مجلة شهرية - يصدرها االتحاد الديمقراطي لطلبة ارتريا سابقاً - فرع سوريا تصميم - شام الباب

2

في هذا العام يا سبتمبر نحتفل بذكراك ..

وقد تأخرنا عن الموعد , نلتمسك العذر , وأنت خير من يلتمس , ال نقصد أن

نعاملك بالمثل ... ألنك قدمت لنا متأخرا بعد أن غادرت آالمنا وأشبعنا اضطهادا

ومذلة .يومك الفاتح من سبتمبر من عام 1691م

من آدال , لحظة انطالقة التاريخية لكفاحنا المسلح , ومحطة ستقف عندها

الشعوب المقهورة طويالً تستقي منها التجربة من أجل االنعتاق , قد تختلف

القراءات في تقيمها ..., قرأها شعبنا في شخص عواتي ورفاقه وكان لهم قصب السبق في ذلك ولكونها لحظة النضج

الثوري لم يترددوا في التعبير عن الفعل االرتري ... ما نعرفه نحن أنها

لحظة غير عادية في تاريخنا .. وكنت يا سبتمبر السعد لنا ونبراسا لمقاومة والتحرير – قرأناك في وجه الغالبة

وكنت وضاحا في وجه كل المناضلين الشرفاء ... اختزلت كل الهامات في

هامة آدال . وكنست كل السلطات , جعلت من نفسك السلطة لكل من يقصدك – يقصد الوطن , فال يكون

لزعيم القبيلة سلطة إال والمرور بفحوى آدال , مدرسة عواتي وكل الشهداء ,

ولذا كان دويك يمأل كل األودية يتناغم ونبضات قلوب الحيارى , مردداً نشيدك

- نشيد الوطن , مغذما كل العصابات والقوميات حتى عصبية الوطن ...

وكانت النتيجة االستقالل – تلك لحظة فرح غير عادية عند عشاقك – عشاق

الوطن .قبل ثالثة أعوام كنا سكارى بنخب

مصوع ودقمحري وكل معارك الشرف ... أغفلنا كان بين السكر والوعي – ال

نعتب عليه ذلك النه قلل من الكؤوس – وقد يعيبها عليه بعضنا , ألننا ال نؤمن

إال بالكليات , كل السكر حتى الثمالة –

كل الوعي حتى الخنوع الالوعي . نحتفل وقد ودعتنا تلك اللحظات

الرائعة , ونحن أمام الحقيقة عارية كالوليد في يد القابلة – البعض يريدنا أن نسترها وآخر ال يعوز هذا التحشم , الن في التعري كل الوضوح – كل الحقيقة – والحقيقة أننا ما زلنا نردد نفس الخطاب ونجتر نفس الفكر – يقيدنا الماضي وال حياة إال لماضينا

, حصيلتنا هي مذبحة في ماي حبار لجرحى حرب التحرير وأخرى في

الساحل معقل الثوار – جعنا الوطن سجن كبير ينزله من اختلف معنا في

الرأي – في حب الوطن – ولتوخي الالمركزية أعدنا ترميم سجن عدي خاال ودهلك – ولنهل المعرفة نبشنا

لغة األمهات الن ال حياة إال للماضي ومعزوفة السالح – لغة أمهات السالح

.انتصرنا يا سبتمبر في نقل رفاه رمز الوطنية إلى منطقة هيكوتا , للتشفي من زوارها الرسميين – إذا جعلناها

مزارا وطنيا , جعلنا عواتي رمزا للقبيلة تخص منطقه جغرافية – وهنا

نعود للماضي ونفسر سر امتناع الشعبية لالحتفال بسبتمبر حتى

اتفاقية 02 أكتوبر – فكرمت برفع لقب الشفتا عنك – أنت فرد في تاريخ أصحاب المنطقة وهال في التاريخ إال

لغير األفراد !!, وللتاريخ أنك مجرم في نظر كل السلطات – في كنس كل

السلطات القبلية والوطنية – وللعلم احكمنا التابوت لكي تطال يا سبتمبر

وتختزل الهامات – ولكونك مجرد جبل ) آدال ( وثقيل جداً في الوزن

والمذاق – فال يجب أن تحلم بأن تكون قوميا وترحل ألسمرا , ألن لنا كثير من

القوميات , ولكي ال نتركك يا عواتي فإن رفاقك لم يكونوا مذواقين . في

فن الفن مثلنا , ألنهم فطموا بحليب مدرسة عواتي مختزلة هامة القبائل – قالوا لك مكانك آدال , تمخض الجبل

فولد قبيلة .رفاقك يا عواتي حلموا بوطن غير هذا الذي نحن فيه , لكن لكل حلم ظرفيته

, عسى أن ظرفيته حلمكم وحلمنا عصية على التحقيق – مالنا اآلن إال

أن نؤمن – لحظيا – بالجزيئات مكان اختالف , فال لنا أن نختلف ونتعلم

كيف يكون االختالف ؟مالم نحققه يا عواتي هو أن نجعل االختالف حق وحالل , ونحن على

عزيمة بأن نحسم قضايا كبرى كالدستور والقانون والتي ال توجد

أصال وتستقيم إال برفع الحظر على االختالف , النها وجدت لوجود سنة

االختالف بين البشر , عسى إننا لسنا بشر , وال يفوتنا يا عواتي أن نخبرك بأن دعاة االختالف – المعارضة – لم يوضحوا لنا حتى اآلن , هجائية االختالف عسي أنهم يتحينون زمن

مختلف وعندها يكون قد اختلف الزمان والسلطان .

أخيراً تمخض آدال فولد وطنية – عفواً عواتي باسم السياسة حركنا سكونك األبدي – كلنا إصرار لتحقيق حلمك

األبدي .

هيئة التحرير

عفوًا حركنا سكونك

العدد 52 سبتمبر / اكتوبر 4991 افتتــاحـيــة

3

في الفاتح من سبتمبر تحتل صورة عواتي بجسمه الضئيل وإرادته الصلبة , ومالمحه المغبرة , مخيلة االرتريين .

يتخيلونه حامالً بندقيته الصدئة لينفض الغبار عن تاريخ شعبه الذي حاصرته دوامة الموت والخراب وليفتح صفحة جديدة في التاريخ , صفحة تختلف عن كل الصفحات التي سبقتها صفحة تليق

بابن الشعب الذي ولد من جروح شعبه التي زفت طويالً .

لذلك حمل في هذا اليوم صليبه ليقود شعبه نحو الخالص من حالة القهر

المستمر التي طبق تاريخه مستخدماً أدوات قتال بائسة للخروج من وضع

بائس فكان وضعه كوضع الشخص الذي يقف على طرف هاوية ويرغب بالعبور على الطرف اآلخر مستخدماً الفراغ بين

طرفي الهاوية .

ولكن عواتي كرمز وقائد للكفاح المسلح الذي خاضه شعبنا قد تم تجاهله

إال بالقدر الذي كان يخدم فيه اسمه الصراع السياسي القائم بين األطراف

المتصارعة في الثورة االرترية .

والشك أن الجميع يذكرون الطريقة التي استخدمت بها صورته في الصراع

العبثي بين األطراف المتصارعة في قيادة جبهة التحرير االرترية ,

فحاول طرف من األطراف المتصارعة استخدامها ضد األطراف األخرى ليبرهن

أنه الوريث الشرعي لعواتي وتراثه النضالي واآلخرين خالف ذلك ولكن السبب الحقيقي لم يكن ذلك بل كان

استخدامها من أجل االحتفاظ بالسلطة ألشخاص شبه أميين وأنصاف جهلة .

وكان يفترض بعد التحرير أن نكرمه

بإقامة تمثاالً له أو نطلق اسمه على مدينة من المدن أو إقامة متحف باسمه

يحتوي أشيائه وأشياء المناضلين األوائل من رفاقه , ألن عواتي لم يكن يمثل بطولة فردية لشخص مغامر بل

هو يرمز لبطولة وتضحيات كل الحفاة من أبناء الشعب الذين قدموا أرواحهم

ودمائهم , وجهدهم دون إن تدخل اسمائهم السجالت الرسمية للثورة

االرترية ففي الوقت الذي يتم فيه تجاهل هؤالء نري البعض يطالب بنقل رفات أشخاص عاشوا على هامش النضال

االرتري ونفخ الروح على من بقى منهم على قيد الحياة وال يمكن المقارنة بين من اختار الموضع األسهل في النضال

االرتري واستطاع تأمين حياة سهلة ومريحة له وألسرته حياة ال تتوفر حتى لمواطني البالد الذين عاشوا فيها وبين

من اختار الموت كمشروع يومي لحياته .

لذلك احتراماً للحقيقة وحفاظاً على مستقبل شعبنا ال يجوز أن نستبدل الرموز التاريخية الحقيقية برموز

وهمية .

ومقتل عواتي ال يكمن فقط بتجاهل تاريخه ونضاله بل المقتل الحقيقي يكمن في محاولة تحويله من قبل

البعض إلى رمز لطائفه اآلمر الذي سوف يؤدي إلى دفن تاريخه النضالي

بالرغم من مناعته التاريخية .

فعواتي لم يكن رمزاً لطائفة أو قبيلة بل كان رمزاً لمشروع وطني

يستوعب جميع االرتريين بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو الطائفية .

فتحية لعواتي كرمز لبطولة البسطاء وصالبة إرادتهم .

عواتي املنسي يف كل األزمنة

حممد حممود حامد

رأي

4

استوقفتني مقولة ألحد القادة االرتريين في الربع األول من نضالنا الوطني لم استحضر اسمه بالضبط ) قد تتحرر إرتريا والعالم ال يعرف عنها شيئا (

وبالفعل صدق حدس هذا المناضل تحررت ارتريا وأصبحت دولة يحكمها

أبنائها بعد مئة عام من التدخالت االستعمارية المتتالية , حتى بزق فجر

الخامس والعشرون من شهر مايو 1991م حينما اطل مقاتلوا الجيش

الشعبي لتحرير ارتريا , في صبيحة ذلك اليوم األغر وهم في قلب العاصمة اسمرا بعد معارك شرسة سحقوا فيها أسطورة

الجيش اإلثيوبي , هذا الجيش الذي طالما فاخر به أباطرة إثيوبيا وصوروه بالجيش الذي ال يقهر , إال أن األمنية شيء وحقيقة الواقع شيء آخر ألن

تاريخ البشرية ومنذ العصور السحيقة قد أثبت انه ومهما بلغ العدو من قوة وجبروت وتسلح بكل وسائل التدمير ال يمكن أن يقف أمام المطالبين عن

حقوقهم والمتثبتين بأرضهم والمسلحين بإيمان وعزيمة ال تلين , وهكذا أثبت شعبنا االرتري وطالئعه الثورية رغم

إمكاناتنا المتواضعة ومحاولة التهميش المتعمدة التي أحاطت بنا من كافة

األطراف , وأن نثبت للعالم اجمع وكل القوى المتآمرة والمتواطئة والمتذبذبة والمحايدة بأننا قررنا االستشهاد حتى آخر جندي إثيوبي من ترابنا الوطني

وسجلنا بذلك تجربة إنسانية فريدة من نوعها في التاريخ البشري المعاصر , ومقارنة بسيطة بين التجربة النضالية

االرترية والتجارب المماثلة لها في العالم الثالث نجد فجوة بين حركة التحرير الوطني االرتري وحركات

التحرير من حيث اإلمكانيات وطبيعة وطبيعة التحالفات ووسائل الدعم لهذه الحركات التحريرية او تلك

سواء كان دعما ماديا أو إعالميا أو معنويا , نجد أن الثورة االرترية تكاد

تكون استثنائية من هذه التجارب , حيث أن التعتيم اإلعالمي مفروض

عليها والمساعدات الدولية تكاد تكون محدودة أو شبه معدومة إال فيما ندر خاصة في مراحلها األولي , لقد كانت

معظم دول العالم تنظر إلينا بروح الشفقة التي ال تخلو من السخرية

واالزدراء , ويصوروننا بأننا شعب قرر االنتحار , إال أن الواقع أثبت

عكس ذلك فأعطينا للعالم درسا في معنى النضال ونكران الذات واالعتماد على شعبنا في مسيرتنا النضالية حتى

تحق لنا ما كان ينظر إليه من قبل اآلخرين بأننا كمن يحرث في الماء ,

وبأن ثورتنا عبارة عن مجرد عنفوان مؤقت سرعان ما تذوب وتالشى كما صوروها بعض القادة األفارقة بأنها من الحركات االنفعالية في إفريقيا –

كإقليم بيافرا وإقليم كاتنقا – وسرعان ما عادت بيافرا إلى نيجيريا , وكاتنقا

إلى زائير وسقط قاتلوها في مزبلة التاريخ , واعدنا نحن التاريخ إلى

مجراه الصحيح من خالل انتزاع حقنا والشروع في بناء دولتنا , واآلن ماذا بعد ؟ وقد انتقلنا من مرحلة

الثورة إلى مرحلة الدولة فكيف يمكن أن ننظر إلى واقعنا في ظل المتغيرات الدولية الراهنة ؟ وهل يمكن أن نسير

بنفس األسلوب وبذات المنهج النضالي الذي أتبعناه في السابق , أن الواقع

يقول عكس ذلك , الن طبيعة المرحلة تختلف اختالفا جذريا حيث الصراع

األيديولوجي بين قطبي المعسكر الرأسمالي واالشتراكي والحرب

والتنافس على المياه الدافئة وطبيعة استقطاب لهذه الدولة أو تلك , كل

هذه المسائل قد انهارت مع انهيار ما كان يعرف سابقاً بالمعسكر االشتراكي

, وبذلك سقطت قوى عالمية برمتها فانهارت على أثرها أنظمة , وبرزت

كيانات قومية جديدة على سطح األرض , ومن هنا توجب علينا كإريتريين

أن ننظر إلى الواقع الذي نمشي فيه نظرة تنسجم مع طبيعة المتغيرات من حولنا دون أن نقفز على خصوصيتنا

االرترية ال سيما ونحن نعيش في بقعة تعج بمشاكل ال تحصى وحروب

مــــــــــــــايــــــوهواجسي ما بعد التحرير

المرحوم / عبد القادر غالب

العدد 61 مايو 2991 رأي

5

طاحنة مندلعة حول حدودنا , حيث الحرب األهلية في الصومال بين القبائل

المتناحرة وكذلك الحرب الدائرة في السودان بين الشمال والجنوب أضف إلى ذلك المشاكل الكامنة في جيبوتي

التي وأن هدأت سرعان ما تشتعل من جديد , وكذلك عدم االستقرار السياسي

الذي تعيشه إثيوبيا في المرحلة الراهنة , ويخطئ من يعتقد

أن ما يجري حولنا ال يمسنا بشيء , الن طبيعة العالقة الجيوسياسية

المتداخلة بين هذه الدول سوف تترك أثراً مباشراً على الواقع االرتري وأن معالجة ما يجري حولنا ال يمنعنا بأن

نلتفت إلى الداخل ومن ثم وضع معالجة جذرية لكافة مشكالتنا إال انه ولألسف

الشديد البعض منا سواء بقصد أو بغير قصد يتجاهل طبيعة األزمة

والقفز عليها أو تهميشها من خالل تحليالت نظرية ال تستند إلى الحقائق

الموضوعية . نقول هذا من باب الحرص على سالمة الوطن ومستقبله

السياسي واستقراره االقتصادي واالجتماعي , وحتى ال نتوه في

العموميات يجب أن نضع النقاط فوق الحروف .

ومنذ تشكيل الحكومة االرترية المؤقتة بعيد التحرير شرعت حكومتنا بإصدار

قوانين ومراسيم تشريعية , وتنظيم سير المجتمع من خالل هذه القوانين , وهذا حق طبيعي ألي قوة سياسية

ما دامت على رأس السلطة السياسية , ولكن دعونا نتساءل بصراحة , هل يحق لحكومة مؤقتة أن تصدر قوانين

ومراسيم تشريعية , تأخذ صفتها األبدية , تكسب حقوقا يصعب إسقاطها , وإذا

تمعنا جيداً لكافة المراسيم التي أصدرت في اآلونة األخيرة وان كان بعضها

تفرضه ضرورة المرحلة , إال أن البعض منها يجعلنا نتخوف من المستقبل ,

وهو يحمل في طياته عوامل تفجير من الصعب التنبؤ بنتائجها , أن إصدار أية قوانين يتطلب وضع دراسة مستفيضة

ومتعمقة تأخذ في الحسبان كافة الجوانب االقتصادية واالجتماعية والسياسية

والثقافية والسيكولوجية , أضف إلى ذلك أن تضع في االعتبار تجربتنا السياسية , ألننا هنا أمام حكومة مسئولة أما الشعب

برمته , وليست تنظيما يؤطر قطاعاً معينا من المجتمع االرتري . وهناك مدارس عدة في التجربة السياسية االرترية لها

مفاهيمها وخلفيتها التاريخية , وأن انتكست هذه التجارب ألسباب ال نريد الخوض فيها , أال أن تأثيرها ما زال

باقيا , والحكومة االرترية المؤقتة حينما أصدرت هذه القوانين كانت قد وضعتها

وفق حساباتها الخاصة ورؤيتها التحليلية لواقع المجتمع االرتري وهذا حق ال

ينازعها عليه أحد , لكن كمواطنين من حقنا أن نناقش هذه القوانين بروح

تسودها الديمقراطية وحرية التعبير , الن البعض منها كما قلت سابقا يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا حرصاً منا على الوطن وخوفا على المستقبل إنه قانون

الجنسية الذي كان باإلمكان التريث قليال قبل صدوره , إذ ال يمكن أن نضع قانون الجنسية من أجل الدخول في االستفتاء , وكان باإلمكان تجاوز هذه المسألة بنقاط

خاصة , ووضع شروط محددة حول

عملية االستفتاء ومن ثم وضع قانون الجنسية وطرحه أمام البرلمان المزمع إقامته مستقبال كمسودة لمناقشته , و من ثم إقراره وصدوره كقانون واجب التطبيق , وهناك ثغرات تواجه النظام

التعليمي كما طرحته الحكومة , خاصة فيما يتعلق بمسالة تدريس اللهجات االرترية واعتبارها حقا ديمقراطيا ,

مع أن الواقع أثبت أن ال قومية ارترية قد طالبت أن تدرس بلهجتها سواء أكان في التاريخ القديم أو الحديث ,

وكان يمكن تجاوزها بكل سهولة من خالل تبني اللغتين ) العربية والتغرينية

( إذ ال خالف حول هذه المسألة على اإلطالق , إننا أمام مرحلة مصيرية من

تاريخنا االرتري ونعيش في ظروف استثنائية أيضا ألننا أمام عالم متغير ال ثبات فيه ومحاولة اللحاق بركب التقدم

ال يعني أن نقفز على الواقع , أمامنا أولويات البد من وضعها في االعتبار

عند اتخاذ أي خطوة أو قرار سواء أكان محلياً أو إقليميا سيما ونحن

نعيش في مرحلة تاريخية تغيرت فيها كثير من المفاهيم والدخول فيما يسمى

النظام الذي أصبح أحادي القطب تهيمن عليه أمريكا وتسيره تحت

مظلة الشرعية الدولية , هذه األخيرة التي أصبحت أداة من أدوات الهيمنة

األمريكية , في ظل الواقع يجب أن تكون معالجتنا لمشاكلنا الداخلية

وطبيعة عالقتنا مع دول الجوار على هذا األساس , خاصة بعد أن أنتفت صفة االدلجة في العالقات الدولية

وحلت محلها عالقات المنفعة المتبادلة بين الدول .

االنــــــتـــــــصـــار

العدد 61 مايو 2991رأي

أطرق عناقيد الكالم

والكالم في الحب هنا حرام ..

أحب التلة والوردة , وال تعرفني

فهذه سعدية وتلك نجوى

وتلك الحائرة خلف النقاب هي

التي سموها آمنة .

وبجوار المقعد المكسور تختار

ارهيت الغناء

اما التي أسمعتنا زغاريد الفرح

المكبوت فهي رهوى ..

آه يا وليمة األزهار

عدت إليك والنهرجاف

والحريق باد على األوجه

عدت البني أمجاد البالد لكن

الشوارع لبدتها غيوم الحداد

يا زهور , يا آمنة , يا لست أدري

أترين !!ةما جرى أكبر من لجة

وأبعد من جريمة

فرقتنا الطائرات مرات ومرات

ومالينا

رفضتنا الوزارة مرة لتعودنا لغة

الحضارة

فانقرضي يا زهور الليلة كما

سيرة مارس الشتيتي

وانزوي مني باطن األعداء

فقد ترويك يوماً بعمادات البالد

6

كلموني أن الحكم للحكام القدامى

عينوهم

واحد منهم أميراً

وثانيهم حارساً على هذا الحصير

واألشرم – الذي تعرفين – صار ملك على هذه الحمير

فيا دواليب النيام دوري بهدوء

حتى ال يفيق الوزير / الغفير

يا دواليب النيام غيري األحالم القديمة

يا مدينة صفقي لهذي الشوارب التي

كانت تحارب ...

يا حليمة وصفوهم باللصوص والبسوهم زي الحريم

وأزالوا الكالم الصريح وأباحو الكالم المديح

يا مدينة

هل تفيقي أم

نحفر القبر لننادي الشهيد

ليشاهد ما فعلنا بالنشيد

يا مدينة

هل تفيقي أم

نحارب من جديد ..........

العدد 92 كانون اول شباط 6991ثـقــافــة

محمد صالح قبرو .... أسمرا المستكينة

قد تفديك بالكالم المر الالسع

ظهر الخيانة

قد , وال أعرف ما سيجري

في ضفة الوادي

أماءأأ

أم أماءأأ

أم الذي أخشى أم دماءأأ

ان في أعماق الجبال

معادن تشع

ترهص بذوبان الحديد

فهل تريني أسالم

أو أهادن أعماق

القبيلة

أم تريني سأعطي

الجبال طلة

الذوب غسق الوليمة

أم تريني يا زهور

من قبل اشعال الحريق

مدينة القهر

هنا يا حليمة علموني رسم البهيمة

دخول الوليمة

يا حليمة عودوني ارتاد الشوارع ألواري الهزيمة

الذى اخشى

7

عافيت هي األيام المقبلة ترانيم صالتي وتراويحي وبعض من جراحاتي . ليست اكبر من جرح الوطن في داخلي ولكنها

سري المكبوت في .. اكبر من كل المعاني واألماني واألحاديث القديمة اكبر من فعلي

فيها فعل السحر , وفعل الفراشات في األزاهر , فيها بعض من آيات البالد فيها

..

عافيت علمتني كيف أن الوهن في كف الحب عبادة علمتني أن األغنيات في كل

الليالي ال بد وان تكون جماعية , أغنيات كورالية تتماوج رياح دهلك البحرية مع خرير مياه القاش يسكت صخب المدينة , تصدر الروايات حبا , وتنهار دواخلنا

عند منعطف الكبرى وشليل أمثال عافيت يجندل أصواتنا الرجالية فتنهار وتدعي قد

حان وقت ) الدرب ( ...

وال تكتمل األغنية إال بزغرودة من صهيوتو تعلن أن شهيدنا ال يحتاج

إلى دمعة بل هو في أمس الحاجة إلى طوبة , وطباشير , وسواعد , ومعاول

وجداول وسفنا لعودة الغائبين ونسمة من الديمقراطية وبرامج للعمل ...

عافيت علمتني الكثير من الحب , أعطتني منه الكثير , جعلت مني رافضا كل الوالئم

السياسية , جعلتني اهتز مع المرقدي وأنفر من األحزاب واألحزان من أجل

الخريطة التي تسكن قارتنا منذ قرون وقد أينعت بعد أن رواها عواتي , وأبراهام

تخلي , وتلك الفتاة رائعة الصوت .. سعدية , وذلك الذي باع أسرته واشترى

النضال فكسب ساعداً ناقصا , وتلك الحسناء التي خدعت خطيبها بأنها ذاهبة الى الكوافير ولكنها لم تعد , بل عاد هو إلى الميدان غاضبا منها معلنا اإلضراب

عن الزواج , عازما على طرد كل غريب عن أرضه , ولكنه مع المعارك وتوالي

األيام عرف أن ود ابكر الغريب ليس عدواً بل هو شهيد , عرف أن ليس كل أثيوبي عدو , بل هو ذلك الذي يرتدي

حلم اإلمبراطورية هو العدو حقاً وليس غيره , عرف أن فتاته لم تهرب منه

إال أنها رأت فيه جباناً هارباً من الوطن إلى اللذة والراحة ...

الخريطة التي ايعنت بدم ود ابكر الذي ما عرف نفسه إال ارتريا ) وبس (

..... عافيت تسكنني اآلن وال اعرف أين هي , بل من هي , ولكن أعرف

أنها هناك في تلك األرض البكر تنتظر من يفك شليلها ليزفها إلى رجل نهشه

النضال وجعل منه كبشاً يفتدى به األجيال القادمة الممرغة في وحل التشتت , والمقيحة عيونهم باألم

الغربة التي جعلت منهم هياكل كالمية ال عظام , ال عروق تدب فيها الدماء , بل وجوه تعلوها بسمة كاذبة فرحة

بنصر لم يسهموا فيه سوى في الرقص عند كل انتصار أو عيد , وجوه –

وجهي منها – يكسوها غبار , عيون ممرغة بقذى السنين .

عافيت ستنبري لكل هذه الوجوه بأن قد سامحتكم على ما مضى ولكني لن أجامل فيما سيأتي من تاريخ

فهذه العافيت تبني احالما وأعالما , وشوارع , وأنساناً , أنها تبني لنا وجوه جديدة ال مجال فيها للحزن أو

التشتت أو الغباء السياسي .... الخ

عافيت يا حلمي ...

ازدري نفسي في الشام , وهذا حرام ,

ازدري كل الوجوه حولي , وهذا حرام , هذا وذاك وكل واأللم حرام علينا , فنحن

منك واليك , ولكن الطرق إليك يحاول بعضهم أن يرسمها لنا ونحن لم نحبك إال ألنك علمتينا ان نكون أحرارا ... علمتينا لماذا نحبك ومتى نحتويك ومتى نغازلك

, علمتينا ال أحد ينال منا اال إذا ارهنا وضعفنا , ونحن لم نضعف ولم نهن ,

من أجل كل هذا نرفض هذه الطرق التي يرسمها لنا السادة الكرام في الحكومة

الموقرة .

نرفضها ألنها تقيدنا بالقمبار ومكتبها السياسي , ورغم هذا سنعود حتى

ال نموت هنا وهناك وبرداً وكالما .. فانتظرينا يا عافيت يا ارتريا سنبنيك .

عـــــــافـيـت ... تــعـفــــــو

صالح عبي

العدد 91 اكتوبر - 2991 احلـرف األخيـر

8

كـاريـكاتيـر

العدد 25ـ 26 ابريل ـمايو / 1998

1992/ العدد 19 أكتوبر

العدد 21 ابريل / 1993