ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/publicfiles/pdf/alsboa/1406.pdf ·...

24
www.awu.sy هـ1435 ذو القعدة5 - م2014/8/31 "1406" د: العد"شعة والع�شرونلتا�ال�شنة ا" ش�ؤون جريدة تعنى ب� والفن ت�شدرأدب والفكر الب العربلكتاد اا عن ا بدم�شق �شفحة24 ل.�س15 ل�س عزاء ل�شاعرقاومة اراحل ال �شــميحلقا�شـــم ا قراءةبولوجيةو اأنلثقافة ل البدوية العربية بلثقافة ا والفكر والتفكٌ بلــةُ ق علــىِ بَ ج الــوطنكمية مجدي الين التشكيلفنا لوحة ل �شنة على45 اإحراقة جرشجد الأق�شى ابارك ا

Upload: others

Post on 13-Jul-2020

20 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

www.awu.sy

العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـوالع�شرون" التا�شعة "ال�شنة

جريدة تعنى ب�ش�ؤون الأدب والفكر والفن ت�شدر

عن احتاد الكتاب العرب بدم�شق

24 �شفحة15ل.�س

جمل�س عزاء

ل�شاعر املقاومة الراحل �شــميح القا�شـــم

قراءة اأنرثوبولوجية

للثقافة البدوية العربية

بني الثقافة والفكر

والتفكري

قبلــة علــى

جبني الــوطن

لوحة للفنان التشكيلي مجدي احلكمية

45 �شنة على جرمية اإحراق

امل�شجد الأق�شى املبارك

Page 2: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"2 التا�شعة "ال�شنة ق�ضايا واآراءالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

ال�شمخي هادي • رحيم

بني الق�شة والقا�س

الق�شــة وكمــا ن�شتمــع اإليهــا مــن خــال الأم�شيــات الثقافية هي جمم�عة من الأحــداث يرويها الكاتب، وهي تتناول حادثة واحدة اأو حــ�ادث عدة، تتعلق ب�شخ�شيات اإن�شانية خمتلفة تتباين اأ�شاليب عي�شهــا وت�شرفهــا يف احلياة على غــرار ما تتباين حيــاة النا�س على وجــه الأر�ــس ويكــ�ن ن�شيبهــا يف الق�شــة متفاوتــا من حيــث التاأثر

والتاأثري.وتختلف الأق�ش��شــة يف اأنها ت�ش�ر فرتة كاملة من حياة خا�شة اأو جمم�عــة مــن احليــ�ات بينمــا الأق�ش��شــة تتنــاول قطاعــا اأو

جمم�عة اأدبية اأو م�قعا من احلياة.ولــذا ي�شطــر الكاتــب اإىل اخل��ــس يف تفا�شيــل يتجنبهــا كاتب الق�شــة لأن هــذا يعتمــد علــى الإيحــاء يف املقــام الأول اإذا فالفــرق الأول بينهمــا يتجلــى يف عمليــة الإختيــار اإذ بينمــا يحــاول كاتــب الق�شــة عر�ــس �شل�شلة الأحداث الهامــة وفقا للتدريــج التاريخي اأو

الن�شق املنطقي.ومهمة القا�ــس تنح�شر يف نقل القارىء اإىل حياة الق�شة بحيث يتيــح له الإندمــاج التام يف ح�ادثها ويحملــه على العرتاف ب�شدق التفاعــل الذي يحدث بــن ال�شخ�شيات واحل�ادث وهــذا اأمر يتي�شر

له اإذا ا�شتطاع اأن ي�ش�ر ال�شخ�شيات يف حياتها الطبيعية اخلا�شة.والق�شــة حــ�ادث يخرتعها اخليــال، وهي بهــذا ل تعر�س علينا ال�اقــع، كما تعرفه كتب التاريخ وال�شــرية واإمنا تب�شط اأمامنا �ش�رة مم�هة منه ول يفر�س الكاتب الذي يتجه اجتاها واقعيا يف ق�شته، اأن يعر�س علينا من احل�ادث ما �شبق وق�عه فعا اأو ما يثبت �شحته بال�ثائق وامل�شتندات، ول من ال�شخ�شيات ما له ذكر يف �شجل امل�اليد وال�فيــات. ولكن عليــه اأن يقنعنا مبكان حدوث مثــل هذه احل�ادث.

ووج�د مثل هذه ال�شخ�شيات يف احلياة التي نحياها ونعرفها.ويف ذلــك يقــ�ل جيم�ــس : ))اإن احليــاة ف�شــاء وا�شــع م�شيــع، يقــف الروائــي و�شطه لينتخب مــا ميكن اأن يف�شر بــه احلياة ويهدي بــه ال�شبيــل. اإن مادة الروائي ملزمــة ول �شك وقيمــة امل�شتندات ل تنكــر ولكن اإرادة الكاتب وت�شرفه يف هــذه امل�اد هما با �شك )الفن الروائــي احلــق( يجــب اأن يخ�شع مــ�اده لفنــه واأل يك�ن لهــا عبدا

مطيعا ه� همه النقل الأمن.ويف هــذه ال�شــ�رة املم�هــة يف ال�اقع هــي الأ�شا�س الــذي يرتكز عليــه فــن القا�س وتن�شــب عليه جهــ�ده. ولعلــه اأن وقــف اإىل ذلك م�شتطيــع اأن ينفــخ الــروح يف بع�ــس ال�شخ�شيــات التــي قــد تخلد يف الأذهــان اأكرث مما تخلد بع�س �شخ�شيــات التاريخ وللكاتب اأن يعتمد

على مبداأ الختيار لكي ي�شتطيع اأن ير�شم هذه ال�ش�رة املطل�بة.لدقتهــا ال�شخ�شيــة حياتــه يعرفــه اأن يهمــه ل فالقــارىء

وتفا�شيلها.ولعلنا جنل القا�س ونقدر جهده، عندما نح�س باأنه ي�شاعدنا على

احت�اء بع�س الن�احي املجه�لة والإنبعاثات الغام�شة يف حياتنا.ول يحتــاج القا�س اأن ير�شم لنا تلك ال�شــ�رة ال�اقعية اإذا عمد اإىل ت�شجيل كل ما تقع عليه عيناه من وقائع اإذا اأطلق خياله باحثا عــن الأ�شبــاب والنتائــج منقبا عــن الأفعال ومــا يت�قع لهــا من ردود واأ�شداء فــاإذا رجعنا اإىل الق�شة ))الكربياء واله�ى جلن اأو�شتي(( وجدنــا اأن الكاتبــة اختــارت مــن اأفكارهــا وجتاربهــا مــا يعينها على ت�ش�يــر ذلك ال�شــراع وعمليته والك�شف عن الأ�شبــاب التي اأدت اإىل

هذه النتائج اأو النتائج التي ت�لدت عن تلك الأ�شباب.هــي اأهم ما ي�جــه الكاتــب اإليه عنايتــه وي�شتطيع القــارىء اأن يهتــدي اإىل الطريقــة التــي �شار عليهــا الكاتب ويف كل ذلــك اإذ �شئل

نف�شه. عقب قراءة الق�شة هذين ال�ش�ؤالن: 1 - ما ه� العن�شر ال�شائد يف الق�شة؟!

2 - كيــف ن�شق القا�س مادتــه ورتبها بحيث يجعل تط�ر الق�شة وا�شحا وممتعا؟!

هذا امل��ش�ع ما يتعلق بالق�شة والقا�س من وجهة نظري.ح�شن مهدي اأب� ال�فا

مر�شد • نيفن ما اأحوجنا اإىل اجلمال..؟!

�شالح �شالح • فاطمة

قبلة على جبني الوطنك، اأت�شــاءل، يــا وطنــي.. ملــاذا ل ت�شتبعــد مــن فــ�ق اأر�ش)اأبنائــك( غري الباريــن.. بل، اجلاحدين.. بــل، التكفريين، بن، الفا�شدين، املف�شديــن..؟! الذين لهم )م�ؤ�ش�شاتهم( املخرة(.. واأكاد ــة! التــي ل تخدم �ش�ى )م�شاحلهــم اخلا�ش اخلا�شــ�ل )الإرهابيــن( الذيــن يجهــدون لتدمريك، اأجــزم اأنهــا توتزيــق ن�شيجــك املتكامــل.. لت�شبــح لقمــة اأنت اأيهــا ال�طن �شائغــة �شهلة، يبتلعها طغاة العال، امل�شتكربين يف الأر�س....

اأو – على الأقل – تدعمهم..!!!لي�شــت لــدي اأيــة )وثائــق( مكت�بــة.. لاأ�شــف ال�شديــد ، وما لدى الكثرييــن من اأبنائــك ال�شرفاء جــدا.. لكــن مالــديالأوفيــاء، معل�مــات �شفهيــة كافيــة، ووافية.. ل اأق�شــم اأنهم راأوا باأعينهــم.. ويف تراثنا العريق، الأ�شيل ما ه� تاأكيد على خط�رة، ا�شت�شهال التهام.. والعق�بة الطبيعية )النكال( ملن يتهــم �شخ�شــا راآه باأم عينه يفعل الفاح�شــة.. لأن الأمر، قد،

ه له(.. فكيف بالعن التي تكلمت، ول تر..!!! يك�ن )�شبل�شــت بطالبــة من�شــب، اأو، حتــى مكافــاأة.. اأيهــا ال�طــن

الأغلى.. اأبدا، يا وطني..

ــب.. اأو، دائرة.. اأو ول�شت، حتــى، بقادرة على اإدارة من�شها.. م�ؤ�ش�شة.. مهما كانت �شغرية.. لعدة اأ�شباب.. اأولها، واأهمــرت.. ومثلــي الكثــريون، اخلــ�ف مــن عقــاب �شمــريي، اإن ق�شوالكثــريات.. يا اأيها ال�طن الأغلــى.. ال�طن = الأم.. ال�طن = اجلميــع.. ال�طن = الأمانة... والأمانة، عجزت عن حملها

اجلبال.. !!الإدارة، �شي�شتلــم مــن !! اإذن.. - : عاتبــا �شت�شاألنــي، اأيتهــا املطالبة مب�ش�ؤوليــة، تتقاع�شن، ومثلــك الكثريون، عن

اأدائها..؟!اأجيب، اأيها ال�طن اجلامع : - هناك الكثريون، والكثريات ــل مــن اأبنائــك وبناتــك ال�شرفــاء الأوفيــاء، ي�شلحــ�ن لتحم

م�ش�ؤولية هذه )الأمانة(.. بكل اأمانة... ف الأمكنة التي لكن.. اأيها ال�طن اجلميل.. اأرج� اأن تنظ�شيك�نــ�ن فيها، من تلك الطحالــب.. واأن تزيل،اأي�شا، من اأمام عها )العابث�ن( اأقدامهــم، و اإقدامهــم.. تلك الع�شي التــي و�شلت�شقطهم من اأول خط�ة مباركة.. اأو، تعرقل م�شريهم، وم�شي

رتهم..

يحمــل الإن�شان مق�لة اجلمالــة ككائن منخرط به، ميال بطبعــه اإىل حــب اجلمــال، بعيــدا عــن النظريــات الفل�شفية والتحليــل، التف�شــري، يف �شيقــال ومــا قيــل مــا والنف�شيــة، والتعريــف، فاجلمال اإبداع، والإبداع حالــة وجدانية تقابل

التمتع باجلمال.والتمتــع �شفة الكائن احلي، وهي ال��شيلة التي يتميز بها الإن�شــان وتق�م على اأ�شا�س مــن املعرفة اجلمالية. ويف الآونة الأخــرية، مــا دام هناك ظ�اهــر جمالية، فا بد مــن اأن يك�ن هنــاك علم يدر�شها.. هــ� علم اجلمال. فبعيدا عن هذا، يبقى الإن�شان ه� الثائر علــى الأو�شاع ال�شائدة يف جمتمعه )هم�م احلياة، ال�ش��شاء، احلركة الع�ش�ائية( الكره، التي نق�ل هي

تعرب عن فئة بالأ�شل ل تدرك اجلمال.. ول حتب.واإذا ن�شينــا قليا تلــك التف�شريات للجمــال.. ن�شل ونحن متعقلــن باأن اجلمال �شــرورة حتمية لاإن�شــان، فعدم وج�ده يقــدم ج�شــدا غريبــا يعبــث بفــرح وحيــاة وخبــز، ودمــ�ع، وعيــ�ن الب�شــر. لتغلــق ال�شتارة كاأننــا اأمام م�شرحيــة فا�شلة، واأمــام ممثلــن تن�شح من �شخ�شياتهم الهــم بعدما اأثقلتك ل�ن

ال�شايرة الب�شع غري املدرو�س.واجلمــال روح الإن�شــان.. ويبقــى متعط�ــس اإىل اجلمال.. الــذي هــ� ممار�شــة يف الدرجــة الأوىل.. ويبقــى هــ� انفعال

ح�شي باجلمال، ويقرتن بال�عي.. والنفعال به.مهما اختلفنا.. بالذوق، ومهما ت�شاربت اأفكارنا، وتن�عت، يبقــى اجلمــال م�شاألــة ح�شاريــة ون�شبيــة يف عمليــة النظــر والتحليــل. وهــذا كلــه يتعلــق مبعرفــة النفعــال بالظاهــرة اجلماليــة، وهذه الظاهرة بالأ�شل من �شنــع الإن�شان. فلذلك

تع�دنا.. اأن نطلق جميل، قبيح.ولكــن القا�شم امل�شــرتك بينهما انفعايل وفكــري ونزوعي، ومهمــا اختلفنــا يبقــى الإدراك اجلمايل �شمــة الإن�شان الذي يتمتــع بالأ�شــل بع�شقــه للجمــال. يف كل الأ�شقــاع، والــذات الداخليــة التــي ت�شخ�ــس الأ�شيــاء، فيبقــى اجل�شــد الب�شري �شاحب احلكمة، و�شاحب اجلمــال املطلق.. بدءا من ح�اء.. واملق�لبــة تــزداد.. ولكــن اإىل اأي حد ت�شل وهــي انطلقت من البنى الجتماعية الدينية اأحيانا و�شادت هذه الناحية فرتة مــن الزمن. كمــا انطلقت من امل�شــرح.. الذي اأغلقــت اأب�ابه.. واأ�شبحــت الظاهرة اجلمالية تتبع اإىل م�شاألة الذوق الن�شبي

يف الفن )امل�شرح(.اأحيانا ت�شت�شلم اإرادة الإن�شان ملا ح�له، منطلقا من مق�لة

احلال اأف�شل من الآتي.واأحيانــا ي�شت�شلــم للعاقات التــي تدفعــه اإىل اللذة التي ل تزيــد عن دقائــق معــدودة... واأحيانــا.. يجل�ــس، ويفكر، ويتاأمــل، يف جتربــة احل�شــارة الراقية وهــي تن�شحب حفنة

بعــد حفنــة، وحجــر بعــد حجــر ويبقــى الأثــر الــذي يقدم الذكرى باأن املكان لتمثال اأو م�شرح، اأو ق�شر...

ـ ويتاأمــل داليــة العنــب عندمــا تفقــد اأعمدتهــا.. فتميل قهرا..

ـ واليا�شمن حن تفقد ع�شيقها اجلدار..ـ واجل�ري يفقد عطره امل�شه�ر عامليا..

ـ والفتاة املده�شة باجلمال.. طردت ابت�شامة كانت تفرح قلبها. والطفــل ي�شيع لعبته الثمينة بالن�شبة له على الأقل ـ

بن الركام..ـ واحلديقــة التي فقدت اأ�شجارها، وزه�رها، وحملت اإلينا

�شريورة املكان كيف اأ�شبح، وها ه� الذي �شيح�شل؟!.ـ امل�شــ�ؤول وهــ� ميــر دون اكــرتاث اأمــام ك�مــة )زبالــة(

وحاوية حتيط بها الأكيا�س من اجلهات الأربع.ـ اجلمعيات الأهلية فقدت حي�يتها.. لأن.. اأخذها الآخر

اإىل طريق اأخرى.ـ القــراءة.. اأ�شبحــت بــن التلفــاز وامل�بايــل، والنت، وما

اأدراك ما يعر�س وما �شينتظرنا يف امل�شتقبل.ـ ال�احد منا اأ�شبح.. ل كما ي�شبح كما كنا..

ـ فنجــان القهــ�ة املــرة واحللــ�ة.. اأخذ طريــق اخلرائط والتنجيم، اأخذ طريق.. ل قه�ة �شباحية بعد الي�م.ـ ال�ش�ق املل�ن.. اأ�شبح رماديا، متعدد امل�شت�يات..

ـ املثقف.. ما اأدراك منه.. وكيف يعي�س؟!ـ الفنــان الت�شكيلــي، ينــزوي يف مر�شمــه.. يحتفــظ بتلك

الل�حات اجلميلة.ـ التلميــذ وه� يلب�ــس �شدريته.. ل يعرف متــى يع�د.. اأو

�ش�ف يع�د..ـ �شكــرا.. لــذاك التمثــال.. ال�شاهــد ال�شامــت.. يــا ليــت

الفنان يتكلم عنه..علــى والأجمــل باجلمــال.. احتفــظ للــذي مرحــى.. ـ

الإطاق احلب..وكما يق�ل الأديب نزار بني املرجة..

اأخربوين عن زقزقة الع�شافري �شرخاتها.. قبل اأن تغادر الغ�ش�ن والن�افذ

اأجل اأخربوين عن الع�شافريوقد هجرت اأ�شاك الكهرباء

بعدما كانت تزينها ك�شارات امل��شيقى.. اإذا ما اأح�جنا اإىل اجلمال..

اإذا �شــاء الإن�شان لنف�شه اأن تنــال ال�شعادة، واأن ي�شتمر يف احلياة..

واأن يحقق الت�ازن بكل اجل�انبما اأح�جنا اإىل اجلمال يف ال�قت الراهن.

Page 3: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

3 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ ق�ضايا واآراء

كـــــــــــــــــــــــــلمة

جمعة • ح�شن

تعد الثقافــة باأن�شاقها املعرفية وال�شل�كية، وتنــ�ع اأ�شاليبها احلامل الفكري والجتماعــي وال�شيا�شي والقت�شادي والإعامي والتقني الذي مييز جمتمعا من اآخــر... ومن ثم فهي ال�ش�رة ال�شادقــة حلاجاته وم�شاعره وق�شاياه يف كل زمان

ومكان...وكلما ات�شمت بالن�شج وال�عي والنتماء اإىل قيم ال�طن وجماع ف�شائله كانت اأ�شــد نفعا لأبنائه... ولعل التفجر املعريف والتقني والإعامي يف القرن الع�شرين م للمثقفــن قــ�ة اإ�شافيــة وفاعلــة للنا�ــس جميعــا لكــي يك�نــ�ا قادرين على قــدمقاومــة كل ما ه� �شلبي يف حياتهــم وحياة جمتمعاتهم، وتبني امل�شاريع الثقافية الإيجابيــة التــي تنــح الب�شريــة قــدرة علــى ال�شتمــرار يف النه��ــس، والتقدم وبخا�شة اأنها تعي�س ع�شر املعل�مات التي تتغلب على كل �شكل من اأ�شكال العطالة والفراغ والحتكار... وقد و�شعت �شريحة ال�شباب قبل غريها يف جمال عنايتها. فالأفــكار املبتكــرة واملتاحة للجميع قــادرة على الإ�شهــام يف �شناعة امل�شاريع عــد ثقافيا وعلميــا واجتماعيا واقت�شاديــا، وتقنيا؛ ما املفيــدة علــى خمتلف ال�شيعنــي اأن تنمية املهارات ت�ؤدي اإىل ابتداع اأفكار جديدة... ولعل هذا كله يفر�س

على كل مثقف واإن�شان عاقل اأن يدرك ـ م�شبقا ـ اأمرين اثنن:الأول: ك�شــف حمــاولت تزييــف الفكــر وال�عي. وهــي حمــاولت ت�شتهدف جميع الأمنــاط الثقافية ال�طنية؛ وعلى راأ�شها الثقافــة الدينية والجتماعية التــي يرتكــز عليها املجتمع منذ اآلف ال�شنن؛ اإذ حــاول اأعداء الأمة منذ ت�شكيل احلركــة ال�هابية عــام )1744م( ثم حركة الإخــ�ان امل�شلمن عام )1928م( التاعــب بالذهنيــة الدينيــة والجتماعيــة ملــاآرب �شيا�شيــة... ومــن ثــم يبلــغ التزييــف مداه اإذا تاعــب اأعداء ال�طن والأمة بالغرائــز وال�شه�ات واحلاجات

ال�شرورية لاإن�شان...الثــاين: فهــم ثقافة الآخــر واأهدافه من خــال فل�شفته ووظائفهــا ومبادئه وقيمــه التي حتركه، وهي ثقافة متباينة يف بع�س اجتاهاتها للثقافة ال�طنية/ الق�ميــة، على حن كانــت ثقافة ا�شتعائيــة ا�شتعمارية لدى الغــرب، ومنذ اأيام

ال�شت�شراق اإىل اأيام الع�ملة.ولذا لبد من اأن نتناول يف البداية حديثا م�جزا عن التفكري ونبداأ بتعريف الفكــر ثم التفكري؛ فالفكر: ه� امللكات العقلية اأو الذهنية الإدراكية )املعرفية(

التي ميتلكها اإن�شان ما... اأما التفكري فقد تعددت تعريفاته ومنها:1 ـ هــ� عمليــة ا�شتخــدام العقــل يف حماولــة حــل امل�شــكات، اأو ال��ش�ل اإىل

نتيجة ما يف م��ش�ع معن.ـ ه� عملية اإبداعية تتعلق بحل امل�شكات. 2

ه� حل م�شكلة ما عن طريق ال�شتخدام الفكري للعقل. ـ 34 ـ هــ� ا�شتخــدام امللكات العقلية والقدرات املعرفية الإدراكية حلل امل�شكات

وال�ق�ف يف وجه حتكم الع�اطف.اإذا ل حــل مل�شكلــة ما مــن دون تفكري؛ ول تفكــري من دون ا�شتخــدام املدركات العقليــة ومهاراتهــا املعرفيــة املتطــ�رة. ولذلك يتميــز الإن�شان بالفكــر )العقل( وبطرائــق التفكري ومهاراته لإنتاج ثقافة �شاحلة ملعاجلــة امل�شكات املتن�عة... ولهــذا فحن �شئل الكاتب الإنكليزي )ج�رج برنارد�شــ�( عن �شر عبقريتة اأجاب باأ�شل�بــه: “اإننــي اأفكــر يف الأ�شب�ع مرتــن”. وما من اأحد ل يعــرف مق�لة: “اأنا

اأفكر، اإذا؛ اأنا م�ج�د”.ثــم اإن الذكاء مــن جن�س الفكر، وه� يف�شى اإىل ح�شــن التكيف ب��شفه مهارة تيــز الإن�شــان الناطــق. وي�شــدد الفنزويلــي )مات�شــادو( ـ M achado، علــى

الذكاء، ولذا عن وزيرا للذكاء يف باده.امل�اقــف وابتــكار الآراء، وتبــادل احلــ�ار مــع يتفاعــل الذكــي فالتفكــري والأج�بــة... والتحري�ــس علــى الإبــداع والك�شف... وهــ� يت�قد كلمــا ا�شتطاع ا�شتيعاب الأن�شاق الثقافية اأيا كان م�شدرها، علما اأن الثقافة هي مدخات الذهن مــن اأن�شاق معرفيــة واجتماعية ودينيــة واعتقادية واأدبية وفنيــة واقت�شادية و...وحت�لهــا اإىل �شلــ�ك وقيم يعتنقها النا�س ويتمثل�نهــا يف حياتهم، وتربيتهم

كابرا عن كابر...واإذا كنــا نختــار هــذا التعريف مــن تعريفات كثــرية فاإن املثقف مــن ملك هذه الثقافــة ووظفهــا لتحقيــق الأهــداف التــي ي�ؤمن بهــا. ويقــف املثقــف الع�ش�ي ـ

بني الثقافة والفكر والتفكري

كـــــــــــــــــــــــــلمة

البقية .................................................................................�س22

ال�شيا�شين على وج�د املراقبن من الكثري يجمع يف ليبيا يف يجري وما م�شر يف جرى ما بن ت�شابه حركة بها تق�م التي ال�شيا�شي، الإ�ــشــام م�اجهة من املتبقية ال�طنية الــقــ�ات ومعها ليبيا، اإنــقــاذ حفرت، خليفة املتقاعد الل�اء بقيادة الليبي اجلي�س يق�م ما اأن اإىل املراقبين، هــ�ؤلء بتكهن يدفع كما به حفرت �شد الإرهاب، �شياقي دعما حمليا، وعربيا، ودوليا، كما لقى اجلي�س امل�شري عندما كان الرئي�س ال�شي�شي قائدا له، وبالتايل فاإن احلركة عبد الفتاح عليه يجمع اعــرتافــا �شتاقي حفرت، يق�دها التي الأعداد ت�شفية بعد ل�شيما الليبي، العربي ال�شعب الليبين على يد الإرهابين من الكبرية من امل�اطنن اأي�شا هــ�ؤلء يجمع كما امل�شلمن. ــ�ان الإخ جماعة امل�شتقطبة ملجم�عة اأن حفرت يتميز ب�شخ�شيته على اأن بعد الدولية، وامل�شالح الإقليمية التحالفات من �شد الدائرة الدولية احلرب يف جنديا نف�شه و�شع ال�شاحة على احلرب لهذه حفرت وباإعان الإرهــاب، �شد م�شر، جانب اإىل نف�شه و�شع قد يك�ن الليبية، ل�شيما وتركيا، قطر يف خلفهم يقف ومــن هـــ�ؤلء يف امل�شري اجلي�س جانب اإىل م�قفه اأعلن اأن بعد مع م�شر حدود على املع�شكرين الإرهابين م�اجهة ليبيا، بهدف تنفيذ عمليات اإرهابية مل�شلحة الإخ�ان امل�شلمن بعد عزل حممد مر�شي. وال�ش�ؤال الذي يطرح

نف�شه من ه� حفرت؟ ومما تتك�ن حركة اإنقاذ ليبيا؟.يعد الل�اء املتقاعد خليفة حفرت من الك�ادر التي اأثناء ث�رة الفاحت من ال�شلطة يف ليبيا، ا�شت�لت على اأيل�ل 1969، بقيادة معمر القذايف، وظل حفرت حليفا وثيقا له طيلة �شن�ات، ترقى من خالها لي�شبح رئي�شا لأركان الق�ات امل�شلحة الليبية، وبقي على هذه احلالة للق�ات عاما قائدا القذايف عينه اأن اإىل ال�لء، من الليبية التي اأر�شلها اإىل ت�شاد،عام 1987، لكن ق�اته منيت بهزمية على يد الق�ات الت�شادية يف احلرب التي عرفت با�شم حرب “تي�تا” وتكن الت�شادي�ن من اأ�شره ونفى حلفرت، تنكر القذايف لكن جن�ده، من 300 مع وج�د ق�ات ليبية يف ت�شاد، الأمر الذي ترك حفرت يف ورطة، اأنقذته منها اأمريكا، بعد اأن حررته من �شجنه يف عملية لتزال لغزا حتى ي�منا هذا، ليمنح بعدها حق اللج�ء ال�شيا�شي يف ال�ليات املتحدة الأمريكية، لاإطاحة جه�ده لتكري�س مهياأة الفر�شة ولت�شبح تقاربه دفعه ولقد اإ�شقاطه. على والعمل بالقذايف املعار�شة حركة اإىل ان�شمامه ليعلن الأمريكين، من

الليبية التي تدعمها كانت اأمريكا يف الأ�شا�س.ول يعد حفرت اإىل ليبيا اإل بعد اأحداث ما ي�شمى دور فيها له كان والتي ليبيا، يف العربي( )الربيع بـ بعدها لي�شبح بنغازي، منطقة يف وخ�ش��شا ــارز، باأن له خطط الــذي ال�طني، اجلي�س ــان لأرك رئي�شا انقابه بعد الليبي، النظامي للجي�س بديا يك�ن الكرامة حملة اأطلق اأن وبعد ال�طني، امل�ؤتر على خال من مدنيا، الدولة بــاإدارة طالبت التي الليبية ولقد للق�شاء. الأعلى املجل�س اإىل ال�شلطة ت�شليم عر�شه بعد املا�شي، �شباط �شهر يف جن�ميته ملعت لت�شجيل م�ش�ر، يظهره وه� ير�شم خطة لإنقاذ ليبيا، داعيا الليبين اإىل النه��س يف وجه الربملان املنتخب اإياهم حمما امل�شلم�ن، الإخ�ان عليه ي�شيطر الذي

م�ش�ؤولية تخريب ليبيا. ت�شتهدف حركته فــاإن حفرت، به �شرح ملا ووفقا املرتبطة الإرهــابــيــة اجلــمــاعــات مــن ليبيا تطهري

قدرة عدم ب�شبب خطرها ت�شاعد والتي بالقاعدة، لت�شمل تاأثرياتها وامتداد �شاحها، نزع على الدولة ت�شكل باتت وبالتايل واجلــزائــر...، وت�ن�س، م�شر، باأ�شره. العال على بل فقط، ليبيا على لي�س خطرا قبائل اإحــدى اإىل ينتمي الــذي حفرت ا�شتطاع ولقد الــعــاقــات مــن جمــمــ�عــة ينتج اأن �شرت” مــديــنــة اجلديدة على ال�شاحة الليبية م�شتثمرا لي�س �شعبيته فح�شب، ال�شابق الليبي اجلي�س و�شط ع�شكري كقائد تاأتي ودولية، اإقليمية، لعاقات امتاكه عرب واإمنا ما فيها مكث التي اأمريكا مع عاقاته الطليعة يف يقارب 20 عاما قبل اأن يع�د اإىل بنغازي. ولقد جتلى له قبلي دعم خال من ماحمه وبدت الإنتاج، هذا �شئمت هيمنة اجلماعات التي ، ليبيا كافة اأنحاء من تلقاه الذي الدعم عن ف�شا وتهديداتها، الإرهابية من ق�ات اجلي�س ال�طني الليبي، حيث ك�شفت املعارك للطائرات ا�شتخدامه اأعــدائــه، وبن بينه الدائرة الق�ات م�شاندة ي�ؤكد الذي الأمر الليبية. احلربية اجل�ية له، عاوة عن تاأييد الق�ات اخلا�شة وال�شرطة الع�شكرية، وغريها من اأجنحة الق�ات امل�شلحة، التي ب�شكل ليبية نفطية مــرايفء على �شيطرتها تب�شط هذه ملجم�ع حفرت اجتذاب من الرغم وعلى كامل. حركة باأنها حركته ي�شف مــن هناك ــاإن ف الــقــ�ى، الأيدي�ل�جيات خمتلف جمم�عا ت�شم ف�شفا�شة، الذي الأمر ال�شيا�شي. الإ�شام اإرهاب ي�اجه�ن ممن ي�ؤدي اإىل وج�د تناق�س داخل حركته، ومع كل هذا حتالف م�اجهة يف ـــارزا، ب دورا تلعب حركته فــاإن اإىل ليبيا ح�ل والــذي له، امل�شاد ال�شيا�شي الإ�شام مركز جتمع للتنظيمات الإرهابية، وجعل منها م�شدرا فيه اكت�ت الذي الإرهاب، وت�شدير ال�شاح، لتهريب و�ش�رية... واجلزائر، م�شر، واإمنا فقط، ليبيا لي�س بعد اأن حت�لت ليبيا على مدى ثاث �شن�ات من �شق�ط القان�ن عن اخلارج�ن فيه يعيث مكان اإىل القذايف، بكل واملــخــدرات الأ�شلحة جتــار فيه ويعمل ف�شادا،

حرية. اإىل املقدمة املتحدة الأمم تقارير اأظهرت لقد جمل�س الأمن يف �شباط املا�شي، اإىل اأن الأ�شلحة املهربة من ليبيا قد اأججت ال�شراع يف املنطقة، و�شاعدت على انعدام الأمن، وانت�شار الإرهاب، يف اأكرث من مكان على اخلارجية وزارة تقارير اأ�شارت كما العال، امتداد الأمريكية، اإىل اأن املجتمع الليبي ي��شك على الإنهيار، ب�شبب ما انتابه من ارتفاع ملعدلت اجلرمية، وازدياد للقتال بن ف�شائله امل�شلحة، ف�شا عن ف�شل احلك�مة النق�شامات احلا�شلة، ب�شبب الباد، اإدارة الذريع يف الفاعلة اجلهات خمتلف بن اله�شة، والتحالفات الع�شكرية منها واملدنية، نظرا لختافها على ال�شلطة والرثوة. زد على ذلك �شيطرة الزعامات القبلية على غالبية مناطق ليبيا، وعاقتها امللتب�شة مع اجلماعات بناء يف تقدم اأي اأمام حاجزا تقف والتي امل�شلحة، اأيــة غيب ــذي ال الأمـــر الليبية، الــدولــة م�ؤ�ش�شات الليبية، الف��شى خارطة طريق وا�شحة للخروج من وفر�س واقعا يق�شم ليبيا اإىل دويات حماطة بجدار حركة ت�شتطيع فهل واخلـــراب، الف��شى من عــازل ا�شتغاثات من نــراه وما حفرت، يق�ها التي الكرامة ونداءات للتدخل الدويل للحفاظ على حياة الرئي�س املجم�عات وعبث ف��شى من ال�شرعية وامل�ؤ�ش�شات امل�شلحة غري ال�شرعية اأن تعيد لليبيا كرامتها العربية

والدولية؟.

قراءة يف امل�شهد الليبيبركات • �شليم

Page 4: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"4 التا�شعة "ال�شنة ق�ضايا واآراءالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

نهايــة يف بــداأت ظاهــرة ال�شت�شــراق القــرن الثامــن ع�شــر يف الغــرب، لاطــاع علــى ح�شــارة ال�شرق، والبحــث يف مفردات حياتــه، وخ�شائ�س و�شمات تلــك احل�شارة لذلــك ال�شــرق املجيــد، ولي�ــس بخــاف على اأحد مــا لل�شرق من �شحر اأخــاذ، ففيه تن�ع اللغــات، وجــذور والثقافــات احل�شــارات وتــازج الف�ش�ل وتنــ�ع الت�شاري�س، وكرثة الأنهــار والينابيع،وروعــة اجلمال،كل ذلك ا�شتقطــب ذاكــرة الغريبن مــن كل فئاتهم، وعكفــ�ا علــى درا�شــة خ�شائ�ــس املجتمــع ومعي�شته وعاداته وتقاليده،وبكل تفا�شيل احليــاة لتلك املجتمعــات وال�شعــ�ب، طالت ذلــك حتى الفنان الت�شكيلــي، فنقل�ا للغرب �شــ�رة كاملة عــن ال�شرق، وعرفــ�ا م�اطن ال�شعــف ومكامن الق�ة، فمكامن ال�شعف من اأجــل تنميتها يف نف��ــس النا�شئــة، ومكامن القــ�ة من اأجــل تبديدهــا وحتطيمها، فقد ظهــر جيل جديــد مــن العلمــاء والباحثن الغريبــن الذيــن �شحرهم العــال ال�شرقي وكر�شــ�ا حياتهم وطاقتهــم العلمية لفهمه ا�شتهروا)بامل�شت�شرقــن( بــه والتعريــف وهــذا مما جعــل الغرب يدرك تامــا الزمن امل�اتــي لل�شيطــرة على ثرواتــه والطريقة املثلــى، ل��شع �شيا�شــة ا�شتعماريــة غربية، لإحــداث ال�شــروخ والتناق�شــات فيمــا بن ذلــك اأ�ش�ــس علــى العربيــة، املجتمعــات وتذكيــة ، والإقليمــي الطائفــي التفكــري النعــرات الطائفيــة والقبليــة ، ف�شــا عن درا�شتهم للغة العربية،مما قربهم اأكرث اإىل فهــم ح�شارة هــذه اللغــة والتعاطــف معها، فقامــت هــذه املدار�س لهــذه الغايــة ، ومنها املدر�شــة الإ�شت�شراقيــة علــى يــد روادهــا الأوائــل )ديــ�ي( و)اوغ�شتيــان بريك( يف علــم الجتمــاع ، فانتقلــت مــن العجائبيــة اإىل الدرا�شــة املنهجيــة والعلمية، وتزويد احلقائق، وكان ال�شرق حائرا بن الإعجاب وبن اجلا�ش��شية الغربيــة مل�شاعدة دولهم على فهــم جمتمعاتــه و�شياغــة ال�شيا�شات املنا�شبة، وعلى الرغم من ذلك نلم�س هناك من احلالت ال�شاذة، فمن ا�شته�اهم ال�شرق واعتنق�ا مبادئه وقيمه واعتنق�ا الإ�شام كمــا يق�ل “ن�شــر الدين دينيــه” وه� فنان فرن�شي عا�س يف اجلزائر وق�شى بقية عمره يكتب وير�شم يف اجلزائر، اإن الذين حتدث�ا عن معال ال�شرق بكل تفا�شيله وعربوا عن كل جزئيات احلياة الجتماعية والثقافية مــن الفر�ــس ملقتن�شــي جعــل وال�شيا�شيــة ال�شتعمــار والإمربيالية فر�شــة لل�شيطرة �شببــا يكــن ل هــذا ولكــن ال�شــرق، علــى كافيــا، فلــ� ل يكــن بطريقــة الإ�شت�شراق، فــكان بطريقــة الرتجمة، اأو بطــرق اأخرى ت�شتطيــع هــذه ال�شع�ب اأن تتبــادل املعارف واخلــربات، ولكــن تزامــن ذلــك مــع وجــ�د رغبــة للغرب لل�شيطرة علــى ال�شرق ترافق مع تــدن وا�شــح لــدى جمتمعــات ال�شرق يف مقاومة ذلك، ولأ�شباب كثرية يف فرتة كان�ا منهكن مــن احلروب وو�شــ�ل اإىل ما خلفه هــذا ال�شتعمار مــن جهل وتخلــف، فهي من الأ�شبــاب التي �شهلــت الطريق اأمــام الغرب

لل�شيطــرة علــى ال�شــرق وثرواتــه وتراثــه ب�شيــغ خمتلفــة ومتباينــة، بــن النتداب جزيــل مــن وكان والحتــال، وال��شايــة عطائهم يف هذا اجلانب ما ورث�ه لل�شرق ه�

تلك التجزئة التي ينعم بها ذلك ال�شرق .اإن عمليــة الت�شارع يف املعل�مات، واأ�شبح “�شــارل قــال كمــا �شغــرية قريــة العــال ماكل�هــان”: واإن كثافة املبادلت الثقافية والعملية بن خمتلف اجلهات، ودون ال�ق�ف الإيدي�ل�جيــات اأو الــدول حــدود عنــد اأوالق�ميــات واختلطت ال�جبــات الثقافية بن امل�جــب وال�شالب والــكل ين�شد �شالته، فهــل �شيك�ن ال�شت�شــراق يف نهايته وت�شليم مهامــه اإىل ال�شــرق؟ اأم اأنه �شيعيد نف�شه مع

هذه التط�رات؟.اإل اأننــا نلم�ــس مــن خــال ا�شتعرا�شنــا �شــر وعــن الب�شريــة، التجمعــات مل�شــرية التــي منهــا، البع�ــس لبقــاء الدمي�مــة املعايــري مــن جمم�عــة علــى ارتكــزت الإن�شانية والقيمية التــي جعلت ح�شارتنا بالدرجــة اإن�شانيــة �شبغــة العربيــة،ذات احل�شــارات بقيــة عــن وميزتهــا الأوىل وال�شعــ�ب عــرب الع�شــ�ر، وهذا هــ� اجلانب الــذي افتقدتــه كثــري مــن الأمم وال�شع�ب م�شريهــا كان وبالتــايل واحل�شــارات، الف�شل، هذا ممــا حدا بالآخرين من الغرب البحــث عــن ال��شائــل وال�شبــل لل�شيطــرة علــى مقــدرات هذه احل�شــارة، فقــد ظهرت يف فــرتات متفاوتــة، كلها كانــت تهدف اإىل ال�شيطــرة علــى ال�شــرق والتمتــع بخرياته ونهــب مــ�ارده، فامل�شطلح لي�ــس بجديد من حيــث ال�شــ�رة، ولكنــه كان اأكــرث رواجا يف كل ج�انــب احلياة، فقد ظهرت منذ ح�ايل مئتــي عــام بــن الغــرب وال�شــرق، ف�شــ�ل مــن املعرفــة مبنيــة علــى اخلــ�ف والريبة حم�ش�ة بالأهداف والغايات وال�شبل حينا، وبــداأت حينــا اآخر ب�جــه �شافــر باحتال عرب هدير املدافع، وهــذه ال�ش�رة جتلت يف حملــة نابلي�ن ب�نابرت على ال�شرق، ف�شا عن ما حمله معه من العلماء والآثارين وما

رافق ذلك احلملة من �شفك للدماء.لقد نــادى الكثــريون من دعــاة النه�شة فكريــة منهجيــة و�شــع اإىل العربيــة وثقافيــة علميــة اأ�ش�ــس علــى ودرا�شــات متينة، ملا يعيــد لهذه الأمة األقها وتط�رها، فكانــت هدفــا لا�شت�شــراق ودعاتــه وحتى تاريخــه، ويبقــى فم ال�شــ�ؤال مفت�حــا اأين نحن من هــذه التغريات؟ اأيــن نحن من الكم الهائــل مــن املعــارف والعلــ�م التــي نتلقاها كم�شتهلكــن حتــى علــى م�شتــ�ى الثقافــة؟ لتنطبــق علينــا املق�لــة اإننا نــاأكل اأكرث مما ننتــج، فا خري بهــذه الأمــة واأ�شبحنا ندور

يف حلقة مفرغة اجتاه ق�شايانا امل�شرييةاملفكريــن هــ�ؤلء مــن اأغلبيــة واإن اأكــرث فمــا قــد خــارت ق�اهــم، واملثقفــن العنا�شــر التي جتمعنــا، وما اأقــل العنا�شر التي تفرقنا، ول يق�م�ا بذات الدور الذي قــام به امل�شت�شرقــ�ن ي�ما مــن الأيام، وهل �شيتنــادى املثقفــ�ن لتكــ�ن لدينــا ظاهــرة

ال�شتغراب يف ال�شرق؟...

ال�شت�شراق...ماله وماعليهالدروي�س • عيد

حن يكــ�ن ال�شعــر، والفن عم�مــا، ا�شتجابة بالزيــف، يت�شــف فاإنــه خارجيــة، حلاجــات وبالنفاق الفنــي والأخاقي، تغلب عليه ال�شنعة والفتعــال، ويفتقد الرونق والنــداوة وماء الفن، �شنيع اأولئك الذين ي�شتنفرون اأقامهم واأدواتهم املت�ا�شعــة لإجناز ن�ــس ي�شارك�ن بــه يف منا�شبة مــن املنا�شبــات الجتماعيــة اأو ال�شيا�شيــة، حتى ل تف�تهــم فر�شة، وحتى ل يخرجــ�ن من امل�لد با حم�س )كما يق�ل املثل(، هذا اإذا كان ال�شاعر م�ه�بــا، اأمــا غري امل�ه�بــن فاأكرث مــن الهم على القلــب، واإن ازداد ال�شعــ�ر ب�ج�دهــم املقيت اأيام

امل�ا�شم.وال�شعــر، والفــن عم�مــا، لي�ــس رخي�شــا اإىل الدرجــة التي جتعلــه يف متناول اجلميــع، اإنتاجا اأن دون جمانيــة ب�شــ�رة ي�شتهلك�نــه وتذوقــا، يك�نــ�ا علــى ا�شتعداد لبذل اجلهــد الثقايف الذي

يتطلبه الدخ�ل يف ع�ال ال�شعر والفن.اأجــروؤ علــى القــ�ل بنخب�يــة واإذا كنــت ل بالفعــل(، نخب�يــان اأنهمــا )مــع والفــن ال�شعــر لأنهمــا م�جهان اإىل الذين اأعــدوا اإعدادا خا�شا، ليح�شنــ�ا تلقيهــا وتذوقهما..، فاإننــي اأجروؤ على الت�شريــح بق�ل يكاد اأن يك�ن مكافئــا واأزعم باأن ال�شعــر ر�شالة خا�شــة اإىل نف��س خا�شة اأح�شنت تاأهيــل نف�شهــا، واإن كنــت مــن امل�ؤمنــن ب�شــرورة وجــ�د ال�ش�ابــط والق�اعــد وامتــاك الأدوات وتقنيــات ال�شنعــة ال�شعريــة، اإىل جانب امل�هبة والطبــع وال�شليقة امل�اتية، دون اأن يفهم اأحد من كامي اأنني اأقــدم ال�شنعة والتقنية على امل�هبة الأ�شيلة، والعف�ية اجلميلــة، لأنني اأق�ل مع من قــال بحق: ل فن دون �ش�ابــط، ذلك اأن �ش�ابط ال�شعــر هــي التــي تيــزه من �شــ�اه مــن الأجنا�س الأدبيــة الأخرى، ينطلق منها ويعــ�د اإليها، وهي التــي ت�شــكل مرجعية القــراءة النقديــة ومعيار التــذوق؛ دون اأن يعنــي هــذا اأن ال�شاعــر م�شطــر لان�شياع ل�ش�ابط ال�شعر وق�اعده ول �شيء غري ذلــك، لأنــه اإن فعل ذلــك ف�شيبقى يف اأفــق التابع، والتابــع من طبيعتــه اأن يبقى يف اخللــف متاأخرا عمــن �شبقــه. وال�شعــر لي�س ذاكــرة جترت جتارب وتنظيمهــا ترتيبهــا وتعيــد والآبــاء املتقدمــن فح�شب، واإمنا هــ� تاأ�شي�س لذاكرة جديدة اأي�شا. وال�شعر لي�س روؤية حمك�مة بال�شائد وامل�شتقر من القيــم، ولي�س اإرادة واعية فقط.. اإنه اإىل جانب ذلك كله، وقبل ذلــك كله، روؤيا، وحلم، وت�ق اإىل النعتــاق، وطمــ�ح، ول وعــي )واإن كان ل وعيــا واعيا اإن �شحت العبارة(. وح�شب �شهادة ال�شاعر العراقــي )�شامي مهدي( فاإن ال�شعــر وحي واإلهام وجن�ن من جهة، ووعي واإرادة و�شناعة من جهة ثانيــة. والق�شيــدة اجليــدة، كالل�حــة اجليدة، قــادرة علــى اإخفــاء اأ�شــرار �شنعتها وعــدم الب�ح مب�شادرهــا، وت�شعــى اإىل تقــدمي نف�شهــا ب��شفها ف�شــاء مزجت فيه مــ�اد واأل�ان بهــذه الن�شبة اأو تلك. فتــذوق الل�حة، وال�شتمتاع بهــا �شيء، اأما حتليلها ملعرفة طبيعية امل�اد الأولية التي دخلت يف �شنعهــا ف�شيء اآخر خمتلف تاما: التذوق فن، واإعــادة اإنتــاج، ونقــد واع، ي�شتنــد اإىل اإح�شا�ــس مرهــف قادر على التقاط نقاط الت�هج والإبداع والأ�شالــة.. اأما التحليل فن�ع من الطب ال�شرعي الــذي ميار�س علــى اجلثث غالبــا، ملعرفــة اأ�شباب

ال�فاة وحتديد اأدوات اجلرمية.بكلمــات اأخــرى اأقــ�ل: اإن تــذوق الل�حة، اأو

الق�شيدة، يعنــي القدرة على العي�س ول� للحظات حيــث اأرادت تلــك الل�حــة اأو الق�شيــدة منــا اأن نعي�س، اأو حيث اقرتحت علينا اأن نعي�س، اأو حيث فتحــت لنــا كــ�ة مــن الت�هــم واخليال الــذي قد يق�دنا اإل ما ل عن راأت ول اأذن �شمعت ول خطر

على بال ب�شر.وي�شكلهــا ق�شيدتــه، يبنــي حــن وال�شاعــر بال�شــ�رة التــي يعر�شها بها على النا�ــس، ك�شاقل يــد علــى امل�شق�لــة املا�شــة اأن فكمــا الأملا�ــس، �شنــاع ماهــر ل يظهر فيهــا اأي اأثر لــاأدوات التي ا�شتخدمــت يف عمليــة ال�شقــل لنقلها مــن احلالة اخلــام اإىل احلالــة التي هــي عليهــا، اأو كالنحات الفنــان، الــذي ل يــرتك علــى تثالــه اأي اأثر من �شربــات الإزميــل، بعــد اأن قــام بتح�يــل احلجر الغ�شيــم اإىل �شكل اأو تك�ين ي�شج باجلمال، ونكاد ن�شمعه يق�ل ما اأراد منه الفنان اأن يق�ل؛ وبذلك يتح�ل الأثر الفعلي اإىل ميدان ل�شراع الإرادات، اأو فلنقل: ل�شجال الإرادات، اإرادة الفنان واإرادات

املتلقن والنقاد.مــن وال�شــكل، القــاع ا�شتعرنــا م�شطلــح واإذا نظريــة )اجل�شطلت( يف علم النف�ــس )علم نف�س ال�شيغــة(، ن�شتطيع اأن نقــ�ل: اإن القاع يف ال�شعر، ويف الفن�ن عم�ما، ه� ال�شنعة والتقنية، وال�شكل هــ� املعنــى، اأو املغزى، اأو مــا اأراد الفنان اأن يربزه، اأو مــا راأى املتلقــي اأنــه املق�ش�د من العمــل الفني. وكمــا اأن ال�شــكل ذا احل�شــ�ر القــ�ي والطاغي ل يــدع فر�شة لربوز القاع اأو النتبــاه له، ول يك�ن ثمــة �شــيء �شــ�ى ال�شــكل، واأعنــي بال�شــكل هنا: الق�شيــدة(، ال�شــايف )يف حالــة الفــن، وال�شعــر ي�ش��ــس ول يلهينــا ول القــاع ي�شغلنــا ل حيــث علينــا، ول يزاحــم ال�شكل يف حــق ال�ج�د، بل ل ننتبــه له اأ�شــا اإل حــن الدرا�شــة النقدية لأن بروز القــاع يعنــي بب�شاطة تهافت العمــل الفني، وانحطاطــه بــل اإن بــروز القــاع ي�قــع املتلقــي يف اللب�ــس والغم��س، حن يزوغ فكــر املتلقي نتيجة تبــادل الأدوار بن القاع وال�شــكل، فيتح�ل القاع اإىل �شكل وال�شكل اإىل قاع يف عملية خداع ب�شري م�شنيــة، كتلك الل�حــات التي يق�شــد منها خداع الب�شــر، ففــي اإحــدى الل�حــات يذهب املــرء اإىل اأنه يــرى وجهن متقابلن تــارة، اأو مزهرية تارة

اأخرى، وهذا الأمر مربك ومرهق يف اآن معا.واخلا�شة: اإن ال�شنعة م�ج�دة يف كل اإنتاج فني، لكنها ينبغي اأن تبقى كقاع لهذا الإنتاج، واأن تتنحــى عن م�شاغلــة املتلقي رغــم وج�دها. ففي حالة ال�شعر ينبغي اأن ي�شعر املتلقي اأنه يف ح�شرة ال�شعــر فح�شــب، ل يف ح�شــرة البحــر العرو�شــي الإيقــاع اأو الفانيــة، التفعيلــة اأو الفــاين، الفــاين..، ول يف ح�شــرة النحــ� وال�شــرف، لأن الن�ــس الذي ي�شغلــك بتقنيات ال�شعــر واللغة عن ال�شعر ذاته ن�س �شعيف �شعريا، حتى واإن خا من الأخطاء اللغ�ية وال�شرورات ال�شعرية.. اإنه، يف اأح�شــن احلالت، تدريب على ال�شعــر ولكنه لي�س �شعــرا، اإنه ت�شنيــع لل�شعــر ولي�س ال�شعــر ال�شايف الذي ي�شكــن يف اإهاب فني جميل، �شرط األ تك�ن عنــد هذا الإهاب الرغبة، ول� للحظة واحدة، يف

م�شاغلة القارئ و�شرفه عن روح ال�شعر.واأخــريا اأق�ل: ل �شعــر دون تقنية، ول �شكل دون قــاع، ولكن حذار، فقــد تك�ن ثمة تقنية ول يك�ن ثمة �شعر، وقد يك�ن ثمة قاع ول �شيء غري

ذلك.

عن ال�شعر والتقنيةاحلاق راتب • حممد

Page 5: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

5 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ بحوث ودرا�ضات

البقية ................................�س22

دياب الدين • عز

ت�طئة:اللحظــة هــذه حتــى قائمــة الدعــ�ة تــزال ل علــ�م اإن�شــاء اأجــل مــن القادمــة واللحظــات اأنرثوب�ل�جيــة واجتماعيــة عربية جتعل من ال�طن املحليــة، الجتماعيــة: بناءاتــه كل يف العربــي

وال�طنية، والق�مية، م��ش�عا لها.وهــذه الدعــ�ة مهمــة للقطــاع اجلــدي مــن اأبناء الأمــة العربيــة مــن اأ�شحــاب الخت�شا�ــس يف العل�م الجتماعيــة/ الأنرثوب�ل�جيــة النظرية واحلقلية يف اجلامعــات، واملعاهد، والكليات، والأحزاب العربية

الق�مية، ومراكز الأبحاث.ول�شك اأن تلك الدع�ة ترتقي اإىل م�شت�ى املهمة ال�طنية والق�مية التي ل تقبل التاأجيل اإطاقا لأن اأ�شبابهــا، وقــل دواعيها ل تــزال قائمــة داخل البنى العربيــة من بدوية، وفاحية، وح�شرية، وتدخل يف تن�شئة ال�شخ�شية العربية الجتماعية دخ�ل ي�شل اإىل م�شتــ�ى اأن تكــ�ن قيمهــا واأعرافهــا، وتقاليدهــا

املحدد الثقايف لل�شل�ك الجتماعي لهذه ال�شخ�شية.ولعمــري فاإن هناك انتماءات وولءات يف حياتنا العربيــة املعا�شــرة، حت�لــت اإىل ظ�اهــر بنائيــة – ن�شبة اإىل البنــاء الجتماعي – حاملة اإ�شكاليتها من الأم�ــس.. اإىل الي�م، معلنة عــن �شراعات وانق�شامات

ل حتمد عقباها.ومن املعروف يف اأو�شــاط اجلامعات العربية، ومن يف معيتهــا من اأ�شاتذة وباحثــن، وحمللن، ومف�شرين، وخا�شــة يف بع�س الحزاب العربيــة، اأن هناك كرثة مــن املنظريــن مــن ذوي اخللفيــات الثقافيــة الأورو/

اأمريكيــة كانــ�ا يقفزون من فــ�ق تلــك الظ�اهر ظنا منهم اأنها انتهــت من احلياة العربية بقدوم احل�شارة، يف واخلــربة الخت�شا�ــس ومنــ� العي�ــس، وو�شائــل اأو�شــاط ال�شغيلــة العــرب، والنظر اإليها بعــن اأوربية ترى اأن التف�شري الطبقي للبنى الجتماعية العربية، وجداهــا يف ال�حــدة وال�شــراع هــ� الــذي يخربهــم بتجاوز ال�لءات التقليدية القائمة على قربى الدم، واجلهة والعقيــدة، واإحال ال�لء الطبقي القادم مع من� ال�شناعة والإنتاج ال�شناعي يف الأقطار العربية، وهــ� ال�لء الــذي يطغى على احليــاة العربية، وعلى وجــه الدقة على العاقــات الجتماعية يف امل�شتقبل

القريب.وقفــة نت�قــف اأن القــراءة هــذه يف ويهمنــا للــة ومف�شرة تــرى ظاهرة ال�لء اأنرثوب�ل�جيــة حمبعــن ال�اقــع العربــي من خــال املاحظــة املبا�شرة، والتعاي�س معها تهيدا ل��شع املعاين ال�شحيحة ملفه�م ثقافــة الــ�لء كمــا هــي معي�شــة يف احليــاة العربية

املعا�شرة.مــن املعــروف لاأنرثوب�ل�جيــا، والأنرثوب�ل�جيا الثقافيــة ب�شــكل خا�س، وهــي علم الإن�شــان وثقافته بامتيــاز، اأن املق�ش�د مبدئيــا بثقافة ال�لء املحددات الثقافــة/ الجتماعيــة مــن قيــم واأعــراف وتقاليد، وراأي وعــادات ومفاهيــم، وعقائــد، وانتمــاء، واإميان، للــ�لء، خلفيــة ت�شــكل بنائيــة �شل�كيــة وعنا�شــر وحتدد معناه ووظائفــه، وفعالياته داخل ال�شخ�شية

الجتماعية العربية.ة عنا�شر بنائية �شل�كية ومن املعروف اأي�شا اأن ثمجديــدة ب�ظائفها وفعالياتها تنتجها احلياة العربية بــن يــ�م واآخــر تدخــل �شكــن الــ�لءات وتتعاي�ــس مــع ال�ظائــف القدميــة، وتدخــل يف تك�ينهــا وتعيد لة الــ�لء حاملة انتاجهــا ب�شــكل جديــد، وت�شبح جبلل�ظائــف القدميــة، واجلديدة، وما بينهــا من وحدة

و�شراع، وتبادل اأدوار، واعتماد وظيفي متبادل.واملهــم لفت الأنظار اإليــه اأن ال�لءات يف الثقافة يف ال�شليــم والقــ�ل ت�شخي�شهــا ميكــن ل العربيــة مك�ناتهــا وفعلها الجتماعــي مبعزل عن عن�شر ثقايف مركب له دوره، ووظيفته الرئي�شة يف تك�ين وتاأ�شي�س

مق�مات، ومعال ال�شخ�شية العربية الجتماعية األ وه�: املغالبــة التغالب بكل ما فيها مــن ق�ة، وبط�لة و�شطــارة، ونزعات �شل�كية اأخــرى ل مربر لذكرها يف

هذه القراءة.واملغالبــة/ التغالــب نزعــة �شل�كيــة جتدهــا يف وجماعــات، كاأفــراد، الي�مــي الجتماعــي �شل�كنــا

وجمتمع.وتعــد املغالبة بحق ويقــن اأنرثوب�ل�جي منهجي اأنهــا البنت ال�شرعية لظاهــرة الع�شبية القرابية، يف مفه�مهــا، ومعناها، وم�شامينهــا اخللدونية، ن�شبة اإىل

العامة العربية ابن خلدون.واحلــق اأن القــ�ل بع�شبيــة القربــى، التــي رددنا اإليهــا املغالبــة ب��شفها نزعــة منا�شــرة، يق�دنا وجها ل�جــه اإىل الثقافــة البدويــة اأو قل ثقافــة القبيلة، فاملغالبة/ التغالب من عناوينها ودللتها الكبرية يف اخلافات وال�شراعات العائلية والقتتال القبلي لأن الثقافــة البدويــة /القبلية ت�شتهــر بع�شبية القربى التــي ت�شكل يف الأ�شا�س عم�دها الفقري، لأن املجتمع القبلــي/ البــدوي يبنــي عاقاتــه على اأ�شا�ــس قربى

الدم.الظــروف اأق�شــد العربــي، ال�طــن قــدر و�شــاء امل��ش�عيــة والذاتيــة التــي �شكلــت جغرافيتــه اأر�شا الأم�ــس مــن البدويــة، واحليــاة للبــداوة وم�شرحــا البعيــد.. اإىل اليــ�م... وحتــى احلا�شــر الراهن بكل مــا ي�شاكنه مــن و�شائل عي�س، من اإبــل واأغنام وماعز،

وخيل تعتمد الرعي طلبا للكاأ واملرعى.وعندما نق�ل القربى.. قربى الدم جندها تنتهي يف انت�شابهــا اإىل اجل�شــد امل�ؤ�ش�س، ومــا تنتجه من دور لــ�ازع القربى، الذي ي�ؤ�ش�س بدوره لع�شبية الدم التي تتــ�زع مب�شت�ياتهــا ح�شب ت�شل�شــل م�شت�يات القربى، الذي يحددهــا اأ�شا�شا، القــرتاب والبتعاد عن اجلد

امل�ؤ�ش�س.ويعــرف ال�لء عادة مب�شامينــه املتباينة بتباين م�شت�يــات القربــى، و�شلة الرحــم، واأ�شا�شهــا القيمي والعقيــدة، واجلــرية، املــكان وقربــى والأخاقــي، والدين.. الخ.. كما يعــرف باختاف وتباين وظائفه

ح�شب اختاف امل�شامن.فال�لء يبداأ من الأ�شــرة، ومير بالعائلة والفخذ والبطن، والع�شرية، والقبيلة.. كما مير ب�لءات مثل ولء احلــي، واحلــزب، والنــادي، واملدر�شــة، وينتهــي بالقيم الكربى امل�اطنــة، ال�طن، احلرية، والأمة...

الخ.والــ�لء يف كل حالته ال�شالفــة الذكر وماله من م�شامــن يف ثقافــة القبيلة/ البداوة يعنــي املنا�شرة التي ل تق�م مبعزل عن املغالبة /التغالب، فهي تعني

منا�شرة كل فرد من اأفراد البنى القرابية.اإذا؛الــ�لء يعني القرابة، والن�شرة، واملحبة بن الأقــارب، كمــا يعنــي التــاآزر والتنا�شــر واملغالبة بن ال�حدات القرابية ح�شب ت�شل�شل م�شت�يات القربى.

واملنا�شــرة عندما ت�ؤخذ مبعنى ال�لء يف املجتمع البــدوي/ القبلــي فاإنهــا ول�شك بذلك تبــداأ بن الأخ واأخيــه، وبن الأخ�ة واأبناء العم�مة، وتت�شع حلقات ال�لء البنائية ودوائره القرابية حتى ي�شل اإىل كل

اأع�شاء وافراد ال�حدة القرابية.�شراع ال�لءات يف بنية الثقافة البدوية:

واملتابع لل�لءات يف البنى الجتماعية العربية، وحتليــل جــدل ال�حــدة وال�شــراع يف القبيلــة يتبن لــه اأن الــ�لءات تتعــدد بتعــدد م�شت�يــات الع�شبية القبليــة، فالفــرد يف القبيلة يكــ�ن ولوؤه لأ�شرته ثم لعائلتــه، ثم لبطنه، وفخذ ع�شريتــه، وقبيلته، وتقاد م�شت�يــات الــ�لء هذه بعــدد من املحــددات الثقافية لقربى الدم، واأهمها الأعراف، وما جرى عليه النا�س، لأن الإن�شــان يف التحليــل الأخــري ابــن ع�ائــده، كمــا

يق�ل العامة ابن خلدون يف نظريته عن الع�شبية.

واملاحــظ يف حياة الباديــة اأن م�شت�يات القربى ة اأخــرى ح�شــب وحــدة ة، ومنق�شمــة مــر متحــدة مــرو�شــراع وظائف ال�لء يف البنى القرابية القبلية، اأو قــل ب�شكل اآخر اإذ ت�شاوت حمددات ال�لء لاأ�شرة مع حمــددات ال�لء للعائلة، ويف هذه احلالة من امل�شاواة ميار�س ال�لء وظيفة املنا�شرة واملغالبة �شد من يقف �شد م�شالح الأ�شرة والعائلة، واإذا ل تتجان�س وتتفق وظائــف ال�لء بن الأ�شــرة والعائلة، فــاإن ال�لءات تت�شــارع داخل م�شت�ى القربــى. هذا وتذهب بالبنية

القرابية اإىل النق�شام.نــت الدرا�شــات والأبحــاث التــي تت عن وقــد بيحياتهــا ويف القبيلــة، ثقافــة يف ووظائفــه الــ�لء يف ال�شــر كلمــة هــي الــ�لءات �شــراع اأن الي�ميــة انق�شامات البنى القرابية وت�شرذمها. فاإذا ذهبت اإىل كــرثة البطــ�ن والعائــات، وتعدد الع�شائــر والقبائل بكــرثة تنبــ�ؤك م�شتف�شــرا العربيــة. القبائــل يف فالعائلــة العربــي، القبلــي املجتمــع النق�شامــات يف ت�شبــح بطنا، والبطــن يتح�ل اإىل ع�شــرية، والع�شرية

ت�شبح قبيلة وهكذا دواليك..خا�شة ونتائج:

ي�شاأل�نــك ل احلديــث والكتابــة عــن الــ�لء يف الثقافــة البدويــة، ويف احلياة الجتماعيــة الي�مية للقبيلــة، ونحــن ن�شهد ظاهــرة ال�شــراع والنق�شام يف حياتنــا العربيــة �شاربــة اأطنابهــا يف كل م�شت�يــات هــذه احليــاة املحليــة، وال�طنيــة والق�ميــة؛ األي�ــس مــن الأوىل بنــا اأن نبحــث عــن اأ�شبــاب ودواعــي هذه ال�شراعات والنق�شامات يف عال دخل األفيته الثالثة مرتاحــا وم�شتنــدا اإىل مــا اأحدثتــه ثــ�رة املعل�مات، والت�شال، والهند�شة ال�راثية، من تراكم معريف فتح اأب�اب املجه�ل لتفح�شه، ومعرفة اأ�شراره، وو�شع اليد عليها لتدخل املجتمعات املتقدمة.. جمتمعات املعرفة خط�ات اإىل الأمام ل�شالح الإن�شان، مثل الق�ل يف �شلم الكــرتوين اإىل القمــر، والهجــرة اإىل املريــخ، والبحث

عن اأر�س جديدة يف ال�شماء.. الخ..واحلقيقة التي ل يعد ال�شك�ت عنها مقب�ل، وهي اأن ال�طن العربي يف عال الث�رات الثاث، ويف اأجيال قال، تاأتــي مت�شارعة يف عال الكمبي�تــر والهاتف النوالقــ�ل اجلديــد يف ت�شــكل الكــرة الأر�شيــة واحلياة فيهــا. نق�ل ل يعــد مقب�ل اأن يبقــى راأ�شنا يف الرمل، واإمنا لبد من البحث اجلاد وامل�شني يف معرفة اأ�شباب ع�شرنا التاريخي، وكل ما يعيق تقدمنا وبل�غ وحدتنا الجتماعيــة القائمــة وامل�شتنــدة اأول واأخــريا علــى امل�اطنة، وما ملكت من حمددات ثقافية/ اجتماعية تبداأ بامل�شــاواة، والعدل الجتماعي، ووحدة احلق�ق والــراأي والــراأي الإن�شــان، واإن�شانيــة وال�اجبــات،

الآخر، واحلرية لكل اأبناء الأمة العربية.ول�شــك اأن القــ�ل املتاأين يف ثقافــة البداوة التي دخلــت يف كل مك�نــات البنــاء الجتماعــي العربــي، ويف حياتــه الفكريــة، والثقافيــة واجتاهاتــه بحكم امل�شاحــة الكبرية للبداوة العربية، وللحياة البدوية، كمــا اأ�شلفنــا، ياأتي يف اإطــار هذه الدعــ�ة انطاقا من خا�شــة انتهــت اإليها يف درا�شات �شابقــة تق�ل: دلني علــى الــ�لءات اأدلــك علــى النق�شامــات يف احليــاة

العربية املعا�شرة.والعــرتاف �شيــد الف�شيلــة، كما يقــ�ل اأهل املثل العربــي، اإن هــذه الدرا�شــات ل ت�شعفنــي منهجيــا اأن اأقــ�ل كلمتــي النهايــة يف ثقافة البــدو والبادية، وما تختزنــه من ع�شبيات ومغالبة ون�شــرة وولءات، وما

تفرزه من �شراعات وانق�شامات.ــة منهجيــة، األي�شت ثــم اأ�شــاأل، وال�شــ�ؤال هنا �شندرا�شة ال�لءات يف ثقافة القبيلة البدوية العربية، م�شاركــة يف قــراءة ال�شراعــات العربيــة الراهنــة، والبحــث عــن حلــ�ل لهــا، والإم�شــاك براأ�ــس وم�شدر

امل�شكلة.

أنرثوبولوجية للثقافة البدوية العربية قراءة ا أمنوذجا ظاهرة الولء ا

نعمة • ا�شكندر لي�ــس احلديث عن الإ�شــام ال�شيا�شي ر اأو ال�هــم اأو الفانتازيــا. �شربــا مــن الت�شــ�قطاعــات ي�شمــل واقعــا اأمــرا اأ�شبــح بــل وا�شعــة مــن النا�ــس والفئات والأحــزاب، بل ــع والمتداد واحلك�مــات. واأمــام هذا الت��شال�هابــي ذي الأ�شــ�ل احلنبليــة، اأجــد اأنــه مــن اجلديــر بالباحــث اأن يع�د للتذكــري باأن الإ�شــام احلقيقي من وجهــة النظر الدينية والفكريــة، ه� الإميــان بالل ور�شلــه والي�م الآخــر. اأمــا مــن وجهــة النظــر ال�شل�كيــة والجتماعيــة، فامل�شلــم احلقيقــي مــن �شلــم

النا�س من يده ول�شانه. لقــد تكاثــرت املجم�عات املنتمية اإىل ، كتكاثر اخلايا تنظيمات الإ�شام ال�شيا�شيال�شرطانيــة، وانت�شرت كقطعان الليل وذئاب ــت الغابــات، مت�شلحــة باأعلــى درجــات التزمــر والهمجيــة، نابــذة كل والنغــاق والتحجية ر، متحد مفاهيــم العلم واحل�شارة والتطــ�كل م�قــف اإن�شــاين وفكــر علمــاين، معتمدة علــى �شيل مــن الفتــاوى الزائفــة واملنحرفة هــن عقليا لتهــم اإىل ط�اغيت م�ش� التــي ح�

وروحيا و�شل�كيا. وقــد ق، ي�شــد اأن لي�شتطيــع عاقــل ر مرحلة غــزو الف�شاء بلــغ الإن�شــان املتح�شوالأترنيت واجلي بي اإ�س واله�اتف الذكية، اأن هناك فئات من بني الإن�شان تار�س احلياة وتعامــل النا�س كما ل يتعاملــ�ا يف ع�ش�ر ما يــات والأ�شمــاء قبــل التاريــخ. وتكــرث امل�شمداع�ــس- طالبــان- القاعــدة- ال�شاقطــة.. ب�ك�حــرام- ال�شباب املجاهد... ول تت�قف الائحــة ال�شــ�داء عنــد هــذه الأ�شمــاء، بل ع وتتكاثر. ل اأحد ي�شــدق اأن منظمة تتفــرب�كــ� حــرام، ومعنــى ا�شمهــا يف العربيــة:” التعليــم حرام “. تق�م باختطاف 200 فتاة مــن فتيات نيجرييا لبيعهــن ك�شبايا ب�شعر 12 دولر للبنــت ال�احــدة، وذلــك حتــت �شعــار اجلهاد يف �شبيل اإر�شاء ق�اعد ومبادئ الدين الإ�شامــي. يجــري هــذا الإعتــداء الفا�شح عارات والعــال ميخر عباب وتطلق هــذه ال�شالقرن احلادي والع�شرين وي�شعى لبناء حياة

اأف�شل وح�شارة اأعمق. لقــد �شــرح” اأبــ� بكــر �شيكــ� “، زعيم ع�شابة ب�ك� حرام، مدافعا بل فخ�را بفعلة ع�شابته، قال:” �شاأبيع الل�اتي لهن من العمر ت�شع �شن�ات ك�شبايا وفق �شرع الل، والل�اتي لهن مــن العمر 12 �شنــة �شاأزوجهــن ق�شرا “. اأي امتهان لل والدين الإ�شامي اأكرث من هذا المتهــان. مائتا فتــاة لي�س لهن مــن ذنب اإل اأنهــن اإنــاث. ترى.. هل كان حقــا واأد البنات يف اجلاهليــة اأمرا �شائدا، اأم اأنه يجري الي�م بــكل اأبعــاده علــى يــد ب�كــ� حــرام وداع�س مــات الإ�شــام ال�شيا�شــي. يذكر لنا وكل منظــد، اأن بع�ــس قبائــل التاريــخ مــن دون اأن ي�ؤكالعرب يف اجلاهلية مار�شت واأد البنات ب�شبب الفقر املدقع واخل�ف، ولعلها حادثة واحدة فقط جرت ل منلك تاأكيدا لها. اأما الآن فاإن الــ�اأد احلقيقــي يجري علنــا وباأعداد كبرية وب�شــ�ت عــال وفخــ�ر وخــال مــن اأيــة �شمة مــن �شمات الإن�شانيــة والآدمية. نعم يجري ذلك حتت �شمع العال كله، و�شمع املرجعيات

جرمية الع�شر

Page 6: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"6 التا�شعة "ال�شنة نقد اأدبيالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

ال�شل�م الزين� • حممد

قراءة يف )رباعيات اخليام(الكتاب ال�شهري ملجلة »املوقف الأدبي«

مــن الإ�شــدارات اجلديــدة لحتــاد الكتــاب العــرب يف �ش�رية ل�شل�شلــة كتاب اجليب ال�شهري رقــم )70( لعــام 2013م، عــدد �شفحاتــه 224 مــن احلجــم ال�شغــري، بغــاف ملــ�ن، تقــدمي اأ. د. ح�شــن جمعــة رئي�س احتــاد الكتــاب العرب، ياأخــذ حيــث �شقــ�ر، مالــك الأديــب اختيــار التقــدمي ثمانن �شفحــة.. والباقــي لرباعيات

خمتارة لعمر اخليام.باخليــام، م�جــز بتعريــف التقــدمي يبــداأ وبالرباعيــات، وفل�شفــة اخليــام يف الرباعيــات ال�شــك مبــداأ واأبعــاد )حــدود ت�شمــل: التــي واليقــن(، عــن رباعيــات اخليام، مدخــل، حياة عمــر اخليام، �شخ�شية عمــر اخليام، الرباعيات

)وي�شع ا�شم اأحمد اجلندي ملا كتب(.وهنــا ميكــن القــ�ل: “مبــا اأنــه مت اكت�شــاف الثــاين العقــد بدايــة يف عربيــا الرباعيــات مــن القــرن الع�شريــن حيــث نقلهــا اإىل العربية بت�شريــف الأديــب وديــع الب�شتــاين علــى �شكل �شباعيــات من اللغــة الإنكليزية )اأمــا ترجمتها لهــذه اللغــة فكانــت يف منت�شــف القــرن التا�شــع ع�شــر( فقــد �شهــدت الرباعيات ع�شــر ترجمات اإىل اللغــة العربيــة علــى يــد حممــد ال�شباعي، النجفــي ال�شــايف واأحمــد الها�شمــي، وحممــد )عــن الفار�شيــة(، واأحمــد رامــي )ترجمها عن الفار�شيــة(، وجميل �شدقــي الزهاوي )ترجمة نرثية عن الفار�شية(، واأحمد ال�شراف )ترجمة نرثيــة(، وعبد احلق فا�شــل )ترجمة �شعرية(، الدكتــ�ر اأحمد زكي اأب� �شادي )ترجمة �شعرية عن الإنكليزية(، وحممد غنيمي هال )ترجمة وال�شاعــر الفار�شيــة(، عــن نرثيــة خمتــارات الأردين عــرار )م�شطفــى وهبــي التــل(. وقــد ا�شتهــرت ترجمــة النجفي، ورامي بعــد اأن غنت خمتارات منها اأم كلث�م تلحن ريا�س ال�شنباطي، وكان رامي قــد در�س اللغــة الفار�شية يف باري�س مــن قبل، وجــاءت بعدهما درا�شــة ترجمة عبد احلــق فا�شل امل��شعة عن اخليــام مع مقارنة بن اخليــام واملعــري ملــا يجمــع بينهمــا مــن احلكمة والذكاء املت�قد.. وتعددت الروايات ح�ل عدد رباعيات اخليــام احلقيقية.. علــى اأنها 66 على �شبيل القطع، وميكن اإحلــاق 118 رباعية اأخرى على �شبيل الحتمال، بدل مما يعزى اإليه من اأن

الرباعيات تبلغ املئات وحتى الألف”.كمــا يتحــدث الدكتــ�ر ح�شــن جمعــة عــن مقدمــة املعــرف لأحمــد ال�شــايف النجفــي ومما يق�له فيها: “عندمــا يتعر�س الناقد ل�شخ�شية من لغة اأجنبيــة ل ي�شتطيع در�شها وفهم ما فيها عــن طريق النقــل والرتجمة فكيــف يك�ن نقده �شحيحــا..؟ �شيكــ�ن ناق�شــا دون اأدنــى �شــك.. وخا�شــة فيمــا يتعلــق بال�شعــر فهنــاك النب�ــس ال�شعري ومعاين بع�س الكلمات ثم هناك اخليال والنغم ال�شعري وطريقة التعبري والأمثلة كثرية على ذلــك.. مثل ق�شيدة )البحــرية( لامارتن

والرتجمــات التــي ف�شلــت يف اإعطائهــا املعاين يف الق�شيدة..”.

وعلى هذا الأ�شا�س ميكن اأن نتدار�س ال�شاعر الفار�شــي عمــر اخليام الــذي ترجم �شعــره اإىل اأكرث لغــات العال ومنها العربيــة.. وحتى فيما يتعلق بالنقــد يف لغة واحدة، فالأمر بن الأخذ والــرد جلهة نقد العقاد لكل مــن �ش�قي واملتنبي وابن الرومي ونقد املازين حلافظ اإبراهيم وابن الرومــي وب�شار بن برد وما فعــل “هيكل” يف نقد �ش�قــي واأبــي العــاء واملتنبــي.. فقــد در�س كل

�شيء ما عدا ال�شعر..!ومــن قراءاتــي ملا كتبــه اجلندي عــن حياة عمــر اخليام بــن �شعــراء الفر�س، حيــث �شنفه ال�شــريازي وحافــظ و�شعــدي الفردو�شــي بعــد وجــال الدين الرومي.. لكن اجلندي ي�ؤكد على اأن اخليــام كان �شاعرا له راأيه اخلا�س يف احلياة وهــ� راأي قريــب مــن ال�ج�ديــة، اأو مــن مذهب اللذة املعروف يف الفل�شفة، كما يتحدث اجلندي عن الزمالة التي كانت بن اخليام وال�زير نظام الدين وح�شــن ال�شباح مط�ل ومــا اختلف عليه

امل�ؤرخ�ن يف ذلك.ويتحدث اجلندي اأي�شا عن �شخ�شية اخليام ون�شاأتــه نافيــا عنه �شفــة ال�ش�فيــة والفل�شفة ولكنــه كان رجا يريــد اأن ين�شى احلياة لأنه ل ي�شتطــع اأن يفهمهــا.. بعد اأن فعل مــا فعل وكتب ما كتب.. على مبــداأ )ذو العقل ي�شقى يف النعيم

بعقله(.اأمــا الأديبــة ريا�ــس اجلابــري فقــد اأكــدت كتابها )عمر اخليام يف فل�شفة الأيام( اأن املعاناة هــي التي هزت عمر اخليــام اإن�شانيا، وولدت فيه �شــرارة الإبداع، واأغنــت اإن�شانيته التي اأخرجها باأ�شعــاره مــا حملتــه مــن اأهــ�اء واأحــام وحلل جميلة ويف ن�ازعهــا وم�شاربها، فكانت )املرجل( الذي انطلقــت منه اإ�شعاعات ذوؤابــات الروح..” وعليــه فقــد ركــزت على هــذه املعانــاة التي تعد �شريها واآلية ماهيتها الإبــداع” و�شرح “�شرارة واأن�اعهــا واأ�ش�لهــا، تلــك التــي تعطــي الأ�شالة وتخلــد الفن والفنانن، اأمــا ح�ل رباعياته فقد ا�شتندت اإىل مــا قاله الدكت�ر حممد �ش�ي�شي يف كتابه “اأدب العلمــاء..” البريوين وعمر اخليام الــذي اعتمدتــه يف اأحد مراجعهــا والذي يق�ل فيه: “ن�شب اإىل بع�شهم رباعيات اخليام واأ�شاف اآخرون رباعيات خمتلفة، واعرت�س اآخرون على هذه الن�شبة بدع�ى اأن اخليام يتنزه اأن يتجاوز حــدود اللياقــة واأن يبلــغ فيــه نهايــة الإباحة،

اللهم اإل اأن ت�ؤول تاأويات �ش�فية مل�نة”.وي�شتعر�س الدكتــ�ر ح�شن جمعة يف كتابه ثاثمئة واإحدى وخم�شن رباعية لل�شاعر عمر اخليام.. كما يذكر اأن الرباعيات تدل على نزوع عقلــي، وقريحة نــادرة، وم�هبة فــذة امتزجت �شفافــة.. مت�ثبــة وعاطفــة مرهــف، بح�ــس فاحلالــة ال�شعرية ت�شتنــد اإىل العقل واحلد�س،

لأنها اأ�شا�س الروؤية ال�شعرية الفل�شفية، والعقل لديه كما نلحظ ممار�شة وج�دية تتغري اأبديتها وعاقاتها مع كل ف�شاء فكري يفتح، اأو كل �شكل معــريف يبتكر.. ولهــذا طغت الدلئــل ال�شعرية املرتكزة ح�ل مبــداأ ال�شك واليقن؛ حتى انتهت لديــه اإىل فل�شفــة ال�جــ�د والعــدم.. وي�شيــف عــن فل�شفــة اخليــام يف فقــرة حــدود واأبعــاد: اأهله لذلك مــا مــن ال�شفاء “اأن اخليــام ميلــك كلــه فه� ذكي فطــن، �شايف الذهــن، دقيق احل�س واملاحظــة، كثــري احلفظ والدر�ــس، مثابر على املطالعــة والقــراءة، يحــب جمال�شــة العلمــاء، والأدبــاء، والأمــراء.. رفــع منزلــة العقــل اإىل درجــة عظيمة فجعلــه الفي�شل يف كل ما يجري له، بعد ان ت�شلح مبنهج تفكري وفق ظاهرة العلة واملعلــ�ل، واملقدمــات التــي ت��شــل اإىل النتائــج لكــرثة اإدامــة النظر فيهــا وك�شــف اأ�شرارها”.. ويف مــكان اآخر يذكر “اأن اخليام قــد تاأثر باأبي العاء املعري اأ�شل�با، وخا�شة مبا يتعلق مبفه�م

ال�ج�د ودورة احلياة”.. كما يف ق�له:

يا من يحار الفهم يف قدرتك حمــى النف�ــس وتطلــب

طاعتكاأ�شكرين الإثم ولكنني

�شح�ت بالآمال يف رحمتك ويق�ل فيما بعد:

فكم ت�اىل الليل بعد النهاروطال بالأجنم هذا املدار

فام�س اله�ينى اإن هذا الرثىمن اأعن �شاحرة الإح�رار

وكان املعري قد قال:خفف ال�طء ما اأظن اأدمي ال

الأر�س اإل من هذه الأج�شاد �شر اإن ا�شطعت يف اله�اء رويدا

ل اختيال على رفات العباد وعــن مبداأ ال�شــك واليقن يقــ�ل: “ل يكن

واليقــن.. ال�شــك مذهــب يف وحيــدا اخليــام والتفكــري الآخــر يف العال الآخــر.. ويف اجلنة

والنار، ويظهر ذلك يف العديد من رباعياته”.وينهــي التقــدمي بق�لــه: “ولذلــك كله كان يقــع بــن فل�شفــة اغتنــام احليــاة يف اقتنا�ــس ال�شهــ�ات واللذائذ لأن املــ�ت يرتب�س بالعمر.. وبــن فل�شفــة الت�شــ�ف التــي حتــدث ن�عــا من

الت�ازن الداخلي لاإن�شان...”.كان تقــدمي الدكت�ر ح�شن جمعــة، من�شفا حتــدث بــه مب��ش�عيــة وبتف�شيل فيمــا يتعلق بفل�شفــة اخليــام يف الرباعيــات التــي ت�شمــل: )حــدود واأبعــاد، مبــداأ ال�شــك واليقــن(، وعن رباعيــات عمــر اخليــام: مدخــل، حيــاة عمــر

اخليام، �شخ�شية عمر اخليام. وعلــى الغاف اخللفي للكتاب يق�ل الدكت�ر ح�شن جمعة: “ل مراء يف اأن الباحث املتفح�س لرباعيــات اخليــام يجد فيهــا األفاظــا مثرية من احلكمــة الفل�شفية الرفيعــة، والأفكار امل�حية بــت بق�الب جمالية ت�ؤثــر يف النف�س.. التي �شفظاهرة الربهان وكرثة ال�ش�ؤال، وكل ما يط�ف يف دائــرة ال�شك زاد من جمالية �ش�ره الأخاذة، واإن ل يكــن ي�مــا يهــدف اإىل هــذه ال�ظيفــة اجلماليــة، واإمنــا كان يهــدف اأبــدا اإىل معرفــة حقيقــة ال�جــ�د وتف�شــريه، ومعرفــة اأ�شــراره ف�قــع عقلــه يف ال�شــك دون اليقــن.. وانتابــه �شراع داخلي عظيم اأداره يف ذلك احل�ار الذاتي املده�س، واإن كان يف الأ�شل �شراعا خارجيا..”.وخا�شــة القــ�ل: مــع تقديــري ملــن ترجم رباعياتــه �شعــرا اأو نــرثا، اأعتقــد اأن خا�شيــة ال�شعــر تختلف عن غريها يف حال ترجمتها لأن ع�امــل عديدة تدخل يف اإي�شــال املبنى واملعنى ناق�شــا للمتلقي من حيث الــ�زن وال�ش�ر الفنية واخليــال والتخييــل ملــا لل�شعــر مــن خ�ش��شيــة يدركهــا ال�شعــراء اأنف�شهــم والنقــاد مــن بعدهم ثــم ياأتي حكم املتلقــي اأخريا ليعطــي احلكم يف النهايــة.. وقــد يك�ن لأحمــد رامــي واأم كلث�م وريا�س ال�شنباطي دور يف �شهرة عمر اخليام من خــال ما �شمعنــا وراأينا من اأغــان لبع�س اأ�شعاره التــي ترجمها �شعرا رامي مبا يتنا�شب والأغنية واللحــن، وهــذا ل ينفي اأن �شعريــة عمر اخليام واختيــاره م�شامــن تام�س م�شاعــر واأحا�شي�س اخلليــج.. اإىل املحيــط مــن العربــي جمه�رنــا ومــا قيل عنــه مــن اأن اهتماماتــه وم��ش�عاته يف الرباعيــات تتعلــق باأمنياتــه الثــاث: كا�س واأنغــام ووجــه �شبيــح فيها مقــدار مــن ال�شحة، ولكن هناك ما دفعه لهذا من خا�شية �شخ�شيته وحياته الجتماعية والبيئة التي عا�س فيها.. والكاأ�ــس والنغــم واجلمــال اخت�ــس بــه العديد مــن ال�شعــراء العــرب وغريهــم.. وهــي لي�شــت �شبــة عليه وخا�شــة اأن اأجمل مــا يف هذا ال�شعر بالإ�شافــة ملناحــي اأخــرى ت�شــل حتــى ال�شعــر

الإن�شاين.

Page 7: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

7 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

تتحــدث رواية حتت "�شرة القمر" بلغة �شاعرية جميلة، تها احلــرب بنابها، مثــل اآلف الأ�شر عــن اأ�شرة دم�شقيــة ع�شال�ش�رية، وغريت م�شــري اأبنائها، وطرق تفكريهم التي ن�ش�ؤوا

عليها.اأ�شمــاء )بطلــة الروايــة( هــي ابنــة احلــاج عبــد القادر الرجــل املتديــن و�شاحــب النفــ�ذ واملــال، وهــي زوجــة رجل الأعمال نبيــل، ذي العقلية ال�شرقية امل�شتبدة باملراأة، فه� ل يرى فيهــا اإل معما للتفريخ، ووعاء لإلقــاء الهم�م، بعد ي�م عمــل ط�يــل، دون اأن يكــ�ن لهــا اأي حق يف ال�شــ�ؤال عن معنى �شهراتــه خــارج املنــزل وعاقاتــه املتعــددة مع بنــات املعمل يف القبــ� ال�شفلــي، ومــع ذلك ت�شتمــر يف حياتها معــه وا�شعة علــى اجلرح ملحا كمــا يق�ل�ن. خمت�شرة الكثــري من رغباتها واأمانيهــا، لتكــ�ن جــزءا مــن ال�شعادة التــي ت�شنعهــا لزوجها ولبنتيهــا، حنن وج�ري وطفلهما عمــر. اإل اأن احلدث الهام الــذي يعتــرب زلــزال يف حيــاة الأ�شرة هــ� احلــرب الداخلية الدائــرة واإ�شابــة نبيــل ب�شظية قذيفــة جعلتــه مقعدا على كر�شــي متحرك. ومن ثم ا�شطرار الأ�شرة للنزوح اإىل مدينة قريبــة مــن دم�شق، كانت تــرى الأ�شرة اأن �شكانهــا يعي�ش�ن يف ك�كــب اآخر مبعتقداتهم وطرق عي�شهــم، و�شرعان ما تكت�شف �شناء واأفراد اأ�شرتها اأن روح املحبة والأخ�ة ال�شادقة، هي ما يتعامــل بها اأبناء تلــك املدينة مع كل من �شكن عندهم، ب�عي اإن�شاين واأخاقي حتى اإننــا نرى �ش�رة م�شغرة لل�طن الكبري

�ش�رية.ورغــم اآلم اجلراح وامل�ت والدمــار وال�ح�شية التي تدار بهــا تلــك احلــرب، فــاإن احلــب يجــد طريقــه اإىل قلــب �شناء وابنتيهــا حنن وج�ري لينم� ويت�شلق ك�شجر اللباب وي�شنع من �شناء امراأة ق�يــة يف م�اجهة العا�شفة، خا�شة بعد وفاة

زوجها نبيل، وخطف اأخيها اأحمد. وتفاجئنــا النهاية املحزنة للرواية كمــا ه� حال ال�طن �ش�ريــة، وقــد اأدمى قل�بنــا م�شــري اأبطالها الذيــن جنح�ا يف احلــب وال�شمــ�د الإن�شــاين اأمــام اآلــة املــ�ت التــي ل ترحم. وهــا هم ي�شتعدون لل�شفر اإىل بلــد اأوربي، مب�شاعدة ليزا تلك املــراأة الأجنبيــة، التــي اأحبت اأحمــد و�شاعدت علــى اإطاق �شراحه من خاطفيه، لكن الفرحة ل تكتمل، فقد اأودى اأحد النفجــارات املجن�نة ال�شادرة عن ثقافة امل�ت، بحياة اأ�شرة كانــت تفي�ــس باحلياة منــذ حلظــات، لتغدو �شــ�را معلقة يف

قائمة ال�شهداء قرب �شاحة تلك املدينة.مــن حيث اللغة : ا�شتخدمت الكاتبــة لغة �شعرية عالية يف �شياغــة تلك الرواية، فهــي حتلق بنا وتت�شامق مع يا�شمن

نقد اأدبي

البقية ................................�س22

فخر اأب� • وليد

درا�شة لرواية )حتت �شرة القمر(

للكاتبة: جهينة العوام البطر�س • عاطف ما يثري النتباه يف جمم�عة الأديب با�شم عبدو )ل ميــ�ت الأقح�ان(، التن�ع ال�شردي يف ن�ش��شهــا، اأي اإ�شكالية /التجني�س/ ففيها تل�ين حكائي، حتكمــه ق�انن للجن�س الذي يكتبــه امل�ؤلف/ال�شكل وعاقاتــه يف حتديد امل�شمــ�ن/، ثــم قــدرة امل�شم�ن علــى اختيار

اأف�شل �شكل يعرب به عن نف�شه /امل�ؤلف/.الكاتــب ل يذكر على غــاف املجم�عة وكما جــرت العادة، حتديــدا للجن�س الأدبي الــذي يقدمــه، اإل ما جــاء على الغــاف وه� �شل�شلــة العــرب/ الكتــاب للنا�شــر / احتــاد امل�شطلــح متاهــات يف ندخــل ولــن الق�شــة. الإجنا�شــي، ملــا فيــه مــن ت�شييــق وم�شطــرة للن�ش��س. لكن ل بد من العرتاف بخ�شائ�س مائزة للن�ع حتــدد ه�يته الإجنا�شية )وهي ن�شبيــا خا�شعــة كانــت واإن فيــه(، ث�ابــت للتغيــري. وعليه فقد وجدنــا يف املجم�عة ما

ميكن اأن ن�شنفه يف خانة:1 - الق�شة الق�شرية: )ال�شراع، الهب�ب، فــردة حــذاء، �شعــد يعــ�د اإىل بغــداد، تلــك الرائحــة، العقال.. وكثــري غريها(. والق�شة

الق�شرية الغالبة على ن�ش��س املجم�عة.2 - ق�شــة ق�شــري جــدا: )مقاطــع غــري متناثرة(، وفيها كل مك�نات الق�شة الق�شرية جــدا، والتــي لــن ندخــل يف مغاليــق ت�شكلهــا و�شرعيتهــا، فهــي معروفة لديكــم، لكنها ل�ن اأدبي اكت�شــب �شرعيته. وكذلــك يف ق�شتي )

درو�س الليل، والرغ�س..(.3 - خ�اطــر وتداعيــات �شردية. وميكن

تق�شيمها اإىل الق�ش�س التالية:اأوراق بــا اأ�شــرار، بن القلــب والذاكرة. وهــي تتم��شــع بــن الق�شــة الق�شــرية جــدا

والب�ح ال�شخ�شي.�شيــخ املــ�ت، خطــر النخا�شــة، – ب الن�ار�س، ابت�شامة با اأجنحة، حمربة ماأى بالأحــام.. ق�ش�ــس ذهنية وهــي اأقرب اإىل التداعيــات امل�ن�ل�جيــة.. فكريــة الطابــع، ل�شيقــة بامل�ؤلــف.. وهــي �شــكل من البــ�ح اأو النج�ى، الرتكيز فيها على الدواخل/ داخل النف�ــس/ م�شبعــة بالتجريــدات، واأقرب اإىل

اخل�اطر.الناظــم اأو امل�شــرتك القا�شــم - 1للمجم�عة على اختــاف تاوينها ال�شردية والإجنا�شيــة ه�/ اللغة/ املحتفى به الأول. لغــة الكاتــب يف جممــل ن�ش��شــه تيــل اإىل تقانــات ال�شعــر مبا فيها مــن تكثيــف واإيجاز وانزيــاح وعمــق وبعــد يف الدللــة والإثــارة العاطفيــة العميقــة / النفعــال/. وحتتــل البط�لــة وت�شــادر ال�شــدارة، مــكان اللغــة عندمــا ت�شعــف احلبكة احلكائيــة ويرتاخى احلــدث، عندها ت�شبــح اللغــة وكاأنها ل تعد و�شيلــة �شرديــة، واإمنــا ت�شبح هدفــا لذاتها. وهــذا م��ش�ع اإ�شــكايل بنائــي يف الق�شة ويف ال�شرديــات ب�شــكل عــام. ومــا ناحظــه على املجم�عــة، التفــاوت ال�ا�شــح بــن ق�ش�شهــا فيما اجلامع بن ق�ش�س مثا: )فردة حذاء، ال�شــداع( وبن ق�شة )اأبــ� ر�ش�ان وداعا( اأو )حكايــة ال�شيــخ عبــدالل( اإل اأنهمــا لنف�س

الكاتب على اختاف يف امل�شت�ى.وهــي الكاتــب اأعمــال اإىل قيا�شــا – 2)لي�شت قليلة ومتن�عة(، نلم�س تراجعا للهم ال�شيا�شي وبــروزا للهم الجتماعي الإن�شاين، مــع املحافظة علــى الهــم الق�مــي والت�حيد بن ن�شــالت ال�شعــب الفل�شطينــي والعراقي واللبنــاين. فالعدو واحد، كما يف )�شعد يع�د اإىل بغــداد(. والدللة وا�شحة بن �شعد ابن اأم �شعــد )غ�شــان كنفــاين( و�شعــد العراقي.

واللفتة فنية ولي�شت م�شم�نية فقط.3 – بــروز فكــرة امل�ت يف اأكــرث من ق�شة متمثلــة )بالقــرب(. فهــل اأ�شبح املــ�ت ي�شكل هاج�شــا للكاتــب؟ وهل هــ� ق�شيــة �شخ�شية اجتماعيــة �شيا�شيــة دلليــة اأم وج�ديــة، ميكن تعميمها؟ فه� مــ�ت ح�شاري تاريخي..

وما علينا اإل البحث عن قرب!ظاهــرة عنــد نت�قــف اأن ميكــن – 4�شيــف( كمــكان يف الن�ش��ــس، و�شريورة )الرلتدافع النا�ــس، وحامل لهم�مهم و�شاهد على

خذلنهم.املدينــة اإىل الريــف مــن – الهجــرة 5التــي ع�جلت يف اأكــرث من ق�شــة منها: )هذا

امل�شاء.. هذا الرحيل، العقال(.لي�ــس مبقدورنا اأن نت�قــف عند الق�ش�س جميعهــا، لكننا �شنقت�شر علــى اأهمها فنيا من وجهــة نظرنــا، مع العــرتاف بعــدم م�شادرة حق الآخرين يف الختــاف، وامل�شكلة ذائقة وثقافــة. ولي�س �شدفة اأن تف�ز ق�شة )فردة حــذاء( بجائــزة، ففيها الكثري مــن التكثيف الدليل والإيجاز ال�شردي، وغنى امل��ش�عات وتداخلهــا. فهــي تعر�ــس اأ�شــكال ال�شتبداد والطغيــان والقمــع. وت�ش�ر �شقــاء ال�الدين يف البحــث عن ابنهمــا املفقــ�د. وال�شبب كما �شنعرف هــ� ر�شمه وردة حمــراء على �شب�رة ال�شــف. وهــذه الــ�ردة التي اأ�شبحــت اأخطر من قنبلة ذكية. ويربط القا�س با�شم عبدو، بن العدوان اخلارجي وال�شتبداد الداخلي.ق�شــة )�شعــدو يعــ�د اإىل بغــداد(، علــى مــا فيها مــن في�ــس عاطفي وحم�لــة فكرية،

اإل اأنهــا لفتــة ذكية مــن الكاتــب. وت�شكل اأم �شعدو وحــدة املقاومــة وب�شاعة العــدو مهما ت�شــرت مبظاهــر اإن�شانيــة. واإن كانــت ق�شــة �شعــدو يع�د اإىل بغداد ل ترقــى اإىل م�شت�ى البنــاء حيــث مــن حــذاء(، )فــردة ق�شــة والدللــة. وتــكاد ق�شــة )ال�شــداع( تنفــرد مب��ش�عهــا. فهــي ق�شــة نف�شيــة تخــرج عن الن�شــايل ال�شيا�شــي الجتماعــي ال�شــرب/ وحتــى ال�شخ�شــي/. فيها ا�شتخــدام لتقانات الق�ــس )التداعــي .. التذكر.. مــع ال�اقعية املك�شــ�ة بثياب غرائبيــة “ ا�شط�رية ت�ز”، بالفرويديــة. متاأثــرة �شــك ل فهــي ق�شــة الكبــت مفاهيــم: حــ�ل جــدال وتثــري واحلرمــان وال�شباع، والتع�ي�ــس، والت�شعيد احللمــي .. واله�اج�ــس وال�اقــع. والكاتــب ل ين�شــى انتمــاءه اإىل املارك�شيــة. فهل خرج عــن مارك�شيتــه؟ ااإنــه تطعيــم وتلقيــح مثمر للمارك�شيــة بالفرويديــة. و )الفــن ل يعرف الإنغاق(. وق�شــة )العقال( تقدم �شخ�شية متما�شكــة ق�ية. الأب الذي يرف�س امل�شاركة يف جنــازة ابنتــه ملخالفتها رايه، ثــم اإ�شراره

على ع�دة ابنه من دم�شق اإىل العراق.ويت�شــدى الكاتــب للريــف واملدينــة، يف اأكــرث مــن ق�شــة. مثــل )هــذا امل�شــاء .. هذا الرحيل(، فهي ق�شة تربز العاقة بن الفاح م�اجهــة يف النقــاء/ الطيبــة / والأر�ــس املدينــة وح�شــار الأ�شمنــت! وق�شــة )دفاتر ال�شباح( من الق�ش�ــس الافتة يف املجم�عة، تتميز بقدرة الكاتــب على الإيهام بال�اقع / العن�شر ال�شريي/ واللغة ال�شردية املخملية، وجتريد املعاين والأفكار وا�شتخدام التداعي الر�شيــف م�شاركــة اإىل اإ�شافــة والتذكــر، ال�شــردي البنــاء يف حم�ريــة ك�شخ�شيــة للق�شــة، ثــم احللــم وت�ظيفــه بالعــ�دة اإىل ال�اقع .. ويف العا�شفة وال�شجرة املنت�شبة / الدللة والرمز/ .. ق�شــة �شفافة، �شخ�شية اإن�شانيــة يتمــازج فيها العــام باخلا�س بفنية

ماتعة.يف املجم�عة عدد من الن�ش��س يتداخل فيهــا: )املفكــر بــه، املجــرد، مــع املح�ش��ــس، ال�اقــع، مــع اخليــال، ال�هــم مــع احلقيقة(، متج�شــدا يف احلياة الي�ميــة للكاتب، يتعالق املعي�س مع املتخيل، لي�شكل بناء فنيا �شرديا.

ولعل هذه املجم�عة للكاتب با�شم عبدو، واإ�شافتــة اجلريئــة ومغامرتــه التجريبيــة يف ح�اريــة وتداخــل املجــرد واملح�ش��ــس.. وق�شــة يف )ذاكــرة الليل، احلــ�ل، بن القلب والذاكــرة، حمــربة مــاأى بالأحــام(، مثال

على ذلك.وتعــ�د اأهمية املجم�عــة اإىل اأنها دخلت امل�ا�شفــات، عــن واخلــروج التجريــب يف واملحــددات امل�شبقــة التي تفر�شهــا امل�ؤ�ش�شة النقدية، لتتمــرد عليها التجربة الإبداعية

للكاتب.

التلوين احلكائي يف جمموعةأقحوان( )ل ميوت ال

جمموعة )ل ميوت الأقحوان(جهينة العوام

Page 8: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"8 التا�شعة "ال�شنة اأعالمالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

غنيم • غ�شان �شرية من بع�شا “ الدين زين ثائر “ ي�شتعيد وتعدد املعرفية، امل��ش�عية يف العرب اأجــدادنــا

الهتمامات، والنجاح يف اإجنازاتها.... الدين زين ثائر د. تخ�ش�س من الرغم وعلى فتح بل ، تخ�ش�شه عند يقف ل اأنه اإل العلمي، واملعرفة الثقافة اآفاق نح� ات�شاعهما عينيه على �شينا ابن بـ ليذكرنا واأن�اعها... اأ�شنافها ب�شتى ال�شاعر املجلي والفارابي واخليام وغريهم... فه� كل نالت التي الأعمال من جمم�عة اأ�شدر الذي اأبدع يف الذي املرتجم تزال... وه� وما الهتمام الرو�شية، اللغة عن جميلة اإبداعية اأعمال نقل الأدبي الدار�س وه� ودرا�شة – وروايــة – �شعرا العربية ــداع الإب حلركة تتبعه يف يده�س الــذي

�شعرا ورواية وق�شة، وثقافة .... ويف خ�شم هذه ال�فرة، ي�شعب على عجالة اأن قارورة يف ت�جز ولكن الغفري/ اجلم بهذا حتيط العطر رو�شة، وت�جز يف كاأ�س الرحيق كروم/ ومن ثائر د. مزايا تظهر درا�شة عند وق�يف كان هنا مثال املتميز، الطراز من اأدبيا دار�شا بك�نه زين على اأ�شل�به يف درا�شة الن�ش��س الإبداعية وهي: ثنايا يف دخلت درا�شة “ ال�شعر عربة خلف “ثاث درا�شة خال من واملعا�شر احلديث ال�شعر بعم�م الرتاث ا�شتح�شار هي فيه اأ�شا�شية ظ�اهر با�شتح�شار ذلــك، وخ�ش�س ال�شعر، يف مفه�ماته احلم�شي اجلن “ديك العبا�شي ال�شاعر �شخ�شية ق�شته اأو “ وا�شتح�شار رغبان بن ال�شام “ عبد اأحيانا. ومدى تاأثري هذا “ كما ي�شميها اأ�شط�رته ال�شاعر يف �شخ�شيات ال�شعراء العرب املعا�شر، اأو يف ا�شتح�شار عرب اأو المت�شا�س تنا�س عرب �شعرهم اإىل و�ش�ل التقنيات، من ذلك غري اأو القتبا�س اأو املعا�شر. ال�شعر يف ا�شتخدامه واآليات القناع واملعا�شر احلديث ال�شعر ا�شتعارة عن باحلديث خ�شائ�س ببع�س م�شتعينا ال�شرد تقنيات لبع�س عن احلديث اأو . اأحيانا الــروايــة ورمبــا الق�شة التفعيلة لق�شيدة الإيقاعية البنية جماليات غي�س وهذا املعا�شر. احلديث ال�ش�ري ال�شعر يف التي الأدبية الدرا�شات من وافية جمم�عة من من اأدبيا دار�شا الدين زين ثائر الدكت�ر تكر�س الطيب اأب� بـ املعن�نة كدرا�شته – الأول الطراز فيها متتبعا “ املعا�شر العربي ال�شعر يف املتنبي الطيب اأبــ� “ العظيم العربي ال�شاعر ح�ش�ر املتنبي يف ال�شعر العربي املعا�شر “ وال�شعر احلديث ري�شة اأب� وعمر ال�شغري بالأخطل مبتدئا اأي�شا الني�كا�شيك �شعراء اإىل ، والــربدوين والقروي لي�شل اإىل �شعراء احلداثة ال�شعرية، كـ اأمل دنقل وفايز خ�ش�ر والبياتي ودروي�س واأدوني�س وعمران

وغريهم . وه� كتاب ل يخرج عن فكرة الدرا�شة الأوىل

يف كتابه “ خلف عربة ال�شعر “. التي تتحدث عن فكرة ا�شتح�شار الرتاث �ش�اء واأحــداث وج�دها �شكل التي الفذة ب�شخ�شياته حياتها عامات فارقة وم�حية يف التاريخ العربي ق�ش�شه واإبداعاته باأحداثه اأم الإن�شائي ورمبا

واإجنازاته. كما ل يف�تنا احلديث عن كتابه “ �ش�ء امل�شباح “ الذي حتدث فيه عن العاقة القائمة ال�ح�شي بن فني الر�شم وال�شعر – را�شدا ما �شماه د. حممد ال�شعر يف الت�شكيلية الق�شيدة “ التاوي جنيب عنه وقال د املج�ش بال�شعر و�شفه “ الذي العربي ال�شعر املج�شد اأن يقدم الق�شيدة ب��شفها “ وهدف هيئة خمتلفة من خال الطباعة والت�شكيل لإنتاج

.1“ املج�شد ال�شعر اأو مرئي “ �شعر الكتاب الــديــن يف ــن زي ثــائــر د. ر�ــشــد ــد وق جمم�عة من الت�شكيات الب�شرية يف ال�شعر الذي الدللة خلدمة الب�شرية بالت�شكيات ا�شتعان

واإيحاء يف الق�شيدة العربية واملعا�شرة.

ــا يـــجـــدر الــتــنــ�يــه ــم كقارب “ اجلميلة بدرا�شته املختالة واملــيــاه الأغــنــيــات خالها مــن ر�ــشــد الــتــي “يف الأغنية ت�ظيف اآليات ال�شردية، الأجنا�س بع�س يف الأغـــنـــيـــة دور مــبــيــنــا خــدمــة احلـــــدث، وخــدمــة الق�شة يف الفنية اجل�انب العامليتن العاملية والرواية اأي�شا. من خال والعربيتن اخلم�شن نـــاهـــزت منــــاذج النماذج اأهـــم مــن منــ�ذجــا ال�شردية العاملية والعربية. درا�ــشــات اإىل ــافــة بــالإ�ــشال�شعر تناول بع�شها اأخرى ــدمي: “ ذئــاب ــق الــعــربــي التناول وبع�شها “ و�شعراء الأخرى، الأدبية الأجنا�س “ وحكايات يف دروب ال�شرد “ تــروى يف جبل الــعــرب...

– �شنقف عند من�ذج ودرا�شة اأخرى يف هذا اجلم من درا�شات الدكت�ر ثائر وه�” خلف عربة ال�شعر وميزتها لديه الدرا�شة اآليات لنبن احلــديــث..

واأ�شاليبها ومناهجها. من ق�شية الباحث الدكت�ر يتناول عندما وافيا عر�شا الق�شية هذه بعر�س يبتدئ الق�شايا ، يق�م على التعريف بج�انبها جميعا معتمدا على ا�شتقرائه ال�شخ�شي اأو على جه�د بع�س الدار�شن ممن �شبق�ه يف درا�شة هذه الظاهرة، كما هي احلال يف درا�شته جتليات “ ديك اجلن احلم�شي “ يف مناذج من ال�شعر العربي املعا�شر. حيث اعتمد على جه�د الرتاث من امل�قف لتحديد اليايف نعيم الدكت�ر ... احلــديــث ال�شعر ــة واح اإىل العربي الأدبـــي وحاولت حتديد ب�اعث ا�شرتفاد �شخ�شية تراثية لت�شبح اأداة تعبريية يف ن�س �شعري معا�شر... “2 .اخلط�ة الثانية يف منهج الدرا�شة لدى الدكت�ر الباحث قيامه بعر�س اآراء الدار�شن املتخ�ش�شن، الظاهرة تناولت التي الظاهرة هذه در�ش�ا ممن التي يزمع على معاجلتها ول يغفل عن ذكر جه�د باأهمية – الــدار�ــس بثقة – معرتفا �شبق�ه. من هذه اجله�د، ول يهمل ذكر جمم�ع الدرا�شات التي بع�شها عر�س يف اأحيانا مطنبا الظاهرة تناولت مناق�شة بع�س ما ه� جيد، وحماولة والثناء على الآراء ال�اردة اأحيانا يف بع�س الدرا�شات ال�شابقة مما يجعل عمله اأقرب اإىل العمل الأكادميي املنهج، ما ويناق�س ال�شابقة، اجلــهــ�د ي�شتق�شي ــذي اليعرت�س عليه الباحث، ثم يقر مبفه�مات قد تك�ن الدرا�شة عملية يف دليله لتك�ن متبناة اأو خا�شة

والتطبيق على ن�ش��س خمتارة. “ ال�شعر احلديث ي�شتعري تقنيات ففي درا�شة درا�شة اإىل �شبقه من كل ي�شتعر�س “ ... ال�شرد “ كتابه يف اخلـــراط اإدوارد مــن الظاهرة ــذه ه– درا�شة يف ظاهرة الق�شة الكتابة عرب الن�عية – الق�شيدة “ اإىل كلينث برك�س واآرائه عن درامية تبديد يف مندور حممد د. راأي اإىل – الق�شيدة الطاقة ال�شعرية اإذا ما اجته ال�شعراء نح� الق�س واحلكاية – ثم يعر�س ما قالته نازك املائكة يف كتابها “ ق�شايا ال�شعر املعا�شر “ عن ح�ش�ر النزعة قاله وما قاطبة، احلديثة الق�شيدة يف الدرامية فيها ليعر�س اأي�شا ذلك عن اإ�شماعيل الدين عز بع�س ما قاله ال�شاعر م�فق نادر “ اإمنا لل�شعر ق�شة اأ�شل�ب الق�س ثم اعتمدت ق�شائد ر�شدت “ التي يعر�س ما قدمه الباحث اجلزائري. ح�شن خمري يف كتابه “ الظاهرة ال�شعرية العربية – احل�ش�ر يف ر�ش�ان “ حممد الباحث قدمه “ وما والغياب

درا�شته عن ال�شعر العربي اجلحيم مملكة “ املعا�شر �شعرية لنماذج “ وعر�شه احلكاية عــر�ــس ت��شلت اأو الدينية اأو ال�شعبية يخل�س ثــم “ التاريخية منارة منه يتخذ راأي اإىل ــري عـــلـــى هـــديـــهـــا يف ــش ــ� ي�شعرية، لنماذج درا�شته مـــا ميكن كـــل يــ�ــشــتــبــطــن اإمكانيات مــن يقدمه اأن ــة تــ�ــشــتــفــيــد مــن ــري ــع ــش �يق�ل املدرو�شة. الظاهرة “ ولعلي ل اأختلف مع اأحد ذكرتهم الذين الدار�شن يف اأن معظم الق�شائد التي م�شهدها ور�ــشــمــت فتنت اجلميل ، وح�ش�رها البهي جميعا نــهــلــت املــــاأ عــلــى ي�شند ما اأروع الق�شة من اأرومتها، وما ين�شرب مغذيا مبختلف ال�شعر واأن دافــئ معرب ن�شغ من اأفنانها اأو “ غنائي، ملحمي، ق�ش�شي ت�شنيفاته واأق�شامه من الق�شة تتلكه مما لاإفادة دائما �ش�اه” �شعى اأو القارئ لب خلب على وقــدرة حركية م�شاهد والتفنن ال�شخ�شيات وبح�ش�ر بالت�ش�يق، ال�شامع

يف ر�شمها ور�شم املكان الذي يتحرك فيه . الق�شية لدرا�شة ميهد اأن الثالثة: اخلط�ة العربي ال�شعر يف ح�ش�رها بع�س با�شتعرا�س القدمي. لي�ؤكد قدرته على ا�شتجاء الظاهرة من جذورها الأوىل، ففي تقنيات ال�شرد – يعر�س لنا ق�شة كرم – للحطيئة التي تكتنز باأ�شاليب ال�شرد . وتقنيات احلكاية التي يف�شل الباحث فيها، ليثبت ح�ش�ر ظاهرة ال�شرد يف �شعرنا العربي القدمي ول مناذج يذكر بل فــرد، واحــد منــ�ذج على يقت�شر حكايات اإىل القي�س، امــرئ حكاية من متعددة، ع�شق عمر بن اأبي ربيعة اإىل حكايات حب ال�شعراء العذرين، لي�ؤكد ح�ش�ر الظاهرة ح�ش�را ق�يا، ثم يخط� نح� اخلط�ة الرابعة، وهي الدخ�ل يف �شلب الق�شة املعاجلة مع اأمثلة متعددة ومناذج من ال�شعر العربي احلديث واملعا�شر ففي جتليات “ ديك اجلن احلم�شي”، يعالج ن�ش��شا لكل من، “ عمر اأب� ري�شة عبد الدين وعاء ، بزيغ – و�ش�قي قباين ونزار امل�ىل، وعبد الكرمي الناعم، وعبد القادر احل�شني البياتي، ال�هاب وعبد يا�شن. عبا�س واإبراهيم يف دار�ــشــا الــتــاوي النبي وعبد احلجي، ومظهر للرتاث، ال�شتدعاء اأ�شاليب من اأ�شل�با من�ذج كل تقنية اإىل القناع، تقنية اإىل التنا�س تقنية من التماهي، والنف�شال ... م�شتنفذا كل الحتمالت لهذه ا�شتدعائه يف العربي ال�شعر اإليها جلاأ التي

ال�شخ�شية الرتاثية. ثمة تقنية مهمة يلجاأ اإليه الباحث يف درا�شته للظ�اهر الفنية وهي تقنية طرح الأ�شئلة بكثافة وا�شحة، بحيث ي�شتجلي ج�انب الظاهرة كافة من ال�شعر ا�شتعارة اأ�شباب ل�شتي�شاح به قام ما ذلك العربي املعا�شر لتقنيات ال�شرد والق�س.. واأخل�س

بع�س ما جاء يف كنايا الدرا�شة: التعبري اإىل مييل الذي الإن�شان ميزة هي هل

عن اأفكاره باحلكي وال�شرد؟ عليه �ــشــار نــهــج تعميق يف الــرغــبــة هــي هــل

ال�شعراء العرب القدامى؟ فح�شب؟ والتجريب بالتجديد رغبة هي هل تقنياتها من �شيئا تكت�شب الق�شيدة جعل مما

ووظائفها “ يق�شد الق�شة “ ب�شردها وح�ارها؟ عن بــعــجــزه ال�شعر �ــشــعــ�ر ــع ــداف ال كـــان هــل

الإحاطة ببع�س امل��ش�عات ال�شعبة والكثيفة .

اأم �شكل من اأ�شكال الهروب من الغنائية الذاتية املنعزلة عن الآخر.3

قد الأ�شئلة هــذه جممل اأن اإجابته، لتك�ن ت�شكل اإجابة على اأ�شباب جل�ء ال�شعراء املعا�شرين اأوجدوا التي ق�شائدهم يف ال�شرد تقنيات لبع�س التي املتطلبات لتلبية الق�س تقنيات بع�س فيها

وردت يف الأ�شئلة كافة. ثائر الدكت�ر درا�ــشــات يف النظر يلفت ممــا من الــنــقــدي بامل�شطلح ــه اإحــاطــت الــديــن. زيـــن الرغم من ك�نه الأدبية، وعلى الأجنا�س خمتلف اإل ال�شعرية والدرا�شات بال�شعر ويعنى �شاعرا ودرايــة بكفاءة ال�شرد م�شطلحات ي�شتخدم اأنــه عاليتن، ومن ا�شتعرا�س بع�س امل�شطلحات، وتتبع قدرة مدى نلم�س الدرا�شة ثنايا يف ا�شتخداماتها الدكت�ر الباحث على ال�شتخدام الدقيق واملت�افق مع دللتها ال�شطاحية التي و�شعت لها... ومن ذلك مثا. ال�شرتجاع – اأو “ ال�شرد ال�شتذكاري “ “ – الزمن ال�شت�شراقي “ ال�شرد – اأو ال�شتباق

ال�شردي – الراوي ب�شمري املتكلم ــيــات الــدرا�ــشــة اأمـــا اخلــطــ�ة الأخــــرية يف اآل “ وهــي نتائج، اإىل ال��ش�ل فهي الباحث لــدى اأو الدرا�شة ثنايا يف تبث جزئية نتائج اإما 4الن�ش��س معاجلة بعد اإليها ي�شل نهائية نتائج وت��شيح خفاياها وا�شتنباط وا�شتبطانها، ميكن وما ومرجعياتها، وارتباطاتها، معمياتها، اأن ت�شتدعيه يف وجدان املتلقي، بحيث تظهر مدى قدرة الباحث على التعامل مع الن�ش��س، بدراية املتلقي من الق�شيدة يقرب دقيق، وفهم وعمق ويجعل منها ل�حة منظ�رة. حتت اأ�ش�اء كا�شفة “ ال�شعر بحث ثنايا يف ق�له: ذلك ومن �شافة. “ وهكذا لحظنا يف هذه ي�شتعري تقنيات ال�شرد اإحدى �شكلت الق�ش�شية العنا�شر اأن الق�شيدة، اأهم �شماتها اجلمالية. فراأينا كيف كان اللتحام مذها بن “ اأنا “ الراوي و” اأنا “ ال�شاعر وراأينا كيف قدم لنا الراوي اأماكن الق�شة وف�شاءاتها.. حتديد خــال من الق�س0 زمــن لنا ر�شم وكيف ا�شتخدام يف التن�يع خال ومن احلــدث... زمن

تقنيات بناء الزمن ومظاهر ال�شرد... “5 بحث يف الــنــهــائــيــة ــة ــات اخل يف يــقــ�ل اأو قــراء بــداأ وقــد “ الإبداعية البنية جماليات البيا�س اأن الأخرية الفرتة يف ياحظ�ن ال�شعر اأ�شبح نهما جدا يف ن�ش��س عديد من �شعرائنا .. وحتاول اأن جتد �شببا فا جتد اإل لعبة �شكانية؛ ل قبلها ول بعدها. ومن هنا تاأتي �شرورة التاأكيد على اأن الهتمام بال�شكل الب�شري يبقى منق��شا،

ما ل يقرتن بالكام وعاقته بال�شياق.. “ 6 الطفلية املامح تلك عن الق�ل: من بد ل تخفي الدين زيــن ثائر يحملها. التي الربيئة خلفها عقا م��ش�عيا قادرا على الإبداع والعطاء اإىل حد الإدها�س يف جمالت خمتلفة ... ت�شل على وقدرتها – ودقتها وعمقها تن�عها.. يف ما وق�شايا لظ�اهر وحمــارق بــ�ؤر اإىل ال��ش�ل اإىل والفن الأدب يف الدار�شن بال ت�شغل تزال

ي�منا هذا.

1 - التالوي – حممد جنيب – الق�شيدة الت�شكيلية يف ال�شعر العربي. دار الفكر احلديث – القاهرة ط1/ 1996. 2 - زين الدين - ثائر: خلف عربة ال�شعر، احتاد الكتاب العرب – دم�شق 2006.�ص 7.

3 - زين الدين – ثائر نف�شه �ص 70. 4 - زين الدين – ثائر امل�شدر نف�شه �ص 76- 79. .5 - زين الدين – ثائر امل�شدر نف�شه �ص 78.6 - زين الدين – ثائر امل�شدر نف�شه �ص 138.

ثائر زين الدين "دار�شا" يف )خلف عربة ال�شعر(

ثائر زين الدين

Page 9: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

9 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ من الذاكرة

خمتــــارات من "الأ�ضـــــــبوع الأدبي" قبل "1000" عددالعدد 406 اخلمي�س 31 اآذار 1994م - 19 �ش�ال 1414م

هيف اأب� الل • عبد

عبد اهلل الغذامي يف كتابه )الق�شيدة والن�س امل�شاد(

الغذامي الل عبد الناقد برز كــاأحــد الثمانينيات عــقــد خـــال العربي ــي الأدب النقد وجــ�ه اأبــرز الأول كــتــابــه مــنــذ احلــــديــــث، البني�ية والتكفري: من “اخلطيئة .)1985 )جدة الت�شريحية” اإىل الهامة النقدية كتبه ت�الت ثم ومطلع الــثــمــانــيــنــات اأواخـــــر يف “امل�قف منها: اأذكر الت�شعينيات، اأخرى” ومــ�ــشــائــل احلـــداثـــة مــن الن�س: و”ت�شريح .)1987 )جدة لن�ش��س ت�شريحية ــات ــارب ــق م�شعرية معا�شرة” )بريوت 1987(. و”ال�ش�ت القدمي اجلديد: درا�شات يف اجلذور العربية مل��شيقى ال�شعر ،)1987 )الـــقـــاهـــرة احلديث” )بريوت الكتابة” �شد و”الكتابة ــئــلــة: الأ�ــش و”ثقافة ،)1991مقالت يف النقد والنظرية” )جدة

.)1992عند املقالة هــذه يف واأتــ�قــف والن�س “الق�شيدة الأخــري كتابة البي�شاء الدار + )بريوت امل�شاد” ل�شغل معمق اإ�شهام وفيه )1993النظر ول�شيما النقدي، الغذامي اإىل الن�س من داخله يف جهد دوؤوب

لات�شال بالن�س من داخله.ــح الـــغـــذامـــي �ــشــعــيــه يف ــ��ــش ييف للن�ش��س الت�شريحية مقاربته الدخ�ل يف خط�ات “هذه ق�له: من ال�ــشــتــكــ�ــشــاف ويف ــس ــ�� ــغ والفاإن اجلاحظ ينقل وكما الداخل، الباغة. من اأ�شد الباغة �شيا�شة �شيا�شة ـــ�ل ـــدخ ال يـــكـــ�ن وهـــنـــا التب�شر يف وتــعــمــقــا الــكــ�ــشــف يف

والنظر”.الف�شل يف الـــغـــذامـــي يــقــدم ذاكــرة ـ الن�س “ذاكرة الأول: يف جــديــدة نظر وجــهــة الراوي” اإىل ت�شتند اجلاهلي ال�شعر قراءة ال�شعر اأن حقيقة اأولهما اأمــريــن، اجلاهلي مدون بعد زمن من كتابته، واأن ما و�شلنا من ال�شعر اجلاهلي ل الراوي ذاكرة به ما جادت يتعدى لل�شاعر، وثانيهما حقيقة اأن الن�س طريقة، من باأكرث ويحلل يدر�س وكان الغذامي قد و�شع لن�شه كلمة يق�ل ا�شكاربيت لروبري مفتاحا ـ

فيها:“هناك على الأقل ثاثة اآلف الأدبـــي احلـــدث ــاد لرتــي طريقة الغذامي ــرن ق ــد وق ودرا�شته”، مناهج اأتاحته مبا وحتليله در�شه احلفريات ب�شي�ع احلديث النقد

املعرفية.اأن ـــغـــذامـــي ال راأى ـــذا ـــك وهال�شاعر. من ه� ما بن “التمييز منطي هــ� مــا وبــن ق�شيدته، ويف �ــشــفــاهــي دخـــيـــل، اأمــــر ممــكــن من الذي الن�ش��شي الت�شريح خــال متميزتن ذاكرتن وج�د يفرت�س الراوي ذاكرة اأحدهما الن�س. يف الــنــ�ــس. ولقد ذاكــــرة والأخـــــرى الن�س على الــذاكــرتــان تزاحمت اإنهما بــل وتقا�شمتاه، اجلــاهــلــي، اأف�شدتاه، ورمبــا عليه، تناف�شتا اأ�شالته. ويف فيه ال�شك�ك و�شببتا تكرث الت�شابهات هذه واأن خا�شة �ش�اه فيما وتقل ال�شعر، هــذا يف التدوين”. ع�شر بعد ما �شعر من ي�شق �ش�ف اأنه الغذامي اأعلن وقد لنف�شه طريقا داخل الن�س ليبحث الن�س،وليفح�س ــن ع الــنــ�ــس يف

مادته ملعرفة حقيقته.ــي الــقــ�ــشــيــة ثم ــذام ــغ اأنـــــار الالــــراوي، ــرة ــذاك ل مفه�مه �ــشــرح ال�شعر ذاكــــرة عــلــى غلبت الــتــي �ش�ق القليل هذا لــرواة �شار حن ــراوي ال م�شداقية جتعل علمية وذاكرته اأ�شا�شا يف�ق ذاكرة الن�س وتنمحي اأمامه �شروط الن�ش��شية الق�شيدة قب�ل وال�شعرية،ويتم ـــراوي ال لأن خمتلة كــانــت مهما اأ�شباب حتمل لأنها ولي�س مقب�ل، ـ اإذن ـ فالقب�ل بذاتها. القب�ل

للراوي ولي�شت للق�شيدة”.الن�س ــرة ــذاك ل درا�ــشــتــه ويف اإىل يــلــجــاأ اأن الــغــذامــي ارتـــاأتـــى بيتا فاختار واملــقــارنــة التطبيق العبد بن لطرفة من�ش�با م�شه�را

وامرئ القي�س ه�:وق�فا بها �شحبي على مطيهم

يــــقــــ�لــــ�ن ل تهلك اأ�شى وجتلد

يــــقــــ�لــــ�ن ل تهلك اأ�شى وجتمل

والفني اللغ�ي الت�شريح وبعد ال�شاعرين، �شعر جل�شم والفكري اأمر البيت اأن الغذامي يح�شم جند

بن�شبته اإىل امرئ القي�س.ـــي حـــلـــ�ل ـــذام ـــغ ويــــقــــرتح الالن�س ذاكــــرة ــل ــداخ ت ملــ�ــشــكــات اأربعة الــراوي ي�جزها يف وذاكــرة وذلك املروي. الن�س مل�شكلة وج�ه ال�شيغ مــا بــن ــــريا اأخ لــكــي منــيــز الإبــداعــيــة واملــعــادلــة النمطية ال�ج�ه وهــذه الع�ش�ي. والن�شق وذائقة الن�س، ن�شب هي: الأربعة

وتقاليد الن�س، واأعــراف الــراوي، النظر علينا “يحتم وهذا ال�شعر. من لنعرف الن�ش��س، يف املبا�شر اأ�شيل وما ه� دخيل، داخلها ما ه� ـــا هـــ� غــريــب، مـــا هـــ� عــ�ــشــ�ي وموالت�شريح الن�ش��شي يعن على هذا

الك�شف والف�شح.للف�ش�ل اأعر�س ل� اأود وكنت “الق�شيدة وهي: الأخرى الثاثة داخلية روؤية عن امل�شاد” والن�س مق�لة خال من الن�ش��س لتنا�شل الت�شريحي النقد يف الغائب الن�س الكذب” و”جماليات التفكيكي، اأو ب��شفها الأعـــــراب تــكــاذيــب ــن عطريف بحث ــ� وه اأدبــيــا، جن�شا و�شكل ــردي ــش � �ــشــكــل ــن جــديــد عالذي العربي املخيال اأ�شكال من “انتحار وعـــن بــعــد، يكت�شف ل احلميدين �شعد ديــ�ان النق��س”

ومعادلة ال�ش�ت اأو امل�ت.اأحلــق الــغــذامــي اأن ونــاحــظ معلقة ق�شائد ن�ش��س بف�ش�له املطر” و”اأن�ش�دة القي�س امــرئ ل�شعد النق��س” و”تنتحر لل�شياب لبحثه مــهــد ــــان وك ــن، ــدي ــي ــم احلمن بن�ش��س الكذب” “جماليات

اخليال النرثي العربي.اأهميته الغذامي كتاب يكت�شب يف مــ�ــشــروع مــ�ؤلــفــه مــن جــهــة، ويف مــ�ــشــروع الــنــقــد الــعــربــي احلــديــث ي�ؤ�شل فالغذامي اأخــرى، جهة من منهجه النقدي احلداثي يف التقليد ال�شارب العربي والنقدي الأدبــي مثا حيا يحتذى القدم، ويقدم يف النقد يف الق�مية الــهــ�يــة ــ�ل حــار ــك والأف الآراء تــتــ�ــشــارع حــيــث خ�شم يف ـــب ـــذاه وامل والـــتـــيـــارات

املتغريات العا�شفة.رابحة ورقــة الغذامي نقد اإن الفكري ال�ــشــتــقــال دعـــاة لـــدى فهم عن �شدوره ول�شيما والثقايف ــرتاث الــنــقــدي الــعــربــي ــل عــمــيــق لوالغربي وعن وعي فريد باللحظة

املعا�شرة.

هندي • اإح�شان عندما الأمة، تنكب اأن الطبيعي من تر مبرحلة �شعبة وع�شرية على تاريخها، وت�شتنطقها، اأحداثه وتدر�س فيه تنقب لعلها جتد فيها ما يعنيها على حل م�شاكل املا�شي، بدرو�س ال�شتعانة عرب احلا�شر ال�شليبية ــروب احل اأحــداث كانت ولقد الــتــي دامـــت حـــ�ايل قــرنــن مــن الــزمــان فرتات اأهــم من فرتة 1290م( ـ 1097(تكرث اأن غرابة فا لذا العربي، التاريخ اأحداثها وتــ�ؤرخ فيها تبحث التي الكتب

وحتاول اأن ت�شتخرج منها العرب.عن حتدثت التي الكتب كانت واإذا مرحلة احلروب ال�شليبية كثرية يف لغتنا فقط، الكتب هذه من قلة فاإن العربية، “ت�ظيف اإىل م�ؤلف�ها انتبه التي هي على املا�شي باإ�شقاط وذلــك التاريخ” يف ال�شليبية احلـــروب وو�ــشــع احلا�شر مكانها التاريخي ال�شحيح كحلقة واحدة والغرب، ال�شرق بن ال�شراع حلقات من ظه�ر منذ جديدة اأبــعــادا اأخــذت والتي

الإ�شام يف اأر�شنا العربية حتى الي�م.جنح التي الــنــادرة الكتب هــذه ومــن واحلا�شر املا�شي بن ال��شل يف م�ؤلف�ها الــزمــيــل م��شى اأ�ـــشـــدره ـــذي ال الــكــتــاب والـــذي ،1992 عـــام ــــر اأواخ الــزعــبــي، ط�يا كــان واإن ـ مــعــربا عن�انا يحمل التاريخ نن�شى ل “كي وه� ال�شيء بع�س اأن يريد وكاأنه ين�شى”! ل التاريخ لأن لاأمة “ويل العن�ان: هــذا �شمن يق�ل بذلك تفقد لأنها تاريخها” تن�شى التي

�شخ�شيتها وه�يتها نهائيا!اأن مــن الكتاب ــذا ه اأهمية وتــاأتــي يكتف ل الزعبي م��شى الزميل امل�ؤلف، كاأحداث ال�شليبية احلــروب بر�شد فيه واإمنا و�شل هذه تاريخية مرت وانق�شت، ال�شاحة على ويجري جرى مبا احلروب وب�شكل الآن، حتى قــرن منذ العربية اأحداث باأن اأكيد بانطباع القارئ يخرج لي�س ولكن ـ ف�شل من اأكــرث لي�شت الي�م �شل�شلة من ـ بال�شرورة ــري الأخ الف�شل اأحداث عمرها األف عام على اأقل تقدير.ويركز امل�ؤلف على الع�امل الأ�شا�شية ال�شليبية، احلــــروب يف الــديــنــيــة غــري ال�شليبية الهجمة الع�امل يف وعلى هذه اجلديدة �شد الأمة العربية يف الثاثن يف ذروتــهــا بلغت والــتــي الأخــــرية، �شنة

حروب اخلليج بن 1980 ـ 1991.ويــبــداأ املــ�ؤلــف بــادئ ذي بــدء كتابه ال�شليبية “احلروب عـــن ــث ــدي ــاحل بامل��ش�م الأول الف�شل �شمن املا�شية” قتا الأر�ـــس يف يعيث�ن “ال�شليبي�ن الف�شل يف ثم ،)232 ـ 7 )�س وخرابا” ال�شليبين “جناح عــن: يتحدث الثاين ـ 25 )�ــس امل�شلمن” الــعــرب ــاذل ــخ وت“يتابع حيث الثالث الف�شل يف ثم )46

ال�شليبي�ن تقدمهم” )�س 47 ـ 61(.

الكتاب يف امل�شيئة النقاط وتــبــداأ يتابع�ن “املخل�ش�ن الرابع: الف�شل منذ اخلام�س: ثم ،)89 ـ 63 )�س املقاومة” ـ 91 )�ــس الأي�بي” الدين �شاح بــروز

.)114ويف الف�شل ال�شاد�س من الكتاب �شرح الغزاة” وطرد الأوطان “حترير ملرحلة

)�س 115 ـ 140(.ـــف بــعــد هـــذا احلـــرب ـــ�ؤل ويــ�ــشــل املباحلرب الإ�شامي امل�شرق �شد ال�شليبية فيتكلم الإ�شامي، املغرب �شد ال�شليبية “ماأ�شاة يف الف�شل ال�شابع من الكتاب عن 141 )�س الأندل�س” يف امل�شلمن العرب التخلف “رياح كــانــت وكــيــف .)166 ـ )عن�ان الأندل�س” على تهب والنهيار

الف�شل الثامن: )�س 167 ـ 177(.املرحلة اإىل ــ�ؤلــف امل بنا ي�شل ثــم يف فيتحدث الــعــربــي لل�طن الــراهــنــة التي الظام “ع�ش�ر عن التا�شع الف�شل تخيم على العال العربي” )179 ـ 190( حروب اإىل بنا ي�شل العا�شر الف�شل ويف على ال�شمال “هيمنة اأن وكيف اخلليج ـ 191 )�ــس احلرب” عامل هي اجلن�ب

.)210احلــادي الف�شل يف املــ�ؤلــف وير�شد “التحالف ــل ــ�ام ع الــكــتــاب ــن م ع�شر ال�شرتاتيجي الأمريكي ال�شهي�ين” )�س امل�شتهدف ه� من ويحدد ،)234 ـ 211كهدف “الإ�شام” وه� ال�شراع، هذا يف اقت�شادي كهدف البرتول وه� �شيا�شي،

اأي�شا.دون القارئ امل�ؤلف يرتك ل واأخــريا اأن يقدم له يف الف�شل الأخري من الكتاب العمل؟” ما “اإذن عن�ان يحمل والــذي هــذه عــلــى للتغلب ومــنــهــاجــا بــرنــاجمــا التي يتعر�س ال�شليبية اجلديدة احلرب

لها وطننا العربي يف هذه الأيام!ير�شد بكتاب امل�ؤلف ياأت ل وهكذا فح�شب، ال�شليبية احلــــروب ــــداث اأحاملا�شي لربط الأحداث هذه وظف واإمنا املــ�ؤلــف نف�شه يــقــ�ل بــاحلــا�ــشــر، وكــمــا الــغــزو كـــان “رمبا كــتــابــه: عــلــى غـــاف من اخلــ�ف �شعار حتت مت قد ال�شليبي

الإ�شام”)!(.احلديث، ال�شتعماري الــغــزو ولكن يتم و�شعاراته، واأل�انه اأ�شكاله مبختلف حتت �شعار الهيمنة ال�شيا�شية وال�شيطرة واإن العربية، املنطقة على القت�شادية جعلهم اأوروبـــة مقابل يف العرب وجــ�د الأقرب منال جغرافيا، والأ�شعب تط�يقا

�شيا�شيا وفكريا”!من هذا يتبن اأن هذا الكتاب واحد من �شيا�شيا فكرا حت�ي التي القليلة الكتب ن�شاليا يحمل بذور الن�شال والت�شدي �شد لها يتعر�س التي الإمربيالية التيارات

وطننا العربي والإ�شامي الي�م.

كي ل نن�شى التاريخ لأن التاريخ ل ين�شى!

Page 10: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"10 التا�شعة "ال�شنة ق�ضايا واآراءالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

واعتــدال الن�شيــم اعتــال عنــد ال�شماء،

اأ�شرق �شاعة من الدرا�شة والعتناء،واأ�شــرع اإىل امل�شهــد املخ�شــر بالنهــر

وال�شجر، حيــث يجــري املاء يف مرجــه وم�جه

اأخ�شر، بال�شـــط الرائقــة ال�شفــاف فــكاأن

والع�شب، بغها بالري وال�شرب، اأ�شفت عليه �ش

واأن اجلدول يف خالها، مب�جه ومائه اخلرير،

قد و�شم ب��شمها اخلا�س الن�شري.-

مــع ذلــك ، منــرية مياهــه– ف�شحلــه لئاء،

فريوزي م�شل�شل على در من احل�شباء، وغمره نقاء، وتـيـار دوامي كبري ،

يف ، ماهــرة واأعــن غائــرة دائــرة التغ�ير والتدوير .

لـب * اأما الأذرع املبقـعة ل�شجر الدفتتخطى التيار اخلاطف الذي يـنقـب

عن جذرها واللب ،الاعبــة، اأوراقهــا حركــة وبخــال

واأنت ت�شي لله�شبة ،يـرمــى يف عينيــك ال�مي�ــس الراع�ــس

لل�شم�س والغدير كاأنــه ال�شعــاع منبعثا من حجــر املا�س

املنري . الربيــع اأيــام مقــدم مــن هنــاك اآه

الغامرة،ببهجة الإزهار ، والأطيار ، والنحات

الهادرة ؛زهـر ال�شيف الأبهى والأ�شهى هناك،ونـ�شمه الأ�شفى والأ�شبى بذاك ؛

والي�م اخلريفي الذهبي الأحلى بهــدوء ال�شم�ــس اأ�شعــة يف يندلــق

ليـبـلى . جميل ناأيك بامل�شري، عن جانب القرية

يا غديرفاأن تناأى لي�س ببالك ، ول تقر العي�ن

بذلك ،بل انعطاف عن تردد النا�س ، التفاف

منك وحيلة،لإ�شفاء الهدوء على ال�ادي واجلداول

الظليلة ؛واملرج وال�شجر ومنحدر الرب�ة ،

من ح�لك ، وحيدة ، �شاكنة ، وحل�ة ،وحيــدة – فيمــا عــدا جــري ال�شياد

بال�شنارة ، مــن اأيكة لأيكة على حــ�اف مدودك

الدوارة ؛اأو اأن ياأتي العـ�شاب، بال�شـلة والكتاب،ليقتطــف من �شفافك جرعة من ق�ة

الأع�شاب ؛اأو بال�شدفة ، حال ما، عاطل مثلي ،

يتجــ�ل هنــا وهنــاك ، ي�شــرح باأفكاره

ال�شتـى، ويحدق فيك باملثل ، �شاكنة – فيما عدا زقزقة الطي�ر

اإذ تتغــذى علــى كــرز النهــر والق�شب املليء بالبذور ،

وم��شيقاك اخلا�شة املتدفقة الدوية بخرخــرة رخيمــة يف رقـــة �شيحــة

جنية،من الفجر حتى بزوغ الي�م التايل

كم�شافــر كل الطريــق يغنــي مــن كل م�ال

-ل اأ�شمــع كتلــك امل��شيقــى اجلنـية يف

حياتي، ول اأر كتلك املياه ال�شافية واخل�شراء

بالذات ،وتتل�ى اأي�شا وتلتف بعيدا عن العـيان

، فتغيــب يف الظــل داكنــة وتظهــر يف

ال�ش�ء باللمعان ،يف حــن اأن الكرمــة من ف�قهــا تر�شل

الفرع واجل�انح ،فتم�شــك بدغـلها امللتف م�شــكا بارحا،

وما الن�شيم ينحني اإل ن�شيبا �شانحا،كم وددت ل� اأن القدر تركني حـرا

فاأم�شــي معــك هــذه املــاذات الهادئة طـرا ،

اإىل اأن ترحل قاقل العي�س واملهام ،وي�شكــن يف قلبــي اأمـــن امل�شهــد بردا

و�شام ؛واأح�شد اجلــدول يف �شفافه اخلميلة

حن يندلقباأغنيــة بهــا املغ�شــي عليــه وبهــا مــن

ي�شح� وينطلق.-

ل بكلمــات الهمجــي بالقلــم اأعبــث مفه�مة ول للفهم قط قابلة،واأخالط يف العراك واحل�ش�د ،

مــن فــكل اأ�شـــده ال�شــراع يف حيــث تعارك خ�شم لدود –

غالبا ما األــ�ذ بالهدوء هنا يف ان�شراح و�شفاء ،

لأن�شــق اله�اء الذي يجعد وجهـك يا جدول املاء ،

واأتاك حلما �شاكنا ،اإذ اأن الغديــر حــن يكــ�ن وحيــدا و

فاتنا فاإن �شــ�رة فيه لتلك احليــاة الهادئة

تظهروهــي بقلبــي يف �شن�اتــي الأخ�شر**

تظفر .-

النهايةالنكليزيــة املكتبــة : امل�شــدر

اللكرتونية* �شجرة مرتامية الأفنان

** الأكرث ن�شارا وازدهارا

النهر الأخ�شر ل�شاعر الطبيعة واجلمال وليم كولن براينت

)1878 - 1794( ح�ش� • ترجمة:عبدالرحيم

اأن اإىل يذهــب ك�نــراد، ج�زيــف تتذكــر اأن ت�شتعيــد الذاكــرة مــن كل بــد روايته الأ�شهــر” قلب الظــام “، علــى الرغم من العق�د التــي ت�شرمت مذ طلــع بها اإىل اجلمهــ�ر، تعاقبت ال�شنــ�ن - اإذا - لكن روايتــه تلك ما تزال حتــدث ح�لها لغطا، رمبا ب�شبب من اإجماع يتمح�ر ح�ل اأهميتها كمنعطف يف الرواية العاملية وفتــح، ذلك لأنها جتاوزت ر�شم ال�شخ��س من اخلــارج، لتغ��ــس يف اأعماقهــم، وذلك خــارج اإطار ما ي�شمى بال�شــارد العليم، على هذا �شنذهب اإىل اأن هذا الإجمــاع جاء، لأن روايته �شكلــت قطعا مع الروايات الكا�شيكية العاملية، التــي اأتت على الفعل املا�شي يف جتلياته، ليحيلنا اإىل �شمري الغائب “ ه� “، وليتنامى

حدثها باجتاه العقدة فاحلل! ول نظــن اأننــا ب�شدد اإخــراج “ الكا�شيك “ من فردو�س الروايــة، اإذ من يجروؤ على ت�جيه اأ�شبعه - مثــا - نح� رائعة دو�شت�يف�شكي “ اجلرمية والعقاب اأو “ ب�ؤ�شــاء “ فيكتــ�ر ه�غــ� !؟ لكــن التط�ر يظل ،“�شمــة احليــاة وقان�نها، فما جديد ك�نــراد يف روايته هــذه، هــذا اإذا اتفقنــا باأن اجلــدة والفــرادة رائزان

اأ�شا�شيان الي�م يف اأي ا�شتغال اأدبي !؟ علــى هــذا �شنقف بعن�ان ك�نــراد لنت�شاءل، اأن مــا دللت الظــام، اإن ل تكن ت�شري اإىل العتمة التي حتجب عنا الروؤية !؟ خلف هذا الظام - اإذا - ثمة جمهــ�ل ل يــرى، والإن�شان يخاف مــا يجهله ! وها ه� ك�نــراد ي�شعنــا يف قلــب الظــام، اأي يف مركــزه، رمبا ليحــدث اأكرب ما ميكن من الأثر، ذلك اأننا �شنتفكر مبا يكمــن وراء الليــل الداجي، بهذا املعنــى يك�ن الكاتب قــد حــرك ف�ش�لنــا يف الإجابــة على هــذه الأ�شئلة، ول طريــق ل�شتجائها - هنا - �ش�ى قراءة الرواية، ح�شنــا األي�س هذا ما يرومــه اأي عن�ان، ذلك اأنه - اأي العنــ�ان - ينه�ــس ب�ظيفتــن، �شيميائيــة تق�م على جملــة مــن الإ�شــارات والعامــات، التي ت�شــي بع�ال املنت، مــن غري اأن تف�شح اأ�شراره كلها، ومعرفية حتيل

املبهم اإىل خانة املعرف !؟ ويف املــنت �شن�شتغــرب اختياره للمكان، نحن على �شطح �شفينة، ومرة ثانية �شنت�شاءل عن ال�شبب الذي حــدا بامل�ؤلف اإىل اختيار مــكان غري قار، بدل اختيار مــكان ثابــت كالياب�شــة مثــا !؟ األ ي�شــي هــذا املكان با�شطــراب النف��ــس التــي �شتلعــب اأدوارا مركزيــة يف العمــل ، رمبــا لأنهــم ت�اجدوا على اأر�ــس مرزغية تغ��س بهم، وقد ي�شري اإىل تداخل املنظ�مة القيمية

يف جمتمع ما اأو اختاطها ! اإذا الروايــة تت�شــدى لرحلــة تنطلــق مــن نهــر اأفريقيــا قلــب اإىل لتنتهــي بريطانيــا، يف التاميــز ال�شــ�داء، والغايــة تتجــاوز جلب العبيــد اإىل جتارة ي�شيل لها لعاب ال�شادة البي�س، اإنها جتارة العاج ! فهل �شيت�شاءل اأحد عما اإذا كان�ا يعر�ش�ن حي�انا عا�شبا اإىل النقرا�ــس اأو يعرت�س !؟ لكنها يف جذرها العميق رحلــة بــن عاملــن، عــال يدعــي احل�شــارة والتقدم والإن�شانية، اإنه عال الرجل الأبي�س يف الفرتة التي لعبت فيه اأوروبا العج�ز دور امل�شتعمر، وعال بدائي، غــارق يف جهلــه وعمائــه، هــ� عــال الرجــل الأ�ش�د بطق��شــه وب�ؤ�شه، الذي لعــب دور امل�شتعمر، ولتعك�س نظــرة ك�نراد الثاقبــة ج�هر ال�شتعمــار، بعيدا عن �شعارات الراأفــة والأخذ باليــد واحلماية وال��شاية والنتداب والحتال املبا�شر، ذلك اأن هذه ال�شعارات �شرعــان مــا تتــ�ارى اأو تغ�ر خلــف �شعــي دوؤوب لنهب ثــروات ال�شعــ�ب بــا اأي وازع اأخاقــي، والغريــب يف امل�شاألــة اأن يطال التاأثــر بال�شتعمــار فيل�ش�فا كبريا كهيجل، الذي راأى باأن الأ�ش�د عدمي ال�شمري وخامل، رمبــا لأنــه - اأي هيجــل - ل ينجــح يف اخلا�ــس مــن

الآراء امل�شبقــة عن الآخر، اأي اأنه دار يف فلك نظرية املركزيــة الأوروبية ! لذلك رمبــا �شناحظ �شخرية مبطنــة ومريــرة مــن ممار�شاتهم، وقد تكــ�ن القدرة علــى العب�ر اإىل ال�شفة الأخرى، وتبني ماآ�شيه، اأحد

الأ�شباب التي حم�شت ك�نراد �شهرته ! ينه�ــس مالرو بدور ال�شخ�شية الرئ�شية، ويق�م بــدور الــراوي، وك�نــراد اإذ يقــ�م بهذا يختــار �شمري املتكلــم، لي�شي مب�قفه املت�اري خلف هذه ال�شخ�شية من ظاهــرة ال�شتعمار ككل، ولينحــاز اإىل احلداث�ي مــن اأ�شاليب الروي، وهذا �شبب اآخر ل�شهرته، ذلك اأن هــذا الأ�شل�ب يتيح لــه الغ��س يف الأعمــاق الدفينة ل�شخ��شــه، مــا مينحــه القدرة علــى ال�قــ�ف بن�ازع اأبطالــه واأه�ائهــم، وبهــذا يــاأت علــى �شــراع جديد ي�شاف اإىل ال�شراع اخلارجي بينهم، ذاك الذي ينجم عن افــرتاق يف امل�شالح والرغائــب، اإذ اأن الغ��س اإىل اأعمــاق ال�شخ�شيــات �شيمكنــه مــن ال�قــ�ف بال�شراع الداخلــي لل�شخ��ــس علــى نحــ� يتيــح لــه الإحاطــة بامل�شت�يات املتناق�شة داخل النف�س الب�شرية، ب�شكل

مينت الدراما داخل املنت !التــي تلــك الغــروب، مالــرو حلظــات ي�شــف تبحــر - �شيئــا ف�شيئا - نح� قلب الظــام، ليعك�س لنا عاملــا رماديــا قاتــا، تت�شظى فيــه النف�ــس اإىل اآلف الأحا�شي�ــس، التــي تنه�س - يف عم�مهــا - على النف�ر وال�شمئــزاز والكراهية والرف�س لعــال غري اإن�شاين يف عاقتــه، على هذا �شيقدم لنــا مالرو ال�شركة التي املتعفنــة والعجــ�ز، يعمــل فيهــا .. طبيعــة الإدارة كمــا �شيقــدم ال�شخ�شيــات الأخــرى، لكنــه �شيــرتك لهــم م�شاحة يعــربون فيها عن اأنف�شهــم، كما يف حالة الرو�شــي اأو الأفارقة اأو كريت�ــس، لي�شفهم و�شفا بالغ الدقــة، وليذهب اإىل دواخلهــا للتاأمل يف �شل�كها على

�ش�ء الجنازات يف علم النف�س ! وعلــى نحــ� مــا يكت�شــب املــكان و- مــن ثــم - ال�شخ�شيــات ح�ش�را واقعيا من خال و�شف ل يغفل اأي تف�شيــل، وح�شــ�را نف�شيا من خــال م�قف مالرو منهــا، ي�شــاف اإليهمــا ح�شــ�ره ال�شحري مــن خال ما ي�شبــه عنا�شر اأ�شطرة اأطلت براأ�شها، وهي تنتمي اإىل ما قبل الأدبي بح�شــب رينيه ويليك، ذلك اأن ك�نراد ن�شــخ عنــه التعيــن الزمنــي، ليحيل اإىل عــال بدئي

مييز الأ�شط�رة عادة ! اأما لغة ك�نراد فهي لغة مركبة .. وعرة، تكرث فيهــا ال�شتدراكات واأق�ا�ــس التن�شي�س، املندرجة يف جمــل ط�يلــة، تنه�ــس على املــزج بن اأمنــاط ال�شرد املختلفة، واإذا ل تكن م�شغ�لة بدللة اقت�شاد لغ�ي، بعيــدا عن التكاء علــى ت��شيف �شاعــري ب�شبب من طبيعــة العمل، رمبا لأن الرواية حدث ميتد يف املكان والزمان، وي�شمح بلغة متحررة ن�شبيا، حتى ل تقع يف اإ�شهــاب مرتهل اأو اإن�شاء جمــاين، اإل اأنها لغة ر�شينة دقيقــة يف عاقة الدال باملدلــ�ل، من غري زخرفة اأو

اإن�شاء اأو ديباجة ! بهذا املعنى قد تك�ن هذه الرواية - يف ع�دة اإىل امل�شم�ن - حماولة لعك�س احلياة يف زخمها وت�شظيها، فهي تت�شدى جل�هر ال�شتعمــار بعيدا عن اأي زخرف اأو تربيــر، ليطــل علينا يف وجهه الذميــم واملتناق�س، وقد تك�ن حدا و�شطا بن الرواية التقليدية يف اأبرز مناذجهــا، وبن تيار ال�عــي، املعرب عنها اأبرز ما يك�ن

التعبري يف ما �شمي بال�اقعية ال�شحرية !تنتهــي الروايــة اإذن عنــد و�شــ�ل ال�شفينــة اإىل اأفريقيــا ال�ش�داء، ولأن ظاهــرة ال�شتعمار مقيمة ما تــزال جلاأ ك�نراد اإىل خاتة مفت�حة انفتاح احلياة

على رحابتها، ما قد يقت�شى التن�يه !

قلب الظالم .. مرة اأخرى !حممد باقي • حممد

Page 11: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

11 والع�شرون"العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ التا�شعة "ال�شنة حما�ضرة

الدكت�ر ح�شن جمعة رئي�س قدم املكتب التنفيذي لحتاد الكتاب العرب والتحديات الثقافة بعن�ان حما�شرة ــــدورة ــــك يف اإطـــــار ال الــراهــنــة وذلاملركزية لإعداد الأطر القيادية التي تقيمها القيادة القطرية حلزب البعث العربي ال�شرتاكي يف مدر�شة الإعداد احلزبي املركزية حيث راأى اأن الثقافة وال�شل�كية املعرفية باأن�شاقها تعد احلــــامــــل الـــفـــكـــري والجـــتـــمـــاعـــي والإعامي والقت�شادي وال�شيا�شي ــز جمــتــمــعــا عن والــتــقــنــي الــــذي ميــيال�شادقة ال�ش�رة فهي ثم ومن اآخــر، كل يف وق�شاياه وم�شاعره حلاجاته هي الثقافة ان واأ�شاف: ومكان، زمان معرفية اأن�شاق من الذهن مدخات واجــتــمــاعــيــة وديــنــيــة واعــتــقــاديــة اإىل وحت�لها و.. واقت�شادية واأدبية �شل�ك وقيم يعتنقها النا�س ويتمثل�نها كابر عن كابرا وتربيتهم حياتهم يف وال�شلطة الثقافة عن حديثه ويف ،نتاج هــي الثقافة اأن جمعة د. راأى الجتــاهــات متعددة اأ�شيلة جتربة والأمم ال�شع�ب حياة تنري جعلها ما النه��س على ي�شاعدها مــا وتــقــدم ي�ش�بها ل حــن �شيما ول والــتــقــدم التخلف والنغاق واجلم�د ف�شا عن والكذب والتدلي�س والنفاق التبعية ب، والتع�ش والعن�شرية والت�شليل وفن�ن اآداب من اأبدعته مبا اأنها اأي ج�شر تثل وعل�م وعقائد وفل�شفة الت�ا�شل بن الأمم وان �شدرت يف كل عن تيزها ذاتية خ�شائ�س عن امة معها تقاطعت وان ــرى اأخ ثقافة اأي انتجت التي واملناهج الروؤى من بكثري الإن�شانية للح�شارة املعنى حقيقة التي املثلى ال��شيلة جت�شد فالثقافة ف�شاء اإىل عزلتهم من النا�س تخرج تتفاوت وحينما الإن�شاين، التفاعل وظائفها واأهدافها فاإن هذا يرجع اإىل ذلك يف الب�شر م�شت�يات قدرات تن�ع قبل الذاتية الــدوافــع اكت�شاف ويف

امل��ش�عية.واحتال املثقف عن حديثه ويف العق�ل قال اإذا كانت الثقافة الأ�شيلة الإنــ�ــشــان عــقــل حتــريــر اإىل ت�شعى

احتال اأن تثبت ذاتها الثقافة فــاإن التزييف منهجية ــق وف العقل ــذا هوالأدوات الأ�شاليب وبكل والت�شليل التي جتعله عقا نا�شخا اآو م�ش�ها يعد التي الإن�شانية العق�بات اأق�شى من تيزه عن خمل�قات الل وكل من يدقق املقامرين بع�س اإليها اآل التي باحلال فيما واملت�رطن واملثقفن الكتاب من العجاب العجب ل�جدنا ث�رة، اأ�شم�ه ممتلئة مــنــهــم واحــــد كـــل فمخيلة باأحام �شتى على الطريقة الأمريكية او الغربية .. اإنها حمتلة بحلم احلياة الفكر ا�شطنعها التي الدمي�قراطية

الغربي وفق فل�شفته اخلا�شةوالآفاق الراهنة التحديات وعن املــنــظــ�رة قــال: مــا مــن �ــشــ�ؤال يتعلق مبهمة “املثقف ال�طني” املبدع امللتزم املاثلة الــراهــنــة التحديات ظــل يف م�ش�ؤولية عــن تعبري اإل �ش�رية يف الــ�اجــب ت�شتقرىء كــبــرية وطــنــيــة واحلق واخلري واجلمال ب��شف املثقف ال�طني �شاحب ق�شية وطنية ن�شالية ، اآخر م�اطن اأي من م�ش�ؤولية واأعلى �شاحب ال�طني” “املثقف اإن وتابع: ق�شية وطنية ن�شالية واأعلى م�ش�ؤولية ل فاإنه ولذلك ــر، اآخ م�اطن اأي من ومفاهيم بقيم ــداع ــخ الن لــه يــجــ�ز الدميقراطية الغربية التي لها طابعها

وج�ها اخلا�س واأ�شاف :

العدوانية الهجمة اأ�شقطت لقد ال�طن على اجلــديــدة ال�شتعمارية لب�شه الـــذي املــزيــف القناع والأمـــة يف الدميقراطية الثقافة اأ�ــشــحــاب ـــاب اأوربــــا واأمـــريـــكـــا... فــهــنــاك اإرهيتحرك اأمريكي /�شهي�ين/ تكفريي يف كــثــري مــن بــقــاع الــعــراق و�ــشــ�ريــة بينه وليبيا... وهناك حتالف �شريح واحلك�مة )الــبــرتودولر( دول وبن وهناك العثمانية... الإردوغــانــيــة املنطقة اأبــنــاء لكل وجـــ�دي تهديد لله�ية منظم وتــ�ــشــ�يــه الــ�ــشــرفــاء، �شيا�شي وا�شتهداف ال�شامية، العربية لتمزيق واجتماعي املنطقة؛ لتفتيت

وحدة العي�س امل�شرتك؛ و...العربية الأمــة له تعر�شت ما اإن يزيد ما خال خا�شة و�ش�رية عامة عــلــى ثـــاث �ــشــنــ�ات واأربـــعـــة اأ�ــشــهــر الإجــراءات من بجملة القيام ت�ؤكد التحديات فر�شتها التي ال�شريعة

الراهنة؛ فابد مما ياأتي: 1ـ الثقافة اجلديدة يجب اأن تك�ن الــ�اقــع مــن تــهــرب ل وطنية ثقافة وم�شكاته واإمنا تعاجلها يف اإطار وطني احلــ�ار ثقافة اإىل ي�شتند ق�مي ثم ال�طني حلل كل الإ�شكالت، وحماربة

كل اأ�شكال الف�شاد والنحراف...ثقافة اجلـــديـــدة الــثــقــافــة ـ 2ــع الــهــيــمــنــة ــاري ــش ــ� ــل م ــك مـــقـــاومـــة ل

فيه تك�ن الذي ال�قت يف والتق�شيم التحليل اإىل ت�شتند تن�ير ثقافة معايري وفق املنهجي العلمي النقدي معرفية ت�ؤدي اإىل الرتقاء يف احلياة وال�شل�ك ول تنغلق على الذات... اأي وتقرت�س، تعري منفتحة ثقافة اأنها بغريها وتغنى اأ�شالتها؛ على حتافظ والتبعية، ول تقع يف مطب ال�شتاب وق�تها الآخر ثقافة طغيان كان اأيا واأن�شاقها الــعــ�ملــة ثقافة فيها مبــا املعرفية والتقنية والقت�شادية التي ق�شمت العال اإىل دول لل�شمال واأخرى للجن�ب تتميز باأداء دور متمم وتابع باأ�ش�اق تتحكم التي ال�شمال لــدول

املال والإعام...ثقافة اجلـــديـــدة الــثــقــافــة ـ 3ول ت�حد جمالية خلقية ترب�ية م��ش�عية تــهــدم، ول تبني تــفــرق؛ بــعــيــدة عـــن الــــنــــزوات والــعــ�ــشــبــيــة

والع�اطف...كل اجله�د ت�شافر من بد ل ولذا املدر�شة اإىل الأ�ــشــرة مــن م�قعه يف ثقافية فكرية لتنمية اجلامعة اإىل يف والتفاعل التكامل تعتمد ترب�ية على للحفاظ ال�طني العمل ت�حيد ت�حيد اإطـــار ويف ال�طنية اله�ية املجتمع ر يب�ش الــذي الرتب�ي املنهج

به�ية امل�شطلحات وحقيقتها. 4 ـ الثقافة اجلديدة لي�شت ثقافة

اجتماعية ثــقــافــة واإمنــــا نخب�ية النخب بن اله�ة تزيل واقت�شادية اأو والــكــبــار، ال�شباب بــن واملجتمع؛ ــربة اخل تبني ثــقــافــة نــريــد لــنــقــل: والآخــر... الذات بن الت�ازن وتقيم معرفيا انفتاحا تنفتح ثقافة فهي ال�شرائح عــلــى ومــ��ــشــ�عــيــا علميا ــة لــبــنــاء ــي ــاف ــق ــث ــة وال ــي ــاع ــم ــت الجوفق النا�س بن ال�شحيحة العاقات اإىل الكفاءة امل�شتندة املناف�شة احلرة احلقيقة اإىل لــلــ��ــشــ�ل ــدق ــش ــ� والالثقافة ت�اجه اأن ينبغي ــق... واحلالتي الــفــجــ�ة الــ�طــنــيــة اجلـــديـــدة والأجيال ال�شباب بن تت�شع اأخــذت التي تقدمتها؛ وعلى اجلميع اأن ي�اكب احلديثة والتقنيات املعل�ماتية ث�رة

وو�شعها يف خدمة ال�طن وق�شاياه.وامل�شطلحات املفاهيم ت�حيد ـ 5ـــ�عـــي مبــرجــعــيــاتــهــا ووظــائــفــهــا وال

واأهدافها.املفاهيم جعل مــن لبــد ثــم ومــن ال�طنية... امل�شلحة مقت�شيات وفق ويف طليعتها ما يتعلق مب�شم�ن احلرية

ال�شيا�شية والفكرية.جميعها اخل�شائ�س بــهــذه وهــي والت�شامح... والتاآخي املحبة تر�شخ وتق�ي النتماء ال�شامي اإىل اجلماعة

وال�طن...ــا :اأي بــالــقــ�ل حما�شرته وخــتــم ال�طن بها مير التي الأحـــداث كانت كانت واأيــا ، وقا�شية ع�شيبة والأمــة م�ؤملة واخليانات النــهــيــارات حج�م الفله�ين بـــطـــ�لت ــت ــان ك واأيـــــا ،املبدعن املثقفن فاإن جارحة البلهاء ال�طن واأبــنــاء الأحــــرار والأدبـــــاء ال�شرفاء �ش�ف يخمدون احلرائق التي بهم واملغرر املغفلن باأيدي تاأججت و�ش�ف يزرع�ن الأمل اأزهارا بي�شاء يف ال�طن اإبداعات و�شين�شدون النف��س على اأوتار املحبة والت�شامح ، وقد عزز الأ�شيل ال�طني انتماوؤهم كله ذلك واإرادتهم القادرة على اختيار الأ�شل�ب امل�شتقبل لبناء ال�شامي باخللق املفعم

احلر الكرمي .

)الثقافة والتحديات الراهنة( حما�شرة يف دورة اإعداد الأطر املركزيةد. جمعة: املثقفون املبدعون والأدباء الأحرار واأبناء الوطن ال�شرفاء

�شوف يخمدون احلرائق التي تاأججت باأيدي املغفلني واملغرر بهممرزوق احلكيم • عبد

Page 12: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ12 التا�شعة ندوة"ال�شنة

العدو اإحــراق على �شنة 45 مرور مبنا�شبة اأقام احتاد املبارك الأق�شى للم�شجد ال�شهي�ين الكتاب العرب بالتعاون مع امل�شت�شارية الإيرانية الفل�شطينية الــ�ــشــداقــة وجــمــعــيــة بــدمــ�ــشــق الذكرى هذه تناولت �شيا�شية ندوة الإيرانية الأليمة، وذلك �شباح الأحد 2014/8/24 م يف

قاعة املحا�شرات مببنى الحتاد.دقيقة بال�ق�ف الندوة فعاليات ا�شتهلت ال�طن والأمة و�شهداء �شهداء اأرواح �شمت على فل�شطن ب�شكل خا�س، واأدار الندوة الدكت�ر نزار الأدبي” “الأ�شب�ع حترير رئي�س املرجة بني ـــذي رحـــب بــالــ�ــشــادة احلــ�ــشــ�ر واملــ�ــشــاركــن، البهذه امل�شاركة يف �شاهم من لكل �شكره مقدما ال�شعب ق�شية جانب اإىل يقف من ولكل الندوة ب�شام العي�س يف وحقه العادلة الفل�شطيني

بعيدا عن اإجرام الحتال ال�شهي�ين.يف بحثه الذي حمل عن�ان “احتال القد�س اأ.د. اأ�شار النازف” العربي اجلــرح وته�يدها- اإىل العرب الكتاب احتــاد رئي�س جمعة ح�شن ال�شماء بن اللتقاء مدينة جت�شد القد�س اأن والت�شامح والإخــــاء املحبة ـــس واأر� والأر�ــــس، قبل اليب��شي�ن العرب اأ�ش�شها منذ وال�شام، خم�شة اآلف عام و�شم�ها )مدينة ال�شام(، فقد ت�اتر عليها ما يزيد على اأربعن ح�شارة عمرتها املــراحــل عـــدا املــ�ــشــرتك، والــتــعــايــ�ــس باملحبة يف فعاث�ا اليه�د فيها عرب التي جدا الق�شرية

املدينة الظاهرة خرابا، علما اأنها وقعت يف قيد التاريخ، على طارئة ق�شرية ملدة اليه�دي ال�شر ال�شرط عــن الــيــهــ�دي الــ�جــ�د خــروج نتيجة امل��ش�عي للجماعات الب�شرية، ما ي�ؤكد اأن هذه للحركة اأو لل�شهاينة تقدم اأن ميكن ل املــدة د. اأ. اأكد اأي حق تاريخي فيها، كما ال�شهي�نية ح�شن جمعة اأن القد�س تنام وت�شح� على اأنهار من احلزن واملاآ�شي التي تت�شظى اأج�شادا واأ�شاء ال�شهي�نية الذئبية القيادات باأنياب تتمزق اأن دون والقتل، الت�ح�س يف ال�الغة املفرت�شة اأر�شي قان�ن اأو �شمري اأو خلق من رادع يردعها اأو �شماوي، فالقيادات ال�شهي�نية تار�س �شيا�شة ته�يد خمططات وتنفذ العن�شري ال�شتئ�شال منهجية مدرو�شة لتغيري وجه القد�س احل�شاري.

يف ظل �شمت بع�س الدول العربية والإقليمية.عن�ان” حملت ورقــة بــدوان علي اأ. وقــدم الراهن ال��شع الق�شى- اإحراق القد�س وذكرى اأ�شار والإ�شامية” العربية العاجلة واملــهــام ال�اقع �ش�ء على ت�شرخ القد�س اأن اإىل فيها املتتايل الق�شم عمليات تــ�ا�ــشــل مــع احلـــايل لأرا�شيها مل�شلحة الت��شع ال�شتيطاين الته�يدي عاجلة مهام وتنتظر ت�شتغيث فالقد�س اجلائر، اأجل فل�شطينية وعربية واإ�شامية للتحرك من اإنقاذ املدينة املقد�شة، حيث ي�ؤل القلب اأن يبقى اخلطر هــذا وحدهم ي�اجه�ن الفل�شطيني�ن مكتفن وامل�شلم�ن العرب ي�شتمر واأن الداهم

يحقق ل الــذي اللفظي والكام بالت�شريحات �شيئا عمليا على الأر�س.

بدوره قال الباحث الدكت�ر غازي ح�شن يف الأق�شى”: امل�شجد واإحــراق “اإ�شرائيل حم�ره اأ�شعلها التي ال�ح�شي احلريق نريان “اأتت لقد والتمييز والتع�شب والــكــراهــيــة احلــقــد بــث والتلم�د الت�راة كتبة ر�شخه الذي العن�شري �شد ال�شهي�ين والكيان ال�شهاينة وامل�ؤ�ش�شن العروبة والإ�شام وامل�شيحية على حمراب �شاح الدين وح�لته اإىل رماد وكادت اأن تدمر امل�شجد اأبناء �شعبنا الذين الأق�شى املبارك بكامله ل�ل لإطفاء الغربية ال�شفة اأنحاء جميع من هب�ا بتعطيل ال�شهاينة قـــام حــن يف احلريق”. م�شخات املياه للفل�شطينين يف حماولة ملنعهم من اإخماد النريان يف امل�شجد الأق�شى اإل اأن اإخ�تهم و�شاعدوهم. جانبهم اإىل وقــفــ�ا امل�شيحين املزع�م الهيكل اأن اإىل ح�شن غــازي د. واأ�شار خرافة ت�راتية ول وج�د له على الإطاق ل يف

التاريخ ول يف علم الآثار ول على اأر�س ال�اقع.مداخلة احلــلــبــاوي نبيل د. قـــدم بــــدوره الأق�شى امل�شجد بــن العاقة اإىل فيها اأ�ــشــار ــد احلــــــرام وارتــبــاطــهــمــا بــحــادثــة ــج ــش ــ� واملل الأمــــة ـــراء ـــش اإ� اإن اإىل مــ�ــشــريا الإ�ـــشـــراء ــة. الأم لإنــقــاذ امل�شجدين بت�اأمة اإل يكتمل الأمـــــة ه� عــلــى الــكــبــري ــر ــط اأن اخل واعـــتـــرب ــد الل ــن ــي اإ�ـــشـــرائـــيـــل فـــالـــديـــن ع ــن ــر ب ــط خ

اأن اإىل م�شريا خمتلفة ال�شرائع ولكن ــد واحوالــدفــاع باملقاومة اإل يك�ن ل الأمـــة اإ�ــشــراء عـــن فــلــ�ــشــطــن ومـــا حــ�لــهــا وكـــل املــقــد�ــشــات.

اأنه يف ي�م 8 من جمادى الآخرة 1389هـ يذكر اأ�شرتايل �شهي�ين اأقدم 1969م اأغ�شط�س 21 -فل�شطن جاء مايكل« »دين�س ا�شمه اجلن�شية اجلامع يف النار اإ�شعال على ال�شياحة، با�شم احلريق والتهم الأقــ�ــشــى، امل�شجد يف القبلي اأجزاء مهمة منه، ول ياأت على جميعه، واحرتق الدين، �شاح مبنرب املعروف التاريخي منربه والذي كان يعترب رمزا للفتح والتحرير والن�شر اجلامع قبة احلريق هدد كما ال�شليبين، على الأثرية امل�شن�عة من الف�شة اخلال�شة الامعة، من اجلامع بقية اإنقاذ الفل�شطيني�ن وا�شتطاع القب�س على اإ�شرائيل األقت النار، وقد تاأكله اأن اإىل اأنــه جمن�ن، ومت ترحيله وادعــت اجلــاين، اأ�شرتاليا الآن يف يعي�س حتى زال وما اأ�شرتاليا؛

ولي�س عليه اأي اأثر للجن�ن اأو غريه. بقطع ال�شهي�ين الحتال �شلطات وقامت نف�س يف بامل�شجد املحيطة املنطقة عن املياه التابعة الإطفاء �شيارات دت وتعم ي�م احلريق، لبلدية القد�س- التي ي�شيطر عليها الحتال - اإطفاء احلريق، بل التاأخري؛ حتى ل ت�شارك يف جاءت �شيارات الإطفاء العربية من اخلليل ورام

الل قبلها و�شاهمت يف اإطفاء احلريق.

ندوة يف احتاد الكتاب العرب مبنا�شــــــبة مرور 45 �شـــــنة

على جرمية اإحراق امل�شجد الأق�شى املبارك

Page 13: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

13 والع�شرون"العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ التا�شعة "ال�شنة

ي�م بدم�شق العرب الكتاب احتــاد مقر يف اأقيم العربي لل�شاعر عزاء جمل�س 2014/8/24 الأحد امل�ت غيبه الذي القا�شم �شميح الراحل الفل�شطيني الأ�شب�ع الفائت بعد �شراع ط�يل مع املر�س عن عمر

ناهز 75 عاما.واأكد امل�شارك�ن خال جمل�س العزاء الذي اأقامه �ش�رية يف ال�شحفين واحتــاد العرب الكتاب احتاد الفل�شطينين وال�شحفين للكتاب العام والحتــاد ال�شاعر مناقب على الفل�شطينية املقاومة وف�شائل الحتال م�اجهة يف ال�طنية وم�اقفه الــراحــل من�هن املقاومة اأدب �شناعة يف ودوره الإ�شرائيلي الفل�شطينية �شعره ودوره يف تفعيل املقاومة باأهمية

وتنمية احل�س ال�طني يف ال�شعر املقاوم.الأ�شتاذ الــعــرب الكتاب احتــاد رئي�س واعــتــرب القا�شم �شميح ال�شاعر اأن جمعة ح�شن الدكت�ر �شار جزءا من حكايات ال�طن املجدول على البيارق وحمبيه لأهله تاركا والبط�لة بالت�شحية اخلفاقة العدو زنازين قارع اأن بعد والكربياء ال�شم�د اأنغام اأبدية لتطلعه نح� ال�شهي�ين حتى اأ�شبحت حار�شة

�شم�س احلرية.الأ�شتاذ ال�شحفين احتــاد رئي�س راأى حن يف اليا�س مراد اأن ق�شائد القا�شم كانت اأنا�شيد لل�طنية يف كل بيت ومدر�شة ويف الديار الفل�شطينية والعربية ال�شهي�نية والعن�شرية الكراهية لك�شف ومدعاة ال�شهي�ين الكيان هز اأن بعد رحــل اأنــه اإىل لفتا �ش�رته مــ�اجــهــة يف وو�ــشــعــه ـــراه ع ــن ح بــرمــتــه ت�غل عندما الأخــرية ب�ش�رته املت�ح�شة الدم�ية والتدمري والبط�س القتل باأ�شاليب وتفنن وت�ح�س الثابتن للفل�شطينين واملاحقة والطرد والعتقال

على العقيدة ال�طنية واملنادين بفل�شطن عربية.اأما الأمن العام جلبهة الن�شال الفل�شطيني خالد املقاومة الراحل ج�شد ال�شاعر اأن عبد املجيد فراأى الهجمة م�اجهة يف الكبري الــدور له وكان �شعره يف العدوانية الأخرية على قطاع غزة حيث كان ي�شدح اأهلنا و�شم�د �شم�دنا لتعزيز الف�شائيات خال من املقاومة تنمية يف ال�شعر هذا دور يثبت ما غزة يف ال�شعب جانب اإىل �ش�رية وقــ�ف اأهمية اإىل لفتا

الفل�شطيني وق�شيته العادلة.كان القا�شم اأن اإىل ح�شن غازي الدكت�ر واأ�شار �شاعرا مقاوما متم�شكا بالأر�س وحب ال�طن والدفاع

عن اأر�شه وق�شية �شعبه.خالد اأبـــ� خــالــد الفل�شطيني ال�شاعر واألــقــى الفل�شطينين والأدبــاء للكتاب العام الحتــاد بيان يعرب الحتاد اإن فيه قال الفل�شطيني ال�شعر وبيت يف الثقافية للحركة اخل�شارة بفداحة �شع�ره عن برحيل احلــر والعال العربي ال�طن ويف فل�شطن بافتخار م�شتذكرا العالية الثقافية القامة هــذه الدور الذي لعبه ال�شاعر الكبري اإىل جانب الراحلن التاأ�شي�س يف دروي�س وحمم�د زياد ت�فيق الكبريين

ملدر�شة املقاومة ال�شعرية.وجاء يف البيان اأن الراحل الكبري كان واحدا من ذلك اجليل امل�ؤ�ش�س للكلمة املقاتلة على طريق ت�شييد

مدر�شة �شعرية ف�رية حمكمة الأ�شا�شات والبنيان.الراحل اأن بركات �شليم الباحث الدكت�ر وبن التي ال�شغ�طات كل من الرغم على القا�شم �شميح بالأر�س ت�شكه اأ�شعاره عرب اأظهر عليه م�ر�شت ال�طن م�شت�ى على تع��س ل خ�شارته اأن معتربا اأنه كما فل�شطن بتحرير الت�شق ا�شمه لأن العربي بالفقراء عا�س حياته ب�شكل عادي وب�شيط ملت�شقا

والكادحن.وراأى الروائي الفل�شطيني ح�شن حميد اأن ال�شاعر اأو �شاعرا اأو فل�شطينيا ك�نه من اأكرث كان الراحل العدو زنازين داخل ال�طنية وعى الذي فه� وطنيا ال�شهي�ين منذ كان طفا ووعى الق�شيدة وه� طالب من العربي التاريخ وعــرف الإعــداديــة املدر�شة يف الذي املقاومة اأدب رفاقه مع واأ�ش�س الأم مدوناته القا�شم اأن م�ؤكدا العرب اأجمــاد �شناع خاله ظهر �شيبقى ال�شاهد على ما قام به مقاوم� فل�شطن اأطفال

و�شبابا و�شي�خا ون�شاء اإىل كل الأزمنة.رئي�س املرجة بني نــزار الدكت�ر ال�شاعر واأكــد خ�شارة القا�شم رحيل اأن ــي الأدب الأ�شب�ع حترير فادحة لل�شعر العربي واأن م�اقفه �شتبقى �شاكنة يف

الذاكرة وال�جدان وال�شمري.الرفيق الق�مية القيادة ع�ش� من كل وحتــدث جب�ر، ود.جــ�رج فلح�ط، ود.�شابر احل�شن، اأحمد الكرمي ود.عبد قنديل، واأ.فــايــز م�عد، ود.ر�شيد ال�شعر فقيد مناقب عن م�عد، واأ.حــمــد ال�شرقي، اإىل املقاومة، ثقافة بناء يف ودوره القا�شم �شميح ال�شهي�ين للعدوان الت�شدي املقاومة يف �شاح جانب

الرامي اإىل حم� اله�ية العربية..

املخرج اختارها التي العبارة هــي �شعبة”، اأ�شئلة طــرح ــذي ال “الرجل ال�شينمائي وودي اآلن عن�انا للمقال الذي كتبه بعد �شماعه خرب رحيل ال�شينمائي عام ت�ز من والع�شرين التا�شع يف بريغمان اأنغمار ال�شهري ال�ش�يدي وامل�شرحي عربها طرح التي اأفامه يف بريغمان قدمه ما العبارة تلك تخت�شر رمبا .2007ما باأ�شئلة حمملن الآخرين، مع الت�ا�شل عن عاجزين ون�شاء رجال عن م�ا�شيع ورائية عن الإثم ووج�د الل والق�ش�ة النفعالية للمخل�قات الب�شرية. بريغمان اأو ال�شاعر ال�شينمائي العظيم للفنائية، كما و�شفه اآلن، ي�شري الأ�شرطة ال�شينمائية ق�شائد عميقة جدا عن الفنائية، احلب، الفن، �شمت الل، األ ال�شك الديني املربح جلنة جائزة على حاز الذي ال�شابع اخلتم فيلم يف كما وغريها، الفا�شل والــزواج الفردية العاقة �شابرا 1957 عام ال�شينمائي كان مهرجان يف اخلا�شة التحكيم مع الل وفكرة امل�ت. ومن ثنايا تلك الأ�شئلة تطل طف�لة بريغمان، تلك الطف�لة التي تركت تاأثريا كبريا على حياته، فا�شتقى منها مادة مل�شرحياته واأفامه التي تناول بع�شها م��ش�ع �شدمة الأب- احلاكم كما يف فيلم “ عرب املراآة املظلمة” يف عام 1961، وفيلم “ �ش�ء ال�شتاء” يف عام 1963. وعرب عنها يف كتبه ابتداء من امل�شباح العاقة مع اأبعاد �شارحا ال�شحري يف عام 1987 وحمادثات خا�شة يف عام 1996

والده وزواج والديه املت�تر.* لعل اأهم ما ميز بريغمان خال م�ش�اره الط�يل ه� قدرته الفائقة وم�هبته امل�شاهدين جمه�ر على قاب�شا اخلا�شة، ق�شته ين�شج كيف يعرف كقا�س الكبرية باإحكام و�شحر وه� يقدم لهم مادة �شعبة. لقد خرج كثريون من اأفامه وهم يرددون:

�شاهدت للت�، ولكني كنت مثبتا اإىل مقعدي مع كل كادر.” ما بال�شبط اأفهم “ ل كما اأن الرجل كان م�شغ�ل حتى يف اأحامه بالطريقة التي �شي�شع فيها الكامريا. كان يحلم وي�شارح وودي اآلن بذلك:” هل تعتقد اأنه �شيك�ن ممتعا اأن ت�شنع فيلما بينما الكامريا ل تتحرك اأبدا ول� ب��شة واحدة، واملمثل�ن يدخل�ن ويخرج�ن فقط من الكادر؟اأم اأن النا�س �شي�شحك�ن علي من كل بد!” وياأتي وقت ينفذ فيه بريغمان تخياته، وي�شع الكامريا على وجه ليف اأوملان اأو بيبي اأندر�ش�ن ويرتكها هناك ومير وقت دون اأن تتزحزح، ويت�لد �شيء غريب وفريد يف اإ�شراقه، ويبدو املتابع ذائبا يف ال�شخ�شية مهتزا طربا دون اأي �شع�ر بامللل. لقد امتلك بريغمان مفرداته اخلا�شة للطبيعة منافية �شتبدو والتي للممثلن، النف�شية الأعماق خالها من �شرب التي والعقل بالن�شبة لأولئك الذين تعلم�ا �شناعة الأفام بالطريقة التقليدية. ا�شتمتع بريغمان ب�شناعة الأفام، ونادرا ما كان يهتم بنتائج �شباك التذاكر اأو بردات الفعل اآخر كان يفرح عندما يك�ن م��شع تقدير التي تثريها تلك الأفام. وكاأي �شخ�س ولكن عدم اإعجاب اجلمه�ر بالفيلم كان كفيا باأن ي�شبب له اإزعاجا ل ي�شتمر اأكرث

من ثاثن ثانية كما �شارح اآلن يف اإحدى املرات. - بالع�دة اإىل وودي اآلن وانطباعاته عن الراحل الكبري فقد ذكر اأن بريغمان ترك لديه در�شا مفاده اأن على املخرج حماولة �شنع العمل الأف�شل يف اللحظة التي تنح له، دون اأن ي�شت�شلم للعال الأحمق بكل تخبطاته و�شرباته، ول اأن ينجر وراء �شناعة اإىل ينتقل ومن ثم فيلمه فقط، ي�شنع اأن بل الأفــام، املثري ملخرج الدور الفيلم الذي يليه. ونذكر هنا عبارة اآلن:” لقد �شنع بريغمان ح�ايل �شتن فيلما يف حياته كلها واأنا �شنعت ثمانية وثاثن، وعلى الأقل اإذا ل اأ�شتطع الرتقاء اإىل مئة بعد بريغمان اأن للنظر امللفت كميته.” من القرتاب اأ�شتطيع فرمبا ن�عيته كان عاما، وثمانن ت�شعة امتدت حياة ط�ال فيلما �شتن وح�ايل م�شرحي عر�س

يرى ال�شينما مبثابة املحظية املثرية بينما كان امل�شرح زوجته املخل�شة!وامل�شرحيات بالأفام حافلة حياة بعد جيله عباقرة اآخر بريغمان رحل -اأولئك تنتظر التي ال�شعبة الأ�شئلة من الكثري وراءه تاركا الن�شائية، والعاقات امل�ؤمنن اأن متعة احلياة تكمن يف البحث عن اأج�بة لأ�شئلتها ال�شعبة، حتى ول� كانت تلك الأج�بة م�شتحيلة. رحل يف مرا�شم جنازة اقت�شرت على اأفراد العائلة، لكنه

�شيبقى قريبا من احلياة كما عن�ن اأحد اأفامه، م�شبعا بطعم الكرز الربي اخلا�س.

جمل�س عزاء ل�شاعر املقاومة الراحل �شميح القا�شم

اإنغمار بريغمان �شبع �شنوات على غياب

اآخر عباقرة جيلتقا • عبادة

Page 14: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ14 التا�شعة ق�ضايا واآراء"ال�شنة

بزميليه القا�شم �شميح التحق دروي�س، وحمم�د ــاد زي ت�فيق ــعــب من ــن الأ�ــش ــزم رحـــل يف الالفل�شطيني. الن�شال اأزمــنــة ومتى ل يكن الزمن الفل�شطيني

�شعبا؟ ي�شت�شلم ول يــ�مــا يــهــادن ل فل�شطن تــراب على ثابتا ظل الرامة وكما الكرمل، جبل كما القرية التي ولد فيها وترعرع. امتطى الأخرية اللحظات حتى ظلت يـــرتجـــل. ول الــ�ــشــعــاب ل �ــشــعــره، عــرو�ــشــة فل�شطن تغادر اأية ق�شيدة من ق�شائده: “ اأن تك�ن �شاعرا يف زمن املحنة اآثار ترعى ت�شدو..اأن اأن يعني يق�ل كما املخب�ءة”، الآلــهــة ق�شائده، ـــدى اإح يف هــيــدغــر.

يخاطب املنا�شل الفل�شطيني: ولدت ومهدك اأر�س الديانات

مهد الديانات اأر�شك مهدك.. حلدك

.. الأر�ــــس يف �شتمكث لــكــن تنعفك الريح طلعا

على �شجر الل.. روحك ي�شكن طريا

ــع قبل ــريج ل �ــشــيــفــا يــهــاجــر ال�شتاء مب�ت جديد ..

اإيقاع الــغــاز قنبلة وتعطيك رق�شتك القادمة

لتنه�س يف اللحظة احلا�شمة اأ�شد من املاء حزنا واأق�ى من اخلاتة

طريقا الــتــ�ــشــاوؤم يــعــرف ل ال�شعرية م�شريته كــامــل اإىل تفاوؤله، يخ�شر ول والن�شالية، ح�شن الــكــرمي عبد كتب كما ال�شعرية مبجم�عته مــعــرفــا و�ــشــربــيــات ــ�ــس ــت اأتــان “ملك “كتاب كــانــت الــتــي اأخرى”. مع “ 2002 الأول ثــقــافــات العدد اخلام�س ملجلة “ثقافات”

البحرينية: لكن تفاوؤله اأقل �ش�ءا من �شعاع ترتكه ال�شم�س الغاربة، تفاوؤل ... ال�شط�ر يف يحتجب حيي،

بن ال�شط�ر.. فار�شها �شميح كــان نـــدوة ويف هــيــئــة حترير �ــشــمــت وبــطــلــهــا

“ثقافات” يق�ل: الآن منت�شر على عدونا، ل اأنا يبدو ه�، ما احلقيقة يف اأعلم مينعني اأن يريد عــدو ــه اأن يل �ش�اطئ على �شم�س حلظة من البحرين، ويريد اأن مينعني من حلظة قبل على �ش�اطئ النيل. تف�شريه اأريــد ل ما عدو هناك بتف�شريه. اأ�ــشــا معنيا ول�شت العدو منت�شر على هذا الآن اأنا الأر�ــشــيــة الــكــرة يغطي الـــذي غبار اأو ذري غبار �شحابة مثل

كيميائي. وقال يف الندوة نف�شها:

رغــم الــلــقــاء بــهــذا �شعيد ـــا اأن التهاب اللثة ورغم اأوجاع الظهر

الأدويــــة ـــم ورغ ــعــدة امل واآلم الــتــي اأحــمــلــهــا يف جــيــ�بــي. ل اللحظة حتى اأوجــاعــه تقعده

الأخرية: اأ�شد من املاء حزنا

لكن .. ت�ز �شم�س من واأو�شح ن�شج ال�شنابل

يختار ميعاده بعد عقم الف�ش�ل �شارع املر�س واقفا كال�شنديان، �شنديانات قــ�ــشــائــده �شتظل الف�ش�ل. كل يف العربي ال�شعر اتهامات وحتمل ال�شجن حتمل متفائا. وظـــل الــقــربــى ذوي تعرف كيف مــرة �شئلت قــال: ــر؟ فــقــلــت ل ــاع ــش ــ� الــ�ــشــعــر والتعريف لدي، ول�شت مطالبا اأ�شا بتعريف علمي كيمياوي... هذا اأ�شتطيع لكن حقي. مــن لي�س جتربة بــعــد ذاتـــي اأعــــرف اأن واخليبة اخلـــذلن مــن ط�يلة ــنــفــاق ومـــ�اجـــهـــة الـــكـــذب والوالتهريج. ـــاء والإدع والــريــاء يف اإنــ�ــشــان بـــاأين نف�شي ـــرف اأعالن�شف الأول من عمري �شدقت بالتحرير، )وعـــ�د �ــشــيء كــل ـــة، والـــعـــدالـــة، ـــي ـــرتاك ـــش وال�ــيــاغــة الإنـــ�ـــشـــان الــعــربــي و�ــشــد، ــدي ـــ�طـــن اجل اجلـــديـــد، والوامل�شاريع اخلم�شية، واخلطط الثقافية، والربامج الع�شرية، وال�شعراء. والنقاد والــكــتــاب، الن�شف ويف �شيء. كل �شدقت الثاين من عمري ل اأ�شدق �شيئا اأهم �شيء ميكن على الإطاق.. اأهم اأ�شدقه م�عد مع امراأة اأن العربية اجلامعة قـــرارات من الــكــام ـــا اأم املــتــحــدة. والأمم وال�ع�د واخلطب وال�شعارات

الكثرية ل اأ�شدق منها �شيئا. فل�شفة القا�شم �شميح يقل ل فعل �شعره لكن �شعرا، قــال ..املــحــنــة ــــن زم يف “ تـــفـــكـــري.. القيم تغيم حيث الفل�شطيني، اأو تغيب، حيث الب�شرية ما زالت حيث الإنــ�ــشــانــيــة، عــن بعيدة الآلــهــة، حتتجب الــعــال يظلم فعل ــداأ ــب ي الكين�نة تختبئ

ال�شعر”.مقدمة على ال�شاعر ي�شادق تلك يف حــ�ــشــن الـــكـــرمي عــبــد

الندوة، ليق�ل: اأنــا فح�شب، �ــشــاعــرا ل�شت اأنــا فكرية ر�ــشــالــة �شاحب اأيــ�ــشــا ع�ش�ا ل�شت ـــا اأن و�ــشــيــا�ــشــيــة. يف حمــ�ــشــ�را ول�شت حــزب يف عروبتي لــدي اأيــديــ�لــ�جــيــا.. امل�روثة التي اأحتفظ بها واأعتز ــا �شد حمــاولــة خلق اأن كــثــريا. تناق�س بن الإ�شام والعروبة. هكذا بالب�شملة، طعامي اأبـــداأ �شيء اإنــه طف�لتي. منذ ربيت امل�شيحي كــعــرب: يجمعنا ممــا

قبل امل�شلم. فعله.. ق�له ال�شاعر يطابق ظـــل يــتــعــاطــف مـــع اجلــ�انــب

الرتاث يف والإيجابية اجلميلة ـــه كـــان قــا�ــشــيــا على يــعــرتف اأنالقي�س.. ل يكن املتنبي وامرئ عماق ال�شعر العربي )املتنبي( يف الفكر واملمار�شة على م�شت�ى امراأ اأ�شمي اأنا وقال: اإبداعه. العربي( حــداد )�شعد القي�س الروم دعم طلب من اأول لأنــه

مل�شاعدته على اأهله. األ نقل اإن هذا ال�شاعر يطابق يك�ن ل فال�شعر فعله؟ ق�له فنا يــكــ�ن اأن ميكن ول كــبــريا

كبريا دون ق�شية كربى. يق�ل:

اخت�شار �شاعر ي�شتطيع لــن ــراء، حــتــى لـــ� كــان ــع ــش ــ� كـــل الال�شعر لأن الــقــا�ــشــم.. �شميح فردية وروؤيـــة فردية جتربة لكن عظيم �شاعر طاغ�ر جدا. هــنــاك �ــشــعــراء عــظــام اآخـــرون ومعرفة روؤية تكتمل ل دونهم الهندية. الروح ومعرفة الهند

ويخل�س اإىل الق�ل: تعددية، دون لنا خــا�ــس ل الت�حيد كارثة ال�شع�ب وكارثة كل ال�شاعر يــقــ�ل ل الب�شر. مليء �شاعر اأنا �شحيحا، �شيء من م�قفي حتى باملتناق�شات، م�قف اأي�شا كرمز والأم الأب حزيران نك�شة بعد متناق�س.

قلت: يا اأبي املهزوم

ويا اأمي الذليلة ال�شيطان والنار اإىل اأرمي اإنني

تعاليم القبيلة ــم، تــــرباأت مــن اأبــــي واأمـــي ــع نــــــرتاث. لــكــن يف والــقــبــيــلــة والاكت�شفت لحقة حــرج حــالت يع�د الذي العربي هاملت اأنني ه� واأبــي بــه. ويل�ذ اأبيه اإىل بالن�شبة الل ه� اأبي العروبة، لل�شيد امل�شيح: )يا اأبي اأزح هذه

الكاأ�س عني(. واأحيانا عبئي، اأبــي اأن اأح�س واأعرف خا�شي. اأبي اأن اأح�س

باأين �شادق يف هذا ويف ذاك.يــ�م يف الــقــا�ــشــم �شميح مــعــك رحيلك نردد بع�س ما فا�شت به

قريحتك: حمت�شد .. الآن هــ� وحــيــد

بال�ش�اعق تبكي اأعا�شريه .. تتململ فيه

براكينه ــق، ق�شرة ــره م مــرهــق �ــشــدره

الأر�س واأثقل ما ت�شتهي عبء ثقيل..

النار اأثقل يحاور ليل انفجاراته باجلن�ن

امل�ؤجل تهل تهل

زجاجك يك�شره الربق.. يا ليل ــافــذتــي نــحــ� بحر اأنــــت ن هــل

الظام العميق ال�شحيق واأ�شراره .. اأم اأنا النافذة.

�شميح القا�شم.. ويف الليلة الظلماء يفتقد البدرامللحم • اإ�شماعيل

تطل، اأيها ال�شاعر، على الدنيا وحيدا غريبا يف ي�م من اأيام �شهر )اأيار( ماي�1939، ل يعرفك اأمك، وتغادرها �شاعرا ومنا�شا ماأ اأحد �ش�ى الدنيا و�شغل النا�س، مبا يزيد على �شتن كتابا والنقد.. والرواية وامل�شرح والنقد ال�شعر يف �شت�ن كتابا كانت �شتة منها كافية؛ لكي يعرفك املقاوم؛ لل�ش�ت يتلهف الــذي العربي القارئ ال�شعر، من تتعب ل التي الذهبية للحنجرة

على مدى اأكرث من ن�شف قرن.الآن دروي�س حمم�د الأثري �شديقك يذكرك يف مرقده الأبدي.. تذكرك الرامة.. يذكرك الإداري.. والعــتــقــال الإ�شرائيلي ال�شجن “الغد” يف ال�شحافة زماء طابك.. يذكرك دون كلمته يق�ل رجا ين�ش�ن و”الحتاد” ل ال�ش�رة رتــ��ــس ودون خــ�ف، ودون مــ�اربــة والإيحاء واملناورة اللطيفة التي طاملا تفياأ يف

ظالها �شديق عمرك.اختلفتما على ال�شعر، فكتبت الق�شيدة الأقرب على دروي�س ركب فيما وامل�اجهة، للمبا�شرة على اختلفتما املجاز. ووحــي ال�ش�رة جناح ل الحتال �شلطات �شايقته فحن املكان: يحتمل ذلك، وراح يحلق يف �شماء اأخرى، اأما اأنت فقد بقيت حتلق يف �شمائك املحاطة بالأ�شاك وامل�شق�فة ببنادق اجلن�د. اختلفتما على امل�ت م�ت.. يا اأحبك ل “اأنا تق�ل: فاأنت اأي�شا، للم�ت �شنع فقد ه� اأمــا اأخافك”، ل لكنني اأنكما غري الإنــ�ــشــاين. الفعل تجد جــداريــة اجتمع التي فل�شطن فل�شطن.. على اتفقتما

اأهلها لياأخذوا ج�شدك اإىل مث�اه الأخري.جمال�س يعقدوا ل يحب�نك الــذيــن النا�س )اأغ�شط�س( اآب من ع�شر التا�شع يف عزائهم كلماتك ــاء ــي اأف يف جل�ش�ا ولكنهم ،2014الـــ�رد “حزام ـــ ب ــر تــتــزن ــــت واأن الــغــا�ــشــبــة، “دمي على كفي”، ونظروا النا�شف”.. فقروؤوا وك�شف�ا الألب�م”، يف الأخــرية “ال�ش�رة اإىل امل�ت “قراآن ورتل�ا الأقنعة”، “�شق�ط معك

واليا�شمن”.امل�شك�نة الكبد اأكل قد ال�شرطان اأن �شحيح بــ�جــعــنــا، ولــكــنــه ل يـــاأكـــل حـــروفـــك الــتــي ال�شم�س” التي “م�اكب يطفئ ل اأحببناها.. وراح الدروب”، “اأغاين يغلق ول اأ�شاأتها، قلبه ويف ،“ الروح”، “جهات اإىل باأمل يتطلع “ح�شرة الزلزال” ال�شعري املقاوم الذي ع�شف

بكيان ل تعرتف به يف ي�م من الأيام.من جنيتها التي الكثرية اجل�ائز تغريك ل فل�شطن والأردن واإ�شبانيا وفرن�شا، ول تغريك فبقيت مكان، كل من تلقيتها التي التهديدات رجاء �شماك كما الث�ري”، الغ�شب “�شاعر النقا�س، وبقيت حتمل فل�شطن جرحا داميا ل

يندمل..يف جثمانك ت�شييع يف ارتــدوا، الذين ال�شباب “منت�شب عليها كتب قم�شانا اجلليل، رامــة اأغ�شان الائي حملن الن�شاء اأم�شي”.. القامة بالعلم النع�س لف�ا الذين الرجال الزيت�ن، مرا�شم اأثــنــاء يف اأ�شعارك واأنــ�ــشــدوا الــغــايل، يرث�ن كان�ا يرث�ن رجا.. يك�ن�ا الدفن، ل �شياطا ينزل غ�شبا وغ�شبا.. وجــرحــا ــة اأماإذ تتحداهم قائا: لهبة على ظهر املحتلن، “تقدم�ا.. تقدم�ا.. كل �شماء ف�قكم جهنم.. وكل اأر�س حتتكم جهنم”، هذا الغ�شب الذي ل وحتى الدروب”، “اأغاين منذ جذوته، تخب

النف�س الأخري:

تطرب ل �شرخة الأغاين “بع�س فاإذا ا�شتفزتكم اأغاين اغ�شب�ايا من�شئن على خرائب منزيل

حتت اخلرائب نقمة تتقلبهذا اأنا اأ�شرجت كل متاعبي

ودمي على كفي يغني.. فا�شرب�ا”غ�شبا الــفــذ، ال�شاعر اأيــهــا غ�شبك، يكن ل غذته ما كثريا بل معرفيا.. قا�شرا اأو جاها وكثريا الكلمات، بن تت�شرب التي رومان�شيتك على تنفتح التي ال�ا�شعة ثقافتك غذته ما ن�ش��شا فقدمت واملعرفة، واحل�شارة الــرتاث على حافة الذهنية وعلى حافة ال�شعر، ولكنك بيتا تنزف الق�شيدة اأن مرة كل يف تن�س ل

وعائلة تاحقهما قذائف امل�ت يف كل حلظة:ي�شيق عليك اخلناق ولينتهي

وتت�شع الثغرات اجلديدة يف ال�شقفجدران بيتك حتفظ عن ظهر قلب

وج�ه القذائفواأنت بباب امل�شيئة واقف

�ر العائليه تلم الر�شا�س من ال�شوتتبع م�شرى ال�ش�اريخ يف حلم اأ�شيائك املنزليه

وحت�شي ثق�ب �شظايا القنابليف ج�شد الطفلة النائمه

وتلثم �شمع اأ�شابعها الناعمهال�شهيدة.. تنغر�س يف الطفلة اأ�شابعك ت�شك الأمة.. تراث يف تنغر�س مثلما والدم، اللحم وتعرف واحد، والدم واحد، اللحم اأن تدرك بدم كذلك والغ�ن الطفلة بــدم ال�الغن اأن اأغـــاين وتن�شد رايــتــهــم فتحمل ـــاف، الأ�ـــشخيلهم، وحتمل �شم�شك ودمك مغنيا للجرحن

املتعانقن:

دم اأ�شايف القدامى ل يزل يقطـــر منيو�شهيل اخليل ما زال، و تقريع ال�شي�ف

واأنا اأحمل �شم�شا يف مييني واأطــ�فيف مغاليــق الدجى.. جرحا يغنـي!!

حتمل اأمة باأحزان ال�شاعر، اأيها اأنت، م�شغ�ل البحث اإىل نب�شها يف عروقك، يحملك اخل�ف اخلــ�ف، ذلــك م�ش�غات تتقرى اأ�شبابه، عن الإن�شان.. جتربة على القلب نافذة فتفتح يحارب الذي دونكي�ش�ت �ش�رة اإليك تت�شرب

حطيني • ي��شف

يف غياب �شميح القا�شمطائر الرعد يخرتق �شماء م�شقوفة بالبنادق

�شميح القا�شم

البقية ................................�س23

Page 15: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

15 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ ق�ضة

•ح�شن �شالح الرفاعي

عندما ترحل ال�شم�س

الأزرق �شترتك ك�كبنا باأنها �شرتحل، ال�شم�س.. هددت مغرورة اجلميل بل�ن الفحم.

نفذت تهديدها، فلم يطلع ال�شبح ي�مها. اأ�شيب النا�س بالذعر.. هرع�ا اإىل ال�شاحات، �شاح�ا وا�شرتاح�ا.... ول فائدة.!!

الك�كب هذا اأن اأم ك�كبنا، عن فعا ال�شم�س رحلت هل اأدر ل رت فج التي تلك �شعاعها. ب�شمات ليخفي خجا بعباءته يلتف

بداخله �شيئا كالربكان.. ؟ول عناقها عبء تتحمل اأجنحة لها فلي�س ترحل، ل ال�شم�س امل�شافات وترق�س يف زجاجة عطرها. كم من دمعة اأحام تخت�شر ترحل الي�م اإىل مدن ال�شراب، وكم من ب�شمة قتلت بخنجر احلر�س.

ل اأدري باأية لغة ميكن ل�شخرة �شماء اأن تغازل وردة ؟ ول باأي زمن تت�افد الك�اكب لتلتقي يف �شهرة على اأطراف ذكرى

اأم لتلقي النظرة الأخرية على ال�شم�س.ي�شيح حكيم: ماذا حدث .. ؟ من عبث بال�شم�س؟!

يدوي ال�شدى: ل اأحد .. ل اأحد احلكيم بع�شبية وب�ش�ت خافت وحروف ممدودة:

- من عبث بال�شم�س اأيها الأغبياء ؟ يدوي ال�شدى: اأق�ل ل اأحد .. ل اأحد .

على هذه الأ�ش�ات اأ�شح� .. لأجد ال�شم�س بكامل زينتها تر�شل الدفء ر�شائل حمبة للنا�س ولكل الأحياء على الأر�س.

د بحب�ر ف�ق اأغ�شان الل�ز وقد اأزهرت، وكل ما يف الع�شافري تغرال�ج�د جميل الي�م بعد اأن تخل�شت، من كاب��س انطفاء ال�شم�س اأو

رحيلها، هذا الذي يراودين منذ ال�شغر.قررت اأن اأمار�س ريا�شة امل�شي – وتلك عادة اأحبها – ل اأدري ما

الذي اختلف هذا الي�م.من منهم الريا�شين، من الن�شطاء ي�شغله ر�شيف على �شرت من للعاج ريا�شته ميار�س من ومنهم ال�قائية الريا�شة ميار�س

ال�شمنة والبدانة التي ل يطيق�نها..القبح اأي�شا تظهر اجلمال فتنة تظهر كما الريا�شية الألب�شة

ب�ش�رة نافرة.ف�جئت بن زحام الريا�شين بكلب هزيل ميار�س الريا�شة اأي�شا

، اإنه كلب مميز؛ ذيله م�شتقيم ل اع�جاج فيه...!! حدثت نف�شي :هل خلق ذيله م�شتقيما.

يف كا احلالتن ذيله م�شتقيم اإل اأنه كان هزيا يهرول كاملطارد بقايا من يحتفظ زال ما عظمة اأنها قدرت بفمه؛ ما �شيئا ويل�ك عر�س باهت، كتبت هذا لأثبت حقيقة اأن هناك بع�س الكاب ذيلها

م�شتقيم وليلها كنهارها م�شاء... !! عدت اإىل الن�م ، فعاد كاب��س انطفاء ال�شم�س اأو رحيلها وراأيت فيما يرى النائم �شيخا يلب�س البيا�س ي�شع الن�ر من وجهه، يق�ل يل

معاتبا:لقد اأثقلت يف الع�شاء وح�شدت كلبا هزيا اأن يك�ن ذيله م�شتقيما؛

ل ت�شغلمن وكثري م�شتقيمة، ذي�لها الكاب من فالكثري بني يا بالك

الكاب ل ت�شتقيم ذي�لها ول� و�شعت يف القالب.�شاألته: يا �شيدي ال�شيخ من الأف�شل الكلب ذو الذيل امل�شتقيم اأم

املع�ج ؟بتعب وا�شح قال ال�شيخ:

�شيان يا ولدي وحزن ال�شيخ.... ودعني، ثم ك�شر زجاج النافذة وخرج.

النافذة ف�جدت املك�ش�ر، الزجاج �شق�ط �ش�ت على ..اأفقت �شليمة تعرب من خالها اأ�شعة ال�شم�س ك�شعر عرو�س اأ�شقر.

تنهدت من القلب حمدت الل وقلت :- ما تزال الدنيا باألف خري...

رجب رجب • حممد

الــراعــي

ل اأعرف له اأ�شا ول ف�شا.. ما اأعرفه اأنه فرد من اأ�شرتنا اأو اأنه اأ�شبح كذلك. ل اأحد يناديه اإل ب)الراعي(.. كان ل يبدي امتعا�شا اأو تاأففا، ذلك ما اأراه، اإمنا ل اأجزم الآن اأن �شيئا ل يكن يختلج يف اأعماقه وقد غدا وحيدا ل اأهل، ل زوجة، ل ولد. ما اأ�شرتي الدائم به اأطفاأ بع�شا اأجزم به اأن رقة والدي وترحيب من غربته ما جعله لطيفا ودودا، لكاأمنا اأ�شبح �شقيقا اأ�شغر لأبي.ووجنتيه الأ�شمرين بخديه اإليه النظر ا�شرتق ما كثريا املنخف�شتن تعل�ان ذقنه الط�يلة املعق�فة، اأما �شارباه فا�شتلقيا بينما خط�اته ل اأطرافها، العليا حتى �شفته تاما على جانبي

يكاد ي�شمع له وقع..حماوة وعند التبغ، اأوراق قطاف اإىل ي�شطحبني �شيفا القيظ نع�د اأدراجنا وعلى ظهره املع�ج قليا ج�ال )�شك البنت()1( لتت�ىل بع�س الن�ش�ة مع والدتي ت��شيب الأوراق لتجفيفها. اأقرتب حتى يد�شه يف اأن ما، وما �شيئا اأملحه يخبئ ما كثريا ل اإ�شايف طعام اأنه بعدها تاأكدت عليه.. فمه يطبق اأو جيبه اأدري اإن كان من زادنا اأو عطاء بيت يف القرية يرتدد اإليه، حيث

املاأن�س وال�شل�ى كما قال ذات مرة. باغته ي�ما: اأين اأهلك يا عمي الراعي؟.. ما زلت اأذكر عينيه حيث اإىل غادر اإبطاء ودومنــا مداراتهما، حمــاول املغرورقتن اأدوات الفاحة. اأدركت حينها اأن �شرا ما يعتمل يف داخله فاآثر

األ يحري ج�ابا.يف عملنا-ذات �شباح- روى يل كيف يطارد ال�شيادون اخلنازير الربية يف اأحرا�س قريتهم درءا لتلف املزروعات، واأي�شا طمعا يف �شيادا طعن خنزيرا اأن وكيف متخ�ش�ش�ن، جتار يدفعها اأثمان اأ�شعف ل�ل يق�شي وكاد عليه، مغ�شيا لي�شقط اأمعاوؤه فاندلقت اإىل م�شفى املدينة على اأكتاف �شبان القرية، حيث ل طريق ول

�شيارات..اأنه من قرية �شمالية نائية، ورمبا اإل هذا الراعي ل يعرف لرية مئتي مقابل فا�شتاأجره والدي طماأن ما الطيب ملمحه يف �ش�رية يتقا�شاها عن كل عام، يقدم له فيه املاأكل وامللب�س واملاأوى، واملئة اآنذاك مبلغ حمرتم اأمام فقر و�شظف عي�س خلفتهما حقبة

ا�شتعمارية بغي�شة.قلت: م�شرقة ابت�شامة وجهه على اأفا�س ربيعي �شباح يف

اأحتب الربيع يا عمي الراعي؟نعم يا بني.. ومن ل يحب احلياة. اأردفت: اأتعني لك الزه�ر

واملروج �شيئا مميزا؟.. التفت نح�ي مداعبا:اأما زلت �شغريا على اأ�شئلة كهذه؟..

زادين ج�ابه اندفاعا وقد لم�شت به �شاطئا خم�شرا، فاأخذت اأدندن اأغنية ريفية يخاطب فيها حمب�ب حبيبته البعيدة.

اأاأعجبتك كلماتها؟.م�شى �شباب على متح�شرا عميقة تنهيدة الــراعــي اأطلق

ليق�ل:على احلق�ل، يف احل�شادين.. مع يتها غن كم اأخــي ابــن يا

الطرقات.. ثم اأردف: دعنا من ذلك الآن.يف ما�شي هذا الراعي ما يدفعه للهرب دائما- حدثت نف�شي- وقد بداأنا للت� قطاف الذرة واقتاع �شجرياتها املت�شبثة باأر�س ل ا جنمع الثمار �شاعة املغيب كان ثعلب ترغب مفارقتها، وفيما كنيف اأطراف احلقل ير�شل �شباحا �شجيا لكاأمنا يخاطبنا: دع�ا يل

بع�س العراني�س فلدي جراء �شغرية جائعة..علق الراعي:

ما معه اآخر فيختطف ملطاردته جرنا يريد ماكر، من له يا ي�شتطيعه. اإنني اأعرف هذه الثعالب املحتالة.

اإل من قمر يت�شكع يف �شماء �شافية، القرى مظلمة م�شاءات يحجب م�اقد وثمة غالبا، زيته ين�شب متعب �ــشــراج من اأو دخانها جل نارها. كان الراعي يدير ظهره ناحية ال�شباك فيما اأعلن مبتهجا: )اإجا اأن دلفت حتى �شمت يطبق على املكان.. ما �شتاء اأغادرها التي اأ�شرتي بلقاء فرحا �ش�ته زادين ح�شن(. اإذا، م�دته على زال ما الراعي �شاطئية.. مدينة يف للتح�شيل على لأط�ف ووالدتي والدي يدي اأقبل اأن ين�شني ل ذلك لكن

الباقن فاأختم م�شافحتي به.اأخذت وقد الراعي قال الغنامي( جاب الغيبات ط�ل )من اأن حالتي مكاين يف )ال�شيباط()2(. �شحكنا جميعا ويف يقيني

الطالبية ل ت�شي بادخار اأحقق ما يفرحهم، واإن كنت يف الأدنى اأح�شب ملثل هذا اللقاء ح�شابا فاأخرجت �شرة من حقيبتي نال كل

منها بع�س ال�ش�ك�ل والب�شك�يت.وجهه يزداد وفيما الراعي-�شاألته: عمي يا حالك كيف -اأتخطاه واأنا كفه اأده�س كنت فقد هام�شا، اأنينا اأطلق التماعا فع�شاة املفاجاأة، حاوة الراعي اأفقدت للعار؟ يا الباب. ناحية كان قد اأو�شاين جللبها، كم اآملني تناوله اإياها باليد الأخرى وقد

عانت الأوىل ما عانت.

ال�شيف يحتدم ثمارا واكتنازا ب��ش��شات الع�شافري وفرا�شات القل�ب يحملن جرارهن، حتى العجائز ل ي�شلمن من بهجة قلب

وذكريات �شباب. حكايا يف الع�شاق قائمة الآن فيت�شدر الراعي ال�شيد اأمــا اأيد الكربا جبة حمرا(.. القرية. علق بع�شهم متخابثا: )بعد اآخرون: القلب ل ي�شيخ والزواج �شرتة ون�شف الدين. اأما الن�ش�ة فراأيهن (�شامت وتفطر على ب�شلة(. بينما الراعي ل ي�شمع ول )يق�شع( اإل ريحانته، فما يكاد امل�شاء يفرد عباءته حتى يرى يف

باب منزلها العتيق الذي ي�شمها و�شقيقتها الأرملة.ثياب ل ط�يلة، ذقــن ل دائــمــا. �شاأنه مــن ي�شلح الــراعــي

مهلهلة.. ح�شن يا وعرو�س ال�شتن يف اأزيجة قرع: من املتطفلن بن اخلتام؟. كان الراعي يفحم ه�ؤلء، بق�له دائما((�شع�ا عيني يف وج�هكم �شرتونها اأجمل الدنيا((. يا للحب كم يفعل الأعاجيب، ل تنطفئ جذوته، يتخطى الزمن وامل�شافات.. اإنه اإرادة احلياة.

بارك والــدي اأن العامر �شدره واأثلج الراعي اأبهج ما لكن م�شعاه امليم�ن فاأهداه غرفة القب� مقرا لع�شه الزوجي العتيد.

مياأ املاعز ثغاء واحلــقــ�ل.. املــنــازل يفرت�س الغابة ــل ظالطي�ر اأ�شراب اآخر مراعيها.. من عادت فـللت� القرية زواريب تدخل حنايا الأ�شجار، اأما اجلبل ال�شرقي فاأعلن عن قمر وجهه

با�شتدارة رغيف تن�ر كبري.اأين الراعي ل اأراه على املائدة-�شاأل والدي.

ل نره منذ الع�شر، قالت اأختي.رمبا يف بيت ريحانه، تتم اجلميع..

لي�س يف بيتها، اأجاب اأخي.�شارف القمر قبة ال�شماء.. ل ياأت الراعي. انحدر يف وادي املغيب.. اأي�شا ل ياأت الراعي. اكفهر وجه اأبي.. ا�شتعاذ بالل من

�شر مكروه خ�شيه. اأين ه� يا ترى؟قريتنا �شغرية مرتا�شة، متدرجة املنازل الطينية، ل يحتاج مناديها اإل اأن ي�شعد �شطح اأعاهاه فيعلن فقدان دابة اأو غر�س ليك�ن ذلك اأمانة يف ذمة اجلميع، اأما اأن ينادى غياب اإن�شان فذلك

ما ل يح�شل اأبدا. بن اجلد واملزاح كرثت التخمينات: اأاأنابه مكروه؟.. اأغادر اجلميع بات اأ�شئلة، ريحانة؟.. من هرب اأم يلزمه؟.. ما ل�شراء يرددها، ل تدع جمال لل�شك اأن القرية على نار ت�ج�س حامية

وقد غاب الراعي-�شديقها- هكذا ول علم ول خرب.حفنة من وطاويط الليل ل تني تدور يف اأروقة املكان. على اأ�شجار احل�ر، بن اخلرائب، ينعق ب�م ل يهداأ، ومن البعيد ياأتي نباح متقطع خمن�ق، اإنه كلب الراعي.. كيف غاب عنا ذلك وه�

املازم له كظله، قال اأخي.النباح يقرتب اأكرث فاأكرث من )عن احلياة()3(. الكلب يطلق

ع�اء حزينا متمرغا بن اأقدام الفتية لكاأنه ي�شتغيث بهم. يف زاوية من الطريق كان الراعي ي�شند ظهره، ودومنا حراك كفه فيما الدائمة املرافقة ع�شاه حجره ويف قدمي جدار اإىل املعروقة حتت�شن �شره الذي �شانه عمرا ورعاه والدي زمنا وغيبه

الرثى دهرا.

)1(: �شك البنت: �شنف من التبغ البلدي.)2(: ال�شيباط: مكان خم�ش�ص جللو�ص العائلة يف املنزل الطيني يف القرى.)3(: عني احلياة: نبع ماء يف القرية.

Page 16: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"16 التا�شعة "ال�شنة �ضعرالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

ما انفك يا م�شر، والأجماد جتديدما طل �ش�تك، اإل عقبه عيد

ثارت جماهري م�شر يف جحافلهااأر�س الكنانة نيل، بعدها بيد

ملا راأوا العزم قتال لب�ؤرتهمما عاد يبقى لهذا العد معدود

قد قال قائلهم ـ يف وجهه كدر ـ:اأكرم! فما �شطر الث�ار حمم�د

مرحى لفتياننا املهي�ب جانبهماآت�ا مبا عجزت عنه ال�شناديد

غارت عي�ن، وعن الدهر نائمةما اأن �شحا ال�شعب، والدنيا اأغاريد

كم اأم طفل زهت من بعد حلكتهااأ�شحت مناحتها هذي الزغاريد

ما كنت اأح�شب اأن اجل� كهربةفيه الأقاويل والت�ش�ير تهديد

هب الن�شيم من )اخل�شراء( �شانحهحتى تلملم يف )التحرير( تهيد

تهافت �شرر الأن�ار بارقةيف طيها خافقات الروح ت�شديد

اإيزي�س ذات حنانا بال�شعيد ملااأ�شاب اأهرامه هم وت�شهيد

يا اأم رم�شي�س: اإن املجد خالقهجمع اخلائق، للخاق ت�حيد

كم ذا ت�اىل على اأطيابك نفرمن بعد فرع�ن كاف�ر واخ�شيد

ل تبق اإل وج�ه النيل �شاعدةوالنيل م�طنه تلك الأ�شاعيد

�شخرية القدر املجه�ل، لعبتهباأنف�س النا�س )نريون( و)منرود(

النا�س للنا�س اأنى كان م�شربهمعند ال�شدائد تروي بي�شها ال�ش�د

لدجلة اخلري نيل الدهر ت�اأمهواإن ت�شاحن تقريب وتبعيد

ل فرق الل بن العرب �شملهمعن العراق مل�شر وه� مق�ش�د

اإن ال�شع�ب ملعطاء، تاأججهايرثي ال�ج�د، ولن تفنى العناقيد

ما انفك يا م�شر والأجماد جتديد

•كرمي مرزة الأ�شدي

• ن�شرة اإبراهيم

•منذر ال�شيحاوي

• فا�شل �شفان

تغريت مامح وجهي كان وجهي ي�شبه روؤى احلب العذري

بات ي�شبه اأيل�ل يف ق�شيدة ل تكتبها ليلى الأخيلية

هي قالت:لنا �شاحب ل ينبغي اأن نخ�نه

اأنا قلت:لنا وطن ل ينبغي اأن نخ�نه

وطني من ال��شايا الع�شر اأنت لك وطن

وبادي للحياة فيها وطن يف زمن احلرب

تفتحت عن الق�شيدة

راأت تعرج اخلط العربي فر�شمت بحرب الرثاء ف�شاحة ال�اقع واعتذرت من نف�شها لأنها مرة �شدقت

اأن الذئب مات حن عاد القمي�س

يف زمن احلرب اأطفال بادي يف ح�شة التعبري

كل حتدث عن اأبيه اأو عمه اأو خاله اأوجاره ال�شهيد

حتى جدتي التي ماتت قبل احلرب بطلقتن

حدثتني مرة عن جارها يف املقربة مدحت م�تها املفاجئ لأن جارها اأي�شا

كان �شهيدايف زمن احلرب تعطلت بيننا الر�شائل

العابرة �شار اليا�شمن ان�شغالنا الي�مي

حدائقنا ازدحمت بعطره �شهيق البحر واجلبل اأيا عطر

اليا�شمن يف زمن احلرب تغريت اأمثالنا

األفاظنا األقابنا �س

اأحامنا لكن ال�طن بقي اله�ية .

يف زمن احلرب

اأرين ف�شاءك كي اأريك جناحيواأريك عزف �شحائبي ورياحي

اأرين ف�شاءك اأيها الزمن الذيمافيه من اأفق �ش�ى اأقداحي

�شاقت بنا الأ�شياء حتى ل يعدللقلب مت�شع لنزف جراح

يف كل منعطف ترب�س خملبداح وغد لقن�س ا لبلبل ال�ش

يا من حببتك والفراق األيفنا وال��شل مثل الب�ح غري مباح

نا والربق يف اأزراره يل حبقبل ال�شحاب على فم الأدواح

هيهات للط�فان يف هيجانهاإغراق فلك اإرادة املاح

فغدا لنا غده و�شم�س �شباحهمهما ا�شتطالت اأذرع الأ�شباح

عزف على ال�شوء

يلتئم اجلرح “ كيف عبادة “ اأبا و كيف اأقراأ �شعري حن نحتكم

ط�يت ذكراك لكني اأغازلهااإذا جتهمني اخلان اأو ب�شم�ا

و ما تل�ح �ش�ى دنياك عابقةبكل ما تزدهي يف �شرده الهمم

•••دى من ركام احلقد معدنه هذا الر

فكيف ير�شم يف راياته احللمفاف الأ�شى اأجرت قافيتي على �ش

دى نغم و ما تاأوبني غري ال�شهما ل�نان ل تكتم الأقدار �شر

هذا احلداء و همي حن يزدحميكاد من ثقل الأرزاء يهجرين

فيها الرجاء و يبقى احلزن والندم•••

فة حكاية اآن نرويها منا�شبيني و بينك ل تعيا بها الذمم

ة الأه�اء يجمعنا و نحن يف جلم دق البيان و حبل لي�س ينف�ش �ش

لقد تركت على دربي وجيب خطارتم ما خانه يف مراح العمر حم

رة تلك الظال لها يف القلب اآ�شتبقى على �شدة الأيام تقت�شم

ح�تي وال�ش�ق يغلبني اأنام يف �شو لن ت�شل على م�ش�ارها القدم

فاهناأ حبتك املنى يف جنة عمرتاأم باملكرمن و لن يحتافك ال�ش

•••اأعيد ذكراك اأ�شتجلي مرابعها

مت القلم يف زحمة العي�س حتى ي�ش

اأعيد ذكراك" رويلي ر�شيد حممد ال�شهيد "اإىلالأديب

Page 17: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

17 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ ق�ضة

• دميه داوودي

ل تتداع اجلدران.. لكن عائلتنا هي التي فعلت، كما تتداعى الأرواح الغريبة..

واأمي اأبي نعي�س كنا الكبري.. الريفي البيت ذلك بيتنا.. يف احلب ن�شائم حتفه اجليا�شة.. بالع�اطف مــزروع بيت واأنــا.. وتزخر به �ش�اقي العطاء.. وحدها ابت�شامة اأمي بداأت تتا�شى، �شي�ؤن�س بعدها من الأحــداق، م�شاحة ملء الدم�ع �شارت حتى

اأرواحنا؟..اأي �شخ�س.. اأ�شعر بها اأكرث من البيت يعج بها ليل نهار، الآن كانت تقا�شمني تقلبات وف�ش�ل وجهي وحتى �شراييني وتفا�شيل البي�شاء ويدفئ جنبات ي�شع من م�شام يدها الدفء ابت�شامتي.. واإ�شراقة �ش�تها بحة يكفيني كــان الــبــاردة، وجــدرانــه املنزل

ابت�شامتها كل �شباح.. ***

املت�فاة اأمي!..كاأين راآهــا، من واآخــر رحيلها، حتى ال�حيدة مدللتها كنت اأجروؤ على راأيت روحها ترحل عن ج�شدها الرقيق، جتمدت، ل اإنها نائمة، اأو رمبا ال�شراخ! ول البكاء، كذبت على نف�شي.. قلت غرقت يف حلم جميل.. لكن يدها الباردة ووجهها ال�شاكن يق�لن: لقد غفت ولاأبد..!.. ليتني حاولت اإم�شاك روحها لأعيدها اإىل

اجل�شد الرخامي امل�شفر، ليتني حاولت منعها من الرحيل.كانت الذي الل�ؤل�ؤ عقد ينفرط ت�شي.. والأيام التداعيات واأبي بال�حدة املفج�عة اأنا �ش�انا.. اأحد يبق ل اأمي، تزينه النحات يق�شي نهاراته ولياليه بن التماثيل وال�شل�شال اأكرث مما

يق�شيه معي.�شمعته ما فكثريا اأمــي.. ل�جه بنحته وحدته ي�ا�شي رمبا يخاطبه ويناجيه دون اأن يرد، حتى بت اأخاف عليه من اجلن�ن غرفة يف ينام ه� ال�شامت، التمثال بذلك وتعلقه حبه لفرط الغرفة وح�شة يف ودفاتري. كتبي ف�ق اأنــام واأنــا ال�شل�شال.. مكتبي على دم�عها تت�شاقط �شمعة قرب اأمي �ش�رة تراقبني اأمي، تتكئ على م�شاء فيزورين وجه ال�شمعة كل اأوقد اخل�شبي، ما واإذا �شعري، خ�شات الباردة بيدها ت�شد ال�شرير، حافة

غف�ت ت�شي لتطارد اأ�شباح الليايل الط�يلة التي طاملا اأرعبتني.***

مت�جها اأبي يغادر حن العابثة والأفكار الظن�ن تتقاذفني لأطياف مت�شع يبق ل اإذ الأخــرية، تك�ن ليتها جديدة، جلنازة جديدة، ل يبق يل اإل اأطياف لأم�ات جت�ل يف الغرفة، وت�شتقر تداعب امل�شاء، مع �شتع�د �شباحا، ذهبت فــاإن نف�شه، املكان يف ي�شتبيح بدم�عي، متلذذا يله� بع�شها والــذكــريــات.. الــذاكــرة اأجد اأتلفت فا الن�افذ.. ب�شتائر الأمان، والآخر يعبث حلظات

اأحدا �ش�اي و�ش�رة اأمي التي اأكلمها ليل نهار.الأرواح جتتاح بيتنا الريفي كل ليلة، فا اأرى ول اأحلم اإل بها هي، لعلها اأر�شلت تلك الأرواح لتطمئن علي، اآه ل� تعلمن يا اأمي كم ال�شتاء حن �شببت يل تلك الأرواح رعبا كبريا، خا�شة يف ليايل املراآة يف اأنظر حن اأو روحي، لتثقل املبللة �شباكه امل�شاء يرمي لأجد روحي حما�شرة بتلك الأرواح.. هل �شيط�ل الغياب يا اأمي

حتى بعد امل�ت؟!..***

كثريا ما كانت اأمي ويف هذا ال�قت بالذات تاأتي اإىل غرفتي.. قبل تقبلني ثم باأوراقي، تعبث وكتبي، دفاتري تقلب تتفقدها اأنتظر قدومها مازلت مذ رحلت، اأن تن�شحب بهدوء ماك طائر، اأ�شعر فا تاأتي، ل اأدري ل ل اأقتنع مب�تها حتى الآن؟.. األأين مغم�شتن، �شبه عيناها كالثلج، باردة كانت اأذكرها.. بروحها؟ وابت�شامتها الدافئة ل تفارقها، حتى وهي جثة م�شجاة �شتتيب�س وتزول بعد اأيام.. ل اأدري كيف امتدت يدي لأغطيها لعلها ت�شعر

الغرفة يف من كل ي�مها، اجلن�ن و�شك على كنت رمبا بالدفء، اأدري كيف اختنق �شراخي يف حلقي وانفجرت يبكي وي�شرخ، ل

الدم�ع والأوجاع يف قلبي.. ا�شتقت لك يا اأمي. الي�م.. وبا �شريط اأ�ش�د قررت تعليق �ش�رتها على احلائط كانت على ي�م فيها، اأوقاتها كانت تق�شي معظم التي ال�شالة يف ثاث، اثنتن.. درجة.. و�شعدت ال�شلم اأح�شرت احلياة.. قيد حتى اخلام�شة، اأحت�شن �ش�رتها بيد، واأ�شاعد نف�شي على ال�شع�د فانزلقت الثبات، حاولت يتاأرجح، بال�شلم �شعرت الأخرى، باليد مني �ش�رتها وكاأن قلبي انزلق معها، حاولت التقاطها وما ا�شتطعت، من اأه�ي بنف�شي �شعرت الأر�س، على ق�ي ارتطام �ش�ت �شمعت اأعلى جبل.. ت�شمرت يف مكاين، اأ�شابعي ممتدة قليا نح� �ش�رتها، يتخلل بالربد �شعرت ال�شقف، يف نقطة على مثبتتان وعيناي م�شامي و�شراييني، ثم اأظلمت الدنيا يف عيني، وفقدت كل اإح�شا�س

و�شع�ر، �شمعت �شرير الباب الذي يفتح بحر�س �شديد. ف�ق حت�م هاهي ب�ج�دها، اأ�شعر عطرها.. اأمــي.. رائحة اأكلمها، وكاأننا ج�شدي تتاأملني على مهل بده�شة وا�شتغراب. هل روح واحدة با ج�شد، اأميكن اأن اأ�شمها؟ لكنها ل تراين، اإنها تعانق

ج�شدي، ذلك امللقى على الأر�س، وت�شمه اإىل �شدرها..)ل ل.. اأمي.. يا اأمي، اأنا هنا، �شميني.. ماذا تفعلن.. -

كلميني.. انظري اإيل اأمي.. اأمي..!(.. يت�شاقط بدمعها، اأ�شعر لكني اإيل، تنظر ل ت�شمعني، ل هي روحي يفتت ون�شيجا بكاءها.. ي�شبه بكاء اأ�شمع ج�شدي، على اأمي اأبي، تا�شت القادم للباب، كان اآخر �شمعت �شريرا وقلبي.. الأر�ــس، على امللقى ج�شدي نح� والــدي رك�س الغياب، وعــاودت اأمي.. عن �شاألته املحت�شر، �شهقة اأ�شهق ذراعيه بن وا�شتيقظت وبفرح اأبلغته بح�ش�رها، فلم يجب، �شاعدين على ال�شع�د لغرفتي وبقيت وال�شل�شال، التماثيل بن غرفته، اإىل كعادته عاد ثم وحدي اأنا و�ش�رتها، والكثري من النتظار.. ل تاأت لتتفقدين يف

�شريري، اأو لاطمئنان علي اآخر الليل.. تطرق الأ�شجار اأغ�شان اأ�شمع الأوىل، خي�طه ين�شج الفجر خفت، عنيفة، طرقات كانت الدخ�ل، حتاول الن�افذ.. زجاج اأ�شتطع ل �شبحا اأرى اأين يل خيل عيني، اأفتح ل كثريا، خفت اأ�شعر مب�شام ج�شدي تنز دما ل تييز ماحمه فه� غريب تاما، جديد ومن النافذة، زجاج خلف وين�ح ي�شرخ من هناك عرقا، ل فروحها الباب، من لدخلت اأمــي كانت ل� الدخ�ل.. يحاول بل �شاأجدها، ما، مكان يف خمتبئة تك�ن رمبا اأبدا، املنزل تغادر �شاأ�شعى للقائها حتى ل� ل ترين اأو ت�شعر بي.. اأغف�.. فيرتاءى

يل ح�شنها وكاأن فيه دفء ال�شم�س.يف ال�شباح وعلى زقزقة الع�شافري اأ�شتيقظ، وكلي اأمل واإ�شرار اأن اأرى اأمي واأحتدث اإليها، فكرت كثريا.. علي ال�شق�ط مرة ثانية تاأكدت احلانيتن، ذراعيها بن لتتلقفني بروحها، روحي لتلتقي من مغادرة والدي البيت، ل اأتردد، �شعدت ال�شلم وعلى الدرجة

اخلام�شة اأرجحته.. لها، وعط�شي افتقادي عن �ش�قي، عن و�شاأحكي �شاألقاها.. عن �شحكي الكاذب بن النا�س، عن ابت�شامتي التي األ�شقها ق�شرا على وجهي، عن مرارتي بعدها، قد تام�س بكفيها وجنتي، ل�شت اأخاف ال�شق�ط مادمت �شاألتقيها!.. واأرتي بح�شنها من جديد.. حتى باجلن�ن، �شيتهم�نني فكعادتهم.. بلقائي، اأحدا اأخرب لن اأمي و�شتك�ن و�شل�شاله، تاثيله مع �شاأتركه اأخــربه، لن والدي

يل.. يل وحدي!. اأفكاري.. بن�شمة دافئة تلفح وجهي.. هاهي نعم.. تهت بن بنت ــس، الأر� على املرمية البنت جانب اأق�شد جانبي.. هاهي غريبة وكاأين اأراه مايل ج�شدي.. هذا اأن لبد تاما، ت�شبهني اأنا؟ اإن كان هذا ج�شدي فمن اأراه من اخلارج ك�شخ�س اآخر عنه،

اأهذه حقا روحي؟!!..اأذكر اأنني �شمعت ارتطاما ق�يا، ل اأعرف م�شدره، ثمة بريق تقرتب برائحتها باأمي.. �شعرت يحرقها، كاد الغرفة �شقف يف راأيتها اأكرث، بعيني اأجدها، بحثت فلم تلفت ح�يل ف�شيئا، �شيئا تتجه تت�شارع.. خط�اتها ال�شباب.. اأو الغي�م خلف من تظهر تقبلني.. بذراعيها، وت�شمني ال�شلم، على من تنزلني نح�ي، ترافقها، التي الأرواح بقية كاأعن تك�نا ل بعينن اإيل تنظر تنظر با اأحداق، بعينن تلمعان كال�ش�ء، كانت عيناها تفي�شان اأن ظننت حتى بق�ة ت�شمني يتغري.. ل �شكلها اإن حتى حنانا، اأنها تخيلت غري، لي�س كاب��شا كان و�ش�اد حداد من فيه كنا ما عادت للحياة من جديد.. كادت �شل�عها تت�شابك ب�شل�عي، كلمتها واأه�ي نف�شي اأرمي اأن اأن�ي كنت كيف واأخربتها �شيء، كل عن لألتقيها، اأخربتني.. اأنها تراه.. ترى والدي اأي�شا يجال�س تثال

وجهها، ويحادثه وتتمنى اأن تكلمه وترد عليه لكنها ل ت�شتطيع. قالت يل:

- اإنها ت�شعر باأنها حية، ل تزال هنا بيننا، ت�شمع اأحاديثنا قربها، اأحدنا زار كلما بل البيت، زوايا يف يجري ما كل وتعرف

وبكى، كانت هي اأي�شا تبكي.. وكم كان كل هذا ي�ؤملها. كاأن روحها م�شج�نة يف غرفة زجاجية تعزلها عنا، وهذا ما تقرتب، اأن تكلمنا، اأن جتيب، اأن حتاول وم�تا.. عذابا يزيدها لكنها ل ت�شتطيع.. ثمة حاجز يبعدها عنا، ل ي�شمح لنا بروؤيتها اأو �شماعها، فيما هي ترانا وت�شمعنا.. قالت يل اإنها يف مكان اأعلى من ك�ننا الأر�شي، ل اأفهم كثريا.. اكتفيت بفرحي ل�ج�دها اإىل جانبي، ل اأفهم ملاذا قالت يل: يف مرحلة ما نك�ن اأكرث من اأج�شاد حتمل اأرواحا.. الآن فهمت اأنها باتت اأقرب اإىل ال�شماء وال�شم�س

والنج�م. ربتت على كتفي طلبت مني األ اأعاود اإيذاء نف�شي، ووعدتني ولن ل واأنها حتر�شني، روحها اإن يل قالت ليلة، كل تزورين اأن تن�شاين اأبدا.. انهمر دمعي �شاخنا.. خفت فقدانها.. جذبتني من كثريا.. فرحت �شغريتن، كطفلتن بال��شائد نلعب وبداأنا يدي لكن فجاأة �شاد �شمت ثقيل.. اأطبق على غرفتنا و�شرق فرحنا من جديد.. حتركت ال�شتائر على الن�افذ كعادتها معلنة قدوم زائر غريب، غري معروف، حتى الأن�ار خافت من جميئه فبدت تن��س كبري.. �شيخ هيئة على كانت اأكــرث.. الــروح اقرتبت وتنطفئ.. اأم�شك اأمي من ذراعها وعقد حاجبيه الكثيفن، وجذبها للخلف، اأ�شرعت بها.. حلقت م�دعة، تل�ح واأمــي معا يرتاجعان راحــا لأ�شحبها منه لأ�شتعيدها لأبقيها معي لأمنعه من �شرقتها ثانية، لكني ل اأ�شتطع، فما اإن اقرتبت منهما وحاولت الإم�شاك بها، حتى على ملقاة وحيدة، وتركاين خلفه، اختفيا كثيف �شباب لفهما الأر�س، الربد ي�شري يف اأو�شايل، �شعرت كاأن حبات مطر تت�شاقط ف�قي، والن�ر يعاود لعبة الختفاء، الأر�س حتتي حتاول التهامي، ول يغرقني �شيا اأ�شبحت املطر حبات حركتي.. ف�شلت قاومت

اأعد اأتنف�س..ل اأ�شت�شلم.. قاومت، وازداد ال�شيل اأكرث، اأ�شبح كبحر متاطم الأمطار تنهمر ا�شتطاع، ومازالت ما الأم�اج، ينهرين ويقذف بي �شعرت دفــئــا.. فـــازدادت فــجــاأة، تغريت حتى ــدا، ج ــاردة ب علي بالختناق.. �شرخت، مرتعبة خائفة، عدت من امل�ت.. نعم عدت

من امل�ت..!. ت�شري عينيه من انهمرت التي اخلائفة والــدي دم�ع كانت املتعبتن لأ�شتيقظ، فقد املطر، يهزين بيديه يف عروقي كحبات اأمي ل تاأت.. نعم ل كنت مرمية على الأر�س با حراك.. لأن

تاأت!!.....

ومل تاأت.. اأمي!

Page 18: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"18 التا�شعة "ال�شنة اأ�ضوات جديدةالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

• مرام دريد الن�شر

• عفاف اخلليل • عبد املجـيد اإبراهيم قا�شـم • زاهر ب�ل�س

• ملا ح�شن

لن يعودعرب احلدود

و دعاه دمعي اأن يع�دولن يع�د

ترك املنى.........قد غادر ال�طن اليتيم

رمى العه�دعته..... ود

طال انتظار حبيبةي�ما دعاها

يا ورود........و غدا اأع�د

رنت كما حلن احلياة لنا اخلل�د

و م�شى بديدنه القدميمع ال�ع�د

ولن يع�دولن يع�د

• لينا غزالة

�شم�س بال غياب

ف�ق كه�يف مدي يا �شم�س ذراعا من �شناءلأخرج مزه�ة اأبحث عن وجد يراق�س اأحامي

فالدفء لي�س اأمنيتي ال�حيدةاإين حن اأرى الك�ن م�شتعمرة

وكل الدروب ماذها اأنت..ماكنت لأغم�س عيني..

واأغرد هائمة من وهم اإىل وهمكيف يراقب الليل هذياين..

وكانا يراهن وقتا قد يجيء.. ول يجيءوعام اأبحث بن الركام

وكل املعادن يف باطن الأر�س؟!مازلت اأوراقا تبكيك اأغ�شاين

ل� علمت تلك املجرات اأ�ش�اقيلطافت ح�ل نف�شها دوائر العر�س

ل تطلق �شراحي..ف�شهام رحمي غاوية

لن اأخرج من عذابات قربي باكيةفخي�ط �شم�شي اأ�شعلت ريحان روحي

ملح الأر�سعيناك قبيلتان من �شرف وثاأر

تراودان الدرب عن جنم..يط�ف بغيهب الغيب

ير�شم ا�شمكعيناك خميلتان من �شغف وترب

تراق�شان اخلما�شناإذ هبت

تط�ي روؤو�شا ما عدا نخلك

تر يخ�شب ال�شحراءملح الأر�س كفك

تغرف الغيم عن وجه �شم�سولت وجهها �شطرك

اأطرق الن�ر اإثركفيا�س مطر

�شداح فكرجمر يخ�شب العربات

�شربكاء م�شغة العز من جرحك ال��ش

من �شفتيه �ش�ق الراحتن اإىل ال�شاممن خمرة الرقراق ن�ش�ة الأر�س

من اأ�شغريه اآخ احلرف..طيب لاأنام

جفناك امل�شدلن على..كنه احلقيقة يا �شهيد

ن اأب�اغ الطف�لة درع يح�شواأ�شرعة مهيبة الإبحار

والإ�شرار ي�شب� اإليها

ف�ؤاد البط�لة

ق�شيدتان

اأوقف�ا خناجركم �شاأتدىل باخلراب �شاأن�شت اإىل وقع خطا املطر املل�ن باليمام وبال�طن �شاأغلق

املا�شي عليكم واأطعن اخل�ف الذي �شي�شري �شبحا اأو نرج�شا اأو �شفة للحياة اأو العب�ر...

.............. �شاأخفي حلما مبلا بالبكاء وممزقا باحلما�شة يطلق�ن علينا خياناتهم ...

وخرائبهم وتفاحاتهم الهرمة ... ننج� منها باأعج�بة ون�شري حرا�س ال�شعاع الأخري

للكرامة واحلياة .... ............... ير�شدون طرقات اأب�ابنا بالعظمة

املتبقية يف �شجائر النهار .. يعيدون ر�شف الطرقات العابرة لآثار اأقدامنا وعلى مرمى من جنمة وروح ت�شري الن�شاء ماأوى

و�شجرة الك�شتناء تل�ذ باأبطالها وينج� وطن من حادث �شري م�ؤل ....

............ ل ت�شرب الدمع وحدك لي�س �شدري للتعب ..

اإنه حنن ل�شيدة حترتق يف الظام ... وعلى جراح املطر تر البنادق خجلى من اأغنيات الأمهات ....

....................... اأحاول ر�شد العاقة ت من حلمها ال�شبايا لعابر يلقي ق�شيدة وباد فر

وراحت تبتكر اجلهات ... ل جتفف نهرك حتت �شم�س متعبة ..

..................انتظر حتى يغف� الربد وارتدي امللح وتعال ....

لن اأوقظ الغروب وحدي ... البارحة علق اأبي حلما ف�ق الباب واأمي تع�شر

الغيمة لتغ�شل اأحامنا ... اأمي تعد احلروف التي ت�شكل الأل والأمل ...

وتطه� دندنة ت�شعد �شلما يرتقي اأغنية ....!!!

اأق�شم برتاب كنعان؛

اأعلى دولب الزمان

اأن يدور

ويع�د اإىل ما كان؟!

اأعلينا

اأن ندفن اأ�شاء �شم�ش�ن

مرارا

يف نف�س املكان

اأعلينا

اأن نعلق على اأ�ش�ار غزة

البزة الع�شكرية ل�شاوؤول

دون خ�ذة

بدل اأ�ش�ار بي�شان؟!

�شنفعل

اأق�شم برتاب كنعان..

هال وظال

دخان الق�شف

حجب

عن غزة

هال العيد

�شهيد يحيي اأ�شاء �شهيد

ال�شم�س حنثت ب�ع�د

احلرية

ت�اطاأت

مع غروب الغرب

واإمارات العرب

على روح الق�شية

ر�شم �شاروخ الق�شام هال

جعل من اجلند.. ظال.

• )النا�شرة- فل�شطني(

)1(

حن ا�شت�شلم الرياع بن اأناملي

وانبج�س فـي نهر الكلمات

مددت يدي نح� �شدري

�س طي�ر امل�اجع اأتلم

اأ�شمعها يف ح�شرة طيفك..

اأنت �شم�س �شماء الق�شيدة

تبدد ظال كاآبتي

وتبقى وحدها �شحر املكان.

)2(

حن ي�شبح يف العذاب ن�ش�ة

ولاأل لذة و�شعادة

اأط�ي حلظات �شمت

اأبحث عن ع�شق جمن�ن

يحمل نقاء الثلج

ير�شل ال�شياء كالقمر.

قد اأعي�س يف عال حال

لكنني �شعيد باحرتاقي..

اأتابع بحثي عن امراأة

ما غاب عنها احللم

انتظرتها ول اأزل

)3(

عادت بقلب

يذرف الأحزان

عادت ب�ش�ق

تنحني يف ح�شرة

احلب..

عادت ولكن

بعد اأن فات الأمان

بعد اأن اأم�شى ليايل

بن اأنقا�س الأل

هنا غزة.. اخلرابممنوع الدخول

لإمراأة.. ت�شكنني كق�شيدة

Page 19: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

19 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ ق�ضة

من قال اإين ل اأملك خ�شرا لينا يدور ح�ل النار وتدور ال�رود على حميطه، تاأخذه وتاأخذين اإىل حمرقة اله�ى، �شرير اإىل بيدي ياأخذ خازنا العتبة عند واأجد فاأه�ي، اأريدها واأقــ�ل: فاأ�شرخ النعام، ري�س من و�شائده م��شى بالنار، اإل التي ل تنتهي والنار لنتم رق�شة احلب وامل�ت العينن، ولهفة اإل بريق يف ول رماد يبقى ثمة، ل يبقى على ال�شفاه ت�شي بعط�س خج�ل يكاد ي�شرخ اأن �شب�ا املاء

يف الكاأ�س املقد�شة. والأرواح، الــروؤو�ــس بها ودارت خمرتها مــرام عتقت فلنفعل واحل�شاب، التكليف عنا �شقط اخلمر �شربنا واإذا ما ن�شاء. األ حتب اأحيانا اأن تخرج من جلدك؟ األ حت�س اأحيانا اأن جلدك قد �شاق واأنك ت��شك على الختناق؟ األ واأ�شئلة ال�شيق؟ �شجنه �ش�تك يغادر ول اأحيانا ت�شرخ اللغة واأتعبت تعبت عنها الإجابة �شئت واإن كثرية.... امل�شتع�شية يف هذه الع�شية على النقياد لأفكاري املت�شابكة ول اأق�ل امل�ش��شة، فاأنا اأملك الآن من و�ش�ح الروؤية ما ل

يدع يل حرية.دارت الــكــ�ن، قطب “مرام” كانت الع�شية تلك يف عن تت�قفان ل وعيناها العينن، يف والنار بخ�شرها، ودارت نعليها ب�قاري، خلعت امل�شتهزئ اله�شتريي ال�شراخ ت�شتمتع وكاأنها قليا ث�بها ورفعت حــ�يل، من دورتــن ملج�مة برغبة واحــرتاقــي له حــدود ل الــذي بعذابي روؤو�س على دورتن دارت ثم مزيفة، ق�ة وادعــاء ب�قار ركبتها ح�ل اليمنى رجلها ولفت الي�شرى رجلها اأ�شابع يف الكربى املربكة الدوامة قاع يف اأ�شقط فكدت ودارت تلك ال�شاعة املباركة، ثم دارت دورتن ل�لبيتن واندفعت باأ�شابعي وت�شبثت لل�شاحة، وجذبتني جمن�نة نح�ي واأخذت تدور ح�ل نف�شها وح�يل واأنا �شائع مرتبك وقد رحت اأحلق على ب�شاط ريح ن�شجته نظرات الده�شة التي غمرت وج�ه احلا�شرين!! انظروا اإليه اإنه يرق�س يف النار عن �شاأك�شف اأين عرف�ا وما رمــادا... �شي�شري حن وبعد

الذهب املخب�ء كنزا يف روحي.عنقي حــ�ل ذراعــاهــا والتف حــ�يل بخ�شرها دارت الريح تاعب ب�شاقيها وامــتــدت لعبتها، يف وجاريتها وط�حتني، ت انق�ش ال�شاعقة وكما والعق�ل والعي�ن واأخذنا وتناولتني، ال�شماء نح� قليا. رمت بي فارتفعت نرق�س ونغني، وعجب ال�شاهرون من هذا الذي يرون، وقد هذا على وح�شد وغرية خ�ف �شهقات �شمعي اإىل تناهى من يدي اأفلت ول الليلة، قمر معانقا اإليه �شرت الــذي ه�شتريي عناق يف وذهبنا فان�شدت، اإيل و�شددتها يدها، �شاحمنا عليه اجلمع كل اجلمع، فهي التي اختارت املغامرة،

واأنا الذي قبلت الرهان.وركبتن مبح�ح، ب�ش�ت املــيــاد �شهرة مــن خرجت متعبتن، و�شدر قد و�شع الدنيا، وذكرى عناق ا�شتمر دهرا.من خليطا تناولها لنا يحل� ة ق�ش “مرام” و�شارت ر بنا اخليال ونلهث خلفه، وتق�ش ي�شط ل�ز وع�شل ونبيذ، اأمــام تتقافز غزالة و”مرام” الهرمة، التعبة خي�لنا بطرف ــارة وت ــارة، ت اإ�شبعها بطرف اإلينا ت�شري اأعيننا العن: اأن اأدرك�ين اإن كان فيكم بقية، واإل فماذا تريدون ل�شهيلها فتهتز ت�شهل العمر براري يف منطلقة مهرة من الدنيا يف وال�شدى ال�شرخات وتتجاوب وجبال، جبال لهاثنا من ت�شخران اجلريئتان عيناها تــزال ول كلها؟ ورق�شنا و�شربنا و�شكرنا احلقيقي اأحيانا وامل�شطنع اأحيانا يفعله اأن ي�شح ما ل ونفعل اأوجاعنا، اأخرى نخفي خلفه

اأمثالنا يف �شاعة ال�شح�.

ماذا نريد من “مرام”؟!! هل نريدها طبقا على مائدة ونقتحم به نباهي كنا الــذي ب�شبابنا به نحتفي العمر �شرابا نريدها ترانا اأم عتابا؟ اأو مامة نهاب ل العال يعيد لنا �شيئا من ن�ش�ة ن�شعى اإليها ونت�شلق الأوهام لن�شل اأبنائنا وحــار�ــس؛ حار�س باألف املحمية �شرفاتها اإىل ون�شائنا و�ش�رتنا التي ت�شمرت يف الإطار؟ اأم ترانا نريدها كاأ�س ماء وح�شب لهذا الظماأ الذي ي��شك اأن يدفع بنا اإىل ال�شذى، منها ويف�ح اإليها، نرن� وردة نريدها اأم اجلن�ن؟

ون�شتمتع بنداها وعطرها من بعيد بعيد؟. لهذه �ش�رة عن نبحث ونحن و�شعنا، اجلهات �شاعت الراق�شة اجلميلة التي رق�شت على جراحنا وعلى روحنا ليل العذب النزيف ت�قف وما فاأثخنتنا اجل�شد، وعلى وكيف بنا، العابثة هذه ذهبت فاأين نذكرها، ونحن نهار، غابت يف اأزقة حارتها و�شارت لغزنا املحري، ول نزال ن�شعى اإنها قد تك�ن ترتادها، وراءها يف كل الأمكنة التي قال�ا و�شرنا ل يحل� لنا امل�شري اإل على �شفاف تلك الف�شحة التي رق�شت ف�ق اأر�شيتها الزلقة وما انزلقت، يف حن كنا نحن املباركتن، بيديها وتنت�شلنا الآخــر، وراء واحــدا ننزلق و�شرنا نكرث من هذا النزلق لننعم بلم�شة يديها ترفعنا بها �ش�ب ال�شماء، فن�شري ع�شافري حتلق وتغرد، واإل فمن ال�شجن ذلك وكل الرق�س، يف الر�شاقة تلك كل لنا اأين خ�ف دون من بها اأ�ش�اتنا نطلق �شرنا التي الأغــاين يف اأوتارنا و”دوزنت” اإيقاعنا �شبطت لقد ن�شازا، تك�ن اأن تلعبان عيناها تزال ول تطرب، اأغــاين اأغانينا و�شارت بنا لعبة الإغ�اء، ونحن وراءها ن�شعى، نح�م ح�ل زجاج م�شباحها الذي ي�شاء بزيت مقد�س نعانقه ونتمنى ل� اأننا

نفنى. يا ح�شرتاه على ما فرطنا يف حق اأنف�شنا، ويا ح�شرتاه “مرام” عينا لنا فتحت والذي انق�شى الذي الزمن على

وخ�شرها ويداها وعطرها و�شحرها دفاتره.بغمام املظللة الليلة تلك بعد جرى ما اأغــرب ومن اأخذوا يتحدث�ن اأن كل الذين ح�شروا “مرام” وعطرها، لف وذاك بيدها، اأخذ فهذا �شهرتهم، يف وقعت باأ�شياء خ�شرها، واآخر عانقها، وغريه اأ�شرت باأذنه اأنه يفتنها ول �شمعت فقد املعجزة، وقعت ثم احل�ش�ر... بن له مثيل ال�شهرة، يف معنا يك�ن�ا ل لنا اأ�شدقاء يرويها اأحاديث وراحت واأغ�وها بها وحدث�ها التق�ا اأنهم قد ويزعم�ن احلا�شرين بن كان اإنــه بع�شهم وقال اأفاكهم، يف تدور و�شرب بيدها، ويــده رق�س قد وه� ن�شينا، الذين ونحن الكاأ�س، وما ا�شتعاد ر�شده لأن تلك الكاأ�س قد مزجت بنظرة من “مرام”، بل اإن اآخر حتدث اأنها اقرتبت من خده كثريا وهم�شت باأذنه بكام ل ي�شاأ اأن يب�ح به، وقال: يكفيكم اأن تعرف�ا اأنها قد اأخذت تهم�س ف�شاع الكام وال�شام و�شرت اإىل حافة اجلن�ن، واآخر اأخبار املاأخ�ذين بتلك احلال اأن عددا منهم اأخذ يبحث عن معهد يعلم الرق�س، اأي رق�س، لأن جهله باأ�ش�ل الرق�س قد حرمه �شحبتها تلك الليلة،

وه� يتهياأ ل�شهرة ل بد اآتية...كثري ممن راأى اأو �شمع اأو تخيل ما جرى يف �شهرتنا تلك روؤيتها اأو لقائها اإىل ال�شبيل وكيف عن�انها عن ي�شاألني ول� عن بعد، وكاأين كامت اأ�شرارها اأو مدير “اأعمالها”، واأنا اأ�شعف خلق الل اأنكم�س واأتاأوه واأق�ل يف نف�شي: وهل من اأن اأخرى ة كر يتاح يل ا�شتعادة ما جرى، وهل اإىل �شبيل اأراق�شها واأرفعها وترفعني، فت�شري تلك امل�شادفات خريا من كل امل�اعيد. ويكاد قلبي يقع حن اأت�شاءل: وهل كان ثمة

�شهرة ورق�س وغناء و�شبية ا�شمها “مرام”.

وجتلت مرام ... يف ليلة امليالد • �شعاد مهنا مكارم• نايف �شقري

ل القمر لعله ؟ هــ� مــا ـــس الر� على يــتــدحــرج ـــري دائ �ــشــيء ولكن �شينية اأو �شحنا كــان ورمبــا ال�شم�س كانت رمبــا قمرا لي�س هـــذا الــ�ــشــنــدوق الـــذي يــنــدفــع مــعــه ؟ دائــــرة حتــمــل مــكــعــبــا! هل عاجزة تقف الهند�شة اأن اأم هذا على الهند�شية الأ�شكال اتفقت

اأمام تف�شري هذا امل�شهد الذي يتقدم على مراأى من اجلميع؟التي تلمع حتت الدائرة األقى ثقله على تلك ل�نه اخ�شر مكعب اإنها م�شتقيمات، اأن�شاف الدائرة تتد حاملة وها هي ال�شم�س، اأ�شعة يجل�س ال�شندوق ذلك ف�قهما تربع وقد اثنتان اإنهما دائرة لي�شت خمتال على عر�شه الذي اأحبه وتاآلف معه، ماذا يحمل هذا ال�شندوق؟ يف الكثري عليه يعتمد �شغري �شندوق اأنــه اأعرفه الــذي كل اأدري ل هاتن على كثريين اأنا�س حياة تعتمد ان املعق�ل من هل حياتهم

الدائرتن وهذا ال�شندوق املكعب ؟ ول ل؟ رمبا كان مليئا باملا�س�شغري �شندوق والف�شة.. والذهب املا�س من اأهم اإنه : يل قال�ا مهلهل ال�شكل ل�نه م�ش�ب بن الأخ�شر والبني .. و... و... ول اأعلم ما ه� ال�شبب الذي دفعني لأق�ل: اإن ل�نه اأخ�شر رمبا اخ�شرار الطبيعة

او جمال ال�شند�س يف بادنا.ال�شعبي احلي ذلك يف طريقها ت�شق تلك الهند�شة قطع تقدمت وقد جتمع الأطفال ح�لها من كل حدب و�ش�ب، يف تلك احلارة كنت بانتظارها، ملا حتمله من حياة لأطفال له باإعجاب ل حدود اأرمقها ولأف�اه بانتظار رغيف خبز او قطعة حل�ى ماذا يعني لقاء املكعب مع – هل بينهما ع�شق. هناك حب كبري بينهما الدائرة؟ �شاألني اأحدهم من الهند�شة قطع انزعجت رمبا .اأو فالتقيا ن�ش�ة حلظة يف �شمهما

الفراق فاآثرت الجتماع يف مكان ما هاتن حميط على بعيدة اأماكن من انطلقت م�شتقيمات ان�شاف الدائرتن وقررت اللتحام فاجتمعت يف مركزها ح�ل حم�ر �شامد يف

مكانه ول يزال ال�شندوق املكعبي يرتبع على عر�شه ف�قهما .ال�شندوق ذلك حمت�يات ملعرفة واأكــرث اأكــرث يدفعني الف�ش�ل اأفكر ل واأنا اأ�شري جادة يف طريقي اأحجم عن ذلك كنت لكنني كنت بد من تقاطع بيني وبن تلك الأ�شكال الهند�شية، التي تنطلق اأمامي لقد اأذهلتني وقادتني نح�ها ف�جدت نف�شي اأمامها األقي نظرتي عليها، واأ�شاور وعق�دا اأقراطا والب�س منه حاجتي فاآخذ املا�س حت�ي علها وخ�امت واقرتبت اأكرث واأكرث وكلما دن�ت منها وجدت نف�شي اأحلم اأكرث

واأكرث بالذهب والزمرد والياق�ت.ال�شندوق. ذلك خلف يجل�س رجا اأرى واأنــا املفاجاأة اأ�شابتني كحقل و�شارباه للزراعة. اأثام اأنها فاعتقدت وجهه غ�ش�ن �شاهدت قمح ينتظر احل�شاد كان يجل�س خلف قطع الهند�شة التي كانت ت�شكل ما ي�شمى عربة كان يجل�س خلفها يف برد ال�شتاء وحر ال�شيف، يف ثلج بها ويعتني ويدللها كثريا يحبها الاذعة، ت�ز �شم�س وحتت كان�ن مي�شحها ي�ميا بخرقة بالية ويرميها ليعيد الكرة من جديد ثم يدفعها

مناديا- �شبارة يا حل�ة ...... مزاوية يا حل�ةثم ا�شمعه يردد : :عراني�س م�ش�ية ذرة �شفراء للبيع اأحيانا يعل�

�ش�ته وه� ي�شيح : ك�شتناء ....ك�شتناءويندفع الأطفال نح�ه ي�شرتون منه ما لذ وما طاب لهم مما يحمله لهم يف تلك العربة ال�شغرية ليزال �ش�ت اأبي �شعيد يرن يف م�شامعي وه� يردد كلماته تلك دافعا عربته اأمامه اإنني احرتمه واحرتم اأمثاله وهم يحمل�ن زوادتهم وينطلق�ن من اأجل اأف�اه خلفهم تتنظر ع�دتهم

م�شهد

Page 20: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"20 التا�شعة "ال�شنة نقد اأدبيالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

الباغة بطبعتها الثانية و�شبق دار عن �شادرة "اللحاف" رواية الأول الروائي العمل وهي العرب الكتاب احتــاد عن �شدرت اأن لها اأهم عن ما م��شع يف كتبنا قد كنا النا�شر.. اأمين الت�شكيلي للفنان النقاط التي جعلت هذا العمل ي�شغل احليز الهام يف ال�شاهد الإبداعي اأو ال�ش�ء ت�شليط �شنحاول تقدير..والآن اأقل على ال�ش�ري الروائي من الرواية �شحب يف �شاهمت التي والثغرات الهنات لبع�س الإ�شارة

اخلط�ط الأمامية ومن اأروقة التمايز الكبري والهام ..الكثري الكثري خاله من يق�ل اأن النا�شر اأراد (عمل )اللحاف لدرجة اأ�شعرنا اأنه �شيف�شي كل ما بجعبته من ذكريات و األق وده�شة

عا�شها خال م�شريته التي ا�شتمرت لعق�د ..بذاكرة املقد�س الثال�ث ذاك وبــالإبــداع باحل�ار تناول عمل

الرقيب )جن�س – �شيا�شة – دين ( جاء التناول عاك�شا ن�شجا فنيا واإبداعيا منح العمل ذاك الت�هج م�ش�ب بحراك لي�س ولكن والألــق التمايز جتاه به مي�شي قد الذي التي الفنية واملطبات احلفر بع�س ل�ج�د وذلك املطل�بة باحلي�ية �شكلت عرثة ما ول� �شعيفة يف طريق ال��ش�ل اإىل املكان الائق بعمل ي�شتحقه النا�شر بجدارة فنذكر على �شبيل املثال - بكل ال�د واملحبة كما قلنا - بع�شها والتي ارتاأينا اأنها اأثرت يف النه��س بالعمل اإىل املكان

الذي ي�شتحق ..ال�شعرية على النا�شر ا�شتغال رغم اللغ�ي... الإربــاك -يف &والتي كانت حاما هاما لن�شه الروائي اإل اأننا نرى اأن جما وتراكيب اأو العمل �ش�ية من لريفع بزعمه واحلــ�ار الن�س منت يف زجها حاول الروحانية عن اأبعدته ، ما ارباكا �شببت اأنها نلحظ ولكننا احلــ�ار الفطرية الإبداعية كق�له يف �شياق ح�ار ماتع وجميل عن طف�لته..ط�ال الذكريات ل�شلة احلقيقي احلامل هي الطف�لة : قريته عن ن�س �شياق يف ت�شتخدم لأن ت�شلح براأيي اجلملة هذه . �س9 العمر

حما�شرة فكرية ما ..يف ال�شعرية اإقحام حماولة نلحظ كما ... ال�شعرية ت�شنع - &الت�شنع والتكلف غري م��شعها في�شكل هذا الإقحام حالة نف�ر تظهر يف بع�س مفا�شل احل�ار املاتعة فتعمل عك�س ما اأريد لها كق�له : هب راية للياأ�س يعلن ، القرار ماء يفاجئه �شاخما ينت�شب كال�شنديانة

الع�شيان..�س26اأو عند احلديث عن احلالت ال�شعرية يف غري م��شعها كلقاء �شيد عيني :اأغم�شت �شنن ع�شر طال غياب بعد اأمــه قرب عند بعائ�شة حن �شممت عطرها . فاأيقظت كل القطا واحلباري ورفرفت الع�شافري الع�شل بل�ن رقراقة ال�جه �شافية الن�شاء كل ول امــراأة ...كانت

جمن�نة بجمالها غجرية برتا�شيمها..الخ �س146تثقيل وتثقيف �شخ��س العمل... نلحظ وباأكرث من م��شع - &حماولت الكاتب تثقيل �شخ�شياته ) حمزة – �شيد ( بثقافة خارقة تدعيم على ويعمل الأ�شياء اأي عن الأ�شياء كل معرفة من تكنها ثقافتها بذكر بع�س الأق�ال وال�شهادات لبع�س الأ�شماء اجلد هامة يف احلراك الأدبي العاملي ) طاغ�ر– همنغ�اي – غ�تة ( ولكن املاحظ املعروفة غري الأ�شماء لبع�س ــرى الأخ الأقــ�ال بع�س ــراد اإي اأي�شا الحرتام كل .مع ويرددها اأق�الهم يحفظ كحمزة �شخ�س لدرجة لتجاربهم ومنتجهم الأدبي .!! ) �شنية �شالح – وليد معماري (ما لغاية من ذلك ؟؟ وهل رفعت من �ش�ية العمل مثا ..؟؟! اأم جاءت ح�شرا وغري

مائمة ..؟؟!! هل هي ا�شتعرا�س لع�شات ثقافية مثا ..؟!! �شخ��شها على وامل�شغ�ل العف�ية العبارات بع�س اأن ناحظ األ ب�شكل �شليم جاءت مده�شة واأكرث ت�هجا من بع�س ما مت حتميله حتت بند ما ..فنجد ما قيل على ل�شان زياد مثا اأو عائ�شة اأو .. اأو .. اأهم

وخدم العمل اأكرث مما اأورده من اأق�ال جاءت ب�شكلها ال�شتعرا�شي .يف والر�شا�شة امل�ت فرا�س على والأخــري و�شيد حمزة ح�ار اإن م�غلة ..بع�ال املرير ــ�داع ال ..بل�حات بالفجائعية مليء قلبه

باحلزن ال�شفيف ، ح�ار اأ�شبه بن�اح ناي معتق .�شمن كل هذا الإبداع كيف لنا اأن نقبل ذاك ال�شرخ الذي اأحدثه

الكاتب عندما حاول تثقيف وتثقيل ال�شخ�شيتن فمثا :قال على ل�شان �شيد : حمزة .. ال�ش�ؤال الأهم الذي �شاأله طاغ�ر :

اأي هدية تقدمها اإىل امل�ت ي�م ياأتي ليقرع بابك ؟�س187حمزة هل تذكر اآخر كام لـ غ�ته قال وه� يحت�شر ..اأجبته وكنا

قد تذاكرنا ذلك من قبل :مزيدا من ال�ش�ء .الخ �س188اأكرث قب�ل وقابلية ال�شتمرار يف عزفه املنفرد اجلميل األ يكن واملحزن من ان ي�شرك غريه من هنا وهناك ..لنقارن بن ما اأورده على ل�شان غ�ته وطاغ�ر وغريهما وبن ما باحت به روحه حينما اأطلقها اأيامه فنذكر �ش�اقي مع وتت�شق�شق الغمامات الريح وتهدد مع ت�شفر

هنا فقط ما قاله يف وداع �شيد مثا قال :حريين مب�ته و�شح�ه كاأنه م�شاب بطلقة من ماء �س193

قال حمزة : حلفتك بالل اأن ت�شمت . انظر اإىل جرحك ! اأجاب : انظر اأنت ! اأنا اأحمله واأ�شعر به اإنه ينزف األي�س كذلك �س194

حمزة هل ت�شتطيع الن�م ويف قلبك ر�شا�شة �س195 الغامن يف التقارير ..غدا �شيد عثمان يا كتبة اأع�شابكم اأبرد ما

�شجاتكم ) اجلثة(�س197ولن�شاأل بعد ذلك اأي الأق�ال خدمت الن�س وارتقت به ؟؟؟!!

اأو كيف لنا اأن نقبل ما ذكره من واردات اأفكار �شيد وه� اأمام قرب ما على عليه قهرا غيابه يف واملت�فاة �شنن ع�شر عنها املنقطع اأمه ه�شا اأراه داخليا من�ل�جا الروائي اأورد ..اإذ الغربة باد يف اأ�شابه اأما احلدث وحديثه ال�شابق املاتع عن والدته ..فيناق�س وه� بح�شرة القرب واأمه من و�شع ال�شال الأ�ش�د على ال�شاهدة الرخامية واأنها للفتة : ويق�ل ليخل�س ..؟؟! القب�ر جت�شي�س فكرة �شاحب ومن جميلة وهذا راأيي طبعا اأن الل�ن الأبي�س ..الخ يا ترى هل واردات اأفكاره تلك

مبكانها ..؟؟!لروحانيته ن�شه وي�شلم الفطرية �شعريته اإىل قلنا كما لينتقل احلقة ..ارجتف قلبي ونفر دمعي حن لم�شت القرب .. قراأت الفاحتة

وجل�شت على حجر كان ج�ار القرب ، بكيت الخ �س145ليع�د ويقطع علينا هذا الألق بح�ش�ر عائ�شة وح�ارهما وغزله الفج غري املربر يف مكان كهذا ول� اأنه اأجاد بال�شعرية وال��شف واللغة

احلن�ن لدرجة التمايز .بهذه غدوت وكيف ؟ كربت متى ال�شقية اأيتها عائ�شة : �شاألتها

الفتنة واجلمال ؟ وهل جنح يف تربير غياب عائ�شة عن ا�شتقباله يف املطار اأو حتى يف البيت ؟! فيتاأجل اللقاء للي�م الثاين بحجة اأن عائ�شة لن حت�شر اإل واللقاء احل�ش�ر بتفا�شيل نلحظ اأننا اإل يدها يف الثان�ية وال�شهادة كل �شيء من غزل وحميمية يف اللقاء ول نلحظ اأي جملة تذكر فيما

يتعلق بال�شهادة الثان�ية ؟؟!!ومن املاحظات التي قللت من �ش�ية العمل ..

اأر فيها �شخ�شية ت�شلح لأن تك�ن حم�رية رغم �شخ�شية �شيد ل تثقيلها ب�عي كبري وفل�شفة خا�شة ..هي �شخ�شية ل تتلك ما مييزها عن باقي �شخ��س العمل من طاقات وقدرات وخيالت ووقائع و..غري ذلك من اأم�ر ا�شتثناثية ..ف�شخ�شية زياد مثا ل� منحت تلك الأمداء جتربته عن واحلديث بنف�شه ذكرياته �شرد من تكنه التي الهامة وهدايا حلبيبته ودللتــهــا بالهدايا والإمــعــان الهامة العاطفية حبيبته له وتبيان طبيعة عاقة زياد معها وخ�ش��شا )احلرام( لكانت

هذه ال�شخ�شية مب�شت�ى �شخ�شية �شيد واأكرث �شخ�شية حنن اأبدع الكاتب يف حديثه عن حنن على اأنها متدربة ن�شي احلديث اأنه اإل مهاراتها الر�شم وتط�ير التدريب على اأو تريد عن عاقتها بالفن وروؤيتها اخلا�شة ومفه�مها لل�حة من خال زياراتها

املتكررة ملر�شمه .الروائي �شيطرة لعدم جاءت وغريها والهف�ات الهنات هذه كل على امتدادات خي�ط العمل الذهبية املاتعة فانقطع خيط هنا والتف الآخر على غريه مما اأ�شعرنا بقليل من احلزن على ما اأ�شاب العمل من اإذ للطيار بالن�شبة اله�ائية كالفراغات فجاءت وهناك هنا هب�ط اأحدثت بع�س اخللل يف حراك الطائرة وت�شببت بقلق ركابها ..اإل اأن قدرة الروائي وحكمته كانت كفيلة بخروج العمل ب�ش�يته تلك ..فمن

هف�ات العمل نذكر :اأن النا�شر اأراد �شيد مر�س عن حمزة حديث بداية عند &ي��شل للمتلقي بطريقة ما نباأ مر�س �شيد ب�رم خبيث يف راأ�شه فكانت

هذه الطريق فجة ول تتنا�شب و�ش�ية العمل :غطت وجهه فجاأة م�شحة األ فظيعة ، �شغط على �شدغيه وع�س على �شفته متاأملا،ثم اأخرج من جيبه علبة دواء �شغرية اأخذ منها حبة يده بقب�شة اجلدار �شرب �شربها.. ماء بكاأ�س جئته فمه، يف قذفها و�شرخ حمدثا نف�شه : ما كان يجب اأن يع�د . حكيم �شنعاء طماأنني. اأن يكتفي بت��شيف مامح وجهه من اآه . �س 95كان براأيي لكنه عاد األ اأ�شابه ..ل اأن يتبعها بـ ما كان يجب اأن يع�د ..الخ من ح�ش� يف غري

م��شعه و�شرح ما ه� م�شروح اأ�شا ..اأي�شا ن�شيان حمزة تعريف �شيد بن�اف على غري & ومن الهف�ات العادة اإذ عرفه على كل املقربن منه ..؟؟ كما ل جند مربرا يف ختام واملحببة حلمزة املقربة ال�شخ�شية زياد وه� لعدم ذكر م�شري العمل ول �شيما اأنه من دير الزور وحمزة الذي عاد وعا�س ع�شرين عاما يف

الرقة قبل اأن يعاود زيارته اإىل ح�ث ..؟؟!! ما ال�شبب ..؟؟!!

ل�شيد الغرامية ر�شائلها وعن عائ�شة عن �شمية حديث & عند اأظنها ..ل الت�شع جتاوزت : عمرها عن �شيد �ش�ؤال بعد �شمية قالت

ع�شر �شن�ات �س124اأم�شكت بها التي ال�شقية ليع�د يف ال�شفحة129 ليق�ل : عائ�شة عامها تتجاوز ول اأنا يل غرام ر�شالة تخط وهي اليد م�شك �شمية الثامن ..اإذا هل كانت عائ�شة اآنذاك يف العا�شرة اأم ل تتجاوز عامها

الثامن ؟؟!تناق�شا ما يف حديث �شيد درا�شته وا�شتغاله ب�شكل جيد & جند عن حديثه يف اأخــرى جهة ومن جهة من الرابعة ال�شنة يف ومميز اأ�شابه من �شياع وت�شرد و�شكر واإدمان قاده اإىل ذات ال�شنة ي�شرح ما الر�ش�ب فيذكر اأنه يف ال�شنة الرابعة اأن�شا �شات تعارف مع الكثريين بعد فيما بع�شهم اأ�شبح وقد الامعن ال�شباب واملثقفن الأدبــاء من التي الثقافية والندوات الأم�شيات يف و�شارك اأوروبا كتاب اأ�شهر من

تقيمها اجلامعة.. الخ �س131ليع�د اأي�شا يف ال�شفحة 133 ويف حديثه عن عاقته ب�ش�نيا وما �شببت له من �شياع وت�شرد قاده اإىل الر�ش�ب يف �شنته الرابعة : كنت املحا�شرات متابعة يف همتي تراخت وقد الرابعة �شنتي نهايات يف

وكرث غيابي عن اجلامعة ور�شبت تلك ال�شنة..الثقايف واجل� املحا�شرات ح�ش�ر على امل�اظبة بن تناق�شا اأرى الهام وبن حالت ال�شياع وال�شكر مع �ش�نيا.. كما حتدث الروائي كثريا عما اأوحي ل�شيد من قبل �ش�نيا و�شديقها من م�ؤامرة اإل اأنه ل ي��شح ما طبيعة امل�ؤامرة اأو الهدف من الإيقاع به.. هل كان مثا بهدف جتنيد اأو جره ل�شالح تيار �شيا�شي اأو حزب اأو دولة ما..؟؟!! اأم كان ما حدث

له من قبلها ه� اإ�شباع رغبات لغري..؟؟!اإليه النا�شر من تقاطع يف عمله هذا مع اأق�ل فيما ذهب اأن بقي بن وبالتحديد �شالح للطيب ال�شمال( اإىل الهجرة )م��شم روايــة �شخ�شية)�شيد( من جهة و�شخ�شية )م�شطفى �شعيد( من جهة ثانية كل هذا يق�دنا اإىل اأن نطرح وبكثري من الرباءة وح�شن النية ال�ش�ؤال التايل ..: هل اأدرك الروائي اأمين النا�شر تاأثره الكبري برواية الطيب �شالح وبالتحديد ب�شخ�شية بطلها م�شطفى �شعيد والت�شابه والتقاطع الكبري مع �شخ�شية بطله ه� )�شيد( فحاول اأن ي�شتبق اأي حديث قد يدور هنا وهناك فاأيقظ بداخله هذا �شرورة تدارك ما قد يحدث من ، الر�شمن بن ف�ارق ب�شع وو�شع الإجابة على فا�شتغل اأوراق خلط ليق�ل : ها اأنا خارج عباءة الطيب �شالح ول ظله ميتد ط�يا نح�ي ..اأنا اأمين النا�شر وه� الطيب �شالح ..ويتبعه ال�شدى من جهات عدة

:اأنا �شيد وه� م�شطفى �شعيدالروايات من اللحاف روايــة تبقى وذاك هذا كل رغم : ختاما اأهمها من وعديدة عدة لأ�شباب ال�ش�ري الروائي ال�شاهد يف الهامة وحماولة الجتاهات لكل ذاكرته وب�ابات كــ�ات فتح على قدرته اإدخال اأكرب كم من ال�ش�ء ليطهرها من عف�نة ورط�بة الأيام املديدة ..ك�ات وب�ابات نرث عليها يا�شمن ال�شعر وفرا�شه وكل الطي�ر املمعنة

بالغناء وبالتحليق وباحلب .احلامل هي وال�شعرية ال�شعر اأن مــ�ؤداهــا نتيجة اإىل لنخل�س امل��ش�عي لهذا العمل واملا�شية به اإىل �شدة احل�ش�ر البهي والده�شة والتمايز ... ال�شعر ال�شاكن يف تافيف قلب وروح وعقل الروائي الفنان ، وجتلى هذا كما قلنا حن �شلم ن�شه لروحه املمعنة بالألق وباجلمال العمل هذا تقدم على عملت ماتعة �شعرية �شردية فتنتج وباحلب

بج�از قراءة دللية متعددة ومتحررة من كل قي�دها الزمكانية .وللتدليل على ق�لنا هذا ن�رد بع�س العبارات ال�شعرية فقط دون تعداد احلالت ال�شعرية التي ر�شعت ال�شرد وحلقت بالعمل يف �شم�ات

التمايز :الربد واأثقله الرياح خانته كطائر املكان الغريب هذا اقتحم -

والتهطال �س5- الغرفة كما ال�شماء ل ي�شريها كرثة الغي�م �س27

باأحزان املرتو�شة والتعذيب امل�ت زنزانات اأمــام ثكلى تعربد -الن�ش�ر �س41

املطار هزمته اجلناحن حمطم ن�شر .. علينا والــدي دخــل -والرياح �س 65

- اأيها الإفريقي املثقل بامل�ت واملاء والرمل واأ�شرعة �شفن ل تعرف الر�ش� يف مكان لأكرث من زمن نزف جرح يف خا�شرة قلب 106

- هناك حيث الربية تت�شع لكل القرية �س143- كان غابة من احلطب الياب�س اأ�شعلها غياب اأمي .. يا ولدي دنيا

لي�شت فيها اأمك لي�شت دنيا ول ت�شتحق اأن تعا�س �س 148- كاأنه م�شاب بطلقة من ماء �س 193

اأمين النا�شر.. وحلافه املمدد بني ال�شرود والتاأمل!• عبا�س حريوقة

Page 21: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

21 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ �ضعر

�شما عينيك اأم �شرب اخلزامى

اأ�شابتني واأحامي يتامى

اأبث اإليك من ذوبان روحي

�شاما يا ه�ى قلبي �شاما

واأكتب عن ه�اك فكل حرف

�ق يرت�شم ارت�شاما بل�ن ال�ش

واأهتف يا حنن واأنت نب�شي

وبن ج�انحي وجع اأقاما

ا نحب ب�شرع رب اإذا كن

عام احلزن مينعنا عاما

فريح الغدر تنرثنا هباء

هر ي��شعنا اتهاما وعذل الد

ونار الهجر ت�شرب من دمانا

وحمى الياأ�س ترتكنا حطاما

فما بال الليايل ل تبايل

بحرقة عا�شق يف احلب هاما

مير العمر والأيام ت�شي

وهذا القلب ما عرف الفطاما

كاأن ه�اك ينب�ع لفجري

واإح�شا�س باإح�شا�شي ت�شامى

فكل ق�شيدة غزلت مناما

وكل ن�شيمة فاحت غراما

وكل دقيقة عا�شت عذابي

وذاقت ل�عتي قالت : حراما

فهل عربت عي�نك يا ماكي

ف�ؤاد الليل حيث اخللق ناما

هد والنج�ى �شه�دي ترين ال�ش

وكل ج�ارحي تاأتي قياما

اأزف اإليك ملهمتي حياتي

فاأنت حبيبتي عاما فعاما.

�شما عينيك• غالب جازية

• زكريا م�شا�س

• عزالدين �شليمان

1- �شافيتا�شافيتا

ت�شاألني عنك ت�شاألني عنك وت�مئ يل

هل ن�شيت ريتااأ�شجاري؟!

وظايل حيث النهرمير حزينا

ت�شاألني: ما بال اأحبة اأفكاريهل رحل�ا، بعدوا،

ون�ش�ا باملحنة اأح�شاين؟!

2- )امل�شتى احللو()امل�شتى احلل�( مراحي

اأحرج فيه لأعلى ب�حيب�شداحي

واأنا اأن�شل حزينااأخرج منه لأكت�شف العال

خمب�ءايف ظل �شن�برة

اأو حتت خريريت�شبب

من �شخرة وادمنفرد

بجميع خ�شال الغيم واأ�شرار

الأر�سواأ�شراري

3- �شافيتا�شجر ميتد

وف�اكه اأفراح وحق�ل �شرور

وجبال زرقوغمائم ن�ر

4- �شافيتا يف ح�شرتها

يتن�شم �شعر وي�ش�ع هياممنها تتنف�س دنيا

ويهل خزام..من يل اإن ن�شب الينب�ع

برائعة الظل تكفكف حزينوت�شط اأفكاري وتهز لقلبي

اأن يهداأ يف �ش�رته فيذوببلم�شتهاوينام؟!

5- من يا فارعة الظليحمل وجعي

اإن اأزف الطلق واأقبل؟

من ي�شتطيع مقاومة احلب اإذا يف

اأعماق �شرائرنا اأو غل؟!

لأكاد من املجه�ل املحم�ل

اإيل اأزلزل!

فاأنا من طائفة النحل وكل

ب�شاتن الل جناين

و�شه�دي زهر يزك�

ورفاقي يف الظل فرا�شات

ال�ش�ء،

وبع�س الغيم

�شحابي..

واأنا من ن�شل الرقة اأ�شعاري

و�شفاف النهر دفاتر اأجنحتي

والك�ن كتابي..

اأملح وجهك يف حرف ال�شف�ة

يربق كال�شم�س ويهل بعيني

قافلة تعبق بالأحلى والأ�شهى

هل كان اجلن على درجات م�شارحها

اخل�شر

�شباحا يتم�شى

اأم كان بجنتها يتلهى؟!

بك واآلهة اأطياري

وكذلك روحي ولهى!

�شافيتا

�شلب�ك يا وطن الرباءة والطف�له

برتوا اأ�شابعك اجلميلهيف كل درب

غا�س طفل بالدم املجن�ن

وامراأة قتيلةيف كل زاوية

تزق قلبك املخزون بالأحام واحرتقت خميلة

رفع�ا �شعارات التمرد و القبيله

وتطاولت قاماتهموهي التي كانت وما زالت هزيله

دق�ا قاعكوهي كانت م�شتحيله

بالأم�س جئتك حاما قلبي

وهذا الي�م جئتك حاما �شيفي

فرحلتنا ط�يله

جئتك حامال قلبي

Page 22: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون"22 التا�شعة "ال�شنة تتماتالعدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

بني الثقافة والفكر والتفكري /تتمة/ �س3

جرمية الع�شر /تتمة/ �س5

درا�شة لرواية )حتت �شرة القمر( للكاتبة: جهينة العوام /تتمة/ �س7

كمــا ذهب اإليــه غرام�شي ـ يف طليعــة املثقفــن امللتزمن بخدمة ـ واإن تراجــع دور املثقــف الع�شــ�ي يف جمتمعاتهــم واأوطانهــم �شميــم التفجر املعريف وتط�ره يف اأواخر القرن الع�شرين ومطلع الألفيــة الثالثة؛ فهــ� ل يعد حمتكرا للمعرفــة، ول يعد قادرا علــى الإحاطة بــكل اأمناطها ـ. ومادمنا ن�شــري اإىل ع�شر التفجر املعــريف وال�شرعة الكبرية يف اإنتاج املعل�مــات التي خدمتها ث�رة التقنيــات احلديثة فعلــى املثقف الع�ش�ي اأو املثقــف ال�طني اأن يتابــع حركــة التاريخ، واأن يجعل جهــ�ده الفردية مت�شافرة مع جه�د اجلماعة حلل الإ�شكالت التي تقع فيها؛ ومبعنى اآخر على اأي منهمــا م�اجهة الأزمات التي تعرت�س ال�طن؛ علما اأن املثقف ال�طنــي امللتزم مــازال ي�شكل حالة خا�شــة تنبثق من الرتباط بال�طــن وق�شايا جمتمعه ب��شفه الأقــدر على روؤية م��ش�عية عــد املتعــددة يف الك�ن لآلمــه واآمالــه والتفاعــل معهــا على ال�ش

واحلياة وعلى امل�شت�ين الروحي واملادي، الذاتي وامل��ش�عي.

ومن ثم فاإن املثقف امللتزم كانـ وما يزالـ جزءا ل يتجزاأ من الثقافــة العربية التي تعد واحدة من اأن�شاق الثقافة الإن�شانية مبــا حتمله من خ�شائ�س ذاتية تيزها من غريها بالنفتاح على ثقافــة الآخر وتفاعلها الإيجابــي معها من دون اإلغاء اأو اإق�شاء، اأو تهمي�س... اأو ا�شتعباد اأو عن�شرية اأو اإحلاق اأو تبعية؛ ب��شفها ثقافة تعــزز الكرامة الإن�شانية... ومن ثــم عليه حتفيز الفكر اخلاق، وتعزيز فكرة النتمــاء للمجتمع وال�طن وقيمهما؛ ويف �شميــم مبداأ امل�شلحــة امل�شرتكة التي حتقق للجميــع متطلباتهم

املادية والروحية.ولعــل هــذا يفرت�ــس اأن يكــ�ن اأ�شحــاب الثقافــة ال�طنيــة ـ بهــذا الت�شــ�رـ اأعظــم انغما�شــا يف ال�عــي املعــريف الــذي يقــ�ي العاقــة بال�عي ال�طني الق�مــي، يف ال�قت الذي يك�ن�ن روادا ـت به النكبات يف الدفــاع عن وطنهم اإذا مــا دهمته الأزمات؛ واأملـوتدافــع الف�شــاد والإرهــاب اإىل اأنحاء �شتى منــه... يف مثل هذه

احلــال ل يج�ز لهــم اأن ي�شقط�ا يف فر�شيات النعــزال اأو ال�هم اأو الهــروب... اأو اأن ت�شبح حياتهــم حلظات عابرة يجعل�ن فيها الكــ�ارث التــي يعاين منهــا وطنهم ف�شحــة للتمل�س مــن ال�اجب جتاهــه؛ اأو فرجــة للت�شلية... فالتحدي الأكــرب الذي يقع على عاتــق الأجيــال وبخا�شــة املثقفــن يعد حتديــا وطنيــا جمعيا؛ علمــا اأن التحــدي الثقــايف؛ وال�شيا�شي يرتقي اإىل الــذروة فيه. ومــن ل ميــاأ الفراغ فــاإن هناك من ميلــ�ؤه... ومن ثــم فاملثقف�ن ـ مبا ميلكــ�ن من املهــارات الفكرية واملناهج العلميــة؛ واملبادرات اخلاقــة ـ ينبغــي اأن يك�ن�ا اأوفــر حظا من غريهــم، ما يجنبهم ال�شقــ�ط يف حالت التزلف والنفاق، والكذب والرياء؛ واخلداع وال�شطــراب؛ اأي عليهم اأن يجعل�ا قلقهم الثقــايف قلقا اإبداعيا بنــاء، وت�ترهم النف�شي ت�تر ال�ش�يف الــذي تك�شف احلجب له

اأ�شرارها...

الدينيــة والجتماعيــة والقان�نيــة والفقهيــة، مــن دون اأن يحــرك اأحد �شاكنــا. ترى.. هل اجلاهلية ما ع الآن كان يجــري قبل الإ�شام، اأم اأن اجلاهلية ترتب

على �شدر جمتمعنا العربي بكل ثقلها؟!. بــاع” اأب� بكــر �شيك� “ ن�شــر قائــد قطيــع ال�شرا فيه جرميته يف خطف الفتيات �شريط فيدي� مــربحــا: “ بــاأن تعليــم البنــات اأمــر حــرام، وعلــى متبججن فقــط”. اأية الفتيــات اأن يرتكن املدر�شــة ويتزوك�ميديا �شــ�داء، واأي فيدي� ماأ�شــاوي يجعل ال�شامع ــت الفكــري وامل�شاهــد يف حالــة مــن الذهــ�ل والت�شتويدفعــه للت�شــاوؤل:” هــل هــ�ؤلء الذيــن يقرتفــ�ن مثــل هذه اجلرائــم ب�شــر اأم اأنهم من ف�شيلــة الذئاب بــاع؟. كيــف يقــ�د اعتقــاد دينــي اأتــى لهداية وال�شالنا�س وتهذيب اإن�شانيتهم و�شقل �شمائرهم، اإىل مثل هــذا اخلنــدق ال�ح�شــي املت�شلب؟ “. كيــف ي�شتطيع اإن�شــان الي�م اأن يقتنع باأن الل حدد وكاء ح�شرين ر تهم تخريب التط� يتكلم�ن با�شمه ووحيه، وكل مهموالعلــم واإبادة احل�شــارة وقتل الإن�شــان وواأد الأنثى ل لهم و�ش�ا�شا اإ�شتفزازيــا، اإنهم يعتربون اأن التــي تثكل فتــاة هي م�شــروع فري�شة، وهي كائــن يحتاج اإىل حــزام عفــة وواأد ج�شد واغتيــال اإن�شانيــة. األي�شت الفتــاوى الزائفــة هــي الركيــزة الفكريــة العفنــة لت�شرفاتهم. لقد اأ�شارت الفتاوى العديدة اإىل وج�ب تزويــج بنــت 9 �شنــ�ات، واأن فن�ن احلياكــة والطبخ

هــ� اأمــل البنــت ومنتهاها، واأن املــراأة عم�مــا ت�شنف زانيــة اإذا تعطــرت، و�شيطانا يف جمتمــع �شاكن راكد، واأن حجابهــا ونقابهــا �شــرط حلياتهــا. كل حــركات دت الأ�شمــاء واختلفت الإ�شــام ال�شيا�شــي مهما تعــدب�ك�حــرام م�شتنقــع يف ت�شــب ت�اجدهــا، اأماكــن فــه والنحطــاط. نعم.. ــى ذلك ال�ش وداع�ــس وتتبنكلهــم مفــردات ومرتادفات لكلمة �شاقطــة مقيتة من . نعم.. كلهم ب�ك� حرام.. كلهم قام��ــس اأ�ش�د دم�يداع�ــس.. كلهم طالبان.. كلهم اجلهاد وال�شباب وبيت املقد�ــس والنــ�ر.. و.و.و.. نعم .. هناك حبــل �شري واحــد يربط ويغــذي كل تلك املخل�قــات واملنظمات الهجينــة، وي�شــخ يف عروقهــم دمــا م�شبعــا بفريو�ــس

احلقد وكراهية الآخر، واأنزميات اجلهل والتخلف. هــذه داع�ــس يف العــراق و�ش�ريــة. مــن اأيــن هبطــت على �شعــب �ش�رية والعراق الآمنــن. اإنها ل تهبــط ول تــاأت مــن فــراغ. هبطت من عــال اجلهل التكفرييــة الفتــاوى عــال مــن والظــام. هبطــت والزخم اجلهادي الأرعن. هبطت من ف�شاء املدار�س الدينية التي ماأت يف غفلة من ال�عي والعقل، رحاب ال�طــن العربــي والإ�شامــي وتخ�شي�شــا يف �ش�ريــة خت تلك املدار�س ثقافتها والعــراق. فاإذا بنا وقد ر�شامل�شم�مــة، اأمــام مفــرزات لتلك املدار�ــس والفتاوى ل تعــرف اإل قتل الإن�شان وت�شريــده وا�شتابه وتدمري احل�شــارات. كل مــن ل ي�ؤمــن باأفكارهــم الظاميــة

مبــاح دمه بدون راأفــة، م�شلمــا كان اأم م�شيحيا، رجا داع�ــس اأرجعــت لقــد �شيخــا. اأم امــراأة، طفــا اأم املناطق التــي �شيطرت عليها يف العــراق و�ش�رية اإىل ــت عليهــا حالــة من ع�شــ�ر مــا قبــل التاريــخ، وفر�شاجلهــل والظام والتخلف. ع�شابــة تفر�س اجلزية ، وتذبح وترجم وتعيــد العب�دية وتهتك الأعرا�ــسوت�شفــك الدماء علــى ه�اها. نعم.. هــذا ما فر�شته الع�شابــة ال�شــ�داء داع�ــس علــى م�شيحيــي العــراق وغرب �ش�رية. فالإن�شان امل�شيحي ابن البلد الأ�شيل وباين ح�شارتها منذ بدء التاريخ، جمرب على اعتناق اأفكارهــم الظاميــة، اأو يدفــع اجلزيــة وهــ� �شاغر، اأو يقتــل اأويهاجــر بعــد اأن يتم ال�شتيــاء على بيته ، ومالــه وممتلكاته. ويبقى امل�شهد الكارثي واملاأ�شاويعندمــا تنقل لنــا �شا�شــات التلفزة وم�اقــع الت�ا�شل الجتماعــي تلــك امل�شاهــد الرهيبة. اإنهــم يذبح�ن الإن�شــان بدم بارد وهــم ي�شيح�ن:” الل اأكرب.. الل

اأكرب “. ويعربون عن الفرحة بقتل اإن�شان اأعزل. داع�س وب�ك� حرام وبقية القائمة ال�ش�داء. من اأر�شلكــم اإىل اأمتنا العربيــة؟!. اأانتم من تريدون اإقامــة عدل الل يف الأر�ــس؟. اأي عدل اإلهي اأن يقتل الإن�شــان ويهتــك العر�ــس وت�شلــب الأمــ�ال والديار، ويحــ�ل الإن�شــان عبدا يف زمن ل يبق فيــه عبيد اإل

يف منطقتنا العربية!!. ويبقــى ال�شــ�ؤال ال�شامــخ الكبــري الــذي يفتقر

اإىل اجلــ�اب: اأيــن م�قف احلك�مــات العربية؟. اأين مــات والهيئــات الدوليــة؟. والأهــم من م�قــف املنظه ذلــك اأيــن م�قــف املرجعيــات الدينيــة؟. األ ي�شــ�الإ�شــام با�شــم الإ�شام واأدعيائــه؟. اإن كان يف ذلك ت�ش�يه لاإ�شام، فلماذا اأنتم �شامت�ن؟!. ل ن�شمع اإل ت�شريحات واإدانات خج�لة باهتة حمنطة. اأحد ما ل يجــروؤ على اتخاذ م�قف جرئ �شادق فعال، وكاأن العــال يخل� من هيئة اأمم متحدة، ومنظمات حلق�ق الإن�شان، وحك�مــات عربية ت�ش�ل وجت�ل بعطاءات �شات دينيــة ومرجعيات اإ�شامية البرتودولر، وم�ؤ�شترف�ــس ت�ش�يه الإ�شام، وم�ؤ�ش�شــات دينية م�شيحية

ترف�س ا�شطهاد اأبنائها. اأيهــا امل�ش�ؤولــ�ن يف العــال.. اأيهــا امل�ش�ؤولــ�ن املرجعيــات يف امل�ش�ؤولــ�ن اأيهــا العــرب.. واحلــكام يجــري مــا اإن انتمائهــا. اختــاف عــل الدينيــة يف بــاد ال�شــام ومــا بــن النهريــن، يذكرنــا بالغــزو املغــ�يل الهمجي الــذي مار�شته قطعــان الليل بقيادة

جنكيزخان وه�لك� وتيم�رلنك.امل�ش�ؤوليــة واأنتــم يف م�قــع اإليكــم جميعــا، نت�جــه وال�شيا�شيــة. والثقافيــة الجتماعيــة بال�شــ�ؤال ال�شامخ العري�س، فاأجيب�نــا: ما ه� دوركم

يف احلياة؟؟. نحن نعلم ماه� دوركم.. فهل اأنتم تعلم�ن؟!...

دم�شــق وورودهــا و�شحــكات اأبنائهــا وا�شتهتارهــم باملــ�ت والرغبــة اجلاحمــة يف احليــاة بلغــة �شعرية ترتقــرق مثل جــدول و�شنان على �شفــة بردى.واإذا كان ال�شعر ح�شانــا جاحما، فاإن النرث ح�شان مي�شي اله�ينــى، ولغــة هــذه الروايــة اأ�شبه بح�شــان مي�شي خببــا، فهي تقع بــن ال�شعــر املنث�ر والنــرث اجلميل. وهــذا الن�ع من اجلمــل الق�شرية ي�شلــح لكتابة الق�شة الق�شرية، اأكرث منــه للرواية. فاجلمل الق�شرية م�شتفــزة حتمل الكثري من ال�شحــن العاطفي والت�تر النف�شي، فال�شعر عاطفــة متدفقة و�شعلة ت�شتعل مــع احلدث، و�شحنة �شرعان ما تخب� وتنطفــىء بعــد اأن تــ�ؤدي غر�شها، كق�لهــا �س 13 )كفــاك اأيها امل�ت

بيننا حياة(اأمــا اللغــة الروائية فهي لغة هادئــة ر�شينة ت�شــري ببطىء وتاأن واع، كجــدول ماء ينظر اإىل احلــدث بعن املراقب واملفكر والفيل�ش�ف الــذي ي�شف احلدث ويقيمــه وير�شم اإ�شارات ا�شتفهــام ح�له، بعد اأن يختمر يف ذهنه، ويجمع من املعل�مات الكافية كي يكتب عنه، ويرتك

للقارئ اأن ي�شتنتج منه ما ت�شعفه خميلته وذائقته الأدبية.والروايــة حقــل وا�شــع ت�شتخدم فيــه كافــة الأدوات مــن ال�شعر وامل�شــرح والر�شائــل وغريهــا، ب�شــرط األ تطغــى تلــك الأدوات علــى

�شخ�شيــة الروايــة، ففــي رواية حتــت "�شــرة القمر"، نلحــظ طغيان لغــة ال�شعر على طبيعة العمل الروائي، وهذا ي�شر بالرواية، ويح�ل اق�شامــا منهــا اإىل ته�ميــات �شعريــة، وح�ش� زائد ل معنــى له �س 6 ) ففــي ردهــات م�شتحيلها، تنزلــق دبابي�س الهبــاء، وت�شطــف منت�شية على وقع الكائن الذي اآلت اإليه !.( وتختلف العاطفة يف الرواية عن العاطفــة يف ال�شعر، فالعاطفة يف ال�شعــر متدفقة ظاهرة تن�شب على الألفــاظ اأمــا العاطفة يف الروايــة فهي عاطفة م�شمــرة تن�شب على

املعنى ال�شمني للرواية ولي�س يف املبنى. اأمــا �شياغــة جمــل الرواية فقــد جــاءت متكلفة �شعبــة ل ت�شري ب�شه�لــة لينــة كمــا ينبغــي كق�لها �ــس 15 ) حــن ل حت�شــن العي�ن اإفطارها يف اأمــة اأول اآيات كتابها املقد�س اإقراأ ت�شري املراكز الثقافية

عق�بة مهينة(وكاأن للخطابيــة دورهــا يف الرواية تربز يف العديــد من الأق�شام، كق�لهــا �ــس 13 ) منعنــا من عــد النج�م وتركنــا لإ�شرائيــل اأن تهلك

بثاآليل اأقمارها ال�شناعية التي تت�شاقط علينا!( تــربز لغــة ال�عــظ وا�شحــة يف الروايــة كق�لها �ــس 12 ) الدين معاملــة ولي�س تنظريات ( والفرق بن الروائي وال�اعظ، اأن الروائي

م�شــ�ر يعظ مبا ي�شــ�ره يف ج�انب احلياة بلغــة الت�ش�ير ولي�س بلغة اخلطاب املبا�شر.

ونلحــظ يف الروايــة بــروز �شخ�شيــة الــراوي العليــم يف العديــد مــن الأماكــن، وبراأينــا اأن الكتابــة الروائية عن حدث هــام كاحلرب الدائــرة حاليا جــاء مت�شرعا، وكان مــن الأجدى الــرتوي والتاأين يف

م��ش�ع كهذا.لكننــا ن�شجــل اأن هــذه الروايــة قــد امتــازت باجلــراأة الأدبيــة والنف�شيــة ملام�شتهــا حــدود التاب�هــات املحرمة، كاجلن�ــس والدين، كق�لهــا �ــس 164 ) ي�شتبد يف اأئمتهم العياء يف تاأويل كتاب واحد منذ

1450 �شنة(بلغتهــا م�شاعرنــا ت�شتفــز اأن الروايــة هــذه ا�شتطاعــت اأخــريا ال�شعريــة املرهفة، واأن تقيدنا اإىل �شفحاتها، مت�تري الأنفا�س حتى نعــرف م�شري اأبطالهــا الذين اأحببناهم، بكام جميــل واأق�ال ماأث�رة وحكــم عديدة تــدل على �شعة الثقافة، وعمــق املعرفة لدى الكاتبة، ونق�ل اإن العمل الروائي الإبداعي احلق، ه� ما ا�شتطاع اأن يجمع اإىل

جانب �شحكات املائكة ن�اح الب�شر.

Page 23: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

23 والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ

املرا�شات-ص دمشق - السورية العربية الجمهورية .ب)3230( - هاتف 6117241-6117240 -فاكس رئيس ب��اس��م ال��م��راس��ات جميع -6117244

التحرير. هاتف االشتراكات 6117242

الوطن في - 15ل.س القطر داخ��ل العدد ثمن العربي: 0.5 $ خارج الوطن العربي1$ أو ما يعادله.

تضاف أجور البريد للمشتركين خارج سورية

اتحاد القطر:أعض�������اء -داخل السنوي االشترك الكتاب العرب 500 ل س - لألف������راد1000ل.س الوطن ف��ي - وم��ؤس��س��ات1200ل.س -وزارات ل��ل��وزارات - $ أو30 ل.س ال��ع��رب��ي:ل��ألف��راد300 أو40$-خ��������ارج 4000ل.س وال��م��ؤس��س��ات - $120 أو 6000ل.س العربي:لألفراد الوطن تسدد والقيمة أو$140 للمؤسسات7000ل.س العرب الكتاب اتحاد ألمر مصرفي بشيك مقدما -دمشق ويرجى عدم إرسال عمات نقدية بالبريد.

اآلراء واألفكار التي تنشرها

الصحيفة تعبر عن وجة نظر كاتبها

E-mail : [email protected]

www.awu.sy يراعى أن تكون المادة:

• غير منشورة ورقيا أو عبر الشابكة.• منضدة ومراجعة ومدققة مع مراعاة التشكيل حين اللزوم، وعالمات الترقيم.

• أال تتجاوز المادة المرسلة /800/ ثمانمائة كلمة[email protected] أو ترسل عبر البريد االلكتروني CD يرفق مع المادة •

• يرفق مع المادة الصور المناسبة إذا لزم األمر.

للنشر في األسبوع األدبي

اآ راءوكتــاب

»ق�شية فل�شطن تك�شب عامليا، تع�د اإىل الإن�شانية، وحت�شر ال�شهاينة نقطة بينما جـــددا.. اأ�شدقاء وتك�شب عامليا، املجرمن النازين ال�شعف الراهنة هي: ال��شع العربي ال�شعبي.. وااأ�شفاه!.. من يراهن على اأنظمة العمالة والتبعية التي ت�شدر الإرهاب، وت�شلح املجم�عات

التكفريية التخريبية؟!«ــ ر�شاد �أبو �شاور ــ )كاتب و�أديب فل�شطيني(

عن للبحث الجتماعي الت�ا�شل و�شائل ي�شتخدم داع�س »تنظيم وتزين النكاح، جهاد ملمار�شة اإليه الن�شمام يردن الاتي الإنــاث اأ�شرية حلياة ممار�شة اأنها على وتعميمها والرذيلة الفاح�شة هذه

طبيعية، واإجناب مقاتلن جدد خلدمة الإ�شام!«.ــ جيمي دميرت ــ)كاتب �أمريكي(

تامذة اأنف�شهم هم الإرهابي وال�شام العراق دولــة تنظيم »اأتباع املدر�شة الفكرية التي اأ�ش�شها �شع�دي امل�لد والعقيدة اأ�شامة بن لدن م�ؤ�ش�س تنظيم القاعدة ومن ورثه يف قيادة هذا التنظيم، بعدما قرر وتفريخ �شن�ات، ثاث من اأكــرث قبل دوره اإنهاء الأمريكي املتعهد ك�شفته ما ح�شب م�شبقة �شروط دون باملهمة تق�م بديلة منظمات مذكراتها يف ال�شابقة الأمريكية اخلارجية وزيرة كلينت�ن هياري لا�شتخبارات �شنيعة ه� املذك�ر الإرهابي التنظيم باأن اأقــرت اإذ

الأمريكية«.ــ علي �لبقاعي ــ )كاتب لبناين(

واعتداء اله�ية، على قتل من ال�شرق م�شيحي� له يتعر�س ما »رغم جند ل واختطافهم، واملطارنة الرهبان قتل وحتى كنائ�شهم على ف�ق اأو وطنيتها ف�ق كني�شته يعلي من ال�شرق م�شيحي من هناك وما امل�شلمن الإخــ�ان حركة جند املقابل يف لكن الق�مي، انتمائها ال�شلفية اجلهادية وحزب التحرير و»داع�س« تعلي طائفيتها ي�شمى من العديد تق�دها التي املذهبية الفتنة ــار اإط يف وطنيتها فــ�ق

م�شيخات النفط والكاز ال�هابية التكفريية«.ــ ر��شم عبيد�ت ــ)كاتب من �لقد�س �ملحتلة(

وا�شنطن بها التي تق�م والع�شكرية ال�شيا�شية التدخات »تداعيات دمار حــدوث اإىل متعمد وب�شكل اأدت العال حــ�ل عــدة بلدان يف الأمريكيتان ـــان الإدارت اأحدثتها التي فال�شطرابات ي��شف ل املتعاقبتان جل�رج ب��س وباراك اأوباما يف ال�شرق الأو�شط جلبت امل�ت والدمار ل�شكان املنطقة و�شردت املاين منهم مع احتمال وق�ع اأعداد

ل حت�شى من ال�شحايا يف امل�شتقبل«.ــ بول غريغ روبرت�س ــ )كاتب �أمريكي(

يتدفق�ن الذين الأجانب الإرهابين اأمام الرتكية احلدود »اإغاق منذ �شن�ات بالآلف عرب احلدود املفت�حة اإىل �ش�رية من اأجل القتال يف �شف�ف تنظيم )داع�س( اأو غريه من التنظيمات الإرهابية يجب اأن

يك�ن اخلط�ة الأوىل والأكرث اأهمية يف وقف هذا املد الإرهابي..«ــ باتريك كوكربن ــ )كاتب بريطاين(

ال�شاعر الكبري �شميح القا�شم و الأديب امل�شري الراحل قا�شم �شعد علي�ة والدكت�ر ح�شن جمعة رئي�س احتاد الكتاب العرب

�شورة من الذاكرة

فر�شان اله�اء، فيزداد خ�فك، وتت�شرع دقات قلبك امل�شح�ن باملا�شي وحليب الن�ق:

اأح�س اأننا منــ�تلأننا..ل نتقن الن�شاللأننا نعيد دون كي�ش�ت

لأننا... لهفي على الرجال!!حزنهم، الرومان�شين من تاأخذ ذا اأنــت ها تكرب �شجرة الأ�شى يف داخلك، دون اأن ت�شرق احلــزن، ي�شيئك املقد�شة.. ال�شمعة تلك احلب مع فيتحد حكمت، ناظم اأ�شاء مثلما تــزال مــا التي الـــدرب تلك لت�شيئا فيكما،

بحاجة ملزيد من القرابن:نازل كنت: على �شلم اأحزان الهزميه

نازل .. ميت�شني م�ت بطيء�شارخا يف وجه اأحزاين القدميه:اأحرقيني ! اأحرقيني .. لأ�شيء!!

طائر يا الغريد.. ال�شاعر اأيها ذا اأنت وها

م�شق�فة �ــشــمــاء يف يــحــلــق الـــذي عـــد الـــربالبنادق.. ت�شطر مب�تك �شطرا من التحدي اأن اأيها امل�ت على جبن امل�ت: هل ت�شتطيع

تاأخذين من قل�بهم؟دائما، تفعل كنت مثلما تــزج، ذا اأنــت وها فعل مثلما الــ�ــشــخــريــة، ـــروح ب الأل روح تدق ذا اأنت وها حبيبي”، “اإميل �شديقك ب�شعرك على جدران الذاكرة ال�شعبية، مثلما ال�شم�س”، يف “رجال كنفاين ــة رواي فعلت زيــاد ت�فيق �شرخات تختزل ذا ــت اأن وهــا يف لرت�شم عــدوكــمــا، مــ�اجــهــة يف العالية امللحمة وم�شرحياتك ودواويــنــك رواياتك املجروحة امللحمة الكاملة، الفل�شطينية امللحمة ال�شحايا، بدم امل�شمخة الغا�شبة، الط�يل الطريق يف امل�شي اإىل تدع� التي بفجر احلاملن مع فــرتدد منت�شبة، بقامة وح�لها القلب، بحرب كتبتها ق�شيدة جديد

واحلرب للحب اأيق�نة اإىل خليفة مار�شيل وع�شق ال�طن:

منت�شب القامة اأم�شيمرف�ع الهامة اأم�شي

يف كفي ق�شفة زيت�نوعلى كتفي نع�شي..

من وت�شعنا ت�دعنا ج�شدا، الي�م ذا اأنت ها فيها تر�شد فذة، اأدبية جتربة اأمام جديد من مــ�از بتاريخ امل�شف�ك، الــدم من تاريخا ال�شعر بال�شرد، الكلمات، جتربة ميتزج فيها بالأ�شط�ري، والرمزي بامل�روث، واحلديث �ش�ؤال التي تطرح علينا ل�شربياتك وت�ؤ�ش�س اأبــ�اب وتطرق التجني�س، و�ــشــ�ؤال ال�شكل م�لدة، واأخــرى ماأل�فة باإيقاعات قل�بنا ول�شان الــقــادم، الفل�شطيني للفجر تن�شد

قلبك يق�ل: األ هل بلغت.. اللهم فا�شهد!!

يف غياب �شميح القا�شم /تتمة/ �س10

مبــــبــــادرة مــــن الـــنـــقـــابـــة الـــ�طـــنـــيـــة لـــنـــا�ـــشـــري الـــكـــتـــب، مت اإطـــــاق حــمــلــة جلــمــع الــكــتــب عـــرب كـــل الـــ�ليـــات اجلـــزائـــريـــة ، الفل�شطيني. ال�شعب ــع م الت�شامنية الأعـــمـــال اإطــــار يف ـــك وذل

اأن ما�شي اأحــمــد الكتب لنا�شري ال�طنية النقابة رئي�س واأكـــد يف الإ�ــشــرائــيــلــي الــعــدوان �شد )كــتــاب �شعار حتمل الــتــي احلملة النا�شرين لــدى الكتب مــن عــدد ــرب اأك جمع اإىل وتــهــدف فل�شطن( الفل�شطيني لل�شعب اجلــزائــري ال�شعب من ر�شالة تعد وامل�اطنن ــثــقــافــة مــكــتــ�ــشــبــات ل ــة وال ــرف ــع الــ�ــشــقــيــق مــفــادهــا اأن الــعــلــم واملما. �شعب مــن ينتزعها اأن قــ�تــه كــانــت مهما م�شتعمر لأي ميكن

اإىل الــكــتــب اإر�ـــشـــال �شيتم اجلــمــع عملية بــعــد ـــه اأن مــا�ــشــي واأكــــد جـــراء املـــدمـــرة املــكــتــبــات فــتــح اإعـــــادة يف للم�شاهمة فل�شطن

ـــال الأحـــمـــر ـــه ـــن طـــريـــق ال ـــــك ع ــــدوان الإ�ـــشـــرائـــيـــلـــي وذل ــــع الـــر. ـــزائ ـــع �ـــشـــفـــارة فــلــ�ــشــطــن يف اجل اجلــــزائــــري، وبـــالـــتـــعـــاون م

بن �شعيدة اجلــزائــري الأحمر الهال رئي�شة اأعربت جانبها، ومــن الفل�شطيني ال�شعب لأن املبادرة تتكررهذه اأن يف اأملها عن حبيل�س يف فل�شطن دولة �شفري اأ�شاد فيما امل�شاعدات، هذه مثل اإىل بحاجة اجلزائر ل�ؤى عي�شى بهذه املبادرة لت�شامنية التي تكت�شب اأهمية بالغة وتاأتى ا�شتكمال للت�شامن اجلزائري على امل�شت�ى امل�ؤ�ش�شاتي واملجتمع اأن هذه احلملة التي �شيك�ن لها �شدى كبري يف فل�شطن املدين، م�ؤكدا ال�شهي�ين العدوان �شد للن�شال ال�شرتاجتية الأ�شكال احد تثل فاملعركة هي اأي�شا ن�شال العلم واملعرفة لإف�شال املحاولت الإ�شرائيلية

لتزييف التاريخ.

حملة جلمع الكتب يف اجلزائر ل�شالح فل�شطني

Page 24: ىلع ةنش 45 قارحإا ةيمرج كرابلماawu.sy/PublicFiles/pdf/alsboa/1406.pdf · ءارآاو اياض ق "نورش علاو ةعش اتلا ةنش لا" ـه1435

والع�شرون" التا�شعة "ال�شنة العدد: "1406" 2014/8/31م - 5ذو القعدة 1435هـ24

املرجة بني • نزار

ـــ1ـــ

يف اللقــاء الــذي جــرى قبــل اأ�شابيــع بــن ال�شيــدة

الدكت�رة جناح العطار نائــب رئي�س اجلمه�رية، ورئي�س

العــرب، الكتــاب لحتــاد التنفيــذي املكتــب واأع�شــاء

دار جانــب هــام مــن احلديــث حــ�ل العاقــة ال�ثيقــة

هــذه والإعــام!، الثقافــة قطاعــي بــن )املفرت�شــة(

العاقة التي يفرت�ــس اأن تك�ن بخري على الدوام ملا فيه

م�شلحة امل�اطن واملثقف والبلد!!

ـــ2ـــ

انح�شــار اأ�شبــاب حــ�ل الأدبــاء ويتنــدر يت�شــاءل

جمه�ر الن�شاطات الثقافية والأدبية والفكرية، لدرجة

اقت�شــار احل�ش�ر اأحيانا على املحا�شــر وبع�س اأ�شدقائه

واأقربائه، اأو م�ظفي هذا املركز الثقايف اأو ذاك!، وجزء

هــام من اجل�اب جنده يف العاقة بن الثقافة والإعام،

وهنا ن�شمح لأنف�شنا بطرح ال�ش�ؤال: من اأي �شياأتي جمه�ر

حل�شــ�ر هذه الفعاليــة الثقافية اأو تلــك، وه� لي�س على

علــم ل مبكان اإقامة تلــك الفعالية ول بزمانها! ومن هي

اجلهة املفرت�س قيامها بهذه املهمة غري و�شائل الإعام؟

وامل�شم�عــة واملقــروءة املرئيــة الإعــام ف��شائــل

م�شغ�لة عنا لاأ�شف )وط�بى ملن ي�شغل بالها!(

فهــي تبخــل علينا حتــى بن�شــر الأخبــار الق�شرية لـ

ــــ اأجندة ــــ اأو مفكــرة الن�شاطــات الأدبيــة والثقافية..

)رغــم اإر�شالها اإليها!(، يف ال�قت الذي تف�شح فيه املجال

وا�شعــا )وبالأل�ان!( لأخبار املطربن واملمثلن الأجانب

حتــى اأولئك الذين يتخذون م�اقف عدائية �شد بادنا،

ومن ل ي�شدق فليتابع الأخبــار املدللة وال�ش�ر الباذخة

ل�شيئــة الذكــر )اأجنيلينــا ج�يل( علــى �شبيــل املثال يف

�شحافتنا واإعامنا!

ــ3ــ

ثمــة حقيقــة قــد ل يراهــا البع�ــس وهي تلــك التي

تتمثــل يف كــ�ن مــا مييــز هــذه ال��شيلــة الإعاميــة اأو

تلــك عــن غريهــا، اإمنا يكمــن ب�شــكل اأ�شا�شــي يف املحت�ى

الثقــايف والفكــري والأدبي الــذي تقدمه هــذه ال��شيلة

الإعاميــة، ومــن هذه النقطــة بالذات ميكن لنــا اإدراك

اأهمية و�شــرورة التكامل بن الثقافــة والإعام، و�ش�ل

اإىل حتقيق اجل�دة يف نتاج واأداء وعمل كل منهما؟!

عن الثقافة والإعالم!

www. marje.syriaprof.com

هيئة التحرير:د. ي��شف جاد احلق - عيد الدروي�س

نبيل ن�فل - �شليمان ال�شلمان�ش�زان اإبراهيم

جريدة تعنى ب�شوؤون الأدب والفكر والفن ت�شدر عن احتاد الكتاب العرب بدم�شق

اأ�ش�شت و�شدرت ابتداء من عام 1986

رئيـ�س التحرير: د.نـزار بني املرجـةاملدير امل�شــ�ؤول: د.ح�شـــن جمعــة

املدير الفني: ن�شــال فهيم عيـــــ�شىمديـــر التحريــــــــر: ريــا�س طبــرةرئي�ص احتاد الكتاب العرب

�ــشــدر مـــ�ؤخـــرا كــتــاب الأ�ــشــتــاذ للباحث جــديــد حمل �شلهب احلميد عبد نتاج “ال�هابية ــ�ان ــن ع

ال�شهي�نية”.تعريفا الكتاب يعترب ال�افد ال�شاذ الفكر بهذا ميلك ل الـــــذي الــغــريــب له مقنعا �شحيحا اأ�شا�شا ال�شماوية ــالت ــش ــر� ال يف ول املــقــد�ــشــة الــكــتــب اأو

ن�شره الكتاب من اأهمية نبي مر�شل ول عال ملهم، وتاأتي يعرفه ال�شقيق التي تر بها �ش�رية اجلريحة والعراق يف هذه الظروف حيث تعاين املنطقة من اأ�شعب هجمة �شر�شة يف تاريخها العروبي ويجرح وينهب وال�ش�ري العربي امل�اطن يقتل حيث والإ�شامي الظامي الفكر هــذا م�شدرها باطلة وفــتــاوى دعـــاوى ب�شبب

التكفريي.

وقــراءاتــه، تاأماته وعــرب روؤاه، يف ــبــيــل طــعــمــة كــ�ــشــف مامح يــحــاول د.نالعاطفي من والإن�شاين، العربي اخلطاب الطائفي، الديني الثقايف، اجلن�شي، اإىل والجتماعي، الثقايف، الإ�شامي، الإلهي، الـــرتبـــ�ي، والإعـــامـــي، القــتــ�ــشــادي.. الفل�شفي ال�شعبي وال�شعب�ي والنخب�ي..

والعلمي واجلمايل...يف املرحتل الباحث، هذا يت�قف ل الأفكار وبهاء ورونقه الك�ين وجدانه /روؤى اجلـــديـــد كــتــابــه يف ـــــــروؤى.. والمع الباحث ين�شجم العربي/ اخلطاب

ذاته الإن�شانية، ويت�ا�شل مع فهمه العميق ملجريات ال�عي واخلطاب، واملفاهيم. مثا: )اخلطاب الإن�شاين(،

له � ومفرداته راقية ون�عية، ت�شيب �شميم الفكر الب�شري.. حتاإىل اإن�شان..

ويف اخلطاب الفل�شفي:لتك�ين واأ�شا اأ�شا�شا الفل�شفة تعتمده احلياة ج�هر اإىل الغ��س

ح�ش�رها.والأ�شل�ب، ال�شرح يب�شط كتاباته، من كثري يف طعمة، نبيل د. الفكرة لتكت�شب اللغ�ية.. املفردات والرتابطات ويت�شاهل يف اختيار بن التبا�س يحبذ ل ولعله اللغة، يحب وا�شحة.. وتعبريية رونقا

امل��ش�ع والتعقيدات امل�شطلحية وت�شابك املفه�مات..النتماء يف للب�شر حــق اأن/هــنــاك الباحث ي�ؤكد النتماء ويف على يق�م األ �شريطة طائفة.. اأو معتقد اأو دين اأي عن والت�شريح

�شل�ك يلغي الآخر.../الق�شية يف هذه الإ�شكالت هي يف الآخر... الت�ا�شل اأو الت�شادم اأما يف الإلغاء.. والإلغاء ثقافة �شديدة النحطاط والهمجية معه،

والتخلف..

/ال�شهي�نية واإ�شرائيل/من قامت التاريخية، /ال�شهي�نية راأ�شها منظمة اليه�دية، وعلى الل�بيات الإيباك احلاكم احلقيقي للنظام العاملي

اجلديد.فهناك اإ�شرائيل، ت�شمية اأ�شل اأما ــط كـــبـــري واخــــتــــاط تـــاريـــخـــي / ــغ لال�هابية والإخ�ان/وما قبلهما ال�شلفية اجلهادية، والتي ت�شري مبا�شرة، اإىل اأنها تبتعد عن ال�شلف ال�شالح، الذين رافق�ا النتقال اإمنــا الأوىل، الثاثة القرون املف�شر وحتــ�يــل ذلـــك، بعد بامل�شمى، ال�شحيح باإ�شامه احلق امل�شلم واإخراج والنكفاء، النح�شار اإىل له اخللق يف مكمان واإنهما الآخر، والإن�شان بالل الإميان على املعتمد الإن�شاين اإىل ال�شتثناء احلامل للت�شدد واإق�شاء الآخر، بدءا من ابن

تيميه..وا�شتناد ال�هابية والإخ�انية اإىل تعاليمه..

و�ش�ل اإىل احلركات اجلهادية امل�شلحة والقاعدة التي ظهرت من ال�شع�دية واليمن وال�ش�دان، بدعم فني اأمريكي، وعملت يف اأفغان�شتان

اأول، ومن ثم حت�لت اإىل قاعدة عاملية لاإرهاب..من الكم هــذا وداعــ�ــس.. الن�شرة كجبهة الت�شميات: وتعددت يف به ورمت النه�شة، قمة من الإ�شامي العال اأخذت التي الأفكار؛ اأوراق يفل�س اخلطاب، يف طعمة نبيل د. روؤى يف التكفري.. ح�شي�س اخلطابات الت�اءات مع ويتعرج والع�اطف.. واملفاهيم احل�شا�شيات �شيا�شي ه� وما �شه�اين.. تاأملي، عاطفي، نف�شي ه� ما بن املتعددة

واإعامي..حماولة ك�شر الأقفال عن القراءات ال�شغرية امل�ؤثرة..

ي�شقي كمطر عذبا معرفيا هطا ت�شيف اأن لتاأماته يرتك وه� ب�شتانا الغابة والأعايل..

فل�شفة التكوين الفكري.. روؤى يف اخلطاب العربيجديد الباحث الدكتور نبيل طعمة

ال�شعر �شل�شلة �ــشــمــن الكتاب اإ�ــشــدارات احتــاد من “وينك�شر العرب �شدر دي�ان اأحـــام لل�شاعرة الغياب”

غامن.عــددا الــديــ�ان احت�شن تباينت التي الق�شائد مــن من ـــرث اأك واأخــــذت معانيها التي الت�ش�رات وفــق منحى الــ�ــشــاعــرة، خــيــال التقطها التي املختلفة والتداعيات عا�شتها يف جتربتها ال�شعرية املتعددة، املتن�عة وباأ�شكالها فك�شر الدي�ان اأ�شئلة الغياب

امل�ؤجلة وعك�س املرئي والامرئي باأ�شل�ب حملت فيه اللغة انفعالت ذات دللت معرفية.

وتك�شر الفرح جتــدد اأن اأبياتها خــال من ال�شاعرة حاولت جدران الغياب التي اعتادت اأن ت�ؤرق ع�اطفها وت�شعل اأ�شجانها، فهي حن تكتب عن الع�شق تعمد اإىل اأ�شل�ب نقي ورقيق ت�ؤديه مع براءة احلق�ل وان�شياب املاء، دون اأن تتخلى عن امل��شيقا وعن امل��ش�ع وعن بال�ش�ق ميتزج رقيق باأ�شل�ب الأنثى ع�اطف عن معربة تا�شكه،

وباجلمال ومبا اأوجده الل يف الطبيعة من مك�نات بهية.جاءت املجم�عة يف 142 �شفحة وغافها للفنان ماجد خميرب.

الوهابية نتاج ال�شهيونية

وينك�شر الغياب