فيضان بغداد 1954

2010/ مجل دديلل العدد الرابع واالربعون

300

1954فيضان عام

فصل مه تاريخ بغداد االجتماعي

عبد الرمحه إدريس صاحل . د

املقدمة

حينما تجتاز بغداد مرحمة صعبة من تاريخيا الطويل ، فإن أجياليا الالحقة يتحتم عمييم ان يمتفتوا الى رواد تمك المرحمة الذين تطمعوا آنذاك الى المستقبل وعمموا

بجد ووفاء لتجاوز المحن ، وىا نحن اليوم نستذكر بعض تمك اإلحداث التاريخية لنستميم منيا العبر والمواعظ عسى ان تنفعنا في مسيرتنا الحالية ، ونسترشد بخطى

. اإلباء لتجاوز عثرات الطريق والتي بدت وكأنيا كثيرة ىذه األيام كانت الفيضانات واحدة من المعضالت التي ىددت بغداد حاليا حال الغزو

واالحتالل ، دون ان يعني ذلك بالبداىة نفس التوجيات واألىداف وحتى الصعوبات ، فميس غريبًا ان تصبح أنيار العراق مصدر خطر عمى السكان بعد ان شكمت

. عاماًل ميمًا من عوامل نشوء الحضارة التي أغنت البشرية بالكثير لم تكن الفيضانات ظاىرة حديثة ، بل عرفيا العراقيون منذ زمن بعيد وأشار

الييا الكثير ممن تناولوا تاريخ العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص ، وفي فيضان كانت ىناك تحديات حقيقية لمعاصمة بغداد تخممتيا بعض المواقف التي 1954عام

يمكن من خالليا ان نحدد الكثير من التوجيات السائدة آنذاك ونميز بينيا ، لقد كان أحد الفيضانات الخطرة الذي اثبت فشل مشاريع الري التي 1954فيضان عام

رسمت أبعادىا السمطات البريطانية آنذاك في الوقت الذي كان لسدة ناظم باشا والتي . أكمت منيا عوامل التعرية الكثير دورًا إيجابيًا لمحد من خطر الفيضان


301

أقتضت طبيعة البحث تقسيمو الى ثالث محاور تسبقيا مقدمة وتتموىا خاتمة، تناول المحور االول خطر الفيضان عمى بغداد وكرس المحور الثاني لتناول المواقف

واالفعال أثناء مدة الفيضان ، اذ تم التركيز فيو عمى دور وزير الداخمية العراقي ٍٍ بارزًا لدور المسؤول العراقي آنذاك أما المحور . سعيد قزاز أثناء الفيضان كأنموذجًا

الثالث فتطرق الى نظام نوط االنقاذ الذي تم تخصيصو الى المشاركين في الدفاع وفي الخاتمة حاولنا عرض اىم االستنتاجات التي تم التوصل إلييا في . عن بغداد

. محاور البحث تطمب البحث الرجوع إلى بعض الوثائق غير المنشورة والتي حصمنا عمييا

من دار الكتب والوثائق ومخازن وزارة الداخمية العراقية ، فضاًل عن العديد من فيضانات بغداد في )المصادر ذات العالقة كان في مقدمتيا كتاب أحمد سوسة ،

والذي يعد من الكتب التاريخية الميمة في ىذا الشأن ، وقد تجاوزت (التاريخكما واسندت البحث بعض الصحف التي عاصرت . صفحاتو الثالثمائة صفحة

االحداث فشكمت مصدرًا أصياًل ال يمكن االستغناء عنو ، وذلك لما تضمنتُو من معمومات عن الموقف الرسمي والشعبي في وقت واحد ، منيا عمى سبيل المثال

" . الزمان"و" نصير الحق"، " االسرار"، " االيام"صحيفة وجاءت المقابالت الشخصية مع عدد ممن عاصروا تمك االحداث بنتائج مثمرة وذلك بسبب إىتمام تمك الشخصيات التي تمت مقابمتيم بموضوع البحث ،

فضاًل عن دور العالقة التي ربطت بعضيم بعدد من الشخصيات التاريخية المؤثرة في القرار السياسي آنذاك ، األمر الذي ساعد عمى تكوين رؤية واضحة عن بعض

ويمكن التعرف عمى المصادر األخرى المستخدمة في . المواقف وأثرىا في االحداث. البحث من خالل ىوامش البحث وقائمة مصادره

.عسى ان نكون قد وفقنا في دراستنا هذه والحمد والشكز هلل

. خطر الفيضان على بغداد


302

تسع وخمسون (1958-1921) تشكمت في العراق آبان العيد الممكي ،وكانت بعض الوزارات تولد في خضم ظروف سياسية بالغة التعقيد وبعضيا (1)وزارة

كانت ال تستمر مدة طويمة ، والبعض األخر منيا كان يواجو ضغوط سياسية من البالط او ضغوط شعبية من الحركة الوطنية ، إال إن وزارة محمد فاضل الجمالي

تميزت بأنيا لم تجابو . (2)(1954 نيسان 19-1954 آذار 8)الثانية نما كانت بمواجية غضب الطبيعة وعنفوان نير دجمة ، مواجيات من ذلك النوع ، وا

. اذ تعرضت العاصمة بغداد الى تيديد الفيضان الفيضانات لم تكن ظاىرة غريبة في تاريخ العراق ، وقد عرفيا العراقيون منذ

انو ىدد العاصمة بغداد بشكل مباشر،اذ 1954القدم ، إال أن ما يميز فيضان عام ، السيما 1954سبق الفيضان ىطول امطار غزيرة في الثالث من كانون الثاني

بمنطقتي عقرة والسميمانية ، وترافق مع ذلك سقوط الثموج قرب الحدود االيرانية بمغ لقمق وتوتر أغمب أبناء ةوكان ذلك االمر مدعا. (3) ( سنتمتراً 33)إرتفاعيا بحدود

الشعب العراقي وخاصة في بغداد من خطر الفيضان ، والتساؤل عن التدابير التي " االسرار"اتخذتيا الحكومة العراقية بيذا الخصوص ، اذ نبيت الى ذلك صحيفة

. (4)مشيرًة إلى ما ستفعمو الحكومة اليقاف طغيان المياه المرتقب وفي مجمس االعيان اثار العين نصرت الفارسي التساؤل ذاتو موجيًا إياه الى

مشيرًا الى ماىية التدابير الحكومية لدرء خطر (عبد الغني الدلي )وزير الزراعة وأكد وزير الزراعة ان . (5)الفيضان عن المدن العراقية وخاصة العاصمة بغداد

الحكومة طمبت من المختصين في مجمس االعمار التعاون إلتخاذ أفضل التدابير لمواجية الفيضان، وذلك بتقوية السداد الضعيفة وتحديد واجبات موظفي الري واالدارة

. (6)والمراقبة وغيرىا من التدابير 1954 آذار 23 و22 أشار الدكتور الميندس احمد سوسو الى إن يومي االمر الذي استدعى عقد (7)شيدا تجاوز مستوى المياه منسوب الفيضان الخطر

حضرة رئيس الوزراء محمد فاضل 1954 آذار 24اجتماع لمجمس الوزراء في الجمالي ، وتقدمت وزارة الزراعة ببعض اإليضاحات حول موضوع الفيضان قدميا

عبد المجيد عباس ، وخول المجمس مديرية الري العامة (وكالة )وزير الزراعة


303

في السدود والمواقع التي تجدىا ضرورية (كسرات)صالحيات إحداث فتحات . (8)لمتخفيف من خطر الفيضان

إستمر إرتفاع مناسيب المياه في نير دجمة بشكل ممفت لمنظر ، واصبحت العاصمة بغداد وغيرىا من المدن العراقية تحت وطأة خطر محدق ، وكان إرتفاع مناسيب المياه في مستوى لم يسبق تسجيمو في السنين الماضية ، ومن نتائج ذلك ُشمت حركة المواصالت بسبب غمر المياه لمعديد من طرق المواصالت ، ومداىمة

، وتألفت عمى أثر ذلك ( 9)المياه لعدد من القرى والقصبات ، وباتت االالف بال مأوى. (10)عدد من المجان لمساعدة منكوبي الفيضان

حتمت الظروف الحرجة االستعانة بالجيش ورجال الشرطة فضاًل عن مشاركة أبناء الشعب لحراسة السدود ، وتواصمت الجيود لمسيطرة عمى خطر الفيضان ، فوزعت الدوائر الحكومية المختصة بعض المواد الالزمة لمقاومة الفيضان ، فيما سخرت السمطات الحكومية المكائن واآلالت التي كانت بعض الشركات األجنبية

قامة المنشأت ، إال إن تمك االجراءات لم تكن عمى تستخدميا في تبميط الشوارع وا مستوى عاٍل من التأثير لمحد من خطر الفيضان ، عمى الرغم من إحداث العديد من

ووضعت قطعات الجيش داخل . (11)في نيري دجمة وديالى (الكسرات )الفتحات ورابط آالف الرجال لياًل ونيارًا عمى السدود لمنع . (12)مدينة بغداد بحالة إنذار قصوى

. (13)المياه من إختراقيا بمغ الفيضان أوج تيديده لمعاصمة فأرتأت مديرية 1954 آذار 26 وفي

، وصدرت االوامر بترحيل سكان (14)الزراعة إحداث فتحات اخرى عمى نير دجمةبغداد )الصرائف القاطنين خمف السدة الشرقية لمدينة بغداد الى أراضي السباق القديم

. (15)(الجديدة الحالية

.. وزير الداخلية سعيد قساز ومسؤولية إختاذ القرار


304

اتخذت بعض الشخصيات الحاكمة مواقف مختمفة من تنامي خطر الفيضان وتيديده لمعاصمة بغداد ، في الوقت الذي أدرك بعضيم ما يتطمبو الواجب منو إتجاه

سعيد )االجراءات المؤمل اتخاذىا لمحد من ذلك الخطر، وكان وزير الداخمية انموذجًا بارزًا بين بوضوح موقفو المشرف السيما أيام اشتداد خطر (16)(قزاز

الفيضان َوُعَد من الرجال الذين يتم االعتماد عمييم في مواجية تيديدات من ذلك النوع ، ومن الذين تقع عمييم اعباء مسؤولية إنقاذ الموقف ، فيل كان سعيد قزاز من الذين تحمموا أعباء تمك المسؤولية بجدارة ؟ أشارت إحدى الصحف الصادرة خالل

كان ينتقل في ساعة الشدة وفي لحظة األزمة بين " تمك المدة الى ان سعيد قزاز وكان اغمب الوقت يتفقد السداد المحيطة . (17)"السداد وبين مقره في وزارة الداخمية

1954وكانت بغداد بعد يوم . (18)ببغداد مشيدًا بالعاممين والقائمين عمى حمايتيا . (19)تتعرض الى أشد تيديدات الفيضان عمى الرغم من الجيود المبذولة لدرء خطره

ونتيجة ذلك أخذ االىالي باالنتقال الى الجانب الغربي من مدينة بغداد وكان من وكان القزاز خالل ذلك يواصل . (20)بينيم بعض الوزراء والمسؤولين في الدولة

فكان يتنقل من تل محمد حتى " تنقالتو بين المناطق المختمفة داخل العاصمة الصميخ في سيارتو ليتابع االعمال القائمة عمى السداد الشرقية ، فكان يبقى حتى الساعة الثالثة او الرابعة بعد منتصف الميل يشرف بنفسو عمى اعمال المكافحة

ومن الوقائع الميمة التي تشير الييا الصحافة العراقية لسعيد قزاز . (21)" واالنقاذشرافو عمى عممية إنقاذ بعض موظفي الزراعة المشاركين في بذلو جيود مضنية وا

مكافحة الفيضان في منطقة الزعفرانية بعد ان كادت المياه تبتمعيم ، إذ أرسل الزوارق " البخارية النتشاليم عمى وجو السرعة ، وعمقت جريدة االيام الى ذلك العمل بأنو

. (22)"نعمة تذكر لو عمى الدوام أسوأ واخطر يوم عاشتو مدينة بغداد بعد ان اخذ 1954 آذار 29 وكان يوم

خطر الفيضان يتيددىا من نير دجمة والمياه التي تجمعت خمف السداد المحيطة بيا سدة ناظم )من الشرق والجنوب ، ولم يكن يحول بينيا وبين الكارثة المرتقبة سوى

التي تحيط بغداد من الناحية الشرقية ، وىي سدة ترابية أكمت منيا عوامل (باشاالتعرية الكثير ولم يعد باإلمكان االعتماد عمييا كثيرًا، وكأجراء وقائي صدرت االوامر


305

( حالياً –بغداد الجديدة )من وزارة الرّي بفتح ثغرات في السداد المحيطة بمنطقة وعمى الرغم من ذلك اإلجراء . (23)لمتخفيف من ضغط المياه عمى السداد الشرقية

تسربت المياه الى الكثير من الدور والمؤسسات الحكومية ، وتحولت بعض . (24)المساحات القريبة من نير دجمة الى بحيرة يصعب تجاوزىا

دعا رئيس الوزراء محمد فاضل الجمالي الى اجتماع موسع ، عقد في تمام آذار ببناية مديرية الري العامة ، حضره أعضاء 29الساعة العاشرة من مساء يوم

الوزارة وعدد من رؤساء الوزارات السابقين واعضاء من مجمس االعيان والنواب وكبار وكانت الغاية من عقد االجتماع مناقشة الوضع الراىن . (25)المسؤولين في الدولة

لمواجية اخطار الفيضان ، وتخمل االجتماع مناقشات مستفيضة لموضوع الفيضان وطرحت خيارات عديدة امام المسؤولين ، واستقر االمر عمى إتخاذ قرار باخالء

وكان من المتحمسين لذلك . (26)جانب الرصافة من السكان ونقميم الى جانب الكرخالذي أكد إن نخوة أىل الكرخ (أحد رؤساء الوزراء السابقين )القرار صالح جبر

تسمح بإيواء سبعة عوائل في كل دار من دورىم ، وأشار العين صادق البصام الى غير ان سعيد قزاز كان من المعارضين لعممية االخالء (27)ضرورة إخالء الرصافة

( F.S.Hardi- ىاردي.اس.أف )وفي حوار بينو وبين مدير الري العام الميندس الذي كان أحد المتحمسين لعممية االخالء ، اشار سعيد قزاز الى ما يمكن ان يمثمو

قرار االخالء من خطر عمى حياة السكان ، فأجاب ىاردي بإنو يمكن ان يمثل ، فما كان من القزاز إال ان يؤكد بأنو يخالف قرار االخالء عمى الرغم من أن % 95

وأوضح ان مخاطره تكمن في عدة جوانب أبرزىا ، . (28)خطر الفيضان بمغ أوجوىمال الحفاظ عمى السدود حدوث أعمال سمب ونيب أثناء عممية االخالء وبعدىا ، وا

بعد ان ينسحب المحافظون عمييا بينما مواجية الفيضان ىي االجدر في مثل تمك الظروف مع احتمال فشل التخمية ، ىذا فضاًل من ان عممية االخالء قد ال تُنجز

بمدة قصيرة وذلك لوجود جسرين قديمين صالحين لمعبور وقد يتعطالن في أي لحظة من جراء الفوضى التي تحدث عند اعالن قرار االخالء ، عالوة عمى حوادث المرور

. (29)التي من الممكن ان تقع اثناء االخالء


306

وخالل المناقشات التي دارت في االجتماع وجو سعيد قزاز كالمو الى ىاردي نو أي سيظل (سعيد قزاز )مؤكدًا بأنو عمى خطأ في تأييد قرار االخالء ، وا

معارضًا لقرار اإلخالء حتى ولو وافق عميو جميع الحاضرين ، وكونو وزيرًا لمداخمية وفي خضم تمك األجواء وصل ولي العيد ، فالمسؤولية تحتم عميو عدم األخذ بالقرار

وفي ختام . ، عبد اإللو ، الى مقر االجتماع ، فوجد المجتمعون امام رأيين مختمفين معارضتو لقرار االخالء اكد سعيد قزاز لولي العيد بأنو مسؤول أمام اهلل في تحمل نو ال يتحمل عواقب مسؤولية عدم إخالل الرصافة وحذر من مخاطر اإلخالء ، وا

. (30)مثل ىذا االجراء إستمرت المناقشات بين الحاضرين واستقر الرأي عمى مضاعفة الجيود

والعناية بالسداد من جميع االطراف العسكرية واألمنية والشعبية ، كما وضاعفت وزارة ومن بين االجراءات التي إتخذتيا . (31)الدفاع جيودىا في سبيل درء خطر الفيضان

الوزارة االستعانة بفوج من الموصل ميمتو المشاركة في تقوية وحماية السدة كما إستنفرت قطعات عسكرية اخرى النجاز ميمة الدفاع عن العاصمة ، (32)الشرقية

. (33) قاسمموكان من بينيا المواء التاسع عشر الذي كان بأمرة الزعيم عبد الكري ُصرف النظر عن إخالء الرصافة ، واستمر العمل لمجابية االحتماالت

بيانًا أىاب بالمواطنين إلتزام اليدوء (سعيد قزاز )المتوقعة ، وأعمن وزير الداخمية والشعور بالمسؤولية في اداء الواجب في تمك المحظات الحرجة ، وألقى البيان بنبرات حزينة قابميا الناس بالوجوم والترقب واألمل ، ومن بين ما أكد عميو القزاز في بيانو ذلك ، ىو تطمين السكان من خطر الفيضان ، داعيًا المواطنين الى مساعدة الزمر

العاممة عمى حماية العاصمة بالوسائل الممكنة ، فضاًل عن دعوتيم لمتصدي لمدعايات المقمقة ، والحصول عمى المعمومات الصحيحة من الدوائر الرسمية ،

. (34)واختتم القزاز بيانو بالدعاء الجتياز المرحمة العسيرة بسالم وتجدر االشارة الى ان سعيد قزاز اشار الى المؤرخ الحسني من ان المخاوف

كانت تساوره من تدخل العناصر الشيوعية في الموقف واستغالليا الفيضان الرباك الوضع ونشر الشائعات المغرضة لبث الفوضى في اوساط االىالي مما كان سيزيد

إال ان ىذا . (35)الطين بمو ، ولو انيا فعمت ألثرت في المسار الصحيح بشكل واضح


307

ال ينفي وجود بعض الدعايات المقمقة لمسكان ، كانت قد اثيرت اثناء حدوث ٍَ في ديباجة البيان الذي ألقاه وزير الداخمية سعيد قزاز وتأكيده الفيضان وىذا واضحًا

. عمى ان يحصل المواطنين عمى المعمومات من الدوائر الرسمية المختصة ان الجيود التي بذلت في سبيل درء خطر الفيضان ، والخطوة الجريئة التي

اقدم عمييا سعيد قزاز حظيت باىتمام بعض الشخصيات الوطنية التي اشادت بدوره في تمك االوقات الحرجة ، مكبرين فيو شجاعتو التي كان ليا دور في إنقاذ العاصمة

. (36)بغداد من خطر الفيضانان العقول التي قررت " فتحدث النائب توفيق السمعاني في ىذا الصدد قائاًل

ال تصمح ليذه المسؤولية النو قرار أشد وقعًا عمى الناس من [بيان االخالء ]البيان ، وأعمن في مجمس النواب بأنو ُيكبر في سعيد قزاز تمك الرجولة التي أنقذ " الفيضان

ويذكر العميد المتقاعد خميل إبراىيم حسين بأنو كان . (37)بيا العاصمة من الخطر ، وعمل مساعدًا لمدير الفيضان 1954برتبة مالزم أول ايام فيضان بغداد عام

، وبينما كانت الجيود تبذل لمحد (أمر صنف اليندسة)العميد الركن خميل جميل بمقر (احد ضباط الحرس الممكي)من خطر الفيضان ، إتصل المقدم سعيد حمدون

وبتوجيو من الوصي عبد اإللو، طالَب بتزويد أمير (غرفة العمميات)إدارة الفيضان ربيعة بالمواد التموينية والبطانيات ، وعند االتصال بوزارة الداخمية ، امتنع سعيد قزاز

عن تنفيذ ذلك الطمب مشيرًا الى ان المواد التي ىيئتيا الحكومة (وزير الداخمية )مييئة لتزويد فقراء الناس والمحتاجين ، اما امير ربيعة فيممك اموال كثيرة ، ويمكنو

. (38)شراء المواد من االسواق أو اخراجيا من مخازنو وتوزيعيا عمى اتباعو وفالحيواالمر الذي عكس مبدئية سعيد قزاز وتفانيو في انجاز ميامو االدارية عمى أكمل

. وجو وكان لمجيود التي بذلت في سبيل حماية مدينة بغداد من الفيضان صدى

اشاد (تحية )عند ادباء تمك الحقبة ، اذ نظم الشيخ جالل الحنفي قصيدة بعنوان : فييا بموقف سعيد قزاز ، ومما جاء فييا

أسعيد لو تجد النفوس حيارا لحنت عميك من الوفاء إطارا فألنت منقذ أمة من محنـٍة كـادت تكمفيـا أذى وخسارا


308

........................................ أسعيد يا مولى الجميل تحيًة تستوجب التقدير واالكبارى

(39) حق عمى بغداد وىي وفيٌة ان ال تضيع جيدك الجبارا ويشير ميندس الري احمد سوسو ، الى ان موقف سعيد قزاز من فيضان

كان موقفًا جريًء ، عندما أصّر عمى عدم األخذ بالرأي القائل 1954بغداد عام واستطرد سوسة " فكان لو الفضل في إنقاذ بغداد من محنتيا الكبرى " بإخالء المدينة

ذا رجعنا الى التأريخ نجد ان ىذا ما كان يفعمو الحاكمون في مثل ىذه " قائاًل وا ... الظروف في األزمنة المنصرفة ، حيث كانوا يمنعون السكان من مغادرة أماكنيم

في حالة الفيضان الخطر ، وذلك لما تتوقعو السمطات من إنتشار الفوضى واالرتباك بين الناس فيما لو سمح لمسكان بمغادرة أماكنيم واالنتقال الى الجانب االخر ، ىذا فضاًل عما يتركو االنتقال من أثر في تثبيط عزيمة المدافعين وتقاعسيم عن العمل

، كما وضرب سوسة مثاًل في ىذا الخصوص فأشار الى ان الرشيد عندما ..." ، منع الناس من العبور الى الجانب ( م803/ ىـ186)حدث فيضان خطر في سنة

. (40)الغربي من المدينة آثار سمبية كبيرة 1954 ومن الجدير بالذكر كان لفيضان بغداد في ربيع عام

مميون (20)عمى البالد ، فقدرت اإلحصاءات الرسمية الخسائر بما ال يقل عن ن عدد الذين (41)دينار ، فيما تجاوزت المساحة التي غمرتيا المياه المميونّي فّدان، وا

نكبوا بسبب ذلك قارب الربع مميون نسمة ، أما االضرار المادية التي لحقت بالطرق والمزارع فقد تجاوزت الخمسة وثالثين مميون دينار بحسب تقديرات بعض

ولم تقتصر الخسائر عمى العاصمة بغداد فحسب بل تعرضت باقي . (42)المصادروالبصرة (ميسان )ألوية العراق األخرى الى اضرار مماثمة ومنيا ألوية العمارة

، وتألفت لجنة رسمية (ذي قار )وديالى و المنتفك (واسط )والكوت ضمت وزير الشؤون االجتماعية وأمين العاصمة . (43)الغاثة منكوبي الفيضان

والمتصرف وممثل من وزارة الداخمية ووزارة الصحة واليالل االحمر وغرفة تجارة فيما تقدمت بعض الدول العربية والصديقة وعدد من الييئات والمنظمات . (44)بغداد

(سعود )، إذ تبرع ممك السعودية (45)ببعض المساعدات لمنكوبي الفيضان آنذاك


309

لمساعدة منكوبي ( ألف دينار عراقي 150 )بمميون ونصف مميون لاير سعودي الفيضان ، وتبرع أمير الكويت الشيخ عبد اهلل السالم بمئة ألف دينار ، وشيخ البحرين

وقداسة البابا بثالثة آالف دوالر ، فيما تبرعت ( دينار 7500 )بمئة ألف روبية يران بمميون لاير إيراني وجمعية اليالل االحمر بخمسة اليند بأربعين ألف روبية وا

آالف دينار ، أما حكومات تركيا ومصر واالردن وسورية فقد اوفدت كل منيا بعثة وتبرعت بريطانيا بألف خيمة وبخمسة ماليين كيس . طبية مجيزة بالمواد االسعافية

رمل نقمتيا طائرات خاصة سقطت أحداىا أثناء عممية النقل ، في الوقت الذي .(46)تبرعت الواليات المتحدة االمريكية بمقدار من الخيم ومواد االسعاف

ووط اإلوقاذ ان الظروف الصعبة والمواقف الحاسمة ىي التي تتكشف فييا حقائق

االشخاص ، وفييا قد يظير المرء عمى حقيقتو ، والذي يتتبع تأريخ العراق المعاصر ويمر بذلك السفر الطويل من االحداث اليامة واالسماء الالمعة خالل تمك الحقبة ال

كبارًا لرجال كان ليم الدور الكبير في اتخاذ القرار يمكنو اال ان يقف إجالاًل وا الصائب او الحازم لتجاوز االزمان وكان سعيد قزاز أحد أبرز تمك الشخصيات التي استطاعت بمواقفيا الجريئة ان تحظى بمكانة مقبولة عند الكثير من الناس حتى اخذ البعض منيم يردد في أحاديثُو بعض تمك المواقف ، السيما ذلك الموقف المشرف

1954أيام فيضان بغداد عام (47) .1954لسنة (69) صدَر نظام نوط اإلنقاذ رقم

تشرين الثاني 15 ، في (48 ) صدرت االرادة الممكية الخاصة بمنح نوط االنقاذ 1955 حزيران 27 ، وفي 1954

االمر الذي . (49)لممساىمين في مكافحة الفيضان االخير من العراقيين واألجانبحتم تكميف بعض المسؤولين في وزارة الداخمية لمعمل عمى اعداد قوائم يدرج فييا أسم

، وبعد (50)كل مستحق لمنوط من المساىمين في درء خطر الفيضان عن العاصمةجيود بذلت في سبيل تحقيق ذلك الغرض ، اعترض وزير الداخمية عمى صيغة منح النوط ، وذلك لخمو القوائم من اسماء عدد من المواطنين المدنيين ممن ساىموا في

درء خطر الفيضان وكانوا جنبًا الى جنب مع قوات الجيش وافراد الشرطة التي منحت االمر الذي دعا الى تبادل عدد من الكتب الرسمية بين مكتب . (51)ذلك النوط


310

والجيات المعنية بذلك الغرض ، اذ أشار احد الكتب (سعيد قزاز )الوزير الصادرة عن الوزارة الى ان مساىمة المواطنين ال تقل شأنًا عن مساىمة الموظفين

، (52)"جيودًا جسمانية تستوجب التقدير والتشجيع " الحكوميين ، وان بعضيم قد بذل كما وَكُثرت الطمبات الموجية الى وزير الداخمية من بعض الذين ساىموا في مكافحة

الفيضان دون ان تدرج اسمائيم ضمن تمك القوائم ، راجين شموليم بذلك النوط ، لتعمل بعدىا وزارة الداخمية وبتوجيو من وزير الداخمية شخصيًا عمى إعادة تدقيق

وال نعمم ان كان لذلك النوط مردود مالي أم . (53)القوائم ودرج اسماء المستحقين فييامعنوي فقط ، لنقّوم عمى ضوئو درجة إقبال بعض المواطنين ورغبتيم لمحصول

. عميو. االستىتاجات

نستطيع القول ان الوزارة الجمالية الثانية عمى الرغم من قصر فترتيا الزمنية قد واجيت واحدة من األزمات الخطيرة التي تعرض ليا العراق ومدينة بغداد بشكل

، ومن الشخصيات التي ظيرت عمى مستوى 1954خاص ، وىي ازمة فيضان عام الحدث وجسامتُو ، شخصية وزير الداخمية آنذاك سعيد قزاز، الذي أبدى شجاعة ن موقفو المعارض لفكرة إخالء جانب وحنكة في مواجية تمك األزمة الخطيرة ، وا

الرصافة من مدينة بغداد كان األكثر جرأة وحكمة عمى الرغم من خروجو عن إجماع المسؤولين الذين اجتمعوا التخاذ القرار بشأن مواجية الكارثة المحدقة بالعاصمة بغداد

، وتمفت الدراسة األنظار الى ان الرأي العام أدرك أىمية موقف سعيد قزاز بعد ان مرت األزمة بسالم وُأنقذت بغداد من الفيضان بمشيئة اهلل وتجاوزت حالة الفوضى

ألف نسمة من جانب الرصافة الى جانب الكرخ في (750)واالضطراب لو تم نقل لم يعامل بمستوى ىذا 1958 تموز 14إال ان ذلك الرجل بعد ثورة . مدة قصيرة. العمل الرائع

وتكشف الدراسة في جانب من جوانبيا عن التكاتف الشعبي في مواجية مثل تمك االزمات ، حتى اصبحنا بحاجة الى ان نستذكر ذلك باستمرار عسى ان نفيم

العبر لنتجاوز ازماتنا الحالية ، فضاًل عن أبراز دور الجيش الفاعل في حماية الوطن وممتمكات الشعب في األزمات الداخمية ، كما يتضح أيضًا ان العراق خالل تمك


311

الحقبة كان يعاني من ضعف في شبكة الري وقصور في مواجية الكوارث الطبيعية ، . اذ كانت الوسائل الوقائية شبو بدائية ال تتعدى االعتماد عمى الجيد البشري وحسب كما وأشارت الدراسة الى قصور في اداء وزارة الزراعة آنذاك وعدم التحسب المبكر

ام (الدلي )وال ندري ىل ان القصور كان في شخصية الوزير . لمثل تمك الكارثة في االمكانيات المتاحة لو من قبل الحكومة ؟

.. اهلوامش واملصادر 3-1920 تشرين االول 25 )بمغ عدد الوزارات التي تألفت في عيد االنتداب (1)

تشرين الثاني 3) اربع عشرة وزارة ، وفي عيد االستقالل (1932تشرين الثاني 29 و1941 حزيران 2ست عشرة وزارة ، وتشكمت بين ( 1941 أيار 29 -1932

ست وزارات فقط ، كما وتشكمت ثالث (عيد االحتالل الثاني) 1946كانون الثاني أيار 5 حتى إنتياء وصاية االمير عبد اإللو في 1946 شباط 23عشرة وزارة بين

أما عدد الوزارات التي تألفت في عيد الممك فيصل الثاني فكانت عشرة ، . 1953عبد : لممزيد من التفاصيل ، ينظر . وبذلك يكون مجموعيا تسع وخمسون وزارة

، الطبعة الثالثة ، مطبعة (10-1)الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ،االجزاء .1969-1966العرفان ، لبنان،

لمزيد من المعمومات عن وزارة محمد فاضل الجمالي الثانية (2)عبد الرزاق الحسني ، المصدر السابق ، : ينظر (تشكيميا، وزرائيا ، استقالتيا ) ؛ رحيم كاظم محمد الياشمي ، محمد فاضل الجمالي ودوره 96-79، ص9ج

، اطروحة دكتوراه، جامعة البصرة ، كمية 1958السياسي ونيجو التربوي حتى العام .222-206، ص1997اآلداب ،

.1954 كانون الثاني 6 ، 4929، بغداد ، العدد (جريدة )" الزمان" (3)

.1954 كانون الثاني ، 5 ، 263، بغداد ، العدد (جريدة )" األسرار" (4)

، 1954-1953محاضر مجمس األعيان ، االجتماع االعتيادي لسنة (5)-35 ، ص1954 ، مطبعة الحكومة ، بغداد ، 1954 شباط 20الجمسة الرابعة في

36 .


312

محاضر مجمس النواب ، الدورة االنتخابية الثالثة عشر ، االجتماع االعتيادي (6) ، مطبعة 1954 نيسان 19 ، الجمسة الثامنة والعشرين في 1954-1953لسنة

؛ محاضر مجمس االعيان ، االجتماع 621،ص1954الحكومة ، بغداد ، ، مطبعة 1954 شباط 20 ، الجمسة الرابعة ، في 1954 – 1953االعتيادي لسنة

.36، ص1954الحكومة ، بغداد ،

أحمد سوسة ، فيضانات بغداد في التاريخ ، القسم الثاني ، مطبعة األديب ، (7) .573، ص1965بغداد،

، موافقة الممك 5627/311دار الكتب والوثائق ، ممفات البالط الممكي ، (8) .90 ، ص54 ، و1954 آذار 24عمى قرارات مجمس الوزراء في

.1954 آذار 26 ، 29، بغداد ، العدد (جريدة )" األيام " (9)

.1954 آذار 28 ، 30العدد " األيام " (10)

تم إحداث الفتحات عمى نير دجمة في مناطق الرفيع قرب الطارمية في الجية (11)اليمنى من نير دجمة ، والييودية والداودية عمى الجية اليسرى ، اما عمى نير ديالى

: لمزيد من المعمومات ، ينظر . فكانت الفتحة في منطقة الخفاجي من الجية اليسرى، دار الحرية لمطباعة ، بغداد 1أحمد فوزي ، المثير من أحداث العراق السياسية ، ط

.181، ص1988،

؛ أكد ذلك االجراء المواء الركن 1954 آذار 30 ، 335، العدد " االسرار " (12) كانون الثاني 27مقابمة معو في (وزير دفاع سابق )المتقاعد شاكر محمود شكري

1999.

3، في (نجل الشييد العقيد فيمي سعيد )مقابمة مع فيصل فيمي سعيد (13)كان فيصل أحد الطالب المشاركين ضمن المجان الطالبية التي . 1999نيسان

ساىمت في أعمال صيانة أجزاء السداد ، وممن إلتقاىم وزير الداخمية سعيد قزاز في .أحد المواقع آنذاك

في أبو جحاش من الجانب األيمن لمنير ، جنوب بغداد ، والفريحات في (14)" ؛ 1954 آذار 27 ، 4997العدد " الزمان " الجانب االيسر منو شمال بغداد ،

.1954 آذار 26 ، 332، العدد " االسرار


313

؛ أحمد فوزي ، المصدر السابق ، 1954آذار 27 ، 4997، العدد " الزمان" (15) .181ص

، 1904ولد في مدينة السميمانية عام : محمد سعيد مجيد أحمد حسن القزاز (16) ، عين كاتبًا لدى المفتش االداري البريطاني 1917تخرج في المدرسة االعدادية عام

1 ، شغل عدة مناصب إدارية في الحكومة العراقية من 1924في السميمانية عام إذ عين وزيرًا لمشؤون االجتماعية ، أول 1952 كانون االول 22 لغاية 1934آب

، أسندت 1953 شباط 9مدير عام عراقي لمؤسسة الموانئ العراقية في تموز حكمت عميو المحكمة 14 ، بعد ثورة 1953 أيمول 19إليو وزارة الداخمية في

باإلعدام شنقًا ، نفذ فيو الحكم فجر يوم (محكمة الشعب )العسكرية العميا الخاصة عبد : لمزيد من التفاصيل ينظر . في سجن بغداد المركزي 1959 أيمول 20

، المؤسسة 1959الرحمن البياتي ، سعيد قزاز ودوره في سياسة العراق حتى عام .2001، بيروت ، 1العربية لمدراسات والنشر، ط

. 1954 نيسان 2 ، 35، العدد " االيام" (17)

.1954 آذار 28 ، 333، العدد " االسراء" (18)

.1954 نيسان 3 ، 779، بغداد ، العدد (جريدة )" نصير الحق" (19)

محاضر مجمس النواب ، الدورة االنتخابية الخامسة عشر ، االجتماع (20)، 1955 كانون الثاني 1الجمسة العاشرة ، في ، 1955-1954االعتيادي لسنة

.176، ص1955مطبعة الحكومة ، بغداد ،

.1954 نيسان 8 ، 39، العدد " األيام " (21)

.1954 نيسان 2 ، 35، العدد " األيام" (22)

.580-577احمد سوسة ، المصدر السابق ، ص (23)

.82 ، ص9عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج (24)

.184أحمد فوزي ، المصدر السابق ، ص (25)

عبد الرزاق الحسني ، تاريخ : لمزيد من التفاصيل عن قرار اإلخالء ، ينظر (26) .580 ؛ احمد سوسة المصدر السابق، ص82،ص9الوزارات العراقية ، ج

.83،ص9عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج (27)


314

.1999تشرين األول ، 19مقابمة مع نعمان ماىر الكنعاني ، في (28)

كان الصحفي شاكر . 1999 شباط 22مقابمة مع شاكر عمي التكريتي ، في (29)عمي التكريتي من المعاصرين لتمك األحداث ، وتربطو مع وزير الداخمية سعيد قزاز

عندما كان األخير مديرًا عامًا لمموانئ العراقية ، وغالبًا 1953عالقة تعود الى عام .ما كان يمتقي بو آنذاك

.1999 آذار 23مقابمة مع شاكر عمي التكريتي ، في (30)

، في (وزير دفاع سابق)مقابمة مع المواء الركن المتقاعد شاكر محمود شكري (31) .1999 كانون الثاني 27

.594-592احمد سوسة ، المصدر السابق ، ص (32)

، 6 عبد الكريم قاسم بدايات الصعود، ج–خميل إبراىيم حسين ، المغز المحير (33) .95، ص1989 تموز ، دار الحرية لمطباعة ، بغداد ، 14موسوعة

" الشعب: "لممزيد من التفاصيل عن نص البيان الذي ألقاه سعيد قزاز ينظر (34)، بغداد ، (جريدة)" اإلنقاذ" ؛ 1954 آذار 29، في 288، بغداد ، العدد (جريدة )

.1954 آذار30 ، في 587العدد

.83 ، ص9عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج (35)

أكد نصير كامل الجادرجي لمباحث عمى ان والده كامل الجادرجي كان من (36)مقابمة مع . بين المعجبين بموقف القزاز من الفيضان وكان يثني عمى موقفو ذلك

.1999 آيار 2نصير كامل الجادرجي في

محاضر مجمس النواب ، الدورة االنتخابية الثالثة عشر ، االجتماع االعتيادي (37) .638، ص1954 نيسان 20 ، الجمسة التاسعة والعشرين في 1954-1953لسنة

2000 آذار 5مقابمة مع العميد المتقاعد خميل إبراىيم حسين الزوبعي ، في (38)

جالل الحنفي ، بقايا ديوان ، مطبعة المعارف ، : لممزيد من التفاصيل ينظر (39) .23، ص1956بغداد ،

.584-583أحمد سوسة ، المصدر السابق ، ص (40)

.1954 نيسان 17، 781، بغداد ، العدد ، (جريدة )" نصير الحق" (41)

.84، ص9عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج (42)


315

فيضان في – ، العنوان 25/7/5/1ممفات وزارة الداخمية العراقية ، رقم الممفة (43) ، شاىد الباحث عدد من االسترحامات المقدمة من مواطني لواء 1954لواء المنتفك

المنتفك آنذاك الى وزير الداخمية سعيد قزاز ، طالبوا فييا شموليم بالتعويضات التي االمر الذي أشار الى سعة األضرار والدمار الذي . تخصصيا الحكومة لممتضررين . لحق بالمواطنين جراء الفيضان

محاضر مجمس النواب ، الدورة االنتخابية الخامسة عشر ، االجتماع (44)، 1955 كانون األول 1 ، الجمسة العاشرة ، في 1955- 1954االعتيادي لسنة

.176ص

.1954 تموز 14 ، 1947، بغداد ، العدد (جريدة )" اليقظة" (45)

.85-84، ص9عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج (46)

، ويحاكم 1958شاء القدر أن يوضع سعيد قزاز في قفص االتيام بعد عام (47)، وكان المتيم الثاني (محكمة الشعب)أمام المحكمة العسكرية العميا الخاصة

والعشرين من بين أقطاب العيد الممكي الذين مثموا أمام المحكمة وحكم عميو باإلعدام . داخل سجن بغداد المركزي 1959 أيمول 20شنقًا ، ونفذ بو الحكم في فجر يوم

وزارة الدفاع، المحكمة العسكرية : لممزيد من التفاصيل عن محاكمة سعيد قزاز ينظر ، 1960، مطبعة الحكومة، بغداد ، 10، ج (محكمة الشعب )العميا الخاصة

ويشير في . 187 ؛ عبد الرحمن البياتي، المصدر السابق ، ص4039-3791صىذا الصدد االستاذ نصير كامل الجادرجي بأن والده أكد لو بأن موقف سعيد قزاز

وحده يشفع إليو ، ومبررًا لعدم اصدار حكم االعدام بحقو ، 1954من فيضان عام .1999 آيار 2مقابمة مع نصير كامل الجادرجي ، في

كان النوط عبارة عن قرص من النحاس في داخمو صورة رجل ينقذ امرأة من (48)الغرق وىو واضع رجمو اليمنى عمى أكياس التراب ، وخمفو شجرة نخل غمرىا الماء

، وزورق محمل بمواد اإلسعاف ، وفي أقصى ىذه الصورة منظرًا لمآذن بغداد وتحتيا (نوط اإلنقاذ )أما الوجو األخر لمنوط فقد كتب فيو عبارة . الميددة بالخطر

(. 1954بغداد )ومن تحت ذلك كتَبت عبارة (الممك فيصل الثاني )دّونت عبارة كمال السامرائي ، حديث : لممزيد من التفاصيل عن أوصاف نوط اإلنقاذ ، ينظر


316

، 1996 ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، 2الثمانين سيرة وذكريات ، ج .236ص

، شارة 10193/32050دار الكتب والوثائق ، ممفات وزارة الداخمية ، (49) ، صورة اإلرادة الممكية المرقمة 1954لسنة (69)الفيضان ، نظام اإلنقاذ رقم

.198 ، ص117، و1955 حزيران 27في (552)

تموز 21 ، في 11020المصدر نفسو ، كتاب وزارة الداخمية ، ذي العدد (50) ، الى كافة المتصرفيات والمديريات التابعة لموزارة ، استنادًا عمى كتاب وزارة 1955

.198، ص117 ، و1955 تموز 18 ، في 47/1/2135/الدفاع ، ذي العدد د

27 ، في 7248المصدر نفسو ، كتاب مديرية الشرطة العامة ، ذي العدد (51) .70 ، ص62 ، إلى وزارة الداخمية ، و1956شباط

.64، ص56المصدر نفسو ، كتاب وزارة الداخمية ، بدون رقم وتاريخ ، و (52)

شباط 24 ، في 2718المصدر نفسو ، كتاب وزارة الداخمية ، ذي العدد (53)كما وأطمع الباحث عدد من الطمبات الموجية الى سعيد . ، الى وزارة الدفاع 1959، وأحتفظ بنسخ بعضيا، طالبوا فييا إدراجيم ضمن قوائم (وزير الداخمية )قزاز

. المشمولين بنوط االنقاذ مع االشارة الى نشاطيم وأماكن تواجدىم أيام الفيضان

فيضان بغداد 1954

Documents