السنة التكوينية مراكشالمركز التربوي الجهوي 2008/2009 ة شعبة اللغة العربي

المدرسيالصورة في الكتاب الوضعية والوظيفة

منوذجا" املفيد يف اللغة العربية " كتاب

الدكتور إشراف األستاذتحت ــاذ ب األستــاز الطالــإنج

زوهريحممد . د امحد سعـدي

تم إنجاز هذا المشروع الشخصي في إطار عدة التكوين بالتناوب للسنة التكوينية

1429/1430 - 2008 /2009

2

c

3

4

w f

حلمد هللا مصور اخلالئق، ومنشئهم بال مثال سابق، محدا يدوم ما تعاقب الليل والنهار، اوالصالة والسالم عىل سيد ولد آدم، جاء وطريق احلق قد عفا، ونوره خبا، فشيد منه ما عفا،

وعىل صحابته األبرار، وقرابته األخيار، ومن هنل من . وشفى باإلسالم من كان عىل شفا .ملدرارمعينهم الغض ا .أما بعد

الوضعية : الصورة يف الكتاب املدريس"فإين اخرتت مرشوعي الشخيص، بعنوان يف حياة املجتمعات، وتتجىل هذه األمهية ملا هلذا املوضوع، موضوع الصورة من "والوظيفة

. "أرسطو"األمهية يف كون اإلنسان كائنا مفكرا، والتفكري مستحيل من دون صور، كام قال والصورة مل تعد تساوي . "روالن بارث" كام يقول "حضارة الصورة"إلنسان احلايل وحضارة ا

. ألف كلمة كام يقول املثل الصيني، بل تساوي مليون كلمة بل أكثركالتلفيزيون والسينام : ولقد لعبت الصورة دورا مهام عرب وسائل اإلعالم املرئية

يكلة وعي اإلنسان املعارص بأشكال إجيابية واإلنرتنت، وفنون اإلعالم واإلعالن، يف تشكيل وهحينا، وأشكال سلبية أحيانا أخرى،إذ إن الصورة حترض بشكل جارف يف كل مناحي اإلنسان احلديث؛ فتجدها حارضة يف الرتبية والتعليم ويف األسواق والشوارع، وعرب وسائل اإلعالم،

، وأجهزة احلاسوب، والفضائيات ويف قاعات العرض املرسحية والتشكيلية، ويف بطاقات اهلوية .، ويف غريها من املجاالت التي ال حتىص وال تعدواهلواتف املحمولة

ولقد أسهمت الصورة وتقنياته وجتلياهتا يف عمليات الرتبية والتعليم، من خالل الصور التوضيحية، والرسوم املصاحبة للكلامت، أو من خال تقنية العارض الضوئي

5

Rétroprojecteur Le إلخ وأسهمت أيضا يف جانب االستمتاع ... والشبكة العنكبوتية ).إلخ...ألعاب احلاسوب، والرسوم املتحركة: (والرتويح لدى اإلنسان يف مثل

وال حيسبن أحد أن أمهية هذا املوضوع، موضوع الصورة، نتيجة إلجيابيات الصورة إجيابياهتا وسلبياهتا، حتى يتحرى فقط، بل نتيجة لسلبياهتا أيضا؛ إذ ينبغي عىل املرء أن يعلم

تزييف الوعي الثقايف وإخفاء احلقيقة، : األوىل، ويتالىف الثانية، فمن سلبيات الصورة مثالواإلعالء من قيمة السطحي، واملؤقت والعابر من األمور عىل حساب احلقيقي واجلوهري

كذلك؛ حيث تدخل الندوات التلفزيونية التي تبدو حرة وهي ليست: والثابت، فمن ذلكعملية الرقابة املنظمة ومصادرة احلق، وكذا زيادة املنافسة بني قنوات التلفزيون واملصورين

.والصحافيني سعيا وراء السبق اإلعالمي، وأحيانا عىل حساب القيم واألخالقأخي القارئ، هذه باختصار مكامن أمهية الصورة بشكل عام يف حياة اإلنسان احلديث،

.يف تقدمه وتفكريهرمها وود :وسيأيت هذا البحث يف ثالثة فصول

الصورة الفوتوغرافية، الصورة التوضيحية، : حتديد ملفاهيم: الفصل األول • مقاربة سيميائية للصورة، الكتاب املدريس

الصورة الرتبوية التعليمية: الفصل الثاين •ج منتقاة نامذ" الوضعية والوظيفة "املفيد"الصورة يف كتاب : الفصل الثالث •

."للتحليل

6

حتديدات مفهومية

7

1 الضـــوئي التصــويرإن إنتاج صور بوساطة تأثريات ضوئية؛ فاألشعة املنعكسة عملية

املنظر تكون خياال داخل مادة حساسة للضوء، ثم تعالج هذه املادة بعد ذلك، من ينتج عنها ف .الفوتوغرايف التصوير أيضا التصوير الضوئي ويسمى. صورة متثل املنظر

الكتابة بالضوء، لذلك أو الرسم ضوئي مشتقة من اليونانية، وتعني) فوتوغرايف( وكلمة .أساسا رسم صورة باألشعة الضوئية الضوئي فالتصوير نفس أسلوب عمل العنيتلتقط الصور باستخدام آالت تصوير تعمل إىل حد بعيد بو

وجتمعها يف بؤرة كالعني تستقبل األشعة الضوئية املنعكسة من املنظر التصوير فآلة. البرشيةخياال يسجل عىل التصوير باستخدام نظام من العدسات، وتكون آلة ونتيجة لذلك، . الفيلم

ا، يمكن أيضا فإن هذا اخليال الذي يمكننا أن نجعله ثابت اطة عدد غري حمدود من مشاهدته بوس .األفراد

التصوير فاألشعة الضوئية تدخل إىل آلة. وتنتهي مع اإلضاءة عملية التصوير تبدأهذه األشعة الضوئية تعرض الفيلم داخل آلة. خيال وترتكز يف شكل فتسبب تغريات التصوير

اصة يف إجراءاتكيميائية عىل سطح الفيلم الذي يعالج بعد تعريضه للضوء بكيميائيات خباستخدام الضوء لعمل صورة مطبوعة، عملية التصوير وتنتهي). التحميض(التظهري تسمى

.من الفيلم إىل قطعة من ورق خاص بنقل اخليال : إظهار صورة ضوئية هي عملية وهناك مخس خطوات أساسة يف

جتميع األشعة الضوئية -1 اخليال تركيز -2 تعريض الفيلم للضوء -3 تظهري الفيلم -4 .طباعة الصورة -5

8

أسود وأبيض، أما :ملراحل اإلظهار واحلصول عىل صورة ويف هذا القسم وصفمن هذه التظهري والطبع يف قسمسنعرض هلاأو فورية ف اإلجراءات املتبعة لعمل صور ملونة

.الفصل•

ه فيلم يف اجلانب يف أحد جوانبه، وب) فتحة( حدقة أساسا صندوق له هي التصوير آلةالداخلية سوداء متاما، حتى تسقط عىل الفيلم التصوير وجيب أن تكون مجيع جدران آلة .املقابلتنفتح فقط عندما تكون الغالق أداة تسمى التصوير وبآلة. املارة من احلدقة األشعة الضوئية فقط

لتمنع الضوء من مةيف حالة االستخدام لعمل صورة، وتبقى مغلقة بصفة دائ التصوير آلة .الوصول إىل الفيلم

تقريبا تكون احلدقة جزءا من النظام العديس الذي التصوير ويف مجيع آالت يركز األشعة لتعريض الفيلم يف جزء وهبذه الطريقة جتمع العدسة إضاءة كافية. الضوئية الداخلة عىل الفيلم

.بدون عدسةمن الثانية فقط، بينام قد يطول التعريض لعدة دقائق عندما ينفتح الغالق يمر الضوء املنعكس عىل املنظر من خالل احلدقة ليكون خياال

خالل للمنظر عىل الفيلم، حيث متر األشعة الضوئية الصادرة من اجلزء العلوي من املنظر منتكون فهي التي احلدقة لتقع عىل اجلزء األسفل من الفيلم، أما أشعة اجلزء األسفل من املنظر،

.اجلزء األعىل من اخليال، لذلك يظهر اخليال مقلوبا عىل الفيلم•

هذه تركيز تعمل عىل التصوير عدسة آلة باإلضافة لرتكيز األشعة الضوئية الداخلة، فإناحلدقة لتكون خياال واضحا فهي حتني األشعة املارة من خالل. األشعة عىل الفيلم ويرتبط .

ولكثري . املنظر والعدسة، وأيضا بني العدسة والفيلم الواضح للخيال عىل املسافة بنيالتحديديمكنه حتريك العدسة إىل األمام واخللف، وتوجد آالت نظام تركيز آيل، التصوير من آالت

.املناظر آليا عىل مسافة حمدودة من العدسة تصوير أخرى عدساهتا ثابتة، تركز•

9

املستحلب قطعة من الورق أو البالستيك تسمى من الفيلم األسود واألبيض يتكون أمالح الفضة تبقى متجمعة مع بعضها بوساطة اجليالتني الذي يتكون من حبيبات دقيقة من

الفضة حساسة جدا للضوء وحتصل هلا تغيريات كيميائية عند وأمالح. وهو مادة تشبه اجلييل. تغيري يف هذه األمالح عىل كمية الضوء الساقطة عليهاال وتتوقف درجة. تعرضها للضوء

.حتدث تغيريا أكرب من الكمية الصغرية فالكمية الكبرية من اإلضاءة وملا كانت اإلضاءة الساقطة عىل الفيلم ختتلف كثافتها، حيث تعكس املناظر الفاحتة

اللون قدرا كبريا من الضوء، بينام تعكس املناظر الداكنة كمية قليل التعكس أي ة منه أو قدفاألمالح تتغري .إضاءة، لذلك ختتلف استجابة أمالح الفضة داخل الفيلم لأللوان املختلفة

طفيفا مع منظر رصايص بشدة مع اإلضاءة املنعكسة من منظر أبيض أو أصفر، ويكون التغيريوالتغيري . عىل األمالحتأثري هلا اللون أو داكن، أما املناظر السوداء التي التعكس أي أشعة فال

داخل الفيلم، هذا اخليال اخليال الكامن الكيميائي الذي حيدث يف أمالح الفضة هو الذي يولد .التي ستظهر بعد ذلك يف الصورة غري املرئي حيتوي عىل كافة التفاصيل

• خيرج الفيلم املصور من آلة لضوئية، فأي بإبعاده عن األشعة ا وحيافظ عليه التصوير

الغرفة املظلمة أو معمل ألوان، حيث يعالج اخليال الكامن، ويذهب به إىل ضوء إضايف يفسد الفضة يف املستحلب إىل فضة معدنية، فنتمكن بعد ذلك باحلموض الكيميائية التي حتول أمالح

.الفيلم من مشاهدة اخليال عىل لت كمية كبرية من اإلضاءة ـ عندأثناء تظهري الفيلم تكون أمالح الفضة التي نا أما األمالح التي حصلت عىل إضاءة. التعريض ـ رواسب فضية سميكة عىل الفيلم بلون أسود

ضعيفة أو مل حتصل عىل أي إضاءة فإهنا تكون طبقة معدنية رقيقة، أو قد التكون أي طبقة عىل األلوان الفاحتة أو لذلك تظهر.اإلطالق، فتظهر مساحتها عىل الفيلم فاحتة اللون أو شفافة

الفحم بيضاء عىل تظهر قطعة من فمثال،. الداكنة من املناظر التي نصورها معكوسة عىل الفيلم

10

ويطلق عىل الفيلم بعد مرحلة التظهري الفيلم بعد تظهريه، بينام تبدو كرة من القطن سوداء، .الفيلم بصفة دائمة لثبات اخليال عىل )Négatif( أو سالب

• فأوراق الطباعة املغطاة . تعريض الفيلم وتظهريه عملية طباعة الصورة عملية تشبه

ا بعد تعريضها للضوء من خالل السالب، وبعد بمستحلب حساس للضوء تكون خياال كامن .واملعاجلة الكيميائية يمكن رؤية اخليال الدائم عىل ورق الطباعة التظهري

ة احلساسة للضوء من خالل السالب حتجب املساحات الداكنة منهأثناء تعريض الورقاملساحات كمية كبرية من الضوء، فيظهر ما يقابل هذه املساحات يف الصورة مناطق بيضاء، أما

الطبع، فتظهر املناطق الفاحتة أو الشفافة من السالب فإهنا مترر كمية كبرية من الضوء إىل ورقةعىل ورق الطباعة تتطابق مع لذلك فإن األلوان املتناسقة. ت داكنةالساقط عليها الضوء مساحا

.مثيالهتا يف املناظر املصورة

2 صورة توضح وتضفي نوعا من التشويق إىل اجلزء املكتوب من التوضيحية الصورة

إنتاجها دةويمكن إعا .التوضيحية وهناك أنواع عديدة من الصور. مطبوع مثل الكتاب عملعمال صورة فوتوغرافية أو رسام أو الصورة التوضيحية فقد تكون. من خالل عمليات عديدة

أو واألسود وقد تصنع من اللونني األبيض. من أعامل الفنون التصويرية، كصورة حمفورة مثال إىل أو جلذب األنظار ملجرد التزيني التوضيحية وقد تستخدم الصور. بمجموعة من األلوان

ولكنها البد أن تساعد القارئ عىل فهم الكتابة. قصة أو نص ما أو إلجياد خلفية بقصد إضافة .األلوان إىل النص

يف القرنني مرص مدرسة يف املخطوطات العربية يف أوىل الصور التوضيحيةظهرتوقد املة من أعامل وصلت إلينا ك وظهرت يف املخطوطات العربية التي. التاسع والعارش امليالديني

وكانت أغلب رسوم هذه املدرسة .بغداد مدرسة امليالديني، مما يطلق عليه13 و12القرنني

11

رشحا للمتن وتوضيحا له يف خمطوطات التوضيحية الصورة امليالدي ظهرت 15ويف القرن . ملدرسة وا املدرسة الصفوية امليالديني يف خمطوطات 17 و16املدرسة التيمورية، ثم يف القرنني

.الرتكيةيف "املخطوط امليضء"أول مرة فيام سمي التوضيحية عرفت الصورةفقد أوروباأما

.يزينون املخطوطات بالذهب والفضة العصور الوسطى، ورشع الرهبان. مطبوعة يف أواخر القرن اخلامس عرش ظهرت أول كتب تتضمن صورا توضيحية وقد

بأملانيا وكانت جكامربدألربخيت فيسرت يف الطباعةويعود الفضل يف طبع هذه الكتب لعاملتسمى االسم عىل تلك الكتب ألن العامل استخدموا قطعا من وقد أطلق هذا الكتب اخلشبية

وكان العامل احلرفيون . القطع اخلشبية اليوم احلروف البارزة ومتاثل هذه. اخلشب يف الطباعة .ويايد املطبوعة التوضيحية يلونون الصور

رسمها التي سفينة احلمقى ومن النامذج الشهرية ملثل هذا النوع من الكتب كتاب الصور كانت. بن اإل"هانز هولبني"التي صورها "رقصة املوت و"ألربخيت دورير"

وكانت الصفحات اخلالية . هذه الكتب تطبع عىل جانب واحد فقط من الصفحة يف التوضيحيةتلصق معا .تب األثر التوضيحي املستمرلتعطي هذه الك

استعامل ويف أواخر القرن اخلامس عرش توسع عامل الطباعة يف أملانيا والبندقية يف "ألربخيت دورير"كان ويف أملانيا. اخلشب املقطع الذي احتل املرتبة األوىل يف جتارة املطبوعات

قنية غري العادية يف احلفر الت واحدا من أشهر رسامي الصور التوضيحية، فقد مزج بني القدرةوقد استخدم كال من اخلشب .عىل اخلشب وبني شعوره بأنه يصنع أشكاال ألشياء حية

.والنحاس حلفر صورهأما اليوم فالصورة التوضيحية غنية عن التعريف، إذ أصبحت تصنع إلكرتونيا، دون

. ية يف عامل احلاسوبخشب وال نحاس، بل بضغطة زر، أما األلوان واألشكال فهي غري متناه

12

:املفهوم اللغوي للصورة ومقاربتها سيميائيا •الصورة ترد يف كالم العرب عىل ظاهرها، وعىل معنى حقيقة اليشء، ": قال ابن منظور

املصور وهو الذي صور مجيع املوجودات : يف أسامء اهللا تعاىلو. وهيئته، وعىل معنى صفته 1" وهيئة مفردة يتميز هبا عىل اختالفها وكثرهتامنها صورة خاصة ورتبها فأعطى كل يشء

. Imago يف اللغة الفرنسية، فهـي مشتقة من الكلمـة الالتينيــة Image أما الصـورة"

تعكس شخصية أو شيئا ما، وذلك عن طريق التصوير، أو النحت، أو ثوالصورة اسام ملؤنآة، أو بواسطة وسيلة خاصة وهي كذلك إعادة إنتاج برصي ليشء بواسطة املر... التصوير

2"بالرؤية، كام تقدم الصورة األشخاص، واألشياء كام توجد يف الواقع أن املفهوم األصيل للصورة مشتق من أصل" "Roland Barthes" يف حني يعترب

Imatiri 3"والتي تعني التمثيل واملحاكاة معرفة الطريقة أن القضية املركزية تتلخص يف": ويف نفس الصدد يرى سعيد بنكراد

4"التي تأيت من خالهلا هذه الصورة إىل العني وتستوطنها، باعتبارها نظريا ليشء تقوم بتمثيله .وهذا معناه أن الصورة تشري إىل التشابه بينها وبني ما حتيل عليه أو متثله

والناظر يف الدراسات السيميائية يرى أن استعامل مفهوم الصورة، راجع إىل إحدى Signe( ت األكثر نقاشا يف السيميائيات البرصية، يتعلق األمر بمقولة العالمة األيقونيةاملقوال

iconique( يف سياق تصنيفه ألنواع "شارل ساندرس بريس"كام حددها السيميائي األمريكي العالمات التي تستوعب املظاهر الدالة للتجربة اإلنسانية تبعا لسريورهتا التدليلية، ونمطها يف

شتغال؛ غري أن هذه سترضب أكثر من غريها يف اجتاهات خمتلفة، وتتخذ أبعادا عديدة حسب اال .املسارات التأويلية التي خضعت هلا وحتكمت يف تأويلها ومقاربتها

.483 ص4 لسان العرب، املجلد الرابع، دار صادر، بريوت، ج- 1

2 - Larousse de poche, nouvelle édition, Revue et mise à jour précise de grammaire p210 3 - Roland Barthes, L’obvue et l’obtus, Essai critique III collection, «tel quelques édition du seuil » Rhétorique de l’image p :25

عن منشورات الزمن ).الصورة نموذجا(سيميولوجيا األنساق البرصية ) مفاهيمها وتطبيقاهتا(السيميائيات : سعيد بنكراد- 4 .89ص11 العدد "رشفات"ة سلسل

13

عالمة تستطيع متثيل "تتميز العالمة األيقونية يف االصطالح البوريس باعتبارها 1" وجودهاموضوعها عن طريق املشاهبة، كيفام كان نمط

تشكل املشاهبة اخلاصية األساسية التي تستند إليها "وعىل حد تعبري شارل موريس ."وحتدد نمط وجودها وتدليلها

:(Hypicône)ويميز بورس يف األيقونات بني ثالثة أنواع يطلق عليها أيقونات جزئية

واالستعارات ، (Diagrammes) ةالرسوم البياني، (Image) الصورة"(Métaphores) ؛ فتلك التي تعرض النوعيات البسيطة أو امليكانيزمات هي الصور، وتلك

التي متثل العالقات؛ التي هي يف الغالب ثنائية، أو تعد كذلك بني أجزاء يشء ما بواسطة عالقات متامثلة يف أجزائها اخلاصة هي الرسوم البيانية، ثم تلك التي متثل الصفحة التمثيلية

2 "زء من يشء آخر هي االستعاراتملمثل يشكل توازنا جل هو اتساعه ليشمل أصنافا متعددة من العالمات ومما يستفاد من هذا التعريف البوريس

التي ختتلف طبيعتها باختالف حاملها املادي، وتنوع مرجعها اإلحايل، فباإلضافة إىل العالمات مثل هلا باعتبارها األكثر حتقيقا البرصية التي تبوأت الريادة بني نامذج العالمة األيقونية، وامل

(Eikon) لعنرص املشاهبة، واألكثر متثال أيضا ألصل املصطلح كام ينحدر من اجلدر الالتيني

يمكن احلديث انطالقا من هنا كذلك عن ايقونة غري برصية، مثل "، )صورة(الذي يعني ت املحاكية، كتغاريد العصافري، والكلام (Les icons auditives)الصوتية، األيقونات

3."واأليقونات الشمية، كالعطور االصطناعية، واأليقونات الذوقية كنكهة التوتإهنا عالمات أيقونية عىل املشاهبة معتمدة قنوات تدليلية أخرى غري القناة البرصية

التي متثل خمتلف املظاهر اليومية للوجود اإلنساين، من ذلك مثال .. السمعية، الشمية، اللمسيةق الالسيميائي الذي حياكي انفعاالت النفس وخواجلها، مثلام يمكن أن حياكي موضوعات النس

.خارجية كام هي يف الطبيعة

1 - Peirce (Charles senders ): écrit sure le signe, édition seuil, paris,1978,p149 . نفسه- 2

3 - Klineberg (Jean-Marie) : précis de sémiotique générale, édition de Book université 1996, P 378:

14

مما يعنينا يف هذه املعطيات إمجاال، موقعة مفهوم الصورة ضمن أصناف العالمات كام التصورات تتحدد يف املقاربة السيميائية، وقد بدا جليا من التحديد البوريس، وهو أمر باقي

الالحقة، أن الصورة مرتبطة أساسا بمعنى برصي، من تم ال يمكن أن تكون مطابقة ملفهوم ، وليست كل ةالعالمة األيقونية بشكل تام، فهي باألحرى أيقون جزئية، إذ إن كل صورة أيقوني

يث تم أيقونة صورة، وعليه فمهموم الصورة هبذا هو املعنى الذي ساد يف األعامل السيميائية، ح أي العالمة البرصية"للتمثيل البرصي"االهتامم بالرسائل البرصية فأصبحت الصورة مرافقة

)Signe visuel(.

3 1 الوعاء الذي حيتوي املادة التعليمية التي يفرتض فيها أهنا األداة "يشكل الكتاب املدريس

ن جتعل التالميذ قادرين عىل بلوغ أهداف التي تستطيع أ– أو إحدى األدوات عىل األقل – ."املنهج املحددة سلفا

املرجع األسايس الذي يستقي منه التلميذ معلوماته، أكثر من غريه من املصادر، "وهو هو األساس الذي يستند إليه املدرس يف إعداد دروسه، قبل أن -أي الكتاب–فضال عن أنه

"..يواجه تالميذه يف حجرة الدرسلوسيلة التي تضم بكيفية منظمة املواد واملحتويات، ومنهجيات التدريس، ا": وهو

وأمهيته تكمن يف العنارص ... والرسوم والصور، إنه هو واملدرس املصدران األساسيان للمعرفة :التاليةالكتاب املدريس يالزم التلميذ خال ل مراحل متدرسه، فهو املصدر األسايس، الذي §

.ات املعرفةيسقي منه يف معظم األوقالكتاب املدريس حيدد للمدرسني ما الـذي ينبغي تدريسـه للتالميـذ وكيـف؛ فهو §

.يشمل توزيع املواد ووقت العمل، واملنهجية املتبعة

. 189 -188: ص" ت البيداغوجيا والديداكتيكمصطلحا: معجم علوم الرتبية"نقال عن - 1

15

: ويشار إىل أنه بإمكاننا التمييز بني أنواع الكتب املدرسية التالية ا املدرسوهو وثيقة تربوية عملية يسرتشد هب": األستاذ) املرشد(كتاب §

خالل تدريسه ألهداف أو مفاهيم أو مواضيع املنهج، وخاصة فيام يتعلق باملواد والوسائل .التعليمية، واسرتاتيجيات التدريس والتقييم املناسبة لكل منها

وهو كتاب جيسد األنشطة والتامرين واملشاريع التي : كتاب عمل التلميذ §وقد يتخذ كتاب عمل أو نشاط . ات لتعلم املنهجيمكن أن يقوم هبا التالميذ؛ أفرادا ومجاع

الطالب أيضا الصيغة التقليدية، حيث يكون واحدا جلميع التالميذ خالل الفصل أو السنةحمتويا عىل كثري من األنشطة واألعامل املقعدية، التي يديرها املعلم عادة، وهتدف إىل . الدراسية

صيغة حديثة متمثال بمجموعة من النرشات أو أو قد يتبنى . توفري كثري من الوقت التدرييسعند تعلمهم ) أو مجاعتهم الصغرية(الطاقات التي ختص نشاطا أو عمال سيقوم به أفراد التالميذ

.ملفاهيم وخربات املنهج هو وثيقة تصف فلسفة املنهج الرتبوية وأهدافه، وما يكونه : مرشد املنهج §

."عموما من موضوعات وأنشطة ومواد الكتاب املدريس ليس جمرد وسيلة، بل إنه جوهر العملية الرتبوية، ألنه حيدد ثم إن

يف (وهو سلطة علمية، ال يتطرق إليها الشك .... املعلومات التي ستدرس للتالميذ كام وكيفاوهو يرتجم ... إذ يتجه التلميذ إىل قياس مكتسباته بام يقرأه يف الكتاب املدريس) نظر واضعيه

. سلطة اجلهات التي أقرتهمن وراء سلطته :ومتت هنالك عوامل توثر عىل الكتاب املدريس نذكر منها

.السلطة اإلدارية التي أقرته -2 .املقرر املدريس الرسمي -3 .مستوى التالميذ من النضج واخلربة واملعرفة -4 .نظام االمتحانات املتبع -5 .الكتب املدرسية الرسمية املقررة -6

16

.الرقابة عىل الكتاب املدريس -7 .هات األخرى التي تفرض رقابتهااجل -8 .التنافس التجاري بني النارشين -9

17

الصورة التربوية التعليمية

18

:الصورة التربوية التعليمية •تعد الصورة الرتبوية التعليمية املوجودة خاصة يف الكتاب املدريس ضابطا من أهم

قصد إقناع املتعلم والتأثري فيه، وإنشاء الضوابط التي يرتكز عليها اخلطاب الرتبوي التعليمي نوع من التواصل معه، كام يمكن القول إهنا إحدى الوسائل االقناعية التي تعكس املحركات يف

.العامل اخلارجي بتلقائية وسهولة بواسطة البرصوهكذا كانت الصورة الرتبوية التعليمية تكثيفا ملجموعة من الرموز والعالمات الدالة

عىل املشاهدة للعامل اخلارجي، أي إهنا إعادة إنتاج للواقع، مع العمل دائام عىل حتويل والقائمة املحسوس، ومن غري املعقول إىل املعقول ألهنا تلعب بإحساس املتعلم هذا الواقع من املجرد إىل

الذي ينساق وراء أفكاره وخياله، فتلمس من خالل هذا كله الدور الفعال الذي تقوم به املوازية للخطاب يف الكتاب املدريس يف االستئثار واالستحواذ عىل انتباه املتعلم الصورة

وأفكاره، باعتبارها نسقا تواصليا نتج عن جمموعة من العالمات الدالة ألن أول ما يلفت انتباه املتعلم يف اخلطاب اللغوي الرتبوي هو تأهيل املتعلم نفسيا الستقبال وتقبل اخلطاب اللغوي،

اممه نحو النشاط املعريف التعليمي، فالوظائف إذن التي تقوم هبا الصورة تايل جلب اهتوبالاملوازية للخطاب اللغوي يف الكتاب املدريس متنحها طابعا دالليا، يتامشى مع مقصديات وخلفيات األطر الساهرة عىل تأليف هذه الكتب ألهنا تنضوي عىل جمموعة من األلوان

.واألشكال غري حمدد كام وال كيفاإن الصورة تعد ملفوظا برصيا مركبا ينتج داللته استنادا إىل ": وهكذا يمكن القول

التفاعل القائم بني مستويني خمتلفني يف الطبيعة، لكنهام متكامالن يف الوجود كام أن العالمة األيقونية تشري إىل تركيب ملجموعة من العنارص املؤدية إىل إنتاج داللة ما، فغن العالمة

1"ية ال تشتغل باعتبارها كذلك يف حدود تأويلها ككيان حامل للدالالتالتشكيل

عن منشورات الزمن ).الصورة نموذجا(سيميولوجيا األنساق البرصية ) مفاهيمها وتطبيقاهتا(السيميائيات : سعيد بنكراد - 1

.89ص11 العدد "رشفات"سلسلة

19

والصورة ختتلف باختالف املوضوعات التي تعاجلها فيمكن أن تعرب عن الفرد أو املجتمع أو الثقافة أو السياسة أو االقتصاد أو أشياء أخرى، ويتجسد دور الصورة يف العملية

سندا ملجموعة من املعارف التواصلية والثقافية، واإلبداعية، التعليمية التعلمية يف كوهنا مهدا ومن خالل الصورة (فقد سامهت الصورة وتقنياهتا وجتلياهتا يف عملية الرتبية والتعليم

التوضيحية، والرسوم املصاحبة للكلامت، أو من خالل تقنيات الفيديو والسينام وأجهزة عرض را العتبار الرؤية البرصية تتطلب عمليات معرفية نظ...) واإلنرتنت "data show" البيانات

ويف هذا النطاق ينبغي أن نشري إىل أن الصور تستخدم يف العملية . أقل من عملية القراءةالتعليمية التعلمية، لتكوين النامذج اجليدة من املتعلمني، ألن هلا فوائد كبرية يف تنشيط عملية

وهي العمليات املهمة يف العملية الرتبوية، ويبقى . لتخيلاالنتباه، واإلدراك والتذكر والتصور وا .العامل احلاسم هو الطريقة التي تقدم الصور من خالهلا إىل املتعلمني

ويتضح دور عمليات مشاهدة الصور وحماكاهتا يف ميدان الرتبية والتعليم، يف العديد من télé بالطب املرئيففي جماالت الطب نجد ما يسمى". املجاالت العلمية واملعرفية

médecine متثيال ال –الذي يامرس بواسطة أجهزة كثرية تعتمد عىل الرؤية واملشاهدة من بينها أجهزة أشعة إكس، والتصوير باألشعة فوق احلمراء، وحتت احلمراء، واملناظري، -حرصا

لوجيا والعمليات اجلراحية التي تتم ويرى صورها املرىض واألطباء وطالب الطب، والتكنواجلديدة التي جتعل من املمكن بالنسبة إىل األطباء حتليل عينات من أنسجة املرىض، وحتليل صور املخ، وتسجيل رضبات قلب األجنحة، أو عمل رسوم قلب ومخ املرىض الذين يوجدون عىل بعد آالف األميال من األماكن التي يوجد هبا األطباء، حيث تنقل هذه الصور يف ثوان قليلة إىل

املوجود يف معمل الطبيب، أو األخصائي، بشاشة عالية التحديد، ترتبط مبارشة بامليكروسكو 1."وهناك حماوالت كذلك إلجراء جراحات عرب صور القمر االصطناعي

.2003 يناير 311 املعرفة، العدد جملة عامل"السلبيات واإلجيابيات": ةعرص الصور: الدكتور شاكر عبد احلميد- 1

20

وترتبط الصورة ارتباطا وثيقا بمجال الرتبية الفنية حيث نسعى من خالهلا إىل تقريب لصورة، عن طريق توضيح الرؤية عنده بتعريفات مبسطة املتعلم من الفنون اجلميلة وخاصة ا

للصورة خاصة وللفن عامة وكيفية تذوقه والتعامل معه، مع حسن توظيفه، ويف هذا اإلطار تعترب الصورة وسيلة عن طريقها يتدرب التلميذ عىل صقل رؤيته ":يقول األستاذ بسيوين

ة هي جمال البحث الذي جيريه الناشئ فالصور.. وإدراك األشياء والعالقات عىل سائر أنواعها 1" األشياء، ويلم باألسس اجلاملية التي تستند إليهاهليدرك عن طريقه كن يف الفن هي الرتبية التي ترفع ةإن تربية النشء عىل إدراك املعاين املتضمن": ويقول أيضا

2."من مستوى فهم احلياة بام فيها من غرابة وسعة وسحرىل مستوى رفيع من اإلدراك لألسس اجلاملية للصورة، ال يتأتى وهكذا فإن الوصول إ

للمتعلم إال بمامرسة دائمة للقراءة الفنية لألشياء واستجالء أبعادها ووظائف حضورها وصياغتها، ألن هذه املامرسة تولد عنده ملكة ذوقية، تساعد عىل االنتقال بالقيم التذوقية

.ل االكتساب والتمرس عىل ترقية ذوق املتعلم وعقلنتهاملدروسة، إىل مواقف احلياة، كام يعموبواسطة الصورة يصبح املتعلم أكثر نشاطا وفاعلية يف التعامل مع الصورة ، وهذا ما

املشهور بدراسته عن التفكري وعن الرتبية من خالل "جريوم بروفر"يؤكده عامل الرتبية املعروف فقط مما يسمعونه و %10 أن الناس يتذكرون االستكشاف واإلبداع، ذكر دراسات عديدة تبني

فقط مما يقرؤونه، يف حني يصل يف حني يصل ما يتذكرونه من بني ما يرونه أو يقومون به 30% .%90إىل

298،ص1985، دار املعارف القاهرة 4أسس الرتبية الفنية، ط: حممد بسيوين. ذ- 1 .237ص : املرجع نفسه- 2

21

الوضعية والوظيفة" املفيد"الصورة يف كتاب

22

:الوضعية .1 أن الصور توجد يف مواقع خمتلفة تبني لنا"املفيد"بعد استقراء الصور التي حواها كتاب

:من الصفحات، وال تكاد خترج عن أربعة متوضعات هي .وقوع الصورة يف أعىل النص - .وقوعها يف وسط النص - ).موازية له(وقوعها قبالة النص - ).خلفية له(وقوعها أرضية للنص -

.وال تكاد توجد صورة يف آخر النص يف الكتاب كله :الوظيفة .2

حتمل يف طياهتا خطابا أو رسالة معينة، ووضع صورة مصاحبة ال شك أن كل صورةلنص ما دون قصد رسائل مترر عرب هذه الصورة، يعد عبثا، وأعامل العقالء تنزه عن ذلك، إذن فكل صورة سواء يف الكتاب املدريس أو غريه البد أن هلها مغزى معينا ، أو إيديولوجية

النتباه هو كون الصور أحيانا مترر رسائل غري مقصودة مقصودة، وهتدف إىل غاية، ولكن املثري ل يف هذه األداة الرتبوية لمن الواضع، ولعلها مل ختطر له ببال، وهذا ما يفرض عىل الدارس املتأم

.أن يستنبط دالالهتا وأن يكتشف ما وراء األكمةر التي حتليل بعض األمثلة من الصو-إن شاء اهللا تعاىل–ولذا فسنحاول يف هذا الفصل

للسنة األوىل من الثانوي اإلعدادي، وسيكون التحليل "املفيد يف اللغة العربية"حواها كتاب :عرب مرحلتني اثنتني

.وضعية الصورة وعالقتها بالنص،وداللة متوضعها .1وذلك عن طريق ذكر مكوناهتا بشكل وصفي أوال ثم حتليل داللة كل عنرص : وظيفتها .2

.وعالقته بموضوع النص

23

24

.42ص ": ألمحد شوقي" "أفصح الناطقني" نص قصيدة : 1المث•

وردت الصورة يف هذا املثال خلفية للنص وهذه هي القصيدة الوحيدة التي وردت فيها الصورة هبذه الوضعية، والسبب يف استعامل هذه الوضعية، هو كون الصورة متواشجة مع

.لة السياق املؤطر واملوجه لفهم النصحمتوى النص، إذ تعترب ضامة أللفاظه، فهي بمنزوهذه الوضعية تكون غالبا يف النص الشعري لقوة داللتها ومصاحبتها لكل مراحل قراءة النص فهي بمثابة التنغيم لألبيات الشعرية، والتحفيز مللكة اخليال لدى التلميذ باستمرار،

. من حلظاتهوهذه هي ميزة هذه الوضعية أهنا ال تنفصل عن النص يف أي حلظة•

تتكون هذه الصورة من شمس طلعت لتوها، ونور منترش يف أرجائها، ويف جنبات الصور بقايا الظلمة، فالشمس رمز لبعثة النبي صىل اهللا عليه وسلم، وهو مقتىض قول اهللا عز

بعثته صىل ف )قد جاءكم من ا نور وكتاب مبني، يهدي به ا من اتبع رضوانه سبل السالم(وجال اهللا عليه وسلم نسخت ظلامت الرشك والظلم، وهذا ما توحي به الصورة حيث أزال نور الشمس ظلمة الليل، إال بقايا قليلة منها، وهذه البقية دالة عىل أن النبي صىل اهللا عليه وسلم إنام

.يت الرابعيملك هداية اإلرشاد ال هداية التوفيق، وقد أشار الشاعر إىل هذا املعنى يف الب ملا ذكرناه آنفا، ثم إن "أفصح الناطقني"وهناك عالقة وطيدة بني الصورة والعنوان

.الفصاحة يف اللغة الظهور والبيان، وهذا ما يدل عليه بزوغ الشمس وطلوعهاوتلعب الصورة يف هذا النص دور السياق املقيد لفهم التلميذ وتوجيهه، إذ إنه عند

لك املعني الثاوية يف الصورة، كام تنمي الصورة جانب اخليال والتأويل قراءته للقصيدة يتمثل ت .واإلسقاط لدى التلميذ

25

26

274 •

الصورة يف هذا املثال وردت يف أعىل النص بشكل أفقي مستعرض، فهي بمثابة املؤطر هنا عتبة للنص، أال ترى أنك إذا قرأت العنوان واملمهد للنص، أما أفقية النص فتدل عىل كو

تعذر عليك جتاوز الصورة متعرضة للنص؟ فوجود الصورة يف األعىل هبذه األفقية حيتم "نداء" .عىل األستاذ أن يوليها اهتامما بالغا يف بداية املالحظة

• يكون للسلم، إذ النداء قد يكون للحرب كام) نداء(هذه الصورة ختصص معنى العنوان

فمحص بالصورة للثاين، وهذا التخصيص يلعب دورا بيداغوجيا مهام يف حرص ذهن املتعلم يف .معنى معني

وتتكون هذه الصورة من محامتني حتمالن غصني زيتون بينهام يدان متصافحتان؛ .إحدامها سوداء واألخرى بيضاء

، وهذه الداللة ذات شرة التعايأما احلاممتان وغصنا الزيتون فيدالن عىل السالم، ورضوأصل يوناين، ويدل اختالف لون اليدين عىل وجوب التعايش مع اآلخر وأال فرق بني أسود

) .إن أكرمكم عند ا أتقاكم(وأبيض وال عريب وعجمي إال بالتقوى، كام يف قوله تعاىل بغي أن يأيت من وإنام جعلت احلاممتان عن اليمني وعن الشامل للداللة عىل كون السلم ين

وأثبتت اليدان دون باقي اجلسد للداللة عىل عموم هذا السالم أن هذا السالم ال . الطرفني معايتعلق بذات معينة دون أخرى، فلو أثبتت الذوات لتوهم أن السالم خاص هباتني الذاتني

.فحسب، وهذا خالف مقصود النص

27

28

384 •

تتموضع الصورة يف هذا املثال باملوازاة مع النص القرائي، وهذا ما يعطيها فهام خاصا من لدن األستاذ والتلميذ عىل السواء؛ ففي هذا األنموذج تأخذ الصورة حيزا كبريا من الصفحة

و املفهوم، بل يطابق حجم النص، وهذا يعني بشكل أو بآخر أهنام متحدان من حيث الداللة أيمكن القول إن كال منهام يفيد نفس املعنى بوجه خاص به، فداللة الصورة يف هذا األنموذج

يف حني داللة . داللة أيقونية تصور املعنى وتعطي للقارئ، حرية التأويل، بام يوافق مراد النص .النص داللة لغوية لفظية تفصل ما أمجلته الصورة من معاين

بني النص والصورة تساعد التلميذ عىل متثل املعاين املتضمنة يف وهذه االزدواجية .النص

• فهي إذن "جامعة القرويني"هذه الصورة تدل بداللة املطابقة عىل ما يدل عليه العنوان

.مرادف أيقوين للعنوان الذي يعد داال لفظياايات خلفها، وأول ما نالحظ أن هذه الصورة حتوي بناية جامعة القرويني مع بعض البن

املتأمل يف هذه الصورة هو زاوية النظر العلوية، وهي تدل عىل رفعة مقام جامعة هيلفت انتباالقرويني ملا هلا من دور يف ختريج العلامء، ونرش العلوم الرشعية، وغريها، أما اقرتان جلامعة

لامء وعامة الناس، كام تدل بالدور خلفها فيدل عىل الفرق الشاسع بني العلم واجلهل، وبني الع .كثرة الدور عىل ندرة العلامء بني العوام

ويف نظري أن نسبة اإلضاءة يف الصورة غري كافية مقارنة مع إشعاع اجلامعة وقدرها، وكان عىل منتقي الصورة أن خيتار جهة ذات إضاءة وافية، إذ إن نسبة اإلضاءة من أهم

.الذي سلطت عليهاملوجهات النطباع التلميذ حول اليشء واختيار اللون األخرض لسطح اجلامعة فيه داللة وإشارة إىل املثل الذي رضبه صىل اهللا عليه

أيبوسلم للعلامء وغريهم، كام جاء يف الصحيحني من حديث موسى بي عن األشعري الن صىل

29

عليه اهللا وسلم قال مثل ": بعثني ما من هب اهللا اهلدى والعلم كمثل الغيث الكثري أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت املاء فأنبتت الكأل والعشب الكثري وكانت منها أجادب أمسكت املاء فنفع الناس هبا اهللا فرشبوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنام هي قيعان متسك ال ماء وال تنبت كأل فذلك مثل من فقه دين يف ونفعه اهللا بعثني ما به اهللا فعلم وعلم ومثل من مل يرفع ذلكب رأسا ومل يقبل هدى الذي اهللا أرسلت به ".

فداللة اللون األخرض هي الكأل والعشب الذي رضبه النبي صىل اهللا عليه وسلم .للعلامء، والدور اخللفية هي القيعان التي وردت يف احلديث

30

31

4184 •

وردت الصورة يف هذا املثال يف جوف النص، إذ إن ما فوقها من األبيات مساو ملا حتتها من األبيات، وهذا التموضع دال عىل كون الصورة من جوهر النص، فهي فقرة ال تنفصل عنه، وهذا ما حيتم عىل األستاذ حتليل الصورة من خالل حتليل القصيدة باعتبارها فقرة منه ال يف

هيد، ولو كانت جتذب انتباه التلميذ قبل قراءة النص، ثم إن ورودها متعرضة بشكل أفقي التمدال عىل كوهنا حلقة من حلقات النص يراعى فيها الرتتيب فال جيوز للناظر يف القصيدة ختطيها،

.بل إن ما قبلها يفيض إليها وتفيض هي ملا بعدها

• حيمل حقيبة فيها فأس ومن خلفه دار خربة، تتكون الصورة من شخصية املهاجر الذي

.ومن وراءه سور له باب ودون هذا السور بنايات شاهقة يويل املهاجر وجهه شطرهاتدل احلقيبة التي حتوي فأسا عىل احلمل الثقيل الذي يكابده املهاجر وهذا ما ذكر يف ثنايا

حلقيبة تدل باللزوم عىل أشياء ، والفأس الظاهرة من ا)يوميات مهاجر(النص وأمجل يف العنوان أخرى داخل حلقيبة كاملطرقة وغريها، وترمز هذه األشياء املخبأة عىل أعباء أخرى للمهاجر مل

.يرصح بذكرها الشاعر وإنام تفهم من خالل هذا النصواستدبار الشخص البيت اخلرب يدل عىل عزته وطموحه يف املعايل وهذا ما دل عليه

ل السور عىل الفارق بني حياة البؤس التي يعيشها املهاجر وحياة الرفاهية، ويد. البيت األخريأما تولية املهاجر وجهه شطر الباب فتدل عىل كونه سلك السبيل األقوم لنيل املجد، إذا أتى املعايل من باهبا، ويف هذا خطاب تربوي للتلميذ بأن يسلك السبيل الصحيح؛ يف حتقيق أمانيه

.من باهبا ال من ظهرها كام فيه تنمية لطموح التلميذ يف نيل السؤددوأن يأيت الدار

32

33

5100 •

يف بؤرة الصورة ، "ولييل"وردت الصورة أعىل هذا النص بشكل عريض، وجاء العنوان نص، أما ورود العنوان يف وتتدرج اإلضاءة يف حوايش الصورة السفلية لتحل وتتحد مع ال

.جوف الصورة فهو عبارة عن متازج بني الدال اللفظي ومدلوله األيقوين•

تتكون هذه الصورة من قوس الباب الرئيس لولييل، وخلفها جبال وتالل، وكذا منظر .السامء الزرقاء

ي يشكل مفخرة تدل هذه الصورة إمجاال عىل املجد املتجذر يف القدم لدى املغاربة، والذلكل مغريب، وال خيفى عىل الناظر ما تثبته هذه الصورة من تشبت باحلضارة املغربية، وافتخار هبا

.لدى التلميذ؛ وهذه القيمة، قيمة الوطنية التي ال يكاد خيلو منها درس عىل اإلطالقورة كام تلقي يف ذهن التلميذ مبدأ االقتداء بسلفه؛ يف نيل املجد والسؤدد، وجعلت ص

أمام اجلبال البعيدة التي تبدو متقزمة مقارنة بباب املدينة، للداللة عىل كوهنا أجل "ولييل"باب وأسمى من اجلبال الراسيات، وجاللة املصنوع يلزم منها جاللة الصانع، وهم األجداد، وهذا

.هو املقصود بالذات ال املدينةي يتوصل هبا من داخل إىل خارج، ومن املالحظ أن ها الباب ليس كباقي األبواب؛ الت

والعكس، بل هو باب يتوصل به من خارج إىل خارج، ومن داخل إىل داخل؛ إذ ال داخل له وال خارج، إال باعتبار الوالج، فقد يعتربه جمازا إىل املايض العتيق، إن اعترب احلارض فضاء فسيحا،

.والعكس أيضا فتأمله

34

35

6110 •

وردت الصورة يف أعىل النص، مع امتزاج يسري مما ييل أهذاهبا السفىل، ويف ذلك إشارة .إىل كوهنا متهيدا للقصيدة

وقد انقسمت الصورة إىل ثالثة مقاطع، فعىل اليمني هناك مقطع حيوي نخيال، ويف . عة مسجد الكتبيةالوسط باب قبور السعديني، ويف اليسار صوم

• فيام خيص اللون، ال شك أن اللون األمحر طاغ عىل الصور الثالث مجيعها، ويف هذا

."ذكرى مراكش احلمراء"انسجام مع العنوان أما الصورة عىل اليمني، التي تضم نخال باسقا، فتدل عىل املجد والسمو، واألصل

عامق األرض، ووجود مخسة أشجار من النخل فيه الثابت يف التاريخ، ثبوت أصول النخل يف أأما القرب . إشارة إىل النجمة اخلامسية لراية املغرب، وخرضة النخيل تدل عىل خرضة النجمة

فيدل عىل مصري اإلنسان املحتوم، وإن بلغ ما بلغ من املجد ، وعلينا أن نسلك سبيلهم يف نيله الصورة الثالثة التي فيها الصومعة، فاتباع السبيل باتباع رشائع اهللا عز وجل، وهذا ما دلت عليه

يؤدي إىل املجد والسؤدد، يف شتى املجاالت؛ من أدب وفقه "الصومعة"القويم من قرآن وسنة ثم بعد كل هذا السؤدد ال بد من هادم اللذات، وهو املوت "النخيل"واقتصاد وسياسة

؛ سواء قصدها واضع الصورة أم مل يضعها، ، وهذه الدالالت مجيعها موجهة إىل التلميذ"القرب" .رغب فيها التلميذ أو عنها

36

37

7146 •

ذ ساوى ما قبلها من األبيات ما بعدها، وهي ، إوردت هذه الصورة يف جوف القصيدة ال تتم ماهيتها إال هبا، أي الصورة متثل فقرة من فقرات النص؛ فهي أبيات مكملة للقصيدة

وينبغي لألستاذ أن حيللها يف مكاهنا ال يف التمهيد بالطريقة الرتيبة، وجاءت هذه الصورة .متعرضة بشكل أفقي؛ حتى ال جياوزها األستاذ إىل ما بعدها دون دراسة وحتليل

• ا تتكون هذه الصورة من رجل عجوز ذي ثالث أرجل؛ وامرأة عجوز أيضا، وابنه

.املتوسد رجلها، وأمامها خرقة عليها نقودأما الرجل العجوز، فهو وسيلة الستدرار العطف والشفقة ألجل املحرومني وهذا له وقع بالغ يف نفوس التالميذ، حلداثة سنهم، ورسعة تأثرهم بمثل هذه املشاهد، والرصيف

ادهم، واألم األرملة مع املصبوغ باألمحر واألبيض يدل عىل أملهم، وعىل بؤسهم واحرتاق أكبابنها اليتيم، يستدران عطف رجل صالح، ينقذمها مما مها فيه؛ بأن يتزوج األم، ويكفل ابنها

.اليتيم، ليحوز األجر العميم، كام ورد يف القرآن احلكيمأما جلوسهام ووقوف الشيخ عىل الرصيف؛ ففيه داللة عىل هتميشهم؛ إذ ال يوجدون يف

ويف هذا دعوة إىل وجوب إدماجهم يف .يه سائر الناس، وهو الشارعاملكان الذي يوجد فاملجتمع، والعطف عليهم، ويدل انحناء ظهر الشيخ العجوز، عىل فراغ بطنه، ال عىل هرمه؛ إذ

.إن فراغ البطن من الناحية الفيزيائية يلزم منه انحناء الظهر، وهذا جمرب لدى أهل الطب

38

:خامتة

التي تلحق بالنصوص يقف حائرا أحيانا حائرا أمام ةتوضيحيإن املتأمل للصور الاخلطابات التي توجها هذه الصور، واألدوار التي تلعبها يف توجيه فكر التلميذ، وبصم شخصيته، وهذه األمور كلها قد تكون بوعي من واضع الصورة، وقد ال تكون؛ فعىل واضع

فالصورة ترتبط " الرتبوية اجتاه التلميذ الصورة حذاء نص معني أن خيرب دالالهتا، ووظائفهاباخليال والفكر واملشاعر، فهي مجيعا أساسية يف احلياة ونموها واالرتقاء هبا، والرتبية هلا تدخل أسايس وجوهري يف تثقيف عني األفراد واجلامعات، واستثامر إمكانيات هذا التثقيف يف

1"...املالحظة والتذوق واالكتشاف واإلنتاج فهذا املوضوع احلساس يف حاجة إىل مزيد من الدراسات املستفيضة، التي ختصه وإمجاال

بالبحث، وبحثنا هذا خطوة متواضعة يف الباب، قد اعرتاها قصور كبري، وهي غيض من فيض، :ورحم اهللا احلريري إذ قال

وإن جتد عيبا فسد اخللــال فجل من ال عيب فيه وعالسيد ولد آدم، وعىل آله وصحبه أمجعني، ومن سار عىل هنجهم إىل والصالة والسالم عىل

.يوم الدين

.2006 يوليوز 2 العدد "تشكيل مغريب"حممد زوهري، املكونات التشكيلية يف الكتاب املدريس، جملة - 1

39

.القرآن الكريم .1 .لسان العرب، املجلد الرابع، دار صادر، بريوتابن منظور، .2 ،2004ط .املفيد يف اللغة العربية، كتاب التلميذ للسنة األوىل من التعليم الثانوي اإلعدادي .3

. سطات.IIمطبعة النجاح اجلديدة سيميولوجيا األنساق البرصية ) مفاهيمها وتطبيقاهتا(السيميائيات : سعيد بنكراد- .4

.11 العدد "رشفات"عن منشورات الزمن سلسلة ). الصورة نموذجا( جملة عامل املعرفة، "السلبيات واإلجيابيات": ةعرص الصور: الدكتور شاكر عبد احلميد .5

.2003 يناير 311العدد .1985، دار املعارف القاهرة 4أسس الرتبية الفنية، ط: حممد بسيوين. ذ .6 2 العدد "تشكيل مغريب"حممد زوهري، املكونات التشكيلية يف الكتاب املدريس، جملة .7

.2006يوليوز

8. Larousse de poche, nouvelle édition, Revue et mise à jour précise de grammaire. 9. 10. Roland Barthes, L’obvue et l’obtus, Essai critique III collection, «tel quelques édition

du seuil » Rhétorique de l’image ـ 11. Klineberg (Jean-Marie) : précis de sémiotique générale, édition de Book université 1996 12. Peirce (Charles senders ): écrit sure le signe, édition seuil, paris