفاد من كالم الشارح العالمة في االيضاح، أنه يستدل

بالرضى بالمعلول على الرضى بالعلة، وحينئذ ال يبقى للمقدمة القائلة بأن فعلالمسلم يحمل على المشروع مدخل، إال بأن يقال: إن فائدته أن قول المسلم:

أخذت الشفعة مثال، وقع بعد البيع، وأما الرضى بالبيع فيدعى فهمه من أنالرضى بالمسبب يستلزم الرضى بالسبب. كذا يفهم من كالم الشيخ الشهيد

قدس سره.وفي االيضاح أقول: منشأ االشكال الواقع في كون الطلب هنا إجازة

البيع، هو أن الشفعة مترتبة على البيع، وطلب المعلول ال يتصور بدون الرضىبالعلة، فال يتصور طلب المرتهن لشفعة إال بالرضى بالبيع، وإن طلب

المرتهن ثبوت ملكه وإزالة ملك المشتري، هو طلب أمر يساوي الفسخ في إزالةملك المشتري الذي هو المقصود من الفسخ، فكما أن الفسخ ال يوجب اإلجازة

فكذا الشفعة، فال يثبت على طالب الشفعة ضده، ألنه إنما صدر عنه المساويللفسخ.

والتحقيق أن هذه المسألة تبنى على أن الشفعة هل تثبت بمجرد العقد، أمبلومه.

فإن قلنا باألول لم تكن إجازة ولم تسقط الشفعة به، ألنه الرضى بالبيع--------------------

(١) إيضاح الفوائد ٢: ٢٢.

(١٣٢)

الذي يتضمنه، طلب الشفعة ال يسقط الشفعة، وإال لم تثب شفعة أصال، وإنمالم تكن إجازة، ألنه ال يدل عليها بالمطابقة والتضمن وااللتزام، لجواز الغفلة عن

كونها رهنا، فهو أعم، وال داللة للعام على الخاص.وإن قلنا بالثاني، كان إجازة فتبطل الشفعة، ألن طلبها يدل على إجازته

لتلزم الشفعة، وإال لم يصح الطلب، هذا كالمه.اعلم أن خالصة الكالم قبل قوله: والتحقيق، أن االشكال مبني على

أمارتين.األول: إن طلب الشفعة يقتضي الرضى بالعلة التي هو البيع، فيلزم

اإلجازة فتبطل الشفعة.الثاني: إن قول الشفيع في قوة فسخت وأخذت الشفعة، فكما أن هذا القول

ال يدل على اإلجازة فكذا ما يساويه.وأما ما قاله بعد قوله: والتحقق، فكالم برأسه، ويتوجه عليه أن الشفعة إذا

جعلت مرتبة على البيع الالزم ال يلزم داللة قول الشفيع على الرضى بالبيع البالمطابقة وال غيرها، كما قال في أحد شقي الكالم في التحقيق، وهو ظاهر.إن قلت: كالم االيضاح هنا مبني على أن فعل المسلم محمول على الصحة،فإذا علم طالب الشفعة أن الشفعة مترتبة على البيع الالزم فطلب الشفعة فلزم

البيع.قلت: هب أنه كذلك، لكن الشفيع يمكن أن يطلب الشفعة زاعما أن

الشفعة تترتب على البيع األعم، وإن كان الحق أن الشفعة مترتبة على البيعالالزم.

ثم أمكن أن يقال: لو لم يالحظ المقدمة القائلة إن فعل المسلم محمول على--------------------

(١) إيضاح الفوائد ٢: ٢٢.

(١٣٣)

المشروع، أن الطلب هنا ليس بمشروع، فإن الطلب فرع الرضى، فإذا رضى ثمطلب يكون طلب غير مشروع.

والحق أن طلب الشفيع ال يستلزم تعقل الرضى، والمقدمة القائلة بأن طلبالمعلول يستلزم الرضى بالعلة، ممنوعة وال تسقط الشفعة.

إن قلت: إذا الحظنا أن طالب الشفعة عمل بالمشروع في طلب الشفعة تلزماإلجازة واسقاط الشفعة.

قلت: هذه المقدمة على ما قال الشيخ الشهيد رحمه الله، ألن يعلم أن طالبالشفعة طلب الشفعة بعد البيع ال قبله، ألن طلب الشفعة قبل البيع غير مشروع،وحينئذ ال فائدة كثيرة لتلك المقدمة، ألن البحث مفروض بعد البيع. وكيف اللو كان المقدمة المذكورة منظورا في الدليل تلغو بعض المقدمات، فإن قولهم

الرضى بالمعلول رضى بالعلة إلى آخر ما قالوا ال يحتاج إلى ضم تلك المقدمة،وحينئذ ال يلزم أن يكون الطلب غير مشروع، فإن اإلجازة تلزم بنفس طلب

الشفعة ال من المقدمة المذكورة.إن قلت: نحن نحرر هكذا: إن فعل المسلم محمول على أنه عالم بأن الشفعة

ال تتصور إال بعد لزوم البيع، فيلتزم بالبيع ثم يطلب الشفعة، وحينئذ تبطلالشفعة ويكون الطلب أيضا غير مشروع.

قلت: هذا الكالم يبطل الشفعة مطلقا، مع أنه غير معقول في نفسه كماال يخفى. نعم يتوجه ما أوردنا أن طلب الشفعة باللفظ الدال إذا كان بعد األكثر

لم يكن الطلب غير مشروع، سواء لوحظت المقدمة القائلة بأن فعل المسلم محمولعلى المشروع أوال.

المسألة السابع.لو جعال أي الراهن والمرتهن الرهن على يد عدلين، لم يجز ألحدهما التفرد

(١٣٤)

به وال ببعضه، ولو سلمه أحدهما إلى اآلخر ضمن النصف، ويحتمل أن يضمنكل واحد منهما الجميع.

اختار الشيخ الفقيه الثاني، وأورد أن أصل المسألة كأنها مسألة علىالتناقض، ألنه ال يخلو: إما أن يكون فرض المسألة فيما إذا كان هناك قرينة

حالية أو مقالية على االيداع بكل منهما، أوال، بل المودع الكل المجموعي بأنيكون كل منهما مودعا للنصف.

فإن كان الثاني فكيف يضمن كل واحد منهما الجميع، وأنه ما تعدى إالفي النصف اآلخر المتعلق بصاحبه.

وإن كان األول فمثبت اليد على الكل ما قصر، ألنه حفظ الكل وذلكواجب عليه، غاية ما في الباب أن صاحبه ما وافقه في الشركة، وال يمكن مؤاخذة

شخص بفعل الغير وتقصيره، فإن من الجائز أن يكون الحافظ مع عدم تقصيرهفي الحفظ جلب الموافقة من صاحبه ولم يوافقه الصاحب، فأي ذنب له.

فاألعدل هو األول، هذا كالم الرسالة.وفيه أن المراد أن الرهن جعل في يد عدلين، بمعنى أن يكون حفظ كل

واحد مشروطا بنظر اآلخر، فإذا ترك أحدهما الحفظ فقد ترك كل منهما الحفظبشرط نظر اآلخر. نعم األول قصر حيث ترك الحفظ بشرط النظر وتصرف في

مال الغير بغير رضاه، فهما يضمنان الكل، وذنب الحافظ أكثر.المسألة الثامنة

القول قول المرتهن في أن رجوعه عن إذنه للراهن في البيع قبله ترجيحاللوثيقة، ألن األصل عدم بيع الرهن في الوقت الذي يدعيه، وعدم رجوعالمرتهن في الوقت الذي يدعيه، فيتعارضان ويبقى األصل استمرار الرهن.

ويحتمل تقديم قول الراهن عمال بصحة العقد، اختار الشيخ العالمة

(١٣٥)

األول. وفي الرسالة أن الظاهر هو الثاني، ألنه بعد ما حصل اإلذن فاألصلاستمراره بحكم االستصحاب، وليس لعدم بيع الراهن في الوقت الذي عينه

أصالة بعد تحقق اإلذن.والحاصل: إن لعدم بيع الراهن في وقت شرعي أصالة قبل تحقق اإلذن،

وبعد تحقق اإلذن صار األصل هو صحة بيعه ووقوعه في وقت شرعي، خصوصاإذا ضم إليه أصالة صحة العقد، فالقوة للثاني، انتهي.

واعلم أن اإلذن ال يدفع أصالة عدم وقوع البيع في وقت شرعي، وكيف الواإلذن ال يستلزم الوقوع، وكما أن األصل صحة البيع فكذا األصل بقاء الرهن،

فاختيار الشيخ العالمة غير بعيد.المسألة التاسعة

لو شككنا في وقوع الرضا بعد الحولين، تقابل أصال البقاء، واإلباحة، لكنالثاني أرجح، وفي الرسالة فيه اشكال من وجوه:

األول: إن اإلباحة ما بقي له تأثير واعتبار مع استصحاب بقاء الحولينوتحقق الناقل، فإنه قبل زمان الشك ال شك أنه كان زمان الحولين، فيستمربحكم االستصحاب حتى يزيله ناقل، وال شك أن بعد الشك ما تحقق الناقلفثبت الرضاع، فثبت الناقل عن اإلباحة األصلية بعد أن كانت مما بقي أثره،بل األصل صار عدم اإلباحة كما تقرر أن األصل يجب به العلم إلى أن دل

دليل على زواله، فبعد ذلك صار األصل زواله إلى أن دل دليل على زوالالبقاء.

الثاني: إن أصالة البقاء لو تمت لتمت في بعض الصور، كما إذا عرفتخمس عشرة رضعة في زمان معين، ولم يعلم اتصال الحولين إلى هذا الزمان،

فاألصل اتصاله أما إذا علم انقطاع الحولين في زمان، ويشك في أن خمس

(١٣٦)

عشرة رضعة هل تحققت قبل هذا الزمان أو بعده، فليس هناك أصل يرجعإليه.

الثالث: ال يبعد أن يستشكل بأنه استصحاب الحال إنما يتصور في أمرمحدود يقبل الزيادة والنقصان، وأما األمر المحدود كالحولين مما إذا استصحبنا

آخره تنقص أوله، فال نسلم تحقق االستصحاب فيه، هذا محصل كالملرسالة.

واعلم أنه اإلباحة المستفادة من كالم المصنف ليس اإلباحة المقابلةلالستحباب، بل اإلباحة تشتمل السنة، وحينئذ نقول: اآليات الدالة على

إباحة النكاح واستحبابه في األجنبية شامل لما وقع الشك في رضاعها، وليسالكالم في اإلباحة األصلية. وأما تعريف االستصحاب كما وقع في كتب

األصول شامل لألمر المحدود بال ريب، وعدم االعتبار في بعض المواد لعله لنصأو أمر آخر.

المسألة العاشرةولو أوصى له ببنته فمات قبل القبول وخلف أخا فقبل، عتقت ولم يرث،

وإال لحجب األخ فيبطل القبول فيبطل العتق.وفي الرسالة يرد عليه أن قوله فيبطل العتق ممنوع، إذا لمعتبر في القبول كونه

وارثا حال القبول، أي اإلرث الظاهري.وفي الرسالة أن المصنف رحمه الله صرح بذلك في أول الوصايا، وال شك أنه

لوال القبول كان الوارث هو األخ. ولو عبر في القبول الوارث في نفس األمريتوجه اشكال ال مدفع عنه على القول بأن القبول كاشف كما هو مذهبالمصنف، وذلك ألنه يلزم اجتماع النقيضين، ألن الوارث في نفس األمر

منحصر في البنت واألخ، وكل منهما إن كان وارثا يلزم أن ال يكون وارثا، وإن لم

(١٣٧)

يكن وارثا يلزم أن يكون وارثا.بيان ذلك: أن األخ إن كان وارثا في نفس األمر فبقبوله انكشف تمام

الوصية، فانكشف أن العتق كان صحيحا من وقت الموت، فانكشف أنها هيالوارث فال يكون األخ وارثا، وإن لم يكن وارثا فالوارث هو البنت، فال اعتبار

لقبول األخ، فال تنعتق البنت، ألنه موقوف على القبول الصحيح، فال تكونالبنت وارثة، فيكون األخ وارثا إذا لوارث منحصر فيهما.

وإذا قلنا أن الوارث في نفس األمر هو البنت والظاهري هو األخ، وقلنا إنالمعتبر هو قبول الوراث الظاهري، ال يلزم الحجب المذكور وال اجتماع

النقيضين، انتهى.واعلم أن المصنف قدس سره اختار في التذكرة أن العين الموصى به تدخل

في ملك الموصى له متزلزال، فإن قبله استقر عليه، وإن رده انتقل إلىالوارث.

فإن قلنا إن االستقرار ال بد منه في انعتاق البنت، ولم يحصل من أبيها قبولموجب لالستقرار، وحصل من أخيه القبول الموجب لالستقرار المستلزم للعتق،

وال يلزم اجتماع النقيضين وال الحجب، ألن القبول من األخ ليس كاشفامحضا. وهذا أقرب إلى الصواب من القول بالكاشف المحض، فإنه مما ال وجه

له، ألنه إذا أوصى شخص ببنته له فمات قبل القبول وقبل األخ أحدهما ورداآلخر، ال يخلو إما أن يقال ببطالن عتق المردود وقبول عتق المقبول، أو ال.

فإن قيل به يلزم الترجيح من غير مرجح، فإن ال سبق لعتق المقبول إالالوصية والقبول، والقبول ال مدخل له، فنفى عتق كليهما، وإال يلزم الترجيح من

غير مرجح.وإن قلنا بعدم عتقهما يلزم أن ال يكون القبول كاشفا، بل نقول الحكم

بكاشفية القبول يقتضي الحكم بأن البنت أعتقت بالوصية إذا علمت صحت الوصية

(١٣٨)

إن قلت: الوصية تكون صحيحة وتكون غير صحيحة، والقبول يكشف عنذلك.

قلت: في صورة تكون الوصية بالبنتين مرة كما قلنا يلزم المحذور، وأيضااألصل في الوصية الصحة، فيحكم بمجرد الوصية بالعتق، إال أن يقال باختيارحرية االثنين بعد كشف عتق أحدهما بالكاشف، فإنه حينئذ يحكم بكشف

عتق األخرى أيضا، فإن الكشف عن إحداهما هو الكشف عن األخرى.وفيه أنه إذا قال المعتق حال القبول: ما أرد كلتيهما وال أقبل كلتيهما، وفسر

برد إحداهما وقبول األخرى معينا، فحينئذ ال يمكن أن يجعل الرد كاشفا عنعدم عتقهما، وال القبول كاشفا عن عتقهما.

ثم اعلم أنهم اختلفوا في أن ملك الموصى له متى يحصل، قال الشهيدقدس سره في الدروس: إذا كان موت الموصى له بعد موت الموصى، ففي دخول

العين الموصى به في ملك الموصى له وجهان، مبنيان على أن الملك يحصلللموصى له بوفاة الموصى متزلزال، فإن قبله استقر عليه، وإن رده انتقل إلى

الوراث، كما أن التركة تنتقل بالوفاة إلى الورثة أو بالوفاة والقبول، أو يكونالقبول كاشفا.

فعلى األول وهو ظاهر فتوى الشيخ وابن الجنيد، وتصريح التذكرة،يدخل في ملك الميت ويلزمه أحكامه من قضاء ديونه ووصاياه، والعتق عليه لو

كان ممن ينعتق عليه واإلرث أيضا.والشيخ يمنع من اإلرث، وإال اعتبر قبوله فيدور.

وأجيب بأن المعتبر قبول الوارث في الحال وكذا على الثالث، وعلى الثانيال يدخل.

--------------------(١) النهاية: ٦١٠.

(٢) نقله عنه العالمة في المختلف: ٤٩٩.(٣) تذكرة الفقهاء ٢: ٤٥٥.

(٤) الدروس: ٢٤٠.

(١٣٩)

هذا كالم الدروس، ويفهم منه ما قاله السيد األيد إال قليال.ثم إنه قال صاحب التنقيح: اختلف في ملك الموصى له متى يحصل، قال

الشيخ في المبسوط والخالف يحصل بالموت، وهو قول الشافعية فإنهم قالوا:يدخل في ملك الموصى له بغير اختياره كالميراث، فالقبول كاشف.

وقال ابن إدريس: إنه يدخل في ملك الموصى له بالموت والقبول معا،وحكاه الشيخ في المبسوط قوال ثالثا حكاه عن بعضهم، أنه يكون مراعى إن قبل

الموصى له علمنا أنه انتقل إليه بالموت انتقاال غير مستقر وبالقبول استقر، وإنلم يقبل علمنا أنه انتقل بالموت إلى الوارث. واختار المحقق في الشرائع

الثاني، واختار العالمة في المختلف والقواعد األول، وفي التذكرةالثالث.

هذه عبارة التنقيح، واالختالف بين الدروس والتنقيح فيما نقال ظاهر.ثم نقول: يفهم من الكتابين أن قول العالمة في التذكرة بأن الملك المتزلزل

يحصل بالوصية وبالقبول يحصل االستقرار، فحينئذ إن قلنا إن الموصى له لما لميقبل ومات وكان العين الموصى به في ملكه متزلزال، فإذا قبل الوراث استقر

فانعتقت البنت، ألنها لما دخلت في ملك أبيها متزلزلة، فإن سلمنا عتقهامتزلزال فإذا قبل اآلخر استقر الملك المتزلزل بالقبول، فقبول الوارث في الحال

ليس كاشفا محضا عن الملك، بل كاشف عن لزوم الملك الموجب للعتق،--------------------

(١) المبسوط ٤: ٥١.(٢) الخالف ٢: ٣١٣.

(٣) السرائر: ٣٨٧.(٤) المبسوط ٤: ٥٢.(٥) المبسوط ٤: ٥٢.

(٦) شرائع االسالم ٢: ٢٤٣.(٧) المختلف: ٤٩٩.(٨) القواعد ١: ٢٩٠.(٩) التذكرة ٢: ٤٥٣.

(١٠) التنقيح الرائع لمختصر الشرائع ٢: ٣٦١.

(١٤٠)

فحينئذ ال يلزم ما أورده السيد األيد من المحال.ثم اعلم أن الحق إن جعل القبول كاشفا محضا باطل، وكذا جعله سببا

للملك. أما جعله كاشفا محضا، لما ذكرنا، وأما جعله سببا للملك، فألن اللهتعالى جعل اإلرث بعد الوصية، فلو لم تنتقل إلى الموصى له بقي بال مالك، ألن

الميت زال ملكه بالموت وليس ملكا للوارث، وإال لتلقى الموصى له الملك عنه،وهو باطل اجماعا، فبقي الحق أن القبول علة الستقرار الملك، كيف ال، ولو

جعلناه كاشفا كما فعله بعض علمائنا والشافعية بالدليل المذكور يلزم أن يكونالقبول لغوا، إذ الدليل المذكور يكفي في العلم باالنتقال، وهو ظاهر.إن قلت: يمكن أن يكون المراد من قوله تعالى:. من بعد وصية وصية

كاملة مقبولة، فحينئذ يكون الملك قبل القبول للورثة.قلت: فحينئذ يكون بعد القبول منتقال من الورثة، مع أنه خالف االجماع

كما صرح صاحب الكنز.إن قلت: كالم السيد األيد في الرسالة مبني على الكاشفية المحضة، كما نقل

عن المصنف، فيصح كالمه إلزاما للمصنف.قلت: المصنف إذا قالك الكاشف أراد مقابل السبب، فهو شامل لما يكون

القبول سببا للزوم. سلمنا لكن المسائل الفقهية ليس مناطها االلزام، فإنهاللعمل وال يصح العمل بااللزام، فنقول: إن الحق فيها إما عدم انعتاق البنت

على تقدير أن ال ينقل الملك إلى الموصى له، أو العتق كما قلنا، فتأمل.المسألة الحادية عشرة

عمل بعض السادة العلماء األتقياء المشار إليهم رسالة منفردة، في بيان أن--------------------

(١) النساء: ١٠.(٢) كنز العرفان ٢: ٩٤.

(١٤١)

الغائب عن زوجته إذا طلق زوجته عالما بحيضها يصح طالقها، قال مسألة:الغائب إذا خرج عن زوجته في طهر قد قربها فيه، وطلق بعد الطهر الثاني عالما

بأنها حائض، هل يصح طالقها أم ال؟صرح الشارح العالمة فخر الدين في شرح القواعد بصحته، واستدل على

ذلك بأنه فيه جمعا بين األخبار.واعترض عليه شيخ المؤمنين أدام الله فوائده بقوله: وما استدل به مردود،

ألن األخبار بعضها دل على جواز التطليق على كل حال، وبعضها دل علىاعتبار مدة التربص، وهي ما يظن معها كونها طاهرا وقت الطالق، فيخص

العموم بأن زوجة الغائب إنما يجوز طالقها إذا غلب على الظن بمضي المدةالمذكورة كونها طاهرا وقت الطالق، فكأنه عليه السالم قال: وزوجة الغائب على

كل حال إذا غلب على الظن كونها طاهرا طهرا لم يقربها فيه، وحينئذ فال داللة فيهاعلى ما يدعيه.

فإن قيل: يمكن الجمع بين األخبار بوجه آخر، وهو أن يقال: األخبار الدالةعلى التربص دلت على اعتبار المدة المذكورة من غير تقييد بكونها طاهرا وقت

الطالق وعدمه، فيقيد بذلك عموم األخبار العامة تصير زوجة الغائب علىكل حال إذا تربص بها المدة التي تنتقل معها من طهر إلى آخر، وحينئذ فيعم

ذلك ما إذا علم حيضها حين الطالق بعد الطهر الثاني.قلنا: هذا مردود بوجوه:

األول: إنه إذا دار الحال في التقدير في النصوص بين أمرين أو أمور، وجبتقدير ما كان ألصق بالمقام، والالئح أن اعتبار الطهارة ألصق، وذلك ألن

زوجة الغائب لما اعتبر فيها االستبراء وظن االنتقال عن الحيض إلى الطهر، ولم--------------------

(١) إيضاح الفوائد ٣: ٣٠٤.

(١٤٢)

يكتف بظن االنتقال إلى الحيض، أفاد ذلك أن أحكام زوجة الحاضر ال حقةبها، لكن لخفاء حالها بسبب البعد أكتفي عن معرفة حالها بحسب الواقع بما يفيد

معرفة عادتها.الثاني: إنا لو سلمنا أن كال من التقديرين ممكن، فال بد من مرجح بعينالتقدير اآلخر الذي يبقى معه العموم، ليخص به عمومات الكتاب والسنة

الدالة على المنع من طالق الحائض، وال ريب أن ليس هناك مرجح، ومع انتفائهفكيف يجوز فيه االقدام على الحاكم بجواز طالق من يعلم كونها حائضا، معقيام الدالئل الدالة على المنع وانتفاء المعارض، وال ريب أن االقدام على حل

ما دل ظاهر الكتاب والسنة على تحريمه بمثل هذا التمحل على شفا.الثالث: إنه لو جمع بين األخبار بالطريق الذي يدل على مدعاه، لزمه القول

بأن من علم الحض بعد الطهر األول يجب الحكم بصحة طالقه، لتناولالعموم لهذا الفرد بزعمه.

فإن قيل: هذا الفرد خرج باالجماع.قلنا: أي اجماع يدعى والمفيد وجماعة يجوزون طالق الغائب مطلقا.

إذا عرفت ذلك فاعلم أن القول بصحة الطالق على هذا الوجه قول عريعن الدليل، بعيد عن االحتياط، مشتمل على ارتكاب تخصيص عمومات

الكتاب والسنة بما ليس بشئ، وإنما هو وهم محض وخيال واه، وعباراتاألصحاب مشعرة بخالف ما ذكره.

قال في القواعد: ولو خرج مسافرا في طهر لم يقربها فيه صح طالقها وإنصادق الحيض، والمفهوم من المصادفة عدم العلم.

وفي التحرير: ولو طلق غير المدخول بها [أو الحامل]، أو التي غاب عنها--------------------

(١) المقنعة: ٨١.(٢) قواعد األحكام ٢: ٦٢.

(٣) لم ترد في النسخة الخطية، أثبتناها من المصدر.

(١٤٣)

قدرا يعلم انتقالها من طهر إلى آخر، جاز طالقها مطلقا وإن اتفق فيالحيض. والمفهوم من االتفاق نحو المفهوم من المصادفة.

وفي الشرائع: أما لو انقضى من غيبته ما يعلم انتقالها من طهر إلى آخر ثمطلق صح ولو اتفق في الحيض.

وليس يحضرني في عبارة أحد من المعتبرين التصريح بالجواز مع العلمبالحيض. انتهى.

قال السيد التقي الزكي هنا مقامان:األول. ما يتعلق بكالم الشيخ سلمه الله تعالى.

والثاني: ما يتعلق بكالم الشارح العالمة.أما ما يتعلق بكالم الشيخ فقوله: بعضها دل على اعتبار مدة التربص،

وهي ما يظن معها كونها طاهرا وقت الطالق إلى آخره. فيرد عليه أنه ليس فيالروايات الخاصة شئ يدل على أنه ال بد في صحة الطالق من كونها طاهراوقت الطالق، غاية ما يدل عليه هو االنتقال من طهر إلى آخر، أعم من أن

تكون طاهرا وقت الطالق أم ال.وأما الوجوه التي ذكرها الشيخ ففيها أن الروايات الخاصة لو دلت على

االنتقال من طهر إلى آخر ال تدل إال على مجرد االنتقال، أعم من أن تكونطاهرا وقت الطالق أو حائضا، فحينئذ تخص الروايات العامة بمقدار داللتها،

ال بشئ ال تدل الروايات الخاصة عليه، والتقييد بأمر زائد يحتاج إلى دليل،فعلى هذا اندفع الوجهان األوالن.

وأما اندفاع الثالث فظاهر، ألنه بعد ما اعتبر االنتقال على الوجه المخصوص،ال يلزمه القول بأن من علم بالحيض بعد الطهر األول يلزمه الحكم بصحة طالقه

--------------------(١) تحرير األحكام ٢: ٥٢.(٢) شرائع االسالم ٣: ١٤.

(١٤٤)

وأما قوله في القواعد: وإن صادق إنما هو في مسألة أخرى.وأيضا يفهم من قوله: وإن صادق، إنه يجوز التطليق مع عدم العلم،

وال يستلزم عدم الجواز مع العلم بالحيض.أما المقام الثاني هو متعلق كالم الشارح العالمة، وهو أنه إذا صححنا

الطالق عملنا بالروايات العامة والخاصة بعد الجمع بينهما، وهو ما ذكره الشيخالعالمة من أن األخبار الدالة على وجوب التربص مدة ليصح الطالق، ال يصح

اجراؤها على ظاهرها من االختالف والتنافي وال اطراح بعضها، فلم يبق إالالجمع بينها بالحمل على أن المراد مراعاة زمن يعلم الزوج الغائب حصول

الحيض بعد طهر الجماع واالنتقال عنه إلى الطهر، وأن االختالف منزل علىاختالف عادات النساء في حصول الحيض باعتبار شهرا أو ثالثة أشهر أو خمسة

أو ستة، فقد أشركت أخبار التربص في أن االنتقال من طهر إلى آخر شرطصحة الطالق من الغائب، ولو ظنا مستفادا من عادة المرأة إن كانت معلومة،

وإال فمن غالب عادات النساء.وال ريب أن ما اشتركت فيه هذه األخبار مخصص بعموم الخبرين الدالينعلى جواز تطليق زوجة الغائب على كل حال، وال شك أيضا أن الخبرين

المخصصين يخصصان عموم المنع من طالق الحائض، فيصح الطالقالمذكور.

فخالصة الكالم أن الدالئل الدالة على عموم المنع من طالق الحائضمخصصة بالخبرين الدالين على جواز تطليق زوجة الغائب على كل حال،

والخبران المذكوران مخصصان باألخبار الدالة على التربص، وال محذور في ذلك،والقول بأن الخبرين المذكورين لما لم يكن ظاهرهما مرادا لم يمكن التخصيصبوجه من الوجوه محل منع، نعم كالم الشارح العالمة مجمل، ما ذكر شيئا يدل

مفصال على المعنى المراد، لكن ال مانع من حمله على ما ذكرنا، انتهى.

(١٤٥)

اعلم أن علماء التفسير كلما في التنقيح قالوا: إن المراد بقوله تعالى:(طلقوهن لعدتهن) ايقاع الطالق في الطهر الذي ال جماع فيه.

وظاهر اآلية كظاهر األحاديث الدالة على ايقاع الطالق في الطهر ال يختصبالحاضر، فحينئذ إذا نظرنا إلى الروايات الواقعة في الغائب وجمعناها مع

الروايات الواقعة في ايقاع الطالق في الطهر الذي ال جماع فيه، يظهر تحريمالطالق مع العلم بالحيض كما قاله الشيخ سلمه الله.

لكن ظاهر كالم األصحاب استثناء الغائب زوجها عن اآلية، وكذا عناألحاديث، فحينئذ ال يصح االستدالل باآلية على حال الغائب.

وأيضا من قال بالتربص كالشيخ في النهاية قال: إذا غاب عنها في طهر قدقربها فيه بجماع ال يطلقها حتى تمضي ما بين شهر إلى ثالثة أشهر، ثم يطلقها بعد

ذلك أي وقت شاء يدل كالمه على أن العلم بالحيض ال ينافي الطالق.وصاحب التنقيح تصدى لجمع الروايات بوجه آخر، وهو أن ما يدل علىالوجوب فاألمر فيه لالستحباب، وما دل على الحرمة فالنهي فيه للكراهة.

فيتخلص أن الطالق مطلقا واقع، سواء كان عالما بالحيض أو ال، إال أنه يفهم منكالم التنقيح أن المراد بالغيبة: الغيبة التي يمتنع وصول خبر الزوجة إلى الزوج

فال يعلم حالها، إال أن يراد بالعلم الظن بحيضها باعتبار عادتها أو غالبعادات النساء.

في كنز العرفان قوله تعالى: (طلقوهن لعدتهن) أي لوقت عدتهن، ألنالكالم للتأقيت. وفيه داللة على وجوب ايقاع الطالق في أطهر، ألن األقراءهي األطهار لما يجئ، وهو مذهب أصحابنا والشافعي، لكن عندنا هو فعل

--------------------(١) التنقيح الرائع ٣: ٢٩٥، كنز العرفان ٢: ٢٥٠.

(٢) الطالق: ١.(٣) النهاية: ٥١٧.

(٤) التنقيح الرائع ٣: ٢٩٦.(٥) الطالق: ١.

(٦) كنز العرفان ٢: ٢٥٠.

(١٤٦)

خالف ذلك بطل، وعند الشافعي وباقي الفقهاء فعل حراما وصح طالقه.أما الحرمة، فألن األمر بالشئ يستلزم النهي عن ضده.

وأما الصحة، فألن النهي ال يستلزم الفساد. ونحن نمنع الثانية، فإن النهيعن نفس الطالق، وقد تقدم أن عند المحققين أن النهي عن نفس الشئ أو

جزئه أو الزمه يدل على الفساد.ثم إن هذا العموم مخصوص بأمرين:

أحدهما: غير المدخول بها.وثانيهما: الغائب عنها زوجها غيبة يعلم انتقالها من طهر إلى آخر، أو خرج

عنها في طهر لم يقربها فيه بجماع، فإن هاتين يصح طالقهما من غير تحريم، وعلىذلك اجماع أصحابنا وتظافر أخبارهم، ويدل على األولى آية األحزاب على

ما سيأتي، انتهى.فظاهر االستثناء يقتضي وقوع الطالق في الغائب عنها زوجها مع العلم

بالحيض.واعلم أن للروايات احتماالت:

أولها: أن يكون الطالق في الغائب عنها زوجها مشروطا بالعلم بالطهر،بوجه يمكن علم الزوج بعادة الزوجة أو عادات النساء.

ثانيها: أنه يكتفي بعدم العلم، ألن الغائب ال يقدر على ضبط حال المرأة،مع أن نظر الشرع إلى عدم وقوع الطالق في وقت الحيض.

والغائب عن الزوجة لما لم يتيسر له غالبا العلم بحال الزوجة من طهرهاوحيضها، أقيم عدم علمها مقام العلم، فصار مدة التربص ما يظن معها انتقال

المرأة من طهر إلى آخر مع عدم العلم بكونها حائضا، سواء ظن طهرها أو ال.والعمومات الدالة على اعتبار الطهر تحفظ بقدر االمكان، فال يقع الطالق

حال العلم بالحيض.

(١٤٧)

وهذا غير ما اعتبر الشيخ سلمه الله في مدة التربص، وغير كالمااليضاح على ما فصله السيد تلميذ الشيخ، ألن ما قاله الشيخ يشترط فيه

الظن بالطهر، وما قال تلميذه يجامع العلم بالحيض بخالف ما ذكرنا. فإذافسرنا التربص بمدة يعلم انتقالها عن طهر إلى آخر من غير علم بحيضها

وطهرها، فحينئذ يالئم لفظ المصادفة واالتفاق.ثالثها: أن يحمل بما حمله صاحب االيضاح وأيده السيد األيد.

رابعها: أن تحمل الروايات الدالة على اعتبار مدة التربص في الغائب عنهازوجها عل باالستحباب، واألحوط األول، والباقي جائز على ما يفهم من قولأبي الصالح وغيره المنقول في المختلف، فإن ظاهره يدل على أن الغائب عنها

زوجها غير مكلف بضبط حال المرأة، وقول باقي األصحاب المذكور في المختلفيشعر بذلك، ويظهر ذلك بعد المراجعة إلى أقوالهم.

ثم إن قول صاحب الكنز حيث استدل بالنهي عن نفس الطالق، منظورفيه، ألن الصحة في غير العبادات ترتب األثر، والنهي ال يقتضي عدم الترتيب

فالحق االستدالل باالجماع.بقي هنا كالم، وهو أن كالم الشيخ سلمه الله وإن كان يقرب إلى

االحتياط، لكنه يخالف ظاهر االجماع المنقول في الكنز، واألخبار المتظافرة علىما قاله، ألن مقتضى ظاهر االجماع أن ال يتحقق التحريم في الغائب زوجها في

الصورتين، وكالم الشيخ سلمه الله يقتضي تحقق التحريم في طالق الغائبزوجها في غير الطهر.

إن قلت: فرق بين الغائب عنها زوجها والحاضر، فإن طالق الحاضر لو--------------------

(١) النهاية: ٥١٧.(٢) إيضاح الفوائد ٣: ٣٠٤.

(٣) كنز العرفان ٢: ٢٥٠.(٤) النهاية: ٥١٧.

(١٤٨)

صادف الحيض يبطل بخالف الغائب عنها زوجها.قلت: ال مدخل لهذا الفرق، فإن االجماع يقتضي عدم التحريم في غير الطهر

إال في الحاضر، وليس ذلك بحرام في الغائب زوجها عنها، ال أنه ال يقعالطالق، أو يقع وبينهما فرق ظاهر.

وحينئذ نقول على قول الشيخ سلمه الله: ال وجه الستثناء الغائب عنهازوجها عن اآلية، فإن قوله تعالى: (لعدتهن) يشمل العلم والظن، لكن

ينافي ما يقتضيه االجماع المذكور في الكنز قول صاحب التنقيح حيث قال:المحبوس عن زوجته كالغائب في طالق الزوجة، هذا قول الشيخ، وتبعه ابن

حمزة والقاضي، والمستند رواية عبد الرحمن بن الحجاج عن الكاظمعليه السالم.

ومنعه ابن إدريس، إذ األصل بقاء الزوجية، وال دليل على وقوع هذاالطالق إذا اتفق في زمان الحيض وهي مدخول بها، وحمله على الغائب قياس،

واختار العالمة األول مستدال بوجود المقتضي لوقوع الطالق، وهو الصيغةالصادرة من أهلها، وانتفاء المعارض، إذ هو ليس إال الوقوع في الحيض، وهو

غير معلوم بل مظنون العدم، إذ التقدير ذلك.وفيه نظر، ألنا نمنع وجود المقتضي، فإن وجود الصيغة من أهلها غير كاف

بل ال بد من وقوعها في محلها، وهي المرأة الخالية من الحيض إذا كانت مدخوالبها، وذلك غير حاصل، إذ الفرض أن الخلو من الحيض غير معلوم بل غايته أنه

--------------------(١) النهاية: ٥١٧.

(٢) الطالق: ١.(٣) كنز العرفان ٢: ٢٥٠.

(٤) النهاية: ٥١٨.(٥) الوسيلة إلى نيل الفضيلة: ٣٢٠.

(٦) المهذب ٢: ٢٧٦.(٧) الفقيه ٣: ٣٣٣ حديث ١٦١٤، التهذيب ٨: ٦٩ حديث ٢٢٩.

(٨) السرائر: ٣٢٧.(٩) القواعد ٢: ٦٢.

(١٤٩)

مظنون، والظن غير كاف إال في الغائب، لالجماع عليه، فحمله عليه قياس.والرواية يمكن حملها على العلم بمصادفة الطالق الطهر، وأما مع عدم العلم

بالمصادفة فال يتهجم على إباحة الفروج لخبر الواحد المحتمل للصدق متنا وداللة،فاألحوط إذا ما قاله ابن إدريس.

هذا كالم التنقيح، وهو يدل على اعتبار الخلو عن الحيض في الطالق، إالأنه يكفي الظن في المختلف.

قال الشيخ في النهاية: ومتى كان للرجل زوجة معه في البلد غير أنه ال يصلإليها فهو بمنزلة الغائب عن زوجته، فإذا أراد طالقها فليصبر إلى أن يمضي ما بين

شهر إلى ثالثة أشهر ثم يطلقها إن شاء.وتبعه ابن البراج، وابن حمزة.

وقال ابن إدريس: الذي يقتضيه أصول مذهبنا واجماعنا منعقد عليه، أنهال يجوز للحاضر أن يطلق زوجته المدخول بها وهي حائض بغير خالف. وحملالحاضرة في البلد على تلك قياس، فهو باطل عندنا، واألصل الزوجية، فمن أوقع

الطالق يحتاج إلى دليل.وما ذكره شيخنا خبر واحد أورده ايراد االعتقاد، كما أورد أمثاله مما

ال يعمل عليه وال يعرج إليه، ولوال اجماعنا على طالق الغائب وإن كانتزوجته حائضا لما صح، فال نتعداه ونتخطاه. والمعتمد ما قاله الشيخ.لنا أن المقتضي معلوم الثبوت، والمعارض ال يظن ثبوته بل يظن عدمه،

فثبت الحكم.أما وجود المقتضي، فألن لفظ الطالق موضوع شرعا للبينونة وسبب تام

--------------------(١) التنقيح الرائع ٣: ٢٩٩.

(٢) النهاية: ٥١٨.(٣) المهذب ٢: ٢٧٧.

(٤) الوسيلة: ٣٢٠.(٥) السرائر: ٣٢٧ مع اختالف يسير في المصدر.

(١٥٠)

فيها، وقد وجد.أما انتفاء المعارض فليس إال الحيض، وهو غير معلوم الثبوت بل مظنون

العدم، إذ التقدير ذلك.وأما ثبوت الحكم عند ذلك فهو ظاهر، ألن المقتضي لجواز تطليق الغائبة

وهو خفاء حالها عنه مع غلبة ظنه باالنتقال من طهر المواقعة إلى غيره موجودهنا، وثبوت العلة يستلزم ثبوت الحكم، وال نرجع إلى القياس بل إلى ما جعله

الشارع علة.وما رواه الشيخ في الصحيح عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: سألت أبا

الحسن عليه السالم عن رجل تزوج امرأة سرا من أهلها وهي في منزل أهلها،وقد أراد أن يطلقها وليس يصل إليها فيعلم طمثها إذا طمثت، وال يعلم طهرها

إذا طهرت، قال: فقال:. هذا مثل الغائب عن أهله يطلقها باألهلة والشهور)قلت: أرأيت إن كان تصل إليها األخبار وال تصل إليه فيعلم حالها كيف

يطلقها؟ قال: (إذا مضى شهر ال يصل إليها فيه ويطلقها إذا نظر إلى غرة الشهراآلخر بشهود، ويكتب الشهر الذي يطلقها فيه، ويشهد على طالقها رجلين،

فإذا مضى ثالثة أشهر فقد بانت منه وهو خاطب من الخطاب، وعليه نفقتها فيالثالثة األشهر التي تعتد فيها).

وهذا نص في الباب، وإذا وافق المعنى المعقول الحديث الصحيح المنقولواشتهر بين الجماعة العمل به كان معينا. انتهى.

وتلخيص ما قال ابن إدريس: أن أصول مذهبنا واالجماع المنعقد على أنطالق الحاضرة ال يقع هي حائض، يقتضيان عدم وقوع طالق الحاضر الذي

--------------------(١) وسائل الشيعة ١٥: ٣١٠ ح ١.

(٢) الفقيه ٣: ٣٣٣ حديث ١٦١٤، التهذيب ٨: ٦٩ حديث ٢٢٩.(٣) السرائر: ٣٢٧.

(١٥١)

ال يصل خبرها إلى زوجها، والغائب عنها زوجها إنما حكم بصحة طالقها وهيحائض لالجماع، فحينئذ ال يصح قياس بعض أقسام الحاضرة أعني التي ال يصل

خبرها إلى زوجها على الغائبة، فإن القياس باطل عندنا. وأيضا االجماعالمنعقد في الحاضرة مطلقا يأبى عنه.

وملخص ما قال العالمة على أن المختار قول الشيخ دليالن:األول: إن المقتضي للطالق هو الصيغة الصادرة من أهلها الدالة على

البينونة، والمانع من الوقوع وقوع الطالق في غير الطهر، والمقتضي متحقق،والمانع غير معلوم التحقق بل مظنون العدم، إذ األصل عدم حين عدم العلم،

فإذا تحقق المقتضي واألصل عدم المانع فيحكم بوقوع الطالقالدليل الثاني: إن الغائب بسبب خفاء الزوجة عنه وظن االنتقال، جوز

طالقه في غير الطهر، وعلم من الشرع علية الخفاء المذكور، لصحة الطالقالمذكور، واشتراك العلة معلوم في القسم المذكور من الحاضرة، فقد تحقق

اشتراك الحكم، فصح طالق الحاضرة التي ال يصل خبرها إلى زوجها.والحديث الصحيح نص في صحة طالق القسم المذكور، وتأكد بالشهرة في

عمل األصحاب.فتلخص من جميع ذلك أن المعتد ما قاله الشيخ وإن كان بعض المقدمات

مدخوال، فإنه ال يضر ذلك في حصول المطلوب من الدليلين، والحديثالصحيح، فإن اجتماع األدلة كثيرا ما يفيد المطلوب سيما في المسائل الفقهية.

إذا علمت ذلك فاعلم أن المتلخص من كالم العالمة إما عدم تسليماالجماع فيما هو الحاضر حقيقة وحكما، أو أنه ال يتقيد باتباع أمثال ذلك

االجماع، فإنه كثيرا ما خالف الدليل مثل هذا االجماع.وأيضا يفهم أن عدم العلم بوقوع الطالق في الحيض كاف في وقوع الطالقفي الحاضرة، وال يحتاج إلى العلم بالعدم، ويفهم من ذلك أن العلم بالحيض

(١٥٢)

ينافي الطالق.وصاحب التنقيح زعم أن خالصة الدليل األول أن المقتضي وهو الصيغة

متحقق، ورفع المانع حاصل، والظن بالخلو عن الحيض كاف في الغائب عنهازوجها، فكذا في القسم المذكور من الحاضرة.

فأورد عليه بأنا نمنع وجود المقتضي، ألن وجود الصيغة من أهلها غيركاف، بل ال بد من وقوعها في محلها، وهي المرأة الخالية من الحيض إذا كانت

مدخوال بها، وذلك غير حاصل، إذ الفرض أن الخلو من الحيض غير معلوم بلغايته أنه مظنون، والظن غير كاف إال في الغائب لالجماع عليه، فحمله عليه

قياس. هذا كالمه. وقد علمت تحرير الدليل وأنه ليس قياسا.وأيضا المصنف قال: إن المقتضي نفس الصيغة، وال معنى لضم خلو

الحيض الذي هو رفع المانع مع عدم المقتضي، وهو ظاهر.ثم إن دعوى االجماع بأن الظن بخلو الغائبة عن الحيض كفاية في الطالقغير مسلم، نعم كالم العالمة بل مظنون العدم إن التقدير ذلك يشعر بوقوعالطالق عند الظن بعدم الحيض، وذلك ال يقتضي مدخلية في طالق الغائبة

لظن الخلو. نعم يفرق بين الغائبة والحاضرة حقيقة وحكما، بأن الغائبة لو وقعطالقها في الحيض يصح، بخالف الحاضرة المذكورة فإن يبطل، فإن وقوع

الطالق في الحاضر معتبر في الطهر دون الغائب وما في حكمه.ثم اعلم أن المستفاد من استدالالت العالمة أن مدار علية الطالق على

الخفاء واالنتقال من طهر إلى آخر، ولم يعتبر فيه الظن بخلو المرأة عن الحيض،إذ لو كان معتبرا عنده ال بد من ضمه أيضا، فعلم أن العلم بالحيض غير ضار في

الطالق في الغائب، لكن تأبى عن ذلك بعض كلماته.بقي أنه يمكن نقض الدليل بطالق الحاضرة إذا طلقت بمجرد الظن بعدم

الحيض، فإنه يجري في الدليل فيها بأن يقال: المقتضي متحقق، والمانع غير

(١٥٣)

معلوم الثبوت إال أن تالحظ الرواية أيضا في الدليل فتأمل. لكن إذا جعلناالدليل مجموع ما قال ال يضر النقض كثيرا.

ثم إن صاحب التنقيح قال: يحتمل حمل الرواية على العلم بمصادفة الطالقالطهر، وأما مع عدم العلم بالمصادفة فال نتهجم على إباحة الفروج بخبر الواحد،

إلى آخر ما قال.وفيه: إن هذا االحتمال بعد العلم بصحة الخبر وعمل األصحاب والشهرة

ال يعتبر أصال، وأيضا العلم بالمصادفة مع ظن الخلو حال الطالق مذهب ثالث لميقل به أحد، وأنه مخالف لالجماع.

ثم إن عبارة ابن إدريس حيث قال: وهي حائض من غير اعتبارالمصادفة، تدل على صحة اجتماع الطالق مع العلم بالحيض. فظهر مما قلنا

أن صاحب التنقيح بمجرد حمل الدليل األول على ما زعمه ونظر فيه زعم أولويةمذهب ابن إدريس دون الشيخ، وهذا عجيب.

ثم اعلم أن دعوى االجماع على بطالن القول بطالق الغائب، العالم بالحيضبعد الطهر الذي قربها فيه بال فصل حال الطالق بشرط االنتقال من الطهر إلى

الحي المذكور ممكن بأن يقال: إن الفريقين أعني من قال بصحة طالقالغائب مطلقا، ومن قال باعتبار التربص ال يعتبران االنتقال من طهر قربها إلى

الحيض الذي بعده، ألن من قال بصحة الطالق مطلقا ال يقول باشتراطاالنتقال من الطهر الذي قربها فيه إلى الحيض الذي بعده، ومن قال بالتربصيقول باشتراط االنتقال من طهر إلى آخر، فيكون القول باشتراط االنتقال من

طهر إلى الحيض الذي بعده خالف االجماع.وعلى ما مهدنا يقوي في الجملة قول االيضاح، ومن يحذو حذوه.

--------------------(١) التنقيح الرائع ٣: ٣٠٠.

(٢) السرائر: ٣٢٧.

(١٥٤)

ويمكن أن يقال: إن خالف المفيد ال يضر في تحقق االجماع في عصر آخربعده، لكن اثبات هذا االجماع مشكل.

إن قلت: كالمنا في نفس ايقاع الطالق في الحيض الذي بعد الطهر الذيقربها فيه بأنه ليس خالف االجماع، فإن المفيد وجمعا من أصحابنا رحمهم الله

قالوا بوقوع الطالق فيه، فال يكون خالف االجماع.قلت: من قال بالتربص إذا قال بصحة الطالق في الحيض الذي بعد الطهر

الذي قربها فيه، كأنه قال باشتراط االنتقال أعم من أن يكون من طهر قربهافيه إلى الحيض األول أو طهر آخر. وهذا التعميم باعتبار االنتقال إلى الحيضخالف االجماع، فإنه ال يتقيد به من قال بعدم التربص، وال يقول به من قال

بالتربص كما أشرنا، فخالف االجماع ليس باعتبار ايقاع هذا الفرد منالطالق، بل في اعتبار االنتقال الشامل لهذا الفرد فافهم.

المسألة الثانية عشرةفي اثبات الغرض في أفعال الله تعالى

اعلم أن أهل الملل قاطبة قالوا باختياره، وبأن فعله معلل بالغرض، إذ لو لميفعل للعلم بالفائدة لكان فعله عبثا، والفطرة الصحيحة تحكم بذلك وتشهدبذلك الروايات. غير أن األشاعرة وافقوا الحكماء في أن أفعاله ليست معللة

بالغرض لوجهين على ما سيجئ.وإنما قلنا أنهم وافقوا الحكماء، فإن الحكماء وإن قالوا بأن أفعال الله تعالى

معللة بالغرض، صرحوا بأن غرض فعله وغايته إنما هو ذاته تعالى.والمتأخرون من الحكماء قالوا: إن ما اشتهر أن الغاية مترتبة على الفعل في

--------------------(١) القنعة: ٥١.

(١٥٥)

الوجود العيني بالغايات المتكونة، وأما غاية فعل يكون أعلى من الكونليس يترتب على الفعل.

ومآل هذا الكالم أن فاعليته تعالى تتم بذاته ال بواسطة أمر آخر كما فيالممكنات، فإن تصور الغايات يتم فاعليتها في األفعال االختيارية، فيكون

الصانع تعالى بهذا االعتبار غاية، وهذا يرجع كما قالوا في الصفات بأن الذاتتفيد فائدة الصفة الزائدة، فكذا تفيد فائدة الغرض الزائد في تكميل فاعليته إلى

نفي الغرض وحصول ما هو الغرض من الغرض.هذا كالم بعض المحققين، وفيه بحث فإن تكميل فاعليته ذاته بذاته إنما يظهر

في الفعل التقديم، أما الحادث ال بد وأن يحتاج إلى آمر آخر.ويمكن أن يقال: إن فائدة نفس الغرض يحصل بنفس الذات، وأما

مدخلية باقي األمور كالشرط ال كالم لنا فيه فتأمل.ويمكن أن يقال: إن الحكماء يثبتون الغرض في فعله تعالى، فإنه كما

ال يقال: إنهم ينكرون علمه تعالى وسائر صفاته، ال يقال بإنكار هم الغرض.وكيف يصح ذلك من المعتزلة القائلين بعينية الصفات، فيحتمل القول بموافقةالحكماء للمعتزلة في اثبات الغرض، لكن هذا المعنى ال ينكره األشاعرة، فعلمأن النزاع في الغرض الزائد. وأما الصوفية قالوا باثبات الغرض في أفعاله تعالى.

إذا علمت ذلك فنرجع إلى ما كنا فيه:قال السيد الشريف قدس سره في رسالة ألفها في نفي الغرض عن فعله

تعالى: أفعاله تعالى ليست معللة بالغرض لوجهين:إحداهما: إن من كان فاعال لغرض فال بد وأن يكون وجود ذلك الغرض

أولى بالقياس إليه من غيره، وإال لم يصح أن يكون غرضا له، فيكون الفاعلمستفيدا بتلك األولوية مستكمال بغيره تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ال يقال: إنما تلزم االستفادة واالستلزام إذا كانت المنفعة راجعة إلى

(١٥٦)

الفاعل، أما إذا رجعت إلى غيره كاالحسان إلى المخلوقات فال.ألنا نقول: إن كان االحسان وعدم االحسان إليهم بالنسبة إليه تعالى

متساويين، لم يصلح االحسان أن يكون غرضا، وإن كان االحسان أولى وأرجحيلزم االستكمال.

الثاني من الوجهين: إن غرض الفاعل لما كان سببا القدامه على فعله،كان ذلك الفاعل ناقصا في فعله وفاعليته مستفيدا بها من غيره، فال مجال

للنقصان بالنسبة إليه تعالى كما ال يخفى، بل كمال الله تعالى في ذاته وصفاتهيقتضي الكاملية في فاعليته وأفعاله، وكاملية أفعاله تقتضي أن ترتب عليه

مصالح راجعة إلى عباده، فتلك المصالح غايات وثمرات ألفعاله من غير عللغائية لها.

واتضح بما حققناه أن ليس شئ من أفعاله عبثا، أي خاليا من الحكمةوالمصلحة، فال سبيل لالستكمال والنقصان إلى عظمته وكبريائه.

قال السيد الشريف قدس سره: وهذا هو المذهب الصحيح، والحق الصريحالذي ال يشوبه شبهة وال تحوم حوله ريبة. وما ورد من أحاديث الموهمة لكون

أفعاله علال باألغراض، محمول على الغايات المترتبة عليها. ومن قال بتعليلهابناء على شهادة ظواهرها، فقد غفل كما تشهد به األنظار الصحيحة واألفكار

الدقيقة، أو إظهار ما يناسب أفهام العامة على مقتضى: كلم الناس على قدرعقولهم.

أقول: الوجهان منظور فيهما من وجوه:أما الوجه األول: فالوجه األول من وجوه النظر: أنا ال نسلم أن الغرض

ال بد وأن يكون أولى بالنسبة إلى صاحب الغرض ليكون غرضا له.الثاني منها: سلمنا أنه ال بد من األول لكن نقول: األولوية أمر اعتباري

ال يوجب صفة حقيقة، فال يوجب تحققها استكماال.

(١٥٧)

الثالث: لو صح ذلك يلزم أن تكون الرازقية والخالقية والمغفورية التيصارت بالفعل تستلزم بعد فعليتها استكماال، إذ ال شك أن الرازقية بالفعل أولى

حين حصولهما كما ال يخفى.الرابع: أنا نقول على تقدير عدم الغرض أن الفعل لو لم يكن بالنسبة إلى

الفاعل أولى ال يصدر عنه، بل نقول: لو لم يكن واجبا ال يصدر كما تقرر.وفيه أن هذا الوجوب غير األولوية التي توجب استكماله.

ال يقال: الالزم هو رجحان جانب الوجود في الفعل، وأما أولويته بالنسبةإلى الفاعل فغير الزم، فال يلزم االستكمال.

ألنا نقول: العقل يحكم بأن الفعل لو لم يكن أولى نظرا إلى فاعله ال يصدرعنه.

وفيه أن العقل يحكم بأن هذه األولوية ال تكفي في كونها كماال للفاعل، إذقد يكون الفعل نقصا، وكذا أولويته. ومثل هذا يمكن أن يورد على أصل

الدليل، ويحتمل أن يجاب عنه هناك.الخامس: إن الغرض إذا كان سببا عاديا، كما أن النار سبب عادي

لالحراق عند األشاعرة، ال يلزم منه االستكمال، فإن الذات يمكن أن تفعلبال سبب، فال يكون ناقصا.

السادس: األشاعرة ال يقولون بالقبح العقلي باعتبار األفعال بالنسبة إلى اللهتعالى، ويصرحون بأن مرجع القبح في األفعال إلى النقص، فحينئذ ال نسلم

تحقق النقص والكمال، فال يتصور االستكمال. على أنا نقول: قالت األشاعرةبعدم تحقق النقص في األفعال، فيتصور حينئذ القول بالنقص واالستكمال.

ال يقال: قالت األشاعرة بتحقق القبح والحسن بمعنى النقص والكمال،فيجري ذلك في األفعال.

ألنا نقول: إنما قالوا ذلك باعتبار الصفات ال في الفعل.

(١٥٨)

أما الوجه الثاني: فالوجه األول من وجوه النظر فيه: أنا نختار أن الغرضالذي هو سبب اقدام فاعلية الفاعل هو فعليته الرازقية مثال، فإن الله تعالى كانرازقا بالقوة، فخلق الخلق ليرزقهم بالفعل، والرازقية صفة اعتبارية ال يلزم من

فعليته وكونه غرضا االستكمال.ولو سلم فهو الزم على كل حال، ويؤيد ذلك الحديث القدسي (كنت

كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق ألن أعرف).الوجه الثاني: أنا نختار أن الفاعلية، أمر اعتباري، ال يتحقق النقص

باعتبار االحتياج فيه إلى الغير، كما أن الرازقية تحتاج إلى المرزوق، وال يلزم منهالنقص.

الثالث: إن االحتياج إلى السبب العادي ال يستلزم النقص وال يسمىاحتياجا، كما أن خلق زيد مسبب بوجود أبيه، وال يعد ذلك نقصا في فاعليته

تعالى لزيد.الرابع: إن النقص ال يتحقق عند األشاعرة باعتبار الفعل، كما أشرنا إليه.

الخامس: أنا نختار أن الغاية والغرض إذا كانا من صفاته ال يلزماالستكمال بالغير، فإنه حينئذ تكون فاعليته تعالى معلال بعالميته مثال، وال محذور

فيه، بل هو كذلك عند من ينكر الغرض في أفعاله تعالىال يقال: األشاعرة إنما قالوا بعدم الغرض في فعله تعالى، ألن الغرض عند من

قال به فاعل لفاعلية الفاعل، وال يقولون بفاعل غير الله تعالى.ألنا نقول: هم ال يقولون بمؤثر في الوجود غير الله تعالى، والفاعلية أمر

اعتباري. وأيضا لو صح ذلك يلزم أن ال يقولوا بالغرض في أفعالنا أيضا، على أنهال بأس في القول بالسببية العادية، إنما الممنوع عندهم الحقيقة.

السادس من وجوه النظر في الوجه الثاني: إن العالم حادث، وفاعليته تعالىللعالم تحتاج في الحقيقة إلى الغير، ألنه ال يتصور تخلف المعلول عن علته التامة،

(١٥٩)

وال يتصور قدم أثر المختار عندهم، فحينئذ ال بد من أمر آخر متى يحدث العالم منالصانع فتحتاج فاعليته إلى الغير فيلزم االستكمال.

قال بعض المحققين: إن الغرض بالحقيقة هو علمه تعالى بالغايات المترتبةعلى األفعال، فلو كان فعله تعالى معلال بالغرض لكان فعله معلال بعلمه، وال

نقص حينئذ أصال.ثم قال: لعل األشاعرة ال ينكرون الغرض بالحقيقة، إنما ينكرون التأثر

واالنفعال الذي يحصل للحيوانات من األغراض.أقول: الغرض عند التحقيق هو متعلق التصديق بالفائدة، ألنه المطلوب

بالفعل، ولهذا قيل: أول الفكر آخر العمل، مثال في عمل الفخار الكوز الغرضهو شرب الماء ال التصديق بالشرب، فالكالم في أن الشرب هل هو مطلوب

لفاعل أم ال؟ فإن لم يكن مطلوبا ال يمكن الفعل، وإن كان مطلوبا يلزماالستكمال على ما قالوا.

وأيضا يمكن أن يقال: إن األشاعرة إنما قالوا بنفي الغرض، ألن العلم ليسسببا للفعل حقيقة عندهم، وليس مقصودهم نفي السببية العادية. وفيه نظر،

ألن الالئق حينئذ نفي الشرط وجميع األسباب، فال فائدة في تخصيص الغرضفتأمل.

ثم إن قول المحقق الشريف قدس سره: ومن قال بتعليلها إلى آخره، إشارةإلى ما اختار العالمة التفتازاني من أن الحق أن بعض أفعاله تعالى معللة

باألغراض، بناء على الروايات. قال في شرح المقاصد: الحق أن تعليل بعضاألفعال سيما شرعية األحكام بالحكم والمصالح ظاهر، كايجاب الحدودوالكفارات، وتحريم المسكرات وما أشبه ذلك، والنصوص أيضا شاهدة

على ذلك كقوله تعالى:--------------------

(١) شرح المقاصد: ٤٨.

(١٦٠)

(وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون) اآلية.و] (من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل) اآلية.

[و] (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيال يكون على المؤمنينحرج) اآلية.

ولهذا يكون القياس حجة إال عند شرذمة.وأما تعميم ذلك فمحل بحث، وعلى ما قلنا ال يتوجه على ما اختاره أنه غفلعن األنظار الصحيحة، فإنك عرفت حال األنظار. وقوله: كلم الناس على قدر

عقولهم، لعله قدس سره غفل من معناه، ألن المراد أن لكل مقام مقاال،فاألفهام العالية يليق أن يذكر لها الدقائق والحقائق البعيدة عن األفهام، أما

باقي األفهام فيذكر لها من المسائل ما هو قريب إليها.وليس المراد أن الباطل يذكر لألفهام الدنية، مثل أن ال يكون لفعله تعالى

غرض، فيذكر لألفهام العامية أن فعله تعالى له غرض، وهذا ال يليق باألنبياءعليهم السالم سيما نبينا سيد األنبياء صلى الله عليه وآله.

هذا على تقدير أن تكون النسبة إلى الغفلة في كالم السيد الشريفقدس سره إلى العالمة التفتازاني، فإن كالمه ال يحتمل الحمل على أنه أراد إظهار

ما يناسب األفهام العامية كما ال يخفى، فال بد من عطف، أو إظهار إلى آخره علىقوله: ما يشهد، أي غفل عن شهادة األنظار، أو غفل أن الشارع أظهر الغرض

بالنسبة إلى أفهام مخاطبيه الناقصين فإن كان إلى غيره، أو أراد السيد قدس سرهأنه غفل حيث قال باثبات الغرض للروايات، أو أراد مع اثبات الغرض فيتفسير الروايات، ألنه القريب إلى أفهام العامة، فهو بعيد، وال كالم معه.ثم إن كالم العالمة التفتازاني حيث قال: اثبات الغرض في جميع أفعاله

--------------------(١) الذاريات: ٥٦.

(٢) المائدة: ٣٢.(٣) األحزاب: ٣٧.

(١٦١)

تعالى محل بحث، ضعيف، ألن الرواية كما دلت على اثبات الغرض في البعضدلت في الكل، ألن الحديث القدسي: (لوالك ما خلقت األفالك)، و (يا انسان

خلقت األشياء ألجلك وخلقتك ألجلي)، و (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرففخلقت الخلق ال عرف)، وأمثاله يدل على الغرض مطلقا. وأيضا العقل كان

يحكم بأن المختار ال بد لفعله من غرض، والمانع كان النقض، فإذا ارتفع النقضبقي الحكم صحيحا مؤيدا بالنقل، والحمد لله رب العالمين.

ورد في نهاية النسخة الخطية: قابلته مرتين مرة بنسخة مؤلفها المبعوثة إلىخزانة أمير المؤمنين عليه السالم، ومرة بنسخة مصححة في المشهد الغروي.

--------------------(١) بحار األنوار ١٥: ٢٨.(٢) الجواهر السنية: ٣٦١.(٣) مفاتيح الغيب: ٢٩٣.

(١٦٢)

(٣٤) شرح األلفية

(١٦٣)

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصالة والسالم على أفضل المرسلين محمد وعترته

الطاهرين.قال سيدنا العالمة المحقق المدقق، أفضل المتأخرين، خاتمة المجتهدين، نور

الشريعة ومقتدى الشيعة، المخصوص بفضل الله المتعالي، أبو الحسين الشيخ عليبن عبد العالي ما يرح ظله على العلماء ممدودا، وطريق حساده وأعاديه مسدودا

شارحا للرسالة األلفية في فرض الصالة للعالمة المغفور الشهيد رحمه الله، شرحايحتوي على األبحاث الشريفة، وينطوي على النكات اللطيفة. آتيا فيها

بتحقيقات خلت عنها الزبر المتداولة، وتدقيقات لم تحوها الكتب المتطاولة،المتناولة لكل مبتكرات لم تسبق إليها أذهان المتقدمين، ولم يخطر على أفكار

المتأخرين.

(١٦٤)

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصالة على أفضل المرسلين محمد وعترته

الطاهرين.--------------------

(١) في هامش ش: الفرق بين الم الجنس واالستغراق: أما من حيث اللفظ والمدلول متحدان، وأما منحيث الداللة الفرق أن الم الجنس تدل على جنس الشئ بالمطابقة وتدل على جميع أفراده

بالواسطة، بخالف الم االستغراق تدل على جميع أفراد الشئ بالمطابقة. " منه رحمه الله ".

(١٦٥)

وبعد، فهذه رسالة وجيزة في فرض الصالة، إجابة اللتماس منطاعته حتم، واسعافه غنم، والله المستعان.

--------------------(١) إشارة إلى قول الشهيد: إجابة.

(٢) إشارة إلى قول الشهيد: اللتماس.

(٣) إشارة إلى قول الشهيد: واسعافه.(٤) إشارة إلى قول الشهيد: غنم.

(١٦٦)

وهي مرتبة على مقدمة، وفصول ثالثة، وخاتمة.--------------------

(١) القاموس المحيط ٤: ٣٠ " فصل ".

(١٦٧)

أما المقدمةفالصالة الواجبة أفعال معهودة مشروطة بالقبلة والقيام اختيارا

تقربا إلى الله تعالى.

(١٦٨)

واليومية واجبة بالنص واالجماع، ومستحل تركها كافر.وفيها ثواب جزيل، ففي الخبر بطريق أهل البيت عليهم السالم:

--------------------(١) نقله السيد محمد جواد العاملي في مفتاح الكرامة ٢: ٣٢٠ عن االنتصار للسيد المرتضى.

(١٦٩)

(صالة فريضة خير من عشرين حجة،--------------------

(١) مريم: ٣١، والحديث رواه الكليني في الكافي ٣: ٢٦٤ حديث ١، والصدوق في الفقيه ١: ١٣٥حديث

٦٣٤، والشيح الطوسي في التهذيب ٢: ٢٣٦ حديث ٩٣٢.

(١٧٠)

وحجة خير من بيت مملوء ذهبا يتصدق منه حتى يفنى). وعنهمعليهم السالم: ((ما تقرب العبد إلى الله بشئ بعد المعرفة أفضل من الصالة)

واعلم أنها تجب على كل بالغ عاقل، إال الحائض والنفساء.--------------------

(١) الكافي ٣: ٢٦٥ حديث ٧، الفقيه ١: ١٣٤ حديث ٦٣٠، التهذيب ٢: ٢٣٦ حديث ٩٣٥.(٢) وسائل الشيعة ٣: ٢٥ ح ١.

(١٧١)

ويشترط في صحتها االسالم، ال في وجوبها.--------------------

(١) الحجرات: ١٤.(٢) الذاريات: ٣٥ - ٣٦.

(١٧٢)

ويجب أمام فعلها معرفة الله تعالى، وما يصح عليه ويمتنع، وعدلهوحكمته، ونبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله، وإمامة األئمة

عليهم السالم، واالقرار بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله، كلذلك بالدليل ال بالتقليد.

(١٧٣)

والعلم المتكفل بذلك علم الكالم.ثم إن المكلف بها اآلن من الرعية صنفان: مجتهد وفرضه األخذ

باالستدالل على كل فعل من أفعالها، ومقلد ويكفيه األخذ عن المجتهدولو بالواسطة أو بوسائط مع عدالة الجميع.

(١٧٤)

فمن لم يعقد ما ذكرناه ولم يأخذ كما وصفناه، فال صالة له.ثم إن الصالة إما واجبة أو مندوبة، بحثنا هنا في الواجبة،

وأصنافها سبعة: اليومية، والجمعة، والعيدان، واآليات، واألموات،والطواف، والملتزمة بالنذر وشبهه.

وما يتعلق بها قسمان: فرض، ونفل. والغرض هنا حصر الفرض،

(١٧٨)

وللنفل رسالة منفردة.--------------------

(١) وهي الرسالة النفلية، التي تحتوي على ثالثة آالف نافلة في الصالة، ألفها بعد الرسالة األلفية وتعدالنفلية من جالئل الكتب الفقهية وأهمها، لذلك شرحها وعلق عليها الكثير من العلماء وقد ذكر

الشيخ الطهراني في الذريعة ١٣: ١٠٧ ثالثين شرحا وحاشية عليها.

(١٧٩)

الفصل األول: في المقدماتوهي ستة:

األولى: الطهارة: وهي اسم لما يبيح الصالة من الوضوء والغسلوالتيمم.

(١٨٠)

--------------------(١) المبسوط ١: ٢٠.

(٢) الدروس: ٣.

(١٨١)

وموجبات الوضوء أحد عشر: البول والغائط والريح من الموضع المعتاد،--------------------

(١) المبسوط ١: ٢٧.

(١٨٢)

والنوم الغالب على الحاستين تحقيقا أو تقديرا، والمزيل للعقل، والحيضواالستحاضة والنفاس، ومس ميت اآلدمي نجسا، وتيقن الحدث

--------------------(١) السرائر: ٣٢.(٢) الدروس: ٩.

(١٨٣)

والشك في الوضوء، أو تيقنهما والشك في الالحق،

(١٨٤)

وتنقضه الجنابة وإن لم توجبه. ويجب بها الغسل، وبالدماء الثالثة إال قليلاالستحاضة، وبالمس والموت.

ويجب التيمم بموجباتهما عند تعذرهما،

(١٨٥)

وقد تجب الثالثة بالنذر أو العهد أو اليمين أو تحمل عن الغير.والغاية في الثالثة الصالة والطواف ومس خط المصحف، ويختص

األخيران بغاية دخول المجنب وشبهه المسجدين، واللبث فيما عداهما،

(١٨٦)

وقراءة العزائم ويختص الغسل بالصوم للجنب وذات الدم.

(١٨٧)

واألولى التيمم مع تعذر الغسل، ويختص التيمم بخروج الجنبوالحائض من المسجدين.

ثم واجبات الوضوء اثنا عشر:األول: النية مقارنة البتداء غسل الوجه، وصفتها:

(١٨٨)

أتوضأ الستباحة الصالة لوجوبه قريبة إلى الله تعالى. ويجباستدامتها حكما إلى الفراغ، ولو نوى المختار الرفع، أونواهما جاز، أما المستحاضة ودائم الحدث واالستباحة

(١٨٩)

--------------------(١) المعتبر ١: ١٣٩.

(١٩٠)

أو هما ال غير.الثاني: غسل الوجه من قصاص شعر الرأس حقيقة أو حكما إلى

محادر شعر الذقن طوال، وما حواه االبهام والوسطى عرضا حقيقة أوحكما.

--------------------(١) الذكرى: ٧٩.

(١٩١)

ويجب تخليل ما يمنع وصول الماء إليه إذا خف.--------------------

(١) العنفقة: الشفة السفلى والذقن. لسان العرب ١٠: ٢٧٧ " عنفق ".

(١٩٢)

أما الكثيف من الشعور فال.--------------------

(١) التهذيب ١: ٣٦٤ حديث ١١٠٦.(٢) الذكرى: ٨٣.

(١٩٣)

ويجب البدء باألعلى.وال يجب غسل فاضل لحيته عن الوجه.

الثالث: غسل اليدين مع. المرفقين مبتدئا بهما إلى رؤوس األصابع.--------------------

(١) الناصريات (ضمن الجوامع الفقهية): ٢٢٠.(٢) السرائر: ١٧.

(٣) المائدة: ٦.

(١٩٤)

ويجب تخليل ما يمنع وصول الماء كالخاتم والشعر، والبدء باليمين.الرابع: مسح مقدم شعر الرأس حقيقة أو حكما أو البشرة ببقية

(١٩٥)

البلل ولو بإصبع أو منكوسا.الخامس: مسح بشرة الرجلين من رؤوس األصابع إلى أصل الساق

--------------------(١) المختلف: ٢٤، المنتهى ١: ٦٤.

(٢) الظنوب: العظم اليابس من قدم الساق. الصحاح ١: ١٧٥ " ظنب ".(٣) المائدة: ٦.

(١٩٦)

بأقل اسمه بالبلل، فلو استأنف ماء ألحد المسحين بطل. ويجوز األخذمن شعر الوجه، وينبغي البدء باليمين احتياطا، وال يجوز النكس بل يبدأ

باألصابع.السادس: الترتيب كما ذكر.--------------------

(١) الناصريات (ضمن الجوامع الفقهية): ٢٢١.(٢) السرائر: ١٧.

(١٩٧)

السابع: المواالة: وهي متابعة األفعال بحيث ال يجف السابق مناألعضاء إال مع التعذر كشدة الحر

--------------------(١) المنتهى ١: ٥٨.

(٢) الذكرى: ٩٢.

(١٩٨)

وقلة الماء.الثامن: المباشرة بنفسه اختيارا، فلو وضأه غير ال لعذر بطل.

التاسع: طهارة الماء وطهوريته، وطهارة المحل.

(١٩٩)

العاشر: اجراؤه على العضو، فلو مسه في الغسل من غير جريان لميجزئ، أما في المسح فيجزئ.

الحادي عشر: إباحة المكان، فلو توضأ في مكان مغصوب عالما مختارابطل، ومتى عرض له الشك في أثنائه أعاده وما بعده.

(٢٠٠)

وواجب الغسل اثنا عشر:األول: النية مقارنة لجزء من الرأس إن كان مرتبا، ولجميع البدن

إن كان مرتمسا، مستدامة الحكم إلى آخره.

(٢٠١)

ووصفه: اغتسل الستباحة الصالة لوجوبه قربة إلى الله، ويجوزللمختار ضم الرفع واالجتزاء به.

الثاني: غسل الرأس والرقبة وتعاهد ما ظهر من األذنين، وتخليلالشعر المانع.

--------------------(١) الصحاح ٢: ٥١٦ " عهد ".

(٢) المقنعة: ٦، المبسوط ١: ٢٩.(٣) المقنع: ١٢.

(٢٠٢)

الثالث: غسل الجانب األيمن.الرابع: غسل الجانب األيسر، ويتخير في غسل العورتين مع أي

جانب شاء، واألولى غسلهما مع الجانبين.الخامس: تخليل ما ال يصل الماء إليه بدونه.

السادس: عدم تخلل حدث في أثنائه.وجب، ال بدونه. والفرق بين شعر البدن في الغسل وشعر اليدين في الوضوء النص

على عدم الوجوب في الغسل من طرقنا وطرق المخالفين تخالفه ثم.قوله: ويتخير في غسل العورتين.وكذا السرة، واألولى يستحب.

فرعيجب أن يغسل الحد المشترك بين األعضاء مع كل واحد منها، لعدم المفصل

المحسوس من باب ما ال يتم الواجب إال بهقوله: تخليل ما ال يصل الماء إليه.

فيه توسع، إذ ليس المراد وصول الماء إلى الشئ المخلل عندنا قطعا، بل إلىالبشرة. وكان األولى أن يقول: تخليل ما ال يصل الماء إلى البشرة بدونه، أو نحوه.

قوله: عدم تخلل حدث.المراد بها األصغر، ألنه المتعارف من لفظ الحدث مجردا عن التقييد، ومقتضىكالم المصنف بطالن الغسل بتخلله وإعادته من رأس، وهو ما عليه المتأخرون،

والمعتمد عدم البطالن. ثم إن كان غسل الجنابة كفاه اتمامه، وإن كان غيره

(٢٠٣)

السابع: المباشرة بنفسه اختيارا.الثامن: الترتيب كما ذكر، وال تجب المتابعة.

التاسع: طهارة الماء وطهوريته وطهارة المحل.العاشر: إباحته.

الحادي عشر: اجراؤه كغسل الوضوء.الثاني عشر: إباحة المكان، فلو شك في أفعاله وهو على حاله

--------------------(١) التهذيب ٢: ٣٥٢ حديث ١٤٥٩.

(٢٠٤)

فكالوضوء.وواجب التيمم اثنا عشر:

األول: النية مقارنة للضرب على األرض، ال لمسح الجبهة، مستدامةالحكم. وصورتها: التيمم بدال من الوضوء أو الغسل الستباحة الصالة،

لوجوبه قربة إلى الله تعالى.

(٢٠٥)

--------------------(١) المقنع: ٩.

(٢٠٦)

وال مدخل للرفع هنا.--------------------

(١) القواعد ١: ٢٣.

(٢٠٧)

الثاني: الضرب على األرض بكلتا يديه ببطونهما مع االختيار.--------------------

(١) المائدة: ٦.(٢) الناصريات (ضمن الجوامع الفقهية): ٢٢٦.

(٢٠٨)

الثالث: مسح الجبهة من قصاص شعر الرأس حقيقة أو حكما إلىطرف األنف األعلى،

--------------------(١) القواعد ١: ٢٣.

(٢) الدروس: ٢٠.(٣) الذكرى: ١٠٦.

(٢٠٩)

وإلى األسفل أولى.الرابع: مسح ظهر كفه اليمنى ببطن اليسرى من الزند إلى أطراف

األصابع.الخامس: مسح ظهر كفه اليسرى كذلك.

السادس: نزع الحائل كالخاتم.السابع: الترتيب كما ذكر.

قوله: الثامن: المواالة وهي متابعة األفعال هنا.التاسع: طهارة التراب المضروب عليه، والمحل.

--------------------(١) السرائر: ٢٧.

(٢١٠)

ويجزئ الحجر اختيارا، وال يشترط علوق شئ من التراب، بل يستحبالنقض.

العاشر: إباحته.--------------------

(١) حكاه عنه العالمة في المختلف: ٥١.

(٢١١)

الحادي عشر: إباحة المكان.الثاني: عشر: امرار الكفين معا على الوجه، وبطن كل واحدة على

ظهر األخرى مستوعبا.

(٢١٢)

للممسوح خاصة، والشك في أثنائه كالمبدل، وينقضه التمكن منالبدل.

ثم إن كان عن الوضوء، فضربة، وإن كان عن الجنابة فضربتان، وإنكان من غيرها من األغسال فتيممان.

(٢١٣)

وللميت ثالثة. وال يجب تعدده بتعدد الصالة، وينبغي ايقاعه مع ضيقالوقت.

المقدمة الثانية: في إزالة النجاسات العشرة عن الثوب والبدن، وهي:البول والغائط من غير المأكول إذا كان له نفس سائلة، والدم من ذي

النفس السائلة مطلقا والميتة منه ما لم يطهر مسلم

(٢١٤)

خاصة، والكلب وأخواه.والمسكر وحكمه

(٢١٥)

بماء طهور،--------------------

(١) السكركة: خمر الحبشة. لسان العرب ٤: ٣٧٥ " سكر ".(٢) األنصار: ١٩٨.

(٣) اختلف الفقهاء في اسناد هذا القول للسيد المرتضى، أنظر مفتاح الكرامة ١: ٥٩.

(٢١٦)

--------------------(١) المنتهى ١: ٣٩.

(٢١٧)

أو بثالثة مسحات فصاعدا بطاهر في االستنجاء في غير المتعدي من الغائطويجب على المتخلي ستر العورة، وانحرافه عن القبلة بها.

--------------------(١) المهذب ١: ٤١.

(٢) المهذب البارع: ١٢٨.(٣) التهذيب ١: ٢٥ حديث ٣.

(٢١٩)

وقد تطهر األرض، والشمس، والنار، واالستحالة، واالنتقال،واالنقالب، والنقص، وال الغيبة في الحيوان.

--------------------(١) التاج الجامع لألصول ١: ٩٠.

(٢) سنن أبي داود ١: ١٠٥.(٣) التهذيب ١: ٢٧٠ حديث ٩٦.

(٢٢٠)

--------------------(١) هكذا وردت في الخطية.

(٢) التهذيب ١: ٢٧٣ حديث ٩١.

(٢٢١)

--------------------(١) المبسوط ١: ٣٨.

(٢٢٢)

--------------------(١) الذكرى: ٢١.

(٢٢٣)

بل يكفي زوال العين في غير اآلدمي مطلقا. ويجب العصر في غيرالكثير، إال في بول الرضيع خاصة، والغسلتان في غيره،

--------------------(١) الخصال ١: ١٦٥ باب الثالثة.

(٢) الصحاح ١: ٣٩٦ " قرح ".

(٢٢٤)

والثالث في غسل الميت بالسدر والكافور والقراح مرتبا كالجنابة.وتجزئ

(٢٢٥)

فيه نية واحدة لها.والثالث بالقراح لو تعذر الخليط، والثالث بالتعفير أولى في ولوغ

الكلب،--------------------(١) الصحاح ٤: ١٣٢٩ " ولغ ".

(٢) نقله عنه العالمة في المختلف: ٦٣.(٣) المقنعة: ٩.

(٤) الناصريات (ضمن الجوامع الفقهية): ٢١٨.(٥) التهذيب ١: ٢٢٥ حديث ٦٤٦، االستبصار ١: ١٩ حديث ٤٠.

(٢٢٦)

--------------------(١) المبسوط ١: ١٤.

(٢) المقنعة: ٩.(٣) نقله عنه العالمة في المختلف: ٦٤.

(٤) الذكرى: ١٠٨.(٥) المنتهى ١: ٢٦.

(٦) المبسوط ١: ١٤.(٧) الدروس: ١٧.

(٨) التذكرة ١: ٦٨.

(٢٢٧)

--------------------(١) السرائر: ٣٦.(٢) المقنع: ١٢.

(٢٢٨)

والسبع في الخنزير والخمر والفأرة، والغسالة كالمحل قبلها.--------------------

(١) المبسوط ١: ١٤.

(٢٢٩)

--------------------(١) الخالف ١: ٤٤ مسألة ١٣٥ كتاب الطهارة.

(٢) الناصريات (ضمن الجوامع الفقهية): ٢١٥.(٣) المهذب ١: ٢٧.

(٤) السرائر: ١٥.(٥) المبسوط ١: ٣٦.

(٢٣٠)

--------------------(١) الدروس: ١٦.

(٢) الذكرى: ص ١٣ س ٢٢.

(٢٣١)

وعفي عما ال يرقى من الدم، عما نقص عن سعة الدرهم البغلي،--------------------

(١) السرائر: ٣٦.(٢) المبسوط ١: ٣٦.

(٣) الذكرى: ١٣.(٤) الكافي ٣: ٥٨ حديث ١.

(٥) السرائر: ٣٥.

(٢٣٢)

وعن نجاسة ثوب المربية للصبي حيث ال غيره وإن وجب غسله في اليوم والليلمرة، وعن نجاسة ما ال يتم الصالة فيه وحده،

(٢٣٣)

وعن النجاسة مطلقا مع تعذر اإلزالة.--------------------

(١) الذكرى: ١٧.(٢) المنتهى ١: ١٧٣.

(٣) الكافي ٣: ٣٨ حديث ٢.

(٢٣٤)

المقدمة الثالثة: ستر العورتين للرجل، وستر جميع البدن المرأة عداالوجه والكفين وظاهر القدمين لها وللخنثى، واألولى ستر شعرها وأذنيها

للرواية، أما األمة المحضة فال يجب عليها ستر رأسها.ويعتبر في الساتر أمور خمسة:

األول: أن يكون طاهرا إال ما استثني.

(٢٣٥)

الثاني: أن ال يكون جلد ميتة.الثالث: أن ال يكون جلد غير المأكول أو صوفه أو وبره، إال الخز

الخالص والسنجاب.الرابع: أن ال يكون مغصوبا.--------------------

(١) غير واضحة في النسخة الخطية.

(٢) غير واضحة في النسخة الخطية.(٣) الذكرى: ١٤٣.(٤) المعتبر ٢: ٨٢.

(٢٣٦)

الخامس: أن ال يكون حريرا محضا للرجل والخنثى في غير الحرب أوالضرورة، وال ذهبا لهما. وال يجوز في ساتر ظهر القدم إال أن يكون له

ساق وإن قصرت.المقدمة الرابعة: مراعاة الوقت، وهو هنا للخمس: فللظهر زوال

الشمس المعلوم بظهور الظل في جانب المشرق.

(٢٣٧)

وللعصر: الفراغ من الظهر ولو تقديرا.وللمغرب: ذهاب الحرمة المشرقية.

--------------------(١) غير واضحة في النسخة الخطية.

(٢٣٨)

وللعشاء الفراغ منها ولو تقديرا، وتأخيرها إلى ذهاب الحمرة المغربيةأفضل.

وللصبح: طلوع الفجر المعترض. ويمتد وقت الظهرين إلى دخولالعشائين، ووقت العشائين إلى نصف الليل،

(٢٣٩)

ووقت الصبح إلى طلوعها.المقدمة الخامسة: المكان، ويشترط فيه أمران:

األول: كونه غير مغصوب، وطهارته. ويجوز في النجس بحيث التتعدى إلى المصلي أو محموله، إال في مسجد الجبهة فيشترط مطلقا.

--------------------(١) ص: ٣٢.

(٢٤٠)

الثاني: كون المسجد أرضا، أو نباتها غير مأكول وال ملبوس عادة.المقدمة السادسة: القبلة ويعتبر فيها أمران:

األول: توجه المصلي إليها إن علمها، وإال عول على أماراتها.

(٢٤١)

كجعل الجدي حين اعتداله خلف المنكب األيمن،والمغرب والمشرق على اليمين واليسار للعراقي. وعكسه لمقابله.

(٢٤٢)

وكطلوع سهيل بين العينين، والجدي على الكتف اليسرى، وغيبوبةبنات نعش خلف األذن اليمين للشامي، وعكسه لليمني، وجعل الثريا

والعيوق عن اليمين واليسار للمغربي، وعكسه للمشرقي.وإن فقد األمارات قلد.

--------------------(١) الذكرى: ١٦٤، البيان: ٥٤، الدروس: ٣٠.

(٢٤٣)

الثاني: توجه المصلي إلى أربع جهات إن جهلها، ولو ضاق الوقتإال عن جهة واحدة أجزأت.

فهذه ستون فرضا مقدمة حضرا أو سفرا وإن كان بعضها بدال عنبعض كأنواع الطهارات.

(٢٤٥)

ثم شمول السفر للوقت موجب قصر الرباعيات،

(٢٤٧)

أداء وقضاء في غير األربعة بقصد ثمانية فراسخ،--------------------

(١) الجمعة: ٥.(٢) التهذيب ٣: ١٦٢ حديث ١١.

(٢٤٨)

وخفاء الجدران واألذان ولو تقديرا، وعدم المعصية به، وانتفاءالوصول إلى بلده أو إلى مقام عشرة منوية أو ثالثين مطلقا ما لم يغلب

السفر، إال أن يقيم عشرا.

(٢٤٩)

--------------------(١) الذكرى: ٢٥٦.

(٢٥٠)

--------------------(١) الصحاح ٥: ٢٠١٧ " قوم ".

(٢٥٢)

الفصل الثاني: في المقارناتوهي ثمانية:

المقارنة األولى: النية، ويجب فيها سبعة: القصد إلى التعيين والوجوب،واألداء أو القضاء، والقربة،

(٢٥٤)

والمقارنة للتحريمة، واالستدامة حكما إلى الفراغ.--------------------

(١) الذكرى: ١٠٧.

(٢٥٦)

وصفتها: أصلي فرض الظهر أداء لوجوبه قربة إلى الله تعالى. ولونوى القطع في أثناء الصالة، أو فعل المنافي بطل في قول. والواجب القصد، وال عبرة

بالتلفظ، بل يكره، ألنه كالم لغير حاجةبعد اإلقامة.

(٢٥٧)

المقارنة الثانية: التحريمة، ويجب فيها إحدى عشرة:األول: التلفظ بها وصورتها (الله أكبر)، فلو بدل الصيغة بطلت.

(٢٥٨)

الثاني: عربيتها فلو كبر بالعجمية اختيارا بطل.الثالث: مقارنتها للنية فلو فصل بطلت.

الرابع: المواالة فلو فصل بما يعد فصال بطل.الخامس: عدم المد بين الحروف، فلو مد همزة (الله) بحيث يصير

استفهاما بطلت.

(٢٥٩)

السادس: لو مد أكبر بحيث يصير جمعا بطلت.السابع: ترتيبها فلو عكس بطلت.

الثامن: اسماع نفسه تحقيقها أو تقديرا.التاسع: اخراج حروفها من مخارجها كباقي األذكار.

(٢٦٠)

العاشر: قطع الهمزتين من (الله) ومن (أكبر)، فلو وصلها بطلت.--------------------

(١) سنن الدارمي ١: ٢٨٦.

(٢٦١)

الحادي عشر: القيام بها فلو أوقعها قبل القيام بطلت.المقارنة الثالثة: القراءة وواجباتها ستة عشر:

األول: تالوة الحمد والسورة في الثنائية وفي األوليين من غيرهما.الثاني: مراعاة اعرابها وتشديدها على الوجه المنقول بالتواتر، فلو قرأ

بالشواذ بطلت.الثالث: مراعاة ترتيب كلماتها، وآيها على المتواتر.

الرابع: المواالة، فلو سكت طويال

(٢٦٢)

أو قرأ خاللها غيرها عمدا بطلت.--------------------

(١) المبسوط ١: ١٠٥.

(٢٦٣)

الخامس: مراعاة الوقف على آخر كلمة محافظا على النظم، فلووقف في أثناء الكلمة بحيث ال يعد قارئا، أو سكت على كلمة بحيث

يخل بالنظم بطلت.السادس: الجهر للرجل في الصبح وأولتي العشائين، واالخفات في

(٢٦٤)

البواقي مطلقا، وأقل الجهر اسماع الصحيح القريب.

(٢٦٥)

والسر اسماع نفسه صحيحا، وإال تقديرا.السابع: تقديم الحمد على السورة، فلو عكس عمدا بطل، وناسيا

يعيد على الترتيب.--------------------

(١) التهذيب ٢: ٩٧ حديث ٣٦٥، االستبصار ١: ٣٢١ حديث ١١٩٦.(٢) التهذيب ٢: ٩٧ ذيل الحديث ٣٦٥.

(٢٦٦)

الثامن: البسملة في أول الحمد والسورة، فلو تركها عمدا بطلت.التاسع: وحدة السورة، فلو قرن بطلت على قول.

العاشر: اكمال كل من الحمد والسورة، فلو بعض اختيارا

(٢٦٧)

بطلت.الحادي عشر: كون السورة غير عزيمة، وما يفوت بقرائتها الوقت.الثاني عشر: القصد بالبسملة إلى سورة معينة عقيب الحمد، إال أن

تلتزمه سورة بعينها.

(٢٦٨)

الثالث عشر: عدم االنتقال من سورة إلى غيرها إن تجاوز نصفها،أو كانت التوحيد والجحد في غير الجمعتين.

الرابع عشر: اخراج كل حرف من مخرجه المنقول بالتواتر، فلوأخرج ضادي المغضوب وال الضالين من مخرج الظاء، أو الالم

المفخمة

(٢٦٩)

بطلت.الخامس عشر: عربيتها، فلو ترجمها بطلت.

--------------------(١) عوالي الآللي ١: ١٩٦ و ٢: ٢١٨ و ٣: ٨٢. وانظر وسائل الشيعة ٣ باب ١ وباب ٢ من أبواب

القراءة.

(٢٧٠)

السادس عشر: ترك التأمين بغير تقية، ويجزي في غير األولتينسبحان الله والحمد لله وال إله إال الله والله أكبر، مرتبا مواليا بالعربية

اخفاتا.المقارنة الرابعة: القيام، ويشترط في الثالثة المذكورة وواجباتها أربعة:

(٢٧١)

األول: االنتصاب، فلو انحنى اختيارا بطلتالثاني: االستقالل فلو اعتمد مختارا بطلت.

(٢٧٢)

الثالث: االستقرار، فلو مشى أو كان على الراحلة ولو كانتمعقولة، أو فيما ال يستقر قدماه عليه مختارا بطلت.

الرابع: أن يتقارب القدمان، فلو تباعدا بما يخرجه عن حد القيامبطل، ولو عجز عن القيام

(٢٧٣)

أصال قعد، فإن عجز اضطجع، فإن عجز استلقى، فإن خف أو ثقلانتقل إلى الثاني دون األول.

--------------------(١) الذكرى: ١٨١.

(٢٧٤)

المقارنة الخامسة: الركوع، وواجبه تسعة:األول: االنحناء إلى أن تصل كفاه ركبتيه، وال يجب الوضع.

الثاني: الذكر، وهو سبحان ربي العظيم وبحمده، أو سبحان اللهثالثا للمختار، أو سحبان الله مرة للمضطر.

الثالث: عربية الذكر، فلو ترجمه بطل.الرابع: مواالته، فلو فصل بما يخرجه عن حده بطل.

(٢٧٥)

الخامس: الطمأنينة بقدره راكعا، فلو شرع فيه قبل انحنائه أو أكملهبعد رفعه بل.

السادس: اسماع الذكر نفسه ولو تقديرا.السابع: رفع الرأس منه، فلو هوى في غير رفع بطل.

الثامن: الطمأنينة فيه بمعنى السكون، وال حد له بل مسماه.

(٢٧٦)

التاسع: أن ال يطيلها، فلو خرج بتطويل الطمأنينة عن كونه مصليابطلت.

المقارنة السادسة: السجود، وواجبة أربعة عشر:األول: السجود على األعضاء السبعة: الجبهة، والكفين، والركبتين،

وإبهامي الرجلين.الثاني: تمكين األعضاء من المصلي.

--------------------(١) الذكرى: ٢٠١.

(٢) المقنع: ٢٦.

(٢٧٧)

فلو تحامل عنها بطل، وكذا لو سجد على ما ال يتمكن من االعتماد عليهكالثلج والقطن.

الثالث: وضع الجبهة على ما يصح السجود عليه.الرابع: مساواة مسجده لموقفه، فلو عال أو سفل بزيادة على لبنة

--------------------(١) الصحاح ٦: ٢٢١٩٢ لبن ".

(٢٧٨)

بطل.الخامس: وضع الجبهة على ما يصدق عليه الوضع من العضو، فلو

وضع منه دون ذلك بطل.السادس: الذكر، وهو سبحان ربي األعلى وبحمده، أو ما ذكر في

الركوع.--------------------

(١) الكافي ٣: ٣٣٣ حديث ٤، التهذيب ٢: ٣١٣ حديث ١٢٧١.

(٢٧٩)

السابع: الطمأنينة بقدره ساجدا فلو رفع قبل اكماله أو شرع فيهقبل وصوله بطل.

الثامن: عربية الذكر.التاسع: مواالته.

العاشر: اسماع نفسه كما مر.

(٢٨٠)

الحادي عشر: رفع الرأس منه.الثاني عشر: الطمأنينة فيه بحيث يسكن ولو يسيرا، وال يجب في

السجدة الثانية.الثالث عشر: أن ال يطيلها كما مر.

الرابع عشر: تثنية السجود، فال تجزئ الواحدة، وال يجوز الزائد.المقارنة السابعة: التشهد، وواجبه تسعة:

األول: الجلوس له.الثاني: الطمأنينة بقدره.

الثالث: الشهادتان.

(٢٨١)

الرابع: الصالة على النبي صلى الله عليه وآله.الخامس: الصالة على آله.

السادس: عربيته.السابع: ترتيبه.الثامن: مواالته.

التاسع: مراعاة المنقول، وهو: أشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك

(٢٨٢)

--------------------(١) الذكرى: ٣٠٤.

(٢) البيان: ٩٢.(٣) الدروس: ٤٠.

(٢٨٣)

له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صلى على محمد وآل محمد، فلوأبدله بمرادفه، أو أسقط واو العطف أو لفظ أشهد لم يجزئ، وترك وحده

ال شريك له أو لفظ عبده لم يضر.المقارنة الثامنة: التسليم، وواجبه تسعة:

األول: الجلوس له.الثاني: الطمأنينة بقدره.

(٢٨٤)

الثالث: إحدى العبارتين، إما السالم عليكم ورحمة الله وبركاته،أو السالم علينا وعلى عبد الله الصالحين، واألول أولى.

--------------------(١) الذكرى: ٢٠٥.

(٢) المعتبر ٢: ٢٣٤.(٣) الذكرى: ٢٠٥، البيان: ١٧٧.

(٢٨٥)

الرابع: ترتيب كلماته.الخامس: العربية.السادس: مواالته.

السابع: مراعاة ما ذكر، فلو ذكر السالم، أو جمع الرحمة، أو وحدالبركات،

(٢٨٦)

أو نحوه بطل.الثامن: تأخيره عن التشهد، وال يجب فيه نية الخروج وإن كانت

أحوط.التاسع: جعل المخرج ما يقدمه من إحدى العبارتين، فلو جعله الثانية

لم يجزئ، ويجب فيه وفي التشهد اسماع نفسه.--------------------

(١) المبسوط ١: ١١٦.

(٢٨٧)

فهذه جميع الواجبات، فإن أريد الحصر ففي الركعة األولى إحدىوستون، وفي الثانية أربعة وأربعون، وفي الثالثة تسعة وثالثون، وكذا

الرابعة.وإن تخير التسبيح في واحدة منها اثنان وثالثون،

(٢٨٨)

ففي الثنائية مائة وثالثة وعشرون فرضا، وفي الثالثية مائة وإحدىوسبعون، وفي الرباعية مائتان وعشرة، ففي الخمس حضرا تسعمائة

وأربعة وعشرون فرضا مقارنة، وسفرا ستمائة وثالثة وستون،

(٢٨٩)

وللمسبح ثمانمائة وخمسة وسبعون حضرا، وسفرا ستمائة وخمسون.

(٢٩٠)

الفصل الثالث: في المنافياتوهي خمسة وعشرون:

األول: نواقض الطهارة مطلقا ومبطالتها كالطهارة بالماء النجس أوالمغصوب عمدا عالما في األخير.

(٢٩١)

الثاني: استدبار القبلة مطلقا، أو اليمين أو اليسار مع بقاء الوقت.--------------------

(١) الذكرى: ٢١٧.

(٢٩٢)

الثالث: الفعل الكثير عادة.الرابع: السكوت الطويل عادة.

الخامس: عدم حفظ عدد الركعات.السادس: الشك في الركعتين األولتين أو الثنائية أو في المغرب.السابع: نقص ركن من األركان الخمسة وهي: النية، والتكبير،

--------------------(١) التهذيب ٣: ١٦٢ حديث ١١.

(٢) الكافي ٣: ٢٨٤ حديث ٣، التهذيب ٢: ٤٧ حديث ١٥٤، االستبصار ١: ٢٩٦ حديث ١٠٩.

(٢٩٤)

والقيام، والركوع، والسجدتين. أو زيادته.

(٢٩٥)

--------------------(١) نقله عنه العالمة في المختلف: ٩١.

(٢) التهذيب ٢: ١٥٤ حديث ٦٠٦، االستبصار ١: ٣٥٩ حديث ١٣٦٣.

(٢٩٦)

الثامن: نقص ركعة فصاعدا ثم يذكر بعد المنافي مطلقا.التاسع: زيادة ركعة ولم يقعد آخر الرابعة بعد التشهد.

--------------------(١) الذكرى: ٢٠٠.

(٢٩٧)

العاشر: عدم حفظ األولتين.

(٢٩٨)

الحادي عشر: ايقاعها قبل الوقت.الثاني عشر: ايقاعها في مكان أو ثوب نجسين أو مغصوبين مع تقدم

علمه بذلك وكذا البدن.

(٢٩٩)

الثالث عشر: منافاتها لحق آدمي مضيق على قول.الرابع عشر: البلوغ في أثنائها إذا بقي من الوقت قدر الطهارة وركعة.

(٣٠٠)

الخامس عشر: تعمد وضع إحدى اليدين على األخرى لغير تقية.السادس عشر: تعمد الكالم بحرفين من غير قرآن وال دعاء، ومنه

التسليم.

(٣٠١)

السابع عشر: تعمد األكل والشرب، إال في الوتر لمريد الصيام وهوعطشان.

الثامن عشر: تعمد القهقهة.التاسع عشر: تعمد البكاء في أمور الدنيا.

(٣٠٢)

العشرون: تعمد ترك الواجب مطلقا، إال الجهر والسر فيعذر الجاهلفيهما.

الحادي والعشرون: تعمد االنحراف عن القبلة.

(٣٠٣)

الثاني والعشرون: تعمد زيادة الواجب مطلقا.الثالث والعشرون: تعمد الرجل عقص شعره.

الرابع والعشرون: تعمد وضع إحدى الراحتين على األخرى راكعا بينركبتيه، ويسمى التطبيق، على خالف فيهما.

الخامس والعشرون: تعمد كشف العورة في قول، ومنهم من أبطل بهمطلقا.

(٣٠٥)

صار جميع ما يتعلق بالخمس ألفا وتسعة، وال يجب التعرض للحصربل يكفي المعرفة، والله الموفق.

--------------------(١) المبسوط ١: ٨٨.

(٢) الذكرى: ١٣٩.(٣) التهذيب ٢: ٣٦٥ حديث ١٥١٥.

(٣٠٦)

وأما الخاتمةففيها بحثان:

البحث األول: في الخل الواقع في الصالة فهو أقسام:األول: فيما يفسدها، وقد ذكر.

الثاني: ما ال يوجب شيئا، وهو نسيان غير الركن من الواجبات ولميذكر حتى تجاوز محله، كنسيان القراءة أو أبعاضها،

(٣٠٧)

أو واجبات االنحناء في الركوع أو الرفع، أو الطمأنينة في الرفع مناألولى، وكذا زيادة ما ليس بركن سهوا، أو السهو في موجب السهو

(٣٠٨)

أو في حصوله، والسهو الكثير، وال شك من اإلمام من حفظ المأموم،

(٣٠٩)

أو بالعكس، أو غلب على ظنه أحد طرفي ما شك فيه.--------------------

(١) السرائر: ٥٣.

(٣١٠)

الثالث: ما يوجب التالفي بغير سجود، وهو من نسي من األفعالوذكر قبل فوات محله، كنسيان قراءة الحمد حتى قرأ السورة، أو نسيان

الركوع حتى هوى إلى السجود ولما يسجد، أو نسيان السجود حتى قام ولمايركع، وكذا التشهد.

الرابع: ما يوجب التالفي مع سجود السهو وهو نسيان سجدة واحدة،أو تشهد، أو الصالة على النبي وآله ويجتاز محلها فإنه يفعل بعد التسليم

ويسجد له.نيته: أسجد السجدة المنسية أو أتشهد التشهد المنسي في فرض كذا

أداء لوجوبها قربة إلى الله تعالى.ونية سجود السهو: أجسد سجدتي السهو في فرض كذا أداء لوجوبهما

قربة إلى الله تعال،

(٣١١)

ويجب فيهما ما يجب في سجود الصالة.وذكرهما: بسم الله وبالله وصلى الله عليه محمد وآل محمد، ثم يتشهد

فيهما ويسلم، وتجبان أيضا للتسليم في غير محله نسيانا، وللكالم كذلك.وللشك بين األربع والخمس،

(٣١٢)

وللقيام في موضع القعود، وبالعكس.واألحوط وجوبهما لكل زيادة ونقيصة غير مبطلتين، وهما بعد التسليم

مطلقا، وال يجب فعلهما في الوقت وال قبل الكالم،--------------------

(١) المختلف: ١٣٣.(٢) الذكرى: ٢٢٨.

(٣) المبسوط ١: ١٢٥.

(٣١٣)

وإن كان أولى. وال يجب التعرض في نيتهما األداء والقضاء وإن كانأحوط، ويجب في األجزاء المنسية ذلك كله. أما الطهارة والستر فيشترط

في الجميع.الخامس: ما يوجب االحتياط في الرباعيات وهو اثنا عشر:

(٣١٤)

األول: أن يشك بين االثنين والثالث بعد اكمال السجدتين.

(٣١٥)

--------------------(١) الذكرى: ٢٢٨.

(٣١٧)

الثاني: الشك بين الثالث واألربع مطلقا، والبناء على األكثر فيهما،ويتم ما بقي ويسلم ثم يصلي ركعة قائما وركعتين جالسا.

الثالث: الشك بين االثنين واألربع بعد السجدتين،

(٣١٨)

والبناء على األربع واالحتياط بركعتين قائما.الرابع: الشك بين االثنين والثالث واألربع بعد اكمال

السجدتين، والبناء على األربع واالحتياط بركعتين قائما وبركعتين جالساالخامس: الشك بين االثنين والخمس بعد اكمال السجدتين.

--------------------(١) الذكرى: ٢٢٨.

(٢) المختلف: ١٣٣.(٣) المقنعة: ٢٤.

(٣١٩)

السادس: الشك بين الثالث والخمس بعد الركوع، أو بعدالسجود.

السبع: الشك بين االثنين والثالث والخمس.الثامن: الشك بين االثنين واألربع والخمس،

(٣٢٠)

ففي هذه األربعة وجه بالبناء على األقل، ألنه المتيقن ووجه بالبطالنفي الثالثة األول احتياطا، والبناء في الثامن على األربع، واالحتياط

بركعتين قائما وسجود السهو.التاسع: الشك بين االثنين والثالث واألربع والخمس بعد السجود

(٣٢١)

وحكمه حكم الثامن، ويزيد في االحتياط بركعتين جالسا.العاشر: الشك بين األربع والخمس بعد السجود موجب

للمرغمتين كما مر، وقبل الركوع يكون الشك بين الثالث واألربع، وبعد الركوع

(٣٢٢)

فيه قول بالبطالن،--------------------

(١) إرشاد األذهان ١: ٢٧٠.

(٣٢٣)

واألصح الحاقه باألول، فيجب االتمام والمرغمتان.الحادي عشر: الشك بين الثالث واألربع والخمس، ففيه وجه

بالبناء على األقل، واآلخر بالبناء على األربع واالحتياط بركعتين قائماوالمرغمتين.

(٣٢٤)

الثاني عشر: أن يتعلق الشك بالسادسة، وفيه وجه بالبطالن، وآخربالبناء على األقل، ويجعل حكمه حكم ما يتعلق بالخمس.

--------------------(١) محمد (ص): ٣٣.(٢) المختلف: ١٣٣.

(٣٢٥)

.--------------------

(١) المختلف: ١٣٣

(٣٢٦)

وال بد في االحتياط من النية: أصلي ركعة احتياطا أو ركعتين جالساأو قائما في الفرض المعين، أداء أو قضاء، لوجوبها أو لوجوبهما قربة إلى الله

تعالى، ويكبر، ويجب عليه قراءة الحمد وحدها اخفاتا وال يجزئالتسبيح، ويعتبر فيه جميع ما يعتبر في الصالة من التشهد والتسليم.

وال أثر للتخلل المبطل بينه وبين الصالة، وال خروج الوقت،--------------------

(١) المقنعة: ٢٤.

(٢) السرائر: ٥٥.

(٣) السرائر: ٥٥.

(٣٢٧)

نعم ينوي القضاء،. ولو ذكر بعده أو في أثنائه النقصان لم يلتفت، وقيللو ذكر

--------------------(١) المختلف: ١٤٣.(٢) الذكرى: ٢٢٩.(٣) الذكرى: ١٢٢.

(٣٢٨)

في أثنائه النقصان أعاد الصالة، ولو ذكر االتمام تخير القطع واالتمام.البحث الثاني: في خصوصيات باقي الصلوات بالنسبة إلى اليومية:

(٣٢٩)

تختص الجمعة بأمور عشرة:األول: خروج وقتها بصيرورة الظل مثله في المشهور.

الثاني: صحتها بالتلبس ولو بالتكبير قبله.--------------------

(١) البقرة: ٣١.(٢) رواه الشهيد في الذكرى: ١٢٢، وانظر ما يدل عليه في الوسائل ٤: ٢١٧ باب ٣٠ من أبواب

المواقيت.

(٣٣٠)

الثالث: استحباب الجهر فيها.

(٣٣١)

الرابع: تقديم الخطبتين.الخامس: االجزاء عن الظهر.

السادس: وجوب الجماعة فيها.السابع: اشتراطها باإلمام أو من نصبه.

--------------------(١) الدروس: ٤٢.

(٣٣٢)

الثامن: توقفهما على خمسة فصاعدا أحدهم اإلمام.التاسع: سقوطهما عن المرأة، والعبد، واألعمى، والهم، واألعرج،

والمسافر، ومن على رأس أزيد من فرسخين--------------------

(١) السرائر: ٦٣.(٢) النور: ٦١.

(٣٣٣)

إال أن يحضر في غير المرأة.العاشر: أن ال يكون جمعتان في أقل من فرسخ.

--------------------(١) الذكرى: ٢٣٤.

(٢) التهذيب ٣: ٢١ حديث ٧٨.

(٣٣٤)

أما العيدان فتخص بثالثة أشياء:األول: الوقت من طلوع الشمس إلى الزوال.

الثاني: خمس تكبيرات بعد القراءة في األولى، وأربع في الثانية بعدالقراءة أيضا والقنوت بينها.

الثالث: الخطبتان بعدها، وتجب على من تجب عليه الجمعة، ومنال فال بشروطها.

(٣٣٥)

وأما اآليات: فهي الكسوفان، والزلزلة، وكل ريح مظلمة سوداء أوصفراء مخوفة، وتختص بأمور أربعة:

--------------------(١) الذكرى: ٢٣٥.

(٢) الصحاح ٤: ١٤٢١ " كسف ".(٣) الذكرى: ٢٤٥.

(٤) الكافي في الفقه: ١٥٦.

(٣٣٦)

األول: تعدد الركوع ففي كل ركعة خمسة.الثاني: تعدد الحمد في الركعة الواحدة إذا أتم السورة.

الثالث: جواز تبعيض السورة إال في الخامس والعاشر فتتممهاقبلها.

الرابع: البناء على األقل لو شك في عدد ركعاتها،--------------------

(١) التهذيب ٣: ١٥٥ حديث ٣٣٣.

(٣٣٧)

ووقتها حصولها.وأما الطواف: فيخصص بأمرين:

األول: فعلها في مقام إبراهيم،--------------------

(١) الدروس: ١١٢.

(٣٣٨)

أو ورائه، أو إلى أحد جانبيه للضرورة.الثاني: جعلها بعد الطواف قبل السعي إن وجب.

وأما الجنازة فتختص بثالثة أشياء:األول: وجوب تكبيرات أربع غير تكبيرة االحرام.

الثاني: الشهادتان عقيب األولى، والصالة على النبي وآله عقيبالثانية، والدعاء، للمؤمنين عقيب الثالثة، وللميت عقيب الرابعة.

(٣٣٩)

الثالث: ال ركوع فيها وال سجود وال تشهد وال تسليم، وال يشترط فيهاالطهارة.

(٣٤٠)

وأما الملتزم فبحسب الملزم فمهما نذره من الهيئات المشروعة انعقدووجب الوفاء به، ولو عين زمانها وأخل به عمدا قضى وكفر. ويدخل

في شبه النذر العهد واليمين،--------------------

(١) الدروس: ١٢.

(٣٤١)

وصالة االحتياط، والمتحمل عن األب، والمستأجر عليه،--------------------

(١) الذكرى: ١٣٩.

(٣٤٢)

والقضاء فإنه ليس عين المقضي، وإنما هو فعل مثله.ويجب فيه

(٣٤٣)

مراعاة الترتيب كما فات، ومراعاة العدد تماما وقصرا، ال مراعاة الهيئةكهيئة الخوف وإن وجب قصر العدد، إال أنه لو عجز عن استيفاء

الصالة أومأ،

(٣٤٤)

ويسقط عنه لو تعذر، ويجتزئ عن الركعة بالتسبيحات األربع.وتجب فيه النية والتحريمة والتشهد والتسليم، وإنما المعتبر في الهيئة

بوقت الفعل أداء وقضاء.

(٣٤٥)

وكذا باقي الشروط، فيقضي فاقدها،--------------------

(١) المقنعة: ٣٥.

(٣٤٦)

ال فاقد الطهارة والمريض المومئ بعينيه فتغميضهما ركوع وسجود، وفتحهمارفعها، والسجود أخفض، وكذا األداء.

--------------------(١) التذكرة ١: ٨٣.

(٣٤٧)

ولو جهل الترتيب كرر حتى يحصله احتياطا، والسقوط أقوى، وإنماتجب على التارك مع بلوغه

(٣٤٨)

وعقله، وإسالمه، وطهارة المرأة من الحيض والنفاس، أما عادم المطهرفاألولى وجوب القضاء.

--------------------(١) عوالي الآللي ٢: ٥٤ حديث ١٤٣.

(٣٤٩)

ولو لم يحص قدر الفوائت أو الفائتة قضى حتى يغلب على الظنالوفاء، ويقتضي المرتد زمان ردته،

--------------------(١) الخالف ١: ٧٧.

(٣٥٠)

والسكران وشارب المرقد عند زوال العذر.ولو فاتته فريضة مجهولة من الخمس قضى الحاضر صبحا ومغربا،

وأربعا مطلقة،--------------------

(١) الذكرى: ١٣١.

(٣٥١)

والمسافر ثنائية مطلقة رباعيا ومغربا، والمشتبه ثنائية مطلقةورباعية مطلقة ومغربا،

ولو كانت االثنين قضى الحاضر صبحا ومغربا وأربعا مرتين،

(٣٥٢)

والمسافر ثنائيتين بينهما المغرب، والمشتبه يزيد على الحاضر ثنائية.

(٣٥٣)

ولو كانت ثالثا قضى الحاضر الخمس والمسافر ثنائيتين ثم مغربا ثمثنائية.

والمشتبه يزيد على الحاضر ثنائية قبل الغروب وثنائية بعدها، وإنكانت أربعا قضى الحاضر والمسافر الخمس.

(٣٥٤)

والمشتبه يزيد على الحاضر ثنائيتين قبل المغرب وثنائية بعدها، وفرضهالتعيين وكذا لو فاتته الخمس. ولو اشتبه اليومان اجتزأ بالثمان، وال تقضى الجمعة

(٣٥٥)

وال العيدان، وال اآليات، والجنازة لغير العالم بها ما لم يستوعب االحتراق.ولو أطلق القضاء على صالة الطواف والجنازة فمجاز، وكذا النذر

المطلق.والحمد لله رب العالمين، والصالة والسالم على محمد وآله أجمعين.

(٣٥٦)