اصل المقالة (296 k)

25

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

صله� اللهجات المعاصره� بالفصحى وأثرها فيها

صله� اللهجات المعاصره�بالفصحى وأثرها فيها

�

مهين حاجى زاده*فريده� شهرستاني**

�

الملخص ــتعمله� ــكله� اللغويه� في عصرنا هي أن العربيه� الفصيحه� المكتوبه� هي غير العربيه� المس المشــه� المثقفين، وهي في مادتها نماذج ــي التخاطب وغير اللهجات الدارجه� التي لم ترق إلي لغ فــكله� على هذا الوجه بمستحيل الحل. وشيوع الثقافه� وتيسير المعرفه� متأخره� وليس قيام المشــتوى اللغه� إلى الحد الذي كانت عليه العربيه� في ــكل عام كفيل برفع مس ألبناء العربيه� على شــن ازدواج في اللغه�. وربما كانت ــلم عصر من عصور التاريخ اللغوي م مختلف عصورها، فلم يسالعاميه� الدارجه� قريبه� من الفصيحه� لغه� الكتابه� ولكنها متحلله� من ضوابط اإلعراب؛ فالمتكلمون بها يلتزمون اإلسكان في صورها وهذا ما نصبوا إليه في تقريب العاميه� في الفصيح. وهذا معناه أن اللهجات العاميه� تتعدل وتتهذب ويدلك الخشن فيها فيلين، ولكنها ال ولن تغلب ويجب أال ــن الكالم. ومن جهه� أخرى، إن إبدال الفصحى بالعاميه� ــب ألنها المصدر ما ندعوه فصيحا م تغلــل على إعاقه� تحقيق ــى كيانات لغويه� متباينه� تعم ــدف إلى تجزئه� األمه� الواحده� إل ــه� ته عمليالوحده� العربيه�، وتقطيع الصالت والوشائح التي تكونت عبر الزمن بفضل اللغه� الواحده�. إذن، البد ــا أن نقبل على إتجاه يدعو إلى نوع من المالقاه� والتوحيد بين الفصحي والعاميه�. وهذا هو ما لن

نحاول إلقاء الضوء عليه في هذا المقال.الكلمات الدليليه : اللغه� العربيه�، أبناء العرب، اللهجات العاميه�، اللغه� الفصحي، التخاطب، الكتابه�[email protected] .أستاذه� مساعده� بجامعه� آذربايجان إلعداد المعلمين، إيران .*

**. خريجه� جامعه� آذربايجان إلعداد المعلمين، إيران.

تاريخ الوصول: 1390/7/2ه. شتاريخ القبول: 1390/7/28ه. ش

26

فصليه� دراسات األدب المعاصر

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

المقدمه� ــانيه�، وأول ى ــا القوي بأن اللغه� هي الباب األول من كتاب المعرفه� اإلنس إيماننــض، وإن اللغه� بعد ذلك ــم الناس بعضهم عن بع ــي يرتكز عليها تفه ــم الت الدعائــن قلوبهم، وفي توحيد ــعوب الناطقه� بها: تقوم في التأليف بي ــه صله� بين الش كلــب ووشائج القربى، وتسلك في سبيل اتحاد مزاجهم إلى حد ما مقام لمحه� النســن الطرق؛ واللغه� ــلكه الروابط الطبيعيه� م ــم، وهواهم، وثقافتهم أقوم ما تس رأيهــلوك اجتماعي تقوم به جماعه� من الناس بهدف االتصال والتعاون، ــاط أو س نشــاط االجتماعي السائده� في المجتمع. ــكال النش وهي بهذا المعنى تتدخل في أشــرح العالقه� االرتباطيه� بين الرمز والمعنى «فاللغه� نظام اجتماعي فكري عرفي يشــاط المجتمع، ــث عرفيتها واطرادها، وهذه المنظمه� العرفيه� ترمز إلى نش من حيــي اإلطار االجتماعي ألداء الفرد، ــا تحقيق الوجود االجتماعي للفرد؛ فه فوظيفتهــبه ونكتب بحسبه، وتوصيف اللغه� عاده� وتفهم بالتأمل في الكالم الذي نقول بحسفي كتب القواعد، المعجمات، علم البيان وفقه اللغه� و....» (حسان، 1973م: 32) ــر (خرما، 1978م: 73) وهي من ــر اهللا في خلقه من بني البش فاللغه� بحق ســاره�، وصانعه� الرقي، والتقدم ــانيه�، بل هي أصل الحض أعرق مظاهر الحضاره� اإلنس، بل بين حضاره� وحضاره�، فهي التي تؤلف الحد الفاصل بين شعب وبين أمه� وأمه�ــهوله� وإنما هم قادرون ــر وس ــراد يتكلمون بلغه� واحده�، اليتفاهمون بيس ألن األفعلى أن يؤلفوا مجتمعا إنسانيا موحدا متجانسا، ألن اللغه� هي قوام الحياه� الروحيه� ــان صلته وأصالته في المجتمع الذي يولد فيه، والفكريه� والماديه�، بها يعمق اإلنســروع. قد حاول ــكه� األصول موحده� الف ــه� من أفراده أمه� متماس ــث تخلق اللغ حيعلماء اللغه� وغيرهم من العلماء، والفالسفه�، والمفكرين على مر العصور أن يسبروا ــف عن حقيقتها وكنهها. ــر للكش غور هذه الظاهره� الفريده� العريقه� في حياه� البش

(السعران، 1997م: 5)ــره� ليعبر بها عن ــان في عهد الفط ــتعملها اإلنس واللغه� في األصل أصوات اســاته وهذه الحاجات واإلحساسات تكاد تكون واحده� أو متشابهه� حاجاته، وإحساســوع، ويفرح، ويغضب، ويتألم ــان البدائي في كل مكان؛ فهو يبرد، ويج عند اإلنســات بأصوات ــذه الحاجات واإلحساس ــر، فكان يعرب عن ه ــره من بني البش كغي

27

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


بسيطه�، وبساطتها جعلتها تكون متشابهه� عند الجميع. (الكرمي، 2002م: 2)ــي اللغه� العربيه�. كما نعرف «إن ــنتطرق إليها في هذا المقال ه واللغه� التي ساللغه� العربيه� هي لغه� القرآن وشاء اهللا سبحانه أن تكون العربيه� لغه� رسالته الخاتمه�، فشرفت بالقرآن والسنه� ثم خلدت على مر القرون تستوعب كل جديد في حقول ــب، ــالم.» (آذرش ــاع رقعه� اإلس ــه� وامتدت في األصقاع المعموره� مع اتس المعرفــالم ظهرت ــالم ودخول أقوام من العجم في اإلس 1383ش: 9) وبعد مجيء اإلســالمه� اللغه� العربيه� من التحريف... ولكن الحاجه� لتعلم العربيه�، والمحافظه� على ســه� محل الفصحى، وأصبح لكل إقليم لهجته ــع تقدم األيام حلت اللهجات العامي مالخاصه� به، وتطور األمر إلى أن أصبح كل بلد له مصطلحاته التي تميزه عن غيره، ــخص من خالل كالمه من أي البالد هو، وعلى تنوع ــهل تميز الش وصار من السلهجات العرب إال أن العربيه� الفصحى تجمعهم على تفاوت بينهم في القرب منها

أو البعد عنها، فالكل يزعم أن لهجته هي األفصح، وهي األقرب للغه� الفصحى....ــتمد ألفاظها وأما اللهجات العربيه� الحديثه� فهي بعيده� كل البعد وبعضها اليسمن اللغه� األم العربيه�، بل من لغات أجنبيه� مثل الفرنسيه�، واإلنكليزيه�، واإليطاليه�، ــب لهجه� يتزمت للهجته ولهجه� بالده وكأن األمر ــب في األمر أن كل صاح والغري

أمر لهجه� أو أخرى.أما الحديث عن صله� اللهجات العاميه� أو لغه� العامه� بالفصحى ليس وليد العصر، ــل تطرق له بعض من كتب في التاريخ واألدب في العصور الخاليه�، من أمثال ابن بــارن بينها وبين اللغه� ى لغه� عصره لغه� الجيل، وق ــم ــدون (ت 808 ق) الذي س خلالمضريه�، وقد أفرد في مقدمته فصوال للبحث في هذا الشأن، منها فصل عنوانه "لغه� ــره� للغه� مضر وحمير" وآخر عنوانه "لغه� أهل ــتقله� مغاي العرب لهذا العهد لغه� مسالحضر واألمصار لغه� قائمه� بنفسها مخالفه� للغه� مضر" عالج فيها ابن خلدون مميزات

لهجه� عصره أو لغه� جيله، كزوال اإلعراب، ولزوم عالمه� الوقف في أواخرالكالم.ــاوت العاميات في قربها من الفصحى. صحيح أن العاميات بجملتها قريبه� وتتفــي العاميه� ما يعيق إتقان الفصحى، ــن الفصحى، لكن هذا غير مانع أن يوجد ف مــات الصوتيه�، التي ــي أيامه األولى من بعض االنحراف ــان ف خاصه� ما يتلقنه اإلنس

تجعل من العسير عليه أن يتقن أصوات الفصحى بمخارجها وصفاتها.

28


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

ــمي ما يجري بين الفصحى والعاميات بأنه صراع، وإنما ــتطيع أن نس إننا النســه، وال مقاومته، وال ــل، اليصعب على الناظر معرفت ــذوذ، وخروج عن األص هو شــا زالت حيه� ــواب والجاده�؛ ألن اللغه� الموحده� م ه إلى وجه الص ــه، وال رد إصالحم، وهي عنوان الثقافه� ــي مظاهر الرقي والتقد ــي الحياه� الثقافيه�، وفي الكتابه�، وف فــس تحقيق الهويه�، غير أننا بحاجه� والعلم، والحاجه� إليها قائمه�؛ ألنها من أهم أســي، تتمثله قدوه� حيه� ذات تأثير ــيء من الجهد، ودعم القرار بقرار سياس إلى ش

على الجماهير الشعبيه�.ونحن إن سلمنا بوجود خصومه� أو صراع بين العاميه� والفصحى فالعاميه� تتخذ ــم دعاتها، والفصحى ــانها المهاجم؛ ألنه ــه� بالفصحى، وقليلي الخبره� بها لس الجهلتتخذ لسانها المدافع من األدباء، والبلغاء، وذوي البيان، وأصحاب العلم، والوجاهه� لسانها المدافع، ألنهم حماتها، وكراهيه� من يكره الفصحى الترجع إلى نقص فيها، ــوء الفهم لها. ومعنى ذلك تغلب أو قصور فيها، وإنما ترجع إلى قله� العلم بها، وسالعاميه� ال ألنها أفضل، ولكن ألنها أسهل، فإن تحصيلها اليحتاج إلى كتاب ومعلم ــه�، وإنما يحتاج إلى بواب وخادم وشارع! ومعنى تغلب العاميه� فصل األدب ومدرس

عن الدين، وقطع الحاضر عن الماضي.والسؤال هنا هل على العرب أن يرجع إلى الحديث بالعربيه� الفصحى؟ أو على ــى، بالتركيز على الكلمات ــي يتحدثها وبين الفصح ــل التقريب بين اللغه� الت األقواألساليب الفصيحه� في اللهجه�، وترك ما دون ذلك؟ أم أن عليه فقط أن يستخدم

العربيه� الفصحى باعتبارها لغه� رسميه� ولغه� أدبيه� فقط؟

1. اللغه� العربيه� وخصائصهااللغه� العربيه� إحدى اللغات الساميه�، وانشعبت هي وهن مهدهم لتكاثر عددهم اختلفت لغتهم األولى باالشتقاق واالختالط، زاد هذا االختالف انقطاع الصله� وتأثير ــتقله�. المراد باللغات البيئه� وتراخي الزمن حتى أصبحت لكل لهجه� منها لغه� مســام بن نوح. (زيدان، 1987م: 51) ولللغه� ــاميه�، اللغات التي تكلم بها نسل س الســيتان بينها؛ العربيه� لهجات كثيره� ولكن لهجتا تميم وقريش هما اللهجتان الرئيســد أتيح للغه� قريش أن تتبوا المكانه� األولى بين اللهجات العربيه�، فأصبحت هي لق

29

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


ــى المقصوده� عند اإلطالق وكان على اللغويين القدامى أن يعنوا بها عنايه� الفصح خاصه�. (الصالح، التا: 72)

ــالميه�، وهي أكثر اللغات ــات الثقافه� العربيه� اإلس ــد اللغه� العربيه� أهم مقوم تعاإلنسانيه� ارتباطا بعقيده� األمه�، وهويتها، وشخصيتها. لذلك صمدت أكثر من سبعه� ــاهدا على إبداع أبنائها، وهم ــجال أمينا لحضاره� أمتها، وازدهارها، وش ــر قرنا س عش

يقودون ركب الحضاره� التي سادت األرض حوالي تسعه� قرون. (مدكور، التا: 182)لذلك اتسمت بسمات متعدده� في حروفها، ومفرداتها، وإعرابها، ودقه� تعبيرها، ــمات جعلت أرنست رينان يقول فيها: «من أغرب المدهشات وإيجازها، وهذه الســط الصحارى، عند أمه� أن تنبت تلك اللغه� القوميه�، وتصل إلى درجه� الكمال وســن من الرحل، تلك اللغه� التي فاقت أخواتها بكثره� مفرداتها، ودقه� معانيها، وحســم ورل) فيقول: «إن اللغه� ــام مبانيها.» (الجندى، التا: 28) أما األمريكي (ولي نظالعربيه� من اللين، والمرونه�، ما يمكنها من التكيف وفق مقتضيات هذا العصر، وهي لم تتقهقر فيما مضى أمام أيه� لغه� أخرى، من اللغات التي احتكت بها. وستحافظ على كيانها في المستقبل، كما حافظت عليه في الماضي.» (المصدر نفسه) ويرى المستشرق اإليطالي (جويدي) «أن اللغه� العربيه� الشريفه� آيه� للتعبير عن األفكار، ــرى، كالضاد، والظاء، ــزت بانفرادها بحروف التوجد في اللغات األخ فحروفها تميــن، والغين، والحاء، والطاء، والقاف، وبثبات الحروف العربيه� األصيله�، وبحركه� والعيالبناء في الحرف الواحد بين المعنيين، وبالعالقه� بين الحرف والمعنى الذي يشير ــد، وبمنطقيتها ــاع، والتكاثر، والتوال ــا فتميزت بالمعنى، واالتس ــا مفرداته إليه.أمــث الدقه� في الدالله� واإليجاز، ودقه� ــه� في قوالبها)، ودقه� تعبيرها، من حي (منطقي

التعبيرعن المعاني.» (السيد، 1988م: 209-208-203-202)ــيقاها، والتفاضل ــك قال اإليطاليون: «إن لغه� العرب تمتاز بجمالها، وموس لذلــون في كثره� إنتاجها األدبي والفكري ال في عدد ألفاظها.» والعالم بين اللغات يكــت لغه� العرب ــه� العربيه� في قوله: «ليس ــير إلى غنى اللغ ــي (فرينباغ) يش األلمانــب، بل الذين نبغوا في التأليف بها اليمكن حصرهم، وإن أغنى لغات العالم فحساختالفنا عنهم في الزمان، والسجايا، واألخالق، أقام بيننا نحن الغرباء عن العربيه�،

وبين ما ألفوه، حجابا النتبين ما وراءه إال بصعوبه�.» (الجندي، التا: 28)

30


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

واللغه� العربيه� تفوقت على اللغات الساميه� األخرى ولها من صفتين أساسيتين ــتقاق واإلعراب؛ والعرب يتكلمون لغه� معربه� فطروا عليها وكذلك البالغه� هما االشــرب تنطق بالطبع، وليس كذلك ــراب ملكه� لغويه� عندهم. يقال: «كانت الع واإلعــكالم.» (ابن خلدون، 1967م: 465) واإلعراب ــانيه� في نظم ال وإنما هي ملكه� لسمن خصائص اللغه� العربيه� وهو مصدر"أعرب" والتي تعني تبيين الشيء أو توضيحه ــي الجزيره� العربيه�. (كريم زكي، ــا للواقع اللغوي الحي ف وقد كان اإلعراب انعكاس

2002م: 16)ــاكن من الحروف، ولذلك ــيغ االبتداء بالس والذي نالحظه أن العربيه� التستسحرف اللسان الينطلق بالساكن من الحروف. (الفراهيدي، 1967م: 176) والعربيه� ــتعان بالهمزه� ــك اللغات األجنبيه� الكثيره�، ولهذا يس ــز هذا كما أجازت ذل التجيالمفتوحه� للتوصل إلي النطق بالساكن متخذه� وسيله� أو قل معبرا إلي هذا الساكن من الحروف ليظهر في سكونه. (السامرائي، 1987م: 38) ومما سبق نرى بأن أهم

ما يميز اللغه� العربيه� من اللغات األخرى ما يلي:ــاميه�. 2. نزل بها القرآن الكريم. 3. هي من اللغات 1. هي من أقدم اللغات الســه� والمتصرفه� التي تتغير أبنيتها بتغير المعاني وتحلل أجزاؤها المترابطه� التحليليــه� الهنديه�. 4. اعتماد ــدل على عالقتها ومن هذا الصنف اللغ ــا بينها بروابط ت فيمالعرب األمين على األذن والسماع أكثر من العين والبصر أدى إلى صقل اللغه� من ــعه� مفرداتها الوجهه� الصوتيه�. 5. لكل حرف فيها مخرجه وصوته الخاص به. 6. ســعه� اإليجاز. 8. قدرتها على التعريب، واحتواء ــعتها في التعبير وس وتراكيبها. 7. ساأللفاظ من اللغات األخرى بشروط دقيقه� معينه�. 9. العنايه� بجنسي الذكر واألنثي ــتركات اللفظيه�. 11. ــه� الترادف، واألضداد، والمش ــي الكلمات. 10. فيها خاصي فــانيه� حيث ظاهره� اإلعراب: تتفوق اللغه� العربيه� بهذه الظاهره� عن باقي لغات اإلنســع احتفاظها بموقعها ــا تقديما وتأخيرا م ــه� للفظه� كي تأخذ حريته ــح الفرص تتيــره� المجاز، الطباق، الجناس، ــي. 12. غزاره� صيغها وكثره� أوزانها. 13. ظاه اإلعرابــه� وما تحويه من ــبيه. 14. فنون اللفظ كالبالغه� الفصاح ــجع والتش المقابله�، السمحسنات. 15. كانت اللغه� العربيه� هي اللغه� الموسيقيه� الشاعره� والتي تملك أكبر

معجم لغوي.

31

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


2. لهجات العرب ــي مجموعه� من الصفات اللغويه� في ــه� في االصطالح العلمي الحديث ه اللهجــع، وأشمل، وتضم عده� اللهجات، بيئه� خاصه�. وبيئه� اللهجه� هي جزء من بيئه� أوسلكل منها خصائصها، ولكنها تشترك جميعا في مجموعه� من الظواهر اللغويه� التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض، وفهم ما قد يدور بينهم من حديث،

فهما يتوقف على قدر الرابطه� التي تربط بين اللهجات. (أنيس، 1995م: 16)ــه� العربيه� اختالف اللهجات منذ العصر الجاهلي، فقد كان لكل وقد عرفت اللغــل وغيرها لهجتها ــري: كقريش، تميم، طيء، هذي ــن قبائل العرب الكب قبيله� م

المختلفه� عن لهجات سائر القبائل اختالفات يسيره� تتعلق: بالحركه� والسكون نحو: "هو" بضم الهاء وسكونها، ونحو معكم ومعكم.

ــتعين" بفتح النون وكسرها، قال الفراء: هي مفتوحه� بلغه� بالحركات نحو: "نسقريش وأسد ومكسوره� في لغه� غيرهم.

بتحقيق الهمزه� وتسهيلها نحو: مستهزئون ومستهزون. بالتقديم والتأخير نحو: صاعقه� وصاقعه�.

ــذه النخل ومنهم من ــث، فمنهم من يقول: هذه البقره�، ه ــر والتأني وبالتذكييقول: هذا البقر وهذا النخل.

وبالوقف علي ما رسم بالتاء بين الهاء والتاء نحو: هذه أمه، هذه أمه�. (السيوطي، 2009م: 255/1)

ــتخدموا مصطلح اللهجه� للتعبير عن غير أننا نالحظ أن العلماء القدامى لم يســتخدموا مصطلح اللغه� االختالفات والتمايزات اللغويه� بين القبائل العربيه�، وإنما اســخ... وهم يعنون بذلك ــد، وإل ــوا: لغه� الحجاز، لغه� قريش، لغه� تميم، ولغه� أس فقال

اللهجه� واستخدموا في بعض األحيان مصطلح اللحن. (النادري، 2005م: 15) وهناك صراع لغوي على مر التاريخ وقد تحتاج عمليه� الصراع إلى قرون عديده� ــك تغلب لغه� على لغه� أخرى يكون ــيطره� لغه� على لغه� أخرى. لذل إلى أن تتم ســن أن تتغلب لغه� على ــراع اللغوي يمك ــس فجائيا. ومن خالل الص ــا ولي تدريجيــبه� نمو سكان أحد الشعبين المجاورين لغه� أخرى في حالتين: الحاله� األولى: نسوتضييق حدود الشعب المتزايد في العدد إلى درجه� يلجأ أبناء الشعب إلى حدود

32


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

الشعب المجاور. ويزداد االحتكاك ويشتد الصراع اللغوي مما يؤدي إلى السيطره�. ــكان لغه� أكثر رقيا وأفرادها أكثر ثقافه� ــترط أن تكون لغه� الشعب الكثير الس ويشــرا ــه� على المناطق المجاوره� أللمانيا بسويس ــال: طغت اللغه� األلماني وحضاره�. مثــعبين ــا، وقضت على لهجاتها األولى. الحاله� الثانيه�: "تغلغل نفوذ أحد الش والنمســعب المجاور" فتتغلب لغه� الجانب األكثر قوه� ونفوذا وحضاره�. مثال: هزيمه� في الشــبانيه�. (وافى، التا: 240- 243) وقد ــك أمام اللغه� الفرنسيه� واللغه� اإلس لغه� الباســانيه� أو ربما استعماريه� حين تسيطر لغه� قويه� على لغه� تبدو هذه العمليه� غير إنسضعيفه�. ولكننا نشرح هنا ما جرى وما يجري في الواقع بغض النظر عن اتفاقنا أو عدم اتفاقنا مع الحدث، فليس كل ما هو واقعي إنساني أو مقبول. لقد احتكت اللغه� العربيه� باللغات اليمنيه� القديمه� ودخلت في صراع معها مده� طويله� إلى أن تمكنت من السيطره� عليها في المراحل األخيره� من العصر الجاهلي. ومع ذلك فقد أصابت ــوات والمفردات والقواعد، فأوجدت لهجات ــه� العربيه� بعض التحريف في األص اللغعربيه� جديده� في الجنوب، مختلفه� عن لهجات الشمال. ومع السنين تمكن العرب ــعر ــمال بالتفاهم مع أهل اليمن، ثم توحيد اللغه� إلى حد كبير، فجاء الش في الشــي بلغه� واحده� رغم بقاء بعض اللهجات اليمنيه� الصغيره� في بعض المناطق الجاهلــقطريه�، ــات، اللهجه� األخكيليه�، واللهجه� الس ــه� على حالها. ومن هذه اللهج النائيــا األولى. وبعد مجيء ــدت هذه اللهجات عن أصوله ــه� المهريه� إلى أن بع واللهجاإلسالم تطورت اللغه� العربيه� وما تزال تتطور. وظهرت لهجات جديده� تختلف عن ــالم والعصور التي الحقتها. ولكن اللهجات التي كانت موجوده� في الجاهليه� واإلســالم، ألنه ــه� العربيه� الفصحى بقيت تقريبا على حالها كما كانت في عصر االس اللغــادت فكره� أن من طبيعه� لغه� الكتابه� أنها بطيئه� التغيير في األصوات والقواعد. وساللغتين اليمنيه� والعربيه� تمثالن لهجتين للغه� العربيه�. ولذلك قسموا اللغه� العربيه� ــوب أو اللغه� الحميريه�، و(العربيه� ــى (العربيه� القحطانيه� - العاربه� ) أو لغه� الجن علــه� (الحجاز، ونجد، وما ــمال، أو اللغه� المضري ــتعربه� )، أو لغه� الش العدنانيه� - المســيم األخير صحيح فقط بعد تغلب اللغه� العربيه� على لهجات جاورهما). وهذا التقســيما غير صحيح فيما يتعلق باللغات اليمنيه� القديمه�. المنطقه�. ولكنه ما زال تقس

(انظر: وافى، 1956م: 86-79 )

33

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


ونشير اآلن إلى أهم لهجات اللغه� العربيه�: ــا وحديثا، إلى ــن العلماء والباحثين، قديم ــه� قريش: يميل كثير م 1.2. لهجــائر اللهجات العربيه�. يقول ابن فارس: تمجيد لهجه� قريش، وتأكيد تفوقها على س«أجمع علماءنا بكالم العرب، والرواه� ألشعارهم، والعلماء بلغاتهم وأيامهم، أن قريشا أفصح العرب ألسنه�، وأصفاهم لغه�. وذلك أن اهللا- جل ثناءه – اختارهم من جميع ــا قطان العرب واصطفاهم، واختار منهم النبي الرحمه� محمدا (ص)، فجعل قريشــك بالحجاج وغيرهم حرمه وجيران بيته الحرام. وكانت تقوم قريش بتعلم المناسيفدون إلى مكه�. وكانت قريش مع فصاحتها وحسن لغاتها ورقه� ألسنتها إذا أتتهم ــن لغاتهم وأصفى كالمهم. ــعارهم أحس الوفود من العرب تخيروا من كالمهم وأشــم عنعنه� تميم، وال ــرب. أال ترى أنك التجد في كالمه ــاروا بذلك أفصح الع فصــه� أسد، وال كسكسه� ربيعه�، وال الكسر الذي تسمعه من عجرفيه� قيس، وال كشكشــد وقيس، مثل: تعلمون ونعلم، ومثل: شعير وبعير و....» (ابن فارس، 1964م: أســه� ــه� ربيعه�، كسكس 23) وارتفعت قريش في الفصاحه� عن عنعنه� تميم، وكشكشــا: 13/2) وقد تأثر كثير من ــه�. (ابن جني، الت ــوازن، تلتله� بهراء وعجرفيه� ضب هــي تمجيد لهجه� قريش، واعتبار أنها هي ــن المحدثين بمذهب القدماء، ف الباحثيــى اللغه� العربيه� ــائر اللهجات العربيه�، وتحولت إل ــادت على غيرها من س التي س

الفصحى الباقيه�.2.2. اللهجه� المعينيه�: هي منسوبه� إلى المعينيين. وقد اتفق جمله� من فحول ــل أن كرب إل وطر ــه� في اليمن بدلي ــى أن معين أقدم دول ــرقين «عل المستشالسبئي قضى نهائيا على عرش اليمن، وأسس ملكا عظيما، بقى له الحول والطول ــاطيء البحر، وعرفت عاصمتهم ــده� طويله� من التاريخ. عاش المعينيون على ش مــم "قرنا" أو "قرنانا"، وقد سيطروا على التجاره� بين الهند وبالد العرب، فكانت باســواحل المحيط الهندي إلى شمال بالد كنعان. وقد قوافلهم التجاريه� تتجه من ســبأ، حمير، حضرموت وقتبان، اجتهد العالم هومل في تعيين تاريخ دول معين، ســادا على النقوش القليله� التي وصلت إلينا.» (النادري، 2005م: 120- 121) اعتمولكن أغلب النقوش غامضه� وأخبارها ناقصه� وأسماء ملوكها غير كامله� وفوق ذلك

فإن هذه النقوش التشتمل على تواريخ يمكننا أن نعين زمن تدوينها.

34


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

ــير إلى أن كثيرا 3.2. لهجه� تميم: إن في المصادر والمعجمات اللغويه� ما يشــيه�، بل فيها ما ــا من بعض القواعد القريش من قواعد اللهجه� التميميه� أقوى قياســتنتج منه باطمئنان أن لهجه� تميم كانت في كثير من مفرداتها يكاد الباحث يس

وتراكيبها هي التي ينطق بها غالبا أبناء اللغه� العربيه�. (الصالح، التا: 72) 4.2. اللهجه� السبئيه�: هي منسوبه� إلى السبئيين الذين أسسوا مملكه� مهيبه� هي مملكه� سبأ التي قامت على أنقاض مملكه� معين، وكانت عاصمتها "مأرب". وقد ورد ــد مأرب دور كبير في خصب تربه� ــبأ في القرآن الكريم. ويبدو أنه كان لس ذكر ســتغرق مدينه� مأرب وازدهار مزارعها. وقد امتد عصر قوه� هذه الدوله� زمنا طويال، اسعهود بابل، آشور، اليهود، الفرس، اليونان والرومان. ظلت هذه اللهجه� السبئيه� سائده�

حتى في أثناء الحكم الحبشي األول. (النادري، 2005م: 122)ــى جماعات حمير. ــوبه� إل ــه� الحميريه� القديمه�: هي اللهجه� المنس 5.2. اللهجــبئين زمنا طويال دون جدوى، وكذلك كان حال ويبدو أن الحميريين حاربوا الســبئيه�، إلى أن جرى طرد األحباش للمره� اللهجه� الحميريه� في صراعها مع اللغه� الساألولى سنه� 400 م، ثم عاد األحباش فتغلبوا على اليمن وأسقطوا آخر ملوكها، وهو ــنه� 525 م. ودخلت اليمن إذاك حقبه� جديده� من "ذونواس" الذي انهزم أمامهم ساالحتالل الحبشي، استمرت حتى سنه� 570م، عندما غزتها جيوش الفرس واستمر

حكم الفرس في اليمن إلى عهد الفتح اإلسالمي. (المصدر نفسه: 122)ــل القتبانيه� التي أقامت دولتها ــوبه� إلى القبائ 6.2. اللهجه� القتبانيه�: هي منسفي المناطق الساحليه� الواقعه� شمال عدن. وقد خاض القتبانيون حروبا عديده� مع السبئيين، وهي حروب انتهت بهزيمه� القتبانيين واندماج قبائلهم في مملكه� سبأ،

في أواخر القرن الثاني قبل الميالد. (المصدر نفسه: 123)

3. تقسيم النشاط اللغوي اللغه� ليست مجرد التعبير عن األفكار تكونت، بل هي جزء اليتجزأ من عمليه� ــر اللغه�. وهي نتيجه� لها ــها، أو لنقل، إن تطوير العلوم مرهون بتطوي التفكير نفســن األهميه� والخطوره� ما اليحتاج منا إلى بيان، ألنه في هذه الحاله� يصبح محاال مأن يتغير للناس فكر دون أن تتغير اللغه� في طرائق، ووسائل استخدامها، وينقسم

35

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


النشاط اللغوي إلي نوعين: اللغه� الفصحى واللهجات المتباينه�:ــتويات من ــي أن القارئ يعلم أن للعربيه� مس ــك ف 1.3. اللغه� الفصحى: الشالفصاحه� والبيان. وإن لفظ العربيه� الفصحى يقصد به هنا، تلك الصفات المشتركه� ــور. هذا مع العلم بأن ــتويات الفصاحه� في العربيه� على مر العص ــن مختلف مس بيــى العربيه� قبل قرون عديده� ومنذ العصر الجاهلي بعض المفردات فقط من فصحهي التي يمكن أن يصعب فهمها على اإلنسان العربي المعاصر. والفصحى هي لغه� قريش، فقد روي أن عبيد اهللا قال: «أجمع علماؤنا بكالم العرب، والرواه� ألشعارهم، ــهم، أن قريشا أفصح العرب ألسنه� وأصفاهم لغه�. والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومجالســك أن اهللا – جل ثناؤه – اختارهم من جميع العرب واصطفاهم واختار منهم وذلنبي الرحمه� محمدا (ص) وكانت قريش مع فصاحتها وحسن لغاتها ورقه� ألسنتها ــعارهم أحسن لغاتهم وأصفى إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كالمهم وأشــالئقهم التي طبعوا كالمهم. فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى نحائرهم وسعليها، فصاروا بذلك أفصح العرب.» (ابن فارس، 1964م: 67) ويدل الشعر الجاهلي ــتركه� إذن دالله� واضحه� على أن القبائل العربيه� المختلفه� اصطلحت على لغه� مشــوء هذه ــعه� امتدت من اليمن حتى الفرات. وللعرب في نش متداوله� في أنحاء واســيه� ألن قريشا كانت أجود اللغه� الفصحى رأي يذهب إلى أنها عين اللهجه� القريش

العرب انتفاء للفصيح وأصرحها لبعدها عن بالد العجم. (ضيف، 2003م: 134)ــتى تناقض ــل العربيه� الفصحى مذاهب ش ــرقون في أص ولقد ذهب المستشــا ما اعتقده العرب منذ القديم حول صله� الفصحى باللهجه� القريشيه� والحق أساســتند إلى أدله� علميه� مقبوله�، وهي ــرقين في هذا الصدد التس أن مذاهب المستشــاوز حدود الحدس والفرض. فنولدكه يرى أن الفصحى تركبت من اللهجات التتجــرات، ألن االختالفات بين ــيه� في جزيره� العرب كالحجاز، نجد وإقليم الف األساســت لهجه� ــه� وتبعه جويدي في الزعم بأن الفصحى ليس ــذه اللهجات كانت قليل همعينه� لقبيله� مخصوصه�، بل هي مزيج من لهجات نجد وما جاورها. ولكن الحق أن ــأه� الفصحى في قريش أقرب اآلراء إلى الحقائق التاريخيه�، واللغويه� هو القائل بنشألسباب دينيه�، اقتصاديه�، سياسيه�، وأدبيه�؛ وفي قريش نفوذ السلطه� وقوه� المراكز لت ــك ــتركه� تش ألنها أم القرى فالعربيه� الفصحى توصف حقا بأنها لغه� انتفائيه� مش

36


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

أصولها وتوضحت مقاييسها لدى قبيله� قريش. (قدور، 1999م: 116) ــا ما يكون مذموما وقد أورد طرفا من خصائص 2.3. اللهجات المتباينه�: ومنهــالف لغات العرب من وجوه: ــا في باب القول في اختالف لغات العرب: اخت بعضهــتعين ونستعين: بفتح النون وكسرها. قال الفراء االختالف في الحركه�: كقولنا نسوهي مفتوحه� في لغه� قيس، وأسد، وغيرهم يقولونها بكسر النون. ومنه االختالف في التقديم والتأخير نحو: صاعقه� وصاقعه� و.... (المصدر نفسه: 49) وتلك اللهجات ــبه الجزيره� قد غزت بيئات معموره� يتكلم أهلها لغات المتباينه� التي وفدت من شــي، البربري، وغير ذلك من ــي، اآلرام ــر عربيه�، منها القبطي، الروماني، الفارس غيلغات كانت شائعه� في البيئات التي تناولها الفتوحات اإلسالميه�. وهنا كان البد من ــه� والمغزوه� أدى في معظم الحاالت إلى انزواء اللهجات صراع بين اللهجات الغازيالمغزوه� أو القضاء عليها قضاء تاما. فتركت القبطيه� قبل انزوائها بعض اآلثار الصوتيه� ــنه� المصريين حين تكلموا اللهجات العربيه�. والقبطيه� ظلت يتكلم بها في في ألســبه هذا في ــر. وقد حدث ما يش ــابع عش بعض النواحي المصريه� حتى القرن الســاميه�، والمغربيه�، وهكذا. (أنيس، 1995م: 11-12) فتطورت البيئه� العراقيه�، والشاللهجات العربيه� الحديثه� في بيئاتها المختلفه� تطورات مستقله�، لما أحاط بها من ظروف اجتماعيه� مختلفه� في كل بيئه� من تلك البيئات ولما طرأ عليها بعد الفتح ــيه� اختلفت أيضا في تلك البيئات، فهناك آثار فارسيه�، العربي من ظروف سياس

تركيه�، وأوروبيه� (فرنسيه� وايطاليه� بل وإنكليزيه� أيضا).واللغه� العربيه� العاميه� التي يتحدث بها اليوم في البالد العربيه�، فإن وصف هذه اللغه� من نواحيها المختلفه� أمر سهل ميسور، إذ يقال مثال: إن االستفهام يعبر عنه ــر أحد أجزاء الجمله�، وإن النفي يكون باألداه� مثال: "مش" وإن ترتيب الجمله� بنبــر وصول هذه النواحي المختلفه�، فيها: فاعل + فعل + مفعول إلخ. ولكن معرفه� سمن صوتيه�، صرفيه�، تركيبيه�، دالليه� وغيرها، إلى ما وصلت إليه، كان من الممكن ــا بالعربيه� الفصحى. وكان من الممكن أن يزداد وضوح ــل لغزا، لوال معرفتن أن يظــا إلى معرفه� حلقات التطور ــراره في هذه اللغه� العاميه�، لو أننا توصلن ــور وأس التطــي، 1999م: 50) وقد يطلق بعضهم ــه� حتى اآلن. (بالس ــه�، من الجاهلي المختلفــماء أخرى كالمحكيه�، الدارجه�، اللهجه� الشائعه�، وسواها. ويبدو أن على العاميه� أس

37

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


ــالميه�، بعد اختالط العاميه� بدأت تظهر في العالم العربي، في عصر الفتوحات اإلســي اللحن بين الناس، غير أنها لم تتميز عن الفصحى تميزا العرب باألعاجم وتفشواضحا إال بعد زمن يصعب تحديده على وجه الدقه�، استطاعت خالله أن تكتسب ــاليب، التراكيب ــماتها الخاصه�، في األلفاظ، دالالتها، في الماده� الصوتيه� واألس س

وقواعد النحو. (النادري، 2005م: 348)ويرد علماء اللغه� نشوء اللهجات في العالم إلي عاملين رئيسين:

ــعب الواحد: وذلك ــزال الجغرافي، واالجتماعي بين بيئات الش أحدهما: االنعــارى، ونحوها بين ــال، أو أنهار، أو صح ــل العوامل الطبيعيه� من جب ــا تفص عندمــور كل بيئه� في ظروف ــده�، فتنعزل إحداها عن األخرى وتتط ــات اللغه� الواح بيئــه: 153-154) وخير ــن ظروف البيئه� األخرى. (المصدر نفس بيئه� واجتماعيه� عــعب اللغه� الواحده� إلى لهجات، تلك مثل يمكن أن يضرب لهذا االنعزال الذي يش

اللهجات العربيه� القديمه� في جزيره� العرب قبل اإلسالم. (أنيس، 1995م: 23)ــي: الصراع اللغوي الناجم عن الغزو أو الهجره� أو التجاور: وهو صراع التكاد الثانــن كل تأثير ــتمر في معزل ع ــات. وإن تطور اللغه� المس ــو منه لغه� من اللغ تنجــي يعد أمرا مثاليا اليكاد يتحقق في أيه� لغه�. بل على العكس من ذلك فإن خارجــا يلعب دورا هاما في ــن لغات مجاوره� لها كثيرا م ــر الذي يقع على لغه� ما م األثــرت في العالم اإلسالم بعد الفتح مثال التطور اللغوي. واللهجات العربيه� التي انتش

من أمثله� هذا الصراع اللغوي. (المصدر نفسه: 24)

4. صله� اللهجات المعاصره� بالفصحىــدد اللهجات كان موجودا عند العرب من أيام الجاهليه�، حيث كانت هناك تعــالم. ومن ــتمر الوضع هكذا بعد مجيء اإلس لهجه� لكل قبيله� من القبائل وقد اســه� اللغويه� كانت موجوده� عند العرب من أيام الجاهليه�، اآلراء الوارده� أن االزدواجيــث كانت هناك لهجه� لكل قبيله� من القبائل وباإلضافه� إلى هذه اللهجات فقد حيــتركه� تكونت من مزيج من لهجات وسط وشرق شبه كانت هناك لغه� واحده� مشــد كان التواصل بين أفراد ــر من التجاره� والحج وغيرها. وق ــره� العربيه� بتأثي الجزيــخص ما أو ــا الخاصه�، أما عندما يخطب ش ــطه� لهجته ــه� الواحده� يتم بواس القبيل

38


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

يتحدث إلى أشخاص من قبائل أخرى فيستعمل حينها اللغه� الواحده� المشتركه�. ــح أن العاميه� الحديثه� بدأت ــالم. ويرج ــتمر الوضع هكذا بعد مجيء اإلس وقد اســلمين الجدد في بالد األعاجم (والتي ــالميه�، حيث أن المس حين الفتوحات اإلســكل أصبح العديد منها اليوم من البلدان العربيه� ) بدأوا بتعلم العربيه� لكنهم وبشــا العرب بالضبط، وبالتالي فقد حرفت ــتطيعوا تحدثها كما يتحدثه طبيعي لم يســال. وفي ذلك الوقت لم يكن الفرق واضحا كثيرا، لكن بالتدريج حرفت العربيه� قليــا إلخ....حتى تحولت إلى اللهجات ــرت صفاتها الصوتيه� وتركيب الجمل فيه وتغي

العاميه� الحديثه�. (ويلز، 2010م) ــن الطويل، فليس من ــه� من الفصيحه� أمر يتعلق بالزم ــأله� تقريب العامي ومســروع أو بحث للوصول إلى هذا الهدف الخطير ومتعلق بالزمن، الممكن القيام بمشإن خير الوسائل الكفيله� بتحقيق هذا هو نشر العلم والثقافه� بين أبناء البلد الواحد بحيث يتيسر لجميع أبناء البلد قسط من العلم والمعرفه� ومن شأن هذا أن يعمل ــتعمله�، التي هي قريبه� من الفصيحه�. ونستطيع أن ــتوى اللغه� المس على رفع مســتعملها المثقفون اليوم ندلل على قربها من الفصيحه� إذا نظرنا إلى اللغه� التي يســتعماالتهم اليوميه�، فهي لغه� في مجموعها تكاد تخلو من في محادثاتهم وفي اســوم فصيحه� ويبدو قربها من ــي الدخيل، فمجموعه� ألفاظها على العم اللفظ العامالفصيح إذا وازنا بين هذه اللغه� التي يستعملها المثقف وهو من أسره� جاهله� واللغه� التي يستعملها سائر أفراد أسرته والتي هي موغله� في العاميه� الدارجه�. (السامرائي،

1987م: 13)ــد ألبناء العربيه�، ــي الرابط القومي الموح ــه� العربيه� الفصحى ه ــت اللغ إذا كانباعتبارها اللغه� المشتركه� وهي لغه� القرآن والموروث العقائدي ولغه� الشعر واألدب الواحد، ولغه� المعرفه� والعلم، فإن اللهجات العاميه� في األقطار العربيه� مختلفه� إلى ــرق العربي مثال فهم لهجه� اإلنسان العربي ــان المش ــتطيع اإلنس الحد الذي اليســدال الفصحى بالعاميه� عمليه� تهدف إلى ــري أو المغربي، وهذا معناه: أن إب الجزائــه� متباينه� تعمل على إعاقه� تحقيق الوحده� ــه� األمه� الواحده� إلى كيانات لغوي تجزئــر الزمن بفضل اللغه� الواحده�. ــائح التي تكونت عب العربيه�، وتقطيع الصالت والوشــه� جميع األنشطه� قد دونت باللغه� وإن التجربه� التاريخيه� لألمه� العربيه� في ممارس

39

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


العربيه� ووصلت إلينا وتمت معرفتنا لها من خالل اآلثار، فإذا ما تم إحالل اللهجه� ــيصبح مجرد العاميه� محل الفصحى، فإن علينا أن نذكر بأن هذا التراث العربي ســتطيع اإلنسان العربي االطالع عليه ودراسته وبذلك تقطع الصله� تركه� ثقيله� اليس

بين ماضي األمه� وحاضرها. (ياسين، 2005م: 51) ــك ألن العربيه� ــلفنا، وذل ــه� قائمه� في العصرالحاضر كما أس ــكله� اللغوي والمشــب وغير اللهجات ــتعمله� في التخاط ــي غير العربيه� المس ــه� المكتوبه� ه الفصيحالدارجه� التي لم ترق إلى لغه� المثقفين وهي في مادتها نماذج متأخره� وليس قيام ــتحيل الحل. فشيوع الثقافه� وتيسير المعرفه� ألبناء المشكله� على هذا الوجه بمسالعربيه� على شكل عام كفيل برفع مستوى اللغه� إلى الحد الذي كانت عليه العربيه� ــخ اللغوي من ازدواج في ــلم عصر من عصور التاري ــي مختلف عصورها، فلم يس فــالمه� اللغه�. وربما كانت العاميه� الدارجه� قريبه� من الفصيحه� لغه� الكتابه�، وذلك بســن ضوابط اإلعراب؛ ــه�، ولكنها متحلله� م ــر ألفاظها الصحاح العربي ــا وبتخي أبنيتهــوا إليه في تقريب ــكان في صورها، وهذا ما نصب ــون بها يلتزمون اإلس فالمتكلمــا وبين العربيه� الفصيحه� كما عرفناها ــه� من الفصيح. فبين اللهجات جميعه العاميفي لغه� القرآن أو في لغه� ما صح من النصوص الجاهليه� فروقا بعيده� ومعني ذلك ــه ليس من المعقول اتخاذ أيه� لهجه� من هذه اللهجات صوره� للعربيه� األولى، أو أن

صوره� للمرحله� التي سبقت الفصيحه� المعروفه� في لغه� القرن األول الهجري. ــن، أن العربي اليوم ــى والعاميه� كما يرى بعض الباحثي ــكله� الفصح جوهر مشــتخدام أداتين لغويتين، تختلف إحداهما عن األخرى لناحيه� ــه مضطر الس نفســاليب. ــتقات ودالالت األلفاظ واألس ــد بناء الجمله�، تصريف المش األصوات، قواعوإحدى هاتين األداتين، وهي العاميه� مستخدمه� في الحديث اليومي دون الكتابه�، ــبها العربي بالتقليد والمحاكاه� بدءا من مراحل الطفوله� األولى، فتنمو معه، ويكتســا منذ تلك ــورا سلس ــتخداما ميس ــتخدامه لهذه األداه� اس وتتأصل فيه. ويبدأ اســبه تعلم ــه� بما يش ــل. في حين أنه بحاجه� إلى تعلم الفصحى في المدرس المراحــتخدامها ــه� قبل أن يتمكن من إتقانها واس ــنين طويل اللغه� األجنبيه� ويقضي ســتخداما يقتصر في كثير من األحيان على الكتابه� دون الحديث اليومي. ويغالي اســد مخاطر الثنائيه� وآثارها ــكله� وحش بعض الباحثين، أحيانا في عرض جوهر المش

40


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

على الفكر، التربيه�، الشخصيه�، األخالق والفنون الجميله�. (يعقوب، 1986م: 165) ــوع ثنائيه� الفصحى والعاميه�، وهم كثر، ــددت آراء الباحثين والمهتمين بموض وتععلت األصوات واستهلك كثير من الحبر في مقاالت وكتب؛ وهم مقترحون حلوال لهذه الثنائيه� التي تعامل أكثرهم معها على أنها مشكله� خطيره� ينبغي انهاؤها. وقد

صنف بعض الباحثين اقتراحات الداعين إلى القضاء في خمسه� اتجاهات: ــائل كي ــمو بالعاميه� إلى الفصحى، فنعمل بمختلف الوس 1. اتجاه يرى أن نس

يتكلم الناس العربيه� الفصحى في جميع شؤونهم. 2. اتجاه يطالب بالتخلي عن العربيه�، فصحى أو عاميه�، إلى لغه� أجنبيه�.

3. اتجاه يدعو إلى نوع من المالقاه� والتوحيد بين الفصحى والعاميه�. ــتركه�"، أو "لغه� ــماه "اللهجه� العربيه� المحكيه� أو المش 4. اتجاه يدعو إلى ما س

" أو "لغه� مثقفي العرب". المتأدبين في جميع األقطار العربيه�5. اتجاه يرى اعتماد العاميه� في الكتابه� العلميه� واألدبيه�، وفي مختلف الشؤون

التي نستخدم فيها الفصحى. (المصدر نفسه: 148) وقد الحظ الدكتور إميل بديع يعقوب «أنه إن كانت"اللهجه� العربيه� المشتركه�" ــتطيع فرض مثل هذه ــمعها في مجتمعنا، فإننا النس تختلف عن العاميه� التي نســدا من المواطنين العرب لن يرضى بالتخلي ــه� على مخاطبات الناس، ألن أح اللغــهل على المتكلم بها من أي لغه�. أما إذا عن عاميته ولهجته. ذلك أن العاميه� أس" في كتاباتنا فقط، فإن مشكله� ــتركه� اصطنعنا "هذه اللهجه� العربيه� المحكيه� المشــه� يتكلمها الناس في ــه� تتفاهم، إذ يصبح عندنا ثالث لغات: لغه� عامي ــه� اللغ ثنائيحياتهم العاديه�، ولغه� موضوعه� نستخدمها في كتاباتنا، ولغه� فصحي نتعلمها لفهم ــه وذلك بتخلصنا من الثنائيه� ــا؛ فنقع في المحظور الذي حاولنا الهروب من تراثن

اللغويه�، ووقوعنا في ثالثيه� لغويه� أشد خطوره�.» (وافي، 1956م: 154) ــك ألن التخلف العربي ــبب تخلف العرب، وذل ــض بأن الفصحي س يعتقد بعــتعماريه� المتتابعه� على وهوحقيقه� ال مراء فيها، إنما هو تخلف فرضته الحقب االســي بإراده� الغرب ــى اليوم. وهو تخلف محم ــه� وهي حقب متصله� حت ــه� العربي األماالستعماري وبواقع التجزئه� والتفتت السياسي المفروض أيضا بإراده� هذا الغرب وال أدل على بطالن هذه الحجه� من أن هذه اللغه� الفصحى استطاعت أن تسود العالم

41

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


ــراك، األوروبيون وغيرهم، ــي األول، تعلمها الفرس، الهنود، األت في العصر العباســي كان الغربيون بخاصه� محرومين ــا كانت لغه� العلوم، والثقافه�، والحضاره� الت ألنهــظ أن العاميه� فقيره� في المتن ــطي. ولكن نالح ــا، يعانون ظالم قرونهم الوس منهــزءا ضئيال جدا مما تملكه الفصحى. ثم إن العاميه�، والتملك من المفردات إال جــاليب، غامضه� المعاني، ــود القواعد فيها مضطربه� القواعد والتراكيب واألس مع وجــه� الواحده� الناطقه� بهذه ــن الدوله� الواحده� والجماعه� اللغوي ــه� األصوات ضم متباينــه� إلى أداه� للكتابه� العلميه� واألدبيه�، ــه�. وحدثت معجزه� لغويه� فحولت العامي العاميــدال من الفصحى. وإذا افترضنا جدال أن تلك المعجزه� اللغويه� قد حدثت يضمن بلنا أن تبقى العاميه� التي تحولت الى فصحى على حالها قويه�، متماسكه� وهذا أمر ــور خالفا للغه� الكتابه�، ــدوث ألن من طبيعه� لهجات الحديث أن تتط ــي الح حتم

متأثره� بعوامل االحتكاك اللغوي وهي كثيره� بالغه� السهوله� في العصر الحاضر.ــيه� في كل ــلطه� السياس وإن أمر اعتماد هذه اللهجه� العاميه� أو تلك عائد للســه� عربيه� اليكون إال بأن تصطنع كل منطقه�، بل كل مدينه� وبل كل قريه� لغه� دولكتابه� تتفق مع لغه� حديثها وبذلك يصبح في البالد العربيه� آالف من لغات الكتابه�، ــدار ما فيها من مناطق ومدن وقرى واليظن عاقال ينصح بمثل هذه الفوضي. بمق

(وافي، 1956م: 158)

5. هل تتغلب العربيه� الفصحى على اللهجات العاميه� المختلفه�؟إذا نظرنا في االنحطاط الذي طرأ على اللغه� بعد أن دالت دول العرب وضعفت ــميه انحطاطا في ــي والعصر العثماني، نجد أن ما نس ــوكتهم في العصر المغول شــن مجاراه� العلم ــتطعنا أن نمثله إال بقصور اللغه� ع ــير لما اس ــه�، لو أرونا تفس اللغــى جنبها هذا الزمن الطويل فكانت ــارت إل وبتغلب العاميه� عليها. العاميه� التي ستنازعها كلغه� أجنبيه�، كادت التقتصر في منازعتها للفصحى على أن تعزلها وتحل ــنه� المتكلمين. فقد كادت في بعض األحوال تصبح لغه� الكتابه� بعد محلها من ألســير اللغه� ورأى الحاله� التي ــه� التكلم كما يظهر ذلك لمن تتبع س ــت لغ أن أصبحانتهت إليها في لبنان، سوريه� ومصر في آخر عهد المماليك. ويقول جرجي زيدان: ــر حتى أصبحت لغه� الكتابه� أشبه شيء بلغه� العامه� «فلم ينقض القرن الثامن عش

42


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

لركاكه� عباراتها مع ما فيها من األلفاظ األعجميه� والعاميه�.» (كفوري، التا: 48) ــن كلمات الفصيحه� محرفه� ومفردات ــكل العاميات العربيه� اليوم مزيجا م وتشــترك جميع هذه العاميات أعجميه� وأصول أخرى التعرف هويتها المعجميه�، وتشبافتقارها إلى قواعد ثابته�، سواء على الصعيد الصوتي أو التركيبي أو الداللي. يتضح ــداد لتلك اللهجات المولده�، إثر ــلف أن اللهجات العربيه� المعاصره� هي امت مما ســار العرب مع اإلسالم في أمصار الدوله� اإلسالميه�. (زكريا، 2005م: 86) وهنا انتشــيما اللهجه� النموذجيه� فيها ــنعرض طرفا من خصائص اللهجات المصريه� والس ســتقلت مع الزمن وهي اللهجه� القاهريه�، وما ظهر فيها من صفات خاصه�، نمت واســاره� العابره� على بعض التطورات الصوتيه� في هذه اللهجه� ــنقصر في هذه اإلش وس

وعلى تطور المعاني بعض الكلمات: ــوات العربيه� القديمه�، أمثال: الثاء، ــدت معظم اللهجات المصريه� بعض األص فقــدال، الضاد، الهمزه� أو ــتبدلت بها على الترتيب: التاء، ال ــذال، الظاء والقاف واس الــاد داال، الظاء زايا مفخمه� وهكذا ــينا، الطاء تاء، الض الجيم. مثال ينطقون الصاد سمثل: صقع: سكع فالنا قلما، غضر عنه أي انصرف. قد صرفت اللغه� الفصيحه� أنظار الناس عن لغه� كالمهم، فلم يعنوا بما عرض لها من تطور مع الزمن ولهذا اتخذت ــعرون ــكاال وصورا تباينت باختالف األجيال والعصور. والناس اليش في األفواه أشــه� الكتابه� وهي اللغه� ــوا كل عنايتهم الى لغ ــون تلك الفروق وإنما وجه واليلحظالفصحى؛ فإذا انحرف الطفل في الكالم بلهجه� أبيه لم يجد من يعنى بتصحيح هذا ــكالم. فأخذت اللهجه� مجراها الطبيعي ــراف واالبقاء علي صوره� معينه� في ال االنحوتغيرت جيال بعد جيل. (أنيس، 1995م: 247-248) يقول إبراهيم انيس: «نحن ــي بعض اللهجات العرب ــائعا ف ــب التطورات الحديثه� إلى أصل قديم كان ش ننســن الحالي أوعن العاده� بفعل مضارع متصل بالباء في القدماء مثل التعبيرعن الزمــائع في ــب األحيان، أوبالدال أو القاف أوالعين في أحيان أخرى وهذا األمر ش غالــدرت هذه الظاهره� إلى لهجات كالمنا ــات كالمهم وفي حديث خطابهم، انح لهجــام، شرق األردن، أهل المكه� وبعض جهات اليمن اآلن فأصبح المصري، أهل الشــخ. ونرى في لهجه� بغداد أن يتصلوا الدال بالفعل ــون مثال بيلعب، بيغني... إل يقولــين في نحو: ما ــي. نرى النفي مع الش ــون: دا يلعب، دا يغن ــارع، فهم يقول المض

43

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


ــرى من الدول ــر، بالد اليمن وجهات أخ ــام، مص ــش، ما جاش في بالد الش تخفــذه ظاهره� قديمه� في بعض اللهجات العربيه� القديمه� انحدرت العربيه� الحديثه� وه

إلينا من تلك القبائل القديمه�.» (المصدر نفسه: 241 - 242) ينبغي أن يعمم استعمال العربيه� الفصحى المعاصره� في المؤسسات التعليميه� ــيه�، ــدارس، المعاهد والجامعات) إذ هي لغه� المناهج الدراس ــه� (الروضات، الم كاففيدرب التالميذ على مهاراتها األربع (االستماع، التحدث، القراءه�، والكتابه� ) ويلتزم ــه� بصوره� مؤثره� ــتاذ هو معلم للغه� العربي ــا. ونبههوا إلى أن كل أس ــون به المعلمــره�. ويلتزم معلمو المواد األخرى بالعربيه� الفصحى في دروسهم، ليكونوا غير مباشقدوه� صالحه� لتالميذهم ويجب عليهم التحاور بها كلما اجتمع لفيف منهم، وتهيأ الظروف واألجواء المتنوعه� لذلك، فتفعل في المدارس إذاعه� الصباح، وإذاعه� وقت ــاطات الالمهنجيه� وتسخر الجهود لينشط الطالب ــتراحه� والمنتديات، والنش االســاتذه� للحديث بالفصحي، حتى تترسخ فيهم ملكتها وتملك ألسنتهم دربتها واألســون أخذهم بالتدريب تدريجا إلى أن تهجر العاميه� وتحل الفصحى محلها في ويك

المؤسسات العلميه�.ــه� األمينيه� ــعيد األفغاني" عن مدرس ــه� يحكيها "س ــام محاول وكانت في الشواإلسعاف الخيري وكانت مندمجتين آخر العهد التركي، فالمدير وبعض المدرسين ــي إلقاء الدروس ــدث بالفصحى في حوارهم مع الطالب، وف ــوا يلتزمون التح كانوفي التنبيهات العامه� صباحا وقبل االنصراف. (األفغاني، 1987م: 30) فهذا دليل ــي باللغه� العربيه� الفصحى، وأثرها ــم أهميه� التواصل في أثناء اليوم الدارس إدراكهــئه�. فاستخدام اللغه� الفصحى يؤدي على التكوين اللغوي والعلمي والثقافي للناشــتمر بها، ثم التحليل العميق لهذه المعلومات إلى معرفتها وفهمها، والتفكير المس

والتمييز بينها وتمثلها واستدعائها وقت الحاجه�. ــم بعض المعلمين أن من األطفال من اليفهم ما يقولونه إذا تحدثوا معهم يزعــات محليه� للتعامل ــا للعلم واألدب والفكر مع لهج ــى، إن وجود لغه� علي بالفصحظاهره� طبيعيه� عرفتها العربيه� منذ العصر الجاهلي، وتعرفها الدنيا في سائر اللغات ــتغل هذه الظاهره� الطبيعيه� ليحارب الفصحى بلهجاتها الحيه�. لكن االستعمار اســئوليه� ــم الفصحى بالعقم والبداوه� وتلقي عليها مس ــعبيه�، فراجت دعاوي تته الش

44


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

تخلفنا وتدعو للعاميه� وقد استمرت آثار هذه الدعاوي لدى بعض الفئات من الناس ــان عربي مبين وجمع ــي الحقيقه� إن هذه المفاهيم خاطئه�، فالقرآن نزل بلس وفــمعون ــعبيه� دون فهم العامه� لما يس الناس عند لغته العليا ولم تحل اللهجات الشــن نصوص الفصحى والطالب غير عاجزين عن فهم كالم المعلم إذا تحدث بلغه� مح ولذلك أهداف ايجابيه� وفوائد جمه�. هناك مواقف في ر وتفص القرآن من غير تقعــتعمل الفرد فيها الفصحى ــتعمال اللهجه� العاميه� ولو اس الحياه� اليوميه� تتطلب اســخريه� واالستهجان وهناك مواقف أخرى التصلح لها إال الفصحى كان موضعا للسولو استعمل العاميه� في هذه المواقف لكان في ذلك ما يدعو إلى اتهامه بالتقصير

أو الجهل. (فجال، 2008م: 99-98) ــي اللهجات القديمه� لبعد ــه� يصعب علينا إدراك تطور المعاني ف وفي الحقيقــور، ولجهلنا التام بتاريخ الكلمات ــد بيننا وبين الزمن الذي تم فيه هذا التط العهــي كثير من الكلمات العربيه� األصل ــالم، ولكننا حين نتبع معان العربيه� قبل اإلسونقارنها بما صارت إليه في لهجه� كالمنا، نستطيع بسهوله� أن ندرك كيف يمكن أن يتطور معنى الكلمه� ويتغير. نحن عاده� نرفض المعاني الحديثه� ونسميها مولده� ــكنا بالمعاني القديمه� ورغبتنا في التقيد بها ننظر إلى وننكر عليها فصاحتها لتمســاليبنا الجديه�. وقد أسلفت أن اللهجات ــزرا ونتحاشاها في أس المعاني المولده� شــبب الدعوه� ــائر عصور العربيه� ولعل ذلك كان س الخاصه� قد رافقت الفصيح في سالقائله� بوجود المشكله�، وال يحسب اإلنسان أن المشكله� اللغويه� وما ينتج عنها من ــكالت ثقافيه� هي وليده� عصرنا الحديث، فهي قديمه� كما نعرف ذلك بالبحث مشــوم أعقد مما كانت باألمس ــتطيع أن نقول: إنها الي ــوي التاريخي، ولكننا نس اللغــه أن يكون مزودا بآالت ــع العربي يواجه حضاره� معقده� تلزم ــك ألن المجتم وذللألخذ بنواحي هذه الحضاره� المتعدده� األطراف، ومن هذه اآلالت واألدوات مسأله� ــد اللغه� التي يملكها ــه� اليوم الدارجه� كما أن الفصيح لم يع ــه�؛ فال تغني لهج اللغــه� كانت معروفه� في أيام ــي أمرها. وقد عرفنا أن اللغه� العامي ــاس ويتصرفون ف النــبقت اإلسالم وظهور ــت رأينا بالعربيه� األولى العصور التي س العربيه� األولى، وليســيء الواضح الذي يمكن أن يكون أساسا النبوه� فتلك حقب النعرف من أمرها الشللبحث. ومعلوم أن العربيه� بدع بين اللغات القديمه�، ذلك أننا النعرف عن طفولتها

45

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


شيئا نجعله ماده� أصيله� في البحث بحيث نقيم من هذه الركائز بناء يظهر التاريخ اللغوي العام لهذه اللغه�.

إن اللهجات العاميه� تتعدل وتتهذب، ويدلك الخشن فيها فيلين، ولكنها ال ولن ــب ويجب أال تغلب، ألنها مصدر ما ندعوه فصيحا من الكالم. إن اللغات تتبع، تغلــب وفي اللهجات العاميه� الشيء الكثير من ــنه� بقاء األنس ــيء آخر، س مثل كل شاألنسب التي ستبقي، ألنه أقرب إلى فكره� األمه�. لكل لغه� من لغات الغرب لهجات عاميه�، ولتلك اللهجات مظاهر أدبيه� وفنيه� ال تخلومن الجميل المرغوب، والجديد نوا من ــعراء الموهوبين الذين تمك ــر، بل في أوروبا وأميركا طائفه� من الش المبتكــاءت بليغه� ومؤثره�. ــحاتهم فج ــق بين العامي والفصيح في قصائدهم وموش التوفيوعندي أن في الموالي، الزجل، العتابا، االستعارات المستملحه�، والتعابير الرشيقه� ــه� فصيحه�، والتي ــب تلك القصائد المنظومه� بلغ ــتنبطه�، ما لو وضعناه بجان المســأل جرائد ومجالت العربيه�، لبانت كباقه� من الرياحين بقرب رابيه� من الحطب، تمــرب من الراقصات المترنمات قباله� مجموعه� من الجثث المحنطه�. وليست أو كســوريا والعراق أبعد من عن لغه� المعري والمتنبي من اللهجات العاميه� في مصر، ســرق األدنى لهجه� الهمج اإليطاليه� عن لغه� أو قيدي وقرجيل. فإذا ما ظهر في الشلت هذه إلى لغه� فصحى. عظيم، ووضع كتابا عظيما في إحدى تلك اللهجات، تحوبيد أنه بعيد حدوث ذلك في األقطار العربيه�، ألن الشرقيين أشد ميال إلى الماضي ــتقبل، فهم المحافظون، على معرفه� منهم، أو على غير منهم إلى الحاضر أو المســار ــبل البيانيه� التي س ــه�، فإن قام كبير بينهم، لزم، في إظهار مواهبه، الس معرفــبل األقدمين سوى أقصر الطرقات بين مهد الفكر ولحده. عليها األقدمون، وما س

(يعقوب، 1985م: 64)

النتيجه� ــلم عصر من عصور التاريخ اللغوي من ازدواج وأخيرا يمكننا أن نقول: لم يســه� الكتابه وذلك ــه� قريبه� من الفصيحه� لغ ــا كانت العاميه� الدارج ــي اللغه�. وربم فبسالمه� أبنيتها وبتخير ألفاظها الصحاح العربيه� ولكنها متحلله� من ضوابط اإلعراب؛ ــوا إليه في تقريب ــي صورها وهذا ما نصب ــكان ف ــون بها يلتزمون اإلس فالمتكلمــدل، وتتهذب، ويدلك ــذا معناه أن اللهجات العاميه� تتع ــه� في الفصيح. وه العامي

46


شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال

ــب ويجب أال تغلب ألنها المصدر ما ندعوه ــن فيها فيلين ولكنها ال ولن تغل الخشفصيحا من الكالم. ومن جهه� أخرى، إن إبدال الفصحى بالعاميه� عمليه� تهدف إلى ــه� متباينه� تعمل على إعاقه� تحقيق الوحده� ــه� األمه� الواحده� إلى كيانات لغوي تجزئ

العربيه�، وتقطيع الصالت والوشائح التي تكونت عبر الزمن بفضل اللغه� الواحده�.ــع األلفاظ ــه� الدارجه� في وض ــن العامي ــى أن تفيد م ــكان الفصح ــن بإم ولكوالمصطلحات، وفي ظن الكثير أن هذا المتولد أوالمولد الذي أنشأته العاميه� أولى من إقحام األعجمي، وإن مسه التغيير حتى يتالءم مع نظام العربيه� في أصواتها، ــتفيد من ــا وضعه أبناء الباديه�. ويمكن للفصحى أيضا أن تس ه� م ــا، خاص وأبنيتهــه� في األمثال والحكم، والمجازات، والكنايات، والطرف، وهي مورد الينضب، العاميوماده� التنفد؛ ألن العامه� كانوا غالبيه� األمه�، وهي في أوج سلطانها، واتخذوا العربيه� ــرار لغاتهم، فكانت راتهم، وأفضوا إليها بأس ــم، وتصو ــه� وعاء أودعوه معانيه العاميأمثالهم تسير، وأقاصيصهم تحكى، ومصطلحاتهم تنقل، ومواصفاتهم تذيع وإنه ما

يزال في العاميات ثروه� يمكن االحتفاظ بها.ــببه يمكن تذوق اللغه� الفصحى، وفى الواقع إن العاميه� هي المنطلق الذي بســذوق ألفاظها، ــتطاع ت ــه�، فمن تكلم العاميه� اس ــدون ذوق ثقيله� وخيم ــه� ب واللغــذا أن الفصحى والعاميه� ــها وإيقاعها، ومرد ه ــا، ومعانيها، وأحس بجرس وتراكيبه، وفي هذا ــن تعلم لغه� أجنبيه� ــيء واحد، وهذا الذوق اليحس به م في أصلهما شــين امتدادها في الحياه� من ، ناس ون العربيه� الفصحى لغه� ميته� رد على الذين يعدثها أن يئوب إلى لغته األصليه� بشيء من التعليم، خالل العاميه� التي اليلبث متحد

والتوجيه، والمجاهده�.

المصادر والمراجعـ آذرشب، محمد علي. 1383ش. اللغه� العربيه� الحديثه�. تهران: سمت.

ــروت: دار الهدي ــص. تحقيق محمد علي نجار. بي ــح عثمان. التا. الخصائ ــن جني، ابوالفت ـ ابللطباعه� والنشر.

ـ ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد. 1967م. المقدمه�. بيروت: دار الشعب.ـ ابن فارس، أحمد. 1964م. الصاحبي في فقه اللغه� وسنن العرب في كالمها. تحقيق مصطفي

الشويمي. بيروت: النا.ـ األفغاني، سعيد. 1987م. من حاضر اللغه� العربيه�. بيروت: دار الفكر.

47

شري ع

حادددال

العه� /

ثالثه� ال

سنال


ـ أنيس، إبراهيم. 1995م. في اللهجات العربيه�. القاهره�: مكتبه� األنجلو المصريه�.ـ بالسي، محمد السيد علي. 1999م. المدخل إلي البحث اللغوي. بيروت: الدار الثقافيه� للنشر.

ـ الجندي، أنور. التا. اللغه� العربيه� بين حماتها وخصومها. القاهره�: مطبعه� الرساله�.ـ حسان، تمام. 1973م. اللغه� العربيه� معناها ومبناها. مصر: الهيئه� المصريه� العامه� للكتاب.

ـ خرما، نايف. 1978م. أضواء علي الدراسات اللغويه� المعاصره�. الكويت: عالم المعرفه�.ـ زيدان، جرجي. 1987م. الفلسفه� اللغويه� واأللفاظ العربيه�. بيروت: دار الحداثه�.

ـ السامرائي، إبراهيم. 1981م. التطور اللغوي التاريخي. بيروت: دار األندلس. ـ ــــــــــــــ 1987م. فقه اللغه� المقارن. بيروت: دارالعلم للماليين.

ـ السعران، محمود. 1997م. علم اللغه�: مقدمه� للقاري العربي. القاهره�: دار الفكر العربي.ـ سيد، محود أحمد. 1988م. في طرائق تدريس اللغه� العربيه�. دمشق: جامعه� دمشق.

ـ السيوطي، جالل الدين. 2009م. المزهر في علوم اللغه� وأنواعها. بيروت: المكتبه� العصريه�. رالصالح، صبحي. التا. دراسات في فقه اللغه�. بيروت: دارالعلم للماليين.

رضيف، شوقي. 2003م. تاريخ األدب العربي، العصر الجاهلي. القاهره�: دار المعارف.ــتوي الناشئه�. ـ فجال، محمد بن محمود. 2008م. أثر التدريس باللغه� العربيه� الفصحي في مس

مجله� ـ الخطاب الثقافي. الرياض: كليه� اآلداب جامعه� الملك سعود. العدد3.www.culturediscourse.com

ـ الفراهيدي، خليل بن أحمد. 1967م. العين. بغداد: النا.ـ قدور، أحمد محمد. 1999م. مدخل إلي فقه اللغه� العربيه�. دمشق: دار الفكر المعاصر.

ـ الكرمي، حسن سعيد. 2002م. اللغه� نشأتها وتطورها في الفكر واالستعمال. عمان: وزاره� الثقافه�. ــأه� العربيه� ــه� تاريخيه� في نش ــام الدين. 2002م. العربيه� تطور وتاريخ، دراس ـ كريم زكي، حس

والخط وانتشارهما. القاهره�: مكتبه� النهضه� المصريه�.ـ الكفوري، جورج. التا. اللغه� العربيه� في ماضيها وحاضرها ومستقبلها. بيروت: النا.

ـ مدكور، أحمد علي. التا. التربيه� وثقافه� التكنولوجيا. القاهره�: النا.ـ النادري، محمد أسعد. 2005م. فقه اللغه� مناهله ومسائله. بيروت: المكتبه� العصريه�.

ـ وافي، على عبد الواحد. التا. علم اللغه�. القاهره�: دار نهضه� مصر للطبع والنشر.ـ ــــــــــــ 1956م. فقه اللغه�. القاهره�: لجنه� البيان العربي.

ـ ويلز، جيمي. 2010م. اللغه� العربيه�. الموسوعه� الحره�. www.wikipedia.org

ــين، خليل. 2005م. اللغه� العربيه� أسئله� التطور الذاتي والمستقبل. بيروت: مركز دراسات ـ ياسالوحده� العربيه�.

ـ يعقوب، إميل بديع. 1986م. فقه اللغه� العربيه� وخصائصها. بيروت: دار العلم للماليين.ـ ــــــــــــ 1985م. جبران واللغه� العربيه�. بيروت: منشورات جروس.

اصل المقالة (296 k)

Documents