عبرٌ ودلالات من سورة يوسف · ﻻﻭ ، ﱪﺼﻟﺍ ﻰﻠﻋ...

- -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com


- -

m

اخترت ضمن خطب جامع منصور الشعييب إلقاء الضوء والتأمل يف سورة فابن الكرمي ابن الكرمي عليهم السالم ؛ أوال ملـا ، الكرمي ابن الكرمي uيوسف

ة للمتقني كما قال تعاىل يف بفيها من العرب العظيمة والدالالت الكبرية من أن العاق ، )١( } { : السورة هذه

ن احلياة من طبيعتها التنغيص واملشاكل واهلموم ، وهذا درس مهم لكل مؤمن أل وخاصة الدعاة إىل ) ما قرأها حمزون إال صرف اهللا حزنه : ( وكما جاء يف األثر

ويتعرضون ، مهمة األنبياء واملرسلني ؛ مون ذه املهمة العظيمة و الذين يق Uاهللا والصرب كما قـال ، ملا يتعرضون له من تعب ونكد ، فال بد للمؤمن من الصرب

{ : Uوكمـا قـال ، )٢() ضـياء الصرب ( : عليه الصالة والسالم

. ٩٠: يوسف ) ١( . مرفوعا tالك األشعري من حديث أيب م ) ٢٢٣( رواه مسلم ) ٢(




- -

فلعل هذه التأمالت تعني املؤمن على التدرب على الصرب ، وال } شك أنه ال ميكن ملسلم أن يقرأها إال ويبكي ، وهذا البكاء يولد التأثر ، وهـذا

، والذي به تتجدد احلياة ، وذا التجدد يواصل املؤمن سريه يف يريالتأثر يأيت بالتغ ومع هذا النجاح يتحقق الفالح واهلداية والصالح ، هذه احلياة من جناح إىل جناح

.الذي يريده اهللا سبحانه وتعاىل خلري اإلنسان على وجه هذه األرض

نسأل اهللا تعاىل أن حيقق هذه الفوائد عند التأمل والتدبر يف هـذه الـسورة .العظيمة ، والقصة الكرمية

عبد اهللا بن علي بصفر. د




- -

سنتحدث بـإذن eعد فيا أيها األخوة الكرام ويا أحباب رسول اهللا أما ب نستلهم منها دروسا وعربا ، uاهللا تبارك وتعاىل عن وقفات مع سورة يوسف

.املليئة باملنغصات واملكدرات احلياة هذهودالالت ، نستعني ا يف مواجهة كما قـال ذلـك ، ابن النيب ، ابن النيب ، ابن النيب ، النيب الكرمي هو هذا

؛ فعن عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنهما ، الصادق املصدوق عليه الصالة والسالم بن يوسف، الكرمي ابن، الكرمي ابن ، الكرمي ابن ، الكرمي( : قال eعن النيب بنيعقوب ١()عليهم السالم إبراهيم بن إسحاق( . وهي مكية نزلت على النيب ، وسورة كرمية ، سورة يوسف سورة عظيمة وe ا نزلت عليه يف عام احلزن الذ ، يف مكةي توفيت فيه خدجيـة وجاء أيضا أ

ـ ؛ وتويف فيه عم النيب الذي كان يدافع عنه وحيامي عنه ، رضي اهللا عنها ي مسفوتطمينـا وتأنيـسا ، فرتلت هذه السورة بلسما شافيا ، ذلك العام بعام احلزن

، وما نزل م من الـبالء واحملـن ، وتذكريه باألنبياء السابقني ، e لرسول اهللا وهو أحد علماء التابعني وتلميذ عبد اهللا بن عباس ـ ولذلك كان عطاء بن رباح

t ما استمع أحد إىل سورة يوسف إال استراح وخرج مابه من هم : يقول ـ .ومن غم

).٣٣٨٢( رواه البخاري ) ١(




- -

عنه ذلك سف ون ،هه كرب فهي مؤنسة ملن كان يف كرب فقرأها فرج اهللا عن وأن الفرج مع ، وعلم وتيقن أن بعد العسر يسرا ، وصرف عنه ذلك الغم ، اهلم

.وأن النصر مع الصرب ، الصرب

أن نفرا من اليهود أرسلوا إىل مـشركي مكـة : ولقد جاء يف بيان سببها عن نيب من أنبياء اهللا خـرج سلوه : فقالوا للمشركني ، eليمتحنوا رسول اهللا

، فلما سأله أهل مكة ؟ سلوه عنه وعن أخباره ؟ من أرض الشام إىل أرض مصر مع أن هنـاك قصـصا ، أنزل اهللا تبارك وتعاىل عليه هذه القصة كاملة غري جمزأة

جزء منها هنا وجزء منها هناك ولكن هذه الـسورة كثرية نزلت يف القرآن جمزأة اإلمام القرطيب أن يف ذلـك حجـة ذكرملة يف بياا وتفصيلها و نزلت كاملة جم

على أن اهللا تبارك وتعاىل حتداهم بأن يأتوا مبثل هذا القرآن مفرقا أو جمتمعا ودليال .)١(فلم يأتوا به ال هكذا وال هكذا

تبارك وتعاىل علـيهم اهللا رضوان الصحابة أن: وأيضا جاء يف سبب نزوهلا : قالوا، ما نزل عليهم شيء كثري من القرآنبعد eقالوا لرسول اهللا يف مكة وهم

{: فأنزل اهللا تبارك وتعـاىل ؟ لو قصصت علينا ! يا رسول اهللا {)٢(.

.وهو هنا بتصرف منه. دار الكتب العلمية. ط ) ٨٠ ، ٧٩/ ٩( < تفسري القرطيب>انظر ) ١( .ابن حزم. ط ) ١٨٢٤/ ٤( < تفسري ابن كثري>، و )٧٩/ ١( < تفسري القرطيب>) ٢(




- -

بعد أعوذ باهللا من الـشيطان الـرجيم Uوتبدأ هذه السورة الكرمية بقوله اء أن هذه احلروف هلـا وقد ذكر العلم } }{ {

ى ا العرب الـذين كانـت أن اهللا حتد : ومن أشهرها وأوضحها ، معان كثرية مـن بكرإن هذا القرآن املعجز م : فقال هلم ، لديهم الفصاحة والبالغة والبيان

وهي ؛ فلتأتوا مبثله وغريها من حروفكم ، ) ألف ـ الم ـ راء ( هذه األحرف فكان هـذا ؛ فعجزوا ، والفصاحة والبيان ، ني األدب واللغة لغتكم وأنتم سالط

. كتاب اهللا تبارك وتعاىل وحتديه هلم ة على عظمدليالولرفـع ، وتلك اسم إشارة للبعيد للتعظيم } {

لعلكم تعقلـون } { شأن القرآن الكرمي ، فلـم يستعجم عليكم فلم يرتل القرآن بلغة أخرى ف، وتفهمون يا معشر العرب

.ولكنه نزل بلغتكم ، ا معناه و تعوملتفهموه { : قال احلافظ ابن كثري يف تفسري قوله تعـاىل

وذلك ألن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها ، وأكثرها ( : } تأدية للمعاين اليت تقوم بالنفوس ، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على

رف الرسل ، بسفارة أشرف املالئكة ، وكان ذلك يف أشرف بقـاع األرض أشوابتديء إنزاله يف أشرف شهور السنة وهو رمضان ، فكمل من كل الوجـوه ،

،} { : وهلذا قال تعاىل




- -

.)١ ()بسبب إحيائنا إليك هذا القرآن : أي

} {سهذه السورة أحسن القصص ى اهللا م اشتملت عليه من الكرب والفرج ، ومـن الفقـر ا احتوته من العجائب ، ومل امل

والفقراء والسالطني ، ومن ذكر أمـور ، والغىن ، ومن ذكر العبيد وعامة الناس الدنيا وأمور اآلخرة ، ومن ذكر اخلري والشر ، فاشتملت على معان وعرب عظيمة

. أحسن القصص : اها اهللا تبارك وتعاىل سم، وعن فهمها ، ف عنهاال غىن للمسلم مل } {

، ولكن اهللا تبارك وتعاىل الناس عنها عارفا ذه القصة قبل أن يسألك هؤالء تكن يف ـبينها لبين إسرائيل ، وبينها ملشركي مكة ، فكانت كما كانت يف كتبـهم

؛ تبارك وتعاىل بيانـا وإيـضاحا ر وتفصيال ؛ فقد زادها اهللا بل وأكثـالتوراة . إفحاما هلم وتعجيزا

e

{ : Uمث قال ، uكان عمره عشر سنوات الرؤيا وقد هذه رأى }

هو uفكانت إيذانا من اهللا تبارك وتعاىل بظهور كرمه يف هذا العبد ، ويوسف خوته العشرة من أمهات خمتلفة ، من اإلمـاء إأخو بنيامني من أم واحدة ، وبقية

).١٨٢٤/ ٤( < تفسري ابن كثري>) ١(




- -

فهي رحيل ، وهي آخـر مـن تزوجهـا uومن غري اإلماء ، أما أم يوسف ، فولدت له يوسف ، مث ولدت له بنيامني ، وماتـت يف نفـاس uيعقوب

نه صغري ، وثانيا بنيامني ، فلذلك تعلق قلب يعقوب بيوسف عليهم السالم أوال أل ن اإلنـسان إمنـا إ ويقال ، uألن أمه قد ماتت ، فتعلق قلبه ؤالء الضعاف

ثالث مـن : كما قالت أم احلسن بالصغار من ولده أكثر من غريهم ؛ يتعلق قلبه ، الطفل الصغري حـىت يكـرب : األول : الصغار أو من األطفال يتعلق القلب ن

ـ فاألب إمنـا ي ، املريض حىت يشفى : والثالث ، املسافر حىت يعود : والثاين نح .ومييل قلبه ألبنائه إذا كانوا من هؤالء الثالثة

} ، والـشمس وكانوا أحد عشر رجال ه تإخو: أحد عشر كوكبا }

.أبوه وأمه ، كما فسرت هذه القصة يف آخرها : والقمر .الكواكب إخوته ، والشمس أمه ، والقمر أبوه : ادة قال ابن عباس وقتالشمس خالته ، ألن أمه كانت قد ماتـت ، وكانـت : وقال قتادة أيضا

.)١(خالته حتت أبيه

ـ uويوسف ، ولكن الذي آتاه اهللا ة كان يف سن صغريـ كما ذكرنا أنا ، وأن هلذا الفىت الـصغري أمـرا من العلم واحلكمة ، عرف أن هلذا الطفل ش

).٨١/ ٩( < طيبتفسري القر>) ١(




- -

ستة وأربعني من الرؤيا الصاحلة جزء ( و} {: عظيما فقال ومل يبق من آثار النبوة ، e؛ الرؤيا الصاحلة كما كانت لنبينا )١() من النبوة جزءا

.لقيامة ، فهي من آثار النبوة الباقية إىل اليوم وإىل يوم ا إىل اليوم إال الرؤيا الصاحلة، عرف حسدهم } {

، ولذا أمره بأال يظهر وعرف منافستهم هلذا الغالم الذي سيمتاز عليهم مع صغره { أمر رؤياه إلخوته ألا نعمة عظيمة حيسدونه عليهـا ؛

} { uليعقـوب Uوهذا من إهلام اهللا } { ع ولده الصغري ، ويبشره بالنبوة هذا من كالم يعقوب يواصل حديثه م

يصطفيك وخيتارك ؛ فيبشره بأنه سيكون نبيا يف مستقبل أيامـه } هـذه } { هذه األوىل ، } {

بامللـك } { الثانية ، فيكون عاملا بتفسري الرؤيا ، والثالثة } { والعز والسلطان ، واملال

بالنبوة ، وبتأويل األحـالم ، Uعين بالنبوة من اهللا تبارك وتعاىل ، فأكرمه اهللا ين خيتار هلذه النبـوة ، مبعليم } { uوبامللك والسلطان

وإمنـا يوسـف ، ومن يصطفي ومن جيتيب ، ولذلك ما كان أخوة يوسف أنبياء u انه فما كانوا أنبياء ، وال فقط هو النيب ابن النيب ابن النيب ابن النيب ، أما إخو

.من بينهم uاصطفى يوسف Uمرسلني ألن اهللا

. مرفوعاtمن حديث أيب سعيد اخلدري ) ٦٩٨٩( رواه البخاري ) ١(




- -

e

ليست آية ؛ بل آيـات } { يوسف وبنيـامني ، } { وعرب وعظات

قد فقـدا و ما ، وعنايته ما ، وكيف ال يعتين ما مملا يروا من اهتمام والده )١(أمهما ومها صغريان

، انبي سيكون uأحدمها وهو يوسف وقد عرف أن ، !؟ } { ! ؟، وكيف ال يهتم !؟ كيف ال يعتين به ف! ؟ وسيكون له شأن

وحنن أقوى وأمنع وأنفع إىل أبينا من هذا الغالم الصغري ، والعصابة اليت تتعـصب إن أبانا : أي } { بعضها مع بعض فتكون قوة متناصرة

هنا مبعىن الضالل يف } { : في خطأ ذا التفضيل ، وليس معىن ل . وتعاىل تبارك اهللا من أنبياء نيب u عقوبي ألن ، كفرا منهم لكان هذا ، وإال الدين

قلوم إىل درجة أن يقتلوا أخاهم ، بلغ تسق } { : مث قالوا ، إذا Uيما ، وهكذا يكون احلسد والعيـاذ بـاهللا احلقد واحلسد م مبلغا عظ

تسلط على اإلنسان أعمى بصره وبصريته ، فيجمد قلبه ويقسو ويشتد حـىت ال ، وألجل هذا جاءت شريعة اإلسالم بالعدل بـني يكاد يرى الطريق السوي أبدا

األوالد ، واملساواة بينهم ، وعدم متييز بعضهم على بعض ، ال يف مظاهر احلـب .ألحقاد ، والغل واحلسد وال يف العطاء ، ألن التمييز بينهم يؤجج العداوات وا

. مكتبة املعارف بريوت .ط ) ١٩٧ / ١( < البداية والنهاية > انظر ) ١(




- -

ارموه يف الصحراء البعيدة حىت ميـوت } { } { ويهلك من اجلوع والعطش

يتفرغ لكم أبوكم ، ويعتين بكم ، ويهتم بكم ، ويكون أكثر لقائه معكـم ، مث .!!توبوا بعد ذلك

يوسـوس من وسـاوس الـشيطان ؛ uالذي قاله إخوة يوسف ذا وه ربك ، مث إذا رجعت تـأيت بعمـرة ، وتطيـع اهللا اآلن سافر واعص : لإلنسان

، هذا من مكائد الشيطان ، فإن اهللا تبارك !! سبحانه وتعاىل ، وتستغفر وتتوب لو نـوى و! ال ؟ مهل يتمكن هذا اإلنسان من التوبة أ : وتعاىل هو العليم وحده

وهل ضمن أنه بعد ما يذنب يعود ! اإلنسان التوبة بعد املعصية ؛ هل سيدركها ؟ { ! وأن اهللا سيتقبل توبته تلك ؟! ويتوب إىل اهللا تبارك وتعاىل ؟ ! ؟ ساملا

{ )١(يأمن من مكر املؤمن ال

لو أن إحدى : وأرضاه tكما قال سيدنا أبو بكر الصديق ؛ اهللا تبارك وتعاىل .قدمي يف اجلنة واألخرى خارجها ما أمنت مكر اهللا

{ وهو كبريهم } { {دم على رأي أهلمه اهللا تبارك وتعـاىل له

: ب اجل ب هو البئر ، وغيابة إياه ؛ أن ال يقتلوه وأن يلقوه يف غيابة اجلب ، واجل رى يف املكان الذي ال ي ، ى يف البئر رميب فيه فال يراه أحد ، ي أي املكان الذي يغ

.٩٩: األعراف ) ١(




- -

؛ راعوفته على قعره: ، أي غيابت اجلب : كثري رمحه اهللا قال احلافظ ابن ، فيه أحد ـ ؛وهي الصخرة اليت تكون يف وسطه يقف عليها املائح ي وهو الذي يرتل ليمل

ل املاء إذا ق ءالدال، فتأخذ هذا الغالم فتمر فلةتأيت قا } { .)١(

. منهنويبعدونه عنكم ، وتسترحيو .uمنه يوسف ، حىت يستخرجوا إليه يتوددونو ؛ أبيهممع حياولون وعادوا

e

جاءوا بالكالم } { اس فيظهر إليهم ذب ؛ وهكذا يكون الكذاب واحملتال الذي يأيت إىل الن ا الك نيلال

{ : فكذلك يقـول هـؤالء ؛أنه طيب ، وأنه صادق ، وأنه يريد اخلري { أي أننا نريد نصيحته ، نريـد لـه اخلـري } هو كثرة األكل من الفواكه واألطعمـة يف : الرتع }

وكذبوا على اهللا ، وكذبوا على نيب اهللا ، } {البادية ويف الربية .عطوا املواثيق ، وخانوا عهد اهللا وعهد نبيه وأ

} { ما تعوأن أفارق يوسـف ، مـا دت { تعودت على فراقه فهو معي ليال وارا

{ بلسانه ، أعطاهم احلجة } أنه مل وأخذ من هذا أن اإلنسان إمنا يسلط عليه ما خيافه ، ولو }

. ) ٢٠١ / ١( < البداية والنهاية > )١(




- -

أنه ال ينبغي ألحـد أن : ويؤخذ منه كذلك . خيف غري اهللا مل يسلط عليه شيء خماوفه عند من ال يوثق من حمبته ونصحه ، لئال يستغلها ضده ، وينفذ إىل يذكر

.أذاه من خالهلا ، رأى يعقوب أن يوسف يأكله الذئب uنه رأى ذلك يف املنام إ: وقيل

بعد هذا الكـالم } { بأن خيرج معهم ؛ فطلب يوسف من أبيه أن يسمح لـه uوا إىل يوسف سرأ

باخلروج مع إخوانه ، فلما ذهبوا به وأخذوه من أبيه ، ووضعوه على أكتافهم ، وهم يكرمونه ويقبلونه ، وأخذ يعقوب ينظر إليهم ، ويرى هذا التكرمي ، وهذه

يعقوب ؛ وعندها ألقوه علـى األرض ، وضـربوه احملبة ، حىت غابوا عن أنظار ! ؟من تغريهم وتغري أخالقهم ، كيـف كـانوا uتعجب يوسف وشتموه ، ف

، وكلما التجـأ !!، وهكذا ذو الوجهني وهكذا احلاسد ! وكيف أصبحوا اآلن ؟ إىل واحد من إخوانه ضربه ، فيلجأ إىل اآلخر فيضربه فيلجأ إىل اآلخر eيوسف

فعند ذلك عرف أم أمجعوا أمرا ، فلما ذهبوا بـه وأمجعـوا ؛ا فيضربه ، وهكذ على أن جيعلوه يف غيابة اجلب ، وألقوه يف وسط البئر وألقوه يف الدلو ونزل حىت

{ وصل يف آخر البئر على صخرة فجلس عليها ، ومل يرتل يف املاء {

ن هذا من امتحان اهللا ومن ابتالء اهللا ، وأن بعد ليطمئنه بأ uنزل عليه جربيل ذا ، ، وأنك بعد هذا الفرج ستخربهم بأمرهم هذا ، وخربهم ه اهذا الضيق فرج

يت التطمني من اهللا تبارك وتعـاىل ، وما أمجل أن يأوفعلهم هذا ، وهم ال يشعرون




- -

.الم يف غار ثور ملا هاجر عليه الـصالة الـس eوقت احملنة ، كما كان النيب لقـي أ الذييف ذلك اليوم ) سنة ١٢( وقيل إنه كان يف عمر } {

.فيه يف البئر بعد املغرب جاءوا يف الظالم حىت تكـون } {

بكـاء } { ، وهـم ظاهرةوغري ،أدوات اجلرمية خمتفية وغري واضحة تقاضـى ؛ ملا جاءته امرأة ت الكذب ، وليس بكاء الصدق، ولذلك شريح القاضي

إـا : ، فقال له أحد اجلالـسني وتشتكي ، وكانت تبكي وتبكي وتبكي عنده، وهؤالء إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكـون ، ال : فقال له شريح . مظلومة

؛ وهلذا ال ينبغي أن يتسرع املـرء يف أقضي بالبكاء ، ولكن أقضي باحلق والعدل مع من األطراف كلها ، ويتفحص األدلة ويس احلكم متأثرا بالعواطف ، بل يتأنى

.والقرائن ، حىت يتبني له وجه الصواب }

أنفسهم على فأثبتوا } { : أم كانوا كاذبني وليسوا صادقني ذه القولة

{. ذحبوا شاة وجعلوا الدم علـى قمـيص } {ومل يـرى ! يف ذلك القميص ، ومل ير فيه شقا u، فلما نظر يعقوب يوسف

ما أحلم هذا الـذئب : وقال !! رآه قميصا سليما تعجب !! فيه قطعا أو متزيقا { : فتعجب عند ذلك وقال هلـم !! يأكل ابين وال يشق قميصه ! على ابين ؟




- -

هالقول قالت وهذا} ة رضي اهللا عنها ملا اموها باحلرام ، اموهـا رضـي اهللا عنـها السيدة عائش

{ uال أقول لكم إال كما قال يعقـوب : وأرضاها فقالت فجاءها الفرج بعد ذلك من اهللا تبارك وتعاىل ، كمـا }

. uجاء الفرج ليوسف حبله قصري ، وأن الكذاب سينكشف أمره ويؤخذ من هذه اآلية أن الكذب

وأن اخلائن املاكر ضعيف العقل ، فاسد التدبري ؛ وإال فكيف إن عاجال أو آجال ، فال يقطع منه قطعـة ! يعقل أن يأكل الذئب يوسف دون أن ميس قميصه بأذى ؟

!!.واحدة ، وال ميزقه وال يشقه

e

ـ } { أي قافلة } { م املـاء الذي جيلب هلفلما رأى يوسف هذا الدلو متسك فيه فخرج من البئر ، فلمـا } {

يـا ) يا بـشراي ( ويف قراءة قال } { رآه ذلك الوارد اعتربوه بضاعة وأخفوه عن أعني الناس ، حىت } { فرحيت

.يأخذه من أقاربه فال يأيت إنسان أن يعود إىل أبيـه ؟ وملـاذا مل u ملاذا مل يطلب يوسف ، وهنا نتسائل

نه سكت ، ووافق على إ: خوته وأم هم الذين ألقوه يف البئر ؟ قيل إيتكلم بأمر أن يباع ويذهب إىل أرض أخرى ، ألنه كان يعلم أنه لو عاد إىل إخوانه لقتلوه ،




- -

{ . )١(فلذلك آثر البيع على القتل ن زهيـد ، باعوه بثم }

حىت ال يشك أحد يف أمـرهم ، وحـىت )٢( كما ذكر املفسرون ابعشرين درمه يتخلصوا من هذه املسألة ، حىت ال يطالبهم أحد بعد ذلك ، وكانوا فيـه مـن

من أنبياء اهللا ، وال سيكون الزاهدين ، وهم ال يعرفون قدره وال مقداره ، وال أنه . من املصطفني األخيار سيكون أنه

أي بعد أن باعوه على رجل يف مـصر ، } { حتـت ذلكوزير املالية ، أي أن األموال واألراضي والثمار ، كل ؛ وهو العزيز

، بن روحيب إطفري وكان عقيما ، وامسه ، فهو الذي اشتراه ويسمى عزيزا ؛ يده .وزوجته امسها زليخا

قال أحد املفسرين } { :فقال المرأته u يف يوسف ستفر؛ لعزيز اأوهلم هذا : الناس ثالثة أن أفرس

اليت امرأة مدين : والثانية ، } { { : ، وقالـت uجاءت مع موسى

الذي استخلف عمر tسيدنا أبو بكر الصديق : والثالث . )٣( } t وأكثر لعلمه بعدله فكان كما علمه وتفرس فيهt وأرضاه .

).١٠٢/ ٩( < تفسري القرطيب > انظر ) ١(اثنان وعـشرون : ابن عباس والسدي وقتادة وعطية العويف ، وقال جماهد ون مسعود قال ذلك اب ) ٢(

. )٢٠٢ /١( < البداية والنهاية> فاهللا أعلم .أربعون درمها: وقال عكرمة وحممد بن إسحاق .درمها .٢٦: القصص ) ٣(




- -

{: قـــالأصبح يف بيت وزير املالية ، أصبح هو اآلمر والناهي ، وهـو املكـرم }

من البئـر ، وبعـد أن جنـاه اهللا منـه ، جخرأواملعزز يف هذا البيت ، بعد أن من تفسري } {

.} { الرؤيا

e

{ : ل احلق تبارك وتعـاىل اق اهللا تبارك وتعاىل ، أخرجه من أول احملن ، وهي حمنـة جناهبعد أن }

، وأسكنه كما ذكرنـا يف اهللا تبارك وتعاىل من تلك احملنة إلقائه يف البئر، أخرجه عيشة هنية كلها رغد ، وكلها قصر العزيز ، وهو وزير املال عند فرعون ، فعاش

. راحة ، وكلها طمأنينة ورفاهية مثاين عـشرة ( أي بلغ : قال املفسرون )١(} { : Uقال

جتاوز سن البلوغ ، ووصل إىل سن اكتمال العقل ، وإىل سن اكتمال : أي ) سنة آتينـاه } { . اجلسم ، فاكتمل عقال وجسما

يف مدة العمر الذي هو وقد اختلفوا ) : ٢٠٣ / ١( < البداية والنهاية > بن كثري يف اقال احلافظ ) ١(

: وقال سعيد بن جـبري . هو احللم : بلوغ األشد ، فقال مالك وربيعة وزيد بن أسلم والشعيب وقـال . مخس وعشرون سنة : وقال عكرمة . عشرون سنة : وقال الضحاك . مثاين عشرة سنة

: وقال احلـسن . ثالث وثالثون سنة : بن عباس وجماهد وقتادة اوقال . ثالثون سنة : السدي .هـ.ا } { : ويشهد له قوله تعاىل . أربعون سنة




- -

علم تأويل األحالم ، منة مـن اهللا تبـارك : وعلما ، أي . نبوة ال: حكما ، أي الذين أحسنوا فيما بينهم وبـني اهللا ؛ } { وتعاىل وكرما

أن تعبد اهللا كأنك تراه ، فإن مل تكن تراه فإنه يراك ؛ أن تعبـد اهللا : اإلحسان وU ك وتعاىل ، وأنت تراقبه يف كل حركة ويف كل سكنة ، أن تراقب ربك تبار

} {إليك ويراك سبحانه وتعاىل ينظر اهللا أن يقني على وأنتكذلك جنزي من أحسن فنجعله من الصاحلني ، ونؤتيه من العلم ، ومن احلكمة ،

. كما آتينا من قبله من احملسنني

ة اليت قبلـها ، وهي أشد من احملن uمث تأيت احملنة األخرى لسيدنا يوسف :احملنة هـي وأشد من احملنة اليت بعدها حمنة دخوله يف السجن ، فهذه حمنة البئر ،

.مث اامه ا، بالفاحشة إغرائهحمنة { : قال سبحانه وتعاىل

{ أمتها ، عند يف أكمل صورة ، و uوظهر مجاله ، ملا اكتمل يف جسده ويف عقله

، ملا رأت بن روحيب طفري إزوجة العزيز ؛ ـ زليخا ـذلك راودته تلك املرأة ، ومل تكن على دين ، وال على إميـان ، ه احلسنة فاتصمن مجاله ، وملا رأت من

وال على تربية ، بل نشأت كما ينشأ الكفار واملترفون ، على الفسق والفجـور .والعياذ باهللا تبارك وتعاىل




- -

أحكمت إغالق } { أحد، عليهما يدخل لن أنه من وتطمئن يطمئن وحىت ، تريد ما هلا يتهيأ حىت األبواب

مبعىن هلم وتعـال إىل } { تريد أن تدخل على قلبه الطمأنينة اهللا آتـاه ؛ فما كان من نيب اهللا تبارك وتعاىل ، الذي Uوالعياذ باهللا ، الفحشاء

أول كلمـة } { قال هذه الكلمة العظيمة أن إال ، واحلكمة مالعل . تفوه ا أمام الشهوات ، وأمام امللذات ، وأمام املغريات

وذكـر ـسبعة يظلهم اهللا يف ظله يوم ال ظل إال ظله : ( eولذلك قال : فقالـ فتنتني يف آن واحد ـنصب ومجال مورجل دعته امرأة ذات : ـمنهم .)١() خاف اهللا إين أ

{:، إال أن قال uفما كان من نيب اهللا يوسف ، فكلمة الرب مبعىن الصاحب ، ومبعىن املريب ؛ العزيز :أي : ريب }

صاحب نعميت ، الذي رباين ، واشتراين ، وجعلـين : ومبعىن املالك ، فهنا معناها { ؛ ، ويف هذا امللك السلطان ذاهذا البيت آمرا وناهيا ومطاعا يف ه يف أسعىمث ، اخليانـة : يف جناية واحـدة جنايتني فأمجع كيف أخونه }

الفاحشة والعياذ باهللا تبارك وتعاىل ، ولذلك كان الزىن حبليلة اجلار بعشر زنيـات كذلك والصاحب ، يأمتنك جارك ألن ؛ e النيب بذلك أخرب كما باهللا والعياذ بغريها

. U، فإذا جاء اجلرم منهم كان مضاعفا عشرة أضعاف والعياذ باهللا يأمتنك

).١٠٣١( ، ومسلم ) ٦٦٠( رواه البخاري ) ١(




- -

! كيف أقابـل اإلحـسان باإلسـاءة ؟ } { : قال الغادر ال يفلـح ، واخلـائن ال فالظامل ال يفلح ، } {

. أيضا يفلح ، ألن هذا العمل ليس فيه فحش فقط ، بل فيه غدر وخيانة ــول { : Uمث يقـــ

قــــال } ، فاهلم منها مبعىن العزم األكيد } { : Uأما قوله : املفسرون

الطلب برفق ولـني ، : فهي مل تكتف بأن تطلب منه ، وتراوده ، واملراودة مبعىن انتقلت بل انتقلت من الرفق واللني إىل الشدة ، وإىل اهلم ، وهو العزم األكيد ، مث

فأخذ يوسف جيري وهي جتـري مـن } { بعد ذلك إىل التتبع { ورائه ؛ تأكيد على عزمها وتصميمها على تنفيذ خمططها اللئيم

مل يعلق على همها ، وعلق على هم يوسف ، فلما ذكر هم } { : قال u يوسف موملا ذكر ه } { : زليخا قال

لو مل ير برهـان : قال املفسرون يف اآلية تقدمي وتأخري، أي } سقطت لوال أن محلين فـالن مـن : ربه هلم ا ، كما تقول يف كالمك العادي

} { U قوله يف وهكذا ، الناس للناس تظهر أن كادت به لتبدي كادت إن ، فرعون عند ترضعه ذهبت ملا u موسى أم

: أي )١(} { مه وأنه ابنها أا أ

.١٠: القصص ) ١(




- -

هـذا ابـين ، : وقالت للناس ، قلبها ألبدت وكشفت نفسها على ربطنا أن لوال . } { وهذه اآلية متاما مثلها . وليس ابن فرعون

برهان ربه أنه رأى يعقوب : فما هو برهان ربه الذي رآه ؟ قال املفسرون نه رأى زوجها ؛ زوج إ: أمام عينيه وهو يعض إصبعه ، وقيل يف صورة uأباه

نه رأى آية مكتوبة يف سقف ذلك البيت من كتاب اهللا تبـارك إ: زليخا ، وقيل . )١(، وقيل غري ذلك Uوتعاىل ، فكان ذلك برهان من اهللا

م ، مل جتعله يه أنه رأى من اهللا تبارك وتعاىل الربهان واملانع واحلجة اليت املهمومل جتعله يقع ، وهكذا املؤمن ، وهكذا الصاحل ، وهكذا التقي النقي ، حىت لـو فكر يوما من األيام يف الوقوع يف الفاحشة ، فإن اهللا تبارك وتعاىل يـضيع عليـه الطريق ، ويلهمه طريقا آخر ؛ ويدله على اخلري ، وال يدله على الـشر سـبحانه

ء اهللا تبارك وتعاىل من أنبياوتعاىل ، فكيف بنيب .

e

ذكر اهللا : } { : قال العلماء يف هذه اآلية U باحلرام وال وقع فيـه عليـه ميف سورة يوسف عشرة أدلة تدل على أنه ماه

: الصالة والسالم } { : قوله سبحانه وتعـاىل :أوهلا

. ، ومن استعاذ باهللا أعاذه اهللا U أول كلمة قاهلا أن استعاذ باهللا فكان

.ابن حزم . ط ) ١٨٣٦/ ٤( < تفسري ابن كثري > انظر ) ١(




- -

{ : سبحانه وتعاىل قوله :الثاين الدليل جريه واستباقه بكل ما ميلك من القوة يف اجلري ، دليل على فراره من هذا }

. الذنب ، وليس دليال على إقباله عليه } { : U قوله :الدليل الثالث

. } { فضل السجن على الزنا } { : قوله جل وعـال : الدليل الرابع

} { : ويقول ، بالعلم عليه ويثين ، بالنبوة عليه يثين U فاهللاوكلمـة } { : وأثىن عليه أيضا يف قوله

والعزم على الفحشاء ، وفعل الفحشاء ، فاهللا السوء يدخل فيها اهلم بالفحشاء ، U يقرر يف القرآن الكـرمي : }

{ : وقوله تبارك وتعاىل عـن إبلـيس ، } ويوسف من هؤالء املخلصني كمـا )١(}

.تعاىلذكر اهللا } { : قوله تبـارك وتعـاىل :الدليل اخلامس

. فشهادة هذا الشاهد دليل على براءته يت ؛ فيما سيأكما سنبني بعد أن خرج مـن } { : Uقوله :الدليل السادس

لــو } { الـسجن

.٨٣ – ٨٢: ص ) ١(




- -

كان فيه شائبة من فعل الفاحشة ، أو اهلم ا ، أو العزم عليها ، أو املوافقة ؛ ملـا . سكتت امرأة العزيز ، ولكنها نفت عنه التهمة بأكملها

{ : قوله تعـاىل :الدليل السابع على جناته أمام النسوة مجيعا ، امرأة العزيز هذا تأكيد من و}

. من هذا اجلرموبراءته { : قوله سـبحانه وتعـاىل :الدليل الثامن

{ . { : Uقوله :الدليل التاسع

دليل أيضا على تفضيله السجن ، أي أم حىت بعـد مـا رأوا فهذا } . uاآليات على أا هي الكاذبة ، أرادوا إخفاء هذا األمر بأن سجنوه

أىب } { : قوله تعاىل : والدليل العاشر عنه تلك املقالـة الـشائنة الـيت بذهأن خيرج من السجن حىت يu يوسف

{ ؛ نسبوها إليه

{.

حىت عن جمـرد اهلـم uهذه أدلة كثرية تدل على براءة نيب اهللا يوسف { : بالسوء ؛ ويكفي قول احلق تبارك وتعاىل كمـا ذكرنـا




- -

يكفي هذا دليال على براءتـه عليـه } .الصالة والسالم

يعين } { : مث قال اهللا تبارك وتعاىل { زوجهـا وجدا } { من اخللف

قلبـت ، ملا رأت زوجها عند الباب } احلقائق وانقلبت هـي إىل ، والباطل حقا ، واحلق باطال ، مظلوما الظامل فانقلب

أنـه الظـامل املعتـدي uامرأة وديعة عفيفة مظلومة ، وادعت على يوسف وهكذا يكون ارم والظامل واملعتدي ، } {

يف حـديث e عندما سئل الـنيب ما ليس فيهم، ولذلك ةينسب إىل أهل الرباء إن كان فيه ما تقول فقـد ( : eقال ان يف أخي ما أقول ؟ أرأيت إن ك : الغيبة

هذا هـو البـهتان أن تلـصق . )١( )اغتبته ، وإن مل يكن فيه ما تقول فقد ته باإلنسان الربيء ما ليس فيه ، وهذا أعظم من أن تتكلم على الناس مبا هو فيهم ،

؛ فهذا من أعظم Uهم والعياذ باهللا في تليسالتهم اليت ولكن من يلصق بالناس .الذنوب عند اهللا تبارك وتعاىل

ــد } { عندافـع } { إال أن تكلم uذلك ما كان من يوسف

) .٢٥٨٩( رواه مسلم ) ١(




- -

: وجيب على اإلنسان عندما يتهم بالباطل أن يدافع عن نفسه فقـال ، عن نفسه الـشاهد : قال املفـسرون } {

املهد ، ابن خالتها كان موجودا يف القصر ، قال عليـه الـصالة طفل صغري يف ابن ماشطة بنت فرعون ، وشاهد يوسـف ، ؛ تكلم يف املهد أربعة : ( والسالم

هؤالء تكلموا يف املهد ؛ فماذا قال )١( ) uوصاحب جريج ، وعيسى بن مرمي .هذا الشاهد ؟

أي مـــن } { من أي } { األمام دليل غاية يف الوضوح والبيان واحلجـة } { اخللف

ــان ــا رأى } { والربه مل كانـت ا، وعلى أu ، داللة على هروب يوسف من اخللف االقميص مشقوق

{ Uتصر على فعل الذنب ، والعياذ بـاهللا { .

} {!! ذا الكالم ىكتفا! ز؟ العزي زوجهافعل ماذاأي اطلـيب } { أكتم هذا الكالم وال تتكلم ، وأنت يا زليخا

Uيعين والعيـاذ بـاهللا } { ، املغفرة من زوجك ، الذين ال يـأون والفجور يف الفسق نسومغن املن و، وهكذا املترف قبول للفحشاء

، وأورده الطـربي يف ) ٤٩٧ ، ٤٩٦/ ٢( ، واحلاكم ) ٢٨٢٢( قم ر ) ٣٢/ ٥( رواه أمحد ) ١(

) .١٠٦/ ١٣( تفسريه




- -

، فكل شيء عندهم سواء والعياذ بـاهللا Uحبرمة، وال يأون بعيب والعياذ باهللا U عن النيب قد ورد يف احلديث ، وe ) :ن ) يدخل اجلنة ديوث الوبيe أن : زوجتـه أو فإذا عرف أن ، يرضى باخلبث ) يقر اخلبث يف أهله الديوث الذي (

لعيـاذ بـاهللا وا ، وجدته ال حيرك ذلك فيه ساكنا رامابنته خرجت ورتعت يف احل .اىل من ذلكتبارك وتع

} {: Uمث قال انتشر القول بني علية القوم عندهم ؛ امرأة ـ يف مصر ـانتشر الكالم يف املدينة

{ العزيز أكرب وزير ، تراود فتاها ؛ عبدها وغالمها الكنعـاين ملا مسعت بانتشار هذا الكالم أعـدت }

} { سلت إليهن ، وكن أربعـني امـرأة ، مكيدة أخرى ؛ أر وقدمت هلن فواكه حتتـاج إىل } { جيلسن عليه ،

ـ uتقطيع بالسكني وقالت ليوسف وهو ال زال باقيـا يف بيتـها ، وال زال } { فقالـت ـحتت سلطتها وأمرها

يكون مثل هذا يف بـين آدم ، ملا رأينه أعظمنه وأجللنه وهبنه وما ظنن أن : أي ورهن حسنه حىت اشتغلن عن أنفسهن ، وجعلن جيـزرن يف أيـديهن بتلـك

} { يشعرن باجلراح السكاكني وال يف السماء الثالثـة uيف حديث اإلسراء واملعراج ملا مر بيوسف eقال النيب

نصفه ، قال جماهـد عـن يعين)١( )فإذا هو قد أعطي شطر احلسن : ( eقال

.كتاب اإلميان ) ١٤٧ ، ١٤٥/ ١( رواه مسلم ) ١(




- -

م احلسن نصفني ، فأعطي يوسف وأمه سارة نصف احلسن ، والنصف سق: ربيعة .)١(اآلخر بني سائر اخللق

} رفعت احلجاب ، ورفع احلياء ، وذهب اخلجل ، وإذا ا تتـبجح أمـام }

،كما Uوالعياذ باهللا واملنكر بالفحشاء ا تتبجح وإذا ، مثلها الفاسدات صديقاافي الصحيحني عـن أيب ف!! يفعل ااهر الذي ستره اهللا مث إذا أصبح فضح نفسه

، ن ي إال اـاهر عاىف م أميتكل ( : يقول eمسعت رسول اهللا : قال tهريرة : هللا ، فيقول وإن من ااهرة أن يعمل الرجل بالليل عمال ، مث يصبح وقد ستره ا

يا فالن ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، فيصبح يكشف ستر . )٢( )اهللا عنه

{ : فإذا ا تقـول غاية يف التبجح ، وغاية يف }

؛ النـسوة أولئكنظرات uيوسف رأى ملا و، Uذهاب احلياء والعياذ باهللا أصبح مجيع } { والفجور الفسق راتنظ

ينظرن إليه نظرة الريبة ، ونظرة الفحش والفسق والفجور Uالنسوة والعياذ باهللا ، ومن التجأ إىل اهللا جنا ، ومن اعتصم حببله فـاز ، ومـن U، فالتجأ إىل ربه

. اعتمد عليه نصره اهللا تبارك وتعاىل

).١٨٣٩/ ٤( < تفسري ابن كثري > ، و ) ١٣٧ ، ١٣٦/ ١٣( < تفسري الطربي > ) ١( . )٢٩٩٠( ، ومسلم ) ٦٠٦٩( رواه البخاري ) ٢(




- -

يف الغرية على أن تساهل الزوج : من هذه اآليات ومن الفوائد اليت نأخذها فعندما اكتفى العزيز بقولـه لزوجتـه . ها على اخليانة والفجور زوجته قد يجرأ

جرأها ذلـك إىل أن !! ومل يزد يف تأنيبها على ذلك } ... { ، وتصميمها على اخليانة والفجور حىت eتبوح للنسوة بعشقها الفاضح ليوسف

.} { : لتقول أاأن وهـي يف بالد الشام ، ؛ حدثت وهنا قصة واقعية جيدر بنا أن نذكرها

، جاءته امرأة Uاجلمال ، وأعطاه الدين واخلوف من اهللا U أعطاه اهللا قدشابا نريد منك مساعدة ، حتمل معنا شـيئا ؛ فحمـل : قالت له ويف يوم من األيام ،

ما دعونـاك : ه يء ، وملا دخل إىل بيتها أغلقت الباب ، وقالت ل معها ذلك الش . للفاحشة ؛ للفسق والفجورـ والعياذ باهللا ـ وإمنا دعوناك ، لتحمل هذا الشيء

أمهليين حـىت أقـضي : فأخذ يفكر ويفكر ، فهداه اهللا تبارك وتعاىل ، فقال هلا من األوساخ الـيت يف حاجيت ، فدخل إىل احلمام ليقضي حاجته ، وإذا به يأخذ

ذلك املكان ، ويلطخ ا جسده ، مث خيرج عليها فما أن رأته يف تلك الـصورة ، إال فتحت له الباب وطردته من بيتها ، فخرج واغتسل ، فلما اغتسل انبعث من جسده رائحة املسك ، وأصبحت تلك الرائحة خترج من جسده إىل أن لقـي اهللا

ال تعطر ، إكراما من اهللا تبارك وتعاىل ملـن محـى تبارك وتعاىل ، من غري عطر و نفسه من الوقوع يف هذا الذنب العظيم ، وسميت هذه األسرة بأسرة املـسكي ، ومسي املكان الذي عاش فيه حبي املسكي ، وهو موجود يف بالد الشام إىل يومنـا

. هذا




- -

املؤمن } { سه بعد أن صلى هللا تعـاىل وأدى الواجبـات، وتـرك الشاب إذا خاف على نف

إىل اهللا ؛ وال ملجأ من اهللا إال أاحملرمات ، وخشي الوقوع يف هذه املصائب ؛ يلج .إليه

، دائم وكذلك فإن املؤمن العاقل الفطن يرفض اللذة العاجلة اليت يعقبها ندم خيتار السجن على uيوسف وعار ونار ؛ بل يقدم املنية على الدنية ؛ فها هو

.الوقوع يف الفاحشة }

ملا رأت زليخا أن ألـسنة }

ال :الناس تتكلم يف هذا األمر ، وأن األمر قد انتشر بني الناس ، قالت لزوجهـا وتـسجنه حـىت ، ناس ، وتفضحه أمام الناس مفر من أن خترج هذا الرجل إىل ال

؛ كل أعماهلا مكر من أوهلا إىل آخرها وخبث ودهاء مكر .يعرف الناس براءيت ، فإذا بالعزيز يستجيب هلا كما يستجيب الزوج الذي ليس لديه Uوالعياذ باهللا

عقل وال رشد عندما توجهه زوجته إىل طريق الفساد ، أو إىل طريـق تـضييع ، أو إىل طريق ال ينفع وإمنا يضر ، فيستجيب هلا ويصبح هـذا الـزوج األموال

تسوقه حيث شاءت ، وإىل أي مكان أرادت ؛ حـىت ، مربوطا حببل بيد زوجته . Uولو كان ضارا به وبأوالده ، وبنفسه وزوجته ، والعياذ باهللا




- -

ـ : هماقال سيدنا ابن عباس رضي اهللا عن ى فأمر به عزيز مصر فحمـل علإن يوسف العرباين أراد سـيدته : محار وضرب بالطبل ونودي عليه يف األسواق

{ وأدخل عند ذلك الـسجن . ه أن يسجن ؤبسوء ، فجزا . قيل سبع سنوات وقيل أقل وقيل أكثر }

e

بدأت املرحلة ، إىل السجن uبعدما قرر العزيز وزوجته إدخال يوسف فبعد حقد إخوتـه ، uالرابعة من االبتالء الذي نزل وأصاب نيب اهللا يوسف

وحسدهم ، وبعد اإللقاء يف اجلب ، وبعد الرق يف بيت العزيز ، وبعد اإلغـراء بالشهوات ، وبعد اإلام يف الفاحشة ، بعد كل هذه اإلبتالءات يـأيت الـبالء

، وهكذا غريه eاإلبتالءات يبتلى ا نيب اهللا يوسف هذه جمموعة من . بالسجن من أنبياء اهللا يبتلون بصنوف الباليا ، فيضربون أروع األمثلة يف الصرب والرضـا ،

.وبيان حقارة الدنيا وهواا كمـا ذكـر ذلـك وأدخل يوسف يف السجن ، ومكث فيه سبع سنني

من اهللا ، وما أشد االبتالء واالمتحان املفسرون ، امتحانا عظيما ، وابتالءا كبريا ، فجزاء صربه ، وعدم وقوعه يف احلرام ، ، وعلى الصفاء عندما يكون على الرباءة

وطهارته ، ونقاوة سريرته ، أن يعامل بأن يسجن ، فلذلك يكون األمل أشد ألنه .بريء ، ومع ذلك دخل السجن




- -

} { ريلنا طريقنـا ، متضي اآليات املباركات تن { وتشرح لنا تلك القصة املنرية اليت يهتدي ا كل مسلم ومـؤمن

، صابرا ذاكرا رأوه متجها إىل طاعة اهللا }

، يتعامل معهم بكل لطف وبكل مساحة ، فارتاحت له أنفسهما ، وقـصا Uهللا الساقي ، وهو ساقي امللك : مها ني الفتي ذينسرون أن ه وذكر املف ، عليه رؤيامها

أما اتفقا على وذكروا، ، خباز ملك مصر هو اخلباز: واآلخرـ ملك مصر ـ قتل ملك مصر بأن يضعوا السم يف طعامه وشرابه ، ولكن الساقي تراجع بعـد

ن فيـه حذر فإ ا: الطعام إىل امللك ، قال الساقي للملك اخلباز ذلك ، فلما قدم وإن يف شرابه السم ، فأمر امللك الساقي أن يشرب : السم ؛ فقال اخلباز للملك

الشراب فشربه فلم حيدث له شيء ، وأمر اخلباز أن يأكل الطعـام فنكـل ، ومل ، فعرف أن هذا اخلباز هو السبب ، يأكل فعند ذلك أعطاه للبهائم فهلكت البهائم

ض ، وكانت هـذه القـصة سـببا يف ولكنه أدخلهما السجن مع بعضهما البع بادرمهـا ، ولكنـه ي رمها باإلجابـة ال يباد uدخوهلما ، وإذا بسيدنا يوسف

، ومعجزة اهللا له ؛ ألنه ما من نيب جييء إال ومعه معجزة فيعرفهما برسالته ودعوته { : بينة ، فإذا به يقول هلمـا

وكذا وهـذه وكذا كذا اليوم سيأتيكماقبل أن يأيت الطعام أقول لكما } ، وهذا فيه تثبيت حـىت ورسله ئهبيامن معجزات اهللا ألن ، وهي علوم الغيب من

يدعومها إىل اهللا ، ليست للدعاية ، وليست للرياء والـسمعة ، وإمنـا يريـد أن




- -

فقبل أن يدعومها إىل اإلسالم إذا به يعرفهما مبعجزتـه ، ، يدعومها إىل اإلسالم { ه وبرهانه الذي جاء به مـن عنـد اهللا وببينت

علـم أدعـي ين كاهن و ساحر ، أمث ال تظنوا } هـي هذه } { : قال ؛ ال ، وأتعامل مع الشياطني الغيب

.؛ نسب العلم إىل اهللا تعاىل وهي من عند ريب جل وعال ، النبوة والرسالة

e

يقصد عزيز } { مصر الذي كان معه ، وقوم فرعون الذين عاش معهم ، فقـد تـرك شـركهم

{ وكفرهم واتبع دين اهللا تبـارك وتعـاىل إنه يفتخر }

، وال بالوجاهـة ، بفضل اهللا تعاىل عليه ، ليس باملال ، وال باجلاه ، وال باملنصب وال باجلمال ، وإمنا فضل اهللا عليه أنه جناه من الشرك ، وأنه أكرمه باإلسـالم ،

، وهكذا املؤمن ، يفرح باإلسـالم ؛ وأكرمه باإلميان ، ذلك من فضل اهللا علينا { قـال تعـاىل ، Uعبـادة اهللا يفرح بيفرح بالصالة والطاعة ، و

{)١( .

.٥٨: يونس ) ١(




- -

{ : قـــال ولكن أكثر الناس ال يعرفون نعمة الدين ، وال نعمة اإلميان ، وال نعمة }

التوحيد ، ويقدرون نعم الدنيا وملذاا وشهواا الفانية ، وينسون أن هناك عند مث أخذ يدعوهم إىل اهللا ، وهكذا الداعية ينبغي عليـه أن ، أجرا مدخرا Uاهللا

يدعو إىل اهللا تبارك وتعاىل ، وينتهز الفرص املناسبة ، ليست الدعوة كلما سنح له وقت تكلم ودعا الناس إىل اهللا ، سواءا كانوا يف راحة أو يف مشقة ؛ يف رضا أو

نتقي الوقـت املناسـب ، يف سخط ؛ ال ، ليست هذه دعوة ، وإمنا الدعوة أن ي . الذي ينفع فيه الكالم ويؤثر

وإذا بـه ، راغبان يريدان معرفة جواب معـني اللقد جاء إليه هذان الفتيان يستغل هذه الفرصة ليحبب هلما الدين ، ويعرفهما على اهللا تعاىل ، وانظر إىل هذا

مـا كلمة تلطف وتودد ، مع أ } { األسلوب النبوي الكرمي ن ، مل يكونا مسلمني ، ومع ذلك تلطف معهما يف دعوما ، فكيف مبـن اكافر

تدعوه إذا كان مسلما تاركا للصالة ، وتاركا للعبادة ، أو مرتكبا للمحرمات ، { : ، قـال الشك أنك حتتاج إىل هذا األسلوب احلكيم

{ . { تعددة أم إله واحـد آهلة م: يتحدث معهما بالعقل واملنطق

{ .




- -

e

اآلن بدأ اإلجابة على سؤاهلما ، بعد أن دعامهـا إىل } { { : ، قال اهللا ، ونصحهما بالكلمة الطيبة ، وباألسلوب النبوي احلكيم

{ : فقال هلمـا !!. يا ، وال شاهدنا يف منامنا شيئا ؤما رأينا ر : ما قاال له إفقيل

} {)١( لـيس ، انتهت املسألة ، ليس فيها لعبليس فيها إال احلق الذي أمر اهللا به تبارك وتعاىل ، فـأفىت بتفـسري ، فيها عبث

، واخلمر ال يعصر وإمنا يعصر العنب الـذي أن من رأى أنه يعصر مخرا : مها ارؤي ويسقيه مرة أخرى ، وأن اآلخر ـ أي امللك ـيصري مخرا ، أنه سيعود إىل ربه

{ سيصلب وتأكل الطري من رأسه ، فقـال عنـد ذلـك .جواب خمتصر ولكنه علم من علم اهللا تبارك وتعاىل }

الرؤيا معلقة برجل طائر مـا مل : ( قال eوقد ورد يف احلديث أن النيب حيدث ا صاحبها ، فإذا حدث ا وقعت ، وال حتدثوا ا إال عاملا أو ناصحا أو

.)٢() ة جزء من أربعني جزءا من النبوة لبيبا ، والرؤيا الصاحل

).١٨٤٣/ ٤( < تفسري ابن كثري > ) ١( .حديث حسن لغريه : وقال حمققو املسند ) ١٦١٨٣( < املسند > رواه أمحد يف ) ٢(




- -

} منـهما وهـو سينجوقال للذي } اذكرين عند امللك ، وأين مظلوم ، : يعين } { :الساقي

{ ، ودخلت السجن ظلما وعدوانا ، وأين ذه الصفة اليت رأيتين ـا نسي أن يذكر يوسف عند امللك ، وخيـربه خبـربه ، }

أن اهللا تبارك وتعاىل عتب عليه ملا اشتكى : بعض املفسرين ذكروهذا بأمر اهللا ، و نة من هذا امللك ، وأوصى هذا الساقي أن يتوسط له لدى امللـك ، وطلب املعو

مـن خلصك من القتـل من !يا يوسف: وقال له uعند ذلك جاءه جربيل اهللا : ؟ قـال ب من اجل أخرجكمن ف: قال . تعاىل اهللا : قال !إخوتك ؟ أيدي صـرف ن مف: قال . تعاىل اهللا : ؟ قال الفاحشة من عصمكمن ف: قال . تعاىل

فكيف وثقت مبخلوق وتركت ربـك : قال .تعاىل اهللا : ؟ قال عنك كيد النساء إسـحاق و إبـراهيم أسألك يا إلـه ! مين ت زل كلمةيارب : قال! فلم تسأله ؟

فـإن عقوبتـك أن : فقال له جربيل ؛رمحين عليهم السالم أن ت الشيخ يعقوب و .)١(تلبث يف السجن بضع سنني

املسلم يستعني بأخيه املسلم ، ، يستعني بالناس ال نسانإلأن ا معىن هذا وليس أن اهللا هو النافع الضار ، أن اهللا هو الذي جيعل األمـور نفسه يعلم يف قرارة هوو

إليه ، وتشتكي تصري إىل اخلري ، أو تصري إىل الشر ، وأن هذا العبد الذي تذهب

).١٢٩/ ٩( < تفسري الطربي > ) ١(




- -

تأخذ بالـسبب ، وقلبـك ، ما هو إال سبب ؛ أو تطلب منه أمرا من أمور الدنيا معلق باهللا تعاىل ، أما إذا أخذت بالسبب ، وقلبك ليس معلقا باهللا ، وإمنا معلـق

يا فالن أخرجين من األزمة ، وكله ظن أن : بذلك السبب ، تذهب إىل اإلنسان هذا اإلنسان يستطيع أن خيرجه من هذا اهلم ، ومن هذا الكرب ، فهذا ال شـك

تؤثر يف إميان املسلم ، فتؤثر يف يقني املسلم ، ويف توحيـده هللا أنه من األمور اليت ، وموقنا مبا عند Uسبحانه وتعاىل ، فال ينبغي للمسلم إال أن يكون خاضعا هللا

من Uويستعيذ به ، ، من اخلري والشر ، فيسأله تبارك وتعاىل من خريه Uاهللا مـن املساعدة من اآلخرين ، والشر كله عاجله وآجله ، إذا املسلم يطلب العون

{ : كما قال سبحانه وتعـاىل ؛ اب األخذ باألسباب ب { )١( .

جتعـل فهو نيب كرمي ، ومكانة يوسف كـنيب u وأما بالنسبة ليوسف استعانته بأحد من البشر من باب األخذ باألسباب فقط ، وإال فالقلب معلق باهللا

Uبال شك وال ريب . } رأى بعدها سبع سنوات كاملة ، و }

. uامللك رؤيا ، وكانت هذه الرؤيا فرجا من اهللا لسيدنا يوسف

.٢: املائدة ) ١(




- -

} رأى }

جاف ضـعيفات ، وإذا أن بقرات خيرجن من النهر مسينات ، مث تتبعهن بقرات ع ، ، ورأى كأن سنابل القمح اخلضراء اليانعة بالبقرات الضعيفات يأكلن السمينات

كأا تلتف عليها شجرات يابسات فتأكلها وتلتهمها ، فقام مـن نومـه فزعـا مجـع } { : فقـال ، مذعورا ، وطلب تعبري رؤياه

{ وسأهلم عن تلك الرؤيـا ، الكهنة والرهبان ، وكل من كان عنده علم ، { ـر ذلـك مل يخلألنبيـاء علمهم اهللا سبحانه وتعاىل ، ألنه اد

{ uيوسـف والصاحلني أمثـال طويلـة ، تـذكر سنني بعد يعين }

:فأرسلوه إىل يوسف ، فقـال لـه } { الساقي }

ــساقي } هــذا الىل الناس وأخربهم مبكانتك وبفـضلك، أفتين يف هذه الرؤيا لعلي أرجع إ : يقول

، فيعيدونك إىل وضعك ومكانـك ، فمـا وبأنك مظلوم، لعلهم يعلمون فضلك : ، إال أن أجاب اجلواب ، ومل يشترط شيئا ، مل يقل هلم uكان من يوسف

، ومل يعاتب هذا الرجل ، أخرجتموين من السجن إذا لن أعطيكم تفسري الرؤيا إال ، وهذا يدل على شهامته ونزاهته ، وبعده عن املزايدات كيف ينساه وقتا طويال




- -

{ صلوات ريب وتسليماته عليـه

{. نات بالسبع السنوات املباركات ، والبقرات العجـاف ففسر البقرات السمي

بالسنني العجاف اجلافة ، ونصحهم أن يقتصدوا يف صرف الطعـام يف الـسبع ـ حسنوات األوىل ، وأن يأي } { نوا الـزرع ص :

اتركوه يف سنبله حىت ال يفسد وحىت ال يصل إليه السوس ، ويبقـى للـسنوات } { بعد ذلـك السبع العجاف اليت تأيت

يغاثون ؛ uوهذه مل تكن يف الرؤيا ، وإمنا كانت من وحي اهللا لسيدنا يوسف باملطر ، ويعصرون من كثرة الفواكه والثمار ، يعصرون الزيـت ، ويعـصرون

. العنب والقصب والزيتون والسمسم وغريها مل يــشأ أن } {

ه مندوب امللك يطلب منه أن خيرج من السجن ، ملا جاءه الرسـول خيرج ملا جاء } { بل ، u خيرج مل

ولـو لبثـت يف ... ( : يف ذلك املـوطن uميدح نيب اهللا يوسف : eقال ، eمن النيب املصطفى تواضع وهذا )١()السجن ما لبث يوسف ألجبت الداعي

، ولكن تأدبا ، وحىت يعرفنا علـى u سيدنا يوسف وإال فهو أعلى مقاما من لو كنت أنـا ( : ويف رواية أخرى ، ويرفع من شأنه ، uمقام سيدنا يوسف

) .١٥١( ، ومسلم ) ٣٣٧٢( رواه البخاري ) ١(




- -

ألسرعت يعين لو انتظرت سبع سنني يف سجين ويأتيين الفرج ، ) لبادرم الباب ال يـتكلم ؛ مل يشأ أن خيرج إال بصفحة بيضاء u ولكن يوسف ؛ يف اخلروج . فيه أحد ، ومل يقل امرأة العزيز ، مـا } {

، األنبيـاء قصص يف نتعلم األدب ، يفضح النساء أراد أن يفضحها ، وال أراد أن .ديثأدب احل ، أدب اللفظ

e

{ : امللك مجع النسوة ، وقـال } { هذه أول شهادة مـن }

{ النسوة ، ما علموا عليه من سـوء ،

وقال بعض املفسرين أن هذا الكالم األخري جاء على لسان } { : ، وليس على لسان امرأة العزيز ، أي أنه قال uيوسف

{ زوجته بالغيب ه يف أي ليعلم العزيز أين مل أخن } . واهللا أعلم }




- -

وجاء الفرج بعد تلك الـسنني ، } { { وبعد تلك املشقة ، جاء الفرج من اهللا سـبحانه وتعـاىل ،

{.

مسؤول املاليـة : أي } {يف هذا ، و ذكر ما عنده من اخلربة والعلم uواالقتصاد الوطين ، وهنا يوسف

اخلربات وامليزات واخلصائص ال بأس لإلنسان أن يذكر ما لديه من من الفوائد أنه .والصفات احلميدة كالصدق واألمانة وغريها

{: بقوله سـبحانه هذه اآليات وأخريا خيتم اهللا تبارك وتعاىل

نا له كمعزيزا م من السجن eخيرج يوسف بعد تلك احملن كلها } ال يـضيع U وتلك سنة اهللا ملن اتقى وصرب ، فإن اهللا ،يف األرض ، غنيا قويا

.أجر احملسنني ، وفـضله ، من علمه، وماله لذي أعطى لوجه اهللا تبارك وتعاىل، احملسن ا و

Uوجاهه ، ال يضيع عند اهللا تبارك وتعاىل ، لو ضاع عند الناس فإنه عنـد اهللا يا فقط ال ليس يف الدن } { لن يضيع

يف األجر األوىف Uيضيع اهللا أجرهم حىت يف اآلخرة ، هلم عند اهللا ال ، بل يضيع .دنياهم وأخراهم




- -

ليت فيها اخلريات واألرزاق ، وكان نيب اهللا يوسف ومضت السنوات السبع ا u جيمع فيها الطعام وخيزنه يف املخازن ، تحالعجاف اليت السبع لسنوات لبا س

، Uجاءت كما رأى ملك مصر يف تلك الرؤيا ، وفسرها نيب اهللا بوحي من اهللا أعد هلا فجاءت السبع سنوات العجاف بعد السبع سنوات اخلرية املباركة ، واليت

نيب اهللا يوسف العدة كلها ، فلما جاءت السنون العجاف بدأ الناس يتوافدون من ، الذي تناقل الناس عدله وكرمـه ، uكل حدب وصوب يقصدون يوسف

ه وإحسانه للناس ، ومن ضمن من وصلهم اخلرب أبوه يعقـوب وأوالده ، ءوعطامصر ، يقـصدون نـيب اهللا فلما عضهم اجلوع بنابه حتركت قافلتهم إىل أرض

.يوسف العزيز ، ليعطيهم مما أعطاه اهللا تبارك وتعاىل من اخلريات والربكات

ويصف لنا القرآن العظيم هذا اللقاء األول بعد طول فرقة بني تلك األسرة ، { : سـبحانه قال عز من قائـل

مل يتغريوا يف أشكاهلم وصورهم عما كانوا عليه ؛ ألم عرفهم ألم } ألنه كان صغريا وكرب ، فـتغريت مالحمـه ، } { كانوا كبارا

وتغري لبسه وهيئته ، فما كان خيطر على باهلم أن يكون هذا هو يوسف الـذي { ألقوه يف اجلب قبل سنني وسـنني

ملـاذا : ءوا إليه قال هلم ملا جا } بل جئتم جواسيس : قال . جئنا لنمري أهلنا وقبيلتنا : لوا جئتم إىل هذه البالد ؟ قا




- -

كان : خوة ؟ قالوا إهل لكم من : قال . يعقوب ءفنحن أبنا ، ال : قالوا . علينا : فقال هلم . ال زال عند أيب ، وهناك آخر يف الصحراء ومات ولكنه هلك ، أخ لنا

كنتم صادقني ففي املرة القادمة لن أعطيكم الطعام حىت تأتوين ذا األخ الذي إن من أبيكم ، تؤتوين به فإن كنتم صادقني زودتكم ، وإن كنتم كاذبني فال تقربوا أرضي ، وال تقربوا هذا املكان بعد ذلك ، وكانت هذه حيلة أهلمـه اهللا تبـارك

. وتعاىل إياها ذا ملا رأى يوسف إخوانه ، مل يبـادر إىل أبيـه ، ملا: وهنا قد يسأل سائل

.ويسأل عن مكانه فهي فرصة بعد سنني طويلة من الفرقة ؟ ، Uحلكمة يريدها اهللا ، من اهللا تبارك وتعاىل كان بأمر أن ذلك : فاجلواب

ربة والعظة يف هـذه القـصة ، وليزيد من إظهار الع يعقوب على ليزيد من االبتالء . العظيمة، طلب منهم أن حيضروا زهم ، ومحل لكل فرد محل بعري كامل ها ج بعدمو

{ : أخاهم من أبيهم معهم يف املرة القادمة ، وقال } { ألنكم كاذبون فيما ادعيتمـوه }

{ سنبذل املستحيل يف إقناع أبيه ، وإنا لفـاعلون : اعتهم اجعلوا بض }

املال الذي أحضروه ليستبدلوا به الطعام ؛ فجاءوا مبالبس وأقمشة وغري ذلـك ، ألن العادة عندهم أن املبادلة ال تكون مبال ، وإمنا بـضاعة ببـضاعة ، فجـاءوا

مرة أخرى ، يعودوا حىت ، البضاعة عليهم تلك أن ترد u يوسف ، فأمر ببضاعة




- -

{ تشجيعا منه وترغيبا لعودم مرة أخرى ؛ ويظنوا أم قد نسوا ذلك املال يعـين يف } { uإىل يعقوب }

} { نأيت بكيل مرة أخـرى أن السنة القادمة لن نتمكن من وا يف هذه املرة احلفظ ، دكأ} { حىت يصدقنا العزيز

{ ألم عرفوا أنه لن يقبل وألجل هذه الكلمة العظيمة حفظ اهللا }

أوالده ، وردهم إليه ساملني ، فهذه كلمة عظيمة ، إذا أراد املسلم أن يـستحفظ { uشيئا من نفسه أو ماله أو ولده ؛ فليقل مبثل دعـاء يعقـوب

.لن يضيع له شيء Uفإنه بإذن اهللا } } {

ا رأوا أن بـضاعتهم ردت ، مل uتشجعوا أكثر للذهاب مرة أخرى إىل يوسف { ، وهم بالتايل سيأخذون أضعافا مضاعفة من اخلريات والربكـات إليهم

فـأعطوه } أن ال يفرطـوا يف املوثق ، طلب منهم أن يقسموا باهللا ، يعطوه العهد وامليثاق ،

إال أن } { األصـغر uبنيامني أخي يوسـف ــا ــوا مجيع { لك

خاف عليهم من العني ، فطلب } من أبواب متفرقة ، نمنهم أن ال يدخلوا من باب واحد إىل مصر ، وإمنا يدخلو




- -

ىل ذلك ؟ ألم يف املرة األوىل كانوا غرباء ، قد وملاذا مل يطلب منهم يف املرة األو ولكنهم ملا ذهبوا إىل مصر ، أكرمهم يوسـف ، خذون شيئا أيطردون وقد ال ي

زوا يمهؤالء ت ، وأسكنهم ، وأحسن ضيافتهم ، فالناس تنظر إليهم بعني االهتمام رضـة للعـني فإذا عادوا وزاد معهم بنيامني ، يكونـوا ع ! عن الناس باإلكرام ؟

.واحلسد من الناس ، بسبب اهتمام يوسف م من بني بقية الناس

}

{

والعني حق فالواجب على املسلم أن يحصن نفسه بذكر اهللا تعاىل ، وقد كـان ؛ فعن عبد اهللا بن عباس رضي اهللا عنـهما أن سن واحلسني يحصن احل eالنيب

إن أباكما كان يعوذ ـا : ( كان يعوذ احلسن واحلسني ، ويقول eرسول اهللا أعوذ بكلمات اهللا التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل : إمساعيل وإسحاق

. )١() عني المة }

ال ينفعهم أن يدخلوا من : ما كان يغين عنهم من اهللا من شيء ؛ أي }

نيب اهللا يعقوب مـن U، وقدرة اهللا ، وإال مبا علم اهللا األبواب إال بأمر اهللا تلك .هذا العلم

) .٤٧٣٧( ، وأبو داود ) ٢٠٦١( ، والترمذي ) ٣٣٧١( رواه البخاري ) ١(




- -

فالواجب على املسلم أن ال يظهر أمام الناس مبظاهر االفتخـار ، ومظـاهر القوة والعزة ، والسلطان واملال ، فإنه قد يكون سببا للعني واحلسد الذي يهلـك ماله وولده ونفسه ، وهذا من خلق اإلسالم ؛ أن يتواضع املسلم ، وأن يتأدب ،

أمام الناس ، فإنه فاخر تبارك وتعاىل ، ال أن يت اأكرمه اهللا نعمة اليت وأن يكتم ال . e حذرنا منها النيب قد يعرض نفسه للعني اليت

e

بإسـكان eقام يوسف } { بنيامني لـيس لـه أخ كل أخوين من إخوته مع بعضهما يف سكن واحد ؛ فبقي

} { هذا يسكن معي ، فلما دخل معه : يسكن معه ، فقال {ضمه وقبله ، والدموع جتري مـن عينيـه

وأخربه خبربه ، وقص له القصة ، ودبر بأمر اهللا تبارك وتعاىل } وهـي كيـل } { له تدبريا حىت يبقى معه

ويف بنيـامني } { ، امللك العزيز ، وهو من ذهب مرصع باجلواهر { نادى منـاد } { خاصة مالبسه

من جاء به من غري تفتيش ، وأقر بنفسه فله محل بعـري }

{ جمانا هدية ، وأنا بذلك زعيم أي ضامن




- -

كيف تنسبون السرقة إىل أناس هم أبناء األنبيـاء ، } {.حلني ؛ من شدة ثقتهم يف أنفـسهم وهم من الصا

{، أنه أخذ بعقوبة السارق يف دين يعقـوب uوهذه احليلة من سيدنا يوسف

u فعقوبة السارق يف دين يعقوب أن يؤخذ عبدا ملدة عام ، وعقوبة السارق ،يف دين ملك مصر فرعون أن يضرب ويؤخذ منه الضعفني من قيمة الشيء الذي

هو : فقالوا ؟ زاء السارق عندكم ويف دينكم كيف يكون ج : سرقه ، فهو سأهلم { يعين أن يكون عبدا سـنة كاملـة . جزاؤه ــذ } وأخ

ال ميكن هلذا الصغري أن يسرق ، : يبحث فيها ، فلما وصل إىل وعاء أخيه ، قال على ذلـك البد أن تفتش أنت حىت هذا الصغري ، حىت هم شجعوه ، ال : قالوا

فبهتوا وفجعوا وكانـت صـاعقة علـيهم } { لو أخذ مبا عندهم } {

{ يف دينهم فوق كل عامل من هو أعلم منه ، إىل أن يصل }

العليم ، وهو فوق اهللا : tقال عبد اهللا بن عباس العلم إىل اهللا سبحانه وتعاىل ، .كل عامل




- -

تكلموا أمام يوسف } {u ه راحيل ، وأخوه األول قد سرق ، وقـد كـان : ، فقالواهذا الغالم ، أم

ى أن يوسفرويu فلعلـهم كـانوا . )١(سرق صنم جده أيب أمه فكـسره { يقصدون ذلك ، ولعلهم إمنا أرادوا التهكم ليس إال

{ ه األول يهذا بنيامني مثل أخ : يعين } {وقال يف نفسه }

{ قالوا ؛ مث بعد ذلك تذكروا قسمهم ألبيهم }

بعد أن تطاولوا } تذكروا قسمهم باهللا ، وكان فيهم بقية من دين ومن خوف من اهللا تبارك وتعاىل

كيف } { { أما غري املخطئ فال نأخـذه ، نأخذ غري الظامل ؛ نأخذ املخطئ

اجتمعوا : ملا استيئسوا من يوسف ومن إقناعه ، خلصوا أي } ما هو احلل يف هذه املعـضلة الكـربى ؟ قـال : وتشاوروا فيما بينهم وتناجوا

ليهم أال يقتلوا يوسف وأن يلقوه يف اجلب كبريهم روبيل وهو الذي كان أشار ع }

{ { لن أخرج من مصر ، حىت يأذن يل أيب باخلروج

) .١٨٥٢/ ٤( < تفسري ابن كثري > ) ١(




- -

{ هذا الذي شهدنا وهذا الذي رأينـاه } ل هلم نيب اهللا يعقوب ملا وصـلوا فقا }

ــه { : إليـ { .

} ، أدرك أن الفرج قد اقترب ، uاحملنة على سيدنا يعقوب ازدادت ملا}

فقد ولده )١(} { : كما قال سبحانه وسف ، فلما فقد الثاين عرف أن مع زيادة الكرب ، ومع زيادة الـبالء ، قـد ي

{ اقترب الفـرج أن بعـد Uوهكذا يعرف الصاحلون وعباد اهللا ممن علمهم اهللا }

العسر يسرا وما ضاقت إال فرجت ، وما بعد الكرب إال الفرج ، وما بعد الصرب { أخذ جانبـا عنـهم } { اهللا تبارك وتعاىل إال النصر بإذن

ملا جاءتـه احملنـة } الثانية تذكر يوسف ؛ ما تذكر بنيامني أوال ؛ ألن بنيامني مل يقتل ، وهو يعـرف أنه موجود يف مصر ، وأنه هناك حي يرزق ، وكذلك أخوه الكـبري ، ولكـن

.٥: الشرح ) ١(




- -

وال حتت أي مسـاء ؟ ! أي أرض ؟ فوق ؟ وال يوسف ال يدري يف أي مكان هو فلذلك هجته هذه احملنة ، وذكرته احملنة اليت قبلها ي }

نه أصـابه إ : قيلياحزنا ، وياجزعا على يوسف ؛ : أي } } { ؛ uعلى يوسف من شدة بكائه ، البصر أو ضعف العمى ،

ه ، ومنه كظـم ثب له ال يبينه وال ي ممسك، مكظوم ؛ أي مملوء من احلزن : يعين .)١(الغيظ وهو إخفاؤه

ــضا : أي } { ، مري .)٢(حىت تبلـى أو تهـرم : وقال قتادة . ما دون املوت : احلرض : وقال جماهد

{وقـال عنهم فأعرض} { : ، واحلزن ىل الناسوهو ما خيرجه الشخص إ : ما اشتكيت إليكم البث }

إذا كظمت اهلم والغم يف قلبك . وهو ما يكظمه اإلنسان يف قلبه من اهلم والغم { وإذا أخرجته للناس فهو بـث ، فهو حزن

{ . ، ، واإلميان ميأل قلبه ، والثقة باهللا uما كان من يعقوب : مث بعد ذلك

} { أن قال ألبنائه واليقني يف ما عند اهللا ، إال وهكذا املؤمن دائما، مل ييئس من رمحة اهللا ، بعد كل هذا البالء والتعب واملرض

{ ووعده وفـضله ، يستروح بذكر اهللا تبارك وتعاىل

) .٢٩٣ / ١٣( < تفسري الطربي > ، و ) ٥٠ / ٣( للشوكاين < فتح القدير > انظر ) ١( ) .٣٠٢ / ١٣( < تفسري الطربي > ) ٢(




- -

{ يعين من فـرج اهللا } الفقـر ؛ فلما دخلوا عليه يف هذه املرة وقد أصام }

ليس لديهم ما يعوضون حىت يأخذوا الطعام والشراب إال أشياء رديئـة وقليلـة { رديئة } {

عند ذلك ملا رأى يوسـف } وذا البالء الذي نزل عليهم ، ، وذا الضعف ، وذه املسكنة ، إخوانه ذا احلال

، ونطق من توها باحلقيقة uه ، وفاضت عينه بالدموع رقت نفسه ، وحن قلب .اليت أخفاها عنهم ، واليت خبأها عنهم بأمر اهللا سبحانه وتعاىل

e

ما أعظم هذا } { تفحصوا فلما قال ذلك تفحصوا يف وجهه ، ! وما أعظم هذه القصة ؟ ! املوقف ؟

{ يف عينه ، تفحصوا يف شكله ؛ فإذا هو يوسف ؛ عند ذلـك عرفـوه أيها احملسن يف ، فيا يضيع أجر احملسن ال اهللا}

طاعتك ، يف عبادتك ، مع الناس بأموالك ، ال يضرك أحد من خلق اهللا تعـاىل ، قاعـدة } { العطاء والفـضل وانتظر من اهللا تبارك وتعاىل

{ يف حياتنا ، ، عظيمة تكتب مباء الذهب ، تنقش يف قلوبنا ، يف بيوتنا عـز بالصرب واليقني تنال اإلمامة يف الدين ، بالصرب واليقني حيـصل ال }

. والتمكني ، بالصرب واليقني تنال سعادة الدارين




- -

لتقوى يلني لك احلديدوبا أال بالصرب تبلغ ما تريد من اهللا مع خوف صرب ،؛ حبدود اهللا والتزام }

{ .

u

ــوا } { اعترفـومل خيترهم هلـذه ، وأقروا خبطئهم ، وأقروا بفضله عليهم ؛ ألن اهللا اختاره نبيا

عمن هكذا يكون الصاحل ؛ يعفو } { املكانة العظيمة ثالث من كن فيه حاسبه (: e قال النيب tكما يف حديث أيب هريرة ؛ ظلمه

وما هي يا رسول اهللا ، بأيب : قالوا )اهللا حسابا يسريا ، وأدخله اهللا اجلنة برمحته عمن ظلمك من حرمك ، وتصل من قطعك ، وتعفو تعطي (: أنت وأمي ؟ قال

.)١( )، فإذا فعلت ذلك يدخلك اجلنة وإال الـصادقون من أهل اإلميان ، هذه هي الصلة اليت ال يفعلها إال اخللص

{ ، من عباد اهللا تبـارك وتعـاىل

خرجـت : يعين} { فأخذوا قميصه } لشام ، يف فلسطني ، يف بالد كنعان ؛ أول ، ويعقوب يف صحراء ا من أرض مصر

نقـل اهللا } { خرجت القافلة من مصر ام

. اإلسنادصحيح: وقال، واحلاكم ) ٥٠٦٤( ، )٩٠٩ ( األوسطوالطرباين يف ، )١٩٠٦( رواه البزار) ١(




- -

ريح يوسف ، وأرسل رحيا تنقلها وتعالبشري من الناس ، بالبشرى قبل أن يأيت لج أتيه البشرى تجاءت البشرى من اهللا قبل أن يأيت البشري من الناس ، وهكذا املؤمن

ن اهللا سيفرج عليه ، وسيأتيه النصر ، فيـشعر بارتيـاح وبـسعادة يف قلبه ، بأ { ، Uوبطمأنينة وبرضا من اهللا

{ نين أصابين التخريـف إيعين لوال أن تقولوا } إنك لفي خطئك وبعدك عن الصواب ، منذ زمان }

{ عن الصواب بعيد وأنت يف هذا اخلطأ ، ويف هذا البعد كما أين أحضرت هلم : البشري هو ابنه األكرب ؛ قال هلم }

القميص امللطخ بالدم ، وفجعته يف ولده ، فأريد أن أحضر له قميص يوسـف ، { ره ، فأخذ ذلـك القمـيص شبحىت أكون أنا الذي أ

{الذي خيطئ من غري تعمـد ، : و الذي خيطئ مع التعمد ، واملخطئ ه: اخلاطئ

{ uفهم كانوا خاطئني ألم تعمدوا اخلطأ ؛ فقال هلم يعقـوب ملا كان يف ، مل يستغفر هلم يف احلال }

إنه أراد أن يؤخر االسـتغفار إىل : قلبه من احلزن ، ومن الغضب عليهم ، وقيل ، اهللا تبارك وتعاىل به لعباده وقت األسحار يغفر يف ألن االستغفار ، وقت األسحار

وغريه مـن الـصحابة الكـرام وأرضاه tكما كان يفعل عبد اهللا بن مسعود .رضوان اهللا عليهم ، وكذا السلف الصاحل من بعدهم




- -

فأجل استغفاره هلـم إىل )١(} { Uوقد قال اهللا .وقت السحر

دخل يعقوب وكـان متكئـا } { على ابنه األكرب روبيل ؛ وخرج يوسف من مصر مع أربعة آالف مـن جنـوده

أهذا فرعون مصر ؟ أهذا ملـك : وحشمه وخدمه ، فوقف يعقوب يسأل ولده . هذا ولدك يوسف ، قد من اهللا عليه : مصر ؟ فقال له روبيل

أي )٢( } { uبادره ولـده يوسـف فعند ذلك وكـان )٣(} { أجلسهما معه على كرسي حكمه وسـلطانه

السجود يف ذلك الزمان ، ويف ذلك الشرع جائزا ، وعالمـة علـى التكـرمي واالحترام ، ليس فيه عبودية ، ولكنه نسخ يف شريعة اإلسالم ، فال جيوز السجود

. إال هللا تبارك وتعاىل

.١٧: آل عمرن ) ١(كانت أمه قد ماتت : قيل ) ٢١٨ / ١( < يف البداية والنهاية > : قال احلافظ ابن كثري رمحه اهللا ) ٢(

بل كانت : وقال بعض املفسرين فأحياها اهللا تعاىل ، وقال آخرون . كما هو عند علماء التوراة بل ظاهر القرآن يقتضي بقاء حياة أمه : وقال ابن جرير وآخرون . لة األم خالته ليا ، واخلالة مبرت

. وهذا قوي ، واهللا أعلم . إىل يومئذ، فال يعول على نقل أهل الكتاب فيما خالفه . سجد له األبوان واإلخوان األحد عشر تعظيما وتكرميا : أي ) ٣(




- -

} وانظروا إىل هذا التعامل ، مل يشأ أن يذكر قصة }

إخوانه ، وأم رموه يف البئر ، وأم فعلوا وفعلوا ، وإمنا اختصر كالمه ونـسب { األمر إىل الشيطان ومل ينسبه إىل إخوانه فقال

مث ختم هذه القصة بعد أن } مذا الفرج ، وهذا النصر ، وهذا اخلري بأنه أراد وأحـب لقـاء اهللا ن اهللا عليه

تبارك وتعاىل ، ألنه علم وعرف أن هذه الدار ليست دار خلود ، وليـست دار { استقرار ، فال يصح أن يركن إليهـا اإلنـسان ،

فطلب لقاء اهللا ، وطلب جوار اهللا ، وطلب ما عنـد اهللا ، }

ما عند اهللا خري وأبقى مما يف هذه الدار الفانية الزائلة ، فعليه وعلـى نأألنه يعلم .أفضل الصالة والسالم eنبينا حممد

ثـنني مث بعد ذلك عاش بنو إسرائيل يف مصر ، وكان عددهم ملا دخلوها ا ، وا عرض البحر عربو، u ، وملا خرجوا مع موسى والنساء الرجال من وسبعني

.كما تذكر روايات املفسرين ) ستمائة ألف ( كانوا قد بلغوا ، مث تبعهم فرعون يف مصر ، وكان قد أمر أن يدفن مع أبيه إسحاق يف uوملا مات يعقوب

ذ يوسف فأرض كنعان يف أرض الشام ، ونu أبيه يعقوب وصية .




- -

ue

{: قال سبحانه eإذ أن إخبـار الـنيب ، e ويف هذه اآلية داللة على نبوة النيب }

فهو بينـه وبـني يوسـف ، ن مشاهدة منه ألحداثها عمل يكن ، بقصة يوسف ويكتب حىت يعرف شيئا عـن قـصة يقرأ eوإخوته أزمنة مديدة ، ومل يكن

، ومل يكن بني قوم هلم علم بأحوال األمم السابقة ، الكتاب أهل كتب من يوسف فمن أين له أن يأنه الـوحي مـن اهللا : واجلواب ! ث بتفاصيل تلك القصة ؟ حد

{: كما قال سبحانه يف هـذه اآليـة ، تبارك وتعاىل أي عزموا علـى } {: وقوله سبحانه ، }

بإلقائه واخلـالص منـه ، uبيوسف } {إلقاء يوسف يف البئر م ملطخا بالـد u حني جاؤوه بقميص يوسف uوميكرون كذلك بيعقوب

!! .أكله الذئب : وقالوا

فعلـى } {: وقال سـبحانه بتلك القصص اليت هي من الغيب الـذي ال يتـأتى إال eباره الرغم من أن إخ

ـ فأكثر الناس أعرضوا عن اإلميان ؛بوحي من اهللا ، وهذا دليل على نبوته النيب بe على أمر تباع هديه ، وهذا فيه من الفوائد أن اجتماع الكثريين من الناس ا ، و ا دل دليل الـشرع ال يدل على صواب ما اجتمعوا عليه ، وإمنا الصواب م ما ،




- -

{: ، فهذا كـالم اهللا يقـول على أنه الصواب {: جل وعال وبعد آية فقط هنا يف سورة يوسف يقول .. }

{: ويقول سبحانه يف موضع آخـر } :يقول كذلك سـبحانه ، و )١(}

)٣(} { : Uويقول ، )٢(} {وغري ذلك كثري من اآليات ، فاحلق ال يعرف بكثرة أتباعه ، وإمنا بالدليل الشرعي

.الذي يدل على أنه احلق والصواب ومـا } {: وقال سبحانه

، ، وعلى هذا اإلميان الذي تدعوهم إليه الذي تتلوه عليهم القرآن هذا على تسأهلمهذا القرآن ومـا } {لون مع أحبارهم ، من مال يعطونك إياه كما يفع

فهـو ذكـر ألهـل } {حتدثهم به من القصص واألحاديث . وحدهم eاألرض مجيعا ، وليس خاصا مبن مسعوه من النيب

ويف هذه اآلية حث على اإلخالص وترغيب فيه ، وأن ال يبتغـي الداعيـة بل يبتغي األجر كل األجر من اهللا تبارك بدعوته أجرا أو متاعا من الدنيا الفانية ،

.وتعاىل

.١١٦ : األنعام) ١( .١٣ : سبأ) ٢( .٤٠: هود ) ٣(




- -

{: وقال جل وعال {.

هل عند أولئك الذين رفضوا : هذا استفهام لإلنكار ، واملعىن } {اإلميان باهللا ورسوله ، وأبوا إال الشرك والكفر ، هل عندهم أمان من عـذاب اهللا

، والفيضانات ، واحلروب ، واألمراض ، والزالزل ، والقوارع ، بالصواعق تعاىل، وهل عندهم أمان أن ال تأتيهم الساعة بغتة وهم علـى ! ؟وغريها والكوارث ،

! .كفرهم وباطلهم ؟ويتبعوا شرعه ، أن يؤمنوا به سبحانه ألجل ويف اآلية ختويف من اهللا لعباده

بل أن تفجأهم الساعة ، أو يأتيهم عذاب من رم ق ، eودينه ، وهدي رسوله .جل وعال

e

{: وقال جـل وعـال : قل يا حممد للمشركني ولغريهم : أي }

ـ إليها ، هي طريقيت وسنيت ، مث هذه الدعوة إىل اهللا ودينه اليت أدعوكم ن هذه بيعلى حجة واضحة ، } {: الدعوة وهذا السبيل بقوله

فحق علـى أتبـاع } {وعلى معرفة يتبني ا احلق من الباطل ـ أن يكون دعاة إىلeالرسول ، eهم ي اهللا تعاىل على بصرية كمـا كـان نب

{سبحانه ومدح وثناء عليه ، زيه هللا جل وعال ـتن} { .الذين أشركوا مع اهللا غريه ، واختذوا من دونه أندادا }




- -

ويف اآلية حث على الدعوة إىل اهللا تعاىل بالعلم والبصرية ، وبيان أن هـذه . من قبلهم e، وسبيل الرسول eسبيل أتباع الرسول { :وقال سبحانه

فالرسل مل تكن من املالئكة كما طلب أهـل }

الشرك أن يكون الرسول ملكا ، ومل تكن من النساء ؛ ومل تكن من اجلن ، بـل .من اإلنس الرجال دون غريهم

} {من قبلهم ، كذبت رسلها يتيف األرض فينظروا أحوال األمم ال املشركون أفلم يسر

وكيف أهلكهم رم جل وعال ، فيعتربوا بذلك ويؤمنوا ، وخيـافوا أن يكـون .مصريهم كمصري من سبقهم من اهلالك والعذاب واالستئصال

وهذا تذكري هلـم بـأن } {اآلخرة خري وأبقى ألهل التقوى واإلميان ، وأن صاحب العقـل الـسليم يقـدم

.على الدنيا الفانية ، ويقدم طاعة اهللا على طاعة شيطانه وهواه الباقية اآلخرة {: وقال سـبحانه

{: ، قوله سبحانه } { النصر بعقوبة قومهم املكذبني هلم من}




- -

لك عند ذ جاءهم نصر اهللا ؛ وظنت الرسل أن أتباعهم كذبوهم } .} {من أهل اإلميان } {

ويف اآلية بيان ملا تقدم ذكره من أن الشدة يعقبها التيسري ، وأن الضيق يأيت . الفرج ، وأنه كلما اشتدت األمور كان ذلك إيذانا بالفرج واملخرج هبعد

{: وقال سبحانه {

قصص الرسل ومن بعثوا إليهم : أي} {: ه جل وعال قولمن أقوامهم ، وكذلك يف قصص يوسف إخوته وأبيه وما حصل معهم مما تقـدم

ـ خ فكرة ، وبصرية م ؛عربة } {بيانه يف تلك السورة ةصلن أصحاب العقول السليمة ، الذين يعتـربو : لو األلباب ومن اجلهل واحلرية ، وأ

.ودنياهم بعقوهلم فيدرون ما فيه مصاحل دينهم ملا اشتمل عليه من األخبار الصادقة املطابقـة وإمنا كان هذا القصص عربة

، قصصهم علينا الذين قص وبني الرسلeالفترة الزمنية بني النيب مع بعد ، للواقعومنهم يوسف وإخوته وأبوه ، مع كونه مل يطلع علـى قصـصهم وال اتـصل

هذا القصص ، وهذا } {: بأحبارهم ؛ وهلذا قال سبحانه { القرآن الذي فيه هذا القصص ؛ ما كان حديثا يفترى

{ والتوراة ، من الكتب املرتلة كالزبور ، واإلجنيل } فهذا القرآن ، وهذا الذكر ، هداية ورمحة ونور وشفاء ألهل اإلميـان }

.م دون غريه




- -

فيها مـن ، و uنيب اهللا يوسف قصة سورة يوسف ، وفيها كانت هذه ، وكلما تأمل فيها املسلم ، وكلما قرأها املـسلم ، العرب والعظات الشيء الكثري

ـ eوسيجد فيها انشراح صدر ؛ كما كان الـنيب ، سيجد فيها عربا رنا ، كذيعلى احملزون واملكروب وكما كان الصحابة والسلف الصاحل يقرءون هذه القصة

.واملهموم ، وإذا به تنفرج نفسه ، وينشرح صدره ، ويستريح خاطره ينتفعـون أسأل اهللا أن أكون وإياك أخي القاريء من أهل اإلميان الـذين

.آمني .. بكالم رم الرمحن جل وعال




- -

d n f

٥ ...............................................................مقدمة ٧ ................................................................متهيد

٨ ..................................................سبب نزول السورة ٩ ......................................................بدايات السورة ١٠ ....................................................أحسن القصص

١٠ ............................................... والرؤياuيوسف ١١ ...............................................كل ذي نعمة حمسود

١٣ ...................................ومكرهم uخوة يوسف إغرية ١٥ ...................................uمؤامرة للخالص من يوسف

١٨ ....................................... من البئر uيوسف خالص ٢٠ ......................................... يف بيت العزيزuيوسف

٢١ ...............................................حمنة الشهوة واإلغراء ٢٤ ................................... من اهلم بالسوء uراءة يوسف ب

٢٧ ...............................................مكر النساء وكيدهن ٣٣ ........................................ يف حمنة السجن uيوسف

٣٥ ................................ إىل اهللا يف السجن uدعوة يوسف




- -

٣٧ .......................................... وتعبري الرؤياuيوسف ٤٠ ................................................ رؤيا امللك وتعبريها

٤٢ .....................وخروجه من السجن uرباءة يوسف بعالن اإل ٤٣ ....................................بتالءالعز والتمكني بعد احملنة واال

٤٤ .............................خوته بعد طول فراقإ uلقاء يوسف ٤٧ ......................................أخذ األسباب للوقاية من العني

٤٨ .................................... لضم أخيه إليه uحيلة يوسف ٥١ .......................................عقبه سرعة الفرج تشدة البالء

٥٣ ..........................خوته مبا فعلوه معه إل uمصارحة يوسف ٥٤ .........................................uعفو ومساحمة يوسف

٥٦ .....................................قاء يوسف ألبويه وحتقق الرؤيا ل ٥٨ ........................e من أدلة نبوة نبينا حممد uقصة يوسف

٥٨ ..................................أكثر الناس على غري اإلميان واجلادة ٦٠ ........................ وأتباعهeالدعوة على بصرية هي طريق النيب

٦١ ......................................التأمل واالعتبار مطلب شرعي ٦٤ .............................................................فهرس




عبرٌ ودلالات من سورة يوسف · ﻻﻭ ، ﱪﺼﻟﺍ ﻰﻠﻋ...

Documents