1

الفتوى االفتراضية ؛ مفهومها ،

وأهميتها ، وحكمهابحث محكم

تأليف /أ.د. محمد بن عبد الله بن محمد المحيميد

األستاذ في قسم الفقه في كلية الشريعة والدراساتاإلسالمية

في جامعة القصيمهـ1434

بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمة

2 إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ

بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فال مضل له ، ومن يضلل فال هادي له ، وأشهد أن ال إله إال

الله وحده ال شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . أما بعد . . ففي ليلة من الليالي قبل ثالث سنوات تقريبا و في حدود الساعة الثانية عشرة تقريبا فؤجئت بالهاتف

يرن فرفعته وأنا على وجل إذ الساعة متأخرة ، وإذا بشاب يسأل بعد أن سلم عن مسألة غريبة أال وهي) ما حكم

إذا رغب بالزواج؟((1)تزويج أحد الشخصين السياميين فقلت: أو قعت هذه المسألة؟ قال: ال ولكن أريد معرفة

حكم ذلك ، فقلت كما هي طريقة الكثيرين من طلبة العلم للتهرب من الفتوى : إذا وقع ذلك فعاود االتصال ، فودعني

وهو غير مقتنع بالرد ، حيث فهم من كالمي أنه ال يصح السؤال عن مثل هذا المسألة االفتراضية وال اإلجابة عليه

فأغلقت الهاتف وأنا في قرارة نفسي غير مقتنع !! . ومن حينها وأنا أتأمــل في مثــل هــذه الفتــاوى االفتراضــية ؛ وماحكمها بالنسبة للمفتي والمستفتي؟، وكنت أمني نفسي في بحث هذا الموضوع غير أن كثرة المشــاغل حــالت دونــة ــا المــوقرة ممثلــة بتاجهــا كلي ذلــك ، فلمــا أعلنت جامعتن الشـــريعة والدراســـات اإلســـالمية عن عزمهـــا على تنظيم

-20مؤتمر الفتوى واستشراف المستقبل في الفــترة من انتهزت هذه الفرصة رغم ضيق الوقت هـ1434 ـ/ 6 ـ/ 21

وعقدت العزم أنا أيضا على المشاركة بهــذا المــؤتمر ببحثــية ؛ ــوى االفتراض ــ )الفت ــمته بــ ــوع وس ــذا الموض ــول ه ح

مفهومها ، وأهميتها ، وحكمها( . وقد أكد ذلك خلو المكتبة الفقهية – حسب علمي – من

بحث علمي متخصص في هذه المسألة المهمة التي يحتاجالسياميان)(1 هما: التوأمان المتشابهان اللذان يولـدان ملتصـقان التصـاقا

ــالقلب والمخ ــة ك ــل األعضــاء الحيوي ــا ، ومشــتركان في ك ــا أو جزئي كلي وترجع نسبه إلى دولة " سيام " " تايالند" حاليــا والــتي تعـد أول، والكبد.

مصــطلح محـدث لم أعـثر عليــه في كتبدولة يولد فيهـا تـوأم ملتصـق.اللغة ، وقد عثرت عليه في الشبكة العنكبوتية في هذا الموقع:

http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=79513f01e377c35a

3الناس إليها في كل عصر ومصر .

فاستعنت بالله تعالى على ذلك .. حتى خرج هذا البحثالمتواضع ؛ وكانت خطته كما يلي :

المقدمة :- تمـــــهيد : في توضيح مفردات العنوان وبيان-

المقصود به وتحته عنصران :

األول : في تعريف الفتوى االفتراضية. -الثاني: األلفاظ ذات الصلة .- المبحث األول : نشأتها وأهميتها ؛ وتحته ثالثة-

مطالب :المطلب األول : نشأة الفتوى االفتراضية.-المطلب الثاني : أهمية الفتوى االفتراضية .-المطلب الثالث: نماذج من الفتاوى االفتراضية .- المبحث الثاني : حكم الفتوى االفتراضية ، وتحته-

مسألتان: المسألة األولى : موقف العلماء من الفتوى-

االفتراضية . المسألة الثانية : حكم اإلجابة على الفتوى-

االفتراضية .الخاتمة ؛ وتشتمل على أهم النتائج .- .فهرس المصادر والمراجع-فهرس الموضوعات .-

هذا.. وقد حاولت جاهدا التزام المنهج العلمي للبحث الفقهي في جميع فقرات هذا الموضوع ؛ سائال الله أن ينفع

به من كتبه ومن قرأه إنه سميع مجيب . وصلى الله علىنبينا محمد وآله وسلم

4

تم$$$$$هيد : في توض$$يح مف$$ردات العن$$وان وبي$$انالمقصود به ؛ وتحته عنصران :

األول : في تعريف الفتوى االفتراضية : لم أقف على تعريف للفتوى االفتراضية

؛تعريف الفتوى لغة واصطالحا- : قــال القاضــي عيــاض –رحمــه اللــه- :الفتوى لغة-

)الفتوى بفتح الفاء والواو ، أصلها في اللغة : الســؤال ثم سمى الجواب به قـال اللـه تعـالى)يسـتفتونك قــلــك ــال ســبحانه ) فاســتفتهم ألرب ــتيكم ( ، وق ــه يف الل

.(1)البنات(؛ أي سلهم ( قــال في اللســان : ) أفتــاه في األمــر أبانــه لــه و أفــتى الرجل في المسألة و استفتيته فيها فأفتاني إفتاء ..، ويقالــه في مســألته إذا أفتيت فالنا رؤيا رآها إذا عبرتها له و أفتيت أجبته عنها وفي الحديث أن قوما تفاتوا إليه معنــاه تحــاكموا إليه وارتفعوا إليه في الفتيا يقـال أفتــاه في المسـألة يفتيــه إذا أجابــه واالســم الفتــوى ..، و الفتيــا تبــيين المشــكل من األحكام أصله من الفــتى وهــو الشــاب الحــدث الــذي شــب وقوي فكأنه يقوي ما أشكل ببيانه فيشب ويصــير فتيــا قويــا وأصله من الفــتى وهــو الحــديث الســن و أفــتى المفــتي إذا أحــدث حكمــا وفي الحــديث اإلثم مــا حــك في صــدرك وإن أفتاك الناس عنــه و أفتــوك أي وإن جعلـوا لــك فيــه رخصــةوجوازا ..، و الفتيا و الفتوى و الفتوى ما أفتى بــه الفقيــه..(

(2) . تبـــيين الحكم الشـــرعيوالفت$$$وى في االص$$$طالح :

، 146/ص 2)(مشارق األنوار ج1،211/ص39 ، تــاج العــروس ج148-147/ص15)(لســان العــرب ج2

، المحكم والمحيــط األعظم ج122/ص2المغرب في ترتيب المعــرب ج ، المصــباح411/ص3 ، النهايــة في غــريب الحــديث واألثــر ج524/ص9

462/ص2المنير ج

5.(1)للسائل عنه واإلخبار بال إلزام

ــزام أو ــالى في إل ــه تع ــار عن الل ــا : إخب ــل في تعريفه وقي ، ومن أجمــع وأمنــع وأخصــر مــا وقفت عليــه في(2)إباحة

.(3)تعريفها : تبيين الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنهومعنى االفتراضية :

: في اللغة التقدير ، مشتق من : الفرض يقالاالفتراض .(4)فرض القاضي النفقة أي قدرها

: اســم مــؤنث منســوب إلى افــتراض، وهــوواالفتراضيةــديرا ؛ ــدر تق ــترض افتراضــا، أي ق مصــدر صــناعي من اف

.(5)ومنه : افترض أمرا لم يكن : اعتبره قائما أو مسلما به تعري$$$$ف الفت$$$$وى االفتراض$$$$ية في االص$$$$طالح

الشرعي:ــطالح ــية في االص ــوى االفتراض ــف للفت ــف على تعري لم أقــا ســبق الشرعي فيما قرأت من الكتب غير أنه من خالل م

يمكن تعريفها بأنها : تبيين الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنه في

مسائل لم تقع بعد وإنما يقدر وقوعها. وهذا التعريف يشــمل مــا يتصــور وقوعــه من المســائل في

زمن المفتي وما ال يتصور

الثاني: األلفاظ ذات الصلة :ــامفق$$ه الن$$وازل ؛ ويقص$$د ب$$ه : -1 ــة األحك معرف

الشرعية العملية المتعلقة بالمستجدات والوقائع التي تنزل في عصر المجتهد بأدلتها التفصيلية

الفقه االفتراضي-2 وهو الذي يقوم على فرض مسائل وصورا ال وجود لهــا في الواقع ، ثم االجتهــاد في تكييفهــا وبيــان حكمهــا؛ طمعــا في

(437/ 6)(مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى )1 ( ،53/ 4( ، أنوار البروق في أنواء الفروق )53/ 4)(الفروق للقرافي )2

(3906/ 8التحبير شرح التحرير )( ،20/ 32)(الموسوعة الفقهية الكويتية )3 ،75/ص1 ، الحدود األنيقة ج486-483/ص18)(تاج العروس ج4 ، معجم اللغة العربيـة المعاصـرة مـادة )683/ص2)(المعجم الوسيط ج5

- ف ر ض (.3736

6ــدرب الطالب على ــا، وليت ــل وقوعه ــوازل قب ــتعداد للن االس

التعاطي مع تلك المسائل والصور معرفــة األحكــام الشــرعية العمليــةويمكن تعريفه : -

المتعلقة بالمسائل التي لم تنزل بعد بأدلتها التفصيليةــذهني و: ويطلــق عليه ــه ال ــديري ، والفق ــه التق الفق

فقه أرأيت الفقه التخيلي )المتخيل( ، و يقصــد بــه : عمليــة ؛ مصطلح حــديث فقه التوقع-3

استنباطية ذهنية تحمل الفقيــه على تتبــع مــراد الشـارع من أحكامه ليدرك أسرار التشريع، فيحمل عليها ما اســتجد فيــرب دنيا الناس من أمور ليحصل على أحكام شرعية هي أق لمراد الشارع، وأدنى إلى معالجة الواقع بحيث تكون أوضاع

الناس أقرب إلى الصالح وأبعد عن الفساد . ويطلق عليه :

فق$$$ه الم$$$آالت ، فق$$$ه المس$$$تقبل ، فق$$$ه الع$$$واقب ، الفق$$$ه االس$$$تئنافي ، الفق$$$ه

فق$$$$ه االستش$$$$راف ، فق$$$$هاالرتي$$$$ادي ، (1)اإلسقاط .

هي: شــداد المســائلوالغلوطات أو األغلوط$$ات-4وصعابها .

روي عن معاوية-رضي الله عنـه- قــال: " نهى رســول قــال(2)الله صلى اللــه عليــه وســلم عن الغلوطــات "

)(مقــال الفقــه المســتقبلي.. تأصــيل وآفــاق ، عبــدالفتاح همــام ، مجلــة1ــدد ــوعي اإلســالمي ، ع ــارس 560ال ــبراير- م ــه2012 ، ف ــال فق ، مق

االستشراف : األصل الشرعي والضرورة الملحة ؛ نايف عبــوش ، موقــعاأللوكة - مقاالت متعلقة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط الموـضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع: راـبhttp://www.alukah.net/Sharia/0/43949/#ixzz2JAwAmEjz

( ، وضــعفه األلبــاني321/ــ 3( ، ســنن أبي داود )39/93)(مسند أحمــد )2،2في صحيح وضعيف سنن أبي داود )ص:

بترقيم الشاملة آليا( ،وقال الشــيخ عبــد القــادر األرنــؤوط في حاشــية جــامع(:)في سنده عبد الله بن سعد58/ 5األصول )

ابن فروة البجلي، وهو مجهول. وقال الساجي: ضعفه أهل الشام(.

7 .(1)األوزاعي: الغلوطات: شداد المسائل وصعابها

ــة: وهي ــع غلوطـ ــات: جمـ ــابي:)الغلوطـ ــال الخطـ قـ المسألة التي يعيا بها المسؤول فيغلط فيها كره صلى الله عليه وسلم أن يعترض بهاعلى العلمــاء فيغــالطوا ليستزلوا ويستسقط رأيهم فيها. يقال: مســألة غلــوط إذا كــان يغلــط فيهــا كمــا يقــال شــاة حلــوب وفــرســما زدت ركوب إذا كانت تركب وتحلب فإذا جعلتها اس فيهــا الهــاء فقلت غلوطــة كمــا يقــال ركوبــة وحلوبــة وتجمـــع على الغلوطـــات كمـــا تجمـــع الحلوبـــة علىــة ــط كاألحدوث الحلوبات ..، واألغلوطة أفعولة من الغل

.(2)واألحموقة ونحوهما(

المبحث األول : نش$$$أتها وأهميته$$$ا ؛ وتحت$$$هثالثة مطالب :

المطلب األول : نش$$$$$$$$$$أة الفت$$$$$$$$$$وىاالفتراضية :

من خالل قراءتي المحدودة حول هذا اللون من الفتــاوى تبين لي أن والدته متقدمة وأن نشأته سلفية على خالف ما وقفت عليــه ممــا كتبــه بعض المــؤلفين والكتــاب من أن الفتاوى في العهد النبوي وعصــر الخلفــاء الراشــدين-رضــيــدور حــول المســائل الواقعــة فعال في ــه عنهم- كــانت ت اللــان زمانهم ، وأنهم لم يتعرضوا لهذا اللون من الفتاوى بل ك

، وأن والدة هــذا اللــون من(3)الخوض فيه محظورا عنــدهمــدا في ــوي وتحدي ــر األم ــانت في العص ــأته ك ــاوى ونش الفت العــراق على يــد اإلمــام أبي حنيفــة-رحمــه اللــه- وطالبــه ؛ ولذلك تجد أن غــالب من كتب عن هــذا النــوع من الفتــاوى

( 93-92/ 39)(مسند أحمد ط الرسالة )1 (354/ 1)(غريب الحديث للخطابي )2 )(على سبيل المثال ما ورد في بحث بعنوان)االجتهاد الفقهي بالشام في3

العصر األموي ـــ د. محمد الزحيلي( ، مجلة التراث العربي-مجلة فصلية - جمــادى اآلخــر11تصدر عن اتحاد الكتــاب العــرب-دمشــق العــددان :

تموز "يوليو"1403 - رمضان 12 نيسان "أبريل" السنة الثالثة و 14031983

8 يبدأ كتابته بما ذكــره الخطيب البغــدادي-رحمــه اللــه- قــال: ) لما دخل قتادة-رحمه الله- الكوفة قال: والله الذي ال إله إال هو ما يسألني اليوم أحــد عن الحالل والحــرام إال أجبتــه، فقام إليه أبو حنيفة-رحمه اللــه- فقــال: يــا أبــا الخطــاب مــا تقــول في رجــل غــاب عن أهلــه أعوامــا فظنت امرأتــه أن زوجها مات فــتزوجت، ثم رجــع زوجهــا األول مــا تقــول فيــال صداقها؟ .. فقال قتادة: ويحك أوقعت هذه المســألة؟ قــتعد ال، قال: فلم تسألني عما لم يقع؟ قال أبو حنيفة إنا نس للبالء قبل نزوله، فإذا ما وقع عرفنا الــدخول فيــه والخــروج

. يـبدأ بـهذا ليـحدد ـتأريخ والدة ـهذا الـنوع من الفـتاوى ،(1)منه(كأنه لم يقف أو وقف ونسي مــا رواه حذيفــة بن اليمــان –ــلى رضي الله عنه- قال: كان الناس يسألون رسول الله ص الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أســأله عن الشــر مخافــة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنــا كنــا في جاهليــة وشــر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخــير من شــر؟ قــال: »نعم« قلت: وهــل بعــد ذلــك الشــر من خــير؟ قــال: »نعم،ــه؟ قــال: »قــوم يهــدون بغــير ــه دخن« قلت: ومــا دخن وفي هديي، تعرف منهم وتنكر« قلت: فهل بعــد ذلــك الخــير من شر؟ قال: »نعم، دعاة إلى أبــواب جهنم، من أجــابهم إليهــا قذفوه فيها« قلت: يا رسول الله، صــفهم لنــا؟ فقــال: »هم من جلــدتنا، ويتكلمــون بألســنتنا« قلت: فمــا تــأمرني إنــامهم، قلت: أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإم فإن لم يكن لهم جماعة وال إمام؟ قال »فاعتزل تلك الفرقــوت وأنت كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الم

. (2)على ذلك«متفق عليه جهل أو نسي هذا ونحوه ما أثر عنه-صلى الله عليه وســلم- وأثر عن بعض أصــحابه-رضــي اللــه عنهم في هــذا البــاب ؛ فقد وقفت –مع قصر باعي وضــيق وقــتي - على العشــرات من الفتاوى االفتراضية للنبي –صــلى اللــه عليــه وســلم- ثم لعدد من الصــحابة –رضــي اللــه عنهم – ذكــرت بعضــا منهــا ضمن أدلة القائلين بجواز تعاطي هذا النوع من الفتاوى في

( 473/ 15)(تاريخ بغداد )1(1475/ 3( ، صحيح مسلم )199/ 4)(صحيح البخاري )2

9 المبحث التالي من هذا البحث ، بل ربما حملــه على الجــزمــر عن بعض الصــحابة وبعض ــه مــا أث بصــحة مــا توصــل إلي التابعين- رضي اللــه عنهم ورحمهم - من عبــارات فهم منــه البعض النهي والتحذير من تعاطي هذا النــوع من الفتــاوى ؛ نحو ما روي عن حماد بن يزيد المنقري، حــدثني أبي، قــال: " جاء رجل يوما إلى ابن عمر رضي الله عنهما، فسأله عن

شيء ال أدري ما هو، فقال له: ابن عمر: ) ال تسأل عمـا لم يكن ، فـإني سـمعت عمـر بن الخطـاب

. (1)رضوان الله عليه يلعن من سأل عما لم يكن( وفي المقابــل لم يقــف على مــا أجــاب بــه المحققــون من العلمــاء على من اســتدل بــذلك ، من أن ذلــك ونحــوه –إن صح- فإنه محمول على من كان قصده السؤال على ســبيل التعنت والمغالطة ال على سبيل التفقه وابتغاء الفائــدة ممــاــة المحــذرين من سأذكره-إن شاء الله- في اإلجابة على أدل

تعاطي هذه الفتاوي . وال يمكن أبــدا أن ينكــر دور مدرســة أهــل الــرأي في إثــراء المكتبــة الفقهيــة بهــذا اللــون من الفتــاوى نظــرا لتوســعهم باالجتهاد والبحث وافتراض المسائل وإعمال الرأي، غير أن هـذا ال يعـني بحـال التقليـل من دور المــدارس األخـرى في ذلك ال سيما حين بدأ عصر التأليف وظهــور األئمــة وتكــوين المذاهب األمر الذي نتج عنــه هــذا الكم الهائــل العظيم من المسائل الفقهية التي حوتهــا آالف الكتب والــتي اســتوعبت مــا اســتجد من المســائل في ذلــك العصــر ومــا بعــده إلى عصرنا الحاضر وإلى ما ال يعلمه إال الله ؛ فانتفعت بها األمةــير من ــاد في كث ــا عن االجته ــا أغنت علماءه ــا عظيم انتفاع

أحيانها . قال الحجوي-رحمه الله-:) أما أبــو حنيفــة فهــو الــذي تجــردــا ــا, إم ــرض أحكامه ــا وف ــدير وقوعه ــرض المســائل وتق لف بالقياس على ما وقع, وإما باندراجها في العموم مثال، فــزاد الفقه نموا وعظمة, وصار أعظم من ذي قبل بكثير، قــالوا: إنه وضع ستين ألف مســالة، وقيــل: ثالثمائــة ألــف مســألة، وقد تابع أبــا حنيفــة جــل الفقهــاء بعــده, ففرضــوا المســائل

( .242/ 1)(سنن الدارمي )1

10.(1)وقدروا وقوعها, ثم بينوا أحكامها(

وقال الشيخ الخضري-رحمه الله- : ).. أما هــذا الــدور فقــدــان توسع الفقهاء في وضع المسائل واستنباط أحكامها , وك القدح المعلى في ذلك ألهــل العــراق , اعتمــدوا كثــيرا على قوة التخيل , فأدى بهم ذلــك إلى أن أخرجــوا للنــاس ألوفــاــا مــا تنقضــي ــا يمكن وجــوده , ومنه ــا م من المســائل منه

.(2)األجيال وال يحس اإلنسان بوجوده( -ولقد واجه أصحاب هذا المنهج في الفتاوى حملة معارضــة من قبل بعض العلماء ، وصلت إلى التحذير من مجالستهم

األرأيتيون ( ، )أصــحاب: أرأيت( ،)والتهكم بهم ولقبوهم بـ: )الهداهد( ، وفيما يلي نماذج من العبارات التي نقلت :

أخرج ابن عبــد الــبر بســنده عن الشــعبي قــال: " مــا كلمــة.(3)أبغض إلي من: أرأيت "

وأخرج –أيضا- عن الشعبي قال: " إنما هلك من كان قبلكم.(4)في: »أرأيت«

وأخرج عن أبي وائــل أنــه قــال، " ال تقاعــد أصــحاب: أرأيت"(5).

وأخرج عن صالح بن مسلم قــال: ســمعت الشــعبي يقــول: »والله لقد بغض هؤالء القوم إلي المسجد حــتى لهــو أبغض إلي من كناسة داري« قلت: من هم يــا أبــا عمــرو؟ " قــال:

. ،(6)اآلرائيـــون، قـــال: ومنهم الحكم وحمـــاد وأصـــحابهم "ــا ــا أب ــو ي ــدادي بلفــظ:) قلت: من ه وأخرجــه الخطيب البغ

.(7)عمرو؟ قال: »هؤالء الرأيتيون , أرأيت أرأيت« وأخرج ابن عبــد الــبر عن ســفيان بن عيينــة قــال: قــال ابن

.(8)شبرمة: »أنا أول من سمى أصحاب المسائل الهداهد«ــية في ــوى االفتراض ــتمرت الفت ــك اس ــرغم من ذل وعلى ال

(419/ 1)(الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي )1)(تاريخ التشريع اإلسالمي 2(1076/ 2)(جامع بيان العلم وفضله )3(1077/ 2)(المصدر السابق )4(1076/ 2)(المصدر السابق )5( ، 1074/ 2)(المصدر السابق )6(462/ 1)(الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي )7(1078/ 2)(جامع بيان العلم وفضله )8

11 طريقها ولم يلتفت علماؤها إلى تلك الحملة حتى حقق الله

للمسلمين هذه الثروة الفقهية العظيمة ،

المطلب الثاني : أهمية الفتوى االفتراضية : إن استشـــراف المســـتقبل وحســـن االســـتعداد لمواجهـــة مستجداته وأحداثه واتخاذ األسباب الالزمة لمواكبة تطوراتهــول ــأن ذوي العقـ ــر .. شـ دون االخالل بمتطلبـــات الحاضـ السليمة والفطر المســتقيمة ، بــل هــو منهج األنبيــاء-عليهم الصالة والسالم- قال تعالى:) فما حصدتم فذروه في سنبله ..( ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفــة-رضــي اللــه

عنه :) فدع تلك الفرق ..( وإن من أهم مــا تحتاجــه األمم في حاضــرها ومســتقبلها مــاــا، ــا ؛ بين أفراده ــا وعالقاته ــا في تنظيم أعماله تعتمــد عليه وبينهـــا وبين غيرهـــا من األمم ، وقبـــل ذلـــك بين أفرادهـــا وخالقهم ، وال يخفى أن مســؤولية إعــداد هــذا التنظيم إنمــا تقع على فقهاء األمـة الـذين يمهـدون لهـا الطريــق السـوي

وينظرون لها المنهج الصحيح . ولقــد جــاءت شــريعة اإلســالم ممثلــة بالكتــاب والســنة بأحكام خالدة تكفل إســعاد البشــرية ورعايــة مصــالحها في كــل زمــان ومكــان ؛ غــير أن كثــيرا من هــذه األحكــام ليس بمتناول كثــير من طلبــة العلم فضــال عن العامــة إذ ال يمكن أن يصل إلى معرفته إال المجتهــدون من العلمــاء ، وبمــا أنــوافرون في من الطبعي أن هذا الصنف من العلماء قد ال يت كل زمان وفي كل مكان ، وقد تقع من الحوادث والمسـائل والنـوازل المسـتجدة مـا يحتـاج إلى أحكـام فوريــة حاضـرةــبري ــان من الضــروري أن تن ــا ك ــل معه ــا والتعام لمعالجته طائفــة من أهــل العلم واالجتهــاد إلعمــال أذهــانهم وإطالقــل ــا-من خالل تقب ــة-أيض ــجيع العام ــاالتهم وتش ــان لخي العن أسئلتهم فيما لم يقع بعد .. الستشراف مثل هــذه المســائل والنوازل وافتراضها قبل وقوعها من أجل حســن االســتعداد لها بما يناسبها من أحكام حتى إذا وقعت لم يكن ثمة فــراغ فقهي بل تكون أحكامها جاهزة ؛ ورحم الله أبــا حنيفــة حين قــال: )إنــا نســتعد للبالء قبــل نزولــه، فــإذا مــا وقــع عرفنــا

12الدخول فيه والخروج منه ( في قصته المشهورة مع قتــادة- رحمه الله- كما حكى الخطيب البغدادي-رحمه الله- قال: ) لما دخل قتادة-رحمه الله- الكوفة قال: واللــه الــذي ال إلــه إال هو ما يسألني اليوم أحــد عن الحالل والحــرام إال أجبتــه، فقام إليه أبو حنيفة-رحمه اللــه- فقــال: يــا أبــا الخطــاب مــا تقــول في رجــل غــاب عن أهلــه أعوامــا فظنت امرأتــه أن زوجها مات فــتزوجت، ثم رجــع زوجهــا األول مــا تقــول فيــال صداقها؟ .. فقال قتادة: ويحك أوقعت هذه المســألة؟ قــتعد ال، قال: فلم تسألني عما لم يقع؟ قال أبو حنيفة إنا نس للبالء قبل نزوله، فإذا ما وقع عرفنا الــدخول فيــه والخــروج

.(1)منه( إن األمة في عصورها المتأخرة وإلى عصــرنا هــذا وال تــزال عالــة على علمائهــا في عصــورها األولى-رحمهم اللــه- بمــا افترضوا من المسائل واستنبطوا لها من األحكــام في ثــورة هائلــة عظيمــة حوتهــا آالف الكتــاب ، وأكــاد أجــزم أن فيهــا

اآلالف من المسائل المفترضة التي لم تقع حتى اآلن . إن الفتاوى االفتراضية من األهمية بمكان ال يخفي على ذي لب وعلم وإنصــاف فهي ليســت ترفــا فقهيــا وال مضــيعة لألوقـات وال رجمـا بـالغيب وال تكلفـا في الـدين كمـا يعتقـد

البعض فمن ثمارها :ــام للمســائل- سد الفراغ الفقهي المتوقع وتجهيز األحك

والنوازل والحوادث المستجدة قبل وقوعها. تدريب طلبــة العلم وشـحن أذهــانهم وصــقل تفكــيرهم-

وتوسيع مداركهم وتقوية ملكاتهم الفقهية . تيسير األمر على مجتهدي العصور الالحقة عنــد النظــر-

ــديهم في نوازل عصرهم من خالل ما تم توفيره بين أي من الفتــاوى االفتراضــية الجــاهزة فيختــارون منهــا مــا

يناسب النازلة محل االجتهاد وحيث اســتجد في هــذا العصــر من العلــوم الشــيء العظيمــا لم يخطــر على ــه على خلقــه من االختراعــات م وفتح اللــورة ــجلت الص ــير الظالم ، وس ــد أن ــابقين ؛ فق ــوب الس قل والكالم ، وقــرب البعيــد وتكلم الحديــد، وطــار اإلنســان في

(477/ 15)(تاريخ بغداد )1

13ــاق ــاص في أعم ــوى ، وغ ــاوز الغالف الج ــل تج ــماء ب الس المحيطات بل وغاص في جوف اإلنســان حــتى بلــغ أعمــاق قلبـــه لمعالجتـــه ، وأجـــرى العمليـــات الطبيـــة العظيمـــة ؛ فاستخرج الجــنين من بطن أمــه ، ، ونقــل األعضــاء .. ،كــل هذا وغيره ترتب وسيترتب عليه أيضا وأيضا مسائل ونــوازل

تحتاج إلى أحكام جاهزة وحلول حاضرة األمر الذي يحتم على مجتهدي هــذا العصــر القيــام بمهمتهم لسد هذا الفراغ الفقهي المتوقع خدمة لألجيال القادمة كمــا

خدمنا أسالفنا .

المطلب الث$$$الث: نم$$$اذج من الفت$$$اوى االفتراضية :

ــا أن من يتأمل ما حوته كتب الفقه من األحكام يتبين له جلي كثـــيرا منهـــا في الحقيقـــة فتـــاوى افتراضـــية وإن لم ينص مؤلفوهــا على ذلــك ؛ فمــا هي في الواقــع إال إجابــات على فتاوى وجهت للمفتي ، أو المفتي نفســه افــترض مســائلها ثم بين أحكامها ، كما يتبين لــه أنهــا تضــمنت كمــا هــائال من المسائل التي يكاد يجزم المتأمل أنها لم تقع بعد وإن كــان يتصور وقوعهــا في زمن المفــتي ، كمــا تضــمنت مســائل الــروب ــا من ض ــتي وقوعهــا بــل ربمــا يعتبره يتصــور المف المستحيالت ورغم ذلك بين أحكامهــا ، ومن هــذه المســائل أو قريبا منها ما وقع في زماننا ومنها مــالم يقــع بعــد ؛ قــال الشيخ الخضري : ) .. وكــان القــدح المعلى في ذلــك ألهــل العراق , اعتمدوا كثيرا على قــوة التخيــل , فــأدى بهم ذلــك إلى أن أخرجــوا للنــاس ألوفــا من المســائل منهــا مــا يمكن وجوده , ومنها ما تنقضي األجيال وال يحس اإلنسان بوجوده

)(1). وسوف أقتصر على إيراد نماذج محــدودة ممــا يعــد وقوعــه

مستحيال في زمن المفتي : قال ابن نجيم الحنفي المصري-رحمه الله- )المتــوفى:-

هـ(:)ولــو فرضــنا شخصــا مــات ثم أعيــدت حياتــه970

)(تاريخ التشريع اإلسالمي1

14. (1)معجزة أو كرامة لعاد طاهرا(

وال يخفى اآلن أن هناك أعضاء تنقل من أموات إلى أحياء وتعــود إليهــا الحيــاة فيســتفاد من هــذا للحكم

بطهارتها . وقـــال الحطــاب المـــالكي-رحمـــه اللــه- )المتـــوفى:-

هـ(:)ولو طار ولي الله - تعالى - إلى جهة السماء954 قبل طلوع الفجر بساعة فإنه يرى الفجر في مكانه بل ربما رأى الشمس ومع ذلك يحــرم عليــه صــالة الصــبح

.(2)(حينئذ وقــال الحطــاب-أيضــا-:) قـــال القـــرافي في كتــاب-

اليواقيت: مسألة من نــوادر أحكــام األوقــات: إذا زالت الشمس ببلـد من بالد المشـرق وفيهـا ولي فطـار إلى بلد من بالد المغرب فوجد الشمس كمــا طلعت فقــال بعض العلماء: إنه مخاطب بزوال البلد الذي يوقع فيهــا الصالة؛ ألنه صار من أهلهــا انتهى.)قلت:( وانظــر على هذا لــو صــلى الظهــر في البلــد الــذي زالت عليــه فيــه الشمس ثم جاء إلى البلد اآلخر والظاهر أنه ال يطــالب بإعادة الصالة؛ ألنه كان مخاطبا بزوال البلد الذي أوقع فيها الصــالة وســقط عنــه الوجــوب بإيقاعهــا فيــه، ولم

.(3)يكلف الله بصالة في يوم واحد مرتين فانظره(ــا إذا ركب على- ــيرمي الشــافعي: )بخالف م ــال البج ق

طير طائر في هواء عرفات أو ركب على الســحاب فال يكفي فليس لهوائها حكمهــا، فلــو طــار فيــه لم يجــزه؛ وكذلك لو سعى طائرا أو طاف طائرا فإنه ال يعتد بهما

)(4). وهــذا قبــل اكتشــاف الطــائرات والمناطيــد ونحوهــا حيث

هـ .1221كانت وفاته-رحمه الله- سنة: /1)(-البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحــة الخــالق وتكملــة الطــوري )1

114)386/ 1)(مواهب الجليل في شرح مختصر خليل )2388/ 1)(المصدر السابق )3 /2)(حاشية البجيرمي على الخطيب تحفة الحبيب على شــرح الخطيب )4

441)

15ــاحب منهج- ــول ص ــارحا ق ــا- ش ــيرمي-أيض ــال البج وق

الطالب :) فيكفي الشــفاف عكس ســاتر العــورة؛ ألنــة(.قــال ــع الرؤي ــع نفــوذ المــاء وثم من ــا من القصــد هنــو البجيرمي: ) قوله: )الشفاف( كالزجاج والبلور أي: ل

. (1)فرض تتابع المشي عليهما (ــفافية ــا في الش ــا يماثله ــة وم ــاف زجاجي ــد أخف واآلن توج

كالبالستيك يمكن المشي عليها .ــه إال أن ــا علي ــتزادة فم ــذا غيض من فيض ومن رام االس ه يدخل كلمة )أرأيت( أو )لو فرضنا( ونحوهمــا ممــا يســتعمل عنــد افـتراض المسـائل في محــرك بحث أي من المكتبــات الفقهية اإللكترونيــة وســوف يقــف على كم هائــل من هــذهــذه ــتي ســطرت ه ــل ال ــك األنام ــه تل ــرحم الل المســائل ف

المسائل ولله در تلك العقول.

المبحث الثاني : حكم الفتوى االفتراضية . المس$$ألة األولى : موق$$ف العلم$$اء من الفت$$وى

االفتراضية : اختل$$$ف العلم$$$اء في االش$$$تغال في المس$$$ائلاالفتراضية وتعاطيها إفتاء واستفتاء على قولين: - القول األول : أنه م$$ذموم ثم اختل$$ف أص$$حاب هذا القول فمنهم من ق$$ال بالكراه$$ة وهم األك$$ثر

وقال البعض بالتحريمــائل ــرض المس ــوز ف ــل يج ــوا..: ه ــوي : اختلف ــال الحج ق

: ال يجــوز .. ، وقــال(2)واستنباط أحكامها، فقــال ابن عبــدان .(3)الجمهور بالجواز(

وقال ابن العربي: ) اعتقد قوم من الغــافلين تحــريم أســئلة النوازل حــتى تقــع تعلقــا بهــذه اآليــة، وهــو جهــل؛ ألن هــذه

(262/ 1)(المصدر السابق )1³بو الفضل فقيه شافعي. كــان2 ³ان أ )( عبد الله بن ع³بد³ان بن مح³مد بن ع³بد

شيخ همذان ومفتيها وعالمها له " شرائط األحكام " فقه ، تــوفي ســنة ) (، األعالم للزركلي65ـ/ 5 ه( ـ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي )433

(4 /95 )(420/ 1)(الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي )3

16 قد صرحت بأن السؤال المنهي عنه إنمــا كــان فيمــا(1)اآلية

ــوازل ــواب ن ــاءة في ج ــه، وال مس ــاءة في جواب ــع المس تق الــوقت، وقــد كــان من ســلف من الســلف الصــالح يكرههــا أيضا، ويقول فيما يسـأل عنــه من ذلـك: دعــوه دعــوه حــتى

.(2)يقع( ولم أقف على كالم صريح ألحــد من األئمــة األربعــة-رحمهم الله- في ذم االشتغال بهــذه الفتــاوي غــير أنــه نقــل توقــف

-رحمهمــا اللــه- عن اإلفتــاء(4) ، واإلمــام أحمد(3)اإلمام مالك فيما لم يقع وهذا التوقف يحتمــل أنــه بســبب اعتقــادهم أن ذلك مذموما وأن أقل أحواله الكراهة كما يحتمل أنه بسبب تورعهم عن االفتاء ومحاولة التخلص منه بما يمكن كما هي عــادة كثــير من الســلف ال ألن ذلــك محــرم أو مكــروه ، ونسب صاحب كتاب التقريــر والتحبــير كراهــة ذلــك لإلمــام

ــؤالء(5)الشافعي ، وفي المقابل وقفت على فتاوي كثيرة له مما يــرجح أن تــوقفهم(6)األئمة الثالثة في مسائل افتراضية

ـد³ )( مراده قوله تعالى:1 ³اء³ إن تب ي ³شـ ³لوا ع³ن أ أ ³سـ ـوا ال ت ذين³ آم³ن ا ال هـ³ ³ي ـا أ ³ }يه ع³نه³ــا ³كم ع³ف³ــا الل ³ ل ــد ل القــرآن تب ــز ³ ³لوا ع³نه³ا حين³ ين ³سأ ³سؤكم و³إن ت ³كم ت لــافرين³{ ³ ³حوا به³ــا ك ب ³صــ ³ه³ا ق³ــوم من ق³بلكم ثم أ ³ل أ ه غ³فور ح³ليم ، ق³ــد ســ³ و³الل

[.102- 101]المائدة:(215/ 2)(أحكام القرآن البن العربي ط العلمية )2 /1( ، الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي )385ـ/ 5)(الموافقات )3

420 . )4

³ة، ³ل أ ³ل، ع³ن م³ســ أ ³ســ ³حم³ــد³ -ي ³عني أ ه - ي ــد الل ــا ع³ب ³ ³ب معت أ )(قــال الم³يمــوني: ســ³ــيرا ³ث ³حم³ــد ك ــان³ اإلم³ــام أ ³ ³عد؟ ..، و³ك ³ة؟ بليتم به³ا ب ³ل : و³ق³ع³ت ه³ذه الم³سأ ف³ق³ال³³ــا من ³قول: د³عون ³ق³ع ي تي ال³ ت د³ات ال ³و³ل ائل المت يء من³ الم³س³ ³ا سئل³ ع³ن ش³ إذ

ــة. جــامع العلــوم والحكم ت األرنــؤوط ) ³ ائل المحد³ث -248/ــ 1ه³ذه الم³ســ³ــل69³/ــ 2(، اآلداب الشرعية والمنح المرعية )249 ( قــال ابن مفلح :)نق³

ل ع³ــان ف³ق³ــال³ ســ³ ³ة في الل ³ل أ ئل³ ع³ن م³ســ ه ســ ³ن ³حم³ــد³ أ م³ ع³ن أ ³صر³ ³حم³د بن أ أه ع³ما ابتليت³ به(. حم³ك³ الل ر³

(:342ـ/ 3)( قال في التقرير والتحبير على تحرير الكمال بن الهمــام )5ــه - ــل³ وقوعــه بق³ول يء ق³ب ؤ³ال ع³ن الشــ اه³ة الس ³ر³ افعي ع³ل³ى ك ³ج الش )فاحت

³اء³{ (. ³شي ³لوا ع³ن أ ³سأ ³ع³ال³ى - }ال ت تـام119³ـ/ 1)( فعلى سبيل المثال في المدونـة )6 ³ ال³ م³الـك فيم³ن ن (:)و³قـ³

يئا خ³فيفا ف³هو³ ³ان³ ش³ ³ق³ض³ وضوءه و³إن ك : إن ط³ال³ ذ³لك³ به انت ته ق³ال³ ³ى د³اب ع³ل³ين³ ـه ق³ـدر³ م³ـا ب ت ³ى د³اب ³ام³ الذي ع³ل ³يت³ إن ن أ ³ر³ ³ه: أ : ف³قلت ل ع³ل³ى وضوئه. ق³ال³

اء؟ ( ، وفي األم ج :) قلت أرأيت إذا اشــتريت122/ص3الم³غــرب و³العشــ³ منك جارية موصوفة بدين أملكت عليك إال الصفة ولو كانت عنــدك مائــة

17عن االفتاء في بعض المسائل إنما كان تورعا.

، وقــال ابن رجب :(1)وذكــره ابن عبــد الــبر قــول الجمهــور )ولهذا المعــنى كــان كثــير من الصــحابة والتــابعين يكرهــون

.(2)السؤال عن الحوادث قبل وقوعها، وال يجيبون عن ذلك( وقــد روي عن بعض الصــحابة-رضــي اللــه عنهم- ؛ فقــد

ــاب ــ ــر بن الخط ــ ، وابن(4) ، و أبي بن كعب(3)روي عن عم ، وعمــار بن(7) ، و معاذ بن جبل(6) ، وزيد بن ثابت(5)مسعود

ــا روي عن(10) ، و عن ابن عباس(9) ، وابن عمر(8)ياسر ، كم من تلك الصفة لم تكن في واحدة منهن بعينها وكان لك أن تعطي أيتهن شئت فإذا فعلت فقد ملكتها حينئــذ قــال نعم قلت وال يكــون لــك أخــذهاــال نعم قلت مني كما ال يكون لك أخذها لو بعتها مكانك وانتقدت ثمنها ق وكل بيع بيع بثمن ملك هكــذا قــال نعم قلت أفــرأيت إذا اســلفتك جاريــة إلى أخذها منك بعد ما قبضتها من ســاعتي وفي كــل ســاعة قــال نعم( ،

:) قال الشالنجي ســألت أحمــد عن409/ص1وفي القواعد البن رجب ج الرجل يطلق امرأة من نسائه وال يعلم أيتهن طلــق قــال أكــره أن أقــول

في الطالق بالقرعة قلت أرأيت إن مات هذا قال أقول بالقرعة ( ( ، وقــال فيــه:420ـ/ 1قال في الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي )

) قال ابن المنير: كان مالك ال يجيب في مسألة حــتى يســأل, فــإن قيــل نزلت أجاب عنها, وإال أمسك، ويقول: بلغني أن المسألة إذا وقعت أعين عليها المتكلم, وإال خذل المتكلف, وهذا ينافي ما روي عنه من المســائلــأتي الكثيرة التي هي في الموطأ والمدونة والموازنة والعتبية وغيرها، وي في ترجمة المعيطي من أصحابه األندلســيين أنــه أفــرد أقوالــه هــو وأبــو عمر اإلشبيلي فكانت مائة مجلد، ويبعد كل البعد أن تكون المسائل كلهاا: روينــا أن األوزاعي أفــتى واقعة في زمنه، ومن ذلك قول النــووي أيضــ

في سبعين ألف مسألة(. ( وقــال آخ³ــرون1054³ـ/ 2)( قال في كتابه: جامع بيــان العلم وفضــله )1

لى بي صــ³ ³ار ع³ن الن أي الم³ذموم في ه³ذه اآلث ³هل العلم: " الر و³هم جمهور أائع ر³ ــام شــ³ ³ ³حك ابعين³ هــو³ الق³ــول في أ ابه و³الت ح³ ³صــ م³ و³ع³ن أ ل ــه و³ســ³ ³ي ه ع³ل اللــزل³ ³ن ³ن ت ــل³ أ أي ق³ب تعمل³ فيه³ــا الــر ــون، .. ف³اســ ان و³الظن الــدين باالستحســ³أي المض³ارع ³كون³ بالر ³ن ت م³ فيه³ا ق³بل³ أ ³ق³ع³، و³تكل ³ن ت ع³ت و³شقق³ت ق³بل³ أ و³فر

.) للظن(245/ 1)(جامع العلوم والحكم ت األرنؤوط )2( 244/ 1)( - سنن الدارمي )3( 256-255/ 1)(المصدر السابق )4( 105/ 9)(المعجم الكبير للطبراني )5( ح1065/ 2)(جامع بيان العلم وفضله )6( 257-256/ 1)(سنن الدارمي )7( 257/ 1)(المصدر السابق )8( 242/ 1)(المصدر السابق )9

( 257/ 1)(المصدر السابق )10

18 ،(3)، والشـــعبي(2) ، و قتـــادة(1)بعض التـــابعين كـــا طـــاوس

–رحمهم الله.(4)والزهري :ومن أدلتهم

قول الله تعــالى:}يــا أيهــا الــذين آمنــوا ال تســألوا عن-1. (5)أشياء إن تبد لكم تسؤكم.. {

ووجه الداللة : قالوا مما يفهم من اآليــة كراهــة الســؤال عما لم يقــع ؛ قــال في كتــاب التقريــر والتحبــير:) واحتج الشافعي على كراهة السؤال عن الشــيء قبــل وقوعــه

.(6)بقوله - تعالى - }ال تسألوا عن أشياء{( وأجيب عن ذلك : بأن هنــاك شــرطا وهــو: }إن تبــد لكم تسؤكم{ فمفهومه: إن لم تكن مساءة في إبدائها فال نهي: قالــه ابن العــربي-رحمــه اللــه-:)اعتقــد قــوم من الغــافلين تحريم أسئلة النوازل حتى تقع تعلقا بهذه اآلية، وهــو جهــل؛ــان ألن هذه اآلية قد صرحت بأن السؤال المنهي عنه إنما كــوازل فيما تقع المساءة في جوابه، وال مساءة في جــواب ن

(7)الوقت(

قوله تعالى: }قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من-2.(8)المتكلفين{

ووجــه الداللــة : أن االشــتغال بالمســائل االفتراضــية من³ا ح³ماد257-256/ـ 1)(المصدر السابق )1 ³ن ، ح³ـدث اهيم³ ³ا مسلم بن إبر³ ن ³ر³ ³خب (أ

ــال³ ³ة ف³ق³ ³ل أ ا ع³ن م³ســ ³لت ط³اوســ أ : ســ³ اشد، ق³ال³ ³ا الصلت بن ر³ ³ن يد، ح³دث بن ز³³ا ³ن اب ح³ ³صــ : إن أ ــال³ ه. ثم ق³ ه. قلت آلل : آلل ــال³ ³ع³م، ق³ ــذ³ا؟، قلت: ن ³ــان³ ه³ لي: كاس »ال³ ه³ــا الن ³ي ــا أ ³ : ي ه ق³ــال³ ³ن ــه، أ ه ع³ن ي³ الل ضــ ³ــل ر³ ب ³ا ع³ن مع³ــاذ بن ج³ ³رون ³خب أــوا ل ³عج³ ³م ت كم إن ل ³ا، ف³ــإن ³ا و³ه³اهن ء ق³بل³ نزوله، ف³يذه³ب بكم ه³اهن ³ال³ ³عج³لوا بالب ت، ئل³ ــون³ فيهم م³ن إذ³ا ســ ³ك ³ن ي لمون³ أ ³نف³ــك المســ ³م ي ــه، ل ــل³ نزول ء ق³ب ³ال³ بالب

، وفق³(. ³ا ق³ال³ سدد³،« و³إذ قلت : ضعيف النقطاعه، فإن طاوس لم يلق³ معاذا ؛ ق³ال³ ابو زرع³ة :)ط³اوســك مرســل( ؛ تحفــة التحصــيل في ع³ن ع³لي و³ع³ن مع³اذ و³ع³ن عمر كــل ذ³ل

( 158ذكر رواة المراسيل )ص: ( . 13/348)( تاريخ بغداد : الخطيب البغدادى ، ) 2( .2/147)(جامع بيان العلم وفضله ) 3( .143-2/142)(المصدر السابق ) 4[101)(] المائدة : 5( 342/ 3)(التقرير والتحبير علي تحرير الكمال بن الهمام )6(215/ 2)(أحكام القرآن ، ط العلمية )7( 68)(سورة ص )8

19 .(1)التكلف المذموم بهذه اآلية

ويجاب عنه بأن معنى اآلية تكلف اإلجابــة من غــير علم ؛ لما روي عن عبد الله بن مسعود قال: يا أيها النــاس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقــل اللــه أعلم فــإن من العلم أن يقول لما ال تعلم الله أعلم. قال الله تعالى لنبيــه )قــل مــا أســألكم عليــه من أجــر ومــا أنــا من

المتكلفين( متفق عليه ما رواه أبو هريرة-رضــي اللــه عنــه- عن النــبي صــلى-3

الله عليه وسلم، قال: »دعوني ما تركتكم، إنمــا هلــك من كان قبلكم بسؤالهم واختالفهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فــاجتنبوه، وإذا أمــرتكم بــأمر فــأتوا

.(2)منه ما استطعتم«متفق عليه ووجه الداللة : كما يقول ابن رجب-رحمه الله-:)ومن لم يكن اهتمامه بفهم ما أنــزل اللــه على رســوله، واشــتغلــا بكثرة توليد المسائل قد تقع وقد ال تقع، وتكلف أجوبته بمجرد الرأي، خشي عليه أن يكون مخالفا لهذا الحديث،

(3)مرتكبا لنهيه، تاركا ألمره(.

ما روي عن وهب بن عمــرو الجمحي أن النــبي صــلى-4 الله عليه وسلم قال: »ال تعجلوا بالبليــة قبــل نزولهــا، فإنكم إن ال تعجلوها قبل نزولهــا، ال ينفــك المســلمون وفيهم إذا هي نـزلت من إذا قـال وفـق وسـدد، وإنكم إن تعجلوهـــا، تختلـــف بكم األهـــواء، فتأخـــذوا هكـــذا

.(4)وهكذا« وأشار بين يديه وعن يمينه وعن شماله ( ويمكن أن يجاب عن ذلك : بأن الحديث ضــعيف ال يصــح

(251/ 1)(جامع العلوم والحكم ت األرنؤوط )1 )(صحيح البخاري ، باب االقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وســلم2

( 975/ 2( ، صحيح مسلم ، باب فرض الحج مرة في العمر )94/ 9)(251/ 1)(جامع العلوم والحكم ت األرنؤوط )3 /20( ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير )238/ 1)(سنن الدارمي )4

( ع³ن مع³اذ ، كما أخرجه في المــدخل إلى الســنن الكــبرى للــبيهقي167ــلة227)ص: ــال في سلسـ حم³ن ، وقـ ــر ـد الـ ــ ³م³ة³ بن ع³ب ل ــ³ ³بي سـ ( ع³ن أ

(:286ـ/ 2األحاديث الضــعيفة والموضــوعة وأثرهــا الســيئ في األمــة ) )ضــعيف(، وقــال حســين ســليم أســد الــداراني في حاشــيته على ســنن

(: إســناده ضــعيف وهب بن عمــرو مــا عرفتــه وهــو239ـ/ 1الدارمي )مرسل .

20االستدالل به .

ما روي عن معاوية- رضي الله عنه-أن النبى صلى اللــهــة )نهى(1)عليه وسلم :)نهى عن األغلوطات( ، وفي رواي

. (2)عن الغلوطات( ووجه الداللة : قــالوا تشــمل هــذه األغلوطــات المســائل

.(3)المفترضة ويناقش :بأن المقصود بها شواذ المسائل التي يقصد بهاــواذ ــال األوزاعي: هي ش ــيزه ؛ ق ــم وتعج ــط الخص تغلي المسائل, وقــال أيضــا: إن اللــه إذا أراد أن يحــرم عبــدهــد رأيتهم ــط, فلق ــانه المغالي ــة العلم ألقى على لس برك

.(4)أضل الناس علما ما رواه المغيرة بن شعبة عن النبي صــلى اللــه عليــه-5

وسلم أنه قال: " إن الله كــره لكم ثالثــا: قيــل وقــال،.(5)وإضاعة المال، وكثرة السؤال "متفق عليه

- قال الحجوي : وقد تردد مالك في حمل الحديث على-(6)ذلك-يعني تحريم افتراض المسائل- أو على االستعطاء

.(7)أي سؤال العطية-( ما روي عن أبي هريرة قــال قــال رســول اللــه صــلى-6

الله عليه وسلم :)من حسن إســالم المــرء تركــه مــاال.(8)يعنيه(

6)( الحديث ضعيف ، وسبق تخريجه ص 1 ( ، وضــعفه األلبــاني321/ــ 3( ، ســنن أبي داود )39/93)(مسند أحمــد )2

ــال2في صحيح وضعيف سنن أبي داود )ص: ــا( ،وق ، بترقيم الشاملة آلي (:)في58ـ/ 5الشيخ عبد القادر األرنــؤوط في حاشــية جــامع األصــول )

سنده عبد الله بن سعد بن فروة البجلي، وهو مجهــول. وقــال الســاجي:ضعفه أهل الشام(.

21/ص2)(الفقيه والمتفقه ج3(422/ 1)(الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي )4 ،صحيح مســلم ،9/95)(صحيح البخاري،باب ما يكره من كثرة السؤال )5

(1341/ 3باب النهي عن كثرة المسائل)( 4612/ 7)(شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم )6( 420/ 1)(الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي )7( ، المــدخل إلى الســنن الكــبرى ج4/558)(ســنن الترمــذي ت شــاكر )8

ين ع³ن259ـ/ 3 ، مسند أحمد ط الرسالة )224/ص1 ( عن ع³لي بن حس³³بيه ، وقال األلبــاني في صـحيح الجــامع الصــغير وزيادتـه ) (:1027ـ/ 2أ

)صحيح(

21 عن أبي ثعلبة الخشني , قال: قال رســول اللــه صــلى اللــه-7

عليـــه وســـلم: »إن اللــه عـــز وجــل فـــرض فــرائض فال تضــيعوها , وحــرم حرمــات فال تنتهكوهــا , وحــد حــدودا فال تعتــدوها , وســكت عن أشــياء من غــير نســيان فال تبحثــوا

.(1)عنها«وأجيب عن االستدالل بما سبق :

بأن كراهية رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل إنمــا كان ذلك إشفاقا على أمته ورأفة بهــا وتحننــا عليهــا وتخوفــا أن يحرم الله عند سؤال سائل أمرا كان مباحا قبــل ســؤاله عنه فيكون السؤال سببا في حظر ما كان لألمة منفعــة في إباحته فتدخل بــذلك المشــقة عليهم واألضــرار بهم ؛ ولهــذاــه: »إن أعظم المســلمين في ــه علي ــبي صــلى الل ــال الن ق المسلمين جرما , رجل سأل عما لم يحرم فحرم من أجــل

وـهذا المـعنى ـقد ارتـفع بـموت رـسول(2)مسألته« متفق عليه الله صلى الله عليه وســلم واســتقرت أحكــام الشــريعة فال

(3)حاظر وال مبيح بعده ، وقال المزني: لم أنكرتم ذلــك فــإن قــالوا ألن رســول اللــهــا كره المسألة قيل وكذلك كرهها بعد أن كانت ترفع إليه لمــه ــا على أمت كره من افتراض الله الفرائض بمساءلته وثقله لرأفته بها وشفقته عليها فقد ارتفع ذلك برفــع رســول اللــه

.(4)فال فرض بعده يحدث أبدا مـــا روي عن بعض الصـــحابة-رضــي اللــه عنهم- من-8

النهي عن ذلك والتحذير منه ؛ وممن روي عنه ذلك : عن ابن عمر، قال: ؛ فقد روي عمر بن الخطاب أ-

»ال تسألوا عما لم يكن؛ فــإني ســمعت عمــر، يلعن،21ـ/ 10( ، السنن الكبرى للـبيهقي )326ـ/ 5)(سنن الدارقطني )1 ـ(

وقال األلباني في غاية المرام في تخــريج أحـاديث الحالل والحـرام )ص: ( : )رواه الدارقطني وحسنه النووي وهو ضعيف( ، وقال عبــد القــادر17

(:) قال البزار: إسناده صالح.59ـ/ 5األرنؤط في تخريج جامع األصول ) أقول: وله شواهد أخر بمعناه يرتقي بها إلى درجة الحســن، وقــد حســنه النووي في " أربعينه "، وكذلك حسنه قبله الحافــظ أبــو بكــر الســمعاني

في " أماليه "(.( .1831/ 4( ، صحيح مسلم )95/ 9)(صحيح البخاري )2 17-16/ص2)(الفقيه والمتفقه ج330/ص2)(المصدر السابق ج4

22،(1)من سأل عما لم يكن«

وروي عن عمر-أيضا، رضي الله عنه- أنه قال وهــو على المنبر: »أحرج بالله على رجل ســأل عمــا لم يكن، فــإن

. (2)الله قد بين ما هو كائن« ؛ فعن مســروق قــال: كنت أمشــيأبي بن كعبب-

مــع أبي بن كعب رضــي اللــه عنــه فقــال فــتى: مــا تقول يا عمــاه كــذا وكــذا؟ قــال: يــا ابن أخي، أكــان

ــان العلم وفضــله )1 ــه- في جــامع بي ــه الل ــبر-رحم ــد ال ــال ابن عب /2)( قعيد1054-1055 ف، ثنا ســ³ ³حم³د بن مط³ر ³حم³د³، ثنا أ ³ف بن أ ل ³ا به خ³ ن ³ر³ ³خب ( :أ

³يث، ريك، ع³ن ل د بن موس³ى، ثنا شــ³ ³س³ ³صر بن م³رزوق، ثنا أ ، ثنا ن بن عثم³ان³معت ي ســ³ ــإن ³كن؛ ف³ ³م ي ³لوا ع³ما ل أ ³ســ : »ال³ ت ، ق³ال³ ع³ن ط³اوس، ع³ن ابن عم³ر³

³كن« ³م ي ³ل³ ع³ما ل أ ³لع³ن م³ن س³ ، ي عم³ر³³ا ع³بد1067/ 2وقال ابن عبد البر-أيضا- في جامع بيان العلم وفضله ) ³ن (:ح³دث

³ني ــدث : ح³ ــال³ ــر، ق³ ³حم³د بن زه³ي ³غ³، ثنا أ ³صب ، ثنا ق³اسم بن أ ³ان³ الو³ارث بن سفيه ي³ الل ضــ ³يث، ع³ن مج³اهــد، ع³ن ابن عم³ــر³ ر³ ³ا ج³ريــر، ع³ن ل ³ن ³بي، ق³ــال³ ح³ــدث أ³لع³ن م³ن ــان³ ي ³ ³كن، ف³إن عم³ر³ ك ³م ي ³لوا ع³ما ل ³سأ اس ال³ ت ه³ا الن ³ي ³ا أ : »ي ع³نه، ق³ال³

³كن« ³م ي ³ل³ ع³ما ل أ س³ــذيب ــظ في ته ــه الحاف ــال عن ــليم ؛ ق ــناديهما ليث بن ابي س قلت : في إس

(:) قال بن أبي حاتم سمعت أبي وأبا زرعــة يقــوالن467ـ/ 8التهذيب )ــة ليث بن أبي ليث ال يشتغل به هو مضطرب الحديث قال وقال أبو زرع سليم لين الحديث ال تقوم به الحجــة عنــد أهــل العلم بالحــديث( ، وقــال

(:)صــدوق اختلــط جــدا ولم يتمــيز حديثــه464في تقريب التهذيب )ص: فترك(.

³ان ع³ن244ـ/ 1)(سنن الدارمي )2 في ³ا سـ ³ن دث د³، حـ³ ³حمـ³ ـا مح³مد بن أ ³ ن ³ر³ ³خب ( أ³ــر: ــه، ع³ل³ى المنب ³ي ه ع³ل وان الل ــر رضــ : ق³ــال³ عم³ ــال³ ع³مــرو، ع³ن ط³ــاوس، ق³ــو³ ــا ه ن³ م³ ³ي ــد ب ه³ ق³ ــإن الل ³كن، ف³ ³م ي ³ل³ ع³ما ل أ ــ³ ــل س ج ه ع³ل³ى ر³ ج بالل ــر »أح³

³ائن« ، كـاوس قلت : ضعيف النقطاعه، فإن طاوسا لم يلق³ عمر ؛ ق³ال³ ابو زرع³ـة :)ط³ــك مرســل( ؛ تحفــة التحصــيل في ع³ن ع³لي و³ع³ن مع³اذ و³ع³ن عمر كــل ذ³ل

(.158ذكر رواة المراسيل )ص: /2وقال الخطيب البغدادي في كتــاب الفقيــه والمتفقــه للخطيب البغــدادي )

م³اعيل بن مح³مد12 ــدل , أنــا إســ ه المع³ ــد الل (: أنــا ع³لي بن مح³مد بن ع³ب³ان , ن ــ ³بو س ³يد , نا أ ³ى بن عب ³عل الصفار , نا مح³مد بن إسح³اق³ الصغ³اني , نا ي³ن ³يكم أ ج ع³ل : »أح³ر اس ف³ق³ال³ ج³ عم³ر ع³ل³ى الن : خ³ر³ ة³ , ق³ال³ ع³ن ع³مرو بن مرغال ( . قلت : ضــعيف ـان³ شــ ³ـ ـا فيم³ــا ك ³ـ ³ن ³كن , ف³ــإن ل ³م ي ³ا ع³ما ل ³لون أ ³ســ ت النقطاعه، فإن عمرو بن مرة لم يلــق³ عمــر ؛ ق³ــال³ ابــو زرع³ــة في تحفــة

(: ) ع³مرو بن مرة ق³ــال³ ابــو247التحصيل في ذكر رواة المراسيل )ص: بي صــلى ³صح³اب الن اتم لم يسمع من ابن عمر و³لم يسمع من احد من أ ح³

³يه و³سلم اال من ابن أبي أوفى(. الله ع³ل

23.(1)هذا؟ قال: ال، قال: »فأعفنا حتى يكون«

؛ فقــد روي عنــه أنــه قــال : " إيــاكمابن مسعودت- وأرأيت ، أرأيت ، فإنمــــا هلــــك من كــــان قبلكمــد ــدم بع ــتزل ق ــأرأيت ، أرأيت . وال تقس شــيئا ف ب ثبوتها ، وإذا سئل أحــدكم عمــا ال يعلم ، فليقــل : ال

. (2)أعلم ، فإنه ثلث العلم " ؛ فعن خارجــة بن زيــد بن ثــابت عنزيد بن ثابتث-

أبيه أنه كــان ال يقــول برأيــه فى شــىء يســئل عنــه حتى يقول أنزل أم ال ؟ فإن لم يكن نـزل ، لم يقـل

.(3)فيه . وإن يكن وقع تكلم فيه ( ؛ فعن الصـــلت بن راشـــد، قـــال:مع$$اذ بن جبلج-

ســألت طاوســا عن مســألة فقــال لي: كــان هــذا؟،ــال: إن ــه. ثم قـ ــه. قلت آللـ ــال: آللـ قلت: نعم، قـ أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل رضــي اللــه عنــه، أنه قال: يا أيها الناس »ال تعجلوا بالبالء قبل نزولــه،ــوا ــإنكم إن لم تعجل ــا، ف ــا وهاهن ــذهب بكم هاهن في بـالبالء قبــل نزولـه، لم ينفــك المســلمون أن يكــون

ـو256-1/255)(المصــدر الســابق )1 ـ ³ب ـا أ ³ـ ن ³ر³ ³خب ³ى بن ح³ماد، أ ³حي ـا ي ³ـ ن ³ر³ ³خب (أ: كنت ــال³ روق ق³ ــامر، ع³ن م³ســ اس، ع³ن ع³ ــر³ ³ــا ع³ن ف ن ³ر³ ³خب : أ ــال³ ³ــة³، ق³ ع³و³ان³ا ـذ ³ـ ³ا ع³ماه ك ³قول ي ه ع³نه ف³ق³ال³ ف³تى: م³ا ت ضي³ الل ³عب ر³ ³ي بن ك ³مشي م³ع³ أب أ. » ³كون³ ى ي ³ا ح³ت ³عفن : »ف³أ ، ق³ال³ : ال³ ³ان³ ه³ذ³ا؟ ق³ال³ ³ك ³خي، أ ³ا ابن³ أ : ي ³ذ³ا؟ ق³ال³ و³ك

³ا مح³مد بن ع³لي105ـ/ 9 )(قال في المعجم الكبــير للطــبراني )2 ³ن (:ح³ــدث³زيــد³، ع³ن ــو ي ³ب ³ــف بن خ³ليف³ــة³، ثنــا أ ل ور، ثنــا خ³ عيد بن م³نصــ ائغ، ثنــا ســ³ الصــ³ــك³ م³ن ــا ه³ل م³ ، ف³إن ³يت³ أ ³ر³ ³يت³ و³أ أ ³ر³ اكم و³أ : ق³ال³ ابن م³سعود: " إي عبي، ق³ال³ الش³عد³ ثبوته³ا، ³زل ق³د³م ب يء ف³ت يئا بش³ ³قيسوا ش³ ، و³ال³ ت ³يت³ أ ³ر³ ³يت³ و³أ أ ³ر³ ³كم بأ ³ان³ ق³بل كــال ه ثلث العلم " ، ق ³م ف³إن ³عل ــل: ال³ أ ³ق ³م ف³لي ³عل ــدكم ع³ما ال³ ي ³ح³ ئل³ أ ــ ³ا س و³إذ

اني.180ـ/ 1الهيثمي: في مجمع الزوائد ومنبع الفوائــد ) ــر³ ³ و³اه الطب (:)ر³ــابر الجعفي، و³هـــو³ عود، و³فيـــه جـ³ م³ع من ابن م³ســـ ³ســـ ³م ي عبي ل و³الشـــ

( . 1/47ض³عيف(. ،إعالم الموقعين : ابن القيم ، ص ) ³ا ع³بد1065ـ/ 2)(قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله )3 ³ن ( ح³دث

ــا حنون، ثن ³، ثنا ســ ³حم³د بن د³اود ³ى، ثنا ع³لي بن مح³مد، ثنا أ ³حي حم³ن بن ي الرــة³ بن ــه، ع³ن خ³ارج³ ³بي ³اد، ع³ن أ ن ³بي الز حم³ن بن أ : أنا ع³بد الر ابن و³هب، ق³ال³ى ³ل ع³نه ح³ت يء يسأ أيه في ش³ ³قول بر³ ³ان³ ال³ ي ه ك ³ن ³بيه، »أ ³ابت، ع³ن أ يد بن ث ز³م³ فيــه، ³ل ³ك ³قــل فيــه، و³إن و³ق³ــع³ ت ³م ي ل³ ل ــز³ ³ ³كن ن ³م ي ؟« ف³إن ل ³م ال³ ل³ أ ³ز³ ³ن ³قول³ أ يــا ³ ³ب ــا أ ³ ³ــه: ي ³و³ق³ع³ت؟« ف³يق³ــال³ ل ³قــول: »أ ³ة ف³ي ³ل أ ئل³ ع³ن م³ســ ³ان³ إذ³ا ســ : و³ك ق³ال³³ت و³ق³ع³ت أخبرهم« . ³ان ³قول: »د³عوه³ا ف³إن ك ا نعده³ا ف³ي ³كن عيد م³ا و³ق³ع³ت و³ل س³

24.(1)فيهم من إذا سئل، سدد،« وإذا قال، وفق(

ــه، عنابن عباسح- ؛ فعن عمرو بن ميمون، عن أبي ابن عبــاس رضــي اللــه عنهمــا، - ســألته عن رجــل أدركه رمضانان - فقال: أكــان أو لم يكن؟ قــال: لم يكن بعــد، قــال: »اتــرك بليتــه حــتى تــنزل« ، قــال: فدلسنا له رجال، فقال: قــد كــان، فقــال: يطعم عن

.(2)األول منهما ثالثين مسكينا، لكل يوم مسكين(

؛ فعن حماد بن يزيد المنقــري، حــدثني أبي،بن عمرا-1 قــال: " جــاء رجــل يومــا إلى ابن عمــر رضــي اللــه عنهمــا، فســأله عن شــيء ال أدري مــا هــو، فقــال لــه: ابن عمــر: الــوان تسأل عما لم يكن، فإني سمعت عمر بن الخطاب رض

. وأجيب عن(3)اللـــه عليـــه يلعن من ســـأل عمـــا لم يكن (³ا ح³ماد بن257-256/ 1)(سنن الدارمي )1 ³ن ، ح³دث اهيم³ ³ا مسلم بن إبر³ ن ³ر³ ³خب (أ

³ة ف³ق³ــال³ لي: ³ل أ ا ع³ن م³ســ ³لت ط³اوســ أ : س³ اشد، ق³ال³ ³ا الصلت بن ر³ ³ن يد، ح³دث ز³ــا ³ ³رون ³خب ³ا أ ³ن اب ح³ ³صـ : إن أ ه. ثم ق³ال³ ه. قلت آلل : آلل ³ع³م، ق³ال³ ³ان³ ه³ذ³ا؟، قلت: ن كــوا ل ³عج³ اس »ال³ ت ه³ــا الن ³ي ــا أ ³ : ي ه ق³ــال³ ³ن ــه، أ ه ع³ن ي³ الل ضــ ³ــل ر³ ب ع³ن مع³ــاذ بن ج³ء ³ال³ ـالب ـوا ب ل ³عج³ ³م ت كم إن ل ³ا، ف³ـإن ³ا و³ه³اهن ء ق³بل³ نزوله، ف³يذه³ب بكم ه³اهن ³ال³ بالبدد³،« ، ســ ئل³ ــون³ فيهم م³ن إذ³ا ســ ³ك ³ن ي لمون³ أ ³نف³ــك المســ ³م ي ق³بل³ نزوله، ل

، وفق³(. ³ا ق³ال³ و³إذ قلت : ضعيف النقطاعه، فإن طاوس لم يلق³ معاذا ؛ ق³ال³ ابو زرع³ة :)ط³اوســك مرســل( ؛ تحفــة التحصــيل في ع³ن ع³لي و³ع³ن مع³اذ و³ع³ن عمر كــل ذ³ل

( 158ذكر رواة المراسيل )ص: ³ا ع³بد الع³زيز بن257/ 1)(المصدر السابق )2 ³ن ³م، ح³دث ³ا بشر بن الح³ك ³ن ( ح³دث

ــا، ه ع³نهم³ ضي³ الل اس ر³ ³بيه، ع³ن ابن ع³ب مح³مد، ع³ن ع³مرو بن م³يمون، ع³ن أ³م : ل ³كن؟ ق³ــال³ ³م ي ³و ل ــان³ أ ³ ³ك : أ ³ان - ف³ق³ــال³ ان م³ضــ³ ــه ر³ ³ ك ³در³ جــل أ ³لته ع³ن ر³ أ - س³: جال، ف³ق³ـال³ ـه ر³ ³ ³ا ل ن : ف³د³لسـ « ، ق³ـال³ ³نزل³ ى ت ³ه ح³ت ت ³لي : »اترك ب ³عد، ق³ال³ ³كن ب ي³وم مسكين(. ثين³ مسكينا، لكل ي ³ال³ ³ول منهم³ا ث : يطعم ع³ن األ ، ف³ق³ال³ ³ان³ ق³د ك

³ا ح³ماد بن242ـ/ 1)(المصدر السابق )3 ³ن دث ، حـ³ اهيم³ ³ا مسلم بن إبر³ ن ³ر³ ³خب ( أي³ ضــ ³ى ابن عم³ــر³ ر³ ³ومــا إل جــل ي : " ج³ــاء³ ر³ ³بي، ق³ال³ ³ني أ يزيد³ المنق³ري، ح³دث³ل ³سأ : ال³ ت ³ه: ابن عم³ر³ ³دري م³ا هو³، ف³ق³ال³ ل يء ال³ أ ³ه ع³ن ش³ ³ل أ ه ع³نهم³ا، ف³س³ الل³لع³ن م³ن ـه ي ـ ³ي ه ع³ل معت عم³ر³ بن³ الخ³طاب رضو³ان الل ي س³ ³كن، ف³إن ³م ي ع³ما ل

³كن ( ، ³م ي ³ل³ ع³ما ل أ س³³زيــد197³ـ/ 3قال الهيثمي في مجمع الزوائــد ومنبــع الفوائــد ) (: )ح³ماد بن ي

ه(. ³ر³ ³جد م³ن ذ³ك ³م أ المنق³ري ; لــد بن درهم األزدي الحافــظ ؛ قلت: وقد وهم بعض العلماء وظنه حماد بن زي قال األخ الشيخ مصطفى أبو زيــد محمــود رشــوان، في ملحــق رســالته: زوائد رجال مســند اإلمــام الــدارمي على الكتب الســتة، والــتي نــال بهــا

25 االســتدالل بمــا روي اللــه من عمــا يكن فيحتمــل أن يكــونــه من يســأل على ســبيل التعنت والمغالطــة ال المقصــود بــبر- ــد ال على سبيل التفقه وابتغاء الفائدة ؛ قال ذلك ابن عب رحمه الله-، وقال أيضا:)ولهذا ضرب عمــر صــبيغ بن عســل ونفــاه وحرمــه رزقــه وعطــاءه لمــا ســأله عن حــروف من مشكل القرآن فخشي عمر أن يكون قصد بمسألته ضــعفاء المسلمين في العلم ليوقع في قلوبهم التشــكيك والتضــليل بتحريف القرآن عن نهج التنزيل وصرفه عن صــواب القــول فيه إلى فاسد التأويل ومثــل هــذا قــد ورد عن رســول اللــه النهي عنه والــذم لفاعلــه ..، قــال المــزني : وإن قــالوا ألنــك عمر أنكر السؤال عما لم يكن قيل فقد يحتمل إنكاره ذل على وجــه التعنت والمغالطـة ال على التفقــه والفائــدة وقــد روي أنه قال البن عباس سل عما بدا لــك فــإن كــان عنــدنا وإال سألنا عنه غيرنا من أصحاب رسول الله وكمــا روي عن علي من انكاره على ابن الكــواء أن يســأل تعنتــا وأمــره أن

.(1)يسأل تفقها ــاء فيمــا لم يكن-2 ما روي عنهم من التوقف عن اإلفت

بعد فيحمــل على أنــه من قبيــل التــورع عن اإلفتــاء ومحاولة التخلص منه بما يمكن كما هي عــادة أهــل الورع والمشفقين على دينهم ال ألن ذلــك محــرم أو مكروه ؛ قال ذلك ابن عبد الــبر-رحمــه اللــه- وقــال أيضا : ) وألجل مــا ذكرنــاه كــان خلــق من الصــحابةــة حــاد عن والتابعين إذا سئل أحدهم عن حكم حادث الجواب وأحال على غــيره ؛ فعن عبــد الــرحمن ابن أبي ليلى-رحمــه اللــه- قــال:أدركت مائــة وعشــرين من األنصار من أصحاب رسول اللــه يســأل أحــدهم

درجة الماجستير في تخصص الحــديث وعلومــه من كليــة أصــول الــدين، هـــ /1429في جامعة األزهر الشريف. وقد نشرت في دار البصائر عــام

(:123(، )ف 121(، )ز 123(، )هـ 1/50.جــــــاء في )د 26م. : )2008 (: “حماد بن يزيــد المقــرئ"،121“حماد بن زيد المنقري"، وجاء في )غ (: “حمـاد بن15535( ح)12/259والصـواب مـا في "إتحـاف المهـرة" )

يزيد المنق³ري"؛ وهو من زوائد اإلمام الدارمي(. 30- 19/ص2)(الفقيه والمتفقه ج1

26 عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى األول ، وعن ابن أبي ليلى-أيضا- قال:لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومائة من األنصــار من أصحاب رسول الله ما أحــد منهم يحــدث حــديثا إال ود أن أخاه كفاه الحــديث وال يســأل عن فتيــا إال ود أن أخاه كفــاه الفتيــا ..، ونحــو هــذا مــا روي عن عمــير بن ســعيد قــال:ســألت علقمــة عن مســألة ، فقــال:ائت عبيــدة فســله فــأتيت عبيــدة فقــال:ائت علقمــة ، فقلت:علقمــة أرســلني إليــك ، فقــال:ائت مسروقا فسله ، فــأتيت مســروقا فســألته ، فقــال: ائت علقمــة فســله ، فقلت علقمــة أرســلني إلىــد ــأت عب ــال: ف ــك ، ق ــدة أرســلني إلي ــدة وعبي عبي الرحمن بن أبي ليلى ، فأتيت عبــد الــرحمن بن أبيــه ليلى فسألته فكرهه ثم رجعت إلى علقمة فأخبرتقال :كان يقال أجرأ القوم على الفتيا أدناهم علمــا(

(1). قلت: ويمكن أن يجــاب عن ذلــك-أيضــا- بــأن مــا روي-

عنهم-رضي الله عنهم- ممــا فيــه نهي أو لعن أو تحــريج عن السؤال عما لم يكن فلم يثبت بسند صحيح متصل كمــا مــرــا ــوقفهم إنم في تخريج اآلثار المروية عنهم وهذا يرجح أن ت

كان تورعا ال أن ذلك محرم أو مكروه . أن االجتهاد إنما أبيح للضرورة وال ضرورة قبل الواقعة-9

فينظر اجتهــادهم عنــد الواقعــة فال يغــنيهم مــا مضــى من.(2)االجتهاد

قال المزني: وشبهوا أو بعضهم النازلة فيما بلغني إذا كانت بالضرورة والجواب فيهــا بأكــل الميتــة فــأحلوا الجــواب في

. (3)النازلة كما أحلوا الميتة بالضرورة ــليم بقصــر االجتهــاد على مــواطن ــدم التس ــوقش : بع ون الضرورة لعدم الـدليل ، كمـا أن القـول بـذلك يـترتب عليـه

25-24/ص2)(المصدر السابق ج1223/ص1)(المدخل إلى السنن الكبرى ج2(32/ 2)(الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي )3

27مفاسد منها :

الحكم على من سأل عمــا لم يكن أو أجــاب عنــه من-10ــل أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- بمنزلة من أك

الميتة من غير ضرورة . أن من تــرك الجــواب على النازلــة قــد تــرك أمــرا-11

مفروضـــا عليـــه فـــروايتكم عن عشـــرين ومائـــة من أصحاب رسول الله صلى الله عليــه وســلم إذا ســئلوا رد المسألة هذا إلى هذا حــتى تــدور المســألة فــترجعــه إلى األول توجب في قولكم أنهم تركوا ما فرض الل عليهم , ألن على المضــطر فرضــا أن يحــيي نفســه بالميتة , وال يقتلها بترك أكل الميتة , قد ترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فرض عليهم في

معنى قولكم عــدم جــواز اإلجابــة على من أســئلة من ســأل عن-12

مسائل قد يحتاج إليها ولم تنزل به بعد ؛ كما لــو قــدم إلى بالد المسلمين شخص ثم دخل في اإلســالم وأراد أن يتزود بأحكــام مــا قــد يعترضــه من المســائل قبــل

.(1)العود إلى بلده التي ال يوجد فيها علماء ³و35-32ـ/ 2)(المصدر السابق )1 ني: و³إن ق³الوا أ ( ، وقال فيه:) ق³ال³ المز³

³ــان³ ــالم ك ــا الع³ ئل³ ع³نه³ ³ت ف³ســ ل ³ــز³ ³ا ن ³ة³ إذ ³ل أ ³ن الم³ســ ³ــا أ ع³من ــا ز³ م³ هم: إن ــ ³عض ب³ــة³ قيــل³ ³أكل³ الم³يت ³ن ي ³ان³ ع³ل³ى المضط³ر أ ³م³ا ك ³ن يجيب³ ك ³يه أ ³المضط³ر , ف³ع³ل كلى اللــه ه صــ³ ول الل ســ ح³اب ر³ ³صــ ³ة من أ رين³ و³مائ ³هم: ف³ــرو³ايتكم ع³ن عشــ ل³رجع³ ³ة ف³ت ³ل ³دور³ الم³سأ ى ت ³ى ه³ذ³ا ح³ت ³ة ه³ذ³ا إل ³ل د الم³سأ ³ا سئلوا ر³ م³ إذ ل ³يه و³س³ ع³ل³ن ع³ل³ى ³يهم , أل ه ع³ل ــر³ض³ الل ــا ف³ كوا م³ ³ر³ هم ت ³ن ³ول توجب في ق³ولكم أ ³ى األ إلــد ³ة , ق³ ³كل الم³يت ³رك أ ³قتله³ا بت ³ة , و³ال³ ي ه بالم³يت ³فس³ ³ن يحيي³ ن المضط³ر ف³رضا أ³يهم في م³ م³ــا فــرض³ ع³ل ل ــه و³ســ³ ³ي لى اللــه ع³ل ه صــ³ ول الل ســ ³صح³اب³ ر³ ك³ أ ³ر³ ت³دف³ع³ ³يهم ج³و³اب الم³نزول به لي ³جب ع³ل م³ا ي ³يس³ إن ³ل ³هم: أ ³ى ق³ولكم و³يق³ال ل م³عنــل³ ³ع³م , قي : ن ــال³ ³ا ق³ ــإذ ³ه؟ ف³ ³يه و³ح³ل ل م³ ع³ل ³م³ بالج³و³اب م³ا حر ³عل ³ه , و³لي هل به ج³ــه , ³ي ــو³اب³ ع³ل ³ت الج³ ب ³وج³ ــره أ ة³ بغ³ي ³ن الضرور³ ³ى أ ³ة إل ³ل ج³ع³ت الم³سأ ³ه: ف³ق³د ر³ لــا ــه , و³إال ف³هم³ ³ي ³ــة ع³ل ــل الم³يت ³ك ³جب أ ــره ي ط³ر بغ³ي ة المضــ رور³ ــ³ ³لك³ لض ³ــذ ف³ك³ت ل ³ز³ ³ا ن ³يس³ إذ ³ل ³ه: أ ³ة³ , و³يق³ال ل ³ة الم³يت ³ل ³رق³ان ال³ يشبه الج³و³اب في الم³سأ مفتــه ³ت ب ل ــز³ ³ ³ا ن ³م³ــا إذ ؤ³ال , ك ³ه الج³و³اب بالســ ³ة ف³سئل³ ع³نه³ا الع³الم ح³ل ل ³ل الم³سأ³ا ³ــذ³لك³ إذ : و³ك ــل³ ³ل³ى , قي : ب ³ا ق³ال³ ار؟ ف³إذ ³ة باالضطر³ ³كل الم³يت ³ه أ ة ح³ل ل ض³رور³³ــة ج³ع³ت الم³يت ار ر³ ³ف³ع³ االضطر³ ³ا ارت ³م³ا إذ اما ك ج³ع³ الج³و³اب ح³ر³ ؤ³ال ر³ ³ف³ع³ الس ارتين³ ــو³اب الم³اضــ ³لتم ع³ن ج³ أ ³هم: ف³لم³ ســ³ ــل³ ل ³ع³م , قي ــالوا: ن ³ا ق³ ــإذ امــا , ف³ ح³ر³ؤ³ال , ثم ت للع³الم بالس ل م³ا ح³ ³يكم , و³إن ام ع³ل تم منه³ا الكتب³ , و³هي³ ح³ر³ و³م³أل³ار , ثم طر³ ³ــة³ باالضــ ين³ الم³يت ط³ر ت للمضــ ل ــا ح³ ³م³ ؤ³ال ك ــاع الســ م³ت بارتف³ حر

28 القول الثاني : أنه م$$ذموم إال بين العلم$$اء وطلب$$ة

العلم. قال الـبيهقي : وبلغـني عن أبي عبداللـه الحليمي رحمـه الله أنه أباح ذلك للمتفقهة الذين غرض العــالم من جــوابهم

،تنبيههم وإرشادهم إلى طريق النظــر واإلرشــاد ال ليعملــوا وعلى هذا الوجه وضع الفقهاء مســائل المجتهــدات وأجــروا بآرائهم فيها لما في ذلك من إرشاد المتفقهة وتنبيههم على

³ان³ ؤ³ال³ و³الج³و³اب³ ق³د ك ³ن ذ³لك³ الس ار؟ ف³إن ق³الوا: أل م³ت بارتف³اع االضطر³ حرــان³ , ف³م³ــا الف³ــرق ³ ار ق³ــد ك طر³ ³ة باالضــ ³كل الم³يت ار و³أ ³ذ³لك³ االضطر³ : و³ك , قيل³ــك³ ــا ذ³ل م³ ــالوا: إن ــإن ق³ ³ــة؟ ف³ ³ظــيرا للم³يت ³ان³ لج³و³اب عند³كم ن ³ين³ ذ³لك³ , إن ك ب³د³ل ت و³يتم يســ ³ى فيم³ا ر³ ³هم: ف³ال³ م³عن ³يس³ت سؤ³اال و³ال³ ج³و³ابا , قيل³ ل ³ة , و³ل ³اي حكــة³ ³ ³اي ³ق³ــاموا الحك ³ع³م , أ ــزل , ف³ــإن ق³ـالوا: ن ³ن ³م ي به ع³ل³ى الفقه و³العلم فيم³ـا ل³كن , و³هــو³ ³م ي ؤ³ال و³الج³ــو³اب ع³ما ل ³حــريم الســ ³ــزم³هم ت م³ق³ــام³ الج³ــو³اب , و³ل³ين³ : ف³ال³ ف³ـرق³ ب ـة , قيـل³ ³ ³اي ³ر³ من³ الحك ³كث ³ى أ ³قص ق³ولهم , و³إن ق³الوا: ال³ م³عن نسول ³صح³اب ر³ ³ات أ ³يتم من ج³و³اب ³ين³ م³ا ح³ك ³نف³ع , و³ب ³ضر و³م³ا ال³ ي ³ة م³ا ال³ ي ³اي حك³م³ــاء ع³ن و³ى الفق³ه³ــاء و³العل ³ى م³ــا ر³ م³ , ف³م³ــا م³عن ل ــه و³ســ³ ³ي ى اللــه ع³ل ه ص³ل الللى ه صــ³ ول الل ســ ح³اب ر³ ³صــ ³ان أ ³ائهم بج³و³اب ابعين³ و³إقتد ابقين³ ثم ع³ن الت الســا في اغب ³ــده , ر³ ³ل ³ــاكم من ب ³ت ا أ ي ³يتم م³جوســ أ ³ر³ ³هم: أ م³ و³يق³ال ل ل ³يه و³س³ الله ع³لمــوني الــدخول³ : ع³ل م³ , ف³ق³ــال³ ل ³يه و³ســ³ ا لمح³مد ص³لى الله ع³ل م , محب اإلسال³ـدي ³ ³ل ³ى ب اجـع إل ي ر³ : إن اه ف³ـد³خ³ل³ فيــه , ثم ق³ـال³ متموه إي م , ف³ع³ل في اإلسال³ة؟ ال³ ³كون³ منه³ا ع³ل³ى علم ق³بل³ دخــول و³قت الصــ ة , أل ³ا من³ الطه³ار³ ³ين ف³م³ا ع³لده³ا؟ ذي يفســ ة و³م³ا ال ؟ و³م³ا الصال³ ³نقض الطهور³ ذي يوجب الغسل³ و³ي و³م³ا ال³انير³ ة د³ن هو فيه³ا؟ و³م³ا في ع³شر³ قص³ان منه³ا و³الس ³اد³ة فيه³ا و³الن ي و³م³ا حكم الز³و ــدا أ ــه ع³ام ــل في ³ك ــا حكم األ وم؟ و³م³ ــا الصــ ³ــاة؟ و³م³ ك ³ة دره³م من³ الز و³مائــأس ³ عيفا؟ و³ه³ــل ب ³و ضــ³ ــيرا أ ³ب ³و ك ا أ ا م³ريضــ ــان³ من ³ اهيا؟ و³م³ــا ع³ل³ى م³ن ك ســ³ـأ؟ اح , و³حكم الخ³ط³ـ بدره³م بدره³م³ين؟ و³م³ا فيه القص³اص من³ الدم³اء و³الجر³ي ³هل ³ــدي و³أ ³ل ³ى ب اجــع إل ي ر³ ــإن و³اء؟ ف³ اء ســ³ ســ³ ــال و³الن ج³ ــك³ الر ــل في ذ³ل و³ه³³ا ع³ل³ى ³كونون³ من دينن ³كون و³ي مهم رجوعي , ف³أ ³ظرون³ بإسال³ ³نت تي , ي و³ع³شير³³كم ــد ه عن ــك³ كل ــه , و³ذ³ل ³ي ــؤج³رون³ ع³ل ه , ت ³ى الل ب إل ³ق³ر ³ت ³لك³ و³ن ³عم³ل بذ علم ف³نى ــرك³ ح³ت : ال³ نخب ــون³ ³قول ³م ت ؟ أ ³ن يعلموه ذ³لك³ ³جوز أ ³ي ون³ فيه أ ³شك و³اضح ال³ ته ع³ل³ى ح³ــديث ³فســ³ ــون³ ن ث ب اط³ه , و³تخ³ ³شــ³ ³لك³ ن ³كسرون³ بذ ³ة , ف³ت ³ازل ³نزل³ بك³ ن تم , ال³ ــه في اإلســ ³ ³ت غب ³نمــون³ ر³ ³غت ³م ت ــه؟ أ هل ــه ع³ل³ى ج³ ³ ³دعون ع³هــده بكفــره , و³ت³ه من³ العلم , و³ق³ــد روي³ نون ³عليم³ الجهال م³ــا يحســ ³ظــره , و³ت ³نت م³ م³ن ي و³إسال³³وم³ ³م³ه , جيئ³ به ي ³ت : م³ن سئل³ ع³ن علم ف³ك م³ ل ³يه و³س³ بي ص³لى الله ع³ل ع³ن النــوا ك ³ر³ ــه: ت ــل³ نزول ــك³ ق³ب مه ذ³ل ار ف³إن ق³الوا: نع³ل ³ام³ة ملج³ما بلج³ام من³ الن القيا , ³عضــ مــه ب ــاس , و³إن ق³ــالوا: نع³ل ³ ه قي ³عضــ³ ³صل , و³ب ³عض³ ذ³لك³ أ ³ن ب ³ه , أل ق³ولــل ³ين³ ذ³لك³ , و³ك : ف³م³ا الف³رق ب ³نزل³ , قيل³ ى ي ³عضا ح³ت ³ترك ب ³نزل , و³ن ³م ي و³إن لــا، تي ج³م³عتموه³ ــاديثكم ال ³ح³ ــا في أ ه ع³ل³ى م³ حم³كم الل ذ³لك³ دين؟ ف³انظروا ر³

ه " اء³ الل ³كونوا فق³ه³اء³ إن ش³ ³هل الفقه ت و³اطلبوا العلم³ عند³ أ

29.(1)كيفية االجتهاد وبالله التوفيق(

ــوي عن ــزمن النب ــان النهي في ال ــربي: ك ــال ابن الع وق السؤال خشية أن ينزل ما يشق عليهم, أما بعــده فقــد أمن ذلـــك، لكن أكـــثر النقـــل عن الســـلف بكراهـــة الكالم فيــا المسائل التي لم تقع، قال: وإنه لمكروه إن لم يكن حرام إال للعلمــاء, فــإنهم مهــدوا وفرعــوا, فنفــع اللــه من بعــدهم

بذلك, وال سيما مع ذهاب العلماء ودروس العلم

الق$$ول الث$$الث : أن$$ه غ$$ير م$$ذموم ؛ وج$$ائز دونكراهة.

ــاء ــور الفقه ــول إلى جمه ــذا الق ؛(2)ونســب الحجــوي ه -رحمــه اللــه ، فقــد(3)وممن نقل عنه التصــريح بــه أبوحنيفة

ــه قــال في روي الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي حنيفة أن رده على قتادة-رحمه الله- حين قال: فلم تســألني عمــا لم يقع؟ فقال أبو حنيفة:)إنا نستعد للبالء قبل نزولــه، فــإذا مــا

. (4)وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه(ــه عامــة ــة فهــذا الــذي جــرى علي ــة التطبيقي ومن الناحيــا ــه عنهم- وإلى وقتن ــدن الصــحابة-رضــي الل الفقهــاء من لــة ــوعات الفقهي ــذه الموس ــكلت ه ــك تش ــر ومن ذل الحاضــتى في مســائل ــد أف ــا إال وق ــاد تجــد فقيه ــة فال تك العظيمــتراض ــددوا في ذم االف ــذين ش ــك ال ــتى أولئ ــية؛ ح افتراض

–(5)والتحذير من تعــاطي المســائل االفتراضــية ؛ كالشــعبيرحمه الله.

واستدلوا بما يلي :228-227/ص1)(المدخل إلى السنن الكبرى ج1(420/ 1)(الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي )2( . 13/348)(تاريخ بغداد : الخطيب البغدادى ، ) 3(477/ 15)(المصدر السابق )4 -171-270/ص6)(روى عبد الرزاق -في مصنفه في باب تحليل األمة ج5

ــيد عن الثوري عن إسماعيل قال سئل الشعبي: )أرأيت إن وقع عليها س (قال402/ 4ها؟ قال: ليس بزوج ( ، وروى ابن أبي شيبة في مصنفه )

عبي، ع³ن ا، ع³ن الشــ ³ري ك ، و³ز³ ³ا و³كيع، ع³ن إسم³اعيل³ ³ن : ح³دث ³كر ق³ال³ ³بو ب ³ا أ ³ن ح³دثــا ³يته³ ³حــول³ في ب ى ت ³ــة ح³ت اري ³ة³ ج³ ³ن ال³ أجيز³ هب ³ي عم³ر أ ³ إل : »ع³هد يح، ق³ال³ شر³ت ³ســ³ ³يت³ إن ع³ن أ ³ر³ عبي: أ م³اعيل: قلت للشــ ³ــدا« . ق³ــال³ إســ ³ و³ل ــد ³ل ³و ت ح³ــوال أ

³ع³م«(. : »ن ³جوز؟ ق³ال³ ي

30 أن النبي –صلى اللــه عليــه وســلم- قــد اســتفتي في-1

مسائل افتراضية كثــيرة ، فلم يمنــع رســول اللــه منــا من استفتاه عن مسألته وال أنكر عليه بل أجابه عنه غير كراهة ، ولم يقل له لم سألت عن شيء لم يكن

؛ ومن ذلك :(1)بعد ما رواه المقداد بن عمرو الكندي أنــه قــال لرســولأ-

الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن لقيت رجال من الكفار فاقتتلنا، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها، ثم الذ مني بشجرة، فقــال: أســلمت للــه، أأقتلــه يــا رسول الله بعد أن قالها؟ فقــال رســول اللــه صــلى الله عليه وسلم: »ال تقتله« فقال: يا رسول الله إنه قطع إحدى يدي، ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟ فقــال رسول الله صلى الله عليــه وســلم: »ال تقتلــه، فــإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل

(2)أن يقول كلمته التي قال«متفق عليه

ما رواه حذيفة بن اليمان قال: كان النــاس يســألونب-ــير، وكنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخــير، فهــل بعــد هــذا الخــير من شــر؟ قــال: »نعم« قلت: وهــل بعــد ذلــك الشــر من خــير؟ قــال: »نعم، وفيــه دخن« قلت: ومــا دخنــه؟ قــال: »قــوم يهــدون بغــير هــديي، تعــرف منهم وتنكــر« قلت: فهــل بعــد ذلــك الخير من شر؟ قال: »نعم، دعــاة إلى أبــواب جهنم،ــه، من أجابهم إليها قذفوه فيها« قلت: يا رســول الل صــفهم لنــا؟ فقــال: »هم من جلــدتنا، ويتكلمــون بألسنتنا« قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلــك؟ قــال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعــة وال إمــام؟ قــال »فــاعتزل تلــك الفــرقــدركك ــتى ي ــجرة، ح ــل ش ــو أن تعض بأص ــا، ول كله

19/ص2)(الفقيه والمتفقه ج1( 95/ 1( ، صحيح مسلم )85/ 5)(صحيح البخاري )2

31.(1)الموت وأنت على ذلك«متفق عليه

ما رواه أبو هريرة قال: جاء رجــل إلى رســول اللــهت- صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رســول اللــه، أرأيت إن جــاء رجــل يريــد أخــذ مــالي؟ قــال: »فال تعطــه مالك« قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: »قاتلــه« قــال: أرأيت إن قتلني؟ قال: »فأنت شهيد« ، قال: أرأيت

.(2)إن قتلته؟ قال: »هو في النار«ــال:ث- ــه، ق ما رواه علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبي

سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صــلى اللــه عليه وســلم، فقــال: يــا نــبي اللــه، أرأيت إن قــامتــا ــا، فم ــا حقن ــألونا حقهم ويمنعون ــراء يس ــا أم علين تأمرنا؟ فــأعرض عنــه، ثم ســأله، فــأعرض عنــه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثــة، فجذبــه األشــعث بن قيس، وقــال: »اســمعوا وأطيعــوا، فإنمــا عليهم مــا

.(3)حملوا، وعليكم ما حملتم« ما رواه رافع بن خديج، قال: قلنا: يا رسول الله، إناج-

لنرجو، أو نخــاف، أن نلقى العــدو غــدا، وليس معنــا مدى، أفنذبح بالقصب؟ فقال: " ما أنهر الــدم وذكــرــر، ــن والظفـ ــل، ليس السـ ــه فكـ ــه عليـ ــم اللـ اســـر ــا الظف ــا الســن فعظم، وأم ــه: أم وســأخبركم عن

.(4)فمدى الحبشة "متفق عليه ما رواه أبو هريــرة، قــال: قــال ســعد بن عبــادة: يــاح-

رسول الله، لو وجدت مع أهلي رجال لم أمسه حــتىــه آتي بأربعة شهداء؟ قال رسول الله صلى الله علي وســلم: »نعم« ، قــال: كال والــذي بعثــك بــالحق، إن كنت ألعاجله بالسيف قبــل ذلــك، قــال رســول اللــه صــلى اللــه عليــه وســلم: »اســمعوا إلى مــا يقــول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغير منه، واللـه أغـير مــني«

.(5)متفق عليه( 1475/ 3( ، صحيح مسلم )199/ 4)(صحيح البخاري )1(124/ 1)(صحيح مسلم )2(1474/ 3)(المصدر السابق )3(1559/ 3( ، صحيح مسلم )91/ 7)(صحيح البخاري )4( 1135/ 2( ، صحيح مسلم )124/ 9)(صحيح البخاري )5

32 ما رواه أبو بكرة قال: قال رســول اللــه صــلى اللــهخ-

عليه وسلم: " إنهــا ســتكون فتن: أال ثم تكــون فتنــة القاعد فيها خير من الماشــي فيهــا، والماشــي فيهــا خــير من الســاعي إليهــا. أال، فــإذا نــزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبلــه، ومن كــانت لــه غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه " قال فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل وال غنم وال أرض؟ قال: »يعمد إلى سيفه فيــدق على حده بحجــر، ثم لينج إن اســتطاع النجــاء، اللهم هـــل بلغت؟ اللهم هـــل بلغت؟ اللهم هـــل بلغت؟« قال: فقال رجل: يــا رســول اللــه أرأيت إن أكــرهتــتين، حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين، أو إحدى الفئ فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال:

.(1)»يبوء بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النار« ما رواه عدي بن حاتم-رضي الله عنه- قال: قلت: ياد-

ــه رسول الله أرأيت إن أحدنا أصاب صيدا وليس مع سكين أيذبح بالمروة وشــقة العصــا؟ فقــال: »أمــرر

.(2)الدم بما شئت، واذكر اسم الله عز وجل« ما ثبت عن عدد من الصحابة-رضي الله عنهم- منذ-

ــان ــو ك ــد ، ول ــا لم يكن بع ــتفتاء فيم ــاء واالس االفت الجــواب في ذلــك مكروهــا لمــا أجــابوا ، ولــو كــان االستفتاء ال يجوز لما تجرؤوا وعرضوا من يستفتونه

. وفيمــــــا يلي فيض من غيض من(3)للمحــــــذور أسئلتهم وفتاويهم في ذلك :

مــا ثبت عن عمــر بن الخطــاب-رضــي اللــه عنــه- أنــهأ- خطب فقــال: »أال إني واللــه مــا أبعث إليكم عمــاال ليضربوا أبشــاركم وال ليأخــذوا أمــوالكم، ولكن أبعثهم إليكم ليعلموكم دينكم وســنتكم، فمن فعــل بــه ســوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفسي بيده ألقصنه منه« ،

، مسند أحمد ط الرسالة )2212ـ/ 4)(صحيح مسلم )1 ـ( ،130ـ/ 34( ( . 99/ 4سنن أبي داود )

( ، وصححه األلباني في صحيح وضعيف سنن102ـ/ 3)(سنن أبي داود )2، بترقيم الشاملة آليا( 2أبي داود )ص:

31/ص2)(الفقيه والمتفقه ج3

33 فــوثب عمــرو بن العــاص فقــال: يــا أمــير المؤمــنين،ــة فــأدب أرأيتك إن كان رجل من المسلمين على رعي بعض رعيته إنك لمقصــه منــه؟ قــال: أي والــذي نفس عمر بيــده ألقصــنه منــه، أنــا ال أقصــه منــه وقــد رأيت رسول الله صلى الله عليــه وسـلم، يقص من نفسـه؟ »أال ال تضربوا المســلمين فتــذلوهم، وال تمنعــوهم من حقـــوقهم فتكفـــروهم، وال تجمـــروهم فتفتنـــوهم، وال

.(1)تنزلوهم الغياض فتضيعوهم«

ما رواه زاذان قال: كنا عند علي رضي الله عنه فذكرب- الخيار فقال: إن أمير المؤمنين قد ســألني عن الخيــار فقلت: " إن اختارت نفسها فواحدة بائنة وإن اختارت زوجها فواحدة وهو أحق بها " فقال عمــر رضــي اللــه عنه: " ليس كذلك ولكنها اختارت زوجها فليس بشيءــا فلم ــق به ــو أح ــدة وه ــها فواح ــارت نفس , وإن اخت أستطع إال متابعة أمير المؤمنين عمر رضي اللــه عنــهــئول عن ــر إلي وعلمت أني مسـ ــا خلص األمـ "، فلمـــه لئن ــالوا: والل ــذي كنت أرى فق ــذت بال ــروج أخ الف جامعت عليه أمير المؤمنين عمر وتــركت رأيــك الــذي رأيت إنه ألحب إلينا من أمر تفــردت بــه بعــده , قــال: فضحك، ثم قال: أما إنه قد أرســل إلى زيــد بن ثــابت فسأل زيدا فخالفني وإياه , فقال زيد رضي الله عنه:ــا ــارت زوجهـ ــها فثالث، وإن اختـ ــارت نفسـ " إن اختـ

.(2)فواحدة وهو أحق بها "ووجه الداللة :

قال الخطيب البغدادي : أجابوا جميعا في أمرين أحدهما لم يكن ولو كان الجــواب فيمــا لم يكن مكروهــا لمــا أجــابوا إال

/1( ، مســند أبي يعلى الموصــلي )461ـ/ 6)(مصــنف ابن أبي شــيبة )1 ( وقال الذهبي: ه³ذ³ا485/ 4(، المستدرك على الصحيحين للحاكم )175

³م يخرج³اه " رط مسلم، و³ل ح³ديث ص³حيح ع³ل³ى ش³( ، ابن أبي شيبة في "المصـنف": )566ـ/ 7)(السنن الكبرى للبيهقي )2

( ، وقال الطريفي في التحجيل في تخــريج3/309( ، والطحاوي: )4/88 (:)إســناده412ما لم يخرج من األحاديث واآلثــار في إرواء الغليــل )ص:

صحيح(.

34فيما كان ولسكتوا عما لم يكن ،

وقال الخطيب-أيضا- : وعن زيد أنه قال لعلي في المكــاتب أكنت راجمه لو زنا قال ال قال أفكنت تقبل شهادته لو شهد قال ال فقد سأله زيد وأجابه علي فيمــا لم يكن على التفقــه والتفطن ، وعن ابن مسعود في مساءلته عبيدة الســلمانيــر أرأيت أرأيت ، وقد ذكرنا فيما مضى ما روي من قول عم البن عباس سلني ، وقول علي سلوني ، وقول أبي الــدرداء ذاكروا هذه المسائل ، ولو كان هذا السؤال ال يجوز إال عمــا كان لما تعرض أصحاب النــبي جوابــا ال يجــوز أبــدا ان شــاء

.(1)الله وقال الخطيب-أيضا-رحمــه اللــه-: ) وقــد روي عن عمــر بنالخطــاب , وعلي بن أبي طــالب , وغيرهمــا من الصــحابة- رضــي اللــه عنهم- أنهم تكلمــوا في أحكــام الحــوادث قبــل نزولهــا , وتنــاظروا في علم الفــرائض والمــواريث , وتبعهم على هذه السبيل التابعون , ومن بعدهم من فقهاء األمصار , فكان ذلك إجماعا منهم على أنه جائز غــير مكــروه ومبــاح

.(2)غير محظور( القياس على مــا يجب تعلمــه قبــل الشــروع فيــه من-2

ــاة والصــيام أحكام الفرائض كالطهارة والصالة والزك الحج ونحوهــا إذ ال فــرق فكلهــا من مســائل الــدين ، ومن العلم الذي يشــرع تعلمــه ويشــرع بذلــه ليكــون

حاضرا لمن يحتاج في الحال أو المآل .ــذه ــالف في ه ــدادي-في رده على المخ ــال الخطيب البغ ق المسألة- : )..ويقــال لــه: أليس على كــل مســلم أن يطلب الفرائض في الطهارة والصالة والزكاة والصيام , ونحو ذلك من الكتاب والسنة , قبل أن ينزل ذلك وهو دين؟ فإذا قال: نعم , قيـــل: فكيـــف يجـــوز طلب ذلـــك في بعض الـــدين ,ــال ــك دين؟ ويق والجواب فيه , وال يجوز في بعض , وكل ذل له: هل تخلو المسألة التي أنكــرتم جوابهــا , قبــل أن تكــون من أن يكون لها حكم خفي , حتى ال يوصل إليــه إال بــالنظر الفقيه واالستنباط , أو ال يكون لهــا حكم , فــإن لم يكن لهــا

31/ص2)(الفقيه والمتفقه ج122/ 2)(المصدر السابق )2

35 حكم فال وجه لذلك ما وجه المسألة فيها كــانت أو لم تكن , وإن كــان لهــا حكم ال يوصــل إليــه بالمنــاظرة واالســتنباط , فالتقدم بكشف الخفي , ومعرفتــه وإعــداده للمســألة قبــل نزولها أولى , فإذا نزلت كان حكمها معروفــا فوصــل بــذلك الحق إلى أهله , ومنع به الظالم من ظلمه , وكــان خــيرا أوــد أفضل من أن يتوقفوا إلى أن يصح النظر في المسألة عن المناظرة , وقد يبطئ ذلك ويكون في التوقــف ضــرر يمنــع الخصــم من حقــه , والفــرج من حلــه , وتــرك الظــالم على

.(1)ظلمه(الترجيح :

ــائلين ــول الق ــه أعلم – رجحــان ق ــر – والل ــدم يظه ــا تق مم بمشــروعية الفتــوى االفتراضــية دون كراهــة ؛ لقــوة أدلتهم واإلجابة على أدلة المخالفين ، وهــذا القــول هــو الــذي درج عليه العلماء من الصــحابة-رضــي اللــه عنهم- ومن التــابعين ومن بعــدهم –رحمــه اللـه- من افــتراض المسـائل واإلجابــة عليهــا ، ومن الــرد على الفتــاوى االفتراضــية وعــدم اإلنكــار على المستفتي فيهــا األمــر الــذي تــرتب عليــه هــذه الــثروة العظيمة من األحكــام الفقهيــة الــتي حفلت بهــا كتب الفقــه وغيرها ، الجاهزة والمستوعبة لما وقع ومــا قـد يسـتجد من المسائل والتي تعد مفخرة من مفاخر أهــل اإلســالم ، وقــد رجح هــذا القــول عــدد من العلمــاء األعالم المحققين منهم

(32-31/ 2)(المصدر السابق )1

36ــدان(2)، وابن القيم(1)ابن تيمية -(4)، وابن عثمين(3)، وابن حمـ

رحمهم الله .

المس$$$ألة الثاني$$$ة : حكم اإلجاب$$$ة على الفت$$$وىاالفتراضية

: المقصود بهذه المسألة- إذا استفتي العالم عن مسـألة افتراضــية) لم تقــع بعــد( ، فما حكم إجابتــه على هــذه الفتــوى عنــد القــائلين بجــواز االشتغال بالفتاوي االفتراضــية ؛ هــل تجب أو تســتحب أو تباح فقط ؟ أما القائلون بذم االشــتغال فيهــا فقــد ســبقــبق بيان رأيهم وأنه يدور بين التحريم أو الكراهة ، كما س

بيان ضعف قولهم . وقد اختلف العلماء في ه$$ذه المس$$ألة على أربع$$ة

أقول :القول األول: أنها مباحة فقط .

جاء في المسودة في أصول الفقه ــه وقيــل فــإن ســأل عــامي عن مســألة لم تقــع جــاز إجابت

(:) فإن ســأل عــامي عن543)(جاء في المسودة في أصول الفقه)ص: 1ــال مسألة لم تقع جاز إجابته وقيل يستحب ان قصد معرفة الحكم الحتم

أن يقع له أو لغيره أو لتفقه فيه( (:)إذ³ا4/170)(قال-رحمه اللــه- في إعالم المــوقعين عن رب العــالمين )2

³و ه أ ــر³ ³و تك ــه أ ³ت اب ³ح³ب إج³ ت ــل تســ ³ق³ــع، ف³ه³ ³م ت ³ة ل ³ل أ ³فتي ع³ن م³ســ ت ³ل³ المســ أ س³³ص ³ة ن ³ل أ ـان³ في الم³سـ ³ يل، ف³ـإن ك فصـ ³قو³ال ..، و³الح³ـق الت ³ة أ ث ³ال³ ؟ فيه ث ر³ ي ³خ³ تــر ³ ³ث ³و أ م³ - أ ل ــه و³ســ³ ³ي ه ع³ل لى الل ه - صــ³ سول الل ة ع³ن ر³ ³و سن ه أ ³اب الل من كتــإن ³ــر ف³ ³ث ³ص و³ال³ أ ــا ن ³كن فيه³ ³م ي ــا، و³إن ل م فيه³ ³ال³ ه الك ــر³ ³م يك ³ة ل اب ح³ ع³ن الصــ³ــان³ م فيه³ا، و³إن ك ³ال³ ³ه الك ³ح³ب ل ³م يست ³ق³ع ل ة ال³ ت ³و مق³در³ ³عيد³ة³ الوقوع أ ³ت ب ³ان ك³كون³ منه³ـا ائل اإلح³اط³ة بعلمه³ا لي ض الس ³بع³د، و³غ³ر³ ³ادر و³ال³ مست وقوعه³ا غ³ير³ نــان³ ³ م³ا إن ك ي ³م، ال³ ســ ³عل ــا ي ــو³اب بم³ ³ــه الج³ تحب ل ة إذ³ا و³ق³ع³ت اســ ³صير³ ³ى ب ع³ل³ت ــان ³ ــا، ف³ح³يث ك ³يه³ ع ع³ل ــر³ ³ق ــا، و³ي ه³ ³ظ³ائر³ ــا ن ــر به³ ³ب ³عت ــذ³لك³ و³ي ³ف³قه ب ³ت ائل ي الســ

³م(. ³عل ه أ ³لل ³ى، و³ا ³ول ³ان³ هو³ األ اجح³ة ك ة الج³و³اب ر³ ³ح³ م³صل³ل³ ع³امي ع³ن30)( قال-رحمه الله-في صفة الفتوى )ص: 3 أ (:)فصل إذا س³

³حب(. ³كن تست ³ته ل اب ³ة لم تقع لم تجب إج³ ³ل م³سأ(:84)(قــال-رحمــه اللــه- في كتابــه األصــول من علم األصــول )ص: 4

- وقــوع الحادثــة المســؤول1) ويشترط لوجـوب الفتــوى شــروط منهـا: عنها، فإن لم تكن واقعــة لم تجب الفتــوى لعــدم الضــرورة إال أن يكــون قصد السائل التعلم، فإنه ال يجوز كتم العلم، بــل يجيب عنــه مــتى ســئل

بكل حال(.

37 يستحب إن قصد معرفة الحكم الحتمال أن يقع له أو لغيره

.(1)أو لتفقه فيه(القول الثاني :أنها مستحبة .

قال ابن حمدان-رحمه الله-:) إذا سأل عامي عن مسألة لم.(2)تقع لم تجب إجابته لكن تستحب(

القول الثالث : إن ك$$انت الفت$$وى فيم$$ا ال يس$$تبعدوقوعه فتستحب وإال فتباح فقط .

ــه-:)إذا ســأل ــه الل ــال-رحم ــد ق ــه ذهب ابن القيم ؛ فق وإليــره المستفتي عن مسألة لم تقع، فهل تستحب إجابته أو تك أو تخير؟ فيه ثالثة أقوال ..، والحق التفصيل، فــإن كــان فيــلى المسألة نص من كتاب الله أو سنة عن رسول الله - ص الله عليه وسلم - أو أثر عن الصحابة لم يكــره الكالم فيهــا، وإن لم يكن فيهـا نص وال أثـر فـإن كـانت بعيــدة الوقـوع أو مقدرة ال تقع لم يستحب له الكالم فيهــا، وإن كــان وقوعهــا غير نادر وال مستبعد، وغرض السائل اإلحاطة بعلمها ليكونــا يعلم، ال منها على بصيرة إذا وقعت استحب له الجواب بم سيما إن كان السائل يتفقه بذلك ويعتبر بها نظائرها، ويقرعــو األولى، عليها، فحيث كانت مصلحة الجواب راجحة كان ه

.(3)والله أعلم(ولم يذكر أصحاب هذه األقوال أدلة لها .

القول الرابع : أنه$$ا واجب$$ة مطلق$$ا إن ك$$ان قص$$دالسائل التعلم.

وإلى هذا القول ذهب شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين-رحمه اللــه- حيث قــال في كتابــه األصــول من علم األصــول )ص:

- وقــوع1(:) ويشــترط لوجــوب الفتــوى شــروط منهــا: 84 الحادثة المسؤول عنها، فإن لم تكن واقعة لم تجب الفتــوى لعــدم الضــرورة إال أن يكــون قصــد الســائل التعلم، فإنــه ال

يجوز كتم العلم، بل يجيب عنه متى سئل بكل حال(.

الترجيح :(543)()ص: 1( 30)(صفة الفتوى )ص: 2(170/ 4)(إعالم الموقعين عن رب العالمين )3

38 الراجح فيما يظهــر لي هــو القــول الرابــع القائــل بــالوجوب مطلقا إن كان قصــد الســائل التعلم ؛ لمــا ذكــر من الــدليلــبي ــرة، عن الن ــواز كتم العلم ؛ فعن أبي هري ــدم ج ــو ع وهــوم صلى الله عليه وسلم قال: " من كتم علما يعلمه، جاء ي

. (4)القيامة، ملجما بلجام من نار " وال يخفى أن هــذا فيمــا إذا كــان المســؤل عالمــا بــالحكم ، ولديه من الوقت ما يسمح بــذلك ، وأن ال يكــون ذلــك علىــك االنشــغال عن ــترتب على ذل ــأن ي ــر أهم ؛ ك حســاب أم

اإلجابة على أمور واقعة –والله أعلم.

الخاتمة الحمد لله ، والصالة والسالم على رســول اللــه ، وعلى آلــه

ومن واالهـ وبعد / فقد يسر الله تعالى بمنه وكرمه إتمام هذا البحث المتواضع عن الفتوى االفتراضــية ؛ مفهومهــا وأهميتهــا وحكمهــا، وقــد

توصلت من خالله للنتائج التالية : أن الفتوى االفتراضية في االصطالح الشرعي يمكن-1

تعريفها بأنها :تبــيين الحكم الشــرعي عن دليــل لمنــدر ــا يق ــد وإنم ــع بع ــائل لم تق ــه في مس ــأل عن ســه وقوعها.وهي بهذا التعريف تشمل ما يتصور وقوع

في زمن المفتي وما ال يتصور . أن من األلفـــاظ ذات الصـــلة بمصـــطلح الفتـــوى-2

فقــه ، الفقــه االفتراضياالفتراضية: فقه النــوازل ، ( ،صـــــحيح ابن حبـــــان )16/293)(مســـــند أحمـــــد ط الرســـــالة )4

( ، وقــال »ه³ــذ³ا182ـ/ 1( ،المستدرك على الصحيحين للحاكم )1/297ة، ³ــه عل ³يس³ ل يخ³ين و³ل رط الشــ ين³ ع³ل³ى ش³ ³اد ص³حيح من ح³ديث المصري إسنه ع³نهم« ، ي³ الل ضــ ة³ ر³ ــر³ ي ³بي هر³ ³ة غ³ير أ اب ³اب ع³ن ج³م³اع³ة من³ الصح³ و³في الب

(: )صحيح( (1111/ 2وقال األلباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته ).

39 ، فقـــه المـــآالت ، فقـــه المســـتقبل ، فقـــهالتوقع

فقــهالعواقب ، الفقه االستئنافي ، الفقه االرتيادي ، االستشراف ، فقه اإلسقاط

ــأتها-3 ــة وأن نش ــية متقدم ــوى االفتراض أن والدة الفت ســلفية على خالف مــا وقفت عليــه ممــا كتبــه بعض المؤلفين والكتاب من أن الفتاوى في العهد النبــوي وعصر الخلفــاء الراشــدين-رضـي اللـه عنهم- كـانت تدور حول المسائل الواقعــة فعال في زمــانهم ، وأنــانت في ــأته ك ــاوى ونش ــون من الفت ــذا الل والدة ه العصر األموي وتحديــدا في العــراق على يــد اإلمــام

أبي حنيفة-رحمه الله- وطالبه أنه ال ينكر دور مدرسة أهل الرأي في إثراء المكتبــة-4

ــاوى نظــرا لتوســعهم ــة بهــذا اللــون من الفت الفقهي باالجتهاد والبحث وافتراض المسائل وإعمال الــرأي، وهـــذا ال يعـــني بحـــال التقليـــل من دور المـــدارس

األخرى في ذلك أن أصحاب هذا المنهج في الفتاوى قد واجهوا حملة-5

ــلت إلى ــاء ، وصـ ــل بعض العلمـ ــة من قبـ معارضـــه على ــتهم والتهكم بهم ،وأنـ ــذير من مجالسـ التحـ الــرغم من ذلــك اســتمرت الفتــوى االفتراضــية في طريقها ولم يلتفت علماؤهــا إلى تلــك الحملــة حــتى

حقق الله للمسلمين هذه الثروة الفقهية العظيمة أن أهمية الفتوى االفتراضية تكمن في أن كثــيرا من-6

األحكام الشرعية ليس بمتناول كثير من طلبة العلم فضال عن العامة إذ ال يمكن أن يصل إلى معرفته إال المجتهدون من العلماء..ولذا كان من الضــروري أن تنـــبري طائفـــة من أهـــل العلم واالجتهـــاد إلعمـــالأذهانهم وإطالق العنــان لخيــاالتهم وتشــجيع العامــة- أيضــا-من خالل تقبــل أســئلتهم فيمــا لم يقــع بعــد .. الستشراف مثل هذه المسائل والنــوازل وافتراضــهاــا بمــا ــا من أجــل حســن االســتعداد له ــل وقوعه قب يناسبها من أحكام حتى إذا وقعت لم يكن ثمة فراغــار ــاهزة ؛ وأن من ثم ــا ج ــون أحكامه ــل تك فقهي ب

40 ذلك :سد الفــراغ الفقهي المتوقــع وتجهــيز األحكــام للمســـائل والنـــوازل والحـــوادث المســـتجدة قبـــل وقوعهــا ، وتــدريب طلبــة العلم وشــحن أذهــانهم وصقل تفكيرهم وتوسيع مــداركهم وتقويــة ملكــاتهم الفقهيــة ، وتيســير األمــر على مجتهــدي العصــور الالحقة عند النظر في نوازل عصــرهم من خالل مــاــية ــاوى االفتراضـ ــديهم من الفتـ ــيره بين أيـ تم توفـ الجــاهزة فيختــارون منهــا مــا يناســب النازلــة محــل

االجتهاد أن كثيرا مما حوته كتب الفقــه من األحكــام حقيقتــه-7

فتاوى افتراضية ، كمــا يتــبين لــه أنهــا تضــمنت كمــا هائال من المسائل التي يكاد يجزم المتأمــل أنهــا لم تقع بعد وإن كان يتصور وقوعهــا في زمن المفــتي ، كما تضمنت مســائل ال يتصــور المفــتي وقوعهــا بــل ربمــا يعتبرهــا من ضــروب المســتحيالت ورغم ذلــك

بين أحكامها وذكرت نماذج من تلك الفتاوى . أن العلمــاء اختلفــوا في االشــتغال في المســائل-8

االفتراضية وتعاطيها إفتاء واستفتاء على ثالثة أقوال : األول : أنه مذموم ثم اختلف أصــحاب هــذا القــول فمنهم من قــال بالكراهــة وهم األكــثر وقــال البعض بالتحريم ، الثاني : أنه مذموم إال بين العلماء وطلبة العلم ، الثالث : أنه غير مذموم ؛ وجائز دون كراهة ، ورجحت هذا القول ؛ لقوة أدلته ، وذكرت أنه قول عدد من العلمــاء األعالم المحققين منهم ابن تيميــة،وابن القيم، وابن حمدان، وابن عثمين-رحمهم الله

ــوى-9 ــة على الفت أن العلمــاء اختلفــوا في حكم اإلجابــألة ــالم عن مس ــتفتي الع ــا إذا اس ــية فيم االفتراضــاح افتراضية) لم تقع بعد( هل تجب أو تستحب أو تب

فيها أربعة أقول : األول: أنها مباحة فقط ،و فقط ؟ الثاني :أنهــا مســتحبة ، والثــالث : إن كــانت الفتــوى فيما ال يستبعد وقوعــه فتســتحب وإال فتبــاح فقــط ، والرابع : أنهــا واجبــة مطلقــا إن كــان قصــد الســائل

41 التعلم وقد رجحت هذا القول حذرا من كتمان العلم

. هذا والله الموفق ، وهو الهادي إلى سواء الســبيل ، وصــلى

الله على نبينا محمد وآله وسلم .

فهرس المصادر والمراجع اآلداب الشـــرعية والمنح المرعيـــة، ابن مفلح الحنبلي-1

هـ(، عالم الكتب .763)المتوفى: ــوفى: األصول من علم األصول،-2 ــثيمين )المت محمد الع

هـــ(، دار ابن الجـــوزي، الطبعــة: طبعــة عـــام1421هـ1426

العــربي ، أبــو بكــر محمــد بن عبــد البن القرآن أحكام-3ــوفى: ــربي ، )المتـ ــه بن العـ ــ( دار الكتب543اللـ هــ

هـــ -1424العلمية، بيروت – لبنان ، الطبعة: الثالثــة، . م2003

هـ(، دار1396خير الدين الزركلي )المتوفى: األعالم ،-4ــار / مــايو العلم للماليين ، الطبعة: الخامسة عشر - أي

. م2002 هـ(،751ابن قيم الجوزية )المتوفى: إعالم الموقعين،-5

ــة: األولى، هـ1411دار الكتب العلمية – ييروت الطبعم .1991-

ــوفى: األم-6 ــ ــافعي)المت ــ ــام الش ــ ــ(، دار204 ، اإلم ــ هـم.1990هـ/1410المعرفة – بيروت ،

البحر الرائق شــرح كــنز الــدقائق، ابن نجيم المصــري-7 هـــ(،دار الكتــاب اإلســالمي ،الطبعــة:970)المتــوفى:

الثانية . ،عالء الدين أبو الحسن المرداويالتحبير شرح التحرير-8

هـ(،885الحنبلي )المتوفى: الناشر: مكتبة الرشد - السعودية / الريــاض ، الطبعــة:

م2000هـ - 1421األولى، ــار-9 ــاديث واآلث التحجيل في تخريج ما لم يخرج من األح

في إرواء الغليل هـــ(،879التقرير والتحبير ، ابن أمير حــاج )المتــوفى: -10

42 هــــ -1403دار الكتب العلميـــة، الطبعـــة: الثانيـــة،

م.1983 الحدود األنيقة والتعريفات الدقيقة، زكريا األنصــاري، -11

ــوفى: ــر المعاصــر –926)المت ــ(،الناشــر: دار الفك هـ 1411بيروت ، الطبعة: األولى،

السنن الكبرى، أحمد بن الحسين الــبيهقي )المتــوفى:-12 هـ(، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان ، الطبعــة:458

. م2003 هـ - 1424الثالثة، هـــ(،684الفروق،شهاب الــدين بــالقرافي )المتــوفى: -13

عالم الكتب .ــوفى:-14 ــدادي )المتـ ــه، الخطيب البغـ ــه و المتفقـ الفقيـ

ــعودية ،463 ــوزي – السـ ــر: دار ابن الجـ ــ( ،الناشـ هــه.1421الطبعة: الثانية،

محمــد بن الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلســالمي،-15 هــــ(،1376الحســـن الحجـــوي الفاســـي )المتـــوفى:

الناشــر: دار الكتب العلميــة -بــيروت-لبنــان ، الطبعــة:هـ.1416األولى -

البن رجب ، زين الدين عبــد الــرحمن الحنبليالقواعد-16هـ(، دار الكتب العلمية .795)المتوفى:

ــي ]ت:-17 ــيده المرس ــط األعظم؛ابن س المحكم والمحيهـ[،دار الكتب العلمية – بيروت،458

م 2000 هـ - 1421الطبعة: األولى، ــد بن-18 ــبيهقي، أحمـ ــبرى للـ ــنن الكـ المـــدخل إلى السـ

ــوفى: ــبيهقي )المت ــين ال ــاء458الحس ــ(،دار الخلف هـللكتاب اإلسالمي – الكويت .

ــ(، دار الكتب179 ، اإلمام مالك )المتوفى: المدونة-19 هـم.1994هـ - 1415العلمية، الطبعة: األولى،

المستدرك على الصــحيحين للحــاكم ، محمــد بن عبــد-20 الله الحاكم النيسابوري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ،

هـ.1411ط األولى ــاب-21 ــة ، دار الكت المســودة في أصــول الفقــه، آل تيمي

العربي. المصباح المنير في غــريب الشــرح الكبــير ،أحمــد بن-22

43محمد الفيومي ،المكتبة العلمية ، بيروت .

، مجمــــــع اللغــــــة العربيــــــةالمعجم الوســــــيط-23 بالقــاهرة ،إبــراهيم مصــطفى وزمالؤه ،الناشــر: دار

الدعوة هـــ(، مكتبــة360المعجم الكبير، الطبراني )المتــوفى: -24

ابن تيمية – القاهرة، الطبعة: الثانية.ــرب-25 ــ ــرتيب المع ــ ــرب في ت ــ ــدين المغ ــ ــان ال ــ ، بره

هـ(، دار الكتــاب610الخوارزمي المطرزى )المتوفى: العربي

النهاية في غريب الحديث واألثر، ابن األثير )المتــوفى:-26ــيروت، 606 ــة - بـ ــة العلميـ ــ(، المكتبـ ــ -1399هــ هــ

.م1979 هـــ(، دار ابن790الموافقات ، الشاطبي )المتــوفى: -27

.م1997هـ/ 1417عفان، الطبعة األولى وزارة األوقاف والشئونالموسوعة الفقهية الكويتية ، -28

ــابع دار الصــفوة - مصــر ،اإلســ المية ، الكــويت،مطالطبعة األولى .

حاشــية الشــيخ قاســم ،أنوار البروق في أنواء الفروق-29 هـ( ، مطبــوع723بن عبد الله المعروف بابن الشاط )بهامش الفروق، الناشر: عالم الكتب

تاج العروس من جواهر القــاموس ، محمــد بن محمــد-30هـ( ، دار الهداية 1205الزبيدي )المتوفى:

تاريخ التشريع اإلسالمي-31 هـــ( ،463 ، الخطيب البغدادي )المتــوفى: تاريخ بغداد-32

الناشر: دار الغرب اإلسالمي- بيروت، الطبعة: األولى، م .2002هـ - 1422

، أحمد بن عبدتحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل-33 الــرحيم الكــردي أبــو زرعــة ابن العــراقي )المتــوفى:

هـ(، مكتبة الرشد – الرياض .826ــذيب-34 ــريب الته ــوفى: ،تق ــقالني )المت ــر العس ابن حج

1406هـ(، دار الرشيد –سوريا ، الطبعة: األولى، 852 –1986.

ــذيب-35 ــذيب الته ــوفى:ته ــر العســقالني )المت ، ابن حج

44 هـــ(، مطبعــة دائــرة المعــارف النظاميــة، الهنــد ،852

هـ .1326الطبعة األولى، ــبر-36 ــد ال ــر ابن عب ــو عم ــله، أب ــان العلم وفض ــامع بي ج

ــوزي،463القرطبي )المتوفى: هـ،الناشر: دار ابن الج م 1994 هـ - 1414السعودية،الطبعة: األولى،

جــامع العلــوم والحكم ، ابن رجب الحنبلي )المتــوفى:-37هـ(، مؤسسة الرسالة – بيروت795

م.2001هـ - 1422الطبعة: السابعة، ســليمان بن محمــد حاشية البجــيرمي على الخطيب،-38

هـــ(،1221البجيرمي المصــري الشــافعي )المتــوفى: م1995هـ - 1415الناشر: دار الفكر ، تاريخ النشر:

األصول في أحاديث الرسول، عبد القادرحاشية جامع -39 األرنؤوط، مكتبة الحلواني - مطبعة المالح - مكتبة دار

البيان ، الطبعة : األولى. زوائد رجال مسند اإلمام الدارمي على الكتب الســتة،-40

والتي نال بها درجة الماجســتير في تخصــص الحــديث وعلومــه من كليــة أصــول الــدين، في جامعــة األزهــر

ــ /1429الشريف. وقد نشرت في دار البصائر عام هـم.2008

ــيئ-41 سلسلة األحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السفي األمة

ســنن أبي داود ، ســليمان بن األشــعث السجســتاني ،-42دار الفكر ، بيروت ،

، أبــو محمــد عبــد اللــه الــدارمي،ســنن الــدارمي-43 هـ(، الناشر:دار المغــني ، الســعودية ،255)المتوفى:

م .2000 هـ - 1412الطبعة: األولى، ، محمد بن عيسى الترمذي ، دار احياء سنن الترمذي-44

التراث ، بيروت .ــدارقطنى-45 ــنن ال ــدارقطني ، دارس ــر ال ، علي بن عم

هـ1386المعرفة ، بيروت ، ــوان-46 شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم ، نش

ــ( ، دار الفكــر573بن سعيد الحميرى اليمني )المتوفى: هـــق - ــ ــر )دمش ــ ــان(، دار الفك ــ ــيروت - لبن ــ ــر )ب ــ المعاص

45 م 1999 هـ - 1420سورية(،الطبعة: األولى،

صــحيح البخــاري ، أبــو عبــد اللــه محمــد بن إســماعيل-47 هـ1422البخاري ، دار طوق النجاة ، الطبعـة: األولى،

. محمــد ناصــر الــدين ،صــحيح الجــامع الصــغير وزيادته-48

هـ(، المكتب اإلسالمي .1420األلباني )المتوفى: ، محمد بن حبان البســتي )المتــوفى:صحيح ابن حبان-49

هـ(، مؤسسة الرسالة، بيروت354 م .1988 هـ - 1408الطبعة: األولى،

ــلم-50 ــحيح مسـ ــابوريصـ ــاج النيسـ ــلم بن الحجـ ، مسـ هـ(، الناشر: دار إحياء الــتراث العــربي261)المتوفى: – بيروت .

،محمــد ناصــر الــدينصــحيح وضــعيف ســنن أبي داود-51ــوفى: ــاني )المتـ ــامج منظومـــة1420األلبـ ــ( ،برنـ هــ

التحقيقات الحديثية - المجــاني - من إنتــاج مركــز نــوراإلسالم ألبحاث القرآن والسنة باإلسكندرية

ــدان-52 ــتفتي،ابن حمـ ــتي والمسـ ــوى والمفـ ــفة الفتـ صـــوفى: ــ ــراني الحنبلي )المتـ ــ ــ(، المكتب695الحـ ــ هــ

.1397اإلسالمي – بيروت ،الطبعة: الثالثة، ــبكي -53 ــدين الس ــاج ال ــبرى، ت ــافعية الك ــات الش طبق

ــوفى: ــ ــ(،771)المت ــ ــر هـ ــ ــة والنش ــ ــر للطباع ــ هجهـ . 1413والتوزيع ،الطبعة: الثانية،

ــادي-54 ــية ابن القيم ، العظيم آبـ ــود وحاشـ ــون المعبـ عـــوفى: ــيروت ،1329)المت ــة – ب ــ(،دار الكتب العلمي هـ

هـ.1415الطبعة: الثانية، غــريب الحــديث، أبــو ســليمان البســتي المعــروف-55

ــوفى: ــ(،الناشــر: دار الفكــر ،388بالخطــابي )المت هـم .1982هـ - 1402الطبعة:

لســـان العـــرب ، ابن منظـــور المصـــري )المتـــوفى:-56 هـ( ،الناشر : دار صادر – بيروت ، الطبعة: الثالثــة711

هـ1414- ،د.أحمــد مختــار عبــدمعجم اللغــة العربيــة المعاصــرة-57

هـــ( بمســاعدة فريــق1424الحميــد عمــر )المتــوفى:

46 1429عمل ، الناشــر: عــالم الكتب ،الطبعــة: األولى،

م2008هـ - مجلة التراث العربي، مجلــة فصــلية تصــدر عن اتحــاد-58

الكتاب العرب ، دمشق رابط الموضوع:مجلة الوعي اإلسالمي ، -59

http://www.alukah.net/Sharia/0/43949/#ixzz2JAwAmEjz

ــع الفوائد-60 ــد ومنب ــو الحســن الهيثميمجمــع الزوائ ، أب 1414هـ(، مكتبة القدسي، القــاهرة ، 807)المتوفى:

م .1994هـ، ــيباني ،-61 ــل الش ــد بن حنب ــد ، أحم ــام أحم ــند اإلم مس

هـ1421مؤسسة الرسالة ، بيروت ، الطبعة: األولى، م2001-

ــو يعلى أحمــد بن علييمســند أبي يعلى الموصل-62 ، أب هـ(، دار المــأمون للــتراث –307الموصلي )المتوفى:

.1984 – 1404دمشق ، الطبعة: األولى، على صــحاح اآلثــار ، القاضــي عيــاض، مشارق األنــوار-63

هـ(، المكتبة العتيقة ودار التراث 544)المتوفى: مصــنف ابن أبي شــيبة ، عبــد اللــه بن محمــد بن أبي-64

. 1405شيبة ، مكتبة الرشد ، الرياض ، ط األولى ، أبي بكــر عبــد الــرزاق بن همــاممصـنف ـعبد الرزاق-65

ــة ــيروت ، ط الثاني ــالمي ، ب ــنعاني ، المكتب اإلس الصهـ .1403

مطالب أولي النهى في شرح غايـة المنتهى،مصـطفى-66 هـــ( ،1243السيوطي الرحيبــانى الحنبلي )المتــوفى: ــة، ــ هــــ -1415المكتب اإلســـالمي، الطبعـــة: الثاني

م 1994 مــواهب الجليــل في شــرح مختصــر خليــل ، الحطــاب-67

ــوفى: ــالكي )المت ــة:954الم ــر ،الطبع ــ(، دار الفك هـم1992هـ - 1412الثالثة،

فهرس الموضوعاتالمقدمة................................................................

............2

47 تمـــــهيد : في توضــيح مفــردات العنــوان وبيــان المقصــود

4...................................به تعريف الفتوى لغة

4........................................................واصطالحا تعريـــــــف الفتـــــــوى االفتراضـــــــية في االصـــــــطالح

5الشرعي........................................ الثــــــــــــــــــــــــــــاني: األلفــــــــــــــــــــــــــــاظ ذات

5...........................................................الصلة المبحث األول : نشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأتها

7وأهميتها ......................................................ــــــــــــــــــــوى المطلب األول : نشـــــــــــــــــــــأة الفـت

7االفتراضية................................................ـــــــــــــوى ـــــــــــــة الفـت ـــــــــــــاني : أهمـي المطلب الـث

10االفتراضية............................................... المطلب الثــــــــــــالث: نمــــــــــــاذج من الفتــــــــــــاوى

12االفتراضية........................................ المبحث الثـــــــــــــــــــــاني : حكم الفتـــــــــــــــــــــوى

14االفتراضية............................................. المســــــألة األولى : موقــــــف العلمــــــاء من الفتــــــوى

14االفتراضية................................. الترجيح................................................................

..........31 ــوى ــ ــ ــة على الفتـ ــ ــ ــة : حكم اإلجابـ ــ ــ ــألة الثانيـ ــ ــ المسـ

32االفتراضية................................. الترجيح................................................................

..........33الخاتمة.................................................................

..........34 فهــــــــــــــــــــــــــــــرس المصــــــــــــــــــــــــــــــادرــع............................................................ ــ والمراج

36ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرس فـهالموضـوعات..........................................................

48 ......41